المغرب في حلى المغرب

156 - عبد الْملك بن سعيد الْمرَادِي الخازن
أنْشد لَهُ الْحميدِي فِي الجذوة فِي وصف ناعورة ... ناهيك ناعورة تعالت ... على ضفافي مَعَ اقتداري
يحملهَا المَاء بانقياد ... وَتحمل المَاء باقتسار
تذكر طوراً حنين ناي ... وَتارَة من زئير ضاري ...

(1/232)


.. تسقى بساتين حاويات ... غرائب الرَّوْض وَالثِّمَار
طُلُوع عبد الْعَزِيز فِيهَا ... كَالشَّمْسِ فِي جنَّة الْقَرار ...

وَله فِي بعض من زَارَهُ فحجبه ... مَا حمدناك إِذْ وقفنا ببابك ... للَّذي كَانَ من طَوِيل حجابك
قد ذممنا الزَّمَان فِيك وَقُلْنَا ... أبعد الله كل دهر أَتَى بك ...

(1/233)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الأول
من كتابي الكورة القبرية وَهُوَ = كتاب الدرة
فِي حلى مَدِينَة قبرة
مَدِينَة نابهة هِيَ قَصَبَة الكورة فِيهَا تَرْجَمَة وَهِي
157 - عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن موهب التجيى القبري
فَقِيه مُحدث عاصر أَبَا عمر بن عبد الْبر وَهُوَ مُمكن ذكره ابْن بشكوال فِي كتاب الصِّلَة وَأنْشد لَهُ قَوْله ... يَا روضي ورياض النَّاس مُجْدِبَة ... وكوكبي وظلام اللَّيْل قد ركدا
إِن كَانَ صرف زماني عَنْك أبعدني ... فان شوقي وحزني عَنْك مَا بعدا ...

(1/234)


كتاب الذهبية الاصلية فِي حلى المملكة الاشبيلية

(1/235)


7
- كتاب الذهبية الاصلية فِي حلى المملكة الإشبيلية
يَنْقَسِم هَذَا الْكتاب إِلَى اثْنَي عشر كتابا هِيَ 1 كتاب الْحلَّة الذهبية فِي الكورة الإشبيلية 2 كتاب الحركات المجونية فِي حلى الكورة القرمونية 3 كتاب الدرة المخزونة فِي حلى كورة شذونة 4 كتاب فَجْأَة السرُور فِي حلى كورة مورور 5 كتاب نفخة الْورْد فِي حلى قلعة ورد 6 كتاب شِفَاء التعطش فِي حلى كورة أركش 7 كتاب الدروع المسنونة فِي حلى كورة أشونة 8 كتاب بغية الظريف فِي حلى جَزِيرَة طريف 9 كتاب الْحلَّة الْحَمْرَاء فِي حلى الجزيرة الخضراء 10 كتاب الزبدة فِي حلى كورة رندة 11 كتاب نخيل الْقبْلَة فِي حلى كورة لبلة 12 كتاب كتاب الْحلَّة المعجبة فِي حلى كورة أونبة

(1/237)


كتاب الْحلَّة الذهبية فِي الكورة الإشبيلية يَنْقَسِم هَذَا الْكتاب إِلَى تِسْعَة كتب هِيَ 1 كتاب النفحات الذكية فِي حلى حَضْرَة إشبيلية 2 كتاب النسرينه فِي حلى قَرْيَة مقرينه 3 كتاب ورق الْعَريش فِي حلى قَرْيَة منيش 4 كتاب وشي المحابر فِي حلى قلعة جَابر 5 كتاب العذار المطل فِي حلى جَزِيرَة قبطل 6 كتاب الحانة فِي مَدِينَة طريانة 7 كتاب الحبابة فِي حلى قَرْيَة الغابة 8 كتاب وشي الْمصر فِي حلى حصن الْقصر 9 كتاب النورة فِي حلى حصن لورة

(1/238)


