تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد السادس (سنة 81- 100) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةُ
سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ.
وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
وَفِيهَا خَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الطَّاعَةَ، وَتَابَعَهُ النَّاسُ، وَسَارَ يَقْصِدُ الْحَجَّاجَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ سَبَبَ خُرُوجِهِ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: لَمَّا أَجْمَعَ ابْنُ الأَشْعَثِ الْمَسِيرَ مِنْ سِجِسْتَانَ وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، لَقِيَ ذَرًّا [1] الْهَمْدَانِيُّ، فَوَصَلَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحُضَّ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُصُّ كلَّ يَوْمٍ، وَيَنَالُ مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ وَقَدْ خَلَعُوا الْحَجَّاجَ، وَلا يَذْكُرُونَ خَلْعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [2] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: فَاسْتَصْرَخَ الْحَجَّاجُ بِعَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ سَارَ، وَقَدَّمَ الْحَجَّاجُ طَلِيعَتَهُ، فَالْتَقَى ابْنَ الأَشْعَثِ وَهُمْ عِنْدَ دُجَيْلَ يَوْمَ الأَضْحَى، فَانْكَشَفَ عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ وَانْهَزَمَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَتَبِعَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأشعث خلق
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 226 «لقي عازرا» ، وما أثبتناه عن تاريخ خليفة: وفيه: «دعا ذرّا أبا عمر بن ذرّ الهمدانيّ» .
[2] تاريخ خليفة 280.

(6/5)


مِنَ الْمُطَّوَّعَةِ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلُوهَا، فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ إِلَى طَفِّ الْبَصْرَةِ [1] .
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَرَأَيْتُ ابْنَ الأَشْعَثِ مُتَرَبِّعًا عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَوَعَّدُ الَّذِينَ تخلّفوا عنه توعّدا شد [2] ان.
قَالَ غَيْرُهُ: فَبَايَعَهُ عَلَى حَرْبِ الْحَجَّاجِ وَعَلَى خَلْعِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَمِيعُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْقُرَّاءِ وَالْعُلَمَاءِ، ثُمَّ خَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى الْبَصْرَةِ وَحَصَّنَهَا [3] .
وَفِيهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ كَعَادَتِهِ بِالْمَغْرِبِ، فَقَتَلَ وَسَبَى فِي أَهْلِ طُبْنَةَ [4] وَفِيهَا أَصَابَتِ الصَّاعِقَةُ صَخْرَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
وَفِيهَا قُتِلَ بَحِيرُ بْنُ وَرْقَاءَ الصُّرَيْمِيُّ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْقُوَّادِ بِخُرَاسَانَ، قَاتَلَهُ ابْنُ خَازِمٍ وَظَفَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَتَلَ بُكَيْرَ بْنَ وَسَّاجٍ [5] ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَهْطُ بُكَيْرٍ فَقَتَلُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ [6]
__________
[1] انظر: الكامل في التاريخ 4/ 465، وتاريخ خليفة 281.
[2] تاريخ خليفة 281.
[3] الكامل في التاريخ 4/ 465.
[4] تاريخ خليفة 281 وطبنة: بضم أوله ثم السكون. بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الذّاب. (معجم البلدان 4/ 21) .
[5] يرد في المصادر «وساج» بالسين المهملة، و «وشاج» بالشين والجيم المعجمتين.
[6] انظر: تاريخ الطبري 6/ 331، والكامل في التاريخ 4/ 457، ونهاية الأرب 21/ 229.

(6/6)


وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان [1] ، وحجّت معه أمّ الدّرداء [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 281، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 6/ 341، ومروج الذهب (طبعة محيي الدين عبد الحميد) 4/ 399، والكامل في التاريخ 4/ 466، ونهاية الأرب 21/ 259.
[2] الكامل في التاريخ 4/ 466.

(6/7)


سنة اثنتين وَثَمَانِينَ
فِيهَا:
قُتِلَ جَمَاعَةٌ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
وَمَاتَ: سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلانِيُّ.
وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانُ الْكِنْدِيُّ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ الزَّاوِيَةِ بِالْبَصْرَةِ بَيْنَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَبَيْنَ جَيْشِ الْحَجَّاجِ [1] .
وَلابْنِ الأَشْعَثِ مَعَ الْحَجَّاجِ وَقَعَاتٌ كَثِيرَةٌ: مِنْهَا وَقْعَةُ دُجَيْلَ الْمَذْكُورَةُ يَوْمَ عِيدِ الأَضْحَى، وَهَذِهِ الْوَقْعَةُ، وَوَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ [2] ، وَوَقْعَةُ الأَهْوَازِ.
فَيُقَالُ إِنَّهُ خَرَجَ مَعَ ابْنُ الأَشْعَثِ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَمِائَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ راجل، فِيهِمْ عُلَمَاءُ وَفُقَهَاءُ وَصَالِحُونَ، خَرَجُوا مَعَهُ طَوْعًا عَلَى الْحَجَّاجِ.
وَقِيلَ: كَانَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ وَقْعَةً فِي مِائَةِ يَوْمٍ، فَكَانَتْ مِنْهَا ثَلاثٌ وَثَمَانُونَ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَوَاحِدَةٌ لَهُ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : كَانَتْ وَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ
__________
[1] انظر عن وقعة الزاوية في: تاريخ خليفة 281، وتاريخ الطبري 6/ 342، وتاريخ اليعقوبي 2/ 278، والكامل في التاريخ 4/ 467، 468، ونهاية الأرب 21/ 237.
[2] دير الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة.
(معجم البلدان 2/ 503) .
[3] في تاريخه 4/ 346.

(6/8)


اثْنَتَيْنِ، قَالَ ابْنُ جرير: وَفِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ هِيَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
فَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى قال: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَخَرَجَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْتَقْبِلُونَهُ، فَقَالَ لِي: اعْدِلْ عَنِ الطَّرِيقِ لا يَرَى النَّاسُ جِرَاحَتَكُمْ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُمُ الْجَرْحَى، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ مَالُوا إِلَيْهِ كُلُّهُمْ، وَحَفَّتْ بِهِ هَمْدَانُ، إِلا أَنَّ طَائِفَةً مِنْ تَمِيمٍ أَتَوْا مَطَرَ بْنَ نَاجِيَةَ، وَقَدْ كَانَ وَثَبَ عَلَى قَصْرِ الْكُوفَةِ، فَلَمْ يُطِقْ قِتَالَ النَّاسِ، فَنَصَبَ ابْنُ الأَشْعَثِ السَّلالِمَ عَلَى الْقَصْرِ فَأَخَذُوهُ، وَأَتَوْا بِمَطَرِ بْنِ نَاجِيَةَ، فَقَالَ لابن الأشعث: اسْتَبْقِنِي فَإِنِّي أَفْضَلُ فُرْسَانِكَ وَأَعْظَمُهُمْ غِنَاءً عَنْكَ، فَحَبَسَهُ، ثُمَّ عَفَا عَنْهُ، فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْكُوفَةِ، ثُمَّ أَتَاهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَتَفَوَّضَتْ إِلَيْهِ الْمَسَالِحُ وَالثُّغُورُ، وَجَاءَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعْدَ أَنْ قَاتَلَ الْحَجَّاجُ بِالْبَصْرَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ.
وَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ مِنَ الْبَصْرَةِ يسير مِنْ بَيْنِ الْقَادِسِيَّةِ وَالْعُذَيْبِ، فَنَزَلَ دَيْرِ قُرَّةَ، وَكَانَ أَرَادَ نُزُولَ الْقَادِسِيَّةِ، فَجَهَّزَ لَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْعَبَّاسِ، فَمَنَعَهُ مِنْ نُزُولِهَا، وَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ، فَكَانَ الْحَجَّاجُ بَعْدُ يَقُولُ: أَمَا كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَزْجُرُ الطَّيْرَ حَيْثُ رَآنِي نَزَلْتُ بِدَيْرِ قُرَّةَ، وَنَزَلَ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ.
وَاجْتَمَعَ جُلُّ النَّاسِ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ لِظُلْمِهِ وَسَفْكِهِ الدِّمَاءَ، فَكَانُوا مِائَةَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ فَجَاءَتْهُ أَمْدَادُ الشَّامِ، فَنَزَلَ وَخَنْدَقَ عَلَيْهِ، وَكَذَا خَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ كَانَ الْجَمْعَانِ يَلْتَقُونَ كُلَّ يَوْمٍ، وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ.
وَأَشَارَ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقَالُوا: إِنْ كَانَ إِنَّمَا يَرْضَى أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ تَنْزِعَ عَنْهُمُ الْحَجَّاجَ فَانْزِعْهُ عَنْهُمْ تَخْلُصُ لَكَ طَاعَتُهُمْ، فَبَعَثَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْمَوْصِلِ، فَسَارَ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَعْرِضَا عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ نَزْعَ الْحَجَّاجِ عَنْهُمْ، وَأَنْ يُجْرِيَ عَلَيْهُمُ الْعَطَاءَ وَأَنْ يَنْزِلَ ابْنُ الأَشْعَثِ أَيُّ بَلَدٍ شَاءَ مِنَ الْعِرَاقِ، يَكُونُ

(6/9)


عَلَيْهِ وَالِيًا، فَإِنْ قَبِلُوا فَاعْزِلا عَنْهُمُ [1] الْحَجَّاجَ، وَمُحَمَّدٌ أَخِي مَكَانَهُ، وَإِنْ أَبَوْا فَالْحَجّاجُ أَمِيرُكُمْ كُلُّكُمْ وَوَلِيُّ الْقِتَالِ، قَالَ: فَقَدِمُوا عَلَى الْحَجَّاجِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَشُقَّ عَلَيْهِ الْعَزْلُ، فَرَاسَلُوا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَجَمَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ النَّاسَ وَخَطَبَهُمْ، وَأَشَارَ عَلَيْهُمْ بِالْمُصَالَحَةِ، فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَهُمْ، وَأَصْبَحُوا فِي الأَزْلِ [2] وَالضَّنْكِ وَالْمَجَاعَةِ وَالْقِلَّةِ فَلا نَقْبَلُ.
وَأَعَادُوا خَلْعَ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَانِيَةً، وَتَعَبَّئُوا لِلْقِتَالِ، فَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ حَجَّاجُ بْنُ جَارِيَةِ الْخَثْعَمِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْأَبْرَدُ بْنُ قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، وَعَلَى الْخَيْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَلَى الرَّجَّالَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَلَى الْمُجَنَّبَةِ [3] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِزَامٍ الْحَارِثِيُّ، وَعَلَى المطّوّعة والصّلحاء [4] جبلة بن زحر الْجُعْفِيُّ.
وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ الْحَجَّاجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمٍ الْكَلْبِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ اللَّخْمِيُّ، وَعَلَى الْخَيَّالَةِ سُفْيَانُ بْنُ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيُّ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ تَأْتِيهِمُ الأَمْدَادُ وَالْخَيْمَاتُ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَجَيْشُ الْحَجَّاجِ فِي ضِيقٍ وَغَلَاءِ سِعْرٍ [5] .
فَيُقَالُ إِنَّ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ كَانَ فِي رَبِيعِ الأَوَّلِ، وَلا شَكَّ أَنَّ نَوْبَةَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ كَانَتْ أَيَّامًا، بَلْ أَشْهُرًا، اقْتَتَلُوا هُنَاكَ مِائَةَ يَوْمٍ، فَلَعَلَّهَا كَانَتْ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ، وَأَوَائِلِ سَنَةِ ثَلاثٍ.
فَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي خَيْلِ جَبَلَةَ بْنِ زَحْرٍ، وَكَانَ عَلَى الْقُرَّاءِ، فَحَمَلَ عَلَيْنَا عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، فَنَادَانَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، لَيْسَ الْفِرَارُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِأَقْبَحِ منكم، وبقي
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 228 «عنهما» ، والتصويب من تاريخ الطبري.
[2] الأزل الشدّة والضيق، على ما في النهاية، والقاموس المحيط.
[3] في تاريخ الطبري 4/ 349 «وعلى مجفّفته» .
[4] في تاريخ الطبري «وجعل على القراء» .
[5] تاريخ الطبري 6/ 346- 350.

(6/10)


يُحَرِّضُ عَلَى الْقِتَالِ [1] .
وَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَاتِلُوهُمْ عَلَى دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ [2] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَا الشَّعْبِيُّ [3] .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ [4] : قَاتِلُوهُمْ عَلَى جَوْرِهِمْ وَاسْتِذْلالِهِمُ الضُّعَفَاءَ، وَإِمَاتَتِهِمُ الصَّلاةَ.
قَالَ: ثُمَّ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ حَمْلَةً صَادِقَةً، فَبَدَّعْنَا فِيهِمْ، ثُمَّ رَجَعْنَا، فَمَرَرْنَا بِجَبَلَةَ بن زحر صَرِيعًا فَهَدَّنَا ذَلِكَ، فَسَلانَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فَنَادُونَا: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ هَلَكْتُمْ، قُتِلَ طَاغُوتُكُمْ [5] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: ثنا غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ قَالَ: خَرَجَ الْقُرَّاءُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَفِيهِمْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَكَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ «يَا ثَارَاتِ الصَّلاةِ» [6] .
وَقِيلَ إِنَّ سُفْيَانَ بْنَ الأَبْرَدِ حَمَلَ على ميسرة ابن الأَشْعَثِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا هَرَبَ الْأَبْرَدُ بْنُ قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، وَلَمْ يُقَاتِلْ كَبِيرَ قِتَالٍ، فَأَنْكَرَهَا مِنْهُ النَّاسُ، وَكَانَ شُجَاعًا لا يَفِرُّ، وَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ خَامَرَ، فَلَمَّا انْهَزَمَ تَقَوَّضَتِ الصُّفُوفُ، وَرَكِبَ النَّاسُ وُجُوهَهُمْ [7] .
وَكَانَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى مِنْبَرٍ قَدْ نُصِبَ لَهُ يُحَرِّضُ عَلَى الْقِتَالِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ ذَوُو الرَّأْيِ: انْزِلْ وَإِلا أُسِرْتَ، فَنَزَلَ وَرَكِبَ، وَخَلَّى أَهْلَ الْعِرَاقَ، وَذَهَبَ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كُلُّهُمْ، وَمَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ مَعَ ابْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، حَتَّى إِذَا حَاذُوا قَرْيَةَ بَنِي جعدة عبر في مَعْبَرَ الْفُرَاتِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ بِالْكُوفَةِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ، وَعَلَيْهِ السِّلاحُ لَمْ يَنْزِلْ،
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 357 و 367.
[2] تاريخ الطبري 6/ 357.
[3] انظر قولهما في تاريخ الطبري 6/ 357 و 358.
[4] هو قول سعيد بن جبير كما في تاريخ الطبري 6/ 358.
[5] تاريخ الطبري 6/ 358.
[6] لأن الحجّاج كان يميت الصلاة حتى يخرج وقتها. كما في شذرات الذهب 1/ 92.
[7] تاريخ الطبري 6/ 363.

(6/11)


فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ بِنْتُهُ، فَالْتَزَمَهَا، وَخَرَجَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ، فَوَصَّاهُمْ وَقَالَ: لا تَبْكُوا، أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَمْ أَتْرُكْكُمْ، كَمْ عَسَيْتُ أَنْ أَعِيشَ مَعَكُمْ، وَإِنْ أَمُتْ فَإِنَّ الَّذِي يَرْزُقُكُمْ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَوَدَّعَهُمْ وَذَهَبَ [1] .
وَقَالَ الْحَجَّاجُ: اتْرُكُوهُمْ فَلْيَتَبَدَّدُوا، وَلا تَتْبَعُوهُمْ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ رَجَعَ فَهُوَ آمِنٌ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْكُوفَةِ فَدَخَلَهَا، وَجَعَلَ لا يُبَايِعُ أَحَدًا مِنْهَا إِلا قَالَ لَهُ: اشْهَدْ عَلَى نَفْسِكَ أَنَّكَ كَفَرْتَ، فَإِذَا قَالَ نَعَمْ بَايَعَهُ، وَإِلا قَتَلَهُ، فَقَتَلَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ تَحَرَّجَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ. وَجِيءَ بِرَجُلٍ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا أَظُنُّ هَذَا يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَخَادِعِي عَنْ نَفْسِي، أَنَا أَكْفَرُ أَهْلِ الأَرْضِ، وَأَكْفَرُ مِنْ فِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ، فَضَحِكَ وَخَلاهُ [2] .
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَنَزَلَ بَعْدَ الواقعة بِالْمَدَائِنِ، فَتَجَمَّعَ إِلَيْهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَخَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ الْعَبْشَمِيُّ فَأَتَى الْبَصْرَةَ وَبِهَا ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، فَأَخَذَ الْبَصْرَةَ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ، وَقَالَ ابْنُ سَمُرَةَ لَهُ:
إِنَّمَا أَخَذْتُ الْبَصْرَةَ لَكَ، وَلَحِقَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ بِهِمْ، فَسَارَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِمْ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَى مَسْكِنَ عَلَى دُجَيْلَ [3] .
وَتَلاوَمَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْفِرَارِ، وَتَبَايَعُوا عَلَى الْمَوْتِ، فَخَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَسَلَّطَ الْمَاءَ فِي الْخَنْدَقِ، وأتته النجدة من خراسان، فاقتتلوا خمس عشرد لَيْلَةً أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقُتِلَ مِنْ أُمَرَاءِ الْحَجَّاجِ زِيَادُ بْنُ غُنَيْمٍ الْقَيْنِيُّ [4] .
ثُمَّ عَبَّأَ الْحَجَّاجُ جَيْشَهُ وَصَرَخَ فِيهِمْ وَحَمَلَ بِهِمْ، فَهَزَمَ أَصْحَابَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَكُسِرَ بِسْطَامُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ جُفُونَ سُيُوفُهُمْ وَثَبَتُوا، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، كشفوا فيه عسكر
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 364.
[2] تاريخ الطبري 6/ 365، الكامل في التاريخ 4/ 482.
[3] في طبعة القدسي 3/ 230 «على دخل» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 6/ 366.
[4] تاريخ الطبري 6/ 366، الكامل في التاريخ 4/ 482.

(6/12)


الْحَجَّاجِ مِرَارًا، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: عَلَيَّ بِالرُّمَاةِ، قَالَ: فَأَحَاطَ بِهِمُ الرُّمَاةُ، فَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْهُمْ بِالنَّبْلِ، وَانْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ فِي طَائِفَةٍ، وَطَلَبَ سِجِسْتَانَ، فَأَتْبَعَهُمْ جَيْشُ الْحَجَّاجِ، عَلَيْهُمْ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَالْتَقَوْا بِالسُّوسِ، فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً، ثُمَّ انْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ، فَأَتَى سَابُورَ، وَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ الأَكْرَادُ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ عُمَارَةُ، فَقُتِلَ عُمَارَةُ وَانْهَزَمَ عَسْكَرَهُ، ثُمَّ مَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ إِلَى بُسْتَ، وَعَلَيْهَا عَامِلُهُ، فَأَنْزَلَهُ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَوَثَبَ عَامِلُ بست عليه فأوثقه، وأراد أن يتّحد بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ يَدًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ [1] .
وَقَدْ كَانَ رُتْبِيلُ سَمِعَ بِمَقْدِمِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَسَارَ فِي جُيُوشِهِ حَتَّى أَحَاطَ بِبُسْتَ، فَرَاسَلَ عَامِلَهَا يَقُولُ لَهُ: وَاللَّهِ لَئِنْ آذَيْتَ ابْنَ الأَشْعَثِ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْتَنْزِلَكَ، وَأَقْتُلَ جَمِيعَ مَنْ مَعَكَ، فَخَافَهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَكْرَمَهُ رُتْبِيلُ، فَقَالَ ابْنُ الأَشْعَثُ: إِنَّ هَذَا كَانَ عَامِلِي فَغَدَرَ بِي وَفَعَلَ مَا رَأَيْتَ، فَأْذَنْ لِي فِي قَتْلِهِ، قَالَ: قَدْ أَمَّنْتُهُ، ثُمَّ مَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ مَعَ رُتْبِيلَ إِلَى بِلادِهِ، فَأَكْرَمَهُ وَعَظَّمَهُ.
وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَدَدٌ كَثِيرٌ مِنَ الأَشْرَافِ وَالْكِبَارِ، مِمَّنْ لَمْ يَثِقْ بِأَمَانِ الْحَجَّاجِ، ثُمَّ تَبِعَ أَثَرَ ابْنِ الأَشْعَثِ خَلْقٌ مِنْ هَذِهِ الْبَابَةِ حَتَّى قَدِمُوا سِجِسْتَانَ، وَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَعَّارِ [2] ، فَحَصَرُوهُ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ بِعَدَدِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ ابْنُ الأَشْعَثِ بِمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ غَلَبُوا عَلَى مَدِينَةِ سِجِسْتَانَ، وَعَذَّبُوا ابْنَ عَامِرٍ وَحَبَسُوهُ، ثُمَّ لَمْ يَشْعُرِ ابْنُ الأَشْعَثِ إِلا وَقَدْ فَارَقَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَسَارَ فِي أَلْفَيْنِ، فَغَضِبَ ابْنُ الأَشْعَثِ وَرَجَعَ إِلَى رُتْبِيلَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ [3] .
وَقِيلَ: سَارُوا مَعَ الْهَاشِمِيِّ فَقَاتَلَهُمْ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، فأسر منهم
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 369.
[2] في الأصل «النعار» ، والتحرير من تاريخ الطبري 6/ 370.
[3] تاريخ الطبري 6/ 370.

(6/13)


وَهَزَمَهُمْ، وَفِي تَفْصِيلِ ذَلِكَ اخْتِلافٌ [1] وَمِنْ بَقِيَّةِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ: قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: كَانَ بَيْنَهُمْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ وَقْعَةً، كُلُّهَا عَلَى الْحَجَّاجِ، إِلا آخِرَ وَقْعَةٍ كَانَتْ عَلَى ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ مِنَ الْقُرَّاءِ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ خَلْقٌ [2] .
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: أَتَى الْقُرَّاءُ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ [3] الطَّائِيَّ يُؤَمِّرُونَهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، فَأَمِّرُوا رَجُلا مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَّرُوا جَهْمَ بْنَ زَحْرٍ الْخَثْعَمِيَّ عَلَيْهِمْ [4] .
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: رَأَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ، وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ فَطَعَنَهُ، وَانْكَشَفَ ابْنُ الأَشْعَثِ فَأَتَى الْبَصْرَةَ، وَتَبِعَهُ الْحَجَّاجُ، فَخَرَجَ مِنْهَا إِلَى أَرْضِ دُجَيْلَ [5] الأَهْوَازِ، وَاتَّبَعَهُ الْحَجَّاجُ، فَالْتَقَوْا بِمَسْكِنَ، فَانْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَغَرِقَ مِنْهُمْ نَاسٌ كَثِيرٌ [6] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: افْتُقِدَ بِمَسْكِنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [7] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ قَالَ: افْتُقِدَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى بِسُورَاءَ [8] ، وَأَسَرَ الْحَجَّاجُ نَاسًا كَثِيرًا مِنْهُمْ: عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْوَانَ، وَأَعْشَى هَمْدَانَ، قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: قتلهم جميعا [9] .
__________
[1] انظر تاريخ الطبري 6/ 371، الكامل في التاريخ 4/ 486، نهاية الأرب 21/ 250.
[2] تاريخ خليفة 282 وانظر مروج الذهب 3/ 139.
[3] في الأصل «أبا البحتري» والتحرير من تاريخ خليفة والطبري وغيرهما.
[4] تاريخ خليفة 282، 283.
[5] في الأصل «دحيل» ، والتصويب من معجم البلدان وغيره.
[6] تاريخ خليفة 283.
[7] تاريخ خليفة 283.
[8] رسمها القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 231 «سوبرا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة: وسوراء: موضع إلى جنب بغداد، بنتها سوراء بنت أردوان بن باطي فسميت باسمها. (معجم البلدان) .
[9] تاريخ خليفة 283.

(6/14)


وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : أَوَّلُ وَقْعَةٍ كَانَتْ فِي يَوْمِ النَّحْرِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَالْوَقْعَةُ الثَّانِيَةُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ بِالزَّاوِيَةِ، وَالْوَقْعَةُ الثَّالِثَةُ بِظَهْرِ الْمِرْبَدِ فِي صَفَرٍ، وَالْوقْعَةُ الرَّابِعَةُ بَدَيْرِ الْجَمَاجِمِ فِي جُمَادَى، وَالْوَقْعَةُ الْخَامِسَةُ لَيْلَةَ دُجَيْلَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ ابْنُ الأَشْعَثِ يُرِيدُ خُرَاسَانَ، وَتَبِعَهُ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ، فَتَرَكَهُمْ وَصَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَقَامَ بِأَمْرِ الْحَرْبِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيُّ، وَمَعَهُ الْقُرَّاءُ، فَالْتَقَى هُوَ وَمُتَوَلِّي هَرَاةَ مُفَضَّلُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَهَزَمَهُ الْمُفَضَّلُ، ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَسَرَ عِدَّةً مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالْهِلْقَامُ [2] بْنُ نُعَيْمٍ [3] .
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ وَلِيَ بِلادَ فَارِسٍ وَغَزَا التُّرْكَ، ثُمَّ خَلَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَفَعَلَ الأَفَاعِيلَ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تَسْمِيَةُ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو مِرَانَةَ [5] الْعِجْلِيُّ، وقد قتل، وعقبة بن عبد الغافر الْعَوْذِيُّ فَقُتِلَ، وَعُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ الْبُرْسَانِيُّ، وَقُتِلَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْجَهْضَمِيُّ، فَقُتِلَ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيُّ، وَقُتِلَ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعِمْرَانُ وَالِدُ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو المنهال سيار بن سلامة الرِّيَاحِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُرَّةُ بْنُ دَبَّابٍ [6] الْهَدَاوِيُّ [7] وَأَبُو نُجَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَأَبُو شَيْخٍ الْهَنَائِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ [8] ، وَأَخُوهُ الْحَسَنُ، وقال:
أكرهت على الخروج.
__________
[1] في تاريخه 285.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من تاريخ خليفة والطبري.
[3] تاريخ خليفة 284.
[4] في تاريخه 286، 287.
[5] في الأصل «أبو مراية» والتحرير من الكنى والأسماء للدولابي 2/ 109 وهو «أبو مرانة بن عمر العجليّ» ، ولم يذكره خليفة بين القرّاء.
[6] في الأصل «دياب» ، والتحرير من: المشتبه للذهبي 1/ 282 وهو مرّة بن دبّاب البصري.
[7] في طبعة القدسي 3/ 232 «الهدادي» بالدال، وهو تحريف، والتصحيح عن تاريخ خليفة، فقد جاء في حاشيته: «هو منسوب إلى مراد بن زيد مناة.. بن عمران من الأزد» .
[8] سعيد بن أبي الحسن البصري ليس في تاريخ خليفة.

(6/15)


وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِّيُّ: قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ الْجَمَلِ مَعَ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ [1] وَمَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَزُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامَيَانُ [2] ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ [3] .
قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: مَا صُرِعَ أَحَدٌ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلا نَجَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا حَمَدَ اللَّهَ الَّذِي سَلَّمَهُ [4] .
وَقَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ بِمَسْكِنَ خَمْسَةَ آلافِ أَوْ أَرْبَعَةَ آلافِ أَسِيرٍ [5] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : فِيهَا- يَعْنِي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ- قَتَلَ قُتَيبةُ بْنُ مُسْلِمٍ: عُمَرَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ [7] ، وَأَخَاهُ [8] ، وَمُوسَى بْنَ كَثِيرٍ الْحَارِثِيَّ، وَبُكَيْرَ بْنَ هَارُونَ الْبَجَلِيَّ.
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بِأَرْمِينِيَةَ، فَهَزَمَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ صَالَحُوهُ، فَوَلَّى عَلَيْهِمْ أَبَا شَيْخِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فغدروا به وقتلوه [9] .
__________
[1] تاريخ خليفة 287.
[2] أو الإياميّان، أو الباميان.
[3] تاريخ خليفة 287.
[4] العبارة في الأصل: «ولا نجا منهم أحد إلّا ندم على ما كان منه» ، وما أثبتناه عن تاريخ خليفة 287.
[5] تاريخ خليفة 287.
[6] في تاريخه 288.
[7] في تاريخ خليفة «عمرو بن أبي الصلب» بالباء الموحّدة، والصحيح ما أثبتناه حيث ورد فيه «الصلت» - ص 285.
[8] في تاريخ خليفة «وأبا الصلت، والصلت بن أبي الصلت» .
[9] تاريخ خليفة 288.

(6/16)


وَفِيهَا فَتَحَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِصْنَ سِنَانٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْمِصِّيصَةِ.
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ صِنْهَاجَةَ بِالْمَغْرِبِ [1] .
وَأُسِر يَوْمَ الْجَمَاجِمِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْرًا [2] ، وَقُتِلَ مَاهَانُ الأَعْوَرُ الْقَاصُّ، وَالْفُضَيْلُ بْنُ بَزْوَانَ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ قَالَ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ) [3] أَبُو قُرَيْشٍ الْجَهْضَمِيُّ: إِنِّي لأَرَى أَمْرًا مَا بِي صَبَرَ، رُوحُوا بِنَا إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَكَانَ يُوجَدُ مِنْ رِيحِ قَبْرِهِ الْمِسْكُ. وَكَانَ عَابِدًا لَهُ أَوْرَادٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ بَنِيَّ مَاتُوا وَلَمْ أَتَمَتَّعْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ.
رَوَى ابْنُ غَالِبٍ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَرَوَى عنه: عطاء السّليميّ، وغيره.
__________
[1] تاريخ خليفة 288.
[2] تاريخ خليفة 284، 285.
[3] ستأتي ترجمته في هذه الطبقة.

(6/17)


سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ
كَانَتْ فِيهَا غَزْوَةُ عَطَاءِ بْنِ رَافِعٍ صِقِلِّيَةَ، وَخَرَجَ عِمْرَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ عَلَى الْبَحْرِ، وَجَعَلَ عَلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي الْكَنُودِ.
وَفِيهَا عُزِلَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوُلِّيَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ [1] .
وَفِي سَنَةَ ثَلاثٍ بَنَى الْحَجَّاجُ مَدِينَةَ وَاسِطٍ [2] .
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى فَارِسٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيَّ وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ الْأَكْرَادَ [3] .
وَفِيهَا بَعَثَ الْحَجَّاجُ عُمَارَةَ بْنَ تَمِيمٍ الْقَيْنِيَّ إِلَى رُتْبِيلَ فِي أَمْرِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُيِّدَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ فِي الْحَدِيدِ، وَقُرِنَ بِهِ فِي الْقَيْدِ أَبُو الْعَنْزِ، وَسَارُوا بِهِمْ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا كَانُوا بِالرُّخَّجِ [4] طَرَحَ ابْنُ الأَشْعَثِ نَفْسَهُ مِنْ فَوْقَ بُنْيَانٍ فَهَلَكَ هُوَ وَقَرِينُهُ، فقُطِعَ رَأْسُهُ وَحُمِلَ إِلَى الحجّاج، فرأسه مدفون بمصر [5] وجثّته بالرّخّج.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 384، الكامل في التاريخ 4/ 496.
[2] تاريخ الطبري 6/ 383، الكامل في التاريخ 4/ 495، نهاية الأرب 21/ 262.
[3] تاريخ خليفة 288.
[4] الرّخّج: بتشديد الخاء المفتوحة. كورة ومدينة من نواحي كابل. (معجم البلدان 3/ 38) .
[5] بعث الحجّاج رأسه إلى عبد الملك، فبعث به عبد الملك إلى عبد العزيز بن مروان بمصر.
(تاريخ خليفة 289) .

(6/18)


وَكَانَ قَدْ أَمَّرَهُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ قَتْلِ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ.
وَفِي سَنَةَ ثَلاثٍ ضَمَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ إِمْرَةَ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَةَ مَعَ إِمْرَةِ الْجَزِيرَةِ، وَبَقِيَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ الْوَلِيدِ. وَلَهُ غَزَوَاتٌ وَفُتُوحَاتٌ كَثِيرَةٌ.

(6/19)


سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ [1] السُّلَمِيُّ، صَحَابِيٌّ شَامِيٌّ.
وَالأَسْوَدُ بْنُ هًلالٍ الْمُحَارِبِيُّ.
وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ.
وَعِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ السَّدُوسِيُّ.
وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ [2] .
وَقِيلَ فِيهَا ظَفَرُوا بِابْنِ الأَشْعَثِ وَطِيفَ بِرَأْسِهِ فِي الأَقَالِيمِ.
وَفِيهَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَيُّوبَ بْنَ الْقَرِّيَّةِ، وَكَانَ مِنْ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ وَبُلَغَائِهِمْ، خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَاسْمُهُ أَيُّوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْهِلالِيُّ، ثُمَّ نَدِمَ الْحَجَّاجُ على قتله [3] .
__________
[1] بضمّ النون وفتح الدّال المشدّدة.
[2] في الأصل «الحذامي» ، والتصحيح مما يستقبلنا في ترجمته ومن (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 215) حيث جاء فيه: الجذامي بضمّ الجيم وفتح الذال المعجمة ... نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن ...
[3] ستأتي ترجمة ابن القريّة في تراجم هذه الطبقة، وهو بتشديد الراء المكسورة. والخبر في تاريخ الطبري 6/ 385، والكامل في التاريخ 4/ 498، ونهاية الأرب 21/ 263، والأخبار الطوال 323.

(6/20)


وَفِيهَا وَلِيَ إِمْرَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ التُّجِيبِيُّ.
وَبَعَثَ فِيهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالشَّعْبِيِّ إِلَى مِصْرَ، إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً.
وَفِيهَا فُتِحَتِ الْمِصِّيصَةُ، عَلَى يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بَلَدَ أُولِيَةَ [2] مِنَ الْمَغْرِبِ، فَقَتَلَ وَسَبَى، حَتَّى قِيلَ إِنَّ السَّبْيَ بَلَغَ خَمْسِينَ أَلْفًا.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ فَهَزَمَهُمْ وَحَرَّقَ كَنَائِسَهُمْ وضياعهم، وتسمّى سنة الحريق.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 385، الكامل في التاريخ 4/ 500، فتوح البلدان 196، الخراج وصناعة الكتابة 307، تاريخ خليفة 291.
[2] في طبعة القدسي 3/ 234 «أوربة» والتصحيح من تاريخ خليفة 292.

(6/21)


سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ.
وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْجَرْمِيُّ.
وَوَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ- تُوُفِّيَ فِيهَا أَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا-.
وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ.
وَيَسَيْرُ [1] بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ.
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ.
وَفِيهَا، عَلَى مَا صَرَّحَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [2] هَلاكُ ابْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ:
فَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ أن ابعث إليّ بابن الأشعث، وإلّا فو الله لَأُوطِئَنَّ أَرْضَكَ أَلْفَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَوَعَدَهُ بِأَنْ يُطْلَقَ لَهُ خَرَاجُ بِلادِهِ سَبْعَ سِنِينَ، فَأَسْلَمَهُ إِلَى أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ، فَقِيلَ إِنَّهُ رَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ عَلٍ فَهَلَكَ.
وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ يَزِيدَ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلا وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِي عَلَى فَخِذِي،
__________
[1] في الأصل «سير» وما أثبتناه يتفق مع ترجمته في هذه الطبقة.
[2] في تاريخه 6/ 389- 391.

(6/22)


يَعْنِي مِنْ جُرْحٍ بِهِ، فَلَمَّا مَاتَ حَزَّ رَأْسَهُ رُتْبِيلُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ [1] .
قُلْتُ: هَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ كَذَّابٌ.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً، وَوَلَّى عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ حَاتِمِ بْنِ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيَّ، فَبَنَى مَدِينَةَ دَبِيلَ [2] وَمَدِينَةَ بَرْذَعَةَ [3] .
وَفِيهَا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيُّ: بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْمِصِّيصَةَ يَزِيدَ بْنَ حُنَيْنٍ فِي جَيْشٍ، فَلَقِيَتْهُ الرُّومُ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَأُصِيبَ النَّاسُ، وَقُتِلَ مَيْمُونٌ الْجُرْجُمَانِيُّ [4] فِي نَحْوَ أَلْفِ نَفْسٍ مِنْ أَهْلِ أَنْطَاكِيَةَ، وَكَانَ مَيْمُونٌ أَمِيرُ أَنْطَاكِيَةَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ، مَشْهُورٌ بِالْفُرُوسِيَّةِ، وَتَأَلَّمَ غَايَةَ الأَلَمِ لِمُصَابِهِمْ.
وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ عَنْ خُرَاسَانَ، وَوُلِّيَ أخوه
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 390.
[2] في طبعة القدسي 3/ 235 «أردبيل» وهو غلط، فأردبيل من أشهر مدن أذربيجان، والصحيح «دبيل» : بفتح أوله وكسر ثانيه، مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان 3/ 439) .
[3] تاريخ خليفة 291 ويضيف: مدينة النّشوى.
[4] في طبعة القدسي 3/ 235 «الجرجاني» ، وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة 291 وهو عبد روميّ لبني أم الحكم أخت معاوية. قال البلاذريّ إن عبد الملك بلغه عنه بأس وشجاعة فجعله قائدا على جماعة من الجند يرابطون في أنطاكية. فغزا ميمون مع «مسلمة بن عبد الملك» الطّوّانة، وهو على ألف من أهل أنطاكية فاستشهد بعد بلاء حسن، فاغتمّ عبد الملك بمصابه وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره. (فتوح البلدان 190) وعند الطبري أن غزو الطّوّانة كان سنة 87 هـ. وهذا يعني أنها بعد وفاة عبد الملك. والصحيح أنها سنة 85 كما ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- نقلا عن تاريخ خليفة. وقد عرف «ميمون» بالجرجماني، لاختلاطه بأهل الجرجومة وهي مدينة على جبل اللّكّام عند معدن الزاج فما بين بيّاس وبوقا، جنوبيّ أنطاكية. انظر: تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية 44/ 316 وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 125 و 144- طبعة ثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1404 هـ. / 1984 م.

(6/23)


الْمُفَضَّلُ يَسِيرًا، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] .
وَفِيهَا قُتِلَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا وَسَيِّدًا مُطَاعًا، غَلَبَ عَلَى تِرْمِذَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مُدَّةَ سِنِينَ، وَحَارَبَ الْعَرَبَ، مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ، وَالتُّرْكُ مِنْ تِيكَ الْجِهَةِ، وَجَرَتْ لَهُ وَقَعَاتٌ، وَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَالِدَهُ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ، وَآخِرُ أَمْرِ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ لَيْلَةً فِي هَذَا الْعَامِ لِيُغِيرَ عَلَى جَيْشٍ فَعَثَرَ بِهِ فَرَسُهُ، فَابْتَدَرَهُ نَاسٌ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ فَقَتَلُوهُ.
وَقَدِ اسْتَوْفَى ابْنُ جَرِيرٍ [2] أَخْبَارَهُ وحروبه.
وقيل قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَعَقَدَ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ، ثُمَّ سُلَيْمَانَ، وَفَرِحَ بِمَوْتِ أَخِيهِ، فَإِنَّهُ عَزَمَ عَلَى عَزْلِهِ مِنْ ولاية العهد، فجاءه موته [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 393، الكامل في التاريخ 4/ 502، نهاية الأرب 21/ 263.
[2] في تاريخه 6/ 398 وما بعدها، والكامل في التاريخ 4/ 505، ونهاية الأرب 21/ 265.
[3] انظر تاريخ الطبري 6/ 413 وما بعدها، والكامل في التاريخ 4/ 513 وما بعدها، ونهاية الأرب 21/ 275 وما بعدها.

(6/24)


سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَبُو أُمَامَةَ الباهليّ.
أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ.
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ.
وَفِيهَا- وَقِيلَ سَنَةَ ثَمَانِ وَهُوَ أَصَحُّ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى.
وَفِيهَا كَانَ طَاعُونُ الْفَتَيَاتِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأنَّهُ بَدَأَ فِي النِّسَاءِ، وَكَانَ بِالشَّامِ وَبِوَاسِطَ وَبِالْبَصْرَةِ [1] .
وَفِيهَا سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى وِلايَتِهِ، فَدَخَلَ خُرَاسَانَ، وَتَلَقَّاهُ دَهَاقِينُ بَلْخٍ، وَسَارُوا مَعَهُ، وَأَتَاهُ أَهْلُ صَاغَانَ [2] بِهَدَايَا وَمِفْتَاحٍ مِنْ ذهب، وسلّموا بلادهم بالأمان [3] .
__________
[1] الخبر باختصار في تاريخ خليفة 301 (حوادث 87 هـ.) .
[2] كذا في الأصل، وهي قرية بمرو. وفي تاريخ خليفة 291 «وأتاه ملك الصغانين» .
والصغانيان: بلاد بما وراء النهر. (معجم البلدان 3/ 389) .
[3] تاريخ خليفة 291.

(6/25)


وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِصْنَ بُولَقَ [1] وَحِصْنَ الأَخْرَمِ [2] .
وَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى مِصْرَ، فَدَخَلَهَا فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، وَعُمْرُهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَقَرَّهُ أَخُوهُ الْوَلِيدُ عَلَيْهَا لَمَّا اسْتُخْلِفَ [3] ، وَأَمَّا ابْنُ يُونُسَ فَذَكَرَ أَنَّ الْوَلِيدَ عَزَلَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ عَنْ مِصْرَ بِقُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ أَوَّلَ مَا اسْتُخْلِفَ [4] .
وَفِيهَا هَلَكَ مَلِكُ الرُّومِ الأَخْرَمُ بُورِي [5] لا رَحِمَهُ اللَّهُ، قَبْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِشَهْرٍ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ عَطِيَّةَ الْحَضْرَمِيُّ قَاضِي مِصْرَ، فَوُلِّيَ ابْنُ أَخِيهِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةِ الْقَضَاءَ بَعْدَهُ قَلِيلا وَعُزِلَ، وَوُلِّيَ الْقَضَاءَ مُضَافًا إِلَى الشُّرَطِ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [6] ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بِعِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ [7] .
وَوَلِيَ الْخِلافَةَ الْوَلِيدُ بِعَهْدٍ مِنْ أبيه.
__________
[1] كذا في الأصل، وفي تاريخ خليفة «تولق» بالتاء. ولا ذكر لها في معجم البلدان. والمثبت يتفق مع الطبري 6/ 528.
[2] تاريخ خليفة 292.
[3] الولاة والقضاة للكندي 58.
[4] الولاة والقضاة 61، 62.
[5] كذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 236 وهو «يوستنيان» أو «جستنيان» الثاني المعروف بالأخرم أو الأجدع حكم الإمبراطورية البيزنطية بين سنة 685 وسنة 695 م. وقد نشبت في نهاية سنة 695 م. ثورة ضد حكمه جدع فيها أنفه ونفي إلى خرسون في شبه جزيرة القرم. انظر عنه في كتابنا: المنتخب من تاريخ المنبجي- طبعة دار المنصور، طرابلس 1406 هـ. / 1986 م. - ص 78، 79 وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1989.
[6] في الأصل «خديج» ، والتحرير من كتاب الولاة والقضاة.
[7] كتاب الولاة والقضاة 53 و 58.

(6/26)


سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
عُتْبَةُ بْنُ عبْدٍ السُّلَمِيُّ.
وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [1] ، وَالأَصَحُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ تِسْعٍ.
وَيُقَالُ فِيهَا افْتَتَحَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَمِيرُ خُرَاسَانَ بِيكَنْدَ [2] .
وَفِيهَا شَرَعَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي بِنَاءِ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمَدِينَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِبِنَاءِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله سلّم [3] .
__________
[1] مهمل في الأصل، وهو بضم الصاد.
[2] تاريخ خليفة 300، تاريخ الطبري 6/ 429، الكامل في التاريخ 43/ 528 وبيكند: بكسر أوّله، وفتح الكاف وسكون النون. بلدة بين بخارى وجيحون. (معجم البلدان 1/ 533) .
[3] تاريخ خليفة 301، المنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 79، تاريخ دمشق- مجلّد 1 ج 2/ 19، تاريخ اليعقوبي 2/ 284 وقال: ابتدأ بناؤه في سنة 88 هـ.، ومروج الذهب 3/ 166 هـ. (سنة 87 هـ.) ، والعيون والحدائق، لمؤرّخ مجهول 3/ 5، وقال البلاذريّ في فتوح البلدان 1/ 149 «قالوا: ولما ولّي معاوية بن أبي سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنّا في المسجد بدمشق، فأبى النصارى ذلك، فأمسك، ثم طلبها عبد الملك بن مروان في أيامه للزيادة في المسجد وبذل لهم مالا فأبوا أن يسلّموها إليه. ثم إن الوليد بن عبد الملك

(6/27)


وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وُلِّيَ عُمَرُ [1] الْمَدِينَةَ وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَصُرِفَ عَنْهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأُهِينَ وَوَقَفَ لِلنَّاسِ، فَبَقِيَ عُمَرُ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ عَزَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ [2] .
وَفِيهَا قَدِمَ نَيْزَكُ طَرْخَانَ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَصَالَحَهُ وَأَطْلَقَ مَنْ فِي يَدِهِ مِنْ أَسَارَى الْمُسْلِمِينَ [3] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ نَوَاحِي بُخَارَى، فَكَانَتْ هُنَاكَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ وَمَلْحَمَةٌ هَائِلَةٌ، هَزَمَ اللَّهُ فِيهَا الْمُشْرِكِينَ، وَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ صَالَحَهُمْ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا رَجُلا مِنْ أَقَارِبِهِ، فَقَتَلُوا عَامَّةَ أَصْحَابِهِ وَغَدَرُوا، فَرَجَعَ قُتَيْبَةُ لِحَرْبِهِمْ وَقَاتَلَهُمْ، ثُمَّ افْتَتَحَهَا عَنْوةً، فَقَتَلَ وسبى وغنم أموالا عظيمة [4] .
__________
[ () ] جمعهم في أيامه وبذل لهم مالا عظيما على أن يعطوه إيّاها فأبوا، فقال: لئن لم تفعلوا لأهدمنّها. فقال بعضهم: يا أمير المؤمنين إنّ من هدم كنيسة جنّ وأصابته عاهة. فأحفظه قوله، ودعا بمعول وجعل يهدم بعض حيطانها بيده، وعليه قباء خزّ أصفر. ثم جمع الفعلة والنّقّاضين فهدموها، وأدخلها في المسجد» .
ثم ذكر البلاذري: «وبمسجد دمشق في الرواق القبليّ مما يلي المئذنة كتاب في رخامة بقرب السقف: «مما أمر ببنيانه أمير المؤمنين الوليد سنة ستّ وثمانين» .
وقال الفسوي في «المعرفة والتاريخ» 3/ 334، 335: «قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان:
قرأت في صفائح في قبلة مسجد دمشق صفائح ذهبية بلازورد: بسم الله الرحمن الرحيم.
الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. 2: 255 الآية ... أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ستّ وثمانين ... قال أبو يوسف:
وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي، وكان هذا قبل المأمون» .
وفي مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 167: «أمر الوليد أن يكتب بالذهب على اللازورد في حائط المسجد: ربنا الله، لا نعبد إلا الله، أمر ببناء هذا المسجد، وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي الحجّة سنة سبع وثمانين، وهذا الكلام مكتوب بالذهب في مسجد دمشق إلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
[1] أي عمر بن عبد العزيز
[2] تاريخ الطبري 6/ 427، الكامل في التاريخ 4/ 526.
[3] تاريخ الطبري 6/ 428، الكامل في التاريخ 4/ 528، نهاية الأرب 21/ 284، المنتخب من تاريخ المنبجي 80، 81.
[4] تاريخ الطبري 6/ 430، 431، الكامل في التاريخ 4/ 528، 529، نهاية الأرب 21/ 284، 285.

(6/28)


وَفِيهَا أَغْزَى أَمِيرُ الْمَغْرِبِ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ عند ما وَلاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِمْرَةَ الْمَغْرِبِ جَمِيعَهُ وَلَدَهُ عَبْدَ اللَّهِ سِرْدَانِيَّةَ، فَافْتَتَحَهَا وَسَبَى وغنم [1] .
وفيها أغزى موسى بن نصير ابن أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنَ حَبِيبٍ مَمْطُورَةَ، فَغَنِمَ وَبَلَغَ سَبْيُهُمْ ثَلاثِينَ أَلْفًا [2] .
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَافْتَتَحَ قُمْقُمَ [3] وَبُحَيْرَةَ الْفُرْسَانِ، فَقَتَلَ وَسَبَى [4] .
وَيَسَّرَ اللَّهُ فِي هَذَا الْعَامِ بِفُتُوحَاتٍ كِبَارٍ عَلَى الإِسْلامِ.
وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْمَوْسِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [5] ، فَوَقَفَ غَلَطًا يَوْمَ النَّحْرِ، فَتَأَلَّمَ عُمَرُ لِذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله سلّم: «يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ يُعْرَفُ النَّاسَ» . وَكَانُوا بِمَكَّةَ فِي جَهْدٍ مِنْ قِلَّةِ الْمَاءِ، فَاسْتَسْقَوْا وَمَعَهُمْ عُمَرُ، فَسُقُوا، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَرَأَيْتُ عُمَرَ يَطُوفُ والماء إلى أنصاف ساقيه [6] .
__________
[1] تاريخ خليفة 300.
[2] تاريخ خليفة 300.
[3] في طبعة القدسي 3/ 237 «قميقم» ، وفي تاريخ خليفة 301 «فيعم» ، والمثبت يتفق مع الطبري وابن الأثير.
[4] تاريخ خليفة، تاريخ الطبري 6/ 429، الكامل في التاريخ 4/ 528.
[5] تاريخ خليفة 301، تاريخ الطبري 6/ 433، تاريخ اليعقوبي 2/ 291، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 530.
[6] انظر تاريخ الطبري 6/ 437، 438، والكامل في التاريخ 4/ 534.

(6/29)


سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ.
وَأَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، عَلَى الصَّحِيحِ.
وَفِيهَا جَمَعَ الرُّومُ جَمْعًا عَظِيمًا وَأَقْبَلُوا فَالْتَقَاهُمْ مُسْلِمَةُ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ، فَهَزَمَ اللَّهُ الرُّومَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ، وَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ جُرْثُومَةَ وَطُوَّانَةَ [1] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَزَحَفَ إِلَيْهِ التُّرْكُ وَمَعَهُمُ الصُّغْدُ وَأَهْلُ فَرْغَانَةَ، وَعَلَيْهِمُ ابْنُ أُخْتِ مَلِكِ الصِّينِ، وَيُقَالُ بَلَغَ جَمْعُهُمْ مِائَتَيْ أَلْفٍ، فَكَسَرَهُمْ قُتَيْبَةُ، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً عَظِيمَةً [2] .
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وابن أخيه العبّاس، وتعبّئوا بقرى
__________
[1] طوانة: بضم أوله. هو بلد بثغور المصّيصة. والخبر في تاريخ خليفة 302.
أما «جرثومة» فهي مدينة الجرجومة، كما في تاريخ اليعقوبي 2/ 283، وفتوح البلدان 1/ 190 و 191 وقد سبق التعريف بها. وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- ج 1/ 150.
[2] تاريخ خليفة 300.

(6/30)


أَنْطَاكِيَةَ، ثُمَّ التقوا الرُّومَ [1] وَحَجَّ بِالنَّاسِ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] .
وَيُقَالُ إِنَّ فِيهَا شَرَعَ الْوَلِيدُ بِبِنَاءِ الْجَامِعِ [3] وَكَانَ نِصْفُهُ كَنِيسَةً لِلنَّصَارَى، وَعَلَى ذَلِكَ صَالَحَهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِلنَّصَارَى: إِنَّا قَدْ أَخَذْنَا كَنِيسَةَ تُومَا عَنْوَةً، يَعْنِي كَنِيسَةَ مَرْيَمَ فأنا أهدمها، وكانت أكبر من النِّصْفِ الَّذِي لَهُمْ، فَرَضُوا بِإِبْقَاءِ كَنِيسَةِ مَرْيَمَ، وَأُعْطُوا النِّصْفَ وَكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ، وَالْمِحْرَابُ الْكَبِيرُ هو كان باب الكنيسة، ومات الوليد وهم بَعْدُ فِي زَخْرَفَةِ بِنَاءِ الْجَامِعِ، وَجَمَعَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ الْحَجَّارِينَ وَالْمُرَخِّمِينَ مِنَ الأَقْطَارِ، حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا قِيلَ اثْنَيْ عَشْرَ أَلْفَ مُرَخِّمٍ، وَغَرِمَ عَلَيْهَا قَنَاطِيرَ عَدِيدَةً مِنَ الذَّهَبِ، فَقِيلَ إِنَّ النَّفَقَةَ عَلَيْهِ بَلَغَتْ سِتَّةَ آلافِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَذَلِكَ مِائَةُ قِنْطَارٍ وَأَرْبَعَةُ وَأَرْبَعُونَ قِنْطَارًا بِالْقِنْطَارِ الدِّمَشْقِيِّ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْوَلِيدُ عَامِلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ عمر بن عبد العزيز ببناء مسجد النبي صلى الله عليه وآله سلّم، وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ مِنْ جِهَاتِهِ الأَرْبَعِ، وَأَنْ يُعْطِيَ النَّاسَ ثَمَنَ الزِّيَادَاتِ شَاءُوا أَوْ أَبُوا [4] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَازِلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَزَادَهَا فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ، وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورٌ بِالطِّينِ، عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا، وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سمع عطاء الخراسانيّ يقول:
__________
[1] انظر تاريخ الطبري 6/ 436 وفيه أن مسلمة فتح حصن قسطنطينة، وغزالة، وحصن الأخرم.
وانظر: الكامل في التاريخ 4/ 532.
[2] تاريخ خليفة 302، تاريخ الطبري 6/ 438 وفي مروج الذهب: الوليد بن عبد الملك وهو غلط، وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 291 «عمر بن عبد العزيز» .
[3] انظر تعليقنا على هذا الموضوع في حوادث السنة الماضية.
[4] انظر تاريخ الطبري 6/ 435، والكامل في التاريخ 4/ 532، والعيون والحدائق 4.

(6/31)


أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ يُقْرَأُ بِإِدْخَالِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَا رَأَيْتُ بَاكِيًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَوْ تَرَكُوهَا فَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الآفَاقِ فَيَرَى مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ.
وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: ذَرْعُ السِّتْرِ الشَّعَرِ ذِرَاعٌ فِي طُولِ ثَلاثَةٍ.
وَفِيهَا كَتَبَ الْوَلِيدُ، وَكَانَ مُغْرَمًا بِالْبِنَاءِ، إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِحَفْرِ الأَنْهَارِ بِالْمَدِينَةِ، وَبِعَمَلِ الْفَوَّارَةِ بِهَا، فَعَمِلَهَا وَأَجْرَى مَاءَهَا، فَلَمَّا حَجَّ الْوَلِيدُ وَقَفَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَأَعْجَبَتْهُ [1] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ- وَكَانَ عَلَى بَيْتِ مَالِ الْوَلِيدِ-: حَسَبُوا مَا أَنْفَقُوا عَلَى الْكَرْمَةِ الَّتِي فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَكَانَ سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَقَالَ أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ: حَسَبُوا مَا أَنْفَقُوا عَلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَكَانَ أَرْبَعَمِائَةِ صُنْدُوقٍ، فِي كُلِّ صُنْدُوقٍ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ دِينَارٍ.
قُلْتُ: جُمْلَتُهَا عَلَى هَذَا: أَحَدَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ وَنَيِّفٍ.
قَالَ أَبُو قُصَيٍّ: أَتَاهُ حَرَسِيُّهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَحَدَّثُوا أَنَّكَ أَنْفَقْتَ الأَمْوَالَ فِي غَيْرِ حَقِّهَا، فَنَادَى: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، وَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: بَلَغَنِي كَيْت وكَيْت، أَلا يَا عُمَرُ قُمْ فَأَحْضِرِ الأَمْوَالَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ. فَأَتَتِ الْبِغَالُ تَدْخُلُ بِالْمَالِ، وَفَضَّتْ فِي الْقِبْلَةِ عَلَى الأَنْطَاعِ، حَتَّى لَمْ يُبْصِرْ مَنْ فِي الْقِبْلَةِ مَنْ فِي الشَّامِ [2] ، وَوُزِنَتْ بِالْقَبَابِينَ، وَقَالَ لِصَاحِبِ الدِّيوَانِ: أَحْصِ مِنْ قِبَلِكَ مِمَّنْ يَأْخُذُ رِزْقَنَا، فَوَجَدُوا ثَلاثَمِائَةِ أَلْفٍ فِي جَمِيعِ الأَمْصَارِ، وَحَسَبُوا مَا يُصِيبُهُمْ، فَوَجَدُوا عِنْدَهُ رِزْقَ ثَلاثِ سِنِينَ، فَفَرِحَ النَّاسُ، وَحَمِدُوا اللَّهَ، فَقَالَ: إِلَى أَنْ تَذْهَبَ هَذِهِ الثَّلاثُ السِّنِينَ قَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمِثْلِهِ وَمِثْلِهِ، إِلا وَإِنِّي رَأَيْتُكُمْ يَا أَهْلَ دِمَشْقٍ تَفْخَرُونَ عَلَى الناس بأربع: بهوائكم، ومائكم، وفاكهتكم، وحمّاماتكم،
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 437، الكامل في التاريخ 4/ 533.
[2] أي من في الشمال.

(6/32)


فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَسْجِدَكُمُ الْخَامِسُ، فَانْصَرَفُوا شَاكِرِينَ دَاعِينَ.
وَرُوِيَ عَنِ الْجَاحِظِ، عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَشَدَّ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، لِمَا يَرَوْنَ مِنْ حُسْنِ مَسْجِدِهِمْ.

(6/33)


سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ فِيهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
وَأَبُو ظَبْيَانَ.
وَأَبُو وَائِلٍ، وَالصَّحِيحُ وَفَاتُهُمْ فِي غَيْرِهَا.
وَفِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ جَزِيرَتَيْ مَيُورْقَةَ [1] وَمَنُورْقَةَ [2] ، وَهُمَا جَزِيرَتَانِ فِي الْبَحْرِ، بَيْنَ جَزِيرَةِ صِقِلِّيَّةَ وَجَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ، وَتُسَمَّى غَزْوَةُ الأَشْرَافِ، فَإِنَّهُ كَانَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الأَشْرَافِ وَالْكِبَارِ [3] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ وَرْذَانَ [4] خُذَاهْ ملك بخارى، فلم يطقهم، فرجع [5] .
__________
[1] بالفتح ثم الضم، كما في معجم البلدان.
[2] بالنون، وبالأصل «متورقة» ، والتصحيح من معجم البلدان.
[3] تاريخ خليفة 302.
[4] في تاريخ الطبري: «وردان» .
[5] تاريخ الطبري 6/ 439، الكامل في التاريخ 4/ 535.

(6/34)


وَفِيهَا أَغْزَى مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ ابْنَهُ مَرْوَانَ السُّوسَ الأَقْصَى، فَبَلَغَ السَّبْيُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا [1] .
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَمُّورِيَّةَ، فَلَقِيَ جَمْعًا مِنَ الرُّومِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى [2] .
وَفِيهَا وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَكَّةَ، وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا وَلِيَ [3] .
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ مِصْرَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً [4] .
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [5] أَنَّ الْوَاقِدِيَّ زَعَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ. سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّهُمَا أَعْظَمُ، خَلِيفَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ، أَمْ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ؟
وَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَعْلَمُوا فَضْلَ الْخَلِيفَةِ إِلا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ اسْتَسْقَى فَسَقَاهُ اللَّهُ مِلْحًا أُجَاجًا، وَاسْتَسْقَاهُ الْخَلِيفَةُ فَسُقِيَ عَذْبًا فُرَاتًا، بِئْرًا حَفَرَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْحَجُونِ، وَكَانَ يُنْقَلُ مَاؤُهَا فَيُوضَعُ فِي حَوْضٍ مِنْ أَدَمٍ إِلَى جَنْبِ زَمْزَمَ، لِيُعْرَفَ فَضْلُهُ عَلَى زَمْزَمَ.
قَالَ: ثُمَّ غَارَتِ الْبِئْرُ فَذَهَبَتْ، فَلا يُدْرَى أَيْنَ مَوْضِعُهَا.
قُلْتُ: مَا أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا وَقَعَ. وَاللَّهُ أعلم.
__________
[1] تاريخ خليفة 302.
[2] تاريخ خليفة 302، وفي تاريخ الطبري 6/ 439 وافتتح هرقلة وقمورية.
[3] تاريخ خليفة 302، تاريخ الطبري 6/ 440، الكامل في التاريخ 4/ 536.
[4] كتاب الولاة والقضاة 60.
[5] في تاريخه 6/ 440.

(6/35)


سَنَةَ تِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ الزّهريّ.
وأبو ظبيان الجنبيّ [1] .
ويزيد بْنُ رَبَاحٍ.
وَعُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ الْمِصْرِيَّانِ.
وَقَالَ أَبُو خَلَدَةَ: تُوُفِّيَ فِيهَا فِي شَوَّالٍ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ [2] .
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: تُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: تُوُفِّيَ فِيهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ الزُّرَقِيُّ.
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ وَرْذَانَ خداه الْغَزْوَةَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَصْرَخَ عَلَى قُتَيْبَةَ بِالتُّرْكِ، فالتقاهم قتيبة، فهزمهم الله وفضّ جمعهم [3] .
__________
[1] بفتح الجيم وسكون النون ... ، نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 239) .
[2] في الأصل «الرباحي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 483) حيث قال: الرياحي بكسر الراء وفتح الياء آخر الحروف ... نسبة إلى رياح بن يربوع بن حنظلة ...
[3] تاريخ خليفة 303.

(6/36)


وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَبَلَغَ الأَرْزَنَ [1] ثُمَّ رَجَعَ [2] .
وَفِيهَا أَوْقَعَ قُتَيْبَةُ بِأَهْلِ الطَّالِقَانِ بِخُرَاسَانَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَصَلَبَ مِنْهُمْ طُولَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ فِي نِظَامٍ وَاحِدٍ، وَسَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ مَلِكَهَا غَدَرَ وَنَكَثَ، وَأَعَانَ نَيْزَكَ طَرْخَانَ عَلَى خَلْعِ قُتَيْبَةَ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [3] .
وَفِيهَا سَارَ قُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ أَمِيرًا عَلَى مِصْرَ عَلَى الْبَرِيدِ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ، عِوَضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ [4] ، والله أعلم.
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 240 «الأزرق» وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه، وهو بفتح الألف والزاي، مدينة مشهورة قرب خلاط. (معجم البلدان 1/ 150) .
[2] تاريخ خليفة 303، تاريخ الطبري 6/ 442، الكامل في التاريخ 4/ 547.
[3] في تاريخه 6/ 445- 447، والكامل في التاريخ 4/ 544، ونهاية الأرب 21/ 289
[4] كتاب الولاة والقضاة 61- 64.

(6/37)


تَرَاجِمُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
1- أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1] م 4 ابن أبي العاص الأمويّ، أبو سعيد [2] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَزَيْدَ بْنَ نَابِتٍ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو الزّناد، وجماعة.
ووفد على عبد الملك.
__________
[1] انظر عن (أبان بن عثمان بن عفان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 151- 153، والطبقات لخليفة 240، وتاريخ خليفة 185 و 276 و 279 و 280 و 288 و 293 و 296 و 299 و 336، والمحبّر لابن حبيب 25 و 235 و 301 و 303 و 382، ونسب قريش 42، 43 و 110، والتاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 1232، والتاريخ الكبير 1/ 450، 451 رقم 1440، وتاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 6/ 1، والمعارف 198 و 201 و 207 و 307 و 578، والمعرفة والتاريخ 1/ 360 و 426 و 643، وتاريخ أبي زرعة 1/ 508، 509، وأخبار القضاة 11/ 129، 130، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 2/ 295 رقم 1084، والمراسيل 16 رقم 19، ومشاهير علماء الأمصار 67 رقم 454، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 134- 135، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 97 رقم 31، وتهذيب الكمال 2/ 16- 19 رقم 141، وتحفة الأشراف 13/ 134 رقم 987، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، والكاشف 1/ 31 رقم 108، وسير أعلام النبلاء 4/ 351- 353 رقم 133، والعبر 1/ 129، والبداية والنهاية 9/ 233، والوافي بالوفيات 3075 رقم 2363، وجامع التحصيل 165 رقم 1، وتهذيب التهذيب 1/ 97 رقم 173 وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 163، والنجوم الزاهرة 1/ 253، وشذرات الذهب 1/ 131، وطبقات الفقهاء 47 و 113، ورجال مسلم 1/ 69 رقم 95.
وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في المتوفين من الطبقة الحادية عشرة، في الجزء التالي (حوادث ووفيات 101- 120 هـ.) .
[2] ويقال: أبو سعد (سير أعلام النبلاء) . ويقال: أبو عبد الله.

