التدوين في أخبار قزوين
المحمدون
حرف الألف في آبائهم
محمد بْن آدم الغزنوي أبو عبيد الله المقرىء المعروف باللهاوري شيخ
متقن في القراءة بارع في الورع وحسن السمت ومتانة الديانة مداوم على
العبادة مواظب على التهجد بلغني أنه كان يصلي وعنده قوم يقرؤن القرآن
عليه فخر في صلاته فظن القوم الظنون إلى أن انتعش لأنهم وجدوا السقطة
منكرة ثم بحثوا على السبب وراجعوا من كان يخدمه ويلازمه فقال ما أعرف
له سببا إلا أنه يديم إحياء الليل ولا يتناول من الطعام إلا اليسير
وكان مهيبا مستقيم الطريقة مبالغا في الاحتياط.
يخطر لي والله أعلم أن آدم المنسوب إليه أراد به أبا البشر عليه السلام
ولم يزد في النسب عليه لشدة الاحتياط قدم قزوين ونزل خانقاه جوهر خاتون
الشارع بابه إلى المسجد الجامع ثم انتقل إلى المدرسة العنبرية وأقام
بها يستفاد من علمه وعمله ويتبرك به وبسيرته إلى أن توفي سنة خمس
وأربعين وخمسمائة ودفن بباب المشبك وقبره ظاهر مزور وما في وجدان
بركاته وقضاء الحاجات عنده نزور.
سمع منه بقزوين جماعة منهم الإمام والدي رحمه اللَّه كتاب الغابة
(1/130)
للإمام أبي بكر بْن مهران وشرحها لأبي
الحسن علي بْن محمد بن عبيد الله الفارسي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة
بروايته الغابة عن عمر بْن زكريا السرخسي عن الأديب سعيد بْن عثمان
الغزنوي عن عَبْد الكافي المقرىء عن أبي الحسن الفارسي عن ابن مهران
وروايته الشرح بهذا الأسناد عن الفارسي وذكر الجماعة أنه لقي بعد سماع
الكتابين من ابن زكريا السرخسي الأديب سعيدا فقرأهما عليه.
أنبأنا غير واحد وقرأت بعضه على والدي رحمه اللَّه قالوا أنبأ مُحَمَّد
بن آدم المقرىء أنبأ سعيد عن عَبْد الكافي عن الفارسي قَالَ أما حجة من
قرأ ملك وذكر فصلا طويلا في حجة القرائتين المشهورتين في قوله تعالى:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . تلخيصه أنه احتج لمن قرء ملك بغير ألف
بأنه يوافق قوله تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} {فَتَعَالَى اللَّهُ
الْمَلِكُ الْحَقُّ} . ونحوهما وبأنه يوافق خط المصاحف كلها وبأنه أبلغ
في الثناء لأن كل ملك مالك لشيء وليس كل مالك بملك وبأن مصدر الملك
والملك بضم الميم ومصدر المالك الملك بالكسر.
الأول أكثر في القرآن كقوله: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ} {لِمَنِ الْمُلْكُ
الْيَوْمَ} . وبأن من قرأ ملك فقد قرأ مالك ولا ينكعس لأن أصل ملك مالك
فنقل إلى ملك للمبالغة في المدح كما نقل لابث إلى لبث وبأن الملك مستغن
عن الإضافة والمالك محتاج إليها وغير المحتاج أفضل من المحتاج وبأنه
قرأة الشافعي وانتقل إليه أبو حنيفة رضي اللَّه عنهما بعد ما كان يقرأ
بالألف فهذه سبعة أوجه.
(1/131)
احتج للقراءة الأخرى بأنها توافق قوله
تعالى: {مَالِكَ الْمُلْكِ} . وبأنها قراءة الخلفاء الراشدين وجماعة
كثيرة من الصحابة وبأن فيها زيادة حرف ولكل حرف عشر حسنات. وبأن مالكا
أكثر استعمالا ومجالا من ملك فيقال مالك للدواب والطيور ولا يقال ملكها
وإنما يقال ملك الناس وبأن اللفظ مضاف إلى اليوم والإضافة بمالك أحسن
منها بملك فهذه خمسة أوجه هذا آخر كلامه بالمعنى وفي بعض هذه الوجوه
توقف لا يخفى.
اختيار أبي عبيد ملك بغير ألف قَالَ لأن الأسناد عن رسول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أثبت واحتج له أيضا بأن الملك
يومئذ لله على ما قَالَ: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ}
وقال: {ِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} وإذا كان ملك يوم الدين له كان ملك
يوم الدين.
فصل
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه القاضي أبو عَبْد
اللَّه الرازي ثم القزويني الأخباري كان عالما بالمعجزات والمبعث
والمغازي والقصص والتواريخ جموعا كتوبا لها وصنف فيها مصنفات مطوله
ومختصرة ومنها مجموع التواريخ يقع في جلود صالحة ابتدأ فيه بذكر
التاريخ العام وأخبار الأنبياء والخلفاء والملوك واقتصر في أواخر
الكتاب على الحوادث والوقائع المتعلقة بقزوين ونواحيها خاصة وسمع أباه
أبا إسحاق إبراهيم ابن أَحْمَد القاضي ونصر بْن علي العجلي وعلى بن
إبراهيم وغيرهم
(1/132)
وأورده الخليل الحافظ في جملة شيوخه.
فقال في المشيخة ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبُ التَّارِيخِ
ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ يَعْنِي أَبَاهُ ثنا يُوسُفُ بْنُ
مُوسَى ثنا ابْنُ أَبِي نَاجِيَةَ ثنا زِيَادُ بْنُ يُونُسَ عَنْ
مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلاثَةٌ لا
يُعَادُونَ الرَّمَدُ وَصَاحِبُ الضِّرْسِ وَصَاحِبُ الدُّمَّلِ".
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هَذَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ الْخُرَاسَانِيِّ تَفْسِيرُهُ بِأَسَانِيدِهِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنه.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أَحْمَدَ الفقيه أبو نصر البخاري قاضي القضاة
ولي القضاء بقزوين سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وبقي على الولاية إلى أن
توفي بها سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وكان ظاهر السداد موقرا فقيها
ينتحل مذهب أبي حنيفة رحمه اللَّه وله الطبع القويم والشعر الجيد
والخصال المرضية إلا أنه كان شديد في الاعتزال وهو الذي أثبت في آخر
ولايته المحضر بالمسائل السبع الاتفاقية بقزوين وهذه نسختها نقلتها عن
خط والدي رحمه اللَّه.
اتفق رأي قاضي القضاة أبي نصر مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أَحْمَدَ
الفقيه وجماعة أعيال الأئمة والأماثل بقزوين لما رأوه من الصلاح
لأنفسهم ولأعقابهم في أملاكهم ومعايشهم على تقرير ما تضمنه هذه الفصول
السبع فأخذها أن كل من عقد من أهل بلدهم عقدا علىملك له ظاهر
(1/133)
باسم غيره في شرى أو غيره من وجوه
التمليكات وأشهد على نفسه فيه فسلمه إلى من عقد فيه وبقي زمانا في يده
على حكم ذلك التملك من غير منازعة منازع.
ثم أبرز هو بنفسه أو بعض من يتصل به حال حياته أو أبرز بعض أقاربه بعد
موته عقدا يخالف ما عقده فيه لم ينظر إليه ولم يسمع فيه دعوى ولم يقم
الشهود فيه شهادة ولم تعترض على يد من هو في يده بإزالة كما اتفق عليه
آراء من تقدمهم من العلماء.
ثانيها: أن كل امرأة عقد زوجها عليها عقد برأة في صداقها على وجه لا
يقف عليه أهلها وأقاربها أو لا يظهر ذلك في مجلس الحاكم في مدينة قزوين
أو لا يظهر سبب من أسباب البراءة لا يتهم فيه زوجها أو بعض من يتصل به
بحيلة لم ينظر فيه ولم يسمع في تلك البراءة دعوى وكانت البراءة منسوخة.
ثالثها: أن كل من عقد على نفسه عقد بيع في عقار بثمن مثله في وقت بيعه
وحصل ذلك في يد من كتب باسمه الشرى فيه فنظهر منه تصرف بما يظهر به
تصرف المشتريين ثم حصل في ثمن ذلك العقار تراجع ولم يكن المشتري أشهد
على نفسه بشرائه في عقد الشرى المكتسب فيه فادعى أنه لم يشتر ذلك وأن
له حق الرجوع على البائع بالثمن لم تسمع هذه الدعوى.
رابعها: أن كل امرأة عقدت على نفسها لزوجها أو عقد بعض أهلها له عقدا
في ملك ليزيد هو لأجل ذلك في صداقها ثم أبرزت هي أو بعض
(1/134)
من عقد ذلك العقد من أهلها عقدا يخالف ما
عقدوه في الظاهر لهذا الزوج لم ينظر فيه ولم يسمع دعواه وأجرى الأمر
فيه على أحد الوجهين أما أن يرد ذلك المهر إلى مهر مثلها ويبطل العقد
الذي في يد هذا الزوج أو يقرر هذا العقد في يد الزوج على ما وقع عليه
وتقرر تلك المرأة على ما وقع عليه.
خامسها: أن كل من ثبت في ذمته دين من ثمن أو مهرا وغير ذلك وظهر ذلك في
مجلس الحكم وتوجه عليه الحبس فأبرز هذا الخصم عقدا بأن ما كان له من
عقار وغيره وقد جعله باسم غيره وأنه وإن كان ظاهر الغنى فهو الآن في
الحكم فقير لا يسمع هذه الشهادة.
سادسها: أنه تقرر رأي الجماعة فيما يقع من الشهادة النساء أن يبلغ
الاحتياط في ذلك المبلغ الممكن فيه من اعتبار حال المعرف وكونه ممن
يقبل قوله في ذلك ولا يقتصر على واحد حتى يضم إليه غيره وإن أمكن
الشاهد الاستقصاء في التعرف يستقصى فيه ويبلغ أقصى ما يمكن ويجمع في
التعرف بين من كان من أهلها وبين أجانب الناس إذا كان ذلك عنده أقوى
وإذا وقعت الشبهة بخلل وقع في بعض الأمور توقف عن شهادته.
سابعها: إذا حصل التنازع في مجلس الحكم في قبالة ظاهرها شرى فادعى من
أضيف إليه للبيع فيها أنه عقد رهن في الباطن وإن كان قد كتب في الظاهر
لفظ الشرى يحلف المدعي للشرى فيه أنه عقد شرى في الظاهر والباطن وأن
أقام البائع فيه بينة على إقرار المشتري أنه رهن في
(1/135)
الباطن سمع ذلك وان أقام شهادة إلا على
إقرار المشتري ولكن قَالَ الشاهد إني أعلم ذلك لم يقبل اتفقت أراء
جماعتهم على تقرير هذه الفصول السبع المشروحة فيه وجعلوها مثالا
يمتثلونه هم بأنفسهم ويمتثل الكافة من أهل بلدهم فلا يتجاوزونه وذلك في
يوم الأحد التاسع والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاثين وأربعمائة وجدد
العهد بالإتفاق على المسئلة الأولى من السبع غير مرة.
فمنها في سنة إحدى عشر وخمسمائة في أيام ذي السعادات أبي علي شرفشاه
بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الجعفري كتب كتابا باتفاق الأئمة عليها وبذل
المشهورون من الفرق خطوطهم به رأيت أصل المحضر بخط مخلد بْن مُحَمَّد
ابن حيدر المخلدي الشروطي وفيه خط الشيخ ملكداد بْن علي والأستاد علي
بْن الشافعي والحسن بْن عَبْد الكريم الْكَرَجِيّ وعَبْد الوهاب ابن
الحجازي وآخرين من الحنفية وحمزة بْن سيدي ابن أبي ليلى الحسني وأمير
كابن أبي اللبجم وغيرهم وهذه أبيات للقاضي أبي نصر من قصيدة له في
الأستاذ أبي طاهر وزير ابن كاكويه:
حليف مساع نقشن على ... غرة الدهر نقش السطور
خلقن فواقر صما لكسر ... فقار العدو وجبر الفقير
وسائل عن سيكون الزمان ... فقلت لها قوله طب خيبر
فإن يك موسى قضى نحبه ... فإن عصاه بكف الوزير
أُسَيِّرُ عذرى إلى بابه ... وقل لأدنى رضاه مسيري
فهذا اعترافي فهل قائل ... وهذا اعتذاري فهل من عذير
(1/136)
ولولا التقى وشعار القضاء ... لأشعر شعري
بما في ضميره
شفيعا لي شكرو ودله ... وما لي غيرها من نصيره
ذكر أن القاضي كانت له هيبة وقبول عند الخواص والعوام وسمع الحديث من
القاضي عَبْد الجبار ابن أَحْمَد وسمع معه ابنه الحسن وله ابن آخر
موصوف بالفضل يقال له صاعد بْن مُحَمَّد تولى القضاء بخوزستان وكان شعر
من أبيه ويأتي ذكرهما في موضعه إن شاء اللَّه تعالى.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أَحْمَدَ بْن الواقد أبو عَبْد اللَّه
الخليلي كريم نبيل نسيب صاحب مروة وجاه ومحبة للعلم وأهله انتهت رياسة
الأئمة إليه في عصره وكان يكرم العلماء البلديين والغرباء وينزل
الواردين من أهل العلم والأكابر مدرسته وخانقائه ودوره ويرتبطهم ويسدي
إليهم الجميل ما أقاموا ويسرحهم بإحسان إذا ارتحلوا وفوض تدريس مدرسته
إلى والدي رحمه اللَّه وصودر في سنة أربع وخمسين وخمسمائة بأربعين ألف
دينار فأداها من غير أن يستخف به أو يشدد عليه واحتفظ بجاهه ومروئته
وتوفي في شعبان سنة سبع وخمسين وخمسمائة وكان قد سمع الحديث.
من مسموعه صحيح البخاري سمع بتمامه من الأستاذ الشافعي ابن داؤد المقري
سنة إحدى عشرة وخمسمائة ومسند الشافعي سمعه من السيد أبي حرب الهمداني
سنة خمس وعشرين وخمسمائة بروايته عن أبي بكر الشيروي عن القاضي أبي بكر
عن الأصم عن الربيع عن الإمام الشافعي رضي اللَّه عنه ولما أقعدت في
مدرسته مكان والدي رحمه اللَّه في اليوم الثالث أو الرابع من وفاته وقد
حضر أعيان البلد وفيهم ابنا صاحب
(1/137)
المدرسة إبراهيم والفضل أنشأت في خلال فضل
رتبته وألقيته على رسم الدروس:
طوبى له طوبى له طوبى ... قزوين منه ملئت طيبا
بزينة دام له نوره ... وركنه يؤتيه تهذيبا
كان أبو عَبْد اللَّه يلقب بنور الدين واحد ابنيه بالزين والآخر
بالركن.
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي نعيم إسحاق أبو بكر الأصبهاني
ثقة من أهل الحديث ورد قزوين سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وحدث بها سمع أبا
مسعود أَحْمَد بْن الفرات وروى عنه سننه وروى عنه علي بْن أَحْمَدَ بْن
ابن صالح والخضر بْن أَحْمَدَ وغيرهما حدث علي بْن أَحْمَدَ بْن صالح
عن أبي بكر الأصبهاني هذا بسماعه منه بقزوين قَالَ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ
زَكَرِيَّا ثَنَا يَعْلَى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ
جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثٍ: "لا يَمُوتُنَّ
أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا وَهُوَ حَسَنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ".
رَوَاهُ أَبُو داؤد الطَّيَالِسِيُّ فِي سَنَةٍ عَنْ سَلامٍ عَنِ
الأَعْمَشِ وَأَبُو سُفْيَانَ اسْمُهُ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ وَهُوَ
وَاسِطِيٌّ روى عن جابر وابن عمرو ابن عَبَّاسٍ وقوله: "لا يموتن أحد
مِنْكُمْ إِلا وَهُوَ حَسَنُ الظَّنِّ بالله" يجوز أن يريد به الترغيب
في التوبة والخروج من المظلمة فإنه إذا فعل ذلك حسن ظنه ورجاء الرحمة.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن بندار البصير أبو جعفر التومجيني شيخ صالح
خاشع وتومجين من قرى قزوين سَمِعَ وَالِدِي وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ
بن خليفة
(1/138)
الصَّانِعِيَّ وَأَقْرَانَهُمَا أَخْبَرَ
وَالِدِي رَحِمَهُ الله سنة إحدى وستين وخمسمائة أَنْبَأَ عَبْدُ
الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَالِمِ أَنْبَأَ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ أَنْبَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُشْرَانَ أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الأَجُرِّيُّ أَنْبَأَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ
الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ".
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ عَنْ
حَفْصٍ وَقَالَ فِي آخِرِهِ "فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" قِيلَ: وَمَنِ
الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: "النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ" وَرَوَاهُ
عَبْدَانُ الْقَاضِي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ
حَفْصٍ مَعَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ ثم قَالَ عبدان: هم أصحاب الحديث.
قوله: "بدأ غريبا" إن قرىء بغير همزة فهو ظاهر يقال: بدأ الشيء يبدو أي
ظهر وقد يسبق إلى اللفظ بدأ بالهمزة لأنه ذكر العود على الأثر
والابتداء والإعادة متقابلان يقال بدأ بالشيء وابتدأ وعلى هذا فالمبتدأ
به محذوف كأنه قَالَ: ابتدأ الإسلام لصحبة القرن الأول والغريب البعيد
عن الوطن يقال اغترب الرجل وتغرب وغرب يغرب غربة فهو غريب وغرب وغربت
الشمس تغرب غروبا وغرب الرجل يغرب وتنحى وتباعد.
يقال: أغرب عني أي تباعد وغربت الكلمة غرابة وذلك لبعدها عن الفهم
واغترب إذا تزوج إلى غير أقاربه وسمي الإسلام في أول الأمر غريبا لبعده
عما كانوا عليه من الشرك وأعمال الجاهلية ويعود
(1/139)
غريبا لفساد الناس آخرا وظهور الفتن وبعدهم
عن القيام بواجب الإيمان.
قوله النزاع من القبائل هو جمع نزيع ونازع وهو الغريب الذي نزع عن أهله
وعشيرته وصلى اللَّه على مُحَمَّد وآله.
محمد بن إبراهيم بن الحسن المقرىء الخياط كان صالحا عارفا بطرف من علم
القراءة سَمِعَ الْوَسِيطَ لأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ
الْوَاحِدِيِّ أَوْ بَعْضَهُ مِنَ الْقَاضِي عَطَاءِ اللَّهِ بْنِ
عَلِيٍّ مَعَ جَمَاعَةٍ كَثِيفَةٍ فِي الْجَامِعِ بِقَزْوِينَ سنة ثمان
وستين وخمسمائة وَفِيمَا سَمِعَ حَدِيثَ الْوَاحِدِيِّ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدْلِ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي مُوسَى
أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المغلس ثنا أبو سعيد الأشج
حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا
عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ قَالَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ: إِنَّا للَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي
وأخلف له خَيْرًا مِنْهَا" قَالَتْ: أُمُّ سَلَمَةَ فَلَمَّا هَلَكَ
أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ ثُمَّ عَزَمَ
اللَّهُ لِي فَقُلْتُهَا وَأَخْلَفَنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه واله وَسَلَّمَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
شَيْبَةَ عَنْ أبي أسامة عن سعد.
عقبة هو ابن خالد بْن عقبة بْن خالد بْن مسعود أبو مسعود السكوني سمع
عَبْد اللَّه بْن عمر وهشام بْن عروة وسعد هو ابن سعيد بْن ابن قيس بْن
عمرو الأنصاري أخو يحيى وعَبْد اللَّه وبه حدث عن أنس والقاسم بْن
مُحَمَّد والزهري وعمر بْن كثير بْن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري سمع
نافعا مولى أبي قتادة وسفينة وروى عنه يحيى وسعد
(1/140)
أنبأ سعيد الأنصاري والحديث يدخل في رواية
التابعي عن التابعي ثم الصحابي وفي غير هذه الرواية أن أم سلمة حدثت به
عن أبي سلمة عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
وربما سمعته من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ومن
أبي سلمة أيضا.
قوله اللهم أجرني يقال أجره اللَّه يأجره أي أثابه والأجر الثواب ويقال
أيضا أجره يأجره أي صار أجيرا له ومنه قوله تعالى: {عَلَى أَنْ
تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} . وذكر بعضهم أنه قد يقال بالمعنى الأول
آجره بالمد أيضا وإن الأصمعي أنكره فإن جوز فيجوز آجرني بالمد وأما من
أجر يأجر فيسكن الهمزة وتضم الجيم.
يقال أخلف اللَّه عليك أي رد عليك مثل ما ذهب منك ليكون خلقا عنه وأخلف
الرجل لنفسه إذا ذهب له شيء فجعل مكانه آخر والاسترجاع عند المصيبة
مستحب ورد به القرآن والسنة وكلمة إنا لله إقرار بأنه المالك يفعل في
ملكه ما يشاء وإنا إليه راجعون إقرار بالفنا والبعث وقيل معناه نرجع
إليه ليكشف عنا ما أصابنا.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن حمك ورأيت بخط الراشدي في غير موضع ابن حمدك
الرزاز القزويني أبو سعيد الأنصاري يقال أنه من ولد جابر ابن عَبْد
اللَّه الأنصاري سمع أبا حاتم ويحيى بْن عبدك ومحمد بْن عَبْد العزيز
الدينوري روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الختلي وغيره
وذكر الحافظ الخليل في الإرشاد ووثقه وذكر أنه حدثه عنه جماعة وأنه مات
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وأن أولاده لم يكونوا من أهل العلم.
حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هذا
(1/141)
قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنُ الْمُبَارَكِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ
الْفَزَارِيُّ ثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ثَنَا حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ
عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
ثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"أَنَّا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ".
