التكملة لكتاب الصلة
الْقسم الثَّانِي
1 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ العكي من أهل شاطبة يكنى أَبَا
عَامر وَيعرف بِابْن مُنْكَرَال روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن الدُّوش
وَأبي عمرَان بن أبي تليد وَأبي مُحَمَّد الركلي وَحضر مجالسه وَعَن
أبي على الصَّدَفِي وَعباد بن سرحان وَأبي بكر مُحَمَّد بن حيدره بن
مفوز وَكَانَ شَيخا صَالحا معتنيًا بالآداب وَالْأَخْبَار ثِقَة عدلا
وعلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَعنهُ أَخذ أَبُو بكر بن مفوز
القَاضِي وَقَالَ أَخْبرنِي وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والديانة بمَكَان
وَقَالَ كُنَّا نسْمع كتاب التَّمْهِيد لأبي عمر بن عبد الْبر فِي
مَسْجِد ابْن الزراد بشاطبة على الْفَقِيه أبي بكر مُحَمَّد بن حيدره
بن مفوز وَفِي الْجُمْلَة القَاضِي أَبُو جَعْفَر بن جحدر وَهُوَ
الَّذِي كَانَ يرغب فِي السماع فَمر فِي الْكتاب التكلمُ عَن معني
غَلِقَ الرَّهْن إِذا لم يُفَكَّ فَتكلم الشَّيْخ أَبُو عمر فِي
الْكتاب على مَعْنَاهُ وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بِشعر نُصَيْب
(كَأَن القلبَ لَيْلَة قيلَ يُغْدَى ... بليلى العامرية أَو يُراح)
(قطاة عزَّها شرَكٌ فباتت ... تجاذبه وَقد عَلِقَ الْجنَاح)
أوردهُ رَحمَه الله غلِق الجناحُ بالغين المنقوطة فَقَالَ أَبُو بكر
هَذَا من أَوْهَام الشَّيْخ أبي عُمَر إِنَّمَا هُوَ علق الْجنَاح
بِالْعينِ الْمُهْملَة وَهَكَذَا الرِّوَايَة فِيهِ قَالَ أَبُو بكر بن
مفوز قَالَ لي أَبُو عَامر فَكنت أرى بعد ذَلِك بِليَال الشَّيْخ أَبَا
عمر فِي الْمَنَام فَكَانَ يَقُول لي حَتَّى الْوَهم حَدثنِي أَبُو
عَامر الفِهري وَأَبُو الرّبيع الكلَاعِي عَن مفوز الْمَذْكُور قَالَ
أَخْبرنِي الْفَقِيه أَبُو عَامر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن على العكي
الْمَعْرُوف بِابْن منكرال وَذكر الْحِكَايَة وَتُوفِّي بشاطبة سنة
إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَن ابْن سُفْيَان
(2/3)
2 - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن يُونُس من أهل
لِرْية وَسكن بلنسية يعرف بِابْن الأديب ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه
سَمِعَ من أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وطارق بن يعِيش وَغَيرهمَا وَكَانَ
حسن الوراقة مَعْرُوفا بذلك وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وولاه القَاضِي
مَرْوَان بن عبد الْعَزِيز خطة السُّوق أَخذ عَنهُ ابْن عياد وَكتب من
فَوَائده عقيدة أبي بكر الْمرَادِي وأشعارا لِابْنِ الْعَرَبِيّ وَغير
ذَلِك وَقَالَ توفّي ببلنسية سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة وَقد نيَّف على السِّتين
3 - مُحَمَّد بن عبد الغفور بن مُحَمَّد بن عبد الغفور الكلَاعِي من
أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا الْقَاسِم أَخذ الْآدَاب عَن أَبِيه أبي
مُحَمَّد والعربية عَن أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وتفقه
بِأبي الْقَاسِم الرنجاني وَصَحب أَبَا الْحسن بن بسام وطبقته من
الأدباء وَحدث فِي بعض تواليفه عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ بِوَاسِطَة
وَقد جرت بَينهمَا مخاطبات وَكَانَ من جلة الْكتاب وَأَبوهُ عبد الغفور
وجده مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم كَذَلِك وَألف كتاب الِانْتِصَار وَله
رِسَالَة إحكام صَنْعَة الْكَلَام فِي سفر ورسالة الساجعة والغربيب
وَغير ذَلِك مَعَ تصرفه فِي النّظم والآدابُ كَانَت بضاعتَه رَحمَه
الله
4 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بن عبد
الرَّحْمَن بن أُميَّة بن مطرف بن خَمِيس الجُمَحِي من أهل قسطنطانية
عمل دانية يكنى أَبَا عَامر وَيَقُول أهل بَيته إِنَّهُم من ولد
عُثْمَان بن مَظْعُون رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سمع من أبي عِمْرَانَ بْن
أبي تليد وَأبي عَامر بْن حبيب وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي
الْعَبَّاس بن عِيسَى وَغَيرهم وتفقه عِنْد أبي جَعْفَر بن جحدر وَأبي
الْقَاسِم بْن الْجنان وطبقتهما وَكتب للقضاة وَسَماهُ ابْن عياد
فِيمَن كتب لأبي الْحَسَن بن عبد الْعَزِيز قَاضِي بلنسية وَحكى ابْن
النِّعْمَة أَنه سمع بقرَاءَته على أبي على الصَّدَفِي بعض صَحِيح
البُخَارِيّ وَكَانَ ذَا معرفَة بالمسائل وَعقد الشُّرُوط حسن الْخط
متصرفا فِي الْآدَاب توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَه
ابْن سُفْيَان
(2/4)
5 - مُحَمَّد بْن يحيى بن خلف بن عبد
الْملك بن أَفْلح الْأمَوِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيُقَال
فِيهِ يحيى بن مُحَمَّد روى الْمُوَطَّأ عَن أبي بكر بن حيدرة بن مفوز
فِي سنة أَربع وَخَمْسمِائة وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَانَ أديبًا نحويا
مُتَقَدما فِي علم الْعرُوض وَله فِيهِ تأليف رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو
بَكْر بْن خَير وَقَالَ توفّي بعد الْفِتْنَة فِي سنة ثَلَاث
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
6 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن عبد الله بن مَسْعُود الْخُشَنِي
النَّحْوِيّ من أَهْل جيان يعرف بِابْن أبي ركب ويكنى أَبَا بكر أَخذ
الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بن النخاس وَأبي بكر عَيَّاش بن الْخلف
وَأبي الْحسن بن شَفِيع وَأبي الْحجَّاج يُوسُف بن عياد وَأخذ
الْعَرَبيَّة والآداب عَن ابْن أبي الْعَافِيَة وَابْن الْأَخْضَر
وَابْن الأبرش وروى عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن سراج وَابْن عتاب وَابْن
طريف وَأبي بَحر الْأَسدي وَابْن مغيث وَابْن سكره الصَّدَفِي وَابْن
السَّيِّد وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَابْن أُخْت غَانِم وَابْن الباذش
وَابْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَتقدم فِي صناعَة الْعَرَبيَّة وتصدر
لإقرائها بجيان وقيشاطة وشوذر من أَعمالهَا واستوطن بِأخرَة غرناطة
وَولي صَلَاة الْفَرِيضَة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ من جلة
النَّحْوِيين وأئمتهم حَافِظًا للغريب واللغة متصرفا فِي فنون الْآدَاب
لَهُ حَظّ صَالح من قرض الشّعْر مَعَ الْخَيْر وَالصَّلَاح وَشرح كتاب
سِيبَوَيْهٍ وَأَظنهُ لم يكمله وَألف فِي الْعرُوض وَأخذ عَنهُ النَّاس
مولده سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بغرناطة
لِلنِّصْفِ من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
وَفَاته عَن ابْن حميد وهوأحد تلاميذه الجلة
7 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن صَاف اللَّخْمِيّ
المقرىء من أَهْلَ قرطبة
(2/5)
وَأَصله من جيان يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد
الله
أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن
شُعَيْب وَأبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي بكر حَازِم بن مُحَمَّد وروى
عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي
وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِجَامِع قرطبة الْأَعْظَم وَكَانَ يؤم فِي
صَلَاة الْفَرِيضَة بِمَسْجِد رَحبَتْ أبان مِنْهَا وَقد أَقرَأ
بغرناطة وبلنسية وقرأت بِخَط ابْن النِّعْمَة حَدثنِي الْفَقِيه
المقرىء صَاحب الصَّلَاة بِمَسْجِد بَاب القنطرة أَبُو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ نزيل بلنسية فِي عقب شهر ربيع
الأوّل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ زاهدا فَاضلا متقللا
من التَّعَرُّض لأبناء الدُّنْيَا
قَالَ أَنْشدني الشَّاعِر السميسر بقرطبة
(إِذا شِئْت إبْقَاء أحوالكا ... فَلَا تجر جاها على بالكا)
(وَكن كالطريق لمجتازها ... يمر وَأَنت على حالكا)
وَأنْشد أَيْضا فِي الْمَعْنى قَالَ ابْن النِّعْمَة وَفِي التَّارِيخ
الْمُتَقَدّم انشد فِيهِ
(هن إِذا مَا نلْت حظا ... فأخو الْعقل يهون)
(فَمَتَى حطك دهر ... فَكَمَا كنت تكون)
وَعَاد إِلَى قرطبة وَسمع مِنْهُ بهَا أَبُو مُحَمَّد بن بونه وَأَبُو
الْحُسَيْن بن ربيع الْأَشْعَرِيّ وَغَيرهمَا وحَدَّثَ عَنْهُ فِي
الْإِجَازَة أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَابْنه عبد
الْمُنعم وَسَماهُ ابْن بشكوال فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَانَ فِي صناعَة
الإقراء من الْمُحَقِّقين الْمُتَقَدِّمين وَخرج فِي الْفِتْنَة عِنْد
انْقِرَاض دولة الملثمين وَاسْتقر بوهران وهنالك توفّي سنة أَربع
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ بعض خَبره عَن ابْن
مُؤمن
8 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بْن عُمَر الْمعَافِرِي من أَهْلَ إشبيلية
يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن الْعَرَبِيّ وَهُوَ من بَيت
القَاضِي أبي بكر وَابْن عَمه وَأحد السامعين مِنْهُ وَقد ذكرته فِي
مُعْجم رُوَاته من تأليفي وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي بكر بن فتحون
لقِيه فِي مرسية فِي توجهه غازيا مَعَ القَاضِي أبي بكر وَابْنه عبد
الله وَلَا أعلمهُ حدث
(2/6)
9 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العَاصِي الفهمي من أَهْلَ المرية
وَأَصله من قرطبة انْتقل أَبوهُ إِلَيْهَا يعرف بِابْن أبي زيد ويكنى
أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأبي تَمِيم
الْعِزّ بن بقنة وَعبد الْبَاقِي بن برال وَأبي بكر بن أبي الدوس وَأبي
عبد الله بن عطاف القَاضِي وَأبي بكر يحيى بن مُحَمَّد الفرضي وَغَيرهم
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن خازم بن مُحَمَّد فِي جُمَادَى الأولى سنة
أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَأَبُو عَليّ بن سكرة الصَّدَفِي
وَسمع مِنْهُ وَمن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَكَانَ عَالما
بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب منتصبا لإقرائها حسن الْخط جيد
الضَّبْط مَعَ الاتصاف بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح روى عَنهُ ابْن بشكوال
وأغفله وَابْن رزق وَابْن حُبَيْش
وَاخْتلف إِلَيْهِ فِي تعلم الْعَرَبيَّة وَتَقْيِيد كتب اللُّغَة
والغريب زَمَانا وَتُوفِّي بعد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
10 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف الْمحَاربي من أَهْلَ غرناطة يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية وقرأت بِخَط
النميري أَخذه مَعَه عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ فِي اجتيازه بغرناطة
وَله أَيْضا سَماع بقرطبة من أبي الْحَسَن بْن مغيث وقفت عَلَيْهِ
ولأبيه وأخيه رِوَايَة وَقد أَخذ عَنْهُمَا
11 - مُحَمَّد بن عبد الْملك الشنتريني مِنْهَا وَسكن أشبيلية يعرف
بِابْن السراج ويكنى أَبَا بكر أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن أبي
الْعَافِيَة وَابْن الْأَخْضَر وروى عَن أبي الْقَاسِم النفطي حدث
عَنهُ بالموطأ ورحل إِلَى الْمشرق سنة خمس عشرَة فَنزل مصر وأقرأ بهَا
وَحدث وانتقل فِي وَقت إِلَى الْيمن وَله تواليف مِنْهَا كتاب تَنْبِيه
الْأَلْبَاب على فَضَائِل الْأَعْرَاب وَآخر فِي الْعرُوض وَله
اخْتِصَار فِي كتاب الْعُمْدَة لِابْنِ رَشِيق وتنبيه على أغلاطه
فِيهَا روى عَنْهُ أَبُو حَفْص عُمَر بْن إِسْمَاعِيل من شُيُوخ ابْن
خير لقِيه فِي رحلته سنة إِحْدَى
(2/7)
وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْحسن
عَليّ بن عبد الله النابلسي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَطَّار وَغَيرهمَا
وَتُوفِّي بِمصْر سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
12 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّحْمَن الْيحصبِي من أهل
شاطبة يكنى أَبَا عَامر وَيعرف بِابْن حنان سمع أَبَا عمرَان بن أبي
تليد وَأَبا عَامر بْن حبيب وَأَبا جَعْفَر بن جحدر وَأَبا عَليّ بن
سكرة فِي اجتيازه بهم غازيا إِلَى كتندة وَكَانَ قَدْ أجَاز لَهُ قبل
ذَلِك رِوَايَته ولقى ببلنسية أَبَا الْحسن طَارق بن يعِيش وَكتب عَنهُ
برنامجه إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد
الْعَزِيز وَهُوَ غلط
وَكَانَت لَهُ نباهة فِي بَلَده وعناية بالرواية
13 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَاهِر من أهل وَادي آش ويكنى
أَبَا بكر حدث عَنهُ ابْن رزق فِيمَا ذكر ابْن عياد وَابْنه عبد الله
بن مُحَمَّد يحدث عَنهُ شَيخنَا أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه
14 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن عبد الله الزغيبي أندلسي يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن
مُحَمَّد الأشيري ذكره ابْن نقطة
15 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل من أهل
شنتمرية الغرب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رحْلَة حج فِيهَا مَعَ
أَخِيه عمر بن إِسْمَاعِيل وَلَقي بِمَكَّة أَبَا عَليّ بن العرجاء
وَأَبا المظفر الشَّيْبَانِيّ حدث عَنهُ أَبُو بكر بن خير بِكِتَاب
المصابيح لأبي مُحَمَّد بن مَسْعُود وَكَانَ يرويهِ عَن أبي عَليّ
وَأبي المظفر بإسنادهما إِلَى مُؤَلفه
16 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عَيَّاش من أَهْلَ قرطبة وَأَصله من مورور
وبيته بهَا مَعْرُوف ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من أهل الْعلم
والفهم واستقضي بِبَعْض الكُور وكَتَب للْقَاضِي
(2/8)
أبي الْحسن بن أضحي وقتا وَتَوَلَّى
الصَّلَاة بالجامع الْأَعْظَم بقرطبة إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا سنة سِتّ
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
17 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عبيد الله بن يحيى المَخْزُومِي من أهل
بلنسية وَسكن جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عبد الله
لَقِي أَبَا الْوَلِيد الوقشي ولازمه وَقَالَ ابْن عياد لقِيه صَبيا
وَأخذ عَنهُ فِي تِلْكَ الْحَال فَلذَلِك لم يحدث عَنهُ وَصَحب أَبَا
مُحَمَّد الركلي وَأَبا عبد الله بن الجزار وَأَبا مُحَمَّد بن
السَّيِّد وَأَبا عَبْد اللَّه بْن خلصة وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من
أبي بَكْر عَبْد الْبَاقِي بْن بُرَّال وَأبي الْحسن خليص بن عبد الله
أَخذ عَنهُ كتاب الصَّحَابَة لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَغير ذَلِكَ
وَكَانَ من أَهْلَ الاداب واللغة متحققا بذلك متميزا ضابطا متقنا لَهُ
حَظّ من النّظم ومشاركة فِي علم الحَدِيث وميز رِجَاله وَالْكَلَام على
مَعَانِيه وَمن رِوَايَته عَن ابْن برال وأنشده قَالَ أَنْشدني
الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو عمر بن يمنالش لنَفسِهِ
(لَو كنت من حزب رَبِّي صانني بهم ... عَن شَرّ من لَيْسَ ينجو مِنْهُ
إِنْسَان)
(وَكنت آوي إِلَى الرُّكْن الشَّديد وَلم ... يكن عَليّ لشيطاني
سُلْطَان)
روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن سُلَيْمَان وَأَبُو الْحسن عَليّ
بن إِدْرِيس الزناتي وَأَبُو مُحَمَّد بن سُفْيَان وَقَالَ توفّي
ببلنسية فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
18 - مُحَمَّد بْن زِيَادَة اللَّه الثّقفيّ من أَهْلَ مرسية يكنى
أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْحَلَال وَهُوَ وَالِد القَاضِي أبي
الْعَبَّاس سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا
مُعظما فِي بَلَده من أهل الْفضل والديانة وَالْعقل وَذكره ابْنُ
سُفْيَان وَغلط فِي وَفَاته وَقَالَ لي ابْن سَالم تُوُفّي سنة سِتّ
أَو سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ثمَّ قَرَأت بِخَط أبي عَمْرو بْن
عيشون المرسي أَنه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة
19 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن هِشَام بن جراح
بن لِوَاء الخزرجي من أهل جيان وَيعرف بالبغدادي لطول سكناهُ إِيَّاهَا
يكنى أَبَا عبد الله روى عَن أبي عَليّ
(2/9)
الغساني وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب ورحل
حَاجا فلقي أَبَا الْحَسَن الطَّبَرِيّ الْمَعْرُوف بالكيا وَأَبا
طَالب الزَّيْنَبِي وَأَبا بكر الشَّاشِي وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها
مشاورا حدث عَنهُ أَبُو عبد الله النميري وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد اله
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَمِيد وَأَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن
الملجوم وَقَالَ قدم علينا من الأندلس فَنزل بفاس فِي عَام أَرْبَعَة
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فلزمناه وقرأنا عَلَيْهِ وَسَمعنَا
وَأَخْبرنِي أَن مولده يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عيد الْأَضْحَى عَام
سبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بِمَدِينَة فاس يَوْم الْجُمُعَة
السَّادِس وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة فِي خَبره عَن ابْن فرتون
20 - مُحَمَّد بن الْحسن بن محمدبن سعيد المقرىء من أَهْلَ دانية يكنى
أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن غُلَام الْفرس
وَالْفرس لقب لرجل من تجار دانيه اسْمه مُوسَى الْمرَادِي كَانَ سعيد
مَوْلَاهُ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد سُلَيْمَان بن نجاح وَأبي
الْحسن بن الدوش وَأبي الْحُسَيْن بن البياز وَأبي السن بن شَفِيع
وَسمع من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي
الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأبي إِسْحَاق بن جمَاعَة وَأبي الْقَاسِم بن
فتحون وَأبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن
الحناط وَأبي مُحَمَّد بن الْفضل البونتي وَأبي بكرالفرضي وَأبي
مُحَمَّد البطليوسي وجماعه غَيرهم وَكتب إِلَيْهِ من أَعْلَام
الأندلسيين أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ
وَأَبُو عَبْد الله بن الْحَاج وَأَبُو عَليّ مَنْصُور بن الْخَيْر
وَأَبُو عبد الله البلغيي وَابْن أُخْت غَانِم وسواهم ورحل حَاجا من
دانية يَوْم الِاثْنَيْنِ التَّاسِع من جُمَادَى الْأُخْرَى سنة سبع
وَعشْرين وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع من أبي طَاهِر السلَفِي
وَأبي شُجَاع البسطامي وَأبي عبد الله بن طحال المقدادي وَأبي المظفر
الشَّيْبَانِيّ وَأبي عَليّ بن العرجاء وَغَيرهم وقفل رَاجعا إِلَى
بَلَده فدخله لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سحر من سنة ثَلَاثِينَ
وَخَمْسمِائة وَبعد إِقَامَته فِي رحلته ثَلَاثَة أَعْوَام ونيفا وتصدر
للإقراء وإسماع الحَدِيث وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة وَكَانَ إِمَامًا
فَاضلا صَاحب ضبط وإتقان مشاركا فِي عُلُوم جمة يتَحَقَّق مِنْهَا
بِعلم الْقُرْآن وَالْأَدب حسن الْخط أنيق الوراقة كتب
(2/10)
جَامع التِّرْمِذِيّ فِي مُجَلد وَاحِد
كَانَ عِنْد شَيخنَا أبي عبد الله بن نوح فِي غَايَة الْعِزَّة
عَلَيْهِ والضنانة بِهِ وَكَانَ النَّاس يرحلون إِلَيْهِ للسماع مِنْهُ
وَالْقِرَاءَة عَلَيْهِ لعلو رِوَايَته واشتهار عَدَالَته وَهُوَ اخر
المقرئين الْمُحدثين بشرق الأندلس انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي
معرفَة الْقرَاءَات وعللها مَعَ الْحَظ الوافر من الحَدِيث وَحفظ
أَسمَاء رِجَاله وَولي بِأخرَة من عمره الْخطْبَة بِجَامِع بَلَده من
قبل القَاضِي مَرْوَان بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز المتآمر
عِنْد خلع الملثمة وَهُوَ أحد من روى عَنهُ إِلَى جلة مِنْهُم ابْن
بشكوال كتب عَنهُ حديثين وَأَبُو الْعَبَّاس الأقليشي وَأَبُو مُحَمَّد
عليم بن عبد الْعَزِيز وَأَبُو عمر بن عياد وَغَيرهم وَقد سمع مِنْهُ
فِي رحلته أَبُو الْعَبَّاس بن الْفَقِيه السَّرقسْطِي التَّيْسِير
لأبي عَمْرو المقرىء وَحدثنَا عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو عَبْد اللَّه
بْن سَعَادَة المعمر وَحكى ابْن عياد عَنهُ قَالَ أَنْشدني المقرىء
أَبُو الْحسن بن الدوش الشاطبي لما أتيت إِلَيْهِ للْقِرَاءَة عَلَيْهِ
متمثلا فِي معرض التَّوَاضُع
(لعمر أَبِيك مَا نسب المعلي
إِلَى كرم وَفِي الدُّنْيَا كريم)
(وَلَكِن الْبِلَاد إِذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم)
وَإِنَّمَا اتبع فِي ذَلِك أَبَا الْحسن الْقَابِسِيّ الْفَقِيه أول
جُلُوسه بالقيروان للمناظرة بإثر موت شَيْخه أبي مُحَمَّد عبد الله بن
أبي هَاشم التجِيبِي ثمَّ بَكَى حَتَّى أبكى الْقَوْم وَقَالَ لَهُم
أَنا الهشيم أَنا الهشيم وَالله لَو أَن فِي الأَرْض خضراء مَا رعيت
أَنا توفّي ابْن سعيد بدانية عصر يَوْم الْأَحَد الثَّالِث عشر من
الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلي عَلَيْهِ لعصريوم
الْإِثْنَيْنِ بعده وَدفن بقبلي جَامعهَا الْأَكْبَر أثْنَاء سَمَاء
مدرار كثر عَنْهَا المَاء فِي قَبره فاحتيج إِلَى امتياحه وفرش الرمل
عِنْد إنزاله فِيهِ وَكَانَت وَفَاته من خدر أَصَابَهُ فِي بعض سنة
سِتّ وَأَرْبَعين قبلهَا ومولده من لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين
لرمضان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن عياد وَابْن
سُفْيَان وَغَيرهمَا
21 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن
عبد الْعَزِيز من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ
أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَعَن طَارق بن يعِيش
سمع مِنْهُ السّنَن لأبي دَاوُد بقرَاءَته فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ
وَخَمْسمِائة وَله أَيْضا سَماع من ابْن الدّباغ وَابْن النِّعْمَة
وتفقه بِأبي بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَولي قَضَاء
بَلَده
(2/11)
مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا عِنْد تَأمر ابْن
عَمه مَرْوَان بن عبد الله وَالثَّانيَِة فِي إِمَارَة ابْن سعيد
وَكَانَ وقورا حَلِيمًا حسن السِّيرَة صليبا فِي الْحق شَدِيد
الْعَارِضَة وَقَتله أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن شلبان فِي ثورته
ببلنسية سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ذكر ذَلِك ابْن عياد وَقَالَ
ابْن سُفْيَان قبل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَهُوَ وهم
22 - مُحَمَّد بن خلف بن صاعد الغساني من أهل شلب يكنى أَبَا
الْحُسَيْن وَيعرف باللبلي لِأَن أَصله مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَن
أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن غَالب اللَّخْمِيّ وَأبي الْقَاسِم بن
النخاس وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عبد الله بن شبرين وَلَقي بقرطبة أَبَا
الْوَلِيد بن رشد وَأَبا مُحَمَّد بن عتاب وَأَبا عَبْد اللَّه بْن
الْحَاج وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ بْن سكرة ورحل حَاجا فَأدى
الْفَرِيضَة وروى بِمَكَّة عَنْ رزين بْن مُعَاوِيَة وَأبي الْحجَّاج
بن نَادِر وَأبي عبد الله بن الْمُسلم الْمَازِني الْقرشِي وَأبي
طَاهِر السلَفِي وَأبي مُحَمَّد العثماني لَقِي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة
بالإسكندرية فَسمع مِنْهُم وَلَقي أَيْضا أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ
التَّمِيمِي بالمهدية فَأجَاز لَهُ مَا رَوَاهُ وألفه وقفل إِلَى
الأندلس فعنى بالفقه وَعقد الشُّرُوط وشوور فِي الْأَحْكَام ثمَّ ولي
قَضَاء شلب وَحدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي ظهر يَوْم الْخَمِيس
لَيْلَتَيْنِ خلتا من جُمَادَى الاخرة سنة سبع وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بعده ذكره ابْن خير
23 - مُحَمَّد بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن أبي إِسْحَاق بن عَمْرو بن
العَاصِي الْأنْصَارِيّ من أَهْلِ لرية عمل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه أَخذ عَن مشيخة بَلْدَة ثمَّ خرج مِنْهُ فِي الْفِتْنَة سنة
ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بعد تغلب الرّوم على بلنسية
فاستوطن جيان نَحوا من سَبْعَة أَعْوَام وَأخذ بهَا الْآدَاب عَن أبي
الْحجَّاج الكفيف اُحْدُ الروَاة عَن ابْن مَرْوَان بن سراج وَعَن
غَيره ثمَّ انْصَرف إِلَى بلنسية سنة فتحهَا وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة
خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فَأخذ بهَا الْقرَاءَات عَن أبي بكر بن
الصناع الْمَعْرُوف بالهدهد وَكَانَ قد قصد أَبَا دَاوُد المقرىء
ليَأْخُذ عَنهُ فَأَلْقَاهُ مَرِيضا مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ سنة
سِتّ وَتِسْعين وتصدر ابْن الصناع هَذَا للإقراء بعده فَاكْتفى بِهِ
وَسمع من أبي مُحَمَّد البطليوسي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ
وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وتصدر
بِبَلَدِهِ فأحيا رسم الْقِرَاءَة هُنَالك وَلم
(2/12)
يكن لأَهله قبله بصر بالتجويد وَلَا بضبط
حُرُوف الْقُرْآن ثمَّ أَقرَأ أَيْضا ببلنسية وَبهَا أَخذ عَنْهُ
شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بن نوح وَله فِي التَّمْيِيز بَين ألف
الْوَصْل وَالْقطع مَجْمُوع قد حمل عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَمِمَّنْ كتبه
صَاحب الْأَحْكَام أَبُو عبد الله بن الْحُسَيْن الُأندي وَتُوفِّي
بلرية صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد السَّادِس من شَوَّال سنة سبع
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَدفن
بمقبرة بني زنون مِنْهَا وَقد قَارب الثَّمَانِينَ مولدة سنة سبعين
وَأَرْبَعمِائَة عَن ابْن عياد وَغَيره
24 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن خَيره مولى رزق لِابْنِ فطيس
الْقُرْطُبِيّ من أهل بلنسية وَصَاحب الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها
يعرف بِابْن شروية ويكنى أَبَا عَامر سَمِعَ من أبي الْوَلِيد الوقشي
ولازمه وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ صهره وَقد تكلم فِي رِوَايَته عَنهُ
لصغره وَمن أبي بكر عَبْد الْبَاقِي بْن بُرَّال وَأبي دَاوُد المقرىء
وَسمع من طَاهِر بن مفوز الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله
بن السقاط القَاضِي وَكَانَ شَيخا فَاضلا نزيها جميل الشارة ذَا جهارة
فِي خطبَته ونباهة فِي بَلْدَة واقتنى من الدفاتر والدواوين كثيرا وأسن
وَعمر طَويلا وَثقل حَتَّى كَانَ لَا يرقى الْمِنْبَر للخطبة إِلَّا
بِمعين روى عَنْهُ ابْن بشكوال وأغفله ابْن حميد وَابْن عياد وَعبد
الْمُنعم بن الْفرس وَابْن أبي جَمْرَة شَيخنَا وَغَيرهم وَتُوفِّي سحر
لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة وَدفن خَارج بَاب بيطالة وَمَا زَالَ قَبره هُنَالك
مَعْرُوفا يتبرك بِهِ إِلَى أَن استولى الرّوم ثَانِيَة على بلنسية فِي
أَوَاخِر صفر سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فطمسوه وَسَائِر قُبُور
الْمُسلمين وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَقد قَارب
الْمِائَة فِي سنه وَكَانَ أضن النَّاس بالإعلام بمولده ذكره
الْقَنْطَرِي وَابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغَيرهم وَقَالَ ابْن
حُبَيْش فِي وَفَاته سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَهُوَ وهم مِنْهُ
25 - مُحَمَّد بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن خَليفَة بْن يَنَّق من أَهْلَ
شاطبة يكنى أَبَا عَامر قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بن فرج المكناسي وَسمع الحَدِيث من أبي عَليّ
(2/13)
الصَّدَفِي ورحل إِلَى قرطبة فروى بهَا عَن
أبي الْحُسَيْن بن سراج وطبقته وَمَال إِلَى الْآدَاب والعربية
وَالْعرُوض فمهر فِي ذَلِك وَبلغ الْغَايَة من البلاغة فِي الْكِتَابَة
وَالشعر وَلَقي أَبَا الْعَلَاء بن زهر فلازمه مُدَّة واخذ عَنهُ علم
الطِّبّ وَكَانَ لَهُ مكرما وَبِه محتفيا وحذا حذوه فَمَال النَّاس
إِلَيْهِ وَتحقّق بِهِ وساعده الْجد فَبعد صيته فِي ذَلِك مَعَ
الْمُشَاركَة فِي عُلُوم عدَّة وَكَانَ محببا فِي بَلَده مُعظما جميل
الرواء وافر الْمُرُوءَة مَا بَاعَ شَيْئا قطّ وَلَا اشْترِي مباشرا
لَهُ بِنَفسِهِ كثير اللُّزُوم لداره مشتغلا بِالْعلمِ وَله تأليف
كَبِير فِي الحماسة وَآخر فِي مُلُوك الأندلس والأعيان وَالشعرَاء بهَا
وَأَنْشَأَ خطبا عَارض بهَا ابْن نَبَاته حدث عَنْهُ أَبُو عَبْد
اللَّه المكناسي وَتوفى فِي آخر سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
ومولده سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أكثرُ خَبره عنِ
ابْنِ سُفْيَان
26 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الْوَارِث من أهل مرسية يكنى
أَبَا عبد الله كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين وَولي الصَّلَاة
وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلْدَة فَكَانَ أخشع النَّاس فِي خطبَته
وَتُوفِّي سنة سبع واربعين وَخَمْسمِائة عَن ابْن عياد وَقَالَ ابْن
سُفْيَان توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين قبلهَا
27 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْبَراء من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي حَفْص بن وَاجِب وَأبي
الْحسن بن النِّعْمَة وتفقه بِأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَأبي بكر بن أَسد
ورحل إِلَى المرية فلقي أَبَا الْقَاسِم بن ورد وَسمع مِنْهُ وَكَانَ
فَقِيها حَافِظًا متصرفا فِي وُجُوه الْفتيا من أهل الدّين وَالْفضل
وَولى خطة الشورى بِبَلَدِهِ للْقَاضِي أبي مُحَمَّد بن جحاف وَتُوفِّي
فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد وَابْن
سُفْيَان
28 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سيدراي الْكلابِي الْوراق من أهل قلعة
أَيُّوب وَسكن بلنسية وبالقلعي كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى
عَنْ أبي الْحَسَن بْن وَاجِب وَأبي
(2/14)
بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْأَصْبَغ
المنزلي وَأبي عبد الله القبريري سمع مِنْهُ الْمُدَوَّنَة ثَلَاث
مَرَّات وَخرج من بَلَده لما تغلب الْعَدو عَلَيْهِ بعد وقيعة كتندة
فِي سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة فَكَانَ يَبِيع الْكتب فِي دكان لَهُ
وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا وراقا وَقد حدث بِيَسِير روى عَنْهُ أَبُو عَبْد
اللَّه بْن الخباز وَأَبُو عمر بن عياد وَقَالَ توفّي ببلنسية فِي
رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على السّبْعين
وَقيل بلغ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة
29 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عميرَة الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ أوريولة
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عبد الله بن فرج
المكناسي وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَسمع
الحَدِيث من أبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وتَفَقَّه بِهِ وَمن أبي على
