الصلة في تاريخ أئمة الأندلس

حرف الحاء
من اسمه حسن
الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق التغلبي: من أهل جيان، يكنى: أبا علي.
حدث عن وهب بن مسرة سمع منه وأجاز له، وعن أبي عمر أحمد بن زكرياء بن ابن الشامة، وعن أبي عون الله وغيرهم. وكان: من قرية باغة التغلبيين.
حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مرابطا، وكان رجلا صالحا وأملى علينا حكايات من حفظه وأجاز لنا وقال لنا: ولدت سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله: آخر يوم من عشر ذي الحجة سنة تسعين وثلاث مائة.
الحسن بن إبراهيم الرباحي، يكنى: أبا علي.
روى عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء وغيره. حدث عنه الصاحبان.
الحسن بن إسماعيل المعروف بابن خيزران: من أهل مرسية، يكنى: أبا عبد الله.
روى عن أبي بكر بن معاوية القرشي وغيره. حدث عنه أبو عبد الله بن عابد وقال: لقيته بتدمير سنة تسع وأربع مائة. وذكر أنه استقضى بالجزائر أعمال ابن مجاهد وسماه الحسين بن إسماعيل وهو الصواب إن شاء الله.
الحسن بن حفص، يكنى: أبا علي الأندلسي.
حدث في الغربة عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله المفلحي لقيه بالأهواز.

(1/134)


حدث عنه بنيسابور أبو بكر بن منصور بن خلف المغربي نزيل نيسابور. ذكر ذلك الحميدي رحمه الله.
الحسن بن أيوب الأنصاري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بالحداد.
روى عن أبي عيسى الليثين وأبي علي البغداذي، وأحمد بن نابت التغلبي، ومحمد ابن عبيدون وغيرهم. وتفقه عند القاضي أبي بكر بن زرب وجمع مسائلة في أربعة أجزاء.
روى عنه جماعة من كبار العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان من أهل العلم بالمسائل والحديث، مقدما في الشورى على جميع أصحابه لسنه. راوية للحديث واللغات، وافر الحظ من الأدب، حسن الشعر في الزهد والرثاء وشبهه، ذا دين وفضل. ولد في المحرم سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي ودفن ضحوة يوم السبت خلف باب القنطرة في رمضان سنة خمس وعشرين وأربع مائة.
الحسن بن بكر بن عريب القيسي السماد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
صحب أبا محمد الأصيلي وأخذ عنه، وأبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي وغيرهما. وكان وراقا. كتب علما كثيرا، وسمع الحديث فاتسع ولم يزل يطلب العلم إلا أن توفي يوم الثلاثاء لأربع بقين من صفر من سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. ومولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن حيان.
الحسن بن محمد بن مفرج بن حماد بن الحسين المعافري، يعرف: بالقبشي: من أهل قرطبة، يكنى أبا بكر.
روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد القلعي،

(1/135)


وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وعباس بن أصبغ، والقاضي عبد الرحمن بن فطيس، وابن الهندي وغيرهم كثيرا.
وعني بالحديث وروايته عن الشيوخ وسماعه منهم وتقييد أخبارهم. وجمع كتابا سماه بكتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء، والقضاة والفقهاء وقد نقلت منه في كتابي هذا ما نسبته إليه، ونقلته من خطه. وقرأت بخطه في آخره: ابتدأت بالاحتفال في أخبرا الخلفاء والقضاة والفقهاء، رحمنا الله وإياهم في المحرم سنة سبع عشرة وأربع مائة بمرسية في دار بني صفوان بربض بني خطاب قرب المسجد الجامع فتم بحمد الله وعونه للنصف من المحرم من سنة عشرين وأربع مائة. وتوفي بعد الثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة. ذكر مولده ابن خزرج وروى عنه.
حسن بن محمد بن ذكوان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا علي.
استقضاه أبو الوليد محمد بن جهور بقرطبة، ورقاه إليها من أحكام الشرطة والسوق ولم يكن عنده كبير علم، وإنما كانت أثرة آثره بها، ثم صرفه عن أحكام القضاء لأشياء ظهر منه. وبقي كذلك معطلا في داره. محرجا عليه الخروج منه إلا إلى المسجد خاصة إلى أن توفي عشي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن خازم، وكانت سنه بضعا وثمانين سنة، وكانت مدة عمله في القضاء أربع سنين وأحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما.
الحسن بن مالك: من أهل بجانة، يكنى: أبا علي.
كان: من أهل الجلالة والصلاح والخطابة وتوفي سنة ستٍ وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
الحسن بن محمد بن الحسن النباهي: من أهل مالقة، يكنى: أبا علي.