كتاب النفحات الذكية فِي حلى حَضْرَة إشبيلية
المنصة التَّاج السلك
من كتاب الْيَاقُوت فِي حلى ذَوي الْبيُوت
158 - أَبُو حَفْص عمر بن الْحسن الْهَوْزَنِي
من الذَّخِيرَة أفْضى أَمر إشبيلية إِلَى عباد وَأَبُو حَفْص يَوْمئِذٍ ذَات نَفسهَا وَآيَة شمسها وناجذها الَّذِي عَنهُ تبتسم وواحدها الَّذِي بِيَدِهِ ينْقض ويبرم وَكَانَ بَينه وَبَين عباد قبل إفضاء الْأَمر إِلَيْهِ ومدار الرياسة عَلَيْهِ ائتلاف الفرقدين وتناصر الْيَدَيْنِ واتصال الْأذن بِالْعينِ وَلما ثبتَتْ قدم المعتضد بالرياسة وَدفع إِلَى التَّدْبِير والسياسة أوجس مِنْهُ ذعراً وضاق بمكانه من الحضرة صَدرا وَكَانَ ألمعياً وذكياً لوذعياً لَو أَخطَأ الحازم أَجله ونفعت الْمُحْتَال حيله فَاسْتَأْذن المعتضد فِي الرحلة سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة فصادف غرته وَكفى إِلَى حِين معرته وتهادى عجائب ذكره الشَّام وَالْعراق ثمَّ رَحل إِلَى مصر وَله هُنَاكَ صَوت بعيد ومقام مَحْمُود وَوصل إِلَى مَكَّة وروى فِي طَرِيقه كتاب التِّرْمِذِيّ فِي الحَدِيث وَعنهُ أَخذه أهل الْمغرب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس وَاسْتَأْذَنَ المعتضد سُكْنى مرسية رَأيا رَآهُ وبلداً اخْتَارَهُ وتوخاه فَلَمَّا غلب الرّوم على مَدِينَة بربشتر سنة سِتّ وَخمسين خَاطب المعتضد برسالة يحضه فِيهَا

(1/239)


على الْجِهَاد فَرَاجعه برسالة يُشِير عَلَيْهِ فِيهَا بِالرُّجُوعِ إِلَى بَلَده لَا بل استدرجه إِلَى ملحده فاستقر بإشبيلية سنة ثَمَان وَخمسين ولقيه المعتضد بِأَعْلَى الْمحل وفوض إِلَيْهِ من الكثر والقل وعول عَلَيْهِ فِي العقد والحل فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت لربيع الأول سنة سِتِّينَ أحضرهُ الْقصر وباشر قَتله بِيَدِهِ فَلم ينل عباد بعده سولا وَلها متع بدنياه إِلَّا قَلِيلا وَمن شعره فِي رِسَالَة كَانَ خَاطب بهَا المعتضد من مرسية ... أعباد جلّ الرزء وَالْقَوْم هجع ... على حَالَة مَا مثلهَا يتَوَقَّع
فلق كتابي من فراغك سَاعَة ... وان طَال فالموصوف للطول مَوضِع
إِذا لم أبث الدَّاء رب نجاحه ... أضعت وَأهل للملام المضيع ...

وَفِي الرسَالَة فالثمرة من سَاقهَا والجياد على اعراقها
159 - أَبُو الْحسن عبي بن أبي حَفْص عمر بن أبي الْقَاسِم ابْن أبي حَفْص الْهَوْزَنِي
جد ابيه هُوَ أَبُو حَفْص الْمَذْكُور وَأَبوهُ أَبُو الْقَاسِم هُوَ الَّذِي سعى فِي فَسَاد دولة بني عباد عِنْد أَمِير الملثمين ثأراً بِأَبِيهِ حَتَّى نَالَ غَرَضه وَأَخْبرنِي وَالِدي أَنه اجْتمع بِهِ وَكَانَ يكْتب عَن مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن وَأنْشد لَهُ

(1/240)


.. من لي بفاتكة اللحاظ إِذا رنت ... فَكَأَنَّمَا سيف براني قاضيب
هِيَ صيرت جسمي كرقة خصرها ... وجفت وَمَالِي من رِضَاهَا جَانب
وَإِذا شَكَوْت تَقول لي مَا تَسْتَحي ... تَشْكُو الغليل وَمَاء عَيْنك ساكب ...

