المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

ثم دخلت سنة إحدى وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
غزو الحسين بْن حمدان الصائفة، ففتح حصونا كثيرة، وقتل من الروم خلقا كثيرا.
وفيها [1] : عزل المقتدر باللَّه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ عن الوزارة، وحبسه أياما مع ابنيه عبد الله، وعبد الوهاب. وقلد الوزارة عَلي بْن عيسى، وَكَانَ [من] [2] أفضل الوزراء وأيامه أبهى من غيرها، وَكَانَ يجتهد في العدل والإحسان.
وفيها: كثرت الأمراض الدموية بالناس ببغداد، وَكَانَ ذلك في آخر تموز [وآب] [3] وَكَانَ من [4] ذلك المرض نوع سموه الماشري، وَكَانَ طاعونا قاتلا.
وفيها: وصلت هدايا صاحب عمان إلى السلطان، وفيها ببغة بيضاء، وغزال اسود.
وركب المقتدر في شعبان على الظهر إلى باب الشماسية على طريق الصحراء [5] ، ثم انحدر إلى داره في دجلة، وهي أول ركبة ظهر فيها للعامة.
__________
[1] في ت، ك: «وفي هذه السنة» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] «من» : ساقطة من ص، ل.
[5] في ك: «على طريق الصحة» .

(13/141)


ولما ولي الوزارة عَلي بْن عيسى شاوره المقتدر في أمر القرامطة، فأشار بمكاتبة أبي سعيد الحسن بْن بهرام الجنابي المتغلب على هجر، فتقدم إليه بمكاتبته، فكتب كتابا طويلا يتضمن الحث على طاعة الخلفاء، ويعاتبه على تركه الطاعة، ويوبخه على ما يحكي [1] عن أصحابه من إعلان الكفر وإنكارهم على من يسبح الله عز وجل ويقدسه، واطراحهم الصلوات والزكوات، واستهزائهم بأهل الدين [واسترقاقهم الأحرار] [2] ، ثم تواعده فيه بالحرب إن لم يطع فوصل الكتاب إلَيْهِ، وقد قتل أَبُو سعيد، وثب عليه خادم له صقلابي فقتله، ثم دعا رجلا من رؤساء أصحابه فَقَالَ له: السيد يدعوك، [فلما دخل] [3] قتله، ثم دعا آخر فقتله إلى أن دعا الخامس فرأى القتلى فصاح، واطلع النساء فصحن فقبضن عليه [4] قبل أن يقتل الخامس، وقد كَانَ أَبُو سعيد عهد إلى ابنه سعيد فلم يضطلع بالأمر فغلبه عليه أخوه الأصغر أَبُو طاهر سليمان بْن أبي سعيد فتوقفت [5] الرسل الذين حملوا الكتاب عن إيصاله، وكاتبوا الوزير علي بن عيسى، فأمرهم بإيصال الكتاب إلى أولاده ومن قام مقامه، فأوصلوه فكان من جوابهم بعد حمد الله عز وجل والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم الخليفة [6] ، وشكر ما يبلغهم عن الوزير من العدل، وقالوا: إنا لم نخرج من الطاعة ولكنا كنا قوما مستورين فنقم علينا ذلك فجار من الناس لا دين لهم فشنعوا علينا وقذفونا بالكبائر، ثم خرجوا إلى سبنا وضربنا، ثم نادوا قد أجلناكم ثلاثة أيام فمن أقام بعدها أحل بنفسه العقوبة، فخرجنا فوثبوا علينا قبل الأجل [7] ، وضربونا وأغرمونا الأموال، فسألناهم أن يؤمنونا على أنفسنا فلم يفعلوا، وأمر صاحب البلد بقتلنا فهربنا، فأخذوا حرمنا وسلبوهم سلبا قبيحا، وانتهبوا منازلنا فلجأنا إلى البادية، فخرج ناس إلى المعتضد [باللَّه] [8] فشنعوا علينا،
__________
[1] في ت: «ووبخه على ما يحكي» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «فقبض عليه» .
[5] في ت: «أبو طالب سليمان بن أبي سعيد فواقف» .
[6] في ك: «وتعظيم الخلافة» .
[7] في ص، ل: «فوثبوا قبل الأجل» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/142)


فصدق مقالتهم وبعث إلينا من يخاصمنا، فدافعنا عن أنفسنا [فقويت] [1] وحشتنا من الخلق [2] ، وأما ما ادعى علينا من ترك الصلاة وغيرها، فلا يجوز قبول دعوى إلا ببينة، وإذا كَانَ السلطان ينسبنا إلى الكفر [باللَّه تعالى] [3] فكيف يسألنا أن ندخل في طاعته.
فلما وصل كتابهم كتب الوزير إليه كتابا جميلا يعدهم فيه بالخير.
وفى هذه السنة: جرت ملاحة بين ابن الجصاص، وإبراهيم بْن [أَحْمَد] [4] المادرائي [5] ، فَقَالَ إبراهيم بْن أَحْمَد: مائة ألف دينار من مالي صدقة، لقد أبطلت في الذي حكيته عني، فَقَالَ [له] [6] ابن الجصاص قفيز دنانير من مالي [7] صدقة لقد/ صدقت وأبطلت في قولك، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم المادرائي [8] : من جهلك أنك لا تعلم أن مائة ألف دينار أكثر من قفيز، فعجب الناس من كلامهما، واعتبر هذا فإذا القفيز ستة وتسعون ألف دينار [9] .
وفى هذه السنة: قبض بالسوس [10] على الحسين بْن منصور الحلاج، وحصل في يد عبد الرحمن خليفة عَلي بْن أَحْمَد الراسبي، وأخذت له كتب ورقاع فيها أشياء مرموزة، ثم حمل فأدخل إلى مدينة السلام على جمل، ومعه غلام له على جمل آخر مشهورين [11] ونودي عليه: هذا أحد دعاة القرامطة، فاعرفوه وحبس [12] ، ثم أحضره
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك، ص، ل: «فقويت وحشتنا من الخلق» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك: «إبراهيم بن أحمد البادرائي» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ص، ك: «قفيز من مالي» .
[8] في ك: «إبراهيم البادرائي» .
[9] في ت: «فإذا القفيز ينقص عن المائة ألف» .
[10] في ت: «وفيها قبض في السوس» . وفي ص، ل: «قبض بالشرش» .
[11] في ل، ص، والمطبوعة: «على جمل آخر مشتهرين» .
[12] «وحبس» : ساقطة من ص، ل.

(13/143)


الوزير عَلي بْن عيسى وناظره، فلم يجده يقرأ القرآن ولا يعرف من الفقه شيئا، ولا من الحديث، ولا من الأخبار، ولا الشعر، ولا اللغة. فَقَالَ له عَلي بْن عيسى: تعلمك الطهور والفروض أجدي عليك [1] من رسائل لا تدري ما تقول فيها، كم تكتب ويلك [2] إلى الناس: «تبارك ذو النور الشعشعاني» ما أحوجك إلى الأدب؟ ثم أمر به فصلب حيا في الجانب الشرقي في مجلس الشرطة، ثم في الجانب الغربي حتى رآه الناس، ثم حمل إلى دار السلطان فحبس بها، فاستمال بعض أهلها بإظهار السنة حتى مالوا إليه وصاروا يتكبرون به ويستدعون منه الدعاء. [قَالَ مؤلفه] [3] : وستأتي أخباره إن شاء الله تعالى.
وفيها حج بالناس الفضل بْن عبد الملك [4] .
ووقع وباء في آخر السنة ببغداد، خصوصا في الحربية حتى غلقت أكثر دورها.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2087- إبراهيم بن محمد الهيثم، أَبُو الْقَاسِم القطيعي [5] :
كَانَ يسكن قطيعة عيسى بْن عَلي، وحدث عن جماعة. روى عنه القاضي المحاملي، وأبو الحسين بْن المنادي، والخطبيّ غيرهم، وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة صدوق.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا [6] أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا
__________
[1] «عليك» : ساقطة من ل، ص.
[2] في ت: «لم تكتب ويحك» . وفي ص، ك: «كم تكتب إلى الناس» . بإسقاط «ويلك» . وما أوردناه من ل. وفي البداية والنهاية (11/ 121) : «يقول في مكاتباته كثيرا: «تبارك النور الشعشعاني» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 154، وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 47، وفيه «إبراهيم بن محمد بن الهيثم، أبو إسحاق، صاحب الطعام» ) .
[6] في المطبوعة: «أنبأنا عبد الرحمن، أنبأنا أحمد» .

(13/144)


مُحَمَّد بْن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس [1] ، قال: قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع، قَالَ أَبُو الْقَاسِم إبراهيم بْن مُحَمَّد القطيعي: مات في جمادى الآخرة سنة أحدى وثلاثمائة، وَكَانَ حسن المعرفة بالحديث، ثقة متيقظا، منزله بالجانب الغربي من قطيعة عيسى، كتب عنه الناس.
2088- إبراهيم بْن خالد الشافعي [2] :
جمع العلم والزهد، ومن تلامذته أَبُو بكر الإسماعيلي، توفي في هذه السنة.
2089- إسماعيل بْن يعقوب بْن إسحاق بْن البهلول، أَبُو الحسن التنوخي الأنباري [3] :
ولد بها سنة اثنتين [4] وخمسين ومائتين [5] ، وورد بغداد فحدث بها عن عبد الله بْن أَحْمَد، ومحمد بْن عثمان بْن أبي شيبة، وغيرهما. وكان حافظا للقرآن، عالما بأنساب اليمن، كثير الحديث، ثقة صدوقا، وتوفي بالأنبار في هذه السنة [6] .
2090- جعفر بن مُحَمَّد بن الحسن [7] بن المستفاض، أبو بكر الفريابي [8] :
قاضي الدينور، طاف البلاد شرقا وغربا في طلب العلم، ولقي الأعلام، وسمع بخراسان وما وراء النهر، واستوطن بغداد، وحدث عن هدبة، وابن المديني، وبندار، وأبي كريب، وقتيبة وخلق كثير. روى عنه أَبُو الحسين بْن المنادي، وأحمد بْن سلمان النجاد، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم. وَكَانَ ثقة حجة.
__________
[1] «أخبرنا عبد الرحمن ... حدثنا محمد بن العباس» ساقطة من ل. وفي ص: «قال محمد بن العباس» .
[2] في ت: «إبراهيم بن هانئ بن خالد الشافعيّ» . خطأ وانظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 121) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 301) .
[4] في ص، ل: «ولد سنة اثنتين» .
[5] «ومائتين» : ساقطة من ل، ص.
[6] في تاريخ بغداد: «ولد إسماعيل بن يعقوب بالأنبار سنة اثنتين وخمسين ومائتين، ومات بها في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة» .
[7] في جميع النسخ، والبداية والنهاية (11/ 121) : «جعفر بن محمد بن الحسين» . وفي تاريخ بغداد، وتذكرة الحفاظ، وشذرات الذهب، والأعلام: «جعفر بن محمد بن الحسن» .
[8] انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ 2/ 236، وتاريخ بغداد 7/ 199، ومعجم البلدان 6/ 372، وشذرات الذهب 2/ 235، والأعلام 2/ 127، 128، وتذكرة الحفاظ 692) .

(13/145)


أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد العتيقي: قَالَ: بلغنا عن شيخنا أبي حفص عمر بْن عَلي الزيات، قَالَ: لما ورد جعفر الفريابي إلى بغداد استقبل بالطيارات والزبازب ووعد له الناس [1] إلى شارع المنار بباب الكوفة ليسمعوا منه. فاجتمع الناس فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل: [نحو] [2] ثلاثين ألفا، وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر، قَالَ العتيقي: وسمعت شيخنا أبا الفضل الزهري، يقول: سمعت جعفر بْن مُحَمَّد الفريابي يَقُولُ: كَانَ في مجلسه من أصحاب المحابر [3] من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان ما بقى منهم غيري سوى من كَانَ لا يكتب.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عمر بْن أَحْمَد الواعظ، عن أبيه، قَالَ: سمعت أبا الحسن مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد الفريابي يقول: ولد أبي سنة سبع ومائتين، وتوفي في ليلة الأربعاء في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة وهو ابن أربع وتسعين سنة، وَكَانَ قد حفر لنفسه قبرا في مقابر أبي أيوب قبل موته بخمس سنين، فكان يمر إليه فيقف عنده، ولم يقض أن يدفن فيه.
2091- الحسن بْن الحباب بْن مخلد بْن محبوب، أَبُو عَلي المقرئ الدقاق [4] :
سمع لوينا وغيره وَكَانَ يقرأ بقراءة أبي عمرو، روى عنه ابن المنادي، وَكَانَ ثقة.
توفي في يوم التروية يوم جمعة، ودفن يوم عرفة من هذه السنة وقد قارب التسعين.
2092- الحسن بْن سليمان بْن نافع، أَبُو معشر الدارمي [5] البصري:
سكن بغداد وحدث بها عن [أبي] [6] الربيع الزهراني، وهدبة. روى عنه ابن
__________
[1] في ص، ل: «ووعد الناس» ، بإسقاط «له» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ص: «أرباب المحابر» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 301) .
[5] في ك: «أبو معشر الرازيّ» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 327، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 230، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 249) .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/146)


قانع، [1] وأبو بكر الشافعي، وَقَالَ الدارقطني: ثقة.
توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة، ودفن في مقابر باب الكوفة [2] .
2093- عبد الله بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن عبد الملك بْن أبي الشوارب [3] :
من سروات الرجال [4] وله قدر وجلالة. استقضاه المكتفي باللَّه على مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فما زال كذلك إلى سنة ست وتسعين فإن المقتدر نقله إلى الجانب الشرقي [5] .
وتوفي بالسكتة في هذه السنة، وقيل: سنة ثمان وتسعين ومائتين.
2094- عبد الله بْن مُحَمَّد [6] بْن ناجية بْن نجية أَبُو مُحَمَّد البربري:
[7] سمع سويد بْن سعيد، وأبا بكر بن أبي شيبة، روى عنه أبو بكر ابن الأنباري، وابن مقسم، والشافعي، وَكَانَ ثقة ثبتا فاضلا مشهورا بالطلب، مكثرا [إلا أنه اشتهر بصحبة [8] الكرابيسي] .
وتوفي في رمضان هذه السنة. [9] .
2095- عَلي بْن أَحْمَد الراسبي [10] :
كانت إليه الأعمال من حد واسط إلى حد شهرزور، وكان يتقلد جنديسابور،
__________
[1] في ت: «روى عنه ابن نافع» .
[2] في ك: «ودفن في مقابر باب حرب» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 10، وتذكرة الحفاظ 696) .
[4] في ص، والمطبوعة: «من سروات السلالة» وما أوردناه من باقي الشيخ، وتاريخ بغداد.
[5] «الشرقي» : ساقطة من ص.
[6] في ص، ك، ل: «عبد الله بن أحمد» . وما أوردناه من ت، تاريخ بغداد.
[7] في ت: «اليزيدي» ، وفي تاريخ بغداد «ابن تحبة» وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 104، تذكرة الحفاظ 2/ 239، وشذرات الذهب 2/ 235) .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ك: «توفي في هذه السنة» .
[10] انظر ترجمته في: (النجوم الزاهرة 3/ 183 ودول الإسلام للذهبي 1/ 144، والأعلام 4/ 253، وشذرات الذهب 2/ 237) .

(13/147)


والسوس، وبادرايا، وباكسايا إلى آخر حدودهما، وَكَانَ ضمانه إلى آخر عمله بألف ألف دينار، وأربعمائة ألف دينار [كل سنة. فتوفي في هذه السنة، وورد الخبر بوفاته في جمادى الآخرة، وخلف من العين ألف ألف دينار] [1] ، وآنية ذهب وفضة بقيمة مائة ألف دينار، ومن الخيل والبغال والجمال ألف رأس، ومن الخز ألف ثوب، وقيل: إنه كَانَ له ثمانون طرازا ينسج فيها الثياب.
2096- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن عَلي بْن مقدم، أَبُو عبد الله القاضي المقدمي مولى [3] ثقيف:
سمع عمرو بْن عَلي الفلاس، ويعقوب الدورقي، وبندار وغيرهم، وَكَانَ ثقة.
وتوفي في غرة شوال هذه السنة.
2097- مُحَمَّد بْن جعفر بْن عبد الله بْن جابر بْن يُوسُف، أَبُو جعفر الراشدي:
سمع عَبْد الأَعْلَى بْن حماد النرسي، وحدث عن أبي بكر الأثرم، وروى عنه أَبُو بكر بْن مالك القطيعي، وَكَانَ ثقة، وتوفي فِي محرم هَذِهِ السنة. /
2098- مُحَمَّد بْن جعفر بْن سعيد، أَبُو بكر الجوهري [4] :
حدث عن الحسن بْن عرفة، وروى عنه عَلي بْن الحسن بْن المثنى العنبري.
2099- مُحَمَّد بْن حبان [5] بْن الأزهر، أَبُو بكر الباهلي [6] البصري:
حدث عن أبي عاصم النبيل، وروى عنه أَبُو بكر الجعابي قَالَ عبد الغني
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «محمد بن محمد بن أبي بكر» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 336، والأعلام 5/ 308، وذكر أن له كتاب «أسماء المحدثين وكناهم» ) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 145) .
[5] في ت: «محمد بن حيان» .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 231، وميزان الاعتدال 3/ 508، ولسان الميزان 5/ 115، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 124) .

