البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي
ذكر فرح النجاشي بوقعة بدر - رضي الله عنه -
قال الحافظ البيهقي (5): أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله
الحرفي ببغداد، حدثنا
__________
(1) أمه: الخناس بنت مالك العامرية، وأخته هند بنت عمير، أم شيبة بن
عثمان حاجب الكعبة، جد بني شيبة (الروض الآنف).
(2) في الواقدي: أسره أبو اليسر، ثم اقترع عليه فصار لمحرز بن نضلة، -
وما قاله مصعب في شأن أخيه أبي عزيز كان لمحرز وليس لابي اليسر -.
(3) من ابن هشام، وفي الاصل سعد وهو تحريف.
(4) من ابن هشام، وفي الاصل: قال وهو تحريف.
(5) أخرجه الحافظ البيهقي في الدلائل - باب قدوم زيد بن حارثة وعبد
الله بن رواحة على أهل المدينة..وما فعل = (*)
(3/374)
أحمد بن سليمان
(1) النجاد، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا، حدثني حمزة بن العباس، ثنا
عبدان بن عثمان، ثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن
(2) جابر عن عبد الرحمن - رجل من أهل صنعاء -.
قال أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه
وهو في بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب.
قال جعفر: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما في
وجوهنا قال: إني أبشركم بما يسركم.
إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي، فأخبرني أن الله [ عزوجل ] قد نصر نبيه
[ صلى الله عليه وسلم ] وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان [ وفلان ] وقتل
فلان وفلان [ وفلان ] (3).
التقوا بواد يقال له بدر، كثير الاراك كأني أنظر إليه كنت أرعى لسيدي
رجل من بني ضمرة إبله، فقال له جعفر: ما بالك جالس على التراب ليس تحتك
بساط وعليك هذه الاخلاط (4) ؟ قال إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى إن
حقا على عباد الله أن يحدثوا الله تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة، فلما
أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم أحدثت له هذا التواضع.
وصول خبر مصاب أهل بدر إلى أهاليهم بمكة
قال ابن إسحاق: وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله
الخزاعي فقالوا له ما وراءك ؟ قال: قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة،
وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الاسود ونبيه ومنبه ابنا
الحجاج، وأبو البختري بن هشام.
فلما جعل يعدد أشراف قريش، قال صفوان بن أمية والله لن (5) يعقل هذا،
فسلوه عني، فقالوا: ما فعل صفوان بن أمية ؟ قال هو ذاك جالسا في الحجر،
قد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا.
قال موسى بن عقبة: ولما وصل الخبر إلى أهل مكة وتحققوه قطعت النساء
شعورهن وعقرت خيول كثيرة ورواحل.
وذكر السهيلي عن كتاب الدلائل لقاسم بن ثابت أنه قال لما كانت وقعة بدر
سمعت أهل مكة هاتفا من الجن يقول: أزار الحنيفيون بدرا وقيعة * سينقض
منها ركن كسرى وقيصرا أبادت رجالا من لؤي وأبرزت * خرائد يضربن الترائب
حسرا فيا ويح من أمسى عدو محمد * لقد جار عن قصد الهدى وتحيرا
__________
= النجاشي حين بلغه الفتح ج 3 / 133 ونقله الصالحي في السيرة الشامية 4
/ 104.
(1) من البيهقي وفي الاصل سلمان تحريف.
وهو أحمد بن سليمان الفقيه.
(2) من البيهقي، وفي الاصل عن - تحريف.
(3) ما بين معكوفين من البيهقي.
(4) في البيهقي: الاخلاق.
(5) في ابن هشام: والله إن يعقل هذا.
(*)
(3/375)
قال ابن إسحاق:
وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيدالله بن عباس عن عكرمة مولى ابن عباس
قال: قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس
بن عبد المطلب، وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت
أم الفضل، وأسلمت وكان العباس يهاب قومه، ويكره خلافهم، وكان يكتم
إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه.
وكان أبو لهب قد
تخلف عن بدر فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة - وكذلك كانوا صنعوا،
لم يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه رجلا - فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب
بدر من قريش، كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا، قال وكنت
رجلا ضعيفا وكنت أعمل الاقداح أنحتها في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس
فيها أنحت أقداحي، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر،
إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر، حتى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره إلى
ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان - واسمه المغيرة -
ابن الحارث بن عبد المطلب قد قدم.
قال فقال أبو لهب: هلم إلي فعندك لعمري الخبر، قال فجلس إليه والناس
قيام عليه، فقال: يا ابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس ؟ قال والله ما
هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤا، ويأسروننا
كيف شاؤا، وايم الله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا بيضا على خيل
بلق بين السماء والارض، والله ما تليق (1) شيئا ولا يقوم لها شئ.
قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجر بيدي، ثم قلت: تلك والله الملائكة.
قال فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة، قال وثاورته (2) فاحتملني
وضرب بي الارض ثم برك علي يضربني - وكان رجلا ضعيفا - فقامت أم الفضل
إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فبلغت في رأسه شجة
منكرة، وقالت استضعفته إن غاب عنه سيده، فقام موليا ذليلا فوالله ما
عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة (3) فقتلته.
زاد يونس عن ابن إسحاق: فلقد تركه ابناه بعد موته ثلاثا ما دفناه حتى
أنتن.
وكانت قريش تتقي هذه العدسة كما تتقي الطاعون حتى قال لهم رجل من قريش:
ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تدفنانه ؟ فقالا إنا
نخشى عدوة هذه القرحة، فقال: انطلقا فأنا أعينكما عليه فوالله ما غسلوه
إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ما يدنون منه، ثم احتملوه إلى أعلا مكة
فأسندوه إلى جدار ثم رضموا عليه بالحجارة.
[ قال يونس عن ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير
عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها كانت لا تمر على مكان أبي لهب هذا
إلا تسترت بثوبها حتى تجوزه ] (4).
قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد قال: ناحت قريش على قتلاهم، ثم
قالوا: لا
__________
(1) ما تليق: ما تبقي.
(2) ثاورته: ثبت له.
(3) العدسة: قرحة قاتلة كالطاعون.
(4) ما بين المعكوفين، سقط من الاصل وابن هشام واستدركت تتمة للخبر من
دلائل البيهقي ج 3 / 146.
(*)
(3/376)
تفعلوا يبلغ
محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم، ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنسوا (1) بهم
لا يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء.
قلت: وكان هذا من تمام ما عذب الله به أحياءهم في ذلك الوقت وهو تركهم
النوح على قتلاهم، فإن البكاء على الميت مما يبل فؤاد الحزين.
قال ابن إسحاق: وكان الاسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده، زمعة
وعقيل والحارث، وكان يحب أن يبكي على بنيه قال فبينما هو كذلك إذ سمع
نائحة من الليل، فقال لغلام له - وكان قد ذهب بصره - أنظر هل أحل النحب
هل بكت قريش على قتلاها لعلي أبكي على أبي حكيمة - يعني ولده زمعة -
فإن جوفي قد احترق، قال فلما رجع إليه الغلام قال إنما هي امرأة تبكي
على بعير لها أضلته قال فذاك حين يقول الاسود: أتبكي أن أضل لها بعير *
ويمنعها من النوم السهود فلا تبكي على بكر ولكن * على بدر تقاصرت
الجدود على بدر سراة بني هصيص * ومخزوم ورهط أبي الوليد وبكى إن بكيت
أبا (2) عقيل * وبكى حارثا أسد الاسود وبكيهم ولا تسمي جميعا * وما
لابي حكيمة من نديد ألا قد ساد بعدهم رجال * ولولا يوم بدر لم يسودوا
بعث قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء أسراهم قال ابن إسحاق:
وكان في الاسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا
مال، وكأنكم به قد جاء في طلب فداء أبيه " فلما قالت قريش لا
تعجلوا بفداء أسراكم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه، قال المطلب بن أبي
وداعة وهو الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى: صدفتم لا
تعجلوا، وانسل من الليل وقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم
فانطلق به.
قلت: وكان هذا أول أسير فدى ثم بعثت قريش في فداء أسراهم فقد مكرز بن
حفص بن الاخيف في فداء سهيل بن عمرو، وكان الذي أسره مالك بن الدخشم
أخو بني سالم بن عوف فقال في ذلك:
__________
(1) من ابن هشام وفي الاصل: تستأنسوا تحريف.
