العبر في خبر من غبر، من سنة 641 إلى 650

سنة إحدى وأربعين وست مائة
فيها حكمت التتار على بلد الروم وألزم صاحبها ابن علاء الدين بأن يحمل لهم كل يوم ألف دينار ومملوكًا وجارية وفرسًا وكلب صيد.

(3/239)


وفيها توفي التقي الصريفيني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الحافظ.
ولد سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة بصريفين ورحل إلى الشام والعراق والجزيرة وخراسان وإصبهان وجمع وصنف وحدث عن حنبل وأبي روح وطبقتهما.
وكان ذا صدق وإتقان وحفظ.
توفي في جمادى الأولى بدمشق.
والأعز بن كريم أبو محمد الحربي الإسكافي البزاز.
سمع من يحيى بن ثابت وغيره.
توفي في صفر.
وحمزة بن عمر بن عتيق بن أوس الغزال أبو القاسم الأنصاري الإسكندراني.
روى عن السلفي.
وتوفي في ذي الحجة.
وسلطان بن محمود البعلبكي الزاهد أحد أصحاب الشيخ عبد الله اليونبني.
كان صاحب أحوال وكرامات.
وهو والد الشيخ الزاهد محمود رحمهما الله.
وعائشة بنت محمد بن علي بن البل البغدادي أمة الحكم الواعظة.
أجاز لها أبوالحسن بن غبرة والشيخ عبد القادر.
وكانت صالحة تعظ النساء.
توفيت في جمادى الأولى.
وعبد الحق بن خلف بن عبد الحق أبو محمد الدمشقي الحنبلي.
روى عن أبي الفهم بن أبي العجائز وابن صابر وجماعة.
توفي في شعبان عن نيف وتسعين سنة.
وكان صالحًا فاضلًا.

(3/240)


وأبو طالب بن القبيطي عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة الحراني ثم البغدادي الجوهري.
ولد سنة أربع وخمسين وسمع الكثير من ابن البطي وأبي زرعة والشيخ عبد القادر وطبقتهم.
وكان من أهل القرآن والصلاح والإسناد العالي.
توفي في جمادى الآخرة.
وقد تفرد بأشياء.
وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الحنبلي الأنصاري الدمشقي.
روى عن السلفي وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة أيضًا بدمشق.
وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن هلال الأزدي الدمشقي.
والتسارسي أبو الرضا علي بن زيد بن علي الإسكندراني الخياط.
روى عن السلفي.
وتسارس من قرى برقة.
توفي في رمضان.
وعلي بن أبي الفخار هبة الله بن أبي منصور بن محمد بن هبة الله الشريف أبو تمام الهاشمي العدل خطيب جامع ابن المطلب ببغداد.
روى عن ابن البطي وابن زرعة وجماعة.
وعاش تسعين سنة.
توفي في جمادى الآخرة.
وعمر بن أسعد بن المنجا القاضي شمس الدين أبو الفتوح التنوخي الدمشقي الحنبلي والد ست الوزراء.
سمع أبا المعالي ابن صابر والقاضي كمال الدين بن الشهرزوري وجماعة.
وولي قضاء حران كأبيه.
وأفتى ودرس.
وتوفي في

(3/241)


ربيع الآخر.
وقيصر بن فيروز البواب أبو محمد القطيعي.
روى عن عبد الحق اليوسفي.
توفي في رمضان.
وكريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر مسندة الشام أم الفضل القرشية الزبيرية وتعرف ببنت الحبقبق.
روت عن أبي يعلى بن الحبوبي وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني وحسان الزيات وجماعة.
وأجاز لها أبو الوقت السجزي وأبو الخير الباغبان ومسعود الثقفي وخلق. وروت شيئًا كثيرًا. توفيت في جمادى الآخرة ببستانها بالميطور.
والجواد الذي تسلطن بدمشق بعد الكامل.
هومظفر الدين يونس بن ممدود بن العادل. كان من أمراء عمه الكامل وكان جوادا لكنه كان لا يصلح للملك
سنة اثنتين وأربعين وست مائة
جر الملك الصالح أيوب الخوارزمية وطلبهم من الجزيرة.
فعدوا الفرات وندبهم لمحاصرة عمه إسماعيل بدمشق.
واستنجد إسماعيل بالفرنج وبصاحب حمص.
فسلقت الخوارزمية واجتمعت بعده بعسكر مصر وجاءتهم الخلع والنفقات.
وبعث الناصر داود عسكره من الكرك نجدة لإسماعيل ثم وقع المصاف بقرب عسقلان في جمادى الأولى.
فانتصر المصريون والخوارزمية على الشاميين والفرنج.
واستحر القتل ولله الحمد بالفرنج وأسرت ملوكهم.
وخاف إسماعيل وحصن دمشق واستعد.

(3/242)


وفيها توفي التاج ابن الشيرازي أبو المعالي أحمد بن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد الدمشقي المعدل.
روى عن جده والفضل بن البانياسي وجماعة.
وتوفي في رمضان وله إجازة من السلفي.
وحاطب بن عبد الكريم بن أبي يعلى الحارثي أبو طالب المزي.
عاش خمسًا وتسعين سنة.
وروى عن أبي القاسم بن عساكر.
توفي في المحرم.
وظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل بن سحم أبو المنصور الأزدي الإسكندراني المالكي وتاج الدين ابن حموية شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله ويسمى أيضًا عبد السلام بن عمر بن علي بن محمد الجويني الصوفي شيخ السميساطية.
ولد بدمشق سنة ست وستين وسمع من شهدة والحافظ أبي القاسم.
ودخل المغرب قبل الستمائة فأقام هناك سنين وله مجاميع وفرائد.
توفي في صفر.
والرفيع الجيلي قاضي القضاة بدمشق أبو حامد عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل.
أحد قضاة الجور.
كان متكلمًا بارعًا في العقليات والفلسفة رقيق الديانة قبض عليه في آخر سنة إحدى وأربعين.
ثم بعث مع من رماه في هوة بأرض البقاع.
نسأل الله الستر.
والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي.
سمع بمكة من عبد المنعم الفراوي وبالثغر من أبي الطاهر ابن عوف وأبي طالب التنوخي , توفي في آخر السنة عن ثمان وتسعين سنة.

