البدء والتاريخ

الفصل الثامن عشر في ذكر أفاضل الصحابة وأولي الأمر من المهاجرين والأنصار وصفة حلاهم ومدة أعمارهم وابتداء إسلامهم وذكر أولادهم ومن أعقب منهم ومن لم يعقب
[
F؟ 169 r؟] اعلم أن هذا باب من صناعة أصحاب الحديث وهو علم برأسه منفرد بمعرفته صاحبه مرجعه [1] إلى جودة الحفظ وكثرة الروايات وقد وضعوا فيه كتباً كثيرةً موسومةً بسمات مختلفة كالتواريخ والطبقات والمعارف وما أعلم أحداً منهم وإن غزر علمه واتسعت درايته أنه ضبط أسماء الصحابة كلهم أو حصر أيامهم وأخبارهم ولا أعلم ذلك ممكناً لأن آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وقد صحبه فيها ثلاثون ألف رجلٍ سوى من خلفه وتخلف عنه وسنذكر المشهورين منهم المعروفين بالإمارة والولاية والتقدم والآثار المذكورة إن شاء الله ونبتدى بذكر من
__________
[1] . كذا في الأصل
Notemarg.:

(5/70)


بدأ [1] بالإسلام وسبق إليه فإن كثيراً من المصنفين قد خرجوهم على حروف المعجم تقريباً من الفهم وحيلة في تسهيل الحفظ، اختلف الناس في أول من أسلم فقال بعضهم أولهم خديجة وقال آخرون أولهم علي وقيل أبو بكر وقيل زيد بن حارثة وقد مضى خبر زيد وخديجة في باب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وباب مواليه وأخبرني أحمد بن مالك قال حدثني القتبي [2] عن إسحاق بن راهويه أنه قال الخبر في كل ذلك صحيح أما أول من أسلم من النساء فخديجة وأول من أسلم من الموالي فزيد بن حارثة وأول من أسلم من الصبيان فعليّ عم وأول من أسلم من الرجال فأبو بكر رضي الله عنهم أجمعين،،،
علي بن أبي طالب عم
ابن عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وأسلمت وماتت بمكة قبل الهجرة قال ابن إسحاق أسلم علي وله عشر سنين وذلك أنه كان في حجر النبي عم قبل الوحي لأن قريشاً لما أصابتهم الأزمة قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطّلب إنّ أبا
__________
[1] . من
MSajoute:
[2] . القبتى
MS.

(5/71)


طالب رجل ذو عيال فانطلق بنا نخفف من عياله فاخذ النبيّ عم علياً وأخذ العباس جعفراً وبقي عنده عقيلاً وطالباً فلما بعث الله محمداً آمن به واتبعه وروى الواقدي أن علياً أتى النبي وهو يصلي عند خديجة فقال ما هذا يا محمد فقال دين الله الذي اصطفاه لنفسه أدعوك إليه فقال علي إن هذا دين ما سمعت به ولست بقاطع أمراً حتى أذاكر أبا طالب فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يفشى أمره فقال إن لم تسلم فاكتم فمكث علي تلك الليلة وألقى الله في قلبه الإسلام فغدا على رسول الله فأسلم ثم إن أمه فاطمة بنت أسد أنكرت شأنه واختلافه إلى رسول الله فقالت لأبي طالب إني أرى ابنك قد صبأ وكان النبي وخديجة وزيد يخرجون إلى شعاب مكة فيصلون مستخفين [1] من الناس فتبعهم أبو طالب حتى عثر عليهم وهم يصلون فقال ما هذا يا ابن أخي فقال دين الله الذي ارتضاه لنفسه وبعث به رسله أدعوك إليه فقال إني أكره أن أفارق دين آبائي ولكن امض لما أردت فلا يخلص إليك أحد بما تكره فقال لعلي الزمه فإنه لم يدعك إلا إلى خير وقد قيل أن عليّا أسلم وهو ابن ستّ سنين
__________
[1] . مستحفين
MS.

(5/72)


واختلفوا في حليته قال الواقدي كان آدم شديد الأدمة عظيم البطن عظيم العينين إلى القصر ما هو [1] وقد تسميه الشيعة الأنزع البطين قال الحارث الأعور وكان علي أفطس الأنف دقيق الذراعين كأن على كاهله سنام ثور لم يصارع أحداً إلا صرعه وروي عن الحسن [F؟ 169 v؟] أنه قال رأيت علياً أسود الشعر أبيض اللحية قد ملأت لحيته ما بين منكبيه وروى أن امرأة رأته ولم تعلم من هو فقالت من هذا الذي كسر وجبر على عيب واختلفوا في سنه فقال ابن إسحاق قتل عليّ وهو ابن ثلاث وستين سنة كان في مثل سن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر يوم ماتا وهذا يصح على مذهبه لأنّه قد أسلم وهو ابن عشرة سنين وعاش في الإسلام ثلاثاً وخمسين سنة وقتل سنة ثلاثين من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة،،،
ذكر ولده عم
كان له من الولد ثمانية وعشرون ولدا أحد عشر ذكرا وسبعة عشر أنثى منهم من فاطمة عم خمسة الحسن والحسين ومحسن [2] وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى والباقون من أمّهات
__________
d ,Ibn -el -Athir ,t.III ,p.333. [1]

 هو إلى القصر أقربCf.
[2] . محسن
MS.

(5/73)


شتى من الحرائر والإماء فمنهم محمد بن عليّ أمّه خولة بنت جعفر ابن قيس ويقال أمه سوداء من سبى اليمامة ولذلك يقال له محمد بن الحنفية لأن خالد بن الوليد كان سباها من بني حنيفة في الردة ومنهم عمر ورقية من أمته [1] ومنهم أبو بكر وعبيد الله من ليلى بنت مسعود النهشليّة ومنهم يحيى من أسماء بنت عميس ومنهم عبد الله وجعفر والعباس وأم كلثوم الصغرى ورملة وأم الحسن وجمانة [2] وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام ونفيسة وأم سلمة وأمامة وأم أبيها [3] ،،،
الحسن بن علي رضي الله عنهما
أكبر ولد علي ويكنى أبا محمد وكان يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم ابن سبع سنين لأنه ولد في سنة ثلاث من الهجرة ومات سنة سبع وأربعين فكان عمره خمساً وأربعين سنة وروى عن النبي حديثين من صلى الغداة وجلس في مجلسه حتى تطلع الشمس ستره الله من النار والثاني التخلية من إذا ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ وكان أرخى ستره على مائتي حرّة
__________
[1] . امته
MS.
[2] . أم الحسن وحمانة
MS.
[3] . ابيه
MS.

(5/74)


وقال على عم لا تزوجوا ابني هذا فإنه مطلاق وولد الحسن سبعة أنفار [1] الحسن بن الحسن والحسين بن الحسن وزيد بن الحسن وطلحة بن الحسن وأم عبد الله بنت الحسن وأم الحسن بنت الحسن،،،
الحسين بن علي رضي الله عنهما
وكان أصغر من الحسن بعشرة أشهر وعشرين يوما وقتل يوما عاشوراء سنة اثنتين وستين بعد الحسن بسبع عشرة سنةً وهو ابن ثماني وخمسين سنةً وولد الحسين أربعة نفر علياً الأكبر وعلياً الأصغر وفاطمة وسكينة وعقب الحسين من علي الأصغر فأما الأكبر فإنه قتل مع أبيه وقد روي أن الحسين قتل معه سبعة عشر نفراً من أهل بيته والله أعلم فأما محسن بن علي فإنه هلك صغيراً،،،
محمد بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما
كان أسود شديد السواد كثير العلم فاضلاً شجاعاً ومات بالطائف زمن الحجاج وكان يقول الحسن والحسين أفضل مني وأنا أعلم منهما وولد ثمانية ذكور منهم عبد الله بن محمد أبو هاشم [2] كان عظيم القدر عند الشيعة
__________
[1] . نفر
MS.
[2] . وأبو هاشم
MS.

(5/75)


فلما حضرته الوفاة بالشام أوصى إلى محمد بن عليّ بن عبد الله ابن العباس وقال أنت صاحب هذا الأمر وولدك وليس لأبي هاشم عقب،،،
بنات علي بن أبى طالب عم
زوج علي أم كلثوم الكبرى من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فولدت له زيد بن عمر وفاطمة بنت عمر وزوج زينب الكبرى [من] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له أولاداً وكان سائر بناته عند [
F؟ 170 r؟] ولد عقيل وولد العباس ما خلا أم الحسن فإنها كانت عند جعدة بن هبيرة المخزومي،،،
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عتيق بن أبي قحافة وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله عبد الله تيمناً باسم أبيه وعتيق لقبه لحسن وجهه وعتقه واسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو [1] ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وتيم أخو كلاب بن مرة فهو في العدد إلى مرة لأن كل واحد ينتهي إلى مرة عند السابع من آبائه،،،
ذكر حليته عم
كان ابيض البشرة مشرباً حمرة نحيف الجسم خفيف العارضين معروق الوجه غائر العينين ناتىء الجبهة
__________
[1] . عمر
MS.