الفرط: والفارط الذي يسبق القوم إلى الماء فيهيئه لهم بالاستقاء أو
الجمع في الحوض ومنه الدعا في الصلاة على الصبيان أللهم اجعله شفيعا
وفرطا لأبويه يقال منه فرط القوم يفرطهم أي سبقهم إلى الماء وفرط من
القول أي سبق وفرط عليه أي عجل قَالَ تعالى: {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ
يَفْرُطَ عَلَيْنَا} . والحوض منعوت في الأحاديث الصحيحة.
فعن رواية ثوبان رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه
وآله وسلم قَالَ: "إن حوضي ما بين عدن إلى إيلة أشد بياضا من اللبن
وأحلا من العسل". وعدن معروف وإيلة مدينة من بلاد الشام على ساحل البحر
يقال: هي على نصف الطريق بين فسطاطا مصر ومكة وإيلة أيضا من رضوي وهو
جبل منيع بين مكة والمدينة.
عن ابن عمر رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أمامكم حوضي". وفي بعض النسخ حوض كما بين جربا
وأذرح وصورة الخط يقتضي أن يكون جرباء بالمد وكذلك روى في صحيح البخاري
وقيل بالقصر من بلاد الشام وأذرح بالحاء مدينة من أداني الشام ويقال:
أنها فلسطين وبينهما على ما حكى عن كتاب مسلم مسيرة ثلاثة أيام.
في رواية أبي سعيد الخدري أن لي حوضا ما بين الكعبة إلى بيت
(1/142)
المقدس وفي رواية حذيفة أن حوضي لأبعد من
أيلة من عدن وفي رواية أنس ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة
أو كما بين المدينة وعدن وعن حارثة بْن وهب الخزاعي أنه سمع النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أن حوضه ما بين صنعاء
والمدينة وفي رواية عَبْد اللَّه بْن عمرو أنه صَلَّى اللَّهُ عليه
واله وَسَلَّمَ قَالَ: "حوضي مسيرة شهر" وهذه الاختلافات تشعر بأن
ذكرها جرى على التقريب دون التحديد وبأن المقصود بيان بعد ما بين
حافيته وسعته لا للتقدير بمقدار معين ويمكن أن ينزل بعضها على طول
الحوض وبعضها على عرضه.
قد ورد من رواية أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "طول حوضي ما بين مكة إلى إيلة وعرضه مابين
المدينة إلى الروحاء". يقال أنه على نحو من أربعين ميلا من المدينة
وقيل على ستة وثلاثين وقيل على ثلاثين.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن سليمان البزاز القزويني أجاز له علي بْن
أَحْمَدَ صالح بياع الحديد ولا يخفي سعة روايته ودرايته وشهرته في علوم
القرآن في جماعة يذكر أسمائهم في مواضعها وهذه حكاية الاستجازة
والإجازة أن رأى الشيخ الفاضل أطال اللَّه بقاه أن يجيزه المطيب بْن
علي الطيبي وأخويه أَحْمَد ومحمد ومحمد بْن الحسن بْن جعفر الطيبي
وأحمد والخليل ابني عَبْد اللَّه الخليلي وأحمد بْن الحسن بْن دلك
وأحمد بْن عمر الصفار وعلي بْن مُحَمَّد بْن عمران البزار وعلي بْن
الحسين القطان وأخيه أَحْمَد وعَبْد الغفار ابن الحسن بْن حوالة وعَبْد
اللَّه بْن إبراهيم القطان ومحمد بْن
(1/143)
إبراهيم الخرزي ومحمد بْن إبراهيم بْن
سليمان البزاز فعل يقول علي بن أحمد ابن صالح أجزت لهؤلاء النفر أن
يرووا عني جميع ما يصح عندهم من أحاديثي عن مشائخي بعد أن تكون النسخ
صحيحة ولا أطلق لأحد منهم أن يروي عني لحنا ولا تصحيفا أو خطأ وكتبت
بيميني في ربيع الأول سلخها سنة سبعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن عَبْد اللَّه المغربي أبو عَبْد اللَّه
الأندلسي القرطبي يعرف بابن الخطاب شاب ورد قزوين متفقها وطالبا للحديث
بعد سنة ثمانين وخمسمائة وسمع من الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل وغيره
وسمع بها جامع مُحَمَّد بْن يزيد بْن ماجة من بعض رواته في الجامع
ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عُلَيَّةَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله
وَسَلَّمَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَا
الإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخَرِ"
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلامُ؟ قَالَ: "الإِسْلامُ أَنْ
تَعْبُدَ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاةَ
المكتوبة وتؤدي الزكوة الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ" قَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ
كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "مَا
الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَلَكِنْ
سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدْتِ الأَمَةُ رَبَّتَهَا
بِذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاءُ الْغَنَمِ فِي
الْبُنْيَانِ فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا فِي خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ
إِلا اللَّهُ" فَتَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
(1/144)
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ واللفظ: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
"وإذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان" وزاد
بعد الآية: ثم أدبر فقال: "ردوه" فلم يروا شيئا فقال: "هذا جبرئيل جاء
يعلم الناس دينهم" ورواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة وزهير بْن حرب
عن ابن علية.
قوله: كان يوما بارزا للناس أي ظاهرا لا حجاب دونه واللقا في الكتاب
والسنة يفسر بالثواب والحساب والموت والرؤية والبعث وليحمل هاهنا على
غير البعث لأنه مذكور من بعد حيث قَالَ: ويؤمن بالبعث الآخر وفي الحديث
بيان أن الإيمان التصديق والإسلام والانقياد والطاعة ولم يكن المقصد
البحث عن حقيقتها وإنما كان المطلوب بيان ما أمر الناس بالتصديق به
والانقياد والطاعة فيه.
فانطبق الجوابان على المقصد المبحوث عنه والإحسان في العمل تجويده
والإتيان به على أكمل الوجوه ومن يراقب غيره ويعمه يجود ما يعمل له
سيما إذا كان بمرأ منه فعبر عن هذا المعنى بقوله: "كأنك تراه" وبين أن
العابد إن لم يكن حاضرا مشاهدا فالمعبود قريب شاهد بعمله.
أشراط الساعة: علاماتها الواحد شرط بفتح الراء كذا ذكره في ديوان الأدب
ويقال أشرط نفسه لكذا أي أعلمه له ومنه الشرط لأنهم جعلوا لأنفسهم
علامة يعرفون بها وشروط الأشياء علامات لها
(1/145)
وواحد الشروط شرط بسكون الراء وهو في الأصل
مصدر.
الرب السيد والربة السيدة وأشهر ما قيل في قوله: "أن تلد الأمة ربتها"
أن السبي والغنائم تكثر والناس يبالغون في اتخاذ السراري وعلى هذا فعده
من علامات الساعة يجوز أن يكون لإعراض الناس عن سنة النكاح ويجوز أن
يكون لظهور الدين واتساع وقعة الإسلام ويلي ذلك قيام الساعة.
آراء المشهور قولان: قيل المراد أنه يفشو العقوق حتى يقهر الولد أمه
قهر السد أمته وعلى هذا فتخصيص الأمة بالذكر يجوز أن يكون سببه أن
العاق لمكان رقها أكثر استحقارا لها, وقيل: المراد أن الناس لا يحتاطون
في أمر الجواري وقد ينتهي التهاون إلى أن تباع أمهات الأولاد ربما تقع
في يد ابنها وهو لا يدري أنها أمه وتسمية الولد ربا وربة على الأقوال
باعتبار أنه في الحرية والشرف كسيدها أو أنه ولد سيدها وولد السيد قد
يسمى سيدا وقد يثبت له الولاء كالسيد أو أنه سبب عتقها فهو كسيدها
المنعم عليها بالعتق كل قد قيل.
الرعاء: بكسر الراء والمد والرعاة جمع راع والمعنى أن البلدن يفتح
فيترك الرعاة أصحاب البوادي ويسكنون البلاد ويتطاولون في البنيان ومعنى
التطاول أن بعضهم يطاول بعضا يقال طاول فلان فلانا من الطول والتطول
ويجوز أن يحمل على أنهم يتغلبون ويستطيلون على الجيران في أمر الأبنية
ومرافقها يقال تطاول عليه واستطال.
وله في خمس أي وقت الساعة المسئول عنها يقع في خمس لا يعلمهن
(1/146)
إلا اللَّه تعالى وإنما يستدل عليها
بعلاماتها.
قوله: "رعاة الإبل البهم" الأشهر من اللفظ في صحيح البخاري: "البهم"
بضم الباء وهو جمع بهيم والبهيم الأسود وقيل: ما كان على لون واحد
لاشية فيه ومنهم من يفتح الباء هو المشهور في رواية من روى: "رعا
البهم" ولم يرو لفظ: الإبل والبهم جمع بهمة وهي الصغيرة من أولاد الغنم
وهي قريبة من رواية من روى رعا الغنم ويشير إلى زيادة تحقير بأن راعي
البهم أضعف وأخس.
ثم الذين ضموا الباء منهم من جعله نعتا للإبل ومنهم من جعله نعتا
للرعاة ورفع الميم وهو الأظهر ثم قيل أراد الرعاة السود وقال الخطابي:
أراد المجهولين ومنه قولهم أمر مبهم إذا لم يعرف حاله وقيل هم الذين لا
شيء لهم ومنه يحشر الناس حفاة عراة بهما.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن العباس يقال له الأبهري فيما أظن سمع بقزوين
أبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي بْن عمر في فوائد
العراقيين رواية عَبْد الرحمن ابن أبي حاتم بسماع أبي عَبْد اللَّه منه
حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ ثنا إسحاق
الأرزق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ الْعُمَرِيَّ عَنْ
أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّغَارِ, والشغار: أن يزوج الرجل أخته على
أن يزوجه ابنته.
نكاح الشغار قيل سمي شغارا من قولهم شغر البلد عن السلطان إذا خلا وذلك
لخلوه عن المهر وقيل من قولهم: شغر الكلب إذا رفع رجليه ليبول كأنه
يقول: كل واحد منهما لا ترفع رجل موليتي ما لم أرفع
(1/147)
رجل موليتك وقوله: والشغار أن يزوج إلى
آخره يجوز أن يكون من كلام النبي صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ
ويجوز أن يكون من كلام الراوي ويفسره.
في رواية ابن عمر رضي اللَّه عنه وهي مخرجه في الصحيح: والشغار أن يزوج
الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته وليس بينهما صداق.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن علي بْن أَحْمَدَ بْن علي بْن أَحْمَدَ بْن
دلف بْن عَبْد العزيز ابن أبي دلف القاسم بْن عيسى العجلي أبو بكر
الْكَرَجِيّ القزويني شيخ معمر موصوف بالعلم والورع وفي بيته أئمة
مقدمون وإليهم إمامة لجامع العتيق بقزوين سمع أباه والزبير بْن
مُحَمَّد وأبا الحسن بْن إدريس والقاضي عَبْد الجبار بْن أَحْمَدَ وروى
عنه إسماعيل المخلدي وإسماعيل الحافظ الأصبهاني وغيرهما وكان يروي
تفسير هشام ابن الكلبي عن أبيه وعن عمر بلويه المقرىء عن أَحْمَد بْن
علي الأستاذ عن مُحَمَّد بْن جعفر الأشناني عن مُحَمَّد بْن يوسف
الفراء عن هشام.
حَدَّثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمْزَةَ الْمَخْلَدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ ثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ
الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
بْنِ مَزِيدٍ الْخَشَّابُ ثَنَا سَمْعَانُ بْنُ يَحْيَى الْعَسْكَرِيُّ
ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُمِّيُّ ثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ عن الحسن عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "رَأْسُ الْعَقْلِ
بَعْدَ الإِيمَانِ التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ وَنِصْفُ الْعِلْمِ
حُسْنُ المسئلة وَالاقْتِصَادُ فِي الْمَعِيشَةِ نِصْفُ الْعَيْشِ
وصدقة السر تطفىء غَضَبَ الرَّبِّ وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي
الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخرة
(1/148)
قوله: "أهل المعروف في الدنيا هُمْ أَهْلُ
الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ" يفسر بمعنيين أحدهما: أنهم يستمرون على
اصطناع المعروف يومئذ فيشفعون للمجرم ويهدون إلى المكرم والثاني: أنهم
أهل المعروف والإحسان إليهم في الآخرة.
التودد إلى الناس المذكور في الخبر ينبغي أن يقصد به نفع الناس أو
الانتفاع بهم وأن يحترز عن الافتتان بالناس وقد رأيت بخط والدي رحمه
اللَّه أن مُحَمَّد بْن إبراهيم الْكَرَجِيّ الذي نحن في ذكره كان يقول
لسبط أخيه والناس ينتابون بابه على طبقاتهم لسؤدده يا أسفي على ابني
أبي القاسم سال به السيل أين هو والحالة هذه من دينه وكان يقول إذا خلا
به يا بني عليك بدينك فإن خفق النعال خلف الإنسان وعلى باب داره معلول
تهدم دينه وعقله.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن علي أبو نصر سمع الشهيد إسكندر بْن حاجي
بقزوين روى عنه الحافظ يحيى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ في
كتاب الطبقات من جمعه فقال: وقد كتب إلينا غير واحد عنه أَنْبَأَ أَبُو
نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَفْظًا أَنْبَأَ إسكندر بْن حاجي
بقزوين روى عَنْهُ أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزاهد ثَنَا أَبُو
الدَّرْدَاءِ انكمرد بْنُ إِسْحَاقَ الْجِيلِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ
أحمد ثنا داؤد ابن الْحُسَيْنِ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ثَنَا
الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا يُونُسُ
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَرِبَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَتَجَرَّعَهُ
فِي ثَلاثِ جُرَعٍ يُسَمِّي اللَّهَ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ
وَيَحْمَدُهُ فِي آخِرِهِ لَمْ يَزَلِ الْمَاءُ يُسَبِّحُ فِي بَطْنِهِ
حَتَّى يَخْرُجَ مُرْسَلٌ" وَالتَّنَفُّسُ فِي الإِنَاءِ
(1/149)
ثَلاثًا عِنْدَ الشُّرْبِ مَحْبُوبٌ.
فَقَدْ صَحَّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ يتَنَفَّسُ ثَلاثًا". وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: "لا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرِبِ الْبَعِيرِ وَلَكِنِ
اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلاثَ وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ
وَإِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ". كَأَنَّهُ يُرِيدُ رَفَعْتُمْ
رُؤُوسَكُمْ من الإناء.
مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بْنِ عَامِرٍ أبو منصور القزويني سمع بدمشق أبا
مُحَمَّد طلحة بْن أسد بْن مختار الرقي جزأ من حديثه ومما سمع في ذلك
الجزء حَدِيثُ طَلْحَةَ هَذَا عَنْ أَبِي الْحُسْيَنِ مُحَمَّدِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ الْخَصِيبِ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عمر بن الصباح أَبُو
عَمْرٍو ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ لَمَّا نزلت: {أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} .
جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا السَّلامُ عَلَيْكَ
قَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلاةُ قَالَ: قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّي
عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتُ عَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتُ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ". قَرَأْتُ الْحَدِيثَ عَلَى وَالِدِي رَحِمَهُ
اللَّهُ قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
وَأَنْبَأَنِي حَامِدٌ أَنْبَأَ السَّيِّدُ حَمْزَةُ بْنُ هِبَةِ
اللَّهِ أنبأ إسماعيل ابن الْحَسَنِ أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ
الْخَفَّافُ أَنْبَأَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ ثنا يُوسُفُ بْنُ
مُوسَى الْقَطَّانُ ثنا وَكِيعٌ ثنا مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ بْنُ
الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْحَدِيثُ
مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
قولنا: "اللهم صلي على مُحَمَّد" قيل في تفسيره عظم محمدا في الدنيا
بإعلاء
(1/150)
ذكره وإدامة شرعه وفي الآخرة بتشفعه في
أمته وإجزال مثوبته وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود
وتقديمه على كافة المؤمنين الشهود وهذه أمور أنعم اللَّه تعالى عليه
لكن لها درجات ومراتب وقد يزيدها اللَّه تعالى بدعاء المصلين عليه
ويذكر أن أصل الصلاة في اللسان التعظيم وأن هذه العبادة المعروفة تسمى
صلاة لأن المصلي ينحني للصلاة وهو وسط ظهره وهذا شيء يفعله الصغير
للكبير تعظيما.
أما الآل فقد يراد به ذات الشخص ونفسه وعليه حمل قوله: لقد أوتي مزمارا
من مزامير آل داؤد وقد يراد به أتباع الرجل وأشياعه وعليه حمل قوله
تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} . وقد يراد به
أهل بيت الرجل الأدنون وفي الحديث من آل مُحَمَّد قَالَ عباس وعقيل
وجعفر وعلي رضي اللَّه عنهم.
الآل في قولنا: "اللهم صلي عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ"
فسره الشافعي رضي اللَّه عنه في رواية حرملة ببني هاشم وبني المطلب
ويوافقه ما ورد في الحديث "لا تحل الصدقة لمحمد وآل مُحَمَّد" فيدخل في
آله زوجاته ألا ترى إلى قول عائشة رضي اللَّه عنها: كنا آل مُحَمَّد
نمكث شهرا ما نستوقد نارا وأيضا فاصل آل أهل ولذلك إذا صغر قيل أهيل
ردا إلى الأصل
(1/151)
ولا شك في وقوع اسم الأهل على الزوجة
وللأصحاب وجه أن كل مسلم يدخل في اسم الآل.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن عمرو سمع أبا الحسن القطان بقزوين جزأ من
حديث عبد الله بن يزيد المقرىء بسماع أبي الحسن من يحيى بْن عبدك سنة
سبعين ومائتين فيه حديث عَبْد اللَّه ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
أَيُّوبَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ
التُّجِيبِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْن الخطاب رضي اللَّه عنه قال من ملاء
عَيْنَيْهِ مِنْ قَاعَةٍ أَوْ قَاعَةِ بَيْتٍ قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ
لَهُ فَقَدْ فَسَقَ.
القاعة ساحة الدار والقاع المستوي من الأرض والنظر في دار الغير عظيم
الموقع ولذلك جاز دفعه من غير تقديم الإنذار.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن الفضل الجيلي سمع بقزوين القاضي أبا مُحَمَّد
ابن أبي زرعة يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بن داسة عن أبي داؤد ثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو خَثْيَمَةَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ نَبَّأَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ داؤد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الأَوْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنِ الأَشْعَثِ
بْنِ قَيْسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "لا يُسْئَلُ
الرَّجُلُ فِيمَا يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ".
ضَرْبُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ جَائِزٌ فِي الْجُمْلَةِ قَالَ تَعَالَى:
{وَاضْرِبُوهُنَّ} ويمكن حمل الحديث من جهة اللفظ على أنه يوأخذ بالضرب
ولا يسأل عنه في الآخرة وحينئذ فيكون المقصود بيان أن الضرب جائز ولكن
المراد من الحديث أنه لا يبحث عن سبب الضرب فقد يستحي عن الإفصاح به
ولا يحسن الدخول بين الزوجين حينئذ ببينة ما في غير هذه الرواية
(1/152)
عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ عَنْ داؤد عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الأَشْعَثِ قَالَ ضِفْتُ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قَامَ إِلَى
امْرَأَتِهِ يَضْرِبُهَا فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فَلَمَّا آوَى إِلَى
فِرَاشِهِ قَالَ يَا أَشْعَثَ احْفَظْ عَنِّي ثَلاثًا حَفِظْتُهُنَّ
مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه ولبه وَسَلَّمَ: "لا تَسْأَلُ
الرَّجُلَ فِيمَا يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ وَلا تَنَمْ إِلا عَلَى وَتْرٍ"
وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ.
ضفته نزلت عليه ضيفا يقال: ضاف يضيفه ضيفا.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن قليبة الهمداني أبو جعفر الصوفي سَمِعَ
بِقَزْوِينَ أَبَا إِسْحَاقَ الشحاذي سنة تسع وعشرين وخمسمائة وَفِيمَا
سَمِعَ حَدِيثَهُ عَنِ الْوَاقِدِ بْنِ الْخَلِيلِ عَنْ أَبِيهِ ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا
زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ شَعْبَانُ
لأَنَّهُ يَنْشَعِبُ فِيهِ خَيْرٌ كَثِيرُ لِلصَّائِمِ فِيهِ حَتَّى
يَدْخُلَ الْجَنَّةَ".
رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ
بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ شَعْبَانُ لأَنَّهُ
يَنْشَعِبُ فِيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لِرَمَضَانَ" ومعنى هذه الرواية أن
المؤمنين يستعدون فيه للذكر والخير وقراءة القرآن ويتأهبون لمجيء
رمضان.
عن ابن عمر وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما: إنه سمي شعبان لأن الأرزاق
ينشعب فيه وهذا يشير إلى ما روى أنه يقسم فيه رزق السنة وقيل سمي شعبان
لأنه ينشعب فيه كل متصدع ويجبر كل كسر يقال: شعبت الأمر إذا أصلحته
وقال أبو عمرو بْن العلاء وأهل اللغة سمي شعبان لأنه تشعبت فيه القبائل
واعتزل بعضها بعضا ويجمع شعبان على شعبانات.
(1/153)
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن علي
البكراني أبو جعفر الخطيب القزويني كان هو وجماعة من عشيرته متميزين
عمن في درجتهم من خطباء النواحي بمزيد الديانة ومعرفة طرف من الفقه
والحديث وسمع مُحَمَّد هذا الفقيه الحجازي ابن شعبويه سنة ثمان
وخمسمائة وبعد ذلك سنة تسع عشرة وخمسمائة بقرية شرفاباد ومما سمع منه
لهذا التاريخ كتاب الأربعين في البسملة من جمع أَحْمَد بْن أبي الخطاب
الطبري برواية الحجازي عنه.
