العبر في خبر من غبر، من سنة 601 إلى 610
سنة إحدى وست مائة
فيها تغلبت الفرنج على مملكة القسطنطينية وأخرجوا الروم عنها بعد حصار
طويل وحروب وفيها خرجت الكرج فعاثوا ببلاد أذربيجان وقتلوا وسبوا ووصلت
عيارتهم إلى عمل الخياط.
فانتدب لحربهم عسكر خلاط وعسكر أرزان الروم.
والتقوهم فنصر الله الإسلام وقتل في المصاف ملك الكرج.
وفيها توفي السكر المحدث أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحربي المقرئ
المفيد عن نيف وستين سنة.
قرأ على أحمد بن محمد بن شنيف وجماعة وسمع من سعيد بن البنا وابن البطي
فمن بعدهما.
وكان ثقة مكثرًا صاحب قرآن وتهجد وإفادة للطلبة توفي في صفر.
وعبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمويه الإصبهاني الرجل الصالح
نزيل همذان.
روى بالحضور معجم الطبراني عن عبد الصمد العنبري عن ابن ريذة.
(3/131)
وعبد الله بن عبد الرحمان بن أيوب الحربي
الفلاح أبو محمد.
آخر من سمع من أبي العز بن كادش وسمع أيضًا من ابن الحصين توفي في ربيع
الأول.
وشميم الحلي أبو الحسن علي بن الحسن ابن عنتر النحوي اللغوي الشاعر.
تأدب بإبن الخشاب.
كان ذا حمق وتيه ودعاو كثيرة تزري بكثرة فضائله.
توفي بالموصل في ربيع الآخر عن سن عالية.
وابن الخطيب أبو المفضل محمد بن الحسين بن أبي الرضا القرشي الدمشقي.
روى عن جمال الإسلام وعلي بن أبي عقيل الصوري.
ضعفه ابن خليل.
وأبو عبد الله الأرتاحي محمد بن حمد بن حامد الأنصاري المصري الحنبلي
عن بضع وتسعبن سنة.
سمع في الكهولة.
من غير واحد.
روى الكثير بإجازة أبي الحسن الفراء.
توفي في شعبان.
ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أبو الفتوح البغدادي سمعه أبوه الحافظ
أبو بكر الكثير من القاضي أبي بكر الأنصاري وابن زريق القزاز وطائفة.
وكان عاميًا لا يكتب.
توفي في ربيع الأول.
سنة اثنتين وست مائة
فيها سلم خوارزم شاه محمد ترمذ إلى الخطا.
وكان عين الخطا. وتألم
(3/132)
الناس لذلك. وفعل ذلك مكيدة ليتمكن من
ممالك خراسان.
وفيها وقبلها تابعت الكرج الإغارات على بلاد أذربيجان وضعف عنهم أبو
بكر بن البهلوان.
وراسل ملك الكرج وتزوج بابنته ووقعت الهدنة.
وفيها وجد بإربل خروف وجهه وجه آدمي.
وفيها كثرت الغارات من الكلب ابن ليون صاحب سيس على حلب يسبي ويحرق.
فسار لحربهم عسكر حلب فهزمهم.
وفيها توفي التقي الأعمى مدرس الأمينية.
فوجد مشنوقًا بالمنارة الغربية.
امتحن بأخذ ماله فاتهم به قائده واحترق قلبه فأهلك نفسه.
ودرس بعده جمال الدين المصري وكيل بيت المال.
وابو يعلى حمزة بن علي بن حمزة بن فارس بن القبيطي البغدادي المقرئ.
قرأ القراءات على سبط الخياط والشهرزوري وسمع منهما ومن أبي عبد الله
السلال وطائفة.
وكان خيرًا زاهدًا بصيرًا بالقراءات حاذقًا توفي في ذي الحجة.
والسلطان شهاب الدين الغوري أبو المظفر محمد بن سام صاحب غزنة.
قتلته الإسماعيلية في شعبان بعد قفوله من غزو الهند وكان ملكًا جليلًا
مجاهدًا واسع الممالك حسن السيرة.
وهو الذي حضر عنده فخر الدين الرازي وقال: يا سلطان العالم: لا سلطانك
يبقى ولا تلبيس الرازي يبقى.
وإن مردنا إلى الله.
فانتحب السلطان بالبكاء.
(3/133)
وضياء بن أبي القاسم أحمد بن علي بن الخريف
البغدادي البخاري.
سمع الكثير من قاضي المرستان وأبي الحسين محمد بن الفراء.
وكان أميًا.
توفي في شوال.
وأبو العز عبد الباقي بن عثمان الهمذاني الصوفي.
روى عن زاهر الشحامي وجماعة.
وكان ذا علم وصلاح.
واللفتواني أبو زرعة عبيد الله بن محمد أبي نصر الإصبهاني.
أسمعه أبوه الكثير من الحسين الخلال.
وحضر علي ابن أبي ذر الصالحاني وبقي إلى هذه السنة وانقطع خبره بعدها.
سنة ثلاث وست مائة
فيها تمت عدة حروب بخراسان قوي فيها خوارزم شاه واتسع ملكه وافتتح بلخ
وغيرها.
