البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي

مرجعه عليه السلام من الطائف وقسمة غنائم هوازن قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف عن الطائف على دحنا (1) حتى نزل الجعرانة فيمن معه من المسلمين ومعه من هوازن سبي كثير، وقد قال له رجل من أصحابه يوم ظعن عن ثقيف: يا رسول الله ادع عليهم فقال " اللهم اهد ثقيفا وائت بهم " قال: ثم أتاه وفد هوازن بالجعرانة وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبي هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء ومن الابل والشاء ما لا يدرى عدته.
قال ابن اسحاق: فحدثني عمرو بن شعيب وفي رواية يونس بن بكير عنه قال عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك وقام خطيبهم زهير بن صرد، أبو صرد، فقال: يا رسول الله إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك (2) اللاتي كن يكفلنك ولو أنا ملحنا (3) لابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت رسول الله خير المكفولين، ثم أنشا يقول: أمنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننتظر (4) أمنن على بيضة (5) قد عاقها قدر * ممزق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر (6) هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر
__________
(1) دحنا: من مخاليف الطائف.
(2) إشارة إلى حاضنته، حليمة، وكانت من بني سعد بن بكر من هوازن وكانت ظئرا له.
(3) ملحنا: قال ابن هشام: ما لحنا.
أي أرضعنا.
(4) في روايتي الواقدي والبيهقي: وندخر.
(5) في الواقدي: نسوة.
(6) في البيهقي: الحرب: والبيت لم يذكره الواقدي.
(*)

(4/404)


إن لم تداركها نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما (1) حين يختبر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك تملؤه من مخضها الدرر (2) أمنن على نسوة قد كنت ترضعها * وإذ يزنيك ما تأتي وما تذر (3) لا تجعلنا كمن شالت نعامته (4) * واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر آلاء وإن كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ " فقالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا ؟ بل أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا فقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا فإني سأعطيكم عند ذلك وأسال لكم " فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الانصار: وما كان لنا، فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الاقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا، فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: يقول عباس بن مرداس لبني سليم: وهنتموني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أمسك منكم بحقه، فله بكل إنسان ستة فرائض، من أول فئ نصيبه " فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم.
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتبعه الناس يقولون: يا رسول الله اقسم علينا فيئنا، حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت رداءه فقال " أيها الناس ردوا علي ردائي فوالذي نفسي في يده لو كان لكم عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا " ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب بعير فأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين إصبعيه ثم رفعها فقال " أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة " فجاء رجل من الانصار بكبة من خيوط شعر فقال: يا رسول الله، أخذت هذه لاخيط بها برذعة بعير لي دبر " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) في الواقدي: حتى.
(2) في الواقدي: إذ فوك مملوءة من محضها الدرر، والمحض: الدفعات الكثيرة من اللبن.
(3) البيت في الواقدي: اللائي إذ كنت طفلا كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتي وما تذر وصدره في السهيلي: إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها.
(4) شالت نعامته: أي تفرقت كلمتهم، أو ذهب عزهم (القاموس) (*)

(4/405)