في الأربعين أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ
الْخَطِيبُ أنبأ عبد الرحمن ابن مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ أَنْبَأَ أَبُو
الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَ الرَّبِيعُ أَنْبَأَ الرَّبِيعُ
أَنْبَأَ الشَّافِعِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ
أَخْبَرَهُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ صَلَّى مُعَاوِيَةُ
بِالْمَدِينَةِ فَجَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَرَأَ لأُمِّ
الْقُرْآنِ وَلَمْ يَقْرَأْ بِهَا لِلسُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا
حَتَّى قَضَى تِلْكَ الْقِرَاءَةِ.
فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
مِنْ كُلِّ مكان يا معاوية أسرقت الصلوة أَمْ نَسِيتَ فَلَمَّا صَلَّى
بَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ لِلسُّورَةِ الَّتِي بَعْدَ أُمِّ الْقُرْآنِ
وَالْحَدِيثُ مُدَوَّنٌ فِي الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْجَهْرِ بِالتَّسْمِيَةِ
لِلْفَاتِحَةِ وَلِلسُّورَةِ بَعْدَهَا.
ذكر يوسف بْن علي جبارة الهذلي أبو القاسم في كتابه المعروف بالكامل إن
نافعا إمام أهل المدينة في القراءة لما قَالَ أن السنة الجهر بالتسمية
سلم له مالك بْن أنس على علو رتبته ما قاله وقال كل علم يسأل عنه أهله.
(1/154)
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد أبو
الحمد الدولابي فقيه من أصحاب أبي حنيفة رحمه اللَّه سمع أبا حاتم بْن
خاموش وغيره ورد قزوين قبل الخمسمائة وحدث بها عن أبيه وكان هو وأبوه
من المعتبرين عندهم والمعروفين بفقههم حدث الفقيه أبو زرعة عَبْد
الحميد بْن عَبْد الكريم الحنفي سنة خمسمائة في رجب فقال حَدَّثَنَا
الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَمْدِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدُّولابِيُّ بِقَزْوِينَ ثَنَا وَالِدِي أَبَوُ الْفَتْحِ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أنبأ أبو العباس أحمد ابن الْحُسَيْنِ
الضَّرِيرُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علي
بن طرخان بلخ ثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ: "أَنَا
سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ
وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ".
قوله: "أنا أول من تنشق عنه الأرض" هو معنى ما روى في حديث آخر رواه
أنس رضي اللَّه عنه أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا.
قوله: "أنا أول شافع وأول مشفع" فيه دليل على أن غيره يشفع ويشفع كونه
أولا في الشفاعة والتشفيع يبين علو مرتبته.
مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن ناصر العمرو آبادي القزويني كنت أراه في صغري
يتفقه ثم رأيته بأصبهان وعنده طرف من المذهب والخلاف واللغة وكان يورق
ويتعيش بأجرة الوراقة وما يجري له من النظامية بها وأقام فيها على
التفلك إلى أن توفي وله إجازة من مشائخها كمحمد بْن الحسن ابن الفضل
الآدمي وعَبْد الملك بْن الحسين بْن عَبْد الملك ومحمد بْن أبي نصر
(1/155)
القاشاني وستية بنت إسماعيل بْن مُحَمَّد
الحافظ وأحمد بْن أبي منصور بْن مُحَمَّد ابن ينال الصوفي وأجاز له من
غير الأصبهانين جماعة منهم علي بْن المختار ابن عَبْد الواحد الغزنوي.
على هذا يرى الصَّحِيحُ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ
عَنْ أَبِي الْفَتْحِ نَاصِرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ
عَنْ أَبِي نَصْرٍ محمد بن أحمد المقرىء عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي عَنِ الْفَرَبْرِيِّ عَنِ
الْبُخَارِيِّ وَفِي الصَّحِيحِ في كتاب الجمعة ثَنَا آدَمُ ثَنَا
ابْنُ أبي ذؤيب عن سعيد المقرىء قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي وَدِيعَةَ
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنَ الطُّهْرِ وَيَدَّهِنُ
مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ وَلا
يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ
يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ إلا غفر له مابينه وَبَيْنَ
الْجُمُعَةِ الأُخْرَى".
أورد الحافظ أبو الحسن الدارقطني الحديث في جملة الأحاديث المعلولة
التي أخرجها الشيخان أو أحدهما وقال اختلف على ابن ذويب في الحديث فقال
ابن عجلان عن سعيد عن أبيه عن ابن وديعة عن أبي ذر وأرسله الدرا وردي
فقال: عن عبيد اللَّه عن سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه واله
وَسَلَّمَ وقال الضحاك بْن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة وقال أبو
معشر عن المقبري عن أبيه عن ابن وديعة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ.
فيه بيان آداب وهيئات الجمعة منها الغسل ومنها التطهير بسائر وجوه
التنظيف كالاستباك قلم الظفر ومنها الأدهان ومس الطيب ويمكن
(1/156)
أن يكون إدخال كلمة أو بينهما لأن الأدهان
والتطيب ضربان من الترفه والتزين فقد يكتفي بأحدهما عن الآخر بخلاف
التنظيف والتطهر فإنه يراعيه ما استطاع لأن التحرز عن المكروهات لا
يقوم بعضه مقام بعض قوله من دهنه وطيب بيته كأنه أشار به إلى أنه يمس
ما عنده ولا يتكلف فوق ذلك أو إلى أنه يستوعب من أنواع ما عنده ومنها
أن لا يفرق بين اثنين حاضرين ويتخطى رقابهما أو يحول بالجلوس بينهما من
غير ضرورة ومنها التنفل بقدر ما يتيسر ومنها الإنصات عند الخطبة.
مُحَمَّد بْن إبراهيم أبو جعفر وراق وكيع سبق ذكره في الآثار الواردة
في فضائل قزوين وحضوره مسجد التوت مع جماعة من أهل العلم والحديث
والظاهر أن وكيعا المنسوب إليه هو وكيع بْن الجراح الكوفي المعروف بين
أهل العلم ولا أقف لمحمد بْن إبراهيم هذا على حال ورواية ولم أجد ذكره
إلا في ذلك الأثر ولا أحب أن تخلو الترجمة عن فوائد.
فأقول: فيها سبع كلمات إحديهما مُحَمَّد وهو مفعل من التحميد وهو أبلغ
من الحمد يقال: رجل مُحَمَّد إذا كثرت خصاله المحمودة قَالَ الأعشى
يمدح النعمان بْن المنذر:
إليك أبيت اللعن كان كلالها ... إلى الماجد القوم الجواد المحمد
يقال: حمدت فلانا وأتيت موضع كذا فأحمدته أي وجدته محمودا مرضيا كما
يقال أبخلته أي وجدته بخيلا وأحمد الرجل إذا صار أمره إلى الحمد
المحمدة خلاف المدمة ورجل حمدة كهمزة إذا كان يكثر حمد الشيء فوق ما
يستحقه وفلان يتحمده على فلان أي يمتن.
(1/157)
قولهم: حماد لفلان أي حمدا له وشكرا بني
على الكسر لأنه معدول عن المصدر وقولهم حماداك أن يفعل كذا أي قصاراك
وغايتك المحمودة منك ويحمد بطن من الأزد ومحمود اسم الفيل المذكور في
القرآن في سورة الفيل وفي المثل العود أَحْمَد يقال إن أول من قاله
خداش بْن حابس التميمي وذكر الميداني إن أَحْمَد يجوز أن يكون أفعل من
الحامد أي من ابتداء العرف حلب الحمد فإذا أعاد كان أَحْمَد له أي أكسب
للحمد ويجوز أن يكون أفعل من المفعول أي الابتداء محمود والعود أحق بأن
يحمد وحمدة النار صوت التهابها.
قَالَ أَحْمَد بْن فارس في المقايس ليس هو من هذا الباب إنما هو من
المقلوب وأصله خدمة ويمكن أن يرد إلى مثل ما رد إليه قولهم حماداك حتى
يرجع إلى معنى الحمد لأن صوت النار من شدة التوقد وغاية الالتهاب.
الثانية: ابن وأصله بنو تقديره فعل والجمع أبناء كجمل وأجمال والتصغير
بني وتصغير أبناء أبيناء والنسبة إلى ابن بنوي وقد يقال ابني وتبنيت
فلانا أي اتخذته ابنا ويقول هذه ابنة فلان وبنت فلان والجمع بنات لا
غير وقد يزاد في الابن الميم فيقال ابنم وهو معرب من مكانين يقال هو
ابنم ورأيت ابنما ومررت بابنم تتبع النون الميم في الإعراب قَالَ حسان:
فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما
قَالَ الشيخ أبو الحسين ابن فارس في تفسير الابن هو الشيء يتولد
(1/158)
عن الشيء كابن الإنسان وغيره وعلى ذلك تسمى
العرب أشياء كثيرة ابن كذا كقولهم هو ابن بجدتها أي عالم متقن وبجدة
الأمر دخلته وباطنه وكما قالوا ابن ذكاء للصبح وذكاء اسم للشمس غير
مصروف ولا تدخله الألف واللام وابن جمير لليل المظلم وابنا جمير لليل
والنهار سميا بذلك للاجتماع يقال هذا جمير القوم أي مجتمعهم ويقال لهما
أيضا ابنا سمير لأنه يسمر فيهما وابن السبيل المسافر وابن ليلة صاحب
السري وابن عمل صاحب العمل الجاد فيه وابن أقوال المحجاج وابن ملمة
الذي تنزل به الملمات فيكشفها وهذا باب واسع وقد جمع منه طرفا صالحا
صاحب البلغة في باب الكنى من كتابه.
الثالثة: إبراهيم وهو اسم أعجمي وفيه لغات أخر وهي أبراهام وإبراهم
وأبراهم وللقراء فيها اختلاف وتفصيل طويلان وتصغير إبراهيم مختلف فيه
فصغره سيبويه على بريهيم وتوم الهمزة زايدة وعن المبرد أنه يصغر على
أبيره وأن الألف أصلية لأن بعدها أربعة أحرف أصول والهمزة لا تلحق بنات
الأربع في أولها وإذا كان كذلك فتحذف من الآخر كما يقال في تصغير سفرجل
سفيرجل ومنهم من يقول يريه فيطرح الهمزة والميم جميعا وتصغير إسماعيل
وإسرافيل كتصغير إبراهيم والبراهمة قوم لا يجوزون بعثة الرسل ويقولون
تكفينا عقولنا والبرهمة إدامة النظر وإسكان الطرف.
الرابعة: الأب وأصله أبو والدليل على أن الذاهب منه الواو إنك تقول في
التثنية أبوان وعن بعض العرب في تثنيته أبان والجمع الآباء
(1/159)
كقفاء وأقفا وقد يجمع بالواو والنون فيقال
أبون وعلى ذلك قرأ بعضهم: إله أبيك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق يريد جمع
أب على أبين والنون محذوفة والنسبة إلى الأب أبوي ويقال أبوت أبوه أي
صرت أبا وما له أب يأبوه أي يغدوه ويربيه والأبوة أيضا الآباء كالخؤلة
والعمومة وقولهم: يا أبت أفعل جعلوا علامة التأنيث فيه عوضا عن ياء
الإضافة وهو كقولهم لأم يا أمة والوقف في يا أبة بالهاء كما في يا أمه
إلا في القرآن بصورة الخط ولا تسقط الهاء في الأب إذا وصلت وتسقط في
الأم مثل أن يقول يا أم أقبلي لأن الأب أخل به في الأصل فجعلت الهاء
لازم له.
الخامسة: جعفر وجعفر النهر الصغير وربما فسر بمطلق النهر وذكر الشيخ
أبو الحسن ابن فارس أنه منحوت من كلمتين من جعف إذا صرع لأنه يصرع ما
يلقاه من نبات وما أشبهه ومن الجفر والجفار والأجفر وهي كالحفر وجعفر
أبو قبيلة من عامر وهو جعفر بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر وهم الجعافرة
والجعفريون اليوم أولاد جعفر الطيار رضي اللَّه عنه.
السادسة: الوراق وهو الذي يكتب وينسخ والوراق أيضا الكثير الدرهم
قَالَ:
جارية من ساكني العراق ... تأكل من كيس امرىء وراق
الوراق الدراهم المضروبة وكذلك الرقة ويقال أيضا ورق وورق الورق للكتاب
والشجر الواحدة ورقة وشجرة ورقة ووريقة أي
(1/160)
كثيرة الأوراق وورق الشجرة وأورق خرج ورقة
وورقت الشجرة ورقا إذا أخذت ورقة وورق القوم أحداثهم ويقال في القوس
ورقة بالتسكين أي عيب والأورق من الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد
والجمع ورق.
السابعة وكيع يقال: سقاء وكيع وفرس وكيع أي صلب شديد وقد وكع بالضم
وأوكعه غيره وقال:
على أن مكتوب العجال وكيع
والعجال جمع عجلة وهي السقاء ويقال في جمعها عجل أيضا كقربة وقرب وبذلك
سمى الرجل وكيعا واستوكعت معدته أي اشتدت طبيعة والوكيع إقبال الإبهام
على السبابة من الرجل يقال منه رجل أوكع وامرأة وكعا وعبد أوكع وأمة
وكعاء يريدون اللئم وقلت في تركيب هذه الكلمات السبع:
كن ابن من شئت وعش محمدا ... تنج كإبراهيم من كيد العدى
قد خاض آباؤك جعفر الردى ... من مقتر راح ووراق غدا
وتمتطي أنت وكيعا أجردا ... يوردك اليوم ويرديك عدا
محمد بْن إبراهيم الروذباري سمع بقزوين سنة خمس وأربعمائة غريب الحديث
لأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بن سلام من أَبِي الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ
بْنِ
(1/161)
مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيِّ بِرِوَايَتِهِ
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَفِي الْكِتَابِ حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ عَنْ
شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ
حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ يَقُولُ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ
تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ". رواه
أبو عبيد في فضائل القرآن من جمعه عن جرير بْن عَبْد الحميد عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عن عيسى وهو ابن فائد بالفاء.
قوله: أجذم قَالَ أهل اللغة: أصل الجيم والذال والميم القطع يقال جذمت
الشيء جذما فانجذم أي أنقطع والجذمة القطع من الجبل وجذم الحائط قطعه
والجذم قطع السياط والأجذام السرعة في السير وأيضا الإقلاع عن الشيء
وقيل أجذم عني أي انقطع والجذام العلة المعروفة سمي به لما يتولد منه
من التقطع.
فسر أبو عبيد الأجذم بمقطوع اليد واحتج عليه بحديث عَلِيٌّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: "مَنْ نكث بيعة لقي اللَّه وهو أجذم ليست له يد" ويقال
جذمت يده تجذم جذما واعترض عليه ابن قتيبة في كتاب إصلاح الغلط بأن
العقوبة ينبغي أن يتشاكل الذنب ويتعلق بما يتعلق به الذنب كما قَالَ
تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى} . الآية
وفي الحديث: "رأيت ليلة أسرى بي قوما تقرض شفاههم كلما قرضت وفت فقال:
جبرئيل هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون".
قَالَ والأجذم هاهنا المجذوم يقال رجل أجزم ومجذوم ومجذم وهو الذي
تهافتت أعضاؤه من الجذام وهو داء شامل للبدن قال وهذا
(1/162)
المعنى أشبه كأن القرآن كان يدفع عن جسمه
العاهة فلما نسيه نالته الآفة في جميع بدنه ونصر الأكثرون أبا عبيد
منهم ابن الأنباري وأبو الحسين ابن فارس وأبو سليمان الخطابي وغيرهم
وذكروا أن سويد بْن جبلة الفزاري سبق أبا عبيد إلى تفسيره وأجابوا إلى
الاحتجاج لمشاكله.
العقوبة الذنب بأن هذا ليس بقياس مطرد ألا ترى أن القاذف يقذف بلسانه
فيجلد ظهره والزاني يزني بفرجه فيغرق الجلد على أعضائه ويجتنب الفرج
وسائر المقاتل قالوا: والأجذم في الاستعمال هو الأقطع كما ورد في الخبر
كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد اللَّه فهو أجذم ويروي كل خطبة ليس
فيها شهادة كاليد الجذما ومن أصابه الجذام لا يقال له أجذم في الغالب
إنما يقال مجذوم.
ثم اختلف هؤلاء فعن ابن الأعرابي أن المعنى من نسي القرآن لقي اللَّه
خالي اليد من الخير والثواب كنى باليد عما تحويه اليد كما يقال لمن
انقطعت قدرته لا يد له وللبخيل قصير اليد ويشهد له ما روى أنه صلى
اللَّه عليه واله وَسَلَّمَ قَالَ: "لا تعجلوا ثواب القرآن في الدنيا
فتلقوا اللَّه يوم القيامة وأيديكم مما حملتم صفر". وقيل: اليد هاهنا
بمعنى الحجة والبرهان وقد يقول السليم قطعت يدي ورجلي ويريد أبطلت حجتي
وقيل لقي اللَّه منقطع السبب وفي الحديث بيان ما في نسيان القرآن من
التشديد وقد يلحق ذلك بالإعراض عن فروض الكفايات بعد الشروع فيها فإن
حفظ القرآت من فروض الكفايات.
مُحَمَّد بْن إبراهيم الطالبي شريف يوصف بالفضل وكان مع الحسين
(1/163)
الكوكبي الذي تغلب بقزوين واستخلفه الكوكبي
على قصر البراذين فلما هزم موسى بْن بغا الكوكبي وابن حسان بعث قواده
في طلب مُحَمَّد هذا وقد تحصن ببعض الحصون فحاربوه وأسروه وحملوه إلى
موسى وهو بقزوين فبعثه أسيرا إلى سر من رأى وقصة الكوكبي معروفة في
أخبار قزوين.
مُحَمَّد بْن إبراهيم الصائغ الهمداني سمع ميسرة بْن علي بقزوين يحدث
عن أبي العباس أَحْمَد بْن إبراهيم بْن إسماعيل قَالَ: حَدَّثَنِي
كُرْدُوسٌ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ
ثنا مُعَلَّي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيُّ ثنا سُفْيَانُ
عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بن مهران عن
عمران ابن حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ
عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِفَ أَبَا الْعِيَالِ".
اعتبر بعد الإيمان ثلاث صفات: الفقر والتعفف وأبوة العيال أما أبوة
العيال والاهتمام بشأنهم ففضله ظاهر وفي الحديث: "الكاد على عياله
كالمجاهد في سبيل اللَّه". وأما الجمع بين الفقر والتعفف فلان الفقر قد
يكون عن ضرورة وصاحبه غير صابر عليه ولا راض به وقد يكون لعجز وكسل في
طلب الكفاية من جهات المكاسب فإذا انضم إليه التعفف أشعر ذلك بالصبر
والقناعة والتحرز عن التبعات وركوب الهوى.
مُحَمَّد بْن إبراهيم الكاكائي القزويني سمع الخليل بْن عَبْد الجبار
القرائي جزأ خرجه الخليل هذا في فضائل رجب وشعبان ورمضان وَفِيهِ ثنا
الْفَقِيهُ إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدٍ ثنا أَبُو الْحَسَنِ
الصَّيْقَلِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ثنا أبو داؤد
(1/164)
سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا أَبُو
عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا الحسن بن الصباح ثنا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَيْدٍ ثنا مُوسَى
بْنُ عِمْرَانَ قَالَ أَنَسٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَنْ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ
لَهُ رَجَبٌ مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ
ذَلِكَ النَّهْرِ".
رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَوَّاصُ عَنْ مَنْصُورٍ وَقَالَ
ثنا أَبُو عِمْرَانَ خَادِمُ أَنَسٍ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَبُو
عِمْرَانَ كُنْيَةَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ عَنْ مَنْصُورٍ فَقَالَ ثنا مَنْصُورُ بْنُ زَيْدٍ
الأَسَدِيُّ ثنا موسى ابن عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
وَمِنْهُمْ مَنْ زَادَ فَقَالَ موسى بن عبد الله ابن يَزِيدَ
الأَنْصَارِيُّ وَأَظْهَرُ مَا قِيلَ فِي اشْتِقَاقِ رَجَبٍ أَنَّهُ
مِنَ التعظيم يقال رجبته بالكسر أي هبته وعظمته فهو مرجوب والترجيب
التعظيم سمي به لأنهم كانوا يعظمونه ولا يستحلون فيه القتال والجمع
أرجاب وربما ضموا إليه شعبان وسموهما رجبين فترجيب العتيرة1 ذبحها في
رجب والترجيب أيضا أن تدغم أغصان الشجرة عند كثرة حملها لئلا تنكسر
الأغصان ومنه أنا عذيقها المرجب.
مُحَمَّد بْن إبراهيم الفقيه قزويني وأورد قزوين2 أنبأنا الحافظ أحمد
ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَلَفَةَ بِالإِجَازَةِ الْعَامَّةِ وَغَيْرُهُ
عَنْ أَبِي الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ
حَمْشَادَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ بِقَزْوِينَ
ثنا مُحَمَّد بْن إسحاق بْن يَسَارٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ
__________
1 في الناصرية: المعتيرة.
2 كذا في النسخ.
(1/165)
مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عن
ابن عمر رضي اللَّه عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ
الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ". صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ مَنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ
عَنْ نَافِعٍ مَعَ زِيَادَةٍ فَقَالَ: "مَنْ فَاتَهُ صَلاةُ الْعَصْرِ
وَفَوَاتُهَا أَنْ تَدْخُلَ الشَّمْسَ صُفْرَةٌ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ
أَهْلَهُ وَمَالَهُ".
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: "فكأنما وتر أهله وماله"
لو رفع اللامان من الأهل والمال لكان صحيحا لكن الحفاظ ضبطوهما بالنصب
وقالوا: المعنى أنه نقص وسلب منه ذلك فنصب لأنه مفعول ثان وتر ونقص
يتعديان إلى مفعولين يقال وتره حقه وترا وقال تعالى: {وَلَنْ
يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} . والموتور الذي قتل حميمه أو أخذ ماله فلم
يدرك بثاره يقال منه أيضا وتره يتره وترا والأشهر من معنى الحديث سلب
ونقص أهله وماله فبقي وترا وقيل: إنه من الموتور شبه ما يلحق الذي
يفوته العصر بما يلحق الموثور من قتل حميمه وأخذ ماله وتخصيص صلاة
العصر بذلك يبين زيادة فضلها.
