العبر في خبر من غبر، من سنة 661 إلى 670
سنة إحدى وستين وست
مائة
في ثامن المحرم عقد مجلس عظيم للبيعة.
وجلس الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد ابن الأمير أبي علي بن علي بن
أبي بكر ابن الخليفة المسترشد بالله بن المستظهر العباسي.
فأقبل عليه الملك الظاهر ومد يده إليه وبايعه بالخلافة.
ثم بايعه الأعيان.
وقلد حينئذ السلطنة للملك الظاهر.
فلما كان من الغد خطب بالناس خطبة مليحة أولها: الحمد لله الذي أقام
لآل العباس ركنًا وظهيرًا.
ثم كتب بدعوته وإمامته إلى الأقطار.
وبقي في الخلافة أربعين سنة وأشهرًا.
وفيها خرج الظاهر إلى الشام وتحيل على صاحب الكرك الملك المغيث حتى نزل
إليه.
وكان آخر العهد به.
وأعطى ولده بمصر خبز مائة فارس.
ثم قبض على ثلاثة أنكروا أنكروا عليه إعدامه المغيث وهم: بلبان الرشيدي
وأقوش البرلي وأيبك الدمياطي وكانوت نظراء له في الجلالة والرتبة.
وفيها وصل كرمون المقدم في طائفة كبيرة من التتار قد أسلموا.
فأنعم عليهم الملك الظاهر.
وفيها راسل بركة الملك الظاهر.
ثم كانت وقعة هائلة بين بركة وبين ابن عمه هولاوو.
فانهزم هولاوو ولله الحمد.
وقتل خلق من رجاله وغرق خلق.
وفيها توفي الحسن بن علي بن منتصر أبو علي الفاسي ثم الإسكندراني
(3/301)
الكتبي.
آخر أصحاب عبد المجيد بن خليل.
توفي في ربيع الآخر.
وسليمان بن خليل العسقلاني الفقيه.
خطيب الحرم أبو الربيع الشافعي سبط عمر بن عبد المجيد الميانسي.
روى عن زاهر بن رستم وغيره.
وتوفي في المحرم.
والرسعني العلامة عز الدين عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدث
المفسر الحنبلي.
ولد سنة تسع وثمانين وسمع بدمشق من الكندي وببغداد من ابن منينا.
وصنف تفسيرًا جيدًا.
وكان شيخ الجزيرة في زمانه علمًا وفضلًا وجلالة.
توفي في ثاني عشر ربيع الآخر.
والأنباري المفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم الأنصاري الحنبلي
البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي.
سمع من الكندي وعبد القادر الحافظ وطائفة.
وتفقه بالموفق المقدسي.
توفي في ربيع الآخر.
والعز بن العز الحافظ المحدث أبو محمد عبد الرحمن بن عز الدين محمد ابن
الحافظ الكبير عبد الغني المقدسي.
ولد سنة ست مائة.
وسمع من الكندي وطبقته.
وتفقه على الموفق ورحل فسمع من الفتح بن عبد السلام وطبقته.
ثم رحل إلى مصر وكتب الكثير.
وكان يفهم ويذاكر.
توفي في ذي الحجة.
والناشري المقرئ البارع تقي الدين عبد الرحمن بن مرهف المصري.
قرأ القراءات على أبي الجود.
وتصدر للإقراء وبعد صيته.
توفي في شوال عن نيف وثمانين سنة.
(3/302)
وابن بنين أثير الدين عبد الغني بن سليمان
بن بنين المصري الشافعي القباني الناسخ.
ولد سنة خمس وسبعين.
وسمع من عشير الجبلي فكان آخر أصحابه.
وسمع من طائفة وأجاز له عبد الله بن بري وعبد الرحمن السبي.
وانتهى إليه علو الإسناد بمصر مع صلاح وسكون.
توفي وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي.
ثم الدمشقي الحنبلي روى عن الخشوعي وغيره.
توفي في رجب.
وكان مباركًا خيرًا.
والكمال الضرير شيخ القراء أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم بن علي
الهاشمي العباسي المصري الشافعي صاحب الشاطبي وزوج ابنته.
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة.
قرأ القراءات على الشاطبي وشجاع المدلجي وأبي الجود.
وسمع من البوصيري وطائفة.
وتصدر للإقراء دهرًا وانتهت إليه رئاسة الإقراء.
وكان إمامًا يجري في فنون من العلم وفيه تودد وتواضع ولين ومروة تامة.
توفي في سابع ذي الحجة.