160 - أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن عبد الغفور
ذكر صَاحب الذَّخِيرَة أَنه توفّي فِي عنفوان شبابه فَقَالَ فِيهِ الْمُعْتَمد بن عباد ... أَبَا قَاسم قد كنت دنيا صحبتهَا ... قَلِيلا كَذَا الدُّنْيَا قَلِيل متاعها ...

وَأحسن مَا أنْشد لَهُ قَوْله ... لَا تنكروا أننا فِي مهمه أبدا ... نحث فِي نفنف طوراً وَفِي هدف
فدهرنا سدف وَنحن أنجمه ... وَلَيْسَ يُنكر مجْرى النَّجْم فِي السدف
لَو أَسْفر الدَّهْر لي أقصرت عَن سَفَرِي ... وملت عَن كلفي بِهَذِهِ الكلف ...

161 - ابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد الغفور
ذكر ابْن بسام أَنه نَشأ بَين يَدي أَبِيه فِي دولة الْمُعْتَمد وَذكره الحجاري فَقَالَ قطع الله لِسَان الْفَتْح صَاحب القلائد فَإِنَّهُ شرع فِي ذمه بِمَا لَيْسَ هُوَ

(1/241)


من أَهله وَالله مَا أَبْصرت عَيْني شخصا احق بفضله مِنْهُ وانشد لَهُ فِي مطلع قصيدة ... هُوَ السعد حَتَّى يعبد الْحجر الصلد ... وتترك شمس الْأُفق وَالْقَمَر الْفَرد ...

وَذكر صَاحب الخريدة أَنه كَانَ بمراكش كَاتبا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقَالَ فِي وَصفه صَاحب القلائد قد كنت نَوَيْت أَلا أجري لَهُ ذكرا وَلَا أعمل فِيهِ فكراً لتهوره وَكَثْرَة تقعره وَقَالَ إِنَّه من شدَّة حقده يتنكد بالأفراح ويحسد حَتَّى على المَاء القراح وَأنْشد لَهُ جملَة أَبْيَات فِي يحيى بن سير كلهَا سَاقِطَة عَن طبقَة الْمُخْتَار وأشبه مَا أنْشد لَهُ قَوْله فِي مُعَارضَة قَول المتنبي ومداخلته ... سر حَيْثُ شِئْت تحله النوار ... أَرَادَ فِيك مرادك الْمِقْدَار
وَإِذا ارتحلت فشيعتك سَلامَة ... وغمامة بل دِيمَة مدرارا
تنفى الهجير بظلها وتنيم ... بالرش القتام وَكَيف شِئْت تدار
وَقضى الْإِلَه بِأَن تعود مظرفا ... وقضت بسيفك نحبها الْكفَّار ...

162 - ابْنه أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد
أثنى عَلَيْهِ صَاحب السمط وَذكر أَنه اعتبط شَابًّا وَأورد لَهُ رِسَالَة طَوِيلَة سَمَّاهَا بالساجعة والغربيب يَقُول فِيهَا وَمن القصائد مصائد

(1/242)


تهيض أَجْنِحَة الوفر وَمن الرسائل حبائل تعلق شوارد الْبيض والصفر وَمِنْهَا إِلَى أَن احتل بقْعَة استقاها من قليب النَّصْرَانِيَّة بأرشية الردينية واستخرجها من لَهَوَات الْكفْر بأيدي المهندة البتر
163 - أَبُو الحكم عَمْرو بن مذْحج بن حزم الاشبيلي
ذكر ابْن بسام أَن أَن أَبَا الْحسن البطليوسي فِيهِ يَقُول وَقد غلب بحسنه على لبه ... رأى صاحبى عمرا فكلف وَصفه ... وحملني من ذَاك مَا لَيْسَ فِي الطوق
فَقلت لَهُ عَمْرو كعمرو فَقَالَ لي ... صدقت وَلَكِن ذَاك شب عَن الطوق ...