(6/38)


قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ وَوَضَحٌ كَثِيرٌ، وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : أَبَان وَعُمَرُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ، وَأَبَانٌ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ وِلَايَةُ أَبَانٍ عَلَى الْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ [3] .
وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ: ثنا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: مَاتَ أبان قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ عَشَرَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ أَبَانَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْ أَبَانَ الْقَضَاءَ.
وَقَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرَوِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَمَّنْ قَالَ، قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ بِحَدِيثٍ وَلا فِقْهٍ مِنْ أَبَانَ.
2- أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ [4] الْحِمْصِيُّ، الأَمِيرُ، أَوَّلُ مَنْ وُلِدَ بِحِمْصَ، شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وكان
__________
[1] في الطبقات 5/ 152 وعبارته: «كان بأبان وضح كثير فكان يخضب موضعه من يده ولا يخضب في وجهه. وكان به صمم شديد» .
وذكره ابن حبيب البغدادي في الحولان الأشراف (المحبّر 303) .
وقال الجاحظ: «ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفان في أول ما ظهر به البياض، قال:
له شفة قد حمّم الدهر بطنها وعين يغمّ الناظرين احولالها وكان أحول أبرص أعرج، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل» . (انظر البرصان والعرجان للجاحظ 55، 56 وفيه بيتان أيضا عن أبان، والمعارف 578) .
[2] في الطبقات 240، وفي التاريخ 336 قال: «وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان» .
[3] طبقات ابن سعد 5/ 152.
[4] انظر عن (أدهم بن محرز) في:
المؤتلف والمختلف للآمدي 31، 32، وتاريخ اليعقوبي 2/ 343 و 358، وأنساب الأشراف 5/ 209 و 210 و 212، والمعمّرين للسجستاني 92، ومروج الذهب 471 و 1979، ورجال

(6/39)


نَاصِبِيًّا [1] سَبَّابًا.
حَكَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْقَيْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ لَقِيطٍ.
قَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي سَاسَانَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ الصَّيْرَفِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْحَجَّاجَ وَهو يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَنْتَ هَمْدَانُ مَوْلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: سُبَّهُ، قَالَ: مَا ذَاكَ جَزَاؤُهُ مِنِّي، رَبَّانِي وَأَعْتَقَنِي، قال: فما كنت تسمعه يقرأ من الْقُرْآنَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُهُ فِي قِيَامِهِ وَقُعُودِهِ وذهابه ومجيئه يتلو: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً 6: 44 الآية [2] . قَالَ: فَابْرَأْ مِنْهُ. قَالَ: أَمَّا هَذِهِ فَلا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تُعْرَضُونَ عَلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، وَتُعْرَضُونَ على البراءة منّي، فلا تبرءوا مِنِّي فَإِنِّي عَلَى الإِسْلامِ، قَالَ: أَمَا لَيَقُومَنَّ إِلَيْكَ رَجُلٌ يَتَبَرَّأُ مِنْكَ وَمِنْ مَوْلاكَ، يَا أَدْهَمُ بْنَ مُحْرِزٍ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَامَ يَتَدَحْرَجُ كَأَنَّهُ جَعْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَطْيَبَ نَفْسًا بِالْمَوْتِ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ فَنَدَرَ رَأْسَهُ [3] . إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
3- (الأسود بن هلال) [4]- خ م د ن- المحاربي الكوفي، أبو سلّام.
من المخضرمين.
__________
[ () ] الطوسي 35 رقم 14، والحيوان 3/ 327، وتاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 28 و 599 و 602 و 605، والكامل في التاريخ 3/ 303 و 304 و 4/ 180 و 182 و 184، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، 368، والوافي بالوفيات 8/ 330 رقم 3753، والإصابة 1/ 101 رقم 431.
[1] مهملة بالأصل، والناصبيّ تعبير أطلقه شيعة عليّ على خصومهم من مؤيّدي الأمويين.
[2] سورة الأنعام- الآية 44.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، 368.
[4] انظر عن (الأسود بن هلال) في:
طبقات ابن سعد 6/ 119، وطبقات خليفة 142، وتاريخ الثقات 67 رقم 99، والثقات لابن حبّان 4/ 32، ومشاهير علماء الأمصار 102 رقم 757، والمعرفة والتاريخ 3/ 86، والجرح والتعديل 2/ 292 رقم 1068، وأسد الغابة 1/ 88، والكاشف 1/ 80 رقم 429، وتهذيب الكمال 3/ 231- 233 رقم 508، والتاريخ الكبير 1/ 449 رقم 1436، والوافي بالوفيات 9/ 256 رقم 4169، وتهذيب التهذيب 1/ 342 رقم 624، وتقريب التهذيب 1/ 77 رقم 578، والإصابة 1/ 105، 106 رقم 459، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، ورجال البخاري للكلاباذي 1/ 84، 85 رقم 90، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 79 رقم 120.

(6/40)


رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
4- (الأَعْشَى الْهَمْدَانِيُّ) [1]- الشَّاعِرُ، هُوَ أَبُو الْمُصْبِحِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَحَدُ الْفُصَحَاءِ الْمُفَوَّهِينَ بِالْكُوفَةِ.
كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الشِّعْرِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ إِلَى حِمْصَ وَمَدَحَهُ، فَيُقَالُ إِنَّهُ حَصَلَ لَهُ مِنْ جَيْشِ حِمْصَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ إِنَّ الأَعْشَى خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ فَقَتَلَهُ، رَحِمَهُ الله.
وكان هو والشّعبيّ كلّ منهما زوج أخت الآخر.
5- (الأغرّ بن سليك) [2]- ن- ويقال ابن حنظلة.
__________
[1] انظر عن (الأعشى الهمدانيّ) في:
الأخبار الموفقيّات 306، والزاهر للأنباري 1/ 400 و 581 و 2/ 6، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 107، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 341 و 346 و 4/ 49 و 53 و 5/ 234 و 235 و 240 و 242 و 245 و 254 و 260 و 348، والأخبار الطوال 306، والمؤتلف والمختلف 11، والأغاني 6/ 33- 62، وعيون الأخبار 2/ 146 و 3/ 94 و 4/ 146، وتاريخ خليفة 283، والمعرفة والتاريخ 2/ 30، وتاريخ الطبري 5/ 607 و 6/ 58 و 59 و 69 و 83 و 85 و 97 و 101 و 377 و 385 و 392، وجمهرة أنساب العرب 393 و 395، والإكليل 10/ 58، ووفيات الأعيان 1/ 285 و 3/ 74 و 248 و 468 و 5/ 402 و 6/ 334، وسير أعلام النبلاء 4/ 185 رقم 75، وأمالي القالي 1/ 16 و 17 و 25 و 38 و 42 و 55 و 66 و 75 و 76 و 82 و 90 و 101 و 129 و 207 و 209 و 233 و 2/ 7، والصبح المنير 312، والكامل في التاريخ 4/ 97 و 186 و 240 و 259 و 463.
[2] انظر عن (الأغر بن سليك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 243، والتاريخ لابن معين 2/ 42، ومعرفة الرجال 2/ 187 رقم 619، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1631، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 111، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1153، والثقات لابن حبان 4/ 53، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 81 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 39، ورجال مسلم 1/ 84

(6/41)


كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَسِمَاكُ بْنُ حرب.
مقلّ.
6- (أميّة بن عبد الله) [1]- ن ق- بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام، وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
وَوَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وثمانين.
__________
[ () ] رقم 132.
وقد مرّت ترجمته في الطبقة السابقة.
[1] انظر عن (أميّة بن عبد الله) في:
المحبّر 451 و 455، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 199 و 200 و 279 و 280 و 371 و 450 و 459 و 461 و 473 و 475 و 4/ 75 و 152 و 114 و 162 و 164- 166 و 5/ 346، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 289، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 262، والتاريخ الكبير 2/ 7 رقم 1515، وطبقات ابن سعد 5/ 478، والجرح والتعديل 2/ 301 رقم 1112، وتاريخ خليفة 292 و 295، وتاريخ الثقات 73 رقم 116، والثقات لابن حبّان 4/ 40، والمعرفة والتاريخ 1/ 272، وتاريخ الطبري 5/ 318 و 6/ 174 و 193 و 199- 201 و 256 و 311- 321 و 324 و 331 و 401 و 402 و 509، وجمهرة أنساب العرب 84 و 218، وأسد الغابة 1/ 119، والكامل في التاريخ 4/ 345 و 367 و 368 و 418 و 443- 448 و 457 و 507 و 508 و 530، وتهذيب الكمال 3/ 334- 337 رقم 558، والكاشف 1/ 87 رقم 474، وسير أعلام النبلاء 4/ 272 رقم 98، ووفيات الأعيان 3/ 163، وتهذيب التهذيب 1/ 371، 372 رقم 680، وتقريب التهذيب 1/ 83 رقم 634، والإصابة 1/ 127، 128 رقم 550، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 131- 133، وعيون الأخبار 1/ 166 و 171 و 197 و 288، والعقد الفريد 1/ 142 و 143 و 145 و 4/ 23 و 24 و 47 و 126 و 6/ 101 و 340، والعقد الثمين 3/ 332، وخلاصة تذهيب التهذيب 40، والوافي بالوفيات 9/ 406 رقم 4334، ونسب قريش 190، ومعجم بني أمية 13 رقم 31.

(6/42)


7- أَيُّوبُ بْنُ الْقَرِّيَّةَ [1] وَاسْمُ أَبِيهِ يَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ سَلْمٍ النَّمَرِيُّ الْهِلالِيُّ، وَالْقَرِّيَّةُ أُمُّهُ.
كَانَ أَعْرَابِيًّا أُمِّيًّا، صَحِبَ الْحَجَّاجَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْفَصَاحَةِ وَالْبَيَانِ.
قَدِمَ فِي عَامِ قحط عين التّمر، وعليها عَامِلٌ، فَأَتَاهُ مِنَ الْحَجَّاجِ كِتَابٌ فِيهِ لُغَةٌ وَغَرِيبٌ، فَأَهَمَّ الْعَامِلُ مَا فِيهِ، فَفَسَّرَهُ لَهُ أَيُّوبُ، ثُمَّ أَمْلَى لَهُ جَوَابَهُ غَرِيبًا، فَلَمَّا قَرَأَهُ الْحَجَّاجُ عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْشَاءِ عَامِلِهِ، وَطَلَبَ مِنَ الْعَامِلِ الَّذِي أَمْلَى لَهُ الْجَوَابَ، فَقَالَ: لابْنِ الْقَرِّيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: أَقِلْنِي مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ، وَجَهَّزَهُ إِلَيْهِ، فَأُعْجِبَ بِهِ، ثُمَّ جَهَّزَهُ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الأَشْعَثِ كَانَ أَيُّوبُ بْنُ الْقَرِّيَّةَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَهُ رَسُولا إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ إِلَى سِجِسْتَانَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ خَطِيبًا، وَأَنْ يَخْلَعَ الْحَجَّاجَ وَيَسُبَّهُ أَوْ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، فَقَالَ:
أَنَا رَسُولٌ، قَالَ: هُوَ ما أقول لك، ففعل، وأقام مع ابن الأَشْعَثِ، فَلَمَّا انْكَسَرَ ابْنُ الأَشْعَثِ أُتِيَ بِأَيُّوبَ أَسِيرًا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ، قَالَ: سَلْ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبَاطِلٍ، قَالَ: فَأَهْلُ الْحِجَازِ، قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى فِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ فِيهَا، قَالَ: فَأَهْلُ الشَّامِ؟ قَالَ: أَطْوَعُ النَّاسِ لأُمَرَائِهِمْ، قَالَ: فَأَهْلُ مِصْرَ؟ قَالَ: عَبِيدُ مَنْ طَلَبَ، قَالَ: فَأَهْلُ الْمُوصِلَ؟ قَالَ: أَشْجَعُ فُرْسَانٍ، وَأَقْتَلُ لِلْأَقْرَانِ، قَالَ:
فَأَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: أَهْلُ سَمْعٍ وَطَاعَةٍ، وَلُزُومِ لِلْجَمَاعَةِ. ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ قبائل
__________
[1] انظر عن (أيّوب بن القرّية) في:
المعارف 404، وتاريخ الطبري 6/ 385، 386، وشرح أدب الكاتب 124، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 219- 222، وعيون الأخبار 1/ 102 و 2/ 209 و 3/ 69، والعقد الفريد 1/ 154 و 6/ 107، والكامل في التاريخ 4/ 498، ونهاية الأرب 21/ 263، وسير أعلام النبلاء 4/ 197، والعبر 1/ 97، والبداية والنهاية 9/ 52 و 54، ومرآة الجنان 1/ 171، 172، والنجوم الزاهرة 1/ 207، وشذرات الذهب 1/ 93، ووفيات الأعيان 1/ 250- 255 رقم 106، والوافي بالوفيات 10/ 39- 45 رقم 4483، والأعلام 1/ 381.

(6/43)


الْعَرَبِ وَعَنِ الْبُلْدَانِ، وَهُوَ يُجِيبُ، فَلَمَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ نَدِمَ [1] .
وَفِي تَرْجَمَتِهِ طُولٌ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ [2] ، وَابْنُ خَلِّكَانَ [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
__________
[1] الخبر في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 220- 222، ووفيات الأعيان 1/ 251، والوافي بالوفيات 10/ 39- 45، وهو مختصر في شرح أدب الكاتب 124.
[2] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 219- 222.
[3] انظر وفيات الأعيان 1/ 250- 255 رقم 106.

(6/44)


[حرف الْبَاءِ]
8- (بَحِيرُ بْنُ وَرْقَاءَ) [1] الْبَصْرِيُّ الصَّرِيمِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالْقُوَّادِ بِخُرَاسَانَ.
وَهُوَ الَّذِي حَارَبَ ابن خازم السُّلَمِيِّ وَظَفِرَ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى قَتْلَ بُكَيْرِ بْنِ وَسَّاجٍ بِأَمْرِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيِّ، فَعَمِلَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ رَهْطِ بُكَيْرٍ فَقَتَلُوهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
9- (بَشِيرُ بْنُ كعب بن أبيّ) [2]- خ 4- أبو أيّوب الحميري العدوي البصريّ.
__________
[1] انظر عن (بحير بن ورقاء) في:
كتاب الفتوح لابن أعثم 6/ 289، وتاريخ الطبري 5/ 624 و 625، و 6/ 176 و 177 و 199 و 201 و 311 و 312 و 315- 317 و 331- 333، والكامل في التاريخ 4/ 209 و 345 و 346 و 367 و 368 و 444 و 445 و 457- 459، ونهاية الأرب 21/ 229 و 232، والوافي بالوفيات 10/ 84 رقم 4527.
[2] انظر عن (بشير بن كعب بن أبيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 223، وطبقات خليفة 207، والتاريخ الصغير 96، والتاريخ الكبير 2/ 132 رقم 1944، والمعرفة والتاريخ 2/ 93، وتاريخ الثقات 83 رقم 159، وتاريخ أبي زرعة 1/ 547، والجرح والتعديل 2/ 395 رقم 1541، وتاريخ الطبري 3/ 404 و 436 و 440، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27 ب، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، والثقات لابن حبّان 4/ 73، والكامل في التاريخ 2/ 427، وتهذيب الكمال 4/ 184- 187 رقم 733، وتاريخ واسط 174، والإكمال لابن ماكولا 1/ 298، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 274، 275، وأسد الغابة 1/ 200، وعيون الأخبار 2/ 328، والكاشف 1/ 106 رقم 621، وسير أعلام النبلاء 4/ 351 رقم 131، والوافي بالوفيات 10/ 169 رقم 4653، وتهذيب التهذيب 1/ 471، 472 رقم 873،

(6/45)


يُقَالُ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْمَصَالِحِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَقَتَادَةُ، وَالْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدَ الْقُرَّاءِ الزُّهَّادِ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَأَمَّا:
10- (بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَلَوِيُّ) [1] فَشَاعِرٌ كَانَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ، له ذكر.
__________
[ () ] وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 103، والإصابة 1/ 181 رقم 822، ورجال البخاري 1/ 117 رقم 141، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 33 رقم 4041.
[1] الترجمة مكرّرة في سير أعلام النبلاء 4/ 351 رقم 132.

(6/46)


[حرف التَّاءِ]
11- (تَيَاذُوقُ الطَّبِيبُ) [1] كَانَ بَارِعًا فِي الطِّبِّ، ذَكِيًّا عَالِمًا، وَكَانَ عَزِيزًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ وَلَهُ أَلْفَاظٌ فِي الْحِكْمَةِ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ تِسْعِينَ، وَقَدْ شَاخَ.
صَنَّفَ كُنَاشًا كَبِيرًا وكتاب «الأدوية» وغير ذلك.
توفّي بواسط.
__________
[1] انظر عن (تياذوق الطبيب) في:
أخبار الحكماء للقفطي 105، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 1/ 121، والبداية والنهاية 9/ 81 وفيه «يتاذوق» ، بتقديم الياء على التاء، والوافي بالوفيات 10/ 449، 450 رقم 4939.

(6/47)


[حرف الحاء]
12- الحارث بن أبي ربيعة [1] م ن المخزومي المكّي المعروف بالقباع.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، وعبد الرحمن بن سابط.
__________
[1] انظر عن (الحارث بن أبي ربيعة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 28، 29 و 464، وطبقات خليفة 54 و 285، والمحبّر 305، 306، والأخبار الموفقيّات 324، 325، والتاريخ الكبير 2/ 273 رقم 2436، والبيان والتبيين 1/ 110، والمعرفة والتاريخ 1/ 372، 373 و 2/ 227 و 3/ 194، وتاريخ الطبري 5/ 396 و 527 و 612 و 615 و 617 و 619 و 620 و 622 و 6/ 9، 10 و 72 و 81 و 93 و 118 و 119 و 122 و 123 و 125 و 127 و 135، والجرح والتعديل 3/ 77 رقم 362، والفتوح لابن أعثم 6/ 10، والأخبار الطوال 263، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 81 و 214 و 230 و 384 و 400 و 426 و 464 و 473 و 568 و 569 و 583 و 4/ 56 و 100 و 122 و 123 و 157 و 165 و 5/ 151 و 220 و 244 و 252 و 255- 257 و 270 و 274 و 276 و 279 و 281 و 297 و 334 و 336 و 356 و 376، وجمهرة أنساب العرب 147، والثقات لابن حبّان 4/ 129، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 611، والأغاني 1/ 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1 رقم 373، ومعجم البلدان 1/ 704 و 4/ 35، والكامل في التاريخ 4/ 143 و 145 و 246 و 349، وأسد الغابة 1/ 328 و 337، وتهذيب الكمال 5/ 239- 244 رقم 1024، وعيون الأخبار 2/ 171 و 3/ 35، والعقد الفريد 1/ 60 و 4/ 403، والكاشف 1/ 138 رقم 867، وسير أعلام النبلاء 4/ 181، 182 رقم 72، والوافي بالوفيات 11/ 254، 255 رقم 374، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 450- 453، والبداية والنهاية 9/ 43، والعقد الثمين 4/ 21- 23، وتهذيب التهذيب 2/ 144، 145 رقم 246، وتقريب التهذيب 1/ 141 رقم 39، والإصابة 1/ 387 رقم 2043، وخلاصة تذهيب التهذيب 68، والأعلام 2/ 158.

(6/48)


قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سُمِّيَ الْقُبَاعَ لِأنَّهُ وَضَعَ لَهُم مِكْيالا سَمَّاهُ الْقُبَاعَ [1] .
وَقِيلَ: كَانَتْ أُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ.
قَالَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ المؤمنين، يقول سمعتها، نقول: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ، لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا عَنِ الْبِنَاءِ» ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لا تقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى بِنَاءِ ابن الزّبير [2] .
13- (حجر بن عنبس) [3]- د ت- الحضرميّ أبو العنبس [4] ، ويقال أبو السّكن.
مُخَضْرَمٌ كَبِيرٌ.
صَحِبَ عَلِيًّا وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَمُوسَى بْنُ قَيْسٍ [5] .
وَذَكَرَهُ الْخَطِيبُ فِي «تاريخ بغداد» [6] ، ووثّقه وقال: قدم المدائن.
__________
[1] انظر مادّة (قبع) في لسان العرب 8/ 259.
[2] أخرجه مسلم في الحج، 404/ 1333 باب نقض الكعبة وبنائها.
[3] انظر عن (حجر بن عنبس) في:
تاريخ خليفة 193، والعلل لأحمد 1/ 85 و 216 و 240، والتاريخ الكبير 3/ 73 رقم 259، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 28، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 196 و 2/ 46، والمراسيل لابن أبي حاتم 30 رقم 53، والجرح والتعديل 3/ 266، 267 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 4/ 177، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 40 رقم 341، والاستيعاب 1/ 323، وتاريخ بغداد 8/ 274 رقم 4374، وأسد الغابة 1/ 386، وتهذيب الكمال 5/ 473، 474 رقم 1135، والكاشف 1/ 150 رقم 959، والوافي بالوفيات 11/ 320، 321 رقم 470، وتهذيب التهذيب 2/ 214، 215 رقم 393، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 171، والإصابة 1/ 374 رقم 1957، وخلاصة تذهيب التهذيب 73.
[4] مهمل في الأصل.
[5] أضاف في تهذيب الكمال 5/ 474: علقمة بن مرثد والمغيرة بن أبي الحرّ.
[6] ج 8/ 274 رقم 4374.

(6/49)


14- (حُجْرُ الْمَدَرِيُّ الْيَمَانِيُّ) [1]- د ت ق- عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: طاووس، وَشَدَّادُ بْنُ جَابَانَ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ الثَّلاثَةِ [2] .
15- حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ [3] أَمِيرُ الْمَغْرِبِ. قِيلَ إِنَّهُ هُوَ حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْغَسَّانِيُّ، ابْنُ زَعِيمِ عَرَبِ الشَّامِ.
حَكَى عَنْهُ أبو قبيل المعافريّ.
وكان بطلان شُجَاعًا غَزَّاءً، وَلِيَ فُتُوحَاتٍ بِالْمَغْرِبِ وَوَفَدَ عَلَى عبد الملك وغير، وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ.
وَجَّهَهُ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، فَصَالَحَ الْبَرْبَرَ، وَقَرَّرَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ [4] .
__________
[1] انظر عن (حجر المدري) في:
طبقات ابن سعد 5/ 536، وطبقات خليفة 287، والعلل لأحمد 1/ 92، والتاريخ الكبير 3/ 73 رقم 260، وتاريخ الثقات للعجلي 110 رقم 259، والثقات لابن حبّان 4/ 177، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 141 رقم 669، والمعرفة والتاريخ 2/ 146 و 3/ 70 و 214، والجرح والتعديل 3/ 267 رقم 1191، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 40 رقم 341 وقد اختلطت ترجمته مع ترجمة الّذي قبله فقيل: «حجر بن قيس وقد قيل هو حجر بن عنبس الكندي» ، وتهذيب الكمال 5/ 475، 476 رقم 1136، والكاشف 1/ 150 رقم 960، وتهذيب التهذيب 2/ 215 رقم 394، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 73.
[2] عند أبي داود والنسائي، وابن ماجة، كما في تهذيب الكمال 5/ 476.
[3] انظر عن (حسّان بن النعمان) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 282، وفتوح البلدان 270، والحلّة السيراء 1/ 164، و 2/ 331 و 332، والولاة والقضاة 52، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 149، 150، والعبر 1/ 92، وسير أعلام النبلاء 4/ 140 رقم 47 و 4/ 294 رقم 112، وتاريخ خليفة 224 و 268 و 277 و 297 و 298، والبيان المغرب 1/ 34- 39، والنجوم الزاهرة 1/ 200، وشذرات الذهب 1/ 88.
[4] تاريخ خليفة 224.

(6/50)


ثُمَّ وَفَدَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَكَانَ قَدْ تَمَكَّنَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَدَانَتْ لَهُ، وَهَذَّبَهَا بَعْدَ قَتْلِ الْكَاهِنَةِ [1] ، فَلَمَّا وُلِّيَ الْوَلِيدُ أَرْسَلَ إِلَى نُوَّابِهِ يُحَرِّضُهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَيُبَالِغُ، وَأَمَرَهُمْ بِعَمَلِ الْمَرَاكِبِ وَالإِكْثَارِ مِنْهَا، وَبِحَرْبِ الرُّومِ وَالْبَرْبَرِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَعَزَلَ حَسَّانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ بِتُحَفٍ عَظِيمَةٍ وَأَمْوَالٍ وَجَوَاهِرٍ، وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنّما خرجت مجاهدا فِي سبيل اللَّه وليس مثلي من خان اللَّه وأمير المؤمنين، فَقَالَ: أَنَا أَرُدُّكَ إِلَى عَمَلِكَ، فَحَلَفَ أَنَّهُ لا وَلِيَ لِبَنِي أُمَيَّةَ وِلايَةً أَبَدًا [2] .
وَكَانَ حَسَّانُ يُسَمَّى الشَّيْخَ الأَمِينَ لِثِقَتِهِ وَأَمَانَتِهِ [3] .
وَأَمَّا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فَقَالَ: إِنَّ موت حسّان سند ثمانين [4] .
16- (حصين بن مالك) [5]- ن ق- بْنِ الْخَشْخَاشِ، وَهُوَ حُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ التميمي العنبري البصريّ، جَدُّ الْقَاضِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ.
عَنْ: جَدِّهِ الْخَشْخَاشِ- وَلَهُ صُحْبَةٌ-، وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عبيد، وقيل يونس، عن رجل، عنه.
__________
[1] انظر تفاصيل ذلك في البيان المغرب 1/ 35 وما بعدها.
[2] المؤلّف ينقل الخبر عن البيان المغرب 1/ 39.
[3] البيان المغرب 1/ 39.
[4] يقول ابن عذاري إن عبد العزيز بن مروان الوالي على مصر هو الّذي عزل حسّانا، إذ كان الوالي على مصر يولّي على إفريقية. (البيان المغرب 1/ 38) .
[5] انظر عن (حصين بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 7/ 125، وطبقات خليفة 202، والتاريخ الكبير 3/ 9 رقم 30، وتاريخ الثقات للعجلي 123 رقم 302، والثقات لابن حبّان 4/ 156، والمعارف 337، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 55، وانظر فهرس الأعلام في المعرفة والتاريخ 3/ 501 حيث أحال إلى حصين بن مالك بن الخشخاش ولم يذكره، وتاريخ الطبري 3/ 372 و 4/ 81 و 265 و 327، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، وجمهرة أنساب العرب 209، وتهذيب الكمال 6/ 533- 536 رقم 1368، والكاشف 1/ 175 رقم 1138، والكامل في التاريخ 3/ 264، وميزان الاعتدال 1/ 553 رقم 2090، وتهذيب التهذيب 2/ 388، 389 رقم 675، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 86، والوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 85.

(6/51)


مَاتَ فِي حَبْسِ الْحَجَّاجِ.
17- (حَكِيمُ بْنُ جَابِرِ) [1] بْنِ طَارِقٍ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
وعنه: بيان بن بشير، وإسماعيل بن أبي خالد، وطارق بن عبد الرحمن البجلي، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
18- (حكيم بن سعد) [2] أبو تحيا الكوفي.
حدث عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَعِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَآخَرُونَ.
شَهِدَ وَقْعَةَ النَّهْرَوَانِ مَعَ عَلِيٍّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
19- (حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ) [3]- ع- مَوْلَى عُثْمَانَ، مِنْ سبي عين التّمر، كان.
__________
[1] انظر عن (حكيم بن جابر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 288، والتاريخ الكبير 3/ 12 رقم 47، وتاريخ الثقات 128 رقم 319، والثقات لابن حبّان 4/ 160، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 824، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 668، والجرح والتعديل 3/ 201 رقم 872، وتاريخ الطبري 4/ 405 و 527، وتهذيب الكمال 7/ 162- 165 رقم 1451، والكاشف 1/ 184 رقم 1205، وتهذيب التهذيب 2/ 444، 445 رقم 772، وتقريب التهذيب 1/ 193 رقم 509، وخلاصة تذهيب التهذيب 90.
[2] انظر عن (حكيم بن سعد) في:
التاريخ لابن معين 2/ 128، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، والكاشف 1/ 186 رقم 1219 وفيه أبو يحيى، والمشتبه 1/ 110، وتهذيب التهذيب 2/ 453 رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 460.
وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية.
[3] انظر عن (حمران بن أبان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148، والمحبّر لابن حبيب 258 و 480، والعلل لابن المديني 96، والتاريخ الكبير 3/ 80 رقم 287، والمعارف لابن قتيبة 435، 436 و 439 و 485، وتاريخ الطبري 3/ 377 و 415 و 4/ 327 و 400 و 5/ 167 و 6/ 153 و 154 و 165 و 180،

(6/52)


للمسيّب بن نجبة، فَابْتَاعَهُ عُثْمَانُ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وطائفة.
قال صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: سَبَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ عَيْنِ التَّمْرِ [1] .
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: إِنَّمَا هو حمران بن أبّا، فقال بنوه: ابن أبان [2] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَادَّعَى وَلَدَهُ أَنَّهُمْ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ حُمْرَانُ يُصَلِّي مَعَ عُثْمَانَ، فَإِذَا أَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ [4] .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَأْذَنُ عَلَى عُثْمَانَ [5] .
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: كَانَ كَاتِبَ عُثْمَانَ، وَكَانَ مُحْتَرَمًا فِي دَوْلَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَطَالَ عُمْرُهُ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ.
20- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ) [6]- ع- يُقَالُ: توفّي سنة إحدى وثمانين.
__________
[ () ] والجرح والتعديل 3/ 265 رقم 1182، والثقات لابن حبّان 4/ 50، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 258، وجمهرة أنساب العرب 301، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، والعقد الفريد 3/ 414 و 4/ 164، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 438، 439، ومعجم البلدان 1/ 644 و 645 و 3/ 597 و 759 و 4/ 808، والكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 414 و 4/ 307 و 336، وتهذيب الكمال 7/ 301- 306 رقم 1496، والعبر 1/ 206، وسير أعلام النبلاء 4/ 182، 183 رقم 73، وميزان الاعتدال 1/ 604 رقم 2291، والمغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1743، والكاشف 1/ 189 رقم 1238، والمغني في طبقات المحدّثين 32 رقم 191، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 395 و 497، والبداية والنهاية 9/ 12، والوافي بالوفيات 13/ 168 رقم 193، والوزراء والكتّاب 21، وتهذيب التهذيب 3/ 24، 25 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 198 رقم 559، والإصابة 1/ 380 رقم 1998، وخلاصة تذهيب التهذيب 93، ورجال البخاري 1/ 215، 216 رقم 283، ورجال مسلم 1/ 179، 180 رقم 371، والعلل لأحمد 1/ 292 رقم 467.
[1] طبقات ابن سعد 7/ 148، تهذيب الكمال 7/ 302، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438.
[2] تهذيب الكمال 7/ 303.
[3] في الطبقات الكبرى 5/ 283 و 7/ 148.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439، تهذيب الكمال 7/ 304.
[5] تهذيب الكمال 7/ 304.
[6] ستأتي ترجمته في وفيات الطبقة العاشرة من هذا الجزء.

(6/53)


وسيأتي.
21- (حنش بن المعتمر) [1]- د ت- ويقال ابن ربيعة الكنانيّ، ثمّ الكوفيّ.
روى عن: عليّ، وأبي ذرّ.
ويأتي سند مِائَةٍ حَنَشُ الصَّنْعَانِيُّ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ ذَا وَأَوْثَقُ.
وَأَمَّا هَذَا فَرَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَسِمَاكٌ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ [2] ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يَتَكَلَّمُونَ فِي حَدِيثِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي [4] وغيره: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
[1] انظر عن (حنش بن المعتمر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 225، وطبقات خليفة 152، والتاريخ لابن معين 2/ 129، والتاريخ الصغير 100 (وفيه: حنش بن المعتمر الصنعاني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة الكناني، عداده في الكوفيين) ، والتاريخ الكبير 3/ 99 رقم 342 (وفيه أيضا: حنش بن المعتمر الصنعاني أبو المعتمر الكناني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة، سمع عليّا) ، وتاريخ الثقات للعجلي 136 رقم 347، والمعرفة والتاريخ 1/ 220 و 538 و 3/ 87 و 153، وتاريخ الطبري 5/ 555 و 597، والجرح والتعديل 3/ 291 رقم 1297، والضعفاء الكبير للعقيليّ 288 رقم 352، والمجروحين لابن حبّان 1/ 269، وأنساب الأشراف 5/ 206، وأخبار القضاة 1/ 85 و 86 و 55 و 97، وتهذيب الكمال 7/ 432، 433 رقم 1556، والكاشف 1/ 195 رقم 1283، وميزان الاعتدال 1/ 619، 620 رقم 2368، والمغني في الضعفاء 1/ 197 رقم 1801، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، والوافي بالوفيات 13/ 205 رقم 241، والمعارف 252، والتهذيب 3/ 58 رقم 104، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 632، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.
ويقول طالب العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: لقد خلط القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 246 بين حنش بن المعتمر وحنش الصنعاني فذكر حنش الصنعاني مفردا عن الّذي قبله، ولكنه ركّب عليه من روى عن سابقه، وكان من حقّه أن يضع عبارة: «ويأتي سنة مائة حنش الصنعاني وهو أصغر من ذا وأوثق» في سطر منفصل حتى يتّضح اللبس بين الاثنين.
أما (حنش الصنعاني) فستأتي ترجمته في المتوفين من الطبقة العاشرة من هذا الجزء.
[2] هو: سعيد بن عمرو بن أشوع، على ما في تهذيب الكمال 7/ 432.
[3] في التاريخ الصغير 100، والكبير 3/ 99 رقم 342.
[4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 844.

(6/54)


[حرف الْخَاءِ]
22- (خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ) [1]- م ن ق- شَهِدَ خُطْبَةَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ.
عَنْهُ: أَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] .
23- خَالِدُ بن يزيد [3] د ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَبُو هَاشمٍ الأموي الدمشقيّ، أخو معاوية، وعبد الرحمن.
__________
[1] انظر عن (خالد بن عمير) في:
طبقات خليفة 193، والعلل لأحمد 1/ 79، والتاريخ الكبير 3/ 162 رقم 556، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، والجرح والتعديل 3/ 343 رقم 1549، والثقات لابن حبّان 4/ 204، والاستيعاب 1/ 410 (وفيه: قد أدرك الجاهلية وروى عن حميد بن هلال) وهو وهم، والصحيح: روى عنه حميد بن هلال، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123، وأسد الغابة 2/ 90، وتهذيب الكمال 8/ 145- 147 رقم 1640، والكاشف 1/ 207 رقم 1355، والوافي بالوفيات 274 رقم 330، والاشتقاق لابن دريد 188، وتهذيب التهذيب 3/ 111 رقم 206، وتقريب التهذيب 1/ 217 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 102، ورجال مسلم 1/ 185 رقم 385،
[2] في الثقات 4/ 204.
[3] انظر عن (خالد بن يزيد) في:
المحبّر 59 و 67 و 445، وتاريخ خليفة 259، والتاريخ الكبير 3/ 181 رقم 613، والبيان والتبيين 1/ 178، وعيون الأخبار 1/ 199 و 2/ 42 و 3/ 130، والمعارف 221 و 251 و 352 و 354 و 455، والأخبار الطوال 285 و 325، والمعرفة والتاريخ 1/ 571 و 572 و 578 و 2/ 8 و 365 و 3/ 205 و 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 355- 358، والبرصان والعرجان 27، والجرح والتعديل 3/ 357 رقم 1615، والولاة والقضاة 42، وأنساب الأشراف 3/ 74 و 85

(6/55)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ.
وَعَنْهُ: رجاء بن حيوة، وعلي بن رباح، والزهري، وأبو الأعيس الخولاني.
قال الزبير: كان خالد بن يزيد موصوفا بالعلم وقول الشعر [1] .
وقال ابن سميع: داره هي دار الحجارة بدمشق [2] .
وقال أبو زرعة: كان هو وأخوه من صالحي القوم [3] .
وقال عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَصُومُ الْأَعْيَادَ كُلَّهَا: الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالأَحَدَ [4] .
وَيُرْوَى أَنَّ شَاعِرًا وفد عليه وقال:
__________
[ () ] و 4 ق 1/ 290 و 355 و 356 و 360- 367 و 369 و 442 و 4/ 4 و 61 و 62 و 70 و 71 و 73 و 137 و (انظر فهرس الأعلام) 5/ 393، وتاريخ الطبري 5/ 461، 462 و 500 و 532 و 534- 537 و 541 و 610 و 6/ 148 و 156 و 164 و 339 و 7/ 263 و 283، ومروج الذهب 1957 و 1961 و 1962 و 1970 و 1972 و 2010 و 2165 و 3311، والعقد الفريد 2/ 151 و 232 و 268 و 4/ 24 و 44 و 46 و 394- 398 و 434 و 5/ 19 و 122، والفهرست لابن النديم 354، وجمهرة أنساب العرب 68 و 77 و 112 و 121، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 119- 123، ومعجم البلدان 2/ 336 و 3/ 402، وأسد الغابة 2/ 97، والكامل في التاريخ 4/ 87 و 125 و 146- 148 و 151 و 154 و 191 و 337 و 417 و 464 و 587 و 5/ 408، ووفيات الأعيان 2/ 224- 226، و 3/ 265 و 275 و 7/ 315، وتهذيب الكمال 8/ 201- 208 رقم 1665، والعبر 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 4/ 382، 383 رقم 154، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 1551، والكاشف 1/ 210 رقم 1376، ومعجم الأدباء 11/ 35- 42 رقم 8، والبداية والنهاية 9/ 60، 61 و 80، ومرآة الجنان 1/ 176، 177، و 180، وفوات الوفيات 4/ 126 و 255، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 84 و 88، والوافي بالوفيات 13/ 270- 273 رقم 328، ونسب قريش 128- 130، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 335 و 347- 349، والجمهرة للعسكريّ 2/ 399، ومجمع الأمثال 2/ 114، وتهذيب التهذيب 3/ 128 رقم 234، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 92، والإصابة 1/ 469 رقم 2362، وشذرات الذهب 1/ 96- 99، والنجوم الزاهرة 1/ 221، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وكشف الظنون 1254، والأعلام 2/ 300، ومعجم المؤلّفين 4/ 98، ومعجم بني أمية 33، 34.
[1] في نسب قريش 128.
[2] تهذيب الكمال 8/ 202 وفي سير أعلام النبلاء 4/ 382 وقد صارت اليوم قيسارية للذهب الممدود.
[3] في تاريخه 1/ 358.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 120، تهذيب الكمال 8/ 203.

(6/56)


سالت الندى وَالْجُودَ: حُرَّانِ أَنْتُمَا؟ ... فَقَالا جَمِيعًا: إِنَّنَا لعبيد
فَقُلْتُ: فَمَنْ مَوْلاكُمَا؟ فَتَطَاوَلا ... عَلَيَّ وَقَالا: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ
فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفَ دِرْهَمٍ [1] .
وَقَدْ كَانَ ذُكِرَ خَالِدٌ لِلْخِلافَةِ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيهِ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ بُويِعَ مروان على أَنَّ خَالِدًا وَلِيُّ عَهْدِهِ، فَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَهَدَّدَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بِالْحِرْمَانِ وَالسَّطْوَةِ، فَقَالَ: أَتَهُدِّدْنِي وَيَدُ اللَّهِ فَوْقَكَ مَانِعَةٌ، وَعَطَاؤُهُ دُونَكَ مَبْذُولٌ [2] ؟.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ: مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَجَلُ، قِيلَ: فَمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَمَلُ، قِيلَ: فَمَا أَرْجَى شَيْءٍ؟ قَالَ: الْعَمَلُ [3] .
وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا كَانَ الرّجِلُ لَجُوجًا مماريا معجبا برأيه، فقد تمّت خسارته [4] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ.
وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي «تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ» [5] .
وَنَقَلَ ابْنُ خَلِّكَانَ [6] أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْكِيمْيَاءَ، وَأَنَّهُ صَنَّفَ فِيهَا ثَلاثَ رَسَائِلَ.
وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ.
وَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ يُوصَفُ بِالْحِلْمِ، ويقول الشعر [7] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 121.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 121، تهذيب الكمال 8/ 203.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 122 وفيه تكملة: «قيل: فما أوحش شيء؟ قال: الميت. قيل: فما آنس شيء؟ قال: الصاحب المؤاتي» . وانظر: تهذيب الكمال 8/ 203.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 122، تهذيب الكمال 8/ 204.
[5] انظر التهذيب 5/ 119- 123.
[6] في وفيات الأعيان 2/ 224.
[7] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 120.

(6/57)


وَزَعَمُوا أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ حَدِيثَ السُّفْيَانِيِّ، وَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ فِيهِ طَمَعٌ حِينَ غَلَبَ مَرْوَانُ عَلَى الأَمْرِ [1] .
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: هَذَا وَهْمٌ مِنْ مُصْعَبٍ، أَمْرُ السُّفْيَانِيِّ قَدْ تَتَابَعَتْ فِيهِ رِوَايَاتٌ.
24- (خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [2] بْنِ أَبِي سَبْرَةَ الْجُعْفيِّ الْكُوفِيِّ، أَبُوهُ وَجِدُّهُ صَحَابِيَّانِ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَلَمْ يَلْقَ ابْنَ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، لَمْ يَنْجُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ بِالْكُوفَةِ
__________
[1] نسب قريش 129.
[2] انظر عن (خيثمة بن عبد الرحمن) في:
طبقات ابن سعد 6/ 286، 287، والتاريخ لابن معين 2/ 150، والعلل لابن المديني 101، وتاريخ خليفة 303، والطبقات له 156، 157، ومسند أحمد 4/ 178، والعلل له 1/ 80، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 674، والتاريخ الكبير 3/ 215، 216 رقم 732، والتاريخ الصغير 106، وتاريخ الثقات للعجلي 145، 146 رقم 391، والمعرفة والتاريخ 1/ 219- 221 و 2/ 304 و 538 و 583 و 607 و 3/ 141- 143 و 175 و 219، وتاريخ أبى زرعة 1/ 632 و 665، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 597 و 5/ 103 و 172، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 768، والثقات لابن حبّان 4/ 213، 214، وجمهرة أنساب العرب 410، وتاريخ الطبري 1/ 444، 445، والجرح والتعديل 3/ 393، 394 رقم 1808، والمراسيل 54، 55 رقم 76، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 62، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 283، والثقات لابن شاهين، رقم 334، وحلية الأولياء 4/ 113 رقم 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 126، وتهذيب الكمال 8/ 370- 372 رقم 1747، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 233 و 399 و 403 و 493 و 645 و 658، والكاشف 1/ 219 رقم 1440، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 194، وسير أعلام النبلاء 4/ 320، 321 رقم 115، والوافي بالوفيات 13/ 443 رقم 537، وجامع التحصيل 209 رقم 176، وتهذيب التهذيب 3/ 178 رقم 338، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 185، وخلاصة تذهيب التهذيب 107، ورجال البخاري 1/ 235 رقم 312، ورجال مسلم 1/ 192، 193 رقم 2406، وصفة الصفوة 3/ 92- 94 رقم 414، والعلل لأحمد 1/ 144 رقم 32 و 2/ 441 رقم 2948.

(6/58)


إِلا هُوَ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ [1] .
وَحَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ السّتّة.
وكان سخيّا كريما يركب الخيل [2] .
__________
[1] تهذيب الكمال 8/ 372.
[2] تهذيب الكمال 8/ 372.

(6/59)


[حرف الذال]
25- (ذرّ بن عبد الله) [1]- ع- الهمدانيّ الكوفيّ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَابْنُهُ [2] عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: كَانَ مُرْجِئًا [3] .
__________
[1] انظر عن (ذرّ بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 6/ 293، والعلل لابن المديني 99، والتاريخ الكبير 3/ 267 رقم 913، والضعفاء الصغير 260 رقم 113، والمعرفة والتاريخ 2/ 656 و 688 و 796 و 3/ 163 و 168 و 228، وتاريخ أبي زرعة 2/ 676، والجامع للترمذي 5/ 456، والجرح والتعديل 3/ 453 رقم 2049، والمراسيل 57 رقم 83، وأسماء التابعين، رقم 300، وجمهرة أنساب العرب 396، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 133، وتهذيب الكمال 8/ 511- 513 رقم 1813، والكاشف 1/ 229 رقم 1501، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، وميزان الاعتدال 2/ 32 رقم 2697، والوافي بالوفيات 14/ 38 رقم 34، وتهذيب التهذيب 3/ 218 رقم 416، وتقريب التهذيب 1/ 238 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 112، وجامع التحصيل 209 رقم 179، ورجال البخاري 1/ 244 رقم 326، ورجال مسلم 1/ 200 رقم 422، والعلل لأحمد 1/ 514 رقم 1208.
[2] في الأصل «وابن عمر» والتصحيح من تهذيب الكمال وغيره.
[3] تهذيب الكمال 8/ 512.

(6/60)


[حرف الرَّاءِ]
26- (الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمِ) [1] بْنِ عَائِذٍ الثَّوْرِيُّ، أَبُو يَزِيدَ الْكُوفِيُّ.
أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ: ابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ، وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَآخَرُونَ.
وكان عبدا صالحا جليلا ثقة نبيلا، كَبِيرَ الْقَدْرِ.
27- (رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ) [2] التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ حَوَالَةَ.
وَعَنْهُ: ابنه إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
وَلَهُ فِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» .
28- (رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ) [3] أَبُو زُرْعَةَ الجذاميّ الفلسطينيّ، ويقال أبو زنباع.
__________
[1] مهمل في الأصل. وقد سبقت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق. وسيعيده المؤلّف في الطبقة العاشرة.
[2] انظر عن (ربيعة بن لقيط) في:
المعرفة والتاريخ 2/ 338، والتاريخ الكبير 3/ 283 رقم 971، وتاريخ الثقات 159 رقم 435، والثقات لابن حبّان 3/ 130 و 4/ 230، والجرح والتعديل 3/ 475 رقم 2133، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 15، وأسد الغابة 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 509، 510 رقم 202، والوافي بالوفيات 14/ 87 رقم 104، والإصابة 1/ 531 رقم 2756، وتعجيل المنفعة 128 رقم 312، وحسن المحاضرة 1/ 267.
[3] انظر عن (روح بن زنباع) في:

(6/61)


حدّث عن: أبيه، وتميم الدّاريّ، وعبادة بن الصامت، وكعب الأحبار، وغيرهم.
وعنه: ابنه روح بن روح، وشرحبيل بن مسلم، ويحيى الشيباني، وعبادة بن نسي، وجماعة.
وكان ذا اختصاص بعبد الملك، لا يَكَادُ يَغِيبُ عَنْهُ، وَهُوَ كَالْوَزِيرِ لَهُ.
وَلِأَبِيهِ زِنْبَاعِ بْنِ رَوْحِ بْنِ سَلامَةَ صُحْبَةٌ، وَكَانَ لِرَوْحٍ دَارٌ بِدِمَشْقَ فِي طَرَفِ الْبُزُورِيِّينَ، أَمَّرَهُ يَزِيدُ عَلَى جُنْدِ فِلَسْطِينَ، وَشَهِدَ يَوْمَ رَاهِطَ مَعَ مَرْوَانَ [1] .
__________
[ () ] تاريخ خليفة 440، والتاريخ لابن معين 2/ 168، والتاريخ الكبير 3/ 307 رقم 1042 (دون ترجمة) ، والبيان والتبيين 1/ 358، وتاريخ أبي زرعة 1/ 234 و 316 و 393، وأنساب الأشراف 1/ 36 و 4 ق 1/ 68 و 86 و 147 و 308 و 331 و 337 و 348 و 4/ 20 و 40 و 46 و 55 و 5/ 128 و 132 و 134 و 148 و 149 و 204 و 304 و 356 و 377، والأخبار الطوال 264 و 286، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 125، والأخبار الموفقيّات 209، وعيون الأخبار 1/ 102 و 171 و 225 و 2/ 8، وتاريخ الطبري 5/ 496 و 531 و 536 و 6/ 412، والجرح والتعديل 3/ 494 رقم 2242، وجمهرة أنساب العرب 364 و 421، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 123، والولاة والقضاة للكندي 43، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 206 ب، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 902، والاستيعاب 1/ 525- 530، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 390، وربيع الأبرار 3/ 306 و 3/ 526، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251 و 253 و 256 و 257 و 269 و 280، وثمار القلوب للثعالبي 546، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 111، ومروج الذهب 1955 و 1616- 2020 و 2048- 2050 و 2337، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 35، 36، والحيوان 1/ 226، والعقد الفريد 1/ 20 و 151 و 298 و 2/ 156 و 234 و 287 و 4/ 55 و 394 و 5/ 14 و 22 و 26 و 388 و 6/ 114، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 205، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 340- 342، وأسد الغابة 2/ 189، والكامل في التاريخ 4/ 123 و 145 و 148 و 151 و 338 و 513، وأخبار النساء لابن الجوزي 111 و 112 و 115 و 116، والعبر 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 4/ 251، 252 رقم 91، والبداية والنهاية 9/ 53، 54، 55، وبلاغات النساء 129، 130، والوافي بالوفيات 14/ 150 رقم 199، والأغاني 9/ 229/ في ترجمة (الحارث بن خالد) ، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 160، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 27 و 54 و 161 و 241 و 287، والمستطرف للأبشيهي 1/ 122، والإصابة 1/ 524 رقم 2713، وتعجيل المنفعة 131، 134 رقم 322، والنجوم الزاهرة 1/ 205، وشذرات الذهب 1/ 95، والجامع للشمل 1/ 465.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 340.

(6/62)


وَقَالَ مُسْلِمٌ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَلَمْ يُتَابِعْ مُسْلِمًا أَحَدٌ [1] .
وَرَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ أَعْتَقَ رَقَبَةً [2] .
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
29- (رِيَاحُ [3] بن الحارث) [4]- د ن ق- النّخعيّ الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ رِيَاحٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو حَمْزَةَ الضُّبَعِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في «الثّقات» [5]
__________
[1] قال ابن حجر: وقع في الكنى لمسلم له صحبة، وقال أبو أحمد الحاكم: يقال له صحبة وما أراه يصحّ. وذكره محمد بن أيوب في الصحابة، وما أراه يصح، وكذا قال أبو نعيم وابن مندة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام. (انظر:
تعجيل المنفعة 131) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 342.
[3] رياح: بكسر الراء.
[4] انظر عن (رياح بن الحارث) في:
طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 3/ 328 رقم 1110، وتاريخ الثقات للعجلي 162 رقم 449، والثقات لابن حبّان 4/ 238، والجرح والتعديل 3/ 511 رقم 2315، وتصحيفات المحدّثين 2/ 629، وتاريخ بغداد 8/ 419 رقم 4527، والإكمال 4/ 14، وتهذيب الكمال 9/ 256، 257 رقم 1940، والكاشف 1/ 244 رقم 1612، والوافي بالوفيات 14/ 158 رقم 211، وتهذيب التهذيب 3/ 299 رقم 559، وتقريب التهذيب 1/ 254 رقم 124.
[5] ج 4/ 238.

(6/63)


[حرف الزَّاي]
30- زَاذَانُ [1] أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ [2] م 4 مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ الضَّرِيرُ، شَهِدَ خِطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَحَدَّثَ عَنْ:
عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْبَرَاءِ، وابن عمر.
روى عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وعطاء بن السّائب،
__________
[1] تكرر في الأصل «زادان» بالدال المهملة.
[2] انظر عن (زاذان الكندي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 178، 179، ومشيخة ابن طهمان، رقم 155، وطبقات خليفة 158، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 74 و 379، والتاريخ الكبير 3/ 437 رقم 1455، وتاريخ الثقات للعجلي 163 رقم 450، والثقات لابن حبّان 4/ 238، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 578 و 795 و 3/ 154، وتاريخ أبي زرعة 1/ 647، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 94، 95 رقم 554، والجرح والتعديل 3/ 614 رقم 2781، وتاريخ الطبري 4/ 211، وأخبار القضاة 1/ 21، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 775، والكامل في الضعفاء 3/ 1091، والثقات لابن شاهين، رقم 417، وحلية الأولياء 4/ 199- 204 رقم 270، وتاريخ بغداد 8/ 487 رقم 4603، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 156، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 347، 348، وتهذيب الكمال 9/ 263- 265 رقم 1945، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 4/ 280، 281 رقم 102، والكاشف 1/ 246 رقم 1616، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 483 و 511، وميزان الاعتدال 2/ 63 رقم 2817، والوافي بالوفيات 14/ 162 رقم 221، وتهذيب التهذيب 3/ 302، 303 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 256 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 130، والبداية والنهاية 9/ 47، ودول الإسلام 1/ 59، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال مسلم 1/ 230 رقم 496، وصفة الصفوة 3/ 59 رقم 402.

(6/64)


وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ.
وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ [1] : لَيْسَ بِالْمَتِينِ عندهم.
وعن أبي هاشم الرُّمَّانِيُّ [2] قَالَ: قَالَ زَاذَانُ: كُنْتُ غُلامًا حَسَنَ الصَّوْتِ، جَيِّدَ الضَّرْبِ بِالطُّنْبُورِ، وَكُنْتُ أَنَا وَصَحْبٌ لِي، وَعِنْدَنَا نَبِيذٌ، وَأَنَا أُغَنِّيهِمْ، فَمَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَدَخَلَ فَضَرَبَ الْبَاطِيَةَ بَدَّدَهَا، وَكَسَرَ الطُّنْبُورَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ مَا أَسْمَعُ مِنْ حُسْنِ صَوْتِكَ هَذَا يَا غُلامُ بِالْقُرْآنِ كُنْتُ، أَنْتَ أَنْتَ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَسْعُودٍ، فَأَلْقَى فِي نَفْسِي التَّوْبَةَ، فَسَعَيْتُ وَأَنَا أَبْكِي، ثُمَّ أَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا صَاحِبُ الطُّنْبُورِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَاعْتَنَقَنِي وَبَكَى، ثُمّ قَالَ: مَرْحَبًا بِمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، اجْلِسْ مَكَانَكَ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ تَمْرًا [3] .
وَقَالَ زُبَيْدٌ: رَأَيْتُ زَاذَانَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ جِذْعُ خَشَبَةٍ [4] .
وَرَوَى ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ زَاذَانُ يَوْمًا: إِنِّي جَائِعٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِ مِنَ الرَّوْزَنَةِ رَغِيفٌ مِثْلُ الرَّحَى.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: كَانَ زَاذَانُ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يَشْتَرِي الثَّوْبَ نَشَرَ الطَّرَفَيْنِ وَسَامَهُ سَوْمَةً وَاحِدَةً [5] .
وَقَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ عَنْ زَاذَانَ فَقَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنْ يحيى بن معين: هو ثقة.
__________
[1] في الأسامي والكنى، ورقة 206 ب.
[2] في الأصل «الروماني» والتصويب من (اللباب 1/ 475) وهي نسبة إلى قصر الرمّان بواسط، كان ينزله أبو هاشم.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 347، 348.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 348.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 348.

(6/65)


وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
31- زِرُّ بن حبيش [2] ع ابْنُ حُبَاشَةَ [3] بْنِ أَوْسٍ، أَبُو مَرْيَمَ الأَسَدِيُّ الكوفيّ. ويقال أبو مريم وأبو مطرّف.
__________
[1] في تاريخه 288.
[2] انظر عن (زرّ بن حبيش) في:
طبقات ابن سعد 6/ 104، 105، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ رقم 15738 و 15739، والتاريخ لابن معين 2/ 172، وطبقات خليفة 140، والتاريخ له 288، ومسند أحمد 5/ 129، والعلل له 1/ 14 و 19 و 76 و 81 و 118 و 133 و 184 و 288 و 295، والتاريخ الكبير 3/ 447 رقم 1495، والتاريخ الصغير 79، وتاريخ الثقات 165 رقم 458، والمعرفة والتاريخ 1/ 232 و 245 و 454 و 462 و 2/ 537 و 539 و 545 و 575 و 576 و 667 و 668 و 684 و 777 و 3/ 88 و 134 و 182 و 187 و 308 و 400، وتاريخ اليعوقبي 2/ 240، وأنساب الأشراف 1/ 164 و 580 و 4 ق 1/ 36 و 130، والمعارف 427 و 449 و 530، وتاريخ الطبري 4/ 196 و 5/ 335 و 394، والجرح والتعديل 3/ 622 رقم 2817، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 740، والبرصان والعرجان 31، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 51، والثقات لابن حبّان 4/ 269، وحلية الأولياء 4/ 181- 191 رقم 267، والاستيعاب 2/ 563، والسابق واللاحق 157، والإكمال 4/ 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 154، والأنساب 4/ 37، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 377- 379، والتبيين في أنساب القرشيين 101 و 463، والكامل في التاريخ 4/ 497، وأسد الغابة 2/ 300، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 196، 197 رقم 177، وتهذيب الكمال 9/ 335- 339 رقم 1976، والزيارات للهروي 77، ووفيات الأعيان 3/ 9، وسير أعلام النبلاء 4/ 166- 170 رقم 60، وتذكرة الحفاظ 1/ 57، ودول الإسلام 1/ 59، والكاشف 1/ 250 رقم 1643، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 199، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 189، والعبر 1/ 95، ومرآة الجنان 1/ 166، والوافي بالوفيات 14/ 190، 191 رقم 258، وجامع التحصيل 213 رقم 198 وغاية النهاية 1/ 294 رقم 1290، والإصابة 1/ 577 رقم 2971، وتهذيب التهذيب 3/ 321، 322 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 259 رقم 33، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 9 و 107 و 111 و 192 و 194 و 202 و 254 و 270 و 263 و 380 و 467 و 493 و 502 و 634 و 661، وخلاصة تذهيب التهذيب 130، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 19، وشذرات الذهب 1/ 91 و 102، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 110، والمشتبه 1/ 337، ورجال البخاري 1/ 274، 275 رقم 375، ورجال مسلم 1/ 228، 229 رقم 492، وصفة الصفوة 3/ 31.
[3] قيّده القدسي- رحمه الله- في طبعته «خباشة» بالخاء المعجمة، وقال: في الأصل «حباسة» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بمعجمتين بينهما موحّدة. وفي طبقات القراء الّذي

(6/66)


أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا.
حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْعَبَّاسِ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ على: علي، وابن مسعود، وأقرأه.
وقرأ عليه: عاصم، ويحيى بن وثاب، وأبو إسحاق، والأعمش، وَحَدَّثَ عَنْهُ: عَاصِمٌ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
قَالَ عَاصِمٌ: كَانَ زِرٌّ مِنْ أَعْرَبِ النَّاسِ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرَبِيَّةِ [1] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ هَمَّامٌ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ حِرْصِي عَلَى لِقَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
نَعَمْ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً [3] .
وَقَالَ شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: خَرَجْتُ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ حَرَّضَنِي على الوفاة إلّا لقاء أصاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَكَانَا جَلِيسَيَّ وَصَاحِبَيَّ، فَقَالَ أُبَيُّ، يَا زِرُّ مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةً إِلا سَأَلْتَنِي عَنْهَا [4] .
شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ يوم عيد، فإذا عمر
__________
[ () ] صحّحه أحد المستشرقين «حباشة» وهو وهم.
وأقول: إن الوهم من القدسيّ- رحمه الله، والّذي أثبتناه هو الصحيح. (انظر طبعته 3/ 249 المتن والحاشية) .
[1] طبقات ابن سعد 6/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337.
[2] في الطبقات 6/ 105.
[3] حلية الأولياء 4/ 182.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 209 ب.، تهذيب الكمال 9/ 337.

(6/67)


ضَخْمٌ أَصْلَعُ، كَأَنَّهُ عَلَى دَابَّةٍ مُشْرِفٌ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَزِمْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأُبَيًّا.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَملا، يَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ، وَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ، لا يَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا، مِنْهُمْ زِرٌّ، وَأَبُو وَائِلٍ [1] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ عُثْمَانِيًّا، وَكَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ عَلَوِيًّا، وَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمَا قَطُّ تَكَلَّمَ فِي صَاحِبِهِ حَتَّى مَاتَا، وَكَانَ زرّ أكبر من أبي وائل، فكانا إِذَا جَلَسَا جَمِيعًا لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ مَعَ زِرٍّ [2] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَإِنَّ لَحْيَيْهِ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الْكِبَرِ، وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ [3] .
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ زِرٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَالْفَلَّاسُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَعَنْ عَاصِمٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَقْرَأَ مِنْ زِرٍّ.
32- (زِيَادُ [5] بْنُ جَارِيَةَ [6] التَّميْمِيُّ) [7]- ت- دِمَشْقِيٌّ فَاضِلٌ من قدماء
__________
[1] تاريخ دمشق 6/ 210 أ، وتهذيبه 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337.
[2] انظر: طبقات ابن سعد 6/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337، 338.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 105، تهذيب الكمال 9/ 338.
[4] في الطبقات 140.
[5] ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب: زياد. وقال ابن حبّان: من قال يزيد بن جارية فقد وهم. (الثقات) .
[6] ويقال «حارثة» .
[7] انظر عن (زياد بن جارية) في:
التاريخ الكبير 3/ 348 رقم 1179، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328 و 357، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 139 رقم 652، والجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380، والثقات لابن حبّان 4/ 252، والسابق واللاحق 122، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، 402، وأسد

(6/68)


التَّابِعِينَ [1] ، لا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً إِلا عَنْ حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ [2] وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ.
وَلَهُ دَارٌ غَرْبِيَّ قَصْرِ الثَّقَفِيِّينَ [3] .
قَالَ سَعِيدُ بن عبد العزيز: كان زياد بْنُ جَارِيَةَ إِذَا خَلا بِأَصْحَابِهِ قَالَ أَخْرِجُوا مخبّئاتكم [4] .
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَنْسِيُّ: دَخَلَ زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ وَقَدْ تَأَخَّرَتْ صَلاتُهُمْ بِالْجُمُعَةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكُمْ بِهَذِهِ الصَّلاةِ. قَالَ: فَأُخِذَ فَأُدْخِلَ الْخَضْرَاءَ، فَقُطِعَ رَأْسُهُ، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [5] .
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [6] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ فَقَالَ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
33- (زيد بن عقبة) [7]- د ت ن- الفزاريّ الكوفيّ.
__________
[ () ] الغابة 2/ 312، وتهذيب الكمال 9/ 439- 441 رقم 2028، والكاشف 1/ 257 رقم 1689، وميزان الاعتدال 2/ 87 رقم 2929، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2223، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 194، وتهذيب التهذيب 3/ 356، 357 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 91، والإصابة 1/ 586 رقم 3012، وخلاصة تذهيب التهذيب 124، والوافي بالوفيات 15/ 13، 14 رقم 11.
[1] قيل إن له صحبة. راجع مصادر ترجمته.
[2] في الأصل «جلس» ، وهو تصحيف.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 401.
[4] تهذيب الكمال 9/ 440 وفي تهذيب تاريخ دمشق 5/ 402 قال سليمان بن موسى: كان إذا خلص بأصحابه استلقى على قفاه وجعل إحدى رجليه على الأخرى ثم قال: هات الآن فأجرجوا مخبّئاتكم.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 402، تهذيب الكمال 9/ 440.
[6] في الجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380.
[7] انظر عن (زيد بن عقبة) في:
التاريخ الكبير 3/ 402 رقم 1339، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 487، والجرح والتعديل 3/ 569 رقم 2583، والثقات لابن حبّان 4/ 247، وتهذيب الكمال 10/ 93- 95 رقم 2119، والكاشف 1/ 267 رقم 1765، وتهذيب التهذيب 3/ 419 رقم 768، وتقريب التهذيب 1/ 276 رقم 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 129.

(6/69)


عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ.
وَكَانَ ثِقَةً. قَالَهُ النَّسَائِيُّ.
34- (زَيْدُ [1] بْنُ وَهْبٍ الجهنيّ) [2]- ع- أبو سليمان، كُوفِيٌّ قَدِيمُ اللِّقَاءِ، رَحَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُبِضَ وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ.
سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ مسعود.
__________
[1] من حقّ هذه الترجمة أن تأتي مع سابقاتها في حرف الزاي، وأبقينا عليها هنا كما أوردها المؤلّف، رحمه الله.
[2] انظر عن (زيد بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 102، 103، والتاريخ لابن معين 2/ 184، وطبقات خليفة 158، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 74 و 81 و 85 و 97 و 101 و 106 و 214 و 408، والتاريخ الكبير 3/ 407 رقم 1352، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 490، والمعرفة والتاريخ 1/ 284 و 323 و 2/ 283 و 543 و 684 و 765 و 768 و 769 و 770 و 771 و 3/ 118، وتاريخ أبي زرعة 2/ 676، 677، وتاريخ الطبري 5/ 13 و 14 و 16 و 18 و 25 و 39 و 45 و 84 و 90، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، وأنساب الأشراف 1/ 165، والجرح والتعديل 3/ 574 رقم 2600، والثقات لابن حبّان 4/ 250، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 752، وحلية الأولياء 4/ 171- 174 رقم 263، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 242 ب، وموضح أوهام الجمع 2/ 103، والسابق واللاحق 86، والاستيعاب 1/ 564، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، والأنساب لابن السمعاني 3/ 394، وأسد الغابة 2/ 242، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 205 رقم 193، وتهذيب الكمال 10/ 111- 115 رقم 2131، وسير أعلام النبلاء 4/ 196 رقم 78، والكاشف 1/ 269 رقم 1775، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 200، وميزان الاعتدال 2/ 107 رقم 3031، والمغني في الضعفاء 1/ 248 رقم 2287، وتذكرة الحفّاظ 1/ 66، وعهد الخفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 380 و 387 و 388 و 399 و 407 و 493 و 647، والوافي بالوفيات 15/ 41 رقم 43، وتاريخ بغداد 8/ 440 رقم 4550، وتهذيب التهذيب 3/ 427 رقم 781، وتقريب التهذيب 1/ 277 رقم 210، والإصابة 1/ 583، 584 رقم 3001، وطبقات الحفّاظ 25، وخلاصة تذهيب التهذيب 129، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وغاية النهاية 1/ 299 رقم 1309، ورجال البخاري 1/ 258، 259 رقم 346، ورجال مسلم 1/ 217، 218 رقم 465، وصفة الصفوة 3/ 30 رقم 383.

(6/70)


رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ بعد وقعة الجماجم. وكان من الثّقات [1] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 103.

