شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام
ج / 1 ص -296-
الباب الثامن عشر:
في ذكر شيء من أخبار توسعة
المسجد الحرام وعمارته:
روينا بالسند المتقدم إلى الأزرقي قال: أخبرني
جدي قال: أنبأنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج قال: كان المسجد
الحرام ليس عليه جدارات محاطة به، إنما كانت الدور محدقة به من كل
جانب، غير أن بين الدور أبوابا يدخل منها الناس، فاشترى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه دورا فهدمها، وهدم على من قرب من المسجد دورهم، وأبى
بعضهم أن يأخذ الثمن، وتمنع من البيع، فوضعت أثمانها في خزانة الكعبة
حتى أخذوها بعد، ثم أحاط عليه جدارا قصيرا، وقال لهم عمر رضي الله عنه:
إنما نزلت على الكعبة فهو فناؤها ولم تنزل عليكم. ثم كثر الناس في زمن
عثمان رضي الله عنه، فوسع المسجد، فاشترى من قوم، وأبى آخرون فهدم
عليهم1... انتهى باختصار.
ولم يذكر الأزرقي السنة التي وسع فيها عمر رضي الله عنه المسجد الحرام،
وهي سنة سبع عشرة من الهجرة2، ولا السنة التي وسعه فيها عثمان رضي الله
عنه، وهي سنة ست وعشرين من الهجرة3، على ما ذكره ابن جرير وابن الأثير
في تاريخ توسعتهما4.
وذكر الأزرقي أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وسع المسجد من
جانبه الشرقي، وهو أعلاه مما يليه من جانبه الشامي، ومن جانبه اليماني.
وكان مما وسع به في الجانب الشرقي نصف دار الأزرقي جد الأزرقي، اشترى
ذلك ببضعة عشر ألف دينار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخبار مكة للأزرقي 2/ 68، 69.
2 تاريخ الطبري 4/ 206، والكامل لابن الأثير 2/ 227، الذهب المسبوك "ص:
14".
3 تاريخ الطبري 5/ 47، والكامل لابن الأثير. 3/ 36.
4 تاريخ الطبري 4/ 206، والكامل لابن الأثير 3/ 36.
ج / 1 ص -297-
ثم وسعه أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني
العباس من جانبه الشامي ومن جانبه الغربي إلى أن أوصله إلى ما هو عليه
اليوم، إلا أنه بلغ فيما وسعه من الجانب الغربي إلى باب بني جمح، الذي
هو فيه الآن في محاذاته فيما أحسب الزيادة المعروفة بزيادة باب
إبراهيم، ولم يجعل فيما وسعه من الجانبين إلا رواقا واحدا، وكان ابتداء
عمل ذلك في المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة1، والفراغ منه في ذي الحجة
سنة أربعين ومائة. وكان الذي زاد فيه المنصور الضعف مما كان عليه قبل2.
ثم وسعه المهدي بن أبي جعفر المنصور، من أعلاه ومن الجانب اليماني، ومن
الموضع الذي انتهى إليه أبوه في الجانب الغربي، حتى صار على ما هو عليه
الآن، خلا الزيادتين فإنهما أحدثتا بعده، كما سيأتي في خبرهما إن شاء
الله تعالى. وكان توسعته له في نوبتين: الأولى في سنة إحدى وستين
ومائة3، وفيها زيد فيما زاد أبوه في المسجد رواقان، والثانية في سنة
سبع وستين، وكان أمر بها لما حج حجته الثانية في سنة أربع وستين، ولم
تكمل هذه الزيادة إلا في خلافة4 ابنه موسى الهادي لمعاجلة المنية
للمهدي بالاخترام، وكان مما عمل بعد موته بعض الجانب اليماني وبعض
الغربي، وذلك من الأساطين الحجارة في الجانب اليماني إلى الموضع الذي
انتهى إليه عمل المنصور في الجانب الغربي.
وأنفق المهدي في توسعة المسجد الحرام وعمارته أموالا عظيمة المقدار،
لأن ثمن كل ذراع مكسر دخل في المسجد الحرام خمسة وعشرون دينارا، وثمن
كل ذراع مكسر دخل في الوادي، خمسة عشر دينارا، ونقل إليه أساطين الرخام
من الشام وغيرها، حتى أنزلت بجدة، وحملت منها على العجل إلى مكة، إلى
غير ذلك من الأمور التي عظمت فيها نفقته، ولم يكن له في ذلك نظير، عظم
الله له الأجر واسمه الآن مكتوب في مواضع من المسجد الحرام، منها: قرب
المنارة المعروفة بمنارة باب علي التي فيها الميل، وما ذكرناه من حال
المسجد الحرم في ابتدائه وتوسعته حتى صار إلى ما هو عليه الآن، خلا
الزيادتين، فهو ملخص بالمعنى، مختصر مما ذكره الأزرقي في هذا الأمر.
