أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: علي عمر

باب: حدود الحرم
ذكر حد المسجد الحرام وفضله وفضل الصلاة فيه:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: أخبرنا مسلم بن خالد قال: سمعت محمد بن الحارث بن سفيان، يحدث عن علي الأزدي قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنا لنجد في كتاب الله عز وجل أن حد المسجد الحرام من الحزورة إلى المسعى. وحدثني محمد بن يحيى قال: حدثنا هشام بن سليمان، عن عبد الله بن عكرمة عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أنه قال: أساس المسجد الحرام الذي وضعه إبراهيم من الحزورة إلى المسعى، إلى مخرج سيل أجياد قال: والمهدي وضع المسجد على المسعى.
حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد المكي قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: المسجد الحرام الحرم كله.
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن

 

ج / 2 ص -59-          الأعمش عن إبراهيم التيمي، عن أبيه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أي المساجد على وجه الأرض وضع أولا؟ قال: "المسجد الحرام" قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى" قال: قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة ثم حيث عرضت لك الصلاة فصل فهو مسجد".
حدثنا أبو الوليد حدثني جدي، ومهدي بن أبي المهدي قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش عن إبراهيم التيمي، عن أبيه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أي المساجد وضع أولا؟ قال: جدي في حديثه على وجه الأرض مرة أو قال: مثل ذلك قال: قال:
"المسجد الحرام" قلت: ثم أي؟ قال: "ثم المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة"، قلت: ثم أي؟ قال: "ثم حيث ما أدركتك الصلاة فصل، فإن الأرض كلها طهور".
وحدثني جدي قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير، عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
وحدثني جدي قال: حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن المسيب قال: استأذن رجل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، في إتيان بيت المقدس، فقال له: اذهب فتجهز فإذا تجهزت فأعلمني، فلما تجهز جاءه فقال له عمر: اجعلها عمرة قال: ومر به رجلان، وهو يعرض إبل الصدقة فقال لهما: من أين جئتما؟ فقالا: من بيت المقدس قال: فعلاهما بالدرة وقال: أحج كحج البيت؟ قالا: إنما كنا مجتازين.
وأخبرنا جدي عن محمد بن إدريس عن الواقدي قال: أخبرنا إبراهيم بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح فقال: إني نذرت أني أصلي في بيت المقدس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

 

ج / 2 ص -60-          "ههنا أفضل فصل" فردد ذلك عليه ثلاثًا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس أبي القاسم بيده، الصلاة ههنا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من البلدان".
حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد المكي، عن ابن أبي مليكة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، الا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من خمس وعشرين ألف صلاة فيما سواه من المساجد".
حدثنا مهدي بن أبي المهدي قال: حدثنا بشر بن السري، عن يزيد بن زريع قال: حدثنا أبو رجاء قال: سأل حفص الحسن، وأنا أسمع عن قوله عز وجل
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 96]، قال: هو أول مسجد عبد الله فيه في الأرض، فيه آيات بينات، قال: فعدهن الحسن وأنا أنظر إلى أصابعه، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت.
حدثني جدي قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن عمرو بن دينار، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال:
"تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد، إلى مسجد إبراهيم ومسجد محمد ومسجد إيلياء"، وحدثني جدي قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن إسماعيل بن أمية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة، إلا في المسجد الحرام، وفضل المسجد الحرام، فضل مائة صلاة".
حدثني جدي قال: أخبرنا مسلم بن خالد عن خلاد بن عطاء، عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت ابن الزبير يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"فضل المسجد الحرام على مسجدي هذا مائة صلاة"، قال خلاد: فلقيت عمرو بن شعيب فقلت: إن عطاء بن أبي رباح أخبرني أن ابن الزبير قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "فضل المسجد الحرام على مسجدي مائة صلاة"، فقال عمرو بن شعيب: أوهم عطاء إنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "وفضل المسجد الحرام على مسجدي، كفضل مسجدي على المساجد".