(6/71)


[حرف السين]
35- (سعد بن هشام) [1]- ع- عامر الأنصاريّ، ابْنُ عَمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَكَانَ مُقْرِئًا، صَالِحًا، فَاضِلا، نَبِيلًا.
36- (سعيد بن علاقة) [2]- ت ق- هو أبو فاختة، مولى أمّ هانئ بنت
__________
[1] انظر عن (سعد بن هشام) في:
طبقات ابن سعد 7/ 209، والعلل لابن المديني 57، وطبقات خليفة 200، والتاريخ الكبير 4/ 66 رقم 1980، والمعرفة والتاريخ 3/ 155، والجامع للترمذي 2/ 306، والجرح والتعديل 4/ 96 رقم 424، والثقات لابن حبّان 4/ 294، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 159، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 295، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 659، وتهذيب الكمال 10/ 307- 309 رقم 2228، والكاشف 1/ 280 رقم 1862، والوافي بالوفيات 15/ 182 رقم 253، وتهذيب التهذيب 3/ 483 رقم 900، وتقريب التهذيب 1/ 289 رقم 107، وخلاصة تذهيب التهذيب 135، ورجال البخاري 1/ 304، 305، رقم 422، ورجال مسلم 1/ 236 رقم 505.
[2] انظر عن (سعيد بن علاقة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 176 (أبو فاختة) ، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 205، والعلل لأحمد 1/ 93، والتاريخ الكبير 3/ 503 رقم 1673، والتاريخ الصغير 1/ 275، وتاريخ الثقات للعجلي 507 رقم 2015 (في الكنى) ، والجامع للترمذي 3/ 292 و 5/ 431، والمعرفة والتاريخ 2/ 643 و 810، وتاريخ أبي زرعة 1/ 485، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 81، والجرح والتعديل 4/ 51 رقم 221، والثقات لابن حبّان 4/ 288، والضعفاء والمتروكين 71 (في ترجمة ثوير بن أبي فاختة) رقم 140، وتهذيب

(6/72)


أَبِي طَالِبٍ، وَوَالِدُ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ.
وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُمِّ هَانِئٍ، وَعَائِشَةَ، وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ.
وعنه: ابنه، وعمرو بن دينار، ويزيد بن أبي زياد، وإسحاق بن سويد العدوي.
وثقه العجلي [1] .
37- (سفيان بن وهب [2] أبو أيمن الخولاني المصري.
صحب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ عُمَرَ، وَالزُّبَيْرِ.
وَغَزَا الْمَغْرِبَ، وَسَكَنَ مِصْرَ، وَطَالَ عُمْرُهُ.
طَلَبَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مروان ليحدّثه، فأتي بن شيخ كبير محمول.
روى عَنْهُ: أَبُو عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ.
عَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ أَحْمَدُ بْنُ الْبَرْقِيِّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] ، وَابْنُ يُونُسَ، وَذَكَرَهُ فِي التّابعين ابن سعد [4] ، والبخاريّ [5] .
__________
[ () ] تاريخ دمشق 6/ 168، وتهذيب الكمال 11/ 28، 29 رقم 2338، والكاشف 1/ 293 رقم 1961، والعقد الثمين 4/ 585، وتهذيب التهذيب 4/ 70، 71 رقم 122، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 141.
[1] في تاريخ الثقات 507 رقم 2015.
[2] انظر عن (سفيان بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 7/ 440، وتاريخ خليفة 270، ومسند أحمد 4/ 168، والتاريخ الكبير 4/ 87، 88 رقم 2062، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 140 رقم 663، والمعرفة والتاريخ 1/ 464، 465 و 2/ 486، 487 و 511، وفتوح البلدان 251 و 256 والجرح والتعديل 4/ 217 رقم 948، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 922، والثقات لابن حبّان 4/ 319، وأسد الغابة 2/ 323، والاستيعاب 2/ 68، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 227، والوافي بالوفيات 15/ 282 رقم 392.
[3] في الجرح والتعديل 4/ 217.
[4] في الطبقات 7/ 440 لم يذكر سوى أنه لقي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
[5] قال في تاريخه الكبير 4/ 87، 88: سمع عمر.. يعدّ في الشاميين. عن غياث الحبراني قال: مرّ بنا سفيان بن وهب فكانت له صحبة ونحن غلمان بالقيروان فسلّم علينا.

(6/73)


38- (سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ) [1] هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ.
39- (سِنَانُ بن سلمة) [2]- م د ت ق- بن الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ، كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيلَ أبو حبتر [3] ، أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ.
قِيلَ إِنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِنَانًا [4] .
وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ خَمْسِينَ عَلَى غَزْوِ الْهِنْدِ [5] .
وَلَهُ رِوَايَةٌ يَسِيرَةٌ.
رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَهُوَ مُرْسَلٌ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَحَدِيثُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صَحِيحٌ.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ جُنَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ سَمُرَةَ، وَخُبَيْبٌ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الأزديّ، وخلد الأشجّ، وقتادة.
__________
[1] ستأتي ترجمته في الكنى.
[2] انظر عن (سنان بن سلمة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 124 و 212، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ 15706، وطبقات خليفة 192، والتاريخ له 209 و 212 و 213 و 236 و 297 و 308، والتاريخ الكبير 4/ 162، رقم 2337، والتاريخ الصغير 106، وتاريخ الثقات 508 رقم 626، والمعرفة والتاريخ 1/ 333 و 3/ 70، وتاريخ اليعقوبي 2/ 234 و 236 و 292، والبرصان والعرجان 307، وفتوح البلدان 531، والجرح والتعديل 4/ 250 رقم 1079، والمراسيل 67 رقم 105، والثقات لابن حبّان 3/ 178، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 249، وجمهرة أنساب العرب 196، والاستيعاب 2/ 82، 83، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 205، ومعجم البلدان 1/ 761 و 4/ 105 و 613، وأسد الغابة 2/ 357، وتهذيب الكمال 12/ 149- 151 رقم 2594، وتحفة الأشراف 4/ 87 رقم 212، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 2522، والعبر 1/ 54، والكاشف 1/ 323 رقم 2176، وربيع الأبرار 1/ 564، والبصائر والذخائر 1/ 283، وجامع التحصيل 233 رقم 267، والوافي بالوفيات 15/ 461 رقم 627 و 15/ 471 رقم 633، والتذكرة الحمدونية 2/ 27، وتهذيب التهذيب 4/ 241، 242 رقم 412، وتقريب التهذيب 1/ 334 رقم 536، والإصابة 2/ 131 رقم 3800، وخلاصة تذهيب التهذيب 156، وشذرات الذهب 1/ 55، ورجال مسلم 1/ 294 رقم 635 (وفيه سنان بن سلامة) .
[3] هكذا في أسد الغابة 2/ 357 ويقال: أبو جبير، ويقال أبو بسر، ويقال أبو بشر.
[4] تهذيب الكمال 12/ 150.
[5] تاريخ خليفة 212.

(6/74)


وَطَالَ عُمْرُهُ وَبَقِيَ إِلَى أَوَاخِرِ أَيَّامِ الْحَجَّاجِ. وَقَدْ وَلِيَ غَزْوَ الْهِنْدِ سَنَةَ خَمْسِينَ [1] .
40- (سَهْمُ بن منجاب) [2]- م د ن ق- بن راشد الضّبيّ الكوفيّ.
شَرِيفٌ، لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَقَرْثَعٍ [3] الضَّبِّيِّ، وقزعة بن يحيى، وهو أصغر منه.
وعنه: إبراهيم النخعي، وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني، وعطية بن يعلى الضّبّيّ، وآخرون.
41- سويد بن غفلة [4] ع ابْنُ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الْكُوفِيُّ من كبار المخضرمين، وقيل إنّه
__________
[1] تاريخ خليفة 212.
[2] انظر عن (سهم بن منجاب) في:
التاريخ الكبير 4/ 194 رقم 2459، وتاريخ الثقات للعجلي 210 رقم 635، وتاريخ الطبري 3/ 268 و 304، والجرح والتعديل 4/ 291 رقم 1260، والثقات لابن حبّان 4/ 321، والإكمال لابن ماكولا 4/ 398، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، وتهذيب الكمال 12/ 215، 216 رقم 2625، والكاشف 1/ 327 رقم 2202، وتهذيب التهذيب 4/ 260 رقم 448، وتقريب التهذيب 1/ 338 رقم 575، وخلاصة تذهيب التهذيب 158، ورجال مسلم 1/ 298 رقم 649.
[3] قرثع: كجعفر، كما في الخلاصة.
[4] انظر عن (سويد بن غفلة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 68- 70، والتاريخ لابن معين 2/ 244، والعلل لابن المديني 101، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15722، وتاريخ خليفة 288، وطبقاته 146، ومعرفة الرجال 2/ 130 رقم 402، ومسند أحمد 5/ 126، والتاريخ الصغير 79، والتاريخ الكبير 4/ 142 رقم 2255، والعلل لأحمد 1/ 76 و 81 و 266، وتاريخ الثقات للعجلي 212 رقم 643، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 227 و 232 و 235 و 3/ 76 و 191 و 195 و 402، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657 و 659 و 660، وتاريخ واسط 131، والمعارف 427، وأنساب الأشراف 1/ 555 و 3/ 100، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191 و 240، وتاريخ الطبري 3/ 589 و 6/ 113، والمنتخب من ذيل المذيّل له 628، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، والجرح والتعديل 4/ 234 رقم 1001، وحلية الأولياء 4/ 174- 178 رقم 264، ومروج الذهب 1697، والبدء والتاريخ 6/ 36، والاستيعاب 2/ 116، والجمع بين رجال الصحيحين

(6/75)


صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبَهُ، وَلَمْ يَصِحَّ، بَلْ أَسْلَمَ فِي حَيَاتِهِ، وَسَمِعَ كِتَابَهُ إِلَيْهِمْ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَأُبَيِّ بن كعب، وبلال، وأبي ذرّ.
روى عَنْهُ: أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُهُمْ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَنَا لِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدْتُ عَامَ الْفِيلِ [1] وَرَوَى زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَامِرٍ، يَعْنِي الشَّعْبِيَّ قَالَ: قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا هُشَيْمٌ، أَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، ثنا مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وسمعت عهده [3] .
__________
[1] / 199، والكامل في التاريخ 4/ 456 و 5/ 340، وأسد الغابة 2/ 379، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 240، 241، رقم 241، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 739، وتهذيب الكمال 12/ 265- 269 رقم 2647، والعبر 1/ 93، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2624، والكاشف 1/ 329 رقم 2218، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 204، وتذكرة الحفّاظ 1/ 53، وسير أعلام النبلاء 4/ 69- 73 رقم 18، ودول الإسلام 1/ 58، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وفوات الوفيات 4/ 123، والوافي بالوفيات 16/ 46 رقم 60، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 108، والتذكرة الحمدونية 1/ 78، وتهذيب التهذيب 4/ 278، 279 رقم 477، وتقريب التهذيب 1/ 341 رقم 603، والإصابة 2/ 100 رقم 3606، والنجوم الزاهرة 1/ 203، وطبقات الحفّاظ 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 159، وشذرات الذهب 1/ 90، والجامع لشمل القبائل 1/ 557، ورجال البخاري 1/ 338، و 339، رقم 475 ورجال مسلم 1/ 289 رقم 622، وصفة الصفوة 3/ 21- 23 رقم 378.
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 235.
[2] رواه البخاري في تاريخه الكبير 4/ 142 رقم 2255، وتاريخه الصغير 79، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 174، والمزّي في تهذيب الكمال 12/ 266.
[3] أخرجه ابن ماجة في كتاب الزكاة 1/ 576 رقم 1801 باب ما يأخذ المصدّق من الإبل، من طريق: وكيع، عن شريك، عن عثمان الثقفي، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة

(6/76)


وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَبَ الشَّعْرِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، وَاضِحَ الثَّنَايَا، أَحْسَنَ شَعْرٍ وَضَعَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ إِنْسَانٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي «مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» .
وَقَالَ مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ صَلَّيْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً؟ قَالَ: لا، بَلْ مِرَارًا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَ بِالأَذَانِ، كَأَنَّهُ لا يَعْرِفُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ.
قُلْتُ: الْحَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ.
وَقَدْ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ الرُّحَيْلِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قَدِمَ الرُّحَيْلُ وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ حِينَ فَرَغُوا مِنْ دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى مُؤَذِّنٍ جُعْفِيٍّ وَهُوَ يُؤَذِّنُ، فَأَتَى الْحَجَّاجَ فَقَالَ: أَلا تَعْجَبُ مِنْ أَنِّي سَمِعْتُ مُؤَذِّنًا جُعْفِيًّا يُؤَذِّنُ بِالْهَجِيرِ؟ قَالَ:
فَأَرْسَلَ فَجَاءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ لِي أَمْرٌ، إِنَّمَا سُوَيْدُ الَّذِي يَأْمُرُنِي بِهَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَى سُوَيْدٍ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلاةِ!؟ قَالَ: صَلَّيْتُهَا
__________
[ () ] قال: جاءنا مصدّق النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فأخذت بيده وقرأت في عهده: لا يجمع بين متفرّق، ولا يفرّق بين مجتمع خشية الصدقة، فأتاه رجل بناقة عظيمة ململمة فأبى أن يأخذها. فأتاه بأخرى دونها فأخذها، وقال: أيّ أرض تقلّني، وأيّ سماء تظلّني إذا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أخذت خيار إبل رجل مسلم؟!.
وأخرجه النسائي في الزكاة 5/ 29، 30 باب الجمع بين المتفرّق والتفريق بين المجتمع، بإسناد أحمد المذكور، أعلاه، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فأتيته فجلست إليه فسمعته يقول: إن في عهدي أن لا نأخذ راضع لبن ولا نجمع بين متفرّق ولا نفرّق بين مجتمع فأتاه رجل بناقة كوماء، فقال: خذها، فأبى.
وأخرجه الدارميّ، في الزكاة، باب رقم 7، وأبو داود في الزكاة (1579) باب في زكاة السائمة، وابن سعد في الطبقات 6/ 68 بالسند واللفظ الّذي عند ابن ماجة.
والمصدّق: هو العامل على الصدقات والخراج.

(6/77)


مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمَّا ذَكَرَ عُثْمَانَ جَلَسَ وَكَانَ مُضْطَجِعًا، فَقَالَ:
أَصَلَّيْتَهَا مَعَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لا تُؤَمِّنْ قَوْمُكَ، وَإِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ فَسُبَّ عَلِيًّا. قَالَ: نَعَمْ، سَمْعًا وَطَاعَةً، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ: لَقَدْ عَهِدَ الشَّيْخُ النَّاسَ وَهُمْ يُصَلُّونَ الصَّلاةَ هَكَذَا [1] .
وَقَالَ الْخُرَيْبِيّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: بَلَغَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةً، لَمْ يُرَ مُحْتبِيًا قَطُّ وَلا مُتَسَانِدًا، فَأَصَابَ بِكْرًا، يَعْنِي فِي الْعَامِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: تَزَوَّجَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بِكْرًا، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ إِذَا قِيلَ لَهُ: أُعْطِيَ فُلانُ وَوُلِّيَ فُلانُ، قَالَ: حَسْبِي كِسْرَتِي وَمِلْحِي [2] .
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَنْزِلَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِمَا وُصِفَ مِنْ بَيْتِ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ مِنْ زُهْدِهِ وَتَوَاضُعِهِ [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. قَالَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَهَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، وغيرهم.
وقال الفلّاس: سنة اثنتين.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 69 وهو باختصار في حلية الأولياء 4/ 175.
[2] حلية الأولياء 4/ 176.
[3] تهذيب الكمال 12/ 267.

(6/78)


[حرف الشِّينِ]
42- (شَبَثُ بْنُ رِبْعِيِّ) [1] التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَحُذَيْفَةَ.
وَعَنْهُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القرظيّ، وسليمان التيميّ.
__________
[1] انظر عن (شبث بن ربعيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 216، والتاريخ لابن معين 2/ 247، وتاريخ خليفة 192 و 195، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 187، والتاريخ الكبير 4/ 266، 267 رقم 2755، والضعفاء الصغير 263 رقم 163، وتاريخ الثقات للعجلي 214 رقم 652، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 34 رقم 3، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، وأنساب الأشراف 5/ 212 و 218، والأخبار الطوال 172 و 210 و 229 و 239 و 254 و 256 301، والمعارف 405، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191، وفتوح البلدان 119، والجرح والتعديل 4/ 388 رقم 1695، وتاريخ الطبري 3/ 274 و 464 و 4/ 483 و 569 و 573 و 574، و 5/ 5 و 6 و 63 و 85 و 91 و 179 و 247 و 269 و 353 و 369 و 370 و 381 و 422 و 425 و 436 و 438 و 580 و 6/ 19 و 22- 25 و 27 و 29- 31 و 43- 45 و 47 و 49 و 83 و 92 و 94 و 123 و 124، والثقات لابن حبّان 4/ 371، وجمهرة أنساب العرب 227، ومروج الذهب 1704، والتنبيه والإشراف 248، وتاريخ الردّة 62، ومقاتل الطالبيّين 114، والبدء والتاريخ 5/ 143 و 175 و 227، والعقد الفريد 2/ 390، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والمنتخب من ذيل المذيّل 665، والكامل في التاريخ 2/ 356 و 3/ 228 و 284 و 289 و 326 و 345 و 411 و 424 و 4/ 20 و 31 و 36 و 60 و 62 و 68 و 69 و 172 و 217 و 219 و 220 و 222- 224 و 231- 234 و 267 و 271، وأسد الغابة 3/ 185، وتهذيب الكمال 12/ 351- 353 رقم 2686، والعبر 1/ 44، والكاشف 2/ 3 رقم 2252، وسير أعلام النبلاء 4/ 150 رقم 51، وميزان الاعتدال 2/ 261 رقم 3654، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 541 و 554، والوافي بالوفيات 16/ 102 رقم 115، والإصابة 2/ 163 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 4/ 303 رقم 520، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 8، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80.

(6/79)


وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْحَرُورِيَّةِ، ثُمَّ تَابَ وَأَنَابَ [1] 43- (شبيب [2] أبو روح) [3]- د ن- الوحاظي [4] الحمصيّ.
عَنْ: رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ [5] ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ حِمْيَرٍ [6] .
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَسِنَانُ بْنُ قَيْسٍ شَامِيٌّ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ.
وقد وثّق.
44- (شتير بن شكل) [7]- خ م 4- بن حميد، أبو عيسى العبسيّ الكوفيّ.
عَنْ: أَبِيهِ- وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ-، وَعَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مسعود، وحفصة، وغيرهم.
__________
[1] قال العجليّ في ثقاته 214 رقم 652: «وكان أول من أعان على قتل عثمان، رضي الله عنه، وهو أول من حرّر الحرورية، وأعان على قتل الحسين بن علي» .
وفي التاريخ الكبير 4/ 267 أن شبث قال: أَنَا أوّل من حرَّر الْحَرُورِيَّةَ، فقال رَجُل: ما في هذا مدح.
[2] هو: شبيب بن نعيم.
[3] انظر عن (شبيب أبي روح) في:
تاريخ أبي زرعة 1/ 389، والجرح والتعديل 4/ 358 رقم 1565، والثقات لابن حبّان 4/ 359، وتهذيب الكمال 12/ 371- 381- 373 رقم 2695، والكاشف 2/ 4 رقم 2261، والوافي بالوفيات 16/ 102، 103 رقم 116، والإصابة 2/ 170 رقم 3999، وتهذيب التهذيب 4/ 346 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 163.
[4] في الأصل «الوحاظي» ، والتحرير من مصادر الترجمة.
[5] يقال له: الأغرّ، على ما في تهذيب الكمال 12/ 371.
[6] في طبعة القدسي 3/ 254 «خمير» بالخاء المعجمة.
[7] انظر عن «شتير بن شكل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 181، وطبقات خليفة 143، والتاريخ الكبير 4/ 265 رقم 2750، وتاريخ الثقات للعجلي 215 رقم 655، والجرح والتعديل 4/ 387 رقم 1688، والثقات لابن حبّان 4/ 370، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 777، وجمهرة أنساب العرب 397، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، ومعجم البلدان 2/ 533، والكامل في التاريخ 4/ 341، وتهذيب الكمال 12/ 376، 377، رقم 2698، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2657، والكاشف 2/ 5 رقم 2263، والوافي بالوفيات 16/ 112 رقم 123، وأسد الغابة 2/ 386، والإصابة 2/ 162 رقم 3952، وتهذيب التهذيب 4/ 311، 312 رقم 532، وتقريب التهذيب 1/ 347 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، ورجال مسلم 1/ 310 رقم 671، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ 79 أ.

(6/80)


وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الضُّحَى، وَبِلالُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْسِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
45- (شَرَاحِيلُ بْنُ آدة) [1]- م 4- عَلَى الصَّحِيحِ، أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، صَنْعَاءُ دِمَشْقَ.
فِي الْكُنَى بَعْدَ الْمِائَةِ، فَيُحَوَّلُ إِلَى هُنَا.
وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ [2] : تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَوَهِمَ، لِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرحمن بن يزيد بْنِ جَابِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ، وَطَبَقَتُهُمَا.
46- (شعيب بن مُحَمَّد) [3]- 4- بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص بن وائل،
__________
[1] انظر عن (شراحيل بن آدة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 536، والتاريخ لابن معين 2/ 692، وطبقات خليفة 125، والعلل لأحمد 1/ 113، والتاريخ الكبير 4/ 255 رقم 1717، و 9/ 4 رقم 12، والتاريخ الصغير 97، وتاريخ الثقات للعجلي 489 رقم 1894 (في الكنى) ، والجامع للترمذي 2/ 368 رقم 7496 وتاريخ أبي زرعة 1/ 221 و 630، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، والجرح والتعديل 4/ 373، 374 رقم 1627، والثقات لابن حبّان 4/ 365، 366، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 46 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 296، 297، ومعجم البلدان 2/ 536 و 763 و 3/ 426، وتهذيب الكمال 12/ 408- 410 رقم 2712، وتحفة الأشراف 4/ 140- 143 (دون ترقيم) ، وسير أعلام النبلاء 4/ 357- 359 رقم 138، والعبر 1/ 123، والكاشف 2/ 6 رقم 2275، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 205، والوافي بالوفيات 16/ 126 رقم 141، والنكت الظراف 4/ 142، وتهذيب التهذيب 4/ 319 رقم 548، وتقريب التهذيب 1/ 348 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 123، ورجال مسلم 1/ 311 رقم 673.
وآدة: بالمدّ، وتخفيف الدال، كما في التقريب.
[2] في الطبقات 5/ 536.
[3] انظر عن (شعيب بن محمد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 243، وطبقات خليفة 286، والتاريخ الكبير 4/ 218 رقم 2562، والجامع للترمذي 3/ 32 رقم 641، والجرح والتعديل 4/ 351، 352 رقم 1539، وتاريخ الطبري 3/ 419، والمعارف 41 و 42 و 56 و 287، والمراسيل 90 رقم 143، والثقات لابن حبّان 4/ 357، وجمهرة أنساب العرب 163، والسابق واللاحق 125، والتبيين في أنساب القرشيّين 416، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 246، 247 رقم 255، وتهذيب الكمال 12/ 534- 536 رقم 2756، والكاشف 2/ 12 رقم 2316، والوافي بالوفيات 16/ 160 رقم 184، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 326، 327، وجامع التحصيل 238 رقم

(6/81)


أبو عمرو الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ.
سَكَنَ الطَّائِفَ، وَحَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سفيان.
واختلف في سماعه مِنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أُولُو الْمَعْرِفَةِ في سماعه مِنْ جَدِّهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعُمَرَ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَمَّا أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فَقَلَّ مَنْ ذَكَرَ لَهُ تَرْجَمَةً، بَلْ هُوَ كَالْمَجْهُولِ.
47- شَقِيقٌ أَبُو وائل [1] ع ابن سلمة الأسديّ شيخ إمام معمّر.
__________
[287،) ] وتهذيب التهذيب 4/ 356 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 167.
[1] انظر عن (شقيق أبي وائل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 96 و 180، والمحبّر 305، والتاريخ لابن معين 2/ 258، ومعرفة الرجال له 2/ 201 رقم 669، والعلل لابن المديني 49، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ رقم 15740 و 15741 و 15769، و 15782، وطبقات خليفة 155، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 235، والتاريخ الكبير 4/ 245، 246 رقم 2681، والتاريخ الصغير 119، وتاريخ الثقات للعجلي 221- 223 رقم 673، والمعارف 449، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 296، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 219 و 224 و 227 و 228 و 234 و 447 و 453 و 462 و 495 و 531 و 2/ 112 و 274 و 466 و 467 و 537 و 544 و 545 و 547 و 548 و 549 و 560 و 565 و 574- 576 و 587 و 645 و 647 و 693 و 761 و 771 و 775 و 777 و 778 و 812 و 3/ 115 و 116 و 134 و 189 و 194 و 314، وتاريخ أبي زرعة 1/ 655 و 656 و 657 و 2/ 676، وتاريخ واسط 41 و 42 و 96 و 111 و 149 و 157 و 194 و 205 و 206 و 243 و 245 و 264 و 271، والزاهر للأنباري 2/ 56 و 325، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 645، والجرح والتعديل 4/ 371 رقم 1613، والمراسيل 88، 89 رقم 140، وتقدمة الجرح والتعديل 1/ 224، والثقات لابن حبّان 4/ 354، وجمهرة أنساب العرب 196، وعيون الأخبار 2/ 356، والزهد لابن المبارك 53 و 65 و 100 و 543، والملحق 7 رقم 28 و 19 رقم 80، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 210 و 218 و 227 و 228، وحلية الأولياء 4/ 101- 112 رقم 252، وتاريخ بغداد 9/ 268- 271 رقم 4834، والسابق واللاحق 226، والاستيعاب 2/ 172، 173 و 4/ 219، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 216، والكامل في التاريخ 4/ 127 و 477 و 497، وتاريخ الطبري 1/ 217، 218 و 3/ 496 و 497 و 525 و 539

(6/82)


رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ- وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ- وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَمُعَاذٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [1] ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
أسلم فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنَ الْأَذْكِيَاءِ الْحُفَّاظِ، وَالأَوْلِيَاءِ الْعُبَّادِ.
قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، ثنا مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بِالشَّامِ، فَمَرَّ [2] دَهْقَانُ [3] فَسَجَدَ لَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ.
فَقَالَ: اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ [4] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : سَمِعَ أَبُو وَائِلٍ بِالشَّامِ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحديث.
__________
[ () ] و 566 و 568 و 4/ 190 و 226، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 247 رقم 257، وأسد الغابة 3/ 3، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 476، 477 وتهذيب الكمال 12/ 548- 554 رقم 2767، والكاشف 2/ 13 رقم 2325، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 207، وسير أعلام النبلاء 4/ 161- 166 رقم 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2731، وتذكرة الحفّاظ 1/ 60، والوافي بالوفيات 16/ 172، 173 رقم 205، وجامع التحصيل 239 رقم 290، والإصابة 2/ 167 رقم 3982، وتهذيب التهذيب 4/ 361- 363 رقم 609، وتقريب التهذيب 1/ 354 رقم 96، وغاية النهاية 1/ 328 رقم 1429، وخلاصة تذهيب التهذيب 167، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وطبقات الحفّاظ 20، وطبقات الشعراني 1/ 45، ورجال البخاري 1/ 352 رقم 499، ورجال مسلم 1/ 305، 306 رقم 659، وصفة الصفوة 3/ 28 رقم 382.
[1] في الأصل «عيينة» .
[2] في الأصل «في» بدل «فمر» .
[3] الدهقان: بفتح الدال وكسرها، فارسيّ معرّب ده خان أي رئيس القرية ومقدّم أهل الزراعة من العجم. (معجم الألفاظ والتراكيب المولّدة في شفاء الغليل، 253) وانظر مادّة (دهق) في لسان العرب حيث توجد شروحات أخرى.
[4] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337 وفيه تتمّة.
[5] في الطبقات 6/ 102.

(6/83)


وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: أَدْرَكَتْ سَبْعَ سِنيِنَ مِنْ سِنِّي الْجَاهِلِيَّةُ [1] .
وَقَالَ أَبُو الْعَنْبَسِ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ [2] .
وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي فَقُلْتُ: صَدِّقْ هَذَا، قَالَ: لَيْسَ فِيهِ صَدَقَةٌ [3] .
فَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: وَقَعْتُ مِنْ جَمَلِي يَوْمَ الرِّدَّةِ، أَفَرَأَيْتَ لَوْ مِتُّ، أَلَيْسَ كَانَتِ النَّارُ، وَكُنَّا قَدْ هَرَبْنَا مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بُزَاخَةَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً [4] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: مَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَفِيهَا مَنْ يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا بِهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَبُو وَائِلٍ مِنْهُمْ [5] .
وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، وَهُمْ يَعُدُّونَ أَبَا وَائِلٍ مِنْ خِيَارِهِمْ [6] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: قُلْتُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؟ قَالَ: أَبُو وَائِلٍ [7] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: كَانَ عَبْدُ الله إذا رأى أبا وائل قال:
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، تهذيب الكمال 12/ 551.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 96، تاريخ بغداد 9/ 269.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 96، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، تهذيب الكمال 12/ 551.
[4] مصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15740، والطبقات لابن سعد 6/ 96، والمعرفة والتاريخ 1/ 227، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، وتهذيب الكمال 12/ 551، 552، وتاريخ بغداد 9/ 269 وهو باختصار في تاريخ الثقات للعجليّ 222.
[5] تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 105، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337.
[6] طبقات ابن سعد 6/ 99، وتاريخ بغداد 9/ 270، وتهذيب الكمال 12/ 552، وثقات العجليّ 222.
[7] تهذيب الكمال 12/ 552.

(6/84)


الثَّابِتُ، وَإِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ [1] قَالَ: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ 22: 34 [2] .
وقال مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقٍ أَنَّهُ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَهْرَيْنِ [3] وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ [4] ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أمّهم أبو وائل، فرأى من صَوْتَهُ، قَالَ: كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ، فَتَرَكَ الإِمَامَةَ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا خَلا يَنْشِجُ، وَلَوْ جُعِلَ لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ لَمْ يَفْعَلْ [5] وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ التّيميّ يقصّ في منازل أبي وائل، فكان أبو وَائِلٍ يَنْتَفِضُ انْتِفَاضَ الطَّائِرِ [6] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ، فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ، وَإِذَا رَجَعَ بَنَاهُ [7] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ كَانَ عَطَاءُ أَبِي وَائِلٍ أَلْفَيْنِ فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْسَكَ مَا يَكْفِي أَهْلَهُ سَنَةً، وَتَصَدَّقَ بِمَا سِوَاهُ [8] .
وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ عِرْفَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُكَ عَلَى السُّوقِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ جِئْتَنِي بِمَوْتِهِ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ، إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتِي مَنْ عَمِلَ عَمَلَهُمْ، فَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ ابْنُهُ على قضاء الكناسة [9] .
__________
[1] مهمل في الأصل، وقد سبقت ترجمته. في هذه الطبقة.
[2] سورة الحج، الآية 34.
والحديث في حلية الأولياء 4/ 102 من طريق أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم.
[3] غاية النهاية 1/ 328 وفيه: «حفظ القرآن في شهرين» .
[4] في الزهد 543 رقم 1555.
[5] تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 101.
[6] حلية الأولياء 4/ 101، طبقات ابن سعد 6/ 99.
[7] طبقات ابن سعد 6/ 101، تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 103، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، تاريخ الثقات 222.
[8] حلية الأولياء 4/ 101.
[9] حلية الأولياء 4/ 103.

(6/85)


وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي شَقِيقٌ: أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ: دَانِقٌ: قِيرَاطٌ، أَيُّهُمَا أَكْبَرُ، الدَّانِقُ أَوِ الْقِيرَاطُ؟ [1] .
وَقَالَ عَاصِمٌ: مَا رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ مُلْتَفِتًا فِي صَلاةٍ وَلا غَيْرِهَا، وَلا سَمِعْتُهُ سَبَّ دَابَّةً، إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحَجَّاجَ يَوْمًا، فقال: اللَّهمّ أطعمه من ضريح لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، ثُمَّ تَدَارَكَهَا فَقَالَ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ. وَلا رَأَيْتُهُ قَائِلا لِأَحَدٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ، وَلا كَيْفَ أَمْسَيْتَ [2] .
وَقَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَبِئْسَتِ الصُّفُونَ كَانَتْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، عَلِيٌّ أَوْ عُثْمَانُ؟ قَالَ: عَلِيٌّ، ثُمَّ صَارَ عُثْمَانُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ [3] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: إِنَّ أُمَرَاءَنَا هَؤُلاءِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ تَقْوَى أَهْلِ الإِسْلامِ، وَلا أَحْلَامُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا عَامِرُ بْنُ شَقِيقٍ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي ابْنُ زِيَادٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِصَكٍّ: أَعْطِ صَاحِبَ الْمَطْبَخِ ثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَكَانَكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَعَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى الصَّلاةِ وَالْجُنْدِ، وَرَزَقَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَجَعَلَ نِصْفَهَا وَسَقَطَهَا لِعَمَّارٍ، لِأَنَّهُ عَلَى الصَّلاةِ، وَالْجُنْدِ، وَجَعَلَ لِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا، وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ما لا يُؤْكَلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً لَسَرِيعُ الْفَنَاءِ. فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: ضَعِ الْمَفَاتِيحَ وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ [5] .
وَقَالَ عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ:
مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عرف اسمي، قال: متى نزلت
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، تاريخ بغداد 9/ 270، 271.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 99، حلية الأولياء 4/ 102.
[3] تاريخ الثقات للعجلي 222.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338.

(6/86)


هذا البلد؟ قلت: ليالي نزله أهله، إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى السِّلْسِلَةِ، قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِرِجَالٍ يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا أَنَا فَرَجُلٌ ضَعِيفٌ أَخْرَقُ، أَخَافُ بِطَانَةَ السُّوءِ، فَإِنْ يَعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فأذكر الأمير، فلا أنا حَتَّى أُصْبِحَ، وَلَسْتُ لَهُ عَلَى عَمَلٍ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ لَكَ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَكَ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلا أَحْرَى عَلَى ذَمٍّ مِنِّي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنْ يُعْفِنِي الْأَمِيرُ، فَإِنْ وَجَدْنَا غَيْرَكَ أَعْفَيْنَاكَ، ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفْ، قَالَ: فَمَضَيْتُ فَغَفِلْتُ عَنِ الْبَابِ كَأَنِّي لا أُبْصِرُ، فَقَالَ: أَرْشِدُوا الشَّيْخَ [1] قَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ أَبُو وَائِلٍ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 97، 98، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، 339.
[2] في الطبقات 155 والتاريخ 288.

(6/87)


[حرف الصاد]
48- (صالح بن خوّات) [1]- ع- بن جبير الأنصاريّ المدنيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِهِ عُمَرَ، وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ [2] .
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَوَّاتٌ، وَالْقَاسِمُ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
49- صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ.
__________
[1] انظر عن (صالح بن خوّات) في:
طبقات ابن سعد 5/ 259، وطبقات خليفة 250، والتاريخ الكبير 4/ 276 رقم 2795، والجرح والتعديل 4/ 399 رقم 1746، والثقات لابن حبّان 4/ 372، 373، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 248، 249 رقم 261، وتهذيب الكمال 13/ 35، 36 رقم 2803، والكاشف 2/ 18 رقم 2353، والوافي بالوفيات 16/ 257 رقم 284، وغاية النهاية 1/ 332 رقم 1445، وتهذيب التهذيب 4/ 387 رقم 648، وتقريب التهذيب 1/ 359 رقم 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، ومجمع الرجال لعناية الله القهبائي 3/ 204، ورجال البخاري 1/ 359 رقم 508، ورجال مسلم 1/ 315 رقم 685.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة. وقد تحرّف في تهذيب الكمال 13/ 35 إلى «خثمة» بالخاء المعجمة.
[3] انظر عن (صالح بن شريح) في:
التاريخ الكبير 4/ 282 رقم 2820، وتاريخ أبي زرعة 1/ 603، والجرح والتعديل 4/ 405 رقم 1775، والثقات لابن حبّان 4/ 376، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 372.

(6/88)


حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَغُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
روى عنه: ابنه محمد، وعيسى بن أبي رزين، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمرو بن حريث.
وذكر أبو الحسن والد تمام الرازي أَنَّهُ كَانَ كَاتِبًا لِأَبِي عُبَيْدَةَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْسَحُ عَلَى فَرَاهِيجَتَيْنِ. رَوَاهُ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ عِيسَى أَيْضًا، فَرَوَى عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، أَحَدُ الأَثْبَاتِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ- وَقَدْ ضُعِّفَ-، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ قُرْطٍ الثُّمَالِيِّ بِحِمْصَ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ دِمَشْقَ يُرِيدُ قِنَّسْرِينَ، فَلَمَّا تَغَدَّى قَالَ لَهُ ابْنُ قُرْطٍ: لَوْ نَزَعْتَ فَرَاهِيجَيْكَ وَتَوَضَّأْتَ، قَالَ: مَا نَزَعْتُهُمَا مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ دِمَشْقَ، وَلا أَنْزَعُهُمَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهَا. تَفَرَّدَ بِهِ جُنَادَةُ، عَنْ عِيسَى، عَنْ صَالِحٍ، وَلا تَقُومُ بِهَؤُلاءِ الْحُجَّةُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ كَاتِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَمِيرًا لِأَبِي عُبَيْدَةَ عَلَى حِمْصَ. سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَالنُّعْمَانَ بْنَ الرَّازِيَّةَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [3] : بَقِيَ إِلَى وَسَطِ إِمْرَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
- (صُدَيُّ بْنُ عَجْلانَ) - ع- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ.
يَأْتِي فِي الْكُنَى مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ.
50- (صَفْوَانُ بْنُ عبد الله بن صفوان) [4]- م ن ق- بن أميّة بن خلف
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 372.
[2] في التاريخ الكبير 4/ 282، 283.
[3] في تاريخه 1/ 603.
[4] انظر عن (صفوان بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 5/ 474، والتاريخ الكبير 4/ 305 رقم 2924، وتاريخ الثقات للعجلي 228 رقم 699، والمعرفة والتاريخ 1/ 337 و 375، والجرح والتعديل 4/ 421 رقم 1850،

(6/89)


الجمحيّ المكّيّ، زوج الدّرداء بنت أبي الدّرداء.
روى عَنْ: عَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه: الزهري، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، وغيرهم.
وثقه أحمد العجلي [1] .
قال عبد الملك بن أبي سليمان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَلَقِيتُهُ بِالسُّوقِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمَتْنِهِ: «دُعَاءُ الرَّجُلِ مُسْتَجَابٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغيب» [2] .
51- صفيّة بنت شيبة [3] ع ابن عثمان الحجبي، القرشيّة العبدريّة.
يُقَالَ إِنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهّى ذلك الدارقطنيّ [4] .
__________
[ () ] وجمهرة أنساب العزب 160، والثقات لابن حبّان 4/ 380، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 608، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، والتبيين في أنساب القرشيّين 406، وتهذيب الكمال 13/ 197- 200 رقم 2885، والكاشف 2/ 27 رقم 2422، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 437، وتهذيب التهذيب 4/ 427، 428 رقم 737، وتقريب التهذيب 1/ 368 رقم 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، ورجال مسلم 1/ 318 رقم 694.
[1] في تاريخ الثقات 228 رقم 699.
[2] رواه البخاري في الأدب المفرد، رقم 625، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 437 وقال رواه البيهقي من طريقين، وأبو يعلى، وابن أبي شيبة، والمزّي في تهذيب الكمال 13/ 199.
[3] انظر عن (صفية بنت شيبة) في:
طبقات ابن سعد 8/ 469، والمغازي للواقدي 835، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 54، وتاريخ الثقات للعجلي 520 رقم 2099، والثقات لابن حبّان 3/ 197، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 309، وتاريخ أبي زرعة 1/ 228 و 515 و 516 و 637، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 349 رقم 750، والاستيعاب 4/ 349، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1687، والكاشف 3/ 429 رقم 86، وأخبار مكة 1/ 169 و 223 و 326 و 327 و 2/ 14، وتهذيب التهذيب 12/ 320 رقم 2830، وتقريب التهذيب 2/ 603 رقم 4، والإصابة 4/ 348 رقم 653، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 189 و 235، وأسد الغابة 5/ 492، ورجال البخاري 2/ 854، 855 رقم 1441، ورجال مسلم 2/ 423 رقم 2241، والعلل لأحمد رقم 528.
[4] قال ابن حجر: مختلف في صحبتها وأبعد من قال: لا رؤية لها، فقد ثبت حديثها في صحيح البحاري تعليقا. (الإصابة 4/ 348) .

(6/90)


روت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَيْ أَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ، فَهُوَ مُرْسَلٌ.
وَرَوَتْ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِنَّ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ- وَهُوَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيُّ- وَسَبْطُهَا وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَقَتَادَةُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ السَّهْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا ابن جريج بل أدركها.
وفي كِتَابِ ابْنِ مَاجَهْ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَبِهَا عِيدَانٌ فَكَسَرَهَا [1] .
52- (صفيّة بنت أبي عبيد) [2]- م د ن ق- بن مسعود الثقفيّ، أُخْتُ الْمُخْتَارُ الْكَذَّابُ، زَوْجَةُ ابْنِ عُمَرَ.
رَوَتْ عَنْ: عُمَرَ، وَحَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهَا: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعٌ، وَحُمَيْدٌ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وغيرهم.
__________
[1] أخرج ابن ماجة في كتاب المناسك 2/ 982 رقم (2947) باب من استلم الركن (بمحجنه، من طريق محمد بن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: لَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح، طاف على بعيره يستلم الركن بمحجن بيده، ثم دخل الكعبة فوجد فيها حمامة عيدان، فكسرها، ثم قام على باب الكعبة فرمى بها، وأنا انظر.
وذكر القاضي الفاسي في شفاء الغرام 2/ 189.
[2] انظر عن (صفية بنت أبي عبيد) في:
طبقات ابن سعد 8/ 472، وتاريخ الثقات للعجلي 520 رقم 2100، والمغازي للواقدي 271، وأنساب الأشراف 1/ 325 و 4 ق 1/ 602 و 5/ 107 و 213 و 215، والمعارف 401، والثقات لابن حبّان 4/ 386، والاستيعاب 4/ 350، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، وأسد الغابة 5/ 493، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1687، والكاشف 3/ 429 رقم 87، والوافي بالوفيات 16/ 327 رقم 359، والإصابة 4/ 351 رقم 668، وتهذيب التهذيب 12/ 430، 431 رقم 2831، وتقريب التهذيب 2/ 603 رقم 5، وأعلام النساء لكحّالة 2/ 347، ورجال مسلم 2/ 423 رقم 2242.

(6/91)


[حرف الضاد]
53- (ضبّة بن محصن) [1]- م د ت- العنزي البصريّ.
عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي مُوسَى، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابن حبّان، في «الثقات» [2] .
__________
[1] انظر عن (ضبّة بن محصن) في:
طبقات ابن سعد 7/ 103، وطبقات خليفة 198، والتاريخ الكبير 4/ 342 رقم 3011، والجرح والتعديل 4/ 469 رقم 2061، والثقات لابن حبّان 4/ 390، والإكمال لابن ماكولا 5/ 214، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، والكامل في التاريخ 3/ 47، وتهذيب الكمال 13/ 255، 256 رقم 2913، والكاشف 2/ 31 رقم 2447، وتهذيب التهذيب 4/ 442، 443 رقم 768، وتقريب التهذيب 1/ 372 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ورجال مسلم 1/ 326 رقم 712.
[2] ج 4/ 390.

(6/92)


[حرف الطاء]
54- طارق بن شهاب [1] ع ابن عبد شمس بن مسلمة الأحمسيّ البجليّ.
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَا غَيْرَ مَرَّةٍ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ.
وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَبِلالٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الكبار.
__________
[1] انظر عن (طارق بن شهاب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 66، وطبقات خليفة 117 و 138، والتاريخ لابن معين 2/ 275، والتاريخ الكبير 4/ 352، 353 رقم 314، وتاريخ الثقات للعجلي 233 رقم 715، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 144 رقم 709، والمعرفة والتاريخ 1/ 234 و 456 و 2/ 687 و 688 و 740، وأنساب الأشراف 1/ 161، وتاريخ أبي زرعة 1/ 546 و 567 و 640 و 645، وتاريخ الطبري 2/ 434 و 4/ 60 و 203 و 455، والجرح والتعديل 4/ 485 رقم 2128، والمراسيل 98، 99 رقم 153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والثقات لابن حبّان 3/ 201، وجمهرة أنساب العرب 389، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 319، ورجال الطوسي 46 رقم 1، والاستيعاب 2/ 237، والكامل في التاريخ 2/ 558، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 32 و 105 و 242 و 254 و 266 و 311 و 380 و 467 و 666، والكاشف 2/ 36 رقم 2475، والمعجم الكبير 8/ 384، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 234، وأسد الغابة 3/ 48، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 251 رقم 268، وسير أعلام النبلاء 3/ 486، والبداية والنهاية 9/ 51، وجامع التحصيل 243 رقم 350، والإصابة 2/ 220 رقم 4226، وتهذيب التهذيب 5/ 3، 4 رقم 5، وتقريب التهذيب 1/ 376 رقم 5، وتحفة الأشراف 4/ 207 208 رقم 248، والوافي بالوفيات 16/ 380 رقم 411، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ومجمع الرجال 3/ 227، والجامع لشمل القبائل 618، ومجمع الزوائد 9/ 407، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 274، ورجال البخاري 1/ 375، 376 رقم 534، ورجال مسلم 1/ 330، 331 رقم 722، وعلل أحمد، رقم 4237.

(6/93)


رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ، أَوْ قَالَ: بِضْعًا وَثَلاثِينَ مِنْ بَيْنَ غَزْوَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ [1] .
تُوُفِّيَ طَارِقٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بن زهير، وعن ابْنِ مَعِينٍ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهَذَا وَهْمٌ فَاحِشٌ.
55- (الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بن كعب) [2] . - ت ق- يكنّى أبا بطن لِعِظَمِ بَطْنِهِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ عُمَرَ، وكان صديقا لابن عمر.
وعنه: عبد الله بن محمد بن عقيل، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وغيرهما.
قال ابن سعد [3] : ثقة قليل الحديث.
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 314، 315، والطيالسي في مسندة 2/ 146، والطبراني في المعجم الكبير (8204) من طريق: شعبة: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغزوت في خلافة أبي بكر في السرايا وغيرها» ، ورواه من طريق: محمد بن جعفر، عن شعبة، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شهاب (8205) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 407، 408.
[2] انظر عن (الطفيل بن أبيّ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 76، 77، وطبقات خليفة 237، ومسند أحمد 5/ 136، والتاريخ الكبير 4/ 364 رقم 3159، وتاريخ الثقات 234 رقم 722، والجرح والتعديل 4/ 489، 490 رقم 2151، والثقات لابن حبّان 4/ 397، وأسد الغابة 3/ 52، والاستيعاب 2/ 235، وتهذيب الكمال 13/ 387- 389 رقم 2965، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2907، والكاشف 2/ 38 رقم 2490، والوافي بالوفيات 16/ 460 رقم 499، والإصابة 2/ 237 رقم 4303، وتهذيب التهذيب 5/ 14 رقم 24، وتقريب التهذيب 1/ 378 رقم 24، والمعجم الكبير 8/ 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 179، والمعارف 561.
[3] في طبقاته 7/ 103 وليس فيه كلمة «ثقة» .

(6/94)


[حرف العين]
56- (عابس بن ربيعة النخعي) [1]- ع- عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمْ.
وكان مخضرما.
57- (عاصم بن حميد) [2]- د ن ق- السّكونيّ الحمصيّ.
__________
[1] انظر عن (عابس بن ربيعة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 122، وطبقات خليفة 148، والتاريخ لابن معين 2/ 282، وتاريخ الثقات 239 رقم 734، والمعرفة والتاريخ 3/ 99 و 187، والجرح والتعديل 7/ 35 رقم 191، والتاريخ الكبير 7/ 80 رقم 367، والثقات لابن حبّان 5/ 285، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 405، ورجال الطوسي 53 رقم 116، وأسد الغابة 3/ 73، وتهذيب الكمال 13/ 472، 473 رقم 3001، وسير أعلام النبلاء 4/ 179، 180 رقم 69، وتجريد أسماء الصحابة رقم 2961، والكاشف 2/ 44 رقم 2518، والوافي بالوفيات 16/ 552 رقم 584، وتهذيب التهذيب 5/ 37، 38 رقم 65، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 1، والإصابة 2/ 243 رقم 4336، وخلاصة تذهيب التهذيب 304، ومجمع الرجال 3/ 235، ورجال البخاري 2/ 594 رقم 942، ورجال مسلم 2/ 125 رقم 1317، ومشتبه النسبة، ورقة 36 أ، رقم 942.
[2] انظر عن (عاصم بن حميد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 443، والتاريخ الكبير 6/ 481 رقم 3049، والمعرفة والتاريخ 2/ 429، والجرح والتعديل 6/ 342 رقم 1891، والثقات لابن حبّان 5/ 235، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 26- 30 رقم 4، وتهذيب الكمال 13/ 481، 482، رقم 3004، والكاشف 2/ 44 رقم 2521، والوافي بالوفيات 16/ 566 رقم 597، وتهذيب التهذيب 5/ 40، 41 رقم 69، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 5، والإصابة 3/ 84 رقم 6278، وخلاصة تذهيب التهذيب 154.

(6/95)


عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: أزهر الحرازيّ [1] ، وعمرو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وثّقه الدارقطنيّ [2] .
58- (عامر بن سعد) [3]- م د ت ن- البجليّ الكوفيّ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَجَرِيرِ الْبَجَلِيِّ، وأبي هريرة:
روى عنه: العيزار بن حريث، وإبراهيم بن عامر الجمحي، وأبو إسحاق السبيعي.
59- (عباد بن زياد) [4]- م د ن- أَخُو عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ، أَبُو حرب.
__________
[1] في الأصل «الحراري» والتحرير من (اللباب 1/ 288) وهي بفتح الحاء والراء المخفّفة وفي آخرها الزاي نسبة إلى حراز بن عوف بن عديّ..
[2] سؤالات البرقاني للدارقطنيّ، رقم 341، تاريخ دمشق 30.
[3] انظر عن (عامر بن سعد) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 450 رقم 2957، والجرح والتعديل 6/ 321 رقم 1795، والثقات لابن حبّان 5/ 189، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 378، وتهذيب الكمال 14/ 23- 25 رقم 3039، والكاشف 2/ 49 رقم 2554، والوافي بالوفيات 16/ 586 رقم 626، وتهذيب التهذيب 5/ 64، 65 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 387 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 184، ورجال مسلم 2/ 83 رقم 1213.
[4] انظر عن (عباد بن زياد) في:
المخيّر لابن حبيب 58، وأنساب الأشراف 1/ 504 و 3/ 78 و 308 و 4 ق 1/ 49 و 356 و 369 و 370 و 372 و 374 و 376 و 377 و 614 و 4/ 62 و 74 و 76 و 80، والمعارف 347، 348، وتاريخ خليفة 19، والتاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1593، وتاريخ الطبري 5/ 168 و 315 و 317- 319 و 321 و 328 و 472 و 6/ 499 و 7/ 239 و 8/ 100، والجرح والتعديل 6/ 80 رقم 409، والثقات لابن حبّان 7/ 158، وتاريخ واسط 56 و 74 و 123، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 334، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 56- 63 رقم 72، وتهذيب الكمال 14/ 119- 122 رقم 3078، وميزان الاعتدال 2/ 366 رقم 4115، والكاشف 2/ 54 رقم 2588، والكامل في التاريخ 3/ 415 و 522- 525 و 4/ 96، والعقد الفريد 1/ 132 و 5/ 8، والوافي بالوفيات 16/ 612 رقم 661، وتهذيب التهذيب 5/ 93، 94 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 391 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 221، 223، ومعجم بني أميّة 78 رقم 156، ووفيات الأعيان 6/ 344- 348 و 350 و 353، ورجال مسلم 2/ 24 رقم 1053.

(6/96)


وَلِيَ إِمْرَةَ سِجِسْتَانَ لِمُعَاوِيَةَ بَعْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَكَانَ يَوْمَ مَرْجٍ رَاهِطٍ مَعَ مَرْوَانَ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ [1] يَرْوِيهِ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عَبَّادٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وَحَمْزَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا، لَكِنْ أَخْطَأَ مَالِكٌ فِيهِ، إِذْ نَسَبَ عَبَّادًا أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ [2] ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَلَى الصَّوَابِ.
وَسَيُعَادُ، فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ.
60- (عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) [3] كَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ عِنْدَ والده،
__________
[1] رواه الإمام مسلم في كتاب الصلاة (105/ 274) باب تقديم الجماعة من يصلّي بهم إذا تأخّر الإمام ولم يخافوا مفسدة بالتقديم، من طريق: ابن شهاب، عن حديث عبّاد بن زيد أنّ عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره، أن المغيرة بن شعبة أخبره، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك.
قال المغيرة: فتبرّز رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الغائط. فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر. فلما رجع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرّات، ثم غسل وجهه. ثم ذهب يخرج جبّته عن ذراعيه فضاق كمّا جبّته. فأدخل يديه في الجبّة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبّة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضّأ على خفّيه، ثم أقبل.
قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم. فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم إحدى الركعتين. فصلّى مع الناس الركعة الآخرة. فلما سلّم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتمّ صلاته. فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح. فلما قضى النبيّ صلى الله عليه وسلّم صلاته أقبل عليهم ثم قال: «أحسنتم» ، أو قال: «قد أصبتم» ، يغبطهم أن صلّوا الصلاة لوقتها.
[2] تاريخ دمشق 57.
[3] انظر عن (عبّاد بن عبد الله) في:
جمهرة نسب قريش 70، وطبقات خليفة 256، والتاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1592، وتاريخ الثقات للعجلي 247 رقم 764، والمعرفة والتاريخ 1/ 215 و 365، والجرح والتعديل 6/ 82 رقم 419، والثقات لابن حبّان 5/ 140، وسؤالات البرقاني، رقم 537، والمعارف 225، 226، وأنساب الأشراف 1/ 224 و 507 و 4 ق 1/ 314 و 4/ 26 و 5/ 202 و 379، وتاريخ اليعقوبي 2/ 260، وتاريخ الطبري 1/ 159 و 2/ 257 و 310 و 325 و 463 و 468 و 577 و 3/ 3/ 151 و 199 و 212 و 4/ 369 و 519 و 6/ 174، ومقاتل الطالبيين 12، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 332، والكامل في التاريخ 4/ 203، والتبيين في أنساب القرشيين 227، وتهذيب الكمال 14/ 136- 138 رقم 3086، وسير أعلام النبلاء 4/ 217 رقم 87، والكاشف 2/ 55 رقم 2594، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 500، والوافي

(6/97)


اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْقَضَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَكَانَ صَادِقَ اللَّهْجَةِ. كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ أَبَاهُ يَعْهَدُ إِلَيْهِ بِالْخِلافَةِ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِيهِ، وَجَدَّتِهِ أَسْمَاءَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَابْنُ عَمِّهِ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ، وَابْنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَآخَرُونَ.
61- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى [1] عَلْقَمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ الخزاعيّ، ثمّ الأسلميّ، أبو إبراهيم،
__________
[ () ] بالوفيات 16/ 612 رقم 622، وتهذيب التهذيب 5/ 98 رقم 164، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 98، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، ورجال البخاري 2/ 500 رقم 769، ورجال مسلم 2/ 24 رقم 1054.
[1] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى) فِي:
طبقات ابن سعد 4/ 301، 302 و 6/ 21، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15726، والتاريخ لابن معين 2/ 297، وتاريخ خليفة 292، وطبقات خليفة 110 و 137، والعلل لابن المديني 61، ومسند أحمد 4/ 352- 380، والعلل له 1/ 161 و 181 و 220 و 393، والمحبّر لابن حبيب 298، والمغازي للواقدي 487، والتاريخ الكبير 5/ 24 رقم 40، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 250 رقم 779، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 39، والمعرفة والتاريخ 1/ 265 و 2/ 159 و 224 و 225 و 3/ 141 و 146 و 223، وتاريخ أبي زرعة 1/ 241 و 638، وتاريخ واسط 48، 49، وأنساب الأشراف 1/ 248، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 59، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والزاهر للأنباري 1/ 138، والبرصان والعرجان 362، والجرح والتعديل 5/ 120 رقم 552، وتاريخ الطبري 2/ 621 و 3/ 411 و 4/ 352، وسيرة ابن هشام 1/ 275، والثقات لابن حبّان 3/ 222، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 320، وجمهرة أنساب العرب 242، والمعارف 341 و 588، والأخبار الطوال 206 و 328، والاستيعاب 2/ 264، 265، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 24 ب، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 242، والكامل في التاريخ 1/ 21 و 3/ 138 و 144 و 160 و 236 و 328 و 440 و 4/ 456 و 525، وأسد الغابة 3/ 121، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 261 رقم 287، وعيون الأخبار 1/ 123، وتهذيب الكمال 14/ 317- 319 رقم 3171، وتحفة الأشراف 4/ 276- 292 رقم 273، وسير أعلام النبلاء 3/ 428- 430 رقم 76، والعبر 1/ 192، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2159، والكاشف 2/ 65 رقم 2664، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 70، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 393، والوافي بالوفيات 17/ 78، 79 رقم 66، ونكت الهميان 182، والبداية والنهاية 9/ 75، ومرآة الجنان 1/ 177، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 5/ 406، والوفيات لابن قنفذ 84 رقم 86، والإصابة 2/ 279، 280 رقم 4555،

(6/98)


وَيُقَالُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ أبو محمد صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحد مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
قَالَ أَبُو يَعْفُورٍ، عَنْهُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات نَأْكُلُ الْجَرَادَ [1] .
وَبَلَغَنَا أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ دِمَشْقَ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ السَّكْسَكِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالأَعْمَشُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَخَلِيفَةُ [2] ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ البخاريّ [3] : سنة سبع أو ثمان وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْكُوفَةِ.
وَمِمَّنْ مَاتَ فِي عَشْرِ الْمِائَةِ بِيَقِينٍ أَوْ تَجَاوَزَ الْمِائَةَ:
62- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بسر [4] ع ابن أبي بسر، أبو صفوان المازنيّ، نزيل حمص.
__________
[ () ] وتهذيب التهذيب 5/ 15، 152 رقم 260، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 193، والنكت الظراف 4/ 277- 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 96، والزهد لابن المبارك (الملحق) رقم 426، ورجال البخاري 1/ 393 رقم 555.
[1] أخرجه البخاري في الصيد، باب أكل الجراد، ومسلم في الصيد، (1952) باب إباحة الجراد، والترمذي (1822) و (1823) ، وأبو داود (3812) والنسائي 7/ 210، وابن سعد في الطبقات 4/ 301، ورجال مسلم 1/ 343 رقم 735.
[2] في الطبقات 110 و 137.
[3] في التاريخ الكبير 5/ 24.
[4] انظر عن (عبد الله بن بسر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 413، والتاريخ لابن معين 2/ 298، وطبقات خليفة 52 و 301، ومسند

(6/99)


لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَسَّانُ بْنُ نُوحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَغَزَا قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ أَخُو عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ، وَالصَّمَّاءِ بِنْتِ بُسْرٍ، وَلَهُمْ وَلِأَبِيهِمْ صُحْبَةٌ [1] .
قَالَ حَرِيزٌ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ لَهُ جُمَّةٌ، لَمْ أَرَ عَلَيْهِ قَمِيصًا وَلا عِمَامَةً [2] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ البغويّ: ثنا زياد بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مَيْسَرَةُ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ وَثِيَابُهُ مُشَمَّرَةٌ، وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ، وَشَعْرُهُ مَفْرُوقٌ يغطّي أذنيه، وَشَارِبَهُ مَقْصُوصٌ مَعَ الشَّفَةِ، وَكُنَّا نَقِفُ عَلَيْهِ ونتعجّب له [3] .
__________
[ () ] أحمد 4/ 187، والتاريخ الكبير 5/ 14 رقم 25، والتاريخ الصغير 93، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 65، والمعرفة والتاريخ 1/ 258 و 2/ 330 و 343 و 351 و 353 و 425، وتاريخ أبي زرعة 1/ 70 و 109 و 154 و 209 و 213- 216 و 238 و 240- 242 و 323 و 351 و 352 و 621 و 2/ 693، وتاريخ الطبري 2/ 236 و 3/ 181، والجرح والتعديل 5/ 11 رقم 54، والمعارف 341، وأنساب الأشراف 1/ 248، وفتوح البلدان 182، والاستيعاب 2/ 267، والأسامي والكنى للحاكم 285 أ، والثقات لابن حبّان 3/ 232، 233، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 375، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 243، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 428- 454 رقم 194، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، وأسد الغابة 3/ 125، والكامل في التاريخ 4/ 534، وتهذيب الكمال 14/ 333- 335 رقم 3180، والعبر 1/ 103 و 113 و 224 و 241، والكاشف 2/ 66 رقم 2672، وسير أعلام النبلاء 3/ 430- 433 رقم 77، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 75، والوافي بالوفيات 17/ 84، 85 رقم 71، ومجمع الزوائد 9/ 404، والإصابة 2/ 281، 282 رقم 4564، وتهذيب التهذيب 5/ 158، 159 رقم 271، وتقريب التهذيب 1/ 404 رقم 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 98 و 111، والجامع لشمل القبائل 724، ورجال البخاري 1/ 394 رقم 556، ورجال مسلم 1/ 343، 344 رقم 737، والعلل لأحمد، رقم 288 و 1244.
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 216.
[2] تاريخ دمشق 440.
[3] تاريخ دمشق 440، وهو باختصار في طبقات ابن سعد 7/ 413 وفيه تحرّف «حريز» إلى

(6/100)


وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ [1] .
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» : ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ [2] الْأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لَهُ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنًا» . فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً [3] . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْمَاطِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا حَيْوَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ:
«يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنًا» فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً. وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ، فَقَالَ: «لا يَمُوتُ هَذَا الْغُلامُ حَتَّى يَذْهَبُ هَذَا الثُّؤْلُولُ» فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ [4] . وَقَالَ عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ إِصْبَعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] . وَقَالَ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحِمْصِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا حَيْسًا [6] وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَأَنَا غُلامٌ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا» . قَالَ:
فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً [7] . رَوَى نَحْوَهُ سَلَمَةُ بْنُ جَوَّاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ فِي قَرْيَتِهِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، كم
__________
[ () ] «جرير» .
[1] تاريخ دمشق 440، طبقات ابن سعد 7/ 413.
[2] في طبعة القدسي 3/ 261 «دينار» بدل «زياد» وهو وهم.
[3] تاريخ دمشق 446.
[4] الخبر في تاريخ دمشق 446.
[5] ج 4/ 188.
[6] الحيس: طعام يتّخذ من الأقط، وهو اللبن والتمر والسمن. (لسان العرب) .
[7] تاريخ دمشق 447.

(6/101)


الْقَرْنُ؟ قَالَ: «مِائَةُ سَنَةٍ» [1] . وَرَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ: سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ:
كَيْفَ حَالُنَا مِنْ حَالِ مَنْ قَبْلَنَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، لَوْ نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ مَا عَرَفُوكُمْ إِلا أَنْ يَجِدُوكُمْ قِيَامًا تُصَلُّونَ [2] .
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَّةُ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَتَوَضَّأُ فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ [4] ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً [5] ، وَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [6] : تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ مِائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق 447.
[2] تاريخ دمشق 449.
[3] تاريخ دمشق 449، 450.
[4] قال اليافعي في حوادث سنة 88 هـ.: «وفيها توفي عبد الله بن بسر المازني، وهو آخر من مات من الصحابة بحمص. قلت: هكذا ينبغي أن يقال. وأما قول الذهبي أنه آخر من مات من الصحابة مقتصرا على هذا فغير صحيح، وكلامه بعد هذا ينقضه: توفي سهل بن سعد الساعدي في سنة إحدى وتسعين. وأنس بن مالك في سنة ثلاث وتسعين على القول الراجح الّذي قطع به هو في مختصره. وذكر أيضا أن عبد الله بن بسر المذكور أرّخه عبد الصمد بن سعيد في سنة تسع وتسعين.
قلت: وهذا يمكن أن يقال على هذا القول إنه آخر الصحابة موتا، لكن ينبغي النظر في شيء آخر وهو أن الصحابيّ من هو؟ فعلى أحد الأقوال أنه مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وكذا في حكم الإسلام متى يصح من الإنسان، فإن محمود بن الربيع عقل في مجّة مجّها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بئر في دارهم وهو ابن أربع سنين، وموته كان في سنة تسع وتسعين. وأبو الطفيل الكناني نقل العلماء أنه آخِرُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم في الدنيا، يعنون آخرهم موتا، وموته في سنة مائة، لكن لا أدري هل رآه مسلما أم لم يسلم بعد، فليبحث عن ذلك. وقد علم أيضا أن الصغير يحكم بإسلامه تبعا كما هو معروف في كتب الفقه. (مرآة الجنان 1/ 178، 179) .
[5] طبقات ابن سعد 7/ 413، تاريخ دمشق 451.
[6] في تاريخه 2/ 693.
[7] تاريخ أبي زرعة 1/ 242 و 693.

(6/102)


63- (عبد الله بن ثعلبة) [1]- خ د ن- بن صعير العذريّ [2] أبو محمد المدنيّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَعَى ذَلِكَ [3] .
وَقِيلَ: بَلْ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِيهِ ثَعْلَبَةَ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَخُو الزُّهْرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ.
وَكَانَ شَاعِرًا نَسَّابَةً.
قَالَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: إِنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ من الفقه، فقال: إن كنت
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن ثعلبة) في:
طبقات خليفة 23 و 238، وتاريخ خليفة 302، ومسند أحمد 5/ 431، والعلل له 1/ 78، والتاريخ الصغير 108، والتاريخ الكبير 5/ 35- 37 رقم 64، والمعرفة والتاريخ 1/ 253 و 358 و 359 و 472، وتاريخ أبي زرعة 1/ 416 و 417 و 564، وأنساب الأشراف 1/ 129، وفيه (صعتر) ، و 4/ ق 1/ 547 و 5/ 57، والجرح والتعديل 5/ 19، 20 رقم 88، والمراسيل 103 رقم 161، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 133، 134، والثقات لابن حبّان 3/ 246، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 213، والمستدرك 3/ 279، وجمهرة أنساب العرب 450، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي 80، والاستيعاب 2/ 271، 272، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 245، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 471- 483 رقم 205، وأسد الغابة 3/ 128، والكامل في التاريخ 4/ 541، وتهذيب الكمال 14/ 353- 355 رقم 3193، وتحفة الأشراف 4/ 297، 298 رقم 275، وسير أعلام النبلاء 3/ 503 رقم 115، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3182، والعبر 1/ 104، والكاشف 2/ 68 رقم 2684، والعقد الفريد 3/ 172 و 220، والوافي بالوفيات 17/ 99 رقم 80، وتهذيب التهذيب 5/ 165، 166 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 405 رقم 219، والنكت الظراف 4/ 297، والإصابة 2/ 285 رقم 4576، وجامع التحصيل 252 رقم 340، والبداية والنهاية 9/ 77، ومرآة الجنان 1/ 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، وشذرات الذهب 1/ 98، والجامع لشمل القبائل 725، ورجال البخاري 1/ 395، 396 رقم 559.
[2] في الأصل «الغدري» .
[3] التاريخ الكبير 5/ 36، تاريخ دمشق 471.

