المغرب في حلى المغرب
كتاب النفحة اليستانية فِي حلي المملكة
الجيانية
(2/47)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
موسطة الأندلس وَهُوَ كتاب النفحة البستانية فِي حلي المملكة الجيانية
مملكةٌ جليلةٌ بموسطة الأندلس مَعْرُوفَة بالمحارث والأخشاب وَهِي بَين
غرناطة وطليطلة ومرسية يَنْقَسِم كتابها إِلَى أحد عشر كتابا
كتاب الْغُصْن الريان فِي حلي حَضْرَة جيان
كتاب السراج فِي حلى قسطة دراج
كتاب وشي الْخياطَة فِي حلي مَدِينَة قيجاطة
كتاب الْفَوَائِد المسطورة فِي حلي معقل شقورة
كتاب الْبُسْتَان فِي حلي سمنتان
كتاب الآسة فِي حلي بياسة
(2/49)
كتاب الوجنة الموردة فِي حلي أبدة
كتاب الْغِبْطَة فِي حلي بسطة
كتاب الخيزرانة فِي حلي برشانة
كتاب الفرائد المفصلة فِي حلي تاجلة
كتاب المسرات المسلية فِي حلي قولية
(2/50)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الأول من الْكتب الَّتِي يشْتَمل
عَلَيْهَا كتاب المملكة الجيانية وَهُوَ كتاب الْغُصْن الريان فِي حلي
حَضْرَة جيان هِيَ عروس لَهَا منصة وتاج وسلك
المنصة
من كتاب الرَّازِيّ جمعت تناهى طيب الأَرْض وَكَثْرَة الثَّمر وغزر
السقيا واطراد الْعُيُون وَكَثْرَة الْحَرِير قَالَ ابْن سعيد مَدِينَة
جيان من أعظم مدن الأندلس فِي المنعة لَا ترام بِقِتَال وأكثرها خصباً
ورخصاً للحوم والحبوب وتعرف بجيان الْحَرِير لكثرته فِيهَا
التَّاج
كَانَت فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف تَارَة لبني عباد وَتارَة لصنهاجة
مُلُوك غرناطة واشتهر بهَا فِي صدر دولة عبد الْمُؤمن
(2/51)
364 - أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن همشك
3 وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي السطوة وَالْقَتْل وَكَانَ يردي أهل
الْجِنَايَات من حافة عَظِيمَة 3 وَقد حصلت الْآن فِي يَد النَّصَارَى
بعد حِصَار عَظِيم سلمهَا لَهُم ابْن الْأَحْمَر ملك غرناطة الْآن
السلك
الْكتاب
365 - أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن السُّعُود
كَاتب ابْن همشك الْمَذْكُور من نظمه قَوْله ... إلَيْكَ وإِلاَّ مَنْ
على الأَرْضِ يَفْضُلُ ... وَيُطْلَبُ مِنْهُ جاهه ويومل
لَكَ الخَبَرُ المَتْلُوُّ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... لأَنَّكَ فِي كُلِّ
الأُمُورِ مُكَمَّلُ
ولوْلاكَ مَا سَارَ اشتهاريَ فِي العُلاَ ... وَلَا كُنْتُ فِي
آفَاقِهَا أَتَوَقَّلُ ...
366 - أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن الْعم
كَانَ قد أَخذ نَفسه بالجندية وَالْأَدب وَكتب عَن ابْن همشك
الْمَذْكُور وَمن شعره الْمَذْكُور
(2/52)
.. سَلِي بِي إِذا مَا الخَيْلُ جَاَلتْ
فإِنَّنِي ... أَكُونُ لَهَا صَدْراً أمَامَ الطَّوَالِعِ
وَأَثْنِي عِنانِي ظَافِراً نَحْوَ بَلْدَةٍ ... إِليَّ بِهَا تُومِي
جَميعُ الأَصَابِعِ ...
ذَوُو الْبيُوت
367 - أَبُو سَاكن حَامِد بن سمجون
ذكر الحجاري أَنه من بَيت جليل كَانُوا بدور مجَالِس وليوث كتائب
وَصَحب أَبُو سَاكن الظافر بن ذى النُّون وَمن شعره قَوْله ... كلفني
الصَّبْرَ وأَنْتَ الَّذِي ... أَنْفَقْتَهُ حَتَّى أَطَعْتَ الجِمَاحْ
أَشْكُو وَلَا تَرْحَمْنِي دَائِماً ... كَمَا شَكَا البَحْرُ لِعَصْفِ
الرِّيَاحْ
وَتُظْهِرُ الخَجْلَةَ مَكْراً كَمَا ... تَخْجَلُ عِنْدَ القَطْع
بِيضُ الصِّفاحْ ...
367 - أَبُو الْحسن عَليّ بن السُّعُود
اجْتمع بِهِ وَالِدي بِحَضْرَة مراكش وَمن شعره قَوْله فِي مطلع قصيدة
يمدح بهَا مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن ... بِعَوْدَتِكَ الغَرَّاءِ
عَاوَدَنَا السَّعْدُ ... عَظُمَتْ فَلاَ قَبْلٌ سِوَاكَ وَلَا بَعْدُ
يَرُومُ أُناسٌ عَدَّ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ ... فَصَبْرُهُمُ يَفْنَى
ومَا فَنِيَ العَدُّ ...
وَقَوله ... انْظُرْ إِلَى البَدْرِ بَدَا ضَاحِكا ... فِي اوجه الأكوس
وَهِي العبوس ...
(2/53)
.. قَبَّلَهَا البَدْرُ غَرَاماً بِهَا ...
فَكُلُّ كأْسٍ بِحُلاهُ عَرُوسْ
يَا لَيْتَ شِعْرِي وَهُوَ أَدْرَى ... بِهَا ... ثغور غيد هَذِه أم
كئوس
فَلا تَسَلْ عَمَّا أَنَارَتْ بِمَا ... بَيْنَهُمَا مِنْ طَرَبٍ فِي
النُّفُوسْ ...
الْعلمَاء
369 - الْعَالم المتفنن أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن
ثَعْلَبَة الْخُشَنِي
عَالم جليل ذكره ابْن حَيَّان وَفِي كتاب المسهب كَانَ زاهداً لغوياً
نحوياً شَاعِرًا رَحل إِلَى الْمشرق وَلَقي أَبَا حَاتِم السجسْتانِي
وَجَاء إِلَى الأندلس بِعلم كثير وَمن مَشْهُور شعره قَوْله ... كَأَنْ
لَمْ يكُنْ بَيْنٌ وَلَمْ تَكُ فُرْقَةٌٌ ... إِذا كانَ مِنْ بَعْدِ
الْفِرَاق تلاقي
ولَمْ أَزُرِ الأَعْرَابَ فِي خَبْتِ أَرْضِهِمْ ... بِذَاتِ اللِّوَى
مِنْ رَامَةٍ وبُراقِ ...
