المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن المسلمين دخلوا بلاد الروم، ففتحوا بعضها، ثم عادوا فغزوهم فغنموا وظفروا.
وفيها [1] : غارت المياه بالري، وطبرستان، وأصاب الناس بعد ذلك جهد جهيد، وقحط حتى أكل الناس بعضهم بعضا، وأكل إنسان منهم ابنته.
ولليلتين خلتا من رجب شخص المعتضد إلى الجبل، فقصد ناحية الدينور، وولي [2] أبا مُحَمَّد علي بن المعتضد الري، وقزوين، وزنجان، وأبهر، وقم، وهمذان، والدينور، وقلد عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف أصبهان، ونهاوند، والكرج، وتعجل المعتضد الانصراف من أجل غلاء الأسعار، وقلة الميرة، وفوافى المعتضد باللَّه بغداد يوم الأربعاء لست خلون من رمضان.
ولست بقين من ذي القعدة: خرج المعتضد إلى الموصل عامدا لحمدان بن حمدون، وذلك أنه بلغه أنه مال إلى هارون الشاري، ودعا له فلما صار [3] المعتضد باللَّه [4] بنواحي الموصل [5] كتب إلى إسحاق بن أيوب وإلى حمدان [أن] [6] يتلقياه
__________
[1] بياض في ت مكان: «وفيها» .
[2] في ك: «وقلد» .
[3] «فلما صار» ساقطة من ك.
[4] «باللَّه» ساقطة من ك.
[5] في ك: «بنواحي صل» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/339)


فأسرع إسحاق، وتحصن حمدان في قلاعه. وورد كتاب المعتضد يذكر أن الله نصره على الأكراد، والأعراب، فقتل منهم خلقا كثيرا.
ثم خرج المعتضد عامدا لقلعة ماردين، وكانت في يد حمدان، فهرب وخلف ابنه بِهَا [1] فنزل المعتضد عليها، وحاربهم من فيها يومهم، فلما كان من الغد ركب المعتضد وصعد القلعة، حتى قرب من الباب ثم [2] صاح: يا ابن [3] حمدان فأجابه فقال: افتح الباب. ففتحه فقعد المعتضد في الباب، ونقل ما في القلعة، ثم أمر بهدمها فهدمت.
وحمل خمارويه بن أَحْمَد ابنته إلى المعتضد، وقد كان المعتضد تزوجها في آخر رمضان هذه السنة، بعثها مع ابن الجصاص، وبعث معه بعد كل شيء عمله مائة ألف دينار، وَقَالَ: لعل بالعراق ما نحتاج إليه مما ليس [4] عندنا فاشتر شيئا إن أردت بهذه فأخذها إليه [5] فما اشترى منها [6] شيئا.
وحج بالناس في هذه السنة/ مُحَمَّد بن هارون، وأصاب [الحاج] [7] بالأجفر مطر [8] عظيم، فمات منهم بشر كثير، وكان الرجل يغرق في الرمل ما [9] يقدر أحد على إخراجه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1874-[أَحْمَد بن سهل بن الربيع بن سليمان الأخميمي [10] .]
كان مقبولا عند القضاة، وحدث عن يحيى بن بكير، وغيره.
وتوفي في هذه السنة] .
__________
[1] «بها» ساقطة من ك.
[2] في ك: «حتى صاح» .
[3] «ابن» ساقطة من ك.
[4] في الأصل: «ما نحتاج إليه مما ليس ... » .
[5] «فأخذها إليه» ساقطة من ك.
[6] «منها» ساقطة من ك.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] «مطر» ساقطة من ك.
[9] في ك: «في الوحل فلا يقدر» .
[10] هذه الترجمة ساقطة من الأصل.
وفي ت بياض مكان «أحمد» .
انظر ترجمته في: الأنساب 1/ 155.

(12/340)


1875- إسحاق بن إبراهيم، المعروف: بابن الجبلي [1] يكنى أبا القاسم.
ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين، وسمع منصور بن أبي مزاحم، وطبقته، ولم يحدث إلا بشيء يسير، وكان يذكر بالفهم، ويوصف بالحفظ، ويفتي الناس بالحديث، ويذاكر. وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة، وصلى عليه إبراهيم الحربي.
1876- عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عبيد بن سفيان بن قيس، أبو بكر القرشي، المعروف: بابن أبي الدنيا مولى بني أمية [2] .
ولد سنة ثمان ومائتين، وسمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وخلقا كثيرا، وقد أدب غير واحد من أولاد الخلفاء منهم: المعتضد، وعلي بن المعتضد، وكان يجري له [في] [3] كل شهر خمسة عشر دينارا، وكان يقصد أحاديث [4] الزهد والرقائق، وكان لأجلها يكتب عن البرجلاني، ويترك عفان [5] بن مسلم، وكان ذا مروءة ثقة صدوقا، صنف أكثر من مائة مصنف في الزهد.
قال أبو علي صالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ: إلا أنه كان يسمع من إنسان يُقَالُ له مُحَمَّد بن إسحاق البلخي، وكان ذلك كذابا [6] يضع للكلام إسنادا، ويروي أحاديث مناكير.
[قال المصنف [7] : قد روى ابن أبي الدنيا عن مُحَمَّد بن إسحاق بن يزيد بن عبيد الله الضبي، وقد ذكره ابن أبي حاتم في الكذابين، وقد ذكرنا وفاته في سنة ست وثلاثين ومائتين، وروى ابن أبي الدنيا عن مُحَمَّد بن إسحاق اللؤلؤي البلخي، ولم يكن بثقة، وقد ذكرنا وفاته في سنة أربع وأربعين ومائتين] .
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 378.
[2] تاريخ بغداد 10/ 89- 91.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ك: «حديث» .
[5] في ك: «غفار» .
[6] «كذابا» ساقطة من ك.
[7] من أول «قال المصنف» حتى نهاية الفقرة وردت في الأصل في نهاية الترجمة.

(12/341)


أخبرنا ابن ناصر، أَخْبَرَنَا أبو غالب مُحَمَّد بن إبراهيم بن مُحَمَّد الصقلي، حَدَّثَنَا واقد بن الخليل الخليلي، أَخْبَرَنَا أبي قَالَ: حدثني مُحَمَّد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الخطيب قَالَ: حدثني علي بن إبراهيم قَالَ حَدَّثَنَا عمر بن سعد القراطيسي قَالَ: كنا على باب ابن أبي الدنيا ننتظر خروجه/، فجاءت السماء بمطر، فأتتنا جارية برقعة فقرأتها، فإذا فيها [مكتوب] [1] :
أنا مشتاق إلى رؤيتكم ... يا أخلائي وسمعي والبصر
كيف أنساكم وقلبي عندكم ... حال فيما بيننا هذا المطر
توفي في جمادى الأولى [2] من هذه السنة، وصلى عليه يوسف بن يعقوب، ودفن في الشونيزية، وبلغ من العمر [نيفا و] [3] سبعين سنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ك: «جمادى الآخرة» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/342)


ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن المعتضد أمر بإنشاء الكتب إلى العمال فِي النواحي [1] بترك افتتاح الخراج في النيروز الذي هو نيروز العجم، وتأخير ذلك إلى اليوم الحادي عشر من حزيران [2] ، وسمي ذلك النيروز المعتضدي، فأنشئت الكتب بذلك من الموصل، والمعتضد بها، وإنما أراد الترفيه على الناس والرفق [3] بهم.
وفي هذه السنة: قدم ابن الجصاص من مصر ببنت أبي الجيش خمارويه بن أَحْمَد التي تزوجها المعتضد، ومعها أحد عمومتها، وكان دخوله بغداد يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم، وأدخلت الحرة ليلة الأحد، فنزلت [في] [4] دار صاعد، وكان المعتضد غائبا بالموصل، ثم نقلت إلى المعتضد لأربع خلون من ربيع الأول، فنودي في جانبي بغداد أن لا يعبر أحد دجلة في يوم الأحد/، وغلقت أبواب الدروب التي يلين
__________
[1] «في النواحي» ساقطة من ك.
[2] على هامش ك ما نصه: «وسبب ذلك على ما روى المعنيون بأخبارهم: أن المتوكل على الله ركب في بعض متصيداته فرأى زرعا خضرا، فقال العجم: قد استأذن في جمع الخراج والزرع بعد لم يحصد ومن أين يؤتون الخراج؟ فقالوا: إن نيروز العجم قد تعطل بتغيير الكبيسة، فقال: كيف ذلك مع اجتهاد ملوك الأكاسرة في إقامة العدل؟ فقالوا: وقع ذلك لاختلاف حكامهم. فأمر بتعيين النيروز، فولى منجما أمرها فقتل المتوكل قبل استتمام أمر النيروز، فلما ولى المعتضد كان أول مهمة بعد قهر المتغلبين أمر الكبيسة، فأخر النيروز إلى اليوم الحادي عشر من حزيران» .
[3] في ك: «الترفق» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/343)


الشط، ومد على الشوارع النافذة إلى دجلة [1] شراع، ووكل بحافتي دجلة من يمنع [الناس] [2] أن يظهروا في دورهم على الشط، فلما صليت العتمة وافت سفينة من دار المعتضد فيها خدم، معهم الشمع، فوقفت بإزاء دار صاعد، وكانت قد أعدت أربع حراقات شدت مَعَ دار صاعد، فلما جاءت تلك السفينة أحدرت الحراقات [3] وصارت تِلْكَ السفينة بين أيديهم، وأقامت الحرة يوم الاثنين في دار المعتضد، وجليت عليه يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الأول.
وفي هذه السنة منع المعتضد النَّاس من عمل ما كانوا يعملون بِهِ من نيروز العجم من صب الماء وإيقاد النيران وغير ذَلِكَ، وكان هذا من أحسن ما اعتمده المعتضد [4] .
وفيها: شخص المعتضد إلى الجبل فبلغ الكرج، وأخذ أموال لأبي دلف، وكتب إلى عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف يطلب منه جوهرا كان عنده، فوجه به إليه، وتنحى من بين يديه.
وفيها: وجه مُحَمَّد بن زيد العلوي من طبرستان إلى مُحَمَّد بن ورد العطار [5] اثنين وثلاثين ألف دينار ليفرقها على العلوية بالحرمين والكوفة، و [على من في] [6] بغداد، فسعى به، فأحضر دار [7] بدر، وسئل عن ذلك، فذكر أنه يوجه إليه في كل سنة بمثل هذا المال فيفرقه على من يأمر بالتفرقة عليه من العلويين، فأعلم بدر المعتضد بذلك، وأخبره أن الرجل والمال عندنا، فما ترى وما تأمر؟ فقال: أما تذكر الرؤيا التي خبرتك بها؟ فقال: لا يا أمير المؤمنين! فقال: إن الناصر دعاني فقال: أعلم أن هذا الأمر سيصير إليك، فانظر كيف تكون مع آل علي بن أبي طالب [عليه السلام] ثم قال: رأيت في
__________
[1] في ك: «الشوارع التي تلين دجلة النافذة إليها» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «أربع حراقات ... وصارت تلك السفينة» .
مكان النقط ساقط من ك.
[4] «وفي هذه السنة ... » إلى نهاية الفقرة ساقط من ك.
[5] في ك: «القطان» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «دار» ساقطة من ك.

(12/344)


النوم/ كأني خارج من بغداد أريد ناحية النهروان، إذ مررت برجل واقف على تل يصلي لا يلتفت إلى، فعجبت منه، ومن قلة اكتراثه بعسكري، مع تشوف الناس إلى العسكر، فاقبلت إليه حتى وقفت بين يديه، فلما فرغ من صلاته قَالَ لي: أقبل! فأقبلت إليه.
فقال: أتعرفني؟ قلت: لا. قَالَ: أنا علي بن أبي طالب، خذ هذه المسحاة فاضرب بها في الأرض، فأخذتها فضربت بِهَا [1] ضربات، فقال: إنه سيلي [من] [2] ولدك هذا الأمر بقدر ما ضربت، فأوصهم بولدي خيرا. قَالَ بدر: فقلت: بلى يا أمير المؤمنين قد ذكرت! قَالَ: فأطلق الرجل، وأطلق المال، وتقدم إليه أن يكتب إلى صاحبه بطبرستان [أن] [3] يوجه إليه ما يوجهه ظاهرا، ويفرقه ظاهرا، وتقدم بمعونة هذا على ما يريد من ذلك.
وفيها: قدم إبراهيم بن أَحْمَد الماذرائي لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ من دمشق، على طريق البر، فوافى بغداد في أحد عشر يوما فأخبر المعتضد أن خمارويه ذبحه بعض خدمه على فراشه، وكان قد بعث [مع] [4] ابن الجصاص إلى خمارويه هدايا، فأرسل إليه فرده من الطريق، وولي بعد خمارويه ابنه جيشا فقتلوه، وانتهبوا داره، وأجلسوا أخاه هارون بن خمارويه، فتقرر أنه يحمل إلى خزانة المعتضد في كل سنة ألف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، فلما ولي المكتفي عزله، وولى مكانه [5] مُحَمَّد بن سليمان الواثقي، فأخذ أموال آل طولون، وكان هذا آخر أمرهم.
وحج بالناس في/ هذه السنة المتقدم ذكره.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1877- أَحْمَد بن داود بن موسى، أبو عَبْد الله السدوسي، بصري [6] ، ويعرف بالمكي [7] .
__________
[1] «بها» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «مكانه» ساقطة من ك.
[6] «بصرى» ساقطة من ك.
[7] في ك: «ويعرف بالمالكي» .

(12/345)


وكان ثقة. أقام بمصر وتوفي بها في صفر هذه السنة.
1878- إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد [1] بن زيد بن درهم [أبو إسحاق] [2] الأزدي، مولى جرير بن حازم من أهل البصرة [3] .
ولد سنة تسع وتسعين ومائة، وقيل: سنة مائتين، ونشأ بالبصرة [وامتد عمره، فحملت عنه علوم كثيرة] [4] وسمع مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، والقعنبي، وابن المديني، وغيرهم، وروى عنه: البغوي، وابن صاعد، وابن الأنباري، وغيرهم، وكان فاضلا متقنا فقيها على مذهب مالك، وشرح مذهبه ولخصه، واحتج [5] له، وصنف «المسند» وكتبا عدة في علوم القرآن، وجمع حديث مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري [6] وأيوب السختياني.
وولى القضاء في خلافة المتوكل لما مات سوار بن عَبْد اللَّهِ، وكان قاضي القضاة حينئذ بسر من رأى [أبو] جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، فأمره المتوكل أن يولى إسماعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد، فولاه سنة ست وأربعين ومائتين، وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك بسبع [7] عشرة سنة، ولم يزل قاضيا على عسكر المهتدي إلى سنة خمس وخمسين ومائتين، فإن المهتدي قبض على حماد بن إسحاق أخي إسماعيل، / وضرب بالسياط وأطاف به على بغل بسر من رأى، لشيء بلغه عنه، وصرف إسماعيل بن إسحاق، عن الحكم، واستتر وكان قاضي القضاة بسر من رأى الحسن بن مُحَمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثم صرف عن القضاء في هذه
__________
[ () ] انظر ترجمته في: العقد الثمين 3/ 38. وروى عنه الطبراني في المعجم الصغير 1/ 22. وكذلك في كتاب الدعاء له في عدة مواضع منها (313، 316، 667، 758) وغيره.
[1] «بن حماد» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 6/ 284.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في الأصل: «واصح» .
[6] «الأنصاري» ساقطة من ك.
[7] في الأصل: «لتسع» .

(12/346)


السنة، وولى القضاء عَبْد اللَّهِ بن نائل بن نجيح، ثم رد الحسن بن مُحَمَّد في هذه السنة إلى القضاء، ثم استقضى المهتدي على الجانب الشرقي القاسم بن منصور التميمي نحو سبعة أشهر [1] ، ثم قتل المهتدى فأعاد المعتمد إسماعيل بن إسحاق على الجانب الشرقي ببغداد، فِي سنة ست وخمسين، فلم يزل إلى سنة ثمان وخمسين، ثم سأل الموفق أن ينقله إلى الجانب الغربي، وكان على قضاء الجانب الغربي بالشرقية، وهي الكرخ البرتي، وعلى مدينة المنصور أَحْمَد بن يحيى، فأجابه إلى ذلك، وكره ذلك قاضي القضاة ابن أبي الشوارب، واجتهد في رد ذلك، فما أمكنه لتمكن إسماعيل من الموفق باللَّه، فأجيب إسماعيل إلى ما سأل، ونقل البرتي إلى قضاء الشرقية إلى الجانب الشرقي وإسماعيل على الغربي بأسره إلى سنة اثنتين وستين ومائتين، ثم جمعت بغداد بأسرها لإسماعيل بن إسحاق، وصرف البرتي، وقلد المدائن، والنهروانات [2] وقطعة من أعمال السواد، وكان ابن أبي الشوارب قد توفي فِي سنة إحدى وستين [3] فولى أخوه على بن مُحَمَّد مكانه، وكان يدعى بقاضي القضاة، وصار إسماعيل المقدم [ذكره] [4] على سائر القضاة، ولم يقلد قضاء القضاة [5] إلى أن توفي. / أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن أَحْمَد بن يعقوب قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم [6] الضبي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الفضل النحوي يقول:
سمعت أبا الطيب عَبْد اللَّهِ بن شاذان يقول: سمعت يوسف بن يعقوب يقول: قرأت توقيع المعتضد إلى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير: (واستوص بالشيخين الخيرين الفاضلين [7] إسماعيل بن إسحاق الأزدي، وموسى بن إسحاق الخطمي خيرا، فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا دفع عنهما بدعائهما) [8] .
__________
[1] في الأصل: «نحو عشرة أشهر» .
[2] في ك: «النهروان» .
[3] «في سنة إحدى وستين، ساقطة من ك.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] في ك: «قاضي القضاة» .
[6] «نعيم» ساقطة من ك.
[7] في ك، وتاريخ بغداد: «القاضيين» .
[8] تاريخ بغداد 6/ 288.

(12/347)


[أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد العدل، أَخْبَرَنَا] [1] الحسين بن القاسم الكوكبي [قَالَ:] سمعت أبا العباس المبرد يقول: لما توفيت والدة إسماعيل بن إسحاق القاضي ركبت إليه أعزيه، وأتوجع له، وألفيت عنده الجلة من بني هاشم، والفقهاء والعدول، ومستورى مدينة السَّلَام [2] ، فرأيت من ولهه ما أبداه ولم يقدر على ستره، وكل [3] يعزيه، وقد كاد لا يسلو، فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته:
لعمري لئن غال ريب الزمان ... فينا لقد غال نفسا حبيبة
ولكن علمي بما في الثواب ... عند المصيبة ينسي المصيبة.
فتفهم كلامي واستحسنه، ودعا بدواة وكتبه، ورأيته بعد قد انبسط وجهه، وزال عنه ما كان فيه من تلك الكآبة، وشدة الجزع [4] .
توفي إسماعيل ليلة الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة من هذه السنة وقت صلاة العشاء الآخرة فجأة.
1879- إسماعيل [5] بن مُحَمَّد بن أبي كثير، أبو يعقوب الفارسيّ الفسوي [6] .
سكن بغداد، وحدّث بها [7] عن قتيبة، وابن راهويه، وغيرهما. روى عنه: أبو بكر الشافعي، وكان ثقة صدوقا. وكان على قضاء/ المدائن.
وتوفي في شعبان هذه السنة.
1880-[بدر بن المنذر بن بدر، أبو بكر المغازلي، واسمه: أَحْمَد لكنه، لقب ببدر فغلب عليه [8] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ك: «مستوري المدينة» .
[3] في الأصل: «وكلّا» والتصحيح من «ك» .
[4] تاريخ بغداد 6/ 288، 289.
[5] في الأصل: «إسحاق» . وفي ت بياض مكان «إسماعيل» .
[6] تاريخ بغداد 6/ 283.
[7] «بها» ساقطة من ك.
[8] هذه الترجمة ساقطة من الأصل. تاريخ بغداد 7/ 103.

(12/348)


روى عنه النجاد، وغيره وكان ثقة، ويعد من الأولياء، وكان صبورا، وكان أَحْمَد بن حنبل يكرمه ويقول: من مثل بدر؟ بدر قد ملك لسانه! توفي بدر في جمادى الأولى من هذه السنة بالجانب الغربي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قَالَ: قَالَ أبو مُحَمَّد الحربي كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت دارا لها بثلاثين دينارا. فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم، فأجابته إلى ذلك فقالت:
تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون] [1] .
1881-[جعفر بن مُحَمَّد بن أبي عثمان، أبو الفضل الطيالسي [2] .]
سمع من عفان، وعارم، ومسدد، ويحيى بن معين، وغيرهم. روى عنه: ابن صاعد، وابن مخلد، والنجاد. وكان ثقة ثبتا صدوقا، حسن الحفظ، صعب الأخذ.
توفي ليلة الجمعة للنصف من رمضان هذه السنة] .
1882-[جعفر بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن بشر بن كزال، أبو الفضل السمسار [3] .
حدث عن عفان، وأحمد بن حنبل، وغيرهما. روى عنه: أبو بكر الشافعي.
قَالَ: الدارقطني ليس بالقوي. وتوفي في شوال هذه السنة] .
1883-[الحسين بن حميد بن الربيع بْن حميد بن مالك بن سحيم، أبو عَبْد اللَّهِ اللخمي الخزاز الكوفي [4] .
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وغيره. روى عنه: أبو
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 104.
[2] هذه الترجمة ساقطة من الأصل.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 188.
[3] وهذه الترجمة ساقطة من الأصل.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 7/ 189.
[4] وهذه الترجمة ساقطة من الأصل.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 38.

(12/349)


عمرو بن السماك. وكان فهما عارفا، له كتاب مصنف في التاريخ.
توفي في ذي الحجة من هذه السنة] .
1884-[الحسين بن محمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أبو علي الخياط [1] .
صاحب بشر الحافي، كتب الناس [2] عنه شيئا من الحكايات، وأطرافا من الحديث، وتوفي فِي شوال هَذِهِ السنة.
1885-[الحارث بْن مُحَمَّد بن أبي أسامة، أبو مُحَمَّد التميمي [3] .
ولد في شوال سنة ست وثمانين ومائة، وسمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم. روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن جرير، وابن مخلد، والنجاد، وأبو بكر الشافعي، والخلدي، وكان صدوقا ثقة.
وتوفي يوم عرفة من هذه السنة وقد بلغ ستا وتسعين سنة] .
1886-[خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم، أبو الهيثم الأزدي [4] .
حدث عن أبيه. روى عنه: مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان، كان [5] ينزل في مدينة المنصور، ثم خرج إلى البصرة. فتوفي بها في هذه السنة] .
1887- خمارويه بن أَحْمَد بن طولون [6] .
عقدت له الولاية على مصر وأعمال أبيه بعد [7] موته، فأنفذ الموفق ابنه المعتضد لمحاربته، فالتقيا في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين بالصعيد، فانكسر خمارويه، وركب حمارا هاربا إلى مصر [8] ووضع أصحاب المعتضد باللَّه السلاح، وهم يظنون
__________
[1] وهذه أيضا ساقطة من الأصل. انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 8/ 92.
[2] «كتب الناس» ساقطة من ك.
[3] تاريخ بغداد 8/ 218.
[4] تاريخ بغداد 8/ 316.
[5] «كان» ساقطة من ك.
[6] وفيات الأعيان 1/ 174، والولاة والقضاة 233. وتاريخ ابن خلدون 4/ 305.
[7] «بعد» ساقطة من ك.
[8] «إلى مصر» ساقطة من.

(12/350)


أنهم لا طالب لهم، فخرج كمين لخمارويه عليهم، فانهزموا، وذهب ما كان في العسكر من الأموال والسلاح، ثم أن المعتضد تزوج بابنة خمارويه، وجاء بها ابن الجصاص، فوجه المعتضد معه إلى خمارويه هدايا، وأودعه رسالة، فشخص بها ابن الجصاص، فلما وصل [1] سامرا وصل الخبر إلى المعتضد أن بعض خدم خمارويه ذبحه على فراشه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة، وقتل من أصحابه الذين اتهموا بقتله نيف [2] وعشرون خادما.
1888- الفضل بن مُحَمَّد بن المسيب بن موسى بن زهير [3] بن يزيد بن كيسان بن باذان- وهو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبو مُحَمَّد الشعراني [4] .
كان أديبا فقيها عابدا، كثير الرحلة في طلب الحديث، فهما عارفا بالرجال. سمع بمصر، والحجاز، والشام، والكوفة، والبصرة، وواسط، والجزيرة، وخراسان، وسأل يحيى بن معين عن الرجال، وسأل على بن المديني، وأحمد بن حنبل عن العلل [5] وأخذ اللغة عن ابن الأعرابي، وقرأ القرآن على خلف بن هشام، وكان ثقة صدوقا.
1889- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حميد بن نعيم بن شماس [6] .
مروزي الأصل، سمع عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبد الصمد [7] بن حسان، وغيرهم.
[أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي] [8] الخطيب قَالَ: كان ثقة [9] وذكره الدارقطني فقال/: لا بأس به، وتوفي في هذه السنة.
__________
[1] في الأصل: «فلما بلغ» .
[2] في الأصل: «اثنين وعشرون» .
[3] «بن زهير» ساقطة من ك.
[4] في جميع الأصول: «الفضيل بن محمد ... » والتصحيح من كتب الرجال، انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 7/ 343. وتذكرة الحفاظ صفحة 627.
[5] «عن العلل» ساقطة من ك.
[6] تاريخ بغداد 1/ 292.
[7] في الأصل، ت: «عبد الله بن حسان» .
[8] في الأصل: «قال الخطيب ... » وحذف باقي السند.
[9] تاريخ بغداد 1/ 292.

