البدء والتاريخ
الفصل الرابع عشر في
ذكر أنساب العرب وأيامها المشهورة على غاية هذا الكتاب من الإيجاز
والاختصار
اختلف الناس في نسب العرب فقال بعضهم كلهم من ولد اسماعيل بن إبراهيم
عم وقال آخرون ليست النمر من ولد اسماعيل ولكنها من ولد قحطان بن عابر
بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح فهم أنسب وأقدم من غيرهم ولذلك تفتخر
أعراب اليمن على غيرها من العرب وقال ابن إسحاق لم أجد أحدا من نساب
اليمن له علم إلا وهو يزعم أنهم [ليسوا] من ولد اسماعيل ويقولون نحن
العرب العاربة كنا قبل اسماعيل وإنما تكلم اسماعيل بلساننا لما جاورته
جرهم إلا هذين الحيين الأنصار وخزاعة فإنهم يزعمون أنهم من ولد إسماعيل
عم قالوا وأخو قحطان يقطر بن عامر بن عابر فولد يقطر جرهم وجزيلا [1]
فلم
__________
[1] . حذيلا MS.
(4/105)
يبق في جزيل بقية فنزلت جرهم مكة فنكح فيهم
اسماعيل عم وقد قال رجل من قحطان بن هميسع بن نابت بن اسماعيل والنساب
على أنه قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام ابن نوح والله أعلم
وقحطان ونزار هما جرثومتان لأنه نسبة ولد اسماعيل من نزار ونسبة اليمن
من قحطان هذا [1] هو الأصل قال الشاعر [وافر]
بجيلة حين جاءت ليس تدري ... [2] أقحطان أبوها أم نزار
ونزار نزاران فهذا نزار بن معد بن عدنان والثاني نزار بن انمار ثم
اختلفوا في نسب عدنان فقال بعضهم عدنان بن أدد بن يخنوخ ابن مقوم [بن]
ناحور بن تيرخ [3] بن يعرب بن يشجب بن اسماعيل هذا قول محمد بن إسحاق
وقال بعضهم عدنان بن مبدع بن يسع بن الأدد بن كعب بن يشجب بن يعرب بن
الهميسع بن حميل بن سليمان بن ثابت بن قيدر بن [أ] إسماعيل وقد روى ابن
__________
[1] . هذMS.
[2] . تدريMS.
[3] . باحور بن تبرح MS.
(4/106)
عبّاس رضى الله عنه أنّ النبيّ صلى الله
عليه وسلم انتسب فلما بلغ إلى عدنان وقف وقال كذب النسّابون وقد روى
ابن إسحاق عن يزيد [1] بن رومان عن عائشة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم
قال استقامت نسبة الناس إلى عدنان ويدلك على هذا قول لبيد [طويل]
فإن لم نجد من دون عدنان والدا ... ودون معد فلترعك العواذل
فولد عدنان عك [2] بن عدنان ومعد بن عدنان فأما عك [2] فأول من تبدى في
البادية والعدد في معد فولد [F 129 v]
معد بن عدنان ثمانية نفر يذكر منهم أربعة قضاعة بن معد واياد ابن معد
ونزار بن معد والعدد في نزار فولد نزار ثلاثة نفر ربيعة ومضر وانمارا
فأما انمار فإنه ولد خثعم وبجيلة فصاروا إلى اليمن فأما مضر فولد الياس
ويقال لولد الياس خندف ينسبون إلى أمهم وولد الياس ثلاثة نفر مدركة بن
الياس وطابخه بن الياس وقمعة بن [أ] لياس فأما قمعة فزعم بعض الناس
أنهم في اليمن ورجعت خندفها إلى مدركة وطابخة وأما الياس
__________
[1] . زيدMS.
[2] . عدي MS.
