التكملة لكتاب الصلة

267 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحَضْرَمِيّ من أهل اليسانة عمل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَصَحب أَبَا مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ وَأخذ عَنهُ وَولي قَضَاء مَوْضِعه مُدَّة طَوِيلَة مُضَافا ذَلِك إِلَى الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعه وَله تأليف فِي رجال الْمُوَطَّأ سَمَّاهُ بِالدرةِ الْوُسْطَى فِي السلك المنظوم فِي رجال الْمُوَطَّأ وَكَانَ يُشَارك فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة الْعقَاب منتصف صفر سنة تسع وسِتمِائَة
268 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بن عَيَّاش الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل قرطبة وَصَاحب الصَّلَاة بجامعها الْأَعْظَم يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالشنتيالي سمع من أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وألفه وناوله كتب خزانته وَأخذ الْقرَاءَات عَن صهره أبي الْقَاسِم بن غَالب الشراط كثيرا من كتب الحَدِيث والعربية واللغة وَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق بن طَلْحَة وَقِرَاءَة نَافِع عَن أبي بكر بن سمجون وَسمع من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عِقَاب الشهَاب للقضاعي وَمن أبي الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن بَقِي رِسَالَة ابْن أبي زيد وَمن أبي الْعَبَّاس بن صَالح وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي القَاسِم السُّهيْلي وَأبي مُحَمَّد بْن الصفار وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن حنين وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْعَمَل وَالْهَدْي الصَّالح والتواضع عَارِفًا بالقراءات وطرقها مجودا متقنا وَكَانَ لَهُ بصر بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَالْإِعْرَاب ومشاركة فِي الْفَرَائِض والحساب وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِجَامِع قرطبة نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وأقرأ الْقُرْآن بِهِ وأسمع الحَدِيث زَمَانا طَويلا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَقَالَ توفّي غَدَاة يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي عشر من شعْبَان سنة تسع وسِتمِائَة وَدفن عصر يَوْم الثُّلَاثَاء بعده بمقبرة أم سَلمَة فِي رَوْضَة وَاحِدَة مَعَ صهره أبي الْقَاسِم بن غَالب وَابْنه أبي بكر وَلم يتَخَلَّف عَن جنَازَته كَبِير أحد من النَّاس قَالَ وَأَخْبرنِي أنَّ مولده مَا بَيْنَ عَامي أَرْبَعَة وَخَمْسَة وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
269 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الله بن عمر بن هَارُون بن مُوسَى سكن بلنسية

(2/100)


وَهُوَ من أهل شون من أَعمالهَا وَيعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي بَكْر بْن نُمارة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَأبي مُحَمَّد عُثْمَان بن يُوسُف البلجيطي وَأبي عبد الله بن حميد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَكَانَ مشاركا فِي الْفِقْه عاكفا على عقد الشُّرُوط وَولي الْأَحْكَام ببلنسية مرَارًا وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا لَقيته وناولني كتبا مِنْهَا رِسَالَة ابْن أبي زيد ومختصر الطليطلي والتيسير لأبي عَمْرو المقرىء وَلم يكن لَهُ بصر بِالْحَدِيثِ وَتُوفِّي فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء السَّادِس لذِي الْقعدَة سنة تسع وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْأَرْبَعَاء بعده بمقبرة بَاب بيطالة
270 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ من أهل بلنسية وَأَصله من سرقسطة ويكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَى ابْن أبي الْبَقَاء خَاله سمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي عبد الله بن نسع وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ وَأبي عبد الله بن الخباز وَأبي بكر عَتيق بن عَليّ وَجَمَاعَة سوى هَؤُلَاءِ من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو بَكْر بْن حسنون وَأَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ من أَعْيَان أهل الْمشرق أَبُو مُحَمَّد يُونُس ين يحيى الْهَاشِمِي وَأَبُو عبد الله بن أبي الصَّيف وَأَبُو شُجَاع زَاهِر بن رستم وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل وسواهم وَكَانَ يحدث عَن أبي مَرْوَان بن قزمان بإجازته الْعَامَّة لمن ضمته وإياه الْحَيَاة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وعى أبي الطَّاهِر الخشوعي بإجازته لأهل الأندلس وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَكَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بِالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَة مَعَ الْحَظ الوافر من الْمعرفَة والدراية يتَحَقَّق بِعلم اللِّسَان ويتقدم فِي الْعَرَبيَّة عاكفا على إقرائها والتعليم بهَا قَائِما على كتبهَا بَصيرًا بصناعة الحَدِيث مكبا عَلَيْهَا معنيا بهَا معانيا للتَّقْيِيد مَعَ حسن الْخط وجودة الضَّبْط وَكتب بِخَطِّهِ علما جما وَرُبمَا تعيش من الوراقة أوقاتا لإقلاله قَرَأَ وأقرأ كَبِيرا وَأفَاد واستفاد كثيرا وَقد نقلت من خطه مَا نسبته إِلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ وَسمعت مِنْهُ بعض نظمه وبقراءته على شَيخنَا أبي الْخطاب بن وَاجِب

(2/101)


[كثيرا وَكَانَ شَاعِرًا مجودا حسن التَّصَرُّف مقطعا ومقصدا وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب بيطالة ومولده فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
271 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان التجِيبِي نزيل تلمسان من أهل لقنت عمل مرسية وَسكن أَبوهُ أوريولة ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات بمرسية عَن قَرِيبه أبي أَحْمد بن معط وَأبي الْحجَّاج الثغري وَأبي عبد الله بن الْفرس وَسمع مِنْهُم وَمن أبي مُحَمَّد بن عبد الله وَغَيرهم ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَأطَال الأقامة هُنَالك وَاسْتَوْسَعَ فِي الرِّوَايَة وَكتب الْعلم عَن جمَاعَة كَثِيرَة أَزِيد من مائَة وَثَلَاثِينَ من أعيانهم المشرقيين أَبُو طَاهِر السلَفِي صَحبه واختص بِهِ وَأكْثر عَنهُ وَحكى أَنه لما ودعه فِي قفوله إِلَى الْمغرب سَأَلَهُ عَمَّا كتب عَنهُ فَأخْبرهُ أَنه كتب كثيرا من الْأَسْفَار ومئين من الْأَجْزَاء فسر بذلك وَقَالَ لَهُ تكون مُحدث الْمغرب إِن شَاءَ الله قد حصلت خيرا كثيرا قَالَ ودعا لي بطول الْعُمر حَتَّى يُؤْخَذ عني ماأخذت عَنهُ وَمِنْهُم أَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَخُوهُ أَبُو الطَّاهِر وَأَبُو الطَّاهِر بن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْقَاسِم بن جَارة وَأَبُو الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَأَبُو حَفْص الميانشي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن حميد الطرابلسي وَأَبُو الْحُسَيْن بن أبي عبد الله الرَّازِيّ وَمن الأندلسيين أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الأشبيلي وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن بن فيد وَأَبُو مُحَمَّد اليسع بن حزم وَغَيرهم وَقد جمع فِي أسمائهم على حُرُوف المعجم تأليفا مُفِيدا أَكثر فِيهِ من الْآثَار والحكايات وَالْأَخْبَار وَوَقع إِلَيّ بِخَطِّهِ فِي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة بتونس فكتبته على الانتخاب والاقتضاب وضمنت هَذَا الْكَاتِب مِنْهُ مَا نسبته إِلَيْهِ وقفل من رحلته الحافلة هَذِه فَأخذ عَنهُ بسبتة سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة ثمَّ نزل تلمسان واتخذها وطنا وَحدث بهَا وَألف ورحل النَّاس إِلَيْهِ وسمعوا مِنْهُ كثيرا وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث محافظا على إسماعه عدلا خيارا مُقَيّدا لما روى مُفِيدا بِمَا جمع وَغَيره أضبط مِنْهُ وبرنامجه الْكَبِير مُشْتَمل على فَوَائِد جمة روى عَنهُ أكَابِر أَصْحَابنَا وَجَمَاعَة من جلة شُيُوخنَا لعلو رِوَايَته وتشاهر عَدَالَته وَكتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وألفه فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان سنة ثَمَان

(2/102)


وسِتمِائَة وَمن تواليفه برنامجه الْأَكْبَر وبرنامجه الْأَصْغَر ومعجم شُيُوخه فِي مُجَلد كَبِير وَهُوَ الَّذِي تقدم ذكره وَالْأَرْبَعُونَ حَدِيثا فِي المواعظ وَالْأَرْبَعُونَ فِي الْفقر وفضله وثالثه فِي الْحبّ فِي الله ورابعه فِي فضل الصَّلاة عَلَى النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومسلسلاته فِي جُزْء وَكتاب فَضَائِل الشُّهُور الثَّلَاثَة رَجَب وَشَعْبَان ورمضان وَكتاب فضل عشر ذِي الْحجَّة وَكتاب مَنَاقِب السبطين الْحسن وَالْحُسَيْن وَكتاب الْفَوَائِد الْكُبْرَى مُجَلد والفوائد الصُّغْرَى جُزْء وَكتاب التَّرْغِيب فِي الْجِهَاد خَمْسُونَ بَابا فِي مُجَلد وَكتاب المواعظ وَالرَّقَائِق أَرْبَعُونَ مَجْلِسا سفران وَكتاب مشيخة السلَفِي وَغير ذَلِك وَأَخْبرنِي فِي كِتَابه قَالَ أنشدنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي قَالَ أنشدنا أَبُو المكارم الْأَبْهَرِيّ قَالَ أنشدنا أَبُو الْعَلَاء التنوخي بالمعرة لنَفسِهِ
(توَحد فَإِن الله رَبك وَاحِد ... وَلَا ترغبن فِي عشرَة الرؤساء)
(يقل الْأَذَى وَالْعَيْب فِي ساحة الْفَتى ... وَإِن هُوَ أكدى قلَّة الجلساء)
(فأف لعصريهم نَهَار وحندس ... وجنسي رجال مِنْهُم وَنسَاء)
(وليت وليدا مَاتَ سَاعَة وَضعه ... وَلم يرتضع من أمه النُّفَسَاء)
قَالَ وَسمعت شَيخنَا الْحَافِظ أَبَا طَاهِر رَحمَه الله بالإسكندرية يَقُول سَمِعت القَاضِي أَبَا الْحَمد الموحد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بتستر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ المقرىء الكازورني بالأهواز يَقُول دَخَلنَا على أبي الْعَلَاء المعري منصرفنا من مَكَّة وَنحن جمَاعَة فسألنا عَن أسمائنا وبلداننا وصنائعنا فانتسب كل وَاحِد منا فَلَمَّا سَأَلَني عَن صناعتي قلت أَنا قارىء قَالَ فاقرأ لي آيَة من كتاب الله تعالي فَقَرَأت {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَل من مزِيد} فَبكى بكاء شَدِيدا ثمَّ أَمر لنا بدريهمات وَقَالَ اصرفوها فِي البلس يَعْنِي التِّين فَإِنَّهُ أَوَانه فَسَأَلْنَاهُ أَن ينشدنا شَيْئا من الشّعْر فأنشدنا
(يَغْدُو الْفَقِير وكل شَيْء ضِدّه ... وَالْأَرْض تغلق دونه أَبْوَابهَا)
(فتراه ممقوتا وَلَيْسَ بمذنب ... وَيرى الْعَدَاوَة لَا يرى أَسبَابهَا)
(حَتَّى الْكلاب إِذا رَأَتْ ذَا بزَّة ... هشت إِلَيْهِ وحركت أذنابها)
(وَإِذا رَأَتْ يَوْمًا فَقِيرا بائسا ... نبحت عَلَيْهِ وكشرت أنيابها)
مولده بلعنت الصُّغْرَى فِي نَحْو الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بتلمسان فِي جُمَادَى

(2/103)


الأولى سنة عشرَة وسِتمِائَة كتب لي وَفَاته بِخَطِّهِ شَيخنَا أَبُو زَكَرِيَّاء بن عُصْفُور التلمساني مِنْهَا
272 - مُحَمَّد بن الزبير من أَهْلَ مرسية وَأَصله من جنجالة يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا بكر بن حسنون وَأَبا مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهمَا وأقرأ الْقُرْآن وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَأخذ عَنهُ وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْفضل وَتُوفِّي سنة عشرَة وسِتمِائَة ذكر وَفَاته أَبُو عَمْرو بن عيشون
273 - مُحَمَّد بْن يُوسُف القَيْسيّ من أَهْل المرية ويكنى أَبَا عبد الله لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بن هُذَيْل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات ببلنسية وروى عَن أبي الْحسن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَقد حدث بتلمسان وَأخذ عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّاء بن عُصْفُور شَيخنَا
274 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سَمَّاعَة التجِيبِي من ألش وَسكن مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب واختص بِأبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأكْثر عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَأَبُو بكر بن جَابر الثَّعْلَبِيّ وَأَبُو جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأَبُو زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَأَبُو بكر بن غَالب الْهَاشِمِي وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيرهم وَكَانَ ذَا عناية بالرواية بَصيرًا بِالْحَدِيثِ مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَقد علم بهَا وأقرأ وَحدث بِيَسِير وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَتُوفِّي معتبطا سنة عشرَة وسِتمِائَة
275 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن يُوسُف بن فرين من أهل لرية عمل بلنسية وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي ولجماعة من جِيرَانه سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَأَبُو مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ حدث وَأخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَكَانَ شَيخا فَاضلا توفّي سنة عشرَة وسِتمِائَة
276 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَرْبُوع من سَاكِني جيان وَقد نزل بلس من أَعمال لورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بن دحمان وَأبي الْقَاسِم السُّهيْلي وَأبي عبد الله بن

(2/104)


العويص وَأبي إِسْحَاق بن فرقد وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأبي الْحسن بن خروف وَكَانَ من أَهْل الْعلم بالقراءات والعربية والآداب وَعلم بهَا وبالحساب وَكَانَ يتَرَدَّد للإقراء والتعليم بَين جيان وقيشاطة وأبذة من أَعمالهَا وَألف كتابا حسنا فِي فنون من الْأَشْعَار وَرَأَيْت السماع عَلَيْهِ فِي النَّوَادِر لأبي عَليّ البغداذي سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة عشر وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا يرْوى عَنهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن بن غَالب
277 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بكر الْقَيْسِي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالأغماتي لِأَن أَصله مِنْهَا روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَسْكَر وتفقه بِأبي عَمْرو بن مرجي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَحكى عَنهُ ولد برقوط فِي صفر سنة سِتَّة وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلم يذكر وَفَاته
278 - مُحَمَّد بن عمربن عَليّ بن عبيد الله بن عَامر الْمعَافِرِي من أهل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَن مشيخة بَلَده وَولي بِهِ الْأَحْكَام وَكَانَ صاحبا لأبي بكر أُسَامَة بن سُلَيْمَان الزَّاهِد ومتوليا مَعَه لعقد الشُّرُوط وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَهُوَ من بَيت نباهة وَعلم وأدب وَتُوفِّي نَحْو سنة عشرَة وسِتمِائَة
279 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عَليّ بن مفرج بْن سهل الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن غطوس ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ ابْن هُذَيْل فِيمَا أَحسب وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف وينقطها وَانْفَرَدَ فِي وقته بِالْإِمَامَةِ فِي ذَلِك براعة خطّ وجودة ضبط وَيُقَال أَنه كتب ألف نُسْخَة من كتاب الله عز وَجل وَلم يزل الْمُلُوك فَمن دونهم يتنافسون فِيهَا إِلَى الْيَوْم وَكَانَ قد آلى على نَفسه أَلا يخط حرفا من غَيره وَلَا يخلط بِهِ سواهُ تقربا إِلَى الله وتنزيها لتنزيله فَمَا حنث فِيمَا أعلم وَأقَام على ذَلِك حَيَاته كلهَا خلف أَبَاهُ وأخاه فِي هَذِه الصِّنَاعَة الَّتِي تميزوا بهَا وَكَانَ مَعْرُوفا فِيهَا وَفِي إبداعها آيَة من آيَات خالقه مَعَ الْخَيْر وَالصَّلَاح والانقباض عَن النَّاس والعزوف عَنْهُم رَأَيْته على هَذِه الصّفة وَتُوفِّي حول سنة عشر وسِتمِائَة 610 واستفدت مِنْهُ بَعْضًا من مرسوم الْخط ولقيته عِنْد معلمي أبي حَامِد وتغلب عَلَيْهِ الْغَفْلَة

(2/105)


المرية يكنى أَبَا بكر سمع بِبَلَدِهِ من الْخَطِيب أبي شرف معزوز بن حبيب الطيبالي وبمرسية من أبي عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّحِيم وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وبقرطبة من أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَولي قَضَاء المرية وَالصَّلَاة وَالْخطْبَة وَكَانَ حَافِظًا للفقه عَارِفًا بِالْحَدِيثِ بَصيرًا بالقراءات حسن الْخط جيد الضَّبْط أَقرَأ وَحدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بالمرية مصروفا عَن الْقَضَاء سنة عشر أَو إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَفِي السامعين من أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش مُحَمَّد بن نضير بن مُحَمَّد وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ من هَذَا
281 - مُحَمَّد بن عَبْد الجَبَّار بْن مُحَمَّد بْن خلف الْقَيْسِي من أهل دانية وَسكن بلنسة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي جَعْفَر بن طَارق وَسمع من أبي الْحسن بن النِّعْمَة كثيرا وَجل رواياته عَنهُ وَكتب إِلَيْهِ أَبُو القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حميد وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل التجويد والضبط شَدِيد الْأَخْذ على القارىء متنطعا فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ يعاب بِهِ جَارِيا على سنَن أهل السّنة ورعا منقبضا على حِدة كَانَت فِيهِ أَقرَأ بِمَسْجِد ابْن عيشون من دَاخل بلنسية وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِهِ وَكَانَت لَهُ حَلقَة بالجامع مِنْهَا إِثْر صلوَات الْجمع حضرتها غير مرّة وسمعته يُفَسر آيا من الْقُرْآن فِي مَا يُتْلَى عَلَيْهِ وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَسِتَّة مائَة واستجازه لي عبد الْكَرِيم بن عمار صاحبنا
282 - مُحَمَّد بن خلف بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم بن عبَادَة بن بَالغ الْهَاشِمِي من أهل بسطة وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بَكْر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن الْفرس وَأبي الْعَبَّاس الخروبي وَأبي الحَجَّاج بْن يَسْعُون وَأبي جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَولي قَضَاء بَلَده مُدَّة فحمدت سيرته وأقرأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث وَكَانَ من أهل الإتقان وَالْعَدَالَة والورع وَالْفضل حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَهُوَ نسبه وَحكى أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله أَنه حَدثهُ بحكايات من رواياته عِنْدَمَا لقِيه ببسطة فِي أَوَائِل الْمحرم

(2/106)


سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَأَجَازَ لأبي الْقَاسِم بن الطيلسان بسؤال صَاحبه أبي بكر بن عبد النُّور الإشبيلي قَالَ وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَزَاد غَيره ومولده فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
283 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن غمر السّلمِيّ من أهل شاطبة يكنى أَبَا بكر بن أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن مغاور وَغَيره من مشيخة بَلَده وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم وَالْأَدب عدديا فرضيا صَاحب مساحة وَولي قَضَاء ألش من كور مرسية وأقرأ مقامات الحريري وَأخذ عَنهُ وَسَماهُ ابْن برطلة فِي شُيُوخه وَكَانَ حسن النّظر فِي فك المعمي وَتُوفِّي بشاطبة فِي عقب رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وستّمائة بعضه من خطّ أبي عَمْرو بن عيشون
284 - مُحَمَّد بن وهب بن لب بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَذِير الفِهري من أهل بلنسية وأصل سلفه من شنتمرية الشرق يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحسن بن هُذَيْل وَأَبا الْقَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بن حميد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو الْقَاسِم بن جَارة وَكتب إِلَيْهِ السلَفِي وَإِلَى أَخِيه أبي عَامر نَذِير وأبيهما أبي الْعَطاء القَاضِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وسواه وخطب بِجَامِع بلنسية مناوبا أَبَاهُ واستقضي بِبَعْض الكور وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط حدث بِيَسِير أخذت عَنهُ جملَة من أول الملخص للقابسي وَكَانَ قد سَمعه عَليّ ابْن حُبَيْش بِقِرَاءَة أَخِيه أبي عَامر وعاقني عَن إكماله بِالْقِرَاءَةِ مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ لَيْلَة يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّامِن وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ لمقبرة بَاب الحنش وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن خَيره ومولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
285 - مُحَمَّد بن عبد النوربن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمربن عبد الْخَيْر بن عبد النُّور بن عبد الْكَرِيم السبإي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر سمع أَبَا الْوَلِيد بن أبي أَيُّوب وَأَبا بكر بن صَاف وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبا

(2/107)


عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبا الحكم بن حجاج وَأَبا بكر النيار وَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم الشراط وَأبي بكر الأركشي وَأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد بن عبد الْحق الخزرجي وبمالقة من أبي كَامِل تَمام بن الْحُسَيْن وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والعناية بالرواية كثير السماع وتصدر بِبَلَدِهِ لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وَكَانَ يبصره مَعَ الْفضل وَالصَّلَاة والتواضع والزهد وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة قصر أبي دانس بغرب الأندلس فِي أحد شَهْري ربيع سنة أَربع عشرَة وست مائَة حدث عَنهُ من أَصْحَابنَا جمَاعَة
286 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن نوح الغافقي من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْقَاسِم سمع من أَبِيه وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَأَبُو بكر بن مُحرز البطليوسي وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو بكر بن أبي ليلى وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَغَيرهم وَكَانَ مشاركا فِي الْفِقْه عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ ماهرا فِي عقد الشُّرُوط مُتَقَدما فِي الْآدَاب شَاعِرًا مكثرا ولي فِي أوليه أمره قَضَاء جَزِيرَة شقر وَقد كَانَ جده أَيُّوب بن مُحَمَّد وجد أَبِيه مُحَمَّد بن وهب ولياها قبله ثمَّ صرف عَنْهَا وَولي بعد مُدَّة قَضَاء المرية وَمِنْهَا نقل إِلَى قَضَاء بلنسية فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَلم تحمد سيرته وَصرف عَنْهَا مستدعى إِلَى مراكش بعد انبعاث من أهل بَلَده لمطالبته وشيعته حِينَئِذٍ فِيمَن شيعه وفاتني السماع مِنْهُ فَأخذت بعض منظومه عَن أَخِيه وَغَيره عَنهُ وعاجلته منيته بعد صرفه فَتوفي بمراكش إِثْر صَلَاة الظّهْر من يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة أَو نَحْوهَا
287 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بن سَعَادَة من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بن هُذَيْل وَأبي بكر بن نمارة وَأبي إِسْحَاق بن خَليفَة وابي بكر بن سيد بونه وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأبي عَبْد الله بن بركَة وَأبي الْحُسَيْن عليم بن عبد الْعَزِيز وَأخذ الْعَرَبيَّة والاداب واللغات عَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن حميد وَأبي الْحسن بن سعد الْخَيْر

(2/108)