(2/54)
370 - النَّحْوِيّ أَبُو بكر مُحَمَّد بن
مَسْعُود الْخُشَنِي
من سمط الجمان بَقِيَّة العظماء وَأحد الجلة الْعلمَاء أحد من تاهت
الجزيرة بأدواته وباهت بمعداته وألطف شعره قَوْله ... يَا نَائِبا قَدْ
نَأَى عنِّي بِمُصْطَبَري ... وَثَاوِياً فِي سَوَادِ القَلْبِ
والبَصَرِ
إِمَّا تَنَاسَيْتَ عَهْداً مِنْ أخي ثِقَة ... فاذكر عُهُودِي فَمَا
أُخْلِيكَ مِنْ ذِكَرِي
وارْدُدْ إِليَّ تَحِيَّاتِي بأَحْسَنِها ... ترْدُدْ عَلَيَّ حَيَاتِي
آخِرَ العُمُرِ ...
371 - النَّحْوِيّ أَبُو ذَر مُصعب بن أبي بكر بن مَسْعُود
ذكر وَالِدي أَنه كَانَ من عُظَمَاء نحاة الأندلس اجْتمع بِهِ وَالِده
مُحَمَّد بن سعيد وَمن شعره قَوْله ... كَأَنَّمَا عِمْرَانُ إِذْ
حَكَّنِي ... قَدْ أُودِعَتْ كَفَّاهُ أَفْنَاكَا
فَقُلْتُ يَا جِسْمُ تَنَعَّمْ بِهِ ... فطالَمَا بالهَجْرِ أَفْنَاكَا
...
(2/55)
2 - 56
372 - الأديب أَبُو عمر أَحْمد بن فرج صَاحب كتاب الحدائق
ألفها للمستنصر المرواني وَرفع لَهُ أَن هجاه فسجنه وَمَات فِي سجنه
وَذكر الحجاري أَنه لم يكن فِي الْمِائَة الرَّابِعَة أَشد اعتناءً
مِنْهُ بتأليف شعر أهل الأندلس وَأحسن شعره قَوْله ... وَطَائِعَةِ
الوِصَالِ عَفَفْتُ عَنْهَا ... ومَا الشَّيْطَانُ فِيهَا بالمُطَاعِ
بَدَتْ فِي اللَّيْلِ سَافِرةً فَبَاتَتْ ... دياجي اللَّيْلِ
سَافِرَةَ القِنَاعِ
وَمَا مِنْ لَحْظَةٍ إلاَّ وفيهَا ... إِلَى فِتَنِ القُلُوبِ بِهَا
دَوُاعِ
فَمَلَّكَتْ النُّهَى حُجَّابَ شَوْقِي ... لأجْرِيَ فِي العَفَافِ على
طِبَاعِي
وَبِتُّ بِهَا مَبيتَ السَّقْبِ يَظْمَا ... فَيَمْنَعُهُ الكِعَامُ
مِنَ الرِّضَاعِ
كَذَاكَ الرَّوْضُ مَا فيهِ لمِثْلِي ... سِوَى نَظَرٍ وشَمٍّ مِنْ
مَتَاعِ
وَلَسْتُ مِنَ السَّوَائِمِ مُهْمَلاَتٍ ... فأَتَّخِذَ الرِّيّاضَ
مِنْ المَرَاعِي ...
(2/56)
373 - أَخُوهُ أَبُو عُثْمَان سعيد
ذكره الْحميدِي فِي الجذوة وَوَصفه بالأدب وَأنْشد لَهُ قَوْله ...
الرَّوْضُ زَاهٍ فَقِفْ عَلَيْهِ ... وَاصْرِفْ عَنَانَ الهَوَى
إلَيْهِ
أمَا تَرَى نَرْجِساً نَضِيراً ... يُومِي إلَيْنَا بمُقْلَتَيْهِ
نَشْرُ حَبِيبِي حَكَى شَذَاهُ ... وَصُفْرَتِي فَوْقَ وَجْنَتَيْهِ
فَهُوَ أنَا تَارَةً وَحُبِّي ... أُخْرَى وِفَاقَاً لِحَالَتَيْهِ ...
374 - أخوهما أَبُو مُحَمَّد عبد الله
مَذْكُور فِي كتاب الجذوة وَمن شعره قَوْله ... تَدَارَكْتُ مِنْ
خَطَئِي نَادِما ... أأرجوا سِوَى خَالِقِي رَاحِمَا
فَلاَ رُفِعَتْ ضَرْعَتِي إنْ رَفَعْتُ ... يَدَيَّ إلَى غَيْرِ
مَوْلاَهِمَا ...
375 - الأديب يحيى بن حكم الغزال
شَاعِر أديب حَكِيم أرْسلهُ عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط إِلَى صَاحب
الْقُسْطَنْطِينِيَّة رَسُولا وَحصل لَهُ أنسٌ مَعَ السُّلْطَان
وَزَوجته فَجَاءَتْهُ لَيْلَة بِخَمْر وَقَالَت لَهُ
(2/57)
اشرب هَذِه مَعَ ابْني هَذَا وَكَانَ
غُلَاما بديع الْجمال فَذكر أَن ذَلِك لَا يجوز فِي دينه ثمَّ نَدم
وَقَالَ ... وَأَغْيَدَ ليِّنِ الأَعْطَافِ رَخْصٍ ... كَحِيلِ
الطَّرْفِ ذِي عُنْقٍ طَوِيلِ
تَرَى مَاءَ الشَّبَابِ بِوَجْنَتَيْهِ ... يَلُوحُ كَرَوْنَقِ
السَّيْفِ الصَّقيلِ
يَحِنُّ إليَّ مُطَرِّفاً لشَكْلِي ... ويُكْثِرُ لِيَ الزِّيَارَةَ
بالأَصِيلِ
أتَى يَوْمَاً إلَيَّ بِزِقِّ خَمْرٍ ... شَمُولِ الرِّيحِ كالمِسْكِ
الفَتِيلِ
لِيَشْرَبَهَا مَعِي وَيَبيتَ عِنْدِي ... فَيَثْبُتَ بَيْنَنَا وُدُّ
الخَلِيلِ
فَقُلْتُ حَمَاقَةً مِنِّي ونُوْكاً ... فَدَيْتُكَ لَسْتُ مِنْ أهْلِ
الشَّمُولِ
فأيَّةُ غِرَّةٍ سُبْحَانَ رَبِّي ... لَوْ أنِّي كُنْتُ مِنْ أهْلِ
العُقُولِ ...
