تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

الطَّبَقَةُ الْعَاشِرَةُ
سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
سهل بن سعد.
والسائب بن يزيد.
والسّائب بن خلّاد الأنصاريّ.
وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فِي قَوْلِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَغَيْرِهِ.
وَكَذَا فِي سَهْلٍ، وَالَّذِي بَعْدَهُ خِلَافٌ.
وَفِيهَا:
مُحَمَّدُ ابْنُ أَمِيرِ الْيَمَنِ أَخُو الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ.
وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ خَالِدٍ الْفَهْمِيُّ الْمَصْرِيُّ نَائِبُ قُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ عَلَى مِصْرَ.
وَفِيهَا سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي جَمْعٍ عظيم إلى مروالرّوذ، فَهَرَبَ مَرْزُبَانُهَا، فَصَلَبَ قُتَيْبَةُ وَلَدَيْهِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الطَّالِقَانِ، فَلَمْ يُحَارِبْهُ صَاحِبُهَا، فَكَفَّ قُتَيْبَةُ عَنْهُ، وَقَتَلَ لُصُوصًا كَثِيرَةً بِهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَمْرَو بْنَ مُسْلِمٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ وَصَلَ الْفَارِيَابَ [1] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَلِكُهَا سَامِعًا مُطِيعًا، فاستعمل
__________
[1] الفارياب: بكسر الراء ثم ياء مثنّاة من تحت. مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان

(6/251)


عَلَيْهَا عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ، ثُمَّ دَخَلَ بَلْخَ، وَأَقَامَ بِهَا يَوْمًا، فَأَقْبَلَ نِيزَكُ، فَعَسْكَرَ بِبَغْلانَ [1] ، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَقُتَيْبَةُ أَيَّامًا، ثُمَّ أَعْمَلَ قُتَيْبَةَ الْحِيَلَ عَلَى نِيزَكَ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ مِنْ خَدَعَهُ، حَتَّى جَاءَ بِرِجْلَيْهِ إِلَى قُتَيْبَةَ مِنْ غَيْرِ أَمَانٍ، فَجَاءَ مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ مِنْ خَلْعِهِ، فَتَرَكَهُ أَيَّامًا ثُمَّ قَتَلَهُ، وَقَتَلَ سَبْعَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ [2] .
وَفِيهَا عَزَلَ الْوَلِيدُ عَمَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ عَنِ الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَوَلاهَا أَخَاهُ مُسْلِمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَغَزَا مُسْلِمَةُ فِي هَذَا الْعَامِ إِلَى أَنْ بَلَغَ الْبَابَ [3] مِنْ بَحْرِ [4] أَذْرَبَيْجَانَ، فافتتح مدائن وحصونا، ودان له من وراء الْبَابِ [5] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ قُتَيْبَةُ أَمِيرَ خُرَاسَانَ شُومَانَ [6] ، وكسّ [7] ، ونسف، وامتنع عليه
__________
[ () ] قرب بلخ غربيّ جيحون. (معجم البلدان 4/ 229) .
[1] مهملة في الأصل.
وبغلان: بفتح أوله وسكون ثانيه. بلدة بنواحي بلخ. قال ياقوت: وظنّي أنها من طخارستان، وهي العليا والسفلى، وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل لكثرة الأنهار والتفاف الأشجار.
(معجم البلدان 1/ 468) .
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في تاريخ الطبري 6/ 454- 458، والكامل في التاريخ 4/ 549- 552، ونهاية الأرب 21/ 289- 293.
[3] الباب: باب الأبواب: هو الدّربند دربند شروان. مدينة ربّما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن.. وهي على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر.. وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حفّوا بها من أمم شتّى وألسنة مختلفة وعدد كثير، وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب، يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه، ينذرون أهل أذربيجان وأرّان، وأرمينية بالعدوّ إن دهمهم. (معجم البلدان 2/ 203.
[4] في تاريخ خليفة «من نحو» .
[5] تاريخ خليفة 303.
[6] في الأصل «سومان» ، والتصحيح من معجم البلدان 3/ 373 حيث قال: شومان، بالضم والسكون وآخره نون. بلد بالصغانيان من وراء نهر جيحون وهو من الثغور الإسلامية وفي أهله قوّة وامتناع عن السلطان. وهي مدينة أصغر من ترمذ.
[7] في الأصل «كش» بالشين المعجمة، وما أثبتناه هو الأصح. قال ياقوت: كسّ: بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. قال البلاذري: كسّ هي الصّغد.. وقال ابن ماكولا:
كسره العراقيون، وغيرهم يقوله بفتح الكاف، وربّما صحّفه بعضهم فقاله بالشين المعجمة وهو خطأ، ولما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدت جميعهم يقولون كسّ،

(6/252)


أَهْلُ فِرْيَابَ [1] ، فَأَحْرَقَهَا، وَجَهَّزَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُسْلِمٍ إِلَى السُّغْدِ إِلَى طَرَخُونَ مَلِكِ تِلْكَ الدِّيَارِ، فَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ وَمَوَاقِفُ، وَصَالَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَعْطَاهُ طَرَخُونَ أَمْوَالا، وَتَقَهْقَرَ إِلَى أَخِيهِ إِلَى بُخَارَى، فَانْصَرَفُوا حَتَّى قَدِمُوا مَرْوَ، فَقَالَتِ السُّغْدُ لِطَرَخُونَ: إِنَّكَ قَدْ رَضِيتَ بِالذُّلِّ وَأَدَّيْتَ الْجِزْيَةَ، وَأَنْتَ شَيْخُ كَبِيرٌ، فَلا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ، ثُمَّ عَزَلُوهُ وَوَلَّوْا عَلَيْهِمْ غَوْزَكَ، فَقَتَلَ طَرَخُونُ نَفْسَهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَصَوْا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ [2] .
وَفِيهَا حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ [3] .
ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ بَعْدَهَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ أَنْ يَهْدِمَ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُوَسِّعُ بِهَا الْمَسْجِدَ [4] .
فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنَ الشَّعْرِ، ذَرَعْتُ السَّتْرَ فَوَجَدْتُهُ ثَلاثَةَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتَنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ جَمَاعَةٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حِينَ قُرِئَ الْكِتَابُ بِهَدْمِهَا، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ:
لَيْتَهَا تُرِكَتْ حَتَّى يَقْصُرَ الْمُسْلِمُونَ عَنِ الْبِنَاءِ، وَيَرَوْنَ مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ومفاتيح خزائن الدنيا بيده.
__________
[ () ] بكسر الكاف والسين المهملة. (معجم البلدان 4/ 460) .
[1] فرياب: بكسر أوله، وسكون ثانيه.. بلدة من نواحي بلخ، وهي مخفّفة من فارياب. (معجم البلدان 4/ 259) .
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في: تاريخ الطبري 6/ 461- 464، والكامل في التاريخ 4/ 553، 554، ونهاية الأرب 21/ 294.
[3] تاريخ خليفة 303، وتاريخ الطبري 6/ 465، وعيون الحدائق لمؤرّخ مجهول (من خلافة الوليد بن عبد الملك إلى المعتصم العباسي) - ص 7، ومروج الذهب 4/ 399، والكامل في التاريخ 4/ 554، ونهاية الأرب 21/ 319، وشفاء الغرام لقاضي مكة (بتحقيقنا) ج 2/ 340.
[4] العيون والحدائق- ص 4.

(6/253)


سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ.
وَخَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَطُوَيْسُ الْمُغَنِّي صَاحِبُ الأَلْحَانِ.
وَفِيهَا وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ عِيَاضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَاجِذٍ [1] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ مَدِينَةَ أَرْمَائِيلَ [2] صُلْحًا وَمَدِينَةَ قَنَّزْبُورَ [3] .
وَسَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى رُتْبِيلَ فَصَالَحَهُ [4] . وَحَجَّ بالناس عمر بن
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة للكندي- ص 332.
[2] أرمائيل: أرمئيل: بالفتح ثم السكون وفتح الميم، وهمزة مكسورة.. مدينة كبيرة بين مكران والدّيبل من أرض السند. (معجم البلدان 1/ 159) .
وهي في تاريخ خليفة «أرمايل» .
[3] في طبعة القدسي 3/ 324 «قريون» والتصحيح من: تاريخ خليفة 304 وفتوح البلدان 534، ونهاية الأرب 21/ 304.
[4] تاريخ خليفة 304، تاريخ الطبري 6/ 468، الكامل في التاريخ 4/ 569.

(6/254)


عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
وَافْتَتَحَ إِقْلِيمَ الأَنْدَلُسِ، وَهِيَ جَزِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مُتَّصِلَةٌ بِبَرِّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ مِنْ جِهَةِ الشَّمَالِ، وَالْبَحْرِ الْكَبِيرِ مِنْ غَرْبِيِّهَا وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ بَحْرُ الرُّومِ مِنْ جَنُوبِيِّهَا، ثُمَّ دَارَ إِلَى شَرْقِيِّهَا، ثُمَّ اسْتَدَارَ إِلَى شَمَالِيِّهَا قَلِيلا. وَهِيَ جَزِيرَةٌ مُثَلَّثَةُ الشَّكْلِ، افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ أَكْثَرَهَا فِي رَمَضَانَ مِنْهَا عَلَى يَدِ طَارِقٍ أَمِيرِ طَنْجَةَ، مِنْ قِبَلِ مَوْلَاهُ أَمِيرِ الْمَغْرِبِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] .
وَطَنْجَةُ هِيَ أَقْصَى الْمَغْرِبِ، فَرَكِبَ طَارِقٌ الْبَحْرَ وَعَدَّى مِنَ الزُّقَاقِ لِكَوْنِ الْفِرَنْجِ اقْتَتَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَاشْتَغَلُوا، فَانْتَهَزَ الْفُرْصَةَ.
وَقِيلَ: بَلْ عَبَرَ بِمُكَاتَبَةِ صَاحِبِ الْجَزِيرَةِ الْخَضْرَاءِ لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ، فَدَخَلَ طَارِقٌ وَاسْتَظْهَرَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَمْعَنَ فِي بِلادِ الأَنْدَلُسِ، وَافْتَتَحَ قُرْطُبَةَ، وَقَتَلَ مَلِكَهَا لُذَرِيقَ [3] ، وَكَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ بِالْفَتْحِ، فَحَسَدَهُ مُوسَى عَلَى الانْفِرَادِ بِهَذَا الْفَتْحِ الْعَظِيمِ، وَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ يُبَشِّرُهُ بِالْفَتْحِ وَيَنْسِبُهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَكَتَبَ إِلَى طَارِقٍ يَتَوَعَّدُهُ لِكَوْنِهِ دَخَلَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ لا يَتَجَاوَزَ مَكَانَهُ حَتَّى يَلْحَقَهُ، وَسَارَ مُسْرِعًا بِجُيُوشِهِ، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ وَمَعَهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ، فَتَلَقَّاهُ طَارِقٌ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا مَوْلاكَ، وَهَذَا الْفَتْحُ لَكَ [4] .
وَأَقَامَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ غَازِيًا وَجَامِعًا لِلأَمْوَالِ نَحْوَ سَنَتَيْنِ، وَقَبَضَ عَلَى طَارِقٍ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ عَلَى الأَنْدَلُسِ وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ [5] بن موسى، ورجع
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 468، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 569.
[2] تاريخ خليفة 304، تاريخ الطبري 6/ 468، الكامل في التاريخ 4/ 556، البيان المغرب 1/ 43.
[3] في الكامل لابن الأثير «رذريق» ، وفي موضع آخر «اذرينوق» (4/ 556) وفي تاريخ الطبري 6/ 468 «الأدرينوق» ، وفي البيان المغرب 2/ 9 مثل الكامل لابن الأثير.
[4] انظر: الكامل في التاريخ 4/ 564 و 566، والبيان المغرب 2/ 13.
[5] في تاريخ الطبري 6/ 481 «عبد الله بن موسى» ، والمثبت يتفق مع الكامل لابن الأثير 4/ 566، والبيان المغرب 2/ 23 و 24.

(6/255)


بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، وَسَارَ بِتُحَفِ الْغَنَائِمِ إِلَى الْوَلِيدِ.
وَمِمَّا وَجَدَ بِطُلَيْطِلَةَ لَمَّا افْتَتَحَهَا: مَائِدَةُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهِيَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالْجَوَاهِرِ [1] ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى طَبَرِيَّةَ بَلَغَهُ مَوْتُ الْوَلِيدِ وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سُلَيْمَانَ أَخَاهُ، فَقَدَّمَ لِسُلَيْمَانَ مَا مَعَهُ.
وَقِيلَ: بَلْ لَحِقَ الْوَلِيدَ وَقَدَّمَ مَا مَعَهُ إِلَيْهِ [2] .
وَقِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْمَائِدَةَ كَانَتْ حِمْلَ جَمَلٍ.
وَتَتَابَعَ فَتْحُ مَدَائِنِ الأَنْدَلُسِ.
وَفِي هَذَا الْحِينِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِلادَ التُّرْكِ وَغَيْرَهَا، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
وَكَانَ أَكْثَرَ جُنْدِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ الْبَرْبَرُ، وَهُمْ قَوْمٌ مَوْصُوفُونَ بِالشَّهَامَةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَفِيهِمْ صِدْقٌ وَوَفَاءٌ، وَلَهُمْ هِمَمٌ عَالِيَةٌ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَبِهِمْ مَلِكُ الْبِلادِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشِّيعِيُّ، وَبَنُو عُبَيْدٍ [3] ، وَتاشَفِينُ، وَابْنُهُ يُوسُفَ، وَابْنُ تُومَرْتَ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُلْكُ فِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ [4] .
وَفِيهَا تَوَجَّهَ طَائِفَةٌ مِنْ عَسْكَرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ فِي الْبَحْرِ إِلَى جَزِيرَةِ سَرْدَانِيَةَ [5] ، فَأَخَذُوهَا وَغَنِمُوا، وَلَكِنَّهُمْ غَلُّوا فَلَمَّا عَادُوا سَمِعُوا قَائِلا يَقُولُ:
اللَّهمّ غَرِّقْ بِهِمْ، فَغَرِقُوا عَنْ آخِرِهِمْ، ثُمَّ اسْتَوْلَى عَلَيْهَا الْفِرَنْجُ [6] .
وَقَدْ غَزَاهَا مُجَاهِدٌ الْعَامِرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثُمَّ اسْتَرَدَّهَا الْفِرَنْجُ فِي الْعَامِ [7] كَمَا سَيَجِيءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَبِهِ الْعَوْنُ.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 481.
[2] الكامل في التاريخ 4/ 566.
[3] هم الذين عرفوا بالفاطميّين.
[4] أي إلى تاريخ تأليف هذا الكتاب في النصف الأول من القرن الثامن الهجريّ.
[5] قال ابن الأثير: هي من أكبر الجزائر ما عدا جزيرة صقلّيّة وأقريطش، وهي كثيرة الفواكه.
[6] الكامل في التاريخ 4/ 567، 568.
[7] الكامل 4/ 568.

(6/256)


سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَلَى الْأَصَحِّ.
وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ.
وَأَبُو الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَلَى الْأَصَحِّ.
وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْبَصْرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ.
وَبِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ الدَّيْبُلَ [1] وَغَيْرَهَا، وَلاهُ الْحَجَّاجُ ابْنُ عَمِّهِ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَفِيهِ يَقُولُ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ:
إِنَّ الشَّجَاعَةَ وَالسَّمَاحَةَ وَالنَّدَى لِمُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَادَ الْجُيُوشَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً يَا قُرْبَ ذَلِكَ سُؤْدُدًا مِنْ مَوْلِدِ قَالَ كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ: كُنْتُ مَعَهُ، فَجَاءَنَا الْمَلِكُ داهِرٌ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ وَمَعَهُ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ فِيلا، فَعَبَرْنَا إِلَيْهِمْ، فَهَزَمَهُمُ الله، وهرب داهر، فلمّا كان
__________
[1] الدّيبل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحّدة مضمومة، ولام، مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند. (معجم البلدان 2/ 495.