(5/76)


عاري الأشاجع احنى [1] لا يستمسك إزاره ويسترخي عن حقويه وكان من مياسير قريش وذوى الفضل منهم والصنيعة فيهم محبا في قومه مألوفاً وانفق جل ماله على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أبو أبى بكر وأمه وأخواته
أبوه أبو قحافة أسلم يوم فتح مكة وقد كف بصره وبقي إلى زمن عمر ومات أبو بكر فورثه وأم أبي بكر أم الخير سلمى بنت صخر ابنة عمّ أبي قحافة ولا يعرف لأبي بكر أخ ولكن له أختان أم فروة بنت أبي قحافة تزوجها تميم الداري ثم [لما] رجع الأشعث بن قيس الى الإسلام بعد ردته زوجها منه أبو بكر وقريبة بنت أبي قحافة كانت تحت قيس بن سعد بن عبادة،
إسلام أبى بكر عم
زعم بعض الرواة أنه كان في تجارة له بالشام فأخبره راهب بوقت خروج النبي بمكة وأمره باتباعه فلما رجع سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله فجاء وأسلم فلذلك قال ما أحد عرضت عليه الإسلام إلا وجدت عنده كبوة إلا أبا بكر فإنه لم يتلعثم وزعم آخرون أنه رأى رؤيا وقيل هتف به هاتف فلما أسلم أبو بكر دعا عشيرته وأقاربه فأسلم بدعائه رهط منهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد
__________
corriged ,apresIbn -el

-Athir ,t.II ,p.322. [1] بن اجنى MS.

(5/77)


ابن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم،
ذكر ولده رضي الله عنهم
كان له من الولد ستة نفر عبد الله بن أبي بكر وأسماء بنت أبي بكر أمهما سدة من بني عامر وعبد الرحمن وعائشة أمهما أم رومان ومحمد بن أبي بكر أمه أسماء بنت عميس وأم كلثوم أمها بنت زيد بن خارجة رجل من الأنصار أما عبد الله بن أبي بكر فإنه هلك في خلافة أبيه ولا عقب له وأما عبد الرحمن فمات بمكة بعد وقعة الجمل وكان شهدها وله عقب وأما محمد بن أبي بكر فكان ممن أعان على عثمان وبعثه علي بن أبي طالب والياً على مصر فقاتله أصحاب عمرو بن العاص وقتلوه وجعلوا جثته في حمار ميت ثم أحرقوه ومن ولده القاسم بن محمد بن أبي بكر فقيه أهل الحجاز،
بنات أبي بكر
أما عائشة فكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصتها مشهورة ولا عقب لها وأما أسماء فإنها يقال لها ذات النطاقين وذلك أنها شقت [1] نطاقها وشدت به السفرة التي كانت هيأتها لهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر إلى المدينة ويقال لما نزلت آية الخمار ضربت يدها إلى نطاقها فشقته نصفين [
F؟ 170 v؟] واختمرت بنصفه وتزوجها الزبير بن العوّام بمكة فولدت له عدّة
__________
[1] . شدّت
aineeparlenecond بن شدّت MS.

(5/78)


ولد وولدت بالمدينة عبد الله [1] بن الزبير أول مولود ولد في الإسلام وعاشت حتى عميت وماتت بعد قتل ابن الزبير ببرهة وأما أم كلثوم فخطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكرهته ونكحها طلحة ابن عبيد الله فولدت له،
وفاة أبي بكر رضي الله عنه
اتفقوا أنه مات ابن ثلاثٍ وستين سنة وكان أصغر سناً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر خلافته وهو سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليالٍ وقال ابن إسحاق مات يوم الجمعة لسبع ليالٍ بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة وقال أبو اليقظان مات يوم الاثنين واختلفوا في سبب موته فقال قوم سم فمات وقال قوم بل اغتسل في يوم بارد فحم فمات رضي الله عنه،،،
عثمان بن عفان رضي الله عنه
عثمان والنبي صلى الله عليه وسلم في العدد سواء وكان حبراً فاضلاً تقول قريش أحبك الرحمن حب قريش عثمان وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه رقية وأم كلثوم،
ذكر حليته
كان رجلاً ربعةً حسن الوجه رقيق البشرة ريان الخد أسمر اللون عظيم اللحية بعيد المنكبين وكان يشد أسنانه بالذهب،
أبو عثمان وأمه وأخواته
أما عفان فإنه هلك في تجارة الشام وأم عثمان أروى بنت كريز بن ربيعة
__________
[1] . عبد الرحمن
MS.

(5/79)


ابن حبيب بن عبد شمس وأخوات عثمان أمة بنت عفّان ولا يعرف لها عقب،
إسلام عثمان
قال الواقدي إن عثمان وطلحة أسلما معاً ذكر أن عثمان قال أقبلت من الشام في تجارة حتى إذا كنا بين معان والزرقاء ونحن كالنيام إذا منادٍ ينادي أيها النيام هبوا فإن محمداً قد خرج فلما رجع دخل [1] على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وأخذه الحكم بن أبي العاص وأوثقه [2] رباطاً وقال لا أحلك حتى تدع دينك فقال عثمان والله لا أدعه أبداً فلما رآه لا يدعه تركه قال وراغمته أمه وقالت والله لا ألبس لك ثياباً ولا أذوق لك طعاماً ولا شراباً حتى تدع دين محمد وتحولت [3] إلى بيت أختها حولاً فلما رأت عثمان لا يدع دينه رجعت إلى منزله،
ذكر ولده رضي الله عنهم
كان له من الولد الذكران عشرة نفر عبد الله الأكبر وعبد الله الأصغر وخالد وأبان وعمرو وسعيد والمغيرة وعبد الملك والوليد وعمر ومن البنات ثلاث أم أبان وأم عمرو وأم سعيد وقد يقال لإحداهن عائشة أو رابعة فأمّا عبد الله
__________
[1] . ودخل
MS.
[2] . وأو؟ قه
MS.
[3] . وتحوّل
MS.

(5/80)


الأكبر فإنه كان يلقب المطرف لحسنه وجماله وأما عبد الله الأصغر فإنه كان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلك في صغره وأما أبان بن عثمان فكان أبرص وكانت أمه حمقاء تجعل الخنفساء في فيها ثم تقول أحاجيك ما في فمي وأما سعيد بن عثمان فقتله الرهائن الذين حملهم من سمرقند في حائطه بالمدينة وقتلوا أنفسهم وأمّا الوليد بن عثمان فكان صاحب شرابٍ ولهوٍ [F؟ 171 r؟] وقتل عثمان وهو علق في حجلته [1] ورحم الله من نظر في كتابنا هذا بعين الإنصاف فبسط عذرنا فيما اشترطنا من الاختصار والإيجاز،
مقتل عثمان
اختلفوا في يوم قتله فقال ابن إسحاق قتل يوم الأربعاء ودفن يوم السبت وقال الواقدي قتل يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وقيل قتل وهو ابن تسعين سنة وقال غيره قتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة ودفن بالبقيع،،،
طلحة بن عبيد الله
بن عثمان بن عمرو بن سعد بن تيم بن كعب بن تيم بن مرة ويكنى أبا محمد ويقال له طلحة الخير وطلحة الفياض وطلحة الطلحات لجوده وكثرة خيره وأمه الصعبة بنت الحضرميّ،
__________
[1] . كذا وجدت
Annot.marg.:

(5/81)