حتى تستأنوا: أي تؤخروا فداءهم حتى لا يتشدد في طلب الفداء.
(2) في ابن هشام: على.
(3/377)
أسرت سهيلا فلا
ابتغي * أسيرا به من جميع الامم (1) وخندف تعلم أن الفتى * فتاها سهيل
إذا يظلم ضربت بذي الشفر حتى انثنى * وأكرهت نفسي على ذي العلم (2) قال
ابن إسحاق: وكان سهيل رجلا أعلم (3) من شفته السفلى.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بني عامر بن لؤي: أن
عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دعني أنزع ثنية سهيل
بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا ؟ فقال رسول صلى
الله عليه وسلم: " لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا ".
قلت: هذا حديث مرسل بل معضل.
قال ابن إسحاق: وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر في
هذا: " إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه " قلت: وهذا هو المقام الذي قامه
سهيل بمكة حين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من
العرب، ونجم النفاق بالمدينة وغيرها.
فقام بمكة فخطب الناس وثبتهم على الدين الحنيف كما سيأتي في موضعه.
قال ابن إسحاق فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضائهم قالوا هات الذي
لنا (4).
قال:
اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه، فخلوا سبيل
سهيل وحبسوا مكرزا عندهم.
وأنشد له ابن إسحاق في ذلك شعرا أنكره ابن هشام.
فالله أعلم.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر قال: وكان في الاسارى عمرو
بن أبي سفيان صخر بن حرب.
قال ابن إسحاق وكانت أمه بنت عقبة بن أبي معيط.
قال ابن هشام: بل كانت أمه أخت أبي معيط.
قال ابن هشام: وكان الذي أسره علي بن أبي طالب.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر قال فقيل لابي سفيان أفد
عمرا ابنك، قال أيجتمع على دمي ومالي، قتلوا حنظلة وأفدي عمرا ؟ دعوه
في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم.
قال فبينما هو كذلك محبوس بالمدينة إذ خرج سعد بن النعمان بن أكال أخو
بني عمرو بن عوف ثم أحد بني معاوية معتمرا ومعه مرية له وكان شيخا
مسلما في غنم له بالبقيع (5) فخرج من هنالك معتمرا ولم يظن أنه يحبس
بمكة إنما جاء
__________
(1) في الواقدي: فلم ابتغ 1 / 143.
(2) في مغازي الواقدي: ضربت بذي السيف حتى انحنى.
وقال ابن أبي الحديد: ذي العلم بسكون اللام، ولكنه حركه - هنا -
للضرورة، وكان سهيل أعلم مشقوق الشفة العليا (شرح نهج البلاغة 3 /
350).
(3) الاعلم مشقوق الشفة العليا، وأما مشقوق الشفة السفلى فهو: الافلح.
(4) في الواقدي: هات مالنا.
(5) كذا في الاصل البقيع: وهو موضع داخل المدينة وفيها مقابرها.
ولعل الارجح النقيع وهو الاقرب، فالنقيع موضع قرب المدينة.
(*)
(3/378)
معتمرا، وقد
كان عهد قريش أن قريشا لا يعرضون لاحد جاء حاجا أو معتمرا إلا بخير،
فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة فحبسه بابنه عمرو وقال في ذلك: أرهط
ابن أكال أجيبوا دعاءه * تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا فإن بني عمرو
لئام أذلة * لئن لم يكفوا عن أسيرهم الكبلا
قال: فأجابه حسان بن ثابت يقول: لو كان سعد يوم مكة مطلقا * لاكثر فيكم
قبل أن يؤسر القتلا بعضب حسام أو بصفراء نبعة * نحن إذا ما أنبضت تحفز
النبلا (1) قال ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبروه خبره وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان فيفكوا به صاحبهم
فأعطاهم النبي (2) فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل سعد.
قال ابن إسحاق: وقد كان في الاسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى
بن عبد شمس بن أمية ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب.
قال ابن هشام: وكان الذي أسره خراش بن الصمة أحد بني حرام.
قال ابن إسحاق: وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة
وتجارة، وكانت أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد، وكانت خديجة هي
التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب وكان لا
يخالفها وذلك قبل الوحي، وكان عليه السلام قد زوج ابنته رقية - أو أم
كلثوم (3) من عتبة بن أبي لهب، فلما جاء الوحي قال أبو لهب: اشغلوا
محمدا بنفسه، وأمر ابنه عتبة فطلق ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل الدخول، فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه ومشوا إلى أبي العاص
فقالوا فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت، قال: لا والله
إذا (4) لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره [ خيرا ] (5) فيما
بلغني.
قلت: الحديث بذلك في الثناء عليه في
__________
(1) نبعة من النبع والنبع: شجر يصنع منه القسي.
(2) قال الواقدي: أن عمرو بن أبي سفيان صار في سهم النبي صلى الله عليه
وسلم بالقرعة.
(3) قال السهيلي: كانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عتبة
بن أبي لهب، وأم كلثوم تحت عتيبة.
فطلقاهما بعزم أبيهما عليهما وأمهما حين نزلت تبت يدا أبي لهب.
طلقاهما قبل الدخول بهما.
أسلمت رقية وأم كلثوم بعدما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياة
أمهما خديجة، وتزوج عثمان رقية وهاجرا إلى الحبشة، وهاجرت أم كلثوم إلى
المدينة مع عيال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما توفيت رقية خلف
عثمان بن عفان على أم كلثوم وكانت بكرا، ولم تزل عنده حتى توفيت ولم
تلد له شيئا.
(الطبقات ج
8 / 36 - 38 الروض الآنف).
(4) في نسخة لابن هشام: إني.
(5) من ابن هشام.
(*)
(3/379)
صهره ثابت في
الصحيح كما سيأتي.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا
يحرم، مغلوبا على أمره، وكان الاسلام قد فرق بين زينب ابنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبين أبي العاص، وكان لا يقدر على أن يفرق بينهما.
قلت: إنما حرم الله المسلمات على المشركين عام الحديبية سنة ست من
الهجرة كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن
عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله
في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها
على أبي العاص حين بنى عليها قالت: فلما رأها رسول الله صلى الله عليه
وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا
عليها الذي لها فافعلوا ".
قالوا نعم ! يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها.
قال ابن إسحاق: فكان ممن سمي لنا ممن من عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الاسارى بغير فداء: من بني أمية أبو العاص بن الربيع، ومن بني
مخزوم المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم (1) أسره بعض
بني الحارث بن الخزرج فترك في أيديهم حتى خلوا سبيله فلحق بقومه قال
ابن إسحاق: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أن يخلي
سبيل زينب يعني أن تهاجر إلى المدينة - فوفى أبو العاص بذلك كما سيأتي.
وقد ذكر ذلك ابن إسحاق ههنا فأخرناه لانه أنسب والله أعلم.
وقد تقدم ذكر افتداء العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم
نفسه وعقيلا ونوفلا ابني أخويه بمائة أوقية من الذهب.
وقال ابن هشام كان الذي أسر أبي العاص (2) أبو أيوب خالد بن زيد.
قال ابن إسحاق: وصيفي بن أبي رفاعة بن عائذ (3) بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم ترك في أيدي أصحابه، فأخذوا عليه ليبعثن لهم بفدائه فخلوا سبيله
ولم يف لهم: قال حسان بن ثابت في ذلك:
ما كان صيفي ليوفي أمانة * قفا ثعلب أعيا ببعض الموارد (4) قال ابن
إسحاق: وأبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أهيب بن حذافة بن جمع،
كان محتاجا ذا بنات، قال: يا رسول الله لقد عرفت مالي من مال، وإني لذو
حاجة وذو عيال، فامنن علي، فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ
عليه أن لا يظاهر عليه أحدا.
فقال أبو عزة يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك:
__________
(1) ذكره الواقدي في: بني أبي رفاعة، وقال: كان الذي أسره أبو أيوب
الانصاري وهو ما ذكره ابن هشام، وما سيرد بعد أسطر تحريف.
(2) راجع الحاشية السابقة.
(3) عائذ كذا في الاصل: قال أبو ذر: قال الزبير بن بكار من كان من ولد
عمر بن مخزوم فهو عابد، ومن كان من ولد عمران بن مخزوم فهو عائذ (شرح
أبي ذر ص 167) فعلى ذلك، فالصواب عابد على قول أبي ذر.
