المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
. ذكر الحوادث فِي سنة أربعين من مولده
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم [2]
فيها: قتل كسرى أبرويز النعمان بْن المنذر:
فإنه غضب عَلَيْهِ فقتله قبل المبعث بتسعة أشهر.
وكان السبب: أنه كان عند ملوك الأعاجم صفة من النساء مكتوبة عندهم،
وكانوا يبعثون بتلك الصفة إِلَى الأرضين، غير أنهم لم يكونوا يتناولون
أرض العرب بشَيْء من ذلك، فبدا للملك أن يطلب النساء، فكتب بتلك الصفة
إِلَى الأرضين [3] فَقَالَ زيد بْن عدي لأبرويز [4] : عند عَبْدك
النعمان بْن المنذر بنات عمه وأهل بيته أكثر من عشرين امرأة عَلَى
هَذِهِ الصفة. قَالَ: فتكتب فيهن.
قَالَ: لا تفعل أيها الملك، فإن شر شَيْء فِي العرب أنهم يتكرمون فِي
أنفسهم عَنِ العجم، فأنا أكره أن يغيبهن.
فبعث به إليه، فَقَالَ: إن الملك قد احتاج إِلَى نساء لأهله وولده،
وأراد كرامتك. فَقَالَ: أما فِي عين السواد وفارس ما تبلغون به حاجتكم؟
ويعني بالعين: البقر [5] ، ثم كتب إِلَى كسرى: إن الّذي طلب الملك ليس
عندي، فسكت
__________
[1] في ت: «أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنِ ابْنِ
عباس» .
[2] بياض في ت مكان: «ولم يقع سنة تسع ما يكتب. ذكر الحوادث فِي سنة
أربعين من مولده صلى الله عليه وسلم» .
[3] «غير أنهم لم يكونوا ... إلى الأرضين» سقط من ت.
[4] في ت: «لكسرى» .
[5] «البقر» سقطت من ت.
(2/332)
كسرى عَلَى ذلك [1] شهرا، والنعمان يتوقع
ويستعد، حَتَّى أتاه كتاب كسرى أن أقبل فللملك إليك حاجة، فحمل سلاحه
وما قدر عَلَيْهِ [2] ، فلحق بجبل طيِّئ فأبت طيِّئ أن تمنعه،
وَقَالُوا: لا حاجة لنا بمعاداة كسرى ولم يقبله غير بني رواحة بْن عبس،
فنزل بطن ذي قار، ثم رأى أنه لا طاقة لَهُ بكسرى فرحل إليه، فلما بلغ
كسرى مجيئه قَالَ: اجعلوا عَلَى طريقة ألف [3] جارية عذراء فِي قمص
رقاق وغيبوا عنهن الناس إلا الخصيان، فأقبل ينظر إليهن حَتَّى وقف بين
يدي كسرى وبينهما ستر [رقيق] [4] فَقَالَ: إن الذي بلغك عني [5] باطل:
فَقَالَ كسرى، حسبي ما سمع به [6] الناس.
ثم أمر به فقيد وبعث إِلَى خانقين، فلم يزل فِي السجن حَتَّى وقع طاعون
فمات به [7] .
وقيل: بل رماه بين يدي الفيلة فداسته [حَتَّى هلك] [8] .
فَقَالَ الشاعر فيه:
لهفي عَلَى النعمان من هالك ... لم نستطع تعداد ما فيه
لم تبكه هند ولا أختها ... حرقة واستعجم ناعيه
بين فيول الهند يخبطنه ... مختبطا تدني نواحيه
[9] وَرَوَى عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحميد الدمشقي قَالَ [10] : كان
للنعمان بْن المنذر يومان [11] : يوم بؤس ويوم كرم، وكان لا يأخذ أحدا
يوم بؤسه إلا قتله، فأتي برجل يوم
__________
[1] «على ذلك» سقطت من ت.
[2] في ت: «ما قوي» .
[3] في ت: «ألفين» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «عين» سقط من ت.
[6] «به» سقط من ت.
[7] تاريخ الطبري 2/ 193- 212.
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] هذا البيت سقط من ت.
[10] في ت كتب في هذا الموضع الخبر الّذي سيأتي بعد هذا الخبر.
[11] «يومان» سقط من ت.
(2/333)
بؤسه، فَقَالَ له، أما علمت أن هَذَا يوم
بؤسي!؟ قَالَ: بلى. قَالَ [1] : فما حملك عَلَى ذلك وأنت تعلم أني
أقتلك؟ قَالَ: أيها الملك إن لي ابنة عم ميعادي وإياها اليوم، فعرضت
عَلَى نفسي أن [2] أتخلف مع الحياة، أو أخرج فأنال حاجتي وأقتل فاختارت
الخروج مع القتل. قال النعمان: فاذهبوا به فاضربوا عنقه. فَقَالَ
الرجل: أيها الملك دعني أذهب فأنال حاجتي وشأنك والقتل. قَالَ: ومن
يضمن لي أن ترجع إلي [3] .