وذكر في أخبار عمارته من غير توسعة فيه، أن عبد الملك بن مروان رفع
جدرانه وسقفه بالساج، وجعل في رأس كل أسطوانة خمسين مثقالا ذهبا، وعمره
عمارة حسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 إتحاف الورى 2/ 173، وذكر أن ذلك كان في سنة 138هـ، وهو كذلك في
أخبار مكة للأزرقي 2/ 72، وفي المنتظم ذكر ذلك في حوادث سنة 139هـ.
2 تاريخ الطبري 9/ 217، ومروج الذهب 4/ 401، والكامل لابن الأثير 5/
197، ودرر الفرائد "من: 209".
3 أخبار مكة للأزرقي 2/ 76، وإتحاف الورى 2/ 208.
4 أخبار مكة للأزرقي 1/ 360: "في زمن ابنه موسى".
ج / 1 ص -298-
وأن ابنه الوليد بن عبد الملك نقض عمل أبيه
وعمله عملا محكما، وسقفه بالساج المزخرف، وأزر المسجد من داخله
بالرخام، وجعل له شرفا، وجعل على رأس الأساطين الذهب على صفائح الشبه1
من الصفر، وجعل في وجوه الطبقات من أعلاه الفسيفساء، وهو أول من عمله
في المسجد الحرام، وأول من نقل إليه أساطين الرخام. وذكر أنه عمر في
زمن المتوكل العباسي، هذا معنى ما ذكره الأزرقي في عمارة المسجد الحرام
من غير توسعة.
وذكر السهيلي في عمارة المسجد الحرام شيئا يستغرب، فنذكر ذلك، ثم نبين
ما فيه، ونص كلام السهيلي: فلما كان زمن ابن الزبير رضي الله عنهما زاد
في إتقانه لا في سعته، وجعل فيه عمدا من الرخام، وزاد في أبوابه
وحسنها، فلما كان عبد الملك بن مروان، زاد في ارتفاع حائط المسجد، وحمل
إليه السواري في البحر إلى جدة، واحتملت من جدة على العجل إلى مكة2...
انتهى.
وما ذكره السهيلي من أن ابن الزبير رضي الله عنهما لم يوسع المسجد
الحرام فيه نظر، لمخالفته ما هو المشهور في ذلك، ومن حفظ حجة على مَن
لم يحفظ، وما ذكره من أن ابن الزبير رضي الله عنهما جعل في المسجد عمدا
من الرخام، وأن عبد الملك حمل إليه السواري، يخالف أيضا ما ذكره
الأزرقي من أن الوليد بن عبد الملك أول من نقل إليه الأساطين الرخام،
لكن وقع للأزرقي ما يفهم خلال ذلك؛ لأنه قال: حدثني جدي، قال حدثنا
سفيان بن عيينة، عن سعيد بن فروة، عن أبيه قال: كنت على عمل المسجد في
زمن عبد الملك بن مروان، قال: فجعلوا في رءوس الأساطين خمسين مثقالا من
ذهب، في رأس كل أسطوانة3... انتهى.
ووجه مخالفة ذلك لما سبق أن عمل الذهب في رءوس الأساطين يقتضي وجودها
حين عمل فيها ذلك، وإذا كانت موجودة فهي ما عمله عبد الملك أو ابن
الزبير، وأي الأمرين كان فهو يخالف ما ذكره الأزرقي من أن الوليد بن
عبد الملك أول من حمل إليه ذلك، والله أعلم بالصواب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا بالأصل.
2 الروض الأنف 1/ 224.
3 أخبار مكة للأزرقي 2/ 71.
ج / 1 ص -299-
ذكر شيء من خبر توسعة المسجد
الحرام بعد الأزرقي ومن خبر عمارته بعده:
اعلم أنه لم يزد في المسجد الحرام بعد الأزرقي،
إلا أن الزيادتين المعروفة إحداهما بزيادة دار الندوة بالجانب الشمالي،
والثانية الزيادة المعروفة بزيادة باب إبراهيم بالجانب الغربي، ولم يزد
فيه بعد المهدي غير هاتين الزيادتين، فأما قول الحافظ عماد الدين بن
كثير في تاريخه" في أخبار سنة إحدى وسبعين ومائة: أن الخيزران أم
الرشيد خرجت إلى مكة فأقامت بها حتى شهدت الحج1، وقد اشترت الدار
المشهورة لها بمكة المشرفة المعروفة بدار الخيزران فزادتها في المسجد
الحرام2 فهو غير مستقيم لأن الدار المشهورة بالخيزران بمكة إنما هي عند
جبل الصفا، وبينها وبين المسجد الحرام طريق مسلوك يزيد على مائة ذراع
على مقتضى ما ذكره الأزرقي في مقدار ما بين باب المسجد المعروف بباب
الصفا. والصفا هو مبدأ السعي، وهو قرب هذه الدار، فدخولها في المسجد
الحرام غير ممكن، وأيضا فإنه لو وقع منها ذلك لاشتهر كما اشتهر توسعة
غيرها من المسجد الحرام، ولذكره الأزرقي في "تاريخه" كما ذكر ما وقع من
غيرها في هذا الأمر، والله أعلم3.