(12/351)


1890- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد [1] ، بن عمارة بن القعقاع، أبو قبيصة الضبي [2] .
روى عنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة، وذكره الدارقطني فقال:
لا بأس به.
أخبرنا [عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد] أَبُو مَنْصور القزاز [3] أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني الحسن بْن أبي طَالِب، حَدَّثَنَا يوسف بْن عمر القواس، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بن علي قَالَ: قَالَ [لنا] أبو قبيصة: تزوجت أم أولادي هؤلاء، فلما كان بعد الأملاك بأيام قصدتهم للسلام، فاطلعت من شق الباب فرأيتها فأبغضتها، وهي معى منذ ستين سنة، قَالَ إسماعيل: كان هذا الشيخ [4] من أدرس من [5] رأيناه للقرآن، سألته عن أكثر ما قرأه في يوم [من أيام الصيف الطوال] [6] وكان يوصف بكثرة الدرس، وسرعته [7] ، فامتنع فلم يخبرني، فلم أزل حتى قَالَ: إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختمات، وبلغ في الخامسة إلى براءة، وأذن المؤذن العصر، وكان من أهل الصدق. توفي في ربيع الأول [من هذه السنة] [8] .
1891- مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد [بن ياسر بن سليمان] [9] أبو عَبْد اللَّهِ الضرير [مولى أبي جعفر المنصور، فله ولاؤه] [10] ، ويعرف: بأبي العيناء [11] .
وسبب ذلك أنه قَالَ لأبي زيد: كيف تصغر عينا؟ فقال: عيينا يا أبا العيناء [12] .
__________
[1] في الأصل: «أبو محمد» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 314. 315.
[3] «أبو منصور القزاز» ساقطة من ك، وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «الشيخ» ساقطة من ك.
[5] في ك: «ما رأيناه» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «وسرعته» ساقطة من ك.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] تاريخ بغداد 3/ 170- 179.
[12] في الأصل: «فقال: عيينا يا أبا العيناء مولى أبي جعفر المنصور وله ولاءه» وكذلك في النسخة ت.

(12/352)


ولد بالأهواز في أول سنة إحدى وتسعين ومائة، ونشأ بالبصرة، وقد سمع من أبي عاصم النبيل، وأبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد، وعمي بعد أربعين سنة، وكان من أفصح الناس وأحفظهم وأسرعهم جوابا، ومسنداته قليلة، والغالب/ على روايته الحكايات.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن على بن ثابت، حدثنا أبو الفرج أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمر المعدل، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن [كامل] [1] القاضي، حَدَّثَنَا أبو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم [2] قَالَ: أتيت عَبْد اللَّهِ بن داود الخريبي فقال: ما جاء بك؟
قلت: الحديث. قَالَ: اذهب فتحفظ القرآن قلت: قد حفظت [3] القرآن. قَالَ: اقرأ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ 10: 71 [4] فقرأت عليه العشر حتى أنفذته قال: فقال: [5] اذهب الآن [6] فتعلم الفرائض قَالَ: قلت: قد تعلمت الجد والصلب والكبر قَالَ: فأيما أقرب إليك، ابن أخيك أو ابن عمك؟ قَالَ: قلت: ابن أخي. قَالَ: ولم؟ قلت: لأن أخي من أبي وابن عمي [7] من جدي، قال: اذهب الآن فتعلم العربية قال: قلت: [قد] [8] علمتها قبل هذين قَالَ: لم قال عمر بن الخطاب حين طعن (يال الله يال المسلمين، لم فتح تلك وكسر هذه؟) قَالَ: قلت: فتح تلك اللام على الدعاء، وكسر هذه على [الدعاء] [9] والاستغاثة والاستنصار فقال: لو حدثت أحدا حدثتك! [10] .
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي قَالَ: أخبرني علي بن أيوب القمي قال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] «محمد بن القاسم» ساقطة من ك.
[3] في ك: «قرأت» .
[4] سورة: يونس، الآية: 71.
[5] «فقال» ساقطة من ك.
[6] «الآن» ساقطة من ك.
[7] في ك: «لأن ابن أخي ابن أبي وابن عمي ... » .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] تاريخ بغداد 3/ 172، 173.

(12/353)


أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى قَالَ: حَدَّثَنَا أبو العيناء قَالَ: قَالَ لي المتوكل: قد اخترتك لمجالستي! قلت: لا أطيق ذلك، ولا أقول ذلك جهلا بما لي في هذا [المجلس] [1] من الشرف، ولكني رجل محجوب، والمحجوب تختلف إشارته، ويخفي عليه الإيماء، ويجوز على أن تتكلم بكلام غضبان، ووجهك راض، وبكلام راض ووجهك غضبان، ومتى لم أميز هذين هلكت! فقال صدقت، ولكن أتلزمنا. فقلت: لزوم/ الفرض [الواجب] [2] فوصلني [3] بعشرة آلاف (درهم) [4] قَالَ: وقد روى أن المتوكل قَالَ: أشتهي أن أنادم أبا العيناء لولا أنه ضرير. فقال أبو العيناء: إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الأهلة [5] ونقش الخواتيم [6] فإني أصلح [7] .
أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا [أبو بكر] الخطيب قَالَ: أخبرني أَحْمَد بْن مُحَمَّد [بْن أَحْمَد] [8] بْن يعقوب قَالَ: حدثني جدي مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن ترنحل [9] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء قَالَ: دعا المنصور جدي خلادا وكان مولاه فقال [له] [10] أريدك لأمر قد أهمني، و [قد] [11] اخترتك له، وأنت عندي.
كما قَالَ أبو ذؤيب الهذلي [12] :
ألكني إليها وخير الرسول ... أعلمهم بنواحي الخبر
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «فأمر لي» .
[4] «درهم» ساقطة من ك.
[5] في ك: «الهلال» .
[6] في ك: «الجواهر» .
[7] تاريخ بغداد 3/ 174.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] في الأصل: «قفرجل» .
وقد ضبطه السمعاني في الأنساب: القرنجلي» وقال: هذه النسبة إلى قرنجل وظني أنها من قرى الأنبار» .
[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[11] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[12] «الهذلي» ساقطة من ك.

(12/354)


فقال له: أرجو أن أبلغ رضا أمير المؤمنين، فقال: صر إلى المدينة على إنك من شيعة عَبْد اللَّهِ بن حسن، وأبذل له الأموال، وأكتب إلي بأنفاسه وأخبار ولده فأرضاه. ثم علم عَبْد اللَّهِ بن حسن أنه أتي من قبله قَالَ: فدعا عليه، وعلى نسله بالعمى، قال:
فنحن نتوارث ذلك إلى الساعة [1] .
ورويت [2] أن أبا العيناء تأخر رزقه فشكا إلى عبيد الله بن سليمان قَالَ: ألم نكن كتبنا لك إلى ابن المدبر، فما فعل في أمرك؟ قَالَ: جرني على [3] شوك المطل، وحرمني ثمرة الوعد! فقال: أنت اخترته! فقال: ما علي؟ فقد أختار موسى [من] قومه [4] سبعين رجلا، فما كان فيهم رجل رشيد، فأخذتهم الرجفة، واختار النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي سرح كاتبا فلحق بالكفار [مرتدا،] [5] واختار علي أبا موسى فحكم عليه/.
قَالَ المصنف: خرج أبو العيناء من البصرة، فقدم [6] بغداد، وكان السبب في خروجه من البصرة ما أَخْبَرَنَا به أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، وأحمد [7] بن عبد الواحد الوكيل قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جعفر التميمي أَخْبَرَنَا أبو بكر الصولي، عن أبي العيناء قَالَ: كان سبب خروجي من البصرة وانتقالي عنها: أني مررت بسوق النخاسين [يوما] [8] فرأيت غلاما ينادي عليه، وقد بلغ ثلاثين دينارا وهو يساوي ثلاثمائة دينار [9] فاشتريته وكنت، أبني دارا فدفعت إليه عشرين دينارا على أن ينفقها على الصناع، فجاءني بعد أيام يسيرة فقال: قد نفدت النفقة! فقلت: هات حسابك! فرفع حسابا بعشرة دنانير! قلت: أين الباقي؟
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 171.
[2] في ك: «وبلغنا» .
[3] «ألم نكن كتبنا لك إلى ابن المدبر فما فعل في أمرك قَالَ: جرني على» ساقطة من ك.
[4] «قومه» ساقطة من ك.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في ك: «واستوطن» .
[7] في الأصل: «أحمد بن علي بن عبد الواحد» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «وهو يساوي ثلاثمائة دينار» ساقطة من ك.

(12/355)


قَالَ: [قد] [1] اشتريت به ثوبا مصمتا وقطعته قلت: من أمرك بهذا؟ قَالَ: لا تعجل يا مولاي، فإن أهل المروءة والأقدار لا يعيبون علي غلمانهم إذا فعلوا فعلا يعود بالزين على مواليهم [2] ! فقلت في نفسي: أنا اشتريت الأصمعي ولم أعلم.
قَالَ: وكانت في نفسي أمرأة أردت أن أتزوجها سرا من أبنة عمي، فقلت له يوما:
أفيك خير؟ قَالَ: أي لعمري! فأطلعته على الخبر، فقال: إنا نعم العون لك! فتزوجت المرأة، ودفعت إليه دينارا وقلت [له] [3] اشتر لنا كذا وكذا، يكون فيما تشتريه سمك هازبي، فمضى ورجع وقد اشترى ما أردت، إلا أنه اشترى سمك مارماهي، فغاظني ذلك، قلت: أليس أمرتك/ أن تشتري هازبي؟ قَالَ: بلى ولكن رأيت بقراط يقول: إن الهازبي يولد السوداء، ويصف المارماهي ويقول: إنه أقل غائلة، فقلت: يا ابن الفاعلة! أنا لم أعلم أني اشتريت جالينوس، وقمت إليه فضربته عشر مقارع، فلما فرغت من ضربه أخذني وأخذ المقرعة، وضربني سبع مقارع، وَقَالَ: يا مولاي، الأدب ثلاث، والسبع [فضل وذلك] [4] قصاص، فضربتك هذه السبع مقارع [5] خوفا من القصاص يوم القيامة. فغاظني جدا [6] فرميته فشججته، فمضى من وقته إلى ابنة عمي، فقال لها: يا مولاتي، إن الدين النصيحة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» وأنا أعلمك أن مولاي قد تزوج [7] فأستكتمني، فلما قلت له لا بد من تعريف مولاتي [الخبر] [8] ضربني بالمقارع وشجني، فمنعتني بنت عمي من دخول الدار، وحالت بيني وبين ما فيها، ووقعنا في تخبيط، فلم أر الأمر يصلح إلا بأن طلقت المرأة التي تزوجتها! فصلح أمري مع ابنة عمي، وسمعت الغلام الناصح، ولم يتهيأ لي أن أكلمه،
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «على مواليهم إذ فعلوا فعلا يعود بالزين عليهم» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «مقارع» ساقطة من ك.
[6] في ك: «هذا» .
[7] «قد تزوج» ساقطة من ك.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/356)


فقلت: أعتقه واستريح، فلعله يمضى عني، فلما عتقته لزمني وَقَالَ: الآن وجب حقك علي [1] ثم إنه أراد الحج فجهزته وزودته، وخرج فغاب عني عشرين يوما ورجع، فقلت له: لم رجعت؟ فقال: قطع الطريق [بي] [2] وفكرت، فإذا الله تعالى يقول: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ من اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا 3: 97 [3] وكنت غير مستطيع، وفكرت فإذا حقك أوجب فرجعت. ثم إنه أراد الغزو [3] فجهزته/، فلما غاب عني بعت كل ما أملك بالبصرة [من عقار وغيره] [4] وخرجت عنها خوفا من [5] إن يرجع.
[قَالَ الدارقطني أبو العيناء ليس بقوي في الحديث] [6] .
أَخْبَرَنَا يحيى بن علي المدبر، أَخْبَرَنَا أبو بكر علي بن مُحَمَّد الخياط، أَخْبَرَنَا الحسين بن الحسن بن حمكان قَالَ: حدثني أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن إبراهيم البصري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي قَالَ: دخلت على أبي العيناء في آخر عمره، وقد كف بصره، فسمع صرير قلمي على الدفتر قَالَ: من هذا؟ قلت: عبدك وابن عبدك مُحَمَّد بن يحيى الصولي! قَالَ: بل ولدي وابن أخي قَالَ: ما تكتب؟ فقلت: جعلني الله فداءك أكتب [7] شيئا من النحو والتصريف، فقال: النحو في الكلام كالملح في الطعام [8] ، فإذا أكثرت منه صارت القدر زعاقا، يا بني إذا أردت أن تكون صدرا في المجالس فعليك بالفقه ومعاني القرآن، وإذا أردت أن تكون منادما للخلفاء وذوي المروءة [والأدباء] [9] فعليك بنتف الأشعار وملح الأخبار.
قَالَ المصنف: [10] أقام أبو العيناء ببغداد مدة طويلة، ثم خرج يريد البصرة،
__________
[1] في ك: «حقي عليك» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «العود» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] «من» ساقط من ك.
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «أكتب» ساقطة من ك.
[8] في الأصل: «النحو في العلوم كالملح في القدر» .
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] قول المصنف حتى نهاية الترجمة وضع في الأصل قبل الخبر السابق.

(12/357)


فركب في سفينة فيها ثمانون نفسا، فغرقت فلم [1] يسلم منهم غيره، فلما وصل إلى البصرة مات.
1892- مطلب بن شعيب بن حيان، أبو مُحَمَّد [2] .
ولد بمصر، وحدث عن أبي صالح كاتب الليث، وغيره. وكان ثقة.
وتوفي في محرم هذه السنة.
1893- مطرف بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن إبراهيم بن مُحَمَّد بن قيس، مولى عَبْد الرَّحْمَنِ بن معاوية بن هشام، أبو سعيد الأندلسي القرطبي [3] .
يروي عن يحيى بن يحيى بن كثير، وسحنون [4] بن سعيد، وكان له زهد وفضل.
توفي بالأندلس في هذه السنة.
1894- يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان، مولى آل قيس بن [أبي] [5] العاص السهمي، يكنى أبا زكريا [6] .
كان عالما بأخبار مصر، وبوفيات العلماء، وكان حافظا للحديث، وحدث بما لم يكن [7] يوجد عند غيره.
توفي [في هذه السنة] [8] في ذي القعدة. /
__________
[1] «فلم» ساقطة من ك.
[2] في الأصل: «مطلب بن شعيب بن شعيب ... » . انظر ترجمته في:
[3] هذه النسبة إلى «قرطبة» وهي بلدة كبيرة من بلاد المغرب من الأندلس الأنساب للسمعاني 10/ 98.
[4] في ك: «وسحبويه» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] تهذيب الكمال ترجمة 1512. وتهذيب الكمال 11/ 257. والتقريب 2/ 354. والجرح والتعديل 9/ 175.
[7] «يكن» ساقط من ك.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/358)


ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
شخوص المعتضد لثلاث عشرة بقيت من المحرم بسبب هارون الشاري إلى ناحية الموصل، فظفر به، وكان سبب ظفره: أنه [وجه] [1] الحسين بن حمدان إليه في جماعة، فقال الحسين: إن أنا جئت به يا أمير المؤمنين فلي ثلاث حوائج. قَالَ:
اذكرها! قَالَ: أولها إطلاق أبي، وحاجتان أسألهما بعد مجيئي به إليك. فقال المعتضد:
لك ذلك فامض [2] ! فمضى فجاء به، فخلع المعتضد عليه وطوقه بطوق من ذهب، وأمر بحل قيود أبيه إلى أن يقدم فيطلقه، وكتب المعتضد إلى بغداد بالظفر.
وفي هذه السنة: خرج عمرو بن الليث من نيسابور فخالفه [3] رافع بن هرثمة إليها، فدخلها وخطب بها لمحمد بن زيد الطالبي، وأبيه، فقال: اللَّهمّ أصلح الداعي إلى الحق. فرجع عمرو إلى نيسابور فعسكر خارج المدينة وخندق عَلَى عسكره لعشر خلون من ربيع الآخر، فناظر أهل نيسابور [4] ثم تواقعا فهزم رافعا ثم جاء الخبر بقتله.
ولعشر بقين من جمادي الأولى أمر المعتضد بالكتاب إلى جميع النواحي برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الأرحام، فنفذت [5] الكتب بذلك، وقرئت
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وكتب على الهامش.
[2] «فامض» ساقطة من ك.
[3] «فخالفه» ساقطة من ك.
[4] «فعسكر خارج المدينة وخندق عَلَى عسكره لعشر خلون من ربيع الآخر فناظر أهل نيسابور» ساقط من ك.
[5] في الأصل: «فصدرت» .

(12/359)


النَّاس [1] ، وكان السبب [في ذلك] [2] أنه استفتى القضاة في ذلك، فكتب أبو خازم القاضي، وعلى بن مُحَمَّد بن أبي الشوارب بردها على ذوي الأرحام فصدرت الكتب بذلك [3] وذكرا أنه اتفاق الصحابة عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم، وإنما خالفهم زيد بن ثابت، فإنه رأى ردها إلى بيت المال، ولم يتابعه أحد [4] على ذلك، وأفتى يوسف بن يعقوب بقول زيد/، فأمر المعتضد بالعمل بما كتب به أبو خازم والإعراض [5] عن فتيا يوسف، وكتب بذلك إلى الآفاق.
وفي يوم السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة شخص الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى الجبل لحرب ابن [أبي] [6] دلف بأصبهان فاستأمنه، فأمنه [7] فصار إليه [فقدم به] [8] فجلس له المعتضد، وخلع عليه.
وفي رجب: أمر المعتضد بكري دجيل والاستقصاء عليه، وقلع صخر كان في فوهته يمنع الماء، فجبي لذلك من أرباب الإقطاعات والضياع أربعة آلاف دينار وكسرا [9] وأنفقت عليه.
وفي شعبان هذه السنة: كان الفداء بين المسلمين والروم، ففودي من المسلمين ألفان وخمسمائة وأربعة أنفس، فأطلقت المسلمون وأطلق الروم.
وفي هذه السنة: خلع على يوسف بن يعقوب القاضي، وقلد قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وكلواذى، ونهر بين، والنهروانات، وكور دجلة والخط، وخلع عَلَى أبي حازم القاضي، وولي قضاء الشرقية من بغداد، ونادرويا، وشقي الفرات، وشاطئ
__________
[1] في المطبوعة: «المنابر» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] «فصدرت الكتب بذلك» ساقطة من ك.
[4] في ك: «آخر» .
[5] في ك: «الإخراب» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[7] «فأمنه» ساقطة من ك.
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «وكسرا» ساقطة من ك.

(12/360)


دجلة إلى حد عمل [1] واسط مضافا إلى ما تولاه من القضاء بالكوفة وأعمالها، وذلك بعد أن مكثت بغداد ثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما بعد وفاة إسماعيل بن إسحاق بغير قاض، ثم خلع على علي بن مُحَمَّد بن عبد الملك [2] بن أبي الشوارب لقضاء مدينة المنصور، وقطربُّل، مضافا إلى ما كان يتولاه من الحكم بسر من رأى، وتكريت، وطريق الموصل، وقعدت الجماعة في مساجد مدينة السلام بالرصافة، والشرقية، والغربية فقرءوا، عهدهم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1895- إبراهيم بن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم [3] بن مهران، أبو إسحاق الثقفي السراج النيسابوري [4] .
سمع أَحْمَد بن حنبل، وغيره، وكان احمد يحضره ويفطر عنده، وينبسط في منزله، وكان ثقة ينزل الجانب الغربي من نواحي قطيعة الربيع.
وتوفي في صفر هذه السنة.
1896- إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد بن حازم بن سنين، أبو القاسم الختلي [5] .
سمع داود بن عمرو الضبي، وعلي بن الجعد، وخلقا كثيرا. روى عنه الباغندي. وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوى، وتوفي في هذه السنة وقد بلغ ثمانين سنة، وقد ذكرنا قبل هذا بسنتين [6] إسحاق بن إبراهيم الجبلي، وربما ظن من لا يعلم أنهما واحد، وأن إعجام الحروف اختلط، وليس هما [7] كذلك بل [8] هما غيران.
__________
[1] من أول «الخط وخلع ... » حتى «إلى حد عمل» . ساقطة من ك.
[2] «بن عبد الملك» ساقط من الأصل.
[3] «بن إبراهيم» ساقطة من ك.
[4] السرّاج: هذا منسوب إلى عمل السرج، وهو الّذي يوضع على الفرس (الأنساب 7/ 65) .
[5] تاريخ بغداد 6/ 381.
[6] في الأصل: «هذه السنين» .
[7] «هما» ساقطة من ك.
[8] «بل» ساقطة من ك.

(12/361)


1897- جعفر بن مُحَمَّد بن علي، أبو القاسم الوراق المؤدب البلخي [1] .
سكن بغداد، وحدث بها، فروى عنه ابن مخلد. وتوفي في رمضان هذه السنة.
1898- سهل بن عَبْد اللَّهِ بن يونس [2] ، [أبو محمد] [3] التستري [4] .
لقي ذا النون [المصري] [5] وكان من أهل [6] الزهادة وله كلام حسن.
أخبرنا عمر بن ظفر، أَخْبَرَنَا جعفر بن أَحْمَد، أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي، حَدَّثَنَا ابن جهضم، حَدَّثَنَا المفيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن الصباح قَالَ: سمعت سهل بن عَبْد اللَّهِ يقول: أمس قد مات، واليوم في النزع، وغدا لم يولد.
توفي سهل في هذه السنة، وقيل: في سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
1899- صالح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الفضل الشيرازي [7] .
كان يسكن الجانب الشرقي ببغداد، وحدث عن عفان، وعلي بن الجعد، وخالد بن خداش. روى عنه: أبو عمرو بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة مأمونا قارئا للقرآن، يقول: قد ختمت أربعة آلاف ختمة. وتوفي في شوال هذه السنة.
1900- عبد الرحمن بن يوسف/ بن سعيد بن خراش، أبو مُحَمَّد الْحَافِظ [8] .
مروزي الأصل. سمع نصر بن علي الجهضمي، [و] الدورقي، وعلي بن خشرم، وكان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار، وممن يوصف بالحفظ والمعرفة، إلا أنه ينبز بالرفض. روى عنه: أبو العباس بن عقدة.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: أخبرني محمد بن
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 190.
[2] في الأصل: «سهل بن يونس بن عبد الله» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] تذكرة الحفاظ صفحة 685.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «أهل» ساقطة من ك، ت.
[7] تاريخ بغداد 9/ 320، وفيه: «الرازيّ» بدلا من «الشيرازي» .
[8] تاريخ بغداد 10/ 280.

