شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام
ج / 2 ص -493-
الملحق الرابع: بعض آثار المدينة
والمزارات وغيرها
1- مساجد المدينة المنورة1:
تحفل طيبة بالمساجد الأثرية، التي تعد بحق من
أجل الآثار الإسلامية الخالدة وأولها مسجد قباء وهو أول مسجد أسس على
القوي، ومن أشهرها المساجد السبعة وقد سبق ذكر بعضها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 راجع ص191 مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف.
ج / 2 ص -495-
وقد قدام المغفور له جلالة الملك عبد
العزيز -لما بلغه أن مساجد طيبة، تحتاج إلى إصلاح وترميم، أو تجديد
بالآجر- بالنظر في شأنها جميعا، ويعطي كل مسجد حاجته التي تعيد له
جدته. وهذه هي أهم هذه المساجد:
1- مسجد السبق: الواقع بجوار المستشفى الملكي. في الباب الشامي وهذا
المسجد قد أصلح، وسلم لدائرة الأوقاف.
2- مسجد مالك بن سنان الواقع في الحماطة حيال حوش المرزوقي، وقد جدد
بناؤه بالطرق الفنية الحديثة. وسلم للأوقاف.
3- مسجد بلال بن أبي رباح الواقع في دار الحكومة في السيح. وهذا المسجد
تم الكشف عليه ورسمت خطة إصلاحه وسيبدأ العمل فيه قريبا.
4- مسجد محطة سكة الحديد كذلك.
5- مسجد الكاتبية كذلك.
6- مسجد حوش التاجوري كذلك.
7- مسجد المصلى: والعمل جار فيه الآن، وطفقوا يفتتحون له باب من الجهة
الشمالية.
8- مسجد عروة بن الزبير الكائن في وادي العقيق، وقد قرر إصلاحه.
9- مسجد شمس الواقع في الباب المجيدي قرب فندق التيسير، وهذا المسجد تم
إصلاحه وسلم للأوقاف.
10- جبل أحد وضريح سيدنا حمزة رضي الله عنه.
ج / 2 ص -496-
2- القصور التاريخية بالمدينة:
في المدينة كثير من الآثار والقصور التاريخية
الإسلامية، ومن أشهر هذه القصور:
1- قصر سعيد بن العاص وموقع هذا القصر في العقيق الصغير.
2- قصر عروة بن الزبير رضي الله عنهما وموقع هذا القصر بجوار بئر عروة.
3- قصر سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما.
4- قصر ابنة المرازقي.
5- قصر مراجل.
6- قصر إسحاق بن أيوب. وموقع هذه القصور الأربعة في حرة الوبرة.
7- قصر عبد الله بن عامر.
8- قصر مروان بن الحكم.
والقصر الوحيد الذي لا تزال أطلاله شاخصة إلى اليوم هو قصر سعيد بن
العاص. وللملك سعود حفظه الله قصر فخم أقيم حديثا في المدينة المنورة.
قصر داود باشا1:
كان داود باشا واليا على العراق من قبل الدولة العثمانية، وقد قام
بثورته عام 1258هـ. ولما أخمدت الدولة العثمانية ثورته، عفت عنه
وأرسلته إلى المدينة المنورة شيخا للحرم النبوي الشريف، وكان هذا
المنصب مرموقا لدى الدولة.
وحين استقر داود باشا في المدينة المنورة، أنشأ قصره الفخم إلى جانب
بستانه الذي عني به، وسماه بالداودية عام 1265هـ.
قد اختار هضبة المستندر التاريخية مكانا لتشييده قصره ليشرف على ما
حوله من مناظر، وشيد بجواره سبيل ماء. لا يزال قائما بناؤه إلى اليوم.
وهضبة "المستندر" نزلها المهاجرون من بني الديل في عهد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- وقد اهتم الشيخ محمد بن لادن؛ بهذا المكان التاريخي،
فاستأجره من الأوقاف، وأجرى فيه إصلاحات واسعة، حتى جعله صالحا ليكون
مستودعا لآثار المسجد النبوي الشريف ومحلا لورش عمارة التوسعة، ومكاتب
للأعمال الإدراية ومحطة للبنزين، على الطريقة الحديثة، لتموين جميع
الآلات والسيارات التابعة لأعمال مكتب التوسعة في المدينة المنورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 راجع ص101 مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف.