وأيضا النقل، فإن إسحاق بن أحمد الخزاعي قال في خبر زيادة دار الندوة:
أن الساعي فيها كتب إلى وزير المعتضد العباسي4 يحسن له جعل ما بقي من
دار الندوة مسجدا ويقول له إن هذه تكرمة لم تهيئ لأحد من الخلفاء بعد
المهدي، وذكر إسحاق الخزاعي شيئا من خبر هذه الزيادة وملخص ذلك أن
الساعي فيها سأل قاضي مكة محمد بن أحمد المقدمي وأميرها "عج بن حاج"
مولى أمير المؤمنين يعني المعتضد العباسي أن يكتبا فيها بمثل ما كتب،
فكتبا، فعرضت كتبهم على المعتضد، فأمر المعتضد بعمارة دار الندوة مسجدا
يوصل بالمسجد الكبير، وأخرج لذلك مالا عظيما، فحمل إلى قاضي بغداد يوسف
بن يعقوب، فأنفذ بعضه صفائح، وأنفذ بعضه على يد ابنه عبد الله بن يوسف
في وقت الحج، وقدم معه برجل يقال له أبو الهياج الأسدي، فوكله بالعمل،
وخلف معه عمالا وأعوانا لذلك، فأخرجت القمائم من دار الندوة، وهدمت، ثم
أنشئت مسجدا من أساسها بأساطين وطاقات وأروقة مسقفة بالساج المذهب
المزخرف، ثم فتح لها في جدار المسجد الكبير اثنا عشر بابا: ستة كبار
سعة كل باب خمسة أذرع، وارتفاعه إلى السماء أحد عشر ذراعا، وجعل بين
الستة الأبواب الكبار ستة أبواب صغار، سعة كل باب منها ذراعان ونصف،
وارتفاعه في السماء ثمانية أذرع وثلثا ذراع، وجعل سوى ذلك: ثلاثة أبواب
شارعة في الطريق التي حولها، منها: بابان طاقان، وباب طاق واحد، وسوى
جدرها وسقوفها بالمسجد الحرام، وجعل لها منارة وشرفا، وفرغ منها في
ثلاث سنين، ولم يبين إسحاق الخزاعي السنة التي فرغ منها في عمارة هذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البداية والنهاية 10/ 112.
2 هذه المعلومة ليست عند ابن كثير.
3 ذكر هذه المعلومة ابن فهد في إتحاف الورى 2/ 325، وانظر: الإعلام "ص:
112، 113"، ودرر الفرائد "ص: 220".
4 هو: عبيد الله بن سليمان بن وهب، وقد استمر وزيرا للمعتضد العباسي
حتى سنة 288هـ.
ج / 1 ص -300-
الزيادة حين أنشئت، ولعل ذلك في سنة أربع
وثمانين ومائتين على مقتضى ما ذكره من أنه كتب إلى المعتضد سبب إنشائها
في سنة إحدى وثمانين ومائتين1.
وذكر أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي ابن أخي إسحاق الخزاعي أن القاضي
محمد بن موسى لما كان إليه إمرة البلد، غير الطاقات التي كانت في جدر
المسجد الكبير حين عمرت هذه الزيادة وقد تقدم ذكرها وجعل ذلك بأساطين
حجارة مدورة، عليها مصعد من ساج بطاقات معقودة بالآجر الأبيض والجص،
ووصله بالمسجد الكبير وصولا أحسن من العمل الأول، حتى صار من في دار
الندوة من مصل ومستقبل يستقبل القبلة فيراها كلها. عمل ذلك في سنة ست
وثلاثمائة2.
وأما الزيادة التي بالجانب الغربي المعروفة بزيادة باب إبراهيم، فذكر
أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي شيئا من خبرها عند ذكر الأزرقي لباب
بني جمح، ونص كلامه: قد كان هذا على ما ذكر الأزرقي، حتى كانت أيام
جعفر المقتدر بالله أمير المؤمنين العباس. وكان يتولى الحكم بمكة محمد
بن موسى، فغير هذين البابين، المعروف أحدهم بالحناطين، والآخر ببني
جمح، وجعل ما بين دار زبيدة مسجدا أوصله بالمسجد الكبير، وعمله بأروقة
وطاقات وصحن، وجعله شارعا على الوادي الأعظم بمكة، فانتفع الناس به
وصلوا فيه، وذلك كله في سنة ست وسبع وثلاثمائة3... انتهى.