(4) في ديوان حسان: ذمة بدل: أمانة (*).
(3/380)
من مبلغ عني
الرسول محمدا * بأنك حق والمليك حميد وأنت امرؤ تدعو إلى الحق والهدى *
عليك من الله العظيم شهيد وأنت امرؤ بوئت فينا مباءة لها درجات سهلة
وصعود فإنك من حاربته لمحارب * شقي ومن سالمته لسعيد ولكن إذا ذكرت
بدرا وأهله * تأوب ما بي، حسرة وقعود قلت: ثم إن أبا عزة هذا نقض ما
كان عاهد الرسول عليه، ولعب المشركون بعقله فرجع إليهم فلما كان يوم
أحد أسر أيضا، فسأل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمن عليه أيضا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم " لا أدعك تمسح عارضيك وتقول خدعت محمدا
مرتين " ثم أمر به فضربت عنقه كما سيأتي في غزوة أحد.
ويقال إن فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يلدغ المؤمن من
جحر مرتين " وهذا من الامثال التي لم تسمع إلا منه عليه السلام.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال:
جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحجر، بعد مصاب أهل بدر
بيسير، وكان عمر بن وهب شيطانا من شياطين قريش وممن كان يؤذي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء وهو بمكة، وكان ابنه وهب
بن عمير في أسارى بدر.
قال ابن هشام: والذي أسره رفاعة بن رافع أحد بني زريق.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر عن عروة: فذكر أصحاب القليب
ومصابهم فقال صفوان: والله ما أن في العيش [ بعدهم ] (1) خير، قال له
عمير صدقت، أما والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه، وعيال أخشى عليهم
الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي فيهم علة: ابني أسير في
أيديهم.
قال: فاغتنمها صفوان بن أمية فقال: علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع
عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شئ ويعجز عنهم.
فقال له عمير: فاكتم علي شأني وشأنك، قال: سأفعل.
قال: ثم أمر عمير بسيفه، فشحذ له وسم ثم انطلق حتى قدم المدينة، فبينما
عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما
أكرمهم الله به وما أراهم في عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب وقد
أناخ على باب المسجد متوشحا السيف.
فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر وهو الذي حرش
بيننا وحزرنا (2) للقوم يوم بدر، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه.
قال: فأدخله علي، قال: فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه
بها، وقال لمن كان معه من الانصار: أدخلوا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون، ثم دخل
به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه
__________
(1) من ابن هشام.
(2) حزرنا: أي الذي قدر عدد المسلمين تخمينا يوم بدر.
(*)
(3/381)
رسول الله وعمر
آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال: " أرسله يا عمر، أدن يا عمير " فدنا ثم
قال: أنعم صباحا - وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم - فقال رسول الله "
قد أكرمنا الله بتحية خير من
تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة " قال: أما والله يا محمد إن كنت
بها لحديث عهد، قال: " فما جاء بك يا عمير ؟ " قال جئت لهذا الاسير
الذي في أيديكم فأحسنوا فيه، قال: " فما بال السيف في عنقك " قال:
قبحها الله من سيوف وهل أغنت شيئا ؟ قال: " أصدقني ما الذي جئت له ؟ "
قال ما جئت إلا لذلك، قال: " بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر،
فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت
حتى أقتل محمدا فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك، على أن تقتلني
له، والله حائل بينك وبين ذلك " فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا
يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من
الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لاعلم ما أتاك به
إلا الله فالحمد لله الذي هداني للاسلام وساقني هذا المساق.
ثم شهد شهادة الحق.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقهوا أخاكم في دينه، وعلموه
القرآن وأطلقوا أسيره " ففعلوا.
ثم قال: يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الاذى
لمن كان على دين الله وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله
وإلى رسوله وإلى الاسلام لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما
كنت أوذي أصحابك في دينهم، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق
بمكة، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب يقول ابشروا بوقعة تأتيكم الآن
في أيام تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب
فأخبره عن إسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا.
قال ابن إسحاق: فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الاسلام ويؤذي من
خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه ناس كثير.
قال ابن إسحاق: وعمير بن وهب - أو الحارث بن هشام - هو الذي رأى عدو
الله إبليس حين نكص على عقبية يوم بدر وفر هاربا وقال: إني برئ منكم
إني أرى ما لا ترون، وكان إبليس يومئذ في صورة سراقة بن مالك بن جعشم
أمير مدلج (1).
فصل ثم إن الامام محمد بن إسحاق رحمه الله تكلم على ما نزل من القرآن
في قصة بدر وهو من أول سورة الانفال إلى آخرها فأجاد وأفاد، وقد تقصينا
الكلام على ذلك في كتابنا التفسير فمن أراد
الاطلاع على ذلك فلينظره ثم ولله الحمد والمنة.
__________
(1) الخبر في سيرة ابن هشام ج 2 / 317 - 318 ونقله البيهقي عن موسى بن
عقبة كتاب المغازي يزيد كلمة وينقص كلمة والمعنى واحد.
في دلائل النبوة ج 3 / 147 - 149 (*)
(3/382)
فصل ثم شرع ابن
إسحاق في تسمية من شهد بدرا من المسلمين فسرد أسماء من شهدها من
المهاجرين أولا، ثم أسماء من شهدها من الانصار أوسها وخزرجها إلى أن
قال: فجميع من شهد بدرا من المسلمين من المهاجرين والانصار من شهدها
ومن ضرب له بسهمه وأجره ثلثمائة رجل وأربعة عشر رجلا (1)، من المهاجرين
ثلاثة وثمانون، ومن الاوس أحد وستون رجلا.
ومن الخزرج مائة وسبعون رجلا.
وقد سردهم البخاري في صحيحه مرتبين على حروف المعجم بعد البداءة برسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم بأبي بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وهذه
تسمية من شهد بدرا من المسلمين مرتبين على حروف المعجم وذلك من كتاب
الاحكام الكبير للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي وغيره
بعد البداءة باسم رئيسهم وفخرهم وسيد ولد آدم محمد رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
أسماء أهل بدر مرتبة على حروف المعجم حرف الالف أبي بن كعب النجاري سيد
القراء، الارقم بن أبي الارقم وأبو الارقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله
بن عمر بن مخزوم المخزومي، أسعد بن يزيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن
عامر بن العجلان.
ثم أسود بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم، كذا قال موسى بن عقبة.
وقال الاموي: سواد بن رزام بن ثعلبة بن عبيد بن عدي شك فيه، وقال سلمة
بن الفضل عن ابن إسحاق، سواد بن زريق بن ثعلبة، وقال ابن عائذ سواد بن
زيد، أسير بن عمرو الانصاري أبو سليط، وقيل أسير بن عمرو بن أمية بن
لوزان بن سالم بن ثابت الخزرجي، ولم يذكره موسى بن
عقبة، أنس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث الاوسي، كذا سماه موسى
بن عقبة، و [ سماه ] الاموي في السيرة أنيس.
__________
(1) قال الواقدي: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا.
وفي رواية ابن بكير عن ابن إسحاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا سبعة وسبعون
من المهاجرين ومن الانصار مائتان وستة وثلاثون رجلا.
وروى البخاري عن البراء قال: كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر بعدة أصحاب
طالوت.
وروى عنه قال: كان المهاجرون يوم بدر نيفا وثمانين وكانت الانصار نيفا
وأربعين ومائتين وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو قال: ثلاثمائة
وخمسة عشر من المقاتلة.
(مغازي الواقدي ج 1 البخاري كتاب المغازي 6 باب - وأبو داود في الجهاد
باب في نفل السرية تخرج من العسكر).
(*)
(3/383)
[ قلت: وأنس بن
مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم لما روى عمر بن شبة النميري: حدثنا
محمد بن عبد الله الانصاري عن أبيه عن ثمامة بن أنس قال: قيل لانس بن
مالك: أشهدت بدرا ؟ قال وأين أغيب عن بدر لا أم لك ؟ ! وقال محمد بن
سعد: أخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري، ثنا أبي عن مولى لانس بن مالك
أنه قال لانس: شهدت بدرا ؟ قال لا أم لك وأين أغيب عن بدر ؟ قال محمد
بن عبد الله الانصاري: خرج أنس بن مالك مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه قال: شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في
تهذيبه: هكذا قال الانصاري ولم يذكر ذلك أحد من أصحاب المغازي ] أنس بن
معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن
النجار، أنسة الحبشي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أوس بن ثابت بن
المنذر النجاري، أوس بن خولى بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن
سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الخزرجي.