(6/257)


فِي اللَّيْلِ أَقْبَلَ دَاهِرٌ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مُصْلِتِينَ [1] ، فَقُتِلَ دَاهِرٌ وَعَامَّةُ أُولَئِكَ، وَتَبِعْنَا مَنِ انْهَزَمَ، ثُمَّ سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ فَافْتَتَحَ الْكَيْرَجَ [2] وَبَرَّهُمَا [3] .
قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: وَفِي أَوَّلِهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ، فَأَتَى طَنْجَةَ، ثُمَّ سَارَ لا يَأْتِي عَلَى مَدِينَةٍ فَيَبْرَحُ حَتَّى يَفْتَحَهَا، أَوْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِهِ، ثُمَّ ساروا إِلَى قُرْطُبَةَ، ثُمَّ غَرَّبَ وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ بَاجَةَ وَمَدِينَةَ الْبَيْضَاءِ، وَجَهَّزَ الْبُعُوثَ، فَجَعَلُوا يَفْتَتِحُونَ وَيَغْنِمُونَ [4] .
قَالَ خَلِيفَةُ [5] : وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ خُوَارَزْمَ، فَصَالَحُوهُ عَلَى عَشَرَةِ آلافِ رَأْسٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، فَقَاتَلُوهُ قِتَالا شَدِيدًا، وَحَاصَرَهُمْ حَتَّى صَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، وَعَلَى أَنْ يُعْطُوهُ تِلْكَ السَّنَةَ ثَلاثِينَ أَلْفِ رَأْسٍ.
قَالَ [6] : وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَرْضَ الرُّومِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ حِصْنًا.
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَافْتَتَحَ مَا بَيْنَ الْحِصْنِ الْجَدِيدِ مِنْ نَاحِيَةِ مَلَطْيَةَ [7] .
وَغَزَا مَرْوَانُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدَ فَبَلَغَ خَنْجَرَةَ [8] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عبد العزيز بن الوليد [9] .
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 326 «مصلين» وهو غلط.
[2] لم يذكرها ياقوت في معجمه. وهي في فتوح البلدان 539 و 541.
[3] الخبر في تاريخ خليفة 304، 305.
[4] تاريخ خليفة 305.
[5] في تاريخه 305.
[6] في تاريخه 305.
[7] تاريخ خليفة 305، تاريخ الطبري 6/ 469، الكامل في التاريخ 4/ 578.
[8] في الأصل «حنجرة» . والتصحيح من: تاريخ خليفة 305، وتاريخ الطبري 6/ 469، والكامل في التاريخ 4/ 578، ونهاية الأرب 21/ 313.
[9] تاريخ خليفة 305، تاريخ الطبري 6/ 482، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 578، نهاية الأرب 21/ 321.

(6/258)


وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [1] : سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى سَمَرْقَنْدَ بَغْتَةً فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ، فَنَازَلَهَا، فَاسْتَنْجَدَ أَهْلُهَا بِمَلِكِ الشَّاشِ وَفَرْغَانَةَ، فَأَنْجَدُوهُمْ، فَنَهَضُوا لِيُبَيِّتُوا الْمُسْلِمِينَ، فَعَلِمَ قُتَيْبَةُ، فَانْتَخَبَ فُرْسَانًا مَعَ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَكْمَنَهُمْ عَلَى جَنْبَتَيْ طَرِيقِ التُّرْكِ، فَأَتَوْا نِصْفَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ الْكَمِينُ عَلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَفْلِتْ مِنَ التُّرْكِ إِلا الْيَسِيرُ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: أَسَرْنَا طَائِفَةً فَسَأَلْنَاهُمْ، فَقَالُوا: مَا قَتَلْتُمْ مِنَّا إِلا ابْنَ مَلِكٍ، أَوْ بَطَلًا، أَوْ عَظِيمًا، فَاحْتَزَزْنَا الرُّءُوسَ، وَحَوَيْنَا السَّلَبَ، وَالأَمْتِعَةَ الْعَظِيمَةَ، وَأَصْبَحْنَا إِلَى قُتَيْبَةَ، فَنَفَّلْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ، ثُمَّ نَصَبْنَا الْمَجَانِيقَ عَلَى أَهْلِ السُّغْدِ، وَجَدَّ فِي قِتَالِهِمْ حَتَّى قَارَبَ الْفَتْحَ، ثُمَّ صَالَحَهُمْ، وَبَنَى بِهَا الْجَامِعَ وَالْمِنْبَرَ [2] .
قَالَ: وَأَمَّا الْبَاهِلِيُّونَ فَيَقُولُونَ: صَالَحَهُمْ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ رَأْسٍ، وَبُيُوتِ النِّيرَانِ، وَحِلْيَةِ الأَصْنَامِ، فَسُلِبَتْ ثُمَّ أُحْضِرَتْ إِلَى بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَانَتْ كَالْقَصْرِ الْعَظِيمِ- يَعْنِي الأَصْنَامَ- فَأَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا، فَقَالُوا: مَنْ حَرَّقَهَا هَلَكَ. قَالَ قُتَيْبَةُ:
أَنَا أَحْرِقُهَا بِيَدَيَّ، فَجَاءَ الْمَلِكُ غَوْزَكُ فَقَالَ: إِنَّ شُكْرَكَ عَلَيَّ وَاجِبٌ، لا تَعْرِضَنَّ لِهَذِهِ الأَصْنَامِ، فَدَعَا قُتَيْبَةُ بِالنَّارِ وَكَبَّرَ، وَأَشْعَلَ فِيهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ أُضْرِمَتْ، فَوَجَدُوا بَعْدَ الْحَرِيقِ مِنْ بَقَايَا مَا كَانَ فِيهَا مِنْ مَسَامِيرِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسِينَ أَلْفِ مِثْقَالٍ [3] .
ثُمَّ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ أَخَاهُ، وَخَلَّفَ عِنْدَهُ جَيْشًا كَثِيفًا، وَقَالَ: لا تَدَعْنَ مُشْرِكًا يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ إِلا وَيَدُهُ مَخْتُومَةٌ، وَمَنْ وَجَدْتَ مَعَهُ حَدِيدَةً أَوْ سِكِّينًا فَاقْتُلْهُ، وَلا تَدَعَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ يَبِيتُ فِيهَا، وَانْصَرَفَ قُتَيْبَةُ إِلَى مَرْوَ.
__________
[1] في تاريخه 6/ 469- 473.
[2] تاريخ الطبري 6/ 474، 475.
[3] تاريخ الطبري 6/ 475، 476، الكامل في التاريخ 4/ 573.

(6/259)


سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ.
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَمَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَرَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَدِيرِ.
وَتَمِيمُ بْنُ طُرْفَةَ.
وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ بَلَدَ كَابُلَ وَحَصَرَهَا حَتَّى افْتَتَحَهَا، ثُمَّ غَزَا فَرْغَانَةَ، فَحَصَرَهَا وَافْتَتَحَهَا عُنْوَةً، وَبَعَثَ جَيْشًا فَافْتَتَحُوا الشَّاشَ [1] وَفِيهَا قَتَلَ مُحَمَّدُ بن القاسم الثقفيّ صصّة بن داهر [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 306، تاريخ الطبري 6/ 483، الكامل في التاريخ 4/ 581.
[2] تاريخ خليفة 306.

(6/260)


وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ سَنْدَرَةً [1] مِنْ أَرْضِ الرُّومِ [2] .
وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ فَافْتَتَحَ مَدِينَتَيْنِ مِنَ السَّاحِلِ [3] .
وَغَزَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَ غَزَالَةَ [4] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الأَمِيرُ مُسْلِمَةُ [5] .
وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى الإِسْلامِ فُتُوحًا عَظِيمَةً فِي دَوْلَةِ الْوَلِيدِ، وَعَادَ الْجِهَادُ شَبِيهًا بِأَيَّامِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَفِي شَعْبَانَ عُزِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَهَا عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ بَعْدَهُ سَنَتَيْنِ وَشَهْرًا حَتَّى عَزَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [6] .
قَالَ مَالِكٌ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلَى لابْنِ حَيَّانَ، فَبَعَثَ لابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبَهُمْ لِكَلامِهِمْ فِي النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا!.
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [7] : أَظْلَمُ مِنِّي مَنْ وَلَّى عُثْمَانَ بْنَ حَيَّانَ الْحِجَازَ، يَنْطِقُ بِالأَشْعَارِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّى قُرَّةَ بْنَ شَرِيكٍ مِصْرَ، وَهُوَ أَعْرَابِيٌّ، جَافٍ أَظْهَرَ فِيهَا المعازف، والله المستعان.
__________
[1] لم يذكرها ياقوت في معجمه.
[2] تاريخ خليفة 306.
[3] هما: أنطالية (باللام) وقارطة، وقد وردت (أنطاكية) - بالكاف- في تاريخ خليفة 306، وتاريخ الطبري 4/ 483، والكامل في التاريخ 4/ 582.
والصحيح ما أثبتناه- على الأرجح- فأنطالية (باللام) هي على الساحل، أما أنطاكية (بالكاف) فهي في الداخل، وكانت مفتوحة من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[4] لم يذكرها ياقوت في معجمه. والخبر في تاريخ خليفة 306 وتاريخ الطبري 6/ 483، والكامل لابن الأثير 4/ 578 وقال: غزالة من ناحية ملطية.
[5] تاريخ خليفة 306، تاريخ الطبري 6/ 491، مروج الذهب 4/ 399.
[6] تاريخ الطبري 6/ 485.
[7] انظر نحو قوله في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 208 ب.

(6/261)


سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ شَهِيدًا.
وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ.
وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [1] قَاضِي مِصْرَ.
وَفِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ سِتٍّ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ.
وَفِيهَا الْحَجَّاجُ.
وَفِيهَا قَالَ خَلِيفَةُ [2] : افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُولْتَانَ [3] .
وَقَفَلَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْوَلِيدِ، وَحَمَلَ الأَمْوَالَ على
__________
[1] في الأصل «خديج» وهو تحريف.
[2] في تاريخه 307.
[3] بضم أوله وسكون ثانيه واللام، يلتقي فيه ساكنان، وأكثر ما يسمع فيه «ملتان» بغير واو، من بلاد الهند، كما في معجم البلدان 5/ 227.

(6/262)


الْعَجَلِ، وَمَعَهُ ثَلاثُونَ أَلْفَ رَأْسٍ [1] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ مَدِينَةَ الْبَابِ مِنْ أَرْمِينِيَةَ وَخَرَّبَهَا، ثُمَّ بَنَاهَا مُسْلِمَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِتِسْعِ سِنِينَ. وَحَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بِاهِلَةَ حَضَرَ مُسْلِمَةَ قَالَ: نَزَلَ مُسْلِمَةُ عَلَى مَدِينَةِ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَيَدُلُّهُ عَلَى عَوْرَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ، فَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ، وَبَدَرَ بِهِمُ الْعَدُوُّ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ كَبَّرَ شَيْخٌ وَقَالَ:
الظَّفْرُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ مُسْلِمَةَ [2] .
وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ الشَّاشَ ثَانِيًا، فَأَتَتْهُ وَفَاةُ الْحَجَّاجِ، فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَ [3] .
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ صِلَةُ بْنُ أُشَيْمٍ.
وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ.
وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى.
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ الْهُجَيْمِيُّ.
وَالْفَضْلُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقَاشِيُّ أبو سنان، أحد العابدين.
__________
[1] تاريخ خليفة 307.
[2] تاريخ خليفة 307.
[3] تاريخ خليفة 307 وفيه «فرجع إلى مروان» وهو وهم.

(6/263)


سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَقُتِلَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ:
مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ.
وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ- فِي قَوْلٍ-.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ.
وَقُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ الْقَيْسِيُّ.
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَآخَرُونَ بِخِلَافٍ فِيهِمْ.
وَفِيهَا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، فَأَغْزَى الصَّائِفَةَ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ [1] .
وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَافْتَتَحَ طُوبَسَ [2] وَالْمَرْزُبَانِينَ [3] ، وَأُصِيبَ جِدَارُ الْعُذْرِيِّ الشَّامِيِّ وَمَنْ مَعَهُ بِأَرْضِ الرُّومِ [4] ، وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ لأُمِّهِ، وَقَدْ روى عنه.
__________
[1] تاريخ خليفة 313.
[2] هكذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 329، وفي تاريخ خليفة «طبرس» وفي تاريخ الطبري «طولس» ، ولم يذكر أيّا منها ياقوت في معجمه. والله أعلم بالصواب.
[3] في طبعة القدسي 3/ 329 «المزرباس» والتصحيح عن تاريخ خليفة 313 والطبري 6/ 493.
[4] تاريخ خليفة 313.

(6/264)


سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ- أَوْ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ-.
وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ.
وَسَعِيدُ بْنُ مُرْجَانَةَ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ الْمَصْرِيُّ.
وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ- فِي قَوْلٍ-.
وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
وَالسَّائِبُ بْنُ خَبَّابٍ [1] .
وَفِي بَعْضِهِمْ خُلْفٌ يَأْتِي فِي تَرَاجِمِهِمْ-.
وَمُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ.
وَفِيهَا غَزَا يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ جُرْجَانَ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: غَزَاهَا وَلَمْ تَكُنْ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةً، إِنَّمَا هِيَ جِبَالٌ مُحِيطَةٌ بِهَا، وَتَحَوَّلَ صَوْلُ الْمَلِكِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ [2] جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ، وَكَانَ يَزِيدُ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا، فَدَخَلَهَا يَزِيدُ، فَأَصَابَ أَمْوَالا، ثُمَّ خرج إلى البحيرة، فحاصره، فكان
__________
[1] في الأصل «حباب» وهو تحريف.
[2] في الأصل «النجيرة» والتصحيح من تاريخ خليفة.

(6/265)


يَخْرُجُ فَيُقَاتِلُ، فَمَكَثُوا كَذَلِكَ أَشْهُرًا، ثُمَّ انْصَرَفَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ [1] .
وَذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ: أَنَّ يَزِيدَ صَالَحَهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِي الْعَامِ [2] .
وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ مَعَ يَزِيدَ، قَالَ: صَالَحَهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، وَبَعَثُوا إِلَيْهِ بثِيَابٍ وَطَيَالِسَةٍ وَأَلْفِ رَأْسٍ [3] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَرْجَمَةَ [5] ، وَحِصْنَ ابْنِ عَوْفٍ، وَافْتَتَحَ أَيْضًا حِصْنَ الْحَدِيدِ، سَرْدَوْسَلَ [6] ، وَشَتَّى بِنَوَاحِي الرُّومِ [7] .
وَأَقَامَ الْحَجَّ الْخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ [8] .
وَفِيهَا بَعَثَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْمَغْرِبِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ مَوْلَى قُرَيْشٍ، فَوَلِيَ سَنَتَيْنِ فَعَدَلَ، وَلَكِنَّهُ عَسَفَ بِآلِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ، وَقَبَضَ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى وَسَجَنَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْبَرِيدُ بأن يقتله، فولي قتل عبد الله:
__________
[1] تاريخ خليفة 314، وانظر كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 286- 289.
[2] تاريخ خليفة 314 وفي كتاب الفتوح لابن أعثم «على ثلاثمائة ألف درهم ومائتي رأس رقيق» .
[3] تاريخ خليفة 314.
[4] في تاريخه.
[5] قال ياقوت في معجمه 1/ 374: «حصن للروم في شعر جرير» .
[6] في طبعة القدسي 3/ 329 «سردانية» والتصحيح من تاريخ خليفة وقال: بضواحي الروم. ولم أجده في معجم ياقوت.
وقد قال ياقوت: «وفي أخبار بلاد الروم أسماء عجزت عن تحقيقها وضبطها فليعذر الناظر في كتابي هذا. ومن كان عنده أهلية ومعرفة وقتل شيئا منها علما فقد أذنت له في إصلاحه مأجورا» .
وقوله: قتل أرضا: أي خبرها وعلمها.
[7] الخبر عند خليفة 314: «وشتّى عمر بن هبيرة في البحر» .
[8] تاريخ خليفة 314، تاريخ الطبري 6/ 529، مروج الذهب 4/ 399، والكامل في التاريخ 5/ 26.

(6/266)


خَالِدُ بْنُ خَبَّابٍ [1] ، وَكَانَ أَخُوهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُوسَى عَلَى الأَنْدَلُسِ، ثُمَّ ثَارُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، لِكَوْنِهِ خَلَعَ طَاعَةَ سُلَيْمَانَ، قَتَلَهُ وَهُوَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نافع الفهريّ [2] .
__________
[1] في البيان المغرب 1/ 47 (خالد بن أبي حبيب القرشيّ) .
[2] انظر الكامل في التاريخ 5/ 22.

(6/267)


سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ.
وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ أَبُو عُبَيْدٍ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ النَّخَعِيُّ.
وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ الْفَقِيهُ.
وَآخَرُونَ مُخْتَلَفٌ فِيهِمْ.
وَفِيهَا غَزَا يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ طَبَرِسْتَانَ، فَسَأَلَهُ الأَصْبَهْبَذُ [1] الصُّلْحَ، فَأَبَى، فَاسْتَعَانَ بِأَهْلِ الْجِبَالِ وَالدَّيْلَمِ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ مَصَافٌّ كَبِيرٌ، وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، ثُمَّ هَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ صُولِحَ الأَصْبَهْبَذُ عَلَى سَبْعِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقِيلَ خَمْسِمِائَةٍ فِي السَّنَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَتَاعِ وَالرَّقِيقِ [2] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: غَدَرَ أَهْلُ جُرْجَانَ بِمَنْ خَلَّفَ يزيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَلَيْهِمْ
__________
[1] في الأصل «الاصفهيد» ، والتصحيح من تاريخ خليفة، والفتوح لابن أعثم 7/ 289، وتاريخ الطبري، وغيره، وقد تقدّم التعريف بالأصبهبذ في الكتاب، فليراجع.
[2] انظر: تاريخ خليفة 315، وتاريخ الطبري 6/ 532- 535.