(1/136)


أستقضى بغرناطة. وكان: من أهل النباهة والجلالة وتوفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
الحسن بن عبيد الله الحضرمي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا علي.
روى عن أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرىء ووجه به إلى غرناطة وأقرأ الناس بها، ثم ولى القضاء بها، ثم عزل عنه، وأقرأ الناس بالمسجد الجامع منها إلى أن توفي سنة ستٍ وثمانين وأربع مائة. أخبرنا عنه أبو الحسن علي بن أحمد المقرىء.
الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم: من أهل بطليوس، يكنى: أبا الحزم. أخذ ببلده عن أبي بكر محمد بن موسى بن الغراب كثيرا، وعن غيره من الشيوخ. وكان مقدما في علم اللغة والأدب والشعر. وله شرح في كتاب أدب الكتاب لابن قتيبة أخذ الناس عنه، وقد أسند عنه أبو علي الغساني في غير موضع من كتبه ورأيت ذلك بخطه.
الحسن بن علي بن محمد الطائي: من أهل مرسية، يكنى: أبا بكر، ويعرف: بالفقيه الشاعر لغلبة الشعر عليه.
روى عن أبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن القطان، وأبي محمد بن المأموني، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي العباس العذري، وابن بدر، وابن مغيث، وابن ارفع رأسه وغيرهم. وجالس أبا الوليد بن ميقل ولم يسمع منه شيئا، وكان مشاركا في علوم، قائلا للشعر، وله كتاب في النحو سماه المقنع في شرح كتاب ابن جني وغير ذلك من تواليفه. وتوفي في رمضان سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
الحسن بن عمر بن الحسن الهوزني: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.

(1/137)


روى عن أبيه، وأبي محمد عبد الله بن علي الباجي، وأبي عبد الله بن منظور والقاضي أبي بكر بن منظور وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج وسمع بالمهدية: من أبي بكر عبد الله ابن محمد القرشي، وبالإسكندرية: من أبي عبد الله محمد بن منصور الحضرمي، ومن أبي القاسم مهدي بن يوسف الوراق، وبمصر: من أبي عبد الله محمد بن بركات، وأجاز له أبو محمد بن الوليد، وأبو عمر بن عبد البر. وكان: فقيها مشاورا ببلده، عاليا في رواية، ذاكراً للأخبار والحكايات، حسن الايراد بها. رحل الناس إليه وسمعوا منه. وتوفي رحمه الله في ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وخمس مائة. ومولده سنة خمس وثلاثين وأربع مائة.
الحسن بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن غلوز الغافقي: من أهل ميورقة يكنى: أبا علي.
دخل بغداذ وأخذ بها عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي الحسن ابن أيوب، وأبي الفوارس الزينبي وغيرهم. سمعت شيخنا القاضي أبا بكر ابن العربي بصفه بالنبل والذكاء، والدين والفضل والعفاف. ويذكر أنه صحبه هنالك. وقد حدث وأخذ الناس عنه.

ومن الغرباء
الحسن بن علي الفاسي، يكنى: أبا علي.
ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والفضل مع العقيدة الخالصة، والنية الجميلة، لم يزل يطلب ويختلف إلى العلماء محتسبا حتى مات. قال أبو محمد علي بن أحمد: قلت له يوماً يا با علي: متى تنقضي قراءتك على الشيخ؟ وأنا حينئذ أريد

(1/138)


سماع كتاب آخر من ذلك الشيخ. فقال لي: إذا انقضى أجلي. فاستسحنتها منه. وكان رحمه الله ناهيك به سروا، ودينا، وعقلا، وورعا، وتهذيبا، وحسن خلق.

من اسمه حسين
الحسين بن أبي العافية الجنجيالي. قدم طليلطة مرابطا، يكنى: أبا علي.
حدث عن أبي المطرف بن مدراج وغيره. وكان شيخا صالحا. حدث عنه الصاحبان وقالا. توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة.
الحسين بن حي بن عبد الملك بن حي بن عبد الرحمن بن حي التجيبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الله، ويعرف: بالحزقة وأمه بنت الحسن بن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عن أبي عيسى الليثي، وابن القوطية، وأحمد بن نابت التغلبي، ومحمد بن أحمد بن خالد وغيرهم. وشاوره القاضي محمد بن يبقى بن زرب فصار صدرا في المفتين بقرطبة. وكان حافظا للمسائل على مذهب مالك، ذاكرا لأصولها. ورحل إلى المشرق سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة وحج ثلاث حجاتٍ وأخذ عن أبي بكر الآجري كثيرا من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام، وولي خطة الوثائق السلطانية في صدر دولة المظفر عبد الملك بن أبي عامرٍ، واستقضى بباجه، واشكنية، ثم بمدينة سالم، ثم بجيان. وكان بارا بمن قصده أو جالسه، كريم العناية بمن استعان به أو ترسل بسببه. له في ذلك أخبار مشهورة. وكان حرج الصدر. وتوفي في صدر الفتنة البربرية يوم الخميس لثمانٍ خلون من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة بعد اختفاء ومحنة عظيمة نالته.