إسلام طلحة
وذلك أنه كان جالساً في نادي قريش فتذاكروا إسلام أبي بكر ومخالفته دين آبائه فائتمروا بينهم بالفتك به فانتدب طلحة له وكان شديداً أيداً فأتاه وأخذه بضبعه وقال قم يا أبا بكر قال إلام قال إلى عبادة اللات والعزى قال ومن اللات والعزى قال بنات الله قال أبو بكر ومن أمهم فسكت طلحة وعلم أنه باطل ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وروى الواقدي عن طلحة أنه قال كنت بسوق بصرى فسمعت راهباً في صومعته يقول سلوا أهل هذا الموسم هل ظهر أحمد فقلت له ومن أحمد قال ابن عبد الله هذا شهر خروجه قال فقدمت مكّة فسمعت الناس يقولون تنبّأ محمد بن عبد الله وتبعه ابن أبي قحافة فأتيت أبا بكر فأخذني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فلما خرجا من عنده أخذهما نوفل بن حارث وكان أشد قريش فشدهما في حبلٍ فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين،
سن طلحة حليته
قيل كان أبيض مربوعاً يضرب إلى الحمرة ضخم القدمين لا أخمص لهما حسن الوجه دقيق العرنين ويقال كان آدم كثير الشعر وقتله مروان بن الحكم يوم الجمل بسهمٍ رماه به وهو ابن ستين سنة وقال الواقدي ابن أربعٍ وستين سنة،
ذكر ولده
كان له عشرة

(5/82)


بنين وأربع بنات لأمهات شتى منهم محمد بن طلحة أمه حمنة بنت جحش وأم حمنة أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقال له السجاد لكثرة صلاته وشهد الجمل مع أبيه فنهى علي عن قتله فقتله رجل وأنشأ يقول [طويل]
وأشعث قوامً بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
يناشدني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
الزبير بن العوام
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ويكنى أبا عبد الله وهو ابن أخي خديجة وقتل أبوه في الفجار وأمه صفية بنت عبد المطلب،
إسلام الزبير
قال الواقدي كان إسلام الزبير بعد إسلام أبي بكر رابعاً أو خامساً ولم يذكر فيه سبباً ولا قصة ورأيت في بعض الأخبار أن الزبير أسلم وهو ابن ثمان سنين أو عشر فجعل عمه يعذبه بالدخان على أن يترك دينه فلما يئس منه تركه،
حلية الزبير
قال الواقدي كان رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير [
F؟ 171 v؟] خفيف اللحية أسمر اللون كثير الشعر ويقال كان طوالاً تخط رجلاه الأرض إذا ركب وقتل سنة ست وثلاثين وهو ابن أربع وستين سنة،
ذكر ولده له
سبع بنين غير البنات منهم عبد

(5/83)


الله بن الزبير يكنى أبا بكر قتله الحجاج بمكة بعد فتنة سبع سنين ومصعب بن الزبير قتله عبد الملك بن مروان وكان شجاعاً سخياً تزوج عائشة بنت طلحة بن عبيد الله فأعطاها ألف ألف درهم والمنذر بن الزبير كان سيداً حليماً وكان يقول ما قل سفهاء قوم إلا ذله وإذا مشى في الطريق أطفئت النيران والمصابيح تعظيماً له وعروة بن الزبير كان فقيهاً فاضلاً ورعاً ووقعت الأكلة في رجله فقطعت وكويت ومنهم عبيدة بن الزبير وعاصم بن الزبير،،،
سعد بن أبي وقاص
هو سعد بن مالك بن وهب بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة ويكنى أبا إسحاق وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس وله أخوان عتبة وعمير فأما عتبة فهو الذي ضرب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأما عمير فاستشهد يوم بدرٍ وسعد من العشرة المشهود لهم بالجنة وتوفي سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة أو بضع وثمانين سنة وهو الذي فتح العراق وما يليها،
إسلام سعد رضي الله عنه
روى الواقدي عنه أنه قال أتى علي يوم وأنى لثلث الإسلام قال وكان سبب إسلامه أنه رأى في المنام قال كأنّ في ظلام فأضاء

(5/84)


قمر فاتّبعته فإذا أنا يزيد وعلي قد سبقاني إليه وروي فإذا أنا يزيد وأبى بكر قال ثمّ بلغني أن رسول الله يدعو إلى الإسلام مستخفياً فجئت إليه فلقيته بأجياد [1] فأسلمت ورجعت إلى أمي وقد سبق إليها الخبر فأجدها على بابها تصيح وتصرخ ألا أعوان من عشيرته وعشيرتي فأجلسه في بيت وأطبق عليه الباب حتى يموت أو يدع هذا الدين المحدث قال وأسلمت وأنا ابن سبع عشر سنة،
حلية سعد وسنه
قالوا كان رجلاً قصيراً دحداحاً [2] غليظاً ذا هامة شثن [3] الأصابع جعد الشعر وذهب بصره في آخر عمره واختلفوا في مدة عمره فالذي يدل عليه تأريخ إسلامه أن يكون زيادةً على سبعين سنة وروى شعبة أن سعداً والحسن بن على ماتا في يوم واحد قال ويرون أنّ معاوية سمّهما،
ذكر ولده
مصعب ابن سعد ومحمّد بن سعد وعمر [4] بن سعد قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه فقتله المختار بن [أبي] عبيد،،،
سعيد بن زيد بن عمرو
بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد
__________
corriged ,apresIbn -el

-Athir ,Osd

,t.II ,p.292.l.15. [1] بن أجنادMS.
:
corriged ,apresIbn -el

-Athir.Osd ,t.II ,p.293.l.13. [2] وحداجاMS.
[3] شَتْن.
MS.
[4] . وعامر.
Ma.

(5/85)


الله بن رياح بن قرط بن عدي ابن [عمّ] عمر بن الخطّاب وقال نفيل ولد عمراً والخطاب قال الواقدي كان سعيد رجلاً آدم طوالاً أشعر وأسلم قبل عمر بن الخطاب وتوفي سنة إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة ودفن في المدينة وأبوه زيد ابن عمرو ومن ولده محمد بن سعيد يقول ليزيد بن معاوية يوم الحرّة [خفيف]
لست منا وليس خالك منا ... يا مضيع الصلاة في الشهوات
وعقب سعيد رضي الله عنه في الكوفة كثير،،،
عبد الرحمن بن عوف
بن الحارث ويكنى أبا محمد [
F؟ 172 r؟] وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة والستة المذكورين في الشورى،
حلية عبد الرحمن
قال الواقدي كان رجلاً طوالاً حسن الوجه رقيق البشرة فيه خال أبيض مشرباً حمرة وقال غيره كان أعين أقنى جعد الشعر ضخم الكفين ومات في خلافة عثمان وهو ابن خمس وستين سنة لأنه ولد بعد الفيل بعشر سنين ومات لسبع من سنّى عثمان وبلغ ثمن ماله ثلاثمائة وعشرين ألفاً وقسم لأربع نسوة لكل واحدة ثمانون ألف درهم،
ذكر ولده
محمد بن

(5/86)


عبد الرحمن وزيد وإبراهيم وحميد وعثمان والمسور وأبو سلمة [1] الفقيه الذي يروى عنه الحديث ومصعب وكان شجاعاً شديداً وسهيل بن عبد الرحمن وهو الذي تزوج امرأة يقال لها الثريا من بني أمية الصغرى فقال عمر بن أبى ربيعة [خفيف]
أيها المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استهل [2] يمان
أبو عبيدة بن الجراح
هو عامر بن عبد الله بن الجراح فنسب إلى جده وروي أنه سمع أباه يسب النبي فقطع رأسه وجاء به إلى النبي وأخبره الخبر وفتح الشام في أيام أبي بكر ومات بالطاعون في أيام عمر ولا عقب له،
حليته
قال الواقدي كان رجلاً طوالاً نحيفاً معروق الوجه خفيف العارضين أثرم الثنيتين وذلك أنه انتزع نصلاً من جبهة النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد بأسنانه فهتم قال الواقدي أسلم أبو عبيدة بن الجراح وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعثمان بن مظعون وأبو سلمة بن عبد الأسد كلهم معا،،،
__________
[1] . مسلمة
MS.
[2] . استقل
Corr.marg:

(5/87)


ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
أعلم أن عمر أخره تأخيره في الإسلام وقدمته فضائله عن درجته وذلك أنه أسلم بعد إسلام أربعين سوى من هاجر إلى الحبشة لأنه أسلم سنة ست من النبوة وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة وهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ينتهي إلى الشجرة التي منها النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعثمان بثمانية آباء ويكنى أبا حفص وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومي،
إسلام عمر رضي الله عنه
روي أن النبي دعا فقال اللَّهمّ أعز الإسلام بابي [1] جهل بن هشام أو بعمر ابن الخطاب وكان عمر رجلاً شديد الشكيمة لا يرام ما وراء ظهره وقد أسلمت أخته فاطمة بنت الخطاب وهي تحت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وكان خباب بن الأرت ينتابها ويقرئها القرآن قال فتذاكرت قريش في ناديها أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما يحدث من التفرق والالتيام فانتدب عمر له وخرج من بينهم متوشحاً بسيفه وهو يريد رسول الله وقد ذكر أنه في بيت الأرقم بن الأرقم عند الصفا فلقيه نعيم بن عبد الله النحام فقال
__________
[1] . بابني
MS.