(6/268)


مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صُلْحِ طَبَرِسْتَانَ سَارَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَصَّنُوا، فَقَاتَلَهُمْ يَزِيدُ أَشْهُرًا، ثُمَّ أَعْطُوا بِأَيْدِيهِمْ، وَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَاتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَصَلَبَ مِنْهُمْ فَرْسَخَيْنِ، وَقَادَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشْرَ أَلْفَ نَفْسٍ إِلَى وَادِي جُرْجَانَ فَقَتَلَهُمْ، وَأَجْرَى الْمَاءَ فِي الْوَادِي عَلَى الدَّمِ، وَعَلَيْهِ أَرْحَاءُ تَطْحَنُ بِدِمَائِهِمْ، فَطَحَنَ وَاخْتَبَزَ وَأَكَلَ، وَكَانَ قَدْ حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَفِيهَا شَتَّى مُسْلِمَةُ بِضَوَاحِي الرُّومِ، وَشَتَّى عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ فِي الْبَحْرِ، فَسَارَ مُسْلِمَةُ مِنْ مَشْتَاهُ حَتَّى صَارَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، إِلَى أَنْ جَاوَزَ الْخَلِيجَ، وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ الصَّقَالِبَةِ، وَأَغَارَتْ خَيْلُ بُرْجَانَ عَلَى مُسْلِمَةَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وخرّب مسلمة ما بين الخليج وقسطنطينية.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ نَزَلَ بِدَابِقٍ [3] ، وَكَانَ مُسْلِمَةُ عَلَى حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُفتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا» فَدَعَانِي مُسْلِمَةُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَغَزَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَاوِيهِ مَجْهُولٌ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَخْبَرَنِي مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ هَمَّ بِالإِقَامَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَجَمَعَ النَّاسَ وَالأَمْوَالَ بِهَا، وَقَدِمَ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَبَرُ أَنَّ الرُّومَ خَرَجَتْ عَلَى سَاحِلِ حِمْصَ فَسَبَتْ جَمَاعَةً فِيهِمُ امْرَأَةٌ لَهَا ذِكْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا هُوَ إِلا هَذَا، نَغْزُوهُمْ وَيَغْزُونَا، وَاللَّهِ لأَغْزُوَنَّهُمْ غَزْوَةً أَفْتَحُ فِيهَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ أَوْ أَمُوتَ دُونَ ذَلِكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إلى مسلمة وموسى بن
__________
[1] تاريخ خليفة 315، وانظر التفاصيل عند الطبري 6/ 541 وما بعدها، وكتاب الفتوح لابن أعثم 7/ 296.
[2] في تاريخه 315، 316.
[3] مرج بنواحي حلب، تجتمع فيه جيوش المسلمين حين تريد غزو بلاد الروم، وبه قرية، فيها مات سليمان بن عبد الملك.

(6/269)


نُصَيْرٍ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ. فَقَالَ مُوسَى: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ أَرَدْتَ ذَلِكَ فَسِرْ سِيرَةَ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا فَتَحُوهُ مِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ إِلَى إفريقية، ومن العراق إلى خراسان، كُلَّمَا فَتَحُوا مَدِينَةً اتَّخَذُوهَا دَارًا وَحَازَوْهَا لِلإِسْلامِ، فَابْدَأْ بِالدُّرُوبِ فَافْتَحْ مَا فِيهَا مِنَ الْحُصُونِ وَالْمَطَامِيرِ وَالْمَسَالِحِ، حَتَّى تَبْلُغَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَقَدْ هُدِّمَتْ حُصُونُهَا وَأُوهِيَتْ قُوَّتُهَا، فَإِنَّهُمْ سَيُعْطُونَ بِأَيْدِيهِمْ. فَالْتَفَتَ إِلَى مُسْلِمَةَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّأْيُ إِنْ طَالَ عُمْرٌ إِلَيْهِ، أَوْ كَانَ الَّذِي يَبْنِي [1] عَلَى رَأْيِكَ، وَلا تَنْقُضُهُ، رَأَيْتُ أَنْ تَعْمَلَ مِنْهُ مَا عَمِلْتَ وَلا يَأْتِي عَلَى مَا قَالَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [2] ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تغزي جَمَاعَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيُحَاصِرُونَهَا، فَإِنَّهُمْ مَا دَامَ عَلَيْهِمُ الْبَلاءُ أَعْطُوا الْجِزْيَةَ أَوْ فَتَحُوهَا عُنْوَةً، وَمَتَى مَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَإِنَّ مَا دُونَهَا مِنَ الْحُصُونِ بِيَدِكَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا الرَّأْيُ. فَأَغْزَى جَمَاعَةَ أَهْلِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ فِي الْبَرِّ فِي نَحْوِ عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، وَأَغْزَى أَهْلَ مِصْرَ وَإِفْرِيقِيَّةَ فِي الْبَحْرِ فِي أَلْفِ مَرْكَبٍ، عَلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ، وَعَلَى الْكُلِّ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ أَخْرَجَ لَهُمُ الأَعْطِيَةَ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ عَزَمَ عَلَى غَزْوِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَالإِقَامَةِ عَلَيْهَا، فَاقْدِرُوا لِذَلِكَ قَدْرَهُ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ فَصَلَّى بِنَا الْجُمُعَةَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَكَلَّمَ النَّاسَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِيَمِينِهِ الَّتِي حَلَفَ عَلَيْهَا مِنْ حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَانْفِرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ثُمَّ الصَّبْرِ، وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ دَابِقًا، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَرَحَلَ مُسْلِمَةُ [3] .
وَفِيهَا ثَارَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ النَّابِغَةِ التَّمِيمِيُّ
__________
[1] في سير أعلام النبلاء «يأتي» .
[2] العبارة في السير: «أو كان الّذي يأتي على رأيك، وبريد ذلك، خمس عشرة سنة، ولكني أرى..» .
[3] الخبر في سير أعلام النبلاء 4/ 501، 502.

(6/270)


بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ فَقَتَلُوهُ [1] وَأَمَّرُوا عَلَى الأَنْدَلُسِ أَيُّوبَ ابْنَ أُخْتِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] .
ثُمَّ الأُمُورُ مَا زَالَتْ مُخْتَلِفَةٌ بِالأَنْدَلُسِ زَمَانًا لا يَجْمَعُهُمْ وَالٍ، إِلَى أَنْ وَلِيَ السَّمْحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوْلانِيُّ فِي حُدُودِ الْمِائَةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ [3] .
وَأَمَّا مُسْلِمَةُ فَسَارَ بِالْجُيُوشِ، وَأَخَذَ مَعَهُ إِلْيُونَ الرُّومِيَّ الْمَرْعَشِيَّ لِيَدُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْعَوَارِ، وَأَخَذَ عُهُودَهُ وَمَوَاثِيقَهُ عَلَى الْمُنَاصَحَةِ وَالْوَفَاءِ، إِلَى أَنْ عَبَرُوا الْخَلِيجَ وَحَاصَرُوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، إِلَى أَنْ بَرَحَ بِهِمُ الْحِصَارُ، وَعَرَضَ أَهْلُهَا الْفِدْيَةَ عَلَى مُسْلِمَةَ، فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَهَا إِلا عُنْوَةً، قَالُوا: فَابْعَثْ إِلَيْنَا إِلْيُونَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِنَّا وَيَفْهَمُ كَلامَنَا مُشَافَهَةً، فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ، فَسَأَلُوهُ عَنْ وَجْهِ الْحِيلَةِ، فَقَالَ: إِنْ مَلَّكْتُمُونِي عَلَيْكُمْ لَمْ أَفْتَحَهَا لِمُسْلِمَةَ، فَمَلَّكُوهُ، فَخَرَجَ وَقَالَ لِمُسْلِمَةَ: قَدْ أَجَابُونِي أَنَّهُمْ يَفْتَحُونَهَا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَفْتَحُونَهَا مَا لَمْ تُنَحِّ عنهم، قال: أخشى غدرك، فحلف لَهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدِيبَاجٍ وَسَبْيٍ، وَانْتَقَلَ عَنْهَا مُسْلِمَةُ، فَدَخَلَ إِلْيُونُ فَلَبِسَ التَّاجَ، وَقَعَدَ عَلَى السَّرِيرِ، وَأَمَرَ بِنَقْلِ الطَّعَامِ وَالْعُلُوفَاتِ مِنْ خَارِجٍ، فملئوا الأَهْرَاءَ [4] وَشَحَنُوا الْمَطَامِيرَ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ مُسْلِمَةَ، فَكَرَّ رَاجِعًا، فَأَدْرَكَ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ، فَغَلَّقُوا الأَبْوَابَ دُونَهُ، وَبَعَثَ إِلَى إِلْيُونَ يُنَاشِدُهُ وَفَاءَ الْعَهْدِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِلْيُونُ يَقُولُ:
مَلِكُ الرُّومِ لا يُبَايِعُ بِالْوَفَاءِ، وَنَزَلَ مُسْلِمَةُ بِفَنَائِهِمْ ثَلاثِينَ شَهْرًا، حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ فِي الْعَسْكَرِ الْمَيْتَةَ، وَقُتِلَ خلق، ثم ترحّل [5] .
__________
[1] البيان المغرب 2/ 24.
[2] البيان المغرب 2/ 25.
[3] البيان المغرب 2/ 26.
[4] قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: الهري بالضم. بيت كبير يجمع فيه طعام السلطان، جمعه أهراء.
[5] انظر تاريخ الطبري 6/ 530، 531، الكامل في التاريخ 5/ 27، 28.

(6/271)


سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
الْخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ.
وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
وَأَبُو سَاسَانَ حضين بْنُ الْمُنْذِرِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ.
وَمَحْمُودُ بْنُ الربيع، على الصحيح.
وآخرون بخلاف.
وفيها أَغَارَتِ الْخَزَرُ عَلَى أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَأَمِيرُ تِلْكَ الْبِلادِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ الْبَاهِلِيُّ، فَكَانَتْ وَقْعَةً قَتَلَ اللَّهُ فِيهَا عَامَّةَ الْخَزَرِ، وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْبَاهِلِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوَّلُ مَا وَلِيَ الْخِلافَةَ [1] .
وَكَانَتْ وَفَاةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقَ غَازِيًا يوم الجمعة، عاشر صفر [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 316.
[2] في تاريخ الطبري 6/ 546 «لعشر ليال بقين من صفر» ، والمثبت يتفق مع تاريخ خليفة 316.

(6/272)


وَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِحَمْلِ الطَّعَامِ وَالدَّوَابِّ إِلَى مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَمَرَ مَنْ كَانَ لَهُ حَمِيمٌ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ، فَأَغَاثَ النَّاسَ، وَأَذِنَ لَهُمْ فِي الْقُفُولِ مِنْ غَزْوِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ [1] .
وَفِيهَا قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ مِنْ خُرَاسَانَ، فَمَا قَطَعَ الْجِسْرَ إِلا وَهُوَ مَعْزُولٌ، وَقَدِمَ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ وَالِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَى يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَدِيٌّ وَقَيَّدَهُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ [2] .
وَبَعَثَ عُمَرُ الجَّراحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ [3] عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ، وَقَالَ لَهُ: لا تَغْزُوا، وَتَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيكُمْ [4] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ [5] .
وَعَزَلَ عُمَرُ عَنْ إِمْرَةِ مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ رِفَاعَةَ بِأَيُّوبَ بْنِ شُرَحْبِيلَ [6] .
وَاسْتَقْضَى عَلَى الْكُوفَةِ الشَّعْبِيَّ [7] .
وَجَعَلَ الْفُتْيَا بِمِصْرَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، ويزيد بن أبي حبيب،
__________
[1] تاريخ خليفة 320.
[2] تاريخ خليفة 320.
[3] في الأصل «الحلمي» والتصحيح من تاريخ خليفة.
[4] تاريخ خليفة 320.
[5] تاريخ خليفة 320، تاريخ الطبري 6/ 554، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 5/ 43، وفي شفاء الغرام 2/ 340 ان الّذي حجّ هذا العام بالناس هو سليمان بن عبد الملك.
وأقول هذا وهم، لأن سليمان كان قد توفي قبل موسم الحج.
[6] كتاب الولاة والقضاة للكندي 67.
[7] تاريخ الطبري 6/ 554.

(6/273)


وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقَالَ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثنا بَقِيَّةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ قَالَ:
غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَجُعْنَا حَتَّى هَلَكَ نَاسٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَخْرُجُ إِلَى قَضَاءِ الْحَاجَةِ وَالآخَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ أَقْبَلَ ذَاكَ إِلَى رَجِيعِهِ فَأَكَلَهُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَخْرُجُ إِلَى الْمَخْرَجِ فَيُؤْخَذُ فَيُذْبَحُ وَيُؤْكَلُ، وَإِنَّ الأَهْرَاءَ مِنَ الطَّعَامِ كَالتِّلالِ لا نَصِلُ إِلَيْهَا، يُكَايِدُ بِهَا أَهْلُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ أَذِنَ لَهُمْ فِي الْقُدُومِ [2] .
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلاهُمْ، فَوَصَلَ إِلَيْهَا سَنَةَ مِائَةٍ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، فأسلم خلق من البربر في ولايته [3] .
__________
[1] في تاريخه 320.
[2] في تاريخ خليفة «القفول» بدل «القدوم» .
[3] مشاهير علماء الأمصار 179، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 25- 27، معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، لعبد الرحمن الدبّاغ ومحمد بن عبد الله الأنصاري- ج 1/ 154- طبعة تونس 1320 هـ-، ورياض النفوس لأبي عبد الله بن عبد الله المالكي- ج 1/ 75- تحقيق د حسين مؤنس- طبعة القاهرة 1951، وانظر كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ج 1/ 474- 476 رقم 314.

(6/274)


سَنَةَ مِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ:
أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ.
وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ.
وَتَمِيمُ بْنُ مُسْلِمَةَ.
وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَدُخَيْنُ [1] بْنُ عَامِرٍ.
وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ.
وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ.
وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّاهِدُ الْمَدَنِيُّ.
وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ.
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ:
أَبُو عُثْمَانُ النَّهْدِيُّ.
وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ.
وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ.
وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ.
وَفِيهَا وُلِدَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ:
حنش الصَّنْعَانِيُّ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
__________
[1] مصغّرا.

(6/275)


وَأَبُو الطُّفَيْلِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ [1] .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ [2] .
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ لِلنَّاسِ أبو بكر بن حزم [3] .
__________
[1] في الأصل «الجبليّ» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 275) .
[2] تاريخ الطبري 6/ 556، الكامل في التاريخ 5/ 55.
[3] تاريخ خليفة 321، تاريخ الطبري 6/ 563، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 5/ 55، نهاية الأرب 21/ 359.

(6/276)


تَرَاجِمُ رِجَالِ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
201- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ سويد النّخعي) [1]- م 4- الأعور.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
202- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن قارظ) [2]- م د ت ن- وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ الكنانيّ المدنيّ.
رَأَى عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَرَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، والسائب بن يزيد، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن سويد النخعي) في:
التاريخ الكبير 1/ 290، 291 رقم 932، وتاريخ الثقات لابن حبّان 52 رقم 26، والمعرفة والتاريخ 2/ 536 و 3/ 217، والجرح والتعديل 2/ 103 رقم 291، والثقات لابن حبّان 6/ 6، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1290، ورجال صحيح مسلم 1/ 39 رقم 28، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 21 رقم 74، وتهذيب الكمال 2/ 104 رقم 181، والكاشف 1/ 38 رقم 144، وتهذيب التهذيب 1/ 126، 127 رقم 224، وتقريب التهذيب 1/ 36 رقم 209، وجامع التحصيل 1/ 54، وخلاصة تذهيب التهذيب 18.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن قارظ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 58، والتاريخ الكبير 1/ 312، 313 رقم 991، وفي المصدرين:
(إبراهيم بن قارظ) وفي أثناء الترجمة عند البخاري (إبراهيم بن عبد الله بن قارظ) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 551 و 2/ 473 و 754، والجرح والتعديل 2/ 109 رقم 316، والثقات لابن حبّان، و 6/ 7، ورجال صحيح مسلم 1/ 41 رقم 35، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22 رقم 78، والكاشف 1/ 40 رقم 155، وتهذيب الكمال 2/ 126 رقم 194، وتهذيب التهذيب 1/ 134، 135 رقم 239، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 223، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.