(13/148)


الحافظ: يحدث بمناكير، وَقَالَ الصوري: هو ضعيف أنبأنا القزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر علي بْن ثَابِت قَالَ: أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ:
سمعت عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الأبندوني، يقول: [1] ابن حبان لا بأس به أن شاء الله تعالى.
2100- مُحَمَّد بْن عبد الله بْن عَلي بن مُحَمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب [2] :
يعرف بالأحنف، كَانَ يخلف أباه على القضاء بمدينة السلام، وَكَانَ سريا جميلا واسع الأخلاق. وتوفي في جمادي [الأولى] [3] من هذه السنة، وتوفي أبوه في رجبها، فكان بينهما في الوفاة ثلاثة وسبعون يوما، [4] ودفنا في موضع واحد بالقرب من [مقابر] [5] باب الشام.
__________
[1] «أنبأنا القزاز ... الآبندوني يقول» العبارة ساقطة من ل، وفي ص: «قال عبد الله بن إبراهيم» .
وفي الميزان: قال ابن مندة: ليس بذاك.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 122، وتاريخ بغداد 5/ 435) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «ثلاثة وتسعون يوما» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/149)


ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في أول يوم من المحرم ورد كتاب أبي الحسن نصر بْن أَحْمَد صاحب خراسان، أنه واقع عمه إسحاق بْن إسماعيل، فأخذه أسيرا، فخلع على رسوله وحملت إليه الخلع لولاية خراسان.
وفى صفر قرئ على المنابر كتاب بفتح بلاد الروم [1] ، وورد من بشر الخادم كتاب يذكر فيه ما فتح من حصون الروم وما غنم وسبى وأنه أسر من البطارقة مائه وخمسين.
وفى جمادى الأولى: [2] ختن المقتدر خمسة من أولاده، ونثر عليهم خمسة آلاف دينار عينا ومائة ألف درهم ورقا، ويقال: إنه بلغت النفقة في هذا [الختان] [3] ستمائة ألف دينار، وختن قبل ذلك جماعة من الأيتام، وفرقت فيه دراهم وكسوة.
وفى هذا الشهر [4] قبض على أبي عبد الله بْن الجصاص [الجوهري] [5] ، وأخذ منه ما قدره ستة عشر ألف ألف دينار عينا وورقا وآنية وثيابا وخيلا وخدما.
__________
[1] في ت: «بفتح بلد الروم» .
[2] في ت: «وفي هذا الشهر» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «وفي هذه السنة» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/150)


وفى شهر رمضان أدخل أولاد المقتدر [1] الكتاب، وكان المؤدب أبو إسحاق إبراهيم ابن السري الزجاج.
وفى ذي القعدة دخل رجل إلى المقتدر، وادعى أنه ابن الرضا العلوي، فكشف عن حاله فصح أنه ابن الضبعي [2] ، فشهر في الجانبين وحبس.
وخرج على الحاج رجل علوي ومعه بنو صالح بْن مدرك الطائي، فقطعوا عليهم [الطريق] [3] ، وتلف خلق كثير من الحاج بالقتل والعطش، وخرج أعراب على الحاج المنصرفين من مكة، فأخذوا ما معهم من العين والأمتعة، واستاقوا من جمالهم ما أرادوا وأخذوا من النساء [4] مائتين وثمانين امرأة حرائر سوى المماليك، وَكَانَ الذي حج بهم الفضل بْن عبد الملك.
وفي هذه السنة اتخذ عَلي بْن عيسى المارستان بالحربية، وأنفق عليه من ماله [5]
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2101- أحمد بن محمد بْن سلام بْن عبدويه، أَبُو بكر البغدادي [6] :
سكن مصر وحدث بها عن داود بْن رشيد، ولوين وغيرهما. روى عنه أَبُو سعيد بْن يونس، وَقَالَ: توفي بمصر في جمادى الآخرة من هذه السنة، وكان رجلا صالحا فاضلا من خيار خلق الله عز وجل.
2102- أَحْمَد بْن يونس بْن عَبْد الأَعْلَى بْن موسى الصدفي، يكنى أبا الحسن [7] :
ولد في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين.
وتوفي في أول يوم من رجب هذه السنة، وكان من البكاءين حدث عن أبيه وغيره.
__________
[1] في ت: «أولاد المقتدر مكتب» .
[2] في ك: «ابن الصبغي» . وفي ت: «ابن الأصبعي» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «وأخذوا من نسائهم» .
[5] انتهى تاريخ الطبري إلى هذه السنة.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 25) .
[7] في ك: «ابن عبد الأعلى بن يونس» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 385، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 409، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 2/ 409، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 189) .

(13/151)


2103- إسحاق بْن إبراهيم بْن أبي حسان، أَبُو يعقوب الأنماطي [1] :
سمع أَحْمَد بْن أبي الحواري وغيره، روى عنه أبو عمرو بن السماك، وإسماعيل الخطبي وابن مقسم، وَقَالَ الدارقطني: هو ثقة، وتوفي في محرم هذه السنة.
2104- بشر بْن نصر بْن منصور، أَبُو الْقَاسِم [2] الفقيه:
سكن مصر أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ، قَالَ: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن [3] ثابت] ، قال: حدثني محمد بن عَلي الصوري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأزدي، حَدَّثَنَا عبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بْن يونس، قَالَ: بشر بْن نصر بْن منصور الفقيه على مذهب الشافعي، يعرف بغلام عرق، وعرق خادم من خدم السلطان كَانَ على البريد بمصر، [4] وَكَانَ بشر بْن نصر قد قدم معه في جملة من قدم من بغداد، وَكَانَ فقيها [متضلعا [5]] دينا.
توفي بمصر سنة اثنتين وثلاثمائة وقد سمعت منه [6] .
2105- بدعة جارية عريب [7] مولاة المأمون:
كانت مغنية، وقد كَانَ إِسْحَاق بْن أيوب بذل لمولاتها في ثمنها مائة ألف دينار، وللسفير بينهما عشرين ألف دينار، فدعتها فأخبرتها بالحال فلم تؤثر البيع فأعتقتها من وقتها، وماتت لست بقين من ذي الحجة من هذه السنة، وصلى عليها أَبُو بكر بن
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 384) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 88، والبداية والنهاية 11/ 122) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «من خدم أمير كان على بريد مصر» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «وقد سمعت منه» : ساقطة من ص، ل.
[7] في الأصول: «جارية غريب» خطأ.
وانظر ترجمتها في: (وجهات الأئمة الخلفاء 63- 66، والمستظرف في أخبار الجواري 13- 15 وسماها بدعة الكبيرة، والأعلام 2/ 46 وسماها: «بدعة الحمدونية» ، وصلة تاريخ الطبري للقرطبي 52، البداية والنهاية 11/ 122) .

(13/152)


المهتدي، وخلفت مالا كثيرا وضياعا ما ملكها رجل [قط] [1] .
2106- حمزة بْن مُحَمَّد بْن عيسى بْن حمزة، أَبُو على الكاتب: [2]
جرجاني الأصل، سمع من نعيم بْن حماد، روى عنه الجعابي، وَكَانَ ثقة. توفي في رجب هذه السنة، وقد قارب المائة.
2107- الحسن بْن عَلي بْن موسى بْن هارون، أَبُو عَلي [النحاس] النيسابوري [3] :
حدث، وكان ثقة صالحا [4] ، وتوفى بمصر في هذه السنة.
2108- عبد الله بْن الصقر بْن نصر بْن موسى بْن هلال، أَبُو العباس السكري [5] .
سمع إبراهيم بْن المنذر الحزامي، وروى عنه جعفر الخلدي، وابن مالك القطيعي، وَكَانَ صدوقا ثقة، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة.
2109- عبد الله بْن مُحَمَّد بْن ياسين أَبُو الحسن الفقيه الدوري [6] :
سمع من بندار، وروى عنه أبو بكر الشافعي، وكان ثقة، وتوفي في هذه السنة.
2110- موسى بْن الْقَاسِم بْن إبراهيم أَبُو الحسن العلوي:
كتب الحديث، وسمع الكثير، وكتب عنه، وَكَانَ رجلا صالحا متواضعا، يلزم الجامع، وتوفي بمصر في رمضان هذه السنة.
2111- بشر بْن إبراهيم بْن خلف الأندلسي:
كَانَ فقيها، ثقة [7] ، وتوفي رحمه اللَّه هذه السنة بالأندلس.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 180، وشذرات الذهب 2/ 238) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 376) .
[4] في ت، ك، ل: «وكان صدوقا صالحا» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 482) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 106) .
[7] «ثقة» : ساقطة من ك، ص.

(13/153)


ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أن المقتدر [باللَّه] [1] وقف كثيرا من المستغلات السلطانية على الحرمين، وأحضر القضاة والعدول وأشهدهم على نفسه بذلك.
وفى [يوم] [2] الأربعاء لتسع خلون [3] من رمضان انقطع كرسي الجسر والناس عليه فغرق خلق كثير [4] .
وفى ليلة الجمعة لثمان بقين من رمضان انقض كوكب عظيم وبقي ضوؤه ساعة كالمقباس.
وفيها [5] : أوقع ورقاء بْن مُحَمَّد بالأعراب بناحية الأجفر، فقتل جماعة واستأسر [6] جماعة وقدم بهم فوثبت العامة على الأسارى فقتلتهم [7] ، وضرب رجل منهم بالسياط/ في باب العامة، وقيل: إنه صاحب حصن الحاجر وأن الحاج استجاروا به [8] فوصل إليه من أمتعتهم شيء كثير.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك: «بسبع خلون» .
[4] في ت: «فغرق من الناس الذين كانوا عليه خلق كثير» .
[5] في ت: «وفي هذه السنة» .
[6] في ك: «وأسر جماعة» .
[7] في ل: «على الأسارى فسبتهم» وفي ت: «على الأسارى فقتلوهم» .
[8] في ك، ص: «استأجروا به» .

(13/154)


ووقع حريق في سوق النجارين بباب الشام، فاحترقت السوق بأهلها [1] ، ووقعت شرارات في منارة الجامع بالمدينة فاحترقت [2] .
وفى ذي الحجة حم المقتدر وافتصد، وبقي محموما ثلاثة عشر يوما، ولم يمرض في أيام خلافته غير هذه [المرضة] [3] إلا ما لا يخلو منه الأصحاء من التياث قريب، وَكَانَ يفتصد كثيرا [4] ، وأما دواء الإسهال فلم يشربه قط.
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن عبد الملك. ونظر عَلي بْن عيسى بعين رأيه إلى أمر القرامطة فخافهم على الحاج، وغيرهم فشغلهم بالمكاتبة والمراسلة والدخول في الطاعة وعاداهم وأطلق التسويق بسيراف [5] ، فكفهم بذلك، فخطأه الناس ونسبوه إلى موالاتهم، فلما رأوا ما فعل القرامطة بعده بالناس علموا صواب رأيه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2112- أحمد بْن عَلي بْن شعيب [6] بْن عَلي بْن سنان بْن بحر [7] ، أَبُو عبد الرحمن النسائي الإمام:
كَانَ أول رحلته إلى نيسابور، فسمع إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، والحسين بن
__________
[1] في ت: «السوق بأسرها» .
[2] «السوق بأهلها ... بالمدينة فاحترقت» ساقطة من ص، ل.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] «كثيرا» : ساقطة من ص، ل.
[5] في ك: «وأطلق لهم البشريق بسيراف» .
[6] في ص، ل، والمطبوعة: «أحمد بن شعيب» . وكذا في ابن خلكان (1/ 21) . وفي العبر سماه «أحمد بن شعيب بن علي» .
[7] في ت: «بن سليمان» خطأ.
وانظر ترجمته في: (وفيات الأعيان 1/ 77، 78. والبداية والنهاية 11/ 123، والرسالة المستطرفة 10، وطبقات الشافعية 2/ 83، وتذكرة الحفاظ 698، وخلاصة تذهيب الكمال 1/ 6، وسير أعلام النبلاء 10/ 4/ 21، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 111، وشذرات الذهب 2/ 239، والعبر 2/ 123، والأعلام 1/ 171. والبداية والنهاية 11/ 123، والكامل 6/ 490، وتقريب التهذيب 1/ 16) .

(13/155)


منصور، ومحمد بْن رافع وأقرانهم. ثم خرج إلى بغداد فأكثر عن قتيبة [1] ، وانصرف على طريق مرو، فكتب عن عَلي بْن حجر وغيره، ثم توجه إلى العراق فكتب عن أبي كريب، وأقرانه، ثم دخل الشام ومصر وَكَانَ إماما في الحديث، ثقة ثبتا حافظا فقيها، وَقَالَ الدارقطني: النسائي يقدم على كل [2] من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بْن عبد الله الحاكم، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن إسحاق الأصبهاني، قَالَ: سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره، وخرج إلى دمشق، فسئل عن معاوية وما روي في فضائله، فَقَالَ: لا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل، قَالَ:
وَكَانَ يتشيع، فما زالوا يدفعون في خصيته حتى أخرج من المسجد، ثم حمل إلى الرملة [3] ، فمات فدفن بها سنة ثلاث وثلاثمائة.
قَالَ الحاكم: وحدثني عَلي بْن عمر الحافظ أنه لما امتحن بدمشق، قَالَ:
احملوني إلى مكة! [فحمل إلى مكة] [4] فتوفي بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة.
وكانت وفاته في شعبان هذه السنة، وَقَالَ أَبُو سعيد بْن يونس الْمَصْرِيّ: توفي بفلسطين في صفر هذه السنة.
2113- أَحْمَد بْن عمر بْن المهلب، أَبُو الطيب البزاز البغدادي [5] :
توفي بمصر فِي ربيع الآخر من هَذِهِ السنة.
2114- أَحْمَد بْن عَلي بْن أَحْمَد، أَبُو الطيب المادرائي الكاتب:
ولد بسامراء وقدم به [مصر] [6] صغيرا وأكثر من كتابة الحديث، وكان يتدين،
__________
[1] في ت: «فخرج كثيرا عن قتيبة» .
[2] في ت: «النسائي مقدم على كل» . وفي تذكرة الحفاظ (698) : «أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره ... » . وفي سؤالات السهمي ترجمة (111) : «وسئل: إذا حدث أبو عبد الرحمن النسائي وابن خزيمة بحديث أيا تقدمه؟ فقال: «أبو عبد الرحمن، فإنه لم يكن مثله أقدّم عليه أحدا، ولم يكن في الورع مثله لم يحدث بما حدث ابن لهيعة، وكان عنده عاليا عن قتيبة» .
[3] في ت: «ثم حمل إليه الرملة» بالتكرار.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 287) .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/156)


وولي خراج مصر وتوفي [بها] [1] في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2115- جعفر بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو الفضل المعروف بالقبوري [2] :
حدث عن سويد [3] بْن سعيد روى عنه الشافعي وابن الصواف وَكَانَ ثقة.
توفي في ربيع الآخر من هذه السنة [4] .
2116- الحسن بْن سفيان بْن عامر بْن عبد العزيز بْن النعمان بْن عطاء، أَبُو العباس الشيباني [5] النسوي:
محدث خراسان في عصره، رحل البلدان وسمع الكثير، فسمع بخراسان حبان بْن موسى، وإسحاق بْن إبراهيم، وقتيبة، وعلي بْن حجر في آخرين، وسمع ببغداد أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وأبا خيثمة في آخرين، وسمع بالبصرة أبا كامل [6] ، وهدبة، وشيبان بْن فروخ [7] في آخرين. وسمع بالكوفة من أبي بكر بْن أبي شيبة في آخرين، وبالحجاز إبراهيم بْن المنذر الحزامي فِي آخرين، وبمصر هارون بْن سعيد الأيلي، وأبا طاهر، وحرملة في آخرين، وبالشام صفوان بْن صالح، وهشام بْن خالد، والمسيب بْن واضح، وهشام بْن عمار [في آخرين] [8] وصنف «المسند الكبير» «والجامع» [و] [9] «المعجم» وروى مصنفات ابن المبارك، وتفقه على أبي ثور، وكان
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ص: «المعروف بالصوري» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 202) .
[3] في ك: «حدث عن سعيد بن سعيد» .
[4] في ك: «توفي في ربيع الأول من هذه السنة» . وزاد في ت: «شهر» .
[5] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 124، 125، والكامل 6/ 490، وتذكرة الحفاظ 703، والرسالة المستطرفة 53، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 4/ 178، وطبقات السبكي 2/ 210، وشذرات الذهب 2/ 241) .
[6] في ت: «وسمع بالبصرة أبا حامد» .
[7] في ت: «وسليمان بن فروخ» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/157)


يفتي على مذهبه، وأخذ الأدب عن أصحاب النضر بْن شميل، وإليه كانت الرحلة بخراسان.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ناصر [الحافظ] [1] من لفظه، [قَالَ] [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الحسن بْن أَحْمَد السمرقندي إجازة أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم بشرويه بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم المعقلي، قَالَ: حدثني أَبُو نصر أحمد بن جعفر الأسفراييني [قَالَ] [3] : حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الصفار الفقيه، قَالَ: كنا عند الحسن بْن سفيان النسوي، وقد اجتمع [لديه] [4] طائفة من أهل الفضل ارتحلوا إليه من البلاد البعيدة مختلفين إلى مجلسه لاقتباس العلم وكتابة الحديث، فخرج يوما إلى مجلسه الذي كَانَ يملى فيه الحديث، فَقَالَ: اسمعوا ما أقول لكم قبل أن نشرع [5] في الإملاء، قد علمنا أنكم طائفة من أبناء النعم وأهل الفضل، هجرتم أوطانكم وفارقتم دياركم وأصحابكم في طلب العلم واستفادة الحديث، فلا يخطرن ببالكم أنكم قضيتم بهذا التجشم للعلم حقا، أو أديتم بما تحملتم من الكلف والمشقة من فروضه فرضا فإني أحدثكم [ببعض] [6] ما تحملته في طلب العلم من المشقة والجهد، وما كشف الله سبحانه وتعالى عني وعن أصحابي ببركة العلم وصفو العقيدة من الضيق والضنك، اعلموا أني كنت في عنفوان شبابي ارتحلت من وطني لطلب العلم واستملاء الحديث، فاتفق حصولي بأقصى المغرب، ودخولي مصر في سبعة نفر من أصحابي طلبة العلم وسامعي الحديث [7] ، وكنا نختلف إلى شيخ كَانَ أرفع أهل عصره في العلم منزلة وأرواهم للحديث وأعلاهم إسنادا، وأصحهم رواية، وَكَانَ يملي علينا كل يوم مقدارا يسيرا من الحديث، حتى طالت المدة وخفت النفقة ودعتنا الضرورة إلى بيع ما صحبنا من ثوب وخرقة إلى أن لم يبق لنا ما كنا نرجو به حصول قوت
__________
[1] في ت: «أخبرنا محمد بن ناصر» وما بين المعقوفتين ساقط منها.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك، ت: «قبل أن أشرع» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] فاتفق حصولي ... وسامعي الحديث» : العبارة كلها ساقطة من ص، ل.