ونازلت الفرنج حمص فسار المبارز إليهم ووقع مصاف أسر فيه أميران.
وفيها توفي داود بن محمد بن محمود بن ماشاذاه أبو إسماعيل الإصبهاني في
شعبان.
حضر فاطمة الجوزدانية وشمع من زاهر الشحامي وغانم بن خالد وجماعة.
وسعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف أبو القاسم المؤدب ببغداد.
روى عن قاضي المرستان وأبي القاسم بن السمرقندي.
توفي في ربيع الآخر.
وعبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الحافظ الثقة أبو بكر
(3/134)
الجيلي.
سمعه أبوه من أبي الفضل الأرموي وطبقته.
ثم سمع هو بنفسه.
قال الضياء: لم أر ببغداد في تيقظه وتحريه مثله.
توفي في شوال.
وعلي بن فاضل بن سعد الله بن حمدون الحافظ أبو الحسن الصوري ثم المصري.
قرأ القراءات على أحمد بن جعفر الغافقي وأكثر عن السلفي وسمع بمصر من
الشريف الخطيب وكتب الكثير ورأس في الحديث.
توفي في صفر.
وأبو جعفر الصيدلاني محمد بن أحمد بن نصر سبط حسين بن منده ولد في ذي
الحجة سنة تسع وخمس مائة وحضر الكثير على الحداد ومحمود الصيرفي.
وسمع من فاطمة الجوزدانية وانتهى إليه علو الإسناد في الدنيا.
ورحلوا إليه.
توفي في رجب.
ومحمد بن كامل بن أحمد بن أسد أبو المحاسن التنوخي الدمشقي.
سمع من طاهر بن سهل الأسفراييني ومات في ربيع الأول.
آخر من حدث عنه الفخر بن البخاري.
ومحمد بن معمر بن الفاخر مخلص الدين أبو عبد الله القرشي الإصبهاني.
ولد سنة عشرين وسمعه أبوه حضورًا من فاطمة الجوزدانية وجعفر الثقفي
وإسماعيل الإخشيد وسمع من ابن أبي ذر وزاهر وخلق.
وكان عارفًا بمذهب الشافعي وبالعربية وبالحديث قوي المشاركة محتشمًا
ظريفًا وافر الجاه.
توفي في ربيع الآخر.
ومكي بن ربان بن شبه العلامة صائن الدين أبو الحرم
(3/135)
الماكسيني ثم الموصلي الضرير المقرئ النحوي
صاحب ابن الخشاب.
قرأ القراءات على يحيى بن سعدون وبرع في القراءات والعربية واللغة وغير
ذلك.
ولم يكن لأهل الجزيرة في وقته في فنه مثله.
روى عن خطيب الموصل
سنة أربع وست مائة
فيها سار خوارزم شاه محمد بن تكش بجيوشه وقصد الخطا.
فحشدوا له والتقوه فجرى لهم وقعات وانهزم المسلمون وأسر جماعة منهم
السلطان خوارزم شاه واختبطت البلاد ووصل المنهزمون إى خوارزم وأسر خطاي
أميرًا وخوارزم شاه.
فأظهر خوارزم شاه أنه مملوك لذلك الأمير وقلعه خفة.
فقام الخطاي وعظم الأمير ثم قال الأمير: أريد أبعث رجلًا بكتابي إلى
أهلي ليستفكوني بما أردت.
قال: ابعث غلامك بذلك.
وقرر عليه مبلغًا كبيرًا.
فبعث مملوكه يعني خوارزم شاه وخلص السلطان بهذه الحيلة ووصل ورتبت
البلاد.
ثم قال الخطاي لذلك الأمير: إن سلطانكم قد عدم.
قال أوما تعرفه قال: لا.
قال: هو الذي قلت هو مملوكي.
فقال: هلا عرفتني حتى كنت خدمته وسرت به إلى مملكته فأسعد به قال: خفتك
عليه.
قال: فسر بنا إليه.
فسارا إليه.
وفيها تملك الملك الأوحد أيوب بن العادل مدينة خلاط بعد حرب جرت بينه
وبين صاحبها بلبان.
ثم قتل بلبان بعد ذلك.
وفيها سار الملك العادل نحو حمص وأغار على بلاد طرابلس وأخذ حصنًا من
أعمالها.
وفيها توفي أبو العباس الرعيني أحمد بن محمد بن أحمد بن مقدام
(3/136)
الإشبيلي المقرئ.
آخر من قرأ القراءات على أبي الحسن شريح وسمع منه ومن أبي بكر بن
العربي وجماعة.
وكان من الأدب والزهد بمكان.
أخذ الناس عنه كثيرًا.
توفي بين العيدين عن سبع وثمانين سنة..
وحنبل بن عبد الله الرصافي أبو عبد الله المكبر روي المسند بكماله عن
ابن الحصين.
كان دلالًا في الأملاك.
وسمع المسند في نيف وعشرين مجلسًا بقراءة ابن الخشاب سنة ثلاث وعشرين.
توفي في رابع عشر المحرم بعد عوده من دمشق.