وقال موسى بن عقبة أوس بن عبد الله بن الحارث بن خولى، أوس بن الصامت
الخزرجي أخو عبادة بن الصامت، إياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن
غيرة بن سعد بن ليث بن بكر حليف بني عدي بن كعب.
حرف الباء بجير بن أبي بجير حليف بني النجار، بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن
أصرم بن عمرو بن عمارة البلوي حليف الانصار، بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن
خرشة بن زيد بن عمرو بن سعيد بن ذبيان بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني
حليف بني ساعدة وهو أحد العينين هو وعدي بن أبي الزغباء كما تقدم، بشر
بن البراء بن معرور الخزرجي الذي مات بخيبر من الشاة المسمومة، بشير بن
سعد بن ثعلبة الخزرجي والد النعمان بن بشير ويقال إنه أول من بايع
الصديق، بشير بن عبد المنذر أبو لبابة الاوسي رده عليه السلام من
الروحاء واستعمله على المدينة وضرب له بسهمه وأجره.
حرف التاء تميم بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة بن عوف بن
الحارث بن الخزرج، تميم مولى خراش بن الصمة، تميم مولى بن غنم بن
السلم.
وقال ابن هشام: هو مولى سعد بن خيثمة.
حرف الثاء ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان، ثابت بن ثعلبة
ويقال لثعلبة هذا الجدع بن
(3/384)
زيد بن الحارث
بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة، ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن
عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار النجاري، ثابت بن خنساء
بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار النجاري، ثابت
بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن عدي بن النجار
النجاري، ثابت بن هزال الخزرجي، ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية
بن زيد بن مالك بن الاوس، ثعلبة بن عمرو بن عبيد بن مالك النجاري ثعلبة
بن عمرو بن محصن الخزرجي، ثعلبة بن عنمة بن عدي بن نابئ السلمي، ثقف بن
عمرو من بني حجر آل بني سليم وهو من حلفاء بني كثير بن غنم بن دودان بن
أسد.
حرف الجيم جابر بن خالد بن [ مسعود بن ] عبد الاشهل بن حارثة بن دينار
بن النجار النجاري، جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن
عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي أحد الذين شهدوا العقبة.
[ قلت: فأما جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام السلمي أيضا فذكره
البخاري فيهم في مسند عن سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الاعمش عن أبي
سفيان عن جابر وقال كنت أمتح لاصحابي الماء يوم بدر.
وهذا الاسناد على شرط مسلم لكن قال محمد بن سعد ذكرت لمحمد بن عمر -
يعني الواقدي - هذا الحديث فقال هذا وهم من أهل العراق وأنكر أن يكون
جابر شهد بدرا وقال الامام أحمد بن حنبل حدثنا روح بن عبادة ثنا زكريا
بن إسحاق ثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: غزوت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة ولم أشهد بدرا ولا أحدا منعني
أبي فلما قتل أبي يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
غزاة.
ورواه مسلم عن أبي خيثمة عن روح (1) ].
جبار بن صخر السلمي، جبر بن عتيك الانصاري، جبير بن إياس الخزرجي.
حرف الحاء الحارث بن أنس بن رافع الخزرجي، الحارث بن أوس بن معاذ بن
أخي سعد بن معاذ الاوسي، الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن
زيد بن مالك بن الاوس رده عليه السلام من الطريق وضرب له بسهمه وأجره،
الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن
الخزرج حليف لبني زعور ابن عبد الاشهل، الحارث بن الصمة الخزرجي رده
عليه السلام لانه كسر من الطريق وضرب له بسهمه وأجره، الحارث بن عرفجة
الاوسي، الحارث بن قيس بن خلدة أبو خالد الخزرجي، الحارث بن النعمان بن
أمية (*)
(3/385)
الانصاري.
حارثة بن سراقة النجاري أصابه سهم غرب (1) وهو في النظارة فرفع إلى
الفردوس،
حارثة بن النعمان بن رافع الانصاري حاطب بن أبي بلتعة اللخمي حليف بني
أسد بن عبد العزى بن قصي.
حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية الاشجعي من بني دهمان هكذا ذكره ابن هشام
عن غير ابن إسحاق.
وقال الواقدي حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود كذا ذكره ابن عائذ في
مغازيه.
وقال ابن أبي حاتم حاطب بن عمرو بن عبد شمس سمعته من أبي وقال هو رجل
مجهول، الحباب بن المنذر الخزرجي ويقال كان لواء الخزرج معه يومئذ،
حبيب بن أسود مولى بني حرام من بني سلمة وقال موسى بن عقبة حبيب بن سعد
بدل أسود، وقال ابن أبي حاتم حبيب بن أسلم مولى آل جشم بن الخزرج
أنصاري بدرى حريث بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه الانصاري أخو عبد الله بن
زيد الذي أرى النداء، الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، حمزة بن
عبد المطلب بن هاشم عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حرف الخاء خالد بن البكير أخو إياس المتقدم، خالد بن زيد أبو أيوب
النجاري، خالد بن قيس بن مالك بن العجلان الانصاري، خارجة بن الحمير
حليف بني خنساء من الخزرج وقيل اسمه حارثة بن الحمير وسماه ابن عائذ
خارجة فالله أعلم.
خارجة بن زيد الخزرجي صهر الصديق، خباب بن الارت حليف بني زهرة وهو من
المهاجرين الاولين وأصله من بني تميم ويقال من خزاعة (2)، خباب مولى
عتبة بن غزوان من المهاجرين الاولين، خراش بن الصمة السلمي، خبيب بن
اساف بن عنبة الخزرجي، خريم بن فاتك ذكره البخاري فيهم، خليفة بن عدي
الخزرجي، خليد بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد الانصاري السلمي،
خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن
لؤي السهمي قتل يومئذ فتأيمت منه حفصة بنت عمر بن الخطاب، خوات بن جبير
الانصاري ضرب له بسهمه وأجره لم يشهدها بنفسه، خولى بن أبي خولى العجلي
حليف بني عدي من المهاجرين الاولين، خلاد بن رافع، وخلاد بن سويد،
وخلاد بن عمرو بن الجموح الخزرجيون.
حرف الذال
ذكوان بن عبد قيس الخزرجي، ذو الشمالين بن عبد (3) بن عمرو بن نضلة بن
غبشان بن سليم بن ملكان بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من بني خزاعة
حليف لبني زهرة قتل يومئذ
__________
(1) في تاريخ خليفة: قتله حبان بن العرفة بسهم وهو يشرب من الحوض.
(2) الصواب أنه تميمي، اشترته في الجاهلية امرأة من خزاعة وأعتقته،
وكان من حلفاء بني عوف،..من زهرة فهو تميمي النسب، خزاعي بالولاء، زهري
بالحلف (الاستيعاب).
(3) في تاريخ خليفة: " عبد عمرو " قتله أسامة الجشمي (سيرة ابن هشام).
(*)
(3/386)
شهيدا.
قال ابن هشام: واسمه عمير وإنما قيل له ذو الشمالين لانه كان أعسرا.
حرف الراء رافع بن الحارث الاوسي، رافع بن عنجدة قال ابن هشام: هي أمه،
رافع بن المعلى بن لوذان الخزرجي قتل يومئذ (1).
ربعي بن رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن عجلان بن ضبيعة
وقال موسى بن عقبة ربعي بن أبي رافع، ربيع بن إياس الخزرجي، ربيعة بن
أكثم بن سخبرة بن عمرو بن لكيز بن عامر بن غنم بن دودان بن أسد بن
خزيمة حليف لبني عبد شمس بن عبد مناف وهو من المهاجرين الاولين، رخيلة
بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة الخزرجي، رفاعة بن رافع
الزرقي أخو خلاد بن رافع، رفاعة بن عبد المنذر بن زنير الاوسي أخو أبي
لبابة، رفاعة بن عمرو بن زيد الخزرجي.
حرف الزاي الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ابن
عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، زياد بن عمرو وقال موسى بن
عقبة زياد بن الاخرس بن عمرو الجهني.