فالتفت إِلَى كاتب النعمان فَقَالَ: هَذَا يضمنني. قَالَ: أتضمنه
قَالَ: نعم.
قَالَ: إن [لم] [4] يجيء قتلتك. قَالَ: نعم.
فضرب له النعمان أجلا وخلى سبيله، ثم إن الرجل أتى بعد ذلك فَقَالَ له
النعمان: ما حملك عَلَى المجيء وأنت تعلم أني أقتلك؟ قَالَ، خفت [5] أن
يقال ذهب الوفاء. فالتفت إِلَى كاتبه وَقَالَ له: ما حملك عَلَى أن
تضمن من لا تعرف وأنت تعلم أنه إن لم يعد قتلتك [6] . قَالَ: أيها
الملك، خفت [7] أن يقال ذهب الكرم. قَالَ النعمان:
وأنا أيضا أخاف [8] أن يقال: ذهب العفو، خلوا سبيله.
أَخْبَرَنَا سَعِيد بْن أحمد بْن الحسن البناء قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَاصِم بْنُ الْحَسَنَ قَالَ:
أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا الحسين بْن صفوان قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر القرشي [9] قَالَ: حدثني عَبْد الرَّحْمَن بْن
عبيد الله بْن قريب الأصمعي قَالَ: أَخْبَرَنَا عمي قَالَ: أَخْبَرَنَا
عامر بْن عَبْد الملك قَالَ:
خرج زياد حَتَّى أتى حرقة ابنة النعمان بْن المنذر، وقد لبست المسوح،
فَقَالَ:
حدثيني عَنْ أهلك، فقالت: أصبحنا وما فِي العرب أحد إلا يرجونا أو
يخافنا، وأمسينا وما في العرب أحدّ إلا يرحمنا.
__________
[1] «بلى. قال» سقط من ت.
[2] «أن» سقطت من ت.
[3] «إلى» سقطت من ت.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في ت: «قال: تخوفت» .
[6] في ت: «لم يجئ أقتلك» .
[7] في ت: «خشيت» .
[8] في ت: «وأنا أتخوف» .
[9] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «قال أبو بكر القرشي» .
(2/334)
قَالَ القرشي: وحدثني أحمد بْن الوليد
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ زيد قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن
حرملة، عَنْ مالك بْن مغول، عَنِ الشعبي، عَنْ إِسْحَاق بْن طلحة
قَالَ:
دخلت عَلَى حرقة بنت النعمان، وقد ترهبت فِي دير لها بالحيرة، وهي فِي
ثلاثين جارية لم ير مثل حسنهن. فقلت: يا حرقة، كيف رأيت عثرات الملك؟
قالت: الذي نحن فيه اليوم خير مما كُنَّا فيه أمس.، وأنشدت تقول:
وبتنا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة تتنصف.
فأف لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب أحيانا بنا وتصرف.
وذلك أنه لما هلك النعمان بْن المنذر قيل لكسرى: إن ماله وبيته عند
هانئ بْن مسعود البكري، فكتب [1] إليه كسرى ليبعث ذلك إليه فأرسل إليه:
ليس عندي مال [2] .
فأعاد الرسول: قد بلغني أنه عندك. فَقَالَ: إن كان الذي بلغك [3] كاذبا
فلا تأخذ بالكذب، وإن كان صادقا فذلك عندي أمانة، والحر لا يسلم
أمانته.
فعبر كسرى الفرات ودعا إياس بْن قبيصة الطائي، وكان قد أطعمه ثمانين
قرية عَلَى شط الفرات، فشاوره فَقَالَ: ما ترى؟ فَقَالَ: إن تطعني فلا
يعلم أحد لأي شَيْء عبرت، وقطعت الفرات، فيرون أن شيئا من أمر العرب قد
كرثك ولكن ترجع فتعرض عنهم وتبعث عليهم العيون حَتَّى ترى منهم غفلة،
ثم ترسل قبيلة من العجم فيها بعض القبائل التي تلتهم من أعدائهم
فيوقعون بهم.
فَقَالَ له كسرى [4] : قد بلغني أنهم أخوالك [وأنت] [5] لا تألوهم
نصحا.
فَقَالَ إياس: رأي الملك أفضل. فبعث الهرمزان فِي ألفين من خيول
الأعاجم، وبعث ألفا من إياد، وألفا من بهزى عليهم خَالِد البهزاني،
فلما بلغ بكر بْن وائل خبر القوم أرسلوا إِلَى قيس بْن مسعود بْن هانئ
بْن مسعود [6] ، فقدم ليلا، فأتى مكانا خفيا
__________
[1] في ت: «فبعث إليه كسرى» .
[2] «مال» سقطت من ت.
[3] في ت: «إن الّذي بلغك إن كان» .
[4] في ت: «فقال كسرى» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] «بن هانئ بن مسعود» سقط من ت.
