المحن

ذِكْرُ قَتْلِ أُمِّ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الله بن جَمِيع قَالَ حَدثنِي جدي عَن أم ورقة بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ غَزَا بدر قَالَتْ لَهُ ائْذَنْ لِي أَخْرُجُ مَعَك أُدَاوِي جَرْحَاكُمْ وَأُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ يُهْدِي لِي شَهَادَة قَالَ إِن الله سيهدي لَكَ شَهَادَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا حَتَّى غَمَّتْهَا جَارِيَةٌ لَهَا وَغُلامٌ وَقد كَانَت ذبرتهما فقتلاها فِي إِمَارَة عمر فَقيل لَهُ إِن أم ورقة قَتلهَا غلامها وجاريتها وأنهما هربا وَأمر بطلبهما فأدركا فَأُتِيَ بِهِمَا فَصَلَبَهُمَا وَكَانَا أَوَّلَ

(1/253)


مَصْلُوبَيْنِ بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ عُمَرُ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ انْطَلِقُوا بِنَا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ

(1/254)


ذِكْرُ قَتْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَقَتْلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِهِ يَحْيَى

قَالَ الْوَاقِدِيُّ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَالَ وَبَلَغَنِي أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قُتِلَ بِالْجَوْزَجَانِ
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ الشَّاعِرُ
(اذْكُرُوا مَصْرَعَ الْحُسَيْنِ وَزَيْدًا ... وَقَتِيلا بِجَانِبِ الْمِهْرَاسِ)

(1/255)


قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِهْرَاسُ نَقْبٌ يَكُونُ فِي الْجَبَل والقتيل بِجَانِب الْجَبَل الْمِهْرَاسِ يُرِيدُ حَمْزَةَ
وَحَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي دُرَيْدُ بْنُ عِمَامَةَ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ لَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّى قُتِلَ مُحَمَّدٌ
قَالَ عِيسَى قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي ابْن أبي أَوْس قَالَ لَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ أَغْلَقَ مَالِكٌ بَابَهُ وَلَزِمَ مَنْزِلَهُ فَجَاءَهُ قَوْمٌ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ حُسَيْنٍ فَدَقُّوا عَلَيْهِ الْبَابَ فَاطَّلَعَ مِنْ كُوَّةٍ فَقَالَ لَهُمْ مَا تُرِيدُونَ قَالُوا إِنَّ صَاحِبَنَا قُتِلَ وَهُوَ شَهِيدٌ أَفَتَرَى أَنْ نَغْسِلَهُ وَنُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ شَهِيدٌ فَغُسِلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ فَرَدَّهُمْ وَأَجَافَ بَابَ الْكُوَّةِ قَالَ فَرَضُوا بِذَلِكَ
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ كُنْتُ أُكْثِرُ الضَّحِكَ فَمَا قَطَعَهُ إِلا قَتْلُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ

(1/256)


ذكر من قَتله الْأزَارِقَة والخوارج

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُحْنُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُهْمَانَ أَنَّ وَالِدَهُ جُهْمَانَ قَتَلَهُ الأَزَارِقَةُ وَأَنَّ أَبَا أُمَامَةَ سَأَلَهُ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُهْمَانَ قَالَ مَا فَعَلَ وَالِدُكَ قَالَ قَتَلَهُ الأَزَارِقَةُ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يتحدث عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ خَرَجَ خَوَارِجُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ يَعْنِي أَبَا الأَحْوَصِ

(1/257)