(3/243)


والجمال ابن المخيلي أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن نجا الغساني الإسكندراني المالكي.
روى عن السلفي وجماعة.
وكان من أكابر بلده.
توفي في جمادى الآخرة.
سنة ثلاث وأربعين وست مئة
في أولها بل قبل ذلك حاصرت الخوارزمية دمشق وعليهم الصاحب معين الدين حسن ابن الشيخ.
واشتد الخطب وأحرقت الحواضر.
ورمي من الفريقين بالمجانيق وتعب الدمشقيون بالصالح إسماعيل أولًا وآخرًا وذاقوا من الخوف والقحط والوباء ما لا يعبر عنه.
ودام الحصار خمسة أشهر إلى أن ضعف إسماعيل وفارق دمشق وتسلمها الصاحب معين الدين.
فغضبت الخوارزمية من الصلح ونهبوا داريا وترحلوا وراسلوا الصالح إلى بعلبك وصاروا معه على الصالح نجم الدين.
وردوا معه.
فحاصروا دمشق في ذي القعدة لموت معين الدين ابن الشيخ وتلك الأيام كان الغلاء المفرط حتى أبيعت الغرارة بدمشق بألف وست مائة درهم.
وأكلت الجيف وتفاقم الأمر والخمور.
والفاحشة دائرة بدمشق.
وفيها توفي بدمشق خلق كثير من الأعيان والشيوخ منهم: السيف بن المجد الحافظ القدوة أبو العباس أحمد بن عيسى ابن الشيخ الموفق المقدسي الصالحي في أول شعبان.
وله ثمان وثلاثون سنة.
سمع من أبي القاسم بن الحرستاني فمن بعده بدمشق وبغداد.
وكان من أعيان الأذكياء ومن خيار الصلحاء رحمه الله تعالى.
والتقي بن العز العلامة المفتي أبو العباس أحمد بن محمد ابن الحافظ عبد

(3/244)


الغني المقدسي الصالحي الحنبلي في ربيع الآخر وله اثنتان وخمسون سنة.
روى عن الخشوعي وعفيفة الفرقانية وطبقتهما.
ومن محفوظاته الكافي لشيخه الموفق.
انتهت إليه مشيخة الحنابلة بسفح قاسيون.
وابن الجوهري الحافظ أبو العباس أحمد بن محمود بن إبراهيم نبهان الدمشقي مفيد الجماعة وله أربعون سنة.
سمع من أبي المجد القزويني وخلق ورحل إلى بغداد سنة إحدى وثلاثين وكتب الكثير واستنسخ وحصل وكان ذكيًا متقنًا رئيسًا ثقة.
والقاضي الأشرف أبو العباس أحمد بن ابن القاضي الفاضل عبد الرحيم ابن علي البيساني ثم المصري في جمادى الآخرة وله سبعون سنة.
سمع من فاطمة بنت سعد الخير والقاسم بن عساكر.
وحصل له في الكهولة غرام زائد بطلب الحديث فسمع الكثير وكتبه واستنسخ.
وكان رئيسًا نبيلًا وافر الجلالة يصلح للوزارة.
ومعين الدين الصاحب الكبير أبو علي الحسن ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر الجويني في رمضان وقد قارب الستين.
ولي عدة مناصب وتقدم عند صاحب مصر فأمره على جيشه الذين حاصروا دمشق.
فأخذها وولي وعزل وعمل نيابة السلطنة فبغته الأجل بعد أربعة أشهر ووجد ماعمل.
وربيعة خاتون الصاحبة أخت صلاح الدين والعادل وقد نيف على الثمانين ودفنت بمدرستها وسالم بن عبد الرزاق بن يحيى ابو المرجا المقدسي خطيب عقربا.

(3/245)


روى عن أبي المعالي بن صابر وجماعة.
وعاش أربعًا وسبعين سنة.
والشرف عبد الله ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة أبو محمد وأبو بكر المقدسي خطيب الجبل.
روى عن يحيى الثقفي وابن صدقة وابن المعطوش والبوصيري وخلق.
توفي في جمادى الآخرة.
وأبو سليمان عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الفقيه من كبار تلامذة الشيخ الموفق.
سمع بمصر من البوصيري وبدمشق من الخشوعي وببغداد من ابن الجوزي.
درس الفقه.
توفي في صفر.
وعبد الرحمن بن مقرب بن عبد السلام الحافظ أسعد الدين أبو القاسم التجيبي الإسكندري العدل تلميذ ابن المفضل.
روى عن البوصيري وابن موقا وطائفة.
وعني بالحديث وكتب وخرج.
توفي في صفر.
وعبد المحسن بن حمود الصدر العلامة أمين الدين التنوخي الحلبي الكاتب المنشىء.
روى عن حنبل وطبقته.
وله ديوان ترسل وديوان شعر.
وكتب لجماعة من الملوك.
توفي في رجب وله ثلاث وسبعون سنة.
وأبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني المقرئ.
روى عن ابن عساكر وغيره.
وتوفي في ذي القعدة عن تسعين سنة.
وتقي الدين بن الصلاح شيخ الإسلام أبو عمرو عثمان بن عبد

