المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
ثم دخلت سنة إحدى
وثلاثين ومائتين
72/ ب فمن الحوادث فيها:
أن بغا الأمير كَانَ قد حبس بالمدينة نحوا من ألف وستمَائة من بني
سليم، فنقبوا الدار ليخرجوا، فإذا قد وثب عليهم من يتوكل بهم فقتلوا من
الموكلين [1] بهم رجلا أو رجلين، وخرج عامتهم، وأخذوا سلاح الموكلين
بهم واجتمع أهل المدينة فمنعوهم من الخروج [2] ، فقاتلوا فظهر عليهم
أهل المدينة [3] ، فقتلوهم أجمعين [4] .
وفي هذه السنة: أخذ أحمد بْن نصر الخزاعي، وسنذكر قصته عند وفاته إن
شاء الله تعالى [5] .
وفيها: أراد الواثق الحج واستعد لَهُ [6] ، فأخبر بقلة المَاء فِي
الطريق فبدا لَهُ [7] .
وفيها: ولي الواثق جعفر بْن دينار اليمن، فشخص إليها في شعبان في ستة
آلاف [8] .
__________
[1] في ت: «من يوكل بهم فقتلوا من المتوكلين» .
[2] «من الخروج» ساقطة من ت.
[3] في ت: «فظهر أهل المدينة عليهم» .
[4] تاريخ الطبري 9/ 132، 133.
[5] تاريخ الطبري 9/ 135- 139.
[6] في ت: «لهم» .
[7] تاريخ الطبري 9/ 140.
[8] تاريخ الطبري 9/ 140.
(11/163)
وعقد محمد بْن عبد الملك الزيات [1] لإسحاق
بْن إبراهيم بْن أبي خميصة مولى بني قشير عَلَى اليمَامة والبحرين
وطريق مكة، ممَا يلي البصرة فِي دار الخلافة، ولم يعرف أحد عقد لأحد
[2] فِي دار الخلافة غير محمد بن عبد الملك [3] .
[نقبت اللصوص بيت المَال الذي فِي دار العامة]
وفيها: نقبت [4] اللصوص بيت المَال الذي فِي دار العامة فِي جوف القصر،
وأخذوا اثنين وأربعين ألف درهم وشيئا من الدنانير، فتتبعوا وأخذوا،
أخذهم يزيد بن الحلواني صاحب الشرطة خليفة إيتاخ [5] .
[خروج محمد بن عمرو الخارجيّ]
وفيها: خرج محمد بْن عمرو الخارجي فِي ثلاثة عشر رجلا فِي ديار ربيعة،
فخرج إليه غانم بن أبي مسلم الطوسي، وَكَانَ عَلَى حرب الموصل، فقتل من
أصحابه أربعة، وأخذ محمد بْن عمرو أسيرا فبعث به إِلَى سامراء، فبعث به
إلى حبس بغداد، 73/ أونصبت [6] رءوس أصحابه/ عند خشبة بابك [7] .
[قدوم وصيف التركيّ]
وفيها: قدم وصيف التركي من ناحية أصبهان والجبال وفارس، وَكَانَ قد شخص
فِي طلب الأكراد [8] ، لأنهم كانوا قد تطرقوا إِلَى هَذِهِ النواحي،
وقدم معه بنحو خمس مَائة نفس في قيود، فحبسوا، وأجيز وصيف [9] بخمسة
وسبعين ألف دينار وقلّد سيفا وكسي [10] .
[جرى الفداء بين المسلمين وصاحب الرّوم]
وفيها: جرى الفداء بين المسلمين وصاحب
الروم. وجه الواثق فِي الفداء فِي آخر سنة ثلاثين، فالتقوا فِي
يوم عاشوراء سنة إحدى وثلاثين، وأمر بامتحان المسلمين، فمن قَالَ:
القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فِي الآخرة [11] فودي، ومن أبى ترك مَعَ
الروم، وأمر من يعطي من يقول القرآن مخلوق دينارين، فكان الذين فودوا
ثلاثة آلاف رجل وخمسمَائة امرأة، وقيل: أربعة آلاف وستمَائة وفيهم من
أهل الذمة أقل من خمسمائة [12] .
__________
[1] في الأصل: «الزايات» .
[2] في ت: «ولم يعرف عقد لأحد أنه» .
[3] تاريخ الطبري 9/ 140.
[4] في ت: «نقب» .
[5] تاريخ الطبري 9/ 140.
[6] في ت: «ونضبت» .
[7] تاريخ الطبري 9/ 140.
[8] في ت: «الإكراه» .
[9] في ت: «وأجازوا» .
وفي الأصل: «وأجيز الوصيف» .
[10] تاريخ الطبري 9/ 141.
[11] «وأن الله لا يرى في الآخرة» ساقطة من ت.
[12] تاريخ الطبري 9/ 141- 144.
(11/164)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1341- أحمد بْن نصر بْن مَالك بْن الهيثم بْن عوف بْن وهب بْن عميرة،
من ولد عمرو بْن لحي [الخُزَاعيّ] [1] .
الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وسلّم: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرُّ قَصْبَهُ فِي النَّارِ»
لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ بَحَّرَ الْبَحِيرَةَ، وَسَيَّبَ السائبة [2] ..
ومالك بن الهيثم كان أحد نقباء بني العباس فِي ابتداء دولتهم، وسويقة
نصر ببغداد تنسب إِلَى أبيه نصر.
وَكَانَ أحمد بْن نصر من كبار العلمَاء، أمَارا [3] بالمعروف، فعالا
للخير [4] ، قوالا للحق [5] ، سمع مَالِك بْن أنس، وحمَاد بْن زيد،
وهشيم بْن بشير [6] ، وغيرهم، روى عنه: يحيى بْن معين، وغيره [7] .
وأخبرنا أَبُو منصور القزاز [8] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن
ثابت، حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
عمران المرزباني قَالَ: أخبرني محمد بْن يحيى الصولي/ قَالَ: كَانَ
أَحْمَد بْن نصر وسهل بْن سلامة- حين كَانَ المأمون بخراسان- بايعا 73/
ب للناس عَلَى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إِلَى أن دخل المأمون
بغداد فرفق بسهل حَتَّى لبس السواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أحمد بيته، ثم
إن أمره تحرك ببغداد فِي آخر أيام الواثق، فاجتمع إليه خلق من الناس
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [9] إِلَى أن ملكوا بغداد، وتعدى
رجلان من أصحابه يقال لأحدهمَا: طالب فِي الجانب الغربي،
__________
[1] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 173- 180.
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 5/ 173.
[3] في ت: «أمراء» .
[4] «فعالا للخير» ساقطة من ت.
[5] في ت، وتاريخ بغداد: «قوالا بالحق» .
[6] في ت: «بن بشر» .
[7] تاريخ بغداد 5/ 174.
[8] في ت: «أخبرنا القزاز» .
[9] «وينهون عن المنكر» ساقطة من ت.
(11/165)
ويقال للآخر: أبو هارون فِي الجانب الشرقي،
وكانا موسرين فبذلا مَالا [1] وعزمَا عَلَى الوثوب ببغداد فِي آخر أيام
الواثق فِي [2] شعبان سنة إحدى وثلاثين ومَائتين، فنم عليهم قوم إِلَى
إِسْحَاق بْن إبراهيم، فأخذ جمَاعة منهم فيهم أحمد بْن نصر وصاحباه
طالب وأبو هارون طالبا وأبا هارون فقيدهمَا [3] ، ووجد فِي منزل
أحدهمَا أعلامَا، وضرب خادمَا لأحمد بْن نصر، فأقر أن هؤلاء كانوا
يصيرون إليه ليلا فيعرفونه مَا عملوا، فحملهم [4] إسحاق مقيدين إِلَى
سامراء، فجلس لهم الواثق وقال لأحمد ابن نصر: دع مَا أخذت لَهُ، مَا
تقول فِي القرآن؟ قَالَ: هُوَ كلام الله، قَالَ: أفمخلوق هُوَ؟ قَالَ:
هُوَ كلام الله، قَالَ: [5] أفترى ربك فِي القيامة؟ قَالَ: كذا جاءت
الرواية. قَالَ: ويحك [6] ، يرى كمَا يرى أفمخلوق هُوَ؟ قَالَ: هُوَ
كلام الله، قَالَ المحدود المجسوم، ويحويه مكان ويحصره الناظر، أنا
أكفر برب هَذِهِ صفته، مَا تقولون فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ
بْن إسحاق- وَكَانَ قاضيا عَلَى الجانب الغربي ببغداد وعزل- هُوَ حلال
الدم، وقال جمَاعة الفقهاء: كمَا قَالَ، فأظهر ابْن أبي دؤاد أنه كاره
لقتله [7] فَقَالَ للواثق: [8] يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، شيخ مختل،
لعل به عاهة أو تغير عقله، يؤخر أمره ويستتاب، فقال الواثق: [8] يَا
أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، شيخ مختل، لعل به عاهة أو تغير عقله، يؤخر أمره
ويستتاب، فَقَالَ الواثق: مَا أراه إلا مؤذنا بالكفر [9] ، قائمَا بمَا
يعتقده منه. ودعا بالصمصامة وقال: إذا قمت [إليه] [10] فلا يقومن أحد
معي فإنّي أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الّذي يعبد ربا لا نعبده ولا
نعرفه بالصفة التي وصفه بِهَا، ثم أمر بالنطع فأجلس 74/ أعليه [وهو
مقيد] [11] ، وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه. / ومشى إليه حتى
__________
[1] «مالا» ساقطة من ت.
[2] «في آخر أيام الواثق» ساقطة من ت.
[3] في الأصل: «صاحبيه طالبا وأبا هارون» وفي ت: «فقررهما» .
[4] في ت: «فبعثهم» .
[5] «أفمخلوق هُوَ؟ قَالَ: هُوَ كلام الله قَالَ» ساقطة من ت.
[6] «ويحك» ساقطة من ت.
[7] في ت: «أنه كان كارها» .
[8] «للواثق» ساقطة من ت.
[9] في تاريخ بغداد: «لكفره» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/166)
ضرب عنقه وأمر بحمل رأسه إِلَى بغداد،
فنصبت فِي الجانب الشرقي أيامَا، وفي الجانب الغربي أيامَا، وتتبع
رؤساء أصحابه [1] ، فوضعوا فِي الحبوس [2] .
وفي رواية أخرى: أن طالبا وأبا هارون السراج [3] فرقا عَلَى قوم [4]
مَالا، ووعدوهم ليلة يضربون فيها الطبل فيجتمعون [5] فِي صبيحتها
بالوثوب [6] على السلطان [7] ، وكان الوعد ليلة الخميس لثلاث خلون [8]
من شعبان، وأعطيا رجلين من بني أشرس [العابد] [9] دنانير يفرقانها فِي
جيرانهم، فاجتمع قوم منهم عَلَى نبيذ، فثملوا فضربوا الطبل ليلة
الأربعاء وهم يحسبونها ليلة الخميس، فأكثروا الضرب، فلم يجتمع إليهم
أحد [10] ، فوجّه إليهم صاحب الشرطة، وقررهم فأقروا، وأخذ أحمد بْن نصر
[11] ، فقيد وبعث [به] [12] إِلَى الواثق، فلم يذكر لَهُ مَا قيل عنه
فِي الخروج [عَلَيْهِ] [13] ، لكنه قَالَ: مَا تقول فِي القرآن؟ وهل
ترى ربك؟ فذكر نحو مَا تقدم إِلَى أن قَالَ: فدعا [14] الواثق بسيف
عمرو بن معديكرب، ومشى إليه وضربه ضربة وقعت [15] عَلَى حبل العاتق، ثم
ضربه أخرى عَلَى رأسه، ثم انتضى سيمَا [16] الدمشقي سيفه فضرب عنقه،
وجز رأسه، ثم صلب فِي الحظيرة التي فيها بابك، وفي رجليه قيود، وعليه
سراويل وقميص، وحمل رأسه إِلَى مدينة السَّلَام، فنصب فِي الجانب
الشرقي أيامَا وفي [الجانب] [17] الغربي أيامَا، ثم حول إِلَى الشرقي،
وحظر عَلَى الرأس حظيرة، وضرب عَلَيْهِ فسطاط، وأقيم عَلَيْهِ الحرس
[18] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن محمد قال أخبرنا [أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ] [19] أَخْبَرَنَا
__________
[1] في ت: «وتتبع رؤساء من بني الرس القائد» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 176- 177.
[3] «السراج» ساقطة من ت.
[4] في ت: «قومهم» .
[5] في ت: «ليجتمعوا» .
[6] في ت: «الوثوب» .
[7] في ت: «بالسلطان» .
[8] في ت: «يخلوا» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في ت: «فلم يجبهم أحد» .
[11] في الأصل وت: «أحمد بن يوسف» .
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[14] في ت: «فدعاه» .
[15] في ت: «فوقعت» .
[16] «سيما» ساقطة من ت.
[17] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[18] في ت: «وأقيم على الحرس» .
[19] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/167)
مُحَمَّد بْن علي بْن يعقوب [1] ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سمعت أبا العباس السياري
يقول: سمعت أبا العباس بْن سعيد [2] المروزي قال: ضربت عنق أحمد بن 74/
ب نصر/، وهذه نسخة الرقعة معلقة فِي أذنه [3] :
بسم الله الرحمن الرحيم: هَذَا رأس أحمد بْن نصر بْن مَالك، دعاه عبد
الله الإمَام هارون [4] الواثق باللَّه أَمِير الْمُؤْمِنِينَ إِلَى
القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلا المعاندة [5] فعجله الله
إِلَى ناره، وكتب محمد بْن عبد الملك [6] .
فلمَا جلس المتوكل فدخل عَلَيْهِ عبد العزيز بْن يحيى المكي، فَقَالَ:
يا أمير المؤمنين، ما رئي أعجب من أمر الواثق، قتل أحمد بْن نصر،
وَكَانَ لسانه يقرأ القرآن إِلَى أن دفن. قَالَ: فوجد المتوكل من ذلك،
وساءه مَا سمعه فِي أخيه، إذ دخل عَلَيْهِ محمد بْن عبد الملك الزيات
فَقَالَ لَهُ: يَا ابْن عبد الملك، فِي قلبي [شيء] [7] من قتل أحمد بْن
نصر، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، أحرقني اللَّه بالنار إن
كَانَ [8] قتله أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الواثق إلا كافرا، قَالَ: ودخل
هرثمة فَقَالَ: يَا هرثمة، فِي نفسي [شيء] [9] من قتل أحمد ابن نصر
[10] فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، قطعني الله إربا إربا إن
كَانَ [11] قتله أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الواثق إلا كافرا، قَالَ: ودخل
عَلَيْهِ أحمد بْن أبي دؤاد، فَقَالَ: يَا أحمد، فِي قلبي من قتل أحمد
بْن نصر [شيء] [12] فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، ضربني الله
بالفالج إن كان [13] قتله
__________
[1] في تاريخ بغداد: «محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب» .
[2] في ت: «بن سعد» .
[3] في ت: «المعلقة في عنقه» .
[4] «هارون» ساقطة من ت.
[5] في ت: «المائدة» .
[6] في ت: «بن عبد الله» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] «كان» ساقطة من ت.
[9] في الأصل: «من قتل أحمد بن نصر شيء» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] «كان» ساقط من ت.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] «كان» ساقطة من ت.
(11/168)
أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الواثق [1] إلا
كافرا، قَالَ المتوكل: أمَا [ابْن] [2] الزيات فأنا أحرقته بالنار،
وأمّا هرثمة فإنه هرب، فاجتاز بقبيلة من خزاعة [3] فقطعوه إربا إربا،
وأمَا ابْن أبي دؤاد فقد [4] سجنه الله فِي جلده [5] .
أَخْبَرَنَا [عَبْد الرحمن] القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب [أَحْمَد
بْن عَلي بْن ثابت] [6] أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن هبة الله الجرباذقاني،
أَخْبَرَنَا معمر بْن أحمد الأصبهاني قَالَ: أخبرني أبو عمرو عُثْمَان
بْن محمد العثمَاني إجازة قَالَ: حدثني علي بْن محمد بْن إبراهيم
[حَدَّثَنَا إبراهيم] [7] بْن إِسْمَاعِيل بْن خلف قَالَ: كَانَ أحمد
بْن نصر خلي/، فلما قتل 75/ أفي المحنة وصلب رأسه، أخبرت أن الرأس يقرأ
القرآن، فمضيت فبت بقرب من الرأس مشرفا عَلَيْهِ، وَكَانَ عنده رجالة
وفرسان يحفظونه، فلمَا هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ: الم أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا
يُفْتَنُونَ 29: 1- 2 [8] الآية، فاقشعر جلدي، ثم رأيته بعد ذلك فِي
المنام وعليه السندس والإستبرق وعلى رأسه تاج، فقلت: مَا فعل الله بك
يَا أخي؟ قَالَ: غفر لي وأدخلني الجنة، إلا أني كنت مغمومَا ثلاثة
أيام، فقلت: ولم؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مر بي، فلمَا بلغ خشبتي [9] حول وجهه عني،
فقلت لَهُ بعد ذلك: يَا رَسُول اللَّهِ، قتلت عَلَى الحق أم عَلَى
الباطل؟ قَالَ: أنت عَلَى الحق، ولكن قتلك رجل من أهل بيتي، فإذا بلغت
إليك أستحي منك [10] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد، أَخْبَرَنَا الخطيب قَالَ:
قرأت عَلَى أبي بكر البرقاني، عن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق السراج قال:
سمعت أبا بكر المطوعي قَالَ: لمَا جيء برأس أحمد بْن نصر صلبوه عَلَى
الجسر، فكانت الريح تديره قبل القبلة، فأقعدوا لَهُ رجلا معه قصبة أو
رمح، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إِلَى خلاف القبلة [11] .
قَالَ السراج: قتل أحمد بْن نصر يوم السبت غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين،
__________
[1] «الواثق» ساقطة من ت.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ت: «بقبيلة خزاعة» .
[4] «فقد» ساقطة من ت.
[5] تاريخ بغداد 5/ 177- 178.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] سورة: العنكبوت، الآيتان: 1 و 2.
[9] في ت: «فلما بلغ فإذا جاء إلى خشبتي» .
[10] تاريخ بغداد 5/ 179.
[11] تاريخ بغداد 5/ 179.
(11/169)
وأنزل رأسه وأنا حاضر ببغداد يوم الثلاثاء
لثلاث خلون من شوال سنة سبع وثلاثين [1] .
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب [أحمد بْن علي قَالَ:]
[2] لم يزل رأس أحمد بْن نصر منصوبا ببغداد وجسده مصلوبا بسامراء ست
سنين [3] إِلَى أن حط، وجمع بين رأسه وبدنه، ودفن فِي [4] الجانب
الشرقي فِي المقبرة المعروفة بالمَالكية [5] .
1342- إبراهيم بْن محمد بْن عرعرة بن اليزيد، أبو إسحاق الشامي البصري
[6] .
7/ ب سكن بغداد، وحدث بِهَا/ عن يحيى بْن سعيد القطان، وابن مهدي،
وغندر، وغيرهم. قَالَ أبو حاتم الرَّازيّ: هُوَ صدوق، وقال يحيى: هُوَ
[7] ثقة.
توفي فِي رمضان هَذِهِ السنة.
1343- إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ مولى
بني مخزوم [8] .
دمشقي [9] ، ولي أمر إفريقية لعمر بْن عبد العزيز [10] توفي في هذه
السنة.
1344- خالد بْن مرداس، أبو الهيثم السراج [11] .
حدث عن إسمَاعيل بْن عياش، وابن المبارك، روى عنه: البغوي، وكان ثقة.
توفي في شعبان هَذِهِ السنة.
1345- خلف بْن سالم، أبو محمد المخرمي مولى المهالبة [12] .
وَكَانَ سنديا، سمع أبا بكر بْن عياش وهشيمَا، وابن مهدي، وابن علية،
وأبا
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 180.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «ست سنين» ساقطة من ت.
[4] في ت: «وجسده وقربا بالجانب» .
[5] تاريخ بغداد 5/ 180.
[6] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 148.
[7] «هو» ساقطة من ت.
[8] في الأصل: «محروم» .
[9] دمشقي» ساقطة من ت.
[10] «لعمر بن عبد العزيز» ساقطة من ت.
[11] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 307، 308.
[12] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 328- 330.
(11/170)
نُعَيم، ويزيد بْن هارون، روى عنه: يعقوب
بْن شيبة، وأحمد بْن خيثمة. وقال أحمد بن حنبل: [1] لا نشك فِي صدقه.
توفي فِي رمضان هَذِهِ السنة.
1346- سليمَان بْن داود بْن الرشيد، أبو الربيع الأحول الختلي البغدادي
[2] .
وليس هَذَا داود بْن رشيد المشهور [3] ، هَذَا آخر، حدث عنه مسلم بْن
الحجاج، وأبو زرعة الرازي، وأَبُو يعلى الموصلي، وَكَانَ ثقة.
توفي يوم السبت أول يوم من رمضان هَذِهِ السنة.
ولمسلم شيخ آخر حدث عنه فِي صحيحه، يقال لَهُ: سليمَان بْن داود أبو
الربيع الزهراني توفي فِي سنة أربع، وسيأتي ذكره، فلا تظن أنهمَا واحد،
فقد ادعى هَذَا أبو بكر أحمد بْن عَلِيّ الأصفهاني الحافظ، فإنه خرج
شيوخ مسلم وجعلهما واحدا، وخطأ أبا يعلى الموصلي، لأنه حدَّث عنهمَا
فِي معجم مشايخه، وفرق بينهمَا، وأورد لكل واحد حديثا منفردا [4] ،
وأبو يعلى أعلم بمشايخه.
يدل عَلَى صحة هَذَا أن أبا القاسم هبة الله/ بْن أحمد الحريري [5]
أنبأنا عن 76/ أالعشاري، عن الدار الدارَقُطْنيّ أنه ذكر مشايخ مسلم
الذين أخرج عنهم فِي الصحيح، فَقَالَ:
سليمَان بْن داود أبو الرَّبِيع الزهراني، وسليمَان بْن داود أبو
الربيع الأحوال البغدادي.
وقال البغوي: مَات سليمَان بْن داود [أبو الربيع] [6] سنة إحدى وثلاثين
ومَائتين، [ومَات سليمَان بْن داود أبو الربيع الزهراني سنة أربع
وثلاثين ومَائتين] [7] فبان وهم أبي بكر الأصبهاني.
__________
[1] في ت: «ابن خيثمة وأحمد: لا نشك ... » .
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 37.
و «البغدادي» ساقطة من ت.
[3] في ت: «المذكور» .
[4] «منفردا» ساقطة من ت.
[5] «الحريري» ساقطة من ت.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/171)
1347- سليمَان بْن داود أبو داود المباركي
[1] .
سمع يحيى بْن أبي زائدة، روى عنه: مسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة، وقال:
هُوَ ثقة.
وتوفي في ذي القعدة [2] من هذه السنة.
1348- محمد بْن زياد، أبو عبد الله، مولى بني هاشم، ويعرف بابن
الأعرابي [3] .
كَانَ الغاية فِي علم اللغة [4] ، ومعرفة الأنساب والأيام، وحدث عن أبي
معاوية الضرير، رَوَى عَنْهُ: إبراهيم الحربي، وثعلب، وغيرهمَا،
وَكَانَ ثقة، وَكَانَ ليله أحسن ليل.
وتوفي بسامراء في هذه السنة، وَهُوَ ابْن ثمَانين سنة، وقيل: توفي سنة
ثلاثين، والأول أصح.
1349- محمد بْن سعدان، أبو جعفر النحوي الضرير [5] .
كَانَ أحد القراء، وله كتاب فِي القراءات، وَكَانَ ثقة، وله كتاب فِي
النحو أيضا.
توفي يوم عرفة في هذه السنة.
1350- محمد بْن سلام [6] بْن عبيد الله، أبو عبد الله البصري، مولى
قدامة بْن مظعون [7] .
كَانَ من أهل الأدب، وصنف كتابا فِي طبقات الشعراء، وحدث عن حمَاد بن
__________
[1] في ت: «النساري» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 38.
[2] في ت: «في ذي الحجة» .
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 282- 285.
[4] في ت: «في علم العربية» .
[5] هذه الترجمة ساقطة من ت.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 324.
[6] في جميع المواضع من النسخة ت: «سلامة» .
[7] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 327- 330.
(11/172)
سَلَمَة وغيره، وروى عنه: عبد الله بْن
أحمد [1] ، وثعلب، قَالَ صالح جزرة الحافظ:
كَانَ محمد بْن سلام صدوقا. وقال أبو خيثمة: يرمى بالقدر، لا نكتب عنه
الحديث، إنمَا نكتب عنه الشعر [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن [بْن مُحَمَّد بْن
أَحْمَد بْن] يعقوب [قَالَ:] [3] حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن
الفضل، حدثنا محمد/ بن يحيى النديم قَالَ أَخْبَرَنَا حسين [4] بْن
الفهم: كَانَ 76/ ب قدم علينا [5] محمد بْن سلام سنة اثنتين وعشرين
ومَائتين، فاعتل علة شديدة، فمَا تخلف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلاء
أطباءهم، وَكَانَ ابْن مَاسويه ممن أهدي إليه، فلمَا جسه ونظر إليه
قَالَ لَهُ: مَا أرى بك [6] من العلة مثل مَا أرى بك [7] من الجزع
فَقَالَ: والله مَا ذاك لحرص عَلَى الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة، ولكن
الإنسان فِي غفلة حَتَّى يوقظ بعلة [8] ، ولو وقفت [9] بعرفات وقفة
وزرت قبر رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ زورة، وقضيت
أشياء فِي نفسي، لرأيت [10] مَا اشتد علي من هَذَا الجزع [11] قد سهل،
فَقَالَ [لَهُ] [12] ابْن مَاسويه فلا تجزع فقد رأيت فِي عرقك من
الحرارة الغريزية وقوتها، مَا إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين
أخرى، قَالَ حسين [بْن الفهم] : [13] فوافق كلامه قدرا، فعاش محمد عشر
سنين بعد ذَلِكَ، ومَات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [14] .
__________
[1] في الأصل: «عبد الله بن علي» .
[2] في ت: «لا نكتب عنه إنما نكتب عنه الشعراء» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «أخبرنا حسين» ساقطة من ت.
[5] «علينا» ساقطة من ت.
[6] «بك» ساقطة من ت.
[7] «بك» ساقطة من ت.
[8] «بعلة» ساقطة من ت.
[9] في ت: «ولقد وقفت» .
[10] في ت: «فرأيت» .
[11] «الجزع» ساقطة من ت.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[14] تاريخ بغداد 5/ 329.
(11/173)
قَالَ النديم: وأخبرنا الفضل بْن الحباب
قَالَ: ابيضت لحية محمد بْن سلام ورأسه وله سبع وعشرون سنة، وسمعته
يقول: أفنيت ثلاثة أهلين تزوجت وأطفلت [1] فمَاتوا، ثم فعلت مثل ذلك
فمَاتوا، ثم فعلت الثالثة فمَاتوا، وها أنا ذا فِي الرابعة [2] ولي
أولاد [3] .
توفي [محمد بْن سلام] [4] في هذه السنة ببغداد.
1351- هارون بْن معروف، أبو علي المروزي [5] .
سكن بغداد، وحدث بِهَا عن عبد العزيز الدراوَرْديّ، وابن عيينة، وهشيم،
روى عنه: أحمد بْن حنبل، والبغوي، وكان ثقة.
وتوفي في رمضان هذه السنة.
1352- يوسف بْن يحيى، أبو يعقوب البويطي [6] .
منسوب إِلَى قرية يقال لها: بويط، وَكَانَ الشافعي رضي الله عنه يقرّبه
ويؤثره [7] ، 77/ أوجلس بعده فِي مكانه وَكَانَ فقيها/ ثقة، وَكَانَ
متعبدا [8] زاهدا، وحمل فِي أيام المحنة إِلَى بغداد فلم يجب، فحبس
فمَات فِي الحبس في هذه السنة [9] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت، قال: أخبرنا أحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن علي الأستراباذي،
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بْن محمد الطيبي [10] ، حَدَّثَنَا أبو نعيم
عَبْد الملك بْن محمد [قَالَ: سمعت الربيع] [11] قَالَ: سمعت أبا
الوليد بْن أبي الجارود يقول: كان أبو يعقوب البويطي جاري، فمَا كنت
أنتبه [12] ساعة من الليل إلا وأسمعه [13] يقرأ ويصلي. قَالَ
الرَّبِيع: كَانَ أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله تعالى- أو نحو
مَا قَالَ [14] .
__________
[1] «وأطفلت» ساقطة من ت.
[2] في ت: «وها أنا في الرابعة» .
[3] في تاريخ بغداد: «ولا أولاد» .
انظر: تاريخ بغداد 5/ 329.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 14/ 14.
[6] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 14/ 299.
[7] «ويؤثر» ساقطة من ت.
[8] في الأصل: «مقتدرا» .
[9] تاريخ بغداد 14/ 300.
[10] في ت: «الخطيبيّ» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] في ت: «كنت رأيته» .
[13] في ت: «وسمعته» .
[14] تاريخ بغداد 14/ 300.
(11/174)
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد
بْن عيسى [1] بْن عبد العزيز، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أحمد
[2] الأنمَاطي، حَدَّثَنَا محمد بْن حمدان الطرائقي، حَدَّثَنَا الربيع
بْن سليمَان قَالَ: رأيت البويطي عَلَى بغل، وفي عنقه غل، وفي رجليه
قيد، وبين الغل والقيد [3] سلسلة حديد، وفيها طوبة [4] وزنها أربعون
رطلا، وَهُوَ يقول: إنمَا خلق اللَّه الخلق بكن، فإذا كانت كن مخلوقة،
فكان مخلوقا [5] خلق مخلوقا [6] ، فو الله لأموتن [7] فِي حديدي هَذَا
حَتَّى يأتي من بعدي قوم يعلمون أنه قد مَات فِي هَذَا الشأن قوم فِي
حديدهم، ولئن أدخلت إليه لأصدقنه- يعني الواثق- قَالَ الربيع: وكتب إلي
من [8] السجن [يقول:] [9] إنه ليأتي علي أوقات لا أحس بالحديد أنه
عَلَى بدني حَتَّى تمسه يدي فإذا [10] قرأت كتابي هَذَا فأحسن خلقك
مَعَ أهل حلقتك، واستوص بالغرباء خاصة خيرا، فكثيرا [11] مَا كنت أسمع
الشافعي رحمه اللَّه [12] يتمثل بهذا البيت:
أهين لهم نفسي لكي يكرمونها ... ولا تكرم النفس التي لا تهينها [13]
توفي البويطي فِي رجب هَذِهِ السنة. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
[14] ، / 77/ ب والأول أصح.
__________
[1] في ت: «بن يحيى» .
[2] في الأصل: «بن محمد» .
[3] في ت: «القيد والغل» .
[4] «وفيها طوبة» ساقطة من ت.
[5] في ت: «فكان القرآن مخلوقا» .
[6] «خلق مخلوقا» ساقطة من ت.
[7] في ت: «لأن أموت» .
[8] في ت: «إليه في السجن» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في ت: «قال: فإذا» .
[11] في ت: «لشراء ما كنت» .
[12] «رحمه الله» ساقطة من ت.
[13] تاريخ بغداد 12/ 302.
[14] «ومائتين» ساقطة من ت.
(11/175)
ثُمّ دخلت سنة اثنتين وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
[مسير بغا الكبير إِلَى بني نمير]
مسير بغا الكبير إِلَى بني نمير حَتَّى أوقع بهم.
وسببه: أنهم كانوا يعيثون [1] فِي الأرض، وَكَانَ قد انكشف عسكر بغا،
ثم اجتمع فكشفوا بني نُمَيْر، ثم طلبوا الأمَان فأعطاهم، ثم قيدهم
وساربهم [2] .
[جاء السودان إلى البصرة]
[وفيها: جاء السودان إِلَى البصرة.
وفيها: ولي محمد بْن إبراهيم بْن مصعب فارس] [3] .
وفيها: أمر الواثق بترك جباية أعشار البحر [4] .
وفيها: اشتد البرد فِي نيسان حَتَّى جمد المَاء لخمس خلون منه [5] .
[كثرة الزلازل في المغرب]
وكثرت الزلازل فِي المغرب، وكانت زلزلة بدمشق هدمت [6] منها المنازل
[والدور] [7] ، ومَات خلق من النّاس، وكذلك بحمص، وعظم ذلك فِي قرى
أنطاكية
__________
[1] في ت: «يعثون» .