(4/107)
ابن مضر فهو قيس بن عيلان فمضر ترجع كلها
إلى هذين الحيين خندف وقيس وولد مدركة بن الياس هذيل وولد سعد تميم بن
معاوية بن تميم وقد ولدوا غير ما نذكره غير أنا نذكر من له العدد وولد
خزيمة بن مدركة أسد ابن خزيمة فمنه تفرقت بطون العرب وهم بنو أسد
والهون بن خزيمة فولد الهون القارة الذي يقال في المثل قد أنصف القارة
من رماها ومن القارة عضل وديش وكنانة بن خزيمة فولد كنانة النضر بن
كنانة ومالك بن كنانة وملكان بن كنانة وعبد مناة بن كنانة فأما النضر
بن كنانة فهو أبو قريش كلها وولد النضر بن كنانة مالك بن النضر والصلت
بن النضر فصارت الصلت في اليمن ورجعت قريش كلها الى مالك بن النضر فولد
مالك فهو بن مالك والحارث ابن مالك فمن بني الحارث المطيبون والخلج
وأما فهر فمنه تفرقت قبائل قريش وولد فهر غالب بن فهر ومحارب بن فهر
فولد الغالب لؤيّ بن غالب وتيم بن غالب فامّا تيم فهم بنو الادرم من
أعراب قريش ليس منهم بمكّة أحد وفيهم يقول الشاعر [رجز]
(4/108)
إن بني الادرم ليسوا من أحد ... ولا
توفّاهم [1] قريش في العدد
وأمّا لؤي بن غالب فإليه ينتهي عدد قريش وشرفها وولد لؤي سبعة نفر منهم
كعب بن لؤي فولد كعب مرة بن كعب فمن عدي عمر بن الخطّاب رضي الله عنه
ومن مرّة ابو بكر الصدّيق رضي الله عنه وولد مرة بن كعب كلاب بن مرة
وولد كلاب قصي بن كلاب وزهرة بن كلاب فأما قصي فاسمه زيد وإنما سمي
قصيّا لأنّه قصىّ مع أبيه وتسمية قريش مجمعا لأنه جمع قبائل قريش
وأنزلها مكة وبنى بها دار الندوة وأخذ مفتاح البيت من خزاعة وكان قريش
قبل ذلك حلولا فمن ذلك قريش الاباطح كانوا ينزلون الأبطح ومنهم قريش
الظواهر كانوا ينزلون بظاهر مكة فجمعهم قصي وفيه يقول الشاعر [طويل]
أبو كم قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم ... به زيدت البطحاء فخرا على فخر
فتزوج قصي بن كلاب ابنة حليل بن حبش الخزاعىّ فولدت له
__________
[1] . يوفّاهم MS.
(4/109)
أربعة نفر عبد مناف وعبد الدار وعبد العزّى
وعبدا فأمّا عبد فبادوا كلّهم وأما عبد الدار فإنهم قتلوا يوم أحد إلا
عثمان ابن طلحة فإنّه أسلم ودفع النبيّ صلى الله عليه وسلم المفتاح
إليه يوم فتح مكة ثم دفعه إلى شيبة فهو في ولده إلى اليوم وأما عبد
العزي فبقوا ومنهم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي وأما عبد مناف
فولد عشرة نفر منهم هاشم والحارث وعباد ومخرمة وعبد شمس والمطلب ونوفل
واسم عبد مناف المغيرة وكانوا يسمونه الغمر لجوده وفضله [F
130 r] وإليه صار السؤدد بعد قصي فأما عبد شمس
بن عبد مناف فانه ولد أولادا يسمون العبلات لأن اسم أمهم عبلة ويقال
أيضا أمية الأصغر لأن لعبد مناف ولدا يقال له أمية الأكبر وولدا يقال
له عبد العزي والربيع يقال له جرو البطحاء وولد الربيع أبا العيص بن
الربيع زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أخت خديجة وأما أمية
الأكبر فإنه ولد حربا وأبا حرب وسفيان وعمروا وأبا عمرو يقال لهم
العنابس شبهوا بالأسد والعاص وابا العيص يقال لهم الأعياص فأما حرب بن
أمية فولد أبا سفيان بن حرب وأما أبو العاص فولد أبا عثمان بن عفان
وأما
(4/110)
أبو العيص فقالوا ولد أسيدا أبا عتاب بن
أسيد أمير مكة وأما هاشم بن [1] عبد مناف فاسمه عمرو وسمي هاشما لأنه
هشم الخبز ويقال كثر الخبز بالرحلتين بينهما في الصيف إلى الشام وفي
الشتاء إلى اليمن وفيه يقول الشاعر [كامل]
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
وإليه صار السؤدد بعد عبد مناف وولد هاشم ولدا لم يعقب منهم أحد غير
أسيد بن هاشم وعبد المطلب بن هاشم وهلك هاشم بغزة من أرض الشام وكان
وافاها في تجارة له ومات المطلب بردمان من أرض اليمن ومات نوفل بسلمان
من أرض العراق ومات عبد شمس بمكة وفيه يقول مطرود بن كعب [سريع]
منيت بردمان ومنيت بسلمان ... ومنيت بين غزات
ومنيت أسكن اللحد لدى ... المحجوب شرقي البنيات
فهولاء بنو عبد مناف ثم صار الأمر إلى عبد المطلب بن هاشم بعد عمه
المطلب بن عبد مناف،،،
__________
[1] . عن MS.