وقال الواقدي زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن رفاعة بن كليب بن برذعة بن
عدي بن عمرو بن الزبعري بن رشدان بن قيس بن جهينة، زياد بن لبيد
الزرقي، زياد بن المزين بن قيس الخزرجي، زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي
بن عجلان بن ضبيعة، زيد بن حارثة بن شرحبيل (2) مولى رسول الله صلى
الله عليه وسلم
رضي الله عنه، زيد بن الخطاب بن نفيل أخو عمر بن الخطاب رضي الله
عنهما، زيد بن سهل بن الاسود بن حرام النجاري أبو طلحة رضي الله عنه.
حرف السين سالم بن عمير الاوسي، سالم بن [ غنم بن ] عوف الخزرجي، سالم
بن معقل مولى أبي حذيفة، السائب بن عثمان بن مظعون الجمحي شهد مع أبيه،
سبيع بن قيس بن عائد الخزرجي، سبرة بن فاتك ذكره البخاري، سراقة بن
عمرو النجاري، سراقة بن كعب النجاري أيضا، سعد بن خولة مولى بني عامر
بن لؤي من المهاجرين الاولين، سعد بن خيثمة الاوسي قتل يومئذ شهيدا
(3)، سعد بن الربيع الخزرجي الذي قتل يوم أحد شهيدا، سعد بن زيد بن
مالك الاوسي وقال الواقدي: سعد بن زيد بن الفاكه الخزرجي، سعد بن سهيل
بن عبد الاشهل التجاري، سعد بن عبيد الانصاري، سعد بن عثمان بن خلدة
الخزرجي أبو عبادة وقال ابن عائذ أبو عبيدة، سعد بن معاذ الاوسي وكان
__________
(1) قتله عكرمة بن أبي جهل (قاله خليفة بن خياط).
(2) في ابن هشام: " شراحيل ".
(3) قتله طعيمة بن عدي.
ويقال عمرو بن عبدود (تاريخ خليفة).
(*)
(3/387)
لواء الاوس
معه، سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي ذكره غير واحد منهم عروة والبخاري
وابن أبي حاتم والطبراني فيمن شهد بدرا، ووقع في صحيح مسلم ما يشهد
بذلك حين شاور النبي صلى الله عليه وسلم في ملتقى النفير من قريش فقال
سعد بن عبادة كأنك تريدنا يا رسول الله الحديث والصحيح أن ذلك سعد بن
معاذ، والمشهور أن سعد بن عبادة رده من الطريق قيل لاستنابته على
المدينة وقيل لذعته حية فلم يتمكن من الخروج إلى بدر حكاه السهيلي عن
ابن قتيبة فالله أعلم سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري أحد العشرة،
سعد بن مالك أبو سهل قال الواقدي تجهز ليخرج فمرض فمات قبل الخروج،
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ابن عم عمر بن الخطاب يقال قدم
من الشام بعد مرجعهم من بدر فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسهمه وأجره، سفيان بن بشر بن عمرو الخزرجي، سلمة بن أسلم بن حريش
الاوسي، سلمة بن ثابت بن وقش بن زغبة، سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة،
سليم بن الحارث النجاري سليم بن عمرو السلمي، سليم بن قيس بن فهد
الخزرجي، سليم بن ملحان أخو حرام بن ملحان النجاري، سماك بن أوس بن
خرشة أبو دجانة ويقال سماك بن خرشة، سماك بن سعد بن ثعلبة الخزرجي وهو
أخو بشير بن سعد المتقدم، سهل بن حنيف الاوسي، سهل بن عتيك النجاري.
سهل بن قيس السلمى، سهيل بن رافع النجاري الذي كان له ولاخيه موضع
المسجد النبوي كما تقدم، سهيل بن وهب الفهري وهو ابن بيضاء وهي أمه،
سنان بن أبي سنان بن محصن بن حرثان من المهاجرين حليف بني عبد شمس بن
عبد مناف، سنان بن صيفي السلمي، سواد بن زريق بن زيد الانصاري.
وقال الاموي سواد بن رزام، سواد بن غزية بن أهيب البلوي، سويبط بن سعد
بن حرملة العبدري، سويد بن مخشى أبو مخشى الطائي حليف بني عبد شمس وقيل
اسمه أزيد بن حمير.
حرف الشين شجاع بن وهب بن ربيعة الاسدي أسد بن خزيمة حليف بني عبد شمس
من المهاجرين الاولين شماس بن عثمان المخزومي قال ابن هشام واسمه عثمان
بن عثمان وإنما سمي شماسا لحسنه وشبهه شماسا كان في الجاهلية، شقران
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الواقدي لم يسهم له وكان على
الاسرى فأعطاه كل رجل ممن له في الاسرى شيئا فحصل له أكثر من سهم.
حرف الصاد صهيب بن سنان الرومي من المهاجرين الاولين، صفوان (1) بن وهب
بن ربيعة الفهري أخو سهيل بن بيضاء قتل شهيدا يومئذ، صخر بن أمية بن
خنساء السلمي.
__________
(1) في تاريخ خليفة: " صفوان بن بيضاء، قتله طعيمة بن عدي.
(*)
(3/388)
حرف الضاد ضحاك
بن حارثة بن زيد السلمي، ضحاك بن عبد عمرو النجاري، ضمرة بن عمرو
الجهني وقال موسى بن عقبة: ضمرة بن كعب بن عمرو حليف الانصار وهو أخو
زياد بن عمرو.
حرف الطاء طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة قدم من الشام بعد
مرجعهم من بدر فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، طفيل
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف من المهاجرين وهو أخو حصين وعبيدة،
طفيل بن مالك بن خنساء السلمى.
طفيل بن النعمان بن خنساء السلمي ابن عم الذي قبله.
طليب بن عمير بن وهب بن أبي كبير بن عبد بن قصي ذكره الواقدي.
حرف الظاء ظهير بن رافع الاوسي ذكره البخاري.
حرف العين عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح الانصاري الذي حمته الدبر حين
قتل بالرجيع، عاصم بن عدي بن الجد بن عجلان رده عليه السلام من الروحاء
وضرب له بسهمه وأجره، عاصم بن قيس بن ثابت الخزرجي عاقل بن البكير (1)
أخو إياس وخالد وعامر، عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس النجاري، عامر
بن الحارث الفهري كذا ذكره سلمة عن ابن إسحاق وابن عائذ وقال موسى بن
عقبة وزياد عن ابن إسحاق عمرو بن الحارث، عامر بن ربيعة بن مالك العنزي
حليف بني عدي من المهاجرين، عامر بن سلمة بن عامر بن عبد الله البلوي
القضاعي حليف بني سالم بن مالك بن سالم بن غنم.
قال ابن هشام ويقال عمر بن سلمة، عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال
بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر أبو عبيدة بن الجراح أحد العشرة من
المهاجرين الاولين، عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، عامر بن مخلد النجاري،
عائذ بن ماعض بن قيس الخزرجي، عباد بن بشر بن وقش الاوسي، عباد بن قيس
بن عامر الخزرجي، عباد بن قيس بن عبشة الخزرجي أخو سبيع المتقدم، عباد
بن الخشخاش القضاعي، عبادة بن الصامت
الخزرجي، عبادة بن قيس بن كعب بن قيس، عبد الله بن أمية بن عرفطة، عبد
الله بن ثعلبة بن خزمة أخو بحاث المتقدم، عبد الله بن جحش بن رئاب
الاسدي، عبد الله بن جبير بن النعمان الاوسي، عبد الله بن الجد بن قيس
السلمي، عبد الله بن حق بن أوس الساعدي.
وقال موسى بن عقبة والواقدي وابن عائذ عبد رب بن حق، وقال ابن هشام عبد
ربه بن حق، عبد الله بن الحمير حليف لبني حرام وهو أخو خارجة بن الحمير
من أشجع، عبد الله بن الربيع بن
__________
(1) قتله مالك بن زهير (تاريخ خليفة).
(*)
(3/389)
قيس الخزرجي،
عبد الله بن رواحة الخزرجي، عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة
الخزرجي (1) الذي أرى النداء، عبد الله بن سراقة العدوي لم يذكره موسى
بن عقبة ولا الواقدي ولا ابن عائذ وذكره ابن إسحاق وغيره، عبد الله بن
سلمة بن مالك العجلان حليف الانصار، عبد الله بن سهل بن رافع أخو بني
زعورا، عبد الله بن سهيل بن عمرو خرج مع أبيه والمشركين ثم فر من
المشركين إلى المسلمين فشهدها معهم.