وماتهنى بالذهب الذي ناله وقت سماعهم عليه.
وست الكتبة نعمة بنت علي بن يحيى بن الطراح.
روت الكثير بدمشق عن جدها.
وتوفيت في ربيع الأول.
وعبد المجيب بن عبد الله بن زهير البغدادي.
سمعه عمه عبد المغيث من عبد الله بن أحمد بن يوسف وجماعة.
وكان كثير التلاوة جدًا.
توفي بحماة في سلخ المحرم.
وعبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان الأزجي البيع المقرئ الأستاذ أبو
الفضل.
قرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري وسمع
منهماومن الأرموي.
وأقرأ القراءات وكان دينًا صالحًا.
توفي في ربيع الأول.
وابن الساعاتي الشاعر المفلق بهاء الدين لي بن محمد بن رستم الدمشقي.
صاحب ديوان الشعر.
توفي في رمضان وله إحدى وخمسون سنة.
(3/137)
وأبو ذر الخشني مصعب بن محمد بن مسعود
الجياني النحوي اللغوي.
ويعرف أيضًا بابن أبي ركب.
صاحب التصانيف وحامل لواء العربية بالأندلس.
ولي خطابة إشبيلية مدة ثم قضاء جيان ثم تحول إلى فاس.
وبعد صيته وسارت الركبان بتصانيفه.
توفي بفاس وله سبعون سنة.
ذم في القضاء.
سنة خمس وست مائة
فيها نازلت الكرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسيف وأحرقوها.
وفيها توفي ابن القارض الحسين بن أبي نصر بن حسين بن هبة الله بن أبي
حنيفة الحريمي المقرئ الضرير.
روى عن ابن الحصين وعمر دهرًا.
توفي في شعبان.
وفيها توفي أبو عبد الله الحسين بن أحمد الكرخي الكاتب.
روى عن قاضي المرستان وأبي منصور بن زريق.
مات في ذي القعدة.
وصاحب الجزيرة العمرية الملك سنجر شاه بن غازي بن مودود بن أتابك زنكي.
قتله ابنه غازي وحلفوا له.
ثم وثب عليه من الغد خواص أبيه وقتلوه.
وملكوا أخاه الملك المعظم.
وكان سنجر سيء السيرة ظلومًا.
والجبائي الإمام السني أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج
الطرابلسي الشامي نزيل إصبهان.
كان أبوه نصرانيًا فمات وأسلم هذا وله إحدى عشرة سنة.
ثم رحل إلى بغداد وله عشرون سنة.
فسمع من الأرموي
(3/138)
وابن الطلاية وتفقه على مذهب أحمد وسمع
الكثير بإصبهان من مسعود الثقفي وطبقته.
وابن درباس قاضي القضاة صدر الدين أبو القاسم عبد الملك بن عيسى
الماراني الشافعي.
ولد بنواحي الموصل سنة ست عشرة وخمس مائة وتفقه بحلب على أبي الحسن
المرادي وسمع بدمشق من أبي القاسم بن البن.
وسكن مصر وبها مات في رجب.
وعبد الواحد بن أبي المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني الإصبهاني في
جمادى الأولى عن إحدى وتسعين سنة.
سمع من جعفر الثقفي وفاطمة الجوزدانية وحضر عبد الواحد الدستج وغيره.
وأبو الحسن المعافري خطيب القدس علي بن محمد بن علي بن جميل المالقي.
سمع كتاب الأحكام من مصنفه عبد الحق.
وسمع بالشام من يحيى الثقفي وجماعة.
وكتب وحصل ونال وأبو الجود غياث بن فارس اللخمي مقرىء الديار المصرية
ولد سنة ثمان عشرة وخمس مائة وسمع من ابن رفاعة وقرأ القراءات على
الشريف الخطيب وأقرأ الناس دهرًا.
وآخر من مات من أصحابه إسماعيل المليجي.
توفي في رمضان.
وأبو الفتح المندائي محمد بن احمد بن بختيار الواسطي المعدل مسند
العراق.
ولد سنة سبع عشرة وخمس مائة وأسمعه أبوه من القاضي أبي العباس
(3/139)
ابن أبي الحصين وأبي عبد الله البارع وعبيد
الله بن محمد البيهقي وطائفة.
وتفقه على سعيد بن الرزاز وتأدب على ابن الجواليقي.
توفي في شعبان.
وكان من خيار الناس.
وأبو بكر بن مشق المحدث العالم محمد بن المبارك بن محمد البغدادي
البيع.
عاش اثنتين وسبعين سنة.
وروى عن القاضي الأرموي وطبقته وكان صدوقًا متوددًا.
بلغت أثبات مسموعاته ست مجلدات.
سنة ست وست مائة
فيها نزلت الكرج على خلاط فلما كادوا أن يأخذوها وبها الأوحد ابن
العادل ثسل ملك الكرج وزحف في جيشه فوصل إلى باب البلد.
فبرز إليه عسكر المسلمين.
فتقنطر به فرسه فأحاط وفيها حاصر العادل سنجار مدة وبها قطب الدين محمد
بن زنكي بن مودود الأتابكي.