(12/362)


أَحْمَد بن يعقوب [القزاز] أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سمعت بكر بن مُحَمَّد بن حمدان يقول: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بن يوسف يقول: شربت بولي في هذا الشأن- يعني في [1] الحديث- خمس مرات.
قَالَ المصنف: يشير إلى اضطراره في السفر. توفي في رمضان هذه السنة.
1901- علي بن مُحَمَّد بن أبي الشوارب، واسم أبي الشوارب: عبد الملك، ويكنى علي أَبَا الحسن الأموي البصري قاضي سرمن رأى [وبغداد] [2] .
سمع أبا الوليد الطيالسي، وأبا عمر الحوضي [3] ، وغيرهما. روى عنه: ابن صاعد، والنجاد، وابن قانع، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا القزاز، أَخْبَرَنَا [أبو بكر] أَحْمَد بن علي، أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قَالَ: لما مات إسماعيل بن إسحاق مكثت بغداد بغير قاض ثلاثة أشهر وستة عشر يوما، فاستقضى في يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر [4] سنة ثلاث وثمانين علي بن مُحَمَّد بن عبد الملك على قضاء المدينة، مضافا إلى ما كان يتقلده من القضاء بسر من رأى وأعمالها. قَالَ: وقبل هذا كان علي قضاء القضاة بسر من رأى في أيام المعتز والمهتدي، فلما توفي الحسن وجه المعتمد بعبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى علي بن مُحَمَّد فعزاه بأخيه [5] ، وهنأه بالقضاء، فامتنع من قبول ذلك، فلم يبرح الوزير عبيد الله من عنده حتى قبل، وتقلد قضاء [6] القضاة، ومكث يدعي بذلك إلى أن توفي. وهو رجل صالح ضيق الستر [7] ، عظيم الخطر، / ثقة أمين على طريق [الشيوخ] [8] المتقدمين، حمل الناس عنه حدثنا كثيرا.
__________
[1] «في» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 12/ 59، 60.
[3] في الأصل: «أبا عمرو الجزمي» .
[4] في الأصل: «ربيع الأول» .
[5] في الأصل: «فعزله إلى علي بن محمد فعزله» .
[6] في الأصل: «ونقله إلى» .
[7] في الأصل: «صفيق السير» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/363)


وتوفي في شوال هذه السنة ببغداد، وحمل إلى سرمن رأى، ودفن هناك.
1902- علي بن العباس بن جريج، [أبو الحسن] ، مولى عبيد الله بن [عيسى بن] جعفر، يعرف: [بابن] [1] الرومي أحد الشعراء المكثرين [2] .
أخبرنا ابن ناصر قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو عَبْد اللَّهِ الحُمَيْدِي قَالَ: أنشدنا أبو غالب بن بشران، أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن دينار [3] قَالَ: أنشدنا أبو طالب الأنباري قَالَ: أنشدنا الناجم قَالَ: أنشدنا ابن الرومي لنفسه:
إذا ما مدحت الباخلين فإنما ... تذكرهم ما في سواهم من الفضل
وتهدي لهم غما طويلا وحسرة ... فان منعوا منك النوال فبالعدل
ومن أبياته المستحسنة ما قَالَ [4] :
وما الحسب الموروث [5] لا در دره ... بمحتسب إلا بآخر مكتسب
فلا تتكل إلا على ما فعلته ... ولا تحسبن المجد يورث بالنسب
فليس يسود المرء إلا بنفسه ... وان عد آباء كراما ذوي حسب
إذا الغصن لم يثمر وإن كان شعبة ... من المثمرات اعتده الناس في الحطب
وللمجد قوم ساوروه بأنفس ... كرام ولم يعبوا بأم ولا بأب
وله [أيضا] [6]
عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
إذا انقلب الصديق غدا عدوا ... مبينا والأمور إلى انقلاب
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
وفي ت: «علي بن علي بن العباس بن جريج أبو الحسن مولى عبيد الله بن جعفر، يعرف بابن الرومي أحد الشعراء المكثرين» .
[2] تاريخ بغداد 12/ 23- 29.
[3] في الأصل: «أبو الحسين مولى عبيد الله بن جعفر، يعرف بابن الرومي» .
[4] في الأصل: «وله» .
[5] في الأصل: «المعروف» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/364)


ولو كان الكثير يطيب كانت ... مصاحبة الكثير من الصواب
ولكن قلما استكثرت إلا ... وقعت على ذئاب في ثياب
فدع عنك الكثير فكم كثير ... يعاف وكم قليل مستطاب
وما اللجج الملاح بمرويات ... وتلقي الري في النطف العذاب/
[وله أيضا:
إذا دام للمرء السواد وأخلقت ... محاسنة ظن السواد خضابا
وكيف يظن الشيخ أن خضابه ... يظن سوادا أو يخال شبابا] [1]
وله أيضا [2] :
إذا ما كساك الدهر سربال صحة ... ولم تخل من قوت يحل [3] ويعذب
فلا تغبطن المترفين فانه ... على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب
[وله أيضا: [4]
وفي أربع منى خلت منك أربع ... فلست بدار أيها هاج لي كربي
أوجهك في عيني أم الريق في فمي ... أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي
وله أيضا:
إن للمجد سبيلا وعرا ... ضيقا مسلكها فيه صعود
ليس تثنى بالأباطيل الطلي ... لا ولا توطأ بالهزل الخدود
بل بأن ينصب حر نفسه ... وبأن يسهر والناس رقود
وبأن يلقى بضاحي وجهه ... أوجها فيها عبوس وصدود
كلما عددت أثمان العلى ... ولما يبتاع منهن نقود
وله أيضا في مديحه:
تحكي المكارم عنكم وهي شاهدة ... ليست بغيب ولن تحصى بتعديد
__________
[1] من أول: «وله أيضا: إذا دام ... » حتى هنا ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «يلدّ» .
[4] من هنا حتى: «وقال أيضا: تخذتكم درعا حصينا» ساقط من الأصل» وسنشير إلى ذلك في موضعه.

(12/365)


وما حكاية شيء لا خفاء به ... جاء القياس فألوي بالأسانيد
لا تحسبوني لشيء غير أنفسكم ... مغري بتجديد مدح بعد تجديد
لكن كما راقت القمري جنته ... فظل يتبع تغريدا بتغريد
أحبكم لخلال لا لنعمتكم ... عندي وإن أصبحت عون المجاهيد
أفسدتموني لا إفساد تنحية ... للخير عني بل إفساد تعويد
وزهدتني أياديكم وفضلكم ... في كل شيء سواها أي تزهيد
وله أيضا في مديحه:
وفي الرقاب وسوم من صنائعكم ... أن أنكرتها رجال بعد إقرار
تستعبدون بها الأحرار دهركم ... فكم عبيد لكم في الناس أحرار
تخادعون عن الدنيا مساترة ... كأن معروفكم إيداع أسرار
إن كان أورق أقوام فإنكم ... مفضلون بتنوير وأثمار
كأنما الناس في الدنيا بظلكم ... قد خيموا بين جنات وأنهار
لكم خلائق لو تحظى السماء بها ... لما الاحت نجوما غير أقمار
ومستخف بقدر الشعر قلت له ... لن ينفق العطر إلا عند عطار
ابني البديع واهديه إلى ملك ... يبني الرفيع وما يبني بأحجار
يكسى المديح ولم يعور تجرده ... ككعبة الله لا تكسى لا عوار
وقال أيضا:
ولي وطن آليت أن لا أبيعه ... بشيء ولا ألفي له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد إن بان غودرت هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا
وقال أيضا:] [1]
تخذتكم درعا حصينا [2] لتدفعوا ... نبال العدى عني فكنتم نصالها [3]
__________
[1] إلى هنا الساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «حصنا منيعا» .
[3] في الأصل: «نبالها» .

(12/366)


وقد كنت أرجو منكم خير ناصر ... على حين خذلان اليمين شمالها
فان انتم لم تحفظوا لمودتي ... ذماما فكونوا لا عليها ولا لها
قفوا موقف المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي للعدى ونبالها
وقال أيضا: [1]
قلبي من الطرف السقيم سقيم ... لو أن من أشكو إليه رحيم
من وجهها ابدا نهار واضح ... من فرعها ليل عليه بهيم
إن أقبلت فالبدر لاح وإن مشت ... فالغصن راح وإن رنت فالريم
نعمت بها عيني وطال عذابها ... ولكم عذاب قد جناه نعيم
نظرت فأقصدت الفواد بسهمها ... ثم انثنت نحوي فكدت أهيم
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهن أليم
يا مستحل دمي محرم رحمتي ... ما انصف التحليل والتحريم
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، / أَخْبَرَنَا أبو يعلي أَحْمَد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا أحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بن عمران، حَدَّثَنَا الحسن بن أَحْمَد [3] بن السري، حَدَّثَنَا علي بن العباس النوبختي قَالَ: بلغني أن أبا الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي عليل، فمضيت إليه أعوده، فقلت له: أي شيء خبرك؟ قَالَ: أي شيء خبر من يموت! فقلت: ما أرى سحنتك إلا صافية حسنة، قَالَ:
هكذا من يموت يكون قبل ذلك [بيوم] [4] حسن الوجه! فقلت: يعافى الله فقال:
خذ حديثي، فإن لم يقطع أن أموت في هذه [العلة] [5] فاصنع ما شئت! أحببت أن أسكن في مدينة أبي جعفر، فشاورت صديقا لي يكنى أبا الفضل وهو مشتق من الإفضال، فقال لي: إذا عبرت القنطرة فخذ عن يدك اليمنى- وهو مشتق من اليمن- وسل عن سكة النعيمية- وهو مشتق من النعيم- وسل عن دار أبي المعافى- وهو مشتق
__________
[1] في الأصل: «وله» .
[2] في ك: «محمد بن أحمد» .
[3] «بن أحمد» ساقطة من ك.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل في هذا المكان، وفي الأصل: «قبل ذلك حسن الوجه بيوم» .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/367)


من العافية- فخالفت لشؤمي، واقتراب أجلي، فشاورت صديقا يُقَالُ له جعفر- وهو مشتق من الجوع [1] والفرار- فقال لي: إذا عبرت القنطرة فخذ يسرة- وهو مشتق من اليسر [2]- وسل عن سكة العباس- وهو مشتق من العبوس- وأسكن في دار أبي قليب- وهو مشتق من الانقلاب- وقد انقلبت بي الدنيا كما ترى! وأعظم ما على يجتمع في هذه السدرة في داري [في] كل يوم عصافير، فيصيحون في وجهي سيق سيق، فأنا في السياق فعاودته من الغد، فإذا هو قد مات [3] .
توفي ابن الرومي في هذه السنة وقيل: في سنة أربع وثمانين.
1903- العباس بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن زياد بن عبد الرَّحْمَن [4] بن شبيب/، أبو الفضل البزاز، ويعرف: بدبيس [5] .
مروزي الأصل، سمع سريج بن النعمان، وعفان [6] بن مسلم، وسليمان بن حرب. روى عنه: أبو عمرو بن السماك، وكان ثقة يشهد [7] عند الحكام.
[أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال:] [8] قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: العباس بن مُحَمَّد [أبو الفضل] [9] المعروف بدبيس أحد الشهود من الجانب الغربي، وكان الغم قد غلب [10] على قلبه لحوادث لحقته، فركب ذات يوم فأخذ به الحمار إلى طريق خارج السور، فسقط فثبتت اليسرى من رجليه في الركاب، فإلى أن لحق مشى به الحمار
__________
[1] في الأصل: «الجزع» .
[2] في الأصل: «العسر» .
[3] تاريخ بغداد 12/ 25، 26.
[4] في ك: «عبد الملك» .
[5] تاريخ بغداد 12/ 148.
[6] في الأصل: «جفان» .
[7] في المطبوعة: «مقبولا» مضافة من تاريخ بغداد.
[8] في الأصل: «فروى ابن المنادي» وحذف باقي السند.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ك.
[10] في الأصل: «الجانب الشرقي، وكان الغم قد عاد ... » .

(12/368)


مجرورا، فمات على ذلك، وحمل إلى منزله فدفن ليومين خليا [1] من رجب سنة ثلاث وثمانين.
1904- مُحَمَّد بن سليمان بن الحارث، [أبو بكر] [2] الواسطي، المعروف بالباغندي [3] .
حدث عن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، وأبي نعيم، وقبيصة، وغيرهم. روى عنه: القاضي المحاملي، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وغيرهم، وكان أبو داود السجستاني يسأل الباغندي عن الحديث.
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي [الخطيب] قَالَ: سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس، وسأله أبو مُحَمَّد الخلال عن الباغندي، فقال: ضعيف الحديث. وَقَالَ الدارقطني لا بأس به. قَالَ الخطيب: لا أعلم لأية علة ضعف [4] ، فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه [5] منكرا، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
1905- مُحَمَّد بن غالب بن حرب، أبو جعفر الضبي التمار، المعروف بتمتام [6] .
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسكن بغداد فحدث [بها] [7] عن عفان، والقعنبي، وقبيصة في خلق كثير، وكان صدوقا حافظا. قَالَ الدارقطني: هو ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ، توفي في رمضان هذه السنة. /
1906-[يحيى بن المختار بن منصور بن إسماعيل بن زكريا النيسابوري [8] .
سكن بغداد، وحدث بها عن جماعة، روي عنه: ابن مخلد، وابن المنادي، وكان صدوقا توفي في صفر هذه السنة] .
__________
[1] «خليا» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] تاريخ بغداد 5/ 298، 299.
[4] في الأصل: «لا أعلم لا أثبت عليه ضعفا» .
وفي ك: «لا أعلم به علة» وما أثبتناه من تاريخ بغداد 5/ 298.
[5] في الأصل: «من حديثه» .
[6] تاريخ بغداد 3/ 143.
[7] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[8] هذه الترجمة ساقطة من الأصل انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 14/ 223.

(12/369)


ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
قدوم رسول عمرو بن الليث برأس رافع بن هرثمة في يوم الخميس لأربع بقين من المحرم علي المعتضد، فأمر بنصبه في الجانب الشرقي إلي الظهر، ثم أمر بتحويله إلى الجانب الغربي، ونصبه هناك إلي الليل.
وفي يوم الخميس لأربع عشرة خلت من ربيع الأول: خلع علي أبي عمر مُحَمَّد [1] بن يوسف بن يعقوب، وقلد قضاء مدينة أبي جعفر، مكان علي بن مُحَمَّد بن أبي الشوارب، وقعد للخصوم [2] في الجامع، ومكثت مدينة المنصور من لدن مات ابن أبي الشوارب، إلي أن وليها أبو عمر بغير قاض، وذلك خمسة [أشهر وأربعة] [3] أيام.
وفي هذه السنة [4] : أخذ نصراني فشهد عليه أنه قد شتم النبي صلي الله عليه وسلم، فحبس ثم اجتمع من الغد العوام بسبب النصراني، فصاحوا بالقاسم بن عبيد الله، وطالبوه بإقامة الحد على النصراني [5] ، فلما كان يوم الأحد لثلاث عشرة بقيت من الشهر اجتمع أهل باب الطاق، وما يليها من الأسواق، ومضوا إلي دار السلطان، فلقيهم أبو الحسين ابن الوزير، فصاحوا به، فأعلمهم أنه قد أنهى خبره إلي المعتضد، فكذبوه وأسمعوه ما كره،
__________
[1] في الأصل: «أبي عمرو بن محمد» .
[2] في ك: «للحضور» .
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وكتب على الهامش.
[4] في الأصل: «في هذا الشهر» .
[5] في ك: «الحد عليه» .

(12/370)


ووثبوا بأعوانه حتي هربوا منهم، ومضوا إلى دار [1] المعتضد، فدخلوا من الباب الأول والثاني، فمنعوا فوثبوا علي من منعهم، فخرج إليهم من سألهم عن خبرهم، فأخبروه فكتب به إلى المعتضد، فأدخل إليه جماعة [منهم] [2] وسألهم عن الخبر، فذكر له، فأرسل إلى يوسف القاضي لينظر في الأمور، فمضي معهم الرسول/ إلي القاضي، فكادوا يقتلونه ويقتلون القاضي من كثرة الزحام، حتي دخل القاضي بابا وأغلق دونهم.
وفي يوم الخميس لثلاث بقين من ربيع الآخر [3] : ظهرت ظلمة بمصر، وحمرة في السماء شديدة، حتي كان الرجل ينظر إلي وجه الآخر فيراه أحمر، وكذلك الحيطان وغيرها، فمكثوا كذلك من العصر إلى العشاء، وخرج الناس يدعون الله عز وجل ويتضرعون إليه.
وفي يوم الأربعاء، لثلاث خلون من جمادى الأولى: نودي في [الأرباع] [4] والأسواق ببغداد بالنهي عن وقود النار ليلة النيروز، وعن صب الماء [في] [5] يومه، ونودي بمثل ذلك في يوم الخميس، فلما كانت عشية الخميس نودي على باب صاحب الشرطة بالجانب الشرقي بأن أمير [6] المؤمنين قد أطلق الناس في وقود النيران، وصب الماء، ففعلت العامة في ذلك ما جاوز الحد، حتى صبوا على أصحاب الشرطة، فكان ذلك من أعظم الفتن.
وفي هذه السنة: أولعت العوام بأن يقولوا لمن رأوه من الخدم السود: يا عقعق [7] ، فبالغوا في أذى الخدم، فتقدم بأخذ جماعة [وضربهم] [8] .
وفيها [9] : عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر، وأمر بإنشاء
__________
[1] في ك: «باب المعتضد» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] في الأصل: «وفي يوم الاثنين لثلاث بقين من ربيع الأول» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «في باب أمير ... » .
[7] في الأصل: «يا عقيق» .
[8] في الأصل: «بأخذ جماعة منهم» .
[9] «وفيها» ساقطة من ك.

(12/371)


كتاب يقرأ [على الناس بذلك] [1] ، فخوفه عبيد الله بن سليمان اضطراب العامة، وحذره الفتنة، فلم يلتفت إلى قوله، وعملت النسخ، وقرئت بالجانبين في يوم الأربعاء لست بقين [2] من جمادى الأولى وتقدم إلى العوام بترك العصبية، ومنع القصاص من [3] القعود في الجامع، [وفي الطرقات] [4] ، ومنعت الباعة من القعود في رحابها، [ومنع أهل الحلق في الفتيا وغيرهم من القعود في المسجد] [5] ، ونودي يوم الجمعة بنهي الناس عن الاجتماع على قاص أو غيره، وأنه قد برئت الذمة ممن اجتمع من الناس على/ مناظرة أو جدل، فمن فعل ذلك أحل بنفسه الضرب، وتقدم إلى الذين يسقون الماء في الجامع [6] أن لا يترحموا [7] على معاوية، ولا يذكروه، وخرج مكتوب فيه: قد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شبهة قد دخلتهم في أديانهم، وفساد قد لحقهم في معتقدهم، وعصبية قد غلبت عليهم قلدوا [فيها] [8] قادة الضلال بلا بينة، وخالفوا السنن المتبعة إلى الأهواء المبتدعة، فأعظم أمير المؤمنين ذلك، ورأى ترك إنكاره حرجا عليه في الدين.
وفي شعبان ظهر شخص إنسان في يده سيف في دار المعتضد بالثريا، فمضى إليه بعض الخدم لينظر من هو فضربه الشخص بالسيف ضربة قطع بها منطقته، وبلغ السيف إلى بدن الخادم، وهرب الخادم، ودخل الشخص في زرع في البستان [فتواري فيه] [9] فطلب فلم يعرف لَهُ خبر، ولم [10] يوقف له على أثر، فاستوحش المعتضد من ذلك، ورجم الناس الظنون حتى قالوا: إنه من الجن، ثم عاد الشخص للظهور مرارا كثيرة
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «لست مضين» .
[3] «من» ساقطة من ك.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] في الأصل: «الجامعين.
[7] في ك: «لا يرحموا» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[10] «يعرف له، ولم» ساقطة من ك.

(12/372)


حتى وكل المعتضد بسور داره، وأحكم عمارة السور [وجيء] [1] في يوم السبت لسبع خلون من رمضان بالمعزمين بسبب ذلك الشخص، وجيء معهم بالمجانين وكانوا [قد] [2] قالوا: نحن نعزم على بعض المجانين، فإذا أسقط سأل الجني [عن خبر ذلك الشخص] [3] ، فصرعت امرأة، فأمر بصرفهم.
وذكر أبو يوسف القزويني أنه لم يوقف لَهُ على أثر ولا عرفت [4] حقيقة ذلك إلا في أيام المقتدر، وأن ذلك الشخص كان خادما أبيض يميل إلى بعض الجواري اللواتي في دواخل دور الخدم، وكان قد اتخذ لحي على ألوان/ مختلفة، وكان إذا لبس بعض اللحى لا يشك من رآه أنها لحية [5] ، فكان يلبس في الوقت الذي يريده لحية منها، ويظهر في ذلك الموضع وفي يده سيف أو غيره من السلاح، فإذا طلب دخل بين الشجر، وفي بعض الممرات والعطفات ونزع اللحية، وجعلها في كمه وبقي معه السلاح، كأنه بعض الخدم الطالبين للشخص، فلا يرتاب به أحد وسأل [6] : هل رأيتم أحدا؟ وكان إذا وقع مثل هذا خرج الجواري من داخل [7] الدور، فيرى هو تلك الجارية، ويخاطبها بما يريد، وإنما كان غرضه مخاطبة الجارية، ومشاهدتها وكلامها، ثم خرج من الدار في أيام المقتدر، ومضى إلى طوس، فأقام بها إلى أن مات، وتحدثت الجارية بعد ذلك بحديثه.
وفي هذه السنة: وعد المنجمون الناس بغرق أكثر الأقاليم، وقالوا لا يسلم من إقليم بابل إلا اليسير، وأن ذلك يكون لكثرة الأمطار، وزيادة [المياه في] [8] الأنهار، وقحط الناس في تلك السنة، ولم يروا من الأمطار إلا اليسير، وغارت المياه في الأنهار
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] «له على أثر ولا عرفت» ساقطة من ك.
[5] في الأصل: «لا يشك أحدا أنها لحيته» .
[6] في الأصل: «ويسأل ويسأل» .
[7] في ك: «من تلك» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(12/373)


والآبار، حتى احتاج الناس إلى الاستسقاء، فاستسقوا ببغداد مرارا [1] ، وكذب الله عز وجل خبر المنجمين.
وحج بالناس فِي هذه السنة مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن داود الهاشمي، المعروف بأترجة.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1907- أَحْمَد بن المبارك، أبو عمرو المستملي، الزاهد النيسابوري، ويلقب، بحكمويه العابد [2] .
سمع قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس في خلق كثير، وكان راهب أهل عصره، يصوم النهار، ويحيى الليل، واستملى على المشايخ ستا وخمسين سنة وحدث [3] .
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ [قَالَ:] أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عَبْد اللَّهِ الحاكم قَالَ: سمعت الحسن بن علي بن مُحَمَّد القاضي يقول: حضرت مجلس أبي عثمان سعيد بن إسماعيل ودخل أبو عمرو المستملي وعليه أثواب رثة، فبكى أبو عثمان، فلما كان يَوْم [4] مجلس الذكر بكى أبو عثمان في آخر مجلسه، ثم قَالَ: دخل على شيخ من مشايخ أهل العلم، فاشتغل قلبي برثاثة حاله، ولولا أني أجله عن تسميته في هذا الموضع لسميته، فجعل الناس يرمون بالخواتيم والدراهم والكسوة بين يديه وتجمع بين يديه [5] ، فقام أبو عمرو المستملي على رءوس الناس، وَقَالَ: أنا الذي ذكرني أبو عثمان [6] برثاثة الحال، ولولا أني كرهت أن يتهم في غيري فيأثم فيه
__________
[1] «مرارا» ساقطة من ك.
[2] تذكرة الحفاظ صفحة 644. والبداية والنهاية 11/ 77، 78.
[3] «وحدث» ساقطة من ك.
[4] «يوم» ساقطة من ك.
[5] «وتجمع بين يديه» ساقطة من ك.
[6] في الأصل: «ذكرني الشيخ» .

(12/374)


لسترت ما ستر الله على، فتعجب أبو عثمان من إخلاصه، وأخذ جميع [1] ما جمع له، وحمله معه [وخرج نحو الجامع] [2] فبلغ باب الجامع، وقد وهب الفقراء [كل] [3] ما جمع له. وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
1908-[إبراهيم بن جعفر بن مسعر، أبو إسحاق الكرماني [4] .
قدم مصر وحدث بها وتوفي في هذه السنة] .
1909-[إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح، أبو إسحاق الصالحي [5] .
حدث عن أبي سعيد الأشج وغيره وروى عنه الباغندي في جماعة.
أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد العزيز قَالَ:
الصالحي من ولد صالح صاحب المصلى، كان يعرف بالطلب والصلاح، كتب الناس عنه، ووثقوه، وكان ينزل درب سليمان بالرصافة [6] ، مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين] .
1910- إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد، أبو يعقوب الحربي [7] .
سمع عفان، وهوذة بن خليفة، والقعنبي، وأبا نعيم في آخرين. روى عنه: ابن صاعد، والنجاد، وأبو بكر [8] والشافعي، وابن الصواف، وكان أكبر من إبراهيم الحربي بثلاث سنين، ووثقه إبراهيم، والدارقطني، وتوفي لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال، ونودي عليه في أكناف مدينة السلام، واجتمع خلق من الناس/ لحضور جنازته، وغلط قوم فقصدوا منزل إبراهيم الحربي، فقال لهم إبراهيم: ليس إلى [9] هذا الموضع
__________
[1] «جميع» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] هذه الترجمة ساقطة من الأصل الكرماني: هذه النسبة إلى بلدان شتى (الأنساب 10/ 401) .
[5] وهذه أيضا ساقطة من الأصل انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 6/ 136.
[6] تاريخ بغداد 6/ 136.
[7] تاريخ بغداد 6/ 382.
[8] «أبو بكر» ساقطة من ك.
[9] «إلى» ساقطة من ك.

(12/375)


قصدتم، وغدا تأتونه أيضا! وعاش إبراهيم الحربي بعده سنة دون [1] شهرين.
1911- إسحاق بن مُحَمَّد، أبو يعقوب مولى بني سدوس [2] .
ولد بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة، وكان صالحا يتجر في الجوهر.
وتوفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة.
1912-[عبد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك، أبو القاسم العدوي، المعروف بابن اليزيدي [3] .
سمع مُحَمَّد بن منصور، وعبد الرحمن بن يحيى، والأصمعي، وكان ثقة.
وتوفي فِي محرم هَذِهِ السنة.]
1913- عبيد الله بْن علي بن الحسن بن إسماعيل، أبو العباس الهاشمي [4] .
كان الإمام في جامع الرصافة، وإليه الحسبة ببغداد، وحدث عن نصر الجهضمي، روى عنه: أبو الحسن بن المنادي، وتوفي في صفر هذه السنة.
1914- عبد العزيز بن معاوية بن عَبْد اللَّهِ بن أمية بن خالد [5] بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن سعيد ابن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عباد بن أسيد، أبو خالد القرشي الأموي البصري [6] .
قدم بغداد، وحدث بها عن أزهر السمان، وأبي عاصم النبيل. روى عنه: أبو عمرو بن السماك. توفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
1915- يزيد بن الهيثم بن طهمان، أبو خالد الدقاق، يعرف بالباد [7] .
كذا يقول المحدثون وصوابه: البادي بكسر الدال لانه ولد هو وأخ له توأمان فكان هو البادي في الولادة. سمع عاصم بن علي، ويحيى بن معين روى عنه: ابن صاعد، وغيره. وكان ثقة. وتوفي في شوال هذه السنة.
__________
[1] في الأصل: «سنة تخريد دون شهرين» .
[2] البداية والنهاية 11/ 78.
[3] هذه الترجمة ساقطة من الأصل.
[4] في تاريخ بغداد: «عبيد الله بن علي بن الحسين» انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 10/ 339.
[5] في الأصل: «أبو حامد» .
[6] تاريخ بغداد 10/ 452- 453.
[7] تاريخ بغداد 14/ 349.