عبد الله بن طارق بن مالك القضاعي حليف الاوس (2)، عبد الله بن عامر من
بلى ذكره ابن إسحاق، عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي وكان
أبوه رأس المنافقين، عبد الله بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن
عمرو بن مخزوم أبو سلمة زوج أم سلمة قتل يومئذ، عبد الله بن عبد مناف
بن النعمان السلمي، عبد الله بن عبس، عبد الله بن عثمان بن عامر بن
عمرو بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب أبو بكر الصديق رضي الله عنه، عبد
الله بن عرفطة بن عدي الخزرجي، عبد الله بن عمر بن حرام السلمي أبو
جابر، عبد الله بن عمير بن عدي الخزرجي، عبد الله بن قيس بن خالد
النجاري، عبد الله بن قيس بن صخر بن حرام السلمي.
عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن
النجار جعله النبي صلى الله عليه وسلم مع عدي بن أبي الزغباء على النفل
يوم بدر، عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى من المهاجرين الاولين، عبد
الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة من المهاجرين الاولين، عبد الله بن
مظعون الجمحي من المهاجرين الاولين، عبد الله بن
النعمان بن بلدمة السلمي، عبد الله بن أنيسة بن النعمان السلمي، عبد
الرحمن بن جبر بن عمرو أبو عبيس الخزرجي، عبد الرحمن بن عبد الله بن
ثعلبة أبو عقيل القضاعي البلوي، عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد
الحارث بن زهرة بن كلاب الزهري أحد العشرة رضي الله عنهم، عبس بن عامر
بن عدي السلمي، عبيد بن التيهان أخو أبو الهيثم بن التيهان ويقال عتيك
بدل عبيد، عبيد بن ثعلبة من بني غنم بن مالك، عبيد بن زيد بن عامر بن
عمرو بن العجلان بن عامر، عبيد بن أبي عبيد، عبيدة بن الحارث بن المطلب
بن عبد مناف أخو الحصين والطفيل وكان أحد الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر
فقطعت يده ثم مات بعد المعركة رضي الله عنه، عتبان بن مالك بن عمرو
الخزرجي عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية البهراني حليف بني أمية بن
لوذان، عتبة بن عبد الله بن صخر السلمي، عتبة بن غزوان بن جابر من
المهاجرين الاولين، عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف الاموي أمير المؤمنين أحد الخلفاء الاربعة وأحد العشرة تخلف
على زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرضها حتى ماتت فضرب
له بسهمه وأجره، عثمان بن مظعون الجمحي أبو السائب أخو عبد الله وقدامة
من المهاجرين الاولين، عدي بن أبي الزغباء الجهني وهو الذي أرسله رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبسبس بن عمرو بين يديه عينا، عصمة بن
__________
(1) في الاصابة: عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد الله.
(2) في الاصابة: عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوي حليف بني
ظفر.
(*)
(3/390)
الحصين بن وبرة
بن خالد بن العجلان، عصيمة حليف لبني الحارث بن سوار من أشجع وقيل من
بني أسد بن خزيمة، عطية بن نويرة بن عامر بن عطية الخزرجي، عقبة بن
عامر بن نابي السلمي، عقبة بن عثمان بن خلدة الخزرجي أخو سعد بن عثمان،
عقبة بن عمرو أبو مسعود البدري وقع في صحيح البخاري أنه شهد بدرا وفيه
نظر عند كثير من أصحاب المغازي ولهذا لم يذكروه، عقبة بن وهب بن ربيعة
الاسدي أسد خزيمة حليف لبني عبد شمس وهو أخو شجاع بن وهب من المهاجرين
الاولين، عقبة بن وهب بن كلدة حليف بني غطفان، عكاشة بن محصن
الغنمي من المهاجرين الاولين وممن لا حساب عليه، علي بن أبي طالب
الهاشمي أمير المؤمنين أحد الخلفاء الاربعة وأحد الثلاثة الذين بارزوا
يومئذ رضي الله عنه، عمار بن ياسر العنسي المذحجي من المهاجرين
الاولين، عمارة بن حزم بن زيد النجاري، عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
أحد الخلفاء الاربعة وأحد الشيخين المقتدى بهم رضي الله عنهما، عمر بن
عمرو بن إياس من أهل اليمن حليف لبني لوذان بن عمرو بن سالم وقيل هو
أخو ربيع وورقة، عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر
أبو حكيم، عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن
أهيب بن ضبشة بن الحارث بن فهر الفهري، عمرو بن سراقة العدوى من
المهاجرين، عمرو بن أبي سرح الفهري من المهاجرين.
وقال الواقدي وابن عائذ معمر بدل عمرو، عمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن
سنان بن كعب بن غنم وهو في بني حرام، عمرو بن الجموح بن حرام الانصاري،
عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم ذكره الواقدي والاموي، عمرو
بن قيس بن مالك بن عدي بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر أبو
خارجة ولم يذكره موسى بن عقبة، عمرو بن عامر بن الحارث الفهري ذكره
موسى بن عقبة، عمرو بن معبد بن الازعر الاوسي، عمرو بن معاذ الاوسي أخو
سعد بن معاذ.
عمير بن الحارث بن ثعلبة ويقال عمرو بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة
السلمي، عمير بن حرام بن الجموح السلمي ذكره ابن عائذ والواقدي، عمير
بن الحمام بن الجموح بن عم الذي قبله قتل يومئذ شهيدا (1)، عمير بن
عامر بن مالك بن الخنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن أبو داود
المازني، عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو وسماه الاموي وغيره عمرو بن
عوف وكذا وقع في الصحيحين في حديث بعث أبي عبيدة إلى البحرين، عمير بن
مالك بن أهيب الزهري أخو سعد بن أبي وقاص قتل يومئذ شهيدا (2)، عنترة
مولى بني سليم وقيل إنه منهم فالله أعلم، عوف بن الحارث بن رفاعة بن
الحارث النجاري وهو ابن عفراء بنت عبيد بن ثعلبة النجارية قتل يومئذ
شهيدا، عويم بن ساعدة الانصاري من بني أمية بن زيد، عياض بن غنم الفهري
من المهاجرين الاولين رضي الله عنهم أجمعين.
__________
(1) قتله خالد بن الاعلم (قاله خليفة بن خياط).
(2) قتله عمرو بن عبدود (قال خليفة) (*)
(3/391)
حرف الغين غنام
بن أوس الخزرجي ذكره الواقدي وليس بمجمع عليه.
حرف الفاء الفاكه بن بشر بن الفاكه الخزرجي، فروة بن عمرو بن ودفة
الخزرجي.
حرف القاف قتادة بن النعمان الاوسي.
قدامة بن مظعون الجمحي من المهاجرين أخو عثمان وعبد الله، قطبة بن عامر
بن حديدة السلمي.
قيس بن السكن النجاري، قيس بن أبي صعصعة عمرو بن زيد المازني كان على
الساقة يوم بدر.
قيس بن محصن بن خالد الخزرجي، قيس بن مخلد بن ثعلبة النجاري.
حرف الكاف كعب بن حمان ويقال جمار ويقال جماز وقال ابن هشام كعب بن
عبشان ويقال كعب بن مالك بن ثعلبة بن جماز وقال الاموي كعب بن ثعلبة بن
حبالة بن غنم الغساني من حلفاء بني الخزرج بن ساعدة، كعب بن زيد بن قيس
النجاري، كعب بن عمرو أبو اليسر السلمي، كلفة بن ثعلبة أحد البكائين
ذكره موسى بن عقبة، كناز بن حصين بن يربوع أبو مرثد الغنوي من
المهاجرين الاولين.