(6/277)


روى عنه: ابن أخيه سعيد بن خالد، وسلمان الأغر، وعمر بن عبد العزيز، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي كثير، وآخرون.
203- (إبراهيم بن عبد الله بن معبد) [1]- د م ن ق- بن عباس.
عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَمَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ عَبَّاسٌ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
204- (إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ) [2]- خ د ن- بن أبي ربيعة المخزوميّ المدنيّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْتُ الصِّدِّيقِ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَخَالَتِهِ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّهِ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وعنه: ابناه إسماعيل، وموسى، والزهري، وأبو حازم سلمة، والضحاك بن عثمان.
205- (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) [3]- سوى ت- أبو إسحاق،
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن معبد) في:
التاريخ الكبير 1/ 302، 303 رقم 958، والجرح والتعديل 2/ 108 رقم 311، والثقات لابن حبّان 6/ 6، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1124، ورجال صحيح مسلم 1/ 40 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22 رقم 76، وتهذيب الكمال 2/ 130 رقم 198، والكاشف 1/ 41 رقم 159، وتهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 243، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.
[2] انظر عن (إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ) في:
المحبّر لابن حبيب 101، وطبقات خليفة 245، والتاريخ الكبير 1/ 296، 297 رقم 950، والمعرفة والتاريخ 1/ 373، وتاريخ الطبري 1/ 180، والجرح والتعديل 2/ 111 رقم 330، والثقات لابن حبّان 6/ 6، وتهذيب الكمال 2/ 133، 134 رقم 202، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 20 رقم 66، والكاشف 1/ 41 رقم 163، وتهذيب التهذيب 1/ 138، 139 رقم 247، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 231، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) في:
طبقات ابن سعد 5/ 55، 56، والمحبّر لابن حبيب 439، وتاريخ خليفة 313، وطبقات خليفة 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 464، والتاريخ الكبير 1/ 295 رقم 947، وتاريخ الثقات 53 رقم 29، والمعرفة والتاريخ 1/ 367، وتاريخ أبي زرعة 1/ 418 و 444، والجرح والتعديل 2/ 111 رقم 328، وأنساب الأشراف 5/ 76، ورجال صحيح

(6/278)


ويقال أبو محمد الزّهريّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَعَمَّارٍ، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
روى عنه: ابناه: سعد، وصالح، والزهري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عمرو، وغيرهم.
وأمه هي أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط، وَأَخَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ، وَحُمَيْدٌ.
وَرَدَ أَنَّهُ شَهِدَ الدَّارَ مَعَ عُثْمَانَ.
تُوُفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَوَثَّقَهُ النّسائيّ، وغيره.
206- إبراهيم النّخعيّ [1] ع ابن يزيد
__________
[ () ] مسلم 1/ 42، 43 رقم 36، ورجال صحيح البخاري 1/ 55 رقم 43، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 11 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 17 رقم 55، وتهذيب الكمال 2/ 134- 136 رقم 203، والكاشف 1/ 41 رقم 164، والوافي بالوفيات 6/ 41 رقم 2476، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 272 و 310 و 396 و 505، ومرآة الجنان 1/ 198، وجامع التحصيل 166 رقم 6، والإصابة 1/ 95، 96 رقم 404، وتهذيب التهذيب 1/ 139، 140 رقم 248، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 232، وخلاصة تذهيب التهذيب 19، وأسد الغابة 1/ 42، والمعارف 237، والعبر 1/ 112، وشذرات الذهب 1/ 111، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 228، والثقات لابن حبّان 4/ 4.
[1] انظر عن (إبراهيم النّخعيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 270- 284، والمحبّر لابن حبيب 303، وطبقات خليفة 157، وتاريخ خليفة 313، والعلل لابن المديني 43 و 46 و 60 و 61 و 74 و 90 و 92 و 93، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 120 رقم 588 و 1/ 164 رقم 914 و 2/ 26 رقم 21 و 2/ 52 رقم 88 و 2/ 54 رقم 95 و 2/ 71 رقم 144 و 2/ 78 رقم 173 و 2/ 135 رقم 419 و 2/ 136 رقم 423، والتاريخ له 2/ 15- 18، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 16 و 35 و 131 و 132 و 183 و 200 و 217 و 237 و 248 و 355 و 479 و 573 و 593 و 648 و 649 و 949 و 952 و 953 و 1607 و 1253 و 1971 و 1972 و 2132 و 2148 و 2176 و 2244 و 2254 و 2726 و 2746 و 2334 و 2335 و 2587 وانظر فهرس الأعلام 70- 72، والتاريخ الصغير 102، والتاريخ الكبير 1/ 333، 334، رقم 1052، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 160،

(6/279)


[1] بْنِ قَيْسِ بْنِ الأَسْوَدِ، أَبُو عِمْرَانَ النَّخَعِيُّ الكوفيّ، فَقِيهُ الْعِرَاقِ.
رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَخَالِهِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَصِلَةَ بْنِ زُفَرَ، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَعَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَهَمَّامِ بْنِ الحارث، وهنيّ بن نويرة، وخلق.
__________
[ () ] وتاريخ الثقات 56، 57 رقم 45، والزاهر للأنباري 1/ 493 و 557 و 2/ 62 و 316 و 222، والمعرفة والتاريخ 2/ 100 و 604 وانظر فهرس الأعلام 3/ 434، وتاريخ أبي زرعة 1/ 122 و 293 و 439 و 470 و 616 و 629 و 645 و 650- 652 و 655 و 656 و 664- 666 و 2/ 675 و 683، وأنساب الأشراف 3/ 95 و 4 ق 1/ 216 و 235 و 236 و 380 و 382 و 484 و 518 و 4/ 120 و 5/ 3 و 31 و 172 و 270، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، والمعارف 134، والبرصان والعرجان 340 و 364، والبيان والتبيين 1/ 192، وتاريخ الطبري 1/ 114- 116 و 343 و 443 و 444 و 2/ 310 و 315 و 419 و 3/ 197 و 201 و 589 و 615 و 4/ 32 و 33 و 226 و 227 و 520 و 7/ 359، والجرح والتعديل 2/ 144، 145 رقم 473، والمراسيل 8- 10 رقم 1، ورجال صحيح مسلم 1/ 47 رقم 49، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 748، والثقات لابن حبّان 4/ 8، 9، وحلية الأولياء 4/ 219- 240 رقم 273، والزهد لابن المبارك 45 و 99 و 124 و 142 و 147 و 259 و 388 و 389 و 423 و 444 و 450 و 463 و 468 و 485 و 503 و 534 والملحق به رقم 47 و 297، والعقد الفريد 2/ 217 و 233 و 236 و 237 و 239 و 372 و 429 و 432 و 434 و 437 و 3/ 184 و 198 و 201 و 209 و 210 و 234 و 416 و 4/ 41، وعيون الأخبار 1/ 230 و 267 و 3/ 15 و 101 و 4/ 56، وجمهرة أنساب العرب 415، ورجال صحيح البخاري 1/ 60، 61 رقم 51، ومروج الذهب 2149 و 2527، وطبقات الفقهاء للشيرازي 58 و 64 و 72 و 79 و 82 و 84 و 86 و 88، ورجال الطوسي 35 رقم 9، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 204 و 243 و 277- 285 و 3/ 42 و 50 و 55 و 56 و 57 و 63 و 65 و 67 و 72 و 73 و 182، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 18، 19 رقم 61، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 104، 105 رقم 36، ووفيات الأعيان 1/ 25، 26 و 441 و 2/ 39 و 400، 401 و 464، وصفة الصفوة 3/ 86- 90 رقم 412، وتهذيب الكمال 2/ 233- 240 رقم 265، والكامل في التاريخ 2/ 59 و 5/ 21، ودول الإسلام 1/ 65، وتذكرة الحفّاظ 1/ 69، 70، والعبر 1/ 113، والكاشف 1/ 51 رقم 220، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 256، وميزان الاعتدال 1/ 74، 75 رقم 252، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 209، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 373 و 351، وسير أعلام النبلاء 4/ 520- 529 رقم 213، وجامع التحصيل 168 رقم 13، ومرآة الجنان 1/ 180 و 198، والبداية والنهاية 9/ 140، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 39، والوافي بالوفيات 6/ 169 رقم 2622، وغاية النهاية 29، 30 رقم 125، وتهذيب التهذيب 1/ 177- 179 رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 46 رقم 301، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 23، وشذرات الذهب 1/ 111، وربيع الأبرار 4/ 61 و 99، وكتاب الشكر لابن أبي الدنيا 113.
[1] في الأصل «زيد» والتصحيح من مصادر الترجمة.

(6/280)


وَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهُوَ صَبِيٌّ.
رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ معتّب، والعلاء بن المسيّب، وعبد الله بن شُبْرُمَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَطَائِفَةٌ.
وَتَفَقَّهَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ.
قِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: وَأَيُّ خَطَرٍ أَعْظَمُ مِمَّا أَنَا فِيهِ، أَتَوَقَّعُ رَسُولا يرد عَلَيَّ من ربّي، إمّا بِالْجَنَّةِ وَإِمَّا بِالنَّارِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّها تَلَجْلَجُ فِي حَلْقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] .
تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَى الصَّحِيحِ. وَقِيلَ ثَمَانٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ الْحَجَّاجِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ خَمْسَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ الْحَجَّاجُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَسَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
روى عنه: الشعبي، ومنصور، ومغيرة بن مقسم، وغيرهم من التابعين.
وقال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ [3] .
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْنَا نَنْتَظِرُ إِبْرَاهِيمَ، فَيَخْرُجُ وَالثِّيَابُ عَلَيْهِ مُعَصْفَرَةٌ، وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ الْمَيْتَةَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ [4] .
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: جَهِدْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى سَارِيَةً، وَأَرَدْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ فَأَبَى، وَكَانَ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ قِبَاءٌ وريطة معصفرة [5] .
__________
[1] حلية الأولياء 4/ 224، والزهد لابن المبارك 147 رقم 437، وفيات الأعيان 1/ 25.
[2] ليس في الطبقات هذا القول المنسوب لابن سعد.
[3] طبقات ابن سعد 9/ 271 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم.
[4] حلية الأولياء 4/ 221، 222.
[5] انظر حلية الأولياء 4/ 221.

(6/281)


قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ الشُّرَطِ [1] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ ذَكِيًّا حَافِظًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ.
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ إِنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: مَا تُرِكَ بَعْدَهُ خَلَفٌ [2] .
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: تَبِعْتُ الشَّعْبِيَّ، فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَنَا أَفْقَهُ مِنْكَ حَيًّا، وَأَنْتَ أَفْقَهُ مِنِّي مَيِّتًا، وذاك أَنَّ لَكَ أَصْحَابًا يَلْزَمُونَكَ، فُيُحْيُونَ عِلْمَكَ [3] .
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَعْوَرُ [4] .
قَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُظْهِرَ الرَّجُلُ مَا خَفِيَ مِنْ عَمَلِهِ الصَّالِحِ [5] .
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ رَجُلا عَالِمًا، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ أَقْدَمَ وَأَكْثَرَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ [6] الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِيهِ: كُنْتُ فِيمَنْ دَفَنَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَيْلا سَابِعَ سَبْعَةٍ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَدَفَنْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ أَوْ أَفْقَهَ مِنْهُ، قُلْتُ:
وَلا الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ؟ قَالَ: ولا الحسن وَابْنَ سِيرِينَ، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز [7] .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي [8] : مات مختفيا من الحجاج.
وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ إِذَا طَلَبَهُ إِنْسَانٌ لا
__________
[1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 560 رقم 3646، طبقات ابن سعد 6/ 273.
[2] انظر حلية الأولياء 4/ 221.
[3] انظر طبقات ابن سعد 6/ 284.
[4] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 383 رقم 5681، البرصان 364.
[5] انظر حلية الأولياء 4/ 231.
[6] «بن» ساقطة من الأصل.
[7] طبقات ابن سعد 6/ 284، حلية الأولياء 4/ 220.
[8] في تاريخ الثقات 56.

(6/282)


يُحِبُّ أَنْ يَلْقَاهُ، خَرَجَتِ الْجارية فَقَالَتْ: اطلبوه فِي الْمَسْجِدِ [1] .
وَقَالَ قَيْسٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ رَجُلا بِشَيْءٍ، فَبَلَغَهُ عَنِّي، فَكَيْفَ أَعْتَذِرُ، قَالَ: تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ مَا قُلْتُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ أَوْحَشَ رَدًّا لِلآثَارِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ لِقِلَّةِ مَا سَمِعَ [2] ، فَذُكِرَ لِحَمَّادٍ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ: فِي الْفَأْرَةِ جَزَاءٌ إِذَا قَتَلَهَا الْمُحْرِمُ.
قَالَ الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ.
قرأ عليه: الأعمش، وطلحة بن مصرف.
وقال وكيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مغيرة، عن إبراهيم قال: الجهر بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِدْعَةٌ [3] .
207- إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ [4] ع- تَيْمُ الرَّبَابِ، أَبُو سَمَاءَ الْكُوفِيُّ الفقيه العابد.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 17.
[2] يستبعد أن يكون كلام حمّاد في إبراهيم النخعي لأنه اشتهر عنه إدراكه ستين شيخا من أصحاب ابن مسعود، وشهد بعلمه الشعبيّ وأحمد بن حنبل وغيرهما. وقال الذهبي في ميزانه: استقرّ الأمر على أنه حجّة.
[3] مسند أحمد 4/ 85، الجامع للترمذي (244) ، سنن النسائي 2/ 135.
[4] انظر عن (إبراهيم بن يزيد التيمي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 285، 286، وتاريخ خليفة 306، وطبقات خليفة 155، والتاريخ لابن معين 2/ 15، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 16 و 17، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 1/ 334، 335 رقم 1053، والمعرفة والتاريخ 2/ 548 و 549 و 563 و 573 و 576 و 709 و 3/ 76 و 146 و 234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 625، والجرح والتعديل 2/ 145 رقم 474، والثقات لابن حبّان 4/ 7، 8، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 749، ومروج الذهب 2148، وحلية الأولياء 4/ 210- 219 رقم 272، والزهد لابن المبارك 194، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 105، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 42 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ رقم 50، ورجال صحيح البخاري 1/ رقم 52، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 19 رقم 62، وصفة الصفوة 3/ 49، وتهذيب الكمال 2/ 232، 233 رقم 264، واللباب 1/ 190، والعبر 1/ 106، وسير أعلام النبلاء 5/ 60- 62 رقم 19، وتذكرة الحفاظ 1/ 73، والكاشف 1/ 50 رقم 219، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 210، وميزان

(6/283)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَآخَرُونَ.
قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَقِيلَ: مَاتَ فِي حَبْسِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ شَابٌّ لَمْ يَبْلُغْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: رُبَّمَا أَتَى عَلَيَّ شَهْرٌ لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، لا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ [1] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَانَ إِذَا سَجَدَ كَأَنَّهُ جَذْمُ [2] حَائِطٍ تَنْزِلُ عَلَى ظَهْرِهِ الْعَصَافِيرُ [3] .
208- الأَخْطَلُ النَّصْرَانِيُّ الشَّاعِرُ [4] اسْمُهُ غِيَاثُ بْنُ غَوْثٍ التَّغْلِبِيُّ، شَاعِرُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ جَرِيرٍ
__________
[ () ] الاعتدال 1/ 74 رقم 251، وجامع التحصيل 167 رقم 11، والوافي بالوفيات 6/ 168 رقم 2621، ومرآة الجنان 1/ 180، وغاية النهاية 1/ 29 رقم 124، والنجوم الزاهرة 1/ 225، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 23.
[1] انظر حلية الأولياء 4/ 214.
[2] في طبعة القدسي 3/ 337 «جذع» ، والتصويب من حلية الأولياء، والجذم: الأصل من الحائط أو القطعة منه.
[3] حلية الأولياء 4/ 212.
[4] انظر عن (الأخطل النصراني الشاعر) في:
طبقات الشعراء لابن سلام 1/ 451، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 393- 404 رقم 87، والأغاني 8/ 280- 320، ومروج الذهب 2288، وشرح شواهد المغني 46، وسمط اللآلي 44، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 73 أ، وأنساب الأشراف 1/ 70، و 4 ق 1/ 284 و 354 و 372 و 452 و 453 و 474، والأخبار الموفقيات 227- 229 و 524، ونسب قريش 179، وثمار القلوب 186 و 275 و 473، وبدائع البدائه 20 و 24 و 25 و 26 و 64 و 65 و 88 و 220 و 260، وشرح أدب الكاتب 356 و 386، وأمالي المرتضى 1/ 218 و 267 و 343 و 455 و 466 و 553 و 611 و 637 و 2/ 16 و 18 و 24 و 25 و 52 و 63 و 110 و 115 و 175 و 285، وأمالي القالي 1/ 9 و 64 و 145 و 2/ 179 و 231 و 3/ 43 و 77 و 18 و 188 والذيل 118 و 119، ومعاهد التنصيص 1/ 272- 278، والتذكرة الفخرية 145 و 342، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 338، 339، وعيون الأخبار 1/ 319 و 2/ 214 و 4/ 34، وتخليص الشواهد 65 و 176 و 177 و 247، وخاص الخاص 105، والمثلّث لابن

(6/284)