وَرجع من عِنْده بذخائر ملوكية
الشُّعَرَاء
376 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْكِنَانِي ديك تَيْس الْجِنّ
هومذكور فِي الجذوة والمسهب وَكَانَ يهاجي مُؤمن بن سعيد وَمن شعره
قَوْله ... قُمْ هَاتِهَا قَدْ حَان وَقت الإصطباح ... أَو مَا رَأيْتَ
الوُرْقَ تُنْذِرُ بالصَبَاحْ
قَدْ نِمْتَ خلى مَا كَفاك فَقُمْ بِنَا ... مَا العَيْشُ إلاَّ أنْ
تَقُومَ لِكَأسِ رَاحْ
والنَّوْمُ يَكْسُرُ أعْيُناً وحَوَاجِباً ... والكَفُّ تُرْعَشُ
والنُّفُوسُ لَهَا مراح ...
(2/58)
377 - أغلب بن شُعَيْب
من شعراء المسهب كَانَ فِي الْمِائَة الرَّابِعَة وَمن شعره قَوْله ...
يَا سَاكِني وادِي النَّقَا ... فَارَقْتُمُ فَمَتَى اللِّقَا
لَا صَبْرَ لِي مِنْ بَعْدِكُمْ ... بَلْ لَسْتُ أطْمَعُ فِي البَقَا
...
378 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن فرج
من شعراء الذَّخِيرَة وَصفه بالبديهة مر بِهِ غُلَام وسيم بِهِ يعَض
صفرَة فَقَالَ ... قَالوا بِهِ صَفْرَةٌ عَلَتْ مَحَاسِنَهُ ...
فَقُلْتُ مَا ذَاكُمُ عَابٌ بِهِ نَزَلا
عَيْنَاهُ تُطْلَبُ فِي أثآرِ مَنْ قَتَلَتْ ... فَلَيْسَ تَلْقَاهُ
إلاَّ خَائِفَاً وَجِلا ...
(2/59)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
المملكة الجيانية وَهُوَ كتاب السراج فِي حلي قسطلة دراج مَدِينَة من
أَعمال جيان تداول دراج وَبَنوهُ على رياستها وَمن هَذَا الْبَيْت
متنبي الأندلس
379 - أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد بن دراج
كَفاهُ من الافتخار أَن الثعالبي ذكره فِي كتاب الْيَتِيمَة وَقَالَ
هُوَ بالصقع الأندلسي كالمتنبي بصقع الشَّام وَهُوَ مَذْكُور فِي
الذَّخِيرَة والمتين والسهب
(2/60)
وكل أشاد بِذكرِهِ وَنبهَ على قدره وَكَانَ
قد جلّ عِنْد الْمَنْصُور بن ابْن أبي عَامر سُلْطَان الأندلس وَله
فِيهِ أمداح جليلة وعاش إِلَى الْفِتْنَة فِي الْمِائَة الْخَامِسَة
وتطارحت بِهِ النَّوَى فقاسى شدَّة فِي التغرب وَأكْثر من ذكره وَمن
فرائد نظمه قَوْله من قصيدة ... وَمِنْ شيمَةِ المَاءِ القَرَاحِ وَإنْ
صفا ... إِذا اضْطَرَمَتْ مِنْ تَحْتِهِ النَّارُ أنْ يَغْلِيَ ...
وَقَوله ... وَلَئِن جنيت عليلك تَرْحَةَ رَاحِلٍ ... فَأنَا الضَمِينُ
لَهَا بِفَرْحَةِ آيِبِ
هَلْ أبْصَرَتْ عَيْنَاكَ بَدْرَاً طَالِعَاً ... فِي الأُفْقِ إلاَّ
مِنْ هِلالٍ غَارِبِ ...
وَقَوله ... يَجُرُّ سُكْراً وسكر الدل عاطفة ... وقارة وانثناء الوشى
لاذغه
فَفَرَّعَ الخَصْرُ كَثْبَاناً تُبَاعِدُهُ ... وأنْبَتَ الصَّدْرُ
رُمَّاناً تُدَافِعُهُ ...
380 - ابْنه الْفضل
ذكر صَاحب الجذوة أَنه أديب شَاعِر حذا حَذْو أَبِيه وَكَانَ بعد
أَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعين ببلنسية وَمن شعره قَوْله فِي إقبال الدولة
بن مُجَاهِد صَاحب الجزر ودانية
(2/61)
.. وَإِذَا مَا خُطُوبُ دَهْرٍ أطَافَتْ
... وأنَافَتْ كَأنَّهَا الجِنَّ تَسْعَى
كَلأتْنَا مِنْ لَسْعِهِنَّ أيَادِي ... مِلْكٍ يَكْلأُ الأنَامَ
ويَرْعَى
مَلِكٌ إنْ دَعَاهُ لِلْنَصْرِ يَوْمًا ... مستضام كَفاهُ نصرا ومنعا
أوعراه السَّلِيبُ صِفْراً يَدَاهُ ... جَمَعَ الرِّزْقَ مِنْ يَدَيْهِ
وأوعى ...
(2/62)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
المملكة الجيانية وَهُوَ كتاب وشي الْخياطَة فِي حلي مَدِينَة قيجاطة
مَدِينَة نزهة فِي نِهَايَة من الْحسن وَالْخصب كَانَت الْوُلَاة
تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من جيان ودخلها النَّصَارَى بِالسَّيْفِ فأهلكوا
من فِيهَا وَمِنْهَا
381 - أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن أبي البركات الملقب بالقلطي
اجْتمع بِهِ وَالِدي وأنشده لنَفسِهِ فِي فيجاطه لما أخنى عَلَيْهَا
الْعَدو ... أَبْكَى جُفُونِي بِدَمٍ مَنْظَرٌ ... لَمْ يَكُ أَهْلاً
لِخِلافِ النَّعِيمْ ...
(2/63)
.. صَبَّحْتُهُ بَعْدَ الرَزَايَا فَمَا
... أَجَابَنِي فِي رَبْعِهِ مِنْ حَمِيمْ
فَظَلْتُ أَقْرُو مَوْضِعَاً مَوْضِعَاً ... بِمُقْلَةٍ عبري وخد لطيم
وَقلت يَا مربع أبن الَّذِي ... أَحْبَبْتُهُ فِيكَ وأَيْنَ النَّدِيمْ
فَقَالَ عِقْدٌ قَدْ غَدَا شَمْلُهُ ... كَمِثْلِ مَا يُنْثَرُ دُرٌّ
نظيم ...
(2/64)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع من الْكتب الَّتِي
يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة الجيانية وَهُوَ كتاب الْفَوَائِد
المسطورة فِي حلى معقل شقورة
الْبسَاط
قَالَ الحجاري هِيَ إِحْدَى معاقل الأندلس الَّتِي يتعب الْبَصَر فِي
استقصاء سمكها ويرتد حسيراً عَن آفَاق ملكهَا لَا يَأْخُذهَا قتال
وَلَا يُبَالِي من اعْتصمَ بهَا إِلَّا بالآجال وفيهَا يَقُول الْوَزير
ابْن عمار ... عَالٍ كَأَنَّ الجِنَّ إذْ مَرَدَتْ ... جَعَلَتْهُ
مِرْقاةً إِلى السُّحُبِ ...