ذكر صفة هذه الزيادة:
أما صفة هذه الزيادة: فإنها تخالف الزيادة السابقة، لأنه ليس لها
رواق غربي، وإنما لها رواق شرقي وشمالي وجنوبي، وموضع الغربي أبواب،
وبينهما باب الزيادة، وكل رواق منها شقة واحدة، وغالب الجنوبي مما يلي
الجهة الشرقية محوط ببيت فيه شبابيك من خشب، وهو السبيل المنسوب لملك
الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاون الصالحي، وكانت عمارته في
آخر عشر الستين وسبعمائة على ما بلغني، ولها صحن، هذا ملخص مختصر من
خبر ما زيد في المسجد الحرام بعد الأزرقي.
وأما ما وقع فيه من العمارات بعده فكثيرة، وقد شرحنا في أصل هذا الكتاب
شيئا من خبرها واقتصرنا على أعظم ما وقع فيه من العمارة بعد الأزرقي
وسببها، وذلك أن في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ذكر هذا ابن فهد في إتحاف الورى 2/ 352، وانظر: أخبار مكة للأزرقي 2/
110.
2 إتحاف الورى 2/ 366، وأخبار مكة للأزرقي 2/ 113.
3 إتحاف الورى 2/ 336.
ج / 1 ص -301-
ليلة السبت الثامن والعشرين1 من شوال سنة
اثنين وثمانمائة، ظهرت نار من رباط رامشت بالجانب الغربي من المسجد
الحرام، ولم يكن غير لحظة حتى تعلقت بسقف المسجد وعمت بالحريق الجانب
الغربي منه، وبعض الرواقين المقدمين من الجانب الشامي بما في ذلك من
السقوف والأساطين الرخام وصارت قطعا، وانتهى الحريق إلى محاذاة باب دار
الصحابة، وسبب ذلك أن النار لم تجد شيئا تتعلق به لخلو باب دار
الصحابة، وسبب ذلك: أن النار لم تجد شيئا تتعلق به لخلو ذلك الموضع،
وهو عمودان عليهما عقود وسقف بعد سقوطه لتخربه في السيل المهول الذي
كان بمكة في هذه السنة أيضا، فصار ما احترق من المسجد الحرام أكواما
عظاما تمنع من الصلاة في موضعها ومن رؤية الكعبة فلا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم، ثم قدر الله تعالى عمارة ذلك في مدة لطيفة على يد
الأمير بيسق الظاهري2 أعزه الله تعالى، وكان قدومه لذلك في موسم سنة
ثلاث وثمانمائة، فلما رحل الحاج من مكة في هذه السنة شرع في شيل تلك
الأكوام العظيمة، حتى فرغت، ثم أخذ في العمارة حتى عاد ذلك كما كان.
إلا أن الأساطين التي بالجانب الغربي حجارة منحوتة، وكذلك الأساطين
التي في الجانب الشامي خلا أساطين يسيرة في مقدمة الجانب المذكور،
فإنها رخام مكسر ملصق بالحديد، وكان الفراغ من عمارة ذلك في العشر
الأخير من شعبان سنة أربع وثمانمائة3.
وعجب الناس كثيرا من سرعة عمارة ذلك في هذه المدة، لأن من رأى ذلك قبل
عمارته كان يقطع بأن هذه العمارة إنما تنهض في مدة سنين، باعتبار
العادة في العمارات، فلله الحمد على نعمه التي لا تحصى ولم يبق من ذلك
محتاجا إلى العمارة إلا سقف الجانب الغربي، والذي أوجب تركه أنه لم
يوجد بمكة خشب ساج يسقف به، ولو وجد بمكة لما جاء الموسم من سنة أربع
وثمانمائة إلا وجميع ذلك فارغ بقدرة الله تعالى.
ولما كان المحرم مفتتح شهور سنة سبع وثمانمائة، قدم إلى مكة الأمير
بيسق المذكور أحسن الله إليه، لعمارة هذا السقف وغيره مما تشقق من
المسجد الحرام، ونهض أيضا في مدة لطيفة بقدرة الله لأن الأمير بيسق
المشار إليه جرى على عادته في علو الهمة وعني من حين وصوله بتحصيل
الأخشاب، ثم بتهيئتها لعمل السقف، ثم بتركيبها في محلها، والخشب الذي
سقف به ذلك يقال له خشب العرعر4، جيء به إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في إتحاف الورى 3/ 420: "ثامن عشر"، وانظر أيضا: السلوك للمقريزي 3/
3: 1019، ونزهة النفوس 2/ 61، ودرر الفرائد "ص: 316، 317".