[2] تاريخ الطبري 9/ 146- 150.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] تاريخ الطبري 9/ 150.
[5] تاريخ الطبري 9/ 150.
[6] في ت: «تهدمت» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/176)
والموصل، ويقال: إنه مَات فيها [1] عشرون
ألفا.
وفيها: أصاب الحاج فِي العود عطش شديد فِي أربعة منازل إِلَى الربذة
[2] ، فبلغت الشربة دنانير كثيرة [3] ، ومَات خلق كثير من العطش [4] .
[موت الواثق]
وفيها: مات الواثق، وبويع للمتوكل [5] .
__________
[1] في ت: «بها» .
[2] «إلى الرَّبَذَة» ساقطة من ت.
[3] في الطبري «عدة دنانير» .
[4] تاريخ الطبري 9/ 150.
[5] تاريخ الطبري 9/ 150- 155.
(11/177)
باب خلافة المتوكل
[1]
واسمه: جعفر بْن محمد بْن هارون الرشيد، ويكنى أبا الفضل، وأمه أم ولد،
اسمها شجاع، ولد سنة سبع ومَائتين بفم الصلح، ونزل سامراء، وَكَانَ
أسمر حسن العينين، خفيف العارضين، نحيفا إلى القصر، ولا تعرف امرأة رأت
ابنها خليفة وَهُوَ جد وله ثلاثة أولاد ولاة عهود إلا أم المتوكل،
وَكَانَ المتوكل جدا ومَا كمل لَهُ ثلاثون سنة.
وسلم عَلَى المتوكل بالخلافة ثمَانية كلهم ابْن خليفة: محمد بْن
الواثق، وأحمد بن 78/ أالمعتصم، وموسى بْن المأمون، وعبد اللَّه بْن
الأمين، / وأبو أحمد بْن الرشيد، والعباس بْن الهادي، ومنصور بْن
المهدي، والمنصور بْن المتوكل.
ذكر بيعة المتوكل [وشيء من سيرته] [2]
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي الحسن بن عَلِيّ الصيمري، حَدَّثَنَا محمد بْن عمران بْن
موسى قَالَ: حدثني أبو عبد الله الحكيمي قَالَ: حَدَّثَنِي ميمون عن
جمَاعة [3] سمَاهم، أن الواثق لمَا مَات اجتمع وصيف التركي، وأحمد بْن
أبي دؤاد، ومحمد بْن عبد الملك، وأحمد بْن خالد المعروف بأبي الوزير
وعمر بْن فرج [4] ، فعزم أكثرهم عَلَى تولية محمد بْن الواثق، فأحضروه
وَهُوَ غلام أمرد قصير، فَقَالَ [أحمد] [5] بْن أبي دؤاد: أمَا تتقون
الله، كيف
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 165- 172.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «ميمون بن جماعة» .
[4] في الأصل: «بن نوح» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/178)
[تولون مثل] [1] هَذَا الخلافة؟ فأرسلوا
بغا الشرابي إِلَى جعفر بْن المعتصم فأحضروه، فقام ابْن أَبِي دؤاد
فألبسه الطويلة ودراعة، وعممه بيده عَلَى الطويلة، وقبل بين عينيه،
وقال: السَّلَام عليكم يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ. ثم غسل الواثق، وصلى
عَلَيْهِ المتوكل ودفن.
قَالَ ميمون: فحدثني سعيد [2] الصغير قَالَ: كَانَ المتوكل قد رأى فِي
منامه [3] كأن سكرا [4] سليمَانيا قَدْ نزل [5] عَلَيْهِ من السمَاء
مكتوب عَلَيْهِ: «جعفر المتوكل عَلَى الله» .
قَالَ ميمون: فلمَا صلى عَلَى الواثق قَالَ محمد بْن عبد الملك: نسميه
المنتصر، وخاض الناس فِي ذلك، فحدث المتوكل أحمد بْن أبي دؤاد بمَا رأى
[فِي منامه] [6] فوجده موافقا، فأمضى وكتب [به] [7] إِلَى الآفاق [8] .
وفي رواية أخرى: أنهم بعد ذلك صاروا إِلَى دار العامة [9] فبايعوا حين
زالت الشمس يومئذ/ وذلك يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين
وثلاثين، وكتب/ 78/ ب لَهُ بالبيعة محمد بْن عبد الملك الزيات وَهُوَ
إذ ذاك عَلَى ديوان الرسائل، وسنه إذ ذاك ستة [10] وعشرون سنة.
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا أبو بَكْرٍ [أَحْمَدُ]
بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ قَالَ] أخبرني [الحسن] [11] بْن شهاب
العكبري فِي كتابه إلي قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن عبد الله بْن
أبي سمرة البُنْدار، أَخْبَرَنَا معاوية بْن عثمَان، حَدَّثَنَا علي
بْن حاتم، حَدَّثَنَا علي الجهم [12] قَالَ: وجه إلي أَمِير
الْمُؤْمِنِينَ المتوكل، فأتيته فَقَالَ لي: يَا علي، رأيت النَّبِيّ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي المنام فقمت إليه، فَقَالَ لي:
تقوم إلي وأنت خليفة؟ فقلت لَهُ: أبشر يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ أمَا
قيامك إليه فقيامك بالسنة، وقد عدك من الخلفاء. فسر بذلك [13] .
أخبرنا القزاز قال أخبرنا أحمد بن علي قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو منصور
محمد بْن علي بْن إسحاق الخازن، أَخْبَرَنَا أحمد بْن بشر بْن سعيد
الخرقي [14] ، حَدَّثَنَا أبو روق الهزاني
__________
[1] في الأصل: «كيف يلي هذا» .
[2] في ت: «نصيف الصغير» .
[3] في ت: «النوم» .
[4] في ت: «خاتما» .
[5] في ت: «قد سقط» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] تاريخ بغداد 7/ 165.
[9] في ت: «دار القصيعة» .
[10] في ت: «يومئذ ست وعشرون» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] في ت: «المنجم» .
[13] تاريخ بغداد 7/ 170.
[14] في الأصل: «سعيد الجرمي» .
(11/179)
قَالَ: سمعت محمد بْن خلف يقول: كَانَ
إبراهيم بْن محمد التيمي قاضي البصرة [1] يقول: الخلفاء ثلاثة، أبو بكر
الصديق قاتل أهل الردة حَتَّى استجابوا، وعمر بْن عبد العزيز رد مظالم
بني أمية، والمتوكل محا البدع [وأظهر السنة] [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بن علي [بن ثابت] قال: حدثني القاضي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْن
الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الفتح بْن أحمد بْن علي بن هارون
المنجم، عن أبيه وعمه، عن أبيهمَا أبي القاسم علي بْن يحيى: أنه كانت
عنده 79/ أ [كل] [3] نوبة/ من نوب الفراشين فِي دار المتوكل عَلَى
[الله] [4] أربعة آلاف فراش قالا: فذهب عنا [5] أن نسأله كم نوبة
كانوا.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا [أبو بكر] أحمد بن علي بن ثابت،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري [6] ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا المعافى بْن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا أبو النضر
العُقَيْليّ، حَدَّثَنَا أبو أحمد يحيى بْن علي المنجم [قَالَ:] حدثني
أبي قَالَ: خرجنا [7] مَعَ المتوكل إِلَى دمشق فلحقنا ضيقة بسبب المؤن
والنفقات التي كانت تلزمنا، قَالَ: فبعثت إِلَى بختيشوع وَكَانَ [لي]
صديقا [أسأله] [8] أن يقرضني عشرين ألف درهم، قَالَ: فأقرضنيها، فلمَا
كَانَ بعد يوم أو يومين دخلت مَعَ الجلساء إِلَى المتوكل، فلمَا جلسنا
بين يديه قَالَ: يَا علي، لك عندي ذنب وَهُوَ عظيم، قلت: يَا سيدي،
ومَا هُوَ، فإني لا أعرف لي ذنبا ولا جناية [9] ؟ قال: بلى، أضقت [10]
فاستقرضت
__________
[1] «يقول: كَانَ إبراهيم بْن محمد التيمي قاضي البصرة» ساقطة من ت.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 170.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «فذهب علينا» .
[6] في الأصل: «الحسن الخازن» .
[7] في ت: «خرجت» .
[8] في الأصل: «وكان صديقي أن يقرضني» .
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] تاريخ بغداد «ولا خيانة» .
[10] في ت: «بلى أضفت» .
(11/180)
من بختيشوع عشرين ألف درهم، أفلا أعلمتني؟
قلت: يَا مولاي، صلات [1] أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عندي متواترة، وأرزاقه
وأنزاله علي دارة، فاستحييت مَعَ مَا قد أنعم الله به علينا من [هذا]
[2] التفضل أن أسأله، قَالَ: ولم؟ إياك أن تستحي فِي مسألتي أو الطلب
مني، وأن [3] تعاود مثل [4] مَا كَانَ منك [5] ، ثم قَالَ: مَائة ألف
درهم- بغير صروف- فأحضرت عشر بدر، فَقَالَ: خذها واتسع بِهَا [6] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد [7] الوكيل قال: حدثنا إسماعيل بن
سعيد [8] المعدل، أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنَا محرز
الكاتب قَالَ: اعتل عبيد الله بْن يحيى بْن خاقان فأمر المتوكل الفتح
أن يعوده، فأتاه فَقَالَ: أَمِير الْمُؤْمِنِينَ يسأل عن علتك، فَقَالَ
عبيد الله:
عليل من مكانين ... من الأسقام والدين
وفي هذين لي شغل ... وحسبي شغل هذين
/ فأمر لَهُ المتوكل بألف درهم [9] . 79/ ب أخبرنا عبد الرحمن بن محمد
[قال: أخبرنا] أَحْمَدُ بْنُ على [بْن ثابت] [10] قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بن على بن حمويه، أخبرنا أحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَنِ الشيرازي، أَخْبَرَنَا أبو الحسين محمد بْن علي شاه
التميمي، أَخْبَرَنَا أحمد بْن عبد الله العبسي [11] قَالَ:
حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق قال: حدثني الأعثم قَالَ: دخل علي بْن
الجهم عَلَى جعفر المتوكل [12] وبيده درتان يقلبهمَا، فأنشده قصيدته
التي يقول فيها:
وإذا مررت ببئر عروة ... فاسقني من مَائها
قَالَ: فدحا بالدرة التي فِي يمينه، فقلبتها فَقَالَ [لي] [13] :
تستنقص بِهَا؟ هي والله
__________
[1] في ت: «صلاة» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «وان» ساقطة من ت.
[4] في ت: «بعد ما كان» .
[5] في الأصل: «منكم» .
[6] تاريخ بغداد 7/ 168.
[7] في الأصل: «أحمد بن عبد الوهاب» .
[8] في الأصل: «بن سعد» .
[9] تاريخ بغداد 7/ 166، 167.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] في ت: «العنسيّ» .
[12] «المتوكل» ساقطة من ت.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/181)
خير من مَائة ألف، قلت: لا والله مَا
استنقصت بِهَا، ولكن فكرت فِي أبيات أعملها لآخذ التي في يسارك،
فَقَالَ: قل. فأنشأت أقول:
بسر من رأى إمَام عدل ... تغرف من بحره البحار
يرجى ويخشى لكل خطب ... كأنه جنة ونار
الملك فيه وفي بنيه ... مَا اختلف الليل والنهار
يداه فِي الجود ضرتان ... عَلَيْهِ كلتاهمَا تغار
لم تأت منه اليمين شيئا ... إلا أتت مثلها اليسار
قَالَ: فدحا [إليه] بالتي فِي يساره [وقال: خذها لا بارك الله لك فيها]
[1] .
[قَالَ المصنف] [2] : وقد رويت هَذِهِ الأبيات للبحتري فِي المتوكل.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا
محمد بن جعفر بن علان قال: حَدَّثَنَا أبو الفتح محمد بْن الحسين
الأزدي، حَدَّثَنَا محمد بْن إبراهيم الأنطاكي، أَخْبَرَنَا الْحَارِث
بْن أحمد العبدي، حَدَّثَنَا أحمد بْن يزيد [3] المؤدب قَالَ: سمعت
الفتح بْن خاقان يقول: دخلت يومَا عَلَى المتوكل فرأيته مطرقا [4]
يتفكر فقلت له: ما هذا الكفر يا أمير المؤمنين؟ فو الله مَا عَلَى
الأرض أطيب منك عيشا ولا أنعم 80/ أمنك بالا، فَقَالَ: / يَا فتح، أطيب
عيشا مني رجل لَهُ دار واسعة [5] ، وزوجة صالحة، ومعيشة حاضرة، لا
يعرفنا [6] فنؤذيه، ولا يحتاج إلينا فنزدريه [7] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1353- إسمَاعيل بْن عيسى [8] العطار [9] .
سمع إسمَاعيل بْن زكريا الخلقاني، والمسيب بْن شريك، وغيرهمَا، وروى عن
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر: تاريخ بغداد 7/ 167.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ت: «أحمد بن أيوب» .
[4] «مطرقا» ساقطة من ت.
[5] في ت: «وأمتعة» .
[6] في ت: «لا يعرفه» .
[7] تاريخ بغداد 7/ 169.
[8] في ت: «بن يحيى» .
[9] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 262.
(11/182)
أَبِي حذيفة إسحاق بْن بشر كتاب «المبتدأ»
و «الفتوح» ، وَكَانَ ثقة.
توفي في رمضان هذه السنة.
1354- الحكم بْن موسى بْن أبي زهير [1] ، أبو صالح القنطري [2] .
نسائي الأصل، رأى مَالك بْن أنس، وسمع من [إسمَاعيل] [3] بْن عياش،
وابن المبارك، روى عنه: أحمد بْن حنبل، وعلي بْن المديني، وابن أبي
الدنيا، والبغوي قَالَ يحيى: هُوَ ثقة. وقال ابْن المَدِينيّ: الشيخ
الصالح.
توفي فِي شوال [4] هَذِهِ السنة.
1355- عبد الله بْن عون الخراز [5] .
سمع مَالك بْن أنس، وشريك بْن عبد الله، وإبراهيم بْن سعيد وغيرهم، روى
عنه، خلق كثير منهم البغوي، وكان ثقة.
قَالَ البغوي [6] : حَدَّثَنَا عبد الله بْن عون قَالَ- وَكَانَ من
الأبدال.
توفي في هذه السنة.
1356- عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إسحاق بْن إبراهيم [7] بْن سلمة، الضبي
مولاهم [8] .
كَانَ عَلَى رأي أبي حنيفة، وتقلد القضاء [عَلَى الرقة، ثم ولي القضاء]
[9] بمدينة المنصور وبالشرقية، كَانَ جمَاعا للمَال، ثم عزل فِي صفر
سنة ثمَان وعشرين ومَائتين [10] ، وتوجه إِلَى [11] مكة من سنة اثنتين
وثلاثين، فمَات بفيد فِي ذي القعدة وبها دفن [12] .
1357- عيسى بْن سالم الشاشي [13] .
قدم بغداد، وحدث بِهَا عن ابْن المبارك، روى عنه: البغوي، وكان ثقة.
__________
[1] في الأصل: «أبي زهر» .
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 226- 229.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في الأصل: «في شعبان» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 34.
[6] «وكان ثقة. قال البغوي» ساقطة من ت.
[7] «إبراهيم» ساقطة من ت.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 260- 261.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في الأصل: «ومائة» .
[11] في ت: «وتوفي جه» .
[12] في ت: «ودفن بها» .
[13] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 161.
(11/183)
وتوفي بطريق حلوان في هذه السنة، [وَكَانَ
من المحدثين الفقهاء] [1] .
1358- عمر بْن محمد بْن بكير، أبو عثمان الناقد [2] .
(8/ ب/ سمع سفيان بْن عيينة، وهشيمَا، وروى عنه: البغوي، وَكَانَ من
المحدثين الفقهاء الحفاظ، وقال أَحْمَد بْن حنبل: هُوَ يتحرى الصدق [3]
.
توفي فِي ذي الحجة من [4] هَذِهِ السنة.
1359- مغيرة بْن عبد الله [بْن المغيرة بْن عبد الله] [5] الفزاري.
كَانَ أمير مصر لمروان بْن محمد الجعدي، وَكَانَ حسن السيرة [6] .
توفي فِي رمضان [7] هَذِهِ السنة.
1360- هارون بْن عبد الله بْن محمد بْن كثير، أبو يحيى الزهري [8] .
قدم مصر واليا عَلَى القضاء [9] سنة سبع عشرة ومَائتين، فأقام قاضيا،
ثم [10] خرج إِلَى العراق، فتوفي بسامراء فِي رمضان [11] هَذِهِ السنة.
1361- هارون الواثق باللَّه ابْن المعتصم [12] .
ولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومَائتين، وتوفي في هذه السنة.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت قال: أخبرنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «عمر بن محمد بن بكر» .
[3] «وروى عنه البغوي ... » حتى « ... يتحرى الصدق» ساقطة من ت.
[4] «ذي الحجة من» ساقطة من ت.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «وكان حسن السيرة» ساقطة من ت.
[7] «رمضان» ساقطة من ت.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ الطبري 14/ 13- 14.
[9] في ت: «واليا عليها الحكم فقضى بين الناس» .
[10] في ت: «فأقام بها وكتب عنه» .
[11] في ت: «في شعبان» .
[12] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 14/ 15- 21.
(11/184)
أَبُو حاتم أحمد بْن الحسين بْن محمد
الرازي فِي كتابه إلينا بخطه، حَدَّثَنَا محمد بْن عبد الواحد بْن محمد
المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بْن أحمد بْن علي أبو الحسن الحافظ، حدثنا
الحسين بن عبد الله بْن يحيى البرمكي، أَخْبَرَنَا زرقان بْن أبي داود
قَالَ: لمَا احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جميع الخلق مشترك ... لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
مَا ضر أهل قليل فِي تفاقرهم ... وليس يغني عن الأملاك مَا ملكوا
ثم أمر بالبسط فطويت، وألصق خده بالأرض، وجعل يقول: يَا من لا يزول
ملكه ارحم من قد زال ملكه [1] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ
[بْنِ ثَابِتٍ] ، أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبي، حَدَّثَنِي الحسين بْن الحسن [2] / بْن محمد الواثقي
قَالَ: حدثني أبي [3] / 81/ أأحمد بْن محمد أمير البصرة قَالَ: حدثني
أبي قَالَ: كنت أحد من مرض الواثق فِي علته التي مَات فيها، فكنت
قائمَا بين يدي الواثق أنا وجمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ
لحقته غشية، فمَا شككنا أنه قَدْ مَات، فَقَالَ بعضنا لبعض: تقدموا
فاعرفوا خبره، فمَا جسر أحد منا [4] يتقدم، فتقدمت أنا، فَلَمَّا صرت
عند رأسه وأردت أن أضع يدي عَلَى أنفه أعتبر نفسه، لحقته إفاقة، ففتح
عينيه، فكدت أموت فرقا [5] من أن يراني قد مشيت فِي مجلسه إِلَى غير
رتبتي، فتراجعت إِلَى خلف، وتعلقت [6] قبيعة سيفي بعتبة المجلس، وعثرت
به، فاتكأت عَلَيْهِ فاندق سيفي وكاد يدخل فِي لحمي ويجرحني، فسلمت ثم
خرجت، فاستدعيت سيفا ومنطقة أخرى فلبستهمَا، وجئت حَتَّى وقفت فِي
مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جمَاعتنا فيه [أنه مَات] [7]
فتقدمت فشددت
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 19. والكامل 6/ 91.
[2] في الأصل: «بن الحسين» .
[3] في الأصل: «حدثني أبي قال حدثني أحمد» و «قال حدثني أبي» ساقطة من
ت.
[4] في ت: «منهم» .
[5] في تاريخ بغداد: «فرعا» .
[6] في ت: «فتعلق» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/185)
لحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إِلَى
القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا مَا تحته فِي المجلس ليردوه إِلَى
الخزائن، لأن جميعه مثبت عليهم، وترك وحده فِي البيت، وقال لي ابْن أبي
دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا
يحفظ الميت إِلَى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك الرجل، وقد كنت [من]
[1] أخصهم به في حياته، وذلك أنه اختصني واصطنعني حَتَّى لقبني الواثقي
باسمه، فحزنت عَلَيْهِ حزنا شديدا، وقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب
المجلس وجلست فِي الصحن عند الباب أحفظه، وَكَانَ المجلس فِي بستان
عظيم أجربة [2] ، وَهُوَ بين بساتين، فأحسست بعد 81/ ب ساعة فِي البيت
بحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي، وإذا بجرذون [3] من دواب/ البستان قد
جاء حَتَّى استل عين الواثق فأكلها فقلت: لا إله إلا الله، هَذِهِ
العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي لها هيبة [4] صارت طعمة لدابة
ضعيفة!! قَالَ:
وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابْن أبي دؤاد عن سبب عينه، فأخبرته.
قَالَ:
والجرذون دابة أكبر من اليربوع [قليلا] [5] .
وقد روي فِي سبب موته خبر طريف:
أَخْبَرَنَا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قال: أخبرنا عبد الله بن
محمد الأنصاري، حدثنا أبو يعقوب الحافظ، أَخْبَرَنَا أبو العباس أحمد
بْن محمد بْن الحسن الرازي، حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْن أحمد بْن محمد
بْن معاوية الرازي، حَدَّثَنَا بكر بْن عبد الله بْن حبيب قَالَ: سمعت
مِسْعَر [6] بْن محمد بْن وهب يحدث أبي عن المتوكل قَالَ: كَانَ الواثق
يحب النساء وكثرة الجمَاع، فوجه يومَا إِلَى ميخائيل الطبيب، فدعا به
[7] ، فدخل عَلَيْهِ وَهُوَ نائم [8] فِي مشرفة لَهُ [9] وعليه قطيفة
خز، فوقف بين يديه، فَقَالَ:
يَا ميخائيل، أبغني دواء للباه، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ،
بدنك، فلا تهده [بالجمَاع] [10] ، فإن كثرة الجمَاع تهد [11] البدن ولا
سيمَا إذا تكلف الرجل ذلك، فاتق الله في بدنك وأبق
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «أحدثه» .
[3] في ت: «بجرذ» .
[4] في ت: «لهيبته» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر الخبر في: تاريخ بغداد 14/ 19- 20 والكامل 6/ 92.
[6] في ت: «مسعود» .
[7] في ت: «فدعاه» .
[8] في ت: «قائم» .
[9] «في مشرفة له» ساقطة من ت.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] في ت: «يهدم» .
(11/186)
عليك، فليس لك من بدنك عوض، فَقَالَ لَهُ:
لا بد منه، ثم رفع القطيفة عنه، فإذا بين فخذيه وصيفة [قد] [1] ضمها
إليه، ذكر من جمَالها وهيئتها أمرا عجيبا، فَقَالَ: من يصبر عن مثل
هَذِهِ؟ قَالَ: فَإِن كَانَ ولا بد فعليك بلحم السبع، وأمر أن يؤخذ لك
منه [2] رطل فيغلى سبع غليات بخل خمر عتيق، فإذا جلست عَلَى شرابك أمرت
أن يضرب [3] لك منه ثلاثة دراهم فانتقلت به عَلَى شرابك في ثلاث ليال،
فإنك تجد فيه بغيتك، واتق الله فِي نفسك ولا تسرف فيها [4] ، ولا تجاوز
مَا أمرتك به. فلهى عنه أيامَا، فبينا هو ذات/ 82/ أليلة جالس قَالَ:
علي بلحم السبع الساعة، فأخرج لَهُ سبع من الجب وذبح من ساعته، وأمر
فكبب [5] لَهُ منه، ثم أمر فأغلي لَهُ منه بالخل، ثم قدم لَهُ منه،
فأخذ يتنقل منه عَلَى شرابه، وأتت عَلَيْهِ الأيام والليالي، فسقى
بطنه، فجمع لَهُ الأطباء، فأجمع رأيهم عَلَى أنه لا دواء لَهُ إلا أن
يسجر تنور بحطب الزيتون ويسخن حَتَّى يمتلئ جمرا، فإذا امتلأ كسح مَا
فِي جوفه فألقي عَلَى ظهره، وحشي جوفه بالرطبة، ويقعد فيه ثلاث ساعات
من النهار، فإذا استسقى ماء [6] لم يسق، فإذا مضت ثلاث ساعات كوامل
أخرج وأجلس جلسة مقتضبة [7] عَلَى نحو [8] مَا أمروا به، فإذا أصابه
الروح وجد لذلك وجعا شديدا، وطلب أن يرد إِلَى التنور [فترك عَلَى تلك
الحال، ولا يرد إِلَى تلك التنور] [9] ، حَتَّى تمضي ساعات من النهار،
فإنه إذا مضت ساعات [10] من النهار جرى ذلك المَاء، وخرج من مخارج
البول وإن سقي ماء أو رد إِلَى التنور كَانَ تلفه فيه، فأمر بتنور فسجر
بحطب الزيتون حَتَّى امتلأ جمرا أخرج مَا فيه وجعل عَلَى ظهره، ثم حشي
بالرطبة [11] وعري وأجلس فيه، فأقبل يصيح ويستغيث وَيَقُولُ: أحرقتموني
اسقوني مَاء، وقد [12] وكل به من يمنعه المَاء ولا يدعه أن يقوم من
موضعه الّذي أقعد فيه [، ولا يحرك] [13] فسقط بدنه كله، وصار فيه
مفاجآت مثل أكبر البطيخ [14] وأعظمه، فترك عَلَى حالته حَتَّى مضت لَهُ
ثلاث
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] «منه» ساقطة من ت.
[3] في ت: «يوزن» .
[4] في ت: «عنها» .
[5] في ت: «وأمر أن يكب» .
[6] «ماء» ساقطة من ت.
[7] في ت: «منصته» .
[8] «نحو» ساقطة من ت.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من ت.
[10] في ت: «ساعتان» .
[11] «بالرطبة» ساقطة من ت.
[12] «قد» ساقطة من ت.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[14] في ت: «البطح» .
(11/187)
ساعات من النهار، ثم أخرج وقد كاد يحترق،
أو يقول القائل فِي رأي العين قد احترق، فأجلسه الأطباء [1] ، فلمَا
وجد روح الهواء اشتد به الوجع والألم، وأقبل يصيح ويخور 82/ ب خوران
الثور، ويقول: ردوني إِلَى التنور/، فإني إن لم أرد مت، فاجتمع نساؤه
وخواصه لمَا رأوا [مَا] [2] بِهِ من شدة الألم والوجع [3] ، وكثرة
الصياح، فرجوا أن يكون فرجه فِي أن يرد إِلَى التنور، [فردوه إِلَى
التنور] [4] ، فلمَا وجد مس النار سكن صياحه وتقطرت النفاخات التي كانت
خرجت ببدنه وخمدت، وبرد فِي [جوف] [5] التنور فأخرج من التنور وقد
احترق وصار أسود كالفحم، فلم تمض ساعة حَتَّى قضى.
توفي الواثق بسامراء يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين
وثلاثين ومَائتين، وَكَانَ عمره اثنتين وثلاثين سنة، [وكانت] [6]
خلافته خمس سنين وسبعة أشهر وخمسة أيام، وقيل: خمس سنين وشهرين وأحد
وعشرين يوما، وصلى عليه جعفر.
__________
[1] في ت: «المتطببون» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «والوجع» ساقطة من ت.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/188)
ثُمّ دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
[غضب المتوكل على محمد ابن عبد الملك
الزيات]
غضب المتوكل عَلَى محمد بْن عبد الملك الزيات [1] وحبسه إياه، وسنذكر
قصته عند وفاته إن شاء الله.
[رجفت دمشق رجفة شديدة]
وفي ربيع الآخر: رجفت [2] دمشق رجفة شديدة لارتفاع الضحى [3] ، وانتقضت
منها البيوت، وتزايلت الحجارة العظيمة، وسقطت عدة منازل وطاقات فِي
الأسواق عَلَى من فيها، فقتلت خلقا كثيرا من الرجال والنساء والصبيان،
وسقط [4] بعض شرافات [5] المسجد الجامع، وتصدعت طاقات القبة التي فِي
وسط الجامع ممَا يلي المحراب، وانقطع ربع منارة الجامع، فهرب [6] الناس
بالنساء والصبيان، وهرب أهل الأسواق إِلَى مصلى العيد يبكون ويتضرعون
ويصلون ويستغفرون إِلَى وقت المغرب، ثم سكن ذلك، فرجعوا، فأخذوا [7]
فِي إخراج الموتى/ من تحت الهدم. 83/ أ
__________
[1] «الزيات» ساقطة من ح.
[2] الرجفة: الزلازل.
[3] في ح: «من ارتفاع الضحى» .
[4] في ح، ت: «وسقطت» .
[5] الشرفة: ما يوضع على أعالي القصور والمدن.
[6] في ح: «وهرب» وكذلك في ت.
[7] «فأخذوا» ساقطة من ح.
(11/189)
وذكر بعض من كَانَ فِي دير مران [1] أنه
كَانَ يرى [مدينة] [2] دمشق وهي ترتفع وتستقل مرارا، وأصاب أهل قرية من
عمل الغوطة [3] من الرجفة أنها انكفأت عليهم، فلم ينج منهم إلا رجل
واحد عَلَى فرسه، فأتى أهل دمشق فأخبرهم [4] .
وأصاب أهل البلقاء مثل مَا أصاب [5] أهل دمشق، من هدم المنازل فِي ذلك
اليوم، وذلك الوقت، وتزايلت [6] الحجارة من سور مدينتها، وسقط حائط لها
عرضه ذراع [7] فِي ستة عشر ذراعا، وخرج أهلها بنسائهم وصبيانهم، فلم
يزالوا فِي دعاء وضجيج حَتَّى كف [8] الله عنهم برحمته.
[عظمت الزلازل بأنطاكيّة]
وعظمت [9] الزلازل بأنطاكية [10] ، ومَات [من أهلها خلق كثير، وكذلك
الموصل، ويقال: إنه مَات] [11] من أهلها عشرون ألفا [12] .
[مطر أهل الموصل مطرا شديدا]
وفي رجب: مطر أهل الموصل [13] مطرا شديدا، وسقط برد مختم كالسكر وبعضه
كبيض الحمَام، فسد مجاري المَاء، ثم سال واد من ناحية البرية [14]
ذكروا أنه
__________
[1] في ت: «دير مروان» .
ودير مران يقع بالقرب من دمشق (معجم البلدان 2/ 533) .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ح: «من أهل الغوطة» .
وفي ت: «من عمل الغواطة» .
[4] انظر: شذرات الذهب 2/ 77. والنجوم الزاهرة 2/ 271.
[5] في ت: «أصاب أهل البلقاء ما أصاب» .
[6] في ح: «وتزاملت» .
[7] في ح: «عرضه سبعة أذرع» .
[8] في ت، ح: «حتى كشف الله» .
[9] في ت: «وهدمت» .
[10] في ت: «وهدمت الزلازل بأنطاكيّة دورا كثيرة» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت، وزدناه من ح.
[12] انظر: شذرات الذهب 2/ 77 والنجوم الزاهرة 2/ 270.
[13] «مطر أهل الموصل» ساقطة من ت.
[14] في ح: «من ناحية وادي البرية» .
(11/190)
لَمْ يسل [1] قط، فمَا زالوا كذلك فِي ضجة
حَتَّى أتى ربع [2] الليل، وحمل المَاء قومَا فغرقتهم ووقعت الدور
عَلَى بعضهم فقتلتهم، وكان ما سقط ونهدم [3] أكثر من ألفي دار.
وقطع [4] المَاء رحى كانت مبنية من رصاص، فجري [المَاء] فيها، ولولا
ذلك لغرق أهل [5] الموصل أجمعين.
وفقد فِي بستان أكثر من مَائتي نخلة بأصولها فلم يبن [6] لها أثر،
وكانت معها زلزلة شديدة وصواعق دفن أكثر من عشرة آلاف والذين غرقوا
أكثر.
[غضب المتوكل على عمر بن الفرج]
وفي هذه السنة: غضب المتوكل عَلَى عمر بْن الفرج [7] وذلك فِي رمضان،
فوجد فِي منزله خمسة عشر ألف درهم [8] ، وقبض جواريه وفرشه [9] ، وقيد
بثلاثين رطلا من الحديد، وأحضر مولاه نصر، فحمل ثلاثين ألف دينار، وحمل
نصر من/ مَال نفسه 83/ ب أربعة عشر ألف دينار، وأصيب لَهُ فِي الأهواز
أربعون ألف دينار، ولأخيه محمد بْن الفرج مَائة ألف دينار وخمسون ألف
دينار، وحمل من داره من المتاع عَلَى ستة عشر [10] بعيرا فرش فاخرة،
ومن الجوهر مَا قيمته أربعون ألف دينار، وألبس جبة صوف وقيد، وأخذ
عياله ففتشوا فكن [11] مَائة جارية، ثم صولح عَلَى أحد عشر ألف ألف،
على أن يرد عَلَيْهِ [12] مَا أخذ منه من ضياع الأهواز، وتنزع [13] عنه
القيود [فِي شوال [14] .]