(4/111)
قصة عبد المطلب
واسمه شيبة الحمد وذلك أنّ هاشم بن عبد مناف خرج إلى الشام في تجارة
فمر بالمدينة وتزوج بسلمى بنت عمرو النجارية فحملت بشيبة ورحل هاشم
فمات بأرض الشام وولدته سلمى وترعرع الغلام وصار وصيفا فقدم ثابت بن
المنذر أبو حسان بن ثابت الشاعر مكة فقال للمطلب بن عبد مناف لو رأيت
ابن أخيك لرأيت جمالا وشرفا ورأيته بنى آطام بنى قينقاع يناضل فتيانا
من أخواله فيدخل في مرماتية جميعا في مثل راحتي هذه والمرماة السهام
وكانوا إذ ذاك يرمون بسهمين فخرج المطلب حتى قدم المدينة ومكث يرقب
شيبة فلما أبصره عرفه بالشيبة ففاضت عينه ثم دعاه فكساه حلة وردة إلى
أمه وانشأ يقول [بسيط]
عرفت شيبة والنجار قد جعلت ... أناءها حوله بالنبل تنتضل
عرفت أجلاده منا وشيمته ... ففاض مني عليه واكف سبل
ثم أتي أمه فضنت به فلم يزل بها يقبل [1] في الغارب والسنام حتى دفعته
إليه فاحتمله وقفل راجعا إلى مكة وهو رديفه ولم يكن
__________
[1] .؟ يقبل MS.
(4/112)
للمطلب ولد فقيل هذا عبده فنشب اللقب عليه
ثم لما هلك المطلب [F؟
130 v؟] بن عبد مناف
قام بالأمر عبد المطلب بن هاشم وكثرت أمواله وتأثلت مواشيه فأجمع أن
يحفر بئرا،،،
قصة حفر عبد المطلب زمزم
قد بينا في قصة اسماعيل وهاجر ما ذكر من أمر زمزم فمن قائل أنها ركضة
جبرئيل وآخر أنّها همزة إسماعيل بكعبه ثم عورتها [1] السيول وعفتها
الأمطار روى ابن إسحاق عن علي بن أبي طالب عم أن عبد المطلب بينا هو
نائم في الحجر إذ أتي فأمر بحفر زمزم فقال ما زمزم فقال لا ينزف ولا
يذم، لتسقى الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، وعند نقره الغراب
الأعصم، فغدا عبد المطلب ومعه الحارث ابنه ليس له يومئذ ولد غيره فوجد
الغراب ينقر بين اساف ونائلة فحفر منه فلما بدا الطى كبر فاستشركته
قريش وقالوا انّها بئر أبينا إسماعيل ولنا فيها حق فأبى أن يعطيهم حتى
تحاكموا إلى كاهنة بنى سعد بأشراف الشام فركبوا وساروا حتى إذا كانوا
ببعض الطريق
__________
[1] . غورتها MS.