ج / 2 ص -497-
ولداود باشا مشيد قصر الداودية يد لا تنسى،
هي أنه في غضون مشيخته شاهد المسجد النبوي في حاجة إلى تجديد العمارة؛
فبعث إلى السلطان رسائل يخبره بالأمر، فما كادت توافيه رسائل داود باشا
حتى أجاب الطلب، وأوفد إلى المدينة المنورة جماعة من العلماء
والمهندسين والخبراء ليدرسوا حالة المسجد ويرسموا خطة عمارة من جديد،
وقد رفعوا قرارهم إلى السلطان فوافق عليه، وأمر بمباشرة الأعمال لتجديد
البناء عام 1265.
3- خزانات ماء الشرب1:
كان أهل المدينة المنورة في الجاهلية، وصدر
الإسلام، يستقون من آبارها الشهيرة بعذوبة مائها: كبئر "بضاعة"، وبئر
"أريس" وبئر "بيرحاء"، وبئر "غرس"، وبئر "رومة"، وبئر "البصة"، وبئر
"السقيا"، وبئر "ذروان"، وبئر "عروة"، وبئر "أبي أيوب".
وما زال هذا شأن أهل المدينة المنورة، حتى انتقلت الخلافة من الكوفة
إلى دمشق، وأصبح معاوية بن أبي سفيان هو الخليفة؛ فأحب أن يتخذ يدا عند
أهل المدينة المنورة؛ فبعث إلى واليه فيها "مروان بن الحكم". وكان ذلك
في طليعة النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وأمره بإجراء الماء من
الضواحي إلى البلدة كما رأى ذلك في دمشق، وأمده من أجل ذلك بكل ما
يحتاجه من أموال ورجال وآلات وسوى ذلك.
وبعد أن استقر رأي الخبراء على أن يكون مأتى الماء من ضاحية قباء
لعذوبة مياهها وغزارتها. طفقوا يحفرون الأنفاق للديل2 وقد فرح أهل
المدينة بذلك. وسموا عين الماء التي جرت إليهم بالعين الزرقاء نسبة إلى
مروان الذي كانت عيناه زرقاوين.
وقد ظل مصدر العين الزرقاء من بئر الأزرق الواقعة غربي مسجد قباء، مدة
من الزمن، ثم ضوعف ماؤها من آبار كثيرة، وينابيع شتى، في عصور مختلفة
على جملة من الأيدي البارة المحسنة.
وقد وافت عين الزرقاء المدينة المنورة وهي منخفضة؛ لذلك شيدت لها جملة
مناهل ذات دركات يهبط منها إليها كمنهل الزكي، ومنهل درب الجنائز،
ومنهل باب السلام، ومنها حارة الأغوات ومنهل مسجد المصلى، ومن المناهل
ما جعل كآبار يجذب الماء من "الديل" بواسطة الدلاء كمنهل أبي جيدة
الواقع قريبا من الجسر.
ومنهل الباب المصري، ومنها باب بصرى، ومنهل الباب الشامي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 راجع ص111 مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف.
2 الديل: هو جدول الماء، والجمع ديول، وهو اللفظ المطلق لدى أهل
المدينة حتى اليوم.
ج / 2 ص -498-
ولم يفت جلالة الملك سعود حين زار المدينة،
أن يمد يده ويساهم في إصلاح العين الزرقاء مساهمة جليلة؛ حيث أصدر
أمره، بإنشاء خزانات حديثة بالإسمنت المسلح، لتحفظ فيها المياه من
منابعها صافيه نقية، ثم توصل إلى المدينة المنورة في الأنابيب الحديدية
الخفية في جوف الأرض وتوزع فيها على محلاتها.
والذي يدلنا على اهتمام جلالة الملك بمشروع خزانات العين الزرقاء، وضعه
الحجر الأساسي بيده، وقد دس فيه جملة من النقود الذهبية والفضية، وبعض
الوثائق التاريخية والخرائط، وجملة من أعداد جريدة المدينة المنورة.
وبالله التوفيق؟ |