2 هو "بيسق الشيخي" مات سنة 821هـ، انظر ترجمته في "الضوء اللامع 3/
22، 23".
3 إتحاف الورى 3/ 423، والسلوك 3/ 3: 1064.
4 "العرعر": شجر من أشجار الصنوبريات، وأنواعه كثيرة.
ج / 1 ص -302-
مكة من جهة الطائف، وأصلح الأمير المذكور
في هذه السنة مواضع أخرى كانت متشققة بالمسجد الحرام وسقوفا فيه، فلله
الحمد على ذلك1.
ثم عمرت أماكن من المسجد الحرام في سنة خمس عشرة وثمانمائة، فمن ذلك:
عقدان على أسطوانة واحدة في الصف الأول من الرواق اليماني، مقابل
المدرسة البنجالية، وأماكن في سقف المسجد الحرام كثيرة، وكان المتولي
لأمر هذه العمارة شيخنا قاضي مكة جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة
القرشي المخزومي المكي2 من مال تطوع به بعض أهل الخير أثابهم الله3.
ثم كثر الشعث والخراب بالمسجد الحرام بعد ذلك، وسقط كثير من سقوفه، ومن
ذلك: أماكن بالجانب الغربي، وموضع بالجانب اليماني يقابل العقدين
المشار إليهما.
ومن ذلك: سقف بالجنب الشرقي في موضع يقال له باب العباس، قريبا من سقف
عقدين.
ومن ذلك: ما يقابل باب الجنائز، ورباط المراغي، والسدة: نحو أربعة
عقود.
ومن ذلك: بالجانب الشامي سقف عقد بقرب باب الدريبة، وموضع آخر بهذا
الجانب يقابل رباط أم الخليفة الناصر العباسي المعروف بالعطيفية.
ومن ذلك: سقف ستة عقود في محاذاة زيادة دار الندوة في الرواق الذي
يليها.
ومن ذلك: سقف عقد مقابل باب دار العجلة.
ومن ذلك: سقف عقدين بالرواق الغربي من زيادة دار الندوة.
ومن ذلك: ما فوق أحد بابي الجنائز الذي يلي رباط المراغي المعروف
بالقيلاني إلى آخر جدار المسجد الحرام الذي يلي رباط المراغي، وقد عمر
من ذلك باب الجنائز عمارة حسنة، مع جدار المسجد الحرام الذي يلي رباط
القيلاني، وكان ما بين بابي الجنائز قائما لم يسقط قبل عمارته، وإنما
تخرب4، فهدم ذلك حتى بلغ الأرض، وأزيلت أسطوانتان من رخام كانتا
متصلتان5 بالبناء الذي بين البابين، وبين بابي الجنائز تبرة كبيرة بحجر
منحوت من ظاهرها فيما يبدو للناس وباطنها بحجر غشيم، حتى ارتفعت عن
الأرض نحو أربعة أذرع بالعمل، وبني فوقها عقدان عليها وعلى جدار المسجد
الحرام إلى المدرسة الأفضلية، وجدار المسجد الحرام إلى رباط القيلاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 إتحاف الورى 3/ 430.
2 مات سنة 817هـ، انظر ترجمته في "الضوء اللامع 8/ 92- 95 رقم 194".
3 إتحاف الورى 3/ 485.
4 كذا وردت بالأصل.
5 كذا وردت، والصحيح "متصلتين".
ج / 1 ص -303-
وهذان العقدان مبنيان بحجارة منحوتة مما
يلي المسعى، وفيه رخام وشيء فوق أسقفة البابين مما يلي بطن المسجد،
وفوق الدرج عقدان من آجر بالنورة، وفي كل عقد عقد لطيف، واستحسنت عمارة
ذلك وكتب بسبب هذه العمارة في لوح من رخام: أن ذلك عمر في سنة خمس
وعشرين وثمانمائة في ذي القعدة، بأمر صاحب مصر الملك الأشرف برسباي على
يد الأمير زين الدين مقبل القديدي صاحبنا1، ونصبت الأخشاب في المواضع
الساقطة من هذا الجانب أعني الشرقي وفي الجانب اليماني، وفي الجانب
الغربي، وفي الجانب الشامي بقرب باب الدريبة، وقبالة العطيفية، وبقي
سقف ذلك الأعلى وإتقانه بالجص والدلك.