(3/246)


الرحمن بن موسى الكردي السهرزوري الموصلي الشافعي.
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من عبيد الله بن السمين ومنصور الفراوي وطبقتهما.
وتفقه وبرع في المذهب وأصوله وفي الحديث وعلومه وصنف التصانيف مع الثقة والديانة والجلالة.
درس بالرواحية وولي مشيخة دار الحديث ثلاث عشرة سنة.
وتوفي في السادس والعشرين من ربيع الآخر.
وعلم الدين السخاوي العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد ابن عبد الأحد الهمذاني المقرئ النحوي.
ولد قبل الستين وخمس مائة وسمع من السلفي وجماعة.
وقرأ القراءات على الشاطبي والغزنوي وأبي الجود والكندي وانتهت إليه رئاسة الإقراء والأدب في زمانه بدمشق.
وقرأ عليه خلق لايحصيهم إلا الله.
وماعلمت أحدًا في الإسلام حمل عنه القراءات أكثر مما حصل عنه.
وله تصانيف سائرة متقنة.
توفي إلى رحمة الله في ثاني عشر جمادى الآخرة ودفن بتربته بجبل قاسيون.
وأبو الحسن بن المقير مسند الديار المصرية علي بن عبد الله الحسين ابن علي بن منصور البغدادي الحنبلي النجار.
ولد سنة خمس وأربعين وخمس مائة.
وسمع من شهدة ومعمر بن الفاخر وجماعة.
وأجاز له ابن ناصر وأبو بكر الزاغوني وطائفة.
وكان صاحب تلاوة وذكر وأوراد.
توفي في نصف ذي القعدة بالقاهرة.
والعز النسلبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي.
صدر كبير محتشم فاضل.
سمع من عم والده الحافظ ومن أبي الفهم ابن أبي العجائز وطائفة.
توفي في جمادى الأولى.

(3/247)


والتاج أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي إمام الكلاسة وابن إمامها.
ولد بدمشق في أول سنة خمس وسبعين وسمع من عبد المنعم الفراوي بمكة ومن يحيى الثقفي والفضل البانياسي بدمشق.
وطلب وتعب ونسخ الكثير وكان ذا دين ووقار.
توفي في جمادى الأولى.
وابن الخازن أبو بكر محمد بن سعد بن الموفق النيسابوري ثم البغدادي أحد مشايخ الصوفية الأكابر.
ولد في صفر سنة ست وخمسين وسمع من أبي زرعة المقدسي وأحمد بن المقرب وجماعة.
توفي في السابع والعشرين من ذي الحجة.
والشيخ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي الحافظ.
أحد الأعلام.
ولد سنة تسع وستين وخمس مائة.
وسمع من الخضر بن طاوس وطبقته بدمشق ومن ابن المعطوش وطبقته ببغداد ومن البوصيري وطبقته بمصر ومن أبي جعفر الصيدلاني وطبقته بإصبهان ومن أبي روح المؤيد وطبقتهما بخراسان.
وأفنى عمره في هذا الشأن مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والإتقان.
انتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه فالله يرحمه ويرضى عنه.
توفي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة.
وابن النجار الحافظ الكبير محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي صاحب تاريخ بغداد.
ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع من ذاكر بن كامل وابن بوش وابن كليب

(3/248)


ورحل إلى إصبهان وخراسان والشام ومصر وكتب ما لا يوصف.
وكان ثقة متقنًا واسع الحفظ تام المعرفة بالفن.
توفي في خامس شعبان.
والمنتخب بن أبي العز بن رشيد أبو يوسف الهمذاني المقرئ نزيل دمشق.
قرأ القراءات على أبي الجود وغيره وصنف شرحًا كبيرًا للشاطبية وشرحًا للزمخشري.
وتصدر للإقراء.
توفي في ربيع الأول.
ومنصور بن أبي الفتح أحمد بن محمد بن محمد بن المراتبي الخلال أبو غالب بن المعوج.
ولد سنة خمس وخمسين وسمع محمد بن إسحاق الصابي وأبا طالب بن خضير وغيرهما.

توفي في والموفق يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي.
ولد سنة ثلاث وخمسين وسمع بالموصل من أبي الفضل الطوسي وبحلب من أبي سعد بن أبي عصرون وطائفة وانتهى إليه معرفة العربية ببلده وتخرج به خلق كثير.
توفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى.
سنة أربع وأربعين وست مائة
لما اتفق الصالح مع الخوارزمية استمال الصالح أيوب صاحب حمص وأفسده على إسماعيل ثم كتب إلى عسكر حلب يحثهم على حرب الخوارزمية وأنهم قد خربوا الشام.
فبادر نائب حلب شمس الدين لولو واجتمع معه صاحب حمص بالعرب والتركمان وبعسكر دمشق.
وأقبل الصالح إسماعيل ومعه الخوارزمية وعسكر الكرك وأيبك صاحب صرخد.
فالتقى الجمعان على بحيرة حمص.
فقتل بركة خان مقدم الخوارزمية.
وانهزم الصالح وأيبك وراحت أثقالهم في المحرم.
ثم سارت الخوارزمية إلى البلقاء واتفق معهم الناصر

(3/249)