الصَّدَفِي وَأخذ بقرطبة عَن ابْن عتاب وَابْن مغيث وَأبي بَحر
الْأَسدي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَكَانَ متفننا
حَافِظًا للقراءات عَالما بالفرائض والحساب تجول للقاء الشُّيُوخ
واعتنى بِسَمَاع الْعلم حدث عَنهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد
الرَّحْمَن المكناسي وَقَالَ توفّي بأوريولة سنة تسع وَأَرْبَعين
وَخمْس مائَة
30 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن خَالص من أهل شلب يعرف بالأمروشي وأمروشة
بعض قَرَأَهَا ويكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن شبرين
وَغَيره وتصدر للتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ عَارِفًا بهَا
حَافِظًا لأنباء غرب الأندلس فَاضلا يتبرك بِهِ وَقد حكى عَنهُ أَبُو
الْقَاسِم الْقَنْطَرِي فِي نسب أبي عمرَان الفاسي قَالَ وَقَالَ لي
الْأُسْتَاذ أَبُو بكر الأمروشي هُوَ وَاحِد يكْتب بِالْجِيم وبالقاف
يَعْنِي الغفجومي ووقفت على سَماع لَهُ فِي مُخْتَصر الطيلطلي مَعَ
الْقَنْطَرِي هَذَا بِخَط أبي بكر بن خير وبقرءاته على أبي الْحُسَيْن
بن الطلاء فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
31 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْملك
العذري من أهل المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من ابْن ورد
وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي بكر بن مقيوس وَالْخضر بن عبد
الرَّحْمَن وَحدث بالموطأ عَنْهُم عَن أبي عَليّ الغساني وَكَانَ حسن
الْخط
(2/15)
عديم الضَّبْط أسقط بعض رجال الْإِسْنَاد
وأتى بأغلاط قبيحة وَكَانَ تحديثه بِهِ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة
تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
32 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن شَاب الْأمَوِي يعرف
بالبزلياني ويكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ ابْن الْأَخْضَر واختص بِهِ
وَكَانَ لَهُ ضبط وَتَحْصِيل
33 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف الكتامي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا
عَبْد اللَّه صحب أَبَا الْقَاسِم الرنجاني ورحل حَاجا فَكتب عَنهُ
أَبُو طَاهِر السلَفِي بالإسكندرية وَحكى أَنه سَمعه يَقُول سَمِعت
أَبَا الْقَاسِم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك الرنجاني
الصَّدَفِي الْفَقِيه بحمص الأندلس يَقُول لم أر أحفظ من أبي عَليّ
الجياني للْحَدِيث وَلَا أتقن مِنْهُ وَحكى عَنهُ أَيْضا غير ذَلِك من
كتاب ابْن نقطة
34 - مُحَمَّد بن مُسلم بن فتحون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ فَقِيها مشاورا ولابنه إِبْرَاهِيم
رِوَايَة
35 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحَاكِم يكنى أَبَا بكر
سَمَّاهُ ابْن بشكوال فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ كتبت عَنهُ حِكَايَة
36 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْعَبدَرِي من أهل بلنسية يعرف
بِابْن سرنباق ويكنى أَبَا بكر وكناه ابْن بشكوال فِيمَا قيل من
سَمَاعه أَبَا عبد الله وَإِلَى سلفه ينْسب الْمَسْجِد الَّذِي بربض
ابْن عطوش من دَاخل بلنسية وَيُقَال لَهُ مَسْجِد الغرفة سمع خليص بن
عبد الله وَأَبا عَليّ الصَّدَفِي وَأَبا عَامر بن حبيب وبقرطبة ابْن
عتاب وَابْن مغيث وَأَبا بَحر الْأَسدي وَأخذ بإشبيلية عَن أبي
الْحَسَن بْن الْأَخْضَر وَجَمَاعَة غير هَؤُلَاءِ وَكَانَ من أهل
الْعِنَايَة بالرواية والرحلة فِي سَماع الْعلم ولقاء الشُّيُوخ بعضه
عَنِ ابْن سَالم
37 - مُحَمَّد بْن يُونُس بن سلمه الْأنْصَارِيّ نزل المرية وَكَانَ
مولدة ببلنسية فِي سنة
(2/16)
تسع وَخَمْسمِائة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه
وَيعرف بالطرطوشي لِأَن أَصله مِنْهَا كتب عَنهُ ابْن عياد وَذكر أَنه
صحب أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَغَيره
38 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بْن بِيطَش الكِنَانيّ من أهل
بلنسية يعرف بِابْن الألشي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي
بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وتفقه بهما وَحمل عَن أَبِيه
كثيرا من علم الرَّأْي وَولي خطة الشورى بِبَلَدِهِ وَكَانَ فَاضلا
نزيها صموتا صَاحب ثروة ويسار وَتُوفِّي سنة خمس وَخَمْسمِائة أَو
نَحْوهَا ذكره ابْن سُفْيَان
39 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْأمَوِي الضَّرِير من أهل مالقة يعرف
بِابْن مسورة ويكنى أَبَا عبد الله تصدر ببلدة للإقراء وَأخذ عَنهُ
أَبُو كَامِل الْخَطِيب وَغَيره
40 - مُحَمَّد بن فتحون بن غلبون الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى
أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي واتصل بِهِ وَهُوَ
قرَابَة لشَيْخِنَا أبي مُحَمَّد غلبون بن مُحَمَّد وَكَانَ ذَا عناية
وَرِوَايَة
41 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عبد الرَّحْمَن الْعَبدَرِي
من أهل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن موجوال روى
عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات قَدِيما وَعَن أبي
مُحَمَّد البطليوسي وَسمع من أبي عَليّ الصَّدَفِي قبل مَوته بأيام
وَنزل هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله إشبيلية فلقي مشايخها
وَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ
بِالْيَدِ وعني مُحَمَّد هَذَا بالقراءات عناية أَخِيه بالفقه وَقد
أَخذ عَنهُ
42 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن
عُثْمَان الْأنْصَارِيّ من أهل المرية وأصلة من لرية عمل ببلنسية يعرف
بِابْن الغفايري وبابن الْعَسَّال ويكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنْ أبي
الْقَاسِم بن ورد ولازمه وَعَن أبي مُحَمَّد الرشاطي وَخرج من المرية
بعد تغلب الْعَدو عَلَيْهَا وَقدم لرية موطن سلفة فَكتب عَنهُ ابْن
عياد من شعر ابْن ورد وَهُوَ ذكره وَفِيه عَن غَيره
(2/17)
43 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى
الكتامي الأديب من سَاكِني قصر عبد الْكَرِيم يعرف بِابْن المدرة ويكنى
أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَأخذ عَنْ أبي
القَاسِم بْن الأبرش وَتحقّق بالآداب رُوِيَ عَنهُ أَبُو الرّبيع
الْمَعْرُوف بالخشيني وَأَبُو مُحَمَّد بن فليح وَغَيرهمَا وَأَحْسبهُ
من الغرباء
44 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمذْحِجِي يعرف بِابْن الراهب
ويكنى أَبَا عبد الله حدث بالموطأ عَن أبي عبد الله بن نصر الرندي
وَذَلِكَ بمربلة عمل مالقة فِي مَا يقرب من الْخمسين وَخَمْسمِائة
45 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خلف بن سوار من أهل شاطبة وَسكن
دانية يكنى أَبَا عَامر لَهُ رِوَايَة عَن الْأُسْتَاذ أبي الْحسن
الشقاق أحد أَصْحَاب أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَكَانَ أديبا شَاعِرًا
من بَيت نباهة وأدب
46 - مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل قيشاطة يعرف
بِابْن خضريال ويكنى أَبَا عبد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن
النخاس وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَولي الْقَضَاء بموضعه وأقرأ الْقُرْآن
وَمن تلاميذه أَبُو عبد الله بن يبقي القيشاطي ذكره ابْن الطيلسان
47 - مُحَمَّد بن رَافع بِن أَحْمَد بْن خَليفَة بْن سَعِيد بْن رَافع
بْن حَلبس الْأمَوِي من أهل بلنسية يكنى أَبَا عبد الله أَقرَأ
الْعَرَبيَّة وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بهَا وَله ولأخويه عِيسَى
المقرىء وَعلي ولخليفة بن عِيسَى مِنْهُمَا نباهة وَرِوَايَة ذكرهم
ابْن عياد
48 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد الفِهري من أهل
مرسية يعرف بِابْن الصيقل ويكنى أَبَا عَبْد الله ويلقب أَبَا
هُرَيْرَةَ لتتبعه الْآثَار وعنايته بهَا وَرِوَايَته لَهَا سمع أبَا
(2/18)
مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَأخذ عَنهُ
الْمُوَطَّأ والملخص للقابسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين
وَخَمْسمِائة وَصَحب أَبَا الْوَلِيد بْن الدّباغ وَكتب عَنهُ الْكثير
وانتفع بملازمته وَسمع أَبَا بَكْر بْن أبي ليلى وَأَبا عبيد الله بن
وضاح وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بكر بن أسود وَأَبُو الْقَاسِم بن
يبقي وَأَبُو الْحسن بن مغيث وَأَبُو بَكْر بْن طَاهِر وَأَبُو الْحسن
شُرَيْح وَأَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبُو الْقَاسِم بن ورد وَأَبُو
مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأَبُو عبد الله الحمزي وَأَبُو مُحَمَّد
الرشاطي وَأَبُو الْفضل بن عِيَاض وَأَبُو الْحجَّاج بن يسعون وَغَيرهم
وَمن أهل الْمشرق أَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَبُو طَاهِر السلَفِي
وحيدر بن يحيى الجيلي وَأَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ وَقيد كثيرا على
رداءة خطة فَأفَاد وَفِي هَذَا الْكتاب من فَوَائده مَا نسبته إِلَيْهِ
وَله مجموعات فِي أَنْوَاع من علم الحَدِيث روى عَنهُ أَبُو بكر بن
سُفْيَان العابد وَقَالَ ابْن عياد سمع مَعنا من جمَاعَة من شُيُوخنَا
وَكَانَ لَهُ اعتناء بِالْعلمِ وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَقد ضعف
وَتُوفِّي بمرسيه بعد الْخمسين وَخَمْسمِائة
49 - مُحَمَّد بن منخل بن ربان وَيُقَال فِيهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد من
أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد
الركلي وَغَيره وَكَانَ من أهل الْعلم بالقراءات والنحو واللغة متحققًا
بالفرائض والحساب بَصيرًا بالمساحة أَخذ عَنهُ دَاوُد بن مُحَمَّد بن
نضير وَغَيره وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة
أَكْثَره عَن أبي سُفْيَان وَفِيه عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عياد
50 - مُحَمَّد بن صَاف بن خلف بن سعيد بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ من
أهل أوريولة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَأبي مُحَمَّد
بْن أبي جَعْفَر وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ
وَأبي مَرْوَان بن غردي وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله
الْمَازرِيّ من المهدية وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن رشد
الْمُدَوَّنَة والمقدمات من تأليفه خَاصَّة وَولي قَضَاء بَلَده بَعْدَ
أبي الْقَاسِم بن فتحون فِي إِمَارَة ابْن سعد روى عَنهُ ابْن عياد
وَقَالَ توفّي مصروفا عَن الْقَضَاء فِي ذِي القَعْدة سنة اثْنَتَيْنِ
وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده بعد الثَّمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
51 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سُلَيْمَان بن خلف النفزي من أَهْل
شاطبة يعرف بِابْن
(2/19)
بركَة ويكنى أَبَا عبد الله سمع بِبَلَدِهِ
من أبي عمرَان بْن أبي تليد وَأبي مُحَمَّد بن ثَابت وَأبي جَعْفَر بن
جحدر وَأبي عَامر بن حبيب وَأبي جَعْفَر بن غزلون وَأبي القَاسِم بْن
الْجنان وَأبي الْوَلِيد بن قبرون ورحل فِي شبيبته إِلَى مرسية فَسمع
بهَا من أَبِي عَليّ الصَّدَفِي وتفقه بِأبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر
وَله رِوَايَة عَنْ أبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأبي الْحسن بن شَفِيع
أَخذ عَنهُ قِرَاءَة نَافِع تِلَاوَة وَعَن أبي الْحُسَيْن مغاور بن
حكم قَرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّمْعِ وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للمسائل
بَصيرًا بالفتوى نَافِذا فِي عقد الشُّرُوط يسْرد متون الْأَحَادِيث
ويستظهر الْمُقدمَات لِابْنِ رشد وَولي خطة الشورى بِبَلَدِهِ وَرَأس
فِيهَا وَانْفَرَدَ بالتقدم فِي ذَلِك قَالَ ابْن عياد سَمِعت ابْن
الدّباغ يَقُول أَبُو عبد الله بن بركَة حافز للمسائل فَذكرت ذَلِك
لِابْنِ بركَة فسر بِهِ وترحم على أبي الْوَلِيد بن الدّباغ
وَكَانَ ورعا متقللا من الدُّنْيَا على كَثْرَة مَا نَالَ مِنْهَا
مُقْتَصرا فِي عيشته على بلغَة كَانَت بِيَدِهِ ورثهَا عَن أَبِيه
محببا إِلَى الْخَاصَّة والعامة حَدَّثَنَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو
عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَابْن أَخِيه أَبُو عبد الله
مُحَمَّد بن احْمَد النَّحْوِيّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين
وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن سُفْيَان وَقَالَ مُحَمَّد بن عياد توفّي سنة
ثَلَاث وَخمسين لأَرْبَع مضين من جُمَادَى الأولى مِنْهَا ومولده فِي
جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
52 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِصَام من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بكر
وَيعرف بِابْن الْيَتِيم سَمَّاهُ ابْن سُفْيَان فِي شُيُوخه وَوَصفه
بالأدب والبلاغة وأثني عَلَيْهِ وَلم يذكر لَهُ رِوَايَة وَقَالَ توفّي
بِبَلَدِهِ سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَفِي الروَاة عَن أبي
سكرة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِصَام وَهُوَ ابْن أُخْت أبي
جَعْفَر بن وضاح وَلَا أدرى مَا هُوَ من هَذَا
53 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن معَاذ اللَّخْمِيّ من
أهل إشبيلية يعرف بالفلنقي ويكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله أَخذ
الْقرَاءَات عَن شُرَيْح وَخَلفه فِي حلقته وروى عَن أبي الْأَخْضَر
وَأبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَابْن فندلة وَأبي الْوَلِيد بن حجاج
وَابْن الْعَرَبِيّ
(2/20)
وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي عمر بن صَالح
وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب وَأبي الْحسن بن لب وَأبي الْعَبَّاس بن
الرقَاق وَعباد بن سرحان وَأبي الْمطرف بن الْوراق وَابْن عتاب وَابْن
رشد وَابْن طري وَأبي بَحر الْأَسدي وَعبد الرَّحِيم الحجاري وَعبد
الْجَلِيل بن عبد الْعَزِيز وَأبي دَاوُد الْمعَافِرِي وَأبي بكر بن
أبي الدوس وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَأبي عَمْرو بن كوثر وَأبي
الْحسن بن ثَابت وَأبي بكر بن جزم ورحل إِلَى قلعة حَمَّاد فَقَرَأَ
بهَا على أبي بكر عَتيق بن مُحَمَّد الردائي من أَصْحَاب أبي
الْعَبَّاس بن نَفِيس وَكَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الإقراء على
الرِّوَايَة مشاركا فِي علم الْعَرَبيَّة والاداب يجمع إِلَى ذَلِك
براعة الْخط وجودة الضَّبْط وَله تأليف فِي الْقرَاءَات سَمَّاهُ
بِالْإِيمَاءِ إِلَى مَذَاهِب السَّبْعَة الْقُرَّاء أَخذ عَنْهُ أَبُو
الْحَسَن نجبة وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الْبَاجِيّ وَأَبُو
ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وَخرج من أشبيلية بَلَده واستوطن مَدِينَة فاس
وتصدر للإقراء بِمَسْجِد الْحَوْرَاء مِنْهَا إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا
فِيمَا قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم فِي الْمحرم سنة ثَلَاث
وَخمسين وَخَمْسمِائة ذكره ابْن مُؤمن وَفِيه عَن غَيره
54 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن وَاجِب القَيْسيّ من
أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْحسن روى عَن شُرَيْح وَابْن الْعَرَبِيّ
وَأبي الْقَاسِم بن رضَا وتفقه بِعَمِّهِ أبي حَفْص بن وَاجِب وَحضر
عِنْدَ أبي بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر المناظرة فِي كتب
الرَّأْي وَله رِوَايَة عَن ابْن النِّعْمَة وَأبي الْوَلِيد بن خيرة
وَأبي الْحسن بن هُذَيْل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَولي الْقَضَاء
بفسطنطانية وَغَيرهَا من الْجِهَات الشرقية حدث عَنْهُ ابْنه أَبُو
عَبْد اللَّه وَابْن سُفْيَان وَوَصفه بالأدب والنباهة وكف الْيَد
والاعتدال فِي أُمُوره وَقَالَ توفّي ببيران سنة ثَلَاث وَخمسين
وَخَمْسمِائة
55 - مُحَمَّد بن صَالح بن أَحْمد بن صَالح الْأنْصَارِيّ من أهل
إشبيلية يعرف بِابْن الزيات ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عبد
الله الْقَنْطَرِي ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه
الرّازيّ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَغَيرهمَا حدث عَنهُ ابْن بشكوال
وأغفله وَابْن خير واضطرب فِي نسبه وَالصَّحِيح مَا ثَبت هُنَا وَحكى
أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ سداسيات الرَّازِيّ مَعَ الْأَحَادِيث النسطورية
وَسمع أَبُو الْقَاسِم الْقَنْطَرِي وَأَبُو الْأَصْبَغ السماتي
وَذَلِكَ بِمَسْجِد ابْن مهلب من أشبيلية فِي أَوَاخِر رَجَب سنة
ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة
56 - مُحَمَّد بن رشيد بن عِيسَى بن أَحْمد الْيحصبِي يكنى أَبَا عبد
الله سمع من
(2/21)
القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن المرابط
بالمرية وَحدث عَنهُ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة
57 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خلف الْأنْصَارِيّ من أهل
بياسة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يعرف بِابْن الْقفال وبابن غاته علَّم
بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب وَتَوَلَّى الْخطْبَة بِبَلَدِهِ حدث عَنهُ
أَبُو بكر بن حسون بالشهاب للقضاعي
58 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْخَالِق بن مَرْزُوق بن عبد
الله الْيحصبِي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف
بِابْن العقايبي ولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ نحويا لغويا حدَّث عَنْهُ
أَبُو عَبْد اللَّه القباعي وَنسبه عَن غَيره
59 - مُحَمَّد بن عبيد الله بن المعتصم مُحَمَّد بْن معن بْن صمادح
التجِيبِي من أهل المرية يكنى أَبَا يحيى حدث عَن أبي الْعَبَّاس
أَحْمد بن عُثْمَان بن مَكْحُول عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر
بِجَامِع بَيَان الْعلم من تأليفه وَلم أجد لِابْنِ مَكْحُول هَذَا
وَيعرف بِابْن الحدرة رِوَايَة عَن أبي عمر إِلَّا فِي هَذَا
الْإِسْنَاد
60 - مُحَمَّد بن مفرج الجُمَحِي من أهل غرب الأندلس يكنى أَبَا الْحسن
أَخذ عَنهُ أَبُو عمر وَنصر بن بشير وَكَانَ مقرئا
61 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِلَال الْقَيْسِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا
عبد الله سمع من ابْن الطلاع وَابْن عتاب وَغَيرهمَا حدث عَنهُ أَبُو
الْحُسَيْن عبيد الله بن مُحَمَّد الْمذْحِجِي وَهُوَ الَّذِي قبله عَن
ابْن الطيلسان
62 - مُحَمَّد بن فتوح بن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه أَحْسبهُ إشبيليًا روى عَن أبي مُحَمَّد بن أَيُّوب الحَدِيث
المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وسَمعه مِنْهُ أَبُو عبد الله بن زرقون
وَحدث بِهِ عَنهُ
(2/22)
63 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد
الْملك بن غَالب بن عبد الرؤوف بن غَالب بن نَفِيس الْعَبدَرِي الوارق
من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من طرطوشة يكنى أَبَا عَامر وَأَبا عَبْد
اللَّه سَمِعَ من أبي مُحَمَّد البطليوسي وَلَقي أَبَا مُحَمَّد بن
عَطِيَّة القَاضِي وَأخذ عَنهُ وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَكَانَ
ضابطا حسن الوراقة
64 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن شَدَّاد الْمعَافِرِي
من أهل شوذر عمل جيان يكنى أَبَا عبد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بن
الْعَرَبِيّ وقرأت بِخَطِّهِ انه أجَاز لَهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَقدم
مرسية فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عِنْد خلع الملثمين فقدمه
أَبُو الْعَبَّاس الْحَلَال إِلَى خطة الْقَضَاء بدانية وَكَانَ هُوَ
وَأَخُوهُ عبد الْعَزِيز بن عبد الْعَزِيز من أهل الْعلم وَالْأَدب
سماهما ابْن سُفْيَان فِي مُعْجم شُيُوخه وَوصف مُحَمَّدًا هَذَا
بالحلم والسكون والنزاهة وَالْفضل وَقَالَ توفّي بمرسية سنة خمس
وَخمسين وَخَمْسمِائة وَفِي خَبره عَن غَيره
65 - مُحَمَّد بن سيد بن يعلي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد الله
لَقِي السلَفِي فِي رحلته الَّتِي حج فِيهَا وَسمع مِنْهُ وقفل إِلَى
بَلَده فَأخذ عَنهُ
66 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن يعِيش اللَّخْمِيّ
من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد بن
خيرون وَأبي عَليّ الصَّدَفِي سمع مِنْهُمَا ورحل حَاجا فِي سنة سِتّ
وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة فِي آخرهَا ثمَّ فِي سنة سبع بعْدهَا
وَلَقي بِمَكَّة رزين بن مُعَاوِيَة وَلم يحمل عَنهُ شَيْئا وَانْصَرف
إِلَى مصر فسكنها نَحوا من عشْرين سنة وَلَقي هُنَالك أَبَا بكر عبد
الله بن طَلْحَة اليابري فَسمع مِنْهُ بعض تواليفه وَمن تواليف شَيْخه
أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأَبا الْحسن بن الْفراء الْموصِلِي وَأَبا
عبد الله الرَّازِيّ وَأَبا المنيع رَافع بن دغش الْأنْصَارِيّ وَأَبا
الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَسمع فِي طَرِيقه بالإسكندرية من أبي بكر
الطرطوشي وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله بن مَنْصُور بن
الْحَضْرَمِيّ وَغَيرهم ثُمَّ قفل إِلَى بَلَده سنة سِتّ وَعشْرين وَلم
يكن لَهُ كَبِير معرفَة بِالْحَدِيثِ وَكَانَ ثِقَة حدث عَنهُ
(2/23)
صهره أَبُو عبد الله بن الخباز وَأَبُو
عمربن عياد وَتُوفِّي بشاطبة إِمَامًا فِي الْفَرِيضَة بقصبتها سنة
سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ
وَأَرْبَعمِائَة
67 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بن يُونُس من أهل لِرْية عمل
بلنسية ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ قَدِيما شاطبة من أبي عمرَان
بن أبي تليد وَأخذ علم الشُّرُوط عَن أبي الْأَصْبَغ عِيسَى بن مُوسَى
المنزلي وَالْأَدب عَن أبي الْحسن بن زَاهِر وَولي الصَّلَاة
وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده وَكَانَ معدلا خيارا وَخرج من وَطنه فِي
الْفِتْنَة فَتوفي بشاطبة فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة عَنِ
ابْن عياد
68 - مُحَمَّد بْن أبي بكر بن أبي الْخَلِيل التَّمِيمِي من أهل المرية
يعرف بِابْن وَلم ويكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي الْقَاسِم بن ورد
وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَمَال
إِلَى طَرِيقَته وَأخذ الْقرَاءَات بإشبيلية عَن شُرَيْح وروى عَن ابْن
الْعَرَبِيّ وَابْن خلصه النَّحْوِيّ وَأبي عبد الله بن أبي الْخِصَال
وَغَيرهم وَخرج من وَطنه فَنزل بعض نواحي بلنسية وخطب هُنَالك وَكَانَ
من أهل الْفَهم والتيقظ حسن الْخط مشاركا فِي الْأَدَب وَعقد الشُّرُوط
لقِيه شَيخنَا أَبُو عبد الله بن نوح وَحمل عَنهُ رِسَالَة ابْن خلصة
فِي رده على البطليوسي مناولة عَنهُ قِرَاءَة وروى عَنهُ ابْن سُفْيَان
وَحكى أَنه توفّي بِبَعْض جِهَات شاطبة وهويتولى بهَا الْأَحْكَام سنة
سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَنسبَة إِلَى جده وَغَيره يَقُول فِيهِ ابْن
لَام
69 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُفْيَان السّلمِيّ من أهل
لقنت عمل مرسية وَنزل مَدِينَة تلمسان يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي
مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي الْقَاسِم بن الْجنان وَأبي الْحسن بن
موهب وَغَيرهم وَكَانَ مُتَقَدما فِي عقد الشُّرُوط بَصيرًا بذلك لَهُ
فِي الشّعْر وَالْكِتَابَة بعض النّفُوذ حدث عَنهُ أَبُو عبد اللَّه
بْن عَبْد الْحق التلمساني سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي عقب ذِي
الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
70 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان بن سيداله التجِيبِي من
أهل شاطبة وأصلة من
(2/24)
قونكه يكنى أَبَا بكر روى عَن أبي
الْقَاسِم بن الْجنان وَأبي بكر بن أسود وَأبي عَامر بن حبيب وَأبي
الْوَلِيد بن الدّباغ وتفقه بصهره بِي بكر بن أَسد ولازمه وبأبي عبد
الله بن مغاور وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَكَانَ
عَارِفًا بالأخبار حَافِظًا لأسماء الروَاة وَله مَجْمُوع فِي رجال
الأندلس وصل بِهِ كتاب ابْن بشكوال ذكر ذَلِك ابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد
الله وَسَماهُ فِي مشيخته وَقَالَ توفّي سنة ثَمَان وَخمسين
وَخَمْسمِائة
71 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أبي الْعَافِيَة
اللَّخْمِيّ من أهل مرسية يعرف بالقسطلي لِأَن أَصله مِنْهَا ويكنى
أَبَا عَبْد الله روى عَن أبي عَليّ بن سكرة وَأبي مُحَمَّد بن أبي
جَعْفَر وتفقهه بِهِ وَكَانَ مدرسا للْمَذْهَب صَدرا فِي أهل الشورى
جَلِيلًا فِي بَلَده مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ مَعْرُوفا بالنزاهة عدلا
رضى تفقه بِهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن برطلة وغيرة
وَتُوفِّي أول ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة بعضه عَن
ابْن سُفْيَان ووفاته عَنِ ابْن حُبَيْش
72 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ من أهل لاردة يكنى
أَبَا عَبْد الله لَقِي أَبَا بكر الجزار السَّرقسْطِي وَغَيره من
الأدباء ذكره ابْن عياد وَقَالَ كَانَ كثير الِاخْتِلَاف إِلَى مجْلِس
شَيخنَا أبي بكر بن نمارة وَكَانَ فكه المجالسة لين الْجَانِب أديبا
ظريفا أنشدنا لأبي بكر الجزار
(عجبت لذِي وجع مؤلم ... يسوم الطَّبِيب ويكدي عَلَيْهِ)
(يضن عَلَيْهِ بديناره ... وَيجْعَل مهجته فِي يَدَيْهِ)
وَتُوفِّي ببلنسية فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ
73 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن الْأمَوِي الداني نزيل سبتة
يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالأشقر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
الْحَسَن بن شَفِيع وَأبي مُحَمَّد بن إِدْرِيس وَجَمَاعَة وَغَيرهمَا
وأقرأ الْقُرْآن بسبتة وَكَانَ عالي الرِّوَايَة فَاضلا مجاب الدعْوَة
أَخذ عَنهُ أَبُو الصَّبْر أَيُّوب بن عبد الله وَقَالَ توفّي فِي
التَّاسِع عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
(2/25)
74 - مُحَمَّد بن مَالك بن عبد الرَّحْمَن
بن سعيد بن عَليّ بن يبقي بن غاز بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي من أهل
المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الْقَزاز سمع من عَمه
أبي عَمْرو الْخضر بن عبد الرَّحْمَن وَأكْثر عَنهُ ثمَّ خرج من بَلَده
بعد الْحَادِثَة عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة فتجول بِبِلَاد الأندلس واستوطن كورة لرية من عمل بلنسية
مُدَّة وَكتب الحَدِيث بهَا عَن قاضيها أبي الْعَرَب عَبْد الوهّاب بْن
مُحَمَّد وَعَن أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَغَيرهمَا وَكَانَ حسن
الْخط وَالتَّقْيِيد من أهل الْفضل والصون وَولي بِأخرَة من عمره
الْأَحْكَام بشبرب من عمل بلنسية أَيْضا لقاضيها أبي بكر مُحَمَّد بن
عمر بن وَاجِب إِلَى أَن توفّي بهَا وهويتولى ذَلِك عشي يَوْم
الْخَمِيس لخميس خلون من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
وَقد بلغ أَرْبَعِينَ أَكْثَره عَنِ ابْن عياد
75 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عُثْمَان الْيحصبِي من أهل لوشة عمل غرناطة
يعرف بِابْن الجبير ويكنى أَبَا عَمْرو سَمِعَ بقرطبة من أبي الْحَسَن
بن مغيث وَأبي الطَّاهِر التَّمِيمِي وَأبي القَاسِم بْن الأبرش
وَغَيرهم وَكَانَ من الأدباء النبهاء ذَا عناية بالرواية وَالتَّقْيِيد
صَحبه الْقَنْطَرِي فِي السماع من ابْن مغيث وَغَيره وَحكى أَنه
أنْشدهُ قَالَ أَنْشدني أَبُو الْقَاسِم بن الأبرش النَّحْوِيّ
لنَفسِهِ
(لَو لم يكن لي أباء أسود بهم ... وَلم تثبت رجال الغرب لي شرفا)
(وَلم أنل عِنْد ملك الْعَصْر منزلَة ... لَكَانَ فِي سِيبَوَيْهٍ
الْفَخر لي وكفا)
(فَكيف علم ومجد قد جمعتهما ... وكل مختلق فِي مثل ذَا وَقفا)
وَهَذِه الأبيات أنشدنيها أَبُو الرَّبِيع بن سَالم عَن ابْن حميد
إنشادا عَن قَائِلهَا إنشادا إِلَّا أَنه قَالَ كبار الغرب وقرأت بِخَط
أبي عَمْرو بن عيشون أَن أَبَا عَمْرو هَذَا توفّي سنة تسع وَخمسين
وَخَمْسمِائة
76 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَامر البلوي من طرطوشة وَسكن مرسية
يعرف بالسالمي لِأَن أَصله من مَدِينَة سَالم ويكنى أَبَا عَامر كَانَ
من أهل الْأَدَب وَالْعلم والتاريخ وَله فِي ذَلِك كتاب سَمَّاهُ بدرر
القلائد وغرر الْفَوَائِد قد كتبت هُنَا مِنْهُ وَله أَيْضا فِي
اللُّغَة كتاب حسن وَكتاب فِي الطِّبّ سَمَّاهُ الشِّفَاء وَكتاب فِي
التشبيهات وَكتب للأمير مُحَمَّد بن سعد وَكَانَ
(2/26)
لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر حدث عَنهُ عبد
الْمُنعم بن الْفرس لقِيه بمرسية وَأَبُو الْقَاسِم بن الْبراق كتب
إِلَيْهِ وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
77 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن حزب الله من أهل بلنسِيَّة يكنى أَبَا
عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن جلادة روى عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأم
فِي صَلاَة الْفَرِيضَة بِبَعْض الْمَسَاجِد وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف
ويضبطها ويتنافس فِيمَا يُوجد بِخَطِّهِ مِنْهَا إِلَى الْيَوْم ووقفت
على بَعْضهَا بضبطه فِي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
78 - مُحَمَّد بن خُلَيْد بن مُحَمَّد التَّمِيمِي من أهل المرية يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي أَبَا الْقَاسِم عِيسَى بن جهور بقرطبة فَسمع
مِنْهُ مقامات الحريري وسمعها أَيْضا من أبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي
بالمرية وَفِي حانوته بِبَاب الزياتين مِنْهَا وَحدث بهَا عَنْهُمَا
وأقرأ الْأَدَب وَرَأَيْت الْأَخْذ عَنهُ فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين
وَخَمْسمِائة
79 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسان من أهل حَيَّان يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي حدث عَنهُ ابْن
عياد وَقَالَ لَقيته ببليانة من أَعمال مرسية وَأَحْسبهُ خرج من بَلَده
فِي الْفِتْنَة عِنْد انْقِرَاض الدولة اللمتونية
80 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد
بْن عَبْد الْحق الخزرجي من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا
عبد الله بن الطلاع وَأكْثر عَنهُ وعني بالفقه وَحدث وَمِنْه سمع
الْمُوَطَّأ شَيخنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَجَازَ لَهُ وَبِه
علا إِسْنَاده قَالَ وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة إِلَّا عَن أبي عبد الله
يَعْنِي ابْن الطلاع وَقد وقفت أَنا على رِوَايَته عَن أبي مُحَمَّد بن