(5/88)


له أين تريد يا عمر قال أريد هذا الصبي الذي فرق أمر قريشٍ فأقتله فقال له نعيم لقد غرتك نفسك أترى أن بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض [F؟ 172 v؟] وقد قتلت ابن عمهم أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم قال عمر أي أهلي قال أختك وختنك فعدل عمر عن الطريق إليهما فإذا عندهم خباب يقرئهم القرآن ومعه صحيفة فيها سورة طه فلما أحسوا بعمر غيبوا خباباً وخبئوا الصحيفة فقال عمر ما هذه الهينمة التي سمعتها وأنا على الباب قالوا ما سمعت إلا خيراً قال بلى وإني قد أخبرت أنكما صبوتما وبطش بخباب فقامت أخته تكفه عنه فأصابتها شجةً [1] فدبرا لذلك وأظهرا إسلامهما وقالا بلى قد أسلمنا فاصنع ما بدا لك فارعوى عمر وقال لأخته أعطيني هذه الصحيفة أنظر ما فيها وكان عمر كاتباً فقالت إني أخشاك عليها فأعطاها عهد الله وميثاقه أنه يردها فقالت إنك نجس وإنه لا يمسها إلا طاهر فقام عمر فاغتسل وأخذ الصحيفة وقرأ صدراً من السورة فأعجب به وألقى الله في قلبه الإسلام فخرج إليه خباب وقال يا عمر إني لا أرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيّه
__________
[1] . شحتة
MS.

(5/89)


قال عمر فأين محمد يا خباب قال في دار الأرقم عند الصفا فجاء عمر حتى قرع عليهم الباب فقام رجل من الصحابة فنظر من خلل الباب فرجع وهو فزع مذعور فقال هذا عمر متوشحاً بسيفه فقال حمزة بن عبد المطلب إن كان جاء يريد خيراً بذلناه وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه فأذن له ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه وأخذ بحجزته ثم جذبه جذبة شديدة فقال ما جاء بك يا ابن الخطاب فو الله ما أراك تنتهي حتى ينزل الله بك قارعةً قال جئت [1] لأومن باللَّه ورسوله فقال النبي الله أكبر [2] وأسلم عمر وقال كم أنتم قال أربعون قال والله لا نعبد الله بعده سراً فخرج إلى الناس وأظهر الإسلام فقال ابن مسعود إن إسلام عمر كان فتحاً وإن هجرته كانت نصراً وإن خلافته كانت رحمة وما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر،،،
حلية عمر وسنه [3]
اختلفوا في ذلك فروى أهل الحجاز أنه كان أبيض أمهق [4] طوالاً تعلوه حمرة وروى أهل العراق انّه كان آدم
__________
[1] . جيت
MS.
[2] . الله وأكبر
MS.
[3] . وسنة
MS.
[4] . ابهق
MS.

(5/90)


شديد الأدمة ولا يختلفوا أنه كان أعسر يسر وهو الأضبط الذي يعمل بكلتي يديه وانّه كان أروح [1] وهو الذي إذا مشى يتدانى عقباه وأنه كان طوالاً حتى كأنه راكب والناس يمشون واستشهد سنة ثلث وعشرين قال ابن إسحاق وهو ابن خمس وخمسين سنة وزعم قوم أنه مات ابن ثلاث وستين سنة والله أعلم،،،
ذكر ولده
عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عمر وعاصم بن عمر وزيد بن عمر ومجبر بن عمر وأبو شحمة بن عمر أما عبد الله فإنه يكنى أبا عبد الرحمن [2] أسلم مع أبيه بمكة وهو صغير وشهد المشاهد غير بدرٍ وأحد لأنّه ردّ لصغره وتوقّى بمكة زمن الحجاج وهو ابن أربع وثمانين سنةً سنة ثلاثٍ وسبعين من الهجرة في العام الذي قتل فيه عبد الله بن الزبير ويقال أن الحجاج دس إلى رجل فسم زج رمحه ثم طعن به في ظهر قدمه فمات وله [3] بنون وبنات منهم عبد الله بن عبد الله بن عمر أمه صفية بنت أبي عبيد أخت المختار بن أبي عبيد وعاصم وواقد وبلال وحمزة
__________
[1] . اروج
Ms.
[2] . الرحمان
Ms.
Repetedanslems. [3]

(5/91)


وسالم كان فقيهاً فاضلاً وفيه يقول عبد الله بن عمر وكان محبّا له [طويل]
يلومونني في سالمٍ وألومهم ... وجلده بين العين والأنف سالم
[
F؟ 173 r؟] وأما عبيد الله بن عمر بن الخطاب فكان شديد البطش وجرد سيفه يوم قتل عمر واستعرض العجم بالمدينة فقتل الهرمزان وابنته [1] وأبا لؤلؤة وجفينة رجلاً فلما صارت الخلافة إلى عليّ عم أراد أن يقتص عنه فهرب إلى معاوية وقتل بصفين وأما عاصم بن عمر بن الخطاب فولد أولاداً منهم أم عاصم تزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبد العزيز وأما زيد بن عمر فأمّه أمّ كلثوم بنت عليّ عم مات هو وأم كلثوم في يومٍ واحد وأما أبو شحمة بن عمر فقتله الحد في الشراب ومجبّر ابن عمر مات فهولاء العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والرضا ومنهم الخلفاء القائمون بالحق والعاملون به ونعود الآن إلى تقديم من قدّمه إسلامه،،،
عمرو بن عبسة
هو أبو [2] نجيح السلمي من بني سليم روى الواقديّ
__________
[1] . وا بنتاه
Ms.
[2] . وأبو
Ms.

(5/92)


أنه قال كنت ثالثاً في الإسلام أو رابعاً وكان سبب إسلامه أنه كان يرغب عن عبادة الأوثان والأصنام فسأل حبراً من الأحبار عن دينٍ يدين به الله عز وجل فأخبره أنه سيخرج نبي بمكة يدعو إلى دين الله فلما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم جاء فقال من اتبعك على [1] هذا الأمر فقال حر وعبد أراد بالحر أبا بكر وبالعبد بلالاً فأسلم ورجع إلى بلاده فلمّا قبض النبيّ عم سكن بالشام وبها توفي،،،
أبو ذر الغفاري
اسمه جندب بن السكن ويقال بن جناده [2] وروى الواقدي أنه قال كنت خامساً في الإسلام وكان رجلاً شجاعاً نصب في الطريق يقطع على أهله وحده ويغير على الصرمة في عماية الصبح ويسبق على قدميه الراكب وكان يتأله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة فمر به ركب من ضلة فقالوا يا أبا ذر إن ابن عبد المطلب يقول كما تقول فأخذ شيئاً من بهش [3] يعني المقل وتزوّده حتّى
__________
corriged apresNawawi ,p.714. [1] بن عنMs.
[2] . جنادة
Ms.
l.l. [3] بن.Corriged ,apresIbn -Sa

,d ,t.IV ,lrepart.

,p.164 كذا وجدت enmarge: بن نهش Ms.

(5/93)


قدم مكة قال فانتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد فنبه فقال أنعم صباحا فقال النبيّ ما أقول الشعر ولكنه قرآن أقرأه [1] فقال اقرأ فقرأ [2] عليه سورة فشهد أبو ذرٍ شهادة الحق فأسلم ورجع إلى بلاده فجعل يعترض لعيرات قريش فيقطعها ويقول والله لا أرد عليكم شيئاً ما لم تشهدوا بالحق فمن أسلم رد عليه ماله ولم يشهد بدراً ولا أحداً لأنه قدم المدينة بعدهما وكان مختصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر كيف بك إذا أخرجت عن المدينة لقول الحق وقال إذا بلغ البناء سيفاً من المدينة ولا أظن أمراؤك يدعونك قال أفلا أضرب بسيفي قال لا ولكن تسمع وتطيع فلما بلغ البناء سيفاً خرج إلى الشام فمال الناس إليه يقولون أبو ذر فكتب معاوية [3] إلى عثمان أن الشام ليست لي بأرض ما دام أبو ذر فيها فكتب إليه عثمان أن أقدم فقدم وقال أخفتني قال أقم عندي تغدو
__________
[1] . اقراوه
Ms.
[2] . فقر
Ms.
[3] . عليه اللعنة
L ,auteur ,oulecopiste.parsonzelechiite

 ,aajoute ,iei:

(5/94)


عليك اللقاح وتروح قال لا حاجة لي فيها ائذن [1] لي فأتي الرَّبَذَة فسيره إليها فمات بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم تعيش وحدك وتموت وحدك قالوا ولما حضرته الوفاة قال لامرأته وغلامه إذا أنا مت فاغسلوني [F؟ 173 V؟] وكفنوني واحملوني حتى تضعوني على قارعة الطريق فأي ركب طلع عليكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا بدفنه قالوا ففعلا ذلك فكان أول ركب طلع عليهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك تموت وحدك وتعيش وحدك فنزل وصلى عليه وواراه وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين ولا يعرف مبلغ سنه ولا عقب له،،،
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية
روى الواقدي قال كنت خامساً في الإسلام وهو من المهاجرين الأوّلين الى أرض الحبشة [2] وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة واستعمله على صدقات أهل اليمن فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرجع إليه فلما رجع لم يبايع أبا بكر ثلاثة أشهر ثمّ بايع وقتل بأجنادين [3] في
__________
[1] . ايذن
Ms.
[2] . العبشة بن [؟] .
marg.ms
[3] . بأجناد
Ms.

