البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي
فصل جمل من الحوادث سنة ثنتين من الهجرة
تقدم ما ذكرناه من تزويجه عليه السلام بعائشة أم المؤمنين رضي الله
عنها، وذكرنا ما سلف من الغزوات المشهورة وقد تضمن ذلك وفيات أعيان من
المشاهير من المؤمنين والمشركين، فكان
ممن توفي فيها الشهداء يوم بدر وهم أربعة عشر ما بين مهاجري وأنصار
تقدم تسميتهم، والرؤساء من مشركي قريش وقد كانوا سبعين رجلا على
المشهور، وتوفي بعد الوقعة بيسير أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب لعنه
الله كما تقدم، ولما جاءت البشارة إلى المؤمنين من أهل المدينة مع زيد
بن حارثة وعبد الله بن رواحة بما أحل الله بالمشركين وبما فتح على
المؤمنين وجدوا رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفيت وساووا
عليها التراب.
وكان زوجها عثمان بن عفان قد أقام عندها يمرضها بأمر النبي صلى الله
عليه وسلم له بذلك.
ولهذا ضرب له بسهمه في مغانم بدر وأجره عند الله يوم القيامة، ثم زوجه
بأختها الاخرى أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا كان
يقال لعثمان بن عفان ذو النورين ويقال إنه لم يغلق أحد على ابنتي نبي
واحدة بعد الاخرى غيره رضي الله عنه وأرضاه.
وفيها حولت القبلة كما تقدم وزيد في صلاة الحضر على ما سلف، وفيها فرض
الصيام صيام رمضان كما تقدم، وفيها فرضت الزكاة ذات النصب، وفرضت زكاة
الفطر وفيها خضع المشركون من أهل المدينة واليهود الذين هم بها من بني
قينقاع وبني النضير وبني قريظة ويهود بني حارثة وصانعوا المسلمين وأظهر
الاسلام طائفة كثيرة من المشركين واليهود وهم في الباطن منافقون منهم
من هو على ما كان عليه ومنهم من انحل بالكلية فبقي مذبذبا لا إلى هؤلاء
ولا إلى هؤلاء كما وصفهم الله في كتابه.
__________
(1) الخبر في مسند أحمد 1 / 14 ودلائل البيهقي 3 / 161، وفي تجهيزها
قال ابن سعد: كان فيما جهزت به سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف
وتور من أدم وقربة وجاءوا ببطحاء فطرحوها في البيت.
(8 / 23).
(2) الخبر في تزويج فاطمة من علي رواه البيهقي في الدلائل ج 3 / 160 -
161 وأخرج الجزء الاخير منه أحمد في مسنده 1 / 14 وإسناده صحيح.
(*)
(3/419)
قال ابن جرير
وفيها كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاقل وكانت معلقة بسيفه.
قال ابن جرير: وقيل إن الحسن بن علي ولد فيها، قال وأما الواقدي فإنه
زعم أن ابن أبي سبرة حدثه عن إسحاق بن عبد الله عن أبي جعفر أن علي بن
أبي طالب بنى بفاطمة في ذي الحجة منها.
قال فإن
ويقال إنه لم يغلق أحد على ابنتي نبي واحدة بعد الاخرى غيره رضي الله
عنه وأرضاه.
وفيها حولت القبلة كما تقدم وزيد في صلاة الحضر على ما سلف، وفيها فرض
الصيام صيام رمضان كما تقدم، وفيها فرضت الزكاة ذات النصب، وفرضت زكاة
الفطر وفيها خضع المشركون من أهل المدينة واليهود الذين هم بها من بني
قينقاع وبني النضير وبني قريظة ويهود بني حارثة وصانعوا المسلمين وأظهر
الاسلام طائفة كثيرة من المشركين واليهود وهم في الباطن منافقون منهم
من هو على ما كان عليه ومنهم من انحل بالكلية فبقي مذبذبا لا إلى هؤلاء
ولا إلى هؤلاء كما وصفهم الله في كتابه.
__________
(1) الخبر في مسند أحمد 1 / 14 ودلائل البيهقي 3 / 161، وفي تجهيزها
قال ابن سعد: كان فيما جهزت به سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف
وتور من أدم وقربة وجاءوا ببطحاء فطرحوها في البيت.
(8 / 23).
(2) الخبر في تزويج فاطمة من علي رواه البيهقي في الدلائل ج 3 / 160 -
161 وأخرج الجزء الاخير منه أحمد في مسنده 1 / 14 وإسناده صحيح.
(*)
(3/420)
قال ابن جرير
وفيها كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاقل وكانت معلقة بسيفه.
قال ابن جرير: وقيل إن الحسن بن علي ولد فيها، قال وأما الواقدي فإنه
زعم أن ابن أبي سبرة حدثه عن إسحاق بن عبد الله عن أبي جعفر أن علي بن
أبي طالب بنى بفاطمة في ذي الحجة منها.
قال فإن كانت هذه الرواية صحيحه فالقول الاول باطل (1).
تم الجزء الثالث من كتاب البداية والنهاية ويليه الجزء الرابع وأوله
سنة ثلاث من الهجرة
__________
(1) الخبر في تاريخ الطبري 2 / 300 وفيه قال: ومات في هذه السنة في ذي
الحجة عثمان بن مظعون فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع.
وقال: وفيها صلى يوم العاشر من ذي الحجة وخرج بالناس إلى المصلى فصلى
بهم فذلك أول صلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس بالمدينة
بالمصلى في عيد وذبح فيه بالمصلى بيده شاتين.
(*)
(3/420)
|