الصلة في تاريخ أئمة الأندلس

الجزء الثالث
حرف الجيم
من اسمه جعفر
جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان اللغوي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا مروان، ويعرف بابن الغاسلة.
روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وابن عون الله، وابن مفرج، والمعيطي، والزبيدي وغيرهم. وكان بارعا في الأدب واللغة ومعاني الشعر والخبر. ذا حظٍ من علم السنة. وتوفي سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. ومولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.
ذكره أبو محمد بن خزرج وروى عنه.
جعفر بن أبي علي إسماعيل بن القاسم بن عيذون البغداذي: سكن قرطبة.
روى عن أبيه وكان أديبا شاعرا. ذكره الحميدي، وقد أخذ عنه أبو الوليد ابن الفرضي.
جعفر بن محمد بن ربيع المعافري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي محمد عبد الله بن إسماعيل بن حرب، وأبي جعفر بن عون الله، ومحمد بن خليفة ونظرائهم.
ورحل إلى المشرق وحدث هنالك وقد ذكر عنه أبو بكر الخطيب في كتاب جمع الرواة عن مالك قصة اجتماع مالك مع سفيان بن عيينة وهي طويلة. حدث بها

(1/127)


الخطيب عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكرياء النسوي بدمشق، عن جعفر هذا، عن أبي محمد بن حرب بسنده. وذكر القصة إلى آخرها.
جعفر بن يوسف الكاتب: قرطبي روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي وغيره أشعارا وأخبارا. روى عنه أبو محمد بن حزم. حكى ذلك الحميدي.
جعفر بن عبد الله بن أحمد التجيبي: من أهل قرطبة من ساكني ربض الرصافة بها.
سكن طليطلة واستوطنها، يكنى أبا أحمد.
روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي، تلا عليه القرآن وسمع منه الحديث ثلاثة أعوام سنة إحدى عشرة، واثنتي عشرة، وثلاث عشرة، وقرأ الأدب على أبي محمد قاسم بن محمد القرشي المروانين وعلي أبي العاص حكم بن منذر بن سعيد وجالسهما بمدينة طليطلة. وأخذ بها أيضا عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم. وكان ثقة فيما رواه، فاضلاً منقبضاً. سمع الناس منه ولقيه أبو علي الغساني بطليطلة وأخذ عنه بها.
وأخبرنا عنه من شيوخنا محمد بن أحمد الحاك وقال لي غير مرة: قتل أبو أحمد هذا في داره بطليطلة ظلما ليلة عيد الأضحى سنة خمس وسبعين وأربع مائة. ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة.
جعفر بن مفرج بن عبد الله الحضرمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا أحمد.
كان متقدما في علم الطب، مطبوعا فيه وذا علم بالحساب وفنونه. من شيوخه في الحساب مسلمة المرجيطي وغيره. وروى الطب عن أبيه. ذكره ابن خزرج وقال: مولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة.

(1/128)


جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي اللغوي: من أهل قرطبة، يكنى، أبا عبد الله.
روى عن أبيه محمد بن مكي، ولزم أبا مروان عبد الملك بن سراج الحافظ واختص به وانتفع بصحبته وقال لي: صحبته مدة من خمسة عشر عاما أو نحوها، وأخذت عنه معظم ما عنده، وأجاز له أبو علي الغساني ما رواه. وأخذ عن أبي القاسم خلف ابن رزق الإمام. وكان عالما بالآداب واللغات ذاكرا لهما، متفننا لما قيده منهما ضابطا لجميعها، عني بذلك العناية التامة، وجمع من ذلك كتبا كثيرة. وهو من بيته علمٍ ونباهة وفضل وجلالة.
اختلفت إليه وقرأت عليه وسمعت منه وأجاز لي ما رواه وعني به بخطه. وسألته عن مولده فقال لي: ولدت بعد الخمسين والأربع مائة بيسير.
وتوفي الوزير أبو عبد الله بن مكي رحمه الله ليلة الخميس، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الجمعة لتسع بقين من محرم سنة خمس وثلاثين وخمس مائة. ودفن بالربض.

ومن الغرباء
جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني وأصله منها وبها ولد سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وخرج عنها عند اشتداد فتنة العرب عليها سنة سبع وأربعين وأربع مائة إلى الأندلس، واستوطن برجة من ناحية المرية، يكنى: أبا الفضل.
وله رواية عن أبيه، وأخذ عنه ديوان شعره، وعن القاضي أبي عبد الله بن المرابط وأبي الوليد الوقشي، وأبي سعيد الوراق وغيرهم.

(1/129)


وكان: من جلة الأدباء، وكبار الشعراء. وكان شاعر وقته غير مدافع وطال عمره وأخذ الناس عنه وله تواليف حسان في الأمثال والأخبار والآداب والأشعار، وكتب إلينا بإجازة ما رواه وصنفه بخطه. وتوفي رحمه الله عصر يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.