(5/95)


أيام أبي بكر رضي الله عنه وزعم أبو اليقظان [1] أنه أسلم قبل أبي بكر وكان سبب إسلامه أنه رأى في المنام أنه على شفير نارٍ وأبوه يدفعه فيها ومحمد يدفعه عنها فلما أصبح عبر على أبي بكرٍ فقصها عليه فقال هذا رسول الله فاتبعه وكان أبوه أبو أحيحة سعيد بن العاص مريضاً فدخل عليه وذكر له الرؤيا فقال لئن رفعني الله من مضجعي هذا لا يعبد إله [2] ابن أبي كبشة بمكة فقال خالد فقلت اللَّهمّ لا ترفعه ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت ولم يرفع الله أبا أحيحة حتى هلك
وممن تقدم إسلامه أبو سلمة بن عبد الأسد
اسمه عبد الله كان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهاجر قبله إلى المدينة بسنةٍ،،،
مصعب بن عمير بن هاشم
بن عبد مناف كان فتى قريش جمالاً وشباباً وعطراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم فجعلت أمه تعذبه بأنواع العذاب ليدع دينه فما تركه حتى ظهر به الشحوب وأثر فيه الجوع فهاجر إلى الحبشة ورجع ثم بعثه [3] النبي صلى الله عليه وسلم
__________
[1] . اليقطان
Ms.
[2] . كذا في الأصل؟.
Enmarge: عد لهMs.
[3] . بعث
Ms.

(5/96)


مع الأنصار إلى المدينة يعلمهم القرآن فيقال أنه أول من جمع بالمدينة واستشهد بأحد وقيل أن فيه نزلت وَأَمَّا من خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى 79: 40- 41 قال الواقدي ما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا دمعت عيناه،،،
عبد الله بن مسعود
بن الحارث بن سمح بن مخزوم من هذيل روي عن ابراهيم النخعي أنه كان رجلا قليلاً قضيفاً فطناً يكاد الجلوس تواريه وهو أول من أفشى القرآن بمكة وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إن أحدنا يشري نفسه للَّه فيجهر بهذا القرآن حتى تقر في أسماع قريش فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنا أفعل ذلك وكان حسن الصوت فتوجه إلى الكعبة ورفع صوته بسورة الرحمن ثم انصرف وفي وجهه ما شاء الله وهو الذي جاء برأس أبي جهل بن هشام يوم بدرٍ وتوفي في المدينة سنة اثنتين في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن ولده عبد الرحمن وعتبة وأبو عبيدة وقد نسلوا وأعقبوا ولعبد الله أخ يقال له عتبة بن مسعود وهو أيضاً قديم الإسلام ومن ولده عون بن [
F؟ 174 r؟] عبد الله بن عتبة بن مسعود كان صاحب فقه وحديث وهو الّذي قال [وافر]

(5/97)


وأوّل ما نفارق [1] غير شكّ ... نفارق ما تقول [2] المرجئونا
وممن سبق إسلامه من بني هاشمٍ أسلم بمكة وشهد بدراً حمزة ابن عبد المطلب
أسد الله وأسد رسوله رضي الله عنه ويكنى أبا عمارة وأبا يعلى واستشهد بأحد رضي الله عنه قتله وحشي غلام حرب بن مظعون [3] وكان له ابن يقال له عمارة مات ولم يعقب قال الواقدي كان حمزة رجلاً قانصاً كان يوماً في مصيده ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى الحجون في حاجة له إذ تبعه أبو جهلٍ [4] في رجلٍ من سفهاء قريشٍ فنالوا منه وآذوه وذر أبو جهلٍ التراب على رأسه ووطئ برجله على عاتقه فلما نزل حمزة نادته امرأته يا با عمارة لو رأيت ما نال عمرو بن هشامٍ من ابن أخيك فأقبل حمزة مغضباً حتى وقف على ناديهم فلما نظر إلى أبي جهلٍ ضربه بالقوس فأوضحت في رأسه الشجة وقال وأشهد أن محمداً رسول الله فاصنعوا ما بدا لكم فلما أسلم حمزة عز به الدين والنبي صلى الله عليه،،،
__________
[1] .؟ فارق
Ms.
[2] .؟ قول
Ms.
[3] . مظعون
Ms.
[4] . عليه اللعنة
Ms.ajoute:

(5/98)


جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين
أسلم وهو دون ابن عشرين سنة وكان أمير القوم في الهجرة الثانية إلى الحبشة وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر فاستقبله وقبل ما بين عينيه وقال لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أو بقدوم جعفر وقتل بمؤتة رحمه الله ورضى عنه وهو ابن ثلث وثلاثين سنة وولدت له أسماء بنت عميس الخثعمية بالحبشة أحمد بن جعفر وعدي بن جعفر وعبد الله بن جعفر وقد قال بعض الناس أن إسلام جعفر أقدم من إسلام حمزة وأما عقيل بن أبي طالب فإنه أسر يوم بدر مع العباس رضي الله عنه ثم أسلم،،،
وممن سبق إلى الإسلام من بني عبد مناف أبو حذيفة بن عتبة ابن ربيعة بن عبد مناف
أسلم وهاجر إلى الحبشة ومعه امرأته سهلة [1] بنت سهيل بن عمرو فولدت له محمد بن أبي حذيفة فرخ قريش وهو الذي ألب على عثمان وذلك أنه كان تكفل به فلما أفضى الأمر إلى عثمان خرج محمد بن أبي حذيفة إلى مصر عارياً وتنسك وأظهر الطعن على عثمان ثم قتله معاوية ولا عقب له،،،
وممن [2] سبق إسلامه من الناس المقداد بن الأسود
بن عبد المطّلب
__________
[1] . سهيلة
Ms.
[2] . ومن
Ms.

(5/99)


مات بالمدينة سنة ثلث وثلاثين وهو ابن سبعين سنة وروي أنه ما كان مع المسلمين من فرس يوم بدر إلا فرس المقداد بن الأسود،،،
عمار بن ياسر
يكنى أبا اليقظان قال الواقدي أسلم عمار وصهيب بعد إسلام بضعة وثلاثين رجلا في دار الأرقم بن الأرقم وكان أبوه ياسر قدم من اليمن وحالف بني مخزوم ثم أسلم وأسلمت أمه سمية فجعل بنو مخزومٍ يعذبونهم بالرمضاء إذا حميت الظهيرة ويمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول صبراً يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة فقتلوا ياسراً وشدوا رجل سمية بين بعيرين ووجئوا قبلها بالرماح حتى قتلوها بعد ياسر بزمانٍ طويلٍ وعمار أعطاهم بلسانه ما طلبوا وفيه نزلت إِلَّا من [
F؟ 174 v؟] أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ 16: 106 وقتل بصفين ومن ولده محمد بن عمار وله عقب،،،
وأما صهيب بن سنان بن مالك
فزعم بعض الناس أنه من النمر ابن قاسط وزعم آخرون أن أباه كان غلاما عاملا لكسرى على الأبلة فأسرته الروم أعني صهيباً ونشأ عندهم ثم اشتراه عبد الله بن جدعان وبعث به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان مزّاحا فكها ولمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أهدي إليه تمر فوقع صهيب يأكل

(5/100)