(6/103)


تُرِيدُ هَذَا فَعَلَيْكَ بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] ، وَطَائِفَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ.
64- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بن جزء) [3]- د ت ق- أبو الحارث الزّبيديّ.
شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَسَكَنَهَا، وَهُوَ آخِرُ الصَّحَابَةِ بِهَا مَوْتًا.
لَهُ أَحَادِيثُ.
رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ: عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ بِقَرْيَةِ سَفْطِ الْقُدُورِ [4] مِنْ أَسْفَلِ مِصْرَ، سَنَةَ ستّ وثمانين [5] ، وقد عمي.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 36، تاريخ دمشق 476.
[2] في تاريخه 302.
[3] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 497، وطبقات خليفة 74 و 292، ومسند أحمد 4/ 190، والتاريخ الكبير 5/ 23، 24 رقم 39، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 140، والمعرفة والتاريخ 1/ 268 و 2/ 496- 499 و 3/ 147 و 271 و 373، وتاريخ أبي زرعة 1/ 635، والجرح والتعديل 5/ 30 رقم 135، والثقات لابن حبّان 3/ 239، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 397، والإكمال لابن ماكولا 4/ 221، ومعجم البلدان 3/ 432 و 4/ 347، والكامل في التاريخ 4/ 167 و 168 و 194 و 516، وأسد الغابة 3/ 137، وتهذيب الكمال 14/ 392، 393 رقم 3213، وتحفة الأشراف 4/ 306، 307 رقم 279، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 3204، ودول الإسلام 1/ 60، والكاشف 2/ 70 رقم 2704، والعبر 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 3/ 387، 388 رقم 58، وحلية الأولياء 2/ 6، 7 رقم 92، والمستدرك على الصحيحين 3/ 633، والاستيعاب 2/ 280، 281، والوافي بالوفيات 17/ 116 رقم 101، ومرآة الجنان 1/ 177، وتهذيب التهذيب 5/ 178، 179 رقم 307، والإصابة 2/ 291 رقم 4598، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 240، وحسن المحاضرة 1/ 212 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 97، والجامع لشمل القبائل 727، والزهد لابن المبارك 47 و 218.
[4] بفتح أوله وسكون ثانيه. وهي قرية بأسفل مصر. (معجم البلدان 3/ 224) وقد أثبتها محقق تهذيب الكمال 14/ 393 «سقط» بالقاف.
وقد قال ياقوت: ورأيت في تاريخ مصر مضبوطا سقط القدور، بالقاف، وهو تصحيف.
[5] المستدرك 3/ 633.

(6/104)


وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَهُوَ ابْنُ أَخِي مَحْمِيَّةَ [1] بْنِ جَزْءٍ.
65- عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل [2] ع ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ النّوفليّ المدنيّ،
__________
[1] مهمل في الأصل.
[2] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 24 و 7/ 100، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 125 و 136 و 316، والمحبّر لابن حبيب 104 و 257، ونسب قريش 30 و 31 و 86، والتاريخ لابن معين 2/ 300، وتاريخ خليفة 258، 259، وطبقات خليفة 191 و 202 و 231 و 239، والعلل لابن المديني 70، والعلل لأحمد 1/ 50 و 79 و 80 و 189 و 190 و 335 و 349، والتاريخ الكبير 5/ 63، 64 رقم 155، وتاريخ الثقات للعجلي 253 رقم 790، والجامع للترمذي 5/ 534 رقم 1514، والمعرفة والتاريخ 1/ 295 و 362 و 436 و 497 و 499 و 579 و 3/ 253، وتاريخ أبي زرعة 1/ 629، وتاريخ اليعقوبي 2/ 188، وأنساب الأشراف 1/ 440 و 577 و 3/ 102 و 296 و 297 و 298 و 4 ق 1/ 401 و 405 و 407 و 417 و 418 و 423 و 424 و 426 و 427 و 4/ 85 و 100 و 102 و 104 و 107 و 115 و 119 و 120 و 121 و 123 و 5/ 77 و 78، و 90 و 201 و 277 و 278، وفتوح البلدان 62، والسير والمغازي لابن إسحاق 145، والأخبار الطوال 283، وعيون الأخبار 2/ 65 و 4/ 69، والمعارف 127 و 376 و 456 و 460 و 596، والزاهر للأنباري 1/ 614 و 2/ 294، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 113- 116 و 296، وتاريخ الطبري 1/ 447 و 2/ 319 و 3/ 214 و 4/ 57 و 5/ 172 و 232 و 359 و 381 و 512- 514 و 517 و 529 و 567 و 615، والمنتخب من ذيل المذيّل 628، 629 (وفيه: عبد الله بن نوفل بن الحارث) وهو وهم، والجرح والتعديل 5/ 30، 31 رقم 136، والمراسيل 111، والثقات لابن حبّان 5/ 9، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 480، ومقاتل الطالبيّين 126، وجمهرة أنساب العرب 20 و 70، ورجال الطوسي 51 رقم 74، وتاريخ بغداد 1/ 211، 212 رقم 50، والاستيعاب 2/ 281، 282، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 248، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 349- 351، والتبيين في أنساب القرشيين 80، وأسد الغابة 3/ 137، والكامل في التاريخ 3/ 420 و 460 و 481، وتهذيب الكمال 14/ 396- 400 رقم 3216، وتحفة الأشراف 4/ 308 رقم 280، وسير أعلام النبلاء 1/ 200، 201 رقم 29 و 3/ 529- 531 رقم 135، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3213، والعبر 1/ 98 و 121، والكاشف 2/ 70 رقم 2702، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 339 و 374 و 442، ومرآة الجنان 1/ 175، والوافي بالوفيات 17/ 114، 115 رقم 99، وجامع التحصيل 253 رقم 344، والعقد الثمين 5/ 128، والإصابة 3/ 58

(6/105)


نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. [وَلَقَبُهُ] [1] بَبَّهْ.
فَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ أُمَّهُ، وَهِيَ هِنْدٌ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ كَانَتْ تُنَقِّزُهُ وَتَقُولُ:
يَا ببه يَا ببه: ... لَأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ
جَارِيَةً خِدَبَّهْ [2] ... تَسُودُ أَهْلَ الْكَعْبَهْ
[3] اصْطَلَحَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَلَى تَأْمِيرِهِ عَلَيْهِمْ عِنْدَ هُرُوبِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْبَيْعَةِ لَهُ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهِمْ [4] روى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَالْعَبَّاسِ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الملك بن عمير، ويزيد بن أبي زياد، وَهُوَ مَوْلاهُ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ.
وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : أَنَّهَ ثِقَةٌ تَابِعِيٌّ، أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَفَلَ فِي فِيهِ وَدَعَا لَهُ.
قَالَ [6] : وَخَرَجَ هَارِبًا مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى عُمَانَ مِنَ الْحَجَّاجِ عِنْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ فَمَاتَ بِعُمَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: توفّي سنة ثلاث.
__________
[ () ] رقم 6169، وتهذيب التهذيب 5/ 180، 181 رقم 310، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 243، والنكت الظراف 4/ 308، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 94، ورجال البخاري 1/ 399، 400 رقم 565، ورجال مسلم 1/ 354 رقم 763.
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من سير أعلام النبلاء للتوضيح، وكتاب المتوارين للأزدي 47، والمؤتلف والمختلف له 16.
[2] الخدبّة: السمينة العظيمة. (ذخائر العقبي للمحب الطبري 244) .
[3] في تهذيب الكمال 14/ 399 بألفاظ مختلفة، وكذلك في ذخائر العقبي 244.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 25، 26.
[5] في الطبقات 5/ 24، وكتاب المتوارين لعبد الغني بن سعيد الأزدي- ص 48.
[6] الطبقات 5/ 25، 26.

(6/106)


66- (عبد الله بن الحارث الزّبيديّ) [1]- م 4- الكوفيّ المكتّب.
رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَطَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ.
وعنه: حميد الأعرج الكوفي لا الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ.
قال ابن معين [2] : ثبت.
67- (عبد الله بن خليفة الهمداني الكوفي) [3]- ق- روى عَنْ: عُمَرَ، وَجَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَابْنُهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَلَهُ رِوَايَةٌ فِي «تَفْسِيرِ» ابْنِ مَاجَهْ.
68- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيلِ) [4]- 4- وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي الْخَلِيلِ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحارث الزبيدي) في:
التاريخ لابن معين 2/ 300، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 267 و 1/ 124، 125 رقم 619، و 1/ 135 رقم 704، والتاريخ الكبير 5/ 64 رقم 156، وتاريخ أبي زرعة 1/ 466، والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 137، والثقات لابن حبّان 5/ 24، وسؤالات البرقاني، رقم 97، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 271، وتهذيب الكمال 14/ 402- 404 رقم 3219، والكاشف 2/ 71 رقم 2705، وميزان الاعتدال 2/ 405 رقم 4257، والوافي بالوفيات 17/ 117 رقم 102، وتهذيب التهذيب 5/ 182، 183 رقم 313، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 194.
[2] في التاريخ 2/ 300.
[3] انظر عن (عبد الله بن خليفة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، والتاريخ لابن معين 2/ 303، والتاريخ الكبير 5/ 80 رقم 218، والجرح والتعديل 5/ 45 رقم 212، والثقات لابن حبان 5/ 28، وتهذيب الكمال 14/ 456 رقم 3245، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4290، وتهذيب التهذيب 5/ 198 رقم 342، وتقريب التهذيب 1/ 412 رقم 276، وخلاصة تذهيب التهذيب 196.
[4] انظر عن (عبد الله بن الخليل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 230، والتاريخ لابن معين 2/ 303، والتاريخ الكبير 5/ 79، 80 رقم 215 و 216، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 244، 245 رقم 798، والجرح والتعديل 5/ 45 رقم 209 و 210، والثقات لابن حبّان 5/ 13 و 29، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1493، وتهذيب الكمال 14/ 457، 458 رقم 3247، والكاشف 2/ 74 رقم 2731، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4292، والمغني في الضعفاء 1/ 336 رقم 3153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 93- 95، وجامع التحصيل 255 رقم 353، وتهذيب التهذيب 5/ 199 (دون

(6/107)


عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشُ.
69- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُبَيِّعَةَ [1] بْنِ فرقد) [2]- د ن- السّلميّ.
يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ.
وَلَهُ عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وابن عباس.
روى عنه: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون الأودي، ومنصور بن المعتمر- ابن أخي [3] عتاب بن ربيعة السلمي، وعطاء بن السائب، وعلي بن الأقمر.
وقال شعبة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا.
وَرُبَيِّعَةُ مُشَدَّدٌ.
70- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ) [4]- وَيُقَالُ ابْنُ الأَسْلَمِ- بْنِ الأَعْشَى أبو كبير، ويقال أبو سعد الأسديّ
__________
[ () ] رقم) ، وتقريب التهذيب 1/ 412 رقم 277، وخلاصة تذهيب التهذيب 196.
[1] ربيّعة: تصغير ربيعة، بتشديد الياء.
[2] انظر عن (عبد الله بن ربيّعة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 196، وطبقات خليفة 142، والمسند لأحمد 4/ 336، والتاريخ الكبير 5/ 86 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 1/ 259 و 2/ 285، والجرح والتعديل 5/ 54 رقم 252، والمراسيل 404، 105 رقم 164، والثقات لابن حبّان 5/ 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 285، والاستيعاب 2/ 297، ورجال الطوسي 48 رقم 26، وأسد الغابة 3/ 155، وتهذيب الكمال 14/ 494، 495 رقم 3261، والكاشف 2/ 76 رقم 2743، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2274، وسير أعلام النبلاء 3/ 504 رقم 116، وجامع التحصيل 256 رقم 357، والإصابة 2/ 305 رقم 4672، وتهذيب التهذيب 5/ 208، 209 رقم 362، وتقريب التهذيب 1/ 414 رقم 295، وتحفة الأشراف 4/ 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 167.
[3] في الأصل «أخيه» والتصويب من الإصابة 2/ 305 ففيه: «وأخوه عتّاب بن ربيّعة هو عمّ منصور بن المعتمر المحدّث المشهور» .
[4] انظر عن (عبد الله بن الزبير بن سليم) في:

(6/108)


الْكُوفِيُّ الشَّاعِرُ.
وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ فَامَتَدَحَهُمَا.
وَضَبَطَ اسْمَ أَبِيهِ عَبْدَ الْغَنِيِّ وَغَيْرَهُ، وَقَالَ: هُوَ الشَّاعِرِ الَّذِي أَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ مُسْتَحْمَلا، فَحَرَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: هي وراكبها [1] .
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيَّ دَخَلَ عَلَى مُصْعَبٍ بِالْعِرَاقِ، فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: أَنْتَ الْقَائِلُ:
إِلَى [2] رَجَبٍ أَوْ غُرَّةِ الشَّهْرِ بَعْدَهُ ... تُوَافِيكُمْ بِيضُ الْمَنَايَا وَسُودُهَا
ثَمَانِينَ [3] أَلْفًا دِينُ عُثْمَانَ دِينُهَا ... مُسَوَّمَةً جِبْرِيلُ فِيهَا يَقُودُهَا
[4] فَفَزِعَ وَقَالَ: نَعَمْ أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ.
يُقَالُ: مَاتَ فِي أيام الحجّاج.
__________
[ () ] الأخبار الموفقيّات 99 و 100 و 465 و 535 وأنساب الأشراف 5/ 175 و 176 و 176 و 241 و 264 و 286 و 342 و 343 و 363، والإمتاع والمؤانسة 3/ 104، والبدء والتاريخ 6/ 32، ومروج الذهب 1816 و 1898 و 2061، والأغاني 14/ 220، ومختار الأغاني 5/ 225، والزاهر للأنباري 2/ 341، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 126، وأمالي المرتضى 1/ 386، 387، وجمهرة أنساب العرب 195، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 426- 428، ومقاتل الطالبيين 108 و 290، ووفيات الأعيان 2/ 34، والبداية والنهاية 9/ 80، 81، وتخليص الشواهد 444، والتذكرة الحمدونية 1/ 438 و 2/ 135، 136، ومعاهد التنصيص 3/ 310- 317، وخزانة الأدب 1/ 345، والوافي بالوفيات 7/ 180، 181 رقم 162، وذيل أمالي القالي 115، وشرح ديوان الحماسة للمخزومي 2/ 941.
وقد وهم محققو سير أعلام النبلاء 3/ 383 فأضافوا إلى مصادر ترجمته: طبقات خليفة، والجرح والتعديل، والتبس عليهم الأمر لوجود محدّث ضعيف يتفق اسمه مع الشاعر، ولكن يميّزه عنه كنيته، فهو أبو أحمد. والله أعلم.
[1] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 427، وفيه: «يعني نعم وراكبها» ، والبداية والنهاية 9/ 80، 81.
[2] وفي رواية «ففي» بدل «إلى» .
[3] كذا، وفي الروايات «ثمانون» .
[4] البيتان في: الأخبار الموفّقيّات 465، والأغاني 14/ 220، ومعاهد التنصيص 3/ 313، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 427، والتذكرة الحمدونية 2/ 135 باختلاف بعض الألفاظ.

(6/109)


71- (عبد الله بن زرير) [1]- د ن ق- الغافقيّ المصريّ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ.
روى عنه: عياش القتباني، ومرثد بن عبد الله اليزني، وبكر بن سوادة، وعبد الله بن هبيرة، والحارث بن يزيد، وغيرهم.
توفي سنة ثمانين، وقيل سنة إحدى وثمانين.
وقد مر اسمه.
72- (عبد الله بن سرجس) [2]- م 4- المزنيّ البصريّ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ.
لَهُ صُحْبَةٌ، صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ [3] له.
وروى أيضا عن عمر.
__________
[1] مرّت ترجمته ومصادرها في الطبقة الثامنة من المتوفّين في الجزء السابق (41- 80 هـ) فليراجع.
[2] انظر عن (عبد الله بن سرجس) في:
طبقات ابن سعد 7/ 58، وطبقات خليفة 38 و 177، ومسند أحمد 5/ 8، 81، والعلل له 1/ 78 و 261 و 312، والتاريخ الكبير 5/ 17 و 98 رقم 27 و 282، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 139، والمعرفة والتاريخ 1/ 256، والجرح والتعديل 5/ 93 رقم 289، والثقات لابن حبّان 3/ 230 و 5/ 23، والاستيعاب 2/ 384، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 236، وأسد الغابة 3/ 171، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 300، وتهذيب الكمال 15/ 13، 14 رقم 3294، وتحفة الأشراف 4/ 348- 350 رقم 297، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3311، والعبر 1/ 193، وسير أعلام النبلاء 3/ 426، 427 رقم 74، والكاشف 2/ 81 رقم 2773، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 75، وتهذيب التهذيب 5/ 232، 233 رقم 400، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 332، والإصابة 2/ 315، 316 رقم 4705، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، والعقد الثمين 5/ 165، ورجال مسلم 1/ 345 رقم 742.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل (112/ 2346) باب: إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلى الله عليه وسلّم، من طريق: حامد بن عمر البكراوي- واللفظ له-، حدّثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) ، حدّثنا عاصم، عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم وأكلت معه خبزا ولحما.
أو قال: ثريدا. قال: فقلت له: أستغفر لك النبيّ صلى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. ولك. ثم تلا هذه الآية:
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ 47: 19- الآية 19 من سورة محمد.
قال: ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوّة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى. جمعا عليه خيلان، كأمثال التآليل.
الناغض: أعلى الكتف، وطرفه الّذي يظهر عند تحرّكه.

(6/110)


رَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : لا يَخْتَلِفُونَ فِي ذِكْرِهِ فِي الصَّحَابَةِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي اللِّقَاءِ وَالسَّمَاعِ، وَأَمَّا عَاصِمٌ فَأَحْسَبُهُ أَرَادَ الصُّحْبَةَ الَّتِي يَذْهَبُ إِلَيْهَا الْعُلَمَاءُ، وَأُولَئِكَ قَلِيلٌ كَالْعَشَرَةِ.
73- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ [2] ع اللّيثيّ المدنيّ، أبو الوليد.
كَانَ يَأْتِي الْكُوفَةَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ تَزَوَّجَهَا شَدَّادٌ، فَوَلَدَتْ لَهُ هَذَا.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَطَلْحَةَ بْنِ عبيد الله، ومعاذ، وعليّ، وابن مسعود،
__________
[1] في الاستيعاب 2/ 384.
[2] انظر عن (عبد الله بن شدّاد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 61 و 6/ 126، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وتاريخ خليفة 283 و 287، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 26 و 28 و 119 و 187 و 303، والتاريخ الكبير 5/ 115 رقم 342، والتاريخ الصغير 1/ 179، وتاريخ الثقات للعجلي 261 رقم 832، والمعرفة والتاريخ 2/ 294 و 550 و 579 و 695، وتاريخ أبي زرعة 1/ 541، وتاريخ واسط 174، 175، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 283 و 5/ 341، والمعارف 66 و 282، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 231 و 3/ 44، 45، والجرح والتعديل 5/ 80 رقم 373، والثقات لابن حبّان 5/ 20، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 772، ورجال الطوسي 47 رقم 18، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 9/ 473، 474 رقم 5105، والسابق واللاحق 107، والاستيعاب 2/ 388، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 263، والتبيين في أنساب القرشيين 64 و 123، والكامل في التاريخ 4/ 477 و 483، وتاريخ الطبري 1/ 420 و 491 و 2/ 299 و 6/ 382، وعيون الأخبار 1/ 261، والعقد الفريد 2/ 408 و 3/ 186، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 272 رقم 309، وتهذيب الكمال 15/ 81- 85 رقم 3330، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 3/ 488، 489 رقم 110، والكاشف 2/ 85 رقم 2804، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 57 و 591، والمحبّر 108، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 147، وأسد الغابة 3/ 375، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وجامع التحصيل 259 رقم 369، والوافي بالوفيات 17/ 210 رقم 196، وتهذيب التهذيب 2575، 252 رقم 441، وتقريب التهذيب 1/ 422 رقم 374، والإصابة 3/ 60 رقم 6176، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال البخاري 1/ 410، 411 رقم 587، ورجال مسلم 1/ 369 رقم 804.

(6/111)


وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَمَنْصُورٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ، وَذَرٌّ الْهَمْدَانِيُّ.
وَعَدَّهُ خليفة في تابعييّ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] فِي الطَّبَقَةِ الأولى من تابعي أهل المدينة: روى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ شِيعيًّا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يَأْتِي الْكُوفَةَ كَثِيرًا فَيَنْزِلُهَا، وَخَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ [2] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السائب: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي قُمْتُ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى الظُّهْرِ، فَأَذْكُرُ فَضَائِلَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السلام، ثمّ أنزل فتضرب عنقي [3] .
رواها خَالِدٌ الطَّحَّانُ، ثنا عَطَاءٌ، فَذَكَرَهَا.
74- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ) [4] لَمْ يَلْحَقِ الرِّوَايَةَ عَنْ أَبِيهِ.
وَرَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مِنَ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
75- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضمرة [5] السّلوليّ) [6]- ت ق-
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 61.
[2] الطبقات 5/ 61.
[3] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 305 أ.
[4] انظر عن (عبد الله بن شرحبيل بن حسنة) في:
التاريخ الكبير 5/ 117 رقم 348، والمعرفة والتاريخ 1/ 375، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 629، والجرح والتعديل 5/ 81، 82 رقم 377، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 137 ب، وفيه ترجمة غير مكتملة، وأسد الغابة 3/ 183، والوافي بالوفيات 17/ 208 رقم 194.
[5] في طبعة القدسي 3/ 266 «حمزة» وهو تحريف.
[6] انظر عن (عبد الله بن ضمرة السلولي) في:

(6/112)


عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ أَخُو عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ.
76- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ [1] م ن زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حِزَامٍ، وَالِدُ الْفَقِيهِ إسحاق، وأخو أنس بن مالك لأمه.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي حَمَلَتْ بِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ لَيْلَةَ مَاتَ ابْنُهَا، فَأَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِي لَيْلَتِكُمْ [2] » .
__________
[ () ] التاريخ الكبير 5/ 122 رقم 361، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 827، والجرح والتعديل 5/ 88 رقم 400، والثقات لابن حبّان 5/ 34، و 51، وتهذيب الكمال 15/ 129، 130 رقم 3345، والكاشف 2/ 88 رقم 2819، وتهذيب التهذيب 5/ 266، 267 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 202.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي طلحة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 74- 76، وطبقات خليفة 337، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 829، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 562، والجرح والتعديل 5/ 57 رقم 267، والثقات لابن حبّان 3/ 243 و 5/ 13، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 136، والاستيعاب 2/ 313، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 272، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 273 رقم 310، وأسد الغابة 3/ 188، ورجال الطوسي 50 رقم 65، وتهذيب الكمال 15/ 133، 134 رقم 3348، والكاشف 2/ 88 رقم 2822، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 337، والوافي بالوفيات 17/ 184، 185 رقم 167، وجامع التحصيل 256 رقم 373، والبداية والنهاية 9/ 43، وتهذيب التهذيب 5/ 269 رقم 461، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، ورجال مسلم 1/ 364 رقم 789.
[2] أخرجه البخاري في كتاب العقيقة 6/ 216 باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعقّ عنه وتحنيكه. من طريق: يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الله بن عون، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبيّ، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم: هو أسكن ما كان، فقرّبت إليه العشاء، فتعشّى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: وار الصبيّ، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخبره فقال: «أعرستم الليلة» ؟ قال: نعم. قال: «اللَّهمّ بارك لهما في ليلتهما» فولد غلاما. قال لي أبو طلحة: احفظه حتى تأتي به النبيّ صلى الله عليه وسلّم فأتى به النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأرسلت معه

(6/113)


وَقِيلَ إِنَّ الصَّبِيَّ الَّذِي تُوُفِّيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ هُوَ أَبُو عُمَيْرٍ الَّذِي مَازَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمَّا وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا قَالَ أَنَسٌ: حَمَلْتُهُ وَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلَتْنِي بِهِ أُمِّي وَأَرْسَلَتْ مَعِي تَمْرَاتٍ فَحَنَّكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا بَعْدَ أَنْ مَضَغَهَا، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ.
تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بالمدينة زمن الوليد، وقيل: قُتِلَ بِفَارِسٍ، وَكَانَ لَهُ عَشَرَةُ أَوْلادٍ كُلُّهُمْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَرَوَى أَكْثَرُهُمُ الْعِلْمَ، وَاشْتَهَرَ مِنْهُمْ إِسْحَاقُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، رَوَيَا عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ، وَسُلَيْمَانُ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ، وَأَخِيهِ أَنَسٍ.
77- (عَبْدُ الله بن عامر بن ربيعة) [1]- ع- بن محمد العنزيّ، وعنز أخو
__________
[ () ] بتمرات، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «أمعه شيء» ؟ قالوا: نعم تمرات. فأخذها النبيّ صلى الله عليه وسلّم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في الصبيّ وحنّكه به وسمّاه عبد الله.
وأخرجه ابن سعد في طبقاته 5/ 75.
[1] انظر عَنْ (عبد الله بْن عامر بْن ربيعة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 9، والتاريخ لابن معين 2/ 314، 315، وتاريخ خليفة 277، وطبقات خليفة 23 و 63 و 235، والعلل لابن المديني 48 و 65، ومسند أحمد 3/ 447، والعلل لأحمد 1/ 78 و 273، والتاريخ الكبير 5/ 11 رقم 18، والمعرفة والتاريخ 1/ 251 و 358، وتاريخ الثقات للعجلي 263 رقم 832، وأنساب الأشراف 1/ 218 و 4 ق 1/ 563 و 5/ 73، وتاريخ الطبري 4/ 58 و 196 و 212 و 401 و 6/ 427، والجرح والتعديل 5/ 122 رقم 559، والمراسيل 102 رقم 159، والثقات لابن حبّان 3/ 219 و 5/ 61، والإكمال لابن ماكولا 7/ 44، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 245، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 371، والكامل في التاريخ 3/ 56 و 4/ 488 و 516 و 526، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 273 رقم 311، وتهذيب الكمال 15/ 140، 141 رقم 3352، وتحفة الأشراف 4/ 362 رقم 301، وسير أعلام النبلاء 3/ 521 رقم 128، وأسد الغابة 3/ 286، والعبر 1/ 100، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3375، والكاشف 2/ 89 رقم 2826، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 269 و 270 و 270 و 286 و 364 و 402 و 415 و 432 و 443 و 454 و 464 و 465، وميزان الاعتدال 2/ 449 رقم 4395، والبداية والنهاية 9/ 10، وجامع التحصيل 259 رقم 374، والوافي بالوفيات 17/ 228، 229 رقم 213، وتهذيب التهذيب 5/ 270، 271 رقم 425، والإصابة 2/ 329، 330 رقم 4778، وتقريب التهذيب 1/ 425 رقم 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 171، ومرآة الجنان 1/ 176، والعقد الثمين

(6/114)


بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الْمَدَنِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ.
اسْتَشْهَدَ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الطَّائِفِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَامِرٌ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.
وولد سنة ست من الهجرة، وروى عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ كَوْنِ الْحَدِيثِ فِيهِ إِرْسَالٌ هُوَ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» [1] .
رَوَى عَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.
78- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيُّ) [2]- م 4- قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان
__________
[5] / 185، وشذرات الذهب 1/ 96، ورجال البخاري 1/ 395 رقم 558، ورجال مسلم 1/ 347 رقم 747.
[1] أخرجه في كتاب الأدب (4991) باب في التشديد في الكذب، من طريق ابن عجلان، أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدّثه، عن عبد الله بن عامر، أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أردت أن تعطيه» ؟ قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» .
وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 447، وابن سعد في الطبقات 5/ 9.
[2] انظر عن (عبد الله بن عكيم الجهنيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 113- 115، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15723، والتاريخ لابن معين 2/ 320، ومعرفة الرجال له 1/ 123 رقم 607، ومسند أحمد 4/ 310، وطبقات خليفة 121 و 139، والتاريخ الكبير 5/ 39 رقم 67، والضعفاء الصغير 265 رقم 180 (وفيه حكيم) بدل «عكيم» وهو تحريف، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 850، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 168، والمعرفة والتاريخ 1/ 231 و 2/ 642 و 677 و 678 و 3/ 164، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431، وتاريخ الطبري 4/ 252 و 352، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 596، 597 و 5/ 102، 103، والجرح والتعديل 5/ 121 رقم 556، والمراسيل 103، 104 رقم 163، والثقات لابن حبّان 3/ 247، وتاريخ بغداد 10/ 3، 4 رقم 5115، وجمهرة أنساب العرب 445، والاستيعاب 2/ 398، 399، والأنساب 3/ 394، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، وأسد الغابة 3/ 226، وتهذيب الكمال 15/ 317- 320 رقم 3432، وتحفة الأشراف 5/ 316، 317 رقم 308، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3424، وسير أعلام النبلاء 3/ 510- 512 رقم 120، والكاشف 2/ 99 رقم 2896،

(6/115)


وَثَمَانِينَ، وَاخْتَلَفُوا فِي صُحْبَتِهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ: «لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [1] . رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنِ ابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ أَبِي يُحِبُّ عُثْمَانَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يُحِبُّ عَلِيًّا وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَذْكُرَانُهُمَا بِشَيْءٍ قَطُّ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَاحِبَكَ صَبَرَ أَتَاهُ النَّاسُ [2] .
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ قَدْ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
79- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَيْلانَ) [3] بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ.
نَزَلَ دِمَشْقَ، وَوَلاهُ مُعَاوِيَةَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ.
وَحَدَّثَ عَنِ. ابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وغيرهما.
روى عنه: يزيد بن ظبيان الجنبي [4] ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة،
__________
[ () ] وجامع التحصيل 261 رقم 384، وتهذيب التهذيب 5/ 223، 224 رقم 554، وتقريب التهذيب 1/ 434 رقم 482، والإصابة 2/ 346 رقم 4831 و 3/ 92 رقم 6335، وخلاصة تذهيب التهذيب 175، ورجال مسلم 1/ 347 رقم 749، والغدير للأميني 9/ 143 رقم 28.
[1] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (4127) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب الميتة و (4128) ، وأخرجه الترمذي في اللباس (1783) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة 7/ 175 باب ما يدبغ به جلود الميتة، وابن سعد في الطبقات 6/ 113.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 114.
[3] انظر عن (عبد الله بن عمرو بن غيلان) في:
تاريخ خليفة 223، والتاريخ الكبير 5/ 153 رقم 463، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 161 و 241 و 283، وتاريخ الطبري 5/ 216 و 295 و 298 و 299، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 296، والجرح والتعديل 5/ 117 رقم 534، والثقات لابن حبّان 5/ 67، والكامل في التاريخ 3/ 498 و 501، والوافي بالوفيات 17/ 383 رقم 314، ولسان الميزان 3/ 322 رقم 1329.
[4] مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 239) وقيّدها بفتح الجيم وسكون النون، نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن.. وإنما قيل لهم جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة.

(6/116)


وقتادة بن دعامة.
ولي البصرة بعد سمرة بن جندب سنة خمس وخمسين.
80- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ) [1] أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ الدمشقي القاري.
رأى عثمان، وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُمْعَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ، وَكَعْبٍ.
روى عنه: الزهري، ورجاء بن أبي سلمة.
يحول من هذه الطبقة، فإن عمر بن عبد العزيز استعمله في شيء.
81- عبد الله بن غالب [2] الحداني [3] ت بخ [4] البصريّ، عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقَاصُّهُمْ، يُكَنَّى أَبَا فِرَاسٍ، وَقِيلَ أَبَا قُرَيْشٍ.
لَهُ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ السُّلَمِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، وَأَبُو مُسْلِمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَتَادَةُ، وَالْقَاسِمُ بن الفضل الحدّانيّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عوف) في:
التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 479، وتاريخ الثقات 270 رقم 858، والمعرفة والتاريخ 1/ 402 و 607 و 2/ 299 و 366 و 373، وتاريخ أبي زرعة 1/ 68، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 577، والوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 321.
[2] انظر عن (عبد الله بن غالب) : في:
طبقات ابن سعد 7/ 225، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 326، وتاريخ خليفة 281 و 282 و 286، والتاريخ الكبير 5/ 166، 167 رقم 526، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 862، والجرح والتعديل 5/ 134 رقم 626، والثقات لابن حبان 5/ 20، والإكمال لابن ماكولا 7/ 114، والأنساب 4/ 76، وتهذيب الكمال 15/ 419- 423 رقم 3476، والكاشف 2/ 104 رقم 2938 وفيه (الحدّابي) وهو تحريف، وتهذيب التهذيب 5/ 354، 355 رقم 607، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 533، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 656، وصفة الصفوة 3/ 334 رقم 540.
[3] الحدّاني: بضم الحاء وتشديد الدال المهملة، نسبة إلى حدّان، بطن من الأزد. (اللباب 1/ 283) .
[4] «بخ» رمز للبخاريّ في كتاب الأدب المفرد.

(6/117)


أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، وَأَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ قَالا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ، وَسُوءُ الْخُلُقِ» [1] . وَأُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا صَدَقَةُ بِهَذَا، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الْفَلاسِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ وَيَقُولُ: لِهَذَا خُلِقْنَا وَبِهَذَا أُمِرْنَا، وَيُوشِكُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ أَنْ يكفوا ويحمدوا [2] .
قال نصر: وأخبرنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ كَانَ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: مَا أَرَى أَعْيُنَهُمُ انْفَقَأَتْ، وَلا ظُهُورَهُمُ انْدَقَّتْ، وَاللَّهُ يَأْمُرُنَا يَا حَسَنُ أَنْ نَذْكُرَهُ كَثِيرًا، وَتَأْمُرُنَا أَنْ نَذْكُرَهُ قَلِيلا كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ 96: 19 [3] ، ثُمَّ سَجَدَ. قَالَ الْحَسَنُ: باللَّه مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، مَا أَدْرِي أَسْجُدُ أَمْ لا [4] . - قَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَجَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ، وَمَضَى رَجُلٌ إِلَى الْجِسْرِ فَاشْتَرَى حَاجَةً وَرَجَعَ، وَهُوَ سَاجِدٌ [5] .
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ غَالِبٍ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ سَفَهَ أَحْلامِنَا، ونقص علمنا [6] ، واقتراب،
__________
[1] أخرجه الترمذي في كتاب البرّ والصلة (2028) باب ما جاء في البخل، عن أبي حفص عمرو بن علي، حدّثنا أبو داود، حدّثنا صدقة بن موسى، بإسناده.
[2] تهذيب الكمال 15/ 419 وفيه «يكافئوا ويحمدوا» .
[3] سورة العلق الآية 19.
[4] تهذيب الكمال 15/ 420.
[5] تهذيب الكمال 15/ 420.
[6] في طبعة القدسي 3/ 268 «عملنا» والتصويب من تهذيب الكمال.

(6/118)


آجَالِنَا، وَذَهَابَ الصَّالِحِينَ مِنَّا [1] .
الْقَوَارِيرِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو فُلانٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ رَأَيْتُ ابْنَ غَالِبٍ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَانَ صَائِمًا فِي الْحَرِّ، وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَكَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: رُوحُوا إِلَى الْجَنَّةِ، فَنَادَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ: أَبَا فِرَاسٍ أَنْتَ آمِنٌ أَنْتَ آمِنٌ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا دُفِنَ كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ كَأَنَّهُ مِسْكٌ يَصُرُّونَهُ فِي ثِيَابِهِمْ [2] .
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
82- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخٍ) [3] .
سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَزَيْدُ بْنُ سَلامٍ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : رَوَى عَنْهُ مُبَارَكٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: مَا هُوَ بِمَجْهُولٍ.
83- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ) [6]- د ن ق- أبو بشر، وقيل أبو
__________
[1] تهذيب الكمال 15/ 421.
[2] تهذيب الكمال 15/ 420، 421.
[3] انظر عن (عبد الله بن فرّوخ الشامي) في:
التاريخ الكبير 5/ 170 رقم 538، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 863، والجرح والتعديل 5/ 137 رقم 638، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 1882، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، وتهذيب الكمال 15/ 424- 427 رقم 3479، والكاشف 2/ 105 رقم 2941، وميزان الاعتدال 2/ 471 رقم 4505، والمغني في الضعفاء 1/ 351 رقم 3304، وتهذيب التهذيب 5/ 355 رقم 610، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 536، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، والوافي بالوفيات 17/ 399 رقم 334، ورجال مسلم 1/ 382 رقم 842.
[4] في تاريخه 271 رقم 863.
[5] في الجرح والتعديل 5/ 137 رقم 638.
[6] انظر عن (عبد الله بن فيروز الديلميّ) في:
تاريخ الدارميّ، رقم 631، والتاريخ الكبير 5/ 80، 81 رقم 220، والمعرفة والتاريخ 2/ 290 و 293 و 367 و 521 و 3/ 386، وتاريخ أبي زرعة 1/ 336 و 338 و 601، والثقات

(6/119)


بسر [1] ، أَخُو الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، ويحيى بن أبي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ يَسْكُنُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] .
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ مِمَّنْ يَخْدِمُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.
__________
[ () ] لابن حبّان 5/ 23، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 79 ب، وتهذيب الكمال 15/ 435- 437 رقم 3484، والكاشف 2/ 105 رقم 2946، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3470، والإصابة 3/ 138، 139 رقم 6626، وتهذيب التهذيب 5/ 358 رقم 615، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 210.
[1] قال الحاكم في الأسامي والكنى، ورقة 79 ب، 80 أ: أبو بشر عبد الله بن الديلميّ، واسم الديلميّ فيروز الشامي، عن حنش الصنعاني، روى عنه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني، كناه لنا محمد بن سليمان، نا محمد يعني ابن إسماعيل قال: وقال ضمرة، عن السيباني، عن عبد الله بن الديلميّ: أتيت الأردن فلقيت حنش الصنعاني فقال لي: يا با بشر.
هكذا قاله محمد بن إسماعيل البخاري على حسب ما أخرجته. أبو بشر بالشين. وتابعه عليه مسلم بن الحجّاج القشيري وأخرجه في كتابه الكنى في باب أبي بشر، وكلاهما أخطئا فيه.
علمي إنّما هو أبو بسر عبد الله بن الديلميّ الشامي.
وساق الحاكم حديثين للتأكيد على كنيته بأبي بسر (بالسين المهملة) ، وقال: أبو بسر بالسين لا أبو بشر، وخليقا أن يكون محمد بن إسماعيل- رحمة الله عليه- مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقله مسلم بن الحجّاج من كتابه تابعه على زلّته، ومن تأمّل كتاب مسلم بن الحجّاج في الأسامي والكنى علم أنه منقول من كتاب محمد بن إسماعيل حذو القذّة بالقذّة حتى لا يزيد عليه إلّا ما يسهل على العادّ عدده، وتجلّد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائليه ورواته، وحكاه حكاية مجرّدة، وكتاب محمد بن إسماعيل رحمة (وردت:
رحمت- بالتاء الممدودة) الله عليه في التاريخ كتاب لم يسبق إليه، ومن ألّف (وفيه: اللف) بعده شيئا من التاريخ أو الأسامي والكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة وأبي حاتم ومسلم بن الحجّاج، ومنهم من حكاه عن محمد بن إسماعيل. والله يرحم محمد بن إسماعيل فإنّه الّذي أصّل الأصل وما سواه عليه وبال، منه يستفاد وبه يقتدى، وإن كابر العيان مكابر وعاند الحق معاند، فليس تخفى صورة الحق عند ذوي الألباب.
[2] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال.

(6/120)


84- (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ) [1]- م 4- بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ القرشيّ المطّلبيّ المدنيّ.
قِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وزيد بن خالد الجهني.
روى عنه: ابنه المطلب، وإسحاق بن يسار أبو محمد، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ.
ووفد على عبد الملك، وكان قاضي المدينة في أيامه، وولي له بالبصرة أيضا.
85- (عبد الله بن معانق) [2] أبو معانق الأشعري الشامي، وقيل الأزدي روى عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَعَبْدِ الله بن سلام.
وعنه: شهر بن حوشب، ويحيى بن أبي كثير، وأبو سلام ممطور، وبسر بن عبيد الله.
قال البرقاني، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: مَجْهُولٌ لا شَيْءٌ [3] ، قَالَ: أَمَّا الجهالة فمعدومة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن قيس بن مخرمة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 239، وتاريخ خليفة 293 و 296، والتاريخ الكبير 5/ 172 رقم 547، والمعرفة والتاريخ 1/ 296 و 466 و 467، وأنساب الأشراف 5/ 374، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 124، 125، والثقات لابن حبّان 5/ 10 و 44، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 471، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، والتبيين في أنساب القرشيين 206، وتاريخ الطبري 6/ 201، والكامل في التاريخ 4/ 373، والكاشف 2/ 107 رقم 2955، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3495، وتهذيب الكمال 15/ 453- 456 رقم 3492، وجامع التحصيل 262 رقم 391، وتهذيب التهذيب 5/ 363، 364 رقم 626، وتقريب التهذيب 1/ 441 رقم 552، وخلاصة تذهيب التهذيب 210، ورجال مسلم 1/ 383 رقم 845.
[2] انظر عن (عبد الله بن معانق) في:
التاريخ الكبير 5/ 194 رقم 614، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 889، والجرح والتعديل 5/ 168 رقم 777، والثقات لابن حبّان 5/ 36، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود- عبد الحميد بن بكار) 151- 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، وميزان الاعتدال 2/ 506 رقم 4616، والكاشف 2/ 118 رقم 3032، وتهذيب التهذيب 6/ 38 رقم 63، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 215.
[3] تاريخ دمشق 155.

(6/121)


86- (عبد الله بن معقل [1] بن مقرّن) [2]- سوى ق- المزنيّ، أبو الوليد الكوفيّ. لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
وَهُوَ أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ.
روى عنه: أبو إسحاق، وعبد الملك بن عمير، ويزيد بن أبي زياد، وأبو إسحاق الشيباني، وغيرهم.
قَالَ أَحْمَد العجلي [3] : ثقة من خيار التابعين، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
87- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ الزّمّانيّ [4]
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 270 «ابن مغفل» وهو وهم، لأن ابن المغفّل صحابي وكنيته غير أبي الوليد.
[2] انظر عن (عبد الله بن معقل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 175 (وفيه ابن معقل) ، وطبقات خليفة 153 (وفيه ابن معقل) ، وتاريخ خليفة 146، والتاريخ الصغير 94، والتاريخ الكبير 5/ 195 رقم 615 (وفيهما «ابن معقل» ) ، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 891، (وفيه ابن معقل) ، والتاريخ لابن معين 2/ 332، 333 (وفيه: ابن معقل) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 248 (وهو على الظنّ) ، والمحبّر 124 و 281، والمعرفة والتاريخ 2/ 582 و 3/ 105 و 135 و 136 و 137 و 190 و 362، وتاريخ أبي زرعة 1/ 529، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 234، والمعارف 297 و 467 و 487، (وكلها: ابن معقل) ، وتاريخ الطبري 3/ 102، والجرح والتعديل 5/ 169 رقم 780 (ابن معقل) ، وتاريخ الثقات لابن حبّان 5/ 35، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 695 و 771 (ابن معقل) ، وجمهرة أنساب العرب 202، والكامل في التاريخ 2/ 278 و 4/ 44، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 745، وتحفة الأشراف 7/ 172- 181 رقم 320، وسير أعلام النبلاء 4/ 206 رقم 83، (وفيه: ابن معقل) ، والكاشف 2/ 119 رقم 3037، والوافي بالوفيات 17/ 628 رقم 532، وجامع التحصيل 264 رقم 397، وطبقات الفقهاء للشيرازي 51، وتهذيب التهذيب 6/ 40، 41 رقم 69، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 656، والإصابة 3/ 142 رقم 6643 (وفيه: ابن مغفل) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، ورجال البخاري 1/ 428 رقم 623، ورجال مسلم 1/ 388 رقم 859، وعلل أحمد، رقم 53 و 4030.
[3] في تاريخ الثقات 280 رقم 891.
[4] قيّده عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) 20 أبكسر الزاي المشدّدة. والنسبة إلى زمّان وهو ابن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من ربيعة.
وفي الأزد زمّان بن مالك بن جديلة، وفي الأزد أيضا زمّان بن تيم الله بن حقال بن أنمار، وفي

(6/122)


الْبَصْرِيُّ) [1]- م 4- رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
88- (عَبْدُ اللَّهِ بن نجي الحضرمي الكوفي) [2]- د ن ق- عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَحُذَيْفَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، وَالْحَارِثُ الْعِجْلِيُّ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
89- (عَبْدُ الله بن أبي الهذيل) [3]- م ت ن-
__________
[ () ] قضاعة: زمّان بن حزيمة بن نهد، وفي هوازن: زمّان بن عديّ بن جشم بن معاوية بن بكر.
(الأنساب 6/ 296، 297، واللباب 2/ 73، 74) .
[1] انظر عن (عبد الله بن معبد الزّمّانيّ) في:
طبقات خليفة 209 وقد تحرّفت فيه النسبة إلى «الرّمّاني» وقيّده بالراء المشدّدة، والتاريخ الكبير 5/ 198 رقم 622، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 890، وتاريخ الطبري 2/ 293، والجرح والتعديل 5/ 173 رقم 805، والثقات لابن حبّان 5/ 36، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، 745، والكاشف 2/ 119 رقم 3036، والوافي بالوفيات 17/ 628 رقم 531، وميزان الاعتدال 2/ 507 رقم 4618، وتهذيب التهذيب 6/ 40 رقم 67، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 654، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، ورجال مسلم 1/ 391 رقم 865.
[2] انظر عن (عبد الله بن نجيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 234، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 899، والجرح والتعديل 5/ 184 رقم 858، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والمراسيل لابن أبي حاتم 110 رقم 175، وتهذيب التهذيب 6/ 55 رقم 103، وتقريب التهذيب 1/ 456 رقم 692، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، وجامع التحصيل 264 رقم 401.
[3] انظر عن (عبد الله بن أبي الهذيل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 115، 116، وطبقات خليفة 156، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ 224 رقم 768، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 904، والتاريخ الكبير 5/ 222، 223 رقم 727، والمعرفة والتاريخ 2/ 557 و 816 و 817، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، والجرح والتعديل 5/ 196 رقم 908، والثقات لابن حبّان 5/ 25، وحلية الأولياء 4/ 358- 364 رقم 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 750، والكاشف 2/ 124 رقم 3072، وسير أعلام النبلاء 4/ 170، 171 رقم 61، وتهذيب التهذيب 6/ 62 رقم 121، وتقريب التهذيب 1/ 458 رقم 709، وغاية النهاية 1/ 462، 463 رقم 1926، وجامع التحصيل 265 رقم 404، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، ورجال مسلم 1/ 398 رقم

(6/123)


أبو المغيرة العنزيّ [1] الكوفيّ، الْعَابِدُ الْوَرِعُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْكِبَارِ.
رَوَى عَنْهُ: الأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَوَاصِلُ الأَحْدَبُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ.
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَكَأَنَّهُ مذعور [2] .
وقال العوامّ بن حوشب: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: إِنِّي لأَتَكَلَّمُ حَتَّى أَخْشَى اللَّهَ، وَأَسْكُتُ حَتَّى أَخْشَى اللَّهَ [3] 90- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ الْبَصْرِيُّ [4] م د صَاحِبُ السِّقَايَةَ، وَهُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُرْثُنٍ، أَوِ ابْنِ بُرْثُمٍ [5] ، وَكَانَتْ أُمُّ بُرْثُنٍ قَدْ تَبَنَّتْهُ، وَهُوَ مَجْهُولُ الأَبِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ، إِنَّمَا نُسِبَ إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وجابر.
__________
[881،) ] وصفة الصفوة 3/ 33 رقم 387.
[1] العنزي: بفتح العين المهملة، والنون، وكسر الزاي.
هذه النسبة إلى عنزة، وهو حيّ من ربيعة، وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. (الأنساب 9/ 76، واللباب 2/ 361، 362) .
[2] حلية الأولياء 4/ 358.
[3] حلية الأولياء 4/ 358، 359.
[4] انظر عن (عبد الله بن آدم البصري) في:
طبقات خليفة 204، والتاريخ لابن معين 2/ 343، والتاريخ الكبير 5/ 254 رقم 818، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 989، والثقات لابن حبّان 5/ 83، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 424 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 773، وسير أعلام النبلاء 4/ 252، 253 رقم 92، والكاشف 2/ 138 رقم 3175، وتهذيب التهذيب 6/ 134 رقم 277) ، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 859، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، ورجال مسلم 1/ 404 رقم 898، والعلل لأحمد رقم 1345.
[5] بضم الموحّدة والمثلّثة، كما في الخلاصة.

(6/124)


وعنه: أبو العالية الرياحي- وهو أكبر منه-، وقتادة، وسليمان التيمي، وعوف الأعرابي.
قال المدائني: استعمل عبيد الله بن زياد عبد الرحمن بن أُمِّ بُرْثُنٍ، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ، فَعَزَلَهُ وَأَغْرَمَهُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَخَرَجَ إِلَى يَزِيدَ، قَالَ: فَنَزَلْتُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ، وَضُرِبَ لِيَ خِبَاءٌ وَحُجْرَةٌ، فإني لجالس إذا كلب سلوقي [1] قد دخل في عنقه طوق من ذهب، فأخذته، وطلع فارس، فلما رأيته هبته، فأدخلته الحجرة، وأمرت بفرسه فجرد، فلم ألبث أَنْ تَوَافَتِ الْخَيْلُ، فَإِذَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لِي بَعْدَ مَا صَلَّى: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَتَبْتُ لَكَ مِنْ مَكَانِكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتَ. قَالَ: فَأَمَرَ فَكَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنْ رُدَّ عَلَيْهِ مِائَةَ أَلْفٍ، فَرَجَعْتُ، قَالَ: وَأَعْتَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَوْمَئِذٍ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كُتِبَ لَهُ فِيهِ الْكِتَابُ ثَلاثِينَ مَمْلُوكًا، وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ مَعِي فَلْيَرْجِعْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَأَلَّهُ [2] .
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَرَمَى غُلامًا لَهُ يَوْمًا بِسَفُّودٍ فَأَخْطَأَهُ، وَأَصَابَ ابْنَهُ، فَنَثَرَ دِمَاغَهُ، فَخَافَ الْغُلامُ، فَدَعَاهُ وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِكَ لِأَنِّي رَمَيْتُكَ مُتَعَمِّدًا، فَلَوْ قَتَلْتُكَ هَلَكْتُ، وَأَصَبْتَ ابْنِي خَطَأً، ثُمَّ عَمِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدُ، وَمَرِضَ، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ لا يُصَلِّي عَلَيْهِ الْحَكَمُ، يَعْنِي ابْنَ أَيُّوبَ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ، وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ، وَشُغِلَ الْحَكَمُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ [3] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: إِنَّ أُمَّ بُرْثُنٍ كَانَتْ تُعَالِجُ الطِّيبَ، وَتُخَالِطُ نِسَاءَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَأَصَابَتْ غُلامًا لَقَطَتْهُ فَرَبَّتْهُ وَتَبَنَّتْهُ، وَسَمَّتْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَنَشَأَ، فَوَلاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ [4] .
قُلْتُ: وَكَانَ الْحَكَمُ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الأَشْعَثِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
__________
[1] الكلب السّلوقي: كلب الصيد.
[2] التألّه: التنسّك والتعبّد، على ما في القاموس المحيط للفيروزآبادي. والخبر في تاريخ دمشق 9/ 24 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 773.
[3] تهذيب الكمال 2/ 773.
[4] تهذيب الكمال 2/ 773.

(6/125)


وَثَمَانِينَ هَرَبَ الْحَكَمُ وَلَحِقَ بِالْحَجَّاجِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَاتَ قَبْلَ خُرُوجِ ابن الأشعث.
91- (عبد الرحمن بن حجيرة) [1]- م 4- الخولانيّ البصريّ القاضي.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَنَضْلَةُ بْنُ كُلَيْبٍ.
وَكَانَ أَمِيرُ مِصْرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ قَدْ جَمَعَ لَهُ الْقَضَاءَ وَالْقَصَصَ وَبَيْتَ الْمَالِ، وَكَانَ رِزْقُهُ فِي الْعَامِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَلا يَدَّخِرُهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ [2] .
كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
92- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ الْهَمْدَانِيُّ) [3]- 4- كَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ [4] .
وَقَدْ حدّث عن البراء بن عازب.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن حجيرة) في:
التاريخ الكبير 5/ 276 رقم 894، وتاريخ الثقات للعجلي 291 رقم 946، والمعرفة والتاريخ 2/ 508 و 511، والجرح والتعديل 5/ 227 رقم 1069، والثقات لابن حبّان 5/ 96، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 782، 783، والكاشف 2/ 143 رقم 3214، وتهذيب التهذيب 6/ 160 رقم 326، وتقريب التهذيب 1/ 477 رقم 908، وخلاصة تذهيب التهذيب 226، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 44 و 3/ 225 و 229 و 335، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 925، والبداية والنهاية 9/ 51 وفيه تحرّف إلى (ابن جحيرة) ، ورجال مسلم 1/ 408 رقم 911.
[2] تهذيب الكمال 2/ 782، 783.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عوسجة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 230، وطبقات خليفة 150، وتاريخ خليفة 282 و 286، والتاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1037، وتاريخ الثقات للعجلي 297 رقم 971، وتاريخ الطبري 6/ 343، والجرح والتعديل 5/ 270 رقم 1276، والثقات لابن حبّان 5/ 99، ورجال الطوسي 48 رقم 22، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 808، 809، والكاشف 2/ 159 رقم 3325، وتهذيب التهذيب 6/ 244 رقم 489، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1069، وخلاصة تذهيب التهذيب 232.
[4] تاريخ خليفة 282 وطبقاته 150.

(6/126)


رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَقَبَّانُ النَّهْمِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقِيلَ: كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرِهِ.
93- عَبْدُ الرحمن بن أبي ليلى [1] ع أَبُو عِيسَى الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ أَبُو مُحَمَّدٍ الفقيه المقرئ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي ليلى) في:
طبقات ابن سعد 6/ 109- 113، وطبقات خليفة 150، وتاريخ خليفة 283 و 287 و 367 و 371 و 408 و 434، والتاريخ لابن معين 2/ 356، 357، ومعرفة الرجال له 2/ 234 رقم 801، والتاريخ الصغير 90، والتاريخ الكبير 5/ 368، 369 رقم 1164، وتاريخ الثقات للعجلي 298 رقم 978، والمعرفة والتاريخ 1/ 224 و 259 و 493 و 2/ 22 و 23 و 90 و 225 و 401 و 579 و 617 و 618 و 642 و 678 و 684، 685 و 711 و 717 و 817 و 3/ 79- 81 و 94 و 129 و 134 و 333، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 541 و 549 و 667 و 2/ 270، 671، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 267 و 595 و 597 و 5/ 101 و 102 و 196، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 244 و 400 و 408، وتاريخ الطبري 4/ 477 و 499 و 500 و 6/ 350 و 357 و 367، والجرح والتعديل 5/ 301 رقم 1424، والثقات لابن حبّان 5/ 100، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 758، والمراسيل 125 رقم 213، ورجال الطوسي 48 رقم 28، وتاريخ بغداد 10/ 199- 202 رقم 5348، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 813، 814، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 303، 304 رقم 361، وجمهرة أنساب العرب 335، ووفيات الأعيان 2/ 359 رقم 83، وسير أعلام النبلاء 4/ 262- 267 رقم 96، والعبر 1/ 96، وتذكرة الحفّاظ 1/ 55، والكاشف 2/ 162 رقم 3344، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 216، والكامل في التاريخ 4/ 472 و 478 و 483، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 114 و 150 و 153 و 202 و 207 و 418 و 490 و 556 و 595 و 598 و 619 و 622 و 626 و 632، ودول الإسلام 1/ 59، وجامع التحصيل 275 رقم 452، والوفيات لابن قنفذ 94 رقم 83، والزهد لابن المبارك 406 و 480 وملحقه 79 رقم 282، والعقد الفريد 2/ 126 و 2/ 175 و 446 و 3/ 5 و 5/ 31 و 32 و 6/ 294، وغاية النهاية 1/ 376، 377 رقم 1602، وتهذيب التهذيب 6/ 260- 262 رقم 515، وتقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1094، والإصابة 2/ 420 رقم 5192، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وطبقات الحفّاظ 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، وطبقات المفسّرين 1/ 269، وشذرات الذهب 1/ 92، ورجال البخاري 1/ 459، 460 رقم 688، ورجال مسلم 1/ 424، 425 رقم 954، وآثار البلاد 72.

(6/127)


روى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأُبَيّ بن كعب، وَصُهَيْبٍ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بن عبادة، وأبي أيّوب، وَالْمِقْدَادِ- وَرِوَايَتِهِ عَنْ مُعَاذٍ فِي السُّنَنِ [1] الأَرْبَعَةِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ- وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَلِأَبِيهِ صُحْبةٌ.
وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَهُوَ يَصْغُرُ عَنِ السَّمَاعِ مِنْهُ، بَلْ رَآهُ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [2] ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْمَشُ، وَكَانَ قَدْ أَخَذَ عَنْ عَلِيٍّ الْقُرْآنَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ كَأَنَّهُ أَمِيرٌ. وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ لِرَجُلٍ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَدُلُّنِي عَلَى مَا تُرِيدُونَ، نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي كَذَا، وَهَذِهِ فِي كَذَا [3] .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ، إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنْ شَيْءٍ وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ [4] .
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْقَضَاءِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، ثُمَّ ضُرِبَ لَيَسُبَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ بِابْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ أَنَّ النِّسَاءَ وَلَدْنَ مِثْلَ هَذَا [5] .
قُلْتُ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَدْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ، فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ
__________
[1] في الأصل «سنن» .
[2] في الأصل «عيينة» .
[3] التاريخ الكبير 5/ 368.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 110.
[5] تاريخ بغداد 10/ 200.

(6/128)


الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَغَرِقَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ، وَقِيلَ قُتِلَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ [1] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ، وَقِيلَ: ابْنُ بِلالٍ، وَقِيلَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كَلْفَةَ [2] .
وَقَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفَدَ أَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: صَحِبْتُ عَلِيًّا فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ بَاطِلٌ [3] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ، وَكَأَنَّ ظَهْرَهُ مِسْحٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنِهِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ: الْعَنِ الْكَذَّابِينَ، فَيَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ. قَالَ: وَأَهْلُ الشَّامِ كَأَنَّهُمْ حَمِيرٌ لا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ، وَهُوَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اللَّعْنِ [4] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: افْتُقِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِمَسْكِنَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاقْتَحَمَ بِهِمَا فَرَسَاهُمَا الْفُرَاتَ، فَذَهَبَا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ بِوَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ.
94- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ [5] ابن قيس الكنديّ، أمير سجستان.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 201.
[2] قال ابن الأثير في (المرصّع- ص 63) : «إذا أطلق المحدّثون «ابن أبي ليلى» فإنّما يعنون عبد الرحمن، وإذا أطلق الفقهاء «ابن أبي ليلى» فإنّما يعنون محمدا ابنه، وهو إمام مشهور في الفقه، صاحب مذهب وقول» .
[3] انظر نحوه في طبقات ابن سعد 6/ 113.
[4] المعرفة والتاريخ 2/ 618، وابن سعد 6/ 112، 113، وحلية الأولياء 4/ 351.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث) في:
المعارف 127 و 244 و 334 و 337 و 345 و 404 و 411 و 414 و 445، و 446، و 469 و 484 و 536، وأنساب الأشراف 3/ 289، و 4 ق 1/ 353 و 373 و 4/ 60 و 77 و 153 و 5/ 152 و 229 و 260 و 262 و 263 و 276، والأخبار الموفقيّات 348 و 478، وفتوح البلدان 80

(6/129)


قَدْ ذَكَرْنَا حُرُوبَهُ لِلْحَجَّاجِ، وَآخِرُ الأَمْرِ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْمَلِكِ رُتْبِيلَ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو: لا أَدْخُلُ مَعَكَ لِأَنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ، وَكَأَنِّي بِكِتَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ جَاءَ إِلَى رُتْبِيلَ يُرَغِّبُهُ وَيُرْهِبُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَعَثَ بك سلما أو قتلك، ولكن هاهنا خَمْسَمِائَةٍ قَدْ تَبَايَعْنَا عَلَى أَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً وَنَتَحَصَّنُ فِيهَا، وَنُقَاتِلُ حَتَّى نُعْطَى أَمَانًا أَوْ نَمُوتُ كِرَامًا، فَقَالَ: أَمَّا لَوْ دَخَلْتَ مَعِي لَوَاسَيْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَأَقَامَ الْخَمْسُمِائَةٍ حَتَّى قَدِمَ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَقَاتَلُوا حَتَّى أَمَّنَهُمْ وَوَفَى لَهُمْ. وَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ فِي شَأْنِ ابْنِ الأَشْعَثِ، إِلَى أَنْ بَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، وَتَرَكَ لَهُ الْحِمْلَ [1] الَّذِي كَانَ يُؤَدِّيهِ سَبْعَ سِنيِنَ [2] .
وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَصَابَهُ سُلٌّ وَمَاتَ، فَقَطَعُوا رَأْسَهُ، وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ.
وَيُرْوَى أَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَ إِلَى رُتْبِيلَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ عُمَارَةَ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا يَطْلُبُونَ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَبَى أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي سُبَيْعٍ، فَأَرْسَلَهُ مَرَّةً إِلَى رُتْبِيلَ، فَخَفَّ عَلَى رُتْبِيلَ، وَاخْتَصَّ بِهِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث لأخيه: إِنِّي لا آمَنُ غَدْرَ هَذَا، فَاقْتُلْهُ، فَهَمَّ
__________
[ () ] و 366 و 397 و 426 و 460 و 481 و 504، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 279 و 310، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 159 و 161 و 3/ 352، 353، والأخبار الطوال 240 و 316 و 318 و 320، وتاريخ الطبري 6/ 264- 266 و 326- 328 و 337- 341 و 344- 346 و 368- 370 و 380- 382 و 389- 391 وانظر فهرس الأعلام 10/ 321، والمعرفة والتاريخ 3/ 381، وتاريخ خليفة 275 و 295، وجمهرة أنساب العرب 425 وانظر فهرس الأعلام 594، ومقاتل الطالبيّين 103، والخراج وصناعة الكتابة 398، والبدء والتاريخ 6/ 35، ومروج الذهب 2063- 2065 و 2081 و 2095 و 2109 و 2111 و 2317 و 2119 و 2288 و 2428، ولطف التدبير 226، ونشوار المحاضرة 5/ 55، والمرصّع لابن الأثير 68، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 217، والعقد الفريد 1/ 142 و 2/ 464، وعيون الأخبار 1/ 122، وتاريخ حلب للعظيميّ 89 و 104، ونهاية الأرب 21/ 233 وما بعدها، وثمار القلوب 474 و 481، ووفيات الأعيان 7/ 114، والعبر 1/ 90 و 97، وسير أعلام النبلاء 4/ 183، 184 رقم 74، والبداية والنهاية 9/ 53، وفوات الوفيات 2/ 192، والتذكرة الحمدونية 2/ 62 و 454 وتخليص الشواهد 305.
[1] كذا في الأصل، ولعله «الجعل» . وفي تاريخ الطبري: «ترك له الصلح» .
[2] تاريخ الطبري 6/ 390.

(6/130)


بِهِ، وَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَخَافَ، فَوَشَى بِهِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَخَوَّفَهُ الْحَجَّاجَ، وَهَرَبَ سِرًّا إِلَى عُمَارَةَ، فَاسْتَجْعَلَ فِي ابْنِ الأَشْعَثِ أَلْفَ أَلْفٍ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ عُمَارَةُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِ عُبَيْدًا وَرُتْبِيلَ مَا طَلَبَا، فَاشْتَرَطَ أَشْيَاءَ فَأُعْطِيَهَا، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ وَإِلَى ثَلاثِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَدْ أَعَدَّ لَهُمُ الْجَوَامِعَ وَالْقُيُودَ فَقَيَّدَهُمْ، وَأَرْسَلَهُمْ جَمِيعًا إِلَى عُمَارَةَ، فَلَمَّا قَرُبَ ابْنُ الأَشْعَثِ أَلْقَى نَفْسَهُ مِنْ قَصْرٍ فَمَاتَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [1] .
95- (عَبْدُ الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاريّ) [2]- خ ت- وهو عبد الرحمن بن سهل.
سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقِيلَ لَقِيَ عُثْمَانَ.
وَعَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ.
وَيُقَالُ: قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَيُقَدَّمُ.
96- (عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة) [3]- م- بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الْمِسْوَرِ الْفَقِيهُ.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 390، 391، الكامل في التاريخ 501، 502.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمرو بن سهل) في:
التاريخ الكبير 5/ 326، 327 رقم 1035، والجرح والتعديل 5/ 266 رقم 1256، والثقات لابن حبّان 5/ 90، 91، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 806، والكاشف 2/ 158 رقم 3318، وتهذيب التهذيب 6/ 235، 236 رقم 481، وتقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1061، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 233، ورجال البخاري 1/ 450 رقم 669.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن المسور) في:
طبقات ابن سعد 6/ 114، وطبقات خليفة 243، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ لابن معين 2/ 357، والتاريخ الكبير 5/ 347- 349 رقم 1103، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 2/ 106، والجرح والتعديل 5/ 283 رقم 1349، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 511، والمعارف 429، والثقات لابن حبّان 5/ 101، ورجال صحيح مسلم 1/ 421 رقم 945، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 299، وتهذيب الكمال 2/ 816، والكاشف 2/ 164 رقم 3356، وتهذيب التهذيب 6/ 269، 270 رقم 533، وتقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1110، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، ومرآة الجنان 1/ 180.