(13/158)


يوم، وطوينا ثلاثة أيام بلياليهن لم يذق أحد منا فيها شيئا، وأصبحنا في بكرة اليوم الرابع بحيث لا حراك بأحد منا من الجوع، وأحوجت الضرورة إلى كشف قناع الحشمة وبذل الوجه للسؤال، فلم تسمح بذلك أنفسنا ولم تطب قلوبنا، وأنف كل واحد منا من ذلك، والضرورة تحوج إلى السؤال على كل حال، فوقع اختيار الجماعة على كتبة رقاع بأسمائنا وإرسالها رقعة في الماء [1] ، فمن ارتفع اسمه كَانَ هو القائم بالسؤال واستماحة القوت لنفسه ولجميع أصحابه، فارتفعت الرقعة [2] التي اشتملت على اسمي، فتحيرت ودهشت ولم تسامحني نفسي بالمسألة واحتمال المذلة، فعدلت إلى زاوية [من] [3] المسجد أصلى ركعتين طويلتين وأدعو الله سبحانه وتعالى بأسمائه العظام، وكلماته الرفيعة لكشف الضر وسياقة الفرج فلم أفرغ [4] من الصلاة حتى دخل المسجد شاب حسن الوجه نظيف الثوب [5] طيب الرائحة يتبعه خادم في يده منديل، فَقَالَ: من منكم الحسن بْن سفيان؟ فرفعت رأسي من السجدة، وقلت: أنا الحسن بْن سفيان فما الحاجة؟ فَقَالَ: إن الأمير ابن طولون [6] / صاحبي يقرئكم السلام والتحية ويعتذر إليكم من الغفلة عن تفقد أحوالكم، والتقصير الواقع في رعاية حقوقكم [7] ، وقد بعث بما يكفى نفقة الوقت، وهو زائركم غدا بنفسه ومعتذر إليكم بلفظه، ووضع بين يدي كل واحد مناصرة فيها مائة دينار، فتعجبنا من ذلك وتحيرنا جدا، وقلت للشاب ما القصة في هذا؟
فَقَالَ: [أنا أحد خدم الأمير ابن طولون المختصين [8] به دخلت عليه بكرة يومي هذا مسلما في جملة أصحابي] [9] فَقَالَ الأمير لي: إني أحب أن أخلو يومي هذا فانصرفوا
__________
[1] في ت: «وإرسالها قرعة في الماء» . وقد تكررت هذه القصة في ترجمة ابن خزيمة في وفيات سنة 311 فلتراجع هناك.
[2] في ت: «فارتفعت القرعة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في المطبوعة: «فلم أخرج» .
[5] في ك: «نظيف الثياب» .
[6] في ك، ل، ص، والمطبوعة: «الأمير طولون» . وما أوردناه من ت.
[7] في ك: «رعاية حقكم» .
[8] في ك: «أن خادم الأمير طولون المختص» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/159)


أنتم إلى منازلكم، فانصرفت [أنا] [1] والقوم، فلما عدت إلى منزلي لم يستو قعودي حتى أتاني رسول الأمير مسرعا مستعجلا يطلبني حثيثا، فأجبته مسرعا فوجدته منفردا في بيت واضعا يمينه على خاصرته لوجع ممض اعتراه في داخل حشاه فقال لي: أتعرف الحسن بْن سفيان وأصحابه؟ فقلت: لا، فَقَالَ: اقصد المحلة الفلانية والمسجد الفلاني، واحمل هذه الصرر وسلمها إليه والى أصحابه، فإنهم منذ ثلاثة أيام جياع بحالة صعبة [2] ، ومهد عذري لديهم وعرفهم أني صبيحة الغد زائرهم ومعتذر شفاها إليهم، فَقَالَ الشاب وسألته عن السبب الذي دعاه إلى هذا فَقَالَ: دخلت إلى هذا البيت منفردا على أن أستريح ساعة، فلما هدأت عيني رأيت في المنام فارسا في الهواء متمكنا تمكن من أن يمشى على بساط الأرض [3] وبيده رمح فجعلت أنظر إليه متعجبا حتى نزل إلى باب هذا البيت، ووضع سافلة رمحه على خاصرتي، وَقَالَ: قم أدرك الحسن بْن سفيان وأصحابه، قم فأدركهم [قم فأدركهم] [4] فإنهم منذ ثلاثة أيام جياع في المسجد الفلاني، فقلت له: من أنت؟ فَقَالَ [أنا] [5] رضوان صاحب الجنة، ومنذ أصابت سافلة رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد لا حراك لي معه، فعجل إيصال هذا المال إليهم ليزول هذا الوجع عنى. قَالَ الحسن: فتعجبنا من ذلك وشكرنا الله تعالى وأصلحنا أحوالنا ولم تطب نفوسنا بالمقام لئلا يزورنا الأمير، ولئلا تطلع الناس على أسرارنا فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط جاه، ويتصل ذلك [6] بنوع من الرياء والسمعة، فخرجنا تلك الليلة من مصر وأصبح كل واحد منا واحد عصره وقريع دهره في العلم والفضل، فلما أصبح الأمير ابن طولون جاء لزيارتنا، فأخبر بخروجنا، فأمر بابتياع تلك المحلة بأسرها وأوقفها على ذلك المسجد [7] وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ص، ل: «ثلاثة أيام بحالة صعبة» .
[3] في ل، ك، ت: «على بسيط الأرض» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «ويتقبل ذلك» .
[7] في ك، ت: «ووقفها على ذلك المسجد» .

(13/160)


الفضل وطلبة العلم نفقة لهم حتى لا تختل أمورهم ولا يصيبهم الخلل ما أصابنا، وذلك كله لقوة الدين، وصفو [1] الاعتقاد والله سبحانه [2] وتعالى ولي التوفيق.
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بْن عَبْد الله الحاكم، قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن داود بْن سليمان، يقول: كنا عند الحسن بْن سفيان فدخل عليه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وأبو عمرو الحيرى، وأبو بكر أَحْمَد بْن عَلي الحافظ، فَقَالَ له أَبُو بكر بْن عَلي: قد كتبت للأستاذ أبي بكر مُحَمَّد بْن إسحاق هذا الطريق من حديثك [3] . فَقَالَ: هات واقرأ، فأخذ يقرأ فلما قرأ [4] أحاديث أدخل إسنادا منها في إسناد، فرده الحسن إلى الصواب، فلما كَانَ بعد ساعة أدخل إسنادا في إسناد فرده الحسن إلى الصواب [5] فلما كَانَ بعد ساعة أدخل إسنادا فِي إسناد، فرده إلى الصواب [6] ، وَقَالَ له في الثالثة: يا هذا لا تفعل، فقد احتملتك مرتين، وهذه الثالثة وأنا ابن تسعين سنة فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة. فَقَالَ له أَبُو بكر بْن إسحاق: مه، لا تؤذ الشيخ. فَقَالَ أَبُو بكر [بْن عَلي: إنما] [7] أردت أن يعلم الأستاذ [8] أن أبا العباس يعرف حديثه [9] ، قَالَ الحاكم:
وسمعت أبا عمرو بْن أبي جعفر، يقول: سمعت [أبا بكر بْن عَلي الرازي يقول في حياة الحسن بْن سفيان: ليس للحسن في الدنيا نظير. قَالَ الحاكم: وسمعت أبا عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله الصفار، يقول: سمعت] [10] الحسن بْن سفيان يقول كلما ورد في
__________
[1] في ك، ت: «لعزة الدين والصفوة» .
[2] في ت: «وأنه سبحانه» .
[3] في ك: «هذا الطرس من حديثك» . وفي ل، ص: «هذا الطبق من حديثك» . وما أوردناه من ت.
[4] «فلما قرأ» : ساقطة من ص.
[5] في ص، ل «فرده إلى الصواب» .
[6] «فلما كان بعد ... فرده إلى الصواب» . العبارة ساقطة من ل، ص.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] «أن يعلم الأستاذ» : ساقطة من ص.
[9] في ت: «أن أبا الشيخ يعرف حديثه» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/161)


الحديث العبسيّ فهو كوفي، وكلما ورد العيشي فهو بصري، وكلما ورد العنسي فهو مصري [1] ، توفي الحسن بْن سفيان في هذه السنة.
2117- رويم بْن أَحْمَد، وقيل: ابن مُحَمَّد بْن رويم بْن يزيد [2] :
وفى كنيته ثلاثة أقوال: أبو الحسن، وأبو الحسين، وأبو مُحَمَّد، وَكَانَ عالما [بالقرآن ومعانيه وَكَانَ] [3] يتفقه لداود بْن عَلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قال: أخبرنا أحمد بْن على بْن ثَابِت، قَالَ [4] : أَخْبَرَنَا إسمَاعيل بْن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين السلمي، قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن إبراهيم يحكي، عن أبي عمرو الزجاجي، قَالَ: نهاني الجنيد أن أدخل على رويم، فدخلت عليه يوما وَكَانَ قد دخل في شيء من أمور السلطان، فدخل عليه الجنيد فرآني عنده، فلما خرجنا، قَالَ لي الجنيد: كيف رأيته يا خراساني؟ قلت: لا أدري، قَالَ: إن الناس يتوهمون أن هذا نقصان في حاله ووقته وما كَانَ رويم أعمر وقتا منه في هذه الأيام، ولقد كنت أصحبه بالشونيزية في حاله الأول [5] ، وكنت معه في خرقتين، وهو الساعة أشد فقرا منه في تلك الحالة، وفى تلك الأيام.
أنبأنا [مُحَمَّدُ] [6] بْنُ [أَبِي] [7] طَاهِرٍ الْبَزَّازُ، عَنْ أَبِي القاسم علي بن المحسن
__________
[1] على هامش المطبوعة: «قال ابن حجر في التبصير: ومن ضوابط هذا الفن أن من كان من أهل الكوفة فهو بالموحدة، ومن كان من أهل الشام فهو بالنون، ومن كان من أهل البصرة فهو عيشي بالشين المعجمة» .
[2] في ت: «رويم بن بديل» .
وانظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 125، وتاريخ بغداد 8/ 430، وطبقات الصوفية 180- 184، وحلية الأولياء 10/ 296- 302، وصفة الصفوة 2/ 249، والرسالة القشيرية 27، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 103، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 198، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 152- 155، وطبقات الأولياء 42) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في المطبوعة: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت» .
[5] في ك، ل، ت: «في حالة الإرادة» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/162)


التنوخي، عن أبيه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطبري، قَالَ:
سمعت جعفرا الخلدي، يقول: من أراد [أن] [1] يستكتم سرا فليستكتم [2] كما فعل رويم كتم حب الدنيا أربعين سنة، فقيل له: كيف؟ قَالَ: كَانَ يتصوف أربعين سنة، فولي بعد ذَلِكَ إسماعيل بْن إسحاق القاضي قضاء بغداد، وكانت بينهما مودة مؤكدة [3] فجذبه إليه [وجعله] [4] وكيلا على بابه، فترك التصوف ولبس الخز والقصب والدبيقي، وركب وأكل الطيبات وبنى الدور، وإذا هو كَانَ يكتم [5] حب الدنيا لما لم يجدها، فلما وجدها أظهر ما كَانَ يكتم [6] من حبها. وتوفي رويم في هذه السنة.
2118- زهير بْن صالح بْن أَحْمَد بْن حنبل [7] :
حدث عن أبيه، روى عنه النجاد، قَالَ الدارقطني: هو ثقة.
[و] [8] توفي فِي ربيع الأول من هذه السنة وهو حدث.
2119- عمر بْن أيوب [9] إسماعيل بْن مالك، أَبُو حفص السقطي:
سمع بشر بْن الوليد، وداود بْن رشيد، وعثمان أبي شيبة. روى عنه الخطبي، وابن الصواف، وكان شيخا صالحا ثقة. توفي في جمادى الأولى من هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «يستكتم سرا فليفعل» .
[3] في ل، ص: «مودة وكيدة» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «فإذا قد كان يكتم» .
[6] «لما لم يجدها ... يكتم» . العبارة ساقطة من ص.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 486، والبداية والنهاية 11/ 125، وطبقات الحفاظ للسيوطي 1/ 49، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 292) .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ك، ل، ص، والمطبوعة: «عمر بن الوليد» . والتصحيح من ت، وتاريخ بغداد (11/ 219) . وشذرات الذهب (2/ 242) .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 219، وشذرات الذهب 2/ 242) .

(13/163)


2120- محمد بن عبد الوهاب [بن] [1] سلام،
بن خالد بن حمران بن أبان مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أبو علي الجبائي [2] المتكلم إمام المعتزلة [3] .
ولد سنة خمس وثلاثين ومائتين، وتوفي في شعبان هذه السنة.
2121- محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الغزال، يلقب سمسمة [4] :
حدث عن [مُحَمَّد بْن] [5] عبد الله بن المبارك المخرمي. [و] [6] روى عنه الإسماعيلي. وتوفي في نصف رجب من هذه السنة يوم الجمعة.
2122- مُحَمَّد بْن الحسن [7] بْن العلاء، أَبُو عبد الله [8] السمسار، يعرف بالخواتمي [9] :
حدث عن أبي بكر بْن أبي شيبة، وغيره. وَكَانَ ثقة. وتوفي في هذه السنة.
2123- مُحَمَّد بْن خالد الآجري [10] :
كَانَ عبدا صالحا، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز/، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر [أَحْمَد] [11] بْن ثَابِت، قَالَ: أخبرني أَبُو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي في كتابه إليّ، قال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «أبو علي الحسين» .
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 125، ووفيات الأعيان 1/ 480، واللباب 1/ 208، ومفتاح السعادة 2/ 35، ودائرة المعارف الإسلامية. 6/ 270، والأعلام 6/ 256، وشذرات الذهب 2/ 241، وطبقات السبكي 2/ 250. والأنساب 3/ 186. وروضات الجنات 161) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 403) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ت: «محمد بن الحسين» .
[8] في ك: «أبو محمد» .
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 189) .
[10] في ك: «محمد بن خلف» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 241) .
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/164)


حدثني مُحَمَّد بْن خالد الآجري، قَالَ: كنت أعمل الآجر فبينما أنا [كنت] [1] أمشي بين الاشراج المضروبة [2] إذا سمعت شرجا يقول لشرج: «عليك السلام الليلة أدخل النار» قَالَ: فنهيت الأجراء أن يطرحوها في النار، وصارت الكتل باقية عَلَى حالها وما عملت بعد ذلك [3] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ص، ل، والمطبوعة: «أمشي بين الشراج المضروبة» . وفي تاريخ بغداد: «بينما أنا أمشي بن أشراج الآجر المضروبة» .
[3] في ت: «وتبت وما رجعت عملت بعد ذلك في ذلك العمل» . وفي ك: «وبقيت بحالها وما عملت بعد ذلك شيئا» . وفي ص، ل: «وبقيت حيالها وما عملت بعد ذلك شيئا» . وما أوردناه من تاريخ بغداد (5/ 241) .
وإلى هنا تم المجلد السابع عشر في نسخة ترخانة الرموز لها «ت» . ويبدأ المجلد الثامن عشر من سنة أربع وثلاثمائة.

(13/165)


ثم دخلت سنة اربع وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه اضطرب أمر أبي الحسن عَلي بْن عيسى بْن الجراح، وجرت بينه وبين أم موسى القهرمانة نفرة شديدة، فامتنع من كلامها وواصل الاستعفاء، فقبض عليه وعلى أنسابه [1] ، ونهبت دورهم دونه ولم يتعرض لشيء من أملاكه.
وأخرج أَبُو الحسن عَلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات، فقلد الوزارة وخلع عليه يوم التروية سبع خلع [2] ، وحمل إليه من دار السلطان ثلاثمائة ألف درهم، وعشرون خادما، وثلاثون دابة لرحله وخمسون دابة لغلمانه وخمسون بغلا لنقله وبغلان للعمارية بقبابها وثلاثون جملا، وعشر تخوت ثياب [3] . وركب معه مؤنس الخادم وغلمان المقتدر [باللَّه] [4] وصار [5] إلى داره بسوق العطش، وردت عليه ضياعه [6] ، وأقطع الدار التي بالمخرم [فسكنها] [7] ، وسقى الناس في داره في ذلك اليوم وتلك الليلة أربعون ألف
__________
[1] في ك: «وعلى انسبائه» .
[2] في ص: «يوم التروية بسبع خلع» .
[3] في ت: «عشرون تخت ثياب» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] «باللَّه وصار» : ساقطة من ص، ل.
[6] في ت: «وردت إليه ضياعه» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/166)


رطل من الثلج، وزاد ثمن الشمع والكاغد [1] يومئذ، فكان هذا من فضائله، وَكَانَ بين اعتقاله وبين رجوعه إلى الوزارة [2] خمس سنين وأربعة أيام، وسمع بعض العوام يوم خلع عليه يقول: «وا لك خذ إليك أخذوا منا مصحفا وأعطونا طنبورا» فبلغ ذلك الخليفة، فكان ذلك سبب الإحسان إلى عَلي بْن عيسى، وحسن النية فيه إلى أن أخرج عن الحبس.
وفى فصل الصيف من هذه السنة: تفزع الناس من شيء من الحيوان يسمى الزبزب [3] ، ذكروا أنهم يرونه بالليل على سطوحهم، وأنه يأكل أطفالهم، وربما قطع [4] يد الإنسان إذا كَانَ نائما، وثدي المرأة فيأكله، فكانوا يتحارسون طول الليل، ويتزاعقون، ويضربون الطسوت والهواوين [5] والصواني ليفزعوه فيهرب. وارتجت بغداد من الجانبين بذلك، واصطنع الناس [6] لأطفالهم مكابا من سعف يكبونها عليهم بالليل، ودام ذلك حتى أخذ السلطان حيوانا أبلق كأنه من كلاب الماء، وذكروا أنه الزبزب، وانه صيد، فصلب عند رأس الجسر الأعلى بالجانب الشرقي فبقي مصلوبا إلى أن مات، فلم يغن ذلك شيئا، وتبين الناس أنه لا حقيقة لما توهموه، فسكنوا إلا أن اللصوص وجدوا فرصة بتشاغل الناس بذلك الأمر، وكثرت النقوب وأخذ الأموال [7] .
وورد الخبر في هذه السنة من خراسان أنه وجد بالقندهار في أبراج سورها أزج متصل بها فيه ألف رأس في سلاسل [8] ، من هذه الرءوس تسعة وعشرون رأسا، في اذن
__________
[1] «الكاغد» . ساقط من ص، ل.
[2] في ك: «وكانت مدة اعتقاله إلى أن رجع إلى الوزارة» . وفي ت: «وكانت مدة اختفاءه إلى أرجع الى الوزارة» .
[3] في البداية والنهاية لابن كثير (11/ 126) : «الزرنب» . وهو تصحيف. وفي حياة الحيوان للدميري، وشرح القاموس: الزبزب بزاءين بينهما باء موحدة كالسنور، وهي بلقاء بسواد، قصيرة اليدين والرجلين» .
[4] في ك: «وربما قلع» . وفي تكملة تاريخ الطبري: «قطع» .
[5] في ت: «ويضربون الطبول والهواوين» . وفي التكملة (210) : «فكانوا يضربون بالهواورين ليفزعوه» . وفي الكامل (6/ 495) : «فكان الناس يتحارسون ويتزاعقون ويضربون بالطشوت والصواني وغيرها ليفزعوه» .
[6] في ت: «وأصلح الناس» وفي التكملة: «وعمل الناس لأولادهم مكاب من سعف يكبونها عليهم» .
[7] في ت: «وأخذت الأموال» .
[8] في ت: «متصل بها خمسة آلاف رأس في سلاسل» . ولم يذكر في البداية العدد

(13/167)


كل رأس رقعة مشدودة بخيط إبريسم باسم كل رجل منهم، وَكَانَ من الأسماء شريح بْن حيان، وخباب بْن الزبير [1] ، والخليل بْن موسى، وطلق بْن معاذ [2] ، وحاتم بْن حسنة، وهانئ بْن عروة. وفى الرقاع تاريخ من سنة سبعين من الهجرة، فوجدوا على حالاتهم لم تتغير شعورهم [3] إلا أن جلودهم قد جفت، وقلد سنان ابن ثَابِت الطبيب أمر المارستانات ببغداد وكانت خمسة [4] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2124- إبراهيم بْن عبد الله بْن مُحَمَّد، بْن [أيوب أَبُو] إسحاق المخرمي [5] :
حدث عن القواريري، وسري السقطي وغيرهما، قَالَ أَبُو بكر الإسماعيلي: كَانَ صدوقا، وَقَالَ الدارقطني: ليس بثقة، حدث عن قوم ثقات أحاديث باطلة [6] .
وتوفي في رمضان هذه السنة.
2125- إبراهيم بْن موسى بْن إسحاق [أَبُو إسحاق] [7] الجوزي المعروف بالتوزي [8] :
سمع بشر بْن الوليد القاضي، وعَبْد الأَعْلَى بن حماد النرسي، ومجاهد بن
__________
[1] في ك: «وجبار بن الزبير» .
[2] في ت: «وطلحة بن معاذ» .
[3] في ك، ل: «لم يتغير شعرهم» .
[4] «وكانت خمسة» : ساقطة من ص، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ت:
«المخزومي» بدلا من «المخرمي» . وهو خطأ.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 120، وميزان الاعتدال 1/ 41، وشذرات الذهب 2/ 243، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 179، والموضوعات 2/ 193- 194، والعبر 2/ 127، ولسان الميزان 1/ 72، وسؤال من السهمي للدارقطني 183) .
[6] في ت: «أحاديث طويلة» . وفي الميزان: «أحاديث باطلة» ، وفي سؤالات السهمي (183) : «أحاديث باطلة ... » وذكر منها حديثا.
قال الذهبي في الميزان: «قال فيه الإسماعيلي صدوق» . وأورد له حديثا قال عنه الدارقطنيّ: هذا باطل.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 187- 188) .