" أما حقي منها فلك " فقال الرجل: أما إذا بلغ الامر فيها فلا حاجة لي بها فرمى بها من يده.
وهذا السياق يقتضي أنه عليه السلام رد إليهم سبيهم قبل القسمة كما ذهب إليه محمد بن إسحاق ابن يسار خلافا لموسى بن عقبة وغيره.
وفي صحيح البخاري: من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن ترد إليهم أموالهم ونساؤهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال ؟ وقد كنت
استأنيت بكم " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حنى قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم أموالهم إلا إحدى الطائفتين قالوا: إنا نختار سبينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال " أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول مال يفئ الله علينا فليفعل " فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال لهم " إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم " فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأنهم قد طيبوا وأذنوا.
فهذا ما بلغنا عن سبي هوازن (1).
ولم يتعرض البخاري لمنع الاقرع وعيينة وقومهما بل سكت عن ذلك والمثبت مقدم على النافي فكيف الساكت.
وروى البخاري: من حديث الزهري أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، أخبره جبير بن مطعم أنه بينما هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفله من حنين علقت الاعراب برسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا " تفرد به البخاري.
وقال ابن إسحاق: وحدثني أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى علي ابن أبي طالب جارية، يقال لها ريطة بنت هلال بن حيان بن عميرة، وأعطى عثمان بن عفان جارية يقال لها زينب بنت حيان بن عمرو بن حيان، وأعطى عمر جارية فوهبها من ابنه عبد الله.
وقال ابن إسحاق: فحدثني نافع عن عبد الله بن عمر قال: بعثت بها إلى أخوالي من بني جمح، ليصلحوا لي منها ويهيئوها حتى أطوف بالبيت، ثم آتيهم، وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعت إليها، قال: فجئت من المسجد حين فرغت، فإذا الناس يشتدون، فقلت: ما شأنكم ؟ قالوا رد علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءنا وابناءنا، قلت: تلكم صاحبتكم في بني جمح فاذهبوا فخذوها فذهبوا إليها فأخذوها (2).
قال ابن إسحاق:
__________
(1) أخرجه البخاري في كتاب المغازي (54) باب.
فتح الباري 8 / 26 - 27.
وأخرجه البخاري في الوكالة، وفي
كتاب الخمس، وفي كتاب الهبة مختصرا.
وأخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب: في فداء الاسير بالمال.
(2) الخبر في أمر أموال هوازن وسباياها وعطاياها في سيرة ابن هشام ج 4 / 132 - 133.
(*)

(4/406)


وأما عيينة بن حصن فأخذ عجوزا من عجائز هوازن، وقال حين أخذها: أوى عجوزا إني لاحسب لها في الحي نسبا، وعسى أن يعظم فداؤها، فلما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا بست فرائض (1) أبي أن يردها، فقال له زهير بن صرد: خذها عنك فوالله ما فوها ببارد، ولا ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد، ولا زوجها بواجد، ولا درها بماكد (2)، إنك ما أخذتها والله بيضاء غريرة ولا نصفا وثيرة فردها بست فرائض قال الواقدي: ولما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم بالجعرانة أصاب كل رجل أربع من الابل وأربعون شاة (3).
وقال سلمة عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر: أن رجلا ممن شهد حنين قال: والله إني لاسير إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة لي، وفي رجلي نعل غليظة، إذ زحمت ناقتي ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقع حرف نعلي على ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوجعه، فقرع قدمي بالسوط وقال: " أوجعتني فتأخر عني " فانصرفت فلما كان الغد إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسني قال: قلت: هذا والله لما كنت أصبت من رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامس، قال فجئته وأنا أتوقع فقال " إنك أصبت رجلي بالامس فأوجعتني فقرعت قدمك بالسوط فدعوتك لاعوضك منها " فأعطاني ثمانين نعجة بالضربة التي ضربني، والمقصود من هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد إلى هوازن سبيهم بعد القسمة كما دل عليه السياق وغيره، وظاهر سياق حديث عمرو بن شعيب الذي أورده محمد بن إسحاق عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد إلى هوازن سبيهم قبل القسمة، ولهذا لما رد السبي وركب علقت الاعراب برسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له أقسم علينا فيئنا حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال " ردوا علي ردائي أيها الناس فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد هذه العضاة نعما لقسمته فيكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا " كما رواه البخاري عن جبير بن مطعم بنحوه.
وكأنهم خشوا أن يرد إلى هوازن أموالهم كما رد إليهم نساءهم وأطفالهم فسألوه قسمة ذلك فقسمها عليه الصلاة
والسلام بالجعرانة كما أمره الله عزوجل وآثر أناسا في القسمة وتألف أقواما من رؤساء القبائل وأمرائهم فعتب عليه أناس من الانصار حتى خطبهم وبين لهم وجه الحكمة فيما فعله تطبيبا لقلوبهم، وتنقد بعض من لا يعلم من الجهلة والخوارج كذي الخويصرة وأشباهه قبحه الله كما سيأتي تفصيله وبيانه في الاحاديث الواردة في ذلك وبالله المستعان.
قال الامام أحمد: حدثنا عارم، ثنا معتمر بن سليمان، سمعت أبي يقول: ثنا السميط السدوسي عن أنس بن مالك قال:
__________
(1) الفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سمي فريضة لانه فرض على رب المال، ثم اتسع فيه حتى سمي البعير فريضة.
(2) ماكد: غزير.
(3) العبارة في الواقدي: أربع من الابل أو أربعون شاة، فإن كان فارسا أخذ اثنتي عشرة من الابل أو عشرين ومائة شاة، وإن كان معه أكثر من فرس لم يسهم له، 3 / 949.
(*)

