البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي

فصل في الاخبار بغيوب ماضية ومستقبلة
روى البيهقي من حديث إسرائيل، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إن فلانا مات، فقال: لم يمت، فعاد الثانية فقال: إن فلانا مات، فقال: لم يمت، فعاد الثالثة فقال: إن فلانا نحر نفسه بمشقص عنده، فلم يصل عليه * ثم قال البيهقي تابعه زهير عن سماك * ومن ذلك الوجه رواه مسلم مختصرا في الصلاة (1) * وقال أحمد: حدثنا أسود بن عامر، ثنا هريم بن سفيان عن سنان (2) بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي شهم قال: مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها، قال: وأصبح الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، قال: فأتيته فلم يبايعني، فقال: صاحب الجبيذة ؟ قال: قلت: والله لا أعود، قال: فبايعني (3) * ورواه النسائي عن محمد بن عبد الرحمن الحربي عن أسود بن عامر به، ثم رواه أحمد عن سريج عن يزيد بن عطاء عن بيان بن بشر عن قيس عن أبي شهم فذكره * وفي صحيح البخاري: عن أبي نعيم، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية أن ينزل فينا شئ، فلما توفي تكلمنا وانبسطنا (4) * وقال ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحرث، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي حازم عن سهل بن سعد أنه قال: والله لقد كان أحدنا يكف عن الشئ مع امرأته وهو وإياها في ثوب واحد تخوفا أن ينزل فيه شئ من القرآن (5) * وقال أبو داود: ثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، ثنا عاصم بن
كليب عن أبيه عن رجل من الانصار قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول
__________
(1) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 302 والترمذي في الجنائز 3 / 371 ح (1068) وأخرجه النسائي في الجنائز باب ترك الصلاة على من قتل نفسه.
وأخرجه مسلم في الجنائز ح (107).
(2) في المسند: بيان.
(3) أخرجه أحمد في المسند ج 5 / 294.
ونقله السيوطي في الخصائص وقال أخرجه الحاكم وصححه وابن سعد.
(4) أخرجه البخاري في النكاح (80) باب.
ح (5187) فتح الباري (9 / 253) وابن ماجة في الجنائز ح (1632).
وأخرجه الامام أحمد في مسنده 2 / 62.
(5) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 307.
(*)

(6/211)


الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر: أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل رأسه، فلما رجع استقبله داعي امرأة، فجاء وجئ بالطعام، فوضع يده فيه ووضع القوم أيديهم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فيه، ثم قال: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها، قال فأرسلت المرأة: يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشترى لي شاة فلم توجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة: أن أرسل بها إلي بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطعميه الاسارى (1).