الْعِصَابَة
382 - عتاد الدولة أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سهل
من المسهب بَطل أديب يُؤْخَذ من مَاله وأدبه ملكهَا فِي مُدَّة مُلُوك
الطوائف وَعِنْده حصل الْوَزير ابْن عمار أَسِيرًا وَمن شعره قَوْله
(2/65)
.. خُذ مَا أَتَاك من الزَّمَان الْمُدبر
... فالطل يُقْنِعُ كُلَّ مَنْ لَمْ يُمْطَرِ
كَمْ ذَا التَأَوُّهُ طُولَ دَهْرِكَ حَسْرَةً ... لمَّا تَعَدَّاكَ
الَّذِي لَمْ يُقْدَرِ
لَا تَطْمَحَنَّ لِمَا خُلِقْتَ لِدُونِهِ ... لِلبَدْرِ قَدْرٌ لَمْ
يَنَلْهُ المُشْتَرِي ...
السلك
الْكتاب
383 - ذُو الوزارتين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْخِصَال كَاتب
أَمِير الْمُسلمين
مَذْكُور بِأَجل ذكرٍ فِي الذَّخِيرَة والقلائد والمسهب والسقط إِلَّا
أَن صَاحب القلائد غض من أَصله وَقد تقدّمت رسَالَته السِّرَاجِيَّة
فِي صدر الْكتاب وَهِي أَعلَى نثره وَمن كَلِمَاته قَوْله لوْلا
الظَّلامُ مَا سَطَعَ السراج وَلَوْلَا الصَّبْر
(2/66)
مَا نفع الإفْرَاجُ أعْفِ صَدِيقَكَ مِنْ
رِيحِ العِتَابِ وَإنْ كَانَتْ نَسِيماً وأقْبِلْهُ مِنَ الرِّضَا
وَجْهاً وَسِيماً مَنْ أمَّلَكَ فَقَدْ حَمَّلَكَ وأَوْجَبَ عَلَيْكَ
احْتِمَالُ ماحملك حَقُّ الأدِيبِ عَلَى الأدِيبِ حَقُّ الوَابِلِ
عَلَى المَكَانِ الجَدِيبِ الأدِيبُ مَعَ الأدِيبِ زِنْدٌ يُصَافِحُ
زندا ورند يفارح رَنْداً الشَّوُقُ مَا اقْتَادَ العَصِيّ وَألْزَمَ
التِسْيَارَ للمَكَانِ القَصِيّ رُبَّ شَوْقٍ أبْدَعَ بِالمَطِيّ
وخَطَا عَلَى صُدُورِ الخَطِيّ لَا يُعْدَمُ مَالُ الكَرِيمِ غَارة من
الإفصال تُشَنُّ وَعَادَةً مِنَ الإحْسَانِ تُسَنُّ وَمن نظمه قَوْله
... وَلَيْلَةٍ عَنْبَرِيَّةِ الأُفُقِ ... رَوَيْتُ فِيهَا السُّرُورَ
مِنْ طُرُقِ
وَافَتْ بِنَا عَاطِلاً وَقَدْ لَبِسَتْ ... غِلالَةً فُصِّلَتْ مِنَ
الحَدَقِ
فَاجَا بِهَا الدَّهْرُ مِنْ بَنِيهِ دُجَىً ... بفِتْيَةٍ
كَالصَّبَاحِ فِي نَسَقِ
قَامَتْ لَنَا فِي المَقَامِ أَوجُهُهُمْ ... وَرَاحُهُمْ بالنُّجُومِ
والشَّفَقِ
وَاطَّلَعَ البَدْرُ مِنْ ذُرَا غُصْنٍ ... تَهْفُو عَلَيْهِ القُلُوبُ
كَالوَرَقِ
مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ بَدَا سَنَاهُ وَهَلْ ... ذَا البَدْرُ إِلاَّ
لِذَلِكَ الأُفُقِ
مَدَّ بِحَمْرَاءَ مِنْ مُدَامَتِهِ ... بَيْضَاءَ كَفٍّ مِسْكِيَّةَ
العَبَقِ
يَشْرَبُ فِي الرَّاحِ حِينَ يَشْرَبُهَا ... مَا غادرت مقلتاه من
رمعقي ...
(2/67)
384 - أَخُوهُ الْوَزير الْكَاتِب أَبُو
مَرْوَان عبد الْملك
أثنى عَلَيْهِ صَاحب السمط وَله الرسَالَة الْمَشْهُورَة عَن امير
الْمُسلمين على ابْن يُوسُف إِلَى جمَاعَة الملثمين الَّذين انهزمواعن
النَّصَارَى مِنْهَا
أما بعد يَا فرقة خبثت سرائرهاوانتكثت مرا ئرها وَطَائِفَة انتفخ سحرها
وغاض على حِين مدها بحرها فقد آن للنعم أَن تفارقكم وللأقدام أَن تطَأ
مفارقكم
الشُّعَرَاء
385 - حكم بن الخلوف الْمَشْهُور بالعجل
من المسهب من شعراء شقورة فِي الْمِائَة الْخَامِسَة كَانَ مُخْتَصًّا
بِخِدْمَة صَاحبهَا عتاد الدولة بن سهل مداحاً لَهُ إِلَى أَن حصل
الْوَزير ابْن عمار فِي أسره فَأكْثر الْعجل من زيارته واستراح مَعَه
فِي شَأْن عتاد الدولة فَأمر بِطَلَبِهِ ففر عَنهُ وَقَالَ فِي شَأْن
بيع عتاد الدولة ابْن عمار من ابْن عباد ... بِعْتَ ابْنَ عَمَّارٍ
بِمَالٍ وَهَلْ ... مِثْلُ ابْنِ عَمَّارٍ بِمَالٍ يُبَاعْ
عُمُرِي لَقَدْ تابَعْتَ فِيهِ الَّذِي ... قَدْ جَاءَهُ مِنْ قَبْلُ
أَهْلُ الطَّمَاعْ
فَوَطِّنِ النَّفْسَ عَلَى سنة ... ينبو إِذا تُذْكَرُ عَنْهَا
السَّمَاعْ ...
(2/68)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
الجيانية وَهُوَ كتاب الْبُسْتَان فِي حلي سمنتان
من المسهب جبل سمنتان لَهُ حصون وقرى من أَعمال جيان وَاسْتولى
عَلَيْهِ فِي إِمَارَة عبد الله بن مُحَمَّد المرواني عبيد الله بن
الشالية واستفحل أمره واشتهر ذكره ومدح وَقصد
386 - عبيديس بن مَحْمُود السمنتاني
من المسهب كَانَ انْقَطع إِلَى خدمَة ابْن الشالية الْمَذْكُور وَصَارَ
يكْتب عَنهُ وَجرى بَينهمَا تغير ففر إِلَى ابْن حفصون فشفع فِيهِ وَمن
أمداحه
(2/69)
فِيهِ قَوْله من قصيدة ... أيَا مَلِكاً
طَاعَتْ لَهُ الْإِنْس وَالْجِنّ ... وَقد مَالَ مِنْ تِيهٍ بأيَّامِهِ
الغُصْنُ
عَلاؤُكَ فَوْقَ النَّجْم أضحى مخيما ... وَأَنت على مَا نلْت من رَفعه
تَدْنُو ...