والعلم أبو القاسم والأصح أبو محمد القاسم بن أحمد بن موفق بن جعفر
المرسي اللورقي المقرئ النحوي المتكلم.
شيخ القراء بالشام.
ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة وقرأ القراءات على ثلاثة من أصحاب ابن
هذيل ثم قرأها على أبي الجود ثم على الكندي وسمع ببغداد من ابن الأخضر.
وكان عارفًا بالكلام والأصلين والعربية.
أقرأ واشتغل مدة.
وصنف التصانيف ودرس بالعزيزية نيابة وولي مشيخة الإقراء والنحو
بالعادلية.
توفي في سابع رجب.
وقد شرح الشاطبية.
(3/303)
سنة اثنتين وستين
وست مئة
فيها توفي قاضي حلب كمال الدين أحمد بن قاضي القضاة زين الدين عبد الله
بن عبد الرحمن ابن الأستاذ الأسدي الشافعي.
سمع حضورًا من الافتخار الهاشمي وسماعًا من جده وطائفة.
وكان صدرًا معظمًا كامل الرئاسة.
واسع الفضيلة.
ولي قضاء حلب في الدولتين الناصرية والظاهرية.
وبها توفي في نصف شوال.
وإسماعيل بن صارم الخياط أبو الطاهر الكناني العسقلاني ثم المصري.
روى عن البوصيري وابن ياسين.
توفي في جمادى الأولى.
والزين الحافظي سليمان بن المؤيد بن عامر العقرباني الطبيب.
طبب الملك الحافظ صاحب جعبر فنسب إليه.
ثم خدم الملك الناصر يوسف وعظم عنده وبعثه رسولًا إلى التتار فباطنهم
ونصح لهم.
فأمره هولاوو وصار تتريًا خائنًا للمسلمين.
فسلط الله عليه مخدومه فقتل بين يديه لكونه كاتب الملك الظاهر وقتل معه
أقاربه وخاصته.
وكانوا خمسين.
وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري
الدمشقي ثم الحموي الشافعي الأديب.
كان أبوه قاضي حماة.
ويعرف بابن الرقاء.
ولد هو بدمشق سنة ست وثمانين وكان مفرط الذكاء.
رحل به أبوه فسمعه من ابت كليب جزء ابن عرفة.
ومن ابن أبي المجد المسند كله.
وله محفوظات كثيرة وفضائل شهيرة وحرمة وجلالة.
توفي في ثامن رمضان.
(3/304)
والعماد بن الحرستاني أبو الفضائل عبد
الكريم بن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد الأنصاري الدمشقي
الشافعي.
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من الخشوعي والقاسم.
وتفقه على أبيه وأفتى وناظر وولي قضاء الشام بعد أبيه قليلًا ثم عزل.
ودرس بالغزالية مدة وخطب بدمشق.
وكان من جلة العلماء.
له سمت ووقار وتواضع.
ولي الدار الأشرفية بعد ابن الصلاح.
ووليها بعده شهاب الدين ابو شامة.
توفي في جمادى الأولى.
والضياء ابن البالسي أبو الحسن علي بن محمد بن علي المحدث الخطيب العدل
الشروطي.
ولد سنة خمس وست مائة.
وسمع من ابن البن وأجاز له الكندي.
وعني بهذا الشأن.
وكتب الكثير.
توفي في صفر.
والملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل أبي بكر ابن الملك الكامل ابن
العادل.
حبس بعد موت عمه الصالح بالكرك.
فلما قتلوا ابن عمه المعظم أخرجه معتمد الكرك الطواشي وسلطنه بالكرك.
وكان كريمًا مبذرًا للأموال.
فقل ماعنده حتى سلم الكرك إلى صاحب مصر ونزل إليه فخنقه.
وكذا خنق عمه أباه العادل وعاش كل منهما نحو ثلاثين سنة.
والبابشرقي أبو عبد اله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري التاجر
بجيرون.
روى عن الخشوعي وطائفة.
توفي في ربيع الأول.
وابن سراقة الإمام محيي الدين أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم
الأنصاري الشاطبي شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة.
ولد سنة اثنتين
(3/305)
وتسعين وسمع من أبي القاسم أحمد بن بقي
بالعراق من أبي علي بن الجواليقي وطبقته.
وله مؤلفات في التصوف.
توفي في العشرين من شعبان.
والملك الأشرف مظفر الدين موسى بن المنصور إبراهيم بن المجاهد أسد
الدين شيركوه صاحب حمص.
ولد سنة سبع وعشرين وست مائة.
وتملك حمص سنة أربع وأربعين فأخذت منه سنة ست.
