البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي

بعثه صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس صاحب مدينة الاسكندرية واسمه جريج بن مينا القبطي قال يونس بن بكير عن ابن اسحاق: حدثني الزهري، عن عبد الرحمن (3) بن عبد القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الاسكندرية فمضى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فقبل الكتاب وأكرم حاطبا وأحسن نزله وسرحه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأهدى له مع حاطب كسوة وبغلة بسرجها وجاريتين إحداهما أم ابراهيم وأما الاخرى فوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحمد (4) بن قيس العبدي.
رواه البيهقي.
ثم روى من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه عن جده حاطب بن أبي بلتعة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الاسكندرية، قال: فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزلني في منزله وأقمت عنده، ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته وقال: إني سائلك عن كلام فأحب أن تفهم عني، قال: قلت: هلم، قال: أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي ؟ قلت: بل هو رسول الله، قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها ؟ قال: فقلت: عيسى ابن مريم أليس تشهد أنه رسول الله ؟ قال: بلى قلت: فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حيث رفعه الله إلى السماء الدنيا ؟ فقال لي: أنت حكيم قد جاء من عند حكيم هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد وأرسل معك ببذرقة يبذرقونك إلى مأمنك، قال: فأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جوار منهن أم ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي جهم بن حذيفة العدوي ] (5) وواحدة وهبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحسان بن ثابت الانصاري، وأرسل إليه بطرف من طرفهم.
وذكر ابن اسحاق أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع جوار إحداهن مارية أم ابراهيم والاخرى سيرين التي وهبها لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن بن حسان.
__________
(1) رواه البيهقي في الدلائل ج 4 / 388.
ومسلم في 52 كتاب الفتن (18) باب الحديث (78).
(2) رواه البيهقي في الدلائل 4 / 389.
(3) من رواية البيهقي: وفي اوصل عبد الله تحريف.
(4) في البيهقي 4 / 395: جهم بن قيس فهي أم زكريا بن جهم الذي كان خليفة عمرو بن العاص على مصر.
(5) سقطت من الاصل واستدركت من دلائل البيهقي 4 / 396.
وقال ابن سعد: بعث إليه بجاريتين مارية وأختها سيرين، 1 / 260.
(*)

(4/310)


قلت: وكان في جملة الهدية غلام أسود خصي، اسمه مابور، وخفين ساذجين أسودين وبغلة بيضاء اسمها الدلدل، وكان مابور هذا خصيا ولم يعلموا بأمره (1) بادي الامر فصار يدخل على مارية كما كان من عاداتهم ببلاد مصر، فجعل بعض الناس يتكلم فيهما يسبب ذلك ولا يعلمون بحقيقة الحال وأنه خصي حتى قال بعضهم إنه الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بقتله فوجده خصيا فتركه والحديث في صحيح مسلم من طريق..(2).
قال ابن اسحاق: وبعث سليط بن عمرو بن عبدود أخا بني عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي، صاحب اليمامة وبعث العلاء بن الحضرمي إلى جيفر بن الجلندي وعمار بن الجلندي الازديين صاحبي عمان (3).