(1/139)


ودفن بمقبرة قريش. وكان مولده سنة ستٍ وثلاثين وثلاث مائة. وكان قصير القامة جدا.
الحسين بن إسماعيل بن الفضل العتقي: من أهل مرسية.
له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا محمد بن أبي زيد وغيره، وأبا الحسن طاهر ابن غلبون.
وكان عالما بالأخبار والإعراب والأشعار. وتوفي في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة ذكره ابن مدير.
الحسين بن عاصم: من أهل العلم والأدب.
له كتاب المآثر العامرية في سير المنصور محمد بن أبي عامر وغزواته وأوقاتها.
ذكره أبو محمد علي بن أحمد. حكاه الحميدي.
حسين بن عبد الله بن حسين بن يعقوب: من أهل بجانة، يكنى: أبا علي.
روى عن أبي عثمان سعيد بن فحلون وغيره. روى عنه الخولاني وقال: كان قديم الطلب، وكثير السماع. من أهل العلم والتقدم في الفهم وأسن وعمر طويلا وقارب مائة سنه، واحتيج إليه وتكرر عليه. وروى عنه أيضا أبو عبد الله بن عابد، وأبو العباس العذري، وأبو بكر المصحفي وغيرهم. ومولده سنة ستٍ وعشرين وثلاث مائة، وتوفي سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير.
حسين بن محمد بن غسان: من أهل إلبيرة، يكنى: أبا علي.
روى عن ابن أبي زمنيين وغيره. روى الناس عنه كثيرا. وتوفي في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
حسين بن عيسى بن حسين الكلبي: قاضي مالقة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بحسون.

(1/140)


روى بالمشرق عن أبي الحسن علي بن إبراهيم النحوي الحوفي، وأبي ذر الهروي وغيرهما. وكان فقيه مالقة وكبيرها، وأصله من جراوة. وكان أبو ذر إذا سئل بحضرته أحال عليه في الجواب حدث عنه أبو المطرف الشعبي، وأبو عبد الله بن خليفة وغيرهما. وتوفي في صدر سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مائة.
قال الشعبي: وكان فقيها في المسائل حافظا لها، عالما بأصولها ونظائرها ما رأيت مثله في علمه بها.
الحسين بن محمد بن مبشر الأنصاري المقرىء: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بابن الإمام.
أخذ القراءة عن أبي عمرو المقرىء، وأبي علي الإلبيري، وأبي علي البغداذي وغيرهم. ورحل إلى المشرق وروى عن أبي ذر الهروي، وإسماعيل الحداد المقرىء وغيرهما، وأقرأ الناس القرآن. وكان: خيرا فاضلا. وتوفي سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة.
حسين بن محمد بن أحمد الغساني: رئيس المحدثين بقرطبة، يكنى: أبا علي، ويعرف: بالجياني وليس منها إنما نزلها أبوه في الفتنة، وأصلهم من الزهراء.
روى عن أبي العاص حكم بن محمد الجذامي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي شاكر القبري، وأبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن الحذاء القاضي، وأبي مروان الطبني، والقاضي سراج بن عبد الله، وابنه أبي مروان، وأبي

(1/141)


الوليد الباجي، وأبي العباس العذري وجماعة غيرهم يكثر تعدادهم سمع منهم وكتب الحديث عنهم.
وكان: من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء المسندين. وعني بالحديث وكتبه وروايته، وضبطه. وكان حسن الخط جيد الضبط، وكان له بصر باللغة والإعراب، ومعرفة بالغريب والشعر والأنساب وجمع من ذلك كله ما لم يجمعه أحد في وقته. ورحل الناس إليه وعولوا في الرواية عليه، وجلس لذلك بالمسجد الجامع بقرطبة وسمع منه أعلام قرطبة وكبارها وفقهاؤها وجلتها. وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ووصفوه بالجلالة والحفظ والنباهة، والتواضع والتصاون.
وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: كان من أكمل من رأيت علما بالحديث ومعرفة بطرقه، وحفظاً لرجاله، عانا كتب اللغة، وأكثر من رواية الأشعار، وجمع من سعة الرواية ما لم يجمعه أحدٌ أدركناه. وصحح من الكتب ما لم يصححه غيره من الحفاظ. كتبه حجة بالغة، وجمع كتاباً في رجال الصحيحين سماه: بتقييد المهمل وتمييز المشكل، وهو كتابٌ حسنٌ مفيدٌ أخذه الناس عنه وسمعناه على القاضي أبي عبد الله بن الحاج عنه.
قرأت بخط أبي علي رحمه الله في كتابه: أنا حكم بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق، قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد البغداذي الوراق، قال: سمعت ابن الأصم، يقول: سمعت أبي يقول إذا رأى أصحاب الحديث:
أهلا وسهلا بالذين أحبهم ... واودهم في الله ذي الالآء
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى ... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمدٍ ... ما أنتم وسواكم بسواء

(1/142)