__________
[1] في ت: «لم يسيل» .
[2] «ربع» ساقطة من ح.
[3] في ح: «وهدم» .
[4] في ت: «وقلع» .
[5] في ح: «ولولا ذلك أغرق» .
[6] في ت: «فلم يبق» .
[7] في ح: «عمر بن أبي الفرج» .
[8] في ت: «خمسة عشر ألف ألف درهم» .
وفي ح: «خمسة آلاف درهم» .
[9] «وفرشه» ساقطة من ت.
[10] في ت، ح: «وحمل من داره المتاع ستة عشر ... » .
[11] في ح: «فكن» وكذلك في ت.
[12] في ح: «يرد إليه» .
[13] في ح، ت: «ونزعت عنه» .
[14] انظر: تاريخ الطبري 9/ 161. والكامل 6/ 98.
(11/191)
وقد] [1] أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ البزار، أنبأنا علي بْن المحسن [التنوخي]
[2] قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أن بعض المعمرين من الشهود بالأهواز حدثه عن
أبيه- أو بعض أهله [3]- قال: كان محمد بْن منصور يتقلد القضاء بكور
الأهواز وعمر بْن فرج الرخجي يتقلد [الخراج] [4] بِهَا، وكانا يتوازيان
المرتبة السلطانية، فلا [5] يركب القاضي إِلَى الرخجي إلا بعد أن [6]
يجيبه ويتشاحان على التعظيم [7] ، وتولدت بينهمَا عداوة من ذلك،
وَكَانَ الرخجي يكتب فِي القاضي إِلَى المتوكل، فلا يلتفت إِلَى كتبه
لعظم محله عند المتوكل، ويبلغ ذلك القاضي فلا يحفل به، فَلَمَّا كَانَ
فِي بعض الأوقات ورد كتاب المتوكل عَلَى الرخجي [8] يأمره بأمر فِي
معنى الخراج، وأن يجتمع مَعَ محمد بْن منصور القاضي ولا ينفرد دونه،
وورد بالكتاب خادم كبير من خدم السّلطان، فأنفذ الرخجي إِلَى القاضي،
فأعلمه الخبر وقال:
تصير إِلَى ديوان الخراج لنجتمع فيه عَلَى امتثال الأمر، فَقَالَ
القاضي: لا، ولكن 84/ أتصير أنت إِلَى الجامع فتجتمع فيه، وتردد
الكلام/ بينهمَا إِلَى أن قَالَ الرخجي للخادم:
ارجع إِلَى حضرة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ واذكر القصة وأن قاضيه يريد
إيقاف مَا أمر به [أَمِير الْمُؤْمِنِينَ] [9] ، فبلغه الخبر، فركب
محمد بْن منصور إِلَى الديوان ومعه شهوده، فدخله والرخجي فيه فِي دست
وكتابه بين يديه، فلمَا بصروا به قاموا، إلا الرخجي فعدل إِلَى آخر
البساط، بعد أن أمر غلامه فطوى البساط [10] وجلس على البوري، وحف به
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي ت: «علي بن المحسن التنوخي. عن أبيه المحسن» .
[3] في ت: «عن أبيه وعن بعض أهله» .
وفي ح: «حدثه أن بعض أهله قال» . في الأصل: «يقلد» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت، ح: «ولا» .
[6] «أن» ساقطة من ح.
[7] في ح: «ويتشاكان على المعتصم» .
[8] في ح: «إلى الرخجي» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «بعد أن أمر غلامه فطوى البساط» ساقطة من ت، ح.
(11/192)
الشهود [1] ، وجاء الخادم، فجلس عند القاضي
وأراه الكتاب، فلم يزل الرخجي يخاطب القاضي وبينهمَا مسافة [2] حَتَّى
فرغا [3] من الأمر، فلمَا فرغا [4] قَالَ الرخجي للقاضي: يَا أبا جعفر،
مَا هَذِهِ الجبرية! لا تزال تتولع بي وتقدر أنك عند الخليفة مثلي، أو
أن [5] محلك يوازي محلي، والخليفة لا يضرب عَلَى يدي فِي أمواله التي
بِهَا قوام دولته، ولقد أخذت من مَاله ألف ألف دينار، وألف ألف دينار،
وألف ألف دينار [6] فمَا سألني عنها، وإنمَا أنت لك أن تحلف منكرًا
عَلَى حق، وأن تفرض لامرأة [7] عَلَى زوجها وتحبس ممتنعا من أداء حق،
وأبو جعفر [ساكت] [8] ، فَلَمَّا [9] ذكر الرخجي ألف ألف دينار وثنى
القول يعدد بإصبعه [10] ، وقد كشفها ليراها الناس، فَلَمَّا أمسك عمر
[ابْن الفرج] [11] لم يجبه القاضي بشيء، وقال لوكيل: يَا فلان، قد سمعت
ما جرى؟
فقال: قد وكلتك لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ [وللمسلمين] [12] عَلَى [هَذَا]
[13] الرجل [14] فِي المطالبة لهم [15] بهذا المَال [16] . فَقَالَ
لَهُ الوكيل: إن رأى القاضي أن يحكم بهذا المَال للمسلمين، قَالَ
والرخجي يسمع، فَقَالَ/ القاضي: دواة. وكتب القاضي 84/ ب سجلا بخطه
بذلك المَال [17] ، ورمى به إِلَى الشهود وقال: اشهدوا على إنفاذي
الحكم
__________
[1] في ت: «شهوده» .
[2] «وأراه الكتاب، فلم يزل الرخجي يخاطب القاضي وبينهما مسافة» ساقطة
من ت.
[3] في ت: «حتى فرغوا» .
[4] في ت: «فلما فرغوا» .
[5] في ت: «وأن» .
[6] «ألف ألف دينار وألف ألف دينار وألف ألف دينار» ساقطة من ت، ح.
[7] في ت: «لمسامرة» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في الأصل: «لما» .
[10] في ت: «بأصابعه» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[14] في الأصل: «الرجال» .
[15] في الأصل: «له» .
[16] «المال» ساقطة من ت.
[17] في الأصل: «دواه سجلا بخطه بذلك المال» .
(11/193)
بمَا فِي هَذَا الكتاب، وإلزام فلان ابْن
فلان هَذَا [وأومَا إِلَى الرخجي] [1] بمَا أقر به عندي من المال
المذكور مبلغه فِي هَذَا الكتاب للمسلمين. فكتب الشهود خطوطهم، وأخذ
القاضي الكتاب ومضى [2] ، وأخذ الرخجي يهزأ به ويقول: يَا أبا جعفر لقد
بالغت فِي عقوبتي، قتلتني [3] ! قَالَ: إي والله!.
فكتب صاحب الخبر إِلَى المتوكل بمَا جرى، فأحضر وزيره وقال: أنا منذ
زمَان أقول لك حاسب هَذَا الخائن، وأنت تدافع حَتَّى حفظ الله علينا
أموالنا بقاضينا محمد بْن منصور، ورمى إِلَيْهِ بكتاب صاحب الخبر
[قَالَ] : [4] اكتب الساعة بالقبض عَلَى الرخجي، فخرج الوزير وَهُوَ
قلق لعنايته بالرخجي، وقال لكاتبه:
اكتب إليه: [يَا مسكين] [5] يَا مشئوم. مَا دعاك إِلَى معاداة القضاة
وأنت مقتول إن لم تتلاف أمرك مَعَ القاضي.
فركب الرخجي إِلَى القاضي فحجبه، فرجع خجلا، فاحتال فدخل مَعَ بعض خواص
القاضي بالليل، فصاح عَلَيْهِ [6] : اخرج عن داري فأكب عَلَى رأسه
وبكى، فقام القاضي فاعتنقه وبكى [7] وقال: عزيز [8] علي ولا حيلة لي
فقد نفذ الحكم! فنهض ونفذ بمن قبض عَلَيْهِ، ونصب القاضي من باع أملاك
الرخجي وحمل ثمنها إِلَى بيت المال.
[أمر المتوكل سليمان بن إبراهيم بن الجنيد]
وفي هذه السنة: أمر المتوكل بسليمَان بْن إبراهيم بن الجنيد [9] فضرب
بالأعمدة 85/ أحتى أقر بتسعين ألف دينار، فوجه/ معه مباركا المغربي
إِلَى بغداد حَتَّى استخرجها من منزله، وجيء به فحبس [10] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «ونهض» .
[3] «قتلتني» ساقطة من ت.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «فصاح به» .
[7] «وبكى» ساقطة من ت.
[8] «عزيز» ساقطة من ت.
[9] في الطبري «أمر المتوكل بإبراهيم بن الجنيد النصراني» .
[10] تاريخ الطبري 9/ 162.
(11/194)
وفيها: غضب المتوكل عَلَى أبي الوزير أحمد
بْن أبي خالد، وأمر بمحاسبته فحمل نحوا من ستين [1] ومَائة ألف دينار،
وبدرتين [2] دراهم وحليا، وأخذ لَهُ من متاع مصر اثنين وستين [3] سفطا
واثنين وثلاثين غلامَا وفرشا كثيرة، وأخذ أصحابه فصالحوا عَلَى سبعين
ألف دينار [4] .
وفلج أحمد بْن أبي دؤاد لست خلوت من جمَادى الآخرة [5] .
وولى المتوكل ابنه محمد المنتصر الحرمين واليمن والطائف، وعقد لَهُ يوم
الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان [6] .
وفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من رمضان عزل المتوكل الفضل بْن
مروان عن ديوان الخراج، وولاه يحيى بْن خاقان [7] .
وولي إبراهيم بْن العباس بْن محمد بْن صول في هذا ديوان زمام النفقات
[8] .
[قدوم يحيى بن هرثمة]
وفي هذه السنة: قدم يحيى بْن هرثمة. وَكَانَ والي طريق مكة بعلي بْن
محمد بْن علي الرضا [9] بْن موسى بْن جعفر من المدينة [10] .
[وثوب ميخائيل بن توفيل على أمه بدور]
وفيها: وثب ميخائيل بْن توفيل عَلَى أمه بدور [11] فشمسها وألزمها
الدير، وقتل رجلا اتهمها به، و [كان ملكها ست سنين] [12] .
وحج بالناس في هذه السنة مُحَمَّد بْن داود بْن موسى بْن عيسى [13] .
__________
[1] في ت: «سبعين» .
[2] في ت: «وبدوار من» .
[3] في ت: «اشنيق» .
[4] تاريخ الطبري 9/ 162.
[5] تاريخ الطبري 9/ 162- 163.
[6] تاريخ الطبري 9/ 163.
[7] تاريخ الطبري 9/ 162.
[8] تاريخ الطبري 9/ 162.
[9] «الرضى» ساقطة من ت.
[10] تاريخ الطبري 9/ 163.
[11] في الطبري: «على أمه تذروة» .
وفي ت: «على أمه تدور» .
[12] تاريخ الطبري 9/ 163.
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] في ت: «بن عيسى بن موسى» .
انظر تاريخ الطبري 9/ 163.
(11/195)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأعيان
1362- إسحاق بْن إبراهيم، أبو موسى [1] .
هروي الأصل، سمع هشيمَا، وابن عيينة.
روى عن: البغوي، أثنى عَلَيْهِ أحمد، وقال يحيى: هُوَ ثقة.
وتوفي في هذه السنة.
1363- بهلول بْن صالح بْن عمر بْن عبيدة، أبو الحسن التجيبي، ثم
العرزمي [2] .
حدث عن مَالك بن أنس وغيره/.
85/ ب وروى عنه أبو عبد الله بْن فروخ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عن أبيه قَالَ:
قلت لعبد الله بْن عباس [يَا] [3] معشر قريش أخبروني عن هَذَا الكتاب
العربي، هل كنتم [4] تكتبونه قبل أن يبعث محمد صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ؟.
قَالَ: نعم. قلت: وممن أخذتموه؟
قَالَ: من حرب بْن أمية، قلت: وممن أخذه حرب [بْن أمية؟] [5] قَالَ: من
عبد الله بْن جدعان، قلت: وممن أخذه عبد الله بْن جدعان؟ قَالَ: من أهل
الأنبار؟
قلت: وممن أخذه أهل الأنبار؟ قَالَ: من طارئ طرأ عليهم من أهل اليمن،
من كندة، قلت: وممن أخذه ذلك الطارئ؟ قَالَ: من الخلجان بْن الوهم [6]
كاتب الوحي لهود النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام [7] ، وَهُوَ الذي يقول:
أفي كل عام سنة تحدثونها ... ورأي عَلَى غير الطريق يغيّر
__________
[1] في الأصل: «إسحاق بن إبراهيم بن موسى» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 337- 338.
[2] في ت: «العري» وفي الأصل: «العرري» . انظر ترجمته في: النجوم
الزاهرة 2/ 271.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «الّذي كنتم» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «بن إبراهيم» .
[7] في ت: «صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
(11/196)
وللموت خير من حياة تسبنا [1] ... بِهَا
جرهم فيمن تسب وحمير
توفي بهلول في هذه السنة.
1364- عبد الجبار بْن عاصم، أبو طالب النسائي [2] .
سكن بغداد، وحدث بِهَا عن إسمَاعيل بْن عياش، وغيره. وروى عنه: حنبل
والبغوي وغيره [3] ، وَكَانَ ثقة صدوقا. توفي فِي ربيع الآخر من هَذِهِ
السنة.
1365- محمد بْن سمَاعة بْن عبيد الله بْن هلال بْن وكيع بن بشر، أبو
عبد الله التميمي. كان أحد أصحاب [4] الرأي [5] .
وولي القضاء بمدينة المنصور [6] [إلى أن] [7] عزله المأمون.
وحدث عن الليث [بْن سعد] [8] ، وأبي يوسف القاضي، ومحمد بْن الحسن،
وَهُوَ من الحفاظ الثقات.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
[بْنُ عَلِيِّ] [9] بْنِ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء
الواسطي، أَخْبَرَنَا أبو الطيب محمد بْن زيد التميمي، أَخْبَرَنَا أبو
زيد المقرئ، أخبرنا [أبو] [10] الحسين زيد [11] بْن محمد، حَدَّثَنَا
جعفر بْن دهقان، حَدَّثَنَا محمد بْن عمران الضبي [12] ، قَالَ: / سمعت
محمد بن سماعة القاضي قال: مكثت 86/ أأربعين سنة لم تفتني التكبيرة
الأولى إلا يومَا واحدا مَاتت فيه أمي، ففاتني [فيه] [13] صلاة
__________
[1] في ت: «هريرة» .
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 111- 112.
[3] في الأصل: «وغيره والبغوي» .
[4] في ت: «من أصحاب الرأي» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 342. وأخبار القضاة 3/ 282.
والتهذيب 9/ 204.
[6] في ت: «مدينة السلام» .
[7] في ت: «وعزله المأمون» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] في الأصل: «بن زيد» .
[12] في الأصل: «الطبي» .
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/197)
واحدة فِي جمَاعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين
صلاة أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني، فأتاني آت فَقَالَ: يَا محمد قد
صليت خمسا وعشرين صلاة ولكن كيف [لك] [1] بتأمين الملائكة؟ [2] .
قَالَ المصنف: كَانَ ابْن سمَاعة يصلي كل يوم مَائتي ركعة.
توفي فِي شعبان هَذِهِ السنة عن مَائة وثلاث سنين.
1366- محمد بْن عبد الملك بْن أبان بْن أبي حمزة، أبو يعقوب [3] ويعرف
بابن الزيات [4]
أصله من جبل، وَكَانَ أبوه تاجرا من تجار الكرخ المياسير، وَكَانَ يحثه
عَلَى التجارة فيأبى إِلَّا الكتابة وطلبها، ثم شخص إِلَى الحسن بْن
سهل، فمدحه بقصيدة، فأعطاه عشرة آلاف درهم، ثُمّ اتصل بالمعتصم فرفع من
قدره ووسمه بالوزارة، ثم استوزره الواثق [5] ، وكان أديبا فاضلا عالما
بالنحو واللغة وله شعر مليح.
وقد وصف بلاغته البحتري، فأخبرنا أبو منصور الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بْن
محمد بْن المظفر الدقاق، أَخْبَرَنَا محمد بْن عمران المرزباني،
حَدَّثَنِي أبو الحسن علي بن هارون قال: أخبرني أبي قال: من بارع مديح
البحتري قوله يصف بلاغة محمد بْن عبد الملك الزيات:
فِي نظام من البلاغة مَا شك ... امرؤ أنه نظام فريد
ومعان لو فصلتها القوافي ... لهجت شعر جرول ولبيد
حزن مستعمل الكلام اختيارا ... وتجنبن ظلمة التعقيد
86/ ب/ وركبن اللفظ القريب فأدركن ... به غاية المراد البعيد
ونرى الخلق مجمعين عَلَى فضلك ... من بين سيد ومسود
عرف العالمون فضلك بالعلم ... وقال الجهال بالتقليد
صارم العزم حاضر الحزم ساري ... الفكر ثبت المقام صلب العود
دق فهمَا وجل علمَا فأرضى الله ... فينا والواثق بن الرشيد
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 341- 343.
وأخبار القضاة 3/ 282.
[3] في ت: «أبو جعفر» .
[4] انظر ترجمته في: 2/ 342.
[5] انظر: تاريخ الطبري 9/ 150- 151.
(11/198)
لا يميل الهوى به حيث يمضي ... الأمر بين
المقل والممدود
سؤدد يصطفي ونيل يتوخى ... وثناء يحيى ومَال تؤدي
قد تلقيت كل يوم جديد ... يَا أبا جعفر بمجد جديد
وإذا استطرقت سيادة قوم ... بنت بالسؤدد الطريف التليد [1]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بن علي الحافظ قال: أخبرني أبو القاسم الأزهري، أَخْبَرَنَا عثمَان بْن
عمرو المقرئ، حَدَّثَنَا جعفر بْن محمد الخواص، حدثني أحمد بْن
مُحَمَّد الطوسي، حدثني محمد بْن علي الربيعي قَالَ: سمعت صالح بْن
سليمَان العبدي يقول: كَانَ مُحَمَّد بْن عبد الملك الزيات يتعشق جارية
من جواري القيان، فبيعت من رجل من أهل خراسان، فأخرجها، قَالَ: فذهل
عقل محمد بْن عبد الملك حَتَّى خشي عَلَيْهِ، فَقَالَ:
يَا طول ساعات [2] ليل العاشق الدنف ... وطول رعيته للنجم فِي السدف
مَاذا تواري ثيابي من أخي حرق ... كأنمَا الجسم منه دفه الألف
مَا قَالَ يَا أسفي يعقوب من كمد ... إلا لطول الذي لاقى من الأسف
/ من سره أن يرى ميت الهوى دنفا ... فليستدل على الزيات وليقف [3] 87/
أ
قَالَ المصنف: اتفقت أسباب لهلاك [ابْن] [4] الزيات، فمنها: أن الواثق
كَانَ قد استوزره وفوض الأمور إليه [5] وَكَانَ الواثق قد غضب عَلَى
أخيه جعفر المتوكل فِي بعض الأمور، فوكل به عمر بْن فرج الرخجي، ومحمد
بْن العلاء [6] الخادم يحفظانه ويكتبان بأخباره فِي كل وقت، فصار
جَعْفَر إِلَى محمد بْن عبد الملك يسأله أن يكلم أخاه الواثق
__________
[1] الخبر في تاريخ بغداد 2/ 342- 343. وانظر كذلك: ديوان البحتري 2/
328- 329.
[2] في الأصل: «يا طول ساعة ليل» .
[3] هذا البيت ساقط من ح.
انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 343. وشذرات الذهب 2/ 79.
[4] في ت: «أسباب لابن الزيات» .
[5] في الأصل: «الأمر» .
[6] «بن العلاء» ساقطة من ت.
وفي ح: «محمد بن المعلى» .
(11/199)
ليرضى عنه، فلمَا دخل عَلَيْهِ مكث واقفا
بين يديه مليا لا يكلمه، ثم أشار إليه أن اقعد فقعد، فلمَا فرغ من نظره
فِي الكتب، التفت إليه كالمتهدد لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا جاء بك؟
قَالَ: جئت أسأل [1] أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الرضا عني، فَقَالَ لمن
حوله: انظروا إِلَى هَذَا، يغضب أخاه، ويسألني أن أسترضيه! اذهب فإنك
إذا صلحت رضي عنك، فقام جعفر كئيبا لمَا لقيه به، فخرج، فأتى عمر بْن
فرج يسأله أن يختم لَهُ صكه ليقبض [2] أرزاقه، فلقيه عمر بالخيبة، وأخذ
الصك، فرمى به إِلَى صحن المسجد.
وَكَانَ أحمد بْن أبي خالد حاضرا، فقام لينصرف، فانصرف معه جعفر،
فَقَالَ لَهُ:
رأيت مَا صنع بي عُمَر؟ فَقَالَ [لَهُ] [3] : جعلت فداك! أنا [4] زمَام
عَلَيْهِ، وليس يختم صكي بأرزاقي إلا بعد الرفق والطلب، فابعث إلي
وكيلك، فبعث إليه جعفر وكيله فدفع إليه عشرين ألف درهم، وقال: أنفق
هَذِهِ حَتَّى يهيئ الله أمرك، ثم صار جعفر من فوره إِلَى أحمد بْن أبي
دؤاد، فدخل عَلَيْهِ، فقام أحمد واستقبله عَلَى باب البيت [وقبله] [5]
والتزمه، وقال: مَا حاجتك، جعلت فداك؟! قَالَ: جئت لتسترضي أَمِير
الْمُؤْمِنِينَ عني، 87/ ب فَقَالَ: أفعل وكرامة، فكلمه فوعده، فلمَا
كَانَ/ يوم الحلبة [6] أعاد الكلام عَلَيْهِ، وقال فيه: بحق المعتصم
يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ إلا رضيت عنه! فرضي عنه وكساه.
وَكَانَ محمد بْن عبد الملك قد كتب إِلَى الواثق: أتاني جعفر بْن
المعتصم يسألني أن أسأل أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الرضا عنه فِي زي
المخنثين لَهُ شعر [قفا] [7] . فكتب إليه الواثق:
ابعث إليه وأحضره، ومر من يجز شعره، واضرب به وجهه، ففعل ذلك.
ثم لمَا ثقل الواثق أشار ابْن عبد الملك بابن الواثق، ثم كَانَ بين
ابْن الزيات وأحمد بْن أبي دؤاد عداوة شديدة، فلمَا ولي المتوكل أغراه
[8] به ابن أبي دؤاد مع
__________
[1] في الأصل ت: «أسألك» وفي ح: «لتسأل» .
[2] في الأصل: «ليقض» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «إني زمام عليه» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «يوم الحكمة» . وفي ت: «اليوم الثاني» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] في ت: «أغرى» .
(11/200)
الأحقاد القديمة فتقدم إِلَى إيتاخ بالقبض
عَلَيْهِ، فأرسل إليه إيتاخ، فلمَا دخل عَلَيْهِ أخذ سيفه وقلنسوته
ودراعته [1] ، فدفعها إِلَى غلمَانه، وقال: انصرفوا.
وبعث إِلَى داره، فأخذ جميع مَا فيها من متاع وجوار وغلمَان ودواب،
وأمر أحمد بْن أبي خَالِد بقبض ضياعه وضياع أهل بيته، فكان الذي أخذ
منه قيمته تسعون ألف دينار.
ثم قيد، فامتنع [2] عن الطعام وكثر بكاؤه، ثم سوهر، ومنع من النوم
بمسلة ينخس بِهَا، ثم أمر بتنور من حديد فيه مسامير إِلَى داخله، فأدخل
فيه، وَهُوَ الذي كَانَ صنعه ليعذب به من يطالب بأمر.
فجعل [3] يقول لنفسه: يَا محمد بْن عبد الملك، لم تقنعك النعمة والدواب
الفارهة والدار النظيفة، وأنت فِي عافية حَتَّى طلبت الوزارة، ذق مَا
عملت بنفسك! وَكَانَ لا يزيد عَلَى التشهد/ وذكر الله تعالى [4] . 88/
أوقد روينا أنه كَانَ يقول: الرحمة خور فِي [5] الطبيعة مَا رحمت شيئا
قط. فلمَا وضع فِي التنور قَالَ: ارحموني، قالوا لَهُ: وهل رحمت شيئا
قط [6] ؟.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بن علي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن محمد، أَخْبَرَنَا
محمد بْن عبد الرحيم المَازني، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي
قال: سمعت القاسم بن ثابت الكاتب يقول: حدثني أبي قَالَ: قَالَ لي أحمد
الأحول: لمَا قبض عَلَى محمد بن عبد الملك، تلطفت فِي أن وصلت إليه،
فرأيته فِي حديد ثقيل [7] ، فقلت: يعز علي مَا أرى، فَقَالَ:
سل ديار الحي مَا غيرها ... وعفاها ومحا منظرها
__________
[1] في ت: «وعمامته» .
[2] في ح: «وامتنع» .
[3] في ت: «ثم يقول» .
[4] انظر تاريخ الطبري 9/ 156- 160. والبداية والنهاية 10/ 311.
والكامل 5/ 279- 280.
[5] «في» ساقطة من ت.
[6] انظر: وفيات الأعيان 5/ 102. وتاريخ اليعقوبي 2/ 484.
[7] في ت: «حديد مقيد» .
(11/201)
وهي الدنيا إذا مَا انقلبت ... صيرت
معروفها منكرها
إنمَا الدنيا كظل زائل ... نحمد الله كذا قدرها [1]
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد، أخبرنا أبو بكر [أحمد بن علي]
[2] بن ثابت، أخبرني الحسن [3] بْن أَبِي بكر، أخبرني أبي، أَخْبَرَنَا
أبو الطيب محمد بْن الحسين اللخمي، حدثني أبي قَالَ: حدثني بعض أصحابه
[4] قَالَ: لمَا حمل ابْن الزيات فِي التنور الذي مَات فيه، كتب هَذِهِ
الأبيات بفحمة:
من لَهُ عهد بنوم ... يرشد الصب إليه
رحم الله رحيمَا ... دل عيني عَلَيْهِ
سهرت عيني ونامت ... عين من هنت عليه [5]
88/ ب/ قَالَ المصنف: ومَات فِي التنور، وقيل: إنه أخرج فضرب فمَات تحت
الضرب، والأول أثبت.
ولمَا مَات طرح عَلَى باب، فغسل عَلَيْهِ، وحفر لَهُ، ولم يعمق، فذكر
أن الكلاب نبشته، فأكلت لحمه.
1367- يحيى بْن معين بْن عون بْن زياد بْن بسطام، وقيل: يحيى بن معين
بن غياث [6] بن زياد بن عون بْن بسطام، أبو زكريا [7] المري [8] من
غطفان، مولى لهم [9] .
ولد سنة ثمَان وخمسين، وكان من أهل الأنبار.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 343- 344. ووفيات الأعيان 5/ 101.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «الحسين» .
[4] في ت: «أصحابنا» .
[5] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 344. ووفيات الأعيان 5/ 100- 101.
[6] في الأصل: «عنان» .
[7] في الأصل: «بن زكريا» .
[8] في ت: «المروزي» .
[9] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 14/ 177.
(11/202)
سمع ابْن المبارك، وهشيمَا، وعيسى بْن
يونس، وسفيان بْن عيينة، وغيرهم.
روى عنه: أحمد بْن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بْن سعد، والبخاري وغيرهم.
وَكَانَ حافظا ثقة ثبتا متقنا. قَالَ [علي] [1] بْن المديني: انتهى علم
الناس إِلَى يحيى بْن معين.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبو سعيد المَاليني، أَخْبَرَنَا عبد الله بْن عدي [2]
قَالَ أخبرني شيخ كاتب [3] ببغداد فِي حلقة [4] أبي عمران الأشيب ذكر
أنه ابْن عم ليحيى بْن معين قَالَ: كَانَ معين عَلَى خراج الري، فمَات،
فخلف لابنه يحيى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم، فأنفقه كله عَلَى
الحديث [5] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت قَالَ: أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو نصر أحمد بْن
محمد بْن إبراهيم البخاري، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد بْن
حُرَيْث قَالَ: سمعت أحمد بْن سلمة يقول: سمعت أحمد بْن رافع قَالَ:
سمعت أحمد بْن حنبل يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى بْن معين فليس هُوَ
[6] بحديث [7] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أخبرنا أبو سعيد الماليني، أخبرنا عبد الله بْن
عدي، حَدَّثَنَا يحيى بْن زكريا، [حَدَّثَنَا العباس] [8] بْن إسحاق
قَالَ: سمعت هارون بْن معروف يقول: قدم علينا بعض/ الشيوخ من الشام 89/
أ
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. ووفيات الأعيان 6/ 139. وطبقات
الحنابلة 1/ 402، والمعجم لابن عساكر ص 322. وتهذيب التهذيب 11/ 287.
[2] في الأصل: «أبو عبد الله بن علي» .
[3] في ت: «كان ببغداد» .
[4] في الأصل: «في حلة» .
[5] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 14/ 178. والكامل لابن عدي.
[6] «هو» ساقطة من ت.
[7] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 14/ 180.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/203)
فكنت أول من بكر [1] عَلَيْهِ، فدخلت
عَلَيْهِ فسألته أن يملي علي شيئا، فأخذ الكتاب يملي علي [2] فإذا أنا
بإنسان يدق الباب، فَقَالَ الشيخ: من هَذَا؟ قَالَ: أحمد بْن حنبل.
فأذن لَهُ والشيخ عَلَى حاله والكتاب فِي يده ولم يتحرك، فإذا بآخر يدق
الباب، فَقَالَ الشيخ: من هَذَا؟ قَالَ: أحمد الدورقي، فأذن لَهُ
والشيخ عَلَى حاله [3] والكتاب فِي يده لا يتحرك، وإذا بداق [4] يدق
الباب، فَقَالَ الشيخ: من هَذَا؟ قَالَ عبد الله بْن الرومي، فأذن لَهُ
والشيخ عَلَى حاله والكتاب فِي يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب،
فَقَالَ الشيخ من هَذَا؟ قَالَ: أبو خيثمة زهير بْن حرب، فأذن لَهُ
والشيخ عَلَى حاله والكتاب فِي يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب،
فَقَالَ الشيخ: من هَذَا؟ قَالَ يحيى بْن معين.
قَالَ: فرأيت الشيخ ارتعدت يده وسقط الكتاب [5] منها [6] .
توفي يحيى بْن معين بالمدينة [7] فِي ذي القعدة من هَذِهِ السنة وَهُوَ
ذاهب إِلَى الحج.
وروي أنه خرج من المدينة، فرأى فِي المنام قائلا يقول: أترغب عن جواري
[8] ؟
فرجع، فأقام ثلاثا، ومَات وحمل [9] عَلَى سرير رسول الله صَلى اللهُ
عَلَيه وآله وَسَلَّمَ [10] ، ونودي بين يديه: هَذَا الذي ينفي الكذب
عن حديث رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، ودفن
بالبقيع، وَكَانَ قد بلغ ستا [11] وسبعين سنة إلا أياما [12] .
__________
[1] في ت، والأصل: «من بكى عليه» .
[2] «فأخذ الكتاب يملي علي» ساقط من ت.
[3] في ت: «على هذا» .
[4] في ت: «وإذا بآخر» .
[5] في ت: «وسقط الكتاب من يده» .
[6] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 14/ 181. وتهذيب التهذيب 11/ 284.
[7] «بن معين بالمدينة» ساقطة من ت.
[8] في ت: «عن أترجع» .
[9] في ت: «فمات فحمل» .
[10] «عَلَى سرير رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ»
ساقطة من ت.
[11] في ت: «سبعا وسبعين» وكذا في ح.
[12] انظر: تاريخ بغداد 14/ 187.
(11/204)
ورثاه بعض المحدثين فَقَالَ:
ذهب العليم بعيب كل محدث ... وبكل مختلف من الإسناد
/ وبكل وهم فِي الحديث ومشكل ... يعيى به علمَاء كل بلا [1]
89/ ب أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا
[أَحْمَدُ بْن علي] [2] الخطيب قَالَ:
سمعت [3] الأزهري قَالَ: سمعت [4] مُحَمَّد بْن الحسن الصيرفي قَالَ
حَدَّثَنَا أبو أحمد بْن المهتدي باللَّه قَالَ: حدثني الحسين بْن
الخصيب قَالَ: حدثني حبيش بْن مبشر. قَالَ:
رأيت يحيى بْن معين فِي النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلني
عَلَيْهِ فِي داره، وزوجني ثلاثمَائة حورية، ثم قَالَ للملائكة: انظروا
إِلَى عبدي كيف تطرى وحسن [5] ؟.