(2/335)
من بطن ذي قار فنزله، وأرسل إِلَى هانئ
فَقَالَ: إنه قد حضر من الأمر ما ترى. فَقَالَ له:
أرسل إلي الحلقة وهي عشرة آلاف سكة، وانثرها فِي بني شيبان. فَقَالَ له
هانئ إنها أمانة! فَقَالَ قيس: إنكم إن هلكتم فسيأخذون الحلقة وغيرها،
وإن ظهرتم فما أقدرك عَلَى أن تأخذها من قومك فأخرجها فنثرها، وأمرهم
فنزلوا من بطن ذي قار بين الجهتين فقدمت الأعاجم عليهم، وهم مستعدون،
فاقتتلوا ساعة فانهزمت الأعاجم.
وقيل: إن حديث ذي قار كان [1] فِي سنة سبع من الهجرة، والله أعلم [2] .
ومن الحوادث فِي هَذِهِ السنة: [3] .
مَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قال: أخبرنا ابن حيوية قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَد بْن معروف قَالَ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قَالَ: حدثنا
محمد بن سعد قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا
جُلُوسًا، عِنْدَ صَنَمٍ بِبَوَانَةَ قَبْلَ أَنْ يبعث رسول الله صَلى
اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ بشهر نحرنا جَزُورًا فَإِذَا بِصَائِحٍ
يَصِيحُ مِنْ جَوْفِ وَاحِدَةٍ: اسْمَعُوا إِلَى الْعَجَبِ، ذَهَبَ
اسْتِرَاقُ السَّمْعِ وَنُرْمَى بِالشُّهُبِ لِنَبِيٍّ بِمَكَّةَ
اسْمُهُ أَحْمَدُ، مُهَاجِرُهُ إِلَى يَثْرِبَ، قَالَ: فَأَمْسَكْنَا
وَعَجِبْنَا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ [4]
. باب: ذكر أمارات النبوة [5]
قَالَ مؤلف الكتاب: ما زالت الأنبياء قبل ظهور نبيّنا صلى الله عليه
وسلم وعلماء الكتب تعد به، حتى كانوا يقولون: قد قرب زمانه، وَفِي
هَذَا الزمان [6] يظهر.
__________
[1] «كان» سقط من ت.
[2] «والله أعلم» سقط من ت.
[3] من هنا حتى نهاية الخبر ساقط من ت.
[4] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 161. وألوفا برقم 183.
[5] بياض في ت مكان: «باب ذكر أمارات النبوة» .
[6] في الأصل: «الأيات» .
(2/336)
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن مالك قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: أخبرنا أبي، عن
ابن إسحاق قال: حدثني صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ
قَالَ:
كَانَ لَنَا جَارٌ مِنَ الْيَهُودِ [1] فِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ
قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بِيَسِيرٍ] [2] حَتَّى
وَقَفَ عَلَى [مَجْلِسِ] [3] بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ- قَالَ سَلَمَةُ:
وأنا يومئذ أحدث من فيه سِنًّا عَلَي بُرْدَةٍ مُضْطَجِعٌ فِيهَا
بِفِنَاءِ أَهْلِي- فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة
وَالنَّارَ.
فَقَالَ: ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلُ شِرْكٍ وَأَصْحَابُ أَوْثَانٍ لا
يَرَوْنَ أَنَّ الْبَعْثَ [كَائِنًا] [4] بَعْدَ الْمَوْتِ.
فَقَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلانُ، تَرَى هَذَا كَائِنًا بِأَنَّ
النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ
وَنَارٌ يُجْزَوْنَ [فِيهَا] [5] بِأَعْمَالِهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ،
وَالَّذِي نَحْلِفُ بِهِ لَوَدَّ أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ مِنْ تِلْكَ
النَّارِ أَعْظَمُ تَنُّورٍ فِي الدُّنْيَا [6] تُحْمُونَهُ ثُمَّ
تُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ، فَتُطْبِقُونَهُ عَلَيْهِ، وَأَنْ تَنْجُوا
مِنْ بَيْنِ [تِلْكَ] [7] النَّارِ غَدَاً. قَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ
وَمَا آَيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ
البلاد.
وأشار بيده نَحْوَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ. قَالُوا: وَمَتَى نَرَاهُ؟
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا أَحْدَثُهُمْ سِنًّا فَقَالَ:
إِنْ يَسْتَنْفِذْ هَذَا الْغُلامُ عُمْرَهُ يُدْرِكْهُ. قَالَ
سَلَمَةُ: فو الله مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى بَعَثَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [8] رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَآَمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ
بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا. فَقُلْنَا:
وَيْلَكَ يَا فُلانُ، ألست الّذي قُلْتَ لَنَا فِيهِ مَا قُلْتَ؟
قَالَ: بَلَى وَلَيْسَ بِهِ [9] .
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن المبارك قال: أخبرنا عاصم بن الحسين قال:
أخبرنا أَبُو الحسين بْن بشران قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ
أَحْمَد الدَّقَّاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الحسن بن البراء
__________
[1] في ت: «كان له من اليهود» .
[2، 3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «أن بعثا بعد الموت» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في ت: «في الدار» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] في ت: «الله تعالى» .