داود فجهز الصالح صاحب مصر جيشًا عليهم فخر الدين ابن الشيخ فكسروا الخوارزمية بنواحي الصلت وساقوا فنازلوا الكرك وتسلموا بعلبك وبصرى وأخذوا أولاد إسماعيل تحت الحوطة إلى القاهرة والتجأ إسماعيل إلى حلب وانقضت دولته.
فسبحان من لا يزول ملكه.
وصفت الشام لنجم الدين أيوب فقدمها
ودخل دمشق في ذي القعدة.
وكان يومًا مشهودًا.
ثم مر إلى بعلبك ومر إلى صرخد فأخذها من أيبك المعظمي وأخذ الصبيبة من الملك السعيد ابن العزيز وهو ابن عمه.
ثم مر ببصرى وبالقدس فأمر بعمارة سورها وأمر بصرف مغلها في سورها.
وفيها توفي أحمد بن علي بن معقل العلامة عز الدين أبو العباس الأزدي المهلبي الحمصي النحوي اللغوي الذي نظم الإيضاح والتكملة.
عاش سبعًا وسبعين سنة.
ومات في ربيع الأول.
أخذ عن الكندي وأبي البقاء وبرع في لسان العرب.
وكان صدرًا محترمًا غاليًا في التشيع.
والملك المنصور بن عمر ابن المجاهد أسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه.
صاحب حمص وابن صاحبها وأحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام.
مرض بدمشق ببستان الملك الأشرف ومات به في حادي عشر صفر.
ونقل فدفن عند عند أبيه بحمص.
وكان عازمًا على أخذ دمشق ففجأه الموت.
وقام بعده بحمص ابنه الملك الأشرف موسى.
والحسن بن علي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر حفيد أبي البركات أخي الشيخ عدي شيخ العدوية الأكراد.
وكان لقب بتاج العارفين شمس الدين.
له تصانيف في التصوف وشعر كثير وله أتباع يغالون فيه إلى الغاية.
فقبض عليه صاحب الموصل بدر الدين وخنقه خوفًا من غائلته

(3/250)


لأنه خاف أن يثور عليه بالأكراد.
وإسماعيل بن علي الكوراني الزاهد.
كان عابدًا قانتًا صادقًا أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم.
روى عن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحبي وتوفي بدمشق في شعبان.
وعبد المنعم بن محمد بن محمد بن أبي المضاء أبو المظفر البعلبكي ثم الدمشقي.
حدث بحماة عن أبي القاسم بن عساكر.
توفي في ذي الحجة بحماة.
ومحمد بن حسان بن رافع بن سمير أبو عبد الله العامري المحدث المفيد.
روى عن الخشوعي وجماعة.
وكتب الكثير توفي في صفر.
والتقي المراتبي محمد بن محمود الحنبلي أحد أئمة المذهب بدمشق.
كان عالمًا متفننًا متبحرًا لم يخلف في الحنابلة مثله.
توفي في جمادى الآخرة.
سنة خمس وأربعين وست مائة
في جمادى الآخرة أخذ المسلمون عسقلان
وأخذوا طبرية قبلها بأيام.
وكان الفتح على يد فخر الدين ابن الشيخ.
وفيها أخذ الملك الصالح نجم الدين الصبيبة من الملك السعيد وعوضه أموالًا وخبز مائة فارس وفيها نازل عسكر حلب مدينة حمص وأخذوها بعد أشهر في أول سنة ست.

(3/251)


وفيها توفي الكاشغري أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي ببغداد في حادي عشرة جمادى الأولى وله تسع وثمانون سنة.
سمع من ابن البطي وعلي بن تاج القراء وأبي بكر بن النقور وجماعة.
وعمر ورحل إليه الطلبة.
وكان آخر من بقي بينه وبين الإمام خمسة أنفس ثقات.
ولي مشيخة المستنصرية.
وشعيب بن يحيى بن أحمد أبو مدين ابن الزعفراني التاجر.
إسكندراني متميز.
جاور بمكة وحدث عن السلفي.
توفي في ذي القعدة.
والشيخ علي الحريري أبو محمد بن أبي الحسن بن منصور الدمشقي الفقير.
ولد بقرية بسر من حوران ونشأ بدمشق وتعلم بها نسج العتابي ثم تمفقر وعظم أمره وكثر أتباعه.
وأقبل على الطيبة والراحة والسماعات والملاح وبالغ في ذلك.
فمن يحسن به الظن يقول هو كان صحيحًا في نفسه صاحب حال وتمكن ووصول.
ومن خبر أمره رماه بالكفر والضلال.
وهوأحد من لايقطع عليه بجنة ولا نار فاطنا لانعلم بما ختم له لكنه توفي في يوم شريف يوم الجمعة قبيل العصر السادس والعشرين من رمضان.
وقد نيف على التسعين.
مات فجأة.
وأبو علي الشلوبين عمر بن محمد بن عمر الأزدي الأندلسي الإشبيلي النحوي أحد من انتهت إليه معرفة العربية في زمانه.
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون والكبار وأجاز له السلفي وكان أسند من بقي بالمغرب وكان في العربية بحرًا لا يجارى وحبرًا لا يبارى قيامًا عليها واستبحارًا فيها.
تصدر لإقراء نحوًا من ستين

(3/252)