(4/113)
نفد ماؤهم فظمئوا وأيقنوا بالهلاك فانفجرت
من تحت خف راحلة عبد المطلب عين من ماء فشربوا منه وعاشوا وقالوا قد
والله قضى لك علينا لا نخاصمك فيها أبدا إن الذي سقاك الماء بهذه
الفلاة لهو الذي سقاك زمزم فانصرفوا وحفر [1] زمزم فوجد فيها غزالين من
ذهب كانت جرهم دفنتهما عند خروجهم من مكة ووجد فيها أسيافا قلعيه
ودروعا فضرب الغزالين في باب الكعبة وأقام عبد المطلب سقاية زمزم
للحجاج وفيه يقول حذيفة بن غانم [طويل]
وساقي الحجيج ثم للخبز هاشم ... وعبد مناف ذلكم سيد فهر
طوى زمزما عند المقام فأصبحت ... سقايته فخرا على كل ذي فخر
قصة ذبح عبد المطلب ابنه عبد الله أبا رسول
الله صلى الله عليه وسلم
قالوا وكان عبد المطلب نذر للَّه عز وجل حيث كان لقي من قريش ما لقي
عند حفرة زمزم لئن ولد له عشرة نفر يمنعونه ممن يريده لينحرن أحدهم
للَّه عز وجل عند الكعبة شكرا له فلما توافى بنوه العشرة جمعهم فأخبرهم
بنذره قالوا شأنك وما
__________
[1] . وحفروا MS.
(4/114)
نذرت قال ليأخذ كل رجل منكم قدحا ثم ليكتب
فيه اسمه ثم ليأتني به ففعلوا فقام ودخل بهم على هبل في جوف الكعبة
وضرب عليهم قداحهم فخرج قدح عبد الله أبي رسول الله وهو أصغرهم فأخذ
بيده وحدد الشفرة وجره إلى المذبح فقامت قريش من أنديتها وقالوا لا
تذبحه ابدا حتّى تعذر فيه لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه
فيذبحه فما بقاء الناس على هذا ولكن انطلق إلى الحجاز فإن بها عرافة
لها تابع فسلها فرحل عبد المطّلب وقصّ عليها القصص فقالت صاحبكم وعشرا
من الإبل ثم اضربوا عليها بالقداح فان خرجت على صاحبكم فزيدوا حتى
[يرضى] ربكم فرجعوا إلى مكة وقربوا الإبل هبل ولم يزالوا يضربون عليها
بالقداح وعلى عبد الله والقداح تخرج عليه حتّى بلغت الإبل مائة ثم خرجت
على الإبل فأمر فنحرت بالبطحاء وفي شعاب مكّة وفجاجها وعلى رءوس الجبال
حتى أكلها الناس والطير وفيه يقول ابو طالب [طويل]
وتطعم حتى تترك الطير سورها ... إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد
ثم أخذ عبد المطلب بيد عبد الله حتى [أتى] وهب بن عبد
(4/115)
مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي
فزوجه ابنته [F؟ 131
r؟] آمنة بنت وهب وأم
آمنة برة بنت عبد العزّى ابن قصىّ بن كلاب فحملت آمنة بالنبيّ صلى الله
عليه وسلم وهلك أبوه عبد الله بالمدينة والرسول حمل في بطن أمه فرثته
آمنة بنت وهب أمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى [طويل]
عفا جانب البطحاء من آل هاشم ... وجاور لحدا مدرجا بالغماغم
دعته المنايا دعوة فأجابها ... وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
في أبيات غيرها قالوا ثم مات وهب بن عبد مناف فرثته ابنته آمنة أم رسول
الله صلى الله عليه وسلم [بسيط]
أني لباكية وهبا فمعولة ... وهب بن عبد مناف سيد الناس
فقد رزئت كريما غير مؤتشب ... ضخم الدسيعة حناسا لحناس
ماضي العزيمة لا يخشى غوائله ... من جوهر من قريش غير أنكاس
في أبيات أخر ثم توفي عبد المطّلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن
ثمان سنين أو أقل،،،
نسب أهل اليمن
لا خلاف أنهم من ولد قحطان وانما الخلاف
(4/116)
في قحطان وهو قحطان أبو [1] يعرب وولد يعرب
يشجب وولد يشجب سبأ واسم سبأ عبد شمس بن يشجب وإنما سمي به لأنّه أوّل
من سبا في العرب وولد سبأ سبعة نفر الأشعر بن سبأ ومنه رهط أبى موسى
الأشعري وحمير بن سبأ وانمار بن سبأ وعاملة بن سبأ ومرة بن سبأ فولد
مرة بن سبأ شعبان بن مرة وولد الأشعر بن سبإ الأشعريّين وولد عمرو بن
سبأ عدي بن عمرو فولد عدي لخما وجذاما وجذام قبائلها وبطونها منهم جديس
وغنم وجشم وغطفان ونفاثة ومدالة والدار التي تنسب إليها الداريون وولد
أنمار بن سبإ ولدا فخالفوا خثعما وبجيلة وقال نسّاب مضر أن خثعما
وبجيلة ابنا انمار ابن نزار فجر انمار بن سبأ نسبهم باسم أبيهم يتمنى
به وقد قال جرير بن عبد الله البجلي نافرا لفرافصة الكلبيّ [إلى]
الأقرع بن حابس
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنك ان يصرع أخوك تصرع
وقال أيضا
__________
[1] . بن MS.