[9] في ت: «وليس هو» .
(2/337)
قَالَ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق،
عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ
[1] قَالَ:
إِنَّ مِمَّا دَعَانَا إِلَى الإِسْلامِ مَعَ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِيَّانَا وَهُدَاهُ لَمَا كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ يَهُودٍ، كُنَّا
أَهْلَ شِرْكٍ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ
عِنْدَهُمْ [2] عِلْمٌ لَيْسَ عِنْدَنَا، وَكَانَتْ لا تَزَالُ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ شُرُورٌ، فَإِذَا نِلْنَا مِنْهُمْ بَعْضَ مَا
يَكْرَهُونَ قَالُوا لَنَا: إِنَّهُ قَدْ تَقَارَبَ زَمَانُ نَبِيٍّ
يبعث [3] الآن نتبعه، فَنَقْتُلَكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ،
وَكُنَّا كَثِيرًا مَا نَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَلَمَّا بَعَثَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ أَجَبْنَاهُ حِينَ دَعَانَا إِلَى
اللَّهِ، وَعَرَفْنَا مَا كَانُوا يَتَوَاعَدُونَا، فَبَادَرْنَاهُمْ
إِلَيْهِ، وَآَمَنَّا بِهِ، وَكَفُروا، فَفِينَا وَفِيهِمْ نَزَلَتْ
هَذِهِ الآَيَاتُ، وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ 2: 89 إلى قوله، فَلَعْنَةُ الله عَلَى
الْكافِرِينَ 2: 89 [4] .
وعن عاصم عَنْ شيخ من بني قريظة قَالَ: قَالَ لي: هل تدرون عما كان
إسلام ثعلبة بْن سَعِيد وأسيد بْن سَعِيد، وأسد بْن عبيد، نفر من بني
ذهل أخوة بني قريظة، كانوا معهم فِي جاهليتهم ثُمَّ كانوا ساداتهم فِي
الإسلام. قَالَ، قلت: لا أدري. قَالَ:
فإن رجلا من يهود من أهل الشام يقال له: ابن الهيبان، قدم علينا قبل
الإسلام بسنين، فحل بين أظهرنا، لا والله ما رأينا رجلا قط كان يصلي
الخمس أفضل منه، فأقام عندنا، فكنا إذا قحط عنا المطر قلنا لَهُ: أخرج
يا بن الهيبان فاستسق لنا. فيقول: لا والله حَتَّى تقدموا بين يدي
مخرجكم صدقة [فنقول له: كم؟ فيقول:] [5] صاعا من تمر أو مدين من شعير.
قَالَ: فيخرج ذلك [6] ، ثم يخرج بنا إلى ظاهر حرتنا فيستسقي لنا، فو
الله ما يبرح مجلسه حَتَّى يمر السحاب ويسقى، قد فعل ذلك غير مرة، ولا
مرتين، ولا ثلاثا. قَالَ:
ثم حضرته الوفاة عندنا، فلما عرف أنه ميت قَالَ، يا معشر يهود ما ترونه
أخرجني من أرض الخمر والخمير إِلَى أرض الجوع والبؤس؟ قَالَ: قلنا: أنت
أعلم. قَالَ: فإني إنما
__________
[1] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن
المبارك بإسناد له عن محمد بن إسحاق.
[2] في ت: «عنده» .
[3] «يبعث» سقطت من ت.
[4] سورة: البقرة، الآية: 89.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في ت: «فيخرجها» .
(2/338)
قدمت هَذِهِ البلدة أتوكف خروج نبي قد
أظلكم [زمانه، هَذِهِ البلدة مهاجره، فكنت أرجو أن يبعث فأتبعه وقد
أظلكم] [1] زمانه فلا يسبقنكم أحد إليه [2] يا معشر اليهود، فإنه يبعث
يسفك الدماء، ويسبي الذراري والنساء، ممن خالفه فلا يمنعنكم ذلك منه.
فلما بعث اللَّه رسوله وحاصر بني قريظة قَالَ هَؤُلاءِ الفتية وكانوا
شبابا أحداثا: يا بني قريظة، والله إنه النَّبِيّ الذي عهد إليكم فيه
ابن الهيبان. قالوا: ليس به. قالوا: بلى والله إنه لهو بصفته.
فنزلوا فأسلموا فأحرزوا دماءهم وأموالهم وأهاليهم.
ومن الأمارات رجفة عظيمة أصابت الشام
قَالَ مؤلف الكتاب [3] : كان الرهبان يعدونها لعلامة ظهوره، وكانوا
يقولون إنه شاب قد [4] دخل فِي الكهولة يجتنب المحارم والمظالم، ويصل
الرحم، ويأمر بصلتها، وهو متوسط فِي العشيرة [صلى الله عليه] [5] .
أخبرنا محمد بن ناصر [الحافظ] قال: أخبرنا عَبْد الْمُحْسِنِ بْنُ
عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَحْمَدَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن سالم المخزومي قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد عَبْدُ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ الْمَدَنِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق الْعَدَوِيُّ قَالَ: حدَّثَنِي عُثْمَانُ
بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [6]
.