حرف الميم مالك بن الدخشم ويقال ابن الدخشن الخزرجي، مالك بن أبي خولى
الجعفي حليف بني عدي، مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي، مالك بن قدامة
الاوسي، مالك بن عمرو أخو ثقف بن عمرو وكلاهما مهاجري وهما من حلفاء
بني تميم بن دودان بن أسد، مالك بن قدامة الاوسي، مالك بن مسعود
الخزرجي، مالك بن ثابت بن نميلة المزني حليف لبني عمرو بن عوف،
مبشر بن عبد المنذر بن زنير الاوسي أخو أبي لبابة ورفاعة قتل يومئذ
شهيدا (1)، المجذر بن زياد البلوي مهاجري، محرز بن عامر النجاري، محرز
بن نضلة الاسدي حليف بني عبد شمس مهاجري، محمد بن مسلمة حليف بني عبد
الاشهل، مدلج ويقال مدلاج بن عمرو أخو ثقف بن عمرو مهاجري، مرثد بن أبي
مرثد الغنوي، مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف من
المهاجرين الاولين وقيل اسمه عوف، مسعود بن أوس الانصاري النجاري،
مسعود بن خلدة الخزرجي، مسعود بن ربيعة القاري حليف بني زهرة مهاجري،
مسعود بن سعد ويقال ابن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن
حارثة بن الحارث، مسعود بن سعد بن قيس الخزرجي، مصعب بن عمير العبدري
مهاجري كان معه اللواء يومئذ، معاذ بن جبل الخزرجي،
__________
(1) قتله أبو ثور (تاريخ خليفة) (*)
(3/392)
معاذ بن الحارث
النجاري وهذا هو ابن عفراء أخو عوف ومعوذ، معاذ بن عمرو بن الجموح
الخزرجي، معاذ بن ماعض الخزرجي أخو عائذ، معبد بن عباد بن قشير بن
الفدم بن سالم بن غنم ويقال معبد بن عبادة بن قيس وقال الواقدي قشعر
بدل قشير وقال ابن هشام قشعر أبو خميصة، معبد بن قيس بن صخر السلمي أخو
عبد الله بن قيس، معتب بن عبيد بن إياس البلوي القضاعي، معتب بن عوف
الخزاعي حليف بني مخزوم من المهاجرين، معتب بن قشير الاوسي معقل بن
المنذر السلمي، معمر بن الحارث الجمحي من المهاجرين، معن بن عدي
الاوسي، معوذ بن الحارث الجمحي وهو ابن عفراء أخو معاذ بن عوف، معوذ بن
عمرو بن الجموح السلمي لعله أخو معاذ بن عمرو، المقداد بن عمرو
البهراني وهو المقداد بن الاسود من المهاجرين الاولين وهو ذوالمقال
المحمود ابن المتقدم ذكره وكان أحد الفرسان يومئذ، مليل بن وبرة
الخزرجي، المنذر بن عمرو بن خنيس الساعدي، المنذر بن قدامة بن عرفجة
الخزرجي، المنذر بن محمد بن عقبة الانصاري من بني جحجبي، مهجع مولى عمر
بن الخطاب أصله من اليمن وكان أول قتيل من المسلمين يومئذ.
حرف النون نصر بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر بن كعب، نعمان بن عبد عمرو
النجاري وهو أخو الضحاك.
نعمان بن عمرو بن رفاعة النجاري، نعمان بن عصر بن الحارث حليف لبني
الاوس، نعمان بن مالك بن ثعلبة الخزرجي ويقال له قوقل، نعمان بن يسار
مولى لبني عبيد ويقال نعمان بن سنان.
نوفل بن عبيدالله بن نضلة الخزرجي.
حرف الهاء هانئ بن نيار أبو بردة البلوي خال البراء بن عازب، هلال بن
أمية الواقفي وقع ذكره في أهل بدر في الصحيحين في قصة كعب بن مالك ولم
يذكره أحد من أصحاب المغازي، هلال بن المعلى الخزرجي أخو رافع بن
المعلى.
حرف الواو واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي من المهاجرين، وديعة
بن عمرو بن جراد الجهني ذكره الواقدي وابن عائذ، ورقة بن إياس بن عمرو
الخزرجي أخو ربيع بن إياس، وهب بن سعد بن أبي سرح ذكره موسى بن عقبة
وابن عائذ والواقدي في بني عامر بن لؤي ولم يذكره ابن إسحاق
(3/393)
حرف الياء يزيد
بن الاخنس بن جناب بن حبيب بن جرة السلمي قال السهيلي شهد هو وأبوه
وابنه يعني بدرا ولا يعرف لهم نظير في الصحابة ولم يذكرهم ابن إسحاق
والاكثرون لكن شهدوا معه بيعة الرضوان، يزيد بن الحارث بن قيس الخزرجي
وهو الذي يقال له ابن قسحم (1) وهي أمة قتل يومئذ شهيدا ببدر، يزيد بن
عامر بن حديدة أبو المنذر السلمي، يزيد بن المنذر بن سرح السلمي وهو
أخو معقل بن المنذر.
باب الكنى
أبو أسيد مالك بن ربيعة تقدم، أبو الأعور بن الحارث بن ظالم النجاري
وقال ابن هشام أبو الاعور الحارث بن ظالم وقال الواقدي أبو الأعور كعب
بن الحارث بن جندب بن ظالم، أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان تقدم.
أبو حبة بن عمرو بن ثابت أحد بني ثعلبة بن عمرو بن عوف الانصاري.
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة من المهاجرين وقيل اسمه مهشم، أبو الحمراء
مولى الحارث بن رفاعة بن عفراء، أبو خزيمة بن أوس بن أصرم النجاري، أبو
سبرة مولى أبي رهم بن عبد العزى من المهاجرين، أبو سنان بن محصن بن
حرثان أخو عكاشة ومعه ابنه سنان من المهاجرين، أبو الصياح (2) بن
النعمان وقيل عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة
رجع من الطريق وقتل يوم خيبر رجع لجرح أصابه من حجر فضرب له بسهمه،
أبوعرفجة من حلفاء بني جحجبي، أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، أبو لبابة بشير بن عبد المنذر تقدم، أبو مرثد الغنوي كناز بن
حصين تقدم، أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو تقدم، أبو مليل بن الازعر بن
زيد الاوسي.
فصل فكان جملة من شهد بدرا من المسلمين ثلثمائة وأربعة عشر رجلا منهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال البخاري: حدثنا عمرو بن خالد ثنا
زهير ثنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب يقول: حدثني أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم ورضي عنهم ممن شهد بدرا أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت
الذين جاوزوا معه النهر بضعة عشر وثلاثمائة.
قال البراء: لا والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن (3).
ثم رواه البخاري من طريق اسرائيل وسفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء
نحوه.
قال ابن جرير:
__________
(1) في تاريخ خليفة: " ابن فسحم " قتله نوفل بن معاوية.
(2) في ابن هشام: أبو ضياح بن ثابت بن النعمان.
(3) أخرجه البخاري في 64 كتاب المغازي 6 باب عدة أصحاب بدر ح 3959 فتح
الباري 7 / 290 و 7 / 391.
(*)
(3/394)
وهذا قول عامة
السلف إنهم كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا.
وقال أيضا حدثنا محمود ثنا وهب
عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء.
قال استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر وكان المهاجرون يوم بدر نيفا على
ستين والانصار نيفا وأربعين ومائتين.
هكذا وقع في هذه الرواية وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي،
ثنا أبو مالك الجبني عن الحجاج - وهو ابن أرطاة - عن الحكم عن مقسم عن
ابن عباس قال: كان المهاجرون يوم بدر [ سبعة و ] (1) سبعين رجلا.
وكان الانصار مائتين وستة وثلاثين رجلا.
وكان حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
وحامل راية الانصار سعد بن عبادة.
وهذا يقتضي أنهم كانوا ثلثمائة وستة رجال.
قال ابن جرير: وقيل كانوا ثلثمائة وسبعة رجال.
قلت: وقد يكون هذا عد معهم النبي صلى الله عليه وسلم والاول عدهم بدونه
فالله أعلم.
وقد تقدم عن ابن إسحاق أن المهاجرين كانوا ثلاثة وثمانين رجلا.
وأن الاوس أحد وستون رجلا.
والخزرج مائة وسبعون رجلا وسردهم.
وهذا مخالف لما ذكره البخاري ولما روى عن ابن عباس فالله أعلم.
وفي الصحيح عن أنس: أنه قيل له شهدت بدرا.
فقال وأين أغيب ؟ وفي سنن أبي داود عن سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن
الاعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
أنه قال: كنت أميح لاصحابي الماء يوم بدر وهذان لم يذكرهما البخاري ولا
الضياء فالله أعلم.