أَخْبَرَنَا أبو منصور [عَبْد الرَّحْمَنِ بن محمد] [6] القزاز، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد
العزيز [7] حَدَّثَنَا صالح بْن أحمد الحافظ قَالَ: سمعت أبا عبد
اللَّه محمد بْن عبد الله [8] يقول: سمعت أبي يقول: خلف يحيى من الكتب
مَائة قمطر، وأربعة عشر قمطرا، وأربعة حباب شرابية مملوءة [كتبا] [9] .
1368-[أم عيسى بنت موسى الهادي. زوجة المأمون. ماتت في هذه السنة] [10]
.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 14/ 186. وتهذيب التهذيب 6/ 141.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي الأصل: «حدثنا الخطيب» .
[3] في ت: «أخبرني» .
[4] في ت: «حدثنا» .
[5] انظر الخبر في: تاريخ بغداد، 14/ 187.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «بن عبد الله بن الضرير» .
[8] في ت: «بن أحمد» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر الخبر في: تهذيب التهذيب 11/ 282.
[10] هذه الترجمة ساقطة من الأصل ت، وح.
(11/205)
ثُمّ دخلت سنة أربع وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
[مرض المتوكل]
أن المتوكل مرض في هذه السنة، فأرجف عَلَيْهِ، فقيل لابن البعيث [1] :
إنه قد توفي، فهرب إِلَى [2] قلعة لَهُ حصينة.
وقيل: بل كَانَ فِي الحبس، فأفلت إِلَى تلك [3] القلعة، وأتاه من يريد
الفتنة، فاجتمع إليه جمَاعات [4] كثيرة، وبعث إليه المتوكل جيشا بعد
جيش، فلم يقدروا عَلَيْهِ، حَتَّى كتب بالأمَان [5] لأصحابه، فنزل كثير
منهم، وخرج هُوَ مستخفيا، فأسر وجيء به فحبس [6] .
[إظهار المتوكل السنة ونشر الحديث]
[وفي هذه السنة: أظهر المتوكل السنة ونشر الحديث] [7] .
أَخْبَرَنَا [أَبُو مَنْصُورٍ] [8] الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا [أَبُو
بَكْرٍ بن ثابت] [9] الخطيب قال:
90/ أأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم/، أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ قَالَ:
__________
[1] في الأصل: «ابن الأشعث» .
[2] في ت: «فهرب بعض الأمراء إلى ... » .
[3] في ت: «إلى بلد» .
[4] في ت: «فاجتمع معه جماعة» .
[5] في الأصل: «حتى كتب بالإمارة» .
[6] «فحبس» ساقطة من ت.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/206)
سنة أربع وثلاثين ومَائتين، فيها: أشخص
المتوكل الفقهاء والمحدثين، وكان فيهم مصعب الزبيري [1] ، وإسحاق بن
أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان ابنا محمد
بن [2] أبي شيبة وكانا من حفاظ الناس، فقسمت بينهم الجوائز، وأجريت
عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، وأن يحدثوا بالأحاديث
التي فيها الرد عَلَى المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث فِي
الرؤية، فجلس عثمَان بْن أبي شيبة فِي مدينة المنصور، ووضع لَهُ منبر،
فاجتمع عَلَيْهِ نحو من ثلاثين ألفا. وجلس أبو بكر بْن أبي شيبة فِي
مجلس الرصافة، فاجتمع عَلَيْهِ نحو من ثلاثين ألفا [3] .
أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] [4] القزاز أخبرنا [أحمد بْن علي بْن
ثابت] [5] الخطيب قَالَ: قرأت في كتاب عمر بن محمد بن الحسن البصري [6]
، عن [محمد بْن يحيى] [7] الصولي. قَالَ: فِي سنة أربع وثلاثين
ومَائتين، نهى المتوكل عن الكلام فِي القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين
إِلَى سامراء، منهم: مُحَمَّد بْن عبد الملك بْن أبي الشوارب، وابنا
أبي شيبة، ومصعب الزبيري، وأمرهم أن يحدثوا ووصلهم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [8] ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بن علي قَالَ: حدثني الحسن بْن محمد الخلال، حَدَّثَنَا عبد
الواحد بْن علي قَالَ: قَالَ أبو صالح عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعيد
الأصبهاني قَالَ أبو إِسْمَاعِيل محمد بْن إسمَاعيل: سمعت محمد بن عبد
الملك بن أبي الشوارب يقول: استأذنت المتوكل أن أرجع إِلَى البصرة،
ولوددت أني لم أكن أستأذنه كنت أكون فِي جواره. [قلت: وكيف؟] [9]
قَالَ: اشهد عَلَى
__________
[1] في ت: «الزبيدي» .
[2] «محمد بن» ساقطة من ت.
[3] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 67.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «الحسن البصير» وفي ت: «الحسين البصري» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/207)
أني جعلت دعائي فِي المشاهد كلها للمتوكل،
وذلك أن صاحبنا [1] عمر بْن عبد العزيز جاء اللَّه به فرد المظالم،
وجاء الله بالمتوكل فرد الدين [2] .
[عزل عبيد الله بْن أحمد عن القضاء]
90/ ب وفي هذه السنة: عزل عبيد الله/ بْن أحمد عن القضاء وولي الوابصي.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت
قال: أخبرنا علي بن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بْن جعفر قَالَ:
عزل المتوكل عبيد الله بْن أحمد بن غالب في سنة أربع وثلاثين واستقضى
عبد السلام بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صخر [3] ، ويعرف بالوابصي، وذلك
أَنَّهُ من ولد وابصة بْن معبد، وَكَانَ قبل ذلك عَلَى قضاء الرقة،
وَكَانَ أهل بغداد قد ضجوا من أصحاب ابن أبي دؤاد وقالوا: لا يلي علينا
إلا من نرضى به، فكتب المتوكل العهد مطلقا ليس عَلَيْهِ اسم أحد،
وأنفذه من سامراء مَعَ يعقوب قوصرة أحد الحجاب الكبار، وقال: احضر عبد
السلام والشيوخ، واقرأ العهد، فإذا رضوا به قاضيا وقع [4] عَلَى العهد
اسمه، فقدم ففعل ذَلِكَ، فَقَالَ الناس: مَا نريد إلا [5] الوابصي،
فوقع عَلَى الكتاب اسمه، وحكم فِي وقته بالرصافة [6] .
وفي هذه السنة: حج إيتاخ، وَكَانَ هُوَ والي مكة والمدينة والموسم،
ودعي لَهُ عَلَى المنبر [7] .
وَكَانَ إيتاخ طباخا لرجل، فاشتراه منه المعتصم، فرفعه ومن بعده
الواثق، حَتَّى ضم إليه أعمَالا من أعمَال السلطان.
وَكَانَ من أراد المعتصم أو الواثق قتله سلمة إلى إيتاخ [8] ، فلما ولي
[9] المتوكل
__________
[1] «صاحبنا» ساقطة من ت.
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 344.
والعبارة في ت كذلك: «جار الله له برد المظالم، وجار الله بالمتوكل برد
الدين» .
[3] في ت: «بن محمد» .
[4] في ت: «فوقع» .
[5] في ت: «ما نرضى غير» .
[6] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 52.
[7] البداية والنهاية 10/ 312. وتاريخ اليعقوبي.
[8] «فرفعه ومن بعده الواثق حَتَّى ضم إليه أعمَالا من أعمَال السلطان.
وَكَانَ من أراد المعتصم أو الواثق قتله سلمة إِلَى إيتاخ» ساقطة من
ت..
[9] في ت: «وتولى» .
(11/208)
كَانَ فِي تلك الرتبة [1] ، وإليه الجيش
والأتراك والموالي والحجابة ودار الخلافة.
ثم س إليه المتوكل من يشير عَلَيْهِ بالاستئذان فِي الحج، ففعل فأذن
لَهُ، وصيره أمير كل بلد يدخلها، فحين خرج صيرت الحجابة إِلَى وصيف،
وذلك/ يوم السبت 91/ ألاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة فلمَا رجع من
الحج استصفى مَاله وحبس وضرب ومَات فِي الحبس. [وقيل: هَذِهِ القصة
كانت في سنة ثلاث وثلاثين] [2] .
[ابتدئ ببناء الجامع بسامراء]
وفي هذه السنة: ابتدئ ببناء الجامع بسامراء.
[هبوب ريح شديدة وسموم لم يعهد بمثلها]
وفيها: هبت ريح شديدة وسموم لم يعهد بمثلها [3] ، فاتصل ذلك نيفا
وخمسين يومَا، وشمل [4] ذلك البصرة والكوفة وبغداد وواسط وعبادان
والأهواز، وقتلت المَارة والقوافل، ثم مضت إِلَى هَمَذَان، وركدت
عَلَيْهَا عشرين يومَا، فأحرقت الزرع، ثم مضت إِلَى الموصل فخرجت عليهم
من قرية سِنْجار، فأهلكت مَا مرت به، ثم ركدت بالموصل فمنعت الناس من
الانتشار وعطلت الأسواق، وزلزلت هراة ومطرت مطرا شديدا، حَتَّى سقطت
الدور، وَكَانَ ذلك من أول الليل إِلَى الصباح [5] .
[خلع المتوكل على إسحاق ابن إبراهيم]
وفيها: خلع المتوكل عَلَى إسحاق بْن إبراهيم وعقد لَهُ اللواء، فسار
فِي موكب عظيم. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عرفة: فزعموا أنه مر فِي موكبه،
فَقَالَ قائل: من هَذَا؟ فقالت امرأة هناك: هَذَا رَجُل سقط من عين
الله فبلغ به مَا ترون! فسئل عنها، فقالوا: هي أخت بشر بْن الحارث [6]
، أو امْرَأَة من أهله.
وحج بالناس في هذه السنة مُحَمَّد بْن داود بْن عيسى [بْن موسى] [7] .
__________
[1] في ت: «المرتبة» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «لم يعهد بمثلها» ساقط من ت.
[4] في ت: «ومثل» .
[5] انظر: النجوم الزاهرة 2/ 275. وشذرات الذهب 2/ 80.
[6] في ت: «الحافي» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر: تاريخ الطبري 9/ 167. والكامل 5/ 282 والبداية والنهاية 10/ 312.
(11/209)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1369- أحمد بْن حرب بْن عبد الله بْن سهل بْن فيروز [1] ، أبو عبد الله
الزاهد النيسابورىّ، وقيل: المروزي [2] .
91/ ب سمع سفيان بْن عيينة، وأبا عامر العقدي، وأبا داود الطيالسي في
خلق كثير. / [و] [3] كان عالمَا ورعا متعبدا، والكرامية تنتحله، وورد
بغداد أيام أحمد بْن حنبل، وحدث بِهَا.
قَالَ يحيى بْن معين: إن لم يكن أحمد بْن حرب من الأبدال فلا أدري من
هم [4] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرِ [5] بْنُ
ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا عبد
الله بْن محمد الكعبي قال: أخبرنا إسماعيل بْن قتيبة قَالَ: دخلت عَلَى
أحمد بْن حنبل وقد قدم أحمد بْن حرب من مكة، فَقَالَ لي أَحْمَد: من
هَذَا الخراساني الذي قدم؟ قلت: من زهده كذا وكذا، ومن ورعه كذا وكذا
[6] ، فَقَالَ: لا ينبغي لمن يدعي مَا يدعيه أن يدخل نفسه فِي الفتيا
[7] .
أَخْبَرَنَا [8] زاهر بْن طاهر، أَخْبَرَنَا أحمد بن الحسين البيهقي،
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: حدثني أبو العباس
عبيد الله [9] بْن أحمد الصوفي قَالَ:
حدثني أبو عَمْرو محمد بْن يحيى قَالَ: مر أحمد بْن حرب بصبيان يلعبون،
فَقَالَ أحدهم: أمسكوا فإن هَذَا أَحْمَد بْن حرب الذي لا ينام الليل
قَالَ: فقبض أحمد عَلَى لحيته، وقال: الصبيان يهابونك بأنك لا تنام
وأنت تنام. قَالَ: فأحيا الليل بعد ذلك إِلَى أن توفي لم ينم الليل.
وبلغنا عن أحمد بْن حرب أنه قَالَ: المنازل أربعة، فثلاثه منها مجاز،
والرابع
__________
[1] في الأصل: «بن مروان» .
[2] انظر ترجمته في: «تاريخ بغداد 4/ 118.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] تاريخ بغداد 4/ 119.
[5] في ت: «أحمد بن ثابت» .
[6] «ومن ورعه كذا وكذا» ساقطة من ت.
[7] في ت: «في القضاء» .
انظر الخبر في: «تاريخ بغداد 4/ 219.
[8] في ت، ح: «أنبأنا» .
[9] في ت: «عبد الله» .
(11/210)
الحقيقة [1] : عمرنا فِي الدنيا، ومكثنا
فِي القبور، ومقامنا فِي الحشر، ومنصرفنا إِلَى الأبد [2] الَّذِي
خلقنا لَهُ، فمثل عمرنا فِي الدنيا كالمتعشى للحاج لا يطمئنون ولا
يحلون الأثقال عَنِ الدواب لسرعة الارتحال، ومكثنا فِي القبور مثل أحد
المنازل [3] للحاج يضعون الأثقال ويستريحون/ يومَا وليلة ثم يرتحلون،
ومثل مقامنا فِي الحشر كمقدمهم 92/ أمكة يوفون النذور [4] ويقضون
النسك، ثم يتفرقون، وكذلك القيامة يفترق فيها الناس إِلَى الجنة أو
السعير [5] .
أَخْبَرَنَا [6] زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن
الحسين البيهقي [7] أخبرنا [8] أبو عبد الله الحاكم قَالَ: سمعت أبا
العباس محمد بْن أحمد القاضي [9] يقول: سمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بْن
جعفر الزاهد يقول: سمعت زكريا بْن أبي دلويه يقول: رأيت أحمد بْن حرب
بعد وفاته بشهر فِي المنام، فقلت: مَا فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي وفوق
المغفرة. قلت: ومَا فوق المغفرة؟ قال: أكرمني بأن يستجيب دعوات
المسلمين إذا توسلوا بقبري.
توفي أحمد بْن حرب فِي رجب هَذِهِ السنة وَهُوَ ابْن ثمَان وخمسين سنة
وأشهر.
1370- جعفر بْن مبشر [10] [بْن أحمد] [11] بْن محمد، أبو محمد الثقفي
المتكلم [12] .
أحد المعتزلة البغداديين، لَهُ كتب مصنفة فِي الكلام، توفي في هذه
السنة.
1371- زهير [13] بْن حرب بْن شداد، أبو خيثمة النسائي [14] .
ولد سنة ستين ومَائة.
وحدث عن سفيان بْن عيينة، وهشيم، وابن علية، وجرير بْن عبد الحميد،
ويحيى بْن سعيد، وخلق كثير.
__________
[1] في ت: «حقيقة» .
[2] «الأبد» ساقطة من ت.
[3] في ت: «أحد منازل» .
[4] في ت: «نذورهم» .
[5] في ح: «إلى الجنة وإلى السعير» .
[6] في ت: «أنبأنا» .
[7] «البيهقي» ساقطة من ت.
[8] في ت: «أنبأنا» .
[9] في الأصل: «الفاهي» .
[10] في الأصل: «بن ميسر» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 162.
[13] في الأصل: «إبراهيم» .
[14] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 483.
(11/211)
روى عنه: البخاري، ومسلم، وابن أبي الدنيا،
وغيرهم.
وَكَانَ ثقة ثبتا حافظا متقنا. وتوفي فِي شعبان هَذِهِ السنة وَهُوَ
ابْن أربع وسبعين سنة، وقد قِيلَ: إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين [1]
وَهُوَ غلط.
1372- سليمَان بْن داود، أبو الربيع الزهراني العتكي [2] .
سمع مَالك بْن أنس، وحماد بن زيد.
92/ ب روى عنه أحمد بن حنبل، وابن المديني/ والبغوي [3] ، وَكَانَ ثقة.
توفي في رمضان هذه السنة بالبصرة.
1373- سليمان بن داود بن بشر بن زياد [4] ، أبو أيوب المنقري البصري،
المعروف بالشاذكوني [5] .
حدث عن حمَاد بْن زيد وغيره.
وَكَانَ حافظا مكثرا، قدم بغداد، فجالس الحفاظ وذاكرهم، ثم خرج إِلَى
أصبهان فسكنها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:] [6] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عمرو
بن روح، أَخْبَرَنَا طلحة بْن أحمد بْن الحسن الصوفي [7] ، أَخْبَرَنَا
أبو الحسن محمد بْن أحمد بْن أبي مهزول قَالَ: سمعت محمد بْن حفص يقول:
سمعت عمرو الناقد يقول: مَا كَانَ فِي أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن
حنبل، ولا أسرد
__________
[1] في ت: «وستين» .
[2] في ح: «سالم بن داود» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 39.
[3] في ت: «العقدي» .
[4] في الأصل: «سليمان بن بشر بن داود» .
وفي ت: «محمد بن داود بن بشر» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 40، والجرح والتعديل 4/ 114.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «بن الحسين الصوفي» .
(11/212)
للحديث من ابْن الشاذكوني، ولا أعلم
بالإسناد من يحيى مَا قدر أحد أن يقلب عليه إسنادا قط [1] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد
بْن علي، أَخْبَرَنَا ابْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل
بْن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: كَانَ أعلمنا بالرجال يحيى
بْن معين، وأحفظنا للأبواب سليمَان الشاذكوني، وَكَانَ أحفظنا للطوال
علي [3] .
قَالَ المصنف: قد طعن فِي الشاذكوني [رحمه الله] [4] جمَاعة من
العلمَاء ونسبوه إِلَى الكذب، وقلة الدين، فذهبت [5] بتخليطه بركات
علمه.
فَقَالَ أحمد بْن حنبل: قد جالس الشاذكوني حمَاد بْن زيد، وبشر بْن
المفضل [6] ، ويزيد بْن زريع فَمَا نفعه الله بواحد منهم.
وقال يحيى: كَانَ الشاذكوني يكذب ويضع الحديث وقد جربت [7] عَلَيْهِ
الكذب.
وقال البخاري: هُوَ عندي أضعف من كل ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة [8]
.
وَكَانَ عبدان الأهوازي يقول: لا يتهم [9] شاذكوني بالكذب، وإنمَا كتبه
كانت قد ذهبت، / فكان [10] يحدّث فيغلط. 93/ أ
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 9/ 41.
[2] «بن محمد» ساقطة من ت.
[3] «علي» ساقطة من ت.
وفي ح: «وكان علي أحفظنا للطوال» وكذلك في تاريخ بغداد.
انظر الخبر في: تاريخ بغداد 9/ 41.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «ونسبوه إلى الكذب الّذي يذهب ... » .
[6] في الأصل: «وبشر بن الفضل» .
[7] في ت: «وقد جرب» .
[8] انظر: تاريخ بغداد 9/ 47.
[9] في الأصل: «لا نتهم» .
[10] في الأصل: «وكان» .
(11/213)
توفي الشاذكوني فِي جمَادى الآخرة من
هَذِهِ السنة بأصبهان [1] .
أنبأنا إسمَاعيل بْن أحمد قَالَ: سمعت أبا القاسم يوسف بْن الحسن
الزنجاني [2] يقول: سمعت أبا نعيم أحمد بْن عبد الله الحافظ يقول: سمعت
أبا الحسين بْن قانع [3] يقول: سمعت إسمَاعيل بْن طاهر البلخي يقول:
رأيت سليمَان الشاذكوني فِي النوم، فقلت: مَا فعل الله بك يَا أبا
أَيُّوب؟ فَقَالَ: غفر [الله] [4] لي. قلت: بمَاذا؟ قَالَ: كنت فِي
طريق أصبهان [أمر إليها] [4] فأخذتني مطرة، وكانت [5] معي كتب، ولم أكن
تحت سقف ولا شيء، فانكببت عَلَى كتبي حَتَّى أصبحت [6] وهدأ المطر،
فغفر لي الله بذلك [7] .
1374- علي بْن بحر بْن بري، أبو الحسن القطان [8] . فارسي الأصل.
سمع هشام بْن يوسف، وجرير بْن عبد الحميد.
روى عنه أحمد بن حنبل، وقال: هُوَ ثقة. توفي بالبصرة في هذه السنة.
ودون هَذَا رجل يقال لَهُ: علي بْن بري، وليس فيه: «بحر» .
حدث ببغداد أيضا عن سلمة بْن شبيب، وروى عنه: أبو بكر الشافعي.
1375- علي بْن عبد الله بْن جعفر بْن يحيى بْن بكر بْن سعد، أبو الحسن
السعدي مولاهم، ويعرف بابن المديني [9] .
بصري المولد [10] ، كوفي المنشأ [11] ، ولد سنة إحدى وستين ومَائة.
وسمع حمَاد بْن زيد، وهشام بْن بشير، وسفيان بْن عيينة، وخلقا كثيرا.
وَكَانَ المقدم عَلَى حفاظ وقته، وَكَانَ سفيان بْن عيينة يقول: والله
إني أتعلم من
__________
[1] «بأصبهان» ساقطة من ت.
[2] في الأصل: «ابن الحسين الزنجاني» .
[3] في الأصل: «أبا الحسين بن نافع» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من ت، ح.
[5] في ت: «وكان» .
[6] في ت: «أصبحنا» .
[7] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 9/ 48.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 353.
[9] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 458.
[10] في ت، ح: «بصري الدار» .
[11] كوفي المنشأ» ساقطة من ت.
(11/214)
ابْن المديني أكثر ممَا [1] يتعلم مني،
ولولاه مَا جلست وكذلك كَانَ يحيى [2] بْن سعيد يقول: الناس يلوموني
[3] فِي قعودي مَعَ علي، وأنا أتعلم من علي أكثر ممَا يتعلم مني/.
وَكَانَ أحمد بْن حنبل لا يسميه، وإنمَا يكنيه تبجيلا لَهُ، وقال
البخاري: مَا 93/ ب استصغرت نفسي عِنْد أحد إلا عند علي بْن المديني
[4] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:
أَخْبَرَنَا أبو سعيد المَاليني قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بْن عدي
قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن أحمد القرميسيني [5] قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بْن يزداد [6] يقول: سمعت أحمد [7] بْن يوسف البحيري
يقول: سمعت الأعين يقول: رأيت علي بْن المَدِينيّ مستلقيا، وأحمد بْن
حنبل عن يمينه، ويحيى بْن معين عن يساره، وَهُوَ يملي عليهمَا [8] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت قال:] [9]
أخبرنا البرقاني قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر الإسمَاعيلي قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت عباسًا
العنبري يقول: كَانَ [10] علي بْن المَدِينيّ بلغ مَا لو قضي [11] لَهُ
أن يتم على ذلك، لعله كان يقدم عَلَى الحسن البصري، كَانَ الناس يكتبون
قيامه وقعوده، ولباسه، وكل شيء يقول ويفعل، أَوْ نحو هَذَا [12] .
قَالَ المصنف: والذي منع ابْن المديني من [13] التمَام إجابته فِي خلق
القرآن وميله إِلَى ابْن أَبِي دؤاد لأجل حطام الدنيا، فلم يكفه أن
أجاب فكان يعتذر للتقية [14] ، وصار يتردد إِلَى ابْن أَبِي دؤاد ويظهر
لَهُ الموافقة.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بَكْرٍ [أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيِّ] [15] بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:
__________
[1] في ت: «بما» .
[2] في ت: «قال يحيى» .
[3] في ت: «يلوموني الناس» .
[4] انظر: تاريخ بغداد 11/ 459.
[5] في الأصل: «القرمسي» .
[6] في الأصل: «ابن داود» .
[7] في ت: «سمعت محمد بن يوسف» .
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 463.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في ت: «لو كان» .
[11] في ت: «بلغ ما يرتضي له» .
[12] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 462.
[13] في ت: «والّذي منعه من» .
[14] في ح: «بالتقية حتى صار» .
[15] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/215)
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري [1] قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ:
أخبرنا محمد بْن يحيى قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن فهم قَالَ:
حَدَّثَنَا أبي قَالَ: قَالَ ابْن أبي دؤاد للمعتصم: يَا أَمِير
الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا يزعم- يعني أحمد بْن حنبل [2]- أن الله تعالى
يرى فِي الآخرة، والعين لا تقع إلا عَلَى محدود، والله لا يحد. فَقَالَ
المعتصم: مَا عندك فِي هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أمير الْمُؤْمِنِين، عندي
مَا قاله رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ. قَالَ:
ومَا قَالَ عَلَيْهِ السلام؟ قَالَ: حدثنا محمد بن جعفر غُنْدُرٍ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد 94/ أعن
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْبَجَلِيِّ/ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ [3] ،
فَنَظَرَ إِلَى الْبَدْرِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ [4]
رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْبَدْرَ، لا تُضَامُونَ فِي
رُؤْيَتِهِ» [5] . فَقَالَ لأَحْمَدَ بْنِ أَبِي دُؤَادٍ: مَا عِنْدَكَ
فِي هَذَا؟ قَالَ:
أَنْظُرُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ. وَكَانَ هَذَا فِي أَوَّلِ
يَوْمٍ، [ثُمَّ انْصَرَفَ] [6] ، فوجه ابْن أبي دؤاد إِلَى علي بْن
المديني، وَهُوَ مملق لا يقدر على درهم، فأحضره فما كلمه بشيء حَتَّى
وصله بعشرة آلاف درهم، وقال لَهُ: هَذِهِ وصلك بِهَا أَمِير
الْمُؤْمِنِينَ، وأمر أن يدفع إِلَيْهِ جميع مَا استحق من أرزاقه،
وَكَانَ لَهُ رزق سنتين، ثم قَالَ: يَا أبا الحسن حديث جرير بْن عَبْد
الله فِي الرؤية مَا هُوَ؟ قَالَ: صحيح، قَالَ: فهل عندك فيه شيء؟
قَالَ:
يعفيني القاضي من هَذَا. فَقَالَ: يَا أبا الحسن هُوَ حاجة الدهر ثم
أمر لَهُ بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه ولم يزل بِهِ [7] حَتَّى قَالَ
لَهُ: فِي هَذَا الإسناد من لا يعتمد عَلَيْهِ ولا عَلَى مَا يرويه،
وَهُوَ قيس بْن أبي حَازِم، إنمَا كَانَ أعرابيا بوالا عَلَى قدميه [8]
. فقام ابْن أبي دؤاد إِلَى ابْن المديني فاعتنقه، فلمَا كَانَ من
الغد، وحضروا [9] قَالَ ابْن أبي دؤاد: يَا أمير
__________
[1] في ت: «الصوري» .
[2] في ت: «يعني أمير المؤمنين أحمد بن حنبل» .
[3] في ت: «لأربع عشرة فنظر» .
[4] في ت: «لترون» .
[5] الحديث أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 145. ومسلم في صحيحه 1/ 439.
انظر: اللؤلؤ والمرجان 1/ 46.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «به» ساقطة من ت.
[8] في الأصل: «على قدميه» .
[9] في ت: «وحضر» .
(11/216)
الْمُؤْمِنِين، هَذَا [1] يحتج فِي الرؤية
[2] بحديث جرير، وإنمَا رواه عنه قيس بْن أبي حازم [3] وهو أعرابي بوال
عَلَى عقبيه.
قَالَ أحمد بعد ذلك: فعلمت أنه من عمل ابْن المديني [4] .
قَالَ المصنف [5] : وهذا إن صح عن علي [بْن المديني] [6] فإنه إقدام
عظيم عَلَى الشرع، فإن قيسا روى عَنْ تسعة من العشرة فإنه لم يرو عن
عَبْد الرَّحْمَنِ وَهُوَ من العلمَاء الثقات الذين لم يطعن فيهم، خرج
عنه البخاري، ومسلم فِي الصحيحين [7] .
وكذلك روى لهم ابْن المديني فِي حديث عمر «وكلوه إِلَى خالقه» وَكَانَ
قد أخطأ فِي هَذَا الحديث الوليد بْن مسلم/، وإنمَا هُوَ «وكلوه إِلَى
عالمه» فقال أحمد بن حنبل: 94/ ب علي يعلم أن الْوَلِيد أخطأ فلم روى
لهم الخطأ حَتَّى يحتجون به؟! [8] وَكَانَ علي إذا جاء حديث عن أحمد
بْن حنبل يقول: اضرب عن هَذَا ليرضى ابْن أبي دؤاد، وكان قد سمع من
أحمد [9] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت قَالَ: أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد
[10] الأدمي قال: حدثنا محمد بن علي الأيادي قال: حدثنا زكريا بن يحيى
الساجي قَالَ: قدم علي بْن المديني البصرة [11] ، فصار إليه بندار،
فجعل يقول: قَالَ أبو عبد الله، فقال له بندار- على رءوس
__________
[1] «هذا» ساقطة من ت.
[2] في الأصل: «الرواية» .
[3] «بن أبي حازم» ساقطة من ت.
[4] في ت: «قال المؤلف» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] انظر: تاريخ بغداد 11/ 467.
[7] انظر كلام المصنف في «مناقب الإمام أحمد» ص 476. وانظر: تاريخ
بغداد 11/ 468.
[8] في ح: «على ذا» .
[9] انظر تاريخ بغداد 11/ 470.
[10] في ت: «محمد بن محمد بن أحمد» .
[11] «البصرة» ساقطة من ت.
(11/217)
الملأ- من أبو عبد الله أحمد بْن حنبل؟
[قَالَ: لا،] [1] أبو عبد الله أحمد بْن أبي دؤاد.
قَالَ بندار: عند الله احتسب خطئي، شبه علي هَذَا، وغضب وقام [2] .
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أبو بكر] [3] بْن ثَابِت
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلي بْن أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم [4] الشافعي قَالَ: كَانَ
عند إبراهيم الحربي قمطر من حديث علي بْن المديني، ومَا كَانَ يحدث به،
فقيل لَهُ: لم لا تحدث عنه؟ قَالَ: لقيته يومَا وبيده نعله وثيابه فِي
فمه، فقلت: إِلَى أين؟ قَالَ: ألحق الصلاة خلف أبي عبد اللَّه، فظننت
أنه يعني أحمد بْن حنبل فقلت: من أبو عبد الله؟
قَالَ: أبو عبد الله بْن أبي دؤاد، فقلت: والله لا حدثت عنك بحرف [5] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [6] بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي
قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن علي الصيمري وأحمد بْن علي التوزي قالا:
حَدَّثَنَا محمد بْن عمران بْن موسى قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر
الجرجاني قَالَ: حَدَّثَنَا أبو العيناء قَالَ: دخل علي بن المديني 95/
أعلي أحمد بْن أبي دؤاد بعد أن جرى من محنة أحمد بْن حنبل مَا جرى،
فناوله/ رقعة وقال: هَذِهِ طرحت فِي داري، [فقرأها] فإذا فيها:
يَا ابْن المديني الذي شرعت لَهُ ... دنيا فجاد بدينه لينالها
مَاذا دعاك إِلَى اعتقاد مقالة ... قد كَانَ عندك كافر من قالها
أمر بدا لك رشده فقبلته ... أم زهرة الدنيا أردت نوالها
فلقد عهدتك لا أبا لك مرة ... صعب المقالة للتي تدعى لها
إن الحريب لمن [7] يصاب بدينه ... لا من يرزئ ناقة وفصالها
__________
[1] في الأصل: «ليس أبو عبد الله» وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل،
ت.
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 470.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «محمد بن إبراهيم بن عبد الله» .
[5] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 470.
[6] في الأصل: «قال عبد الرحمن» .
[7] في ت: «إن المزار من يصاب» .
(11/218)
فَقَالَ لَهُ أحمد: قد هجا خيار الناس، وقد
قمت وقمنا [1] من حق الله تعالى بمَا يصغر لَهُ [2] قدر الدُّنْيَا عند
كثير ثوابه، ثم دعا لَهُ بخمسة آلاف درهم، وقال: اصرف هَذِهِ فِي
نفقاتك [3] .
قَالَ المصنف: وقد روى جمَاعة عن علي بْن المديني أنه قَالَ: إنمَا
أجبت تقية، وخفت السيف، وَقَدْ حبست فِي بيت مظلم ثمَانية أشهر، وفي
رجلي قيد [فيه] [4] ثمَانية أمنان حَتَّى خفت عَلَى بصري.