وَمِمَّنْ تغزل فِيهِ ابْن عبدون قَالَ ابْن بسام فَلَمَّا هم ليله بنهاره ودب على سيف وجنته فرند عذاره رَاع الْمجد بحزم وكرم وسره بِسيف وقلم فبارى نُجُوم اللَّيْل وتقلب فِي صهوات الْخَيل وعَلى ذَلِك فَلم ينس مَكَارِم الْأَخْلَاق وَلَا خلا من قُلُوب العشاق وَأثْنى على سلفه وَأنْشد لَهُ فِي شعر يُرَاجع بِهِ ابْن عبدون ... لَئِن حازت الدُّنْيَا بك الْفضل آخرا ... فَفِي أخريات اللَّيْل ينبلج الْفجْر ...

وَقَوله ... وَلَا غرو إِن طافت برجلك وثأة ... لَهَا الْمجد خفاق الجناحين واجم
فقد ترجف الأفلاك فِي دورانها ... وتنقض أَعْلَام النُّجُوم العوائم ...

(1/243)


وَقَوله فِي أبي الْعَلَاء بن زهر ... يَا جالياً وَجه السَّعَادَة وَاضحا ... ومقلباً طرف النباهة طامحا
صير مجنك صفحتي قمر الدجى ... وَسنَان رَايَتك السماك الرامحا ...

وَبَينه وَبَين ابْن بسام مشاعرة
164 - أَخُوهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن مذْحج
ذكر الحجاري أَن أَخَاهُ أَبَا الحكم أظهر وأكبر وأشعر وَأنْشد لَهُ ... أَلسنا من الْقَوْم الَّذين سموا بِنَا ... إِلَى حَيْثُ لَا تسموا النُّجُوم وَلَا تسري
فكم جعلُوا عبساً يطول عبوسها ... وَكم صبحوا بكرا براغبة الْبكر ...

165 - ابْن عَمهمَا أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن يحيى بن حزم الْمذْحِجِي
جعله ابْن بسام أحلى النَّاس شعرًا لَا سِيمَا إِذا عتب وَمن أحسن مَا أنْشدهُ من شعره قَوْله ... وخيل الظلام أَمَام الصِّبَا ... ح والركض قد ضم أجوافها
وَقد فضَض الْفجْر أذيالها ... وَزَاد فَذهب أعرافها ...

(1/244)


وَقَوله ... أساكن قلبِي والجوار حفيظة ... لَعَلَّك تصغي تَارَة فَأَقُول
أُعِيذك من أَقْوَال قوم مريبة ... فكم قمر غطى عَلَيْهِ أفول
وَكم أملوا لَا بلغُوا فِيك خطة ... وحاشاك مِنْهَا والْحَدِيث يطول
ومستكشف لم يدر مَا بَين أضلعي ... تعرض لي واللوم فِيك ثقيل
فشدت لساني يعلم الله سكتة ... لَهَا فِي جناني زفرَة وعويل
وسد طَرِيق اللحظ دمع كَأَنَّمَا ... تشحط من جفني فِيهِ قَتِيل ...

وَقَوله ... مقَال يطير الْجَمْر من جنباته ... وَمن تَحْتَهُ قلب عَلَيْك يذوب ...

وَقَوله ... لما استمالك معشر لم أَرضهم ... وَالْقَوْل فِيك كَمَا علمت كثير
داريت دُونك مهجتي فتماسكت ... من بعد مَا كَادَت إِلَيْك تطير
فَاذْهَبْ فَغير جوانحي لَك منزل ... واذهب فَغير وفائك المشكور ...

وَقَوله ... بِأَيّ مقَال من لساني أرثيه ... وَأي دموع من جفوني أبكيه
وَقد جلّ رزني فِيهِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... جَمِيع رزايا النَّاس مَجْمُوعَة فِيهِ ...

(1/245)


166 - أَبُو الْحسن بن فندلة
وَصفه صَاحب السمط بِالْفَضْلِ والجود والارتياح وَمن أحسن مَا أنْشدهُ من شعره قَوْله ... ودارت حمياً الكأس بيني وَبَينه ... فدبت دبيباً لَيْسَ يُحسنهُ النَّمْل ...

