الصلة في تاريخ أئمة الأندلس
حرف الهاء
من اسنه هشام
هشام بن محمد بن هشام بن يونس بن سعيد
الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
حدث عنه أبو إسحاق بن شنظير وقال: مولده لأربع خلون من ربيع الأول سنة
عشرين وثلاث مائة. وكان سكناه بمسجد الريحاني وهو إمام مسجد أبي عبيدة.
هشام بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الموت:
من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي بكر بن الأحمر وغيره. حدث عنه القاضي أبو عمر سميق وغيره.
قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وأربع مائة. وقد ذكر عنه
القاضي يونس بن عبد الله حكايات في بعض كتبه.
هشام بن محمد بن عبد الغافر المعافري
البزاز: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي محمد الباجي وغيره. ورحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي الفضل
الهروي، وأحمد بن عبد الوهاب من ولد حماد بن زيد وأجازه كتب جده
إسماعيل القاضي وتواليفه. حدث عنه الخولاني وقال: كان شيخا صالحا، ورعا
مسمتا من أهل الهيئات والطلب للعلم وغير ذلك وقال: أجاز لي ما رواه.
هشام بن عبد الملك بن نوح: من أهل قرطبة؛
يكنى: أبا الوليد.
(1/612)
روى عن أبي محمد بن أبيض، وأبي عبد الله
محمد بن عبد الله بن سعيد، وأبي عمر ابن صخر وغيرهم كثير.
وكان من أهل العناية بالحديث والسماع له من الشيوخ في وقته.
هشام بن إبراهيم بن هشام التميمي: من أهل
طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.
سمع: من محمد بن عمر بن الفخار، وناظر في المسائل على محمد بن محمد بن
مغيث، ويعيش بن محمد. وكان له حظٌّ وافر من الأدب. وشوور في الأحكام.
وكان فارسا شجاعا استشهد رحمه الله سنة تسع عشرة وأربع مائة.
هشام بن محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن
نصر بن عبد الله بن حميد ابن سلمة بن عباد بن يونس القيسي،
يعرف: بابن المصحفى؛ من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي جعفر أحمد بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيلي،
وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي المطرف بن فطيس القاضي، وأبي أيوب بن
غمرون، وأبي عمر الطلمنكي، وصاعد اللغوي وغيرهم. وكان عالما بالآداب
واللغات مقيدا لها مع الذكاء والفهم. حدث عنه ابنه أبو بكر محمد بن
هشام، وتوفي في شوال من سنة أربعين وأربع مائة. وكان مولده في شعبان
سنة ستين وثلاث مائة. قرأت ذلك بخط بعض قرابته.
هشام بن سليمان المقرئ الإقليشي منها؛
يكنى: أبا الربيع.
له كتاب في اختلاف ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر، عن نافع بن أبي نعيم.
حدث عنه أبو عبد الله بن نبات وقال: أجزت له جميع روايتي وأجاز لي جميع
روايته.
(1/613)
هشام بن عمر بن محمد
بن أصبغ الأموي، يعرف بابن الحنشي: من أهل قرطبة؛
يكنى: أبا الوليد.
روى بالأندلس عن عبد الله بن فتح وغيره، وناظر في المسائل على ابن
تمام؛ وابن كوثر وغيرهما وكان نبيلا ثم رحل إلى المشرق حاجا ولقي بها
جماعة من العلماء وجلب كتبا كثيرة حسأنا، وكتب بخطه كثيرا، وكان من أهل
الخير والانقباض والثروة توفي قديماً. ذكره ابن مطاهر.
هشام بن سليمان بن إسحاق بن هلال القيسي
السائح: من أهل طليطلة؛ يكنى أبا الوليد.
روى عن عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وتمام بن عبد الله،
ومحمد ابن عمر بن عيشون، وعبد الرحمن بن ذنين وغيرهم. وأخذ بقرطبة عن
عبد الوارث بن سفيان، ومحمد بن خليفة، وابن نبات، وخلف بن قاسم، وأبي
بكر التجيبي، وابن العطار، وابن الهندي، وابن أبي زمنين، والقاضي يونس
بن عبد الله وجماعة كثيرة يكثر تعدادهم.
ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا يعقوب بن الدخيل بمكة، وأبا الحسن بن
جهضم وأبا القاسم السقطي وغيرهم. وبالقيروان عبد الرحمن بن الربعي،
وأبا الحسن القابسي، وأبا عمران الفاسي وغيرهم. وكان زاهدا فاضلا
متنسكا متبتلا، منقطعا عن الدنيا صواما قواما، كتب بخطه علما كثيرا
ورواه. وكان حسن الخط، جيد الضبط وكان يصوم رمضان في الفهمين ويصنع في
عيد الفطر طعاما كثيرا لأهل الحصن ولمن حضره من المرابطين، وينفق فيه
المال الكثير، وكان برابط نفسه في الثغور، ويلبس الخشن من الثياب.
وتوفي سنة عشرين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.
هشام بن محمد بن حفص الرعيني، يعرف بابن
الشراني من أهل طليطلة.
(1/614)
طلب العلم قديما عند محمد بن مسعود بن
سابق، وابن يعيش. كثيرا يجله ويكرمه وكان حافظا لمذهب مالك، وقورا
عاقلا حسن السمت. وتوفي بطليطلة وصلى عليه ابن الفخار من كتاب ابن
مطاهر.
هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن
الصابوني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وروى هنالك عن أبي الحسن القابسي، وأبي
الفضل الهروي، وعن أبي القاسم علي بن إبراهيم التميمي الدهكي البغدادي،
وعن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهم. وكان خيرا فاضلا، عفيفا طيب
الطعمة. مخزون اللسان، جيد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث.
دؤباً على النسخ، جماعا للكتب، جيد الخط. وله كتاب في تفسير البخاري
على حروف المعجم كثير الفائدة. وتوفي عن علة طاولته زمأنا في ذي القعدة
من سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه يونس
بن عبد الله القاضي. ذكره ابن حيان ووصفه بما ذكرته.
هشام بن سعيد بن لؤلؤٍ الضرير: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن
أبي سعيد الجعفري، ويونس بن عبد الله القاضي، وابن عابد وأدى الفريضة.
حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: جمعتني وإياه مجالس عند يونس القاضي
وابن عابد.
هشام بن سعيد الخير بن فتحون القيسي: من
أهل وشقة؛ يكنى: أبا الوليد.
سمع: من القاضي خلف بن عيسى بن أبي درهم، ورحل إلى المشرق وسمع من أبي
العباس الرازي، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن فراس، وأبي بكر بن سختويه
الإسفرايني، وأبي العباس بن منير، وأبي عمران الفاسي وجماعة كثيرة
سواهم.
(1/615)
حدث عنه الحميدي وقال: كان جميل الطريقة،
منقطعاً إلى الخير، وحدثاً جليلاً. قال: وتوفي بعد الثلاثين وأربع
مائة. وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، والقاضي أبو
زيد الحسا وغيرهم.
هشام بن قاسم الأموي: من أهل طليطلة؛ أبا
الوليد.
ناظر في المسائل على محمد بن يعيش بن منذر، وعني بالعلم العناية
التامة. وكان ذا هيئة ظاهرة ممولا ولم يعقب. ذكره ابن مطاهر.
هشام بن محمد بن أحمد الأنصاري: من أهل
طليطلة؛ يكنى أبا الوليد.
ناظر في المسائل على يوسف بن أصبغ، وناظر الناس عليه في المسائل، وكان
مكرما لمن يختلف إليه معتنيا به، وامتحن في آخر عمره ومات مقتولا في ذي
الحجة سنة أربع وثلاث وأربع مائة.
هشام بن محمد بن مسلمة الفهري: من أهل
طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.
له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي محمد بن النحاس وغيره. سمع الناس
منه وشوور في الأحكام. وامتحن محنة عظيمة وتوفي في صفر من سنة تسع
وستين وأربع مائة. ذكر بعضه ابن مطاهر.
هشام بن غالب بن هشام الغافقي الوثائقي: من
أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي بكر بن زرب القاضي، وابن العطار، وابن الهندي، وابن المكوي
والأصيلي. وكان أقعد الناس به وأكثرهم لزوما، وعن جماعة غيرهم.
وقال ابن خزرج: كان خيرا فاضلا من أهل العلم الواسع والفهم الثاقب،
متفننا قد أخذ من كل علم بحظ وافر، محسنا لعقد الوثائق، بصيرا بعللها.