(6/131)


سَمِع: أَبَاهُ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبَا رَافِعٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جَعْفَرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَكَانَ ثِقَةٌ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ.
97- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ) [1]- ع- أبو بكر الفقيه، أَخُو الأَسْوَدِ وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَلْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ.
وَتُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ اثنتين وثمانين.
98- عبد العزيز بن مروان [3] د أبو الأصبغ الأمويّ، أَمِيرُ مِصْرَ، وَوَلِيُّ عَهْدِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ أَخِيهِ
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن يزيد بن قيس) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، 122، وطبقات خليفة 148، والتاريخ لابن معين 2/ 362، والتاريخ الكبير 5/ 363 رقم 1152، وتاريخ الثقات للعجلي 301 رقم 993، والمعرفة والتاريخ 2/ 536 و 617 و 624 و 3/ 74 و 216 و 217 و 221، وتاريخ أبي زرعة 1/ 458 و 638 و 651 و 652، والمعارف 351 و 432، والجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1416، والثقات لابن حبّان 5/ 86، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 458 رقم 686، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 425، 426 رقم 956، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 58 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 289، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 826، والكاشف 2/ 168، 169 رقم 3390، وتهذيب التهذيب 6/ 299 رقم 580، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 1155، والنجوم الزاهرة 1/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 236، وسير أعلام النبلاء 4/ 78 رقم 24، والعلل لأحمد، 435.
[2] التاريخ 2/ 362.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن مروان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 236، والمحبّر لابن حبيب 477، وطبقات خليفة 240، وتاريخ خليفة 230 و 261 و 270 و 271 و 277 و 286 و 297 و 298، والتاريخ لابن معين 2/ 367، ومعرفة التاريخ له 2/ 67 رقم 133، والتاريخ الكبير 6/ 8 رقم 1514، وأنساب الأشراف 3/ 73 و 4 ق 1/ 305 و 442 و 444 و 446- 448 و 450 و 4/ 17 و 137- 139 و 140- 144 وانظر

(6/132)


عَبْدِ الْمَلِكِ بِعَهْدٍ مِنْ مَرْوَانَ، إِنْ صَحَّحْنَا خِلافَةَ مَرْوَانَ، فَإِنَّهُ خَارِجٌ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بَاغٌ، فَلا يَصِحُّ عَهْدُهُ إِلَى وَلَدَيْهِ، إِنَّمَا تَصِحُّ إِمَامَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَلَمَّا مَلَكَ مَرْوَانُ الشَّامَ وَغَلَبَ عليها سار إلى مصر، فاستولى عليها،
__________
[ () ] فهرس الأعلام 408، والمعارف 188 و 354 و 582، والمعرفة والتاريخ 1/ 464 و 465 و 551 و 568 و 569 و 587 و 2/ 485 و 511 و 596 و 597 و 3/ 214 و 334، وتاريخ أبي زرعة 1/ 519، وفتوح البلدان 270 و 272، ولاة مصر وقضاتها 42 و 43 و 46- 58 و 60 و 65 و 121 و 313- 315 و 220- 226، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 79 و 2/ 423 و 3/ 224- 228، والجرح والتعديل 5/ 393 رقم 1827، وتاريخ الطبري 1/ 419 و 5/ 476 و 539 و 610 و 6/ 144- 391 و 412- 416، ورسائل الجاحظ 2/ 40، وعيون الأخبار 1/ 44 و 333 و 2/ 185 و 3/ 146 و 4/ 66، والخراج وصناعة الكتابة 260 و 345 و 346 و 349، والحلّة السيراء 2/ 330 و 332، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 923، والثقات لابن حبّان 5/ 122، وجمهرة أنساب العرب 105، والتنبيه والإشراف 269، ومروج الذهب 823 و 824 و 1969- 1971 و 2001 و 2429، وتاريخ اليعقوبي 2/ 257 و 272 و 277 و 279 و 306، والمحاسن والمساوئ 186، والهفوات النادرة 23، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 194 ب، وتاريخ حلب للعظيميّ 187 و 195، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 306، 307 رقم 367، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 843، والعقد الفريد 1/ 42 و 230 و 2/ 131 و 448 و 3/ 8 و 46 و 286 و 4/ 394 و 397 و 408 و 409 و 435 و 5/ 326 و 6/ 339 و 349، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والكامل في التاريخ 2/ 225 و 4/ 99 و 190- 192 و 300 و 301 و 332 و 342 و 502 و 513- 515 و 540 و 5/ 59 و 62، ونهاية الأرب 21/ 275 و 276، ووفيات الأعيان 1/ 240 و 370 و 2/ 35 و 425 و 3/ 72 و 4/ 310 و 113 و 5/ 298 و 6/ 89 و 302، والعبر 1/ 99، والكاشف 2/ 178 رقم 3456، وسير أعلام النبلاء 4/ 249- 251 رقم 90، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 8. و 90، ومرآة الجنان 1/ 175، والبداية والنهاية 9/ 57- 60، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 209، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 130، والتذكرة الحمدونية 1/ 302، وتهذيب التهذيب 6/ 356 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1250، والنجوم الزاهرة 1/ 171 وما بعدها، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 26 و 586، وخلاصة تذهيب التهذيب 7241، وشذرات الذهب 1/ 95، وخزانة الأدب للبغدادي 3/ 583، وآثار البلاد وأخبار العباد 146، ونثر الدرّ 3/ 15، ومحاضرات الأدباء 1/ 205، وتاريخ اليعقوبي 2/ 257 و 272 و 277 و 279 و 306، ومروج الذهب 823 و 1969- 1971 و 2001 و 2439، ونشوار المحاضرة 5/ 120، والبصائر والذخائر 2/ 709، وربيع الأبرار 2/ 751، وفوات الوفيات 3/ 133 و 4/ 197، 198، والتذكرة الحمدونية 2/ 195 و 352، والفخري في الآداب السلطانية 64 و 126 و 129، وتخليص الشواهد 201، والمستطرف 1/ 167، ومعجم بني أميّة 105، 106.

(6/133)


وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ وَلَدَهُ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَشَهِدَ بِقَتْلِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الأَشْدَقِ بِدِمَشْقَ. وَكَانَتْ دَارُهُ الْخَانَقَاهَ السُّمَيْسَاطِيَّةُ [1] ، وَانْتَقَلَتْ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَبَحِيرُ بْنُ ذَاخِرٍ [2] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَجِئْتُهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فَقَالَ: أَيْنَ الْمَالُ؟ فَقُلْتُ: حَتَّى أَصْبَحَ. فَقَالَ: لا والله، لا أبيت الليلة وَلِي أَلْفَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهُ بِهَا فَفَرَّقَهَا [4] .
وَقَالَ ابن أبي مليكة: شَهِدْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنُ مروان يَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ:
يَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئًا، يَا لَيْتَنِي كَهَذَا الْمَاءِ الْجَارِي [5] .
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْوَفَاةُ قَالَ: ائْتُونِي بِكَفَنِي، فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاهُمْ ظَهْرَهُ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يَقُولُ: أُفٍّ لَكَ أُفٍّ لك ما أقصر طويلك وأقلّ كثيرك [6] .
__________
[1] السّميساطيّة: بسينين وطاء مهملات. وهي مهملة في الأصل.
والخانقاه معروفة مشهورة عند باب الجامع الأموي الشمالي الّذي كان يسمّى بباب الناطفيّين.
وتنسب إلى أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبيشي السميساطي الّذي نزل دمشق فكان من أكابر رؤسائها، وقد اشتراها ووقفها على الفقراء الصوفية، ووقف علوّها على الجامع الأموي. وتوفي سنة 423 هـ.
وسميساط قلعة على الفرات بين قلعة الروم وملطية. (انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 151، ومنادمة الأطلال لعبد القادر بدران 276، 277) .
[2] مهمل في الأصل. والتحرير من المشتبه للذهبي.
[3] في الطبقات الكبرى 5/ 236.
[4] تاريخ دمشق 10/ 197 أ.
[5] تاريخ دمشق 10/ 198 أ.
[6] تاريخ دمشق 10/ 198 أ.

(6/134)


وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَتَاهُ بَشِيرٌ يُبَشِّرُهُ بِمَالِهِ الَّذِي كَانَ بِمِصْرَ حِينَ كَانَ عَامِلا عَلَيْهَا عَامَهُ، فَقَالَ: هَذَا مَالُكَ، هَذِهِ ثَلاثُمِائَةِ مُدِيٍّ [1] مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: ما لي وَلَهُ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ كَانَ بَعْرًا حَائِلا بِنَجْدٍ [2] .
قَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَهُوَ غَلَطٌ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ [4] وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، زَادَ الزِّيَادِيُّ فَقَالَ: فِي جُمَادَى الأُولَى.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قَبْلَ أَخِيهِ بِسَنَةٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَكَأَنَّ هَذَا أَيْضًا وَهْمٌ، وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الْجَمَاعَةِ.
وَقَدْ كَانَ مَاتَ بِمِصْرَ قَبْلَهُ بِسِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا ابْنُهُ الأَصْبَغُ فَحَزِنَ عَلَيْهِ، وَمَرِضَ، وَمَاتَ بِحُلْوَانَ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي بَنَاهَا عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مِصْرَ وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ فِي النِّيلِ.
وَلَمَّا بَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ مَوْتُهُ بَايَعَ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ ثُمَّ سُلَيْمَانَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ هَمَّ بِخَلْعِ أَخِيهِ.
99- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [6] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مَناف بْن
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 275 «مد» والتصحيح من: تاريخ دمشق.
[2] تاريخ دمشق 10/ 198 أ.
[3] في طبقاته 240.
[4] مهمل في الأصل.
[5] قول ابن سعد ليس في ترجمة عبد العزيز بن مروان.
[6] انظر عن (عبد الملك بن مروان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 223- 235، والمحبّر لابن حبيب 23- 25، ونسب قريش 160- 168، والأخبار الموفقيّات (انظر فهرس الأعلام) 673، 674، وطبقات خليفة 240، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 562، والتاريخ لابن معين 2/ 375، والتاريخ الكبير

(6/135)


__________
[5] / 429، 430 رقم 1397، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 312 رقم 1039، والمعارف 355 وانظر فهرس الأعلام 745، والمعرفة والتاريخ 1/ 563 وانظر فهرس الأعلام 3/ 660، 661، وتاريخ أبي زرعة 1/ 191- 193 و 235- 237 و 331- 333 و 337- 339 و 408- 410 و 583- 585 و 595- 597 و 602- 604 وانظر فهرس الأعلام 2/ 928، 929، وتاريخ اليعقوبي 2/ 265- 291، وانظر فهرس الأعلام 1/ 313، وأنساب الأشراف 1/ 22 و 318 و 430 و 499 و 500 و 503 و 505 و 3/ 40 و 53 و 74 و 76 و 85 و 104 و 112 و 192 و 283 و 287 و 302 و 4 ق 1/ 38 و 53 و 60 و 82 و 83 و 123 و 124 و 158 و 160 و 285 و 321 و 323 و 324 و 329 و 349 و 355 و 356 و 362 و 364 و 372 و 441 و 453 و 455 و 459- 468 و 470- 472 و 475 و 476 و 478- 480 و 570 و 614 و 618 والجزء الرابع (انظر فهرس الأعلام) ص 18، والجزء الخامس (انظر فهرس الأعلام) - ص 408، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 639، والسير والمغازي لابن إسحاق 251، والفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 204، وأخبار القضاة لوكيع- الجزء الأول- انظر فهرس الأعلام 34، و 2/ 397 و 417 و 418 و 421 و 3/ 126 و 202 و 210 و 227 و 247، والحلّة السيراء 1/ 17 و 25 و 29- 32 و 34 و 2/ 32 و 323 و 331 و 332، والخراج وصناعة الكتابة (انظر فهرس الأعلام) 582، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) - انظر فهرس الأعلام 140، ومروج الذهب 1973- 2112 و 2121- 2124، وانظر فهرس الأعلام 2/ 485، 486، والبدء والتاريخ 6/ 26، والتنبيه والإشراف 273، ونشوار المحاضرة 5/ 98- 100، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 186، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 214- 224 والولاة والقضاة 48 و 49 و 51 و 54 و 58 و 60 و 61 و 222، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 785، وخاصّ الخاص 50 و 87، ومقاتل الطالبيين 235 و 672، وطبقات الفقهاء للشيرازي 62 و 63 و 74 و 75، والجليس الصالح 1/ 588 و 2/ 36، 37 و 306 و 3/ 12، والهفوات النادرة (انظر فهرس الأعلام 421) ، وتاريخ بغداد 10/ 388- 391 رقم 5568، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 128، 129، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 207، 208، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 252 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 457، والفخري في الآداب السلطانية (انظر فهرس الأعلام) 352، والكامل في التاريخ 4/ 517، وما بعدها، والمرصّع 27 و 163 و 177، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 309، 310 رقم 373، وجمهرة أنساب العرب 89، والثقات لابن حبّان 5/ 119، 120، ووفيات الأعيان 2/ 29- 33، وانظر فهرس الأعلام 8/ 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 862، والعبر 1/ 102، وسير أعلام النبلاء 4/ 246- 249 رقم 89، وميزان الاعتدال 2/ 664 رقم 5248، والبداية والنهاية 9/ 61- 69، ومرآة الجنان 1/ 178، ودول الإسلام 1/ 60، ونهاية الأرب للنويري 21/ 277- 281، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 325، وفوات الوفيات 1/ 402- 404، والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 479 و 2/ 506، ومآثر الإنافة 1/ 126، والوفيات لابن قنفذ 95 رقم 86، والعقد الثمين 5/ 512، وتهذيب

(6/136)


قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ الْخَلِيفَةُ، أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.
بُويِعَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيهِ فِي خِلافَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ عَلَى مِصْرَ وَالشَّامِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى بَاقِي الْبِلادِ مُدَّةَ سَبْعِ سِنِينَ، ثُمَّ غَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الْعِرَاقِ، وَمَا وَالاهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَبَعْدَ سَنَةٍ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَاسْتَوْسَقَ [1] ، الأَمْرُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ.
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ أَبِيهِ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَحَفِظَ أَمْرَهُمْ: قَالَ: وَاسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى المدينة وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً [3] .
قُلْتُ: هَذَا لا يُتَابِعُ ابْنَ سَعْدٍ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ اسْتِعْمَالِ مُعَاوِيَةَ لَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ [4] .
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ وَجِيهٍ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «صِفَةِ الْخُلَفَاءِ» فِي خِزَانَةِ الْمَأْمُونِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ رَجُلا طَوِيلا، أَبْيَضَ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، كَبِيرَ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفَ الأَنْفِ، رَقِيقَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْجِسْمِ، لَيْسَ بِالْقَضِيفِ [5] وَلا الْبَادِنِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [6] .
قُلْتُ: سَمِعَ عُثْمَانَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَبُرَيْرَةَ مَوْلاةَ عائشة، وابن عمر، ومعاوية.
روى عنه: عروة، وخالد بن معدان، وإسماعيل بن عبيد الله،
__________
[ () ] التهذيب 6/ 422، 423، رقم 878، وتقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1347، والنجوم الزاهرة 1/ 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 246، وشذرات الذهب 1/ 97، وآثار البلاد (انظر فهرس الأعلام) 636.
[1] استوسق: اجتمع الأمر.
[2] في الطبقات 5/ 224.
[3] وفيه تكملة: «فركب عبد الملك بالناس البحر» .
[4] زاد المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 247: «وإنما استعمل أباه» .
[5] القضافة: النحافة، على ما في القاموس المحيط.
[6] تاريخ بغداد 10/ 391.

(6/137)


ورجاء بن حيوة، وربيعة بن يزيد، ويونس بن ميسرة، والزهري، وحريز [1] بن عثمان، وطائفة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لا يَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ يُجَهِّزُ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفُهُ بِخَيْرٍ إِلا أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ» [2] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلامِ عَبْد الْمَلِكِ:
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [3] .
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: أُمُّهُ هِيَ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ [4] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ يُوشَكُ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟
فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ [5] .
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْيَمَامِيِّ، عَنْ سُحَيْمٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ غُلامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: هَذَا يَمْلُكُ الْعَرَبَ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ مَجْهُولٌ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ وَمَا بِهَا شَابٌّ
__________
[1] في الأصل «حزيز» والتصويب من مصادر الترجمة.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد (2503) باب كراهية ترك الغزو، من طريق ابن المبارك، أخبرنا وهيب- يعني ابن الورد- أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وابن ماجة في الجهاد (2762) باب التغليظ في ترك الجهاد، والدارميّ 2/ 209.
[3] تاريخ بغداد 10/ 389، 390.
[4] هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، (نسب قريش 160) .
[5] المعرفة والتاريخ 1/ 563، وتاريخ بغداد 10/ 389.

(6/138)


أَشَدُّ تَشْمِيرًا، وَلا أَفْقَهُ، وَلا أَنْسَكُ، وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [1] .
وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [2] .
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَلَدَ النَّاسُ أَبْنَاءً، وَوَلَدَ مَرْوَانُ أَبًا.
وَعَنْ عَبْدَةَ بْنِ رِيَاحٍ الْغَسَّانِيِّ، أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- تَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ- مَا زِلْتُ أَتَخَيَّلُ هَذَا الأَمْرَ فِيكَ مُنْذُ رَأَيْتُكَ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ مُحَدِّثًا، وَلا أَحْلَمَ مِنْكَ مُسْتَمِعًا.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ: قَالَ مَالِكٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَفِتْيَانٌ مَعَهُ، كَانُوا إِذَا صَلَّى الإِمَامُ الظُّهْرَ قَامُوا فَصَلُّوا إِلَى الْعَصْرِ، فَقِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: لَوْ قُمْنَا فَصَلَّيْنَا كَمَا يُصَلِّي هَؤُلاءِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ بِكَثْرَةِ الصَّلاةِ وَلا الصَّوْمِ، إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَالَسْتُ أَحَدًا إِلا وَجَدْتُ لِي عَلَيْهِ الْفَضْلَ، إِلا عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان، فإنّي ما فَإِنِّي مَا ذَاكَرْتُهُ حَدِيثًا إِلا زَادَنِي فِيهِ، وَلا شِعْرًا إِلا زَادَنِي فِيهِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: قَالَ لِي أَبُو خَالِدٍ: أَغْزَى مُسْلِمَةُ بْنُ مخلد معاوية بن حديج [3] سَنَةَ خَمْسِينَ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ، أَنِ ابْعَثْ عَبْدَ الْمَلِكِ عَلَى بَعْثِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَدَخَلَ إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ معاوية بن حديج، فبعثه ابن حديج إِلَى حِصْنٍ، فَحَصَرَ أَهْلَهُ، وَنَصَبَ عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ [4] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ يَهُودِيًّا
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 234، تاريخ دمشق 10/ 254 أ، تاريخ بغداد 10/ 389.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 563، تاريخ بغداد 10/ 389.
[3] في الأصل «خديج» وهو تحريف.
[4] تاريخ خليفة 210، 211 وفيه: «فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى جلولاء بأرض المغرب، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق» . وانظر: الحلّة السيراء 1/ 29، 30.

(6/139)


أسلم، وكان اسمه يوسف، قد قرأ الكتب، فَمَرَّ بِدَارِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: وَيْلٌ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِلَى مَتَى؟ قَالَ: حَتَّى تَجِيءَ رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ. وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَضَرَبَ يَوْمًا عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، إِذَا مَلَكْتَهُمْ. فَقَالَ: دَعْنِي وَيْحَكَ، وَدَفَعَهُ، مَا شَأْنِي وَشَأْنُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي أَمْرِهِمْ.
قَالَ: وَجَهَّزَ يَزِيدُ جَيْشًا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَعُوذُ باللَّه، أَيَبْعَثُ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ! فَضَرَبَ يُوسُفُ بِمَنْكِبِهِ وَقَالَ: جَيْشُكَ إِلَيْهِمْ أَعْظَمُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي إِلَى مَنْ تَسِيرُ؟ إِلَى أَوَّلِ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ، وَإِلَى ابْنِ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَى ابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَإِلَى مَنْ حَنَّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ جِئْتَهُ نَهَارًا وَجَدْتَهُ صَائِمًا، وَلَئِنْ جِئْتَهُ لَيْلا لَتَجِدَنَّهُ قَائِمًا، فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ أَطْبَقُوا عَلَى قَتْلِهِ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ. فَلَمَّا صَارَتِ الْخِلافَةُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَجَّهْنَا مَعَ الْحَجَّاجِ حَتَّى قَتَلْنَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: أَفْضَى الأَمْرُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ، فَأَطْبَقَهُ وَقَالَ: هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ [1] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا عَبَّادُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَكِبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِكْرًا، فَأَنْشَأَ قائده يقول:
يا أيّها الْبِكْرُ الَّذِي أَرَاكَا ... عَلَيْكِ سهل الأَرْضِ فِي مَمْشَاكَا
وَيْحَكَ هَلْ تَعْلَمُ مَنْ عَلاكَا ... خَلِيفَةُ اللَّهِ الَّذِي امْتَطَاكَا
لَمْ يَحْبُ بِكْرًا مِثْلَ مَا حَبَاكَا
فَلَمَّا سَمِعَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ: إيها يَا هَنَاهْ، قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِعَشَرَةِ آلاف درهم [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 390.
[2] البداية والنهاية 9/ 64 وهو في الأغاني 16/ 183 باختلاف الألفاظ في الأبيات.

(6/140)


وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَجَّلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ، فَقَالَ: وَكَيْفَ لا، وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ [1] .
وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ قَالَ: اعْفِنِي مِنْ أَرْبَعٍ، وَقُلْ بَعْدَهَا مَا شِئْتَ: لا تَكْذِبْنِي فَإِنَّ الْمَكْذُوبَ لا رَأْيَ لَهُ، وَلا تُجِبْنِي فِيمَا لا أَسْأَلُكَ، فَإِنَّ فِيمَا أسألك عنه شغلا، وَلا تُطْرِنِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، وَلا تحملني عَلَى الرَّعِيَّةِ [2] ، فَإِنِّي إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ أَحْوَجُ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ [4] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الدِّينَارِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [5] وَفِي الْوَجْهِ الآخَرِ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» ، وَطَوَّقَهُ بِطَوْقٍ فِضَّةٍ، وَكَتَبَ فِيهِ «ضُرِبَ بِمَدِينَةِ كَذَا» ، وَكَتَبَ فِي خَارِجِ الطَّوْقِ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) [6] .
وَقَالَ مُوسَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: لَحَنَ جَلِيسٌ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ: زِدْ ألف، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَنْتَ فَزِدْ أَلْفًا [7] .
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا قَعَدَ لِلْحُكْمِ قَيِمَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسُّيُوفِ [8] .
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حرب الزّياديّ قال: قيل لعبد الملك
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 64.
[2] كذا في البداية والنهاية، وفي الأصل «الرغبة» .
[3] البداية والنهاية 9/ 65.
[4] الأوائل، لأبي هلال العسكري- ص 174 طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1407 هـ. / 1987 م.
[5] أول سورة الإخلاص.
[6] انظر كتاب: النقود القديمة الإسلامية للمقريزي، نشره أنستاس الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النميّات) - ص 35- طبعة القاهرة 1939.
[7] البداية والنهاية 9/ 94.
[8] البداية والنهاية 9/ 64.

(6/141)


ابن مَرْوَانَ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ وَزَهِدَ عَنْ قُدْرَةٍ، وَأَنْصَفَ عَنْ قُوَّةٍ [1] .
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ:
لعمري لَقَدْ عُمِّرْتُ فِي الدَّهْرِ [2] بُرْهةً ... وَدَانَتْ لِيَ الدُّنْيَا بِوَقْعِ الْبَوَاتِرِ
فَأَضْحَى الَّذِي قَدْ كَانَ مِمَّا يَسُرُّنِي ... كَلَمْحٍ [3] مَضَى فِي الْمُزْمِنَاتِ الْغَوَابِرِ
فَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَعْنِ بِالْمُلْكِ سَاعَةً [4] ... وَلَمْ أَلْهُ فِي لَذَّاتِ عَيْشٍ نَوَاضِرِ
وَكُنْتُ كَذِي [5] طِمْرَيْنِ عَاشَ بِبُلْغَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى زَارَ ضَنْكَ الْمَقَابِرِ
[6] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ، فَقَالَتْ لَهُ مَرَّةً: بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ شَرِبْتَ الطِّلاءَ [7] بَعْدَ النُّسُكِ وَالْعِبَادَةِ، فَقَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، والدماء، قَدْ شَرِبْتُهَا [8] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ أَبْخَرَ، وَأَنَّهُ وُلِدَ لِسَتَّةِ أَشْهُرٍ [9] .
وَذَكَرَ ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ فَاسِدَ الْفَمِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ذنوبي عظام، وإنّها
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 65 وفيه: «وترك النّصرة عن قوّة» .
[2] في البداية والنهاية «في الملك» .
[3] في البداية والنهاية «كحلم» .
[4] في البداية والنهاية «ليلة» .
[5] في الأصل «لدى» .
[6] الأبيات في البداية والنهاية 9/ 67، 68 دون البيت الأخير.
[7] الطّلاء: المطبوخ من عصير العنب وذهب ثلثاه.
[8] البداية والنهاية 9/ 66.
[9] قول العجليّ ليس في تاريخ الثقات 312 والّذي فيه قوله: «وكان يقال إنّ لعبد الملك حلما، دخل عبد الرحمن بن أمّ الحكم- وكان خيارا- فقال له عبد الملك: ما لي أراك كأنّك عاضّ على صوفة؟، يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقهلن مالي ولا يشممن قفاي. فعرف عبد الملك أنه إنّما عيّره بالبخر، فسكت» .
وليس في ترجمته ما يدلّ على تاريخ مولده.

(6/142)


صغار في جنب عفوك، فاغفرها لِيَ يَا كَرِيمُ [1] .
قَالُوا: تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَخِلافَتُهُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهَا مِنْ وَسَطِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ ابْنُهُ، فَتَمَثَّلَ:
كَمْ عَائِدٍ رَجُلا وَلَيْسَ يَعُودُهُ ... إِلا لِيَعْلَمَ هَلْ تَرَاهُ يَمُوتُ
وَتَمَثَّلَ أَيْضًا:
وَمُسْتَخْبِرٌ عَنَّا يُرِيدُ بِنَا الرَّدَى ... وَمُسْتَخْبِرَاتٌ وَالْعُيُونُ سَوَاجِمُ
فَجَلَسَ الْوَلِيدُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا هَذَا، تَحِنُّ حَنِينَ الأَمَةِ! إِذَا مِتُّ فَشَمِّرْ وَائْتَزِرْ وَالْبَسْ جِلْدَ النَّمِرِ، وَضَعْ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِكَ، فَمَنْ أَبْدَى ذَاتَ نَفْسِهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ مَاتَ بِدَائِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ: لَمَّا أَيْقَنَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْمَوْتِ دَعَا مَوْلاهُ أَبَا عِلاقَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مُنْذُ وُلِدْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا حَمَّالا. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْبَنَاتِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ فَاطِمَةُ، وَكَانَ قَدْ أَعْطَاهَا قِرْطَيْ مَارِيَّةَ، وَالدُّرَّةَ الْيَتِيمَةَ، وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَمْ أُخْلِفْ شَيْئًا أَهَمَّ مِنْهَا إِلَيِّ فَاحْفَظْهَا، فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَوْصَى بَنِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْفُرْقَةِ وَالاخْتِلافِ، وَقَالَ: انْظُرُوا مُسْلِمَةَ وَاصْدُرُوا عَنْ رَأْيِهِ- يَعْنِي أَخَاهُمْ- فَإِنَّهُ مَجَنَّكُمُ الَّذِي بِهِ تَجْتَنُّونَ وَنَابَكُمُ الَّذِي عَنْهُ تَفْتَرُّونَ، وَكُونُوا بَنِي أُمٍّ بَرَرَةً، وَكُونُوا فِي الْحَرْبِ أَحْرَارًا، وَلِلْمَعْرُوفِ مَنَارًا، فَإِنَّ الْحَرْبَ لَمْ تُدْنِ مَنِيَّةً قَبْلَ وَقْتِهَا، وَإِنَّ الْمَعْرُوفَ يَبْقَى أَجْرُهُ وَذِكْرُهُ، وَاحْلَوْلَوْا فِي مَرَارَةٍ، وَلِينُوا فِي شِدَّةٍ، وَكُونُوا كَمَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ:
إِنَّ الْقِدَاحَ [2] إِذَا اجْتَمَعْنَ فَرَامَهَا ... بِالْكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وَبَطْشٍ أَيِّدِ
[3]
عَزَّتْ فَلَمْ تُكْسَرْ، وَإِنْ هِيَ بدّدت ... فالكسر والتّوهين للمتبدّد
__________
[1] تاريخ دمشق 10/ 263 أ، والبداية والنهاية 9/ 67.
[2] في البداية والنهاية «الأمور» .
[3] في البداية والنهاية «مفند» .

(6/143)


يَا وَلِيدُ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا أُخْلِفُكَ فِيهِ، وَاحْفَظْ وَصِيَّتِي، وَخُذْ بِأَمْرِي، وَانْظُرْ إِلَى أَخِي مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ ابْنُ أُمِّي، وَقَدِ ابْتُلِيَ فِي عَقْلِهِ بِمَا عَلِمْتَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَآثَرْتُهُ بِالْخِلافَةِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وَاحْفَظْنِي فِيهِ، وَانْظُرْ أَخِي مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ، فَأَقِرَّهُ عَلَى الْجَزِيرَةِ، وَلا تعْزِلْهُ، وَانْظُرْ أَخَاكَ عَبْدَ اللَّهِ، فَلا تُؤَاخِذْهُ، وَأَقْرِرْهُ عَلَى عَمَلِهِ بِمِصْرَ، وَانْظُرِ ابْنَ عَمِّنَا هَذَا عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ إِلَيْنَا بِمَوَدَّتِهِ وَهَوَاهُ وَنَصِيحَتِهِ، وَلَهُ نَسَبٌ وَحَقُّ، فَصِلْ رَحِمَهُ وَاعْرَفْ حَقَّهُ، وَانْظُرِ الْحَجَّاجَ فَأَكْرِمْهُ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَطَّأَ لَكُمُ الْمَنَابِرَ، وَهُوَ سَيْفُكَ يَا وَلِيدُ، وَيَدُكَ عَلَى مَنْ نَاوَأَكَ، فَلا تَسْمَعَنَّ فِيهِ قَوْلَ أَحَدٍ، وَأَنْتَ إِلَيْهِ أَحْوَجُ مِنْهُ إِلَيْكَ. وَادْعُ النَّاسَ إِذَا مِتُّ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَمَنْ قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا، فَقُلْ بِسَيْفِكَ هَكَذَا، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
فَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إِمَّا هَلَكْنَا ... وَهَلْ بِالْمَوْتِ يَا لِلنَّاسِ عَارُ
[1] وَعَاشَ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ لَهُ سَبَعَةَ عَشَرَ وَلَدًا.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [2] : فَمِنْ أَوْلادِهِ: الْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، وَمَرْوَانُ الأَكْبَرُ [3] ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ وَلادَةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ.
وَيَزِيدُ، وَمَرْوَانُ الأَصْغَرُ، وَمُعَاوِيَةُ [4] ، وَأُمُّ كُلْثُومَ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وَهِشَامٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ [5] بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ [6] .
وَأَبُو بَكْرٍ [7] ، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
وَالْحَكَمُ، وَمَاتَ قَدِيمًا، أُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُومِيَّةُ.
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 67، 68 وفيه «للباقين عار» .
[2] في تاريخه 6/ 419، 420.
[3] في تاريخ الطبري «ومروان الأكبر- درج-» . أي مات صغيرا.
[4] في تاريخ الطبري: «ومعاوية- درج-» .
[5] في طبعة القدسي 3/ 281 «هاشم» والتصحيح من تاريخ الطبري.
[6] قال المدائني: اسمها عائشة بنت هشام.
[7] في تاريخ الطبري «واسمه بكار» .

(6/144)


وَمُسْلِمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرُ، وَعَنْبَسَةُ، وَالْحَجَّاجُ [1] ، لأُمَّهَاتِ أَوْلادِ.
وَتَزَوَّجَ أَيْضًا بِأُمِّ أَبِيهَا بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَبِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] .
100- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ) [3] .
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ.
وَقَدِمَ الشَّامَ غَازِيًا صُحْبَةَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ [4] ، ثُمَّ سَكَنَ مِصْرَ مُدَّةً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ، وَحَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وآخرون.
101- (عبيد الله بن الأسود) [5]- خ م د [6]- ويقال ابن الأسد الخولانيّ، رَبِيبُ مَيْمُونَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ.
رَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: عثمان، وابن عبّاس، وزيد بن خالد.
__________
[1] في تاريخ الطبري زيادة «محمد وسعيد الخير» .
[2] قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ 4/ 519 «وقيل: كان عنده ابنة لعليّ بن أبي طالب، ولا يصحّ» .
وزاد الطبري في زوجاته: «شقراء بنت سلمة بن حلبس الطائي» (التاريخ 6/ 420) .
[3] انظر عن (عبد الملك بن أبي ذرّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) - مجلّد 24/ 378، 379، وكتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ج 3/ 234، 235 رقم 930.
[4] قال عبد الملك: أمرني أبي بصحبة سلمان، فصحبته إلى الشام، فرابطنا بها، حتى إذا انقضى رباطنا أقفلنا نريد الكوفة. (تاريخ دمشق 24/ 379) .
وأقول: رابط عبد الملك ببيروت لأن سلمان كان مرابطا بها.
انظر بحثنا الّذي قدّمناه في «المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية» الّذي أقامته وزارة التعليم العالي- بجامعة دمشق، ونشر في الكتاب الّذي ضمّ وقائع ومحاضرات المؤتمر- ص 353- 372- طبعة كلية الآداب بجامعة دمشق، 1401 هـ. / 1981 م. وهو بعنوان: «الرباط والمرابطون في ساحل الشام» .
[5] انظر عن (عبيد الله بن الأسود) في:
المعرفة والتاريخ 2/ 441، والثقات لابن حبّان 5/ 67، 68، ورجال مسلم لابن منجويه 2/ 9، 10 رقم 1018، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 301 رقم 1148، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 873، 874، والكاشف 2/ 196 رقم 3580، وتهذيب التهذيب 7/ 3 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1424، وخلاصة تذهيب التهذيب 249.
[6] في خلاصة التذهيب زيادة رمز «س» .

(6/145)


رَوَى عَنْهُ: بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ.
102- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ) [1]- ن- بن عبد المطّلب الهاشميّ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ شَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ.
قِيلَ لَهُ رُؤْيَةٌ، وَرِوَايَتُهُ فِي النَّسَائِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَجْوَادِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» فِي الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ [2] : كَانَ أَصْغَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ. سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلا تَاجِرًا، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أنّه بقي إلى زمن يزيد.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن العبّاس) في:
نسب قريش 27، والمحبّر لابن حبيب 17 و 107 و 146 و 292 و 409 و 453 و 455 و 456، وتاريخ خليفة 191 و 198 و 200 و 225، والتاريخ الصغير 48 و 73، وتاريخ الثقات للعجلي 317 رقم 1058، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 5، والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 22- 24 و 36 و 58- 60 و 62 و 66 و 71 و 282، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 198 و 214، وتاريخ الطبري 4/ 442، و 443 و 492 و 5/ 92 و 132 و 136 و 139 و 140 و 143 و 155 و 158 و 163 و 167 و 170، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 289، والمنتخب من ذيل المذيل 536، والمعارف 121 و 122 و 267، ومروج الذهب 1631 و 1812 و 2125 و 2127 و 3494 و 3495، والتنبيه والإشراف 273 (وفيه: عبد الله بن العباس) ، والبدء والتاريخ 5/ 8 و 108 و 217، وجمهرة أنساب العرب 19، ورجال الطوسي 46 رقم 3، والمراسيل 116 رقم 195، والمستجاد من فعلات الأجواد 170 و 173، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، وتهذيب الكمال (المصور) 2/ 879، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 312 رقم 379، والعقد الفريد 1/ 293- 296 و 2/ 103 و 4/ 7، وعيون الأخبار 1/ 334، والكامل في التاريخ 3/ 201 و 202 و 350 و 374 و 377 و 383- 385 و 398 و 408 و 4/ 530، وتحفة الأشراف 7/ 220 رقم 344، والكاشف 2/ 199 رقم 3605، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 607، وجامع التحصيل 282 رقم 484، ووفيات الأعيان 3/ 64 و 427 و 428 و 7/ 60، وفوات الوفيات 2/ 170، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 71، والتذكرة الحمدونية 2/ 282- 284 و 335، وتذريب الراويّ للسيوطي 2/ 217، وتهذيب التهذيب 7/ 19، 20 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/ 534 رقم 1460، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، وشذرات الذهب 1/ 64، والمستطرف للأبشيهي 1/ 159، 160.
[2] هذه الطبقة من نواقص المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد.

(6/146)


قُلْتُ: وَوَلِيَ الْيَمَنَ لِعَلِيٍّ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ.
وَقِيلَ إِنَّهُ أَعْطَى رَجُلا مَرَّةً مِائَةَ أَلْفٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَالْفَسَويُّ [2] : مَاتَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] وَغَيْرُهُ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ) - خ م د ن- يُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
103- (عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ) [4] أَبُو جَنْدَلٍ النُّمَيْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاعِي، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ وَصْفِهِ لِلإِبِلِ فِي شِعْرِهِ وكان من فحول الشعراء في صدر
__________
[1] قال البخاري في تاريخه الصغير 73 إنه مات بالمدينة، ولم يزد على ذلك. ولم يذكره في تاريخه الكبير.
[2] في المعرفة والتاريخ 3/ 322.
[3] في تاريخه 225.
[4] انظر عن (عبيد بن حصين المعروف بالراعي النميري) في:
المؤتلف والمختلف للآمدي 122، ومعجم الشعراء للمرزباني 122، وطبقات الشعراء لابن سلام 434، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 327- 230 رقم 68، ونسب قريش 164 و 194- 196، والزاهر للأنباري 1/ 165 و 225 و 235 و 383 و 541 و 563 و 613 و 618 و 630، وأنساب الأشراف 5/ 318، وعيون الأخبار 1/ 319، والبخلاء للجاحظ 374، وأمالي القالي 1/ 53 و 115 و 121 و 2/ 23 و 53 و 61 و 134 و 185 و 200 و 259 و 322، ومروج الذهب 1224 و 2084، وأمالي المرتضى 1/ 4 و 216 و 276 و 319 و 322 و 323 و 2/ 8 و 28 و 30 و 31 و 155 و 167 و 192، والأغاني 24/ 205- 218، والعقد الفريد 3/ 41، وجمهرة أنساب العرب 279، وثمار القلوب 413 و 496، وطبقات فحول الشعراء 502، وسمط اللآلي 50، ولباب الآداب 89 و 90 و 105 و 268، والمنازل والديار 1/ 32، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 6 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 597، 598 رقم 237، وشرح شواهد المغني 336، وخزانة الأدب 1/ 504، وتخليص الشواهد 405 و 406 و 439، وشرح نقائض جرير في مواضع متفرّقة، وجمهرة أشعار العرب 912، وشرح التبريزي للحماسة 1/ 146، والاشتقاق لابن دريد 295، والمثلّث للبطليوسي 1/ 375 و 389 و 397 و 424 و 433 و 2/ 38 و 77 و 140 و 192 و 332 و 335 و 359 و 381، ووفيات الأعيان 3/ 171 و 5/ 240 و 383، والتذكرة الحمدونية 2/ 22، والاقتضاب للبطليوسي 303، والعمدة لابن رشيق 2/ 296، والمزهر 2/ 430، وألقاب الشعراء 314، وشرح أدب الكاتب 144 و 244 و 250 و 355 و 358 و 361 و 375 و 378 و 406، ورغبة الآمل 1/ 146، والبيان والتبيين 4/ 56، والفهرست لابن النديم 62 و 82 و 179، ومجالس العلماء للزجّاجي 48، ومعجم البلدان 4/ 435 و 5/ 434، والزيارات للهروي 20، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي 1/ 160 و 2/ 372، ومعجم الشعراء في لسان العرب 167- 170 رقم 368،

(6/147)


الإِسْلامِ، لَهُ ذِكْرٌ.
وَقَدْ هَجَاهُ جَرِيرٌ بِقَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا [1] بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا
104- (عُبَيْدُ بن السّبّاق) [2]- ع- المدنيّ الثّقفيّ.
رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَجُوَيْرِيَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه: ابنه سعيد، والزهري، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف.
وهو من علماء أهل المدينة.
105- (عبد خير بن يزيد) [3]- 4- ويقال عبد خير بن يحمد [4] بن خوليّ
__________
[ () ] وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 1/ 257، والأعلام للزركلي 4/ 340، والبرهان على ما في شعر الراعي من وهم ونقصان، مجلّة المورد، المجلّد الأول، العدد 3 و 4 سنة 1972، وقد نشر «شعر الراعي النميري وأخباره» للدكتور ناصر الحاني وعز الدين التنوخي- طبعة دمشق 1383 هـ. / 1964 م.، وشعر الراعي النميري للدكتور نوري حمّودي القيسي وهلال الناجي- طبعة المجمع العلمي العراقي 1400 هـ. / 1980 م.
[1] في الأصل «سعدا» ، والتصحيح من ديوان جرير 821، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 340 وخزانة الأدب 4/ 595، وسير أعلام النبلاء 4/ 598.
[2] انظر عن (عبيد بن السّبّاق) في:
طبقات ابن سعد 5/ 252، وطبقات خليفة 242 و 248، والتاريخ الكبير 5/ 448 رقم 1460، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم 1077، والمعرفة والتاريخ 1/ 410 و 411 و 485، والجرح والتعديل 5/ 407 رقم 1886، والثقات لابن حبّان 5/ 133، ورجال البخاري للكلاباذي 2/ 497، 498 رقم 763، ورجال مسلم لابن منجويه 2/ 27 رقم 1064، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 330، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 893، والكاشف 2/ 208 رقم 3670، وتهذيب التهذيب 7/ 66 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 543 رقم 1547، وخلاصة تذهيب التهذيب 255.
[3] انظر عن (عبد خير بن يزيد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 221، وطبقات خليفة 150، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 212 رقم 708، وتاريخ الثقات للعجلي 286 رقم 924، والمعرفة والتاريخ 2/ 797، والمنتخب من ذيل المذيّل 586، والثقات لابن حبّان 5/ 130، 131، والتاريخ الكبير 6/ 133، 134 رقم 1939، والجرح والتعديل 6/ 37، 38 رقم 201، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 770، والكاشف 2/ 136 رقم 3164، وتهذيب التهذيب 6/ 124 رقم 258، وتقريب التهذيب 1/ 470 رقم 841، وخلاصة تذهيب التهذيب 305.
[4] في طبقات خليفة 150 «محمد» بدل «يحمد» .

(6/148)


الهمداني، أبو عمارة الكوفي.
أدرك الجاهلية، وَسَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَغَيْرَهُمْ.
وَقَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] وَغَيْرُهُ.
106- (عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ) [3]- د ق- أبو الوليد، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
له عدّة أحاديث.
__________
[1] قال يحيى بن موسى) حدّثنا مسهر بن عبد الملك، قال: حدّثني أبي قال: قلت لعبد خير:
كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة، قال: هل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قال: أذكر أني كنت غلاما ببلادنا باليمن، فجاءنا كتاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فنودي في الناس فخرجوا إلى خير واسع، فكان أبي فيمن خرج، فلما ارتفع النهار جاء أبي، فقالت له أمي: ما حبسك وهذا القدر قد بلغت وهؤلاء عيالك يتضوّرون يريدون الغداة؟ فقال: يا أمّ فلان، أسلمنا فأسلمي واستصبينا فاستصبي. فقلت له: ما قوله: استصبينا؟ قال: هو في كلام العرب أسلمنا. قال:
وأمرني بهذا القدر فلتهراق للكلاب، كانت ميتة، فهذا ما أذكر من أمر الجاهلية. (التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 134) .
[2] في تاريخ الثقات 286 رقم 924.
[3] انظر عن (عتبة بن عبد السّلمي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 413، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ لابن معين 2/ 389، 390، ومسند أحمد 4/ 183، والتاريخ الكبير 6/ 521 رقم 3186، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 99، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، وتاريخ أبي زرعة 1/ 352 و 636، والجرح والتعديل 6/ 371، 372 رقم 2050، والثقات لابن حبّان 3/ 297، وحلية الأولياء 2/ 15 رقم 105، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 351، والزهد لابن المبارك 117، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 28 أ، وأسد الغابة 3/ 563، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 903، وتحفة الأشراف 7/ 231، 232 رقم 354، والعبر 1/ 103، وسير أعلام النبلاء 3/ 416 رقم 68، والكاشف 2/ 215 رقم 3721، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 73، والإصابة 2/ 454 رقم 5407، والنكت الظراف 7/ 231، وتهذيب التهذيب 7/ 98، 99 رقم 211، وتقريب التهذيب 2/ 5 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، وشذرات الذهب 1/ 97، 98 وفيه (عتبة بن عبيد) ، والعلل لأحمد، رقم 5361.
وقد ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة (عتبة بن الندر) وقال: هو عتبة بن عبد السلميّ. له صحبة، كان اسمه عتلة فغيّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسمّاه عتبة. (الاستيعاب 3/ 117، 118) وأقول: هذا وهم من ابن عبد البرّ رحمه الله، فهو يخلط بين (عتبة بن الندر) و (عتبة بن عبد السلمي) ، وهما اثنان، كما سيأتي هنا.

(6/149)


رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاسِحٍ [1] الْحَضْرَمِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ [2] وَطَائِفَةٌ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الاسْمَ لا يُحِبُّهُ حَوَّلَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فَبَايَعْنَاهُ جَمِيعًا [3] .
وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: كَانَ اسْمِي عَتَلَةَ، فَسَمَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتْبَةَ [4] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [5] : عَاشَ أَرْبَعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَوَرَّخَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَطَائِفَةٌ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
تُوُفِّيَ بِحِمْصَ.
107- (عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ السُّلَمِيُّ) [6]- ق- لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثَانِ [7] ، نَزَلَ الشام.
__________
[1] ناسح: بالسين والحاء المهملتين. انظر المشتبه في أسماء الرجال للذهبي 2/ 627.
[2] البكالي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة والكاف المخفّفة.. هذه النسبة إلى بني بكال وهو بطن من حمير. (الأنساب 2/ 269، واللباب 1/ 168) .
[3] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 ونسبه للطبراني وقال: رجاله رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
[4] الاستيعاب 3/ 117، تاريخ دمشق 11/ 29 ب، الإصابة 2/ 454.
[5] قال الهيثم بن عديّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَقَالَ محمد بن عمر الواقدي: توفّي سنة سبع وثمانين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (الطبقات الكبرى 7/ 413) .
[6] انظر عن (عتبة بن النّدر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 413، وطبقات خليفة 52 و 302، والتاريخ الكبير 6/ 521، 522 رقم 3187، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، والجرح والتعديل 6/ 374 رقم 2067، والثقات لابن حبّان 3/ 298، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 373، والاستيعاب 3/ 117 و 119، وحلية الأولياء 2/ 15 رقم 106، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 31 أ، وأسد الغابة 3/ 570، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 904، وتحفة الأشراف 7/ 235 رقم 358، وسير أعلام النبلاء 3/ 417 رقم 69، والعبر 1/ 98، والبداية والنهاية 9/ 52 (وفيه عتبة بن منذر) وهو غلط، والإصابة 2/ 456 رقم 5415، وتهذيب التهذيب 7/ 102، 103 رقم 220، وتقريب التهذيب 2/ 5 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، ومشتبه النسبة، ورقة 21 أ.
و «الندّر» بضم النون وفتح الدال المهملة المشدّدتين.
[7] قال الشيخ شعيب الأرنئوط في تحقيقه لسير أعلام النبلاء 3/ 417 حاشية رقم (1) : ليس

(6/150)


رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ.
وَذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ: الْبَغَوِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ المنذر، وابن البرقيّ.
وتفرّد بحديثه سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
108- (عُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ) [4] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، الْمَصْرِيُّ الْفَقِيهُ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ [5] بْنِ عَامِرٍ.
روى عنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن عبد الله بن راشد، وسلام بن غيلان، وعبد العزيز بن صالح.
وكان من الفقهاء.
يؤخر، فإن ابن يونس قَالَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ وَرَّخَهُ أَنَّهُ توفّي سنة تسعين.
109- (عروة بن المغيرة) [6]- ع- بن شعبة الثّقفيّ الكوفيّ، أخو حمزة، وعقّار.
__________
[ () ] لعتبة هذا في الكتب الستة سوى حديث واحد، وقد ذكره.
[1] هو أبو محمد السلمي مولاهم الدمشقيّ، قاضي بعلبكّ، أصله واسطيّ نزل حمص. ولد سنة 108 وتوفي سنة 194 هـ. فهو يروي عن عتبة بالوساطة أو مرسلا لتقدّم وفاة عتبة. وقيل إنه ولد سنة 90 هـ. وفي آخر خلافة الوليد بن عبد الملك، كما في (طبقات ابن سعد 7/ 470) ومع ذلك فهو لم يلحقه. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 331- 336 رقم 669، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هـ. / 1984 م.) .
[2] في الطبقات 7/ 413.
[3] في طبقاته 52 و 302.
[4] انظر عن (عروة بن أبي قيس) في:
التاريخ الكبير 7/ 34 رقم 149، والجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2214.
[5] في الأصل «عتبة» .
[6] انظر عن (عروة بن المغيرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 269، والمحبّر 303، وطبقات خليفة 155، وتاريخ خليفة 210 و 294 و 310، والتاريخ الكبير 7/ 32 رقم 139، وتاريخ الثقات للعجلي 331 رقم 1122، والمعرفة والتاريخ 1/ 398 و 2/ 104، وتاريخ أبي زرعة 1/ 663، وأنساب

(6/151)


وَلِيَ إِمْرَةَ الْكُوفَةَ مِنْ قِبَلِ الْحَجَّاجِ.
رَوَى عنه: الشّعبيّ، وعبّاد بن زياد ابن أَبِيهِ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا لَبِيبًا، وَكَانَ أَفْضَلَ الإِخْوَةِ، وَكَانَ أحول [1] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ.
رَوَى الْيَسِيرَ عَنْ والده.
110- و (عقّار [2] أخوه) [3]- ت ن ق- رَوَى عَنْهُ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعنه: مجاهد، ويعلى بن عطاء العامري، وحسان بن أبي وجزة، وعبد الملك بن عمير، وجماعة.
له حديث في الكتب الثلاثة وهو: «لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى» ، وَفِي لَفْظِ الْكُتُبِ الثلاثة «فقد بريء من التّوكّل» [4] .
__________
[ () ] الأشراف 4 ق 1/ 197 و 255 و 277، و 4/ 86 و 5/ 344، والمعارف 295 و 584، وتاريخ الطبري 5/ 270 و 6/ 210 و 240 و 270، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 221، والثقات لابن حبّان 5/ 195، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 778، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 582 رقم 921، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 117، 118 رقم 1293، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 394 رقم 1508، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 930، والكامل في التاريخ 3/ 504 و 4/ 326 و 327 و 380 و 406 و 427 و 434، والكاشف 2/ 230 رقم 3837، والبداية والنهاية 9/ 73، وتهذيب التهذيب 7/ 189 رقم 359، وتقريب التهذيب 2/ 19 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 265.
[1] البرصان والعرجان للجاحظ- ص 364.
[2] عقّار: بفتح أوله والقاف المشدّدة، كما في الخلاصة.
[3] انظر عن (عقّار) في:
طبقات ابن سعد 6/ 269، وطبقات خليفة 143، والمعارف 295، والتاريخ الكبير 7/ 94، 95 رقم 423، وتاريخ الثقات للعجلي 336 رقم 1147، والجرح والتعديل 7/ 42 رقم 236، والثقات لابن حبّان 5/ 287، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 943، والكاشف 2/ 236 رقم 3887، وتهذيب التهذيب 7/ 237 رقم 427، وتقريب التهذيب 2/ 26 رقم 231، وخلاصة تذهيب التهذيب 306، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ، ورقة 85 أ.
[4] أخرجه الترمذي في كتاب الطبّ (2131) باب ما جاء في كراهية الرّقية، وابن ماجة في الطب (3489) باب الكيّ، وأحمد في المسند 4/ 249 و 253، وكلهم من طريق مجاهد، عن عقّار (بن المغيرة، عن أبيه.

(6/152)


111- (عريب [1] بن حميد) [2]- ن ق- أبو عمّار الدّهنيّ الهمدانيّ الكوفيّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ.
روى عنه: طلحة بن مصرف، وأبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وغيرهم.
وهو بكنيته أشهر.
112- (عقبة بن عبد الغافر) [3]- خ م ن- الأزديّ العوذيّ البصريّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
روى عنه: سليمان التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وابن عون، وقتادة، وغيرهم.
قيل هلك في وقعة الجماجم.
__________
[1] عريب: بفتح أوله وكسر ثانيه.
[2] انظر عن (عريب بن حميد) في:
التاريخ لابن معين 2/ 401، 402، ومعرفة الرجال 2/ 92 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والتاريخ الكبير 7/ 79 رقم 362، والجرح والتعديل 7/ 32 رقم 173، والثقات لابن حبّان 5/ 283، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 931، والكاشف 2/ 230 رقم 3841، وتهذيب التهذيب 7/ 91 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/ 20 رقم 169 وخلاصة تذهيب التهذيب 305، والعلل لأحمد، رقم 531.
وقد تقدّمت ترجمته في الجزء السابق من الكتاب.
[3] انظر عن (عقبة بن عبد الغافر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 225، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 281، 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 410، والتاريخ الصغير 91 و 94، والتاريخ الكبير 6/ 432 رقم 2890، وتاريخ الثقات لابن حبّان 5/ 337 رقم 1152، والمعرفة والتاريخ 2/ 96 و 128، وتاريخ الطبري 6/ 341 و 343، والجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1742، والمراسيل 151 رقم 277، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 673، والثقات لابن حبّان 5/ 224، ورجال صحيح البخاري 2/ 563، 564 رقم 887، ورجال صحيح مسلم 2/ 109 رقم 1278، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 381 رقم 1454، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 945، والكامل في التاريخ 4/ 467، والكاشف 2/ 238 رقم 3899، وجامع التحصيل 292 رقم 529، وتهذيب التهذيب 7/ 246 رقم 442، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، والعلل لأحمد، رقم 151 و 1637 و 5201.

(6/153)


وثقه أحمد العجلي [1] وغيره.
وقال مرة بن دباب [2] : مررت بعقبة بن عبد الغافر وهو جريح في الخندق، فقال لِي: يَا فُلانُ، ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ [3] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أَيُّوبُ ذَكَرَ الْقُرَّاءَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلا نَجَا فَلَمْ يُقْتَلْ إِلا نَدِمَ عَلَى مَا كان منه [4] .
113- عمران بن حطّان [5] خ د ت ابن ظبيان السّدوسيّ البصريّ، أحد رءوس الخوارج.
__________
[1] في تاريخ الثقات 5/ 337 رقم 1152.
[2] في الأصل «ذباب» ، والتصويب من المشتبه في أسماء الرجال للذهبي 1/ 282 حيث قال:
وكان جدّهم يمشي بسكون فلقّب بالدّبّاب.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 225.
[4] انظر تاريخ خليفة 287 وقد تقدّمت هذه العبارة بلفظ آخر في حوادث سنة 82 هـ. من هذا الجزء.
[5] انظر عن (عمران بن حطّان) في:
طبقات ابن سعد 7/ 155، وطبقات خليفة 208، وتاريخ خليفة 274، والتاريخ الكبير 6/ 413، 414 رقم 2822، وتاريخ الثقات للعجلي 373 رقم 1300، وأنساب الأشراف 4/ 89 و 95، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 32 و 51، والمعارف 410، والزاهر للأنباري 1/ 119 و 287 و 337 و 498 و 547 و 600 و 2/ 84 و 89 و 126 و 129 و 157 و 331 و 343 و 352، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 297، 298 رقم 1304، والفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 90، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 362 و 2/ 124- 129 و 188، ورجال صحيح البخاري 2/ 574 رقم 904، والجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1643، والثقات لابن حبّان 5/ 222، والأغاني 18/ 109- 120، وربيع الأبرار للزمخشري 3/ 318، والحماسة البصرية 1/ 70، والبدء والتاريخ 6/ 34، وأمالي المرتضى 1/ 635، 636، ومروج الذهب 1736 و 1737 و 2119، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 289، 290، وخاصّ الخاصّ للثعالبي 29، وديوان شعر الخوارج 172 و 185، وشرح نهج البلاغة 6/ 108، وكنايات الجرجاني 101، ومجموعة المعاني 4، والمنازل والديار 2/ 20- 25، ولباب الآداب 186، 187، والشريشي 2/ 318، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 389 رقم 1484، والعقد الفريد 1/ 218 و 6/ 109، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1056، 1057، والعبر 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 4/ 214- 216 رقم 86، وميزان الاعتدال 3/ 235، 236 رقم 6277، والكاشف 2/ 300 رقم 4330، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 654، والبداية

(6/154)


رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه: محمد بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة.
قال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان، وأبا حسان الأعرج.
وقال الفرزدق: كان عمران بن حطان من أشعر الناس، لأنه لَوْ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ مِثْلَنَا لَقَالَ، وَلَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ مِثْلَ قَوْلِهِ.
وَرَوَى سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تَزَوَّجَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ امْرَأَةً مِنَ الْخَوَارِجِ، فَكَلَّمُوهُ فِيهَا، أَوْ فَكَلَّمُوهَا فِيهِ، فَقَالَ: سَأَرُدُّهَا إِلَى الْجَمَاعَةِ، يَعْنِي قَالَ: فَصَرَفَتْهُ إِلَى مَذْهَبِهَا [1] .
وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا، فَأَعْجَبَتْهُ مَرَّةً، فَقَالَتْ: أَنَا وَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ؟ قَالَتْ: لِأَنَّكَ أُعْطِيتَ مِثْلِي، فَشَكَرْتَ، وَابْتُلِيتَ بِمِثْلِكَ، فَصَبَرْتُ، وَالشَّاكِرُ وَالصَّابِرُ فِي الْجَنَّةِ [2] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَ كَانَ ضَيْفًا لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، فَذَكَرَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَنَا، فَأَعْلَمَهُ رَوْحٌ ذَلِكَ، فَهَرَبَ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى رَوْحٍ:
يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيمٍ [3] قَدْ نَزَلْتُ بِهِ ... قَدْ ظَنَّ ظَنَّكَ مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ
حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ ... مِنْ بعد ما قِيلَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانِ
قَدْ كُنْتُ ضَيْفَكَ [4] حَوْلا مَا تُرَوِّعُنِي ... فِيهِ طَوَارِقُ [5] مِنْ إِنْسٍ ومن جان
__________
[ () ] والنهاية 9/ 52، 53، ومرآة الجنان 1/ 175، والتذكرة الحمدونية 1/ 163 و 255 و 2/ 445 و 449، وزهر الآداب 556، وتخليص الشواهد 121، والإصابة 3/ 178- 180 رقم 6875، وتهذيب التهذيب 8/ 127- 129 رقم 222، وتقريب التهذيب 2/ 82، 83 رقم 722، والنجوم الزاهرة 1/ 216، وهدي الساري 432، وخزانة الأدب 5/ 350، وشذرات الذهب 1/ 95، وجمهرة أنساب العرب 318، والعلل لأحمد، رقم 1299 و 5233.
[1] جاء في الأغاني 17/ 110 من طريق الحسن بن عليل العنزيّ، عن منيع بن أحمد السدوسي، عن أبيه، عن جدّه قال: كان عمران بن حطّان من أهل السّنّة والعلم، فتزوّج امرأة من الشّراة من عشيرته، وقال: أردّها عن مذهبها إلى الحقّ، فأضلّته وذهبت به.
[2] الأذكياء 210.
[3] في الكامل للمبرّد «أخي مثوى» بدل «كريم» ، ومثله في كتاب المتوارين للأزدي 68.
[4] في الكامل «جارك» بدل «ضيفك» .
[5] في الكامل «روائع» بدل «طوارق» .

(6/155)


حَتَّى أَرَدْتَ بِي الْعُظْمَى فَأَوْحَشَنِي [1] ... مَا يُوحِشُ [2] النَّاسَ مِنْ خَوْفِ ابْنِ مَرْوَانِ
فَاعْذِرْ أَخَاكَ ابْنَ زِنْبَاعٍ فَإِنَّ لَهُ ... فِي الْحَادِثَاتِ هَنَاتٍ [3] ذَاتَ أَلْوَانِ
لَوْ كُنْتُ مُسْتَغْفِرًا يَوْمًا لِطَاغِيَةٍ ... كنت المقدّم في سرّي وإعلاني
لكن أبت لي آيَاتٌ مُفَصَّلَةٌ [4] ... عَقْدَ [5] الْوِلايَةِ فِي طَهَ وَعِمْرَانِ
[6] وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَقِيَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ فَقَالَ: يَا أَخِي احْفَظْ عَنِّي هَذِهِ الأَبْيَاتَ:
حَتَّى مَتَى تُسقَى النُّفُوسُ بِكَأْسِهَا ... رَيْبَ الْمَنُونِ وَأَنْتَ لاهٍ تَرْتَعُ
أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى ... وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلَّ يَوْمٍ تُدْفَعُ
[7]
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ
فَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا ... وَاجْمَعْ لِنَفْسِكَ لا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
[8] وَمِنْ شِعْرِهِ فِي قَاتِلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
يَا ضَرْبةً من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا [9] فَأَحْسَبُهُ ... أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُوِنِ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ ... لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بغيا وعدوانا
[10]
__________
[1] في الكامل «فأدركني» بدل «فأوحشني» .
[2] في الكامل «ما أدرك» .
[3] في الكامل «في النائبات خطوبا» .
[4] في الكامل «مطهّرة» .
[5] في الكامل «عند» .
[6] الأبيات في الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 127، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 22، 23، والأغاني 18/ 112، والمتوارين 68، 69، وخزانة الأدب 5/ 356.
[7] في طبعة القدسي 3/ 285 «ترفع» بالراء، وهو تحريف.
[8] الأبيات في خزانة الأدب 5/ 360، 361.
[9] في الكامل للمبرّد «يوما» .
[10] البيتان الأولان في: الكامل للمبرّد 2/ 126، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 290، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ 2/ 21، والبداية والنهاية لابن كثير 9/ 53، والأغاني 18/ 111 وفيه اختلاف ببعض الألفاظ. وكلها في كتاب الأذكياء 210.
وقد قلب (الفقيه الطبريّ) شعر ابن حطّان وهو يردّ عليه ويلعن عمران بن حطّان، فقال:
يا ضربة من شقيّ ما أراد بها ... إلّا ليهدم من ذي العرش بنيانا

(6/156)


فَبَلَغَ شِعْرُهُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَدْرَكَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَنَذَرَ دَمَهُ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ الْعُيُونَ، فَلَمْ تَحْمِلْهُ أَرْضٌ حَتَّى أَتَى رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ، فَأَقَامَ فِي ضِيَافَتِهِ، فَقَالَ:
مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الأَزْدِ، فَبَقِيَ عِنْدَهُ سَنَةً، فَأَعْجَبَهُ إِعْجَابًا شَدِيدًا، فَسَمَرَ روح ليلة عند عبد الملك، فتذاكرا شِعْرَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ هَذَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَوْحٌ تَحَدَّثَ مَعَ عِمْرَانَ، وَأَخْبَرَهُ بِالشِّعْرِ الَّذِي ذَكَرَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَنْشَدَهُ عِمْرَانُ بَقِيَّتَهُ، فَلَمَّا أَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ: إِنَّ فِي ضِيَافَتِي رَجُلا مَا سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا قَطُّ إِلا حَدَّثَنِي بِهِ وَبِأَحْسَنَ مِنْهُ، وَلَقَدْ أَنْشَدْتُهُ الْبَارِحَةَ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ قَالَهُمَا عِمْرَانُ فِي ابْنِ مُلْجِمٍ، فأنشدني القصيدة كلّها، فقال: صفه لِي، فَوَصَفَهُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَصِفُ صِفَةَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَلْقَانِي، قَالَ: نَعَمْ. فَانْصَرَفَ رَوْحٌ إِلَى مَنْزِلِهِ وَقَصَّ عَلَى عِمْرَانَ الأَمْرَ، فَهَرَبَ وَأَتَى الْجَزِيرَةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِعُمَانَ، فَأَكْرَمُوهُ، فَأَقَامَ بِهَا حَيَاتَهُ [1] .
وَوَرَدَ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ هَذِهِ:
أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لا يَسْأَمُونَهَا ... عَلَى أنَّهُمْ فِيهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحَبُّ فَإِنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقَشَّعُ
كَرَكْبٍ قَضَوْا حاجاتهم وَتَرحَّلُوا ... طَرِيقُهُمْ بَادِي الْعَلامَةِ مَهْيَعُ
[2] تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. قاله ابن قانع.
__________
[ () ]
إنّي لأذكره يوما فألعنه ... إيها وألعن عمران بن حطّانا
وقال (محمد بن أحمد الطبيب) يردّ على عمران بن حطّان أيضا:
يا ضربة من غدور صار ضاربها ... أشقى البريّة عند الله إنسانا
إذا تفكّرت فيه ظلت ألعنه ... وألعن الكلب عمران بن حطّانا
(الكامل في الأدب 2/ 126) . وانظر كتاب الأذكياء 210.
[1] الأغاني 18/ 111، 112 وانظر الكامل للمبرّد 2/ 126، 127.
[2] الأبيات في: مجموعة المعاني 4، وكنايات الجرجاني 101، وديوان شعر الخوارج 172، والشريشي 2/ 318، والتذكرة الحمدونية 1/ 163، وسير أعلام النبلاء 4/ 216، والبداية والنهاية 9/ 53، وخزانة الأدب، بتحقيق عبد السلام هارون 2/ 440 وفيه (بادي الغيابة مهيع) .

(6/157)


114- (عمران بن طلحة) [1]- د ت ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَعْبٍ التّيميّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وعليّ بن أبي طالب.
روى عَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَسَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : قد انقرض ولده. وقيل: إن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ.
115- (عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ) [4] أَبُو عِمَارَةَ الضُّبَعِيُّ، وَالِدُ أَبِي جَمْرَةَ.
مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَمِمَّنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ ابن الأشعث،
__________
[1] انظر عن (عمران بن طلحة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 166، والمحبّر لابن حبيب 104 و 439، وطبقات خليفة 244، والتاريخ الكبير 6/ 416، 417 رقم 2833، وأنساب الأشراف 1/ 437 و 3/ 26، والمعارف 232، وتاريخ الثقات للعجلي 374 رقم 1303، والجرح والتعديل 6/ 299، 300 رقم 1661، والثقات لابن حبّان 5/ 217، 218، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 339 أ، وأسد الغابة 4/ 138، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، وسير أعلام النبلاء 4/ 370 رقم 148، والكاشف 2/ 300 رقم 4335، أو العقد الثمين 6/ 422، والإصابة 3/ 82 رقم 6271، وتهذيب التهذيب 8/ 133 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 83 رقم 728، وخلاصة تذهيب التهذيب 295.
[2] في تاريخ الثقات 374 رقم 1303.
[3] في الطبقات 5/ 166.
[4] انظر عن (عمران بن عصام) في:
طبقات خليفة 204، وتاريخ خليفة 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 428، والتاريخ الكبير 6/ 417، 418 رقم 2835، والجرح والتعديل 6/ 300 رقم 1665، والثقات لابن حبّان 5/ 221، 222، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 665، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، والكاشف 2/ 301 رقم 4338، وتهذيب التهذيب 8/ 134، 135 رقم 232، وتقريب التهذيب 2/ 84 رقم 733، وخلاصة تذهيب التهذيب 296، وجامع التحصيل 303 رقم 590.
ويخلطه بعضهم بعمران بن عصام العنزي الشاعر، وهو غيره.

