المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[جرت حرب بين أحمد بن عمر بن يحيى العلويّ والمصريين]
وأنه ورد الخبر بحرب جرت بين أبي عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى العلوي وبين المصريين بمكة، وكانت على المصريين، وقتل أمير مكة، وتم الحج في هذه السنة على طمأنينة، وأقام أهل مصر الخطبة للمصري وقت الظهر يوم عرفة، وأقام العلوي الخطبة بعد الظهر لركن الدولة ومعز الدولة، ورفع إلى أبي محمد الحسين بن محمد المهلبي أن رجلا يعرف بالبصرى مات بمدينة السلام، وكان إماما العزاقرية، وهو صاحب أبي جعفر محمد بن علي المعروف: بابن أبي العزاقر [1] ، وكان يدعى حلول روح أبي جعفر بن أبي العزاقر فيه، وأنه قد خلف مالا جزيلا [2] ، وأن له أصحابا وثقات يعتقدون فيه الربوبية، وأن أرواح الأنبياء والصديقين حلت فيهم، فتقدم بالختم على منزله والقبض على هذه الطائفة، وكان في الطائفة شاب يعرف: بابن هرثمة يدعى له أن روح علي بن أبي طالب/ حلت فيه، وامرأة [3] يقال لها: فاطمة، تدعى [4] أن روح فاطمة عَلَيْهَا السّلام حلت فيها، وأخرى يُقَالُ [5] لها فَاطِمَة الصغرى [6] [تدعي أن روح
__________
[1] في الأصل: «العراقي» .
[2] في الأصل: «مالا جليلا» .
[3] في الأصل: «امرأ» .
[4] في الأصل: «يدعي» .
[5] في الأصل: «وأخرى اسمها يقال ... » .
[6] «الصغرى» سقطت من ت، ص، ل.

(14/87)


فَاطِمَة الصغرى حلت فِيهَا] [1] وخادم يدعى ميكائيل، وحصل من قبلهم عشرة آلاف درهم، وعين تقارب [قيمة] [2] ذلك [وكان المهلبي يسمى هذا المال مال الزنادقة] [3] وخلي القوم لئلا ينسب المهلبي إلى الانحراف [4] عن الشيعة.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2532- أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم، أبو سعيد ابن الأعرابي البصري
[5] .
سكن مكة، وصار شيخ الحرم، وصاحب الجنيد، والنوري، وحسنا المسوحي، وغيرهم، وأسند الحديث، وصنف كتبا للصوفية، وتوفي بمكة يوم الأحد بين الظهر والعصر لسبع وعشرين خلت من ذي القعدة من هذه السنة.
2533- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل [بن صالح] [6] أبو علي الصفار النحوي [7] صاحب المبرد
[8] .
سمع الحسن بن عرفة العبدي، وعباسا الدوري، ومحمد بن عبيد الله [9] المنادى، وغيرهم. روى عنه ابن المظفر، والدارقطني، وابن رزقويه [10] وهلال الحفار [11] وأبو الحسين بن بشران، وكان ثقة. قال الدارقطني صام إسماعيل الصفار
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «للانحراف» .
[5] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 226) .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] «النحويّ» سقط من باقي النسخ.
[8] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 226) .
[9] في الأصل: «عبد الله» .
[10] في الأصل: «رزقونة» .
[11] في الأصل: «الحقاني» .

(14/88)


أربعة وثمانين رمضانا، وكان متعقبا [1] للسنة توفي في محرم هذه السنة، ودفن بالقرب من قبر معروف بينهما عرض الطريق [دون قبر الآدمي وأبي عمر الزاهد] [2] .
2534- إسحاق بن عبد الكريم بن إسحاق، أبو يعقوب الصواف
[3] .
سمع من أبي عبد الرحمن النسائي وغيره، وكان فقيها مقبولا عند القضاة.
توفي في شعبان هذه السنة.
2535- شعبة بن الفضل بن سعيد بن سلمة، أبو الحسن الثعلبي [4] اسمه سعيد [5] وإنما غلب عليه شعبة
[6] .
حدث بمصر عن بشر بن موسى ومحمد بن عثمان [7] بن أبي شيبة/ روى عنه جماعة وكان ثقة توفي بمصر في جمادى الآخرة من هذه السنة.
__________
[1] في باقي النسخ: «وكان متعصبا» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (الأنساب 8/ 100) .
[4] في تاريخ بغداد 9/ 226: «التغلبي» .
[5] في الأصل: «اسمه محمد ... » ولم ترد كذلك في أي نسخة ولا في تاريخ بغداد.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 266) .
[7] في الأصل: «بن عبد الرحمن» .

(14/89)


ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ورد الخبر في ربيع الآخر بغزاة لسيف الدولة [1] ، وأنه غنم وقتل وسبي واستأسر قسطنطين بن الدمستق، وجرت حروب بمكة لأجل الخطبة فانهزم المصريون.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2536- الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق بن موسى، أبو علي الأنصاري
[2] .
سمع أبا بكر بن أبي الدنيا، والمبرد، وكان ثقة، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2537- علي بن محمد بن أبي الفهم، أبو القاسم التنوخي، جد أبي القاسم التنوخي الذي يروى عنه أبو بكر الخطيب
[3] :
ولد بأنطاكية في ذي الحجة من سنة ثمان وسبعين ومائتين، وقدم بغداد في حداثته فتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وسمع من البغوي وغيره، وكان يعرف الكلام على مذهب المعتزلة [وكان] [4] يعرف النحو ويقول الشعر، ولي القضاء بالأهواز وتقلد قضاء إيذج من قبل المطيع.
__________
[1] في الأصل: «بغزاة سيف الدولة» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 419) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 77. والبداية والنهاية 11/ 227) .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/90)


أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْن ثابت، أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي قال: [حدثنا أبي قال] [1] سمعت أبي ينشد يوما ولي إذ ذاك خمسة عشر سنة بعض قصيدة دعبل [بن علي] [2] الطويلة التي يفخر فيها باليمن ويعدد مناقبهم، ويرد على الكميت فيها فخره بنزار وأولها:
أفيقي من ملامك يا ظعينا ... كفاك اللوم مر الأربعينا
وهي نحو ستمائة بيت، فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر أهل اليمن، فقلت:
يا سيدي، ادفعها إلى حتى أحفظها، فدافعني فألححت عليه، فقال: كأني بك تأخذها فتحفظ منها خمسين بيتا أو مائة بيت/ ثم ترمي بالكتاب وتخلقه على فقلت: ادفعها إليَّ فأخرجها وسلمها إلي وقد كان لكلامه أثر في، فدخلت حجرة لي كانت برسمي في داره، فخلوت فيها ولم أتشاغل يومى وليلتي بشيء غير [3] حفظها، فلما كان في السحر كنت [قد] [4] فرغت من جميعها، وأتقنتها فخرجت إليه غدوة على رسمي، فجلست بين يديه فقال: هي كم حفظت من قصيدة دعبل؟ فقلت: حفظتها بأسرها. فغضب وَقَدَّرَ أني كَذَبْتُهُ، وقال: هاتها! فأخرجت الدفتر من كمي وفتحه، فنظر فيه وأنا أنشد، إلى أن مضيت من أكثر من مائة بيت فصفح منها عدة أوراق وقال أنشد من ها هنا فأنشدت مقدار مائة بيت فصفح إلى أن قارب آخرها بمائة بيت قال: أنشد من ها هنا.
فأنشدته من مائة بيت منها [5] إلى آخرها فهاله ما رآه من حسن حفظي، فضمني إليه وقبل رأسي وعيني. وقال: يا بني، لا تخبر بهذا أحدا، فأني أخاف عليك [من العين] [6] .
وقال أيضا: حفظني أبي [7] وحفظت بعده من شعر أبي تمام والبحتري سوى ما كنت أحفظه لغيرهما من المحدثين والقدماء مائتي قصيدة، قال: وكان [يقول] [8] أبي
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في باقي الأصول: «عن حفظها» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في باقي النسخ: «مائة بيت إلى ... » .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] في الأصل: «حفظني إلى أن ... » .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/91)


وشيوخنا بالشام من حفظ للطائيين أربعين قصيدة ولم يقل الشعر فهو حمار في مسلاخ [1] إنسان. فقلت الشعر وسني دون العشرين. توفي في ربيع الأول من هذه السنة.
2538- القاسم بن القاسم بن مهدي، أبو العباس السياري، ابن بنت أحمد بن سيار
[2] .
كان من أهل مرو، وكان فقيها عالما، كتب الحديث الكثير ورواه.
توفي في هذه السنة.
2539- مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي الحزور، أبو بكر
[3] .
حدث عن بشر بن موسى وغيره، وتوفي يوم السبت لليلة خلت من ربيع الأول.
2540- محمد بن إبراهيم بن إسحاق [بْن إبراهيم] [4] بن مهران/ أبو عبد الله مولي ثقيف، هو ابن أخي أبي العباس محمد بن إسحاق السراج النيسابوري
[5] .
ولد ببغداد، وسمع بها [الحديث] [6] من الحارث بن أبي أسامة والكديمي، وانتقل بآخر عمره [7] إلى الشام، فسكن بيت المقدس، وحدث بها، وكان صدوقا.
2541- محمد بن إبراهيم بن الحسين [8] بن الحسن بن عبد الخالق، أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي، يعرف: بابن سكرة
[9] .
سكن مصر وحدث بها عن أبي عمر الضرير، روى عنه أبو الفتح بن مسرور [10] ، وذكر [11] أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة [12] [قال:] [13] وكان فيه لين.
__________
[1] في الأصل: «ملاح» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 411) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 411) .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 411) .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[7] في الأصل، «بآخرة» وكذلك في ص، ل.
[8] في ت: «ابن يحيى» .
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 412. والبداية والنهاية 11/ 227) .
[10] في ت: «مسروق» .
[11] في ت: «حكى» .
[12] هكذا في الأصول وفي تاريخ بغداد، فكيف يكون قد سمع سنة 355 وهو من وفيات هذه السنة (342) ؟
[13] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.

(14/92)


2542-[مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَان بْن جبلة، أَبُو جَعْفَر القوهستاني
[1] .
قَدِمَ بغداد، وحدَّث بها عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج] [2] ، [وأبي قريش بْن جمعة بْن خَلَف القوهستاني. روى عنه أبو بكر الدوري الوراق، وأحمد بْن الفَرَج بْن الحَجَّاج]
[3] .
2543- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد الخلال
[4] .
حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، روى عنه أبو الفتح بن مسرور، قال:
حدثنا بمدينة المنصور، وكان ثقة.
2544- محمد بن داود بن سليمان بن [جعفر أبو بكر الزاهد النيسابوري
[5] .
روى عن الحسن بن سفيان، وجعفر] [6] الفريابي [7] ، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعلى الموصلي، وغيرهم، وكان ثقة، وسمع منه ابن صاعد، والدارقطني، وكان يقال إنه من الأولياء، وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة.
2545- محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون عبد الله بن الرشيد، يكنى أبا بكر
[8] .
ولي مكة في سنة ثمان وستين ومائتين، وقدم مصر فحدث بها عن علي بن عبد العزيز بالموطأ عن القعنبي عن مالك [9] ، وحدث عن جماعة، وكان ثقة مأمونا، وتوفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة [وله أربعة وسبعون سنة تزيد شهرا]
[10] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 411) .
[2] هذه الترجمة ساقطة من الأصل، ص، ل. وهي إلى هنا في النسخة ت، وقد أكملناها من تاريخ بغداد 1/ 411.
[3] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ بغداد 1/ 411.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 411) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 265) . وفي ل، ص: « ... بن جعفر بن بكر الزاهد» خطأ.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] في الأصل: «الزياني» .
[8] «يكنى أبا بكر» سقطت من ت.
[9] «فحدث بها عن علي بن عبد العزيز بالموطأ عن القعنبي عن مالك» سقط من ت.
[10] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ت.