عامًا.
أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي الحسن نجيه.
وصنف التصانيف.
وله حكايات في التغفل.
وغازي الملك المظفر شهاب الدين ابن العادل.
كان فارسًا شجاعًا وشهمًا وملكًا جوادًا.
كان صاحب ميافارقين وخلاط وحصن منصور وغير ذلك.
حج من بغداد ثم توفي في هذه السنة وتملك بعده ابنه الشهيد الملك الكامل ناصر الدين.
وابن الدوامي عز الكفاة الصاحب أبو المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله.
كان أبوه وكيل الخليفة الناصر وسمع هو من تجني الوهبانية وابن شاتيل.
وكان حاجب الحجاب مدة ثم تزهد وانقطع إلى أن توفي في جمادى الأولى.
ويعقوب بن محمد بن حسن الأمير الكبير شرف الدين الهذباني الإربلي.
روى عن يحيى الثقفي وطائفة وولي شد دواوين الشام.
وكان ذا علم وأدب.
توفي في ربيع الأول بمصر.
سنة ست وأربعين وست مئة
فيها قدم المصريون عليهم فخر الدين ابن الشيخ فنازلوا حمص بعد أن تملكها الحلبيون.
ورميت بالمجانيق وقدم الملك الصالح وعلموا التلاق تحت القلعة لتفرح.
فهلك سبعة أنفس وتهشم جماعة.
فمنع من عمل التلاق.
وكان يترتب عليه مفاسد عظيمة.
وفيها توفي أحمد بن سلامة الحراني النجار الرجل الصالح.
رحل

(3/253)


وسمع من ابن كليب وجماعة.
وكان ثقة عالمًا صاحب سنة.
توفي في وسط العام.
وإسماعيل بن سودكين أبو الطاهر النوري الحنفي الصوفي صاحب محيي الدين بن العربي.
وله كلام وشعر , توفي في صفر روى عن الأرتاحي.
وصفية بنت عبد الوهاب بن علي القرشية اخت كريمة.
لم تسمع شيئًا بل أجاز لها مسعود الثقفي والكبار.
وتفردت في زمانها.
توفيت في رجب بحماة.
وابن البيطار الطبيب البارع ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي صاحب كتاب الأدوية المفردة.
انتهت إليه معرفة تحقق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه.
وله اتصال بخدمة الكامل ثم ابنه الصالح.
توفي بدمشق في شعبان.
وابن رواحة عز الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الحموي الشافعي.
ولد بصيقيلية وأبواه في الأسر سنة ستين وخمس مائة فخلصا وسمعه أبوه بالإسكندرية من وابن الحاجب العلامة جمال الدين أبو عمر عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي الأسنائي ثم المصري المالكي المقرئ النحوي الأصولي صاحب التصانيف.
توفي بالإسكندرية في السادس والعشرين من شوال وله خمس وسبعون سنة.
كان أبوه حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي فاشتغل هو

(3/254)


وقرأ القراءات على الغزنوي وأبي الجود وبعضها على الشاطبي وبرع في الأصول والعربية.
وكان من أدباء أهل زمانه وأوجزهم بلاغة وبيانًا.
وابن الدباج العلامة أبو الحسن علي بن جابر النحوي المقرئ شيخ الأندلس.
أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف والعربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني وساد أهل عصره في العربية.
ولد سنة ست وستين وخمس مائة وتوفي بإشبيلية بعد أخذ الروم الملاعين لها في شعبان صلحًا بعد جمعة فإنه هاله نطق الناقوس وخرس الأذان.
فما زال يتلهف ويتأسف ويضطرب ارتماضًا لذلك إلى أن قضى نحبه.
وقيل مات يوم أخذها.
وصاحب المغرب المعتضد ويقال له أيضًا السعيد أبو الحسن المؤمني علي بن المأمون إدريس بن المنصوريعقوب بن يوسف.
ولي الأمر بعد أخيه عبد الواحد سنة أربعين وقتل على ظهر جواده وهو يحاصر حصنًا بتلمسان في صفر.
وولي بعده المرتضى أبو حفص.
فامتدت دولته عشرين عامًا.
والقفطي الوزير الأكرم جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني وزير حلب وصاحب التصانيف والتواريخ.
جمع من الكتب على اختلاف أنواعها ما لا يوصف.
وكان ذا عزم مفرط بها.
ولما احتضر أوصى بها للناصر صاحب حلب وكانت تساوي نحوًا من أربعين ألف دينار.
توفي في رمضان.
والأفضل الخونجي محمد بن ناماور الشافعي الفيلسوف.
ولد سنة تسعين وخمس مائة واشتغل في العجم ثم قدم وولي قضاء مصر.
وأفتى وصنف

(3/255)


وبرع في المنطق والإلهي والطبيعي توفي في رمضان.
ومحمد بن يحيى بن ياقوت أبو الحسن الإسكندراني المقرئ.
روى عن السلفي وغيره.
توفي في سابع عشر ربيع الآخر.
ومنصور بن سند بن الدباغ أبو علي الإسكندراني النحاس.
روى عن السلفي.
توفي في ربيع الأول.
سنة سبع وأربعين وست مائة
رجع السلطان إلى مصر مريضًا في محفة واستناب على دمشق جمال الدين بن يغمور.
وفي ربيع الأول نازلت الفرنج دمياط برًا وبحرًا وكان بها خير الدين ابن الشيخ.
وعسكر فهربوا وملكتها الفرنج بلا ضربة ولا طعنة.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكان السلطان بالمنصورة فغضب على أهلها كيف سيبوها حتى إنه شنق ستين نفسًا من أعيان أهلها وقامت قيامته على العسكر بحيث إنهم تخوفوه وهموا به.
فقال فخر الدين: أمهلوه فهو على شفا.
فمات ليلة نصف شعبان بالمنصورة.
وكتم موته أيامًا وساق مملوكًا حافظًا بأعلى البرية إلى أن عبر الفرات وساق إلى حصن كيفا وأخذ الملك المعظم تورانشاه ولد الصالح وقدم