ثم ترحل عنها بعد أن أخذ نصيبين والخابور.
وفيها سار خوارزم شاه صاحب خراسان بجيوشه وقطع النهر.
فالتقى الخطا وعليهم طاينكو.
وكانت ملحمة عظيمة انكسر فيها الخطا وقتل منهم خلق وأسر طاينكو واستولى
خوارزم شاه على بلاد ما وراء النهر.
وكان طائفة من التتار قد خرجوا من أرضهم قديمًا ونزلوا بلاد الترك وجرت
لهم حروب مع الخطا.
فلما عرفوا أن خوارزم شاه كسرهم قصدوهم مع مقدمهم كشلوخان.
فكاتب ملك الخطا في الحال خوارزم شاه يقول: أما ما كان منك
(3/140)
من أخذ بلادنا وقتل رجالنا فمغفور فقد
أتانا عدو لا قبل لنا به ولو قد انتصروا علينا وأخذونا لم يبق لهم دافع
عنك.
والمصلحة أن تسير إلينا وتنجدنا.
فكاتب خوارزم شاه كشلوخان: أنا معك.
وكاتب الخطا كذلك.
وسار بجيوشه إلى أن نزل بقربهم وكان في المصاف يوهم كلا الطائفتين أنه
معهم وأنه كمين لهم: فالتقوا فانهزمت الخطا.
فمال حينئذ مع التتار على الخطا ولم ينج منهم إلا القليل.
فخضع له كشلوخان وراسله بأن يقاسمه بلاد الخطا.
فقال: ليس بيننا إلا السيف وأما البلاد فلي.
ثم سار ليقاتله.
فهاب التتار ورأى رأيًا حسنًا وهو أن يجعل بينه وبين التتار مفازة.
فأمر أهل بلاد الترك كلهم بالجلاء إلى بخاري وسمر قند ثم خربها جميعها
وفيها توفي إدريس بن محمد أبو القاسم العطار الإصبهاني المعروف بآل
والويه.
روي عن محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني.
وتوفي في شعبان.
قيل إنه جاوز المائة.
وأسعد بن المنجا بن أبي البركات القاضي وجيه الدين أبو المعالي التنوخي
المعري ثم الدمشقي الحنبلي.
مصنف الخلاصة في الفقه.
روى عن القاضي الأرموي وجماعة وتفقه على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن
الحنبلي بدمشق وعلى الشيخ عبد القادر ببغداد.
ومن تصانيفه كتاب النهاية في شرح الهداية يكون بضعة عشر مجلدًا.
عاش سبعًا وثمانين سنة.
(3/141)
وعفيفة بنت أحمد بن عبد الله بن محمد أم
هانيء الفارفانية الإصبهانية.
ولدت سنة عشر وخمس مائة وهي آخر من روى عن عبد الواحد الدشتج صاحب أبي
نعيم.
ولها إجازة من أبي علي الحداد وجماعة.
وسمعت من فاطمة المعجمين الكبير والصغير للطبراني.
توفيت في ربيع الآخر.
وأبو عبد الله المرادي محمد بن سعيد المرسي.
أخذ القراءات عن ابن هذيل وسمع من جماعة.
توفي في رمضان.
وفخر الدين الرازي العلامة أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي
الطبرستاني الأصل الشافعي المفسر المتكلم صاحب التصانيف المشهورة.
ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة واشتغل على والده الإمام ضياء الدين
خطيب الري صاحب محيي السنة البغوي.
وكان ربع القامة عبل الجسم كبير اللحية جهوري الصوت صاحب وقار وحشمة له
نزوة ومماليك وبزة حسنة وهيئة جميلة.
إذا ركب مشى معه نحوالثلاث مائة مشتغل على اختلاف مطالبهم في التفسير
والفقه والكلام والأصول والطب وغير ذلك.
وكان فريد عصره ومتكلم ورزق الحظوة في تصانيفه وانتشرت في الأقاليم
وكان ذا باع طويل في الوعظ.
فبكى كثيرًا في وعظه.
سار إلى شهاب الدين الغوري سلطان غزنة فبالغ في كرمه وحصلت له منه
أموال طائلة.
واتصل بالسلطان علاء الدين خوارزم شاه فحظي لديه وكان بينه وبين
الكرامية السيف الأحمر فينال منهم.
وينالون منه سبًا وتكفيرًا حتى قيل إنهم سموه فمات.
وخلف تركة ضخمة من جملتها ثمانون ألف دينار.
توفي بهراة يوم عيد الفطر.
(3/142)
والعلاء مجد الدين أبو السعادات بن الأثير
المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي
الكاتب مصنف جامع الأصول والنهاية في غريب الحديث.
ولد سنة أربع وأربعين وسمع من يحيى بن سعدون الفرضي وخطيب الموصل وولي
ديوان الإنشاء لصاحب الموصل.
وعرض له في أواخر عمره فالج فلزم داره.
وله عدة تصانيف.
وابن الإخوة مؤيد الدين أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد
بن الإخوة البغدادي ثم الإصبهاني المعدل.
سمع حضورًا من ابن أبي ذر وزاهر وسمع من أبي عبد الله الخلال وطائفة.