(6/158)


وَكَانَ صَالِحًا، عَابِدًا، مُقْرِئًا، يَقُصُّ بِالْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَقِيلَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
قَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ: أَدْرَكْتُ عِمْرَانَ بْنَ عِصَامٍ، وَهُوَ إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي ضُبَيْعَةَ، يَؤُمُّهُمْ فِي رَمَضَانَ، وَيَخْتِمُ بِهِمْ فِي كُلِّ ثَلاثٍ، ثُمَّ أَمَّهُمْ قَتَادَةُ، فَكَانَ يَخْتِمُ فِي كُلِّ سَبْعٍ.
رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَابْنُهُ أَبُو جَمْرَةَ.
وَظَفَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ فَامْتَحَنَهُ، وَقَالَ: أَتَشْهَدُ عَلَى نَفْسِكَ بِالْكُفْرِ؟ قَالَ:
مَا كَفَرْتُ باللَّه مُنْذُ آمَنْتُ بِهِ، فَقَتَلَهُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
116- عُمَر بن أبي سلمة [1] ع عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مخزوم، أبو
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في:
المغازي للواقدي 343 و 344 و 721، والمحبّر لابن حبيب 84 و 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201، وأنساب الأشراف 3/ 283، والمعارف 125 و 136 و 238، وطبقات خليفة 20 و 190، وتاريخ خليفة 200 و 292 و 300 و 400، والتاريخ لابن معين 2/ 430، والتاريخ الصغير 83، والتاريخ الكبير 6/ 139 رقم 1953، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/ 139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632، والثقات لابن حبّان 3/ 263، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، ورجال صحيح البخاري 2/ 507، 508 رقم 781، ورجال صحيح مسلم 2/ 32 رقم 1075، وجمهرة أنساب العرب 88، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 120 أ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 339 رقم 1279، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 116 ب، وأسد الغابة 4/ 79، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1011، وتحفة الأشراف 7/ 128- 132، والكامل في التاريخ 3/ 204 و 4/ 525، والكاشف 2/ 271 رقم 4128، وسير أعلام النبلاء 3/ 406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740، وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، والعلل لأحمد، رقم 909.

(6/159)


حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
وَرَوَى عَنْ أُمِّهِ أَيْضًا.
وَعَنْهُ: أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَعُرْوَةُ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ عُرْوَةُ: مَوْلِدُهُ بِالْحَبَشَةِ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ [1] حَسَّانٍ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي مَرَّةً، فأنظر، وأطأطءئ لَهُ مَرَّةً فَيَنْظُرُ [2] .
وَقَالَ ابْنُ عَبْدُ الْبَرِّ [3] : كَانَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى فَارِسٍ وَعَلَى الْبَحْرَيْنِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ بالمدينة.
قُلْتُ: وَكَانَ شَابًّا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَزَوَّجَ إِذْ ذَاكَ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَقْبِيلِ زَوْجَتِهِ وَهُوَ صَائِمٌ [4] .
وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتَيْهِ: دُرَّةَ، وَزَيْنَبَ، وَقَدْ مَاتَ أَبُوهُمْ سَنَةَ ثَلاثٍ، فَلَعَلَّ مَوْلِدَ عُمَرَ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ أو عامين [5] .
__________
[1] الأطم: الحصن.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1011.
[3] في الاستيعاب 2/ 475.
[4] أخرجه مسلم في كتاب الصيام (74/ 1108) باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرّمة على من لم تحرّك شهوته من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربّه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميريّ، عن عمر بن أبي سلمة، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أيقبّل الصائم؟
فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سل هذه» . (لأمّ سلمة) ، فأخبرته، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبك وما تأخّر. فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما والله إني لأتقاكم للَّه، وأخشاكم له» .
[5] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 407: «ولد قبل الهجرة بسنتين أو أكثر، فإن أباه توفي في سنة ثلاث من الهجرة، وخلّف أربعة أولاد، هذا أكبرهم وهم: عمر، وسلمة، وزينب، ودرّة، ثم كان عمر هو الّذي زوّج أمّه بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم وهو صبيّ.

(6/160)


وَقَدْ رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ فِي فَارِعِ حَسَّانٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَمَعَهُمْ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَإِنِّي لأَظْلِمُهُ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ [1] فَأَقُولُ لَهُ: تَحْمِلُنِي حَتَّى أَنْظُرَ، فَإِنِّي أَحْمِلُكَ إِذَا نَزَلْتَ، فَإِذَا حَمَلَنِي ثُمَّ سَأَلَنِي أَنْ يَرْكَبَ، قُلْتُ: هَذِهِ الْمَرَّةُ [2] .
قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ.
117- عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ [3] ابْنُ عُثْمَانَ، أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الأَمِيرُ، أَحَدُ وُجُوهِ قُرَيْشٍ
__________
[ () ] ثم إنه فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوّج وقد احتلم، وكبر، فسأل عن القبلة للصائم، فبطل ما نقله أبو عمر في «الاستيعاب» من أنّ مولده بأرض الحبشة سنة اثنتين. ثم إنه كان في سنة اثنتين أبواه- بل وسنة إحدى- بالمدينة، وشهد أبوه بدرا. فأنّى يكون مولده في الحبشة في سنة اثنتين؟ بل ولد قبل ذلك بكثير» .
[1] في طبعة القدسي 3/ 287 (بسنين) وهو تصحيف، والتصويب من تهذيب الكمال، وسير أعلام النبلاء.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1011.
[3] انظر عن (عمر بن عبيد الله بن معمر) في:
المحبّر لابن حبيب 66 و 151 و 442، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 41، والأخبار الموفقيّات 346 و 546 و 561، ونسب قريش 288، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166 و 252 و 273، والكامل في الأدب 1/ 241، وأنساب الأشراف 1/ 399 و 497 و 498 و 503 و 3/ 298 و 299 و 4 ق 1/ 407 و 414 و 415 و 417 و 426 و 427 و 459 و 463- 465 و 467- 470 و 4/ 106 و 112 و 113 و 123 و 153 و 155- 157 و 160- 162، وانظر فهرس الأعلام 5/ 412، والأغاني 15/ 312، والتاريخ الكبير 6/ 175، 176 رقم 2081، والمعارف 234 و 289 و 414 و 576، والجرح والتعديل 6/ 120 رقم 646، وتاريخ الطبري 5/ 318 و 357 و 527 و 528 و 582 و 6/ 95 و 97 و 99 و 119 و 120 و 134 و 158 و 193 و 248، وتاريخ خليفة 297، وجمهرة أنساب العرب 145، والبدء والتاريخ 4/ 85، وشرح أدب الكاتب 293، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 121 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 168 ب، والكامل في التاريخ 4/ 142 و 268- 270 و 281 و 282 و 293 و 332 و 412 و 477، والعقد الفريد 1/ 57 و 4/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 172، 173 رقم 63، والتذكرة الحمدونية 2/ 298 و 342 و 343 و 407 و 408، 480 و 488، وفوات الوفيات 2/ 171، والبداية والنهاية 9/ 46، وتعجيل المنفعة 299- 302 رقم 773، والمستطرف للأبشيهي 1/ 225.

(6/161)


وَأَشْرَافِهَا وَشُجْعَانِهَا الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَلِيَ فُتُوحَاتٍ عَدِيدَةٌ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ.
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ عَوْنٍ.
وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَتُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ فَارِسٍ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وُلِدَ هُوَ، وَعُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَامَ قَتْلِ عُمَرَ [1] .
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْمُهَلَّبِ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ أَخْبِرْنَا عَنْ شُجْعَانِ الْعَرَبِ. قَالَ: أَحْمَرُ قُرَيْشٍ، وَابْنُ الْكَلْبِيَّةِ، وَصَاحِبُ النَّعْلِ الدَّيْزَجُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نَعْرِفُ مِنْ هَؤُلاءِ أَحَدًا، قَالَ: بَلَى، أَمَّا أَحْمَرُ قُرَيْشٍ فَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَاللَّهِ مَا جَاءَتْنَا سَرَعَانُ خَيْلٍ قَطُّ إِلا رَدَّهَا، وَأَمَّا ابْنُ الْكَلْبِيَّةِ فَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أُفْرِدَ فِي سَبْعَةٍ، وَجُعِلَ لَهُ الأَمَانُ، فَأَبَى حَتَّى مَاتَ عَلَى بَصِيرَتِهِ. وَأَمَّا صَاحِبُ النَّعْلِ الدَّيْزَجُ فَعَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْحَبَطِيُّ [2] ، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِنَا شِدَّةٌ إِلا فَرَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ، وَكَانَ حَاضِرًا:
إِنَّا للَّه، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ! قَالَ:
إِنَّمَا ذَكَرْنَا الإِنْسَ وَلَمْ نَذْكُرِ الْجِنَّ [3] .
وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ [4] بْنِ قَتَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَعِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فِي مُسْتَحَمِّهِ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَصَبَبْتُهَا فِيهَا، فقال: وصلته رحم لقد
__________
[1] تاريخ دمشق 13/ 169 أ.
[2] بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة وفي آخرها الطاء، نسبة إلى الحبطات وهو بطن من تميم ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 275) .
[3] الأخبار الموفقيات 560، 561، والكامل للمبرّد 1/ 241، التذكرة الحمدونية 2/ 407، 408، رقم 1052، والمستطرف 1/ 225 وفيها ورد «ابن الكلبية، وأحمر قريش، وراكب البغلة» بدل «صاحب النعل الديزج» .
[4] في الأصل «سلمان» والتصويب من تعجيل المنفعة.

(6/162)


جَاءَتْنَا عَلَى حَاجَةٍ، فَأَتَيْتُ الْقَاسِمَ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ كَانَ الْقَاسِمُ ابْنَ عَمِّهِ فَأَنَا ابْنَةُ عَمَّتِهِ فَأَعْطِنِيهَا، فَأَعْطَيْتُهَا [1] .
وَذَكَرَ الْحَرْمَازِيّ أَنَّ إِنْسَانًا مِنَ الأَنْصَارِ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ بِفَارِسٍ، فَوَصَلَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا.
وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ اشْتَرَى مَرَّةً جَارِيَةً بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَتَوَجَّعَتْ لفراق سَيِّدِهَا وَقَالَتْ أَبْيَاتًا، وَهِيَ:
هَنِيئًا لَكَ الْمَالُ الَّذِي قَدْ أصَبْتَه ... وَلَمْ يَبْقَ فِي كَفَّيَّ إِلا تَفَكُّرِي
أَقُولُ لِنَفْسِي وَهِيَ فِي كَرْبٍ غَشْيَةٍ ... أَقِلِّي فَقَدْ بَانَ الْخَلِيطُ أَوْ أَكْثِرِي
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَمْرِ عِنْدَكِ حِيلَةٌ ... وَلَمْ تَجِدِي بُدًّا مِنَ الصَّبْرِ فَاصْبِرِي
فَقَالَ مَوْلاهَا:
وَلَوْلا قُعُودُ الدَّهْرِ بِي عَنْكِ لَمْ يَكُنْ ... يُفَرِّقُنَا شَيْءٌ سِوَى الْمَوْتِ فاعذري
أءوب بِحُزْنٍ مِنْ فِرَاقِكِ مُوجِعٌ ... أُنَاجِي بِهِ قَلْبًا طَوِيلَ التَّذَكُّرِ
عَلَيْكِ سَلامٌ لا زِيَارَةَ بَيْنَنَا ... وَلا وَصْلَ إِلا أَنْ يَشَاءَ ابْنُ مَعْمَرِ
فَقَالَ: خُذْهَا وَثَمَنَهَا [2] .
وَقَالَ مُسْلِمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ زَائِرًا لابْنِ أَبِي بَكْرَةَ بِسِجِسْتَانَ، فَأَقَامَ أَشْهُرًا لا يَصِلُهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي اشْتَقْتُ إِلَى الأَهْلِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: سَوْءَةٌ مِنْ أَبِي حَفْصٍ أَغْفَلْنَاهُ، كَمْ فِي بَيْتِ الْمَالِ، قَالُوا: أَلْفَ أَلْفٍ وَسَبْعَمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ: احْمِلُوهَا إليه، فحملت إليه. رواها الْمَدَائِنِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُسْلِمَةَ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
118- عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3] ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الهاشمي.
__________
[1] تعجيل المنفعة 302 باختصار.
[2] البداية والنهاية 9/ 46.
[3] انظر عن (عمر بن علي بن أبي طالب) في:

(6/163)


رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ لِيَوَلِّيَهُ صَدَقَةَ أَبِيهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ: ولدت لأبي بعد ما اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٍ، فَقَالَ: هِبْهُ لِي. قَالَ: هُوَ لَكَ. قَالَ: قَدْ سَمَّيْتُهُ عُمَرَ وَنَحَلْتُهُ غُلامِي مُوَرِّقًا. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَلَقِيتُ عِيسَى فَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله [1] . عمر، ورقيّة ابنا عليّ توأم أُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ التَّغْلِبِيَّةُ مِنْ سَبْيِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَيَّامَ الرِّدَّةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَذَكَرَ مُصْعَبٌ: أَنَّ الْوَلِيدَ لَمْ يُعْطِهِ صَدَقَةَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ: لا أُدْخِلُ عَلَى بَنِي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهُمْ، فَانْصَرَفَ غضبان وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ صِلَةً [3] .
وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ قُتِلَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ.
قُلْتُ: فَلَعَلَّهُ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ أَنَّ الّذي قتل مع مصعب
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 5/ 117، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 264، والتاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2096، والمعارف 204 و 210 و 217، وتاريخ الثقات للعجلي 360 رقم 1243، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، وفتوح البلدان 110، ونسب قريش 80، وتاريخ الطبري 3/ 383 و 5/ 154، 155، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 676، والثقات لابن حبّان 5/ 146، ومروج الذهب 418 و 1908 و 1909، والتنبيه والإشراف 259، والبدء والتاريخ 5/ 76، ومقاتل الطالبيين 84 و 127 و 643 و 679، وجمهرة أنساب العرب 66، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 172 ب، والكامل في التاريخ 2/ 399 و 408 و 6/ 198، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1020، وسير أعلام النبلاء 4/ 134 رقم 41، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 77، وتهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 806، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، وخلاصة تذهيب التهذيب 285.
[1] في نسب قريش 42.
[2] في تاريخ الثقات 360 رقم 1243.
[3] نسب قريش 43.

(6/164)


عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ [1] ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثنتين وسبعين.
119- (عمرو بن حريث) [2]- ع- بن عمرو بن عثمان المخزوميّ، أَخُو سَعِيدٍ.
وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ.
روى عنه: ابنه جعفر، والحسن العرني، ومغيرة بن سبيع، والوليد بن سريع، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن أبي خالد.
__________
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 134 «ولا يصح، بل ذاك أخوه عبيد الله بن علي» .
[2] انظر عن (عمرو بن حريث) في:
نسب قريش 233، وطبقات ابن سعد 6/ 23، والمحبّر لابن حبيب 156 و 342 و 379، وطبقات خليفة 20 و 126 ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والزهد لابن المبارك 356، والبيان والتبيين 4/ 81، وفتوح البلدان 276 و 305، وأنساب لأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 657 (وفهرس الأعلام) ج 5/ 412، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وتاريخ الطبري 5/ 523، والمنتخب من ذيل المذيّل 547، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254، والمعارف 293 و 480 و 576، والثقات لابن حبّان 3/ 272، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 686، ومروج الذهب 1896 و 1919، والأخبار الطوال 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 65 رقم 1165، والاستيعاب 2/ 515، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، والحلّة السيراء 1/ 75، والبدء والتاريخ 6/ 6، وجمهرة رسائل العرب 2/ 63، ورجال صحيح البخاري 2/ 537، 538 رقم 842، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282، رقم 4206، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، وجامع التحصيل 297 رقم 561، والبداية والنهاية 9/ 60، والزيارات 155، 156، والتذكرة الحمدونية 2/ 389 و 373 ودول الإسلام 1/ 60، ومجمع الزوائد 9/ 405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 555، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والعلل لأحمد، رقم 1139 و 4227.
وقد تقدّمت ترجمته باختصار في الجزء السابق.

(6/165)


وآخر من رآه خلف بن خليفة، شيخ الحسن بن عرفة، فابن عرفة من أتباع التابعين.
توفي عمرو سنة خمس وثمانين.
120- (عمرو بن سلمة) [1]- خ د ن- أَبُو بُرَيْدٍ [2] الْجَرْمِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ.
وَقِيلَ: أَبُو يَزِيدَ، الَّذِي كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ وَهُوَ صَبِيٌّ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] وَقَدْ وَفَدَ أَبُوهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُقَالُ: هُوَ لَهُ وِفَادَةٌ مَعَ أَبِيهِ وَصُحْبَةٌ مَا [5] .
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِأَيُّوبَ.
وَرَّخَ موته أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
121- (عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ) [6]- بخ- الهمدانيّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن سلمة) في:
التاريخ لابن معين 2/ 445، والتاريخ الكبير 6/ 313 رقم 2497، والجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1301، والثقات لابن حبّان 3/ 278، ورجال صحيح البخاري 2/ 538 رقم 843، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371 رقم 1410، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27، 28 رقم 16، والاستيعاب 2/ 544، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، وتحفة الأشراف 8/ 152 رقم 407، والكاشف 2/ 285 رقم 4231، ودول الإسلام 1/ 60، والبداية والنهاية 9/ 60، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، وتهذيب التهذيب 8/ 42، 43 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 598، والإصابة 2/ 541 رقم 5857، وخلاصة تذهيب التهذيب 289.
وسلمة: بكسر اللام.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27 حيث قال: هو أبو بريد بموحّدة مضمومة وراء. وقيل: أبو يزيد، بمثنّاة وزاي، والصحيح المشهور الأول.
[3] الجرمي: بفتح الجيم وسكون الراء. (اللباب 1/ 222) .
[4] لأنه كان أقرأهم للقرآن، كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 544.
[5] الاستيعاب 2/ 544.
[6] انظر عن (عمرو بن سلمة) في:

(6/166)


سَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَحَضَرَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَدُفِنَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ [1] .
قُلْتُ: وَأَبُوهُ بِكَسْرِ اللامِ كَالْجَرْمِيِّ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ.
122- وَأَمَّا (عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ) - بِالْفَتْحِ- فَشَيْخٌ مَجْهُولٌ لِلْوَاقِدِيِّ.
وَلَهُ شَيْخٌ آخَرُ قَزْوِينِيٌّ.
يَرْوِي عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ.
123- (عمرو بن عثمان بن عفّان) [2]- ع- الأمويّ، أخو أبان، وسعيد.
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 6/ 171، والتاريخ الصغير 95، والتاريخ الكبير 6/ 337 رقم 2569، وتاريخ الثقات للعجلي 364 رقم 1263 وقد قيّده محقّقه بفتح اللام، وهو خطأ، والجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1302، والثقات لابن حبّان 5/ 172، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 761، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، وتهذيب التهذيب 8/ 42 رقم 68، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 597، وخلاصة تهذيب التهذيب 289.
[1] في التاريخ الكبير 6/ 337.
[2] انظر عن (عمرو بن عثمان بن عفان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 150، 151، والمحبّر لابن حبيب 57 و 382، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الصغير 34، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والمعرفة والتاريخ 1/ 472 و 3/ 270 و 289، وأنساب الأشراف 3/ 49 و 4 ق 1/ 6 و 46 و 53 و 58 و 65 و 66 و 108 و 285 و 323 و 329 و 598 و 600 و 602 و 611 و 4/ 34 و 39 و 5/ 103 و 105- 107 و 114، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176- 227، ونسب قريش 105 و 109 و 110، والمعارف 186 و 198 و 199 و 200 و 201 و 214، وتاريخ الطبري 4/ 420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، والثقات لابن حبّان 5/ 168، وجمهرة أنساب العرب 83، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، ورجال صحيح البخاري 2/ 546 رقم 857، ورجال صحيح مسلم 2/ 76 رقم 1193، ومروج الذهب 1776 و 2024، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1044، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 367 رقم 1395، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 223، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و 120، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 467 و 468 و 475، والعقد الفريد 1/ 279، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والعلل لأحمد، رقم 467.

(6/167)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
وعنه: علي بن الحسين، وسعيد بن المسيب، وأبو الزناد، وابنه عبد الله بن عمرو.
له حديث: «لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ» فِي الْكُتُبِ السّتّة [1] .
124- (عنترة بن عبد الرحمن) [2]- ن- أبو وكيع الشّيبانيّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مرّة الشّيبانيّ، وأبو سنان الشيبانيّ.
__________
[1] أخرجه البخاري في الفرائض 8/ 11 باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وإذا أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له، وأبو داود في الفرائض (2909) باب هل يرث المسلم الكافر، والترمذي في الفرائض (2190) باب ما جاء في إبطال الميراث بين المسلم والكافر، وابن ماجة في الفرائض (2729) باب ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك، والدارميّ في الفرائض، باب 29، ومالك في الموطّأ، كتاب الفرائض 351 باب ميراث أهل الملل، وأحمد في المسند 2/ 200 و 208.
[2] انظر عن (عنترة بن عبد الرحمن) في:
التاريخ الكبير 7/ 84 رقم 377، وتاريخ الثقات للعجلي 376 رقم 1317، والمعرفة والتاريخ 3/ 75 و 83، والجرح والتعديل 7/ 35 رقم 187، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1064، والكاشف 2/ 305 رقم 4374، وتهذيب التهذيب 8/ 162، 163 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 89 رقم 787، وخلاصة تذهيب التهذيب 306.

(6/168)


[حرف الْفَاءِ]
125- (فَرُّوخُ بْنُ النُّعْمَانِ) [1] أَبُو عَيَّاشٍ الْمَعَافِرِيُّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ.
حَدَّثَ بِمِصْرَ.
رَوَى عَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَّادٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
__________
[1] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفّرة.

(6/169)


[حرف القاف]
126- قبيصة بن ذؤيب [1] ع أبو سعيد الخزاعيّ المدني، الفقيه.
__________
[1] انظر عن (قبيصة بن ذؤيب) في:
طبقات ابن سعد 5/ 176 و 7/ 447، والمحبّر لابن حبيب 261 و 302 و 379 و 477، وطبقات خليفة 309، وتاريخ خليفة 292 و 299، والتاريخ لابن معين 2/ 484، والتاريخ الصغير 100، والتاريخ الكبير 7/ 174، 175 رقم 784، وتاريخ الثقات للعجلي 388 رقم 1377، والمعرفة والتاريخ 1/ 236 و 252 و 353 و 354 و 404 و 405 و 426 و 557 و 558 و 627 و 628 و 692 و 692 و 714 و 2/ 439 و 733، وتاريخ أبي زرعة 1/ 62 و 225 و 405 و 408 و 569- 571، وتاريخ الطبري 2/ 239 و 240 و 5/ 239 و 6/ 143 و 180 و 412 و 466، والمعارف 108 و 108 و 447 و 547 و 586، وأنساب الأشراف 1/ 418 و 3/ 213 و 4 ق 1/ 446 و 447 و 4/ 141 و 5/ 356، والبرصان والعرجان 363، والمغازي للواقدي 749، والسير والمغازي لابن إسحاق 222، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 220، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 89 و 204، والجرح والتعديل 7/ 125 رقم 713، والاستيعاب 3/ 255، 256، والثقات لابن حبّان 5/ 317، و 318، وجمهرة أنساب العرب 236، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 433، ورجال صحيح مسلم 2/ 147 رقم 1371، ورجال صحيح البخاري 2/ 620، 621 رقم 985، وتحفة الوزراء للثعالبي 114، وطبقات الفقهاء للشيرازي 47، 48 و 62 و 63، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 197 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 422 رقم 1619، وأسد الغابة 4/ 191، 192، والكامل في التاريخ 3/ 6 و 464 و 4/ 299 و 513 و 520 و 525 و 555، والعقد الفريد 2/ 144 و 230 و 4/ 168 و 169 و 4/ 409، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 56 رقم 64، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1119، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، والعبر 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 4/ 282، و 283 رقم 103، والكاشف 2/ 340 رقم 4615، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 226، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 399، ومختصر

(6/170)


يُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، وَأُتِيَ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أَبِيهِ لِيَدْعُوَ لَهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقَ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وهارون بن رياب [1] . وَآخَرُونَ.
وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَالْبَرِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَسَكَنَ دِمَشْقَ، وَأُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ [2] .
وَكَنَّاهُ ابْنُ سَعْدٍ [3] : أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَالَ: شَهِدَ أَبُوهُ ذُؤَيْبُ بْنُ حَلْحَلَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ، وَكَانَ يَسْكُنُ قُدَيْدًا [4] ، وَكَانَ قَبِيصَةُ آثَرَ النَّاسَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَالْبَرِيدِ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ إِذَا وَرَدَتْ، ثُمَّ يَدْخُلُ بِهَا عَلَى الْخَلِيفَةِ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.
وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ في الفقه والنّسك،
__________
[ () ] التاريخ لابن الكازروني 90 و 93، ومرآة الجنان 1/ 177، والبداية والنهاية 9/ 73، وجامع التحصيل 311، 312 رقم 631، وفوات الوفيات 2/ 402، والوفيات لابن قنفذ 99 رقم 86، والعقد الثمين 7/ 37، والإصابة 3/ 266 رقم 7271، وتهذيب التهذيب 8/ 346، 347 رقم 628، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 74، والنجوم الزاهرة 1/ 214، وطبقات الحفّاظ 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 314، وشذرات الذهب 1/ 97، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1565 و 2460 و 5649 و 3820.
[1] بكسر الراء.
[2] ذكر ابن عساكر في ترجمته أن دار قبيصة هي في موضع دار الحكم، (ج 14/ 197 ب) وباب البريد أحد أبواب جامع دمشق، وهو من أنزه المواضع. أكثر الشعراء من ذكره ووصفه والتشوّق إليه. (معجم البلدان 1/ 306) .
[3] في الطبقات 5/ 176 و 7/ 447.
[4] قديد: بضم أوله على لفظ التصغير، قرية جامعة، سمّيت قديدا لتقدّد السيول بها، وهي لخزاعة. (معجم ما استعجم 4/ 1054) وهو بقرب مكة. (معجم البلدان 4/ 313) .
[5] في التاريخ الكبير 7/ 174.

(6/171)


هُوَ وَابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ [2] : ثنا حَفْصُ بْنُ نَبِيهٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ كَانَ مُعَلِّمَ كِتَابٍ [3] .
وَعَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ كَاتِبَ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَعَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أعلم مِنْ قَبِيصَةَ.
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [4] . وَرَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ [5] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدَائِنِيِّ وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ سَنَةَ ثَمَانٍ [6] .
127- (قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [7]- ت ن ق- بن عمّار الكلابيّ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجِمَارَ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيْمَنُ بْنُ نابل المكّيّ أحد صغار التابعين [8] .
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 175.
[2] في الأصل «المكحول» .
[3] رجال صحيح مسلم 2/ 147، تاريخ دمشق 14/ 198 ب، رجال صحيح البخاري 2/ 621.
[4] التاريخ الكبير 7/ 175.
[5] تاريخ دمشق 14/ 198 ب.
[6] وقال ابن نمير: مات سنة ست وستين. (رجال صحيح البخاري 2/ 621) .
[7] انظر عن (قدامة بن عبد الله) في:
المغازي للواقدي 1107، وطبقات خليفة 59، والتاريخ لابن معين 2/ 485، 486، والتاريخ الكبير 7/ 178 رقم 795، ومقدّمة مسند يقيّ بن مخلد 126 رقم 532، والجرح والتعديل 7/ 127 رقم 724، والثقات لابن حبّان 3/ 344، وجمهرة أنساب العرب 288، والاستيعاب 3/ 262، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1125، وأسد الغابة 4/ 198، والكاشف 2/ 342 رقم 4629، وتهذيب التهذيب 8/ 364، 365 رقم 647، وتقريب التهذيب 2/ 124 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 315.
[8] رواه البخاري في تاريخه الكبير 7/ 178.

(6/172)


128- (قَيْسُ [1] بْنُ عَائِذٍ) [2] أَبُو كَاهِلٍ الأَحْمَسِيُّ، نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [3] ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْهُ.
129- قيس بن عباد [4] سوى ق أبو عبد الله القيسيّ الضّبعيّ البصريّ، رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وأبي ذر، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاحِقُ بن حميد، وأبو
__________
[1] انظر عن (قيس بن عائذ) في: معرفة الرجال 2/ 95 رقم 249، وطبقات ابن سعد 6/ 62، وطبقات خليفة 35 و 128، والتاريخ الصغير 87، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 640، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 165 رقم 964، والمعرفة والتاريخ 2/ 225، 226، والجرح والتعديل 7/ 102 رقم 578، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 294، والمعجم الكبير للطبراني 18/ 360- 362، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1639، وأسد الغابة 4/ 221، والاستيعاب 4/ 164، والثقات لابن حبّان 3/ 342، والكاشف 3/ 327 رقم 338، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 22، وتهذيب التهذيب 12/ 208، 209 رقم 970، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 1 (وقد تحرّف فيه إلى «أبو كامل» بالميم) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، والإصابة 4/ 164 رقم 956، ومسند أحمد 4/ 78 و 177، وتحفة الأشراف 9/ 272، 273 رقم 651.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر ترجمته.
[3] ج 2/ 260 و 4/ 78 و 177 و 178 و 306، وأخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها (1284) و (1285) باب ما جاء في الخطبة في العيدين. وهو في تاريخ البخاري 7/ 142.
[4] انظر عن (قيس بن عباد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 131، وطبقات خليفة 198، والتاريخ لابن معين 2/ 491، ومسند أحمد 5/ 140، والتاريخ الكبير 7/ 145 رقم 647 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 394 رقم 1398، والمعرفة والتاريخ 1/ 445، وتاريخ أبي زرعة 1/ 546، والجرح والتعديل 7/ 101 رقم 577، والثقات لابن حبّان 5/ 308، 309، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 10 و 13، ورجال صحيح البخاري 2/ 614 رقم 974، ورجال صحيح مسلم 2/ 145، 146 رقم 1367، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 418 رقم 1599، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1137، والكاشف 2/ 349 رقم 4679، وتهذيب التهذيب 8/ 400 رقم 711، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم 152، وخلاصة تذهيب التهذيب 318، والعلل لأحمد، رقم 4178.

(6/173)


نَضْرَةَ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ وَالْغَزْوِ، وَلَكِنَّهُ شِيعِيٌّ، وَقَدْ رَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَصَلَّى مَعَ عُمَرَ.
وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَبَّادٍ وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَسَاهُ رِيطَةً مِنْ رِيَاطِ مِصْرَ، فَرَأَيْتُهَا عَلَيْهِ قَدْ شَقَّ عَلَمَهَا.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يونس المؤدب: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ فَرَسٌ عَرَبِيَّةٌ، كُلَّمَا نَتَجَتْ مُهْرًا حَمَلَ عَلَيْهِ- إِذَا أُدْرِكَ- فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى بِهِمُ الْغَدَاةَ لَمْ يَزَلْ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يَرَى السَّقَّائِينَ قَدْ مَرُّوا بِالْمَاءِ، مَخَافَةَ أَنْ يَصِيرَ أُجَاجًا أَوْ يَصِيرَ غَوْرًا، أَوْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَطْلَعِهَا، مَخَافَةَ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا [2] .
وَعَنْ أَبِي مِخْنَفٍ قَالَ: عَاشَ قَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ حَتَّى قَاتَلَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فَعَائِلُهُ، وَأَنَّهُ يَلْعَنُ عُثْمَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ [3] .
قُلْتُ: ابْنُ مِخْنَفٍ وَاهٍ.
130- (قَيْصَرُ [4] الدِّمَشْقِيُّ) [5] .
عَنِ ابن عُمَر.
وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَيزيْدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
قال أبو حاتم [6] : ليس به بأس.
__________
[1] في الطبقات 7/ 131.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1137.
[3] تهذيب الكمال 2/ 1137.
[4] في طبعة القدسي 3/ 292 «قصير» وهو تصحيف.
[5] انظر عن (قيصر الدمشقيّ) في.
التاريخ الكبير 7/ 204، 205 رقم 895. والجرح والتعديل 7/ 148 رقم 826، والثقات لابن حبان 5/ 325.
[6] الجرح والتعديل 7/ 148 وفيه: إنه من أهل مصر.

(6/174)


[حرف الكاف]
131- (كثير بن العبّاس) [1] خ م د ن- بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْهَاشِمِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ.
وَقِيلَ إِنَّهُ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَى عَنْهُ: الأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الأَصْبَغِ مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] : كَانَ فَقِيهًا فَاضِلا لا عَقِبَ لَهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَ يَسْكُنُ بِقَرْيَةٍ عَلَى فراسخ من المدينة.
وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
132- (كُلَيْبُ بْنُ شِهَابِ) [3]- 4- بْنِ الْمَجْنُونِ الْجَرْمِيُّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (كثير بن العباس) في:
طبقات خليفة 230، والتاريخ الكبير 7/ 207 رقم 905، والمحبّر لابن حبيب 56، وأنساب الأشراف 1/ 402 و 3/ 22 و 67 و 4 ق 1/ 508 و 5/ 22، والمعارف 121، ونسب قريش 27، والمعرفة والتاريخ 1/ 361، وتاريخ الطبري 3/ 75، والجرح والتعديل 7/ 153، 154 رقم 856، والثقات لابن حبّان 5/ 329، وجمهرة أنساب العرب 18، والاستيعاب 3/ 317، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 427، 428 رقم 1641، وأسد الغابة 4/ 460، ورجال صحيح البخاري 2/ 627 رقم 995، ورجال صحيح مسلم 2/ 155 رقم 1388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، وأسد الغابة 3/ 5 رقم 4708، وسير أعلام النبلاء 3/ 443 رقم 84، وجامع التحصيل 317 رقم 648، وتهذيب التهذيب 8/ 420، 421 رقم 750، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 16، والإصابة 3/ 310، 311 رقم 7480، والعقد الثمين 7/ 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 272.
[2] في نسب قريش 27.
[3] انظر عن (كليب بن شهاب) في:

(6/175)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وأبي هريرة، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَاصِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ.
وَوَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
133- كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ [1] ابْنُ نُهَيْكِ بْنِ هَيْثَمٍ النَّخَعِيُّ الصَّهْبَانِيُّ [2] الكوفيّ.
حدّث عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هريرة.
__________
[ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 123، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 717، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 229 رقم 986، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1420 و 1421، والمراسيل لأبي داود 42، والجرح والتعديل 7/ 167 رقم 946، والثقات لابن حبّان 3/ 337، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1149، والكاشف 3/ 9 رقم 4740، وتهذيب التهذيب 8/ 445، 446 رقم 809، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 65، وخلاصة تذهيب التهذيب 322.
[1] انظر عن (كميل بن زياد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 179، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 7/ 243 رقم 1036، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1423، والمعرفة والتاريخ 2/ 481، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 517 و 529 و 534 و 543 و 5/ 30 و 41 و 45 و 54، وفتوح البلدان 458، والفتوح لابن أعثم 7/ 141، وتاريخ اليعقوبي 2/ 205، 206، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 323 و 326 و 403 و 404 و 446 و 6/ 350 و 365، والجرح والتعديل 7/ 174، 175 رقم 905، والثقات لابن حبّان 5/ 341، وجمهرة أنساب العرب 415، ومروج الذهب 1749، والتنبيه والإشراف 275، والإرشاد في معرفة علماء البلاد للخليلي 1/ 221، وعين الأدب 265، وسراج الملوك للطرطوشي 110، والخصال 1/ 186، وأمالي الطوسي 1/ 19، ورجال الطوسي 56 رقم 6، وديوان المعاني 1/ 146، 147، والجليس الصالح 3/ 331، وشرح نهج البلاغة 495- 497، وحلية الأولياء 1/ 79، 80، وصفة الصفوة 1/ 127، والكامل في التاريخ 3/ 138 و 144 و 183 و 205 و 376 و 379 و 4/ 472 و 481، والعقد الفريد 2/ 212 و 213، وعيون الأخبار 2/ 120 و 355، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1150، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 383 و 430، والمغني في الضعفاء 2/ 533 رقم 5109، وميزان الاعتدال 3/ 415 رقم 6978، والمجروحين لابن حبّان 2/ 221، وتهذيب التهذيب 8/ 447، 448 رقم 811، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 323، والبداية والنهاية 9/ 46، 47، والتذكرة الحمدونية 1/ 67، والإصابة 3/ 318 رقم 7501، والغدير للأمين 9/ 46 وفيه أن الحجّاج قتله سنة 42 هـ. وهذا وهم، والصحيح 82 هـ.
[2] الصّهبانيّ: مهمل في الأصل، والتحرير من اللباب 2/ 64 حيث قيّده بضم الصاد وسكون الهاء.. نسبة إلى صهبان بن سعد ...

(6/176)


رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ ذَرِيحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الصَّهْبَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالأَعْمَشُ.
وَقَدِمَ دِمَشْقَ زَمَنَ عُثْمَانَ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا ثِقَةً عَابِدًا عَلَى تَشَيُّعِهِ، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.
قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَفِي الْكُوفَةِ مِنَ الْعُبَّادِ: أُوَيْسٌ، وَعَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمِعْضَدٌ الشَّيْبَانِيُّ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ [2] .
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كُمَيْلٌ رَافِضِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَنَعَ الْحَجَّاجُ النَّخَعَ أَعْطِيَاتِهُمْ حَتَّى يَأْتُوهُ بِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُمَيْلٌ أَقْبَلَ عَلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: أَبْلِغُونِي الْحَجَّاجَ فَأَبْلَغُوهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، هَذَا كُمَيْلٌ الَّذِي قَالَ لِعُثْمَانَ أَقِدْنِي مِنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ كُمَيْلٌ: فَعَرَفَ حَقِّي، فَقُلْتُ: أَمَّا إِذْ أَقَدْتَنِي فَهُوَ لَكَ هِبَةٌ، فَمَنْ كَانَ أَحْسَنَ قَوْلا أَنَا أَوْ هُوَ، فَذَكَرَ الْحَجَّاجُ عَلِيًّا، فَصَلَّى عَلَيْهِ كُمَيْلٌ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: وَاللَّهِ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكَ إِنْسَانًا أَشَدَّ بُغْضًا لِعَلِيٍّ مِنْ حُبِّكَ لَهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ابْنَ أَدْهَمَ الْحِمْصِيَّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ [3] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ كُمَيْلٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً.
أَنْبَأَ رُبَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، أَنْبَأَ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَ ابن فادشاه، ثنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عن أبي هريرة قال: قال
__________
[1] في الطبقات 6/ 179.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1150.
[3] في تاريخ الطبري 6/ 365 قتله أبو الجهم بن كنانة الكلبي.

(6/177)


رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، وَلا مَنْجَى مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ» [1] .
__________
[1] أخرجه البخاري في الدعوات 7/ 162 باب: الدعاء إذا علا عقبة، من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عثمان، عن أبي موسى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «أيّها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا» ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه. فقال: «يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه فإنّها كنز من كنوز الجنة» أو قال: «ألا أدلّك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه» .
وأخرجه في باب: قول لا حول ولا قوّة إلا باللَّه 7/ 169، وفي القدر 7/ 213 باب لا حول ولا قوّة إلا باللَّه، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2704) باب استحباب خفض الصوت بالذكر، و (45/ 2704) و (46/ 2704) ، وأبو داود في الوتر (1526) باب في الاستغفار، والترمذي في الدعوات (3528) باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، وابن ماجة في الأدب (3824) ومن طريقين آخرين (3825) و (3826) وأحمد في المسند 2/ 298 و 309 و 335 و 355 و 363 و 403 و 469 و 520 و 525 و 535 و 4/ 400 و 402 و 403 و 407 و 418 و 419 و 5/ 145 و 150 و 152 و 157 و 179 و 265.

(6/178)


[حَرْفُ الْمِيمِ]
134- (مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ) [1]- ت- بن حارثة الكلبيّ، ابْنُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَدَنِيٌّ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ قُسَيْطٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
135- (مُحَمَّدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ البكير) [3] بْنِ عَبْدِ ياليل اللّيثيّ المدنيّ، من أولاد البدريّين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أسامة) في: التاريخ الكبير 1/ 19 رقم 12، وطبقات ابن سعد 5/ 246، وطبقات خليفة 230 و 247، 248، وأنساب الأشراف 1/ 470، 471، والمعارف 145، وتاريخ الطبري 3/ 196، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1136، والثقات لابن حبّان 5/ 353، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 453، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1166، والكامل في التاريخ 5/ 21 والكاشف 3/ 17 رقم 4784، وتهذيب التهذيب 9/ 35 رقم 43، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 34، والوافي بالوفيات 2/ 187 رقم 546، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[2] في الطبقات 5/ 246.
[3] التاريخ الكبير 1/ 20 رقم 13، والمعرفة والتاريخ 1/ 420، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 5/ 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، والكاشف 3/ 21 رقم 4809، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 68، والوافي بالوفيات 2/ 233 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 328.

(6/179)


رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه، أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
136- (محمد بن حاطب) [1] ورخه أبو نعيم في سنة ست وثمانين.
وقد مر في الطبقة الماضية.
137- (محمد بن سعد) [2]- سوى د. - بن أبي وقّاص، أبو القاسم الزّهريّ.
روى عن: أبيه، وعثمان، وأبي الدرداء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حاطب) في:
طبقات خليفة 25 و 278، والتاريخ لابن معين 2/ 510، ومسند أحمد 3/ 418 و 4/ 259، والمحبّر 153 و 379، والتاريخ الكبير 1/ 17 رقم 8، والمعرفة والتاريخ 1/ 306، وتاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 577 و 578، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 446، والجرح والتعديل 7/ 224، 225 رقم 1243، والاستيعاب 3/ 340 وفيه (محمد بن حطاب) ، وجمهرة أنساب العرب 162، وأسد الغابة 4/ 314، 315، والكامل في التاريخ 4/ 373، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، وتحفة الأشراف 8/ 355 رقم 391، والكاشف 3/ 28 رقم 4855، وسير أعلام النبلاء 3/ 435، 436 رقم 79، والوافي بالوفيات 2/ 317 رقم 766، ومرآة الجنان 1/ 155، ومجمع الزوائد 9/ 415، والعقد الثمين 1/ 450، والإصابة 3/ 372 رقم 7765، وتهذيب التهذيب 9/ 106 رقم 143، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 122، وخلاصة تذهيب التهذيب 282، وشذرات الذهب 1/ 82.
وقد ترجم له المؤلّف في الطبقة السابقة.
[2] انظر عن (محمد بن سعد بن أبي وقّاص) في:
طبقات ابن سعد 5/ 167 و 6/ 221، والمحبّر لابن حبيب 235، وتاريخ الثقات لابن حبّان 404 رقم 1458، والمعرفة والتاريخ 1/ 401، والمعارف 243، 244، والتاريخ الكبير 1/ 88، 89 رقم 246، وتاريخ الطبري 4/ 211 و 5/ 491 و 6/ 349 و 366 و 373 و 374 و 379، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 327 و 4/ 37، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 6 أ، ب، والجرح والتعديل 7/ 261 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 5/ 354، ورجال صحيح مسلم 2/ 181، 182 رقم 1447، والكامل في التاريخ 4/ 117 و 472 و 482 و 482 و 487 و 488، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1201، والعبر 1/ 95، وسير أعلام النبلاء 4/ 348، 349 رقم 121، والكاشف 3/ 41 رقم 4944، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 155 و 258 و 434، ومرآة الجنان 9/ 166، والوافي بالوفيات 3/ 88 رقم 1008، وتهذيب التهذيب 9/ 183 رقم 274، وتقريب التهذيب 2/ 163، 164 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 337، وشذرات الذهب 1/ 91.

(6/180)


رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خُلْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
لَهُ أَحَادِيثُ عَدِيدَةٌ، وَأُسِرَ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.
138- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن أبي طالب [1] ع أبو القاسم الهاشميّ، ابن الحنفيّة، وَاسْمُهَا خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ، وَهِيَ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ.
وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَرَأَى عُمَرَ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية) في:
طبقات ابن سعد 5/ 91- 116، ونسب قريش 41، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 184 و 262 و 263 و 266، والتاريخ لابن معين 2/ 531، 532، والمحبّر لابن حبيب 454، و 490، وأنساب الأشراف 1/ 572 و 3/ 53 و 54 و 79 و 4/ 15 و 27 و 28 و 59 و 144 وانظر فهرس الأعلام في الجزء 5/ 419، والمعارف 21 و 216، والتاريخ الكبير 1/ 182 رقم 561، وتاريخ الثقات 410 رقم 1487، والمعرفة والتاريخ 1/ 544، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، والفتوح لابن أعثم الكوفي 5/ 30، والبرصان والعرجان 74 و 230، والمنتخب من ذيل المذيّل 628، والأخبار الطوال 147 و 149 و 174 و 221 و 264 و 295، والجرح والتعديل 8/ 26 رقم 116، والبدء والتاريخ 5/ 75، وحلية الأولياء 3/ 174- 180 رقم 234، وطبقات الفقهاء للشيرازي 62، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 5 ب، ومروج الذهب 2031، 2032، والتنبيه والإشراف 573، ورجال صحيح البخاري 2/ 667، 668 رقم 1078، ورجال صحيح مسلم 2/ 174 رقم 1429، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 364 أ، وصفة الصفوة 2/ 77- 79 رقم 158، وجمهرة أنساب العرب 18 و 37 و 42 و 66، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 317، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 396، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 88 رقم 20، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1246، 1247، وتاريخ حلب للعظيميّ 104 و 166 و 183 و 193، والعبر 1/ 93، وسير أعلام النبلاء 4/ 110- 129 رقم 36، والكاشف 3/ 71 رقم 5145، والبداية والنهاية 9/ 38، 39، ومرآة الجنان 1/ 162- 173، وفوات الوفيات 1/ 189 و 190 و 2/ 35 و 171 و 238 و 4/ 123، والعقد الثمين 2/ 157، وغاية النهاية 2/ 204 رقم 3262، والوافي بالوفيات 4/ 99- 105 رقم 1582، وتهذيب التهذيب 9/ 354، 355 رقم 586، وتقريب التهذيب 2/ 192 رقم 549، وخلاصة تذهيب التهذيب 352، وشذرات الذهب 1/ 88، ونزهة الجليس 2/ 254، والكامل في الأدب 2/ 114 و 3/ 266، ومختصر التاريخ 83 و 94، وصفة الصفوة 2/ 77 رقم 158.

(6/181)


رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَعَوْنٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: صَرَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى ابْنِهِ ذَكَّرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: عَفْوًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُ ذَلِكَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُكَافِئَكَ بِهِ [1] .
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: سَمَّتْهُ الشِّيعَةُ الْمَهْدِيَّ، فَأَخْبَرَنِي عَمِّي قَالَ: قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
هُوَ الْمَهْدِيُّ أَخْبَرَنَاهُ كَعْبٌ ... أَخُو الأَحْبَارِ فِي الحقب الخوالي
[2] فقيل لِكُثَيْرٍ: وَلَقِيتَ كَعْبًا؟ قَالَ: قُلْتُهُ بِالْوَهْمِ.
وَقَالَ أَيْضًا:
أَلا إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ ... وُلاةَ الْحَقِّ أَرْبَعَةٌ سَوَاءُ
عَلِيُّ وَالثَّلاثَةُ مِنْ بَنِيهِ ... هُمُ الْأَسْبَاطُ لَيْسَ بِهِمْ خَفَاءُ
فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمَانٍ وَبِرٍّ ... وَسِبْطٌ غَيَّبَتْهُ كَرْبَلاءُ
وَسِبْطٌ لا تَرَاهُ الْعَيْنُ حَتَّى ... يَقُودَ الْخَيْلَ يَقْدُمُهَا لِوَاءُ
تَغَيَّبَ لا يُرَى عَنْهُمْ زَمَانًا ... بِرَضْوَى عِنْدَهُ عَسَلٌ وَمَاءُ
[3] قَالَ الزُّبَيْرُ [4] : وَكَانَتْ شِيعَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ.
وَفِيهِ يقول السيد الحميريّ:
__________
[1] تاريخ دمشق 15/ 364 أ، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 111 زيادة: «لكن أردت أن تعلم أني قد علمت» .
[2] مروج الذهب 3/ 87 وفيه «خبّرناه كعب» ، ونسب قريش 41، والأغاني 9/ 16، والديوان 1/ 275.
[3] الأبيات في ديوان ابن الحنفية 2/ 186، وعيون الأخبار 2/ 144، ومروج الذهب 3/ 87، 88، والأغاني 9/ 14، 15، والملل والنحل 1/ 200، والوافي بالوفيات 4/ 99، 100، وتهذيب الكمال 3/ 1247، والبداية والنهاية 9/ 38، ومرآة الجنان 1/ 165، ووفيات الأعيان 4/ 172، والشعر والشعراء 1/ 423.
[4] في نسب قريش 42.

(6/182)


أَلا قُلْ لِلْوَصِيِّ فَدَتْكَ نَفْسِي ... أَطَلْتَ بِذَلِكَ الْجَبَلِ الْمُقَامَا
أَضَرَّ بِمَعْشَرٍ وَالَوْكَ مِنَّا ... وَسَمَّوْكَ الْخَلِيفَةَ وَالإِمَامَا
وَعَادَوْا فِيكَ أَهْلَ الأَرْضِ طُرًّا ... مُقَامُكَ عَنْهُمْ سِتِّينَ
[1] عَامَا
وَمَا ذَاقَ ابْنُ خَوْلةَ طَعْمَ مَوْتٍ ... وَلا وَارَتْ لَهُ أَرْضٌ عِظَامَا
لَقَدْ أَمْسَى بِمُورِقِ شِعْبِ رضوى ... تُرَاجِعُهُ الْمَلائِكَةُ الْكَلامَا
وَإِنَّ لَهُ بِهِ لَمَقِيلَ صِدْقٍ ... وأندية تحدّثه كراما
هدانا الله إذا حُزْتُمْ [2] لِأَمْرٍ ... بِهِ وَعَلَيْهِ نَلْتَمِسُ التَّمَامَا
تَمَامَ مَوَدَّةِ الْمَهْدِيِّ حَتَّى ... تَرَوْا رَايَاتِنَا تَتْرَى نِظَامَا
[3] وَقَالَ السَّيِّدُ أَيْضًا:
يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لا يُرَى ... وَبِنَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ
حَتَّى مَتَى؟ وَإِلَى مَتَى؟ وَكَمِ الْمَدَى؟ ... يَا بْنَ الْوَصِيِّ وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
[4] وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : مَوْلِدُهُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ سِنْدِيَّةً سَوْدَاءَ، وَكَانَتْ أَمَةٌ لِبَنِي حُنَيْفَةَ، وَلَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا صَالَحَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى الرَّقِيقِ، وَلَمْ يُصَالِحْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ [6] .
وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَتْ رُخْصَةً لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ، وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» [7] .
__________
[1] في نسب قريش، والأغاني «عشرين» . وفي مروج الذهب «مغيبك عنهم سبعين عاما» .
[2] كذا في الأصل، وفي الأغاني، ونسب قريش «جرتم» ، وفي سير أعلام النبلاء «خزتم» .
[3] الأبيات في: نسب قريش 42، والأغاني 9/ 14، ومروج الذهب 3/ 88، وعيون الأخبار 2/ 144، والوافي بالوفيات 4/ 100، والبداية والنهاية 9/ 39، وتهذيب الكمال 3/ 1247.
[4] البيتان في: مروج الذهب 3/ 88 وفيه «يا بن الرسول» ، وتاريخ دمشق 15/ 365 أ، والبيت الثاني فقط في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ- ص 33.
[5] تاريخ دمشق 15/ 365 أ.
[6] طبقات ابن سعد 5/ 91.
[7] أخرجه أبو داود في الأدب (4967) باب في الرخصة في الجمع بينهما، والترمذي في الأدب

(6/183)


قُلْتُ: وَكَانَ يُكْنَى أَيْضًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ: ثنا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ، فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] . وَذَكَرَ النَّسَائِيُّ الْكُنْيَتَيْنِ.
وَعَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ [2] .
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، لَكِنَّ ابْنَ حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ.
وَقَدْ قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِع ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: دَخَلَ عُمَرُ وَأَنَا عِنْدَ أُخْتِي أُمِّ كُلْثُومٍ، فَضَمَّنِي وَقَالَ:
أَلْطِفِيهِ بِالْحَلْوَاءِ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مَكْحُولٌ مَخْضُوبٌ بِحُمْرَةٍ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ [4] .
وَقَالَ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: حسن وَحسين خَيْرٌ مِنِّي، وَلَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُ كَانَ يَسْتَخْلِينِي دُونَهُمَا، وَأَنِّي صَاحِبُ الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: مَا بَالُ أَبِيكَ كَانَ يَرْمِي بِكَ فِي مَرَامٍ لا يَرْمِي فِيهَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمَا كانا خدّيه، وكنت يده، فكان يتوفّى بِيَدِهِ عَنْ خَدَّيْهِ [5] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ خَرَجَ الْحُسَيْنُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَقَامَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ حَتَّى سَمِعَ بِدُنُوِّ جَيْشِ مُسْرِفٍ أَيَّامَ الْحَرَّةِ، فَرَحَلَ إِلَى مَكَّةَ،
__________
[ () ] (2846) باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلّم وكنيته. وقال: حديث صحيح.
وهو في طبقات ابن سعد 5/ 91 وانظر وفيات الأعيان 4/ 170.
[1] تاريخ دمشق 15/ 365 ب.
[2] تاريخ دمشق 15/ 366 أ.
[3] تاريخ دمشق 15/ 367 أ.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 114.
[5] تاريخ دمشق 15/ 368 أ.، وفيات الأعيان 4/ 172.

(6/184)


فَقَعَدَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا (مَاتَ يَزِيدُ) [1] دَعَاهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى بَيْعَتِهِ، فَأَبَيَا حَتَّى تَجْتَمِعَ لَهُ الْبِلادُ، فَكَاشَرَهُمَا، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ، وَغَلُظَ الأَمْرُ حَتَّى خَافَاهُ، وَمَعَهُمَا النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَةُ، فَأَسَاءَ جِوَارَهُمْ وَحَصَرَهُمْ، وَأَظْهَرَ شَتْمَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَمَرَهُمْ وَبَنِي هَاشِمٍ أَنْ يَلْزَمُوا شِعْبَهُمْ بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الرُّقَبَاءَ، وَقَالَ فِيمَا قَالَ: وَاللَّهِ لَتُبَايِعُنَّ أَوْ لأَحْرِقَنَّكُمْ بِالنَّارِ، فَخَافُوا.
قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ [2] : فَرَأَيْتُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَحْبُوسًا بِزَمْزَمَ، فَقُلْتُ:
لأَدْخُلَنَّ عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَهَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: دَعَانِي إِلَى الْبَيْعَةِ.
فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ، فَأَنَا كَأَحَدِهِمْ. فَلَمْ يَرْضَ بِهَذَا، فَاذْهَبْ، فَأَقْرِئْ ابْنَ عَبَّاسٍ السَّلامَ وَقُلْ: مَا تَرَى؟ فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: رُبَّ أَنْصَارِيٍّ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ عَدُوِّنَا، فَقُلْتُ: لا تَخَفْ، أَنَا مِمَّنْ لَكَ كُلُّهُ، وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ لا تُطِعْهُ وَلا نُعْمَةَ عَيْنٍ، إِلا مَا قُلْتَ، وَلا تَزِدْهُ عَلَيْهِ، فَأَبْلَغْتُهُ، فَهَمَّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، فَثَقُلَ عَلَيْهِ قُدُومُهُ.
قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ فِي الْمَهْدِيِّ عَلامَةً يَقْدَمُ بَلَدَكُمْ هَذَا، فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ فِي السُّوقِ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ لا تَضُرُّهُ وَلا تَحِيكُ [3] فِيهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، فَأَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَعَثْتَ إِلَى شِيعَتِكَ بِالْكُوفَةِ فَأَعْلَمْتُهُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ، فَبَعَثَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ، فَقَدِم عَلَيْهِمْ وَقَالَ: إِنَّا لا نَأْمَنُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَؤُلاءِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ، فَجَهَّزَ الْمُخْتَارُ بَعْثًا إِلَى مَكَّةَ، فَانْتَدَبَ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَعَقَدَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُ: سِرْ، فَإِنْ وَجَدْتَ بَنِي هَاشِمٍ فِي الْحَيَاةِ فَكُنْ لَهُمْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَضُدًا، وَانْفُذْ لما أمروك به، وإن وجدت ابن
__________
[1] في الأصل، وطبعة القدسي 3/ 296 «فلما بايعوا ابن الزبير دعاهما ابن الزبير» ، وما أثبتناه بين القوسين عن سير أعلام النبلاء 4/ 118.
[2] في السير «أبو عامر» .
[3] أي لا تؤثّر، على ما في النهاية في غريب الحديث.

(6/185)


الزُّبَيْرِ قَدْ قَتَلَهُمْ، فَاعْتَرِضْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ لا تَدَعْ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ شَعْرًا وَلا ظُفْرًا. وَقَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ، لَقَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَذَا الْمَسِيرِ، وَلَكُمْ بِهَذَا الْوَجْهِ عَشْرُ حِجَجٍ وَعَشْرُ عُمَرٍ.
فَسَارُوا حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى مَكَّةَ، فَجَاءَ الْمُسْتَغِيثُ: أَعْجِلُوا، فَمَا أَرَاكُمْ تُدْرِكُونَهُمْ، فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ ثَمَانِمِائَةٍ، عَلَيْهِمْ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فَأَسْرَعُوا حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ، فَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا [1] ، وَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ.
قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَصْحَابِهِمَا فِي دُورٍ وَقَدْ جُمِعَ لَهُمُ الْحَطَبُ، فَأُحِيطَ بِهِمُ الْحَطَبُ حَتَّى بَلَغَ رُءُوسَ الْجُدُرِ، لَوْ أَنَّ نارا تقع فيه ما رئي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَأَخَّرْنَاهُ عَنِ الأَبْوَابِ، فَأَقْبَلَ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَكُنَّا صَفَّيْنِ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ نَهَارَنَا، لا نَنْصَرِفُ إِلا إِلَى الصَّلاةِ حَتَّى أَصْبَحْنَا، وَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ فِي الْجَيْشِ، فَقُلْنَا لابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: ذَرُونَا نُرِحِ النَّاسَ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالا: هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ إِلا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، فامنعونا وأجيرونا، قال: فتحمّلوا، وإنّ مناديا لينادي فِي الْجَبَلِ، مَا غَنِمَتْ سَرِيَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مَا غَنِمَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ، إِنَّ السَّرِيَّةَ إِنَّمَا تَغْنَمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَإِنَّمَا غَنِمْتُمْ دِمَاءَنَا، فَخَرَجُوا بِهِمْ حَتَّى أَنْزَلُوهُمْ مِنِّي، ثُمَّ انْتَقَلُوا إِلَى الطَّائِفِ وَأَقَامُوا.
وَتُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَبَقِينَا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ الْحَجُّ وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَافَى ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى عَرَفَةَ، فَوَقَفَ وَوَافَى نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ الْحَنَفِيُّ الْحَرُورِيُّ فِي أَصْحَابِهِ، فَوَقَفَ نَاحِيَةً، وَحَجَّتْ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى لِوَاءٍ، فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ [2] .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَقَامَ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ، وَحَجَّ ابن
__________
[1] في طبقات ابن سعد «حتى دخل دار الندوة، ويقال: بل تعلّق..» .
[2] الخبر بطوله في طبقات ابن سعد 5/ 100- 103، وتاريخ دمشق 15/ 369 أ، ب.

(6/186)


الْحَنَفِيَّةِ فِي الْخَشَبِيَّةِ [1] ، وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ، نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الأَيْسَرِ مِنْ مِنًى، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ سَعَى فِي الْهُدْنَةِ وَالْكَفِّ حَتَّى حَجَّتْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ الطَّوَائِفِ الأَرْبَعِ، قَالَ: وَوَقَفْتُ تِلْكَ الْعَشِيَّةِ إِلَى جَنْبِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ادْفَعْ، وَدَفَعْتُ مَعَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَفَعَ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عروة، عن أبيه:
ح، وأخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: كَانَ الْمُخْتَارُ لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ أَشَدَّ شَيْءٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ يُلْقِي إِلَى النَّاسِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الأَمْرَ لِأَبِي الْقَاسِمِ- يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ- ثُمَّ ظَلَمَهُ إِيَّاهُ، وَجَعَلَ يَذْكُرُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَحَالَهُ وَوَرَعَهُ، وَأَنَّهُ يَدْعُو لَهُ، وَأَنَّهُ بَعَثَهُ، وَأَنَّهُ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وَكَانَ يَقْرَأُه عَلَى مَنْ يَثِقُ بِهِ وَيُبَايِعُونَهُ سِرًّا، فَشَكَّ قَوْمٌ وَقَالُوا: أَعْطَيْنَا هَذَا الرَّجُلَ عُهُودَنَا أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِمَكَّةَ، لَيْسَ هُوَ مِنَّا بِبَعِيدٍ، فَشَخَصَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فَأَعْلَمُوهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ، فَقَالَ: نَحْنُ قَوْمٌ حَيْثُ تَرَوْنَ مَحْبُوسُونَ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا بِقَتْلِ مُؤْمِنٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ شَاءَ، فَاحْذَرُوا الْكَذَّابِينَ، وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَدِينِكُمْ، فَذَهَبُوا عَلَى هَذَا [3] .
وَجَعَلَ أَمْرُ الْمُخْتَارِ يَكْبُرُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَغْلُظُ، وَتَتَبَّعَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ فَقَتَلَهُمْ، وَبَعَثَ ابْنَ الأَشْتَرِ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَ الْمُخْتَارُ بِرَأْسِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فدعت بنو هاشم للمختار، وعظم عندهم.
__________
[1] الخشبيّة: لقب أطلق على بعض الجماعات من الموالي ممن اشتركوا في الحرب بين المختار الثقفي وابن الزبير وسارت إلى مكة لتخليص ابن الحنفية من سجن ابن الزبير. وقيل لهم الخشبية لأنهم كانوا يحملون عصيّا من الخشب بدل السيوف. (القاموس الإسلامي 2/ 244) .
[2] طبقات ابن سعد 5/ 103، تاريخ دمشق 15/ 370 أ.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 99.

(6/187)


وَكَانَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَكْرَهُ أَمْرَهُ، وَلا يُحِبُّ كَثِيرًا ممّا يَأْتِي بِهِ.
ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ المختار: لمحمد بن عليّ، مِنَ الْمُخْتَارِ الطَّالِبِ بِثَأْرِ آلِ مُحَمَّدٍ [1] .
وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لا حَرَجَ إِلا فِي دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ. فَقُلْتُ لابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: تَطْعَنُ عَلَى أَبِيكَ؟ قَالَ: لَسْتُ أَطْعَنُ عَلَى أَبِي، بَايَعَ أَبِي أُولُو الأَمْرِ، فَنَكَثَ نَاكِثٌ فَقَاتَلَهُ، وَمَرَقَ مَارِقٌ فَقَاتَلَهُ، وَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَحْسُدُنِي عَلَى مَكَانِي هَذَا، وَدَّ أَنِي أُلْحَدُ فِي الْحَرَمِ كَمَا أُلْحِدَ [2] .
وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ:
رَحِمَ اللَّهُ امْرأً أَغْنَى نَفْسَهُ، وَكَفَّ يَدَهُ، وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ أَلا إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي أُمَيَّةَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ، أَلا إِنَّ لِأَهْلِ الَحِّق دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ وَمِنَّا كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّنَامِ الأَعْلَى، وَمَنْ يَمُتْ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى [3] .
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثنا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:
سَلامٌ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيُّ، فَقَالَ: أَجَلْ، أَنَا رَجُلٌ مَهْدِيٌّ، أَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَالْخَيْرِ، اسْمِي مُحَمَّدٌ، فَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ إِذَا سَلَّمَ: سَلامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قَالُوا: وَقُتِلَ الْمُخْتَارُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ سَنَةَ تِسْعٍ أَرْسَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَخَاهُ عُرْوَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 99، 100 وبقيّة الكتاب: «أمّا بعد، فإنّ الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم، وإنّ الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة، وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأوّلهم» .
[2] تاريخ دمشق 15/ 371 ب.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 97، تاريخ دمشق 15/ 372 أ.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 94، تاريخ دمشق 15/ 372 أ.
[5] في الطبقات 5/ 105، 106.