قوله في رواية الأوزاعي: "وَفَوَاتُهَا أَنْ تَدْخُلَ الشَّمْسَ
صُفْرَةٌ" مع ما ثبت وتقرر أن وقت العصر يبقى إلى غروب الشمس كان
المقصود منه بيان المراد من الفوات المذكور في قوله من فاته صلاة العصر
وذلك لأنه إذا أصفرت الشمس كان الوقت وقت الكراهية وإن لم يكن الصلاة
فيه مقضية والتأخير إلى دخول وقت الكراهية يفوت فضلا عظيما وفوات
الفضائل الجليلة عند أهل الإعتبار من المصائب
(1/166)
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ أَبَا
الْحَسَنِ الْقَطَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الحسن خازم بن يحي ثَنَا
هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عبد
الله ابن محمد ابن عُقَيْلٍ عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ
النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ غَيْرَ فَخْرٍ
وَلَوْلا الْهِجْرَةَ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ".
قوله: "وصاحب شفاعتهم" يجوز أن يقال: معناه وصاحب الشفاعة العامة بينهم
ويجوز أن يريد وصاحب الشفاعة لهم وفيه بيان فضيلة الأنصار ومحمد بْن
إبراهيم هذا يجوز أن يكون أحد المذكورين من قبل وكذلك الذي تلاه
مُحَمَّد هذا.
مُحَمَّد بْن إبراهيم الخرزي من طلاب الحديث. أجاز له عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ بياع الحديد وهو أحد المذكوري في الاستجازة التي
حكيناها عند ذكر مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن سليمان البزاز.
مُحَمَّد بْن إبراهيم أبو عَبْد اللَّه الكردي نزيل أصبهان سمع بقزوين
علي بْن مُحَمَّد بْن مهرويه وروى عنه أبو طاهر الثقفي حَدَّثَ
الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ أَسْعَدُ بْنُ أَبِي الْفَضَائِلِ
الْعَجَلِيُّ فِي إِمْلائِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْخَلالِ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شِيذَةَ وَسَعِيِد
بْنِ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيِّ إِذْنًا قَالُوا أَنْبَأَ أَبُو
طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُرْدِيُّ فِي سَنَةِ ستة
وسبعين وثلاثمائة أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْبَزَّازُ بِقَزْوِينَ سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
ثنا داؤد ابن سُلَيْمَانَ الْغَازِيُّ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى
الرِّضَا حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى عن أبيه
(1/167)
حعفر عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ
عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أبيه علي ابن أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه
واله وَسَلَّمَ: "الإِيمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَمَعْرِفَةٌ
بالقلب وعمل بالأركان".
فصل
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم الخباز أخو كاسوويه القزويني سَمِعَ
أَبَا بَكْرٍ الْجِعَابِيَّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ السَّمَّانُ فَقَالَ حَدَّثَكُمْ أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمٍ الْحَافِظُ
وَكَانَتْ القرأة بِقَزْوِينَ قَالَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ الْحَسَنِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ
ثَنَا كثير ابن مَرْوَانَ الرَّمْلِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي
عَبْلَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وساج عن عمران ابن حُصَيْنٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله
وَسَلَّمَ: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ
بِالأَصَابِعِ" قَالُوا: يَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
واله وسلم وَإِنْ كَانَ خَيْرًا؟ قَالَ: "إِنْ كَانَ خَيْرًا فَهُوَ
لَهُ إِلا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَهُوَ شَرٌّ"
كَذَا كَانَ فِي النُّسْخَةِ وَرُبَّمَا كَانَتْ اللَّفْظَةُ فَهُوَ
لَهُ شَرٌّ إِلا مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالسَّبَبُ فِيهِ أَنَّ المشار
إليه قل ما يَسْلَمُ عَنِ الْعُجْبِ وَالاغْتِرَارِ.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم بْن موسى بْن جعفر بْن إبراهيم بْن
مُحَمَّد ابن علي بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر الطيار أبو الحسن بْن أبي
طاهر كان هو وأخوه أبو القاسم مشغوفين بالصدقات وأعمال الخير وكان
إليهما الرياسة بقزوين وكان الصاحب ابن عباد يخصهما بقبول الهدايا
اللطيفة نحو مجلدات الكتب والحلاوي وسمع أبو الحسن الحديث من العليين
ابن مهرويه وابن
(1/168)
إبراهيم وسليمان بْن يزيد وبالري من عتاب
الوراميني وغيره.
حج سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ففات في تلك السنة الحج لأكثر الناس سبب
أعواز الماء وشدة الوباء فبذل مالا لبعض الأعراب حتى سار به إلى عرفات
فحج وفرق هناك أموالا على الطالبية والبكرية والعمرية ومات سنة خمس
وثمانين وثلاثمائة وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ولم يعقب هو
ولا أخوه ذكرا.
محمد بْن إبراهيم الخليل الخليلي أبو علي عم الخليل الحافظ وهو معدود
من الحفاظ سمع أباه أَحْمَد ومحمد بْن هارون بْن الحجاج وعلي بْن
مُحَمَّد بْن مهرويه وعلي بْن إبراهيم وعلي بْن جمعة فمن بعدهم من شيوخ
قزوين وسمع بهمدان عَبْد الرحمن بْن حمدان وبغداد إسماعيل الصفار
وبالكوفة ابن عقدة ومات وهو شاب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومما سَمِعَ
مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ مَا حَدَّثَ سَنَةَ ثَمَانٍ وعشرين
وثلاثمائة.
فَقَالَ ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الأَعْظَمِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يزيد أبو عبد الرحمن المقرىء ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ
ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتَّةٍ مِنْ شَوَّالٍ" الحديث.
عمرو بْن عامر الحضرمي أبو زرعة يعد في المصريين روى عن جابر وروى عنه
سعيد بْن أبي أيوب وبكر بْن مضر يروي الحديث عن النبي من رواية أبي
هريرة وثوبان وأبي أيوب الأنصاري ومن روايته أخرجه مسلم في الصحيح
والسبب في
(1/169)
تعديل صوم رمضان وستة أيام من شوال بستة
شهور وهو أن الحسنة بعشر أمثالها فيكون صوم ستة وثلاثين يوما في معنى
صوم ثلاثمائة وستين يوما وهي تمام السنة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إدريس بْن مُحَمَّد بْن زيد بْن يونس بْن
يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن الخطاب.
أبو بكر العدوي القزويني كان فقيها زاهدا ورعا ومحتاطا وهو ابن أخي
جعفر بْن إدريس القزويني إمام الحرم سمع الحديث من علي بْن أبي طاهر
وأقرانه وسمع أبا علي الطوسي إن شاء اللَّه مات سنة نيف وعشرين
وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إدريس الضرير القاري القزويني شيخ كثير
السماع سمع أبا الحسن بْن إدريس وسمع سنن أبي عَبْد اللَّه ابن ماجة من
أبي طلحة الخطيب سنة تسع وأربعمائة وسمع في الصحيح البخاري من أبي
الفتح الراشدي سنة ست1 حديث البخاري عن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد
قَالَ: ثنا معاوية بْن عمرو ثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا رضي
اللَّه عنه يقول:
أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام فجاءت أمه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه
واله وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قد عرفت منزلة حارثة مني فإن يك في الجنة
أصبر وأحتسب وإن يكن الأخرى نرى ما أصنع؟ فقال: "ويحك أوهبلت أوجنة
واحدة هي إنها جنان كثيرة وأنه في جنة الفردوس". وحارثة هو ابن سراقة
بْن الحارث من بني عدي من النجار ابن عمه
__________
1 يعنى ست وأربعمائة.
(1/170)
أنس بْن مالك وهي الربيع بنت النضر ويقال
حارثة بْن الربيع.
قوله: أوهبلت يقال هبلته أمه أي ثكلته وفقدته والمصدر الهبل والهابل
التي مات ولدها وعن أبي زيد أنه لا يقال ذلك إلا للنساء ويقال إن
المقصود أفقدت عقلك وتمييزك من الثكل الذي أصابك حتى جهلت صفة الجنة
والواو مفتوحة في قوله: أوهبلت وكذا في قوله أوجنة واحدة وهي واؤ
الابتداء دخلت عليها ألف الاستفهام والأولى على التوبيخ والثانية على
الإنكار.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إسماعيل بْن يوسف الطالقاني الحاكمي أبو
إسماعيل سمع الكثير من أبيه الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل ومن غيره وكان
رجلا كافيا ذا جلادة وحسن تدبير في أمور الدنيا مع تعبد وتقشف وكان
يذكر ويحفظ أطرافا من التفسير والحديث وأجاز له جماعة من الشيوخ منهم
عَبْد الهادي بْن علي الهمداني والحسن بْن أَحْمَدَ الموسيابادي
وإسماعيل الناصحي وتوفي في حياة أبيه رحمهما اللَّه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إسماعيل الطالقاني أبو المناقب سمع أباه
وأجاز له الذين أجازوا لأخيه وعلي بْن أبي صادق السعدي وأبو الوقت
عَبْد الأول وقد تزهد في حياة أبيه وتولى الاحتساب مدة وزاد في التزهد
بعد وفاته ولبس الخشن وهو غائب عن قزوين منذ سنين يسكن الشام مدة
والروم أخرى وأذربيجان أخرى وزار الكعبة أعواما التوالي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إسماعيل أبو بكر الطالقاني أخو الأولين وكان
أصغرهم وأعلمهم وكان له جاه وهمة عالية ومرؤه ومهارة في التذكير
(1/171)
وقبول عند السلاطين وسمع الحديث الكثير من
أبيه وغيره ببغداد وقزوين وغيرهما وتقلد القضاء ببلاد الروم مدة ثم خرج
منها ثم استدعاه سلطانها فتوفي في الطريق سنة أربع عشرة وستمائة وأجاز
لثلاثتهم مُحَمَّد بْن الحسن بْن الحسين المنصوري سنة ست وسبعين
وخمسمائة وذكر أنه من ولد نوح بْن منصور وأنه ولد سنة ثمان وسبعين
وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أميري بن محمد أبو سعد الرامشيى ثم الأبهري
فقيه فاضل صالح تلمذ لوالدي رحمه اللَّه مدة ولازمني بعده وحصل طرفا من
المذهب والخلاف والشروط وغيرهما وسمع الحديث من الإمام أحمد ابن
إسماعيل ووالدي وطبقتهما وكتب الكثير من كل فن وله سلف من أهل العلم
يأتي ذكرهم وسكن قزوين وتوفي بتا.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الورت القاضي أبو بكر القزويني الفقيه مذكور
بالفقه والحديث روى عن أَحْمَد بْن جعفر القطيعي وعَبْد الواحد بْن بكر
الفريابي وقال مُحَمَّد بْن الحسين البزار في فوائده أَخْبَرَنِي
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الورت أَنْبَأَ
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا بِشْرُ
بْنُ مُوسَى الأَسْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد المقرىء
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ الرُّعَيْنِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْقُرَشِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ الْمَعُوذَتَيْنِ فِي دُبُرِ
كُلِّ صَلاةٍ.
علي بْن رباح اللخمي المصري أبو موسى سمع أبا هريرة وعمرو ابن العاص
وعقبة بْن عامر ويقال هو وعلي على التصغير قَالَ البخاري
(1/172)
والصحيح علي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ البراء البغدادي القاضي أبو الحسن ورد قزوين
وحدث بها عن علي بن المديني والمعافا بْن سليمان وغيرهما رَأَيْتُ
بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ هَذَا
بِقَزْوِينَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ سَمِعْتُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَنَا
مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمُقَفَّى وَأَنَا الْحَاشِرُ
وَأَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أبي بكر الأصبهاني سمع طرفا من أول سنن
الصوفية للشيخ أبي عَبْد الرحمن السلمي من الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل
الطالقاني بقزوين وقال السلمي في صدر الكتاب أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْمَاطِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ يَحْيَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيُّ ثَنَا
سَعِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَلْخِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ ثَنَا
خَلادُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنْ
يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةَ فَرَأَى فَقْرَهُمْ
وَجُهْدَهُمْ وَطِيبَ قُلُوبِهِمْ فَقَالَ: "أَبْشِرُوا يَا أَصْحَابَ
الصُّفَّةِ فَمَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى النَّعْتِ الَّذِي
أَنْتُمْ عَلَيْهِ رَاضِيًا بِمَا فِيهِ فَإِنَّهُ مِنْ رُفَقَائِي".
يزيد النحوي هو ابن أبي سعيد أبو الحسن النحوي مولى قريش روى عن عكرمة
ومجاهد وروى عنه حسين بْن واقد وأبو حمزة السكري هو مُحَمَّد بْن ميمون
المروزي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن جابارة أبو سليمان الجاباري القزويني سمع
أبا طلحة
(1/173)
الخطيب في الطوالات لأبي الحسن القطان
بسماع الخطيب منه أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَبَانُ
بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْكَلامِ فِي الْقُنُوتِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ
وَلا نَكْفُرُكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ
يَفْجُرُكَ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ
وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى
عَذَابَكَ الْجَدَّ إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ
اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْكَفَرَةَ وَأَلْقِ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ
وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ
وَعَذَابَكَ.
اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ
عَنْ سبيلك ويكذبون رسلك ويجهدون بِآيَاتِكَ وَيَجْعَلُونَ مَعَكَ
إِلَهًا لا إِلَهَ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَأَصْلِحْهُمْ
وَاسْتَصْلِحْهُمْ وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَأَصْلِحْ ذَاتَ
بَيْنِهِمْ وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَالْحِكْمَةَ
وَثَبِّتْهُمْ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِكَ وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ
الَّذِي عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ
وَعَدُوِّكَ إِلَهَ الْحَقِّ قَالَ أَنَسٌ: وَاللَّهِ إِنْ أنزلنا إِلا
مِنَ السَّمَاءِ.
أبان بْن أبي عياش هو أبو إسماعيل البصري يروي عن شعبة إساءة القول
فيه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن جعفر أبو الطيب فقيه قزويني رأيت شهادته على
حكومة القاضي أبي سعيد عثمان بْن أَحْمَدَ العباد أبادي في سجل أثبت في
رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ويشبه أن يكون أبو الطيب
(1/174)
هذا هو الذي يوجد سماعه عن أبي منصور
القطان وأبو بكر الجعابي وفيما سَمِعَ الْجِعَابِيُّ سنة خمسين
وثلاثمائة حَدِيثَهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْخَبَّابِ عَنْ أَبِي
الْوَلِيدِ ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ
سَمُرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ:
"الْعُمْرَى جَائِزَةٌ" يقال: أعمرته دارا أو إبلا إذا أعطيته وقلت: له
هي لك عمرك أو عمري والاسم العمري مشتقة من العمر.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن جعفر الزنجاني سمع بقزوين كتاب تعبير الرؤيا
لأبي حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الحنظلي وهو في جزء واحد خفيف من أبي
الحسن القطان بروايته عن أبي حاتم وسمع من أبي الحسن في الطوالات يحدث
عن حازم ابن يحيى قَالَ ثَنَا محمد بن الصباح أَنْبَأَ عَمَّارُ بْنُ
مُحَمَّدٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عن زاذان عن
البرأ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النبي صلى اللَّه عيه وآله
وَسَلَّمَ: "يُكْسَى الْكَافِرُ لَوْحَيْنِ مِنْ نَارٍ فِي قَبْرِهِ"
فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ
فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} .
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حاجي أبو الفوارس الرزاز تفقه مدة وسمع
الحديث وأجاز له عامة شيوخ والدي رحمهما اللَّه في أسفاره بتحصيله له.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحسن بْن زيد المالك الفقيه أبو سعد
القزويني كان كبير الحمل في الفقه يفضل على المالكيين في أيامه قَالَ
الخليل الحافظ ولم نر بقزوين مثله زهدا وديانة وكان ختن مُحَمَّد بْن
الحسن بْن فتح الصفار سمع أبا الحسن القطان ومحمد بْن هارون الثقفي
وعلي بن أحمد ابن يوسف الشيباني وميسرة بْن علي وعلي بْن أَحْمَدَ
بادويه الصوفي
(1/175)
والقاضي أبو بكر الجعابي وسمع ببغداد أبا
بكر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشافعي وأحمد بْن خلاد النصيبي
وبالبصرة فاروق بْن عَبْد الكبير الخطابي وأجاز له رواية ما صح عنده من
حديثه أبو حفص بْن شاهين سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
كذلك أبو الحسن علي بْن مُحَمَّد القزويني القاضي بمصر وأجاز له
الصعاليك مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن يزيد الطرسوسي جزأ من حديثه
وقال فيه حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ
الْوَاسِطِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ ثَنَا عُمَرُ
بْنُ صَبِيحٍ عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ:
"تَنَظَّفُوا بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ بَنَى
الإِسْلامَ عَلَى النَّظَافَةِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلا كُلُّ
نَظِيفٍ". وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَبُو مَسْعُودٍ
الْبَجَلِيُّ حَدَّثَ عَنْهُ فِي الأَرْبَعِينَ مِنْ جَمْعِهِ
بِسَمَاعَةٍ مِنْهُ بِمَكَّةَ وَتُوُفِّيَ أَبُو سَعْدٍ سَنَةَ سَبْعٍ
وَتِسْعِينَ وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحسن السجزي أبو عَبْد اللَّه المعروف
بخوبكار1 شيخ عزيز قنوع متبرك بسيرته عارف بالفقه والحديث سمع وكتب
وسافر الكثير وجاور بمكة سنين ولقيته بالري وقزوين وَأَجَازَ لِي
وَحَدَّثَ بِقَزْوِينَ عَنِ الْقَاضِي عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: ثَنَا وَالِدِي ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أَحْمَدَ الْحُلْوَانِيُّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَأَ عَلِيُّ بن محمد بن
__________
1 خوبكار كلمة الفارسية معناها صاحب الأعمال الجميلة والأفعال الحميدة.
(1/176)
مَرْوَانَ السَّامِرِيُّ ثَنَا الزُّبَيْرُ
بْنُ بَكَّارٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الْمَدِينِيُّ ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ ابن مُصْعَبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ.
قَالَ: تَلَقَّيْتُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ وَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَوْثَقَ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى وَخَيْرَ الْمِلَلِ مِلَّةُ
إِبْرَاهِيمَ وَخَيْرَ السُّنَنِ سُنَةُ مُحَمَّدٍ وَأَشْرَفَ
الْحَدِيثِ ذِكْرُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ"
وكان لهذا الشيخ اعتناء بأن يستجيز من الشيوخ لمن أدرك حياتهم.
ممن فعل ذلك باستجازته حمزة بْن إبراهيم بْن حمزة البخاري وأبو المكارم
فضل اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ النوقاني ومحمد بْن ناصر بْن سهل
النوقاني البغدادي الأصل وأبو بكر بْن أبي عَبْد اللَّه الطرابلسي نزيل
مكة والقاسم بْن علي بْن الحسين بْن هبة الله بن عساكر الشافعي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحسن أبو بكر الشعيري القزويني رَأَيْتُ
بِخَطِّ بَعْضِهِمْ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّعِيرِيُّ هَذَا
بِالدِّينَوَرِ ثَنَا أَبُو حَازِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدِ الْحَمِيدِ الزَّاهِدُ بِآمُلَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مَاهَانَ ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ ثَنَا حَاجِبُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَحْدَرٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: "لا يَصْلُحُ التَّمَلُّقُ وَالْحَسَدُ إِلا فِي طَلَبِ
الْعِلْمِ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحسين بْن مهران القزويني كان يعرف طرفا من
الفقه وسمع الحديث وأجاز له الشيخ أبو الوقت عَبْد الأول سنة اثنين
وخمسين وخمسمائة باستجازة أخيه القاضي الحسين بْن أحمد وأخوه الحسين
(1/177)
وأبوهما وجدهما فقهاء عندهم محصول.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحسين أبو بكر البابي سمع بقزوين من أبي
الحسن القطان تعبير الرؤيا لأبي حاتم الرازي بسماع أبي الحسن منه وقد
يوجد في بعض الأجزاء مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عيسى البابي أبو بكر
وكذلك نسبه مُحَمَّد بْن الحسين بْن عَبْد الملك البزاز وروى عنه ويمكن
أن يكون هذا غير الأول.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حمدان سمع بقزوين تفسير قتادة من مُحَمَّد
ابن الفضل بْن موسى بروايته عن مُحَمَّد بْن عبيد بْن حسان عن مُحَمَّد
بْن ثور عن معمر.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الخضر ابن زيتارة1 أبو منصور القزويني يعرف
بأميركا فقيه جليل سمع علي بْن الحسن الصيدناني وأبا طلحة القاسم بْن
أبي المنذر وسمع أبا عمر عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مهدي حين قدم
قزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة جزأ من حديث أبي مُحَمَّد عبد الله بن
أحمد ابن إسحاق المصري برواية أبي عمر عنه.
فِيهِ ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ
بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعُ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ طَهُورًا
وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَةً وَخُتِمَ بِيَ
الأَنْبِيَاءُ".
__________
1 ابن زيتارة ويمكن ان يكون زبارة - راجع التعليقات.
(1/178)
رأيت تعليقة أبي منصور في علم الفرائض وحده
في مجلدتين ضخمتين عن أبي الحسن أَحْمَد بن أحمد بن محمد الفارسي
الكازروني علقهما عنه بمدينة السلام وسمع سنن أبي داؤد السجستاني من
أبي عمر الهاشمي بروايته عن اللؤلؤي عن أبي داؤد روى عنه نظام الملك
الحسن بْن علي بْن إسحاق وأجاز للحافظ إسماعيل بْن أَحْمَدَ بْن عمر
السمرقندي سنة ثمان وستين وأربعمائة.