ثم تملك الرحبة ثم سار إلى هولاوو فأكرمه وأعاد إليه حمص وولاه نيابة
الشام مع كتبغا.
فلما قلع الله التتار راسل الملك المظفر من تدمر فأمنه وأقره على حمص.
فغسل هناته بيوم حمص وكسر التتار ونبل قدره.
وكان ذا حزم ودهلء وشجاعة وعقل.
توفي بحمص في صفر فيقال إنه سقي.
وتسلم الظاهر بلده وحواصله.
والجوكندار العزيز بن حسام الدين لاجين من أكبر أمراء دمشق.
كان محبًا للفقراء مؤثرًا لراحتهم يجمعهم على السماعات والسماطات التي
يضرب بها المثل ويخدمهم بنفسه.
توفي في المحرم كهلًا.
والرشيد العطار الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي ابن
مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري المالكي.
ولد سنة أربع وثمانين وسمع من البوصيري وإسماعيل بن ياسين والكبار.
فأكثر وأطاب وجمع المعجم وحصل الأصول.
وتقدم في الحديث.
ولي مشيخة
والقباري أبو القاسم بن منصور الإسكندراني الزاهد.
كان صالحًا قانتًا مخلصًا منقطع القرين في الورع.
كان له بستان يعمله ويتبلغ منه وله ترجمة
(3/306)
مفردة جمعها ناصر الدين بن المنير.
توفي في سادس شعبان.
سنة ثلاث وستين وست مائة
فيها كانت ملحمة عظمى بالأندلس
التقي الفنش لعنه الله وأبو عبد الله بن الأحمر غير مرة ثم انهزمت
الملاعين وأسر الفنش.
ثم أفلت وحشد وجيش ونازل أغرناطة.
فخرج ابن الأحمر وكسرهم وأسر منهم عشرة آلاف.
وقتل المسلمون فوق الأربعين ألفًا وجمعوا كومًا هائلًا من رؤوس الفرنج
أذن عليه المسلمون واستعادوا عدة مدائن من الفرنج ولله الحمد.
وفيها نازلت التتار البيرة.
فساق سم الموت والمحمدي وطائفة وكشفوهم عنها.
وفيها قدم السلطان فحاصر قيسارية وافتتحها عنوة.
وعصت القلعة أيامًا ثم أخذت.
ثم نازل أرسوف وأخذها بالسيف في رجب ثم رجع فسلطن ولده الملك السعيد في
شوال وركب بأبهة الملك وله خمس سنين.
ثم عمل طهوره بعد أيام.
وفيها جرد بديار مصر أربعة حكام من المذاهب لأجل توقف تاج الدين ابن
بنت الأعز عن تنفيذ كثير من القضايا.
فتعطلت الأمور.
فأشار بهذا جمال الدين أيدغدي العزيزي.
فأعجب السلطان وفعله في آخر السنة.
ثم فعل ذلك بدمشق.
وفيها ابتدى بعمارة مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ففرع في أربع سنين.
وفيها حجب الخليفة الحاكم بقلعة الجبل.
وفيها توفي المعين القرشي الذكوي المحدث المتقن أبو إسحاق
(3/307)
إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن
القاضي الزكي علي بن محمد بن يحيى.
كتب عن ابن صباح وابن اللتي وكريمة فأكثر وكتب الكثير.
توفي فجأة في ربيع الأول.
والزين خالد بن يوسف بن سعد الحافظ اللغوي أبو البقاء النابلسي ثم
الدمشقي.
ولد سنة خمس وثمانين وسمع من القاسم ومحمد بن الخطيب وابن طبرزد
وببغداد من ابن الأخضر وطبقته.
وحصل الأصول وتقدم في الحديث.
وكان فهمًا يقظًا حلو النوادر.
توفي في سلخ جمادى الأولى.
والنظام ابن البانياسي عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين.
سمع من الخشوعي وجماعة.
وكان دينًا فاضلًا.
توفي في صفر.
والنجيب فراس بن علي بن زيد أبو العشائر الكناني العسقلاني.
ثم الدمشقي التاجر العدل.
وابن مسدي الحافظ أبو بكر محمد بن يوسف الأزدي الغرناطي.
روى عن محمد بن عماد وجماعة كثيرة.
وجمع وصنف.
توفي بمكة في شوالها وقد خرج لنفسه معجمًا.
وجمال الدين بن يغمورالباروقي موسى.
ولد بالصعيد سنة تسع وستين.
وكان من جلة الأمراء.
ولي نيابة مصر ونيابة دمشق.
توفي في شعبان.