(14/93)


ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ورد الخبر بوقعة كانت بين الدمستق وسيف الدولة عظيمة، وقتل خلق من أصحاب الدمستق ورؤساء بطارقته.
وفي هذه السنة: [1] عم الناس أمراض وحميات ونزلات/ وأوجاع الحلق.
وفي ذي الحجة: عرض لمعز الدولة مرض وهو [2] الإيقاظ الدائم، فأرجف به، فاضطربت بغداد اضطرابا شديدا، واضطر إلى الركوب مع علته حتى رآه الناس فسكنوا.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2546- الحسن بن أحمد [3] أبو علي الكاتب المصري
[4] .
صحب أبا علي الروذباري وغيره، وكان أبو عثمان المغربي [5] يعظم أمره ويقول:
أبو علي الكاتب من السالكين.
__________
[1] في ص، ل: «وفيها» .
[2] في ت: «وكان» .
[3] في ص، ل، المطبوعة: «الحسن بن علي أبو علي» خطأ.
[4] انظر ترجمته في: (طبقات الصوفية 386- 388. وحلية الأولياء 20/ 360. وصفة الصفوة 4/ 294.
والرسالة القشيرية 35. وطبقات الشعراني 1/ 131. وحسن المحاضرة 1/ 294. ومسالك الأبصار 5/ 5/ 250 والبداية والنهاية 11/ 228) .
[5] في ت: «عثمان المغربي» .

(14/94)


أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن خلف قَالَ: أخبرنا [1] عبد الرحمن السلمي [2] قال: قال أبو علي: روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين وإن كتموها، وتظهر عليهم دلائلها وإن أخفوها، وتبدو [3] عليهم وإن ستروها. [وأنشد] [4] :
إذا ما أسرت [5] أنفس الناس ذكره ... تبينته فيهم ولم يتكلموا
تطيب به [6] أنفاسهم فيذيعها ... وهل سر [7] مسك أودع الريح يكتم
2547- علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام، أبو الحسن الشيباني [8] الكوفي
[9] .
قدم بغداد فحدث بها عن جماعة، وروى عنه الدارقطني وكان ثقة أمينا، مقبول الشهادة عند الحكام، أقام يشهد ثلاثا وسبعين سنة، وكان صاحب قراءة وفقه.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قَالَ: أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي قَالَ: أخبرنا [10] أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن محمد [11] بن عقبة الشيباني يقول وقد دخل عليه قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمي فقال له: كنت السفير لوالدك حتى زوجته بوالدتك وحضرت الأملاك والعرس والولادة، وتسليم المكتب وتقلدت [12]
__________
[1] في الأصل: «أخبرنا» .
وفي ص، ل: «حدثنا» .
[2] في الأصل، ص، ل: «عبد الرحمن السلمي» .
[3] في ص، ل، المطبوعة، الأصل: «وتدل» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في ت: «أسترت» .
[6] في ت: «تطيبهم» .
[7] في ت: «وهل نشر» .
[8] في ت: «اليشابوري» .
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 79. والبداية والنهاية 11/ 228) .
[10] في ت، ص، ل: «حدثنا» .
[11] «بن محمد» سقط من ت.
[12] في ت: «ثم كنت في تقليده» .

(14/95)


القضاء بالكوفة، وشهدت عند خليفتك وأذنت في مسجدي نيفا وسبعين سنة، وأذن جدي نيفا [1] وسبعين سنة، وهو مسجد حمزة بن حبيب الزيات، توفي الشيباني في رمضان [2] هذه السنة.
2548- محمد بن علي بن حماد، [3] أبو العباس الكرخي الأديب
[4] .
كان عالما زاهدا [ورعا] [5] سمع من عبدان وأقرانه، وكان يختم القرآن كل يوم، ويديم الصوم، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2549- أبو الخير التيناتي
[6] .
ولا يعرف اسمه [7] أصله من المغرب، وسكن قرية من قرى أنطاكية يقال لها:
تينات [8] ويقال له: الأقطع، لأنه كان مقطوع اليد، وذلك لأنه عاهد الله تعالى على عهد [9] فنكث، فأخذ لصوص من الصحراء وأخذ معهم فقطعت يده، وقد صحب أبا عبد الله بن الجلاء وغيره من المشايخ.
أخبرنا أبو بكر بن حبيب قَالَ: أخبرنا علي بن أبي صادق [10] قال: أخبرنا ابن باكويه قال: سمعت عبد الواحد بن بكر يقول: سمعت محمد بن الفضل يقول: خرجت من أنطاكية ودخلت تينات [11] ودخلت على أبي الخير الأقطع على غفلة منه بغير إذن [12]
__________
[1] «ونيفا و» سقطت من ت.
[2] «في رمضان» سقطت من ت.
[3] في ت: «بن أحمد» .
[4] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 228) .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في ت: «التبياتي» . انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 228) .
[7] «اسمه: عباد بن عبد الله» . ذكره ياقوت في مادة: «تينات» (هامش المطبوعة) .
[8] في ت: «تبيات» .
[9] في ت، ص، ل: «على أمر» .
[10] في ت: «صالح» .
[11] في ت: «تبيات» .
[12] «بغير إذن» سقطت من ص.

(14/96)


فإذا هو يسف [1] زنبيلا بيديه [2] ، فتعجبت فنظر إلى وقال: يا عدو نفسه، ما الذي حملك على هذا؟ فقلت: هيجان الوجد لما بي من الشوق إليك. فضحك ثم قال لي: اقعد [3] لا تعد إلى شيء من هذا [4] بعد اليوم، واستر عليّ في حياتي.
__________
[1] في الأصل: «يصف» .
وفي ت: «ينج» .
[2] «بيديه» سقطت من ت، الأصل.
[3] «اقعد» سقطت من ت.
[4] «إلى شيء من هذا» سقط من ت.

(14/97)


ثم دخلت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[حدوث علة مركبة من الدم والصفراء]
أنه حدث في ابتداء المحرم بأصبهان علة مركبة [1] من الدم والصفراء، فشملت الناس، فربما هلك جميع من في الدار، وكان أصلح حالا من تلقاها بالفصد، وكانت بقية العلة قد طرأت على الأهواز، وبغداد، وواسط والبصرة [2] واقترن بها هناك [3] / وباء حتى كان يموت كل يوم ألف نفس.
[ظهور جراد كثير]
وظهر جراد كثير في حزيران، فأتى على الغلات الصيفية والأثمار [4] ، وأضرّ بالشجر والثمار.
[عقد معز الدولة لابنه أبي منصور بختيار الرئاسة]
في هذه السنة: عقد معز الدولة لابنه أبي منصور بختيار الرئاسة وقلده إمرة الأمراء في محرم هذه السنة لأجل مرضه [5] . وحج الناس في هذه السنة من غير بذرقة.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2550- الْحَسَن بْن زيد [6] بْن الْحَسَن بْن محمد بن حمزة، أبو محمد الجعفري
[7] .
__________
[1] في الأصل: «متركبة» .
[2] «والبصرة» سقطت من ت، ص، ل.
[3] في الأصل: «هنالك» .
[4] في الأصل: «الأدخان» .
[5] «لأجل مرضه» سقطت من ت.
[6] في الأصل: «الحسن بن محمد» .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 313) .

(14/98)


من أهل وادي القرى، ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين، وقدم بغداد، وحدث عن جماعة، وروى عنه ابن رزقويه [1] ، وخرج مع الحاج إلى الري، فتوفي في الطريق في ربيع [2] الآخر من هذه السنة.
2551- عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن هرثمة، أبو محمد
[3] .
هروي الأصل، كان ينزل سوق العطش بالجانب الشرقي، وحدث عن الحارث بن أبي أسامة، والكديمي، والباغندي، روى عنه ابن رزقويه [4] ، وكان ثقة، وتوفي في صفر هذه السنة.
2552- عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، المعروف: بابن السماك
[5] .
سمع محمد بن عبيد الله المنادي، وحنبل بن إسحاق، وخلقا كثيرا، روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وابن شاذان [6] ، وكان ثقة [7] صدوقا [ثبتا] [8] صالحا، كتب المصنفات الكبار بخطه وكان كل ما عنده بخطه [9] ، توفي في ربيع الأول من هذه السنة ودفن في مقبرة باب الدير [10] وحرز الجمع بخمسين ألف إنسان.
2553- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، أبو جعفر القاضي السمناني
[11] .
__________
[1] في الأصل: «رزقونة» .
[2] في ت: «جمادى» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 406) .
[4] في الأصل: «رزقونة» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 302. والبداية والنهاية 11/ 229) .
[6] في الأصل: «سلار» .
[7] في الأصل: «تقيا» .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] «وكان كل ما عنده بخطه» سقط من ت.
[10] في ت: «التبين» .
[11] في الأصل: «السماني» .
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 355. والبداية والنهاية 11/ 229) .

(14/99)


ولد في سنة إحدى وستين ومائتين [1] ، وسكن بغداد وحدث بها عن علي [2] بن عمر السكري [وروى عن] [3] الدارقطني وأبي القاسم بن حبابة [4] وغيرهم وكان ثقة عالما [فاضلا] [5] سخيا حسن الكلام/ عراقي المذهب وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء ويتكلمون وتوفي في يوم الثلاثاء [6] سادس ربيع الأول من هذه السنة بالموصل وهو قاضيها
[7] .
2554- محمد بن أحمد بن بطة [8] بن إسحاق الأصبهاني، أبو عبد الله
[9] .
وطنه أصبهان، ونزل نيسابور، ثم عاد [10] إلى وطنه سمع الكثير [11] وحدث، وكان بطة [12] محدثا أيضا، وبطة اسم، وكنيته أبو سعيد، وتوفي أبو عبد الله بأصبهان في هذه السنة، وربما اشتبه بابن بطة العُكْبري [13] فيقال: أبو عبد الله بن بطة، وأبو عبد الله بن بطة، والفرق إذا لم يذكر الاسم ضم الباء في حق الأصبهاني، وفتحها في حق العكبري.
2555- محمد [بن محمد] [14] بن يوسف بن الحجاج، أبو النضر الطوسي
[15] .
__________
[1] في تاريخ بغداد أنه ولد سنة 361 هـ وتوفي 444 هـ فهذا ليس موضعه، ولعل هذا خطأ من النساخ أيضا، لأننا نستبعده على عالم مثل ابن الجوزي.
[2] «علي» سقطت من ت.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «بن عنوانة» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في ت، ص، ل: «الاثنين» .
[7] في ت: «على القضاء بها» .
[8] في الأصل: «مطير» .
[9] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 229) .
[10] في الأصل: «نزل» .
[11] في ت: «الحديث» .
[12] في ت: «ابن بطة» .
[13] في ت: «العكبرواي» .
[14] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[15] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 229) .