وَقَوله ... انْظُر إِلَى الراح والكؤوس ... تبْعَث زهواً إِلَى النُّفُوس
وَقد علاها الْحباب نظماً ... سَمِعت بالجوهر النفيس
فَهُوَ كتاج على مليك أَو مثل سلك على عروس ...

167 - أَبُو بكر بن افْتِتَاح
قَالَ فِي وَصفه صَاحب السمط كرم أَوله وَآخره وَعظم بَاطِنه وَظَاهره وَهُوَ من مداح عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين وَأحسن مَا أنْشد لَهُ قَوْله ... منعُوا التَّحِيَّة عَن محب مدنف ... يَوْم الْوَدَاع فَأَبت أخيب آيب
مَا ضرّ يَوْم رحيلهم لَو ودعوا ... إِن الْوَدَاع دَلِيل رأى العاتب
يَا ربة الْبَيْت الْكَرِيم نجاره ... فِي ذرْوَة الشّرف الرفيع الْجَانِب
من لي برجع تَحِيَّة جنح الدجى ... إِنِّي أَرَاهَا كالشهاب الثاقب ...

وَمن نثره قَوْله كَيفَ يحس لَا زلت تحميني الْقَبِيح وتقتطع الْحَمد بِالثّمن الربيح أَن أهْدى الصفر لِلذَّهَبِ أَو أقاول من انتقى من

(1/246)


البلاغة طرائفها واستزاد فضل مَا يهب لَا جرم أَن نومي إِلَى كرم اعْتِقَاده حَملَنِي على حمل هَذِه الزُّيُوف إِلَى صيارفة انتقاده
168 - أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن المواعيني
اثنى صَاحب السمط على ذكائه وادبه اخلاقه وَأنْشد لَهُ فِي قصيدة يمدح بهَا الزبير بن عمر ... برقتْ ثغورهم وسالت أدمعي ... فَانْظُر إِلَى برق وَصوب عهاد ...

وَمِنْهَا ... طولوا وصولوا فَالْمُنَاسِب حمير ... أهل المفاخر والندى والنادي
للْقَوْم فِي كل الْبِلَاد رياسة ... تحكي بني الْعَبَّاس فِي بَغْدَاد
أضحت مجَالِسهمْ سروج جيادهم ... إِن السُّرُوج مجَالِس الأمجاد ...

وَقَوله من قصيدة يمدح بهَا زَيْنَب بنت عَليّ بن يُوسُف ... طابت الصَّهْبَاء فِي أَفْوَاههم ... حَيْثُ أبدوا من ثغور حببا ...
وَقَوله ... كَأَن أقاح الرَّوْض بَين شقيقه ... طفو حباب فِي قرارة رَاح ...

وَمن نثره أَطَالَ الله بَقَاء الْأَمِير محفوفاً بالرايات الخافقة مَوْصُوفا بالاراء المتوافقة ولازالت امصاره تنير ومضاؤه يبير يَا لَهُ أيده الله من مضاء لَا يبيت لَهُ جَار على وَجل وردى يستوهب من كماته كل اجل

(1/247)


169 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن مرَّتَيْنِ
أثنى عَلَيْهِ الحجاري وَذكر أَنه كَانَ ينادم ابْن افْتِتَاح وانشد لَهُ قَوْله ... كَيفَ لي بعدكم بِطيب الهجوع ... وجفوني مَمْلُوءَة بدموعي
كل شَيْء يئست مِنْهُ إِذا مَا ... بنتم غير عبرتي وولوعي
وَلكم قد شَكَوْت مِمَّا أُلَاقِي ... غير أَنِّي أَشْكُو لغير سميع ...

وَقَوله يُخَاطب ابْن افْتِتَاح ... صَحِبت مِنْك الْعلَا وَالْفضل والكرما ... وشيمة فِي الندى قد فاقت الشيما
مَوَدَّة فِي ثرى الْإِنْصَاف راسخة ... وسمكها فَوق أعنان السَّمَاء سما ...