وبدر الدين السنجاري الشافعي قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن
(3/308)
الحسن الزراري.
صدر معظم وجواد ممدح.
ولي قضاء بعلبك وغيرها قبل الثلاثين.
ثم عاد إلى سنجار فنفق على الصالح نجم الدين.
فلما ملك الديار المصرية وفد عليه فولاه مصر والوجه القبلي.
ثم ولي قضاء القضاة بعد شرف الدين ابن عين الدولة وباشر الوزارة.
وكان له من الخيل والمماليك ما ليس لوزير مثله.
ولم يزل في ارتقاء إلى أوائل الدولة الظاهرية.
فعزل ولزم بيته.
توفي في رجب.
وقيل كان يرتشي ويظلم.
وأبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلد السواد له أتباع ومريدون.
توفي في ذي الحجة.
سنة أربع وستين وست مائة
فيها غزا الملك الظاهر وبث جيوشه بالسواحل فأغاروا على بلاد عكا وصور
وطرابلس
وحصن الأكراد.
ثم نزل على صفد.
في ثامن رمضان وأخذت في أربعين يومًا بخديعة ثم ضربت رقاب مائتين من
فرسانهم وقد استشهد عليها خلق كثير.
وفيها استباح المسلمون قارة وسبي منها ألف نفس وجعلت كنيستها جامعًا.
وفيها توفي الشيخ أحمد بن سالم المصري النحوي نزيل دمشق.
فقير متزهد محقق للعربية.
اشتغل بالناصرية وبمقصورة الحنفية الحلبية مدة وتوفي في شوال.
وابن شعيب الإمام جمال الدين أحمد بن عبيد الله بن شعيب التميمي
(3/309)
الصقلي ثم الدمشقي المقرئ الأديب الذهبي.
ولد سنة تسعين وخمس مائة ولزم السخاوي مدة.
وأتقن القراءات وسمع من القاسم بن عساكر وطائفة وقرأ الكثير على
السخاوي وطبقته.
توفي في جمادى الأولى.
وابن البرهان العدل الصرد رضي الدين إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس
المضري الواسطي البزري التاجر السفار , ولد سنة ثلاث وتسعين.
وسمع صحيح مسلم بن منصور الفراوي وسمعه منه خلق بدمشق ومصر والنضر
واليمن توفي في حادي عشر رجب.
وابن الدرجي الفقيه صفي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوان
القرشي الحنفي.
ولد سنة اثنتين وسبعين وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي ومنصور الطبري
وطائفة.
توفي في وأيد غدي العزيزي الأمير الكبير جمال الدين.
كان كبير القدر شجاعًا مقدامًا عاقلًا محتشمًا كثير الصدقات متين
الديانة من جلة الأمراء ومتميزيهم.
حبسه المعز مدة ثم أخرجوه نوبة عين جالوت.
وكان الملك الظاهر يحترمه ويتأدب معه.
جهزه في آخر السنة.
فأغار على بلاد سيس ثم خرج على صفد فتمرض.
وتوفي ليلو عرفة بدمشق.
وابن صصري الصدر العدل بهاء الدين الحسن بن سالم بن الحافظ أبي
(3/310)
المواهب التغلبي الدمشقي.
أحد أكابر البلد.
روى عن ابن طبرزد وطائفة.
توفي في صفر عن ست وستين سنة.
وابن صصري الصدر الرئيس شرف الدين عبد الرحمن بن سالم أخو الذي قبله.
سمع من حنبل وابن طبرزد وولي المناصب الكبار ونظر الديوان ومات في
شعبان عن تسع وستين سنة.
والموقاني المحدث جمال الدين محمد بن عبد الجليل المقدسي نزيل دمشق.
سمع من أبي القاسم بن الحرستاني وخلق.
وعني بالحديث والأدب.
وله مجاميع مفيدة.
توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة.
وابن فار اللبن معين الدين أبو الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الوارث
الأنصاري المصري.
آخر من قرأ الشاطبية على مؤلفها.
قرأها عليه شيخنا البدر التادفي.
وهولاكو بن قاآن بن جنكزخان المغلي مقدم التتار وقائدهم إلى النار الذي
أباد العباد والبلاد.
بعثه ابن عمه القان الكبير على جيش المغل فطوى الممالك وأخذ حصون
الإسماعيلية وأذربيجان والروم والعراق والجزيرة والشام.
وكان ذا سطوة ومهابة وعقل وغور وحزم ودهاء وخبرة بالحروب وشجاعة ظاهرة
وكرم مفرط ومحبة لعلوم الأوائل من غير أن يفهمها.