(4/117)
ابني نزار ابصرا أخاكما ... إن أبي وجدته
أباكما
لن يغلب اليوم أخ والاكما [1]
وبجيلة امرأة نسبت القبيلة إليها ومن بطون بجيلة قسر رهط خالد بن عبد
الله القسري وولد عاملة بن سبأ قبائل ويزعم نساب مضر إنهم من ولد قاسط
قال الأعشى [متقارب]
أعامل حتى متى يذهبن ... إلى غير والدك الأكرم
ووالدكم قاسط فارجعوا ... إلى النسب الأبلد الأقدم
وولد حمير بن سبأ ست نفر مالك بن حمير وعامر بن حمير وعوف ابن حمير
وسعد بن حمير ووائلة بن حمير وعمرو بن حمير [F؟
131 v؟] فولد مالك بن
حمير قضاعة بن مالك وولد قضاعة قبائل منها كلب بن وبرة ومصاد وبنوا
القين وتنوخ وجرم بن زياد وراسب وبهراء وبلى ومهرة وعذرة وسعد هذيم
وهذيم عبد حبشي نسب إليه والشائعة منه ذو الكلاع وذو نواس وذو أصبح وذو
جدن وذو يزن وبطون كثيرة وفيه يقول الفاكهىّ [رجز]
الحسب المعروف غير المنكر ... قضاعة بن ملك بن حمير
__________
[1] . أخى et ان
MS.
(4/118)
وولد كهلان بن سبأ زيد بن كهلان فولد زيد
بن [كهلان] ملك بن زيد وادد بن زيد فولد ادد طى بن ادد والغوث بن ادد
ومن طى بنو نبهان الّذي يذكره أبو تمّام الطائىّ [بسيط]
تنبهت لبني نبهان حين ثوى ... يد الزمان فعاثت فيهم وفمه
ويقول في افتخاره بهم [طويل]
لنا جوهر زيديّة أدديّة ... إذا نجمت زلّت لها الأنجم الزهر
ومن طىّ بنو ثعل الّذي يذكره امرؤ القيس [مديد]
ربّ رام من بنى ثعل ... مخرج كفّيه من ستره
ومن طي بنو سنبس الذين يذكرهم الأعشى [متقارب]
فصبّحها القانص السنبسىّ ... فشلى كلابا بإيسادها
وولد مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ يحابر بن مالك وقر ابن مالك ومربع بن
مالك فولد يحابر مذحج وولد مذحج مرادا وجلدا وعنسا [1] وسعد العشيرة
وإنما سمّى سعد العشيرة
__________
[1] . وخالدا وعبسا MS.
