المحن
ذِكْرُ مَا امْتُحِنَ بِهِ أَبُو عُبَيْدَة
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنَ الْحَجَّاجِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي ابْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو غَيْلانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَصْرِيُّ قَالَ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْعَوَّامِ
بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَبِيكَ حَيْثُ
يَقُولُ {إِنَّ هَذَا أخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة} أَنَحْنُ لَا
نَعْلَمُ أَنَّ النِّعَاجَ إِنَاثٌ حَتَّى يَقُولَ لَنَا أَبُوكَ قَالَ
فَقَالَ لَهُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ
أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ
كَامِلَةٌ} قَالَ فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ ثَلاثَةً وَسَبْعَةً عَشَرَةٌ
قَالَ خَلِّيَا عَنْهُ
قَالَ وَحَدَّثَنِي فُرَاتٌ أَيْضًا قَالَ أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ
أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ إِنِّي أَعُوذُ بِمَا عاذت
بِهِ مَرْيَم فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج مَا عاذت بِهِ مَرْيَم قَالَ
قَالَتْ {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كنت تقيا} فَقَالَ
أَو تؤمن بِمَا فِي صُحُفِ أَبِيكَ قَالَ أُؤْمِنُ بِمَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فِي كِتَابِهِ قَالَ فَأَعَادَهَا
(1/411)
الْحَجَّاجُ وَأَعَادَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ
ثَلاثًا قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَهَا ضَرَبْتُ عُنُقَكَ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو
الزِّنْبَاعِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن إِدْرِيس قَالَ سَمِعت هرون بن عنتر عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُنْتُ
أَرْجُو الشَّهَادَةَ بَعْدَ قَوْلِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ لِي
أَرَأَيْتَ الَّذِي كَانَ يَرْجُزُ رَجْزَ الأَعْرَابِ قَالَ ثُمَّ
يَبْكِي أَبُو عُبَيْدَةَ
قَالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ وَكَانَ الْحَجَّاجُ يَقْتُلُ مَنْ
قَرَأَ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانُوا يَكْتَتِمُونَ بِهَا
وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ مُخْتَفِيًّا مِنْهُ وَكَانَ
يَقْرَأُ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ
(1/412)
ذِكْرُ مَا امْتُحِنَ بِهِ عِرَاكُ بْنُ
مَالِكٍ وَأَبُو قَبِيلٍ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن إِسْحَاق قَالَ أخبرنَا
زِيَادُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ضِمَامٌ وَحَدَّثَنِي أَيْضًا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
وَبَعْضُهُمَا يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ
كُنْتُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الْحَرَسِ فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ
إِذَا رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَسْأَلُ عَنْ عِرَاكٍ
حَتَّى دُلَّ عَلَيْهِ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ لَطَمَهُ حَتَّى وَقَعَ
وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا ثُمَّ أَخذ بِرجلِهِ فَانْطَلق بِهِ حَتَّى
حمله فِي مَرْكَبٍ إِلَى دَهْلَكَ فَنُفِيَ إِلَيْهَا وَكَانَ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ نَفَى الأَحْوَصَ الشَّاعِرَ إِلَى دهلك
فَأخْرجهُ يزِيد بن عبد الْملك مِنْهَا فَكَانَ أَهْلُ دَهْلَكَ
يَقُولُونَ جَزَى اللَّهُ عَنَّا يَزِيدَ خَيْرًا كَانَ عُمَرُ قَدْ
نَفَى إِلَيْنَا رَجُلا عَلَّمَ أَوْلادَنَا الْبَاطِلَ وَإِنَّ
يَزِيدَ أَخْرَجَ إِلَيْنَا رَجُلا عَلَّمَنَا اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ
الْخَيْرَ
وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ
بِشْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ضِمَامٌ
(1/413)
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ قَالَ بَعَثَ إِلَيَّ
حَنْظَلَةُ فَقَالَ لِي أَيُّهَا الشَّيْخُ لَوْ كَانَ فِيكَ للسوط
موضعا لَضَرَبْتُكَ فَقُلْتُ لَهُ وَلِمَ قَالَ صِرْتَ هَهُنَا أَنْت
الَّذِي تَقول الآخر فالآخر أشر قَالَ فَقُلْتُ لَيْسَ أَنَا الَّذِي
قُلْتُهُ سَمِعْتُ مسلمة بن مخلد الأَنْصَارِيَّ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى
أَعْوَادِكَ هَذِهِ وَقَدْ كَانَ فِي بَعْضِ الْبَحْرِ فَكَرِهَ
الْجُنْدُ ذَلِكَ فَقَالَ يَا أهل مصر مَا تَنْقِمُونَ مني فوَاللَّه
لقد زِدْتُ فِي عَدَدِكُمْ وَقَوَّيْتُكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ
اعْلَمُوا أَنَّنِي خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْتِي بَعْدِي وَالآخِرُ
فَالآخِرُ شَرّ
(1/414)
ذِكْرُ حَبْسِ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ
وَتَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ
بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
قَالَ قَالَتْ أُمُّ طَلْقِ بْنُ حَبِيبٍ لِطَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ حِينَ
أَخَذَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ فَأَلْقَاهُ فِي السِّجْنِ يَا
بُنَيَّ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ كَانُوا أَصْبَرَ مِنْكُمْ
قَالَ وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي إِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ
تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيَّ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ حُبِسَ فَقَالَ حُبِسْتُ فِي السِّجْنِ حِينَ
قَرَعَ رَأْسِي فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَعَلَّمَنِي دُعَاءً
فَذَكَرَهُ فَدَعَوْتُ بِهِ فَأُخْرِجْتُ من السجْن
(1/415)
ذكر ضرب خَالِد بن اللَّجْلَاج والْعَلَاء
بْنِ أَبِي الزُّبَيْرِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْيحصبِي
ضرب خَالِد بن اللَّجْلَاج والْعَلَاء بن أبي الزبير حِين ارتفت
أَصْوَاتُهُمَا فِي الْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ
(1/416)
|