وَذكر ابْن حَيَّان مني المقتبس
(2/70)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب السَّادِس من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
الجيانية وَهُوَ كتاب المملكه الآسة فِي حلي مَدِينَة بياسة
طيبَة الأَرْض كَثِيرَة الزَّرْع وَالْأَشْجَار والزعفران الَّذِي يحمل
إِلَى الْآفَاق وَهِي على النَّهر الْأَعْظَم المفضي إِلَى أشبيلية
وَهِي الْآن فِي أَيدي النَّصَارَى
387 - أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن قادم
ذكره الحجاري وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى بَيته وَذكره أَنه يلقب بفلفل
أنْشد لَهُ قَوْله ... وَدَّعْتُ مَنْ أحْبَبْتُهُ وَتَرَكْتُهُ ...
وَاللهُ يَعْلَمُ مَا ألاقِي بَعَدَهُ
كُنْتُ أحمل صده فِي قربه ... ياليت شِعْرِي كَيْفَ أحْمِلُ بَعْدَهُ
يَا هَلْ تُرَاهُ مَنْ يَقَبِّلُ ثَغْرَهُ ... أوْ يَجْتَنِيهِ أوْ
يُعَانِقُ قَدَّهُ
أوْ مَنْ يُنَادِمُهُ بِخَمْرَةِ لَحْظِهِ ... وَيَرُودُ وَجْنَتَهُ
وَيَجْنِى وَرْدَهُ ...
(2/71)
وَقَوله ... وَكُلُّ زَمَانٍ لَهُ شَكْلُهُ
... فَخَلِّ قِفَا نَبْكِ للأَكْؤُسِ
وَعُدِّ عَنِ الشَّيْخِ وَاعْدِلْ إلَى ... مُخَاطَبَةِ الوَرْدِ
وَالنَّرْجِسِ ...
388 - أَبُو بكر حَازِم بن مُحَمَّد بن حَازِم
ذكر الحجاري أَنه ولي قَضَاء بياسه وَكَانَ ذَا أموالٍ عريضةٍ وَله
حسبٌ وارفٌ وشعرٌ لطيف مِنْهُ قَوْله ... شَابَ الظَّلامُ وَشَبَّ
الصُّبْحُ فاقتبل ... عَيْشًا جَدِيداً بَدَا فِي طَالِعِ الأمَلِ
أبْدَى لَكَ الرَّوْض موشيا وأغصنه ... سكرى وطائره الغريد فِي جذل
وللثريا انهزم مِنْ طَوَالِعِهِ ... كَأنَّهَا عَذْلٌ حَفَّتْ بِذِي
خَبَلِ ...
389 - النَّحْوِيّ أَبُو بكر مُحَمَّد بن أبي دوس البياسي
جعله الحجاري من حَسَنَات بياسة فِي عُلُوم الْعَرَبيَّة وَذكر انه
أولع بالننفل والتغرب وَأَنه أَقَامَ مُدَّة فِي خدمَة المعتصم بن
صمادح بالمرية وَأنْشد لَهُ قَوْله ... هِمَّتِي فَوق السماكين ...
ورجلي فِي الصَّعِيد
وكذالك السَّيْف فِي الغمد ... ويعلو كل جيد ...
(2/72)
390 - المؤرخ أَبُو الحجارج يُوسُف بن
مُحَمَّد البياسي
لَهُ تَارِيخ ذيل بِهِ على تَارِيخ ابْن حَيَّان إِلَى عصرنا وَهُوَ
الْآن عِنْد سُلْطَان إفريقية فِي خظوة وراتب شَهْري أَنْشدني لنَفسِهِ
فِي غُلَام جميل الصُّورَة كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ ... قَدْ سَلَوْنَا
عَنِ الَّذِي تَدْرِيهِ ... وَجَفَوْنَاهُ إذْ جَفَا بِالتِيهِ
وَتَرَكْنَاهُ صَاغِراً لأُنَاسٍ ... خَدَعُوهُ بِالزُّورِ
وَالتَمْوُيهِ
لُمِضِلٍ يَهْدِيهِ نَحْوَ مُضِلٍ ... وَسَفِيهٍ يَقُودُهُ لِسَفِيهِ
...
391 - أَبُو سعيد عُثْمَان بن عابدة
أَخْبرنِي وَالِدي أَن الْحَضْرَمِيّ لما توجه إِلَى أبدة وبياسة قبل
كائنة الْعقَاب سنة تسع وسِتمِائَة اجْتمع بِابْن عابدة هَذَا وَشَاهد
مِنْهُ ظرفا وأدباً ونادمه وَأكْثر صحبته قَالَ وَكتب لي مستدعياً
إِلَى رَاحَة ... ياأسخف النَّاس من عرب وَمن عجم ... سبقا لأَلأَمِ
مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
سَبْقاً إلَى كَأْسِ رَاحٍ لَا هُنِيتَ بِهَا ... وَنُغْبَةٍ هِيَ
لَذَّاتٌ لِكُلِّ فَمِ ...
(2/73)
.. وَعِنْدَنَا أَمْرَدٌ قَدْ جَاءَ
مُحْتَسِباً ... لِذَوي الآدَابِ وَالفَهَمِ
مُصَنَّفٌ بِعِذَارٍ كَالعِذَارِ لَهُ ... وَرُبَّمَا فِيهِ حَاجَاتٌ
لِذِي قَطَمِ ...
قَالَ فَكَانَ جوابي يَا سَيِّدي وصلت ورقتك الذميمة من عِنْد النَّفس
اللئيمة وَلَو كنت شَاعِرًا لأجبتك بِمثل قَوْلك وَأَنا فِي أثر خطي
فَلَا سلم الله على جميعكم وَلَا نظم إِلَّا على المخزيات شملكم
(2/74)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب السَّابِع من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
الجيانية وَهُوَ كتاب الوجنة الموردة فِي حلي مَدِينَة أبدة 3 ذكر
الرَّازِيّ أَنَّهَا من بُنيان عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط المرواني
الْكَائِن فِي الْمِائَة الثَّالَّةِ وَهِي مجاورة لبياسة لَكِنَّهَا
لَيست على النَّهر وَلها عين عَظِيمَة تَسْقِي الزَّعْفَرَان وَغَيره
وَهِي كَثِيرَة الخصب ولاتها تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من جيان وَأَخذهَا
النَّصَارَى فِي عصرنا وسلطنة ابْن هود
392 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الخشاب 3 ذكر الْحَضْرَمِيّ أَنه
اجْتمع بِهِ فِي أبدة ونال من إحسانه وَكَانَ عميدها وشيخها وَأخذ فِي
الْأسر وَكَانَ لَهُ اموال عَظِيمَة وَمن شعره لأحد بني عبد الْمُؤمن
... مَوْلايَ قَدْ أفْسَدَ مَا بَيْنَنَا ... إمَالَةُ السَّمْعِ
لِقَوْلِ الحَسُودْ
مَاذَا تُرَاهُ قَائِلاً بَعْدَمَا ... أَبْصَرَنِي بِالرَّغْمِ مِنْهُ
أَسُودْ ...