(14/100)


كان فقيها أديبا عابدا، يصوم النهار، ويقوم الليل، ويتصدق بالفاضل من قوته، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ورحل في طلب الحديث إلى البلدان فسمع [الحديث] [1] الكثير، وكان قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء، فجعل جزءا للتصنيف، وجزءا لقراءة القرآن، وجزءا للنوم.
أنبأنا زاهر بن طاهر قَالَ: أخبرنا أبو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالا:
أَخْبَرَنَا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال: سمعت أبا الفضل بن يعقوب العدل يقول: سمعت الثقة من أصحابنا يقول: رأيت أبا النضر في المنام بعد وفاته بسبع ليال فقلت له: وصلت إلى ما طلبته؟ قال: أي والله نحن عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وبشر بن الحارث [2] يحجبنا بين يديه ويرافقنا، فقلت له: كيف وجدت مصنفاتك في الحديث؟
قال: قد عرضتها كلها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرضيها.
توفي أبو النضر في شعبان هذه السنة.
[3]
2556- محمد بن أحمد [بن مُحَمَّد] [4] أبو بكر الحداد
[5] .
حدث عن أبي يزيد القراطيسي، وأبي عبد الرحمن النسائي/ وغيرهما، وكان فصيحا حافظا للفقه على مذهب الشافعي، عارفا بالنحو والفرائض، متعبدا وولي قضاء مصر نيابة. توفي يوم قدومه من الحج في محرم هذه السنة.
2557- يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى، أبو القاسم القصباني
[6] .
ولد سنة [أربع و] [7] ستين ومائتين وحدث عن جماعة فروى عنه ابن شاهين وكان ثقة توفي في صفر هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في ت: «الحافي» .
[3] «توفي أبو النضر في شعبان هذه السنة» سقطت من ت.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[5] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 229، 230) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 234) .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ت.

(14/101)


ثم دخلت سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
[وزر أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي لمعز الدولة]
فمن الحوادث فيها:
أنه وزر أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي لمعز الدولة في جمادى الآخرة، وورد الخبر في هذا الشهر أن الروم أوقعوا بأهل طرسوس في البحر، وقتلوا منهم ألفا وثمانمائة رجل، وأحرقوا القرى التي حولها، وسبوا أهلها.
ذكر من توفي فِي هذه السنة من الأكابر
2558- إسماعيل بن إسحاق [1] بْن يعقوب بن إبراهيم، أبو القاسم المعروف: بابن الجراب
[2] .
ولد بسر من رأي في رجب سنة اثنتين وستين ومائتين وسمع من [3] إبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي، وغيرهما، وانتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها، وحصل حديثه عند أهلها، وتوفي في رمضان هذه السنة، وكان ثقة.
2559-[إِسْحَاق بْن عَبْدُوس بْن عَبْد اللَّه بْن الفَضْل، أَبُو الْحَسَن البزاز
[4] .
وُلِدَ سنة خمس وستِّين ومائتين، وسمع الحارث بْن أَبِي أسامة، والكديمي، وكان ثقة، وتُوُفيّ فِي رمضان هذه السنة.
__________
[1] «ابن إسحاق» سقطت من ت، ص، ل.
[2] في ت: «بن الحرث» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 304) .
[3] «من» سقطت من ت، ص، ل.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 398) .
وهذه الترجمة والثلاثة بعدها سقطت من الأصل، ص، ل. وأثبتناها من ت.

(14/102)


2560- إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب النعماني
[1] .
حدّث عَنْ إسحاق بْن الْحَسَن الحربي، روى عَنْهُ ابن رزقويه، كَانَ زاهدا.
تُوُفّي فِي شعبان هَذِهِ السَّنَة.
2561- إسحاق بن أحمد [الكاذي]
[2] .
كان قَدِمَ من قرية كاذة إلى بغداد فحدث بها وروى عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الكديمي، وإسحاق بْن بِشْر، وثعلب، وروى عَنْهُ ابن رزقويه، وكان ثقة زاهدا.
توفي فِي قريته.
2562- عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الوراق
[3] .
لعله من خُرَاسَان، رحل وكتب، وكان يفهم بالحديث، وسكن مصر يحدث عَنْ جماعة من شيوخ مصر، وكان رَجُلا صالحا وله عقب بمصر، تُوُفّي في هذه السنة]
[4] .
2563- محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر اللغوي [5] الزاهد، المعروف بغلام ثعلب
[6] .
سمع أحمد بن عبيد الله النرسي [7] ، وموسى بن سهل الوشاء، والكديمي وغيرهم، وكان غزير العلم، كثير الزهد روى عنه ابن رزقويه [8] وابن بشران، وآخر من حدث عنه أبو علي بن شاذان.
أخبرنا [9] محمد بن عبد الباقي، أخبرنا [10] علي بن أبي علي، عن أبيه قال: ومن
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 399) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 399) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 455) .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل كما سبق الإشارة.
[5] «اللغوي» سقط من ت. ما بين المعقوفتين أضفناه من تاريخ بغداد.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 356. والبداية والنهاية 11/ 230) .
[7] في ت، ص، ل: «القرشي» .
[8] في الأصل: «رزقونة» .
[9] في ص، ل: «أنبأنا» .
[10] في ص، ل: أنبأنا» .

(14/103)


الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم: أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين [1] ألف ورقة لغة فيما بلغني، وجميع كتبه التي في أيدي الناس إنما أملاها بغير تصنيف، ولسعة حفظه اتهم بالكذب/ وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه، ثم يسأله غيره عنه بعد سنة على مواطأة فيجيب بذلك الجواب بعينه.
أخبرني [2] بعض أهل بغداد قال: كنا نجتاز على قنطرة الصراة نمضي إليه مع جماعة فتذاكروا كذبه، فقال بعضهم: أنا أصحف له القنطرة وأسأله عنها، فلما صرنا بين يديه قال له: أيها الشيخ، ما القنطرة عند العرب [3] ؟ فقال كذا [4] وذكر شيئا قد أنسيته أنا- قال: فتضاحكنا وأتممنا المجلس وانصرفنا، فلما كان بعد أشهر [5] ذكرنا الحديث فوضعنا رجلا غير ذلك فسأله فقال، ما القنطرة فقال: أليس قد سئلت عن هذه المسألة منذ كذا وكذا شهرا فقلت هي كذا؟ قال: فما درينا في أي الأمرين نعجب: في ذكائه إن كان علما فهو اتساع [6] ظريف، وان كان كذبا عمله في الحال، ثم قد [7] حفظه، فلما سئل عنه ذكر الوقت والمسألة فأجاب بذلك الجواب فهو أظرف.
قال أبي: وكان معز الدولة قد قلد شرطة بغداد مملوكا تركيا يعرف بخواجا، فبلغ أبا عمر الخبر، وكان يملي الياقوتة [فلما جاءوه] قال [8] : اكتبوا ياقوتة خواجا، الخواج في اللغة الجوع، ثم فرع على هذا بابا فأملاه، فاستعظم الناس ذلك، وتتبعوه، فقال أبو علي الحاتمي: أخرجنا في أمالي الحامض عن ثعلب عن ابن الأعرابي الخواج الجوع.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [9] الْقَزَّازِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:
__________
[1] في الأصل: «ثلاثة» .
[2] في ل، ص: «أخبرنا» .
[3] «عند العرب» سقطت من ت.
[4] في الأصل: «كلا» .
[5] «أشهر» سقطت من ت.
[6] «اتساع» سقطت من ت.
[7] في ت، ص، ل: «إن كان كذبا في الحال ثم قد» .
[8] في الأصل: «يملي الياقوتة فقال: ... » .
[9] «بن محمد» سقطت من ت.

(14/104)


حدثنا [1] رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن المحسن عمن حدثه: أن أبا عمر الزاهد كان يؤدب ولد القاضي أبي عمر، فأملى يوما على الغلام نحوا من ثلاثين مسألة في اللغة، وذكر غريبها وختمها ببيتين من الشعر، وحضر أبو بكر بن دريد، وابن الأنباري، وابن مقسم عند أبي عمر القاضي، فعرض عليهم تلك المسائل، فما عرفوا منها شيئا، وأنكروا الشعر، فقال لهم القاضي: ما تقولون فيها/ فقال له ابن الأنباري: أنا مشغول بتصنيف «مشكل القرآن» ولست أقول شيئا. وقال ابن مقسم مثل ذلك لاشتغاله بالقراءات، وقال ابن دريد: هذه المسائل من موضوعات أبي عمر، ولا اصل لشيء منها في اللغة! وانصرفوا، وبلغ أبا عمر ذلك فاجتمع مع القاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء عينهم له، ففتح القاضي خزانته وأخرج له تلك الدواوين فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدا من بعض تلك الدواوين [2] ، ويعرضه [3] على القاضي حتى استوفي جميعها، ثم قال: وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي، وكتبهما القاضي بخطه على ظهر كتاب القاضي، فأحضر القاضي [4] الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما ذكر أبو عمر، وانتهت القصة إلى ابن دريد، فلم يذكر أبا عمر بلفظه حتى مات.
أخبرنا عبد الرحمن، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا عبد الصمد بن محمد الخطيب أنبأنا [5] الحسن بن الحسين الهمذاني قال: سمعت أبا الحسن بن المرزبان يقول: كان ابن ماسي ينفذ إلى أبي عمر كفايته ينفقها على نفسه، فقطع عنه ذلك مدة لعذر، ثم أنفذ إليه ما انقطع جملة، وكتب إليه رقعة يعتذر من تأخير ذلك عنه، فرده وأمر من بين يديه أن يكتب على ظهر رقعته: أكرمتنا فملكتنا، ثم أعرضت عنا فأرحتنا. قال أحمد بن علي: لا شك أن ابن ماسي هو: إبراهيم بن أيوب والله أعلم [6] .
__________
[1] في ص، ل: «حكى» . وفي ت: «جاء» .
[2] «فلم يزل أبو عمر.... تلك الدواوين» سقط من ص.
[3] في الأصل: «وعرضه» .
[4] «القاضي» سقط من ص، ت، ل.
[5] في ص، ت، ل: «أخبرنا» .
[6] «والله أعلم» سقطت من ت، ص، ل.

(14/105)


توفي أبو عمر يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة من هذه السنة، ودفن في الصفة المقابلة لقبر معروف، ودفن فيها بعده أبو بكر الآدمي، وعبد الصمد بن علي الطشتي، وقبور الثلاثة ظاهرة.
2564- محمد بن أحمد بن يوسف
بن يعقوب بن يزيد [1] ، / أبو بكر الطائي الكوفي الخزاز [2] .
سمع جماعة، وقدم بغداد فحدث بها فروى عنه ابن رزقويه [3] وغيره، وكان ثقة، وتوفي بدمشق في رمضان هَذِهِ السنة.
2565- محمد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن الحسن [4] بْن جعفر [5] بن الحسن [6] بن علي بن أبي طالب [أبو الحسن] [7] المعروف [8] بأبي قيراط
[9] .
كان نقيب الطالبيين ببغداد، وحدث عن أبيه، وعن سليمان بن علي الكاتب، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وتوفي ببغداد في ذي الحجة من هذه السنة.
2566- محمد بن علي بن أحمد بن رستم، أبو بكر الماذرائي الكاتب
[10] .
ولد بالعراق سنة سبع [11] وخمسين ومائتين، وقدم مصر هو وأخوه أحمد، وكانا بمصر مع أبيهما، وكان أبوهما يلي خراج مصر لأبي الحسن خمارويه بن أحمد، وكان
__________
[1] في المطبوعة، ص، ل وتاريخ بغداد: «بن بريد» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 376) .
[3] في الأصل: «رزقونة» .
[4] في الأصل: «بن الحسن بن الحسن» .
[5] «بن جعفر» زيادة من تاريخ بغداد.
[6] في الأصل: «بن الحسن بن الحسن» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] في الأصل: «يعرف» .
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 146) .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 79. والبداية والنهاية 11/ 231) .
[11] في ت: «تسع» .