(4/119)
لأنه شهد الموسم ومعه بنون عشرة فقيل له من
هؤلاء فقال هم العشيرة وولد سعد العشيرة جعفى بن سعد وحبيب ابن سعد
وصعب بن سعد وعائذ الله بن سعد وفيه يقول مهلهل الشاعر [منسرح]
أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الخباء من أدم
لو بأبانين [1] جاء يخطبها ... ضرج ما انف خاطب بدم
وفي الجملة اكثر قبائل العرب من اليمن فمنهم السكون وخولان والأزد
ومازن بن الأزد وميدعان بن الأزد والهنو بن الأزد ورماد بن سلامان
ومنهم آل العنقاء والفراهيد وقسامل وبلادس وثهلان وحرحنة وبطون كثيرة
قد دونت في كتب الأنساب حتى ما تسقط قبيلة ولا فخذ ولا رهط ولا بطن،،،
نسب الأوس والخزرج
وهم الأنصار وهم من بلد كهلان بن سبأ الأوس والخزرج ابنا حارثة بن
ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن
مازن بن عبد الله بن الأزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن
سبأ
__________
Ms.sanspoints. [1]
(4/120)
ابن يشجب بن يعرب بن قحطان وأمهم قيلة
فيقال للأنصار أبناء قيلة فولد الخزرج بن حارثة خمسة نفر جشم بن الخزرج
وعوف بن الخزرج وهما الخرطومان يقال إن سرك العز فحجيج في جشم والحارث
بن الخزرج وكعب بن الخزرج وعمرو بن الخزرج وكان يقال لهم القواقل وذلك
أن الرجل كان إذا استجار بيثرب قيل له قوقل حيث شئت فقد أمنت ومن ولد
عمرو بن الخزرج النجار ويقال لهم بنو النجار واسمه تيم اللات ابن ثعلبة
ويقال سمي بذلك لأنه نجر وجه رجل بالقدوم ويقال اختتن بالقدوم وولد أوس
بن حارثة [F؟ 132؟
O] مالك ابن أوس فمن
مالك تفرقت قبائل الأوس كلها وبطونها فمنها عمرو بن عوف أهل قبا ومنهم
جحجبي [1] بن كلفه رهط أحيحة بن الجلاح زوج سلمى قبل هاشم ومنهم
الجعادرة يقال لهم أوس الله ومنهم اليست وجردس وبنو [عبد] الأشهل وبنو
الحبلى رهط عبد الله بن أبي [ابن] سلول ومنهم جفنة [2] بن عمرو وآل
القعقاع وآل محرق وهم ملوك غسان بالشام واسم محرق بالشام الحارث بن
عمرو وإنما سمي محرقا لأنه كان يعاقب
__________
[1] . حجىMS.
[2] . حقبة MS.
(4/121)
بالنار وفيهم يقول حسّان [كامل]
أولاد جفنة عند قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقون من ورد الرحيق عليهم ... بردا يصفق بالرحيق السلسل
يؤتون منهم ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
بيض الوجوه كريمة أخلاقهم ... شم الأنوف من الطراز الأول
إن التي ناولتني فشربتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل
يزعمون أن عند ما أرسل الله عز وجل على أهل سبأ سيل العرم فلما قال
عمرو بن عامر [1] في كهانته ومن كان منكم يريد الراسيات في الوحل
المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الأوس والخزرج وقد قال
سويد بن صامت
أنا ابن مزيقياء عمرو وجدي ... أبوه عامر ماء السماء
وقال المنذر بن حرام جد حسان بن ثابت بن المنذر في الجاهلية العمياء
يذكر نسبهم إلى غسان ثم إلى نابت بن مالك ثم الى نبت بن إسماعيل بن
إبراهيم [طويل]
__________
[1] . بن MS.agoute
(4/122)
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر ... وحارثة
الغطريف مجدا موثلا
موارث من أبناء نبت بن مالك ... ونبت بن إسماعيل ما أن تحولا
قالوا وولد واثلة بن حمير الشكاشك بن واثلة والعدد من حمير في واثلة،،،
ذكر قيس بن عيلان بن مضر بن النزار بن معد
ومن قيس فهم وعدوان واعصر وغني بن اعصر وسعد بن أعصر وهو أبو باهلة
وباهلة امرأة من همدان ومنبه بن اعصر فهم الطعاوه وبنو اصمع رهط
الأصمعي ومن بني باهلة قتيبة بن مسلم ومن قيس بنو وائل ومن بنى وائل
سحبان وائل وثقيف هؤلاء كلهم من مضر،،،
ذكر ربيعة
وأما ربيعة بن نزار بن معد فأنه ولد أسد بن ربيعة واكلب بن ربيعة
وضبيعة بن ربيعة فهولاء قبيلة وبطون كثيرة فمنهم جديلة ودعمى وشن ولكيز
ونكرة وهم أهل البحرين ومنهم الغدق وهنب بن افصى والاراقم وفدوكس رهط
الأخطل الشاعر وبكر بن وائل وعجل وحنيفة وسدوس وقبائل كثيرة وبطون
مشهورة مذكورة في الكتب ومن قبائل مضر بنو الأخيل
(4/123)
رهط ليلى الأخيلية والمجنون الشاعر وعامر
رهط لبيد بن ربيعة العامري ومنهم القرطاء قرط وقريط ومقرطة ومن يعد
قبائلهم إلا النساب وفي مقدار ما ذكرنا كفاية فإن علم الأنساب [1] من
صناعة الأعراب والعرب كلها من قحطان [F؟
132 v؟] وعدنان فأما
قحطان فأبو اليمن ومن عددنا في جملتهم وأما عدنان فأبو سائر العرب وهم
يرجعون إلى ابني نزار مضر وربيعة وقد ذكرنا بعضهم وثقيف بن مضر وهم
فرقتان بنو مالك والأحلاف،،،
ذكر رؤساء مكة
جاء في الخبر أن إبراهيم عم لمّا حمل إسماعيل وأمه إلى مكة جاء جرهم
وقطورا من اليمن وهما ابنا عمّ فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح
إسماعيل في جرهم فلما توفى ولي البيت بعده نبت بن إسماعيل وهو أكبر
ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهميّ خال ولد إسماعيل ما شاء الله
أن يليه ثم تنافس جرهم وقطورا الملك فخرج جرهم في قعيقعان وهي أعلى مكة
وعليهم مضاض بن عمرو وخرجت قطورا في اجياد وهي أسفل مكة وعليهم السميدع
فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا وقتل السميدع فسميت تلك البقعة
فاضحا لأن قطورا
__________
[1] . الإنسان MS.