(12/376)


ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
خروج صالح بن مدرك الطائي [1] على الحاج بالأجفر يوم الأربعاء لاثنتي عشرة [2] ليلة بقيت من المحرم، فأخذ الأموال والتجارات والنساء والحرائر والمماليك [3] ، وذكر أنه أخذ من الناس ألفى ألف دينار [4] .
ولسبع بقين من المحرم قرئ على جماعة من حاج خراسان في دار المعتضد كتاب بتولية [5] عمرو بن الليث الصفار ما وراء النهر- نهر بلخ- وعزل أَحْمَد بن إسماعيل.
وفي هذه السنة: كتب صاحب البريد [6] من الكوفة، يذكر أن ريحا صفراء ارتفعت بنواحي الكوفة في ليلة الأحد لعشر بقين من ربيع الأول، فلم تزل إلى وقت المغرب، ثم استحالت سوداء [7] ، فلم يزل الناس في تضرع إلى الله عز وجل، ثم مطرت السماء بعقب ذلك مطرا شديدا برعود هائلة، وبروق متصلة، ومطرت قرية تعرف بأحمدآباذ [8] .
__________
[1] في ك: «ولد هو وأخ له يوما وكان هو ... » .
[2] في ت: «لاثني عشرة» وما أوردناه من باقي النسخ والطبري.
[3] في ك: «والنساء والمماليك» بسقوط: «الحرائر» .
[4] في ك: «ألفي دينار» بسقوط: «ألف» .
[5] في ك: «في دار المعتضد بتولية» ، بسقوط: «كتاب» .
[6] في ص الأصل: «وكتب صاحب البريد» . بسقوط: «في هذه السنة» .
[7] في ت، ص: «ثم استحالت سوادا» وما أوردناه من باقي النسخ، والطبري.
[8] في ك: «بأجهاباذ» ، وما أوردناه من باقي النسخ، والطبري، وفي الأصل: «بأحمديا» .

(12/377)


حجارة بيضاء وسوداء، مختلفة الألوان، وانفذ منها حجرا، فأخرج إلى الدواوين حتى رأوه، ثم ورد الخبر من البصرة أن ريحا ارتفعت بها [1] بعد صلاة الجمعة لخمس [بقين] [2] من ربيع الأول صفراء [3] [ثم استحالت خضراء، ثم سوداء] [4] ثم تتابعت الأمطار بما لم يروا مثلها [5] قط، ثم وقع برد [كبار] [6] ، وزن البردة الواحدة مائة وخمسون درهما، وأن الريح اقتلعت من نهر الحسن [7] خمسمائة [نخلة] [8] أو أكثر، ومن نهر معقل مائة نخلة عددا، وزادت دجلة زيادة مفرطة، لم ير مثلها، فتهدمت أبنية كثيرة [9] حولها، وخيف على الجانبين.
وورد الخبر لثلاث خلون من شعبان أن راغبا الخادم مولى الموفق غزا في البحر، فأظفره الله تعالى بمراكب كثيرة، وبجميع ما فيها [10] من الروم، فضرب أعناق ثلاثة آلاف منهم، وأحرق المراكب، وفتح حصونا كثيرة من حصون الروم.
وفي عشر من ذي الحجة [11] دخل علي بن المعتضد من الري، فتلقاه [12] الناس، ودخل إلى/ المعتضد، فقال له: «يا بنى خرجت ولدا ورجعت أخا» ! فقال: «يا أمير المؤمنين أبقاني الله تعالى لخدمتك، ولا أبقاني بعدك» .
فأمر أن يخلع عليه بين يديه [13] .
__________
[1] في الأصل، ص والمطبوعة: «ارتفعت فيها» وما أوردناه من ت، ك، والطبري.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت،
[3] في ك: «من ربيع الأول» بسقوط: «صفراء» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في الأصل، والمطبوعة: «لم يروا مثله» وما أوردناه من الطبري.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في المطبوعة، ك، ص: «نهر الحسن» وفي ت، والأصل، «نهر الجسر» وفي الطبري: «نهر الحسين» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ص.
[9] في ت: «فهدمت أبنية كثيرة» .
[10] في ك: «وبجمع فيها» .
[11] في المطبوعة، ص: «وفي عشرين من ذي الحجة» . وفي ك: «وفي ذي الحجة» . وفي ت: «وفي عشر ذي الحجة» .
[12] في ت، «فلقاه الناس» .
[13] في ت: «فما زال يخلع عليه بين يديه» وما أوردناه من باقي النسخ.

(12/378)


وفى ذي الحجة [1] خرج المعتضد من بغداد قاصدا إلى [2] آمد واستخلف ببغداد صالحا الحاجب، وصلى بالناس العيد ابنه علي، وانصرف إلى الدار، فعمل بها سماطا للناس.
وحج بالناس فِي هذه السنة [3] مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن داود الهاشمي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1916- أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد بن عَبْد اللَّهِ بن حسان بن عَبْد اللَّهِ بن مغفل، أبو العباس المزني [4] :
سمع أَحْمَد بن حنبل، ويحيى، وغيرهما. روى عنه أبو بكر النجاد والحزمي وغيرهما [5] وكان ثقة كبير الشأن [6] .
توفي [في جمادى الأولى من هذه السنة] [7] بدمشق.
1917- إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عَبْد اللَّهِ بن ديسم، أبو إسحاق الحربي [8] :
أصله من مرو، ولد سنة ثمان وتسعين ومائة، وسمع أبا نعيم [9] ، وعفان بن
__________
[1] في الطبري: «ولإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة» .
[2] في المطبوعة، ك، ص: «قاصدا آمد» بسقوط: «إلى» .
[3] في المطبوعة، ص: «وفيها حج بالناس» . وما أوردناه من ت، ك.
[4] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 4/ 44- 45.
[5] في ك، ص، والمطبوعة: «أبو بكر النجاد، وكان ثقة» بسقوط «والجزمي وغيرهما» .
[6] في ت: «كثير الشأن» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[8] انظر ترجمته في: (تذكرة الحفاظ 2/ 584، وإرشاد الأريب 1/ 37، وصفة الصفوة 2/ 228، وطبقات أبي وعلي 1/ 86، وتاريخ بغداد 6/ 27، واللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير، 1/ 290، وفوات الوفيات لابن شاكر 1/ 3. ونزهة الألباء، في طبقات الأدباء للأنباري 276. والأعلام 1/ 32. الأنساب للسمعاني 4/ 99. وشذرات الذهب 2/ 190 وطبقات الشافعية 121/ 4.
[9] هو: الفضل بن دكين، كما في تاريخ بغداد 6/ 27.

(12/379)


مسلم، [وعلي بن الجعد] [1] ، وأحمد بن حنبل وخلقا كثيرا. روى عنه: ابن صاعد [2] ، وابن أبي داود [3] ، وابن الأنباري [4] ، وغيرهم.
وكان إماما في العلم، غاية في الزهد [5] ، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، ماهرا في علم الحديث، قيما بالأدب واللغة. وصنف كتبا كثيرة.
وَقَالَ [6] الدارقطني: إبراهيم الحَرْبيّ إمام مصنف [7] ، عالم بكل شيء بارع في كل علم، صدوق، كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه.
وَقَالَ إبراهيم الحربي: كان أخوالي نصارى، وأمي تغلبية، وصحبت قوما من الكرخ [8] على سماع الحديث، فسموني الحربي، لأن عندهم من جاز القنطرة العتيقة [9] من الحربية.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال [10] : أخبرنا أحمد بن على بن ثابت، قَالَ: أخبرني الجوهري [11] / قَالَ: [12] أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: سمعت أبا عمر
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت،
[2] هو: يحي بن صاعد كما في تاريخ بغداد 6/ 28.
[3] هو: أبو بكر بن أبي داود.
[4] هو: أبو بكر بن الأنباري النحويّ.
[5] في تاريخ بغداد 6/ 28: رأسا في الزهد.
[6] في المطبوعة: «قال» بإسقاط الواو.
[7] في ك: «إبراهيم إمام مصنف» . بإسقاط: «الحربي» . وفي تاريخ بغداد 6/ 40: «إبراهيم الحربي ثقة.
ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطنيّ عن إبراهيم الحربي، فقال: كان إماما، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه» . ثم ذكر الخطيب أنه قال: «أبو إسحاق: إبراهيم بن إسحاق الحَرْبيّ، إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم. صدوق ... » .
[8] في ت: «وصحب قوما من الكرخ» . وما أوردناه من باقي النسخ والمطبوعة. وفي تاريخ بغداد 6/ 28:
أنه سئل: لم سميت إبراهيم الحربي؟ فقال: صحبت قوما من الكرخ ... » .
[9] كذا في كل النسخ ما عدا الأصل، وفي تاريخ بغداد 6/ 28: «وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة....» .
[10] في ك: «أخبرنا عبد الرحمن بن محمد» . دون ذكر: «قال» . وعبد الرحمن المذكور، هو أبو منصور القزاز، وفي المطبوعة، ص: «أخبرنا أبو منصور القزاز» . دون ذكر: «قال» وما أوردناه من ت.
[11] في المطبوعة، ك، ص: «أخبرنا الجوهري» . وما أوردناه من ت، وفي تاريخ بغداد 6/ 33: «أخبرني الحسن بن علي الجوهري» .
[12] سقطت لفظة: «قال» من المطبوعة، ص، ك. ويلاحظ أنه غالبا ما تسقط هذه اللفظة من السند في

(12/380)


اللغوي يقول: سمعت ثعلبا، يقول: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس نحو أو لغة خمسين سنة.
[أنبأنا القزاز، أَنْبَأَنَا الخطيب، قَالَ: حدثني الأزهري، قَالَ: سمعت أبا سعد عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد] [1] الإستراباذي يقول: سمعت أبا أَحْمَد بن عدي، يقول: سمعت أبا عمران الأشيب، يقول: قَالَ رجل لإبراهيم الحربي: كيف قويت على جمع [2] هذه الكتب؟ فغضب وقَالَ: بلحمي ودمي، بلحمي [3] ودمي!! أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بْن ثابت، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن علي الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عَبْد اللَّهِ بن جهضم، قَالَ: حَدَّثَنَا الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَبْد اللَّهِ بن خالد بن ماهان، قَالَ: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشة، كأن يكون قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار، ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي مقطوع، والآخر صحيح [4] ، أمشي بهما [5] وادور بغداد كلها، هذا الجانب، وذاك الجانب [6] ، لا أحدث نفسي أن أصلحها [7] . وما شكوت إلى أمي، ولا إلى أختي [8] ، ولا إلى امرأتي، ولا إلى بناتي قط حمى وجدتها.
[وكان يَقُولُ] [9] : الرجل [هو] [10] الذي يدخل غمه على نفسه ولا يغم عياله.
وكان بي [11] شقيقة خمسا وأربعين سنة ما أخبرت بها أحدا قط، ولي عشر سنين أبصر
__________
[ () ] المطبوعة، ص، ك، ونظرا لتكرار هذا السقط، في النسخ المذكورة سنعرض عن التنبيه عليه لكثرته.
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ص. وفيهم: «وقال أبو محمد الأستراباذي» .
[2] في ك، والأصل، وتاريخ بغداد 6/ 33: «كيف قويت على جميع ... » وما أوردناه من: ت، ص.
[3] في تاريخ بغداد 6/ 33: دون تكرار لفظة: «بلحمي ودمي» .
[4] في تاريخ بغداد 6/ 30: «وفرد عقبي الآخر صحيح» .
[5] «أمشي بهما» : ساقطة من ص. ومثبتة في تاريخ بغداد، ت،
[6] في ك، ص، والمطبوعة، وتاريخ بغداد: «هذا الجانب وذلك الجانب» . وما أوردناه من ت.
[7] في تاريخ بغداد 6/ 31: «أني أصلحها» .
[8] في ك، ص، والمطبوعة: «ولا إلى أخي» . وفي تاريخ بغداد: «ولا إلى إخوتي» . وما أوردناه من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، وك، ومثبت في ص. وساقط أيضا من تاريخ بغداد.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.
[11] كذا في جميع النسخ، وتاريخ بغداد 6/ 31.

(12/381)


بفرد عين ما أخبرت بها أحدا [1] قط، [2] وأفنيت من عمرى ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت، وإلا بقيت جائعا عطشان إلى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو إحدى بناتي به أكلت [3] والا بقيت جائعا عطشان إلى الليلة الأخرى، والآن آكل نصف/ رغيف وأربع عشرة تمرة إن كانت برنيا، أو نيفا وعشرين إن كانت دقلا، ومرضت ابنتي فمضت امرأتي [فأقامت] [4] عندها شهرا، فقام إفطاري في هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف، ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين [5] ، وكانت نفقة رمضان [6] [كله] [7] بدرهم وأربعة دوانيق ونصف.
أخبرنا عَبْد الرحمن بن محمد، قال [8] : أخبرنا أحمد بْنِ عَلِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي الفتح، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمر بن أَحْمَد بن هارون المقرئ، أن أبا القاسم [بن بكير] [9] حدثه، قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا [10] ، كنت أجيء من عشي إلى عشي، وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة بن [11] ، أو باقة فجل.
قال عمر: سمعت أبا على الخراط قَالَ [12] : كنت يوما جالسا [13] مع إبراهيم
__________
[1] في ك، والأصل، وتاريخ بغداد: «ما أخبرت به أحدا» . وما أوردناه من ت، والمطبوعة.
[2] لفظة: «قط» ساقطة من كل النسخ. وأثبتناه من ت.
[3] في تاريخ بغداد 6/ 31: «أو أحد بناتي به أكلته» .
[4] في الأصل: «فلما قامت امرأتي عندها شهر» .
[5] العبارة: «ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين» . ساقطة من ص.
[6] في تاريخ بغداد: «فقام نفقة شهر رمضان» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ص، ك، والمطبوعة: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا» . وذلك بإسقاط «قال» وقد تكرر إسقاط هذه اللفظة في أسانيد الواردة في الكتاب وسنضيفها دون الإشارة إليها وذلك لكثرتها.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وأضيفت عن ص، ك، وتاريخ بغداد، والمطبوعة.
[10] في ك: «هذه الأطعمة شيئا» وفي ص، والأصل، «هذه الطبائخ شيئا» وكذا المطبوعة. وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد 6/ 31.
[11] البن بالكسر: الطرق- بكسر الطاء- من الشحم والسمن.
[12] في تاريخ بغداد 6/ 31: «وقال عمر: سمعت أبا علي الخياط المعروف بالميت يقول» .
[13] في ك، ص، والمطبوعة: «كنت جالسا يوما: وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد.

(12/382)


[الحربي] [1] على باب داره، فلما أن أصبحنا قَالَ لي: يا أبا علي، قم إلى شغلك فإن عندي فجلة قد أكلت البارحة حضرتها أقوم أتغذى بجزرتها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدِ] [2] الْقَزَّازِ [3] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قَالَ: أخبرني أبو نصر: أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القاضي [4] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إسحاق السني، قَالَ: سمعت أبا عثمان الرازي يقول: جاء رجل من أصحاب المعتضد إلى إبراهيم الحربي بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد، يسأله عن أمر أمير المؤمنين [5] تفرقة ذلك، فرده فانصرف الرسول، ثم عاد فقال [6] [له] : إن أمير المؤمنين يسألك أن تفرقه في جيرانك، فقال: عافاك الله، هذا مال لم نشغل أنفسنا بجمعه، فلا نشغلها بتفرقته، قل لأمير المؤمنين إن تركتنا والا تحولنا من جوارك.
أخبرنا/ عَبْد الرحمن [بن محمد] [7] ، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن الحسن، قَالَ: حدّثنا أحمد بن مروان، قال: أخبرنا [8] أبو القاسم بن الجبلى، قَالَ: اعتل إبراهيم الحربي علة حتى أشرف على الموت، فدخلت إليه يوما، فقال لي: يا أبا القاسم، أنا في أمر عظيم [9] مع ابنتي، ثم قَالَ لها: قومى اخرجي إلى عمك، فخرجت فألقت على وجهها خمارها، فقال: إبراهيم هذا عمك فكلميه، فقالت [لِي] [10] : يا عم نحن في أمر عظيم، لا في الدنيا ولا في الآخرة، الشهر والدهر ما لنا طعام إلا كسر يابسة وملح، وربما عدمنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] «القزاز» ساقطة من المطبوعة، ك. ص.
[4] في تاريخ بغداد 6/ 32: «القاضي بالدينور» .
[5] في ك، ص، والمطبوعة: يسأله عن أمير المؤمنين» . بإسقاط «أمر» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل ت.، وتاريخ بغداد.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.
[8] في ك، ص، والمطبوعة: «أحمد بن مروان. حدثنا» .
[9] في ك: «إني في أمر عظيم» .
[10] «لي» ساقطة من ص والأصل.

(12/383)


الملح، وبالأمس [قد] [1] وجه إليه المعتضد مع بدر ألف دينار فلم يأخذها، ووجه إليه فلان وفلان فلم يأخذ منهما شيئا وهو عليل. فالتفت الحربي إليها وتبسم [2] وَقَالَ: يا بنية إنما خفت الفقر؟ قالت: نعم! قَالَ: انظري إلى تلك الزاوية، فنظرت [3] فإذا كتب، فقال: هناك اثنا عشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي، إذا مت فوجهي كل يوم بجزء فبيعيه بدرهم، فمن كان عنده اثنا عشر ألف درهم ليس بفقير.
قال مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الكاتب: كنت يوما عند المبرد فأنشد [4] :
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم في غربة والروح في وطن
فليعجب الناس منى أن لي بدنا ... لا روح فيه ولى روح بلا بدن
وأنشد ثعلب [5] :
غابوا فصار الجسم من بعدهم ... لا تنظر العين [6] له فيا
بأي وجه أتلقاهم ... إذا رأوني بعدهم حيا؟
يا خجلتي منهم ومن قولهم [7] ... ما ضرك الفقد لنا شيئا
/ قال: فأتيت [إبراهيم] [8] الحربي فأنشدته، فقال: ألا أنشدته:
يا حيائي ممن أحب إذا ما ... قَالَ بعد الفراق [9] أنى حييت
وقال الحسن بن زكريا العدوى: أنشدني إِبْرَاهِيم الحربي:
أنكرت ذلي فأي شيء ... أحسن من ذلة المحب؟
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «فالتفت إليها الحربي وهو يتبسم» .
[3] «فنظرت» : ساقطة من ك.
[4] في تاريخ بغداد 6/ 37: «محمد بن عبيد الله الكاتب، قال: كنت يوما عند محمد بن يزيد المبرد، فأنشدني هذين البيتين» .
[5] راجع تاريخ بغداد 6/ 38.
[6] في تاريخ بغداد: «ما تنظر العين» .
[7] في تاريخ بغداد: «يا خجلتي منه ومن قوله» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ك.
[9] في ص، والمطبوعة: «قيل بعد الفراق» .

(12/384)


أليس شوقي وفيض دمعي ... وضعف جسمي شهود حبي؟
أخبرنا القزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَلِيّ بْن ثابت [1] ، قَالَ: حدثني عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، قَالَ: سمعت أبا يعلى الْحَافِظ [2] ، يقول: سمعت [حمزة] [3] بن مُحَمَّد العلوي، يقول: سمعت عيسى بن مُحَمَّد الطوماري، يقول:
دخلنا على إبراهيم الحربي- وهو مريض- وقد كان يحمل ماؤه إلى الطبيب وكان يجيء إليه ويعالجه، فجاءت الجارية فردت الماء وقالت: مات الطبيب [4] ، فبكى وأنشأ يقول:
إذا مات المعالج من سقام ... فيوشك للمعالج أن يموتا
أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] [5] قال: حدثني الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا على بن الحسن البزاز، قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول وقد دخل عليه قوم يعودونه، فقالوا: كيف تجدك؟
فقال: أجدني كما قَالَ الشاعر:
دب في البلاء علوا وسفلا [6] ... واراني أموت عضوا فعضوا [7]
ذهبت [8] جدتي بطاعة نفسي ... فتذكرت طاعة الله نضوا
توفى إبراهيم الحربي يوم الأثنين لتسع [ليال] بقين من ذي [9] الحجة، ودفن يوم
__________
[1] «بن ثابت» ساقطة من المطبوعة، وك.
[2] في تاريخ بغداد 6/ 39: «أبا يعلى الحافظ القزويني» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] «وكان يجيء.... وقالت: مات الطبيب» هذه العبارة ساقطة من ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ص.
[6] في المطبوعة، ص: «دب في السقام سفلا وعلوا» . وفي ك: «دب في الفناء سفلا وعلوا» .
وفي تاريخ بغداد 6/ 39: «دب في البلاء سفلا وعلوا» . وما أوردناه من ت.
[7] في تاريخ بغداد: «وأجدني أذوب عضوا وعضوا» .
[8] في تاريخ بغداد: «بليت» .
[9] في ص، ت: «لسبع ليال بقين من ذي الحجة» .
وما أوردناه من ك. وتاريخ بغداد 6/ 40. وما بين المعقوفتين: ساقط من ت، والأصل.

(12/385)


الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين/ [ومائتين] وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي في شارع باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا ودفن في بيته.
1918- إسحاق بن المأمون بن إسحاق بن إبراهيم، أبو سهل الطالقاني: [1] .
حدث عن الكوسج [2] ، والربيع بن سليمان. روى عنه ابن مخلد، وكتب الناس عنه كتاب الشافعي بروايته عن الربيع، ومن الحديث شيئا صالحا.
وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة.
1919- بدر بن عَبْد اللَّهِ، أبو الحسن الجصاص [3] الرومي:
حدث عن عاصم بن على، وخليفة بن خياط. روى عنه الخطبي، والنقاش.
وتوفي في محرم هذه السنة.
1920- زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان، أبو يحيى [4] الناقد:
سمع خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل، وغيرهما. روى عنه أبو الخلال، ومحمد بن مخلد، وأبو سهل بن زياد، وغيرهم.
وكان أحد العباد المجتهدين، ومن أثبات المحدثين. قَالَ فيه أَحْمَد بن حنبل:
هذا رجل صالح. وَقَالَ الدارقطني: هو فاضل ثقة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ علي بْن ثابت، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نصر إِبْرَاهِيم بن هبة الله الجرباذقاني [5] ، قَالَ: حَدَّثَنَا معمر بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن زياد الأصبهاني، قَالَ: قَالَ أبو زرعة الطبري: قَالَ أبو يحيى الناقد: اشتريت من الله تعالى حوراء بأربعة آلاف ختمة، فلما كان آخر ختمة سمعت الخطاب من الحوراء وهي
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 383)
[2] هو: إسحاق بن منصور الكوسج، كما في تاريخ بغداد 6/ 383.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 104)
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 461) .
[5] في المطبوعة: الجردباذقاني، وما أوردناه من ت، وهو موافق لما في تاريخ بغداد 8/ 462.

(12/386)


تقول: وفيت بعهدك فها أنا التي [قد] اشتريتني [1] ! فيقال: إنه مات.
توفي أبو يحيى الناقد ليلة الجمعة، [ودفن يوم الجمعة] [2] لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة.
1921- سعيد بن محمد بن سعيد، أبو عثمان الأنجداني [3] :
سمع أبا عمر الحوضي روى عنه أبو بكر الشافعي، وكان صدوقا.
توفي فِي/ شوال هَذِهِ السنة.
1922- عَبْد اللَّهِ بن أَحْمَد بن سوادة أبو طالب مولى [4] بني هاشم:
حدث عن مجاهد بن موسى، وطالوت في جماعة. روى عنه أبو بكر بن مجاهد، وابن مخلد [5] ، وابن عقدة [6] ، وكان صدوقا.
وتوفي في هذه السنة بطرسوس.
1923- عبيد اللَّه بن عبد الواحد بن شريك أبو مُحَمَّد البزار [7] :
حدث عن آدم بن أبي إياس، ونعيم بن حماد. روى عنه النجاد [8] ، والمحاملي، وقال الدارقطنيّ: هو صدوق.
__________
[1] في المطبوعة، ك، ص: «أنا التي قد اشتريتني» . وفي ت: «أنا الّذي اشتريتني» بإسقاط «قد» . وما أوردناه موافق لما في تاريخ بغداد.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ومثبت في جميع النسخ.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 96، 97) . وفي الأصل: «أبو سعيد الأنجداني» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 373. وشذرات الذهب 2/ 193) .
[5] هو: محمد بن مخلد الدوري، كما في تاريخ بغداد.
[6] هو: أبو العباس بن عقدة، كما في تاريخ بغداد.
[7] في ك: «عبد الله بن عبد الواحد ... » وفي الأصل، ص، ت: «عبيد الله بن عبد الواحد ... » وفي تاريخ بغداد، والمطبوعة: «عبيد بن عبد الواحد ... » . وفي ت: «البراز» .
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 99) .
[8] هو: أحمد بن سلمان، النجاد، كما في تاريخ بغداد 12/ 99.

(12/387)


وتوفي في رجب هذه السنة، ودفن عند قبر أَحْمَد [1] .
1924- مُحَمَّد بن بشر بن مطر، أبو بكر الوراق، أخو خطاب بن بشر المذكر [2] :
سمع عاصم بن على، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ بن نمير، ويحيى بن يوسف الزمي، وغيرهم. [روى عنه ابن صاعد، وأبو جعفر بن بريه [3] ، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
و] [4] قال إبراهيم الحربي: أخو خطاب صدوق لا يكذب، وَقَالَ الدارقطني: ثقة.
وتوفي في رمضان هذه السنة.
1925- مُحَمَّد بن حماد بن ماهان بن زياد، أبو جعفر [5] الدباغ:
سمع على بن المديني، وغيره. وكان ثقة.
وتوفي في جمادى الآخرة [6] من هذه السنة [7] .
1926- مُحَمَّد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس الأزدي [8] الثمالي- وثمالة قبيلة من الأزد- المعروف [9] بالمبرد.
__________
[1] في تاريخ بغداد 11/ 100: «أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن عمر النرسي، قالا: قال لنا أبو بكر الشافعيّ: وتوفي عبيد بن شريك البزار يوم الأحد في رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين» .
وصحح الخطيب تاريخ وفاته في سنة خمس وثمانين ومائتين.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 90) .
[3] هو: عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 273) . وهذه الترجمة ساقطة من الأصل.
[6] في ك، ص: «جمادى الأولى» وكذا في المطبوعة، وما أوردناه من ت، وهو يوافق ما في تاريخ بغداد 2/ 273.
[7] العبارة من: «ابن ماهان بن زياد ... من هذه السنة» . ساقطة من ك.
[8] انظر ترجمته في: (بغية الوعاة 116. ووفيات الأعيان 3/ 441. وسمط اللآلئ 340. وآداب اللغة 2/ 186. ولسان الميزان 5/ 430. ونزهة الألباء 279. وطبقات النحويين 108- 120.
والأعلام 7/ 144. وتاريخ بغداد 3/ 380 وشذرات الذهب 2/ 190، 191)
[9] في الأصل، ك، ص: «وثمالة من الأزد المعروف «كذا بإسقاط: «قبيلة» .