(14/106)


محمد قد كتب الحديث ببغداد عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وطبقته، واحترقت كتبه وبقي من مسموعه شيء عند بعض الكتاب فسمع منه.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا [1] علي بن المحسن قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو محمد الصلحي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الماذرائي بمصر وكان شيخا جليلا عظيم المال والجاه والمجد، قديم الولاية لكبار الأعمال، قد وزر لخمارويه بن أحمد بن طولون، وعاش نيفا وتسعين سنة. قال: كتبت لخمارويه بن أحمد [2] وأنا حدث فركبتني الأشغال وقطعني ترادف الأعمال عن تصفح أحوال المتعطلين وتفقدهم، وكان ببابي شيخ من مشيخة الكتاب قد طالت عطلته، فأغفلت أمره [3] فرأيت أبي في منامي وكأنه يقول لي: ويحك [4] يا بني أما تستحي من الله أن تتشاغل بلذاتك وأعمالك [5] والناس يَتْلَفُونَ ببابك صبرًا وهزلا! هذا فلان من/ شيوخ الكتاب قد أفضى [6] أمره إلى أن تقطع سراويله، فما يمكنه أن يشتري بدله، وهو كالميت جوعا وأنت لا تنظر في أمره، أحب أن لا يغفل أمره أكثر من هذا، قال: فانتبهت مذعورا واعتقدت الإحسان إلى الشيخ [ونمت] [7] وأصبحت وقد أنسيت أمر الشيخ، فركبت إلى دار [8] خمارويه وأنا والله أسير إذ تراءى لي الرجل على دويبة ضعيفة، ثم أومأ إلى الرجل فانكشف فخذه، فإذا هو لابس خفا بلا سراويل، فحين وقعت عيني على ذلك ذكرت المنام، وقامت قيامتي، فوقفت في موضعي واستدعيته، وقلت: يا هذا، ما حل لك أن تركت أذكاري بأمرك أما كان في الدنيا من يوصل لك
__________
[1] «أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا» سقط من ت.
[2] «بن طولون، وعاش نيفا وتسعين سنة قال: كتبت لخمارويه بن أحمد» سقط من ص. والعبارة من أول:
«قد وزر لخمارويه ... » حتى «ترادف الأعمال» سقط من ت.
[3] في الأصل: «عنه» .
[4] «ويحله» سقطت من ت، ص، ل.
[5] في ت، ص، ل، والمطبوعة: «عمالك» .
[6] في الأصل: «انتهى» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] «دار» سقطت من ت، ص، ل.

(14/107)


رقعة، أو يخاطبني فيك؟ الآن قد قلدتك الناحية الفلانية، وأجريت عليك رزقا في كل شهر، وهو مائتا دينار، وأطلقت لك من خزانتي ألف دينار صلة ومعونة على الخروج إليها، وأمرت لك من الثياب بكذا وكذا، فاقبض ذلك واخرج، وإن حسن أثرك في تصرفك زدتك وفعلت بك وصنعت قال: وضممت إليه غلاما يتنجز له ذلك كله، ثم سرت فما انقضى اليوم حتى حسن حاله، وخرج إلى عمله.
وتوفي محمد بن علي [1] الماذرائي في شوال هذه السنة.
__________
[1] «محمد بن علي» سقط من ت.

(14/108)


ثم دخلت سنة ست وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ركب الخليفة ومعه معز الدولة، فسارا في الصحراء، ثم رجعا إلى داريهما.
وفي آخر المحرم: كانت فتنة للعامة بالكرخ.
وفي التشرينين: أصاب الناس أورام الحلق، والماشري [1] ، وكثر موت [2] الفجأة، وكان من افتصد في هذين الشهرين [3] انصبت إلى ذراعه مادة حادة عظيمة، ثم ما سلم مفتصد إما أن يموت [4] أو يشفي على التلف.
[نقص البحر ثمانين ذراعا]
ونقص البحر في هذه السنة ثمانين ذراعا، وظهرت فيه جبال وجزائر لا تعرف ولا سمع بها.
وفي ذي الحجة: ورد الخبر بأنه كان بالري ونواحيها زلزلة عظيمة، مات فيها خلق كثير من الناس.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ، عَنْ أبي القاسم علي بن المحسن، عن أَبِيهِ قَالَ: أخبرني أبو الفرج الأصبهاني: أن لصا نقب ببغداد في زمن الطاعون الّذي كان في
__________
[1] في الأصل: «الماثري» .
[2] في الأصل: «الموت» .
[3] في ت: «الشهر» .
[4] في ت، ص، ل، والمطبوعة: «مات» .

(14/109)


سنة ست وأربعين وثلاثمائة فمات مكانه وهو على المنقب، وان إسماعيل القاضي لبس سواده ليخرج إلى الجامع فيحكم، ولبس أحد خفيه وجاء ليلبس الآخر فمات.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2567-[إسماعيل القاضي
[1] .
قَدْ ذكرنا أَنَّهُ مات فجأة]
2568- أحمد بن عبد الله بن الحسن، أبو هريرة العدوي
[2] .
كتب ببغداد عن أبي مسلم الكجي وغيره، وبمصر عن أبي يزيد القراطيسي، وكان يورق ويستملي على الشيوخ، وكان ثقة توفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
2569- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام [3] ، أبو إسحاق البخاري الفقيه [4] .
سمع جماعة وورد بغداد حاجا فروى عنه من أهلها أبو عمر بن حيويه وعبيد الله بن عثمان الدقاق وتوفي في هذه السنة.
2570- الحسن بن خلف بن شاذان أبو علي [5] الواسطي
[6] .
حدث عن إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وغيرهما، أخرج عنه البخاري في «صحيحه» وتوفي في هذه السنة ببغداد.
2571- الحسين بن أيوب بن عبد العزيز بن عبد الله، أبو عبد الله الهاشمي [7] .
__________
[1] هذه الترجمة سقطت من الأصل، ص، ل.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 232) .
[3] من أول: «هشام أبو إسحاق» حتى آخر هذه الترجمة سقط من ت وأثبت على الهامش.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 169) .
[5] «أبو علي» سقطت من ص.
[6] هذه الترجمة ساقطة من ت.
وهذا الموضع لهذه الترجمة خطأ، إنما موضعها الصحيح في وفيات سنة 246 هـ كما هو في كافة المصادر.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 305. والبداية والنهاية 11/ 232) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 23) .

(14/110)


حدث/ عن جماعة، وروى عنه الدارقطني [1] ، وابن رزقويه [2] وكان ثقة، وكان ينزل في الجانب الشرقي، فتوفي في هذه السنة ودفن في داره.
2572- عبيد الله بن أحمد بن عبد الله، أبو القاسم، المعروف بابن البلخي [3] .
سمع أبا مسلم [4] الكجي، روى عنه الدارقطني، وابن رزقويه [5] وكان ثقة صالحا. [6] وتوفي في رمضان هذه السنة.
2573- عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، أبو الحسين الوكيل، المعروف: بالطشتي
[7] .
ولد سنة ست وستين ومائتين، سمع إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وغيرهما.
روى عنه أبو الحسين بن بشران، وأبو علي بن شاذان، وكان ثقة [8] وتوفي في شعبان هذه السنة، ودفن إلى جانب أبي عمر الزاهد، مقابل معروف الكرخي.
2574- محمد بن محمد بن عبد الله بن خالد، أبو جعفر التاجر [9] البغدادي [10] .
صحيح السماع، ثابت الأصول، رحل إلى مصر والشام، فسكن الري، فقيل له: الرازي: وكان صاحب جمال، فلقب: بالجمال. وقدم خراسان فنزل نيسابور، ثم مضى إلى سمرقند، وسمع منه الأشياخ الكبار، وروى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه،
__________
[1] من أول هذه الترجمة حتى هنا ساقط من ت.
[2] في الأصل: «رزقونة» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 355) .
[4] في ت «أبا بكر» .
[5] في الأصل: «رزقونة» .
[6] من أول: «صالحا وتوفي في رمضان ... » حتى: «أبو علي بن شاذان وكان ثقة» من الترجمة التالية، ساقط من ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 41، وفيه: «الطستي» بدلا من «الطشتي» .
[8] إلى هنا الساقط من ت.
[9] في ت: «الناجي» .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 217) .

(14/111)


وعن أبي بكر القطربلي عن سري السقطي.
وتوفي بسمرقند في ذي الحجة من هذه السنة.
2575- محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عنان [1] بن عبد الله الأموي مولاهم، أبو العباس الأصم
[2] .
ولد سنة سبع وأربعين ومائتين، ورأي محمد بن يحيى الذهلي، ولم يسمع منه، ثم سمع من خلق كثير، ورحل به أبوه إلى أصبهان، ومكة، ومصر، والشام، ودمياط، والجزيرة، وبغداد [3] ، وغيرها من البلدان، فسمع من مشايخها، وانصرف إلى خراسان وهو ابن ثلاثين سنة، وهو محدث كبير، وإنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة، ثم استحكم حتى كان [4] لا يسمع نهيق الحمار، ولم يختلف في صدقه وصحة سماعاته وضبط أبيه لها [5] ، وكان حسن التدين، أذن سبعين سنة في مسجده، وكان يورق ويأكل من كسب يده، وربما عابه قوم بأخذ شيء على التحديث، وإنما كان يفعل هذا ابنه ووراقه، فأما هو فإنه كان يكره ذلك، وحدث ستا وسبعين سنة، سمع منه الآباء والأبناء وأبناء الأبناء، وكانت الرحلة إليه من البلاد متصلة.
أنبأنا زاهر بن طاهر، أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ [6] الصَّابُونِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قالا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال: خرج علينا أبو العباس الأصم [7] ونحن في مسجده، وقد امتلأت السكة من الناس، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء، وقد قاموا يطرقون له ويحملونه على عواتقهم إلى مسجده، لما بلغ المسجد جلس على جدار المسجد وبكى
__________
[1] «بن عنان» سقطت من ت، ص، ل، والمطبوعة.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 232) .
[3] «وبغداد» سقطت من ت.
[4] «وكان» سقطت من ت.
[5] «وضبط أبيه لها» سقطت من ت.
وفي ص، ل: «وضبط ابنه لها» خطأ.
[6] في الأصل: «أبو علي» .
[7] «الأصم» سقطت من ت.

(14/112)


طويلا، ثم قال: كأني بهذه السكة ولا يدخلها أحد منكم، فأني لا أسمع، وقد ضعف البصر، وحان [1] الرحيل، وانقضى الأجل. فما كان إلا نحو شهر حتى كف بصره، وانقطعت الرحلة، وانصرف الغرباء، وآل أمره إلى أن كان يناول قلما فيعلم بذلك أنهم يطلبون الرواية، فيقرأ أحاديث كان يحفظها أربعة عشر حديثا، وسبع حكايات.
توفي في ربيع الأول [2] من هذه السنة. رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين [3] .
__________
[1] في الأصل: «البصر، ودان» .
[2] في ت: «في ربيع الآخر» .
[3] رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين» في الأصل فقط.