توفي ابْن المديني بسامراء في ذي القعدة من هذه السنة، وقيل: فِي سنة
خمس وثلاثين، ولا يَصِّح.
1376- يحيى بْن أيوب، أبو زكريا العابد، المعروف بالمقابري [5] .
ولد سنة سبعة وخمسين ومَائة. سمع شريكا، وإسمَاعيل بْن جعفر، وابن علية
وغيرهم.
روى عنه: / أحمد بْن حنبل، ومسلم بْن الحجاج، والبغوي، وكان ثقة ورعا
من 95/ ب خيار عباد الله.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [6] بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي
قال: أَخْبَرَنَا الحسن [7] بْن أَبِي طالب قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن
أحمد الواعظ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد قال: حدثنا العباس بن محمد
بن عبد الرحمن الأشهلي قال: حدثني أبي قَالَ: مررت بالمقابر فسمعت
همهمة، فاتبعت الأثر، فإذا يحيى بْن أيوب فِي حفرة من تلك الحفر، وإذا
هُوَ يدعو ويبكي ويقول: يَا قرة عين المطيعين! ويا قرة عين العاصين!
ولم لا تكون
__________
[1] «وقمنا» ساقطة من ت.
[2] «له» ساقطة من ت.
[3] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 469- 470.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 14/ 188.
[6] في الأصل: «أخبرنا أحمد بن محمد» .
[7] في ت: «الحسين» .
(11/219)
قُرَّةَ عين المطيعين وأنت مننت عليهم
بالطاعة، ولم لا تكون قرة عين العاصين وأنت سترت عليهم الذنوب. قَالَ:
ويعاود البكاء، قَالَ: فغلبني البكاء، ففطن بي، فَقَالَ لي:
تعال لعل الله تَعَالَى إنمَا بعث بك الخير [1] .
توفي يحيى فِي ربيع الأول من هَذِهِ السنة.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 14/ 188- 189.
(11/220)
ثُمّ دخلت سنة خمس وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
قتل إيتاخ. وقد ذكرنا أنه استأذن فِي الحج فأذن لَهُ، ولمَا رجع من
الحج إِلَى العراق، وجه إِلَيْهِ المتوكل سعيد بْن صالح الحاجب [1]
بكسوة وألطاف، وأمره أن يتلقاه ببعض الطريق، وقد تقدم المتوكل إِلَى
عامله عَلَى الشرطة ببغداد إسحاق بْن إبراهيم بأمره فيه [2] .
فلمَا خرج إسحاق وقرب إيتاخ من بغداد، أراد أن يأخذ طريق الفرات إِلَى
الأنبار، ثم يَخْرُج إِلَى سامراء، فكتب إليه إسحاق: إن أَمِير
الْمُؤْمِنِينَ، قد أمر أن تدخل بغداد، وأن يتلقاك بنو هاشم ووجوه
الناس، وأن تعقد لهم فِي دار خزيمة/ بن خازم، فتأمر لهم 96/ أبجوائز
[3] .
وشحن إسحاق الجسر بالجند والشاكرية، وخرج فِي خاصته، فاستقبله [4] ،
فلمَا نظر إليه أهوى إِسْحَاق لينزل، فحلف عَلَيْهِ إيتاخ أن لا يفعل.
وَكَانَ إيتاخ فِي ثلاثمَائة من أصحابه وغلمَانه، فسارا جميعا حَتَّى
إذا صار عند الجسر تقدمه إسحاق، فعبر حَتَّى وقف عَلَى باب خزيمة بن
خازم، وقال لإيتاخ يدخل [5] .
__________
[1] «والحاجب» ساقطة من ت.
[2] انظر: تاريخ الطبري 9/ 168.
[3] تاريخ الطبري 9/ 168.
[4] «فاستقبله» ساقطة من ت.
[5] انظر: تاريخ الطبري 9/ 168.
(11/221)
وَكَانَ الموكلون بالجسر كلمَا مر بهم غلام
من غلمَان إيتاخ [1] قدموه، حَتَّى بقي فِي خاصة غلمَانه [2] ، فدخل،
وقد فرشت لَهُ دار خزيمة، وتأخر إسحاق، وأمر أن لا يدخل الدار من
غلمَانه إِلَّا ثلاثة أو أربعة، وأخذت عَلَيْهِ الأبواب وأمر بحراسته
من ناحية الشط، وقطعت [3] كل درجة فِي قصر خزيمة، فحين دخل أغلق الباب
[خلفه] [4] ، فنظر فدخل، فإذا ليس معه إلا ثلاثة غلمَان، فَقَالَ: قد
فعلوها [5] .
فمكث يومين أو ثلاثة، ثم ركب إسحاق حراقة وأعد لإيتاخ أخرى، ثم أرسل
إليه أن يصير إلى الحراقة، وأمر بأخذ سيفه، وصاعدا إِلَى دار إسحاق،
فأدخل ناحية منها، ثم قيد فصير فِي عنقه ثمَانين رطلا، فمَات ليلة
الأربعاء لخمس خلون من جمَادى الآخرة، وأشهد إسحاق عَلَى موته أبا
الحسن [6] محمد بْن ثابت صاحب البريد ببغداد والقضاة، وأراهم إياه لا
ضرب به وَلَا أثر، فقيل إن هلاكه كَانَ بالعطش، وحبس ابناه معه، فبقيا
إِلَى أن ولي المنتصر فأخرجهما [7] .
[قدوم بغا]
وفي هذه السنة: قدم [بغا] [8] بابن البعيث، فأمر المتوكل بقتله ثم عفا
عنه [9] .
[أمر المتوكل بأخذ أهل الذمة]
وفيها: أمر المتوكل بأخذ أهل الذمة
بلبس الطيالس [10] العسلية والزنانير، وركوب السروج بركب الخشب، وأن
يلبسوا العسلي [11] نساءهم، وأمر بهدم بيعهم [12] 96/ ب المحدثة، ونهى
أن يستعان بهم فِي الدواوين وأعمال/ السلطان التي يجري أحكامهم
__________
[1] في ت: «من غلمانه» .
[2] «قدموه حتى بقي خاصة غلمانه» ساقطة من ت.
[3] في ت: «وكسر» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] انظر: تاريخ الطبري 9/ 169.
[6] في ت: «أبا الحسين» .
[7] انظر: تاريخ الطبري 9/ 170.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت، ح. وأضفناه من الطبري.
[9] انظر: تاريخ الطبري 9/ 170.
[10] في ت: «الطيالسة» .
[11] في ت: «العسلية» .
[12] في الأصل: «بيوتهم» .
وفي ت: «صعهم» .
(11/222)
فيها عَلَى المسلمين، ونهى أن يتعلم
أولادهم فِي كتاتيب المسلمين [ولا يعلمهم مسلم] [1] ، ونهى أن يظهروا
فِي شعانينهم صلبانا، وأن يشعلوا فِي طريق، وكتب إِلَى عمَاله أن
تأخذهم بذلك في شوال [2] .
[احتراق سجن باب الشام]
وفي هَذَا الشهر [3] : احترق سجن باب الشام، واحترق فيه مَائة وثلاثون
رجلا، وذلك عند رواح الناس إلى الجمعة.
[ظهور رجل بسامراء]
وفي هذه السنة: ظهر رجل بسامراء [4] يقال لَهُ: محمود بْن الفرج، فزعم
[5] أنه ذو القرنين، ومعه سبعة عشر رجلا من [عند] [6] خشبة بابك، وخرج
من أصحابه بباب العامة رجلان، وببغداد فِي مسجد مدينتها آخران [7] ،
وزعم أنه نبي، فأتي به وبأصحابه المتوكل [8] ، فأمر بضربه بالسياط،
فضرب [9] ضربا شديدا، وحبس أصحابه وكانوا قدموا من نيسابور، ومعهم شيء
يقرءونه، ومعهم عيالاتهم، وفيهم [10] شيخ يشهد لَهُ بالنبوة، ويزعم أنه
يوحى إليه، وأن جبريل يأتيه بالوحي، فضرب محمود مَائة سوط، فلم ينكر
نبوته حين ضرب، وضرب الشيخ الذي كَانَ يشهد لَهُ بالنبوة أربعين سوطا،
فأنكر نبوته حين ضرب. وحمل محمود إِلَى باب العامة، فأكذب نفسه، وقال
الشيخ: قد اختدعني هَذَا، وأمر أصحابه أن يصفعوه فصفعه كل واحد عشر
صفعات، وأخذ لَهُ مصحف فيه كلام قد جمعه ذكر أنه قرآنه، وأن جبريل
كَانَ يأتيه به [11] ، ثم مات
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
و «مسلم» ساقطة من ت، و «ولا يعلمهم» ساقطة من ح.
[2] انظر: تاريخ الطبري 9/ 171- 172. والبداية والنهاية 10/ 313.
[3] في ت: «وفيها» .
[4] في الأصل: «بنيسابور» والتصحيح من ح، والطبري، وابن كثير، والكامل.
[5] في ت: «فذكر» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «إخوان» .
[8] «فأتي به وبأصحابه المتوكل» ساقطة من ت.
[9] «فضرب» ساقطة من ت.
[10] في ت: «ومعهم» .
[11] «به» ساقطة من ت.
(11/223)
يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجة
[ودفن] [1] فِي الجزيرة [2] .
وقام رجلان ببغداد فِي ذي القعدة والإمَام فِي الصلاة، فصاحا وأفسدا
عَلَى الناس صلاتهم، حَتَّى قرأ الإمَام فِي الركعة الثانية: قُلْ هُوَ
الله أَحَدٌ 112: 1 وذكرا أنهما نبيان وكان 97/ أهذا في مسجد غربي
بغداد، وقام/ آخران بسامراء [فِي هذا اليوم] [3] ففعلا ذلك.
[عقد المتوكل البيعة لبنيه الثلاثة]
وفي هذه السنة [4] : عقد المتوكل البيعة
لبنيه الثلاثة: لمحمد المنتصر، ولأبي عبد الله الزبير وقيل:
اسمه محمد ولقبه: المعتز باللَّه، ولإبراهيم وسمَاه: المؤيد باللَّه،
وذلك يوم السبت لثلاث بقين من ذي الحجة، وقيل: لليلتين.
وعقد لكل منهم لواءين، فضم إِلَى المنتصر: إفريقية والمغرب كله
وقنسرين، والعواصم، والثغور، وديار مضر، وديار ربيعة، والموصل، وهيت،
وعانة، وتكريت، وكور دجلة، وطساسيج السواد، والحرمين، واليمن، وعك،
وحضرموت، واليمَامة، والبحرين، والسند، ومكران، وقندابيل، وكور
الأهواز، والمستغلات بسامراء فِي مواضع كثيرة.
وضم إِلَى المعتز: كور خراسان، ومَا يضاف إليها، وطبرستان والري، وكور
فارس، وأرمينية، وأذربيجان، ودور الضرب، وأمر بضرب اسمه عَلَى الدراهم.
وضم إِلَى ابنه المؤيد: جند دمشق، وجند حمص، وجند الأردن، وجند فلسطين.
وكتب بذلك [5] كتابا عَلَى نفسه بولاية العهد لهم، ومَا سلم إليهم من
الأعمال [6] .
[تغير ماء دجلة إلى الصفرة]
وفي ذي الحجة من هَذِهِ السنة: تغير مَاء دجلة إِلَى الصفرة، فبقي
ثلاثة أيام، ففزع الناس لذلك، ثم صار فِي لون المورد [7] . حكاه أبو
جعفر الطبري [8] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: تاريخ الطبري 9/ 175. والكامل 6/ 284.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «وفيها» .
[5] «بذلك» ساقطة من ت.
[6] انظر: تاريخ الطبري 9/ 175- 176. والبداية والنهاية 10/ 314.
[7] في ت: «الورد» .
[8] انظر تاريخ الطبري 9/ 181- 182.
(11/224)
وفيها: أتى المتوكل بيحيى بْن محمد بْن
يحيى بْن زيد بْن علي بْن الحسين، وَكَانَ قد جمع قومَا، فحبس وضربه
عمر بْن فرج [1] ثمَان عشرة مقرعة، وحبس ببغداد [2] .
وحج بالناس في هذه السنة مُحَمَّد بن داود [3] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1377- إسحاق بْن إبراهيم المصعبي [4] .
كَانَ يتولى الشرطة من أيام المأمون/ إِلَى أيام المتوكل، فتوفي في هذه
السنة، 97/ ب وسنه ثمَان وخمسون سنة وثمَانية أشهر وأحد عشر يومَا.
وبلغنا أنه دخل يومَا عَلَى المتوكل وعنده الفتح بْن خاقان، وهمَا
ينظران فِي أخلاط الكيمياء ويتراجعان القول فيه، فلم يخض معهمَا فِي
ذلك، فَقَالَ لَهُ المتوكل: يا أبا إسحاق مالك لا تتكلم معنا فِي هَذَا
الباب؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الكيمياء شيء لم يتعرض
إِلَيْهِ الملوك قبلك، ولا نظر فيه آباؤك، ولكن أدلك عَلَى كيمياء هُوَ
الحق الصحيح، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: تسلفني خمسين ألف دينار [من بيت
المَال] [5] أنفقها عَلَى مصالح السواد، ثم تنظر ما يرتفع لك من
الزيادة فِي العمَارة، قَالَ: فأمر [6] أن يحمل لَهُ من بيت المَال
[خمسون ألف دينار] [7] ، فحملت، فانصرف إسحاق إِلَى مدينة السلام، وكتب
فِي إشخاص وجوه أهل السواد. فحضروا، فقلدهم النفقة عَلَى كري الأنهار
[8] وحلف إن ضاع من المَال درهم قبض الذي يجري التضييع فِي ناحيته، ثم
أحلفهم على
__________
[1] في الأصل: «عمر بن نوح» .
[2] انظر الخبر في: تاريخ الطبري 9/ 182. والبداية والنهاية 10/ 314.
[3] انظر: الطبري 9/ 182. والبداية والنهاية 10/ 314.
[4] انظر ترجمته في: تاريخ الطبري 9/ 181. والبداية والنهاية 10/ 314،
ومروج الذهب 4/ 95.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ح.
[6] في ت: «فأمر له أن ... » .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] في الأصل: «الأنهار» .
(11/225)
استعمَال العدل، وزاد فِي الحمَاية [1] وفي
المعونة، وأنفق عَلَى المصالح من الجملة تسعة عشر ألف دينار، فلمَا
كَانَ آخر السنة عمل الحساب، فحصل من السواد ثلاثمَائة ألف كر، وأربعة
آلاف كر، واثنا عشر ألف ألف درهم، فنظروا، وإذا به قد رد كل دينار
اثنين وثلاثين دينارا، فحمل ذلك، ورد باقي الخمسين ألف، وكتب بذلك
إِلَى المتوكل، وقال: هذا الكيمياء الّذي يجب عَلَى الخلفاء [2] النظر
فيه.
1378- إسحاق بْن إبراهيم بْن ميمون، أبو محمد التميمي المعروف ولده
بالموصلي [3] .
قيل إنه ولد سنة خمسين ومَائة، وكتب الحديث عن سفيان بْن عيينة، وهشيم،
وأبي معاوية الضرير، وغيرهم.
98/ أوأخذ الأدب عن الأصمعي، وأبي عبيدة [4] ، وبرع فِي علم الغناء، /
فغلب عَلَيْهِ، ونسب إليه، وَكَانَ مليح المحاضرة، حلو النادرة، جيد
الشعر، مذكورا بالسخاء، معظمَا عند الخلفاء.
صنف كتاب «الأغاني» فرواه عنه ابنه حمَاد، ورواه عنه الزبير بْن بكار،
وأبو العيناء وَغَيْرُهُمْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرٍ
[أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ] [5] بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:
أخبرني أحمد بْن محمد بْن يعقوب الكاتب قَالَ: حدثني جدي محمد بن عبيد
الله [6] بن قفرجل قال: حدثنا مُحَمَّد بن يحيى قَالَ: حَدَّثَنَا أبو
العيناء قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بْن إبراهيم الموصلي، قَالَ: جئت أبا
مُعَاوِيَة الضرير ومعي مَائة حديث أريد أن أقرأها عَلَيْهِ، فوجدت فِي
دهليزه رجلا ضريرا، فَقَالَ لي: إنه قد جعل الإذن [لي] [7]
__________
[1] في ت: «الحمية» .
[2] «الخلفاء» ساقطة من ت.
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 175- 177. ووفيات الأعيان 1/ 42-
43. والأغاني 5/ 154- 156.
[4] في الأصل: «وأبي عميدة» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «محمد بن عبد الله» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ح.
(11/226)
عَلَيْهِ اليوم إلي لينفعني، وأنت رجل
جليل، فقلت لَهُ: معي مَائة حديث، وأنا أهب لك عنها [1] مَائة درهم.
فَقَالَ: قد رضيت، ودخل فاستأذن لي فدخلت، وقرأت المَائة [2] ، فقال لي
أبو معاوية: الّذي ضمنته لهذا يأخذه من أذناب الناس، وأنت من رؤسائهم،
وَهُوَ ضعيف معتل، وأنا أحب منفعته [3] .
قلت [لَهُ] : [4] قد جعلتها [5] مَائة دينار. فَقَالَ: أحسن الله
جزاءك، فدفعتها إليه فأغنيته.
توفي إسحاق ببغداد في هذه السنة، وَكَانَ يسأل الله تعالى أن لا يبتليه
بالقولنج لما رأى من صعوبته عَلَى أبيه، لأن أباه مَات به، فأري فِي
منامه قد أجيبت دعوتك، ولست تموت بالقولنج، بل بضده، فأخذه ذرب فِي
رمضان هَذِهِ السنة فتوفي.
1379- إيتاخ الأمير.
وقد سبق ذكر هلاكه [6] .
1380- سليمَان بْن أيوب صاحب البصري [7] .
حدث عن حمَاد بْن زيد. روى عن البغوي. قَالَ يحيى: صدوق ثقة [8] حافظ.
توفي في هذه السنة. / 98/ ب
1381- سريج [9] بْن يونس بْن إبراهيم، أبو الحارث المروزي.
حدث عن سفيان [بْن عيينة] [10] ، وهشيم، وابن علية وغيرهم.
روى عنه: مسلم بْن الحجاج، والبغوي، وأبو زرعة وغيرهم. وَكَانَ ثقة
صالحا له كرامات [11] ، وكان قد جعل عَلَى نفسه أن لا يشبع، ولا يغضب،
ولا يسأل أحدا حاجة [12] .
__________
[1] «عنها» ساقطة من ت.
[2] «المائة» ساقطة من ت.
[3] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 338.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «حملتها» .
[6] انظر أحداث سنة 235 هـ.
[7] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 48.
[8] «ثقة» ساقطة من ت.
[9] في الأصل: «شريح» وكذلك في كافة المواضع.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] «له كرامات» ساقطة من ت.
[12] في ت: «إجابة» .
(11/227)
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] [1] قال:
أخبرنا أحمد بن [علي بن] [2] ثابت قال: أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بْن
عبد الله [الهيتي] [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسين [4] بْن عبد
الله بْن روح قَالَ: حدثني هَارُون بْن رضا قَالَ: سمعت أحمد بْن محمد
بْن عبد العزيز بْن الجعد يقول: حدثني بقال سريج بْن يونس، قَالَ:
جاءني سريج ليلا وقد ولد لَهُ ولد [5] ، فأعطاني ثلاثة دراهم، فَقَالَ:
أعطني بدرهم عسلا، وبدرهم سمنا، وبدرهم سويقا، ولم يكن عندي وكنت [6]
قد عزلت الظروف لأبكر فأشتري، فَقَالَ لي: أنظر قليلا إيش مَا كَانَ
أمسح البراني، فوجدت البراني والجرار [7] ملأى، فأعطيته شيئا كثيرا.
فقال لي: [8] ما هذا؟ أليس قلت مَا عندي شيء؟
فقلت [9] : خذ واسكت. فقال: ما آخذ أو تصدقني، فخبرته بالقصة، فَقَالَ:
لا تحدث به أحدا مَا دمت حيا [10] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [القزاز] [11] أخبرنا أحمد بن علي [بن
ثابت قَالَ:] [12] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الله المعدل، حَدَّثَنَا عثمَان بْن أحمد الدقاق قَالَ: حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الختّليّ. قال سمعت [13] سريج بْن يونس يقول: رأيت فيمَا يرى
النائم أن [14] الناس وقوف بين يدي الله تعالى، وأنا فِي أول صف، ونحن
ننظر إِلَى رب العزة تعالى، فقال: أي شيء تريدون أن أصنع بكم؟ فسكت
الناس، فقلت أنا فِي نفسي: ويحهم قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت.
فقنعت رأسي بملحفتي، وأبرزت عينا وجعلت أمشي، وجزت الصف الأول [بخطى] ،
فَقَالَ لي: أي شيء تريد؟.
99/ أ/ فقلت: رحمة سر بسر، إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا؟ قَالَ: قد
خلقتكم ولا أعذبكم أبدا، ثم غاب في السماء [15] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي ت: «الهيي» .
[4] في ت: «الحسن» .
[5] في ح، ت «مولود» .
[6] في الأصل: «وقلت» .
[7] في الأصل: «الحراب» .
[8] «لي» ساقطة من ت.
[9] في ت: «قال: قلت» .
[10] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 9/ 220- 221.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] «سمعت» ساقطة من ت.
[14] في ت: «كان الناس» .
[15] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 9/ 221.
(11/228)
وروى محمد بْن أحمد بْن سفيان الترمذي
قَالَ: سمعت سريج بْن يونس يقول:
مكثت أيامَا لم [1] آكل أنا ولا صبياني شيئا، وكنت يومَا قاعدا فِي
الدهليز فخرج الصبيان يشكون إلي، فمر جار لي، فسمع كلامهم [2] فرمي إلي
كيس [3] . فقلت: يَا فلان، متى [جرت] [4] عادتك بذا، خذ كيسك عافاك
الله!! فَقَالَ الصبيان: هُوَ ذا، كبة غزل فبعها حَتَّى تأكل بِهَا
خبزا. فخرجت فبعتها واشتريت لهم [5] خبزا، وعلمت انه لا يكفيهم، فلم
آكل معهم، ثم وضعت رأسي فنمت، فجاء ملك فَقَالَ لي: قم فكأني قد جاءني
بصحفة من ذهب فيها خبز لم أر مثله فِي الدنيا [6] وشهد وزبد، فَقَالَ
لي: كل، فأكلت ومكثت أيامَا لا أشتهي الطعام [7] .
توفي سريج فِي ربيع الأول من هَذِهِ السنة.
1382- شجاع بن مخلد، أبو الفضل البغوي [8] .
ولد سنة خمسين ومَائة، وحدث عن هشيم، وابن علية، وابن عيينة.
وروى عنه أبو القاسم البغوي وغيره [9] ، وَكَانَ صدوقا. توفي في هذه
السنة، ودفن فِي مقابر باب التين.
1383- عبد الله محمد بْن إبراهيم، أبو بكر العبسي، المعروف بابن أبي
شيبة [10] .
ولد سنة تسع وخمسين ومَائة [11] ، وسمع شريك [12] بْن عبد الله، وسفيان
بن
__________
[1] في ت: «لا آكل» .
[2] «كلامهم» ساقطة من ت.
[3] في ت: «بكيس» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
[5] في ت: «بها» .
[6] في ت: «لم أر في الدنيا مثله» .
[7] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 9/ 221.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 252. وطبقات الحنابلة 1/ 172.
[9] «وغيره» ساقطة من ت.
[10] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 66.
[11] في ت: «خمس وتسعين» .
[12] في ت: «روى عنه شريك» .
(11/229)
عيينه، وهشيمَا، وعبد الله بْن المبارك
وغيرهم.
روى عنه: أحمد بْن حنبل، وابنه عبد الله، وعباس الدوري، والبغوي
وغيرهم.
وَكَانَ حافظا متقنا صدوقا مكثرا، صنّف «المسند» و «التفسير» وغير ذلك.
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ] [1] الْقَزَّازُ
أخبرنا [احمد بن علي] [2] الخطيب، 99/ ب أخبرني أَبُو الحَسَن مُحَمَّد
بْن عبد الواحد قال: / حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيبانيّ قال:
حدثنا الحسن بن محمد بْن شعبة قَالَ: حدثني محمد بْن إبراهيم مربع
قَالَ: قدم علينا أبو بكر بْن أبي شَيْبَة فانقلبت به بغداد، ونصب لَهُ
المنبر فِي مسجد الرصافة، فجلس عَلَيْهِ فَقَالَ من حفظه: حَدَّثَنَا
شريك ثم قَالَ: هي بغداد، وأخاف أن تزل قدم بعد ثبوتها، يَا أبا شيبة
هات الكتاب [3] .
قَالَ أحمد: أبو شيبة ابنه واسمه إبراهيم.
أَخْبَرَنَا القزاز [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ] أَخْبَرَنَا
[أَحْمَدُ بْنُ علي بن ثابت] [4] الخطيب أخبرنا أبو سعيد الماليني
أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بْن أسامة الكلبي قَالَ: أَخْبَرَنَا [عبد الله]
بْن أبي زياد، عن أبي عبيد الْقَاسِم بْن سلام قَالَ: انتهى الحديث
إِلَى أربعة: أبي بكر بْن أبي شيبة، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن معين،
[وعلي بْن المديني] [5] ، فأبو بكر أسردهم للحديث، وأحمد أفقههم فيه
[6] ، ويحيى أجمعهم لَهُ، وعلي بْن المديني [7] أعلمهم به [8] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:]
أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] [9]
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 67- 68.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضيف على الهامش.
[6] «فيه» ساقطة من ت.
[7] «بن المديني» ساقطة من ت.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 69.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/230)
أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بْن إسحاق بْن وهب، أَخْبَرَنَا أبو
غالب علي بْن أَحْمَد بْن النضر قَالَ: قَالَ علي بْن المديني: قدم
علينا أبو بكر بْن أبي شيبة ويحيى وعَبْد الرَّحْمَنِ باقيين [1] ،
فأراد الخائب- يعني سليمَان الشاذكوني- أن يذاكره، فاجتمع الناس فِي
المسجد الجامع عند الأسطوانة وأبو بكر وأخوه، ومشكدانة، وعبد الله بن
البراء وغيرهم وكلهم سكوت إلا أبو بكر فإنه يهدر [2] .
قَالَ ابْن عدي: والأسطوانة هي التي يجلس إليها ابْن سعيد.
[قَالَ ابْن [3] سعيد: هي أسطوانة [عبد الله] [4] بْن مسعود، وجلس
إليها بعده علقمة، وبعده إبراهيم، [وبعده منصور] [5] ، وبعده الثوري،
وبعده وكيع، وبعده [أبو بكر] [6] بْن أبي شيبة، وبعده مطين، وبعده ابْن
سعيد] .
توفي أبو بكر فِي محرم هَذِهِ السنة.
1384- عبيد الله بْن عمر بْن ميسرة، أبو سعيد الجشمي مولاهم، المعروف
بالقواريري [7] .
بصري سكن بغداد، وحدث بِهَا عن حمَاد بْن زيد، وأبي عوانة، وسفيان،
وهشيم، وغيرهم. / 100/ أروى عنه: أحمد [8] ، ويحيى، وأبو داود
السجستاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، والبغوي، وَكَانَ
ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَلِيٍّ.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ
أَحْمَدَ، قَالا: أَخْبَرَنَا محمد بن رزق
__________
[1] «باقيين» ساقطة من ت.
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 69- 70. والكامل لابن عدي 207.
[3] من هنا حتى نهاية الفقرة ساقطة من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
[7] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 321.
[8] «أحمد» ساقطة من ت.
(11/231)
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ
بْنَ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطِيعِيَّ يَقُولُ: [سَمِعْتُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ:] [1]
سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ يَقُولُ: لَمْ
تكن تكاد [2] تفوتني صلاة العتمة فِي جَمَاعَةٍ فَنَزَلَ بِي ضَيْفٌ
فَشُغِلْتُ بِهِ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُ الصَّلاةَ فِي قَبَائِلَ
الْبَصْرَةِ، فَإِذَا الناس قَدْ صَلَّوْا.
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ [3] رُوِيَ عن النبي صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «صَلاةُ الْجَمْعِ تَفْضُلُ عَلَى صَلَاةِ
الْفَذِّ إِحْدَى وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» وَرُوِيَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ،
وَرُوِيَ سَبْعًا وَعِشْرِينَ.
فَانْصَرَفْتُ [4] إِلَى مَنْزِلِي فصليْتُ الْعَتَمَةَ سَبْعًا
وَعِشْرِينَ مَرَّةً ثُمَّ رَقَدْتُ، فَرَأَيْتُنِي مَعَ قَوْمٍ
رَاكِبِي [5] أَفْرَاس وَأَنَا رَاكِبٌ فَرَسًا كَأَفْرَاسِهِمْ،
وَنَحْنُ نَتَجَارَى وَأَفْرَاسُهُمْ تَسْبِقُ فَرَسِي، فَجَعَلْتُ
أَضْرِبُهُ لأَلْحَقَهُمْ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَحَدُهُمْ فَقَالَ: لا
تُجْهِدْ نَفْسَكَ، فَلَسْتَ تُلاحِقُنَا، قُلْتُ: [6] وَلِمَ [ذَاكَ]
؟ [7] قَالَ: لأَنَّا صَلَّيْنَا الْعَتَمَةَ فِي جَمَاعَةٍ [8] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [9] قال: أخبرنا أحمد [بن علي] [10] بن ثابت
قال:
أخبرنا أبو الغنائم محمد بْن الفراء البصري قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد
بْن الحسين بْن جعفر العطار قَالَ حَدَّثَنَا عبد الحميد بْن أحمد
الوراق قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا إسماعيل بْن
أبي اليمَان الحارثي قَالَ: سمعت حفص بْن عمرو الربالي يقول: رأيت عبيد
الله بْن عمر القواريري فِي منامي بعد موته، فقلت: مَا صنع الله بك؟
قَالَ: غفر لي وعاتبني، وقال: يَا عبيد الله، أخذت من هؤلاء القوم؟
قلت: يا رب 100/ ب أنت أحوجتني إليهم، ولو لم تحوجني لم آخذ، / قَالَ:
إذا قدموا علينا كافأناهم عنك،
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] «تكاد» ساقطة من ت.
[3] «قد» ساقطة من ت.
[4] في ت: «فانقلبت» .
[5] في الأصل: «بين قوم ركاب» .
[6] في ت: «قال: فقلت» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 321.
[9] «بن محمد» ساقطة من ت.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/232)
ثُمّ قَالَ لي: أمَا ترضى أن أكتبك فِي أم
الكتاب سعيدا [1] ! توفي القواريري فِي ذي الحجة من هَذِهِ السنة.
1385- عبد الصمد بْن يزيد، أبو عبد الله الصائغ، ويعرف بمردويه [2] :
سمع الفضيل بْن عياض، وسفيان بْن عيينة، ووكيعا، وَكَانَ ثقة من أهل
السنة والورع، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
1386- محمد بْن حاتم بْن ميمون، أبو عبد الله، ويعرف بالسمين [3] :
روى عن سفيان بْن عيينة، وابن مهدي، ووكيع وغيرهم، واختلفوا في تعديله.
أَخْبَرَنَا أبو منصور [عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد] [4] القزاز أخبرنا
أبو بكر [5] أحمد بن علي الحافظ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين
القطان قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمَان بْن أحمد [6] الدقاق قَالَ:
حَدَّثَنَا سهل بْن أحمد الواسطي، حَدَّثَنَا أبو حفص عمرو بْن علي
قَالَ:
محمد بْن حاتم ليس بشيء [7] .
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي قال: قرأت على أبي بكر
البرقاني، عن أبي إِسْحَاق [إبراهيم بْن محمد] المزكي قَالَ:
أَخْبَرَنَا محمد بْن إسحاق [8] الثقفي قال:
سمعت أحمد بن محمد الجعفي يقول: سمعت يحيى بْن معين يقول: محمد ابن
حاتم كذاب [9] .
وأخبرنا البرقاني قَالَ: قَالَ لنا الدار الدّارقطنيّ: محمد بن حاتم
السمين بغدادي [10]
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 323.
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 40.
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 267.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «أبو بكر» ساقطة من ت.
[6] في الأصل: «أحمد بن عثمان» .
[7] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 267.
[8] «قال أخبرنا محمد بن إسحاق» ساقطة من ت.
[9] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 267.
[10] في الأصل: «البغدادي» .
(11/233)
ثقة. وقال ابْن قانع: محمد بْن حاتم صالح
[1] .
توفي فِي ذي الحجة [2] من هَذِهِ السنة.