(4/407)


فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت، فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة، ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم صفت الغنم، ثم النعم، قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف (1) وعلى مجنبة (2) خيلنا خالد بن الوليد، قال: فجعلت خيلنا تلوذ (3) خلف ظهورنا، قال: فلم نلبث أن انكشف خيلنا وفرت الاعراب، ومن نعلم من الناس، قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا للمهاجرين (4) يا للمهاجرين يا للانصار ؟ - قال أنس هذا حديث عمية (5) - قال قلنا لبيك يا رسول الله قال: وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله قال فقبضنا ذلك المال ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا إلى مكة، قال فنزلنا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل المائة ويعطي الرجل المائتين، قال فتحدث الانصار بينها أما من قاتله فيعطيه، وأما من لم يقاتله فلا يعطيه ؟ ! فرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمر بسراة المهاجرين والانصار أن يدخلوا عليه ثم قال " لا يدخلن علي إلا أنصاري - أو الانصار " قال فدخلنا القبة حتى ملاناها قال نبي الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر الانصار " أو
كما قال " ما حديث أتاني ؟ " قالوا ما أتاك يا رسول الله قال " ما حديث أتاني " قالوا ما أتاك يا رسول الله، قال " ألا ترضون أن يذهب الناس بالاموال وتذهبون برسول الله حتى تدخلوه بيوتكم ؟ " قالوا: رضينا يا رسول الله، قال فرضوا أو كما قال (6) وهكذا رواه مسلم من حديث معتمر بن سليمان وفيه من الغريب قوله أنهم كانوا يوم هوازن ستة آلاف وإنما كانوا في اثني عشر ألفا، وقوله إنهم حاصروا الطائف أربعين ليلة وإنما حاصروها قريبا من شهر ودون العشرين ليلة فالله أعلم.
وقال البخاري: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا هشام، ثنا معمر، عن الزهري حدثني أنس بن مالك قال: قال ناس من الانصار حين أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا المائة من الابل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ؟ قال أنس بن مالك: فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم،
__________
(1) (1) نقل الخبر البيهقي في الدلائل وعلمه على قوله ستة آلاف قال: أظنه يريد الانصار، وقال القاضي: هذا وهم من الراوي عن الانس.
(2) مجنبة: قال شمر: المجنبة هي الكتيبة من الخيل التي تأخذ جانب الطريق.
وهما مجنبتان: ميمنة، وميسرة بجانبي الطريق، والقلب بينهما.
(3) في مسلم: تلوي.
(4) في مسلم: يال المهاجرين: يال بلام مفصولة مفتوحة.
وتفتح اللام في المستغاث به.
(5) من مسلم، وفي الاصل: عمته تحريف.
قال القاضي: ضبطت على أوجه: عمية، وعمية أي حدثني به عمي.
وقال الخليل: العم: الجماعة وقال الحميدي: عمية بتشديد الياء: وفسره بعمومتي، أي حديث فضل أعمامي.
(6) الحديث في مسند الامام أحمد ج 3 / 158 ومسلم في الزكاة (46) باب.
الحديث (136) (*)

(4/408)