170 - أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن أبي أُميَّة
قَالَ صَاحب الذَّخِيرَة فِي وَصفه الْوَزير أَبُو أَيُّوب فِي وقتنا بَحر الْأَدَب وساحله وسنام الْمجد وكاهله وَسنَان الْحسب وعامله وَرَافِع لِوَاء الْحَمد وحامله وَذكر أَن دولة الْمُعْتَمد بن عباد كَانَت دَائِرَة على أَبِيه وَمِمَّا أنْشدهُ من شعره قَوْله ... أمسك دارين حياك النسيم بِهِ ... أم عنبر الشحر أم هذي الْبَسَاتِين
بشاطئ النَّهر حَيْثُ النُّور مؤتنق ... والراح تعبق أم تِلْكَ الرياحين ...

(1/248)


171 - أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن حنون الإشبيلي
من بيُوت اشبيلية وأغنيائها آل أمره إِلَى أَن اتهمَ بِالْقيامِ على السُّلْطَان ففر على وَجهه ثمَّ عفى عَنهُ فِي مُدَّة الْمَنْصُور بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن وَهُوَ مِمَّن ذكر صَفْوَان فِي كتاب زَاد الْمُسَافِر وعنوان طبقته قَوْله فِي أشتر ... يَا طلعة أبدت قبائح جمة ... فَالْكل مِنْهَا إِن نظرت قَبِيح
أبعينك الشتراء عين ثرة ... مِنْهَا ترقرق دمعها المسفوح
شترت فَقُلْنَا زورق فِي لجة ... مَالَتْ بِإِحْدَى شقتيه الرّيح
وكأنما إنسانها ملاحها ... قد خَافَ من غرق فظل يميح ...

وَقَوله ... وبيضاء تحسبها درة ... تذوب إِذا ذكرت أَو تكَاد
تنمنم بالمسك كافورتي ... محياً حوى الْحسن طراً وَزَاد
فَقلت وَقد كَانَ مَا كَانَ من ... تخَلّل خيلانها بالفواد
أكل وصالك ذَاك الْبيَاض ... وَبَعض صدودك ذَاك السوَاد
فَقَالَت أَبى كَاتب للملوك ... دَنَوْت إِلَيْهِ بِحكم الوداد
فخاف اطلاعي على سره ... فَلم يعد أَن رشني بالمداد ...

وَله موشحات مَشْهُورَة

(1/249)


وَمن = كتاب تلقيح الآراء فِي حلى الْحجاب والوزراء
172 - أَبُو الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَامر بن حبيب الملقب بحبيب
ذكر صَاحب الذَّخِيرَة أَن ابْن الْأَبَّار هُوَ الَّذِي أَقَامَ قناته وصقل مرآته وَلَو تخطاه صرف الدَّهْر وامتد بِهِ قَلِيلا طول الْعُمر لسد طَرِيق الصَّباح وغبر فِي وُجُوه الرّيح قَتله المعتضد بن عباد ابْن تسع وَعشْرين سنة وَله كتاب البديع فِي فصل الرّبيع وَأحسن مَا أنْشدهُ لَهُ قَوْله ... إِذا مَا أدرت كؤوس الْهوى ... فَفِي شربهَا لست بالمؤتلى
مدام تعْتق بالناظرين ... وَتلك تعْتق بالأرجل ...

173 - أَبُو الْحسن عَليّ بن غَالب بن حصن
أثنى عَلَيْهِ صَاحب الذَّخِيرَة وَنبهَ على قَوْله ... بكرت سحرة قبيل الذّهاب ... تنفض المَاء عَن جنَاح الْغُرَاب ...

(1/250)


وَأخْبر أَن ابْن زيدون لم يزل يسْعَى فِي حتفه بمكره حَتَّى فتك بِهِ المعتضد بن عباد وَأحسن مَا أنْشدهُ لَهُ قَوْله ... وَمَا هاجني إِلَّا ابْن وَرْقَاء هَاتِف ... على فنن بَين الجزيرة وَالنّهر
مفستق طوق لَا زوردى كلكل ... موشي الطلى احوى القوادم الظّهْر
أدَار على الْيَاقُوت أجفان لُؤْلُؤ ... وصاغ على الأجفان طوقاً من التبر
حَدِيد شبا المنقار داج كَأَنَّهُ ... شبا قلم من فضَّة مد فِي حبر
توسد من فرع الارك أريكة ... وَمَال على طي الْجنَاح مَعَ النَّحْر
وَلما رأى دمعي مراقاً أرابه ... بُكَائِي فاستولى على الْغُصْن النَّضر
وحث جناحيه وصفق طائراً ... وطار بقلبي حَيْثُ طَار وَلَا أَدْرِي ...