وبه رمد فقال النبيّ عم أتأكل التمر وبك رمد قال إنما أمضغ بالناحية الأخرى فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وله عقب،،،
خباب بن الأرت
وهو من بنى سعد بن زيد مناة أصابه سبي فبيع بمكة وأمه كانت ختانة وقيل مقطعة البظور وخباب من فقراء المسلمين وخيارهم وكان به برص وابنه عبد الله بن خبّاب قتلته الخوارج فبذلك استحلّ عليّ عم قتلهم،،،
الأرقم بن الأرقم المخزوميّ
هو الذي آوى رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره عند الصفا حتى تكاملوا أربعين وكان آخرهم إسلاماً عمر بن الخطاب وأرقم ممن هاجر وشهد بدراً،،،
بلال بن رباح
وأمه حمامة أسلم فجعل مولاه أمية بن خلف الجمحي يعذبه ويطرحه على ظهره في نصف الظهيرة ويضع صخرة عظيمة على صدره ويقول لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وربه وهو يقول أحد أحد فمر به أبو بكر يوماً فقال إلى متى تعذب هذا المسكين قال أمية بن خلف أنت أفسدته فأنقذه قال نعم عندي غلام على دينك أجلد منه وأقوى فخذه مكانه فأخذه أبو بكر فأعتقه وكان رجلاً أسود جهوري الصوت ومات بدمشق سنة عشرين،،،

(5/101)


أبو موسى الأشعري
واسمه عبد الله بن قيس قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأشعريين من اليمن فأسلموا قال ابن إسحاق فيما يروي [1] زياد بن عبد الله البكائي [2] عنه أنه أسلم وهاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين وتوفي سنة اثنتين وخمسين ويقال سنة اثنتين وأربعين وله أولاد منهم أبو بردة بن أبى موسى وكان قاضيا وبلال ابن أبي بردة وكان قاضياً بالبصرة وفيه يقول ذو الرّمّة [طويل]
فقلت لصيدح انتجعي [3] بلالا
العلاء بن الحضرمي
واسم الحضرمي عبد الله بن ضمار وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب البحرين المنذر بن ساوي فأسلم وعبر العلاء إلى دارين [4] فخاض البحر على فرسه وانتجع أسياف فارس وحمل من مال البحرين مالي رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ألف وثمانين ألف درهم وتوفي في أيام عمر رضي الله عنهما،،،
__________
[1] .؟ روى
MS.
[2] . البكالي
MS.
[3] . انتجعى
MS.
[4] . داراين
MS.

(5/102)


عثمان بن مظعون [1]
من بني جمح يكنى أبا السائب قديم الإسلام وهو الذي افتتح الأبلة في خلافة عمر واختط البصرة وأسس مسجدها وروي عنه أنه قال رأيتني [2] وأنا سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فما أصبح منا اليوم أحد حياً إلا وهو أمير على مصر فهولاء المشهورون من مهاجري الصحابة السابقين إلى الإسلام والهجرة وروي عن قتادة أنه قال من صلى إلى القبلتين فهو من المهاجرين الأولين،،،
وممن تأخر إسلامه من الصحابة
[
F؟ 175 r؟] النعمان بن مقرن [3] أمير المسلمين يوم نهاوند وبها قتل ونبت الشقائق على قبره فقيل شقائق النعمان،،،
جرير بن عبد الله البجلي
كان ينقل [4] في ذروة البعير لطول قامته ويقال له يوسف هذه الأمة لجماله وكماله وحسن فعاله،،،
عثمان بن العاص الثقفي
كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله
__________
[1] . مطعون
MS.
[2] . راسنى
MS.
[3] . مقرون
MS.
[4] ؟ فل
MS.

(5/103)


على الطائف وهو الذي افتتح أسياف فارس وبني توج [1] بفارس وبها ولد،،،
عكاشة بن محصن الأسدي
وهو ممن يدخل الجنة بغير حساب [2] وقتله طليحة يوم بزاخة [3] ،،،
المغيرة بن شعبة
من ثقيف وكان أعور من دواهي العرب ومات بالكوفة بالطاعون وكان أميرها من قبل معاوية وكان يزعم أنه أحدث الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ألقى خاتمه في قبره ثم نزل ليأخذه وكذبه علي وابن عباس وقالا بل كان ذلك قثم ابن العباس لأنه كان أصغر القوم ومن ولد المغيرة عروة من أم الحجاج بن يوسف كانت تحته والعقار [4] وحمزة ابنا عروة بن المغيرة وأخو المغيرة عروة بن مسعود أسلم ودعا قومه فقتلوه فقال النبيّ عم وهو من الساقين [5] ،،،
العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
يكنى أبا الفضل كان ولد قبل الفيل
__________
[1] . نوح
MS.
[2] . الحساب
Corr.marg. ,ms.
[3] . راحه
MS.
[4] . عقّار
cf.Nawawi ,p.573: بن والغفارMS.
[5] . كذا وجدت في النسخة
Notemarginale:

(5/104)


بثلث سنين وعاش تسعاً وثمانين سنة ثم كف بصره ومات بالمدينة في زمن عثمان بن عفان وكان قصير القامة طويل اللحية وأسر يوم بدر فافتدي وأسلم وولد اثني عشر نقيباً قال أبو صالح ما رأينا بني أب قط أبعد قبوراً من بني العباس مات الفضل بالشام ومات عبيد الله بالمدينة ومات عبد الله بالطائف ومات قثم بسمرقند،،،
عبد الله بن العباس رضي الله عنه
بحر هذه الأمة يكنى أبا العباس وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة ويقال ثلث عشرة وعاش ثلثا وسبعين سنة ومات بالطائف في فتنة ابن الزبير بعد ما كف بصره سنة ثمان وستين فضرب محمد بن الحنفية فسطاطاً على قبره وروى طائر جاء حتى دخل في كفنه فقيل فيه [خفيف]
إنما الطير علمه زال معه ... ذاك فينا اليقين والبرهان
وولد عبد الله بن العباس ثمانية نفر منهم علي بن عبد الله أبو الخلفاء واختلفوا في مولده فروى أنه ولد في ليلة قتل فيها علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وروي أنه ولد قبل ذلك فحنكه علي بيده وسماه علياً وقال هاك أبو الأملاك وكان سيداً شريفاً يصلي كل يوم ألف ركعة تحت الشجر وذلك أنه كان له حائط فيه خمسمائة

(5/105)


أصل زيتون فجعل يصلي كل يومٍ إلى كل أصلٍ ركعتين وكان يسمى ذا الثفنات [1] وضربه الوليد بن عبد الملك بالسياط مرتين لقوله أن هذا الأمر سيكون في ولدي وولد علي بن عبد الله بن العباس محمداً وعبد الله وكان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة فولد محمد بن علي أبا العباس السفاح وأبا جعفر المنصور من الحارثية وهي امرأة من بني الحارث بن كعب،،،
عمرو بن العاص الثقفي
أبو الأبناء [2] المشهورين أسلم هو وخالد بن الوليد [
F؟ 175 v؟] سنة ست من الهجرة وكان سبب إسلام عمرو أنه لما خرج إلى الحبشة في شأن جعفر ومن هاجر معه من المسلمين فقال للنجاشي ادفع إلي هؤلاء لأضرب أعناقهم فقال النجاشي تسألني أن أعطيك رهط نبي الله الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى بن عمران عم لتقتلهم [3] فوقع في قلبه الإسلام فلما كان وقت إسلامه خرج قاصداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه خالد بن الوليد وهو يريد الإسلام فقال إلى أين يا أبا سليمان قال لقد استقام أمر الميم وأن الرجل لنبي الله فأسلم فقال عمرو والله ما
__________
[1] . الثفنات
Ms.
[2] . أبوه من
Ms.
[3] . ليقتلهم
Ms.