(12/388)


[له المعرفة التامة باللغة، وكان في نحو البصريين آية] [1] ولد سنة عشر ومائتين، وقيل: سنة ست ومائتين [2] وذكر ابن المرزبان أنه سئل: لم سميت المبرد؟ فقال: كان سبب ذلك أن صاحب الشرطة طلبني للمنادمة فكرهت الذهاب إليه، فدخلت على أَبِي حاتم السجستاني، فجاء رسول صاحب الشرطة [3] يطلبني [4] ، فقال لي أبو حاتم:
ادخل [في هذا] [5] يعنى غلاف المزملة فارغ، فدخلت فيه وغطى رأسه ثم خرج إلى الرسول، فقال أبو حاتم للرسول: ليس هو عندي، فقال: أخبرت أنه دخل إليك، فقال:
فأدخل الدار ففتشها. فدخل فطاف كل موضع من الدار ولم يفطن بغلاف المزملة، ثم خرج فجعل أبو حاتم/ يصفق بيديه وينادي على المزملة: المبرد المبرد، وتسامع الناس ذلك فلهجوا به. وللمبرد المعرفة التامة باللغة، وهو أوحد في نحو البصريين.
و [6] روى عن المازني، وأبى حاتم، وغيرهما. وكان موثوقا به في الرواية، وكان بينه وبين ثعلب مفارقة [7] .
أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلِيّ الخطيب [8] ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الجوهري، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بن المرزبان لبعض أصحاب المبرد يمدحه:
بنفسي أنت يا ابن يزيد من ذا ... يساوى ثعلبا بك غير قين [9]
إذا مازتكما العلماء يوما ... رأت شأويكما متفاوتين [10]
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] «وقيل: سنة ست ومائتين» ساقطة من ك.
[3] في ك، ص، والمطبوعة: «فجاء رسول الوالي» .
[4] «يطلبني» ساقطة من ك. وفي ت: «فطلبني» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «وللمبرد المعرفة التامة باللغة، وَهُوَ أوحد فِي نحو البصريين و» . هذه العبارة ساقطة من المطبوعة، وص، والأصل.
[7] في المطبوعة: «مقارفة» .
[8] في ص، والمطبوعة: «أخبرنا الخطيب» .
[9] في ص: «غير ابن قين» .
[10] في ت: «شأويكما متساويين» . وفي الأصل: «متقاربين» وما أوردناه من باقي النسخ، وهو موافق لما في تاريخ بغداد 3/ 382.

(12/389)


تفسر كل معضلة [1] بحذق ... ويستر [2] كل واضحة بعين
كأن الشمس ما تمليه شرحا ... وما يمليه همزة بين بين
توفى المبرد في هذه السنة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين بن عمر التميمي [3] ، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بن مروان المالكي، قَالَ: أنشدني بعض أصحابنا لثعلب بن المبرد حين مات:
مات المبرد وانقضت أيامه ... وسينقضي [4] بعد المبرد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقي نصفه فسيخرب [5]
قَالَ المصنف [6] : هذا [قدر] ما روى لنا من هذه الطريق، وأنها لثعلب، وقد روى لنا من طريق آخر أنها للحسين بن علي المعروف بابن العلاف، قالها يرثي المبرد [ويمدح ثعلبا، وهي] [7] :
مات المبرد وانقضت أيامه ... وليذهبن مع المبرد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقى بيته فسيخرب
فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا ... للدهر أنفسكم على ما يسلب
غاب المبرد حيث لا ترجونه ... أبدا ومن ترجونه فمغيب/
شملتكم أيدي الردى بمصيبة ... وتوعّدت بمصيبة تترقب [8]
__________
[1] في ك: «كل مغلقة» وفي تاريخ بغداد: «كل مقفلة» وما أوردناه من ت، ص.
[2] في ت: «وتستر» وكذا في ص، ك، الأصل وما أوردناه من تاريخ بغداد.
[3] في تاريخ بغداد 3/ 387: «محمد بن الحسين بن عمر اليمني» وما أوردناه عن باقي النسخ.
[4] في ص: «وليذهبن» . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد 3/ 387.
وفي الأصل: «وليذهبن مع المبرد» .
[5] في ك: «وباقي نصفه سيخرب» . وفيت: «وباقي بيته فسيخرب» . وفي الأصل: «يستخرب» .
[6] «قال المصنف» : ساقطة من ك.
وفي الأصل: «قال المصنف هذا ما روي لنا ... » .
[7] ويمدح ثعلبا، وهي: ساقطة من ص، والأصل،
[8] في ت: «يترقب» .

(12/390)


فتزودوا من ثعلب فبكاس ما ... شرب المبرد عن قليل يشرب
وأرى لكم أن تكتبوا [1] أنفاسه ... إن كانت الأنفاس [2] مما يكتب
فليلحقن بمن مضى متخلف ... من بعده وليذهبن ونذهب [3]
قال المبرد: خرجت ومعي أصحاب لي نحو الرقة، فإذا نحن بدير كبير، فأقبل إلي بعض أصحابي [فقال] : مل بنا إلى هذا الدير لننظر من فيه، ونحمد الله سبحانه وتعالى على ما رزقنا من السلامة، فلما دخلنا الدير رأينا مجانين مغللين [4] ، [وهم] في نهاية القذارة وإذا بينهم شاب [عليه بقية ثياب] [5] ناعمة، فلما بصر بنا قَالَ: من أين أنتم يا فتيان حياكم الله؟ فقلنا: من العراق، فقال: يا بأبي العراق وأهلها! باللَّه أنشدوني- أو أنشدكم- فقال المبرد: والله إن الشعر من هذا لظريف، فقلنا: أنشدنا، فأنشأ يقول:
الله يعلم أنني كمد ... لا استطيع أبث ما أجد
روحان لي روح تضمنها ... بلد [6] وأخرى حازها بلد
وأرى المقيمة ليس ينفعها ... صبر ولا يقوى لها جلد
وأظن غائبتي كشاهدتي ... بمكانها تجد الذي أجد
قَالَ المبرد [والله] إن هذا لظريف، باللَّه زدنا، فأنشأ يقول:
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم ... ورحلوها فثارت بالهوى الابل
وأبرزت من خلال السجف ناظرها ... ترنو إلى ودمع العين منهمل [7]
وودعت ببنان عقدها عنم ... ناديت لا حملت رجلاك يا جمل
ويلي من البين ماذا حل بي وبهم ... من نازل البين حان البين وارتحلوا [8]
__________
[1] في ص: «وأراكم أن تكتبوا» .
[2] في الأصل، ت: «تكتبوا ألفاظه إن كانت الألفاظ» .
[3] في الأصل ت: «وليذهبن ويذهب» .
[4] في الأصل ص: «مجانين مغلبين» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك، ص، والمطبوعة: «بدن» .
[7] في ك: «ينهمل» .
[8] في ت: «حان البين وإلا حل» .

(12/391)


يا راحل العيس عجل كي أودعهم ... يا راحل العيس في ترحالك الأجل
إنى على العهد لم أنقض مودتهم [1] ... فليت شعري لطول [2] العهد ما فعلوا
[قَالَ المبرد] [3] فقال رجل من البغضاء الذين معى: ماتوا! قَالَ: إذن فأموت؟
فقال له: إن شئت [فمت] [4] فتمطى واستند إلى السارية التي كان مشدودا فيها [ومات] [5] ، فما برحنا حتى دفناه.
[وتوفي المبرد في هذه السنة] [6] .
1927- الوليد بن عبيد بن يحيى، أبو عبادة الطائي، البحتري [7] :
من أهل منبج، بها ولد سنة ست ومائتين [8] ، وبها نشأ وتأدب، وخرج إلى العراق فمدح المتوكل وخلقا من الرؤساء والأكابر، وأقام ببغداد زمانا طويلا، ثم رجع إلى بلده فمات به، وكان فصيحا نقي الكلام، وقد روى عنه [من] [9] شعره المبرد [10] ، وابن المرزبان [11] ، وابن درستويه [12] ، وكان [ينحو نحو أبى تمام] [13] ويقول أبو تمام الأستاذ، وقيل له: إن الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمَام، [فقال] والله ما ينفعني
__________
[1] في ك: «عهودكم» . وفي ص والمطبوعة: مودتكم» وكذلك في الأصل.
[2] في الأصل ك، ص: «فليت شعري أطال» وما أوردناه من ت.
[3] «قال المبرد» : ساقطة من ك. ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ك.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ك، ص، والمطبوعة.
[7] في المطبوعة: «وليد بن عبيد» .
انظر ترجمته في: (وفيات الأعيان 5/ 74 وتاريخ بغداد 13/ 476. ومفتاح السعادة 1/ 193. ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 365- 368. والأعلام 8/ 121 وشذرات الذهب 2/ 186: 190)
[8] في ت: «ولد سنة ثمانين» خطأ.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، «ومن شعره» ساقطة من الأصل.
[10] هو: محمد بن يزيد المبرد.
[11] في ت: «المرزباني. وهو: محمد بن خلف بن المرزبان.
[12] هو: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ.
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.

(12/392)


هذا ولا يضر أبا تمَام] [1] والله مَا أكلت الخبز إلا به.
ولما سمع أبو تمام شعره، قَالَ: نعيت إلى نفسي [2] ، فإنه ليس يطول عمري وقد نشأ لطيّئ مثلك [3] فمات [أبو تمام] [4] بعد سنة، وكان شعر البحتري في المديح أجود من المراثي، فسئل عن سبب ذلك، فقال: كنا نقول للرجاء ونحن الآن نعمل للوفاء، وبينهما بعد.
أخبرنا أبو منصور القزاز [5] ، قال: أخبرنا أحمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يعلى: أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الحسن مُحَمَّد بن جعفر التميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر الصولي، عن ابن البحتري، قَالَ: دخل أبي على بعض العمال قد ذكره في حبس المتوكل [وهو] [6] يطالب بما [7] لا يقدر عليه من الأموال فأنشأ يقول:
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك ... من الحادث المشكو والنازل المشكي
وما هذه الأيام إلا منازل ... فمن منزل رحب ومن منزل ضنك
وقد هذبتك الحادثات وإنما ... صفا الذهب الإبريز قبلك [8] [بالسبك] [9]
أما في نبي الله يوسف أسوة ... لمثلك مسجونا على الزور والإفك
أقام جميل الصبر في السجن برهة ... فأسلمه الصبر الجميل إلى الملك
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «نفيت إلى نفسي» وما أوردناه من باقي النسخ وهو موافق لما في تاريخ بغداد 13/ 478.
[3] في الأصل ت: «مثلك لطيّئ» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ص: أخبرنا عبد الرحمن.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ت: «حبس المتوكل مطالب بما» .
[8] في ت: «مثلك» وما أوردناه من باقي الأصول. وهو موافق لما في تاريخ بغداد 13/ 479.
[9] ما بين المعقوفتين: مطموس في ت.

(12/393)


ومن شعره أيضا [1] :
ألا لا تذكرني الحمى [2] إن ذكره ... جوى للمشوق المستهام المعذب [3]
أَتَتْ دون ذاك العهد أيام جرهم ... فطارت بذاك العيش عنقاء مغرب
ويا لائمي في عبرة قد سفحتها ... لبين وأخرى قبلها للتجنب
تحاول مني شيمة غير شيمتي ... وتطلب عندي مذهبا غير مذهبي
ولما تزايلنا من الجزع وانتأى ... مشرق ركب [4] مصعد من مغرب
تبينت أن لا دار من بعد عالج ... تسر، وأن لا خلة بعد زينب
وَقَالَ أيضا: [5]
سلام عليكم لا وفاء ولا عهد [6] ... أما لكم من هجر خلانكم بد؟
أأحبابنا قد أنجز الدهر [7] وعده ... وشيكا ولم ينجز لنا منكم وعد
أأطلال دار العامرية باللوى ... سقت ربعك الأنواء ما فعلت هند؟
بنفسي من عذبت نفسي بحبه ... وان لم يكن منه وصال ولا ود [8]
حبيب من الأحباب شطت به النوى ... وأي حبيب ما أتى دونه البعد
إذا جزت صحراء الغوير مغربا ... وجازتك بطحاء السواجير [9] يا سعد
فقل لبني الضحاك مهلا فإنني ... أنا الأفعوان الصل والضيغم الورد [10]
__________
[1] في ك، ص: ومن شعره المستحسن قوله. وقد جاءت هذه الأبيات بعد الأبيات التالية في ت، هذا وقد سقطت هذه الأبيات من الأصل.
[2] في ت: «ألا لا تذكرني الحي» .
[3] في ت: «جوى للمشق» .
[4] في ت: «مسرف ركب» .
[5] «وقال أيضا» ساقطة من الأصل.
[6] في ت: «لا وفاء لعهدكم» .
[7] في الأصل: ت: «قد انجن البين» .
[8] البيتان ساقطان من ص، والأصل.
[9] في ت: السواحين، والسواجير نهر بالشام.
[10] البيتان ساقطان من ص، والأصل.

(12/394)


وله [أيضا] : [1]
إن جرى بيننا وبينك عتب ... أو تناءت منا ومنك الديار
فالغليل الذي علمت مقيم [2] ... والدموع التي عهدت غزار
[وَقَالَ أيضا:] [3]
أقول له عند [4] توديعنا ... وكل بعبرته مبلس
لئن قعدت عنك أجسامنا ... لقد سافرت معك الأنفس
وله أيضا: [5]
ترون بلوغ المجد أن ثيابكم ... يلوح عليها حسنها وبصيصها
وليس العلى دراعة ورداؤها ... ولا جبة موشية وقميصها
وله [أيضا] [6]
تنكر العيش [7] حتى صار اكدره ... يأتى نظاما ويأتي صفوه لمعا
فقد الشقيق غرام ما يرام وفي ... فقد التجمل [8] وهن يعقب الظلعا [9]
كلاهما عبء مكروه إذا افترقا ... فكيف [10] يقلهما الواهي إذا اجتمعا
ليس المصيبة في الثاوي مضى قدرا ... بل المصيبة في الباقي هوى جزعا [11]
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «وقال أيضا» .
[2] في ك: «عهدت مقيم» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. ومن هنا حتى نهاية جميع الأبيات في هذه الترجمة ساقط من الأصل.
[4] في ت: «وله أقول» .
[5] في ص، ك: وقال أيضا.
[6] في ص، ك: وقال أيضا. وفي ت: «وله» بإسقاط ما بين المعقوفتين.
[7] في ص، ك: «تنكد العيش» . وما أوردناه من ت، وهو يوافق ما في ديوانه.
[8] في ت: «فقد التحمل» .
[9] في ص، ك: «يعقب الصلحا. وأوردناه من ت، وهو يوافق ما في الديوان.
[10] في ك، ص: «متى» .
[11] في ت، والديوان: «هنا جزعا» .

(12/395)


إن البكاء على الماضين مكرمة ... لو كان ماض إذا بكيته رجعا [1]
صعوبة الرزء تلفى في توقعه ... مستقبلا وانقضاء الرزء إن يقعا
هم ونحن سواء غير أنهم ... أضحوا لنا سلفا نمشي لهم تبعا
ولَهُ:
عجب الناس لاغترابى وفى الأطراف ... تغشى منازل [2] الأشراف
وجلوسي عن التصرف والأرض ... لمثلي رحيبة الأطراف [3]
ليس لي ثروة [4] بلغت مداها ... غير أنى امرؤ كفاني كفافي
قد رأى الأصيد [5] المنكب عني ... صيدي عن فنائه وانصرافي
وغبي الأقوام [6] من بات يرجو ... فضل من لا يجود بالإنصاف [7]
إن تنل قدرة فقد نلت صونا ... والتغاني بين الرجال تكافى
ولَهُ [8] :
مضى أهلك الأخيار إلا أقلهم ... وبادوا كما بادت أوائل [جرهم] [9]
وله [10] :
قبور بأطراف الثغور كأنما ... مواقعها منها مواقع انجم
ولما رأوا أن الحياة مذلة ... عليهم وعز الموت غير مجرم
أبوا أن يذوقوا العيش والذم واقع ... عليه وماتوا ميتة لم تذمم
__________
[1] في ت: «لو كان ماض وانقضى الرزان نفعا» .
[2] في ت: «يغشى منازل» .
[3] في ت: «رحيبة الأكناف» .
[4] في ص، ك: «ليس لي ثروة» .
[5] في ت: «قد روى الأصيد» .
[6] في ت: «وغبي الأقوام» .
[7] في ت: «فضل من لا يجوز بالإنصاف» .
[8] في ك، ص: «وقال أيضا» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] «وله» : ساقط من ك، ص، والمطبوعة.

(12/396)


مساع عظام ليس يبلى جديدها ... وإن بليت منها رمائم أعظم
سلام على تلك الخلائق أنها ... مسلمة من كل عار ومأثم [1]
ولا عجب للأسد إذ ظفرت [2] بها ... كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
فحربة وحشى سقت حمزة الردى ... وحتف على في حسام ابن ملجم [3]
توفى البحتري في هذه السنة، وقيل في سنة ثلاث وثمانين [4] ، وقد بلغ ثمانين سنة.
1928- هارون بن عيسى بن يحيى، أبو مُحَمَّد الصيرفي [5] :
روى عن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ المقري، وعبد الله بن عبد الحكم.
وكان من عقلاء الناس ثقة في الحديث.
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
__________
[1] في ت: «من كل عاب ومأثم» .
[2] في ت: «إن ظفرت» .
[3] إلى هنا الساقط من الأصل.
[4] في ك: «وقيل في سنة ثمان وثمانين» .
وأرخ ابن العماد وفاته بسنة 284 هـ وحكى الخلاف في ذلك.
[5] هذه الترجمة ساقطة كلها من الأصل ص.

(12/397)


ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائتين
147/ أفمن الحوادث فيها: / ورود الخبر في ربيع الآخر أن المعتضد وصل إلى آمد، فأناخ بجنده عليها، وحاصرها، ونصب المجانيق [عليها] [1] واقتتلوا، فبعث رئيسها يطلب الأمان فأمنه، فخرج إليه [فخلع عَلَيْهِ] [2] ، ووصل رسول من هارون بن خمارويه إلى المعتضد وهو بآمد يخبره أنه قد بذل أنه أن سلمت إليه أعمال [3] قنسرين والعواصم حمل إلى بيت المال في كل سنة أربعمائة ألف دينار [وخمسين ألف دينار] [4] وأنه يسأل أن يجدد له ولاية مصر والشام، فأجيب إلى ذلك، فأقام المعتضد بآمد بقية جمادى الأولى وعشرين يوما من جمادى الآخرة، ثم ارتحل عنها، وأمر بهدم سورها، فهدم بعضه ولم يقدر على هدم الباقي.
فقال ابن المعتز يهنئه بفتح آمد:
اسلم أمير المؤمنين ودم ... في غبطة وليهنك النصر [5]
فلرب حادثة نهضت لها ... متقدما فتأخر الدهر
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[3] في ك: «إن ضم إليه أعمال» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك، ص: «فليهنك النصر» وما أوردناه من ت، وهو يوافق ما في البداية والنهاية 11/ 80.

(12/398)


ليث فرائسه الليوث [1] فما ... يبيض من دمها له ظفر
وحكى أبو بكر الصولي [2] : انه كان مع المعتضد أعرابي فصيح يُقَالُ له شعلة بن شهاب اليشكري، وكان يأنس به، فأرسله إلى مُحَمَّد بن عيسى بن شيخ ليرغبه في الطاعة ويحذره العصيان، قَالَ: فصرت إليه فخاطبته فلم يجبني، فوجهت إلى عمته فصرت إليها، فقالت: يا أبا [شهاب] [3] كيف خلفت أمير المؤمنين؟ فقلت: خلفته أمارا [4] بالمعروف فعالا للخير.
فقالت: أهل ذلك ومستحقه، وكيف لا يكون كذلك وهو ظل [5] الله [تعالى] [6] الممدود [7] على بلاده، [وخليفته المؤتمن على عباده] ، فكيف رأيت صاحبنا؟ قلت:
رأيت/ غلاما حدثا معجبا قد استحوذ عليه السفهاء واستبد [8] بآرائهم يزخرفون له 147/ ب الكذب، فقالت: هل لك أن ترجع إليه بكتابي قبل لقاء أمير المؤمنين؟ قلت: أفعل.
فكتبت إليه كتابا لطيفا أجزلت فيه الموعظة، وكتبت في آخره:
اقبل نصيحة أم قلبها وجل [9] ... خوفا [عليك] [10] وإشفاقا وقل سددا
واستعمل الفكر في قولي فانك إن ... فكرت ألفيت في قولي لك الرشدا
ولا تثق برجال في قلوبهم ... ضغائن تبعث الشنآن والحسدا
__________
[1] في ص: «فرائسه الأسود» . وما أوردناه يوافق ما في ك، ت، والبداية والنهاية 11/ 80، وفي ديوانه:
«فرائسه اللصوص» .
وفي الأصل: «ليث فرائسه الملوك» .
[2] «اللسان» : ساقطة من الأصل، ك، ص، والمطبوعة،
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «خلفته آمرا» .
[5] في الأصل، ك، ص، والمطبوعة: «وكيف لا وهو ظل» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] «الممدود» : ساقط من ك، وفي الأصل: «الممدود على عباده» . ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[8] في ص: «استحوذ عليه واستبد» .
[9] في ص، ك، والمطبوعة: «أم قلبها وجع» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(12/399)


مثل النعاج خمولا في بيوتهم ... حتى إذا آمنوا ألفيتهم أسدا
وداو داءك والأدواء ممكنة ... وإذ طبيبك قد ألقى عَلَيْكَ يدا [1]
وأعط الخليفة ما يرضيه منك ولا ... تمنعه مالا ولا أهلا ولا ولدا
واردد أخا يشكر ردا يكون له ... ردا من السوء لا تشمت به أحدا
قَالَ: فأخذت الكتاب وصرت إليه، فلما نظر فيه رمى به إلى، ثم قَالَ: يا أخا بني يشكر [2] ، ما بآراء النساء تتم الدول [3] ، ولا بعقولهن يساس الملك، ارجع إلى صاحبك.
فرجعت إلى المعتضد فأخبرته الخبر، فأخذ الكتاب فقرأه فأعجبه شعرها وعقلها، ثم قَالَ: إني لأرجو أن اشفعها في كثير من القوم.
فلما كان من فتح آمد ما كان أرسل إلى المعتضد فقال: هل عندك علم من تلك المرأة؟ قلت: لا! قَالَ: فامض مع هذا الخادم فانك ستجدها في جملة نسائها، فمضيت فلما بصرت بي من بعد أسفرت عن وجهها، وجعلت تقول:
148/
أريب الزمان وصرفه ... وعناده كشف القناعا/
واذل بعد العز منا ... الصعب والبطل الشجاعا
ولكم نصحت فما أطعت ... وكم حرصت بأن أطاعا
فأبى بنا المقدور [4] إلا ... أن نقسم أو نباعا
يا ليت شعري هل نرى ... من بعد فرقتنا [5] اجتماعا
ثم بكت حتى علا صوتها، وضربت بيدها على الأخرى، وقالت: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، كأني والله كنت أرى ما أنا فيه [6] ، فقلت لها إن أمير المؤمنين وجه بي إليك وما
__________
[1] في الأصل، ص، ك: «قد ألقى إليك يدا» .
[2] في الأصل، ص، ك: «يا أخا يشكر» . بإسقاط. «بني» .
[3] في ك: «تتم الدولة» .
[4] في ت: «فأبى بنا المقدار» ، وكذا في ك، وما أوردناه من ص.
[5] في ص، ك، والمطبوعة: «أبدا لفرقتنا» .
[6] في ك: «كنت أرى ما أرى» . وكذا في ت، والأصل.

