المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه وثب بغا الصغير ووصيف على باغر التركي فقتلاه فشغبت الأتراك عند
مقتله، وذلك لخمس خلون من المحرم، وهموا بقتل بغا ووصيف، فانحدر
المستعين إلى بغداد لأجل الشغب، واختلف جند بغداد وجند سامراء، وبايع
أهل سامراء [1] المعتز، وأقام أهل بغداد على الوفاء ببيعة المستعين، ثم
صار الجند إلى المستعين، فرموا أنفسهم [2] بين يديه وسألوه الصفح
عَنْهُمْ، فقال لهم: أنتم أهل بغي وبطر وفساد، واستقلال للنعم ألم [3]
ترفعوا إلي في أولادكم فألحقتهم بكم وهم نحو من ألفي غلام، وفي بناتكم
فأمرت بتصييرهن [4] في عدد المتزوجات وهن نحو من أربعة آلاف امرأة،
وأدررت عليكم الأرزاق حتى سبكت لكم آنية الذهب والفضة [5] ؟ قَالُوا:
أخطأنا، ونحن نسأل العفو. قَالَ: قد عفوت عنكم، فقال أحدهم: إن كنت قد
صفحت فاركب معنا إلى سامراء فقال: اذهبوا أنتم وأنا أنظر في أمري،
فانصرفوا وأجمعوا على إخراج المعتز، والبيعة له، وكان المعتز والمؤيد
في حبس في الجوسق، فخلعوا المستعين، وأخرجوا المعتز فبايعوه بالخلافة
[6] .
__________
[1] «وبايع أهل سامراء» ساقطة من ت.
[2] في ت: «فرموا أيديهم» .
[3] «واستقلال للنعم» ساقطة من ت.
وفي ت: «ولم ترفعوا» .
[4] في ت: «وفي بناتكم فصيرتهم» .
[5] في الأصل: «حتى سبكت آنية الذهب والفضة لكم» .
[6] تاريخ الطبري 9/ 278- 284.
(12/42)
باب ذكر خلافة المعتز باللَّه [1]
واسمه: مُحَمَّد بن المتوكل، وقيل اسمه: الزبير ويكنى: أبا عَبْد
اللَّهِ، وكان طويلا، أبيض، أسود الشعر [2] كثيفه، حسن الوجه والعينين
والجسم، ضيق الجبهة، أحمر الوجنتين، ولد بسامراء وبقي منذ بويع أربع
سنين وبعض أخرى [3] ، ولما بويع المعتز أمر للناس برزق عشرة أشهر فلم
يتم المال، فأعطوا رزق شهرين، وكان المستعين خلف بسامراء مالا قدم عليه
به [4] نحوا من خمس مائة ألف، وكان في بيت مال المستعين ألف ألف دينار،
وفي بيت مال العباس بن المستعين ستمائة ألف، وأحضر للبيعة أبو أَحْمَد
بن الرشيد محمولا في محفة وبه نقرس، فأمر بالبيعة، فامتنع وَقَالَ
للمعتز: خرجت [5] إلينا خروج طائع فخلعتها وزعمت أنك لا تقوم بها. فقال
المعتز: أكرهت على ذلك، وخفت السيف. فقال أبو أَحْمَد: ما علمنا أنك
أكرهت، وقد بايعنا هذا الرجل، أفتريد أن نطلق نساءنا، ونخرج من
أموالنا، ولا ندري ما يكون إن تركتني [6] على أمري حتى يجتمع الناس،
وإلا فهذا السيف، فقال المعتز: اتركوه.
فرد إلى منزله وبايع جماعة، ثم صار إلى بغداد، وولى المعتز العمال.
وبلغ الخبر المستعين، فأمر مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر بتحصين
بغداد، فأدير عليها السور من دجلة إلى باب الشماسية، ثم سوق الثلاثاء،
ورتب على كل باب قائد،
__________
[1] «باللَّه» ساقطة من ت.
[2] في ت: «ذا شعر أسود» .
[3] «وبقي منذ بويع أربع سنين وبعض أخرى» ساقطة من ت.
[4] في ت: «به عليه» .
[5] في ت: «خرجت إلينا طائعا» .
[6] في ت: «تركني» .
(12/43)
وأمر بحفر الخنادق، فبلغت النفقة ثلاثمائة
ألف دينار وثلاثين ألف دينار، ونصبت المجانيق والعرادات، وفرض لقوم من
العيارين [1] فروضا، وجعل [2] عليهم عريفا، وعمل لهم تراسا من البواري
المقيرة ومخالي يملؤها حجارة [3] ، وأنفق على [تلك] البواري مائة [ألف]
[4] دينار، وأمر بقطع الميرة عن سامراء، وكتب إلى العمال أن يحملوا
الأموال إلى بغداد، ثم أمر المستعين أن يكتب إلى [5] الأتراك، والجند
الذين بسامراء يأمرهم بنقض بيعة المعتز، ومراجعة الوفاء له ببيعتهم، ثم
جرت بين المعتز وبين ابن طاهر مراسلات، يدعوه المعتز إلى خلع المستعين
ومبايعته، وكتب المعتز والمستعين [6] إلى موسى بن بغا وهو مقيم بأطراف
الشام كل يدعوه إلى نفسه، فانصرف إلى المعتز وكان معه وقدم عَبْد
اللَّهِ بن بغا الصغير إلى بغداد على أبيه وكان [7] قد تخلف بسامراء
حين خرج أبوه منها مع المستعين، فصار إلى المستعين واعتذر إليه وَقَالَ
لأبيه: إنما قدمت إليك لأموت تحت ركابك، فأقام ببغداد أياما.
ثم إنه [8] استأذن ليخرج إلى قرية بقرب بغداد على طريق الأنبار، فأذن
له، فأقام فيها إلى الليل، ثم هرب من تحت الليل، فمضى في الجانب الغربي
إلى سامراء مجانبا لأبيه، واعتذر إلى المعتز من مصيره إلى بغداد فأخبر
المعتز [أنه] [9] إنما صار إليها ليعرف أخبارهم فيخبره بها، فقبل ذلك
منه ورده إلى خدمته [10] .
وورد الحسن بن الأفشين [11] إلى بغداد فخلع عليه المستعين وضم إليه
جماعة
__________
[1] في ت: «وفرض للعيارين» .
[2] في ت: «وصير» .
[3] في ت: «من البواري المعيرة ومخال تملى للحجارة» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «إلى» ساقطة من الأصل.
[6] في ت: «وكتب المستعين والمعتز» .
[7] في ت: «وقدم عبد الله بن بغا الصغير بغداد وكان» .
[8] «أنه» ساقطة من ت.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] تاريخ الطبري 9/ 286- 290.
[11] في ت: «إفشين» .
(12/44)
كثيرة، وزاد في رزقه ستة عشر ألف درهم من
كل شهر، ولم يزل أسد بن داود مقيما بسامراء إلى أن عمل على الهرب منها،
فدخل على ابن طاهر فضم إليه مائة فارس ومائتي راجل، ووكله بباب الأنبار
مع عبيد الله بن موسى بن خالد [1] .
وعقد المعتز لأخيه أبي أَحْمَد بن المتوكل يوم السبت لسبع بقين من
المحرم في هذه السنة على حرب المستعين وابن طاهر وولاه ذلك، وضم إليه
الجيش وجعل إليه الأمر والنهي [2] ، فوافى حسن بن الأفشين مدينة
[بغداد] ، [3] ثم وافى أبو أَحْمَد وعسكر بالشماسية ليلة الأحد لسبع
خلون من صفر، وجاء جاسوس إلى ابن طاهر لثلاث عشرة ليلة [4] خلت من صفر،
فأخبره أن أبا أَحْمَد قد عبأ قوما يحرقون طلال الأسواق من جانبي بغداد
فكشطت في ذلك اليوم، فلما كان في ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من
صفر عزم مُحَمَّد بن عبد الله بن طاهر على توجيه الجيوش إلى القفص
لمعرضهم هناك [5] فذهب به الأتراك، فركب وركب معه وصيف وبغا، وخرج معه
الفقهاء والقضاة، وعزم على دعائهم إلى الرجوع إلى الحق، وبعث يبدلهم
الأمان على أن يكون أبو عَبْد اللَّهِ ولي العهد بعد المستعين، فإن
قبلوا وإلا باكرهم القتال يوم الأربعاء.
فمضى نحو باب قطربُّل فنزل على شاطئ دجلة هو ووصيف وبغا، ثم رجع وجاء
الأتراك إلى باب الشماسية فرموا بالسهام والمجانيق والعرادات، وكان
بينهم قتلى وجرحى، وانهزم عَامَّة أهل بغداد، وثبت أهل البواري، ثم
انصرف الفريقان وقد نسا ووافى للقتل والجراح [6] .
ثم وجه المعتز عسكرا كبيرا فضربوا بين قطربُّل وقطيعة أم جعفر، وذلك
عشية [7] الثلاثاء لاثنتي عشرة بقيت من صفر فلما أصبحوا وجه ابن طاهر
جيشا فالتقوا فاقتتلوا،
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 290.
[2] في الأصل: «الأمور» وما أثبتناه من ت، وتاريخ بغداد.
[3] «مدينة» ساقطة من ت، وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «ليلة» ساقطة من ت.
[5] في ت: «هنالك» .
[6] تاريخ الطبري 9/ 291.
[7] في ت: «ليلة» .
(12/45)
فوضعوا في أصحاب أبي أَحْمَد السيوف [1]
فلم ينج إلا أقلهم وانتهبوا عسكرهم وأمر ابن طاهر لمن أبلى في هذا
اليوم بالأسورة، وأعطى [2] من جاءه برأس تركي خمسين درهما، وطلبت
المنهزمة فبلغ بعضهم أوانا وبعضهم سامراء.
وكان عسكر الأتراك يومئذ أربعة آلاف فقتل بينهم ألفان، ووضع فيهم السيف
من باب القطيعة إلى القفص وغرق جماعة وأسر جماعة.
ووافى عيارو [3] بغداد قطربُّل، فانتهبوا ما تركه الأتراك من متاع
وأشير على ابن طاهر أن يتبعهم بعسكر فأبى أن يتبع موليا، ولم يأمر أن
يجهز على جريح، وقبل أمان من أستأمن، وأمر أن يكتب كتابا يذكر [4] فيه
هذه الوقعة فقرئ [على أهل] [5] بغداد في الجوامع [6] .
وركب مُحَمَّد [7] بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة
ليلة بقيت من صفر إلى الشماسية فأمر بهدم ما وراء سور بغداد من الدور
والحوانيت والبساتين، وقطع النخل والشجر من باب الشماسية لتتسع الناحية
على من حارب فيها [8] ، ووجه من ناحية فارس والأهواز مالا إلى بغداد
[على] نيف [9] وسبعين حمارا، فوجّه أبو أحمد بن بابك في ثلاثمائة فارس
ليأخذ ذلك المال، فوجه ابن طاهر من عدل به عن الطريق، ففات ابن بابك
فعدل ابن بابك حين فاته المال إلى النهروان، فأوقع بمن كان فيها من
الجند، وأحرق السفن، وانصرف إلى سامراء، ورأى العوام بسامراء [10] ضعف
المعتز، فانتهبوا
__________
[1] في ت: «السيف» .
[2] «وأعطى» ساقطة من ت.
[3] في ت: «عيارون» وفي الأصل: «عياروا»
[4] في الأصل: «فيذكر» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. وبدلا منه: «فقري في بغداد» .
[6] تاريخ الطبري 9/ 292- 296.
[7] «محمد بن» ساقطة من ت.
[8] في ت: «لبها» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «بسامراء» ساقطة من ت.
(12/46)
سوق الحلي والسيوف والصيارفة [1] .
ولليلة بقيت من صفر صار الأتراك والمغاربة أصحاب المعتز إلى أبواب
بغداد من الجانب الشرقي، فأغلقت الأبواب في وجوههم ورموا بالسهام
والمجانيق، فقتل [2] وجرح من الفريقين جماعة [3] .
وجاء عسكر من سامراء، فركب مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ ومعه أربعة عشر
قائدا من قواده [4] فسار حتى جاز عسكر أبي أَحْمَد وقتل من عسكر أبي
أَحْمَد [5] ، أكثر من خمسين، وخرج غلام لم يبلغ الحلم بيده مقلاع
ومخلاة فيها حجارة، وكان يرمي فلا يخطئ وجوه الأتراك ووجوه دوابّهم،
وكان الأتراك يرمونه فلا يصيبونه، فجاء أربعة بالرماح فحملوا عليه فرمى
نفسه إلى الماء [6] فنجا.
وحمل إلى سامراء سبعون أسيرا ومائة وأربعون رأسا، وأمر المعتز بالرءوس
فدفنت، وأعطى كل أسير دينارين، ونهاهم عن العود إلى القتال [7] .
وبعث ابن طاهر إلى المدائن من حصنها، وحفر خندق كسرى، وإلى الأنبار من
ضبطها، فجاءت الأتراك إلى الأنبار، فهرب واليها فدخلوا فانتهبوا ما
فيها.
وفي النصف من رجب اجتمع بنو هاشم ببغداد، فوقفوا بإزاء مُحَمَّد بن
عَبْد اللَّهِ فتناولوه بالشتم القبيح، وقالوا [8] وصاحوا بالمستعين:
قد منعنا أرزاقنا والأموال تدفع إلى من لا يستحقها، ونحن نموت جوعا،
فإن وقع لنا بها وإلا فتحنا الأبواب وأدخلنا الأتراك. فبعث إليهم من
رفق بهم [فأبوا] [9] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 303- 305.
[2] «فقتل» ساقطة من ت.
[3] تاريخ الطبري 9/ 307.
[4] «من قواده» ساقطة من ت.
[5] «وقتل من عسكر أبي أحمد» ساقطة من ت.
[6] تاريخ الطبري 9/ 312، 313.
[7] تاريخ الطبري 9/ 313، 314.
[8] «وقالوا» ساقطة من ت.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. انظر: تاريخ الطبري 9/ 327.
(12/47)
وفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من
شعبان كانت وقعة بين الأتراك وبين ابن طاهر، وذلك أن الأتراك نقبوا
السور ووافوا باب الأنبار فأحرقوه بالنار، وأحرقوا ما كَانَ بقي [1] من
المجانيق والعرادات، ودخلوا بغداد [2] حتى صاروا إلى باب الحديد [3] ،
فركب ابن طاهر ووجه القواد، وشحن الأبواب بالرجال، وركب وصيف وبغا [4]
والتقوا بالأتراك، فهزموا الأتراك وسد باب الأنبار بآجر وجص، وكان في
هذا اليوم حرب شديدة بباب الشماسية [5] .
وفي ذي القعدة: كانت وقعة شديدة لأهل بغداد، وهزموا فيها الأتراك،
وانتهبوا عسكرهم، فراسل ابن طاهر المعتز في الصلح، فقال الناس: إنما
تريد أن تخلع المستعين وتبايع [6] المعتز. فشتموه، ولقي منهم شدة حتى
أشرف عليهم المستعين ومعه ابن طاهر، وحلف لهم إني ما أتهمه، فكان
المستعين مقيما في دار ابن طاهر، فانتقل إلى دار رزق الخادم بالرصافة
من أجل أن العوام أرادوا إحراق دار ابن طاهر، وأغلقت أبواب بغداد على
أهلها، فصاحوا [7] : الجوع، ولم يزل مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر
[8] جادا في نصرة المستعين إلى أن قَالَ له جماعة: إن [9] هذا الذي
تنصره أمر وصيفا وبغا بقتلك فلم يفعلا. فتنكر [10] له [11] .
ثم ركب إليه في ذي الحجة فناظره في الخلع، فامتنع، وظن المستعين أن بغا
ووصيفا معه، فكاشفاه، فقال المستعين: هذه عنقي والسيف والنطع. ثم انصرف
ابن
__________
[1] «بقي» ساقطة من ت.
[2] «وبغداد» ساقطة من ت.
[3] في الأصل: «الباب الجديد» .
[4] في ت: «بغا ووصيف» .
[5] تاريخ الطبري 9/ 330، 331.
[6] «المستعين وتبايع» ساقطة من ت.
[7] «فصاحوا» ساقطة من ت.
[8] في ت: «وما زال ابن طاهر» .
[9] «إن» ساقطة من ت.
[10] في ت: «فلم يفعلا فيك له ثم صار إليه» .
[11] تاريخ الطبري 9/ 334- 342.
(12/48)
طاهر، فبعث إليه المستعين يقول [1] : اتق
الله، فإن لم تدفع عني فكف عني. فقال: أما أنا فأقعد في بيتي، ولكن لا
بد من خلعها طائعا أو مكرها [2] .
فلما رأى المستعين ضعف أمره أجاب إلى الخلع فوجه ابن طاهر إلى أبي
أَحْمَد كتابا بأشياء [3] سألها المستعين حتى يجيب إلى الخلع، فأجابه
إلى ما سأل، وكان في سؤاله [4] : أن ينزل إلى [5] مدينة الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويكون مضطربه فيما بين مكة والمدينة،
فأجيب وذلك لإحدى عشرة ليلة بقيت [6] من ذي الحجة [7] .
فلما كَانَ يوم السبت لعشر بقين من ذي الحجة ركب مُحَمَّد بن عَبْد
اللَّهِ إلى الرصافة، وجمع القُضَاة، فأدخلهم على المستعين فوجا فوجا،
وأشهدهم عليه أنه قد صير أمره إلى مُحَمَّد بن عبد الله وأعد للخروج
[8] إلى المعتز في الشروط التي اشترطها للمستعين ولنفسه ولقواده [9] ،
فخرجوا إلى المعتز فوقع على ذلك بخطه [10] .
وفي هذه السنة: تحركت العلوية في النواحي فخرج [11] الحسين بن زيد بن
مُحَمَّد على طبرستان [12] ، وخرج بالري علي بن جعفر بن حسين بن علي بن
عمر، وخرج الحسن بن أحمد الكوكبي فسار إلى الديلم [13] .
وخرج بالكوفة رجل من الطالبيين يُقَالُ له: الحسين بن مُحَمَّد بن حمزة
بن
__________
[1] «يقول» ساقطة من ت.
[2] تاريخ الطبري 9/ 344.
[3] في الأصل: «باسيا» .
[4] «وكان في سؤاله» ساقطة من ت.
[5] «إلى» ساقطة من ت.
[6] في الأصل: «خلت» .
[7] تاريخ الطبري 9/ 344.
[8] في الأصل: «وأعد إلى الخروج» .
[9] في الأصل: «وللقواد» .
[10] تاريخ الطبري 9/ 345.
[11] في الأصل: «فغلب» .
[12] في ت: «بطبرستان» .
[13] تاريخ الطبري 9/ 346.
(12/49)
عَبْد الله بن حسين بن علي بن حسين بن علي
بن أبي طالب، وتبعه [1] جماعة كثيرة فبعث إليه قائدا فأسره وحبسه وأحرق
بالكوفة ألف دار [2] .
وظهر إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عَبْد اللَّهِ بن حسن بن حسين بن
علي ابن أبي طالب بمكة، فهرب جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى العامل على
مكة، فانتهب إسماعيل منزل جعفر ومنازل أصحاب السلطان، وقتل الجند
وجماعة من أهل مكة، وأخذ ما في الكعبة من المال، وما في خزائنها من
الطيب والكسوة، وما حمل لإصلاح القبر [3] من المال، وأخذ من الناس نحوا
من مائتي ألف دينار، وانتهب مكة، وأحرق بعضها.
ثم خرج بعد خمسين يوما إلى المدينة، فتوارى عاملها علي بن الحسين بن
إسماعيل ثم رجع إسماعيل إلى مكة في رجب، فحاصرها حتى مات أهلها جوعا
وعطشا، وبلغ الخبز ثلاث أواق بدرهم، واللحم رطل بأربعة دراهم، وشربة
ماء ثلاثة دراهم، ولقي أهل مكة كل بلاء.
ثم رحل بعد سبعة وخمسين يوما إلى جدة، فحبس عن [4] الناس الطعام، وأخذ
أموال التجار وأصحاب المراكب، وحمل إلى مكة الحنطة والذرة من اليمن، ثم
وافى الموقف يوم عرفة، وهناك ولاه المستعين، فقتل نحو ألف ومائة من
الحاج [5] وسلب الناس، فهربوا [6] إلى مكة ولم يقفوا بعرفة ليلا ولا
نهارا، ووقف هو وأصحابه، ثم رجعوا [7] إلى جدة فأفنى أموالها [8] .
__________
[1] في ت: «وتبع» .
[2] الكامل لابن الأثير (أحداث سنة 251 هـ) 6/ 180.
[3] في ت: «لإصلاح الحرم» .
وفي الطبري: «لإصلاح العين» .
[4] في ت: «عنهم» .
[5] في الأصل: «الناس» .
[6] في ت: «وصلوا» .
[7] في ت: «ثم رجع» .
[8] تاريخ الطبري (أحداث سنة 251) الكامل في التاريخ (أحداث سنة 251
هـ) 6/ 181.
(12/50)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1535- إسحاق بن منصور بن بهرام [1] الكوسج المروزي [2] .
ولد بمرو ورحل إلى العراق، والحجاز، والشام. فسمع سفيان بن عيينة،
ويحيى بن سعيد، وابن مهدي، ووكيع بن جراح، والنضر بن شميل.
وحدث ببغداد فسمع منه إبراهيم الحربي، وعبد الله بن أَحْمَد، وكان
عالما ثقة مأمونا فقيها دون عن أَحْمَد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه
المسائل، وكان أحمد لا يؤثر أن يكتب كلامه فقال يوما: بلغني أن الكوسج
روى عني مسائل بخراسان اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله. ثم قدم الكوسج،
فدخل على أَحْمَد، فما ذكر له شيئا من ذلك.
وفي رواية: أنه جاء بتلك المسائل إلى بغداد وعرضها على أَحْمَد فأقر له
بها، وعجب من ذَلِكَ.
استوطن الكوسج نيسابور، وتوفي بها في جمادى الأولى من هذه السنة.
1536- حميد بن زنجويه، أبو أَحْمَد الأزدي [3]
وزنجويه لقب، واسمه: مخلد بن قتيبة بن عَبْد الرَّحْمَنِ. خراساني من
أهل نسا، كثير الحديث قديم الرحلة فيه إلى العراق، والحجاز، والشام،
ومصر.
سمع النضر بن شميل، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن يوسف الفريابي.
روى عنه: البخاري، ومُسْلِم [في الصحيحين] [4] وحدث ببغداد، فسمع منه
الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وكان ثقة، ثبتا، حجة. قدم مصر فحدث بها،
وخرج عنها، فتوفي في هذه السنة.
__________
[1] في الأصل: «بن إبراهيم» وما أثبتناه من تاريخ بغداد.
وكتب الاسم في ت: «إسحاق الكوسج» .
[2] تاريخ بغداد 6/ 362- 364.
[3] تاريخ بغداد 8/ 160.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/51)
1537- زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ
بْنِ حُصَيْنٍ بن حميد، أبو السكين الطائي [1]
قدم بغداد، فحدث بها عن أبي بكر بن عياش. روى عنه: البخاري [وأبو بكر]
[2] بن أبي الدنيا وابن صاعد [3] ، وَكَانَ ثقة [مأمونا] [4] توفي في
هذه السنة.
- عبد الوهاب بن عبد الحكم، ويقال: ابن
الحكم، [5] بن نافع، أبو الحسن الوراق [6] . [7]
سمع يحيى بن سليم، ومعاذ بن معاذ العنبري، روى عنه أبو داود، وابن أبي
الدنيا، والبغوي، وكان ثقة ورعا زاهدا، كان أَحْمَد يقول: عبد الوهاب
رجل صالح، مثله يوفق لأصحابه الحق، ومن يقوى على ما يقوى عليه عبد
الوهاب.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [بن محمد قال:] [8] أخبرنا أَحْمَد بْن
عَلِي بْن ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، حدثنا [9] محمد بن
العباس، حَدَّثَنَا أبو مزاحم موسى بن عَبْد الله بن يحيى بن [10]
خاقان قال: حدثني أبو بَكْر الحسن [11] بن عبد الوهاب الوراق قَالَ: ما
رأيت أبي ضاحكا قط [12] إلا تبسما، وما رأيته مازحا قط. ولقد رآني مرة
وأنا أضحك مع
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 456، 457.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «ابن صاعد» ساقطة من ت.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «ويقال ابن الحكم» ساقطة من ب.
[6] جاء ترتيب التراجم في الأصل كما يلي:
زكريا بن يحيى، ثم: علي بن الحسن بن عبد الرحمن الأفطس، ثم: محمد بن
هشام، ثم: عبد الوهاب بن عبد الحكم.
وجاء الترتيب في النسخة ت كما أثبتناه وهو موافق للترتيب الأبجدي.
[7] تاريخ بغداد 11/ 25- 28.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «الأزهري» حدثنا، ساقط من ت.
[10] بن يحيى» ساقطة من ت.
[11] في ت: «الحسين» .
[12] في ت: «قط ضاحكا» .
(12/52)
أمي فجعل يقول لي: صاحب قرآن يضحك هذا
الضحك؟ وإنما كنت مع أمي [1] .
توفي عبد الوهاب في ذي القعدة من هذه السنة، قاله البغوي، وَقَالَ
غيره: توفي سنة خمسين.
1538- علي بن الحسن بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن يزيد، أبو الحسن الذهلي
النيسابوري، المعروف: بالأفطس [2] .
شيخ عصره بنيسابور، له مسند مخرج على الرجال في الصحابة. سمع من النضر
بن شميل، وسفيان بن عيينة، وابن أبي داود، ووكيع، وابن إدريس، وحفص بن
غياث، وأبي بكر بن عياش، وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد
وغيرهم.
توفي في هذه السنة.
1539- مُحَمَّد بن هشام بن شبيب بن أبي خيرة، أبو عَبْد اللَّهِ
السدوسي البصري [3] .
حدث عن عبد الوهاب الثقفي، ومن في طبقته، وكان ثقة ثبتا، حسن الحديث،
توفي بمصر في هذه السنة.
1540- يعقوب بن إسحاق البهلول بن حسان بن سنان، أبو يوسف التنوخي
الأنباري [4] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ
[بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي علي بن المحسن القاضي، عن أبي الحسن
أَحْمَد بْن] [5] يُوسُف بْن يعقوب بْن إسحاق البهلول، عن أبيه قَالَ:
يعقوب بن إسحاق بن البهلول [6] التنوخي، يكنى: أبا يوسف، وكان من [7]
حفاظ القرآن العالمين بعدده وقراآته، وكان حجاجا متنسكا [8] ، وحدّث
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 26، 27.
[2] تذكرة الحفاظ 2/ 100. ولسان الميزان 4/ 218.
[3] تهذيب الكمال ت 1281. وتهذيب التهذيب 9/ 496. والتقريب 2/ 214.
والجرح والتعديل 8/ 117.
[4] تاريخ بغداد 14/ 276، 277.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «بن البهلول التنوخي» ساقطة من ت.
[7] «من» ساقطة من ت.
[8] في ت: «حاجا متنسكا حجاجا» .
(12/53)
حديثا كثيرا عن جماعة من مشايخ أبيه
[إسحاق، ولم ينتشر حديثه] [1] . ولد بالأنبار سنة سبع وثمانين ومائة
[2] ، ومات ببغداد لتسع ليال بقين من رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين،
ومات [3] فِي حياة أبيه، فوجد عليه وجدا شديدا، ودفن في مقابر باب
التبن، وخلف يوسف الأزرق، وإبراهيم يتيمين، ومات وزوجته حامل، فولدت
بعد موته ولدا [4] سمي إسماعيل، فرباهم جدهم إسحاق بن بهلول، وكان
يؤثرهم ويحبهم جدا.
قَالَ أبو الحسن: وحدثني عمي إسماعيل بن يعقوب قَالَ: أخبرني أبي [5]
عن جدي [إسحاق بن بهلول] أَنَّهُ [كان] [6] يقول: بودي أن لي ابنا آخر
مثل يعقوب في مذهبه، وإني لم أرزق سواه. وأنه لما توفي يعقوب أغمي على
إسحاق وفاتته صلوات [فأعادها] [7] بعد ذلك لما لحقه من مضض المصيبة،
وإنه كان يقول: ابني يعقوب أكمل مني [8] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] «ومائة» ساقطة من ت.
[3] «ببغداد لتسع ... ومائتين ومات» ساقطة من ت.
[4] في ت: «ابنا» .
[5] في الأصل: «قال أخبرت عن جدي» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] تاريخ بغداد 14/ 277.
(12/54)
ثم دخلت سنة اثنتين
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
ما كان من خلع المستعين نفسه من الخلافة [1] ، وبيعته المعتز على منبري
بغداد ومسجدي جانبيها [2] الشرقي والغربي، يوم الجمعة لأربع خلون من
المحرم، وأخذ البيعة له بها [3] على من كان بها يومئذ من الجند، وأشهد
عليه بذلك الشهود من بني هاشم، والقضاة، والفقهاء، ونقل [المستعين] [4]
من الموضع الذي كان فيه من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل [بالمخرم] [5]
هو وعياله وولده وجواريه، وأخذ منه القضيب والبردة والخاتم، ومنع من
الخروج إلى مكة، فاختار البصرة، فقيل [له] : [6] إنها وبية، فقال: أهي
أوبى [7] أو ترك الخلافة؟! وبعث إليه المعتز يسأله النزول عن ثلاث جوار
تزوجهن من جواري المتوكل، فنزل عنهن وجعل أمرهن إليهن [8] .
وفي رجب [9] : خلع المعتز المؤيد أخاه [10] من ولاية العهد [11] .
__________
[1] «من الخلافة» ساقطة من ت.
[2] في الأصل: «جامعها» والتصحيح من الطبري 9/ 348.
[3] في الأصل: «فيها» وقد سقطت من ت، والتصحيح من الطبري.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[7] في ت: «فقال له: أوبي أو ترك ... » .