وتوفي أبو علي رحمه الله ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة. ودفن يوم الجمعة بمقبرة الربض عند الشريعة القديمة. ومولده في المحرم سنة سبع وعشرين وأربع مائة. وكان قد لزم داره قبل موته بمدة لزمانة لحقته.
حسين بن محمد بن فيرة بن حيون بن سكرة الصدفي: من أهل سرقسطة سكن مرسية، يكنى: أبا علي.
روى بسرقسطة عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبي محمد عبد الله ابن محمد بن إسماعيل وغيرهما. وسمع ببلنسية: من أبي العباس العذري، وسمع بالمرية: من أبي عبد الله محمد بن سعدون القروي، وأبي عبد الله بن المرابط وغيرهما. ورحل إلى المشرق أول محرم سنة إحدى وثمانين وأربع مائة في البحر وحج من عامه، ولقي بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري إمام الحرمين، وأبا بكر الطرطوشي وغيرهما، ثم صار إلى البصرة فلقي بها أبا يعلى المالكي، وأبا العباس الجرجاني، وأبا القاسم ابن شعبة وغيرهم.
وخرج إلى بغداذ فسمع بواسط من أبي المعالي محمد بن عبد السلام الأصبهاني وغيره. ودخل بغداذ يوم الأحد السادس عشرة من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين فأطال الإقامة بها خمس سنين كاملة. وسمع بها من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون مسند بغداذ، ومن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي محمد رزق الله ابن عبد الوهاب التميمي، وأبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وأبي عبد الله الحميدي وتفقه عند الفقيه أبي بكر الشاشي وغيره.
وسمع: من جماعة سواهم من رجال بغداذ ومن القادمين عليها أيام كونه بها، ثم رحل عنها في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين فسمع بدمشق: من أبي الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي، وأبي الفرج سهب بن بشر الإسفرايني وغيرهما. وسمع بمصر: من القاضي أبي الحسن علي بن الحسين الخلعي، وأبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي

(1/143)


وأجاز له بها أبو إسحاق الحبال مسند مصر في وقته ومكثرها.
وسمع بالأسكندرية: من أبي القاسم مهدي بن يونس الوراق، ومن أبي القاسم شعيب بن سعيد وغيرهما.
ووصل إلى الأندلس في صفر من سنة تسعين وأربع مائة وقصد مرسية فاستوطنها وقعد يحدث الناس بجامعها ورحل الناس من البلدان إليه وكثر سماعهم عليه. وكان عالما بالحديث وطرقه، عارفا بعلله وأسماء رجاله ونقلته، يبصر المعدلين منهم والمجرحين، وكان حسن الخط، جيد الضبط، وكتب بخطه علما كثيرا وقيده. وكان حافظا لمصنفات الحديث، قائما عليها، ذاكرا لمتونها وأسانيدها ورواتها، وكتب منها صحيح البخاري في سفر، وصحيح مسلم في سفر. وكان قائما على الكتابين مع مصنف أبي عيسى الترمذي. وكان فاضلا دينا متواضعا حليما وقورا، عاملا عالما. واستقضى بمرسية ثم استعفى عن القضاء فأعفى وأقبل على نشر العلم وبثه وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة، وهو أجل من كتب إلينا من شيوخنا ممن لم ألقه.
أخبرنا القاضي أبو علي هذا مكاتبة بخطه وقرأته على القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الناقد قالا: أنشدنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ببغداد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري لنفسه:
قل لمن أنكر الحديث وأضحى ... عائبا أهله ومن يدعيه
أبعلمٍ تقول هذا أبن لي ... أم بجهلٍ فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدي ... ن من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه ... راجعٌ كل عالم وفقيه
واستشهد القاضي أبو علي رحمه الله في وقعة قتندة بثغر الأندلس يوم الخميس لستٍ بقين من ربيع الأول من سنة أربع عشرة وخمس مائة. وهو يومئذ من أبناء الستين رحمه الله وغفر له.

(1/144)


ومن الغرباء
حسين بن محمد بن سلمون المسيلي، يكنى: أبا علي.
أصله من العدوة وولاه سليمان بن حكم أمير البرابرة الشورى بقرطبة. وكان حسن التفقه، وقد نوظر عليه في المسائل، وكان لا يحسن سواها، وكان عفيفاً متواضعاً وتوفي في آخر شوال سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة، ودفن بمقبرة العباس، وصلى عليه القاضي المصروف أبو بكر بن ذكوان.
الحسين بن الحسن بن أحمد بن الفتح الدمياطي الواعظ، يكنى: أبا عبد الله.
قدم الأندلس وحدث بطليطلة عن أبي إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبي بكر الخطيب وغيرهما. ثم صار إلى بطليوس ولقيه بها أبو علي الغساني وأخذ عنه سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة، وأخبرنا عنه غير واحد ممن لقيناه.
وقرأت بخطه: أنا أبو الحسن سهل بن محمد بن الحسن الصوفي الأديب، قال: نا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا العباس محمد بن الحسن بن الخشاب يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول: كان أبو حاتم العطار البصري إذا رأى الصوفية وعليهم المرقعات والفوط يقول: يا سادتي: نشرتم أعلامكم، وضربتم طبولكم، فيا ليت شعري عند اللقاء أي رجال تكونون.