من اسمه جهور
جهور بن عون الإشبيلي منها، يكنى: أبا بكر.
صحب أبا عمر الخراز الزاهد وأخذ عنه. وسمع بقرطبة: من أبي جعفر عون الله وغيرهن وقد حدث عن جهور هذا القاضي يونس بن عبد الله ووصفه بالثقة وقال: هو من أصحابنا.
جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن الغافر ابن أبي عبدة رئيس قرطبة: يكنى: أبا الحزم.
روى عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمداني، وأبي محمد الأصيلي، والقاضي أبي عبد الله بن مفرج، وأبي القاسم خلف بن القاسم، وأبي يحيى زكريا بن الأشج وغيرهم، وسمع منهم وأخذ العلم عنهم.
وقد أحذ عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه فقال: نا ثقة من الشيوخ الأكابر وهو يعني أبا الحزم هذا. ثم صار تدبير أهل قرطبة إلى أبي الحزم هذا فانفرد بالرياسة فيها إلى أن توفي يوم الخميس لسبعٍ بقين أبو الوليد محمد بن جهور متولي الأمر بعده، وكانت سنة يوم وفاته إحدى وسبعين سنة، كان مولده أول المحرم سنة أربع وستين وثلاث مائة.

(1/130)


جهور بن إبراهيم بن محمد بن خلف التجيبي: من ساكني مورور، يكنى: أبا الحزم.
رحل إلى مكة وحج، ولقي أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وسمع منه صحيح مسلم وأخذ عن غيره هنالك أيضا.
لقيته بإشبيلية وأجاز لي لفظا ما رواه. وكان رجلا فاضلا منقبضا مقبلا على ما يعنيه.
وتولى الصلاة بموضعه وأخذ عنه بعض أصحابنا. وتوفي رحمه الله ببلده سنة ستٍ وعشرين وخمس مائة.

(1/131)


ومن تفاريق الأسماء
جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر الحجري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا بكر.
روى عن أبي محمد بن عبد الله بن ذنين، وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي عبد الله محمد بن مغلس، ومحمد بن عمر بن الفخار، وأبي بكر بن زهر، وأبي بكر بن خلف بن أحمد، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء. وأبي محمد القشاري وغيرهم كثيرا.
ورحل إلى المشرق حاجاً سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة فحج ولقي بمكة: كريمة المروزية، وسعد بن علي الزنجاني وغيرهما. ولقي بمصر: أبا عبد الله القضاعي فسمع منه كتاب الشهاب من تأليفه، وكتاب مسند الشهاب، وكتاب الفوائد للقضاعي أيضاً.
وسمع من أبي زكريا البخاري، ومن أبي نصر الشيرازي، وأبي إسحاق الحبال، وأبي عبد الله محمد بن عبد الولي الأندلسي وغيرهم كثيرا. ولقي بالأسكندرية: أبا على حسين بن معافى وغيره. وسمع الناس منه هنالك.
وكان حافظا للفقه على مالك، عارفا بالفتوى وعقد الشروط وعللها، مشاورا في الأحكام، عالما بالنوازل والمسائل، سريع الجواب إذا سئل فيهما. وكان حسن الخلق، كثير التواضع. وكانت العامة تجله وتعظمه وكان سنيا فاضلا، وكان قصير القامة جدا. أخبرنا عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وأثنى عليه.
قال ابن مطاهر: توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ستٍ وستين وأربع مائة وهو ابن ثمانين سنة. وصلى عليه يحيى بن سعيد بن الحديدي.
ولما خرج بنعشه ازدحم الناس عليه حتى صار النعش في أكفهم إلى أن وصل

(1/132)


إلى قبره، مكفنا في حبرة، ونادى منادٍ بين يديه: لا ينال الشفاعة إلا من أحب السنة والجماعة.
وقرأت بخطه قال: سمعت أبا نصر أحمد بن الحسين الشيرازي الواعظ بمصر يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الصفار بشيراز يقول: لما مات أبو العباس أحمد بن منصور الحافظ جاء رجل إلى والدي فقال: رأيت البارحة في المنام أبا العباس أحمد بن منصور وهو واقفٌ في المحراب في جامع شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكللٌ بالجوهر. فقلت له ما فعل الله بك؟ قال. غفر لي، وأكرمني، وتوجني، وأدخلني الجنة. فقلت: بماذا؟ فقال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جابر بن أحمد بن خلف الجذامي من أهل رية، يكنى: أبا الحسن.
سمع بقرطبة: من أبي القاسم حاتم بن محمد، والقاضي أبي القاسم سراج بن عبد الله، وأبي مروان الطبني، وأبي عبد الله بن بقى القاضي وغيرهم. وتفقه عند الفقيه أبي عمر القطان.
قال لي شيخنا أبو القاسم بن بقى: كان جابر هذا من أهل المعرفة والذكاء والنباهة، وكان يجلس للوثائق بجوفي المسجد الجامع بقرطبة، ثم صار إلى بطليوس وأخذ الناس عنه وبها توفي رحمه الله. قال ابن مدير: توفي عند الثمانين وأربع مائة.
جراح بن موسى بن عبد الرحمن الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبيدة.
روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي عبد الله بن المحتسب وغيرهما. وكان أديبا فاضلا حافظا، حاذقا، يعلم العربية واللغة والشعر. وكان فاضلا مقبلا على ما يعنيه. وتوفي: في صفر سنة سبع وخمس مائة.

(1/133)