المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

. ومن الحوادث أيضا فِي سنة ثمان من مولده صلى الله عليه وسلم [8] : موت كسرى أنوشروان، وولاية ابنه هرمز:
__________
[1] «شيئا» سقطت من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، والبداية والنهاية.
و «التفع في ثوبه» سقطت من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[4] في ت: «منه لا عظم ولا حافر» .
الخبر أخرجه ابن كثير من البداية والنهاية 2/ 213- 214 من طريق ابن أبي الدنيا.
[5] بياض في ت مكان: «فصل» .
[6] في الأصل: «ويحبسونها في البيت» .
[7] الخبر في البداية والنهاية 2/ 216.
[8] بياض في ت مكان: «ومن الحوادث أيضا فِي سنة ثمان من مولده صلى الله عليه وسلم» .

(2/288)


فإنه مات فِي سنة ثمان من مولد نبينا صلى الله عليه وسلم، وولي ابنه هرمز [1] فكان يحسن إِلَى الضعفاء [2] ، ويؤثر العدل، فكان إذا سافر نادى مناديه فِي الجند: أن تحاموا مواضع الحرث. فكانوا يضبطون دوابهم عَنِ الفساد فيها [3] ، حَتَّى إن ابنه أبرويز كان معه فِي سفر قعا مركوبه فوقع فِي حرث، فأفسد، فأمر هرمز أن يجدع أذنيه، ويبتر ذنبه، ويغرم ابنه ما أفسد الفرس. ففعلوا ذَلِكَ.
ومر بعض أصحابه بكرم فأخذ عناقيد حصرم، فاستغاث صاحب الكرم، فخاف عقوبة هرمز، فدفع إليه منطقة محلاة [ذهبا] ليسكت [عنه] [4] ، ورأى قبوله ذلك منة عَلَيْهِ.
وكان هرمز يميل عَلَى أهل الشرف والبيوتات، فقتل منهم ثلاثة عشر ألفا وستمائة رجل وقصّر بالأساورة، وأسقط كثيرا من العظماء [فتغيروا عَلَيْهِ] [5] وكان قد عزل يزن عَنِ اليمن، واستعمل مكانه المروزان، فخالفه أهل جبل يقال له الصانع، فامتنعوا من حمل الخراج إليه، فأقبل نحوهم، فإذا خيل لا يطمع فِي دخوله إلا من باب واحد، يمنع ذلك الباب رجل واحد يصعد جبل يحاذيه، وبين رأس الجبلين قريب إلا أنه لا يطمع فيه، فضرب فرسه فوثب المضيق [6] ، فإذا هو عَلَى رأس الحصن، فقالوا: هَذَا شيطان فقتل وسبى [7]