مات على كفره في هذه السنة بعلة الصرع فإنه اعتراه منذ قتل الشهيد صاحب
ميافارقين الملك الكامل محمدبن غازي حتى كان يصرع في اليوم
(3/311)
مرة ومرتين.
وقيل مات في ربيع الآخر من العام الماضي بمراغة ونقلوه إلى قلعة تلا
وبنوا عليه قبة.
وخلف سبعة عشر ابنًا.
تملك عليهم ابنه ابغا.
وكان القان قد استناب هولاوو لا رحمه الله على خراسان وأذربيجان وما
يفتحه.
سنة خمس وستين وست مائة
في أولها كبا الفرس بالملك الظاهر فانكسر فخذه.
وحصل له عرج منها.
وفيها توفي خطيب القدس كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد النابلسي
الشافعي.
ولد سنة تسع وسبعين وخمس مائة وسمع بدمشق من القاسم ابن عساكر وحنبل.
وكان صالحًا متعبدًا متزهدًا.
توفي بدمشق في ذي القعدة.
وإسماعيل الكوراني القدوة الزاهد شيخ كبير القدر قصود بالزيارة صاحب
ورع وصدق وتفتيش عن دينه.
أدركه أجله بغزة في رجب.
وبركة بن تولى بن جنكزخان المغلي سلطان مملكة القفجاق الذي أسلم.
وراسل الملك الظاهر وكذا ابن عمه هولاوو.
وتوفي في عشر الستين.
وتملك بعده ابن أخيه منكوتمر.
والقميري الأمير مقدم الجيوش ناصر الدين حسين بن عزيز الذي أنشأ
المدرسة بسوق الحريمين.
كان بطلًا شجاعًا رئيسًا عادلًا جوادًا وهو الذي ملك دمشق للناصر.
توفي مرابطًا بالساحل في ربيع الأول.
(3/312)
وأبو شامة العلامة المجتهد شهاب الدين أبو
القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي ثم الدمشقي الشافعي
المقرئ النحوي المؤرخ صاحب التصانيف.
ولد سنة تسع وتسعين وخمس مائة.
قرأ القراءات سنة ست عشرة على البخاري وسمع من الشيخ الموفق وعبد
الجليل بن مندويه وطائفة.
توفي في تاسع عشر رمضان , وكان متواضعًا خيرًا.
وابن بنت الأعز قاضي القضاة تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن خلف بن
بدر العلامي المصري الشافعي.
صدر الديار المصرية ورئيسها.
كان ذا ذهن ثاقب وحدس صائب وعقل ونزاهة وتثبت في الأحكام.
روى عن جعفر الهمذاني وتوفي في السابع والعشرين من رجب.
وابن القسطلاني الشيخ تاج الدين علي بن الزاهد أبي العباس أحمد بن علي
القيسي المصري المالكي المفتي المعدل.
سمع بمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي وطائفة.
ودرس بمصر ثم ولي مشيخة الكاملية إلى أن توفي في سابع عشر شوال.
وله سبع وسبعون سنة.
وأبو الحسن الدهان علي بن موسى السعدي المصري المقرئ الزاهد.
ولد سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقرأ القراءات على جعفر الهدذاني وغيره
وتصدر بالفاضلية.
توفي في رجب.
وكان ذا علم وعمل.
وصاحب المغرب المرتضى أبو حفص عمر بن أبي إبراهيم القيسي
(3/313)
المؤمني.
ولي الملك بعد ابن عمه المعتضد علي وامتدت أيامه.
وكان مستضعفًا وادعًا فلما كان في المحرم من العام دخل ابن عمه أبو
دبوس الملقب بالواثق بالله إدريس بن أبي عبد الله بن يوسف مراكش فهرب
المرتضى فظفر به عامل للوائق وقتله بأمر الواثق في ربيع الآخر وأقام
الواثق ثلاثة أعوام ثم قامت دولة بني مرين وزالت دولة آل عبد المؤمن.
وابن خطيب بيت الآبار ضياء الدين أبو الطاهر يوسف بن عمر بن يوسف بن
يحيى الزبيدي.
توفي يوم الجمعة يوم الأضحى وله أربع وثمانون سنة.
سمع من الجنزوري والخشوعي وناب في خطابة دمشق زمن العادل.
ويوسف بن مكتوم بن أحمد القيسي شمس الدين والد المعمر صدر الدين.
توفي في ربيع الأول عن إحدى وثمانين سنة.
وروى عن الخشوعي والقاسم وجماعة.
وقد روى عنه زكي الدين البرزالي مع تقدمة.