(12/400)


ذاك إلا لجميل رأيه فيك، قالت: فهل لك أن توصل لي رقعة إليه؟ [قلت: نعم] [1] ، فدفعت إلى رقعة فيها [مكتوب] [2] :
قل للخليفة والإمام المرتضى ... وابن الخلائف من قريش الأبطح
علم الهدى ومناره وسراجه ... مفتاح كل عظيمة لم تفتح
بك اصلح الله البلاد وأهلها ... بعد الفساد وطال ما لم تصلح
فتزحزحت بك هضبة العرب التي ... لولاك بعد الله لم تتزحزح [3]
أعطاك ربك ما تحب فأعطه ... ما قد يحب وجد بعفوك [4] واصفح
يا بهجة الدنيا وبدر ملوكها ... هب ظالمي ومفسدي لمصلح
قَالَ: فصرت بها إلى المعتضد، فلما قرأها ضحك، وَقَالَ: لقد نصحت لو قبل منها، وأمر أن يحمل إليها خمسون ألف درهم، وخمسون تختا من الثياب، وأمر أن يحمل مثل ذلك إلى ابن عيسى.
ووردت الأخبار يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة هدية عمرو بن الليث من نيسابور، وكان مبلغ المال الّذي وجه [به] [5] أربعة آلاف ألف درهم، وعشرين من الدواب، بسروج ولجم محلاة، ومائة وخمسين [6] دابة بجلال مشهورة [7] ، وكسوة حسنة، وطيبا [8] وبزاة [وطرف] [9] .
وفى هذه السنة: عبر إسماعيل/ بن أَحْمَد نهر بلخ، يريد عمرو بن الليث الصفار، 148/ ب فظفر به، وذلك أن أهل بلخ ملوه وضجروا [منه و] [10] من نزول أصحابه في منازلهم،
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ص: «لم تترجح» .
[4] في الأصل ص، ك: «وجد بعفو» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ص، والمطبوعة: «مائة وعشرين» . وما أوردناه من، ك، ت، وتارخ الطبري، 10/ 71.
[7] في باقي النسخ: «بجلال مشهرة» .
[8] في الأصل، ت، ص: «وطيب وبزاة» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ص، ت.

(12/401)


ومد يده إلى أموالهم، وكان أصحاب عمرو قد خرجوا يوما من بلخ فحمل عليهم أصحاب إسماعيل [فانهزموا] [1] فانهزم عمرو، فأخذ وجيء به إلى إسماعيل، فقام إليه، وقبل [بين] [2] عينيه، وَقَالَ: عزيز على يا أخي ما نالك، وغسل وجهه وخلع عليه وحلف له انه [3] لا يؤذيه ولا يسلمه، فجاءه كتاب المعتضد بأن يسلم عمرو بن الليث، فسلمه.
وكان عمرو يقول: لو أردت أن اعمل جسرا من ذهب على نهر بلخ لفعلت، وكان يحمل فرشه، ومطبخه [4] على ستمائة جمل، فآل به الأمر إلى القيد والذل.
وفى هذه السنة ظهر رجل من القرامطة يكنى أبا سعيد، فاجتمع إليه جماعة منهم ومن الأعراب، وكثر أصحابه [وذلك] [5] في جمادى الآخرة، وقوى أمره، فقتل من حوله من أهل القرى، ثم صار إلى موضع يُقَالُ له: القطيف، بينه وبين البصرة مراحل، وقيل:
انه يريد البصرة، فكتب أَحْمَد بن مُحَمَّد الواثقي، وكان يتقلد معادن البصرة وكور دجلة إلى السلطان [بما] [6] قد عزم عليه القرامطة، فكتب إليه في عمل سور على البصرة فقدرت النفقة [عليه] [7] أربعة عشر ألف دينار، فبنى، وغلب أبو سعيد على هجر وأمن أهلها.
ومن الحوادث العجيبة فيها [8] .
ما أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، 149/ أقال: / أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن نعيم الضبي، قَالَ:
سمعت أبا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن موسى القاضي، يقول: حضرت مجلس
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ص، ت، والأصل.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، والأصل.
[3] من، ص، ك: «وحلف أنه» بإسقاط «له» وفي الأصل: «وحلف له أن» .
[4] «ومطبخه» ساقطة من ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[8] في ك، ص، والمطبوعة: «ومن الحوادث العجيبة في هذه السنة» .

(12/402)


موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين [1] ، فتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا، فأنكر، فقال القاضي: شهودك، قَالَ: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وَقَالَ للمرأة. قومى! فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قَالَ [الوكيل] : ينظرون إلى امرأتك وهى مسفرة لتصح عندهم [2] معرفتها، فقال الزوج: فإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الّذي تدعيه ولا يسفر عن وجهها، فأخبرت المرأة بما كان من زوجها، فقالت: فاني أشهد القاضي أني قد وهبت له [3] هذا المهر، وأبرأته منه في الدنيا والآخرة! فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق. [4]
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1929- إسماعيل بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانئ، أبو بكر البلخي
[5] :
سكن بغداد، وحدث بها عن أبي كريب [6] وغيره، روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وابن مخلد [7] وغيرهم. وكان ثقة.
توفي في رجب هذه السنة.
1930- إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو بكر السراج، النيسابورىّ، مولى ثقيف [8] :
__________
[1] «ومائتين» ساقطة من ك.
[2] في ت: «ليصح عندهم» .
[3] في ص، ك، والمطبوعة: «إني قد وهبته» .
[4] هذا العنوان ساقط من ك.
[5] في ص: «أبو بكر البجلي» . وفي ت: «أبو بكر العجليّ «. وكلاهما خطأ.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 290) .
[6] أبو كريب، هو: محمد بن العلاء الكوفي.
[7] هو: محمد بن مخلد.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 292) .

(12/403)


149/ ب سمع إسحاق بن راهويه، وأحمد/ بن حنبل، وكان له به اختصاص، وكان ثقة.
توفى في هذه السنة.
أخبرنا أبو منصور [1] القزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن ثابت [الخطيب] [2] قال:
أخبرني محمد بن علي المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ، قَالَ:
سمعت أبا الوليد: حسان بن مُحَمَّد الفقيه، يقول: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن إسحاق السراج، يقول: وا أسفا على بغداد! فقيل [له] [3] : ما الذي حملك على الخروج منها؟ قَالَ: أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب [4] ، يقول لآخر: من هذا الميت؟ قَالَ: غريب كان ها هنا قلت: أنا للَّه! بعد طول مقام أخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال غريب كان ها هنا! فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن.
1931- إسحاق بن مُحَمَّد بن [أَحْمَد] [5] بن أبان [6] ، أبو يعقوب النخعي وَهُوَ إسحاق الأحمر [7] :
حدث عن عبيد الله [8] بن مُحَمَّد بن عائشة، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وأبى عثمان المازني وغيرهم. والغالب على رواياته الأخبار والحكايات. روى عنه مُحَمَّد بن خلف [9] وكيع.
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بْن مُحَمَّد [10] الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
__________
[1] «أبو منصور» ساقطة من ص.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك، وفي ص: «أخبرنا الخطيب» بإسقاط «أبو بكر بن ثابت» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «سمعت رجلا من باب الدرب» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في المطبوعة: «ربان» خطأ.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 378. والبداية والنهاية 11/ 83) .
[8] في جميع الأصول المخطوطة: «عبد الله «وهو خطأ، والتصحيح من تاريخ بغداد 6/ 378.
[9] في الأصل، ص، ك: «محمد بن خلف ووكيع» . وهو خطأ فوكيع لقب لمحمد بن خلف.
[10] في ص: «أبو منصور» بإسقاط، «عبد الرحمن بن محمد» .

(12/404)


علي بن ثابت الخطيب [1] قال: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان [الأسدى] ، يقول: إسحاق بن مُحَمَّد بن أبان النخعي الأحمر كان خبيث المذهب، رديء الاعتقاد، يقول: إن عليا هو الله عز وجل [قَالَ] : وكان أبرص فكان يطلي البرص بما يغير لونه فسمي الأحمر لذلك [2] . قَالَ: وبالمدائن جماعة من الغلاة يعرفون/ 150/ أبالإسحاقية ينتسبون [3] إليه.
قَالَ الخطيب: سألت بعض الشيعة ممن يعرف مذاهبهم ويخبر أحوال شيوخهم عن إسحاق، فقال لي مثل مقالة عبد الواحد بن على سواء، وَقَالَ: لإسحاق مصنفات في المقالة المنسوبة إليه التي يعتقدها الإسحاقية.
قَالَ الخطيب: ثم وقع إلي كتاب لابى مُحَمَّد الحسن بن يحيى النوبختي [4] من تصنيفه في الرد على الغلاة وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية، فذكر أصناف مقالات الغلاة [5] إلى أن قَالَ: (و [قد] [6] كان ممن جرد الجور في الغلو في عصرنا [7] إسحاق بن مُحَمَّد المعروف بالأحمر، وكان ممن يزعم أن عليا هو الله [عز وجل] [8] ، وأنه يظهر في وقت هو الحسن، وفي وقت هُوَ الحسين. وهو الذي بعث بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .
وَقَالَ في كتاب له: لو كانوا ألفا لكانوا واحدا. وعمل كتابا ذكر أنه كتاب التوحيد، فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان، فضلا عن أن يدل عليهما.
وكان يقول: باطن صلاة الظهر محمد صلى الله عليه وسلّم لإظهاره الدعوة، قال: ولو كان باطنها
__________
[1] «الخطيب» ساقط من ص.
[2] في ت: «بذلك» .
[3] في ت: «من الغلاة يسمون الإسحاقية منسوبون إليه» . وما أوردناه من ص، ك، وتاريخ بغداد 6/ 380.
[4] في ص: «ابن علي النوبختيّ» . وما أوردناه من الأصل، ت، ك، وتاريخ بغداد 6/ 380.
[5] العبارة: «وكان النوبختيّ ... مقالات الغلام» . ساقطة من ص.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ك: «كان ممن جند الجنود في عصرنا» . وفي ص: «وكان ممن جرد الجور في الغلو في عصرنا» .
وفي تاريخ بغداد 6/ 380. «وقد كان ممن جود الجنون في الغلو في عصرنا» . وما أوردناه من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(12/405)


هو هذه التي هي الركوع [والسجود] لم يكن لقوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ 29: 45 [1] معنى، لأن النهي لا يكون إلا من حي قادر. وقد أورد النوبختي عن إسحاق أشياء كان يحتج بها على مقالته أقلها يوجب الخروج عن الملة، نعوذ باللَّه من الخذلان.
1932- الحسين بن بشار بن موسى، أبو علي [2] الخياط.
150/ ب سمع أبا بلال/ الأشعري [3] ، وروى عنه أبو بكر الشافعي، وكان ثقة [صدوقا] [4] .
أخبرنا أبو منصور القزاز، قَالَ: أخبرنا أبو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [5] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن مُحَمَّد بن أَبِي جعفر [6] الأخرم، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بن مُحَمَّد الطوماري، قَالَ: سمعت أبا عمر: مُحَمَّد بن يوسف القاضي، يقول: اعتل أَبِي علة شهورا، فأتيته ذات يوم فدعا بي وبأخوي: أَبِي بكر، وأبي عَبْد اللَّهِ، فقال لنا: رأيت في النوم كأن قائلا يقول: كل لا، واشرب لا، فإنك تبرأ، فقال له أخي أبو بكر: إن [7] لا كلمة وليست بجسم وما ندري ما معنى [8] ذلك، وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي على الخياط، حسن المعرفة بعبارة الرؤيا، فجئناه به، فقص عليه المنام فقال: ما أعرف تفسير ذلك، ولكني أقرأ في كل ليلة نصف القرآن [9] ، فأخلوني [10] الليلة حتى أقرأ رسمي من القرآن وأفكر في ذلك.
__________
[1] سورة: العنكبوت، الآية: 45.
[2] في ت: «الحسن بن بشار ... » .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 24. والبداية والنهاية 11/ 82) .
[3] في ك: «سمع بلال الأشعري» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ص.
[6] في ك: محمد بن أحمد بن أبي جعفر.
[7] «إن» ساقطة من ك.
[8] «معنى» ساقطة من ك.
[9] في ت: «ولكني في كل ليلة أقرأ نصف القرآن» .
[10] في ك: «فأمهلوني» .

(12/406)


فلما كان من الغد جاءنا، فقال: مررت البارحة وأنا اقرأ على هذه الآية: مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ 24: 35 [1] فنظرت إلى لا وهي تتردد فيها وهي شجرة الزيتون اسقوه زيتا وأطعموه [2] زيتا، قَالَ: ففعلنا ذلك، فكان سبب عافيته.
1933- زكريا بن داود بن بكر، أبو يحيى الخفاف، النيسابوري [3] :
قدم بغداد، وحدث بها، فروى عنه ابن مخلد، وأبو سهل بن زياد [4] . وكان ثقة.
وتوفى بنيسابور في جمادى الآخرة من هذه السنة.
1934- زياد بن الخليل، أبو سهل التستري [5] :
قدم بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومسدد، وإبراهيم بن بشار الرمادي. روى عنه أبو بكر الشافعيّ/. 151/ أثم صار إلى البصرة، وتوفى بعسفان في طريق المدينة قبل أن يدخل مكة، في ذي القعدة من هذه السنة.
1935- مُحَمَّد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان، أبو الشيخ الأصبهاني:
سكن بغداد، وحدث بها عن أَبِي بكر الأثرم، والحسن بن مُحَمَّد الزعفراني.
روى عنه أبو بكر الشافعي، وكان ثقة.
وتوفى ببغداد في هذه السنة.
__________
[1] سورة: النور، الآية: 35.
[2] في تاريخ بغداد 8/ 25: «اسقوه زيتا وأطعموه زيتونا» .
[3] في ص: «زكريا بن داود بن أبي بكر» . وفي ك، ت: «زكريا بن داود بن زكريا» . وما أوردناه عن تاريخ بغداد، وتذكرة الحفاظ. وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 462. وتذكرة الحفاظ 2/ 22.
والأعلام 3/ 46) .
[4] في ص: «وسهل بن زياد» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 481) وفي الأصل: «القشيري» .

(12/407)


1936- مُحَمَّد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم [1] ، أبو العباس القرشي البصرى المعروف بالكديمي.
ولد [في] [2] سنة ثلاث وثمانين ومائة، وهو ابن امرأة روح بن عبادة، سمع عَبْد اللَّهِ بن داود الخريبي، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ الأنصاري، وازهر السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، والأصمعي، وأبا عبيدة [3] ، وعفان بن مسلم، وأبا نعيم وخلقا كثيرا، ورحل في طلب العلم، وحج أربعين حجة وسكن بغداد، وكان حافظا للحديث [كثير الحديث] [4] . روى عنه ابن أبي الدنيا، وابن الأنباري [5] ، وابن السماك [6] ، وأحمد بن سلمان النجاد [7] ، وآخر من روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي.
أخبرنا [أبو منصور] [8] القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن على بن ثابت، قَالَ: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب، مقدما في الحديث حتى أكثر روايات الغرائب [9] والمناكير، فتوقف [10] إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه.
فأنبأني أبو بكر أَحْمَد بن علي اليزدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَافِظ، قَالَ: مُحَمَّد بن يونس ذاهب الحديث، تركه يحيى بن صاعد، وأحمد بن
__________
[1] في ت: «عبيد الله بن ربيعة بن كديم» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 43، - 442. والبداية والنهاية 11/ 82. وشذرات الذهب 2/ 194) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ت: «وأبا عبيد» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] هو: أبو بكر بن الأنباري النحويّ، كما في تاريخ بغداد 3/ 436.
[6] هو: أبو عمرو بن السماك.
[7] في ص، ك: «أحمد بن سليمان النجاد» . وما أوردناه، من ت، وتاريخ بغداد.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ت: «روايات الغريب» .
[10] في ت: «فوقف» .

(12/408)


مُحَمَّد بن سعيد، وكان أبو داود يطلق عليه الكذب، وكان موسى بن هارون/ يقول:
الكديمي كذاب يضع الحديث.
وَقَالَ سليمان الشاذكوني: الكديمي واخوه وابنه بيت الكذب. وأراد بالكديمي:
يونس، وبأخيه: عمر بن موسى، وكان يلقب بالحادي [1] .
[قَالَ الدارقطني: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث] [2] .
قَالَ المصنف [3] : ليس محل الكديمي عندنا الكذب، إنما كان كثير الغرائب، ولقد حدث عن شاصونة [بن عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا] [4] شاصونة منصرفا من عدن، فلم يعرفوا شاصونة، فقالوا: هذا حديث عمن لم يخلق، فجاء قوم بعد وفاته من عدن، فقالوا: دخلنا قرية يُقَالُ لها الجردة، فلقينا بها شيخا فسألناه: أعندك شيء من الحديث؟
فقال: نعم، فكتبنا عنه، وقلنا [له] : [5] ما اسمك؟ فقال: مُحَمَّد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا الحديث الذي ذكره الكديمي.
[وقد روى لنا حديث شاصونة من غير طريق الكديمي] [6] :
أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي القاضي أبو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن حمدويه، قَالَ: سمعت أبا بكر بن إسحاق الضبعي يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم يتهم الكديمي في لقيه [كل] [7] من روى عَنْه.
أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ [بن مُحَمَّد] [8] ، قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي] [9] بن ثابت.
__________
[1] في ص: «وكان يلقب بالجادي» .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من ت.
[3] في ص: «قال مصنف الكتاب» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(12/409)


قَالَ: حدثني الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا على بن مُحَمَّد الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الشافعي، قَالَ: سمعت جعفر الطيالسي، يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون.
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] [1] ، قال: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] [2] ، قال: أخبرنا [3] ابن رَزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا [4] إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ:
مات الكديمي يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة قبل/ الصلاة، للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين، وصلى عليه [يوسف بن] [5] يعقوب القاضي، وكان ثقة.
1937- مُحَمَّد بن يوسف، أبو عَبْد اللَّهِ البناء:
لقي ستمائة شيخ، وكتب الحديث الكثير، وكان يبني للناس بالأجرة فيأخذ منها دانقين لنفقته، ويتصدق بالباقي، ويختم كل يوم ختمه.
وتوفي [رحمه الله] [6] في هذه السنة.
1938- يعقوب بن إسحاق بن تحية [7] ، أبو يوسف الواسطي [8] :
سمع يزيد بن هارون، ونزل بغداد بالجانب الشرقي في سوق الثلاثاء، وحدث بأربعة أحاديث، ووعدهم أن يحدثهم من الغد، فمات وله مائة واثنتا عشرة سنة، [رحمه الله] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك، ص: «حدثنا» .
[4] في ك، ص: «حدثنا» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[7] في ك، ص: «ابن نجية» .
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 288. والبداية والنهاية 11/ 82) .

(12/410)


ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن المعتضد دخل من متنزهه ببرازالرّوز إلى بغداد وأمر ببناء قصر في موضع اختاره من براز الروز، فحملت إليه الآلات، وابتدئ بعمله.
وفى شهر ربيع الأول غلظ أمر القرامطة بالبحرين، وأغاروا على نواحي هجر، وقرب بعضهم من نواحي البصرة فوجه [أمير المؤمنين] [1] المعتضد إليهم جيشا.
وفى شهر ربيع الآخر ولى المعتضد عباس بن عمرو الغنوي اليمامة والبحرين، ومحاربة أبي سعيد القرمطي [2] ، وضم إليه زهاء ألفي رجل، فسار نحو القرامطة فاقتتلوا، فأسر العباس، وقتل أصحابه، فانزعج أهل البصرة وهموا بالجلاء عنها ثم اطلق العباس.
ومن العجائب انه كان مع العباس عشرة آلاف في محاربة أَبِي سَعِيد القرمطي فقبض عليهم أبو سعيد فنجا/ العباس وحده وقتل الباقون، وان عمرو بن الليث مضى في خمسين ألفا إلى محاربة إسماعيل بن أَحْمَد، فأخذ [هو] [3] ونجا الباقون.
ولإحدى عشرة ليلة خلت من رجب، ولي حامد بن العباس الخراج والضياع بفارس، وكانت في يد عمرو بن الليث، ودفعت كتبه بالولاية إلى أخيه أحمد بن
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت، ص.
[2] في ك: «ومحاربة القرمطي» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ت.

(12/411)


العباس، وكان حامد مقيما بواسط لأنه كان يليها.
وحج بالناس في هذه السنة مُحَمَّد بن عباد [بْن داود] [1] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1939- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط، أبو جعفر [2] الأشجعي:
كوفي قدم مصر، وحدث بها عن أبيه عن جده.
وتوفى بالجيزة من مصر في هذه السنة.
1940- إسماعيل بن نميل [3] بن زكريا، أبو على الخلال [4] :
سمع أبا الوليد الطيالسي في آخرين، وروى عنه ابن مخلد [5] ، والطبراني، وغيرهما [6] وكان صدوقا.
1941- إسحاق بن مروان، أبو يعقوب الدهان [7] :
حدث عن عبد الأعلى بن حماد، روى عنه الطبراني وتوفي في رجب هذه السنة.
1942- جعفر بن مُحَمَّد بن عرفة، أبو الفضل [8] المعدل:
حدث عنه [9] عبد الصمد الطستي [10] وغيره، وكان ثقة مقبولا عند الحكام.
__________
[1] في ص، ت: «محمد بن عباد بن داود» وما أوردناه. من ك. وتاريخ الطبري 10/ 82.
[2] الأشجعي: هذه النسبة إلى قبيلة هي أشجع (الأنساب 1/ 270) .
[3] في ت: «جعفر بن نميل» . خطأ.
[4] في ت: «أبو العلاء الخلال» . خطأ.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 291) .
[5] هو: «محمد بن مخلد الدوري» كما في تاريخ بغداد 6/ 291.
[6] في ص: «ابن مخلد وغيره» . بإسقاط: «الطبراني» .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 383) وهذه الترجمة ساقطة من الأصل.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 190، 191) .
[9] في جميع الأصول: «حدث عن» . والتصحيح من تاريخ بغداد 7/ 190.
[10] في ص: «الطشتى» . وفي ك: «الطشي» . وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد.

(12/412)


توفى [في] [1] منصرفه من الحج بالعمق لسبع بقين من ذي الحجة من هذه السنة، وجيء به إلى بغداد فدفن بها.
1943- الحسين بن السميدع بن إبراهيم، أبو بكر [2] البجلي:
من أهل انطاكية، قدم بغداد، وحدث بها عن مُحَمَّد بن المبارك الصوري [3] ، وإسماعيل بن مُحَمَّد الصفار [4] . وكان ثقة توفى في هذه السنة.
1944- قطر الندى بنت خمارويه [5] :
تزوجها المعتضد [6] باللَّه، وتوفيت لسبع خلون من رجب هذه السنة، ودفنت داخل قصر الرصافة.
1945- موسى [7] / بن الحسن بن عباد بن أبي عباد، أبو السرى الأنصاري المعروف بالجلاجلي [8] :
نسائي الاصل، سمع روح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وأبا نعيم [9] ، والقعنبي [10] .
وكان قد قدمه القعنبي في صلاة التراويح فأعجبه صوته، فقال: كأن صوتك الجلاجل فلقب بذلك.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 51.
[3] في ت: «محمد بن المبارك الصودي» .
[4] في ك: «إسماعيل بن محمد» بإسقاط الصفار. وإسماعيل بن محمد الصفار روى عن صاحب الترجمة كما في تاريخ بغداد 8/ 51) .
[5] اسمها: أسماء بنت خمارويه بن أحمد بن طولون. من شهيرات النساء عقلا وجمالا وأدبا. وانظر ترجمتها في: وفيات الأعيان 2/ 196 في ترجمة أبيها. والأعلام 1/ 305. والبداية والنهاية 11/ 84.
[6] وذلك سنة 281 هـ
[7] ما بين المعقوفتين: بياض في ت.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 13/ 49، 50) .
[9] هو: الفضل بن دكين.
[10] هو: عبد الله بن مسلمة القعنبي.

(12/413)


وكان ثقة روى عنه أبو بكر الآدمي القارئ، وابن مخلد [1] ، والنجاد [2] .
وتوفى في صفر هذه السنة.
1946- يحيى بن أَبِي نصر، أبو سعيد [3] الهروي:
سمع ابن راهويه [4] ، وأحمد بن حنبل، وابن المديني [5] . روى عنه أبو عمرو بن السماك، وكان ثقة حافظا زاهدا [صالحا] [6] .
توفى في شعبان هذه السنة.
1947- يعقوب بن يوسف بن أيوب، أبو بكر المطوعي [7] :
سمع أَحْمَد بن حنبل، وعلي بن المديني [8] . روى عنه النجاد [9] ، والخلدي.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أَحْمَد بن علي [الخطيب] [10] ، قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن على الوراق، قال: سمعت على بن عبد الله بن الحسن [11] الهمذاني، يقول: سمعت جعفرا الخلدي، يقول: سمعت أبا بكر المطوعي، يقول:
كان وردي في شيبتي [12] اقرأ كل يوم وليلة [13] : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 إحدى وثلاثين ألف
__________
[1] هو: محمد بن مخلد الكوفي.
[2] هو: أحمد بن سلمان النجاد.
[3] في تاريخ بغداد: «أبو سعد الهروي» . واسم أبو نصر: منصور بن الحسن بن منصور، وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 225) .
[4] هو: إسحاق بن راهويه.
[5] هو: علي بن المديني.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك. وفي الأصل: «صالحا زاهدا» .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 289، 290 والبداية والنهاية 11/ 84) .
[8] في ك: «ابن المديني» بإسقاط «علي» .
[9] هو: أحمد بن سلمان النجاد.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك. وفي ص: «أخبرنا الخطيب» .
[11] في ص، ك، والمطبوعة: «علي بن عبد الله بن الحسين» وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد 14/ 289.
[12] في ت: «شيبتي» خطأ.
[13] في ك: «أقرأ كل يوم» يا ساقط «وليلة» وفي الأصل: «كان وردى في شيبتي كل يوم وليلة أقرأ ... » .

(12/414)


مرة- أو إحدى وأربعين [ألف مرة] [1] شك جعفر.
توفى المطوعي في رجب هذه السنة، ودفن بباب البردان.
1948- يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم، أبو يزيد القراطيسي [2] :
روى عن أسد بن موسى، ورأى الشافعي، وكان ثقة صدوقا، وبلغ مائة سنة إلا أربعة أشهر.
وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين بمنه وكرمه [3] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من ت، ك.
[2] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 202 في وفيات سنة 289 هـ) .
[3] «رحمه الله ... » إلى آخر الفقرة، ساقط من ت. ك.

(12/415)


153/ ب/
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
ورود الخبر بوقوع الوباء بآذربيجان، فمات به خلق كثير إلى أن فقد الناس ما يكفنون به الموتى، وكفنوا في الأكسية والجلود واللبود [ثم صاروا] إلى أن لم يجدوا من يدفن الموتى، فكانوا يتركونهم في الطرق على حالهم [1] .
وفيها: غزا نزار بن مُحَمَّد عامل الحسن بن علي [على] [2] كورة الصائفة، ففتح حصونا كثيرة للروم، وادخل طرسوس مائة علج ونيفا وستين علجا من الشمامسة وصلبانا [كثيرة] [3] وأعلاما.
ولاثنتي عشرة خلت [4] من ذي الحجة وردت كتب التجار [من الرقة] أن الروم [قد [5] وافوا في مراكب كثيرة، وجاء منهم قوم [6] على الظهر إلى ناحية كيسوم، فاستاقوا من المسلمين أكثر من خمسة عشر ألف انسان، ما بين رجل وصبي، فمضوا بهم وأخذوا [7] فيهم قوما من أهل الذمة.
__________
[1] في ك: «في الطريق على حالهم» . وفي تاريخ الطبري 10/ 83: «مطروحين في الطرق» . وفي الكامل 6/ 407: «وكانوا يتركونهم على الطرق غير مكفنين ولا مدفونين» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وتاريخ الطبري. 10/ 85.
[3] «موسى» ساقطة من ت.
[4] في ك، ص، والمطبوعة: ولاثنتي عشرة دخلت» . وما أوردناه من ت، وتاريخ الطبري 10/ 85.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ص، ت.
[6] في ص، ك: «وجاء قوم منهم» .
وفي الأصل: «وجاء منهم فيه» .
[7] في ت: «وأخذ» .

(12/416)


وفى هذه السنة: كسفت الشمس، فظهرت الظلمة ساعات، ثم هبت وقت العصر ريح بناحية دبيل سوداء إلى ثلث الليل ثم زلزلوا [1] ، وخسف بهم فلم ينج إلا اليسير.
وورد الخبر بأنه [قد] [2] مات تحت الهدم في يوم واحد أكثر من ثلاثين ألف انسان. ودام هذا [عليهم] [3] أياما، فبلغ من هلك خمسون ومائة ألف [انسان] [4] .
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
154/ أ
1949- إبراهيم بن حبيب، أبو إسحاق الأنصاري [5] الزاهد:
مغربي [الاصل] [6] توفى بمصر في ذي الحجة من هذه السنة.
1950- أنيس بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبان، أبو عمر [7] المقرئ:
سمع أبا نصر التمار، وغيره. روى عنه المحاملي، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي. وكان ثقة.
وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة وقيل: بل في سنة سبع.
1951- بشر بن موسى بن صالح، أبو علي الأسدي [8] :
ولد سنة تسعين ومائة وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدا، [ومن حفص بن
__________
[1] في ت: «ثم زلزلت» . وفي البداية والنهاية 11/ 84: «ثم زلزلوا زلزالا شديدا» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، والأصل.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من ت، والأصل.
[5] انظر صفة الصفوة.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ك، ص، والمطبوعة: «أبو عمرو» . وفي ت: «ابن عمر» . وفي تاريخ بغداد: «أبو عمر» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 49)
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 86، 87، 88. والبداية والنهاية 11/ 85. والكامل 6/ 288 وشذرات الذهب 2/ 196) .

(12/417)


عمر العدني حديثا واحدا] [1] وسمع الكثير من هوذة بن خليفة، والحسن بن موسى الأشيب [2] ، وأبي نعيم، وعلي بن الجعد، والأصمعي، وغيرهم. روى عنه ابن صاعد، وابن مخلد، وابن المنادى، والنجاد، وأبو عمر الزاهد، وجعفر الخلدي، والخطبي، والشافعي، وابن الصواف، وغيرهم.
وكان آباؤه من أهل البيوتات والفضل والرئاسة والنبل، وكان هو في نفسه ثقة أمينا عاقلا ركينا [3] . وكان أَحْمَد بن حنبل يكرمه.
أخبرنا أبو منصور [القزاز] [4] ، قال: أخبرنا أبو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمران، قَالَ: أنشدني أَحْمَد بن خلف، قَالَ: أنشدني بشر بن موسى لنفسه:
ضعفت ومن جاز الثمانين يضعف ... وينكر منه كل ما كان يعرف
ويمشى رويدا كالأسير مقيدا ... تدانى خطاه في الحديد ويرسف
توفى بشر في ربيع الأول من هذه السنة، وصلى عليه مُحَمَّد بن هارون بن العباس [5] الهاشمي صاحب الصلاة، ودفن في مقبرة باب التبن وكان الجمع كثيرا.
154/ ب
1952- ثابت بن قرة، أبو الحسن الصابئ الطبيب [6]
ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وتوفى في هذه السنة، وكان غاية في علم الطب والفلسفة والهندسة.
1953- جعفر بن مُحَمَّد بن سوار، أبو محمد النيسابورىّ [7] :
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من ك، ت.
[2] في ك: «محمد بن موسى الأشيب» خطأ وفي الأصل: «وأبو عمر الزاهد وجعفر الخلدي وأبي نعيم، وعلي....» .
[3] «عاقلا ركينا» : ساقط من ك.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ب. و «أبو منصور» ساقط من ص.
[5] في ت: «محمد بن هارون أبو العباس» . وأوردناه موافق لما في تاريخ بغداد 7/ 88.
[6] انظر ترجمته في: (طبقات الأطباء 1/ 215- 220 وحكماء الإسلام 20. وابن خلكان 1/ 278 والأعلام 2/ 98. والبداية والنهاية 11/ 85 والكامل 6/ 408. وشذرات الذهب 2/ 196) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 191) وهذه الترجمة ساقطة من الأصل، ص.

(12/418)


حدث عن قتيبة، وعلى بن حجر، وكان ثقة.
[و] [1] توفي في ذي القعدة من هذه السنة.
1954- الحسن بن عمرو بن الجهم، أبو الحسين [2] الشيعي:
حدث عن على بن المديني، وحكايات عن بشر الحافي. روى عنه أبو عمرو بن السماك، وقال: السبيعي [3] ، وإنما هو الشيعي من شيعة المنصور.
توفي فِي هذه السنة.
1955- عَبْد اللَّهِ بن محمد بن عزيز، أبو محمد التميمي [4] الموصلي:
حدث عن غسان بن الربيع [5] . روى عنه إسماعيل الخطبي، وَقَالَ: توفى في رجب هذه السنة.
1956- العباس بن حمزة بن عَبْد اللَّهِ بن أشرس، أبو الفضل الواعظ النيسابوري [6] .
سمع قتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله بن عمر القواريري، وغيرهم.
وصحب أَحْمَد بن أَبِي الحوارى.
ودخل على ذي النون وكان شديد الاجتهاد يصوم النهار ويقوم الليل، وكان يقول:
لقد لحقتني بركة ذي النون، وكان مجاب الدعوة، وسئل عن الزهد فقال: ترك ما يشغلك عن الله [تعالى] [7] أخذه واخذ ما يبعدك [8] عن الله تركه.
__________
[1] وما بين المعقوفتين ساقط من ت.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 396، والبداية والنهاية 11/ 85)
[3] في ت: «ويقال الشيعي» . بدل: «قال السبيعي» .
وفي الأصل: «أبو بكر بن السمال، وقال السبيعي» .
[4] هذه الترجمة ساقطة كلها من ص، والأصل. وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 92)
[5] في ت: «حسان بن الربيع» . خطأ.
[6] «النيسابورىّ» ساقطة من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ك: «وأخذ ما يشغلك عن الله» .

(12/419)


توفي العباس [1] في ربيع الأول من هذه السنة.
1957- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن روح بن حرب، أبو عبد الله [2] الكسائي:
حدث عن محمد بن عباد [المكيّ] [3] وغيره.
وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة.
1958- مُحَمَّد بن بشر بن مروان، أبو عبد الله الصيرفي [4] :
حدث عن محمد بن حسان السمتي [5] ، وغيره. روى عنه ابن صاعد، وابن قانع، وغيرهما أحاديث مستقيمة.
1959- هارون بن مُحَمَّد بن إسحاق بن موسى بن عيسى [بن موسى] أبو موسى الهاشمي [6] :
إمام الناس في الحج سمع وحدث.
55/ أوتوفي بمصر في رمضان/ هذه السنة، وكان ثقة عدلا [رحمه الله] [7] .
__________
[1] في ت: «توفي أبو العباس» خطأ.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 302) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في الأصل، ت، ص: «أبو عبد الله الصوفي» . وما أوردناه من ك، وتاريخ بغداد.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 90، 91)
[5] في ك: «محمد بن حسان السهمتي» . وفي ص: «محمد بن حسان السهمي» . وما أوردناه من تاريخ بغداد، وت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
وانظر ترجمته في: (الكامل 6/ 408، والبداية والنهاية 11/ 85) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(12/420)


ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
انتشار القرامطة بسواد الكوفة، فوقع بعض العمال بجماعة منهم وبعث رئيسا لهم إلى المعتضد [1] ، فأمر به فقلعت أضراسه، ثم خلعت [عظام] [2] يده، ثم قطعت يداه ورجلاه، وقتل، وصلب.
ولليلتين خلتا من شهر ربيع الأول أخرج من كانت [3] له دار وحانوت بباب الشماسية عن داره وحانوته، وقيل لهم: خذوا أنقاضكم واخرجوا، وذلك أن المعتضد كان قد قدر أن يبني لنفسه هنالك دارا يسكنها، فخطّ موضع السور، وحفر بعضه وابتدأ في بناء دكّة على دجلة، [وكان أمير المؤمنين] [4] المعتضد قد أمر [5] ببنائها لينتقل فيقيم فيها [6] إلى أن يفرغ من بناء الدار والقصر، فمرض المعتضد
__________
[1] في ص: «وبعث بهم وبرئيسهم إلى المعتضد» وفي تاريخ الطبري 10/ 86: «وظفر برئيس لهم يعرف بابن أبي الفوارس فوجه به معهم» . وفي الكامل، 6/ 410: وظفر بهم، وأخذ رئيسا لهم يعرف بأبي الفوارس فسيره إلى المعتضد» . وفي البداية والنهاية 11/ 85: «فظفر بعض العمال بطائفة منهم فبعث برئيسهم إلى المعتضد، وهو أبو الفوارس» .
[2] ما بين المعقوفتين: إضافة من الكامل لاستقامة المعنى.
[3] في الأصول: «أخرج من كان» . وما أوردناه من تاريخ الطبري 10/ 86.
[4] ما بين المعقوفتين: سقط من ت، والأصل،
[5] في ك: «المعتضد يأمر ببنائها» .
العبارة: «وكان أمير المؤمنين المعتضد قد أمر ببنائها» . ساقطة من ص.
[6] في ص: «فيقيم بها» .

(12/421)


[باللَّه] [1] فأرجف به، فقال عبد الله بن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب ... جزعا من حادثات [2] الخطوب
155/ ب وحذرًا من أن يشاك بسوء [3] ... أسد الملك وسيف الحروب/
لم يزل أشيب وهو ابن عشر ... بغبار الحروب قبل المشيب
ثم راضته التجارب حتى ... ما عجيب عنده بعجيب
جال شيطان الأراجيف فينا ... بحديث مؤلم للقلوب [4]
وكأن الناس أغنام راع ... غاب [5] عنها فأحسست [6] بذيب
ثم هبت نعمة الله بشرى [7] ... كشفت عنا غطاء [8] الكروب
وقعت منا مواقع ماء ... في حريق مشعل ذي لهيب
رب أصحبه سلامة جسم ... وأحبه منك بعمر رحيب
وفي شهر ربيع الآخر: توفي [أمير المؤمنين] [9] المعتضد باللَّه [رحمه الله] [10] ، واستخلف [ابنه] [11] المكتفي باللَّه.
156/ أوكثرت في هذه السنة/ الزلازل، فكان في رجب زلزلة [12] شديدة، وانقضت
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، والأصل.
[2] في ك: «حذرا من حادثات» .
[3] في ت: «وحذار أن يشاك بسوء» .
وفي ك: «وحذارا أن ينال يسوء» .
[4] في ت، والأصل: «بحديث معلم للقلوب» .
[5] في ت: «أعنام راع عاب» .
[6] في الأصل، ص: «وأحسست» .
[7] في ت: «ثم ثبت نعمة الله تسري» .
[8] في ت: «عطاء» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، والأصل.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، والأصل.
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، والأصل.
[12] «زلزلة» مكررة في ت.

(12/422)


الكواكب لثمان خلون من رمضان من جميع السماء في [1] وقت السحر، فلم تزل على ذلك إلى أن طلعت الشمس [2] .
آخر هذا الجزء المبارك والله أعلم. ووافق الفراغ منه في صفر المبارك عام خمسة وثمانمائة وقت آذان الظهر، ووافق وقت فراغه الدعاء لمالكه بالتأييد والنصر والسلامة في الأهل والمال والولد والعفو والعافية في الدين والآخرة ولمن كتبه أو نظر فيه ولجميع المسلمين.
يتلوه في الجزء الّذي بعده: باب ذكر خلافة المكتفي باللَّه، والحمد للَّه رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل [3] .
__________
[1] «في» ساقطة من ت.
[2] في ك: «فلم تزل كذلك حتى طلع الشمس» .
[3] هذه الخاتمة من الأصل فقط.

(12/423)


[المجلد الثالث عشر]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[تتمة سنة تسع وثمانين ومائتين]
باب ذكر خلافة المكتفي باللَّه [1]
واسمه عَلي بْن المعتضد، ويكنى أبا مُحَمَّد، وليس في الخلفاء من يكنى أبا مُحَمَّد إلا الحسن بن علي و [موسى [2]] الهادي، والمكتفي، والمستضيء بأمر الله، ولا من اسمه عَلي غير عَلي بْن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ والمكتفي.
ولد في رجب سنة أربع وستين، وَكَانَ المعتضد لما اشتدت علته أمر بأخذ البيعة لابنه عَلي بالخلافة من بعده، فأخذت البيعة بذلك على الناس ببغداد [3] . في عشية يوم الجمعة [4] لإحدى عشرة بقيت من ربيع الآخر من هذه السنة [قبل موت المعتضد بأربعة أيام] [5] ، ثم جددت له البيعة صبيحة الليلة التي مات المعتضد [6] فيها، وَكَانَ المكتفي بالرقة، فلما بلغه الخبر أخذ البيعة على من عنده، ثم انحدر إلى بغداد.
__________
[1] من هنا يبدأ الجزء الثالث عشر في نسخة أحمد الثالث (الأصل) ولم نعثر عليه في أكثر مكتبات المخطوطات في العالم، وأغلب الظن أنه مفقود كالجزء الأول. وقد اعتبرنا نسخة ترخانة أصلا في هذا الجزء، مع الرمز لها بالرمز (ت) كما في بقية الكتاب.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[3] في ت: «فأخذت البيعة على الناس بذلك في بغداد» .
[4] في ص: «في يوم الجمعة» . بإسقاط «عشية» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[6] في ت، ك: «صبيحة الثلثاء التي مات المعتضد فيها» .

(13/3)


وأم المكتفي تركنية لم تدرك خلافته ويقال لها حيحق [1] . وَكَانَ ربعة جميلا، رقيق اللون، حسن الشعر، وافر اللحية عريضها، وهنأه رجل فَقَالَ:
أجل الرزايا أن يموت إمام ... وأسنى العطايا أن يقوم إمام
فأسقي الذي مات الغمام وجاده ... ودامت تحيات له وسلام
وأبقى الذي قام الإله وزاده ... مواهب لا يفنى [2] لهن دوام
وتمت له الآمال واتصلت بها ... فوائد موصول بهن تمام
هو المكتفي باللَّه يكفيه كل ما ... عناه بركن منه ليس يرام
وَكَانَ المكتفي يقول الشعر، قَالَ الصولي: أنشدنا لنفسه:
إنى كلفت فلا تلحوا بجارية ... كأنها الشمس بل زادت [3] على الشمس
لها من الحسن أعلاه فرؤيتها [4] ... سعدي وغيبتها عن مقتلي نحسي
ومن شعره [5] :
من لي بأن يعلم ما ألقى ... فيعرف الصبوة والعشقا
ما زال عبدا لي [6] وحبي له ... صيرني عبدا له حقا [7]
أعتق من رقى ولكنني ... من حبه لا أملك العتقا
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ حَدَّثَنَا: أَحْمَد بْن إبراهيم، [حدثنا إبراهيم [8]] بن محمد بن
__________
[1] في ك: «وأم المكتفي تركنية، يقال لها خنجو، لم تدرك خلافته وكان ربعة» . وفي ص: «وأم المكتفي تركنية لم تدرك خلافته وكان ربعة» .
[2] في ت، ك: «ما يغنى» .
[3] في ت: «كأنها الشمس أو زادت» .
[4] في ت: «بها من الحسن أعلاه لرؤيتها» .
[5] في ص: «وله» : وفي ك: «وأنشد له أيضا» .
[6] في ك، ص: «ما زال لي عبدا» .
[7] ف ص: «عبدا له رقا» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.

(13/4)


عرفة قَالَ: كَانَ المكتفي باللَّه حين مات أبوه [المعتضد [1]] ، بالرقة فكتب إليه بوفاته، فشخص نحو العراق فوافى مدينة السلام يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثمانين ومائتين [2] ، وصار في الماء إلى القصر الحسني، ومر بالجيش على الظهر [على غير تعبئة، وقد كَانَ الجند تحركوا قبل موافاته مدينة السلام [3]] فوضع الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ فيهم العطاء، وأخذ عليهم البيعة، وَكَانَ في بيت المال يومئذ عشرة آلاف ألف دينار وجوهر قيمته عشرة آلاف [4] ألف دينار، غير الآلات والخيل [5] ، وَكَانَ سن المكتفي يوم بويع له خمسا وعشرين سنة وعشرين يوما [6] ووزر له الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ، ثم العباس بْن الحسن، وَكَانَ القاضي يوسف بن يعقوب وابنه محمد بن يُوسُف.
وَكَانَ نقش خاتمه: «عَلي يتوكل على ربه» .
وَكَانَ له من الولد: مُحَمَّد، وجعفر، وعبد الصمد، وموسى، وعبد الله، وهارون، والفضل، وعيسى، والعباس، وعبد الملك.
وفي أيامه فتحت أنطاكية، وَكَانَ الروم قد استولوا عليها [7] ، فلما فتحت استنقذ من المسلمين أربعة آلاف رجل، وقتل من أهلها خمسة آلاف. وأصاب كل مسلم من هذه الوقعة [8] ثلاثة آلاف دينار، وظفر للروم بستين مركبا عملوها للغزو.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخطيب، قَالَ: كانت صلاة الجمعة ببغداد لا تقام إلا في جامع المنصور، وجامع المهدي إلى أن استخلف المعتضد، وأمر بعمارة
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[2] ومائتين: ساقطة من ص.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «سبعة آلاف» .
[5] «والخيل» : ساقط من ص.
[6] في ص: «وكان المكتفي يوم بويع له عمره خمسا وعشرين سنة وستة وعشر يوما» . وفي ك: «وكان سن المكتفي يوم بويع له خمسا وعشرين سنة وستة وعشرين يوما» .
[7] في ك: «وكان الروم قد وثبوا عليها» .
[8] في ص، ك: «وأصاب كل مسلم شهد الوقعة» .

(13/5)


القصر الحسني، وأمر ببناء مطامير في الدار، وكان الناس يصلون الجمعة في الدار، وليس هناك [رسم] [1] للمسجد إنما يؤذن للناس [2] في الدخول وقت الصلاة، ويخرجون عند انقضائها، فلما استخلف المكتفي في هذه السنة نزل القصر، وأمر بهدم المطامير، وأن يجعل موضعها مسجدا جامعا، فاستقرت الصلاة في الجوامع الثلاثة إلى وقت خلافة المتقي [3] ، وفي يوم دخول المكتفي إلى القصر الحسني أمر بإحضار [4] الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ، وخلع عليه ست خلع، وقلده سيفا، وحمل [5] على فرس لجامه [وسرجه] [6] من ذهب.
وفي رجب من هذه السنة زلزلت بغداد، ودامت الزلزلة بها أياما وليالي كثيرة.
وفى هذه السنة ظهر أقوام من القرامطة [7] ، وانتشروا في البلدان [8] وقطعوا طريق الحاج، وتسمى أحدهم بأمير المؤمنين، وأنفق المكتفي الأموال الكثيرة في حربهم حتى استأصلهم [9] .
وفى اليوم التاسع من ذي الحجة صلى الناس العصر ببغداد في ثياب الصيف فهبت ريح وبرد الهواء حتى احتاج الناس إلى الاصطلاء بالنار، ولبس المحشو، وجعل البرد يزداد حتى جمد الماء [10] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ص: «إنما يؤذنون للناس» . وفي ك: «إنما يؤذن الناس» .
[3] في ب، ص: «خلافة المتقي» . وفي ك، والمطبوعة: «خلافة المقتفي» .
[4] في ص، ك، والمطبوعة: «إلى القصر الحسني كنى بلسانه القاسم» .
[5] في ك: «وخلع عليه خلع وزارته سبعا وحمل» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ك: «ظهر قوم من القرامطة» .
[8] «في البلدان» : ساقطة من ك.
[9] في ص: «الأموال الكثيرة حتى استأصلهم» .
[10] راجع: (البداية والنهاية 11/ 95. والكامل 6/ 416) .

(13/6)


وحج بالناس في هذه السنة [1] الفضل بْن عبد الملك الهاشمي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر [2]
1960- أحمد بن محمد، المعتضد باللَّه [3] [أمير المؤمنين] [4] :
كانت علته تغير المزاج [5] و [الجفاف] [6] من كثرة الجماع، وكان يوصف لَهُ أن [7] يقل الغذاء ويرطب معدته [8] ولا يتعب، وَكَانَ يستعمل ضد ما يوصف لَهُ [9] ، ويريهم أنه يحتمي، فإذا خرجوا دعا بالخبز والزيتون والسمك، فسقطت قوته، واشتدت علته في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين، [واجتمع [10] الجند متسلحين] [11] .
وتوفي [في] [12] يوم الاثنين لثمان بقين من/ ربيع الآخر من هذه السنة، وغسله 446/ أأحمد بْن شيبة عند زوال الشمس، وصلى عليه يُوسُف بْن يعقوب القاضي، وحضر الوزير الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ، وأبو حازم، وأبو عمر، وخواص الخدم، وَكَانَ أوصى أن يدفن في دار محمد بن [عبيد الله] [13] بن ظاهر، فحفر له فيها، وحمل من قصره المعروف بالحسني ليلا، فدفن.
__________
[1] في ص: «وفيها حج الناس» .
[2] العنوان ساقط من ك.
[3] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 199) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] في ص، ك: «كانت علته فساد المزاج» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ك: «وكان دواؤه أن يقل» .
[8] في ص: «وكان دوامان يأمره بتقليل الغذاء ويرطب بدنه» .
[9] في ك: «وكان يستعمل ضدها» . وفي ص: «وكان يستعمل ضد هذا» .
[10] في ك: «وأصبح الجند» .
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[12] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/7)


وكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام، وبلغ من السن خمسا وأربعين سنة وعشرة أشهر وأياما.
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور القزاز [1]] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي [أَبُو بكر [2] بن ثابت [3]] ، أخبرنا أحمد بن عمر بْن روح النهرواني أَخْبَرَنَا المعافى [4] بْن زكريا، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن موسى البرمكي، قَالَ: حَدَّثَنَا صالح الحربي، قَالَ [5] : لما مات المعتضد كفن [6] والله في ثوبين قوهي [قيمتهما] [7] ستة عشر قيراطا.
1961- بدر غلام المعتضد [8] :
قيل: وَكَانَ سبب قتله أنه لما مات المعتضد هم القاسم بن عبيد الوزير أن يجعل
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ص، ك: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت» .
[3] في ص، ك: «حدثنا المصافي» .
[4] في المطبوعة: «قال لي: صافي الحرمين» .
[5] في ك، ص، والمطبوعة: «كفنته» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 95، وفي تاريخ الطبري 10/ 89. والكامل 6/ 413. وشذرات الذهب 2/ 201) .
[8] في ك: «قتل وَكَانَ سبب قتله أنه لما مات المعتضد هم القاسم بن عبيد الله الوزير أن يجعل الخلافة في ولد المعتضد فامتنع» .
وفي ص: «وقيل: وكان سبب قتله أنه لما مات المعتضد امتنع القاسم بن عبيد أن يجعل الخلافة في ولد المعتضد فامتنع» .
وفي تاريخ الطبري 10/ 89: «ذكر سبب قتله: ذكر أن سبب ذلك كان أن القاسم بن عبيد الله كان هم بتصيير الخلافة من بعد المعتضد في غير ولد المعتضد، وأنه ناظر بدرا في ذلك فامتنع» .
وفي الكامل 6/ 413: «وكان سبب ذلك أن القاسم الوزير، كان قد هم بنقل الخلافة عن ولد المعتضد بعده. فقال لبدر في ذلك في حياة المعتضد بعد أن استحلفه واستكتمه، فقال بدر: «ما كنت لأصرفها عن ولد مولاي وولي نعمتي» .
وفي البداية 11/ 95: «كان القاسم الوزير قد عزم على أن يصرف الخلافة عن أولاد المعتضد وفاوض بذلك بدرا هذا فامتنع عليه وأبى» .