حَضَرْتُ سُوقَ بُصْرَى، فَإِذَا بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ يَقُولُ:
اسْأَلُوا أَهْلَ الْمَوْسِمِ، هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الْحَرَمِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: فَقُلْتُ نَعَمْ أنا. قَالَ لي: هل ظهر
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في ت: «فلا يسبقكم إليه» .
[3] بياض في ت مكان: «ومن الأمارات: رجفة عظيمة أصابت الشام. قَالَ
مؤلف الكتاب» .
[4] «قد» سقطت من ت.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ بإسناد
له عن محمد بن طلحة عن أبيه» .
(2/339)
بِمَكَّةَ بَعْدُ أَحْمَدُ؟ قُلْتُ: وَمَا
أَحْمَدُ [1] ؟ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
هَذَا شَهْرُهُ الَّذِي يَخْرُجُ فِيهِ، وَهُوَ آَخِرُ الأَنْبِيَاءِ،
وَمَخْرَجُهُ مِنَ الْحَرَمِ، وَمُهَاجَرُهُ إِلَى نَخْلِ وَحَرَةَ
وَسِبَاخٍ. قَالَ طَلْحَةُ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا قَالَ
الرَّاهِبُ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَقُلْتُ:
هَلْ كَانَ مِنْ حَدَثٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأَمِينُ تَنَبَّأَ، وَتَابَعَهُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ.
فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرْتُهُ وَقُلْتُ
لَهُ: هَلْ تَابَعْتَ الرَّجُلَ [قَالَ: نَعَمْ] [2] فَانْطَلِقْ
فَبَايِعْهُ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَهُ قَالَ طَلْحَةُ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَ
الرَّاهِبِ وَمَا قَالَ لِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْن حيويه قَالَ: أخبرنا أحمد بن
معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قَالَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ:
حَدَّثَنِي سَلْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ [3]
قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ تُبَّعٌ الْمَدِينَةَ وَنَزَلَ بِقَنَاةٍ بَعَثَ إِلَى
أَحْبَارِ يَهُودَ وَقَالَ: إِنِّي مُخَرِّبٌ هَذَا الْبَلَدَ حَتَّى
لا يَقُومَ بِهِ يَهُودِيَّةُ وَيَرْجِعَ الأَمْرُ إِلَى [دِينِ] [4]
الْعَرَبِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَامُولُ الْيَهُودِيُّ وَهُوَ
يَوْمَئِذٍ أَعْلَمُهُمْ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّ هَذَا بَلَدٌ
يَكُونُ إِلَيْهِ مُهَاجَرَةُ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ [5] ،
مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ،
وَإِنَّ مَنْزِلَكَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ به [يكون] [6] من القتلى
والجراح أمر كثير فِي أَصْحَابِهِ وَفِي عَدُوِّهِمْ قَالَ تُبَّعٌ:
وَمَنْ يُقَاتِلُهُ [7] يَوْمَئِذٍ وَهُوَ نَبِيٌّ كَمَا تَزْعُمُونَ؟
قَالَ: يسير إليه قومه فيقتتلون هاهنا. قال: فأين
__________
[1] في ت: «ومن محمد» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. و «الرجل» سقطت من ت.
[3] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «أخبرنا محمد بن أبي طاهر عن محمد
بن سعد» ثم أكمل السند كما بالأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في الأصل: «من ولد إسماعيل» .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] في ت: «ومن يقاتلهم» .
(2/340)
قَبْرُهُ؟ قَالَ: بِهَذَا الْبَلَدِ،
قَالَ: فَإِذَا قُوبِلَ فَلِمَنْ تَكُونُ الدَّبْرَةُ [1] ؟ قَالَ:
تَكُونُ لَهُ مَرَّةٌ وَعَلَيْهِ مَرَّةٌ، وَبِهَذَا الْمَكَانِ
الَّذِي أَنْتَ بِهِ يَكُونُ عَلَيْهِ، وَيُقْتَلُ بِهِ أَصْحَابُهُ
مَقْتَلَةً لَمْ يقتلوا في موطن، ثم يكون لَهُ الْعَاقِبَةُ،
وَيَظْهَرُ وَلا يُنَازِعُهُ هَذَا الأَمْرَ مِنْ أَحَدٍ [2] . قَالَ:
وَمَا صِفَتُهُ؟
قَالَ: رَجُلٌ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ [3] ، فِي
عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، يَرْكَبُ الْبَعِيرَ، وَيَلْبَسُ الشَّمْلَةَ،
سَيْفُهُ عَلَى عَاتِقِهِ، لا يُبَالِي مَنْ لاقَى مِنْ أَخٍ، أَوِ
ابْنِ عَمٍّ، أَوْ عَمٍّ [4] ، حَتَّى يَظْهَرَ أَمْرُهُ. قَالَ
تُبَّعٌ: مَا إِلَى هَذِهِ الْبَلْدَةِ مِنْ سَبِيلٍ، وَمَا كَانَ
لِيَكُونَ خَرَابُهَا إِلا عَلَى يَدَيَّ.