(2/75)
393 - أَبُو الْحسن عَليّ بن مَالك الأبدي
الْفَقِيه
مَذْكُور فِي السمط وَأنْشد لَهُ قَوْله من قصيدة فِي الْوَزير أبي
الْحسن ابْن الإِمَام ... أياب كَمَا وافي الْوِصَال على الهجر ...
وعقبي جَرَتْ بِالنَّفْعِ فِي عَقِبِ الصَّبْرِ
وبُشْرَى جَلَتْها للعيون مِلَّة ... فَكَانَت كَمَا انْشَقَّ
الظَّلامُ عَنِ الفَجْرِ
فَأَهْدَيْتُ قَلْبِي للبشير وزدته ... بَقِيَّة عُمُرِي
وَالضَّنَانَةُ بِالعُمُرِ
عَرَفْنَا بِعَرْفِ الرِّيحِ أنَّكَ خلفهَا ... وَقبل لِقَاءِ
الرَّوْضِ يُعْرَفُ بالنَّشْرِ
أَتَيْتَ عَلَى يَأْسٍ فزدت نفاسه ... كَمَا انْهَلَّ بَعْدَ المَحْلِ
مُنْسَكِبَ القَطْرِ
وَلُحْتَ فَلَمْ يطمح لغيرك نَاظر ... وَفِي البَدْرِ مَا يُغْنِي عَنِ
الأَنْجُمِ الزُّهْرِ ...
(2/76)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّامِن من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
المملكة الجيانية وَهُوَ كتاب الْغِبْطَة فِي حلي مَدِينَة بسطة
الْبسَاط 3 قَالَ الحجاري بسطة مِمَّا آتَاهُ الله فِي الْحسن بسطة
لَهَا خَارج يَأْخُذ بالأعين والأنفس وفيهَا يَقُول شعْبَان الْغَزِّي
وإليها ... سَقَى اللهُ صَوْبَ الغَيْثِ أَكْنَافَ بسطة ... فَفِيهَا
انْبِسَاطُ النَّفْسِ وَالعَيْنِ وَالقَلْبِ ...
الْعِصَابَة
394 - أَبُو مَرْوَان عبد الْملك بن ملْحَان
نبه أَبُو مُحَمَّد الحجاري على بَيت بني ملْحَان ببسطة وَأَن أَهلهَا
أكْرهُوا أَبَا مَرْوَان على الْإِمَارَة بهَا وَلم يكن قَائِما بأعبان
الْفِتْنَة لكَونه نَشأ
(2/77)
على حفظ فقهٍ وَرِوَايَة حديثٍ ومذاكرة فِي
أدبٍ وَقَول شعرٍ وَمن يَدَيْهِ أَخذهَا أَمِير الْمُسلمين يُوسُف بن
تاشفين وَمن شعره قَوْله ... يَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ يَنْسَانِي ...
مَنْ ذِكرُهُ عُمْري مِنْ شَانِي
أَجْهَدُ فِي وِدِّي لَهُ دَائِباً ... وَكُلُّ خِلٍّ عَنْهُ
يَنْهَانِي ...
السلك
395 - أَبُو عَامر أَحْمد بن دُرَيْد الْكَاتِب
مَذْكُور فِي السمط والمسهب وَبَينه وَبَين صَاحب السمط مراسلة وَأحسن
شعره قَوْله فِي رجل يلقب بالفار تَابَ عَن شرب الْخمر ... أَتَانِي
عَنِ الفَارِ الحقير بإنه ... تحرج عَن شرب الكئوس الدَوَائِرِ
فَقُلْتُ لَهُمْ سِرٌّ جَهِلْتُمْ مُرَادَهُ ... وَإنِّي لَعَلاَّمٌ
بِغَيْبِ السَّرَائِرِ
فَمَا عَابَ شُرْبَ الخَمْرِ إلاَّ لأنَّهَا ... تَلُوحُ بِأَعْلاهَا
عُيُونُ السَّنَانِرِ ...
396 - الْمُقْرِئ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن شَفِيع
البسطس
من المسهب أَنه عَالم بسطة وَكَانَ متصدراً بالمرية يقْرَأ عَلَيْهِ
الْقُرْآن وَمن شعره قَوْله ... لي نفس لَو انها ترد النَّار ... لمَّا
كَلَّفَتْ سِوَاهَا الشَّفَاعَةْ
قَنِعَتْ بِالعَفَافِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ... فَاسْتَرَاحَتْ مِنْ
دَهْرِهَا بِالقَنَاعَةْ ...
(2/78)
397 - الأفوه
الخراز البسطي
من المسهب أَنه كَانَ خرازاً ببسطة وتولع بالأدب وَصَارَ ينظم ومدح
الْأَعْيَان فاشتهر اسْمه وَمن نظمه قَوْله من قصيدة يمدح بهَا وَزِير
ابْن حبوس ملك غرناطة ... إلَيْكَ رَحَلْنَاهَا قَلائِصَ ضُمَّرَا ...
لِنَبْغِي بِهَا الْمجد الموثل والغنى
فأقسم لَا ينتاب ربعك قَاصد ... وَيرجع عَنْهُ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ
المُنَى
وَكَمْ رُمْتُ أَن أبغي سواكم وَإِنَّمَا ... ثناني لَكُمْ مَا سَارَ
عَنْكُمُ مِنَ الثَنَا ...
وَقَوله ... أيُّ قَلْبٍ إذَا رَحَلْتُمْ يُقِيمُ ... سِرْ فَإنِّي
خَلْفَ الرِّكَابِ أَهِيمُ
لَا نَعِيمٌ إلاَّ بِحَيْثُ حَلَلْتُمْ ... وَإذَا غِبْتُمُ فَلَيْسَ
نَعِيمُ
كَلِّمُونِي وَعَلِّلُونِي بِوَعْدٍ ... وَصِلُونِي فَإنَّ قَلْبِي
كَلِيمُ ...
398 - أَبُو الْحسن عَليّ بن شَفِيع البسطي
شَاعِر مَشْهُور من شعراء عصرنا وَقد توفّي اشْتهر من شعره قَوْله ...