فأرسل إلى الانصار فجمعهم في قبة أدم ولم يدع معهم غيرهم، فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال " ما حديث بلغني عنكم ؟ " قال فقهاء الانصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا،
وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فإني لاعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أما ترضون أن يذهب الناس بالاموال وتذهبون بالنبي إلى رحالكم ؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به " قالوا: يا رسول الله قد رضينا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم " فستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض " قال أنس: فلم يصبروا (1).
تفرد به البخاري من هذا الوجه، ثم رواه البخاري ومسلم: من حديث ابن عون (2) عن هشام بن زيد، عن جده أنس بن مالك قال: لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف والطلقاء فأدبروا فقال " يا معشر الانصار " قالوا: لبيك يا رسول الله وسعديك لبيك نحن بين يديك.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أنا عبد الله ورسوله " فانهزم المشركون فأعطى الطلقاء والمهاجرين ولم يعط الانصار شيئا، فقالوا، فدعاهم فأدخلهم في قبته فقال " أما ترضون أن تذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله ؟ " صلى الله عليه وسلم [ قالوا بلى ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو سلك الناس واديا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار ".
وفي رواية للبخاري من هذا الوجه قال لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بن عمهم وذراريهم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف والطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه فقال " يا معشر الانصار ؟ " قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال " يا معشر الانصار ؟ " فقالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: " أنا عبد الله ورسوله " فانهزم المشركون، وأصاب يومئذ مغانم كثيرة فقسم بين المهاجرين والطلقاء.
ولم يعط الانصار شيئا، فقالت الانصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال " يا معشر الانصار، ما حديث بلغني ؟ " فسكتوا فقال " يا معشر الانصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله تحوزونه إلى بيوتكم ؟ " قالوا: بلى، فقال: " لو سلك الناس واديا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار ".
قال هشام: قلت يأبا حمزة وأنت شاهد ذلك ؟ قال وأين أغيب عنه (3) ثم رواه البخاري ومسلم
أيضا: من حديث شعبة عن قتادة عن أنس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصار فقال " إن
__________
(1) أخرجه البخاري في 57 كتاب الخمس (19) باب.
ومسلم في كتاب الزكاة (46) باب.
الحديث (132).
(2) من البخاري ومسلم وفي الاصل: ابن عوف تحريف.
(3) أخرجه البخاري في كتاب المغازي (56) باب غزوة الطائف.
ومسلم في الزكاة (46) باب اعطاء المؤلفة قلوبهم الحديث (135) (*)

(4/409)


قريشا حديثوا (1) عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم ؟ قالوا: بلى، قال " لو سلك الناس واديا وسلكت الانصار شعبا لسلكت وادي الانصار أو شعب الانصار " (2) وأخرجاه أيضا: من حديث شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد، عن أنس بنحوه وفيه فقالوا: والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا لتقطر من دمائهم، والغنائم تقسم فيهم، فخطبهم وذكر نحو ما تقدم.
وقال الامام أحمد: ثنا عفان، ثناد حماد، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أبا سفيان وعيينة والاقرع وسهيل بن عمرو في آخرين يوم حنين، فقالت الانصار: يا رسول الله سيوفنا تقطر من دمائهم وهم يذهبون بالمغنم ؟ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم في قبة له حتى فاضت فقال " فيكم أحد من غيركم ؟ " قالوا لا إلا أبن اختنا، قال " ابن اخت القوم منهم " ثم قال " أقلتم كذا وكذا ؟ " قالوا: نعم، قال " أنتم الشعار والناس الدثار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دياركم ؟ " قالوا: بلى، قال " الانصار كرشي وعيبتي لو سلك الناس واديا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعبهم، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار " (3) وقال: قال حماد: أعطى مائة من الابل فسمى كل واحد من هؤلاء.
تفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط مسلم.
وقال الامام أحمد: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الانصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بي، ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ " قالوا بلى يا رسول الله قال
" أفلا تقولون جئتنا خائفا فأمناك، وطريدا فأويناك، ومخذولا فنصرناك ؟ " قالوا بل لله المن علينا ولرسوله.
وهذا إسناد ثلاثي على شرط الصحيحين فهذا الحديث كالمتواتر عن أنس بن مالك.
وقد روي عن غيره من الصحابة.
قال البخاري: ثنا موسى بن اسماعيل، ثنا وهيب ثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الانصار شيئا فكأنهم وجدوا في أنفسهم إذ لم يصيبهم.
ما أصاب الناس، فخطبهم فقال " يا معشر الانصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ " كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن،
__________
(1) حديثو عهد بجاهلية: أي كانوا قريب عهد بجاهلية، يعني أن زمانهم قريب من زمان الكفر.
قال ابن حجر: وقع بالافراد في الصحيحين " حديث عهد " والمعروف حديثو عهد.
وفعيل يستوي فيه الافراد وغيره.
(2) أخرجه البخاري في 57 كتاب فرض الخمس (19) باب.
ومسلم في كتاب الزكاة (46) باب (حديث: 133) و (134).
(3) مسند الامام أحمد: ح 3 / 222.
(*)