فَخَرَجَ تُبَّعُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْيَمَنِ [5] .
قَالَ مُحَمَّد بْن عمر: وحدثني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْن جَعْفَرٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ:
كان الزبير بْن باطا [6] أعلم اليهود، يقول: إني وجدت سفرا كان يختمه
علي [7] فيه ذكر أحمد، نبي يخرج بأرض القرظ، صفته كذا وكذا، فتحدث به
الزبير بْن باطا [8] بعد أبيه، والنبي صلى الله عليه وسلم [يومئذ] [9]
لم يبعث فما هو إلا أن سمع بالنبيّ صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة
[حَتَّى] [10] عمد إِلَى ذلك السفر فمحاه، وكتم شأن [11] النبي صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم وصفته، وَقَالَ: ليس به [12] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ
عُثْمَانَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابن
عباس قال:
__________
[1] في الأصل: «الدائرة» .
[2] في ت: «ولا ينازعه أحد هذا الأمر» .
[3] في ت: «ليس بالقصير ولا وبالطول» .
[4] في الأصل: «من ابن أو أخ أو ابن عم أو عم» .
[5] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 158، 159.
[6] في الأصل: «بن باطل» .
[7] «عليّ» سقطت من ت.
[8] في الأصل: «باطل» .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[10] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[11] في الأصل: «وكتم أمر» وما أثبتناه من ت وابن سعد.
[12] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 159. وتاريخ الطبري 2/ 295.
(2/341)
كَانَتْ يَهُودُ قُرَيْظَةَ، وَالنَّضِيرِ،
وَفَدَكٍ، وَخَيْبَرٍ، يَجِدُونَ صِفَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُبَيْلَ أَنْ يُبْعَثَ وَأَنَّ دَارَ هِجْرَتِهِ
الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا ولد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَتْ أَحْبَارُ الْيَهُودِ: وُلِدَ أَحْمَدُ اللَّيْلَةَ،
هَذَا الكوكب قد طَلَعَ، فَلَمَّا تَنَبَّأَ قَالُوا: تَنَبَّأَ
أَحْمَدُ، قَدْ طَلَعَ الْكَوْكَبُ، كَانُوا يَعْرِفُونَ ذَلِكَ
وَيُقِرُّونَ بِهِ وَيَصِفُونَهُ، وَمَا مَنَعَهُمْ مِنَ اتِّبَاعِهِ
[1] إِلا الْحَسَدُ وَالْبَغْيُ [2] .
قَالَ مُحَمَّد بْن عمر: وحدثني ابن أبي ذئب، عَنْ مسلم بْن حبيب عَنِ
النضر بْن سفيان الهذلي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
خرجنا [3] فِي عير لنا إِلَى الشام، فلما كنا بين الزرقاء ومعان، وقد
عرسنا من الليل إذا بفارس يقول: أيها النيام هبوا فليس هَذَا بحين
رقاد، قد خرج أحمد، وطردت الجن كل مطرد، ففزعنا ونحن رفقة [جرارة] [4]
كلهم قد سمع هَذَا، فرجعنا إِلَى أهلنا فإذا هم يذكرون اختلافا بمكة
بين قريش بنبي خرج [5] فيهم من بني عَبْد المطلب اسمه أحمد [6] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [7] : وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارَ بْنِ يَاسِرَ وَغَيْرُهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ:
سَكَنَ يَهُودِيٌّ بِمَكَّةَ يَبِيعُ بِهَا تِجَارَاتٍ، فَلَمَّا
كَانَتْ لَيْلَةَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَيْشٍ: هَلْ فِيكُمْ
مِنْ مَوْلُودٍ وُلِدَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟
قَالُوا، لا نَعْلَمُهُ، قَالَ: انْظُرُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ
وَأَحْصُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ:
وُلِدَ اللَّيْلَةَ نَبِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَحْمَدُ، بِهِ شَامَةٌ
بَيْنَ كَتِفَيْهِ فِيهَا شَعَرَاتٌ. فَتَصَدَّعَ الْقَوْمُ مِنْ
مَجَالِسِهِمْ وَهُمْ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَلَمَّا صَارُوا
فِي مَنَازِلِهِمْ وَذَكَرُوا لأَهَالِيهِمْ، فَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ:
وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اللَّيْلَةَ غُلامٌ
سمّاه محمدا فأتوا اليهودي في
__________
[1] «وما منهم من اتباعه» سقطت من ت وابن سعد.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 159، 160.
[3] في الأصل: «خرجت» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وت وأثبتناه من ابن سعد.
[5] في ت: «بنبي قد خرج» .
[6] الطبقات الكبرى 1/ 161.
[7] هذا الخبر إلى آخره سقط من ت.