عتاب وَلم أَقف على تَارِيخ وَفَاته وَيحدث عَنهُ أَيْضا ابْنه أَبُو
مُحَمَّد عبد الْحق بن مُحَمَّد الْحَاكِم
81 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن المنخل الْمهرِي
الأديب من أهل شلب
(2/27)
يكنى أَبَا بكر كَانَ أحد الأدباء
الْمُتَقَدِّمين وَالشعرَاء المجودين وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط
يُشَارك فِي علم الْكَلَام مَعَ صَلَاح وَخير وشعره مدون وأنشدني أَبُو
الرّبيع بن سَالم غير مرّة قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه
بْن أَحْمد بن عبد الْملك الشلبي قَالَ أَنْشدني أَبُو بكر بن منخل
لنَفسِهِ
(مَضَت لي سِتّ بعد سبعين حجَّة ... ولي حركات بعْدهَا وَسُكُون)
(فيا لَيْت شعري أَيْن أَو كَيفَ أَو مَتى ... يكون الَّذِي لَا بُد
أَن سَيكون)
قَالَ لي ابْن سَالم وَقد رَأَيْت هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي ديوَان شعر
ابْن المنخل وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة
82 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن عبد الرَّحْمَن من أهل شاطبة يكنى أَبَا
عبد الله وَيعرف بالسجلماسي روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن جمَاعَة
وَكَانَت لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وَلَقي أَبَا الْقَاسِم بن جَارة
بالإسكندرية فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة يحمل عَنهُ كتاب
المصابيح لأبي مُحَمَّد بن مَسْعُود الْخُرَاسَانِي ذكره ابْن عياد
وَقَالَ لم يكن لَهُ اعتناء بِالْحَدِيثِ وَتُوفِّي بشاطبة سنة إِحْدَى
وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده ببلنسية لسبع بَقينَ من شَوَّال سنة
أَربع وَخَمْسمِائة
83 - مُحَمَّد بن شَهِيد الْمهرِي من سَاكِني غرناطة يكنى أَبَا عبد
الله يروي عَنْ أبي مُحَمَّد بن عتاب وَكَانَ مقرئًا حدث عَنهُ أَبُو
بكر عبد الرَّحْمَن بن مسْعدَة قَالَه الملاحي
84 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فرج بن سُلَيْمَان بن
يحيى بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز الْقَيْسِي من أهل شاطبة يعرف
بِابْن تريس ويشهر بالمكناسي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي
عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي زيد بن الْوراق وَأبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر
وَأبي عبد الله البلغيي وَأبي القَاسِم بْن الْجنان وَأبي الْحسن وليد
بن موفق وَأبي عَامر بن حبيب وَسمع بعض الاستذكار لأبي عمر بن عبد
الْبر من أبي عمرَان بن أبي تليد وَلَقي أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ
فَنَاوَلَهُ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَأَبُو
الْوَلِيد بن رشد
(2/28)
وَأَبُو الْحسن بن شَفِيع وَأَبُو
الْقَاسِم بن ورد وطارق بن يعِيش وَغَيرهم
وَمن أهل الْمشرق أَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن
العرجاء وَرِوَايَته متسعة وَله فِي شُيُوخه مَجْمُوع سَمَّاهُ
التَّعْرِيف أَخذ الْقرَاءَات مِنْهُم عَن أبي عبد الله بن بقورنية
وَأبي بكر إِبْرَاهِيم بن خلف وَبَعضهَا عَن أبي عبد الله بن الْفراء
الزَّاهِد وَأبي مُحَمَّد بن جوشن وَأبي عبد الله بن عِيَاض وسواهم
وَقد سمع من ابْن الدّباغ وَأبي بكر بن أَسد وَأبي إِسْحَاق بن خفاجة
حمل عَنهُ منظومه ومنثوره وتصدر بشاطبة للإقراء سالكا طَرِيقه جده
مُحَمَّد بن فرج فَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ قديم الطّلب معنيا بلقاء
الشُّيُوخ يُشارِك فِي علم الحَدِيث وَالْأَدب ويتحقق بالقراءات مَعَ
براعة الْخط وجودة الضَّبْط وَكتب علما كثيرا وَمن تأليفه كتاب
الِابْتِدَاء بِهَمْزَة الْأَمر والإيواء فِي قَوْله تَعَالَى
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} وَقَوله سُبْحَانَهُ {فَأْوُوا إِلَى
الْكَهْفِ} حدَّث عَنْهُ أَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَأَبُو عمر بن
عياد وَأثْنى عَلَيْهِ وَوَصفه بالتقلل من الدُّنْيَا وَقَالَ توفّي
يَوْم الْجُمُعَة لإحدى عشرَة أَو اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من
جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد قَارب
السّبْعين مولده سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة روى عَنهُ ابْن
سُفْيَان وَوَصفه بالمشاركة فِي حفظ التواريخ وَالْبَصَر بالنحو وَحكى
أَن السلَفِي والمازري وَغَيرهمَا من أهل مصر وَالشَّام والحجاز
والقادمين عَلَيْهَا كتبُوا إِلَيْهِ وَغلط فِي وَفَاته وَلم يضبطها
85 - مُحَمَّد بن عبد الله بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن مفرج بن
مَسْعُود بن صنعون بن سُفْيَان من أهل شلب يعرف بالقنطري ويكنى أَبَا
الْقَاسِم وقنطرة السَّيْف من الثغر الجوفي هِيَ دَار سلفه
وبالنسبة إِلَيْهَا اشتهارهم سمع ببلدة أَبَا بكر بن غَالب العامري
وَأَبا الْحُسَيْن بن صاعد وعيسي بن هَيْبَة وَأَبا بكر الأمروشي
وَأَبا الْحُسَيْن بن الطلاء وبأشبيلية أَبَا الحكم بن برجان وَأَبا
بكر بن الْعَرَبِيّ وبقرطبة ابْن مغيث وَأَبا بكر بن المرخي وَابْن أبي
الْخِصَال وَأَبا الْحسن بن الْوزان وَأَبا جَعْفَر البطروجي وَأَبا
بكر بن زَيْدَانَ وَأَبا طَاهِر التَّمِيمِي وَأَبا الحكم بن غشليان
وبالمرية ابْن موهب وَأَبا الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَسمع ابْن معمر
المالقي وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة الْكَامِلَة بصناعة
الحَدِيث بعيد الصيت فِي الْحِفْظ والإتقان والضبط جمَاعَة للدواوين
والكتب من بَيت فقه وَحَدِيث مشاركا فِي فنون من الْعلم وَقد شوور فِي
الْأَحْكَام وَله زِيَادَة على ابْن بشكوال فِي تَارِيخه قد كتبتها
بجملتها حدث عَنهُ يعِيش بن الْقَدِيم الشلبي وَغَيره وَذكر ابْن خير
أَنه أجَاز لَهُ مَا انْفَرد بِهِ دونه من
(2/29)
الرِّوَايَة قَالَ وَتُوفِّي بمراكش
لَيْلَة الْأَرْبَعَاء وَدفن يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع من ذِي
الحجّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الْخَطِيب
أَبُو مُحَمَّد بن عمرَان مَعَ من كَانَ هُنَالك من جِيرَانه أهل شلب
يَعْنِي فِي وفاداتهم على مراكش
86 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن احْمَد بن
رضى من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد سمع أَبَاهُ أَبَا الْقَاسِم
وَأَبا الْحَسَن بْن مغيث وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبا عبد الله
بن الْحَاج وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأكْثر عَنهُ وَأَبا بكر عبد
الْعَزِيز بن مدير وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مكي وَأَبُو
الْحسن شُرَيْح وَابْن ورد وَعبد الْجَلِيل المقرىء وَغَيرهم وَقد أَخذ
عَن ابْن الدّباغ وَأبي إِسْحَاق بن الْأمين وَابْن بشكوال وَأخذ هُوَ
أَيْضا عَنهُ فتدبجا قَالَ لي الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الْأَزْدِيّ
قَالَ لي الْخَطِيب أَبُو عبد الله الْحَضْرَمِيّ قَالَ لي أَبُو
الْقَاسِم بن بشكوال قَالَ لي أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن عَبْد
الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن رَضِي سَمِعت أبي رَحمَه الله يَقُول عَن
أبي عبد الله بن فرج الْفَقِيه رَحمَه الله أَنه كَانَ ينشد بَيت حسان
رَضِي الله عَنهُ
(هجوت مُحَمَّدًا وأجبت عَنهُ ... وَعند الله فِي ذَاك الْجَزَاء)
هجوت مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأجبت عَنهُ
فَكَانَ يُقَال لَهُ لَيْسَ يتزن هَكَذَا فَكَانَ يَقُول أَنا لَا أترك
الصَّلاة عَلَى النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن
بشكوال لقد يُعجبنِي مَا كَانَ يَفْعَله نَفعه الله بنيته فِي ذَلِك
87 - مُحَمَّد بن شُرَيْح بن مُحَمَّد بن شُرَيْح بن أَحْمد بن
مُحَمَّد بن شُرَيْح بن يُوسُف بن عبد الله بن شُرَيْح الرعيني من
أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر سمع أَبَاهُ وَصَحب أَبَا بَكْر بْن
الْعَرَبِيّ فِي وجهته إِلَى الْمغرب وَكَانَ من نبهاء بَلَده ووجوههم
والمقدمين فِيهِ بِذَاتِهِ وبسلفه وَلَا أعلمهُ حدث وَتُوفِّي صدر
يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة ودُفِن إِثْر صَلاَة الجُمُعَة بمقبرة مشكة لصق أَبِيه
وجده وَصلى عَلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو عمر مُحَمَّد بن أبي الحكم بن
حجاج ومولده سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة عَن ابْن خير
(2/30)
88 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يَاسر
الْأنْصَارِيّ من أهل جيان وَنزل حلب يكنى أَبَا بكر رَحل إِلَى
الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَقدم دمشق قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة
وَسكن قنطرة سِنَان مِنْهَا وَكَانَ يعلم بِالْقُرْآنِ ويتردد إِلَى
أبي الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد يسمع الحَدِيث مِنْهُ ثمَّ رَحل
صَحبه أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر صَاحب تَارِيخ الشَّام إِلَى بَغْدَاد
سنة عشْرين وَكَانَ زميله فَسمع بهَا مَعَه من هبة الله بن الْحصين
وَغَيره ثمَّ خرج إِلَى خُرَاسَان فَسمع بهَا من حَمْزَة الْحُسَيْنِي
وَأبي عبد الله الفراوي وَأبي اقاسم الشحامي وَغَيرهم وَسمع ببلخ
جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأَبُو
النَّجْم مِصْبَاح بن مُحَمَّد المسكي وَغَيرهمَا وَبلغ الْموصل
فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسمع مِنْهُ وَيُؤْخَذ عَنهُ ثمَّ انْتهى إِلَى
حلب فاستوطنها وسلمت إِلَيْهِ خزانَة الْكتب النورية وأجريت عَلَيْهِ
جراية وَكَانَ فِيهِ عسر فِي الرِّوَايَة والإعارة مَعًا ووقف كتبه على
أَصْحَاب الحَدِيث وَله عَوَالٍ مخرجة من حَدِيث ساوي بهَا بعض شُيُوخه
البُخَارِيّ وَمُسلمًا وَأَبا دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
روى عَنهُ أَبُو حَفْص الميانشي وَأَبُو الْمَنْصُور مظفر بن سوار
اللَّخْمِيّ وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن سويرة وَابْن أبي
السنان وَغَيرهم ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَأكْثر خَبره عَنهُ
وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ وَمَات بحلب فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث
وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة على مَا بَلغنِي وَقَالَ ابْن نقطة حدث عَن
جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم سهل بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي
وَأَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الْهَمدَانِي حَدثنَا عَنهُ
أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان الْحلَبِي
وَأَخُوهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد وَحكي عَن الْحسن بن هبة الله بن
صصرى أَنه توفّي بحلب فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ كَمَا
تقدم وَقد بلغ السّبْعين
89 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن
عمرَان بن نمارة الحجري بِفَتْح الْجِيم من أهل بلنسية يكنى أَبَا
بَكْر وَهُوَ من ولد أَوْس بن حجر التَّمِيمِي شاعرها فِي
الْجَاهِلِيَّة نَقله أَبوهُ احْمَد سنة سبع وَثَمَانِينَ
وَأَرْبَعمِائَة إِلَى المرية لتملك الرّوم
(2/31)
ببلنسية فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ صَغِير
فَنَشَأَ بالمرية وَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا على أبي الْحسن الْبُرْجِي
وَسمع الحَدِيث من بِي على الصَّدَفِي وَعباد بن سرحان وَأبي الْقَاسِم
بن الْعَرَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن الحناط وَأبي عبد الله البلغيي
وَصَحب هُنَالك أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَلَقي أَبَا عبد الله بن
الْفراء ثمَّ رَحل إِلَى قرطبة سنة سِتّ وَخَمْسمِائة فَأخذ بهَا
الْقرَاءَات عَن أبي الْقَاسِم بن النخاس وَعَلِيهِ اعْتمد لعلو
رِوَايَته الَّتِي تساوى بهَا فِي بعض الطّرق أَبَا عَمْرو المقرىء
وَسمع مِنْهُ وَمن أبي بَحر الْأَسدي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن
عتاب وَلم يسمع مِنْهُ وأبوعبد الله الْخَولَانِيّ وَأَبُو الْحسن
شُرَيْح وَأَبُو بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأَبُو بكر عمر بن الفصيح
وَغَيرهم وَعَاد إِلَى بلنسية وَطنه سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة فَأخذ علم
الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي مُحَمَّد البطليوسي وتفقه بِأبي
الْقَاسِم بن الأنقر السَّرقسْطِي وَسمع مِنْهُمَا وَأَجَازَ لَهُ
وَكَانَ قد لَقِي فِي طَرِيقه بمرسية أَبَا مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر
فَحكى عَنهُ وَمَا أرَاهُ سمع شَيْئا من الحَدِيث مِنْهُ وتصدر للإقراء
بِأخرَة من عمره وَهُوَ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ مَعَ الْحِفْظ
للمسائل وَالْوُقُوف على الْخلاف والاعتناء بالاثار وَالْبَصَر بالاداب
وَالْأَخْبَار إِلَى النزاهة والتواضع مَعَ النباهة فِي بَلَده
والوجاهة وَكَانَ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل يثني عَلَيْهِ ويصفه
بالانقباض عَن خدمَة السُّلْطَان على كَثْرَة مَاله وسعة حَاله وامتحن
بالسجن فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وهنالك كتب بِخَطِّهِ شرح
مُقَدّمَة ابْن بابشاذ وكتبت لَهُ بِهِ الْمُقدمَة حَدثنَا عَنهُ غير
وَاحِد من شُيُوخنَا وَهُوَ أخر من حدث عَن ابْن النخاس بالقراءات
تِلَاوَة وَتُوفِّي يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع وَالْعِشْرين وَقيل
السَّابِع عشر أَوِ الثَّامِن عشر من شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة وَدفن غدْوَة الثُّلَاثَاء وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن
بن النِّعْمَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ومولده ببلنسية يَوْم
الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
أَكْثَره عَن ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغلط فِي وَفَاته
90 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سُلَيْمَان الْأَزْدِيّ من
أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن برطلة سمع من أبي
عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وتفقه بِأبي عبد الله القسطلي وَأبي عَبْد
اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم ولازم القَاضِي الْعَبَّاس بن الْحَلَال
وَكَانَ ذَاكِرًا للفقه متقنا لمسائله مَعْرُوفا بالفهم والتيقظ مَعَ
الصون والعفاف وَتُوفِّي قبل اكتهاله سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ
(2/32)
وَخَمْسمِائة ذكر وَفَاته ابْن حُبَيْش
وَخَبره عَن ابْن سُفْيَان وَقَالَ لي قَرِيبه الْخَطِيب أَبُو
مُحَمَّد إِن أَبَاهُ سُلَيْمَان ولي الْقَضَاء
91 - مُحَمَّد بن موفق الْمكتب مولى أبي عَليّ بن أم الْحور من أهل
بلنسية يعرف بالخراط ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
مُحَمَّد بن سعدون الضَّرِير وَأبي الاصبع بن المرابط وَلَقي أَبَا زيد
بن الْوراق عِنْد خُرُوجه من سرقسطة وَسمع أَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل
وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ صنع الْيَد عَارِفًا بمرسوم الْخط فِي
الْمَصَاحِف مَعْرُوفا بالضبط وَحسن الوراقة يغالي فِيمَا يكْتب مَعَ
التجويد والإتقان أَخذ عَنهُ ابْن عياد وَابْنه مُحَمَّد وَتُوفِّي
بلرية مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده
سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
92 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عباده الْأنْصَارِيّ من أهل
جيان وَأَصله من قَرْيَة بَينهَا وَبَين إقليم شقورة ويكنى أَبَا عَبْد
اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي الْحسن
شُرَيْح وَأبي عَليّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأبي الْقَاسِم بن الْفرس
وَأبي زَكَرِيَّاء بن حبيب وَأبي الْحسن السالمي وَأبي الاصبغ بن جزم
الغافقي وَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي
الْحَسَن بْن مغيث وَأبي عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَأبي مُحَمَّد
بْن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي وتفقه بِأبي الْوَلِيد بن رشد وَأبي عبد
الله بن الْحَاج وَلَقي أَبَا بكر بن مَسْعُود الْخُشَنِي وأخاه
اسماعيل وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَأَبُو بكر
غَالب بن عَطِيَّة وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَابْن فندلة وَابْن
الْعَرَبِيّ وَابْن مكي وَأَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيرهم وتصدر
للإقراء بحيان بَلَده ثمَّ انْتقل مِنْهُ بعد الْفِتْنَة فِي سنة
ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة إِلَى شَرق الأندلس فأوطن
شاطبة وأقرأ بهَا وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ مقرئا ماهرا فَاضلا
معدلا يُشَارك فِي الحَدِيث والمسائل وَتُوفِّي بشاطبة سنة أَربع
وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة ومولده بحصن منتور سنة ثَمَانِينَ
وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغلط فِي وَفَاته
فَجَعلهَا سنة سِتِّينَ وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ أَخذ عَنهُ
شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر
93 - مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن يحيى الْمرَادِي من أهل
جملَة عمل
(2/33)
مرسية وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف ويكنى
أَبَا عبد الله وَسمع من ابْن الدّباغ وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة
وتفقه بِهِ وبأبي جَعْفَر بن أبي جَعْفَر وَأخذ الْآدَاب عَن أبي
مُحَمَّد بن مطحنة ورحل حَاجا سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة فلقي
بِمَكَّة أَبَا عبد الله بن سعيد الداني وَقَرَأَ هُنَاكَ عَلَيْهِ
وَسمع من أبي المنيع رَافع بن دغش وَأبي نصر الْفَتْح بن مُحَمَّد
الجذامي وَغَيرهمَا وقفل إِلَى الأندلس فسكن مرسية وَحدث بهَا وَكَانَ
حسن الْخط جيد الضَّبْط توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
ومولده بجملة فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد
94 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن يُوسُف الحضرم من أهل دانية يعرف
بِابْن الخسراطة ويكنى أَبَا عبد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
عَبْد اللَّه بْن سَعِيد وَسمع مِنْهُ وَاقْتصر عَلَيْهِ وَخَلفه فِي
الإقراء وَقد أَخذ عَنهُ وَكَانَ ضَعِيف الْخط توفّي حول سنة أَربع
وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ ومولده يَوْم
الِاثْنَيْنِ لست مضين من شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ
وَأَرْبَعمِائَة أَكْثَره عَنِ ابْن عياد
95 - مُحَمَّد بن حَارِث بن مُحَمَّد بن فيره بن حيون بن سكرة
الصَّدَفِي من أهل سرقسطة وَسكن مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ
من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَهُوَ ابْن أَخِيه كثيرا وَمن أبي مُحَمَّد
بن برطلة صَاحب الصَّلَاة صهر عَمه أبي عَليّ وَكتب بِخَطِّهِ علما جما
وأقرأ الْقُرْآن وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِالْمَسْجِدِ
الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بمقربة من بَاب الْفرج دَاخل مرسية وَتُوفِّي
بهَا وَكَانَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن غلبون يثني عَلَيْهِ ويصفه
بالصلاح وَالْخَيْر والاكباب على تِلَاوَة الْقرَان حدثت بذلك عَنه
96 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن معط التجِيبِي من أهل أوريولة يكنى
أَبَا أَحْمَد أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر بن عمار
اللاردي ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَلَقي بِمَكَّة أَبَا عَليّ بن
العرجاء فَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وقفل إِلَى بَلَده وتصدر للإقراء وَأم
فِي الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِهِ عِنْد بَاب القنطرة حَيَاته كلهَا
وَكَانَ شَيخا صَالحا ثِقَة من أهل الْوَرع وَالْعَدَالَة مقرئا مجودا
أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله التجِيبِي شَيخنَا وَهُوَ ابْن عَم وَالِده
تَلا عَلَيْهِ الْقُرْآن بِمَا تضمنه التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء
ولازمه سِنِين وَأَجَازَ لَهُ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة
(2/34)
97 - مُحَمَّد بن حَاضر بن منيع
الْعَبدَرِي من أَهْل دانية يكنى أَبَا عبد الله صحب الْأُسْتَاذ أَبَا
الْحسن طَاهِر بن بسيطة وَأخذ عَنهُ تأليفه فِي البروج والمنازل وَله
أَلفه حدث عَنهُ ابْن عليم بْن عبد الْعَزِيز الْحَافِظ
98 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سَعَادَة مولى سعيد بن نصر مولى عبد
الرَّحْمَن النَّاصِر من أهل مرسية وَسكن شاطبة وَدَار سلفه بلنسِيَّة
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سمع أَبَا عَليّ الصَّدَفِي واختص بِهِ
وَأكْثر عَنهُ وَإِلَيْهِ صَارَت دواوينه وأصوله الْعتاق وَأُمَّهَات
كتبه الصِّحَاح لصهر كَانَ بَينهمَا وَسمع أَيْضا أَبَا مُحَمَّد بن
أبي جَعْفَر ولازم حُضُور مَجْلِسه للتفقه بِهِ وَحمل مَا كَانَ يرويهِ
ورحل إِلَى غرب الأندلس فَسمع أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا بَحر
الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا عبد الله بن الْحَاج وَأَبا
بكر بن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله
الْخَولَانِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن طريف وَأَبُو الْحسن بن عفيف
وَأَبُو الْقَاسِم بن صَوَاب وَأَبُو مُحَمَّد الركلي وَأَبُو عمرَان
بن أبي تليد وَأَبُو مُحَمَّد بن السَّيِّد ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق
فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة فلقي بالإسكندرية أَبَا الْحجَّاج بن
نَادِر الميورقي وَصَحبه وَسمع مِنْهُ وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَعلم
الْكَلَام وَأدّى فَرِيضَة الْحَج فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلَقي
بِمَكَّة أَبَا الْحسن رزين بن مُعَاوِيَة الْعَبدَرِي إِمَام
الْمَالِكِيَّة بهَا وَأَبا مُحَمَّد بن صَدَقَة الْمَعْرُوف بِابْن
غزال من أَصْحَاب كَرِيمَة المروزية فَسمع مِنْهُمَا وَأخذ عَنْهُمَا
وروى عَن أبي الْحسن عَليّ بن سَنَد بن عَيَّاش الغساني مِمَّا حمل عَن
أبي حَامِد الْغَزالِيّ من تصانيفه ثمَّ انْصَرف إِلَى ديار مصر فصحب
ابْن نَادِر إِلَى حِين وَفَاته بالإسكندرية وَلَقي أَبَا الطَّاهِر
بْن عَوْف وَأَبا عبد الله بن مُسلم الْقرشِي وَأَبا طَاهِر السلَفِي
وَأَبا زَكَرِيَّاء الزناتي وَغَيرهم فَأخذ عَنْهُم وَكَانَ قد كتب
إِلَيْهِ مِنْهَا أَبُو بكر الطرطوشي وَأَبُو الْحسن بن مشرف
الْأنمَاطِي وَلَقي فِي صَدره بالمهدية أَبَا عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ
فَسمع مِنْهُ بعض كِتَابه الْمعلم
(2/35)
وَأَجَازَ لَهُ بَاقِيه وَعَاد إِلَى مرسية
فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَقد حصل فِي رحلته علوما جمة وَرِوَايَة فسيحة
وَكَانَ عَارِفًا بالسنن والْآثَار مشاركا فِي علم الْقُرْآن
وَتَفْسِيره حَافِظًا للفروع بَصيرًا باللغة والغريب ذَا حَظّ من علم
الْكَلَام مائلا إِلَى التصوف مؤثرا لَهُ أديبا بليغا خَطِيبًا فصيحا
ينشىء الْخطب مَعَ الْهَدْي والسمت وَالْوَقار والحلم جميل الشارة
محافظا على التِّلَاوَة بَادِي الْخُشُوع راتبا على الصَّوْم وَولي خطة
الشورى بمرسية مُضَافَة إِلَى الْخطْبَة بجامعها أَخذ فِي سَماع
الحَدِيث وتدريس الْفِقْه ثمَّ ولي الْقَضَاء بهَا بعد انْقِرَاض دولة
الملثمة وَنقل إِلَى قَضَاء شاطبة فاتخذها وطنا وَكَانَ يسمع الحَدِيث
بهَا وبمرسية وبلنسية وَيُقِيم الْخطب أَيَّام الْجمع فِي جَوَامِع
هَذِه الْأَمْصَار الثَّلَاثَة متعاقبا عَلَيْهَا وَقد حدث بالمرية
وهنالك أَبُو الْحسن بن موهب وَأَبُو مُحَمَّد الرشاطي وَغَيرهمَا
وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل جَامع التِّرْمِذِيّ وَألف كتاب
شَجَرَة الْوَهم المترقية إِلَى ذرْوَة الْفَهم لم يسْبق إِلَى مثله
وَلَيْسَ لَهُ غَيره وَجمع فهرسة حافلة روى لنا عَنهُ أكَابِر
شُيُوخنَا وَذكره ابْن عياد وَوَصفه بالتفنن فِي المعارف والرسوخ فِي
الْفِقْه وأصوله والمشاركة فِي علم الحَدِيث وَالْأَدب وَقَالَ كَانَ
صلبا فِي الْأَحْكَام مقتفيا للعدالة حسن الْخلق والخلق جميل
الْمُعَامَلَة لين الْجَانِب فكه المجالسة ثبتا حسن الْخط من أهل
الإتقان والضبط وَحكى أَنه كَانَت عِنْده أصُول حسان بِخَط عَمه مَعَ
الصَّحِيحَيْنِ بِخَط الصَّدَفِي فِي سفرين قَالَ وَلم يكن عِنْد
شُيُوخنَا مثل كتبه فِي صِحَّتهَا وإتقانها وجودتها وَلَا كَانَ فيهم
من رزق عِنْد الْخَاصَّة والعامة من الحظوة وَالذكر وجلالة الْقدر مَا
رزقه وَذكره ابْن سُفْيَان أَيْضا وَأَبُو عمر بن عَاتٍ وَرفعُوا
جَمِيعًا بِذكرِهِ
وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر بن مفوز كَانَ حسن التَّقْيِيد والضبط
ثِقَة مَأْمُونا فِيمَا حمل وَنقل سَمِعت القَاضِي أَبَا مُحَمَّد بن
عَاشر يَقُول يَوْم مَوته رحم الله أَبَا عبد اللَّه كَانَ من أَهْل
الْعلم وَالْعَمَل أَو كَانَ عِنْده الْعلم وَالْعَمَل وَتُوفِّي
بشاطبة مصروفا عَن قَضَائهَا فِي منسلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَدفن أول
يَوْم من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط شَيخنَا أبي
الخَطَّاب بْن وَاجِب أَنه توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ وَدفن يَوْم
الِاثْنَيْنِ أول يَوْم من محرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
بالروضة المنسوبة إِلَى أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر ومولده بمرسية فِي
شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
99 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَفَّان الغافقي من أهل مرسية
وَكَانَ يسكن الْحمة من أَعمالهَا يكنى أَبَا بكر كَانَ حَافِظًا للفقه
قَائِما على الْمسَائِل عَارِفًا بالِاتِّفَاقِ وَالِاخْتِلَاف
(2/36)
مشاركًا فِي غَيْر ذَلِكَ من أدب وَنسب
وسواهما
ذكره ابْن سُفْيَان وَقَالَ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
100 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى
الْأَنْصَارِيُّ الخزرجي من أَهْل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه
سَمِعَ من أَبِيه أبي الْعَبَّاس وتفقه بِهِ وبأبي بكر بن الحناط وَأخذ
الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن سعيد وَقدم للشورى وَكَانَ
جَلِيلًا نبيها فَاضلا نزيها مولده سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي بمرسية
سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَاحْتمل إِلَى دانية فَدفن بهَا عَن
ابْن سُفْيَان وَقَالَ ابْن عياد إِنَّه توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ
وَهُوَ وهم مِنْهُ
101 - مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الْعَيْش
اللَّخْمِيّ من أهل طرطوشة وَسكن شاطبة وَيعرف بِابْن الْأَصِيل ويكنى
أَبَا عبد الله تجول فِي طلب الْعلم فَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي عَليّ
مَنْصُور بن الْخَيْر وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأبي عبد
الله ابْن أبي الْخِصَال وَأبي الْقَاسِم بن ورد وَأبي عبد الله بن
أُخْت غَانِم وَلَقي أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَأَبا الْحجَّاج بن
يسعون وَأخذ عَنْهُمَا وَبَلغنِي أَنه نَشأ بالمرية وتصدر بشاطبة
للإقراء والتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَكَانَ
مَوْصُوفا بالمعرفة والفهم ضَعِيف الْخط حدث عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن بن
جُبَير سمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ فِي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقد
لقِيه ابْن عياد وَكتب عَنهُ يَسِيرا وَذكره ابْن سُفْيَان وَقَالَ
توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن عياد
أَنه توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ قَالَ ومولده بطرطوشة سنة سِتّ
وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
102 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن الْفرج بن خلف بن سعيد
بن هِشَام الْأنْصَارِيّ الخزرجي من ولد سعيد بن سعد بن عبَادَة يكنى
أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْفرس من أهل غرناطة وَكَانَ جدهم
الدَّاخِل إِلَى الأندلس قد نزل سرقسطة على مَا ذكره
(2/37)
الرَّازِيّ فِي تَارِيخه ثمَّ انْتقل
وَلَده إِلَى قرطبة وَخَرجُوا مِنْهَا فِي الْفِتْنَة البربرية إِلَى
البيرة ونزلوا بهَا سمع أَبَاهُ أَبَا الْقَاسِم وَأخذ عَنهُ
الْقرَاءَات ودرس عَلَيْهِ الْفِقْه وَسمع أَبَا بكر بْن عَطِيَّة
وَأَبا الْحَسَن بْن الباذش وَأَبا الْقَاسِم بن ورد وَأَبا الْحسن بن
دري وَأَبا مُحَمَّد بن سماك وَأَبا جَعْفَر بن قلال وَغَيرهم من مشيخة
بَلَده والطارئين عَلَيْهِ ثمَّ رَحل إِلَى قرطبة فِي سنة تسع عشرَة
وَخَمْسمِائة فلقي بهَا أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَابْن رشد وَأَبا
بَحر الْأَسدي وَابْن الْوراق وَابْن طريف وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي
وَابْن مغيث وَابْن الْحَاج وَابْن عفيف وَلَقي بمالقة مَنْصُور بْن
الْخَيْر وَابْن معمر وَابْن أُخْت غَانِم وَغَيرهم فَسمع من جَمِيعهم
وتفقه ببعضهم وَأخذ الْقرَاءَات مِنْهُم بعد أَبِيه عَن ابْن الباذش
وَابْن الْخَيْر وَكتب إِلَيْهِ من أَعْلَام الأندلس أَبُو عمرَان بن
أبي تليد وَأَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبُو مُحَمَّد البطليوسي
وَأَبُو عبد الله البلغيي وَأَبُو الْحسن شُرَيْح وَأَبُو مَرْوَان
الْبَاجِيّ وَأَبُو الْحسن بن كرز وَابْن زغيبة وَابْن موهب وَابْن
نَافِع وَأَبُو الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَعباد بن سرحان وَأَبُو
مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بْن عبد الْبر وَأَبُو بكر بن
طَاهِر والرشاطي وَأَبُو مَرْوَان بن بونة وَجَمَاعَة سواهُم وَمن أهل
الْمشرق أَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ والسلفي وحيدر الْجبلي وَأَبُو
عَليّ بن العرجاء وَمن المهدية أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ وسواهم
وَعدد شُيُوخه الَّذين حمل عَنْهُم خَمْسَة وَثَمَانُونَ وَكَانَ
عَالما حافلا راوية مكثرا يتَحَقَّق بالقراءات وَالْفِقْه ويشارك فِي
الحَدِيث وَالْأُصُول مَعَ الْبَصَر بالفتوى ووجوهها والضبط للروايات
وتحصيلها والتنبيه على مَوَاضِع الْخلاف وحفظها والاعتناء بِجَمِيعِ
الْأَقَاوِيل وإحصائها خرج من بَلَده فِي الْفِتْنَة الْوَاقِعَة
