البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي

وذكر ابن هشام في سبب إسلام عباس بن مرداس أن أباه كان يعبد صنما من حجارة يقال له ضمار فلما حضرته الوفاة أوصاه به، فبينما هو يوما يخدمه إذ سمع صوتا من جوفه وهو يقول: قل للقبائل من سليم كلها * أودى ضمار وعاش أهل المسجد إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتدي
أودى ضمار وكان يعبد مدة * قبل الكتاب إلى النبي محمد قال فحرق عباس ضمار ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، وقد تقدمت هذه القصة بكمالها في باب هواتف الجان مع أمثالها وأشكالها ولله الحمد والمنة.
__________
(1) الحبلق: قال السهيلي: أرض يسكنها قبائل من مزينة وقيس.
والحبلق: الغنم الصغار ولعله أراد بقوله: أهل الحبلق: أصحاب الغنم.
وبنو خفاف: بطن من سليم.
(2) الفواق: هنا، طرف السهم الذي يلي الوتر، والرصاف: جمع رصفة وهي عصبة تلوى على فوق السهم (*)

(4/357)


بعثه عليه السلام خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بني جذيمة من كنانة قال ابن إسحاق: فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا ولم يبعثه مقاتلا، ومعه قبائل من العرب وسليم بن منصور، ومدلج بن مرة فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا: قال ابن اسحاق: وحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال: لما أمرنا خالد أن نضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم: ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد والله ما بعد وضع السلاح إلا الاسار، وما بعد الاسار إلا ضرب الاعناق، والله لا أضع سلاحي أبدا.
قال: فأخذه رجال من قومه، فقالوا: يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا ؟ إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب.
وأمن الناس، فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه، ووضع القوم سلاحهم لقول خالد.
قال ابن إسحاق: فقال حكيم بن حكيم عن أبي جعفر قال: فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد قال ابن هشام: حدثني بعض أهل العلم أنه انفلت رجل من القوم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل أنكر عليه أحد ؟ " فقال: نعم قد أنكر عليه رجل أبيض ربعة فنهمه
خالد فسكت عنه، وأنكر عليه رجل آخر طويل مضطرب فاشتدت مراجعتهما، فقال عمر بن الخطاب: أما الاول يا رسول الله فابني عبد الله، وأما الآخر فسالم مولى أبي حذيفة.
قال ابن اسحاق: فحدثني حكيم بن حكيم عن أبي جعفر قال: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال " يا علي، أخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك " فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فودى لهم الدماء، وما أصيب لهم من الاموال، حتى أنه ليدي ميلغة الكلب، حتى إذا لم يبق شئ من دم ولا مال إلا وداه، بقيت معه بقية من المال، فقال لهم علي حين فرغ منهم: هل بقي لكم دم أو مال لم يود لكم ؟ قالوا: لا، قال فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يعلم ولا تعلمون.
ففعل، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر، فقال " أصبت وأحسنت " ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى ما تحت منكبيه يقول " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد " ثلاث مرات.
قال ابن إسحاق: وقد قال بعض من يعذر خالدا أنه قال: ما قاتلت حتى أمرني بذلك عبد الله بن حذافة السهمي وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرك أن تقاتلهم لامتناعهم من الاسلام.
قال ابن هشام: قال أبو عمرو المديني: لما أتاهم خالد بن الوليد قالوا: صبأنا صبأنا (1).
وهذه مرسلات ومنقطعات.
وقد قال الامام
__________
(1) خبر إرسال خالد إلى جذيمة في سيرة ابن هشام 4 / 73.
(*)

(4/358)