(2/342)
مَنْزِلِهِ، فَقَالُوا: أَعَلِمْتَ أَنَّهُ
وُلِدَ فِينَا مَوْلُودٌ؟ فَقَالَ: أَبَعْدَ خَبَرِي أَمْ قَبْلَهُ؟
قَالُوا: قَبْلَهُ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ. قَالَ: فَاذْهَبُوا بِنَا
إِلَيْهِ فَخَرَجُوا مَعَهُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى أُمِّهِ
فَأَخْرَجَتْهُ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى شَامَةً فِي ظَهْرِهِ، فَغُشِيَ
عَلَى الْيَهُودِيِّ، ثم أفاق فقالوا: ما لك؟ قَالَ: ذَهَبَتِ
النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَخَرَجَ الْكِتَابُ مِنْهُمْ،
وَهَذَا مَكْتُوبٌ يَقْتُلُهُمْ وَيَبُزُّ أَخْبَارَهُمْ، فَازَتِ
الْعَرَبُ بِالنُّبُوَّةِ، أَفَرِحْتُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ؟ أما
والله ليسطونّ بكم سطوة يخرج نبؤها مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ
[1] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ
عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
[2] قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَسْمَعُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمِنَ
الْكُهَّانِ [3] أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ مِنَ الْعَرَبِ اسْمُهُ
مُحَمَّدٌ، [فَسَمَّى مِنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنَ الْعَرَبِ وَلَدَهُ
مُحَمَّدًا] [4] طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ
بن الْحَسَنُ الأَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو علي
أحمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الأَنْصَارِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَجَرٍ الشَّامِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ الأَنْبَارِيُّ، عَنْ غَيَّاثِ [6] بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرْظِيِّ
قَالَ: [7] بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ
إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ
رَجِلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَعْرِفُ الْمَارَّ [8] ؟
قَالَ: فَمَنْ هُوَ؟ قال: سواد بن قارب، [وهو
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 162- 163.
[2] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «قال سعيد بن المسيب» .
[3] «ومن الكهان» سقطت من ت.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وأثبت على الهامش.
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 169 والبداية والنهاية 2/ 308 وما بعد.
[6] في الأصل: «غياث عبد الرحمن» وما أثبتناه الصحيح.
[7] حذف السند من ت، وكتب بدلا منه: «أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسن
الماوردي بإسناد له عن محمد بن كعب القرظي» .
[8] في ت: «أتعرف بهذا» .
(2/343)
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ لَهُ فِيهِمْ
شَرَفٌ وَمَوْضِعٌ، وَهُوَ الَّذِي أَتَاهُ رِيْبَةٌ بِظُهُورِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عُمَرُ: عَليَّ
بِهِ. فَدَعَى بِهِ، فَقَالَ، أَنْتَ سَوَّادُ بْنُ قَارِبٍ؟] [1]
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْتَ عَلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ
كَهَانَتِكَ. فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، مَا اسْتَقْبَلَنِي بِهَذَا أحد منذ أسلمت. فقال عمر:
يا سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ
أَعْظَمُ مِمَّا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ كَهَانَتِكَ، أَخْبِرْنِي
بِإِشَارَاتٍ أَتَتْكَ [2] بِظُهُورِ النَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] .
قَالَ: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَا أنا [ذَاتَ
لَيْلَةٍ] [3] بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ أَتَانِي آَتٍ،
فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: قُمْ يَا سَوَّادُ بْنَ قَارِبٍ
[فَافْهَمْ] [4] وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ
رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ وَإِلَى عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ [الْجِنِّيُّ] [5]
يَقُولُ:
عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَجْسَاسِهَا ... وَشَدِّهَا الْعِيسَ
بِأَحْلاسِهَا
تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى ... مَا خُيِّرَ الْجِنُّ
كَأَرْجَاسِهَا
فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ
إِلَى رَأْسِهَا
قَالَ: فَلَمْ أَرْفَعْ لِقَوْلِهِ رَأْسًا، وَقُلْتُ: دَعْنِي
أَنَامُ، فَإِنِّي أَمْسَيْتُ نَاعِسًا، فَلَمَّا كَانَ فِي
اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ أَتَانِي فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ:
أَلَمْ أَقُلْ لَكَ يَا سَوَّادُ بْنَ قَارِبٍ قُمْ فَافْهَمْ،
وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ لُؤَيِّ
بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى
عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ [الْجِنِّيُّ] [6] يَقُولُ:
[عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَطْلابِهَا ... وَشَدِّهَا الْعِيسَ
بِأَقْتَابِهَا] [7]
تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تبغي الهدى ... ما صادق الجن ككذا بِهَا
فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... لَيْسَ قَدَامَاهَا
كَأَذْنَابِهَا
قَالَ: فَلَمْ أَرْفَعْ بِقَوْلِهِ رَأْسًا. فَقُلْتُ: دَعْنِي أَنَامُ
فَإِنْيِ أَمْسَيْتُ نَاعِسًا، فَلَمَّا كان الليلة
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في ت: «بإتيانك رئيك» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ت وأثبتناه من ألوفا.