(14/113)


ثم دخلت سنة سبع وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[زلزلة ببغداد]
أنه كانت زلزلة ببغداد في نيسان، وكانت زلازل عظيمة في حلوان، وبلدان الجبل، وقم، وقاشان، فقتلت خلقا كثيرا وأخربت.
[ظهور جراد]
وظهر في آخر نيسان وأيار جراد أتلف الغلات الصيفية والثمار ببغداد، وأتلف من الغلات الشتوية بديار مضر شيئا عظيما، واجتاحت الرطاب والمباطخ.
[خروج الروم إلى آمد، وميّافارقين]
وورد الخبر بأن الروم خرجوا إلى آمد، وميّافارقين، وفتحوا حصونا كثيرة، وقتلوا من المسلمين ألفا وخمسمائة رجل.
وفي آخر هذه السنة: فتح الروم سميساط، وأخربوها.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2576- أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع أبو العباس
[1] .
حدث عن أبي الزنباع وغيره، وكان ثقة. توفي في محرم هذه السنة.
2577- حَمْزَة بْن مُحَمَّد بْن العباس، أبو أحمد الدهقان
[2] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (معجم شيوخ الصيداوي ص 184) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 183) . وهذه الترجمة سقطت من الأصل، ل، ص.

(14/114)


سمع العباس الدوري، وابن أَبِي الدُّنْيَا، وروى عَنْهُ الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وكان ثقة، وسكن بالعقبة وراء نهر عِيسَى قريبا من دجلة.
وتُوُفيّ فِي ذي الحجة من هَذِهِ السَّنَة.
2578- الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم، أبو عبد الله الأسدآباذي أباذي
[1] .
أحد من رحل في طلب الحديث، وطاف البلاد شرقا وغربا، فسمع خلقا كثيرا منهم: الحسن بن سفيان، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو يعلى الموصلي، وكان حافظا متقنا [مكثرا] [2] صدوقا سمع منه ببغداد محمد [3] بن مخلد، وكان الزبير إذ ذاك حدثا، وصنف الشيوخ والأبواب، توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2579- عبد الله بن بشران بن محمد بن بشران [4] بن مهران، أبو الطيب القرشي الأموي. وهو جد أبي الحسين وابي القاسم ابني بشران
[5] .
سمع بشر بن موسى، ويوسف القاضي، وكان ثقة، وتولي القضاء بنواحي حلب، وتوفي في هذه السنة/.
2580- عَبْد اللَّه بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، أبو محمد الفارسي النحوي
[6] .
ولد في سنة ثمان وخمسين ومائتين، حدث عن عباس الدوري، والمبرد، وابن قتيبة، وسكن بغداد إلى آخر وفاته، وحمل عنه من علوم الأدب كتب صنفها، روى عنه ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وابن رزقويه [7] ، وأبو علي بن شاذان أثنى عليه أبو عبد الله بن منده، ووثقه، وتوفي في صفر هذه السنة.
__________
[1] في ت: «الأستراباذيّ» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 473. والبداية والنهاية 11/ 233) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل: «يحيى بن مخلد» .
[4] «ابن محمد بن بشران» سقطت من ت.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 425) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 428. والبداية والنهاية 11/ 233) .
[7] في الأصل: «رزقونة» .

(14/115)


2581- عبد الله [1] بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن شهاب، أبو طالب العُكْبري
[2] .
ولد سنة أربع وستين ومائتين. سمع أبا شعيب الحراني، ومحمد بن صالح بن ذريح [3] ، «وثقه سيف القاضي [4] » وكان ثقة، توفي في ذي القعدة من هذه السنة.
2582- عبد الوهاب بن محمد بن موسى، أبو أحمد الغندجاني
[5] . ولد سنة ست وستين ومائتين [6] ، وسمع بالأهواز من أحمد بن عبدان، وببغداد من المخلص وغيره، واستوطنها، وتوفي بالمبارك في جمادى الأولى من هذه السنة ودفن بالنعمانية.
2583- علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي، أبو الحسن الكاتب
[7] .
مولي زيد بن علي بن الحسين من أهل الكوفة [وُلِدَ سنة تسعة وأربعين ومائتين] [8] قدم بغداد، وحدث عن جماعة، روى عنه الدارقطني، وابن رزقويه [9] وكان ثقة. وتوفي في هذه السنة وحمل إلى الكوفة.
2584- محمد بن أحمد [بْن محمد] [10] بن سهل، أبو الفضل الصيرفي
[11] .
نيسابوري الأصل، حدث عن أبي مسلم الكجي، وروى عنه [الدارقطني] [12] وابن رزقويه، وكان ثقة، وتوفي في المحرم [من هذه السنة]
[13] .
__________
[1] في الأصل: «عبيد الله» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 128) .
[3] في الأصل: «درع» تصحيف.
[4] هكذا في كل النسخ، وفي تاريخ بغداد 10/ 128: «يوسف بن يعقوب القاضي» وقد تصحف في كل النسخ إلى «وثقه سيف القاضي» .
[5] في الأصل: «الغيدجاني» . انظر ترجمته في: (الأنساب 9/ 179، 180) .
[6] «ولد سنة ست وستين ومائتين» سقطت من ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 32) .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[9] في الأصل: «رزقونة» .
[10] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ل، ص.
[11] الصيرفي: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/ 124) .
[12] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[13] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/116)


2585- محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن مُحَمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، أبو الحسن القرشي، ثم الأموي
[1] .
ولد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وولي القضاء بمدينة السلام، وحدث عن أبي العباس بن مسروق.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر/ قال: استخلف المستكفي باللَّه في صفر [2] سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة واستقضى على مدينة المنصور ومدينة الشرقية [3] أبا الحسن محمد بن الحسن بن أبي الشوارب، وذكر طلحة أنه كان رجلا واسع الأخلاق، كريما جوادا طلابة للحديث، قال: ثم قبض عليه في صفر سنة أربع وثلاثين، فلما كان في رجب في هذه السنة قبض على المستكفي [باللَّه] [4] واستخلف المطيع، فقلد أبا الحسن الشرقية، والحرمين، واليمن، ومصر، وسرمن رأي، وقطعة من أعمال السواد، وبعض أعمال الشام، وشقي الفرات، وواسط، ثم صرف عن جميع ذلك في رجب سنة خمس وثلاثين.
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قَالَ: أخبرنا [5] إبراهيم بن مخلد قَالَ:
أخبرنا إسماعيل بن علي [بن علي] [6] قال: وعزل محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن جميع ذَلِكَ فِي [7] ما [كان] [8] يتقلده من أمر القضاء، وأمر المستكفي بالقبض عليه ففعل ذلك يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة أربع وثلاثين، وكان قبيح الذكر فيما يتولاه من الأعمال منسوبا إلى الاسترشاء في الأحكام، والعمل فيها بما لا يجوز، قد شاع ذلك عنه [9] ، وكثر الحديث به، وتوفي في رمضان هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 200. والبداية والنهاية 11/ 233، 234) .
[2] «صفر» سقطت من ت، ل، ص.
[3] في الأصل: «مدينة الشرقية ومدينة المنصورة» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من ت، الأصل.
[5] في ص، ل: «أنبأنا» .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] «ذلك في» سقط من ت، ص، ل.
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] في الأصل: «عنه ذلك» .

(14/117)


ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[اتصال الفتن بين الشيعة والسنة]
أنه في جمادى الأولي اتصلت الفتن بين الشيعة والسنة، وقتل بينهم خلق، ووقع حريق كثير في باب الطاق.
[غرق بضعة عشر زورقا من الحاج]
وفي هذه السنة [1] : غرق من الحاج الوارد [2] من الموصل بضعة عشر/ زورقا كان فيها من الرجال والنساء والصبيان ستمائة نفس.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2586- أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد
[3] .
ولد سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وسمع أبا داود، والباغندي، وأبا بكر بْن أبي الدنيا، وعبد الله بْن أحمد، وخلقا كثيرا، وكان يمشي في طلب الحديث حافيا [4] ، وجمع المسند، وصنف في السنن [5] كتابا كبيرا، وكانت له في جامع المنصور يوم
__________
[1] في ص، ل: «وفيها» .
[2] في الأصل: «الواردين» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 189. والبداية والنهاية 11/ 234) .
[4] في ت: «ماشيا حافيا» .
[5] في ت: «في السير» .

(14/118)


الجمعة حلقتان قبل الصلاة وبعدها [1] : إحداهما للفتوى في الفقه على مذهب أحمد، والأخرى لإملاء الحديث، روى عنه أبو بكر بن مالك، والدارقطني، وابن شاهين، وابن رزقويه، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [مُحَمَّدٍ] [2] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي قال: حدثني الحسين بن علي بن محمد الفقيه [3] قال: سمعت أبا إسحاق الطبري يقول: كان أحمد بن سلمان يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف، ويترك منه لقمة، فإذا كان في الجمعة تصدق بذلك الرغيف، وأكل تلك اللقم التي استفضلها.
توفي ليلة الجمعة لعشر بقين من ذي الحجة من هذه السنة عن خمس وتسعين ودفن قريبا من [قبر] [4] بشر الحافي.
2587- إبراهيم بن شيبان، أبو إسحاق القرميسيني [5] .
شيخ المتصوفة بالجبل، صحب أبا عبد الله المغربي، وإبراهيم الخواص، وكان يقول: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه، وطرد [6] عنه رغبة الدنيا.
2588- جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم، أبو محمد الخواص، المعروف: بالخلدي
[7] .
سافر الكثير، وسمع الحديث الكثير، وروى علما كثيرا، روى عنه الدارقطني، وابن شاهين وخلق كثير، وكان [ثقة] [8] صدوقا دينا، حج ستين حجة.
وتوفي في رمضان هذه السنة.
__________
[1] «وبعدها» سقطت من ت.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] «الفقيه» سقطت من ت.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[5] انظر ترجمته في: (طبقات الأولياء ت 3. والحلية 10/ 361 وطبقات الصوفية 402) .
[6] في الأصل: «وترك» .
[7] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 234) .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ل، ص.