وَأبي مُحَمَّد الْمَعْرُوف بعبدون وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وَكَانَ مقرئا متصدرا نحويا متحققا لغويا أَقرَأ وَأخذ عَنهُ لَقيته عِنْد أبي رَحمَه الله وَقد قَصده زَائِرًا وَأَجَازَ لي حِينَئِذٍ جَمِيع رِوَايَته بسؤال أبي ذَلِك مِنْهُ وتلفظ بالأذن فِي التحديث عَنهُ وَسمعت مِنْهُ إذاك مَسْأَلَة من الْجمل للزجاجي وَذَلِكَ قبل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة بعد سَمَاعي من عَمه شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَغَيرهم وَتُوفِّي بعد إقعاده فِي أحد شَهْري جُمَادَى سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
288 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن صَاحب الْأَحْكَام سمع أَبَا سُلَيْمَان دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَأَبا الْحسن بن الضَّحَّاك الْفَزارِيّ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ مرَّتَيْنِ أَبُو الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَبُو الْقَاسِم بن رَضِي وَأَبُو الحكم بن غشليان وَأَبُو مُحَمَّد بن بَقِي الْقَيْسِي وَكَانَت إجَازَة شُرَيْح لَهُ ولأبيه فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة روى عَنْهُ من الجلة أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَابْن فرقد وَغَيرهمَا وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْعَدَالَة حسن الْخط يعْقد الشُّرُوط مولده سنة ثَلَاثِينَ أَو إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الشَّك مِنْهُ قَالَ ابْن فرقد تُوُفّي فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا أَنه توفّي فَجْأَة فِي اخر رَكْعَة منصلاة الْمغرب لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع خلون من رَجَب سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
289 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن جُبَير بن مُحَمَّد بن جُبَير الْكِنَانِي من أهل بلنسية وَنزل أَبوهُ شاطبة وانتقل هُوَ إِلَى غرناطة يكنى أَبَا الْحُسَيْن حمل عَن ابْن الْحَاج وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن يسعون وَسمع بشاطبة من أَبِيه أبي جَعْفَر وَأبي عبد الله الْأصيلِيّ وَأبي الْحسن بن أبي الْعَيْش وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن الذباغ وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن

(2/109)


عبد الله بن عِيسَى التَّمِيمِي السبتي وعنى بالآداب فَبلغ مِنْهَا الْغَايَة وَتقدم فِي صياغة القريض وصناعة الْكتاب ونال بهَا دنيا عريضة ثمَّ رفضها وزهد فِيهَا وتحرك لنيته الحجازية فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة صَحبه أبي جَعْفَر بن حسان فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي حَفْص الميانشي وَلَقي بِدِمَشْق أَبَا الطَّاهِر الخشوعي فَأخذ عَنهُ مقامات الحريري بَين قِرَاءَة وَسَمَاع فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحدث بهَا عَنهُ إجَازَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّطِيف الخجندي وَأَبُو أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عَليّ الصُّوفِي وَأَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَأَبُو إِبْرَاهِيم إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم التّونسِيّ المجاور بِمَكَّة وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ الْقُرْطُبِيّ نزيل دمشق وَغَيرهم وقفل إِلَى الأندلس وَسمع مِنْهُ بهَا بعض مَا كَانَ عِنْده وَحمل عَنهُ شعره فِي الزّهْد وَغَيره وَهُوَ كثير مدون حَدثنَا عَنهُ أَبُو تَمام بن إِسْمَاعِيل بِلَفْظِهِ بَين سَماع ومناولة وَغَيره من شُيُوخنَا وأصحابنا ثمَّ رَحل ثَانِيَة إِلَى الْمشرق تَاسِع شهر ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَعَاد إِلَى الْمغرب ثمَّ رَحل ثَالِثَة بعد سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وجاور بِمَكَّة وبالقدس وَحدث هُنَالك وَسمع مِنْهُ وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بالإسكندرية لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين لشعبان سنة أَربع عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة مولده ببلنسية سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقيل بشاطبة سنة أَرْبَعِينَ
290 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سَعَادَة من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي بكر بن نمارة وَبَعضهَا عَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَسمع من جَمِيعهم وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي حَفْص بن وَاجِب وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَأبي الْعَبَّاس بن إفرند وَأبي مُحَمَّد هَارُون بن عَاتٍ وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَكَانَ من أهل الصّلاح وَالْقِيَام على كتاب الله تَعَالَى والمعرفة بالقراءات والإتقان لهَذَا الشَّأْن حسن الْخط جيد الضَّبْط وَعمر وأسن وَأخذ عَنهُ النَّاس وَقدم علينا ببلنسية فِي أول شَوَّال سنة عشر وسِتمِائَة فَأخذت عَنهُ وَسمعت مِنْهُ وَأَجَازَ لي مَا رَوَاهُ عِنْد ذَلِك وَقَبله وَكَانَ شيخناأبو الْخطاب بن وَاجِب يوثقه

(2/110)


ويثني عَلَيْهِ وَيَقُول بفضله وبقدم صحبته لأبي الْحسن بن هُذَيْل وَغَيره من الشُّيُوخ وَتُوفِّي بشاطبة يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع من شَوَّال سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة عَن سنّ عالية بلغت الْمِائَة أَو أربت عَلَيْهَا يَسِيرا وَهُوَ مُتبع بجوارحه كلهَا مولده سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقد قيل أَنه ولد سنة سِتّ عشرَة
291 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عيشون بن عمر بن صباح اللَّخْمِيّ من أهل مرسية وَأَصله من يكه من أَعمالهَا وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَمْرو سمع أَبَا الْعَبَّاس بن إِدْرِيس وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأَبا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَغَيرهم وَأَجَازَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَمِيد وَأَبُو بكر بن مغاور وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَمن أهل الْمشرق أَبُو الْفضل مُحَمَّد بْن يُوسُف الغزنوي وَأَبُو مُحَمَّد بن بري النَّحْوِيّ وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله بْن عَلِيّ البوصيري وَأَبُو يَعْقُوب بن الطُّفَيْل الدِّمَشْقِي ويروى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن السلَفِي وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط ويبصرها ويجيد فك المعمي ويقرض أبياتا من الشّعْر وَله تَقْيِيد مُفِيد فِي الوفيات اعتمدت عَلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب وحَدثني بِهِ عَنهُ ابْنه أَبُو عمر عيشون بن مُحَمَّد وَغَيره من أَصْحَابنَا وقرأت بِخَطِّهِ أَنه سمع أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بسبتة يَقُول إِن ابْن عَبَّاس قَالَ لَو فسرت الْحَمد لله رب الْعَالمين عي كنه تَفْسِيرهَا مَا حملت أبل الأَرْض كتب تَفْسِيرهَا حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي مستهل ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بروضة ابْن فرج بربض سرحان من دَاخل مرسية وَهُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة قَالَه لي ابْنه أَبُو عمر
292 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن معن بن مَيْمُون الْأَزْدِيّ من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا بكر روى عَن أَبِيه ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بالإسكندرية من أبي مُحَمَّد العثماني وأخيه أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي طَاهِر السلَفِي وبمكة من أبي مُحَمَّد بن الطباخ وَصَحب فِي السماع مِنْهُ شَيخنَا أَبَا عبد الله التجِيبِي وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بالفقه والشروط مشتغلا بعقدها وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الكور حدث وَأخذ عَنهُ

(2/111)


وَحكى ابْن الطيلسان أَنه أجَاز لَهُ لفظا فِي محرم سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَأخذ عَنهُ ابْن فرقد فِي ذِي قعدة من عَام عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي قعدة عَام أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين من عمره
293 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هُذَيْل من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَامر أَخذ عَن أَبِيه الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ كثيرا وَمن أبي الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَ من أهل الصّلاح والورع شَدِيد الانقباض عَن النَّاس مُقْتَصرا على باديته مَعْرُوفا بِالْعبَادَة والزهادة وَكَانَ متعسفا فِي الرِّوَايَة لَا يسمح بِالْأَخْذِ عَنهُ وَلَا يُجيب إِلَيْهِ ويتصاغر عَن ذَلِك تواضعا مِنْهُ وَرُبمَا أجَاز لفظا لمن يلح عَلَيْهِ وَلم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ وَقد أَخذ عَنهُ مَعَ ذَلِك بِيَسِير لَقيته وهبت أَن استجيزه لما كنت أعرف من نفوره وعسر انقياده واستجازه لي أبي فتلفظ بذلك وَتُوفِّي بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَحَد السَّابِع وَالْعِشْرين لذِي قعدة أَربع عشرَة وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بعده وسنه فَوق السّبْعين وَدفن بمقبرة الْمصلى وَشهد السُّلْطَان جنَازَته وَجمع النَّاس وازدحمت الْعَامَّة على نعشه وأتبع ثَنَاء جميلا وَكَانَ أَهلا لذَلِك رَحمَه الله
294 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يبقي بن جبلة الخزرجي من أهل أوريولة وَسكن الْقَاهِرَة يكنى أَبَا بكر سمع من أبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله المَسْعُودِيّ وَغَيرهمَا وَأخذ عَنهُ ذكر ابْن الطيلسان أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
295 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف بن إِبْرَاهِيم بن بَالغ الْهَاشِمِي من أهل بسطة يكنى أَبَا الْحسن روى عَن أَبِيه وَغَيره وَولى الصَّلَاة وَالْخطْبَة ببلدة وَحدث وَكَانَ ذَا مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة ووقفت على خطه بِالْإِجَازَةِ لمن سَأَلَهُ ذَلِك فِي سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
296 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن كميل بن عبد الْعَزِيز بن هَارُون اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر

(2/112)


وَيعرف بِابْن المرخي أَخذ عَن أَبِيه أبي الحكم وَأبي الْعَبَّاس بن سيد الْمَعْرُوف باللص وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بالآداب واللغات كَاتبا بليغا أديبا حافلا ناظما ناثرا وَله كتاب فِي الْخَيل وَكتاب فِي حلية الأديب فِي اخْتِصَار المُصَنّف الْغَرِيب أَخذ عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده أَبُو بكر فِي الطَّبَقَة الْعَالِيَة من الْكِتَابَة والنباهة وَقد أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الدباج النَّحْوِيّ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة
297 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غَالب الأَنْصَاري من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الشراط ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من عَمه أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن غَالب وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَمن أبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُثْمَان بن يقيميس وَغَيرهم وتصدر بِجَامِع قرطبة الْأَعْظَم لأقراء الْقُرْآن والعربية وإسماع الحَدِيث وَكَانَ مقرئا محققا ضابطا ورعا زاهدا أَخذ عَنْهُ جماعةٌ مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَقَالَ توفّي يَوْم الْخَمِيس وَدفن يَوْم الْجُمُعَة الْحَادِي عشر من الْمحرم وَقَالَ لي أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ الْقُرْطُبِيّ صاحبنا توفّي منتصف الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة
298 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن يبْقى الرعيني من أهل قيشاطة عمل جيان وَسكن غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ قيشاطة عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن خضريال وَأخذ ببياسة عَن أبي الْحسن بن حسنون وَلم يكمل ختم الْقُرْآن عَلَيْهِ وأقرأ بِمَسْجِد ابْن جرج من غرناطة واخذ عَنهُ وَكَانَ رجلا صَالحا فَاضلا يتخيره الْأُمَرَاء للْقِرَاءَة عَلَيْهِم لحسن صَوته وخشوعه ويشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة أَخذ عَنهُ ابْن الطيلسان بغرناطة وَقَالَ توفّي بعد انفصالي عَنْهَا بِيَسِير سنة سِتَّة عشر وسِتمِائَة
299 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد الله النفزي من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن قبوج أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وَأَجَازَ لَهُ وتفقه بِأبي مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد هَارُون بن عَاتٍ وروى عَنْهُمَا وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا حَافِظًا للرأي والمسائل مدرسا لَهَا ثِقَة عدلا روى عَنهُ ابْنه أَبُو الْحسن عبد الله وَأَبُو مُحَمَّد بن خيرة وَغَيرهمَا من أَصْحَابنَا وَتُوفِّي بعد سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة

(2/113)


300 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَيَّاش الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْحجَّاج بن الشَّيْخ بمالقة وَأَبا الْقَاسِم بن سمجون وَغَيرهمَا وَحدث وَأخذ عَنهُ فِي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة ووقفت على خطه بذلك
301 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ الْمعَافِرِي من أهل إشبيلية وَمن بَيت القَاضِي أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ يكنى أَبَا بكر أَخذ بِبَلَدِهِ قِرَاءَة نَافِع عَن أبي مُحَمَّد قَاسم بن مُحَمَّد الزقاق وَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم بْن جرج وَأبي الْحسن الشقوري وهما فِي عداد أَصْحَابه ورحل إِلَى الْمشرق رحلته الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة فَأدى فَرِيضَة الْحَج وَسمع فِي طَرِيقه من أبي طَاهِر السِّلَفيّ بالإسكندرية الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه وَالنّصف الأول من السِّيرَة لِابْنِ إِسْحَاق وَأَجَازَ لَهُ فِي رَجَب من السّنة وَلَقي حِينَئِذٍ أَبَا الطَّاهِر بن عَوْف بهَا وَأَجَازَ لَهُ ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس ثمَّ رَحل ثَانِيَة سنة سِتّ وَتِسْعين فَدخل الشَّام وَالْعراق وَلَقي بِبَغْدَاد جمَاعَة من كبار مسنديها مِنْهُم ضِيَاء الدّين أَبُو أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الصُّوفِي الْبَغْدَادِيّ فَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن ذهبل بن كَارِه الخريمي وَغَيرهمَا وَلَقي بالموصل الْخَطِيب بهَا أَبَا الْقَاسِم عبد المحسن بن أبي الْفضل الطوسي وَلَقي بِمَكَّة أَبَا مُحَمَّد يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي وَسمع مِنْهُ صَحِيح البُخَارِيّ ومسند عبد بن حميد وَغير ذَلِك وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف اليمني وَأَبا شُجَاع زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ قدمهَا حَاجا وَسمع مِنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَفِي قفوله إِلَى الْمغرب سمع بالإسكندرية من أبي الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وَعَاد من رحلته الثَّانِيَة سنة أَربع وسِتمِائَة وَأخذ عَنهُ حِينَئِذٍ بإشبيلية وبقرطبة فِي مُقَدّمَة عَلَيْهَا وَمِنْهَا قصد الرحلة الثَّالِثَة والعودة إِلَى مَكَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَفِي تردده على الْمشرق جاور بالحرمين الشريفين خمس سِنِين وَاتبع حجَّته الأولى بست فأكملها سبعا وسلك طَريقَة التصوف وَكَانَ من الْفضل وَالدّين والتواضع ولين الْجَانِب بمَكَان سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان ومعظم خَبره عَنهُ وَحكى أَنه توفّي بالاسكندرية سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة قَالَ وَكَانَ مولده فِيهَا أَخْبرنِي بِهِ بإشبيلية فِي جُمَادَى الْأَخِيرَة عَام اثْنَتَيْنِ واربعين وَخَمْسمِائة

(2/114)


302 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الْأنْصَارِيّ من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن علوش وَغَيرهم ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف وَأبي مُحَمَّد يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي وَأبي شُجَاع زَاهِر بن رستم وَأبي الْفتُوح نصر بْن أَبِي الْفرج الحصري وَغَيرهم وَعَاد إِلَى مرسية فَلَزِمَ إقراء الْقُرْآن بهَا وَأخذ عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا مقلا صَابِرًا يُشَارك فِي علم الحَدِيث وَحفظ الرِّجَال وَله اخْتِصَار مُفِيد فِي كتاب اقتباس الْأَنْوَار لأبي مُحَمَّد الرشاطي ووقفت عَلَيْهِ وحَدثني بعض أهل بَلَده بِصُحْبَتِهِ لأبي الْقَاسِم الطرسوني وقعوده كثيرا مَعَه فِي دكانه قَالَ لي وَرُبمَا غلط فِي فتياه فَيرد عَلَيْهِ ابْن يحيى هَذَا وَكَانَ يخضب وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة أَو قبلهَا بِيَسِير
303 - مُحَمَّد بن طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بن أَحْمد بن خلف بن الأسعد بن حزم الْأمَوِي النَّحْوِيّ من أهل يابرة وانتقل أَبوهُ إِلَى إشبيلية فسكنها يكنى أَبَا بَكْر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بكر بن صَاف والعربية عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي الْوَلِيد بن نَام وتأدب بهم وَسمع عَليّ الْحَافِظ أبي بكر بن الْجد كتاب سِيبَوَيْهٍ بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد بْن حوط الله وَلَقي أَبَا زيد السُّهيْلي فَسمع عَلَيْهِ بعض كِتَابه الْمُسَمّى بالروض الْأنف فِي شرح السّير لِابْنِ سحاق وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عبيد الله وَأَبُو بكر بن مَالك الشريشي وَغَيرهمَا وَلم تكن لَهُ عناية بالرواية غلب عَلَيْهِ التحقق بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْقِيَام عَلَيْهَا والعكوف على التَّعْلِيم بهَا وبالقراءات وَكَانَ من أهل التيقظ والفهم وَقد أَخذ عَنهُ وروى عَنهُ أَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ القَاضِي وَقَالَ فِيهِ أَبُو الْحسن الرعيني كَانَ أستاذ حَاضِرَة إشبيلية غير مدافع عَلَيْهِ قَرَأَ ابْن عبد النُّور والسقطي وانتفع بِهِ الشلوبين وَكَانَ من إجادة الْإِلْقَاء وَحسن الإفادة وسهولة الْعبارَة على غَايَة وَكَانَ يمِيل فِي عربيته إِلَى مَذْهَب ابْن الطراوة ثمَّ غلب عَلَيْهِ ذَلِك فشرد عَن الْجُمْهُور لَقيته بإشبيلية وَلم أسمع مِنْهُ سوى مَا كَانَ يقْرَأ فِي الْعشْر الْوسط

(2/115)


من صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة ومولده بيابرة منتصف ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَكثر خَبره عَن ابْن طَلْحَة وَفِيه عَن غَيره
304 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَيَّاش التجِيبِي من أهل برشانة عمل المرية وَسكن مراكش يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد يَسِيرا وَعَن أبي الْقَاسِم السُّهيْلي وعنى بالآداب وَكَانَ عَالما بهَا رَئِيسا فِي صناعَة الْكِتَابَة خَطِيبًا مصنفا بليغا مفوها ذَا حَظّ صَالح من قرض الشّعْر وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي غير ذَلِك واستكتبه السُّلْطَان بالمغرب فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فنال دنيا عريضة أنشدنا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن برطلة قَالَ أنشدنا أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش قَالَ أَنْشدني أبي مِمَّا قَالَه فِي الْمُصحف الْمَنْسُوب إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَقد أَمر الْمَنْصُور بتحليته
(ونقلته من كل ملك ذخيرة ... كَأَنَّهُمْ كَانُوا برسم مكاسبه)
(فَإِن ورث الْأَمْلَاك شرقا ومغربا ... فكم قد أخلوا جاهلين بواجبه)
وألبسته الْيَاقُوت والدر حلية ... وَغَيْرك قد رَوَاهُ من دم صَاحبه)
توفّي بمراكش فِي العشرالأواخر من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة ومولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة
305 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بن فرج بن الْجد الفِهري من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من جده الْحَافِظ أبي بكر وَمن غَيره وَكَانَ ذَا رياسة عَظِيمَة فِي بَلَده ووجاهه عِنْد الْأُمَرَاء متمكنة أورثها عقبَة مَعَ الْفضل الْكَامِل والسر الظَّاهِر جوادا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدقَات رفيع الْقدر بَادِي التَّوَاضُع جالسته فِي آخر سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَسمعت مِنْهُ مَا حَكَاهُ فِي تناهي أَحْوَال إشبيلية فِي ذَلِك

(2/116)


التَّارِيخ وَأَحْسبهُ لم يحدث بِشَيْء مِمَّا رَوَاهُ وَلَا كَانَ ذَلِك شَأْنه وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مشهوده وحضرتها حِينَئِذٍ
306 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ اللَّخْمِيّ من أهل دانية يعرف بِابْن التجِيبِي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأبي الْقَاسِم بن تَمام المالقي وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ عل الذَّهَبِيّ تفقها وناظر عِنْده فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَكَانَ أديبا كَاتبا بليغا لَهُ حَظّ من علم الْعَرَبيَّة وَقد أَقرَأ بهَا وقتا وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ كريم الْعشْرَة جوادا سَمحا وَاسع الْمُرُوءَة كثير المبرة لَقيته ببلنسية ثمَّ بدانية وَأخذت بهَا عَنهُ كتاب جذوة المقتبس للحميدي بَين سَماع ومناولة وَتُوفِّي صدر يَوْم الْأَرْبَعَاء السَّادِس عشر من رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة ومولده سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة
307 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن هِشَام الفِهري من أهل المرية وَأَصله من مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الشواش وبالذهبي سمع من أبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي بكر بْن أبي ليلى وَأبي عَبْد الله بن الْفرس وَأبي الْقَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بن حميد وَأبي الْحسن بن فيد وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي زيد السُّهيْلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأَبُو بكر بن خير وَغَيرهمَا وَأخذ عَن أبي مُوسَى الْجُزُولِيّ النَّحْوِيّ وَقعد لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وتدريس الْعَرَبيَّة والآداب واللغات وَكَانَ فَاضلا متواضعا مشاركا فِي فنون من الْعلم من أبرع النَّاس خطا وأجودهم ضبطا وَتردد مرَارًا على مرسية فَسمع مِنْهُ بهَا وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بالمرية سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة
وَقَالَ ابْن فرقد توفّي سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَكَذَا قَالَ ابْن فرتون وَزَاد أَنه دفن بمقبرة الأحرش بالربض
308 - مُحَمَّد بن بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بكر الفِهري من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من شُيُوخنَا أبي عبد الله بن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن حميد وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَكَانَ متحققا بِعلم الْحساب مشاركا فِي الطِّبّ حَافِظًا للْحَدِيث والتواريخ من بَيت كِتَابَة ونباهة وصحبته

(2/117)


وعارضت مَعَه كتاب المصابيح لأبي مُحَمَّد بن مَسْعُود وَسمعت مِنْهُ أَخْبَارًا وأشعارا توفّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة
309 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن وَقاص اللمطي من أهل ميورقة رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع من أَبِي الطَّاهِر بْن عَوْف وَأبي عَبْد اللَّه المَسْعُودِيّ وَأبي الطَّاهِر الخشوعي وَأبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن عمر الْقرشِي الأندلسي وَحدث بالموطأ عَن أبي جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَلَا أَدْرِي أَيْن لقِيه وَعَاد إِلَى ميورقة وَتَوَلَّى الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وخطب أَيْضا بالعدوة ليحيى بن إِسْحَاق أَيَّام ظُهُوره بهَا وَكَانَ خَطِيبًا مصقعا بليغا مفوها يقْرض يَسِيرا من الشّعْر أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا
310 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن باز الْيحصبِي من أهل بلس الْمَعْرُوفَة بالسكة عمل بسطة يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَغَيره وَكَانَ أديبا ماهرا حدث عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ المقامات للحريري
311 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام الغساني من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وَكَانَ أديبا كَاتبا وَله شرح فِي كتاب الشهَاب سَمَّاهُ بمستفاد الرحلة والاغتراب وَأَجَازَهُ لي وَأخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَتُوفِّي بمرسية فِي الْعشْرَة الْأَوَاخِر من رَمَضَان سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة
312 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن مفرج بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن حُرَيْث بن جعفربن سعيد بن مُحَمَّد بن حقل بن الْخِيَار بن مَرْوَان الغافقي نقلت نسبه

(2/118)