قلت: وفي الذين عدهم ابن إسحاق في أهل بدر من ضرب له بسهم في مغنمها
وأنه لم يحضرها تخلف عنها لعذر أذن له في التخلف بسببها وكانوا ثمانية
أو تسعة وهم: عثمان بن عفان تخلف على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمرضها حتى ماتت فضرب له بسهمه وأجره، وسعيد بن زيد بن عمرو بن
نفيل كان بالشام فضرب له بسهمه وأجره، وطلحة بن عبيدالله كان بالشام
أيضا فضرب له بسهمه وأجره (2) وأبو لبابة بشير بن عبد المنذر رده رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الروحاء حين بلغه خروج النفير من مكة
فاستعمله على المدينة وضرب له بسهمه وأجره، والحارث بن حاطب بن عبيد بن
أمية رده رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا من الطريق (3) وضرب له
بسهمه وأجره، والحارث بن الصمة كسر بالروحاء فرجع فضرب له بسهمه زاد
الواقدي: وأجره، وخوات بن جبير (4) لم يحضر
الوقعة وضرب له بسهمه وأجره، وأبو الصياح بن ثابت (5) خرج مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأصاب ساقه
__________
(1) من تاريخ الطبري ج 2 / 272.
(2) قال الواقدي: سعيد بن زيد وطلحة بعثهما رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتحسسان له العير.
(3) قال الواقدي: رده من الروحاء.
(4) في الواقدي: كسر بالروحاء.
(5) ذكره الواقدي فيمن حضر بدر وسماه: أبو ضياح بن ثابت من بني ثعلبة
بن عمرو بن عوف.
(*)
(3/395)
فصيل حجر فرجع
وضرب له بسهمه وأجره قال الواقدي وسعد أبو مالك (1) تجهز ليخرج فمات
وقيل إنه مات بالروحاء فضرب له بسهمه وأجره (2).
وكان الذين استشهدوا من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلا من المهاجرين
ستة وهم: عبيدة بن الحارث بن المطلب قطعت رجله فمات بالصفراء رحمه
الله، وعمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص الزهري قتله العاص بن
سعيد (3) وهو ابن ست عشرة سنة ويقال إنه كان قد أمره رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالرجوع لصغره فبكى فأذن له في الذهاب فقتل رضي الله
عنه، وحليفهم ذو الشمالين بن عبد عمرو الخزاعي (4)، وصفوان بن بيضاء
(5)، وعاقل بن البكير (6) الليثي حليف بني عدي، ومهجع مولى عمر بن
الخطاب وكان أول قتيل قتل من المسلمين يومئذ (7)، ومن الانصار ثمانية
وهم: حارثة بن سراقة رماه حبان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فمات،
ومعوذ وعوف ابنا عفراء (8)، ويزيد بن الحارث (9) - ويقال ابن قسحم -
وعمير بن الحمام (10)، ورافع بن المعلى بن لوذان (11)، وسعد بن خيثمة،
ومبشر بن عبد المنذر (12) رضي الله عن جميعهم، وكان مع المسلمين سبعون
بعيرا كما تقدم.
قال ابن إسحاق: وكان معهم فرسان على أحدهما المقداد بن الاسود واسمها
بغرجة - ويقال ستجة - وعلى الاخرى الزبير بن العوام واسمها اليعسوب
وكان معهم لواء يحمله مصعب بن عمير، ورايتان يحمل إحداهما للمهاجرين
علي بن أبي طالب، والتي للانصار يحملها سعد بن عبادة، وكان رأس مشورة
المهاجرين أبو بكر الصديق، ورأس مشورة الانصار سعد بن
معاذ.
__________
(1) في الواقدي: سعد بن مالك، وهو من بني البدي.
(2) وذكر الواقدي وابن اسحاق: أن صبيحا مولى أبي العاص بن أمية تجهز
للخروج ثم مرض.
وأن عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان خرج فرده رسول الله وضرب له بسهمه
مع أصحاب بدر - وقيل في سبب رده أنه بلغه شئ عن أهل مسجد الضرار، وكان
قد استخلفه على قباء والعالية فرده لينظر في ذلك -.
وذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لجعفر بن أبي طالب بسهمه
وأجره، وقال: ولم يذكره أصحابنا.
(3) في الواقدي: قتله عمرو بن عبد، وقتل عمرو أيضا سعد بن خيثمة.
(4) قال الواقدي: قتله أبو أسامة الجشمي.
(5) قتله طعيمة بن عدي، ويقال قتل طعيمة أيضا سعد بن خيثمة.
(6) في الواقدي وابن سعد: ابن أبي البكير، قتله مالك بن زهير الجشمي.
(7) قتله عامر بن الحضرمي.
(8) قتلهما أبو جهل.
(9) قتله نوفل بن معاوية الديلي.
(10) قتله خالد بن الاعلم.
قال الواقدي: وهو أول قتيل قتل من الانصار في الاسلام، ويقال: أول قتيل
أنصاري قتل في الاسلام عاصم بن ثابت بن الافلح.
(11) قتله عكرمة بن أبي جهل.
(12) قتله أبو ثور.
(*)
(3/396)
وأما جمع
المشركين فأحسن ما يقال فيهم إنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الالف
وقد نص عروة وقتادة أنهم كانوا تسعمائة وخمسين رجلا.
وقال الواقدي كانوا تسعمائة وثلاثين رجلا وهذا التحديد يحتاج إلى دليل
وقد تقدم في بعض الاحاديث أنهم كانوا أزيد من ألف فلعله عدد أتباعهم
معهم والله أعلم.
وقد تقدم الحديث الصحيح عند البخاري عن البراء أنه قتل منهم سبعون وأسر
سبعون وهذا قول الجمهور، ولهذا قال كعب بن مالك في قصيدة له: فأقام
بالعطن المعطن منهم * سبعون عتبة منهم والاسود (1) وقد حكى الواقدي
الاجماع على ذلك وفيما قاله نظر، فإن موسى بن عقبة وعروة بن الزبير
قالا خلاف ذلك (2) وهما من ائمة هذا الشأن فلا يمكن حكاية الاتفاق بدون
قولهما وإن كان قولهما مرجوحا بالنسبة إلى الحديث الصحيح والله أعلم.
وقد سرد أسماء القتلى والاسارى ابن إسحاق وغيره وحرر ذلك الحافظ الضياء
في أحكامه جيدا وقد تقدم في غضون سياقات القصة ذكر أول من قتل منهم وهو
الاسود بن عبد الاسد المخزومي، وأول من فر وهو خالد بن الاعلم الخزاعي
- أو العقيلي - حليف بني مخزوم وما أفاده ذلك فإنه أسر وهو القائل في
شعره: ولسنا على الاعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا يقطر الدم فما
صدق في ذلك، وأول من أسروا عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث قتلا
صبرا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين الاسارى، وقد اختلف
في أيهما قتل أولا على قولين وأنه عليه السلام أطلق جماعة من الاسارى
مجانا بلا فداء منهم أبو العاص بن الربيع الاموي، والمطلب بن حنطب بن
الحارث المخزومي، وصيفي بن أبي رفاعة كما تقدم، وأبو عزة الشاعر، ووهب
بن عمير بن وهب الجمحي كما تقدم، وفادى بقيتهم حتى عمه العباس أخذ منه
أكثر مما أخذ من سائر الاسرى لئلا يحابيه لكونه عمه مع أنه قد سأله
الذين أسروه من الانصار أن يتركوا له فداءه فأبى عليهم ذلك، وقال لا
تتركوا منه درهما، وقد كان فداؤهم متفاوتا فأقل ما أخذ أربعمائة، ومنهم
من أخذ منه أربعون أوقية من ذهب.
قال موسى بن عقبة وأخذ من العباس مائة أوقية من ذهب، ومنهم من استؤجر
على عمل بمقدار فدائه كما قال الامام أحمد حدثنا علي بن عاصم قال: قال
داود: ثنا عكرمة، عن ابن عباس قال: كان ناس من الاسرى يوم بدر لم يكن
لهم فداء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد
الانصار الكتابة، قال فجاء غلام يوما يبكي إلى أمه فقالت
__________
(1) العطن: معناه مبرك الابل حول الماء، واستعاره هنا لقتلى المشركين
يوم بدر وعتبة بن ربيعة، والاسود بن عبد الاسد المخزومي.
(2) قال ابن عقبة وعروة: قتل من المشركين تسعة وأربعون رجلا وأسر منهم
تسعة وثلاثون رجلا.
(الدرر في اختصار المغازي والسير ص 109).
(*)
(3/397)
ما شأنك ؟ فقال ضربني معلمي فقالت: الخبيث يطلب بدخل بدر والله لا
تأتيه أبدا.
انفرد به أحمد وهو على شرط السنن وتقدم بسط ذلك كله ولله الحمد والمنة. |