(14/119)


2589- شريرة [1] الرائقية
[2] .
جارية مولدة كانت [3] لابنة ابن حمدون النديم، وكانت سمراء موصوفة بحسن الغناء، فاشتراها أبو بكر محمد بن رائق من مواليها [4] بثلاثة عشر ألف دينار على يد أبي جعفر بن حمدون، وأعطى أبا جعفر عن دلالته ألف دينار، ثم قتل عنها فتزوجها الحسين بن أبي العلاء بن سعيد بن حمدان. توفيت في رجب هذه السنة.
2590-/ علي [بن أَحْمَد] [5] بن سهل، أبو الحسن البوشنجي
[6] .
لقي أبا عثمان، وصحب ابن عطاء والجريري، وكان دينا متعمدا للفقر، وأسند الحديث، وتوفي في هذه السنة.
أخبرنا ابن ناصر قَالَ: أخبرنا [7] ابن خلف قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو عَبْد الرَّحْمَنِ [8] السلمي قال: سمعت أبا العباس محمد بن الحسن البغدادي يقول: سألت أبا الحسن البوشنجي عن التصوف فقال: اسم ولا حقيقة، وقد كان قبل حقيقة ولا اسم.
2591- علي بن محمد بن [9] الزبير، أبو الحسن، القرشي، الكوفي
[10] .
ولد سنة أربع وخمسين ومائتين، ونزل بغداد، وحدث بها عن جماعة، فروى عنه ابن رزقويه [11] ، وابن شاذان، وكان ثقة، توفي في ذي القعدة من هذه السنة.
2592- محمد بن إبراهيم بن يوسف بن محمد أبو عمر الزجاجي النيسابورىّ
[12] .
__________
[1] في ت: «سرية» . وهذه الترجمة سقطت من الأصل.
[2] انظر ترجمتها في: (الكامل) .
[3] «كانت» سقطت من ت.
[4] في ت: «مولاتها» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: (طبقات الصوفية 458- 461. وطبقات الأولياء ت 50) .
[7] في ص، ل: «أنبأنا» .
[8] «الرحمن» سقطت من ت.
[9] «ابن» سقطت من ت.
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 81) .
[11] في الأصل: «رزقونة» .
[12] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 235 وطبقات الأولياء ص 156، 157) .

(14/120)


صحب أبا عثمان، والجنيد، والنوري، والخواص وغيرهم، وأقام بمكة وصار شيخها، حج قريبا من ستين حجة، وقيل: إنه لم يبل ولم يتغوط في الحرم [منذ] [1] أربعين سنة، وهو به مقيم، وتوفي في هذه السنة.
2593- محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم، أبو بكر السوسي
[2] .
قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها أحاديث مستقيمة، فروى عنه الدارقطني، وابن رزقويه [3] ، وغيرهما، [وتوفي في هذه السنة]
[4] .
2594- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إسحاق بن البهلول بن حسان [بْن سنان] [5] أبو طالب التنوخي
[6] .
أصله من الأنبار، سمع أبا مسلم الكجي [7] ، وبشر بن موسى الأسدي [8] ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: أخبرنا طلحة [بْن محمد] [9] بن جعفر الشاهد قال: لم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء المدينة- يعني مدينة المنصور- من سنة ست وتسعين ومائتين إلى ربيع الأول [10] سنة ست عشرة وثلاثمائة/ وكان ربما اعتل فيخلفه ابنه أبو طالب محمد، وهو رجل جميل الأمر، حسن المذهب، شديد التصون، وممن كتب العلم، وحدث بعد أبيه بسنتين.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 258) .
[3] في الأصل: «رزقونة» .
[4] «وتوفي هذه السنة» سقطت من ت والأصل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 278) .
[7] في الأصل: «الكنجي» .
[8] في الأصل: «الأمدي» .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[10] في ل، ص، ت: «الآخر» .

(14/121)


أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب قال: حدثني الحسن بن أبي طالب، حدثنا علي بن عمرو الجريري قال: توفي أبو طالب بن البهلول في يوم الأحد ضحوة لست عشرة ليلة خلت من ربيع الأول [1] سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
2595- محمد بن أحمد بن تميم، أبو الحسن الخياط القنطري
[2] .
كان ينزل قنطرة البردان، ولد في صفر سنة تسع وخمسين [3] ومائتين، وحدث عن أبي قلابة الرقاشي [4] ، ومحمد بن سعد العوفيّ الكديمي، وغيرهم، وتوفي يوم الجمعة سلخ شعبان في هذه السنة. قال محمد بن أَبِي الفوارس: كان فيه لبن.
2596-[مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن عبدك، أَبُو بَكْر الرّازيّ
[5] ، سكن بغداد، وحدَّث بها عن جماعة. وروى عنه الدارقطني، وابن رزقويه، وكان ثقة.
توفي في جمادى الأولى من هذه السنة] .
2597- محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة [6] بن زيد بن عبد الملك، أبو بكر الآدمي القارئ الشاهد [7] صاحب الألحان
[8] .
كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، ولد في رجب سنة ستين ومائتين، وحدّث عن أحمد بن عبيد ابن ناصح، والحارث بن محمد [9] بن أبي أسامة، وعبد الله بن أحمد:
__________
[1] في ل، ص ت: «الآخر» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 283) .
[3] في الأصل: «تسع وعشرين» .
[4] في الأصل: «النرسي» .
[5] هذه الترجمة سقطت من الأصل، ل، ص.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 317) .
[6] «بن فضالة» سقطت من ت.
[7] في الأصل: «القاضي» .
و «الشاهد» سقطت من ت.
انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 235) .
[8] في الأصل: «كان من أصحاب صاحب الألحان» .
[9] «بن محمد» سقطت من ت.

(14/122)


الدورقي [1] ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة [2] وغيرهم. وروى عنه ابن رزقويه [3] ، وابن شاذان، وابن بشران، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بن المحسن [4] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الأسدي قال: سمعت أبي يقول: حججت في بعض السنين، وحج في تلك السنة أبو القاسم البغوي، وأبو بكر الآدمي القارئ، فلما صرنا بمدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر ها هنا رجل ضرير قد جمع حلقة/ في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقعد يقص [5] [ويروي] الكذب من الأحاديث الموضوعة والأخبار المفتعلة [6] ، فإني رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ونمنعه، فقلت له: يا أبا القاسم، إن كلامنا ها هنا [7] لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير، والخلق العظيم، ولسنا ببغداد، فيعرف لنا موضعنا، ولكن ها هنا أمر آخر هو الصواب، فأقبلت علي أبي بكر الآدمي فقلت له: استعذ باللَّه [8] واقرأ، فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة [9] حتى انجلفت [10] [الحلقة] [11] وانفض الناس جميعا، فأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر الآدمي [12] وتركوا الضرير وحده، فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي هكذا تزول النعم.
__________
[1] في ص: «وعبد الله بن أحمد، والدورقي» .
[2] في الأصل: «وثعلبة وغيرهم» .
[3] في الأصل: «رزقونة» .
[4] في الأصل: «الحسين» .
[5] في الأصل: «وقعد يقص الكذب ويروي الأحاديث» .
[6] في الأصل: «النغلة» .
[7] «ها هنا» سقطت من ت، ص، ل.
[8] «باللَّه» سقطت من الأصل، ص، ل.
[9] في ت: «ابتدأ بالقرآن» .
[10] في ت: «انجلت» .
وفي الأصل: «حفلت» .
[11] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ت.
[12] «الآدمي» سقط من ت، ص، ل.

(14/123)


أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [1] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ [2] قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن المحسن قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو محمد يحيى بن محمد بن فهد قال: حدثني ذرة [3] الصوفي قال: كنت بائتا بكلواذي [4] على سطح عال، فلما هدأ الليل قمت لأصلي، فسمعت صوتا ضعيفا يجيء من بعد فأصغيت إليه وتأملته [5] ، فإذا هو صوت لأبي بكر الآدمي القارئ، فقدرته منحدرا في دجلة، وأصغيت فلم أجد الصوت يقرب ولا يزيد على ذلك القدر [6] ساعة ثم انقطع، فشككت في الأمر، وصليت ونمت، وبكرت فدخلت بغداد على ساعتين من النهار أو أقل، وكنت مجتازا في السمارية، فإذا بأبي بكر الآدمي ينزل إلى الشط من دار أبي عبد الله الموسوي العلوي التي تقرب من فرضة جعفر على دجلة، فصعدت إليه وسألته عن خبره، فأخبرني بسلامته وقلت: أين كنت البارحة؟ فقال: / في هذه الدار. فقلت: قرأت؟ قال: نعم.
قلت: أي وقت؟ قال: بعد نصف الليل إلى قريب من الثلث الآخر قال: فنظرت فإذا هو الوقت الذي سمعت فيه صوته بكلواذي، فعجبت من ذلك عجبا شديدا بان له في فقال:
مالك؟ فقلت: إني سمعت صوتك البارحة وأنا على سطح بكلواذي، وتشككت، فلولا أنك أخبرتني الساعة على غير اتفاق ما صدقته [7] . قال: فاحكها عني، فأنا أحكيها دائما.
توفي أبو بكر الآدمي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ربيع الأول، ودفن في هذا اليوم في الصفة التي بحذاء قبر معروف الكرخي [8] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [9]
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من ت، الأصل.
[2] في ص، ل: «علي بن ثابت» . وفي ت: «أحمد بن علي» وكذلك في الأصل.
[3] في الأصل: «بسرة الصوفي» .
[4] «بكلواذى» سقطت من ص.
[5] «وتأملته» سقطت من ص.
[6] «القدر سقطت من ت، ص، ل.
[7] في الأصل: «صدقت» .
[8] في ت: «التي بحذاء قبر معروف الكرخي» . وفي ص، ل: «التي بحذاء معروف الكرخي» . وفي الأصل:
«التي فيها قبر معروف الكرخي» .
[9] «بن محمد» سقطت من ت.

(14/124)


قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: قال محمد بن أبي الفوارس: سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها مات [محمد بن جعفر] أَبُو بَكْر [1] الآدمي وكان قد خلط فيما حدث [به] [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ [3] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي قال: حدثني علي بن أبي علي المعدل، أخبرنا أبو بكر بن أبي موسى القاضي، وأبو إسحاق الطبري، وغيرهما قالوا: سمعنا أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن بويه يقول: رأيت أبا بكر الآدمي في النوم بعد موته بمديدة فقلت لَهُ [4] مَا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ لي: وقفني بين يديه، وقاسيت شدائد وأمورا صعبة. فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن؟ فقال: ما كان شيء أضر على منها، لأنها كانت للدنيا. فقلت له: فإلى أي شيء انتهي أمرك؟ قال: قال لي الله عزَّ وجل [5] آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين.
__________
[1] في الأصل: «فيها مات أبو بكر الآدمي» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] «بن محمد» سقط من ت.
[4] «له» سقطت من ت.
[5] في الأصل: «تعال» . وفي ص، ل: «تعالى» .

(14/125)


ثم دخلت سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[وقوع فتنة بين السنة والشيعة]
أنه يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان وقعت/ فتنة بين السنة والشيعة في القنطرة الجديدة، وتعطلت الجمعة من الغد في جميع المساجد الجامعة في الجانبين سوى مسجد براثا، فإن الصلاة تمت فيه، وقبض على جماعة من بني هاشم، واعتقلوا في دار الوزير، لأنهم [اتهموا بأنهم] [1] كانوا سبب الفتنة، وأطلقوا من الغد.
[ظهور ابن لعيسى بن المكتفي باللَّه بناحية أرمينية وموقان]
وفي هذا الشهر: ورد الخبر بأن ابنا لعيسى بن المكتفي باللَّه [2] ظهر بناحية أرمينية وموقان، وأنه يلقب: بالمستجير باللَّه، يدعو إلى المرتضي [3] من آل رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ، وأنه لبس الصوف، وأمر بالمعروف، وتبعه جماعة فسار إلى آذربيجان، فغلب على عدة بلدان منها، ثم حورب فأخذ.
وفي [نصف] [4] شوال: عرضت لمعز الدولة علة في الكلى، فبال الدم، وقلق منها قلقا شديدا ثم بال بعد ذلك الرمل، ثم الحصى الصغار والرطوبة التي ينعقد منها الرمل [5] والحصى.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ل، ص.
[2] «باللَّه» سقطت من ت.
[3] في الأصل: «الرضى» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «ثم الحصى الصغار والرطوبة التي ينعقد منها الرمل» سقط من ت وأثبت على الهامس.

