العبر في خبر من غبر، من سنة 681 إلى 690

سنة إحدى وثمانين وست مئة
في ليلة حادي عشر رمضان احترقت اللبادين وجميع أسواقها الفوقانية والتحتانية وقواسيرها.
وكان منظرًا مهولًا ذهب للناس فيه من الأموال ما لا يوصف ولم يحترق فيه أحد.
وكان مبدأه من دكان أولاده عثمان الجابي وأعيد هذا أحسن ما كان عمارة مع الملازمة وكثرة الصناع في سنتين.
وفيها توفي الأمين الأشتري الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الشافعي الحلبي.
ولد سنة خمس عشرة وسمع من أبي محمد بن علوان والقزويني وابن روزبة وطائفة.
وكان بصيرًا بالمذهب ورعًا صالحًا كبير القدر.
توفي بدمشق فجأة في ربيع الأول.
وابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الإربلي الشافعي.
ولد سنة ثمان وست مائة.
وسمع البخاري من ابن مكرم وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة.
وتفقه بالموصل على الكمال بن يونس وبالشام على ابن شداد.
ولقي كبار العلماء وبرع في الفضائل والآداب وسكن مصر مدة وناب في القضاء.
ثم ولي قضاء الشام عشر سنين.
وعزل بابن الصايغ سنة تسع وستين.
فأفام سبع سنين معزولًا بمصر ثم رد إلى قضاء الشام.
وكان كريمًا جوادًا سريًا ذكيًا أحوزيًا عارفًا بأيام الناس.
توفي في رجب.
والبرهان الدرجي أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى القرشي الدمشقي الحنفي إمام مدرسة الكشك.
روى عن الكندي وأبي الفتوح البكري.
وأجاز له أبو جعفر الصيدلاني وطائفة.
روى المعجم الكبير

(3/347)


للطبراني.
توفي في صفر.
وابن المليحي مسند القراء بالديار المصرية فخر الدين أبو الطاهر إسماعيل ابن هبة الله بن علي المقرئ المعدل.
ولد سنة بضع وثمانين وقرأ القراءات على أبي الجود وكان آخر من قرأ عليه وفاة وسمع الحديث من أبي عبد الله بن البناء وغيره.
توفي في رمضان.
والشيخ عبد الله بن أبي كتيلة بن أبي بكر الحربي الفقير بقية شيوخ العراق.
كان صاحب أحوال وكرامات وله أتباع وأصحاب.
تفقه وسمع الحديث وصحب الشيخ أحمد المنذر.
مات في عشر الثمانين.
كان شيخنا شمس الدين الدماهي يحكي لنا عنه عجائب وكرامات.
والشيخ زين الدين الزواوي الإمام وأبو محمد عبد السلام بن علي بن عمر بن سيد الناس المالكي القاضي المقرئ شيخ المقرئين.
ولد ببجاية سنة تسع وثمانين وقرأ القراءات بالإسكندرية على ابن عيسى والزهد والإخلاص.
ولي مشيخة الإقراء بتربة أم الصالح اثنتين وعشرين سنة.
وقرأ عليه عدد كبير وولي القضاء تسعة أعوام ثم عزل نفسه يوم موت رفيقه شمس الدين بن عطاء واستمر على التدريس والإقراء.
توفي في رجب.
والبرهان المراغي محمود بن عبيد الله الشافعي الأصولي.
ولد سنة خمس وست مائة وحدث
عن أبي القاسم بن رواحة.
وكان مع سعة فضائله وبراعته في العلوم صالحًا متعبدًا متعففًا.
عرض عليه القضاء ومشيخة الشيوخ فامتنع.
ودرس مدة بالفلكية وتوفي في ربيع الآخر.

(3/348)


والمقداد بن أبي القاسم هبة الله بن علي بن المقداد الإمام نجيب الدين أبو المرهف القيسي الشافعي.
ولد سنة ست مائة ببغداد وسمع بها من ابن الأخضر وأحمد بن الدمشقي وبمكة من ابن الحصري وابن البناء وروى الكثير وكان عدلًا خيرًا تاجرًا.
توفي في ثامن شعبان بدمشق.
ومنكوتمر المغلي أخو أبغا طاغية التتار.
كان نصرانيًا خرج يوم المصاف على حمص وحصل له ألم وغم بالكسرة واعتراه فيما قيل صرع متدارك كما اعترى أباه هولاوو.
فهلك في أوائل المحرم بقرية تل خنزير من جزيرة ابن عمر وله ثلاثون سنة.
وكان شجاعًا جريئًا مهيبًا.
سنة اثنتين وثمانين وست مائة
فيها توفي إسماعيل بن أبي عبد الله العسقلاني ثم الصالحي في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة.
سمع من حنبل وابن طبرزد والكبار وكان أميًا لا يكتب.
والفقيه عباس بن عمر بن عبدان البعلبكي الحنبلي الرجل الصالح.
روى عن الشيخ الموفق وقرأ
والجمال الجزائري أبو محمد عبد الله بن يحيى الغساني المحدث المتقن نزيل دمشق روى عن أبي الخطاب بن دحية والسخاوي وخلق وكتب الكثير وصار من أعيان الطلبة مع العبادة والتواضع.
توفي في شوال.
والشهاب بن تيمية المفتي ذو الفنون أبو أحمد عبد الحليم ابن شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله الحراني الحنبلي.
ولد سنة سبع

(3/349)