(2/344)
الثَّالِثَةَ أَتَانِي فَضَرَبَنِي
بِرِجْلِهِ وَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ يَا سَوَّادُ بْنَ قَارِبٍ،
قُمْ فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ
رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَإِلَى
عِبَادَتِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَأَخْبَارِهَا ... وَشَدِّهَا الْعِيسَ
بَأَكْوَارِهَا
تَهْوِي إِلَى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنو الْجِنِّ كَكَفَّارِهَا
فَارْحَلْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... بَيْنَ رَوَابِيهَا
وَأَحْجَارِهَا
قَالَ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي حُبُّ الإِسْلامِ، وَرَغِبْتُ فِيهِ،
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ شَدَدَتْ عَلَيَّ رَاحِلَتِي وَانْطَلَقْتُ
مُتَوَجِّهًا إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ
أُخْبِرْتُ أَنَّ النَبِّيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ
هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ [1] ، فَسَأَلْتُ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . فَقِيلَ لِي:
فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتْيَتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَعَقَلْتُ نَاقَتِي،
وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ
حَوْلَهُ، فَقُلْتُ:
تسمع [3] مقالتي يا رسول الله. فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: ادْنُهُ
ادْنُهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى صِرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ:
اسْمَعْ مَقَالَتِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: هَاتِ، فَأَخْبِرْنِي
بِإِتْيَانِكَ رُئْيَكَ. فَقُلْتُ:
أَتَانِي نَجِيٌّ بَعْدَ هَدْءٍ وَرَقْدَةٍ ... وَلَمْ أَكُ فِيمَا
قَدْ بَلَوْتُ بِكَاذِبٍ
ثَلاثَ لَيَالٍ قَوْلُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ ... أَتَاكَ رَسُولٌ مِنْ
لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ
فَشَمَّرْتُ عَنْ ذَيْلِي الإِزَارَ وَوَسَّطَتْ ... بِيَ الذِّعْلِبُ
الْوَجْنَاءُ بَيْنَ السَّبْاسِبِ
فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لا رَبَّ غَيْرُهُ ... وَإِنَّكَ مَأْمُونٌ
عَلَى كُلِّ غَائِبٍ
وَأَنَّكَ أَدْنَى الْمُرْسَلِينَ وسيلة ... إلى الله يا بن
الأَكْرَمِينَ الأَطَايِبِ
فَمُرْنَا بِمَا يَأْتِيكَ يَا خَيْرَ مُرْسَلٍ ... وَإِنْ كَانَ
فِيمَا جَاءَ شَيْبُ الذَّوَائِبِ
وَكُنْ لِي شَفِيعًا يَوْمَ لا ذُو شَفَاعَةٍ ... سِوَاكَ لَمُغْنٍ
عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبٍ
قَالَ: فَفَرِحَ رسَوُل ُاللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِإِسْلامِي فَرَحًا شَدِيدًا وَأَصْحَابُهُ [4] حَتَّى رُئِيَ
الْفَرَحُ في
__________
[1] «فقدمت المدينة» سقطت من ت.
[2] في ت: «النبي عليه السلام» .
[3] «تسمع» سقطت من ت.
[4] في ت: «وأصحابه بإسلامي فرحا شديدا» .
(2/345)
وُجُوهِهِمْ. قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَالْتَزَمَهُ وَقَالَ:
قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ هَذَا مِنْكَ [1] . أَخْبَرَنَا
ابْنُ الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
جَعْفَرٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ
سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ قُرَيْشًا أَتَوْا كَاهِنَةً، فَقَالُوا: أَخْبِرِينَا
بِأَقْرَبِنَا شَبَهًا بِصَاحِبِ هَذَا الْمَقَامِ. فَقَالَتْ:
إِنْ أَنْتُمْ جَرَرْتُمْ كِسَاءً عَلَى هَذِهِ السَّهْلَةِ، ثُمَّ
مَشَيْتُمْ عَلَيْهَا نَبَّأْتُكُمْ. فَجَرُّوا، ثُمَّ مَشَى النَّاسُ
عَلَيْهَا، فَأَبْصَرَتْ أَثَرَ محمد صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ:
هَذَا أَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِهِ، فَمَكَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ عِشْرِينَ
سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ سنة أو ما شاء الله، ثم بعث صلى
الله عليه وسلم [2] .
__________
[1] حديث سواد بن قارب أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 248- 254.
وابن هشام في السيرة النبويّة 1/ 209- 211. والصالحي في السيرة الشامية
2/ 281. والنقاش في «فنون العجائب» صفحة 70- 77 (مخطوط) .
وأخرجه البخاري في صحيحه 7/ 177 (فتح الباري) دون تصريح أنه سواد بن
قارب، وصرح به ابن حجر في الفتح، والعيني في عمدة القارئ 17/ 6، 7.
وأورده ابن الجوزي في ألوفا برقم 175.
[2] هذا الخبر ساقط من النسخة ت بأكمله.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 332. وابن ماجة في سننه، كتاب الأحكام
باب 21.
(2/346)
|