[8] تاريخ الطبري 9/ 348، 349.
[9] وفي «رجب» ساقطة من ت.
[10] في ت: «وخلع المعتز أخاه المؤيد» .
[11] تاريخ الطبري 9/ 361.
(12/55)
وفي هذه السنة: ولي الحسن بن أبي الشوارب
قضاء القضاة، وكان قد سمي للقضاء جماعة فقدح فيهم، وقيل هم رافضة قدرية
جهمية من أصحاب ابن أبي دؤاد، فأمر المعتز بطردهم من [1] العسكر
وإخراجهم إلى بغداد [2] .
وفيها: قتل المستعين [3] .
وحج بالناس في هذه السنة: مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عيسى بن المنصور من
قبل المعتز [4] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1541- أَحْمَد المستعين باللَّه [5] : أمير المؤمنين [6]
كان الجند [قد] [7] اختلفوا عليه فانحدر من سامراء إلى بغداد، فسألوه
الرجوع، فأبى عليهم، فخلعوه وبايعوا المعتز، فجرت بينهما حروب كثيرة،
إلى أن اضطر المستعين إلى خلع نفسه، وبايع المعتز، ومضى المستعين إلى
واسط فكتب المعتز أن يسلم إلى عامل واسط فهلك [8] .
ويختلفون في كيفية هلاكه، فبعضهم يقول: غرق في الماء [9] ، وبعضهم
يقول:
عذب حتى مات، وبعضهم يقول: قتل وكان عمره أربعا وعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز [قال:] أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت]
الخطيب
__________
[1] «من» ساقطة من ت.
[2] تاريخ الطبري 9/ 371.
[3] تاريخ الطبري 9/ 362- 266.
[4] تاريخ الطبري 9/ 372.
[5] «المستعين باللَّه» ساقطة من ت.
[6] تاريخ بغداد 5/ 84- 85.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] «فهلك» ساقطة من ت.
[9] «غرق في الماء» ساقطة من ت.
(12/56)
[قَالَ] : [1] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ [قَالَ] : أَخْبَرَنَا علي بن أَحْمَد بن
أبي قيس [قَالَ] : [2] أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن أبي الدنيا قَالَ:
قتل المستعين بموضع يُقَالُ له:
«القادسية» في طريق سامراء في شوال سنة اثنتين وخمسين ومائتين [3] .
1542- إسماعيل بن يوسف الطالبي [4] :
الذي فعل بمكة ما قد ذكرناه، ذكر أنه مات في هذه السنة.
1543- إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو يعقوب التنوخي [5] .
من أهل الأنبار، ولد بها سنة أربع وستين ومائة، وسمع من وكيع وأبي [6]
معاوية، وابن علية، ويحيى بن سعيد، وابن مهدي [7] ، وغيرهم. وصنف
«المسند» ، وكان ثقة. حدث عنه إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا،
والزناتي [8] ، وابن صاعد، وغيرهم، [9] ورحل إلى البلاد في طلب العلم،
ثم أقام بالأنبار [10] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أحمد بْن علي بْن ثابت]
[11] الخطيب قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي [12] [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن يوسف الأزرق قَالَ: أخبرني عمي إسماعيل بن
يعقوب قَالَ: حدثني [13] عمي البهلول بن إسحاق قَالَ: استدعى
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 5/ 85.
[4] تاريخ ابن خلدون 4/ 98. والأعلام 1/ 329.
[5] تاريخ بغداد 6/ 366- 369.
[6] في ت: «وابن معاوية» .
[7] «وابن مهدي» ساقطة من ت.
[8] «وابن أبي الدنيا والزكاتي» ساقطة من ت.
[9] في ت: «وغيرهم، صنف المسند، وكان ثقة، حدث عنه إبراهيم الحربي،
وابن صاعد، وغيرهم، فرحل» . وهو كلام قد سبق ذكره.
[10] «ثم أقام بالأنبار» ساقطة من ت.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] في ت: «أخبرني علي قال:» .
[13] في ت: «أخبرني» .
(12/57)
المتوكل أبي إلى سرمن رأى حتى حدثه، وسمع
منه، وقرأ عليه حديثا كثيرا، ثم أمر فنصب لَهُ منبر، وكان يحدث عليه،
وحدث في المسجد الجامع بسامراء، وفي رحبة زيرك وأقطعه [1] أقطاعا في كل
سنة مبلغه اثنا عشر ألفا، ورسم له صلة خمسة آلاف درهم في السنة، فكان
يأخذها، وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد، فخاف أبي أن تكبس الأتراك
[2] الأنبار، فانحدر إلى بغداد عجلا ولم يحمل معه شيئا من كتبه، وطالبه
مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر أن يحدث فحدث ببغداد من حفظه بخمسين
[3] ألف حديث لم يخطئ في شيء منها، وخرج من عنده [4] أصحاب الحديث يوما
وهم يقولون: قد حدث بالحديث الفلاني عن سفيان بن عيينة فأخطأ فيه،
فبلغه فقال:
ردوهم. فلما رجعوا قَالَ: حدثني سفيان بن عيينة بهذا الحديث كما حدثتكم
به، وحدثني به مرة أخرى بكيت وكيت، فذكر الوجه الذي ذكروه، ثم قَالَ:
وأنا بما حدثتكم به أثبت من يدي على زندي [5] .
توفي في ذي الحجة [من هذه السنة بالأنبار] [6] .
1544- الحسن بْن أَحْمَد بْن أبي شعيب [7] .
واسم أبي شعيب [8] : عَبْد اللَّهِ بن مسلم الأموي، مولى [عمر] [9] بن
عبد العزيز ويكنى الحسن: أبا مُسْلِم، وهو من أهل حران، سكن بغداد،
وحدث بها فروى عنه ابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد،
والمحاملي، وكان ثقة مأمونا.
وتوفي بسامراء في هذه السنة.
__________
[1] في ت: «وقطعه» .
[2] في ت: «فخاف من الأتراك أن يكسبوا» .
ووقع في تاريخ بغداد المطبوع: «فخاف أبي الأتراك أن يكسبوا الأنبار» .
[3] في ت: «بالخمسين» .
[4] في ت: «وخرج يوما من عنده» .
[5] تاريخ بغداد 6/ 368.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] تاريخ بغداد 7/ 266، 267.
[8] «واسم أبي شعيب» ساقطة من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
(12/58)
1545- زياد بن أيوب بن زياد، [1] أبو هاشم
[2] .
طوسي الأصيل، يعرف بدلويه، ولد سنة سبع وستين ومائة، سمع هشيما، وأبا
بكر بن عياش، وإسماعيل بن علية، وكان ثقة، روى عنه أَحْمَد بن حنبل
وَقَالَ: اكتبوا عنه فإنه شعبة الصغير.
وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة.
1546- علي بن سلمة بن عقبة، أبو الحسن القرشي اللبقي النيسابوري [3] .
سمع حفص بن غياث، ومحمد بن فضيل، ووكيع [بن] [4] الجراح، وابن علية،
وغيرهم، وروى عنه الْبُخَارِيّ، ومسلم.
وتوفي في جمادي الأولى من [5] هذه السنة.
أَخْبَرَنَا [6] زاهر بن طاهر [قَالَ] : أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ
الصَّابُونِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالا:
أنبأنا [7] أبو عَبْد اللَّهِ الحاكم قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن صالح بن
هانئ يقول: سمعت داود بن الحسين البيهقي [8] يقول: سمعت علي بن سلمة
اللبقي يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قد أقبل عن يمينه موسى بن عمران وعن يساره عيسى ابن مريم،
فقلت: يا رسول الله، ما تقول في القرآن؟ فقال: «أنا أشهد أن القرآن
كلام الله غير مخلوق، وموسى بن عمران يشهد، وهذا أخي عيسى بن مريم يشهد
أن القرآن كلام الله غير مخلوق» وهذا في أيام المحنة، قَالَ اللبقي:
وسمعت محمد بن جعفر بن محمد
__________
[1] في ت: «وابن» .
[2] التقريب 1/ 265. وتهذيب الكمال ت 2025.
وعلل أحمد 1/ 389. والتاريخ الكبير ت 1168. والجرح والتعديل 2373.
وتاريخ بغداد 8/ 479.
وتذكرة الحفاظ 2/ 508. والكاشف 1/ 328.
[3] التقريب 2/ 37.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «جمادى الأولى من» ساقطة من ت.
[6] في ت: «أنبأنا» .
[7] في ت: «أخبرنا» .
[8] «البيهقي» ساقطة من ت.
(12/59)
الصناديقي [1] يقول: سمعت أبي يقول [2] :
بريء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر [رضي الله عنهما] [3] .
1547- مُحَمَّد بن بشار بن عثمان بن كيسان، أبو بكر البصري [4] .
يعرف ببندار، ولد سنة سبع وستين ومائة سمع غندرا، ومحمد بن أبي عدي،
ووكيع بن الجراح، وابن مهدي، ويحيى [5] بن سعيد القطان، وروح بن عبادة،
وغيرهم [6] .
روى عنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي، وغيرهم [7]
.
قَالَ مُحَمَّد بن بشار: قد [8] كتب عني خمسة قرون وسألوني الحديث وأنا
ابن ثماني عشرة سنة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى
البستان [9] وأطعمتهم الرطب وحدثتهم [10] .
قَالَ المصنف رحمه الله: وبندار ثقة، قد أخرج عنه في الصحيحين إلا أنه
كانت [11] تغلب عليه العجمة [12] وسلامة [الصدر] [13] .
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي الْجَوْهَرِيُّ، حدّثنا محمد بن
__________
[1] في ت: «الصادق رضي الله عنهم» .
[2] «سمعت أبي يقول» ساقطة من ت.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] تاريخ بغداد 2/ 101- 105.
[5] في الأصل: «ووكيع» .
[6] «وروح بن عبادة وغيرهم» ساقطة من ت.
[7] في الأصل: «وعنهم» .
[8] «قد» ساقطة من ت.
[9] في الأصل: «إلى بستان» .
[10] تاريخ بغداد 2/ 102.
[11] «كانت» ساقطة من ت.
[12] في الأصل: «عجمة» .
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
(12/60)
الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
الصُّولِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [1] الْقَزَّازُ
قَالَ: كُنَّا عِنْدَ بُنْدَارٍ فَقَالَ فِي حَدِيثٍ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: قَالَتْ [2] رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم، فقال لَهُ
رَجُلٌ يَسْخَرُ مِنْهُ:
أُعِيذُكَ باللَّه، مَا أَفْصَحَكَ. قَالَ: كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا
مِنْ عِنْدِ رَوْحٍ نَرُوحُ [3] إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ.
فَقَالَ: قَدْ بَانَ ذَاكَ عَلَيْكَ [4] .
توفي بندار في رجب هذه السنة.
1548- مُحَمَّد بن بحر بن مطر، أبو بكر البزار [5] :
سمع يزيد بن هارون [6] ، وشجاع بن الوليد، وأبا النضر، وغيرهم. روى
[عنه] أبو جعفر الطحاوي [وغيره] [7] .
1549- مفضل بن فَضَالَة بن المفضل بن فَضَالَة بن [8] عبيد بن إبراهيم
[9] ، أبو مُحَمَّد القباني [10] .
روى عن أبيه عن [11] جده. توفي في رجب هذه السنة.
1550- يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم أبو
يوسف العبديّ، المعروف بالدورقي [12] .
__________
[1] في ت: «أخبرنا القزاز بإسناده عن إسحاق بن إبراهيم» .
[2] في الأصل، ت: «قالت: قال» والصحيح ما أثبتناه، وهو موافق لما في
تاريخ بغداد.
[3] في ت، تاريخ بغداد: «دخلنا» .
[4] تاريخ بغداد 2/ 103.
[5] البزّار: اسم لمن يخرج الدهن من البزر أو يبيعه. (الأنساب للسمعاني
2/ 82) .
[6] في ت: «زيد بن هارون» .
[7] في ت: «رواه عنه أبو بكر المحادي وغيره» .
وفي الأصل: «روى أبو جعفر الطحاوي» .
[8] «بن المفضل بن فضالة» ساقطة من ت.
[9] «بن إبراهيم» ساقطة من ت.
[10] القتباني: قتبان: موضع بعدن، من بلاد اليمن. هكذا ذكره أبو حاتم
بن حبان البستي (الأنساب 10/ 58) .
[11] تكررت «عن أبيه» في ت.
[12] تاريخ بغداد 14/ 277- 280.
(12/61)
وهو أخو أَحْمَد بن إبراهيم- كان الأكبر-
رأى الليث بن سعد، وسمع إبراهيم بن سعد الزهري، والدراوَرْديّ، وسفيان
بن عيينة، وغيرهم. روى عنه البخاري، ومسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم،
وَأَبُو داود، والنسائي، وآخر من حدث عنه: مُحَمَّد بن مخلد، وكان
حافظا متقنا ثقة، صنف «المسند» [1] .
وتوفي في هذه السنة.
__________
[1] في ت: «التفسير» وما أثبتناه من الأصل، تاريخ بغداد.
(12/62)
ثم دخلت سنة ثلاث
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن المعتز عقد في اليوم الرابع من رجب لموسى بن بغا الكبير على الخيل
[1] ومعه من الجيش يومئذ ألفان وأربع مائة وثلاثة وأربعون.
وفيها: خلع المعتز على بغا الشرابي في رمضان [2] ، وألبسه التاج [3]
والوشاحين، فخرج بها إلى منزله.
وفيها: استقضي ابن أبي العنبس على مدينة السلام، وصرف أَحْمَد بن
مُحَمَّد بن سماعة.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قال: [أخبرنا أبو بكر بن ثابت،
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن قَالَ: أَخْبَرَنَا] [4] طلحة بن مُحَمَّد
[5] بن جعفر قَالَ: صرف أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سماعة واستقضي مكانه
إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس في هذه السنة، وكان يتقلد قضاء الكوفة،
وهذا رجل جليل القدر، حسن الدين، وكان سبب صرفه أن الموفق أراد منه [6]
__________
[1] «على الخيل» ساقطة من ت.
[2] «في رمضان» ساقطة من ت.
[3] «التاج» ساقطة من ت.
[4] في الأصل: «أخبرنا أبو منصور القزاز بإسناده عن طلحة بن محمد ... »
.
[5] «بن محمد» ساقطة من ت.
[6] «منه» ساقطة من ت.
(12/63)
أن يدفع إليه أموال اليتامى [1] على سبيل
القرض، فأبى أن يدفعها [إليه] [2] وَقَالَ: لا والله ولا حبة منها،
فصرفه عن الحكم، فرد إلى قضاء الكوفة.
وقيل إن [3] هذا كان في سنة أربع وخمسين.
وفيها: نفى المعتز أبا أَحْمَد بن المتوكل إلى واسط، ثم إلى البصرة، ثم
رد إلى بغداد، وأنزل الجانب الشرقي في قصر دينار بن عَبْد اللَّهِ.
ونفى علي بن المعتصم إلى واسط، ثم رد إلى بغداد، فأنزل بالجانب الشرقي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1551- أَحْمَد بن سعيد بن صخر بن سليمان، أبو جعفر الدارمي [4] :
ولد بسرخس، وتولى القضاء بها [5] ، ونشأ بنيسابور، وبها مات. رحل في
سماع الحديث، فسمع خلقا كثيرا، وكان ثقة حافظا متقنا، [6] عارفا
بالحديث والفقه. روى عنه: البخاري، ومسلم في الصحيحين، وقدم على طاهر
بن الحسين متعرضا لنائله فوصله بأربعة آلاف درهم.
1552- إبراهيم بن سعيد، أبو إسحاق الجوهري [7] .
سمع سفيان بن عيينة، وأبا معاوية الضرير [8] ، وخلقا كثيرا. روى عنه:
أبو حاتم الرازي، والنَّسائيُّ، وابن أبي الدنيا، وغيرهم، وكان مكثرا
ثقة ثبتا [9] صنّف «المسند»
__________
[1] في ت: «الأيتام» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقطة من الأصل.
[3] «وقيل أن» ساقطة من ت.
[4] تاريخ بغداد 4/ 166- 169.
[5] في ت: «تولى قضاءها» .
[6] تكررت كلمة: «حافظا» في هذا الموضع من الأصل.
[7] تاريخ بغداد 6/ 193- 195.
[8] «الضرير» ساقطة من ت.
[9] «ثبتا» ساقطة من ت.
(12/64)
وكان لأبيه دنيا واسعة، وأفضال على
العلماء، فلذلك تمكن إبراهيم من السماع، وقدر على الإكثار [1] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز [قَالَ:] أَخْبَرَنَا [أحمد بْن علي بْن
ثابت] الخطيب [قَالَ:] أَخْبَرَنَا [أبو] عبد الله أحمد بن محمد الكاتب
[قَالَ:] أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن يحيى المزكي [قال:]
حدّثنا مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ الدغولي [قَالَ:] [2] حَدَّثَنَا
عَبْد اللَّهِ بن جعفر بن خاقان السلمي قَالَ:
سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حديث لأبي بكر الصديق [رضي الله عنه]
فقال لجاريته: أخرجي إلي [3] الجزء الثالث والعشرين من «مسند أبي [4]
بكر» . فقلت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا، فمن أين ثلاثة وعشرون
جزءا؟ فقال: كل حديث لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم [5] .
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ [قَالَ: أَخْبَرَنَا] [6] الخطيب [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا أبو عمرو الحسن [7] بن عُثْمَان الواعظ [قَالَ:]
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحكم المؤدب،
حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد الفريابي قَالَ: سمعت إبراهيم الهروي
يقول: حج سعيد الجوهري فحمل معه أربع مائة رجل من الزوار سوى حشمه يحج
بهم! وكان منهم إسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وكنت أنا معهم في
إمارة [هارون] الرشيد [8] .
انتقل إبراهيم عن بغداد، فسكن عين زربة مرابطا بها إلى [9] أن توفي في
هذه السنة.
__________
[1] في ت: «تمكن إبراهيم وقدر على السماع» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[3] في الأصل: «لي» . وهي ساقطة من النسخة ت.
[4] في ت: «من أسند» .
[5] تاريخ بغداد 6/ 94.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «الحسين» .
[8] تاريخ بغداد 6/ 94.
[9] في ت: «من أبطا بهما إلى ... » .
(12/65)
1553- إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد بن
يعقوب الشيباني [1]
وهو عم أبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بن حنبل، ولد سنة إحدى وستين ومائة،
وسمع يزيد بن هارون، وروى [عنه] [2] ابنه حنبل وكان ثقة [3] .
وتوفي في هذه السنة وله اثنتان وتسعون سنة [4] .
1554- سعيد بن بحر، أبو عثمان، وقيل: أبو عمر، القراطيسي [5] .
سمع حسينا الجعفي، وأبا نعيم، روى عنه: ابن صاعد، والمحاملي. وَكَانَ
ثقة. توفي في رمضان هذه السنة.
1555- السري بن المغلس، أبو الحسن السقطي [6] .
صحب معروفا الكرخي، وحدث عن هشيم، وأبي بكر بن عياش، ويزيد بن هارون،
وكان من العباد [7] المجتهدين.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [بن مُحَمَّد قال:] أخبرنا أحمد بن علي
[قال] أخبرنا ابن زريق، حَدَّثَنَا عثمان بن أَحْمَد، حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بن إسماعيل بن عامر قَالَ: سمعت حسنا المسوحي [8] يقول:
دفع إلي السري [9] قطعة فقال: اشتر لي باقلاء [ولا تشتر إلا من] [10]
رجل قدره
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 369.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «وكان ثقة» ساقطة من ت.
[4] «وله اثنتان وتسعون سنة» ساقطة من ت.
[5] تاريخ بغداد 9/ 93.
[6] تاريخ بغداد 9/ 187.
وفي الأصل: «أبو عبد الله السقطي» .
[7] في ت: «وكان من العلماء» .
[8] في الأصل: «حسينا التنوخي» .
وفي ت: «حسينا المسوحي» .
[9] في ت: «سري» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/66)
داخل الباب، فطفت الكرخ كله، فلم أجد إلا
من قدره خارج الباب، فرجعت إليه وقلت له: خذ قطعتك، فإني لا أجد إلا من
قدره خارج الباب [1] .
[أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
وحدثنا مُحَمَّد بن عيسى بن عَبْد العزيز. وحدثنا علي بن الحسن الطفيلي
قَالَ سمعت الفرجاني يقول] : سمعت [2] الجنيد يقول: ما رأيت أعبد من
السري السقطي، أتت عليه ثمانية وتسعون سنة ما رئي مضطجعا إلا في علة
الموت [3] .
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ علي
[الخطيب] [4] أخبرنا أبو نعيم، أَخْبَرَنَا جعفر الخالدي [5] في كتابه
قَالَ سمعت الجنيد يقول:
كنت يوما عند السري بن المغلس وكنا خاليين [6] وهو مؤتزر بمئزر، فنظرت
إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضني، كأجهد ما يكون، فقال: انظر إلى جسدي
هذا لو شئت أن أقول إن ما بي من المحبة لكان كما أقول، وكان وجهه أصفر
[7] ثم أشرب [8] حمرة حتى تورد، ثم اعتل فدخلت عليه أعوده، فقلت له [9]
: كيف تجدك؟ فقال:
كيف أشكو إلى طبيبي ما بي ... والذي بي أصابني من طبيبي؟
فأخذت المروحة أروحه، فقال: كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من
داخل، ثم أنشأ يَقُولُ:
القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق
__________
[1] «الباب» ساقطة من ت.
والحكاية في تاريخ بغداد 9/ 191.
[2] في الأصل: «قال الجنيد» وسقط باقي السند.
[3] تاريخ بغداد 9/ 192.
[4] في ت: «أخبرنا الخطيب» .
[5] في تاريخ بغداد: «الخلدي» .
[6] في ت: «جالسين» .
[7] في الأصل: «أشقر» .
[8] في ت: «أشرق» .
[9] «له» ساقطة من ت.
(12/67)
يا رب إن كان شيء فيه لي فرج ... فامنن علي
به ما دام لي رمق [1]
توفي السري يوم الثلاثاء لست خلون من رمضان هذه السنة بعد آذان [2]
الفجر، ودفن بعد العصر [3] وقبره ظاهر بالشونيزية. ورئي في المنام بعد
موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قَالَ: غفر لي ولمن حضر جنازتي [4] .
1556- علي بن شعيب بن عدي بن همام، أبو الحسن السمسار [5] .
طوسي الأصل، سمع هشيما، وابن عيينة، وروى عنه البغوي وابن صاعد، وكان
ثقة، توفي في شوال هذه السنة.
1557- محمد بْن عبد الله بْن طاهر بْن الحسين بن مصعب، أبو العباس [6]
الخزاعي [7] .
ولي إمارة بغداد في أيام المتوكل، وأبوه أمير، وجده أمير، وكان مألفا
لأهل العلم والأدب، وقد أسند الحديث.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت]
الخطيب حَدَّثَنَا [8] مُحَمَّد بن علي بن مخلد، أخبرنا أحمد بن محمد
بن عمران [قال:] حدثنا محمد بن يحيى [قال:] [9] حدّثنا محمد بن موسى
قَالَ: كان الحسن بن وهب عند مُحَمَّد [10] بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر
فعرضت سحابة فرعدت وبرقت ومطرت [11] ، فقال كل من حضر فيها شيئا، فقال
الحسن:
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 191.
[2] في ت: «بعد طلوع الفجر» .
[3] تاريخ بغداد 9/ 192.
[4] تاريخ بغداد 9/ 192.
[5] تاريخ بغداد 11/ 435، 436.
[6] «أبو العباس» ساقطة من ت.
[7] تاريخ بغداد 5/ 418- 422.
[8] في ت: «أخبرنا» .
[9] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[10] «محمد بن» ساقطة من ت.
[11] في ت: «وأبرقت ومطرت» . وفي الأصل: «وبرقت وأمصرت» .
(12/68)
هطلتنا السماء هطلا دراكا ... عارض
المرزبان فيها السماكا
قلت للبرق إذ توقد فيها ... يا زناد السماء من أوراكا
أحبيب نأيته [1] فجفاكا ... فهو العارض الذي استبكاكا
أم تشبهت بالأمير أبي العباس ... في جوده فلست هناكا [2]
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد [قال] أخبرنا أبو بكر [أحمد] بن علي
[بن ثابت] الحافظ [قال:] أَخْبَرَنَا أبو يعلي أَحْمَد بن عبد الواحد
الوكيل [قال:] حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل [قَالَ:] حَدَّثَنَا [3]
الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بن غيلان قَالَ:
أخبرني ابن السكيت أن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر عزم على الحج،
فخرجت إليه جارية شاعرة، فبكت لما رأت آلة السفر، فقال مُحَمَّد بن
عَبْد اللَّهِ:
دمعة كاللؤلؤ الرطب ... على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البين ... من الطرف الكحيل
ثم قَالَ لها: أجيزيني فقالت:
حين هم القمر الزاهر ... [4] عنا بالأفول
إنما تفتضح العشاق ... في يوم الرحيل [5]
[أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الحسن بن
علي الجوهري قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا
عبيد الله بن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أبي قَالَ] [6] : كتب مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّهِ [7] بن طاهر إلى جارية له [8] :
__________
[1] في ت: «واصلته» .
[2] في الأصل: «إذ تشبهت بجود الأمير أبي العباس فلست هناكا» .
انظر: تاريخ بغداد 5/ 419.
[3] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[4] في ت: «الطالع» .
[5] تاريخ بغداد 5/ 421.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[7] في ت: «محمد بن العباس» .
[8] «له» ساقطة من ت. وفي تاريخ بغداد زيادة: «كان يحبها» .
(12/69)
ماذا تقولين فيمن شفه سقم ... من جهد حبك
حتى صار حيرانا؟
فأجابته:
إذا رأينا محبا قد أضر به ... جهد الصبابة أوليناه إحسانا [1]
[أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي
قال: أخبرني الأزهري قال:
أخبرنا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم قَالَ: حَدَّثَنَا] [2] ابن عرفة
[قَالَ:] وفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين [3] لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي
القعدة انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره، فلما انتصف الليل مات
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بن طاهر، وكان به خراج في حلقه، فاشتد حتى
عولج بالفتائل ودفن في مقابر قريش [4] .
1558- وصيف التركي [5] .
كان أميرا كبيرا، وخدم جماعة من الخلفاء، وفي هذه السنة طلب الجند منه
أرزاقهم، فقال: ما عندنا مال. فقتلوه، فجعل المعتز ما كان إليه إلى بغا
الشرابي.
وقد روى هلال بن المحسن الصابي: أن بعض مشايخ قم قَالَ: ورد علينا وصيف
التركي أميرا على بلدتنا، فلقيناه، فرأيناه عاقلا راجحا، فسألنا عن أمر
بلدتنا وأهله [6] سؤال عالم به، وسألنا عن شيوخ البلد، إلى أن انتهى
إلى ذكر رجل لم يكن مذكورا، فلم يعرفه [منّا] [7] إلا رجل كان معنا، ثم
أتبع ذكره بتعظيم أمره، وتعرف خبر ولده، وحاله في معيشته، وأطال في ذلك
إطالة حتى [8] استجهلناه فيها، ثم قَالَ: أحضرونيه إحضارا رفيقا، فإنّي
أكره أن أنفذ إليه فينزعج. فأحضرناه، فلما وقعت عينه عليه قام إليه
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 421.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وبدله: «قال ابن عرفة ... » .
[3] «ومائتين» ساقطة من ت.
[4] تاريخ بغداد 5/ 422.
[5] الكامل في التاريخ لابن الأثير (حوادث سنة 253) 6/ 189.
[6] «وأهله» ساقطة من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[8] «حتى» ساقطة من ت.
(12/70)
وأجلسه معه في دسته، ثم أقبل يسأله عن
زوجته وولده، والشيخ يجيبه جواب دهش، ثم قال له: أحسبك [1] قد نسيتني
وأنكرت معرفتي. قَالَ: كيف أنكر الأمير مع جلالة قدره.
فقال: دع ذا، أتعرفني جيدا؟ قَالَ: لا. قَالَ: أنا وصيف مملوكك. ثم
التفت إلينا فقال:
يا مشايخ [2] ، أنا رجل من الديلم، شببت وقت كذا وكذا، وحملت إلى قزوين
وسني نحو العشر سنين، واشتراني هذا الشيخ وأسلمني مع ابنه في المكتب،
وأحسن تربيتي، فإذا وقع في يدي شيء تركته عند فلان البقال [3] في
المحلة [يعرف بفلان] [4] أهو باق؟
قالوا: نعم [قَالَ:] فأحببت بعد [5] بلوغي العمل [بحمل] [6] السلاح،
فرآني بعض الجند فقال: هل لك أن تجيء معي إلى خراسان فأركبك الدواب
وأعطيك السلاح؟
فقلت: أفعل على أن لا أكون لك مملوكا، بل غلاما تابعا، فإن رأيت منك ما
أؤثر لم أفارقك، وإن لم يكن [7] ذلك فلا سلطان لك علي فقال: ذلك لك [8]
. فجئت إلى البقال فحاسبته، وأخذت ما بقي لي عنده، وابتعت ما أحتاج
إليه [9] وهربت من مولاي هذا مع الجندي إلى خراسان، وتدرجت بي الأمور
حتى بلغت إلى هذه المنزلة، وأنا تحت رق مولاي هذا، وأسألكم أن تسألوه
أن يبيعني نفسي، فقال الرجل: الأمير حر لوجه الله، وأنا عبده ومتحمل
بولائه ومفتخر به. فقال وصيف: يا غلام، هات ثلاث بدر. فأحضرت فسلمها
إلى الشيخ، ثم استدعى له من الطيب والثياب والدواب [10] مثل
__________
[1] في ت: «أحسبه» .
[2] في ت: «أي مشايخ» .
[3] في ت: «عند بقال في المحلة» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[5] في ت: «فأحببت مع بلوغي» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي الأصل: «بلوغي العمل بالسلاح» .