وَالْفَرَزْدَقِ، لَكِنْ تَقَدَّمَ مَوْتُهُ عَلَيْهِمَا.
وَقَدْ قِيلَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: كَفَاكَ بِي إِذَا افْتَخَرْتُ، وَبِجَرِيرٍ إِذَا هَجَا، وَبِابْنِ النَّصْرَانِيَّةِ إِذَا امْتَدَحَ.
وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُجْزِلُ عَطَاءَ الأَخْطَلِ وَيُفَضِّلُهُ فِي الشِّعْرِ عَلَى غَيْرِهِ.
وَلَهُ:
وَالنَّاسُ هَمُّهُمُ الْحَيَاةُ وَلا أَرَى ... طُولَ الْحَيَاةِ يَزِيدُ غَيْرَ خَبَالِ
وَإِذَا افْتَقَرْتَ [1] إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ
[2] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [3] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَالَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى دِمَشْقٍ، فَإِذَا كَنِيسَةٌ، وَإِذَا الأَخْطَلُ فِي نَاحِيَتِهَا، فَسَأَلَ عَنِّي فَأُخْبِرَ، فَقَالَ، يَا فَتَى إِنَّ لَكَ شَرَفًا وَمَوْضِعًا، وَإِنَّ الْأُسْقُفَ قَدْ حَبَسَنِي، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَهُ وَتُكَلِّمَهُ فِي إِطْلاقِي، قُلْتُ:
نَعَمْ، فَذَهَبْتُ إِلَى الأُسْقُفِّ، فَقَالَ لِي: مَهْلا، أُعِيذُكَ باللَّه أَنْ تَكَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا، فَإِنَّهُ ظَالِمٌ يَشْتِمُ النَّاسَ وَيَهْجُوهُمْ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَامَ مَعِي، فدخل
__________
[ () ] البطليوسي 1/ 315 و 355 و 361 و 371 و 496 و 2/ 25 و 59 و 87 و 121 و 228 و 265 و 295 و 340 و 365 و 426 و 427، والمنازل والديار 1/ 140 و 167 و 325 و 336، ووفيات الأعيان 1/ 321 و 324 و 325 و 432 و 2/ 248 و 4/ 436 و 6/ 279 و 309، والتذكرة الحمدونية 1/ 202 و 361 و 2/ 115 و 425 و 437 و 443 و 479، ومعجم الشعراء في لسان العرب 40- 42 رقم 19، والمعرفة والتاريخ 2/ 596، وتاريخ الطبري 7/ 290، وجمهرة أنساب العرب 305، والكامل في التاريخ 4/ 310 و 311 و 317 و 319 و 321 و 5/ 306، والعقد الفريد 3/ 132 و 5/ 296 و 297 و 322 و 386 و 6/ 339 و 349، والحماسة البصرية 2/ 419، والبرصان والعرجان 153 و 301، وخزانة الأدب 1/ 459، وقد نشر ديوانه الأب أنطون صالحاني مع تكملة له.
[1] في الأصل «افتخرت» والتصويب من طبقات الشعراء وغيره.
[2] البيتان في ديوان الأخطل 248، والحماسة البصرية 2/ 419، وتاريخ الطبري 6/ 186 ونسبهما لابن مقبل، والتذكرة الحمدونية 1/ 202 رقم 482، والثاني منهما في: طبقات الشعراء لابن سلام 1/ 493، والأغاني 8/ 310، وتاريخ دمشق 14/ 73 ب و 77 أ، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 14 وقد نسبه للخليل بن أحمد الفراهيدي.
[3] في طبقات الشعراء 1/ 490، والخبر أيضا في الأغاني 8/ 309، 310.

(6/285)


الْكَنِيسَةَ فَجَعَلَ يَتَوَعَّدُهُ وَيَرْفَعُ عَلَيْهِ الْعَصَا، وَيَقُولُ: تَعُودُ، وَهُوَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: لا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَالِكٍ، تَهَابُكَ الْمُلُوكُ وَتُكْرِمُكَ الْخُلَفَاءُ، وَذِكْرُكَ فِي النَّاسِ [1] ، فَقَالَ: إِنَّهُ الدِّينُ، إنّه الدّين.
وعن أبي عبيدة قَالَ: لَمَّا أَنْشَدَ الأَخْطَلُ كَلِمَتَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
شُمْسُ الْعَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ ... وَأَعْظَمُ النَّاسِ أَحْلامًا إِذَا قَدَرُوا
[2] قَالَ: خُذْ بِيَدِهِ يَا غُلامُ فَأَخْرِجْهُ ثُمَّ أَلْقِ عَلَيْهِ مِنَ الْخِلَعِ مَا يَغْمُرُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ شَاعِرًا، وَإِنَّ شَاعِرَ بَنِي أُمَيَّةَ الأَخْطَلُ، فَمَرَّ بِهِ جَرِيرٌ فَقَالَ:
كَيْفَ تَرَكْتَ خَنَازِيرَ أُمِّكَ؟ قَالَ: كَثِيرَةٌ، وَإِنْ أَتَيْتَنَا قريناك منها، قال: فكيف تَرَكْتَ أَعْيَارَ أُمِّكَ؟ قَالَ: كَثِيرَةٌ، وَإِنْ أَتَيْتَنَا حَمَلْنَاكَ عَلَى بَعْضِهَا [3] .
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ الأَخْطَلُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ويحك، صِفْ لِيَ السُّكْرَ، قَالَ: أَوَّلُهُ لَذَّةٌ، وَآخِرُهُ صُدَاعٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سَاعَةٌ لا أَصِفُ لَكَ مَبْلَغَهَا، فقال: ما مبلغها؟ قال: لملك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَهْوَنُ [عَلَيَّ] [4] مِنْ شِسْعِ نَعْلِي، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
إِذَا مَا نَدِيمِي عَلَّنِي ثُمَّ عَلَّنِي ... ثَلاثَ زُجَاجَاتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ
خَرَجْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ حَتَّى كَأَنِّي ... عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أمير
209- (أرقم بن شرحبيل) [5]- ق- الأوديّ الكوفيّ.
__________
[1] في طبقات الشعراء لابن سلام: «وذكرك في الناس عظيم أمره» .
[2] الأغاني 8/ 301 و 305.
[3] الأغاني 8/ 306.
[4] ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة حيدرآباد.
[5] انظر عن (أرقم بن شرحبيل) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، وطبقات خليفة 147، والتاريخ الكبير 2/ 46 رقم 1637، والمعرفة والتاريخ 1/ 451 و 452 و 509، وتاريخ الطبري 3/ 196، والجرح والتعديل 2/ 310 رقم 1161، والثقات لابن حبّان 4/ 54، والكامل في ضعفاء الرجال 1/ 409، وتهذيب الكمال 2/ 314، 315 رقم 299، والكاشف 1/ 55 رقم 248، والمغني في الضعفاء 1/ 65 رقم 509، وميزان الاعتدال 1/ 171 رقم 691، وتهذيب التهذيب 1/ 198، 199 رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 51 رقم 340، وخلاصة تذهيب التهذيب 45.

(6/286)


أَخَذَ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَصَحِبَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الشَّامِ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ هُزَيْلُ [1] بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعيُّ، وَأَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ أَبِي السَّفَرِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وقال أبو زرعة: كوفيّ ثقة.
210- (أسلم بن يزيد) [4]- د ت ق [5]- أبو عمران التّجيبيّ المصريّ، مَوْلَى عُمَيْرِ [6] بْنِ تَمِيمٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَصَفِيَّةَ أُمَّيِ المؤمنين، وجماعة.
وعنه: سعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن عياض.
وكان وجيها في مصر، وكانت الأمراء يسألونه.
وثقه النسائي.
- (أسير بن جابر) [7]- خ م- وَيُقَالُ يُسَيْرُ.
سَيَأْتِي، وَقَدْ تقدّم.
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 338 «هذيل» بالذال، وهو تحريف.
[2] في طبعة القدسي 3/ 338 «عبيد» وهو تصحيف.
[3] في طبقاته 6/ 177.
[4] انظر عن (أسلم بن يزيد) في:
التاريخ الكبير 2/ 24 رقم 1568، وتاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 79، والمعرفة والتاريخ 2/ 494، والجرح والتعديل 2/ 307 رقم 1146، والثقات لابن حبّان 4/ 46، ومشاهير علماء الأمصار له 122 رقم 954، وتهذيب الكمال 2/ 528، 529 رقم 405، والكاشف 1/ 608 رقم 341، وتهذيب التهذيب 1/ 265 رقم 499، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 463، وخلاصة تذهيب التهذيب 31.
[5] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 338 «ق» والتصحيح من نسخة حيدرآباد.
[6] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 338 «عمر» والتصحيح من نسخة حيدرآباد.
[7] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية من هذا الجزء، باسم «يسير بن جابر» وقد حشدنا مصادرها هناك.

(6/287)


211- (الأَغَرُّ أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدَنِيُّ) [1]- م تم- نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ وَكَانَا اشْتَرَكَا فِي عِتْقِهِ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وأبو إسحاق، وطلحة بن مصرّف، وعطاء ابن السَّائِبِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَأَمَّا (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرُّ) ففي الكنى.
212- أنس بن مالك [2] ع ابْنُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ زَيْدِ بْن حَرَامِ بْن جُنْدُب بْن عَامِرِ بْن غَنْمِ بن
__________
[1] انظر عن (الأغرّ المدني) في:
التاريخ لابن معين 2/ 420، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1630، وتاريخ الثقات 71 رقم 111، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1152، والثقات لابن حبّان 4/ 53، ورجال صحيح مسلم 2/ 240 رقم 1592، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 48 رقم 181، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 82 رقم 620، وخلاصة تذهيب التهذيب 39.
[2] انظر عن (أنس بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 7/ 17- 26، وطبقات خليفة 91 و 186، وتاريخ خليفة 99 و 107 و 123 و 259 و 265 و 306، ومعرفة الرجال 1/ 167، 168 رقم 933، والتاريخ لابن معين 2/ 43- 45، ومسند أحمد 3/ 98، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 215 و 1748 و 2088 و 2717 و 5301 و 5528 و 5924، والتاريخ الصغير 91 و 102، والتاريخ الكبير 2/ 27، 28 رقم 1579، وتاريخ الثقات للعجلي 73 رقم 119، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 79 رقم 3، والمحبّر لابن حبيب 301 و 344 و 379، والمعارف 372 و 610، والعلل لابن المديني 47 و 51 و 53 و 60 و 63 و 73 و 80 والسير والمغازي لابن إسحاق 94 و 96 و 265 و 272 و 296 و 330، والمغازي للواقدي 280 و 310 و 350 و 569 و 570 و 707 و 897 و 903 و 1026 و 1058، والمعرفة والتاريخ 1/ 506- 508 وانظر فهرس الأعلام 3/ 455، 456، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 816، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 619 و 4/ ق 1/ 407 و 486 و 487 و 4/ 106 و 5/ 188 و 279، والأخبار الطوال 118 و 130 و 323 و 328، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 3 و 21 و 24 و 25 و 42 و 55 و 157 و 3/ 243 و 244، وتاريخ اليعقوبي 2/ 272، والزاهر للأنباري 2/ 239 و 274، والأخبار الموفقيّات 328، 329، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) 399، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 308، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 187، والجرح والتعديل 2/ 286 رقم 1036، ورجال صحيح مسلم 1/ 65، 66 رقم 89، ورجال صحيح البخاري 1/ 86، 87 رقم 93،

(6/288)


عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الخزرجيّ، خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتًا.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا كَثِيرًا، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ، وَأَبِي طَلْحَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، وَخَالَتِهِ أَمِّ حَرَامٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، والشّعبيّ، ومكحول، وعمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو قِلابَةَ، وَطَائِفَةٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
__________
[ () ] والثقات لابن حبّان 3/ 4، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 215، وجمهرة أنساب العرب 351، 352 و 360، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) - ص (هـ) ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 100، ومروج الذهب 1756 و 2214، والبدء والتاريخ 5/ 117، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 149 أ، والمستدرك على الصحيحين له 3/ 573، والولاة والقضاة للكندي 516 و 576، والاستيعاب 1/ 108، وطبقات الفقهاء للشيرازي 44 و 46 و 51 و 52 و 53 و 65 و 86 و 87 و 88 و 139، وعيون الأخبار 1/ 246 و 2/ 316، ونشوار المحاضرة 6/ 96- 100، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35، 36 رقم 135، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 76 أوما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 142- 153، والمرصّع لابن الأثير 77، وأسد الغابة 1/ 127- 129، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 41، وجامع الأصول 9/ 88، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 127، 128 رقم 71، ونهاية الأرب 21/ 319، وتهذيب الكمال 3/ 353- 378 رقم 568، وتحفة الأشراف 1/ 80- 450 رقم 20، والعبر 1/ 107، وتذكرة الحفّاظ 1/ 42، وسير أعلام النبلاء 3/ 395- 406 رقم 62، والكاشف 1/ 88 رقم 483، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 14، ومرآة الجنان 1/ 182، والبداية والنهاية 9/ 88- 92، ودول الإسلام 1/ 64، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 414، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 57، ووفيات الأعيان 1/ 250 و 366 و 2/ 194 و 195 و 392 و 400 و 4/ 181 و 182 و 310 و 5/ 281 و 406 و 6/ 80 و 279، وفوات الوفيات 2/ 29 و 3/ 133 و 134، والتذكرة الحمدونية 1/ 41 و 54 و 208 و 2/ 94 و 174 و 175 و 230 و 273 و 470، وغاية النهاية 1/ 172 رقم 803، ومجمع الزوائد 9/ 325، والوافي بالوفيات 9/ 411- 416 رقم 4342، والفصل لابن حزم 4/ 152، وتدريب الراويّ 2/ 217، وتهذيب التهذيب 1/ 376- 379 رقم 690، وتقريب التهذيب 1/ 84 رقم 644، والنجوم الزاهرة 1/ 224، وخلاصة تذهيب التهذيب 35، وشذرات الذهب 1/ 100، 101.

(6/289)


الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ، وَعُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَنَاسٌ قَلِيلٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الَّتِي انْقَرَضَتْ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهَا مَنْ يُحتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى عَنْهُ بَعْدَهُمْ نَاسٌ مُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ كَخِرَاشٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ، وَدِينَارٍ أَبُو مُكَيَّسٍ، حَدَّثُوا فِي حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ.
فَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقْلَةٍ أَجْتَنِيهَا [1] ، يَعْنِي حَمْزَةَ.
وَفِي «الصَّحِيحِ» ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَكَانَ أُمَّهَاتِي يَحْثُثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ [2] .
وَقَالَ عَلِيّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ- وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَأَخَذَتْ أُمِّي بِيَدِي، فَانْطَلَقَتْ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ، وَإِنِّي لا أَقْدِرُ عَلَى مَا أُتْحِفُكَ بِهِ، إِلا ابْنِي هَذَا، فَخُذْهُ فَلْيَخْدُمْكَ مَا بَدَا لَكَ، فَخَدَمْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنيِنَ، فَمَا ضَرَبَنِي وَلا سَبَّنِي سَبَّةً، وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [3] بِأَطْوَلِ مِنْ هَذَا.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ قَالَ: جَاءَتْ بِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، فَقَالَتْ: هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ» . قال أنس: فو الله إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يتعادّون على نحو من مائة اليوم [4] .
__________
[1] أخرجه الترمذي (3918) والطبراني في المعجم الكبير 1/ 239 رقم (656) ، والنووي في تهذيب الأسماء 1/ 127.
[2] أخرجه مسلم (2029) وأحمد في المسند 3/ 110، وابن سعد في الطبقات 7/ 19.
[3] انظر نصوصه متفرّقة في سننه (589) و (2678) و (2698) ، وما ذكره المؤلّف هنا هو لأبي يعلى، انظر: مجمع الزوائد الهيثمي 1/ 271، 272، وتاريخ دمشق 3/ 78 ب.
[4] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (143/ 2481) باب من فضائل أنس بن مالك.

(6/290)


وَرَوَى نَحْوَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ» ، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِي أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ وَلَدِي وَوَلَدِ وَلَدِي أَكْثَرُ مِنْ مِائَةٍ [1] . وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ حَيَاتَهُ» فاللَّه أَكْثَرَ مَالِي حَتَّى أَنَّ كَرْمًا لِي لَيَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَوُلِدَ لِصُلْبِي مِائَةٌ وَسِتَّةٌ [2] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ [3] ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ، ثنا أَبُو عَمْرٍو حَكِيمٌ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: «أَعِيدُوا تَمْرَكُمْ فِي وِعَائِكُمْ وَسَمْنَكُمْ فِي سِقَائِكُمْ فَإِنِّي صَائِمٌ» ، ثُمَّ قَامَ فِي نَاحِيَة الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِنَا صَلاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ، فَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يا رسول الله إِنَّ لِي خُوَيْصَةٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلا دُنْيَا إِلا دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ ارْزُقْهُ مَالا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ» ، فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالا. وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أَمِينَةُ أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي إِلَى مَقْدَمِ الحجّاج البصرة تسعة وعشرون ومائة [4]
__________
[1] أخرجه البخاري في الدعوات 11/ 122 و 154، ومسلم في فضائل الصحابة (2480) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/ 80 أ.
[2] أخرجه البخاري في: الأدب المفرد 222، 223 رقم (653) باب من دعا بطول العمر، من طريق: عارم، عن سعيد بن زيد، عن سنان. وابن سعد في الطبقات 7/ 19، وابن عساكر 3/ 80 ب.
[3] في الأصل «السودزجاني» ، والتصحيح من اللباب 1/ 575 وقيّدها بضمّ السين وفتح الذال المعجمة وسكون الراء وفتح الجيم.. نسبة إلى سوذرجان من قرى أصبهان.
[4] أخرجه البخاري في الصوم 4/ 198، 199 باب: من زار قوما فلم يفطر عندهم، وهو في تهذيب الأسماء 1/ 127.