وعشرين وست مائة وتفقه على والده ورحل في صغره فسمع بحلب من ابن اللتي وجماعة وصار شيخ حران وحاكمها وخطيبها بعد موت والده.
ثم هاجر بآله وأصحابه وشطر من أهل بلده إلى الشام في سنة سبع وستين.
توفي ليلة سلخ ذي الحجة.
والشيخ شمس الدين شيخ الإسلام وبقية الأعلام أبو الفرج وأبو محمد عبد الرحمن ابن القدوة الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحلبي ولد سنة سبع وتسعين وسمع من حنبل وابن طبرزد والكبار وتفقه على عمه الشيخ الموفق وبحث عليه المقنع وعرضه وصنف له شرحًا في عشر مجلدات.
وكان منقطع القرين عظيم القدر عديم النظر علمًا وفضلًا وجلالة قد جمع المحدث نجم الدين إسماعيل بن الخباز له سيرة في مائة وخمسين جزءًا ملكتها ولكن ثلاثة أرباعها لاتعلق له بترجمة الشيخ إلا على سبيل الاستطراد.
توفي إلى والعماد الموصلي أبو الحسن علي بن يعقوب بن زهران المقرئ الشافعي.
أحد من انتهت إليه رئاسة الإقراء.
قرأ على ابن وثيق وغيره.
وكان فصيحًا مفوهًا وفقيهًا مناظرًا.
تكرر على الوجيه الغزالي توفي في صفر وله إحدى وستون سنة.
وابن أبي عصرون الشيخ محيي الدين أبو الخطاب عمر بن محمد ابن القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد التميمي الدمشقي الشافعي.
سمع في الخامسة من ابن طبرزد وسمع من الكندي ومحمد بن الدنف وتعانى الجندية ثم لبس

(3/350)


البقيار ودرس بمدرسة جده بدمشق توفي فجأة في ذي القعدة.
والمقدسي المفتي شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة الشافعي مدرس الشامية.
ولى نيابة القضاء عن ابن الصائغ.
وكان بارعًا في المذهب متين الديانة خيرًا ورعًا.
توفي في ثاني عشر ذي القعدة.
وابن الحرستاني خطيب دمشق محيي الدين أبو حامد محمد ابن الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن الحرستاني الأنصاري الشافعي.
ولد سنة أربع عشرة وأجاز له جده والمؤيد الطوسي.
وسمع من أبي القاسم بن صصري وطائفة.
درس وأفتى واشتغل وكان قوي المشاركة في العلوم على خطابته طلاوة وروح.
توفي في ثامن عشر وابن القواس شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن غدير الطائي الدمشقي.
ولد سنة اثنتين وست مائة.
وسمع من الكندي وابن الحرستاني والخضر بن كامل.
وكان شيخًا متميزًا حسن الديانة توفي في ربيع الآخر.
والعماد ابن الشيرازي القاضي الرئيس أبو الفضل محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد الدمشقي الكاتب صاحب الخط المنسوب.
ولد سنة خمس وست مائة وسمع ابن الحرستاني وداود بن ملاعب.
وكتب على الولي وانتهت إليه رئاسة التجويد مع الحشمة والوقار.
توفي في ثامن عشر صفر.
وكان مرضه أربعة أيام.
والرشيد العامري محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدمشقي.
سمع

(3/351)


دلائل النبوة وصحيح مسلم من ابن الحرستاني وجزء الأنصاري من الكندي.
توفي في ذي الحجة.
والمحيي القلانسي الصدر الأوحد أبو المفضل يحيى ين علي بن محمد ابن سعيد التميمي الدمشقي.
ولد سنة أربع عشرة وسمع من الموفق وابن البن وطائفة.
توفي في شوال.
سنة ثلاث وثمانين وست مائة
في شعبان كانت الزيادة الهائلة بدمشق بالليل وكان عسكر مصر نزالًا بالوادي.
فذهب لهم ما وفيها توفي ابن المنير العلامة ناصر الدين أحمد بن محمد بن منصور الجذامي الجروي الإسكندراني المالكي قاضي الإسكندرية وفاضلها المشهور.
ولد سنة عشرين وست مائة وبرع في الفقه والأصول والنظر والعربية والبلاغة وصنف التصانيف.
توفي في أول ربيع الأول.
والملك أحمد بن هولاوو المغلى.
ولي السلطنة بعد أخيه أبغا.
أسلم وهو صبي ويسر له قرين صالح وهو الشيخ عبد الرحمن الذي قدم الشام رسولًا وسعى في الصلح.
ومات وله بضع وعشرون سنة.
وكان قليل الشر مائلًا إلى الخير.
ومات عبد الرحمن أيضًا في الاعتقال بقلعة دمشق بعده.
وابن البارزي قاضي حماة وابن قاضيها وأبو قاضيها الإمام نجم الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله الجهني الشافعي.
ولد سنة ثمان وست مائة.
وسمع من موسى بن عبد القادر وكان بصيرًا بالفقه والأصول

(3/352)


والكلام والأدب وله شعر بديع وفيه ديانة متينة وصدق وتواضع.
توفي بتبوك في ذي القعدة فحمل إلى المدينة.
وعلاء الدين صاحب الديوان عطاء مالك ابن الصاحب بهاء الدين محمد ابن محمد الخراساني الجويني أخو الوزير الكبير شمس الدين.
نال هو وأخوه من المال والحشمة والجاه العظيم ما يتجاوز الوصف في دولة أبغا.
وكان أمر العراق راجعًا إلى علاء الدين فساسه أحسن سياسة.
وعيسى بن مهنا ملك العرب بالشام ورئيس آل فضل.
كانت له المنزلة العالية عند السلطان.
مات في ربيع الأول وقام بعده ولده الأمير حسام الدين مهنا صاحب تدمر.
وفاطمة بنت الحافظ عماد الدين علي بن القاسم ابن مؤرخ الشام أبي القاسم بن عساكر.
ولدت سنة ثمان وتسعين.
وأجاز لها الصيدلاني.
وابن الصائغ قاضي القضاة عز الدين أبو المفاخر محمد بن عبد القادر ابن عبد الخالق بن خليل الأنصاري الدمشقي الشافعي.
ولد سنة ثمان وعشرين وسمع من ابن اللتي وجماعة.
وكان عارفًا بالمذهب بارعًا في الأصول والمناظرة.
لازم الكمال التفليسي مدة ودرس بالشامية مشاركة مع شمس الدين المقدسي.
ثم ولي وكالة بيت المال فظهرت منه نهضة وشهامة وقيام في الحق بكل ممكن مع زعارة وفجاجة وإهمال لجانب الأكابر.
فقاموا عليه وفرغوا له.
وعزل في