(14/126)


وأسلم في هذه السنة من الأتراك مائتا ألف خركاه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2598- أزهر بن أحمد بن محمد، أبو غانم [1] الخرقي
[2] .
حدث عن أبي قلابة الرقاشي، روى عنه الدارقطني، وابن رزقويه، وكان ينزل بالجانب الشرقي في سوق العطش، وتوفي في هذه السنة.
2599- جعفر بن حرب
[3] .
أنبأنا [4] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ، عَنْ أَبِي القاسم [علي] [5] بن المحسن، عن أبيه: أن جعفر بن حرب كان يتقلد الأعمال الكبار للسلطان، وكانت نعمته تقارب نعمة الوزارة، فاجتاز يوما راكبا في موكب له عظيم، ونعمته على غاية الوفور، ومنزلته بحالها [6] في [نهاية] [7] الجلالة [8] ، فسمع رجلا يقرأ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ من الْحَقِّ) 57: 16 [9] فصاح: اللَّهمّ بلى، يكررها دفعات [وبكى] [10] ثم نزل عن دابته/ ونزع ثيابه، ودخل إلى دجلة واستتر بالماء، ولم يخرج منه حتى فرق جميع ما له في المظالم التي كانت عليه وردها [11] ، وتصدق بالباقي، فاجتاز رجل فرآه في الماء قائما، وسمع بخبره، فوهب له قميصا ومئزرا فاستتر بهما، وخرج وانقطع إلى العلم والعبادة حتى مات.
__________
[1] في الأصل: «أبو خاتم» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 52) .
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 236) .
[4] في ت: «أخبرنا» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[6] «بحالها» سقطت من ص.
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] في ت: «الخلافة» .
[9] سورة: الحديد، الآية: 16.
[10] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[11] «وردها» سقطت من ت، ص، ل.

(14/127)


2600- الحسين بن علي بن يزيد بن داود، أبو علي الحافظ النيسابوري
[1] .
ولد سنة سبع وسبعين [2] ومائتين، وكان واحد دهره في الحفظ والإتقان والورع، مقدما في مذاكرة الأئمة، كثير التصنيف ذكره الدارقطني فقال: إمام مهذب [3] . وكان مع تقدمه في العلوم [4] أحد الشهود المعدلين بنيسابور، ورحل في [طلب] [5] الحديث إلى الآفاق البعيدة، وسمع من الأكابر وكان ابن عقدة لا يتواضع لأحد كتواضعه لأبي علي.
وتوفي في جمادي الأولى [6] من هذه السنة.
2601- حسان بن محمد بن أحمد بن هارون، أبو الوليد القرشي الفقيه
[7] .
إمام أهل الحديث بخراسان في عصره، وأزهدهم وأكثرهم اجتهادا في العبادة، درس الفقه على [مذهب] [8] أبي العباس ابن سريج وسمع من الحسن بن سفيان وغيره وصنف [التصانيف الحسنة] [9] .
أخبرنا زاهر بن طاهر، أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قالا: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد بن أحمد القرشي يقول في مرضه الذي مات فيه: قالت لي والدتي كنت حاملا بك وكان للعباس بن حمزة مجلس، فاستأذنت أباك أن أحضر مجلسه في أيام العشر، فأذن لي، فلما كان في آخر المجلس قال العباس بن حمزة: قوموا فقاموا وقمت، فأخذ العباس يدعو فقلت: اللَّهمّ هب لي ابنا عالما، ثم رجعت إلى المنزل فبت تلك الليلة فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا أتأني فقال: أبشري، فإن الله قد استجاب دعوتك، ووهب لك
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 71. والبداية والنهاية 11/ 236) .
[2] في ت: «وتسعين» .
[3] «إمام مهذب» سقطت من ت.
[4] في الأصل: «العلم» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في ت: «جمادى الآخرة» .
[7] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 236) .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] «التصانيف الحسنة» سقطت من ت، الأصل.

(14/128)


ولدا ذكرا وجعله عالما، ويعيش كما عاش أبوك، قالت: وكان أبي عاش اثنتين وسبعين [1] سنة، قال حسان/ وهذه قد تمت لي اثنتان وسبعون [2] سنة، فعاش بعد هذه الحكاية أربعة أيام، توفي ليلة الجمعة خامس ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
2602- حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب، أبو سليمان الخطابي
[3] .
سمع الكثير، وصنف التصانيف منها «المعالم» شرح فيها «سنن أبي داود» ، و «الأعلام» شرح فيها البخاري، و «غريب الحديث» وله فهم مليح، وعلم غزير، ومعرفة باللغة والمعاني والفقه، وله أشعار فمن ذلك قوله:
ما دمت حيا فدار الناس كلهم ... فإنما أنت في دار المداراة
من يدر داري ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليل نديما للندامات
2603- عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هشام، واسم أبي هشام: بشار، وكنية عبد الواحد: أبو طاهر
[4] .
كان من أعلم الناس بحروف القراءات [5] ووجوه القراءات، وله في ذلك تصانيف، وحدث عن جماعة منهم: أبو بكر بن أبي داود، وابن مجاهد، روى عنه أبو الحسن الحمامي، وكان ثقة أمينا، يسكن الجانب الشرقي، توفي في شوال هذه السنة، ودفن في مقبرة الخيزران.
2604- علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس، أبو القاسم
[6] .
أنبأنا زاهر بن طاهر قَالَ: أخبرنا [7] أبو عثمان الصابوني، وأبو بكر البيهقي قالا:
__________
[1] في ت: «وتسعين» .
[2] في ت: «تسعون» .
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 236) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 7. والبداية والنهاية 11/ 237) .
[5] في الأصل: «القرآن» .
[6] في ت: أبو الحسن.
[7] في ص، ل، الأصل: «أنبأنا» .

(14/129)


أخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال: كان يضرب المثل بعقل شيخنا أبي القاسم، وكان من أودع مشايخنا، وسمع بنيسابور، وببغداد، وبالكوفة، وحدث سنين، وحججت معه في سنة إحدى وأربعين، فكان أكثر الليل يقرأ في العمارية، فإذا نزل قام إلى الصلاة لا يشتغل بغير ذلك، وما أعلم أني دخلت/ الطواف إلا وجدته يطوف، وسمعت ابنه أبا عبد الله يقول: ضعف بصر أبي ثلاث سنين، ولم يخبرنا به حتى ضعفت العين الأخرى، فحينئذ أخبرنا به.
وتوفي في صفر هذه السنة.
2605- العباس بن محمد، أبو محمد الجوهري
[1] .
حدث عن البغوي، وابن داود، وابن صاعد، روى عنه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وقال: كان أحد الجوالين في طلب الحديث بفهم ومعرفة وإتقان.
توفي في صفر هذه السنة.
2606- محمد بن أَحْمَد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد، أبو أحمد العسال [2] الأصبهاني
[3] .
سمع محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، وبكر بن سهل الدمياطي، ونحوهم.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد السوذرجاني [4] بأصبهان قال: سمعت [أبا] [5] عبد الله بن منده يقول: كتبت عن ألف شيخ ولم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال [6] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 160) .
[2] في ت الغساني» . وفي ص، ل: «الغسال» .
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 237) .
[4] في الأصل: «السورجاني» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في ت: «أبي محمد الغساني» .

(14/130)


[أخبرنا عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: أخبرنا أَحْمَد قَالَ: سَمِعتُ أَبَا نُعَيْم يَقُولُ] [1] : ولي أبو أحمد العسال [2] القضاء، وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة، وتوفي في رمضان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة [3] [هذه السنة]
[4] .
2607- محمد بن أحمد بن علي بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن زَيْدُ بْن حاتم، أَبُو يَعْقُوب النَّحْويّ
[5] .
أخبرنا أَبُو مَنْصُور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عَلي قَالَ: ذكر أَبُو الفتح بْن مسرور أَنَّهُ حدثه عَنْ أَبِي مُسْلِم الكجي قَالَ: تُوُفّي بمصر يَوْم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
__________
[1] في ص، ل، الأصل: «قال أبو نعيم» مكان ما بين المعقوفتين.
[2] في ت: «الغساني» .
[3] «سنة تسع وأربعين وثلاثمائة» سقطت من ت.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 320) .

(14/131)


ثم دخلت سنة خمسين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[اشتداد علة معز الدولة]
أنه اشتدت علة معز الدولة ليلة السبت لأربع خلون من المحرم، وامتنع عليه البول كله، واشتد قلقه وجزعه، ثم بال علي ساعة باقية من الليل دما بشدة، ثم تبعه البول وخرج مع البول رمل كثير وحصى صغار، وخف الألم، فلما أصبح سلم داره وغلمانه وكراعه إلى ابنه الأمير أبي منصور [1] بختيار، وفوض الأمور [2] إليه، وخرج في عدة يسيرة من غلمانه/ وخاصته ليمضي إلى الأهواز، ثم أشير عليه بالتوقف فتنقل من مكان إلى مكان إلى أن عاد إلى داره، ثم انتقل في جمادى الأولي من داره بسوق الثلاثاء إلى البستان المعروف ببستان الصيمري، وأخذ في أن يهدم ما يليه من العقار والأبنية إلى حدود البيعة، وأصلح ميدانا وبنى دارًا على دجلة في جوار البيعة، ومد المسناة، وبنى الإصطبلات، وقلع الأبواب الحديد التي على مدينة [أبي جعفر] [3] المنصور، وأبواب الرصافة، وقصر الرصافة، ونقلها إلى داره. وهدم سور الحبس المعروف بالجديد، ونقل آجرَّهُ إلى داره، وبنى به، ونقض المعشوق بسر من رأي وحمل آجره، وأنفق على البناء إلى أن مات مائة ألف ألف دينار، وقبض على جماعة فصودروا على مال عظيم، فأمر أن يصرف إلى بناء الدار والإصطبلات، ولحق الناس في هذا الصقع شدة شديدة من التنزل عليهم.
__________
[1] في ت، ل، ص: إلى ابنه أبي منصور» .
[2] في الأصل: «الأمر» .
[3] «أبي جعفر» سقطت من ت.

(14/132)


وفي يوم الأحد لثمان بقين من شعبان: تقلد أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب القضاء بالحضرة من جانبي بغداد والمدينة، وقضاء القضاة، وخلع عليه من دار السلطان، لأن الخليفة امتنع من أن يصل [1] إليه وضرب بين يديه الدبادب على أن يحمل إلى خزانة [2] معز الدولة كل سنة مائتي ألف درهم، وامتنع الخليفة من أن يصل إليه هذا القاضي في موكب أو غيره.
وفي شوال: ورد الخبر بأن نجاء غلام سيف الدولة دخل بلد الروم غازيا، وأنه غنم ما قيمته ثلاثون ألف دينار، وسبى ألفي رأس واستأسر خمسمائة في السلاسل.
وفي شباط: جاء برد بنواحي قطر بل وبإزائها في الجانب الشرقي، في كل بردة أوقيتان وأكثر، وقتل الطيور والبهائم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2608- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زياد، أبو سهل القطان
[3] .
حدث/ عن محمد بن عبد الله بْن المنادي [4] وغيره، وروى عن ابن رزقويه [5] وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ [أحمد] [6] بن علي بن ثابت، قال:
سمعت محمد بن الحسين [بن] [7] الفضل القطان يقول [8] : حدثني من سمع أبا سهل بن زياد يقول: سمى الله المعتزلة كفارا قبل أن يذكر فعلهم. فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا مَا ماتُوا وَما قُتِلُوا) 3: 156 [9] الآية.
__________
[1] في الأصل: «يوصل إليه» .
[2] في الأصل: «الخزانة» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 45. والبداية والنهاية 11/ 238) .
[4] في ل: «عبيد الله المنادي» .
[5] في الأصل: «رزقونة» .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] «يقول» سقطت من ص.
[9] سورة: آل عمران الآية: 156.