سنة ست وستين وست مائة
في جمادى الأولى افتتح السلطان يافا بالسيف وقلعتها بالأمان.
ثم هدمها ثم حاصر الشقيف عشرة أيام وأخذها بالأمان.
ثم أغار على أعمال طرابلس وقطع أشجارها وغور أنهارها.
ثم نزل تحت حصن الأكراد فخضعوا له فرحل إلى حماة ثم إلى أفاميا ثم ساق
وبغت أنطاكية فأخذها في أربعة أيام وحصر من قتل بها فكانوا أكثر من
أربعين ألفًا.
ثم أخذ بغراس بالأمان.
وفيها كانت الصعقة العظمى على الغوطة يوم ثالث نيسان إثر حوطة السلطان
عليها.
ثم صالح أهلها على ست مائة ألف درهم فأضر الناس وباعوا بساتينهم
بالهوان.
(3/314)
وفيها توفي المجد ابن الحلوانية المحدث
الجليل أبو العباس أحمد بن عبد الله بن المسلم بن حماد الأزدي الدمشقي
التاجر.
ولد سنة أربع وست مائة وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني فمن بعده.
وكتب العالي والنازل ورحل إلى بغداد ومصر والإسكندرية وخرج المعجم.
توفي في والشيخ العز خطيب الجبل أبو إسحاق إبراهيم بن الخطيب شرف الدين
عبد الله بن أبي عمر المقدسي الزاهد.
ولد سنة ست وست مائة وسمع من العماد والموفق والكندي وخلق.
وكان فقيهًا بصيرًا بالمذهب صالحًا عابدًا مخلصًا متينًا صاحب أحوال
وكرامات وأمر بالمعروف وقول بالحق.
توفي في تاسع عشر ربيع الأول.
وقد جمع ابن الخباز سيرته في مجلد.
والحبيس النصراني الكاتب ثم الراهب.
أقام الراهب.
أقام بمغارة بجبل حلوان بقرب القاهرة.
فقيل إنه وقع بكنز الحاكم صاحب مصر.
فواسى منه الفقراء والمستورين من كل ملة.
واشتهر أمره وشاع ذكره وأنفق ثلاث سنين أموالًا عظيمة.
وأحضره السلطان وتلطف به فأبى عليه أن يعرفه بجلية أمره وأخذ يراوغه
ويغالظه.
فلما أعياه حنق عليه وسلط عليه العذاب.
فمات.
وقيل إن مبلغ ما وصل إلى بيت المال من طريقه في الداء عن المصادرين في
مدة سنتين ست مائة ألف دينار.
فضبط ذلك بقلم الصيارفة الذين كان يضع عندهم الذهب.
وقد أفتى غير واحد بقتله خوفًا على ضعفاء الإيمان من المسلمين أن يضلهم
ويغويهم.
(3/315)
وصاحب الروم السلطان ركن الدين كيقباذ بن
السلطان غياث كيخسرو بن السلطان كقباز بن كجيزو قلج أرسلان بن مسعود بن
قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي.
كان هو وأبوه مقهورين مع التتار له الاسم ولهم التصرف فقتلوه في هذه
السنة وله ثمان وعشرون سنة لأن البروناه عمل عليه ونم عليه بأنه يكاتب
الملك الظاهر.
فقتلوه خنقًا وأظهروا أنه رماه فرسه.
ثم أجلسوا في الملك ولده غياث الدين كيخسرو وله عشر سنين.
سنة سبع وستين وست مائة
فيها نزل السلطان على خربة اللصوص ثم ركب وسار في البريد سراص إلى مصر.
فأشرف على ولده السعيد وكان قد استنابه بمصر.
ثم رد إلى الغربة.
وكانت الغيبة أحد عشر يومًا أوهم فيها أنه متمرض بالمخيم.
وفيها توفي إسماعيل بن عبد القوي بن عزون زين الدين أبو الطاهر
الأنصاري المصري الشافعي.
سمع الكثير من البوصيري وابن ياسين وطائفة.
كان صالحًا خيرًا.
توفي في المحرم.
والروذراوري مجد الدين عبد المجيد بن أبي الفرج اللغوي نزيل دمشق.
كانت له حلقة اشتغال بالحائط الشمالي.
توفي في صفر.
وكان فصيحًا مفوهًا حفظة لأشعار العرب.
(3/316)
وعلي بن وهب بن مطيع العلامة مجد الدين بن
دقيق العيد القشيري المالكي.
شيخ أهل الصعيد ونزيل قوص.
وكان جامعًا لفنون العلم موصوفًا بالصلاح والتأله معظمًا في النفوس.