(4/410)


قال " لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ؟ لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الانصار وشعبها.
الانصار شعار والناس دثار (1)، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
ورواه مسلم من حديث عمرو بن يحيى المازني به وقال يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين وقسم للمتألفين من قريش، وسائر العرب ما قسم ولم يكن في الانصار منها شئ قليل ولا كثير، وجد هذا الحي من الانصار في أنفسهم، حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله قومه، فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الانصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ؟ فقال " فيم ؟ " قال: فيما كان من
قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب، ولم يكن فيهم من ذلك شئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ " قال: ما أنا إلا امرؤ من قومي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فإذا اجتمعوا فاعلمني " فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة فجاء رجل من المهاجرين فاذن له فدخلوا وجاء آخرون فردهم، حتى إذا لم يبق من الانصار أحد إلا اجتمع له أتاه فقال: يا رسول الله قد اجتمع لك هذا الحي من الانصار حيث أمرتني أن أجمعهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: " يا معشر الانصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ " قالوا: بلى ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا تجيبون يا معشر الانصار ؟ " قالوا: وما نقول يا رسول الله ؟ وبماذا نجيبك ؟ المن لله ولرسوله قال: " والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم جئتنا طريدا فأويناك، وعائلا فآسيناك، وخائفا فأمناك، ومخذولا فنصرناك " فقالوا: المن لله ولرسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوجدتم في نفوسكم يا معشر الانصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الاسلام، أفلا ترضون يا معشر الانصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب (2) الانصار، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار (3)، اللهم ارحم الانصار وأبناء الانصار وأبناء أبناء الانصار " قال:
__________
(1) قال أهل اللغة: الشعار الثوب الذي يلي الجسد، والدثار فوقه.
ومعنى الحديث أن الانصار هم البطانة والخاصة والاصفياء.
وألصق الناس بي من سائر الناس.
(2) قال الخليل: الشعب هو ما انفرج بين جبلين، وقال ابن السكين، هو الطريق في الجبل.
والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم أراد أنه مع الانصار قال الخطابي: ويحتمل أنه يريد بالشعب - الوادي - أي المذهب.
(3) قال الخطابي: أراد: تأليف الانصار واستطابة نفوسهم والثناء عليهم في دينهم.
وقال القرطبي: معناه لتسميت (*).

(4/411)


فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا بالله ربا ورسوله قسما ثم انصرف وتفرقوا (1).
وهكذا رواه الامام أحمد: من حديث إبن اسحاق ولم يروه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه وهو صحيح وقد رواه الامام أحمد: عن يحيى بن بكير، عن الفضل بن مرزوق، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال رجل من الانصار لاصحابه: أما والله لقد كنت أحدثكم أنه لو استقامت الامور قد آثر عليكم، قال فردوا عليه ردا عنيفا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها قالوا: بلى يا رسول الله، قال " وكنتم لا تركبون الخيل " وكلما قال لهم شيئا قالوا: بلى يا رسول الله ثم ذكر بقية الخطبة كما تقدم.
تفرد به أحمد أيضا.
وهكذا رواه الامام أحمد منفردا به من حديث الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد بنحوه ورواه أحمد أيضا عن موسى بن عقبة عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مختصرا.
وقال سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم من سبي حنين مائة من الابل، وأعطى أبا سفيان بن حرب مائة.
وأعطى صفوان بن أمية مائة، وأعطى عيينة بن حصن مائة.
وأعطى الاقرع بن حابس مائة، وأعطى علقمة بن علاثة مائة، وأعطى مالك بن عوف مائة، وأعطى العباس بن مرداس دون المائة، ولم يبلغ به أولئك فأنشأ يقول: أتجعل نهبي ونهب العب * يد بين عيينة والاقرع (2) فما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع وما كنت دون امرئ منهما * ومن تخفض اليوم لا يرفع وقد كنت في الحرب ذا تدرئ * فلم أعط شيئا ولم أمنع قال فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة.
رواه مسلم من حديث ابن عيينة بنحوه وهذا لفظ البيهقي (3) وفي رواية ذكرها موسى بن عقبة وعروة بن الزبير وابن اسحاق فقال: كانت نهابا تلافيتها * بكري على المهر في الاجرع (4) وإيقاظي الحي أن يرقدوا * إذا هجع الناس لم أهجع
__________
= باسمكم وانتسبت إليكم لما كانوا يتناسبون بالحلف، لكن خصوصية الهجرة وترتيبها سبقت فمنعت ما سوى
ذلك، وهي أعلى وأشرف فلا تبدل بغيرها.
(1) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 141 - 143 ونقله البيهقي في الدلائل ج 5 / 176 - 178.
(2) العبيد: اسم فرس عباس بن مرداس.
(3) رواه البيهقي في الدلائل ج 5 / 178 - 179 ومسلم في كتاب الزكاة.
الحديث 137.
(4) النهاب: جمع نهب، وهو ما ينهب ويغنم، والاجرع: المكان السهل (*)