وكان بالجانب الشامي في محاذاة باب دار العجلة في الرواق الأوسط
أسطوانة من رخام مشدودة بالحديد والرصاص، فأزيلت وعوض عنها بأسطوانة
صحيحة من رخام، هي إحدى الأسطوانتين اللتين كانتا بظاهر باب الجنائز،
وبني في هذا الجانب في الصف الأول الذي يلي بطن المسجد سبعة عقود، وبني
في هذا الجانب عدة عقود في مؤخرة عقد فوق الدكة المنسوبة للفقيه أبي
السعود بن ظهيرة، وعقود أخر تلي ذلك إلى باب دار العجلة، وزيد بناء يشد
العقود المذكورة في عرض ما تحتها وطوله، واستحسن جميع ذلك.
ومما بني في هذا الجانب، ثمانية عقود في العقد الثاني، وثلاثة عقود في
الصف الذي يليه بعد إحكام الأساطين الذي2 تحت ذلك الحملة المبني من
العقود سبعة في الصف الذي يلي بطن المسجد، وثمانية في التي تليه،
وثلاثة في المؤخرة، وبني عقدان قبالة باب الجنائز، وبترة بين باب
المجاهدية.
وجددت أبواب المسجد الحرام، منها: بابان لباب الجنائز، وثلاثة لباب
العباس، والباب الأوسط من باب الصفا، وباب الصحابة، وباب الزيادة
المفرد، وأصلحت مواضع في أبواب المسجد، وعمرت سقوفه، ونورت أو أكثرها
بالنورة، وذلك في سنة ست وعشرين وثمانمائة، إلا قليلا، في سنة خمس
وعشرين وذلك على يد الأمير زين الدين مقبل المذكور، أثابه الله تعالى3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الإعلام بأعلام بيت الله الحرام "ص: 207، وتاريخ الكعبة المعظمة "ص:
233، وإتحاف الورى 3/ 587.
2 كذا بالأصل.
3 إتحاف الورى 3/ 597، والعقد الثمين 1/ 50.
ج / 1 ص -304-
ذكر ذرع المسجد الحرام غير
الزيادتين:
وبالسند المتقدم إلى الأزرقي قال: ذرع المسجد
الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع، وذراع المسجد الحرام طولا
من باب بني جمح إلى باب بني هاشم الذي عنده العلم الأخضر بمقابل دار
العباس بن عبد المطلب أربعمائة ذراع وأربعة أذرع، مع جدر به تمر في بطن
الحجر لاصقة1 بجدر الكعبة، وعرضه من باب دار الندوة إلى الجدار الذي
يلي الوادي عند باب الصفا لاصقا بوجه الكعبة: ثلاثمائة ذراع وأربعة
أذرع، وذرع عرض المسجد الحرام من المنارة التي عند المسعى إلى المنارة
التي عند باب بني شيبة الكبير: مائتا ذرع وثمان وسبعون ذراعا، وذرع عرض
المسجد الحرام من منارة باب أجياد إلى منارة باب بني سهم: مائتا ذراع
وسبعون ذراعا2... انتهى.
قلت: باب بني جمح لا أثر له الآن، وموضعه فيما أظن بعض الأساطين
المتقدمة في زيادة باب إبراهيم التي في وزان جدار المسجد من هذا
الجانب، والله أعلم.
وباب بني سهم: هو باب المسجد المعروف الآن بباب العمرة.
وقد حررنا ذرع طول المسجد الحرام وعرضه فكان طوله من جداره الغربي إلى
جداره الشرقي المقابل له: ثلاثمائة ذراع وستة وخمسين ذراعا وثمن، بذراع
الحديد، ويكون ذلك بذراع اليد: أربعمائة ذراع وسبعة أذرع، وذلك من وسط
جداره الغربي الذي هو جدار رباط الخوزي إلى وسط جداره الشرقي عند باب
المسجد المعروف بباب الجنائز، يمر به في الحجر ملاصقا لجدار الكعبة
الشامي، وكان عرضه من جداره الشامي إلى جداره اليماني: مائتي ذراع وستة
وستين ذراعا بذراع الحديد، ويكون ذلك بذراع اليد: ثلاثمائة ذراع وأربعة
أذرع، وذلك من وسط جداره القديم عند العقود التي يدخل منها إلى زيادة
دار الندوة إلى وسط جدار المسجد اليماني، فيما بين مقام إبراهيم
والكعبة، وهو إلى المقام أقرب، حرر لذلك جماعة معتمد عليهم من أصحابنا
أثابهم الله وكان تحرير ذلك في ليلة الخمس السابع عشر من ربيع الأول
سنة أربع عشرة وثمانمائة، وقد طابق ما حررناه في ذرع عرض المسجد الحرام
ما ذكره في ذراعه من وسطه.
