المغرب في حلى المغرب
كتاب اللمْعَة البرقية فِي حلي المملكة
الميورقية
(2/463)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب السَّادِس من الْكتب الَّتِي
يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب شَرق الأندلس وَهُوَ كتاب اللمْعَة البَرْقيَّة
فِي حُلى المملكة الميورقيَّة
هَذِه جُزُرٌ فِي الْبَحْر مُضَافَة إِلَى الأندلس وكتبها ثَلَاثَة
كتاب الغَبْقَه فِي حلى جَزِيرَة مَيُورْقَهْ كتاب النَّشْقَه فِي حلى
جَزِيرَة مَنُورْقه كتاب الأراكة المائسه فِي حلى جَزِيرَة يابسه
(2/465)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الأول من كتب الجُزُر وَهُوَ كتاب
الغَبْقَه فِي حلى جَزِيرَة مَيُورْقه
المنصَّة
طول هَذِه الجزيرة أَرْبَعُونَ ميلًا من أخصب بِلَاد الله وفيهَا بحيرة
دُوْرُها تِسْعَة أَمْيَال وفيهَا حصون وقاعدتها مَدِينَة مَيُورقه
بالجهة الْقبلية من الجزيرة وَتدْخلهَا ساقية جَارِيَة على الدَّوَام
ووادٍ شِتْويّ يشقّ الْمَدِينَة وَبهَا قلعة للْملك وفيهَا يَقُول ابْن
اللَّبانة ... بَلَدٌ أعارَتْهُ الحمامةُ طَوْقَهَا ... وكسَاهُ
حُلَّةَ ريشهِ الطاووسُ
وكأنما تِلْكَ الْمِيَاه مدامة ... وَكَأن قيعان الديار كئوس ...
التَّاج
أول من فتحهَا من أَيدي النَّصَارَى عبد الله بن مُوسَى بن نُصير
الَّذِي فتح أَبوهُ جَزِيرَة الأندلس وملكها فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف
مُجَاهِد العامريّ الَّذِي تقدّمت تَرْجَمته فِي مَدِينَة دَانية وَلما
مَاتَ غلب عَلَيْهَا مَوْلَاهُ المرتضى أغلب وَكَانَ واليَه عَلَيْهَا
ثمَّ مَاتَ فوليها
(2/466)
643 - مُبَسِّر نَاصِر الدولة
فدام بهَا ملكه وَأحسن التَّدْبِير وقصده الْفُضَلَاء مِنْهُم ابْن
اللَّبَّانة وَله فِيهِ أمداح كَثِيرَة وَلم يخلعه الملثَّمون مِنْهَا
وَلما مَاتَ صَارَت الجزيرة لَهُم وتوالى عَلَيْهَا وُلَاة الملثَّمين
إِلَى أَن قَامَت عَلَيْهِم الأندلس بإطْلال دولة عبد الْمُؤمن فركن
إِلَيْهَا عبد الله بن مُحَمَّد الْمَشْهُور بِابْن غانية الملثَّم
فاستقام بهَا ملكه ثمَّ ملكهَا بعده إِسْحَاق وَكَانَ ضابطاً للْملك
غازياً لِلنَّصَارَى وملكها بعده ابْنه عبد الله فصرف لَهُ بَنو عبد
الْمُؤمن وجوهمم فَدَخَلُوا عَلَيْهِ الجزيرة فِي مُدَّة مَنْصُور بني
عبد الْمُؤمن سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وكَبَا بِهِ فرسه فَقتل
وَصَارَت لبني عبد الْمُؤمن وتوالت عَلَيْهَا وَلَا تهم إِلَى أَن
أَخذهَا النَّصَارَى من أبي يحيى بن عمرَان التميللي وَكَانَ بَخِيلًا
غير حسن التَّدْبِير سامحه الله وَكَانَ ذَلِك بعد مَا ثارت الأندلس
على بني عبد الْمُؤمن فِي عَام خَمْسَة وَعشْرين وسِتمِائَة وَهِي
الْآن لِلنَّصَارَى جبَرها الله
السلك
644 - المحدِّث الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن فَتُوح
الحُمَيْديّ
من الْأَئِمَّة الْمَشْهُورين حجَّ وَسكن بَغْدَاد وصَنَّف فِيهَا جذوة
المقتبس فِي عُلَمَاء ا 4 لأندلس وفضلائها وَهُوَ مَذْكُور فِي صلَة
ابْن بشكوال وَأنْشد لَهُ قَوْله
(2/467)
.. لقاءُ الناسِ لَيْسَ يُفيد شَيْئا ...
سِوى الهَذَيانِ من قيل وقالِ
فأَقْلِلْ من لِقَاء النَّاس إِلَّا ... لأخْذ العلْم أَو إصْلَاح حالِ
645 - ابْن عبد الوليّ الميورقيّ
أَخْبرنِي من اجْتمع بِهِ فِي ميورقة أَنه كَانَ شَاعِرًا وشّاحاً
وأنشدني لَهُ
هَل أمانٌ من لحظك الفَتّانِ ... وقوام يميس كالخيزران
مهجتي مِنْك فِي جحيم وَلَكِن ... جفوني قد متعت فِي جنان
فَتَنَتْني لواحظٌ ساحراتٌ ... لست أخْشَى من فتْنَة السُّلْطَان
(2/468)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب االثاني من كتب الجزر وَهُوَ كتاب
النَّشْقه فِي حلى جَزِيرَة منورقة
بَينهَا وَبَين مَيُورقه فِي الْبَحْر خَمْسُونَ ميلًا وَهِي مستطيلة
قَليلَة الْعرض فِي وَسطهَا حصن مَانع لما أَخذ النَّصَارَى جَزِيرَة
ميورقة اقتطعها صَاحب أَعمالهَا
646 - أَبُو عُثْمَان سعيد بن حكم
وداراهم عَلَيْهَا فدامت بهَا رياسته إِلَى الْآن وَهُوَ مشكور
السِّيرَة أندى من الْغَمَام يحدِّث عَنهُ من جَازَ على جزيرته
بالعجائب أدام الله مدَّته وَلَا قطع نعْمَته وَمن شعره قَوْله
همتي فِي هَذِه الدُّنْيَا لَبِيب أصطفيه ... وَفَسَاد لست أبقيه
وخَيْرٌ أقْتِفِيهِ
أَعَانَهُ الله بكرمه
(2/469)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله
على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد
نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث من كتب الجزر كتاب
الأراكة المائسه فِي حلى جَزِيرَة يابسه
جَزِيرَة خصيبة بضد اسْمهَا أَخذهَا النَّصَارَى بعد أَخذ ميورقه
مِنْهَا
647 - أَبُو بكر الْعَطَّار اليابسيّ
من شعراء الذَّخِيرَة كَانَ فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف أحْسَنُ شِعرهِ
قَوْله
والجيش قد جعلتْ أبطالُه مَرَحاً ... تختال عَن خُيَلاء السُّبَّق
العُتُقِ
هيَ البحور وَلَكِن فِي كواثبها ... عِنْد الكريهة مَنجاةٌ من الْغَرق
(2/470)
|