وكان يميل إلى مذهب
(1/616)
داود بن علي الأصفهاني في باطن أمره. وكان
روضة لمن جالسه. وكان قد خرج من قرطبة في الفتنة وسكن غرناطة، ثم استقر
بإشبيلية وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة. وله ثمانون
سنة وأشهر، ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.
هشام بن أحمد بن عبد العزيز بن وضاح: من
أهل مرسية؛ يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي الوليد بن ميقل، وأبي عبد الله بن نبات، وأبي عمر الطلمنكي
وغيرهم. روى الناس عنه وكان ثقة فاضلا وتوفي سنة تسع وستين وأربع مائة.
ذكر وفاته ابن مدير. وأنا عنه أبو محمد بن جعفر الفقيه وغيره من شيوخنا
رحمهم الله.
هشام بن عبد العزيز بن دريد الأسدي؛ يكنى:
أبا الوليد.
روى عن أبي القاسم العقيلي، عن أبي علي البغدادي، وكان عالما بالآداب
والأخبار. روى عنه ابنه عبد العزيز بن هشام وتوفي ببسطة سنة ثمان
وثلاثين وأربع مائة. ذكر وفاته ابن مدير.
هشام بن أحمد بن هشام الكناني؛ يعرف:
بالوقشي. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.
أخذ العلم عن أبي عمر الطلمنكي؛ وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي عمر
السفاقسي، وأبي عمر بن الحذاء، وأبي محمد الشنتجيالي وغيرهم.
قال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد: أبو الوليد الوحشي أحد رجال
الكمال في وقته باحتوائه على فنون المعارف، وجمعه لكليات العلوم، هو من
أعلم الناس بالنحو، واللغة، ومعاني الأشعار، وعلم الفروض، وصناعة
البلاغة، وهو بليغ مجيد، شاعرٌ، متقدم حافظ للسنن، وأسماء نقلة
الأخبار، بصيرا بأصول الاعتقادات وأصول الفقه،
(1/617)
واقف على كثير من فتاوي فقهاء الأمصار،
نافذ في علم الشروط والفرائض، متحقق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على
جميع آراء الحكماء، حسن النقد للمذاهب، ثاقب الذهن في تمييز الصواب،
ويجمع إلى ذلك آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وصدق اللهجة.
قال أبو بكر عبد الباقي بن محمد الحجاري: وكان شيخنا أبو محمد الريولي
يقول: والله لا أقول فيه إلا كما قال الشاعر:
وكان من العلوم بحيث يقضى ... له في كل علم بالجميع
أخبرنا عنه من شيوخنا أبو بحر الأسدي وكان مختصا به بجميع ما رواه وكان
أبو بحر يعظمه ويقدمه على من لقي من شيوخه ويصفه بالاستبحار في العلوم،
وقد نسبت إليه أشياء الله أعلم بحقيقتها وسائله عنها ومجازيه بها.
وقرأت بخط عتيق بن عبد الحميد المقرئ: توفي أبو الوليد الوقشي رحمه
الله بدانية يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لليلة بقيت لجمادى الآخرة
من سنة تسع وثمانين وأربع مائة. ومولده سنة ثمان وأربع مائة.
هشام بن عمر بن سوار الفزاري: من أهل جيان؛
يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وأخذ بقرطبة عن أبي محمد عبد الله
بن مسلمة ابن بتري وغيره. وسمع بالقيروان من أبي عبد الله الخواص سنة
عشر وأربع مائة. ومن أبي عبد الله الحسن بن الأجداني وغيرهم. حدث عنه
أبو الأصبغ بن سهل وقال: كان شيخا وسيما مفتيا، وولى أيضا الأحكام بشرق
الأندلس رحمه الله.