(13/168)


موسى، وابني أبي شيبة [1] في آخرين، روى عنه أَبُو الحسين بْن المنادي، وأبو علي ابن الصواف، وغيرهما. وَكَانَ ثقة صدوقا.
توفي فِي جمَادى الآخرة من هذه السنة، وقيل: [بل] [2] في سنة ثلاثة.
2126- إسحاق بْن إبراهيم بْن يونس بْن موسى، أَبُو يعقوب المعروف بالمنجنيقي الوراق [3] :
حدث عن هناد، وأبي كريب وغيرهما. روى عنه جعفر الخلدي، والطبراني، وَكَانَ صدوقا صالحا زاهدا. وتوفي بمصر في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2127- طاهر بْن عبد العزيز، أَبُو الحسن الأندلسي الرعيني:
سمع من عَلي بْن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، وَكَانَ عاقلا فهما، عارفا باللغة.
وتوفي في هذه السنة.
2128- عبد العزيز بْن محمد بن دينار، أبو منحدم الفارسي [4] :
سمع داود بْن رشيد. روى عنه أَبُو عَلي الصواف، وَكَانَ ثقة صادقا [5] عابدا زاهدا صالحا. توفي في هذه السنة.
2129- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن خالد بن شيرزاذ، [أبو بكر] البوراني [6] :
قاضى تكريت، حدث ببغداد عن الْقَاسِم بْن يزيد صاحب وكيع، وأحمد بْن منيع، [ولوين] [7] وغيرهم.
__________
[1] في ت: «ابن أبي شيبة» وما أوردناه من باقي الأصول وتاريخ بغداد.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 385، 386، وشذرات الذهب 2/ 243، وتقريب التهذيب 1/ 55) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 454) .
[5] في ص، ت: «وكان ثقة عارفا عابدا»
[6] في ت: «ابن شيرزاد البودكي» . «والبوراني: بضم الباء الموحدة والراء المهملة والنون والألف وهذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط ويجلس عليها، ويقال بالعراق البوراني أيضا ... » (اللباب 1/ 184) .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 295، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 102، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 106، 110) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/169)


أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَلي بْن مُحَمَّد بْن [1] نصر الدينَوَريّ، قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي، يقول: سألت الدارقطني عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خالد البوراني، فَقَالَ: لا بأس به، ولكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء. قَالَ ابن ثَابِت: وقرأت في كتاب مُحَمَّد بْن المظفر بخطه، توفي أَبُو بكر البوراني يوم الأحد قبل الظهر، ودفن العصر في مقابر القطيعة لثمان خلون من صفر سنة أربع وثلاثمائة.
2130- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الهيثم بْن منصور، أَبُو جعفر الدوري [2] :
سمع أباه، ومحمد بْن عبد الملك الدقيقي وغيرهما. روى عنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن المظفر، وغيرهما. وكان ثقة. وتوفي في يوم السبت لثمان خلون من المحرم في هذه السنة.
2131- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين بن علقمة بن لبيد بن نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة، أبو الحسن التميمي المصري يلقب فروجة [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن جماعة من المصريين. روى عنه الجعابي، ومحمد بْن المظفر وغيرهما. وَكَانَ ثقة حافظا. [وتوفي في هذه السنة] [4] .
2132- مُحَمَّد بْن الحسين بْن خالد، أَبُو الحسن القنبيطي [5] :
سمع إبراهيم بْن سعيد الجوهري، ويعقوب الدورقي. روى عنه أَبُو عَلي بْن الصواف. وَكَانَ ثقة، توفي ليلة الثلاثاء [6] ليلتين خلتا من صفر هذه السنة.
__________
[1] «محمد بن» : ساقط من ك، ل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 370) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 370) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت، ك: «أبو الحسن الشيطي» . خطأ. وفي ص، ل: «أبو الحسن السبطي» . وما أوردناه من تاريخ بغداد وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 231) .
[6] في ت، ك: «توفي يوم الثلاثاء» .

(13/170)


2133- يُوسُف بْن الحسين بْن عَلي، أَبُو يعقوب [1] الرازي:
صحب ذا النون المصري، وسمع أَحْمَد بْن حنبل. روى عنه أَبُو بكر النجاد.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، [2] ، قَالَ [3] : حدثني عبد العزيز [بْن أبي طاهر الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عقيل بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد السمسار، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن جعفر بْن الجنيد الرازي، قَالَ:
سمعت يُوسُف بْن الحسين، يقول: قيل لي: إن ذا النون المصري يعرف اسم الله الأعظم، فدخلت مصر، فذهبت إليه فبصر بي وأنا طويل اللحية ومعي ركوة طويلة، فاستبشع منظري فلم يلتفت إلي، فلما كَانَ بعد أيام جاء إليه رجل صاحب كلام، فناظر ذا النون فلم يقم ذو النون بالحجج عليه، فأخذته إلي وناظرته فقطعته فعرف ذو النون فضلي، فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب، وَقَالَ: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته وخدمته سنة، فلما كَانَ بعد رأس السنة، قلت له: يا أستاذ قد خدمتك وقد وجب حقي عليك، وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم وقد عرفتني فلا تجد له موضعا مثلي فأحب أن تعلمني إياه. قَالَ: فسكت عني ذو النون ولم يجبني وكأنه أومى إلي أنه يخبرني، قَالَ: فتركني بعد ذلك ستة أشهر ثم أخرج إلي من بيته طبقا ومكبة مشدودا في منديل، وَكَانَ ذو النون يسكن الجيزة، فَقَالَ: تعرف فلانا صديقنا في الفسطاط؟ قلت: نعم، قَالَ: فأحب أن تؤدي هذا إليه، فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشى طول الطريق وأنا متفكر فيه مثل ذي النون يوجه إلى فلان ترى إيش هو؟
قَالَ: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر، فحللت المنديل ورفعت المكبة، فإذا فأرة قفزت من الطبق ومرت قَالَ: فاغتظت غيظا شديدا، وقلت: ذو النون يسخر بي ويوجه مع مثلي
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 314- 319، والبداية والنهاية 11/ 186، وطبقات الصوفية 185- 191، وحلية الأولياء 10/ 238- 242، وصفة الصفوة 4/ 47، والرسالة القشيرية 29، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 63، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 105، والكواكب الدرية 2/ 57، وشذرات الذهب 2/ 245، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 201، 202، وطبقات الحنابلة 1/ 418- 420، والنجوم الزاهرة 3/ 191- 265، وطبقات الأولياء 105) .
[2] في ت: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت» .
[3] من هنا إلى العلامة المماثلة ساقط من ك.

(13/171)


فأرة، فرجعت على ذلك الغيظ، فلما رآني عرف ما بي، فَقَالَ: يا أحمق، إنما جربناك، ائتمنتك على فأرة فخنتني على اسم الله الأعظم؟ سر عني فلا أراك.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن عَلي قَالَ: حدثني] [1] عبد العزيز بْن عَلي [2] الأزجي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد المفيد [3] قَالَ: سمعت أبا الحسن عَلي بْن إبراهيم الرازي/، يقول: حكى لي أَبُو خلف الوزان، عن يُوسُف بْن الحسين أنه رئي فِي المنام، فقيل لَهُ: مَا فعل الله بك؟ قَالَ: غفر لي ورحمني فقيل: بماذا؟
قَالَ: بكلمة أو بكلمات قلتها عند الموت، قلت: اللهم أنى نصحت الناس قولا وخنت نفسي فعلا فهب لي خيانة فعلي لنصح قولي. توفي يُوسُف في هذه السنة.
2134- يموت بْن المزرع بْن يموت، أَبُو بكر [4] العبدي:
من عبد القيس، بصرى قدم بغداد وحدث بها عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، وَكَانَ صاحب أخبار [5] وآداب وملح، وهو ابن أخت الجاحظ [6] ، واسمه يموت ثم تسمى محمدًا، فغلب الاسم الأول عليه.
(أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر ثابت [7] ، قال: أخبرني محمد بن اليزدي، قَالَ: أخبرني [8] الحسين بْن عمر بْن محمد [9] القاضي في كتابه، قال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] «بن علي» : ساقطة من ص، ل.
[3] «المفيد» : ساقطة من ص.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 358، ووفيات الأعيان 7/ 53: 61، وإرشاد الأريب 7/ 305، والنجوم الزاهرة 3/ 191، وجمهرة الأنساب 281، والأعلام 8/ 209، والبداية والنهاية 11/ 127، وشذرات الذهب 2/ 243. ومعجم الأدباء 20/ 57. والعبر 2/ 128. وبغية الوعاة 420. ونزهة الألباء 163. ومروج الذهب 4/ 196. ومعجم الزبيدي 235) .
[5] في ك: «وكان صاحب فضل» .
[6] في ت: «وهو ابن أبي أخت الجاحظ» خطأ.
[7] في ت: أخبرنا أبو بكر ابن ثابت» .
[8] «أخبرنا أبو منصور ... قال: أخبرني» : العبارة ساقطة من ص، ل.
[9] «بن محمد» : ساقطة من ص، ل.

(13/172)


سمعت يموت بْن المزرع يقول: بليت بالاسم الذي سماني به أبي فإني إذا عدت مريضا فاستأذنت عليه، فقيل: من ذا، قلت: أنا ابن المزرع وأسقطت اسمي.
مات يموت بطبرية، وقيل: بدمشق في هذه السنة [1] ، رحمة الله عليه.
__________
[1] ذكر الخطيب في التاريخ (14/ 360) بسنده إلى أبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زير، قال:
«سنة ثلاث وثلاثمائة فيها مات يموت بن المزرع بن يموت بطبرية» . قال الخطيب: «قلت وذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه مات بدمشق في سنة أربع وثلاثمائة» .

(13/173)


ثم دخلت سنة خمس وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه قدم رسول ملك الروم في الفداء، والهدنة. وَكَانَ الرسول غلاما حدث السن ومعه شيخ وعشرون غلاما، فأقيمت له الأنزال الواسعة، ثم أحضروا بعد أيام دار السلطان، وأدخلوا وقد عبئ لهم العسكر [وصف] [1] بالأسلحة التامة، وكانوا مائة وستين ألفا [ما بين] [2] فارس وراجل [3] ، وكانوا من أعلى باب الشماسية إلى الدار، وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم والخواص بالسمة الظاهرة [4] ، والمناطق المحلاة وكانوا سبعة آلاف خادم منهم أربعة آلاف بيض، وثلاثة آلاف سود، وَكَانَ الحجاب سبعمائة حاجب، وفي دجلة الطيارات والزبازب والسميريات بأفضل زينة، وسار الرسول، فمر على دار نصر القشوري الحاجب [5] ، فرأى منظرًا عظيما، فظنه الخليفة، فداخلته له هيبة حتى قيل له: إنه الحاجب، وحمل إلى دار الوزير، فرأى أكثر مما رأى ولم يشك أنه الخليفة، فقيل له: هذا الوزير، وزينت دار الخليفة، فطيف بالرسول فيها
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ت: «فارس ومائة ألف راجل» .
[4] في ت، ك: «والخواص بالبزة الظاهرة» .
[5] في ت: «دار السوري الحاجب» .

(13/174)


فشاهد ما هاله، وكانت الستور ثمانية وثلاثين ألف ستر، والديباج المذهب منها اثنا عشر ألفا وخمسمائة وكانت البسط اثنين وعشرين ألفا، وَكَانَ في الدار من الوحش قطعان تأنس بالناس وتأكل من أيديهم، وَكَانَ هناك مائة سبع كل سبع بيد سباع، ثم أخرج إلى دار الشجرة، وكانت شجرة في وسط بركة فيها ماء صاف، والشجرة ثمانية عشر غصنا، لكل غصن منها شاخات كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة، وأكثر قضبان الشجرة فضة وبعضها مذهب [1] ، وهي تتمايل، ولها ورق مختلف الألوان، وكل [شيء] [2] من هذه الطيور يصفر، ثم أدخل إلى الفردوس، وَكَانَ فيه من الفرش والآلات ما لا يحصى، وفى دهاليزه عشرة آلاف جوشن مذهبة معلقة، ويطول شرح ما شاهد الرسول [3] من العجائب، إلى أن وصل إلى المقتدر وهو جالس على سرير من آبنوس قد فرش بالدبيقي المطرز، وعن يمنة السرير تسعة عقود معلقة، وعن يسرته تسعة أخرى من أفخر الجواهر، يعلو ضوؤها [4] على ضوء النهار، فلما وصل الرسولان إلى الخليفة وقفا [5] عنده على نحو مائة ذراع، وعلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات قائم بين يديه، والترجمان واقف يخاطب ابن الفرات، وابن الفرات يخاطب الخليفة، ثم أخرجا وطيف بهما في الدار حتى أخرجا إلى دجلة، وقد أقيمت على الشطوط الفيلة مزينة والزرافة والسباع والفهود، ثم خلع عليهما وحمل إليهما خمسون [سقروقا في كل سقروق] بدرة عشرة آلاف [6] درهم.
وورد من مرو كتاب على السلطان أن نفرا عثروا من سور مدينة مرو على نقب،
__________
[1] في ك: «وبعضها ذهب» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك: «ويطول شرح ما رأى» .
[4] في ت: «فغلب ضوؤها» . وفي ك: «يغلب ضوؤها» .
[5] في ت، ك: «وقف منه» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وجاء فيها: «حمل إليهما خمسون بدرة ورقاء في كل بدرة خمسة آلاف درهم» .
وفي ك: «سقروقا في كل واحد خمسة آلاف» .

(13/175)


فكشفوا عنه الكيس فوصلوا إلى أزج فأصابوا فيه ألف رأس، وفى أذن كل رأس رقعة كتب فيها اسم صاحبه [1] .
وفى هذه السنة: ورد على السلطان هدايا جليلة من أَحْمَد بْن هلال صاحب عمان، وفيها أنواع الطيب، ورماح، وطرائف من طرائف البحر، وطائر أسود يتكلم بالفارسية والهندية أفصح من الببغاء، وظباء سود [2] .
وفيها قلد أَبُو عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف [3] القضاء بالحرمين وكتب له عهده.
وفيها ثارت فتنة بالبصرة، وشغبوا على واليهم الحسن بْن الخليل الفرغاني، وأحرق الجامع وقتل [من] [4] العامة خلق عظيم،.
وفيها حج بالناس [5] الفضل بْن عبد الملك.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2135- إسماعيل بْن إسحاق بْن الحصين ابن بنت معمر بْن سليمان، أَبُو مُحَمَّد الرَّقِّيّ [6] :
سكن بغداد، وحدث عن أَحْمَد بْن حنبل وغيره، حدث عنه مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ، توفي في هذه السنة، وقيل: سنة ست.
2136- سليمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد، أَبُو موسى النحوي المعروف بالحامض [7] .
كَانَ من علماء الكوفيين [8] ، أخذ عن ثعلب وصحبه أربعين سنة، وهو المقدم من
__________
[1] في ت: «في أذن كل رأس رقعة قد أثبت فيها اسم صاحبه» . وفي ك: «في كل رأس في أذنه رقعة قد أثبت فيها اسم صاحبه» .
[2] «وظباء سود» : ساقطة من ك.
[3] في ت: «أبو عمرو محمد بن يوسف» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 295) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 61، ووفيات الأعيان 2/ 406. ونزهة الألباء 306، وإنباه الرواة 2/ 21، والأعلام 3/ 132، ومعجم الأدباء 11/ 253. وبغية الوعاة 262) .
[8] في ل: «كان من العلماء بالنحو» . وقيل في سبب تلقيبه بالحامض انه كان ضيق الصدر سيء الخلق.

(13/176)


أصحابه والذي جلس بعده في مجلسه، وصنف كتبا منها «غريب الحديث» «وخلق الانسان والوحوش والنبات [1] » . روى عنه أَبُو عمر الزاهد، وَكَانَ دينا صالحا.
وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة، ودفن بباب التبن [2] .
2137- عبد الله بْن صالح بْن عبد الله بْن الضحاك، أَبُو مُحَمَّد البخاري [3] :
سمع الحسن بْن عَلي الحلواني، [ولوينا] [4] ، وعثمان بْن أبي شيبة، روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر. وَكَانَ ثقة ثبتا صالحا.
توفي في هذه السنة.
2138- الْقَاسِم بْن زكريا بن يحيى، أبو بكر المقرئ المعروف [5] بالمطرز:
سمع سويد بْن سعيد، وأبا كريب. روى عنه الخلدي، والجعابي [6] . وَكَانَ ثقة ثبتا قارئا مصنفا نبيلا. توفي في صفر هذه السنة، ودفن في مقابر باب الكوفة.
2139- مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أبان بْن ميمون، [أَبُو عبد الله] السراج [7] :
سمع يحيى بْن عبد الحميد الحماني، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عمر القواريري، وسريج بْن يونس [8] . وغيرهم. وروى عنه أَبُو حفص الأبار [9] ، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، وغيرهما. وكان ثقة. وتوفي في هذه السنة، وقيل: سنة ست وثلاثمائة، والله أعلم.
__________
[1] ومن كتبه أيضا: «السبق والنضال» ، ما يذكر ويؤنث من الإنسان واللباس» .
[2] في ك: «دفن بباب السبز» تصحيف.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 481) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 441، وتهذيب التهذيب 8/ 314، وتذكرة الحفاظ 2/ 256، والإعلام 5/ 176، وشذرات الذهب 2/ 246، وتقريب التهذيب 2/ 116) .
[6] في ت: «وابن الجعابيّ» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 401، وشذرات الذهب 2/ 246) .
[8] في ت: «وشريح بن يونس» . خطأ.
[9] في ت: «أبو حفص الأنباري» . وفي تاريخ بغداد: «أبو حفص ابن الريان» .