(3/256)


به دمشق فدخلها في آخر رمضان في دست السلطنة.
وجرت للمصريين مع الفرنج فصول وحروب إلى أن تمت وقعة المنصورة في ذي القعدة وذلك أن الفرنج حملوا ووصلوا إلى دهليز السلطان.
فركب مقدم الجيش فخر الدين ابن الشيخ وقاتل فقتل.
وانهزم المسلمون ثم كروا على الفرنج ونزل النصر وقتل من الفرنج مقتلة عظيمة.
ولله الحمد.
ثم قدم الملك المعظم بعد أيام.
وفيها أغارت التتار بعد أيام بأطراف العراق وقتلوا خلقًا كثيرًا.
وفيها توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل.
ومولده سنة ثلاث وست مائة.
بالقاهرة.
وسلطنه أبوه على حران وآمد وسنجار وحصن كيفا.
فأقام هناك إلى أن قدم وملك دمشق بعد الجواد.
وجرت له أمور.
ثم ملك الديار النصرية ودانت له الممالك.
وكان وافر الحرمة عظيم الهيبة طاهر الذيل خليقًا للملك ظاهر الجبروت.
وابن عوف الفقيه رشيد الدين أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب ابن العلامة أبي طاهر إسماعيل بن مكي الزهري العوفي الإسكندراني: المالكي.
سمع من جده الموطأ.
وكان ذا زهد وورع.
توفي في صفر عن ثمانين سنة.
وعجيبة بنت الحافظ محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية.
سمعت من عبد الحق وعبد الله بن منصور الموصلي.
وهي آخر من روى بالإجازة عن مسعود والرستمي وجماعة.
توفيت في صفر عن ثلاث وتسعين سنة.
ولها مشيخة في عشرة أجزاء.

(3/257)


وابن البراذعي صفي الدين أبو البركات عمر بن عبد الوهاب القرشي الدمشقي العدل.
روى عن ابن عساكر وأبي سعد بن عصرون.
توفي في ربيع الآخر.
والسيدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد البغدادي الحاجب.
روى عن عبد الحق وتجني وجماعة كثيرة.
وطال عمره.
وفخر الدين ابن شيخ الشيوخ الأمير نائب السلطنة أبو الفضل يوسف ابن الشيخ صدر الدين محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني.
ولد بدمشق بعد الثمانين وخمس مائة وسمع من منصور بن أبي الحسن الطبري وغيره.
وكان رئيسًا محتشمًا سيدًا معظمًا ذا عقل ووقار ودهاء وشجاعة وقد سجنه السلطان وقاسى شدائد وبقي في الحبس ثلاث سنين ثم أخرجه وأنعم عليه وقدمه على الجيش.
طعن يوم المنصورة وجاءته ضربتان في وجهه فسقط.
والساوي يوسف بن محمود أبو يعقوب المصري الصوفي.
روى عن السلفي وعبد الله بن بري وتوفي في رجب عن ثمانين سنة.
سنة ثمان وأربعين وست مائة
استهلت والفرنج على المنصورة والمسلمون بإزائهم مستظهرون لانقطاع الميرة عن الفرنج ولوقوع المرض في خيلهم.
ثم عزم ملكهم الفرنسيس على المسير في الليل إلى دمياط ففهمها المسلمون.
وكان الفرنج قد عملوا جسرًا

(3/258)


من صنوبر على النيل فنسوا قطعه فعبر عليه الناس وأحدقوا بهم.
فتحصنوا بقرية تهيه أبي عبد الله.
وأخذ أصطول المسلمين أصطولهم أجمع وقتل منهم خلق.
فطلب الافرنسيس الطواشي رشيد الدين القيمري فأتوه.
فكلمهم في الأمان على نفسه وعلى من معه.
فعقدا له الأمان وانهزم جل الفرنج على حمية.
فحمل عليهم المسلمون ووضعوا فيهم السيف.
وغنم الناس ما لا يحد ولا يوصف.
وأركب الفرنسيس وطلبه في حراقة والمراكب الإسلامية محدقة به تخفق بالكوسات والطبول وفي البر الشرقي الجيش سائر تحت ألوية النصر وفي البر الغربي العربان والعوام.
وكانت ساعة عجيبة واعتقل الفرنسيس بالمنصورة وذلك في أول يوم من المحرم.
قال سعد الدين ابن حمويه: كانت الأسرى نيفًا وعشرين ألفًا فيهم ملوك وكنود.
وكانت القتلى سبعة آلاف.
واستشهد نحو مائة نفس.
وخلع الملك المعظم على الكبار من الفرنج خمسين خلعة فامتنع الكلب الفرنسيس من لبسها وقال: أنا مملكتي تقدر بمملكة صاحب مصر كيف ألبس خلعته.
ثم بدت من المعظم خفة وطيش وأمور خرج بسببها عليه مماليك أبيه وقتلوه وقدموا على العسكر عز الدين أيبك التركماني الصالحي وساقوا إلى القاهرة بعد أن استردوا دمياط.
وذلك أن حسام الدين بن أبي علي أطلق الفرنسيس على أن يسلم دمياط وعلى بذل خمس مائة ألف دينار للمسلمين.
فأركب بغلة وساق معه الجيش إلى دمياط فما وصلوا إلا وأوائل المسلمين قد ركبوا أسوارها.
فاصفر لون الفرنسيس.
فقال حسام الدين: هذه دمياط قد ملكناها.
والرأي أن لا نطلق هذا لأنه قد اطلع على عورتنا.
فقال عز الدين أيبك: لا أرى الغدر.
وأطلقه.
وأما دمشق فقصدها الملك الناصر صاحب حلب واستولى عليها في ربيع الآخر ثم بعد أشهر قصد الديار المصرية ليملكها.
فالتقى هو والمصريون في ذي القعدة بالعباسية.
فانهزم المصريون
ودخل أوائل الشاميين القاهرة.
وخطب بها للناصر.
فالتف على عز الدين أيبك والفارس أقطايا نحو ثلاث مائة من الصالحية