بالأندلس سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فاستوطن مرسية وَولي بهَا
خطة الشورى من قبل القَاضِي أبي الْعَبَّاس بن الْحَلَال ثمَّ قدمه
إِلَى قَضَاء بلنسية فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَلم تطل مُدَّة
ولَايَته بهَا أَقَامَ واليا إِلَى أول شَوَّال مِنْهَا وَخرج مستعفيا
عَنْهَا لانتزاء عبد الْملك بن شلبان فِيهَا أَو ابْن حَامِد قبله على
الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد وَأَدَاء ذَلِك إِلَى حصارها الشَّديد فِي
سنة سبع بعْدهَا وَعَاد إِلَى مرسية وَأقَام بهَا إِلَى نكب ابْن
الْحَلَال فَصَرفهُ السُّلْطَان حِينَئِذٍ عَمَّا كَانَ بِيَدِهِ من
الخطط ثمَّ رَاجع فِيهِ جميل رَأْيه لما كَانَ عَلَيْهِ من الانقباض
وَعدم التَّلَبُّس بالدنيا وَكَثْرَة الدؤوب على الإقراء والتدريس
والإسماع وَكَانَ فِي وقته أحد حفاظ الأندلس فِي الْمسَائِل مَعَ
الْمعرفَة بالآداب والأغربة إِلَى الضَّبْط وجودة الْخط وَكَانَت
أُصُوله أعلاقا نفسية لَا نَظِير لَهَا جمع مِنْهَا عَظِيما وَكتب
بِخَطِّهِ أَكْثَرهَا
قَالَ التجِيبِي ذكر
(2/38)
لي من علمه وفضله مَا أزعجني إِلَيْهِ
يَعْنِي بمرسية فَلَقِيت عَالما كَبِيرا وَوجدت عِنْده جمَاعَة وافرة
من شَرق الأندلس وغربها يتدارسون الْفِقْه ويتذاكرون بَين يَدَيْهِ
ويسمعون عَلَيْهِ الحَدِيث ويتلون كتاب الله بالقراءات السَّبع إفرادا
وجمعا وَحكى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ بهَا وبرواية يَعْقُوب وَاسْتظْهر
عَلَيْهِ التَّيْسِير لأبي عمر المقرىء والملخص للقابسي وَسمع مِنْهُ
غير ذَلِك وَقَالَ وَكَانَ يؤم بِجَامِع مرسية تاليا لأبي الْقَاسِم بن
حُبَيْش وَأبي عبد الله بن حميد يؤم كل وَاحِد مِنْهُم أسبوعا ويتناوب
صَاحِبَاه فِي الْخطْبَة دونه وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ
وَأطَال الثَّنَاء عَلَيْهِ وأطاب
وَكَانَ أَهلا لذَلِك أَخذ عَنهُ النَّاس وانتفعوا بِهِ وَحدثنَا
عَنْهُ جمَاعَة من جلة شُيُوخنَا وَتُوفِّي بإشبيلية فِي وفادته
عَلَيْهَا مَعَ وُجُوه أهل مرسية فِي النّصْف من لَيْلَة يَوْم
الثُّلَاثَاء التَّاسِع عشر لشوال سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
وَصلى عَلَيْهِ ابْن حجاج بعد صَلاَة الْعَصْر من يَوْمَ الثُّلَاثَاء
الْمَذْكُور وَدفن بمقبرة النخيل وَاحْتمل إِلَى غرناطة فِي يَوْم
السبت بعده فَدفن بهَا أفادني ذَلِك بعض شُيُوخنَا عَن عبد الْمُنعم
ابْنه وقرأت بِخَط أبي عَمْرو بن عيشون المرسي أَنه سَأَلَهُ عَن مولده
فَقَالَ لَهُ لَيْلَة السبت قبل الْفجْر لثمان بَقينَ من صفر سنة
إِحْدَى وَخَمْسمِائة
103 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مَيْمُون بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد
بن عبد الله الْعَبدَرِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ
أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَابْن رشد وَابْن طريف وَأبي بَحر وَابْن
الْحَاج وَأبي الْحسن بن بَقِي وَابْن مغيث وَابْن مكي وَأبي عبد الله
بن اصبغ وَعبد الْجَلِيل المقرىء وَشُرَيْح وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن
معمر وَابْن أُخْت غَانِم وَأبي الْحسن بن الباذش وَغَيرهم وَكَانَ
مُتَقَدما فِي علم اللِّسَان متصرفا فِي غَيره من الْفُنُون حَافِظًا
حافلا شَاعِرًا مجودا خرج من بَلَده فِي الْفِتْنَة فَنزل مراكش وأقرأ
بهَا الْعَرَبيَّة والآداب وَعرف مَكَانَهُ وَله شرح فِي كتاب الْجمل
للزجاجي اسْتَعْملهُ النَّاس ومعشرات فِي الْغَزل كفرها بِمِثْلِهَا
فِي الزّهْد وَشَرحهَا فِي سفر ضخم أَفَادَ بِهِ حدث عَنهُ يعِيش بن
الْقَدِيم وَغَيره وَتُوفِّي بمراكش عَن إقلاع وإنابة سنة سبع
وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَن ابْن مومن
104 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الزبير الْقَيْسِي من أَهْلَ شاطبة يكنى
أَبَا عبد الله وَيعرف
(2/39)
بالأغرشي نِسْبَة إِلَى بعض أَعمالهَا روى
عَنْ أبي مُحَمَّد بْن جوشن وَغَيره وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة
بِجَامِع بَلَده وَكَانَ مَوْصُوفا بالزهد والخشوع والإخبات والبكاء
مشارا إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَن ابْن سُفْيَان
105 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه
بْن الْحُسَيْن بْن أبي الْفَتْح بن حصن بن لربيق بن عفيون بن غفايش بن
رزق بن عفيف بن عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن
عبَادَة الخزرجي من أهل بلنسية وَسكن مُرْبَيطر وَأَصله من شارقة يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من صهره أبي عَليّ بن بسيل وَغَيره وَولي
قَضَاء مربيطر مُضَافا إِلَى الصَّلَاة وَالْخطْبَة وَكَانَ سريا نزيها
وَهُوَ خَال شَيخنَا أبي الْخطاب بن وَاجِب سَمَّاهُ ابْن سُفْيَان فِي
مُعْجم شُيُوخه وَنسبَة عَن غَيره وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة
106 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن خزر
الْحكمِي حكم بن سعد الْعَشِيرَة من أهل غرناطة يكنى أَبَا بَكْر روى
عَنْ أبي الْحَسَن بْن أضحى وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي
الْقَاسِم عبد الرَّحِيم الخزرجي وَابْنه أبي عبد الله بن عبد
الرَّحِيم وتفقه بِهِ وَكَانَ صهره وخال ابْنه عبد الْمُنعم وَأَجَازَ
لَهُ ابْن النِّعْمَة وانتقل إِلَى شَرق الأندلس فِي الْفِتْنَة فسكن
أوريولة وَولي قَضَاء الش وَغَيرهَا من الكور وَكَانَ فَقِيها أديبا
وسعي بِهِ إِلَى السُّلْطَان فَقتل ظلما سنة سبع وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ التجِيبِي وَغَيرهمَا
107 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْوَلِيد الأصبحي من أهل قرطبة يكنى
أَبَا بَكْر وَيعرف بالقشالشي بالشين وَالْجِيم وَسمع من ابْن عتاب
وَابْن طريف وَابْن مغيث وَابْن مكي وَابْن صَوَاب وَأبي الْقَاسِم بن
رَضِي وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن الطراوة وَقعد للتعليم
بهَا حَيَاته كلهَا وَكَانَ من أَهْلَ الذكاء والفهم وَتُوفِّي
بإشبيلية سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وسيق إِلَى قرطبة فَدفن
بهَا
108 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحرز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن
مُحرز بْن أُميَّة من أهل
(2/40)
بطليوس وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا بكر
وَيعرف بالمنتانجشي نِسْبَة إِلَى ثغر من أَعمالهَا سمع من أَبِيه
وَأبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأبي مُحَمَّد بن عتاب وَابْن طريف وَابْن
مكي وَأبي القَاسِم بْن النخاس وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَعَن أبي عبد
الله بن مُزَاحم وَأبي بكر بن بياضة وَأبي بكر بن مخراش وَأخذ
الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي
بكر بن القبطورنة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد الله
الْخَولَانِيّ وَكَانَ فَقِيها مشاورا حَافِظًا أديبا حافلا كَاتبا روى
عَنهُ من الجلة أَبُو بكر بن خير وَأَبُو عمر بن عياد وَأَبُو بكر بن
أبي زمنين وَأَبُو الْخطاب بن وَاجِب شَيخنَا وأنشدنا عَنهُ مِمَّا
أنْشدهُ بإشبيلية عَن أبي بكر بن القبطورنة قَوْله يرثي زَوْجَة بنت
الْحَضْرَمِيّ وأنشده فِي صَبِيحَة دَفنهَا
(يَا ربة الْقَبْر فَوق الْقَبْر ذُو حرق ... يبكي لَهُ الْقَبْر من
شجو وَمن شجن)
(تباينت فِيك أحوالي أسى فَمضى ... إِلَى لقائك صبري طَالب الوسن)
(وَخَالف الْقلب فِيك الْعين من كمد ... فاسود بالغم وابيضت من الْحزن)
قَالَ أَبُو الْخطاب وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ كل يَوْم من أَيَّام
سابعها يرتجل قِطْعَة شعر فِيهَا حَتَّى أكمل السَّابِع على ذَلِك
وَيحدث أَبُو الْحسن نجبة بن يحيى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن مُحرز
السماتي عَن أبي الْقَاسِم عِيسَى بن جهور عَن الحريري بمقاماته
الْخمسين وَأَحْسبهُ هَذَا مولده سحر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لعشر خلون
من جُمَادَى الأخرة سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قبل وقْعَة
الزلاقة بِشَهْر وَتُوفِّي فِي آخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
وَفِي هَذِه السّنة كَانَت غَزْوَة السبطاط وَفتح ثغر قنطرة السَّيْف
عنْوَة
110 - مُحَمَّد بن عريب بن عبد الرَّحْمَن بن عريب الْعَبْسِي من أهل
سرقسطة وَسكن شاطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد روى عَنْ أبي عَلِيّ
الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي
القَاسِم بن ورد وَأَجَازَ لَهُ الرئيس أَبُو عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد
بن أَحْمد بن طَاهِر وَأَبُو بكر غَالب بن عَطِيَّة وَأَبُو الْحسن بن
الباذش وَغَيرهم وتصدر للإقراء
(2/41)
بشاطبة وَولي بهَا الصَّلَاة وَالْخطْبَة
أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد الله بن سَعَادَة المعمر قِرَاءَة
نافعة وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته وَلم يحدثنا عَنهُ من شُيُوخنَا
سواهُ
109 - مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالبرجي المقرىء يكنى أَبَا عبد الله أخذت
عَنهُ الْقرَاءَات وائتمنه السُّلْطَان على مَا كَانَ يُبَاع لقصره من
النفائس بعد تِلَاوَة الْقُرْآن عَلَيْهِ بالسبع وَتُوفِّي بإشبيلية
سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
111 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الحجري الْأُسْتَاذ الإشبيلي أَبُو عبد
الله بن الخراز أَخذ عَن ابْن الْأَخْضَر وَقعد لإقراء الْعَرَبيَّة
أَخذ عَنهُ ابْن ملكون عَن أبي عَليّ الشلوبين
112 - مُحَمَّد بن الْحسن بن الْخضر من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا عبد
الله رَحل وَحج وَسمع بالإسكندرية فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة من أبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله بن يُوسُف
الْقُضَاعِي الاندي وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْوَرع والطلب وَحدث
وَأخذ عَنه
113 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن خَلَف بْن أيّوب
اليَحْصَبي من أَهْلَ المرية وأصلة من دانية وَأَبوهُ انْتقل إِلَيْهَا
يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ ووقفت على
سَمَاعه مِنْهُ ولأبيه وجده رِوَايَة وعناية وَلَا أعلمهُ حدث
114 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عِيَاض الْقُرْطُبِيّ وَيُقَال فِيهِ
اللبلي وَلَعَلَّه نزلها فنسب لَهَا يكنى أَبَا عبد الله كَانَ
مُتَقَدما فِي الْآدَاب ولاحقا فأفذاذ الشُّعَرَاء وَالْكتاب
وَإِلَيْهِ تنْسب المقامة العياضية الغزلية وَحدثت بهَا عَن أبي
زَكَرِيَّا وَيحيى بن حسان الْمرَادِي عَنهُ وَوجدت مَنْسُوبا إِلَيْهِ
(كن من أَخ فِي فُؤَاده دغل ... أخوف من كاشح تجاهده)
(2/42)
(برْء السقام الْخَفي أعْسر من ... برْء
سقام بَدَت شواهده)
115 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خير من أهل قرطبة وَسكن إشبيلية يعرف
بالمواعيني ويكنى أَبَا الْقَاسِم وَغلط فِيهِ ابْن حُبَيْش فَسَماهُ
عبد الرَّحْمَن سمع ابْن مغيث وَابْن مكي وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن
أبي الْخِصَال وَأَبا بكر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وعني بالاداب
وَكتب للولاة وَله تواليف مِنْهَا الوشاح الْمفصل وَمِنْهَا ريحَان
الْأَلْبَاب وريعان الشَّبَاب وَكتاب الْأَمْثَال وَتُوفِّي فِي نَحْو
السّبْعين وَخَمْسمِائة
116 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن خَلِيل الْقَيْسِي من
أهل لَيْلَة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب مَالك بن وهيب وَأخذ عَنهُ
ولازمنه سِتَّة أَعْوَام وروى عَن ابْن الطلاع وخازم بن مُحَمَّد وَأبي
على الغساني وَسمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم وَغير ذَلِك وَعَن أبي عبد الله
حمدين وَأبي الْحُسَيْن بن سراج وَأبي على الصَّدَفِي وَأبي الْحسن بن
الْأَخْضَر وَأبي بَكْر بْن عَطِيَّة وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي
بَحر الْأَسدي وَابْن طريف وَابْن رشد وَأبي عبد اللَّه بْن أصبغ وَأبي
بَكْر بن الْأسود وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأبي بكر بن
الْعَرَبِيّ وَأبي الْحُسَيْن بن الطراوة وَأبي الحكم بن برجان روى
عَنهُ تواليفه وَسمع من أبي القَاسِم بن جهور مقامات الحريري وَكَانَ
من أهل الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة نزل مَدِينَة فاس ثمَّ انْتقل إِلَى
مراكش وأقرأ وَحدث وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله
الأندرشي شَيخنَا وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الْحق قَاضِي تلمسان
ذكر أَنه لقِيه بمراكش وَأَجَازَ لَهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع
وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبعين بعْدهَا
117 - مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه وَيعرف بِابْن عَسْكَر كَانَت لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وَسمع
الشهَاب للقضاعي من أبي الْقَاسِم بن الفحام عَنهُ وقفل فَحدث بِهِ
وسَمعه مِنْهُ عبد الْكَبِير بن بَقِي وَغَيره
118 - مُحَمَّد بن أَحْمد اللَّخْمِيّ من أهل مربلة عمل مالقة يعرف
بِابْن جَامع
(2/43)
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي
عَبْد اللَّه بْن الراهب سمع مِنْهُ موطأ مَالك وَحدث بِهِ عَنهُ قبل
السّبْعين وَخَمْسمِائة
119 - مُحَمَّد بْن مخلوف بن جَابر اللواتي النَّحْوِيّ من أهل بلنسية
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَسمع مِنْهُ
وَمن القاضيين أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي بكر بن أسود أَخذ عَنْ أبي
الْحَسَن بْن هُذَيْل وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة
بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب معلما بهَا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر أَخذ
عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّاء بن حزب الله بن يَعْقُوب وَغَيره
120 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن أَحْمد بن
مُحَمَّد بن مدرك بن عبد الْعَزِيز بْن عُثْمَان بْن أَحْمد بن عِيسَى
بن مدرك الغساني من أهل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بَكْر
روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَأبي
الْحسن بن موهب وَأبي عبد الله بن أُخْت غَانِم وَأبي بكر بن
الْعَرَبِيّ وَعباد بن سرحان وَغَيرهم وَكَانَ تاريخيا نسابة بَصيرًا
بالخطوط مُمَيّزا لَهَا حسن الْخط مَوْصُوفا بالإتقان والضبط ذَا لسن
وفصاحة واقتنى من الدَّوَاوِين والدفاتر عَظِيما فاق أهل بَلَده فِي
ذَلِك وَقَالَ بعض أَصْحَابه كَانَ وراقا حدث عَنهُ أَبُو الحَجَّاج
بْن الشَّيْخ وَأَبُو عَليّ الرندي وَأَبُو مُحَمَّد بن غلبون شَيخنَا
وَغَيرهم
121 - مُحَمَّد بن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد
المقرىء من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن الْغَاسِل ويكنى أَبَا عبد الله
سمع أَبَا عبد الله النميري وَصَحبه طَويلا وَهُوَ علمه وأفاده وندبه
إِلَى لِقَاء الشُّيُوخ وَالْأَخْذ عَنْهُم ورحل بِهِ للسماع مِنْهُم
وَكَانَ ابْن خَاله فلقي من المقرئين أَبَا الْحسن بن الباذش وَابْنه
أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْحسن بن ثَابت وَأَبا الْقَاسِم بن الْفرس
وَأَبا الْحسن بن لب وَأَبا بَكْر بْن الخلوف وَأَبا الْحسن شُرَيْح بن
مُحَمَّد وَعَلِيهِ اعْتمد فِي الْقرَاءَات وَمِنْه سمع كثيرا من
تواليفه وَلَقي من جلة الْمُحدثين وَغَيرهم أَبَا الْحسن بن مغيث
وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا عبد الله
بن مكي وَأَبا الْوَلِيد بن بِقُوَّة وَأَبا إِسْحَاق بن حُبَيْش
وَأَبا بكر بن طَاهِر وَأَبا مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأَبا بكر بن بشر
وَأَبا مُحَمَّد النفزي المرسي وَأَبا بكر بن برنجال وَأَبا مُحَمَّد
بن أَيُّوب وَأَبا بكر بن فورتش وَأَبا الْحسن بن الْوزان وَغَيرهم
فَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَمِمَّنْ لم يلقه فَكتب إِلَيْهِ
(2/44)
أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بحرالأسدي
وَابْن طريف وَابْن السَّيِّد وَابْن موهب وَابْن زغيبه وَابْن ورد
وَابْن معمر وَابْن عفيف وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو
الْوَلِيد بن حجاج وَأَبُو بكر بن فتحون وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن وضاح
وَأَبُو الطَّاهِر الاشتركوني وَأَبُو عبد الله الحمزي وَأَبُو الْحسن
بن هُذَيْل وَأَبُو عبد الله البونتي وَأَبُو إِسْحَاق بن ثبات وَأَبُو
عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّزَّاق وَأَبُو طَاهِر السلَفِي من
الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ مقرئا فَاضلا ومحدثا حافلا حسن الْخط جيد
الضَّبْط أَخذ عَنهُ ونقلت أَسمَاء شُيُوخه من خطه فِي إِجَازَته لأبي
الْحسن الفهمي الضَّرِير سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَت وَفَاته بعد
ذَلِك بِمدَّة
122 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بْن خَلَف بْن إِبْرَاهِيم بْن
لب بْن بَيَطْير التجِيبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف
بِابْن الْحَاج سمع من أَبِيه أبي عبد الله الشَّهِيد وَمن أبي
الْوَلِيد بن رشد وَأبي بَحر الْأَسدي وَابْن عتاب وَابْن طريف وَأبي
عَليّ بن سكرة وَأبي عبد الله بن مكي وَابْن مغيث وَأبي بكر بن
الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْخَولَانِيّ وَابْن موهب وَابْن معمر
وَأَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَابْن أُخْت غَانِم
وَعباد بن سرحان وَأَبُو بكر بن عَطِيَّة وَابْنه عبد الْحق وَأَبُو
عبد الله بن خَليفَة وَابْن السَّيِّد وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ
وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ من المهدية
مرَّتَيْنِ وَكَانَ من أهل الْعلم بِالرَّأْيِ وَالْحِفْظ للمسائل
قَائِما على ذَلِك ذَاكِرًا للْخلاف وَلما ارْتَفع أَبوهُ عَن المناظرة
قعد هُوَ مَكَانَهُ وَخَلفه فِي حلقته وَلم تكن لَهُ معرفَة
بِالْحَدِيثِ وَلَا اعتناء بصناعته وَكَانَ موقرا جَلِيلًا صموتا لَا
يتَكَلَّم إِلَّا فِي النَّادِر ذَا أبهة وشارة جميلَة ولي قَضَاء
الْجَمَاعَة بِبَلَدِهِ وقتا ثمَّ خرج مِنْهُ فِي الْفِتْنَة وتجول
بِبِلَاد الأندلس وَاسْتقر بمرسية مرتسمًا فِي ديوَان الْجند عِنْد
الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد وَقدم مَعَه لرية فِي بعض أَسْفَاره ثمَّ
سَار من عِنْده إِلَى ميورقة فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
وفيهَا كَانَت وَفَاة ابْن سعد فَحدث بهَا وبغيرها يروي عَنهُ عقيل بن
عَطِيَّة وَابْن سُفْيَان وَغَيرهمَا وَتُوفِّي بإشبيلية فِي وفادته
عَلَيْهَا سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة
123 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الغافقي من
أَهْل الجزيرة الخضراء
(2/45)
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالقباعي
روى بِبَلَدِهِ عَن أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْخَالِق وَأبي
الْعَبَّاس بن زرقون وَأبي عبيد الله بن أبي صوفة وَأبي الْحَسَن
عَلِيّ بْن خَلَفون الْقَرَوِي وَسمع بمالقة من أبي عبد الله بن معمر
وَأبي مُحَمَّد الوحيدي وَابْن أُخْت غَانِم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو
عَليّ الصَّدَفِي وَأَبُو جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهمَا وَولي
الصَّلَاة وَالْخطْبَة بموضعه وَكَانَ فَقِيها مشاورا حسن الْخلق ذَا
دعابة وفكاهة مَعَ الخشية والخشوع حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن
الْقَاسِم صَاحب الوثائق وَأَبُو الصَّبْر السبتي وَأَبُو الْبَقَاء
يعِيش بن الْقَدِيم وَأَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل من شُيُوخنَا
وَغَيرهم ووقفت على إِجَازَته لأبي الْحسن الفهمي الضَّرِير فِي رَجَب
سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة
124 - مُحَمَّد بن غَالب الرفاء الرصافي رصافة بلنسية وَسكن مالقة يكنى
أَبَا عبد الله كَانَ شَاعِر وقته الْمُعْتَرف لَهُ بالإجادة مَعَ
العفاف والانقباض وعلو الهمة والتعيش من صناعَة الرفو الَّتِي كَانَ
يعالجها بِيَدِهِ لم يبتذل نَفسه فِي خدمَة وَلَا تصدي لانتجاع بقافية
حملت عَنهُ فِي ذَلِك أَخْبَار عَجِيبَة وَقد سكن غرناطة وقتا وامتدح
واليها حِينَئِذٍ ثمَّ رفض تِلْكَ العلق وَرَضي بالقناعة مَالا وَهُوَ
مَعَ ذَلِك مَرْغُوب فِيهِ ينظم البديع ويبدع المنظوم وَكَانَ من الرقة
وسلاسة الطَّبْع وتنقيح القريض وتجويده على طَريقَة متحدة وَسمعت
شَيخنَا أَبَا الْحسن بن حريق يعِيبهُ بالإقلال وَلَيْسَ كَذَلِك وَخرج
صَغِيرا من وَطنه فَكَانَ يكثر الحنين إِلَيْهِ وَيقصر أَكثر منظومة
عَلَيْهِ وشعره مدون بأيدي النَّاس متنافس فِيهِ وَقد حمل عَنهُ وَسمع
مِنْهُ وَمن رُوَاته أَبُو عَليّ بن كسْرَى المالقي وَأَبُو الْحُسَيْن
بن جُبَير
(2/46)
الزَّاهِد وَغَيرهمَا ومحاسنه كَثِيرَة
وَتُوفِّي صرورة لم يتَزَوَّج قطّ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع
عشر من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وقبره بمالقة
125 - مُحَمَّد بن ميدمان بن بخوت الْكَلْبِيّ من أهل قرطبة يكنى أَبَا
عبد الله روى عَن عبد الْجَلِيل المقرىء وَعباد بن سرحان سمع مِنْهُ
جَامع التِّرْمِذِيّ بقرطبة فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَتصرف فِي
الْأَعْمَال وَكَانَ أديبا كَاتبا حسن الْخط وَتُوفِّي سنة ثَلَاث
وَسبعين وَخَمْسمِائة أَكثر خَبره عَن بعض أَصْحَابنَا وَحكي أَنه جد
أبي الْعَبَّاس بن فرتون لأمه
126 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن
طَاهِر الْقَيْسِي من أهل مرسية ورئيسها فِي الْفِتْنَة يكنى أَبَا عبد
الرَّحْمَن تفقه بِبَلَدِهِ عِنْد أبي جَعْفَر بن أبي جَعْفَر ورحل
إِلَى قرطبة فلقي أَبَا مَرْوَان بن مَسَرَّة وطبقته وَسمع من أبي
الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي مُحَمَّد بْن
عَطِيَّة وَأبي بَكْر بن برنجال وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْعَرَبِيّ
وَغَيره وَكَانَ يذهب فِي جَمِيع مَا يحملهُ إِلَى الدِّرَايَة
وأدراكها بقرَاءَته ثمَّ طالع الْعُلُوم الْقَدِيمَة فبرز فِيهَا
وَصَارَ إِمَامًا من أئمتها وَرَأس بمرسية بعد انْقِرَاض الملثمين
يَسِيرا ثمَّ تخلى عَن ذَلِك وتلون للنَّاس رَغْبَة فِي السَّلامَة
وَتُوفِّي بمراكش سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة عَن ابْن سُفْيَان
127 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عُمَر بْن
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بن غَانِم بن مُوسَى بن حَفْص من أهل
إشبيلية يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف بِابْن فندلة روى عَن جده أبي
بكر وَأَجَازَ لَهُ وَعَن شُرَيْح بن مُحَمَّد سمع مِنْهُ صَحِيح
البُخَارِيّ وَكَانَ أديبا شَاعِرًا ذكره أَبُو عَمْرو بن الإِمَام
(2/47)
128 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن
غلبون التجِيبِي من أهل لورقة يكنى أَبَا الْقَاسِم لَقِي أَبَا بَكْر
بْن الْعَرَبِيّ بقرطبة وَأَبا الْحسن بن مغيث فَسمع مِنْهُمَا هُوَ
وَأَخُوهُ وَكتب عَن ابْن الْعَرَبِيّ مسلسلاته ومشيخة ابْن شَاذان
وَغير ذَلِك
(2/128)
129 - مُحَمَّد بن الزّجاج من أَهْلَ
إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله كَانَ هُوَ وَأَبُو عَبْد اللَّه بن
الْمُجَاهِد وَأَبُو الحكم بن حجاج وَأَبُو بكر بن لؤَي نمطا وَاحِدًا
فِي الصّلاح والورع وَالِاجْتِهَاد فِي الْعَمَل وَكَانَ أحد
الْأَئِمَّة فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِجَامِع عدبس وَتُوفِّي رَحمَه
الله وازدحم النَّاس على نعشه فَذكر ذَلِك لِابْنِ مُجَاهِد فَأنكرهُ
وَلم يرضه
130 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه
بن يُوسُف بن غزلون بن مطرف بن طَاهِر بن هَارُون بن عبد الرَّحْمَن بن
هَاجر بن الْحُسَيْن بن حَرْب بن أبي شَاكر الْأنْصَارِيّ من أهل شون
عمل بلنسية يكنى أَبَا عبد الله رَحل حَاجا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة وَأدّى الْفَرِيضَة فِي سنة أَربع بعْدهَا وَحج ثَلَاث
حجات مُتَوَالِيَات وَلَقي بالإسكندرية أَبَا طَاهِر السلَفِي فِي سنة
سِتّ وَسِتِّينَ وَسمع مِنْهُ الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه وقفل إِلَى
بَلَده فَسَمعَهَا مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبُو
عمر بن عياد وَابْنه مُحَمَّد وبخطه قَرَأت نسبه وَفِيه بعض خلاف وعَلى
الصَّوَاب ثَبت هُنَا مولده سنة عشر وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بمربيطر
يَوْم الْخَمِيس السَّادِس وَالْعِشْرين لجمادى الأولى سنة أَربع
وَسبعين وَخَمْسمِائة وسيق إِلَى بلنسية فَدفن بهَا وَصلى عَلَيْهِ
القَاضِي أَبُو تَمِيم مَيْمُون بن جبارَة
131 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى
الْأنْصَارِيّ الزَّاهِد من أهل أشبيلية يعرف بِابْن الْمُجَاهِد لِأَن
أَبَاهُ أَحْمد كَانَ كثير الْجِهَاد والغزو فِي السَّرَايَا والجيوش
ويكنى أَبَا عبد الله سمع من القَاضِي أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأبي
عمر أَحْمد بن مُبشر وَغَيرهمَا وتفقه بِأبي الْقَاسِم الرنجاني وَأبي
يُوسُف الزناتي وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ لَازم مَجْلِسه نَحوا من
ثَلَاثَة أشهر ثمَّ تخلف عَنهُ فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ كَانَ
يدرس وَبغلته عِنْد الْبَاب ينْتَظر الرّكُوب إِلَى السُّلْطَان وَأخذ
الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي الْحسن بن الْأَخْضَر وَكَانَ الْمشَار
إِلَيْهِ فِي وقته بالصلاح والورع وَالْعِبَادَة وَإجَابَة الدُّعَاء
اُحْدُ عباد الله وأوليائه الَّذين تذكر بِهِ رُؤْيَتهمْ مَعْرُوفا
بذلك آثاره مَشْهُورَة وكراماته مَعْرُوفَة مَعَ الْحَظ الوافر من
(2/48)
الْفِقْه والقراءات وَغير ذَلِك وَعمر وأسن
وَأخذ عَنْهُ من الجلة أَبُو بكر بن خير وَأَبُو عمرَان الميرتلي
وَهُوَ الَّذِي سلك طَرِيقَته بعده وَأَبُو عبد الله بن قسوم الفهمي
وَأَبُو الْحسن بن خروف النَّحْوِيّ وَأَبُو الصَّبْر السبتي وَحدثنَا
عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل وَتُوفِّي بعد صَلَاة
الْعَصْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ وَدفن ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء
الثَّالِث وَالْعِشْرين شَوَّال سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده
سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسمعت أَبَا الرّبيع بْن
سَالم يَقُول كَانَ إِذا سُئِلَ عَن مولده قَالَ ولدت سنة ثَلَاث
وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قبل أَن يسلب الله ابْن عباد ملكه بعام
132 - مُحَمَّد بن خير بن عمر بن خَليفَة مولى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
بن يغمور اللمتوني من أهل إشبيلية وَكَانَ هُوَ يَقُول فِي نِسْبَة
الْأمَوِي بِفَتْح الْهمزَة يكنى أَبَا بكر وأبوة خير يكنى أَبَا
الْحَسَن أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد ولازمه
واختص بِهِ إِلَى حِين وَفَاته وَعِنْده بدع فِي الإقراء وَعَلِيهِ عول
وَسمع مِنْهُ وَمن أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأبي بَكْر بْن
الْعَرَبِيّ وَأبي إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق وَغَيرهم وَسمع بقرطبة من أبي جَعْفَر
بْن عبد الْعَزِيز وَابْن عَمه أبي بكر وَأبي الْقَاسِم بْن بَقِي
وَأبي عَبْد اللَّه بن الْحَاج وَابْن مغيث وَابْن أبي الْخِصَال
وَابْن مَسَرَّة وَلَقي أَبَا مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأَبا الْفضل بن
عِيَاض فَسمع مِنْهُمَا وَمن ابْن أُخْت غَانِم وَابْن معمر وَعباد بن
سرحان وَأبي الْحُسَيْن بن الطلاء وَجَمَاعَة سواهُم وَأَجَازَ لَهُ من
الْأَعْلَام الأندلسيين أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بجرا الْأَسدي
وَابْن الْوراق وَابْن طريف وَابْن موهب والرشاطي وَأَبُو الْحسن بن
نَافِع وَابْن بِقُوَّة وَغَيرهم كثير وَمن المشرقيين أَبُو طَاهِر
السلَفِي وَأَبُو عبد الله الْمَازرِيّ بالمهدية وَغَيرهمَا وَكَانَ من
الْإِكْثَار فِي تَقْيِيد الْآثَار والعناية بتحصيل الرِّوَايَة
بِحَيْثُ يَأْخُذ عَن أَصْحَابه الَّذين شركهم فِي السماع من شُيُوخه
وَعدد من سمع مِنْهُ أَو
(2/49)
كتب إِلَيْهِ نَيف وَمِائَة رجل قد احتوى
على أسمائهم برنامج لَهُ ضخم فِي غَايَة الاحتفال والإفادة لَا يعلم
لأحد من طبقته مثله وَقد كتبت مِنْهُ فِي هَذَا التصنيف مَا نسبته
إِلَيْهِ وَقَالَ جَابر بن أَحْمد الْقرشِي كتب إِلَيّ يَعْنِي ابْن
خير يُخْبِرنِي إِن فهرسته عشرَة أَجزَاء كل جُزْء مِنْهَا ثَلَاثُونَ
ورقة تصدر بإشبيلية بَلَده للإقراء والإسماع وَأخذ عَنهُ النَّاس
وَكَانَ مقرئا مجودا ضابطا مُحدثا جَلِيلًا متقنا أديبا نحويا لغويا
وَاسع الْمعرفَة رَضِي مَأْمُونا كريم الْعشْرَة خيرا فَاضلا مَا صحب
أحدا وَلَا صَحبه اُحْدُ إِلَّا أثنى عَلَيْهِ سَمِعت شَيخنَا أَبَا
الْخطاب بن وَاجِب وَهُوَ اُحْدُ المكثرين عَنهُ يَقُول سَمِعت أَبَا
عبد الله بن حميد يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن مغيث يَقُول أَبُو بكر
بن خير خير بن خير وَذَلِكَ وَقت قِرَاءَته عَلَيْهِ وَفِي حداثته
قَالَ أَبُو الْخطاب فَكيف لَو رَآهُ حِين رَأَيْنَاهُ وَكَانَت كتبه
فِي غَايَة الصِّحَّة والإتقان لِكَثْرَة مَا عاناها وعالج تصحيحها
بِحسن خطه وجودة تَقْيِيده وَضَبطه وَفِي ذَلِك قطع دهره وَأنْفق
حَيَاته فلحق بالمتقدمين وأربى على الْمُتَأَخِّرين وَأدّى ذَلِك إِلَى
المغالاة فِيهَا بعد وَفَاته حَتَّى بلغت أثمانها الْغَايَة وَلم يكن
لَهُ نَظِير فِي هَذَا الشَّأْن مَعَ الْحَظ الأوفر من عُلُوم
اللِّسَان وَولي الصَّلَاة بِجَامِع قرطبة الْأَعْظَم سنة ثَلَاث
وَسبعين برغبة واليها حِينَئِذٍ وَبَقِي إِلَى أَن توفّي فِي سحر
لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الرَّابِع من شهر ربيع الأول سنة خمس وَسبعين
وَخَمْسمِائة وَدفن بِالدَّار الَّتِي أنزل فِيهَا ثمَّ نقل بعد ذَلِك
إِلَى إشبيلية وَدفن بمقبرة مشكة مِنْهَا أَخْبرنِي بذلك ابْن أُخْته
أَبُو الْحُسَيْن بن السراج شَيخنَا وَقيل فِي وَفَاته غير ذَلِك وَلَا
يَصح وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حضرها الْوَالِي وَلم يتَخَلَّف
عَنْهَا كَبِير أحد وأتبع ثَنَاء جميلا وَكَانَ لَهُ أَهلا ومولده
فِيمَا نقل من خطه لَيْلَة الْأَحَد لليلتين بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان
سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة
133 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى
بن خضر الْأَزْدِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا بكر وَأَبوهُ يكنى أَبَا
عَامر أَخذ الْقِرَاءَة عَن أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ
وَمن أبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وأقرأ
بِجَامِع بلنسية الْقُرْآن مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى ميورقة وَبهَا توفّي
حول سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة عشرَة وَخَمْسمِائة ذكره
ابْن عياد
134 - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضْرميّ من
أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه يرْوى عَنهُ
الْقرَاءَات أَبُو زَكَرِيَّاء الْهَوْزَنِي وَعمر وأسن وَفِي الروَاة
عَن ابْن
(2/50)
الْعَرَبِيّ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأمَوِي وَيعرف بالبطليوسي صَحبه
وَسمع مِنْهُ بإشبيلية وَعلم بالقران وَلَعَلَّه هَذَا وَغلط
الْهَوْزَنِي فِي نِسْبَة وَقد تقدم أَيْضا لَهُ سمي أموي يعرف بالأشقر
مقرىء كَذَلِك
135 - مُحَمَّد بن عبيد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هِشَام بْن
عَبْد الرَّحْمَن بْن غَالب بن نصر بن سَالم الْخُشَنِي من أهل رندة
وَسكن مالقة يعرف بِابْن العويص ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ
الْقرَاءَات عَن مَنْصُور بن الْخَيْر بمالقة وَعَن أبي الْقَاسِم بن
رَضِي وَأبي الْحسن عبد الْجَلِيل بن عبد الْعَزِيز بقرطبة وَسمع
مِنْهُم وَمن ابْن مغيث وَابْن مكي وَابْن مَسَرَّة وَأبي عبد الله بن
أبي الْخِصَال وأخيه أبي مَرْوَان وَابْن أُخْت غَانِم وَأبي مُحَمَّد
القونكي وَأبي الْوَلِيد بن بِقُوَّة وَأبي الْقَاسِم بن جهور وَغَيرهم
وناظر فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي الْحُسَيْن بن الطراوة وروى عَنهُ
وَعَن أبي مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ مقرئا ماهرا نحويا لغويا أديبا
جَلِيلًا يقرىء الْقرَان وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ دأب على ذَلِك
حَيَاته كلهَا وَحدث وَأخذ عَنهُ توفّي بمالقة غَدَاة يَوْم السبت
التَّاسِع عشر لشوال سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده حول
الْخَمْسمِائَةِ عَن ابْن حوط الله وَأبي الْعَبَّاس العزفي وحدثاني
عَنهُ وَفِي خَبره عَن غَيرهمَا
136 - مُحَمَّد بن معزوز بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي من أهل جَزِيرَة
طريف وَسكن سبتة يكنى أَبَا عبد الله سمع من القَاضِي أبي الْفضل بن
عِيَاض وَغَيره وَكَانَ بَصيرًا بِعقد الشُّرُوط مشاركا فِي الْفِقْه
حدث عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط اللَّه
سَمِعَ مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة
137 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مَسْعُود بْن مُوسَى بْن بشكوال
الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ
أَبِيه أبي مَرْوَان وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي الْحسن بن مغيث
وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب
وَأَبُو عَليّ بن سكرة وَغَيرهمَا وَكَانَ عَارِفًا بالفقه ملازما لعقد
الوثائق بَصيرًا بهَا وَحدث أَن مولده سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة
كَذَا قَالَ ابْن حوط الله وَحكى ذَلِك عَن أَخِيه الْحَافِظ أبي
الْقَاسِم وَقَالَ ابْن
(2/51)
وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن ابْن سكرة فقد سنة
أَربع عشرَة وإجازته إِيَّاه مَعْرُوفَة وَتُوفِّي عِنْد صَلَاة
الْعشَاء الاخرة من لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس
وَالْعِشْرين لجمادى الْأَخِيرَة سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة ودُفِن
لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ
كبيره أَبُو الْقَاسِم
138 - مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الْحِمْيَرِي
من أهل قرطبة وَسكن مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالاستجي روى
عَنْ شُرَيْح سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح البُخَارِيّ وَعَن ابْن الْعَرَبِيّ
وَابْن معمر وَابْن رَضِي وَابْن مكي وَابْن مَرْوَان بن بونه وَأبي
مُحَمَّد بن فائز العكي وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب وَأبي بكر عَيَّاش
بن فرج وَغَيرهم وأقرأ بمالقة وَولي الْخطْبَة بجامعها وَحدث وَأخذ
عَنهُ وَكَانَ من أهل الْفضل وَالصَّلَاح حَدثنَا عَنهُ أَبُو عبد الله
الأندرشي وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَقَالَ أَظُنهُ توفّي بمالقة
سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة
139 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عميرَة الْكَاتِب من أهل المرية
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَن ابْن زغيبه وَأبي بَحر الْأَسدي
وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَغَيرهم حدث
عَنهُ أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل
140 - مُحَمَّد بن سَالم من أهل قرطبة يعرف بِابْن برتال ويكنى أَبَا
عبد الله أَقرَأ الْقُرْآن بِمَسْجِد البلنسي مِنْهَا وَأم بِهِ فِي
صَلَاة الْفَرِيضَة وَعمر وأسن قَالَ أَبُو عبد الله الشنتيالي قَرَأت
عَلَيْهِ بِقِرَاءَة قالون ختمات كَثِيرَة لَا أحصيها وتكلمت مَعَه فِي
كثير من الْمسَائِل
141 - مُحَمَّد بن عَتيق بن عطاف الْأنْصَارِيّ من أهل لاردة وَسكن
بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن أَخذ عَن أبي
مُحَمَّد القلني وناظر عَلَيْهِ فِي الْمُدَوَّنَة ورحل إِلَى قرطبة
فناظر عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَقدم للشورى والفتيا
ببلنسية وَكَانَ عَارِفًا بالفقه حَافِظًا للرأي قَالَ ابْن عياد مولده
حول تسعين وَأَرْبع مائَة فِيمَا قَالَه لنا وَقَالَ ابْنه
(2/52)
مُحَمَّد بن عياد مولده حول سنة خمس
وَتِسْعين وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة
142 - مُحَمَّد بن المرابط الْحَاكِم بحصن لَك من أَعمال قرطبة يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَحر الْأَسدي سمع مِنْهُ موطأ مَالك
ذكره ابْن حوط الله وَحدث عَنهُ وَقَالَ لَقيته أَنا وَأخي يَعْنِي
أَبَا مُحَمَّد بِهَذَا الْحصن عِنْد اجتيازنا عَلَيْهِ سنة ثَمَان
وَسبعين وَخَمْسمِائة فناولنا موطأ مَالك وأجازنا جَمِيع مَا رَوَاهُ
143 - مُحَمَّد بن مَالك بن أَحْمد بن مَالك المقرىء من أهل ميرتلة
وَسكن إشبيلية وَغَيرهَا يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله وَيعرف
بالميرتلي نِسْبَة إِلَى بَلَده أَخذ الْقرَاءَات عَن شُرَيْح بن
مُحَمَّد والعربية عَن أبي الْعَبَّاس بن خَاطب الْبَاجِيّ وَأبي
الْقَاسِم بن عفيفة اليابري وروى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي
عبد الله بن مكي ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي المظفر
الشَّيْبَانِيّ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وقفل فتجول
بلبلة وطلياطة وَغَيرهمَا وأقرأ حَيْثُ حل مِنْهُمَا وَكَانَ فَاضلا
يشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة روى عَنهُ ثَابت بن خِيَار اللبلي
وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأَبُو إِسْحَاق الأصبحي أَخذ
الْقرَاءَات الثماني عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي شَوَّال سنة ثَمَان
وَسبعين وَخَمْسمِائة وَرَأَيْت ذَلِك بِخَط ابْن مَالك
144 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن سعيد بن
مُخْتَار الغافقي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْحَسَن وَيعرف بالشقوري
لِأَن أَصله مِنْهَا سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بن الْأَحْمَر
الْقرشِي وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي
الْقَاسِم بن رَضِي وَأبي عبد الله بن مكي وَأبي أَحْمد بن رزق وَأبي
مُحَمَّد النفزي وَأبي بكر بن مدير وَعبد الرَّحِيم الْحِجَازِي وَأبي
الطَّاهِر التَّمِيمِي وَأبي إِسْحَاق بن ثبات وَأبي بكر يحيى بن
مُوسَى البرزالي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن فرج وَغَيرهم
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن خيرة وَابْن الدّباغ وحيدر بن يحيى
الجيلي وَكَانَ حَافِظًا لأخبار الأندلس معتنيا بصناعة الحَدِيث رحاله
فِي سَمَاعه مُمَيّزا لرجاله بَصيرًا بِطرقِهِ ضابطا متقنا لهَذَا
الشَّأْن يُشَارك فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة مَعَ الزّهْد وَالْفضل
والنباهة لِأَبِيهِ وَأهل بَيته رِوَايَة وعناية وَولي قَضَاء شقورة
(2/53)
بلد سلفه فحمدت سيرته وَكَانَ عدلا فِي
أَحْكَامه صلبا فِي الْحق لَا يُبَالِي مَا لَقِي فِيهِ وَحدث وَأخذ
عَنهُ النَّاس وَلم يسمع من أَبِيه فِيمَا أعلم ولد سنة عشْرين
وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي الْمحرم سنة تسع
وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة أم سَلمَة على قَارِعَة الطَّرِيق
بِإِزَاءِ قبر هَارُون بن سَالم وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس
المجريطي أَكْثَره عَن ابْن حوط الله
145 - مُحَمَّد بن عبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُفِيد
الطَّائِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا الْفضل وَيعرف بالنجار روى عَن
أَبِيه وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي الْقَاسِم بن الْفرس وَغَيرهم
ذكره ابْن حوط الله ولقيه فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة
وحدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم الملاحي وكناه أَبَا عَبْد اللَّه
146 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن قَاسم بْن
مشرِّف بْن قَاسم بن هانىء اللَّخْميّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا
الْحسن يرْوى عَن أَبِيه وَغَيره حدث عَنهُ ابْن أَخِيه هانىء بن
الْحسن
147 - مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد الغافقي من أَهْلَ قرطبة يعرف
بِابْن عراق وبالفيساني وَيُقَال بِالْبَاء ويكنى أَبَا عبد اللَّه
أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي الْحَسَن عون
الله بن مُحَمَّد وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَأبي
بَحر الْأَسدي وَغَيرهم وتصدر لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث
وإصابته زمانة فِي آخر عمره منعته التَّصَرُّف وألزمته دَاره بالربض
الشَّرْقِي وبحومة بَاب الْفرج فَكَانَ يقرىء وَيسمع هُنَالك حدث عَنهُ
جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل وَابْن حوط الله وَقَالَ
توفّي فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة زَاد
أَبُو الْعَبَّاس بن الجيار فِي رَجَب ومولده سنة تسعين
وَأَرْبَعمِائَة
(2/54)
148 - مُحَمَّد بن طرافش الْهَاشِمِي
هَكَذَا قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ من أَهْلَ شنتمرية الشرق وَسكن مرسية
يكنى أَبَا عبد الله كَانَ أحد الصلحاء الْفُضَلَاء مَعَ التيقظ وبراعة
الْخط وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع مرسية ووقفت على مَا أشهده
بِهِ القَاضِي أَبُو عبد الله بن حميد فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين
وَخَمْسمِائة وَلَا أَدْرِي أَله رِوَايَة عَنهُ أم لَا
149 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبان الشَّعْبَانِي من أَهْل رندة يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مَرْوَان عبد الْملك بن
مُحَمَّد بن طفيل وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَعنهُ أَخذ أَبُو عَليّ بن
عبد الْمجِيد الرندي وَهُوَ كَانَ مؤدبه
150 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن العَاصِي من أهل باجة وبالنسبة إِلَيْهَا
كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي جَعْفَر بن صَاحب
الصَّلَاة وَأبي الْعَبَّاس بن خَاطب وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ أَبُو
الْحَسَن عَلِيّ بن إِسْمَاعِيل الْحصار وَيحدث الملاحي عَن مُحَمَّد
بن أَحْمد بن أبي العَاصِي اليابري وَهُوَ هَذَا فِي مَا أَحسب وَغلط
فِي نسبته
151 - مُحَمَّد بن فَرح بن حسن بن عِيسَى الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ
قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الْمطرف بن الْوراق وَأبي
الْحسن عَبْد الْجَلِيل بْن عبد الْعَزِيز وَكَانَ شَيخا صَالحا مسنا
ذكره ابْن حوط الله وَأخذ عَنهُ
152 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البطليوسي مِنْهَا وَيعرف بالمديني يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنهُ إبنه أَبُو إِسْحَاق الْمَعْرُوف بالأعلم
153 - مُحَمَّد بن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حباسة
الْأَزْدِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا عبد الله وَأَبا بكر رَحل حَاجا
فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع من السلَفِي وَأبي الْحُسَيْن يحيى بن أبي عبد
الله الرَّازِيّ وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن
عَليّ الرَّحبِي المقرىء وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن نصرون
الْمُؤَذّن وَأبي طَالب التنوخي وَغَيرهم وقفل إِلَى بَلَده وَحدث
وبمسجده سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل
(2/55)
الْأَرْبَعين للسفلي وَقد عارضها مَعَه
أَبُو بكر بن خير وَتُوفِّي شَهِيدا رَحمَه الله
154 - مُحَمَّد بن أبي الْخَلِيل مفرج بن عبد الْعَزِيز بن ابراهيم بن
الْوَاهِب مولي الزبيدِيّ من أَهْل المرية يكنى أَبَا عَبْد الله روى
عَن أبي الْفضل بن شرف وَسمع مِنْهُ كثيرا من شعره وَكَانَ من أهل
السرو والتصاون أزعجته الْفِتْنَة عَن وَطنه فسكن بلنسية وأنشدنا أَبُو
الرّبيع بن سَالم عَنهُ قَالَ أنشدنا الْفضل بن شرف لنَفسِهِ
(لعمرك مَا هَذَا الزَّمَان بطائل ... لدي وَلَا مِقْدَاره بكبير)
(وَلما احتقرت الدَّهْر هَانَتْ صروفه ... عَليّ فَلم أعبأ بِفعل حقير)
وَحكى ابْنُ سَالم أَنه كَانَ يستبطن ثروة يَسْتُرهَا بانقباضه وتعلقه
من السُّوق بِطرف ضَعِيف يبعد بِهِ الظنة عَن نَفسه وَهُوَ من بَاطِن
حَاله فِي أطيب طعمة وأرحب نعْمَة إِلَى أَن توفّي فِي حُدُود
الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة
155 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ من
أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالخدب أَخذ علم الْعَرَبيَّة عَن
أبي القَاسِم بْن الرماك وَأبي الْحسن بن مُسلم وَرَأس أهل وقته فِيهَا
ودرس فِي بِلَاد مُخْتَلفه وَكَانَ قَائِما على كتاب سِيبَوَيْهٍ وأصول
ابْن السراج ومعاني الْقُرْآن للفراء والإيضاح للفارسي يعتني بهَا
وَيرى أَن مَا عَداهَا فِي الصِّنَاعَة مطرح وَله تَعْلِيق على كتاب
سِيبَوَيْهٍ سَمَّاهُ بالطرر لم يسْبق إِلَى مثله وَكَانَ يحترف
بِالتِّجَارَة وَدخل مَدِينَة فاس فَرغب إِلَيْهِ أَهلهَا فِي الإقراء
فَقعدَ لذَلِك وَأقَام مُدَّة هُنَالك وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم
أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحسن بن خروف وَغَيرهمَا ثمَّ ارتحل
يُرِيد الْحَج فأقرأ بِمصْر وبحلب وَأقسم أَن يقرىء بِالْبَصْرَةِ
حَيْثُ وضع سِيبَوَيْهٍ كِتَابه فأقرأ بهَا وكر رَاجعا بعد أَدَاء
الْفَرِيضَة فاختلط فِي طَرِيقه وَاسْتقر بِمَدِينَة بجاية على هَذِه
الْحَال إِلَى أَن توفّي بهَا وَرُبمَا ثاب إِلَيْهِ عقله أَحْيَانًا
فيتكلم فِي مسَائِل مشكلة من النَّحْو ويبينها أحسن بَيَان ثمَّ يغلب
عَلَيْهِ فيتلف ذكر ذَلِك شَيخنَا أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بالشاري
وَقَالَ أَخْبرنِي ابْن مكي الْكَاتِب أَنه عاينه عِنْدَمَا تخْتَلف
عَلَيْهِ الْمَسْأَلَة يبكي وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
(2/56)
156 - مُحَمَّد بن عَامر بن مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد بْن خَلَف بْن سُلَيْمَان بن شَاهد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من
أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله رَحل حَاجا وَسمع بحلب من أبي بكر
بن يَاسر الجياني سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد حدث
بالإسكندرية وَسمع مِنْهُ بسبتة شَيخنَا أَبُو الْعَبَّاس العزفي فِي
سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحدث عَنهُ أَيْضا أَبُو الْعَبَّاس بن
عميرَة لقِيه على ظهر الْبَحْر وَأقَام بسردانية أَزِيد من شهر وَسمع
مِنْهُ جُزْءا من رِوَايَته عَن ابْن يَاسر
157 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة الْعَبدَرِي من أَهْلَ
دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْعَبَّاس بن عِيسَى
وَأبي إِسْحَاق بن جمَاعَة وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ شَيخنَا أَبُو
عَامر الفِهري لقِيه ببلنسية وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان
وَخَمْسمِائة
158 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ من أهل قرطبة
يعرف بِابْن الطيلسان ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَن أَبِيه أَحْمد
وَعَن صهره أبي الْقَاسِم بن غَالب وَغَيرهمَا ذكره ابْنه أَبُو
الْقَاسِم وَقَالَ توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ
وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة أم سَلمَة ومولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ
وَخَمْسمِائة
159 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن جمَاعَة بْن
مهْدي الْبكْرِيّ من أهل دانية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أَبِيه
وَأبي عَبْد اللَّه بْن سعيد وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المظفَّر
الشَّيْبَانيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَأَبُو طَاهِر السلَفِي
وَأَبُو عبد الله الْمَازرِيّ وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ عَارِفًا
بِالْأَحْكَامِ مقدما فِي عقد الشُّرُوط حسن الْخط جميل السمت
وَالْهَدْي مشكور السِّيرَة معدودا فِي أهل الْعلم وَالْفضل والحلم
وامتحن بِأخرَة من عمْرَة فَقبض عَلَيْهِ واعتقل بمرسية وَتُوفِّي بهَا
على ذَلِك الْحَال فِي الْعشْر الأول من شهر ربيع الأوّل سنة إِحْدَى
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَصلي عَلَيْهِ بهَا وسيق إِلَى قسطنطانية
فَدفن مَعَ سلفه أَكْثَره عَن ابْن سَالم
160 - مُحَمَّد بن هِشَام بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ مربيطر يعرف
بالبتي ويكنى أَبَا
(2/57)
عبد الله أدْرك أَبَا مُحَمَّد البطليوسي
وَسمع من ابْن الدّباغ وعاشر الْفُقَهَاء وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة
وَالْأَحْكَام بِبَلَدِهِ سَمَّاهُ ابْن سَالم فِي مُعْجم شُيُوخه
وَقَالَ لي توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
161 - مُحَمَّد بن عَمْرو بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حجاج
اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أَبِيه أبي
الحكم وَأبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَغَيرهمَا وَولي الْخطْبَة بعد
أَبِيه حدث عَنهُ ابْنه أَبُو الحكم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وخطب
أَيْضا بعده فَكَانُوا ثَلَاثَة خطباء فِي نسق
162 - مُحَمَّد بن سهل الصَّدَفِي من أهل غرب الأندلس يكنى أَبَا عَبْد
الله أَقرَأ الْقُرْآن وَأخذ عَنهُ وَكَانَ مُسَاوِيا لأبي عَمْرو بن
عديمة وَأَبا عَمْرو حاجز بن حسن فِي رواياتهما
163 - مُحَمَّد بن عَليّ اللاردي أَصله مِنْهَا وَسكن قرطبة يكنى أَبَا
عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وقفل فأقرأ الْقُرْآن
بِمَسْجِد أم هِشَام بقرطبة يرْوى عَنهُ أَبُو بكر غَالب بن الشراط
وَغَيره قَالَه ابْن الطيلسان
164 - مُحَمَّد بْن عبد الغفور بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان
الْأَسدي ثمَّ الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ
يكنى أَبَا بكر روى عَن أبي الْعَبَّاس بن غَزوَان حدث عَنهُ بالتيسير
لأبي عَمْرو المقرىء وَرَأَيْت السماع مِنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
(2/58)
165 - مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن
وَاجِب بْن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا بكر
سمع أَبَاهُ أَبَا حَفْص وتفقه بِهِ وَأَبا الْحسن بن النِّعْمَة وَأخذ
الْقرَاءَات عَن أبي مُحَمَّد بن سعدون الضَّرِير وَولي الْقَضَاء بعدة
كور مِنْهُ بَلَده وَقدم للشورى وَالْخطْبَة بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع
مناوبا لشيخه ابْن النِّعْمَة وتقلد النِّيَابَة فِي الْأَحْكَام
مُدَّة قَضَاء أبي تَمِيم مَيْمُون بن جبارَة وَكَانَ دريا بهَا مقدما
فِيهَا مَعْرُوفا بالنزاهة وَالْفضل ورجاحة الْعقل حسن السمت رائق
الشارة غرَّة فِي أهل بَيته توفّي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل ربيع
الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده ضحى يَوْم
الْأَرْبَعَاء سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة
بعضه عَن ابْن سَالم وَكَانَ يرفع بِهِ جدا وَيَقُول لم يكن فِي بني
وَاجِب على نباهتهم أنبه مِنْهُ
166 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بن خَليفَة
بن أبي الْعَافِيَة الْأَزْدِيّ من أهل غرناطة يكنى أَبَا بكر وَيعرف
بالكتندي لِأَن أَصله مِنْهَا روى عَنْ أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر
وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي
الْحسن بن مغيث وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَلَقي ابْن خفاجة فَأخذ
عَنهُ وَكَانَ أديبا كَاتبا شَاعِرًا ذَا معرفَة باللغة والعربية
أَنْشدني أَبُو الرّبيع بن سَالم قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد عبد
الْحق بن إِبْرَاهِيم الجذامي غَيْر مرّة قَالَ أنشدنا أَبُو بكر
الكتندي لنَفسِهِ
(يَا سرحة الْحَيّ يَا مطول ... شرح الَّذِي بَيْننَا يطول)
(عِنْدِي مقَال فَهَل مقَام ... تصغين فِيهِ لما أَقُول)
(ولي دُيُون عَلَيْك حلت ... لَو أَنه تَنْفَع الْحُلُول)
(مَاض من الْعَيْش كَانَ فِيهِ ... ملبسنا ظلك الظليل)
(زَالَ وماذا عَلَيْهِ مَاذَا ... يَا سرح لَو لم يكن يَزُول)
(حَيا عَن المدنف الْمَعْنى ... منبتك الْقطر وَالْقَبُول)
ذكره أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَحدث عَنهُ هُوَ وَأَبُو الْقَاسِم
الملاحي وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن سَالم توفّي سنة ثَلَاث أَو ربع
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
(2/59)
167 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز
بن جَابر بن أوسن بن حَفْص بن أوسن بن عَزِيز بن إِسْمَاعِيل بن معمر
بن حسان بن سَلمَة بن حييّ أبي الصَّباح والى اكشونبة بن يحيى بن
الحبير الْيحصبِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله وَضبط أوسن
فيهمَا بالنُّون روى عَن أبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي عبد الله بن
أصبغ وَأكْثر عَنْهُمَا وَسمع الْمُوَطَّأ من أبي عبد الله بن نجاح
الذَّهَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو
جَعْفَر البطروجي وَأَبُو عبد الله بن مكي وَأَبُو الْقَاسِم بْن
الْفرس وَأَبُو عَبْد اللَّه بن أبي الْخِصَال وَسمع عَلَيْهِ خطْبَة
وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي بَكْر بْن عَيَّاش بْن فرج بالسبع وَأخذ
عَنهُ كثيرا من كتب اللُّغَة والعربية والاداب وَولي الْخطْبَة بالجامع
الْأَعْظَم وَكَانَ يسمع بِمَسْجِد الإسْكَنْدراني وهنالك سمع مِنْهُ
شَيخنَا أَبُو سلمَان بن حوط الله فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة
وَوَصفه غير وَاحِد بِالْحِفْظِ والمشاركة فِي الْأَدَب مَعَ
الْعِبَادَة والتواضع وَحدث عَنهُ من الجلة أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم
وَغَيره وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد الثَّامِن عشر من ذِي الْقعدَة سنة
أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن لصَلَاة الْعَصْر بمقبرة أم
سَلمَة عَن ابْن الجيار
168 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مجبر التجِيبِي السَّرقسْطِي
نزيل مصر يكنى أَبَا عبد الله كَانَ مقرئا متصدرا بمقربة من جَامعهَا
الْعَتِيق وَكَانَت لَهُ رِوَايَة عَن أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد
الْمَقْدِسِي وَغَيره ذكره ابْن حوط الله وَقَالَ أجَاز لي فِي سنة
أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
169 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن يُوسُف بن عفيون الغافقي من أَهْلَ شاطبة
يكنى أَبَا عُمَر وَأَبا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عبد الله بن بركَة
وَأبي مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن مكي وتفقه بِهِ وَأخذ علم الشُّرُوط
عَنهُ وَصَحب أَبَا جَعْفَر بن سَلام وَأَبا الْحُسَيْن بن جُبَير
وَغَيرهمَا من الأدباء وَكتب للْقَاضِي أبي الْحسن طَاهِر بْن حَيْدَرة
بْن مُفَوَّز وشارك فِي الْآدَاب وَكَانَت لَهُ معرفَة بالوثائق وَله
فِيهَا مُخْتَصر ضمنه مَا لَيْسَ من بَابه فعيب عَلَيْهِ وَألف كتابا
فِي عجائب الْبَحْر وكتابا فِي أَخْبَار الزهاد والعباد وَجمع شعر ابْن
جُبَير فِي صباه كتب عَنهُ ابْن عَاتٍ وَابْن سَالم بعض مَا كَانَ
عِنْده وَتُوفِّي بعد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة
ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة بعضه عَنْ مُحَمَّد بْن عياد
(2/60)
170 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن مطرف بن سعيد التجِيبِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ ابْن
عتاب حدث عَنهُ ابْنه عمر بن مُحَمَّد
171 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن يُوسُف بن خلف
الْكَلْبِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه
وَأبي الْحَسَن شُرَيْح وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة قَرَأَ عَلَيْهِ
الْمُوَطَّأ فِي دولة وَاحِدَة وبتلك الْقِرَاءَة سَمعه أَبُو الْحسن
مُحَمَّد بن جَابر بن الرمالية حدث عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن
الْقُرْطُبِيّ
172 - مُحَمَّد بن خلف بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الْقَاسِم
الْمعَافِرِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبيد الله يرْوى عَنْ أبي
القَاسِم بْن رضى وَعبد الْجَلِيل المقرىء روى عَنهُ أَبُو مَرْوَان
عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن هَارُون الْعَبدَرِي
173 - مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَاف
اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي الْحَسَن
شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَاخْتلف إِلَى أبي
الْقَاسِم بن الرماك فِي علم الْعَرَبيَّة ورحل إِلَى جيان فَأخذ عَن
أبي بكر بن مَسْعُود الْخُشَنِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن
طريف وَأَبُو الْحسن بن مغيث وَابْن مكي وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ
وَأَبُو الْوَلِيد بن حجاج وَغَيرهم وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات
والعربية مقدما فيهمَا مَعَ الضَّبْط والإتقان أحد الجلة من أَصْحَاب
شُرَيْح وَله شرح فِي أشعار السِّتَّة وَفِي الفصيح لثعلب وَكتب فِي
ألفات الْوَصْل وَالْقطع ومسائل فِي ايات من الْقُرْآن وأجوبة لأهل
طنجة فِي سوءالاتهم المقرئين والنحويين من أهل إشبيلية حدث عَنْهُ
جمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَحكى بَعضهم أَنه أَقرَأ نَحوا من
خمسين سنة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقَالَ ابْن فرقد سنة سِتّ
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة
174 - مُحَمَّد بن مقَاتل بن حيدرة بْن مَسْعُود بْن خَلَف بْن سعيد
الزُّهْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا جَعْفَر
بن جُبَير وَغَيره وَكَانَ فَقِيها أديبا يعْقد الشُّرُوط
(2/61)
وَولي الْقَضَاء بلرية وَغَيرهَا من الكور
سَمَّاهُ ابْن عياد وَابْن سَالم فِي معجمي شيوخهما وَتُوفِّي فِي صدر
محرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة خمس عشرَة
وَخَمْسمِائة
175 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بْن خَلَف بْن حَمِيد بْن
مَأْمُون الْأمَوِي من أهل بلنسية وَأَصله من قَرْيَة بغربها تعرف
بأسيلة يكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بن
هُذَيْل وَسمع مِنْهُ ثمَّ رَحل إِلَى غرناطة فَأخذ الْقرَاءَات بهَا
عَنْ أبي الْحَسَن بْن ثَابت وَأبي عبد الله بن أبي سحرة وَأَخذهَا
أَيْضا بإشبيلية عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد فِي سنة خمس
وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع من جَمِيعهم وَمن أبي جَعْفَر بن
ثعبان البكي وَقصد جيان للقاء الْأُسْتَاذ أبي بكر بن مَسْعُود
فَاخْتلف إِلَيْهِ ثَلَاثِينَ شهرا يَأْخُذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والآداب
واللغات وَسمع هُنَالك من أبي الْأصْبع بن عبَادَة الرعيني وَلَقي
أَيْضا أَبَا الْقَاسِم بن الأبرش فَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَقيد
عَلَيْهِ كثيرا من فَوَائده وَدخل المرية فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ
فلقي بهَا القَاضِي أَبَا مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَسمع مِنْهُ وَمن أبي
الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو
بَكْر بْن فَنْدَلة وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو بَكْر بن مدير
وَأَبُو الْحسن بن موهب وَأَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَبْد
اللَّه بْن مُعَمَّر وَأَبُو عَامر بن شروية وَأَبُو الحكم بن غشليان
وَغَيرهم وقفل إِلَى بَلَده بِعلم جم وَرِوَايَة عالية فأقرأ وَحدث
وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَأخذ عَنهُ النَّاس وَولي قَضَاء بلنسية فِي
الْعَاشِر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأقَام على
ذَلِك أعواما حميد السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة وَكَانَ عدلا فِي
أَحْكَامه جزلا فِي رَأْيه صلبا فِي الْحق إِمَامًا يعْتَمد عَلَيْهِ
فِي الْقِرَاءَة والعربية لتقدمه فِي معرفتهما مَعَ الْحَظ الوافر من
البلاغة وَالتَّصَرُّف البديع فِي الْكِتَابَة وَحسن الإمتاع بِمَا
يُورِدهُ ويحكيه وَلَا أعلمهُ نظم شعرًا سَمِعت أَبَا الرّبيع بن سَالم
يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله بن حميد يَقُول سَمِعت من شَيخنَا أبي
الْحسن شُرَيْح شَيْئا فِي بَاب الْعلم استغربته فَقلت لَهُ مَا سَمِعت
هَذَا إِلَّا مِنْك فاهتز الشَّيْخ وَأنْشد متمثلا
(2/62)
(إِذا مت عَن ذكر القوافي فَلَنْ ترى ...