وَقَوله ... قُم يَا غُلَام فسقنيها واطراب ... واشرب عتبت عَلَيْك إِن لم تشرب
من قهوة صفراء ذَات أسرة ... فِي الكأس تأنلق ائتلاق الْكَوْكَب
خضبت بنان مديرها بشعاعها ... فعل العرارة فِي شفَاه الربرب ...

وَمن مجونياته قَوْله ... قُمْت نشوان وَقَامَت ... يتهاد وتثن
ونضت عَنْهَا قَمِيصًا ... ثمَّ لما ضاجعتني
قلبت بَطنا لظهر ... قلت لَا ظهرا لبطن
فانثنت فِي خجل قا ... ئلة عِنْد التثني
انا حَانُوت بوجهي ... ن فلط إِن شِئْت وازن ...

(1/251)


وَله ... كَأَنَّمَا فِي الكأس من صبها ... خيط من الضفة مفتول ...

وَقَوله ... اشرب على طيب نسيم السحر ... وَانْظُر إِلَى غرَّة ذَاك الْقَمَر
كَأَنَّهُ مَاء غَدِير صفا ... والمحق فِيهِ مثل ظلّ الزهر ...

وَذكر الحجاوي انه انشأ مَعَ المعتضد فاستوزره إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ طيش أَدَّاهُ إِلَى حتفه
174 - الْوَزير الْكَاتِب أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمعلم
من الذَّخِيرَة بديع ذَلِك الأوان وَأحد وزراء الْمُعْتَمد الْكتاب الْأَعْيَان فمما أوردهُ من نثره
سقى عَهْدك أيتها الدمنة الزهراء كل عهد وجاد على قطرك أيتها الرَّوْضَة الْغناء كل قطر وتناوحت عَلَيْك إِلَّا من ضلوعي جنوب وشمال وَلَا زَالَت تجر عَلَيْك للنعيم أذيال
وَمن النّظم قَوْله من قصيدة فِي الْمُعْتَمد وَقد رجعت لَهُ قرطبة وَقتل ابْن عكاشة قَاتل ابْنه الظافر ... صفا لَك الشّرْب كَانَت فِيهِ أقذاء ... وَعَاد برءاً على مَا أفسد الدَّاء ...

(1/252)


.. وَلم يَجْعَل بمقدور لَهُ أجل ... وللأمور مَوَاقِيت وآناء
فقد تباطأ وَحي الله آونة ... عَن النَّبِي وَغَابَتْ عَنهُ أنباء
فليهنك الصنع قد راقت عواقبه ... وشفعت مِنْهُ بالآلاء آلَاء ...

وَمن كتاب الْكتاب
175 - الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عمر الاشبيلي المقلب بالمهيرس
كَانَ بمراكش كَاتبا عَن ابْن الشَّهِيد مُدبر دولة يحي بن النَّاصِر أَخْبرنِي أَبُو يحيى بن جَامع الْوَزير أَنه قتل فِي إِحْدَى المعارك المراكشية وانه كتب يَوْمًا يستهدي مِنْهُ فَاخِتَة قد سَمعهَا عِنْده وَكَانَ فِي ذَلِك الْحِين يكنى بِأبي الْعَلَاء ... أَلا خُذْهَا إِلَيْك أَبَا الْعَلَاء ... حلى الامداح ترفل فِي الثَّنَاء
وهبهاقنية تهدى عروساً ... خضيب الْكَفّ قانية الرِّدَاء
لأجعلها مَحل جليس أنسى ... وأغنى بالهديل عَن الْغناء ...

(1/253)