وفي ت: «بلوغي بحمل السلاح» .
[7] في ت: «فإن لم أر» .
[8] في ت: «فقال: لك ذلك» .
[9] في ت: «ما احتجت إليه» .
[10] «الطيب» . و «الدواب» ساقطة من الأصل.
(12/71)
قدر المال، وطلب ابنه فأكرمه، وأعطاه عشرة
آلاف درهم وثيابا ودوابا، واستدعى البقال فوهب [1] له خمس مائة دينار،
ثم بعث إلى زوجة الشيخ وبناته مالا، وَقَالَ له [2] :
انبسط في سلطاننا انبساط من صاحبه مولاك، فإني لا أردك عن مطلب تطلبه،
ولا أعترض عليك في شيء تعمله، ثم قَالَ: يا مشايخ قم، أنتم شيوخي ما
على الأرض أوجب حقا [3] علي منكم إلا أني أخالفكم في الرفض فإني درت
[4] الآفاق، وعرفت المذاهب، فما وجدت على اعتقادكم أحد، ومن المحال
وقوع الإجماع على ضلال وانفرادكم من بين الناس بالحق. وصار الشيخ وابنه
رئيسي البلدة [5] .
1559- هارون بن سعيد بن الهيثم، أبو جعفر [6]
مولى لبني سعد بن بكر، ولد سنة سبعين ومائة، وحدث عن ابن عيينة، وابن
وهب، وكان ثقة، وعلت سنه فضعف، فلزم بيته، وتوفي فِي ربيع الأول من هذه
السنة.
__________
[1] في ت: «فوزن» .
[2] في ت: «وقال لي» .
[3] «حقا» ساقطة من ت.
[4] في ت: «فإنّي قد طفت» .
[5] في الأصل: «البلد» .
[6] هارون بن سعيد بن الهيثم بن محمد التميمي الأيلي.
تهذيب الكمال 1429. وتهذيب التهذيب 11/ 6. والتقريب 2/ 312. والجرح
والتعديل 9/ 91.
(12/72)
ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه ولي أَحْمَد بن طولون من قبل المعتز.
وحج بالناس في هذه السنة علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن
مُحَمَّد بن علي [1] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1560- بغا الشرابي [2]
كان قد طغى وخالف أمر [3] المعتز، واستبد بالأموال والأمر، فركب المعتز
ليلا وقد تشاغل بغا [4] بتزويجه صالح بن يوسف ابنته، فوثب بغا على مال
السلطان ومال أمه، فأوقر منه عشرين بغلا فوقعوا به فقتلوه، وجاءوا
برأسه إلى المعتز، فنصبه بسامراء، وأعطى الذي جاء برأسه [5] عشرة آلاف
دينار، ثم حدر برأسه إلى مدينة السلام، وأمر بإحراق جسده وحبس جماعة من
ولده، ونفى خمسة من صغارهم إلى عمان والبحرين، ونجا يونس بن بغا إلى
بختيشوع.
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 381.
[2] الكامل في التاريخ لابن الأثير (حوادث سنة 253) 6/ 194، 195.
[3] في ت: «أوامر» .
[4] «بغا» ساقطة من ت.
[5] في ت: «جاء به» .
(12/73)
1561- سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر
[1] بن سمرة، أبو السائب السوائي الكوفي [2] .
ولد سنة أربع وسبعين ومائة، فقدم بغداد وحدث بها عن ابن إدريس، وابن
فضيل، ووكيع، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، ومعاوية [3] ، وأبي نعيم. روى
عنه:
ابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد قَالَ: البرقاني [4] : هو ثقة [5] حجة،
لا يشك فيه يصلح للصحيح.
توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة، وله ثمانون سنة.
1562- علي بن مُحَمَّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين [6] بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي [7] .
أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة أشخصه المتوكل في مدينة رسول الله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بغداد، ثم إلى سامراء فقدمها،
وأقام بها في هذه السنة [ودفن] [8] في داره فلإقامته [9] بالعسكر عرف
بأبي الحسن [10] العسكري، وصلى عليه أبو أَحْمَد بن المتوكل [11] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز [قال:] أخبرنا [أبو بكر أحمد بْن علي بْن
ثابت] الخطيب [قَالَ:] أَخْبَرَنَا الأزهري، أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ المقرئ حدّثنا محمد بن
__________
[1] «بن جابر» ساقطة من ت.
[2] تاريخ بغداد 9/ 147، 148.
[3] «ومعاوية» ساقطة من ت.
[4] في ت: «البركاني» .
[5] «ثقة» ساقطة من ت.
[6] في الأصل: «بن الحسن» .
[7] تاريخ بغداد 12/ 56.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في ت: «فياء قامته» .
[10] في ت: «عرف بالعسكري» .
[11] تاريخ بغداد 12/ 56.
(12/74)
يحيى النديم [قَالَ:] [1] حَدَّثَنَا
الحسين [2] بن يحيى قَالَ:
اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال لئن برئت [3] لأتصدقن بدنانير كثيرة،
فلما بريء جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا، فبعث إلى علي بن
مُحَمَّد بن علي بن موسى، فقال: تتصدق بثلاثة وثمانين دينارا. فعجب قوم
من ذلك وتعصب قوم عليه وقالوا: تسأله [4] يا أمير المؤمنين من أين له
هذا فردّ الرسول إليه.
فقال: قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر لأن الله تعالى قَالَ:
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ في مَواطِنَ كَثِيرَةٍ 9: 25 [5] فروى أهلنا
جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات [6] كانت ثلاثة وثمانين
موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانون وكلما زاد أمير المؤمنين في
فعل [7] الخير كان أنفع له وأجدى عليه في الدُّنَيا والآخرة [8] .
1563- مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن المبارك، أبو جعفر المخرمي [9] .
قاضي حلوان، سمع يحيى بْن سعيد القطان، وابن مهدي، ووكيعا، وغيرهم.
[روى عنه البخاري فِي صحيحه، وإبراهيم الحربي، والنسائي، والباغندي،
وابن صاعد] [10] . وكان ثقة عالما بالحديث متقنا مبرزا على الحفاظ [11]
.
1564- مُحَمَّد بن منصور بن داود بن إبراهيم، أبو جعفر العابد الطوسي
[12] .
سمع إسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، وعفان بن مسلم في آخرين. روى
__________
[1] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[2] في ت: «الحسن» .
[3] في الأصل: «برأت» .
[4] في ت: «وسألوا أسئلة» .
[5] سورة: التوبة، الآية: 25.
[6] «والغزوات» ساقطة من ت.
[7] في ت: «في قصد الخير» .
[8] تاريخ بغداد 12/ 56، 57.
[9] تاريخ بغداد 5/ 423- 425.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] تاريخ بغداد 5/ 423.
[12] تاريخ بغداد 3/ 247- 250.
(12/75)
عنه: البغوي [1] ، وابن صاعد، والمحاملي،
وغيرهم. وكان ثقة خيرا صالحا.
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور] القزاز [قَالَ:] أَخْبَرَنَا [أحمد بن علي]
[2] الخطيب قال:
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا
أحمد بن محمد بن الفضل قال: سمعت محمد بن منصور الطوسي وحواليه قوم [3]
فقالوا له: يا أبا جعفر، إيش اليوم عندك قد شك [4] الناس فيه يَوْم
عرفة هو أو غيره؟ فقال: اصبروا.
فدخل البيت ثم خرج فقال: هو عندي يوم عرفة. فاستحيوا أن يقولوا له من
أين لك ذلك؟ فعدوا الأيام والليالي، فكان اليوم الذي قَالَ مُحَمَّد بن
منصور يوم عرفة. قَالَ أبو العباس: [وكنت أصغر القوم] [5] ، فجاء إليه
أبو بكر بن سلام الوراق مع جماعة فسمعت ابن سلام يقول: من أين علمت أنه
يوم عرفة؟ قَالَ: دخلت البيت فسألت ربي تعالى فأراني الناس في الموقف
[6] .
توفي الطوسي يوم الجمعة لست بقين من شوال من هذه السنة، وله ثمان
وثمانون سنة [7] .
1565- المؤمل بن أهاب بن عبد العزيز، أبو عَبْد الرَّحْمَنِ [8] الربعي
[9] .
كوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعبد
الرزاق، وغيرهم. روى عنه ابن أبي الدنيا، والنسائي، والباغندي، وكان
صدوقا.
وله مع أصحاب الحديث قصة: أَخْبَرَنَا بها أبو منصور القزاز [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا [أبو
__________
[1] «في آخرين. روى عنه البغوي» ساقطة من ت.
[2] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[3] في ت: «وأصحابه حواليه» .
[4] في ت: «وقد يشك» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[6] تاريخ بغداد 3/ 249.
[7] تاريخ بغداد 3/ 250.
[8] «أبو عبد الرحمن» ساقطة من ت.
[9] تاريخ بغداد 13/ 181- 183.
(12/76)
بكر أحمد بْن علي بْن ثابت] الخطيب [1]
قَالَ: حدثني الصوري، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الحاج، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين بن
السندي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمر بن الحسين [2] قَالَ: حَدَّثَنِي
علي بن مُحَمَّد بن سليمان قَالَ:
قدم مؤمل بن إهاب الرملة، فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان ذعرا متمنعا،
فألحوا عليه فأمتنع أن يحدثهم فمضوا [3] بأجمعهم، وألفوا منهم فئتين
فتقدموا إلى القاضي، وقالوا: إن [4] لَنَا عبدا خلاسيا [5] له علينا حق
صحبة وتربية، وقد كان أدبنا فأحسن التأديب، وآلت بنا الحال إلى الإضاقة
بحمل المحبرة [لطلب الحديث وإنا] [6] قد أردنا بيعه فامتنع علينا. فقال
لهم السلطان: وكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا:
إن [7] معنا بالباب جماعة من جملة الأرباب، وطلاب [8] العلم، وثقات
الناس. نكتفي بالنظر إليهم دون السؤال عنهم، وهم يعلمون ذلك فتأذن
بوصولهم [إليك] [9] لتسمع منهم. فأدخلهم وسمع منهم مقالتهم ووجه خلف
المؤمل بالشرط والأعوان يدعونه إلى السلطان فتعزز فجذبوه وجروه، فلما
دخل عليه قال له: ما يكفيك [10] ما أنت فيه من الأباق، حتى تتعزز على
السلطان [11] ، امضوا به إلى الحبس. فحبس مؤمل، وكان من
__________
[1] في الأصل: «أخبرنا الخطيب» .
[2] في الأصل: «حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ الحسن السندي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين» .
وفي ت: «حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الحجاج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن قال» .
[3] في ت: «فاجتمعوا» .
[4] «إن» ساقطة من ت.
[5] «خلاسيا» ساقطة من ت.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «إن» ساقطة من ت.
[8] في ت: «من جملة الآثار وطلبة العلم» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في ت: «كفاك» .
[11] في ت: «سلطانك» .
(12/77)
هيئته أنه أصفر طوال [1] ، خفيف اللحية،
يشبه عبيد [أهل] [2] الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما حتى علم جماعة من
إخوانه، فصاروا إلى السلطان وقالوا: إن هذا مؤمل بن إهاب في حبسك
مظلوم. فقال لهم [3] : ومن ظلمه؟ قالوا: أنت. قَالَ: ما أعرف من هذا
شيئا، من مؤمل هذا [4] ؟ قالوا: الشيخ الَّذِي اجتمع عليه الجماعة [5]
. قَالَ: ذاك العبد الآبق؟ فقالوا: ما هو بعبد أبق بل [6] هو إمام [7]
من أئمة المسلمين في الحديث.
فأمر بإخراجه وسأله عن حاله، وصرفه وسأله أن يحله فلم ير مؤمل بعد ذلك
متمنعا امتناعه الأول حتى لحق باللَّه تعالى [8] .
توفي مؤمل بالرملة في رجب هذه السنة.
__________
[1] في ت: «طويل» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «لهم» ساقطة من ت.
[4] «هذا» ساقطة من ت.
[5] في الأصل: «جماعة» .
[6] في الأصل: «ما هو بآبق» .
وفي ت: «إنما هو» .
[7] «إمام» ساقطة من ت.
[8] في ت: «باللَّه عز وجل» .
(12/78)
ثم دخلت سنة خمس
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن المعتز جلس في دار العامة للمظالم، فعزل وولى وأمضى الأمور، وولى
موسى بن بغا ديوان الجيش.
وولى سليمان بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر شرطة بغداد والسواد، وذلك لست
خلون من ربيع الآخر.
وفيها: أخذ صالح بن وصيف أَحْمَد بن إسرائيل، والحسن بن مخلد، وأبا
نوح، وعيسى بن إبراهيم، فقيدهم [1] وطالبهم بأموال، وقبضت أملاكهم
وضياعهم [2] ودورهم.
ولليلتين خلتا من رجب: ظهر عيسى بن جعفر، وعلي بن زيد الحسنيان
بالمدينة، فقتلا بها عَبْد الله بن مُحَمَّد بن داود بن علي.
ولثلاث بقين من رجب خلع المعتز، وكان [3] السبب [أن الكتاب] [4] الذي
ذكرنا أن صالح بن وصيف أخذهم لم يقروا [5] بشيء، فصار الأتراك إلى
المعتز، وقالوا له:
__________
[1] في ت: «فقتلهم» .
[2] «وضياعهم» ساقطة من ت.
وانظر: تاريخ الطبري 9/ 387.
[3] «وكان» ساقطة من ت.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «لم يعترفوا» .
(12/79)
أعطنا أرزاقنا لنقتل لك صالح بن وصيف)
فأرسل المعتز إلى أمه يسألها أن تعطيه مالا، فقالت: ما عندي شيء. ثم
وجدوا بعد ذلك [1] في خزانتها ما يزيد على ألف ألف دينار، فلما لم
يعطهم، ولا وجدوا في بيت المال شيئا اجتمعوا على خلع المعتز، فصاروا
إليه [لثلاث بقين من رجب] [2] ثم بعثوا إليه: أخرج إلينا فبعث إليهم:
إني [3] قد أخذت الدواء [4] وقد أضعفني، ولا أقدر على الكلام، فإن كان
أمر لا بد منه، فليدخل إلي بعضكم، فليعلمني، فدخل إليه منهم جماعة
فجروا برجله وقميصه مخرق، وآثار الدم على منكبيه، فأقاموه في الشمس في
شدة الحر، فجعل يرفع قدما ويحط قدما من شدة الحر [5] ، ثم جعل بعضهم
يلطمه ويقول: اخلعها. ثم أدخلوه حجرة وبعثوا إلى ابن أبي الشوارب
فأحضروه [6] مع جماعة من أصحابه فقال صالح وأصحابه: اكتبوا عليه كتاب
خلع. فكتب وشهدوا عليه وخرجوا.
ثم دفع بعد الخلع إلى من يعذبه، فمنعه الطعام والشراب ثلاثة أيام، ثم
جصصوا سردابا بالجص الثخين، وأدخلوه فيه وأطبقوا عليه بابه، فأصبح
ميتا، وولوا بعده المهتدي باللَّه [7] .
__________
[1] «بعد ذلك» ساقطة من ت.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «وإني» ساقطة من ت.
[4] في الأصل: «دواء» .
[5] «من شدة الحر» ساقطة من ت.
[6] «فأحضروه» ساقطة من ت.
[7] تاريخ الطبري 9/ 389، 390.
(12/80)
باب خلافة المهتدي باللَّه
واسمه: مُحَمَّد بن هارون الواثق بن المعتصم، ويكنى: أبا إسحاق، ويقال:
أبا عَبْد اللَّهِ.
ولد بالقاطول في ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائتين [وكان منزله بسامراء]
[1] وأمه أم ولد، يُقَالُ لها: قرب [2] .
وكان أسمر رقيقا أجلى، رحب الوجه، حسن اللحية، أشهل [3] العينين، عظيم
البطن، عريض المنكبين، قصيرا، طويل اللحية، أشيب. بويع بعد المعتز، ولم
يقبل المهتدي بيعة أحد حتى جيء بالمعتز فخلع نفسه وأخبر [4] عن عجزه عن
القيام بما أسندوا [5] إليه من أمر الخلافة [6] ، ورغبته في تسليمها
إلى المهتدي، ومد المعتز يده فبايع المهتدي، ثم بايعه خاصة الموالي.
وكان خلع المعتز نفسه يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين
ومائتين، وبويع [7] المهتدي ليوم بقي من رجب، ودعي للمهتدي يوم الجمعة
أول يوم من شعبان ولم يدع له ببغداد حتى قتل المعتز يوم السبت ليومين
من شعبان [8] .
وكان المهتدي من أحسن الخلفاء [9] مذهبا، وأجملهم طريقة، وأظهرهم ورعا،
وأكثرهم عبادة، وأسند الحديث [10] .
__________
[1] «وكان منزله بسامراء» ساقطة من الأصل.
[2] تاريخ الطبري 9/ 391) وتاريخ بغداد 3/ 349.
[3] في ت: «رقيقا أحنى حسن الوجه، أشهل» .
[4] في ت: «أخبره» .
[5] في ت: و «أسند» .
[6] «من أمر الخلافة» ساقطة من ت.
[7] في الأصل: «وبايع» .
[8] تاريخ بغداد 3/ 348.
[9] في الأصل: «الناس» .
[10] تاريخ بغداد 3/ 348.
(12/81)
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا
[أحمد بْن علي بْن ثابت] [1] الخطيب قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [2] بْنُ عَمْرِو بْنِ الْقَاضِي الْحَافِظُ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ
[قَالَ:] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ [3] السَّرَخْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُهْتَدِي باللَّه
قَالَ [4] حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ [5] بْنِ طِبْرَاخٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
دَاوُدَ، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ [6] ، مَا لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ شَيْءٌ [7] ؟ قَالَ: «لِيَ
النُّبُوَّةُ وَلَكُمُ الْخِلَافَةُ، بِكُمْ يُفْتَحُ هَذَا الأَمْرُ،
وَبِكُمْ يُخْتَمُ» .
قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلّم لِلْعَبَّاسِ: «مَنْ أَحَبَّكَ
نَالَتْهُ شَفَاعَتِي وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَلا نَالَتْهُ شَفَاعَتِي»
[8] .
ذكر طرف من سيرته [وأحواله] [9]
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد [قَالَ:] أخبرنا أبو بكر
[أحمد بن علي بن ثابت] [10] الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن روح
[11] النهرواني [قال:] أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثني بعض الشيوخ-
ممن شاهد جماعة من العلماء وخالط كثيرا من الرؤساء- أن هاشم بن القاسم
الهاشمي قَالَ: كنت جالسا [12] بحضرة المهتدي عشية من العشايا، فلما
كادت الشمس تغرب وثبت [13] لأنصرف، وذلك في شهر رمضان، فقال لي: اجلس.
فجلست فأذن المؤذن، وأقام [فتقدم] [14] وصلى المهتدي بنا [15] ، ثم ركع
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «أخبرنا أحمد بن عمرو) ..» .
[3] في ت: «عبد الله» .
[4] في ت: «المهتدي» بدون لفظ الجلالة.
[5] في الأصل بعد «المهتدي باللَّه» كتب:
«قدم علينا» زائدة.
[6] في ت: «ما لنا يا رسول الله» .
[7] «شيء» ساقطة من ت.
[8] تاريخ بغداد 3/ 348، 349.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] في الأصل: «بن نوح» .
[12] «جالسا» ساقطة من ت، وتاريخ بغداد.
[13] في ت: «قمت» .
[14] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[15] في ت: «فتقدم المهتدي وصلى بنا» .
(12/82)
وركعنا. ودعى بالطعام، فأحضر طبق خلاف [1]
عليه رغيف من الخبز النقي، وفيه آنية في بعضها [2] ملح، وفي بعضها خل،
وفي بعضها زيت، فدعاني إلى الأكل فابتدأت [3] آكل معذرا ظانا أنه سيؤتى
بطعام له نيقة، وفيه سعة. فنظر إلي وَقَالَ: ألم تكن صائما؟
قلت: بلى. قَالَ: أفلست عازما على صوم غد؟ قلت: كيف لا وهو شهر رمضان؟
فقال:
كل واستوف غداءك، فليس ها هنا من الطعام غير ما ترى. فعجبت من قوله، ثم
قلت [والله لأخاطبنه في هذا المعنى، فقلت:] [4] ولم يا أمير المؤمنين،
وقد أسبغ الله نعمته، وبسط قدرته [5] ورزقه؟ فقال: [إن] [6] الأمر لعلى
ما وصفت والحمد للَّه، ولكني فكرت في [7] أنه كان في بني أمية عمر بن
عبد العزيز، وكان من التقلل والتقشف على ما بلغك، فغرت على بني هاشم أن
لا يكون في خلفائهم مثله، فأخذت نفسي بما رأيت [8] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [بن محمد قال:] أخبرنا أَحْمَد بْن عَلي
[قَالَ:] أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن أبي الفتح [قَالَ:] [9]
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم البزاز، حَدَّثَنَا إبراهيم بن
مُحَمَّد بن عرفة، وذكر المهتدي فقال: حدثني بعض الهاشميين أنه وجد له
سفط فيه جبة صوف، وكساء، وبرنس كان يلبسه بالليل ويصلي فيه، ويقول: أما
يستحي [10] بنو العباس أن لا يكون فيهم مثل عمر بن عبد العزيز [11] ؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد أنه [12] كان قد اطّرح الملاهي،
[وحرّم] [13] الغناء
__________
[1] الخلاف: نوع من الصفصاف تعمل من عيدانه الأطباق.
[2] في ت: «آنية حليف وعليه ملح» .
[3] في ت: «فبدأت» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «قدرته» ساقطة من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «في» ساقطة من ت.
[8] تاريخ بغداد 3/ 349، 350.
[9] ما بين المعقوفتين بالسند ساقط من الأصل.
[10] في ت: «ألا يستحي» .
[11] تاريخ بغداد 3/ 350.
[12] «أخبرنا محمد بن أحمد أنه» ساقطة من ت، وكذلك غير موجودة في تاريخ
بغداد.
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/83)
والشرب، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم، وكان
شديد الإشراف على أمر الدواوين والخراج، فحبس نفسه في الحسبانات لا يخل
[1] بالجلوس يوم الاثنين والخميس [والكتاب بين يديه] [2] .
[أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:] [3]
أخبرنا عبد العزيز بن علي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد [4] المفيد
[5] ، حَدَّثَنَا أبو بشر الدولابي قَالَ:
أخبرني أبو موسى العباسي قَالَ: لم يزل المهتدي صائما منذ جلس للخلافة
إلى أن قتل [6] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [قال:] أخبرنا أحمد بن عَلِيِّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الفتح [قَالَ:] أخبرني علي بن
الحسن الجراحي [قَالَ:] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد القراريطي
قَالَ: قَالَ لي عمي عبد الله بن إبراهيم الإسكافي قَالَ: حضرت مجلس
المهتدي باللَّه، وقد جلس للمظالم، فاستعداه رجل على ابن له، فأمر
بإحضاره، فأحضر [7] وأقامه إلى جنب الرجل، فسأله عما ادعاه عليه فأقر
بِهِ، فأمره بالخروج إليه من حقه، فكتب له بذلك كتابا، فلما فرغ قَالَ
له الرجل: والله يا أمير المؤمنين ما أنت إلا كما قَالَ الشاعر:
حكمتموه فقضى بينكم ... أبلج مثل القمر الزاهر
لا يقبل الرشوة في حكمه ... ولا يبالي غبن الخاسر
فقال له المهتدي: أما أنت أيها الرجل فجزاك الله خيرا [8] ، وأما أنا
فما جلست هذا المجلس حتى قرأت في المصحف وَنَضَعُ الْمَوازِينَ
الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ 21: 47
__________
[1] في الأصل: «لا يخليه» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في الأصل: «أحمد بن محمد» .
[5] «المفيد» ساقطة من ت.
[6] تاريخ بغداد 3/ 349.
[7] «فاحضر» ساقطة من ت.
[8] في ت: «فأحسن الله جزاءك على مقالتك» ) .
(12/84)
نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ 21: 47 [1]
فما رأيت باكيا أكثر من بكائه ذلك اليوم [2]
وفي هذه السنة: في سلخ رجب كان ببغداد شغب، ووثبت العامة بسليمان [3]
بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر صاحب الشرطة، وكان [4] السبب في ذلك [5] أن
المهتدي كتب إلى [صاحب الشرطة] [6] سليمان أن يأخذ البيعة له ببغداد،
فأحضر أبا أَحْمَد بن المتوكل فهجم العامة وهتفوا باسم أبي أَحْمَد،
ودعوا إلى بيعته، وكانت فتنة قتل فيها قوم ثم سكنوا [7] .
وللنصف [8] من شوال [هذه السنة] : [9] ظهر في نواحي البصرة رجل زعم أنه
علي بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن على بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب، وكان يقول إن جده لأمه خرج مع زيد بن علي على هشام
بن عبد الملك، وكان من أهل ورزنين، وكان عبادا يتكلم في علم النجوم،
فربما كتب العوذ، فخرج في نفر [10] من الزنج، فأخذه مُحَمَّد بن أبي
عون، فحبسه ثم أطلقه، فخرج في قراب [11] البصرة في مكان يُقَالُ له:
برنجل، وجمع الزنج الذين كانوا يكتسحون السباخ فاستغواهم، ثم عبر دجلة
ونزل الديناري، وكان هذا الرجل متصلا بقوم من أصحاب السلطان يمدحهم
ويستميحهم بشعره، ثم خرج من سامراء سنة تسع وأربعين ومائتين
__________
[1] سورة: الأنبياء، الآية: 47.
[2] تاريخ بغداد 3/ 349.
[3] في ت: «على سليمان» .
[4] «وكان» ساقطة من ت.
[5] «في ذلك» ساقطة من ت.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] تاريخ الطبري 9/ 392، 393.
[8] في ت: «وفي النصف» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] في ت: «في جماعة» .
[11] في ت: «قرأت» .
(12/85)
إلى البحرين، وادعى أنه من ولد [1] علي بن
أبي طالب، ودعا الناس إلى طاعته فتبعه جماعة، وأباه جماعة، فوقع بينهم
قتال على ذلك، فانتقل عنهم إلى الإحساء فضوى [2] إلى حي من بني تميم
وصحبه جماعة من أهل البحرين، ثم كان [3] ينتقل في البادية من حي إلى
حي، ولم يزل أمره يقوى إلى سنة سبعين، وكان يقول: أوتيت آيات من آيات
القرآن [4] إمامتي [5] منها، لقيت سورًا من القرآن لا أحفظها، فجرى بها
لساني في ساعة واحدة، منها: سبحان، والكهف، وص [6] ، وألقيت نفسي على
فراشي فجعلت أفكر [7] في الموضع الذي أقصد له، وأقيم فيه إذ نبت [8] بي
البادية فأظلتني سحابة فبرقت ورعدت [9] ، وقيل لي: اقصد للبصرة فمضى
إليها فقدمها في سنة أربع وخمسين [10] .
ونزل في بني ضبيعة، فاتبعه جماعة منهم علي بن أبان المهلبي، ووافق ذلك
فتنة البصرة بالبلالية والسعدية، فرجا أن يتبعه منهم أحد فلم يتبعه،
فهرب، وطلبه مُحَمَّد بن رجاء عامل السلطان بها، فلم يقدر عليه، فأتى
بغداد فأقام بها، فاستمال [11] جماعة، فلما عزل مُحَمَّد بْن رجاء عن
البصرة وثب رءوس [12] الفتنة من البلالية والسعدية، ففتحوا الحبوس [13]
، وأطلقوا من كان فيها فبلغه ذلك، فخرج إلى البصرة في رمضان سنة خمس
وخمسين وأخذ حريرة [14] وكتب عليها: إِنَّ الله اشْتَرى من
الْمُؤْمِنِينَ 9: 111
__________
[1] في ت: «أولاد» .
[2] «عنهم إلى الإحساء فضوى» ساقطة من ت.
[3] «كان» ساقطة من ت.
[4] «القرآن» ساقطة من ت.
[5] في ت: «أمانتي» .
[6] في ت: «والكهف وصار منها إني ... » .
[7] «أفكر» ساقطة من ت.
[8] في ت: «وكنت» .
[9] في ت: «فرعدت وبرقت» .
[10] تاريخ الطبري 9/ 410، 411.
[11] في ت: «واشمال» .
[12] في ت: «رؤساء» .
[13] في ت: «المحابس» .
[14] في ت: «جريرة» . وفي الأصل: «جريرة» .
(12/86)
أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ
لَهُمُ الْجَنَّةَ 9: 111 [1] وكتب [اسمه و] [2] اسم أبيه وعلقها على
[رأس] [3] مردي [4] ، وخرج [5] في السحر من ليلة السبت لليلتين بقيتا
من شهر رمضان، فلقيه غلمان، فأمر بأخذهم، وكانوا خمسين غلاما، ثم صار
إلى مكان آخر فأخذ منه خمس مائة غلام، ثم [صار] [6] إلى موضع آخر فأخذ
منه مائة وخمسين غلاما، وجمع من الغلمان خلقا كثيرا، وقام فيهم خطيبا
فمناهم ووعدهم أن يقودهم ويرأسهم ويملكهم، وَلَا يدع من الإحسان شيئا
[7] إلا فعله لهم [8] ثم دعا مواليهم فقال: قد أردت ضرب أعناقكم لما
كنتم تأتون إلى [9] هؤلاء الغلمان الذين استضعفتموهم وقهرتموهم
وحملتوهم [10] ما لا يطيقون، فكلمني أصحابي فيكم [فرأيت إطلاقكم] [11]
فقالوا: إن هؤلاء الغلمان أباق، فهم يتهربون منك، فخذ منا مالا وأطلقهم
لنا. فأمر بهم فبطح كل قوم مولاهم، وضرب كل واحد خمسين سوطا وأحلفهم
بطلاق نسائهم أن لا يعلموا أحدا بموضعه، وأطلقهم [12] .