رأيت بخط والدي رحمه اللَّه أن الشيخ أبا منصور بْن زيادة أنشد في آل
ماك حين خلا مسجدهم عن مشائخهم.
هذي منازل أقوام عهدتهم ... في ظل عيش أنيق ما لهم خطر
صاحت بهم نايبات الدهر فانقلبوا ... إلى القبور فلا عين ولا أثر
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الخضر المؤدب سمع مع أبيه من أبي الفتح
الراشدي بقراءة خدا دوست1 الديلمي سنة اثنين وعشرين وأربعمائة التاريخ
الصغير للإمام مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري أو بعضه وهو يرويه عن
جبرئيل ابن مُحَمَّد بْن إسماعيل عن القاضي أبي القاسم عَبْد اللَّه
بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن المعروف بابن الأشقر عن البخاري وسمع من
الراشدي بهذا التاريخ جزأ من حديث أبي القاسم علي بْن أَحْمَدَ بْن
راشد الدينوري بسماعه منه بتا.
قَالَ فيه: ثنا أبو حفص عمر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحكم حدثني
__________
1 خدا دوست فارسية معناها محب الله.
(1/179)
عَبْد الرحمن بْن عَبْد اللَّه بْن الحكم
ثنا أَحْمَد بْن عمر قَالَ خرج عمر بْن عَبْد العزيز ذات يوم في مركب
له فهاجت ريح شديدة فتقنع عمر بثوبه ثم جلس وهو يقول:
من كان حين تصيب الشمس جبهته ... أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته ... فسوف يسكن يوما راغما جدثه
في قعر مظلمة غبراء مقفرة ... يطيل تحت الثرى في جوفها اللبثا
محمد بن أحمد بن ديزويه المقرىء القزويني سمع علي بْن مُحَمَّد بْن
مهرويه وروى عنه الخليل بْن عَبْد اللَّه الحافظ وفيها روى عنه حدثه عن
ابن مهرويه قَالَ ثنا مُحَمَّد بْن علي ثنا أبو أسامة عن هشام بْن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي يحب الحلو أو العسل ورأيت شهادة ابن
ديزويه على عيسى بْن أَحْمَدَ القاضي بقزوين في سجل أنشأ سنة تسع
وسبعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن السري أبو بكر القرشي سمع الحديث بقزوين
وكان قاضيا بالديلمان حدث بقاراب منها سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة عن
أبي القاسم عَبْد العزيز بْن ماك القزويني قَالَ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ ابن نَصْرٍ الطُّوسِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَرَفَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ عَنْ عَمْرِو
بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1/180)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ طَاهِرًا أَوْ نَاظِرًا حَتَّى
يَخْتِمَهُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهِ شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ لَوْ
أَنَّ غُرَابًا أَفْرَخَ فِي وَرَقَةٍ مِنْهَا ثُمَّ نَهَضَ يَطِيرُ
لأَدْرَكَهُ الْهَرَمُ قَبْلَ أَنْ يَقْطَعَ تِلْكَ الْوَرَقَةَ مِنْ
تِلْكَ الشَّجَرَةِ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سلمة بْن عمار العجلي أبو بكر المقرىء يعرف
بابن كوجك1 القزويني من المتقدمين روى عن أبي مصعب المديني صاحب مالك
وسمع منه على ابن إبراهيم وأحمد بْن مُحَمَّد بْن ميمون ذكر الخليل
الحافظ أنه مات سنة تسعين ومائتين.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سلام الصوفي الرازي سمع مشيخة ميسرة بْن علي
سنة ست وخمسين وثلاثمائة وفي المشيخة ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ
بْنُ الصَّلْتِ الْمُغَلِّسُ ابْنُ أخي حبارة ثَنَا يَحْيَى بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ بَصَلَةَ الْمَالِكِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
عَنْ نَافِعِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ
أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سهلويه الصيرفي رأيت في بعض الأجزاء العتيقة
ما أشعر يكونه من الشيعة وبأنه سمع بقزوين وسمع منه بها أن لم يكن
قزوينيا وفي الجزء ثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سهلويه
الصَّيْرَفِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بن حمكويه الرازي
الخظيب بَقَزْوِينَ ثَنَا الْعَبَّاسُ حَمْزَةُ النَّيْسَابُورِيُّ
ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ عَنِ
الأَشْعَثِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ للَّهِ تَعَالَى
مَلِكًا فِي السَّمَاءِ لَهُ أَلْفُ أَلْفِ رَأْسٍ فِي كُلِّ رَأْسٍ
أَلْفُ أَلْفِ وَجْهٍ فِي كُلِّ وَجْهٍ أَلْفُ أَلْفِ فَمٍ فِي كُلِّ
فَمٍ ألف ألف
__________
1 كجك بالجيم الفارس معناه الصغير.
(1/181)
لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ بِكُلِّ لِسَانٍ
بِلُغَةٍ.
قَالَ: فَقَالَ الْمَلَكُ: هَلْ خَلَقْتُ خَلْقًا أَكْثَرَ تَسْبِيحًا
لَكَ مِنِّي قَالَ: فَقَالَ الرَّبُّ: إِنَّ لِي فِي الأَرْضِ عَبْدًا
أَكْثَرَ تَسْبِيحًا مِنْكَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: يَا رَبِّ
أَفَتَأْذَنُ فَآتِيهِ قَالَ: نَعَمْ فَأَتَى الْمَلَكُ يَنْظُرُ إِلَى
تَسْبِيحِهِ فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا
سَبَّحَهُ الْمُسَبِّحُونَ مُنْذُ قَطُّ إِلَى الأَبَدِ أَضْعَافًا
مُضَاعَفَةً أَبَدًا سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالْحَمْدُ
للَّهِ عَدَدَ مَا حَمِدَهُ الْحَامِدُونَ مُنْذُ قَطُّ إِلَى الأَبَدِ
أَضْعَافًا كَذَلِكَ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ عَدَدَ مَا هَلَلَّهُ
الْمُهَلِّلُونَ مُنْذُ قَطُّ إِلَى الأبد كذلك والله أكبر عددها
كَبَّرَهُ الْمُكَبِّرُونَ مُنْذُ قَطُّ إِلَى الأَبَدِ كَذَلِكَ وَلا
حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا مجده الممجدون منذ قط
إلا الأَبَدِ كَذَلِكَ.
قَالَ أَحْمَدُ قَالَ نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ لَوْ أَنَّ عَبْدًا
تَكَلَّمَ بِهَذَا فِي السُّنَّةِ مرة لكان من الذاكرين.
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سهل البيع المروزي سَمِعَ
بِقَزْوِينَ مِنَ الإِمَامِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ زَاذَانَ هِبَةِ اللَّهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وأربعين وأربعمائة
فِي مُسْنَدِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الرَّازِيِّ
بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
رَجَاءٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ الْقَاضِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: ثَنَا الْجُمَّانِيُّ أَنْبَأَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَيْخٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَشَهِدْتُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "الشِّرْكُ أَخْفَى
فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ".
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلِ الشِّرْكُ إِلا مَنْ
دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا
(1/182)
آخَرَ؟ قَالَ: فَقَالَ: "الشِّرْكُ أَخْفَى
فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ" ثُمَّ قَالَ: "أَلا أُعَلِّمُكَ
شَيْئًا يُذْهِبُ عَنْكَ صِغَارَهُ وَكِبَارَهُ؟ قُلِ: اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّرْكِ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ
وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سويد القزويني أبو عَبْد اللَّه التميمي
المعلم سمع علي بْن أبي طاهر وأبا علي الطوسي وإبراهيم الشهرزوري
وعَبْد اللَّه بن محمد الأسفرائني قَالَ الخليل الحافظ: روى لنا جزأ
واحدا عن علي بْن أبي طاهر وذكر أنه ولد سنة أربع وثمانين ومائتين ومات
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ويقال سنة تسع وسبعين.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن سوار سمع أبا علي الحسن بْن علي الطوسي
بقزوين أجزاء من القراءت لأبي حاتم السجستاني وفيما سمع سأوريكم داد
الفاسقين قراءة العامة سأريكم من أرى يرى وحدثني يعقوب حدثني يوسف صاحب
المشاجب عن عوف عن قسامة بْن زهير أنه قرأ سأورثكم وهو حسن لقوله
تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ}
ويقويه إثبات الواو في سأوريكم وكان الوجه على قرأة العامة أن نكتب
سأريكم بغير واو لكنهم كتبوا أوليك بالواو ولا واو في اللفظ.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن شيبان سمع أبا الحسن القطان بقزوين في جماع
يقول ثنا حازم بن يحي ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
وَاقِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ جَلَسَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ
فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ: "إِخْوَانِي لمتل هذا
اليوم فأعدوا".
(1/183)
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن صالح الوراق
القزويني روى عن علي بْن مُحَمَّد ابن مهرويه وسليمان بْن يزيد روى
الخليل الحافظ في مشيخته فقال: ثَنَا مُحَمَّدُ بْن أَحْمَدَ بْن صالح
الوراق ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ
الرَّازِيُّ ثَنَا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلاءِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَرْحَمُ
أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ
عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً ابْنُ عَفَّانَ وأقضاهم علي وأفرضهم زيد
وأقرأهم أُبَيٌّ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ والْحَرَامِ مُعَاذٌ".
وَرَأَيْتُ بِخَطِّهِ أَجْزَاءً مِنْ مُسْنَدِ أبي داؤد
الطَّيَالِسِيِّ وَكَتَبَ فِي مَوَاضِعَ مِنْهَا محمد بن أحمد ابن
صَالِحٍ بَيَّاعَ الْحَدِيدِ فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَخَا عَلِيِّ
بْنِ أَحْمَدَ بن صالح المعروف.
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الأعلى بْن القاسم الأندلسي أبو
عبد الله المقرىء سمع بقزوين علي بْن أَحْمَدَ بْن صالح وذكر الخليل
الحافظ في مشيخته أنه قدم قزوين سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وأنه حدثهم
فَقَالَ ثَنَا أَبُو إسماعيل خلف ابن أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ
الرَّامَهُرْمُزِيُّ ثَنَا همام بن محمد ابن أَيُّوبَ الْعَبْدِيُّ
ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ الْقَدَّاحُ
الْمَكِّيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ
لَيَنْظُرُونَ إِلَى أَهْلِ عِلِّيِّينَ كَمَا تَنْظُرُونَ إِلَى
الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ
وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا". قَالَ الحافظ الخليل رأيت الحاكم أبا
عَبْد اللَّه كتبه عن رجل عن خلف قَالَ: وأنشدنا أبو عَبْد اللَّه
الأندليسي أنشدنا لؤلؤ القيصري:
(1/184)
كأنه قد سقانا ... بكأسه حيث كنا
ما أقرب الموت منا ... تجاوز اللَّه عنا
ذكر الحاكم أبو عَبْد اللَّه الأندلسي هذا في تاريخه وروى عنه وقال:
إنه كان متقدما في علم القرآن وإنه سمع بمصر والشام والعراق والجبال
وأصبهان وأنه ورد بلاد خراسان وتوفي بسجستان سنة ثلاث وتسعين
وثلاثمائة.
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّه وتعرف بابن خداداذ أبو
عَبْد اللَّه الجيلاني ثم القزويني تفقه بقزوين ثم بأصبهان وسمع الحديث
بهما وحصل كتبا نفسية وعنده إجازة الشيخ عَبْد الأول والحسن بْن العباس
الرستمي وعَبْد الجليل ابن مُحَمَّد كوتاه وأبي الخير الباغبان أجازوا
له سنة اثنين وخمسين وخمسمائة وسمع لهذا التاريخ بأصبهان من أبي مسعود
عَبْد الرحيم بْن أبي الوفاء بْن أبي طالب الأربعين على مذاهب المتصوفة
للحافظ أبي نعيم بروايته عن أبي علي الحداد عنه.
فيه ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَحْطَبَةَ ثنا محمد ابن الصباح ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُوسَى عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا
نَأْكُلُ وَمَا نَشْبَعُ قَالَ: "فَلَعَلَّكُمْ تُفَرَّقُونَ عَلَى
طَعَامِكُمُ اجْتَمِعُوا عَلَيْهِ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ يُبَارِكُ
لَكُمْ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه العجلي أبو العباس القزويني
سمع سهل ابن زنجلة وروى عنه ميسرة بْن علي قَالَ في مشيخته ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ الْعِجْلِيُّ هَذَا فِي دَارِهِ فِي مَدِينَةِ
الْمُبَارَكِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا سَهْلُ بن
(1/185)
زَنْجَلَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ
إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبْيَرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كان يوتر: بـ {سَبِّحِ اسْمَ
رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه النيسابوري أبو سعيد الفارسي
سمع كتاب اليوم والليلة لأبي بكر بْن السني من الشيخ إسكندر الخيارجي
في خانقاهه بقزوين سنة اثنين وتسعين وأربعمائة.
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّه المؤدب القزويني سمع أبا
الفتح الراشدي سنة أربع عشرة وأربعمائة.
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الواسع البابائي أبو طاهر
القزويني فقيه سمع مسند الشافعي رضي اللَّه عنه من الشيخ أبي زرعة طاهر
بْن مُحَمَّد المقدسي بروايته عن السلار مكي وفضائل القرآن لأبي عبيد
من أبي زرعة أيضا بروايته عن أبي منصور المقومي وسمع أبا سليمان
الزبيري وأبا الفضل الْكَرَجِيّ ووالدي وأقرانهم رحمهم اللَّه ومما سمع
من أبي الفضل الْكَرَجِيّ أجزاء جمعت من مسموعاته.
فيها ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ
عَمُّ جَدِّي ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الْبَصْرِيُّ ثَنَا الْمِنْهَالُ
بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَجْلانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله
وَسَلَّمَ: "ثَلاثَةٌ لا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلا مُنَافِقٌ ذُو
الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلامِ وَالإِمَامُ الْمُقْسِطُ وَمُعَلِّمُ
الْخَيْرَ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن العباس سمع أبا الحسن القطان بقزوين يقول
(1/186)
في الطوالات ثنا أَبُو يَعْقُوبَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كثير الفارسي قَاضِي
الْمَدَائِنِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَنْبَأَ مَكِّيُّ بْنُ إبراهيم ثنا إسماعيل ابن رَافِعٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي زِيَادٍ عَنْ رَجُلٍ من الأنصار عن
محمد ابن كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عُصَابَةٌ
مِنْ أَصْحَابِهِ فِينَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ خَلَقَ الصُّوَرَ فَأَعْطَاهُ
إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ وَاضِعٌ عَلَى فِيهِ شَاخِصًا
بَصَرَهُ إِلَى الْعَرْشِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُومَرُ حَدِيثَ الصُّوَرِ
بطوله".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عثمان بْن طلحة بْن مُحَمَّد بْن خالد بْن
الزبير بْن العوام الزبيري قَالَ الخليل الحافظ سمع إسحاق بْن مُحَمَّد
وعلي بْن جمع وابن مهرويه وعلي بْن إبراهيم وسليمان بْن يزيد وأحمد بْن
مُحَمَّد بْن ميمون وسمعنا منه وانتخبت عليه وعمر حتى نيف على المائة
سنة ثمان وأربعمائة ولم يرزق ولدا.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عمر الفنجكروي أبو نصر النيسابوري شيخ من
أهل العلم حسن السيرة والطريقة وكان من المختصين بالإمام عَبْد الرحمن
الأكاف ورد قزوين غير مرة وسمعت منه بتبريز كتاب الأربعين لعَبْد
الرحمن الأكاف سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وسمعت منه بأبهر بقراءة والدي
عليه رحمهما اللَّه سنة أربع وستين وخمسمائة وأخبركم فضل اللَّه بْن
إسماعيل بْن سعد الكبكاني أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ
الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْمُظَفَّرُ بْنُ إِلْيَاسَ
السَّعِيدِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد الحدادي ثنا
(1/187)
أَبُو مُعَاذٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
السَّعِيدِيُّ بِجُرْجَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الأَرْغِيَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ ابن
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "سَارِعُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَالْحَدِيثُ مِنْ
صَادِقٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا مِنْ ذَهَبٍ
وَفِضَّةٍ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي بْن أسد البردعي الحافظ المعروف بابن
جرادة الأسدي أبو الحسن ورد قزوين وحدث بها قَالَ الخليل الحافظ في
الإرشاد هو وأبوه حافظان مذكوران وسمع مُحَمَّد بْن العراق البغوي وابن
أبي داؤد وابن صاعد وبالشام أبا عمير النحاس وآخرين وروى بالري وقزوين
من حفظة سنتين زيادة على ثلاثة آلاف حديث ولم يكن معه ورقة من الأصول
وفي أماليه غرايب مستفادة وحدثنا عنه شيوخنا وكهولنا ومات بقزوين سنة
ثمان وأربعين وثلاثمائة وفي مجموع التواريخ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى
أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْغَازِيِّ أَنْبَأَ الْوَاقِدُ بْنُ
الْخَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سنة ثمان وستين وأربعمائة عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرْدَعِيُّ
بِقَزْوِينَ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ
أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُمْ ثَنَا محلد بْنُ شَدَّادٍ ثَنَا يَحْيَى
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَرْزَقُ عَنْ أَبَانٍ ابن تَغْلِبَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا قفل من سفر قال: "آئبون تائبون لربنا حامدون".
(1/188)
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي بْن إبراهيم
المؤدب سمع أبا حاتم بْن خاموش سنة تسع وأربعمائة بقزوين وأبا الحسن
بْن إدريس سنة ثمان وأربعمائة وأبا الفتح الراشدي جزءا من فوائده سنة
إحدى عشرة وأربعمائة وفي الجزء ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
صَالِحٍ ثَنَا أَبُو بكر الذهني حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ
الْعَسْقَلانِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ: حَسَدْتُ الْحَجَّاجَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ حُبِّهِ لِلْقُرْآنِ
وَإِعْطَائِهِ عَلَيْهِ, وَقَوْلُهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَإِنَّ
النَّاسَ يَزْعُمُونَ إِنَّكَ لا تَفْعَلُ وفيما سمع أبا حاتم بْن
خاموش قوله سمعت أحمد ابن علي بن سعدويه الأسفرائني سمعت إبراهيم بن
محمد الفقيه النصر آبادي سمعت أبا علي الروزباري بمصر يقول دخل أَحْمَد
بْن أبي الحواري مصر فاستقبلته جنازة فيها عالم من الناس فسأل عنه
فقالوا جنازة فتى سمع قائلا يقول كبرت همة عين طمعت في أن تراكا فصرخ
ومات.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي بْن عامر العامري القزويني الأصل ذكر
الشيخ الإمام محمود بْن مُحَمَّد بْن عباس الخوارزمي فيما جمع من تاريخ
خوارزم أنه فقيه نبيل من أصحاب الحديث بخوارزم تفقه بها وكان أصله من
قزوين دخل أبوه خوارزم مع السلطان محمود قَالَ: رأيت سماعة عن أبي
عَبْد اللَّه الحمديجي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي السراج سمع تفسير بكر بْن سهل الدمياطي
أو بعضه من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد الكيساني
بقزوين وهذا تفسير يرويه بكر عن عَبْد الغني بْن سعيد الثقفي عن موسى
بْن عَبْد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس عن موسى بْن عبد
الرحمن عن مقاتل
(1/189)
ابن سليمان الضحاك عن ابن عباس.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي الواعظ المعروف بلام أبو بكر القزويني
مذكر محقق حسن الكلام رأيت له مختصرا سماه بآداب المريدين شرح فيه
مقامات السالكين وقال فيه سمعت مشائخنا يقولون: إن الرضا استقبال
البلاء بالفرح والسرور وأنا أقول أن ذلك يكون من قرب النفس من انفكاك
رق الهوى استنارة القلب من الظلمة وصفاء مشاهدة الغيب بلا كدر فيتلذذ
بورود البلاء عليه سمع هذا المختصر جماعة منه سنة إحدى وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي بْن مُحَمَّد التميمي أبو عَبْد اللَّه
القزويني روى عن ابن أبي طاهر وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عبيد ومحمد
بْن هارون بْن الحجاج حدث عنه الخليل الحافظ في مشيخته وذكر أنه حدثه
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة فقال هو مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أسود بْن سعيد بْن عتاب ابن سليك بْن إياس بْن
حصين بْن قيس بْن همام بْن يربوع بْن حنظلة بْن عبد مناف ابن قصي بْن
مرة بْن كعب التميمي قَالَ: ثَنَا عَلِيُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ
بِابْنِ أَبِي طَاهِرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَثْرَمُ
صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى
الْمِنْبَرِ حَدِيثَ الأَعْمَالِ بِالنِّيَةِ.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي أبو عَبْد اللَّه بْن أبي سعد القزويني
المقرىء سكن مصر مذكور بها بالقراآت والروايات وسمع بها والشام
وبالحجاز
(1/190)
وغيرهما أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَحْمَدُ
بْنُ سَلَقَةَ بِالإِجَازَةِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ أَنْبَأَ أبو
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ
أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمِصْرَ
أَنْبَأَ الْمَيْمُونُ بْنُ حَمْزَةَ بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْغَنِيِّ
الْحَافِظِ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّحَاوِيُّ ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ إِنَّمَا سُمِّيَتِ
الأَكْدَرِيَّةَ لأَنَّ قَوْلَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهِ
عَنْهُ تَكَدَّرَ فِيهَا.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن علي بْن أَحْمَدَ تعرف أبوه بالكيا حاجي
الخضري كان قومه وقبيلته معروفين بالثروة والسادة والجاه ويقال أن
أصلهم من جيلان سمع مُحَمَّد الحديث من أبي منصور المقرىء سنة أربع
وسبعين وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن لام أبو العباس قزويني سمع الخضر بن أحمد
إعراب القرآن لأحمد بْن يحيى ثعلب بسماعه من أبي الحسن القطان عنه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن
ميمون بْن عون الكاتب أبو بكر القزويني من بيت العلم والحديث بقزوين
وسيأتي أسماء أقاربه وسلفه في مواضعها إن يسر اللَّه تعالى سمع إسحاق
بْن مُحَمَّد ومحمد بْن هارون بْن الحجاج وعلي بْن جمع وعم أبيه علي بن
أحمد ابن ميمون وسمع بالري عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم وكان من
المكاثرين قَالَ الخليل الحافظ: كان أبوه أَحْمَد بْن مُحَمَّد وعمه
القاسم بْن انتخبنا له عن الشيوخ ألف جزء وحدث عنه الخليل في مشيخته.
قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ
ثَنَا سَعِيدٌ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فُضَالَةَ عَنْ أبي رجاء
العطاردي
(1/191)
قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ
حُصَيْنٍ وَعَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلُ وَلا
بَعْدُ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا
أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ
ذَلِكَ عَلَيْهِ حَسَنًا"
قَالَ الصنعاني: لم يروه عن سعيد غير روح وهو ثقة وحدث عنه الخليل أيضا
قَالَ: ثنا عم أبي علي بْن أَحْمَدَ بْن ميمون ثنا أبو حاتم الرازي ثنا
يونس بْن عَبْد الأعلى ثنا الشافعي قَالَ: قيل لعمرين بن عبد العزيز:
ما تقول في أهل صفين؟ قَالَ: تلك دماء طهر اللَّه منها يدي فلا أحب أن
أخضب بها لساني.
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن إسحاق السني سمع مشيخته
ميسرة بْن علي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وفيها سمعت أبا جعفر أَحْمَد
بْن كثير الدينوري يقول سمعت إسحاق ابن داؤد الشعراني يقول: سألت أحمد
ابن حنبل أو سأله رجل عن شرب الفقاع فقال بلغني عن وَاثِلَةَ بْنِ
الأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه كان يشرب الفقاع قَالَ: فقلت له:
فإن قوما يكرهونه قَالَ: أحدثك عن واثلة صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ وتقول لي قوم يكرهون؟ قَالَ: أَحْمَد بْن كثير
ثم لقيت أنا أَحْمَد بْن حنبل فقلت له حدثني عنك أبو يعقوب في شرب
الفقاع هو كما قَالَ عن واثلة فقال: نعم.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أمية بْن آدم بْن مسلم أبو
أَحْمَد الساوي من بيت العلم جده مُحَمَّد بْن أمية كبير في الحديث ورد
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ قزوين وحدث بها وروى عنه أبو الحسن القطان حديث
الخليل الحافظ عن الحسن بْن عَبْد الرزاق قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ثنا محمد بن
(1/192)
أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن أمية وَرَدَ
عَلَيْنَا قَزْوِينَ ثنا أَبِي ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أُمَيَّةَ ثنا
نوفل ابن سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه واله
وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيٍّ
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ابْنَ آدَمَ أَخْلُقُكَ وَأَرْزُقُكَ
وَتَعْبُدَ غَيْرِي ابْنَ آدَمَ أَدْعُوكَ وَتُفْرِقُنِي ابْنَ آدَمَ
أَذْكُرُكَ وَتَنْسَانِي ابْنَ آدَمَ اتَّقِ اللَّهَ وَنَمْ حَيْثُ
شِئْتَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ ابن فَارِسٍ فِي بَعْضِ أَمَالِيهِ عَنْ علي
بن إبراهيم كذلك.
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن الخضر القزويني ذكر الخليل
الحافظ أنه سمع الحسن بْن علي الطوسي وإبراهيم الشهزوري وَمُحَمَّدُ
بْنُ يُونُسَ بْنِ هَارُونَ ووثقه مات سنة نيف وستين وثلاثمائة وهو أخو
الخضر بْن أَحْمَدَ ابن مُحَمَّد الخضر الفقيه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن راشد أبو بكر بْن أبي الوزير القزويني حدث
عنه أبو الحسين القطان في الطوالات فقال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
الْوَزِيرِ الْقَزْوِينِيُّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
سَلْمٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ ثنا أَسْبَاطٌ وَمَالِكُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ شَهِدَ
مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَمَانُونَ بَدْرِيًّا
وَمِائَتَانِ وَخَمْسُونَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَبِهِ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانٍ ثنا نَصْرٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُسْلِمٍ الْمُلائِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ تَقَدَّمَ عَلَى بَغْلَةِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ الشَّهْبَاءِ
بَيْنَ الصَّفَّيْنِ.
قَالَ: فَدَعَا الزُّبَيْرَ فَكَلَّمَهُ فَدَنَا حَتَّى اختلفت أعناق
دابتهما فَقَالَ: يَا زُبَيْرُ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وسلم يقول
(1/193)
"ستقاتله وأنت ظالم لَهُ" قَالَ:
اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: فَلِمَ جِئْتَ؟ قَالَ: جِئْتُ لأُصْلِحَ
بَيْنَ النَّاسِ, قَالَ: فَأَدْبَرَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ يَقُولُ:
تَرْكُ الأُمُورِ الَّتِي نَخْشَى عَوَاقِبَهَا ... للَّهِ أَمْثَلُ
فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّينِ
أَتَى عَلِيٌّ بِأَمْرٍ كُنْتُ أَعْرِفُهُ ... قَدْ كَانَ عَمْرُ
أَبِيكَ الْخَيْرَ مُذْ حِينَ
فَقُلْتُ حَسْبُكَ مِنْ عَذْلٍ أَبَا حَسَنٍ ... بَعْضَ الَّذِي قُلْتَ
مِنْ ذَا الْيَوْمِ يَكْفِينِي
فَاخْتَرْتُ عَارًا عَلَى نَارٍ مُؤَجَّجَةٍ ... أَتَى بِقَوْمٍ لَهَا
خَلْقًا مِنَ الطِّينِ
قَدْ كُنْتُ أَنْصُرُهُ حِينًا وَيَنْصُرُنِي ... فِي النَّايِبَاتِ
وَيَرْمِي مَنْ يُرَامِينِي
حَتَّى ابْتُلِينَا بِأَمْرٍ ضَاقَ مَصْدَرُهُ ... فَأَصْبَحَ اليوم ما
يعنيه يعنيني
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن أبي سماعة القزويني قَالَ
الحافظ الخليل: هو من العدول في الرواية سمع عَبْد اللَّه بْن الجراح
وعليا الطنافسي وروى عنه العليان ابن مهرويه وابن إبراهيم وسليمان بْن
يزيد مات بعد ثمانين ومائتين.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن سمع مشكل القرآن
لابن قتيبة أو بعضه من أبي الحسن القطان بقزوين بسماعه عن أبي بكر
(1/194)
المفسر عن ابن قتيبة وَسَمِعَ فِي غَرِيبِ
الْحَدِيثِ لأَبِي عُبَيْدٍ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ
الصَّيْدَنَانِيِّ بِرِوَايَتِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ثنا يَزِيدُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سيرين أن مسجد النبي كان مريد الْيَتِيمَيْنِ فِي
حِجْرِ مُعَاذِ بْنِ عفرا فاشتراه معوذ بن عفرا فَجَعَلَهُ
لِلْمُسْلِمِينَ فَبَنَاهُ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدًا.
المربد كل موضع حبست فيه الإبل ومنه مربد النعم بالمدينة ومربد البصرة
وهو سوق الإبل والمربد أيضا الموضع المهيأ للتمر كالبيد للحنطة وأصل
الكلمة الإقامة واللزوم يقال ربد بالمكان أقام به.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أبو جعفر
المقرىء الرازي سمع بقزوين أباه أبا العباس أحمد بن محمد المقرىء سنة
سبع وأربعين وخمسمائة الأربعين في الرباعي عن الأربعين تخريج أبي إسحاق
المراغي الرازي برواية أبيه عن أبي غالب الصيقلي الجرجاني عنه.
مُحَمَّد بْن أحمد ابن مُحَمَّد بْن علي بْن مردين أبو منصور النهاوندي
ورد قزوين وحدث بها ذكر أبو نصر حاجي بْن الحسين بْن عَبْد الملك أن
أبا منصور هذا حدثه بقزوين لفظا قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: أَمْلَى
عَلَيْنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ هَارُونَ
الْقَطَّانُ ابْنُ بِنْتِ عَمَّارِ بْنِ كَثِيرٍ الْوَاسِطِيِّ بِهَا
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ثَنَا سَعْدُ بْنُ شُعْبَةَ
بْنِ الْحَجَّاجِ سَمِعْتُ أَبِي شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
واله وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَى رَجُلٍ فَقَالَ: "إِذَا أَرَدْتَ أَنْ
تَنَامَ فَقُلِ:
"اللَّهُمُّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ووجهت وجهي إليك
وألجأت
(1/195)
ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً
إِلَيْكَ لا مَلْجَاءَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ آمَنْتُ
بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ".
فَقَالَ الرَّجُلُ بِرَسُولِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "بِنَبِيِّكَ فَإِنْ مَاتَ مِنْ
لَيْلَتِهِ مات على الفطرة".
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن الفرج بْن فروج أبو زرعة
بْن أبي بكر يعرف بابن متويه القزويني من المشهورين المكثرين قَالَ
الخليل الحافظ: كان عالما بهذا الشأن وارتحل إلى أبي خليفة سنة
ثلاثمائة وسمع بقزوين علي بْن أبي طاهر ومحمد بْن مسعود وغيرهما ودخل
الشام ومصر سنة ثلاثين فمات عند رجوعه بقرميسين وهو في حد الكهولة.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْخَلِيلِ ابن عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ
الْوَاحِدِ حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ مَتُّوَيْهِ ثَنَا خَالِي
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَنْجَةَ
ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ ثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادٍ
عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ
عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
قَالَ الْخَلِيلُ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَنِيفَةَ بِهَذَا
الإِسْنَادِ إِنَّمَا الْمَشْهُورُ حَدِيثُ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ
عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم.
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن الفضل الخطيبي القزويني
أبو حامد ابن أبي بكر ابن بنت عمتي حصل طرفا من الخلاف والفقه وكان له
طبع
(1/196)
قويم وشعر وجرى في الكلام وصرف أكثر همه
إلى التذكير وفي سلفه فقهاء وعدول وشروطيون وسمع الحديث من عطاء اللَّه
بْن علي ابن ملكويه ومات في أول حد الكهولة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن ماوا أبو جعفر القزويني سمع
بقزوين ناصر ابن أَحْمَد بْن الحسين الفارسي وأبا منصور المقومي سنة
تسعة وأربعين وأربعمائة وفيما سمع المقومي ما رواه عن المحسن الراشدي
قَالَ ثنا علي بن أحمد المقرىء ثنا أَبُو عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ ثَنَا حَفْصُ بْنُ
عُمَرَ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ
نَفْسَهُ وَمَنْ لاقى الرِّجَالَ سَقَطَتْ وَذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ".
سمع أبو جعفر بطبرستان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة أبا الفرج مُحَمَّد
بْن محمود بْن الحسن القزويني وأبا حامد عَبْد الواحد بْن أَحْمَدَ بْن
أبي أَحْمَد المقانعي.
المادابية قبيلة في البلد كان فيهم علماء عباد وأصلهم من الديلم
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد أبو طالب المذكر القزويني سمع كتاب
الأحكام تصنيف أبي علي الحسن بْن علي الطوسي أو بعضه من مُحَمَّد بْن
إسحاق بْن مُحَمَّد الكيساني وسمع الخضر بْن أَحْمَدَ الفقيه وأحمد بْن
إبراهيم
(1/197)
الإسماعيلي وروى فيه مُحَمَّد بْن الحسين
بْن عَبْد الملك البزاز في فوائده فقال: أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكَّرُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي ثَنَا عَارِمٌ أَبُو الرَّبِيعِ وَمُسَدَّدٌ
قَالُوا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
واله وَسَلَّمَ قَالَ: "تَسَحَّرُوا فِإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد أبو منصور القومساني حدث بقزوين
فقال ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
الْقَاضِي بِنُهَاوَنْدَ سَنَةَ إِحْدَى وخمسين وثلاثمائة ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ
النَّيْسَابُورِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ دَلِيلٍ ثَنَا أَبِي
عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: "مَنْ أَرَادَ أَنْ
يَتَمَسَّكَ بِقَضِيبِ الْيَاقُوتِ الأَحْمَرِ الَّذِي غَرَسَهُ
اللَّهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ فَلْيَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ".
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أبو طاهر بْن أبي علي الجعفري
السيد ذو الشرفين شريف معروف صاحب ثروة وأمرة ومال وجاه عظيمين ومحبة
للعلم وأهله وكان أبوه مشهور بالصيانة والديانة وأمه فاطمة بنت الشريف
أبي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم الجعفري الذي تقدم ذكره
وهو والد الأمير شرفشاه وتولى هو وأخوه أبو طيب رياسة قزوين ولهما يقول
الشيخ الإمام أبو الفضل يوسف بْن أَحْمَدَ الجلودي:
إلى السيدين الحفيين بي ... أبي طاهر وأبي الطيب
إلى الراجعيين ليوم الفخار ... إلى النسب الأشرف الأطيب
إلى جعفر بْن أبي طالب ... شقيق الرسول وصنوا النبي
كان السيد أبو طاهر معتنيا بسماع الحديث سمع صحيح البخاري من أبي الفتح
الراشدي سنة سبع وأربعمائة والطوالات لأبي الحسن
(1/198)
القطان في مجلدات من أبي طلحة الخطيب
القاضي عَبْد الجبار بن أحمد سنة ثمان وأربعمائة حين ورد قزوين ونزل في
داره وخرج إلى الحج في هذه السنة وهو الذي بنى دار الكتب على باب
الجامع ووقف عليها أوقافا وكان ابتداء وبنيانها سنة خمس عشرة وأربعمائة
وكان يعرف الأدب والتاريخ والشعر ورأيت هذه القطعة منسوبة إليه في غير
موضع:
أقول لمن أمسى وأصبح لاهيا ... وإني بما قد قلته لأمين
على الخير لا تندم إذا ما فعلته ... وبادر به إن الزمان خؤون
تصير حديثا سائرا فاجتهد تكن ... من أحسنه أن أدركتك منون
فكم من كريم نابه الدهر نوبة ... فخيب آمال له وظنون
ألا إنما الدنيا جميعا بأسرها ... هبوب رياح بعدهن سكون
رياحك يابن الجعفري غنيمة ... فخذها وللدنيا عليك عيون
رأيت بخط القاضي عبد الملك بن المعافا أن السيد أبا طاهر كتب إلى جده
مُحَمَّد بْن عَبْد الملك من قلعة شروين في صدر كتاب له.
كأن لم يكن بيني وبين أحبتي ... سلام ولا حال ولا متعارف
(1/199)
ولد السيد أبو طاهر سنة خمس وثمانين
وثلاثمائة وذكر أنه توفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة لكن رأيت في جزء من
حديث أبي طلحة الخطيب سمعه منه أبو طاهر سماع جماعة عليه سنة ست
وأربعين وأربعمائة والله أعلم.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الجعفري الرئيس أبو الطيب أخو أبي
طاهر كان شجاعا جوادا وخرج إلى الحج سنة أربع عشرة وأربعمائة وَسَمِعَ
أَبَا طَلْحَةَ الْخَطِيبَ فِي الطُّوالاتِ لأَبِي الْحَسَنِ
الْقَطَّانِ حَدِيثَهُ عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الأَعْظَمِ وَعَمْرُو
بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ قَالا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْجَرَّاحِ ثَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عبد الرحمن ابن سَابِطٍ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه واله وسلم: "ترآ بي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ: يَا
مُحَمَّدُ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قال: فيم يختصم الملاء
الأعلى؟ " الحديث.
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بكر مُحَمَّد الزنجاني أبو بكر سمع
بقزوين التلخيص في القراءات لأبي معشر عَبْد الكريم ابن عَبْد الصمد
الطبري من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بسماعه
منه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن محمد القارىء الرازي سمع فضائل الصحابة لأحمد
بْن مُحَمَّد الزهري بقزوين تطراة علي بْن عبيد اللَّه بْن بابويه سنة
سبع وأربعين وخمسمائة عن عَبْد الرحيم بْن الشافعي بْن مُحَمَّد
الرعوني.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن المرزبان القاضي روى عنه مُحَمَّد بْن
سليمان بْن يزيد
(1/200)
أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ
حَسْنَوَيْهِ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ
الْجَبَّارِ عَنِ الْحَافِظِ الْخَلِيلِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْزُبَانِ الْقَاضِي بقزوين سنة
ثمان وثلاثمائة ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبْيَرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ
بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مزيد بْن نبهان أبو الثناء الأسدي الأبهري
فقيه قاض وابن قاض سمع الحديث بقزوين من الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل
سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مكي أبو العباس العبدي القزويني روى عنه علي
ابن أَحْمَد بْن صالح فقال ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا ثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ غَزْوَانَ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا الأَصْمَعِيُّ ثَنَا مَالِكُ
بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَطَمَ
أَبُو جَهْلٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ فَشَكَتْ إِلَى أَبِيهَا فَقَالَ: "ائْتِي
أَبَا سُفْيَانَ" فَأَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ فَأَخَذَ بِيَدِهَا
وَقَامَ مَعَهَا حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَبِي جَهْلٍ وَقَالَ لَهَا:
الْطِمِيهِ كَمَا لَطَمَكِ فَفَعَلَتْ فجاءت إلى النبي فَأَخْبَرَتْهُ
فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ لا تُنْسِهَا لأَبِي
سُفْيَانَ" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا شَكَكْتُ أَنْ كَانَ إِسْلامُهُ
إِلا لِدَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ1.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن منصور أبو منصور القطان الفقيه القزويني
عالم
__________
1 هذا الحديث رواه الشعبى وهو من موالى بنى أمية يروى لهم المناقب لنا
كلام حول هذه الرواية راجع التعليقات.
(1/201)
مشهور كان يقال له أسد السنة سمع أبا يعلى
الموصلي وعَبْد اللَّه بْن أبي سفيان بالموصل والبغوي والباغندي وابن
عَبْد الجبار الصوفي وأقرانهم ببغداد وابن عقدة وعَبْد اللَّه بْن
زيدان بالكوفة وأحمد بْن كثير الدينوري وعلي بْن أبي طاهر ويوسف بْن
عاصم ومحمد بْن مسعود بقزوين وكان كثير العلم والرواية وأملى خمس عشرة
سنة في الجامع على الصحة والاستقامة وتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
أَنْبَأَنَا الْقَاضِي عَطَاءُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ كِتَابِ
الْخَلِيلِ بْنِ عبد الجبار ثنا داؤد ابن المختار المقرىء ثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَطَّانُ ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَكَانُوا يُصَلُّونَ الظُّهْرَ
رَكْعَتَيْنِ وَلا يُصَلُّونَ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا.
حدث أبو منصور في بعض أماليه عن مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري النحوي
قَالَ ثنا أبي ثنا عامر بْن عمران أبو عكرمة الضبي قَالَ: خاصم أبو
دلامة إلى عافية القاضي فأنشأ يقول:
لقد خاصمتني دهاة الرجال ... وخاصمتها سنة وافيه
فما أدحض اللَّه لي حجة ... ولا خيب اللَّه لي قافية
فمن كنت أحذر من جورهم ... فلست أخافك يا عافية
فقال: والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين قَالَ: ولم؟ قَالَ:: لأنك
هجوتني قَالَ إذا والله يعز لك قَالَ: لم؟ قَالَ: لأنك لا تعرف المدح
من الهجو ولقي
(1/202)
أبو منصور أبا العباس بْن شريح ولعله تفقه
عليه.
قَالَ أبو عَبْد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفيه: ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ
أحمد ابن سَعِيدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ ثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَطَّانُ
الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي العباس ابن شُرَيْحٍ مَا هَذَا
الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ الْجُنَيْدُ قَالَ: لا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّ
لِلْقَايَةِ صَوْلَةً مَا هي بصولة بطل وبلغني أَبَا مَنْصُورٍ
الْقَطَّانَ كَانَ يَرْقِي فَيَضَعُ يُمْنَاهُ عَلَى مَوْضِعِ
الْوَجَعِ وَيَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ
الْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَبِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ
مِنْ شَرِّ مَا نَجِدُ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ
الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ إِلَى آخِرِ
السُّورَةِ وَيَقْرَأُ الْحَمْدُ للَّهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَيَبْرَأُ
الْعَلِيلُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن منصور الفقيه أبو المنذر القزويني القطان
أخو أبي منصور وهو أصغر منه سمع من الحسن بْن علي الطوسي وإسحاق بْن
مُحَمَّد وببغداد المحاملي وابن زياد النيسابوري وبمصر أبو القاسم
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني القاضي وروى عن مُحَمَّد
بْن أَحْمَدَ بْن حماد زعبة وروى عنه أبو بكر بْن لال وتوفي سنة ثمان
وخمسين وثلاثمائة وقيل سنة سبع وصلى عليه أخوه أبو منصور.
حَدَّثَ الْحَافِظُ أَبُو الْفِتْيَانِ الدِّهِسْتَانِيُّ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدِ أَنْبَأَ أَبُو
بَكْرِ بْنُ لالٍ ثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ مَنْصُورٍ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ
بِمِصْرَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُشَيْشٍ ثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ ثَنَا أَبِي ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعِ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسول الله
(1/203)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: "اصْنَعِ الْمَعْرُوفَ إِلَى أَهْلِهِ وَإِلَى غَيْرِ
أَهْلِهِ فَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ أَصَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ تُصِبْ
أَهْلَهُ كُنْتَ أَهْلَهُ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن منصور أبو الزبير القطان أخو الأولين خرج مع
أبي الحسن القطان إلى صنعاء ومكة ومات وهو شاب لم يبلغ الرواية.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجبار بْن
أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد السمعاني المروزي أبو المعالي بيته من البيوت
الرفيعة وكان عزيز النظر في التذكير لطيف العبارة ورد قزوين وأكرم
أهلها مورده وذكر بها وأحضرت مجلس تذكيره للنظارة لصغري وأنا أتذكره
روى الحديث عن أبيه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مهدي القزويني توطن أبوه بالري وولده بها
وكان له ثروة ومروة وتفقه مدة وكان يعرف طرفا من الحساب وسمع معي
الحديث بالري أخبرني وإياه القاضي أبو علي الحسين بْن مُحَمَّد ابن
الحسين بْن مُحَمَّد بْن القاضي الحسين المروروزي سنة سبع وثمانين
وخمسمائة وقد قدم الري حاجا.