(13/177)


ثم دخلت سنة ست وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أن فِي أول يوم من المحرم فتح سنان بْن ثَابِت الطبيب مارستان السيدة الّذي اتخذه لها بسوق يحيى على دجلة، وجلس فيه ورتب المتطببين، وكانت النفقة عليه كل شهر ستمائة دينار، وأشار سنان على المقتدر باتخاذ مارستان فاتخذه بباب الشام [فولاه سنان] [1] وسمي المقتدري، وكانت النفقة [عليه] [2] في كل شهر مائتي دينار.
وقرئت الكتب على المنابر [3] في صفر بما فتح الله عز وجل [على يد يسر [4] الأفشيني ببلاد الروم، وقرئت على المنابر في ربيع الأول بما فتح الله] [5] على ثمل [6] الخادم في بحر الروم.
وفى ربيع الآخر: توفي مُحَمَّد بْن خلف وكيع [7] ، فتقلد أبو جعفر ابن البهلول ما كَانَ/ يتولاه من القضاء بمدينة المنصور وقضاء الأهواز.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك: «وقرئت الكتب على الناس» .
[4] في ص: «على يد بشر» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «الأفشيني ببلاد ... بما فتح الله على ثمل» . العبارة ساقطة من ك.
[7] في ت: «توفي محمد بن خلف ووكيع» .

(13/178)


وفى هذا الشهر [1] شغب أهل السجن الجديد، وصعدوا السور، فركب نزار بْن مُحَمَّد [2] صاحب الشرطة، وحاربهم، وقتل منهم واحدا، ورمى برأسه إليهم فسكنوا.
وفى هذا الشهر [3] : ركب المقتدر إلى الثريا، وانصرف، فدخل من باب العامة [4] ، ووقف طويلا حتى رآه الناس، وأرجف الناس بمرض المقتدر وأشاعوا موته، فركب إلى باب الشماسية ثم انحدر في دجلة إلى قصره. حتى رأوه فسكنوا.
وفى جمادى الأولى: قبض على أبي الحسين [5] عَلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات، ووكل بداره وما كَانَ فيها.
وفى هذه السنة: وثب بنو هاشم على عَلي بْن عيسى لتأخر أرزاقهم، فمدوا أيديهم إليه، فأمر المقتدر بالقبض عليهم وتأديبهم ونفاهم إلى البصرة، وأسقط أرزاقهم، فسأل فيهم عَلي بْن عيسى [فردوا] [6] فتواروا وقبض على ابنه وبيعت أمواله وأملاكه، وحوسب، وكان [مما أعطى] [7] سبعمائة ألف [دينار] [8] ، وَكَانَ السبب انه أخر إطلاق [أرزاقهم] [9] ، وأرزاق الجند، واحتج بضيق المال، [وَكَانَ قد] [10] صرفه إلى محاربة ابن أبي الساج، فطلب من المقتدر إطلاق مائتي ألف دينار من بيت المال [لإعطاء الجند] [11] ، فثقل ذلك على المقتدر، وراسل ابن الفرات [12] فإنه كَانَ قد ضمن
__________
[1] في ك: «وفي هذه السنة» .
[2] في جميع النسخ: «فركب محمد بن نزار» .
[3] في ت، ك: «وفي هذه السنة» .
[4] في ص: «ثم دخل من باب العامة» .
[5] في ت، ك: «قبض على أبي الحسن» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
والعبارة: «فتواروا وقبض على ابنه ... سبعمائة ألف دينار» : ساقطة من ص، ل.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[11] ما بين المعقوفتين: من ت.
[12] في ت: «وراسل ابن أبي الفرات» .

(13/179)


له أن يقوم بسائر النفقات، فاحتج بما أنفق على محاربة ابن أبي الساج، فلم يسمع اعتذاره [1] . وكوتب في الوقت أَبُو مُحَمَّد حامد بْن العباس بالإصعاد إلى الحضرة [2] ، فتلقاه الناس، وبعثت إليه الألطاف، فلما قدم خلع عليه فركب وخلفه أربعمائة غلام لنفسه وصار إلى الدار بالمخرم فنزلها، وبان عجزه في التدبير، فأشير عليه أن يطلب عَلي بْن عيسى [يكون بين يديه ففعل، فأخرج عَلي بْن عيسى فحمل] [3] إلى حامد [4] ، فكان يحضر ومعه دواة وينظر في الأعمال ويوقع، وَكَانَ أَبُو على بْن مقلة ملازما لحامد يكتب بين يديه ويوقع بحضرته، وَكَانَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن إسماعيل [5] المعروف بزنجي يحضر أيضا بين يدي حامد، فقوي أمر أبي الحسن عَلي بْن عيسى حتى غلب على الكل، فكان يمضي الأمور في النقض والإبرام من غير مؤامرة حامد، وقد كَانَ يحضر دار حامد في كل يوم دفعتين مدة شهرين ثم صار يحضر كل يوم دفعة واحدة [6] ثم صار يحضر كل أسبوع مرة، ثم سقطت منزلة حامد عند المقتدر في أول صفر [7] سنة سبع وتبين هو وخواصه [8] أنه لا فائدة في الاعتماد عليه في شيء من الأمور، فتفرد حينئذ أَبُو الحسن عَلي بْن عيسى بتدبير جميع أمور المملكة، وصار حامد لا يأمر في شيء [بتة] [9] .
وقلد أَبُو عمر القاضي المظالم في جمادى الآخرة من هذه السنة، وفى هذه السنة أمرت السيدة أم المقتدر قهرمانة لها تعرف بثمل أن تجلس بالتربة التي بنتها بالرصافة للمظالم، وتنظر في رقاع الناس في كل جمعة، فجلست وأحضرت
__________
[1] «فلم يسمع اعتذاره» ، ساقطة من ص، ل.
[2] في ت: بالإصغاء إلى الحضرة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «إلى أحمد بن حامد» .
[5] «بن إسماعيل» : ساقطة من ل، ص.
[6] «واحدة» : ساقطة من ل، ص.
[7] في ت، ك: «عند المقتدر منذ أول صفر» .
[8] في ت: «سنة سبع وثلاثين هو وخواصه» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/180)


القاضي أبا الحسين بْن الأشناني [1] وخرجت التوقيعات على السداد [2] .
أَخْبَرَنَا ابن ناصر، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله الحُمَيْدِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سعيد الحافظ، قَالَ: [3] قعدت ثمل القهرمانة في أيام المقتدر للمظالم، وحضر مجلسها القضاة والفقهاء [4] .
وفيها حج بالناس الفضل بْن عبد الملك [5] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2140- إبراهيم بن أحمد (بن محمد [6] بْن الحارث، أَبُو الْقَاسِم الكلابي [7] ،
روى عن الحارث بْن مسكين وغيره، وَكَانَ رجلا صالحا فقيها على مذهب [الإمام] [8] الشافعي، وَكَانَ ثقة، وَكَانَ من أهل الصيانة والانقباض.
وتوفي في شعبان هذه السنة.
2141- أَحْمَد بْن يحيى، أَبُو عبد الله الجلاء [9] :
بغدادي [10] سكن الشام، وصحب أبا تراب، وذا النون.
__________
[1] في ت: «أبا الحسين الإسناني» . وفي باقي النسخ: «أبا الحسن الإسناني» .
[2] في ت: «وأخرجت إليه توقيعات السداد» .
[3] في ص، ل: «قال أبو محمد علي بن أحمد ابن سعيد الحافظ» .
[4] في ت: «وحضر بمجلسها القضاة والفقهاء» .
[5] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[6] «بن محمد» : ساقطة من ص، ل.
[7] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 129) .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ت: «أبو عبد الله بن الجلاء» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 213، والبداية والنهاية 11/ 129، وطبقات الصوفية 176- 179، وحلية الأولياء 10/ 314، وصفة الصفوة 2/ 250، والرسالة القشيرية 26، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 151، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 102، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 202، وشذرات الذهب 2/ 248، والنجوم الزاهرة 3/ 170، 194، 235، وكشف المحجوب 134، 35، والكواكب الدرية 2/ 10، واللباب 1/ 59، وطبقات الأولياء 19) .
[10] في ك: «البغدادي» .

(13/181)


أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي، يقول: سمعت ابن الجلاء يقول: قلت لأبي وأمي:
أحب أن تهباني للَّه، فقالا: قد وهبناك [للَّه] [1] فغيبت عنهما مدة [2] ، ثم رجعت من غيبتي، فكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب فقالا: من؟ قلت: ولدكما، قالا: كَانَ لنا ولد فوهبناه للَّه عز وجل، ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا، وما فتحا لي الباب، توفي أبو عبد الله ابن الجلاء الصوفي في [رجب] [3] هذه السنة [4] .
2142- أَحْمَد بْن الحسن بْن عبد الجبار بْن راشد، أَبُو عبد الله [5] الصوفي
سمع عَلي بْن الجعد، وأبا نصر التمار، ويحيى بْن المعين في خلق كثير. وَكَانَ ثقة. وتوفي في يوم الجمعة لخمس بقين من رجب هذه السنة.
2143- أَحْمَد بْن عمر بْن سريج [6] ، أَبُو العباس [7] القاضي:
حدث عن الحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وعلي بْن أشكاب، وعباس الدوري [8] ، وأبي داود وغيرهم، روى عنه سليمان بْن أَحْمَد الطبراني، [وأبو] [9] أحمد
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت، ك: «فغبت عنهما مدة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] «توفي أبو عبد الله ... هذه السنة» : الجملة ساقطة من ص، ل.
[5] في ت: «أبو عبد الله الكوفي» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 82، والبداية والنهاية 11/ 129، وشذرات الذهب 2/ 247) .
[6] في ك، ل، ص: «بن شريح» . وما أوردناه من تاريخ بغداد، والبداية والنهاية، ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 287، والعبر للذهبي 2/ 132. وتذكرة الحفاظ 811. والبداية والنهاية 11/ 129، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 87، ووفيات الأعيان 1/ 66، 67. والأعلام 1/ 185، وشذرات الذهب 2/ 247) .
[8] في ت: «وعام الدوري» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/182)


الغطريفي، وانتهت إليه رياسة أصحاب الشافعي [1] ، وشرح المذهب ولخصه وعمل المسائل في الفروع.
أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد الملك، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني [2] ، حَدَّثَنَا عبد الله بْن عدي الْحَافِظ [3] ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلي بْن خيران، يقول: سمعت أبا العباس ابن سريج، يقول: رأيت في المنام كأنا مطرنا كبريتا أحمر فملأت أكمامي وجيبي وحجري، فعبر لي أني أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.
قَالَ ابن ثَابِت: وأخبرنا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز الهمذاني، [سمعت عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن خيران، يقول: سمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بْن عبد الله بْن] [4] عبيد الفقيه، يقول: سمعت عثمان السندي، يقول: قَالَ [لي] [5] أَبُو العباس بْن سريج في علته التي مات فيها: أريت البارحة في المنام كَانَ قائلا يقول [لي] [6] هذا ربك [تعالى] [7] يخاطبك [قَالَ] [8] فسمعت كأن قائلا يقول: ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ 28: 65 [9] ، قَالَ: فوقع في قلبي بالإيمان والتصديق، قَالَ: فقيل: ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ 28: 65، قَالَ: فوقع في قلبي أنه يراد مني زيادة في الجواب، فقلت: بالإيمان والتصديق غير أنا قد أصبنا من هذه الذنوب، فَقَالَ: أما أني قد أغفر لكم [10] . توفي ابن سريج في جمادى الأولى من هذه السنة عن سبع وخمسين سنة وستة أشهر، ودفن بحجرة سويقة غالب.
__________
[1] في ت: «وانتهت إليه رياسة الشافعيين» .
[2] في ت: «أبو سعيد الماليني» . وفي ص، ل: «أيوب الماليني» . وفي ك: «أبو أيوب الماليني» . وما أوردناه من تاريخ بغداد (4/ 288) .
[3] في ت: «عبد الله بن علي الحافظ» خطأ.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] سورة: القصص، الآية: 65.
[10] في ت: «أما أني قد غفرت لك» .

(13/183)


2144- إبراهيم بْن عَلي بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد، أَبُو إسحاق [1] العمري الموصلي [2] :
قدم بغداد وحدث بها عن جماعة. وروى عنه ابن صاعد، والنجاد، والخلدي.
وَكَانَ ثقة. توفي في هذه السنة.
2145- جبريل بْن الفضل، أَبُو حاتم السمرقندي [3] :
ورد بغداد حاجا في سنة اثنتين وتسعين ومائتين [4] ، وحدث عن قتيبة وغيره، روى عنه عبد الباقي ابن قانع. وَكَانَ ثقة، وتوفي في هذه السنة.
2146- الحسين [5] بْن يُوسُف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حماد بْن زيد، أَبُو يعلى [6] الأزدي:
هو أخو أبي عمر القاضي، كَانَ إليه ولاية القضاء بالأردن. توفي في محرم هذه السنة.
2147- حاجب بْن مالك بْن أركين، أَبُو العباس الفرغاني الضرير [7] :
حدث عن أَحْمَد بْن إبراهيم الدورقي، وأبي سعيد الأشج، حدث عنه مُحَمَّد بْن المظفر، وَكَانَ ثقة، وأركين يكنى أبا بكر، توفي بدمشق [8] في هذه السنة.
2148- عبد الله/ بْن أَحْمَد [بْن موسى] [9] بْن زياد، أَبُو مُحَمَّد الجواليقي القاضي المعروف [10] بعبدان:
من أهل الأهواز ولد سنة [ست] [11] عشرة ومائتين، وكان أحد الحفاظ الأثبات،
__________
[1] في ت: «إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق» . وفي ص، ب: «إبراهيم بن محمد ابن إسحاق» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 132) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 264) .
[4] في ت: «سنة اثنتين وسبعين ومائتين» .
[5] في ك، ل، ص: «الحسن» .
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 129، وتاريخ بغداد 8/ 147) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 271، وشذرات الذهب 2/ 249) .
[8] «بدمشق» : ساقطة من ك.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] انظر ترجمته في: (تذكرة الحفاظ 2/ 232، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 387، وتاريخ بغداد 9/ 379) .
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/184)


جمع المشايخ والأبواب [1] ، وحدث عن هدبة، وكامل بْن طلحة، والزهراني وغيرهم.
روى عنه ابن صاعد والمحاملي.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قَالَ: أخبرنا أبو بكر بن ثابت، قال: حدثني الصوري، قَالَ: سمعت عبد الغني الحافظ، يقول: سمعت حمزة بْن مُحَمَّد، يقول: سمعت عبدان، يقول: دخلت البصرة ثماني عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني كل ما ذكر [لي] [2] حديث من حديثه دخلت إليها بسببه.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب، قَالَ [3] أخبرني محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن عَلي النيسابوري [4] ، قَالَ: سمعت أبا عَلي الحافظ، يقول: كَانَ عبدان يحفظ مائة ألف حديث توفي عبدان بعسكر مكرم في ذي الحجة من هذه السنة.
2149- عَلي بْن الحسن بْن سليمان، أَبُو الْحَسَن القافلائي [5] القطيعي:
سمع مجاهد بْن موسى، روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وابن المظفر وَكَانَ ثقة، توفي في محرم هذه السنة.
2150- مُحَمَّد بْن بابشاذ، أَبُو عُبَيْد اللَّهِ البصري: [6]
سكن بغداد وحدث [بها] [7] عن عُبَيْد اللَّهِ بْن معاذ العنبري، وبشر بْن معاذ العقدي وغيرهما. روى عنه عبد العزيز بْن مُحَمَّد الهاشمي، وعمر بْن بشران السكري وغيرهما. وفى حديثه غرائب ومناكير [8] وتوفي في شوال هذه السنة.
__________
[1] في ت: «جمع المسايخ والقراءات» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك. «ما ذكرت حديثا» .
[3] في ت، ك: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت» .
[4] في ت: «محمد بن عبد الله النيسابورىّ» .
[5] في ت: «الباقلاني» . خطأ.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 377) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 105، وتاريخ بغداد 11/ 129، وميزان الاعتدال 3/ 488، 489) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] قال الذهبي في الميزان: وثقه الدارقطنيّ، ولكنه أتى بطامة لا تتطيب.

(13/185)


2151- مُحَمَّد بْن الحسين بْن شهريار، أَبُو بكر [1] القطان:
بلخي الأصل، حدث عن بشر بْن معاذ العقدي، والفلاس. روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وابن الجعابي، وابن المظفر. قَالَ الدارقطني: ليس به بأس، وكذبه ابن ناجية. وتوفي فِي محرم هَذِهِ السنة [2] .
2152- مُحَمَّد بْن خلف بْن حيان بْن صدقة بْن زياد، أَبُو بكر الضبي القاضي المعروف [3] بوكيع:
كَانَ عالما فاضلا عارفا بأيام الناس، فقيها قارئا نحويا، وكان يتقلد القضاء بالأهواز، وله مصنفات منها «كتاب العدد» . وسئل ابن مجاهد أن يصنف كتابا [في] [4] العدد، فَقَالَ: قد كفانا ذاك وكيع. حدث عن الزبير بْن بكار، والحسن بْن عرفة، وخلق كثير. روى عنه أَحْمَد بْن كامل [القاضي] [5] وأبو علي ابن الصواف، وابن المظفر، وغيرهم.
أنبأنا أَبُو منصور القزاز، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الحافظ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قال: حَدَّثَنَا [6] أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عَلي، قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن خلف وكيع لنفسه:
إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي ... من العلم يوما ما يخلد في الكتب
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 232، والبداية والنهاية 11/ 130، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 114، ولسان الميزان 5/ 138، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 94) .
[2] «وقال الدارقطنيّ ... هذه السنة» : ساقط من ص.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 236، والبداية والنهاية 11/ 130 وغاية النهاية 2/ 137، والوافي بالوفيات 3/ 43، والأعلام 6/ 114، 115، وشذرات الذهب 2/ 249، وفيه: «محمد بن خلف بن وكيع القاضي، أبو بكر» ) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «أنبأنا أبو منصور ... بن عمران قال: أخبرنا» .
ساقطة من ل، ص. ومكانها: «قال أبو بكر» .

(13/186)


غدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
توفي في ربيع الأول من هذه السنة.
2153- مُحَمَّد بْن صالح بْن ذريح بْن حكيم بن هرمز، أبو جعفر [1] العكبريّ:
سمع جبارة بْن [2] مغلس، وعثمان بْن أبي شيبة، وهناد بن السري، وغيرهم.
وكان ثقة. توفي في هذه السنة. هذا قول الأكثرين، وَقَالَ: بعضهم سنة سبع. وَقَالَ قوم:
سنة ثمان.
2154- منصور [بْن إسماعيل] [3] بْن عمر، أَبُو الحسن [4] الفقيه:
كَانَ أديبا فهما عاقلا حاد المناظرة، وصنف المختصرات [في الفقه] [5] على مذهب الشافعي، وله الشعر المليح، سكن الرملة ثم قدم مصر، وقيل: إنه كَانَ جنديا، ثم [أنه] [6] كف بصره، ويظهر في شعره التشيع، توفي بمصر في هذه السنة.
2155- أَبُو نصر المحب [7] :
من مشايخ الصوفية، كَانَ له مروءة وسخاء.
أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بَكْر بْن ثَابِت [8] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 361، وجاء ذكره في تذكرة الحفاظ 709، وفيه «محمد بن صالح بن دريج) .
[2] في ت: «سمع جنادة بن مغلس» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] انظر ترجمته في: (وفيات الأعيان 5/ 289، وشذرات الذهب 2/ 249، ونكت الهميان 297، وإرشاد الأريب 7/ 185- 189، والأعلام 7/ 298. ومعجم الأدباء 19/ 185. وطبقات السبكي 1/ 317.
وحسن المحاضرة 1/ 168، والمغرب 1/ 262) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 420، 421، والبداية والنهاية 11/ 130) .
[8] في ص، ل: «أخبرنا الخطيب» .