[1387- محمد بْن الهزيل بْن عبد الله [3] بْن مكحول، أبو الهذيل العلاف
العبدي البصري، مَوْلَى عبد القيس [4] .]
وَكَانَ شيخ المعتزلة ومصنف الكتب فِي مذاهبهم. ولد سنة خمس وثلاثين
ومَائة، وَكَانَ يقول: علم الله هُوَ الله، وقدرة الله هي الله، ونعيم
الجنة يفنى، وأهل الجنة تنقطع 101/ أحركاتهم فيها حَتَّى لا ينطقون
بكلمة. / وَكَانَ فاسقا فِي باب الدين.
وقد روى أحاديث عن سليمَان بْن قرم، وغياث بْن إبراهيم، وهمَا كذابان
مثله [5] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قَالَ: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الصيمري قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حدثني أبو الطيب إبراهيم بْن محمد
بْن شهاب العَطَّار قَالَ: روى أبو يعقوب الشحام قَالَ: قَالَ لي أبو
الهذيل: أول مَا تكلمت كَانَ لي أقل من خمس عشرة سنة، وكنت أختلف إِلَى
عثمَان الطويل صاحب واصل بْن عطاء، فبلغني أن رجلا يهوديا قدم البصرة
وقد قطع عامة متكلميهم، فقلت لعمي: يَا عم، امض بي إِلَى هَذَا اليهودي
أكلمه، فَقَالَ لي: يَا بني، هَذَا اليهودي قد غلب جمَاعة متكلمي أهل
البصرة، أفمن جدك [6] أن تكلم من لا طاقة لك بكلامه. فقلت: لا بد من
[7] أن تمضي بي إليه، ومَا عليك مني غلبني أو غلبته، فأخذ بيدي ودخلنا
عَلَى اليهودي، فوجدته يقرر الناس الذين يكلمونه بنبوة موسى، ثُمّ يجحد
نبوة نبينا صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فيقول: نحن عَلَى مَا
اتفقنا عَلَيْهِ من صحة نبوة موسى إِلَى أن نتفق على نبوة غيره فنقر
به.
قَالَ: فدخلت عَلَيْهِ، فقلت لَهُ: أسألك أو تسألني [8] ؟ فَقَالَ لي:
يا بني أو ما ترى
__________
[1] انظر الخبر في: «تاريخ بغداد 2/ 267.
[2] في ت: «ذي القعدة» .
[3] في الأصل: «عبد الله» .
[4] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 3/ 366.
[5] «مثله» ساقطة من ت.
[6] في ت: «فمن حصر له» .
[7] «ومن» ساقطة من ت.
[8] في الأصل: «وتسألن» .
(11/234)
مَا أفعله بمشايخك؟ فقلت لَهُ: دع عنك
هَذَا واختر، إمَا أن تسألني، أو أسألك. فَقَالَ:
بل أسأل.
أخبرني، أليس موسى نبي من أنبياء الله تعالى قد صحت نبوته، وثبت دليله،
تقر بهذا أو تجحده فتخالف صاحبك؟
فقلت [لَهُ] : [1] إن الذي سألتني عنه من أمر موسى عندي عَلَى أمرين،
أحدهمَا:
أني أقر بنبوة موسى الذي أخبر بصحة نبوة نبينا [محمد صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ] [2] وأمر باتباعه، وبشر به وبنبوته، فإن كان عن هَذَا
تسألني فأنا مقر بنبوته، وإن كَانَ موسى الذي سألتني عنه/ لا 101/ ب
يقر بنبوة نبينا محمد صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولم يأمرنا
باتباعه، ولا بشر به، فلست أعرفه ولا أقر بنبوته، بل هُوَ عندي شيطان
مخزى.
فتحير لمَا ورد عَلَيْهِ مَا قتله [3] لَهُ [4] وقال لي: فمَا تقول فِي
التوراة؟ قلت [5] : أمر التوراة عندي أيضا [6] عَلَى وجهين، إن كانت
التوراة التي أنزلت عَلَى موسى النَّبِيّ الذي أقر بنبوة نبينا محمد
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فهي التوراة الحق، وإن كانت أنزلت عَلَى
الذي تدعيه فهي باطل غير حق، وأنا غير مصدق بِهَا.
فَقَالَ لي: أحتاج أن أقول لك شيئا بيني وبينك، فظننت أنه يقول شيئا من
الخير، فتقدمت إليه، فسارني وقال: أمك كذا وكذا، وأم من علمك، لا يكنى.
وقدر أني أثب به فيقول: قد وثبوا بي وشغبوا علي، فأقبلت عَلَى من كَانَ
فِي المجلس فقلت: أليس قد عرفتم مسألته إياي، وجوابي لَهُ [7] ؟
فقالوا: نعم. فقلت: أليس عَلَيْهِ أن يرد جوابي؟
قالوا: نعم [8] . قلت: إنه لمَا سارني شتمني الشتم الذي يوجب الحد،
وشتم من علمني، وإنمَا قدر أني أقوم [9] أثب به [10] ، فيدعي أنا
واثبناه وشغبنا عَلَيْهِ، وقد عرفتكم شأنه بعد انقطاعه. فأخذته الأيدي
والأكف بالنعال، فخرج هاربا من البصرة وقد كان له بهادين كثير، فتركه
وخرج لمَا لحقه من الانقطاع [11] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ت: «بما قتله» .
[4] «له» ساقطة من ت.
[5] في ت: «فقلت» .
[6] في ت: «أيضا عندي» .
[7] «له» ساقطة من ت.
[8] «أليس عليه أن يراد جوابي؟ قالوا: نعم» ساقطة من ت.
[9] «أقوم» ساقطة من ت.
[10] في ت: «أثب عليه» .
[11] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 3/ 367.
(11/235)
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا
أحمد بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْن أيوب
القمي قَالَ: أخبرني محمد بْن عمران الكاتب قَالَ: أخبرني محمد بْن
العباس قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، عن الجاحظ، قَالَ: لقي اللصوص
قومَا فيهم أبو الهذيل فصاحوا وقالوا: ذهبت ثيابنا. قال: ولم؟ كلوا
الحجة إلي، فو الله لا أخذوها أبدا، وظنوا أنهم خوارج يأخذون بمناظرة،
فقالوا: إنهم لصوص يأخذون الثياب بلا حجة، فقال: ذهبت الثياب والله [1]
.
102/ أأخبرنا القزاز قال: أخبرنا/ أحمد بن علي [الخطيب قَالَ:] [2]
أَخْبَرَنَا أبو منصور أحمد بْن عيسى [3] بْن عبد العزيز قَالَ:
أَخْبَرَنَا محمد بْن جعفر بْن هارون التميمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو
الحسن الواقصي قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن يحيى المنجم قَالَ: أخبرني
أبي قَالَ: لقي أبا الهذيل مسقف، فَقَالَ لَهُ: انزع ثيابك وأخذ بمجامع
جيبه فَقَالَ أبو الهذيل:
استحالت المسألة. قَالَ: ولم؟ قَالَ: تمسك موضع النزع وتقول: انزع، أبن
لي، أنزع القميص من ذيله أو من جيبه؟ فقال له: أنت أبو الهذيل؟ قَالَ:
نعم! قَالَ: فانصرف راشدا [4] .
توفي أبو الهذيل فِي سنة خمس وثلاثين ومَائتين وقد تم له مائة سنة.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 3/ 368.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «محمد بن عيسى» .
[4] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 3/ 368.
(11/236)
ثُمّ دخلت سنة ست وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
أن علي بْن يحيى الأرمني غزا الصائفة، فلاقى صاحب الروم فِي ثلاثين
ألفا من الروم، وَكَانَ هُوَ فِي نحو ثلاثة آلاف فارس [1] ، فهزم
الرومي، وقتل من الروم [2] أكثر من عشرين ألفا، ثم مضى إِلَى عمورية،
فافتتحها وغنم مَا فيها، وأخرج منها أسارى من المسلمين، وكانوا خلقا
كثيرًا، وضرب كنائسها، وفتح أيضا حصنا يقال لَهُ:
الفطس [3] ، فأخرج منه عشرين ألف رأس من السبى، وغنم غنيمة بلغت مَائة
ألف وعشرين ألف دينار [4] .
[أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بْن علي عليهمَا السلام]
ومن الحوادث [5] : أن المتوكل أمر بهدم قبر الحسين بْن علي عليهمَا
السلام [6] ، وهدم مَا حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقي موضع
قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى صاحب الشرطة فِي الناحية: من
وجدناه عند قبره بعد ثالثة [7] بعثنا به إِلَى المطبق، فهرب، وامتنعوا
من المصير إليه، وحرث ذلك [الموضع] [8] وزرع مَا حوله [9] .
وقيل: كَانَ ذلك سنة ثمَان وثلاثين.
وفيها: استكتب/ المتوكل عبيد الله [10] بن يحيى بن خاقان. 102/ ب
__________
[1] «فارس» ساقطة من ت.
[2] «من الروم» ساقطة من ت.
[3] في ت: «الفرطس» .
[4] في الأصل: «ألف صار» .
[5] في ت: «وفي هذه السنة» .
[6] في ت: «عليها سلام الله» .
[7] في ت: «بعد ثلاثة» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «ما حوله» ساقطة من ت.
[10] في ت: «عبد الله» .
(11/237)
وفيها: أخرج النصارى عن الدواوين [1] ونهى
أن يستعان بهم، وعزلهم عن الولايات [ونهى أن يستخدموا فِي] [2] شيء من
أمور المسلمين [3] .
وفيها: حج محمد المنتصر، وأقام للناس الحج [4] ، وحجت معه جدته شجاع أم
المتوكل، فشيعها المتوكل إِلَى النجف.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1388- إبراهيم بْن المنذر بْن عبد الله، أبو إسحاق الأدمي القرشي [5]
الحراني المدني.
سمع مَالك بْن أنس، وسفيان بْن عيينة وخلقا [كثيرا] .
روى عنه: البخاري، وابن أبي خيثمة، وثعلب، وَكَانَ ثقة.
وَكَانَ أحمد بن حنبل لا يكلمه لأجل كلام تكلم به فِي القرآن حين صدر
من الحج. توفي في هذه السنة بالمدينة [6] .
1389- إسمَاعيل بْن إبراهيم بْن بسام، أبو إبراهيم الترجمَاني [7] .
سمع إسمَاعيل بْن عياش، وبقية، وهشيم بْن بشير، وغيرهم. سمع منه أحمد
بْن حنبل، وقال: ليس بِهِ بأس.
توفي في محرم هذه السنة.
__________
[1] في ت: «عن الدواوين» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «من أمور المسلمين» ساقطة من ت.
[4] في ت: «وأقام الحج للناس» .
انظر: تاريخ الطبري 9/ 185.
[5] في الأصل، ت، ح: «أبو إسحاق الأدمي» . و «القرشي» ساقطة من ت.
وفي تاريخ بغداد: «أبو إسحاق الحزامي القرشي المدني» انظر ترجمته في:
تاريخ بغداد 6/ 179. وطبقات الشافعية 1/ 232. والجرح 2/ 139.
[6] في ت: «في هذه السنة فتوفي بالمدينة» .
[7] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 265. وتاريخ ابن عساكر 3/ 13.
(11/238)
1390- إسمَاعيل بْن إبراهيم بْن معمر بْن
الحسن، أبو معمر الهذلي [1] .
هروي الأصل، أقام ببغداد، وسمع إبراهيم بْن سعد، وإسمَاعيل بْن عياش،
وهشيم بن بشير، وابن المبارك، وابن عيينة.
روى عنه: البخاري، ومسلم، والدوري، والحربي، وقال يحيى [بْن معين] [2]
هُوَ ثقة مَأمون.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ [3] قَالَ:
حدثني عبيد الله [4] بن أبي الفتح قال: حدثنا عمر بْن إبراهيم المقرئ
قَالَ: سمعت أحمد بْن علي الديباجي يقول: سمعت عبيد بْن شريك [5] يقول:
كَانَ أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي
لقالت إنها [6] سنية! [قَالَ] [7] :
فأخذ فِي المحنة فأجاب، فلما خرج/ قال: كفرنا وخرجنا [8] . 103/ أتوفي
أبو معمر فِي جمَادى الأولى من هَذِهِ السنة.
1391- جعفر بْن حرب الهمداني [9] .
معتزلي بغدادي، درس الكلام بالبصرة عَلَى أبي الهذيل العلاف، وكان
لجعفر اختصاص بالواثق، وصنف كتبا معروفة عند المتكلمين. توفي في هذه
السنة.
1392- الحسن بْن سهل بْن عبد الله، أبو أحمد [10] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي [أبو بكر
الخطيب] [11] قال:
__________
[1] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 266.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «أخبرنا أحمد بن علي» .
[4] في الأصل: «عبد الله» .
[5] في ت: «عبيد الله بن شريك» . وفي تاريخ بغداد: «عبيد بن عبد الواحد
بن شريك» .
[6] في ت: «أنا» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 271.
[9] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 162، 163.
[10] في الأصل: «الحسن بن سهل بن عبيدة أبو محمد» . وفي ت: «الحسن بن
سهل بن عبد الله» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 319.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/239)
هو أخو ذي الرئاستين الفضل بْن سهل. وكانا
من أهل بيت الرئاسة فِي المجوس، فأسلمَا وأبوهمَا أيام الرشيد، واتصلوا
بالبرامكة، وَكَانَ سهل مضمومَا ليحيى بْن خالد، وضم يحيى الْحَسَن
والفضل [ابني سهل] إِلَى ابنيه: الفضل وجعفر [يكونان معهمَا] ، فضم
جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون، وهو ولي عهد، فغلب عَلَيْهِ [1] ولم
يزل معه إِلَى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون إِلَى الحسن بْن سهل
وَهُوَ ببغداد يعزيه بأخيه، ويعلمه أنه قد استوزره، فلم يكن أحد من بني
هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن بْن سهل أمرا، ولا يخرج له عن
طاعة، إلى أن بايع المأمون لعلي بْن موسى الرضا بالعهد، فغضب بنو
العباس وخلعوا المأمون وبايعوا إبراهيم بْن المهدي، فلمَا جاء المأمون
إِلَى بغداد زاد في إكرام الحسن وتزوج بابنته بوران [2] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا [أبو بكر] [3]
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي جَعْفَر
القطيعي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد
بن همَام [الشيباني] [4] حَدَّثَنَا أبو مُزَاحِم موسى بْن عُبَيْد
اللَّهِ [5] بْن يحيى بْن خاقان قَالَ: [6] حدثني أبي، عن أبيه، قَالَ:
حضرت الحسن بْن سهل وقد [7] جاءه رجل يستشفع به فِي حاجة فقضاها، فأقبل
الرجل يشكره، فَقَالَ له الحسن: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة،
كمَا أن للمَال زكاة؟ ثم أنشأ الحسن يقول:
103/ ب/
فرضت علي زكاة مَا ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
فإذا ملكت فجد وإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا [8]
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب قَالَ: أخبرني
الأزهري قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بْن الحسن قَالَ:
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عرفة قَالَ: حدثني بعض ولد الحسن بن سهل أنه
رأى سقاء يمر فِي داره، فَقَالَ لَهُ: مَا حالك؟ فشكى إليه ضيقه، وذكر
أن لَهُ بنتا يريد زفافها، فأخذ ليوقع لَهُ بألف درهم، فأخطأ فوقع لَهُ
بألف ألف درهم، فأتى بِهَا السقاء وكيله فأنكر ذلك، وتعجب أهله منه
وهابوا [9] أن يراجعوه، فأتوا غسان بن عباد، وكان
__________
[1] «فغلب عليه» ساقطة من ت.
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 319.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في الأصل: «عبد الله» .
[6] في الأصل «قال» مكررة.
[7] «وقد» ساقطة من ت.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 322.
[9] في ت: «ورهبوا» .
(11/240)
من الكرمَاء، فأخبروه، فأتاه فَقَالَ لَهُ:
أيها الأمير، إن الله لا يحب المسرفين، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن: ليس فِي
الخير إسراف، ثم ذكر لَهُ السقاء فَقَالَ: والله لا رجعت عن شيء خطته
يدي، فصولح السقاء عَلَى جملة منها ودفعت إليه [1] .
توفي الحسن بْن سهل يوم الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنُ مِنْ ذِي
الْقِعْدَةِ من هَذِهِ السنة [2] ، وَكَانَ سبب وفاته أنه شرب [من
صبيحة هَذَا اليوم] [3] دواء فأفرط عمله فمَات وقت الظهر وله سبعون
سنة.
1393- الحسن بْن عليل بْن الحسين [4] بْن علي بْن حبيش، أبو علي العنزي
[5] .
حدث عن أبي نصر التمَار، ويحيى بْن معين، وهدبة، وأبي خيثمة، وَكَانَ
صدوقا صاحب أدب وأخبار، واسم أبيه علي، ولقبه: عليل [6] ، وهو الغالب
عليه.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: أخبرنا أحمد بن نصر الذراع قال:
أنشدنا/ 104/ أ [الحسن بْن عليل وذكر أنها لَهُ:] [7] .
كل المحبين قد ذموا السهاد وقد ... قالوا بأجمعهم طوبى لمن رقدا
فقلت يَا رب لا أبغي الرقاد ولا ... ألهوه بشيء سوى ذكري لَهُ أبدا [8]
إن نمت نام فؤادي عن تذكره ... وإن سهرت شكى قلبي الذي وجدا [9]
توفي الحسن [في هذه السنة] [10] بسامراء.
1394- عبد الله بْن محمد، أبو محمد اليمَامي، ويعرف بابن الرومي [11] .
سكن بغداد، وحدث بِهَا عن: الدراوَرْديّ، وعبد الرزاق، وأبي معاوية.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وقال: هُوَ صدوق. توفي في جمادى الآخرة من
هذه السنة.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 323.
[2] «من هذه السنة» ساقطة من ت.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في الأصل: «بن الحسن» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 398.
[6] في ت: «عليك» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] في الأصل: «أبغي» .
[9] نظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 398- 399.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] في ح: «عبيد الله بن محمد» .
انظر ترجمته في: 10/ 72.
(11/241)
1395- عبد الله بْن محمد بْن هانئ، أبو
عَبْد الرَّحْمَنِ النيسابوري [1] .
سمع غندرا، ويحيى بْن سعيد القطان، وأخذ عن الأخفش [2] وروى عنه: ابْن
أبي الدنيا، وَكَانَ ثقة.
توفي في هذه السنة فِي جمَادى الآخرة.
1396- عبد السلام بْن صالح بْن سليمَان بْن أيوب، أبو الصلت الهروي [3]
.
رحل فِي الحديث إِلَى الكوفة، والبصرة، والحجاز، واليمن. وسمع حمَاد
بْن زيد، ومَالك بْن أنس، وأبا معاوية، وسفيان بْن عيينة. وقدم بغداد
فحدث بِهَا عن من سمع [4] . فروى عنه عباس الدوري.
وَكَانَ لمَا قدم مرو يريد التوجه إِلَى الغزو أدخل عَلَى المأمون،
فلمَا سمع كلامه جعله من [5] الخاصة، فلم يزل مكرمَا عنده إِلَى أن
أراد أن يظهر [6] كلام جهم، ويقول: القرآن مخلوق، وجمع بينه وبين بشر
المريسي، وَكَانَ عبد السلام يرد [7] عَلَى أهل الأهواء، وكلم بشر
المريسي غير مرة بين يدي المأمون، فكان [8] الظفر له، وكان ينسب إلى
104/ ب التشيع، إلا أنه كَانَ يقدم أبا بكر، وعمر، ويترحم عَلَى/
عثمَان، وعلي، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل [9] .
وقد أنكروا عَلَيْهِ أحاديث، وضعفوه [10] .
__________
[1] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 72.
وفي ح: «عبيد الله» .
[2] في الأصل: «الأعمش» .
[3] انظر ترجمته في: تقريب التهذيب 1/ 506.
[4] «عمن سمع» ساقطة من ت.
[5] في الأصل: «أدخل على» .
[6] في ت: «أراد إظهار» .
[7] «يرد» ساقطة من ت.
[8] في الأصل: «وكان» .
[9] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 47- 48.
[10] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 48- 49.
(11/242)
مِنْهَا: حَدِيثُ الأَعْمَشِ عَنْ
مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ
بَابُهَا» [1] . وسئل عنه يحيى بْن معين فَقَالَ: مَا سمعت به قط، ومَا
بلغني إلا عنه [2] .
وَاتَّهَمُوهُ بِوَضْعِ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ
عن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «الإِيمَانُ
إِقْرَارٌ بِالْقَوْلِ [3] وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ» [4] . توفي فِي
شوال هَذِهِ السنة.
1397- محمد بْن إسحاق بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، ويعرف بالمسيبي
[5] .
كَانَ أبوه أحد القراء بمدينة الرسول [6] صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ. قرأ عَلَى نافع، فأمَا محمد فإنه سكن بغداد وحدّث بها عن
أبيه وغيره، وَهُوَ ثقة [7] .
وروى عنه: مسلم بْن الحجاج وغيره. وَكَانَ مصعب الزبيري يقول: لا أعلم
فِي قريش كلها أفضل من المسيبي [8] .
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي [بن ثابت] الحافظ
قال: أخبرنا أحمد بْن جعفر [9] القَطِيعيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن
المظفر قَالَ: قَالَ البغوي: مَات المسيبي ليومين بقيا من ربيع الأول
سنة ست وثلاثين [10] ومائتين.
__________
[1] الحديث أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 65- 66. والحاكم في المستدرك
3/ 126، 127 وصححه، وعارضه الذهبي في التلخيص وقال: «بل موضوع، وأبو
الصلت لا والله لا ثقة ولا مأمون» .
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 49.
[3] في ت: «إقرار بالقلب» .
[4] أخرجه ابن ماجة في سننه 1/ 25، والخطيب في تاريخه. 11/ 51.
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 1/ 237.
[6] في ت: «رسول الله» .
[7] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 1/ 237.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 1/ 236.
[9] في الأصل: «أحمد بن أبي جعفر» .
[10] في الأصل: «وثمانين» .
(11/243)
1398- محمد بْن إسحاق السلمي [1] .
غريب مجهول، حدث عن ابْن المبارك حديثا منكرا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت
قال:] [2] أخبرنا عَلي بْن أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَوَشِيُّ [3] قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السُّكَّرِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ السلمي قال: حدثنا ابن الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ
[الثَّوْرِيِّ] [4] ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «خِيَارُ أُمَّتِي عُلَمَاؤُهَا، وَخِيَارُ عُلَمَائِهَا
رُحَمَاؤُهَا أَلا وَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِلْجَاهِلِ أَرْبَعِينَ
ذَنْبًا قبل أن يغفر للعالم ذنبا واحدا، 105/ أألا وَإِنَّ الْعَالِمَ
الرَّحِيمَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ/ وَإِنَّ نُورَهُ قَدْ أَضَاءَ
يَمْشِي فِيهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ كَمَا يَسْرِي
الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ» [5] .
1399- محمد [بْن إسحاق] [6] بْن يزيد، أبو عبد الله، يعرف بالصيني [7]
.
حدث عن عبد الله بْن داود الحربي، وروح بْن عبادة وغيرهمَا.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا وغيره.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي حاتم: كتبت عنه بمكة وسألت عنه أبا
عون، فَقَالَ هُوَ كذاب فتركت حديثه.
1400- محمد بْن أحمد بْن أبي خلف، مولى بني سليم. واسم أبي خلف: محمد،
يكنى أبا عبد اللَّه [8] .
سمع سفيان بْن عيينة وغيره. قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي حاتم:
سألت عنه أبي فقال: ثقة صدوق.
__________
[1] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 1/ 237.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «الجوشني» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 1/ 237- 238.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 1/ 239.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 1/ 336.
(11/244)
1401- محمد بْن بشر بْن مروان بْن عطاف [1]
، أبو جعفر الكندي الواعظ يعرف بالدعاء [2] .
حدث عن إسمَاعيل بْن علية، وسفيان بْن عيينة، وابن المبارك وغيرهم.
روى عنه ابْن أبي الدنيا وغيره. واختلفوا فيه.
فأَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد
[بن علي] [3] بن ثابت قال:
أخبرنا البرقاني قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُزَكِّي قَالَ: أخبرنا أبو العباس مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدً قَالَ:
محمد بْن بشر صدوق [4] .
وأخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ [بْن محمد قال:] [5] أخبرنا أحمد بن علي
قال: أخبرنا الجوهري قال: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس [الخراز] [6]
الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الجنيد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: محمد بْن بشر القاضي ليس بثقة
[7] .
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد قال:] [8] أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا
محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال. قال لنا أبو الحسن الدار
الدّارقطنيّ: / محمد بن بشر 105/ ب [الكندي] الدعاء ليس بالقوي فِي
حديثه [9] .
توفي فِي بغداد يوم الثلاثاء لثلاث مضين من جمَادى الآخرة من هَذِهِ
السنة.
1402- منصور ابْن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ المهدي [10] .
[قَالَ المصنف] [11] قد ذكرنا أنه عسكر بكلواذي سنة إحدى ومَائتين،
وسمي
__________
[1] في الأصل: «عطا» .
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 99.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 99.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] انظر الخبر في: «تاريخ بغداد 2/ 99.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 99.
[10] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 12/ 463، 13/ 82.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/245)
المرتضى، ودعي له على المنابر، وسلم عليه
بالخلافة، فأبى ذلك وقال: أنا خليفة أمير الْمُؤْمِنِين المأمون حَتَّى
يقدم.
وقد تولى أعمَالا كثيرة منها مصر، والبصرة، وَكَانَ يحب العلم ويقرب
أهل الحديث، ويبر أهله ويبعث إِلَى يزيد بْن هارون أموالا كثيرة يفرقها
عَلَى المحدثين.
وتوفي في هذه السنة.
1403- مصعب بْن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بْن الزبير، أبو
عبد الله الزُّبَيْريّ. عم الزبير بْن بكار [1] .
حدث عن مَالك بْن أنس، والدراوَرْديّ، وإبراهيم بْن سعد وغيرهم.
[كتب عنه يحيى بْن معين، وأبو خيثمة وإبراهيم الحربي، والبغوي، وَكَانَ
ثقة وَكَانَ عالمَا بالنسب، عارفا لأيام العرب، وتوفي ببغداد فِي شوال
هَذِهِ السنة، وَهُوَ ابْن ثمَانين سنة.
1404- نصر بْن زياد بْن نهيك، أبو محمد النيسابوري القاضي [2] .
سمع ابْن المبارك، وجرير بْن عبد الحميد، وخارجة بْن مصعب وغيرهم] [3]
.
وتفقه عَلَى محمد بْن الْحَسَن، وأخذ الأدب عن النضر بْن شميل، وولي
قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ولم يزل محمودا عِنْد السلطان والرعية،
وكانت كتب المأمون [4] إليه متواترة.
أَخْبَرَنَا زاهر بْن طاهر، أَخْبَرَنَا [5] أَبُو عُثْمَانَ
الصَّابُونِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالا:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قَالَ: سمعت أبا زكريا
يحيى بْن محمد العنبري يقول: سَمِعْتُ أبا العباس أحمد بْن محمد
البالوي [6] يقول: كَانَ نصر بْن زياد
__________
[1] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 13/ 114.
[2] انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 2/ 287.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. ويبدأ السقط من منتصف الترجمة
السابقة تقريبا.
[4] في ت: «السلطان» .
[5] في ت: «أنبأنا» وكذلك في الموضع السابق والتالي.
[6] في ت: «الباكوني» . و «بن محمد» ساقطة من ت.
(11/246)
القاضي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
ويقول: لولا هذا لم أتلبس لهم بعمل/ 106/ ألكني إذا لَمْ ألي القضاء لم
أقدر [عَلَيْهِ] [1] ، وَكَانَ يحيي الليل، ويصوم الاثنين، والخميس،
والجمعة، ولا يرضى من العمَال حَتَّى يؤدوا حقوق الناس إليهم، فدخل
عَلَيْهِ أحمد بْن حرب يوما فوعظه، وأشار في موعظته بأن يستعفي ممَا
هُوَ فيه، فَقَالَ: يَا أبا عبد الله، مَا يحملني عَلَى مَا أنا فِيهِ
إلا نصرة الملهوفين، والقدرة عَلَى الانتصار للمظلومين من الظالمين،
ولعل الله عز وجل قد عرف لي ذلك.
قَالَ الحاكم: وحدثني محمد بْن حامد قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن منصور
قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: قَالَ لي [2] نصر بْن زياد القاضي:
يَا أبا أحمد [3] ، أعلمت [4] أن أبا بكر الصديق سم عَلَى العدل، وأن
عمر بْن الخطاب قتل عَلَى العدل، وأن عثمَان بْن عفان قتل على العدل،
وأن علي بن أبي طالب قتل عَلَى العدل، وأن عمر بْن عبد العزيز سم عَلَى
العدل، يأبى الناس أن يحتملوا العدل.
قَالَ الحاكم: وسمعت [أبا حامد] [5] أحمد بْن محمد المقرئ الواعظ يقول:
سمعت غير واحد من مشايخنا يذكر أن رجلا ورد هراة فرفع قصة إِلَى عبد
الله بْن طاهر، فلمَا قدم بين يديه قَالَ: من خصمك؟ قَالَ: الأمير أيده
الله، قَالَ: مَا الذي تدعي علي؟
قَالَ: ضيعة لي بهراة غصبنيها والد الأمير وهي اليوم في يده. قَالَ:
ألك بينة؟ قَالَ: إنمَا تقام البينة بعد الحكومة إِلَى القاضي، فإن رأى
الأمير [أن] [6] يحملني وإياه عَلَى حكم الإسلام. قَالَ: فدعى عبد الله
بْن طاهر بالقاضي نصر بْن زياد، ثم قَالَ للرجل: ادعي.
قَالَ [7] : فادعى الرجل مرة بعد مرة، فلم يلتفت إليه نصر بن زياد، ولم
يسمع دعواه، / 106/ ب فعلم الأمير أنه قد امتنع من سمَاع [8] الدعوى
قال: حتى يجلس الخصم والمدعي، فقام عبد الله بْن طاهر من مجلسه، حَتَّى
بلغ مَعَ خصمه بين يديه، فقال نصر للمدعي:
ادعي، فَقَالَ: أيد الله القاضي إن ضيعة لي بهراة، وذكرها بحدودها
وحقوقها، هي لي فِي يد الأمير، فَقَالَ لَهُ الأمير عبد الله بْن طاهر:
أيها الرجل، قد غيّرت الدعوى، إنما
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «نادى رجل» .
[3] في الأصل: «يا أبا محمد» .
[4] في ت: «اعلم» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «قال» ساقطة من ت.
[8] في ت: «استماع» .
(11/247)
ادعيت أولا عَلَى أبي [1] ، فَقَالَ لَهُ
[2] الرجل: لم أشته أن أفضح والد [3] الأمير فِي مجلس الحكم، وأقول [4]
والد الأمير غصبني عَلَيْهَا، وأنها اليوم فِي يد الأمير، فسأل نصر بن
زياد عبد الله بْن طاهر عن دعواه، فأنكر، فالتفت إِلَى الرجل وقال: ألك
بينة [5] ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فمَا الذي تريده؟ قَالَ: يمين الأمير
باللَّه الذي لا إله إلا هُوَ. قَالَ:
فقام الأمير إلى مكانه وأمر الكاتب ليكتب [6] إِلَى هراة برد الضيعة
عَلَيْهِ.
توفي نصر الدين بْن زياد لسبع بقين من صفر هَذِهِ السنة، وَهُوَ ابْن
ستة وتسعين سنة.
1405- أبو عبيدة بْن الفضيل بْن عياض [7] .
كوفي سكن مكة، وقدم إِلَى مصر فِي وكالة توكل بِهَا، فحدث بمصر، وكتب
عنه ورجع إلى مكة، فتوفي بها في صفر [8] هذه السنة.
__________
[1] في ت: «ولدي» .
[2] «له» ساقطة من ت.
[3] في ت: «ولد» .
[4] في ت: «فادعى» .
[5] في ح: «فقال: لك بينة» .
[6] في ح: «أن يكتب» .
[7] في الأصل: «بن عباس» .
[8] «صفر» ساقطة من ت.
(11/248)
ثُمّ دخلت سنة سبع وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
غزاة علي بْن يحيى الأرمني الصائفة [1] .
[وثوب أهل أرمينية بيوسف بن محمد]
وفيها: وثب أهل أرمينية بيوسف بْن محمد وهو عامل أرمينية، وكان قد خرج/
107/ أبطريق فطلب الأمَان، فأخذه يوسف، فقيده، وبعث به إِلَى المتوكل
[2] فأسلم، فاجتمع بطارقة أرمينية، فقاتلوا يُوسُف، فقتلوه، فوجه
المتوكل إليهم [3] من قتل منهم ثلاثين ألفا [4] .