أَنْبَأَ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ يَعْلَى بْنِ عَوَضٍ أَنْبَأَ
مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ أَنْبَأَ عَبْدُ الْجَبَّارِ
بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَافِظُ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلانِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ
فَقَالَ: "بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا
وَلا تَسْرِقُوا وَلا تَزْنُوا" ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمُ الآيَةَ
"فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ
(1/204)
مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ عَلَيْهِ
فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ
اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ
وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن موسى المروزي أبو الحسين التاجر قدم قزوين
غازيا سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وحدث بها روى عنه الخليل الحافظ في
مشيخته فقال ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ هَذَا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ أَبِو شِنْجِيِّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُجَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِيًا
مَوْلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
واله وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الميت قال: "استغفروا الله
وسئلوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ". وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "القبر أول منزل مِنْ مَنَازِلِ
الآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ وَإِلا فَمَا
بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن ميمون بْن عون الكاتب أبو بكر جد مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الذي سبق ذكره سمع بقزوين إسماعيل بْن
توبة وأقرانه وبمكة مُحَمَّد بْن إسماعيل الصائغ وابن أبي ميسرة رأيت
بخط بعضهم سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ميمون يقول سمعت أبي يقول: ما
جلست منذ عقلت على غير وضوء إلا مرتين وفي كلتيهما أغتممت.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن أبي المظفر أبو سعيد سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ بِقَزْوِينَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ
وثلاثمائة وَمِمَّا سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَ ابْنِ صَالِحٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ ثنا مَوْلَى رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(1/205)
وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أبي رافع: أن النبي كَانَ
إِذَا تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ تَرَكَ خَاتَمَهُ.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن ناصح الوزان سمع أبا الحسن القطان في
الطوالات يحدث عن أبي الحسن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سليمان
الصنعاني وذكر أنه حدثه بصنعاني سنة خمس وثمانين ومائتين ثَنَا صَابِرُ
بن سالم ابن حُمَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ
بْنِ مَالِكٍ أَبُو أَحْمَدَ الْبَجَلِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ في طرف
البصرة وحدثني أبي سالم حدثني أبي حميد حدثني أبي يَزِيدَ حَدَّثَتْنِي
أُخْتِي أُمُّ الْقَصَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي
أبي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ فَطَلَعَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْبَجَلِيُّ فَبَسَطَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رِدَاءَهُ وَقَالَ: "هَذَا كَرِيمُ قَوْمٍ
فَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه القزويني أبو عَبْد اللَّه
سَمِعَ بِبَغْدَادَ أَبَا الْحَسَنِ سَعْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة فِي
رَجَبٍ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي القاسم علي بْن أَحْمَدَ بْن بَيَانٍ
أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَ أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّقَّا الْحَافِظُ ثَنَا
مُوسَى هُوَ ابْنُ سَهْلِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثَنَا هِشَامُ هُوَ
ابْنُ عَمَّارٍ عَنْ حَاتِمِ ابن إسماعيل ثنا صالح ابن مُحَمَّدِ بْنِ
زَائِدَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ
يَضِيفُ الضَّيْفَ وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ ويَفْعَلُ وَيَفْعَلُ فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةَ
وَلَمْ يَقُلْ قَطُّ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ رَبِّ اغْفِرْ
لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ
(1/206)
الدِّينِ". أَنْبَأَنَا الْحَدِيثَ
وَالِدِي رَحِمَهُ الله بقرأته عَلَى سَعْدِ اللَّهِ سَنَةَ تِسْعٍ
وثلاثين وخمسمائة.
محمد بْن أَحْمَدَ بْن الوزير أبو بكر الوراق روى عنه ميسرة بْن علي
وروى عن إسماعيل بْن توبة وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يوسف المقدسي
قَالَ ميسرة في مشيخته ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي
الْوَزِيرِ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ قَالا ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
تَوْبَةَ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مَيْمُونٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَوَلَّوْا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ فِي
عُنُقِي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يعقوب أبو بكر المروزي ثقة ولد بقزوين وأقام
بالري سمع مُحَمَّد بْن أيوب وعلي بْن الحسين الجنيد قَالَ الحافظ
الخليل: سمعت أبا حاتم اللبان يروي عنه ويثني عليه أَنْبَأَنَا أَبُو
الْفَضْلِ الْكَرَجِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْكَرَجِيُّ أَنْبَأَ الْقَاضِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ
أَحْمَدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَرْزِيُّ
بِالرَّيِّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ ثَنَا أَبُو
الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ
بْنِ الأَسْقَعِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: "كُنْ وَرِعًا تَكُنْ
أَعْبَدَ النَّاسِ وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ وَأَحِبَّ
لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَأَحْسِنْ
مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَأَقِلَّ الضَّحِكَ
فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يعقوب أبو عَبْد اللَّه المرزي كان ينزل
قزوين وربما أقام بالري روى عن أبي يعلى الموصلي وزنجويه بْن خالد وسمع
(1/207)
بمكة من أبي ميسرة وببغداد من الكديمي
وأقرانه وحدث عنه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وعلي بْن
مُحَمَّد المرزي والمرزيون جماعة كثيرة من أهل الفقه والحديث تأتي
أسماؤهم في مواضعها إن شاء اللَّه تعالى.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يوسف بْن أبي الليث القزويني أبو الحسين
الفقيه سمع صحيح البخاري أو بعضه من أوله من أبي الفتح الراشدي سنة ست
وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المعسلي أبو منصور سمع أبا عَبْد اللَّه الحسين
بْن حلبس وفيما سمع منه رواه ابن حلبس عن أبي علي الحسين بْن حمدان
الصيدناني ثنا مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز أنبأ الفضل بْن موسى عن الفضل
بْن دلهم عن الحسن في قوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ،
قَالَ هو أبو بكر وأصحابه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الفارسي سمع أبا الحسن القطان حَدَّثَ عَنْ حازم
ابن يَحْيَى ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
"لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلا يَبْلَى إِلا عَظْمًا وَاحِدًا
قَالَ: وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ قوله يركب الحق يوم القيامة".
محمد بْن أَحْمَدَ الدربكي سمع تفسير بكر بْن سهل الدمياطي أو بعضه من
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد الكيساني ويمكن أن يكون منسوبا إلى
المحلة بواقعة بطريق دزج المنفصلة عن العمارات فإنها تدعى دربك.
محمد بْن أَحْمَدَ الهروي حدث بقزوين أخبرنا عن كتاب أبي علي الحداد إن
الحافظ الخليل كتب إليه من قزوين قَالَ حَدَّثَنِي
(1/208)
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ
ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ إِمَامُ جَامِعِ
قَزْوِينَ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْهَرَوِيُّ بِقَزْوِينَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ خُذَامٍ السَّقْطِيُّ
بِالْبَصْرَةِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ
ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَبَّرَنِي جِبْرَئِيلُ
عَنِ اللَّهِ تَعَالَى أنه قال: وعزتي وجلالي ووجدانيتي وَارْتِفَاعِ
مَكَانِي وَفَاقَةِ خَلْقِي إِلَيَّ واستواء عَلَى عَرْشِي أَنِّي
لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأُمَّتِي يَشُبَّانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ
أُعَذِّبُهُمَا" فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَبَكَّى عِنْدَ ذَلِكَ فَقُلْنَا: مَا يُبْكِيكَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بَكَيْتُ لِمَنْ يَسْتَحِي اللَّهُ
مِنْهُ وَلا يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ". خذام بالخاء والذال المعجمتين.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ أبو بكر الشعيري سمع عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
صَالِحٍ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وأنا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
إسحاق الكيساني وأبا القاسم عَبْد العزيز بْن ماك وغيرهم وكان من
الفقهاء المذكورين ويمكن أن يكون هو مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن الحسن
الشعيري الذي مر ذكره وسمع مُحَمَّد بْن علي بْن عمر المعسلي في فوائد
العراقين رواية عَبْد الرحمن ابن أبي حاتم برواية المعسلي عنه ثَنَا
مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ الرَّمْلِيُّ ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعٍ عَنْ
زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ نَسِيبِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنِ الْعَلاءِ
بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ عَنْ أَنَسٍ سَمِعَ النَّبِيَّ قَائِلا
يَقُولُ:
يَا ذَا الْجَلالِ يَا ذَا الْبَهْجَةِ وَالْجَمَالِ يَا حَسِنَ
الْفِعَالِ أَسْأَلَكَ أَنْ تُعِينَنِي عَلَى مَا يُنْجِينِي مِمَّا
خَوَّفْتَنِي مِنْهُ وَأَنْ تَرْزُقَنِي شَوْقَ الصَّادِقِينَ إلى
(1/209)
مَا شَوَّقْتَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ: "يَا
أَنَسُ أَتِيهِ فَقُلْ لَهُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَقُلْ لَهُ
فَلْيَسْتَغْفِرْ لِي" فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لِي وَلأَخِي
أَبْلِغْهُ مِنِّي السَّلامَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ
فَضَّلَهُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ كَمَا فَضَّلَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عَلَى
سَائِرِ اللَّيَالِي ثُمَّ قَالَ: "يَا أَنَسُ تَعْرِفَهُ؟ " قَالَ: لا
قَالَ: "ذَاكَ أَخِي الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ التميمي الطبري أبو جعفر سمع أبا الفتح الراشدي
بقزوين سنة ست عشرة وأربعمائة صحيح البخاري أو بعضه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ أبو منصور الأستاذي القزويني سمع أبا الفتح
الراشدي فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي نُعْيَمٍ
ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ
عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرِ
سَعْدٍ يُرِيدُ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ لِسَعْدِ
بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ "ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المتكلم القزويني سمع مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ عُمَرَ الصيدناني مع أَحْمَد بْن علي المعسلي والخليل الحافظ
وجماعة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ أبو بكر القزويني روى عنه مُحَمَّد بْن سعيد
الخفاف أَنْبَأَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِجَادَةً عَنْ
كِتَابِ عَبْد الرحيم بْن الشافعي بْن محمد ابن إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ
أَنْبَأَ أَبُو الْفَتْحِ الرَّاشِدِيُّ ثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ عَامِرٍ بِالْكُوفَةِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ
بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَفَّافُ الزَّنْجَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ أَبُو بَكْرٍ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ عَنْ
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قال
رسول الله
(1/210)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْفَاقَةَ لأَصْحَابِي سَعَادَةٌ أَنَّ الْغَنِيَّ
لِلْمُؤْمِنِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سَعَادَةٌ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ العجلي أبو نعيم القزويني رأيت أجزاء من حديثه
وفيها ثَنَا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ العباس ابن الْحُسَيْنِ بْنِ
أَحْمَدَ الصَّفَّارُ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْهَاشِمِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُدْبِرِيُّ عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ: "أَتَانِي
جِبْرَئِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ الإِسْلامُ عَشْرَةُ أَسْهُمٍ
وَخَابَ مَنْ لا سَهْمَ لَهُ.
أَوَّلُهُمَا شِهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَالثَّانِي
الصَّلاةُ وَهِيَ الطُّهْرُ والثالث الزكوة وَهِيَ الْفِطْرَةُ
وَالرَّابِعُ الصَّوْمُ وَهُوَ الْجَنَّةُ وَالْخَامِسُ الْحَجُّ
وَهُوَ الشَّرِيعَةُ وَالسَّادِسُ الْجِهَادُ وَهُوَ الْغَزْوُ
وَالسَّابِعُ الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَهُوَ الْوَفَاءُ وَالثَّامِنُ
النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَهُوَ الْحُجَّةُ وَالتَّاسِعُ
الْجَمَاعَةُ وَهِيَ الأُلْفَةُ وَالْعَاشِرُ الطَّاعَةُ وَهِيَ
الْعِصْمَةُ".
سمع أبو نعيم هذا أبا حاتم بْن خاموش جزأ من الحكايات جمعه وفيه سمعت
عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المؤدب يقول: قرأت على قبر عمرو
ابن معدي كرب بنهاوند مكتوبا.
كل حي وإن بقي فمن العمر يستقي ... فاعمل اليوم واجتهد واحذر الموت
ياشقي
محمد بْن أَحْمَدَ البستي سمع ربيعة بْن علي العجلي بقزوين في شعبان
سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة أحاديث منها حديث ربيعة عن أبي علي
(1/211)
الحسين القاضي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
بْنِ خَالِدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْعَابِدُ ثَنَا
مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
"أَيَّمَا رَجُلٌ أَطْعَمَ جَائِعًا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَعَامِ
الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَمَّنَ خَائِفًا أَمَّنَهُ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ أبو عنان الغواس سمع الصحيح البخاري أو بعضه من
الشيخ أبي الفتح الراشدي في الجامع بقزوين سنة أربع عشرة وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الخياط سَمِعَ أَبَا الْفَتْحِ الرَّاشِدِيَّ
سَنَةَ إِحْدَى وعشرين وأربعمائة فِي كِتَابِ الزُّهْدِ لابْنِ أَبِي
حَاتِمٍ بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ السُّهْرَوَرْدِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ حَدِيثُهُ
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْرَائِيلَ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ ثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ نِيَّتَهُ طَلَبُ
الدُّنْيَا شَتَّتَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ الْفَقْرَ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يُؤْتِهِ مِنْهَا إِلا مَا كُتِبَ لَهُ
وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتَهُ طَلَبُ الآخِرَةِ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ
وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَآتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ
رَاغِمَةٌ".
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الزبيري أبو بكر سَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ
الْقَطَّانَ فِي إِمْلاءٍ لَهُ مِنَ الطُّوالاتِ ثنا أَبُو حَاتِمٍ
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ
أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَمَّادٍ ثنا محمد ابن
طَلْحَةَ الطَّوِيلُ عَنْ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي
ثَمَرٍ عَنْ أَبِي نَمِرٍ وَكَانَ أَبُو نَمِرٍ مِمَّنْ يَرْعَى
الإِبِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عليه واله وسلم
(1/212)
قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ
عَلَيْهِمْ مَمَاطِرٌ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ هُوَ
رأَسْهُمُ يُدْعَى قَدَّ بْنَ مَالِكٍ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ: "أَمَعَكَ
مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ فَقَرَأَ {عَبَسَ وَتَوَلَّى}
حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا فَزَادَ فِيهَا. وَهُوَ الَّذِي أَنْعَمَ
عَلَى الْحُبْلَى فَأَخْرَجَ مِنْهَا نَسَمَةً تَسْعَى بَيْنَ صِفَاقٍ
وَحَشَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله
وَسَلَّمَ: "لا تَزِدْ فِي الْقُرْآنِ مَا لَيْسَ فِيهِ الصِّفَاقُ
جِلْدَةُ البطن".
محمد بْن أَحْمَدَ الهادي أبو عَبْد اللَّه البغدادي سمع أبا منصور
المقومي بقزوين سنة سبع وسبعين وأربعمائة وسمع منه أبو أَحْمَد الكوفي
بها سنة ثمان وسبعين وأربعمائة حديثه عن أبي الفتح المظفر بْن حمزة
الجرجاني ثنا أبو معمر المفضل بْن إسماعيل الإسماعيلي أَنْبَأَ أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عمر الحافظ ثنا مُحَمَّد بْن سليمان بْن علي
المالكي بالبصرة ثنا مُحَمَّد ابن مسكين ثنا أبو سعيد أسد بْن موسى ثنا
يزيد بْن أبي الزرقا ثنا عَبْد اللَّه ابن أبو سلمة عن يونس بْن بكر
العبدي عن قرة بْن خالد السدوسي عن مورق العجلى.
قَالَ: لما حضرت عبيد اللَّه بْن شداد بْن الأزهر العبدي الوفاة وكان
مهاجرا دعا ابنه محمدا في مرضه فقال: يا بني أنى أرى داعي الموت لا
يقلع ومن مضى لا يرجع ومن بقي فإليه ينزع وإني أوصيك بتقوى اللَّه
وليكن أولى الأمور بك الشكر لله مع حسن النية في السر والعلانية وأعلم
أن الشكر مستزاد والتقوى خير زاد وكن يا بني كما
(1/213)
قَالَ الخطيئة:
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقي هو سعيد
وتقوى اللَّه خير الزاد ذخرا ... وعند اللَّه للأتقى مزيد
وما لا بد أن يأتي قريب ... ولكن الذي يمضي بعيد
ثم قَالَ يا بني كن جوادا بالمال في مواضع الحق بخيلا بالأسرار عن جميع
الخلق فإن أَحْمَد جود الحر الإنفاق في وجه البر والبخل بمكنون السر
كما قَالَ قيس بْن الخطمر الأنصاري:
أجود بمضنون التلاد وإنني ... بسرك عمن سألني لضنين
إذا جاوز الإثنين سر فإنه ... ينث وتكثير الحديث قمين
وإن ضيع الإخوان سرا فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين
النث كالبث ويروي وتكثير الوشاة قمين.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الحنبلي سمع بقزوين غَرِيبِ الْحَدِيثِ لأَبِي
عُبَيْدٍ مِنْ أبي مُحَمَّد الطيني سنة خمس وأربعمائة وسمع أبا الحسن
الراشدي حديثه عن أبي طاهر مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن إسحاق
بن خزيمة ثنا
(1/214)
جَدِّي ثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ لَمْ يَقُصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ وَلا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَلا
عَلَى عَهْدِ عُمَرَ وَلا عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ إِنَّمَا كَانَ الْقَصَصُ حَيْثُ كَانَتِ الْفِتْنَةُ.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الأخويني البيع ويعرف بمحمد بْن أبي مُحَمَّد
سمع أبا الفتح الراشدي في التفسير من صحيح البخاري ثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا جَرِيرٌ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ
الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
، شُقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبَسْ
إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ لَيْسَ بِذَلِكَ أَلا تَسْمَعَ إِلَى
قَوْلِ لُقْمَانَ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ أبو بكر البغوي سمع بقزوين جزأ من السيد أبي
طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الجعفري فيه حديثه من شيوخه سنة نيف
وأربعين وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أبي أَحْمَد الناطقي سمع الحديث بقزوين من أبي عَبْد
اللَّه القطان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
فصل
محمد بْن إدريس بْن منذر بْن داؤد بْن مهران أبو حاتم الحنظلي الرازي
إمام متفق عليه مرجوع إليه سمع بالري عَبْد الصمد بن عبد العزيز
(1/215)
وإبراهيم بْن موسى وبالكوفة عَبْد اللَّه
بْن موسى وأبا نعيم وقبيصة وبالبصرة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه
الأنصاري وأبا زيد سعيد بْن أوس النحوي وببغداد عاصم بْن علي وهوذة بْن
خليفة وبمكة مُحَمَّد بْن بكار بْن بلال وبالمدينة إسماعيل بْن أبي
أويس وبالشام آدم بْن أبي أياس وبمصر عَبْد اللَّه بْن يوسف ويروى عنه
أنه قَالَ: كتبت عن أبي شيخ عن أبي حاتم اللبان أنه قَالَ: جمعت من روى
عنه أبو حاتم فبلغوا قريبا من ثلاثة آلاف.
عن عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم قَالَ سمعت أبي يقول: أحصيت ما مشيت على
قدمي في طلب الحديث فلما زد على ألف فرسخ تركت الإحصاء وعن علي بْن
إبراهيم بْن سلمة أنه قَالَ: ما رأيت مثل أبي حاتم بالعراق ولا بالحجاز
ولا باليمن فقيل له قد رأيت إسمعيل القاضي وإبراهيم الحربي وغيرهما من
علماء العراق فقال ما رأيت أجمع من أبي حاتم ولا أفضل منه روى عنه يونس
بْن عَبْد الأعلى والربيع بْن سليمان وهما أكبر سنا منه وأحمد بْن
منصور الرمادي وأبو بكر بْن أبي الدنيا ومحمد بن محلد الدوري ورد قزوين
سنة ثلث عشرة ومائتين وتوفي سنة خمس وسبعين ومائتين كذا ذكره الخليل
الحافظ وحكى أبو بكر الخطيب الحافظ أنه توفي سنة سبع وسبعين.
فصل
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إبراهيم بْن مخلد الحنظلي المروزي أبو الحسن
يعرف أبوه
(1/216)
براهويه وهو الإمام المشهور ورد قزوين سنة
ثمان وسبعين ومائتين مع رافع بْن هرثمة وكان قاضي العسكر وردوها لغزو
الديلم وبنوا بها مسجدا قَالَ أبو بكر الخطيب: وكان أبو الحسن عالما
بالفقه مستقيم الحديث قتلته القرامطة في رجوعه من الحج سنة أربع وتسعين
ومائتين ولد بمرو ونشأ بنيسابور وكتب الحديث بخراسان والعراق والحجاز
والشام ومصر وروى عنه من أهل قزوين عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَهْرَوَيْهِ وعلي بْن إبراهيم القطان وآخرون.