وروى كتبًا كبارًا توفي في جمادى الآخرة.
ويحيى بن الحسين أبو زكريا الأواني.
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري ودعوان.
وسمع بواسط من القاضي أبي عبد الله الجلابي وغيره.
توفي في صفر.
ومجد الدين يحيى بن الربيع العلامة أبو علي الشافعي.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مائة بواسط.
تفقه أولًا على ابن النجيب السهرودي ورحل إلى محمد بن يحيى فتفقه عنده
سنتين ونصف وسمع من نصر الله بن الجلخت وجماعة وببغداد من ابن ناصر
ونيسابور من عبد الله بن الفراوي.
وولي تدريس النظامية.
وكان إمامًا في القراءات والتفسير والمذهب والأصلين والخلاف كبير القدر
وافر الحرمة توفي في ذي القعدة.
(3/143)
سنة سبع وست مائة
فيها خرجت الفرنج من البحر من غربي دمياط وساروا في البر فأخذوا قرية
نورة واستباحوها وردوا في الحال.
فالأمر لله.
وفيها توفي صاحب الموصل الملك العادل نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين
مسعود بن مودود بن أتابك زنكي التركي.
ولي بعد أبيه ثماني عشرة سنة.
وكان شهمًا شجاعًا سائسًا مهيبًا مخوفًا.
قال أبو السعادات ابن الأثير وزيره: ماقلت له في فعل خير إلا وبادر
إليه.
وقال أبو شامة: كان عقد نور الدين صاحب الموصل مع وكيله بدمشق على ابنه
العادل على مهر ثلاثين ألف دينار.
ثم بان أنه قد مات من أيام.
وقال أبو المظفر سبط بن الجوزي: كان جبارًا سافكًا للدماء بخيلًا.
وقال ابن خلكان: كان شهمًا عارفًا بالأمور.
تحول شافعيًا ولم يكن في بيته شافعي سواه.
وله مدرسة قل أن يوجد مثلها في الحسن.
توفي في رجب وتسلطن ابنه عز الدين مسعود.
وابو الفخر أسعد بن سعيد بن محمود بن روح الإصبهاني التاجر.
رحلة وقته.
ولد سنة سبع عشرة وخمس مائة وسمع معجم الكبير للطبراني بفوت والمعجم
الصغير من فاطمة.
وكان آخر من سمع منها وسمع من زاهر وسعد بن أبي الرجاء.
توفي في ذي الحجة.
وآخر من روى عنه بالإجازة تقي الدين الواسطي.
(3/144)
وتقية بنت محمد بن آموسان.
روت عن أبي عبد الله الخلال وغانم بن خالد توفيت في رجب بإصبهان.
وأخوها جعفر بن آموسان الواعظ أبو محمد الإصبهاني.
سمع من فاطمة بنت البغدادي وزاهر بن أحمد بن أبي غانم أبو المجد بن أبي
طاهر الثقفي الإصبهاني ولد سنة إحدى وعشرين وسمع من محمد بن علي بن أبي
ذر وسعد بن أبي الرجاء والحسين ابن عبد الملك وزاهر بن طاهر وطائفة.
وروى حضورًا عن جعفر بن عبد الواحد الثقفي.
توفي في ذي القعدة.
وعائشة بنت معمر بن الفاخر أم حبيبة الإصبهانية.
حضرت فاطمة الجوزدانية وسمعت من زاهر وجماعة.
قال ابن نقطة: سمعنا منها مسند أبي يعلى بسماعها من سعيد الصيرفي.
توفيت في ربيع الآخر.
وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة هو الحافظ ضياء الدين عبد الوهاب
بن الأمين علي بن علي البغدادي الصوفي مسند العراق وسكينة جدته.
ولد سنة تسع عشرة وسبع من ابن الحصين وزاهر الشحامي وطبقتهما ولازم ابن
السمعاني فسمع الكثير من قاضي المرستان وأقرانه
(3/145)
ثم قرأ القراءات على سبط الخياط وجماعتة
ومهر فيها.
وقرأ المذهب والخلاف علي أبي منصور بن الرزاز وقرأ النحو على ابن
الخشاب وصحب جده لأمه أبا البركات إسماعيل بن أبي سعد وأخذ علم الحديث
عن ابن ناصر ولازمه.
قال ابن النجار: هو شيخ العراق في الحديث والزهد والسمت موافقة السنة.
كانت أوقاته محفوظة لا تمضي له ساعة إلا في تلاوة أو ذكر أوتهجد أو
تسميع.
وكان يديم الصيام غالبًا ويستعمل السنة في أموره.
إلى أن قال: وما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة ولاأحسن سمتًا.
صحبته وقرأت عليه القراءات.
وكان ثقة نبيلًا من أعلام الدين.
قلت: آخر من له إجازته الكمال المكبر.
توفي في تاسع عشر ربيع الآخر.
وابن طبرزد مسند العصر أبو حفص موفق الدين عمربن محمد بن معمر الدارقزي
المؤدب. ولد سنة ست عشرة وخمس مائة.