(5/106)


جئت إلّا لذلك فقدما المدينة فأسلما وبايعا وكان عمرو من دواهي العرب ومات سنة اثنتين وأربعين بمصر في أيام معاوية ويقال إحدى وخمسين وهو ابن ثلث وتسعين فصلى عليه ابنه عبد الله بن عمرو يوم الفطر ثم صلى بالناس العيد،،،
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل
بن سهم بن هصيص بن كعب بن لؤي وكان يقرأ بالسريانية ويضرب بسيفين ومات بمكة ويقال بمصر ومن ولده محمد بن عبد الله بن عمرو ومن ولد محمد شعيب بن محمد ومن ولد شعيب عمرو بن شعيب يروي الحديث عن أبيه عن جده،،،
وممن أسلم عام الفتح وبعده
عتاب بن أسيد بن العيص بن أبي العيص بن أمية أسلم عام الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم حتى خرج إلى حنين ومن ولده عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد يعسوب قريش شهد الجمل مع عائشة واحتملت عقاب كفه لما قطع وطرحته باليمامة فعرف بخاتمه ومات عتاب يوم مات أبو بكر رضي الله عنه
أبو سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أسلم قبل الفتح وذهبت إحدى عينيه بحنين والأخرى باليرموك ومات بالمدينة

(5/107)


في خلافة عثمان بن عفان وهو ابن ثمانً وثمانين سنة ومن ولده معاوية بن أبي سفيان أسلم عام الفتح وولى الشام لعمر وعثمان عشرين سنة وأمر عليها عشرين سنة ومات بدمشق سنة ستين من الهجرة وهو ابن ثمان وسبعين سنة فيما يروى ابن إسحاق وقد قيل ابن اثنين وثمانين سنة،،،
والمؤلفة قلوبهم
كلهم أسلموا عام الفتح وبعده ومنهم أبو سفيان ومعاوية وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام أخو أبي جهل بن هشام وعيينة بن حصن بن بدر والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس وجبير بن مطعم والزبرقان وقيس بن مخرمة،،،
وممن أسلم في الوفود
حجر بن عدي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد القادسية والجمل وصفين وكان من شيعة علي فقتله معاوية [1] بعد ما أعطى الحسن بن علي الأمان لشيعة علي ولحجر خاصة،
عدي بن حاتم الطائي
شهد مع علي الجمل ومات أيام المختار بن أبي عبيد وقد بلغ من السن مائة وعشرين سنة،،،
لبيد بن ربيعة العامري
الشاعر وفد فأسلم ولم يقل بعد الإسلام
__________
[1] . عليه اللعنة
MS.ajoute.

(5/108)


بيتاً من الشعر ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة،،،
عمرو بن معديكرب
وفد فأسلم ثم ارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقتل بنهاوند رحمه الله ورضي الله عنه.
الأشعث بن قيس
من كندة وفد فأسلم ثم ارتد ثم أسلم وزوّجه أبو بكر أخته أمّ فروة بنت أبي قحافة وابنه عبد الرحمن بن الأشعث خرج على [
F؟ 176 r؟] الحجاج بن يوسف وخرجت القرامطة وكان الأشعث أسر فافتدي بثلاثة آلاف بعير ومات سنة أربعين،،،
قيس بن عاصم المنقري
سيد بني تميم وفد على الرسول فأسلم وقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت سيد أهل الوبر وفيه يقول الشاعر [طويل]
وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
عمرو بن الحمق.
أسلم في حجة الوداع وكان من شيعة عليّ عم قتله عامل معاوية بالموصل،،،
عبد الله بن عامر
بن كريز [1] ابن خالة عثمان بن عفّان وهو الّذي
__________
[1] . كثير
MS.

(5/109)


افتتح عامة فارس وخراسان وكابل واتخذ النباج والقريتين [1] بالمدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً وهو من قتل دون ماله فهو شهيد،،،
يعلى بن منية
[2] ويقال ابن أمية فأمية أبوه ومنية [2] أمه وأسلم عام الفتح وجاء بابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعه على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح،،،
إسلام سلمان الفارسي
رضي الله عنه وهو يكنى أبا عبد الله ومات بالمدائن في خلافة عثمان وكان والياً عليها روى ابن إسحاق والواقدي وغيرهما أنه قال كنت ابن دهقان قرية جي من أصبهان وبلغ من حب أبي إياي أن حبسني في البيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى صرت قطن بيت النار قال وأرسلني أبي يومئذ إلى ضيعة له فمررت بكنيسة النصارى فدخلت إليهم فأعجبني صلاتهم فقلت دين هؤلاء خير من ديني فسألتهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فهربت من والدي حتى قدمت الشام ودخلت على الأسقف وجعلت أخدمه وأتعلم منه حتّى
__________
[1] . كذا في النسخة:
notemarg.: النياح والعرنيينMS.
[2] . منبّه
MS.

(5/110)


حضرته الوفاة فقلت الى من توصي بن فقال قد هلك الناس وتركوا دينهم إلى رجل بالموصل فالحق به فلما قضى نحبه لحقت بالرجل الذي أوصى به فلم يلبث ذلك إلا قليلاً حتى مات فقلت إلى من توصي بي قال ما أعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا واحداً بنصيبين قال فلحقت بصاحب نصيبين وتلك الصومعة اليوم باقية بعد وهي التي تعبد فيها سلمان قبل الإسلام قال واحتضر صاحب نصيبين فبعثني إلى رجل بعمورية من أرض الروم قال فأتيته فأقمت عنده واكتسبت بقيرات وغنيمات فلما نزل به سلطان الموت قلت له بمن توصي بي قال قد ترك الناس دينهم وما بقي أحد منهم على الحق وأنه لقد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بها نخل قلت وما علامته قال يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة قال ومر بي ركب من كلب فخرجت معهم فلما بلغوا وادي القرى ظلموني وباعوني من يهودي فكنت أعمل له في زرعه ونخله فبينا أنا عنده إذ قدم ابن عمّ له فابتاعني منه وحملني إلى المدينة فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها وبعث الله محمداً بمكة ولا أسمع بشيءٍ منه فبينا أنا

(5/111)


في رأس نخلة إذ أقبل ابن عمّ لسيدي فقال قاتل الله بني قيلة قد اجتمعوا على رجلٍ بقباء قدم عليهم من مكّة يزعمون انّه نبيّ فأخذتني العرواء والانتفاض ونزلت عن النخلة وجعلت استقصي في السؤال قال فما كلمني سيدي كلمة بل قال أقبل على شأنك ودع ما لا يعنيك قال فلما أمسيت أخذت شيئاً كان عندي من التمر فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بلغني أنك رجل صالح وأن لك أصحاباً غرباء ذوي حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم [F؟ 176 v؟] فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا وأمسك فقلت في نفسي هذه واحدة وانصرفت فلما كان من الغد أخذت ما كان بقي عندي من التمر فأتيت به وقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هديّة منى فقال صلعم كلوا وأكل معهم فعلمت أنه هو فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال ما لك فقصصت عليه القصة فأعجبه ثم قال يا سلمان كاتب صاحبك فكاتبته على ثلاثمائة نخلة أحييها بالفقير [1] وأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال يا سلمان اذهب ففقّر لها ثم اذّنّى
__________
[1] . احبيها بالقفير
MS.

(5/112)


ففقرت ثم آذنته [1] فجاء فوضعها بيده فو الله ما ماتت منها ودية وأتاه من بعض المغازي مال فأعطاني منه فقال أد كتابك فأديت وعتقت وفاتني بدر وأحد لشغلي برقي وشهدت الخندق وزعم قوم أن سلمان عاش مائتي سنة ونيفا وسئم اليهودية والمجوسية والنصرانية،،،
إسلام أبي هريرة
أتى النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر سنة سبع من الهجرة فأسلم [2] واختلفوا في اسمه فقال الواقدي اسمه عبد الله بن عمرو وقال غيره عبد شمس وقيل عبد الرحمن بن صخر ويقال غير ذلك ولقب أبا هريرة بهرة صغيرة كان يلعب بها فاستعمله مروان بن الحكم على المدينة ومات في أيام معاوية وكان يقول [3] نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً وكنت لبشر بن غزوان أجيراً بطعام بطني وعقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدو إذا ركبوا فروحنيها [4] الله فالحمد للَّه الذي جعل الإسلام قواماً وجعل أبا هريرة إماما،،،
__________
[1] . آذنته
MS.
[2] . فأسلموا
MS.
[3] . يقال
MS.
[4] . كذا في الأصل
Enmarge:

(5/113)


ذكر من أسلم من الأنصار رضي الله عنهم [1] أجمعين
أولهم أسعد بن زرارة
أسلم عند العقبة بمنى وقطبة بن عامر ومعاذ بن عفراء وعوف ابن عفراء [2] وعقبة بن عامر وجابر بن عبد الله هؤلاء الستة ثم أسلم في العام القابل اثنا عشر نفراً أولهم أبو الهيثم بن التيهان وأبو عبد الرحمن بن ثعلبة [و] ذكوان بن عبد القيس ورافع بن مالك وعويم ابن ساعدة [3] وعبادة بن الصامت ثم قدم في العام الثالث سبعون رجلاً منهم رئيسهم البراء بن معرور فأسلم وبعث النبي صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير وكان يقال له المهدي فأول من أسلم بدعائه بالمدينة سعد بن معاذ وأسيد بن حضير ونشأ الإسلام بالمدينة واسعد بن زرارة من الأنصار أسلم عند العقبة وبايع على النصرة وهو رأس النقباء وكان يقول في الجاهلية بالتوحيد فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لم يلبث إلا قليلاً حتى مات فأوصى ببناته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكن في حجره حتى أدركن وزوجهن قال الواقدي خطب نبيط بن جابر الفارعة بنت أسعد بن زرارة فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهزها وقال لهم ليلة الزفاف قولوا أتيناكم أتيناكم
__________
[1] . رضى الله عنهما
Ms.
[2] . عامر
Ms.
[3] ابن ابى ساعدة
Ms.