(3/353)


أول سنة سبع وسبعين بابن خلكان.
وبقي له تدريس العذراوية ثم أعيد إلى منصبه في أوائل سنة ثمانين ثم إنهم أتقنوا قضيته فامتحن في رجب سنة اثنتين وثمانين وأخرجوا عليه محضرًا بنحو مائة ألف دينار وتمت له فصول إلى أن خلصه الله ثم ولوا مكانه القاضي بهاء الدين بن الزكي وانقطع هو بمنزله.
ثم توفي في تاسع ربيع الآخر عن خمس وخمسين سنة.
وابن خلكان قاضي بعلبك بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم.
كان أسن من أخيه قاضي القضاة بخمس سنين.
وسمع الصحيح من ابن مكرم وأجاز له المؤيد الطوسي وطائفة.
وكان حسن الأخلاق رقيق القلب سليم الصدر ذا دين وخير وتواضع.
توفي في رجب.
والملك المنصور صاحب حماة ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقي الدين محمود بن المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب.
تملك بعد أبيه سنة اثنتين وأربعين وله عشر سنين رعاية لأمه الصاحبة ابنة الكامل.
وكان لعابًا مصرًا على أمور.
الله يسامحه.
وابن النعمان القدوة الزاهد أبو عبد الله محمد بن موسى بن النعمان التلمساني.
قدم الإسكندرية شابًا.
فسمع بها من محمد بن عماد والصفراوي.
وكان عارفًا بمذهب مالك راسخ القدم في العبادة والنسك أشعريًا متحرقًا على الحنابلة.
توفي في رمضان ودفن بالقرافة وشيعه أمم.
سنة أربع وثمانين وست مائة
فيها سار السلطان بجيوشه فنازل حصن المرقب مدة وأخذه بالأمان

(3/354)


في ثاني شر ربيع الأول.
وفيها توفي الوزيري المقرئ المجود برهان الدين إبراهيم بن إسحاق بن المظفر المصري.
ولد سنة تسع عشرة وست مائة وقرأ القراءات على أصحاب الشاطبي وأبي الجود وأقرأها بدمشق , توفي بين الحرمين في أواخر ذي الحجة.
والنسفي العلامة برهان الدين محمد بن محمد بن محمد الحنفي المتكلم صاحب التصانيف في الخلاف.
تخرج به خلق.
وطالت حياته وبقي إلى هذا العام.
وكان مولده في سنة ست مائة.
وست العرب بنت يحيى بن قايماز أم الخير الدمشقية الكندية.
سمعت من مولاهم التاج الكندي وحضرت على ابن طبرزد الغيلانيات.
توفيت في المحرم عن خمس وثمانين سنة.
والرشيد بن سعيد بن علي بن سعيد البصروي الحنفي مدرس الشبيلية.
أحد أئمة المذهب.
وكان دينًا ورعًا نحويًا شاعرًا.
توفي في شعبان وقد قارب الستين.
والصائن مقرىء بلاد الروم أبو عبد الله محمد البصري المقرئ المجود الضرير.
قرأ القراءات بدمشق على المنخب وكان بصيرًا بمذهب الشافعي عدلًا خيرًا صالحًا.
والزين عبد الله بن الناصح عبد الرحمن بن نجم الدين الحنبلي.
سمع

(3/355)


بالموصل من عبد المحسن بن الخطيب وببغداد من الداهري وبدمشق من ابن البن وعاش ثمانين سنة.
توفي في شوال.
وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الشمس المقدسي الحنبلي.
سمع من كريمة وجماعة ودرس وبرع في المذهب وتوفي في شعبان.
وعلي بن بلبان المحدث الرحال علاء الدين أبو القاسم المقدسي الناضري الكركي.
مشرف الجامع وإمام مسجد الماشكي تحت مأذنة فيروز.
ولد سنة اثنتي عشرة وسمع من ابن اللتي والقطيعي وابن القبيطي وخلق كثير بالشام ووالعراق ومصر.
وعني بالحديث وخرج العوالي.
توفي في أول رمضان.
والمراكشي علاء الدين علي بن محمد بن علي البكري الكاتب.
سمع ابن صباح وابن الزبيدي وولي نظر المارستان ونظر الدواوين.
توفي في جمادى الأولى عن بضع وستين سنة.
وعلاء الدين البندقداري الأمير الذي كان مولى الملك الظاهر.
كان أميرًا جليلًا عاقلًا.
كان أولا للأمير جمال الدين بن يغمور ثم صار للملك الصالح نجم الدين فجعله بندقداره.
توفي بالقاهرة.
وشبل الدولة الطواشي الأمير أبو المسك كافور الصوابي الصالحي الصفوي خزندار قلعة دمشق.
روى عن ابن رواج وجماعة.
وكان محبًا للحديث.
عاقلًا دينًا.
توفي في رمضان وقد نيف على الثمانين.
وابن شداد الرئيس المنشىء االبليغ عز الدين محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري الحلبي.
ولد سنة ثلاث عشرة وست مائة وهو الذي جمع السيرة للملك الظاهر وجمع تاريخًا لحلب.
توفي في صفر

(3/356)


وابن الأنماطي أبو بكر محمد ابن الحافظ البارع أبي الطاهر إسماعيل بن عبد الله الأنصاري المصري.
ولد بدمشق سنة تسع وست مائة وسمع حضورًا من الكندي وأكثر عن ابن الحرستاني وابن ملاعب وخلق.
توفي في ذي الحجة بالقاهرة.
والحراني الأمير ناصر الدين محمد بن الافتخار اياز والي دمشق بعد أبيه ومشد الأوقاف.
كان من عقلاء الرجال وألبائهم مع الفضيلة والديانة والمروءة والكلمة النافذة في الدولة.
استعفى من الولاية فأعفي ثم أكره على نيابة حمص فلم تطل مدته بها.
وتوفي في شعبان فنقل إلى دمشق في آخر الكهولة.
والإخميمي الزاهد شرف الدين محمد بن محمد بن الحسن بن إسماعيل نزيل سفح قاسيون كان صاحب توجه وتعبد وللناس فيه عقيدة عظيمة.
توفي في جمادى الأولى.
وابن عامر الشيخ أبو عبد الله محمد بن عامر بن أبي بكر الصالحي المقرئ صاحب الميعاد المعروف.
روى عن ابن ملاعب وجماعة.
وكان صالحًا متواضعًا خيرًا حسن الوعظ حلو العبارة في الدعاء توفي في جمادى الآخرة.
وقد قارب الثمانين.
والرومي الشيخ الزاهد شرف الدين محمد ابن الشيخ الكبير عثمان بن علي صاحب الزاوية التي بسفح قاسيون.
كان عجبًا في الكرم والتواضع ومحبة السماع.
توفي في جمادى الأولى وقد نيف على السبعين