لَهَا شَاعِرًا مثلي أطب وأبصرا)
(وَأكْثر بَيْتا سائرا ضربت بِهِ ... بطُون حبال الشّعْر حَتَّى تيسرا)
وأوطن مرسية بِأخرَة من عمره وناوب فِي الصَّلَاة بهَا وَالْخطْبَة
أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَتُوفِّي بهَا عِنْد صَدره عَن قرطبة فِي
النّصْف الثَّانِي وَقَالَ ابْن سَالم وقرأته أَيْضا بِخَط أبي بَكْر
بْن أبي زمنين فِي السَّابِع عشر زَاد أَبُو بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس
عَشِيَّة يَوْم السبت من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وَثَمَانِينَ
وَخَمْسمِائة وَدفن بظاهرها عِنْد مَسْجِد الجرف خَارج بَاب ابْن
أَحْمد إِلَى جَانب صَاحبه أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش رحمهمَا الله
ومولده ببلنسية سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة بعض خَبره عَن أبي
زَكَرِيَّاء الجعيدي
176 - مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد الْبر بن
مُجَاهِد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية وَسكن بعض سلفه بطليوس يكنى
أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن زرقون وَسَعِيد بن عبد الْبر هُوَ الملقب
بذلك لحمرة وَجهه سمع أَبَاهُ وَأَبا عمرَان بن أَبِي تليد وَأَبا
مُحَمَّد الوحيدي وَأَبا الْقَاسِم بن الأبرش وَأَبا مُحَمَّد بن عبدون
وَأَبا بكر بن القبطورنة وَأَبا الْفضل بن عِيَاض واختص بِهِ ولازمه
كثيرا وَكتب لَهُ أَيَّام قَضَائِهِ بغرناطة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد
الله الْخَولَانِيّ وَمن طَرِيقه علا إِسْنَاده وَأَبُو مُحَمَّد بن
عتاب وَأَبُو عبد الله بن الْحَاج الشَّهِيد وَأَبُو مَرْوَان
الْبَاجِيّ وَأَبُو الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو
عَبْد اللَّه بن شبرين تواليف أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ خَاصَّة عَنهُ
وَولي قَضَاء شلب وَقَضَاء سبتة فحمدت سيرته عرفت نزاهته وَكَانَ أحد
سروات الرِّجَال حَافِظًا للفقه مبرزا فِيهِ يعْتَرف لَهُ أَبُو بكر بن
الْجد
(2/63)
بذلك مَعَ البراعة فِي الْآدَاب والمشاركة
فِي قرض الشّعْر وَالتَّصَرُّف فِي طرفِي النّظم والنثر لين الْجَانِب
حسن الشارة والهيئة صبورا على الْجُلُوس للاسماع مَعَ الكبرة يتَكَلَّف
ذَلِك وَإِن شقّ عَلَيْهِ سَمِعت أَبَا الرّبيع بن سَالم يَقُول رام
يَوْمًا أَن ينْهض من مَجْلِسه فَلم يسْتَطع من الْكبر حَتَّى اعْتمد
على مَا أَعَانَهُ فَلَمَّا اسْتَوَى قَائِما أنْشد متمثلا
(أَصبَحت عِنْد الحسان زيفا ... وَغير الحادثات نقشي)
(وَكنت أَمْشِي وَلست أعيي ... فصرت أعيي وَلست أَمْشِي)
وَمن تواليفه كتاب الْأَنْوَار جمع فِيهِ بَين الْمُنْتَقى والاستذكار
وَجمع أَيْضا بَين مُصَنف التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد السجسْتانِي
وَكَانَ النَّاس يرحلون إِلَيْهِ فِي الْأَخْذ عَنهُ وَالسَّمَاع
مِنْهُ لعلو رِوَايَته وَإِن لم يكن لَهُ سَماع كثير وَهُوَ آخر من حدث
من الأندلسيين بِالْإِجَازَةِ عَن الْخَولَانِيّ وَتُوفِّي بإشبيلية
فِي منتصف رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده بشريش
لَيْلَة الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْنِ
وَخَمْسمِائة وَفِي شهر ذِي الْقعدَة من هَذِه السّنة أجَاز لَهُ
الْخَولَانِيّ جَمِيع مَا أجَاز لِأَبِيهِ سعيد من رِوَايَته قيل فِي
الْمحرم من سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وقرأت بِخَط ابْنه أبي
الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد شَيخنَا أَن مولده سنة إِحْدَى
وَخَمْسمِائة
177 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن فَرَح بْن الْجد الفِهري
الْفَقِيه الْحَافِظ المستبحر من أهل إشبيلية وَدَار سلفه لَيْلَة من
كورها وَبهَا ولد يكنى أَبَا بكر سمع بِبَلَدِهِ من أبي الْحسن بن
الْأَخْضَر ودرس عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأخذ عَنهُ كتب اللُّغَات
والآداب والغريب وَسمع من أبي الْقَاسِم الْهَوْزَنِي صَحِيح مُسلم
وَمن أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأبي الْقَاسِم بن مَنْظُور
وَلَقي بقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا
بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بن طريف فَحمل عَنْهُم وناوله ابْن
رشد مِنْهُم كتاب الْبَيَان
(2/64)
والمقدمات من تأليفه وَسمع من أبي بَكْر
بْن الْعَرَبِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ لَا يحدث
عَنهُ وَلَا عَن شُرَيْح والهوزني وعني فِي أول أمره بِالْعَرَبِيَّةِ
فبرع فِيهَا وعزم على الِاقْتِصَار عَلَيْهَا والتصدر لإقرائها ثمَّ
مَال إِلَى دراسة الْفِقْه ومطالعة الحَدِيث والإشراف على الِاتِّفَاق
وَالِاخْتِلَاف بتحريض أبي الْوَلِيد بن رشد إِيَّاه على ذَلِك وندبه
إِلَيْهِ لما رأى من سداد فطرته واتقاد فطنته فَبلغ الْغَايَة ونفع
الله بِهِ وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْحِفْظ والفتيا وَقدم للشورى
مَعَ أبي بكر بن الْعَرَبِيّ ونظرائه من الْفُقَهَاء حِينَئِذٍ
بإشبيلية فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْقَاسِم بن
ورد يَلِي قضاءها وَتَمَادَى بِهِ ذَلِك نيفا على سِتِّينَ سنة فِي
ازدياد سمو الرُّتْبَة واطراد وَتمكن الحظوة عِنْد الْمُلُوك مَعَ أَنه
امتحن فِي كائنة لبلة وسجن وَقيد وَكَانَ فِي وقته فَقِيه الأندلس
وحافظ الْمغرب لمَذْهَب مَالك غير مدافع وَلَا مُنَازع لَا يدانيه أحد
فِي ذَلِكَ وَلَا يجاريه ويتحدث من حفظه بأَشْيَاء غَرِيبَة ونال دنيا
عريضة واستفاد ثروة عَظِيمَة وَإِلَيْهِ كَانَت رياسة بَلَده والانفراد
بهَا ثمَّ ورثهَا عقبَة بعده مَعَ اشْتِغَاله بالتدريس والأسماع وَإِن
لم يكن الحَدِيث شَأْنه وَكَانَ فصيحا خَطِيبًا مفوها يبلغ بالبديهة
مَا لَا يبلغ بالروية أَخذ عَنهُ جلة أهل الأندلس والعدوة ورحلوا
إِلَيْهِ وانتفعوا بِهِ وَلم يشْتَغل بالتأليف على غزارة حفظه ومعانة
مَادَّة علمه ووقفت لَهُ على مَجْمُوع فِي الزَّكَاة أملاه قَدِيما حمل
عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَتُوفِّي بإشبيلية لَيْلَة يَوْمَ الْخَمِيس
الرَّابِع عَشْر من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ
ابْن تسعين سنة وَأشهر مولده بليلة فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ
وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
178 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن
وَاجِب بْن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ المقرىء من أَهْلَ بلنسية يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْعَبَّاس ابْن الْحَلَال
وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأخذ
عَنْهُ الْقرَاءَات والآداب وَقَرَأَ أَيْضا عَليّ أبي جَعْفَر طَارق
بن مُوسَى بِقِرَاءَة نَافِع وَلَقي أَبَا الْحسن بن هُذَيْل فَلم
يَأْخُذ عَنهُ شَيْئا وَلَقي أَبَا عَلِيّ بْن عريب وَأَبا عبد الله بن
الْفرس فَأخذ عَنْهُمَا وَأخذ بَعْضًا الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم
بْن وضاح وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عبد الله
بن حميد وَغَيرهمَا وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن بِمَسْجِد ابْن حزب الله
من دَاخل بلنسية ويؤم بِهِ النَّاس فِي صَلَاة الْفَرِيضَة وَكَانَ
مَوْصُوفا بالإتقان والضبط والتقدم فِي ذَلِك مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر
والذكاء وَكَانَ صنع الْيَد بارع الْخط صَاحب تذهيب روى لنا عَنهُ
أَبُو الْحسن بن عبد الْوَدُود
(2/65)
المربيطري وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ
وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن
سَالم
179 - مُحَمَّد بن مَالك بن مُحَمَّد بن مَالك الغافقي من أهل مرسية
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالمولي نِسْبَة إِلَى بعض أَعمالهَا
لَقِي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَسمع مِنْهُ مسلسلاته وَلَا أعلم
لَهُ رِوَايَة عَن غَيره وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب مَالك حَافِظًا
لَهُ بَصيرًا بِهِ مدرسا لَهُ مقدما فِي علم الرَّأْي وَولي قَضَاء بعض
الكور الشرقية وَتَوَلَّى النِّيَابَة عَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش
أَيَّام قَضَائِهِ بمرسية وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط وَقد حدَّث وأُخِذَ
عَنْهُ وتُوُفيّ بمرسية فِي حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة ذكره ابْن
سَالم وَسمع مِنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا وَحكي أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه
بْن رَافع نبهه عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن عيشون توفّي سنة سِتّ
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
180 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن وضاح وَيُقَال فِيهِ
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن وضاح اللَّخْمِيّ من أهل
غرناطة وَنزل جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ الْقرَاءَات عَنْ
أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ كثيرا ورحل حَاجا فَأدى
الْفَرِيضَة وَأخذ الْقرَاءَات بِمَكَّة عَن أبي عَليّ بن العرجاء فِي
سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسنة سبع بعْدهَا وَحج ثَلَاث حجات
وَدخل بَغْدَاد وَأقَام فِي رحلته نَحوا من تِسْعَة أَعْوَام وقفل
إِلَى الأندلس فَنزل جَزِيرَة شقر من أَعمال بلنسية وأقرأ بهَا
الْقرَان نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة لم يَأْخُذ من أحد أجرا وَلَا قبل
هَدِيَّة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ رجلا صَالحا
زاهدا يشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة مَعْرُوفا بالورع والانقباض أَخذ
عَنهُ من شُيُوخنَا ابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ مُحَمَّد وَأَبُو
عبد الله بن سَعَادَة المعمر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي سنة سبع
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
181 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة
يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بِابْن عذبي وعضب كَذَا بِخَط الملاحي روى
عَن أبي الْقَاسِم بن رَضِي وَأبي الْقَاسِم بن حظي وَأبي جَعْفَر بن
الباذش وَغَيرهم وَولي قَضَاء مالقة وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ
بَصيرًا بهَا مُتَقَدما فِي عقد الوثائق متقنا لَهَا وَتُوفِّي بقرطبة
سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة أَو
نَحْوهَا عَن ابْن حوط الله حدث عَنهُ الملاحي بِالْإِجَازَةِ
(2/66)
182 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز من أهل
إشبيلية يعرف بِابْن الرجيني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي
بَكْر بْن خَيّر وَأبي الْعَبَّاس بن خَلِيل وَأبي الحكم بْن حجاج
وَأبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة
بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب أَقرَأ بقرطبة وَغَيرهَا حدث عَنهُ
أَبُو جَعْفَر بن أبي حجَّة فَسمع مِنْهُ أشعار السِّتَّة تفهما فِي
سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
183 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عَليّ بن هُذَيْل من أَهْل
بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد الله وَأَبا بكر سمع مَعَ أَبِيه وَأبي
عَامر بن شروية وَأبي الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأبي عبد الله بن سعيد
وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَأبي مَرْوَان بن الصيقل وَأبي الْحسن بن
النِّعْمَة وَغَيرهم ورحل حَاجا فلقي بالإسكندرية أَبَا طَاهِر
السلَفِي وَسمع مِنْهُ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحج سنة
أَرْبَعِينَ بعْدهَا وَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ بْن العرجاء
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ وقفل إِلَى الأندلس فِي
سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَحدث وَأخذ عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وابناه
مُحَمَّد وَأحمد وَمن شُيُوخنَا أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو زيد
بن حماس وَأَبُو بكر بن مُحرز وَغَيرهم وَكَانَ غَايَة فِي الصّلاح
والورع وأعمال الْبر لَهُ حَظّ من علم الْعبارَة ومشاركة يسيرَة فِي
اللُّغَة وَكتب بخطة على ضعفه كثيرا ولد سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة
وَقَالَ ابْن مُحرز أَنه ولد فِي حُدُود سنة عشْرين وَخَمْسمِائة
وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
184 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بن حَارِث الْيَعْمرِي
من أهل أبذة يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن أبي
الْخِصَال وَغَيره وَكَانَ أديبا شَاعِرًا حدث عَنهُ أَبُو عبد الله بن
الصفار من شُيُوخنَا أَخذ عَنهُ الْكَامِل للمبرد توفّي سنة تسع
وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بوفاته ابْنه أَبُو الْحُسَيْن
185 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أبي زَاهِر الْخَطِيب
من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع أَبَا الْحسن بن النِّعْمَة وَكَانَ من
(2/67)
أهل الدّين وَالصَّلَاح الْكَامِل وَالْفضل
والورع وَسمع مِنْهُ ابْنه أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمكتب
وَغَيره وأقرأ الْقُرْآن طول عمره وأسمع كتب الرَّقَائِق والمواعظ
وَكَانَ خَطِيبًا بِبَعْض نواحي بلنسية وَتُوفِّي بهَا مستهل ربيع
الأول سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وستِّين سنة وَكَانَت
جنَازَته مَشْهُودَة لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد
186 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن بونه بن سعيد بن عِصَام الْعَبدَرِي
من أهل مالقة وَسكن غرناطة يعرف بِابْن البيطار ويكنى أَبَا عبد الله
سمع من أَبِيه وَأبي بكر بن عَطِيَّة ورحل مَعَ أَبِيه إِلَى قرطبة
فَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْوَلِيد
بْن طريف وَأبي الْحسن بن مغيث وَأبي الْوَلِيد بْن رشد وَأبي مُحَمَّد
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ سبط ابْن عبد الْبر وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ
وَكلهمْ أجَاز لَهُ مَا أَلفه وَرَوَاهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَليّ
الصَّدَفِي وَعمر وأسن وَحدث عَنْهُ من الجلة أَبُو القَاسِم الملاحي
وَقَالَ هُوَ وَأَخُوهُ عبد الْحق آخر من حدث عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي
وقرأت بِخَط أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الْمجِيد الحجري
أَنه توفّي فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة تسعين
وَخَمْسمِائة ومولده فِي السَّادِس من رَمَضَان عَام سِتَّة
وَخَمْسمِائة
187 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
سعيد السّلمِيّ من أهل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن
عروس سمع من أبي الْحسن بن الباذش وَأبي عبد الله النوالشي وَأبي بكر
بن الخلوف وَأخذ عَنْهُم الْقرَاءَات وَسمع أَيْضا من أبي بَكْر بْن
الْعَرَبِيّ وروى عَن أبي مَرْوَان بن بونه وَأبي الْحسن بن ثَابت
وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجذامي وَأبي بكر بن
مَسْعُود وَأبي الْحسن بن هُذَيْل وَأبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي
الْوَلِيد بن الدّباغ وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وإسماع الحَدِيث وَولي
الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعه وَكَانَ من أهل التجويد والضبط والثقة
مَعَ الْفضل وَالصَّلَاح أَخذ عَنهُ النَّاس كثيرا وَتُوفِّي يَوْم
الْأَرْبَعَاء لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة تسعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة
سبع وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط أبي الرّبيع بن سَالم أَن مولده سنة
اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة
(2/68)
188 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلف بن
أحد الْأنْصَارِيّ من أهل مالقة وأصلة من بلنسية يكنى أَبَا عبد الله
وَيعرف بِابْن الفخار سمع من أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأكْثر عَنهُ
واختص بِهِ وَمن أبي عبد الله بن الْأَحْمَر الْقرشِي وَأبي مَرْوَان
بن بونه وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي عَبْد اللَّه بْن معمر وَأبي
مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي بَكْر بْن عبد الْعَزِيز وَأبي الْحَسَن
شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد بن عبد الغفور وَأبي بَكْر بْن
طَاهِر وَأبي مُحَمَّد بن فائز العكي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو
المظفر الشَّيْبَانِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَ صَدرا فِي حفاظ
الحَدِيث مقدما فِي ذَلِك مَعْرُوفا بِهِ يسْرد الْمُتُون والأسانيد
مَعَ مَعْرفَته بِالرِّجَالِ وَذكر الْغَرِيب ومشاركة فِي اللُّغَة
وَمَعْرِفَة بِالشُّرُوطِ وَكَانَ يتَوَلَّى عقدهَا بِبَاب فنتنالة
وَرُبمَا أَقرَأ بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب سمع مِنْهُ جلة وَحدث عَنهُ
أَئِمَّة واعترف لَهُ بِالْحِفْظِ أهل زَمَانه سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان
بن حوط الله يَقُول سمعته يَقُول أَنه حفظ فِي إشبيلية كتاب السّنَن
لأبي دَاوُد وقلما كَانَ يخفى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء قَالَ أَبُو
سُلَيْمَان وَأما فِي مُدَّة لقائي إِيَّاه فَكَانَ يذكر صَحِيح مُسلم
أَو أَكْثَره قَالَ وَسَأَلَهُ أخي يَعْنِي أَبَا مُحَمَّد يَوْمًا
وَأَنا حَاضر هَل كنت تستعين على الْحِفْظ بِشَيْء مِمَّا يذكر
الْأَطِبَّاء فَقَالَ قد كَانَ بعض ذَلِك وَذكر أَبُو جَعْفَر بن
عميرَة أَنه كَانَ يحفظ صَحِيح مُسلم وَحكى عَن أبي مُحَمَّد بْن حوط
اللَّه أَنه قَالَ لوأضيف هَذَا الْكتاب إِلَيْهِ فَقيل كتاب ابْن
الفخار لَكَانَ أَحَق بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ مِنْهُ إِلَى مُسلم
وَكَانَ مَوْصُوفا بالورع وَالْفضل مُسلما لَهُ فِي جلالة الْقدر
ومتانة الْعَدَالَة مكرما لطلاب الْعلم متناهيا فِي الحفاوة بهم
وَالْبر واستدعى إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان مراكش ليسمع عَلَيْهِ بهَا
فَتوفي هُنَالك بعد صَلَاة الْعَصْر يَوْم الْأَحَد السَّابِع عشر
وَقيل الثَّامِن عشر لشعبان سنة تسعين وَخَمْسمِائة ومولده بمالقة فِي
التَّاسِع لرجب سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة
189 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الله بن مطرف بن أبي سهل
بن ياسين
(2/69)
النفزي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي زيد وَغَيره كَانَ معدودا فِي الْفُقَهَاء
والأدباء لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَتُوفِّي فِي الْعشْر الأول من
رَمَضَان سنة تسعين وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بذلك ابْنه أَبُو عبد الله
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بِمَدِينَة بجاية وَجدّة مطرف مَذْكُور فِي
الصِّلَة
190 - مُحَمَّد بن عَليّ بن نابل بن لب بن زيد الفِهري من أهل بلنسية
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَسمع مِنْهُ
وتأدب بِهِ وَحضر مجْلِس أبي مُحَمَّد القلني وَصَحب أَبَا عَامر
مُحَمَّد بن عُثْمَان البرياني وَأَبا جَعْفَر بن وضاح وَأَبا الْحسن
بن الزقاق وَأَبا مَرْوَان وليد بن صبرَة الغافقي وَسمع مِنْهُم بعض
أشعارهم وَكَانَ شَيخا أديبا من بَيت نباهة وَله فِي الْكِتَابَة بعض
مُشَاركَة روى عَنهُ أَبُو عَامر بن نَذِير وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم
وَأَبُو جَعْفَر بن عيشون وَغَيرهم وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين
وَخَمْسمِائة
191 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن حجاج يكنى أَبَا عبد
الله سَمَّاهُ ابْن سَالم فِي شُيُوخه وَلَا أعرفهُ
192 - مُحَمَّد بن أَحْمد العكي من أهل لوشة يكنى أَبَا عبد الله
وَيعرف بِابْن الأصلع روى عَنهُ ابْنه أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن
مُحَمَّد قَالَه ابْن الطيلسان
193 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز المقرىء من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى
أَبَا ذَر أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات أَبُو جَعْفَر بن الأصلع وَهُوَ من
طبقَة أبي الْعَبَّاس البلنسي
194 - مُحَمَّد بن أُميَّة النصري من أهل بياسة يكنى أَبَا عبد الله
كَانَ أستاذا فِي الْحساب وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين
وَخَمْسمِائة
195 - مُحَمَّد بن أَحْمد التجِيبِي الْخَطِيب المقرىء من أَهْلَ قرطبة
يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالقبري أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
القَاسِم بْن النخاس وتصدر للإقراء وَأخذ عَنهُ أَبُو الْحَسَن عَلِيّ
بْن أَحْمَد الشقوري قِرَاءَة نَافِع وَهُوَ مَعْدُود فِي شُيُوخه
وَكَانَ بأبذة مقرىء
(2/70)
يعرف بالقبري بعد الثَّمَانِينَ
وَخَمْسمِائة وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
196 - مُحَمَّد بن فتوح بن عبد ربه التجِيبِي من أهل إشبيلية يكنى
أَبَا بَكْر كَانَ من أهل الْعلم بالفقه والشروط مبرزا فِي الإتقان
لعقدها وَالْقِيَام عَلَيْهَا مُتَقَدما فِي صناعتها وَله فِيهَا تأليف
مُفِيد كتبه النَّاس واستعملوه وَتُوفِّي سنة 591 إِحْدَى وَتِسْعين
وَخَمْسمِائة
197 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بن عبيد بن فحلون السكْسكِي من
أهل أركش وَسكن شريش يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح
بْن مُحَمَّد وَأبي بكر بن مدير وَأبي مَرْوَان بن قزمان وَأبي بكر بن
ريدان وَأبي إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأبي الْحسن مفرج بن سَعَادَة وَأبي
مُحَمَّد بن موجوال وَبِه تفقه وَأبي جَعْفَر بن نَمِيل وَابْن بشكوال
وَغَيرهم وَحدث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة إخدى
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بعد وقْعَة الأرك بأَرْبعَة أَيَّام أَو
نَحْوهَا وَكَانَت الوقيعة على الرّوم يَوْم الْأَرْبَعَاء التَّاسِع
من شعْبَان الْمَذْكُور وَقَالَ ابْن فرقد توفّي سنة أَربع
وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ سنة
198 - مُحَمَّد بن الْغَازِي من أهل قبرة وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ
يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو عمر وَنصر بن عبد
الله بن بشير الغافقي ولقيه فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
وَلَا أعرفهُ
199 - مُحَمَّد بن رَافع بْن مُحَمَّد بْن حَسَن بْن رَافع الْقَيْسِي
من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم بن
حُبَيْش واختص بِهِ ولازمه كثيرا وَأَبا مُحَمَّد بن عبيد الله ولقيه
فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بن
حميد يَسِيرا وَمن أبي عبد الله بن مَالك الْمولي وتفقه بِأبي عَمْرو
البشيجي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مفرج الملاحي
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَجَمَاعَة سواهُ وَكَانَ
حسن الْمُشَاركَة فِي علم الْقُرْآن والعربية مَعَ الْعِنَايَة بطرِيق
الحَدِيث وَالرِّوَايَة من أكْرم النَّاس خلقا وأجملهم سمتا وأقرأ
الْقُرْآن والعربية وَولي الْقَضَاء بمولة من أَعمال مرسية وَتُوفِّي
بإشبيلية عِنْد توجهه إِلَيْهَا فِي وَفد مرسية للتهنئة بوقيعة الأرك
فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى
(2/71)
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة أَربع
وَخمسين وَخَمْسمِائة ذكره لي ابْن سَالم وَأخذ عَنهُ وَبَعض خَبره عَن
أبي عَمْرو بن عيشون
200 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بن وَاجِب يكنى
أَبَا الْحسن وَأَبوهُ يكنى أَبَا بكر أجَاز لَهُ ابْن قزمان وَابْن
عبيد الله وَغَيرهمَا وبخطه قَرَأت وَفَاة أَبِيه
201 - مُحَمَّد بن مَالك بن يُوسُف بن مَالك الفِهري من أهل شريش يكنى
أَبَا عبد الله وَأَبا بكر سمع من أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد
صَحِيح الْبُخَارِي بِقِرَاءَة أَبِي مُحَمَّد بن عبيد الله وَسمع من
أبي الْقَاسِم من جهور مقامات الحريري وَأخذ كتاب الْبَيَان والتبين
للجاحظ قِرَاءَة عَن أبي عبد الله بن الْأَحْمَر الْقرشِي عَن أبي
مَرْوَان بن سراج وَسمع أَيْضا من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي
إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي بكر بن مدير
وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحجَّاج الْقُضَاعِي
وَأَبُو الْفضل حفيد الأعلم وَأَبُو مَرْوَان بن قزمان وَكَانَ من أهل
الرِّوَايَة والدراية حَافِظًا لمَذْهَب مَالك يعْقد الشُّرُوط ويبصرها
أَخذ عَنهُ النَّاس وَحدثنَا عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الرضي بسام بن
أَحْمد وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَقَالَ توفّي على مَا ذكر لي
ببلدة شريش سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين يَعْنِي وَخَمْسمِائة وَهُوَ
كناه أَبَا عبد الله وَحكى شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
عبد الله الْأَزْدِيّ أَنه لقِيه بشريش بَلَده متوجهه إِلَى قرطبة عَام
ثَلَاثَة وَتِسْعين وَخَمْسمِائة فَأجَاز لَهُ جَمِيع رواياته عَن
شُيُوخه المسمين وأغفل ذكر شُرَيْح وَابْن الْأَحْمَر مِنْهُم ومولد
ابْن مَالك هَذَا سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة قَالَه الْأَزْدِيّ
وَكتبه لي بِخَطِّهِ
202 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن هُذَيْل الْعَبدَرِي من أهل
مربيطر وَأَصله من أبيشة بِالْبَاء من ثغور بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد
اللَّه روى عَن أَبِيه أبي الْعَبَّاس وَغَيره ورحل حَاجا فَسمع
بِمَكَّة من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حميد الطرابلسي وبالإسكندرية من
أبي الطَّاهِر بْن عَوْف وَأبي عَبْد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأبي
الطَّاهِر السلَفِي وَأبي طَالب التنوخي وَأبي الْقَاسِم بن جَارة
وَأبي الطَّاهِر العثماني وَأبي الضياء بدر بن عبد الله الحبشي وَأبي
(2/72)
الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد القيرواني
وَغَيرهم وشارك أَبَا عمر بن عَاتٍ وَأَبا عبد الله التجِيبِي فِي
السماع من بَعضهم سنة اثْنَتَيْنِ وَسنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة
ثمَّ صَار إِلَى بَلَده وَحدث بِيَسِير وَتُوفِّي بمربيطر سنة
اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَالَه لي ابْن سَالم
وَسمع مِنْهُ
203 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مفرج بن سعيد البنائي من أهل بلنسية يعرف
بِابْن الخباز ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
الْأَصْبَغ بْن المرابط وَأبي عَليّ بْن عَرِيب وَأبي بكر بن نمارة
وَسمع مِنْهُم وَمن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأبي عَبْد اللَّه بْن
سَعَادَة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عبد الله بن يعِيش صهره
وَأبي الْحَسَن بْن غُر النّاس وَالْقَاضِي أبي بكر بن أَسد وَحضر
مجْلِس الْحَافِظ أبي مُحَمَّد القلني وَأبي الْعَبَّاس الأقليشي وَسمع
أَيْضا مِنْهُمَا وَمن غير هَؤُلَاءِ وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَأَبُو
الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو
القَاسِم بْن جَارة وَلم يذكر ذَلِك فِي برنامجه وَقدم للصَّلَاة
وَالْخطْبَة بِجَامِع مربيطر وَحدث وَأخذ عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو
الْحسن بن خيرة وَأَبُو الرّبيع بن سَالم وَغَيرهمَا وَكَانَ رجلا
صَالحا ولد قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة ثَلَاث
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو الْعَطاء بن
نَذِير وَدفن بمقبرة بَاب الحنش وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
204 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الطّيب بْن الْحُسَيْن بن هِرقل
العتقي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا القَاسِم بْن
حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَغَيرهمَا وَولي الْقَضَاء
بِغَيْر مَوضِع من كور مرسية ثمَّ تقدم للخطبة بجامعها وَولي قَضَاء
شاطبة فأباه واستعفى فأعفى وَكَانَ حسن السمت مَعْرُوف الذكاء
وَالْعَدَالَة مُتَقَدما فِي ذَلِك على أهل بَلَده وَهُوَ أَخُو أبي
الْقَاسِم الطّيب بن مُحَمَّد وكبيره وَتُوفِّي يَوْم السبت الثَّامِن
وَالْعِشْرين لرجب سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على
أَرْبَعِينَ
205 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن
رشد من أَهْل قرطبة
(2/73)
وقاضي الْجَمَاعَة بهَا يكنى أَبَا
الْوَلِيد روى عَن أَبِيه أبي الْقَاسِم استظهر عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ
حفظا وَأخذ يَسِيرا عَن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي مَرْوَان بن
مَسَرَّة وَأبي بكر بن سمجون وَأبي جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَأَجَازَ
لَهُ هُوَ وَأَبُو عبد الله الْمَازرِيّ وَأخذ علم الطِّبّ عَن أبي
مَرْوَان بن جريول البلنسي
وَكَانَت الدِّرَايَة أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة درس الْفِقْه
وَالْأُصُول وَعلم الْكَلَام وَغير ذَلِك وَلم ينشأ بالأندلس مثله
كمالا وعلما وفضلا وَكَانَ على شرفه أَشد النَّاس تواضعا وأخفضهم
جنَاحا وعنى بِالْعلمِ من صغره إِلَى كبره حَتَّى حُكيَ عَنهُ أَنه لم
يدع النّظر وَلَا الْقِرَاءَة مُنْذُ عقل إِلَّا لَيْلَة وَفَاة أَبِيه
وَلَيْلَة بنائِهِ على أَهله وَأَنه سود فِي مَا صنف وَقيد وَألف وهذب
وَاخْتصرَ نَحوا من عشرَة آلَاف ورقة وَمَال إِلَى عُلُوم الْأَوَائِل
فَكَانَت لَهُ فِيهَا الْإِمَامَة دون أهل عصره وَكَانَ يفزع إِلَى
فتواه فِي الطِّبّ كَمَا يفزغ إِلَى فتواه فِي الْفِقْه مَعَ الْحَظ
الوافر من الْإِعْرَاب والآداب حكى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان
أَنه كَانَ يحفظ شعري حبيب والمتنبي وَيكثر التمثل بهما فِي مَجْلِسه
ويورد ذَلِك أحسن إِيرَاد وَله تصانيف جليلة الْفَائِدَة مِنْهَا كتاب
بداية الْمُجْتَهد وَنِهَايَة المقتصد فِي الْفِقْه أعْطى فِيهِ
أَسبَاب الْخلاف وَعلل وَوجه فَأفَاد وأمتع بِهِ وَلَا يعلم فِي فنه
أَنْفَع مِنْهُ وَلَا أحسن مساقا وَكتاب الكليات فِي الطِّبّ ومختصر
الْمُسْتَصْفى فِي الْأُصُول وَكتابه فِي الْعَرَبيَّة الَّذِي وسمه
بالضروري وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء قرطبة بعد أبي مُحَمَّد بن مغيث
فحمدت سيرته وتأثلت لَهُ عِنْد الْمُلُوك وجاهة عَظِيمَة لم يصرفهَا
فِي ترفيع حَال وَلَا جمع مَال إِنَّمَا قصرهَا على مصَالح أهل بَلَده
خَاصَّة وَمَنَافع أهل الأندلس عَامَّة وَقد حدث وَسمع مِنْهُ أَبُو
مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَبُو الْحسن سهل بن مَالك وَأَبُو الرّبيع
بْن سَالم وَأَبُو بكر بن جهور وَأَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَغَيرهم
وامتحن بِأخرَة من عمره فاعتقله السُّلْطَان وأهانه ثمَّ عَاد فِيهِ
إِلَى أجمل رَأْيه واستدعاه إِلَى حَضْرَة مراكش فَتوفي بهَا يَوْم
الْخَمِيس التَّاسِع من صفر سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقبل
وَفَاة الْمَنْصُور الَّذِي نكبه بِشَهْر أَو نَحوه وَدفن بخارجها ثمَّ
سيق إِلَى قرطبة فَدفن بهَا مَعَ سلفه رَحمَه
(2/74)
الله وَذكر ابْن فرقد أَنه توفّي بِحَضْرَة
مراكش بعد النكبة الْحَادِثَة عَلَيْهِ المشتهرة الذّكر فِي شهر ربيع
الأول سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَغلط ابْن عمر فَجعل وَفَاته
تَاسِع صفر سنة سِتّ وَتِسْعين ومولده سنة عشْرين وَخَمْسمِائة قبل
وَفَاة جده القَاضِي أبي الْوَلِيد بأشهر
206 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القحطاني من أهل قرطبة
يعرف بِابْن أبي درقة ويكنى أَبَا عبد الله سكن تونس وَولي الْقَضَاء
بهَا وَحدث بالموطأ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الرمامة أَخذ عَنهُ
أَبُو عبد الله بن أصبغ شَيخنَا وَغَيره وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة
سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
207 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن زهر بْن عَبْد الْملك بْن
مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن زهر الأيادي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا
بكر أَخذ عَن أَبِيه أبي مَرْوَان وَعَن جده أبي الْعَلَاء علم الطِّبّ
وَانْفَرَدَ بِالْإِمَامَةِ فِيهِ فِي وقته مَعَ الْحَظ الوافر من
الْأَدَب واللغة وَالْحِفْظ لأشعار الْجَاهِلِيَّة والمولدين والمشاركة
فِي سواهَا وَحدث بالمقامات عَن أَبِيه مَرْوَان عَن الحريري أجَازه