(13/187)


الْحَافِظ، قَالَ: أخبرني جعفر الخلدي في كتابه إلي قَالَ: أخبرني [1] أَبُو العباس بْن مسروق، قَالَ: اجتزت أنا وأبو نصر المحب بالكرخ وعلى أبي نصر إزار له قيمة [2] فإذا نحن بسائل يسأل [3] وهو يقول: شفيعي إليكم مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ [4] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشق أَبُو نصر إزاره وأعطاه النصف، ومضى خطوات [5] ثم قَالَ: هذا نذالة، فانصرف وأعطاه النصف الآخر.
__________
[1] في ت: «سمعته» .
[2] في ك: «إزار له قدر» .
[3] «يسأل» : ساقطة من ص، ل.
[4] «رسول الله» : ساقطة من ص، ل.
[5] في ت: «ومشى خطوات» .

(13/188)


ثم دخلت سنة سبع وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ابتيعت دار مُحَمَّد بْن إسحاق بْن كنداج لإبراهيم بْن المقتدر [1] بثلاثين ألف [2] دينار، واتخذت للأمراء من أولاد الخليفة دور.
وفى صفر: وقع حريق بالكرخ في الباقلائيين [3] هلك فيه خلق كثير.
وفى ربيع الآخر: أدخل إلى بغداد مائة وخمسون أسيرا من الكرخ أنفذهم بدر الحمامي.
وفى ذي القعدة انقض كوكب عظيم غالب الضوء، وتقطع ثلاث قطع، وسمع بعد انقضاضه صوت رعد عظيم هائل من غير غيم.
وفى هذه السنة: دخلت القرامطة البصرة، وصرف حامد عن الوزارة، وتقلد أَبُو الحسن بْن الفرات [4] الدفعة الثالثة.
وفيها كسرت العامة الحبوس بمدينة المنصور فأفلت من كَانَ فيها، وكانت أبواب المدينة الحديدية باقية، فغلقت وتتبع أصحاب الشرطة من أفلت فلم يفتهم منهم أحد.
__________
[1] في هامش ك: «وهو المتقي باللَّه الّذي تولى الخلافة بعد الخليفة الواثق باللَّه» .
[2] في ت: «بثلاثة آلاف دينار» .
[3] في ك، ت: «بالكرخ في القلائين» .
[4] في ت: «أبو الحسين بن الفرات» .

(13/189)


وفيها حج بالناس [1] أَحْمَد بْن العباس أخو أم موسى القهرمانة.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2156- أحمد بن محمد، أَبُو الحسين التاجر:
روى عن الحسين بْن الحسين المروزي [2] ، وأبي زرعة. وَكَانَ صدوقا نبيلا.
توفي [رحمه [3] الله] في هذه السنة.
2157- إسحاق بْن عبد الله بْن إبراهيم بْن عبد الله بْن سلمة أَبُو يعقوب البزاز [4] الكوفي:
سافر إلى الشام ومصر، وكتب عن خلق كثير، وصنف المسند، واستوطن بغداد، وروى عنه ابن المظفر الحافظ وكان ثقة، وتوفي في شوال هذه السنة.
2158-[جعفر] [5] بْن أَحْمَد بْن عاصم، أَبُو مُحَمَّد البزاز الدمشقي المعروف بالرواس [6] :
قدم بغداد، وحدث بها عن هشام [7] بْن عمار، وأحمد بْن أبي الحواري وغيرهما. روى عنه [الخلدي] [8] وابن الصواف، وَقَالَ الدارقطني هو ثقة. وتوفي بدمشق في هذه السنة.
__________
[1] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[2] في ت: «الحسن بن الحسن المروزي» . خطأ.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 130) .
[5] ما بين المعقوفتين: بياض في ت.
[6] في ت: «أبو محمد القزاز الدمشقيّ المعروف بابن الرواس» . وفي سؤالات السهمي أبو محمد البزار» بالراء.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 204، وبسؤالات السهمي للدارقطنيّ 40) .
[7] «ابن عاصم أبو محمد ... وحدث بها عن هشام» : العبارة ساقطة من ك.
[8] ما بين المعقوفتين: بياض في ت.

(13/190)


2159- جعفر بْن مُحَمَّد بْن موسى، أَبُو مُحَمَّد الأعرج النيسابوري [1] :
قدم بغداد وحدث بها عن جماعة. روى عنه الحافظ [2] أَبُو طالب أَحْمَد بن نصر، والطبراني، وأبو محمد [ابن] [3] السبيعي، وأبو الفتح الأزدي. وَكَانَ ثقة حافظا عالما عارفا حجة توفي بحلب في هذه السنة.
2160- الحسن بْن الطيب بْن حمزة بْن حماد، أَبُو عَلي [4] البلخي:
قدم بغداد وحدث بها عن هدبة [5] ، وأبي الربيع، وعثمان بْن أبي شيبة، وقتيبة، وعلي بن حجر. روى عنه إسماعيل الخطبي، ومحمد بن المظفر، وضعفه الدارقطني [6] وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2161- عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله، أبو القاسم الأسدي المعدل، ويعرف بالأكفاني: [7]
حدث عن المزني وَكَانَ ثقة وتوفي في محرم هذه السنة وهو جاء من مكة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 203) .
[2] في ك، ت: «روى عنه الحفاظ» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «أبو علي الثلجي» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 333، ميزان الاعتدال 1/ 501، ولسان الميزان 2/ 216، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 229، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 246) .
[5] في ك: «حدث بها عن حمزة» . خطأ.
[6] قال الذهبي في الميزان: «قال ابن عدي: كان له عم يقال له الحسن بن شجاع، فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه. أخبرني بهذا عبدان، وكان عبدان يروي عن عمه» .
قال ابن عدي: «قد حدث أيضا بأحاديث سرقها وكان قد حمل إلى بغداد وقرئ عليه» .
قال البرقاني: «ذاهب الحديث» .
قال الدارقطنيّ: «لا يساوي شيئا، حدث بما لم يسمع عن مطين، كذاب» .
[7] في ك، ت: «المعروف بابن الأكفافي» .

(13/191)


2162- عَبْد اللَّهِ بن الحسين [1] بْن عَلي بْن أبان، أَبُو الْقَاسِم البجلي [2] الصفار:
حدث عن سوار القاضي. وروى عنه أَبُو الحسين بْن المنادي [3] . وَكَانَ ثقة مأمونا، ونزل سكة النعيمية من مدينة المنصور، وتوفي في [شهر] [4] رجب هذه السنة.
2163-[عَلي] [5] بْن سهل بْن الأزهر، أَبُو الحسن الأصبهاني [6] :
كَانَ من المترفين فتزهد، وَكَانَ يبقى الأيام لا يأكل، [وَكَانَ] [7] يقول: استولى عَلي الشوق فألهاني عن الأكل.
أَنْبَأَنَا/ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي [8] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل الحداد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الأصفهاني، قَالَ: سمعت أبي وغيره من أصحاب عَلي بْن سهل أنه كَانَ يقول:
ليس موتي كموتكم إعلال وإسقام، إنما هو دعاء وإجابة، أدعى فأجيب وَكَانَ كما قَالَ، كَانَ يوما قاعدا في جماعة، فَقَالَ: لبيك، ووقع ميتا. وتوفي في هذه السنة.
2164- مُحَمَّد بْن عبد الحميد:
كاتب السيدة أم المقتدر [باللَّه] [9] عرضت عليه الوزارة فأباها، قال الصولي: كان
__________
[1] في ك: «عبد الله بن الحسن» .
[2] في ت، ك: «أبو القاسم البلخي» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 440) .
[3] في ص: «أبو بكر بن المنادي» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: بياض في ت.
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 131) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] على هامش المطبوعة: «ليس من شيوخ ابن الجوزي لأنه مات سنة 448، أقول الّذي مات في هذه السنة هو محمد بن عبد الباقي الأنصاري، له ترجمة في تاريخ بغداد (2/ 394) وهذا الّذي يروي عنه المؤلف رجل آخر، وهو محمد بْن عبد الباقي بْن أحمد بْن سلمان المعروف بابن البطي، ستأتي ترجمته في وفيات سنة 564، وفيها ذكر روايته عن أبي الفضل أحمد بن أحمد الحداد، وسماع المؤلف منه كثير والله أعلم» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، وفي ت: «كانت السيدة أم المقتدر» .

(13/192)


موسرا بخيلا، فتوفي في صفر هذه السنة، فأخذت السيدة من مخلفته مائة ألف دينار [1] .
2165- الهيثم بْن خلف بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد الدوري [2] :
سمع القواريري، روى عنه البغوي. وَكَانَ كثير الحديث، حافظا [3] ثبتا، توفي في [شهر] [4] ربيع الأول من هذه السنة.
2166- يحيى بْن زكريا بْن حيوية النيسابوري، يكنى أبا زكريا [5] :
حدث وكان ثقة ثبتا صدوقا، وتوفي بمصر في هذه السنة
__________
[1] «السيدة أم المقتدر ... مائة ألف دينار» . العبارة ساقطة من ص، ل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 63، وشذرات الذهب 2/ 251، وتذكرة الحفاظ 765) .
[3] في ت: «صادقا ثبتا» . وفي ك: «ضابطا ثبتا» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 251، 252) .

(13/193)


ثم دخلت سنة ثمان وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أن حامد بْن العباس خرج من مدينة السلام إلى واسط للنظر في الأعمال التي قد ضمنها، وَكَانَ قد ضمن بلدانا من الخليفة بألوف، ثم انحدر إلى الأهواز، وعاد فخلع عليه.
وتحركت الأسعار في آخر هذه السنة، فاضطربت العامة لذلك، فقصدوا باب حامد، فخرج إليهم غلمانه فحاربوهم، فقتل من العوام جماعة [1] . ومنعوا يوم الجمعة الإمام من الصلاة، وهدموا المنابر، وأخرجوا مجالس الشرطة، وأحرقوا الجسور، وأمر السلطان بمحاربة العوام، فأخذوا وضربوا، وفسخ ضمان حامد، وبيع الكر بنقصان خمسة دنانير فسكنوا.
وفى تموز هذه السنة برد الهواء حتى نزل الناس من السطوح، وتدثروا باللحف، ثم كَانَ في الشتاء برد شديد [2] ، أضر بالنخل والشجر، وسقط ثلج كثير [3] .
وفيها حج بالناس أَحْمَد بْن العباس [4] .
__________
[1] «لذلك فقصدوا باب ... من العوام جماعة» : العبارة ساقطة من ص.
[2] في المطبوعة: «كان في الشتوة برد شديد» .
[3] في ت: «ونزل ثلج كثير» .
[4] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة أَحْمَد بْن العباس» .

(13/194)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2167- أَحْمَد بْن الصلت بْن المغلس، أَبُو العباس الحماني [1] :
وقيل: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، ويقال: أَحْمَد بْن عطية، وهو ابن أخي جبارة [2] [بْن المغلس] [3] .
أنبأنا القزاز، قَالَ: أنبأنا [أَبُو بكر] الخطيب، قَالَ [4] : كَانَ ينزل الشرقية، وحدث عن ثَابِت بْن مُحَمَّد الزاهد، وأبي [نعيم] [5] الفضل بْن دكين، ومسلم بْن إبراهيم، وبشر بْن الوليد، ومحمد بْن عبد الله بْن نمير، وجبارة بْن المغلس، [وأبي كريب] [6] ، وأبي بَكْر بْن أبي شيبة [7] ، وأبي عبيد الْقَاسِم بْن سلام أحاديث أكثرها باطلة هو وضعها.
ويحكي أيضا عن بشر بْن الحارث، ويحيى بْن معين، وعلي بْن المديني أخبارا جمعها بعد ما صنعها [8] في مناقب أبي حنيفة. قَالَ لي مُحَمَّد بْن أبي الفوارس: كَانَ أَحْمَد بْن الصلت يضع [الحديث] [9] ، توفى في شوال هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 207، والجواهر المضية 1/ 69، وكشف الظنون 1838، واللباب 1/ 316، ولسان الميزان 1/ 188، والأعلام 1/ 138، وميزان الاعتدال 1/ 140، والضعفاء للدارقطنيّ 59، وفيه «أحمد بن محمد بن مفلس بن الصلت» . والبداية والنهاية 11/ 131، والمجروحين لابن حبان 1/ 153، والمغني 426، وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 34) .
[2] في ت: «وهو ابن أبي جنادة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. والعبارة «أنبأنا القزاز، قَالَ أنبأنا أَبُو بكر الخطيب، قال:» ساقطة من ص، ل.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «وجيادة بن المغلس» . ما بين المعقوفتين ساقط من ت.
[7] في ل، ص: «ابن أبي شيبة» بإسقاط «أبو بكر» .
[8] «ويحكى أيضا عن بشر ... ما صنعها» .
العبارة ساقطة من ك.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/195)


2168- إسحاق بْن ديمهر بْن مُحَمَّد، أَبُو يعقوب المعروف بالتوزي [1] :
روى عن عَلي بْن حرب، وغيره، روى عنه عبد الباقي بْن قانع، ومحمد بْن المظفر. وَكَانَ من الثقات والمأمونين، والشهود المعدلين.
توفي في هذه السنة، ودفن في الشونيزية.
2169- إدريس بْن طهوى بْن حكيم بْن مهران [بْن فروخ] [2] .
كَانَ يسكن قطيعة أم جعفر، وحدث عن أبي بكر بْن أبي شيبة، ولوين. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ [3] ، وَكَانَ ثقة. توفي في هذه السنة.
2170- جعفر بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن الحسن [بْن جعفر بْن الحسن] بْن الحسن [4] بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله [5] :
حدث عن الفلاس وغيره. روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وابن الجعابي [6] .
وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
__________
[ () ] قال الذهبي في الميزان: «روى عنه أبو علي بن الصواف، والجعابيّ، كذاب وضاع، فلذا يدلسه بعضهم فيقول: «حدثنا أحمد بن عطية، وبعضهم أحمد بن الصلت» .
قال ابن عدي: «ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه» .
قال ابن قانع: «ليس بثقة» .
قال ابن أبي الفوارس: «كان يضع الحديث» .
قال ابن حبان: «راودني أصحابنا على أن أذهب إليه فأسمع منه، فأخذت جزءا لأنتخب منه، فرأيته حدث عن يحيى بن نضلة، عن مالك، عن نافع عن ابن عمر ... » فذكر له حديثين وقال: «فعلمت أنه يضع الحديث فلم أذهب إليه، ورأيته يروي عن جماعة ما أحسبه رآهم» .
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 389) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 15) .
[3] «الحافظ» : ساقطة من ص، ل.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، و «بن جعفر بن الحسن بن الحسن» . ساقطة من ك.
[5] انظر ترجمته في: (الأعلام 2/ 128، تاريخ بغداد 7/ 204) .
[6] من مصنفاته: «التاريخ العلويّ» .

(13/196)


2171- الحسن بْن مُحَمَّد بْن عنبر بْن شاكر بْن سعيد، أَبُو عَلي الوشاء [1] :
حدث عن عَلي بْن الجعد، وسريج بْن يونس، ويحيى بْن معين. قَالَ الدارقطني: تكلموا فيه، ووثقه البرقاني [2] ، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة.
2172- شعيب بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسن الذراع [3] :
سمع يعقوب الدورقي، وأبا كريب. روى عنه ابن المظفر، وابن شاهين. وَكَانَ ثقة. توفي في شوال في [4] هذه السنة، ودفن بباب الشام. وقيل: توفي في سنة ثلاثمائة [5] .
2173- عبد الله بْن ثَابِت بْن يعقوب، أَبُو عبد الله المقرئ النحوي التوزي [6] :
سكن بغداد وحدث عن عمر بْن شبة [7] . روى عنه أَبُو عمرو بْن السماك [وغيره] [8] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي [9] ، أخبرنا أبو القاسم
__________
[1] انظر ترجمته في: (ميزان الاعتدال 1/ 520، وتاريخ بغداد 7/ 415، والمغني 1/ 166، وفيه «ابن عيسى» ، ولسان الميزان 2/ 251، ديوان الضعفاء 61، والإكمال 6/ 102، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 256، وتذكرة الحفاظ 756) .
[2] قال الذهبي في الميزان: «ضعفه ابن قانع، وقال الدارقطنيّ: تكلموا فيه من جهة سماعه» . وفي سؤالات السهمي (256) : «قال: تكلموا فيه، قلت من جهة سماعه، قال: نعم» .
قال ابن عدي: حدث بأحاديث أنكرتها عليه» .
قال الخطيب: «ذكرته للبرقاني فوثقته» .
[3] في تاريخ بغداد: «الذراع» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 245) .
[4] «شوال في» : ساقطة من ص، ل. وفي ت: «شوال من» .
[5] «وقيل توفي في سنة ثلاثمائة» ساقطة من الأصول، والمطبوعة، وأوردناها من ت.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 426، والبداية والنهاية 11/ 131، 132) .
[7] في ت: «عمر بن شيبة» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في المطبوعة، ك، ص، ل: «أخبرنا ابن ثابت» .

(13/197)


عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد النجار [1] ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ الكيال، قَالَ: قَالَ لنا مُحَمَّد بْن الهيثم [2] ، أنشدنا عبد الله بْن ثَابِت [لنفسه] [3] :
إذا لم تكن حافظا واعيا ... فعلمك في البيت لا ينفع
وتحضر بالجهل في مجلس ... وعلمك في الكتب مستودع [4]
ومن يك في دهره هكذا ... يكن دهره القهقرى يرجع
توفي [عبد الله] [5] في هذه السنة، ودفن بالرملية [6] .
2174- عبد الله بْن العباس [7] بْن عُبَيْد اللَّهِ [8] ، أَبُو مُحَمَّد الطيالسي [9] :
حدث عن جماعة. وروى عنه أَبُو بكر الآجري، وابن المظفر. وَكَانَ ثقة. وتوفي في هذه السنة.
2175- العباس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو خبيب القاضي البرتي [10] :
سمع عبد الأعلى بن جماد النرسي. روى عنه ابن شاهين، وَكَانَ صالحا أمينا.
وتوفي في شوال هذه السنة.
__________
[1] في ت: «النجاد» . خطأ.
[2] في ك: «أخبرنا محمد بن القاسم» . وهو سهو.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك، ت، وتاريخ بغداد (9/ 426) : «وعلمك في البيت مستودع» . وفي البداية والنهاية (11/ 131) :
«وعلمك في الكتب مستودع» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت، ص، ك: «ودفن بالرملة» . وما أوردناه من ل، ت، وتاريخ بغداد.
[7] في ص، ل: «عضد الدولة بن العباس» . وما أوردناه من ت، ك، وتاريخ بغداد.
[8] في ك: «ابن عبد الله» .
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 36) .
[10] في ت: «ابن حبيب» . وفي ص، ك: «ابن خبيب» . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 152) .