من خطه ثمَّ وجدته بِخَطِّهِ أَيْضا فِي مَوضِع اخر مرفوعاإلى حقل وَقَالَ بعده ابْن مَرْوَان الدَّاخِل إِلَى الأندلس ابْن حقل من أهل غرناطة يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بالملاحي والملاحة قَرْيَة على بريد من غرناطة نزلها سلفه سمع من أَبِيه وخاله أبي إِسْحَاق بن الحلاء وَأبي الْحسن بن كوثر وَأبي سُلَيْمَان السَّعْدِيّ وَأبي عبد الله بن عروس وَأبي خَالِد بن رفاعه وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس وَأبي جَعْفَر بن حكم وَأبي عبد الله بن بونة وأخيه عبد الْحق وَأبي بكر بن زمنين وَأبي جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأبي بكر بن مسْعدَة وَأبي الْقَاسِم بن سمجون وَأبي زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أهل الأندلس جده لأمه أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ قَرَأَ على ابْن كرز وطبقته وَأَبُو بكر بن الْجد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْعَبَّاس البلنسي وَأَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو بكر بن صَاف وَأَبُو الحكم بن حجاج وَأَبُو الْقَاسِم الشراط وَغَيرهم كثير وَمن أهل الْمشرق أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو حَفْص الميانشي وابو الْقَاسِم بن جَارة وأبوالفضل الغزنوي وَأَبُو عبد الله بن أبي الصَّيف وَأَبُو الطَّاهِر الخشوعي وَأَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَغَيرهم وشيوخه الَّذين كتب أَسْمَاءَهُم من خطه مائَة وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ وَفِيهِمْ من شُيُوخنَا جمَاعَة وَقَالَ ابْن الطيلسان ذكر لي أَنهم يزِيدُونَ على مائَة وَخمسين رجلا وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أَبِي طَاهِر السلَفِي وَأبي مَرْوَان بن قزمان وروى العالي والنازل وَكتب عَن الصغار والكبار وَبَالغ حَيَاته كلهَا فِي الاستكثار وَكَانَ مقدما فِي صناعَة الحَدِيث شَدِيد الْعِنَايَة بالرواية حسن الْخط جيد الضَّبْط حَافِظًا لأسماء الروَاة مُمَيّزا لَهُم عَارِفًا بأخبارهم وَألف تَارِيخا فِي عُلَمَاء البيرة وأنسابهم وأنبائهم أنبأ عَن حفظه وَمن تواليفه كتاب لمحات الْأَنْوَار ولفحات الأزهار فِي ثَوَاب قارىء الْقُرْآن وَكتاب أَنْسَاب الْأُمَم الْعَرَب والعجم وَسَماهُ بِالشَّجَرَةِ وَكتاب الْأَرْبَعين حَدِيثا بلغ فِيهِ الْغَايَة من الاحتقال وَشهد لَهُ بِحِفْظ أَسمَاء الرِّجَال وَزَاد على من تقدمه وَله اسْتِدْرَاك على أبي عمر بن عبد الْبر فِي الصَّحَابَة ومجالس فِي فَضَائِل أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَغير ذَلِك وَكَانَ معتمده من شُيُوخه على أبي مُحَمَّد بن الْفرس عَنهُ أَكثر وَمِنْه اسْتَفَادَ وَبِه انْتفع حدث وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ أَهلا لذَلِك وَتُوفِّي لخمس خلون من

(2/119)


شعْبَان سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ غَيره سنة عشْرين ومولده سنة تسع واربعين وَخَمْسمِائة
313 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن غياث الجذامي الأديب من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا عَمْرو روى عَنْ أبي الْحسن بن لبال وَغَيره من مَشَايِخ بَلَده ويروى أَيْضا عَن أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْقَاسِم المواعيني وَابْن بشكوال وعنى بالآداب وَشهر بتجويد النّظم وَقد أَخذ عَنهُ من الجلة أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيره وَتُوفِّي فِي ذِي الحجّة سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن فرتون توفّي فِي الْعشْر الأول من محرم سنة عشْرين ومولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
314 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن أصبغ بن عِيسَى بن أصبغ كَذَا نسبه ابْن غَالب الْأَزْدِيّ وَيعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه من أهل قرطبة وَخرج أَبوهُ عِيسَى مِنْهَا فِي الْفِتْنَة عِنْد انْقِرَاض الدولة اللمتونية فاستوطن إفريقية وَبهَا ولد ابْنه أَبُو عبد الله هَذَا وَنَشَأ وتفقه بِأبي الْحجَّاج المَخْزُومِي قَاضِي تونس وَسمع بهَا من أبي عَبْد اللَّه بْن أبي درقة وانتقل إِلَى تلمسان فَسمع من أبي عَبْد اللَّه التجِيبِي وَله رِوَايَة عَن أَبِيه عَن جده وَلم يعل إِسْنَاده وَكَانَ عَالما متفننا نظارا صَاحب استنباط وتدقيق وَاقِفًا على الِاتِّفَاق وَالِاخْتِلَاف مُعَللا مرجحا مَعَ الْحَظ الوافر من علم اللُّغَة والآداب وَالتَّصَرُّف الْحسن فِي قرض الشّعْر وَله أراجيز فِي غير مَا فن وَمِنْهَا المذهبة فِي الْحلِيّ والشيات حملت عَنهُ وَسمعت كثيرا مِنْهُ وَمِنْهَا الدرة السّنيَّة فِي المعالم السّنيَّة وَلم يكن لع علم بِالْحَدِيثِ وَلَا عناية بالرواية وَألف كتاب الأنجاد فِي الْجِهَاد فَظهر فِيهِ علمه وَبَان بِهِ تقدمه وَكتاب الْأَحْكَام واستدرك على القَاضِي أبي مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي فِي التَّلْقِين من تأليفه بَاب السّلم لإغفاله ذَلِك وَولي قَضَاء بلنسية وَبهَا لَقيته واستجزته بخطي فَأجَاز لي جَمِيع مَا رَوَاهُ وألفه لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الاخرة سنة ثَمَان

(2/120)


وسِتمِائَة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى قَضَاء مرسية وَكَانَ ذَا سيرة عادلة وأبهة وشارة جميلَة جامد الْيَد صلبا فِي الْحق وَكَانَت فِيهِ حِدة مفرطة وغلظة فِي تأديبه أدته إِلَى صرفه عَن الْقَضَاء وإسكانه قرطبة بلد سلفه ثمَّ لحق بمراكش فَأَقَامَ هُنَالك مناوبا أَئِمَّة صَلَاة الْفَرِيضَة إِلَى أَن مضى لسبيله فِي شهر ربيع الآخر سنة عشْرين وسِتمِائَة ومولده بتونس وَقيل بالمهدية وَهُوَ أصح فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَذكره فِي الغرباء لَا يصلح ضنانة بِعِلْمِهِ على العدوة
315 - مُحَمَّد بن هُذَيْل بن مُحَمَّد بن هُذَيْل بن عبد الله الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر روى عَن أَبِيه وَعَن غَيره وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِمَسْجِد أَبِيه هُذَيْل وَقد حدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ رجلا صَالحا نزيها وَتُوفِّي بعد سنة عشْرين وسِتمِائَة قَالَه لي ابْن سيد النَّاس
316 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن عبد الْبر الْخَولَانِيّ من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله سمع من أبي الْقَاسِم بن بشكوال وأخيه أبي عبد الله وَأبي بكر بن خير وَأبي عبد الله بن حَفْص وَأبي الْحُسَيْن بن ربيع وَأبي عبد الله بن عراق وَأبي الْقَاسِم بن غَالب واخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَكَثِيرًا من كتب الْعَرَبيَّة وَجل رِوَايَته عَن أبي الْقَاسِم بن بشكوال اخْتصَّ بِهِ ولازمه أعواما وَأخذ عَنهُ كثيرا من المصنفات الْكِبَار والأجزاء الصغار وَأَجَازَ لَهُ وَحدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ فَاضلا سنيا معدلا وَتُوفِّي سنة عشْرين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن الطيلسان وَسَماهُ فِي مشيخته توفّي فَجْأَة لَيْلَة الْأَحَد الثَّانِي عشر لمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة بعد أَن صلى الْعَتَمَة بِالنَّاسِ إِمَامًا بِمَسْجِد أبي حَامِد تِلْكَ اللَّيْلَة صَحِيحا وَدفن بمقبرة ابْن عَبَّاس
317 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأميي من أهل حصن نوالش عمل باغة من غرناطة وَأَصله من لَك يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَن أَبِيهِ وَأبي الْقَاسِم بن غَالب وَأبي عبد الله بن

(2/121)


المرابط اللكي وَأبي الْحسن بن كوثر سمع مِنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ بغرناطة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بموضعه وأقرأ بِهِ الْقُرْآن وَحدث بِيَسِير أَخذ عَنهُ ابْن الطيلسان
318 - مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ من أهل المرية وَأَصله من بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْيَتِيم وبابن البلنسي وبالأندرشي سمع أَبَاهُ أَبَا الْعَبَّاس وَأكْثر عَنهُ ولازم أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بقنجاير من عمل المرية قبل انْتِقَاله إِلَى سبته وَأكْثر عَنهُ أَيْضا ورحل إِلَى بلنسية بلد سلفه فلقي بهَا أَبَا الْحسن بن هُذَيْل بَقِيَّة المقرئين فِي عصره فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقيل سنة سِتِّينَ وَقد كَانَ أجَاز لَهُ قبل ذَلِك وَأَبا الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبا مُحَمَّد بن عَاشر وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَلَقي بمرسيه أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد الله بن حميد وبمالقة أَبَا إِسْحَاق بْن قرقول وَأَبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مطرف وَأَبا زيد السُّهيْلي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا عبد الله الأستجي الْخَطِيب وَأَبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد بن خير الطَّائِي وَأَبا الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي فَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَدخل أشونة من عمل قرطبة فَسمع بهَا من أبي مَرْوَان بن قزمان بعض الْمُوَطَّأ وناوله جَمِيعه وَأَجَازَ لَهُ وَلَقي بقرطبة أَبَا الْحَسَن بْن بَقِي جد شَيخنَا أبي الْقَاسِم وَأَبا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا مُحَمَّد عبد الْكَرِيم بن غليب وَأَبا الْقَاسِم بن غَالب الشراط وبغرناطة أَبَا خَالِد بن رِفَاعَة فَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَكتب إِلَيْهِ من أهل إشبيلية أَبُو إِسْحَاق بن فرقد وَأَبُو مُحَمَّد بن موجوال نزيلها وَأَبُو بكر بن خير من سبتة وَأَبُو بكر بن رزق ورحل إِلَى الْمغرب فلقي بِمَدِينَة فاس أَبَا الْحسن بن حنين نزيلها فَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ أَبُو عبد الله بن الرمامة وَخرج إِلَى الْحَج فِي شبيبته سنة سِتّ أَو سبع وَسِتِّينَ فلقي ببجاية أَبَا مُحَمَّد عبد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي وَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ وَسمع بالمهدية من قاضيها أبي يحيى بن الْحداد أحد أَصْحَاب الْمَازرِيّ وبالاسكندرية من أبي مُحَمَّد العثماني وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله بن

(2/122)


الْحَضْرَمِيّ وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وبالقاهرة من أبي عَمْرو عُثْمَان بن فرج وَلَقي بِمَكَّة عِنْد أَدَاء الْفَرِيضَة أَبَا مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ وَأَبا حَفْص الميانشي وببغداذ أَبَا الْفرج الْجَوْزِيّ وشهدة بنت الأبري وبدمشق أَبَا الْقَاسِم بن عَسَاكِر صَاحب التَّارِيخ وَأَبا مُحَمَّد بن أبي عصرون وبالموصل أَبَا الْفضل الطوسي وَغَيرهم بِبِلَاد شَتَّى فَأخذ عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَكَانَ يذكر أَن شُيُوخه الَّذين لَقِيَهُمْ وأجازوا لَهُ نَيف على مائَة شيخ وقفل إِلَى بَلَده فَقدم للْقَضَاء بدلاية وَأقَام على ذَلِك مُدَّة ثمَّ تولى الْخطْبَة بِجَامِع قَصَبَة المرية وَكَانَ راوية مكثرا رحالة فِي طلب الْعلم عالي الْإِسْنَاد وَنسبه بعض شُيُوخنَا إِلَى الِاضْطِرَاب وغمزه وعَلى ذَلِك انتابه النَّاس ورحلوا إِلَيْهِ للسماع مِنْهُ وَقد أَخذ عَنهُ من الجلة أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وأكابر أَصْحَابنَا كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ لجَمِيع رِوَايَته وَسمي جملَة من شُيُوخه وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة عشر وسِتمِائَة وَتُوفِّي فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين لشهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة مرض فِي طَرِيقه إِلَى مالقة وَخرج مِنْهَا مَرِيضا بعد صَلَاة الْجُمُعَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأول وَمَات على ظهر الْبَحْر وَأنزل بالمنكب مَيتا وَدفن بحذاء أَبِيه بمقبرة بَاب بجانة من ظَاهر المرية ومولده ضحى يَوْم الْأَحَد الْخَامِس لشوال سنة ارْبَعْ واربعين وَخَمْسمِائة
319 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف التجِيبِي أَبُو عبد الله السبتي سمع من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله فَأكْثر وَمن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَكتب إِلَيْهِ ابْن بشكوال وَجَمَاعَة وَكَانَ صَدرا فِي الشُّرُوط سكن إشبيلية وَحدث بهَا وَتُوفِّي فِي ربيع الأول سنة عشْرين وسِتمِائَة وَقد جَاوز السّبْعين
320 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الْبر بن مُجَاهِد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية وَسكن بعض سلفه بطليوس يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف بِابْن زرقون وَسَعِيد بن عبد الْبر هُوَ الملقب بذلك لحمرة وَجهه وَسمع من أَبِيه وَمن أبي بكر بن الْجد وتفقه بهما واختص بِأبي بكر مِنْهُمَا وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن مضاء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو

(2/123)


مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو الْعَبَّاس بن سيد الإشبيلي وَقد قيل أَنه دخل فِي الْإِجَازَة الْعَامَّة من ابْن قزمان وَكتب إِلَيْهِ أَبُو طَاهِر السلَفِي والحشوعي ويروى عَن أبي الْحسن الْمَعْرُوف بالأرجفي من أَصْحَاب الْمَازرِيّ وَكَانَ فَقِيها مالكيا حَافِظًا مبرزا متعصبا للْمَذْهَب قَائِما عَلَيْهِ حَتَّى امتحن بالسلطان من أَجله واعتقل مُدَّة بسبتة وَمن تواليفه الْكتاب المعلي فِي الرَّد على الْمحلي والمجلي لأبي مُحَمَّد بن حزم وَكتاب قطب الشَّرِيعَة فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَمِنْهَا اقتضابه لكتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد وَغير ذَلِك وَله كتاب فِي الْفِقْه لم يكمله سَمَّاهُ تَهْذِيب المسالك فِي تَحْصِيل مَذْهَب مَالك كتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وألفه فِي سنة ثَمَان وسِتمِائَة ثمَّ لَقيته بإشبيلية غير مرّة فِي سنة ثَمَان عشرَة وَقبلهَا وَلم يكن لَهُ بصر بِالْحَدِيثِ وَكَانَ يعْتَرف بالقصور عَنهُ وعَلى ذَلِك عَنى النَّاس بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَقد كتب عَنهُ من الجلة شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم وَعِنْدِي بِخَطِّهِ مَجْمُوعَة فِي حَدِيثي جَابر وبريرة وَعَاد بأخره إِلَى تدريس الْفِقْه وَتَعْلِيم الرَّأْي مَعَ ذكره للآداب وَعمارَة مَجْلِسه بِهِ وَرُبمَا نظم الْيَسِير توفّي يَوْم السبت رَابِع شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بقبلي مَسْجده بالحصارين من دَاخل إشبيلية وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة مولده وقرأته بِخَطِّهِ فِي ربيع وَلم يبين الأول من الثَّانِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَذكر أَبُو الْقَاسِم بن فرقد أَنه ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع عشر لرجب من السّنة الْمَذْكُورَة وَرَأَيْت ذَلِك بِخَط بعض أَصْحَابنَا إِلَّا أَنه قَالَ التَّاسِع عشر وَحكى أَنه قَرَأَهُ بِخَط أَبِيه على ظهر سفر من كتاب البُخَارِيّ
321 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد من أهل شاطبة يعرف بالقطني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ من شُيُوخنَا وَأبي مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهم وَلَقي بِمَدِينَة فاس أَبَا الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن الملجوم فَسمع مِنْهُ وَأخذ عَن أبي الْحسن بن حريق الْأَدَب وعنى بِالْعَرَبِيَّةِ فأقرأها وَعلم بهَا وَحدث بِيَسِير وتُوُفيّ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة قَالَه لي أَبُو مُحَمَّد بن خيرة

(2/124)


322 - مُحَمَّد بن عمربن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ يعرف بِابْن مغايظ يكنى أَبَا عبد الله انْتقل أَبوهُ إِلَى مَدِينَة فاس فسكنها وَعرف بالقرطبي هُوَ وَابْنه مُحَمَّد هَذَا وَلَا أَدْرِي أولد بهَا أم بقرطبة ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق وَلم يعد بعد إِلَى الْمغرب فَسمع هُنَالك من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عَبْد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو الْمفضل بن دَلِيل وَأَبُو الْمَعَالِي الفراوي وَأَبُو مُحَمَّد قَاسم بن فيره الشاطبي الضَّرِير المقرىء وَغَيرهم وَنزل قاهرة مصر وَحدث بهَا وَأخذ عَنهُ الْقُرْآن والْحَدِيث والعربية ونوظر عَلَيْهِ فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ ثمَّ انْتقل إِلَى الْمَدِينَة وجاور بهَا مُدَّة وَشهر بِالْفَضْلِ والورع وَالصَّلَاح وَأم بِمَسْجِد حرمهَا وَكَانَ يرى فِي النّوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِلا لَهُ يَا أَبَا عبد الله ترحل عَنَّا وَتَمُوت عندنَا فَكَانَ كَذَلِك حكى ذَلِك أَبُو عبد الله القيجاطي وَقَالَ ابْن الطيلسان توفّي بِمصْر وَدفن بقرافتها وَوَصفه بالنسك والتقلل من الدُّنْيَا والإقبال على الْآخِرَة قَالَ وَتردد فِي بِلَاد الْحجاز مكرما متبركا بِهِ بعد مجاورته بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة أعواما ونعي إِلَيْنَا ببلنسية فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة وَقَالَ ابْن فرتون توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
323 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى الْأنْصَارِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الغزال وأصل سلفه من العدوة أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن يحيى بن محد بن نَاصِر الْقُرْطُبِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْحسن بن لبال وَأخذ عَنهُ أَيْضا الْقرَاءَات وَمن أَبِي بكر بن أَزْهَر وَأبي بكر بن عبيد وَأبي بكر بن مَالك الفِهري وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو إِسْحَاق بن فرقد وَابْن الْجد وَكَانَ فَقِيها مشاورا مقدما فِي عقد الشُّرُوط علما فِي الْعَدَالَة مَوْصُوفا بالزهادة أَقرَأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث ودرس الْفِقْه

(2/125)


حدث عَنهُ ابْنه يُوسُف وَأَبُو الْحسن الرعيني وَأَبُو إِسْحَاق بن الكماد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة
324 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خِيَار الْمكتب من أهل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَن أبي إِسْحَاق الغرناطي وَغَيره وانتقل إِلَى قرطبة فسكنها وَعلم بهَا الْقُرْآن وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويؤم النَّاس فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِمَسْجِد من دَاخل قرطبة إِلَى أَن توفّي بهَا فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة
325 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر سمع أَبَاهُ القَاضِي أَبَا الْحسن وَأَجَازَ لَهُ وَلم تكن لَهُ عناية بالرواية وَمَال إِلَى علم الطِّبّ فشارك فِيهِ فَكَانَ فَاضلا جَلِيلًا كريم الْخلق جوادا سَمحا ذَا خِصَال كَثِيرَة لَقيته بقصر الْإِمَارَة من إشبيلية وَقد حضر مَعَ الْأَطِبَّاء لمعالجة واليها حِينَئِذٍ وَسمعت مناظرته فِي ذَلِك واستجزته مَا روى عَن أَبِيه وَقد أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي فِي ذِي القَعْدة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة عَن سنّ عالية زاحمت التسعين
326 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حبون الْمعَافِرِي من أهل مرسية يكنى أَبَا بكر سمع ببلدة أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد الله بن حميد وَلَقي أَبَا بكر بن الْجد وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبا عبد الله بن الفخار وَأَبا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا مُوسَى الْجُزُولِيّ فَأخذ عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب وَكَانَ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَتُوفِّي فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة
327 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ من أهل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ من شُيُوخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبُو بكر بن أبي زمنين وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي الصَّيف اليمني وَغَيره وَلَقي بالإسكندرية أَبَا عَبْد اللَّه الحضْرميّ وَأَبا الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَأَبا عبد الله الكركنتي وَأَبا الْحسن بن الْمفضل وَأَبا الْقَاسِم مَنْصُور بن خَمِيس وَأَبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يَعْقُوب الأندلسيين وَغَيرهم فَكتب عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الطَّاهِر الخشوعي من دمشق سنة 595 وَأَبُو الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن كُلَيْب الْحَرَّانِي وَأَبُو عبد الله السجْزِي الْمَعْرُوف بجوبكار

(2/126)


وَأَبُو طَاهِر الْمُبَارك بن أبي الْمَعَالِي وَغَيرهم وتجول هُنَالك مُدَّة وَكتب كثيرا على رِدَاءَهُ خطه وقفل إِلَى بَلَده وَحدث بِيَسِير وَسمعت من يغمزه فَتركت الْأَخْذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة 623 أَو نَحْوهَا وَهُوَ من شُيُوخنَا
328 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن هِشَام الْهَمدَانِي من أهل مرسية وَمن ملينة مِنْهَا يعرف بِابْن مضاش ويكنى أَبَا عبد الله سمع من أبي الْقَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بن حميد وَغَيرهمَا وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ كريم الْعشْرَة حُلْو النادرة مَحْمُود الْأَحْوَال وَولي قَضَاء بسطة بِأخرَة من عمره وَتُوفِّي وَهُوَ يتَوَلَّى ذَلِك فِي أول سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة
329 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سَلمُون من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأخذ عَنهُ قِرَاءَة ورش وَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ وصحيح البُخَارِيّ والتيسير لأبي عَمْرو وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ عدلا مرضيا لَهُ دكان بالعطارين يقْعد فِيهِ أَحْيَانًا سَمِعت مِنْهُ أَخْبَارًا وناولني وَأَجَازَ لي وَلم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ وَلَا بِغَيْرِهِ وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ لَيْلَة الْأَحَد الثَّانِي وَالْعِشْرين لربيع الْآخِرَة سنة 624 وَدفن لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور بمقبرة بَاب بيطالة ومولده فِي النّصْف من سنة 547
330 - مُحَمَّد بن حَاتِم بن يحيى بن متوكل التَّمِيمِي من أهل إشبيلية وأصل سلفه من قرطبة يعرف بِابْن الْحذاء ويكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي بَكْر بن الْمجد وَأبي عبد الله بْن زرقون وَأبي بَكْر بْن عبيد الله وَأبي الْحسن بن لبال وَأبي بكر بن مَالك وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء وَكَانَ من أهل الْأَدَب مَوْصُوفا بِالنَّبلِ ذكره ابْن فرقد فِي مشيخته وَقَالَ توفّي فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين لجمادى الأولى عَام 624 وَقد تقدم ذكر عَمه

(2/127)


331 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن يحيى الغافقي أَصله من الشارة عمل بلنسية وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس بن إِدْرِيس واخذ الْفِقْه عَن ابْن مُحَمَّد بن عَاشر وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ بالجامع الْبَسِيط وبغية الطَّالِب النشيط فِي شرح الْمُدَوَّنَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي نصر فتح بن يُوسُف الْمَعْرُوف بِابْن أبي كبة من أَصْحَاب دَاوُد المقرىء وانتقل إِلَى سبتة فِي الْفِتْنَة سنة 562 فسكنها حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحسن قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وجامع التِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَدب والتاريخ وَحكى أَنه زَجره عَن كتب الجاحظ وَقد رَآهُ ينظر فِي بَعْضهَا وأنشده فِي ذَلِك
(مهما شَككت فَلَا تشك ... بِأَن كتب الجاحظ)
(من شَرّ مَا يملي اللِّسَان ... على الرَّقِيب الْحَافِظ)
قَالَ وَتُوفِّي سنة 624 عَن سنّ عالية تقَارب التسعين مولده سنة 537
332 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن صَاحب الصَّلَاة أَخذ عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل قِرَاءَة نَافِع وَسمع مِنْهُ كثيرا من كتب أبي عَمْرو المقرىء وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة 563 وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا واحتيج إِلَيْهِ بِأخرَة من عمره عِنْد انْقِرَاض أَصْحَاب ابْن هُذَيْل فَأخذ عَنهُ لَقيته مرَارًا وَلم أسمع مِنْهُ وَتُوفِّي ببلنسية فِي شَوَّال سنة 625 ومولده بشاطبة فِي صفر سنة 542
333 - مُحَمَّد بن عَليّ بْن عَبْد الله الْأنْصَارِيّ أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد عَن ابْن عبيد الله فهرسته فِي ربيع الآخر سنة 625
334 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن موفق من أهل ميورقة يعرف بالشكاز ويكنى أَبَا