كتب بهَا إِلَيْهِ وَإِلَى أَبِيه أبي الْعَلَاء وَإِلَيْهِ كَانَت
رياسة بَلَده وَكَانَ لَا يعدله أحد من رجالات الأندلس فِي الحظوة
عِنْد الْأُمَرَاء وَرفع الْمنزلَة سَمحا جوادا نَفَّاعًا بجاهه
وَبِمَا لَهُ ممدحا من رجال الْكَمَال وَقد حدث عَنهُ أَبُو عَليّ
الشلوبين وَغَيره وَكَانَ أَبُو بكر بن الْجد يُزَكِّيه ويحكي أَنه
يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ أَسَانِيد ومتونا وَتُوفِّي بمراكش غدْوَة
يَوْم الْخَامِس الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة خمس
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الْخَلِيفَة وَدفن بروضة
الْأُمَرَاء ومولده سنة سبع وَخَمْسمِائة وَقيل توفّي وَهُوَ ابْن
إِحْدَى وَتِسْعين سنة
208 - مُحَمَّد بن خلف بن عبيد الله الْمعَافِرِي من أهل ميورقة
وَأَصله من
(2/75)
نواحي بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف
بالبنيولي وبالمرضجنة أَخذ عَن أبي إِسْحَاق الغرناطي وَسمع مِنْهُ
وَكَانَ مقرئا فَاضلا من أهل الْأَدَب والفهم والتيقظ وَوجد السماع
مِنْهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَخذ عَنهُ أَبُو
مَرْوَان الْخَطِيب وَحدث عَنهُ بالقراءات
209 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
الْهَمدَانِي من أهل وَادي آش يعرف بِابْن الْبراق ويكنى أَبَا
الْقَاسِم سمع من أبي الْعَبَّاس الخروبي وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد
الْوَاحِد الْعقيلِيّ وَأبي الْحسن وليد بن موفق البسطي وَأبي بكر بن
رزق وَأبي بَحر يُوسُف بن أَحْمد بن عيشون الأديب وَغَيرهم وَسمع بشرق
الأندلس من أبي عبد الرَّحْمَن مساعد بن أَحْمد الأريولي وَأبي الْحسن
بن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأكْثر عَنهُ وَأبي
بكر بن أبي ليلى وَأبي عَبْد اللَّه بن عبد الرَّحِيم وَأبي الْقَاسِم
بن حُبَيْش وَلَقي جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس بن
إِدْرِيس وَأَبُو عَليّ بن عريب وَأَبُو الْحُسَيْن بن فيد وَأَبُو
يُوسُف يَعْقُوب بن طَلْحَة وَأَبُو مُحَمَّد بن سهل الضَّرِير وَأَبُو
الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبُو مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن
نجبة بن يحيى وَأَبُو مُحَمَّد بن دحمان وَأَبُو الْحسن بن غر النَّاس
وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بَكْر
بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْحسن شُرَيْح
بْن مُحَمَّد وَأَبُو بَكْر بْن فندلة وَأَبُو الْوَلِيد بن حجاج
وَأَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مكي وَأَبُو
مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو عَامر السالمي
وَغَيرهم وَكَانَ مُحدثا ضابطا أديبا ماهرا شَاعِرًا مطبوعا مجيدا
مشاركا فِي الطِّبّ متفننا فِي معارف جمة وشعره مدون وَسَماهُ نور
الكمائم ذكره ابْن عياد وَقَالَ أنشدنا كثيرا من شعره وَحدث عَنهُ
أَبُو الْعَبَّاس النباتي وَأكْثر خَبره عَنهُ وَأَبُو الْكَرم جودي بن
عبد الرَّحْمَن وَحمل عَنهُ ديوَان شعره وَأخرجه الْأَمِير أَبُو عبد
الله مُحَمَّد بن سعد من وَطنه فأسكنه مرسية وبلنسية ثمَّ عَاد
إِلَيْهِ سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة لأجل وَفَاة ابْن سعد فِيهَا
فِي آخر يَوْم من رَجَب مِنْهَا وَأقَام يُؤْخَذ عَنهُ وَيسمع مِنْهُ
إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة مولده سنة تسع
وَعشْرين وَخَمْسمِائة
210 - مُحَمَّد بن عمر الْكَاتِب من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد الله
استوطن مَدِينَة فاس وَكَانَ حَافِظًا للآداب واللغات والتواريخ
بَصيرًا بِالْحَدِيثِ مُقَيّدا ضابطا وَكَانَ
(2/76)
يكْتب لِلْأُمَرَاءِ ولد بمالقة يَوْم
عَاشُورَاء سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بفاس عِنْد
الْأَذَان لصَلَاة الصُّبْح من لَيْلَة الْأَحَد السَّابِع عَشْر
لرمضان سنة ستٍّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو
عبد الله مُحَمَّد بن مَيْمُون الهواري على شَفير قَبره وَدفن بجوفي
الرِّبَاط الَّذِي بمقربة من الْمصلى هُنَالك من فَوَائِد ابْن سَالم
211 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن خلف التجِيبِي الْكَاتِب من أهل إشبيلية
أَبَا بكر روى عَن خَاله أبي الرّبيع الْمَعْرُوف بالمقوقي وَعَن أبي
بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد الله بن زرقون ورحل حَاجا قبل السِّتين
وَخَمْسمِائة فلقي أَبَا الطَّاهِر السلَفِي وَابْن عَوْف وَأَبا
الْحسن بن فياض وَأَبا الْعَبَّاس بن الْفَقِيه السَّرقسْطِي وَغَيرهم
بالإسكندرية وَلَقي بِمَكَّة أَبَا حَفْص الميانشي وَأَبا الْحسن
المكناسي وسواهما وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنْهُ وَسَماهُ فِي
شُيُوخه أَبُو الْعَبَّاس النباتي وَقَالَ ابْن فرقد توفّي بعد المحنة
الْجَارِيَة عَلَيْهِ من السُّلْطَان عَام سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
212 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد المُكْتِب من أَهْلَ بلنسية
يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن عِذَارَيْ سَمَّاهُ أَبُو الربيبع
بن سَالم فِي شُيُوخه وَهُوَ كَانَ معلمه فِي الْكتاب وَحكى أَنه كتب
عَن أبي عبد الله مولي الزبيدِيّ بعض مَا رَوَاهُ عَن ابْن شرف من شعره
وَلم يسم شُيُوخه وَلَا ذكر وَفَاته
213 - مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عمرال
الغافقي من أهل المرية يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب
وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي الْحسن بن معدان وَأبي بكر بن أسود
وَأبي الْفضل بن شرف وَغَيرهم وَكَانَ من الْفِقْه والمعرفة بِعقد
الشُّرُوط والمزاولة لذَلِك وَله فِيهَا مُخْتَصر حسن وَتُوفِّي منتصف
لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الرَّابِع وَالْعِشْرين من صفر سنة سبع وَتِسْعين
وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة ذكره ابْن حوط الله
(2/77)
214 - مُحَمَّد بن سعيد بن خلف بن جهور
الْقُضَاعِي من أهل بِيران عمل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ
من أبي عبد الله بن بركَة الشاطبي قَدِيما فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ
وَخَمْسمِائة وَحدث وَسمع مِنْهُ الْأُسْتَاذ أَبُو عَبْد اللَّه بْن
أبي الْبَقَاء وَقَالَ توفّي فِي نَحْو السَّبع وَالتسْعين
وَخَمْسمِائة وَسنة بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ
215 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي إِسْحَاق
الْأَنْصَارِيّ من أَهْل لِرْية عمل بلنسية أَخذ الْقرَاءَات عَن
أَبِيه وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وتصدر للإقراء
بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنهُ وَهُوَ من بَيت نباهة وديانة وَعلم وزهادة
كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده من جلة المقرئين وَابْنه أَبُو زَكَرِيَّاء
يحيى بن مُحَمَّد كَذَلِك توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَو
نَحْوهَا
216 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان بن هَاجر
الْأنْصَارِيّ من أهل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ
الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بن نمارة وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن أَحْمد
بن أبي إِسْحَاق ورحل حَاجا سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة فَأدى
الْفَرِيضَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ بعْدهَا وَحج بعد ذَلِك حجَّتَيْنِ
وجاور بِمَكَّة عَاميْنِ وَسمع بهَا من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حميد
بن عمر الطرابلسي صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ قد سَمعه من أبي مَكْتُوم
عِيسَى بْن أبي ذَر الْهَرَوِيّ وَسمع أَيْضا من أبي مُحَمَّد
الْمُبَارك بْن الطبَّاخ وبالإسكندرية من أبي طَاهِر السلَفِي وَعَاد
إِلَى بَلَده بعد سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَحدث بِيَسِير
وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو الْحَسَن بْن خِيرة وَأَبُو الرّبيع بْن
سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء من شُيُوخنَا وَغَيرهم
وَكَانَ من أهل الصّلاح وَالْفضل والورع متحققا بأعمال الْبر من
الصَّدقَات ومفادات الْأُسَارَى محترفا بِالتِّجَارَة مولده بعد
الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بمرسية لَيْلَة يَوْم
الْأَرْبَعَاء الثَّانِي أَو الثَّالِث من الْمحرم سنة ثَمَان
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم
الْمَذْكُور وَدفن خَارِجهَا بالمصلي الْجَدِيد
217 - مُحَمَّد بن يُوسُف من أهل ميورقة وَأَصله من طرطوشة يعرف بِابْن
ختن فضل ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن فتحون
وتفقه بِأبي إِبْرَاهِيم بن عَائِشَة
(2/78)
وَحدث ودرس بِبَلَدِهِ الْفِقْه وَكَانَ
قَائِما على الْمُدَوَّنَة مَعْرُوفا بالصلاح وَأخذ عَنهُ أَبُو
إِسْحَاق بن عَائِشَة وَقَالَ لي توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين
وَخَمْسمِائة فِي أَولهَا وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة أَو نَحْوهَا
218 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف الْأنْصَارِيّ من أَهْل مالقة يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن
مُحَمَّد وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب المسيلي وَسمع مِنْهُمَا وَمن
خَاله أبي الْحسن صَالح بن عبد الْملك وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن
صَالح ذكره ابْن حوط الله وَقَالَ لَقيته بمالقة وَأَجَازَ لي مَا
رَوَاهُ وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الْأَحَد الثَّانِي
وَالْعِشْرين لشوال سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على
الثَّمَانِينَ
219 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من
أَهْلَ غرناطة يعرف بالزيتوني ويكنى أَبَا عبد الله أَقرَأ بِبَلَدِهِ
وَأخذ عَنهُ توفّي بعد أبي جَعْفَر بن حكم سنة ثَمَان وَتِسْعين
وَخَمْسمِائة وَدفن بمورور
220 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الرعيني السَّرقسْطِي
يلقب بالركن ويكنى أَبَا عبد الله كَانَ فَقِيها متحققا بِعلم
الْكَلَام مُتَقَدما فِيهِ يناظر عَلَيْهِ فِي الْإِرْشَاد لأبي
الْمَعَالِي وَغَيره وَولي قَضَاء مَعْدن عوام بمقربة من مَدِينَة فاس
أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن بن خروف وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه
لقِيه بمالقة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقَالَ توفّي على
مَا ذكر لي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
221 - مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ
غرناطة يعرف بِابْن بداوة ويكنى أَبَا عبد الله سمع من أبي بكر بن
الْعَرَبِيّ المسلسلات من جمعه وَمن القَاضِي أبي أُميَّة إِبْرَاهِيم
بن مُنَبّه الغافقي وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي
الْحسن بن النِّعْمَة وَكَانَ من أبرع النَّاس خطا وأجودهم ضبطا حدث
وَأخذ عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيره ووقفت على خطه وَقد ظهر
فِيهِ الضعْف من الْكبر بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَالْأَخْذ عَنهُ فِي
غرَّة ربيع الأوّل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
222 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن مُوسَى بْن عَبْد
الْملك بن الْوَلِيد بن
(2/79)
مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد
الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب بْن عبد الْجَبَّار هَكَذَا
وجدت نسبه بِخَط يَده وَكَثِيرًا مَا يختصره فَيَقُول بعد عبد الْملك
الثَّالِث بن أبي جَمْرَة وَعبد الْجَبَّار هَذَا هُوَ ابْن خطاب بن
مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بن الحكم وَمُحَمّد بن مَرْوَان
هُوَ أَبُو جَمْرَة وَقد تقدم ذكره فِي أول هَذَا الْبَاب ومنتماهم فِي
الأزد من أهل مرسية يكنى أَبَا بكر سمع من أَبِيه كثيرا وتفقه بِهِ
وَعرض عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة لسَحْنُون وَمن قَرِيبه أبي الْقَاسِم
مُحَمَّد بن هِشَام بن أَحْمد بن وليد وَمن القَاضِي أبي بكر بن أسود
وناوله تأليفه فِي تَفْسِير الْقرَان وَقَرَأَ سورا من الْمفصل على أبي
مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي وَسمع مِنْهُ أَحَادِيث وَأخذ عَنْ
أبي عَامر بْن شرويه خطْبَة مناولة وَسمع مِنْهُ الحَدِيث المسلسل فِي
الْأَخْذ بِالْيَدِ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم واستجاز لَهُ قَرِيبه
أَبُو الْقَاسِم الْمَذْكُور أَبَا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا بَحر
الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بن هِشَام بن مُحَمَّد واستجاز هُوَ
لنَفسِهِ أَبَا الْقَاسِم بن ورد وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا
الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَبا مُحَمَّد الرشاطي وَأَبا الْفضل بن
عِيَاض وَمن غير الأندلسيين أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ وَأَبا طَاهِر
السلَفِي وَلَقي أَبَا مُحَمَّد عبد الْحق بن عَطِيَّة فِي قَصده مرسية
وصده حِينَئِذٍ عَن دُخُولهَا وماشاه فِي طَرِيقه وناوله تأليفه فِي
التَّفْسِير وَأذن لَهُ فِي الرِّوَايَة عَنهُ وَأَبا الْحسن بن
هُذَيْل وَأَبا الْوَلِيد بن الدّباغ وَأَبا بكر بن رزق وَأَبا الْحسن
بن النِّعْمَة وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأَبا بكر بن الْجد فَأخذ
عَنْهُم وأجازوا لَهُ إِلَّا ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة مِنْهُم
وَسمع من أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن صَالح المقرىء كتاب الشهَاب
وَمُسْنَده للقضاعي خَاصَّة وناظر فِي الْمسَائِل عِنْد أبي جَعْفَر بن
أبي جَعْفَر أعواما وتدرب مَعَ أبي مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَسمع
مِنْهُ جملَة من تأليفه الْكَبِير فِي شرح الْمُدَوَّنَة وَمَعَ أبي
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بن سعدون وأجازوا لَهُ وعني
بِالرَّأْيِ وَحفظه وَولي خطة الشورى وسنه لَا يزِيد على إِحْدَى
وَعشْرين وَقدم للفتيا مَعَ شُيُوخه فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة تسع
وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة أَيَّام تَأمر ابْن أبي جَعْفَر ثمَّ جدد
لَهُ الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد تَقْدِيمه إِلَى خطة الشورى بعد ذَلِك
وَأول من شاوره من الْقُضَاة أَبُو الْحسن بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن
برطلة فظهرت براعته فِي أول
(2/80)
قَضِيَّة وَنَصّ تَقْدِيم ابْن أبي جَمْرَة
للشورى عَن أبي جَعْفَر هَذَا كتاب تنويه وترفيع وأنهاض إِلَى مرقى
رفيع أَمر بكتبه الْأَمِير النَّاصِر للدّين أَبُو جَعْفَر بن أبي
جَعْفَر أدام الله تأييده وَنَصره للوزير الْفَقِيه الْأَجَل المشاور
الحسيب الْأَكْمَل أبي بَكْر بْن أبي جَمْرَة أدام الله عزة أنهضه بِهِ
إِلَى الشورى ليَكُون عِنْدَمَا يقطع لأمر أَو يحكم فِي نازلة يجْرِي
الحكم بهَا على مَا يصدر عَن مشورته ومذهبه لما علمه من فَضله وزكاته
وجده فِي اكْتِسَاب الْعلم واقتنائه وَلكَون هَذِه الْمرتبَة لَيست
طريفة لَهُ بل تليدة متوارثة عَن أسلافه الْكَرِيمَة وآبائه فليتحملها
تحمل المستقل بأعبائها اللّحن بأنبائها الْعَالم بمقاصدها المتوخاة
المتعهدة وأنحائها وَالله يزِيدهُ تنويها وترفيعا ويبوئه من حظوته
وتمجيده مَكَانا رفيعا وَكتب فِي التَّاسِع لذِي الْحجَّة تسع
وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الثِّقَة بِاللَّه عز وَجل هَذِه عَلامَة
ابْن أبي جَعْفَر وتقلد قَضَاء مرسية وبلنسية وشاطبة وأوريولة فِي مدد
مُخْتَلفَة وامتحن بِأخرَة من عمره فِي امْتِنَاعه من قَضَاء مرسية
نَفعه الله بذلك وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا بَصيرًا بِمذهب مَالك عاكفا
على تدريسه فصيح اللِّسَان حسن الْبَيَان عدلا فِي أَحْكَامه جزلا فِي
رَأْيه عريقا فِي النباهة والوجاهة وَله تواليف مِنْهَا كتاب نتائج
الْأَبْكَار ومناهج النظار فِي مَعَاني الْآثَار أَلفه بعد
الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة عِنْدَمَا أوقع السُّلْطَان حِينَئِذٍ
بِأَهْل الرَّأْي وَأمر بإحراق الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا من كتبه وَكتاب
إقليد التَّقْلِيد الْمُؤَدِّي إِلَى النّظر السديد وَغير ذَلِك
وبرنامجه المقتضب من كتاب الْأَعْلَام بالعلماء الْأَعْلَام من بني أبي
جَمْرَة والإنباء بأنباء أبي خطاب هُوَ الَّذِي وقفت عَلَيْهِ وباختلاف
نسخه وجد منافسوه السَّبِيل إِلَيْهِ فأنكروا علو رِوَايَته واستبعدوا
قرب إِسْنَاده وتعدوا ذَلِك إِلَى آبَائِهِ وتحديث بَعضهم عَن بعض
وَأَكْثَرهم من تلاميذ أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَلَعَلَّ ذَلِك
للتباعد الَّذِي كَانَت بَينهمَا فِي الْحَيَاة وَإِلَّا فَهَذَا أَبُو
عمر بن عياد وَله بحث وَنظر وَقَوله عِنْد من أدركناه مُعْتَبر قد روى
عَنهُ وَسَماهُ فِي مشيخته على أَنه كَانَ أسن مِنْهُ ثمَّ توفّي قبله
وَمَا عرض لَهُ بِمَا يريب وَلَا نحلة مَا يُنكر بل نَص فِيمَا قَرَأت
بِخَط ابْنه أبي عبد الله وَهُوَ أَيْضا مِمَّن يحْتَج بِهِ فِي هَذِه
الصِّنَاعَة على رِوَايَته عَن أبي عبد الله الْمَازرِيّ وَأبي بَحر
الْأَسدي وَأبي الْقَاسِم بن ورد وَغَيرهم وَقَالَ مُتَّصِلا بِهَذَا
لَقيته وَأَنا صَغِير مَعَ أبي بمرسية وجالسته ثمَّ لَقيته بعد ذَلِك
بِزَمن وَحَضَرت مَجْلِسه وتدريسه واستجزته فأجازني جَمِيع رِوَايَته
وَكتب لي بذلك بِخَط يَده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ
(2/81)
وَخَمْسمِائة وَحكى أَنه استقضى بالبلاد
الْمُتَقَدّمَة الذّكر ودرس وشوور فِي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ قَالَ
وَهُوَ كَانَ رَئِيس الْمُفْتِينَ بِهِ وأسمع النَّاس وَأخذ عَنهُ
هَذَا اخر كَلَامه وَلم يكن هُوَ وَلَا أَبوهُ أَبُو عمر نعم وَلَا
ابْن حُبَيْش يدعوا الإفصاح بِحَالهِ لَو ارْتَابُوا بمقاله وَكَيف لَا
يفاخر بِرِوَايَة سلفه فضلا عَن الِاعْتِرَاف بِصِحَّتِهِ وَمن أصولهم
كتاب رد الْأَبْهَرِيّ على الْمُزنِيّ فِي الْمسَائِل الثَّلَاثِينَ
الَّتِي رد فِيهَا على مَالك مَعَ غير ذَلِك وَهُوَ بِخَط مُوسَى بن
عبد الْملك مِنْهُم وَفِي آخِره إجَازَة أبي عبد الله بن عَابِد لَهُ
ولأبنه عبد الْملك بن مُوسَى ولغيرهما وَذَلِكَ لعشر بَقينَ من شَوَّال
سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ عِنْدِي أَيْضا مَعَ
وَرَقَات من برنامج القَاضِي يُونُس بن عبد الله بِخَط مُوسَى
الْمَذْكُور وَفِي آخِره إِجَازَته لَهُ ولابنه عبد الْملك فِي شعْبَان
سنة سبع وَعشْرين وقيدت من خطّ من يوثق بِهِ نَص إجَازَة أبي مُحَمَّد
مكي بن أبي طَالب لَهما أَيْضا فِي شَوَّال من سنة ثَمَان وَعشْرين
وَفِي ذَلِك التَّارِيخ كَانَت رحْلَة مُوسَى إِلَى قرطبة وَلَا دَلِيل
أوضح من هَذَا على صراحتهم فِي الْعلم وعنايتهم بالرواية وَهَذَا أَبُو
الْوَلِيد بن الفرضي قد ذكر فِي تَارِيخه مِنْهُم عميرَة بن مُحَمَّد
بْن مَرْوَان بْن خطاب وأغفل أَبَاهُ مُحَمَّدًا وأخاه خطاب بن
مُحَمَّد فاستدركتهما عَلَيْهِ وَذكر أَيْضا مِنْهُم وليد بن عبد
الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بن خطاب وَهُوَ أَخُو مَرْوَان بن
عبد الْملك من جدود أبي بكر هَذَا إِلَّا أَن ابْن الفرضي قَالَ فِي
نسبه العتقي وَنسب عميره إِلَى وَلَاء مَرْوَان بن الحكم وَكَذَلِكَ
قَالَ أَبُو بكر الرَّازِيّ فِي كتاب أَعْيَان الموَالِي بالأندلس من
تأليفه وَقد ذكر فِي صَدره عبد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن
نَذِير مولى مَرْوَان بْن الحكم قَالَ وَقيل مولى مُعَاوِيَة بن
مَرْوَان بن الحكم وَالْأَكْثَر أَنه مولي مَرْوَان بن الحكم
وَإِلَيْهِ نسب بَاب الْمَدِينَة الشَّرْقِي الْمَعْرُوف بِبَاب عبد
الْجَبَّار يَعْنِي بقرطبة وَهُوَ جد بني خطاب التدميريين مِنْهُم
مَرْوَان بن خطاب بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بن مَرْوَان بن نَذِير
هَذَا مَا أورد الرَّازِيّ عِنْد ذكرهم وَفِي تدمير جمَاعَة من
العتقيين فَلَعَلَّ ابْن الفرضي نسب وليدا إِلَيْهِم غَلطا مِنْهُ على
أَنِّي قد قَرَأت بِخَط شَيخنَا أبي بكر على ظهر الْكتاب الَّذِي فِيهِ
رد الْأَبْهَرِيّ الْمَذْكُور قبل وَهَذَا الْجُزْء بِخَط جد أبي
مُوسَى بن عبد الْملك مِنْهُم ونسبهم فِي الانتخاب الْجَامِع لمآثر بني
خطاب لِابْنِ حَيَّان كتب هَذَا بعد الرّفْع فِي نسبه إِلَى خطاب بن
عبد الْجَبَّار كَمَا أوردته والعتقاء جماع من حجر حمير وَمن سعد
الْعَشِيرَة وكنانة مُضر فالتقول على هَذَا الشَّيْخ لَا يُؤثر عِنْد
حَملَة الْآثَار وَلَا يقابلون الْمُتَعَارف من
(2/82)
حَاله وَحَال آبَائِهِ بالإنكار إِلَى مَا
عضده بِهِ من تَقْيِيد الوفيات والمواليد وَإِن حكى شَيخنَا أَبُو
الرّبيع بن سَالم فِي كتاب الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه أَنه ظهر
مِنْهُ فِي بَاب الرِّوَايَة اضْطِرَاب طرق الظنة إِلَيْهِ وَأطلق
الْأَلْسِنَة عَلَيْهِ وَالله أعلم بِمَا لدية فقد أسْند بعقب ذَلِك
عَنهُ عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر بن عبد الْبر وَحدث أَيْضا عَنهُ
عَنْ أبي بَحر الأسَدِيُ عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي بمختصره لكتاب ابْن
حبيب فِي الْقَبَائِل وَأَجَازَهُ ابْن أبي جَعْفَر لَهُ وَكَثِيرًا من
خَبره بِخَطِّهِ وجدته وَمِنْه وَعنهُ معولا عَلَيْهِ ومستندا إِلَيْهِ
قيدته وَفِي ذَلِك مَا لَا يخفى على من تَأمل فَإِنَّهُ صحّح من حَيْثُ
علل وَقد كَانَ أَبُو مُحَمَّد بن حوط الله بالاعتراض أَجْدَر وَفِي
اطراح الرِّوَايَة عِنْد أعذر لجلالة شُيُوخه وسعة مسموعه وَلكنه
قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَحدث بِهِ عَنهُ عَن أَبِيه قِرَاءَة عَن
جده قِرَاءَة وَعَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ إجَازَة جَمِيعًا عَن
القَاضِي يُونُس بن عبد الله بسندة وَلَو اكتفينا بِهَذَا وَحده فِي
إبِْطَال تِلْكَ الْأَقْوَال لكفى وشفى إِلَى مَا ينضاف إِلَيْهِ من
رِوَايَة جلة شُيُوخنَا عَنهُ كَأبي عمر بن عَاتٍ وَأبي عبد الله
الشوني وَأبي عَليّ بن زلال وَأبي سُلَيْمَان بن حوط الله وَأبي عبد
الله بن نَذِير وأخيه أبي عَامر وَأبي عِيسَى بن أبي السداد وَأبي بكر
بن وضاح وَأبي عبد الله بن أبي الْبَقَاء وَأبي الْعَبَّاس العزفي
وَأبي بكر بن مُحرز وَأبي الْحُسَيْن بن عِيسَى وَأبي جَعْفَر بن
الدَّلال وَأبي مُحَمَّد بن مطروح وَغَيرهم كثير يَمرونَ فِي تضاعيف
هَذَا التَّأْلِيف كتب إِلَى وَالِدي عبد الله بن أبي بكر وَإِلَى
بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا فِي غرَّة رَجَب
عَام سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَالثَّانيَِة فِي منتصف ذِي قعدة من
الْعَام الْمَذْكُور وَأَنا إِذْ ذَاك ابْن عَاميْنِ وشهور وَهُوَ
أَعلَى شيوخي الأندلسيين إِسْنَادًا وَتُوفِّي رَحمَه الله بمرسية
مصروفا عَن الْقَضَاء ضحوة يَوْم السبت الموفى ثَلَاثِينَ من الْمحرم
سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن صَلَاة الْعَصْر من يَوْم
الْأَحَد بعده مستهل صفر وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه توفى
فِي الْعشْر الْوسط من صفر وَهُوَ وهم وَالْأول قَول أبي عَمْرو بن
عيشون وَابْن الدَّلال وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْعَبَّاس وَدفن
بالبلاط الغربي من الْمَسْجِد الْمَنْسُوب إِلَى ابْن أبي جَعْفَر
بِإِزَاءِ دَاره ومولده عشي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس لشهر ربيع
الآخر سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخنَا أَبُو بَكْر
يَقُولُ قَالَ لي أبي أَحْمد دَعَوْت الله عز وَجل عِنْدَمَا يئست من
الْوَلَد ورددت الدُّعَاء يَوْم الْأَرْبَعَاء وأضمرت فِي نَفسِي إِن
كَانَ أَن أُسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَولدت لي فِيهِ
(2/83)
223 - مُحَمَّد بن خلف بن مَرْزُوق بن أبي
الْأَحْوَص الزناتي من أهل بلنسية وَأَصله من أندة من أَعمالهَا وينسب
إِلَى زناتة من نَوَاحِيهَا يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن نسع
بالنُّون أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل واختص بِهِ
ولازمه وأصهر إِلَيْهِ وَسمع مِنْهُ كثيرا وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن
سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وأجازوا لَهُ وَسمع من أبي الْحسن
طَارق بن يعِيش كتاب السِّيرَة لِابْنِ إِسْحَاق وَلم يجز لَهُ وَأخذ
عَن أبي بكر عَتيق بن الْخصم مُخْتَصر الْعين للزبيدي وَأَجَازَ لَهُ
أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش مَا رَوَاهُ وألفه وَكَانَ مقرئا صَالحا
زاهدا ورعا أَخذ عَنهُ النَّاس وَكَثِيرًا مَا كَانَ يسمع كتاب
السِّيرَة لعلو إِسْنَاده فِيهِ وَكَذَلِكَ الِاسْتِيعَاب حَتَّى كَاد
يحفظهما حَدثنِي بذلك وَالِدي عبد الله بن أبي بكر وَسمع مِنْهُ هُوَ
وجماعه مِنْهُم أَبُو الْحسن بن خيرة وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم
وَأَبُو عَبْد اللَّه بن أبي الْبَقَاء وَأَبُو بكر بن مُحرز وَأَبُو
جَعْفَر بن الدَّلال وَأَبُو مُحَمَّد بن مطروح وَغَيرهم ولد سنة تسع
وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي صبح يَوْم السبت الثَّانِي عشر لشعبان سنة تسع
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن تسعين سنة وَدفن لصَلَاة الْعَصْر
من الْيَوْم الْمَذْكُور بمقبرة بَاب بيطالة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو
الْحسن بن خيرة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
224 - مُحَمَّد بن يحيى بن خلف بن يحيى بن خلف بن شلبون الْأنْصَارِيّ
النَّحْوِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي بكر
بن جزي وَأبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي عَبْد الله بن نسع وَأبي
الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأبي عبد الله بن نوح وَأبي جَعْفَر الْحصار
وَغَيرهم وَلَقي ابْن كوثر وَابْن عروس وَابْن حميد وَكَانَ من أهل
الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة مَعَ التَّقْيِيد والضبط والإتقان وَحسن
الْخط وعنى بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب واللغات فبرع فِيهَا وَقعد
للتعليم بهَا وَأخذ عَنهُ وَوصف لي بالتحقيق وَقد وقفت لَهُ على نظم
ضَعِيف وَتُوفِّي معتبطا سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
225 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن
عبد الْجَلِيل الْعَبدَرِي
(2/84)
من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا عبد الله
وَيعرف بالبنيولي وبنيول من أَعمال بلنسية روى عَن أَبِيه وَأبي عَبْد
اللَّه بْن وَقاص وتفقه بِأبي إِبْرَاهِيم بن عَائِشَة وَكَانَ فَقِيها
حَافِظًا أديبا شَاعِرًا نبيه الْبَيْت وَتُوفِّي قبل الستمائة
226 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد
الْأَنْصَارِيّ من أهل غرناطة وأصلة من سرقسطة يعرف بِابْن الصَّقْر
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي الْعَبَّاس وَأبي عبد
الله النميري وَغَيرهمَا وَولي الْقَضَاء وَكَانَ بارع الْخط وَكتب
علما كثيرا مِنْهُ إحْيَاء عُلُوم الدّين حدث عَنهُ أَبُو الْقَاسِم
الملاحي
227 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن صَخْر اللَّخْمِيّ من
أهل شريش يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون بإشبيلية
وَأبي بكر بن عبيد الأركشي وَغَيرهمَا وَكَانَ شَيخا صَالحا حدَّث
عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن فحلون
228 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد الجذامي الشَّاهِد من أهل
إشبيلية يعرف بالنيار يكنى أَبَا بكر سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح
بن مُحَمَّد صَحِيح البُخَارِيّ وَمن أبي بكر بن طَاهِر موطأ مَالك
رِوَايَة يحيى بْن يحيى وَمن أبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَأبي الْحسن
مفرج بن سَعَادَة وَحدث وَأخذ عَنهُ وقرأت تَسْمِيَة شُيُوخه وَمَا سمع
مِنْهُم بِخَطِّهِ وَتُوفِّي فِي نَحْو الستمائة
229 - مُحَمَّد بن عبيد بن ملطون بِالطَّاءِ الْمُهْملَة الْأمَوِي
المقرىء يكنى أَبَا بكر أَصله من شنترين وَسكن إشبيلية أَخذ عَن أبي
بكر بن صَاف وَعلم بِالْقُرْآنِ وتجول بنواحي إشبيلية وأقرأ بالمنستير
وَغَيره من حصونها وخطب بِبَعْضِهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود الستمائة
230 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الأزدى
الْعَتكِي من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بِابْن النسرة ويكنى أَبَا عبد
الله وَهُوَ من بَيت أبي مَرْوَان
(2/85)
عبد الْملك بن إِدْرِيس الجزيري الْوَزير
وَمن ولد أَخِيه سمع من أبي الْعَبَّاس بن زرقون المقرىء وَأَجَازَ
لَهُ وَلَا أرَاهُ سمع من سواهُ وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ مَحْمُود
السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط الله
وَأَبُو عبد الله بن هِشَام وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله
وَسَماهُ فِي شُيُوخه توفّي سنة سِتّمائَة فِي مَا أَحسب زَاد غَيره
ومولده سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن فرقد توفّي سنة
سِتّمائَة وَلم يشك عَن سنّ عالية
231 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مفرج بن سَعَادَة من أهل إشبيلية وَنزل
تلمسان يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب وَسمع
مِنْهُمَا وَمن أبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَأبي بكر بن مدير وَأبي بكر
بن رزق وأجازوا لَهُ هم وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَلم يسمع من شُرَيْح
إِلَّا موطأ مَالك رِوَايَة يحيى بْن يحيى وصحيح البُخَارِيّ رِوَايَة
أبي ذَر خَاصَّة وَكَانَ مقرئا فَاضلا مُحدثا ضابطا أَخذ عَنهُ النَّاس
وَعمر وأسن وَحكى أَبُو الْعَبَّاس بن المزين أَنه لقِيه بتلمسان
وَأَجَازَ لَهُ فِي شهر ربيع الاخر سنة سِتّمائَة وَكتب إِلَى شَيخنَا
أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن أبي بكر بن عُصْفُور بِخَطِّهِ أَنه توفّي
عَفا الله عَنهُ سنة سِتّمائَة
232 - مُحَمَّد بن يحيى من أهل قرطبة وَأَصله من اصطبه يكنى أَبَا
عَبْد اللَّه كَانَ مقرئًا مجودا صوفيا وَكَانَ يصلى التَّرَاوِيح
بالجامع الْأَعْظَم وَيجْلس للتذكير والوعظ وَتُوفِّي فِي آخر رَمَضَان
سنة سِتّمائَة وَدفن بروضة الصلحاء وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ذكره
ابْن الطيلسان
233 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن متوكل التَّمِيمِي من أهل
إشبيلية وَأَصله من قرطبة وَيعرف بِابْن الْحذاء وَهُوَ من بَيت أبي
عمر القَاضِي يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب فِيمَا
احسب وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط لقِيه شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم
بعد التسعين وَخَمْسمِائة وَأخذ عَنهُ أَبُو عَليّ الشلوبين وَتُوفِّي
سنة سِتّمائَة أَو إِحْدَى وسِتمِائَة وَقد نَيف على التسعين
(2/86)
234 - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن يحيى بن
فَهد اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يعرف بِابْن القانة ويكنى أَبَا بَكْر
أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد
الغفور وَغَيرهمَا وسمغ بغرناطة من أبي عبد الله بن عروس وبشرق الأندلس
من أبي الْعَطاء بن نَذِير وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَغَيرهمَا من
شُيُوخنَا وعنى بالرواية أتم الْعِنَايَة وَجمع من الدَّوَاوِين
العتيقة والدفاتر كثيرا وَلَا أعلمهُ حدث
235 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن
إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الْقَاسِم سمع من أَبِيه
أبي الْعَبَّاس وَأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي بكر بن أبي ليلى
وَأبي عَبْد اللَّه بن الْفرس وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد
اللَّه بْن حميد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَصَحب
القَاضِي أَبَا الْوَلِيد بن رشد ولازمه بقرطبه وَأخذ عَنهُ علمه
واستقضاه فِي غير مَا جِهَة من قرطبة وَلم يزل ينْهض بِهِ حَتَّى ولي
قَضَاء الجزيرة الخضراء وَمِنْهَا إِلَى قَضَاء شاطبة ثمَّ صرف عَنهُ
عِنْد محنة أبي الْوَلِيد وتتبع أَصْحَابه ثمَّ ولي قَضَاء دانية
وَكَانَ عَالما متفننا أديبا ماهرا ناظما ناثرا وَقد سمع مِنْهُ
شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم يَسِيرا وَقَالَ فِيهِ فَاضل على
الْإِطْلَاق مُتَقَدم فِي نزاهة النَّفس وكرم الْأَخْلَاق وأنشدني لَهُ
صاحبنا أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر الداني عَنهُ
(يَا موقظ النَّفس علمنها ... وَلَا تكلها إِلَى الْجَهَالَة)