أحمد: حدثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني - أحسبه قال - جذيمة فدعاهم إلى الاسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا، وخالد يأخذ بهم أسرا وقتلا، قال ودفع إلى كل رجل منا أسيرا حتى إذا أصبح يوما أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، قال ابن عمر فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل أحد من أصحابي أسيره، قال فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا صنيع خالد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ورفع يديه " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد "
مرتين.
ورواه البخاري (1) والنسائي من حديث عبد الرزاق به نحوه.
قال ابن إسحاق: وقد قال لهم جحدم لما رأى ما يصنع خالد: يا بني جذيمة ضاع الضرب قد كنت حذرتكم مما وقعتم فيه.
قال ابن إسحاق: وقد كان بين خالد وبين عبد الرحمن بن عوف - فيما بلغني - كلام في ذلك فقال له عبد الرحمن عملت بأمر الجاهلية في الاسلام ؟ فقال إنما ثأرت بأبيك، فقال عبد الرحمن كذبت، قد قتلت قاتل أبي، ولكنك ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة، حتى كان بينهما شر، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " مهلا يا خالد، دع عنك أصحابي، فوالله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته " ثم ذكر ابن إسحاق قصة الفاكه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم عم خالد بن الوليد في خروجه هو وعوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، ومعه ابنه عبد الرحمن وعفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ومعه ابنه عثمان في تجارة إلى اليمن، ورجوعهم ومعهم مال لرجل من بني جذيمة كان هلك باليمن فحملوه إلى ورثته فادعاه رجل منهم يقال له خالد بن هشام، ولقيهم بأرض بني جذيمة فطلبه منهم [ قبل أن يصلوا إلى أهل الميت ] (2) فأبوا عليه، فقاتلهم فقاتلوه حتى قتل عوف والفاكه وأخذت أموالهما وقتل عبد الرحمن قاتل أبيه خالد بن هشام، وفر منهم عفان ومعه ابنه عثمان إلى مكة، فهمت قريش بغزو بني جذيمة فبعث بنو جذيمة يعتذرون إليهم بأنه لم يكن عن ملا منهم وودوا لهم القتيلين وأموالهما ووضعوا الحرب بينهم (3)، يعنى فلهذا قال خالد لعبد الرحمن إنما ثأرت أبيك يعني حين قتلته بنو جذيمة، فأجابه بأنه قد أخذ ثأره وقتل قاتله ورد عليه بأنه إنما ثأر بعمه الفاكه بن المغيرة حين قتلوه وأخذوا أمواله، والمظنون بكل منهما أنه لم يقصد شيئا من ذلك وإنما يقال هذا في وقت المخاصمة فإنما أراد خالد بن الوليد نصرة الاسلام وأهله وإن كان قد أخطأ في أمر، واعتقد
__________
(1) قال ابن سعد في الطبقات: وكانوا بأسفل مكة على ليلة ناحية يلملم في شوال سنة ثمان، وهو يوم الغميصاء، وخرج خالد إليهم في ثلاثمائة وخمسين رجلا، من المهاجرين والانصار وبني سليم.
(2 / 147) وفي رواية له: ص 884 قال: قتل منهم قريبا من ثلاثين رجلا.
(1) أخرجه البخاري في كتاب المغازي (58) باب الحديث (4339)، ورواه الواقدي في مغازيه 2 / 880 - 881.
(2) من ابن هشام.
(3) سيرة ابن هشام ج 4 / 74.
(*)

(4/359)


أنهم ينتقصون الاسلام بقولهم صبأنا صبأنا، ولم يفهم عنهم أنهم أسلموا فقتل طائفة كثيرة منهم وأسر بقيتهم، وقتل أكثر الاسرى أيضا، ومع هذا لم يعزله رسول الله صلى الله عليه وسلم بل استمر به أميرا وإن كان قد تبرأ منه في صنيعه ذلك وودى ما كان جناه خطأ في دم أو مال ففيه دليل لاحد القولين بين العلماء في أن خطأ الامام يكون في بيت المال لا في ماله والله أعلم.
ولهذا لم يعزله الصديق حين قتل مالك بن نويرة أيام الردة، وتأول عليه ما تأول حين ضرب عنقه، واصطفى امرأته أم تميم فقال له عمر بن الخطاب: أعزله فإن في سيفه رهقا فقال الصديق: لا أغمد سيفا سله الله على المشركين وقال ابن اسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الاخنس، عن الزهري، عن ابن أبي حدرد الاسلمي قال: كنت يومئذ في خيل خالد بن الوليد، فقال فتى من بني جذيمة، وهو في سني، وقد جمعت يداه إلى عنقه برمة، ونسوة مجتمعات غير بعيد منه: يا فتى، قلت: ما تشاء ؟ قال: هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هذه النسوة، حتى أقضي إليهن حاجة ثم تردني بعد، فتصنعوا ما بدالكم ؟ قال: قلت: والله ليسير ما طلبت، فأخذت برمته فقدته بها، حتى وقفته عليهن فقال: اسلمي حبيش على نفد [ من ] العيش: أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم * بحلية أو ألفيتكم بالخوانق (1) ألم يك أهلا أن ينول عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق (2) فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا * أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أن يشحط النوى * وينأى الامير بالحبيب المفارق فإني لا ضيعت سر أمانة * ولا راق عيني عنك بعدك رائق سوى أن ما نال العشيرة شاغل * عن الود إلا أن يكون التوامق (3) قالت: وأنت فحييت عشرا وتسعا وترا وثمانية تترى.
قال: ثم انصرفت به فضربت
عنقه.
قال ابن إسحاق: فحدثني أبو فراس بن أبي سنبلة الاسلمي، عن أشياخ منهم، عمن كان حضرها منهم، قالوا: فقامت إليه حين ضربت عنقه فأكبت عليه، فما زالت تقبله حتى ماتت عنده (4).
وروى الحافظ البيهقي: من طريق الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، أنه سمع رجلا من مزينة يقال له ابن عصام (5) عن أبيه قال: كان رسول الله
__________
(1) حلية والخوانق: موضعان بتهامة.
(حلية.
واد بتهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة.
والخوانق بلد في ديار فهم معجم البلدان - معجم ما استعجم).
(2) الودائق: جمع وديقة.
وهي شدة الحر في نصف النهار.
(3) التوامق: الحب والود.
في هذا البيت والذي قبله إقواء.
(4) سيرة ابن هشام ج 4 / 76 وروى الواقدي خبره مطولا باختلاف بسيط 2 / 879.
(5) في ابن سعد: عبد الله بن عصام المزني (*).