(2/128)


عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر أُسَامَة بن سُلَيْمَان وَأبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي عبد الله بن الْمعز اليفرني والخطيب أبي عبد الله بن وَقاص وَأبي عبد الله بن غيداء وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله تأليف فِي الْقرَاءَات سَمَّاهُ بالميسر وخطب بِجَامِع ميورقة زَمنا يَسِيرا وَاخْتَلَطَ بِأخرَة من عمره فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن توفّي فِي شعْبَان سنة 626 قبل الْحَادِثَة الْعُظْمَى من قبل الرّوم على ميورقة بِنَحْوِ من سِتَّة أشهر
335 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بالسماتي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أَخِيه عَليّ وَعَن أَبِيه عَمْرو بن عَظِيمَة وتصدر للإقراء وَرَأَيْت الْأَخْذ عَنْهُ فِي سنة ستٍّ وَعشْرين وسِتمِائَة
336 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود الْبكْرِيّ من أهل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَن أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي إِسْحَاق بن شُعْبَة وَأبي عبد الله بن غيداء وَأبي عبد الله الشكاز وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها مفتيا دينا فَاضلا يُشَارك فِي علم الْعَرَبيَّة وقرض الشّعْر وَولي الْقَضَاء بميورقة قبل التغلب عَلَيْهَا بِيَسِير شهر أَو شيعه وَكَانَ دُخُول الرّوم إِيَّاهَا عنْوَة يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر من صفر سنة 627 وَفِي مثل ذَلِك الْيَوْم والشهر كَانَت وقيعة الْعقَاب سنة تسع وسِتمِائَة
337 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الزبير بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن الزبير الْقُضَاعِي من أهل مربيطر وَأَصله من أندة عمل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ برنامجه ولازمه وَلم يضْبط مَا روى عَنهُ وَسمع من أبي الْعَبَّاس بن هُذَيْل الأبيشي وَأخذ قِرَاءَة نَافِع بن نعيم عَن أبي جَعْفَر طَارق بن مُوسَى بن طَارق وَأَجَازَ لَهُ من إشبيلية أَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون فِي صفر سنة 585 وروى عَن أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سعيد الخباز وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفضل الغزنوي وَأَبُو مُحَمَّد بن بري وَكتب إِلَيْهِ من الْإسْكَنْدَريَّة فِي ذِي الْقعدَة من سنة 572 أَبُو طَاهِر السلَفِي ثمَّ أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو القَاسِم بن جَارة وَأَبُو الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ وَتقدم للْأَحْكَام بِهِ أوقاتا وَكَانَ لَهُ بصر بهَا وبعقد الشُّرُوط

(2/129)


ومشاركة فِي علم الْفَرَائِض والحساب حدث بِيَسِير وَأخذ عَنهُ بِآخِرهِ من عمره ولقيته مرَارًا بِبَلَدِهِ ثمَّ ببلنسية وحَدثني بحكايات وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ مَا رَوَاهُ
وَتُوفِّي مغربا عَن وَطنه سحر لَيْلَة الْخَمِيس السَّادِس عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 627 وَدفن بقبلي الْمصلى من ظَاهر بلنسية ومولده بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء لِلنِّصْفِ من جُمَادَى الأولى سنة 544
338 - مُحَمَّد بن عَامر بن فرقد بن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن الحبيب بن عبيد الله بن عَمْرو بن فرقد الْقرشِي الفِهري من أهل مورور وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَن جمَاعَة كَثِيرَة جمعهم فِي فهرسة حافلة لَهُ من أعيانهم عَم أَبِيه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن خلف بن فرقد وَأَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عبد الله بن زرقون وَأَبُو بكر بن صَاف وَأَبُو الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبُو الْحسن بن مسلمة الْخَطِيب وَأَبُو الحكم بن حجاج وَأَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزُّهْرِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد وَأَبُو الْحُسَيْن بن قزمان وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو حَفْص بن عمر وَأَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَأَبُو عمرَان الميرتلي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن هِشَام بن الْحجَّاج وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن يُوسُف بن مَيْمُون وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أَهْل الْمشرق طَائِفَة كَبِيرَة وَرُبمَا حدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أبي مَرْوَان بن قزمان وَله رحْلَة إِلَى العدوة دخل فِيهَا قسطنطينية وَسمع بهَا من قاضيها أبي الْفضل قَاسم بن عَليّ بن عبدون بعض كتاب التِّرْمِذِيّ وَدخل سجلماسة وَلَقي بهَا سَالم بن سَلامَة السُّوسِي وَكَانَ عدلا فَاضلا متواضعا مَوْصُوفا بالرجاحة راوية مكثرا حدث وَأخذ عَنهُ وَقد نقلت من فهرسته مَا نسبته إِلَيْهِ ومولده فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة 627 وَدفن ضحى يَوْم السبت بعده بكدية الْخَيل من خَارج إشبيلية
339 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُسلم الْبكْرِيّ من أهل بنلسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من شَيخنَا أبي عبد الله بن نوح قَدِيما ولازمه وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والآداب وأقرأ بهَا وَكَانَ مقدما بهَا حسن التَّعْلِيم بهَا وَهُوَ أحد من أَخَذتهَا عَنهُ قَرَأت عَلَيْهِ جملَة من أول الْإِيضَاح

(2/130)


لأبي عَليّ الْفَارِسِي وناولنيه مرَارًا وَكَانَ من أهل الدّيانَة والنزاهة والانقباض وَتُوفِّي سنة 628 وَدفن بمقبرة بَاب الحنش
340 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن يزِيد الْكَاتِب من أهل شلب يكنى أَبَا بكر روى بِبَلَدِهِ عَن أبي الْحسن عقيل بن الْعقل الْخَولَانِيّ وَأبي الْحسن هِشَام بن أَحْمد بن أبان وَغَيرهمَا وَسكن بلنسية وقتا وصحبته بعد ذَلِك بإشبيلية وَسمعت مِنْهُ مقطعات من الْآدَاب وَأَجَازَ لي وَقد أَخذ عَنهُ يسير وَكَانَ أديبا مشاركا فِي الْكِتَابَة وَتُوفِّي سنة 628 أَو نَحْوهَا
341 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن خَمِيس الجُمَحِي من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أَبَا عَامر سمع من شَيخنَا أبي عبد الله بن نوح ولازمه وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَكَانَ من أسلافه وَكتب للقضاة ثمَّ ولي قَضَاء بلنسية فِي الْفِتْنَة فحمدت سيرته وَكَانَ فَقِيها أديبًا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مقدما فِي عقد الشُّرُوط حسن الْخط من أهل النزاهة والنباهة وانتقل عَن بلنسية مصروفا بالقائم فِيهَا على واليها فَقدم لقَضَاء شاطبة وَلما انصرفت من إشبيلية فِي آخر سنة 626 أَقمت بهَا أَيَّامًا فَسمع مني بعض منظومي وَسمعت مِنْهُ يَسِيرا بَعْدَمَا صحبته ببلنسية وَتُوفِّي بشاطبة فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة
342 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن جهور الْأَزْدِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بكر سمع بِبَلَدِهِ من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد الله بن حميد وَأبي عَمْرو البشيجي ورحل إِلَى قرطبة فصحب بهَا أَبَا الْوَلِيد بن رشد وناظر عَلَيْهِ وَلَقي أَبَا بكر بن الْجد وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا زيد السُّهيْلي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا الْحسن بن كوثر فَحمل عَنْهُم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَلَقي بتونس أَبَا الطَّاهِر بن الدمنة من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ فَسمع مِنْهُ بعض الْمعلم لَهُ وحدثه بِهِ عَنهُ وَلم يكن الحَدِيث شَأْنه مَعَ حفظه لَهُ وَكَانَ لَهُ حَظّ من النّظم والنثر وَأخذ عَنهُ بِأخرَة من عمره وَتُوفِّي سنة 629
343 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمد بن عَليّ بن سعيد بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن

(2/131)


خَلَف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سعيد بن الْحسن بن عُثْمَان بن الْحسن بن عبد الله الْعَنسِي بالنُّون من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد الله قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ سمع من جلة بِمصْر والاسكندرية ودمشق وبغداذ مِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه بْن عماد الْحَرَّانِي وَأَبُو كَذَا بن سيف الغضاري وَجَمَاعَة سواهُمَا وَكتب الْكثير وعنى بالرواية أتم الْعِنَايَة وفقد بأصبهان حِين استولى عَلَيْهَا الخارجون مِمَّا وَرَاء النَّهر قبل الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة
344 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالقرطبي لِأَن أَصله مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن نجبة بن يحيى وَبَعضهَا عَن أبي بكر بن صَاف وَأبي عَمْرو بن عَظِيمَة وروى عَن أبي الحكم بْن حجاج وَأبي الْوَلِيد بن نَام وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَأبي عبد الله بن الفخار وَغَيرهم ورحل إِلَى مَدِينَة فاس فِي طلب الْعلم فَأخذ عَن أبي عبد الله بن زرقون وَأكْثر سَماع الحَدِيث عَن مشاهير شُيُوخنَا وَعَاد إِلَى بَلَده فأقرأ الْعَرَبيَّة ودرس الْفِقْه بأخره من عمره وَاخْتصرَ كتاب الاستذكار وَكَانَ كثير التَّقْيِيد متعللا من الدُّنْيَا مَوْصُوفا بالزهادة وَالْعِبَادَة وَتُوفِّي فِي نَحْو الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة
345 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مطرف الْأمَوِي من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من ابْن زرقون وَغَيره وَكَانَ سَمَاعه وَسَمَاع ابْن الْقُرْطُبِيّ وَاحِدًا
346 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن صلتان الْأنْصَارِيّ من أهل بياسة وَسكن جيان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي عبيد حفيد الْبكْرِيّ وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حميد وَأبي الْحسن بن كوثر وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس

(2/132)


وَأبي بكر بن حسنون وَغَيرهم وَكَانَ محترفا بِالتِّجَارَة وَقد عقد الوثائق وقتا وَكَانَ عدلا مرضيا يُشَارك فِي علم الْفَرْض والحساب أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أَو بعْدهَا بِيَسِير
347 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن خشين من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عبد الله كَانَ يكْتب الْمَصَاحِف وَلم يكن أحد من أَهْلَ زَمَانه يدانيه فِي الْمعرفَة بنقطها وَالْبَصَر برسمها مَعَ حسن الْخط والإتقان وَكَانَ مَعَ ذَلِك حَافِظًا للأشعار وَالْأَخْبَار وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة
348 - مُحَمَّد بن جَابر بن عَليّ بن سعيد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالسقطي روى عَن أبي الْحسن نجبة بن يحيى وَأبي الْوَلِيد بن نَام وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن هَارُون وَأبي الحكم بن أبي عمر بن حجاج وَأَبا الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية ولقاء الرِّجَال قدم شَرق الأندلس وروى عَن مشايخه حِينَئِذٍ واستجازهم لنَفسِهِ ولطائفة من أهل بَلَده وصحبته فِي السماع مَعنا على القَاضِي أبي الْخطاب بن وَاجِب وَغَيره ببلنسية بعد ذَلِك مرَارًا بإشبيلية وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن والعربية ويشارك فِي الْآدَاب وَقد حدَّث وأُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ فِيمَا بَلغنِي بعد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
349 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْيحصبِي من أهل جيان يعرف باللوشي ويكنى أَبَا عبد الله روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه بن الْحَضْرَمِيّ وَأبي الْحرم مكي بن أبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي عبد الله الكركنتي وَأخذ بالمهدية عَن قاضيها أبي يحيى بن الْحداد من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ وقفل إِلَى بَلَده فولي الْقَضَاء وَالْخطْبَة بجامعها زَمَانا ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة فتولي الْخطْبَة والإمامة بجامعها الْأَعْظَم وأسمع النَّاس الحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي بهَا على تِلْكَ الْحَال عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين لرمضان سنة 631 وَدفن بالربض

(2/133)


ومولده سنة 561 ذكر ذَلِك ابْن الطيلسان وَحكي عَنهُ أَنه دَعَا الله أَن يميته وَهُوَ ملازم للصلوات بِجَامِع قرطبة فأجيبت دَعوته
350 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عِيسَى بن نعْمَان الْبكْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ أبي بكر بن جزي وَأبي بكر بن سعد الْخَيْر علم الْفَرَائِض والحساب وأدب بذلك وَكَانَ مقدما فِيهِ متحققا بِهِ مَعَ الصّلاح وَالْعَدَالَة سَمِعت مِنْهُ أَبْيَات أبي الْحسن بن سعد الْخَيْر فِي وصف الدولاب وَأُصِيب بفالج طاوله إِلَى أَن توفّي فِي صدر سنة 632 ومولده سنة 551
351 - مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الْمَالِك بن سعيد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية وانتقل سلفه من شلب إِلَى شبرب من أَعمالهَا ثمَّ إِلَيْهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن مشليون يرْوى عَن أبي بكر بن نمارة وَغَيره صحبته بحانوت صهري أبي عبد الله البطرني وَكَانَ كثيرا مَا يقْعد مَعَه هُنَالك واستجزته حِينَئِذٍ وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن غير ابْن نمارة وَكَانَ فَقِيها وَعمر وأسن وَتُوفِّي فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين لربيع الأول سنة 632 ومولده فِي رَجَب سنة 542
352 - مُحَمَّد بن حسن بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن حَازِم الْأنْصَارِيّ الأوسي من أهل قرطاجنة عمل مرسية وَأَصله من سرقسطة روى عَن خَاله أبي الْحسن بن أبي الْعَافِيَة وَعَن القَاضِي أبي بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء مَوْضِعه نيفا على أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْفِقْه وَالْأَب وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة 632 وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة قَالَ لي ذَلِك ابْنه حَازِم بن مُحَمَّد وروى عَنهُ
353 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن سُفْيَان المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن سمع أَبَاهُ أَبَا أَحْمد بن جَعْفَر ورحل حَاجا فلقي فِي طَرِيقه أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشبيلي نزيل بجاية وَسمع مِنْهُ بهَا بعض تواليفه وَأَجَازَ لَهُ وَانْصَرف إِلَى بَلَده وَسمع مِنْهُ كتاب التَّهَجُّد لعبد الْحق الْمَذْكُور لَقيته غير

(2/134)


مرّة واستجازه لي بعض أَصْحَابنَا وَلم يكن يبصر الحَدِيث وَكَانَ لَهُ حَظّ منذور من منظوم ومنثور وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس وَدفن لصَلَاة الْجُمُعَة الْخَامِس وَالْعِشْرين لشوال سنة 632
354 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بِابْن حمنال سمع من أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَغَيرهمَا وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ واستأدبه بعض الأكابر لِبَنِيهِ وَحدث بِيَسِير وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويجيد نقطها وَيعرف رسمها مَعَ براعة الْخط وَحسن الوراقة وَتُوفِّي فِي أول شَوَّال سنة 633
355 - مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الطَّائِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ الْخَطِيب أبي جَعْفَر بن يحيى وَغَيره تصدر للإقراء بِمَسْجِد المصحفي من دَاخل قرطبة وَصلى بِالنَّاسِ الْفَرِيضَة فِيهِ إِلَى أَن توفّي فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة 633 عَن ابْن الطيلسان
356 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أبي زَاهِر الْمكتب من أهل بلنسية يكنى أَبَا حَامِد أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه وَسمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي عبد الله بن نسع كثيرا وَمن غَيرهمَا وأدب بِالْقُرْآنِ وَهُوَ كَانَ معلمي وَعنهُ أخذت قِرَاءَة نَافِع وَبِه انتفعت فِي صغري وَسمعت مِنْهُ وَأَجَازَ لي وَسمع مني كتاب مَعْدن اللجين فِي مراثي الْحُسَيْن من تأليفي وَكَانَ امْرأ صدق ناشئا فِي الصّلاح محافظا على الْخَيْر متواضعا يجمع إِلَى جودة الضَّبْط براعة الْخط ونحا فِي مَا كتب من الْمَصَاحِف منحي أبي عبد الله بن غطوس فأجاد وَصلى بِالنَّاسِ الْفَرِيضَة فِي مَسْجِد رحبة القَاضِي من دَاخل بلنسية دهرا طَويلا وَكَانَ من الْعَدَالَة والنزاهة بمَكَان وَقد أَخذ عَنهُ صاحبنا أَبُو الْحجَّاج بن عبد الرَّحْمَن ورحل حَاجا فِي سنة 632 فَمَرض بالإسكندرية أَو فِي طَرِيقه إِلَيْهَا وَتُوفِّي بعيذاب قَاصِدا بَيت الله الْحَرَام فِي آخر سنة 633
357 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وضاح اللَّخْمِيّ من أهل جَزِيرَة شقر وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أَبِيه أبي القَاسِم وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَسمع أَبَا

(2/135)


إِسْحَاق بن فتحون ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة 580 وَلَقي بِالْقَاهِرَةِ أَبَا مُحَمَّد قَاسم بن فيرة الضَّرِير الشاطبي فَسمع مِنْهُ قصيدته الطَّوِيلَة فِي الْأَقْرَاء الْمَعْرُوفَة بحرز الْأَمَانِي وَوجه التهاني وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وصنفه فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسمع ببجاية من أبي مُحَمَّد عبد الْحق بن عبد الرَّحْمَن الأشبيلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَحدث بِيَسِير واخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ رجلا صَالحا لَقيته مرَارًا وَكتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس السَّادِس من صفر سنة 634 ومولده سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
358 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم من أهل جَزِيرَة شقر يعرف بمرج الْكحل يكنى أَبَا عبد الله كَانَ شَاعِرًا مغلقا بديع التوليد والتجويد وَقد حمل عَنهُ ديوَان شعره وَسمعت بِلَفْظِهِ كثيرا مِنْهُ وَلم يكن عِنْده غير معالجة النّظم دون اسْتِقْلَال بالإعراب وَقد كتب عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَأَبُو عبد الله بن عَسْكَر وَغَيرهم وَمِمَّا لم أسمع مِنْهُ وَأَجَازَهُ لي ابْن عَسْكَر عَنهُ
(مثل الرزق الَّذِي تطلبه ... مثل الظل الَّذِي يمشي مَعَك)
(أَنْت لَا تُدْرِكهُ مُتبعا ... فَإِذا وليت عَنهُ اتبعك)
وأنشدني أَبُو مُحَمَّد بن برطلة قَالَ أَنْشدني ابْن مرج الْكحل لنَفسِهِ
(لَك الْخَيْر يَا مولَايَ مَا العَبْد بامرىء ... لَدَيْهِ حسام بل لَدَيْهِ يراع)
(وَهل أَنا إِلَّا مثل حسان شِيمَة ... جبان وَفِي النّظم النفيس شُجَاع)
وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شهر ربيع الأول وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بعده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
359 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن

(2/136)


عبد الله الراوية اللَّخْمِيّ الْبَاجِيّ من أهل إشبيلية وقاضي الْجَمَاعَة بهَا يكنى أَبَا مَرْوَان وَأَبوهُ أَحْمد يكنى أَبَا عمر روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد سمع مِنْهُ كثيرا وَعَن أبي عمر عَيَّاش بن عَظِيمَة وَأبي إِسْحَاق بن ملكون وَأَجَازَهُ لَهُ أَبوهُ أَبُو عمر أَحْمد وَأَبُو عبد الله بن الْمُجَاهِد وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَأَبُو الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبُو حَفْص بن عمر القَاضِي وَله رِوَايَة عَن أبي بكر بن طَلْحَة والحاج أبي بكر بن عَليّ وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بإشبيلية وَالْخطْبَة بهَا دهرا طَويلا وَكَانَ فَاضلا متواضعا وَلم يكن من أهل الْعِنَايَة بالرواية وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا ولقيته غير مرّة اجْتمعت بِهِ عِنْد شَيخنَا أبي بكر بن مُحرز وامتحن فِي الْفِتْنَة عِنْد مقتل ابْن أَخِيه وَالِي إشبيلية أبي مَرْوَان أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد عَليّ يَدي أبي عبد الله بن الْأَحْمَر ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة إحدة وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فَخرج من وَطنه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ورحل إِلَى الْمشرق من سبتة فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين لمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَدخل دمشق من مرسى عكا فِي سَابِع رَمَضَان مِنْهَا وَأقَام بهَا إِلَى منتصف شَوَّال وَأخذ بهَا عَنهُ الحَدِيث وَسمع بِدِمَشْق بقرَاءَته على أبي نصر مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل الشِّيرَازِيّ من أول صَحِيح البُخَارِيّ إِلَى كتاب الْأَيْمَان وَتَنَاول جَمِيعه عَن أبي الْوَقْت إجَازَة وَانْصَرف وَقد حج وزار من جدة فِي الْبَحْر إِلَى عيذاب إِلَى قِنَا ثمَّ إِلَى قوص ثمَّ إِلَى مصر فَتوفي بهَا بعد دُخُوله إِيَّاهَا بليلتين وبخان بن الرصاص مِنْهَا فِي الرّبيع الأول من لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من شهر ربيع الْأَخير سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة بالمقبرة المنسوبة إِلَى سَارِيَة وَرَأَيْت بِخَط بعض قرَابَته أَنه توفّي فِي شهر ربيع الأول من السّنة الْمَذْكُورَة وَهُوَ خطأ ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
360 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن غَالب بن يعلي من أَهْلَ مالقة يعرف بِابْن حريرة ويكنى أَبَا عبد الله ومنتماه من غمارة من البربر روى بالأندلس عَن أبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس وَأبي بكر بْن أبي زمنين وَأبي القَاسِم بن سمجون وَأبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأبي جَعْفَر بن حكم وَغَيرهم ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجَبَّار بْن عَبْد الله العثماني وَأبي

(2/137)


عمرَان مُوسَى بن فياض وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْمجِيد الصفراوي وَأبي الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَغَيرهم وَلَقي بِمَكَّة أَبَا مُحَمَّد يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف اليمني وَأَبا شُجَاع زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبا الْفتُوح نصر بن أبي الْفرج الحصري وَغَيرهم فَسمع مِنْهُم وَكتب عَنْهُم كثيرا من روايتهم وَكَانَ حسن الْخط وَالتَّقْيِيد وقفل إِلَى بَلَده وَحدث بِيَسِير وأصابته فتْنَة فَترك الْأَخْذ عَنهُ وَألف كتاب الْأَرْبَعين فِي فضل المعونة والمعين ذكره ابْن نقطة وَقَالَ ذكره لي بعض طلبة الحَدِيث وَقَالَ رَأَيْته بِمصْر أَو قَالَ بالإسكندرية ولد فِي ربيع الأول سنة 572 وَتُوفِّي بعد سنة 635
361 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن عبد الْمجِيد بن روبيل الْأنْصَارِيّ صاحبنا من أهل بلنسية وَأَصله من أندة من أَعمالهَا وَأَبوهُ انْتقل مِنْهَا يكنى أَبَا عبد الله سمع مَعنا من شُيُوخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عَليّ بن زلال وَأبي سُلَيْمَان بن حوط الله وَأبي الْحسن بن خَيره وَأبي الرّبيع بن سَالم وَأبي مُحَمَّد عبد الْحق بن عَليّ الزُّهْرِيّ وَغَيرهم وَانْفَرَدَ بالرواية عَن جمَاعَة استجاز لي بَعضهم وَكتب إِلَيْهِ وَالِي فِي طائفه من أَصْحَابنَا جمَاعه من أهل الْمشرق وعني بِعقد الشُّرُوط ودراسة الْفِقْه وشارك فِي الْعَرَبيَّة وشوور فِي الْأَحْكَام وَحدث بِيَسِير وَأَجَازَ لي لفظا مَا رَوَاهُ وَولي قَضَاء مربيطر من أَعمال بلنسية فحمدت سيرته ثمَّ ولي بعد ذَلِك قَضَاء دانية وَالْخطْبَة بجامعها مناوبا غَيره فِيهَا وَتُوفِّي بهَا وَهُوَ يتلقد ذَلِك فِي الثَّامِن أَو التَّاسِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة 636 ونعي إِلَيْنَا ببلنسية فِي آخر محاصرة الرّوم إِيَّاهَا لاستيلائهم عَلَيْهَا صلحا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع عشر من صفر بعده ومولده سنة 591
362 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن غَالب بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بن خلف بن الْقَاسِم بن غَالب بن حمدون الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل ألش عمل مرسية يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن سمع بمرسية من أبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي يحيى بن إِدْرِيس وَأبي مُحَمَّد بن غلبون وَأبي عبد الله بن تحيا وَأبي عَمْرو بن عيشون