(14/133)


أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني الأزهري قال: «قال لي أبو عبد الله بن بشر القطان: ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد عن [1] آي القرآن من أبي سهل بن زياد، فقلت لابن بشر: وما السبب في ذلك؟ قال: كان جارنا، وكان يديم صلاة الليل وتلاوة [2] القرآن، ولكثرة درسه صار القرآن نصب عينيه، ينتزع منه ما شاء من غير تعب. توفي في شعبان هذه السنة، ودفن بقرب قبر معروف.
2609- إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن بنان [3] ، أبو محمد الخطبي
[4] .
ولد في محرم سنة تسع وستين ومائتين وسمع الحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وعبد الله بن أحمد، وغيرهم، وروى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وابن رزقويه [5] ، وكان ثقة فاضلا نبيلا فهما عارفا بأيام الناس، وأخبار الخلفاء، وصنف تاريخًا كبيرًا على ترتيب السنين، وكان عالما بالأدب، ركينا عاقلا ذا رأي، يتحرى الصدق.
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت، قال:
سمعت الأزهري يقول: جاء أبو بكر بن مجاهد، وَإِسْمَاعِيل الخطبي إلى منزل أبي عبد الصمد [6] الهاشمي، فقدم إِسْمَاعِيل أبا بكر فتأخر أبو بكر/ وقدم إسماعيل، فلما استأذن إِسْمَاعِيل أذن له فقال: ادخل ومن أنا معه.
أخبرنا أبو منصور، أخبرنا أبو بكر بن ثابت [7] ، قال: حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، قال: سمعت [أبا] [8] الحسن بن رزقويه يذكر عن إسماعيل الخطبي، قال:
وجَّه إليَّ الراضي باللَّه ليلة عيد الفطر، فحملت إليه راكبًا بغلة، فدخلت عليه وهو جالس في الشموع، فقال لي: يا إسماعيل، أني قد عزمت في غد على الصلاة
__________
[1] في ص، ل، ت: «أراد عن» .
[2] في ل، ت: «الصلاة بالليل وقراءة» .
[3] في المطبوعة: «بن بنان» خطأ.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 304) .
[5] في الأصل: «رزقونة» .
[6] في تاريخ بغداد: «ابن عبد العزيز» .
[7] في الأصل: «أحمد بن علي» .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/134)


بالناس في المصلى، فما أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي [1] . قال:
فأطرقت ثم قلت: يقول أمير المؤمنين: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ، وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ، وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحِينَ. 27: 19 فقال لي: حسبك، ثم أمرني بالانصراف وأتبعني بخادم فدفع إليَّ خريطة فيها أربع مائة دينار، وكانت الدنانير خمسمائة، فأخذ الخادم منها لنفسه مائة دينار أو كما قال.
توفي الخطبي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2610- تمام بن محمد بن سليمان بن محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن عبد المطلب، أبو بكر
[2] .
ولد سنة تسع وستين ومائتين، حدث عن عبد الله بن أحمد وغيره، وروى عنه ابن رزقويه، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
2611- الحسن [3] بن علي بن عبيد الله بن الحسن. أبو أحمد الخلال، المعروف بالكوسج
[4] .
حدث عن جماعة، وروى عنه ابن رزقويه، وكان صدوقا [5] . وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة.
2612- الحسين بن القاسم، أبو علي الطبري الفقيه الشافعي
[6] .
أخبرنا القزاز أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب، قَالَ: درس على أبي علي بن أبي هريرة [7] .
وبرع في العلم، وسكن بغداد، وصنف كتاب «المحرر» وهو أول كتاب صنّف في
__________
[1] في ت، ص، ل: «في نفسي» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 139. والبداية والنهاية 11/ 238) .
[3] في تاريخ بغداد: «الحسن» .
[4] هذه الترجمة ساقطة من ت. انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 386) .
[5] في المطبوعة، وتاريخ بغداد، وباقي النسخ: «ثقة» .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 87. والبداية والنهاية 11/ 238) .
[7] في ص: «درس أبي على ابن أبي هريرة» .

(14/135)


الخلاف، وصنف كتاب «الإفصاح» في المذهب، وكتابا في الجدل وكتابا في [أصول] الفقه، وتوفي ببغداد في [صفر] سنة خمسين/ وثلاثمائة
[1] .
2613- عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، ويكنى أبا جعفر، ويعرف: بابن بريَّة الهاشمي
[2] :
كان إمام جامع المنصور، وحدث عن ابن أبي الدنيا وغيره، وروى عنه ابن رزقويه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن علي بْن [3] ثابت، حَدَّثَنَا علي بْن أبي علي، قال: سمعت القاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشمي، وأبا إسحاق الطبري، ومن لا أحصي من شيوخنا يحكون، أنهم سمعوا أبا جعفر المعروف بابن بريَّة الإمام يقول: رقى هذا المنبر- يعني منبر مسجد جامع المدينة- الواثق في سنة ثلاثين ومائتين، ورقيت هذا المنبر في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وبين الرقيتين مائة سنة، وأنا وهو في القعدد [4] إلى المنصور سواء، هو الواثق بن المعتصم بْن الرشيد بْن المهدي بْن المَنْصُور، وأنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور.
توفي ابن برية في صفر هذه السنة، وقيل: سنة اثنتين وخمسين
[5] .
2614-[عَبْد الرَّحْمَن بْن برسيا بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن المحبر، مَوْلَى بني هاشم
[6] .
كَانَ يسكن سويقة غالب، وحدَّث عَنْ أَبِي الْعَبَّاس البرتي، والكديمي، روى عنه ابن رزقويه، وابن شاذان، وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الأولى من هذه السنة]
[7] .
__________
[1] في الأصل: «وسكن بغداد، وتوفي بها في صفر سنة خمسين» وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 410. والبداية والنهاية 11/ 239) .
[3] في ص، ل، «أحمد بن علي أخبرنا» .
[4] في الأصل: «التعدد» .
[5] «وقيل سنة اثنتين وخمسين» سقطت من ص.
[6] في ل، «بني هشيم» .
[7] هذه الترجمة سقطت من الأصل، ل، ص.

(14/136)


2615- عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله أبو السائب الهمذاني
[1] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، [أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، قال:] [2] عتبة رجل من أهل همذان، وكان أبوه عبيد الله تاجرا مستورًا دينًا، أخبرنا جماعة من الهمذانيين أنه كان يؤمهم في مسجد لهم فوق الثلاثين سنة، ونشأ أبو السائب يطلب العلم، وغلب عليه في ابتداء أمره علم التصوف، والميل إلى أهل الزهد، ثم خرج عن بلده ولقي العلماء، وعني بفهم القرآن، وكتب الحديث، وتفقه على مذهب الشافعي، واتصلت أسفاره فعرف الأمير أبو القاسم بن أبي الساج خبره، وما هو عليه من الفضل فأدخله [3] إليه فرآه فاضلا نبيلا [4] عاقلا، فقلده الحكم بمراغة، وتقلد جميع آذربيجان مع مراغة، وعظمت حاله، وقبض على ابن أبي الساج، فعاد إلى الجبل وتقلد همذان، ثم عاد إلى بغداد، وتقلد/ أعمالا جليلة بالكوفة وديار مضر، والأهواز، وعامة الجبل، وقطعة من السواد، وتقدم عند قاضي القضاة أبي الحسين بن أبي عمر، وسمع شهادته واستشاره في جميع أموره، ولما قبض المستكفي باللَّه على محمد بن الحسن [5] ، بن أبي الشوارب قلد أبا السائب مدينة أبي جعفر، ثم قتل اللصوص أبا عبد الله محمد بن عيسى وكان قاضيا على الجانب الشرقي، وتقلد [6] قضاء القضاة في رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أبو بكر [أحمد بن علي] [7] بن ثابت، أخبرنا أحمد بن علي التوزي، قال: ولد أبو السائب في سنة أربع وستين ومائتين، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة.
قال المصنف رحمه الله: ودفن في داره بسوق يحيى.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 320 وفيه: عتبة بن عبد الله بن موسى بن عبيد الله. والبداية والنهاية 11/ 239) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في ص، ل، ت: «فأدخل» .
[4] «نبيلا» سقطت من ص، ل، ت.
[5] في ص «الحسين» .
[6] في ص: «فقلد» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/137)


أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بن ثابت، أَخْبَرَنَا على بْن أَبِي علي المعدل، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي الذهبي [1] المعروف: بابن القطان، قال: رأيت أبا السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة بعد موته، فقلت: ما فعل الله بك مع تخليطك بهذا اللفظ؟ فقال: غفر لي، فقال: فكيف ذلك؟ فقال إن الله تعالى عرض عليَّ أفعالي القبيحة ثم أمر بي إلى الجنة، وقال: لولا آليت على نفسي أن لا أعذب من جاوز الثمانين لعذبتك، ولكني قد غفرت لك وعفوت عنك، اذهبوا به إلى الجنة. فأدخلتها.
2616- محمد بن أحمد بن حبيب بن أحمد بن راجبان، أبو بكر الدهقان
[2] .
بغدادي سكن بخارى، وحدث بها عن يحيى بن أبي طالب، والحسن بن محرم، وأبي قلابة الرقاشي وغيرهم، ولد أبو بكر بن حبيب ببغداد سنة ست وستين ومائتين، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين، ومات ببخارى يوم السبت غرة رجب سنة خمسين وثلاثمائة
[3] .
2617-[محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بْن يقطين، أَبُو بَكْر الأسَدِيُ، المقرئ البغدادي
[4] .
روى عن أحمد بن محمد ابن الْحَسَن بْن عِيسَى الناسرجي، ونزل مكَّة وتُوُفيّ بها في هذه السنة. وكان ثقة.
2618- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مقاتل، أَبُو بَكْر المقري.
كَانَ ذا مال عظيم. وتُوُفيّ بمصر فِي شعبان هَذِهِ السَّنَة. ووجد فِي داره دفائن مبلغها ثمانية وتسعين ألف دينار، وأخذت لَهُ ودائع وجوهر ثمنه مائتا ألف دينار] [5] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «الدهني» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 296 وفيه: «محمد بن أحمد بن خنب بن أحمد بن راجيان..» .
والبداية والنهاية 11/ 239.
[3] في ت: «وصليت على جنازته» وإذا أثبتت في الأصل كان ذلك غير صحيح، لأن ظاهر الكلام أن المتكلم هو ابن الجوزي، بينما في الواقع هو الحافظ غنجار كما يظهر من تاريخ بغداد 1/ 296.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 342) .
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. ويبدأ من بداية ترجمته: محمد بن أحمد بن محمد بن يقطين.

(14/138)