(6/291)


وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [1] : ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي خَلَدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الْفاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فِيهَا رَيْحَانُ يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ.
أَبُو خَلَدَةَ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثنا الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلَى لِأَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ:
شَهِدْتَ بَدْرًا؟ فَقَالَ: لا أُمَّ لَكَ، وَأَيْنَ غِبْتُ عَنْ بَدْرٍ؟! قَالَ الأَنْصَارِيُّ: خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غُلامٌ يَخْدُمُهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْمَغَازِي قَالَ هَذَا [2] .
وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: غَزَا أَنَسٌ ثَمَانِ غَزَوَاتٍ [3] .
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ابْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ، يَعْنِي أَنَسًا [4] .
وَقَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: كَانَ أَنَسٌ أَحْسَنَ النَّاسِ صَلاةً فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ [5] .
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يُصَلِّي حَتَّى تَقْطُرُ قَدَمَاهُ دَمًا مِمَّا يُطِيلُ الْقِيَامَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا ثَابِتٌ قَالَ: جَاءَ قَيِّمُ أَرْضِ أَنَسٍ فَقَالَ:
عَطِشَتْ أَرَضُوكَ، فَتَرَدَّى [6] أَنَسٌ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا، فَثَارَتْ
__________
[1] في جامعه الصحيح (3833) وهو في تهذيب الأسماء 1/ 128.
[2] وأقول: قول ابن سعد ليس في طبقاته، وهو في تاريخ دمشق 3/ 83 ب.
[3] تاريخ دمشق 3/ 84 ب.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 20، 21.
[5] تاريخ دمشق 3/ 84 ب.
[6] أي لبس رداءه.

(6/292)


سَحَابَةٌ وَغَشَتْ أَرْضَهُ وَمَطَرَتْ حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيَةً [1] لَهُ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ إِلا يَسِيرًا [2] .
رَوَى نَحْوَهُ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ [3] .
وَقَالَ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي مَنْ صَحِبَ أَنَسًا قَالَ: لَمَّا أَحْرَمَ لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُكَلِّمَهُ حَتَّى حَلَّ من شدّة إبقائه عَلَى إِحْرَامِهِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى أنس بن مالك ليوجّهه على البحرين ساعيا، فدخل عليه عمر فقال: إنّي أردت أن أبعث هذا عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَهُوَ فَتًى شَابٌّ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ابْعَثْهُ، فَإِنَّهُ لَبِيبٌ كَاتِبٌ، فَبَعَثَهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: هَاتِ مَا جِئْتَ بِهِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْبَيْعَةُ أَوَّلا، فَبَسَطَ يَدَهُ [5] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَدِمْتُ وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَنَسٌ، أَجِئْتَنَا بِظَهْرٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: جِئْتَنَا بِالظَّهْرِ، وَالْمَالُ لَكَ. قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ، فَهُوَ لَكَ. وَكَانَ أَرْبَعَةَ آلافٍ [6] .
وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الأَنْصَارَ يَفْرَحُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ، فَلا أَرَى أَحَدًا مِنْهُمْ إِلا خَدَمْتُهُ [7] .
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [8] : كَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بعد موت يزيد بن معاوية إلى
__________
[1] كذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 341 بمعنى الصهريج، كما في القاموس المحيط. وفي سير أعلام النبلاء 3/ 400 «صهريجه» .
[2] تاريخ دمشق 3/ 85 أوهو بأطول مما هنا.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 21.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 149.
[5] تاريخ دمشق 3/ 86 ب، التهذيب 3/ 150.
[6] تاريخ دمشق 3/ 86 ب، تهذيبه 3/ 150، 151.
[7] تاريخ دمشق 3/ 87 أ، تهذيبه 3/ 151.
[8] قال ابن عساكر في تاريخه 3/ 86 ب إن قول خليفة في الطبقات، وقد وهم في ذلك،

(6/293)


أَنَسٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، يَعْنِي لَمَّا آذَاهُ الْحَجَّاجُ: إِنِّي خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ النَّصَارَى أَدْرَكُوا رَجُلا خَدَمَ نَبِيَّهُمْ لأَكْرَمُوهُ [1] .
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْقَصْرِ، وَالْحَجَّاجُ يُعَرِّضُ النَّاسَ لَيَالِيَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَجَاءَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ [الْحَجَّاجُ] :
يَا خَبِيثُ جَوَّالٌ فِي الْفِتَنِ، مَرَّةً مَعَ عَلِيٍّ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا تُسْتَأْصَلُ الصَّمْغَةُ، وَلَأُجَرِّدَنَّكَ كَمَا يُجَرَّدُ الضَّبُّ. قَالَ: يَقُولُ أَنَسٌ: مَنْ يَعْنِي الأَمِيرُ؟ قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، أَصَمَّ اللَّهُ سَمْعَكَ، فَاسْتَرْجَعَ أَنَسٌ، وَشُغِلَ الْحَجَّاجُ، وَخَرَجَ أَنَسٌ، فَتَبِعْنَاهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي ذَكَرْتُ وَلَدِي وَخَشِيتُهُ [2] عَلَيْهِمْ بَعْدِي لَكَلَّمْتُهُ بِكَلامٍ لا يَسْتَحْيِينِي بَعْدَهُ أَبَدًا [3] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّذِينَ بَيَّتُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ فِيمَنْ يُؤَلِّبُ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَشْعَثِ، فَأَتَوْا بِهِ الْحَجَّاجَ، فَوَسَمَ فِي يَدِهِ: «عَتِيقُ الْحَجَّاجِ» [4] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع
__________
[ () ] والصحيح في تاريخه- ص 259 وهو باختصار: «ثم كتب (ابن الزبير) إلى أنس بن مالك يصلّي بالناس» .
[1] تاريخ دمشق 3/ 87 أ، وتهذيبه 3/ 151.
[2] في سير أعلام النبلاء 3/ 402 «خشيت» ، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق، وفيه «خشيته بعدي» ، وقد تحرّفت في معجم الطبراني من أغلاط الطباعة.
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 247 رقم (704) وفيه «لا يستجيبني» وهو تحريف.
وهو في تاريخ دمشق 3/ 87 أ، وتهذيبه 3/ 151، ومجمع الزوائد 7/ 274، وعلي بن زيد ضعيف.
[4] تاريخ دمشق 3/ 87 ب، تهذيبه 3/ 151

(6/294)


سِنِينَ، وَإِنَّ الْحَجَّاجَ يُعَرِّضُنِي لِحَوَكَةِ [1] الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ، أُكْتُبْ إِلَيْهِ:
وَيْلَكَ قَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يُصْلَحَ عَلَى يَدِكَ [2] أَحَدٌ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا. فَقُمْ إِلَى أَنَسٍ حَتَّى تَعْتَذِرَ إِلَيْهِ، قَالَ الرَّسُولُ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَرَأَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ بِمَا هُنَا؟ قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ، وَمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، قَالَ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَعْلَمْتُهُ، فَأَتَيْتُ أَنَسًا، فَقُلْتُ: أَلا تَرَى قَدْ خَافَكَ، وَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْكَ، فَقُمْ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ غَضِبْتَ؟ قَالَ: [كَيْفَ لا] [3] أَغْضَبُ؟
تُعَرِّضُنِي لِحَوَكَةِ الْبَصْرَةِ قَالَ: إِنَّمَا مِثْلِي وَمِثْلُكَ كَقَوْلِ الَّذِي قَالَ: «إِيَّاكَ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةُ» ، أَرَدْتُ أَنْ لا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مَنْطِقٌ [4] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَبْرَصَ، وَبِهِ وَضَحٌ شَدِيدٌ، وَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ، فَيَلْقَمُ لُقَمًا كِبَارًا [5] .
وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: يَقُولُونَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ حُبَّهُمَا فِي قُلُوبِنَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا رَأَتْ أَنَسًا مُتَخَلِّقًا بِالْخَلُوقِ، وَكَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لِأَهْلِهِ: لَهَذَا أَجْلَدُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ سَهْلٍ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِي [6] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: مَاتَ لِأَنَسٍ فِي طَاعُونِ الْجَارِفِ ثَمَانُونَ ابْنًا، وَيُقَالُ سَبْعُونَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.
__________
[1] حوكة: جمع حائك.
[2] في تاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء «يدي» .
[3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ومن نسخة حيدرآباد، والإستدراك من تاريخ دمشق.
وفي سير أعلام النبلاء محذوفة كلها، وبدلها «نعم» .
[4] ذكره الحاكم في المستدرك 3/ 574 مختصرا، وهو بطوله في تاريخ دمشق 3/ 87 ب، وتهذيبه 3/ 151، 152.
[5] تاريخ دمشق 3/ 78 أ، تهذيبه 3/ 153.
[6] تاريخ دمشق 3/ 88 ب.
[7] في تاريخه 265، وهو في النجوم الزاهرة 1/ 182.

(6/295)


وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثنا عِمْرَانُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: ضَعُفَ أَنَسٌ عَنِ الصَّوْمِ، فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ، وَدَعَا ثَلاثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ [1] .
قُلْتُ: أَنَسٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِمَّنِ اسْتَكْمَلَ مِائَةَ سَنَةٍ بِيَقِينٍ، فَإِنَّهُ قَالَ:
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ.
وَقَدْ قَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ: أَنَّ أَنَسًا مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ.
وَقَالَ الواقديّ: سنة اثنتين وتسعين، تَابَعَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَالْفَلَّاسُ، وَخَلِيفَةُ، وَقَعْنَبُ، وَغَيْرُهُمْ سَنَةَ ثَلاثٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: اخْتَلَفَ عَلَيْنَا مَشْيَخَتُنَا فِي سِنِّ أَنَسٍ، فَقَالَ بَعْضُهْم: بَلَغَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلَغَ مِائَةً وَسَبْعَ سِنِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ أَنَسٌ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَسَنَةٍ.
قُلْتُ: وَفِي الصَّحَابَةِ.
213- (أَنَسُ بن مالك الكعبيّ) [3]- 4- القشيريّ أبو أميّة.
__________
[1] تاريخ دمشق 3/ 88 ب. وانظر المعجم الكبير للطبراني 1/ 244 رقم (675) .
[2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 250 رقم (718) من طريق: أحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ.
[3] انظر عن (أنس بن مالك الكعبي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 45، وطبقات خليفة 58 و 184، والتاريخ الكبير 2/ 29 رقم 1581، والجرح والتعديل 2/ 286 رقم 1037، والثقات لابن حبّان 3/ 5، وجمهرة أنساب العرب 454، والاستيعاب 1/ 73، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 262- 264 رقم 42، وتهذيب الكمال 3/ 378- 380 رقم 569، وتحفة الأشراف 1/ 450- 452 رقم 21، وأسد الغابة

(6/296)


لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ لَفْظُهُ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلاةِ [1] .
رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ.
حديثه في السّنن.
214- (أوس بن ضمعج) [2]- م 4- الحضرميّ، ويقال النّخعيّ الكوفيّ.
__________
[1] / 126، 127، والكاشف 1/ 88 رقم 484، والوافي بالوفيات 9/ 420 رقم 4350، والنكت الظراف 1/ 450- 452، والإصابة 1/ 72 رقم 278، وتهذيب التهذيب 1/ 379 رقم 691، وتقريب التهذيب 1/ 85 رقم 645، وخلاصة تذهيب التهذيب 41.
[1] الحديث أخرجه الأربعة: أبو داود في الصيام (2408) باب اختيار الفطر، والترمذي في الصيام (711) باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، وابن ماجة (1667) وبعضه في الأطعمة (3299) ، والنسائي 2/ 180- 182 من طرق كثيرة.
وقد حسّنه الترمذيّ، ورواه أيضا: عبد الرزاق في المصنّف (14478، وابن خزيمة في صحيحه (2042) و (2043) و (2044) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 471، والبخاري في تاريخه 2/ 29، وابن سعد في طبقاته 7/ 45 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 231، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 262- 264 رقم (762) و (763) و (764) و (765) و (766) و (767) ، ورواه النسائي أيضا في المجتبى 2/ 180- 182 و 8/ 308، وأحمد في المسند 4/ 347 و 5/ 29، وعبد بن حميد، والطحاوي، والبغوي في المصابيح، باب صوم المسافر، والماوردي، وابن قانع، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، والمزّي في تهذيب الكمال، وابن عبد البرّ في الاستيعاب، وغيره.
وهو بأطول مما هنا وبألفاظ مختلفة، منها ما رواه الطبراني (766) قال: حدّثنا عمرو بن الطاهر بن السرح المصري، حدّثنا يوسف بن عديّ، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن ابن سوادة القشيري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يأكل فقال:
«اجلس فأصب من طعامنا» فقلت: إني صائم. فقال: «اجلس أحدّثك عن الصلاة وعن الصيام، إنّ الله وضع شطر الصلاة عن المسافر ووضع الصيام عن المسافر وعن المرضع» . فلمت نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
[2] انظر عن (أوس بن ضمعج) في:
طبقات ابن سعد 6/ 213، وتاريخ خليفة 273، وطبقات خليفة 146، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 210، 211 رقم 703، والتاريخ الكبير 2/ 17، 18 رقم 1543، وتاريخ الثقات للعجلي 74 رقم 121، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وأنساب الأشراف 1/ 10، ورجال صحيح مسلم 1/ 71 رقم 99، والجرح والتعديل 2/ 304 رقم 1130، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 797، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 46 رقم 172، وتهذيب الكمال 3/ 390- 392 رقم 579، والكاشف 1/ 89 رقم 494، وتهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 655، وخلاصة تذهيب التهذيب 41،

(6/297)


عن: سلمان، وَأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعيُّ، وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ أَوْسٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ الأُوَلِ، وَذُكِرَ لَهُ فَضْلا، وَأَثْنَى عَلَيْهِ شُعْبَةُ.
رَوَى لَهُ الْخَمْسَةُ حَدِيثًا وَاحِدًا فِي الإِمَامَةِ [1] .
215- (أَوْسَطُ البجليّ الحمصيّ) [2]- ق بخ- ابن إسماعيل، وَقِيلَ: ابْنُ عَامِرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ عَمْرٍو.
نَزَلَ دمشق، وروى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
وعنه: سليم بن عامر الخبائريّ، ولقمان بن عامر، وحبيب بن عبيد.
له حديث واحد في سؤال العافية، عَنِ الصِّدِّيقِ [3] .
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 9/ 448 رقم 4397.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق.
[1] رواه مسلم (673) ، وأبو داود (582) و (583) و (584) ، والترمذي (235) ، والنسائي 2/ 76، وابن ماجة (980) ، ولم يروه البخاري. والحديث من طريق: المسعودي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ليؤمّكم أقرؤكم لكتاب الله، وأقدمكم قراءة للقرآن. فإن كانت قراءتكم سواء، فأقدمكم هجرة، فإن كانت هجرتكم سواء، فأقدمكم سنّا، ولا يؤمّنّ رجل رجلا في سلطانه، ولا في أهله، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه» . وتكرمته: فراشه.
[2] انظر عن (أوسط البجلي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 2/ 64 رقم 1697، وتاريخ الثقات للعجلي 74 رقم 123، والجرح والتعديل 2/ 346 رقم 1315، وتهذيب الكمال 3/ 394، 395 رقم 581، والكاشف 1/ 90 رقم 496، والاستيعاب 1/ 123، وأسد الغابة 1/ 151، وتهذيب التهذيب 1/ 384، 385 رقم 704، وتقريب التهذيب 1/ 86 رقم 658، وخلاصة تذهيب التهذيب 45.
[3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 7، والبخاري في الأدب المفرد 244 رقم 725 باب من سأل الله العافية، من طريق: سويد بن حجير قال: سمعت سليم بن عامر، عن أوسط بن إسماعيل، قال: سمعت أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: قام النبيّ صلى الله عليه وسلّم عام أول مقامي هذا- ثم بكى أبو بكر- ثم قال: «عليكم بالصدق، فإنّه مع البرّ، وهما في

(6/298)


216- (أَيْمَنُ الْحَبَشِيُّ) [1]- خ- مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لهب الهاشميّ، وعتيق ابن مَخْزُومٍ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَسَعْدٍ، وَجَابِرٍ. لم يرو عنه إلا ابنه.
قال أبو زرعة [2] : ثقة.
قلت: لم يخرج له إلا البخاري [3] .
217- (أيوب بن بشير) [4]- د ت- بْنِ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ الْمُعَاوِيُّ الْمَدَنِيُّ أبو سليمان.
وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْسَلَ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ.
وَتُوُهِّمَ أَنَّهُ أَخُو النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيُّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، شَهِدَ الْحَرَّةَ وَجُرِحَ بِهَا جِرَاحَاتٍ كَثِيرَةً، وَمَاتَ بَعْدَ ذلك.
__________
[ () ] الجنة. وإيّاكم والكذب، فإنّه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة. ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا»
[1] انظر عن (أيمن الحبشي) في:
التاريخ الكبير 2/ 25، 26 رقم 1573، والجرح والتعديل 2/ 318 رقم 1207، ورجال صحيح البخاري 1/ 93 رقم 104، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 41 رقم 154، وتهذيب الكمال 3/ 451 رقم 600، والكاشف 1/ 92 رقم 513، والعقد الثمين 3/ 343، وميزان الاعتدال 1/ 284 رقم 1059، وتهذيب التهذيب 1/ 394 رقم 726، وتقريب التهذيب 1/ 88 رقم 681، وخلاصة تذهيب التهذيب 42.
[2] قوله في الجرح والتعديل 2/ 318.
[3] خرّج له في تاريخه حديث: «يقطع السارق في ثمن المجنّ فما فوقه، وثمنه يومئذ دينار» .
[4] انظر عن (أيوب بن بشير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 79، وطبقات خليفة 248 و 254، والتاريخ الكبير 1/ 407، 408 رقم 1304، والمعرفة والتاريخ 1/ 381 و 3/ 3327، وأنساب الأشراف 1/ 546، والجرح والتعديل 2/ 242 رقم 858، والثقات لابن حبّان 6/ 56، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 482، وفي الإكمال لابن ماكولا: قال بعضهم «بشر» ، وتهذيب الكمال 3/ 453- 445 رقم 603، والكاشف 1/ 92 رقم 515، وتهذيب التهذيب 1/ 396 رقم 729، وتقريب التهذيب 1/ 88 رقم 684، وخلاصة تذهيب التهذيب 42.