(2/138)


وَأبي مُحَمَّد بن حوط الله وببلنسية من أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأكْثر عَنهُ وَأبي عبد الله بن نسع وَأبي بكر عَتيق بن عَليّ القَاضِي وبشاطبة من أبي عمر بن عَاتٍ وبغرب الأندلس من أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَأبي سُلَيْمَان بن حوط الله وَأبي الْقَاسِم الملاحي وَأبي الْحُسَيْن بن زرقون وَأبي مُحَمَّد عبد الْكَبِير بن بَقِي وَأبي جَعْفَر بن ماتع وَجَمَاعَة كَبِيرَة كتب إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر بن حكم وَأَبُو بكر بن أبي زمنين وَأَبُو كَامِل تَمام بن الْحُسَيْن وَأَبُو جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأَبُو زَكَرِيَّاء الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَجَمَاعَة غَيرهم وَكتب إِلَيْهِ من الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو الْحسن بن الْمفضل وَمن مَكَّة أَبُو الْفتُوح نصر بن أبي الْفرج الحصري إِمَام الْحَنَابِلَة وَأَبُو شُجَاع زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والدراية فَقِيها يناظر عَلَيْهِ ويجتمع إِلَيْهِ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ عَارِفًا برواته حسن الْخط كثير التَّقْيِيد لَهُ حَظّ من الْآدَاب واللغات وَولي قَضَاء المرية فحمدت سيرته وَتُوفِّي بغرناطة وَقد استدعي لولاية الْقَضَاء بهَا فِي أخريات صفر سنة 636 وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَخمسين سنة إِلَّا أشهرا ثَلَاثَة مولده بشاطبة يَوْم الْأَحَد الثَّالِث لجمادى الْآخِرَة سنة 585
363 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن مطرف الْأمَوِي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا بكر روى عَن أبي إِسْحَاق بن قرقول وَأبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان وَحدث عَنهُ بأدب الْكتاب وَعَن أبي عبد الله بن الفخار وَأبي بكر بن خير وَأبي إِسْحَاق بن فرقد أجَاز لَهُ سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَولي خطة السُّوق بِبَلَدِهِ وَغير ذَلِك فحمدت سيرته وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط عمر وأسن وَهُوَ من بَيت نباهة أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَقَالَ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ ولدت يَوْم الْأَرْبَعَاء بعد صَلَاة الظّهْر التَّاسِع لجمادى الأولى عَام اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله بقرية ذكْوَان من غربي مالقة يَوْم الْأَحَد سَابِع ربيع الآخر سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
364 - مُحَمَّد بن عَليّ بن خضر بن هَارُون الغساني من أهل مالقة وَأَصله من قَرْيَة

(2/139)


بغربيها يعرف بِابْن عَسْكَر ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأبي الْقَاسِم بن سمجون وَأبي الْحسن الشقوري وَجَمَاعَة أَخذنَا عَن بَعضهم مِنْهُم أَبُو الْخطاب بن وَاجِب وَأَبُو بكر بن قنترال وَأَبُو مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَأَبُو عَليّ الرندي وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أهل الْمشرق جمَاعَة وَولي قَضَاء بَلَده مرَّتَيْنِ وَكَانَ فَقِيها مجيدا لعقد الشُّرُوط حَافِظًا للغة أديبا بليغا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وقرض الشّعْر وَله تواليف مِنْهَا كتاب المشرع الروي فِي الزِّيَادَة عَليّ الْهَرَوِيّ أَفَادَ بِهِ وَمِنْهَا كتاب نزهة النَّاظر فِي مَنَاقِب عمار بن يَاسر وَمِنْهَا الْجُزْء الْمُخْتَصر فِي السلو عَن ذهَاب الْبَصَر وَله رِسَالَة إدخار الصَّبْر فِي افتخار الْقصر والقبر وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا الْتزم فِيهَا مُوَافقَة اسْم شَيْخه اسْم الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ وَمَا أرَاهُ سبق إِلَى ذَلِك استجازه لي ولطائفة معي صاحبنا أَبُو بكر بن أبي الْعُيُون فَأجَاز لنا بِخَطِّهِ مَا رَوَاهُ وَجمعه وَتُوفِّي وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء بَلَده ظهر يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع لجمادى الْآخِرَة سنة 636 وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ورثاه أدباء مالقة ومولده تخمينا لَا يَقِينا فِي نَحْو سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
365 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بن أبي يداس البرزالي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله رَحل قبل سنة 610 حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وتجول بِبِلَاد الْمشرق وَكتب الحَدِيث عَن أئمتها وَسمع بِبَغْدَاد من أَصْحَاب القَاضِي أبي بكر مثل الْحَافِظ أبي مُحَمَّد بن الْأَخْضَر وطبقته وبأصبهان من جمَاعَة من أَصْحَاب زَاهِر الشحامي وبالشام من جمَاعَة وبهراة من عبد الْعَزِيز الصُّوفِي وَأكْثر الْإِقَامَة بِدِمَشْق واستوطنها بآخرة من عمره وَبهَا لَقِي أَبَا البركات بن عَسَاكِر وَأَبا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّابُونِي وَأَبا الْقَاسِم الْحُسَيْن بن صصرى وَالْقَاضِي أَبَا الْقَاسِم الحرستاني وَأَبا نصر بن مميل الشِّيرَازِيّ

(2/140)


وَغَيرهم وَلَقي أَبَا الْحسن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن عَليّ الطوسي بنيسابور فَسمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم وَغير ذَلِك وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَفِي رِوَايَته سَعَة وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط صَحِيح التَّقْيِيد مَعْرُوفا بِالْحِفْظِ وَجمع من الحَدِيث شَيْئا كثيرا وَخرج لأشياخه عوالي مفيدة وَجمع لَهُم أَسمَاء شيوخهم وَكَانَ القادمون من الأندلس وَغَيرهَا لسَمَاع الحَدِيث يَنْتَفِعُونَ بِهِ ويجدون من معونته وإفادته مَا يحبونَ حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي فَجْأَة فِي الرَّابِع عشر لرمضان سنة 636 بعضه عَن ابْن نقطه وَقَالَ كَانَ ثقه يحفظ ويذاكر
366 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن خلفون الْأَزْدِيّ من أهل أونبة وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله سمع من أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي بكر النيار وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي الْوَلِيد سعد بن سعد السُّعُود بن عفير وَأبي الْعَبَّاس بن خَلِيل وَلم يجز لَهُ وَمن أبي الْبَقَاء يعِيش بن الْقَدِيم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو الْحسن بن الصَّائِغ وَغَيرهمَا وَكَانَ بَصيرًا بصناعة الحَدِيث حَافِظًا لأسماء رُوَاته متقنا وَله تواليف مفيدة مِنْهَا كتاب سَمَّاهُ بالمنتقى فِي رجال الحَدِيث فِي خَمْسَة أسفار وَكتاب سَمَّاهُ بالمفهم فِي شُيُوخ البُخَارِيّ وَمُسلم وَكتاب فِي عُلُوم الحَدِيث وصفات نقلته وَغير ذَلِك وَولي الْقَضَاء بِبَعْض النواحي فحمدت سيرته وَحدث واخذ عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا ولقيته بالوراقين من إشبيلية فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة فذاكرته وَلم أستجزه وَلَا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من رِوَايَته وَكَانَ أَهلا للأخذ عَنهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ وَتُوفِّي بأونبة فِي ذِي الْقعدَة وَقيل توفّي يَوْم منى سنة 636 ومولده أول سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة
367 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحسن بن ثَابت بن ثعبان بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن مَحْمُود بن الرّبيع صَاحب النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْل غرناطة يعرف بِابْن الحلاء

(2/141)


ويكنى أَبَا عبد الله وَقَالَ فِيهِ بعض أَصْحَابنَا أَنه من ولد جَابر بن عبد الله وَلم يرفع فِي نسبه وَغلط فِي ذَلِك قَرَأَ الْقُرْآن على جده الْمكتب أبي إِسْحَاق ابراهيم بن مُحَمَّد وَعلي أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد الله بن فرج الغساني وَأبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوف بالكواب المقرىء وَسمع الحَدِيث من أبي خَالِد بن رِفَاعَة وَأبي بكر بن أبي زمنين وَأبي جَعْفَر بن الْيُسْر وَأبي جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأبي الْقَاسِم بن سمجون وَأبي زَكَرِيَّاء الْأَصْبَهَانِيّ وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ ولقيه أَبُو جَعْفَر بْن حكم وَأَبُو بكر بن مسعده وَأَبُو جَعْفَر بن عميره الضَّبِّيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن بونة وَأَبُو بكر عبد الله بن طَلْحَة بن عَطِيَّة وَأَجَازَ لَهُ مِمَّن لم يلقه أَبُو بكر بْن الْجد وَأَبُو عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد بْن جُمْهُور وَأَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأَبُو الْحسن بن خروف النَّحْوِيّ وَغَيرهم وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعه وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَحدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْهدى الْحسن والانقباض عَن النَّاس مولده فِي شهر ذِي الْقعدَة سنة 579 وَتُوفِّي سنة 636
368 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْل شاطبة يعرف بالولي ويكنى أَبَا الْقَاسِم سمع أَبَاهُ وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وَأَبا الْخطاب بن وَاجِب وَأَبا عمر بن عَاتٍ وَأَبا جَعْفَر بن عميرَة وَأَبا الْقَاسِم الطرسوني وَأَبا عبد الله بن مُلُوك البلوي وَأَبا الْحسن بن حريق وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنْهُ وَتُوفِّي سنة 636
369 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْكِنَانِي الضَّرِير من أَهْل شاطبة يعرف بِابْن الأحدب ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن نوح وَأبي زيد عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بن ياسين وَأبي زَكَرِيَّاء بن سيد بونه الْخُزَاعِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عِقَاب وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن

(2/142)


عبد الْعَزِيز بن سَعَادَة شَيخنَا وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن فرج بن سعيد اللَّخْمِيّ وَغَيرهم وأقرأ الْقُرْآن دهره كُله وَكَانَ ضابطا ماهرا مجودا توفّي سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
370 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن رِفَاعَة من أهل شريش يكنى أَبَا بكر روى بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر بن زهر وَأبي بكر بن مَالك وَلَقي بسبتة أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله وَله أَيْضا رِوَايَة عَن أبي بكر بن زهر وَأبي الْعَبَّاس بن خَلِيل وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن مَيْمُون الْأَزْدِيّ وَكَانَ حسن السمت وَالْهَدْي عدلا ثِقَة يُشَارك فِي الطِّبّ وَالْأَدب وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ لي توفّي سنة 636
371 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن سَعِيد بن سعود الْأنْصَارِيّ من أهل بلنسية يعرف بِابْن الْوَزير وغلبت عَلَيْهِ الشُّهْرَة بِابْن البطرني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه أبي عَليّ وَسمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأكْثر عَنهُ وَمن أبي الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي الشاطبي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو جَعْفَر بن حكم وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَأَبُو جَعْفَر بن عميرَة الضَّبِّيّ وَغَيرهم وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ لَهُ فِيهَا نُفُوذ وَبهَا معرفَة مَعَ براعة الْخط وَحسن الوراقة وَولي قَضَاء بعض الكور وشارك فِي الْكِتَابَة سَمِعت مِنْهُ المعجم فِي مشيخة أبي عَليّ الصَّدَفِي للْقَاضِي أبي الْفضل بن عِيَاض قَرَأَ جَمِيعه عَليّ بِلَفْظِهِ وَسوى ذَلِك وانتقل معي وَكَانَ صهري إِلَى مَدِينَة تونس وَبهَا توفّي رَحمَه الله بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع لشهر ربيع الآخر سنة 637 وَدفن لصَلَاة الْغَدَاة من يَوْم الْخَمِيس بعده بمقربة من الْمصلى بظاهرها ومولده ببلنسية سنة 573
372 - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عمر الْأنْصَارِيّ الأوسي الضَّرِير من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الصفار سمع أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا بكر بْن الْجد وَأَبا عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبا خَالِد بن رِفَاعَة وَأَبا مُحَمَّد عبد الله بن يزِيد السَّعْدِيّ بن مضاء وَأَبا مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبا ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْقَاسِم الشراط وَسمع مِنْهُ وَكتب

(2/143)


إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن بن كوثر وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَغَيرهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة لأهل الأندلس عَن أبي طَاهِر السلَفِي وَعَن الخشوعي وَكَانَت لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق لَقِي فِيهَا بالمهدية أَبَا يحيى بن الْحداد وبقابس أَبَا الْقَاسِم بن مجكان وَكَانَا من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ وأجازا لَهُ وقفل بعد ذَلِك إِلَى الْمغرب وَلم يحجّ فسكن مراكش وأقرأ هُنَالك وتجول كثيرا فِي الْفِتْنَة وَقبلهَا وَاسْتقر أخيرا بِمَدِينَة تونس وَبهَا لَقيته فِي شعْبَان سنة 636 ثمَّ صحبته بعد ذَلِك طَويلا وَسمعت مِنْهُ بعض رِوَايَته وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ غير مرّة وأملي على أَسمَاء شُيُوخه وَادّعى الْإِكْثَار عَنْهُم فاستربت بذلك وَخفت أَن يتساهل فِي الرِّوَايَات تساهله فِي الْأَخْبَار والحكايات وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والآداب وَيسمع الحَدِيث ويشارك فِي جَمِيعهَا مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر وَإِدْرَاك فِي النثر وَتُوفِّي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّالِث عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 639 وَدفن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بمقربة من الْمصلى بِظَاهِر تونس وَقد نَيف بِزَعْمِهِ على السّبْعين
373 - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم اللَّخْميّ الزَّاهِد من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ ابْن ملكون وَابْن سيد علمهما وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجد وَصَحب أَبَا عمرَان الميرتلي وَعَكَفَ على الْعِبَادَة والزهادة فطار ذكره بهَا وَقصر شعره على الزّهْد والمراثي وَالْحكم ودونه وَقد أَخذ عَنهُ وَله تأليف سَمَّاهُ بمحاسن الْأَبْرَار فِي مُعَاملَة الْجَبَّار يشْتَمل على أَخْبَار الصَّالِحين الإشبيليين وكف بَصَره بِأخرَة من عمره حدث عَنهُ وَعَن أَخِيه إِبْرَاهِيم صاحبنا أَبُو بكر بن سيد النَّاس وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعشَاء من لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 639 وَدفن يَوْم الْخَمِيس بكدية الْخَيل
374 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن خلف بن عَليّ بن قَاسم الْأنْصَارِيّ من

(2/144)


أهل بلنسية وَيُقَال أَنه من بَيت أبي مُحَمَّد بن قَاسم قَاضِي قلعة أَيُّوب وَكَانَ هُوَ يَقُول أُصَلِّي من قلعة أَيُّوب وَكَانَ جدي بهَا قَاضِيا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْعَطاء بن ندير وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات والعربية والآداب ولازمه واختص بِهِ وَسمع من أبي الْخطاب بن وَاجِب وَكَانَ مقلا من هَذَا الشَّأْن وعنى بِعقد الشُّرُوط من أول طلبه ثمَّ رغب عَن ذَلِك وزهد فِي الدُّنْيَا وَاعْتَزل النَّاس وَأَقْبل على النّظر فِي الْعلم وَكَانَ لَهُ تحقق بالتفسير وَقيام عَلَيْهِ وَقعد لذَلِك بِجَامِع بلنسية وقتا مَعَ مُشَاركَة يسيرَة فِي النّظم والنثر أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات بمنزله جمَاعَة وسمعوا بعض مَا رَوَاهُ على عسر مِنْهُ وَطَرِيقَة التصوف كَانَت أغلب عَلَيْهِ وَألف كتاب نسيم الصِّبَا فِي الْوَعْظ على طَريقَة ابْن الْجَوْزِيّ قَرَأَ عَليّ بِلَفْظِهِ مَوَاضِع مِنْهُ وَكتاب بغية النُّفُوس الزكية فِي الْخطب الوعظية من إنشائه كتبته عَنهُ وَسمعت مِنْهُ غير ذَلِك وَأَجَازَ لي وصحبته طَويلا وَكَانَ يحدثني باصطحابه مَعَ أبي رَحمَه الله فِي السماع من أبي عبد الله بن نوح وَيَدعِي ذَلِك لي وَقد سمع بِقِرَاءَتِي كثيرا مِمَّا أخذت بِجَامِع بلنسية بَين العشاءين لضوء السراج عَن أبي الْخطاب بن وَاجِب كجامع التِّرْمِذِيّ وَغَيره ودعي إِلَى الْخطْبَة بعد وُقُوع الْفِتْنَة وَعرف بِالْحَاجةِ الماسة إِلَيْهِ فِي ذَلِك فَأجَاب ثمَّ استعفى فأعفي واقام بشاطبة حَال حِصَار بلنسية لِأَنَّهُ كَانَ وَجه إِلَى مرسية لاستمداد أَهلهَا وَتُوفِّي بأوريولة عصر يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين لرجب سنة 640 وَدفن لصَلَاة الْجُمُعَة وَحضر جنَازَته الْخَاصَّة والعامة وازدحموا على نعشه حَتَّى كسروه متبركين بِهِ وَفِي ظهر يَوْم الْخَمِيس الْعَاشِر من شَوَّال بعده قدم أَحْمد بن مُحَمَّد بن هود ولد وَالِي مرسية بِجَمَاعَة من وُجُوه النَّصَارَى فملكهم مرسية صلحا وَكَانَ مولده فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّالِث وَالْعِشْرين لرمضان سنة 574
375 - مُحَمَّد بن لب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خيرة من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَن أبي عبد الله القطني الْعَرَبيَّة وَحدث عَنهُ وأقرأها وقتا بِبَلَدِهِ وَتُوفِّي بِهِ فِي نَحْو الْأَرْبَعين وسِتمِائَة
376 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الطَّائِي الصُّوفِي من أهل إشبيلية وَأَصله من

(2/145)


مرسية يعرف بِابْن الْعَرَبِيّ ويكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنْ مشيخة بَلَده وَمَال إِلَى الْأَدَب وَكتب لبَعض الْوُلَاة ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَلم يعد بعْدهَا إِلَى الأندلس وَسمع الحَدِيث من أبي القَاسِم الحرستاني وَغَيره وَسمع صَحِيح مُسلم مَعَ شَيخنَا أبي الْحسن بن أبي نصر فِي شَوَّال سنة وسِتمِائَة وَكَانَ يحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أبي طَاهِر السلَفِي وَيَقُول بهَا وبرع فِي علم التصوف وَله فِي ذَلِك تواليف جليلة كَثِيرَة لقِيه جمَاعَة من الْعلمَاء المتعبدين وَأخذُوا عَنهُ وأفادني بعض أَصْحَابنَا إِجَازَته الْعَامَّة لمن أحب الرِّوَايَة عَنهُ وَتُوفِّي بعد الْأَرْبَعين وسِتمِائَة
377 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن خلف بن إِبْرَاهِيم التجِيبِي من أهل قرطبة يعرف بِابْن الْحَاج ويكنى أَبَا الْوَلِيد سمع من مَشَايِخ بَلَده وَدخل بلنسية فِي سنة 618 فَسمع من شَيخنَا أبي الرّبيع بن سَالم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عبد الله بن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم بن غَالب الشراط ونظراؤهم وَجمع لَهُ بعض أَصْحَابنَا فهرسة سَمَّاهَا بتلبية الْحَاج فِي شُيُوخ القَاضِي أبي الْوَلِيد بن الْحَاج لم أَقف عَلَيْهَا وَولي قَضَاء قرطبة بَلَده فحمدت سيرته وَعرف بِالْفَضْلِ ولين الْجَانِب ثمَّ خرج من وَطنه بِدُخُول الرّوم إِيَّاه فولي قَضَاء إشبيلية وَقد حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بإشبيلية فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة 641
378 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن أَحْمد بن خلف بن إِبْرَاهِيم التجِيبِي من أهل قرطبة يعرف بِابْن الْحَاج ويكنى أَبَا الْحُسَيْن سمع أَبَا الْعَبَّاس المجريطي وَأَبا جَعْفَر بن يحيى وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبا مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو الْقَاسِم

(2/146)


الشراط وَأَبُو الْوَلِيد يزِيد بن بَقِي وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَجَمَاعَة سواهُم وَولي الْقَضَاء بغرناطة وبالجزيرة الخضراء فحمدت سيرته وَأخذ عَنهُ يسير وَتُوفِّي بمراكش سنة 641 ذكر وَفَاته ابْن فرتون ومولده يَوْم الثُّلَاثَاء السَّادِس عشر لشعبان سنة 574
379 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْوَان بن فهر اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية وَيعرف بِابْن القانة ويكنى أَبَا الْفضل روى عَن أَبِيه القَاضِي أبي بكر وَعَن أبي بكر بن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وابي جَعْفَر بن مضاء وَأبي الْوَلِيد بن بَقِي وَأبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي حَفْص بن عمر وَأبي بَكْر بْن أبي زمنين وَأبي الْحسن نجبة وَأبي الْحجَّاج بن غُصْن وَجَمَاعَة وَكَانَ صَاحب تَقْيِيد وَضبط حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة 641
380 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السداد واسْمه موفق مولي زاك اللمتوني من أهل مرسية يكنى أَبَا عِيسَى سَمِعَ أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأكْثر عَنهُ واختص بِهِ ولازمه من سنة 578 إِلَى حِين وَفَاته وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا عَمْرو البشيجي وَأَبا بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أعيانهم أَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عبد الله بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبُو مُحَمَّد بن بونة وَأَبُو عبد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد بن جهور وَأَبُو الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبُو بكر بن مغاور وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأَبُو بكر بن جزي وَأَبُو الْعَبَّاس بن سَلمَة وَأَبُو مُحَمَّد بن سُفْيَان وَغَيرهم وَولي قَضَاء مرسية والنيابة فِي الْأَحْكَام قبل ذَلِك عَن قضاتها دهرا طَويلا وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بهَا والثقة وَالْعَدَالَة وَسُكُون الطَّائِر ولين الْجَانِب لَقيته بِجَامِع مرسية فِي أول ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عِنْد صَدْرِي من الرسَالَة الَّتِي وجهت فِيهَا إِلَى تونس منتصف السّنة الْمَذْكُورَة وجالسته بدار الْإِمَارَة بمرسية مرَارًا وَلم أسمع مِنْهُ وَقد أجَاز لي غير مرّة جَمِيع رواياته وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَكَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن لم يكن يبصر الحَدِيث وَعمر وأسن وَتُوفِّي غَدَاة يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي لجمادى الْأُخْرَى سنة 642 وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بعد صَلَاة الْعَصْر بحومة مَسْجِد الجرف وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة مولده فِي الثَّامِن عشر من شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة
381 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل مرسية يعرف بالغلاظي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأكْثر عَنهُ واستجاز لَهُ أَبُو جَعْفَر بن عميره الضَّبِّيّ فِي رحلته أَبَا يَعْقُوب بن الطُّفَيْل الدِّمَشْقِي وَأَبا مُحَمَّد بن بري