(4/124)
فضحت وسمى اجيادا لما كان معهم من جياد
الخيل وسميت قعيقعان لتقعقعة السلح [1] ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا
في الشعب وطبخوا القدور واصطلحوا فسمي المطابخ قالوا ونشر الله عزّ
وجلّ ولد إسماعيل فكثروا وربلوا [2] ثم تنشروا في البلاد لا يطئون أرضا
إلا ظهروا على أهلها بدينهم ثم أن جرهما بغوا بمكة واستحلوا حراما من
الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى الناسة لا
تقر ظلما ولا بغيا [3] ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته وكانت بنو
بكر بن [عبد] مناة وغبشان ابن خزاعة حلولا حول مكة فأدنوهم بالقتال
قاقتتلوا عمرو بن الحارث بن مضاض الأصغر وليس هو بمضاض الأكبر يقول،
لاهمّ إن جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك،
فغلبتهم خزاعة ونفتهم عن مكة نفية يقول عمرو بن الحارث بن مضاض الأصغر
[طويل]
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فازالنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
__________
[1] . السلمMs.
[2] . وربلواMs.
[3] . تعبا MS.
(4/125)
وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب
البيت والخير [1] ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة ... كذاك على الباقين تجري المقادر
وصرنا أحاديثا وكنا بغبطة ... كما عضت الأولى السنون الغوابر
في أبيات أخر ووليت خزاعة البيت ثلاث مائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن
كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبش [2] الخزاعي وقريش إذ ذاك صريح ولد
إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة إلى أن أدرك قصي وتزوج بحبى بنت حليل
[3] بن حبش وولدت له عبد مناف وعبد العزي وعبدا وكثر ولده وعظم شرفه
وهلك حليل [4] بن حبش [5] فرأى قصي أنه أولى بالكعبة من خزاعة فأخذ ما
بأيديهم وقصي أول من أصاب ملكا من العرب من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك
في زمن المنذر بن النعمان على الحيرة والملك بهرام جور في الفرس فقطع
قصىّ مكّة
__________
[1] . والحيرMS.
[2] . حنشMS.
[3] . بجنتى بنت خليلMS.
[4] . جليلMS.
[5] . الحنش MS.
(4/126)
أرباعا وبنى بها دار الندوة فلا يتزوج
امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرع جارية
إلا فيها وسميت الندوة لأنهم ينتدون فيها للخير والشر وكانت قريش تؤدي
الرفادة إلى قصي وهي [F؟
133 r؟] خرج [1]
يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم
وكانت صوفة وهي قبيلة من جرهم بقيت بمكة تلي الاجازة بالناس من عرفة
وخزاعة كانت تحجب البيت فإذا أفاض الناس أخذت صوفة بجانبي العقبة وقالت
اجيزي صوفة فإذا نفدت صوفة وجازت خلوا سبيل سائر الناس حتى إذا كان
العام الذي أراد الله عز وجل أن يظهر أمر قصي ففعلت صوفة كما يفعله
فأتاهم قصي في من معه من قريش وقاتلوا صوفة فهزموهم وولي قصي البيت
والرفادة والسقاية والندوة واللواء فلما كبر قصي ودق عظمه جعل الأمر
إلى عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصي وأقامت على ذلك زمانا ثم إن بنى
عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي عبد الدار وهموا بالقتال ثم تداعوا
إلى الصلح على أن يعطوا بنى عبد مناف السقاية
__________
[1] . كذا في الأصل enmarge:
بن حزح MS.