حكم
من اسمه حكم
حكم بن محمد بن حكم بن زكرياء بن قاسم الأموي الأطروش: من أهل قرطبة، يكنى: أبا العاصي.
روى بالمشرق عن ابن النحاس النحوي، وابن حيوية، ومؤمل، وأبي قتيبة، وابن خروف، وابن أبي الموت وغيرهم. روى عنه جماعة من كبار المحدثين منهم: أبو عمرو المقرىء، والصاحبان وقالا: مولده في رجب لخمس عشرة ليلة خلت منه من سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة، وتوفي في نحو الأربع مائة.
حكم بن محمد بن إسماعيل بن داود القيسي السالمي: من ساكني سرقسطة، يكنى: أبا العاصي.

(1/145)


روى بالمشرق عن أبي محمد بن الحسن بن رشيق العدل وغيره. وسمع من جماعة من رجال الأندلس. وكان زاهدا ورعا، وكان يتولى الصلاة بجامع سرقسطة. حدث عنه الصاحبان، ووضاح بن محمد السرقسطي وذكر أنه توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.
حكم بن منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الله بن نجيح من أهل قرطبة، يكنى: أبا العاصي. وهو ولد القاضي الجماعة منذر ابن سعيد.
روى عن أبيه، وعن أبي علي البغدادي وغيرهما. ورحل إلى المشرق وأخذ بمكة عن أبي يعقوب بن الدخيل وغيره. روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن سميق والبشكلاري وغيرهم.
قال أبو علي: سمعت أبا أحمد جعفر بن عبد الله يقول: كان حكم بن منذر من أهل المعرفة والذكاء، متقد الذهن، طود علم في الأدب لا يجاري. وسكن طليلطة مدة وتوفي بمدينة سالم في نحو سنة عشرين وأربع مائة. ذكر وفاته ابن مدير.
وأنشدني أبو بحر الأسدي قال: أنشدني أبو عمر النمري، قال: أنشدني حكم ابن منذر لنفسه:
وكنتم أخلاءي الذين أعدهم ... لصرف زمانٍ إن ألم بداهيه
فأخلفتم ظني بكم فقليتكم ... فنفسي عنكم آخر الدهر ساليه

(1/146)


حكم بن أحمد بن عيسى البهراني الطالقي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا العاصي.
روى عن أبي الحسن الأنطاكي وغيره. ورحل إلى المشرق وحج سنة تسع وأربع مائة وأخذ عن أبي الحسن بن جهضم والطرسوسي وغيرهما. وتوفي: سنة ست وعشرين وأربع مائة.
ومولده سنة خمسٍ وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
حكم بن محمد بن حكم بن محمد الجذامي، يعرف: بابن إفرانك: من أهل قرطبة، يكنى: أبا العاصي.
روى بقرطبة عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمداني، وأبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ، وعبد الله بن إسماعيل بن حرب، وعبد الله بن محمد بن نصر الحديثي، وأبي محمد أسد، وأبي الفضل أحمد بن قاسم البزاز، وهاشم بن يحيى البطليوسي، وأبي عمر الإشبيلي الفقيه، وأبي عبد الله بن العطار في آخرين. ولقي بطليطلة عبدوس بن محمد وغيره من رجال الثغر.
ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وحج ولقي بمكة: أبا القاسم السقطي المكي، وأبا الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، وأبا يعقوب بن الدخيل وأخذ عنهم. وكتب بمصر: عن أبي بكر بن البنا، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن النحاس. وقرأ القرآن على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله ابن غلبون المقرىء، ولقي بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد الفقيه فأخذ عنه وأجازه، وأبا جعفر أحمد بن ثابت بن دحمون.
وروى عن حكم هذا جماعة من كبار المحدثين منهم: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلا صالحا، ثقة فيما نقل مسندا، وعلت روايته لتأخر وفاته. وكان رجلا صليبا في السنة، متشددا على أهل البدع، عفيفا ورعا

(1/147)


صبورا على القل، طيب الطعمة متين الديانة، رافضا للدنيا، مهينا لأهلها، منقبضا عن السلطان، لا يأتيهم زائراً ولا شاهداً. يتعيش من بضيعة حل ليده يضارب له بها ثقات إخوانه المسافرين في وجهٍ ما.
وتوفي رحمه الله: صدر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وأربع مائة عن سنٍ عالية بضع وتسعين سنة. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه صاحب أحكام القضاء بقرطبة يحيى بن محمد بن زرب.
وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، قال. أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن خلف أنه رأى على نعش حكم بن محمد هذا يوم دفنه طيورا لم تعهد بعد كانت ترفرف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن وورى في لحده، كالذي رؤى على نعش أبي عبد الله بن الفخار رحمهما الله.