روى عن علي بن المفضل وغيره.
وتوفي في المحرم عن ست وثمانين سنة.
والأيبوردي الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي بكر الصوفي
الشافعي.
سمع وهو ابن أربعين سنة من كريمة وابن قميرة فمن بعدهما حتى كتب عن
أصحاب محمد بن عماد.
وشرع في المعجم وحرص وبالغ فما أفاق من الطلب إلا والميتة قد فجئته.
وكان ذا دين وورع.
توفي بخانكاه سعيد السعداء في جمادى الأولى.
وله شعر.
والتاج مظفر بن عبد الكريم بن نجم الحنبلي الدمشقي مدرس مدرسة جدهم شرف
الإسلام.
روى عن الخشوعي وحنبل.
ومات فجأة في صفر وله ثمان وسبعون سنة.
وكان مفتيًا عارفًا بالمذهب حسن المعرفة.
سنة ثمان وستين وست مائة
فيها تسلم الملك الظاهر حصون الإسماعيلية مصياف وغيرها وقرر على زعيمهم
نجم الدين حسن بن الشعران ي أن يحمل كل سنة مائة ألف وعشرين ألفًا
وولاه على الإسماعيلية.
وفيها أبطلت الخمور بدمشق وقام في إعدامها الشيخ خضر شيخ السلطان
قيامًا كليًا.
وكبس دور النصارى واليهود , حتى كتبوا على نفوسهم بعد القسامة أنه لم
يبق عندهم منها شيء.
وفيها توفي أحمد بن عبد الدائم بن نعمة مسند الشام زين الدين أبو
(3/317)
العباس المقدسي الحنبلي الفقيه المحدث
الناسخ.
ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة وأجاز له خطيب الموصل وعبد المنعم
الفراوي وابن شاتيل وخلق.
وسمع من يحيى الثقفي وابن صدقة وأحمد بن الموازيني وعبد الرحمن الخرقي
وجماعة.
وتفرد بالرواية عنهم في الدنيا ثم رحل إلى بغداد فسمع من ابن كليب وابن
المعطوش وجماعة.
وقرأ بنفسه وكتب بخطه السريع المليح ما لا يدخل تحت الحصر وتفقه على
الشيخ الموفق وخطب بكفر بطنا مدة.
وكان فيه دين وتواضع ونباهة.
روى الحديث بضعًا وخمسين سنة وانتهى إليه علو الإسناد.
توفي في تاسع رجب.
وأبو دبوس صاحب المغرب الواثق بالله أبو العلاء إدريس بن عبد الله
المؤمني.
جمع الجيوش وتوثب على مراكش وقتل ابن عمه صاحبها أبا حفص.
وكان بطلًا شجاعًا مقدامًا مهيبًا خرج عليه آل مرين يعقوب بن عبد الحق
المريني وتمت بينهما حروب إلى أن قتل دبوس بظاهر مراكش في المصاف
واستولى يعقوب على المغرب.
والكرماني الواعظ المعمر بدر الدين عمر بن محمد بن أبي سعد التاجر.
ولد بنيسابور سنة سبعين وسمع في الكهولة من القاسم بن الصفار.
وروى الكثير بدمشق وبها توفي في شعبان.
ومحيي الدين قاضي القضاة أبو الفضل يحيى ابن قاضي القضاء محيي الدين
أبي المعالي محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي بن قاضي
القضاة منتجب الدين أبي المعالي القرشي الدمشقي الشافعي.
ولد سنة ست وتسعين وروى عن حنبل وابن طبرزد.
وتفقه على الفخر بن عساكر وولي قضاء دمشق مرتين فلم تطل أيامه.
وكان صدرًا معظمًا معرقًا في القضاء.
له في
(3/318)
ابن العربي عقيدة تتجاوز الوصف.
وكان شيعيًا يفضل عليًا على عثمان مع كونه ادعى نسبًا إلى عثمان.
وهو القائل: أدين بما دان الوصي ولا أرى سواه وإن كانت أميةمحتدي ولو
شهدت صفين خيلي لأعذرت وساء بني حرب هنالك مشهدي وسار إلى خدمة هولاوو
فأكرمه وولاه قضاء الشام وخلع عليه خلعة سوداء مذهبة.
فلما تملك الملك الظاهر أبعده إلى مصر وألزمه بالمقام بها.
توفي بمصر في رابع عشر رجب.
سنة تسع وستين وست مائة
في شعبان افتتح السلطان حصن الأكراد بالسيف ثم نازل حصن عكار وأخذه
بالأمان.