وذكره ابن خرداذبه في ذرع المسجد طولا وعرضا ما يخالف ذلك، لأنه قال:
وطول المسجد الحرام ثلاثمائة وسبعون ذراعا، وعرضه ثلاثمائة وخمسة عشر
ذراعا3... انتهى. وهذا غريب، لذلك ذكرناه.
وذكر القاضي عز الدين بن جماعة في مقدار المسجد الحرام وجها آخر، لأنه
قال ومساحة المسجد الحرام ستة أفدنة ونصف وربع، والفدان عشرة آلاف ذراع
بذراع العمل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخبار مكة للأزرقي 2/ 82: "مع جدرية يمر في بطن الحجر لاصقا".
2 أخبار مكة للأزرقي 2/ 81، 82.
3 المسالك والممالك "ص: 132".
ج / 1 ص -305-
المستعمل في البنيان بمصر، وهو ثلاثة أشبار
تقريبا1... انتهى. أخبرني بذلك عن ابن جماعة خالي، رحمهما الله.
وذكر الأزرقي رحمه الله مقدار المسجد الحرام في زمان ابن الزبير رضي
الله عنهما لأنه قال حدثني جدي قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن
يحيى بن جعدة، عن زادان بن فروخ قال: مسجد الكوفة تسعة أجربة، ومسجد
مكة سبعة أجربة وشيء.
قال أبو الوليد: قال جدي: وذلك في زمن ابن الزبير2... انتهى.
ونذكر مقدار الجريب لما في ذلك من زيادة الفائدة في بيان مقدار المسجد
الحرام في زمن ابن الزبير رضي الله عنهما، وقد ذكر ذلك الماوردي في
الأحكام السلطانية"، والنووي، والقلعي، وصاحب "الوافي" فأما الماوردي
فقال: إنه عشر قصبات في عشر قصبات ذرع كل قصبة ستة أذرع3، قال ابن
الرفعة بعد ذكره لكلام الماوردي: فإذا ضربت ذلك بالتكسير بلغ ثلاثة
آلاف ذراع وستمائة، وأما النووي والقلعي وصاحب "الوافي" فقالوا: إنه
أرض مربعة كل قائمة منها ستون ذراعا، قال ابن الرفعة بعد ذكره لذلك:
وأنت إذا ضربت ذلك في مثله بلغ ثلاثة آلاف ذراع وستمائة ذراع، وقال ابن
يونس: الجريب ستة آلاف ذراع وأربعمائة ذراع... انتهى.
وعلى ما ذكره الماوردي ومن وافقه في مقدار الجريب، يكون المسجد الحرام
في زمان ابن الزبير رضي الله عنهما خمسة وعشرين ألف ذراع ومائتي ذراع،
لأن ذلك مقدار سبعة أجربة، ويزيد مقداره على ذلك بزيادة على السبعة
الأجربة التي قيلت في مقداره.
وعلى ما ذكره ابن يونس في مقدار الجريب يكون المسجد الحرام في زمن ابن
الزبير رضي الله عنهما خمسة وأربعين ألف ذراع ينقص مئتي ذراع، لأن ذلك
مقدار السبعة الأجربة على هذا القول، ويزيد مقدار المسجد على ذلك
بزيادة على السبعة الأجربة، وأظن أن ما قيل من أن مسجد مكة سبعة أجربة
وشيء في زمان ابن الزبير رضي الله عنهما، يكون مقدار هذا بعد أن وسَّعه
ابن الزبير رضي الله عنهما لا قبل أن يوسعه، والله أعلم.
وقد ذكر الأزرقي في حد المسجد الحرام وجها آخر، لأنه قال فيما رُوِّينا
عنه: حدثني جدي قال: أخبرنا أبا مسلم بن خالد قال: سمعت محمد بن الحارث
بن سفيان يحدث عن علي الأزدي قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
إنا لنجد في كتاب الله عز وجل أن حد المسجد الحرام من الحَزْوَرَة إلى
المسعى وحدثني محمد بن يحيى قال: حدثنا هشام بن سليمان، عن عبد الله بن
عكرمة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال:
أساس المسجد الحرام الذي وضعه إبراهيم عليه السلام من الحزورة إلى
المسعى إلى مخرج سيل أجياد، وقال: والمهدي وضع المسجد على المسعى4...
انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هداية السالك 3/ 1334، 1335.
2 أخبار مكة للأزرقي 2/ 71.
3 الأحكام السلطانية "ص: 152".
4 أخبار مكة للأزرقي 2/ 62.