(13/198)


ثم دخلت سنة تسع وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه وقع في [شهر] [1] ربيع الأول حريق كثير [2] بباب الشام [3] ، وفى سويقة نصر، وفى الحذائين بالكرخ [4] ، وبين القنطرة الجديدة، وطاق الحراني [5] ، ومات خلق كثير. وقتل رجل من الزنادقة، فطرح بسببه [حريق] [6] في باب المخرم هلك فيه خلق كثير.
وفى شهر ربيع الآخر: لقب مؤنس المظفر، وأنشئت الكتب بذلك عَن المقتدر إلى أمراء النواحي، وعقد له في جمادى الأولى على مصر والشام، وخلع على أبي الهيجاء عبد الله بْن حمدان، وقلد أعمال الحرب وطريق مكة.
وفيه ابتدئ بهدم باب دار عَلي بْن الجهشيار ببغداد في الفرضة، وَكَانَ هذا الباب علما ببغداد في العلو [7] والحسن، وبنى موضعه مستغل [8] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] «كثير» : ساقطة من ص، ك. وفي ت: «كبير» .
[3] في ك: «أنه وقع حريق في شهر ربيع الأول فأحرق مواضع كثيرة من باب الشام» .
[4] في ت: «وفي الحراس بالكرخ» .
[5] في ت: «وطاق الحرابي» . وفي ص: «وطاق الحربي» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] «العلو و» : ساقطة من ص، ل.
[8] في ت: «وبنى في موضعه مستغلا» .

(13/199)


وفى رمضان كبس اللصوص منزل أبي عيسى الناقد الصيرفي، فأخذوا له عينا، وورقا وأثاثا قيمته ثلاثون ألف دينار ثم وقعوا على اللصوص وهم سبعة فارتجع من المال اثنان وعشرون ألف دينار ثم قتلوا.
وفى ذي القعدة [1] : أحضر أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن جرير الطبري دار عَلي بْن عيسى [2] لمناظرة الحنابلة، فحضر ولم يحضروا، فعاد إلى منزله، وكانوا قد نقموا عليه أشياء [قَالَ المؤلف] [3] سنذكر قصتهم معه عند [ذكر] [4] وفاته [إن شاء الله تعالى] [5] .
وفى هذه السنة: أهدى الوزير حامد بْن العباس إلى المقتدر البستان المعروف بالناعورة، بناه له وأنفق على بنائه مائة ألف دينار، وعلق على المجالس التي فيه الستائر، وفرشه باللبود الخراسانية ثم أهداه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2176- أحمد بن محمد بن سهل بْن عطاء، أَبُو العباس الآدمي [6] :
حدث عن يُوسُف بْن موسى القطان، والفضل بْن زياد. وغيرهما.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أحمد بن علي/ بن ثابت، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: سمعت أبا الحسين بن حبيش [7] وذكر أبو العباس بن
__________
[1] في ت: «وفي ذي الحجة» .
[2] في ت: «دار عيسى بن علي» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ل، ص.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ل، ص.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 26، والبداية والنهاية 11/ 144، طبقات الصوفية 265- 272، وحلية الأولياء 10/ 302- 305، وصفة الصفوة 2/ 250، والرسالة القشيرية 31، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 111- 113، وشذرات الذهب 2/ 257، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 203، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 173- 175، ومرآة الجنان 2/ 61، وطبقات الأولياء 14) .
[7] في ك، ت: «أبا الحسين بن حبش» .

(13/200)


عطاء، فَقَالَ: كَانَ له في كل يوم ختمة، وفى [شهر] [1] رمضان في كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وبقي في ختمه يستنبط مودع [2] القرآن بضع عشرة سنة، فمات قبل أن يختمها، توفي ابن عطاء في ذي القعدة من هذه السنة.
2177- إسماعيل بْن موسى بْن إبراهيم، أَبُو أَحْمَد البجلي الحاسب [3] :
سمع القواريري، ولوينا، وغيرهما. روى عنه مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ وغيره.
وَكَانَ ثقة. وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة.
2178- جعفر بْن أَحْمَد بْن الصباح، أَبُو الفضل المعروف بالجرجرائي [4] :
حدث عن جماعة. روى عنه ابن المظفر الحافظ. وَكَانَ ثقة [صدوقا ثبتا] [5] .
توفي في ربيع الأول من هذه السنة.
2179- الحسين بن منصور بْن محمى الحلاج، ويكنى أبا مغيث، وقيل: أبا عبد الله [6] :
وَكَانَ جده محمى مجوسيا من أهل بيضاء فارس، ونشأ الحسين بواسط، وقيل:
بتستر، ثم تتلمذ لسهل التستري، ثم قدم بغداد وخالط الصوفية، ولقي الجنيد والنوري وغيرهما، وَكَانَ مخلطا ففي أوقات يلبس المسوح، وفي أوقات يلبس الثياب المصبغة،
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «يستنبط مستودع» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 296) .
[4] في ت: «الجرجافي» خطأ.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 205) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 112- 141، وطبقات الصوفية 307- 311، ووفيات الأعيان 2/ 140- 157، والأنساب 181، واللباب 1/ 330، وشذرات الذهب 2/ 233، 253- 257، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 126- 128، والمختصر في أخبار البشر 2/ 70، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 218- 232، والبداية والنهاية 11/ 132، 144، ومرآة الجنان 2/ 253- 261، وميزان الاعتدال 1/ 548، وطبقات الأولياء 25، ولسان الميزان 2/ 314، وتاريخ الخميس 2/ 347، والكامل لابن الأثير 8/ 39، والإعلام 2/ 260، والفهرست 190- 192، وطبقات المفسرين للداوديّ 155) .

(13/201)


وفى أوقات يلبس الدراعة والعمامة، ويمشي بالقباء على زي الجند، وطاف البلاد، وقصد الهند وخراسان، وما وراء النهر، وتركستان. وَكَانَ أقوام يكاتبونه بالمغيث، وأقوام بالمقيت، وتسميه أقوام المصطلم، وأقوام المخير [1] . وحج وجاور، ثم جاء إلى بغداد واقتنى العقار وبنى دارا، واختلف الناس فيه، فقوم يقولون: إنه ساحر، وقوم يقولون: له كرامات، وقوم يقولون: منمس.
قَالَ أَبُو بكر الصولي: قد رأيت الحلاج وجالسته [2] ، فرأيت جاهلا يتعاقل، وغبيا يتبالغ، وفاجرا يتزهد، وَكَانَ ظاهره أنه ناسك صوفي، فإذا علم أن أهل بلدة يرون الاعتزال صار معتزليا، أو يرون الإمام صار إماميا، وأراهم أن عنده علما [من إمامتهم، أو رأى أهل السنة صار سنيا] [3] [وَكَانَ خفيف الحركة] [4] مشعبذا، قد عالج الطب، وجرب الكيمياء، وَكَانَ مع جهله خبيثا، وَكَانَ يتنقل في البلدان.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، قال:
حدثنا أَبُو سعيد السجزي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الشيرازي، قَالَ: سمعت أبا الحسن [5] بْن أبي توبة، يقول: سمعت عَلي بْن أَحْمَد الحاسب، يقول: سمعت والدي، يقول: وجهني المعتضد إلى الهند وَكَانَ [الحلاج] [6] معي في السفينة، [وهو] [7] رجل يعرف بالحسين بْن منصور، فلما خرجنا [8] من المركب، قلت له: في أي شيء جئت إلى هاهنا؟ قال: [جئت] [9] لأتعلم السحر، وأدعو الخلق إلى الله تعالى.
__________
[1] في ك: «وأقوام المجير» .
[2] في ص، ل: «وخاطبته» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، وكتبت على هامشها.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «سمعت أبا الحسين» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[8] في ت: «فلما خرج» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/202)


أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا علي بن أبي علي، عن أبي الحسن أَحْمَد بْن يُوسُف، قَالَ: كَانَ الحلاج يدعو كل قوم إلى شيء [1] على حسب ما يستبله طائفة طائفة، وأخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن الناس بالأهواز وكورها [2] بالحلاج، وما يخرجه لهم من الأطعمة والأشربة في غير حينها، والدراهم التي سماها دراهم القدرة، حدث أَبُو عَلي الجبائي بذلك، فَقَالَ لهم [3] : هذه الأشياء محفوظة في منازل تمكن الحيل فيها، ولكن أدخلوه بيتا من بيوتكم لا من منزله وكلفوه أن يخرج منه خرزتين سوداء [4] ، فإن فعل فصدقوه، فبلغ الحلاج قوله وأن قوما قد عملوا على ذلك، فخرج عن الأهواز.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن ثابت [5] ، قال: حدثني مسعود بْن ناصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن باكويه، قال: سمعت أبا زرعة الطبري، يقول: سمعت مُحَمَّد بْن يحيى الرازي، يقول: سمعت عمرو بْن عثمان يلعن الحلاج، ويقول لو قدرت عليه [6] لقتلته بيدي [7] : قرأت آية من كتاب الله تعالى، فَقَالَ: يمكنني أن أؤلف مثله وأتكلم به.
قَالَ أَبُو زرعة: وسمعت أبا يعقوب الأقطع يقول: زوجت ابنتي من الحسين بْن منصور [الحلاج] [8] لما رأيت من حسن طريقته، فبان لي بعد مدة يسيرة أنه ساحر محتال [9] خبيث كافر.
قَالَ مؤلف الكتاب [10] : أفعال الحلاج وأقواله وأشعاره كثيرة، وقد جمعت أخباره
__________
[1] في ت: «يدعو كل وقت إلى شيء» .
[2] في ت: «افتتن الناس بالأهواز وغيرها» .
[3] «لهم» : ساقطة من ص، ل.
[4] في ك: «يخرج منه جوزتين سوداء» .
[5] في ص، ل، والمطبوعة: «أخبرنا الخطيب» .
[6] «عليه» : ساقطة من ص، ل.
[7] «بيدي» : ساقطة من ص، ل.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[9] في ص: «ماجن محتال» .
[10] في ت: «قال المصنف» .

(13/203)


في كتاب سميته «القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلاج» ، فمن أراد أخباره فلينظر فيه، وقد كَانَ هذا الرجل يتكلم بكلام الصوفية، فتبدر له كلمات حسان، ثم يخلطها بأشياء لا تجوز، وكذلك أشعاره فمن المنسوب إليه.
سبحان من أظهر ناسوته ... سر سنا [1] لاهوته الناقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب [2]
فلما شاع خبره أخذ وحبس ونوظر واستغوى جماعة، فكانوا يستشفون بشرب بوله حتى إن قوما [3] من الجهال قالوا إنه إله، وإنه يحيي الموتى.
قَالَ أَبُو بكر الصولي: أول من أوقع بالحلاج أَبُو الحسن عَلي بْن أَحْمَد الراسبي، فأدخله بغداد وغلاما له على جملين قد شهرهما، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثمائة، وكتب معهما كتابا يذكر فيه إن البينة [قد] [4] قامت عنده بأن الحلاج يدعي الربوبية، ويقول بالحلول، فأحضره عَلي بْن عيسى في هذه السنة، وأحضر القضاة [5] ، فناظروه فاسقط في لفظه ولم يجده يحسن من القرآن شيئا ولا من غيره، ثم حبس، ثم حمل إلى دار الخليفة فحبس. قَالَ الصولي: وقيل: إنه كَانَ يدعو في أول أمره إلى الرضا من آل مُحَمَّد فسعي به فضرب، وَكَانَ يرى الجاهل شيئا من شعبذته، فإذا وثق به دعا إلى أنه إله، فدعا فيمن دعاه أبا سهل بْن نوبخت، فَقَالَ له: أنبت في مقدم رأسي شعرا، ثم ترقت به الحال إلى أن دافع عنه نصر الحاجب، لأنه قيل له: إنه سني، وإنما تريد قتله الرافضة، وَكَانَ [يَقُولُ] [6] : في كتبه: إني مغرق قوم نوح، ومهلك عاد وثمود.
__________
[1] في ص: «سر ضوء» .
[2] في ل: «الحاجب للحاجب» .
[3] في ت: «حكى أن قوما» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ل: «وأحضر الفقهاء» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/204)


وَكَانَ يقول لأصحابه: أنت نوح، ولآخر أنت موسى، ولآخر أنت مُحَمَّد قد أعيدت أرواحهم إلى أجسادكم [1] .
وَكَانَ الوزير حامد بْن العباس قد وجد له [2] كتبا فيها: إذا صام الإنسان ثلاثة أيام بلياليها ولم يفطر، وأخذ في اليوم الرابع ورقات هندباء وأفطر عليها أغناه عن صوم رمضان، وإذا صلى في ليلة واحدة ركعتين من أول الليل إلى الغداة أغنته عن الصلاة بعد ذلك، وإذا تصدق في يوم واحد بجميع ما ملكه في ذلك اليوم أغناه عن الزكاة، وإذا بنى بيتا وصام أياما ثم طاف حوله عريانا مرارا أغناه عن الحج، وإذا صار إلى قبور الشهداء بمقابر قريش فأقام فيها عشرة أيام يصلى ويدعو ويصوم ولا يفطر إلا على شيء يسير من خبز الشعير والملح الجريش أغناه ذلك عن العبادة باقي عمره، فأحضر القضاة والعلماء والفقهاء بحضرة حامد، وقيل له: أتعرف هذا الكتاب؟ قَالَ: هذا الكتاب السنن للحسن البصري، فَقَالَ له حامد: ألست تدين بما في هذا الكتاب، فَقَالَ: بلى، هذا كتاب [3] أدين الله بما فيه، فَقَالَ له القاضي أَبُو عمر: [هذا نقض [4] شرائع الإسلام، ثم جاراه في كلام إلى أن قَالَ له أَبُو عمر] [5] : يا حلال الدم. فكتب بإحلال دمه وتبعه الفقهاء وأفتوا بقتله، وكتب إلى المقتدر بذلك، فكتب إذا كانت القضاة قد أفتوا بقتله [6] وأباحوا دمه، فليحضر [7] مُحَمَّد بْن عبد الصمد صاحب الشرطة، وليضربه ألف سوط، فان تلف وإلا ضربت عنقه، فأحضر بعد عشاء الآخرة ومعه جماعة من أصحابه على بغال موكفة يجرون مجرى الساسة، وليجعل على واحد منها ويدخل في غمار القوم، فحمل فباتوا مجتمعين حوله، فلما أصبح يوم الثلاثاء لست بقين من ذي
__________
[1] في المطبوعة: «أرواحهم إلى أجسامكم» .
[2] في ص، ل: «قد وجد كتبا» .
[3] «كتاب» : ساقطة من ص، ل.
[4] في ك: «هذا نقيض» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، وكتبت على هامشها.
[6] «وكتب إلى المقتدر ... قد أفتوا بقتله» : العبارة ساقطة من ص، ل.
[7] في ص: «وأباحوا دمه فرسم ليحضر» .

(13/205)


القعدة أخرج ليقتل، فجعل يتبختر [في قيده] [1] وهو يقول:
نديمي غير منسوب ... إلى شيء من الحيف
سقاني مثل ما يشر ... ب فعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكأس ... دعا بالنطع والسيف
كذا من يشرب الراح ... مع التنين في الصيف
وضرب ألف سوط، ثم قطعت يده، ثم رجله، وحز رأسه، وأحرقت جثته، وألقى رماده في دجلة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ] [2] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بْن عَلي بْن ثَابِت [3] ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان الصَّيْرفيّ، قَالَ: قال لنا أبو عمر ابن حيويه: لما أخرج الحلاج ليقتل مضيت في جملة الناس ولم أزل أزاحم حتى رأيته، فَقَالَ لأصحابه: لا يهولنكم هذا فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوما.
[قَالَ المؤلف] [4] وهذا الإسناد صحيح لا يشك فيه، وهو يكشف حال هذا الرجل أنه كَانَ ممخرقا/، يستخف عقول الناس إلى حالة الموت.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء، قَالَ: لما أخرج الحسين بْن منصور ليقتل أنشد:
طلبت المستقر بكل أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرا
أطعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أنى قنعت لكنت حرا
2180- حامد بْن مُحَمَّد بْن شعيب بْن زهير، أَبُو العباس البلخي المؤدب [5] :
حدث عن سريج بْن يونس، روى عنه أَبُو بكر الشافعي، قَالَ الدارقطني: هو ثقة. توفي في محرم هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، وفي ك: «يتبختر في قيده» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «أخبرنا عبد الرحمن بن محمد» .
[3] في ص، ل: «أخبرنا الخطيب» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ص، ل، ت.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 169، وشذرات الذهب 2/ 258، والعبر 2/ 144، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 260، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 247) .

(13/206)


2181- محمد بن أحمد بن موسى، أبو عبد الله المصيصي يعرف بالسوانيطي [1] :
قدم بغداد، وحدث بها عن عَلي بْن بكار وغيره.
وتوفي وهو متوجه إلى بلده برأس العين في هذه السنة.
2182- مُحَمَّد بْن الحسين بْن مكرم، أَبُو بكر البغدادي [2] :
سمع بشر بْن الوليد، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عمر القواريري، وخلقا كثيرا وانتقل إلى البصرة حتى مات بها، روى عنه محمد بن مخلد. وقال إبراهيم بْن فهد: ما قدم علينا من بغداد أعلم بحديث رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي بكر ابن مكرم بحديث البصرة [خاصة] [3] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي، قال: حدثني عَلي بْن مُحَمَّد بْن نصر، قَالَ: سمعت حمزة السهمي يقول: سألت الدارقطني عن مُحَمَّد بْن الحسين بْن مكرم، فَقَالَ: [هو] [4] ثقة.
توفي بالبصرة في [ذي الحجة أو] [5] ذي القعدة من هذه السنة.
2183- مُحَمَّد بن خلف بْن المرزبان بْن بسام، أَبُو بكر المحولي [6] :
كَانَ يسكن باب المحول فنسب إليه، وَكَانَ حسن التصانيف. حدث عن الزبير بْن بكار، وابن أبي الدنيا [7] ، وغيرهما، روى عنه أبو بكر ابن الأنباري في جماعة آخرهم أبو عمر ابن حيويه. وتوفي في هذه السنة [وَكَانَ صدوقا ثبتا] [8] .
__________
[1] في ك: «السواسطي» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 357) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 233، وشذرات الذهب 2/ 258، وفيه: «أبو بكر محمد بن الحسين بن المكرم البغدادي» ، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 27) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 237، وتذكرة الحفاظ 757، والفهرست لابن نديم 86، 149، 150، والنجوم الزاهرة 3/ 203، والوافي بالوافيات 3/ 44، واللباب 3/ 108، وإرشاد الأريب 7/ 105، والأعلام 6/ 115 وشذرات الذهب 2/ 258، ولسان الميزان 5/ 157، وطبقات المفسرين للداوديّ 486) .
[7] في ك: «وأخي ابن أبي الدنيا» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك، ل.