(13/8)


الخلافة في غير ولد المعتضد، فامتنع من ذلك بدر، وكان صاحب جيش المعتضد والمستولي على الأمر، وَقَالَ: ما كنت لأصرفها عن أولاد مولاي فاضطغنها الْقَاسِم عليه، وعقد للمكتفي لما كان بين المكتفي و [بين] [1] بدر من التباعد في حياة أبيه، فقدم [المكتفي من الرقة، وبدر بفارس يحارب، فعمل الْقَاسِم في هلاك بدر خوفا على نفسه من بدر أن يطلع المكتفي على ما كَانَ عزم عليه [2] ، فأرسل] [3] المكتفي إلى بدر يعرض عليه الولايات، فأبى، وَقَالَ: لا بد لي من المصير إلى مولاي، فَقَالَ الْقَاسِم للمكتفي:
إنى لا آمنه عليك، فإنه قد أظهر العصيان. [فغيره [4] عليه] فبعث المكتفي إلى جماعة من القواد الذين مع بدر، فأمرهم بفراقه [5] ، ففارقوه وقدموا على المكتفي، وقصد بدر واسطا، فوكل المكتفي بداره، وأمر بمحو اسمه من الأعلام والتراس، ودعا الْقَاسِم أبا حازم القاضي وأمره بالمضي [6] إلى بدر ولقائه وتطييب نفسه ومخاطبته [7] بالأمان من أمير المؤمنين على نفسه وماله وولده.
فَقَالَ أَبُو حازم: أحتاج إلى سماع ذلك من أمير المؤمنين حتى أؤديه إليه. فَقَالَ:
إني لسان أمير المؤمنين، وما أظنك تتهمني في الحكاية عنه. قَالَ: فأقول لبدر إن الوزير [8] : قَالَ كذا؟ قَالَ: لا [قَالَ فأكذب؟ وَكَانَ قد دفع إليه كتاب [9] أمان من المكتفي] [10] ثم قَالَ لَهُ: انصرف حتى استأذن لك. ثم دعا أبا عمر- مُحَمَّد بْن يُوسُف فأمره بمثل الذي أمر به أبا حازم، فسارع إلى إجابته، واستقر الأمر أن يدخل بدر بغداد
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] «عليه» ساقطة من ص.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك: «يأمرهم بفراقه» .
[6] في ت، ك: «فأمره بالمضي» .
[7] في ت، ك، والمطبوعة: «وإعطائه» .
[8] في ت: «فأقول إلى الوزير» .
[9] في ص: «فأكذب، وزور إليه كتاب» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/9)


سامعا مطيعا، فلما قرب بعث القاسم بعض خدم السلطان، فأخذه من السفينة ومضى به إلى جزيرة، ودعا بسيف فلما تيقن القتل [1] سأله: أن يمهله حتى يصلي ركعتين فأمهله [2] فصلى، وأعتق جميع مماليكه.
وقتل في رمضان هذه السنة، وأخذ رأسه وتركت جثته أياما حتى وجه عياله، فأخذوها سرا فحملوها أيام الموسم إلى مكة فدفنوها، وتسلم السلطان ضياعه ودوره.
ورجع أَبُو عمر القاضي إلى داره حزينا كئيبا لما كَانَ منه في ذلك، فَقَالَ الشاعر:
قل لقاضي مدينة المنصور ... بم أحللت أخذ رأس الأمير؟
بعد إعطائه المواثيق والعهد ... وعقد الأمان [3] في منشور
1962- جعفر بْن موسى، أَبُو الفضل النحوي يعرف بابن الحداد [4] :
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز [5] ، قال: أخبرنا أبو بكر بْنِ ثَابِتٍ [الْخَطِيبُ [6]] ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وأبو الفضل [جعفر] [7] بْن موسى النحوي كتب الناس عنه شيئا من اللغة وغريب الحديث، وما كَانَ من كتب أبي عبيد مما سمعه من أَحْمَد بْن يُوسُف الثعلبي [8] وغير ذلك، من ثقات المسلمين وخيارهم.
توفي [يوم الأحد بالعشي] [9] ودفن في يوم الاثنين لثلاث خلون من شعبان سنة
__________
[1] في ك: «فلما تيقن الموت» .
[2] في ك، ص، والمطبوعة: «ففعل» .
[3] في تاريخ الطبري 10/ 93، والكامل 6/ 414، وك، ص: «عقد الأيمان» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 192) .
[5] في ص: «أخبرنا القزاز» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك وفي ص: «أخبرنا الخطيب» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] كذا في الأصول المخطوطة، وفي تاريخ بغداد 7/ 192: «أحمد بن يوسف التغلبي» .
[9] ما بين المعقوفتين: إضافة من تاريخ بغداد. وفي ك، ص: «توفي في يوم الإثنين» . وفي ك ودفن في يوم الإثنين» .

(13/10)


تسع وثمانين، ودفن قرب منزله ظهر قنطرة البردان [1] .
1963- الحسن بْن عَلي بْن ياسر، أَبُو علي الفقيه [2] :
روى عنه الطبراني [3] ، وَكَانَ ثقة، مضي إلى مصر [4] وكتب عنه [بها.
وتوفي] [5] في ربيع الآخر من هذه السنة.
1964- الحسن بْن العباس بْن أبي مهران [6] ، أَبُو عَلي المقرئ الرازي ويعرف [7] بالجمال:
سكن بغداد، وحدث بها عن جماعة. وروى عنه ابن صاعد، وابن مخلد، والنقاش، وَكَانَ ثقة.
توفي في رمضان [من] [8] هذه السنة.
1965- الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن فهم بْن محرز بْن إبراهيم، أَبُو على [9] :
ولد سنة إحدى عشرة ومائتين، وسمع من خلف بْن هشام، ويحيى بْن معين، ومحمد بْن سعد، وغيرهم. روى عنه أَحْمَد بْن معروف الخشاب، وابن كامل
__________
[1] في ك: «ودفن قريب منزله بظهر قنطرة البردان» .
[2] في ص: «ابن ياسر الفقيه» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 368، 36) .
[3] في ك، ص، والمطبوعة: «روى عن الطبراني» خطأ.
[4] في ك، ص: «قدم بغداد» وفي تاريخ بغداد، قال الخطيب بسنده إلى أبي سعيد بن يونس، قال: «الحسن ابن ياسر الفقيه، يكنى أبا علي، قدم إلى مصر وكتب عنه بها» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ص، والمطبوعة: «ابن أبي حمدان» . خطأ.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 397) .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 92، 93 والبداية والنهاية 11/ 95. وشذرات الذهب 2/ 201، وتذكرة الحفاظ 680، سؤالات الحاكم للدارقطنيّ 85، وفيه اسمه الحسن بن فهم، وميزان الاعتدال 1/ 545، والمغني 1/ 74، لسان الميزان 2/ 309، والإكمال 7/ 75) .

(13/11)


[القاضي [1]] ، والخطبيّ [2] ، والطوماري [3] ، وَكَانَ عسرا في الرواية متمنعا إلا لمن أكثر ملازمته، وَكَانَ يسكن الجانب الشرقي [في] [4] ناحية الرصافة.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن ثابت [الخطيب] [5] قال: حَدَّثَنَا [6] الحسن بْن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل [7] القاضي [8] ، قَالَ: كَانَ الحسين بْن مُحَمَّد متقنا في العلوم [9] ، كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه ولأصناف الأخبار والنسب والشعر والمعرفة بالرجال فصيحا، [متوسطا في الفقه، يميل] [10] إلى مذهب العراقيين، وسمعته يقول: صحبت يحيى بْن معين فأخذت عنه معرفة الرجال وصحبت مصعب بْن عَبْد اللَّه فأخذت عَنْهُ معرفة النسب [11] وصحبت أبا خيثمة فأخذت عنه المسند، وصحبت الحسن بْن حماد سجادة فأخذت عنه الفقه [12] .
وتوفي في رجب سنة تسع وثمانين [ومائتين] [13] وبلغ ثمانيا وسبعين سنة.
قَالَ الخطبي: ودفن بباب البردان، وَكَانَ يومئذ ببغداد زلزلة شديدة.
وقال الدار الدارقطني: ليس بالقوى.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأزهري، حَدَّثَنَا عبد
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت. وهو: أحمد بن كامل القاضي، كما في تاريخ بغداد 8/ 92.
[2] هو: إسماعيل بن علي الخطبيّ.
[3] هو: أبو علي الطوماري.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك. وفي ص: «أخبرنا الخطيب» .
[6] في ص، ك: «أخبرنا» .
[7] في ت: «عن أبي كامل» خطأ.
[8] «القاضي» : ساقط من ص.
[9] في المطبوعة، ت: «متقنا في العلوم» . وفي تاريخ بغداد، 8/ 93: «مفتيا مفتنا في العلوم» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] «وصحبت مصعب ... معرفة النسب» ، هذه الجملة ساقطة من ك، ص، والمطبوعة.
[12] «وصحبت أبا خيثمة ... عنه الفقه» . هذه الجملة ساقطة من ك.
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.

(13/12)


الرحمن بْن عمر الخلال، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب بْن شيبة يقول:
سمعت أبا بكر بْن أبي خيثمة يقول: لما ولد فهم- يعني والد الحسين بْن فهم- أخذ أبوه المصحف فجعل يصفح فجعل كلما صفح ورقة يخرج فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ 2: 171 فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ 9: 93، فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ 36: 9، فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ 7: 100 فضجر فسماه فهما.
1966- عمارة بْن وثيمة بْن موسى، أَبُو رفاعة الفارسي [1] :
ولد بمصر، وحدث عن أبي صالح كاتب الليث وغيره، وصنف تاريخا على السنين [2] ، وحدث به.
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة] [3] .
1967- عمرو بن الليث الصفار [4] :
من كبار الأمراء، توفي في هذه السنة، ودفن قريبا من القصر الحسني.
__________
[1] انظر ترجمته في: (حسن المحاضرة 1/ 319. وكشف الظنون. 380. والبداية والنهاية 11/ 96.
والأعلام 5/ 38) .
[2] يوجد منه السفر الثاني في مخطوطات الفاتيكان، برقم (165) عربي، باسم: «السفر الثاني من كتاب فيه بدء الخلق وقصص الأنبياء» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[4] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 96. وتاريخ ابن خلدون 4/ 326. والفتح الوهبي على تاريخ أبي نصر العتبي، للمتنبي 1/ 348. وتاريخ دول الإسلام لمنقرويوس 1/ 269. والأعلام 5/ 84.
وشذرات الذهب 2/ 201، 202) .

(13/13)


ثم دخلت سنة تسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه ورد كتاب من الرقة يذكر فيه أن يحيى بْن زكرويه بْن مهرويه، المكنى بأبي الْقَاسِم، المعروف بالشيخ- وَكَانَ من دعاة القرامطة- وافى [الرقة] [1] في جمع كثير، فخرج إليه جماعة من أصحاب السلطان، فهزمهم، وقتل رئيسهم.
وورد الخبر أن جيشا خرجوا من دمشق إلى القرمطي، فهزمهم وقتل رئيسهم، فوجه أَبُو الأغر لحرب القرمطي في عشرة آلاف.
ولعشر بقين من جمادى الآخرة خرج المكتفي بعد العصر عامدا [2] إلى سامرا يريد [3] البناء بها، للانتقال إليها، فدخلها يوم الخميس لخمس بقين من جمادى، ثم انصرف إلى مضارب ضربت له بالجوسق، فدعا الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ والقوام بالبناء فقدروا له ما يحتاج [4] إليه من المال، وأكثروا عليه، وطولوا مدة الفراغ، وجعل الْقَاسِم يصرفه عن رأيه في ذلك فثناه عن عزمه فعاد.
وفى يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من شعبان قرئ كتابان في الجامعين بقتل
__________
[1] ما بين المعقوفتين: إضافة من تاريخ الطبري (10/ 97) .
[2] في ك: «بعد العصر قاصدا» .
[3] في ص: «مريدا البناء بها» .
[4] في ك: «فقدروا ما يحتاج» بإسقاط «له» .

(13/14)


يحيى بْن زكرويه الملقب بالشيخ، قتله المصريون على باب دمشق بعد أن قتل منهم خلقا [كثيرا] وكسر لهم جيوشا.
وَكَانَ يحيى هذا يركب جملا فإذا أشار بيده إلى ناحية من نواحي محاربيه انهزموا [1] . فافتتن بذلك أصحابه، فلما قتل عقد أخوه الحسين لنفسه وتسمى بأحمد بْن عبد الله، وتكنى بأبي العباس، ودعا إلى ما كَانَ يدعو إليه أخوه، فأجابه أكثر أهل البوادي وقويت شوكته ووصل إلى دمشق فصالحه أهلها على شيء فانصرف عنهم، ثم صار إلى أطراف حمص فتغلب عليهم وخطب له على منابرها وتسمى/ بالمهدي، ثم صار إلى حمص، فأطاعه أهلها، وفتحوا له بابها خوفا على أنفسهم، ثم سار إلى حماة ومعرة النعمان وغيرها، فقتل أهلها و [سبى] [2] النساء والصبيان، وسار إلى سلمية فحاربه أهلها، ثم وادعهم ودخلها فقتل من بها من بني هاشم، ثم قتل البهائم وصبيان الكتاتيب، ثم خرج إلى ما حول ذلك يقتل ويسبي ويخيف السبيل، ويستبيح وطء نساء الناس، وربما أخذ المرأة فوطئها جماعة [3] منهم، فتأتى بولد فلا يدرى من أيهم هو، فيهنأ به جميعهم [4] .
ولليلتين خلتا من رمضان أمر المكتفي بإعطاء الجند أرزاقهم والتأهب لحرب القرمطي بناحية الشام، فأطلق للجند في دفعه واحدة مائة ألف دينار، وَكَانَ السبب أن أهل الشام [5] كتبوا إليه يشكون ما يلقون من القرامطة [6] ، فخرج المكتفي حتى انتهى إلى الرقة [7] ، فنزلها، وسرح إلى القرمطي جيشا بعد جيش، وَكَانَ القرمطي يكتب إلى أصحابه [8] : من عبد الله أَحْمَد بْن عبد الله المهدى المنصور [9] باللَّه، الناصر لدين الله،
__________
[1] في ك: «فإذا أشار بيد إلى ناحية من النواحي في محاربيه انهزم محاربوه من تلك الجهة.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[3] في ت: «وتؤخذ المرأة فيطؤها جماعة» .
[4] في ت: «ولا يدري لأيهم هو، فيهنأ به جميعهم» .
[5] في تاريخ الطبراني 10/ 103: «ان أهل مصر» .
[6] في ص، ك: «يشكون ما لقوا من القرامطة» .
[7] في ص: «حتى انتهى الرقة» .
[8] «يكتب» : ساقطة من ص.
[9] في ت: «من عبيد الله أَحْمَد بْن عبد الله المهدى المنصور» .

(13/15)


القائم بأمر الله، الحاكم بحكم الله، الداعي إلى كتاب الله، الذاب عن حريم الله، المختار من ولد رَسُول اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم] [1] . وكان ينتحل أنه من ولد [2] علي [ابن أبي طالب [3]] عليه السلام اللَّه [4] .
ووقع ثلج ببغداد يوم الرابع والعشرين من كانون الثاني منذ أول النهار إلى العصر.
وحج بالناس في هذه السنة [5] الفضل بْن عبد الملك بْن عبد الله بْن العباس بن محمد [6] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر [7]
1968- جعفر بن محمد بن عمران بْن بريق، أَبُو الفضل البزاز المخرمي [8] :
وغلط أَبُو الْقَاسِم الطبراني، فقاله: بويق، بالواو. وحدث عن خلف بْن هشام [9] ، روى عنه أَحْمَد بْن كامل، وَكَانَ قد حدث قبل موته بقليل.
وتوفي على ستر جميل [10] .
1969- الحسين بْن أَحْمَد بْن أبي بشر، أَبُو على المقرئ السراج [11] :
من أهل سامرا. روى عنه أَبُو الحسين بْن المنادى، وَقَالَ: كَانَ من أفاضل الناس كتب الناس عنه.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ص: «من أولاد» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[4] في ص، ك: «عليه السلام» .
[5] في ص، ك: «وفيها حج بالناس الفضل» .
[6] العبارة: «وحج ... بن محمد» . ساقطة من ك.
[7] العنوان ساقط من ك.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 192، 193) .
[9] في ت: «خلاد بن هشام» . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد 7/ 192، وباقي الأصول.
[10] في ك: «على سيرة جميلة» .
[11] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 3) .
والسراج نسبة إلى عمل السرج، وهو الّذي يوضع على الفرس، (الأنساب 7/ 65) .

(13/16)


توفي بسر من رأى ليلة عرفة من هذه السنة.
1970- عبد الله بن أحمد بْن مُحَمَّد بْن حنبل، أَبُو عبد الرحمن [1] الشيباني:
سمع أباه، وعَبْد الأَعْلَى بْن حماد، وكامل بْن طلحة، ويحيى بْن معين وخلقا كثيرا. روى عنه البغوي، وابن المنادى، والخلال. وَكَانَ حافظا ثقة ثبتا. وكان أحمد يقول: ابني محظوظ من علم الحديث. وَقَالَ ابن المنادى: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، لأنه سمع «المسند» وهو ثلاثون ألفا، و «التفسير» وهو مائة وعشرون ألفا سمع منها ثمانين والباقي إجازة [2] ، وسمع «الناسخ والمنسوخ» و «التاريخ» ، و «حديث شعبة» ، و «المقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى» ، و «جوابات القرآن» ، و «المناسك الكبير والصغير» ، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ [3] .
قَالَ: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء، والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه.
ولما مرض قيل له: أين تحب أن تدفن؟ قَالَ: صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا، ولأن أكون في جوار نبي أحب إلى من أن أكون في جوار أبي.
وتوفي في جمادى الآخرة [لتسع ليال بقين] [4] من هذه [السنة] [5] وَكَانَ الجمع كثيرا فوق المقدار، ودفن في مقابر باب التبن وصلى عليه زهير ابن أخيه [صالح] [6] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (طبقات ابن أبي يعلى 1/ 180. وتهذيب التهذيب 5/ 141. والأعلام 4/ 65.
والبداية والنهاية 6/ 96، 97. وتاريخ بغداد 9/ 375، 376، وشذرات الذهب 2/ 203، وتقريب التهذيب 1/ 401) .
[2] في ص: «وهو مائة وعشرون ألفا منها ثمانين، وسمع» .
[3] في ت: «وصدقه الشيوخ» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.

(13/17)


1971- عبد الله بْن أَحْمَد بْن سعيد، أَبُو مُحَمَّد الرباطي المروزي [1] :
سافر مع أبي تراب النخشبي، وَكَانَ الجنيد يمدحه ويقول: هو رأس فتيان خراسان، وَكَانَ كريما حسن الخلق.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدِ] [2] الْقَزَّازِ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن على [3] بن ثابت، قال: حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عَلي الوراق، حَدَّثَنَا عَلي بْن عبد الله بْن الحسن الهمذاني، حَدَّثَنَا الخلدي، [قَالَ:] [4] حدثني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد، قَالَ:
حدثني مصعب بْن أَحْمَد بْن مصعب، قَالَ: قدم أَبُو مُحَمَّد المروزي [5] إلى بغداد يريد مكة، فكنت أحب أن أصحبه، فأتيته فاستأذنته في الصحبة، فلم يأذن لي في تلك السنة، ثم قدم سنة ثانية وثالثة فأتيته فسلمت عليه وسألته [6] فَقَالَ: اعزم على شرط يكون أحدنا الأمير لا يخالفه الآخر، فقلت: أنت الأمير! فَقَالَ: يا أبا مُحَمَّد لا! بل أنت الأمير! فقلت: أنت أسن وأولى! فَقَالَ: نعم، ولا يجب أن تعصيني! فقلت:
نعم! فخرجت معه، فكان إذا حضر الطعام يؤثرني فإذا عارضته بشيء [7] قَالَ: ألم أشترط عليك أن لا تخالفني؟ فكان هذا دأبنا، حتى ندمت على صحبته لما يلحق نفسه من الضرر، فأصابنا في بعض الأيام مطر شديد [8] ونحن نسير، فَقَالَ لي: يا أبا مُحَمَّد اطلب الميل، فلما رأينا الميل قَالَ لي: اقعد في أصله! فأقعدني في أصله، وجعل يديه على الميل وهو قائم [قد حنا] [9] عَلي وعليه كساء قد تجلل به يظللني
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 374. والبداية والنهاية 11/ 97) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[3] في ص: «أخبرنا ابن ثابت» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «أبو علي المروزي» .
[6] في ك: «فأتيته فسلمت عليه واستأذنته» .
[7] في ك: «فإذا عارضته في شيء» .
[8] في ت: «المطر الشديد» .
[9] ما بين المعقوفتين: بياض في ت. وفي ك: «وانحنى» .

(13/18)


[به] [1] من المطر حتى تمنيت أنى لم أخرج معه لما يلحق نفسه من الضرر، فلم يزل هذا دأبه [2] حتى دخلنا مكة.
1972- عمر بْن إبراهيم، أَبُو بكر الحافظ، المعروف بأبي الآذان [3] :
[سمع و] [4] حدث عن جماعة. روى عنه ابن قانع، وابن المنادي، وكان ثقة سكن سرمن رأى.
توفي بها في هذه السنة وله ثلاث وستون سنة.
1973- مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن عامر، أَبُو بكر التمار الواسطي [5] :
سكن بغداد، وحدث بها عن أَحْمَد بْن سنان الواسطي، وسرى السقطي، والربيع بْن سليمان المرادي وغيرهم. روى عنه أَبُو عمرو بْن السماك، وَقَالَ: سمعنا منه وهو ابن ستين سنة وهو أسود اللحية.
1974- مُحَمَّد بْن الحسين بْن عبد الرحمن، أَبُو العباس الأنماطي [6] :
سمع داود بن عمرو الضبي، ويحيى بْن معين وغيرهما. روى عنه ابن صاعد، وابن مخلد، وابن قانع وغيرهم. وَكَانَ ثقة ثبتا صالحا.
وتوفي في هذه السنة، وقيل: في سنة ثلاث وتسعين [7] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط في ت، ص.
[2] في ت: «فكان هذا دأبه» . وفي ص، ك: «فلم يزل ذلك دأبه» . وما أوردناه يوفق ما في تاريخ بغداد 9/ 374.
[3] في ص: عمران بن إبراهيم» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 215. وتذكرة الحفاظ 744، وتقريب التهذيب 2/ 51) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 45) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 227، 228) .
[7] في ك: «في سنة ثمان وتسعين» .

(13/19)


1975- مُحَمَّد بْن [الحسين بْن] [1] الفرج، أَبُو ميسرة الهمدانيّ [2] :
كَانَ أحد من يفهم شأن الحديث، وصنف مسندا، وحدث عن كامل بْن طلحة وطبقته، وهو صدوق، روى عنه الباغندي وابن قانع.
1976- مُحَمَّد بْن عبد الله، أَبُو بكر الزقاق، أحد شيوخ الصوفية [3] :
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي الحافظ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بْن أبي الحسن، قَالَ: سمعت ابن جهضم يقول: سمعت الحسن [ابن أَحْمَد] [4] بْن عبد العزيز يقول: سمعت الزقاق، يقول: لي سبعون [5] [سنة] أرب هذا الفقر، من لم يصحبه في فقره الورع أكل الحرام النض [6] .
قَالَ ابن جهضم: وحدثني حسين بْن مُحَمَّد السراج، قَالَ: قَالَ جنيد: رأيت إبليس في منامي وكأنه عريان، فقلت [7] [له] : أما تستحي من الناس؟ [فَقَالَ: باللَّه عندك هؤلاء من الناس لو كانوا من الناس [8]] ما تلاعبت بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة، ولكن الناس غير هؤلاء! فقلت له: ومن هم؟ فَقَالَ: قوم في مسجد الشونيزي قد أضنوا قلبي وأنحلوا جسمي كلما هممت بهم أشاروا إلى الله تعالى فأكاد أحترق! قَالَ جنيد: فانتبهت ولبست ثيابي وجئت إلى مسجد الشونيزي [وعلي ليل فلما دخلت المسجد [9]] فإذا [أنا] [10] بثلاثة أنفس جلوس ورءوسهم في مرقعاتهم، فلما أحسوا بي
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 228) .
[3] في ص، ك: أبو بكر الدقاق. وما أوردناه موافق لما في تاريخ بغداد.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 442، وطبقات الصوفية 23، 389، 448، 501، واللباب 2/ 505، وحسن المحاضرة 1/ 293، ومسالك الأبصار 5/ 3/ 247، 249، والنجوم الزاهرة 3/ 131) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] في ت: «كان لي سبعين» . وفي ص: «كان لي تسعين» . وما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك: «الحرام المحض» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/20)


قد دخلت المسجد أخرج أحدهم رأسه، فَقَالَ: يا أبا الْقَاسِم أنت كلما قيل لك شَيْء تقبل.
قَالَ ابن جهضم: ذكر لي أَبُو عبد الله بْن خاقان [1] إن الثلاثة الذين كانوا في مسجد الشونيزي: أَبُو حمزة، وأبو الحسين النوري، وأبو بكر الزقاق [2] .
1977- يحيى بْن زكرويه القرمطي [3] :
قتله المصريون في هذه السنة على ما سبق ذكره [في الحوادث] [4] .
__________
[1] في تاريخ بغداد 5/ 443: «أبو عبد الله بن جابار» .
[2] الفقرة من: «قال ابن جهضم ... » حتى آخر الترجمة ساقط من ك.
[3] انظر ترجمته في: (مرآة الجنان 2/ 217، وشذرات الذهب 2/ 199، 202) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. والترجمة بأكملها ساقطة من ك.

(13/21)