(فَالنَّفْس بدر وَالْعلم شمس ... وَالْجهل فِيهَا سَواد هَالة)
مولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي وَهُوَ يَلِي قَضَاء دانية فِي
شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وست مائَة
236 - مُحَمَّد بن خلف الْمعَافِرِي من أهل ميورقة يعرف بِابْن غيداء
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بن سهل المنقوري
وَأبي إِسْحَاق الغرناطي وَأبي إِسْحَاق بن فتحون وَغَيرهم وتصدر
للإقراء والتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَتقدم أهل بَلَده فِي ذَلِك أَخذ
عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله بن الشكاز وَتُوفِّي بمراكش سنة
إِحْدَى وسِتمِائَة
(2/87)
237 - مُحَمَّد بْن رشيد بن عِيسَى بن
أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن باز الْيحصبِي الْأُسْتَاذ أَبُو
عبد الله يرْوى الْكَامِل عَن عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الْملك
التجِيبِي بتاريخ الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان
وَخمسين وَخَمْسمِائة وَيَرْوِيه أَيْضا عَن السُّهيْلي سَمَاعا
وَقِرَاءَة وَعَن أبي الْعَبَّاس البلنسي سَمَاعا وَله رِوَايَة عَن
أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان وَتُوفِّي بعد الستمائة
238 - مُحَمَّد بن أبي خَالِد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي
زمنين بن عدنان بن بشير بن كثير المري الإلبيري من أهل غرناطة كَذَا
نسبه أَبُو الْقَاسِم بن الملاحي وَقَالَ إِنَّه وَقفه عَلَيْهِ فَأقر
بِهِ وَذكر أَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عِيسَى هُوَ أَخُو الْفَقِيه
الزَّاهِد سمي بِهِ وَكَانَ قَاضِيا يكنى أَبَا بكر سَمِعَ أَبَا
مَرْوَان بْن قزمان وَأَبا الْحسن الزُّهْرِيّ وَأَبا بكر بن مُحرز
وَأَبا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا بكر بن خير وَأَبا الْحسن بن
الضَّحَّاك وَأَبا سُلَيْمَان دَاوُد بْن يزِيد السَّعْديّ وَأَبا
عَليّ الْحسن بن سهل الْخُشَنِي وَأَبا إِسْحَاق بن صَدَقَة وَأَبا
الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي وَأَبا مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان
وَأَبا بكر بن رزق واختص بِهِ وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَغَيرهم وَكتب
إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو بكر بن نمارة وَأَبُو
الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأَبُو الْعَبَّاس بن إِدْرِيس وَأَبُو عبد
الله بن الْفرس وَأَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحِيم بْن قَاسم الحجاري
وَأَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَأَبُو عَبْد
اللَّه بْن عبد الرَّزَّاق وَمن أَهْل الْمشرق أَبُو طَاهِر السلَفِي
وَأَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَبُو طَاهِر بن عَوْف وَأَبُو عَليّ
الْحسن بن عَليّ البطليوسي المجاور لمَكَّة وَغَيرهم وَولي قَضَاء
غرناطة بَلَده ثمَّ قَضَاء مالقة وَكَانَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ
فَقِيها مُحدثا حسن الْخط جيد الضَّبْط عَارِفًا بتاريخ من نزل الأندلس
قَدِيما من الْعَرَب حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو
(2/88)
سُلَيْمَان بن حوط الله وَأَبُو مُحَمَّد
بْن القُرْطُبيّ وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَأَبُو الرّبيع بن سَالم
وَأَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال وَغَيرهم كثير وَتُوفِّي بغرناطة مصروفا
عَن الْقَضَاء فِي الثُّلُث الأول من لَيْلَة يَوْم الْجُمُعَة
الثَّانِي عشر وَقَالَ ابْن الطيلسان توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة
الثَّالِث عشر وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَر بن عبد الْمجِيد من شهر
ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَكَانَ يكتم سنه وَلَا يخبر
بمولده ويتوقف عَن الْإِعْلَام بذلك مَتى سُئِلَ عَنهُ فألح عَلَيْهِ
بعض طلبته فِي مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ فِي السُّؤَال عَن مبلغ سنه
فَقَالَ اثْنَان وَسَبْعُونَ عَاما ثمَّ قَالَ عِنْد ذَلِك سَمِعت أحد
شيوخي يَقُول مَا سُئِلَ أحد عَن مولده فكتمه ثمَّ أخبر بذلك إِلَّا
دنا اجله وَأرى أَجلي قد حضر حَكَاهُ ابْن حوط الله وَفِيه عَن ابْن
سَالم وَأَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر الدَّلال قَالَ أَخْبرنِي أَبُو
الْقَاسِم هُوَ ابْن سمجون أَن مولد القَاضِي أبي بكر بن أبي زمنين
عَام ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
239 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ من أهل
بلنسية يعرف بِابْن مقصير يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا الْعَطاء بْن
نَذِير وَأَبا عَبْد اللَّه بن نوح وتفقه بِهِ وانتفع بِصُحْبَتِهِ
وملازمته وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الْجد وَأَبُو بَكْر بْن أبي
جَمْرَة وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء شريش ثمَّ صرف عَنهُ وَعَاد إِلَى
بَلَده فدرس الْفِقْه وأقرأ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ جَلِيلًا فَاضلا
مشاركا فِي فنون من الْعلم وَتُوفِّي يَوْم الِاثْنَيْنِ منسلخ
رَمَضَان سنة ثَلَاث وسِتمِائَة
240 - مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر
القَيْسيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر سمع من جده أبي بكر
مُحَمَّد بن أَحْمد وَمن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي الْأَصْبَغ
السماتي الطَّحَّان وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَكَانَ رجلا صَالحا ورعا
وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وسِتمِائَة
241 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد
اللَّه بْن أبي زَيْد من أهل لرية عمل بلنسية يعرف بِابْن عياد يكنى
أَبَا عبد الله سمع من أَبِيه أبي عمر وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل
وَأبي بكر بن نمارة وَأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن
النِّعْمَة
(2/89)
وَأبي بَكْر بْن أبي ليلى وَأبي عبد الله
بن الْفرس وَأبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد الله بن حميد
وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ولأبيه أَبُو مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو
الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو مُحَمَّد بن
عَاشر وَأَبُو عبد الله بن بركَة وَأَبُو الْأَصْبَغ بْن المرابط
وَأَبُو الْعَرَب عَبْد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد وَغَيرهم وَكتب
إِلَيْهِمَا أَبُو طَاهِر السلَفِي من الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ من
أهل الْعِنَايَة بالرواية وَالتَّقْيِيد للآثار وَالْأَخْبَار
وَالْحِفْظ للتاريخ وَله فِي مشيخة أَبِيه مَجْمُوع مُفِيد على حُرُوف
المعجم كتب مِنْهُ وَمن سَائِر مَا وَقع إِلَى بِخَطِّهِ فِي هَذَا
الْكتاب مَا نسبته إِلَيْهِ وَلم يخل من أغلاط نبهت عَلَيْهَا وَكَانَ
يضْرب فِي الْآدَاب والعربية بِسَهْم وَرُبمَا قرض أبياتا من الشّعْر
وَحدث وَأخذ عَنهُ ابْن سَالم وَقَالَ لي توفّي بِبَلَدِهِ سنة ثَلَاث
وسِتمِائَة ومولده وَقت الزَّوَال من يَوْم الْخَمِيس السَّابِع
وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَرَأت
ذَلِك بِخَط أَبِيه أبي عمر
242 - مُحَمَّد بن يحيى بن خزعل بن سيف الطلحي الشريف من ولد طَلْحَة
بن عبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ
أَبَا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَقيد
عَلَيْهِ اللُّغَات والآداب وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن عبيد
الله وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَغَيرهمَا وَكَانَ أديبا نحويا
بارعا فَاضلا توفّي بمراكش سنة أَربع وسِتمِائَة عَنِ ابْن سَالم
243 - مُحَمَّد بْن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن
زَكَرِيَّاء بن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن حسنون الْحِمْيَرِي
الكتامي من أهل بياسة وَصَاحب الصَّلَاة وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا
بَكْر وَأَبا عَبْد الله أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه وَأبي الْحَسَن
شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن خلف بن بَقِي وَسمع
مِنْهُم وَمن أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي
الْحجَّاج بن يسعون وَأبي جَعْفَر بن معقل الشوذري وَأبي الْحجَّاج
الْقُضَاعِي وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو
بكر بن الخلوف وَأَبُو عَليّ بن عريب وَأَبُو جَعْفَر بن عيشون
المقرئون وَبَلغنِي أَن أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ كتب إِلَيْهِ وَولي
قَضَاء بَلَده وتصدر بِهِ للإقراء والإسماع حَيَاته كلهَا وَأخذ عَنهُ
النَّاس وَكَانَ مقرئا جَلِيلًا ماهرا ضابطا مجودا
(2/90)
عالي الرِّوَايَة وَعمر وأسن وَضعف بَصَره
حَتَّى تعذر الْكتب عَلَيْهِ وَتُوفِّي ثامن رَمَضَان سنة أَربع
وسِتمِائَة وَقد بلغ التسعين ذكره ابْن حوط الله وَأَكْثَره عَن غَيره
وقرأت بِخَط بعض أَصْحَابنَا أَنه توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس
من رَمَضَان الْمَذْكُور وَدفن بِالبَقِيعِ خَارج بياسة وَصلى عَلَيْهِ
ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَقَالَ مولده سنة عشْرين
وَخَمْسمِائة وَحكى غَيره أَنه بلغ الثَّمَانِينَ وَأَن مولده سنة
أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
244 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن سعد بن مفرج
الْهَمدَانِي من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى
عَنْ أبي نصر فتح بن مُحَمَّد الجذامي المقرىء وَعَن غَيره وَكَانَ من
أهل الرِّوَايَة وَالْبَصَر بِعلم الْفَرَائِض والحساب وَعقد الشُّرُوط
وَقد أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي عشي يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث عشر
لرمضان سنة أَربع وسِتمِائَة وَهُوَ ابْن تسعين سنة ذكره ابْن حوط الله
وَفِيه عَن غَيره
245 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان بْن
مُحَمَّد الزُّهْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف
بِابْن القح واشتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَى ابْن مُحرز سمع من صهره أبي
الْحسن بن هُذَيْل وَأكْثر عَنهُ وَمن أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة
وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن طَارق بن يعِيش أَخذ
عَنهُ الشهَاب للقضاعي وروى أَيْضا عَن أبي بكر بن خير سمع مِنْهُ
بإشبيلة سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَعَن أبي الْقَاسِم بن
حُبَيْش وَأبي الْحَسَن بْن سَعْد الْخَيْر وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ حَظّ
من الْفِقْه والقراءات وَحدث بِيَسِير أَخذ عَنهُ ابْنه أَبُو بكر
مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله بن أبي الْبَقَاء وَغَيرهمَا رَأَيْته
وَأَنا صَغِير وَتُوفِّي سحر لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّانِي لجمادى
الْأَخِيرَة سنة خمس وستّمائة ومولده سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين
وَخَمْسمِائة
246 - مُحَمَّد بن حَارِث الْحداد من أهل إشبيلية يعرف بقزداج ويكنى
أَبَا بكر كَانَ حَافِظًا للْحَدِيث قَائِما على صَحِيح مُسلم يسْرد
متونه وَأَسَانِيده وَله رِوَايَة عَن أبي الْحُسَيْن بن زرقون شَيخنَا
وَكَانَ رجلا صَالحا وَتُوفِّي سنة خمس وسِتمِائَة أَو نَحْوهمَا
247 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمر الْأنْصَارِيّ من
أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن غبره ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات
عَنْ أبي عَبْد الله بن نوح وَأبي جَعْفَر الْحصار من شُيُوخنَا وَسمع
مِنْهُمَا وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن نسع وَأبي بكر عَتيق بن عَليّ
(2/91)
القَاضِي وَسمع بلرية من أبي زَكَرِيَّاء
مُحَمَّد بن أبي إِسْحَاق وَأبي عبد الله بن عياد وَأبي عبد الله بن
قرين وَأخذ بمرسية عَن أبي بكر بن أبي جَمْرَة ورحل إِلَى إشبيلية
فَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن نجبة بن يحيى وَأبي إِسْحَاق
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطرياني وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي جَعْفَر بن
مضاء وَأبي الْوَلِيد بن جَابر بن أَيُّوب وَأبي الحكم بن حجاج وَأبي
مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَغَيرهم وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة
وَكَانَ من أهل التيقظ وَالتَّقْيِيد وَلَا أعلمهُ حدَّث
248 - مُحَمَّد بْن عَيَّاش بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد
بن الطُّفَيْل الْعَبْدي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف
بِابْن عظيمه روى عَن أَبِيه أبي عَمْرو وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي
عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وَأبي الْأَصْبَغ السماتي وَأبي بكر بن
الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وابي جَعْفَر بن مضاء وَأبي
الْوَلِيد الْحُسَيْن بن أصبغ وَأبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي
مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي عَمْرو مرجي بن عبد الْملك بن
مرجي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو جَعْفَر
بن سَابق الْأمَوِي وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَ مقرئا ماهرا
جَارِيا على طَريقَة سلفه فِي التجويد والإتقان أَخذ عَنهُ أَبُو
مُحَمَّد الْحرار وَغَيرهم ووقفت على خطه بِالْإِجَازَةِ لبَعض تلاميذه
سنة خمس وسِتمِائَة
249 - مُحَمَّد بن جَابر بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن هَاشم بن
غمر بن ذِي النُّون الثَّعْلَبِيّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْحَسَن
وَيعرف بِابْن الرمالية سمع بِبَلَدِهِ أَبَا جفعر بن الباذش وَأَبا
عبد الله النميري وَأَبا مُحَمَّد عبد الْحق بن عَطِيَّة وَأَبا الْفضل
بن عِيَاض وَسمع أَيْضا أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا الْحسن
شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَأَبا عَبْد اللَّه بْن
أبي الْخِصَال وتفقه بِأبي الْوَلِيد بن خيرة سمع عَلَيْهِ
الْمُدَوَّنَة وَلَقي أَبَا الْفضل بن شرف وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر
يحيى بن بَقِي منظومه ومنثوره وَكَانَ من أهل الوجاهة والنباهة ذَا
عناية بالرواية ومشاركة فِي الْآدَاب أَخْبرنِي أَبُو عمر بن عيشون
وَغير وَاحِد من أَصْحَابنَا عَنهُ أَنه زار مَعَ شَيْخه الْأُسْتَاذ
أبي جَعْفَر بن الباذش الْوَزير أَبَا الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن
شرف بفندق السُّلْطَان بغرناطة قَالَ فأنشدنا من قيله فِي الْحِين
(2/92)
(أأبقيتني يَا بَين من بعد بَينهم ... وَقد
سَار حاد بالخليط وسائق)
(وَمَا ضرّ لَو كَانَ الترحل وَاحِدًا ... فَكَانَ مشوق حَيْثُمَا
كَانَ شائق)
قَالَ ابْن جَابر وَلَيْسَ لي عَنهُ غير هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فَقَط
حدث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَعمر وأسن وَرَأَيْت السماع مِنْهُ بِخَطِّهِ
فِي سنة خمس وست مائَة
250 - مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى
أَبَا عبد الله وَيعرف بالقرطبي أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن نجبة
بن يحيى وَبعده عَن أبي بَكْر بْن صَاف وَأبي عُمَر بن عظيمه وَأكْثر
سَماع الحَدِيث وروى عَن أبي الحكم بن حجاج وَأبي الْوَلِيد بن أبي
مَرْوَان وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي عمر بن عيشون وَأبي عبد
الله بن الفخار وَغَيرهم ورحل إِلَى مَدِينَة فاس فِي طلب الْعلم فَأخذ
عَن أبي عبد الله بن زرقون وَعَاد إِلَى بَلَده فأقرأ الْقُرْآن ودرس
الْفِقْه بأخره من عمره وَاخْتصرَ كتاب الاستذكار وَكَانَ كثير
التَّقْيِيد متقللا من الدُّنْيَا مَوْصُوفا بالزهادة وَالْعِبَادَة
رَحمَه الله
251 - مُحَمَّد بن قسوم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم بن عبد الله الفهمي
الزَّاهِد من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله صحب أَبَا عبد الله
بن الْمُجَاهِد واختص بِهِ وَهُوَ كَانَ مؤذنه فِي مَسْجده أَيَّام
حَيَاته وَالَّذِي خَلفه فِيهِ بعد وَفَاته وَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ
وَحدث بِهِ ومسند ابْن أبي شيبَة ورسالة ابْن أبي زيد وَغير ذَلِك
وَكَانَ فَقِيها ورعا منقبضا عَن النَّاس نحويا ماهرا صَاحب علم وَعمل
حدث عَنهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوف
بالطلبي الإشبيلي وَهُوَ نسبه وَذكره أَبُو بكر مُحَمَّد بن قسوم
اللَّخْمِيّ وَلَيْسَ من أهل بَيته وَقَالَ ولد منتصف شعْبَان سنة
إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بعد الْعَصْر من يَوْم
الْأَرْبَعَاء الْخَامِس وَالْعِشْرين لربيع الآخر سنة سِتّ وسِتمِائَة
وَدفن يَوْم الْخَمِيس بمقبرة النخيل وَصلي عَلَيْهِ على شَفير قبرة
عِنْد دُخُول وَقت الْعَصْر وَهُوَ ابْن خمس وَثَمَانِينَ سنة قَالَ
(2/93)
وتلاحق النَّاس من بعد دَفنه يزدحمون على
أَفْوَاه الْأَزِقَّة ويتبادرون شوارع الطَّرِيق ثمَّ أنْشد
(وَإِذا أحب الله يَوْمًا عَبده ... ألْقى عَلَيْهِ محبَّة للنَّاس)
حدث عَنهُ صاحبنا أَبُو بكر بن سيد النَّاس
252 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد الْمرَادِي من أهل مرسية يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل
وَأبي عَليّ بن عريب وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي عبد الله بن سَعَادَة
وَأبي بكر بن أبي ليلى وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأبي عَبْد اللَّه بن
الْفرس وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حميدوأجازوا
لَهُ جَمِيع رواياتهم إِلَّا ابْن أبي ليلى مِنْهُم وَكتب إِلَيْهِ
أَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو
الْحسن بن فيد وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَكَانَ خيرا فَاضلا
أَقرَأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث وَأخذ عَنهُ النَّاس كثيرا وَتُوفِّي
بمرسية نصف لَيْلَة الْجُمُعَة الْحَادِي وَالْعِشْرين لرمضان سنة سِتّ
وسِتمِائَة وَدفن ببني مُحَمَّد على مقربة من مَسْجِد إقرائه
الْمَنْسُوب إِلَى عبد الْعَزِيز بن غلبون جد شَيخنَا أبي مُحَمَّد
غلبون بن مُحَمَّد بن عبد بن الْعَزِيز ومولده سنة اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
253 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن
عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عبد الله الراوية اللَّخْمِيّ الْبَاجِيّ
من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي عمر
أَحْمد وَأبي عبد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وَأبي بَكْر بن الْجد وتفقه
بِهِ وَعَن غَيرهم وَقَرَأَ على ابْن ملكون أدب الْكتاب وَكَانَ من
أَهْل الْعلم وَالْفضل مَعَ نباهة السّلف وجلالة الْبَيْت وَولي قَضَاء
إشبيلية وَصرف عَنهُ بِأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحق فِي سنة خمس وسِتمِائَة وَتُوفِّي بعد
صَلَاة الْعَتَمَة من لَيْلَة الْأَحَد التَّاسِع وَالْعِشْرين وَدفن
ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ منسلخ شَوَّال سنة سِتّ وسِتمِائَة فِيهِ عَن
ابْن سَالم وَغَيره
(2/94)
254 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي
يحيى بن مُحَمَّد بن مطروح التجِيبِي من أهل بلنسية وَأَصله من سرقسطة
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأَجَازَ
لَهُ أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَكَانَ وراقا يَبِيع الْكتب أخباريا
أديبا حُلْو النادرة فكها وَجمع شعر أبي بكر يحيى بن مُحَمَّد الجزار
السَّرقسْطِي وَسَماهُ رَوْضَة المحاسن وعمدة المحاسن روى عَنهُ أَبُو
عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد الله
شَيخنَا قَالَ لي توفّي سنة سِتّ وسِتمِائَة ومولده بعد الْأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة
255 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المعتصم
اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يعرف بالزبيدي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه
أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَن أبي الْأَصْبَغ السماتي وَسمع بمالقة
من أبي إِسْحَاق بن قرقول وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ مَا
رَوَاهُ وصنفه وانتقل من بَلَده فسكن مالقة وتجول بِبَلَد العدوة
مُسْتَعْملا فِي الْقَضَاء ذكره ابْن الطيلسان وَحكى أَنه لقِيه بقرطبة
وَأخذ عَنهُ فِي منتصف جُمَادَى الاخرة سنة سِتّ وسِتمِائَة قَالَ
وَأَخْبرنِي أَن مولده بإشبيلية سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
256 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد النَّحْوِيّ من أهل شاطبة يكنى
أَبَا عبد الله علم بِالْعَرَبِيَّةِ وانتقل من بَلَده إِلَى غرب
الأندلس وَله شرح فِي كتاب الْجمل للزجاجي اسْتعْمل وروى عَنهُ
257 - مُحَمَّد بن أبي الْخَلِيل من أَهْل مرسية يكنى أَبَا عَبْد الله
سمع من أبي عبد الله بن الْفرس وتفقه بِهِ وناظر عِنْده فِي
الْمُدَوَّنَة وَولي قَضَاء شاطبة وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من
الْعَرَبيَّة وبصر بِعقد الشُّرُوط دربة بِالْأَحْكَامِ وَقد أَخذ
عَنهُ وَتُوفِّي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع لصفر سنة سبع
وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده
258 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن تحيا التجِيبِي من أهل مرسية
أَخذ
(2/95)
الْقرَاءَات عَن أبي زَكَرِيَّاء الْحصار
المقرىء وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَأبي الْقَاسِم بن
حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْفرس وتفقه بِهِ وبأبي الْعَبَّاس بن
الْأَصْفَر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَبُو بكر بن
نمارة وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو بكر بن خير وَأَبُو
جَعْفَر بن مضاء وَولي قَضَاء أوريولة قَدِيما ثمَّ ولي قَضَاء ألش من
كور مرسية وَحدث وَسمع مِنْهُ وَكَانَ فَقِيها مولده سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّامِن
وَالْعِشْرين لشهر ربيع الآخر سنة سبع وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة
الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده ذكر وَفَاته ووفاة الَّذِي قبله
أَبُو عَمْرو بن عيشون
259 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن
القُشَيْريّ من أهل قرطبة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلَاة ويكنى أَبَا عبد
الله سمع من أَبِيه وَمن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي الْقَاسِم بن
غَالب وَغَيرهم حدث عَنهُ ابْن الطيلسان وَقَالَ ناولني مُصَنف
التِّرْمِذِيّ فِي نسخته العتيقة بدكان قعوده بقيسارية قرطبة وَتُوفِّي
سنة سبع وسِتمِائَة
260 - محمدبن عَليّ بن مُحَمَّد التجِيبِي من أَهْل مرسية يكنى أَبَا
عَبْد الله وَيعرف بالرباط أَقرَأ الْقُرْآن وَكَانَ رجلا صَالحا
فَاضلا يرْوى عَنهُ ابْن المرابط
261 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن حوط الله الْأنْصَارِيّ
الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبا جَعْفَر بن
مضاء وَأَبا مُحَمَّد بن الْفرس وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو
الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبُو عَبْد اللَّه
بْن الفخار وَأَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَأَبُو زَكَرِيَّاء
الدِّمَشْقِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن بَالغ وَأَبُو جَعْفَر بن
شرَاحِيل وَغير وَاحِد من شُيُوخ أَبِيه وَكَانَ من النجباء النبهاء
وَولي الْأَحْكَام لِأَبِيهِ بمرسية وبقرطبة وَهُوَ كَانَ كَاتبه
مُدَّة قَضَائِهِ وَتُوفِّي بهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّانِي عشر
لذِي الْقعدَة سنة سبع وسِتمِائَة وَدفن ظهراليوم الْمَذْكُور وثكله
أَبوهُ أَكْثَره عَن ابْن سَالم وَفِيه عَن ابْن عيشون
262 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن بَقَاء اللَّخْمِيّ من أهل شاطبة
يعرف بالجنجالي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
مُحَمَّد قَاسم بن فيرة الشاطبي قبل
(2/96)
رحلته إِلَى الْمشرق وَعَن أبي عبد الله بن
حميد وَعَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وتصدر
للإقراء بشاطبة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات إفرادا وجمعا
الْفَقِيه الْفَاضِل المتصوف أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الرّبيع
سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمعَافِرِي الشاطبي نزيل
الْإسْكَنْدَريَّة أجَاز لَهُ فِي التَّاسِع وَالْعِشْرين لذِي قعدة
سنة سبع وسِتمِائَة
263 - مُحَمَّد بن الْمعز بِفَتْح الْمِيم اليفرني من أهل ميورقة يكنى
أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَن أبي الْحسن عَليّ
بن سعيد البنشكلي وَأبي الْقَاسِم خلف بن عبد الله البلانسي وَسمع من
أبي إِسْحَاق الغرناطي وَأبي مُحَمَّد المنقوري وَأبي مُحَمَّد فتحون
وَأبي الْقَاسِم بن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ
أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو عبد الله بن سَعَادَة وَأَبُو الْحسن
بن النِّعْمَة وَغَيرهم وَولي بموضعه خطة السُّوق ثمَّ الْقَضَاء على
مَا ذكر لي وَكَانَ مقرئا وَقد حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بعد سنة سبع
وسِتمِائَة وَقد قَارب الْمِائَة ذكره ابْن أبي الْبَقَاء وروى عَنهُ
وَفِيه عَن غَيره
264 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بن وهب
بن نوح الغافقي من أهل بلنسية وَدَار سلفه النبيه سرقسطة وَقد تقدم
الرّفْع فِي نسبه يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي
الْحسن بن هُذَيْل وَغَيره وَسمع مِنْهُ وَمن أَبِيه أبي مُحَمَّد
أَيُّوب وَأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأبي
عَبْد اللَّه بن عبد الرَّحِيم وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وتفقه بِأبي
بكر يحيى بن مُحَمَّد بن عقال وَاسْتظْهر الْمُدَوَّنَة عَلَيْهِ وَأخذ
الْعَرَبيَّة والآداب عَن ابْن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو
مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو بكر بن مُحرز البطليوسي وَأَبُو مَرْوَان بن
سَلمَة الوشقي وَأَبُو بكر بن أبي ليلى وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال
وَأَبُو بكر بن خير وسواهم وَكتب إِلَيْهِ من الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو
طَاهِر السلَفِي وَكَانَت الدِّرَايَة أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة
مَعَ وفور حَظه مِنْهَا وميله فِيهَا إِلَى الْأَعْلَام الْمَشَاهِير
دون اعْتِبَار لعلو الْأَسَانِيد وَولي
(2/97)
خطة الشورى فِي حَيَاة شُيُوخه وزاحم
كبارهم بِالْحِفْظِ والتحصيل فِي صغره وَلم يكن فِي وقته بشرق الأندلس
نَظِير لَهُ تفننا واستبحارا كَانَ رَأْسا فِي الراسخين من الْعلمَاء
وصدرا فِي المشاورين من الْفُقَهَاء قد برع فِي عُلُوم اللِّسَان وتمرس
حَيَاته كلهَا بالمسائل وَتقدم فِي الْفتيا واطلع على الْآدَاب واضطلع
بالغريب وشارك فِي التَّفْسِير وَتحقّق بالقراءات وَأما عقد الشُّرُوط
فإليه انْتَهَت الرِّئَاسَة فِيهِ وَبِه اقْتدى من بعده لم يسْبقهُ أحد
من أهل زَمَانه إِلَى مَا تميز بِهِ فِي ذَلِك حَتَّى دونت عَنهُ مَعَ
حسن الْخط وبراعة الضَّبْط وتدقيق النّظر والإمامة فِي المعارف
وَالْبَصَر فِي الحَدِيث وَالْحِفْظ للأنساب وَالْأَخْبَار والإيضاح
لما استغلق من مَعَاني الْأَشْعَار الْجَاهِلِيَّة والإسلامية وَله
تنابيه فِي فنون شَتَّى وتقييدات شَامِلَة النَّفْع والإفادة وَلَو عني
بالتأليف لأربى على من سلف وَكَانَ كريم الْخلق عَظِيم الْقدر سَمحا
جوادا وَولي قَضَاء بعض الكور النبيهة وخطب بِجَامِع بلنسية وقتا وَلم
يحظ بِعُلُومِهِ حظوة غَيره وامتحن بالولاة والقضاة وَكَانُوا يستعينون
عَلَيْهِ ويجدون السَّبِيل إِلَيْهِ بِفضل دعابة كَانَت فِيهِ
مَعْرُوفَة مِنْهُ مَعَ غَلَبَة السَّلامَة عَلَيْهِ فِي إعلانه
وأسراره واستغراق اناء ليله فِي تِلَاوَة الْقُرْآن وأطراف نَهَاره
نَفعه الله بذلك وَكَانَ على سَعَة علمه مزجي البضاعة فِي نظمه ونثره
أصلح مِنْهُ وأنشدني ابْنه أَبُو الْحسن مُحَمَّد غير مرّة قَالَ
أَنْشدني أبي لنَفسِهِ
(كَأَن يقيننا بِالْمَوْتِ شكّ ... وَمَا عقل مَعَ الشَّهَوَات يذكو)
(أرى الشَّهَوَات غالبة علينا ... وَعند الْمُتَّقِينَ لَهُنَّ فتك)
هَكَذَا كَانَ ينشدنا غير مرتاب ويفصح لنا بِهِ دون توقف وَلم أزل فِي
ذَلِك معولا على ضَبطه راكنا إِلَى حفظه حَتَّى أفادني بعض أَصْحَابنَا
بتونس فِي أول سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة أَو قبلهَا بِيَسِير
قِطْعَة نَسَبهَا إِلَى ابْن المعتز وأولها
(كَأَن يقيننا بِالْمَوْتِ شكّ ... وَلَا عقل مَعَ الشَّهَوَات يذكو)
(لهونا والحوادث دائبات ... لَهُنَّ بِمن قصدن إِلَيْهِ فتك)
(وَفِي الأجداث من أهل الملاهي ... رهائن لَا تعار وَلَا تفك)
(وللدنيا عدات بالتمني ... وكل عداتها كذب وإفك)
وشبيه أَن يكون أَبُو الْحسن سمع أَبَاهُ رَحمَه الله يتَمَثَّل
بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فحسبهما من قَوْله ونسبهما إِلَيْهِ على أَن
ثَانِيهمَا مغير عَمَّا فِي هَذِه الرِّوَايَة وَبِالْجُمْلَةِ فَلم
يكن لشَيْخِنَا فِي بَاب المنثور والمنظوم مَا يُنَاسب براعته فِي
أفانين الْعُلُوم أَقرَأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث ودرس الْفِقْه وَعلم
بِالْعَرَبِيَّةِ والاداب وَأخذ النَّاس عَنهُ ورحلوا إِلَيْهِ
وانتفعوا بِهِ وَسمع مِنْهُ
(2/98)
جلة من شُيُوخنَا وأصحابنا وَطَالَ عمره
حَتَّى أَخذ عَنْه الْآبَاء وَالْأَبْنَاء تَلَوت عَلَيْهِ الْقُرْآن
بالسبع وَأَجَازَ لي وَسمعت مِنْهُ بعد وَالِدي رَحمَه الله وَمَعَهُ
وَهُوَ أغزر من لقِيت علما وأبعدهم صيتًا ولد أول وَقت الظّهْر من
يَوْم السبت الثَّانِي من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَلَاثِينَ
وَخَمْسمِائة قَرَأت ذَلِك بِخَط أَبِيه أَيُّوب رَحمَه الله وَتُوفِّي
فِي أول وَقت الظّهْر أَيْضا من يَوْم الِاثْنَيْنِ لست مضين من
شَوَّال سنة ثَمَان وستّمائة ودُفِن يَوْمَ الثُّلَاثَاء بعده لصَلَاة
الْعَصْر بمقبرة بَاب الحنش وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة
وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن
خَيره وَهُوَ تولى غسله فِي جمَاعَة من أَصْحَابه الجلة وَشهِدت
الْخَاصَّة والعامة جنَازَته واتبعوه ثَنَاء حسنا ورثي بمراث كَثِيرَة
رَحمَه الله
265 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن يحيى
الْمرَادِي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالجملي وَجُمْلَة
من أَعمال مرسية روى عَن أبي عبد الله بن عبد الرَّحِيم وتفقه بِهِ
وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَغَيرهم
وَسكن مراكش وَولي بهَا خطة المناكح دهرا وَكَانَ فَقِيها أديبا فكها
ناظما ناثرا ولأبيه رِوَايَة وَقد تقدم ذكره وَتُوفِّي سنة ثَمَان
وستماية أَو نَحْوهَا
266 - مُحَمَّد بن حسن بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خلف الْأنْصَارِيّ
وَيُقَال فِيهِ مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن خَلَف
بْن يُوسُف من أهل مالقة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلَاة وبابن الْحَاج
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا
مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن بونه وَأَبا خَالِد بن رِفَاعَة وَأَبا
مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبا جَعْفَر بن حكم ورحل حَاجا فلقي فِي
طَرِيقه أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشبيلي
نزيل بجاية وَسمع مِنْهُ وبالاسكندرية أَبَا عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ
وَأَبا الْمفضل بن دَلِيل الْكِنْدِيّ وَأَبا عبد الله الكركنتي وَأَبا
الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَلَقي بِمَكَّة أَبَا إِبْرَاهِيم الخجندي
وَأَبا عبد الله بن أبي الصَّيف اليمني وَأَبا إِبْرَاهِيم التّونسِيّ
وَأَبا حَفْص الميانشي المجاورين فَأخذ عَنْهُم وَسمع من الخجندي
مِنْهُم الْأَرْبَعين حَدِيثا لَهُ فِي موسم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ
وَخَمْسمِائة وقفل إِلَى بَلَده وَحدث وَأخذ عَنْهُ من الجلة أَبُو
القَاسِم الملاحي وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله سَمِعت
عَلَيْهِ أَجزَاء من رِوَايَته وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة الْعقَاب يَوْمَ
الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر وَقيل الْخَامِس عشر لصفر سنة تسع
وسِتمِائَة
(2/99)
|