وسمع من ابن الحصين وأبي غالب ابن البناء وطبقتهما فأكثر وحفظ أصوله
إلى وقت الحاجة وروى الكثير ثم قدم دمشق في آخر أيامه فازدحموا عليه.
وقد أملى مجالس بجامع المنصور وعاش تسعين سنة وسبعة أشهر.
وكان ظريفًا كثير المزاح.
توفي في تاسع رجب ببغداد.
وأبو موسى الجزولي عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت البربري المراكشي
النحوي العلامة.
حج وأخذ العربية عن ابن بري بمصر.
وسمع الحديث من أبي محمد عبيد الله وإليه انتهت الرياسةفي علم النحو.
توفي بآزمور من عمل مراكش.
وولي خطابة مراكش مدة.
وكان بارعًا في الأصول وفي القراءات.
توفي سنة سبع وقيل سنة ست وقيل سنة عشر والله أعلم.
(3/146)
والشيخ أبو عمر المقدسي الزاهد محمد بن
أحمد ابن محمد بن قدامة بن مقدام الحنبلي القدوة
الزاهد أخو العلامة موفق الدين.
ولد بجماعيل سنة ثمان وعشرين وخمس مائة وهاجر إلى دمشق لاستيلاء الفرنج
على الأرض المقدسة.
وسمع الحديث من أبي المكارم عبد الواحد بن هلال وطائفة كثيرة وكتب
الكثير بخطه وحفظ القرآن والفقه والحديث.
وكان إمامًا فاضلًا مقرئًا عابدًا قانتًا لله خائفًا من الله منيبًا
إلى الله كثير النفع لخلق الله ذا أوراد وتهجد واجتهاد وأوقات مقسمة
على الطاعة من الصلاة والصيام والذكر وتعليم العلم والفتوة والمروة
والخدمة والتواضع رضي الله عنه وأرضاه.
فلقد كان عديم النظير في زمانه.
خطب بجامع الجبل إلى أن مات.
توفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول.
ومحمد بن هبة الله بن كامل أبو الفرج الوكيل عند قضاة بغداد.
أجاز له ابن الحصين وسمع من أبي غالب ابن البناء وطائفة وروى الكثير
وكان ماهرًا في الحكومات.
توفي في رجب.
والمظفر بن إبراهيم أبو منصور ابن البرتي الحربي آخر من حدث عن أبي
الحسين محمد بن الفراء توفي في شوال عن بضع وتسعين سنة.
سنة ثمان وست مائة
فيها قدم بغداد رسول جلال الدين حسن
صاحب الألموت بدخول قومه في الإسلام وإنهم قد تبرأوا من الباطنية وبنوا
المساجد والجوامع وصاموا رمضان ففرح الخليفة بذلك
(3/147)
وفيها وثب قتادة الحسني أمير مكة على الركب
العراقي بمنى فنهب الناس وقتل جماعة..
وقيل راح للناس ما قيمته ألف ألف دينار.
ولم ينتطح فيها عنزان.
وفيها توفي أبو العباس العاقولي أحمد بن الحسن بن أبي البقاء المقرئ.
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري وسمع من أبي منصور القزاز وأبي
منصور ابن خيرون وطائفة.
توفي يوم التروية عن ثلاث وثمانين سنة.
وجهاركس الأمير الكبير فخر الدين الصلاحي أعطاه العادل بانياس والشقيف:
فأقام هناك مدة توفي في رجب ودفن بتربته بقاسيون.
وابن حمدون صاحب التذكرة أبو سعد الحسن بن محمد بن الحسن ابن محمد بن
حمدون البغدادي كاتب الإنشاء للدولة.
والخضر بن كامل بن سالم بن سبيع الدمشقي السروجي المعبر.
سمع من نصر الله المصيصي وببغداد من الحسين سبط الخياط.
توفي في شوال.
وعبد الرحمان الرومي عتيق أحمد بن باقا البغدادي.
قرأ القرآن على أبي الكرم الشهرزوري وروى صحيح البخاري بمصر
والاسكندرية عن أبي الوقت.
توفي في ذي القعدة وقد شاخ وابن نوح الغافقي العلامة ابو عبد الله محمد
بن أيوب بن محمد بن وهب الأندلسي البلنسي.
ولد سنة ثلاثين وخس مائة وقرأ القراءات على ابن هذيل وسمع من جماعة
وتفقه وبرع في مذهب مالك ولم يبق له في وقته نظير بشرق الأندلس تفننًا
واستبحارًا.
كان رأسًا في القراءات والفقه والعربية
(3/148)
وعقد الشروط.
قال الأبار: تلوت عليه وهو أغزر من لقيت علمًا وأبعدهم صيتًا.
توفي في شوال.
وعماد الدين محمد بن يونس العلامة أبو حامد.
تفقه على والده وببغداد على يوسف بن بندار الدمشقي وغيره.
ودرس في عدة مدارس بالموصل واشتهر وقصده الطلبة من البلاد.
قال ابن خلكان: كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف وكان له صيت
عظيم في زمانه.
صنف المحيط جمع فيه بين المهذب والوسيط.