ثم خرج حتى عبر دجيلا، واجتمع إليه السودان، فلما حضر [13] العيد ركز
المردي الذي عليه لواؤه [14] وصلى بهم، وخطب للعيد، وذكر ما كانوا فيه
من الشقاء، وأن الله
__________
[1] سورة: التوبة، الآية: 111.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] المردي: خشبة يدفع بها الملاح السفينة.
[5] في ت: «ثم خرج» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «لا يدع شيئا من الإحسان» .
[8] في ت: «معهم» .
[9] في ت: «ضرب أرقابكم بما آتيتم إلي» .
[10] في ت: «وكلفتموهم» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] تاريخ الطبري 9/ 413، 414.
[13] في ت: «فلما كان العيد» .
[14] في ت: «لواء» .
وفي الأصل: «لولوه» .
(12/87)
سبحانه استنقذهم من ذلك، وأنه يريد أن يرفع
أقدارهم ويملكهم العبيد والأموال والمنازل، ويبلغ بهم أعلى الأمر، ثم
حلف لهم على ذلك، وكانوا جمعا كبيرا، وليس لهم إلا [1] ثلاثة أسياف
وأهدي له فرس فلم يجد له سرجا ولا لجاما، فركبه بحبل وسنفه بليف [2] .
وما زال ينتقل من مكان إلى مكان ويأخذ ما يقدر عليه، وينتهب السلاح
وغيره حتى صار لَهُ قوة، وخاف الموالي منه أن يردهم إلى مواليهم، فحلف
لهم ويوثق من نفسه، وَقَالَ: ليحط بي منكم جماعة، فإن أحسوا مني غدرا
فليقتلوني [3] . وأعلمهم أنه لم يخرج لعرض الدنيا بل غضبا للَّه عز
وجل، ولما رأى من فساد الدين [4] .
وجاءه يهودي فسجد له وزعم أنه يجد صفته في التوراة.
ومر على قرية [5] فخالفوه، فانتهب منها مالا عظيما، وجوهرا كثيرا،
وغلمانا ونسوة، وذلك أول سبي سباه، وما زال يعيث وينتهب فجاءه رجل [6]
من أهل البصرة فسأله عن البلالية والسعدية، فقال: إنما جئت إليك
برسالتهم يسألونك شروطا، فإن أعطيتهم إياها سمعوا لك وأطاعوا. فأعطاهم
ما سألوا، وكان يحارب فله وعليه، إلى أن اجتمع عليه خلق [7] كثير من
أهل البصرة، فقال اللَّهمّ إن هذه ساعة النصرة [8] فأعني.
فزعموا [9] أنه رأى طيورا بيضاء فأظلتهم [10] .
__________
[1] في ت: «إلا» .
[2] في الأصل: «وشقه بحبل ليف» .
والسناف: حبل يشد من التصدير إلى خلف الكركرة حتى يثبت التصدير.
[3] في ت: «فليفتكوا بي» وكذلك في الطبري.
[4] تاريخ الطبري 9/ 416- 419.
[5] في ت: «بقرية» .
[6] في ت: «فقدم عليه رجل» .
[7] في ت: «جمع» .
[8] في ت: «العسرة» .
[9] في ت: «فزعم» .
[10] في ت: «قد أظلت بجمع» .
(12/88)
وكان سبب هزيمة أعدائه وقتلهم [1] ، فقوي
عدو الله، ودخل رعبه في قلوب أهل البصرة، وكتبوا إلى السلطان يخبرونه
خبره، فوجه جعلان التركي، ونزل الخبيث سبخة وأمر [2] أصحابه باتخاذ
الأكواخ وبثهم في القرى يغيرون [3] .
وحج بالناس في هذه السنة علي بن الحسن بن إسماعيل بْن العباس بْن
مُحَمَّد [4] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1566- أحمد بن عَبْد اللَّهِ بن أبي الغمر [5] عمر بن عَبْد
الرَّحْمَنِ.
مولى بني سهم، يكنى: أبا جعفر، وكان ثقة، مقبولا عند القضاء.
توفي في ربيع الأول من هذه السنة.
1567- إبراهيم بن الحسين [6] بن ديزيل الهمداني [7] .
سمع من عفان [بن مسلم] [8] ، وكان كثير الطلب للحديث، منهمكا في
كتابته.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بن وهب الدينَوَريّ: كنا نذاكر إبراهيم بن الحسين
بالحديث فيذاكرنا بالقمطر، وكان يذاكر بالحديث الواحد [9] فيقول عندي
منه قمطر.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أَحْمَد السمرقندي قَالَ: سمعت أبا القاسم يوسف
بن الحسن
__________
[1] «وقتلهم» ساقطة من ت.
[2] في ت: «وأخذ» .
[3] في ت: «يفرون» .
وانظر الطبري 9/ 437.
[4] تاريخ الطبري 9/ 437.
[5] في ت: «بن أبي العمر» .
[6] في ت: «بن الحسن» .
[7] تذكرة الحفاظ 2/ 608- 610. ترجمة رقم 633.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في ت: «بحديث واحد» .
(12/89)
اليفكري يقول: سمعت أبا علي الحسن بن علي
بن بندار الزنجاني يقول: قَالَ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني:
كتبت في بعض الليالي الحديث، فجلست كثيرا، وكتبت ما لا أحصيه حتى
أعييت، ثم خرجت أتأمل السماء، فكان أول الليل، فأتممت حزبي، وأصبحت
وصلينا الصبح، ثم حضرت باب حانوت تاجر، وكان هو ذا [1] يكتب حسابا،
ويؤرخه بيوم السبت، فقلت: سبحان اللَّه، أليس اليوم يوم الجمعة؟ فضحك
وَقَالَ: لعلك لم تحضر أمس الجامع، فراجعت نفسي، فإذا أَنَا قد كتبت
ليلتين ويوما.
1568- إسماعيل بن يوسف، أبو علي الديلمي [2]
كان أحد العباد الورعين والزهاد [المتقللين] [3] ، وكان حافظا للحديث
بصيرا [به] [4] ، ثقة في روايته. جالس أَحْمَد بن حنبل ومن بعده من
الحفاظ، وحدث عن مجاهد بن موسى. روى عنه: الْعَبَّاس بن يوسف الشكلي.
أَخْبَرَنَا القزاز [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي أبو بكر بن
ثابت قَالَ: أخبرني الجوهري [قَالَ:] أخبرني مُحَمَّد بن العباس
[قَالَ:] حَدَّثَنَا أبو الحسين بن المنادي قَالَ:
وإسماعيل الديلمي كان من خيار الناس وذكر [لي] أنه [كان] [5] يحفظ
أربعين ألف حديث، قالوا: وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدا مُحَمَّد
[6] بن أشكاب [الْحَافِظ] [7] فيذاكره بالمسند، وكان إسماعيل من أشهر
الناس [8] بالزهد والورع والتميز
__________
[1] «هو ذا» ساقطة من ت.
[2] تاريخ بغداد 6/ 274- 276.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «الجانب الشرقي يذاكر أحمد ... » .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] بعد هذا في الأصل زيادة: «وكان من» .
(12/90)
بالصون، وأما مكسبه [1] فكان من المساهرة
في الأرجاء [2] .
أَخْبَرَنَا القزاز [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عمر النهرواني [قال:] حدثنا المعافى بن زكريا
[قال:] حدثنا مُحَمَّد بن مخلد العطار [قَالَ:] حَدَّثَنَا حامد بن
مُحَمَّد بن الحَكَم [قَالَ] [3] حَدَّثَنَا كردان قَالَ: قَالَ
إسماعيل الديلمي:
اشتهيت حلواء وأبلغت شهوته [4] إلي، فخرجت من المسجد بالليل لأبول [5]
فإذا [على] جنبتي الطريق أخاذين حلواء، فنوديت: يا إسماعيل، هذا الذي
اشتهيت، وإن تركته خير [6] لك. فتركته [7] :
قال ابن مخلد: قد كتبت أنا [8] عن كردان: كان يكون بقنطرة بني زريق،
وقد [9] رأيت إسماعيل الدَّيْلَميّ هذا من خيار المسلمين [، وكان ما
شئت من رجل، رأيته عند أبي جعفر بن إشكاب. قَالَ المعافى إسماعيل
الديلمي كان من خيار المسلمين] [10] والناس يزورون قبره وراء قبر معروف
الكَرْخي، بينهما قبور يسيرة، وحدثني بعض شيوخنا أنه كان حافظا للحديث
كثير السماع، وإنه كان يذاكر بسبعين ألف حديث [11] .
1569- سهل بن مُحَمَّد أبو حاتم السجستاني [12] .
كان عالما باللغة والشعر، كثير الرواية عن أبي زيد، وأبي عبيدة، قرأ
كتاب
__________
[1] في الأصل، ت: «مسكنه» .
[2] تاريخ بغداد 6/ 275.
[3] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[4] في ت: «شهرته» .
[5] في ت: «لا يزال» .
[6] في ت: «وإن تركته كان خيرا لك» .
[7] تاريخ بغداد 6/ 275، 276.
[8] في ت: «لنا» .
[9] في ت: «وقال» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] تاريخ بغداد 6/ 276.
[12] تهذيب الكمال ترجمة 556. وتهذيب التهذيب 4/ 257. والتقريب 1/ 337
والجرح والتعديل 4/ 204. والأنساب 7/ 86.
(12/91)
سيبويه على الأخفش مرتين، وكان حسن العلم
بالفروض، وإخراج المعمى [1] ، وله شعر جيد، وعليه يعتمد ابن دريد في
اللغة.
توفي فِي هذه السنة.
1570- عَبْد اللَّهِ [2] بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن الفضل بن بهرام بن
عبد الصمد، أبو مُحَمَّد السَّمَرْقَنْديّ الدارمي [3] .
من بني دارم بن مالك بن حنظلة، ولد سنة إحدى وثمانين ومائة، رحل في طلب
الحديث، وسمع من أبي نعيم [4] ، والحميدي، وأبي اليمان، وغيرهم. [وبرع
في علم الحديث] [5] وحفظ وأتقن، وجمع الثقة، والصدق [6] ، والورع،
والعفاف، والزهد، والعقل الكامل. وألح عليه السلطان في قضاء سمرقند
فتقلده، وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي. وصنف «المسند» و «التفسير» و
«الجامع» . وحدث عَنْهُ: بندار، ومسلم بن الحجاج، والترمذي وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ [قَالَ] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ [أَحْمَدُ
بْنُ علي] الخطيب قال: أخبرني محمد بن أَحْمَد بن يعقوب [ح] .
وأنبأنا زاهر بْن طاهر [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الحسين
البيهقي [قَالَ] [7] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ النيسابوري،
قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد [8] بن يوسف الفقيه يقول:
__________
[1] في ت: «المعنى» .
[2] في ت: «عبيد الله» .
[3] تاريخ بغداد 10/ 29- 32.
[4] في الأصل: «ابن أبي نعيم» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «الفقه والصدق» .
وفي ت: «الثقة والحذق» .
[7] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[8] «بن محمد» ساقطة من ت.
(12/92)
سَمِعْتُ أبا القاسم عمرو بن مُحَمَّد
الأنصاري يقول: سمعت أبا الفضل مُحَمَّد بن إبراهيم يقول [1] :
كنت عند أَحْمَد بن حنبل فذكر عَبْد اللَّهِ [2] بن عَبْد الرَّحْمَنِ،
فقال: ذلك السيد [ثم قَالَ أَحْمَد:] [3] عرض علي الكفر فلم أقبل [4]
وعرضت [5] عليه الدنيا فلم يقبل [6] .
توفي يوم عرفة وكان يوم الجمعة من هذه السنة، وهو ابن خمس وسبعين [7]
سنة، وقيل توفي سنة خمسين، ولا يصح [8] .
1571- عبيد بن [9] مُحَمَّد بن القاسم [أبو مُحَمَّد الوراق] [10]
النيسابوري [11] .
سكن بغداد [12] وحدث بها عن أبي النفر هاشم [13] بن القاسم، وبشر
الحافي.
روى عنه: ابن أبي الدُّنَيا، والباغندي. وكان ثقة. وتوفي في هذه السنة.
1572- عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ البصري [14] .
كان جده أسود جمالا، وكان هو من متكلمي المعتزلة، وهو تلميذ أبي إسحاق
__________
[1] «سَمِعْتُ أبا القاسم عمرو بن مُحَمَّد الأنصاري يقول: سمعت أبا
الفضل مُحَمَّد بن إبراهيم يقول:» ساقطة من ت.
[2] في ت: «فذكروا عبد الرحمن» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في الأصل، ت: «فلم يقبل» .
[5] في تاريخ بغداد «وعرض» .
[6] تاريخ بغداد 10/ 30، 31.
[7] في ت: «وتسعين» .
[8] انظر تاريخ بغداد 10/ 32.
[9] في ت: «عبيد الله» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] تاريخ بغداد 11/ 97.
[12] «بغداد» ساقطة من ت.
[13] في الأصل: «النظر بن هشام» .
[14] تاريخ بغداد 12/ 212- 220.
(12/93)
النظام، والناس يعجبون بتصانيفه زائدا في
الحد، وليس الأمر كذلك، بل له جيد ورديء.
حَدَّثَنَا أبو منصور عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد [1] أخبرنا أبو
بكر أحمد بن علي [الخطيب قال:] [2] أخبرنا الحسن [3] بن محمد الخلال
[قَالَ:] حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن عمران [قال:]
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا [5] يموت بن المزرع
[6] قَالَ:
قَالَ لنا عمرو بن بحر الجاحظ: ما غلبني قط إلا رجل وامرأة.
فأما الرجل: فإني كنت مجتازا في بعض الطرق [7] ، فإذا أنا برجل قصير
بطين [8] . كبير الهامة، طويل اللحية، متزر بمئزر، وبيده مشط يسقي [به]
[9] شقه ويمشطها به، فقلت في نفسي: رجل قصير بطين ألحى فاستزريته [10]
، فقلت: [أيها] [11] الشيخ، قد قلت فيك شعرا. فترك المشط من يده،
وَقَالَ: قل. فقلت:
كأنك صعوة في أصل حش ... أصاب الحش طش بعد رش
فقال لي: اسمع جواب ما قلت. فقلت: هات. فقال [12] :
كأنك كندب في ذنب كبش ... مدلدلة وذاك الكبش يمشي [13] .
__________
[1] في ت: «أخبرنا القزاز قال» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[3] في الأصل: «الحسين» .
[4] في الأصل: «محمد بن أحمد» .
[5] في ت: «وحدثنا» .
[6] في الأصل: «طوق بن المزروع» .
[7] في ت: «في بعض الطريق» .
[8] «بطين» ساقطة من ت.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] كتبت في الأصل بدون نقط.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] «فقال» ساقطة من ت.
[13] في تاريخ بغداد: «تدلدل هكذا والكبش يمشي» .
(12/94)
وأما المرأة: فإني كنت مجتازا في بعض
الطرقات، فإذا أنا بامرأتين، وكنت راكبا على حمارة، فضرطت الحمارة،
فقالت إحداهما للأخرى: وي، حمارة الشيخ تضرط. فغاظني قولها فأعننت [1]
ثم قلت لهما: إنه ما حملتني أنثى قط [2] إلا وضرطت. فضربت يدها على كتف
الأخرى وقالت: [لقد] [3] كانت أم هذا منه في جهد جهيد [4] تسعة أشهر
[5] .
أَخْبَرَنَا [أَبُو] مَنْصُورٍ [6] الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أحمد بن علي [بن ثابت] [7] قَالَ:
أَخْبَرَنَا الصيمري [قَالَ:] أَخْبَرَنَا المرزباني [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا [أبو بكر] [8] الجرجاني، حَدَّثَنَا المبرد قَالَ: دخلت
على الجاحظ في آخر أيامه [9] ، وهو عليل، فقلت له [10] :
كيف أنت؟ قَالَ: [11] كيف يكون من نصفه مفلوج، فلو نشر بالمناشير ما
أحس به، ونصفه الآخر منقرس، فلو طارت الذبابة [12] بقربه لآلمته،
والآفة فِي جميع هذا أني جزت التسعين [13] ، ثم أنشدنا [يقول] [14] :
أترجو أن تكون وأنت شيخ ... كما قد كنت أيام الشباب
__________
[1] «فأعننت» ساقطة من ت.
[2] «قط» ساقطة من ت.
[3] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[4] في ت: «تسعة أشهر في جهد جهيد» .
[5] تاريخ بغداد 12/ 216.
[6] في ت: «أخبرنا القزاز» .
وفي الأصل: «أخبرنا منصور القزاز» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي ت: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت» .
[8] ما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[9] «في آخر أيامه» ساقطة من ت.
[10] «له» ساقطة من ت.
[11] في ت: «كيف نجدك فقال» .
[12] في ت وتاريخ بغداد: «فلو طار الذباب بقربة لآلمه» .
[13] في ت: «السبعين» .
[14] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/95)
لقد كذبتك نفسك لبس ثوب ... دريس كالجديد
[1] من الثياب [2]
توفي الجاحظ في محرم هذه السنة.
1573-[مُحَمَّد] [3] المعتز باللَّه بن المتوكل على الله [4] :
خلعوه وحبسوه [5] ومنعوه الطعام [والشراب] [6] حتى مات على ما سبق في
الحوادث، وذلك لليلتين خلتا من شعبان هذه السنة، فبقي في الولاية أربع
سنين وثمانية [7] أشهر وثلاثة وعشرين يوما. وقيل: ثلاث سنين وستة أشهر،
وثلاثة عشر يوما [8] . وكان عمره أربعة وعشرين سنة.
1574- الفضل بن سهل بن إبراهيم بن العباس الأعرج [9] .
مولى بني هاشم، سمع حسينا الجعفي، وشبابة. روى عنه: البخاري، ومسلم في
الصحيحين، وكان شديد الذكاء والفطنة، من الثقات الأخيار.
توفي في صفر من [10] هذه السنة.
1575- مُحَمَّد بن عبد الرحيم بن أبي زهير، أبو يحيى البزار [11] .
يعرف بصاعقة، وإنما سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ. [ولد سنة خمس
وثمانين ومائة، وأصله فارسي] [12] .
__________
[1] في الأصل: «ثوب جديد كالدريس» .
[2] تاريخ بغداد 12/ 219.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] الكامل لابن الأثير 7/ 32، 37. والطبري 11/ 69- 81. وتاريخ
اليعقوبي 3/ 217. والأغاني 9/ 300. وتاريخ بغداد 2/ 119. ومروج الذهب
2/ 311- 319. وفوات الوفيات 2/ 184.
[5] «وحبسوه» ساقطة من ت.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «وستة» .
[8] «وقيل: ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة عشر يوما» . ساقطة من ت.
[9] تاريخ بغداد 12/ 364، 365.
[10] «صفر من» ساقطة من ت.
[11] تاريخ بغداد 2/ 363، 364.
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/96)
سمع عَبْد اللَّهِ بن موسى وعبد الوهاب بن
عطاء [1] وأسود بن عامر، وقبيصة، وغيرهم. وكان عالما حافظا متقنا ضابطا
[ثقة] [2] حدث عنه البخاري في صحيحه وغيره. وتوفي في شعبان هذه السنة
وله سبعون سنة.
1576- مُحَمَّد بن كرام، أبو عَبْد اللَّهِ السجزي [3] .
ولد بقرية من قرى [4] زريح، ونشأ بسجستان، ثم دخل بلاد خراسان، وسمع
الحديث، وأكثر الرواية عن أحمد بن عبد الله الجويباري، ومحمد بن تميم
الفاريابي، وكانا كذابين، وقد صرح في كتبه بأن الله جسم [تعالى عن ذلك]
[5] ومن مذهب الكرامية: أن الله سبحانه مماس لعرشه، وأن ذاته محل
للحوادث، [في هذيانات] [6] ، فلا هو سكت سكوت الزاهدين، ولا تفلق بكلام
المتكلمين.
وذكره أبو حاتم بن حبان الْحَافِظ [7] في كتاب «المجروحين» فقال: كأنه
خذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها [8] ثم جالس
الجويباري، ومحمد بن تميم [9] ، ولعلهما [قد] [10] وضعا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعلى [11] الصحابة والتابعين مائة ألف حديث، ثم
جالس أَحْمَد [12] بن حرب الأصفهاني بنيسابور، فأخذ عنه التقشف، ولم
يكن يحسن العلم، ولا الأدب، أكثر كتبه المصنفة صنّفها له
__________
[1] في ت: «سمع عبد الوهاب بن عطاء، وعبد الله بن موسى» .
وفي الأصل: «سمع عبد الله بن موسى وعبد الله به عطاء» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ميزان الاعتدال 4/ 21.
[4] في ت: «من قرية من قرى» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «الحافظ» ساقطة من ت.
[8] الميزان 4/ 21.
[9] في ت: «نعيم» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] «وعلى» ساقطة من ت.
[12] في ت: «محمد بن حرب» .
(12/97)
مأمون بن أَحْمَد السلمي، وكان تلميذه.
وذكره أبو عَبْد اللَّهِ الحاكم فقال: جاور بمكة خمس سنين، ثم انصرف
إلى سجستان، فباع ما كَانَ يملكه بمال وانصرف إلى نيسابور، فحبسه
[مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن] طاهر [1] ، فلما أطلقه خرج إلى ثغور
الشام، ثم عاد إلى نيسابور فحبسه مُحَمَّد بن [عَبْد اللَّهِ بن] [2]
طاهر، وطالت محنته، وكان يغتسل كل جمعة، ويتأهب للخروج إلى الجامع، ثم
يقول: للسجان: أتأذن لي في الخروج؟ فيقول: لا، فيقول:
اللَّهمّ إنك تعلم أني بذلت مجهودي، والمنع من غيري. ومكث بنيسابور
أربع عشرة سنة، ثمانية منها في السجن، وكان يلبس في أول أمره [3] مسك
ضان مدبوغ غير مخيط، وكان [4] عَلَى رأسه قلنسوة بيضاء، ويجلس فيعظ
ويذكر.
خرج من نيسابور في شوال سنة إحدى وخمسين [ومائتين] [5] ، وتوفي ببيت
المقدس في صفر سنة خمس وخمسين [6] ودفن بباب أريحاء بقرب يحيى بن زكريا
عليهما السلام وكان [7] أصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا.
1577- مُحَمَّد بن عمران بن زياد [8] بن كثير أبو جعفر الضبي النحوي
الكوفي [9] .
مؤدب عَبْد اللَّهِ بن المعتز، حدث عن أبي نعيم، وأحمد بن حنبل،
وغيرهما.
وكان الغالب عليه الأخبار وما يتعلق بالأدب، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:]
أخبرنا أبو بكر [10] بن علي بن ثابت
__________
[1] في الأصل: «طاهر بن عبد الله» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ت: «وكان في أول أمره يلبس» .
[4] «وكان» ساقطة من ت.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «وتوفي ببيت المقدس في صفر سنة خمس وخمسين» ، ساقطة من ت.
[7] في ت: «وتوفي» .
[8] في الأصل: «محمد بن زياد بن عمران» .
[9] تاريخ بغداد 3/ 132، 133.
[10] في ت: «أبو أحمد» .
(12/98)
[قَالَ:] أَخْبَرَنَا علي بن المحسن
القاضي، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ الدوري، حَدَّثَنَا [1]
أَحْمَد بن عبد العزيز الجوهري قَالَ: كان مُحَمَّد بن عمران الضبي على
اختيار [2] القضاة للمعتز فاجتمع إليه القضاة والفقهاء، وكان الضبي قبل
ذلك معلما، فنعس، ثم رفع رأسه فقال: تهجوا [3] . قَالَ الجوهري: وكان
شيخا طوالا [4] يحفظ حديثا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وكان يحفظ الأخبار والملح [5] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [6] أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بن علي أخبرنا محمد بن [7] علي بن يعقوب القاضي [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر التميمي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أبي
السري [8] قَالَ: قَالَ لي ابن عرابة المؤدب: حكى لي مُحَمَّد بن عمر
الضبي أنه حفظ ابن المعتز- وهو يؤدبه- النازعات، وقَالَ له: إذا سألك
أمير المؤمنين أبوك: في أي شيء أنت؟ فقل: أنا في السورة التي تلي عبس،
ولا تقل أنا في [9] النازعات. فسأله أبوه: في أي شيء أنت؟ فقال: أنا
[10] في السورة التي تلي عبس. فقال له: من علمك هذا؟ قَالَ:
مؤدبي. فأمر له بعشرة آلاف درهم [11] .
__________
[1] في ت: «أخبرنا» .
[2] في الأصل بدون نقط.
[3] في ت: «يهجوا» .
[4] في الأصل: «حلوا» .
[5] تاريخ بغداد 3/ 133.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «محمد بن» ساقطة من ت.
[8] في تاريخ بغداد: «بن السري» .
[9] «أنا» ساقطة من ت.
[10] «أنا» ساقطة من ت.
[11] تاريخ بغداد 3/ 133.
(12/99)
ثم دخلت سنة ست
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن موسى بن بغا دخل سامراء يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم،
والمهتدي [يومئذ] [1] قد جلس للمظالم، فأقاموه عن مكانه وحملوه على
دابة من دواب الشاكرية، وانتهبوا ما كان في الجوسق من دواب الخاصة،
فأدخلوه دارا، فجعل المهتدي يقول لموسى: ما تريد؟ ويحك [2] ، اتق الله
عز وجل [3] ، فإنك تركب أمرا عظيما. فقال موسى: ما نريد إلا خيرا.
فأخذوا عَلَيْهِ العهود والمواثيق أنه لا يمالي صالحا عليهم، ولا يضمر
لهم إلا مثل ما يظهر ففعل ذلك، فجددوا له البيعة ليلة الثلاثاء لاثنتي
عشرة ليلة خلت من المحرم. وأصبحوا يَوْم الثلاثاء، فوجهوا إلى صالح أن
يحضرهم، فوعدهم أن يحضر [4] ، ثم استتر، فأظهر النداء عَلَيْهِ [5] ،
ثم قتل لثمان بقين من صفر [6] .
وولى [7] سليمان بن عَبْد اللَّهِ بن طاهر بغداد والسواد، ووجّه إليه
بخلع
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «ويحك، ما تريد» .
[3] «عز وجل» ساقطة من ت.
[4] «أن يحضر» ساقطة من ت.
[5] «عليه» ساقطة من ت.
[6] تاريخ الطبري 9/ 438، 439.
[7] في الأصل: «وولى عليهم» .
(12/100)
كثيرة، وكان الأتراك قد تحدثوا بخلع
المهتدي [فبلغه] [1] ، فخرج إليهم متقلدا سيفا وَقَالَ: قد بلغني ما
أنتم عليه من أمر، والله ما خرجت إليكم إلا وأنا متخبط وقد أوصيت
لإخوتي [2] بولدي، وهذا سيفي، والله لأضربن به [3] ما استمسك قائمه في
يدي، ما هذا الإقدام على الخلفاء والجرأة على الله عز وجل، سواء عندكم
من أراد صلاحكم ومن إذا سمع عنكم بشيء دعا بأرطال من الشراب فشربها، ثم
تقولون إني أعلم علم صالح وما أعلم علمه [4] . قالوا: فأحلف لنا على
ذلك. قَالَ: نعم. فورد [5] مال فارس والأهواز ومبلغه تسعة عشر ألف
[ألف] [6] درهم وخمس مائة ألف درهم، فانتشر في العامة [أن القوم قد
عرفوا] [7] أن يخلعوا المهتدي ويقتلونه، فبعث المهتدي [8] إلى العسكر
ووعدهم الجميل، وكان المهتدي قد كسر جميع ما في القصر من الملاهي وآلات
اللعب.
وفي هذه السنة: وافى جعلان لحرب صاحب الزنج، فزحف بعسكره، فبقي بينه
وبين صاحب الزنج فرسخ فخندق [9] على نفسه، فأقام ستة أشهر، ولم يجد إلى
لقائه سبيلا لضيق الموضع بما فيه من النخل والدغل عن محال الخيل،
فكانوا إذا التقوا لم يكن بينهم إلا الرمي [10] بالنشاب والحجارة، فجاء
الزنج فبيتوا عسكر جعلان فقتلوا جماعة، فترك جعلان عسكره، وانضم إلى
البصرة، فظهر للسلطان عجزه، فصرف [11] ، وأمر سعيد الحاجب بالشخوص لحرب
الزنج.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «إلى إخوتي» .
[3] «به» ساقطة من ت.
[4] في ت: «عليه» .
[5] في ت: «وورد» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] «ويقتلونه، فبعث المهتدي» ساقطة من ت.
[9] في ت: «فحقدق» .
[10] في ت: «رمي» .
[11] في الأصل: «وانصرف» .
(12/101)
وفي هذه السنة: تحول صاحب الزنج من السبخة
التي كان نزلها [1] إلى الجانب الغربي من النهر المعروف [بأبي] الخصيب،
وأخذ أربعة وعشرين مركبا من مراكب البحر كانت قد اجتمعت تريد البصرة،
وكان يقول لأصحابه: لما بلغني قرب المراكب مني [2] نهضت للصلاة [3] ،
وأخذت في الدُّعَاء والتضرع، فخوطبت بأن قيل لي: قد أظلك فتح عظيم.
فالتفت فطلعت المراكب، فحواها أصحابي، وقتلوا مقاتليها وسبوا ما فيها
من الرقيق، وغنموا منها أموالا عظيمة [4] .
وفي هذه السنة: خلع المهتدي باللَّه لأربع عشرة خلت من رجب، وقتل، وفي
سبب خلعه [5] قولان:
أحدهما: أنه كتب إلى بعض الأتراك أن يقتل بعضهم فأطلع المأمور ذلك
الرجل على هذا، وقَالَ له: إذا قتلتك اليوم قتلت أنا غدا. قَالَ: فما
نصنع؟ قَالَ: ندير على المهتدي [6] ، فقدم [7] ذلك المأمور على
المهتدي، فقال له: ألم آمرك بقتل من أمرتك بقتله؟ فتعلل [عليه] [8]
فأمر بقتله فقتل ورمى رأسه إلى أصحابه، ووقع القتال بين الناس، وخرج
المهتدي يقاتل ويقول: يا معشر الناس، انصروا خليفتكم. فآل الأمر إلى أن
قتلوه.