(5/114)


فحيّونا نحيّيكم ولو [لا] الحنطة السمراء لم تسمن عذاريكم ولولا الذهب الأحمر لم نحلل بواديكم،،،
سعد بن عبادة
سيد الخزرج كان يسمى الكامل في الجاهلية لأنه كان يحسن الكتابة والرمي والعوم وهو الذي تلكأ [1] عن بيعة أبي بكر واعتزل في سقيفة بني ساعدة وقال منا أمير ومنكم أمير ثم خرج إلى الشام [
F؟ 177 r؟] ومات بها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ويقال نهشه الحية ومن ولده قيس بن سعد بن عبادة الداهي الشجاع الفطن وهو من شيعة عليّ عم وكان للنبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الشرطي يهابه الناس ما لا يهابون غيره وكان صاحب راية الأنصار يوم بدر،،،
سعد بن معاذ
أصابه يوم الخندق نشابة فقطعت منه الا كحل فلما قضي في بني قريظة [2] بقتل الرجال وسبي النساء انفجر عليه وانبعث حتى مات وقال صلى الله عليه وسلم لقد اهتز العرش لموت سعد،،،
عبادة بن الصامت
عقبي بدريّ أحدىّ [3] مات بالرملة زمن معاوية
__________
[1] . تلكى
MS.
[2] . قريطة
MS.
[3] بن وجدت في النسخة

 هكذا.leavecannotation:

 عقب بدر واحد Lems.a.

(5/115)


جابر بن عبد الله
قال جابر أنا وأخي وخالي من أصحاب العقبة وذهب بصره في آخر عمره وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة في قول بعضهم،،،
ذكر من أسلم من الأنصار بعد مقدم النبي
صلى الله عليه وسلم روى الواقدي أن زيد بن ثابت قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن إحدى عشر سنة وأول هدية دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة مثرودة خبزاً وسمناً ولبناً بعثتها أمىّ فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بارك الله فيك قال وأمره أن يتعلم كتاب يهود فعلمه في بضع عشرة ليلة وكتب لأبي بكر وعمر ومات في زمن معاوية ومن ولده خارجة بن زيد بن ثابت قال رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة لي قد أكملتها فمات بالمدينة،،،
أبي بن كعب الأنصاري
يكنى أبا المنذر كان يكتب في الجاهلية والإسلام وتوفي في خلافة عثمان فصلى عليه وقيل اليوم مات سيد المسلمين،،،
أبو طلحة الأنصاري
اسمه زيد بن سهل قتل يوم حنين عشرين وهو يقول [رجز]
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم في سلاحي صيد

(5/116)


وكانت أم سليم أم أنس بن مالك تحته ومات ابو طلحة في خلافة عثمان بالمدينة،،،
أنس بن مالك
كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حمزة قال أنس قدم رسول الله صله المدينة وأنا ابن عشر سنين فخدمته عشر سنين ومات وأنا بن عشرين سنة وعاش أنس مائة وأربع سنين وهو آخر من مات بالبصرة في أيام الحجّاج بن يوسف ولم يمت حتى رأى من صلبه مائة ذكرٍ،،،
أبو أيوب الأنصاري
خالد بن زيد بركت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ببابه فنزل عليه سبعة أشهر حتى بنى بيوته ومات بأرض الروم غازياً مع يزيد بن معاوية أشقى الأشقياء فدفن في أصل سور القسطنطينية فالروم إذا قحطوا كشفوا عن قبره فيمطروا وله عقب،،،
عويم بن مالك
مات بالشام زمن عثمان وكان آخر داره إسلاماً،،،
معاذ بن جبل الخزرجي
شهد بدراً ومات بالشام في طاعون عمواس وهو ابن ثمان وستّين سنة وكان سبب إسلامه أن عبد الله بن رواحة كان أخاً له في الجاهلية [
F؟ 177 v؟] وكان لمعاذ بن جبل صنم فأتى عبد الله منزل معاذ ومعاذ غائب ففلذ صنمه فلذاً فلما رجع

(5/117)


معاذ وجد امرأته تبكي فقال ما وراءك فأخبرته بصنيع ابن رواحة بإلهه فتفكر معاذ في نفسه وقال لو كان عند هذا طائل لامتنع ثم جاء إلى عبد الله بن رواحة وقال انطلق بنا إلى رسول الله فانطلق به فأسلم ولم يبق من عقب معاذ أحد،،،
عبد الله بن سلام
اسمه الحصين وسمّاه رسول الله صله عبد الله وهو من شيعة عثمان بن عفان روي عنه أنه قال كان أبي يدرسني التوراة فأتينا على ذكر رسول الله صله فقال لي إن كان من بني إسرائيل فاتبعه وإن كان من العرب فلا تتّبعه قال عبد الله فلما نظرت إلى وجه رسول الله صله علمت أنه ليس بوجه كذاب فجاء وسأل النبي عن ثلاثة أشياء عن أول نزل أهل الجنة وعن السواد في وجه القمر وعن آية [1] الشبه من أين هو فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما نزل أهل الجنة فلام ونون وأما السواد الذي في القمر فإنهما كانا شمسين فمحاه الله عز وجل أما آية الشبه فأي النطفتين سبقت إلى الرحم فالولد شبيه به فأسلم عبد الله ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم خبث بهت وإن علموا بإسلامي بهتوني عندك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبار يهود وغيب عبد الله عنهم وقال كيف
__________
[1] . انه
MS.

(5/118)


عبد الله بن سلام فيكم قالوا سيدنا وحبرنا وعالمنا قال فإن أسلم تسلمون قالوا هو لا يترك دينه فقال اخرج يا عبد الله بن سلام فخرج وقال أشهدكم الله أتعرفون كذا وكذا يقررهم بأمور فقالوا قد ذهب عقلك،،،
حسان بن ثابت الأنصاري
شاعر وأبوه شاعر وابن حسان عبد الرحمن شاعر وابن عبد الرحمن سعد شاعر وانقرض ولده وكان حسان يضرب بعذبة لسانه روثة أنفه وعاش مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام ولم يشهد حرباً قط من جبنه،،،
سهل بن حنيف الأنصاري
وهو الذي لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أمره أن يكسّر الأصنام فجعل يكسرها ويستوقد بها وكان من شيعة على عم ومات بالكوفة وصلّى عليّ عليه وكبر ستاً أو خمساً وأخوه عثمان بن حنيف استعمله على البصرة وكان سهل بعثه عمر رضي الله عنه على العراق فمسحها وجعل الخراج عليه،،،
خوات بن جبير
صاحب ذات النحيين الخزرجي وأخوه عبد الله ابن جبير أمير الرماة يوم أحد وقال النبي صلى الله عليه وسلم لخوات ما فعل بعيرك الشارد قال ما شرد منذ أسلمت،،،

(5/119)


محمد بن مسلمة الأنصاري
قاتل كعب بن الأشرف واتخذ سيفاً من خشب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشهد شيئاً من حروب الفتن إلى أن مات وله من البنين عشرة ومن البنات ست وقد قلنا لك يرحمك الله في صدر هذا الفصل أن هذا من صناعة أصحاب الحديث وأن استيفاء عددهم غير ممكنٍ وإنما أتينا بما أتينا به لحاجة الناظر في الفصول التي تتلو هذا الفصل في أيام الخلافة وحوادث الفتن إلى معرفة أسماء من ذكرنا قصته وخبره [
F؟ 178 r؟] وإلا لذهب بهاء ذلك الكلام وانقطع نظامه وخرج عن القصد الذي أردناه من الإيضاح والإيجاز فليعرف الناظر مرادنا في سوق هذه الأسامي والله الموفق والمعين ويتبع هذا الفصل اختلاف أهل الإسلام في مذاهبهم وتباين مقالاتهم وآرائهم ليبين بعده تأريخ الخلفاء من الصحابة وأيام بني أمية وولد العباس ويكون خاتمة الكتاب على موجب الحال إن شاء الله تعالى،،،

(5/120)