شَرِيعَةُ الحُبِّ شَرْعَي وَالهَوَى دِينِي ... بِهِ أَدِينُ لِيَوْمِ
الحَشْرِ وَالدِّينِ
قُلُوبُ أَهْلِ الهَوَى فِي الْحبّ خافقة ... مثل العَصَافِيرِ فِي
أَيْدِي الشَّوَاهِينِ
أَوْ كَالعَبِيدِ تَعَدَّوْا مَا بِهِ أمروا ... أَو كَالجُنَاةِ
بِأَبْوَابِ السَّلاطِينِ
قَالُوا عَلِقْتَ صَغِيراً قُلْتُ وَيحكم ... مَا رَقَّتِ القُضْبُ
رَقَّتْ عَطْفَةُ اللِّيَنِ
وَالسَّهْمُ أَمْضَى من الخطى إِن لَهُ ... بَأْسا يُرَوِّعُ أَبْطَالَ
المَيَادِينِ ...
(2/79)
.. قَالُوا فَصف حَسَنَة إِن كنت تُحسنهُ
... فَقلت يمْلَأ أوراق الدَّوَاوِين
الْغُصْن قامته والبدر طلعته ... والنجم يَرْقُبُهُ عَنْ لَحْظِ ذِي
هَوْنِ ... 5 كَأنَّهُ كَانَ صنو الشَّمْس فاقتسما ... مَا أَبْرَزَ
الكَوْنُ مِنْ حَسْنٍ وَتَحْسِينِ
فَسَلَّمَتْ مِثْلَ حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ لَهُ ... شرعا وَقَالَتْ أخِي
وَالثُّلْثُ يَكْفِينِي ...
(2/80)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب التَّاسِع من الْكتب الَّتِي
يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة الجيانية وَهُوَ كتاب الخيزرانة فِي
حلي حصن برشانة من حصون بسطة على نهر المنصورة الْمَشْهُورَة بالْحسنِ
لما عَلَيْهِ من الضّيَاع والحصون والجنان
399 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَيَّاش
كتب عَن مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن ثمَّ عَن ابْنه النَّاصِر ثمَّ عَن
الْمُسْتَنْصر بن النَّاصِر وَقد تقدّمت لَهُ رِسَالَة فِي صدر الْكتاب
تدل على علوِّ طبقته فِي النثر
أَخْبرنِي وَالِدي أَنه كَانَ فِي أول حَاله يخْدم الرشيد أَبَا حَفْص
بن يُوسُف
(2/81)
ابْن عبد الْمُؤمن فَلَمَّا سخط على الرشيد
أَخُوهُ الْمَنْصُور وَضرب عُنُقه طلب أَصْحَابه فَكَانَ ابْن عَيَّاش
فِي جُمْلَتهمْ فاختفى مُدَّة وقاسى شدَّة وَقَالَ ... بِئْسَ
الحَيَاةِ لِخَائِفٍ مُتَرَقِّبِ ... لَمْ يُلْفِ فِي تَخْليصِهِ مِنْ
مَذْهَبِ
قدْ غُلِّقَتْ أبْوَابُ كُلِّ شَفَاعَةٍ ... فِي وَجْهِهِ جَوْراً
وَلمَّا يُذْنِبِ
مَا ذَنْب من وفى بِخِدْمَة من بِهِ ... عرف النَّعيمَ وَذَاقَ عَذْبَ
المَشْرَبِ
يَا شَمْسُ قَدْ أثَّرْتِ فِي بَدْرِ الدُّجَى ... وَخَسَفْتِهِ لَا
تَحْفِلِنَّ بكوكَبِ ...
فَوقف الْمَنْصُور على هَذِه الأبيات فَعمِلت فِيهِ وَعَفا عَنهُ
واستكتبه
قَالَ وَالِدي وأنشدني لنَفسِهِ ... قَالُوا حَبِيبُكَ أَقْلَحْ ...
فَقُلْتُ ذَلِكَ أَمْلَحْ
وَكَيْفَ يُنْكَرُ رَوْضٌ ... غَبَّ النَّدَى قَدْ تَفَتَّحْ ...
وَكَانَ وَالِدي يصفه بالمروة ويثني عَلَيْهِ
400 - الْكَاتِب أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أَحْمد البرشاني
ذكر وَالِدي أَنه من صُدُور الْكتاب كتب عَن أبي زيد بن بوجان ملك
تلمسان وَله من رِسَالَة يُخَاطب بهَا ابْن عَيَّاش الْمَذْكُور يَا
سَيِّدي وَلَا يُنَادي غير الْكِرَام وعمادي وَلَا يعْتَمد إِلَّا على
من يصرف صروف الْأَيَّام نِدَاء من يمت بالجوار الْقَدِيم ويشفع بِنسَب
الْأَدَب الَّذِي لَا يرعاه إِلَّا كريم مَعَ ولاءٍ لَو والى بِهِ
الصَّباح مَا غرب عَن ناظره وصفاءٍ لَو صافى بِهِ الدَّهْر مَا كدر من
خاطر
(2/82)
وَأحسن شعره قَوْله ... قُمْ هَاتِهَا
ذَهَبِيَّةً ... تَجْلُو دجى اللَّيْل البهيم
تجلي كَمَا تجلى الْعَرُوس ... وفوقها عقد نظيم
حلب الكروم وَمَا يخص ... بِشِرْبِهَا إلاَّ كَرِيمْ
مَا زِلْتُ فِيهَا بَاذِلاً ... نشبي الحَدِيث مَعَ القَدِيمْ
وَأعَدُّهَا ذُخْرَاً لِمَا ... ألْقَى مِنَ الأَلَمِ الْأَلِيم
عجبا لَهَا تشفي السقام ... وَلَوْنُهَا لَوْنُ السَّقِيمْ ...
(2/83)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الْعَاشِر من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب
مملكة جيان وَهُوَ كتاب الفرائد المفضلة فِي حلي حصن تاجلة من عمل بسطة
على وَادي المنصورة
الْكتاب
401 - أَبُو الْقَاسِم بن طفيل
سكن مالقة وَكَانَ يكْتب عَن ولاتها من مُلُوك بني عبد الْمُؤمن اجْتمع
بِهِ وَالِدي وَمِمَّا أنْشدهُ من شعره قَوْله فِي رثاء جَارِيَة ...
أَمْسَيْتُ أَنْدُبُ فِي الفِرَاشِ مَكَانَهَا ... وَكَأنَّهُ مَا
كَانَ مِنْهَا عَامِرَا
وَكَأنَّنِي لَمْ أَجْنِ مِنْهَا رَوْضَةً ... وَكَأنَّنِي لَمْ أَثْنِ
غُصْناً نَاضِرَا
وَكَأنَّنِي وَاللَّيْلُ أَرْخَى سِتْرَهُ ... لَمْ يُبْدِ لي مِنْهَا
هلالا زاهرا ...