[عزل المتوكل محمد بن أحمد]
وفيها عزل المتوكل محمد بْن أحمد بْن أبي دؤاد عن المظالم لعشر بقين من
صفر [وولاها محمد بْن يعقوب، وغضب عَلَى أحمد بْن أبي دؤاد لخمس بقين
من صفر] [5] وأمر المتوكل بقبض متاعه وحبس [6] ابنه أبي الوليد محمد
بْن أحمد بْن أبي دؤاد فِي ديوان الخراج يوم السبت لثلاث خلون من ربيع
الآخر، وحبس أخوته عبيد الله بْن السري خليفة صاحب الشرطة، فلمَا كَانَ
يوم الاثنين حمل أبو الوليد مَائة ألف دينار وعشرين ألف دينار [7]
وجوهرا قيمته عشرين ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك عَلَى ستة عشر ألف
__________
[1] انظر: تاريخ الطبري 9/ 191.
[2] في ت: «إلى الخليفة» .
[3] «إليهم» ساقطة من ت.
[4] انظر: تاريخ الطبري 9/ 188.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «أمر المتوكل بأخذ قطائعه» .
[7] «وعشرين ألف دينار» ساقطة من ت.
(11/249)
ألف [1] درهم، وأشهد عليهم جميعا ببيع كل
ضيعة لهم، وَكَانَ أحمد قد فلج، فلمَا كَانَ يوم الأربعاء لسبع [2]
خلون من شعبان [3] أمر المتوكل بولد أحمد بْن أبي دؤاد، فحدروا إِلَى
بغداد [4] .
وفي هذه السنة: رضي عن يحيى بْن أكثم، وَكَانَ ببغداد فحدر [5] إِلَى
سامراء، فولي القضاء عَلَى القضاة، ثم ولي المظالم فولي حيان بْن بشر
قضاء الشرقية، وولى سوار بن عبد الله العنبري قضاء الجانب الغربي [6] ،
وكلاهمَا أعور، فَقَالَ الجمَاز:
رأيت من الكبائر قاضيين [7] ... همَا أحدوثة فِي الخافقين
همَا اقتسمَا العمى نصفين عدلا ... كمَا اقتسما قضاء الجانبين
107/ ب همَا فأل الزمَان بهلك يحيى ... إذ افتتح القضاء بأعورين [8] /
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ قَالَ:
أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت قَالَ:] [9] أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسن
قَالَ: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: أخبرني محمد بن جرير الطبري
إجازة: أن المتوكل أشخص يحيى بْن أكثم من بغداد إِلَى سامراء بعد القبض
عَلَى ابْن أبي دؤاد، فولاه قضاء القضاة فِي سنة سبع وثلاثين، فعزل عبد
السلام- يعني الوابصي [10] وولي مكانه سَوَّار بْن عبد الله العنبري
عَلَى الجانب الشرقي، وقلد حيان بْن بشر الأسدي الشرقية، وخلع عليهما
في يوم واحد، وكانا
__________
[1] «ألف» ساقطة من ت.
[2] في ت: «لتسع» .
[3] في ح: «من رمضان» .
[4] انظر: تاريخ الطبري 9/ 188- 189.
[5] في ت: «فأشخص» .
[6] في ت: «الشرقي» .
[7] في ت: «القاضيين» .
[8] انظر: تاريخ الطبري 8/ 188- 189. وتاريخ بغداد 8/ 284، 9/ 210.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في الأصل: «الواصبي» .
(11/250)
أعورين، فأنشدني عبد الله بْن محمد الكاتب
لدعبل:
رأيت من الكبائر قاضيين ... همَا أحدوثة فِي الخافقين
همَا اقتسمَا العمى نصفين فذا ... كمَا اقتسمَا قضاء الجانبين
وتحسب منهمَا [من هز] رأسا ... لينظر فِي مواريث ودين
كأنك قد جعلت عَلَيْهِ دنا ... فتحت بذاله من فرد عين
همَا فأل الزمَان بهلك يحيى ... إذ افتتح القضاء بأعورين [1]
قَالَ طلحة: وذكر ابْن جرير الأبيات ولم يذكر الثالث ولا الرابع [2] ،
والشعر للجمَاز، والذي أنشدني قَالَ: هُوَ لدعبل.
[أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بْن نصر]
وفي [يوم] [3] عيد الفطر من هَذِهِ السنة: أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد
بْن نصر الخزاعي، ودفعه إِلَى أوليائه، فحمله [4] ابْن أخيه موسى إِلَى
بغداد، فغسل ودفن، وضم رأسه إِلَى جسده [5] فاجتمع العوام يتمسحون
بجنازته وبخشبة رأسه، فكتب صاحب البريد [6] بذلك [7] ، فنهى المتوكل عن
اجتماع العامة [8] .
[كتاب المتوكل بتخلية كل من كَانَ حبسه الواثق في خلق القرآن]
وفي هذه السنة: قرئ [9] كتاب [المتوكل] [10] بتخلية كل من كَانَ حبسه
الواثق فِي خلق القرآن في الأمصار والكور [11] .
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 8/ 285- 286.
[2] وردت الأبيات كاملة في تاريخ الطبري 9/ 189.
ولعل الراويّ قد وقف على نسخة ناقصة. والله أعلم.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «فأخذ» .
[5] في ت: «إلى بدنه» .
[6] في ت: «صاحب الخبر» .
[7] «بذلك» ساقطة من ت.
[8] انظر: تاريخ الطبري 9/ 190.
[9] في ت: «ورد» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] انظر: البداية والنهاية 10/ 316.
(11/251)
[طلوع شيء
مستطيل من ناحية المغرب]
وفيها [1] : طلع شيء مستطيل من ناحية المغرب دقيق الطرفين، عريض الوسط،
من بعد وقت المغرب إلى وقت العشاء، ليس بكوكب الذنب، ولا بضوء كوكب
أبيض، 108/ أفلم يزل/ يطلع فِي ذلك الوقت خمس ليال.
[ظهور نار في بعض كور عسقلان]
وفيها: ظهرت نار فِي بعض كور عسقلان تحرق [2] المنازل والمساجد
والبيادر، فهرب الناس، فلم تزل تحرق حَتَّى مضى [3] ثلث الليل ثم كفت
[4] .
وفيها: [5] سقط بالبصرة بردكبار، فكسر [6] ثمانية آلاف نخلة.
[اكتمال بناء جامع سامراء]
وفيها: كمل [7] بناء جامع سامراء، [كَانَ] [8] وقد ابتدئ فِي بنائه فِي
سنة أربع وثلاثين، وفرغ منه وصلى فيه المتوكل فِي رمضان [9] سنة سبع
وثلاثين [10] وبلغت النفقة عَلَيْهِ ثلاثمَائة ألف [11] وثمَانية آلاف
ومَائتين واثني عشر دينارا وربع وسدس دينار، واستعمل فيه آجر النجف
وأنقاضه من السقوف والأبواب وغيرها، ونقوض حملت من بغداد، وإنما هذه
النفقة على البناءين والنجارين والصناع، ومَا شاكل ذلك، وحملت القصعة
والحجارة التي في الفوارة من باب الحرة فِي الهاروني عَلَى عجل، ومر
بِهَا الفيلة [الثلاثة] [12] التي كانت للمتوكل، وأنفق مع ذلك فِي
حمولتها إِلَى [13] أن دخلت المسجد ألف وخمسمائة دينار، ولولا الفيلة
[14] لأنفق عليها ضعف ذلك، واستعمل الطوابيق الزجاج التي فِي المقصورة،
وهي ألفان وأربعمَائة طابق بألفين وأربعمَائة دينار، وأنفق [المتوكل]
[15] عَلَى الأطواق الستة التي جعلت زيجات لها ألفين وأربعمَائة دينار
[16] .
وأنفق المتوكل عَلَى القصر المعروف بالعروس [17] ثلاثين ألف درهم.
__________
[1] في ت: «وفي هذه السنة» .
[2] في ت: «فأحرقت» .
[3] في ت: «إلى أن مضى» .
[4] انظر: النجوم الزاهرة 2/ 290.
[5] «وفيها» ساقطة من ت.
[6] في ت: «فكسرت» .
[7] في ت: «ثم كمل» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «ورمضان» ساقطة من ت.
[10] «وثلاثين» ساقطة من ت.
[11] في ت: «ثمانمائة ألف» .
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] في ت: «وأنفق عليها إلى أن ... » .
[14] في ت: «الفيل» .
[15] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[16] انظر: شذرات الذهب 2/ 82.
[17] في الأصل: «الفردوس» .
(11/252)
وأنفق عَلَى مواضع سوى [النفقة عَلَى] [1]
المدينة المعروفة بالمتوكلية مَائة ألف ألف واثنين وثمَانين ألف ألف
درهم [2] .
وحج بالناس في هذه السنة عيسى بْن جعفر بْن المنصور، وَهُوَ والي مكة
يومئذ [3] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
/ 108/ ب
1406- حاتم الأصم، وَهُوَ: حاتم بْن عنوان [4] . وقيل: حاتم بْن يوسف،
أبو عَبْد [5] الرَّحْمَنِ البلخي [6] .
وَهُوَ مولى المثنى بْن يحيى المحاربي. أسند الحديث عن شقيق بْن
إبراهيم، وشداد بْن حكيم، وعبد الله بْن المقدام، ورجاء بْن محمد
الصاغاني.
روى عنه: حمدان بن ذي النون، ومحمد بن فارس البلخيان، ومحمد بن مكرم
[7] الصفار.
فأما تسمية الأصم: فأَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ:
أَخْبَرَنَا [أحمد بْن علي بْن ثابت] [8] الْخَطِيب قَالَ: أَخْبَرَنَا
عبد الكريم بْن هوازن القشيري قَالَ: سمعت أبا علي الحسن بْن علي
الدقاق يقول: جاءت امرأة فسألت حاتمَا [9] عن مسألة، فاتفق أن خرج منها
ريح لها صوت [10] فخجلت، فَقَالَ لها حاتم: ارفعي من صوتك، فأرى من
نفسه أنه أصم، فسرت المرأة بذلك وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب
عَلَيْهِ الأصم [11] .
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي] [12] الخطيب قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بْن علي الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عبد
الله الهمذاني قال: حدثنا إبراهيم
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] انظر: مروج الذهب 4/ 122.
[3] انظر: تاريخ الطبري 9/ 191.
[4] في ت: «عيراز» .
[5] في ت: «بن عبد الرحمن» .
[6] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 242.
وطبقات الصوفية 91
[7] في ت: «محمد بن مسلم» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في ت: «حاتم الأصم» .
[10] في ت: «منها في تلك الحال صوت ريح» .
[11] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 8/ 244.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/253)
ابْن أبي حصين قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله
بْن غنام قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد بْن جعفر الْحُلْوَانِيّ
قَالَ: حدثني أبو عبد الله الخواص- وَكَانَ من [علية] أصحاب حاتم-
قَالَ:
لمَا دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهلها فقالوا لَهُ: أنت رجل أعجمي، ليس
يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى؟
قَالَ حاتم: معي ثلاث خصال، أظهر بِهَا عَلَى خصمي، قالوا [1] : مَا هي
[2] ؟
قَالَ: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لأتجاهل
عَلَيْهِ، فبلغ ذلك أحمد بْن حنبل فَقَالَ: سبحان الله مَا كَانَ أعقله
من رجل [3] .
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن ثَابِت قَالَ:
أخبرنا عبد العزيز بن علي [الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا علي] [4] بن عبد
الله الهمذاني قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن عبيد الله بْن حفص، عن علي
بْن الموفق قَالَ: سمعت حاتمَا الأصم يقول: لقينا الترك، وَكَانَ بيننا
جولة، فرمَاني تركي بوهق فقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد عَلَى
صدري، وأخذ بلحيتي هَذِهِ الوافرة، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني [به]
[5] ، فو حقّ سيدي ما كان قلبي/ عنده 109/ أولا عند سكينه، إنمَا كَانَ
قلبي عند سيدي، أنظر مَاذا ينزل به القضاء [منه] [6] ! فقلت:
يَا سيدي، إن قضيت عَلَى أن يذبحني هَذَا فعلى الرأس والعين، إنمَا أنا
لك وملكك [7] ، فبينا أنا أخاطب سيدي وَهُوَ قاعد عَلَى صدري آخذ
بلحيتي ليذبحني، إذ رمَاه بعض المسلمين [بسهم] فمَا أخطأ حلقه، فسقط
عني، فقمت أنا إليه فأخذت السكين من يده فذبحته! فمَا هُوَ إلا أن تكون
قلوبكم عند السيد حَتَّى تروا من عجائب لطفه مَا لم تروا من الآباء
والأمهات [8] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:]
أَخْبَرَنَا أحمد بْن ثابت [الخطيب قَالَ:] [9] أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الأصبهاني قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر
بْن محمد الخلدي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ قال: حَدَّثَنَا سعدون الرازي قَالَ: كنت مَعَ حاتم وَكَانَ
يتكلم، فقل كلامه فَقِيل لَهُ فِي ذلك [10] ، فقال: قد كنت تتكلم
فينتفع
__________
[1] في ت: «قيل» .
[2] في ت: «أي شيء هي» .
[3] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 8/ 242.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «مملوك» .
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 8/ 244- 245.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «في ذلك» ساقطة من ت.
(11/254)
بك [1] الناس؟ قَالَ: إني لا أحب أن أتكلم
بكلمة [2] قبل أن أستعد جوابها للَّه، فإذا قَالَ الله [تَعَالَى لي]
[3] يوم القيامة: لم قلت كذا؟ قلت: يَا رب لكذا [4] .
توفي حاتم الأصم [عَلَى جبل واشجرد] [5] في هذه السنة.
1407- حيان بْن بشر بْن المخارق الأسدي الأصبهاني [6] .
سمع هشيم بْن بشير، وأبا يوسف القاضي، وأبا معاوية وغيرهم.
روى عنه: أبو القاسم البغوي، وَكَانَ من أصحاب الرأي، قد ولي القضاء
بأصبهان فِي أيام المأمون، ثم عاد إلى بغداد، فأقام بها إلى أن ولاه
المتوكل قضاء الشرقية [7] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:]
[8] أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بْن الحسن بْن أحمد
الأهوازي قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسن بْن عبد الله العسكري [9]
قَالَ: حدثني شيخ من شيوخ بغداد قَالَ: كَانَ حيان بْن بشر [10] قد ولي
قضاء بغداد، وقضاء أصبهان، وَكَانَ من جلة أصحاب الحديث، فروى يومَا أن
عرفجة قطع أنفه يوم الكلاب، وَكَانَ مستمليه رَجُلًا يقال لَهُ: كجة
[11] ، فَقَالَ: أيها القاضي، إنمَا هُوَ يوم/ الكلاب، فأمر بحبسه،
فدخل الناس إليه [12] ، وقالوا: ما دهاك؟ 109/ ب فَقَالَ: قطع أنف
عرفجة فِي الجاهلية، وامتحنت أنا به في الإسلام [13] .
__________
[1] «بك» ساقطة من ت.
[2] في الأصل ت: «كلمة» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 8/ 245.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 284.
[7] انظر: تاريخ بغداد 8/ 284.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في ت: «العكبريّ» .
[10] في الأصل: «حمدان بن بشر» .
[11] في الأصل: «كلجة» .
[12] في الأصل: «فيه» .
[13] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 8/ 285.
(11/255)
توفي حيان في هذه السنة، وقيل: سنة ثمَان.
1408- عبد الله [1] بْن مطيع بْن راشد البكري [2] .
سمع هشيمَا، وابن المبارك.
روى عنه: البغوي، وَكَانَ ثقة. توفي فِي ذي الحجة من هَذِهِ السنة.
1409- عبد الأعلى بْن حمَاد، أبو يحيى الباهلي، المعروف بالنرسي [3] .
ونرس لقب لجده، لقبته النبط [4] ، وَكَانَ اسمه نصرا فقالوا: نرس.
سكن [عبد الأعلى] بغداد، وحدث بِهَا عن مَالك، والحمَادين.
روى عنه: البخاري، ومسلم فِي صحيحيهمَا.
أَخْبَرَنَا [عَبْد الرَّحْمَنِ بن محمد] القزاز أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:] [5] أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن يعقوب المقرئ ومحمد بْن
عبد الله الشيباني قالا: حَدَّثَنَا الحسن بْن علي بْن زكريا قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ:
قدمت عَلَى المتوكل بسامراء، فدخلت عَلَيْهِ يومَا فَقَالَ: يَا أبا
يحيى، قد كنا هممنا لك بأمر، فتدافعت الأيام [به] [6] ، فقلت: يَا
أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، سمعت مسلم بْن خالد الزنجي [7] يقول: سمعت جعفر
بْن محمد يقول: من لَمْ [يشكر] [8] الهمة لم يشكر النعمة، فأنشدته:
لأشكرنك معروفا هممت به ... إن اهتمَامك بالمعروف معروف
ولا أذمك [9] إن لم يمضه قدر ... فالشيء بالقدر المحتوم معروف
__________
[1] في الأصل: «عبيد الله» .
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 178.
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 75.
[4] في الأصل: «القبط» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في الأصل: «المكيّ» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في ت: «ولا ألومك» .
(11/256)
فجذب الدواة فكتبها، ثم قَالَ: ينجز لأبي
يحيى مَا كنا هممنا لَهُ به وَهُوَ كذا وكذا، ويضعف لخبره هَذَا [1] .
توفي عبد الأعلى بالبصرة في هذه السنة.
1410- معمر بْن منصور، أبو مسلم [2] الإفريقي الكندي [3] .
قاضي المغرب [4] ، وله كتب مصنفة فِي الفقه، توفي في هذه السنة.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 11/ 76.
[2] في ت: «أبو سليمان» .
[3] انظر ترجمته في: طبقات علماء إفريقية 3/ 112.
[4] في ت: «توفي في هذه السنة وهو قاضي المغرب» .
(11/257)
ثم دخلت سنة ثمان
وثلاثين ومائتين
110/ أفمن الحوادث فيها: /
[مجيء الروم في ثلاثمائة مركب]
أن الروم جاءت فِي ثلاثمَائة مركب، فأحرقوا من ديار المسلمين، وسبوا
نساء مسلمَات، وانتهبوا متاعا [1] كثيرا، وأحرقوا المسجد الجامع
بدمياط، وأحرقوا كنائس [2] .
وفيها: غزا علي [3] بْن يحيى الأرمني الصائفة [4] .
قَالَ ابْن حبيب: وفي صفر [5] وجه طاهر بْن عبد الله إِلَى المتوكل
بحجر سقط بناحية طبرستان وزنه ثمَانمَائة وأربعين درهمَا أبيض فيه صدع،
وذكروا أنه سمع لسقوطه هذه أربع فراسخ في مثلها، وأنه ساخ فِي الأرض
خمسة أذرع [6] .
وحج بالناس في هذه السنة علي بن عيسى بن جعفر [7] .
__________
[1] في ت: «وانتهبوا ضياعا» .
[2] انظر الخبر في: تاريخ الطبري 9/ 193- 194.
[3] في ت: «غزا في هذه السنة علي بن يحيى ... » .
[4] انظر الخبر في: تاريخ الطبري 9/ 195.
[5] في ت: «وفي رجب» .
[6] انظر الخبر في: شذرات الذهب 2/ 89.
[7] انظر الخبر في: تاريخ الطبري 9/ 195.
(11/258)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1411- إسحاق بْن إبراهيم بْن [مخلد بْن إبراهيم، أبو] [1] يعقوب
الحنظلي، المعروف بابن رَاهَوَيْه [2] .
ولد سنة إحدى وستين ومَائة، وقيل سنة ست وستين ومَائة.
وولد مثقوب [3] الأذنين فَقَالَ لَهُ الفضل بْن موسى الشيباني: يكون
هَذَا رأسا فِي الخير أو فِي الشر.
وقال لَهُ عبد الله بْن طاهر: لم قيل لك ابْن راهويه؟ فَقَالَ: ولد أبي
فِي الطريق فقيل رَاهَوَيْه [4] .
رحل إسحاق فِي طلب العلم إِلَى العراق، والحجاز، واليمن، والشام، وسمع
من جرير بْن عبد الْحَمِيد [5] ، وإسمَاعيل بْن علية، وسفيان بْن
عيينة، ووكيع [بْن الجراح] [6] ، وأبا معاوية، وعبد الرزاق، والنضر بْن
شميل، وعيسى بْن يونس، وأبا بكر بْن عياش، وغيرهم [7] .
روى عنه: البخاري، ومسلم، وخلق كثير. واجتمع لَهُ الحديث والفقه،
والحفظ والصدق، والورع والزهد [8] .
وَكَانَ أحمد بْن حنبل يقول: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا وقال مرة:
لم نر مثله [9] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 1/ 379. وتاريخ بغداد 6/ 347.
[3] في ت: «مشقوق» .
[4] «فَقَالَ: ولد أبي فِي الطريق فقيل رَاهَوَيْه» . ساقطة من ت.
انظر: تاريخ بغداد 6/ 347.
[5] في الأصل: «بن عبد الله» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] انظر: طبقات الشافعية 1/ 233.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 345.
[9] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 349.
(11/259)
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا
أحمد بن علي [بن ثابت قال:] [1] أخبرنا ابْن يعقوب قَالَ: أَخْبَرَنَا
محمد بْن نعيم قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن صالح بْن هانئ قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو سعيد الْحَسَن بْن عبد الصمد قَالَ: سمعت إسحاق بْن
إبراهيم يقول:
أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني [2] .
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي] [3] الخطيب قال:
أخبرنا 110/ ب مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَد قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَد/ بْن مُحَمَّد بْن عمران قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن كامل
قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن طاهر لإسحاق بْن راهويه: قيل لي إنك تحفظ
مَائة ألف حديث؟ قَالَ: مَائة ألف حديث مَا أدري مَا هُوَ، ولكني مَا
سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته [4] .
توفي [إسحاق] [5] بْن راهويه ليلة الخميس للنصف من شعبان هَذِهِ السنة
بنيسابور [6] .
قَالَ البخاري: توفي وَهُوَ ابْن سبع وسبعين سنة [7] .
1412- بشر بْن الوليد بْن خالد، أبو الوليد الكندي [8] .
سمع مَالك بْن أنس، وصالحا المري، وشريك بن عبد الله، وأبا يوسف، ومنه
أخذ الفقه.
روى عنه جماعة منهم: البغوي [9] ، وكان عالما دينا [10] فقيها ثقة،
جميل
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 352.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 354.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] انظر: تاريخ بغداد 6/ 355.
[7] انظر: التاريخ الكبير 1/ 379. وتاريخ بغداد 6/ 355.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 81.
[9] «روى عنه جماعة منهم البغوي» ساقطة من ت.
[10] «دينا» ساقطة من ت.
(11/260)
المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر
المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي،
وذلك سنة ثمان ومائتين [1] ، وأقام على ولايته سنتين، وعزل وولي قضاء
مدينة المنصور في سنة عشر [2] ، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه في سنة
ثلاث عشرة ومائتين [3] .
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا أبو بكر [أَحْمَد بْن عَلي بْن
ثَابِت] [4] الحافظ قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن وقال: أخبرنا
طلحة بن محمد بن جعفر قال: لمَا عزل المأمون إِسْمَاعِيل بْن حمَاد بْن
أبي حنيفة استقضى عَلَى مدينة المنصور بشر بْن الوليد الكندي، وَكَانَ
عالمًا دينا خشنا فِي باب الحكم، واسع الفقه، وَهُوَ صاحب أبي يوسف
وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعها.
قَالَ طلحة: وحدثني عبد الباقي بْن قانع عن بعض شيوخه: أن يحيى بْن
أكثم شكى بشر بْن الْوَلِيد إِلَى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي،
وَكَانَ يحيى قد غلب عَلَى المأمون حَتَّى كَانَ أكثر من ولده، فأقعده
المأمون معه عَلَى سريره، ودعا بشر بْن الوليد فَقَالَ لَهُ: مَا ليحيى
[5] يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ فَقَالَ: يَا أَمِير المؤمنين،
سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده، ولا فِي جواره، فصاح به المأمون
وقال: اخرج فخرج/ [بشر] فَقَالَ يحيى يَا أمير المؤمنين، قد سمعت
فاصرفه، فقال: ويحك [6] ، هذا 111/ ألم يراقبني، فكيف أصرفه؟ ولم يفعل
[7] .
قَالَ المصنف [8] : كَانَ بشر مَعَ ميله إِلَى أصحاب الرأي لا يعين
عَلَى أحمد بْن حنبل، وسعى به رجل إِلَى المعتصم فَقَالَ: إنه لا يقول
القرآن مخلوق، فحبسه في بيته
__________
[1] في الأصل: «سنة ثلاث ومائتين» .
وفي ت: «سنة ثمان عشر» .
[2] «وأقام على ولايته سنتين وعزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر»
ساقطة من ت.
[3] انظر: تاريخ بغداد 7/ 81.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ح: «أن يحيى» .
[6] «ويحك» ساقطة من ت.
[7] انظر: تاريخ بغداد 7/ 81.
[8] «قال المصنف» ساقطة من ت.
(11/261)
ونهاه أن يفتي، فلمَا ولي المتوكل أطلقه،
وأمره أن يفتي ويحدث وأشكل عَلَيْهِ أمر القرآن، فَقَالَ بالوقف، فذمه
أصحاب الحديث وتركوه. وتغير بالكبر حَتَّى قالوا: قد خرف [1] .
وتوفي في هذه السنة عن سبع وتسعين سنة، ودفن فِي مقبرة [2] باب الشام.
1413- الربيع بْن ثعلب، أبو الفضل المروزي [3] .
ولد بمرو، وسكن بغداد، وحدث بِهَا عن الفرج بْن فضالة.
روى عنه البغوي، وَكَانَ رجلا صالحا من خيار المسلمين، صدوقا.
توفي فِي شوال هَذِهِ السنة ببغداد.
1414- محمد بْن بكار بْن الريان [4] ، أبو عبد الله الرصافي، مولى بني
هاشم [5] .
سمع الفرج بْن فضالة وخلقا كثيرا.
روى عنه: الصاغاني، وأحمد بْن أبي خيثمة، وإبراهيم بن هاشم البغوي
وغيرهم. ووثقه يحيى، والدار الدّارقطنيّ، وقال صالح جزرة: هُوَ صدوق
يحدث عن الضعفاء [6] .
توفي فِي ربيع الآخر سنة ثمَان وثلاثين ومَائتين، وَهُوَ ابْن ثلاث
وتسعين سنة.
1415- محمد بْن الحسين [البرجلاني] [7] أبو جعفر، ويعرف بابن أبي شيخ
البرجلاني [8] .
نسب إِلَى محلة البرجلانية، وهو صاحب كتب الزهد والرقائق.
سمع الحسين بْن علي الجعفي، وزيد بْن الحباب، وخلقا كثيرا.
__________
[1] انظر: تاريخ بغداد 6/ 83- 84.
[2] في ت: «من مقابر» .
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 418.
[4] في الأصل: «بن الزيات» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 100.
[6] انظر: تاريخ بغداد 2/ 100، والتهذيب 9/ 76.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 223.
(11/262)
روى عنه ابْن أبي الدنيا فأكثر، وأبو
العباس بْن مسروق وغيرهمَا.
وسأل رجل أحمد بْن حنبل عن شيء من حديث الزهد فَقَالَ: عليك بمحمد بْن
الحسين البرجلاني [1] وقال ابْن أبي الدنيا: مَات في هذه السنة.
1416- محمد بْن خالد بْن يزيد بْن غزوان، أبو عبد الله البراثي [2] .
[كَانَ من أهل الدين والفضل، وَكَانَ ذا مَال وثروة.
روى عن هشيم، وسفيان بْن عيينة، وَكَانَ بشر بْن الحارث يأنس إليه فِي
أموره.
أَخْبَرَنَا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ: حَدَّثَنَا أبو محمد الزهري.
قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: مَالك؟ يقع عَلَى أحد شيء من
السمَاء؟ ولكن كَانَ لبشر صديق. قَالَ أبو محمد الزهري: كَانَ أبو عبد
الله البراثي] [3] صديقا لبشر/ [4] . 111/ ب وَكَانَ يجهز إِلَى الثغر،
وَكَانَ موسرا ذا مَال، قَالَ: فكان إبراهيم الحربي يومئ إِلَى أن بشرا
كان يأنس بأبي عبد الله البراثي ويقبل منه الصلة.
1417- يحيى بْن عمَار، أبو زكريا الحر [5] .
سمع إسمَاعيل بْن عياش، وبقية بْن الوليد. كتب عنه أحمد بن حنبل، ويحيى
بن معين، وقال: هُوَ ثقة.
توفي في هذه السنة.
1418- أبو عبيدة البسري [6] .
وبسر قرية فوق دمشق.
__________
[1] انظر: تاريخ بغداد 2/ 223.
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 240.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ويبدأ من أول الترجمة.
[4] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 5/ 240.
[5] في الأصل: «يحيى بن عمار، أبو زكريا، حدثنا الحربي» . والتصحيح من
ت، ح.
[6] انظر ترجمته في: طبقات الصوفية ص 176.
(11/263)
أَخْبَرَنَا أبو بكر العامري [1] قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبو سعد [2] بْن أبي صادق قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن باكويه
قال: حدثنا عبد الواحد بن بكر الورثاني [3] قَالَ: سمعت محمد بْن داود
الدينَوَريّ يقول: سمعت أبا بكر بْن معمر يقول: سمعت ابْن أبي عبيدة
البسري يحدث عن أبيه [4] : أنه غزا سنة من السنين، فخرج فِي السرية
فمَات المهر الذي كَانَ تحته وَهُوَ فِي السرية، فَقَالَ: أي رب! أعرنا
إياه حَتَّى نرجع إِلَى بسرى- يعني قريته- فإذا المهر قائم، فلمَا غزا
ورجع إِلَى بسرى قَالَ: يَا بني خذ السرج عن المهر. قَالَ: قلت: يَا
أبة إنه عرق، فَقَالَ: يَا بني، هُوَ عارية، فحين أخذت السرج وقع المهر
ميتا [5] .
__________
[1] في الأصل: «العاري» .
[2] في الأصل: «أبو سعيد» .
[3] في ت: «البرساغي» .
[4] في الأصل: «سمعت أبي عبيدة يقول يحدث عن أبيه.
[5] انظر: طبقات الشافعية 2/ 74. وصفة الصفوة 4/ 215.
(11/264)
ثُمّ دخلت سنة تسع وثلاثين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
أخذ المتوكل أهل الذمة بلبس رقعتين عسليتين عَلَى الأقبية والدراريع،
وَكَانَ ذلك فِي المحرم، وأن تصنع النساء مقانعهن عسليات، ثم أمر فِي
صفر بأن يقتصروا فِي مراكبهم عَلَى ركوب البغال والحمير دون الخيل
والبراذين [1] .
وفيها [2] : غزا الصائفة علي بْن يحيى الأرمني، فوغل فِي بلاد الروم،
فقتل عشرة آلاف علج، وسبى سبعة عشر ألف رأس، ومن الدواب سبعة آلاف
دابة، وأحرق أكثر من ألف قرية [3] .
وذكر محمد بْن حبيب: أن شقفة [4] وجدت فِي نخلة بالكديد عَلَيْهَا [5]
مكتوب.
غافلون وأنتم مغيبون، لاهون وأنتم/ مطلوبون: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ
ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ 26: 227 112/ أيَنْقَلِبُونَ 26: 227 [6]
إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا
مُحْضَرُونَ 36: 53 [7] وجاء الكتاب بهذا في هذه [8] السنة.
__________
[1] انظر: تاريخ الطبري 9/ 196. والبداية والنهاية 10/ 317.
[2] «وفيها» ساقطة من ت.
[3] انظر: شذرات الذهب 2/ 92.
[4] في ت: «شعفة» .
[5] في ت: «فيها» .
[6] سورة: الشعراء، الآية: 227.
[7] سورة: يس، الآية: 53.
[8] في ح: «في آخر السنة» .
(11/265)
[عزل يحيى بن
أكثم عن القضاء]
وفي هذه السنة [1] : عزل يحيى بْن أكثم عن القضاء، وولي قضاء البصرة
إبراهيم بْن محمد التَّيْميّ [2] .
وقدم يعقوب بْن قوصرة، فأخذ من منزله خمسة وسبعين ألف دينار [وصولح]
[3] على أن يؤدي تمام مائة ألف وعشرين ألف دينار، وولي مكانه جعفر بْن
عبد الواحد [4] .