حامد
من اسمه حامد
حامد بن محمد بن حامد بن دراج القيسي: صاحب الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان المقرىء، وعن القاضي أبي بكر ابن السليم وروى عن غيرهما. روى عنه أبو عمر بن مهدي المقرئ وقال: كان خيرا فاضلا كثير الرِّواية. في الحديث: توفى يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت لشوال سنة ست وأربع مائة. ودفن بمقبرة الربض وصلى عليه صاحب الصلاة يونس ابن عبد الله.

(1/148)


حامد بن الفرج الطائي: من أهل قرطبة. هو أخو أصبغ بن الفرج الفقيه.
كان: من الصالحين المتقشفين القانتين المتبتلين المتقين ممن شهر بالخير والعلم والفضل، وقوام الدين وتلاوة القرآن وصاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة. من أهل العفاف والطهارة، مقبول الشهادة، برا صدوقا يتبرك بلقائه، وينتفع بدعائه. وتوفي بعد أخيه أصبغ بنحو خمسة أعوام. وكانت وفاة أصبغ سنة أربع مائة. ذكره ابن مفرج ونقلته من خطه.
حامد بن ناهض الأموي: من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا شاكر. روى ببلده عن أبي بكر محمد بن الغراب، وأبي محمد الشنتجيالي وغيرهما. وكان فقيها حافظا للرأي ذاكرا له، دينا فاضلا. واستقضى ببلده. وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير.

من اسمه حجاج
حجاج بن يوسف بن حجاج اللخمي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا محمد. ويعرف: بابن الزاهد.
روى ببلده عن أبي محمد الباجي، وبقرطبة: عن أبي بكر بن السليم، وابن زرب، والأنطاكي، وابن القوطية، والزبيدي. وكان قديم الطلب لفنون العلم مقدما في الفهم وقول الشعر. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وقد ناهز الثمانين.
حجاج بن محمد بن عبد الملك بن حجاج اللخمي المرليشبي: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا الوليد.

(1/149)


له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي الحسن القابسي، والداودي، والبراذعي وغيرهم بالمشرق والأندلس. وكان معتنيا بطلب العلم والبحث عن رواياته واكتساب كتبه. وتوفي في شعبان سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وله نيف وستون سنة ذكرهما معا أبو محمد بن خزرج.
حجاج بن قاسم بن محمد بن هشام الرعيني؛ يعرف: بابن الموني من أهل المرية؛ يكنى: أبا محمد.
له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا بكر، المطوعي، وأبا ذر الهروي وروى عنهما.
حدث عنه من شيوخنا أبو علي بن سكرة، وأبو جعفر بن المتغير وغيرهم، وكان مشاورا بالمرية، ثم صار إلى سبتة وسكنها. توفي في سنة ثمانين وأربع مائة وهو ابن خمسة وسبعين عاما. ذكر وفاته ابن مدير.
وذكر لي القاضي أبو الفضل بن عياض وكتبه إلي بخطه أنه توفي سنة إحدى وثمانين وأربع مائة وقال: رأيت السماع عليه بسبتة في هذا العام. وذكر أن أصله من سبتة.

من اسمه حيان
حيان الزاهد: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر.
كان رجلا صالحا زاهدا، ورعا خاشعا متبتلا، ثقة في دينه وعقله من أصحاب أبي بكر بن مجاهد، وممن نفع الله المسلمين به. وتوفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. فكان جمعه عظيم ودفن بمقبرة قريش.
حيان بن خلف بن حسين بن حيان بن محمد بن حيان بن وهب بن حيان مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان - كذا قرأت نسبه وولاءه بخطه -: من أهل قرطبة وصاحب تاريخها؛ يكنى: أبا مروان.

(1/150)


ذكره أبو علي الغساني في شيوخه وقال: كان عالي السن، قوي المعرفة مستبحرا في اللآداب بارعا فيها، صاحب لواء التاريخ بالأندلس، أفصح الناس فيه، وأحسنهم نظما له. لزم الشيخ أبا عمر بن أبي الحباب النحوي صاحب أبي علي البغدادي، ولزم أبا العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغداذي وأخذ عنه كتابه المسمى بالفصوص، وسمع الحديث علي أبي حفص عمر بن حسين بن نابل وغيره.
قال أبو علي: سمعت أبا مروان بن حيان يقول: التهنية بعد ثلاثٍ استخفافٌ بالمودة، والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة. وتوفي ليلة الأحد لثلاثٍ بقين من ربيع الأول سنة تسعٍ وستين وأربع مائة، ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة الربض. وموله سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. ذكر ذلك أبو علي الغساني ووصفه بالصدق فيما حكاه في تاريخه.
وقرأت بخط أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عون قال: كان أبو مروان بن حيان فصيحا في كلامه، بليغا فيما يكتبه بيده، وكان لا يعتمد كذبا فيما يحكيه في تاريخه من القصص والأخبار. قال: ورأيته في النوم بعد وفاته مقبلا إلي، فقمت إليه وسلم علي وتبسم في سلامه وقلت له: ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي. فقلت له فالتاريخ الذي صنعت ندمت عليه؟ فقال: أما والله لقد ندمت عليه، إلا أن الله عز وجل بلطفه عفى عني وغفر لي.