(4/360)


صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال " إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا " قال: فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا قبل تهامة، فأكدرنا رجلا يسوق بظعائن فقلنا له أسلم، فقال: وما الاسلام ؟ فأخبرناه به فإذا هو لا يعرفه، قال: أفرأيتم إن لم أفعل ما أنتم صانعون ؟ قال: قلنا نقتلك، فقال: فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن ؟ قال: قلنا نعم ونحن مدركوك، قال: فأدرك الظعائن فقال: اسلمي حبيش قبل نفاد العيش، فقالت الاخرى: اسلم عشرا وتسعا وترا وثمانيا تترى.
ثم ذكر الشعر المتقدم إلى قوله: وينأى الامير بالحبيب المفارق، ثم رجع إلينا فقال شأنكم قال: فقدمناه فضربنا عنقه قال: فانحدرت الاخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت.
ثم روى البيهقي: من طريق أبي عبد الرحمن النسائي، ثنا محمد بن علي بن حرب المروزي، ثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا وفيهم رجل، فقال لهم: إني لست منهم إني عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها نظرة، ثم اصنعوا بي ما بدا لكم،
قال: فإذا امرأة أدماء طويلة، فقال لها: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش.
ثم ذكر البيتين بمعناهما.
قال: فقالت: نعم فديتك، قال: فقدموه فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين، ثم ماتت، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال " أما كان فيكم رجل رحيم " (1).
بعث خالد بن الوليد لهدم العزى قال ابن جرير (2): وكان هدمها لخمس بقين من رمضان عامئذ.
قال ابن إسحاق: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى وكانت بيتا بنخلة يعظمه قريش وكنانة ومضر، وكان سدنتها وحجابها من بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم، فلما سمع حاجبها السلمي بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ثم اشتد (3) في الجبل الذي هي فيه وهو يقول: أيا عز شدي شدة لا شوى لها * على خالد ألقي القناع وشمري أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدا * فبوئي بإثم عاجل أو تنصري قال: فلما انتهى خالد إليها هدمها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى الواقدي
__________
(1) الخبران أخرجهما البيهقي في الدلائل ج 5 / 117 - 118.
وأخرج ابن سعد خبر ابن مساحق ج 2 / 149 وفي نهايته قال: فجعلت ترشفه حتى ماتت عليه.
وكانت امرأة كثيرة النحض - يعني اللحم.
(2) تاريخ الطبري 3 / 133.
(3) في الطبري وابن هشام والواقدي: اسند: أي ارتفع فيه.
وقال الواقدي: سادنها اسمه أفلح بن نضر الشيباني من بني سليم.
(*)

(4/361)


وغيره أنه لما قدمها خالد لخمس بقين من رمضان فهدمها ورجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما رأيت ؟ " قال لم أر شيئا فأمره بالرجوع فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول فعلاها بالسيف وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك * إني رأيت (1) الله قد أهانك
ثم خرب ذلك البيت الذي كانت فيه وأخذ ما كان فيه من الاموال رضي الله عنه وأرضاه، ثم رجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " تلك العزى ولا تعبد أبدا " وقال البيهقي: أنبأ محمد بن أبي بكر الفقيه، أنبأ محمد بن أبي جعفر، أنبأ أحمد بن علي، ثنا أبو كريب، عن ابن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى، فأتاها وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال " ارجع فإنك لم تصنع شيئا " فرجع خالد فلما نظرت إليه السدنة وهم حجابها أمعنوا هربا في الجبل وهم يقولون: يا عزى خبليه يا عزى عوريه وإلا فموتي برغم.
قال: فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها ووجهها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: " تلك العزى " (5).