الصلة في تاريخ أئمة الأندلس
حرف التاء
من اسمه تمام
تمام بن غالب بن عمر اللغوي، المعروف: بابن التياني من أهل قرطبة سكن
مرسية، يكنى أبا غالب.
روى عن أبيه غالب بن عمر، وأبي بكر الزبيدي، وعبد الوارث بن سفيان
وغيرهم. ذكره الحميدي، وقال: كان إماما في اللغة، وثقةً في إيرادها
مذكور بالديانة والعفة والورع. وله كتاب في اللغة لم يؤلف مثله اختصارا
وإكثارا. وله قصة تدل على فضله مضافا إلى علمه.
قال: أخبرنا أبو محمد بن حزم، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد
الله المعروف بابن الفرضي: أن الأمير أبا الجيش مجاهد بن عبد الله
العامري وجه إلى أبي غالب أيام غلبته على مرسيه وأبو غالب ساكن بها ألف
دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب: مما ألفه تمام بن غالب
لأبي الجيش مجاهد فرد الدنانير وأبا من ذلك ولم يفتح في هذا بابا البتة
وقال: والله لو بذلت لي الدنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، فإني
لم أجمعه له خاصة، لكن لكل طالب عامة. فاعجب لهمة هذا لرئيس وعلوها.
واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها.
(1/122)
قال ابن حيان: وكان أبو غال هذا مقدما في
علم اللسان أجمعه مسلمة له اللغة، شارعا مع ذلك في أفانيين من المعرفة،
وله كتاب جامع في اللغة سماه تلقيح العين. جم الإفادة. وكان بقية مشيخة
أهل اللغة الضابطين لحروفها، الحازقين لمقاييسها، وكان ثقة صدوقا
عفيفا. وتوفي: بالمرية في إحدى الجمادين من سنة ستٍ وثلاثين وأربع
مائة.
تمام بن عفيف بن تمام الصدفي الواعظ الزاهد: من أهل طليطلة: يكنى: أبا
محمد.
أخذ عن عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وشهر
بالزهد والورع والصلاح والعفاف. وكان يعظ الناس ويحضهم على الخير
ويندبهم إليه، ويدلهم عليه. وكان متقللاً في الدنيا راضيا في قوته
باليسير.
وكان يلبس الصوف ويجتهد في أفعال البر كلها، ويعلم الناس أمر دينهم وما
يلزمهم ويخوفهم ويجتهد في نصحهم. وكان يقول إذا سئل عن من لا يحسن
العربية: إذا أعربتم أعمالكم، ما ضركم كلامكم.
توفي رحمه الله: في ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن
مطاهر.
ومن الغرباء في هذا الباب
تمام بن الحارث بن أسد بن عفير البصري، يكنى: أبا سهل.
قدم بالأندلس مع ابنه سهل تاجرين سنة عشرين وأربع مائة. له رواية عن
شيوخ البصرة وغيرهم. وكان ثقة فاضلا على مذهب أبي حنيفة. ذكره أبو محمد
ابن خزرج. لقيه بإشبيلية وروى عنه وقال: أخبرنا أن مولده سنة إحدى
وخمسين وثلاث مائة.
(1/123)
|