(3/259)


وهربوا نحو الشام.
فصادفوا فرقة من الشاميين فحملوا عليهم وهزموهم وأسروا نائب الملك الناصر وهو شمس الدين لولو فذبحوه وحملوا على طلب الناصر.
فكسروا سناجقه ونهبوا خزائنه.
فأخذه نوفل البدوي والحاصلية وساقوا إلى غزة ودخلت الصالحية بأعلام الناصر منكسة وبالأسارى.
وكانوا النصرة.
ولد السلطان الكبير صلاح الدين والملك الأشرف موسى بن صاحب حمص والملك الصالح إسماعيل ابن العادل وطائفة وقتل عدة أمراء.
وفيها توفي فخر القضاة ابن الحباب أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين السعدي المصري وناظر الأوقاف وراوي صحيح مسلم عن المأموني.
سمع قليلًا من السلفي وابن بري.
توفي في رمضان وله سبع وثمانون سنة.
وابن الخير أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي الأزجي المقرئ الحنبلي.
روى الكثير عن شهدة وعبد الحق وجماعة.
وأجاز له ابن البطي.
وقرأ القراءات ولقن دهرًا.
توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة.
قال ابن النجار: فيه ضعف.
والملك الصالح عماد الدين أبو الجيش إسماعيل بن العادل الذي تملك دمشق مدة.
انضم سنة أربع وأربعين إلى ابن أخيه صاحب حلب الملك النصصر.
وكان من كبراء دولته ومن جملة أمرائه بعد سلطنة دمشق.
ثم قدم معه دمشق وسار معه فأسرته الصالحية ومروا به على تربة الصالح مولاهم وصاحوا: يا

(3/260)


خوند أين عينك تبصر عدوك أسيرًا.
ثم أخذوه في الليل وأعدموه في سلخ ذي القعدة.
وأمين الدولة الوزير أبو الحسن الطبيب.
كان سامريًا ببعلبك فأسلم في الظاهر والله أعلم بسريرته.
ونفق علىالصالح إسماعيل حتى وزر له.
وكان ظالمًا نجسًا ماكرًا داهية.
وهو واقف الأمينية االتي ببعلبك.
أخذ من دمشق بعد حصار الخوارزمية وسجن بقلعة مصر فلما جاء الخبر الذي لم يتم بانتصار الناصر توثب أمين الدولة في جماعة وصاحوا بشعار الناصر.
فشنقوهم هو وناصر الدين ابن يغمور والخوارزمي.
والملك المعظم غياث الدين تورانشاه بن الصالح نجم الدين أيوب.
لما توفي أبوه حلف له الأمراء وقعدوا وراءه كما ذكرنا وفرح الخلق بكسر الفرنج على يده لكنه كان لا يصلح لصالحه لقلة عقله وفساد بالمرد.
ضربه مملوك بسيف فتلقاها بيده ثم هرب إلى برج خشب فرموه بالنفط فرمى بنفسه وهرب إلى النيل فأتلفوه وبقي ملقى على الأرض ثلاثة أيام حتى انتفخ ثم واروه.
وخطب بعده على منابر الإسلام لشجرة الدر أم خليل حظية والده.
قال أبو شامة: دخل في البحر إلى حلقة فضربه البندقداري بالسيف فوقع.
وابن رواج المحدث رشيد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح الإسكندراني المالكي.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مائة.
وسمع الكثير من السلفي وطائفة ونسخ الكثير وخرج الأربعين.
وكان ذا دين وفقه وتواضع.
توفي في ثامن عشر ذي القعدة.
والمجد الأسفراييني المحدث قارىء دار الحديث أبو عبد الله محمد بن

(3/261)


محمد بن عمر الصوفي.
روى عن المؤيد الطوسي وجماعة.
توفي بالسميساطية.
ومظفر ابن الفوي أبو منصور بن عبد الملك بن عتيق الفهري الإسكندراني المالكي.
الشاهد.
روى عن السلفي وعاش تسعين سنة.
توفي في سلخ ذي القعدة.
ويوسف بن خليل الحافظ الرحال محدث الشام أبو الحجاج الدمشقي الأدمي.
نزيل حلب.
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة.
ولم يعن بالحديث إلى سنة بضع وثمانين.
فروى عن يحيى الثقفي وطائفة ثم رحل إلى بغداد قبل التسعين ثم إلى إصبهان بعد التسعين.
وأدرك بها إسنادًا عاليًا كبيرًا وكتب ملا يوصف بخطع المليح وانتشر حديثه ورحل الناس غليه.
توفي في عاشر جمادى الآخرة بحلب.
سنة تسع وأربعين وست مئة
أقامت عساكر الشام على غزة نحوًا من سنتين خوفًا من المصريين وترددت الرسل بين الناصر والمعز أيبك.
وفيها تملك المغيث بن الملك العادل بن الكامل الكرك والشوبك.
سلمها إليه متوليها الطواشي صواب.
وفيها توفي ابن العليق أبو نصر الأعز بن فضائل البغدادي الببصري.
روى عن شهدة وعبد الحق وجماعة.
وكان صالحًا تاليًا لكتاب الله.
توفي في رجب.
والنشتبري أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن معمر الفقيه ضياء

