البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي

فصل [ في غزوة السويق ] (4) قال ابن إسحاق: وكان أبو سفيان كما حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ويزيد بن رومان ومن
__________
(1) لم يظهر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم موقف من الشعر إلا من أمرين: الاول نهيه عن رواية الشعر الذي يذكر الاعراض ويثير كوامن الاحقاد ويشيد بالعصبية والانساب.
والثاني: محاربته غلبة الشعر على قلب المرء حتى يشغله عن دينه وإقامة فروضه ويمنعه من ذكر الله وأثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن وما لم يوافق الحق منه فلا خير فيه.
وقد كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء - أيا كانوا - وفق هذا المنهج فقد أباح لهم قول الشعر واستمع إليهم وأشاد بشعرهم وأثاب عليه.
(2) سقط من نسخ البداية المطبوعة.
واستدرك من كتب المغازي والسير.
وتسمى بغزوة قرارة الكدر أو قرقرة الكدر.
وقرارة الكدر وهي بناحية معدن بني سليم قريب من الارحضية وراء سد معونة، وبين المعدن والمدينة ثمانية برد (طبقات ابن سعد 2 / 31).
(3) في الواقدي وابن سعد للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره وغاب عن المدينة خمس عشرة ليلة.
وحمل لواؤه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي كامل ابن الاثير: لعشر ليال مضين من شوال سنة ثنتين.
(4) في نسخ البداية المطبوعة: في غزوة بني سليم وهو تحريف، وما أثبتناه من كتب المغازي والسير.
وكانت كما في (*)

(3/415)


لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك - وكان من أعلم الانصار - حين رجع إلى مكة، ورجع فل قريش من بدر نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة (1) حتى يغزو محمدة، فخرج في مائتي راكب من قريش لتبر يمينه فسلك النجدية حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: نيب (2) من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل فأتى حيي بن أخطب فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك وصاحب كنزهم، فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه فبعث رجالا من قريش فأتوا ناحية منها يقال لها العريض فحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا رجلا (3) من الانصار وحليفا له في حرث لهما فقتلوهما وانصرفوا راجعين، فنذر بهم الناس فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم.
قال ابن هشام واستعمل على المدينة أبا لبابة بشير بن عبد المنذر، قال ابن إسحاق: فبلغ قرقرة الكدر ثم انصرف راجعا وقد فاته أبو سفيان وأصحابه، ووجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أزوادا كثيرة قد ألقاها المشركون يتخففون منها وعامتها سويق (4)، فسميت غزوة السويق.
قال المسلمون: يا رسول الله أنطمع أن تكون هذه لنا غزوة ؟ قال نعم.
قال ابن إسحاق: وقال أبو سفيان فيما كان من أمره هذا ويمدح سلام بن مشكم
اليهودي: وإني تخيرت المدينة واحدا * لحلف فلم أندم ولم أتلوم (5) سقاني فرواني كميتا مدامة * على عجل مني سلام بن مشكم ولما تولى الجيش قلت ولم أكن * لافرحه: أبشر بعز ومغنم تأمل فإن القوم سر وإنهم * صريح لؤى لاشماطيط جرهم وما كان إلا بعض ليلة راكب * أتى ساعيا من غير خلة معدم
__________
الواقدي وابن سعد وابن الاثير: يوم الاحد لخمس خلون من ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره.
(1) قال السهيلي: الغسل من الجنابة كان معمولا به في الجاهلية بقية من دين إبراهيم وإسماعيل كما بقي معهم الحج والنكاح.
(2) في الطبري: تيت، قال في معجم البلدان وهو جبل قرب اليمامة، وفي كتاب نصر: تيب جبل قرب المدينة (معجم البلدان - ج 2: مادة تيت).
(3) قال ابن الاثير في الكامل: واسمه معبد بن عمرو.
(4) السويق: قمح أو شعير يقلى ثم يطحن فيتزود به ملتوتا بماء أو سمن أو عسل (شرح المواهب اللدنية 1 / 553).
(5) في الواقدي بيتان فقط، هذا البيت والآخر: وذاك أبو عمرو يجود وداره * بيثرب مأوى كل أبيض خضرم (*)

(3/416)