الصلة في تاريخ أئمة الأندلس

الجزء الثامن
حرف الغين
من اسنه غالب
غالب بن عمر المعروف: بابن التياني: من أهل قرطبة وهو والد الأديب أبي غالب.
روى عن ثابت بن قاسم كتاب الدلائل من تأليف جده، وعن أبي بكر بن القوطية وغيرهما. وحدث عنه ابنه أبو غالب تمام بن غالب الأديب.

غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن خفاف المحاربي: من أهل قرطبة.
له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا القاسم بن الجلاب، وأخذ مختصره في الفقه. وتوفي قبل الأربع مائة. وذكر ابن الفرضي أنه سمع من أحمد بن خالد، ومحمد بن قاسم بقرطبة. وبألبيرة من محمد فطيس ولم يذكر أن له رحلة ولا ذكر له وفاة.

غالب بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن نهيك الهواري الأشوني. سكن إشبيلية؛ يكنى: أبا تمام.
كان شيخا صالحا، منقبضا، معتنيا بطلب العلم من صغره، وكانت فنون الحساب أغلب عليه مع مشاركته في غيره. لقي بقرطبة أبا عمر بن الجوري، وأبا عبد الله بن العطار، وصخر بن سعيد المرشاني وغيرهم.

(1/431)


ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: توفي في شعبان سنة أربعين وأربع مائة، ومولده سنة ستٍّ وسبعين وثلاث مائة.

غالب بن عبد القاهر بن يوسف بن حكم، يعرف: بابن القلاس. من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا بكر.
كان: من أهل الدراية والرواية، وحج ولقي البراذعي وأخذ عنه كتابه المختصر في الفقه. روى عنه خلف بن رزق المقرئ الزاهد.

غالب بن عبد الله القيسي القطيني المقرئ: من أهل دانية؛ يكنى: أبا تمام.
روى عن أبي عمر بن عبد البر، وأبي عمرو المقرئ وأبي الوليد الباجي وغيرهم.
ذكره الحميدي وقال فيه: مقرئ شاعر أديب، وقال أنشدني له أبو عبد الله محمد بن عمر الأشبوني الأديب في وصف صديق له:
يا راحلا عن سواد المقلتين إلى ... سواد قلبٍ عن الأضلاع قد رحلا
غدا كجسم وأنت الروح فيه فما ... ينفك مرتحلا إذ ظلت مرتحلا
بي للفراق جوىً لو مرأ برده ... بجامد الماء مر البرق لاشتعلا
وتوفي بدانية سنة ستٍّ وستين وأربع مائة. قاله ابن سكرة. وكان أبو تمام رجلا زاهدا فاضلا.

غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي، - وقد تقدم الرفع في نسبه قبل هذا -: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا بكر.
روى عن أبيه عبد الرحمن بن غالب، وأبي علي الحسن بن عبيد الله الحضرمي المقرئ، ومحمد بن حارثٍ النحوي، وأبي محمد بن عبد العزيز بن أبي غالب القروي، ومحمد بن نعمة، وغانم بن وليد الأديب، وأبي علي الغساني وغيرهم. ورأى أبا عمر بن

(1/432)


عبد البر ولم يأخذ عنه شيئا. ورحل إلى المشرق سنة تسعٍ وستين وأربع مائة. فحج ولقي أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة فسمع منه صحيح مسلم وأجاز له وأبا عبد الله محمد بن أحمد النحوي، ولقي بمصر أبا الفضل عبد الله بن حسين الجوهري، ولقي بالمهدية أبا عبد الله محمد بن معاذ التميمي وأخذ عنه صحيح البخاري عن أبي ذر وغيره.
وكان حافظا للحديث، وطرقه، وعلله. عارفا بأسماء رجاله ونقلته، منسوبا إلى فهمه، ذاكرا لمتونه ومعانيه. وقرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبع مائة مرة. وكان أديبا، شاعرا، لغويا، دينا، فاضلا أخذ الناس عنه كثيرا، وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه. وكف بصره في آخر عمره.
وتوفي رحمه الله بغرناطة لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمس مائة. ومولده سنة إحدى وأربعين وأربع مائة.
أفراد

غانم بن وليد بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا محمد.
ذكره الحميدي وقال: فقيه مدرس، وأستاذ في الآداب وفنونها، مجود مع فضل وحسن طريقة، روى عن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون، وعن أبي عبد الله ابن السراج.
ذكره لي أبو الحسن علي بن أحمد العائذي وقال: أنه قرأ عليه، وأفرط في وصفه بالعلم والدين، وأنشدني عنه قال: أنشدني لنفسه:

(1/433)


صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجالٌ للحبيبين
ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقل ما تسع الدنيا بغيضين
قال: وأنشدني لنفسه:
الصبر أولى بوقار الفتى ... من قلق يهتك ستر الوقار
من لزم الصبر على حالةٍ ... كان على أيامه بالخيار
وتوفي رحمه الله سنة سبعين وأربع مائة؛ وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا.

(1/434)