(2/147)


النَّحْوِيّ وَأَبا الْفضل بن مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي وَأَبا الْقَاسِم هبة بن عَليّ البوصيري فأجازوا لَهُ ولجماعة مَعَه من أهل بَلَده جَمِيع رواياتهم ومصنفاتهم سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة واستجازه لي أَبُو عبد الله الوشقي من أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ يَوْم الْجُمُعَة التَّاسِع وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة قَتله الرّوم عِنْد تغلبهم على الْمركب الَّذِي ركب فِيهِ من سَاحل قرطاجنة
382 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك الْأَزْدِيّ من أهل قيجاطة يعرف بالقارجي ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ بِبَلَدِهِ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن يَرْبُوع وَقيد عَلَيْهِ كتب الْعَرَبيَّة واللغة والآداب وَسمع مِنْهُ الحَدِيث ثمَّ رَحل حَاجا سنة خمس وَتِسْعين فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ أَبَا عبد الله الْقُرْطُبِيّ وَذكر أَنه لَقِي بطبرية من بِلَاد الشَّام أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد التجِيبِي فَأخذ عَنْهَا الْقرَاءَات السَّبع فِي ختمة وَاحِدَة وَكتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وحدثه بِجَمِيعِ ذَلِك عَن الراوية المسن أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن طَاهِر بن عِيسَى عَن أبي عَمْرو وحدثه أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق المجنقوني عَن أبي عَمْرو وَفِيمَا ذكر من هَذَا كُله نظر وَأخذ بِدِمَشْق عَن أبي الطَّاهِر الخشوعي وَأبي مُحَمَّد هبة الله بن عَسَاكِر ولازمه ورحل مَعَه إِلَى الْقُدس وَأقَام مَعَه فِيهِ شهر رَمَضَان وأياما يسيره بعده
وَلَقي بِمصْر الْأَمَام الطوسي وَلم يسمه والخطيب بجامعها أَبَا إِسْحَاق الْقَرَافِيّ وَبعد الِانْصِرَاف من رحلته أَخذ عَن الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر الْحصار الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر بْن حكم وَأَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَمن شُيُوخنَا وَغَيرهم أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح وَأَبُو بَكْر عَتيق بْن عَلِيّ القَاضِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبُو الْحُسَيْن بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي رَجَاء وأقرأ هَذَا القارجي بمرسية لما نزلها وَحدث بِيَسِير وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بهَا يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين لمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
383 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن أبي صَالح التجِيبِي من أهل اليسانة عمل قرطبة وَسكن مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وغلبت عَلَيْهِ أَبُو صَالح أَخذ عَنْ أبي

(2/148)


مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ وَأبي عَليّ الرندي وبإشبيلية عَن أبي عَليّ الشلوبين وابي الْحسن الدباج وَلَقي أَبَا بكر عَتيق بن عَليّ فَسمع مِنْهُ وَحمل عَنهُ وَعَن أبي جَعْفَر بن مَسْعُود القبذاقي وَغَيرهمَا وأوطن سبتة بِأخرَة من عمره وأقرأ بهَا الْقُرْآن والعربية وَحدث بِيَسِير وَأخذ عَنهُ وَكَانَ غَايَة فِي الْوَرع والزهد وأخباره فِي ذَلِك كَثِيرَة وَتُوفِّي فِي الْخَامِس من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة لم يتَخَلَّف عَنْهَا كَبِير أحد وَكَانَ الثَّنَاء عَلَيْهِ جميلا وَكَانَ أَهلا لذَلِك
384 - مُحَمَّد بن مفضل بن حسن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مهيب اللَّخْمِيّ أَصله من طبيرة وَولد بأوريولة وَسكن المرية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي عَمه الْحَاج أبي إِسْحَاق بن عَليّ بن صُهَيْب وَمن أبي الْحُسَيْن بن زرقون شَيخنَا وَأبي إِسْحَاق بن الْحَاج الزَّاهِد وأصهر إِلَيْهِ وَولي الْخطْبَة بقصبة المرية وَكَانَ أديبا شَاعِرًا مكثرا مائلا إِلَى التصوف لَقيته بتونس فِي وفادته عَلَيْهَا وَسمعت مِنْهُ وَسمع مني وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ وأجزت لَهُ كَذَلِك ويروى عَنهُ كتاب الْجَوَاهِر الثمينة أَبُو عبد الرَّحْمَن بن غَالب وَتُوفِّي بسبتة فِي رَجَب وَقيل أول لَيْلَة من جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَولد بأوريولة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
385 - مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة وَهُوَ سبط أبي عبد الله النميري يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالطراز سمع أَبَا الْقَاسِم بن سمجون وَأبي الْحسن بن عَليّ بن جَابر بن فتح وَأَبا جَعْفَر بن شرَاحِيل وابا الْقَاسِم عبد الله بن عبد السَّلَام وَأَبا مُحَمَّد عبد الصَّمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي رَجَاء الليسي وَأَبا زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَأَبا الصَّبْر السبتي وَأَبا الْخطاب بن وَاجِب وَأَبا مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ وَأَبا عَليّ الرندي وَأَبا الْقَاسِم الملاحي وَأَبا إِسْحَاق الزوالي وَأَبا جَعْفَر بن فرقد وَأَبا الْحُسَيْن بن زرقون وَأَبا الرّبيع بن سَالم وَجَمَاعَة سواهُم وَقد رويت عَن بَعضهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر بن

(2/149)


يحيى الْحِمْيَرِي وَأَبُو الْحسن بن حَفْص وَأَبُو عبد الله بن بَالغ وَأَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الشقوري وَأَبُو عبد الله بن نوح وَأَبُو جَعْفَر الْحصار وَأَبُو عبد الله بن سَعَادَة وَأَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبُو عمر بن عَاتٍ وَأَبُو مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزُّهْرِيّ وَأَبُو الْحسن بن خروف وَغَيرهم وَفِي هَؤُلَاءِ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب إِلَيْهِ من مَكَّة أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بجوبكار وَمن دمشق أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ وَله فهرسة مُشْتَمِلَة على أَسمَاء شُيُوخه وَمَا روى عَنْهُم وَقعت إِلَيّ بتونس وكتبت مِنْهَا وَكَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بالرواية مَعْرُوفا بالضبط والإتقان مَوْصُوفا بِالْبَيَانِ والبلاغة حدث وَأخذ عَنهُ ومولده فِي الْعشْر الأول لذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
386 - مُحَمَّد بن يحيى بن هِشَام بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن البرذعي روى عَن أَبِيه وَأبي عَمْرو حاجز بن حسن وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات واخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْقَاسِم وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي الْحسن بن خروف وَأبي عَليّ الرندي وَغَيرهم وَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَلَقي القَاضِي أَبُو الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا الْحجَّاج بن نموي وَأَبا مُحَمَّد عبد الْجَلِيل بن مُوسَى المتصوف وَأَبا الْقَاسِم بن زانيف وَأَبا الْحُسَيْن بن الصَّائِغ وَأَبا مُحَمَّد بن حوط الله وأخاه أَبَا سُلَيْمَان وَأَبا مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهم فَأخذ عَنْهُم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن سمجون وَأَبُو عبد الله بن النسرة وَأَبُو زيد الغماري من أَصْحَاب ابْن الْعَرَبِيّ وَسمع مِنْهُ غير هَؤُلَاءِ وَكَانَ أماما فِي صناعَة الْعَرَبيَّة بَصيرًا بهَا عاكفا عَلَيْهَا معلما بهَا مقدما فِيهَا يعْتَرف لَهُ بذلك أهل زَمَانه وَكَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو عَليّ الشلوبين وَإِلَيْهِ انْتَهَت الرياسة فِي صناعتها بالأندلس وَقد أَخذ هُوَ عَنهُ يثنى عَلَيْهِ بمعرفتها ويقر لَهُ بِأَحْكَام قوانينها وَله فِيهَا تواليف مِنْهَا كتاب الإفصاح بفوائد الْإِيضَاح وَكتاب الاقتراح فِي تَلْخِيص الْإِيضَاح وتتبعه بالشرح والتتميم والإصلاح وَكتاب فصل الْمقَال فِي تَلْخِيص أبنية

(2/150)


الْأَفْعَال وَكتاب غرَّة الإصباح فِي شرح أَبْيَات الْإِيضَاح وَجمع مسَائِل فِي أسفار سَمَّاهَا بالنخب وَله تقييدات مفيدة فِي فنون شَتَّى ومشاركة فِي غير مَا علم مَعَ تصرف فِي الْآدَاب ينظم بِهِ وينثر لَقيته بتونس وصحبته أعواما وَأخذت عَنهُ كثيرا وَأَجَازَ لي خطا ولفظا غير مرّة وَتُوفِّي من لَيْلَة الْأَحَد الرَّابِع عشر من جُمَادَى الْأُخْرَى سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن لصَلَاة الظّهْر مِنْهُ بالمصلى خَارج تونس وَشهِدت جنَازَته ومولده سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
387 - مُحَمَّد بْن عَتيق بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد التجِيبِي من أهل شقورة وَسكن غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بكر وَيعرف باللاردي لِأَن أصل سلفه مِنْهَا روى عَن أَبِيه أبي بكر بن عَتيق وَعَن عبد الله بن حميد سمع مِنْهُ ببلنسية وَعَن غَيرهمَا
وَكَانَ أديبا وَولي الْقَضَاء وَمن تواليفه أنوار الصَّباح فِي الْجمع بَين السِّتَّة الصِّحَاح وَكتاب الْأَنْوَار ونفحات الأزهار فِي شمائل النَّبِي الْمُخْتَار وَكتاب المسالك النورية إِلَى المقامات الصُّوفِيَّة وَكتاب النُّكْتَة الكافية والنغبة الشافية فِي الِاسْتِدْلَال على مسَائِل الْخلاف بِالْحَدِيثِ وَكتاب الِاعْتِمَاد فِي شرح خطْبَة الْإِرْشَاد وَكتاب منهاج الْعَمَل فِي صناعَة الجدل وَكتاب الدُّرَر المكللة فِي الْفرق بَين الْحُرُوف المشكلة مولده فِي الْعشْر الْوسط لصفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
388 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَيَّاش الْحَارِثِيّ المنكبي الْخَطِيب يكنى أَبَا بكر مولده يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي وَالْعِشْرين لربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
389 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ يكنى أَبَا يحيى وَيعرف بِابْن الْحَاج روى عَنْ ابْن بَقِي وَأبي عبد الله الشراط وَأبي جَعْفَر بن يحيى وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ الْحَاج وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَولي قَضَاء سبتة لأبي عَليّ بن خلاص وَكَانَ أديبا وَتُوفِّي سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة

(2/151)


390 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عَليّ بْن عَبْد الله بن مَرْوَان اللبلي مولده سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
391 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أبي الْفضل السّلمِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل إِلَى الْمشرق قَدِيما فِي سنة سبْعٍ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا وَقد سمع بسبتة من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَلَقي بنيسابور أَبَا الْحسن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد الطوسي صَاحب أبي عبد الله الفراوي مُسْند وقته فَسمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم ويروى عَنهُ ابْن نقطة وَأَجَازَ لنا فِي سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ بعد الْأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها
392 - مُحَمَّد بن غلبون بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن غلبون بن عمر الْأنْصَارِيّ من أهل مرسية يكنى أَبَا بكر صاحبنا سمع من أَبِيه وَمن طَائِفَة من شُيُوخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَطَائِفَة جليلة مِنْهُم ابْن عبيد الله وَأَبُو مُحَمَّد بن جُمْهُور وَأَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو جَعْفَر بن حكم وَأَبُو بكر بن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طَاهِر وَابْن شرَاحِيل وَابْن سمجون وَجَمَاعَة من أهل الْمشرق لَهُ

(2/152)


وَلأبي عِيسَى بن أبي السداد وَلأبي بكر بن أبي يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي بن المرابط الصفراوي وَهُوَ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الْمجِيد فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مكي بن حَمْزَة الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن الْأَخْضَر وَأَبُو بكر عبد الرَّزَّاق بْن عَبْد الْقَادِر بْن أبي صَالح الجيلي وَأَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن رَحْمَة الإشعردي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان وَنصر الله بن سَلامَة بن سَالم وَعبد الله بن عَليّ وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن عبد السَّلَام بن سُلْطَان
وَكَانَ ذَا عناية بالرواية وَولي حسبَة السُّوق بِبَلَدِهِ وَكَانَ من النبهاء حسن التَّقْيِيد والخط مشاركا فِي فنون غير الحَدِيث أجَاز لي غير مرّة ولقيته بمرسية فِي آخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ووقف على التكملة هَذِه حِينَئِذٍ من تأليفي وَكَانَت لَهُ خزانَة مَمْلُوءَة أصولا عتيقة ودفاتر أنيقة ضَاعَت لاختلاله قبل وَفَاته بِمدَّة وَبيع أَكْثَرهَا وَهُوَ لَا يشْعر ونكب هُوَ وَابْنه فِيمَا بَلغنِي إِلَى أَن توفّي على تِلْكَ الْحَال من الاختلال فِي شعْبَان سنة خمسين وسِتمِائَة نعي إِلَى يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَمَضَان بعده
393 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن هِلَال الرعيني من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَابْن صَاحب الصَّلَاة وَكَانَ صَالحا وَأخذ عَنهُ بِيَسِير وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا
394 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الزُّهْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بِابْن مُحرز وَكَانَ بَيتهمْ قَدِيما يعرف بِابْن القح سمع من أَبِيه أبي عبد الله وَمن خاليه أبي بكر وَأبي عَامر بن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَمن أبي مُحَمَّد بن عبد الله الحجري وَأكْثر عَنهُ وَاعْتَمدهُ وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن الْغَازِي وَمن أبي الْعَطاء بن

(2/153)


نَذِير وَأبي الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأبي الْحُسَيْن بن الْقطَّان وَسمع أَيْضا من جمَاعَة من شُيُوخنَا كَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي عبد الله بن المناصف وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بن خير وَأَبُو مُحَمَّد بن فليح وَأَبُو الْحسن بن النقرات وَأَبُو الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو جَعْفَر بن حكم وَغَيرهم وَمن أهل الْمشرق أَبُو الْحسن بن الْمفضل وَأَبُو عبد اللَّه الكركنتي وَأَبُو الْفضل الغزنوي وَأَبُو القَاسِم هبة الله بْن سعود البوصيري وَكَانَ أحد رجال الْكَمَال علما وإدراكا وفصاحة مَعَ الْحِفْظ بالفقه والتفنن فِي الْعُلُوم والمتانة فِي الْآدَاب وَحفظ اللُّغَات والغريب وَله شعر رائق بديع سَمِعت مِنْهُ كثيرا وَأَجَازَ لي وَتُوفِّي ببجاية فِي الثَّامِن عشر لشوال سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة عَن سنّ عالية مولده ببلنسية سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فِي أحد شَهْري جُمَادَى
وَمن الكني

395 - أَبُو مُحَمَّد الفِهري ألف كتابا فِي نسب أبي عَليّ البغداذي ورواياته ودخوله الأندلس قَرَأت ذَلِك بِخَط أبي مُحَمَّد البطليوسي وَأورد مِنْهُ بَعْضًا وَتقدم فِي بَاب مُحَمَّد ذكر وراق أبي عَليّ وَهُوَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الفِهري
395 - م أَبُو مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ طليطلة روى عَن عبد الله بن سعيد بن رَافع الأندلسي وَزِيَاد بن عبد الرَّحْمَن القيرواني وَالْحسن بن رَشِيق الْمصْرِيّ وَغَيرهم وَحدث عَنْهُم الصاحبان ويحدثان أَيْضا عَن أبي مُحَمَّد وَكَانَ فِي عداد أصحابهما وَهُوَ غير الأول
396 - أَبُو مُحَمَّد المرجلي من أهل بطليوس يروي عَن أبي ذَر الْخُشَنِي لقبة بِمَكَّة حدث عَنهُ بمغازي ابْن عقبَة أَبُو الْقَاسِم خلف بن أَحْمد بن بطال الْبكْرِيّ ونقلت ذَلِك من تَقْيِيد عَلَيْهِ
397 - أَبُو مُحَمَّد بن حَمْزَة يرْوى عَن أبي الْأَصْبَغ بن سهل كتاب الْأَحْكَام من تأليفه حدث بِهِ عَنهُ أَبُو بكر يحيى بن زَيْدَانَ الْقُرْطُبِيّ قَالَه أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم
398 - أَبُو مُحَمَّد بن يحيى المرسي توفّي سنة 566 ذكره ابْن حُبَيْش وَلَا أعرفهُ
399 - أَبُو مُحَمَّد البسطي من أهل المرية وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ بهَا مقرئا روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق بن الْحَاج البلفيقي

(2/154)


وَمن الغرباء فِي هَذَا الْبَاب

400 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن بشير بن جناد بن لَقِيط الْكِنَانِي الرَّازِيّ وَالِد أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب التَّارِيخ غلب عَلَيْهِ اسْم بَلَده وَكَانَ يفد من الْمشرق على مُلُوك بني مَرْوَان تَاجِرًا وَكَانَ مَعَ ذَلِك مفتنا فِي الْعُلُوم وَهلك مُنْصَرفه من الْوِفَادَة على الْأَمِير الْمُنْذر بن مُحَمَّد بالبيرة فِي شهر ربيع الآخر سنة 273 ذكره ابْن حَيَّان
401 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون البغداذي وَزِير الشيعي وكاتبه يكنى أَبَا جَعْفَر دخل الأندلس وبلاد الْمغرب كَذَا أسماه فِي تَارِيخه عريب بن سعيد الْقُرْطُبِيّ وَحكى أَن عبيد الله اسْتَكْتَبَهُ بعد أبي الْيُسْر يَعْنِي الشَّيْبَانِيّ الرياضي وقربه وَأَدْنَاهُ واستعان بِهِ على أَمر أبي عبد الله يَعْنِي دَاعِيَة الشِّيعَة وأخيه أبي الْعَبَّاس وَجَمَاعَة كتامة فَكَانَ مِنْهُ فِي ذَلِك رَأْي جميل ونفع عَظِيم وَقَالَ فِيهِ ابْن الفرضي أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون وَكَذَا رِوَايَته عَن الجاحظ وَابْن قتيبه وَلَا أَدْرِي من غلط فِي اسْمه مِنْهُمَا
402 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْوراق أَصله من وَادي الْحِجَارَة وانتقل آباؤه إِلَى إفريقية فَنَشَأَ مُحَمَّد هَذَا بالقيروان وعني بِالْعلمِ وَدخل الأندلس فِي دولة الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَألف فِي مسالك إفريقية وممالكها ديوانًا ضخمًا وَفِي أَخْبَار مُلُوكهَا وحروبهم والقائمين عَلَيْهِم كتبا جمة وَكَذَلِكَ ألف فِي أَخْبَار تاهرت ووهران وسجلماسة ونكور وَالْبَصْرَة وَغَيرهَا تواليف حسانا توفّي بقرطبة وَبهَا دفن ذكره أَبُو مُحَمَّد بْن حزم فِي رسَالَته فِي فضل الأندلس وَأَهْلهَا
403 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ التَّمِيمِي الغوثي من أهل القيروان

(2/155)


وَسكن صقلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بِابْن الْبر وَعلي جد أَبِيه هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الْبر روى عَن أبي يَعْقُوب يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن خرزاد النجيرمي وَأبي الْقَاسِم بن سيف وَأبي سعد الْمَالِينِي وَأبي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَبدُوس من أَصْحَاب أبي مَنْصُور الثعالبي وَأبي سهل مُحَمَّد بن عَليّ الْمروزِي من أَصْحَاب أبي مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَسمع شعر أبي الطّيب المتنبي من أبي عَليّ صَالح بن إِبْرَاهِيم بن رشد بِمصْر سنة 413 عَنهُ وَلَقي القَاضِي أَبَا مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بن عَليّ فِي رحلته هَذِه وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي علم الْعَرَبيَّة واللغات والاداب يجمع إِلَى ذَلِك جودة الضَّبْط وَحسن الْخط وكل مَا وجد لَهُ من تَقْيِيد فَفِي غَايَة الإفادة والإمتاع روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بن عمر القصديري وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم الصَّيْرَفِي وَأَبُو الطّيب عبد الْمُنعم بن من الله الْقَرَوِي الْمَعْرُوف بِابْن الكماد وَأَبُو الْقَاسِم عَليّ بن جَعْفَر بن القطاع السَّعْدِيّ وَأَبُو الْعَرَب الصّقليّ الشَّاعِر وَغَيرهم وَكَانَ سَماع الصَّيْرَفِي مِنْهُم لشعر أبي الطّيب المتنبي من ابْن الْبر فِي شهر ربيع الأول سنة 459 قَرَأت ذَلِك بِخَطِّهِ وَأَبُو الْعَرَب الشَّاعِر آخر من حدث عَنهُ فِيمَا علمت وَحكى أَبُو طَاهِر السلَفِي عَن أبي بكر هَذَا ان القَاضِي عبد الْوَهَّاب بن عَليّ البغداذي الْمَالِكِي أنْشدهُ بِمصْر لأبي مَنْصُور الثعالبي فِي أبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ
(أَبَا سُلَيْمَان سر فِي الأَرْض أَو فأقم ... سيان عِنْدِي دنا مثواك أَو شطنا)
(مَا أَنْت غَيْرِي فأخشى أَن تُفَارِقنِي ... فديت روحك بل روحي فَأَنت أَنا)
وقرأت بِخَط شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح أخبر أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ قَالَ أَنا مُحَمَّد بن سَابق الصّقليّ قَالَ أخبرنَا أَبُو بكر بن الْبر قَالَ قلت لعبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نصر القَاضِي أَأَنْت الْقَائِل
(تملكت يَا مهجتي مهجتي ... وأسهرت يَا ناظري ناظري)
(وَمَا كَانَ ذَا أملي يَا ملول ... وَلَا خطر الهجر فِي خاطري)
(فجد بالوصال فدتك النُّفُوس ... فلست على الهجر بالقادر)
(وفيك تعلمت نظم الْكَلَام ... فلقبني النَّاس بالشاعر)
فَخَجِلَ وَقَالَ دع هَذَا يَا أَبَا بكر فَإِنَّمَا هَذَا أَخْبَار الصِّبَا وَقد أجَاز لي مَا رَوَاهُ ابْن الْعَرَبِيّ وألفه القاضيان أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَبُو الْخطاب بن وَاجِب عَنهُ ويروى ابْن أبي جَمْرَة مِنْهُمَا عَنْ أبي القَاسِم بْن ورد عَن مُحَمَّد بن سَابق الصّقليّ جَمِيع مَا أَلفه وَرَوَاهُ وحَدثني الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ والفقيه أَبُو الْعَبَّاس

(2/156)