(4/127)
والرفادة وأن يكون الحجابة واللواء والندوة
لبني عبد الدار وتعاقدوا ذلك حلفا حلفا مؤكدا لا ينقضونه ما بل بحر
صوفة فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا
بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين فأخرجت بنو عبد الدار
جفنة من دم وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسموا الأحلاف ولم
يزالوا على ذلك حتى جاء الله عز وجلّ بالإسلام فقال النبيّ صلى الله
عليه وسلم ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة فأول
من أصاب من قريش ملكا قصي بن كلاب ثم ابنه عبد الدار وبنوه إلى أن
قاسمهم بنو عبد مناف ثم هاشم بن عبد مناف واسمه عمرو وإنما سمي هاشما
لهشمه الثريد للحاجّ وذلك أنّه قال يا معاشر قريش أنتم جيران الله وأهل
بيته يأتيكم في الموسم زوار الله شعثا غبرا من كلّ فجّ عميق على ضوامر
كأنهم القداح قد ارصفوا ونهكوا وثقلوا وارملوا فاكرموا ضيف الله
فترافدت قريش مالا عظيما كل سنة حتى كان يخرج أهل اليسار منهم مائة
دينار هرقلية فكان يأمر بالحياض فيضرب ويترع من البئار ويطعم الناس
اللحم والسويق والتمر إلى أن صدروا
(4/128)
وفيه يقول الشاعر [كامل]
يا أيها الرجل المحول رجله ... هلا سالت عن آل عبد مناف
كانت قريش بيضة فتفلّقت ... فالمخ خالصها لعبد مناف
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
نسبت إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلة الأصياف
فهلك هاشم بأرض غزة فصار الأمر إلى عبد المطلب بن هاشم صاحب زمزم وساقي
الحجيج ومطعم الوحش ثم هلك وولي الأمر أبو طالب ثم وليه العباس ثم أقر
رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح في يدي عثمان بن طلحة والسقاية
في يدي العباس فهو في ولدهم إلى اليوم،،،
ذكر رؤساء المدينة ووقوع قريظة والنضير
اليها
[F؟ 133
v؟] جاء في الخبر أن ططوس بن
استيانوس الرومي الكافر لما خرب بيت المقدس إحدى المرتين وتفرقت بنو
إسرائيل جاءت قريظة والنضير وهما من صريح ولد هارون بن عمران أخى [1]
موسى بن عمران حتى نزلوا يثرب وذلك في الفترة وكان نزول الأوس
__________
[1] . أخو MS.
(4/129)
والخزرج إياها زمن سيل العرم لا شك ويقال
أن مسقط يهود إليها من عهد موسى بن عمران عم وذلك أنه بعث جيشا إلى
يثرب وأمرهم أن يقتلوا كل من وجدوا على قامة السوط قال فقتلوا إلا
غلاما [لم] يروا أحسن منه فإنهم استبقوه وانصرفوا إلى الشام وإذا موسى
قد هلك [1] وتبرأت بنو إسرائيل من هذه الطبقة لمخالفة أمر موسى
واستحيائهم من هذا الغلام فاقبلوا راجعين إليها واستوطنوا بها فإن كان
هذا حقا فقد سبقوا الأوس والخزرج إلى يثرب والله أعلم قالوا وكان الملك
في اليهود وملكهم قيطون وكان يبدأ بالعروس قبل زوجها حتى قتله مالك بن
عجلان بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج كما ذكرنا في
قصّة ملوك اليمن وملك مالك فصارت الرئاسة له والشرف ثم جعلت الأوس
والخزرج يتوارثون الرئاسة إلى أن هاجر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم
فصارت الرئاسة للإسلام وأهله والسلم،،،
__________
[1] . موسى MS.repete
(4/130)
|