(6/299)


218- (أيّوب بن خالد) [1]- م ت ن- بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ، نَزِيلُ بَرْقَةَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَجَابِرٍ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: عُمَرُ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ: «خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ [2] يَوْمَ السَّبْتِ» الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . 219- (أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) [4] بْنِ مَرْوَانَ.
وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةَ، وَرَشَّحَهُ أَبُوهُ لِوِلايَةِ الْعَهْدِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ بِأَيَّامٍ.
وَفِيهِ يَقُولُ جَرِيرٌ [5] :
إِنَّ الإِمَامَ الَّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ ... بَعْدَ الإِمَامِ وليّ العهد أيّوب
__________
[1] انظر عن (أيوب بن خالد) في:
التاريخ الكبير 2/ 412 رقم 1314، والجرح والتعديل 2/ 245 رقم 874، ورجال صحيح مسلم 1/ 64، 65 رقم 88، والثقات لابن حبّان 6/ 54، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35 رقم 134، وتهذيب الكمال 3/ 468- 470 رقم 612، والكاشف 1/ 93 رقم 521، وتهذيب التهذيب 1/ 401 رقم 739، وتقريب التهذيب 1/ 89 رقم 694، وخلاصة تذهيب التهذيب 43، وتعجيل المنفعة 64.
[2] في الأصل «التوبة» والتصحيح من صحيح مسلم.
[3] في صفات المنافقين وأحكامهم (2789) وفي صفة القيامة والجنة والنار، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام. ورواه أحمد في المسند 2/ 327، والنسائي في السنن، كتاب التفسير، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/ 58، 59، واختصره البخاريّ في تاريخه 1/ 413 وقال: قال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصحّ.
[4] انظر عن (أيّوب بن سليمان بن عبد الملك) في:
المحبّر لابن حبيب 477، والبيان والتبيين 4/ 58، ونسب قريش 165، والمعارف 361، وتاريخ خليفة 319، والمعرفة والتاريخ 1/ 572، 573، وتاريخ الطبري 6/ 451 و 351 و 532 و 545، وجمهرة أنساب العرب 85 و 110، والعقد الفريد 2/ 330 و 3/ 257 و 303 و 309 و 311، ومروج الذهب 2167، والبدء والتاريخ 6/ 46، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 206، والكامل في التاريخ 4/ 546 و 5/ 28 و 36، ونهاية الأرب 21/ 353، ووفيات الأعيان 1/ 223، والوافي بالوفيات 10/ 45- 47 رقم 4486، والكامل في الأدب للمبرّد 4/ 53، ومعجم بني أميّة 15.
[5] في ديوانه 34.

(6/300)


[حرف الباء]
220- (بجالة بن عبدة) [1]- خ د ت ن- التميميّ العنبريّ البصريّ، كَاتِبُ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَنْ كِتَابِ عُمَرَ فِي الْمَجُوسِ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقُشَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَتَادَةُ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَذَكَرَهُ الحافظ [3] في نسّاك أهل البصرة.
__________
[1] انظر عن (بجالة بن عبدة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 194، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 171، والتاريخ الكبير 2/ 146 رقم 1997 (وفيه بجالة بن عبد.. أو عبد بن بجالة) ، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511، والجرح والتعديل 2/ 437 رقم 1737 (وفيه بجالة بن عبد) ، والثقات لابن حبان 4/ 83 وفيه (بجالة بن عبد) ، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 122، 123 رقم 150، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 رقم 237، وتهذيب الكمال 4/ 8، 9 رقم 637، والكاشف 1/ 96 رقم 542، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 434، وتهذيب التهذيب 1/ 417، 418 رقم 771، وتقريب التهذيب 1/ 93 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 54، والوافي بالوفيات 10/ 77 رقم 4513، والإصابة 1/ 170 رقم 761.
وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق.
[2] في تاريخه 1/ 511، وفي الجرح والتعديل 2/ 437.
[3] في تهذيب الكمال 4/ 9 «الجاحظ» .

(6/301)


221- بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ [1] مَوْلَى بَنِي الْحَضْرَمِيِّ السَّيِّدُ الْعَابِدُ الْفَقِيهُ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: بُكَيْرٌ، وَيَعْقُوبُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَبْلَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُنْقَطِعِينَ وَالزُّهَّادِ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَوَرَدَ أَنَّ الْوَلِيدَ سَأَلَ عُمَرَ بن عبد العزيز: من أفضل أهل المدينة؟
قَالَ: مَوْلَى لِبَنِي الْحَضْرَمِيِّ يُقَالُ لَهُ بُسْرٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ رَجُلا وَشَى عَلَى بُسْرٍ عِنْدَ الْوَلِيدِ بِأَنَّهُ يَعِيبُكُمْ، فَأَحْضَرَهُ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لِمَ أَقُلْهُ، واللَّهمّ إِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَأرِنِي بِهِ آيَةً، فَاضْطَرَبَ الرَّجُلُ حَتَّى مَاتَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ مائة.
__________
[1] انظر عن (بسر بن سعيد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 281 و 282، وتاريخ خليفة 321، وطبقات خليفة 255، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4255، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 2/ 123، 124 رقم 1914، وتاريخ الثقات للعجلي 79 رقم 145، والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 581 و 2/ 441 و 800 و 3/ 392، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419 و 420 و 479 و 644 و 645 و 2/ 727، والعلل لابن المديني 49 رقم 45، وتاريخ الطبري 4/ 378، والجرح والتعديل 2/ 423 رقم 1680، والثقات لابن حبّان 4/ 78، 79، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 545، ورجال صحيح مسلم 1/ 96 رقم 163، ورجال صحيح البخاري 1/ 118 رقم 143، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 56 رقم 216، والمراسيل 19 رقم 28، وتهذيب الكمال 4/ 72- 75 رقم 668، والكامل في التاريخ 5/ 55، والكاشف 1/ 99 رقم 568، وسير أعلام النبلاء 4/ 594، 595 رقم 233، والعبر 1/ 119، وتهذيب التهذيب 1/ 437، 438 رقم 800، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 47، ودول الإسلام 1/ 69، ومرآة الجنان 1/ 208، والبداية والنهاية 9/ 93 وفيه (بشر) .
[2] في الطبقات 5/ 282.

(6/302)


وَقَالَ مَالِكٌ: مَاتَ بُسْرٌ وَمَا خَلَّفَ كَفَنًا [1] .
222- (بسر بن محجن) [2]- ن- الدّيليّ المدنيّ.
روى عن: أبيه في صلاة الجماعة.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدِيثَهُ فِي «الْمُوَطَّأِ» .
وَالأَصَحّ أَنَّهُ بِشْرٌ بِالْكَسْرِ، وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ [3] .
وَقَالَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ: بِالضَّمِّ وَالإِهْمَالِ.
223- (بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ) [4]- ع- أبو الشّعثاء البصريّ.
عَنْ: بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَهُ عنه صحيفة [5] .
__________
[1] الثقات لابن حبّان 4/ 79.
[2] انظر عن (يسر بن محجن) في:
التاريخ الكبير 2/ 124 رقم 1915، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 792، والجرح والتعديل 2/ 423، 424 رقم 682 أ، والثقات لابن حبّان 4/ 79، وتهذيب الكمال 4/ 77، 78 رقم 670، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 49، والكاشف 1/ 100 رقم 570، وميزان الاعتدال 1/ 309 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 1/ 438، 439 رقم 806، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 47.
[3] قال ابن حبّان في الثقات 1/ 79: «ومن قال: بشر فقد وهم» .
[4] انظر عن (بشير بن نهيك) في:
طبقات ابن سعد 7/ 223، والتاريخ لابن معين 2/ 61، وطبقات خليفة 199 و 204، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 238 و 4269، والتاريخ الكبير 2/ 105 رقم 1848، وتاريخ الثقات للعجلي 82 رقم 158، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 205، والمعرفة والتاريخ 2/ 826، والبرصان، والعرجان 284، والجرح والتعديل 2/ 379، 380 رقم 1477، والثقات لابن حبّان 4/ 70، 71، ورجال صحيح مسلم 1/ 88 رقم 142، ورجال صحيح البخاري 1/ 116 رقم 140، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 274 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55 رقم 210، وتهذيب الكمال 4/ 181، 182، 183 رقم 730، والكشاف 1/ 106 رقم 620، وسير أعلام النبلاء 4/ 480، 481 رقم 82 أ، وميزان الاعتدال 1/ 1331/ 106 رقم 1246، والوافي بالوفيات 10/ 167 رقم 4647، وجامع التحصيل 178 رقم 63، وتهذيب التهذيب 1/ 470 رقم 870، وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 100، ومقدّمة فتح الباري 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 40.
[5] حكى الترمذي في العلل عن البخاري أنه قال: بشير بن نهيك لا أرى له سماعا من أبي هريرة، وقد احتج هو ومسلم في كتابيهما بروايته عن أبي هريرة، والجمع بين ذلك أن وكيعا روى عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك قال: أتيت أبا هريرة بكتاب وقلت له: هذا حديث أرويه عنك. قال: نعم. والإجازة أحد أنواع التحمّل، فاحتجّ به

(6/303)


وَعَنْهُ: أَبُو الْوَلِيدِ بَرَكَةُ الْمُجَاشِعِيُّ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاحِقٌ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، وَخَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ.
وَكَانَ صَالِحًا مِنَ الثِّقَاتِ.
وَشَذَّ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ.
- (بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَلَوِيُّ) تَقَدَّمَ.
224- (بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ) [2] الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ.
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَامْرَأَةَ أَبِيهِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ ابن جُدْعَانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَسَنُّ مِنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَمِيرُ الشَّامِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَلِيَ الْقَضَاءَ، ثُمَّ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثُمَّ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، ثُمَّ بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ
__________
[1] الشيخان لذلك. وما ذكره الترمذي ليس فيه إلا نفي السماع، فلا تناقض. (جامع التحصيل 178) .
(1) في الجرح والتعديل 2/ 380.
[2] انظر عن (بلال بن أبي الدرداء) في:
طبقات خليفة 309، وتاريخ البخاري الكبير 2/ 107 رقم 1853، والمعرفة والتاريخ 2/ 328، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 199 و 200، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 201، والجرح والتعديل 2/ 397 رقم 1551، والثقات لابن حبّان 4/ 64، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 879، وجمهرة أنساب العرب 363، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 249 ب، وتهذيبه 3/ 325، والكامل في التاريخ 4/ 578، وتهذيب الكمال 4/ 285- 288 رقم 781، والعبر 1/ 108، وسير أعلام النبلاء 4/ 285 رقم 106، والكاشف 1/ 111 رقم 663، ومرآة الجنان 1/ 182، والبداية والنهاية 9/ 93، والوافي بالوفيات 10/ 280 رقم 4780، وتهذيب التهذيب 1/ 502 رقم 930، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 156، والنجوم الزاهرة 1/ 225، وخلاصة تذهيب التهذيب 53، وشذرات الذهب 1/ 101.
[3] ج 2/ 107.

(6/304)


عَبْدُ الْمَلِكِ عَزَلَهُ بِأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ [1] .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
225- (بِلالُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ) [2] .
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ، وَغَيْرُهُمَا.
شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلافَةِ سُلَيْمَانَ.
قَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَإِلَى جَانِبِهِ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَلَى السّرير.
__________
[1] الثقات لابن حبّان 4/ 64.
[2] انظر عن (بلال بن أبي هريرة الدّوسي) في:
تاريخ خليفة 196، والثقات لابن حبّان 4/ 65.

(6/305)


[حرف التَّاءِ]
226- (تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ الْكُوفِيُّ) [1] م د ت ق-.
عَنْ: شُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيُّ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَلا تُعْلَمُ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ.
227- (تَمِيمُ بْنُ طرفة) [2]- م د ن ق- الطائيّ الكوفي.
__________
[1] انظر عن (تميم بن سلمة الكوفي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 287، وتاريخ خليفة 321، وطبقات خليفة 158، والتاريخ الكبير 2/ 153، 154 رقم 2025، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 225 و 3/ 218 و 399، والجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1760، والثقات لابن حبّان 4/ 86، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 805، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 296، ورجال صحيح مسلم 1/ 108 رقم 193، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 10، 11، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65 رقم 249، وتهذيب الكمال 4/ 330، 331 رقم 803، والكاشف 1/ 114 رقم 680، وتهذيب التهذيب 1/ 512، 513 رقم 954، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 55، والوافي بالوفيات 10/ 417 رقم 414 4924.
[2] انظر عن (تميم بن طرفة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 288، وتاريخ خليفة 306، وطبقات خليفة 158، والعلل لأحمد 1/ 47 و 61، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2019، وتاريخ الثقات للعجلي 88 رقم 178، والمعرفة والتاريخ 3/ 62، والجرح والتعديل 2/ 442 رقم 1765، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 774، ورجال صحيح مسلم 1/ 107، 108 رقم 191، والثقات لابن حبّان 4/ 85،

(6/306)


يَرْوِي عَنْ: جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ.
روى عنه: سماك بن حرب، وعبد العزيز بن رفيع، والمسيب بن رافع.
وثقه النّسائيّ.
توفّي سنة أربع وتسعين.
__________
[804،) ] والكاشف 1/ 114 رقم 681، وتهذيب التهذيب 1/ 513 رقم 955، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 12، والوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4913، وخلاصة تذهيب التهذيب 55.

(6/307)


[حرف الثاء]
228- ثابت بن عبد الله بن الزبير [1] ابن العوام، أبو مصعب، ويقال: أبو حكمة الأسدي الزبيري.
روى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
وعنه: نافع، وإسحاق والد عباد بن إسحاق.
ووفد على عبد الملك بعد مقتل والده، ثم على سليمان بن عبد الملك.
قال الزبير بن بكار: كان لسان آل الزبير جلدا وفصاحة وبيانا. وَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبٌ قَالَ: لَمْ يَزَلْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ خَبِيبٌ [2] ، وَحَمْزَةُ، وَثَابِتٌ، عِنْدَ جَدِّهِمْ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانٍ بِالْبَادِيَةِ، حَتَّى تَحَرَّكَ ثَابِتٌ فَقَالَ: الْحَقُوا بِنَا بِأَبِينَا، فَزَعَمُوا أَنَّ ثَابِتًا جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ، فَزَوَّجَهُ أَبُوهُ، وَكَانَ يَشْهَدُ الْقِتَالَ مَعَ أَبِيهِ وَيُبَارِزُ، وَكَانَ قَدْ أَشَارَ عَلَى أَبِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يُطِعْهُ، وَقَيَّدَهُ خَوْفًا مِنْ هربه.
له أخبار في «تاريخ دمشق» [3] .
__________
[1] انظر عن (ثابت بن عبد الله بن الزبير) في:
طبقات خليفة 259، والتاريخ الكبير 2/ 165، 166 رقم 2076، والجرح والتعديل 2/ 454 رقم 1828، والثقات لابن حبّان 4/ 90، وأنساب الأشراف 5/ 195 و 373 و 379، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 369- 371.
[2] في الأصل «حبيب» .
[3] انظر تهذيبه 3/ 369- 371.

(6/308)


229- (ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ) [1]- خ د ق- حَلِيفُ الأَنْصَارِ، إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي قُرَيْظَةَ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سِنَّهُ سِنُّ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ، وَقِصَّتُهُ كَقِصَّتِهِ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَعَمُّهُ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَيَحْيَى بن سعيد، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (ثعلبة بن أبي مالك) في:
طبقات ابن سعد 5/ 79، والتاريخ لابن معين 2/ 71، وطبقات خليفة 255، والعلل لأحمد 1/ 28 و 78، والتاريخ الكبير 2/ 174 رقم 2102، وتاريخ الثقات للعجلي 90 رقم 187، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 793، والتاريخ الصغير 108، والمعرفة والتاريخ 1/ 408، والجرح والتعديل 2/ 463 رقم 875 أ، ورجال صحيح البخاري 1/ 134 رقم 166، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 86 رقم 161، والاستيعاب 1/ 212، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، وأسد الغابة 1/ 245، وتهذيب الكمال 4/ 397، 398 رقم 846، والكاشف 1/ 118 رقم 818، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 69، وتهذيب التهذيب 2/ 25 رقم 39، وتقريب التهذيب 1/ 119 رقم 37، والإصابة 1/ 201 رقم 952، وجامع التحصيل 182 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 57.