والقول الثاني: أنه كان قد كتب رقعة بخطه: أنه متى غدر بهم أو اغتالهم
فهم في حل من بيعته، ولما كتب إلى بعضهم أن يقتل بعضا استحلوا نقض
بيعته، ودعوه إلى خلع نفسه، فأبى، فخلعوا أصابع يديه من كفيه، وأصابع
رجليه من قدميه، فورم ومات.
ويقال: [9] عذبوه بفنون العذاب، وأشهدوا على موته، وبايعوا المعتمد
[10] .
__________
[1] في ت: «تولها» .
[2] «مني» ساقطة من ت.
[3] في ت: «إلى الصلاة» .
[4] تاريخ الطبري 9/ 470، 471.
[5] في ت: «وسبب ذلك فيه» .
[6] «قَالَ: فما نصنع؟ قَالَ: ندير على المهتدي» ساقطة من ت.
[7] في ت: «فدخل» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في ت: «وقيل» .
[10] تاريخ الطبري 9/ 456- 469.
(12/102)
باب ذكر خلافة
المعتمد على الله عز وجل [1]
واسمه: أَحْمَد بن جعفر المتوكل [على الله] [2] بن المعتصم بن الرشيد،
ويكنى أبا العباس. ولد بسامراء سنة تسع وعشرين ومائتين [في أولها] [3]
، وأمه أم ولد رومية، يُقَالُ لها: فتيان، وكان أسمر رقيق اللون أعين
خفيفا، لطيف [4] اللحية جميلا، بويع يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت
من رجب هذه السنة، فولى الوزارة عَبْد اللَّهِ بن يحيى بن خاقان.
وللمعتمد أشعار حسان منها قوله [5] .
طال والله عذابي واهتمامي واكتئابي ... بغزال من بني الأصفر لا يغنيه
ما بي
أنا مغرى بهواه وهو مغرى بعذابي ... فإذا ما قلت صلني كان لا منه جوابي
وله:
عجل الحب بفرقه فبقلبي منه حرقة ... ما لك بالحب رقي وأنا أملك رقه
إنما يستروح الصبّ إذا أظهر عشقه
__________
[1] «عز وجل» ساقطة من ت.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «لطيف» ساقطة من ت.
[5] في ت: «فمنها» ، و «قوله» ساقطة من ت.
(12/103)
ذكر طرف من سيرته
أَخْبَرَنَا [مُحَمَّدُ] بْنُ نَاصِرٍ [قَالَ:] [1] أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بَطَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شِهَابٍ
[2] ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ [قَالَ:]
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ الْمُعْتَمِدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسَامَرَّاءَ فِي
رَمَضَانَ، فلما أمسينا دَعَا بِتَمْرٍ فَأَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةٍ،
ثُمَّ نَاوَلَ مَنْ حَضَرَ تَمْرَةً تَمْرَةً، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَني
أَبِي [قَالَ:] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ
أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ
يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ
فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمَرَاتٍ [3] حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ
مَاءٍ. ثم قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول:
حَدَّثَنَا عبد الرزاق، عن معمر، عن وهب بن منبه قَالَ: إن الصائم يزيغ
بصره، فإذا أفطر على الحلاوة رجع إليه بصره.
وروى أبو بكر الصولي قَالَ: حدثني أَحْمَد بن يزيد المهلبي قَالَ:
حدثني أبي قَالَ: كنا مرة [4] بين يدي المعتمد، فجعل يخفق نعاسا،
وَقَالَ: لا يبرحن أحد. ثم نام مقدار نصف ساعة، [5] وانتبه فقال:
احضروني من الحبس رجلا يعرف بمنصور الحمال، فأحضر، فقال: منذ [6] كم
أنت محبوس؟ فقال: منذ ثلاث سنين. قَالَ:
فأصدقني عن خبرك؟ قَالَ: أنا رجل من أهل الموصل، كان لي جمل أحمل
عَلَيْهِ وأعود بكراه على عائلتي، فضاق بالموصل المكسب [7] ، فقلت:
أخرج إلى سامراء، فإن العمل فيها [8] كثير، فخرجت، فلما قربت منها إذا
جماعة من الجند قد ظفروا بقوم
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «بن شاهين» .
[3] «تمرات» ساقطة من ت.
[4] في ت: «ليلة» .
[5] في ت: «ثم انتبه» .
[6] في ت: «من كم» .
[7] في ت: «فضاق المكسب بالموصل» .
[8] في ت: «العمل ثم كثير» .
(12/104)
يقطعون الطريق قد كتب صاحب البريد بعددهم،
وكانوا عشرة، فأعطاهم واحد من العشرة مالا على أن يطلقوه، فأطلقوه
وأخذوني مكانه، وأخذوا جملي، فسألتهم باللَّه وعرفتهم خبري، فأبوا
وحبسوني، فمات بعض القوم، وأطلق بعضهم، وبقيت وحدي.
فقال المعتمد: أحضروني خمس مائة دينار. فجاءوا بها. فقال: ادفعوها [1]
إليه [قَالَ:] فأخذها، وأجرى عليه ثلاثين دينارا في كُلّ شهر، وَقَالَ:
اجعلوا أمر جمالنا [2] إليه، ثم أقبل علينا، وَقَالَ: رأيت الساعة
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَد،
وجه الساعة إلى الحبس فأخرج منصور الجمال وأحسن إليه فإنه مظلوم [3] .
ففعلت ما رأيتم، ثم نام من وقته فانصرفنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي [قَالَ:] أَخْبَرَنَا
أبو القاسم عَلِي بْن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ، حدثني أبو
مُحَمَّد الصلحي قَالَ: حَدَّثَنَا أبو علي الكاتب الأترحي قَالَ:
حدثني أبو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بن أَحْمَد بن حمدان قَالَ:
انصرف جلساء المعتمد على الله ليلة [4] عنه وانصرفت إلى حجرة مرسومة لي
[5] في الدار اختص بِهَا، فلما انتصف الليل وأنا نائم إذا أنا بالخدم
[6] يدقون باب حجرتي ويوقظونني بشدة، فانزعجت فقالوا [7] : أجب أمير
المؤمنين. فأجبت وأنا مذعور، وقلت: إنا للَّه بلاء تجدد، فلما صرت
بحضرته قائما لم يستجلسني وَقَالَ: يا غلام صاحب الشرطة، الساعة قمت
فزعا. فحضر فقال لَهُ: في حبسك رجل يُقَالُ له [8] فلان بن فلان
الجمال. فقال له: نعم. قَالَ [9] : أحضره. فحضر. فقال له المعتمد:
__________
[1] في ت: «ادفعوها بها» .
[2] في ت: «من جمالنا» .
[3] في ت: «فإنه مظلوم وأحسن إليه» .
[4] «على الله ليلة» ساقطة من ت.
[5] في الأصل: «ربي» .
[6] في ت: «فإذا بالخدم» .
[7] في ت: «وقال» .
[8] «رجل يقال له» ساقطة من ت.
[9] «فقال له: نعم. قَالَ: أحضره، فحضر. فقال له المعتمد: بأي شيء
تعرف؟ قَالَ أنا فلان بن فلان الجمال قال» . ساقطة من ت وكتب بعضه على
الهامش.
(12/105)
بأي شيء تعرف؟ قَالَ: أنا فلان بن فلان
الجمال. قَالَ [1] : منذ كم حبست؟ قَالَ: منذ كذا وكذا. قَالَ: فِي أي
شيء؟ قَالَ: مظلوم. قَالَ: فاشرح لي قصتك. قَالَ: أنا رجل من أهل
الجبل، وكان يتقلدنا فلان بن فلان إلى الأمير فاستدعى إلى الحضرة يسخر
جمالي، فتظلمت إليه فلم ينفع، فخرجت أمشي وراء [2] الجمال إلى أن قربنا
من حلوان، فسل الأكراد منها جملا محملا، فضربني مقارع كثيرة وقيدني،
فقلت: ما ذنبي؟ قَالَ: أنت سرقت جملك [3] وأخذت ما كان عليه. فقلت:
غلمانك يعلمون أن الأكراد سلوه فقال الأكراد ما جاءوا [4] إلا بمواطأتك
ثم أمر [بي] [5] فحملت على بَعْض الجمال مقيدا، فلما وردت هذا البلد
طرحني في الحبس وملك الجمال، فقال: يا فلان، فحضر بعض الخدم فقال امض
الساعة إلى الأمير فلان [6] واقعد على دماغه، ولا تبرح أو يرد جمال هذا
عليه أو قيمتها على ما يقوله الجمال، وادفع ذلك إليه [7] وَقَالَ
للخادم ادفع إلى هذا الجمال كذا وكذا دينار أو كسوة، وأدخله الحمام،
وأطعمه واسقه [8] ، ثم قَالَ لصاحب الشرطة: لا تعرض له. ثم قَالَ له
[9] : في حبسك فلان بن فلان الحداد؟ قَالَ: نعم. قَالَ: هاته [10] .
فأحضره، فقال: ما قصتك؟ قَالَ: أنا رجل حبست ظلما منذ كذا وكذا سنة.
قَالَ: وما كان سبب حبسك؟ فقص قصة طويلة. فقال لصاحب الشرطة: خل عنه،
وَقَالَ للخادم: خذه فغير من حاله وأطعمه وأسقه، وأدخله الحمام واكسه،
وادفع إليه كذا وكذا دينارا [11] . وَقَالَ للشرطي: انصرف، ثم [12] رفع
__________
[1] «قمت فزعا فحضر..... فقال له المعتمد» مكان النقط ساقط من الأصل
وكتب على الهامش.
[2] في ت: «خلف» .
[3] في ت: «جمال» .
[4] في ت: «أخذوه» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «فلان الأمير» .
[7] في ت: «وادفع إليه ذلك» .
[8] «واسقه» ساقطة من ت.
[9] «لصاحب الشرطة: لا تعرض له. ثم قَالَ له» ساقطة من ت.
[10] «هاته» ساقطة من ت.
[11] «وأدخله الحمام واكسه، وادفع إليه كذا وكذا دينار» ساقطة من ت.
[12] في ت: «ورفع» .
(12/106)
رأسه وَقَالَ: الحمد للَّه الذي وفقني لهذا
الفعل [1] يا ابن حمدان [2] . فقلت: كيف تكلف أمير الْمُؤْمِنِين النظر
في هذا الأمر بنفسه [3] في مثل هذا الوقت، وانزعج من نومه؟
فقال: ويحك جاءني [4] رجل الساعة في النوم صفته كيت وكيت، [5] فقال: في
حبسك رجلان مظلومان يُقَالُ لأحدهما [6] فلان بن فلان الجمال، والآخر
فلان بن فلان الحداد، فأطلقهما وأنصفهما من خصومهما [7] ، وأحسن
إليهما. فانتبهت مذعورا، ولعنت إبليس، وصليت على رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتحولت إلى الجانب الآخر وقمت فرأيت الشخص
[8] بعينه، فقال لي [9] : ويلك، آمرك أن تطلق رجلين محبوسين [10]
مظلومين من حبسك قد [11] طال حبسهما، وأن تنصفهما من خصومهما ولا تفعل،
وترجع إلى نومك؟ [لقد] [12] هممت أن أفعل بك. قَالَ: وكاد يمد يده إلي.
فقلت: يا هذا، أرفق بي وقل لي من أنت. قَالَ: [أنا] [13] مُحَمَّد رسول
الله [قَالَ:] فكأني [قد] [14] قبلت يده، وقلت: يا رسول الله، ما
عرفتك. ولو كنت عرفتك ما تجاسرت على مخالفتك. قَالَ:
فقم [15] فعجل في أمرهما الساعة كما أمرتك [16] . فانتبهت فاستدعيتك
لتشاهد ما يجري،
__________
[1] في ت: «لهذا العمل» .
[2] في ت: «يا ابن حمدون» .
[3] «هذا الأمر بنفسه» ساقطة من ت.
[4] في ت: «رأيت» .
[5] في ت: «رأيت الساعة رجل من صفته كيت. وكيت قد جاءني» .
[6] «أحدهما» ساقطة من ت.
[7] «من خصومهما» ساقطة من ت.
[8] في ت: «الشيخ» .
[9] «لي» ساقطة من ت.
[10] «محبوسين» ساقطة من ت.
[11] في ت: «فقد:.
[12] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[13] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[14] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[15] في ت: «قم» .
[16] «كما أمرتك» ساقطة من ت.
(12/107)
وطلبت صاحب الشرطة، فجرى ما رأيت. فدعوت له
[1] وعظمت في نفسه ما جرى، وقلت: هذه عناية من رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا أمير المؤمنين، ومنة من الله عليه،
فليشكر الله.
فقال: امض فقد أزعجتك. فمضيت إلى حجرتي.
ولخمس بقين من رجب: دخل الزنج إلى الأبلة، فقتلوا فيها خلقا كثيرا،
منهم:
عَبْد اللَّهِ بن حُمَيْد الطوسي، وأحرقوها.
وفي هذا الشهر: قدم سعيد بن صالح المعروف [بالحاجب] [2] من قبل السلطان
لحرب الزنج، واستسلم أهل عبادان لصاحب الزنج، فسلموا إليه حصنهم، وذلك
أنهم رأوا ما فعل بأهل الأبلة، فضعفت قلوبهم، وخافوا على أنفسهم،
فأعطوا بأيديهم، فدخلها أصحابه فأخذوا من كَانَ فيها [3] من العبيد
والسلاح، ودخلوا الأهواز، فهرب أهلها، فدخلوا فأحرقوا وقتلوا [4] ،
ونهبوا وأخربوا، وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من رمضان، فانزعج
أهل البصرة لذلك، ورعبوا رعبا شديدا، وانتقل أكثر أهلها عنها.
وفي هذه السنة: ظهر بالكوفة علي بن زيد الطالبي، فبعث إليه [الشاه بن
ميكال في] [5] عسكر كثيف، فهزمهم، ووثب [6] مُحَمَّد بن واصل بن
إبراهيم التيمي من أهل فارس ورجل من أكرادها يُقَالُ له: أَحْمَد [7]
بن الليث بعامل فارس فقتلاه.
وفيها: شخص موسى بن بغا لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال من سامراء إلى
الري، وشيعه المعتمد.
[وحج بالناس في هذه السنة أَحْمَد بن عيسى بن المنصور] [8] .
__________
[1] «له» ساقطة من ت.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «من كان بها» .
[4] في ت: «فقتلوا وأحرقوا» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل والزيادة من تاريخ الطبري.
[6] في ت: «ووصب» .
[7] في ت: «محمد بن الليث» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/108)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1578- إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق التميمي [1] .
خراساني جوزجاني [2] ، قدم مصر، فكتب عنه.
وتوفي بدمشق في [3] هذه السنة.
1579- أيوب بن نصر بن موسى، أبو أَحْمَد العصفري [4]
بغدادي قدم مصر، وحدث بها [5] ، وتوفي في شعبان [6] هذه السنة.
1580- إدريس [7] بن عيسى، أبو مُحَمَّد القطان المخرمي [8]
حدث عن زيد بن الحباب، وأبي داود الجعفري. روى عنه ابن صاعد،
والباغندي، ولم يكن به بأس، وتوفي في هذه السنة.
1581- الحسن بن علي، أبو علي المسوحي [9]
حكى عن بشر الحافي. روى عنه الجنيد. ولم يكن له منزل يأوي إليه إنما
كان يأوي إلى مسجد [10] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا [أَحْمَدُ بْن عَلِيِّ بْن ثَابِتٍ] الْخَطِيبُ [قَالَ:
أخبرنا] [11] ابن رزق [12] إجازة [قَالَ:] أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي
قَالَ:
__________
[1] تهذيب الكمال ترجمة 68. وتهذيب التهذيب 1/ 181. والتقريب 1/ 46.
والجرح والتعديل 2/ 148.
[2] «جوزجاني» ساقطة من ت.
[3] «بدمشق في» ساقطة من ت.
[4] تاريخ بغداد 7/ 9.
[5] «وحدث بها» ساقطة من ت.
[6] «شعبان» ساقطة من ت.
[7] في الأصل: «الريس» .
[8] في الأصل: «المخزومي» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 12، 13.
[9] تاريخ بغداد 7/ 366، 367.
[10] في ت: «إلى المسجد» .
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] في الأصل: «ابن روق» .
(12/109)
حدّثني [1] الجنيد وابن مسروق وأبو أحمد
المغازلي، وَأَبُو مُحَمَّد الجريري [2] قالوا:
سمعنا حسنا المسوحي يقول: كنت أوي إلى باب الكنائس [3] كثيرا، وكنت
أقرب من مسجد، ثم أتفيأ فيه [4] من الحر وأستكن من البرد فدخلت يوما
وقد كظني الحر واشتد علي فحملتني عيني فنمت، فرأيت كأن سقف المسجد قد
انشق، وكأن جارية قد نزلت علي من السقف عليها قميص فضة يتخشخش، ولها
ذؤابتان، فجلست عند رجلي فقبضت رجلي عنها، فمدت يدها فنالت رجلي. فقلت
لها: يا جارية، لمن أنت؟
قالت: لمن دام على ما أنت عليه [5] .
1582- رزق الله بن موسى، أبو الفضل الإسكافي [6] .
حدث عن يحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن عيينة، وشبابة. روى عنه:
الباغندي، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وكان ثقة.
وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
1583- الزبير بن بكار بن عَبْد اللَّهِ [7] بن مصعب بن ثابت بن عبد
الله بن الزبير بن العوام، أبو عَبْد اللَّهِ الأسدي المديني [8]
[العلامة] [9] .
سمع سفيان بن عيينة، والنضر بن شميل، وأبا الحسن المدائني وخلقا كثيرا.
روى عنه ثعلب، وابن البراء [10] ، وابن أبي الدنيا، والبغوي، وابن
صاعد، وغيرهم.
__________
[1] في ت: «أخبرنا» .
[2] «وأبو محمد الجريريّ» ساقطة من ت.
[3] في ت: «الكنائس» .
[4] في ت: «وأقرب مسجد وكنت آوي فيه» .
[5] تاريخ بغداد 7/ 367.
[6] تاريخ بغداد 8/ 437.
[7] «بن عبد الله» ساقطة من ت.
[8] في ت: «المدني» .
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] تاريخ بغداد 8/ 467.
[10] في الأصل: «ابن البرار» والتصحيح من تاريخ بغداد. وهي ساقطة من ت.
(12/110)
وكان ثقة ثبتا عالما بالنسب، عارفا بأخبار
المتقدمين، وله «كتاب النسب» . ولي القضاء بمكة، وورد بغداد، فلما أراد
أن يحدث بها قال: أعرضوا عليّ [1] مستمليكم. فعرضوا عليه، فأتاهم [2] ،
فلما حضر أبو حامد [3] المستملي قَالَ له: من أنت؟ قَالَ: من [4] ذكرت
يا ابن حواري رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأعجبه،
واستملى عليه [5] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا [أَحْمَدُ بْن عَلِيِّ بْن ثَابِتٍ] [6] الْخَطِيبُ قَالَ:
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد [7] الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل
[قَالَ:] حَدَّثَنَا الحسين [8] بْن القاسم الكوكبي [قَالَ:]
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى المارستاني، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار
قَالَ: قَالَتِ [ابنة] [9] أختي لأهلها: خالي خير رجل لأهله، لا يتخذ
ضرة، ولا يشتري جارية. قَالَ: تقول المرأة: والله لهذه الكتب أشد علي
من ثلاث ضرائر [10] .
أَخْبَرَنَا [عَبْد الرَّحْمَنِ] القزاز [قَالَ:] أَخْبَرَنَا [أحمد بن
علي] الخطيب، أخبرنا أحمد بن الفرج [11] النهرواني [قَالَ:]
أَخْبَرَنَا الحسين [12] بْن مُحَمَّد بْن عبيد [13] الدقاق قَالَ:
سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الصيرفي يقول:
__________
[1] في ت: «أروني» .
[2] «فعرضوا عليه، فأتاهم» ساقطة من ت.
[3] في ت: «أبو حامل» .
[4] «من أنت؟ قال» ساقطة من ت.
[5] تاريخ بغداد 8/ 468.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في الأصل: «عبد الوهاب» .
[8] في ت: «إسماعيل بن القاسم» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] تاريخ بغداد 8/ 470، 471.
[11] في تاريخ بغداد: «بن روح» .
[12] في ت: «الحسن» .
وما بين المعقوفتين في السند ساقط من الأصل.
[13] «عبيد» ساقطة من ت.
(12/111)
سألت الزبير بن بكار- وقد جرى حديث
[النساء] [1]- منذ كم زوجتك معك؟
قَالَ: لا تسألني ليس يرد الْقِيَامَة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها
بسبعين كبشا [2] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ قَالَ:
أخبرني [أَحْمَد بن علي، أخبرني] [3] مُحَمَّد بن عبد الواحد، وعلي بن
أبي علي قالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن شاذان قَالَ: قَالَ
لنا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن سليمان الطوسي: توفي أبو عَبْد اللَّهِ
[4] الزبير [بن بكار] [5] قاضي مكة ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي
القعدة سنة ست وخمسين ومائتين، وقد بلغ أربعا وثمانين سنة، ودفن بمكة،
وحضرت جنازته، وصلى عليه ابنه مصعب، وكان سبب وفاته [6] : أنه وقع من
فوق سطحه، فمكث [7] يومين لا يتكلم، وتوفي [8] بعد فراغنا من قراءة
«كتاب النسب» عليه بثلاثة أيام [9] .
1584- عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بن المهاجر، أبو مُحَمَّد [10] .
ويعرف بفوزان [11] ، كان من أخص أصحاب أَحْمَد بن حنبل به، وكان يتقدمه
[12] ، ويكرمه، ويأنس إليه، ويستقرض منه، ومات أَحْمَد وله عنده [13]
خمسون دينارا، وأوصى أن تعطى من غلته، فلم يأخذها فوزان، وأحله منها.
وبعث إليه [14] يوما، فقال: قد وهب
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 8/ 471.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «أبو عبد الله» ساقطة من ت.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «موته» .
[7] في ت: «فبقي» .
[8] في الأصل: «ومات وتوفي» .
[9] تاريخ بغداد 8/ 471.
[10] تاريخ بغداد 10/ 79، 80.
[11] في الأصل: «بقوران» .
[12] في ت: «مقدمه» .
[13] في ت: «عليه» .
[14] في الأصل: «وجاءه» .
(12/112)
اللَّه لنا ولدا فإيش ترى أن أسميه [1] ؟
وحدث فوزان عن وكيع، وشعيب بن حرب، وأبي معاوية، وغيرهم. روى عنه:
جماعة منهم: البغوي، وابن صاعد: وَقَالَ الدارقطني: فوزان نبيل جليل.
توفي في رجب هذه السنة.
1585- عثمان بن صالح بن سعيد بن يحيى، أبو القاسم الخياط الخلقاني [2]
.
حدث عن يزيد بن هارون، ووهب بن جرير. روى عنه: ابن مخلد، وكان ثقة.
وتوفي في هذه السنة.
1586- مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة [3] ، أبو عَبْد
اللَّهِ الجعفي البخاري [4] .
صاحب «الجامع الصحيح» و «التاريخ» ولد يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث
عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة. وإنما قيل [5] له:
الجعفي، لأن أبا جده أسلم- وكان مجوسيا- على يدي يمان الجعفي [، وكان
يمان] [6] والي بخاري، فنسب إليه. ورحل مُحَمَّد بن إسماعيل في طلب
العلم، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق، والحجاز، والشام، ومصر،
وسمع بكر بن إبراهيم، وعبدان، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، وأبا
نعيم، وعفان، وأبا الوليد الطيالسي، والقعنبي، والحميدي، وعلي بن
المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلقا يطول ذكرهم.
وورد إلى بغداد دفعات. وحدث بها فروى عنه من أهلها: إبراهيم الحربي،
والباغندي، وابن صاعد، وغيرهم، وآخر من حدث عنه بها: الحسين بن إسماعيل
المحاملي.
__________
[1] في ت: «نسميه» .
[2] تقريب التهذيب 2/ 10.
[3] «بن المغيرة» ساقطة من ت.
[4] تاريخ بغداد 2/ 4- 34.
[5] في ت: «وإنما يقول» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/113)
ومهر البخاري في علم الحديث، ورزق الحفظ له
والمعرفة له [1] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز [قال:] أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] [2]
الخطيب قَالَ: حدثني عبد الغفار بن عبد الواحد [3] الأرموي [4] قَالَ:
حدثني مُحَمَّد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرني أَحْمَد بن
علي الفارسي حَدَّثَنَا [5] أَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد
قَالَ: سمعت جدي مُحَمَّد بن يوسُف [الفربري] [6] يقول [7] :
حَدَّثَنَا أبو جعفر مُحَمَّد بن أبي حاتم الوراق النحوي قَالَ: قلت
لأبي عَبْد الله مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء [8] أمرك في
طلب الحديث؟ قَالَ: ألهمت حفظ الحَدِيث وأنا في الكتاب، قلت: وكم أتى
عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر [9]
فجعلت أختلف إلى الداخلي [10] وغيره. فقال يوما فيما كان يقرأ للناس:
سُفْيَان، عن أبي الزبير، عن إبراهيم. فقلت [أنا] له: يا أبا [11]
فلان، إن [12] أبا الزبير لم يرو عن إِبْرَاهِيم. فانتهرني. فقلت له:
ارجع إلى الأصل إن كان عندك [13] . فدخل ونظر فيه، ثم خرج فقال لِي:
كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي، عن إبراهيم. فأخذ القلم [14]
مني وأحكم كتابه، وقَالَ: صدقت. فقال له بعض
__________
[1] «له» ساقطة من ت.
انظر تاريخ بغداد 2/ 4، 5.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «عبد الوهاب» .
[4] في ت: «الأرمني» .
[5] في ت: «وحدثنا» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ت: «قال» .
[8] في ت: «بدو» .
[9] في ت: «العشر سنين» .
[10] في ت: «الداجلي» .
[11] في ت: «قلت أنا: أبا فلان» .
[12] في ت: «أنا» .
[13] في الأصل: «معك» .
[14] في الأصل، «العلم» .
(12/114)
أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ قَالَ:
ابن إحدى عشرة سنة، فلما طعنت في ست عشرة حفظت كتب ابن المبارك، ووكيع،
ثم خرجت مع أمي [1] وأخي [أَحْمَد] [2] إلى مكة، فلما حججت رجع أخي،
وتخلفت بِهَا في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمانية عشرة سنة جعلت أصنف
قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وصنفت كتاب «التاريخ» [3] ذاك عند
قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليالي
المقمرة، وقل اسم في «التاريخ» إلا وله عندي قصة [4] ، إلا أني كرهت
تطويل الكتاب [5] .
وفي رواية ابن البخاري: كتب تراجم جامعة بين قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنبره [6] ، وكان يصلي لكل ترجمة
ركعتين. وَقَالَ: كتبت عن ألف شيخ. قال: وأخرجت هذا الكتاب من زهاء
ستمائة ألف حديث [7] ، وما وضعت [في كتاب الصحيح] حديثا إلا اغتسلت
[قبل ذلك] [8] وصليت ركعتين [9] .
قَالَ الفربري: سمع هذا الكتاب تسعون ألف رجل ما بقي أحد يرويه غيري
[10] .
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن القزاز [قَالَ:] أَخْبَرَنَا الخطيب أَحْمَدُ
[بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ] قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جميع الغساني [قَالَ:] حَدَّثَنَا
أَحْمَد بن مُحَمَّد بن آدم [قَالَ:] [11] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يوسف
قَالَ: كنت عند
__________
[1] في ت: «مع أبي» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «عند ذاك» .
[4] في الأصل: «قضية» .
[5] تاريخ بغداد 2/ 6، 7.
[6] في ت: «وخبره» .
[7] «حديث» ساقطة من ت.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] تاريخ بغداد 2/ 8، 9.
[10] تاريخ بغداد 2/ 9.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/115)
مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري في منزله ذات
ليلة، فأحصيت أنه قد قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثماني عشرة
مرة [1] .
وروي عنه بعض رفقائه أنه كان يختلف معهم إلى مشايخ البصرة وهو غلام،
ولا يكتب فسألوه بعد أيام: لم لا [2] تكتب. فقرأ عليهم جميع ما سمعوه
من حفظه [3] ، وكان يزيد على خمسة عشر ألف حديث، وكان بندار يقول: ما
قدم علينا مثل مُحَمَّد بن إسماعيل [4] .
ودخل مرة إلى مجلس بندار فما عرفه، فقيل له: هذا أبو عَبْد اللَّهِ.
فقام فأخذ بيده وعانقه، وَقَالَ: مرحبا بمن أفتخر به منذ سنين.
وَقَالَ أبو بكر [5] بن أبي شيبة، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ [6] بن نمير:
ما رأينا مثل مُحَمَّد بن إسماعيل.
وَقَالَ أبو بكر الأعين: كتبنا عن مُحَمَّد بن إسماعيل [7] على باب
مُحَمَّد بن يوسف الفريابي وما فِي وجهه شعرة [8] .
وَقَالَ أَحْمَد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل مُحَمَّد بن إسماعيل
البخاري [9] .
وَقَالَ إِسْحَاق بن راهويه، وعنده البخاري: يا معشر [10] أصحاب
الحديث، انظروا إلى هذا الشاب، واكتبوا عنه، فإنه [11] لو كان في زمن
الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفهمه.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 14.
[2] في ت: «بعد أيام ألا تكتب» .
[3] تكررت في الأصل «من حفظه» .