(2/84)
402 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْعَالم
أبي بكر بن طفيل
من كَلَام وَالِدي فِيهِ من أَعْيَان كتاب الأوان ومشاركهم فِي
الْأَدَب وَالْبَيَان وَله تواليف مِنْهَا تأليفه مُعْجم بَلَده
الأندلس على منزع الحجاري وَكتب عَن عَادل بني عبد الْمُؤمن وَمن نثره
أَيهَا الْفَرِيق الدّين تمسكوا بالضلال وَلم يصغوا نَحْو موعظةٍ وَلَا
توقعوا فَجْأَة نكال تيقظوا لما آثرتموه وأصيخوا لما دعوتموه
فَكَأَنِّي بخيل الله تصبحكم وساء صباح الْمُنْذرين فتترككم فِي
دِيَاركُمْ جاثمين هُنَالك يخسر المبطلون ويتلهف المفرطون وَهَذَا طلٌّ
يتبعهُ وابلٌّ وحركة يعقبها زلازل وَمن شعره قَوْله ... وغدونا بِكُل
خبر وَلَكِنْ ... لَيْسَ فِي كَفِّنَا سِوَى التُّرَّهَاتِ
وَهُمُ ألْكَنُ الأنَامِ بِهَاكٍ ... وَهُمُ أفْصَحُ الأنَامِ بِهَاتِ
...
الْعلمَاء
403 - الطَّبِيب الفيلسوف أَبُو بكر مُحَمَّد بن طفيل
قَالَ وَالِدي لقِيت عُلَمَاء كَثِيرَة يفضلونه على فيلسوف الأندلس أبي
بكر ابْن باجة وناهيك مدحاً وتقديماً وَكَانَ يُوسُف بن عبد الْمُؤمن
يجالسه ويستفيد مِنْهُ وَلما مَاتَ يُوسُف اتهمَ بِأَنَّهُ سمه وَقد
خَافَ مِنْهُ فجرت عَلَيْهِ محنةٌ وخلد فِي منزله مسجوناً فِي تاجله
وَكَانَ لَهُ دارٌ لمن يجتاز بِهِ من الأضياف وَأَصْحَاب الآلام
وَأشهر شعره وَأحسنه قَوْله
(2/85)
.. أَلَسْت وَقد هام المشيخ وهوما ...
وأسرت إلَى وَادِي العَقِيقِ مِنَ الحِمَى
وَرَاحَتْ عَلَى نَجْدٍ فَرَاحَ مُنَجَّداً ... وَمَرَّتْ بِنُعْمَانٍ
فَأضْحَى مُنَعَّمَا
وَجَرت على ذيل المحصب ذيلها ... فَمَا زَالَ ذَاكَ التُّرْبُ نَهْباً
مُقَسَّمَا
تُقَسِّمُهُ أَيْدِي التُّجَارِ لَطِيمَةً ... وَيَحْمُلُهُ
الدَّارِيُّ أيَّانَ يَمَّمَا
وَلمَّا رَأَتْ أَنْ لَا ظَلامَ يُكِنُّها ... وَأَنَّ سُرَاهَا فِيهِ
لَنْ يِتَكَتَّمَا
أَزَاحَتْ غَمَامَ العَصْبِ عَنْ حروجهها ... فَأَلْقَت شعاعا يدهش
المتوسما
فَكَانَ تجليها حجاب جمَالهَا ... كشمس الضُّحَى يَعْشَى بِهَا
الطَّرْفُ كُلَّمَا ...
(2/86)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْحَادِي عشر من الْكتب الَّتِي
يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب مملكة جيان وَهُوَ كتاب المسرات المسلية فِي
حلي حصن قولية من عمل بسطة ينْسب لَهُ بَنو اليسع الْأَعْيَان
404 - الْأَمِير أَبُو الْحسن بن اليسع
قَالَ فِي وَصفه صَاحب القلائد عَامر أندية النشوة وطلاع ثنايا الصبوة
وَأنْشد لَهُ فِي مُخَاطبَة أبي بكر بن اللبانة الشَّاعِر وَكَانَا على
طَرِيقين فَلم يلتقيا ... تُشَرِّقُ آمَالِي وَسَعْيِ يُغَرِّبُ ...
وَتَطْلَعُ أَوْجَالِي وأنسي يغرب ...
(2/87)
.. سَرَيْتُ أبَا بَكْرٍ إِلَيْكَ
وَإنَّمَا ... أنَا الكَوْكَبُ الساري تخطاه كَوْكَب
فبالله إِلَّا مَا منحت تَحِيَّةً ... تَكُرُّ بِهَا السَّبْعُ
الدَّرَارِي وَتَذْهَبُ
وَبَعْدُ فَعِنْدِي كُلُّ ذُخْرٍ تَصُونُهُ ... خَلائِقُ لَا تَفْنَى
وَلا تَتَقَلَّبُ ...
ووفد على الْمُعْتَمد بن عباد فِي إشبيلية وولاه مملكة مرسية وَكتب
إِلَى أبي بكر بن القبطورنة ببطليوس فِي يَوْم نفيرٍ لِلْعَدو ...
عَطِشْتُ أبَا بَكْرٍ وَكَفُّكَ دِيمَةٌ ... وَذُبْتُ اشْتِياقاً
وَالمَزَارُ قَرِيبُ
فَخَفِّفْ وَلَوْ بَعْضَ الَّذِي أنَا وَاجِدٌ ... فَلَيْسَ بِحَقٍّ
أَنْ يُضَاعَ غَرِيبُ
وَأَهْدِ لنَا مِنْ تِلْكَ حَظاًّ نُرَى بِهِ ... نَشَاوَى وَبَعْدَ
الغَزْوِ سَوْفَ نَتُوبُ ...
فَوجه لَهُ مَا طلب وَكتب مَعَ ذَلِك ... أَبَا حَسَنٍ مِثْلِي
بِمِثْلِكَ عَالِمٌ 5 وَمِثْلُكَ بَعْدَ الغَزْوِ لَيْسَ يَتُوبُ ...
405 - أَبُو يحيى اليسع بن عِيسَى بن اليسع
هُوَ مُصَنف كتاب المعرب فِي آدب الْمغرب صنفه بِمصْر وطرزه بالدولة
الصلاحية الناصرية وَكَانَ بالأندلس يكْتب عَن الْمُسْتَنْصر بن هود
ونثره كزٌّ ثقيلٌ ونظمه مغسول لَيْسَ عَلَيْهِ طلاوة وَكَأَنَّهُ
أَرَادَ مُعَارضَة كتاب القلائد فنهق إِثْر صاهلٍ وَلم يَأْتِ فِي
جَمِيع مَا أوردهُ بطائل وَأول خطْبَة كِتَابه الْحَمد لله الَّذِي
أحَاط بِكُل شئ علما ووسع العصاة رَحْمَة وحلما
(2/88)
|