(6/188)


يَقُولُ لَكَ: إِنِّي غَيْرُ تَارِكِكَ أَبَدًا حَتَّى تُبَايِعَنِي، أَوْ أُعِيدُكَ فِي الْحَبْسِ، وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْكَذَّابَ الَّذِي كُنْتَ تَدَّعِي نُصْرَتَهُ، وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِرَاقَ عَلَيَّ، فَبَايِعْ، وَإِلا فَهِيَ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. فَقَالَ: مَا أَسْرَعُ أَخَاكَ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ وَالاسْتِخْفَافِ بِالْحَقِّ، وَأَغْفَلَهُ مِنْ تَعْجِيلِ عُقُوبَةِ اللَّهِ، مَا يَشُكُّ أَخُوكَ فِي الْخُلُودِ، وَاللَّهِ مَا بَعَثْتُ الْمُخْتَارَ دَاعِيًا وَلا نَاصِرًا، وَلِلْمُخْتَارُ كَانَ أَشَدَّ انْقِطَاعًا إِلَيْهِ مِنْهُ إِلَيْنَا، فَإِنْ كَانَ كَذَّابًا فَطَالَمَا قَرَّ بِهِ عَلَى كَذِبِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ، وَمَا عِنْدِي خِلَافٌ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي خِلَافٌ مَا أَقَمْتُ فِي جِوَارِهِ، وَلَخَرَجْتُ إِلَى مَنْ يَدْعُونِي، وَلَكِنْ هَاهُنَا، وَاللَّهِ لِأَخِيكَ قَرْنٌ يَطْلُبُ مِثْلَ مَا يَطْلُبُ أَخُوكَ، كِلاهُمَا يُقَاتِلانِ عَلَى الدُّنْيَا: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ بِجُيُوشِهِ قَدْ أَحَاطَتْ بِرَقَبَةِ أَخِيكَ، وَإِنِّي لأَحْسَبُ أَنَّ جِوَارَ عَبْدَ الْمَلِكِ خَيْرٌ لِي مِنْ جِوَارِ أَخِيكَ، وَلَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ يَعْرِضُ عَلَيَّ مَا قِبَلِهِ وَيَدْعُونِي إِلَيْهِ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللَّهَ، وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَى صَاحِبِكَ. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: وَاللَّهِ لَوْ أَطَعْتَنَا لَضَرَبْنَا عُنُقَهُ، فَقَالَ: وَعَلَى مَاذَا! جَاءَ بِرِسَالَةٍ مِنْ أَخِيهِ، وَلَيْسَ فِي الْغَدْرِ خَيْرٌ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رأيي لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ إِلا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ لَمَا قَاتَلْتُهُ. فَانْصَرَفَ عُرْوَةُ فَأَخْبَرَ أَخَاهُ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَعْرِضَ لَهُ، دَعْهُ فَلْيَخْرُجْ عَنْكَ، وَيَغِيِب وَجْهَهُ، فَعَبْدُ الْمَلِكِ أَمَامَهُ لا يَتْرُكُهُ يَحُلُّ بِالشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَهُ، وَهُوَ لا يَفْعَلُ أَبَدًا، حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَإِمَّا حَبَسَهُ أَوْ قَتَلَهُ.
وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ [1] : ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسِرْنَا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ [2] ، بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةٍ عَلَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ لِمُحَمَّدٍ عَهْدًا، عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَصْطَلِحَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِمَّا أَنْ تبايعني، وإمّا أن تخرج من أرضي،
__________
[1] بالأصل «التبوزكي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 169) وهي بفتح التاء وضم الباء وفتح الذال.
[2] هي مدينة العقبة الآن برأس خليج العقبة الأردني.

(6/189)


وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ آلافٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي. فَفَعَلَ، فَقَامَ فَحَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَلِيُّ الأُمُورِ كُلِّهَا، وَحَاكِمُهَا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، عَجِلْتُمْ بِالأَمْرِ قَبْلَ نُزُولِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلابِكُمْ لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلَ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخِرٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَعُودُنَّ فِيهِمْ [1] كَمَا بَدَأَ، الْحَمْدُ للَّه الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ، وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ، مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ مَأْمَنَهُ إِلَى بَلَدِهِ آمِنًا مَحْفُوظًا فَلْيَفْعَلْ. فَبَقِيَ مَعَهُ تِسْعُمِائَةِ رَجُلٍ، فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَقَلَّدَ هَدْيًا، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَ الْحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ: لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ، وَرَجَعْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ، دَعْنَا نَدْخُلُ، فَلْنَقْضِ نُسُكَنَا، ثُمَّ نَخْرُجُ عَنْكَ. فَأَبَى، وَمَعَنَا الْبُدْنُ قَدْ قَلَّدْنَاهَا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ، وَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْعِرَاقَ، فَلَمَّا سَارَ مَضَيْنَا فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ الْقَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ [2] .
قُلْتُ: هَذَا خَبَرٌ [3] صَحِيحٌ، وَفِيهِ أَنَّهُمْ قَضَوْا نُسُكَهُمْ بَعْدَ عِدَّةَ سِنِينَ.
وَقَالَ ابْنُ شَعْبَانَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ لَمَّا قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ. فَقَالَ أَبِي: إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لَأقْتُلَنَّكَ، قَالَ: إِنَّ للَّه فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ لَحْظَةً، فِي كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْهَا ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ قَضْيَةً، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكْفِينَاكَ فِي قَضْيَةٍ. قَالَ: فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَاهُ كِتَابُهُ فَأَعْجَبَهُ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَتَهَدَّدَهُ، أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً [4] .
__________
[1] في طبقات ابن سعد «فيكم» ، وكذلك في حلية الأولياء.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 108، 109، تاريخ دمشق 15/ 373 أ، حلية الأولياء 3/ 174، 175.
[3] في الأصل «جزء» . وقال المؤلف في سير أعلام النبلاء 4/ 125 «إسنادها ثابت» .
[4] حدث في سنة 65 هـ. / 685 م. - وهي السنة التي تولّى فيها عبد الملك بن مروان الخلافة

(6/190)


ثُمَّ كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلًافٌ، وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ فَارْفِقْ بِهِ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَهُ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ، فَبَايَعَ، فَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَبَايَعَ لَهُ الْحَجَّاجُ [1] .
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ حِبَرَةً تُجَلِّلُ الإِزَارَ، وَكَانَ لَهُ بُرْنُسٌ خَزٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ بِعَرَفَةَ وَاقِفًا، عَلَيْهِ مِطْرَفٌ خَزٌّ [2] .
وَقَالَ يَعلَى بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَرَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مَخْضُوبُينَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [3] .
وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى: أَنَّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ سُئِلَ عَنِ الْخِضَابِ بِالْوَسْمَةِ، فَقَالَ: هُوَ خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الله التّرمذيّ، ثنا محمد بن
__________
[ () ] أن توفّي الإمبراطور «قسطنطين اللحياني» وتولّى العرش ابنه «يوستنيانوس الثاني» المعروف بالأخرم، وكان في السادسة عشرة من عمره، فدفعه طيشه في سنة 69 هـ. / 689 م. إلى نقض اتفاقية الصلح مع العرب بتحريض من بعض رجال دولته، فاتصل بالجراجمة والأنباط وأخذ يستثيرهم ويحرّضهم على مقاومة العرب، ثم كتب إلى عبد الملك يتوعّده بقوله: «إنك أحدثت في القراطيس ما لم يكن، ولئن لم تنته عن ذلك لأشتمنّ نبيّك في كل ما يعمل في مملكتي..» فضاق على عبد الملك الجواب، وكتب إلى الحجّاج: أن ابعث إلى عليّ بن الحسين فتوعّده وتهدّده وأغلظ له، ثم انظر ماذا يجيبك، فاكتب به إليّ، ففعل الحجّاج ذلك، فكان جواب علي بن الحسن ما ذكره ابن سعد هنا، والجواب نجده بألفاظ مختلفة في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 304، ومروج الذهب 3/ 123، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 721، 722، والعقد الفريد 2/ 203، والكشكول للعاملي البحراني 1/ 46 و 3/ 244، وحلية الأولياء 3/ 176.
وقد فصّلنا هذا الموضوع في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الجزء الأول- 128- 130 (الطبعة الثانية) - 1404 هـ. / 1984 م.
[1] طبقات ابن سعد 5/ 111.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 114.
[3] وبنحوه من طريق: الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن ثوير. في طبقات ابن سعد 5/ 114.

(6/191)


الْفُضَيْلِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَتَلَوَّى عَلَى فِرَاشِهِ وَيَنْفُخُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: يَا مَهْدِيُّ مَا يَلْوِيكَ مِنْ أَمْرِ عَدُوِّكَ؟ هَذَا ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا بِي هَذَا، وَلَكِنْ بِي مَا يُؤْتَى فِي حَرَمِهِ غَدًا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَنِي أَنَّهُ لا يَخْرُجُ مِنْهَا إِلا قَتِيلا يُطَافُ بِهِ فِي الأَسْوَاقِ.
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، ثنا عَبْدُ رَبِّهِ أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ يَتَّخِذُهُمُ النَّاسُ أَنْدَادًا مِنْ دُونِ اللَّهِ، نَحْنُ، وَبَنُو عَمِّنَا هَؤُلاءِ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ [1] .
وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ عَنْتَرٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: نَحْنُ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، نَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا، نَحْنُ، وَبَنُو أُمَيَّةَ [2] .
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ- وَلَيْسَ بِالأَنْصَارِيِّ- قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلُكَ أَمْرَ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لا يَمْلُكُ وَلا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ، وَإِنَّ هَذَا الْمَلِكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ لَفِي غَيْرِكَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِضَا بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَلَى بَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا غُلامٌ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ، إِنَّ أَبِي يُقْرِئُكُمُ السَّلامَ، وَيَقُولَ لَكُمْ: إِنَّا لا نُحِبُّ اللَّعَّانِينَ وَلا الطَّعَّانِينَ، وَلا نُحِبُّ مُسْتَعْجِلِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ الْحَجَّاجَ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ، فَزَجَرَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ [3] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 94.
[2] المصدر نفسه.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 113.

(6/192)


وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أَيْنَ دُفِنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: بِالْبَقِيعِ، قُلْتُ: أَيُّ سَنَةٍ؟ قَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ [1] .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَالْفَلَّاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. وَهَذَا غَلَطٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدَائِنِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَهَذَا أَفْحَشُ مِمَّا قَبْلِهِ.
139- مَاهَانُ الْحَنَفِيُّ [2] أَبُو سَالِمٍ الأَعْوَرُ [3] الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ الْمُسَبِّحُ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ.
وَعَنْهُ: عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، وَطَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كَانَ لا يَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِيحِ، فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ وَصَلَبَهُ، وَكَانَ يُسَبِّحُ وَيَعْقِدُ [4] ، قَالَ: فَطُعِنَ، وَقَدْ عَقَدَ تِسْعًا وستّين [5] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 116.
[2] انظر عن (ماهان الحنفي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 227 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير 110، والتاريخ الكبير 8/ 67 رقم 2183، والمعرفة والتاريخ 2/ 615 و 751 و 799، و 3/ 215 و 224 و 242، وتاريخ أبي زرعة 1/ 479، والمعارف 479، وتاريخ اليعقوبي 2/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، وتاريخ الطبري 4/ 558، والجرح والتعديل 8/ 434 رقم 1985، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والكاشف 3/ 103 رقم 5366، وتهذيب التهذيب 10/ 25، 26 رقم 45، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 899، وخلاصة تذهيب التهذيب 395، وحلية الأولياء 4/ 364- 367 رقم 280، وصفة الصفوة 3/ 74 رقم 409.
[3] وهو أيضا: أبو صالح. وقيل إن اسمه: عبد الرحمن بن قيس أخو طليق، (الحلية 4/ 364) .
[4] أي يعقد بيده، كما في الحلية.
[5] كذا في الأصل وطبعة القدسي 4/ 364، وفي الحلية «تسعا وعشرين» .

(6/193)


وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُنَيْفَةَ: رَأَيْتُ مَاهَانَ الْحَنَفِيُّ حَيْثُ صُلِبَ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى عَقَدَ عَلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَطُعِنَ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ شَهْرٍ عَاقِدًا عَلَيْهَا، وَكُنَّا نُؤْمَرُ بِالْحَرَسِ عَلَى خَشَبَتِهِ، فَنَرَى عِنْدَهُ الضَّوْءَ [1] .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَطَعَ الْحَجَّاجُ أَرْبَعَتَهُ وَصَلَبَهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : قَتَلَ الْحَجَّاجُ مَاهَانَ أَبَا سَالِمٍ الْحَنَفِيَّ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَاهَانُ أَبُو صَالِحٍ، وَهُوَ وَهْمٌ [3] .
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قُتِلَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
140- (مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرِ) [4] بْنِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبٍ، أَبُو عُمَيْرٍ التَّمِيمِيُّ، الدَّارِمِيُّ، الْكُوفِيُّ.
أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ.
وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَجْوَدَ مُضَرٍ، وَصَاحِبَ رَبْعِ تَمِيمٍ.
وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَخِيهِ عبد العزيز بن
__________
[1] حلية الأولياء 4/ 364.
[2] في تاريخه الكبير 8/ 67 والصغير 110.
[3] العبارة في التاريخ الصغير.
وقال: «قال عليّ: ماهان أبو سالم. نقلت أن أحمد يقول: ماهان أبو صالح. قال أنا أخبرت أحمد وكان عندنا كذلك، حتى وجدناه ماهان أبو سالم ... وقال بعضهم: ما هان أبو صالح، وهو «وهم» .
وفي التاريخ الكبير «ولا يصح» .
[4] انظر عن (محمد بن عمير) في:
تاريخ خليفة 261، والتاريخ الكبير 1/ 194 رقم 597، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 254 و 380 و 383 و 4/ 83 و 85 و 5/ 193 و 257 و 269 و 289 و 344 و 348 و 349 و 354، والمعارف 425، وتاريخ الطبري 5/ 270 و 353 و 6/ 34 و 47 و 70 و 124 و 156 و 164 و 204، والجرح والتعديل 8/ 40 رقم 180، والثقات لابن حبّان 5/ 361، وجمهرة أنساب العرب 232، 233، ومروج الذهب 1854 و 2056 و 2102، وديوان جرير 572، والعقد الفريد 3/ 321 و 5/ 17، وعيون الأخبار 1/ 220، والكامل في التاريخ 4/ 21 و 144 و 227 و 233 و 384 و 385، ولسان الميزان 5/ 330، 331 رقم 1094، والإصابة 3/ 516، 517 رقم 8533.

(6/194)


مَرْوَانَ، وَقَدْ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ.
وَقِيلَ فِيهِ:
عَلِمَتْ مَعَدُّ وَالْقَبَائِلُ كُلُّهَا ... أَنَّ الْجَوَّادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُطَارِدِ
[1] 141- (مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [2]- ع- أبو الخير اليزنيّ المصريّ. وَيَزَنُ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ يَلْزَمُ عقبة.
روى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْأَعْلامِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، يَعْنِي أَمِيرَ مِصْرَ، يُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ لِلْفُتْيَا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ.
142- (مُرَّةُ الطّيّب) [3]- ع- ويلقّب أيضا مرّة الخير، لعبادته وخيره، وهو
__________
[1] لسان الميزان 5/ 331، الإصابة 3/ 517.
[2] انظر عن (مرثد بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 7/ 517، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 7/ 416 رقم 1826، وتاريخ الثقات 423 رقم 1553، والمعرفة والتاريخ 2/ 491 و 499، وتاريخ أبي زرعة 1/ 393، وتاريخ الطبري 1/ 61 و 2/ 356، والجرح والتعديل 8/ 299، رقم 1380، والثقات لابن حبّان 5/ 439، ورجال صحيح البخاري 2/ 733 رقم 1222، ورجال صحيح مسلم 2/ 274، 275 رقم 1680، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 180 ب، وطبقات الفقهاء للشيرازي 78، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517، 518 رقم 2015، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1314 و 1602، والكاشف 3/ 114 رقم 5446، والعبر 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 4/ 284، 285 رقم 105، وتذكرة الحفّاظ 1/ 68، ودول الإسلام 1/ 63، وتهذيب التهذيب 10/ 82 رقم 142، وتقريب التهذيب 2/ 992، وطبقات الحفاظ 29، وحسن المحاضرة 1/ 296 و 345، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 234، والعلل لأحمد رقم 1769.
[3] انظر عن (مرّة الطيّب) في:

(6/195)


ابْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ.
مُخَضْرَمٌ كَبِيرُ الْقَدْرِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
روى عَنْهُ: أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وثقه يحيى بن معين.
ابن عيينة: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُصَلَّى مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ [1] .
وَقَالَ عَطَاءٌ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَ مُرَّةُ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ [2] .
وَنُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ سَجَدَ حَتَّى أكل التّراب جبهته [3] .
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 6/ 116، 117، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 275، والتاريخ لابن معين 2/ 557، والتاريخ الكبير 8/ 5 رقم 1934، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 583 و 615 و 3/ 183، وتاريخ أبي زرعة 1/ 542 و 549 و 550 و 650 و 653، والجرح والتعديل 8/ 366 رقم 1668، والثقات لابن حبّان 5/ 446، وحلية الأولياء 4/ 161- 171 رقم 262، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، ورجال صحيح البخاري 2/ 732 رقم 1219، ورجال صحيح مسلم 2/ 278 رقم 1687، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 754، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1315، والكاشف 3/ 116 رقم 5457، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 235، وتذكرة الحفّاظ 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 4/ 74، 75 رقم 21، وجامع التحصيل 340 رقم 749، وتهذيب التهذيب 10/ 88، 89 رقم 158، وتقريب التهذيب 2/ 238 رقم 1007، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517 رقم 2014، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 317 رقم 628، أو صفة الصفوة 3/ 34 رقم 388.
[1] حلية الأولياء 4/ 162.
[2] وعن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، قال: كان مرّة يصلّي كل يوم وليلة ألف ركعة، فلما ثقل وبدن صلّى أربعمائة ركعة. (حلية الأولياء 4/ 162) .
[3] في الحلية 4/ 162 عن العلاء بن عبد الكريم الإيامي قال: كنا نأتي مرّة الهمدانيّ فيخرج إلينا فنرى أثر السجود في جبهته وكفّيه وركبتيه وقدميه.

(6/196)


143- (الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ الأَحْنَفِ الْكُوفِيُّ) [1]- م 4-.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وصِلة بْنِ زُفَرَ.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ المدينيّ.
144- (مسعود بن الحكم) [2]- م 4- بْنِ الرَّبِيعِ، أَبُو هَارُونَ الأَنْصَارِيُّ، الزُّرَقِيُّ، الْمَدَنِيُّ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عِيسَى، وَإِسْمَاعِيلُ، وَقَيْسٌ، وَيُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْريُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ [3] : كَانَ سَرِيًّا مُثْرِيًا ثقة.
وقال خليفة [4] : مات سنة تسعين.
__________
[1] انظر عن (المستورد بن الأحنف) في:
طبقات ابن سعد 6/ 195، والتاريخ الكبير 8/ 17 رقم 1987، وتاريخ الثقات للعجلي 425 رقم 1559، والجرح والتعديل 8/ 365 رقم 1662، والثقات لابن حبّان 5/ 451، ورجال صحيح مسلم 2/ 268 رقم 1663، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 514 رقم 2005، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1319، 1320، والكاشف 3/ 119 رقم 5482، وتهذيب التهذيب 10/ 106 رقم 199، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 1049، وخلاصة تذهيب التهذيب 373.
[2] انظر عن (مسعود بن الحكم) في:
طبقات ابن سعد 5/ 73، 74، وطبقات خليفة 237، والتاريخ لابن معين 2/ 560، والتاريخ الكبير 7/ 424 رقم 1857، والمعرفة والتاريخ 2/ 222 و 224، والثقات لابن حبّان 5/ 440، ورجال صحيح مسلم 2/ 240 رقم 1593، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1322، والكاشف 3/ 121 رقم 5495، وجامع التحصيل 343 رقم 753، وتهذيب التهذيب 10/ 116، 117 رقم 213، وتقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1063، وخلاصة تذهيب التهذيب 374.
[3] في الطبقات الكبرى 5/ 74.
[4] في طبقاته 237.

(6/197)


145- معاذة بنت عبد الله [1] ع أمّ الصّهباء العدويّة، العابدة البصريّة.
رَوَتْ عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَهِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
وَوَثَّقَهَا ابْنُ مَعِينٍ [2] .
وَبَلَغَنا أَنَّهَا كَانَتْ تُحْيِي اللَّيْلَ وَتَقُولُ: عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ وَقَدْ عَلِمَتْ طُولَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ الْقُبُورِ [3] .
وَلَمَّا قُتِلَ زَوْجُهَا صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ وَابْنُهَا فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ، اجْتَمَعَ النِّسَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِكُنَّ إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِتُهَنِّئْنَنِي، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ [4] .
وَكَانَتْ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ الْبَقَاءَ إِلا لِأَتَقَرَّبَ إِلَى رَبِّي بِالْوَسَائِلِ، لَعَلَّهُ يَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ وَوَلَدِهِ فِي الْجَنَّةِ [5] .
وَرَّخَهَا ابن الجوزيّ في سنة ثلاث وثمانين [6] .
__________
[1] انظر عن (معاذة بنت عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 8/ 483، والتاريخ لابن معين 2/ 739، (معاذة بنت أشيم) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 79 و 3/ 61، وتاريخ الطبري 5/ 473، والثقات لابن حبّان 5/ 466، ورجال صحيح البخاري 2/ 856، 857 رقم 1446، ورجال صحيح مسلم 2/ 425 رقم 2247، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 612، 613 رقم 2388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1698، والكاشف 3/ 435 رقم 138، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 251، والكامل في التاريخ 4/ 97، والعقد الفريد 2/ 372 و 6/ 224، وتهذيب التهذيب 12/ 452 رقم 2896، وتقريب التهذيب 2/ 614 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 496، وصفة الصفوة 4/ 22- 24 رقم 584، والعلل لأحمد، رقم 4265.
[2] في التاريخ 2/ 739.
[3] صفة الصفوة 4/ 22.
[4] صفة الصفوة 4/ 23.
[5] صفة الصفوة 4/ 23.
[6] لم يؤرّخ ابن الجوزي لوفاتها في صفة الصفوة.

(6/198)


146- (مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ) [1]- خ م د ت- أَخُو مُحَمَّدٍ، وَمَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ أَقْدَمُ إِخْوَتِهِ مَوْلِدًا وَوَفَاةً.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَخَوَانِ مُحَمَّدٌ، وَأَنَسٌ.
147- مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] ق أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْقَدَرِ.
روى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَحُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ، وَقَتَادَةُ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَعَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابن معين [3] .
__________
[1] انظر عن (معبد بن سيرين) في:
طبقات ابن سعد 7/ 206، وطبقات خليفة 200، وتاريخ الثقات 433 رقم 1600، والجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1283، والثقات لابن حبّان 5/ 432، ورجال صحيح البخاري 2/ 712 رقم 1179، ورجال صحيح مسلم 2/ 246 رقم 1607، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1349، والكاشف 3/ 141 رقم 5638، وتهذيب التهذيب 10/ 223، 224 رقم 408، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1253، وخلاصة تذهيب التهذيب 382، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 498 رقم 1941، وجامع التحصيل 349 رقم 781.
[2] انظر عن (معبد الجهنيّ) في:
طبقات ابن سعد 4/ 348، ومعرفة الرجال 1/ 166 رقم 924، والتاريخ الصغير 100، والتاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745، والمعارف 122 و 441 و 484 و 547 و 625، والزاهر للأنباري 1/ 353، والمعرفة والتاريخ 2/ 280، وتاريخ أبي زرعة 1/ 370، والجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1282، والفرق بين الفرق للبغدادي 18، والمجروحين لابن حبّان 3/ 35، 36، وجمهرة أنساب العرب 445، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 339 ب، وتهذيب الكمال المصوّر 31/ 1350، والعبر 1/ 92، وميزان الاعتدال 4/ 141 رقم 8646، وسير أعلام النبلاء 4/ 185- 187 رقم 76، والكاشف 3/ 142 رقم 5644، والكامل في التاريخ 4/ 456، والبداية والنهاية 9/ 34، وجامع التحصيل 349 رقم 784، وتهذيب التهذيب 10/ 225، 226 رقم 414، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1251، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 383، والضعفاء الصغير 359، وأحوال الرجال 182 رقم 329.
[3] في معرفة الرجال 1/ 166.

(6/199)


وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، وَيُقَالُ: مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عكيم [2] ، وَلَدَ الَّذِي رَوَى: «لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [3] . وَقِيلَ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ.
وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْفُقَهَاءِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الْقُرَّاءُ إِلَى مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ دَوْمَةَ الْجَنْدَلِ مَوْضِعَ الْحَكَمَيْنِ، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ طَالَ أَمْرُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَلَوْ لَقِيتَهُمَا فَسَأَلْتَهُمَا عَنْ بَعْضِ أَمْرِهِمَا، فَقَالَ: لا تُعَرِّضُونِي لِأَمْرٍ أَنَا لَهُ كَارِهٌ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، كأنّ قلوبهم أقفلت بأقفال الحديد، وأنا صائر إِلَى مَا سَأَلْتُمْ، قَالَ مَعْبَدٌ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: صحِبْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت من صَالِحِي أَصْحَابِهِ، وَاسْتَعْمَلَكَ، وَقُبِضَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأَمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ، فَقَالَ: يَا مَعْبَدُ غَدًا نَدْعُو النَّاسَ إِلَى رَجُلٍ لا يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَزَلَ صَاحِبَهُ، فَطَمِعْتُ فِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ بَغْلَتَهُ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَأَخَذْتُ بِعَنَانِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ صحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت من صالحي أصحابه، قَالَ: بِحَمْدِ اللَّهِ. قُلْتُ: وَاسْتَعْمَلَكَ، وَقُبِضَ رَاضِيًا عَنْكَ. قَالَ:
بِمَنِّ اللَّهِ. ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ شَزَرًا، فَقُلْتُ: قَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ، فَنَزَعَ عَنَانَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: إِيهًا تَيْسَ جُهَيْنَةَ، مَا أنت وهذا؟ لست
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 280.
[2] في طبعة القدسي 3/ 304 «حكيم» وهو تحريف، والتصويب من ترجمة أبيه «عبد الله بن عكيم» التي مرّت في هذه الطبقة.
[3] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (4127) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب، الميتة، و (4128) ، والترمذي في اللباس (1783) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة 7/ 175 باب ما يدبغ به جلود الميتة، وابن سعد في الطبقات 6/ 113.

(6/200)


مِنْ أَهْلِ السِّرِّ وَلا الْعَلانِيَةِ، وَاللَّهِ مَا يَنْفَعُكَ الْحَقُّ وَلا يَضُرُّكَ الْبَاطِلُ، فَأَنْشَأَ مَعْبَدُ يَقُولُ:
إِنِّي لَقِيتُ أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرَنِي ... بِمَا أَرَدْتُ وَعَمْرُو ضَنَّ بِالْخَبَرِ
شَتَّانَ بَيْنَ أَبِي مُوسَى وَصَاحِبِهِ ... عَمْرٍو لَعَمْرِكَ عِنْدَ الْفَضْلِ وَالْخَطَرِ
هَذَا لَهُ غَفْلَةٌ أَبْدَتْ سَرِيرَتَهُ ... وَذَاكَ ذُو حَذَرٍ كَالْحَيَّةِ الذَّكَرِ
[1] قَالَ أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ الْجَوْزَجَانِيُّ: كَانَ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ احْتَمَلَ النَّاسُ حَدِيثَهُمْ لِمَا عُرِفُوا مِنَ اجْتِهَادِهِمْ فِي الدِّينِ وَالصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، لَمْ يُتَوَهَّمْ عَلَيْهِمُ الْكَذِبُ، وَإِنْ بُلُوا بِسُوءِ رَأْيِهِمْ، فَمِنْهُمْ: قَتَادَةُ، وَمَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَهُوَ رَأْسُهُمْ [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ فِي الْقَدَرِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُقَالُ لَهُ سَوْسَنَ [3] ، كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَخَذَ غَيْلانُ عَنْ مَعْبَدٍ [4] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ قَالَ: كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ مُرَّ بِمَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ الناس: إنّ هذا لهو البلاء، فسمعت خالد بن معدان يقول: إنّ الْبَلاءُ كُلُّ الْبَلاءِ إِذَا كَانَتِ الأَئِمَّةُ مِنْهُمْ [5] .
وَقَالَ مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ: حَدَّثَنِي أَبِي وَعَمِّي قَالا: سَمِعْنَا الْحَسَنَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَمَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ يَعِيبُ قَوْلَ مَعْبَدٍ، يَقُولُ: هُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ.، قَالَ: ثُمَّ تَلَطَّفَ لَهُ مَعْبَدٌ، فَأَلْقَى فِي نفسه ما ألقى.
__________
[1] تاريخ دمشق 16/ 400 أ.
[2] أحوال الرجال للجوزجانيّ 182 رقم 329 وهو مختصر جدّا ليس فيه سوى: «وهو رأسهم، وقد روي عنه» .
[3] في الأصل «سويس» ، وهو غلط.
[4] تاريخ دمشق 16/ 401 أ.
[5] تاريخ دمشق 16/ 401 أ.

(6/201)


وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: إِنَّ مَعْبَدًا يَقُولُ بِقَوْلِ النَّصَارَى.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لَنَا طَاوُسٌ: احْذَرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَقِيتُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِمَكَّةَ بَعْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَهُوَ جَرِيحٌ، وَقَدْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ فِي الْمَوَاطِنِ، فَقَالَ: لَقِيتُ الْفُقَهَاءَ وَالنَّاسَ، لَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ، يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَاهُ، كَأَنَّهُ نَادِمٌ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ [1] .
وَقَالَ حَمْزَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يُعَذِّبُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ، وَلا يَجْزَعُ وَلا يَسْتَغِيثُ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا تُرِكَ مِنَ الْعَذَابِ يَرَى الذُّبَابَةَ مُقْبِلَةً تَقَعُ عَلَيْهِ، فَيَصِيحُ وَيَضُجُّ، فَيُقَالُ لَهُ! فَيَقُولُ:
إِنَّ هَذَا مِنْ عَذَابِ بَنِي آدَمَ، فَأَنَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الذُّبَابُ فَمِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَلَسْتُ أَصْبِرُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ.
قُلْتُ: وَعَذَابُ بَنِي آدَمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، لِأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي سَلَّطَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجَ، وَأَمَّا الْقَدَرِيَّةُ فَلا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ ذَلِكَ وَلا قَدَّرَهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ صَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِدِمَشْقٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ قَبْلَ التِّسْعِينَ.
148- (الْمَعْرُورُ بْنُ سويد) [3]- ع- أبو أميّة الأسديّ الكوفيّ.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745.
[2] في تاريخه 302، وفي الطبقات 211 «مات بعد الثمانين» .
[3] انظر عن (المعرور بن سويد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 118، وطبقات خليفة 152، وتاريخ خليفة 287، والتاريخ لابن معين 2/ 576، والتاريخ الصغير 96، والتاريخ الكبير 8/ 39 رقم 2073، وتاريخ الثقات للعجلي 434 رقم 1604، والمعرفة والتاريخ 2/ 109، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657، والمعارف 432، وتاريخ الطبري 3/ 539 و 4/ 43، والجرح والتعديل 8/ 415، 416 رقم 1895، والثقات لابن حبّان 5/ 457، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 827، ورجال صحيح البخاري

(6/202)


عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَالأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ الْيَشْكُرِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : قَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، أَسْوَدَ الرَّأْسِ واللّحية.
149- المقدام بن معديكرب [3] خ 4 ابن عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ، أَبُو كَرِيمَةَ [4] على الصّحيح، وقيل: أبو
__________
[2] / 730، 731 رقم 1217، ورجال صحيح مسلم 2/ 283 رقم 1703، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 35 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517 رقم 2013، وتهذيب الكمال (المصور) 3/ 1352، والكاشف 3/ 143 رقم 5649، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 238، وتذكرة الحفّاظ 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 4/ 174 رقم 65، وتهذيب التهذيب 10/ 230 رقم 420، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1265، وخلاصة تذهيب التهذيب 397، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 25، والعلل لأحمد، رقم 5149، و 6036.
[1] في تاريخه 2/ 576.
[2] في الجرح والتعديل 8/ 415.
[3] انظر عن (المقدام بن معديكرب) في:
طبقات ابن سعد 7/ 415، وطبقات خليفة 72 و 304، وتاريخ خليفة 301، والتاريخ لابن معين 2/ 583، ومسند أحمد 4/ 130، والتاريخ الصغير 56، والتاريخ الكبير 7/ 429 رقم 1882، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 68، والمعرفة والتاريخ 2/ 160، 161 و 353 و 359 و 430، وتاريخ أبي زرعة 1/ 237 و 240 و 351 و 352 و 395، والجرح والتعديل 8/ 302 رقم 1393، والثقات لابن حبّان 3/ 395، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 365، ورجال صحيح البخاري 2/ 727 رقم 1210، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 508 رقم 1979، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 77 ب، والاستيعاب 3/ 483، 484 (وفيه: المقداد) ، وأسد الغابة 4/ 411، والكامل في التاريخ 4/ 530، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 112، 113 رقم 164، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1369، وتحفة الأشراف 8/ 505- 513 رقم 540، والعبر 1/ 103، والكاشف 3/ 152 رقم 5716، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 126، وسير أعلام النبلاء 4/ 427، 428 رقم 75، والبداية والنهاية 9/ 73، ومرآة الجنان 1/ 178، والإصابة 3/ 455 رقم 8184، والنكت الظراف 8/ 507- 511، وتهذيب التهذيب 10/ 287 رقم 505، وتقريب التهذيب 2/ 272 رقم 1350، وخلاصة تذهيب التهذيب 331، وشذرات الذهب 1/ 98.
[4] مهمل في الأصل.

(6/203)


زَيْدٍ، وَقِيلَ: أَبُو صَالِحٍ، وَيُقَالُ: أَبُو بِشْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو يَحْيَى، نَزِيلُ حِمْصَ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَشُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَيَحْيَى ابْنَا جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَابْنُهُ يَحْيَى، وَحَفِيدُهُ صَالِحُ بْنُ يَحْيَى.
رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْكَلاعِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ. وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، وَقَالَ لِعَمِّي: «أتَرَى هَذَا» ، يَذْكُرُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ [2] إِنْ مِتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلا جَابِيًا وَلا عَرِّيفًا [3] . قَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَالْفَلَّاسُ، أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، زَادَ الْفَلاسُ: وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَبْرُهُ بِحِمْصَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ فِي «صحيح البخاريّ» في البيوع [5] .
__________
[1] تاريخ دمشق 17/ 77 ب. الإصابة 3/ 455.
[2] بالتصغير مثل: هشيم.
[3] مسند أحمد 4/ 133، تاريخ دمشق 17/ 80 أ.
[4] في طبقاته 72 و 304 وتاريخه 301.
[5] ج 3/ 22 باب ما يستحب من الكيل. وهو من طريق الوليد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كيلوا طعامكم يبارك لكم» .

(6/204)


150- المهلّب بن أبي صفرة [1] د ت ن ظَالِمُ [2] بْنُ سُرَّاقِ بْنِ صُبْحِ بْنِ كِنْدِيِّ بن عمرو، الأمير أبو سعيد
__________
[1] انظر عن (المهلّب بن أبي صفرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 129، 130، وطبقات خليفة 201، وتاريخ خليفة 205، و 206 و 224، و 262 و 268 و 276 و 277 و 279 و 288 و 295 و 308 و 327، والمحبّر لابن حبيب 245 و 261 و 302، والتاريخ الكبير 8/ 25 رقم 2024، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 178، والكامل للمبرّد 1/ 102 و 181 و 2/ 138- 140 و 228- 298، والبرصان والعرجان 26 و 54 و 318، 278، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 10 وما بعدها، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 666، والبيان والتبيين 3/ 205، والمعارف 108 و 399 و 400 و 415 و 417 و 525 و 591 و 622، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222 و 252 و 264 و 264 و 272 و 275 و 276، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 232 و 424 و 464- 466 و 478 و 4/ 121 و 157- 159 و 168 وانظر فهرس الأعلام في الجزء 5/ 424، وتاريخ الطبري 6/ 354 وانظر فهرس الأعلام 10/ 428، والجرح والتعديل 8/ 369 رقم 1687، والثقات لابن حبّان 5/ 451، ومروج الذهب 2207 و 2209 و 2472، والمراسيل 197 رقم 358، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 219 أ، والحلّة السيراء 1/ 73 و 76 و 2/ 10، والبدء والتاريخ 6/ 37، وتحفة الوزراء 113، والهفوات النادرة 271، وجمهرة أنساب العرب 367- 370، وربيع الأبرار 1/ 684 و 2/ 319، والمحاسن والمساوئ 97، 98 و 190 و 448، والمحاسن والأضداد 14، ونثر الدرّ 2/ 183، والخراج وصناعة الكتابة 394 و 406 و 414، والإيجاز والإعجاز 17، ولطائف الظرفاء 15، والتمثيل والمحاضرة 134، ومحاضرات الأدباء 1/ 548، والبصائر والذخائر 2/ 690 و 708، وتاريخ حلب للعظيميّ 188 و 194، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 221 ب، والعقد الفريد 1/ 103 و 110 و 122 و 123 و 142 و 222 و 250 و 2/ 82 و 188 و 207 و 210 و 288 و 301 و 431 و 472 و 478 و 3/ 298 و 4/ 46 و 119 و 127 و 428، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وعيون الأخبار 1/ 230 و 2/ 43 و 44 و 4/ 4، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 117 رقم 174، ووفيات الأعيان 1/ 272 و 2/ 33 و 34 و 36 و 127 و 305 و 323 و 5/ 350- 359، وانظر فهرس الأعلام 8/ 225، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1381، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 363، ونهاية الأرب 21/ 259، 260، وسير أعلام النبلاء 4/ 383- 385 رقم 155، والعبر 1/ 95، والكاشف 3/ 159 رقم 5770، وجامع التحصيل 355 رقم 355 رقم 807، ودول الإسلام 1/ 59، والبداية والنهاية 9/ 42، 43، ومرآة الجنان 1/ 165، 166، والتذكرة الحمدونية 1/ 263 و 432 و 437 و 438 و 2/ 451، وفوات الوفيات 1/ 353 و 396 و 2/ 31، وسرح العيون 194، والمستطرف للأبشيهي 1/ 59، والإصابة 3/ 535، 536 رقم 8633، وتهذيب التهذيب 10/ 329، 330 رقم 577، وتقريب التهذيب 2/ 280 رقم 1424، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 389، وشذرات الذهب 1/ 90، والعلل لأحمد، رقم 465.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة.

(6/205)


الأزدي العتكيّ، أَحَدُ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَوُجُوهِهِمْ، وَفُرْسَانِهِمْ، وَأَبْطَالِهِمْ، وَدُهَاتِهِمْ، وَأَجْوَادِهِمْ.
قِيلَ: وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَا فِي خِلافَةِ عُمَرَ.
قُلْتُ: أَحْسَبُ هَذَا الْكَلامَ فِي حَقِّ أَبِيهِ.
وَرَوَى عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَالْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَيْفٍ، وَآخَرُونَ.
الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ بَيَّتُّمُ اللَّيْلَةَ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ: حم لا يُنْصَرُونَ» [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ أَبُو صُفْرَةَ مِنْ أَزْدَ دَبَاءَ فِيمَا بَيْنَ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ، ارْتَدَّ قَوْمُهُ، فَقَاتَلَهُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَظَفَرَ بِهِمْ، فَبَعَثَ بِذَرَارِيهِمْ إِلَى الصِّدِّيقِ، فِيهِمْ أَبُو صُفْرَةَ غُلامٌ لَمْ يَبْلُغْ، ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الْمُهَلَّبُ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ رَجُلٌ جَمِيلٌ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ غَزَا الْمُهَلَّبُ أَرْضَ الْهِنْدِ [3] ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ [4] ، وَوَلِيَ حَرْبَ الْخَوَارِجِ كَمَا ذَكَرْنَا، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ [5] .
وَقَدْ وَرَدَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ بَالَغَ فِي إِكْرَامِ الْمُهَلَّبِ لَمَّا رَجَعَ مِنْ حَرْبِ الأَزَارِقَةِ، فَإِنَّهُ بَدَّعَ فِيهِمْ وَأَبَادَهُمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ فِي وَقْعَةٍ واحدة أربعة
__________
[1] أخرجه أبو داود في الجهاد (2597) باب في الرجل ينادي بالشعار، بهذا الإسناد، وأحمد في المسند 4/ 65 و 5/ 377.
[2] في الطبقات 7/ 101، 102 وهو في وفيات الأعيان 5/ 351.
[3] تاريخ خليفة 206.
[4] ليس في حوادث سنة 68 من تاريخه هذا الخبر.
[5] كان ذلك سنة 78 هـ. كما في تاريخ خليفة 277.

(6/206)


آلافٍ وَثَمَانِينَ [1] .
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَلا أَسْخَى، وَلا أَشْجَعَ لِقَاءً، وَلا أَبْعَدَ مِمَّا تَكْرَهُ، وَلا أَقْرَبَ مِمَّا تُحِبُّ [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعَةٌ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي زَمَانِهِ لا نَعْلَمُ فِي الأَنْصَارِ مِثْلَهُ: الأَحْنَفُ فِي حِلْمِهِ وَعَفَافِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَالْحَسَنُ فِي زُهْدِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَسَخَائِهِ وَمَحَلِّهِ مِنَ الْقُلُوبِ، وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، فَذَكَرَ أَمْرَهُ، وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي فِي عَفَافِهِ وَتَحَرِّيهِ لِلْحَقِّ [3] .
وَعَنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: يُعْجِبُنِي فِي الرَّجُلِ خَصْلَتَانِ: أَنْ أَرَى عَقْلَهُ زَائِدًا عَلَى لِسَانِهِ، وَلا أَرَى لِسَانَهُ زَائِدًا عَلَى عَقْلِهِ [4] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ- وَكَانَ عَاقِلا- يَقُولُ: نِعْمَ الْخِصْلَةُ السَّخَاءُ تَسُدُّ عَوْرَةَ الشَّرِيفِ، وَتَمْحَقُ خَسِيسَةَ الْوَضِيعِ، وَتُحَبِّبُ الْمَزْهُوَّ [5] .
وَقَالَ رَوْحُ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ الْمُهَلَّبُ: مَا شَيْءٌ أَبْقَى لِلْمُلْكِ مِنَ الْعَفْوِ، وَخَيْرُ مَنَاقِبِ الْمُلْكِ الْعَفْوُ [6] .
قَالَ خَلِيفَةُ [7] ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ الْمُهَلَّبُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ آخَرُ: تُوُفِّيَ غازيا بمروالرّوذ فِي ذِي الْحِجَّةِ [8] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الْمُهَلَّبُ في
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 4/ 384 «أربعة آلاف وثمان مائة» .
[2] تاريخ دمشق 17/ 225 ب.
[3] تاريخ دمشق 17/ 225 ب.
[4] تاريخ دمشق 17/ 226 ب.
[5] تاريخ دمشق 17/ 226 ب.
[6] تاريخ دمشق 17/ 227 أ.
[7] في تاريخه 288، وفي طبقاته: مات سنة 81 ويقال 82 هـ. (ص 201) .
[8] انظر طبقات ابن سعد 7/ 130.

(6/207)


ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ يَزِيدُ خُرَاسَانَ.
151- (مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ الْكُوفِيُّ) [1]- د ن- شَهِدَ قِتَالَ الْحَرُورِيَّةِ مَعَ عَلِيٍّ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَهِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، وَعَطَاءُ بن السّائب.
152- (ميسرة الطّهويّ) [2]- د ن ق- أبو جميلة الكوفيّ، صاحب راية عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ.
وعنه: ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعطاء بن السائب، وحصين بن عبد الرحمن.
153- (ميمون بن أبي شبيب) [3]- 4- أبو نصر الربعي الكوفي.
روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، وعائشة، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (ميسرة الكوفي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 303 (دون ترجمة) ، و 6/ 223، والتاريخ لابن معين 2/ 598، ومعرفة الرجال 2/ 100 رقم 268، والتاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1608، والمعرفة والتاريخ 1/ 227 و 2/ 578 و 799، والجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1144، والثقات لابن حبّان 5/ 426، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، والكاشف 3/ 169 رقم 5857، وتهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 694، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1543.
[2] انظر عن (مسيرة الطهوي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 224، وطبقات خليفة 141، والتاريخ لابن معين 2/ 598، والتاريخ الكبير 7/ 374 رقم 7/ 16، والجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1143، والثقات لابن حبّان 5/ 427، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، وتهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 693، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1542، والعلل لأحمد 5398.
[3] انظر عن (ميمون بن أبي شبيب) في:
طبقات خليفة 158، والتاريخ الصغير 90، والتاريخ الكبير 7/ 338 رقم 1454، والجرح والتعديل 8/ 234 رقم 1054، والثقات لابن حبّان 5/ 416، 417، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 813، وأنساب الأشراف 1/ 166، والمراسيل 214 رقم 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1397، وتهذيب التهذيب 10/ 389 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1550.

(6/208)


رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ [1] .
كَانَ تَاجِرًا خيّرا فَاضِلا.
وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُقَدِّمَةِ «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [2] .
توفّي سنة ثلاث وثمانين.
__________
[1] في الأصل «زادان» .
[2] ورد ذكره في أول حديث من صحيح مسلم، في المقدّمة (1) باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذّابين، والتحذير من الكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(6/209)


[حرف النون]
154- (ناجية بن كعب) [1]- د ت ن- الأسديّ الكوفي.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو حَسَّانٍ الأَعْرَجُ، وَوَائِلُ بْنُ دَاوُدَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: إِنَّمَا هُوَ نَاجِيَةُ بن خفّاف.
155- (نصر بن عاصم) [3]- م د ن ق- اللّيثيّ البصريّ صاحب العربية.
__________
[1] انظر عن (ناجية بن كعب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 228، وطبقات خليفة 142، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 150 رقم 477، والتاريخ الكبير 8/ 107 رقم 2364، وتاريخ الثقات 446 رقم 1671، والمعرفة والتاريخ 2/ 257، والجرح والتعديل 8/ 486 رقم 2223، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1401، 1402، والكاشف 3/ 172 رقم 5875، وتهذيب التهذيب 10/ 399، 400 رقم 719، وتقريب التهذيب 2/ 294 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 399.
[2] في الجرح والتعديل 8/ 486.
[3] انظر عن (نصر بن عاصم) في:
طبقات خليفة 204 و 206، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ الكبير 8/ 101 رقم 2333 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات 449 رقم 1689، والمعرفة والتاريخ 1/ 345 و 3/ 275، وتاريخ أبي زرعة 1/ 529 و 533، والجرح والتعديل 8/ 464 رقم 2129، والثقات لابن حبّان 5/ 475، وأنساب الأشراف 5/ 270، والمعارف 532 و 625، ورجال صحيح مسلم 2/ 285، 286 رقم 1706، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1409، وأخبار النحويين البصريين 20، 21، وطبقات النحويين للزبيدي 27، ونزهة الألباء 17، 18، ومعجم الأدباء 7/ 210، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 343، والكاشف 3/ 177 رقم 5914، ومعرفة القراء

(6/210)


يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الْعَرَبِيَّةِ. حَكَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
رَوَى عَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَقَتَادَةُ، وَالزُّهْريُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمَلَكُ بْنُ دِينَارٍ الزَّاهِدُ.
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ.
وَقَالَ الدَّانِيُّ: قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ.
156- (نَوْفَلُ بْنُ فَضَالَةَ) [1] الْبِكَالِيُّ الشَّامِيُّ، ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَكَعْبٍ.
وعنه: يحيى بن أبي كثير، ونسير [2] بن ذعلوق [3] ، وآخرون.
كان يقصّ.
157- (نوفل [4]
__________
[ () ] الكبار 1/ 71 رقم 27، وتذكرة الحفاظ 1/ 106، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 531 رقم 2068، وغاية النهاية 2/ 336 رقم 3728، وتهذيب التهذيب 10/ 427 رقم 773، وتقريب التهذيب 2/ 299، وخلاصة تذهيب التهذيب 400، وجامع التحصيل 359 رقم 828.
[1] انظر عن (نوفل بن فضالة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 452 (نوف البكالي) ، وطبقات خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 612 (نوف بن فضالة) والتاريخ الصغير 83 (نوف بن فضالة) ، والتاريخ الكبير 8/ 129 رقم 2451 (نوف بن فضالة) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 225 (نوف البكالي) ، والجرح والتعديل 8/ 505 رقم 2311 (نوف البكالي) ، والثقات لابن حبّان 5/ 483 (نوف بن فضالة) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1427، وتهذيب التهذيب 10/ 490 رقم 880، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 174، وخلاصة تذهيب التهذيب 406 (نوف بن فضالة) ، والعلل لأحمد رقم 15 و 353 و 2476 (نوف بن فضالة) .
[2] نسير: بالتصغير.
[3] في الأصل «دعلوق» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بضم المعجمة وإسكان المهملة.
[4] انظر عن (نوفل بن مساحق) في:
طبقات ابن سعد 5/ 242، ونسب قريش 427، وتاريخ خليفة 296، والتاريخ الصغير 79 و 99، والتاريخ الكبير 8/ 108، 109 رقم 2374، والمعرفة والتاريخ 1/ 292، وتاريخ أبي

(6/211)


بن مساحق [1] ) بن عبد الله القرشي العامري الحجازي. روى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.
روى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ عَلَى صَدَقَاتِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ، وَلِيَ الْقَضَاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ الأَجْوَادِ.
__________
[ () ] زرعة 1/ 57، وتاريخ الطبري 6/ 29 و 30 و 355، والجرح والتعديل 8/ 488 رقم 2234، والثقات لابن حبّان 5/ 478، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 619 و 5/ 121 و 226 و 227، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 208 و 619، والمعارف 298، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1428، والكاشف 3/ 187 رقم 6000، والكامل في التاريخ 4/ 242 و 476، والعقد الفريد 2/ 270 و 5/ 46، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 64، وعيون الأخبار 2/ 176، وتهذيب التهذيب 10/ 491، 492. (بدون رقم) ، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 177.
[1] في الأصل «مساحف» وهو غلط.

(6/212)


[حرف الهاء]
158- (الهرماس بن زياد) [1]- د ن- أبو حدير الباهليّ.
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ [2] .
رَوَى عَنْهُ: حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ.
159- (هُزَيْلُ بْنُ شرحبيل) [3]- خ 4- الأوديّ الكوفيّ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَعْدِ بْنِ أبي وقّاص، وأبي موسى.
__________
[1] انظر عن (الهرماس بن زياد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 553، وطبقات خليفة 47 و 289، والتاريخ الكبير 8/ 246 رقم 2883، والجرح والتعديل 9/ 118 رقم 496، والمنتخب من ذيل المذيل- 570، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 413، وجمهرة أنساب العرب 247، والثقات لابن حبّان 3/ 437، والاستيعاب 3/ 623، 624، وأسد الغابة 5/ 57، 58، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 436 أ، وتحفة الأشراف 9/ 68، 69 رقم 567، والكاشف 3/ 194 رقم 6052، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 133، وسير أعلام النبلاء 3/ 450، 451 رقم 89، ومجمع الزوائد 9/ 408، والإصابة 3/ 600، 601 رقم 8944، وتهذيب التهذيب 11/ 28 رقم 62، وتقريب التهذيب 2/ 316 رقم 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 202- 205.
[2] أخرجه أبو داود في المناسك (1954) ، وأحمد في المسند 3/ 485 و 5/ 7، وابن سعد 5/ 553.
[3] انظر عن (هزيل بن شرحبيل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 8/ 245 رقم 2877، وتاريخ الثقات للعجلي 456 رقم 1727، ورجال صحيح البخاري 2/ 782 رقم 1310، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 556 رقم 2165، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1437، وتهذيب التهذيب 11/ 31 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 414.

(6/213)


رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو قَيْسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ [1] ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
160- هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] ابْنُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَمُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَمِيرُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَمَّا امْتَنَعَ مِنَ الْبَيْعَةِ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ، وَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ لا يَجُوزُ، وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ هِشَامٌ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطَوَّفَ بِهِ وَسَجَنَهُ، فَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى هِشَامٍ يُعَنِّفُهُ وَيَلُومُهُ [3] .
قَالَ أَبُو الْمِقْدَامِ: مَرُّوا عَلَيْنَا بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ، وَقَدْ ضُرِبَ مِائَةَ سَوْطٍ، وَعَلَيْهِ تُبَّانُ شَعْرٍ، وَأَوْهَمُوهُ أَنَّهُمْ يَسْلُبُونَهُ.
وَقَدْ أَرْسَلَ هِشَامٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، وَقَدِمَ دِمَشْقَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ دِرَاسَةَ الْقُرْآنِ فِي جَامِعِ دمشق في السّبع.
__________
[1] في الأصل «تروان» والتصحيح من الخلاصة.
[2] انظر عن (هشام بن إسماعيل) في:
طبقات ابن سعد 5/ 244، والمحبّر لابن حبيب 25، ونسب قريش 47- 49 و 328 و 329، وتاريخ خليفة 289- 291 و 293 و 296 و 299 و 311 و 360، والتاريخ الكبير 8/ 192، 193 رقم 2270، والمعرفة والتاريخ 1/ 474 و 476 و 478، و 627 و 629 و 2/ 479، وتاريخ أبي زرعة 2/ 713، وتاريخ الطبري 6/ 355 و 384 و 388 و 415 و 417 و 426 و 428، والجرح والتعديل 9/ 52 رقم 220، وتاريخ اليعقوبي 2/ 280 و 281 و 283 و 291، والمعارف 437، وأنساب الأشراف 3/ 302، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 20 و 21، والثقات لابن حبّان 5/ 501، والمراسيل 230 رقم 423، ومروج الذهب 3636، والعقد الفريد 4/ 421 و 452 و 6/ 349، والكامل في التاريخ 4/ 476 و 496 و 500 و 514 و 515 و 524 و 526 و 5/ 124، وجامع التحصيل 362 رقم 846، والبداية والنهاية 9/ 76، ووفيات الأعيان 2/ 377، وتاريخ حلب للعظيميّ 194، 195، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 132 و 138.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 244.

(6/214)


وَهُوَ جَدُّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ لأُمِّهِ، وَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ عَزَلَهُ عَنِ الْمَدِينَةِ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَمُرَةَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ قال:
كان هشام بن إسماعيل يؤذي عليّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ، يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَدِينَةَ عَزَلَهُ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ: لا تُؤْذِهِ فَإِنِّي أدَعُهُ للَّه وَلِلرَّحِمِ، وَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ هِشَامٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ.
وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ شَفَعَ فِيهِ إِلَى الْوَلِيدِ حَتَّى خلّاه وعفا عنه.

(6/215)


[حرف الواو]
161- واثلة في الأسقع [1] ع ابن كعب بن عامر اللّيثيّ، وَقِيلَ ابْنُ أَبِي الأَسْقَعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن
__________
[1] انظر عن (واثلة بن الأسقع) في:
طبقات ابن سعد 7/ 407، 408، وطبقات خليفة 123، وتاريخ خليفة 291، والتاريخ لابن معين 2/ 627، ومسند أحمد 3/ 490 و 4/ 106، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ 158 رقم 75، والتاريخ الصغير 92، والتاريخ الكبير 8/ 187 رقم 2646، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 61، والمعرفة والتاريخ 2/ 332 و 334 و 3/ 167 و 362، وتاريخ أبي زرعة 1/ 75 و 239 و 323 و 324 و 327، وأنساب الأشراف 1/ 272، و 4 ق 1/ 75 و 76، وفتوح البلدان 182، والمغازي للواقدي 1028، 1029، والمعارف 341، والجرح والتعديل 9/ 47 رقم 202، ورجال صحيح البخاري 2/ 762 رقم 1277، ورجال صحيح مسلم 2/ 309 رقم 1766، والثقات لابن حبّان 3/ 426، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 329، وجمهرة أنساب العرب 183، وطبقات الفقهاء للشيرازي 52، ورجال الطوسي 31 رقم 2، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544 رقم 2119، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 63، والزهد لابن المبارك 318، والمستدرك على الصحيحين 3/ 569، وحلية الأولياء 2/ 21- 23 رقم 120، والاستيعاب 3/ 643، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 353 أ، وأسد الغابة 5/ 77، والكامل في التاريخ 4/ 496، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 142 رقم 223، وصفة الصفوة 1/ 674- 676 رقم 90، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1457، وتحفة الأشراف 9/ 76- 82 رقم 576، ووفيات الأعيان 5/ 281، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 52- 98، ودول الإسلام 1/ 60، والعبر 1/ 99، وسير أعلام النبلاء 3/ 383- 387 رقم 57، والكاشف 3/ 204 رقم 6131، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 136، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 77، والبداية والنهاية 9/ 60، ومرآة الجنان 1/ 175، وغاية النهاية 2/ 358 رقم 3797، والإصابة 3/ 626، 627 رقم 9087، والنكت الظراف 9/ 79، 80، وتهذيب التهذيب 11/ 101، 102 رقم 174، وتقريب التهذيب 2/ 328 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 350، وشذرات الذهب 1/ 95، وخزانة الأدب 3/ 343.

(6/216)


عَبْدِ يَالِيلَ، أَبُو الْخَطَّابِ، وَيُقَالُ أَبُو الأَسْقَعِ، وَيُقَالُ أَبُو شَدَّادٍ.
أَسْلَمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ، فَشَهِدَهَا مَعَهُ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ أَهْلِ الصِّفَةِ [1] .
لَهُ أَحَادِيثُ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَامِرٍ، وَبُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَآخَرُونَ، آخِرُهُمْ وَفَاةً مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ شَيْخُ دُحَيْمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَشَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَسَكَنَهَا، وَمَسْجِدُهُ مَعْرُوفٌ بِدِمَشْقَ إِلَى جَانِبِ حَبْسِ بَابِ الصَّغِيرِ وَدَارُهُ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ الْبَقَّالِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: ثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبِي، ثنا مَعْرُوفٌ أَبُو الْخَطَّابِ الدِّمَشْقِيّ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ، فَقَالَ: «اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ قَالَ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ يُمْلِي عَلَى النَّاسِ الأَحَادِيثَ وَهُمْ يَكْتُبُونَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَيَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ يُرْخِي لَهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ شِبْرٍ، وَيَرْكَبُ حِمَارًا.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: ثنا أَبُو عَمَّارٍ، رَجُلٌ مِنَّا، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ قَالَ: جِئْتُ أُرِيدُ عَلِيًّا فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ، فَاجْلِسْ، قَالَ: فَجَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلا، وَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَنًا وَحُسَيْنًا، وَأَجْلَسَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخْذِهِ، وَأَدْنَى فَاطِمَةَ مِنْ حِجْرِهِ وَزَوْجَهَا، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ فَقَالَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [3] اللَّهمّ هؤلاء أهلي، فقلت:
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 408.
[2] رواه الطبراني في معجمه الصغير 2/ 42، 43 ومعجمه الكبير 22/ 82 رقم 199، والحاكم في المستدرك 3/ 570، والهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 283 وفيه سليمان بن منصور بن عمار وهو ضعيف. وتمام الحديث في المستدرك: «وألق عنك شعر الكفر، ومسح رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأسي» .
[3] سورة الأحزاب- الآية 33.

(6/217)


يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي، قَالَ وَاثِلَةُ: إِنَّهَا لَمِنْ أَرْجَى مَا أَرْجُو [1] .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : سَكَنَ وَاثِلَةُ الْبَلاطَ خَارِجًا مِنْ دِمَشْقَ عَلَى ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ، الْقَرْيَةُ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُ فِيهَا بُسْرَةُ [3] بْنُ صَفْوَانَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ وَنَزَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَبِهَا مَاتَ.
قُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ عَلَى فَرْسخٍ وَاحِدٍ مِنْ دِمَشْقَ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ مَعِينٍ [4] ، وَالْبُخَارِيُّ [5] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَتِسْعُونَ سَنَةً.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: كَانَ آخِرَ الصَّحَابَةِ مَوْتًا بِدِمَشْقَ وَاثِلَةُ بْنُ الأسقع.
162- (ورّاد كاتب المغيرة) [6]- ع- بن شعبة وَمَوْلاهُ.
رَوَى عَنْهُ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمَرَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، والمسيّب بن رافع.
__________
[1] رواه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 66 رقم 160، والطبري في تفسيره 22/ 7.
[2] في الجرح والتعديل 9/ 47.
[3] في الأصل «يسرة» والتصحيح من الجرح والتعديل.
[4] في تاريخه 627.
[5] في تاريخه الصغير 92.
[6] انظر عن (ورّاد كاتب المغيرة) في:
التاريخ الصغير 133، والتاريخ الكبير 8/ 185، 186 رقم 2644، وتاريخ الطبري 5/ 190، والجرح والتعديل 9/ 48 رقم 206، والثقات لابن حبّان 5/ 498، ورجال صحيح البخاري 2/ 763 رقم 1280، ورجال صحيح مسلم 2/ 312، 313 رقم 1772، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544، 545 رقم 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1460، والكاشف 3/ 206 رقم 1653، وتهذيب التهذيب 11/ 112 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 419.

(6/218)


163- (وَفَاءُ بْنُ شُرَيْحٍ [1] الْحَضْرَمِيُّ) [2]- د- مِصْرِيٌّ.
عَنِ: الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَغَيْرُهُمَا.
164- (الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصّامت) [3]- سوى د- أبو عبادة الأنصاري.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ.
رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب، والأعمش، وابنه عبادة بن الوليد.
__________
[1] انظر عن (وفاء بن شريح) في:
التاريخ الكبير 8/ 191 رقم 2662، والجرح والتعديل 9/ 49 رقم 210، والثقات لابن حبّان 5/ 497، 498، وفيه (وقاء- بالقاف) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1462، والكاشف 3/ 207 رقم 6160، وتهذيب التهذيب 11/ 121 رقم 207، وتقريب التهذيب 2/ 331 رقم 36، وخلاصة تذهيب التهذيب 420.
[2] الرمز «د» ساقط من الأصل، والاستدراك من الكاشف والخلاصة.
[3] انظر عن (الوليد بن عبادة بن الصامت) في:
طبقات ابن سعد 5/ 80، وطبقات خليفة 238 و 254، والتاريخ الكبير 8/ 148 رقم 2513، وتاريخ الثقات 465 رقم 1772، والمعرفة والتاريخ 3/ 382، والمعارف 255، وتاريخ الطبري 1/ 32 و 2/ 368، والجرح والتعديل 9/ 8 رقم 32، ورجال صحيح البخاري 2/ 757 رقم 1267، والثقات لابن حبّان 5/ 490، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 523، ورجال صحيح مسلم 2/ 299 رقم 1738، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 536 رقم 2060، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1469، وتحفة الأشراف 9/ 94 رقم 579، والكامل في التاريخ 4/ 525، والكاشف 3/ 210 رقم 6178، وتهذيب التهذيب 11/ 137 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 333 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 416، وجامع التحصيل 365 رقم 859.

(6/219)


[حرف الياء]
165- (يحيى بن جعدة) [1]- د ت ق- بْنِ هُبَيْرَةَ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ المخزوميّ.
سَمِعَ: جَدَّتَهُ أُمَّ هَانِئِ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] .
166- (يحيى بن الجزّار) [3]- م 4- العرنيّ الكوفيّ، من غلاة الشيعة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن جعدة) في:
التاريخ لابن معين 2/ 641، ومعرفة الرجال له 1/ 124 رقم 616، والتاريخ الكبير 8/ 265 رقم 2941، والمعرفة والتاريخ 2/ 32 و 210 و 745، وتاريخ الطبري 2/ 291، والجرح والتعديل 9/ 133 رقم 562، والثقات لابن حبّان 5/ 520، 521، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 632، والمراسيل 245 رقم 448، والمحبّر لابن حبيب 492، وطبقات الفقهاء للشيرازي 87، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 151 رقم 239، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6255، وجامع التحصيل 367 رقم 870، وتهذيب التهذيب 11/ 192، 193 رقم 324، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 32.
[2] في الجرح والتعديل 9/ 133.
[3] انظر عن (يحيى بن الجزار) في:
طبقات ابن سعد 6/ 294، وطبقات خليفة 152، والتاريخ الكبير 8/ 265 رقم 2943، وتاريخ الثقات 470 رقم 1796، والمعرفة والتاريخ 2/ 831 و 3/ 114، وأنساب الأشراف 1/ 514، والجرح والتعديل 9/ 133 رقم 561، والثقات لابن حبّان 5/ 519، والمراسيل 246 رقم 452، ورجال صحيح مسلم 2/ 334 رقم 1816، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3670 و 4094 و 4334، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 570 رقم 2213، وتهذيب

(6/220)


رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَالْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ.
167- (يَزِيدُ [2] بْنُ خُمَيْرٍ) [3] الْيَزَنِيّ لا الرَّحْبِيُّ، وَكِلاهُمَا حِمْصِيٌّ، وَهَذَا الْكَبِيرُ، وَذَاكَ مِنْ طَبَقَةِ قَتَادَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وكعب الأحبار.
روى عنه: بسر بن عبيد الله الحضرمي، وشريح بن عبيد، وشبيب بن نعيم، وفضيل بن فضالة الحمصيّون.
168- (يزيد بن رباح [4]- م ق- أبو فراس الروميّ.
كَانَ رَبَاحٌ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص.
__________
[ () ] الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6254، وتهذيب التهذيب 11/ 191، 192 رقم 323، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 422، وجامع التحصيل 367 رقم 869.
[1] في الجرح والتعديل 9/ 133.
[2] انظر عن (يزيد بن خمير) في:
طبقات خليفة 314، وفيه (يزيد بن حمير) ، والتاريخ لابن معين 2/ 669، والتاريخ الكبير 8/ 329 رقم 3199، والمعرفة والتاريخ 2/ 312 و 330 و 425، والجرح والتعديل 9/ 258، 259 رقم 1091، والثقات لابن حبّان 5/ 535، ورجال صحيح مسلم 2/ 357 رقم 1869، والعلل ومعرفة الرجال، رقم 113 و 2636 و 2284 و 3659، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 578 رقم 2254، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6410، وتهذيب التهذيب 11/ 324 رقم 623، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 431.
[3] في الأصل «حمير» والتصويب من مصادر الترجمة.
[4] انظر عن (يزيد بن رباح) في:
العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 5832، وتاريخ الثقات 478 رقم 1840، والمعرفة والتاريخ 2/ 514، 515، والجرح والتعديل 9/ 260، 261 رقم 1199، والثقات لابن حبّان 5/ 537، ورجال صحيح مسلم 2/ 357 رقم 1871، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 578 رقم 2255، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6411، وتهذيب التهذيب 11/ 324 رقم 624، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 248، وخلاصة تذهيب التهذيب 431.