هشام بن أحمد بن سعيد، يعرف بابن العواد:
من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
(1/618)
أخذ العلم من أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه
واختص به، وعن أبي مروان عبد الملك ابن أبي سراج، وعن أبي عبد الله
محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان من جلة الفقهاء
وكبارهم وعلمائهم وخيارهم، حافظا للرأي مقدما فيه على جميع أصحابه
بصيرا بالفتيا، عارفا بعقد الشروط وعللها، حسن العقد لها مع دين وفضل
وورع وانقباض عن السلطان وإقبال على ما يعنيه ومواظبة على نشر العلم
وبثه. جميل العشرة لمن صحبه واختص به، واسع الخلق، حسن اللقاء، محببا
إلى الناس، من رآه أحبه. وكان حليما طاهرا، لينا متواضعا، ودعي إلى
القضاء بغير موضع فامتنع من ذلك. اختلف إليه خلق على سبيل التفقه عنده
والمدارس فنفع الله به كل من أخذ عنه. وتوفي رحمه الله يوم الأحد، ودفن
بعد صلاة العصر من يوم الاثنين عقب صفر من سنة تسع وخمس مائة. ودفن
بالربض قبلي قرطبة وشهده عالم كثير من الناس، وشهدت جنازته وكان يوم
دخول أبي محمد تاشفين بن سليمان قرطبة واليا عليها وشهدت مع الناس.
وكان مولده سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة.
هشام بن أحمد بن هشام الهلالي، يعرف: بابن
بقوى من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا الوليد.
سكن المرية وسمع من عامة شيوخها كطاهر بن هشام الأزدي، وأبي محمد بن
حجاج بن قاسم بن محمد الرعيني المعروف. بابن المأموني، وأبي القاسم خلف
بن أحمد الجراوي وغيرهم. ومن الطارئين عليها القاضي الإمام أبو الوليد
الباجي، وأبو العباس أحمد بن عمر العذري، وأبو عبد الله محمد بن سعدون
القروي. وكان خروجه من المرية بعد سنة ثمانين وأربع مائة. وسكن غرناطة
وولي الأحكام بها مدة وبغيرها من جهاتها. وكان رحمه الله من حفاظ
الحديث المعتنين بالتنقير عن معانيه، واستخراج الفقه منه مع التقدم في
حفظ مسائل الرأي، والبصر بعقد الوثائق، والتقدم في معرفة أصول الدين.
روى عنه جماعة من أصحابنا. ولد في صفر سنة أربع وأربعين وأربع مائة.
وتوفي
(1/619)
رحمه الله بغرناطة في شهر ربيع الأول سنة
ثلاثين وخمس مائة. كتب لي هذا أبو عبيد الله النميري صاحبنا.
من اسنه هارون
هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي
الأديب، من أهل قرطبة وأصله من مجريط؛ يكنى: أبا نصر.
سمع من أبي عيسى الليثي، وأبي علي البغدادي وغيرهما. روى عنه الخولاني
وقال: كان رجلا صالحا، منقبضا مقتصدا مسمتا عاقلا مهيبا صحيح الأدب،
يختلف إليه الأحداث ووجوه الناس. وكان: من الثقات في دينه وعلمه، وافى
شيوخا جلة في العلم والآداب وسمع منهم وروى عنهم، وقد أخذ عنه أيضا أبو
عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما.
قرأت بخط أبي علي الغساني رحمه الله: قال الفقيه أبو الحزم بن عليم،
قال لي أبو بكر محمد بن موسى البطليوسي، المعروف بابن الغراب: قال لي
أبو نصر هارون بن موسى بن جندل النحوي: كنا نختلف إلى أبي علي البغدادي
رحمه الله وقت إملائه النوادر بجامع الزهراء ونحن في فصل الربيع فبينا
أنا ذات يوم في بعض الطريق إذ أخذتني سحابة فما وصلت إلى مجلسه رحمه
الله إلا وقد ابتلت ثيابي كلها، وحوالي أبي علي أعلام أهل قرطبة فأمرني
بالدنو منه وقال لي: مهلا يا أبا نصر لا تأسف على ما عرض لك فهذا شيء
يضمحل عنك بسرعة بثياب غيرها تبدلها ولقد عرض لي ما أبقى بجسمي فدوبا
يدخل معي القبر، ثم قال لنا: كنت أختلف على ابن مجاهد رحمه الله فادلجت
إليه لا تقرب منه.