(1/151)


ومن تفاريق الأسماء
حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر بن غره سان مولى الإمام هشام بن عبد الرحمن بن معاوية؛ المعروف: بالشطجيري الشاعر الأديب: من أهل قرطبة؛ يكنى أبا: عبد الله.
روى عن أبي علي البغداذي، وقاسم بن أصبغ. وروى عن ثابت بن قاسم بن ثابت كتاب الدلائل في شرح غريب الحديث، وأخذ أيضا عن أبي بكر بن القوطية وغيره ودون شعر يحيى بن حكم الغزال ورتبه على الحروف. ذكره أبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده في شوال سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وروي عنه أيضاً أبو عمر المقرىء، وقاسم بن هلال قال ابن عتاب: وخرج من قرطبة سنة أربع وأبع مائة. وهو ابن ثمانين سنة.
حيون بن خطاب بن محمد: من أهل تطيلة؛ يكنى: أبا الوليد.
يروي عن أبي العاصي حكم بن إبراهيم المرادي، وأبي محمد بن أرفع رأسه، وسهل بن إبراهيم الأستجي، وأبي محمد الأصيلي، وابن الهندي، وابن العطار وغيرهم كثيرا ورحل إلى المشرق وحج ولقي الداودي، والقابسي، والبراذعي وغيرهم وله كتاب جمع فيه رجال رجاله الذين لقيهم. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن سمعان الثغري وغيره.

(1/152)


حنظلة بن عبد الرحمن بن حنظلة الأموي؛ يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي حفص عمر بن محمد الجمحي وغيره. حدث عنه الصاحبان. وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.
حسان بن مالك بن أبي عبدة: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبدة.
روى عن أبي بكر الزبيدي، وأبي عثمان بن القزاز وغيرهما. وكانت من جلة الأدباء وعلمائهم. روى عنه أبو مروان الطبني، وقال: توفي في شوال سنة ست عشرة وأربع مائة.
حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم بن سليمان ابن عبد الرحمن بن صالح الأطروش: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
ذكره أبو محمد بن حزم وقال: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرواية، ضابطاً لما قيد. روى عن أبي محمد الباجي، وابن عائذ، وابن مفرج فأكثر. شديد الانقباض لا أدي أحدا سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها، فما شارك قط فيها بمحضر ولا بيد ولا بلسان، مع ذكائه وحزمه وقيامه بكل ما يتولى. حسن الخط قويا على النسخ ينسخ من نهاره نيفا وعشرين ورقة، حسن الشعر، حسن الخلق، فكه المحادثة، ولي قضاء يابرة وشنترين والأشبونة وسائر الغرب أيام المظفر وأخيه. ودولة المهدي وسليمان والمؤيد. وتوفي رحمه الله بقرطبة. في رجب سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. ودفن بالربض وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله، وكان مولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.
حماد بن عمار بن هاشم الزاهد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد.
روى عن أبي عيسى الليثي وغيره، وكانت له رحلة إلى المشرق حج فيها ولقي

(1/153)


بالقيروان أبا محمد بن أبي زيد الفقيه وروى عنه، وأبا القاسم الجوهري وغيرهما. وكان رجلا صالحا زاهدا ورعا شهر بالخير والصلاح وإجابة الدعوة. وكان الناس يقصدون إليه ويستنفرونه الدعاء ويتبركون بلقائه ورؤيته. ودعاه علي بن حمود إلى قضاء قرطبة فصرف الرسول على عقبيه وانتهره. ولم يعرض له علي بعد ذلك.
وخرج إلى طليلطة فاستوطنها إلى أن توفي بها سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. وكان قد ينف على مائة عام. حدث عنه حاتم بن محمد وغيره. ذكر تاريخ وفاته وبعض خبره ابن مطاهر. وقال ابن حيان توفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة.
حمد بن حمدون بن عمر القيسي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا شاكر.
ذكره الحميدي وقال فيه: له حظ من الأدب والشعر. يروى عن القنازعي. قرأنا عليه وسمعته ينشد في صفة قلم العالم:
قلمٌ حدُّ شباه ... لكتاب العلم خاص
طائع لله جل الل ... هـ للشيطان عاص
كلما خط سطورا ... بمعاني العلم غاص
ومات بعد الثلاثين والأربع مئة.
حمزة بن سعيد بن عبد الملك: من أهل غرناطة، يكنى: أبا الحسن. روى الحديث وأمعن فيه.
وكان: من أهل الفقه والنفوذ في الكلام عليه. وتوفي يوم الأحد منتصف جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وأربع مائة.
حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي، يعرف: بابن الطرابلسي: من أهل قرطبة وأصله من طرابلس الشام، يكنى: أبا القاسم.