أَحْمد بن مُعَاوِيَة السّلمِيّ بتونس وأنشداني قَالَ حَدثنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن حوط الله وأنشدنا قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلف بن أَحْمد هُوَ ابْن الفخار وأنشدنا قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَرَبِيّ وأنشدنا قَالَ أنشدنا أَبُو بكر بن الْبر قَالَ أنشدنا أَبُو بكر الجزيري وحَدَّثَنَا قَالَ أتيت القَاضِي أَبَا مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب فِي الْمَسْجِد الْجَامِع بِمصْر فَقلت لَهُ يَا سيدنَا الْفَقِيه الإِمَام أَأَنْت الْقَائِل وَذكر الأبيات إِلَى آخرهَا فَقَالَ رَضِي الله عَنهُ يَا أَبَا بكردع هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ فِي أَيَّام الصِّبَا كَذَا سَمِعت بِلَفْظ هذَيْن الشَّيْخَيْنِ هَذِه الْحِكَايَة وعَلى مَا فِي هَذَا الْإِسْنَاد من رِوَايَة ابْن الْعَرَبِيّ عَن ابْن الْبر كتبتها عَنْهُمَا وَهُوَ غلط لَا شكّ فِيهِ لِأَنَّهُ لم يلقه وَلَا سمع مِنْهُ وَعِنْدِي أَن أَبَا بكر الجزيري هُوَ مُحَمَّد بن سَابق الصّقليّ نسب إِلَى جَزِيرَة شقر ويكنى أَبَا بكر وَلَا رِوَايَة لَهُ عَن عبد الْوَهَّاب وَهُوَ مَذْكُور فِي الصِّلَة فَأَخَّرَهُ وَقدم ابْن الْبر من لم يعرف زمانهما وَلَا تهدي إِلَى الْفرق بَينهمَا وَلَعَلَّ ذَلِك من قبل ابْن الفخار وغفل عَنهُ ابْن حوط الله وَقد وجدت بعض أَصْحَابنَا يرْوى الأبيات عَن أبي جَعْفَر بن عبد الْمجِيد الحجري المالقي قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الفخار قَالَ أَنْشدني ابْن الْعَرَبِيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو بكر الجزيري قَالَ أَنْشدني أَبُو بكر بن الْبر وَذكر الأبيات وَرَوَاهَا كَمَا أوردهَا ابْن نوح على الصَّوَاب ذكر ابْن عُزَيْر اليناشتي أَبَا بكر بن الْبر فِي زِيَادَته على الزبيدِيّ وَلم يذكر شُيُوخه وَلَا الروَاة عَنهُ وَقَالَ ذكر لي أَنه دخل الأندلس فِي سنة 460 أَو حولهَا
404 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن من الله بن أبي بَحر الهواري يعرف بِابْن الكماد ويكنى أَبَا بكر من أهل فاس وَأَبوهُ أَبُو الطّيب من جالية القيروان فِي فتْنَة الْعَرَب بهَا وَدخل الأندلس وروى عَن أبي عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي سمع مِنْهُ بهَا سنة 476 ذكر بعضه أَبُو الْقَاسِم بن ملجوم وروى عَنهُ أجَاز لَهُ فِي اخر شهر ربيع الآخر سنة سبْعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
405 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِشَام بن إِبْرَاهِيم بن خلف اللَّخْمِيّ سكن سبتة يكنى

(2/157)


أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَحدث عَنْهُمَا وأدب بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ قَائِما عَلَيْهَا وعَلى اللُّغَات والاداب مَعَ حَظّ من النّظم ضَعِيف وَله تواليف مفيدة استعملها النَّاس مِنْهَا كتاب الْفُصُول والجمل فِي شرح أَبْيَات الْجمل وَإِصْلَاح مَا وَقع فِي أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ وَفِي شرحها للأعلم من الْوَهم والخلل وَمِنْهَا كتاب فِي لحن الْعَامَّة وَشرح الفصيح لثعلب ومقصورة ابْن دُرَيْد روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن الْغَازِي تواليفه وَحدث عَنهُ وَوجدت الْأَخْذ عَنهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ سنة 557
406 - مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْقَيْسِي من أهل قلعة حَمَّاد بالعدوة وَنزل مَدِينَة فاس ويكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الرمامة وَأحمد هُوَ الْمَعْرُوف بذلك وَقيل إمرأة نسب إِلَيْهَا روى عَن أبي الْفضل بن النَّحْوِيّ وتفقه بِهِ وَعَن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن حَمَّاد وخاله أبي الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن محشوة بالجزائر وَأَبا حَفْص التوزري وَأبي مُحَمَّد الْمقري ببجاية وَغَيرهم وَدخل الأندلس تَاجِرًا وطالبا للْعلم وَلَقي بقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بْن طريف فَحمل عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَنزل بِمَدِينَة فاس وَولي قضاءها سنة 536 وَكَانَ غير صَالح للخطبة لضَعْفه فَلم تحمد سيرته مَعَ أَنه لم تلْحقهُ زلَّة وَلَا تعلّقت بِهِ رِيبَة وَحدث بهَا ودرس وَأخذ النَّاس عَنهُ وَكَانَ فَقِيها نظارا مائلا لمَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ عاكفا على كتاب أبي حَامِد الْغَزالِيّ الْمُسَمّى بالبسيط محصلا لنكته وَله تواليف مِنْهَا تسهيل الْمطلب فِي تَحْصِيل الْمَذْهَب وَكتاب التفصي عَن فَوَائِد التَّقَصِّي وَكتاب التَّبْيِين فِي شرح التَّلْقِين وَغير ذَلِك روى عَنْهُ من الجلة أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل فِي كِتَابه إِلَيْهِ وَحدثنَا عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيره وَتُوفِّي بفاس عِنْد الزَّوَال يَوْم الِاثْنَيْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرين لرجب سنة 567 وَدفن ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء بعده وَصلى عَلَيْهِ أَبُو حَفْص بن عمر قَاضِي فاس حِينَئِذٍ بوصيته بذلك ومولده فِي شعْبَان سنة 479 وقرأت بِخَط أبي عَبْد اللَّه بن أبي درقة وَهُوَ أحد الروَاة عَنهُ أَن مولده فِي رَجَب من عَام 478 وبخطه أَيْضا قَرَأت وَفَاته وَقَالَ هكذاأخبرني عَن مولده

(2/158)


407 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الله بن حبوس الشَّاعِر من أهل فاس يكنى أَبَا عبد الله كَانَ عَالما محققا وشاعرا مفلقا يتَقَدَّم فِي ذَلِك أهل زَمَانه وَيُوقف على جودة شَعْرَة من ديوانه امتدح الْأُمَرَاء وروى عَنهُ أَبُو بكر عبد الْعَزِيز بن زَيْدَانَ وَغَيره وَتُوفِّي سنة سبعين وَخَمْسمِائة ومولده بِبَلَدِهِ سنة خَمْسمِائَة
408 - مُحَمَّد بن عِيَاض بن مُوسَى بن عِيَاض بن عَمْرو بن مُوسَى بن عِيَاض بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيَاض الْيحصبِي من أهل سبتة وَأَصله من بسطة وَمِنْهَا انْتقل أجداده قَدِيما يكنى أَبَا عبد الله سمع من أَبِيه القَاضِي أبي الْفضل وَابْن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَغَيرهمَا وَأخذ مُصَنف النَّسَائِيّ قِرَاءَة عَن أبي بكر يحيى بن مُحَمَّد بن رزق وَدخل الأندلس وَولي قَضَاء دانية مِنْهَا قبل السّبْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ حميد السِّيرَة نزيها متواضعا لَهُ مُشَاركَة فِي الْآدَاب وَالْأَخْبَار وَولي أَيْضا قَضَاء غرناطة وَتُوفِّي بهَا وَقيل بسبتة سنة 575 ذكره ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيره وَحدث عَنهُ ابْنه أَبُو الْفضل عِيَاض بن مُحَمَّد وَتُوفِّي سنة وَفَاته أَبُو الْحسن بن يَرْبُوع قَاضِي مالقة وَكَانَ من الْفُقَهَاء النبهاء وَأَبُو مَرْوَان بن قَاسم الطَّبِيب
409 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن حُسَيْن التَّمِيمِي من أهل سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَعَن أبي الْفضل بن عِيَاض وَغَيره وعُمّر وأسن حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير الزَّاهِد
410 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حزب الله من أهل فاس يعرف بِابْن البقار يكنى أَبَا عبد الله روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن حنين وَأبي عبد الله بن الرمامة وَأبي إِسْحَاق بن قرقول وَأبي عبد الله بن خَلِيل وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهم وَلَقي بالأندلس أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا الْحسن عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِي وَأَبا الْقَاسِم بن الْحَاج وَأَبا بكر بن خير وَأَبا الْقَاسِم الشراط وَأَبا عبد الله بن الْمُجَاهِد وَأَبا بكر بن عبيد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو

(2/159)


مُحَمَّد بْن دحمان وَأَبُو عَبْد اللَّه بن حَفْص وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْحق بن عبد الرَّحْمَن الإشبيلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وسواهم وَحدث عَن أبي طَاهِر السلَفِي بإجازته الْعَامَّة لأهل الْمغرب وَكَانَ من أهل الْفِقْه والْحَدِيث متحققا بالرواية والْحَدِيث عَن رجالها عاكفا على التدريس حَافِظًا متفننا زاهدا فَاضلا روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن الْقطَّان وتفقه بِهِ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته فِي سنة 582
411 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْأنْصَارِيّ من أهل طنجة يكنى أَبَا عبد الله دخل الأندلس فَسمع بقرطبة من أبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَغَيرهمَا وَكَانَ أديبا شَاعِرًا حَدثنَا عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الناميسي القَاضِي وَقيل لي توفّي سنة 585 أَو نَحْوهَا
412 - مُحَمَّد بن حسن بن عَطِيَّة بن غَازِي بن خلوف بن أَحْمد بن مُوسَى بن هَارُون بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمد بن جَابر بن عبد الله صَاحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب هَذَا النّسَب عَن شَيخنَا الْأَزْدِيّ وَفِيه نظر من أهل سبتة يعرف بِابْن الْغَازِي ويكنى أَبَا عبد الله روى عَن أبي الْفضل عِيَاض واختص بِصُحْبَتِهِ وملازمته وَسمع مِنْهُ جلّ رِوَايَته وتواليفه أَيْضا عَن جده لأمه أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن سبع الْخَطِيب وَأبي عَليّ حسن بن سهل الْخُشَنِي وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن حكم بن بَاقٍ السَّرقسْطِي نزيل فاس وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمد بن هِشَام تواليفه وَله رِوَايَة عَن غَيرهم من شُيُوخ الأندلس وعني بِعقد الشُّرُوط وَولي الْقَضَاء وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَكَانَ من الثِّقَة وَالْعَدَالَة بمَكَان حدث عَنهُ نم شُيُوخنَا أَبُو الْعَبَّاس العزفي وَأَبُو بكر بن مُحرز وَسمع مِنْهُ بعد وَفَاة أبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَكَانَت فِي أول سنة 591 وَتُوفِّي فِي بضع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
413 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مَرْزُوق التغمري من أهل سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه دخل الأندلس وتجول مِنْهَا بإشبيلية وبالجزيرة الخضراء ومالقة والمرية وَغَيرهَا ولأبيه أبي الْعَبَّاس رِوَايَة عَن ابْن عبيد الله ورحل إِلَى الْمشرق وَأكْثر من لِقَاء الشُّيُوخ

(2/160)


وَسَمَاع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ صَاحب إتقان وَضبط وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مكي بن موقي وَأَبُو نزار ربيعَة بن الْحسن الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله بن عَليّ البوصيري وَغَيرهم وَذَلِكَ فِي سنة 596
414 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الفندلاوي من أهل مَدِينَة فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الكتاني كَانَ إِمَامًا فِي علم الْكَلَام وأصول الْفِقْه مدرسا لذَلِك حَيَاته كلهَا وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَله رجز فِي أصُول الْفِقْه أَخذ عَنهُ وَسمع مِنْهُ وروى عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الناميسي وَأَبُو الْحسن الشاري وَقَالَ أخذت عَنهُ جملَة وافرة من إرشاد أبي الْمَعَالِي وتلخيصه تفهما وَسمعت عَلَيْهِ رجزه وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة 596
415 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مَرْوَان بن جبل الْهَمدَانِي من أهل وهران وَنَشَأ بتلمسان وَأَصله من الأندلس ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه وُلّي قَضَاء تلمسان ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش بعد أبي جَعْفَر بن مضاء فِي آخر سنة أَربع أَو أول سنة 585 وَصرف عَن ذَلِك إِلَى إشبيلية سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ أُعِيد ثَانِيَة بعد صرف أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَكَانَ حميد السِّيرَة شَدِيد الهيبة عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ سريع الْفَصْل بَين الْخُصُوم مَوْصُوفا بِالْعَدْلِ والتؤدة لم يجلد أحدا طول ولَايَته بِسَوْط توفّي سنة 601 عَن ابْن سَالم زادني صاحبنا أَبُو بكر الْيَعْمرِي لَيْلَة الْأَحَد لجمادى الأولى من سنة إِحْدَى الْمَذْكُورَة وَدفن عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ الْأَمَام أَبُو عبد الله النَّاصِر بن الْمَنْصُور
416 - مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم التَّمِيمِي من أَهْلَ فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحسن بن حنين وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق رحْلَة حافلة أَقَامَ فِيهَا خَمْسَة عشر عَاما وَلَقي نَحوا من مائَة شيخ أَكثر من الرِّوَايَة عَنْهُم وَاسْتَوْسَعَ فِي السماع مِنْهُم وَأَجَازَ لَهُ بَعضهم وَمن أعلامهم أَبُو حَفْص الميانشي وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو مُحَمَّد بن بري وابو

(2/161)


طَالب التنوخي وَأَبُو الْقَاسِم البوصيري وابو الْفضل الغزنوي وابو الْمفصل بن دَلِيل وَغير هَؤُلَاءِ وَجمع فِي ذَلِك فهرسة كَبِيرَة سَمَّاهَا بالنجوم المشرفة فِي ذكر من أَخذ عَنهُ من كل ثَبت وثقة وَاخْتصرَ مِنْهَا مَا اقْتصر فِيهِ على مسموعه من أَكْثَرهم دون اسْتِيفَاء تسميتهم وَقد وقفت على هَذَا الْمُخْتَصر وَكتب لي مِنْهُ وَلم يكن بالضابط وقفت بِخَطِّهِ على أَوْهَام وأغلاط وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنهُ وَقد سمع الْمُوَطَّأ مِنْهُ بالاسكندرية أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن أبي الْقَاسِم التوزري الْمَعْرُوف بِابْن الكردبوس وَهُوَ من أَصْحَابه وَأخذ عَنهُ أَيْضا بتونس وَبَلغنِي أَنه دخل الأندلس وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ آخر سنة ثَلَاث أَو أول سنة 604 عَن أبي عبد الله بن أبي الْبَقَاء
417 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يخلف بن يُوسُف بن حسون من أهل الجزائر عمل بجاية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي مُحَمَّد عبد الْحق الإشبيلي وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن ياسين الْمَعْرُوف بِابْن اللُّؤْلُؤ وَغَيرهمَا وَدخل الأندلس وَأخذ عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي مُحَمَّد بن موجوال وَأبي بكر مُحَمَّد بن عِيسَى البطليوسي بإشبيلية وبمسجد ابْن جَراد مِنْهَا وَعَن أبي زيد السُّهيْلي بمالقة وَله عدَّة شُيُوخ روى عَنْهُم وَسمع مِنْهُم حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من صفر سنة 606
418 - مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر الْحُسَيْنِي الشريف من أهل فاس يكنى أَبَا عبد الله روى عَن أبي إِسْحَاق بن قرقول وَكَانَ معتنيا بِسَمَاع الحَدِيث ذَاكِرًا لأسانيده ومتونه وَولى قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش وَتُوفِّي بإشبيلية سنة 608 عَن ابْن سَالم وَفِيه عَن غَيره
419 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سعيد من أهل فاس يعرف بِابْن يقيميس ويكنى أَبَا عبد الله لَقِي فِي رحلته أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي فِي بجاية سنة 575 فَحمل عَنهُ مُخْتَصره فِي الْأَحْكَام وَحدث بِهِ وَسمع مِنْهُ وَكَانَ مفتيا أصوليا روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس بن المزين لقِيه فِي سنة 601 وَتُوفِّي سنة 608 أَو بعْدهَا بِيَسِير

(2/162)


420 - مُحَمَّد بن حَمَّاد الْعجْلَاني من أهل فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا ذَر الْخُشَنِي وَغَيره وَصَحب قَاضِي الْجَمَاعَة أَبَا عبد الله الْحُسَيْنِي واختص بِهِ وَكتب لَهُ فِيمَا أَحسب وَولي قَضَاء سبتة وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بِسَمَاع الْعلم وَرِوَايَة الحَدِيث حسن الصَّوْت وَهُوَ كَانَ الْمَخْصُوص بِقِرَاءَة كتب الحَدِيث ودواوينه على الْأُمَرَاء وَدخل الأندلس فاستشهد فِي وقيعة الْعقَاب أَصَابَهُ سهم فَقتله وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف صفر سنة 609
421 - مُحَمَّد بن يحيى بن إِبْرَاهِيم الخزرجي من أهل مصر يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بأخي أبي الْوَفَاء لَهُ سَماع من السفلي وَغَيره وَقدم إشبيلية وَقد أَخذ عَنهُ بهَا وَكَانَت بَينه وَبَين قاضيها قرَابَة وَتُوفِّي فِي نَحْو سنة 610
422 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمهرِي من أهل بجاية وَهُوَ من بني مرزقان من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل إِلَى الْمشرق وَلَقي جمَاعَة وافرة من حَملَة الحَدِيث وَلم يسمع إِلَّا يَسِيرا بِمصْر وَانْصَرف وَلم يحجّ وَولي قَضَاء بجاية ثَلَاث مَرَّات صرف عَن أخراها سنة 608 بِأبي مُحَمَّد بن حجاج وَدخل الأندلس مرَارًا وَولي قَضَاء مرسية مِنْهَا واستخلف بمراكش على الْقَضَاء وَكَانَ علم وقته علما وكمالا وتفننا يتَحَقَّق بِعلم الْكَلَام وأصول الْفِقْه حَتَّى شهر بالأصولي واعتني بإصلاح الْمُسْتَصْفى لأبي حَامِد الْغَزالِيّ وَإِزَالَة مَا كَانَ فِيهِ من تَصْحِيف وَله عَلَيْهِ تَقْيِيد مُفِيد وامتحن بقرطبة سنة ثَلَاث وَتِسْعين هُوَ وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد محنتهما الْمَشْهُورَة من أجل نظرهما فِي عُلُوم الْأَوَائِل فَتحدث النَّاس بصبره فِي ذَلِك الْمقَام وتجلده وَثُبُوت جأشه وكف بَصَره بأخَرة من عمره أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط الله سمع عَلَيْهِ الْإِرْشَاد لأبي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ وحَدثني أَبُو عَامر بن نَذِير أَنه استجازه فَقَالَ لَهُ قد أبحت لَك مَا سَأَلت فاجتهد بالإجادة لما فاتك وَتُوفِّي

(2/163)


ببجاية مصروفا عَن الْقَضَاء بَين عيدي الْفطر والأضحى سنة 612
423 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْفَارِسِي الْمروزِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالجوهري قَرَأَ الْقرَان بأصبهان على النجدي الْمَعْرُوف بالصفار وَقدم الأندلس دخل قرطبة فِي أَوَائِل جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ حَافِظًا مجودا حسن السمت ذكره ابْن الطيلسان
424 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْفَارِسِي الْمروزِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالجوهري قَرَأَ الْقرَان بأصبهان على النجدي الْمَعْرُوف بالصفار وَقدم الأندلس دخل قرطبة فِي أَوَائِل جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ حَافِظًا مجودا حسن السمت ذكره ابْن الطيلسان
424 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أَحْمد بن يُوسُف ثَلَاثَة بن أَحْمد التجِيبِي من أهل سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَأكْثر عَنهُ وَعَن أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد الله بن حميد وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن حنين نزيل فاس وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو مُحَمَّد بْن دحمان وَأَبُو عَبْد الله بن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الإشبيلي وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَمن أهل الْمشرق أبوالطاهر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو طَالب التنوخي وَأَبُو حَفْص الميانشي وَغَيرهم وَكَانَ فِي بَلَده صَدرا فِي شُهُوده المعدلين عاكفا على عقد الشُّرُوط راوية مكثرا ثمَّ انْتقل إِلَى إشبيلية واستوطنها وَحدث عَنهُ بعض أَهلهَا وَتُوفِّي بهَا فِي شهر ربيع الأول سنة عشْرين وسِتمِائَة ومولده فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
425 - مُحَمَّد بن يخلفتن بن أَحْمد بن تنفليت التجِيبِي الفازازي من أهل تلمسان يكنى أَبَا عبد اللَّه روى عَنْ أبي عَبْد الله التجِيبِي مقدمه من الْمشرق وروى أَيْضا عَن غَيره وَكَانَ من أهل الْعلم بالآداب والمشاركة فِي الْفِقْه مُتَقَدما فِي الْكِتَابَة وَالشعر وَولي قَضَاء مرسية ثمَّ صرف عَنْ ذَلِكَ وَولي قَضَاء قرطبة وَكَانَ حميد السِّيرَة حسن السمت جميل الْهَيْئَة شَدِيد الهيبة رَأَيْته بمرسية فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة فَتوجه إِلَى إشبيلية

(2/164)


وَلم آخذ عَنهُ وَلَا كَانَ من أهل هَذَا الشَّأْن غير أَنه كَانَ قَائِما على حفظ الحَدِيث حدثت أَنه كَانَ يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ أَو معظمه وَتُوفِّي بقرطبة أول منبعث الْفِتْنَة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
426 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ المتيشي من نَاحيَة بجابة وَنزل مرسية يكنى أَبَا عبد الله دخل الأندلس فِي صغره وَأقَام بمالقة مُدَّة وَلَقي بقرطبة أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال فَسمع مِنْهُ وَأكْثر عَنهُ وَأَبا الْحسن الشقوري وَأَبا عبد الله بن عراق وَأَبا الْقَاسِم الشراط وَأَبا عبد الله بن جَعْفَر وَأَبا قَاسم بن رشد الْوراق وَسمع بهَا أَبَا بكر بن خير وَلَقي فِي تجوله أَبَا مُحَمَّد التادلي لقِيه بمكناسة وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبا حبيب عبد الْمُنعم بن الخلوف وَأَبا الْحجَّاج بن الشَّيْخ سمع من جَمِيعهم وأجازوا لَهُ إِلَّا نجبة وَحده وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو الْحسن بن كوثر وَأَبُو الْقَاسِم بن عَبَّاس الجذامي وَأَبُو إِسْحَاق المَخْزُومِي الْمَعْرُوف بكوتان وَأَبُو مُحَمَّد بن أبي زمنين وَأَبُو بكر بن حسنون البياسي وَغَيرهم وَفِيهِمْ من لقِيه وَسكن مرسية فِي نَحْو الستمائة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ مليح الْخط مَعْرُوفا بالكمال والضبط مشاركا فِي علم الحَدِيث وَحفظ أَسمَاء الروَاة سهل الْجَانِب فَاضلا زاهدا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر كتب علما جما حدث وأقرأ الْقُرْآن وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ لذَلِك أَهلا وَتُوفِّي بمرسية صَبِيحَة يَوْم السبت الثَّامِن عشر لشهر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بالجامع الْقَدِيم ومولده بالعدوة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة
427 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن سُلَيْمَان اليفرني وَيعرف بالندرومي من أهل تلمسان وقاضيها يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أَبِيه وتفقه بِهِ وبأبي عَليّ بن الجهار النَّحْوِيّ وَأخذ عَنْهُمَا الْعَرَبيَّة والآداب وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي عَليّ مِنْهُمَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين

(2/165)