(1/620)
فلما انتهيت إلى الدرب الذي كنت أخرج منه
إلى مجلسه ألفيته مغلقاً وارث علي فتحه. فقلت: سبحان الله أبكر هذا
البكور، وأغلب على القرب منه. فنظرت إلى سربٍ بجنب الدار فاقتحمته فلما
توسطته ضاق بي ولم أقدر على الخروج ولا على النهوض، فاقتحمته أشد
اقتحام حتى نفذت بعد أن تخرقت ثيابي وأثر السرب في لحمي حتى انكشف
العظم ومن الله علي بالخروج فوافيت مجلس الشيخ على هذه الحال. فأين أنت
مما عرض لي وأنشدنا:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس والفوا دونه الأزرا
فكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
قال أبو نصر فكتبناها عنه من قبل أن يأتي موضعها في نوادره. وسلاني بما
حكاه، وهان عندي ما عرض لي من تلك الثياب، واستكثرت من الاختلاف إليه
ولم أفارقه حتى مات رحمه الله. كتب من عندي هذه الحكاية شيخنا القاضي
أبو عبد الله ابن الحاج رحمه الله واستحسنها وأعجب بها. قال ابن حيان:
توفي يوم الاثنين لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة.
هارون بن سعيد: من أهل مرسية وصاحب صلاتها
وخطيبها؛ يكنى: أبا موسى.
روى عن أبي محمد الأصيلي. روى عنه أبو عبد الله بن عابد وقال: كتبت عنه
من خطبه وأفادني من غرائب روايته ما هو في جمعي وفي ذكري.
قال وأنا هارون هذا، قال: نا أبو محمد الأصيلي، قال: نا أبو أحمد
الجرجاني، قال: نا محمد بن يوسف الفربري، قال: نا أبو النجم البخاري
شيخ له بخوارزم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمشي كلما رفع
قدمه وضع محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع. قال محمد بن
(1/621)
يوسف ورأيت محمد بن إسماعيل البخاري وهو
يجني لنا تمراً بكلتي يديه. وأخبرناه القاضي أبو عبد الله بن الحاج
سماعا قال: قرأت على أبي علي الغساني، قال: أنا أبو شاكر القبري، قال:
أنا أبو محمد الأصيلي فذكره.
هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن أبي درهم:
من أهل وشقة؛ يكنى: أبا موسى.
سمع: من أبيه موسى بن خلف، وأبي محمد الشنتجيالي، وحيون بن خطاب
وغيرهم، واستوطن بدانية وكان: قاضياً بهار وخطيبا في جامعها، وكانت له
معرفة بالأحكام، وعقد الشروط، وتوفي في سنة أربع وثمانين وأربع مائة أو
نحوها.
من اسنه هاشم
هاشم بن محمد بن هاشم: من أهل قرطبة؛ يكنى:
أبا خالد. ويعرف: بابن التراس.
روى عن محمد بن الحسن الفهري، وأبي بكر الزبيدي، ذكره أبو مروان الطبني
في الأدباء الذين أخذ عنهم الأدب. قال ابن حيان: وتوفي صدر ربيع الآخر
سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. وكان حسن الشروع في الأدب.
ومن الغرباء
هاشم بن عطاء بن أبي زيد بن هاشم الأطرابلسي، يكنى: أبا زيد.
قدم الأندلس تاجراً سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودخل العراق وسكن
بغداد
(1/622)
مدة فأخذ عن أبي بكر الأبهري وأخذ
بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد ونظرائه. ذكره أبو محمد ابن خزرج
ووصفه بالثقة وقال: أخبرنا أن مولده سنة إحدى وخمسين يعني وثلاث مائة.
وكان مالكي المذهب.
اسم مفرد
هابيل بن محمد بن أحمد بن هابيل الإلبيري
منها؛ يكنى: أبا جعفر.
روى بقرطبة عن أبي القاسم عبد الوهاب المقرئ، وأبي مروان الطبني، وأبي
مروان ابن سراج وغيرهم. وتوفي في رمضان من سنة تسع وخمسمائة. روى عنه
أبو الحسن المقرىء. شيخنا.
ومن حرف الهاء في الأفراد
هذيل بن محمد بن تاجيت البكري: من أهل
قرطبة وأصله من شنترين؛ يكنى: أبا عبد الصمد.
له رحلة إلى المشرق. سمع من عبيد الله بن محمد السقطي كتاب الشريعة
للآجري وسمع أيضا من أبي الحسن علي بن محمد بن الهيثم السيرافي المطوعي
وغيرهما. وكان سماعه في سنة ثمانين وثلاث مائة. وكان رجلا فاضلا دينا
وقلده محمد المهدي الصلاة والخطبة بجامع الزهراء وتوفي بقرطبة لأربع
مائة رحمه الله.
(1/623)
|