وكان ذا ورع ووسواس في الطهارة بحيث إنه يغسل يده من مس القلم.
وكان كالوزير لصاحب الموصل نور الدين ومازال به حتى نقله إلى الشافعية.
توفي في سلخ جمادى الآخرة.
وهوجد مصنف التعجيز تاج الدين عبد الرحيم ابن محمد بن محمد الموصلي.
ومنصور بن عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله ابن فقيه الحرم محمد ابن
الفضل الفراوي أبو الفتح وأبو القاسم.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة وسمع من جده وجد أبيه وعبد الجبار
الخواري ومحمد بن إسماعيل الفارسي وروى الكتب الكبار ورحلوا إليه توفي
في
وابن سناء الملك القاضي أبو القاسم هبة الله بن جعفر المصري الأديب
صاحب الديوان المشهور والمصنفات الأدبية.
قرأ على الشريف الخطيب وقرأ النحو على ابن بري وسمع من السلفي كتب
بديوان الإنشاء مدة.
توفي في
(3/149)
أوائل رمضان عن بضع وستين سنة.
وكان بارع الترسل والنظم.
ويونس بن يحيى الهاشمي أبو محمد البغدادي القصار نزيل مكة.
روى عن أبي الفضل الأرموي وابن الطلابة وطبقتهما.
سنة تسع وست مائة
فيها كانت الملحمة العظمى بالأندلس بين الناصر محمد بن محمد ابن يعقوب
بن يوسف وبين الفرنج.
ونصر الله الإسلام واستشهد بها عدد كثير.
وتعرف بوقعة العقاب.
وفيها توفي أبو جعفر الحصار أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الأنصاري
الأندلسي الداني المقرئ نزيل بلنسية.
قرأ القراءات علىابن هذيل وسمع من جماعة وتصدر للإقراء ولم يكن أحد
يقاربه في الضبط والتحرير ولكن ضعفه الأبار وغيره لروايته عن ناس ما
كأنه لقيهم.
توفي في صفر.
وأبو عمر بن عات أحمد بن هارون بن أحمد النقري الشاطبي الحافظ.
سمع أباه العلامة أبا محمد وابن هذيل.
ولما حج سمع من السلفي.
وكان عجبًا في سرد المتون ومعرفة الرجال والأدب.
وكان زاهدًا سلفيًا متعففًا عدم في وقعة العقاب في صفر.
والملك الأوحد أيوب ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب.
تملك خلاط خمس سنين.
وكان ظلومًا سفاكًا لدماء الأمراء.
مات في ربيع الأول.
وأبو نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي اليمني الصنعاني الشافعي
(3/150)
المحدث.
ولد سنة خمس وعشرين وخمس مائة وتفقه بظفار ورحل إلى العراق وإصبهان
وسمع من أبي المطهر الصيدلاني ورجاء بن حامد المعداني وطائفة.
وكان مجموع الفضائل وكثير التعبد والعزلة.
توفي في جمادى الآخرة.
وزاهر بن رستم أبو شجاع الإصبهاني الأصل ثم البغدادي الفقيه الشافعي
الزاهد.
قرأ القراءات على سبط الخياط وأبي الكرم وسمع منهما ومن الكروخي
وجماعة.
وجاور وأم بمقام إبراهيم إلى أن عجز وانقطع.
توفي في ذي القعدة.
وكان ثقة بصيرًا بالقراءات.
وأبو الفضل بن المعزم عبد الرحمان بن عبد الوهاب بن صالح الهمذاني
الفقيه.
توفي في ربي الأخر.
سمع من أبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ وعبد الصبور الهروي وطائفة.
وكان مكثرًا صحيح السماع.
وابن القبيطي أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة أخو حمزة الحراني ثم
البغدادي.
روى عن الحسين وأبي محمد سبطي الخياط وأبي منصور بن خيرون وأبي سعد
البغدادي وطائفة.
وكان متيقظًا حسن الأخلاق.
ومحمد بن محمد بن أبي الفضل الخوارزمي.
سمع من زاهر الشحامي بإصبهان.
سنة عشر وست مائة
كان السلطان خوارزم شاه محمد صاحب إقدام وجرأة.
وكان من خبره أنه نازل التتار بجيوشه.
فخطر له أن يكشفهم فتذكر.
ولبس زيهم هو وثلاثة ودخل فيهم فأنكرتهم التتار وقبضوا عليهم وقرروهم
فمات اثنان تحت
(3/151)
الضرب ولم يُقِرَّا ورسموا على خوارزم شاه
ورفيقه فهربا في الليل.
قال أبو شامة: فيها ورد الخبر بخلاص خوارزم شاه من أسر التتار.
وفيها توفي تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله
الدمشقي المعدل ابن عساكر.
والد العز النسابة.
ولد ستة اثنتين وأربعين وخمس مائة وسمع من نصر بن أحمد بن مقاتل وأبي
القاسم بن البن وعميه الصائن والحافظ وطائفة.
وسمع بمكة من أحمد بن المقرب وخرج لنفسه مشيخة وكتب وجمع وخدم في جهات
كبار.