(4/412)


فأصبح نهي ونهب العب * يد بين عيينة والاقرع وقد كنت في الحرب ذا تدرئ * فلم أعط شيئا ولم أمنع إلا أفايل أعطيتها * عديد قوائمها الاربع (1) وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع (2) وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع قال عروة وموسى بن عقبة عن الزهري: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له " أنت القائل أصبح نهبي ونهب العبيد بين الاقرع وعيينة ؟ " فقال أبو بكر: ما هكذا قال يا رسول الله ولكن والله ما كنت بشاعر وما ينبغي لك، فقال " كيف قال ؟ " فأنشده أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هما سواء ما يضرك بأيهما بدأت " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقطعوا عني لسانه " فخشي بعض الناس أن يكون أراد المثلة به وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم العطية، قال وعبيد فرسه (3)، وقال البخاري: حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة عن أبي موسى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة (4) ومعه بلال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني ؟ فقال له " ابشر " فقال: قد أكثرت على من أبشر ! فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال " رد البشرى فأقبلا أنتما " ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال: " اشربا منه وافرغا على وجوهكما ونحوركما وابشرا " فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لامكما.
فأفضلا لها منه
طائفة.
هكذا رواه.
وقال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، قال: مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
وقد ذكر ابن إسحاق الذين أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ مائة من الابل وهم: أبو سفيان صخر بن حرب، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، والحارث (5) بن كلدة أخو بني عبد
__________
(1) الافايل: جمع أفيل.
وهو الصغير من الابل.
(2) في رواية عروة وابن عقبة وابن إسحاق: شيخي بدلا من مرداس.
وحصن: هو أبو عيينة.
(3) الخبر والابيات في سيرة ابن هشام ج 4 / 136 ونقلها البيهقي في الدلائل عن ابن عقبة.
ج 5 / 181.
(4) من صحيح البخاري، وفي نسخ البداية المطبوعة يزيد وهو تحريف.
(5) قال القسطلاني: قال الداودي: وهو وهم والصواب بين مكة والطائف، وبه جزم النووي وغيره.
وقال ياقوت: الجعرانة ماء بين مكة والطائف وهي إلى مكة أقرب.
وقال الباجي: بينه وبين مكة ثمانية عشر ميلا.
(6) في السيرة: الحارث بن الحارث بن كلدة، وقال ابن هشام: نصير.
وعند الواقدي: النضير.
(*)

(4/413)


الدار، وعلقمة بن علاثة، والعلاء بن حارثة (1) الثقفي حليف بني زهرة، والحارث بن هشام، وجبير بن مطعم (2)، ومالك بن عوف النصري، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، وعيينة بن حصن، وصفوان بن أمية، والاقرع بن حابس، قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي: أن قائلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه: يا رسول الله أعطيت عيينة والاقرع مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري (3) ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما والذي نفس محمد بيده لجعيل خير من طلاع الارض كلهم مثل عيينة والاقرع، ولكن تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه " ثم ذكر ابن اسحاق من أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
دون المائة ممن يطول ذكره.
وفي الحديث الصحيح عن صفوان بن أمية أنه قال: ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني من غنائم حنين وهو أبغض الخلق إلي حتى ما خلق الله شيئا أحب إلي منه.