وَخَمْسمِائة وَسمع الحَدِيث من أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْحَسَن بن حنين وَأبي عبد الله بن خَلِيل وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي زيد السُّهيْلي وَلَقي أَبَا بَكْر بْن الْجد وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا الْعَبَّاس بن مضاء وَجَالسهمْ وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو بَكْر بْن نُمارة وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بكر بن رزق وَأَبُو الْعَبَّاس الخروبي وَأَبُو بكر بن خير وَجَمَاعَة من أَعْلَام أهل الأندلس وَمن أهل الْمشرق أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو طَالب التنوخي وَغَيرهم وَدخل الأندلس وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ حميد السِّيرَة مشاركا فِي الْفِقْه وَعلم الْكَلَام معنيا بِالْحَدِيثِ وَرِوَايَته جوادا وَاسع الْمُرُوءَة مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَجمع من الدفاتر والدواوين الْعَقِيقَة وَله تواليف فِي فنون مِنْهَا كتاب الاقتضاف فِي غَرِيب الْمُوَطَّأ وَإِعْرَابه اقتضبه من الْكتاب الْكَبِير الْمُخْتَار الْجَامِع بَين المنتفى والاستذكار فِي عشْرين سفرا أَو نَحْوهَا يشْتَمل على نَحْو ثَلَاثَة أُلَّاف ورقة وَكتاب إرشاد المسترشد وبغية المريد المستبصر الْمُجْتَهد والفيصل الْجَازِم فِي فَضِيلَة الْعلم والعالم حدث ودرس وَأخذ عَنهُ وَغَيره امتن تحصيلا مِنْهُ وَأحسن تَصرفا وَتُوفِّي بتلمسان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ
428 - مُحَمَّد بن عَليّ بن حمادو ابْن عِيسَى بن أبي بكر الصنهاجي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَصله من قَرْيَة تعرف بِحَمْزَة من حوز قلعة حَمَّاد وَسكن بجاية روى عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُبشر مولى الحماديين وَكَانَ نحويا منطقيا فَقِيها مُحدثا وَتعلم الْقُرْآن عِنْد الْقَاسِم بن النُّعْمَان بن النَّاصِر بن علناس بن حَمَّاد وَكَانَ لما انقرضت دولتهم يعِيش بتعليم كتاب الله جلّ جَلَاله وروى عَن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التَّمِيمِي القلعي المعمر وَعَن أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشبيلي وَعَن أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلوف بالجزائر ورحل إِلَيّ الْمغرب فَأخذ عَن أبي ذَر الْخُشَنِي وَغَيره وَدخل الأندلس فَسمع بمرسية من أبي مُحَمَّد بن غلبون وَأبي جَعْفَر بن عَيَّاش وبإشبيلية

(2/166)


من أبي الْحُسَيْن بْن زَرقون وَأبي الْحسن عَليّ بن سكر بن مُحَمَّد الْأمَوِي وَولي قَضَاء الجزيرة الخضراء ثمَّ صرف عَنهُ وَولي قَضَاء سلا سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَله تواليف مِنْهَا كتاب الْأَعْلَام بفوائد الْأَحْكَام لعبد الْحق الإشبيلي وَشرح فِي مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد وَله تَارِيخ سَمَّاهُ بالنبذ المحتاجة فِي أَخْبَار صنهاجة بإفريقية وبجاية وَكَانَ شَاعِرًا كَاتبا لَهُ ديوَان نظم ونثر وَقد أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن فرتون فِي عشر الْأَرْبَعين وسِتمِائَة
429 - مُحَمَّد بن عمر بن نصر الْفَزارِيّ من أهل سلا يكنى أَبَا عبد الله دخل الأندلس وَكَانَت لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع من أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأبي الطَّاهِر الخشوعي وَأبي الْحسن بن الْمَقْدِسِي وَغَيرهم حدث عَنهُ أبوالحسين عبيد الله بن عَاصِم الْأَسدي الْخَطِيب برنده وَحكي أَنه أجَاز لَهُ ولبنيه عَن شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
430 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن مَعَ النَّصْر بن ابراهيم بن دوناس بن زَكَرِيَّاء بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن حبيب بن عَليّ بن الْمَنْصُور بن سُلَيْمَان نزيل بلد بني مومنان من حوز فندلاوة عمل فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه عِيسَى وصهر أَبِيه أَمَام جَامع الْقَرَوِيِّينَ أبي مُحَمَّد سكر بن مُوسَى وَأبي الْخطاب بن الْجَمِيل وَأبي الْعلَا الإدريسي أَمَام مَسْجِد ابْن أغلب وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن الملجوم وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي بكر عبد الْعَزِيز بن ريدان وَأبي عبد الله بن عبد الْحق وَأبي عبد الله التجِيبِي التلمسانيين وَأبي مُوسَى عِيسَى بن عبد الْعَزِيز بن يللبخت الْجُزُولِيّ سمع عَلَيْهِ بعض أَحْكَام عبد الْحق الصغري وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن قَاسم بْن عَبْد الْكَرِيم من أَهْلَ مكناسة وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك وَكِلَاهُمَا مَشْهُور بِابْن الْقطَّان

(2/167)


وعنهما أَخذ صناعَة الحَدِيث وَعلم الرِّجَال وَأبي الْقَاسِم بن زانيف وَأبي الْعَبَّاس بن الْبَقَّال الْجُزُولِيّ وَأبي الْحجَّاج بن نموي الأديب المتفنن الْمُتَكَلّم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن حوط الله وَأَبُو عبد الله الشاري وَأَبُو الْقَاسِم مولى ابْن بَاقٍ عَن أبي الْوَقْت صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وَأَبُو مُحَمَّد عِيسَى بن سُلَيْمَان الرندي يروي عَنهُ أَيْضا وَدخل الأندلس ولقيه بإشبيلية فِي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَهُوَ أحد شيوخها وَكَانَ يُشَارك فِي فنون وَقتل بمراكش فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة رَحمَه الله
431 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْملك بن محَارب الْقَيْسِي من أهل الْإسْكَنْدَريَّة وَدخل الأندلس وَأَصله من الْمغرب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبا الْقَاسِم بن موقي وَأَبا الْحسن بن مفضل وَغَيرهم وَكَانَ يزْعم أَنه سمع من أبي طَاهِر السلَفِي الْأَرْبَعين حَدِيثا لَهُ وَغَيرهَا ويدافع عَن ذَلِك وَقد كتب عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَكَانَت لَهُ رِوَايَة بغرناطة عَن أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي جَعْفَر بن خير وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد التادلي رِوَايَته عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي ويروى عَن ابْن رشد فِي اخرين وأنشدني بعض أَصْحَابنَا قَالَ أَنْشدني ابْن محَارب هَذَا قَالَ أَنْشدني الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن عِيسَى هُوَ ابْن قزمان قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(أمسك الْفَارِس درعا بيد ... وَأَنا أمسك فِيهَا قصبه)
(فكلانا بَطل فِي حزبه ... إِن الأقلام رماح الكتبه)
توفّي فِيمَا بَلغنِي سنة 641 ومولده سنة 554
432 - مُحَمَّد بن قَاسم بن منداس بن عبد الله الأشيري النَّحْوِيّ من أهل الجزائر عمل بجاية يكنى أَبَا عبد الله أخد الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي مُوسَى الْجُزُولِيّ وأدب بالجزائر سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَلَقي أَبَا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبا الْعَبَّاس بن مضاء

(2/168)


وَأَبا الْحسن بن زمنين وَأَبا الْحسن عَليّ بن عَتيق بن مومن وَأَبا ذَر الْخُشَنِي فَحمل عَنْهُم وَكَانَ قد لَقِي بفاس أَبَا الْقَاسِم بن مجكان من أَصْحَاب أبي عبد الله الْأَزْدِيّ وَهُوَ اخر الروَاة عَنهُ فَسمع مِنْهُ وَدخل الأندلس فَسمع بمالقة من أبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن حسن الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَيحدث عَن السلَفِي بإجازته الْعَامَّة فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة أَفَادَهُ ذَلِك أَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَعَاد إِلَى بَلَده وأقرأ الْعَرَبيَّة وَحدث بِيَسِير كتب إليَّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَتُوفِّي فِي أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسنة سِتّ وَثَمَانُونَ سنة إِلَّا أشهرا ومولده فِي أول لَيْلَة من جُمَادَى الأولي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
من اسْمه مُوسَى

433 - مُوسَى بن الهنيد بن دَاوُد بن نصير مولي لخم مَذْكُور فِي أَخْبَار الأندلس روى عَن أَبِيه الهنيد بن دَاوُد قَالَه ابْن يُونُس وَذكره الْحميدِي
434 - مُوسَى بن ربيعَة ذكره أَبُو إِسْحَاق بن نصير فِي الروَاة عَنْ مَالك من أهل الدّين وَقَالَ حَدثنِي عمي عُثْمَان بن سُفْيَان قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد قَالَ سمعته أَبَا طَاهِر بن عَمْرو بن السَّرْح يَقُول سَمِعت مُوسَى بن ربيعَة يَقُول كنت عِنْد مَالك بن أنس فَأَتَاهُ سندي فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِنِّي حَلَفت بِالطَّلَاق فِي كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُ مَالك إياك أَن تحلف بِالطَّلَاق مرّة أُخْرَى فَقَالَ لَهُ السندي يَا أَبَا عبد الله قَالَ اذْهَبْ فَلَا شَيْء عَلَيْك فَقَالَ لَهُ السندي امْرَأَته طَالِق ثَلَاثًا الْبَتَّةَ بِأَن فارقتك أَو أقبلك قَالَ فَقَالَ لَهُ مَالك اجْلِسْ لَا تَبْرَح حَتَّى إِذا قضي مَا يُرِيد قَامَ وَقَالَ السندي قُم حَتَّى إِذا صَار إِلَى بَاب دَاره وَوضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الأسبكية قَالَ لَهُ مَالك مَا أردْت قَالَ تقبلني أردْت أَن تقبل رَأْسِي فَقَالَ نعم يَا أَبَا عبد الله قَالَ فَهَذَا رَأْسِي فَقبله فَأَوْمأ بِرَأْسِهِ فَقبله هَكَذَا وجدت هَذِه الْحِكَايَة بِخَط ابْن بنوش وَفِي آخرهَا كَذَلِك خَمْسَة وَعِشْرُونَ رجلا يُرِيد أَسمَاء الروَاة من أهل الأندلس عَن مَالك وَفِيهِمْ من لَا يَصح ذكره فيهم ومُوسَى هَذَا غير مَعْرُوف
435 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن حبيب الجذامي كَذَا فِي كتاب الْقُضَاة وَفِي المقتبس لِابْنِ حَيَّان مُوسَى بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن كثير بن يزِيد بن حبيب الجذامي يكنى

(2/169)


أَبَا الْقَاسِم ذكره ابْن حَارِث وَقَالَ هُوَ من الْعَرَب الشاميين من جند فلسطين وَأَصله بالأندلس من كورة شذونة وَكَانَ صَنِيعَة للأمير عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد وولاه خطتي الشرطة وَالرَّدّ ثمَّ نَقله إِلَى الشرطة الْعليا ثمَّ ولاه الْقَضَاء وَالصَّلَاة مَعًا فصلى بِالنَّاسِ جُمُعَة وَاحِدَة واستعفى فِي الثَّانِيَة وَلم يكن من الْقَضَاء فِي ورد وَلَا صدر وَتصرف للأمير عبد الله فِي خطط جمة قبل الْقَضَاء وَغَيره إِلَى أَن رقاه إِلَى الوزارة وَحدثت بَينه وَبَين بدر مولي الْأَمِير وَحْشَة أبعدته عَن مَحل اللطف وَقرب الْمنزلَة فَاسْتَأْذن عِنْد ذَلِك فِي الْحَج فَأذن لَهُ وَحج ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس ورام الدنو من السُّلْطَان فَلم يتهيأ لَهُ وَتُوفِّي الْأَمِير عبد الله ومُوسَى خامل وَصَارَ الْأَمر بعده إِلَى ابْن ابْنه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله ومدير دولته مولاة بدر فَقبض على مُوسَى وحبسه وَعجل عَلَيْهِ فأمأت نَفسه ذكر ذَلِك ابْن حَيَّان وَذكره ابْن الفرضي مُخْتَصرا وَنسبه إِلَى جده زِيَاد وَلم يذكر وَفَاته وَقَالَ فِيهِ ابْن حَارِث سَمِعت من يَحْكِي من الْعلمَاء أَنه كَانَ حسن السمت أديبا ظَاهر الْمُرُوءَة بَادِي الْوَقار إِلَّا أَنه كَانَ جَاهِلا غبيا
436 - مُوسَى بن يحيى بن عبد الله بن حيون رَحل إِلَى الْمشرق وَطلب الْعلم وَسمع من عَلِيّ بْن عبد الْعَزِيز وعامر بن عبد الله الْمَكِّيّ وَعبد الله بن عَليّ بن الْجَارُود وَمُحَمّد بن عبد الله البرقي وَغَيرهم وَأقَام فِي الْمشرق سبع عشرَة سنة وَسمع مِنْهُ بسجلماسة وبقرطبة وَتُوفِّي ليَوْم السبت لأَرْبَع بَقينَ من ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وثلاثمائة وَهُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة مُسْتَفَاد من خطّ الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وقرأته بِخَط أبي الْخطاب بن وَاجِب
437 - مُوسَى بن أَصْرَم من أهل لورقة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي الْغُصْن وأبن عَاتٍ ذكره ابْن حَارِث
438 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن حدير بن مُوسَى بن حدير مولي هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة وَقَالَ فِيهِ الرَّازِيّ مُوسَى بن سعيد بن سعيد الْحَاجِب من أهل قرطبة يكنى أَبَا الْأَصْبَغ كَانَ هُوَ وَابْنه عبد الرَّحْمَن وَأَخُوهُ أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد مَعَ رياستهم ونباهتهم من أهل الْعلم وَالْأَدب وَالشعر وَالرِّوَايَة وَكَانَ مُوسَى هَذَا عَارِفًا بالْكلَام ذَاهِبًا إِلَى الاعتزال نظارا على أُصُوله وَله فِيهِ تأليف ولأخيه أبي عمر أَيْضا كَذَلِك ولابنه عبد الرَّحْمَن بن

(2/170)


مُوسَى كتاب فِي نَوَازِل من مسَائِل الْأَحْكَام جمع فِيهِ مَا جرى على يَدَيْهِ ويدي أَبِيه وشاور فِيهَا بِقَضَاء مِنْهُ إِذْ ذَاك عبيد الله بن يحيى وَمُحَمّد بن عمر بن لبَابَة وَأحمد بن بَقِي وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن الْيمن وَغَيرهم ولد سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد لِلنِّصْفِ من صفر سنة عشْرين وثلاثمائة ذكره الرَّازِيّ والْحميدِي وَفِيه عَن أبي مُحَمَّد بن حزم وَقَالَ ابْن الفرضي فِي غير تَارِيخه توفّي سنة تسع عشرَة وثلاثمائة فِي آخرهَا وَحكى أَن مولد أَخِيه أَحْمد بن مُحَمَّد سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ قَالَ ومولد أَخِيه أَحْمد بن مُوسَى بعده سنة سِتّ وَخمسين كَمَا تقدم
439 - موسة ابْن أبي تليد وَاسم أبي تليد خصيب بْن مُوسَى الْخَولَانِيّ من أهل شاطبة سَمِعَ بقرطبة من قَاسم بْن اصبغ ووهب بن مَسَرَّة وبيته عريق فِي الْعلم وَالْخَيْر وَقد تقدم ذكر ابْنه خلف بن مُوسَى أَكْثَره عَن ابْن الدّباغ
440 - مُوسَى بن أَحْمد البلذوذي وبلذوذ فِي جِهَة بجانة من كورة البيرة يكنى أَبَا عمرَان كَانَ أديبا شَاعِرًا من أهل التصنيف ذكره أَبُو الْخطاب الْعَلَاء بن حزم فِيمَن ألف من أهل الأندلس قَالَه الرشاطي
441 - مُوسَى بن أَحْمد بن دُحَيْم من أهل مرسية يكنى أَبَا الْأَصْبَغ أَخذ عَن أبي نصر هَارُون بن مُوسَى بن جندل النَّحْوِيّ كتاب سِيبَوَيْهٍ ووقفت على نسخته مِنْهُ وَخط أبي نصر لَهُ عَلَيْهِ فِي صفر سنة سبعين وثلاثمائة وتحديثه بِهِ عَنهُ وَكَانَ حسن الْخط
442 - مُوسَى بن منتيل بن دهزيل الْأمَوِي من أهل وشقة روى عَن أبي يحيى زَكَرِيَّاء بن يحيى بن النداف سمع مِنْهُ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وقرأت بِخَطِّهِ أخبرنَا أَبُو يحيى يَعْنِي ابْن النداف قَالَ حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن الْحسن يَعْنِي ابْن السندي قَالَ حَدثنَا يحيى بن عُمَر قَالَ حَدثنَا أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُد قَالَ حَدثنَا عبد الله بن يُوْسٌف قَالَ سَأَلت اللَّيْث بن سعد عَمَّا يَقُول النَّاس بَعضهم لبَعض فِي أعيادهم تقبل الله منا ومنكم وَغفر لنا وَلكم فَقَالَ اللَّيْث أدْركْت النَّاس وهم يَقُولُونَ ذَلِك بَعضهم لبَعض وَفِيهِمْ إِذْ ذَاك بَقِيَّة قَالَ وَكَانَ ابْن سِيرِين لَا يزِيد أَن يَقُول للرجل إِذا قدم

(2/171)


من حج أَو غَزْوَة أَو فِي عيد قبل الله منا ومنكم وَغفر لنا وَلكم وَقد بوب ابْن وضاح فِي بعض تواليفه على هَذَا القَوْل وكراهيته
443 - مُوسَى بْن عَبْد الْملك بْن وليد بْن مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة من أَهْلَ مرسية سمع من أَبِيه عبد الْملك ورحل إِلَى قرطبة فَسمع من أبي الْمطرف القنازعي وَأبي عبد الله بن نَبَات وَأبي الْوَلِيد يُونُس بن مغيث وَأبي عبد الله بن عَابِد وَأبي مُحَمَّد مكي بن أبي طَالب وَغَيرهم وَكَانَ من فُقَهَاء بَلَده ونبهائه وَهُوَ الَّذِي جلب فِي رحلته من قرطبة كتاب المستخرجة للعتبي وَكَانَ يقوم عَلَيْهِ بعض خَبره عَن ابْن الدّباغ وَقد وقفت على إجازات يُونُس ومكي وَابْن عَابِد لَهُ ولأبنه عبد الْملك بن مُوسَى فِي سنتي سبع وثمان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وحَدثني القَاضِي أَبُو بكر بن أبي جَمْرَة فِي كِتَابه قَالَ حَدثنِي أبي أَحْمد عَن أَبِيه عبد الْملك عَن أَبِيه مُوسَى يَعْنِي هَذَا قَالَ أردته الرحلة إِلَى الْمشرق ومفارقة الأندلس لِكَثْرَة الْفِتَن فِيهَا فَقَالَ لي شَيْخي أَبُو الْوَلِيد يُونُس بن مغيث وَقد استشرته سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة أَن حَنش بن عبد الله الصَّنْعَانِيّ دخل الأندلس مَعَ جمَاعَة من التَّابِعين فَلَمَّا أشرف على قرطبة من فج الْمَائِدَة نزل فَوضع أُصْبُعه فِي أُذُنه وَأذن فِي غير وَقت أَذَان فَقيل لَهُ لَا يَنْقَطِع فِيهَا أبدا وَتُوفِّي حَنش بسرقسطة فَإِذا كَانَ أهل الْمشرق من التَّابِعين يقصدون الأندلس فَكيف يرحل عَنْهَا من حل فِيهَا وَقد روى عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَأورد خَبره فِي فضل الأندلس وَإِنَّمَا كتبته لأنبه على وَضعه وَهُوَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الله تعالي فِي أرضه جَزِيرَة يُقَال لَهَا الأندلس حيهم مرابط وميتهم شَهِيد يأمنون من الصعقة لِكَثْرَة فزعهم قَالَ مُوسَى فأفادني هَذِه الْفَائِدَة فجالت نيتي ولازمت الْمقَام بالأندلس وَولد لي فِيهَا
444 - مُوسَى بن أَحْمد التدميري القَاضِي يكنى أَبَا مُحَمَّد حدث عَنهُ أَبُو هَارُون مُوسَى بْن خَلَف بْن أبي دِرْهَم الوشقي كتب إِلَيْهِ فَأَجَازَهُ مَا رَوَاهُ قَرَأت ذَلِك بِخَط ابْن الدّباغ وَلم يسم شُيُوخه وَذكر أَبُو الْقَاسِم بن مدير فِي تَارِيخه وقرأته بِخَطِّهِ مُوسَى بن أَحْمد من أهل تدمير وَحكي أَنه كَانَ معنيا بِالْعلمِ موسوما بالحلم ولي خطة الْقَضَاء بالمرية إِلَى أَن توفّي بهَا سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَقد أرْبى عَلَى السّبْعين
445 - مُوسَى بن وليد بن عَبَّاس الإشبيلي يكنى أَبَا عمرَان رَحل حَاجا وَسمع

(2/172)


بِمَكَّة صَحِيح الْبُخَارِيّ من أبي ذَر الْهَرَوِيّ سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وروى أَيْضا بهَا عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن سعيد بن سختويه الأسفراني روى عَنهُ أَبُو بكر بن الْأَزْهَر سمع مِنْهُ بِمَكَّة قَرَأت ذَلِك بِخَط طَاهِر بن مفوز
446 - مُوسَى بن خلف بن عِيسَى بن سعيد الْخَيْر بن وليد بن ينفع بن أبي دِرْهَم التجِيبِي من أهل وشقة وقاضيها يكنى أَبَا هَارُون سمع أَبَاهُ أَبَا الحزم وَأَبا عمر أَحْمد بن صارم وَأَبا مُحَمَّد الشنتجالي وَأَبا عَمْرو السفاقسي فِي قدومهما على وشقة وَلَقي بتطيلة صَاحب الْأَحْكَام بهَا أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن عل بن شبْل فَحمل عَنهُ شرح الحَدِيث لمُحَمد بن سَحْنُون مناولة وَحمل عَن صَاحب الشرطة الأديب أبي عبد الله بن الغليط سمع مِنْهُ الْكَامِل للمبرد فِي سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة ورحل حَاجا سنة سبع وَأَرْبع مائَة فَسمع من أبي عَبْد الْملك البُوني بهَا كِتَابه فِي شرح الْمُوَطَّأ وبالقيروان من أبي عمرَان الفاسي صَحِيح البُخَارِيّ وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن أبي صفرَة المخلص للقابسي وَلَقي بِمَكَّة أَبَا ذَر الْهَرَوِيّ فَأجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَلم يسمع مِنْهُ فِيمَا أَحسب وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الحزم بن هَاشم قَاضِي سرقسطة وَأَبُو الْوَلِيد حيون بن خطاب التطيلي وَأَبُو الحزم خلف بن مَسْعُود بن الجلاد الوشقي وَأَبُو مُحَمَّد يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عَارِف السَّرقسْطِي وَأَبُو عمر الطلمنكي وَأَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ وَأَبُو عمر بن عبد الْبر وَأَبُو عمر مُوسَى بن أَحْمد التدميري القَاضِي وَمُحَمّد بن سعيد الغرناطي القَاضِي وَأَبُو عَليّ الإلبيري وَغَيرهم وَأَجَازَ الطلمنكي مِنْهُم لَهُ ولبنيه هَارُون وَعبد الرَّحْمَن وَعبيد الله وَمن هَؤُلَاءِ من لقِيه وَتَنَاول مِنْهُ بعض مَا رَوَاهُ وَولي قَضَاء بَلَده وشقة وَكَانَ يقْعد لإسماع الحَدِيث بجامعها وَهُوَ عريق الْبَيْت فِي الْعلم وَالصَّلَاح واستقرت خطة الْقَضَاء فيهم ببلدهم دهرا طَويلا حدث عَنهُ ابناه القَاضِي بدانية أَبُو مُوسَى هَارُون وَأَبُو مطرف عبد الرَّحْمَن وَابْن أُخْته صَاحب الْأَحْكَام بسرقسطة أَبُو الحزم خلف بن مُحَمَّد بن خلف بن حَاتِم الْعَبدَرِي وقرأت السماع عَلَيْهِ بِخَط ابْنه هَارُون الْمَذْكُور فِي سنة

(2/173)


خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بِجَامِع وشقة أَكْثَره من برنامج مُوسَى هَذَا وَمن خطّ ابْن الدّباغ وَذكر ابْن بشكوال فِي كِتَابه يحيى بن عِيسَى بن خلف بن أبي دِرْهَم وَقَالَ سمع من خَاله مُوسَى بن عِيسَى وَهَذَا تَخْلِيط إِنَّمَا هُوَ عَمه وَهُوَ مُوسَى بن خلف بن عِيسَى الْمَذْكُور آنِفا فأشكل عَلَيْهِ بنسبته إِلَى جده وَالله أعلم