ورجفت طبرية فِي جمَادى الأولى فِي ربع الليل الأول، حَتَّى مَادت
الأرض واصطكت الجبال، ثُمّ رجفت وانقطع من الجبل المطل عَلَيْهَا قطعة
ثمَانين ذراعا طولا وعرضا فِي خمسين ذراعا فتقطع، فمَات تحته بشر كثير
وهدم دورا [5] .
واتفق شعانين [6] النصارى ويوم النيروز ذلك يوم الأحد لعشر خلت [7] من
ذي القعدة [8] ، فزعمت النَّصارى أنهمَا [9] لم يجتمعا [10] فِي
الإسلام قط [11] .
وفيها [12] حج [جعفر] [13] بْن دينار، وَكَانَ والي طريق مكة ممَا يلي
[14] الكوفة، فولي أحداث الموسم [15] .
__________
[1] في ت: «وفي صفر» .
[2] انظر: أخبار القضاة 2/ 179.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] انظر: تاريخ الطبري 9/ 197.
[5] انظر: شذرات الذهب 2/ 91. والنجوم الزاهرة 2/ 300.
[6] في ت: «واتفق في شعانين» .
[7] في ت: «خلون» .
[8] في الأصل: «ذي قعدة» .
[9] في الأصل: «أنهم» .
[10] في ت: «يجتمع» .
وفي الأصل: «يجتمعوا» .
[11] انظر: تاريخ الطبري 9/ 196. والبداية والنهاية 10/ 317.
[12] «وفيها» ساقطة من ت.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[14] في ت: «من يلي» .
[15] انظر: تاريخ الطبري 9/ 196.
(11/266)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1419- إبراهيم بْن حبان بْن إبراهيم، أبو إسحاق المرادي [1] .
حدث عن عمرو بْن حكام، وَكَانَ حفاظا ثقة [صالحا] [2] . توفي فِي
[محرم] [3] هَذِهِ السنة.
1420- داود بْن [4] رشيد، أبو الفضل مولى بني هاشم [5] .
خوارزمي الأصل بغدادي الدار [6] . سمع أبا المليح الرقي، وهشيمَا، وابن
علية.
روى عنه: ابن أبي الدنيا، [والبغوي] [7] ، وكان يحيى يوثقه.
توفي في هذه السنة.
1421- صالح بْن عبد الله، أبو عبد الله الترمذي [8] .
سكن بغداد، وحدث بِهَا عن مَالك بْن أنس، وشريك بْن عبد الله، وجعفر
بْن سليمَان، وفرج بْن فَضَالَة.
روى عنه: عباس الدوري، وابن أبي الدنيا، وأبو حاتم الرازي وقال: هُوَ
صدوق [9] .
وتوفي في هذه السنة، وقيل: في سنة/ إحدى وثلاثين. 112/ ب
__________
[1] في ت: «المراري» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «بن» ساقطة من ت.
[5] انظر ترجمته في: تقريب التهذيب 1/ 231.
[6] «مولى بني هاشم، خوارزمي الأصل بغدادي الدار» . ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 315.
[9] انظر: تاريخ بغداد 9/ 315، 316.
(11/267)
1422- الصلت بْن مسعود الجحدري [1] .
بصري ثقة، ولي القضاء بسامراء فِي سنة ست وثلاثين ومَائتين، ولم يزل
قاضيا بِهَا إِلَى سنة تسع وثلاثين [2] .
وحدث بِهَا عن: حمَاد بْن زيد، وجعفر بْن سليمَان، وسفيان بْن عيينة.
روى عنه: الباغندي، وتوفي في هذه السنة.
1423- عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو الحسن العبسيّ الكوفي،
المعروف بابن أبي شيبة [3] . أخو أبي بكر، وهو الأكبر.
وقال يعقوب بْن شيبة: عثمَان [4] بْن أبي شيبة من ولد أبي سعدة الذي
دعا عَلَيْهِ سعد بْن أبي وَقَّاص.
رحل عثمَان إِلَى البلاد وكتب الكثير، وصنّف «المسند» و «التفسير» ،
وحدث عن شريك بْن عبد الله، وسفيان بْن عيينة، وهشيم وخلق كثير.
روى عنه: الباغندي، والبغوي وغيرهمَا، وَكَانَ ثقة.
توفي فِي [محرم] [5] هَذِهِ السنة.
1424- محمد بْن أحمد بْن أبي دؤاد، أبو الوليد [6] الإيادي القاضي [7]
.
ولاه المتوكل القضاء، ومظالم العسكر بعد أن فلج أبوه وَكَانَ بخيلا
عَلَى ضد مَا كَانَ عليه أبوه.
__________
[1] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 341- 343.
[2] ومَائتين ولم يزل قاضيا بِهَا إِلَى سنة تسع وثلاثين» . ساقطة من
ت.
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 283.
[4] في ت: «أبو بكر عثمان ... » .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «أبو الوليد» ساقطة من ت.
[7] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 1/ 298. ووفيات الأعيان 1/ 88.
(11/268)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] بْنُ
مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:] [2] أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:
أخبرني الحسين [3] بن علي الصيمري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
عمران المرزباني قَالَ: أخبرني علي بن هارون قال: أخبرني عبيد الله [4]
بن أحمد بْن طاهر، عن أبيه. قَالَ: عزل المتوكل أبا الوليد محمد بن أبي
دؤاد عن مظالم العسكر سنة سبع وثلاثين ومَائتين، وولاها محمد بْن
إبراهيم بْن الرَّبِيع الأنباري. ثم صرف أبو الوليد فِي يوم الخميس
لخمس خلون من شهر ربيع الأول عن قضاء القضاة، وولي يحيى بْن أكثم قضاء
القضاة، ثم عزل ابْن الربيع عن المظالم وولاها يَحْيَى بْن أكثم [5]
سنة سبع وثلاثين ومَائتين. وصرف أبو الوليد يوم الأربعاء لعشر بقين من
صَفَر، وحبس يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الآخر فِي ديوان الخراج/
وحبس إخوته عبيد الله [6] بن السري 113/ أصاحب الشرطة، فلمَا كَانَ يوم
الاثنين من هَذَا الشهر حمل أبو الوليد مَائة ألف دينار وعشرين ألف
دينار [7] ، وجوهرا قيمته عشرون ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك عَلَى ستة
عشر ألف ألف درهم [8] ، وأشهد عليهم جميعا ببيع كل ضيعه لهم، وَكَانَ
أحمد بْن أبي دؤاد قد فلج، فلمَا كَانَ يوم الأربعاء لسبع خلون من
رمضان أمر المتوكل بولد أحمد بْن أبي دؤاد جميعًا فحدروا إِلَى بغداد
[9] .
ومَات أبو الوليد فِي آخر سنة تسع [10] وثلاثين ومَائتين، ومَات أبوه
بعده بعشرين يومَا [ببغداد] مفلوجا.
1425- وهب بْن بقية، أبو محمد الواسطي، المعروف بوهبان [11] .
سمع حمَاد بْن زيد، وهشيمَا. روى عنه: البخاري، ومسلم، وَكَانَ ثقة.
توفي في هذه السنة.
__________
[1] في ت: «أبو عبد الرحمن» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «الحسن» .
[4] في الأصل: «عبد الله» .
[5] «قضاء القضاة، ثم عزل ابْن الربيع عن المظالم وولاها يحيى بن أكثم»
ساقط من ت.
[6] في الأصل: «عبد الله» .
[7] «وعشرين ألف دينار» ساقط من ت.
[8] في ت: «دينار» .
[9] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 1/ 299.
[10] في الأصل: «سنة سبع وثلاثين» .
[11] انظر: تاريخ بغداد 13/ 457.
(11/269)
ثُمّ دخلت سنة أربعين ومَائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه أخذ أهل الذمة بتعليم أولادهم السريانية [1] والعبرانية، ومنعوا من
العربية، ونادى المنادي بذلك، فأسلم منهم خلق كثير [2] .
[سمع أهل خلاط صيحة من السماء]
وفي هذه السنة [3] : سمع أهل خلاط صيحة من السمَاء، فمَات خلق كثير،
وكانت ثلاثة أيام، وخسف بثلاث عشرة قرية من قرى إفريقية.
وخرجت ريح من بلاد الترك، فمرت بمرو فقتلت بشرا كثيرا بالزكام، ثم صارت
إِلَى نيسابور، وإلى الري، ثم إِلَى همذان وحلوان، ثم صارت إِلَى
العراق فأصاب أهل سامراء ومدينة السلام حمى وسعال وزكام وأشار
المتطببون بالحجامة.
وقال محمد بْن حبيب الهاشمي: كتب تجار المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى
القيروان خسف بِهَا [4] ، فلم ينج من أهلها [5] / إلا اثنان وأربعون
رجلا سود الوجوه، 113/ ب فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا: أنتم
مسخوط عليكم. فبنى لهم العامل حظيرة خارج [باب] [6] المدينة فنزلوها.
[وقوع الجراد على بريد من البصرة]
وفي ذي القعدة: وقع الجراد عَلَى بريد من البصرة [7] ، فخرج الناس فِي
طلبه فأصابهم من الليل [8] ظلمة ومطر وريح، فمَات منهم ألف وثلاثمَائة
إنسان، مَا بين رجل وامرأة وصبي [9] .
__________
[1] «السريانية» ساقطة من ت.
[2] انظر: شذرات الذهب 2/ 92.
[3] في ت: «وفيها» .
[4] في ت: «بأهلها» .
[5] في ت: «فلم ينج منهم» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «وقع الجراد بالبصرة» .
[8] «من الليل» ساقطة من ت.
[9] «وصبي» ساقطة من ت.
(11/270)
وفي هَذَا الشهر [1] : وقع ببغداد برد أعظم
من الجوز، مثل بيض الحمَام، مَعَ مطر شديد، وسقط يومئذ بسامراء برد مثل
بيض الدجاج [2] .
وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن محمد بْن داود، وحج جعفر بْن
دينار وَهُوَ والي الموسم [3] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1426- إبراهيم بْن خالد بْن أبي اليمَان، أبو ثور الكلبي الفقيه
الشافعي [4] .
سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عليه، ووكيعا، وأبا معاوية، ويزيد بْن
هارون، والشافعي، وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، ومسلم بْن الحجاج، وغيرهمَا.
وَكَانَ يميل إِلَى الرأي، فلمَا قدم الشافعي بغداد اختلف إليه، وترك
قول أهل الرأي.
وَكَانَ من الفقهاء الأخيار، والثقات الأعلام، وصنف كتبا فِي الأحكام
جمع فيها بين الْحَدِيث والفقه [5] .
وَكَانَ أحمد بْن حنبل يثني عَلَيْهِ ويقول: أعرفه بالسنة منذ خمسين
سنة، وسئل عن مسألة فَقَالَ: سل الفقهاء، سل أبا ثور [6] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ] الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا
[أحمد بن على بن ثابت] [7] الخطيب قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي
__________
[1] في ت: «وفي هذه السنة» .
[2] في ح: «النعام» انظر: النجوم الزاهرة 2/ 301.
[3] انظر: تاريخ الطبري 9/ 198.
[4] «الشافعيّ» ساقطة من ت. انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 67.
[5] انظر: تاريخ بغداد 6/ 65.
[6] انظر: تاريخ بغداد 6/ 66.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/271)
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ خلادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ
أَهْلِ الْعِلْمِ- قَالَ ابْنُ خَلادٍ: وَأُنْسِيتُ أنا اسمه- قال:
114/ أوقفت امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى/ بْنُ مَعِينٍ،
وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ
يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ، فَسَمِعَتْهِمْ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، وَرَوَاهُ [فُلانٌ] ،
وَحَدَّثَ بِهِ فُلانٌ، فَسَأَلَتْهُمْ عَنِ الْحَائِضِ تُغَسِّلُ
الْمَوْتَى. فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ- وَكَانَتْ غَاسِلَةً-
وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ
فَقَالُوا لَهَا: عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ:
نَعَمْ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى، لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ
لَهَا: «أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكَ» . وَلِقَوْلِهَا:
كُنْتُ أَفْرِقُ رَأْسَ رَسُولِ الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ
بالماء وَأَنَا حَائُضٌ.
قَالَ أبو ثور: فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به.
فقالوا: نعم رواه فلان، وحَدَّثَنَا به فلان، ونعرفه من طريق كذا،
وخاضوا فِي الطرق والروايات. فقالت المرأة: فأين كنتم إِلَى الآن [1] .
أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عبد
الجبار أَخْبَرَنَا أبو الحسن القزويني وأَبُو إسحاق البرمكي قالا:
أَخْبَرَنَا أبو عمرو بْن حيوية قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عمر البغوي
قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو القاسم عثمَان بْن سعيد الأنمَاطي قَالَ: قَالَ المزني:
قَالَ لي الشافعي: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات! قلت: مَا هن؟ قَالَ: رأيت
نبطيا ينحو حَتَّى كأني أنا نبطي وَهُوَ غلامي، ورأيت أعرابيا قحا يلحن
حَتَّى كأنه نبطي وَهُوَ غلامي [2] . قلت: من الأول؟
قَالَ: الزعفراني، [وَهُوَ غلامي] [3] . قلت. فمن العربي القح؟ قَالَ:
أبو ثور [وَهُوَ غلامي] [4] .
قلت: فالأخرى؟ قَالَ: رأيت ببغداد شابا أسود الرأس واللحية إذا قَالَ
حَدَّثَنَا قَالَ الناس كلهم: صدق، قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل [5]
.
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 6/ 66، 67.
[2] «ورأيت أعرابيا قحا يلحن حَتَّى كأنه نبطي وهو غلامي» ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] انظر الخبر في: مناقب أحمد لابن الجوزي 145- 146.
(11/272)
توفي أبو ثور فِي صفر هَذِهِ السنة ببغداد،
ودفن فِي مقبرة باب الكنائس.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لي أبي: أين
كنت؟ قلت: فِي جنازة أبي ثور، فَقَالَ: رحمه اللَّه إنه كَانَ/ فقيها
[1] . 114/ ب
1427- أحمد بْن أبي دؤاد بْن جرير، أبو عبد الله القاضي [2] .
واسم أبي دؤاد الفرج، ويقال: دعمي [3] ، ويقال اسمه كنيته.
ولي أحمد قضاء القضاة للمعتصم، ثم للواثق، وَكَانَ موصوفا [4] بالسخاء
[5] ، غير أنه عَلَى مذهب الجهمية، وحمل السلطان عَلَى امتحان الناس
بخلق القرآن. لولا مَا فعل من ذلك لاجتمعت الألسن عَلَى مدحه، فإنه
كَانَ قد ضم إِلَى علمه الكرم الواسع، فلم يكن لَهُ أخ من إخوانه إلا
بنى لَهُ دارا، ثم وقف عَلَى ولده مَا يغنيهم أبدا، ولم يكن لأخ من
إخوانه ولد إلا من جَارِية [هُوَ] [6] وهبها لَهُ وناوله رجل شسعا وقد
انقطع شسع نعله فأعطاه خمسمَائة دينار [7] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ قَالَ:
أخبرنا أحمد بن [علي بن] [8] ثابت قال: أخبرني محمد بن علي الصوري
قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بْن حامد الأديب قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن
محمد بْن سَعِيد الموصلي قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن عليل قَالَ:
حَدَّثَنَا يحيى بْن السري الكاتب قَالَ: حدثني محمد بْن عبد الملك
الزيات قَالَ: كَانَ رجل من ولد عمر بْن الخطاب لا يلقى ابْن أبي دؤاد
وحده ولا [9] فِي محفل إلا لعنه ودعا عَلَيْهِ، وابن أبي دؤاد [10] لا
يرد عَلَيْهِ شيئا، قَالَ محمد: فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى
__________
[1] انظر: تاريخ بغداد 6/ 69.
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 4/ 142- 156.
[3] في الأصل: «دغمي» .
[4] في ت: «معروفا» .
[5] في الأصل: «بالشجاعة» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] انظر: تاريخ بغداد 4/ 142- 144.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «ولا» ساقطة من ت.
[10] «إلا لعنه ودعا عَلَيْهِ وابن أبي دؤاد» . ساقطة من ت.
(11/273)
المعتصم، فسألني أن أرفع قصته إليه، فمطلته
واتقيت ابْن أبي دؤاد، فلمَا ألح علي عزمت على أن أوصل قصته [إليه] [1]
، فدخلت يومَا عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وقصته معي واغتنمت غيبة
ابْن أبي دؤاد فدفعت [2] القصة فِي يد أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، فلمَا
قرأها دفعها إِلَى ابْن أبي دؤاد، فلمَا نظر إليها واسم الرجل فِي
أولها قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عمر بْن الخطاب [3] ، يَا
أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عمر بْن الخطاب، يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عمر
بْن الخطاب ينبغي أن نقضي لولده كل حاجة لَهُ، فوقع [لَهُ] [4] أمير
المؤمنين بقضاء الحاجة.
115/ أقال محمد بْن عبد الملك: / فخرجت والرجل جالس، فدفعت لَهُ [5]
القصة وقلت: تشكر لأبي عبد الله القاضي، فهو الذي اعتنق قصتك، وسأل
أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فِي قضاء حاجتك، قَالَ فوقف ذلك الرجل حَتَّى
خرج ابْن أبي دؤاد فجعل يدعو لَهُ ويتشكر لَهُ، فَقَالَ لَهُ: اذهب [6]
عافاك الله، فإني إنمَا [7] فعلت ذلك لعمر بْن الخطاب، لا لك [8] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن [بن محمد قال:] أخبرنا [أحمد بْن علي بْن
ثابت] [9] الخطيب قَالَ: أخبرنا الحسين [10] بْن عثمَان الشيرازي
قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو علي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [11] قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الحسن بْن الحسين [12] القاضي قَالَ: حدثني
الحسن [13] بْن منصور قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن ثواب قَالَ: سألت
أحمد بْن حنبل [14] عمن يقول القرآن [المجيد] [15] مخلوق؟ قَالَ: كافر.
قلت: فابن أبي دؤاد؟ قَالَ: كافر باللَّه العظيم [16] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] قال:
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم
الضبي قَالَ: سمعت أبا الحسين بْن أبي القاسم يقول: سمعت أَبِي يقول:
سمعت أبا الحسين بْن الفضل يقول: سمعت
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «فرفعت» .
[3] في ت: «فكرر اسمه» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «إليه» .
[6] «اذهب» ساقطة من ت.
[7] «إنما» ساقطة من ت.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 4/ 148- 149.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في ت: «الحسن» .
[11] في ت: والأصل: «أحمد بن عبد الله» .
[12] في الأصل: «محمد بن الحسين القاضي» .
[13] في الأصل: «الحسين بن منصور» .
[14] في الأصل: «أحمد بن محمد» .
[15] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[16] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 4/ 153.
(11/274)
عَبْد العزيز بْن علي المكي يقول: دخلت
عَلَى ابْن أبي دؤاد وَهُوَ مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائدا، وإنمَا
جئتك لأحمد الله عَلَى أنه سجنك فِي جلدك [1] .
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي [الخطيب] قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن بِشْرَان [المعدل] قال [حدثنا عثمان
بن أحمد قال] [2] حدثنا إسحاق بْن إبراهيم الختلي قَالَ: حَدَّثَنَا
أبو يُوسُف يعقوب بْن موسى بْن الفيرزان ابْن أخي معروف الكرخي قَالَ:
رأيت فِي المنام كأني وأخا لي نمر عَلَى نهر عيسى عَلَى الشط، فبينمَا
نحن نمشي إذ امرأة تقول: مَا تدري مَا حدث الليلة؟ أهلك الله ابْن أبي
دؤاد، فقلت لها: ومَا كَانَ سبب إهلاكه؟ قالت: أغضب الله فغضب الله
عليه من فوق سبع سماوات [3] .
[قَالَ المؤلف:] [4] فلج ابْن أبي دؤاد. ثم مَات فِي محرم هَذِهِ
السنة.
1428- أحمد بْن الخضر، وَهُوَ المعروف بابن خضرويه البلخي، يكنى أبا
حامد [5] .
صحب أبا تراب [النخشبي] [6] وحاتمَا، ورحل إِلَى أبي يزيد، وأبي حفص.
أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلي بْن
خلف قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ: سمعت
منصور بْن عبد الله يقول: سمعت محمد بْن حامد الترمذي يقول: قَالَ رجل
لأحمد/ بْن خضرويه: أوصني فَقَالَ: أمت نفسك حتى 115/ ب تحييها، وقال:
لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة لم
نظفر بك الشهوة [7] .
أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أحمد قال:
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني
__________
[1] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 4/ 155.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 4/ 156.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «أبا محمد» .
انظر ترجمته في: طبقات الصوفية 105، 106.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] انظر الخبر في: طبقات الصوفية للسلمي 105، 106.
(11/275)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين
قَالَ: سمعت منصور بْن عبد الله يقول: سمعت محمد بْن حامد يقول: كُنْت
جالسا عند أحمد بْن خضرويه وَهُوَ فِي النزع، وَكَانَ قد أتى عَلَيْهِ
خمس وتسعون سنة فسئل عن مسألة، فدمعت عيناه وقال: يَا بني، باب كنت
أدقه خمسا وتسعين سنة هُوَ ذا يفتح لي الساعة، لا أدري أيفتح لي
بالسعادة أو بالشقاوة، آن لي أوان الجواب. وَكَانَ ركبه من الدين
سبعمَائة دينار، وحضره [1] غرمَاؤه فنظر إليهم وقال: اللَّهمّ إنك جعلت
الرهون وثيقة لأرباب الأموال وأنت تأخذ عنهم وثيقتهم، فأد عني. قَالَ:
فدق داق الباب، وقال: هَذِهِ دار أَحْمَد بْن خضرويه؟ فقالوا: نعم.
قَالَ:
أين غرمَاؤه؟ قَالَ: فخرجوا فقضى عنه، ثم خرجت روحه [2] .
أسند ابْن خضرويه الحديث، وتوفي هذه السنة.
1429- إسمَاعيل بْن عبيد بْن أبي كريمة، أبو أحمد مولى عثمَان بْن عفان
[3]
وَهُوَ من أهل حران.
حدث عن يزيد بْن هارون وغيره [4] ، وَكَانَ ثقة، توفي بالعراق في هذه
السنة.
1430- الحسن بن عيسى بن ما سرجس، أبو علي النيسابوري [5] .
كَانَ نصرانيا من أهل بيت الثروة، فأسلم عَلَى يد ابْن المبارك.
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قَالَ: أخبرني [أحمد بْن علي بْن ثابت]
[6] الخطيب قَالَ: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بْن
نعيم الضبي قَالَ:
سمعت أبا علي الحسين بْن محمد بْن أحمد بْن الحسين المَاسرجسي يحكي عن
جده وغيره من أهل بيته قال: كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجس
يركبان معا، 116/ أفيتحير الناس في حسنهما وبزتهما، فاتفقا على أن
يسلمَا/ فقصدا حفص بْن عَبْد الرَّحْمَنِ ليسلمَا عَلَى يده [7] ،
فَقَالَ لهمَا حفص: أنتمَا من أجلّ النصارى،
__________
[1] «وحضره غرماؤه ... » حتى « ... هذه دار أحمد بن خضرويه» ساقط من ت.
[2] انظر الخبر في: حلية الأولياء 10/ 42.
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 273. والجرح والتعديل 2/ 188.
[4] في الأصل: «وعروة» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 351.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «ليسلما على يده» ساقطة من ت.
(11/276)
وعبد الله بْن المبارك خارج في هذه السنة
إِلَى الحج، فإذا أسلمتمَا عَلَى يده كَانَ ذلك أعظم عند المسلمين
وأرفع لكمَا فِي عزكمَا وجاهكمَا، فإنه شيخ أهل المشرق والمغرب،
فانصرفا عنه فمرض الحسين بْن عيسى، فمَات عَلَى نصرانيته قبل قدوم ابْن
المبارك، فلمَا قدم [1] أسلم الحسن عَلَى يده [2] .
قَالَ المصنف رحمه الله [3] : انظروا مَا يعمل الجهل بأهله، فإنه لولا
جهل حفص بْن عَبْد الرَّحْمَنِ وقلة علمه لمَا أمرهمَا بتأخير الإسلام،
لأنه لا يحل تأخيره، لكن الجهل يردي أصحابه.
ولمَا أسلم الحسن سمع من ابْن المبارك ورحل فِي طلب العلم، وقدم بغداد
حاجا، فحدث بِهَا، فسمع منه أحمد بْن حنبل، والبخاري، ومسلم، وابن أبي
الدنيا، وعد فِي مجلسه بباب الطاق اثنتا عشرة ألف محبرة [4] .
وَكَانَ ثقة دينا ورعا، ولم يزل بنيسابور فِي عقبه فقهاء ومحدثون [5] .
وتوفي فِي منصرفه من مكة بالثعلبية في هذه السنة، وَكَانَ قبره ظاهرا
بِهَا وعليه مكتوب وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ
أَجْرُهُ عَلَى الله 4: 100 [6] هذا قبر الحسن [7] بْن عيسى، وَكَانَ
أنفق فِي تلك الحجة ثلاثمَائة ألف دِرْهَمٍ [8] .
أَخْبَرَنَا [أَبُو مَنْصُورٍ] الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا [أحمد
بن علي] [9] بن ثابت قال: أخبرني
__________
[1] في ت: «وقدم» .
[2] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 352.
[3] «رحمه الله» ساقطة من ت.
[4] انظر: تاريخ بغداد 7/ 353. فيه بضع عشرة ألف.
[5] انظر: تاريخ بغداد 7/ 352.
[6] سورة: النساء، الآية: 100.
[7] «هذا قبر ... » إلى آخر الفقرة، ساقط من ت.
[8] انظر: تاريخ بغداد 7/ 353- 354.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(11/277)
مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب [1] قَال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم [الضبي] [2] قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن
الحسن بْن المؤمل بْن عيسى- ونحن في البادية [3] عند منصرفنا من زيارة/
116/ ب قبر الحسن [بْن عيسى]- قَالَ: سمعت أبا يحيى البزاز يقول: كنت
فيمن حج مَعَ الحسن بْن عيسى وقت وفاته بالثعلبية، ودفن بِهَا، فاشتغلت
بحفظ محملي وآلاتي [4] عن حضور جنازته والصلاة عَلَيْهِ، لغيبة عديلي
عني، فحرمت الصَّلَاة عَلَيْهِ، فأريته بعد ذلك فِي منامي [5] فقلت
لَهُ: يَا أبا علي، مَا فعل بك ربك؟ قال: غفر لي ربي، قلت:
غفر لك ربك؟ كالمستخبر. قَالَ: نعم [6] ، غفر لي ربي ولكل من صلى علي.
قلت:
فإني فاتتني الصَّلَاة عليك لغيبة العديل عن الرحل. فَقَالَ: لا تجزع
فقد غفر لي [ولمن صلى علي] [7] ولكل من ترحم علي [8] .
1431- سويد بْن سعيد بْن سهل بْن شهريار، أبو محمد الهروي [9] .
سكن الحديثة عَلَى فراسخ من الأنبار، وقدم بغداد وحدث بِهَا، عن مَالك،
وشريك، وإبراهيم بْن سَعْد، وسفيان بْن عيينة [10] ، [وروى عنه
الباغندي] [11] والبغوي، وَكَانَ قد كفّ بصره في آخر عمره [12] .
__________
[1] في ت: «أخبرنا ابن ثابت قال: أخبرني أبو بكر بن مالك قال: أخبرني
أحمد بن يعقوب» .
[2] في الأصل: «محمد بن نعيمها» .
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «في السمارية» .
[4] في ت: «حملي وألهاني» .
[5] في ت: «في نومي» .
[6] «نعم» ساقطة من ت.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 7/ 354.
[9] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 228.
[10] في الأصل: «وسعد بن عيينة» .
وفي ت: «سعد وسفيان ابنا عيينة» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] انظر: تاريخ بغداد 9/ 228- 229.
(11/278)
قَالَ أحمد: أرجو أن يكون صدوقا أو لا بأس
به.
وقال يحيى: مَا حدثك به فاكتب عنه، ومَا حدث به تلقينًا فلا [1] .
توفي بالحديثة فِي شوال هَذِهِ السنة، وَكَانَ قد بلغ مَائة سنة.
1432- عبد الواحد بْن غياث، أبو محمد [2] البصري [3] .
سمع الحمَادين. روى عنه: البغوي، وَكَانَ ثقة. توفي بالبصرة [4] .
1433- قتيبة بْن سعيد بْن جميل بْن طريف، أبو رجاء الثقفي مولاهم [5] .
من أهل بغلان وهي قرية من قرى بلخ.
ولد سنة خمسين [6] ومَائة. قَالَ أبوه: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ
عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فِي المنام بيده صحيفة، فقلت: يَا رَسُول
اللَّهِ مَا هَذِهِ الصحيفة؟ قَالَ: «فيها أسمَاء العلمَاء» ، قلت:
ناولني أنظر فيها اسم ابني، فنظرت فإذا فيها اسمه [7] .
[قَالَ المصنف:] [8] وقتيبة لقب غلب عَلَيْهِ، وفي اسمه/ قولان،
أحدهما: 117/ أيحيى. قاله أبو أحمد بْن عدي الجرجاني. والثاني: علي.
قاله [أبو] [9] عبد الله بْن منده [10] .
رحل قتيبة إِلَى [11] العراق، ومكة، والمدينة، والشام، ومصر.
__________
[1] انظر: تاريخ بغداد 9/ 230.
[2] في ت: «أبو مجر» .
وفي تاريخ ابن عساكر: أبو بحر» .
[3] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 11/ 5.
[4] في ت: «توفي في هذه السنة» .
[5] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 12/ 464.
[6] في الأصل: «سنة خمس ومائة» .
[7] في ت: «فنظرت فيها فإذا فيها اسم ابني» .
انظر الخبر في: تاريخ بغداد 12/ 467- 468.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 12/ 464.
[11] في الأصل: «رحل معه إلى» .
(11/279)
وسمع من مَالك، والليث، وابن لهيعة، وحمَاد
بْن زيد، وغيرهم.
روى عنه الأئمة: أحمد، ويحيى، وأبو خيثمة، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وأبو
زرعة، والبخاري، ومسلم بْن الحجاج، وَكَانَ ثقة مأمونا كثير الحديث.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن محمد [قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ ثَابِتٍ] [1] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن محمد بْن رزق قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد بْن متويه البلخي [2]
حَدَّثَنَا موسى بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ المكتب قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بْن قتيبة بْن سعيد قَالَ:
سَمِعْتُ عصام بْن العلاء يقول: سَمِعْتُ قتيبة [بْن سعيد] [3] يقول:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه ... فالرزق يأكله الإنسان بالقدر
مَا كَانَ مثلي فِي بغلان مسكنه ... ولا يمر بِهَا إلا عَلَى سفر [4]
[توفي بِهَا في هذه السنة] [5] .
1434- محمد بْن أبي عتاب، أبو بكر الأعين [6] .
واسم أبي عتاب: الحسن. كذا قَالَ مسلم وابن أبي حاتم.
وقال البغوي: اسم أبي [عتاب] [7] : طريف، وكذا قَالَ محمد بْن عبد الله
الحضرمي، ومحمد بْن إسحاق السراج.
حدث أبو بكر عن: روح بْن عبادة، ووهب بْن جرير، وأسود بْن عامر،
وغيرهم.
روى عنه: عباس الدوري، وَكَانَ ثقة.
وقال يحيى بْن معين: ليس هُوَ من أصحاب الحديث- وإنمَا أعني أنه ليس من
الحفاظ بعلل الْحَدِيث والنقاد لطرقه- وأمَا الضبط والصدق فليس بمدفوع
عنه [8] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «السلمي» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 12/ 469- 470.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 182 وقد ورد في الأصل: «محمد بن
عتاب» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] انظر الخبر في: تاريخ بغداد 2/ 183.
(11/280)
وتوفي ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت
[من جمَادى الآخرة] [1] من هَذِهِ السنة.
1435- محمد بْن الصباح بْن سفيان، أبو جعفر الجرجرائي [2] .
حدث عن سفيان بْن عيينة، وهشيم بْن بشير وغيرهمَا.
قَالَ يحيى بْن معين: ليس به بأس. وقال ابْن عقدة/: هُوَ ثقة [3] .
117/ ب قَالَ البغوي [4] : توفي بجرجرايا في هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 5/ 367.
[3] انظر: تاريخ بغداد 5/ 368.
[4] «قال البغوي» ساقطة من ت.
(11/281)
|