(1/154)


روى بقرطبة عن أبي حفص عمر بن حسين بن نابل، وأبي بكر التجيبي، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، ومحمد بن عمر بن الفخار، وأبي عمر الطلمنكي، وحماد الزاهد، وأبي محمد بن الشقاق الفقيه وجماعةٍ سواهم.
ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربع مائة فبقي بالقيروان عند أبي الحسن القابسي الفقيه ولازمه في السماع والرواية حتى سمع عليه أكثر روايته إلى أن توفي الشيخ أبو الحسن في جمادى الأول سنة ثلاث، فرحل إلى مكة حرسها الله بقية عامه وحج فيه ولقي أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقي وكان أحد المسندين الثقات فقرأ عليه وأجاز له، ولقي أبا سعيد السجري راوي كتاب مسلم فحمله عنه، وأبا بكر بن عزرة فأخذ عنه وأجازه.
ثم انصرف إلى القيروان سنة أربع ولم يكتب بمصر عن أحد شيئا فبقي بالقيروان في مقابلة كتبه، وانتساخ سماعاته من أصول الشيخ أبي الحسن وأخذها عن أبي عبد الله محمد بن مناس القروي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن مسمار، وأخذ عن أبي عبد الله محمد ابن سفيان المقرىء كتابه الهادي في القراءات، وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه.
ثم انصرف إلى الأندلس وقد جمع علما كثيرا، وسكن طليلطة مدة وروى بها عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد بن ذنين، وأبي مغلس وغيرهم. ولقي بها أبا الحسن علي بن إبراهيم التبريزي وسمع عليه تفسير القرآن للنقاش. وسمع ببجانة من أبي القاسم الوهراني وغيره.
قال أبو علي: كان أبو القاسم هذا ممن عني بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي وكتب أكثر كتبه بخطه وتأنق فيها. وكان حسن الخط.

(1/155)


وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: شيخٌ جليل فاضلٌ نشأ في طلب العلم وتقييد الآثار واجتهد في النقل والتصحيح، وكانت كتبه في نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه والصبر على ذلك مع كبرة السن، وانهداد القوة. أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى من ذلك، وكان في عداد المشاورين بها.
قرأت على شيخنا أبي محمد بن عتاب قال: قرأت على أبي القاسم حاتم ابن محمد قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد القابسي بمنزله بالقيروان سنة اثنتين وأربع مائة قال: أخبرني حمزة بن محمد الكناني بمصر وقد اجتمع عنده الطلبة يسأله كل واحدٍ منهم برغبته في دواوين أرادوا أخذها عنه فقال: اجتمع قومٌ من الطلبة بباب قتيبة بن سعيد فسأله بعضهم أن يسمعه من الحديث، وبعضهم من الفقه وأكثر كل واحدٍ منهم برغبته، وألح عليه الرحالون، وكان روى كثيرا ولقي رجالا فتبسم ثم قال:
تسألني أم ... صبي حملا
يمشي رويدا ... ويكون أولا
مهلا خليلي ... فكلانا مبتلى
قال أبو علي: قال لنا أبو القاسم حاتم بن محمد: كنا عند أبي الحسن علي بن محمد ابن خلف القابسي في نحو من ثمانين رجلا من طلبة العلم من أهل القيروان والأندلس وغيرهم من المغاربة في علية له. فصعد إلينا الشيخ وقد شق عليه الصعود فقام قائما وتنفس الصعداء. وقال: والله لقد قطعتم أبهر. فقال له رجل من أصحابنا الأندلسيين من أهل الثغر من مدينة وشقة: نسأل الله تعالى أن يحبسك علينا أيها الشيخ ولو ثلاثين سنة. فقال ثلاثون كثيرا ثم أنشدنا:

(1/156)


سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبالك يسأم
فقلنا له: أصلحك الله وانتهيت إلى الثمانين: فقال: زدتها بشهرين أو نحوهما وثم توفي إلى شهرين أو ثلاثة رحمه الله.
قال أبو علي: وتوفي أبو القاسم رحمه الله عشي يوم الأحد لعشر مضين من ذي القعدة سنة تسع وستين وأربع مائة. وصلى عليه أبو الأصبغ عيسى بن خيرة صاحبنا. قال: وأخبرني رحمه الله قال: قرأت بخط جدي عبد الرحمن بن حاتم: ولد حفيدي حاتم في النصف من شعبان من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
حمداد بن قاسم بن حمداد العتقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبيه وغيره.
وكان أديباً بارعاً له شعرٌ حسنٌ ومعرفة ذكره القبشي في كتابه.

(1/157)