[4] تاريخ بغداد 2/ 14، 15.
[5] في ت: «محمد» .
[6] «بن عبد الله» ساقطة من ت.
[7] «وَقَالَ أبو بكر الأعين: كتبنا عن مُحَمَّد بن إسماعيل» ساقطة من
ت ومكانها: «رأيناه» .
[8] ) تاريخ بغداد 2/ 19.
[9] تاريخ بغداد 2/ 21.
[10] «يا معشر» ساقطة من ت.
[11] «فإنه» ساقطة من ت.
(12/116)
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا
[أَحْمَد بن علي الْحَافِظ] [1] الخطيب قَالَ: حدثني عَبْد اللَّهِ بن
أَحْمَد الصيرفي قَالَ: سمعت الدارقطني يقول: لولا البخاري ما ذهب مسلم
ولا جاء.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي
قَالَ: حدثني مُحَمَّد بن [أبي] الحسن الساحلي قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَد بن الحسن الرازي قَالَ: سمعت أبا أَحْمَد بن عدي الْحَافِظ [2]
يقول: سمعت عدة مشايخ يحكون أن [3] مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري قدم
إلى بغداد [4] فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث [5]
قلبوا [6] أسانيدها [7] ومتونها [8] وجعلوا متن هذا لإسناد آخر [9]
وإسناد هذا لمتن [10] آخر [11] ، ودفعوها إلى عشرة أنفس إلى كل رجل
عشرة [12] أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري،
فحضروا فانتدب رجل من العشرة فسأله عن حديث من تِلْكَ الأحاديث، فقال:
لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. فما زال يلقي عليه واحدا بعد
واحد، حتى فرغ من العشرة، والبخاري يقول: لا أعرفه. فكان بعض الفهماء
يقول: الرجل فهم. وبعضهم يقضي عليه بالعجز. ثم انتدب رجل آخر فسأله عن
[حديث من] [13] الأحاديث وهو يقول فِي الحديث [14] : لا أعرفه حتى فرغ
من عشرته،
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] «بن عدي الحافظ» ساقطة من ت وأثبتت من الهامش.
[3] في ت: «عن محمد» .
[4] في ت: «ببغداد» .
[5] «حديث» ساقطة من ت.
[6] في ت: «فقبلوا» .
[7] «أسانيدها» ساقطة من ت.
[8] في ت: «ومتونها وغيروا أسانيدها» .
[9] في ت: «ولا» .
[10] «هذا لمتن» ساقطة من ت.
[11] في ت: «آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر» .
[12] في ت: «كل رجل واحد عشرة» .
[13] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[14] «في الحديث» ساقطة من ت.
(12/117)
ثم الثالث، ثم الرابع، إلى تمام العشرة،
والبخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه، فلما فرغوا التفت البخاري إلى الأول
وَقَالَ: أما حديثك الأول فهو [1] كذا، والحديث [2] الثاني كذا،
والثالث [3] كذا، حتى أتى على [4] تمام العشرة، فرد كل متن إلى [5]
إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس [6]
بالحفظ، وأذعنوا له بالفضل. وكان ابن صاعد إذا ذكره يَقُولُ: الكبش
النطاح [7] !.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا الخطيب [أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ] [8] قَالَ: أَخْبَرَنِي الحَسَن بن مُحَمَّد
البلخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا [9]
أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، حَدَّثَنَا أبو سعيد بكر بن منير
قَالَ: كان حمل [10] إلى مُحَمَّد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان،
فاجتمع التجار بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم، فقال لهم:
انصرفوا الليلة. فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح
عشرة آلاف درهم، فردهم وَقَالَ: إني نويت البارحة أن أدفع إلى أولئك،
ولا أحب أن أنقض نيتي. فدفعها إليهم [11] .
أَخْبَرَنَا [عَبْد الرحمن] القزاز [قَالَ] أَخْبَرَنَا الخطيب
[أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن
مُحَمَّد الأشقر [قَالَ] : أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر البخاري
الْحَافِظ [قَالَ:] حَدَّثَنَا أبو عمرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ
قَالَ: سمعت بكر بن منير يقول:
__________
[1] «فهو» ساقطة من ت.
[2] «والحديث» ساقطة من ت.
[3] في ت: «والرابع» .
[4] في ت: «إلى تمام العشرة» .
[5] في ت: «على إسناده» .
[6] في الأصل: «فأقر الناس له» .
[7] تاريخ بغداد 2/ 20، 21.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «أخبرنا» ساقطة من ت.
[10] في ت: «كان قد حمل» .
[11] تاريخ بغداد 2/ 11.
(12/118)
سَمِعْتُ مُحَمَّد بن إسماعيل يقول: أرجو
أن ألقى الله [سبحانه] [1] ولا يحاسبني أن اغتبت أحدا [2] .
كان البخاري قد قَالَ: أفعال العباد مخلوقة. فقلت له: قد قلت لفظي
بالقرآن مخلوق. فقال: أنا لا أقول هذا، وإنما أقول أفعال العباد
مخلوقة. فهجره مُحَمَّد بن يحيى الذهلي، ومنع النَّاس من الحضور عنده،
واتفق أن خالد بن أَحْمَد الذهلي والي بخارى سأله أن يحضر عنده ليسمع
منه «الكتاب الصحيح» [ «والتاريخ» ] [3] فقال: أنا لا أذل [4] العلم،
إن أراد سماع ذلك فليحضر عندي. فاحتال عليه حتى نفاه من البلد، فمضى
إلى «خرتنك» وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها [5] ، فتوفي هناك
[6] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا [أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ] [7] الْخَطِيبُ
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا عبد الله بن عدي [8] قَالَ: سمعت
الحسن بن الحسين التمار [9] يقول: رأيت مُحَمَّد بن إسماعيل شيخا نحيف
الجسم، ليس بالطويل ولا بالقصير، توفي ليلة السبت عند صلاة العشاء،
وكانت ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر لغرة شوال سنة ست
وخمسين ومائتين، وعاش اثنتين وستين [10] سنة إلا ثلاثة عشر يوما [11] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين فيما سبق ساقط من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 2/ 13.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «فقال: إني لا أذن» .
[5] «منها» ساقطة من ت.
[6] تاريخ بغداد 2/ 33.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] في الأصل، ت: «عبد الله بن علي» .
[9] في ت: «الحسن بن الحسن البزاز» .
[10] في ت: «وسبعين» .
[11] تاريخ بغداد 2/ 6.
(12/119)
1587- مُحَمَّد المهتدي باللَّه أمير
المؤمنين [1] .
قد ذكرنا سبب خلعه وقتله فيما تقدم، وكان هلاكه يوم الثلاثاء لأربع
عشرة ليلة بقين من رجب هذه السنة، وكانت خلافته أحد عشر شهرا، وخمسة
عشر يوما. وقيل:
وسبعة عشر يوما، وبلغ من العمر ثمانيا وثلاثين سنة، وقيل سبعا وثلاثين،
وأربعة أشهر، وعشرة أيام. وقيل: إحدى وأربعين سنة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [قال:] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ [عَلِيِّ بْنِ]
ثَابِتٍ [قَالَ:
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي بكر قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن المتوكل على
الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان] [2] ، حدثني الْعَبَّاس
بن يعقوب، حدثني أَحْمَد بن سعيد الأموي قَالَ:
كانت لي حلقة وأنا بمكة [3] أجلس فيها في المسجد الحرام، ويجتمع إلي
فيها أهل الأدب، وإنا [يوما] [4] لنتناظر في شيء من النحو والعروض، وقد
علت أصواتنا وذلك في خلافة المهتدي، إذ وقف علينا مجنون، فنظر إلينا ثم
قَالَ:
أما تستحون [5] الله يا معدن الجهل ... شغلتم بذا والناس في أعظم الشغل
أمامكم أضحى قتيلا مجدلا ... وقد أصبح الإسلام مفترق الشمل.
وأنتم على الأشعار والنحو عكف ... تصيحون بالأصوات فلستم بذي [6] عقل
ثم انصرف المجنون، وتفرقنا، وقد أفزعنا ما ذكره المجنون، وحفظنا
الأبيات، فخبرت بذلك إسماعيل بن المتوكل، فحدث به قبيحة أم [7] المعتز
باللَّه فقالت: إن لهذا لنبأ فاكتبوا هذه الأبيات، وأرخوا هذا اليوم،
واطووا هذا الخبر عن العامة. ففعلنا، فلما كان يوم الخامس عشر ورد
الخبر من مدينة السلام بقتل المهتدي [8] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 347- 351.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ت: «كان لي حلقة بمكة» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ت: «أما تتقون الله» .
[6] في تاريخ بغداد: «في أست أم ذا عقل!» .
[7] في الأصل: «ابن المعتز» .
[8] تاريخ بغداد 3/ 350، 351.
(12/120)
1588- مُحَمَّد بن إبراهيم بن جعفر
الأنماطي [1] .
المعروف بمربع، صاحب يحيى بن معين. كان أحد الحفاظ الفهماء، وحدث عن
أبي سلمة التبوذكي [2] وأبي حذيفة النهدي، وأبي الوليد الطيالسي،
وغيرهم.
أخبرنا عبد الرحمن [قال] أخبرنا أحمد [بن علي بن ثابت] قَالَ: سمعت أبا
نعيم الْحَافِظ يقول: بلغني عن جعفر بن مُحَمَّد بن كزال قَالَ: كان
يحيى بن معين يلقب أصحابه، فلقب مُحَمَّد بن إبراهيم بمربع، والحسين
[3] بن مُحَمَّد بعبيد العجل، وصالح بن محمد جزرة [4] ، ومحمد بن صالح
[5] بكيلجة، وهؤلاء من كبار أصحابه [6] .
أَخْبَرَنَا [عَبْد الرَّحْمَنِ] القزاز [قَالَ] أخبرنا [أحمد بن علي
الخطيب [قال] ، حدثنا عَبْد اللَّهِ بن أَبِي الفتح [قَالَ]
أَخْبَرَنَا [أبو الحسن] [7] الدارقطني قَالَ: مُحَمَّد بن إبراهيم
الأنماطي المعروف بمربع كان حافظا بغداديا، له تصنيف وتاريخ، حدث عنه:
أبو مُحَمَّد بن صاعد وغيره [8] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] [9] الْقَزَّازِ
قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي الخطيب [قَالَ] ، أَخْبَرَنَا علي بن
مُحَمَّد السمسار، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بن عثمان الصفار [10]
قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد الباقي بن قانع: أن مُحَمَّد بن إبراهيم مربعا مات في
سنة ست وخمسين ومائتين [11] .
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 388.
[2] في الأصل: «التبوذنجي» .
[3] في ت: «الحسن» .
[4] في الأصل: «كزره» .
[5] «صالح» ساقطة من ت.
[6] تاريخ بغداد 3/ 388.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] تاريخ بغداد 3/ 388.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «الصفار» ساقطة من ت.
[11] تاريخ بغداد 3/ 389.
(12/121)
وَقَالَ [1] ابن مخلد: مات في ستة وثمانين.
وهذا غلط [2] لا يصح [3] .
1589- مُحَمَّد بن أبي فروة، أبو عَبْد اللَّهِ الشعباني [4] :
من بني شعبان، وبنو شعبان بن عمرو بن قيس من حمير، وأهل مصر إذا نسبوا
إليه يقولون: الأشعبوني، وأهل الكوفة يقولون: الشعبي، وأهل الشام
يقولون الشعباني، وأهل اليمن يقولون: ذي الشعين، وكلهم يريد شعبان [5]
بن عمرو.
روى محمد الحديث، وتوفي في هذه السنة.
__________
[1] في ت: «وقد قال» .
[2] في ت: «ولا يصح، هذا غلط» .
[3] تاريخ بغداد 3/ 388.
[4] الأنساب للسمعاني 7/ 340، 341.
وقد ذكر السمعاني ترجمة حفيده (7/ 341) .
[5] في الأصل: «سفيان» .
(12/122)
ثم دخلت سنة سبع
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه في أولها: ظفر صاحب الزنج بالأبلة، وأحرقها وقتل من الناس في ثلاثة
[1] أيام ثلاثين ألفا.
وأنه قدم رسول يعقوب بن الليث [في ربيع الآخر] [2] بأصنام من كابل، وأن
المعتمد عقد لأخيه أبي أَحْمَد على الكوفة، والبصرة، وبغداد، والسواد،
وفارس، والأهواز، وطريق مكة، والحرمين، وبلاد [3] اليمن، لاثنتي عشرة
خلت من صفر، ثم عقد له لسبع خلون من رمضان على بغداد، والسواد، وواسط،
وكور دجلة، والبصرة [والأهواز وفارس] [4] .
وفيها: أمر بغراج [5] باستحثاث سعيد الحاجب أن ينيخ بإزاء عسكر صاحب
[6] الزنج، فمضى وأوقع بهم وهزمهم، واستنقذ ما في أيديهم من النساء
والنهب، وأصابته جراحات [7] .
__________
[1] في ت: «وقتل في الناس من ثلاثة أيام» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «وبلاد» ساقطة من ت.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
تاريخ الطبري 9/ 476.
[5] «بفراج» ساقطة من ت.
[6] «صاحب» ساقطة من ت.
[7] تاريخ الطبري 9/ 476، 477.
(12/123)
ثم عاد إلى حرب الخبيث فعبر [إلى] غربي
دجلة فأوقع به وقعات في أيام متوالية، ثم لم يزل يحاربه باقي رجب [1]
وعامة شعبان [2] .
ثم أوقع الخبيث بسعيد [3] وأصحابه فقتلهم [4] .
وفيها: ظهر ببغداد في «بركة زلزل» علي خناق، قد قتل خلقا [كثيرا من
الرجال و] [5] النساء في دار كان ساكنها، فحمل إلى المعتمد، وأمر بضربه
فضرب ألفي سوط وأربع مائة سوط [6] فلم يمت حتى ضرب الجلادون أنثييه
بخشب العقابين، فمات، وصلب ببغداد، ثم أحرقت جثته [7] .
وفي يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شوال: غارت [8] خيل الزنج على
البصرة، فعاثوا وأحرقوا [ونهبوا] [9] ، وأخذ الناس السيف، فلا تسمع إلا
ضجيج الناس وتشهدهم وهم يقتلون [10] ، فقتلوا عشرين ألفا، أحرقوا
المسجد الجامع [11] .
وكان صاحب الزنج ينظر في حساب النجوم، فعرف انخساف [12] القمر، فقال
للناس: اجتهدت في الدعاء على أهل البصرة وابتهلت إلى الله تعالى في
تعجيل خرابها، فخوطبت وقيل لي: إنما أهل البصرة خبزة أكلها من جوانبها،
فإذا انكسر نصف
__________
[1] في ت: «في رجب» .
[2] تاريخ الطبري 9/ 477.
[3] «وعامة رجب، ثم أوقع الخبيث بسعيد» ساقطة من ت.
[4] تاريخ الطبري 9/ 478.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «مائة بغداد» .
[7] «جثته» ساقطة من ت.
تاريخ الطبري 9/ 479.
[8] في ت: «أغارت» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «وهم يقتلون» ساقطة من ت.
[11] تاريخ الطبري 9/ 481.
[12] في ت: «انكساف القمر» .
(12/124)
الرغيف خربت البصرة، فأولت انكسار الرغيف
انكساف القمر [1] فعقب هذا إغارة أصحابه على أهَلِ البصرة [2] . وكان
الخبيث قد بعث من يأخذ أموال الأغنياء، ويقتل من لا شيء له، فهرب
النَّاس على وجوههم، فكان الخبيث يقول: دعوت على أهل البصرة في غداة
اليوم الذي دخلها فِيهِ أصحابي، واجتهدت في الدعاء [وسجدت] [3] فرفعت
إلي البصرة، فرأيتها، ورأيت أصحابي يقاتلون فيها، فعلمت أن الملائكة
تولت إخرابها [4] تعين أصحابي [5] ، وأن الملائكة لتنصرن أصحابي [6] ،
وتثبت من ضعف قلبه من أصحابي. ولقد عرضت علي النبوة فأبيتها، لأن لها
أعباء خفت أن لا أطيق حملها.
فلما انتهى الخبر إلى السلطان بعث محمدا المولد من سامراء لحرب صاحب
الزنج يوم الجمعة لليلة خلت من ذي القعدة [7] .
وفيها: وثب بسيل الصقلبي على ميخائيل بن توفيل ملك الروم، فقتله، وكان
ميخائيل قد تَفَرَّدَ بالمملكة أربعا وعشرين سنة، وتملك الصقلبي بعده
على الروم [8] .
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن إسحاق بن إسماعيل بن العباس بن
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس [9] .
__________
[1] في ت: «انكسار نصف الرغيف انكساف نصف القمر.
[2] في ت: «عليها» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «خرابها» .
[5] «تعين أصحابي» ساقطة من ت.
[6] في الأصل: «لتعين أصحابي» .
[7] تاريخ الطبري 9/ 488.
[8] تاريخ الطبري 9/ 489.
[9] تاريخ الطبري 9/ 489.
(12/125)
ذكر من توفي في هذه
السنة من الأكابر
1590- أَحْمَد بن إبراهيم بن أيوب، أبو علي المسوحي [1]
[وهو غير] [2] الذي ذكرناه في السنة المتقدمة [3] ، صحب سريا السقطي
[4] ، وسمع ذا النون، وحدث عن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الكريم، وروى
عنه الخالدي.
أَخْبَرَنَا [عَبْد الرحمن] القزاز، أخبرنا [أحمد بن على] الخطيب
قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أَحْمَد الحِيرِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد
بن الحسين السلمي قَالَ: أَحْمَد بن إبراهيم المسوحي من جلة مشايخ
بغداد وظرافهم ومتوكليهم [5] .
سمعت الحسين بن يحيى يقول: سمعت جعفرا- يعني الخواص- يقول: كان أَحْمَد
بن إبراهيم المسوحي يحج بقميص ورداء ونعل طاق، ولا يحمل معه شيئا لا
ركوة، ولا كوز، إلا كوز يكون [6] فِيهِ تفاح شامي يشمه من جوف بغداد
[7] إلى مكة، وكان من أفاضل الناس [8] .
1591- إبراهيم بن أَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ بن يعيش، أبو إسحاق [9] .
سمع يزيد بن هارون، وأنفق على بابه نحو [10] عشرة آلاف درهم، وسمع عن
الوليد بن عطاء والواقدي وخلقا كثيرا، وكان ثقة فهما. صنف «المسند» ،
وكان قد
__________
[1] في الأصل: «التنوخي» خطأ.
انظر ترجمته في، تاريخ بغداد 4/ 11، 12.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] وهو: الحسن بن علي، أبو علي المسوحي.
[4] «السقطي» ساقطة من ت.
[5] تاريخ بغداد 4/ 12.
[6] «يكون» ساقطة من ت.
[7] «يشمه من جوف بغداد» ساقطة من ت.
[8] «وكان من أفاضل الناس» ساقطة من ت.
[9] تاريخ بغداد 6/ 3- 5.
[10] في ت: «وأنفق على مائة عشرة آلاف» .
(12/126)
انتقل [1] إلى همذان فسكنها، وتوفي في هذه
السنة.
1592- إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري [2] .
حدث عن أبيه، ومعتمر، ومحمد بن فضيل، وأبي معاوية.
روى عنه أبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وكان ثقة مأمونا [3] .
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
[أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر علي بن ثابت، أخبرنا
أَحْمَد بن أبي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز،
أَخْبَرَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال:] قَالَ إبراهيم
الحربي [4] : كان بالبصرة يغسل مُحَمَّد بن سيرين، ثم كان بعده أيوب،
ثم كان بعد أيوب حماد بن زيد، ثم كان بعد حماد سليمان بن حرب، ثم افترق
بعد ذلك [فصار] [5] إلى الشهيدي، وحسن بن المثنى، فمات الشهيدي ها هنا
وبقي حسن بالبصرة، فهو يغسل على [6] ذلك [7] .
1593- الحسن بن عبد العزيز، أبو علي الجذامي، ويعرف [8] بالجروي [9] .
من أهل مصر [10] قدم بغداد وحدث بها، فروى عنه ابن أبي الدنيا،
والحربي، وابن صاعد [ومحمد بن عبدوس بن كامل] [11] وجماعة آخرهم
المحاملي [12] ، وكان من
__________
[1] في ت: «أقبل» .
[2] تاريخ بغداد 6/ 370.
[3] «مأمونا» ساقطة من ت.
[4] في الأصل: «قال إبراهيم الحربي» وسقط السند كله.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ت: «إلى ذلك» .
[7] تاريخ بغداد 6/ 370.
[8] «الجذامي، ويعرف» ساقطة من ك.
[9] تاريخ بغداد 7/ 337- 339.
[10] «من أهل مصر» ساقطة من ك.
[11] «ومحمد بن عبدوس بن كامل وجماعة» ساقطة من ك. وما بين المعقوفتين
ساقط من الأصل.
[12] «آخرهم المحاملي» ساقط من ك.
(12/127)
أهل الفضل والدين والورع والثقة والعبادة.
قَالَ الدارقطني لم ير مثله فضلا وزهدا [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرٍ
بن ثابت] الخطيب [2] ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أبي جعفر، حدثنا أبو
العباس [3] محمد بن أحمد بن إبراهيم الحداد، حَدَّثَنَا جعفر بن
مُحَمَّد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي قَالَ: [4] سمعت جدي يقول: من
لم يردعه القرآن والموت، ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع [5] .
توفي [6] الجروي [7] في رجب هذه السنة.
1594- الحسن بن عرفة بن يزيد، أبو علي العبدي [8] .
ولد فِي سنة ثمان [9] وخمسين ومائة، وفيها ولد يحيى بن معين، وقيل: بل
ولد [10] سنة خمسين ومائة. وسمع إسماعيل [11] بن عياش، وعبد الله بن
المبارك، وعيسى بن يونس، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، ويزيد [12]
بن هارون، وأبا بكر بْن عياش وغيرهم. روى عنه: عَبْد اللَّهِ بن
أَحْمَد، والبغوي، وابن صاعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز، أَخْبَرَنَا [أَحْمَد بن علي بن ثابت]
[13] الخطيب قال:
__________
[1] «ولم ير مثله فضلا وزهدا» ساقط من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
و «الخطيب» ساقطة من ك، ت.
[3] «حدثنا أبو العباس» ساقطة من ك.
[4] «الجروي قال» ساقطة من ك.
وفي ت: «حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا الجروي» خطأ من الناسخ.
[5] تاريخ بغداد 7/ 338.
[6] «لم يرتدع. توفي» ساقطة من ك.
[7] في ك: «ابن الجروي» .
[8] تاريخ بغداد 7/ 394- 396.
[9] «ولد في سنة ثمان» ساقطة من ك.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] «إسماعيل» ساقطة من ك.
[12] «ويزيد» ساقطة من ك.
[13] ما بين المعقوفتين بالسند ساقط من الأصل.
(12/128)
أجاز لي مُحَمَّد بن علي [1] المصري وحدثني
[2] عنه نصر بن إبراهيم الفقيه قال:
حَدَّثَنَا أَحْمَد [3] بن عَبْد اللَّهِ المخزومي [4] قَالَ:
حَدَّثَنَا ابن رشيق قَالَ: حَدَّثَنَا [5] أَحْمَد بن مُحَمَّد بن
حكيم قَالَ: سمعت الحسن بن عرفة وقد [6] سئل كم تعد من السنين؟ قَالَ:
مائة سنة وعشر [7] سنين، لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا السن غيري.
أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قَالَ: سمعت هبة الله بْن
الحسن الطبري يقول: سمعت علي بن مُحَمَّد بن يعقوب يقول: سمعت عَبْد
الرَّحْمَنِ بن أبي [8] حاتم يقول: عاش الحسن بن عرفة مائة وعشر سنين،
وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة: أبو بكر [9] ، وعمر، وعثمان،
وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة [10] .
أخبرنا القزاز أخبرنا [11] [أبو بكر] بن ثابت، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [12] بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فضالة قال:
سمعت أبا أَحْمَد [13] يوسف بن مُحَمَّد الطوسي يَقُولُ:
سمعت محمد بن المسيب يَقُولُ: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قد كتب عني
[14] خمسة قرون [15] . توفي الحسن بن عرفة في هذه السنة.
__________
[1] في الأصل: «بن مكي» .
[2] «وحدثني» ساقطة من ك.
[3] في ت: «محمد بن عبد الله» .
[4] في ك: «المحرى» .
[5] «حدثنا» ساقطة من ك.
[6] «وقد» ساقطة من ك، ت.
[7] «وعشر» ساقطة من ك.
[8] «ابن أبي» ساقطة من ك.
[9] «أبو بكر» ساقطة من ك.
[10] تاريخ بغداد 7/ 395.
[11] «أخبرنا» ساقطة من ك.
[12] في ك: «أبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن فضالة» .
[13] «أبا أحمد» ساقطة من ك.
[14] في ك: «يقول: عن خمسة قرون» .
[15] تاريخ بغداد 7/ 395.
(12/129)
1595- زيد بن أخرم [1] ، أبو طالب (الطائي)
[2] البصري [3] .
حدّث عن عَبْد الرَّحْمَنِ بن مهدي، وسلم بن قتيبة، ووهب بن جرير،
وغيرهم.
روى عنه: البغوي، وابن صاعد، والمحاملي، وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
[بْنُ عَلِيِّ] بْنِ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا الأزهري حدثنا محمد بن
العباس قَالَ: قَالَ لنا أبو إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد الكندي:
زيد [4] بن أخرم ذبحه الزنج ذبحا بعد دخولهم البصرة سنة سبع وخمسين
ومائتين [5] .
1596- زهير بن عُمَر [6] بْن محمد [7] ابن قمير بن شعبة، أبو حمد [8] .
مروزي [9] الأصل. سمع يعلى بن عبيد، والقعنبي وعبد الرزاق وغيرهم. روى
عنه البغوى وابن صاعد وكان ثقة ورعا زاهدا.
[أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن الصيرفي] [10] حَدَّثَنَا البغوي: ما
رأيت بعد [11] أَحْمَد بن حنبل أفضل من زهير، سمعته يقول: اشتهى لحما
منذ [12] أربعين سنة ولا آكله [13] حتى أدخل الروم فآكله من مغانم
الروم [14] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «أخزم» وكذا في المطبوعة.
[2] «الطائي» ساقطة من ك.
[3] تاريخ بغداد 8/ 446، 447.
[4] «زيد بن» ساقطة من ك.
وفي الأصل: «يزيد بن أخرم» .
[5] تاريخ بغداد 8/ 447.
[6] «بن عمر» ساقطة من ك، ت وتاريخ بغداد.
[7] «بن محمد» ساقطة من ك.
[8] في ك: «أبو أحمد» وما أثبتناه من الأصل، ت، وتاريخ بغداد.
[9] في الأصل: «مروى» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وبدله كتب: «قال البغوي» .
[11] «وبعد» ساقطة من ك.
[12] في الأصل: «من أربعين» .
[13] «ولا آكله» ساقطة من ك.
[14] تاريخ بغداد 8/ 485.
(12/130)
[أخبرنا عبد الرحمن، أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت قال: أخبرني الحسن بن علي التميمي، أَخْبَرَنَا عمر بن أَحْمَد
الواعظ، حَدَّثَنَا] [1] عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد [2] ، حدثني
مُحَمَّد بن زهير بن قمير قَالَ: كان أبي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في
شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات تسعين ختمة في شهر رمضان [3] .
سكن زهير بغداد ثم انتقل إلى طرسوس [4] فرابط بها إلى أن مات، فدفن بها
في أواخر هذه السنة، وقيل في سنة ثمان وخمسين [ومائتين] [5] وَقَالَ
أبو الحسين بن المنادى: انه دفن في مقابر باب حرب. قَالَ الخطيب وَهُوَ
وهم [6] . والصحيح الأول.
1597- سليمان بن معبد، أبو داود النحويّ السنجي المروزي [7] .
سمع [8] النضر بن شميل والهيثم بن عدي [9] ، وعبد الرزاق، والأصمعي،
ورحل في العلم إلى العراق، والحجاز ومصر واليمن، وقدم بغداد [10] فذاكر
الحفاظ بها. روى عنه: مسلم بن الحجاج، وأبو بكر بن أبي داود، وكَانَ
ثقة.
توفي في ذي [11] الحجة من هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] «بن محمد» ساقطة من ك.
[3] تاريخ بغداد 8/ 485.
[4] «انتقل إلى طرسوس» ساقطة من ك.
[5] في ك: «وقيل: ستة وخمسين» .
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «وهم» ساقطة من ك.
[7] في الأصل: «المروي» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 9/ 51.
[8] في المطبوعة: «روى عن» .
و «المروزي» روى عن النضر» ساقطة من ك.
[9] «والهيثم بن عدي» ساقطة من ك.
[10] «وقدم بغداد» ساقطة من ك.
[11] في ك: «وقال أنه توفي في ذي الحجة» .
«توفي في ذي» استكملها مصحح المطبوعة من تاريخ بغداد.
(12/131)
1598- العباس بن الفرج، أبو الفضل الرياشي،
مولى محمد بن سليمان [1] [بن علي ابن عَبْد اللَّهِ بن العباس] [2] ،
من أهل البصرة.
ورياش: رجل من جذام، وكان أبو العباس عبدا لَهُ [3] ، فبقى عليه نسبه،
وكان الرياشي من الأدب بمحل. قَالَ: [4] وكان من الثقات الحفاظ يحفظ
كتب [5] أبي زيد، وكتب الأصمعي كلها، وقد سمع منه، وقرأ على أبي عثمان
المازني «كتاب سيبويه» فكان [6] المازني يقول: قرأ على الرياشي الكتاب
[7] ، وهو أعلم به منى.
وتوفي في هذه السنة قتله الزنج.