(3/357)


والشاطبي العلامة رضي الدين محمد بن علي بن يوسف الأنصاري إمام عصره في اللغة.
ولد سنة إحدى وست مائة وحدث عن ابن المقير وغيره.
وقرأ لورش على محمد بن أحمد بن مسعود الشاطبي صاحب ابن هذيل.
أشغل الناس بالقاهرة وبها توفي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى.
والمجير بن تميم محمد بن يعقوب بن علي الجندي.
خدم صاحب حماة ومدحه.
وله شعر بديع ونظم رائق.
سنة خمس وثمانين وست مائة
فيها أخذت الكرك من الملك المسعود خضر ابن الملك الظاهر ونزل منها وسار إلى مصر.
وفيها توفي أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة بدر الدين أبو العباس الشيباني الصالحي العطار ثم الخياط راوي مسند الإمام أحمد.
أكثر عن حنبل وابن طبرزد وجماعة.
وأجاز له أبو جعفر الصيدلاني وخلق.
وكان مطبوعًا متواضعًا توفي في الثامن والعشرين من صفر عن تسع وثمانين سنة رحمه الله.
والراشدي المقرئ الأستاذ القدوة أبو علي الحسن بن عبد الله بن ويحيان المغربي البربري الرجل الصالح.
تصدر للإقراء والإفادة وأخذ عنه مثل الشيخ مجد الدين التونسي والشيخ شهاب الدين بن جبارة ولم يقرأ على غير الكمال الضرير.
توفي في صفر بالقاهرة.
والصفي خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق المراغي الفقيه الحنبلي المقرئ.
سمع من ابن الحرستاني وابن ملاعب وطائفة.
وتفقه على الموفق وقرأ

(3/358)


القراءات على ابن ماسويه وتصدر بالقاهرة للإقراء وناب في القضاء مع وفور الديانة والورع.
توفي في ذي القعدة وقد قارب التسعين.
وشامية أمة الحق بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن البكري.
روت عن جد أبيها وجدها وحنبل وابن طبرزد وتفردت بعدة أجزاء.
توفيت بشيزر عند أقاربها في أواخر رمضان عن سبع وثمانين سنة.
والسراج بن فارس أبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل التميمي الإسكندراني أخو المقرئ كمال الدين.
سمع من التاج الكندي وابن الحرستاني وتوفي بالإسكندرية في ربيع الأول.
والشيخ عبد الدائم الزاهد القدوة تاج الدين ولد زين الدين أحمد ابن عبد الدائم المقدسي.
روى عن الشيخ الموفق وجماعة.
وتوفي في رمضان وقد نيف على السبعين.
والشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس البغدادي ابن الزجاج عفيف الدين أحد مشايخ العراق.
فقيه زاهد سني أثري عارف بمذهب أحمد.
ولد سنة اثنتي عشرة وسمع من عبد السلام العبرتي والفتح بن عبد السلام وطائفة.
توفي في المحرم بذات حج بعد قضاء الحج.
والشيخ عبد الواحد بن علي القرشي الهكاري الفارقي الحنبلي.
سمع من مسمار بن العويش بالموصل ومن موسى بن الشيخ عبد القادر وطائفة بدمشق.
وكان عبدًا صالحًا.
توفي في رمضان بالقاهرة وله أربع وتسعون سنة.
والمعين بن تولوا الشاعر المشهور عثمان بن سعيد الفهري المصري. توفي في

(3/359)


ربيع الأول بالقاهرة وله ثمانون سنة.
والشريشي العلامة جمال الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سحمان البكري الوائلي الأندلسي الفقيه المالكي الأصولي المفسر.
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع بالثغر محمد بن عماد وببغداد من أبي الحسن القطيعي وخلق وبدمشق من مكرم.
وكان بارعًا في مذهب مالك محققًا للعربية عارفًا بالكلام والنظر قيمًا بكتاب الله وتفسيره جيد المشاركة في العلوم ذا زهد وتعبد وجلالة.
توفي في الرابع والعشرين من رجب.
وابن الخيمي شهاب الدين محمد بن عبد المنعم بن محمد الأنصاري اليمني ثم المصري الصوفي الشاعر المحسن حامل لواء النظم في وقته.
سمع جامع الترمذي من علي بن البنا.
وأجاز له عبد الوهاب بن سكينة.
توفي في رجب عن اثنتين وثمانين سنة أو أكثر.
والدينوري خطيب كفر بطنا الشيخ جمال الدين أبو البركات محمد ابن القدوة العابد الشيخ عمر بن عبد الملك الصوفي الشافعي.
ولد سنة ثلاث عشرة وست مائة بالدينور وقدم مع أبيه وله عشر سنين.
فسكن بسفح قاسيون وسمع الكثير ونسخ الأجزاء واشتغل وحصل وحدث عن ابن الزبيدي والناصح ابن الحنبلي وطائفة.
توفي في رجب.
وكان دينًا فاضلًا عالمًا.
وابن الدباب الواعظ جمال الدين أبو الفضل محمد بن أبي الفرج محمد بن علي البابصري الحنبلي.
ولد سنة ثلاث وست مائة وسمع من أحمد بن صرما وثابت بن مشرف والكبار , وحدث بالكثير.
توفي في آخر العام ببغداد.

(3/360)


وابن المهتار الكاتب المجود المحدث الورع مجد الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المصري ثم الدمشقي الشافعي.
قارىء دار الحديث الأشرفية.
ولد في حدود سنة عشر وسمع من ابن الزبيدي وابن صباح وطبقتهما.
وروى الكثير توفي في تاسع ذي القعدة.
وابن الزكي قاضي القضاة بهاء الدين أبو الفضل يوسف ابن قاضي القضاة محيي الدين يحيى ابن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين علي ابن قاضي القضاة منتجب الدين محمد بن يحيى القرشي الدمشقي الشافعي.
ولد سنة أربعين وست مائة وبرع في العلم بذكائه المفرط وقدرته على المناظرة وحله المعضلات.
توفي في حادي عشر ذي الحجة وله خمس وأربعون سنة.
سنة ست وثمانون وست مائة
فيها قدم نائب حسام الدين نطاي وسار بالجيوش فحاصر صهيون بوزيه من سنقر الأشقر ونزل إليه بعد التوثيق منه بالإيمان فأعطي مائة فارس بمصر وفيها توفي البرهان السنجاري قاضي القضاة أبو محمد الخضر بن الحسن بن علي الزرزاري الشافعي قضاء مصر وحدها مدة في دولة الصالح ثم آذاه الوزير بهاء الدين ونكبه فلما مات ولي الوزارة للملك السعيد فبقي مدة ثم عزل وضربه الشجاعي ثم ولي الوزارة نائبًا ثم عزل وأوذي ثم ولي قضاء

(3/361)


القضاة بالاقليم فتوفي بعد عشرين يومًا فيقال أنه سم توفي في صفر وولي بعده تقي الدين بن بنت الأعز.
وابن يليمان الأديب شرف الدين سليمان بن يليمان بن أبه الجيش الإربلي الشاعر المشهور أحد ظرفاء العالم توفي بدمشق في عاشر صفر وقد كمل التسعين.
وابن عساكر الإمام الزاهد أمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب ابن زين الأمناء الدمشقي المجاور بمكة روى عن جده والشيخ الموفق وطائفة وكان صالحًا خيرًا قوي المشاركة في العلم بديع النظم لطيف الشمائل صاحب توجه وصدق ولد سنة أربع عشرة وستمائة وجاوز أربعين سنة وتوفي الشهر الأول.
وعبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الصيقل مسند الوقت عز الدين أبو العز الحراني روى عن أبي حامد بن جوالق ويوسف بن كامل وطائفة وأجاز له ابن كليب فكان آخر من روى عن أكثر شيوخه توفي رابع عشر رجب وقد نيف علىالتسعين وابن الحبوبي شهاب الدين أبو الحسن أحمد حمزة بن علي الثعلبي الدمشقي الشاهد روى عن الحرستاني وغيره وأجاز له المؤيد الطوسي وابن الأخضر توفي في رجب.
وابن القسطلاني الإمام قطب الدين أبو بكر محمد أحمد علي المصري ثم المكي ولد سنة أربع عشر وستمائة وسمع من علي البنا والشهاب السهروردي وجماعة وتفقه وأفتى ثم رحل سنة تسعة وأربعين فسمع ببغداد ومصر والشام والجزيرة

(3/362)


وكان أحد من جمع العلم والعمل والهيبة والورع طلب من مكة وولي مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة وتوفي في المحرم الدنيستري الطبيب الحاذق عماد الدين أبو عبد الله محمد عباس بن أحمد الربعي.
ولد بدنيس سنة ست وستمائة وسمع بمصر من علي مختار وجماعة وتفقه للشافعي وصحب البهاء زهير مدة وتأدب والبدر بن مالك أبو عبد الله محمد بن مالك الطائي.
الحياني ثم النصفي شيخ العربية وقدوة أرباب المعاني والبيان كان ذكيًا فهمًا عارفًا بالمنطق والأصول والنظر لكنه كان لعابًا معاشرًا توفي بالقولنج في المحرم ولم يتكهل.
وأبو صادق جمال الدين محمد الشيخ الحافظ رشيد الدين أبي الحسين يحيى علي القرشي المصري العطار سمع من محمد عماد وابن باقا وطاف وكتب وخرج الموافقات توفي في ربيع الآخر عن بضع وستين سنة.
سنة سبع وثمانين سنة وستمائة
فيها توفي أبو العباس الفقيه شرف الدين احمد عبد الله بن أحمد محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي الفرضي بقية السلف سمع من عم أبيه الموفق وتفقه على التقي بن العز توفي في المحرم عن ثلاث وسبعين سنة وكان يشغل بجامع الجبل بلا وظيفة وفيه زهد وعبادة وقناعة باليسير ويقظة للمسير والجمال ابن الحموي أبو العباس أحمد بن بكر بن سليمان بن علي الدمشقي حضر ابن طبرزد وسمع من الكندي وابن الحرستاني افترى على الحاكم بن الصائغ بشهادة فأسقط لأجلها ومات بدويرة حمد في ذي الحجة وله سبع وثمانين والمنقذي

(3/363)


أبو الفضل أحمد وأبو إسحاق اللوزي إبراهيم بن عبد العزيز بن يحيى الرعيني الأندلسي المالكي المحدث ولد سنة أربع عشرة وحج فسمع من ابن رواج وطبقته وسكن دمشق وقرأ الفقه وتقدم في الحديث والعبادة والإيثار والصفات الحميدة والحرمة والجلالة وناب في القضاء ثم ولي مشيخة دار الحديث الزاهري وتوفي في الرابع والعشرين من صفر بالينبع.
والشيخ إبراهيم بن معضاد أبو إسحاق الجعبري الزاهد الواعظ المذكي روى عن السخاوي وسكن القاهرة وكان لكلامه وقع في القلوب لصدق كلامه وإخلاصه وصدعه بالحق توفي في الحمام عن سبع وثمانين سنة وشهر.
وسعدالخير بن أبي القاسم عبد الرحمن نصر بن علي أبو محمد النابلسي ثم الدمشقي الشاهد سمع الكثير من ابن البن.
وزين الأمناء وطبقتهما توفي في حمر الآخر وله سبعون سنة.
وابن خطيب المزة شهاب الدين عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الموصلي ثم الدمشقي ومسنده سمع في الخامسة من حنبل وابن طبرزد وكان فاضلًا دينًا ثقة توفي تاسع رمضان.
والقطب خطيب القدس أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى ابن إبراهيم القرشي الزهري العوقي النابلسي الشفيع المفتي المفسر سمع من داود بن ملاعب وأبي عبدة بن البناء وأجاز له أبو الفتح المندائي وطائفة توفي في

(3/364)


سابع رمضان وله أربع وثمانين وابن النفيس العلامة علاء الدين علي أبي المحرم القرشي شيخ الطب بالديار المصرية وصاحب التصانيف أحد من انتهت إليه معرفة الطب مع الذكاء المفرط.
والذهن الخارق والمشار إليه من الفقه والأصول والحديث والعربية والمنطق.
توفي فيه من ذي القعدة وقد قارب الثمانين وقف أملاكه وكتبه على المارستان المنصوري ولم يخلف بعده مثله.
والنجيب أبو عبد الله محمد أحمد بن محمد المؤيد بن علي الهمذاني ثم المصري المحدث أجاز له بن طبرزد وعفيفة والكبار وسمع من عبد القوي بن الحباب وقرأه بنفسه على ابن باقا ثم صار كاتبًا في أواخر عمره ومات في ذي القعدة.
ومحمد عبد الخالق بن طرخان شرف الدين أبو عبد الله الأموي الإسكندراني أجاز له أبو الفخر أسعد بن روح وسمع من علي البنا والحافظ بن المفضل وطائفة كثيرة عاش اثنين وثمانين سنة.
الحاج ياسين المغربي الحجام الأسود كان جرائحيًا على باب الجابية وكان صاحب كشف وحال وكان النووي رحمه الله يزوره ويتلمذ له توفي في ربيع الأول وقد قارب الثمانين.
سنة ثمان وثمانين وست مائة
في أول ربيع الأول نازل السلطان الملك المنصور مدينة طرابلس ودام الحصار والقتال ورمي
المجانيق وحفر النقوب ليلًا ونهارًا إلى أن افتتحها بالسيف في رابع ربيع الآخر وغنم المسلمون مالا يوصف وكان سورها منيعًا قليل المثل.
وهي من أحسن المدائن وأطيبها.
فأخربها وتركها خاوية على

(3/365)


عروشها ثم أنشأوا مدينة على ميل من شرقيها فجاءت رديئة الهواء والمزاج.
وفها توفي الشيخ العماد أحمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الصالحي.
ولد سنة ثمان وست مائة وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني وجماعة.
واشتغل وتفقه هم تمفقر وتجرد وصار له أتباع ومريدون أكلة سطلة بطلة.
توفي يوم عرفة.
والعلم ابن الصاحب أبو العباس أحمد بن يوسف ابن الصاحب صفي الدين بن شكر المصري.
اشتغل ودرس وتميز ثم تمفقر وتجرد وأرسل طابعه واشتلق على بني آدم وعاشر الحماري.
وله أولاد رؤساء.
ونوادره مشهورة وزوائده حلوة.
توفي في ربيع الآخر وقد شاخ الله يسامحه.
وأحمد بن أبي محمد بن عبد الرزاق أبو العباس أخو شيخنا عيسى المغازي.
روى عن موسى بن عبد القادر والموفق وجماعة.
توفي في ثاني ذي الحجة عن ثمان وسبعين سنة.
وزينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني الشيخة المعمرة العبادة أم أحمد.
سمعت من حنبل وابن طبرزد وست الكتبة وطائفة.
وازدحم عليها الطلبة.
وعاشت أربعًا وتسعين والفخر البعلبكي المفتي أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف أبو محمد الحنبلي.
ولد سنة إحدى عشرة وسمع من القزويني والبهاء عبد الرحمن وابن

(3/366)


الزبيدي وجماعة.
وتفقه بدمشق على التقي بن العز وشمس الدين عمر بن المنجا وعرض كتاب علوم الحديث على مؤلفه ابن الصلاح وأتقن العربية وأخذ الأصول عن السيف الآمدي تخرج به جماعة.
وكان من أولياء الله العالمين.
توفي في سابع رجب.
والكمال ابن النجار محمد بن أحمد بن علي الدمشقي الشافعي مدرس الدولعية ووكيل بيت المال.
روى عن ابن أبي لقمة وجماعة وكان ذا بشر وشهامة.
ومحمد ابن الشيخ العفيف التلمساني سليمان بن علي الكاتب الأديب شمس الدين.
كان ظريفًا لعابًا معاشرًا وشعره في غاية الحسن.
مات في رجب وله نحو ثلاثين سنة.
وابن الكمال المحدث الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن احمد المقدسي الحنبلي.
ولد سنة سبع وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني حضورًا ومن داود بن ملاعب وطائفة.
وعني بالحديث وجمع وخرج مع الدين المتين والورع والعبادة.
وولي مشيخة الضيائية ومشيخة الأشرفية بالجبل.
توفي في تاسع جمادى الأولى.
وشمس الدين الإصفهاني الأصولي المتكلم العلامة أبو عبد الله محمد بن محمود بن محمد بن عباد الكافي نزيل مصر وصاحب التصانيف له كتاب القواعد في العلوم الأربعة: الأصولين والخلاف والمنطق.
وكتاب غاية المطلب في المنطق.
وله يد طولى في العربية والشعر.
درس بالشافعي ومشهد

(3/367)


الحسين. وتخرج به المصريون.
وتوفي في العشرين من رجب.
وله اثنتان وسبعون سنة.
والمهذب بن أبي الغنائم التنوخي العدل الكبير زين الدين كاتب الحكم بدمشق.
ولد سنة ثمان عشرة وقرأ على السخاوي وسمع من مكرم وتفقه وانتهت إليه رئاسة الشروط ومعرفة عللها ودقائقها.
توفي في رجب.
والجرائدي تقي الدين يعقوب بن بدران بن منصور المصري شيخ القراء.
أخذ القراءات عن السخاوي وابن ماسويه.
وأبي القاسم بن عيسى.
وروى عن ابن الزبيدي وتصدر للإقراء.
توفي في شعبان.
سنة تسع وثمانين وست مائة
فيها توفي نجم الدين
ابن الشيخ وهو قاضي القضاة أبو العباس أحمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر الحنبلي.
ولد سنة إحدى وخمسين وست مائة وسمع من جماعة.
وما حدث.
كان مليح الشكل حسن السيرة موصوفًا بالذكاء.
توفي في ثالث عشر
وابن عز القضاة فخر الدين أبو الفداء إسماعيل بن علي بن محمد الدمشقي الزاهد.
ولد سنة خمسين وست مائة.
وخدم في الكتابة.
وكان أديبًا شاعرًا زاهدًا ناسكًا خاشعًا مقبلًا على شبابه حافظًا لوقته.
توفي ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من رمضان.
وكانت له جنازة مشهورة.
وطرنطاي نائب المملكة المعظمة حسام الدين المنصوري السيفي.
أحد رجال الدهر حزمًا وعزمًا ودهاء وذكاء وشجاعة وهيبة.
اشتراه السلطان أيام

(3/368)


إمرته من أولاد ابن الموصلي.
ولما تملك الملك الأشرف ودعه أيامًا ثم قبض عليه وعذبه إلى أن مات وأخذ أمواله ولم يبلغ خمسين سنة.
وخطيب المصلى عماد الدين أبو بكر عبد الله بن محمد بن حسان بن رافع العامري المعدل.
روى عن ابن البن وزين الأمناء وطائفة توفي في صفر وله ثلاث وسبعون سنة.
والشمس عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي الحنبلي.
ولد سنة ست وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني وطائفة.
ثم رحل وأدرك الفتح ابن عبد السلام وطائفة فأكثر.
وأجاز له ابن طبرزد وأبو الفخر أسعد بن سعيد.
وكان ثقة صالحًا نبيلًا مهيبًا من خيار الشيوخ.
توفي في ذي القعدة.
وخطيب دمشق جمال الدين أبو محمد عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي المفتي.
ولد سنة اثنتي عشرة وست مائة وسمع من ابن صباح وابن الزبيدي وجماعة.
وناب في القضاء مدة وكان دينًا حسن السمت للناس فيه عقيدة كبيرة.
مات في سلخ جمادى الأولى.
والنور بن الكفتي أبو الحسن علي بن ظهير بن شهاب المصري شيخ الإقراء بديار مصر.
أخذ القراءات عن ابن وثيق وأصحاب أبي الجود وشهر بالإعتناء بالقراءات وععها وسمع من ابن الجميزي وغيره مع الورع والتقى والجلالة.
توفي في ربيع الآخر.

(3/369)


والرشيد الفارقي أبو حفص عمر بن إسماعيل بن مسعود الربعي الشافعي الأديب.
ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مائة.
وسمع من الفخر بن تميمة وابن الزبيدي وابن باقا.
وكان أديبًا بارعًا منشئًا بليغًا شاعرًا مفلقًا لغويًا محققًا.
درس بالناصرية مدة ثم بالظاهرية وتصدر للإفادة.
خنق في بيته في رابع محرم بالظاهرية وأخذ ماله.
ودرس بعده علاء الدين ابن بنت الأعز.
والسلطان الملك المنصور سيف الدين أبو المعالي وأبو الفتوح قلاوون التركي الصالحي النجمي.
كان من أكبر الأمراء زمن الظاهر وتملك في رجب سنة ثمان وسبعين وكسر التتار على حمص وغزا الفرنج غير مرة.
وتوفي في سادس ذي القعدة بالمخيم يظاهر القاهرة وقد عزم على الغزاة
وسبط إمام الكلاسة المحدث المفيد بدر الدين محمد بن أحمد بن النجيب.
شاب ذكي مليح الخط صحيح النقل حريص على الطلب عالي الهمة.
سمع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وحدث.
توفي في صفر.
وابن المقدسي نصر الدين محمد ابن العلامة المفتي شمس الدين عبد الرحمن بن نوح الشافعي الدمشقي.
تفقه على أبيه وسمع من ابن اللتي ودرس بالرواحية وتربة أم الصالح.
ثم داخل الدولة وولي وكالة بيت المال ونظر للأوقاف وظلم وعسف وعدا طوره.
ثم اعتقل بالعذراوية فوجد بها مشنوقًا بعد أن ضرب بالمقارع وصودر.
توفي في ثالث شعبان.
وابن المحدث العدل شمس الدين محمد بن عبد الرزاق بن رزق الله

(3/370)


الرسعني الحنبلي تزيل دمشق.
روى عن ابن روزبة وابن بهروز وعدة.
وكان من كبار الشهود.
له شعر جيد.
ذهب إلى مصر في شهادة فلما رجع غرق بنهر الأردن في جمادى الآخرة.
سنة تسعين وست مائة
دخلت وسلطان الإسلام الملك الأشرف بن المنصور وقد فوض الوزارة إلى شمس الدين ابن السلعوس ونيابة الملك إلى بدر الدين بيدرا.
فسار بالجيوش إلى الشام ونزل على عكا في رابع ربيع الآخر وجد المسلمون في حصارها واجتمع عليها أمم لا يحصون فلما استحكمت النقوب وتهيأت أسباب الفتح أخذ أهلها في الهزيمة في البحر وافتتحت بالسيف بكرة الجمعة سابع عشر جمادى الأولى وصير المسلمون سماءها أرضًا وطولها عرضًا.
وأخذ المسلمون بعد يومين مدينة صور بلا قتال لأن أهلها هربوا في البحر لما علموا بأخذ عكا وسلمها الرعية بالأمان وأخربت أيضًا.
ثم افتتح الشجاعي صيدا في رجب وأخربت ثم افتتح بيروت بعد أيام وهدمها.
فلما رأى أهل حصن علثيث خلو الساحل من عباد الصليب أحرقوا حواصلهم وهربوا في البحر ليلة أول شعبان فهدمه المسلمون.
وكذلك فعل أهل أنطرسوس.
فتسلمها الطباخي في خامس شعبان ولم يبق للنصارى بأرض الشام معقل ولا حصن ولله الحمد.
وفيها توفي الشيخ الخابوري خطيب حلب ومقرئها ونحويها الإمام شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن الزبير الحلبي صاحب النوادر والطرف.
سمع بحران من فخر الدين بن تيمية وبحلب من ابن الأستاذ وببغداد من الدهري وبدمشق من ابن صباح.
وقرأ القراءات على السخاوي.
توفي في المحرم وقد قارب التسعين.
والسويدي الحكيم العلامة شيخ الأطباء عز الدين أبو إسحاق إبراهيم

(3/371)


ابن محمد بن طرخان الأنصاري الدمشقي.
ولد سنة ست مائة وسمع من الشمس العطار وابن ملاعب وطائفة.
وتأدب على ابن معطي وأخذ الطب عن المهذب الدخوار وبرع في الطب وصنف فيهن وفاق على الأقران وكتب الكثير بخطه المليح ونظر في العقليات وألف كتاب الباهر في الجواهر والتذكرة في الطب.
وتوفي في شعبان.
وأرغون بن أبغا بن هولاوو صاحب العراق وخراسان وأذربيجان تملك بعد عمه الملك أحمد وكان شهمًا مقدامًا كافر النفس شديد البأس سفاكًا للدماء عظيم الجبروت.
هلك في هذا العام فيقال إنه سم فاتهمت المغل وزيره سعيد اليهودي بقتله.
فمالوا على اليهود قتلًا ونهبًا وسبيًا.
وإسماعيل بن نور بن قمر الهيتي الصالحي روى عن موسى بن عبد القادر وجماعة.
توفي في رجب.
وسلامش الملك العادل بدر الدين ولد الملك الظاهر بيبرس الصالحي الذي سلطنوه عند خلع الملك السعيد ثم نزعوه بعد ثلاثة أشهر وبقي خاملًا بمصر.
فلما تسلطن الأشرف أخذه وأخاه الملك خضر وأهلهم وجهزهم إلى مدينة اصطنبول بلاد الأشكري فمات بها وله نحو من عشرين سنة.
وكان مليح الصورة رشيق القد ذا عقل وحياة.
والتلمساني عفيف الدين سليمان بن علي بن عبد الله بن علي الأديب

(3/372)


الشاعر.
أحد زنادقة الصوفية.
وقد قيل له مرة أأنت نصيري فقال: النصيري بعض مني.
وأما شعره ففي الذروة العليا من حيث البلاغة والبيان لا من حيث الإيجاد.
توفي في خامس رجب وله ثمانون سنة.
وتاج الدين فقيه الشام شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم ابن سباع الفزاري الدمشقي الشافعي.
ولد سنة أربع وعشرين وست مائة وسمع من ابن الزبيدي وابن ماسويه وطائفة.
وتفقه على ابن الصلاح وابن عبد السلام وجلس للإشتغال سنة ثمان وأربعين وأفتى سنة أربع وخمسين.
وكان مع فرط ذكائه وتوقد ذهنه ملازمًا للإشتغال مقدمًا في المناظرة متبحرًا في الفقه وأصوله.
وانتهت إليه رئاسة المذهب في الدنيا.
توفي في خامس جمادى الآخرة وله ست وستون سنة وثلاثة أشهر.
والأبهري القاضي شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الشافعي.
سمع من ابن روزبة وابن الزبيدي وطائفة وأجاز له أبو الفتح المندائي والمؤيد بن الأخوة وخلق.
توفي في شوال بالخانقاه الأسدية وله اثنتان وتسعون سنة إلا أشهرًا.
والفخر بن البخاري مسند الدنيا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي.
ولد في آخر سنة خمس وتسعين وسمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وخلق وأجاز له أبو المكارم اللبان وابن الجوزي وخلق كثير. وطال عمره ورحل الطلبة إليه من البلاد وألحق الأسباط بالأجداد في علو الإسناد توفي في ثاني ربيع الآخر

(3/373)


وابن الزملكاني الإمام المفتي علاء الدين أبو الحسن علي بن العلامة البارع كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم الأنصاري السماكي الدمشقي الشافعي مدرس الأمينية.
توفي في ربيع الآخر وقد نيف على الخمسين.
سمع من خطيب مردا والرشيد العطار ولم يحدث.
والفخر الكرجي أبو حفص عمر بن يحيى بن عمر الشافعي.
ولد سنة تسع وتسعين بالكرج وتفقه بدمشق على ابن الصلاح وخدمه مدة.
وسمع من البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وطائفة.
وليس ممن يعتمد عليه.
توفي هو والفخر بن البخاري في يوم.
وغازي الحلاوي أبو محمد بن الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي.
سمع من حنبل وابن طبرزد وعمر دهرًا وانتهى إليه علو الإسناد بمصر عاش خمسًا وتسعين سنة.
توفي من رابع صفر بالقاهرة.
والشهاب بن مزهر الشيخ أبو عبد الله محمد عبد الخالق الأنصاري الدمشقي المقرئ قرأ القراءات على السخاوي وأقرأها.
وكان فقيهًا عالمًا.
وقف كتبه بالأشرفية.
توفي في رجب.
ومحمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري شمس الدين أبو عبد الله الصالحي.
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني وطائفة وببغداد من أبي علي بن الجواليقي وجماعة.
وأجاز له ابن طبرزد

(3/374)


وجماعة.
وكان آخر من سمع من الكندي موتًا توفي في وابن المجاور نجم الدين أبو الفتح يوسف ابن الصاحب يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي الكاتب.
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع الكندي وعبد الجليل بن مندويه وجماعة.
وتفرد برواية تاريخ بغداد عن الكندي.
توفي في الثامن والعشرين من ذي القعدة وكان دينًا مصليًا إلا أنه يخدم في المكس.