 

ج / 2 ص -61-          وأخبرني محرز بن مسلمة، عن مالك بن أنس عن زيد بن رباح، وعبيد الله بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم، قال: "صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام".
حدثني جدي: قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طلق بن حبيب، عن قزعة قال: أردت الخروج إلى الطور، فسألت ابن عمر فقال ابن عمر: أما علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمسجد الأقصى ودع عنك الطور فلا تأته".
أول من أدار الصفوف حول الكعبة:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن سفيان بن عيينة قال: أول من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد الله القسري1.
حدثني جدي قال: حدثني عبد الرحمن بن حسن بن القاسم بن عقبة الأزرقي، عن أبيه قال: كان الناس يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرام، تركز حربة خلف المقام بربوة، فيصلي الإمام خلف الحربة والناس وراءه، فمن أراد صلى مع الإمام ومن أراد طاف بالبيت، وركع خلف المقام، فلما ولى خالد بن عبد الله القسري مكة لعبد الملك بن مروان، وحضر شهر رمضان، أمر خالد القراء أن يتقدموا فيصلوا خلف المقام، وأدار الصفوف حول الكعبة، وذلك أن الناس ضاق عليهم أعلى المسجد، فأدارهم حول الكعبة فقيل له: تقطع الطواف لغير المكتوبة قال: فأنا آمرهم يطوفون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخبار مكة للفاكهي 3/ 215.

 

ج / 2 ص -62-          يزال يعبدان حتى كان يوم الفتح فكسرا.
وكانت مكة لا يقر فيها ظالم ولا باغ، ولا فاجر إلا نفى منها وكان نزلها بعهد العماليق، وجرهم جبابرة فكل من أراد البيت بسوء أهلكه الله، فكانت تسمى بذلك الباسة.
ويروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: سميت بكة؛ لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة.
وحدثني جدي قال: ويروى عن عبد الله بن الزبير أنه كان قول: سمي البيت العتيق؛ لأنه عتق من الجبابرة أن يسلطوا عليه.
وروي عن عطاء بن يسار ومحمد بن كعب القرظي أنهما كان يوقولان: إنما سمي البيت العتيق لقدمه.
حدثني جدي وإبراهيم بن محمد الشافعي قالا: حدثنا مسلم بن بخالد الزنجي، عن ابن خيثم قال كان بمكة حتى يقال لهم العماليق، فأحدثوا فيها أحداثًا فجعل الله تعالى يقودهم بالغيث ويسوقهم بالسنة، يضع الغيث أمامهم فيذهبون ليرجعوا، فلا يجدون شيئًا فيتبعون الغيث حتى ألحقهم بمساقط رءوس آبائهم وكانوا من حمير، ثم بعث الله عليهم الطوفان. قال أبو خالد الزنجي فقلت لابن خيثم: وما الطوفان؟ قال: الموت.
حدثني جدي، عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج، قال: أخبرني طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء، عن ابن عباس أنه كان بمكة حي يقال لهم العماليق فكانوا في عزة وكثرة، وثروة وكانت لهم أموال كثيرة من خيل، وإبل وماشية وكانت ترعى بمكة وما حولها من مر، ونعمان وما حول ذلك، وكانت الخرف عليهم مظلة والأربعة مغدقة، والأودية نجال والعضاه ملتفه والأرض مبقلة، وكانو في عيش رخي فلم يزل بهم البغي والإسراف على أنفسهم والإلحاد بالظلم، وإظهار المعاصي والاضطهاد لمن قاربهم، ولم يقبلوا ما
الصلاة في المسجد الحرام، والناس يمرون بين أيدي المصلي:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا سفيان بن عيينة، عن كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، عن رجل من أهله، عن جده المطلب بن أبي وداعة السهمي، أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم، يصلي مما يلي باب بني سهم، والناس يمرون بين يديه ليس بينهم وبينه شبر.