توفي في رجب وأبو الفضل التركستاني أحمد بن مسعود بن علي شيخ الحنفية
بالعراق وعالمهم ومدرس مشهد الإمام أبي حنيفة.
توفي في ربيع الآخر.
والفخر إسماعيل بن علي بن حسين المأموني الحنبلي الرفاء الفقيه المناظر
صاحب التصانيف.
ويعرف أيضًا بغلام ابن المني.
ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة ولازم أبا الفتح نصر بن المنى مدة وسمع
من شهدة وكان له حلقة كبيرة للمناظرة والاشتغال بعلم الكلام والجدل ولم
يكن في دينه بذاك.
توفي في ربيع الآخر.
وأيدغمش السلطان شمس الدين صاحب همذان وإصبهان والري.
كان قد تمكن وكثرت جيوشه واتسعت ممالكه بحيث إنه حصر ولد أستاذه أبا
بكر بن البهلوان بأذربيجان إلى أن خرج عليه منكلي بالتركمان وحاربه
واستعان عليه بالمماليك البهلوانية.
فهرب إلى بغداد فسلطنه الخليفة وأعطاه الكوسات
(3/152)
في العام الماضي.
فلما كان في المحرم كبسته التركمان وقتلوه وحملوا راسه إلى منكلي.
والحسين بن سعيد بن شنيف أبو عبد الله الأمين سمع من هبة الله ابن
الطبر وقاضي المرستان وجماعة.
توفي في المحرم ببغداد.
وزينب بنت إبراهيم القيسي زوجة الخطيب ضياء الدين الولعي أم الفضل.
سمعت من نصر وابن حديدة الوزير معز الدين أبو المعالي سعيد بن علي
الأنصاري البغدادي.
وزر للناصر في سنة أربع وثمانين وخمس مائة فلما عزل بابن مهدي صودر.
فترك للمترسمين ذهبًا وهرب وحلق رأسه والتف في إزار وبقي بأذربيجان
مدة.
ثم قدم بغداد ولزم بيته إلى أن مات في جمادى الأولى وعبد الجليل بن أبي
غالب بن مندوية الإصبهاني أبو مسعود الصوفي المقرئ نزيل دمشق.
روى الصحيح عن أبي الوقت وروى عن نصر البرمكي.
قال القوصي: هو الإمام شيخ القراء بقية السلف.
توفي في جمادى الأولى.
وابن هبل الطبيب العلامة مهذب الدين علي بن أحمد بت علي البغدادي نزيل
الموصل.
روى عن أبي القاسم بن السمرقندي وكان من الأذكياء الموصوفين.
له عدة تصانيف وجماعة تلامذة.
وعين الشمس بنت أحمدبن أبي الفرج الثقفية الإصبهانية سمعت
(3/153)
حضورًا في سنة أربع وعشرين من إسماعيل بن
الإخشيد وسمعت من ابن أبي ذر.
وكانت آخر من حدث عنهما.
توفيت في ربيع الآخر.
ومحمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي ابو عبد اله محدث إصبهان.
وأحد من عني بهذاالشأن.
روى عن مسعود الثقفي وطبقته.
توفي في المحرم.
وصاحب المغرب السلطان الملك الناصر الملقب بأمير المؤمنين أبو عبد الله
محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي بن علوي القيسي وأمه أمة
رومية.
وكان أشقر أشهل أسيل الخد حسن القامة طويل الصمت كثير الإطراق بعيد
الغور ذا شجاعة وحلم وفيه بخل بين.
تملك بعد أبيه في صفر سنة خمس وتسعين وزر له غير واحد منهم أخوة
إبراهيم.
وكان أولى بالملك منه.
وفي سنة تسع وتسعين سار ونزل على مدينة فاس وكان قد أخذها منهم ابن
غانية فظفر جيشه بابن غانية عبد الله بن إسحاق بن غانية متولي فاس
فقتلوه.
ثم خرج عليه عبد الرحمن بن الجزارة بالسوس وهزم الموحدين مرات ثم قتل
واستولى ابن غانية على افريقية كلها سوى بجاية وقسطنطينية فسار الناصر
وحاصر المهدية أربعة أشهر ثم تسلمها من ابن عم ابن غانية وصار من خواص
امرائه ثم خامر إليه سير أخو ابن غانية فأكرمه أيضا.
قال عبد الواحد المراكشي في تاريخه: فبلغني أن جملة ما أنفقه في هذه
السفرة مائة وعشرون حمل ذهب.
ثم دخل الأندلس في سنة ثمان وست مائة فحشد له الإذفنش واستنفر عليه حتى
فرنج الشام وقسطنطينية الكبرى.
وكانت وقعة الموضع المعروف بالعقاب.
فانكسر المسلمون.
وكان الذي أعان على ذلك أن البربر الموحدين لم يسلوا سلاحًا بل جبنوا
وانهزموا غضبًا على تأخير أعطياتهم.
(3/154)
وثبت السلطان ولله الحمد ثباتًا كليًا ولولا ذلك لاستؤصلت تلك الجموع.
ورجعت الفرنج بغنائم لا تحصى وأخذوا بلد بياسة عنوة. مات بالسكتة في
شعبان |