أخبرنا [أبو منصور] القزاز، أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] [8] الخطيب
أَخْبَرَنَا [ابن] الأزهري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا
أبو القاسم الطيب بن علي التميمي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر [9]
النوفلي، عن الأصمعي قَالَ: خطبنا الرياشي بالبادية فحمد الله واثنى
عليه ووحده واستغفره وصلى على نبيه فبلغ [10] فِي الإيجاز ثم قَالَ:
أيها الناس، إن الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار، فخذوا لمقركم من
ممركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، في الدنيا
أنتم، ولغيرها خلقتم، أقول قولي هذا وأستغفر الله والمصلى عليه: رسول
الله، والمدعو له الخليفة، والأمير جعفر بن سليمان. [11]
__________
[1] «مولى محمد بن سليمان» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «أبو العباس عبدا له» ساقطة من ك.
[4] في ك: «وكان للرياش من الأدب حظ عال» .
[5] «ويحفظ كتب» ساقط من ك.
[6] «فكان» ساقطة من ك.
[7] في الأصل: «قرأ الرياشي علي» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في الأصل: «أحمد بن جعفر» .
[10] بياض في ك مكان «فبلغ» .
[11] في ك: «بن سرايا» .
(12/132)
أخبرنا [أبو منصور] القزاز، [أخبرنا أحمد
بن علي] [1] أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن النقور، أَخْبَرَنَا القاضي أبو
عَبْد اللَّهِ الحسين بن هارون [2] الضبي قَالَ: وجدت في كتاب أبي:
أنشدني أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن عمر الكاتب قَالَ: أنشدني
المبرد، عن الرياشي:
فلو أن لحمي إذ [3] وهي لعبت به ... أسود كرام أو ضباع وأذؤب،
لهون من وجدي وسلي مصيبتي ... ولكنما أودى بلحمي أكلب
قَالَ أحْمَد بن محمد الأسدي [4] : وفي كتابه قَالَ: وأنشدني أبو عَبْد
اللَّهِ قَالَ:
أنشدني أبي قَالَ: أنشدني الرياشي:
وتجزع نفس المرء من سب [مرة] [5] ... وتسمع عشرا بعدها ثم تسكت
[أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ
الجبار، أَخْبَرَنَا الشريف أبو بكر المكندري، أَخْبَرَنَا أبو
الْحَسَن [6] بن الصلت قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بن القاسم الأنباري] [7]
قَالَ: [أنشدنا] أَحْمَد بن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: أنشدنا الرياشي:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولا يلين إذا قومته الخشب
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل ... وليس ينفع في ذي الشيبة الأدب
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بن علي [بن ثابت] ، أخبرنا الحسن ابن شهاب إجازة، أَخْبَرَنَا عبيد
الله بن مُحَمَّد بن بطة، حَدَّثَنَا أبو بكر بن الأنباري، حَدَّثَنَا
أَحْمَد بن مُحَمَّد الأسدي، حَدَّثَنَا على [8] بن أبي أمية قَالَ:
لما كان من دخول
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «يعقوب» .
[3] «لحمي إذ» مكانها بياض في ك.
[4] «قال أحمد بن محمد الأسدي» ساقط من ك، ت.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] بياض في ك مكان «الحسن» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] «علي» ساقطة من ك.
(12/133)
الزنج البصرة ما كان، وقتلوا بها [1] من
قتلوا، وذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين، بلغنا أنهم دخلوا على
الرياشي المسجد بأسيافهم والرياشي قائم يصلى [2] الضحى، فضربوه
بالأسياف، وقالوا: هات المال! فجعل الرياشي يقول: أي مال؟ حتى مات فلما
خرج الزنج عن البصرة دخلناها فمررنا ببني مازن وهناك كَانَ ينزل
الرياشي فدخلنا [3] مسجده فإذا به ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه إليها،
واذا شملة تحركها الريح، وقد تمزقت، واذا جميع خلقه صحيح سوى لم ينشق
له بطن، ولم يتغير له حال، إلا أن جلده قد لصق بأعظمه ويبس، وذلك بعد
مقتله [4] بسنتين [5] رحمه الله.
1599- فضل الشاعرة.
كانت من مولدات البصرة، وأمها من مولدات اليمامة، وبها ولدت، ونشأت في
دار رجل من بني عبد القيس فأدبها وخرجها وباعها فكانت [فصيحة أديبة]
ولم يَكُنْ [فِي زمانها] [6] امرأة أشعر منها فاشتراها مُحَمَّد بن
المفرج الرخجي فأهداها إلى المتوكل، فلما أدخلت عليه قَالَ لها: أشاعرة
أنت؟ قالت: كذا يزعم من باعني ومن اشتراني [7] فقال: أنشديني من شعرك
فقالت:
استقبل الملك إمام الهدى ... عام ثلاث وثلاثينا
خلافة أفضت إلى جعفر ... وهو ابن سبع بعد عشرينا
إنا لنرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الأمر ثمانينا
لا قدس الله امرأ لم ... يقل عند دعائي لك آمينا
فقال المتوكل لعلي بن الجهم: قل بيتا وطالب فضل الشاعرة بأن تجيزه،
فقال [علي] [8] أجيزي يا فضل.
__________
[1] في الأصل: «وقتلهم من قتلوا» .
[2] في ك: «قد صلّى» .
[3] «دخلناها فمررنا ببني مازن، وهناك كَانَ ينزل الرياشي، فدخلنا»
ساقطة من ك.
[4] في ك: «قتله» .
[5] تاريخ بغداد 12/ 140.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ك: «اشترى» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/134)
لاذ بها يشتكي إليها ... فلم يجد عندها
ملاذا
فأطرقت هنيهة ثم قالت:
ولم يزل ضارعا إليها ... تهطل أجفانه رذاذا
فعاتبوه فزاد عشقا ... فمات وجدا فكان ماذا
فطرب المتوكل، فقال: أحسنت وحياتي يا فضل، وأمر لها بألفي دينار.
وألقى عليها يوما أبو دلف العجلي:
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطي إلى ما لم يركب
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب
فقالت:
إن المطية لا يلذ ركوبها ... ما لم [1] تذلل بالزمام وتركب
والحب ليس بنافع أصحابه ... ما لم يؤلف للنظام ويثقب
وكتبت [فضل] [2] إلى بنان:
يا نفس صبرا إنها ميتة ... يجرعها الكاذب والصادق
ظن بنان أنني خنته ... روحي إذا من جسدي [3] طالق
1600 [- مُحَمَّد بن حسان بن فيروز، أبو جعفر الأزرق مولى معن بن زائدة
[4] .
سمع سفيان بن عيينة، وابن مهدي، ووكيعا، وغيرهم. وكان صدوقا.
وتوفي في ذي القعدة] [5] .
__________
[1] في ك: «حتى ذلك» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في ك: «بدني» .
[4] تاريخ بغداد 2/ 276.
[5] هذه الترجمة ساقطة من الأصل.
(12/135)
ثم دخلت سنة ثمان
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه وصل مُحَمَّد المولد إلى البصرة لقتال الزنج، فنزل الأبلة واجتمع
إليه خلق كثير [1] ، فبعث إِلَيْهِ [2] صاحب الزنج بعض أصحابه لقتاله،
وأمره أن يبيته، ففعل وقاتله نهارا، فولى المولد منهزما، وغنم الزنج
عسكره، وأسر أربعة عشر رجلا من الزنج، وأخذ قاضي الزنج فضرب أعناقهم
بباب العامة بسامراء.
وعقد المعتمد يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الأول لأخيه أَبِي أَحْمَد
[3] على ديار [مضر] [4] وقنسرين والعواصم.
وجلس يوم الخميس مستهل ربيع الآخر فخلع عليه، وركب طاهر فشيعه، وظهر
بالأهواز، والعراق وباء، وانتشر ذلك إلى حدود فيد، وكان كل يوم يموت
ببغداد خمسمائة إلى ستمائة، وكانت هدات كثيرة بالبصرة تساقط منها أكثر
المدينة، ومات مَنْهَا أكثر من عشرين ألف إنسان.
وضرب في يوم الخميس لسبع بقين [5] من رمضان رجل يعرف بأبي فقعس قامت
عليه البينة أنه يشتم السلف ألفا وخمسين سوطا فمات.
__________
[1] «كثير» ساقطة من ك.
[2] «إليه» ساقطة من ك.
[3] في ك: «لأبي أحمد أخيه» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ك: «خلون» .
(12/136)
وقدم في هذه السنة بسعيد بن أَحْمَد بن
مسلم [1] الباهلي، وكان متقدم الباهليين، وكانوا قد طمعوا في البطائح
بعد إخراج الزنج [2] منها، وأظهروا فيها الفساد، فقبض على متقدمهم هذا،
ونفذ به إلى بغداد فأمر به المعتمد [على الله] أن يضرب سبعمائة سوط،
فضرب وصلب في ربيع الآخر من هذه السنة، فانضم باقي رؤسائهم إلى صاحب
[3] الزنج.
وحج بالناس في هذه السنة فضل بن إسحاق بن الحسن.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1601- أحمد بن بديل، بن قريش بن الحارث، أبو جعفر اليامي الكوفي [4] .
سمع أبا بكر بن عياش [5] ، وعبد الله بن إدريس، وحفص [6] بن غياث،
ومحمد بن فضيل، ووكيعا، وأبا معاوية، وغيرهم. وكان من أهل العلم
والفضل، ولي القضاء بالكوفة وكان يسمي راهب الكوفة [7] وكان يقول حين
قلد: خذلت على كبر سني. وتقلد أيضا قضاء همذان، وورد بغداد فحدث بِهَا،
روى عنه ابن صاعد [8] وغيره، وتوفي في هذه السنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا [أَحْمَدُ
بن علي بن ثابت] [9] الخطيب أخبرنا علي بن أبي علي [10] ، حَدَّثَنَا
أبي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن [11] محمد بن صالح
__________
[1] في المطبوعة: «سعيد بن أحمد بن سعيد بن سلم» .
[2] «الزنج» ساقطة من ك.
[3] «صاحب» ساقطة من ك.
[4] تاريخ بغداد 4/ 49- 52.
[5] «عياش» ساقطة من ك.
[6] في الأصل: «منصور» .
[7] «وكان يسمى راهب الكوفة» ساقطة من ك.
[8] في ك: فحدث عنه ابن ... وغيره» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «علي بن أبي علي» ساقطة من ك.
[11] «أبو الحسن» ساقطة من ك.
(12/137)
الهاشمي قَالَ: حدثني القاضي أبو عمر- يعني
مُحَمَّد بن يوسف- وأبو عَبْد اللَّهِ المحاملي القاضي، وأبو الحسن علي
بن العباس النوبختي قالوا: حَدَّثَنَا أبو القاسم عبيد الله بن سليمان
قَالَ: كنت اكتب لموسى بن بغا، وكنا بالري، و [كان] [1] قاضيها إذ ذاك
أَحْمَد بن بديل الكوفي، فاحتاج موسى أن يجمع ضيعة هناك كان له فيها
سهام ويعمرها، وكان فيها سهم ليتيم، فصرت إلى أَحْمَد بن بديل- أو
قَالَ: فاستحضرت أَحْمَد بن بديل- وخاطبته في أن يبيع [2] علينا حصة
اليتيم، ويأخذ الثمن فامتنع، وَقَالَ: ما باليتيم حاجة إلى البيع، ولا
آمن أن أبيع ما له وهو مستغن عنه فيحدث على المال [3] حادثة، فأكون قد
ضيعته عليه. فقلت: أنا أعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها. فقال: ما هذا لي
بعذر في البيع، والصورة في المال إذا كثر مثلها إذا قل. قَالَ:
فأدرته بكل لون وهو يمتنع، فأضجرني فقلت له: أيها القاضي ألا تفعل؟
فإنه موسى بن بغا! فقال لي: أعزك الله، إنه الله تبارك وتعالى!! قَالَ:
فاستحييت من الله تَعَالَى أن أعاوده بعد ذلك وفارقته. ودخلت على موسى
بْن بغا فقال: ما عملت في الضيعة؟ فقصصت عليه الحديث فلما سمع «انه
الله تبارك وتعالى» [4] بكى وما زال يكررها ثم قَالَ: لا تعرض لهذه
الضيعة، وانظر في أمر هذا الشيخ الصالح، فان كانت له حاجة فاقضها.
قَالَ: فأحضرته وقلت له: إن الأمير قد أعفاك من أمر الضيعة وذلك أني
شرحت له ما جرى بيننا وهو يعرض عليك [قضاء] [5] حوائجك. قَالَ: فدعا له
وَقَالَ: هذا الفعل أحفظ لنعمتك وما لي حاجة إلا إدرار رزقي، فقد تأخر
منذ شهور و [قد] أضر بي ذلك [6] فأطلقت له جارية [7] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «يجمع» .
[3] في الأصل: «على ماله» .
[4] «تبارك وتعالى» ساقطة من ك.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ك: «وقد أضرني» وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] تاريخ بغداد 4/ 50، 51.
(12/138)
أخبرنا [أبو منصور] القزاز، أخبرنا أحمد بن
علي [بن ثابت] [1] الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عيسى الهمذاني،
حَدَّثَنَا صالح بن أَحْمَد الْحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق [2]
إبراهيم بن عمروس قَالَ: سمعت أَحْمَد بن بديل الكوفي [وكان قاضيا] [3]
يقول: بعث إلى المعتز رسولا بعد رسول، فلبست كمتي ولبست نعلا طاقا،
فأتيت بابه فقال الحاجب: يا شيخ، نعليك! فلم ألتفت إليه ودخلت الباب
الثاني فقال الحاجب:
نعليك! فلم ألتفت إليه فدخلت الباب [4] الثالث، فقال [الحاجب] [5] : يا
شيخ نعليك! [فلم ألتفت إليه ثم] [6] قلت: أبالوادي المقدس أنا فأخلع
نعلي؟ فدخلت بنعلي [7] فرفع مجلسي وجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا
جعفر؟ فقلت: أتعبتني وذعرتني [8] فكيف بك إذا سئلت عني؟ فقال: ما أردنا
إلا الخير، أردنا [أن] نسمع العلم. قلت: وتسمع العلم أيضا؟ ألا جئتني؟
فإن العلم يؤتى ولا يأتي. قَالَ نعتب [9] أبا جعفر فقلت: له خلبتني
بحسن أدبك أكتب [ما شئت] [10] . قال: فأخذ الكتاب والدواة والقرطاس،
فقلت: أتكتب حَدِيث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في قرطاس بمداد؟ قَالَ: فيم أكتب؟ قلت: في رق بحبر فجاءوا برق وحبر
فأخذ الكاتب يريد أن يكتب. فقلت:
أكتب بخطك! فأومى إلى أنه لَا يحسن [11] فأمليت عليه حديثين أسخن الله
بهما عينيه. فسئل أي حديثين؟ [فَقَالَ] [12] : قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من استرعى رعية
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ك: «إسحاق بن إبراهيم» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «الباب» ساقطة من ك.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «فدخلت بنعلي» ساقطة من ك.
[8] في ك: «روعتني» .
[9] في ك: «فتغير» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] في ك: «أنه يكتب» .
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/139)
فَلَمْ يُحِطْهَا بِالنَّصِيحَةِ حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» . وَالثَّانِي: «مَا مِنْ أَمِيرٍ
يَأْمُرُ [1] عَشَرَةً إِلا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَغْلُولا» [2] .
1602- أَحْمَد بن محمد بن سوادة، أبو العباس، ويعرف بخشيش [3] .
كوفي الأصل نزل بغداد [4] ، وحدث بها: عن عبيدة بن حميد [5] ، وزيد بن
الحباب، وغيرهما. روى عنه: وكيع القاضي، وقاسم المطرز، وغيرهما.
وكان الدارقطني يقول: يعتبر بحديثه، ولا يحتج به.
قَالَ الخطيب: ما رأيت أحاديثة إلا مستقيمة.
أَخْبَرَنَا القزاز، أَخْبَرَنَا [أَحْمَد بن علي بن ثابت] الخطيب
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ،
حَدَّثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن سيف [6] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن
العباس اليزيدي [قَالَ: أنشدني عمي عبيد الله] [7] قَالَ: أنشدني
أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سوادة لنفسه:
كن بذكر الله مشتغلا ... لجميع الناس معتزلا
قدك منهم قد عرفتهم ... ليس ذو العلم كمن جهلا
لا ترد من مشرب كدرا ... ابدأ علا ولا نهلا
ودع الدنيا لطالبها ... فكأن قد مات أو قتلا [8]
[توفي ابن سوادة في هذه السنة] [9] .
__________
[1] «يأمر» ساقطة من ك.
[2] تاريخ بغداد 4/ 51، 52.
[3] تاريخ بغداد 5/ 10، 11.
[4] «بغداد» ساقطة من ك.
[5] في الأصل: «عبيد الله بن حميد» .
[6] في ك: «بن يوسف» .
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] تاريخ بغداد 5/ 11.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/140)
1603- إسماعيل بن أسد بن شاهين، أبو إسحاق
[1] .
سمع يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وخلقا. روى عنه: إبراهيم الحربي،
وابن أبي الدنيا، [وأبو بكر بن أبي داود] وغيرهم. وكان ثقة [فاضلا] [2]
، صدوقا، صالحا، ورعا، وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة.
1604- جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن
العباس ابن عبد المطلب [3] .
ولي قضاء القضاة بسر من رأى في سنة أربعين ومائتين. وحدث بها عن أبي
عاصم النبيل وغيره. روى عنه: الباغندي في جماعة، وكان له وقار، وسكينة،
وبلاغة، وحفظ للحديث. ورقي [4] إلى المستعين باللَّه عنه كلام فصرفه عن
قضاء القضاء، ونفاه إلى البصرة. وأما أصحاب الحديث فجرحوه. وَقَالَ
عَبْد اللَّهِ بن عدي الْحَافِظ: هُوَ منكر الحديث عن الثقات كَانَ
متهما بوضع الحَدِيث [5] وَقَالَ الدارقطني: [هو] [6] كذاب يضع الحديث.
وتوفي في هذه السنة.
1605- الحسين [7] بن السكن بن أبي السكن القرشي [8] .
روى عنه ابن أبي الدنيا. وتوفي في هذه السنة.
1606- حميد [9] بن الربيع بْن حميد [10] بن مالك أبو الحسن [11] اللخمي
الكوفي [12] .
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 276- 279.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 7/ 173- 175.
[4] في الأصل: «وروى» .
[5] «هُوَ منكر الحديث عن الثقات كَانَ متهما بوضع الحديث» ساقطة من ك.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] في ك: «الحسن» .
[8] تاريخ بغداد 8/ 46.
[9] في الأصل: «حجيل» .
[10] «بن حميد» ساقطة من ك.
[11] في ك: «ابن الحسن» .
[12] تاريخ بغداد. 162- 165.
(12/141)
قدم بغداد وحدث بها عن هشيم، وابن عيينه،
وابن إدريس، وحفص بن غياث، وغيرهم. روى عنه: الباغندي، والمحاملي، وابن
مخلد [1] .
قَالَ البرقاني: كان الدارقطني يحسن القول فيه، وأنا أقول: ليس بحجة،
لأني رأيت عامة شيوخنا يقولون: هو ذاهب الحديث.
قَالَ ابن أبي حاتم: كان أَحْمَد بن حنبل [لا] يقول فيه [إلا] [2]
خيرا، وكذلك أبي، وأبو زرعة.
وَقَالَ عثمان بن أبي شيبة: أنا أعلم الناس به، هو ثقة ولكنه شره فدلس
[3] .
وتوفي في هذه السنة بسر من رأى [4] .
1607- حفص بن عمر بن ربال بن إبراهيم بن عجلان، أبو عمر الرقاشي،
المعروف: بالربالي [5] .
سمع يحيى بن سعيد القطان، وأبا عاصم الشيباني، وغيرهما. روى عنه:
إبراهيم الحربي، وابن صاعد، وهو صدوق توفي في هذه السنة.
1608- حبيش بن مبشر بن أَحْمَد الثقفي [6] .
طوسي الأصل، سمع يونس بن مُحَمَّد المؤدب [7] ، ووهب بن جرير روى عنه:
__________
[ () ] هذا وقد جاءت هذه الترجمة وما بعدها من تراجم في غير موضعها من
الترتيب الأبجدي، وذلك في الأصل فقط.
[1] في ك: «ابن محمد» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «يدلس» .
[4] في الأصل: «بسامراء» .
[5] تهذيب الكمال ترجمة 306. وتهذيب التهذيب 2/ 414. والتقريب 1/ 188.
والجرح والتعديل 3/ 185.
[6] تهذيب الكمال ترجمة 1110. وتهذيب التهذيب 2/ 195. والتقريب 1/ 152.
وخلاصة الخزرجي 1230. وتذهيب الذهبي 1/ ق 122. وتاريخ بغداد 8/ 272.
[7] في الأصل: «المهذب» .
(12/142)
الباغندي، [وابن مخلد] [1] وكان فاضلا
فقيها من العقلاء المعدودين. توفي في رمضان هذه السنة.
1609- روح بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن فروخ، أبو حاتم [2] البوسنجي [3] .
حدث عن سفيان بن عيينة. روى عنه: محمد بن مخلد، وكان ثقة أمينا- توفي
في جمادى الأولى من هذه السنة.
1610- روح بن الفرج، أبو الحسن البزار [4] ، مولى مُحَمَّد بن سابق.
حدث عن قبيصه [5] ، وأبي عبد الرحمن المقرئ روى عنه: ابن أبي الدنيا،
وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد. وكان ثقة. توفي في رجب هذه السنة.
1611- عبد الله [بن محمد] بن سورة [6] ، أبو محمد البلخي، يعرف بمت [7]
.
سكن بغداد، وحدث بها عن جماعة روي عنه: ابن أبي الدنيا، وابن مخلد،
وكان ثقة. توفي في جمادى الآخرة [8] من هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «أبو عبد الرحمن أبو حاتم» .
[3] في الأصل البوشنجي، وكذا في ك.
أما في ت، تاريخ بغداد: «البوسنجي» .
والبوشنجي: قال السمعاني في الأنساب: بضم الباء وفتح الشين المعجمة
وسكون النون وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة
فراسخ من هراة يقال لها: بوشنك. (الأنساب 2/ 332، 333) .
وفي معجم البلدان: «بوسنج بالضم ثم السكون وسين مهملة والنون الساكنة
وجيم، من قرى ترمذ» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 407، 408.
[4] تاريخ بغداد 8/ 408.
[5] في الأصل: «أبي قبيصة» خطأ.
[6] في الأصل: «عبد الله بن شقيرة» .
وفي ك: «عبد الرحمن بن سورة» .
وما أثبتناه من ت، تاريخ بغداد.
[7] في ك: «يعرف بموت» .
انظر ترجمته في تاريخ بغداد 10/ 80.
[8] في ت: «الأولى» .
(12/143)
1612- علي بن أَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ،
أبو الحسن الجواربي [1] الواسطي [2] .
قدم بغداد، وحدث بها عن يزيد بن هارون، روى عنه: الباغندي، والمحاملي.
وكان ثقة، توفي في هذه السنة.
1613- عقيل بن [3] يحيى، أبو صالح الطهراني [4] .
حدث عن سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وكان ثقة. توفي في هذه السنة.
وطهران: قرية من قرى أصبهان، وثم من ينسب إلى طهران وهي قرية [أخرى]
[5] من قرى الري. سنذكره إن شاء الله في سنة إحدى وسبعين [6] .
1614- الفضل بن يعقوب بن إبراهيم، أبو العباس الرخامي [7] .
روى عنه: البخاري في صحيحه، وكان من الثقات الحفاظ.
توفي في جمادى الأولى [من هذه السنة] [8] .
1615- مُحَمَّد بن إبراهيم [بن مُحَمَّد] [9] بن الحسن بن قحطبة، أبو
عبد الله المؤدب، ويعرف: بالقحطبي [10] .
__________
[1] في الأصل: «الجزاولي» .
وفي ت: «الجواري» .
وفي ك: «الجوازي» .
وما أثبتناه هو الصحيح، قال السمعاني في الأنساب: «الجواربيّ: بفتح
الجيم والواو وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى
الجوارب وعملها» ثم ذكر ترجمة علي بن أحمد هذا.
[2] تاريخ بغداد 11/ 314، 315. والأنساب 3/ 331، 332.
[3] في الأصل: «علي بن يحيى، أبو صالح الظهراني» خطأ.
[4] الأنساب للسمعاني: 272. وتاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/ 144.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «إحدى وستين» .
[7] تقريب التهذيب 2/ 112. وتذكرة الحفاظ صفحة 562.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] تاريخ بغداد 1/ 389. والأنساب 10/ 71. والجرح والتعديل 3/ 2/ 187.
(12/144)
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنيني [1] وغيره.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي حاتم:
مُحَمَّد بن إبراهيم القحطبي بغدادي كتبت عنه مَعَ [2] أبي، وهو صدوق.
أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا الخطيب قَالَ: بلغني أن القحطبي مات في سنة
ثمان وخمسين ومائتين، وكان يلقب جهوش [3] .
1616- مُحَمَّد بن إسماعيل بن البختري، أبو عَبْد اللَّهِ الواسطي،
يعرف: بالحساني [4] .
سكن بغداد، وحدث بها: عن وكيع، وأبي معاوية، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
روى عنه: الباغندي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
قَالَ الدارقطني كان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا [أَحْمَدُ
بن علي] الخطيب قَالَ: أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس،
حَدَّثَنَا الباغندي قَالَ: كان مُحَمَّد بن إسماعيل الحساني خيرا
مرضيا صدوقا [5] .
1617- مُحَمَّد بن جوان بن سعيد، ويقال: مُحَمَّد بن سعيد بن جوان، أبو
علي [6] .
حدث عن مؤمل بن إسماعيل، وأبي عاصم النبيل، وأبي داود الطيالسي،
وغيرهم. روى عنه: ابن صاعد وله مسند مصنف، وتوفي في ربيع الآخر من هذه
السنة.
1618- مُحَمَّد بن الجارود بن دينار، أبو جعفر القطان [7] .
__________
[1] في ك: «الجندي» خطأ.
[2] في ك: «كتب عنه أبي» .
[3] تاريخ بغداد 1/ 389. وفيه: «وكان يلقب: حموس» . وفي ت: «حبوس» .
وفي الأصل: «جهرش» .
[4] في ك: «الحسابي» .
وفي الأصل: «الحسباني» .
وفي ت: «الحسابي» بدون نقط.
وما أثبتناه من تاريخ بغداد.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 36، 37.
[5] تاريخ بغداد 2/ 36، 37.
[6] تاريخ بغداد 2/ 160.
[7] تاريخ بغداد 2/ 160، 161.
(12/145)
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين. روى عنه ابن
صاعد، وَكَانَ ثقة [توفي في هذه السنة] [1] .
1619- مُحَمَّد بن سنجر الجرجاني [2] .
رحل في طلب العلم [3] ، وسكن قرية من قرى مصر، وصنّف مسندا. وقال [4] :
خرجت إلى الرحلة وأخرجت معي إسحاق الكوسج [5] يورق لي، وأخرجت معي تسعة
آلاف دينار، وكان إسحاق يتزوج [في كل بلد] [6] فأؤدي أنا [7] عنه
المهر.
توفي مُحَمَّد بْن سنجر [8] في ربيع الأول من هذه السنة.
1620- مُحَمَّد بن داود بن يزيد، أبو جعفر القنطري [9] .
سمع آدم بن أبي إياس العسقلاني، وغيره. روى عنه: مُحَمَّد بْن مخلد،
وذكر أنه لم يره يضحك ولا يبتسم تورعا وديانة. وقد تفرد بأحاديث لم
تعرف إلا من طريقه.
وتوفي في [رجب] [10] هذه السنة.
1621- مُحَمَّد بن عبد الملك بن زنجويه، أبو بكر [11] .
سمع عبد الرزاق، ويزيد بن هارون، وخلقا كثيرا. روى عنه: إبراهيم
الحربي،
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] تذكرة الحفاظ صفحة 578.
[3] في الأصل: «ترحل في طلب الحديث» .
[4] «وقال» ساقطة من ك.
[5] في الأصل: «يعلى بن الكوسج» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «أنا» ساقطة من ك.
[8] «بن سنجر» ساقطة من ك.
[9] زاد السمعاني في نسبه: «التميمي» .
انظر ترجمته في: الأنساب 10/ 245. وتهذيب التهذيب 8/ 314.
والقنطري: نسبة إلى القنطرة، وإلى رأس القنطرة.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] تقريب التهذيب 2/ 186.
(12/146)
وابن صاعد، والمحاملي، وغيرهم، وهو ثقة.
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة، وقيل: في سنة سبع، والأول أصح.
1622- مُحَمَّد بن هارون بن إبراهيم، أبو جعفر، ويعرف: بأبي نشيط
الربعي [1] .
سمع روح بن عبادة، ونعيم بن حماد، وغيرهما. روى عنه: أبو بكر بن أبي
الدنيا، [والبغوي، وابن صاعد] [2] وغيرهم، وهو صدوق ثقة.
توفي في شوال هذه السنة.
1623- مُحَمَّد بن يحيى بن عَبْد اللَّهِ بن خالد بن فارس بن ذؤيب، أبو
عَبْد اللَّهِ النيسابوري الذهلي مولاهم [3] .
إمام أهل الحديث [في زمنه] [4] سمع عَبْد الرَّحْمَنِ بن مهدي، وعبيد
الله بن موسى، وروح بن عبادة، وهاشم بن القاسم، والواقدي، وعفان بن
مسلم، وعبد الرزاق، وخلقا كثيرا من أهل العراق، والحجاز، والشام، ومصر،
والجزيرة.
ورحل إلى اليمن مرتين، والى البصرة ثماني عشرة مرة، وكان أحد الأئمة
[5] العارفين، والحفاظ المتقنين [6] ، والثقات المأمونين، وكان أَحْمَد
بن حنبل يثني عليه وينشر فضله، ودخل على أَحْمَد فقام أَحْمَد إليه
وَقَالَ لأصحابه: اكتبوا عنه.