ج / 1 ص -306-
ذكر ذرع زيادة دار الندوة:
ذرعها طولا: أربعة وسبعون ذراعا بتقديم السين
إلا ربع ذراع، بذراع الحديد المتقدم ذكره، وذلك من جدار المسجد الكبير
إلى الجدار المقابل له الشامي، وعنده باب منارتها، وذرعها عرضا من وسط
جدارها الشرقي إلى وسط جدارها الغربي: سبعون ذراعا -بتقديم السين-
ونصف، وذرع صحنها طولا من الأساطين التي في مقدم الجانب الجنوبي إلى
الأساطين التي في مقدم الجانب الشمالي: سبعة وثلاثون ذراعا، وذرع عرض
صحنها كذلك بزيادة سدس ذراع، كل ذلك بذراع الحديد.
ذكر ذراع زيادة باب إبراهيم:
أما ذرعها طولا: سبعة وخمسون ذراعا إلا سدس
ذراع، وذلك من الأساطين التي في وزان جدار المسجد الكبير، إلى العتبة
التي فيها باب هذه الزيادة.
وأما ذرعها عرضا: فاثنان وخمسون ذراعا وربع، وذلك من صدر حائط رباط
الخوزي إلى جدار رباط رامشت، المقابل له من جدار دار زبيدة إلى جدار
رباط رامشت أيضا، إلا أنه ينقص من هنا عن الأول ربع ذراع، وذرع صحنها
طولا: ستة وثلاثون ذراعا وربع وثمن وذلك من الأساطين التي تلي صحنها
إلى عتبة باب القبة وذرع صحنها عرضا: ثلاثة وثلاثون ذراعا ونصف، كل ذلك
بذراع الحديد المشار إليه، وكان تحرير ذرع هاتين الزيادتين بحضوري1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ينبغي أن يعلم القارئ العزيز أن المسجد الحرام لم يطرأ عليه أية
زيادة تذكر منذ عهد الخليفة العباس "المقتدر بالله" سنة "306هـ" وحتى
عام 1375"هـ حتى قام جلالة الملك "سعود بن عبد العزيز آل سعود" رحمه
الله بتوسعة المسجد الحرام وإنما كان كل ما ذكر بعد زيادة الخليفة
"المقتدر" عبارة عن بعض التجديدات والترميمات على البناء الذي كان
موجودا، وقد أولى العثمانيون الحرم المكي اهتماما كبيرا فقام السلطان
سليم بعمل عمارة توازي ما شيده المهدي العباسي، ثم أجرى السلطان سليم
عمارة الحرم الشريف في عام "972هـ" جدد خلالها سطح الكعبة المشرفة وفرش
والمطاف وأهدى المسجد الحرام منبرا مطعما بالمرمر، وأنشأ منارة عظيمة
الارتفاع واختير أحمد بك كتخذا للإشراف على هذه العمارة التي حلت فيها
القباب محل السقف الخشبي وأنشئت نتيجة لذلك العديد من الأعمدة
الرخامية. واستخدمت الأعمدة التي تبقت من =
ج / 1 ص -307-
...................................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= عمارة المهدي وقد أصبح عدد الأعمدة بعد هذه العمارة "589" عمودا
موزعة على جميع جهات المسجد والعقود "881" عقدا. وفي المسجد "152" قبة
موزعة على جهات المسجد الأربع. و"232" طاجنا بجوار القباب، وعدد
الأبواب "26" بابا، وبلغت مساحة المسجد الحرام في العمارة العثمانية
التي تمت في سنة "984"هـ "28003". أمتار مربعة. وبذلك تقل عن مساحة
المسجد الحرام بعد عهد المهدي العباسي وقد بدأت هذه العمارة في عهد
السلطان سليم. وأتمها خليفته السلطان مراد.
وهذه العمارة أجريت عدة ترميمات وإصلاحات لها. منها: عمارة السلطان
محمد خان سنة "1005هـ" وترميم السلطان عبد العزيز سنة "1278هـ" والسطان
عبد الحميد سنة "1314هـ" والسلطان محمود رشاد سنة "1327هـ".
حتى جاء عصر الملك "سعود الذي بلغت الزيادة التي قام بها "153000" م2
وأصبحت بذلك مساحة المسجد الحرام "180850"م2 ومن بعده بفترة التجديدات
والتوسعات الضخمة التي تمت بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك "فهد
بن عبد العزيز آل سعود". والذي بلغت في عهده التوسعات أقصى درجة لها،
حيث بلغت المساحة الإجمالية للمسجد الحرام "256850م2" بعد أن كانت
"180850م2" وبتلك الزيادت تكون التوسعة السعودية الأولى والثانية قد
ضاعفت مساحة المسجد الحرام حوالي 9 أمثال المساحة القديمة للحرم حتى
توسعة الخليفة المقتدر. المصدر: خرائط ورسوم واردة بآخر كتاب: الزيادات
في الحرم المكي الشريف من العصر النبوي إلى العصر السعودي". |