(3/262)


الدين شيخ ماردين.
روى عن أبي الفتح ابن شاتيل وجماعة.
وكان له مشاركة قوية في العلوم.
قال شيخنا الدمياطي: مات في الثاني والعشرين من ذي الحجة وقد جاوز المائة.
وقال الشريف عز الدين في الوفيات: كان يذكر أنه ولد في سنة سبع وثلاثين وخمس مائة.
وعبد الظاهر بن نشوان الإمام رشيد الدين الجذامي المصري الضرير شيخ الإقراء بالديار المصرية.
قرأ على أبي الجود وسمع من البوصيري وجماعة.
توفي في جمادى الأولى.
وكان عارفًا بالنحو.
وأبو نصر بن الزبيدي عبد العزيز بن يحيى بن المبارك اللابعي اليماني البغدادي.
ولد سنة ستين
وابن الجميزي العلامة بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة ابن المسلم اللخمي المصري الشافعي المقرئ الخطيب.
ولد سنة تسع وخمسين بمصر حفظ الختمة سنة تسع وستين ورحل به أبوه فسمعه بدمشق من ابن عساكر وببغداد من شهدة وجماعة.
وقرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي وقرأ كتاب المهذب على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون وقرأه أبو سعد على القاضي أبي علي الفارقي عن مؤلفه.
وسمع بالإسكندرية من السلفي وتفرد في زمانه ورحل إليه الطلبة ودرس وأفتى وانتهت إليه مشيخة العلم بالديار المصرية.
توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة.
والسديد أبو القاسم عيسى بن أبي الحرم مكي بن حسين العامري

(3/263)


المصري الشافعي المقرئ إمام جامع الحاكم.
قرأ القراءات على الشاطبي وأقرأها مدة.
توفي في شوال عن ثمانين سنة.
قرأ عليه غير واحد.
وابن المني المفتي الإمام سيف الدين أبو المظفر محمد بن أبي البدر مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني ثم البغدادي الحنبلي.
روى عن شهدة وعبد الحق وجماعة وتفقه على عمه ناصح الإسلام أبي الفتح بن المني وقرأ القراءات على أبي بكر بن الباقلاني وتوفي في جمادى الآخرة وهو في عشر التسعين.
وجمال الدين بن مطروح الأمير الصاحب أبو الحسين بن يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن مطروح المصري صاحب الشعر الرائق.
ولد سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة وبرع في الأدب وخدم الملك الصالح وأقام عنده بحصن كيفا وسنجار ثم ولي نظر الخزانة بمصر في أيامه وعمل وزارة دمشق سنة ثلاث وأربعين ولبس زي الأمراء.
ثم عزله سنة ست لأمور بدت منه.
توفي في شعبان.
سنة خمسين وست مائة
فيها وصلت التتار إلى ديار بكر فقتلوا وسبوا وعملوا عوائدهم.
وفيها توفي الرشيد بن مسلمة أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي الدمشقي ناظر الأيتام.
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة وأجاز له الشيخ عبد القادر الجيلي وهبة الله بن الدقاق وابن البطي والكبار.
وتفرد في وقته وسمع من الحافظ ابن عساكر وجماعة توفي في ذي القعدة.

(3/264)


والكمال إسحاق بن أحمد المعري الشافعي المفتي تلميذ ابن الصلاح.
كان إمامًا بارعًا زاهدًا عابدًا.
توفي بالرواحية.
والصغاني العلامة رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ابن حيدر العدوي العمري الهندي اللغوي نزيل بغداد.
ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة بلوهور ونشأ بغزنة وقدم بغداد وذهب في الرسلية غير مرة وسمع بمكة من أبي الفتوح بن الحصري وببغداد من سعيد بن الرزاز.
وكان إليه المنتهى في معرفة علم اللغة.
له مصنفات كبار في ذلك وله بصر بالفقه والحديث مع الدين والأمانة.
توفي في شعبان وحمل إلى مكة فدفن بها.
ومحمد بن سعد بن عبد السلام شمس الدين الأنصاري المقدسي الصالحي الأديب الكاتب.
ولد سنة إحدى وسبعين وخمس مائة وسمع من أحمد بن الموازيني ويحيى بن الثقفي وجماعة.
وكان متشيعًا بليغًا وشاعرًا محسنًا ودينًا صينا.
توفي في شوال.
وسعد الدين بن حمويه الجويني محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي الصوفي صاحب أحوال ورياضيات وله أصحاب ومريدون وله كلام على طريقة الاتحاد.
سكن سفح قاسيون مدة ثم رجع إلى خراسان فتوفي هناك.
وهبة الله بن محمد بن الحسين بن مفرج جمال الدين أبو البركات المقدسي ثم الإسكندراني الشافعي ويعرف بابن الواعظ.
من عدول الثغر.
روى عن السلفي قليلًا وعاش إحدى وثمانين سنة , توفي في صفر.

(3/265)


وابن قميرة المؤتمن أبو القاسم يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم ابن أبي الحسن التميمي الحنظلي الأزجي.
التاجر السفار بعد التاجر مسند العراق.
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة وسمع من شهدة وتجني وعبد الحق وجماعة وحدث في تجارته بمصر والشام.
توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى.