العبر في خبر من غبر، من سنة 691 إلى 700

سنة إحدى وتسعين وست مائة
في جمادى الأولى قدم السلطان الملك الأشرف دمشق.
وقد فرغ الشجاعي من بناء الطارمة والرواق وقاعة الذهب والقبة الزرقاء بقلعة دمشق.
وفرغ جميع ذلك في سبعة أشهر وجاء في غاية الحسن.
ثم سار السلطان ونازل قلعة الروم في جمادى الآخرة فنصب عليها المجانيق وجد في حصارها وفتحت بعد خمسة وعشرين يومًا في رجب وهي مجاورة لقلعة البيرة وأهلها نصارى من تحت طاعة التتار.
فلما رأوا أن التتار لا ينجدونهم ذلوا.
وما أحسن ما قال الشهاب محمود في كتاب الفتح.
فسطا خميس الإسلام يوم على أهل الأحد فبارك الله للأمة في سبتها وخميسها.
ثم رد السلطان فعزل عن حلب قراسنقر بالطباخي وولي قلعة الروم عز الدين الموصلي.
وفيها توفي الزكي المعري إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد البعلبكي.
عابد صالح سمع من البهاء وحضر الشيخ الموفق.
توفي في شوال وهو في عشر التسعين.

(3/375)


وابن دبوقا المقرئ المحقق رضي الدين أبو الفضل جعفر بن القاسم ابن جعفر بن حبيش الربعي الضرير.
قرأ القراءات على السخاوي وأقرأها.
وله معرفة متوسطة وشعر جيد توفي في رجب.
وسعد الدين الفارقي الأديب البارع المنشىء أبو الفضل سعد الله بن مروان الكاتب.
أخو شيخنا زين الدين.
سمع من ابن رواحة وكريمة وطائفة.
وكان بديع الكتابة معنى وخطًا.
توفي في رمضان بدمشق وهوفي عشر الستين.
والسيف عبد الرحمن بن محفوظ بن هلال الرسعني أحد الشهود تحت الساعات.
كان عدلًا صالحًا ناسكًا.
روى عن الفخر بن تيمية والموفق بن الطالباني وأجاز له عبد العزيز بن منينا وجماعة.
توفي في المحرم عن بضع وثمانين سنة.
وابن صصري العدل علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن أبي الفتح التغلبي الدمشقي الضرير.
آخر من روى صحيح البخاري عن عبد الجليل بن مندويه والعطاء.
توفي في شعبان.
ووكيل بيت المال خطيب دمشق زين الدين أبو حفص عمر بن مكي ابن عبد الصمد الشافعي والعماد الصائغ محمد بن عبد الرحمن بن ملهم القرشي الدمشقي.
روى عن ابن البن حضورًا وعن ابن الزبيدي.
توفي في شعبان عن بضع وسبعين

(3/376)


والصاحب فتح الدين محمد ابن المولى محيي الدين بن عبد الله بن عبد الظاهر المصري الكاتب الموقع.
روى عن ابن الجميزي.
توفي بدمشق في رمضان.
وابن أبي عصرون نور الدين محمود بن القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن أبي عصرون التميمي.
روى عن المؤيد الطوسي بالإجازة.
وتوفي في رمضان.
والنجم أبو بكر بن أبي العز بن مشرف الكاتب ويعرف بابن الحردان.
كان لغويًا فصيحًا متقعرًا.
له شعر جيد.
توفي في صفر.
سنة اثنتين وتسعين وست مائة
فيها سلم صاحب سيس قلعة بهسنا للسلطان صفوًا عفوا وضربت البشائر في رجب.
وفيها توفي أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الحنفي المعدل سبط عبد الحق بن خلف ووالد قاضي الحصن.
روى عن موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق.
توفي في صفر بنواحي البقاع.
وابن النصيبي الرئيس كمال الدين أحمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي.
آخر من حدث عن وأحمد بن أبي الطاهر بن أبي الفضل المقدسي الصالحي تقي الدين.
شيخ صالح روى عن الموفق والقزويني.
توفي في رجب.
والفاضل جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني ثم الدمشقي المقرئ صاحب السخاوي.
ولي مشيخة افقراء بتربة أم الصالح مدة وسمع من ابن الزبيدي وجماعة وكتب الكثير.
توفي في مستهل جمادى الأولى.

(3/377)


والأرموي الشيخ الزاهد إبراهيم ابن الشيخ القدوة عبد الله.
روى عن الشيخ الموفق وغيره.
توفي في المحرم.
وحضره ملك الأمراء والقضاة.
وحمل على الرؤوس.
وكان صالحًا خيرًا متقنًا قانتًا لله.
وابن الواسطي العلامة الزاهد القدوة مسند الوقت تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي الحنبلي.
ولد سنة اثنتين وست مائة وسمع من ابن الحرستاني وابن البناء وطائفة.
ورحل إلى بغداد فسمع من الفتح بن عبد السلام وطبقته وأجاز له ابن طبرزد وأبو الفخر أسعد وخلق.
وتفقه واتقن المذهب.
ودرس بالصاحبية وكان فقيهًا زاهدًاعابدًا مخلصًا قانتًا صاحب جد وصدق وقول بالحق وله هيبة في النفوس.
توفي في رابع عشر جمادى الآخرة.
وصفية بنت الواسطي أخت المذكور.
روت عن الموفق وابن راجح.
وتوفيت في ذي الحجة عن نيف وثمانين سنة.
ومحيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان المصري الديب كاتب الإنشاء وأحد البلغاء المذكورين.
توفي بمصر.
والمكين الأسمر عبد الله بن منصور الإسكندراني شيخ القراء بالإسكندرية.
أخذ القراءات عن أبي القاسم بن الصفراوي وأقرأ الناس مدة.
والتقي عبد بن محمد الإسعردي الحافظ نزيل القاهرة.
سمع الكثير من أصحاب السلفي وخرج لغير واحد.
توفي في هذا العام.
وكان ثقة.

(3/378)


والسيف علي بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الحنبلي نقيب الشيخ شمس الدين.
سمع من ابن البن والقزويني وحضر موسى والوفق.
توفي في شوال.
وابن الأعمى صاحب المقامة التي في صفات البحرية كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الأديب الشاعر.
روى عن ابن اللتي وغيره.
توفي في المحرم عن سن عالية.
وابن قرقين الأمير ناصر الدين علي بن محمود بن قرقين.
أجاز له الكندي وسمع من القزويني وغيره.
توفي في شعبان.
وابن الأستاذ عز الدين ابو الفتح عمر بن محمد ابن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي.
مدرس المدرسة الظاهرية التي بظاهر دمشق.
روى سنن ابن ماجه عن عبد اللطيف.
توفي في ربيع الأول.
ومحمد بن إبراهيم بن ترجم أبو عبد الله المصري آخر من روى جامع الترمذي عن علي بن البناء.
سنة ثلاث وتسعين وست مائة
في سابع المحرم قتل السلطان بترزجة في الصيد ثم قتل نائبه بيدرا وحلفوا للسلطان الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون.
وهو ابن تسع سنين.
وجعل نائبه كتبغا.
وبسط العذاب علي الوزير ابن السلعوي حتى مات وأخذت أمواله ثم قتل الشجاعي.
وفيها توفي ابن مزيز المحدث المفيد تقي الدين إدريس بن محمد التنوخي

(3/379)


الحموي.
روى عن ابن رواحة وصفية بنت الحبقبق وطبقتهما وعني بالحديث.
توفي في ربيع الآخر.
وإسحاق بن إبراهيم بن سلطان البعلبكي الكتاني المقرئ.
روى عن البهاء عبد الرحمن وتوفي بدمشق في ذي القعدة.
والملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن الملك المنصور سيف الدين.
ولي السلطنة بعد والده في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وفتك به بيدرا ولاجين وجماعة في المحرم وتسلطن بيدرا في الحال ولقب بالملك القاهر.
فأقبل كتبغا والخاصكية وحملوا على بيدرا فقتلوه من الغد.
وله بضع وثلاثون سنة وللأشرف نحو ذلك أو أقل.
وابن الخويي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر الشافعي.
روى عن ابن اللتي وابن المقير وطائفة.
وكان من أعلم أهل زمانه وأكثرهم تفننًا وأحسنهم تصنيفًا وأحلاهم مجالسة.
ولي القضاء بحلب مدة ثم ولي قضاء الشام من بعد بهاء الدين بن الزكي ومات في خامس وعشرين رمضان.
والملك الحافظ غياث الدين محمد بن شاهنشاه ابن صاحب بعلبك الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخشاه الأيوبي.
روى صحيح البخاري عن ابن الزبيدي ونسخ الكثير بخطه وتوفي في شعبان.
والدمياطي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله أخذ القراءات عن السخاوي وتصدر واحتيج إلى علو روايته وقرأ عليه

(3/380)


جماعة.
توفي في صفر وله نيف وسبعون سنة.
وابن السلعوس الوزير الكامل مدبر الممالك شمس الدين محمد بن عثمان التنوخي الدمشقي التاجر الكاتب.
ولي حسبة دمشق فاستصغره الناس عنها فلم ينشب أن ولي الوزارة ودخل دمشق في دست عظيم لم يعهد مثله.
مات في تاسع صفر بعد أن أنتن جسد هـ من شدة الضرب وقطع منه اللحم الميت.
نسأل الله العافية.
وابن التنبي فخر الدين محمد بن عقيل الدمشقي الكاتب صاحب الخط المنسوب.
روى عن الشيخ الموفق وغيره.
وتوفي في جمادى الأولى.
سنة أربع وتسعين وست مائة
في حادي عشر المحرم تسلطن الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري وزينت مصر والشام وله نحو من خمسين سنة يومئذ.
أخذ يوم وقعة حمص مع التتار الهولاوونية.
وفيها توفي ابن المقدسي العلامة شرف الدين أبو العباس أحمد بن أحمد ابن نعمة بن أحمد الشافعي خطيب دمشق ومفتيها وشيخ الشافعية بها.
ولد سنة نيف وعشرين وست مائة وأجاز له أبو علي بن الجواليقي وطائفة وسمع من السخاوي وابن الصلاح وتفقه على ابن عبد السلام وغيره وبرع في الفقه والأصول العربية وناب في الحكم مدة ودرس بالشامية والغزالية
وكتب الخط المنسوب الفائق وألف كتابًا في الأصول.
وكان كيسًا متواضعًا متنسكًا ثاقب الذهن مفرط الذكاء طويل النفس في المناظرة.
توفي في رمضان.
والفاروثي الإمام عز الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عمر

(3/381)


الواسطي الشافعي المقرئ الصوفي شيخ العراق.
ولد سنة أربع عشرة وست مائة وقرأ القراءات على أصحاب الباقلاني وسمع من عمر بن كرم وطبقته.
وكان إمامًا عالمًا متفننًا متضلعًا من العلوم والآداب حسن التربية للمريدين لبس الخرقة من السهروردي وجاور مدة ثم قدم علينا في سنة إحدى وتسعين فأقرأ القراءات وروى الكثير وولي الخطابة بعد ابن المرحل ثم عزل بعد سنة بالخطيب الموفق فسافر مع الحجاج ودخل العراق.
توفي في أول ذي الحجة وقد نيف على الثمانين رحمه الله.
والجمال المحقق أبو العباس أحمد بن عبد الله الدمشقي.
كان فقيهًا ذكيًا مناظرًا بصيرًا بالطب.
درس وأعاد.
وكان فيه لعب ومزاح.
توفي في رمضان عن نحو ستين سنة.
روى عن ابن طلحة.
والتاج إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي المصري المحدث.
كان عالمًا جليلًا له معرفة وفهم.
سمع من جعفر الهمذاني وابن المقير وهذه الطبقة.
مات فجأة في رجب.
والمحب الطبري شيخ الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم المالكي الشافعي الحافظ.
ولد سنة خمس عشرة وست مائة وسمع من ابن المقير وجماعة.
وصنف كتابًا حافلًا في الأحكام في عدة مجلدات.
توفي في ذي القعدة وتوفي قبله بأيام ولده جمال الدين محمد قاضي مكة.
وعبد الصمد الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن القاضي جمال الدين بن

(3/382)


الحرستاني أبو القاسم الشافعي.
كان صالحًا زاهدًا صاحب كشف وفيه تواضع.
ووله يسير.
روى عن زين الأمناء وابن الزبيدي وتوفي في ربيع الآخر وله خمس وسبعون سنة.
وابن سجنون خطيب النيرب مجد الدين شيخ الأطباء أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن سحنون الحنفي.
روى عن خطيب مردا يسيرًا وله شعر وفضائل.
توفي في ذي القعدة.
والمتوني أبو الحسن علي بن عثمان بن يحيى الصنهاجي الشواء ثم أمين السجن.
سمع ابن غسان وابن الزبيدي وطائفة وتوفي في ذي القعدة وقد نيف على السبعين.
وابن الزوري أبو بكر محفوظ بن معتوق البغدادي التاجر.
روى عن ابن القبيطي.
ووقف كتبه على تربته بسفح قاسيون.
وكان نبيلًا سريًا.
جمع تاريخا ذيل به على المنتظم.
توفي في صفر عن ثلاث وستين سنة.
وهو أبو الواعظ نجم الدين.
وابن الحامض أبو الطاب محفوظ بن عمر بن أبي بكر بن خليفة البغدادي التاجر.
روى عن عبد وابن العديم الصاحب جمال الدين أبو غانم محمد ابن الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد القيلي الحلبي الفرضي الكاتب.
سمع من ابن رواحة وطائفة وببغداد ودمشق.
وانتهت إليه رئاسة الخط المنسوب.
توفي بحماة في أول أيام التشريق وله ستون سنة.

(3/383)


وقاضي نابلس جمال الدين محمد بن القاضي نجم الدين محمد ابن القاضي شمس الدين سالم بن يوسف بن صاعد القرشي المقدسي الشافعي.
روى عن أبي علي الأوقي وتوفي في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة.
وصاحب اليمن الملك المظفر يوسف ابن الملك المنصور عمر بن رسول.
توفي في رجب وبقي في السلطنة نيفًا وأربعين سنة.
وبقي قبله أبوه نيفًا وعشرين سنة سامحهما الله.
والجوهري الصدر نجم الدين أبو بكر بن محمد بن عباس التميمي صاحب المدرسة الجوهرية الحنفية بدمشق.
توفي في شوال ودفن بمدرسته عن سن عالية.
وأبو بكر بن إلياس بن محمد بن سعيد الرسعني الحنبلي.
روى عن الفخر ابن تيمية والقزويني وتوفي بالقاهرة.
وأبو الفهم بن أحمد بن أبي الفهم السلمي الدمشقي رجل مستور. روى عن الشيخ الموفق وغيره. توفي في إحدى الربيعين. وله ثلاث وثمانون سنة.
سنة خمس وتسعين وستمائة
استهلت وأهل الديار المصرية في قحط شديد ووباء مفرط حتى أكلوا الجيف واما الموت فيقال أنه أخرج في يوم واحد ألف وخمس مائة جنازة

(3/384)


وكانوا يحفرون الحفائر الكبار ويدفنون فيها الجماعة الكثيرة وبيع الخبز كل رطل وثلث بالمصرية بدرهم مقوم.
وفيها قدم علينا شيخ الشيوخ صدر الدين إبراهيم بن الشيخ سعد الدين بن حمويه الجويني طالب حديث فسمع الكثير وروى لنا عن أصحاب المؤيد الطوسي وأخبر أن ملك التتار غازان بن أرغون اسلم على يده بوساطة نائبة توروز وكان يومًا مشهودًا.
وأما دمشق فاستسقى الناس وبلغ الخبز كل عشر أواق بدرهم في جمادى الآخرة وارتفع فيه الوباء والقحط عن مصر ونزل الأردب إلى خمسة وثلاثين درهمًا فرحلت إليها حينئذ واليها.
وفي ذي القعدة قدم الملك العادل كبغاهق وسار إلى حمص.
وفيها في ربيع الآخر قتل جماعة من حراس دمشق فاختبط البلد ثم بعد أيام أخذ حرفوش ناقص العقل فاعترف أنه كان أتى إلى الحارس وهو نائم فضربه على يافوخه بحجر فقتله حتى قتل عشرة فشمروه.
وفيها توفي أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان العلامة الكبير شيخ الفقهاء نجم الدين أبو عبد الله الحراني النميري الحنبلي مصنف الرعاية الكبرى توفي في صفر بالقاهرة وله اثنتان وتسعون سنة.
روى عن الحافظ عبد القادر الرهاوي ومجد الدين بن تيمية وطائفة وانتهت إليه معرفة المذهب.
وأحمد بن عبد الباري الشيخ أبو العباس الداري الصعيدي ثم الإسكندراني المؤدب الرجل الصالح قرأ القراءات على أبي القاسم بن عيسى وأكثر منه وعن الصفراوي وتوفي في أوائل السنة عن ثلاث وثمانين سنة.

(3/385)


سنة ست وتسعين وستمائة
توجه الملك العادل إلى مصر فلما كان باللجون وثب حسام الدين لاشين المنصور على بيحاص وبكتوت الأزرق فقتلهما وكانا جناحي استاذهما العادل فخاف وركب سرًا وهرب في أربعة مماليك وساق إلى دمشق فدخل القلعة فلم ينفعه ذلك وزال ملكه وخضع المصريون لحسام الدين ولم يختلف عليه اثنان ولقب بالملك المنصور وأخذ العادل تحت الحوطة فأسكن بقلعة صرخد وقنع بها.
وفيها توفي ابن الأعلاقي أبو العباس أحمد بن عبد الكريم بن غازي الواسطي ثم المصري روي لنا عن عبد القوي وابن الحباب وابن باقا وكان إمام مسجد توفي في صفر عن ست وثمانين سنة.
وابن الظاهري الحافظ الزاهد القدوة جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الحنفي المقرئ المحدث توفي بزاويته بالمغس بظاهر القاهرة في ربيع الأول وله سبعون سنة كان أحد من عني بهذا الشأن وكتب عن سبع مائة شيخ بالشام والجزيرة ومصر وحدث عن ابن اللتي والأربلي فمن بعدهما ومازال في طلب الحديث وإفادته وتخريجه إلى آخر أيامه.
والنفيس إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن صدقة الراني ثم الدمشقي ناظر الأيتام وواقف النفيسية بالرصيف روى عن مكرم القرشي وتوفي في ذي القعدة عن نحو من سبعين سنة.
والضياء جعفر بن محمد ابن عبد الرحيم أبو الفضل الحسيني المصري الشافعي المفتي أحد كبار الشافعية روى لنا عن سبط السلفي ومات في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة.

(3/386)


والضياء دانيال بن منكل الشافعي قاضي الكرك قرأ على السخاوي وسمع من ابن اللتي وابن الخازن وطائفة وكان له رواء ومنظر ولديه فضائل توفي في رمضان.
والتاج أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان أبو محمد البعلبكي القاضي فقيه عالم جيد المشاركة في الفنون ذو حظ من عبادة وتواضع روى عن الشيخ الموفق والزويني والبهاء عبد الرحمن وتوفي في تاسع المحرم وله ثلاثة وتسعون سنة.
وقاضي الحنابلة بالقاهرة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي محمود القضايا عمدة في الأحكام مثبت مليح الشكل روى عن ابن اللتي حضورًا وعن جعفر الهمذاني توفي في صفر وله خمس وستون سنة.
الضياء السبتي أبو الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد الأنصاري الشافعي الصوفي المحدث وله سنة ثلاث عشرة وستمائة وقدم مع أبيه فحج ولبس الخرقة من السهروردي وسمع وقرأ على يوسف بن المخيل والصفراوي وابن المقير توفي بالقاهرة قجأة في رجب وله وله ثلاث وثمانون سنة.
ومحمد بن بلغز البعلبكي رجل مبارك عن البهاء عبد الرحمن.
والتلعفري الشيخ محمد بن جوهر الصوفي المقرئ قرأ على أبي إسحاق بن

(3/387)


وثيق ولقن مدة وكان عارفًا بالتجويد وروى عن يوسف بن خليل وغيره توفي بدمشق في صفر.
ومحمد بن حازم بن حامد بن حسن الشيخ شمس الدين المقدسي الصالحي الحنبلي شيخ عالم صالح مهيب حسن السمت كثير العبادة روي عن أبي القاسم ابن صصري وابن عساكر وصدر بالصحيح عن ابن الزبيدي توفي في ذي الحجة عن ست وسبعين سنة.
والضياء بن النصيبي محمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي الكاتب وزر لصاحب حماة وحدث عن ابن روزبة والموفق عبد اللطيف توفي في رجب.
والرضي محمد بن أبي بكر بن خليل العثماني الشافعي المفتي النحوي الزاهد شيخ الحرم وفقيهه روى عن ابن الجميزي وغيره.
ومحمد بن أبي بكر بن بطيخ أبو عبد الله الدمشقي روي لنا عن الناصح وكان ينادي ويتبلغ توفي في صفر عن ثمان وسبعين سنة.
وابن العدل محيي الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد الزبداني مدرس مدرسة جدة بالزبداني حدث عن ابن الزبيدي وابن اللتي توفي في المحرم.
وابن عطاء أبو المحاسن يوسف ابن قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي الحنفي روى عن ابن الزبيدي وغيره توفي في ربيع الأول عن ست وسبعين سنة.
وأبو تغلب بن أحمد الغاروثي الواسطي سمع ابن الزبيدي

(3/388)


وابن باسئويه وتوفي بدمشق في المحرم وله إحدى وتسعون سنة.
سنة سبع وتسعين وستمائة
فيها توفي الشهاب العابد أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي الحنبلي فقيه إمام لا يدرك شأوه في علم التعبير روى عن ابن نعلج وابن الحميري توفي في ذي والصدر ابن عقبة الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد عقبة البصروي الحنفي مفت مدرس ولي قضاء مرة حلب وكان ذا همة وجلادة وسعي توفي في رمضان عن سن عالية.
وجبريل بن إسماعيل بن جبريل الشارعي أبو الروح بن الخطاب شيخ مقرىء متواضع بزوري يؤم بمسجد توفي في هذا العام ظنًا روى لنا عن ابن باقا وغيره وخرج عنه الأبيوردي في معجمة.
وعائشة بنت المجد عيسى بن الشيخ موفق الدين المقدسي مباركة صالحة عابدة روت لنا عن جدها وابن راجح وعاشت ست وثمانين سنة.
والكامل الفورية مسند العراق أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد البغدادي الحنبلي المقرئ البزار المكثر شيخ المستنصرية قرأ القراءات على الفخر الموصلي وسمع من أحمد بن صرما وابن الوفا محمود بن مندة وجماعة وأجاز له ابن طبرزد وعبد الوهاب بن سكينة وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات والحديث توفي في ذي الحجة وله ثمان وتسعون سنة وقد ضعف ووقع في الهرم.

(3/389)


وابن المغيزل الصدر شرف الدين عبد الكريم بن محمد بن محمد بن نصر الله الحموي الشافعي روى عن الكاشغري وابن الخازن وتوفي في المحرم وله إحدى وثمانون سنة.
وابن واصل قاضي حماة جمال الدين أبو عبد الله محمد ابن سالم بن نصر الله بن واصل الحموي الشافعي توفي في شوال وبلغ التسعين وكان من أذكياء العالم وله يد طولى في العقليات روى عن زكي الدين البرزالي.
وابن المغربي بدر الدين محمد بن سليمان بن معالي الحلبي المقرئ عبد خير صالح عالم كتب العلم وقرأ بنفسه روى عن كريمة وابن المقير وطائفة توفي في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة.
ومحمد بن صالح بن خلف الجهيني أبو عبد الله المصري المقرئ حدثنا عن ابن باقا وتوفي في حدود هذه السنة.
الأيكي العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الفارسي الشافعي الأصولي المتكلم الصوفي توفي في رمضان بالمزة وكان من أبناء السبعين ودرس مدة بالغزالية ثم تركها.
سنة ثمان وتسعين وست مائة
استهلت وسلطان الإسلام الملك المنصور حسام الدين ونائبه منكوتمر.
وهو معتمد عليه في جل الأمور.
فشرع يمسك كبار الأمراء ويبقي

(3/390)


آخرين.
وفي ربيع الآخر استوحش قبجق المنصوري نائب الشام وبكتمر السلحدار والبكي وغيرهم من فعائل منكوتمر وخافوا أن يبطش بهم وبلغهم دخول ملك التتار في الإسلام فأجمعوا على المشي إليه.
وكانوا مجردين بحمص فساروا منها على البرية ورد معظم العسكر فلم يلبث أن جاء الخبر بقتل السلطان ومنكوتمر على يد كرجي الأشرفي ومن قام معه هجم عليه كرجي في ستة أنفس وهو يلعب بعد العشاء بالشطرنج ما عنده إلا قاضي القضاة حسام الدين الحنفي والأمير عبد الله وبريد البدوي وأمامه المجير بن العسال.
قال حسام الدين: رفعت رأسي فإذا سبعة أسياف تنزل عليه.
ثم قبضوا على نائبه فذبحوه من الغد ونودي للملك الناصر وأحضروه من الكرك.
فاستناب في المملكة سلار.
ثم قتل كرجي وطغجي الأشرفيان ثم ركب الملك الناصر بخلعة الخليفة وتقليده وقدم الأفرم على نيابة دمشق في جمادى الأولى.
وفيها توفي ابن الحصيري نائب الحكم نظام الدين أحمد ابن العلامة جمال الدين محمود أحمد البخاري الأب الدمشقي الحنفي وله نحو من سبعين سنة.
والصوابي الخادم الأمير الكبير بدر الدين الحبشي.
من المقدمين بدمشق.
وله مائة فارس.
توفي فجأة بقرية الخيارة في جمادى الأولى.
وكان دينًا معمرًا موصوفًا بالشجاعة والعقل والرأي.
روى لنا عن ابن عبد الدائم.
والبيسري الأمير الكبير بقية الصالحية وعين البحرية بدر الدين بيسري الشمسي.
مات بالجب في ذي القعدة وقد شاخ.
والتقي البيع الصاحب الكبير أبو البقاء توبة بن علي بن مهاجر

(3/391)


التكريتي في جمادى الآخرة , ودفن بتربته بسفح قاسيون.
وكان ناهضًا كافيًا في فنه وافر الحشمة والغلمان.
عاش ثمانيًا وسبعين سنة.
وكان مولده بعرفة.
والعماد عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي النابلسي صاحب المدرسة بنابلس.
روى عن الموفق وابن راجح وموسى بن عبد القادر وجماعة وطال عمره وقصد بالزيارة وتفرد بأشياء.
توفي في ذي الحجة.
والشيخ علي الملقن بن محمد بن علي بن بقاء الصالحي المقرئ البغدادي العبد الصالح.
روى عن ابن الزبيدي وغيره.
وعاش ستًا وثمانين سنة.
توفي في رابع شوال.
وابن القواس مسند الوقت ناصر الدين أبو حفص عمر بن عبد المنعم ابن عمر الطائي الدمشقي في ثاني ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة.
سمع حضورًا من ابن الحرستاني وأبي يعلى بن أبي لقمة فكان آخر من روى عنهما.
وأجاز له الكندي وطائفة.
وخرجت له مشيخة.
وكان دينًا خيرًا متواضعًا محبًا للرواية.
وابن النحاس العلامة حجة العرب بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي عبد الله الحلبي شيخ العربية بالديار المصرية.
توفي في جمادى الأولى وله إحدى وسبعون سنة.
روى عن
وابن النقيب الإمام المفسر العلامة المفتي جمال الدين أبو عبد الله محمد

(3/392)


ابن سليمان بن حسن البلخي ثم المقدسي الحنفي مدرس العاشورية بالقاهرة.
ولد سنة إحدى عشرة وقدم مصر فسمع بها من يوسف بن المخيلي.
وصنف تفسيرًا كبيرًا إلى الغاية.
وكان إمامًا زاهدًا عابدًا مقصودًا بالزيارة متبركًا به أمارًا بالمعروف كبير القدر توفي في المحرم ببيت المقدس.
وصاحب حماة الملك المظفر تقي الدين محمود ابن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن المظفر محمود بن المنصور محمد بن عمر بن شاهنشاه الحموي آخر ملوك حماة.
مات في الحادي والعشرين من ذي القعدة.
والملك المنصور صاحب مصر والشام حسام الدين لاجين المنصوري السيفي قدم في أول سلطنة أستاذه نائبًا على قلعة دمشق.
فلما تملك سنقر الأشقر تلك الأيام اعتقله بالقلعة.
ثم ولي وجاءه تقليد نيابة دمشق في أثناء سنة تسع وسبعين واستمر إلى سنة تسعين فحمدت سيرته ثم عزل بالشجاعي وقبض عليه الملك الأشرف ثم أطلقه ثم قبض عليه وخنقه ثم رق له وتركه بآخر رمق ثم أنعم عليه.
وكان أحد من خرج عليه وقتله ثم اختفى أشهرًا فأجاره نائب الوقت كتبغا وعفا عنه السلطان وأعطي خبزًا وارتفع شأنه وعظم وقعه في النفوس وهابته الشجعان.
فلما تسلطن كتبغا استنابه فودعه سنتين وتوثب عليه فأخذ منه الملك ولم يؤذه.
وأقام في السلطنة سنتين وقتل.
وكان فيه دين وعدل في الجملة.
وهو أشقر أصهب تام القامة.
عاش نحو خمسين سنة.
وقتل معه نائبه منكوتمر.
وياقوت المستعصي الكاتب الأديب جمال الدين البغدادي.
أحجد من انتهت إليه رئاسة الخط المنسوب.

(3/393)


والملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الناصر صاحب الكرك ابن المعظم.
توفي بالقدس في ذي الحجة وله سبعون سنة.
سمع من ابن اللتي وروى عنه الدمياطي في معجمه.
سنة تسع وتسعين وست مائة
في أوائلها تيقن قصد التتار الشام.
فوصل السلطان الملك الناصر إلى دمشق في ثامن ربيع الأول وانجفل الناس من كل وجه وهج الناس على وجوههم وسار الجيش في سابع عشر الشهر وتضرع الخلق إلى الله والتقى الجمعان بوادي الخزندار بين حمص وسلمية يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من الشهر.
فاستظهر المسلمون وقتل من التتار نحو العشرة آلاف وثبت ملكهم غازان ثم حصل المخازن وولت الميمنة بعد العصر وقاتلت الخاصكية أشد قتال إلى الغروب.
وكان السلطان آخر من انصرف بحاشيته.
فسار نحو بعلبك وتفرق الجيش وقد ذهبت أمتعتهم ونهبت أموالهم ولكن قل من قتل منهم وجاءنا الخبر من الغد فخار الناس وأبلسوا وأخذوا يتسلون بإسلام التتار ويرجون اللطف.
فتجمع أكابر البلد وساروا إلى خدمة غازان.
فرأى لهم ذلك وفرح بهم وقال: نحن قد بعثنا الفرمان بالأمان قبل أن تأتوا.
ثم انتشرت جيوش التتار طولًا وعرضًا وذهب للناس من الأهل والمال والمواشي ما لا يحصى.
وحمى الله دمشق من النهب والسبي والقتل ولله الحمد لكن صودروا مصادرة عظيمة ونهب ما حول القلعة لأجل حصارها وثبت متوليها علم الدين أراجوش ثباتًا لا مزيد عليه ثم هابه التتار ودام الحصار أيامًا عديدة.
وأدمن الناس على الخوف وأخذ الدواب جميعها وشدة العذاب في المصادرة مع الغلاء والجوع وضروب الهم والفزع لكنهم بالنسبة إلى

(3/394)


ماتم بجبل الصالحية من السبي والقتل أحسن حالًا.
فقيل إن الذي وصل إلى ديوان غازان من البلد ثلاثة آلاف ألف وسبع مائة سوى ما أخذ في الترسيم والبرطيل ولشيخ الشيوخ.
وكان إذا ألزم التاجر بألف درهم لزمه عليها فوق المائتين ترسيمًا يأخذه التتار ثم أعان الله وترحل الملك في ثاني عشر جمادى الأولى غير مصحوب بالسلامة.
ثم ترحل بقية التتار بعد عشرة أيام.
ودخلت الجيوش القاهرة في غاية الضعف ففتحت بيوت المال وأنفق فيهم نفقة لم يسمع بمثلها.
ومدة انقطاع خطبة الناصر من خوف التتار مائة يوم.
وفيها توفي من شيوخ الحديث بدمشق والجبل أكثر من مائة نفس وقتل بالجبل ومات بردًا وجوعًا نحو أربعة آلاف منهم سبعون نسمة من ذرية الشيخ أبي عمرو.
وفيها توفي أحمد بن زيد الجمالي الصالحي.
فقير مبارك.
روى عن ابن الزبيدي وغيره.
وأحمد بن سليمان بن أحمد بن إسماعيل بن عطاف أبو العباس المقدسي ثم الحراني المقرئ.
روى عن القزويني وابن روزبة ووالده الفقيه أبي الربيع.
توفي في جمادى الآخرة وله أربع وثمانون سنة.
وأحمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو العباس اليونيني الصالحي الحنفي.
سمع البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي.
استشهد بالجبل في ربيع الآخر.
وأحمد بن علي بن البليبل البغدادي الحمصاني.
روى عن ابن اللتي.
وأحمد بن فرج بن أحمد الإشبيلي الإمام شهاب الدين أبو العباس الشافعي المحدث الحافظ.
تفقه على ابن عبد السلام وحدثنا عن ابن عبد الدائم

(3/395)


وطبقته.
وكان له حلقة اشتغال بجامع دمشق.
عاش خمسًا وسبعين سنة.
وكان ذا ورع وعبادة وصدق.
وأحمد بن محمد بن حمزة بن منصور أبو العباس الهمذاني الطبيب النجم الحنيبلي.
روى عن ابن الزبيدي ومات بدويرة حمد في رمضان.
وأحمد بن محمد بن محمد بن أبي الفتح أبو العباس ابن المجاهد الصالحي الحداد.
روى عن أبي القاسم بن صصري وابن الزبيدي وأجاز له الشيخ الموفق.
هلك بالجبل فيمن هلك رحمه الله.
وابن جعوان المفتي الزاهد شهاب الدين أحمد بن محمد بن عباس الدمشقي الشافعي أخو الحافظ شمس الدين.
كان عمدة في النقل.
روى عن ابن عبد الدائم.
وأحمد بن محسن بن ملي العلامة نجم الدين.
أحد أذكياء الرجال وفضلائهم في الفقه والأصول والطب والفلسفة والعربية والمناظرة.
روى عن البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وتوفي في جمادى الآخرة بجبل الظنيين وله اثنتان وثمانون سنة.
وأحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عساكر المسند الأجل شرف الدين أبو العباس الدمشقي.
ويقال أبو الفضل.
ولد سنة أربع عشرة وسمع القزويني وابن صصري وزين الأمناء وطائفة.
وأجاز له المؤيد الطوسي وأبو روح الهروي وآخرون.
وروى الكثير وتفرد بأشياء.
توفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى.

(3/396)


وإبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف بن راجح العماد الماسح ولد القاضي نجم الدين المقدسي الصالحي.
روى عن إساعيل بن مظفر وجماعة وبالإجازة عن عمر بن كرم.
توفي في أواخر السنة عن نيف وسبعين سنة.
وإبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو أبو إسحاق الفراء الصالحي.
سمع الموفق والبهاء والقزويني.
استشهد بالجبل وله سبع وثمانون سنة.
وإبراهيم بن عنبر المارديني الأسمر.
حدثنا عن ابن اللتي.
توفي في جمادى الأولى بعد الشدة والضرب.
وأيوب بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله الشيخ بهاء الدين أبو صابر الأسدي الحلبي الحنفي بن النحاس.
مدرس القليجية وشيخ الحديث بها.
روى لنا عن ابن روزبة ومكرم وابن الخازن والكاشغري وابن خليل.
توفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة.
وبلال المغيثي الطواشي الكبير الأمير أبو الخير الحبشي الصالحي.
روى عن عبد الوهاب بن رواج.
توفي بعد الهزيمة بالرمل وهو في عشر المائة.
وجاعان الأمير الكبير سيف الدين الذي ولي الشد بدمشق.
كان فيه خير ودين.
توفي بأرض البلقاء في أول الكهولة.
والمطروحي الأمير جمال الدين بن الحاجب من جلة أمراء دمشق ومشاهيرهم.
عمل للحجوبية مدة وعدم بعد الوقعة فيقال أسر وبيع للفرنج.

(3/397)


وحسام الدين قا ضي القضاة الحسن بن أحمد بن أنو شروان الرازي ثم الرومي الحنبلي.
عدم
بعد الوقعة وتحدث أنه في الأسر بقبرص ولم يثبت ذلك.
فالله أعلم.
وكان هو والمطروحي من أبناء السبعين.
وابن هود الشيخ الزاهد بدر الدين حسن بن علي بن يوسف بن هود المرسي الصوفي الإتحادي الضال.
مات في السادس والعشرين من شعبان بدمشق وله وستون سنة.
وابن النشابي الوالي عماد الدين حسن بن علي.
وكان قد أعطي الطبل خاناه.
مات بالبقاع في شوال وحمل إلى تربته بقاسيون.
وابن الصيرفي شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري المحدث.
أحد من عني بالحديث وقرأ وكتب وولي مشيخة الفارقانية.
روى عن ابن رواج وابن قميرةوطائفة.
ومات في ذي الحجة.
وخديجة بنت المفتي محمد بن محمود بن المراتبي أم محمد روت لنا عن ابن الزبيدي وتوفيت في جمادى الأولى بالجبل.
وخديجة بنت يوسف بن غنيمة العالمة الفاضلة أمة العزيز.
روت الكثير عن ابن اللتي ومكرم وطائفة.
وقرأت غير مقدمة في النحو وجودت الخط على جماعة.
وتكلمت في الأعزية مدة وحجت.
توفيت عن نيف وسبعين سنة.
وزينب بنت عمر بن كندي أم محمد الحاجة البعلبكية الدار الدمشقية

(3/398)


المحتد.
لها أوقاف ومعروف.
روت بالإجازة عن المؤيد الطوسي وأبي روح وعدة.
توفيت في جمادى الآخرة عن نحو تسعين سنة.
والشيخ سعيد الكاساني الفرغاني شيخ خانقاه الطاحون وتلميذ الصدر القونوي.
كان أحد من يقول بالوحدة.
شرح تائية ابن الفاوض في مجلدتين.
ومات في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة.
وابن الشيرجي الصاحب فخر الدين سليمان بن العماد محمد بن أحمد بن محمد.
مات في رجب عن نيف وستين سنة.
سمع من ابن الصلاح ولم يحدث.
وكان ناظر الدواوين.
فأقره نواب التتار على النظر فمنع أراجوش الناس من تشييعه وطردوهم لذلك وما بقي غير ولده.
والدواداري الأمير الكبير علم الدين سنجر التركي الصالحي من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائه.
وله مشاركة جيدة في الفقه والحديث وفيه ديانة وكرم.
سمع الكثير من الزكي المنذري والرشيد العطار وطبقتهما.
وله معجم كبير وأوقاف بدمشق والقدس.
تحيز إلى حصن الأكراد فتوفي به في رجب عن بضع وسبعين سنة رحمه الله.
وصفية بنت عبد الرحمن بن عمرو الفراء المنادي أم محمد.
روت في الخامسة عن الشيخ والطيار الأمير الكبير سيف الدين المنصوري أدركته التتار بنواحي غزة.
فقاتل عن حريمه حتى قتل وحصل له خير بذلك.
فإنه كان مسرفًا على نفسه.

(3/399)


وعبد الدائم بن أحمد بن ربح المحجي القباني الصالحي.
روى لنا عن بن الزبيدي وغيره.
مات في تاسع جمادى الأولى بالجبل بعد شدائد.
والباجربقي المفتي المفتن جمال الدين عبد الله بن عمر بن عثمان الشيباني الدنيسري الشافعي.
اشتغل بالموصل وقدم دمشق فدرس واشتغل وحدث بجامع الأصول عن رجل عن مؤلفه وعاش نحو التسعين أوأكثر.
وكان حسن السمت كثير العبادة والإفادة.
توفي في خامس شوال.
وعبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف العدل الإمام عز الدين أبو محمد الدمشقي الشافعي.
روى عن ابن الزبيدي والإربلي وطائفة.
وكتب الخط المنسوب توفي في جمادى الآخرة عن أربع وسبعين سنة.
وابن الزكي القاضي عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة محي الدين يحيى بن محمد القرشي مدرس العزيزية.
وقد ولي نظر الجامع وغير ذلك ومات كهلًا.
وعبد الولي بن علي بن السماقي.
روى عن ابن اللتي.
توفي أيام التتار ودفن داخل السور.
وعبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي العلاف.
روى عن والمؤيد علي بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الرزاق بن خطيب عقربا.
عدل كاتب متميز.
روى عن ابن اللتي والناصح وطائفة.
توفي في رجب عن سبع وسبعين سنة.

(3/400)


وعلي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة أبو الحسن المقدسي.
قيم جامع الجبل.
اعتنى بالرواية قليلًا وكتب أجزاء وسمع من البهاء عبد الرحمن وابن صباح وببغداد من الكاشغري وطائفة.
وكان صالحًا كثير التلاوة.
عذبه التتار إلى أن مات شهيدًا وله اثنتان وثمانون سنة.
وعلي بن مطر المحجي ثم الصالحي البقال.
روى عن ابن الزبيدي وابن اللتي.
وقتل بالجبل في جمادى الأولى.
وابن العقيمي شيخ الأدباء جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة الرسعني الكاتب.
ولد سنة ست وست مائة برأس عين.
وأجاز له الكندي وسمع من القزويني وابن روزبة وطائفة وبرع في النظم والنثر.
توفي في شوال.
وإمام الدين قاضي القضاة أبو القاسم عمر بن عبد الرحمن القزويني الشافعي.
انجفل إلى مصر فتألم في الطريق وتوفي بالقاهرة بعد أسبوع في ربيع الآخر.
وكان تام الشكل سمينًا متواضعًا مجموع الفضائل لم يتكهل.
وعمر بن يحيى بن طرخان المعري ثم البعلبكي.
روى عن الإربلي وغيره.
وكان ضعيفًا في والمجد عيسى بن بركة بن والي الحوراني الصالحي المؤدب.
روى عن ابن اللتي وغيره.
هلك في جمادى الأولى.
ومحمد بن أحمد نوال الرصافي ثم الصالحي.
روى عن ابن الزبيدي.
وابن غانم الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن سلمان بن حمايل بن علي المقدسي الشافعي الموقع سبط الشيخ غانم المقدسي.
روى لنا عن شيخ

(3/401)


الشيوخ تاج الدين بن حمويه وكان مع تقدمه في الإنشاء فقيهًا مدرسًا.
ذكر لخطابة دمشق.
توفي في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة.
وابن الفخر المفتي المتفنن شمس الدين محمد بن الإمام فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي أحد الموصوفين بالذكاء المفرط وحسن المناظرة والتقدم في الفقه وأصوله والعربية والحديث وغير ذلك.
روى عن خطيب مردا وطبقته.
وعاش خمسًا وخمسين سنة.
توفي في تاسع رمضان.
درس بالمسمارية وحلقة الجامع.
ومحمد بن عبد الغني بن عبد الكافي الأنصاري ابن الحرستاني زين الدين الذهبي المعروف بالنحوي.
دين خير متودد.
روى عن ابن صباح وابن اللتي.
وتوفي في ذي القعدة عن خمس وسبعين سنة.
ومحمد بن عبد القوي العلامة شمس الدين المرداوي الصالحي الحنبلي.
درس وأفتى وصنف وبرع في العربية واللغة واشتغل مدة.
وكان من محاسن الشيوخ.
روى عن خطيب مردا وطبقته.
وعاش سبعين سنة أو أكثر.
توفي في ربيع الأول.
ومحمد بن عبد الكريم بن عبد القوي أبو السعود المنذري المصري.
روى عن ابن المقير وجماعة.
وتوفي في ربيع الأول عن خمس وستين سنة.
والفخر محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحباب التميمي المصري ناظر الخزانة.
روى عن علي بن الجمل وجماعة.
توفي في ربيع الأول عن خمس وسبعين سنة.

(3/402)


وابن الواسطي شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي الحنبلي.
سمع حضورًا من الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح وسمع من ابن البن وابن أبي لقمة وطائفة.
توفي بمارستان البلد في رجب بعد أن قاسى الشدائد.
وكان قليل العلم خيرًا ساكنًا.
والخطيب موفق الدين محمد بن محمد بن المفضل بن محمد البهراني القضاعي الحموي الشافعي ويعرف بابن حبيش خطيب حماة.
ثم خطيب دمشق ثم قاضي حماة.
روى لنا بالإجازة عن جده مدرك بن أحمد.
وكان شيخًا منورًا مديد القامة مهيبًا كثير الفضائل.
توفي بدمشق في أواخر جمادى الآخرة وله سبع وسيعون سنة.
ومحمد بن مكي بن أبي إلذكر القرشي الصقلي الرقام.
روى بمصر عن ابن صباح والإربلي ومحمد بن هاشم بن عبد القاهر بن عقيل العدل أبو عبد الله الهاشمي العباسي الدمشقي.
روى عن ابن الزبيدي وأبي المحاسن الفضل بن عقيل العباسي وبالإجازة المضمن ذكره فيها عن أبي روح الهروي.
شهد مدة وانقطع ببستانه ومات في رمضان عن ثلاث وتسعين سنة.
والموفق محمد بن يوسف بن إسماعيل المقدسي الحنبلي الشاهد.
عن ابن المقير ومات في شعبان عن خمس وسبعين سنة.
ومحمد بن يوسف بن خطاب التلي الصالحي.
حدثنا عن جعفر الهمذاني

(3/403)


ومات في جمادى الأولى بعد المحنة والشدة بالجبل.
ومريم بنت أحمد بنت حاتم البعلبكية.
حضرت البهاء وسمعت الإربلي وكانت صالحة خيرة.
ومنكبرس الأمير ركن الدين الجمالي العزيزي نائب غزة.
استشهد بعد أن قاتل وعاش نحو سبعين سنة روى عن السبط.
وكرت الأميرسيف الدين بن عبد الله نائب سلطنة طرابلس.
حمل مرات وقتل جماعة.
ثم قتل وكان ذا دين وخير وشجاعة.
وابن المقير أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن المقرئ.
روى عن إبراهيم بن الخير وسنجر علم الدين الجمالي العزيزي الأمير.
استشهد يومئذ.
وقد روي عن السبط.
وابن المقدم الأمير نوح بن عبد الملك ابن الأمير الكبير شمس الدين محمد بن المقدم.
لجده المواقف المشهورة.
وهو الذي استشهد بعرفة في زمن صلاح الدين وكان هذا من أمراء حماة.
استشهد يومئذ وله خمس وسبعون سنة.
وقد حدث عن ابن رواحة.
فهؤلاء الخمسة هم الذين عرفنا من كبار من قتل يوم المصاف.
وهدية بنت عبد الحميد بن محمد المقدسية الصالحية.
روت الصحيح عن ابن الزبيدي.
توفيت بالجبل في ربيع الآخر.

(3/404)


ووهبان بن علي بن محفوظ أبو الكرم الجزري المؤذن المعمر.
ولد بالجزيرة سنة أربع وست مائة وسمع بمصر من ابن باقا.
توفي في ربيع الأول.
وكان مؤذن السلطان مدة.
وابن الشقاري أمير الحاج عماد الدين يوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الدمشقي.
حدث بالصحيح مرات.
وروى عن الناصح والإربلي وجماعة.
وحج مرات.
توفي زمن التتار ووضع في تابوت فلما أمن الناس نقل إلى النيرب ودفن بقبته التي بالخانقاه وله نحو من تسعين سنة.
وابن خطيب بيت الآبار محيي الدين أبو بكر عبد الله بن عمر بن يوسف المقدسي.
روى عن ابن اللتي والإربلي.
ومات في شعبان.
وأبو محمد عبد الله المرجاني المغربي الواعظ المذكر.
أحد مشايخ الإسلام علمًا وعملًا.
توفي في هذه السنة وصلي عليه بالقاهرة صلاة الغائب في رمضان.
سنة سبع مائة
في صفر قويت الأراجيف بالتتار وأكريت المحارة إلى مصر بخمس مائة درهم وأبيعت الأمتعة بالثمن البخس.
وفي ربيع الآخر جاوز غازان بجيشه الفرات وقصد حلب والسلطان نازل على بد عرش.
وكثرت الأمطار وجبيت الأموال على الأملاك.
فأخذوا أجرة أربعة أشهر.
وساق بنحاص المنصوري إلى بدعرش فأخبر السلطان بقدوم العدو.
فرجع السلطان إلى مصر ولم يظهر لقدومه فائدة.
فتشوشت الخواطر

(3/405)


وجمع الخلق على وجوههم في الوحل والأمطار ثم ساق الشيخ تقي الدين في البريد إلى القاهرة وحرضهم على الجهاد واجتمع بأكابر الأمراء ثم نودي في دمشق: من قدر على الهرب فلينج بنفسه.
فانقلبت المدينة وانرص الخلق بالقلعة وأشرف الناس على خطة صعبة وأبيع اللحم بتسعة دراهم وبقي الخوف أيامًا.
ثم تناقص برجعة غازان لما ناله من المشاق والثلوج.
وفيها توفي العز أحمد بن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف ابن محمد بن قدامة أبو العباس المقدسي الصالح.
روى عن الشيخ الموفق وابن أبي لقمة وابن راجح وموسى بن عبد القادر وطائفة وخرج له مشيخة سمعها خلق.
وزاره نائب السلطنة توفي في ثالث المحرم وله ثمان وثمانون سنة.
والعماد أحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد أبو العباس المقدسي الصالحي الحنبلي.
شيخ صالح فاضل مشهور.
روى عن القزويني وابن الزبيدي وجماعة.
وروى الكثير.
توفي في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة.
والشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن سونح الصالح الفقير شيخ البكرية.
كان يتوب لأبي بكر رضي الله عنه وله أصحاب وفيه خير وسكون.
مات كهلًا.
وابن الفراء العدل المسند الكبير عز الدين أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو المرداوي الصالحي الحنبلي.
روى عن الموفق وابن راجح وابن البن وجماعة.
وروى الصحيح مرات وكان صالحًا متواضعًا متعبدًا قاسى الشدائد عام أول واحترقت أملاكه.
توفي في سادس جمادى الآخرة وله تسعون سنة.

(3/406)


وأيدمر الأمير الكبير عز الدين الظاهري الذي كان نائب دمشق في دولة مخدومه.
حبس مدة ثم أطلق فلبس عمامة مدورة وسكن بمدرسته عند الجسر الأبيض.
توفي في ربيع الأول ودفن بتربته.
وكان أبيض الرأس واللحية.
والطباخي الأمير الكبير سيف الدين بلبان المنصوري.
ولي إمرة حلب وإمرة طرابلس.
وكان من جلة الأمراء وكبارهم.
توفي في ربيع الأول بالساحل كهلًا وخلف جملة.
وابن عبدان المسند شمس الدين أبو القاسم الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر ين الحسين بن الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي الدمشقي الكاتب في جهات الظلم.
وكان عريًا من العلم لكنه تفرد بأشياء.
وحدث عن ابن البن والقزويني وأبي القاسم بن صصري وجماعة.
توفي في ذي الحجة عن أربع وثمانين سنة.
وزينب بنت قاضي القضاة محيي الدين يحيى بن محمد بن الزكي القرشي الدمشقي أم الخير روت عن علي بن حجاج البقلح وابن المقير وجماعة.
توفيت في شعبان عن بضع وسبعين سنة.
وعبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن العنيقة أبو محمد الحراني العطار.
روى عن ابن معالي العطار وابن يعيش وابن خليل.
ومات بطريق مصر عن ثلاث وثمانين سنة.
وعبد المنعم بن عبد اللطيف بن زين الأمناء أبي البركات بن عساكر أبو محمد الدمشقي.
روى عن ابن غسان وابن اللتي وطائفة.
توفي في رجب وله أربع

(3/407)


وسبعون سنة.

والفرضي الإمام شمس الدين أبو العلا محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء البخاري الكلاباذي الحنفي الصوفي الحافظ كان إمامًا في الفرائض مصنفًا فيها له حلقة أشغال.
وسمع الكثير بخراسان والعراق والشام ومصر وكتب بخطه الأنيق الكثير ووقف أجزاء.
وراح مع التتار من خوف الغد فنزل بماردين أشهرًا وأدركه أجله بها وله ست وخمسون سنة.
وكان صالحًا دينًا سنيًا.
حدثنا عن محمد بن أبي الدنية وغيره.
والغسولي أبو علي يوسف بن أحمد بن أبي بكر الصالحي الحجار روى عن موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
وهو آخر من روى في الدنيا عن موسى.
توفي في نصف جمادى الآخرة بالجبل.
خدم مدة في الحصون.
وقد حدث في حياة ابن عبد الدايم.
وكان فقيرًا متعففًا أميًا لا يكتب
قال شيخنا الذهبي رحمه الله تعالى: وقد انتهى ما أردت إيراده من كتاب الحوادث وأكابر الناس من العلماء والرواة والأعيان
فأسأل الله المنان بفضله على عباده أن يغفر
لي زلتي وأن يرحم غربتي ويلقني حجتي
يوم حاجتي آمين
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
تسليما كثيرا إلى
يوم الدين

(3/408)