(13/207)


ثم دخلت سنة عشر وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أن يُوسُف بْن أبي الساج أطلق في المحرم، وحمل إليه مال، وخلع [عليه] [1] وقرر أن يحمل [في] [2] كل سنة خمسمائة ألف دينار من أعمال ضمنت [3] إليه، فبعث إلى مؤنس يطلب منه إنفاذ أبي بكر ابن الآدمي القارئ، فخاف أَبُو بكر لأنه كَانَ [قد] [4] قرأ بين يديه يوم شهر: وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ 11: 102 [5] فَقَالَ له مؤنس: لا تخف فأنا شريكك في الجائزة فمضى، فدخل عليه، فَقَالَ: هاتوا [كرسيا] [6] لأبي بكر، فجلس فَقَالَ: اقرأ، فقرأ: وَقال الْمَلِكُ ائْتُونِي به أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي 12: 54 [7] فَقَالَ: لا أريد هذا بل أريد لتقرأ ما قرأته بين يدى حين شهرت: وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ 11: 102 فقرأ فبكى، وَقَالَ: هذه الآية كانت سبب توبتي من كل محظور، ولو أمكنني ترك خدمة السلطان لتركت، وأمر له بمال.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك، ت: «من أعمال ضمت إليه» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] سورة: هود، الآية: 102.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] سورة يوسف، الآية: 54.

(13/208)


قَالَ مؤلف الكتاب] [1] : وقد ذكرنا أنه شهر في سنة إحدى وسبعين ومائتين وحينئذ قرأ بين يديه وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ 11: 102 [2] وذلك في خلافة المعتمد، وفى هذه السنة استزاره فأكرمه وذلك في خلافة المقتدر.
وفى هذه السنة: اعتل عَلي بْن عيسى، فركب لعيادته هارون بْن المقتدر ومعه مؤنس ونصر القشوري ووجوه الغلمان، وفرش له الطريق من الشط إلى المجلس، فتلقاه أَبُو الحسن متحاملا، وأدى إليه رسالة المقتدر بالمسألة عن خبره، ثم قيل: إن المقتدر قد عزم على الركوب إليه فانزعج لذلك وسأل مؤنسا أن يستعفي له منه، وَكَانَ قد صلح بعض الصلاح، فركب إلى الدار على ضعف شديد وطلع ليفسخ بذلك ما وقع عليه العزم ثم برأ.
وفيها: سخط على أم موسى القهرمانة وقبض عليها وعلى أنسابها [3] ومن كانت تعنى به، فصح منها في بيت المال ألف ألف دينار. واختلف في السبب، فقيل: إن المقتدر اعتل فبعثت إلى بعض أهله ليقرر عليه ولاية الأمر، فانكشف ذلك، وقيل: بل زوجت بنت أخيها إلى أبي بكر بْن أبي العباس مُحَمَّد بْن إسحاق [4] بْن المتوكل، فسعى بها أعداؤها وثبتوا في نفس المقتدر والسيدة والدته أنها ما فعلت ذلك [إلا] لتنصب مُحَمَّد بْن إسحاق في الخلافة، فتمت عليها النكبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز [5] ، أخبرنا أحمد بن علي، أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد، قَالَ: صرف المقتدر باللَّه أبا جعفر أَحْمَد بْن إسحاق بْن البهلول يوم الخميس لعشر بقين من ربيع الآخر سنة عشر [وثلاثمائة] [6] عن القضاء بمدينة أبي
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[2] سورة: هود، الآية: 102.
[3] في ك: «وقبض عليها وعلى أسبابها» .
[4] في ت: «محمد بن مهدي» . خطأ.
[5] في ت: «ومن الحوادث أخبر أبو منصور القزاز» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.

(13/209)


جعفر [المنصور] [1] ، واستقضى في هذا اليوم [2] أبا الحسين عمر بْن الحسين [3] بْن عَلي الشيباني المعروف بابن الاشناني، وخلع عليه، ثم جلس يوم السبت للحكم، وصرف يوم الأحد، وكانت ولايته ثلاثة أيام، وَكَانَ من جلة الناس ومن أصحاب الحديث المحمودين، وأحد الحفاظ وَكَانَ قبل هذا يتولى القضاء بنواحي الشام، وتقلد الحسبة [4] ببغداد.
وفي جمادى الأولى تقلد نازوك الشرطة بمدينة السلام مكان أبي طاهر مُحَمَّد بْن عبد الصمد، وخلع عليه.
وفي جمادى الآخرة ظهر كوكب ذو ذنب في المشرق [5] في برج السنبلة، طوله نحو ذراعين.
وفى شعبان وصلت هدية الحسين بْن أَحْمَد [بْن] [6] المادرائي من مصر، وهي بغلة ومعها فلو، وغلام طويل اللسان يلحق طرف [لسانه] [7] أنفه.
وفى هذا الشهر [8] قرئت الكتب على المنابر في الجوامع بفتح كَانَ في بلاد الروم لأهل طرسوس وملطية وقاليقلا.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت] [9] . أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بْن جعفر، قَالَ: استقضى المقتدر باللَّه في يوم النصف من رمضان سنة عشر وثلاثمائة أبا الحسين عمر بن أبي عمر
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[2] في ت، ك: «في هذه الأيام» .
[3] في ت، ك: «عمر بن الحسن» .
[4] في ك: «ويتقلد الحسبة» .
[5] في ك: «كوكب ذو مذنب في المشرق» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ت: «وفي هذه السنة» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/210)


مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يعقوب، وَكَانَ قبل هذا يخلف أباه على القضاء بالجانب الشرقي [و] [1] الشرقية، وسائر ما كَانَ إلى قاضي القضاة أبي عمر، وذلك أنه استخلفه وله عشرون سنة، ثم استقضى بعد استخلاف أبيه له على أعمال كثيرة، ثم قلد مدينة السلام في حياة أبيه.
وفى رمضان قلد المطلب بْن إبراهيم الهاشمي الصلاة في جامع الرصافة ببغداد.
وفى يوم الفطر ركب الأمير أَبُو العباس ابن المقتدر [2] إلى المصلى ومعه الوزير حامد بْن العباس، وعلي بْن عيسى، ومؤنس المظفر، والجيش [3] . وصلى بالناس إسحاق بْن عبد الملك الهاشمي.
وفى يوم الاثنين سلخ ذي القعدة أخرج رأس الحسين بْن منصور الحلاج من دار السلطان ليحمل إلى خراسان.
وورد الخبر بأنه انشق بواسط [4] سبعة عشر شقا أكبرها ألف ذراع [5] ، وأصغرها مائتا ذراع، وأنه غرق من أمهات القرى ألف وثلاثمائة قرية.
وفيها حج بالناس [6] إسحاق بْن عبد الملك.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2184- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن كامل، أَبُو الحسن مولى بنى فهر [7] :
كَانَ ثقة. وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة، وله اثنتان وثمانون سنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] على هامش ك: «وهو الراضي باللَّه الّذي تولى الخلافة بعد القاهر» .
[3] في ت: «ومؤنس المظفر، والحسن» .
[4] في ك، ت: «بأنه انبثق بواسط» .
[5] في ت: «سبعة عشر نبقا أكثرها ألف ذراع» .
[6] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[7] في ت: «أبو الحسين» .

(13/211)


2185- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو عَلي:
حدث عن الحارث بْن مسكين، وَكَانَ ثقة، وتوفي في شعبان هذه السنة.
2186- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سهل السراج، [أَبُو الحسن] [1] :
حدث عن يونس بْن عبد الأعلى وغيره، وَكَانَ ثقة دينا، توفي في [شهر] [2] رمضان هذه السنة.
2187- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن يزيد بْن ميمون، أبو جعفر الطائي [3] :
حمصي قدم مصر وحدث بها، وَكَانَ ثقة، توفي بمصر في رجب هذه السنة.
2188- أَحْمَد [بْن عبد الله] [4] بْن مُحَمَّد بْن هلال بْن نافع، أَبُو جعفر المقرئ مولى الأزد [5] :
حدث عن أبيه وغيره، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
2189- الحسن بْن الحسين بْن عَلي بْن عبد الله [6] بْن جعفر، أَبُو عَلي الصواف المقرئ [7] :
سمع من أبي سعيد الأشج، وغيره. وَكَانَ ثقة فاضلا نبيلا، سكن الجانب الشرقي، توفي في رمضان هذه السنة، ودفن في مقابر الخيزران.
2190- خالد بْن مُحَمَّد بن خالد، [أَبُو مُحَمَّد
الصفار الختلي [[8]] :
حدث عن يحيى بْن معين. روى عنه عَلي بْن مُحَمَّد السكري، سئل عنه الدارقطني، فَقَالَ: صالح، توفي في هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] انظر ترجمته في: (.
[6] في ك: «علي بن عبيد الله» . وكذا في ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 297) .
[8] الختّل: بضم أوله، وتشديد ثانيه، كورة واسعة المدن خلف جيحون» معجم البلدان (2/ 346) ،

(13/212)


2191- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مسلمة] [1] ، أَبُو مُحَمَّد الفزاري:
حدث عن عباد بْن الوليد الغبري [2] ، روى عنه ابن المظفر/ وكان ثقة.
وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2192- عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد [3] ، بْن عبد الرحمن بْن هلال، أَبُو مُحَمَّد القرشي الشامي المعروف بأبي صخرة الكاتب [4] :
سمع علي بن المديني، [؟] ، ويحيى بْن أكثم. روى عنه ابن المظفر. وكان ثقة. وتوفي ببغداد في شوال هذه السنة.
2193- عيسى بن سليمان بن عبد الملك، أبو القاسم القرشي [5] :
وراق داود بن رشيد، حدث عنه، و [عن] [6] غيره، روى عنه ابن المظفر- وَكَانَ ثقة-. توفي فِي شعبان هَذِهِ السنة.
2194- محمد بن أَحْمَد بْن حماد بْن سعد [7] ، أَبُو بشر الدولابي الوراق [8] :
مولى الأنصار، وكانت له معرفة بالحديث، وكان حسن التصنيف [9] ، وحدث عن
__________
[ () ] ومراصد (1/ 452) . وفي البكري: بضم أوله وتشديد ثانيه، وضمه، وباللام، موضع في أقاصي خراسان» كما في هامش المراصد، وفي اللباب (1/ 421) : «وبضم الخاء والتاء، وهي قرية على طريق خراسان» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 317 وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 288) .
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «ابن الوليد البغوي» . وفي ص: «ابن الوليد الغزي» . خطأ.
[3] في ت: «عبد الله بن محمد» خطأ.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 285، 286) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 173) .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ت: «ابن حماد بن سعيد» .
[8] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 145، وتذكرة الحفاظ 2/ 291، ولسان الميزان 5/ 41، وشذرات الذهب 2/ 260. ووفيات الأعيان 4/ 352. واللباب 1/ 431. والأعلام 5/ 308، والوافي بالوفيات 2/ 36. والأنساب 5/ 413) .
[9] من مصنفاته: «الكنى والأسماء» وهو مطبوع ومتداول.

(13/213)


أشياخ فيهم كثرة، قَالَ أَبُو سعيد بْن يونس: وَكَانَ يضعف، توفي وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة من هذه السنة.
2195- مُحَمَّد بن أحمد بْن هلال، أَبُو بكر الشطوي [1] :
سمع أبا كريب، وأحمد بْن منيع، وغيرهما وروى عنه مُحَمَّد بْن المظفر وغيره، وربما سماه بعض الرواة أَحْمَد بْن مُحَمَّد، ومحمد بْن أَحْمَد أكثر.
وتوفي لأربع خلون من ربيع الأول من هذه السنة.
2196- مُحَمَّد بن إبراهيم بن آدم بْن أبي الرجال، أَبُو جعفر الصالحي [2] :
سكن بغداد وحدث بها عن بشر بْن هلال الصواف، وأزهر بْن جميل، وغيرهما.
روى عنه ابن المظفر، وغيره. وَكَانَ ثقة. [توفي في هذه السنة] [3] .
2197- مُحَمَّد بْن بنان بْن معن [4] ، أَبُو إسحاق الخلال [5] :
سمع مُحَمَّد بْن المثنى، ومهنأ بْن يحيى الشامي، وغيرهما. روى عنه علي بن عمر السكري، وأبو الفضل الزهري، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قَالَ: أنبأنا أَحْمَد بْن عَلي، قَالَ: أنبأنا الأزهري، قَالَ: أنبأنا عَلي بْن عمر الحافظ، قَالَ: مُحَمَّد بْن بنان بغدادي لم يكن به بأس. توفي في شعبان هذه السنة.
2198- مُحَمَّد بْن جعفر بْن العباس بْن عيسى بْن أبي جعفر المنصور، يكنى أبا جعفر [6] :
كَانَ خطيب الجامع بمدينة المنصور، فلم يزل يتولى ذلك حتى توفي في يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة من هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 371) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 403، 404) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «محمد بن بيان بن معن» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 107) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 134) .

(13/214)


2199- مُحَمَّد بْن جرير بْن يزيد بْن كثير بْن غالب، أَبُو جعفر الطبري [1] :
ولد في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين، وَكَانَ أسمر إلى الأدمة أعين ملتف الجسم [2] ، مديد القامة، فصيح اللسان، سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بْن [أبي] [3] إسرائيل، وأحمد بْن منيع البغوي، وأبا همام الوليد بْن شجاع، وأبا كريب، ويعقوب الدورقي، وأبا سعيد الأشج، ومحمد بْن بشار، وخلقا كثيرا من أهل العراق، والشام، ومصر. وحدث عنه أَحْمَد بْن كامل القاضي وغيره، استوطن ابن جرير بغداد إلى حين وفاته، وَكَانَ قد جمع من العلوم ما رأس به أهل عصره، وَكَانَ حافظا للقرآن، بصيرا بالمعاني، عالما بالسنن، فقيها في الأحكام، عالما باختلاف العلماء [4] ، خبيرا بأيام الناس وأخبارهم، وتصانيفه كثيرة منها: كتاب «التاريخ» [5] ، وكتاب «التفسير» [6] و «تهذيب الآثار» [7] إلا أنه لم يتمم تصنيفه وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة.
أَخْبَرَنَا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ [علي بْن ثَابِت] [8] الخطيب، قَالَ: [سمعت] [9] عَلي بْن عبيد الله بن عبد الغفار
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 162، وإرشاد الأريب 6/ 423، وتذكرة الحفاظ 710، ووفيات الأعيان 4/ 191، 192، وطبقات السبكي 2/ 135- 140، وتهذيب الأسماء للنووي 1/ 78، وروضات الجنان 163، وطبقات القراء 2/ 160، ومفتاح السعادة 1/ 205، 415، 2/ 176، وطبقات القراء للذهبي 1/ 213، وطبقات المفسرين للسيوطي 30، والفهرست 234، البداية والنهاية 11/ 145، وغاية النهاية 2/ 106، واللباب 2/ 81، ومرآة الجنان 2/ 261، والوافي بالوفيات 2/ 284، وطبقات المفسرين للداوديّ 468، وميزان الاعتدال 3/ 498، ولسان الميزان 5/ 100، وكشف الظنون 437، والأعلام 6/ 69، وشذرات الذهب 2/ 260. ومعجم الأدباء 18/ 40) .
[2] في ت: «نحيف الجسم» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «عارفا باختلاف العلماء» .
[5] وهو تاريخ المرسل والملوك، والمعروف بتاريخ الطبري، وقد أكثر المصنف النقل عنه في هذا الكتاب.
[6] وهو كتاب تفسير الطبري المعروف.
[7] في ت: «تذهيب الآثار» . وقد طبع.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/215)


اللغوي يحكي أن مُحَمَّد بْن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.
أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بَكْر الخطيب، قَالَ: أخبرني الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة القضاعي أجازة، قال: حَدَّثَنَا عَلي بْن نصر بْن الصباح الثعلبي [قَالَ] : حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمر عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد السمسار وأبو الْقَاسِم بْن عقيل الوراق: أن أبا جعفر الطبري قَالَ لأصحابه أتنشطون لتفسير القرآن [1] ؟ قالوا: كم يكون قدره [2] ؟ قَالَ: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ثم قَالَ: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟
قالوا: كم يكون قدره [3] ؟ فذكر نحوا مما ذكر في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فَقَالَ: إنا للَّه ماتت الهمم، فاختصره في نحو مما اختصر التفسير.
[أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الخطيب، قَالَ أنشدنا عَلي بْن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بْن جعفر بْن علان الشروطي، قالا: أنشدنا مخلد بْن جعفر الدقاق [4] ، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جرير الطبري.] [5] .
إذا أعسرت لم يعلم رفيقي [6] ... وأستغني فيستغني صديقي
حيائي حافظ لي ماء وجهي ... ورفقي في مطالبتي رفيقي
ولو أنى سمحت ببذل وجهي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق
قَالَ: وأنشدنا أيضا
خلقان لا أرضى طريقهما [7] ... بطر الغنى ومذلة الفقر
__________
[1] في ت: «أتنشطوا إلى تفسير القرآن» .
[2] في ت: «كم يكون ورقه» .
[3] في ت: «كم يكون ورقه» .
[4] في جميع النسخ: «محمد بن مخلد بن جعفر الدقاق» . وهو خطأ وما أوردناه من تاريخ بغداد.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: إذا أمرت لم يعلم رفيقي» .
[7] في ت: «خلتان لا أرض طريقهما» .

(13/216)


فإذا غنيت فلا تكن بطرا ... واذا افتقرت فته على الدهر
توفي أَبُو جعفر [الطبري] [1] وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة، ودفن وقد أضحى النهار يوم الاثنين برحبة يعقوب في ناحية باب خراسان في حجرة بإزاء داره [2] ، وقيل: بل دفن ليلا ولم يؤذن به أحد، واجتمع من لا يحصيهم إلا الله، وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونهارا.
وذكر ثَابِت بْن سنان في تاريخه: أنه إنما أخفيت حاله لأن العامة اجتمعوا [ومنعوا] [3] من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض، ثم ادعوا عليه [4] الإلحاد.
قَالَ المصنف: كَانَ ابن جرير يرى [جواز] [5] المسح على القدمين ولا يوجب غسلهما، فلهذا نسب إلى الرفض، وَكَانَ قد رفع في حقه أَبُو بكر بْن أبي داود قصة إلى نصر الحاجب [6] يذكر عنه أشياء فأنكرها، منها: أنه نسبه إلى رأى جهم، وَقَالَ: إنه قائل: بَلْ يَداهُ [مَبْسُوطَتانِ] 5: 64 [7] أي: نعمتاه، فأنكر هذا، وَقَالَ ما قلته، ومنها: أنه روى أن روح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خرجت سالت في كف عَلي فحساها [8] ، فَقَالَ: إنما الحديث مسح بها على وجهه وليس فيه حساها.
قَالَ المصنف [رحمه الله] [9] : وهذا أيضا محال إلا أنه كتب ابن جرير في جواب هذا إلى نصر الحاجب [10] : لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة، وهذا قبيح منه، لأنه كَانَ ينبغي أن يخاصم من خاصمه، وأما أن يذم طائفته جميعا وهو يدري إلى من ينتسب فغاية في القبح.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «في حجرة بجوار داره» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] «الرفض ثم ادعوا عليه» : ساقطة من ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ص: «إلى نصر الخادم» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. والآية رقم: 64 من سورة: المائدة.
[8] في ت: «في كف على- يعني أنه عنه فحساها» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ص: «إلى نصر الخادم» .

(13/217)