وروى عنه: البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وغيرهم.
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة وهو ابن ست وثمانين سنة.
وكانت جارية تقول: خدمته ثلاثين سنة فما رأيت ساقه، وأنا ملك له.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 352.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 3/ 415.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ك: «أحد العلماء العارفين» .
وفي تاريخ بغداد: «أحد العراقيين» .
[6] في ك: «وحفاظ المتقنين» .
وفي الأصل: «والمتقنين الحفاظ» .
(12/147)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي [بن ثابت] [1] ، أَخْبَرَنَا
هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْد
اللَّهِ بن مُحَمَّد بن علي النيسابوري، أَخْبَرَنَا أبو حامد [ابن]
الشرقي [2] قال: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: رأيت مُحَمَّد بن يحيى في
النوم فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ما فعل الله لك؟ فقال: غفر لي. قلت:
فما فعل علمك؟ قَالَ:
كتب بماء الذهب ورفع إلى عليين [3] .
1624- يحيى بن معاذ، أبو زكريا الرازي الواعظ [4] .
سمع إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلى بن مُحَمَّد
الطنافسي، روى عنه: أبو عثمان الزاهد، وأبو العباس الماسرجسي، ويحيى بن
زكريا المقابري. دخل بلاد خراسان، ثم انصرف إلى نيسابور، فسكنها إلى أن
توفي بها.
أنبأنا أبو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الباقي، أَخْبَرَنَا إبراهيم بن
مُحَمَّد بْن على الجوزي قَالَ: سمعت عبد الجبار بن عبد العزيز المصري
يقول: سمعت أبا عليّ [5] الحسن بن العباس الكرماني يقول: سمعت عبد
الواحد بن مُحَمَّد يقول: جاء إلى شيراز يحيى بن معاذ الرازيّ وله شيبة
[6] حسنة وقد [7] لبس دست ثياب أسود، فكان أحسن شيء، فصعد الكرسي
فاجتمع إليه الناس، وأول ما بدأ به أنشا يقول:
مواعظ الواعظ لن تقبلا ... حتى يعيها تلبه أولا
يا قوم من أظلم من واعظ ... خالف ما قد قاله في الملا
أظهر بين الناس إحسانه ... وبارز الرحمان لما خلا
وسقط عن الكرسي، وغشي عليه ولم يتكلم في ذلك اليوم، ثم أنه ملك قلوب
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «أبو حامد الشرقي» .
وفي ك: «أبو حامد ابن الشرقي» .
[3] تاريخ بغداد 3/ 419، 420.
[4] تذكرة الحفاظ صفحة 532.
[5] في ك: «أبا الحسن بن العباس» .
[6] في ك: «وله عيبة» .
[7] «قد» ساقطة من ك.
(12/148)
أهل شيراز بعد ذلك، حتى إذا أراد أن يضحكهم
أضحكهم، وإذا أراد أن يبكيهم أبكاهم، وأخذ سبعة آلاف دينار من البلد.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أَخْبَرَنَا أبو
حازم عمر بن أحمد العبديّ [1] قَالَ: سمعت منصور بن عبد الوهاب يقول:
قَالَ أبو عمرو مُحَمَّد بن أَحْمَد الصرام: دخل يحيى بن معاذ الرازي
[2] على علوي ببلخ زائرا له، فسلم عليه [3] فقال العلوي ليحيى: أيد
الله الأستاذ، ما تقول فينا أهل البيت؟ فقال: ما أقول في طين عجن بماء
الوحي وغرس بماء الرسالة فهل يفوح منهما إلا مسك الهدى وعنبر التقى؟
قال: فحشا العلويّ فاه بالدرّ [4] ثم زاره من الغد فقال له يحيى بن
معاذ: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورا [5]
.
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا [أَبُو بَكْرٍ] [6]
البَيْهَقيّ، أَخْبَرَنَا الحاكم أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد
اللَّهِ النيسابوري قَالَ: سمعت على بن بندار يقول: سمعت مُحَمَّد بن
جعفر بن علكان يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من خان الله في السر هتك
ستره في العلانية.
توفي يحيى بن معاذ بنيسابور في جمادى الأولي من هذه السنة، وكتب على
قبره:
مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ.
1625- يحيى بن [عَبْد اللَّهِ] [7] الجلاء.
صحب بشر بن الحارث، وكان رجلا صالحا، قيل لابنه أبي عَبْد اللَّهِ: لم
سمي أبوك الجلاء؟ فقال: ما جلا أبي قط شيئا، وما كان له صنعة قط، كان
يتكلم على الناس فيجلو القلوب، فسمّي الجلاء.
__________
[1] في المطبوعة وك: «العبدوي» وكذلك في تاريخ بغداد.
[2] في الأصل: «يحيى بن معاذ إلى الري» .
[3] في الأصل، وتاريخ بغداد: «ومسلما عليه» .
[4] في ك: «بالدراهم» .
[5] تاريخ بغداد 14/ 211.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت.
(12/149)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي، أخبرنا أبو نعيم الحافظ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين النيسابوري [1] قَالَ: سمعت مُحَمَّد
بْن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمرو الدمشقي يقول: سمعت ابن
الجلاء يقول: قلت لأبي وأمي:
أحب أن تهباني للَّه تعالى فقالا: قد وهبناك للَّه، فغبت عنهما مدة
فرجعت [2] من غيبتي، وكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب، فقالا: من؟
فقلت: ولدكما. قالا: كَانَ لنا ولد فوهبناه للَّه، ونحن من العرب لا
نرجع فيما وهبنا. وما فتحا لي الباب [3] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بن علي، أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن على الأزجي، حَدَّثَنَا عَلي بْن
عَبْد اللَّهِ الهمذاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن داود، حَدَّثَنَا أبو
عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بن يحيى الجلاء قَالَ: مات أبي فلما وضع في
المغتسل رأيناه يضحك فالتبس على الناس أمره فجاءوا بطبيب وغطوا وجهه
فأخذ مجسة [4] فقال: هذا ميت، فكشفوا عن وجهه الثوب فرآه يضحك فقال
الطبيب: ما أدري حي هو أم ميت؟ وكان إذا جاء إنسان ليغسله لبسته منه
هيبة ولا يقدر على غسله، حتى جاء رجل من إخوانه فغسله وكفن وصلى عليه
ودفن.
1626- مُحَمَّد بن عمرو [5] بن حماد بن عطاء، ويقال: مُحَمَّد بن عَبْد
اللَّهِ [بن عمرو بن حماد بن عَبْد اللَّهِ] [6] مولى أبي بكر الصديق
ويعرف بالجماز [7] .
من أهل البصرة، كان شاعرا أديبا ماجنا، وكان يقول: أنا أكبر سنا من أبي
نواس.
دخل بغداد في أيام الرشيد وفي أيام المتوكل.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أحْمَد بْن عليّ [الخطيب] قَالَ:
__________
[1] في الأصل: «البيضاوي» .
[2] في الأصل: «ثم رجعت» .
[3] تاريخ بغداد 14/ 211.
[4] «فأخذ مجسة» ساقطة من ك.
[5] في الأصل: «عمر» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] تاريخ بغداد 3/ 125- 126.
(12/150)
أَنْبَأَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الكاتب
قَالَ: حدثني جدي [1] محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل قال: أنبأنا
محمد بن يحيى الصولي [قَالَ] : أَنْبَأَنَا يموت بن المزرع قَالَ: جلس
الجماز يأكل على مائدة بين يدي جعفر بن القاسم، وجعفر يأكل على مائدة
أخرى مَعَ [2] القوم، وكانت الصحفة ترفع من بين يدي جَعْفَر [3] وتوضع
بين يدي الجماز، ومن معه، فربما جاء قليل وربما لم يجئ شيء فقال
الجماز: أصلح الله الأمير، ما نحن اليوم إلا عصبة، وربما فضل [4] لنا
بعض المال، وربما أخذ أهل السهام فلم يبق لنا شيء [5] .
قَالَ: وأنبأنا يموت قَالَ: كان أبي والجماز يمشيان وأنا خلفهما
بالعشي، فمررنا بإمام وهو ينتظر من يمر به فيصلي معه، فلما رآنا أقام
الصلاة مبادرا فقال له الجماز: دع عنك هذا فإن رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يتلقى الجلب [6] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [قَالَ] : أنبأنا أحمد بن علي الخطيب
أنبأنا علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني،
أَنْبَأَنَا الصولي، أَنْبَأَنَا عون بن مُحَمَّد الكندي، أَنْبَأَنَا
عافية [7] بن شبيب التميمي قَالَ: كنا نكثر الحديث عن الجماز عند
المتوكل، فأحب أن يراه، وكنت فيمن حمله، فلما دخل عليه لم يقع الموقع
الذي أردناه فتعصبنا [8] كلنا له، فقال له المتوكل: تكلم، فإني أريد أن
أستبرئك. فقال الجماز:
بحيضة أو بحيضتين؟ فضحك الجماعة فقال له الفتح قد كلمت أمير المؤمنين
فيك حتى ولاك جزيرة القرود، فقال له الجماز: ألست فِي [9] السمع
والطاعة أصلحك الله؟ فحصر الفتح وسكت وأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم
فأخذها، فمات فرحا بها [10] .
__________
[1] «جدي» ساقطة من ك.
[2] في ك: «من القوم» .
[3] في ك: «من بين يديه» .
[4] في ك: «وربما دخل» .
[5] تاريخ بغداد 3/ 125، 126.
[6] تاريخ بغداد 3/ 126.
[7] في ك: «عالية» . وفي ت: «دعامة» . وفي الأصل: «عائصة» . وفي تاريخ
بغداد: «عافية» .
[8] في الأصل: «فتغضبنا» .
[9] في ك: «أنت على السمع» .
[10] في ك: «من الفرح» .
(12/151)
ثم دخلت سنة تسع
وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه رجع الموفق من حرب الزنج متعللا بالمرض، فبعث المعتمد موسى بن بغا
فشخص من سامراء نحو الزنج وذلك في ذي القعدة، وشيعه المعتمد، وخلع عليه
في الطريق، وقامت بينه وبينهم حروب يطول ذكرها في بضعة عشر شهرا، ثم
انصرف موسى عن الحرب، ووجّه في هذه السنة بجماعة من الزنج أسرى إلى
سامرا، فوثبت بهم العامة فقتلوا أكثرهم، ودخل الزنج الأهواز في هذه
السنة فقتلوا زهاء خمسين ألفا.
وحج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان
بن علي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1627- أَحْمَد بن عمرو بن يونس، أبو جعفر السوسي الكوفي [1] .
روي عنه أبو علي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الأشعث الكوفي أنه كان معه
بعد انصرافه من الحج وهو يريد مصر، وأنه قَالَ له: انظر إلى الهلال
يعني هلال المحرم. قَالَ:
فنظرت إليه فقال لي استوفيت مائة سنة. ثم نزل فقال [2] وضئني للصلاة،
يعني المغرب
__________
[1] السوسي: هذه النسبة إلى السّوس، فهي بلدة من كور الأهواز من بلاد
خوزستان.
والسوسة: بلدة بالمغرب.
[2] في ك: «ثم قال: وضئني» .
(12/152)
فوضأته ودخل فيها، فسجد سجدة وطال على أمره
فيها فوجدته ميتا فدفناه هنالك.
1628- إسحاق بن إبراهيم بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أبو يعقوب، المعروف
بالبغوي ويلقّب: لؤلؤا [1] .
سمع إسماعيل ابن علية، ووكيع بن الجراح، وغيرهما. وكان صدوقا ثقة
مأمونا.
وتوفي في شعبان هذه السنة.
1629- بشر بن مطر بن ثابت، أبو أحمد الدقاق الواسطي [2] .
نزل سامراء وحدث بها: عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وإسحاق
الأزرق [3] . روى عنه: ابن صاعد.
قَالَ أبو حاتم الرازي: هو صدوق.
قَالَ ابن قانع [4] : وتوفي في هذه السنة، وَقَالَ غيره: فِي سنة
اثنتين وستين ومائتين.
1630- جعفر بن مُحَمَّد بن جعفر الثَّقَفِيّ المدائني [5] .
سمع أباه، وعباد بن العوام، وأبا بكر بن عياش، وهشيما، وغيرهم. ونزل
الموصل فحدث بها، وتوفي في هذه السنة.
1631- حجاج بن يوسف [بن حجاج] [6] ، أبو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ، يعرف:
بابن الشاعر [7] .
وكان أبوه شاعرا صحب أبا نواس وأخذ عنه، ويلقب يوسف لقوة، وكان منشؤه
بالكوفة، وأما حجاج فبغدادي المولد والمنشأ [8] سمع يعقوب بن إبراهيم
بن سعد، وأبا
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 370، 371.
[2] تاريخ بغداد 7/ 84، 85.
[3] في الأصل: «بشر بن الأزرق» .
[4] في الأصل: «ابن نافع» .
[5] «المدائني» ساقطة من ك.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 175، 176.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] تاريخ بغداد 8/ 240، 241.
[8] «والمنشأ» ساقطة من ك.
(12/153)
أَحْمَد الزبيري، وشبابه، وعبد الرزاق. روى
عنه: أبو داود، ومسلم، وآخر من روى عنه: الحسين بن إسماعيل المحاملي،
وكان ثقة فهما، حافظا، صدوقا. قال أبو حاتم الرازي: هو صدوق، وقال
النسائي: هو [1] ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بن على بن ثابت قَالَ: أخبرني الأزهري، أَخْبَرَنَا أبو سعد الإدريسي
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن أحيد البخاري قال: حدّثنا صالح [ابن مُحَمَّد
الْحَافِظ] [2] قَالَ: سمعت حجاج بن الشاعر يقول: جمعت لي أمي مائة
رغيف فجعلتها في جراب، وانحدرت إلى شبابة [3] بالمدائن، وأقمت ببابه
مائة يوم، كل يوم أجيء برغيف فأغمسه في دجلة فآكله، فلما نفد خرجت.
توفي [حجاج] [4] في رجب [5] هذه السنة.
1632- عَبْد اللَّهِ بن هاشم، بن حيان، أبو عَبْد الرَّحْمَنِ الطوسي
[6] .
سمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وابن مهدي. روى عنه: مسلم في
صحيحه، وابن صاعد، وكان قديما يتكلم بالرأي، ثم مال إلى الحديث وترك
ذلك.
وتوفي في هذه السنة، وقيل: في التي قبلها.
1633- مُحَمَّد بن الحسن بن سعيد، أبو جعفر الأصبهاني [7] .
سكن بغداد، وحدث بها عن بكر بن بكار وغيره، روى عنه: ابن صاعد، وأبو
الحسين بن المنادي، وغيرهما. وكان ثقة.
__________
[1] «هو» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. ومكانه: «عن أحمد بن أحيد
البخاري قال: نا صالح قال سمعت حجاج بن الشاعر ... » .
[3] في ك: «وانحدرت إلى شبابة إلى المدائن» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «رجب» ساقطة من ك.
[6] جاءت هذه الترجمة في الأصل قبل آخر ترجمة من تراجم هذه السنة.
انظر ترجمة عبد الله بن هاشم في: تاريخ بغداد 10/ 193، 194.
[7] تاريخ بغداد 2/ 183.
وفي الأصل: «محمد بن محمد بن الحسن بن الحسن» .
(12/154)
1634- مُحَمَّد بن الحسن [1] بن نافع، أبو
عروبة [2] الباهلي البصري [3] .
قدم بغداد، وحدث بها عن سلم بن سليمان الضبي وغيره. روى عنه: ابن مخلد،
وإسماعيل الصفار أحاديث مستقيمة.
1635- مُحَمَّد بن تَميم بن واقد العنبري الأفريقي [4] .
يروى عن أنس بن عياض توفي بقفصة [5] في هذه السنة.
قال أبو سعيد بن يونس: ويقال إن هذه المدينة لا تمطر أصلا وإنما تجيئها
الميرة من غير أهلها [6] وفي أهلها جفاء عظيم.
__________
[1] في الأصل: «محمد بن الحسين» .
[2] في تاريخ بغداد: «أبو عوانة» .
[3] تاريخ بغداد 2/ 184.
[4] العنبري: هذه النسبة إلى «بني العنبر» وهم جماعة من بني تميم
ينسبون إلى بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أدد. (الأنساب 9/ 67)
.
[5] في ك: «بعقصة» .
[6] في ك: «من غيرها» .
(12/155)
ثم دخلت سنة ستين
ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن قائد الزنج قتل على بن زيد العلوي صاحب الكوفة.
وفيها: اشتد الغلاء في عَامَّة بلاد الإسلام [1] فأجلى عن مكة من كان
مجاورا بها من شدة الغلاء إلى المدينة وغيرها من البلدان، ورحل عنها
العامل الّذي كان بها، وبلغ كر الحنطة ببغداد خمسين ومائة دينار، ودام
ذلك شهورا.
وفيها: أمر مفلح التركي أن تزاد في جامع المنصور الدار المسماة [2]
بدار القطان، وكان قديما ديوانا للمنصور فتقدم مفلح إلى صاحبه القطان
ببنائها، وجعلها في الجامع ليصلي فيها، فنسبت إلى القطان.
وحج بالناس في هذه السنة: إبراهيم بن مُحَمَّد الذي حج بهم في التي
قبلها.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1636- إبراهيم بن عيسى، أبو إسحاق.
كان كاتب الحارث بن مسكين، وهارون بن عَبْد اللَّهِ [3] ، وعيسى بن
المنكدر، وكلهم ولي قضاء مصر، وروى عن ابن وهب، والشافعيّ.
وتوفي في هذه السنة.
__________
[1] في الأصل: «البلاد الإسلامية» .
[2] في الأصل: «الدار التي تسمى» .
[3] في ت: «عبيد الله» .
(12/156)
1637- أيوب بن إِسْحَاق بن إبراهيم بن
سافري، أبو سليمان [1] .
سمع من مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الأنصاري وخلق كثير [2] وكان صدوقا،
سكن الرملة، وحدث بها وبمصر.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن محمد [القزاز] ، أخبرنا أحمد بن علي
بن ثابت، حَدَّثَنَا الصوري [3] ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد
الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا ابْن مسرور [4] ، أَخْبَرَنَا أبو سعيد بن يونس
قَالَ: أيوب بن إسحاق بن سافري، قدم مصر وحدث بها، وكان إخباريا يقال
أنه بغدادي [5] ، ويقال إنه مروزي سكن بغداد، وقدم إلى دمشق فأقام بها،
وقدم من دمشق إلى مصر وكان في خلقه زعارة وسأله أبو حميد في شيء يكتبه
عَنْهُ من الأخبار فمطله وكان شاعرا فكتب إليه.
الحمد للَّه لا نحصي له عددا ... ما زال أحسانه فينا له مددا
إذ لم أخط حديثا عنك أعلمه ... ولا كتبت لغيري عنك [6] مجتهدا
إلا أحاديث خوات [7] وقصته ... عن البعير ولما قَالَ: قد شردا
فسوف أخرجها إن شئت من كتبي ... ولا أعود لشيء بعدها أبدا [8]
توفي بدمشق في ربيع الآخر من هذه السنة.
1638- أيوب بن الوليد [9] ، أبو سليمان الضرير [10] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 9، 10.
[2] «كثير» ساقطة من ك.
[3] في الأصل: «الصفدي» .
[4] «حدثنا ابن مسرور» ساقطة من ك.
[5] «يقال أنه بغدادي» ساقطة من ك.
[6] في ك: «منك» .
[7] في الأصل: «حوّار» .
[8] تاريخ بغداد 7/ 10.
[9] في ك: «أيوب بن أبي الوليد» .
وما أثبتناه من الأصل، ت، وتاريخ بغداد.
[10] تاريخ بغداد 7/ 10، 11.
(12/157)
حدث عن أبي معاوية الضرير [1] ، وإسحاق
الأزرق، وغيرهم. روى عنه: ابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد، وتوفي في
محرم هذه السنة.
1639- الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر، أبو محمد العسكري
[2] .
ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وكان يسكن [3] بسر من رأي، وبها مات،
وهو أحد من تعتقد فيه الشيعة الإمامة.
وتوفي فِي ربيع الأول [4] من هذه السنة ودفن إلى جانب أبيه.
1640- الحسن الفلاس [5] .
أحد المتعبدين البغداديين، عاصر سريا السقطي، وكان السري [6] يفخم أمره
ويقول: يعجبني طريقته، وكان حسن لا يأكل إلا القمام.
أخبرنا مُحَمَّد بن أبي منصور، أَخْبَرَنَا عبد القادر بن مُحَمَّد،
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بن
عَبْد الرَّحْمَنِ الزهري، قَالَ: حدثني أبي، حَدَّثَنَا أبو عَبْد
اللَّهِ مُحَمَّد بن العباس بن الفضل قَالَ: سمعت وهب بن نعيم بْن
الهيصم يقول:
جاء حسن الفلاس إلى بشر بن الحارث يزوره مرة ومرتين وثلاثا، يتردد إليه
في مسألة ليكون الحجة فيما بينه وبين الله تعالى، فتركه بشر وقام مرة
ومرتين وثلاثا، فلما كان بعد ذلك تبعه إلى المقابر، فلما صار إلى
المقابر وقف بشر فقال له: يا حسن، أيود هؤلاء أن يردوا فيصلحوا ما
أفسدوا؟ ألا فاعلم يا حسن أنه من فرح قلبه بشيء من الدنيا أخطأ الحكمة
قلبه، ومن جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله، ومن غلب
هواه فهو الصابر الغالب، ألا فأعلم إن البلاء كله في هواك، والشفاء كله
في مخالفتك إياه، فإذا لقيته فقل [له] [7] قال لي.
__________
[1] «حدث عن أبي معاوية الضرير» ساقطة من ك.
[2] تاريخ بغداد 7/ 366.
[3] في ك: «وكان في سرمن رأى» .
[4] في ك: «ربيع الآخر» .
وما أثبتناه من الأصل، ت، وتاريخ بغداد.
[5] تاريخ بغداد 7/ 400.
[6] «السري» ساقطة من ك.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(12/158)
فرجع الحسن فعاهد الله تعالى إن لا يأكل ما
يباع، ولا ما يشتري، ولا يلبس ما يباع ولا ما يشترى، ولا يمسك بيده
ذهبا ولا فضة، ولا يضحك أبدا [1] ، وكان يأوي ستة أشهر في العباسية،
وستة أشهر حول دار البطيخ، ويلبس ما في المزابل ولقيه رجل بالبذندون
منصرفا على هذه الصورة، فقال: يا حسن، من ترك شيئا للَّه عوضه الله [ما
هو] [2] خير منه فما عوضك؟ فقال الحسن: الرضا بما ترى. فلما رجع من
غزاته [3] خرج به خراج فكانت [فيه] [4] منيته، فلما اشتد به أمره [5]
قَالَ لمولاة: لا تسقيني ماء حتى اطلبه منك. فلما قرب منه الأمر طلب
منها الماء، فشرب وَقَالَ: لقد أعطاني ما يتنافس فيه المتنافسون.
1641- الحسن بن مُحَمَّد بن الصباح، أبو علي الزعفراني [6] .
من قرية يُقَالُ لها: الزعفرانية. سمع سفيان بن عيينة، [وإسماعيل بن
علية] [7] ووكيعا، ويزيد بن هارون، وعفان بن مسلم. وروى عن الشافعي
كتابه القديم وقرأ عليه. حدث عنه: البخاري في صحيحه، وابن صاعد،
والمحاملي، وكان ثقة.
ودرب الزعفراني المسلوك فيه من باب الشعير إلى الكرخ إليه ينسب.
أَخْبَرَنَا [أَبُو مَنْصُورٍ] الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرٍ
بن ثابت] [8] الخطيب قال: أخبرني علي بن أيوب القمي، أخبرنا مُحَمَّد
بن عمران الكاتب قَالَ: حدثني إبراهيم بن شهاب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن
مُحَمَّد الشطوي، وعبد اللَّه بن محمد [9] بن علي بن شهاب
__________
[1] «أبدا» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[3] في الأصل: «غزوته» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.
[5] في الأصل: «اشتد به الأمر» .
[6] تاريخ بغداد 7/ 407- 410.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] في ك: «إبراهيم بن سهل» .
[9] في ك: «وعبد بن محمد» .
(12/159)
قالا: [1] سمعت أبا علي الحسن بن مُحَمَّد
بن الصباح ينشد وقد اجتمع إليه الناس ليحدثهم:
لا والّذي تسجد الجباه له ... ما لي بما دون ثوبها خبر
ولا بفيها ولا هممت بها ... ما كان إلا الحديث والنظر [2]
فقال له رجل: يا أبا علي، [إن] [3] هذا يغنى به! فقال له [4] : ثكلتك
أمك، وهل يغنى إلا بالشعر الجيد؟
توفي الزعفراني بالجانب الغربي في هذه السنة.
1642- حنين بن إسحاق الطبيب [5] .
بلغ غاية في علم الطب، وتوفي في هذه السنة.
1643- حمزة بن العباس، أبو علي المروزي [6] .
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن عبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، وابن مخلد.
وتوفي في هذه السنة حاجا.
1644- رجاء بن الجارود [7] ، أبو المنذر الزيات [8] .
سمع الواقدي، وأبا عاصم النبيل، والأصمعي، والقعنبي. روى عنه: ابن
صاعد، والمحاملي، وكان ثقة.
توفي في رجب هذه السنة.
__________
[1] في ك: «قال» .
[2] تاريخ بغداد 7/ 409.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «له» ساقطة من ك.
[5] وفيات الأعيان 1/ 167. وطبقات الأطباء 1/ 184. وتاريخ حكماء
الإسلام 16. وأخبار الحكماء 117.
[6] تاريخ بغداد 8/ 179.
[7] في الأصل: «رجاء بن أبي الجارود» .
[8] تاريخ بغداد 8/ 412.
(12/160)
1645- عبيد الله بن سعد [1] بن إبراهيم،
أبو الفضل الزهري [2] .
سمع عمه يعقوب، وروح بن عبادة روى عنه: البخاري في الصحيح، والباغندي،
والبغوي، وابن صاعد، وكان ثقة.
توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
1646- عَبْد الرَّحْمَنِ بن بشر بن الحكم، أبو مُحَمَّد العبدي
النيسابوري [3] .
سمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وابن مهدي، روى عنه البخاري، ومسلم
في صحيحيهما.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرٍ
بْنِ ثَابِتٍ] الْخَطِيبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي
المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ النيسابوري قَالَ: سمعت
مُحَمَّد بن صالح [بن هانئ] يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت
عَبْد الرَّحْمَنِ بن بشر [بن الحكم] [4] يقول: حملني بشر بن الحكم [5]
على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة يقول: يا معشر أصحاب الحديث، أنا بشر
بن الحكم النيسابورىّ، سمع أبي الحكم بن حبيب من سفيان بن عيينة، وقد
سمعت أنا منه، وحدثت أَنَا [6] عنه بخراسان، وهذا ابني [7] عَبْد
الرَّحْمَنِ قد سمع منه.
توفي عبد الرحمن في هذه السنة.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «عبيد الله بن سعد» . وفي الأصل: «عبد الله بن
سعيد» .
وفي ت: «عبيد الله بن سعيد» وكذا في ك.
[2] في ك والمطبوعة وتاريخ بغداد: «الزهري» .
وفي الأصل، ت: «الهروي» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 323، 324. والجمع بين رجال الصحيحين
لابن القيسراني 1/ 306.
[3] في الأصل «ابن محمد العبديّ النيسابورىّ» .
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 271، 272.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «يقول حملني بشر بن الحكم» ساقطة من ك.
[6] «أنا» ساقطة من ك.
[7] في الأصل: «وهذا ابن ابني» .
(12/161)
1647- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن سفيان، أبو
عَبْد اللَّهِ البزاز الترمذي [1] .
سكن بغداد، وحدث بها عن عُبَيْد اللَّهِ [بن عمر] [2] القواريري،
وغيره. وكان ثقة.
1648- مُحَمَّد بن بيان بن مسلم، أبو العباس الثقفي [3] .
حدّث عن الحسن بن عرفة، عن ابن مهدي، عن مالك، عن الزهري عن أنس [4]
بحديث لا أصل [5] له، فليست العلة إلا من جهته، وقد أغنى أهل العلم أن
ينظروا في حاله.
1649- مُحَمَّد بن مسلم بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أبو بكر القنطري الزاهد
[6] .
كان ينزل قنطرة البردان، وكان يشبه في الزهد ببشر الحافي، وكان يكتب
جامع سفيان لقوم لا يشك في صلاحهم ويتقوت بالأجرة.
أخبرنا [عَبْد الرحمن بن محمد] القزاز [7] ، أخبرنا أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب [8] حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن أبي الحسن القرميسيني
قَالَ: سمعت علي بن عَبْد اللَّهِ الهمداني يقول: سمعت مظفر بن سهل
المقرئ [9] يقول: قَالَ أبو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد المروذي: دخلت على
أبي بكر بن مسلم صاحب قنطرة البردان يوم عيد فوجدته وعليه قميص مرقوع
نظيف مطبق وقدامه قليل خرنوب يقرضه فقلت: يا أبا بكر، اليوم عيد الفطر
وتأكل خرنوبا! فقال لي: لا تنظر إلى هذا و [لكن] [10] انظر إن سألتني
من أين هو إيش أقول [11] .
توفي أبو بكر بن مسلم يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة من هذه
السنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 305، 306.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 2/ 97، 98.
[4] «عن أنس» ساقطة من ك.
[5] انظر الحديث في تاريخ بغداد 2/ 97.
[6] تاريخ بغداد 3/ 256.
[7] «القزاز» ساقطة من ك.
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] «الخطيب» ساقطة من ك.
[9] في الأصل: «مظفر بن إسماعيل المقري» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] تاريخ بغداد 3/ 256.
(12/162)
|