قَالَ أبو الحسن القطان في الطوالات: ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثنا
يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ وَضَعَ عُمَرُ
بْن الخطاب رضي اللَّه عنه لِلنَّاسِ ثَمَانِ عَشْرَةَ كَلِمَةً
حِكْمَةً كُلَّهَا قَالَ مَا عَاقَبْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ
بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى
أَحْسَنِهِ حَتَّى يَجِيئَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ وَلا تَظُنَّنَّ
بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي
الْخَيْرِ مَحْمَلا وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتْ الْخَبَرَةُ
بِيَدِهِ وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ
أَسَاءَ الظَّنَّ بِهِ وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَإِنَّهُمْ
زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ وَعُدَّةٌ فِي الْبَلاءِ وَلا تَهِينُوا
بِالْحَلِفِ بِاللَّهِ فَيُهِنْكُمُ اللَّهُ وَلا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ
يَكُنْ فَإِنَّ فِيمَا كَانَ شُغْلا عَمَّا لَمْ يَكُنْ وَلا تَعْرِضْ
فِيمَا لا يَعْنِيكَ وَعَلَيْكَ الصِّدْقَ وَإِنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ.
وَلا تَطْلُبْ حَاجَتَكَ إِلَى مَنْ لا يُحِبُّ نَجَاحَهَا لَكَ
وَاعْتَزِلْ عَدُّوَّكَ وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلا الأَمِينُ وَلا
أَمِينَ إِلا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ وَلا تَصْحَبِ الْفُجَّارَ
لِتَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِمْ وَذُلَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ واستعص
(1/217)
عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ وَتَخَشَّعْ عِنْدَ
الْقُبُورِ وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} .
قد سمع مُحَمَّد بْن إسحاق هذا أباه وأحمد بْن حنبل وسويد بْن نصر وأبا
سعيد الأشج ويونس بْن عَبْد الأعلى وعلي بْن حجر ومحمد ابن رافع ومحمد
بْن يحيى الذهلي وعلي بْن المديني وأبا مصعب الزهري وغيرهم.
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إبراهيم بْن المؤمل الجوهري أبو الفتح المراغي
البزار حديث بقزوين رأيت في فوائد مُحَمَّد بْن الحسين البزار ثنا
أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ فِي خان
سندول ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا
أَبُو الْعَبَّاسِ عِيسَى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى بْنِ عبد الله
الأنصاري الحظمي ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَرْبِ بْنِ طُلَيْبٍ
الْهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ داؤد بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبْيَرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ شطأه فآذره.
قَالَ: أَصْلُ الزَّرْعِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَخْرَجَ شَطْأَهُ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ فَآزَرَهُ بِأَبِي
بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَاسْتَغْلَظَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاسْتَوى
على سوقة بعثمان يعجب الزرع بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِيَغِيظَ
بِهِمُ الْكُفَّارَ بِبُغْضِهِمْ.
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن أبي تيمار البيع أبو الحسن القزويني كان من
الفقهاء بها توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن الشافعي ابن أبي الفتح القزويني أبو اليمان
(1/218)
السليماني ويعرف بالشافعي والواعظ شيخ كان
فيه خير وعفة ومحبة للعلم ونسبة إليه وجمع وكتب بخطه كتبا ووقفها وسمع
بنيسابور كتاب معرفة السنن والآثار للحافظ أبي بكر أَحْمَد بْن الحسين
البيهقي من أبي محمد عبد الجبار بن البيهقي بقرأة الإمام أبي منصور
العطاري سنة خمس وعشرين وخمسمائة وسمع الحافظ شهردار بْن شيرويه
الديلمي بهمدان من أول كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ رحمه
اللَّه إلى ترجمة أبي سليم الداراني سنة اثنين وخمسين وخمسمائة وأجاز
له الباقي وكان لا يزال يسمع ويكتب ويجمع وكان حلو التذكير مقبولا عند
الناس وسمعت غير واحد أنه قَالَ في آخر مجلس له للقاري بين يديه وقد
استملى قراآته هكذا فاقرأ أمام جنازتي يوم كذا فوافق قوله الحال.
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد بْن إسحاق ابن يزيد بْن كيسان
القزويني أبو عَبْد اللَّه الكيساني من المزكين والمحدثين بقزوين وقد
سبق ذكر جده يزيد بْن كيسان في التابعين سمع بقزوين أباه وأبا الحسن
القطان وأحمد بْن مُحَمَّد بْن ميمون ومحمد بْن صالح الطبري ومحمد بن
مسعود ابن مهرويه وعلي بْن جمع وبالري عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم ومحمد
بْن عيسى الوسقندي وأبا العباس الشحام وبهمدان أَحْمَد بْن محمد بن أوس
المقرىء وببغداد القاسم بْن إسماعيل والحسين بْن إسماعيل المحامليين
ويزداد بْن عَبْد الرحمن الكاتب وأبا بكر بْن مجاهد وبمكة أبا سعيد ابن
الأعرابي ومحمد بْن الربيع بْن سليمان الجيزي وبالكوفة ابن عقدة وهناد
بْن السري التميمي وبقرميسين مُحَمَّد بْن موسى بْن أحمد السرخسي
(1/219)
وبزنجان أَحْمَد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد
بْن سعيد.
قَالَ الخليل الحافظ: وكان ثقة كبيرا مرحولا إليه توفي في ذي قعدة سنة
ثلاث وثمانين وثلاثمائة وقد نيف على التسعين وروى عنه الخلق الكثير.
أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ عَمُّ وَالِدِي ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن
إسحاق ثنا الحسن ابن عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ حَيَّانَ ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عليه وآله وسلم قَالَ: "مَنْ حَمَلَ مِنْ
أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ".
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد أبو الحسين الأنصاري القزويني من ولد
الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه وذكر أن جده هو محمد بن
يونس ابن عثمان بْن عبيد اللَّه بْن يزيد بْن البراء بْن عازب والله
أعلم روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته.
فقال: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ الأَنْصَارِيُّ هَذَا فِي سنة ست
وسبعين وثلاثمائة ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّهْرُزُورِيُّ
سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقرىء ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ثَنَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مع النبي صلى اللَّه عليه واله
وَسَلَّمَ وَدَعَاهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ
قَصْعَةً فِيهَا مَرَقٌ وَفِيهِ دُبًّا فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ
الدُّبَّا فَلا أَزَالُ أُحِبُّهُ لِحُبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
(1/220)
الدُّبَّاءُ بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ
وَضَمِّ الدَّالِ القرع. الواحدة دباة.
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد سمع أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
إسحاق الكيساني بقزوين تفسير بكر بْن سهل الدمياطي أو بعضه.
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مهران أبو بكر القزويني روى عن إسماعيل بْن
توبة وروى عنه ميسرة بْن علي وأبو عَبْد اللَّه الكيساني وفيما حَدَّثَ
عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ تَوْبَةَ ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وال وَسَلَّمَ: "نَهَى أَنْ يَتَلَقَّى السِّلَعَ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ
إِلَى الأَسْوَاقِ".
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن يزيد بْن كيسان جد أبي عَبْد اللَّه الكيساني
سمع علي بْن مُحَمَّد بْن الطنافسي وعَبْد اللَّه بن الجراح القهستاني
ومحمد ابن مهران الحمال وروى عنه ابنه إسحاق وغيره وذكر أنه كان من
خيار عباد اللَّه عز وجل رَأَيْتُ بِخَطِّ الْخَلِيلِ الْحَافِظِ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ ثَنَا أَبِي إِسْحَاقَ ثَنَا
أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ
الْبَكَّاءُ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله
وَسَلَّمَ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا
فَبَلَّغَهُ كَمَا بَلَّغَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ
سَامِعٍ".
مُحَمَّد بْن إسحاق الوراق سمع أبا علي الحسن بْن علي الطوسي في
القراآت لأبي حاتم السجستاني اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يعني أبويه
وقرأ سعيد بْن جبير ولوالدي يعني أباه.
(1/221)
فصل
محمد بن أسد بن طاؤس الراميني سمع كتاب الأحكام أو بعضه من أبي سليمان
مُحَمَّد بْن سليمان بْن يزيد الفامي بقزوين بسماعه من أبي علي الطوسي
مصنفه.
فصل
محمد بْن أسعد بْن أَحْمَدَ الزاكاني القزويني أبو عَبْد اللَّه خالي
فقيه مدرس مذكر مناظر مفسر شروطي حسن المنظر والمخبر والخط تلمذ له
جماعة من خواص الفقهاء وكان له جاه وقبول عند العوام تفقه بقزوين مدة
على والده وعلى والدي رحمهم اللَّه ثم بأصبهان وسمع بهما الحديث وسافر
آخرا إلى همدن وناب في قضائها وقبله أكابرها وحمدوه وتوفي بها سنة تسع
وثمانين وخمسمائة ونقل منها إلى قزوين.
مما سمع بقزوين فضائلها سمعه من أبي الفضل الْكَرَجِيّ ومجلدتان أو
أكثر من الطوالات لأبي الحسن القطان سمعهما من أبي سليمان الزبيري وسمع
الكثير من والدي ومن خاله الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل وأجاز له من
مشائخ بغداد ابن البطي وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن النقور ويحيى
ابن ثابت النقال وعَبْد الخالق بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد القادر بْن
مُحَمَّد بْن يوسف ومن مشايخ أصبهان الحسن بْن العباس الرستمي وأبو
طاهر ابن هاجر وعثمان بْن نصر الحللي وآخرون ومن مشايخ نيسابور إسماعيل
ابن عبد الرحمن العضايدي وعَبْد الكريم بْن الحسن الكاتب وعبد الخالق
(1/222)
ابن زاهر الشحامي وأحمد بْن أبي الفضل
الشقاني ومن غيرهم صاعد بْن عَبْد الكريم بْن شريح وعلي بْن أبي صادق
السعدي وأبو القاسم الناصحي والمرتضى بْن الحسن بْن خليفة
مُحَمَّد بْن أسعد بْن مُحَمَّد بْن عثمان العاقلي أبو سليمان فقيه
مناظر تفقه بقزوين وهمدان وأصبهان وكان له طبع قويم وشعر جيد ومعرفة
بصناعة الشعر وبالعربية وحذق وجرى في الكلام ودرس بقزوين مدة ثم انتقل
إلى أبهر وكان في سلفه معارف ومياسير مذكورون وسمع الحديث بقزوين من
والدي رحمه اللَّه ومن علي بْن المختار الغزنوي ومن جده لأمه أبي الفضل
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الْكَرَجِيّ وسمع بهمدان من الإمام أبي
القاسم عَبْد اللَّه بْن حيدر القزويني وأبي الحياة مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه بْن عمر الظريفي البلخي وسمع الكثير بأصبهان من مشائخها.
مُحَمَّد بْن أسعد بْن المشرف بْن نصر أبو بكر بْن أبي الفضائل بسبب
جماعة من القضاة والفقهاء تأتي أسماؤهم في مواضعها وأجاز لمحمد هذا
الشيخ أبو الوقت عَبْد الأول السجزي مسموعاته وأجازاته.
فصل
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أَحْمَدَ بن محمد بن داؤد أبو الفرج النساج
الواعظ هو وأبوه وجده علماء مكثرون متقنون ووعاظ محسنون ورأيت أجزاء من
تعليق أبي الفرج هذا في المذاهب على الأستاد أبي سعد الحسن بْن
أَحْمَدَ بن صالح وعلى الأستاد أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عمر بن
(1/223)
عَبْد اللَّه بْن زاذان.
سمع ببغداد الدرقطني وابن شاهين وبأصبهان ابن المقرىء وبقزوين أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن أبي رزمة وأبا منصور القطان وأبا عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد ومما سمع منه مسند أبي داؤد الطيالسي
سمعه منه سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بروايته عن أبيه عن يونس بن حبيب عن
أبي داؤد وروى عن أبي الفرج هذا الخليل الحافظ في مشيخته ومحمد بْن
الحسين بْن عَبْد الملك بْن البزاز في فوائده والحافظ أبو سعد السمان
في معجم شيوخه.
فقال: ثَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُذَكَّرُ
النَّسَّاجُ فِي دَارِهِ بِقَزْوِينَ بِطَريِقِ الرَّيِّ ثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ
الأَسْدِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ
قُدَامَةَ بن وبرة عن الأصبغ ابن نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنْتُ
مع النبي صلى اللَّه عليه واله وَسَلَّمَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي
يَوْمٍ مَطِيرٍ دَجْنٍ إِذْ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ
وَمَعَهَا مُكَارٌ فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي هُوَّةِ مِنَ الأَرْضِ
فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ فَقَالَ:
"يَرْحَمُ الله المتسرولات" ثلاثا "يا أيها النَّاسُ الْبَسُوا
السَّرَاوِيلاتِ وَخُصُّوا بِهَا نِسَاءَكُمْ فَإِنَّهَا أَسْتَرُ
لِثِيَابِكُمْ".
الدَّجْنُ الْغَيْمُ وَأَصْلُهُ الظُّلْمَةُ وَالْهُوَّةُ مِنَ الأرض
الموضع المنخفض محمد بْن إسماعيل بْن إسحاق بْن إبراهيم الماهاباذي أبو
أحمد
(1/224)
الأصبهاني المقرىء سمع بقزوين فضائل القرآن
لأبي عبيد من أبي عَبْد اللَّه الزبير بْن مُحَمَّد الزبيري سنة سبع
وأربعمائة بروايته عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْرُوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَفِي الْكِتَابِ ثَنَا أَبُو
الأَسْوَدِ الْمَصْرِيُّ عَنْ أَبِي لَهِيعَةَ عَنْ مِشْرَحِ بْنِ
هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهْنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ كَانَ الْقُرْآنُ فِي
إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ". قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ وَجْهُ هَذَا عِنْدَنَا أَنْ يكون أراد بالإهاب قَلْبُ
الْمُؤْمِنِ الَّذِي قَدْ وَعَى القرآن.
محمد بْن إسماعيل بْن إسحاق أبو عَبْد اللَّه الزهري قزويني سمع بقزوين
عَبْد اللَّه بْن الجراح روى عنه ميسرة بْن علي الخفاف في مشيخته فقال:
ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْجَرَّاحِ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ كَوْثَرَ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله
وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هَلْ تَدْرِي مَا حُكْمُ
اللَّهِ تَعَالَى فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأَمَّةِ؟ " قَالَ:
قُلْتُ: اللَّهُ ورسول الله أَعْلَمُ, قَالَ: "لا يُجْهَزُ عَلَى
جَرِيحِهَا وَلا يُتَّبَعُ مُدْبِرُهَا وَلا يُقْتَلُ أَسْيرُهَا
الإِجْهَازُ عَلَى الْجُرْحِ التذفيف".
محمد بْن إسماعيل بْن حمشاذ الصفار ممن أثنى عليه وتبرك به ووصف بالعلم
كان يؤم الناس في المسجد المقابل لمسجد أبي الحسين الصفار في الصفارين
بقزوين.
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أبي الربيع الواسطي منسوب إلى قرية من قرى
قزوين تدعي واسطة سمع الإمام أبا الخير أَحْمَد بْن إسماعيل الطالقاني
يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْفُرَاوِيِّ عَنِ الْحَفْصِيِّ عَنِ
الْكُشْمِيهِنِيِّ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ عَنِ الْبُخَارِيِّ
(1/225)
ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه واله وَسَلَّمَ: "سَمُّوا بِاسْمِي
وَلا تُكَنُّوا بُكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ
بَيْنَكُمْ".
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن حمزة المخلدي أبو سليمان بْن
أبي القاسم القزويني يوصف أبوه بالحفظ والجمع وسمع مُحَمَّد بأسداباد
أَحْمَد بْن مُحَمَّد النعالي سنة خمس عشرة وخمسمائة وسمع أباه أبا
القاسم سنة ست وخمسمائة في كتاب التائبين عن الذنوب تأليف أبي العباس
أحمد ابن إبراهيم بْن تركان الهمداني بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ
أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُومَسَانِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ
بْنِ حُمَيْدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ ابْنِ تُرْكَانَ ثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بن محمد ابن عَبْدَكَ ثَنَا أَبُو حَاتِمٌ الرَّازِيُّ ثَنَا
الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ السُّلَمِيُّ ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ الْوَصَّابِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوْنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَفَرْحُ
بِتَوْبَةِ التَّائِبِ مِنَ الظَّمْآنِ الْوَارِدِ وَمِنَ العقيم الولد
وَمِنَ الضَّالِّ الْوَاجِدِ فَمَنْ تَابَ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً
نَصُوحًا أَنْسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَافِظَيْهِ وَجَوَارِحَهُ
وَبِقَاعَ الأَرْضِ كُلَّهَا خَطَايَاهُ وَذُنُوبُهُ".
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد المؤدب سمع من إبراهيم الشحاذي سنة
تسع عشرة وخمسمائة كتاب الأربعين للقاضي أبي علي عَبْد اللَّه بْن علي
الطبري والشحاذي يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَنْمَاطِيِّ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الفراء للطبري عَنِ الْقَاضِي أَبِي
عَلِيٍّ وَفِي الأَرْبَعِينَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْفَضْلِ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ علي بن داؤد الْجَعْفَرِيُّ مِنْ
وَلَدِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عبد الرحمن بن حبيب
(1/226)
أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ
يَقُولُ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وآله
وسلم قَالَ: "ثَلاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ الطَّلاقُ
وَالنِّكَاحُ وَالْعِتَاقُ" وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن المؤذن الأردبيلي أبو بكر العبسي القطان روى
عن أبي الفضل الزهري وورد قزوين فحدث بها رَأَيْتُ لأَبِي نَصْرٍ
حَاجِّيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّرَّامِ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا بِقَزْوِينَ ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ بِبَغْدَادَ
ثَنَا جعفر بن محمد ابن المستفاض الفريابي ثنا إسحاق ابن رَاهَوَيْهِ
ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
"أَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الثَّانِيَةُ عَلَى أشد نجم في
السماء إضأة أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلَوَّةُ
وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ أَخْلاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لا
يَتَغَوَّطُونَ وَلا يَبُولُونَ وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتْفُلُونَ
عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ستون ذراعا".
الألوة: بفتح الهمزة وضم اللام قَالَ الأصمعي: هي العود الذي يبخر به
وذكر أن الكلمة فارسية معربة وقوله لا يتفلون الرواية بكسر الفاء يقال
تفل يتفل تفلا بزق والتفل بفتحتين هو البزاق نفسه وكذلك الريح الكريهة
ويقال: في معنى الرائحة تفل يتفل تفلا فهو تفل ومنه وليخرجن تفلات
فقوله لا يتفلون أي لا يبصقون كما قال
(1/227)
"لا يمتخطون" ولو روى لا يتفلون لكان
المعنى لا يتغير روائحهم.
مُحَمَّد بْن إسماعيل الفقيه سمع الصحيح للبخاري أو بعضه بقزوين من أبي
الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
محمد بن أبي الأسوار ابن مُحَمَّد أبو جعفر الفشتدي الطالقاني طالقان
الديلم ثم الإسفقناني الخطيب رأيت بخطه مجموعة فيها ثواب الأعمال لأبي
العباس الناطفي كتبها سنة تسع وعشرين وخمسمائة ودلت كتابته على أنه
يرجع إلى معرفة وفقه.
فصل
محمد بْن أصبهان سمع طرفا من أول مسند عَبْد الرزاق بْن همام الصنعاني
بقزوين من أبي عَبْد اللَّه الحسين بْن علي بْن مُحَمَّد بْن زنجويه
القطان بروايته عن أبي القاسم علي بْن عمر الصنعاني عن الدبري عن عَبْد
الرزاق.
مُحَمَّد بْن البنان1 أبو عَبْد اللَّه الجيلي شيخ صوفي متعبد متبتل
متبرك بأوقاته أمار بالمعروف ورد قزوين غير مرة وكان قد تفقه في ابتداء
أمره وسمع الحديث من مُحَمَّد بْن نصر بْن الحسن الخلاطي وتوفي بالري
سنة ست وتسعين وخمسمائة
فصل
محمد بْن أميركا ابن أبي اللجيم العجلي أبو جعفر القزويني شيعي
__________
1 في هنا اختلاف في النسخ - راجع التعليقات.
(1/228)
كان معتدا به فيما بين طائفته وسمع الحديث
وكتب وجمع من كل فن.
مُحَمَّد بْن أميركا الخينكي المقرىء كان جيد الحفظ حسن الصوت بالقرآن
وقرأت عليه الثلث الأول من القرآن وكان له تردد إلى والدي رحمه اللَّه
وأجاز له أبو علي الموسيابادي مسموعاته وأجازاته سنة اثنتين وخمسين
وخمسمائة.
محمد بن أميركا المقرىء الدلال سمع من الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل
الأربعين للصوفية جمع أبي عَبْد الرحمن السلمي سنة اثنتين وأربعين
وخمسمائة.
فصل
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْن الضريس البجلي الرازي أبو
عَبْد اللَّه محدث وبنفسه بآبائه مكثر صاحب تصانيف سمع بمكة سعيد بْن
منصور وبالمدينة إسماعيل بْن أبي أويس وببغداد علي بْن الجعد وبالبصرة
القعنبي وبالكوفة الحماني وبالري إبراهيم بْن موسى ومحمد بْن مهران
وبقزوين مُحَمَّد بْن سعيد بْن سابق وعلي بْن مُحَمَّد الطنافسي سمع
منه القدماء ثم عمر وبقي إلى سنة ست وتسعين ومائتين فسمع منه الأحاديث
وآخر من روى عنه بقزوين ميسرة بْن علي وأبو زكريا يحيى بْن يعقوب.
قَالَ ابن أبي حاتم كتبت عنه وكان ثقة صدوقا وفي معرفة علوم الحديث
للحافظ أبي نعيم أن مُحَمَّد بْن أيوب مات سنة أربع وتسعين ومائتين
وقال أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الرَّازِيِّ ثَنَا
مُسَدَّدٌ ثَنَا معتمر ابن
(1/229)
سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ
الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَيِّنُ الصَّوْتِ أَوْ لَيِّنُ
الْقِرَاءَةِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ القوم إلا فاضت عينه غَيْرُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه واله وَسَلَّمَ: "إِنْ لَمْ يَكُنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَوْفٍ فَاضَتْ عَيْنُهُ فقد فاض قلبه".
(1/230)
|