فتذلل له صاحب طرابلس وبذل له ما أراد وهادنه عشر سنين.
وفي شوال جاء بدمشق سيل عرم وقت أول دخول المشمش وذلك بالنهار والشمس
طالعة فغلقت أبواب البلد وطغى الماء وارتف وأخذ البيوت والجمال
والأموال.
وارتفع عند باب الفرج ثمانية أذرع حتى طلع الماء فوق أسطحة عديدة وضج
الخلق وابتهلوا إلأى الله.
وكان وقتًا مشهودًا أشرف الناس فيه على التلف ولو ارتفع ذراعًا آخر
لغرق نصف دمشق.
وفيها توفي ابن البارزي قاضي حماة شمس الدين إبراهيم بن المسلم بن هبة
الله الحموي الشافعي.
توفي في شعبان عن تسع وثمانين سنة.
وكان ذا علم ودين تفقه بدمشق بالفخر بن عساكر وأعاد له.
ودرس بالرواحية ثم تحول
(3/319)
إلى حماة ودرس وأفتى وصنف.
والشيخ حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الأزدي الصقلي المقرئ الرجل
الصالح.
قرأ القراءات على السخاوي وسمع الكثير وأجاز له المؤيد الطوسي.
وتوفي في ربيع الآخر.
وكان صالحًا ورعًا مخلصًا متقللًا من الدنيا منقطع القرين.
عاش تسعًا وسبعين سنة رحمه الله.
وابن سبعين الشيخ قطب الدين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر المرسي
الصوفي.
كان من زهاد الفلاسفة من القائلين بوحدة الوجود.
له تصانيف وأتباع يقدمهم يوم القيامة.
توفي بمكة في شوال كهلًا.
وأبو الحسن بن عصفور الأبيلي النحوي صاحب التصانيف.
والمجد ابن عساكر محمد بن إسماعيل بن عثمان بن مظفر بن هبة الله ابن
عبد الله بن الحسين الدمشقي العدل.
سمع من الخشوعي والقاسم وجماعة.
توفي في ذي القعدة.
سنة سبعين وست مئة
فيها سار السلطان إلى دمشق فعزل عنها النجيبي وأمر عليها عز الدين
أيدمر مملوكه.
وفي رمضان حولت التتار من تبقى من أهل حران إلى دمشق وخربت ودثرت
بالكلية.
وفيها توفي أحمد بن قاضي الديار المصرية زين الدين علي ابن العلامة
(3/320)
أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار
الدمشقي ثم المصري معين الدين.
ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وسمع من البوصيري وابن ياسين وطائفة.
توفي في رجب.
والكمال سلار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشافعي المفتي أبو
الفضائل صاحب ابن الصلاح.
توفي في جمادى الآخرة وعليه كان مدار الفتيا بدمشق في وقته ولم يكن معه
غير إعادة الباذرائية تفقه به جماعة.
ومات في عشر السبعين أو نيف عليها.
والجمال البغدادي عبد الرحمن بن سلمان بن الحراني الحنبلي المفتي نزيل
دمشق.
ولد سنة خمس وثمانين وخمس مائة وروى عن حنبل.
وحماد الحراني وطائفة.
توفي في شعبان.
وابن يونس العلامة تاج الدين عبد الرحيم بن الفقيه رضي الدين بن محمد
بن العلامة العلامة الكبير عماد الدين محمد بن يونس بن منعة الموصلي
الشافعي مصنف التعجيز.
توفي ببغداد وله اثنتان وسبعون سنة.
وعبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن سعد المقدسي أبو محمد الصحراوي.
روى عن
وابن صصري القاضي الرئيس عماد الدين محمد بن سالم بن الحافظ أبي
المواهب التغلبي الدمشقي والد قاضي القضاة نجم الدين.
ولد بعد الست مائة
(3/321)
وسمع من الكندي وجماعة.
وكان كامل السؤدد متين الديانة وافر الحرمة.
توفي في العشرين من ذي القعدة عن سبعين سنة.
والوجيه ابن سويد التكريتي محمد بن علي بن أبي طالب التاجر.
كان واسع الأموال والمتجر عظيم الحرمة مسوط اليد في الدولة الناصرية
والظاهرية.
توفي في ذي القعدة عن نيف وستين سنة.
ولم يرو شيئًا وأبو بكر النشي محمد بن المحدث علي بن المظفر بن القاسم
الدمشقي المؤذن ولد في المحرم سنة إحدى وتسعين وسمع من الخشوعي وطائفة
كبيرة.
توقف بعض المحدثين في السماع منه لأنه كان جنائزيًا. |