(6/221)


رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
روى عنه أهل مصر: بكر بن سوادة، وَيزيْدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
توفي سنة تسعين.
169- يسير بن جابر [1] خ م ن هُوَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، أَبُو الخيار العبديّ البصريّ.
__________
[1] انظر عن (يسير بن جابر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 146، 147، وفيه (يسير بن عمرو السكونيّ من بني هند) ، وطبقات خليفة 146، والتاريخ لابن معين 2/ 680 (وفيه: يسير بن عمرو، جاهلي، وهو عندي من بني هند من بني شيبان) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3821، و 5784، والتاريخ الصغير 95، 96 وفيه (يسير بن عمرو، وأسير بن عمرو الشيبانيّ، قال بعضهم: هو أسير بن جابر. ولم يصح. وقيل أسير بن جابر المحاربي) ، والتاريخ الكبير 8/ 422 رقم 3565 (وفيه مثل الّذي قبله) ، وتاريخ الثقات 483 رقم 1864 (وفيه: يسير بن عمرو الكلبي) ، والمعرفة والتاريخ: / 228 و 3/ 105 و 244 و 245 (وفيه: يسير بن عمرو الكوفي) ، والجرح والتعديل 9/ 308 رقم 1327، وفيه (يسير بن عمرو، وقال شعبة: أسير بن عمرو الشيبانيّ، كوفي) ، والثقات لابن حبّان 5/ 557 وفيه: (يسير بن عمرو الشيبانيّ: ويقال أسير بن عمرو، وهو الّذي يقال له: أسير بن جابر) ، ورجال صحيح البخاري 2/ 824 رقم 1394، ورجال صحيح مسلم 1/ 76 رقم 112 و 113 وفيه (أسير بن جابر ويقال يسير أيضا، وقال بعضهم إنه يسير بن عمرو وأنهما واحد كنيته أبو الخبّاز) ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 591 رقم 2305 (وفيه: يسير بن عمرو ويقال: أسير بن جابر هو المحاربي) ، والاستيعاب 3/ 669، 670 (وفيه: يسير بن عمرو الكندي، ويقال الشيبانيّ، كوفي له صحبة) ، وأسد الغابة 5/ 126، 127 (وفيه: يسير بن عمرو الكندي الكوفي، وقيل: الدرمكي، وقيل الشيبانيّ، كوفي) ، والكاشف 3/ 253 رقم 6495 (وفيه: يسير بن عمرو، وقيل ابن جابر، أبو الخيار) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1548 (وفيه: يسير بن عمرو، ويقال: ابن جابر، ويقال: أسير أبو الخيار المحاربي، ويقال: العبديّ، ويقال: الكندي، ويقال: القتباني، ويقال: إنهما اثنان) . والمعجم الكبير للطبراني 22/ 287 (وفيه: يسير بن عمرو السكونيّ، مخضرم سكن الكوفة ومات بها) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 82، والإصابة 3/ 667 رقم 9349 و 9352، وتهذيب التهذيب 11/ 378، 379 رقم 738 (وفيه مثل ما في تهذيب الكمال، إلا كنيته فهي «أبو الخبّاز» ) ، وتقريب التهذيب 2/ 374 رقم 366 (يسير: بالتصغير، ابن عمرو أو ابن جابر، الكوفي، وقيل: أصله أسير: فقلبت الهمزة، مختلف في نسبته) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 435 (وفيه كنيته: أبو الخيار) بالياء المثنّاة من تحت.

(6/222)


تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ عَشْرُ سِنِينَ، فَيُقَالُ إِنَّهُ رَآهُ [1] .
وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ ذَلِكَ مُرْسَلٌ [2] .
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ [3] وعليّ، وابن مسعود [4] ، وسهل بن حنيف [5] .
روى عَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ. [6] وَأَبُو نَضْرَةَ يُسَمِّيهِ: أَسِيرَ بْنَ جَابِرٍ.
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ الَّذِي فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [7] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَسِنُّهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وَحَدِيثُهُ عَنْ سَهْلٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [8] .
170- (يُونُسُ بْنُ عَطِيَّةَ الْحَضْرَمِيُّ) [9] قَاضِي مِصْرَ وَصَاحِبُ الشُّرْطَةَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ الْقَضَاءَ ابْنُ أَخِيهِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثُمَّ عُزِلَ [10] .
__________
[1] أكثر المصادر تجمع على ذلك وتقول إنه ولد في السنة التي هاجر فيها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة.
[2] قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل 375 رقم 911: «رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين ولم يذكر سماعا، ويقال له رؤية وأنه أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلّم عشر سنين، قاله غير واحد. ولا يبعد أن تلحق أحاديثه بمراسيل الصحابة رضي الله عنهم إذا لم يكن له سماع» .
[3] في الفضائل من صحيح مسلم.
[4] في الفتن من صحيح مسلم.
[5] في الزكاة من صحيح مسلم.
[6] في استتابة المرتدّين. من صحيح البخاري.
[7] هو في كتاب فضائل الصحابة (223 و 224 و 225/ 2542) باب من فضائل أويس القرني، رضي الله عنه، وقد تقدّم في ترجمة أويس، في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب، ص 556، 557 وفيه مصادر أخرى.
[8] أخرج مسلم في الزكاة حديثين بروايته عن سهل بن حنيف، الأول باسم «يسير بن عمرو» ، والثاني باسم «أسير بن عمرو» (159 و 160/ 1068) باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
[9] انظر عن (يونس بن عطية) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 225 و 226 و 325، وكتاب الولاة والقضاة 53 و 322- 324 و 425.
[10] انظر كتاب الولاة والقضاة 322- 324.

(6/223)


[الْكُنَى]
171- (أَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ الشَّامِيُّ) [1]- ن. - حَدَّثَ عَنْ: حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه: ربعي بن حراش [2] ، ويمان بن المغيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وغيرهم.
ويقال اسمه عيسى.
قَالَ يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ثنا أَبُو الأَبْيَضِ قَالَ: قَالَ لِي حُذَيْفَةُ: أَقَرُّ أَيَّامِي لَغَيْرُ يَوْمٍ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَيَشْكُونَ الْحَاجَةَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالشَّامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَجَّاجَ عَلانِيَةً إِلا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَأَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِأَبِي الأَبْيَضِ: لَتَنتَهِيَنَّ أَوْ لأَبْعَثَنَّ بِكَ إِلَيْهِ [3] .
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: قُتِلَ فِي غَزْوَةِ طَوَّانَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ جَمَاعَةٌ منهم أبو الأبيض العنسيّ.
__________
[1] انظر عن (أبي الأبيض العنسيّ) في:
تاريخ الثقات للعجلي 489 رقم 1887، والمعرفة والتاريخ 2/ 367، والتاريخ الكبير 9/ 8 رقم 46، والجرح والتعديل 9/ 336 رقم 1488، والأسامي والكنى، للحاكم 57 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1573، والكاشف 3/ 269 رقم 3، وتهذيب التهذيب 12/ 3 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 388 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 442، وبيان خطأ البخاري 9/ 150 رقم 705/ 46.
[2] في الأصل «خراش» .
[3] تهذيب الكمال 1573.

(6/224)


172- (أبو الأحوص) [1]- م 4- عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجُشَمِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَابْنِهِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْهُ: مَسْرُوقٌ- مَعَ تَقَدُّمِهِ-، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَتَلَهُ الْخَوَارِجُ [2] .
173- (أَبُو الأَحْوَصِ) [3] .
عَنْ: أَبِي ذَرٍّ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ.
مَجْهُولٌ.
__________
[1] انظر عن (أبي الأحوص عوف بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 181، 182، وطبقات خليفة 143، ومعرفة الرجال 2/ 80 رقم 181 و 2/ 93 رقم 241، والتاريخ الصغير 197، والتاريخ الكبير 7/ 56، 57 رقم 258، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد: رقم 137 و 2346 و 3086 و 4637 و 5076، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 232، والمعرفة والتاريخ 2/ 104 و 319 و 333 و 337 و 541 و 544 و 619 و 643 و 651 و 689 و 742 و 775 و 3/ 27 و 107 و 200 و 206 و 209 و 363 و 385 و 387، وتاريخ الطبري 6/ 87، والجرح والتعديل 7/ 14 رقم 62، والثقات لابن حبّان 5/ 274، 275، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 784، ورجال صحيح مسلم 2/ 98، 99 رقم 1248، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 43 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 398 رقم 1523، والكامل في التاريخ 4/ 591، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1065، 1066، و 3/ 1574، والكاشف 2/ 316 رقم 4381، وتهذيب التهذيب 8/ 169 رقم 305، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 796، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 244، والزهد لابن المبارك 32 و 327 والملحق به، رقم 247.
[2] الثقات 5/ 275.
[3] انظر عن (أبي الأحوص) في:
التاريخ لابن معين 2/ 690، والتاريخ الكبير 9/ 7 رقم 37، والمعرفة والتاريخ 1/ 415 و 681، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419، والجرح والتعديل 9/ 335 رقم 1481، والثقات لابن حبّان 5/ 564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1574، والكاشف 3/ 269 رقم 7، وتهذيب التهذيب 12/ 5 رقم 15، وتقريب التهذيب 2/ 389 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 442.

(6/225)


- (أَبُو إِدْرِيسَ) [1] تَقَدَّمَ.
- (أَبُو أَيُّوبَ الْحِمْيَرِيُّ) وَهُوَ بَشِيرُ [2] بْنُ كَعْبٍ.
قَدْ ذُكِرَ [3] .
174- (أَبُو أَيُّوبَ الأزديّ) [4]- سوى ت- العتكيّ البصريّ، يُقَالُ: اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ. وَقِيلَ: حَبِيبُ بْنُ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ: أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَمُرَةَ بن جندب، وابن عبّاس.
روى عَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَيُقَالُ لَهُ الْمَرَاغِيُّ، فَقِيلَ هُوَ نِسْبَةٌ إِلَى قَبِيلَةٍ مِنَ الأَزْدِ، وَقِيلَ هُوَ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ عُمَانَ.
175- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ [5] ع صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَزِيلُ حمص، اسمه صديّ بن عجلان بن
__________
[1] هو: أبو إدريس الخولانيّ عائذ الله بن عبد الله. تقدّمت ترجمته في الكنى من الطبقة الثامنة من الجزء السابق، فليراجع هناك مع مصادر الترجمة.
[2] بشير: بالتصغير.
[3] راجع ترجمته ومصادرها في حرف الباء من هذه الطبقة.
[4] انظر عن (أبي أيوب الأزدي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 226، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ لابن معين 2/ 693، والتاريخ الكبير 8/ 303 رقم 3091، والتاريخ الصغير 113، وتاريخ الثقات للعجلي 490 رقم 1899، والمعرفة والتاريخ 3/ 211، والجرح والتعديل 9/ 190 رقم 792، والثقات لابن حبّان 5/ 529، ورجال صحيح مسلم 2/ 350 رقم 1854، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27 ب، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 5254، والجمع من رجال الصحيحين 2/ 564 رقم 2190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، 1579، والكاشف 3/ 272 رقم 28، وتهذيب التهذيب 12/ 16 رقم 85، وتقريب التهذيب 2/ 393 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 443.
[5] انظر عن (أبي أمامة الباهليّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 411، 412، والمحبّر لابن حبيب 291، وطبقات خليفة 46 و 302، وتاريخ خليفة 292، والتاريخ لابن معين 2/ 269، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، ومسند أحمد 5/ 248، والتاريخ الكبير 4/ 326 رقم 3001، والمعارف 81

(6/226)


وَهْبِ بْنِ عَرِيبٍ مِنْ أَعْصَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسٍ عَيْلانُ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عُمَرَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَمُعَاذٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ حَزَوَّرَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٌ.
تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ ثَلاثُونَ سَنَةً [1] .
وَرُوِيَ أنّه ممّن بايع تحت الشجرة.
__________
[ () ] و 309، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 17، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 3/ 169، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 226 رقم 3000، وتاريخ أبي زرعة 1/ 55 و 189 و 238 و 239 و 241 و 309 و 327 و 351 و 352 و 354 و 543 و 564 و 608 و 2/ 692 و 693 و 713، وتاريخ واسط لبحشل 231، والمنتخب من ذيل المذيّل 542، وتاريخ الطبري 1/ 151 و 286 و 315 و 458 و 3/ 124 و 401 و 403 و 406 و 4/ 59 و 352، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 13، والجرح والتعديل 4/ 454 رقم 2004، والثقات لابن حبّان 3/ 195، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 327، والمعجم الكبير للطبراني 8/ 89، ورجال صحيح مسلم 1/ 320 رقم 700، ورجال صحيح البخاري 1/ 366 رقم 521، وجمهرة أنساب العرب 247، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 47 أ، ب، والمستدرك على الصحيحين 3/ 641، ورجال الطوسي 65 رقم 44، وطبقات الفقهاء للشيرازي 52، والاستيعاب 2/ 198، 199 و 4/ 4، 5، والزهد لابن المبارك 50 و 68 و 230 و 284 و 499 والملحق به رقم 196 و 242 و 302 و 314 و 468، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 226 رقم 842، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 8/ 145 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 419، ومعجم البلدان 2/ 276 و 536 و 611 و 4/ 292 و 603 و 604 و 809، وأسد الغابة 3/ 16 و 5/ 138، 139، وجوامع السيرة لابن حزم 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 176 رقم 278، وتهذيب الكمال 13/ 158- 164 رقم 2872، وتحفة الأشراف 4/ 161- 184 رقم 236، والعبر 1/ 101، ودول الإسلام 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 3/ 359- 363 رقم 52، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2786، وتلخيص المستدرك 3/ 641، 642، والكاشف 2/ 26 رقم 2412، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 58، ومرآة الجنان 1/ 177، والبداية والنهاية 9/ 73، ومجمع الزوائد 9/ 386، والإصابة 2/ 182 رقم 4059، والنكت الظراف 4/ 162 و 169 و 169 و 171- 176 و 180- 182، وتهذيب التهذيب 4/ 420 رقم 824، وتقريب التهذيب 1/ 366 رقم 93، والوافي بالوفيات 16/ 305، 306 رقم 334، وحسن المحاضرة 1/ 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وشذرات الذهب 1/ 96.
[1] التاريخ الكبير 4/ 326، تاريخ أبي زرعة 1/ 564، تهذيب الكمال 13/ 161.

(6/227)


وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أمامة قال: أنشأ رسول الله- يَعْنِي غَزْوًا- فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشِّهَادَةِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ» فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، وَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ» فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ لا يُلْفَوْنَ إِلا صِيَامًا [1] .
وَقَالَ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَاهِلَةَ، فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ عَلَى طَعَامٍ لَهُمْ، فَرَحَّبُوا بِي وَأَكْرَمُونِي، وَقَالُوا: كُلْ، فَقُلْتُ:
جِئْتُ لِأَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَأَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُؤْمِنُوا بِهِ، فَكَذَّبُونِي وَرَدُّونِي، فَانْطَلَقْتُ مِنْ عِنْدِهِمْ وَأَنَا جَائِعٌ ظَمْآنُ، قَدْ نَزَلَ بِي جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَنِمْتُ فَأُتِيتُ فِي مَنَامِي بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبْنٍ، فَشَرِبْتُ فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ فَعَظُمَ بَطْنِي، فَقَالَ الْقَوْمُ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِكُمْ وَخِيَارِكُمْ رَدَدْتُمُوهُ، اذْهَبُوا إِلَيْهِ، فَأَطْعِمُوهُ، فَأَتَوْنِي بِطَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ، فَقُلْتُ: لا حَاجَةَ لِي فِي طَعَامِكُمْ وَشَرَابِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، فَنَظَرُوا إِلَى حَالَتِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، فَآمَنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ هُرْمُزَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي غَالِبٍ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ سَاجِدٍ يَبْكِي وَيَدْعُو، فَقَالَ: أَنْتَ أَنْتَ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي بَيْتِكَ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حبيب
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 248، 249، وابن حبّان (929) و (930) وابن خزيمة (1893) ، والنسائي 4/ 165، والطبراني (7463) ، والحاكم 1/ 421 وهو من طرق عدّة.
انظر: تحفة الأشراف 4/ 164.
[2] المستدرك 3/ 641، 642، مجمع الزوائد 9/ 387 وفيه قال: رواه الطبراني بإسنادين، وإسناد الأولى حسن، فيها أبو غالب وقد وثّق. وهو في الإصابة 2/ 182 ونسبه إلى أبي يعلى، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 421.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422، تهذيب الكمال 13/ 162.

(6/228)


قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ مَعَ مَكْحُولٍ، وَابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، فَنَظَرَ إِلَى أَسْيَافِنَا، فَرَأَى فِيهَا شَيْئًا مِنْ وَضَحٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَدَائِنَ وَالأَمْصَارَ فُتِحَتْ بِسُيُوفٍ مَا فِيهَا الذَّهَبُ وَلا الْفِضَّةُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ ذَاكَ، أَمَا إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا أَسْمَحَ مِنْكُمْ، كَانُوا لا يَرْجُونَ عَلَى الْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، وَأَنْتُمْ تَرْجُونَ ذَلِكَ وَلا تَفْعَلُونَهُ [1] ، فَقَالَ مَكْحُولٌ لَمَّا خَرَجْنَا: لَقَدْ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مُجْتَمِعِ الْعَقْلِ [2] .
وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ، فَيُحَدِّثُنَا حَدِيثًا كَثِيرًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ: اعْقِلُوا وَبَلِّغُوا عَنَّا مَا تَسْمَعُونَ [3] .
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا بْنُ جَابِرٍ، عَنْ مَوْلاةٍ لِأَبِي أُمَامَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَلا يَقِفَ بِهِ سَائِلٌ إِلا أَعْطَاهُ، فَأَصْبَحْنَا يَوْمًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلا ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ، فَوَقَفَ بِهِ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ دِينَارًا، ثُمَّ آخَرُ فَكَذَلِكَ، ثُمَّ آخَرُ فَكَذَلِكَ، قُلْتُ: لَمْ يَبْقَ لَنَا شَيْءٌ، ثُمَّ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِه صَائِمًا، فَرَقَقْتُ لَهُ، وَاقْتَرَضْتُ لَهُ ثَمَنَ عَشَاءٍ، وَأَصْلَحْتُ فِرَاشَهُ، فَإِذَا تَحْتَ الْمِرْفَقَةِ ثَلاثُمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ وَرَأَى مَا هَيَّأْتُ لَهُ حَمَدَ اللَّهَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، ثُمَّ تَعَشَّى، فَقُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ جِئْتَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ بِمَوْضِعِ مَضْيَعَةٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: الذَّهَبُ. وَرَفَعْتُ الْمِرْفَقَةَ، فَفَزِعَ لِمَا رَأَى تَحْتَهَا وَقَالَ: مَا هَذَا وَيْحَكِ! قُلْتُ: لا عِلْم لِي. فَكَثُرَ فَزَعُهُ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنْ كِتَابَةِ الْعِلْمِ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ، وَرَوَاهُ عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، وَاللَّفْظُ لِإِسْمَاعِيلَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا أمامة وهو في النّزع، فقال لي: يا سعيد إذا أنا مِتُّ فَافْعَلُوا بِي كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
__________
[1] إلى هنا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422.
[2] تهذيب الكمال 13/ 162، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 423.

(6/229)


لَنَا: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَنَثَرْتُمْ عَلَيْهِ التُّرَابَ فَلْيَقُمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يا فلان ابن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ، وَلَكِنَّهُ لا يُجِيبُ، ثُمَّ ليقل: يا فلان ابن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي جَالِسًا، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فلان ابن فُلانَةَ، يَقُولُ: أَرْشِدْنَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: أُذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ باللَّه رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَخَذَ مُنْكَرُ وَنَكِيرُ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ اخْرُجْ بِنَا مِنْ عِنْدَ هَذَا، مَا نَصْنَعُ بِهِ وَقَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ» [1] . قَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ [2] وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَشَذَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
176- (أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ) [3]- د ت ن- قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: اسْمُهُ يُحْمِدَ [4] .
رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَكَعْبٍ الْخَيِّرِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ.
عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ [5] اللَّخْمِيُّ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ مَكْلَبَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سفيان الثّقفيّ.
أدرك الجاهليّة.
__________
[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 298، 299 رقم (7979) وتمامه: «فيكون الله حجيجه دونهما» فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمّه؟ قال: «فينسبه إلى حواء يا فلان بن حوّاء» . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 45 وقال: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 424، وزاد المعاد لابن قيّم الجوزية 1/ 145.
[2] في الطبقات 46 و 302 والتاريخ 292.
[3] انظر عن (أبي أمية الشعبانيّ) في:
التاريخ الصغير 89، والمعرفة والتاريخ 2/ 361 و 3/ 198 و 360، والتاريخ الكبير 8/ 426 رقم 3583، وتاريخ أبي زرعة 1/ 387، والجرح والتعديل 9/ 314 رقم 1358، والثقات لابن حسّان 5/ 558، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، والكاشف 3/ 272 رقم 26، وتهذيب التهذيب 12/ 15، رقم 70، وتقريب التهذيب 2/ 392 رقم 71، وخلاصة تذهيب التهذيب 443، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 36 أ.
[4] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة.
[5] في الأصل «حارثة» .

(6/230)


177- (أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ) [1]- ع- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، اسْمُهُ سَعِيدُ بْن فَيْرُوزَ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَرِوَايَتُهُ عَنْهُمَا مُرْسَلَةٌ، وَسَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا بَرَزَةَ الأَسْلَمِيَّ، وَابْنَ عُمَرَ، وَأَبَا سَعِيدٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَيُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مُقَدَّمَ الْقُرَّاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ [3] ، وَكَانَ نَبِيلًا جَلِيلا.
قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: اجتمعت أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فكان أبو البختري أعلمنا وأفقهنا رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أبي البختري الطائي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 292، 293، وطبقات خليفة 154، وتاريخ خليفة 282 و 283 و 287، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 206، ومعرفة الرجال له 2/ 90 رقم 226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1061 و 3842، والتاريخ الكبير 3/ 506 رقم 1684، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 169 و 4/ 120، وتاريخ الثقات 490 رقم 1901، والمعرفة والتاريخ 1/ 500 و 2/ 105- 107 و 540 و 544 و 795 و 3/ 170 و 191 و 208 و 213 و 226 و 228، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 549 و 669، وتاريخ الطبري 4/ 14 و 335 و 522 و 6/ 350 و 357- 359 و 363 و 367، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 105، و 5/ 286 ورجال صحيح مسلم 1/ 253 رقم 545، والجرح والتعديل 4/ 54 رقم 241، والمراسيل 14 رقم 12، والثقات لابن حبّان 4/ 286، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 790، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 85 ب، وحلية الأولياء 4/ 379- 386 رقم 284، وطبقات الفقهاء للشيرازي 43، 44، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 167 رقم 636، وتهذيب الكمال 11/ 32- 35 رقم 2342، والكاشف 1/ 294 رقم 1965، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 202، وسير أعلام النبلاء 4/ 279، 280 رقم 101، والعبر 1/ 96، وجامع التحصيل 379 رقم 931، وتهذيب التهذيب 4/ 72، 73 رقم 127، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 242، وخلاصة تذهيب التهذيب 142، وشذرات الذهب 1/ 92.
[2] في التاريخ 2/ 206، ومعرفة الرجال 2/ 90.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 292.

(6/231)


178- (أبو الجوزاء) [1]- ع- أوس بن عبد الله الرّبعيّ البصريّ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عنه: أبو الأشهب العطاردي، وعمرو بن مالك النكري [2] ، وبديل [3] بن ميسرة وجماعة.
يقال: قتل في وقعة الجماجم [4] . وكان قويا.
روى نوح بن قيس، عَنْ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ يُوَاصِلُ فِي الصَّوْمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَيَقْبِضُ عَلَى ذِرَاعِ الشَّابِّ فيكاد يحطمها [5] ، رحمه الله.
179- (أبو حذيفة) [6]- م د ت ن- واسمه سلمة بن صحيبة، أو صهيب
__________
[1] انظر عن (أبي الجوزاء) في:
طبقات ابن سعد 7/ 223، 224، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 281 و 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 45، ومعرفة الرجال 2/ 97، 98 رقم 259، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 143 و 2356، والتاريخ الكبير 2/ 16، 17 رقم 1540، وتاريخ الثقات للعجلي 495 رقم 1925، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و 150 و 3/ 72، وتاريخ أبي زرعة 1/ 481 وفيه (أوس بن خالد) والمعارف 469، وأنساب الأشراف 1/ 550، والجرح والتعديل 2/ 304، 305 رقم 1133، والثقات لابن حبّان 4/ 42، 43، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 677، والمراسيل 24 رقم 36، وحلية الأولياء 3/ 78- 82 رقم 211، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 113 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ 76 رقم 100، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 124 رقم 148، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 402، وتهذيب الكمال 3/ 392- 393 رقم 580، وسير أعلام النبلاء 4/ 371، 372 رقم 150، والكاشف 1/ 89، 90 رقم 495، والعبر 1/ 96، ومرآة الجنان 1/ 171، وتهذيب التهذيب 1/ 383، 384 رقم 702، وتقريب التهذيب 1/ 86 رقم 656، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، وشذرات الذهب 1/ 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 46 رقم 171.
[2] مهمل في الأصل.
[3] مهمل في الأصل.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 224.
[5] حلية الأولياء 3/ 79، 80.
[6] انظر عن (أبي حذيفة: سلمة بن صهيبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 209، والتاريخ لابن معين 2/ 225، والتاريخ الكبير 4/ 73، 74 رقم 1996، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4261، والمعرفة والتاريخ 3/ 84، والجرح والتعديل 4/ 165 رقم 724، ورجال صحيح مسلم 1/ 278 رقم 602، والثقات لابن حبّان

(6/232)


الهمدانيّ الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وعليّ بن الأقمر.
180- أمّ الدّرداء الصّغرى [1] ع هجيمة، وقيل جهيمة الأوصابيّة الحميريّة.
رَوَتْ عَنْ: زَوْجِهَا أَبِي الدَّرْدَاءِ- وَقَرَأَتْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ-، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَكَانَتْ فَاضِلَةً عَالِمَةً زَاهِدَةً، كبيرة القدر.
روى عنها: جبير بن نقير، وَأَبُو قِلابَةَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَمَكْحُولٌ، وَعَطَاءٌ الكيخارانيّ، وإسماعيل بن
__________
[4] / 317، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 157 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192 رقم 722، والأنساب لابن السمعاني 1/ 176، وتهذيب الكمال 11/ 291- 295 رقم 2458، والكاشف 1/ 307 رقم 2056، وتهذيب التهذيب 4/ 148 رقم 256، وتقريب التهذيب 1/ 317 رقم 369، وخلاصة تذهيب التهذيب 148.
[1] انظر عن (أم الدرداء) في:
التاريخ الصغير 90، والمحبّر لابن حبيب 397، والتاريخ لابن معين 2/ 741، والمعرفة والتاريخ 2/ 327، وتاريخ أبي زرعة 1/ 76 و 77 و 333 و 334 و 347 و 348 و 382 و 387 و 388 و 392، والبيان والتبيين 3/ 59، والجرح والتعديل 9/ 463 رقم 2372، وجمهرة أنساب العرب 437، والثقات لابن حبّان 5/ 517، والاستيعاب 4/ 428، ورجال صحيح مسلم 2/ 422، 423 رقم 2240، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 614 رقم 2392، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 418- 435 رقم 122، واللباب 1/ 76، وأسد الغابة 5/ 448 (في ترجمة خيّرة بنت أبي حدرد) ، والإكمال 2/ 30، والحدائق الغناء 45، والأنساب 1/ 387، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1702، 1703، وتذكرة الحفّاظ 1/ 50، والعبر 1/ 93، وسير أعلام النبلاء 4/ 277- 279 رقم 100، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 252، والكاشف 3/ 440 رقم 175، وتهذيب التهذيب 12/ 465، 466 رقم 2943، وتقريب التهذيب 2/ 621 رقم 35، والإصابة 4/ 295 رقم 386، والبداية والنهاية 9/ 47، وجامع التحصيل 394، 395 رقم 1035، والتذكرة الحمدونية 1/ 136 رقم 287، وغاية النهاية 2/ 354 رقم 3783، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 498.

(6/233)


عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بن حبّان الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْوَصَّابِيَّةُ [1] ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الْكُبْرَى خَيِّرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ صَحَابِيَّةٌ.
وَجَاءَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هُجَيْمَةُ، وَجُهَيْمَةُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: اسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ الْفَقِيهَةِ الَّتِي مَاتَ عَنْهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ وَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الأَوْصَابِيَّةُ.
وَقالت أمّ جابر، وابن أبي العاتكة [2] : كانت أُمُّ الدَّرْدَاءِ يَتِيمَةً فِي حُجْرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، تَخْتَلِفُ مَعَهُ فِي بُرْنُسٍ تُصَلِّي فِي صُفُوفِ الرِّجَالِ، وَتَجْلِسُ فِي حِلَقِ الْقُرَّاءِ تُعَلِّمُ الْقُرْآنَ، حَتَّى قَالَ لَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمًا: الْحَقِي بِصُفُوفِ النِّسَاءِ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ عِنْدَ الْمَوْتِ: إِنَّكَ خَطَبْتَنِي إِلَى أَبَوَيَّ فِي الدُّنْيَا فَأَنْكَحُوكَ، وَأَنَا أَخْطُبُكَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الآخِرَةِ، قَالَ: فَلا تُنْكَحِينَ بَعْدِي، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي كَانَ، فَقَالَ: عَلَيْكِ بِالصِّيَامِ [4] .
رَوَاهُ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَزَادَ فِيهِ:
وَكَانَ لَهَا جَمَالٌ وَحُسْنٌ [5] .
وَقَالَ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أمّ الدرداء قالت: قال لي أَبُو الدَّرْدَاءِ: لا تَسْأَلِي أَحَدًا شَيْئًا، فَقُلْتُ: إِنِ احْتَجْتُ؟، قَالَ: تَتَبَّعِي الْحَصَّادِينَ فَانْظُرِي مَا يَسْقُطُ مِنْهِمْ، فَخُذِيهِ فَاخْلُطِيهِ، ثُمَّ اطْحَنِيهِ وَكُلِيهِ [6] .
__________
[1] بالتشديد، نسبة إلى «وصّاب» بطن من حمير. (الأنساب، اللباب) .
[2] بالأصل «قال ابن جابر بن أبي العالية ... » والتصويب من تهذيب التهذيب.
[3] تاريخ دمشق 422.
[4] تاريخ دمشق 423.
[5] تاريخ دمشق 423.
[6] تاريخ دمشق 426.

(6/234)


قَالَ مَكْحُولٌ: كَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فَقِيهَةً [1] .
وَرَوَى الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَنَذْكُرُ اللَّهَ عِنْدَهَا [2] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ: كَانَ النِّسَاءُ يَتَعَبَّدْنَ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا ضَعُفْنَ عَنِ الْقِيَامِ فِي صَلاتِهِنَّ تَعَلَّقْنَ بِالْحِبَالِ [3] .
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ:
سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: إِنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ لا يُمْطِرَ عَلَيْهِ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا يُرْزَقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الْحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ [4] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ جَالِسًا فِي صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقِدِس، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ مَعَهُ جَالِسَةٌ، حَتَّى إِذَا نُودِيَ لِلْمَغْرِبِ قَامَ، وَقَامَتْ تَتَوَكَّأُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى يَدْخُلَ بِهَا الْمَسْجِدَ فَتَجْلِسَ مَعَ النِّسَاءِ، وَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْمَقَامِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ [5] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ.
وَعَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَجَّتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ [6] .
كَانَتْ لأُمِّ الدَّرْدَاءِ حرمة وجلالة عجيبة.
__________
[1] تاريخ دمشق 427.
[2] المصدر نفسه.
[3] نفسه 429.
[4] نفسه 430.
[5] المصدر نفسه 435.
[6] نفسه 435.

(6/235)


181- (أَبُو سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ) [1]- م د ن- حَلِيفٌ لَهُمْ، اسْمُهُ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمَصْرِيُّ.
شهدِ فتحَ مِصْرَ، وَوَفَدَ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِصْرِيًّا عَلَوِيًّا، وَهَذَا نَادِرٌ، فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ عُثْمَانِيُّونَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنيِّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه سالم، وبكر بن سوادة، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن أبي جعفر، وحفيده سعيد بن سالم بن أبي سالم، وآخرون.
وتوفي بالإسكندرية في خلافة عبد الملك.
182- (أبو راشد الحبرانيّ) [2]- د ت ق- الحمصي، قيل اسمه أخصر، وقيل النعمان.
__________
[1] انظر عن (أبي سالم الجيشانيّ) في:
التاريخ لابن معين 2/ 220، والتاريخ الكبير 4/ 87 رقم 2061، وتاريخ الثقات 499 رقم 1954، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والجرح والتعديل 4/ 219 رقم 954، والثقات لابن حبّان 5/ 565، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 322، وتهذيب الكمال 11/ 199، 200 رقم 2417، و (المصوّر) 3/ 1607، وسير أعلام النبلاء 4/ 74 رقم 20، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2376، والكاشف 2/ 302 رقم 2023، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 395، وجامع التحصيل 226 رقم 251: وتهذيب التهذيب 4/ 123 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 322، والإصابة 2/ 113 رقم 89- 36، وخلاصة تذهيب التهذيب 146، ورجال صحيح مسلم 1/ 287 رقم 617 وقد سبق أن ترجم له المؤلف في الطبقة السابقة.
[2] انظر عن (أبي راشد الحبراني) في:
طبقات ابن سعد 7/ 457، وطبقات خليفة 310، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 108 رقم 499، و 2/ 127 رقم 386، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 2336، والتاريخ الكبير 3/ 292 رقم 994، وتاريخ الثقات للعجلي 497 رقم 1944، والمعرفة والتاريخ 2/ 332، وتاريخ أبي زرعة 1/ 601، والجرح والتعديل 3/ 483 رقم 2187، وحلية الأولياء 6/ 117 رقم 349، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 198 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 88 أ، وتهذيب الكمال 9/ 8- 11 رقم 1826، والمراسيل 59، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 868، والسابق واللاحق 138، والإكمال لابن ماكولا 7/ 319، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 292، ومعجم البلدان 4/ 603، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 610، والكاشف 1/ 231 رقم 1511، وميزان الاعتدال 2/ 35 رقم 7206، وسير أعلام النبلاء

(6/236)


رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ.
وَغَزَا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَشَهِدَ غَزْوَةَ قُبْرُسَ.
رَوَى عَنْهُ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، لَمْ يَكُنْ فِي دِمَشْقَ فِي زَمَانِهِ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ أَبَا رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيَّ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [2] .
قُلْتُ: وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ هَذِهِ الطَّبَقَةِ.
183- (أَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ) [3]- ع- سليم بن أسود.
رَوَى عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي أيوب الأنصاري، وَأَبِي موسى، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هريرة، وَابْنِ عُمَرَ، وجماعة.
روى عنه: ابنه الأشعث، وأبو صخرة جامع بن شدّاد، وإبراهيم بن
__________
[4] / 490، 491 رقم 189، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 265، والمغني في الضعفاء 1/ 226 رقم 2067، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 172، 173 و 402، وجامع التحصيل، رقم 210، والبداية 9/ 257، وتهذيب التهذيب 3/ 225، 226 رقم 432، وتقريب التهذيب 1/ 240 رقم 3، وعمدة القاري 14/ 153، والوافي بالوفيات 14/ 62 رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 113.
[1] في تاريخ الثقات 497.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 457.
[3] انظر عن (أبي الشعثاء المحاربي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 195، وطبقات خليفة 153، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 238، والتاريخ الكبير 4/ 120 رقم 2176، والتاريخ الصغير 90، وتاريخ الثقات للعجلي 500 رقم 1963، والمعرفة والتاريخ 2/ 212 و 643 و 796 و 3/ 117، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 398 رقم 910، والجرح والتعديل 4/ 211 رقم 910، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 5، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 832، والثقات لابن حبّان 4/ 328، ورجال صحيح مسلم 1/ 279، 280 رقم 106، ورجال صحيح البخاري 1/ 344 رقم 485، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 201 رقم 750، وتهذيب الكمال 11/ 340- 342 رقم 2484، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 274 ب، والكاشف 1/ 310 رقم 2082، وسير أعلام النبلاء 4/ 179 رقم 68، والعبر 1/ 95، وتهذيب التهذيب 4/ 165 رقم 287، وتقريب التهذيب 1/ 320 رقم 399، والنجوم الزاهرة 1/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وشذرات الذهب 1/ 91.

(6/237)


مهاجر، وحبيب بن أبي ثابت.
قال أبو حاتم الرازي [1] : لا يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ [2] مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ كُلَّ شَيْءٍ [3] .
184- (أَبُو صَادِقٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ) [4]- ق- عَنْ: أَخِيهِ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ [5] وَغَيْرِهِ. وَأَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ.
185- (أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ الكوفي) [6]- م د ن- اسمه عبد الرحمن بن قيس.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وغيرهم.
__________
[1] في الجرح والتعديل 4/ 211 وعبارته فيه: «هو من التابعين لا يسأل عنه» .
[2] مهملة في الأصل. والتحرير من تاريخ الطبري 6/ 342.
[3] تهذيب الكمال 11/ 342.
[4] انظر عن (أبي صادق الأزدي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 295، 296، والمحبّر لابن حبيب 343، والتاريخ لابن معين 2/ 710، والمعرفة والتاريخ 2/ 305، والأسامي والكنى للحاكم 291 أ، ب وفيه اسمه:
مسلم بن يزيد الأزدي من أزدشنوءة، ويقال: عبد الله بن ناجد الكوفي، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1614، والكاشف 3/ 307 رقم 220، وتهذيب التهذيب 12/ 130 رقم 606، وتقريب التهذيب 2/ 436 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 452.
[5] في الأصل «ناجزة» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] انظر عن (أبي صالح الحنفي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 227، والتاريخ الكبير 5/ 338 رقم 1081، والجرح والتعديل 5/ 276، 277 رقم 1314، والتاريخ لابن معين 2/ 356، وتاريخ الثقات 501 رقم 1969، والمعرفة والتاريخ 2/ 615 و 751 و 799 و 3/ 215 و 224 و 242، والثّقات لابن حبّان 5/ 103، ورجال صحيح مسلم 1/ 418 رقم 940، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 281 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 299 رقم 1141، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 812 و 3/ 1615، والكاشف 2/ 161 رقم 3339، وتهذيب التهذيب 6/ 256، 257 رقم 508، وتقريب التهذيب 1/ 495 رقم 1087، وخلاصة تذهيب التهذيب 233.

(6/238)


رَوَى عَنْهُ: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ يحيى بن معين [1] .
روى أحاديث يسيرة.
186- (أبو ظبيان) [2]- ع- هو حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ [3] الْكُوفِيُّ، وَالِدُ قَابُوسَ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ- إن صحت روايته عَنْ هَؤُلاءِ-، وَرَوَى عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ.
وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ قَابُوسُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، والأعمش، وآخرون.
__________
[1] في تاريخه 2/ 356.
[2] انظر عن (أبي ظبيان: حصين) في:
طبقات ابن سعد 6/ 224، وتاريخ خليفة 303، وطبقات خليفة 158، والتاريخ لابن معين 2/ 119، ومعرفة الرجال له 2/ 94 رقم 243، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4739، والتاريخ الصغير 208، والتاريخ الكبير 3/ 3 رقم 6، و 9/ 85 رقم 850، وتاريخ الثقات للعجلي 502 رقم 1983، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 360 رقم 1053، و 4/ 33 رقم 1423 و 5/ 723 رقم 3927، والمعرفة والتاريخ 3/ 218، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309، وتاريخ الطبري 1/ 33 و 36 و 50 و 51 و 260 و 2/ 297، والمراسيل 101 رقم 158، والجرح والتعديل 3/ 190 رقم 824، والثقات لابن حبّان 4/ 156، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 802، وأسماء التابعين فمن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 221، ورجال صحيح مسلم 1/ 138 رقم 267، ورجال صحيح البخاري 1/ 204، 205 رقم 265، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 300 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 108 رقم 419، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 373، وأسد الغابة 2/ 23، والكامل في التاريخ 44، وتهذيب الكمال 6/ 514- 517 رقم 1355، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 19، وسير أعلام النبلاء 4/ 362، 363 رقم 140، والعبر 1/ 105، والكاشف 1/ 174 رقم 1131، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 131، ومرآة الجنان 1/ 180 وفيه (جبير بن جندب) ، وجامع التحصيل 200 رقم 138، والوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 84، وتهذيب التهذيب 2/ 379 رقم 654، وتقريب التهذيب 1/ 182 رقم 407، والإصابة 1/ 336 رقم 1730، وخلاصة تذهيب التهذيب 85، وشذرات الذهب 1/ 99.
[3] مهمل في الأصل. وهو بسكون النون.

(6/239)


تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ تِسْعِينَ [1] .
ورد أَنَّهُ غَزَا قُسْطَنْطِينِيَّةَ مَعَ يَزِيدَ.
187- (أَبُو ظَبْيَةَ) [2]- د ق- السّلفيّ [3] ثم الكلاعيّ الحمصيّ.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: يُقَالُ فِيهِ أَبُو طَبْيَةَ- بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ- وَهَذَا وَهْمٌ، فَعَلَى الأَوَّلِ مُسْلِمٌ، وَالْحُسَيْنُ الْقَبَّانِيُّ، وَابْنُ مَاكُولا [4] ، وَآخَرُونَ.
شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ.
وَرَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَمْرِو بْنِ عبسة، والمقداد بن الأسود، وعمرو بن العاص.
روى عنه: شهر بن حوشب، وثابت البناني، وشريح بن عبيد، ومحمد بن سعد الأنصاري.
قال عمر بن عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَبُو أُمَامَةَ جَالِسٌ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَجَاءَ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو ظَبْيَةَ، مِنْ أَفْضَلِ رَجُلٍ بِالشَّامِ، إِلا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَعْرِفُ أَحَدًا سميّه.
ووثّقه ابن معين [5] .
__________
[1] هو قول خليفة في تاريخه 303، والطبقات 158 وفيه يقال مات سنة 85 هـ. وقال ابن سعد 6/ 224 سنة تسعين.
[2] انظر عن (أبي ظبية) في:
التاريخ لابن معين 2/ 711 (وفيه: أبو طيبة) ، و 4/ 483 رقم 5397، ومعرفة الرجال 1/ 130 رقم 655، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والتاريخ الكبير 9/ 47 رقم 409، والجرح والتعديل 9/ 399 رقم 1905، والثقات لابن حبّان 5/ 573، والإكمال لابن ماكولا 5/ 250، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1618، والكاشف 3/ 310 رقم 237، وتهذيب التهذيب 12/ 140، 141 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 453، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 300 ب.
[3] مهملة في الأصل، وهو بضم السين وفتح السين.. نسبة إلى سلف بطن من الكلاع..
(اللباب 1/ 551) .
[4] الإكمال 5/ 250.
[5] في التاريخ 2/ 711، ومعرفة الرجال 1/ 130.

(6/240)


وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
188- (أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ) [1]- ع- قَالَ أَبُو قَطَنٍ، عَنْ أَبِي خَلَدَةَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَسَيُعَادُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
189- (أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ) [2]- ع- الهذلي، أخو عبد
__________
[1] انظر عن (أبي العالية الرياحي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 112- 117، وطبقات خليفة 202، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 54 و 55 رقم 97 و 98، والتاريخ لابن معين 2/ 166، ومسند أحمد 5/ 133، والزهد له 367- 370، والعلل ومعرفة الرجال له، رقم 361، و 1101 و 2454 و 2984 و 3441 و 5820 و 5875، والتاريخ الصغير 109، والتاريخ الكبير 3/ 326 رقم 1103، وتاريخ الثقات للعجلي 503 رقم 1984، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 263 و 5/ 452 و 685، والمعرفة والتاريخ 1/ 137، و 256 و 441 و 494 و 2/ 35 و 36 و 44 و 46 و 52 و 146 و 148 و 153 و 3/ 23- 26 و 221، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 612، وتاريخ الطبري 1/ 110 و 118 و 121 و 126، وأنساب الأشراف 1/ 516، والجرح والتعديل 3/ 510 رقم 2312، والمراسيل 58، والثقات لابن حبّان 4/ 239، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 697، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ورجال صحيح مسلم 1/ 209 رقم 446، وحلية الأولياء 2/ 217- 224 رقم 180، وذكر أخبار أصبهان 1/ 314، والسابق واللاحق 135، والإكمال لابن ماكولا 4/ 86، وطبقات الفقهاء للشيرازي 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 253 رقم 340، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 131 أ، وأسد الغابة 2/ 186، والكامل في التاريخ 4/ 548 و 578، والزهد لابن المبارك 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 140 رقم 549، وسير أعلام النبلاء 4/ 207- 213 رقم 85، وتذكرة الحفّاظ 1/ 58، والعبر 1/ 108، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 196، والكاشف 1/ 242 رقم 1598، ومعرفة القراء الكبار 1/ 60، 61 رقم 19، وميزان الاعتدال 2/ 54 رقم 2790، و 4/ 543 رقم 10344، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 185، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 251 رقم 376، وتهذيب الكمال 9/ 214- 218 رقم 1922، وجامع التحصيل 212 رقم 190، والوفيات لابن قنفذ 99، واللباب لابن الأثير 1/ 483، وغاية النهاية 1/ 284، 285 رقم 1272، والمعارف 454، وتهذيب التهذيب 3/ 284 رقم 539، وتقريب التهذيب 1/ 252 رقم 105، والإصابة 1/ 528 رقم 2740 و 4/ 144 رقم 838، ومقدّمة فتح الباري 400، ولسان الميزان 7/ 472 رقم 5558، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 119، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 172، 173، وشذرات الذهب 1/ 102، والوافي بالوفيات 14/ 138، 139 رقم 183.
[2] انظر عن (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) في:

(6/241)


الرَّحْمَنِ، يُقَالُ: اسْمُهُ عَامِرٌ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا، وَعَنْ: أَبِي مُوسَى، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين.
190- (أبو عطيّة الوادعيّ) [1]- سوى ق- الهمدانيّ الكوفيّ، مالك بن عامر، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ حُمْرَةَ [2] ، وقيل: اسمه عمرو بن
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 6/ 210، وطبقات خليفة 153، وتاريخ خليفة 283، و 287، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 456، والتاريخ الكبير 9/ 51، 52 رقم 447، وتاريخ الثقات للعجلي 504 رقم 1993، والمعرفة والتاريخ 1/ 237 و 2/ 149 و 188 و 189 و 270 و 543 و 545 و 551 و 3/ 186 و 399، والمعارف 249 و 400، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 28 و 338 و 2/ 202 (الطبعة العامرية) ، والجرح والتعديل 9/ 403 رقم 1335، والثقات لابن حبّان 5/ 561، ورجال صحيح مسلم 2/ 68 رقم 1216، ورجال صحيح البخاري 2/ 831، 832 رقم 1408، وحلية الأولياء 4/ 204- 210 رقم 271، والتاريخ لابن معين 2/ 288، والمراسيل 256، 257، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 260 رقم 387، وتهذيب الكمال 14/ 61- 63 رقم 3051، و (المصوّر) 3/ 1624، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 598 رقم 2337 (وفيه: اسمه ذكرناه في عامر عندهما) وأقول: لقد نسي أن يذكره فيمن اسمه عامر، فهو ليس فيهم، وسير أعلام النبلاء 4/ 363 رقم 141، والكاشف 2/ 51 رقم 2564، وتهذيب التهذيب 5/ 75، 76 رقم 121، وتقريب التهذيب 1/ 388 رقم 56 و 2/ 448 رقم 86، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وشذرات الذهب 1/ 90، وجامع التحصيل 249 رقم 324.
[1] انظر عن (أبي عطيّة الوادعي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، وطبقات خليفة 149، والتاريخ لابن معين 2/ 716، والتاريخ الصغير 86، والتاريخ الكبير 7/ 305، 306 رقم 1298، وتاريخ الثقات للعجلي 505 رقم 2001، والمعرفة والتاريخ 3/ 76 و 117 و 207، والمراسيل 251، 252 رقم 466، والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 945، ورجال صحيح مسلم 2/ 221، 222 رقم 1545، والثقات لابن حبّان 4/ 384، ورجال صحيح البخاري 2/ 693 رقم 1137، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 480 رقم 1861، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1627، والكاشف 3/ 317 رقم 283، وتهذيب التهذيب 12/ 169، 170 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 451 رقم 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 455، والاستيعاب 4/ 140.
[2] في تهذيب التهذيب «حمزة» ، بالزاي. وما أثبتناه يتفق مع طبقات ابن سعد.

(6/242)


جُنْدُبٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَمَسْرُوقِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنٌ، وَالأَعْمَشُ، وَآخَرُونَ.
191- أَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ [1] ق لَهُ صُحْبَةٌ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَصَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَسَكَنَ حِمْصَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الأَلْهَانِيُّ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةَ حُدَيْرٌ، وَبَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ، وَطَلْقُ بْنُ سُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَاجَهْ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ لِطَاعَتِهِ» [2] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : قَالَ أَهْلُ حِمْصَ إِنَّهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَأَنْكَرُوا أَنْ تكون هل صحبة.
__________
[1] انظر عن (أبي عنبة الخولانيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 436، وطبقات خليفة 71، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 359 و 5515 و 5816، والتاريخ الكبير 9/ 61 رقم 537، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 418، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 445، وتاريخ أبي زرعة 1/ 351، 352، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 46، والمراسيل 251، 252 رقم 466، والجرح والتعديل 9/ 418، 419 رقم 2046، والثقات لابن حبّان 3/ 453، والاستيعاب 4/ 133، 134، وأسد الغابة 5/ 265، والزهد لابن المبارك 184، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1633، 1634، وتحفة الأشراف 9/ 236، 237 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 3/ 433- 435 رقم 78، والكاشف 3/ 320 رقم 310، وجامع التحصيل 388، 389 رقم 997، والإصابة 4/ 141، 142 رقم 820، وتهذيب التهذيب 12/ 189، 190 رقم 876، وتقريب التهذيب 2/ 457 رقم 201، وخلاصة تذهيب التهذيب 393.
[2] سنن ابن ماجة 1/ 5 رقم 8 في المقدّمة، باب اتباع سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في مسند أحمد 4/ 200، وصحيح ابن حبّان، رقم 88.
[3] قول ابن معين ليس في تاريخه، ولا في معرفة الرجال.

(6/243)


وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسنَدِهِ» [1] : ثنا سُرَيْجُ [2] بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عِنَبَةَ- قَالَ سُرَيْجٌ وَلَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَه» قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ [3] ؟ قَالَ «يَفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [6] : أَسْلَمَ أَبُو عِنَبَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَصَحِبَ مُعَاذًا. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ حَيْوَةُ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَكَانَ هُوَ وَأَبُو فَالِجٍ [7] الْأَنْمَارِيُّ قَدْ أَكَلا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [8] .
- (أَبُو فَاخِتَةَ) هُوَ سَعِيدُ بْنُ عِلاقَةَ.
ذُكِرَ [9] .
192- (أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ) [10]- م د ن- يُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، اسْمُهُ
__________
[1] ج 4/ 200.
[2] في طبعة القدسي 3/ 320 «شريح» والتصويب من مسند أحمد، وسير أعلام النبلاء 3/ 434.
[3] قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: «يريد طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال عسل الطعام إذا جعل فيه العسل، شبّه ما رزقه الله من العمل الصالح الّذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الّذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب» .
[4] انظر الحديث بلفظ مختلف وطريق آخر في مسند أحمد 5/ 224، والجامع الصحيح للترمذي (2142) .
[5] قوله ليس في طبقاته.
[6] في تاريخه 1/ 351.
[7] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 3/ 435 وقد قيّده القدسي في طبعته 3/ 321 «فألح» بالحاء المهملة معتمدا على ما في الإصابة. والمثبت يتفق مع ثقات ابن حبان 5/ 571.
[8] تاريخ أبي زرعة 1/ 351، 352.
[9] في تراجم حرف السين من هذه الطبقة.
[10] انظر عن (أبي قتادة العدوي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 193، وتاريخ خليفة 206، والتاريخ لابن معين 2/ 720، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 743 و 1329، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2018، وتاريخ الثقات للعجلي 507 رقم 2018، والمعرفة والتاريخ 3/ 69 و 200،

(6/244)


تَمِيمُ بْنُ نَذِيرٍ [1] وَيُقَالُ: نَذِيرُ بْنُ قُنْفُذٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] .
193- أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3] خ د ت ن رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ.
رَوَى عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ.
قال الوليد بن مزيد [5] البيروتيّ: ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ دِمَشْقَ فِي وِلايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ:
لَعَلَّكَ قَدِمْتَ تَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: وَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا بَعْدَ الَّذِي حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، قَالَ: قدِم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَقْرَعُ وَعُيَيْنَةُ فَسَأَلاهُ،
__________
[ () ] والجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1759، والمراسيل 20 رقم 30، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 13، ورجال صحيح مسلم 1/ 108 رقم 192، والثقات لابن حبّان 4/ 85، وطبقات الفقهاء للشيرازي 87، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65 رقم 248، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1638، والكاشف 3/ 325 رقم 335، وتهذيب التهذيب 12/ 205 رقم 948، وتقريب التهذيب 2/ 463 رقم 7، وجامع التحصيل 389 رقم 1001، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 636.
[1] في الأصل «ندير» بالدال المهملة.
[2] في تاريخه 2/ 720.
[3] انظر عن (أبي كبشة السلولي) في:
التاريخ الكبير 9/ 65 رقم 591 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 508 رقم 2021، والمعرفة والتاريخ 1/ 338 و 2/ 522، والجرح والتعديل 9/ 430 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 5/ 563، والمعارف 148، ورجال صحيح البخاري 2/ 833 رقم 1411، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 599 رقم 2345، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1640، والكاشف 3/ 327 رقم 342، وتهذيب التهذيب 12/ 210 رقم 974، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.
[4] في تاريخ الثقات 508.
[5] مزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء المثناة من تحت، انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 176- 180 رقم 1795.

(6/245)


فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَأَمَرَهُ بِشَيْءٍ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِصَحْفَتَيْنِ، فَأَلْقَى إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَاحِدَةً، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعْتُهُ فَقَالَ: «إِنَّهُ مَنْ يَسْأَلُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ظَهْرُ الْغِنَى؟ قَالَ: «أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِكَ مَا يُغَدِّيهِمْ أَوْ يُعَشِّيهِمْ» فَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا بَعْدَ هَذَا شَيْئًا؟ [1] .
194- (أَبُو كَبْشَةَ السَّكُونِيُّ) [2] .
عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
وَعَنْهُ: إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، وَغَيْرُهُ.
اسْمُهُ الْبَرَاءُ السَّكُونِيُّ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ صَحَّفَ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ [3] وَمُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُمَا فَقَالُوا: أَبُو كَبْشَةَ.
وَأَمَّا عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَصْرِيُّ فَقَالَ [4] : أَبُو كَيِّسَةَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ.
195- (أَبُو كثير الزّبيديّ الكوفيّ) [5]- د ت ن- زهير بن الأقمر، وَقِيلَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، وَقِيلَ: جُمْهَانُ، وقيل: هما رجلان.
__________
[1] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 147 بلفظ مختلف، من طريق: محمد بن يحيى بن أبي سمينة، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن ذكوان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم» قالوا: ما ظهر غنى؟ قالوا: عشاء ليلة.
[2] انظر عن (أبي كبشة السكونيّ) في:
التاريخ الكبير 2/ 117، 118 رقم 1889، والجرح والتعديل 2/ 399 رقم 1569، والمؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى لعبد الغني بن سعيد 109 وفيه: (أبو كيّسة) وقيّد ثانيه بياء مشدّدة مكسورة. وثالثه سين مهملة، والثقات لابن حبّان 4/ 77، وتهذيب التهذيب 12/ 210 رقم 974 (في ترجمة أبي كبشة السلولي) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1640 وهو في ترجمة (أبي كبشة السلولي) أيضا، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.
[3] في تاريخه الكبير 2/ 117، 118.
[4] في المؤتلف والمختلف 109.
[5] انظر عن (أبي كثير الزبيدي) في:
التاريخ الكبير 3/ 428 رقم 1421، والتاريخ لابن معين 2/ 721، وتاريخ الثقات 508 رقم 2122، والجرح والتعديل 3/ 586 رقم 2668، والثقات لابن حبّان 4/ 264، والكاشف 3/ 327 رقم 343، وتهذيب التهذيب 12/ 210، 211 رقم 975، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.

(6/246)


روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعبد الله بن عمرو.
وعنه: عبد الله بن الحارث الزبيدي المؤدب.
وثقه النسائي.
196- (أبو الكنود الأزديّ الكوفيّ) [1]- ق- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، أَوِ ابْنِ عُوَيْمِرٍ- وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ حَبَشِيٍّ، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ [2] .
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَخَبَّابٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الأَزْدِيُّ الْقَارِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
لَهُ حَدِيثٌ في «سنن ابن ماجة» .
197- (أبو مريم) [3]- د- الثّقفيّ المدائنيّ، ويقال الحنفيّ الكوفيّ، وكأنّهما اثنان.
روى عن: عليّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: نُعَيْمٌ، وعبد الملك ابنا حكيم المدائنيّ.
قال أبو حاتم [4] : اسمه قيس.
__________
[1] انظر عن (أبي الكنود) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722، وطبقات خليفة 151 (عبد الله بن عامر) وتاريخ خليفة 264، والمعرفة والتاريخ 3/ 224، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وجمهرة أنساب العرب 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 641، والكاشف 3/ 328 رقم 349، وتهذيب التهذيب 12/ 213 رقم 989، وتقريب التهذيب 2/ 466 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 458.
وقد مرّت ترجمته في الطبقة الماضية.
[2] في طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722 اسمه: عبد الله بن عوف.
[3] انظر عن (أبي مريم الثقفي) في:
المعرفة والتاريخ 2/ 243، وتاريخ الطبري 4/ 487 و 5/ 91، 92، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1647، والثقات لابن حبّان 5/ 314، والتاريخ الكبير 7/ 151 رقم 670، والجرح والتعديل 7/ 106 رقم 610، ورجال الطوسي 64 رقم 25، والكاشف 3/ 333 رقم 379، وتهذيب التهذيب 12/ 232، 233 رقم 1051، وتقريب التهذيب 2/ 471 رقم 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 459.
[4] في الجرح والتعديل 7/ 106.

(6/247)


198- (أَبُو مَرْيَمَ) [1] الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ، إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ [2] ، قاله ابن المدينيّ.
__________
[ () ] وقد خلطوا بين هذا وبين الثاني الآتي بعده. قال أبو حاتم: أبو مريم الثقفي المدائني اسمه قيس. وقال النسائي: قيس أبو مريم الحنفي ثقة. وقال: ابن حبّان في الثقات: قيس أبو مريم الثقفي المدائني. وقال ابن المديني: أبو مريم الحنفي اسمه إياس بن صبيح، وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى: الحنفي، وقال: ولي القضاء بالبصرة، استعمله أبو موسى الأشتريّ، وهو أول من وليها.. وكذا قال فيه ابن ماكولا، ولكن قال: ولي القضاء لعمر، وقال ابن ماكولا أيضا: أبو مريم الكوفي اسمه عبد الله بن سنان، روى عن: عليّ، وابن مسعود، وضرار بن الأزور، وعنه: أخوه حصين بن سنان، والأعمش، وشمر بن عطية. قال ابن حجر: الّذي يظهر لي أن النسائيّ وهم في قوله إن أبا مريم الحنفي يسمّى قيسا، والصواب أن الّذي يسمّي قيسا هو أبو مريم الثقفي صاحب الترجمة كما قال أبو حاتم وابن حبّان. على أن النسخة التي وقفت عليها من كتاب الكنى للنسائي إنما فيها أبو مريم قيس الثقفي. نعم ذكره في المميز كما نقل المؤلّف. وأما أبو مريم الحنفي فاسمه اياس كما قال ابن المديني وأبو أحمد وابن ماكولا وابن حبّان في الثقات، ولم يذكره النسائي لأنه لم يذكر إلا من عرف اسمه، وأما أبو مريم الكوفي فهذا ثالث لا تعلّق له بهما إلّا لكونه يروي عن عليّ أيضا.. (تهذيب التهذيب 12/ 232، 233) .
[1] انظر عن (أبي مريم الحنفي: إياس) في:
طبقات ابن سعد 7/ 91، وطبقات خليفة 200، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 88 رقم 220، والتاريخ لابن معين 2/ 46، وتاريخ خليفة 108 و 140 و 154، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3395، والتاريخ الكبير 1/ 436، 437 رقم 1402 (اياس الحنفي) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 68 و 171، وتاريخ الطبري 4/ 95، والمعارف 180، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 190، والجرح والتعديل 2/ 280 رقم 1007، والثقات لابن حبّان 4/ 34، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 82، والإكمال لابن ماكولا 5/ 171 و 173، وتهذيب التهذيب 12/ 232، 233 رقم 1051، وتقريب التهذيب 2/ 472 رقم 53، وجمهرة أنساب العرب 311، وانظر الحاشية السابقة.
[2] هكذا في الأصل وفي أكثر المصادر، ولكنه في:
طبقات ابن سعد، والتاريخ لابن معين، والتاريخ الكبير، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني.
وإكمال ابن ماكولا: «ضبيح» بالضاد المعجمة.
قال عبد الغني في المؤتلف: «قاله لي علي بن عمر» يعني الدارقطنيّ. وقال ابن الكلبي: وأبو مريم واسمه ضبيح بن المحرّش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر، وهو الّذي يقال قتل زيد بن الخطاب ... وهذا يبيّن أن ابن الكلبي يقول (ضبيح) بالضاد المعجمة كما يقوله غيره، وإنما زعم أن ضبيحا هو أبو مريم، والصحيح أن أبا مريم هو ابنه اياس بن ضبيح، وفي جمهرة ابن حزم: وهؤلاء بنو عبد الله بن الدول بن حنيفة، منهم أبو مريم صبيح (كذا) بن المحرش (كذا) بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المغيرة (كذا) بن عبد الله بن الدول. كأنه تبع ابن الكلبي وتصرّف النسّاخ في الأسماء.
وفي طبقات ابن سعد: أبو مريم الحنفي اسمه اياس بن ضبيح بن المحرّش بن عبد عمرو بن

(6/248)


رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ.
وعنه: ابنه عبد الله، ومحمد بن سيرين، والأعمش، وآخرون.
قال أبو أحمد الحاكم: هو أول من قضى [1] بالبصرة [2] ، استعمله أبو موسى.
199- (أبو معمر الأزدي) [3]- ع- عبد الله بن سخبرة.
__________
[ () ] عبيد بن مالك بن المعبر (شكّل بفتح العين وتشديد الباء) بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم. وفي كتاب أخبار القضاة لوكيع: أول من قضى بالبصرة اياس بن صبيح (كذا) أبو مريم الحنفي. قال الأصمعيّ: وهو اياس بن صبيح (كذا) بن محرش بن عبد عمرو بن أبي عبيد (كذا) بن مالك بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم. فتبيّن أن اسم أبي مريم اياس بن ضبيح، وأن اسم أبيه ضبيح بضم الضاد المعجمة، وأن اسم جدّه (المحرّش) بميم مضمومة فحاء مهملة مفتوحة فراء مشدّدة مكسورة فشين معجمة. وفي كتاب القضاة لأبي المختار في قصيدته التي كتب بها الى عمر رضي الله عنه:
وشبل هناك المال وابن محرش ... وذاك الّذي في السوق مولى بني بدر
وقال: قال المدائني: ابن محرّش هو إياس بن صبيح (كذا) بن محرّش بن أبي مريم (كذا) الحنفي، وكان على رامهرمز وسرّق. وقال الفرزدق في أبيه (الصواب: ابنه) أبي شمر بن اياس:
أبا شمر ما من فتى أنت فاخر ... على قومه إلّا تعيّت مصادره
بما لإياس والمحرّش وابنه ... صبيح إلى عال علا الناس قاهره
في النسخة «بمال اياس» خطأ وأبو المختار سمّاه الحافظ ابن حجر في الإصابة: يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق. ذكره في القسم الثالث من باب الياء، وذكر قصيدته وفيها:
وشبلا فسله المال وابن محرّش ... فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر
ثم قال: وابن محرّش أبو مريم الحنفي. هكذا في الإصابة مخطوطة مكتبة الحرم المكيّ..
(الإكمال 5/ 171، 172) الحاشية رقم (4) .
[1] في الأصل «حصن» .
[2] استقضاه الخليفة عمر، كما في أخبار القضاة لوكيع.
[3] انظر عن (أبي معمر الأزدي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 103، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، وطبقات خليفة 150، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 6001، والتاريخ الكبير 5/ 97، 98 رقم 280 و 9/ 85 رقم 847 وفيه: اسمه عبد الله بن سنحبرة. وهو تحريف، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 810، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 52 رقم 265 و 4/ 600 رقم 2393، والمعرفة والتاريخ 2/ 553 و 554 و 695 و 3/ 119 و 207، وتاريخ أبي زرعة 485 و 616، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 321، والثقات لابن حبّان 5/ 25، والثقات لابن شاهين،

(6/249)


كَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الْمَعْدُودِينَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِالْكُوفَةِ [1] .
رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
200- (أَبُو النَّجِيبِ الْعَامِرِيُّ) [3]- بخ د ن- مَوْلَى عبد الله بن سعد ابن أَبِي سَرْحٍ الْمِصْرِيِّ، وَيُقَالُ أَبُو تُجِيبَ- بِالتَّاءِ- اسْمُهُ ظُلَيْمٌ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ: تُوُفِّيَ بِإِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثمانين، وكان فقيها.
(آخر الطبقة التاسعة وللَّه الحمد والمنّة)
__________
[ () ] رقم 683، ورجال صحيح مسلم 1/ 365، 366 رقم 794، وموضح أوهام الجمع للخطيب 2/ 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 253 رقم 923، والأنساب للسمعاني 1/ 197، وتهذيب الكمال 15/ 6- 8 رقم 3291، وسير أعلام النبلاء 4/ 133، 134 رقم 40، والكاشف 2/ 81 رقم 2771، وميزان الاعتدال 2/ 427 رقم 4345، والمغني في الضعفاء 1/ 339 رقم 3185 (وقال: لا يعرف) !، والوافي بالوفيات 17/ 188 رقم 172، وتهذيب التهذيب 5/ 230، 231 رقم 397، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 199.
[1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 469 رقم 6001.
[2] قوله ليس في تاريخه ولا معرفة الرجال.
[3] انظر عن (أبي النجيب) في:
الثقات لابن حبّان 5/ 575، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1652، والكاشف 3/ 339 رقم 419، وتهذيب التهذيب 12/ 254 رقم 1170، وتقريب التهذيب 2/ 480 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 461.

(6/250)