(6/309)


[حرف الْجِيمِ]
- (جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ) - ع- أَبُو الشّعثاء. في الكنى.
230- (جعفر بن عمرو) [1]- سوى د- بن أميّة الضّمريّ المدنيّ، أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنَ الرِّضَاعَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَوَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه: سليمان بن يسار، وأبو قلابة، والزهري، وغيرهم.
وثقه أحمد العجلي [2] .
توفّي سنة خمس أو ستّ وتسعين.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن عمرو) في:
طبقات ابن سعد 5/ 247، والمحبّر لابن حبيب 477، وتاريخ خليفة 76 و 109، وطبقات خليفة 248، والعلل لأحمد 1/ 407، والتاريخ الكبير 2/ 193 رقم 2167، وتاريخ الثقات للعجلي 98 رقم 214، والمعرفة والتاريخ 1/ 325 و 396 و 2/ 733، وتاريخ أبي زرعة 1/ 614، 615، والجرح والتعديل 2/ 484 رقم 1974، وتاريخ الطبري 2/ 541، والثقات لابن حبّان 4/ 104، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 531، ورجال صحيح مسلم 1/ 124 رقم 230، ورجال صحيح البخاري 1/ 137، 138 رقم 69 أ، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 164، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، 69 رقم 266، والكامل في التاريخ 4/ 591، وتهذيب الكمال 5/ 67- 69 رقم 946، والكاشف 1/ 129 رقم 803، والوافي بالوفيات 11/ 118 رقم 199، وتهذيب التهذيب 2/ 100 رقم 50 أوتقريب التهذيب 1/ 131 رقم 87، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وخلاصة تذهيب التهذيب 63.
[2] في تاريخ الثقات 98.

(6/310)


231- جميل بن عبد الله [1] ابن معمر، أبو عمرو العذري، الشاعر المشهور، صَاحِبُ بُثَيْنَةَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَهُوَ الْقَائِلُ:
أَلا لَيْتَ رَيْعَانَ الشَّبَابِ جَدِيدُ [2] ... وَدَهْرًا تَوَلَّى يَا بُثَيْنُ يَعُودُ [3]
فَكُنَّا [4] كَمَا كُنَّا نَكُونُ وَأَنْتُمْ ... صَدِيقٌ وَإِذْ مَا تَبْذُلِينَ زَهِيدُ
لِكُلِّ حَدِيثٍ عِنْدَهُنَّ بشاشة ... وكلّ قتيل عندهنّ شهيد [5]
__________
[1] انظر (جميل بن عبد الله الشاعر) في:
الأخبار الموفّقيات 360، والزاهر للأنباري 1/ 165 و 266 و 267 و 321 و 546 و 2/ 11 و 46 و 53 و 94 و 291 و 377، وأنساب الأشراف 1/ 17 و 4 ق 1/ 606 و 5/ 110، والبرصان والعرجان 349، والشعر والشعراء 1/ 434، وأمالي القالي 1/ 7 و 124 و 168 و 183 و 202 و 203 و 216 و 224 و 245 و 272 و 2/ 49 و 74 و 75 و 82 و 206 و 298- 301 و 3/ 66 و 102 و 104 و 121 و 166 و 180 و 181 و 220، وذيل الأمالي 24 و 66، وخاص الخاص 107، والأغاني 8/ 90، ومختار الأغاني 2/ 233- 285، والفرج بعد الشدّة 4/ 423- 425، وأمالي المرتضى 1/ 568 و 2/ 157، ومروج الذهب 2581، والجليس الصالح 1/ 514، 515، والمنازل والديار 1/ 70 و 76 و 213 و 270 و 327 و 347 و 2/ 91 و 129 و 158 و 254، وأخبار النساء 24- 26 و 41 و 65 و 66 و 100 و 136، وبدائع البدائه 160، ووفيات الأعيان 1/ 366- 371 و 433 و 436- 439 و 480- 482 و 2/ 334 و 336، وفوات الوفيات 2/ 218 و 4/ 297، وطبقات فحول الشعراء 543، والمؤتلف والمختلف للآمدي 72، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/ 169، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 5 أ، وتهذيبه 3/ 398، وسير أعلام النبلاء 4/ 181 رقم 71 و 4/ 385، 386 رقم 156، والوافي بالوفيات 11/ 182- 186 رقم 271، والموشح 198- 200، واللباب 2/ 129، ومرآة الجنان 1/ 166- 170 (وفيه وفاته سنة 82) ، والبداية والنهاية 9/ 44، 45 (وفيه وفاته سنة 82 هـ.) ، والتذكرة السعدية 316 و 317 و 327 و 333 و 344 و 346 و 352- 354 و 357 و 362، والتذكرة الفخرية 307، والجامع لشمل القبائل 1/ 297، وشرح شواهد المغني 1/ 99، وتاريخ ابن خلدون 2/ 21، وحسن المحاضرة 1/ 558، وشذرات الذهب 1/ 397، وخزانة الأدب 1/ 397، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 194، والأعلام 2/ 134، ومعجّم المؤلّفين 3/ 160.
[2] الشطر في أمالي القالي:
ألا ليت أيام الصفاء تعود
[3] في الأمالي: «جديد» بدل «يعود» .
[4] في الأمالي «فنغني» .
[5] الأبيات في أمالي القالي 1/ 272 و 2/ 299 وفيه زيادة بيت بعد البيت الثاني، والبيتان الأولان

(6/311)


وَلَهُ يَرْوِيهِ ثَعْلَبٌ:
خَلِيلَيَّ فِيمَا عِشْتُمَا هَلْ رَأَيْتُمَا ... قَتِيلا بَكَى مِنْ حُبِّ قَاتِلِهِ قَبْلِي؟ [1]
أَفِي أُمِّ عَمْرٍو تَعْذِلانِي هُدِيتُمَا ... وَقَدْ تَيَّمَتْ قَلْبِي وَهَامَ بِهَا عَقْلِي
وَلَهُ يَرْوِيهِ الصَّنْدَلِيُّ:
أَرَيْتُكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ الْوِدّ عَنْ قِلًى ... وَلَمْ يَكُ عِنْدِي إِنْ أَبَيْتَ إِبَاءُ
أَتَارِكَتِي لِلْمَوْتِ أَنْتِ فَمَيِّتٌ ... وَعِنْدَكِ لِي لَوْ تَعْلَمِينَ شِفَاءُ
فوا كبدي مِنْ حُبِّ مَنْ لا تُجِيبُنِي ... وَمِنْ عَبَرَاتٍ مَا لَهُنَّ فَنَاءُ
وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ لِجَمِيلٍ:
خَلِيلِيَّ عُوجَا الْيَوْمَ عنّي فَسَلِّما [2] ... عَلَى عَذْبَةِ الأَنْيَابِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ
فَإِنَّكُمَا إِنْ عِجْتُمَا بِي ساعة ... شكرتكما حتّى أغيّب في قبري
وما لي لا أَبْكِي وَفِي الأَيْكِ نائح ... وقد فارقتني شختة الكشح والخصر
أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر! ما لي عَنْ بُثَيْنَةَ مِنْ صَبْرِ
يَقُولُونَ: مَسْحُورٌ يُجَنُّ بِذِكْرِهَا ... فَأُقْسِمُ مَا بِي مِنْ جُنُونٍ وَلا سِحْرِ
وَأُقْسِمُ لا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ... وَمَا أَوْرَقَ الأَغْصَانُ فِي وَرَقِ السِّدْرِ
ذَكَرْتُ مَقَامِي لَيْلَةَ الْبَابِ قَابِضًا ... عَلَى كَفِّ حَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ كَالْبَدْرِ
فَكِدْتُ- وَلَمْ أَمْلِكُ إِلَيْهَا صَبَابَةً- ... أَهِيمُ، وَفَاضَ الدَّمْعُ مِنِّي عَلَى النَّحْرِ
أَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... كليلتنا حَتَّى يرى ساطع الفجر
فليت إلهي قَدْ قضى ذاك مرة ... فَيَعْلَمُ رَبِّي عِنْدَ ذَلِكَ مَا شُكْرِي
وَلَوْ سَأَلَتْ مِنِّي حَيَاتِي بَذَلْتُهَا ... وَجُدْتُ بِهَا إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَنْ أَمْرِي
وَلِجَمِيلٍ:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادِي الْقُرَى إِنِّي إِذًا لَسَعِيدُ
إِذَا قُلْتُ مَا بِي يَا بُثَيْنَةُ قَاتِلِي ... مِنَ الْحُبِّ قَالَتْ ثابت ويزيد
__________
[ () ] في الأغاني 8/ 103.
[1] البيت في: خاصّ الخاص للثعالبي 107، والأغاني 8/ 95، والشعر والشعراء 1/ 355.
[2] الشطر في الأغاني 8/ 111 و 105:
خليليّ عوجا اليوم حتى تسلّما

(6/312)


وَإِنْ قُلْتُ رُدِّي بَعْضَ عَقْلِي أَعِشْ بِهِ ... مَعَ النَّاسِ قَالَتْ ذَاكَ مِنْكَ بَعِيدُ
فَلا أَنَا مَرْدُودٌ بِمَا جِئْتُ طَالِبًا ... وَلا حُبُّهَا فِيمَا يَبِيدُ يَبِيدُ [1]
وَلَهُ:
لَمَّا دَنَا الْبَيْنُ بَيْنَ الْحَيِّ وَاقْتَسَمُوا ... حَبْلَ النَّوَى فَهُوَ فِي أَيْدِيهِمْ قُطَعُ
جَادَتْ بِأَدْمُعِهَا لَيْلَى فَأَعْجَبَنِي [2] ... وَشْكُ الْفِرَاقِ فَمَا أَبْكِي وَلا [3] أَدَعُ
يَا قَلْبُ وَيْحَكَ لا عَيْشَ [4] بِذِي سَلَمٍ ... وَلا الزَّمَانَ الَّذِي قَدْ مَرَّ يَرْتَجِعُ [5]
أَكُلَّمَا مَرَّ حَيٌّ لا يُلايِمُهُمْ ... وَلا يُبَالُونَ أَنْ يَشْتَاقَ مَنْ فَجَعُوا
عَلَّقَتْنِي بِهَوًى مِنْهُمْ فَقَدْ كَرَبْتُ [6] ... مِنَ الْفِرَاقِ حَصَاةُ الْقَلْبِ تَنْصَدِعُ [7]
وَلَهُ مَطْلَعُ قَصِيدَةٍ:
أَلا أَيُّهَا النُّوَّامُ وَيْحَكُمُ هُبُّوا ... أُسَائِلُكُمْ هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الْحُبُّ؟ [8]
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ: بَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي جَمِيلٍ نَعُودُهُ، فَإِنَّهُ ثَقِيلٌ؟ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، وَمَا يُخَيَّلُ إِلَيّ أَنَّ الْمَوْتَ بَكَّرَ بِهِ، فَقَالَ: يَا بْنَ سَهْلٍ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَمْ يَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ، وَلَمْ يَزْنِ، وَلَمْ يَقْتُلْ نَفْسًا يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ؟ قُلْتُ: أَظُنُّهُ قَدْ نَجَا، فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنَا. فَقُلْتُ: مَا أَحْسَبُكَ سَلِمْتَ، أَنْتَ تُشَبِّبُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً بِبُثَيْنَةَ. فَقَالَ: لا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتُ وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهَا لِرِيبَةٍ. فَمَا بَرِحْنا حَتَّى مات [9] ، رحمه الله تعالى.
__________
[1] الأمالي للقالي 2/ 299، وديوان جميل 64، 65، والزاهر للأنباري 1/ 266، والتذكرة السعدية 333، والوافي بالوفيات 11/ 186، والأغاني 8/ 103 و 104، والشعر والشعراء 1/ 354.
[2] في أمالي القالي: «وأعجلني» .
[3] في الأمالي: «فما أبقي وما» .
[4] في الأمالي: «ما عيشي» .
[5] في الأمالي: «مرتجع» .
[6] في الأمالي: «جعلت» .
[7] الأبيات في أمالي القالي 1/ 124.
[8] البيت في الأغاني 8/ 108 و 118 وفي لفظ «نسائكم» . وفي ديوانه 25 وانظر تخريجه:
والشعر والشعراء 1/ 355.
[9] الشعر والشعراء 1/ 352 و 353.

(6/313)


[حرف الحاء]
232- (حبيب بن صهبان) [1]- بخ- الأسديّ الكاهليّ الكوفيّ.
عَنْ: عُمَرَ، وَعَمَّارٍ.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ.
233- الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ [2] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلِ بْنِ مَسْعُودٍ الثّقفيّ، أمير العراق، أبو محمد.
__________
[1] انظر عن (حبيب بن صهبان) في:
طبقات ابن سعد 6/ 166، وتاريخ خليفة 263، وطبقات خليفة 143 و 155، والتاريخ لابن معين 2/ 98، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 485 و 3501 و 4410، والتاريخ الكبير 2/ 311 رقم 2616، وتاريخ الثقات للعجلي 106 رقم 248، والمعرفة والتاريخ 3/ 73 و 227، وتاريخ الطبري 4/ 8 و 13 و 14 و 17، والجرح والتعديل 3/ 103 رقم 480، والثقات لابن حبّان 4/ 138، وتاريخ بغداد 8/ 247، 248 رقم 4351، وتهذيب الكمال 5/ 382، 383 رقم 1092، وتهذيب التهذيب 2/ 187 رقم 341، وتقريب التهذيب 1/ 150 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 71.
[2] انظر عن (الحجّاج بن يوسف) في:
العلل لابن المديني 74، والمحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام) ص 595، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 533، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 16 و 19 و 217 و 1162 و 5823، والتاريخ الصغير 103، والتاريخ الكبير 2/ 373 رقم 2816 (دون ترجمة) ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 492، وتاريخ أبي زرعة 1/ 192 و 480 و 527 و 583 و 660 و 2/ 700، والتعليقات والنوادر 1 رقم 289، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 271 وما بعدها، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 1/ 292، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 93 و 130 و 158 و 159 و 178- 180 و 212 و 224- 228 و 330 و 355،

(6/314)


ولد سنة أربعين، أو إحدى وأربعين.
__________
[ () ] و 3/ 352 و 353 و 399 و 403، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 218، 219، والجرح والتعديل 3/ 168 رقم 717، والولاة والقضاة للكندي 221، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 210 و 214 و 253 و 258 و 264 و 289 و 355 و 356 و 367 و 377 و 386 و 2/ 70 و 210 و 224 و 247 و 280 و 281 و 282، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني (انظر فهرس الأعلام) 631، وأنساب الأشراف 1/ 25 و 26 و 249 و 503 و 506 و 3/ 192 و 218 و 298 و 4 ق 1/ 209 و 216 و 285 و 349 و 361 و 372 و 427 و 453 و 454 و 457 و 460 و 461 و 467 و 472 و 475 و 576 و 605 و 618 و 4/ 56 و 66 و 67 و 76 و 123 و 147 و 148 و 151 و 153 و 154 و 159 و 164- 166 و 5/ 389، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 225 و 307، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 63، وخاص الخاصّ للثعالبي 87، والجليس الصالح للجريري 1/ 210- 212 و 239 و 280 و 333 و 530 و 2/ 90 و 92 و 159 و 259، ولطف التدبير للإسكافي 226، وثمار القلوب للثعالبي (انظر فهرس الأعلام) 772، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار (انظر فهرس الأعلام) 661، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 133، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 274، 275، ومروج الذهب له 2022- 2029 و 2053- 2112 و 2141- 2150 وانظر فهرس الأعلام 1/ 264، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة (انظر فهرس الأعلام) 572، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 27 وما بعدها، مقاتل الطالبيين للأصفهاني 265، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 267 وانظر فهرس الأعلام 551، والزاهر للأنباري 1/ 118 و 567 و 2/ 251 و 252، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 105 و 106، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 195، والأجوبة المسكتة، رقم 93، والهفوات النادرة للصابي، (انظر فهرس الأعلام) 416، والأذكياء 121، 122، وأخبار النساء 28 و 9 النساء و 53، وبدائع البدائه لابن ظافر 29 و 30 و 63 و 64 و 329 و 330، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 122، والمرصّع لابن الأثير 68 و 91 و 278 و 308، وسرح العيون 172، 173، وزهر الآداب للحصري 786، 787، والشريشي 2/ 52، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 89، ووفيات الأعيان 2/ 29- 54 و 72- 75 و 6/ 293- 297 و 309- 311 وانظر فهرس الأعلام 8/ 90، وفوات الوفيات (انظر فهرس الأعلام) 5/ 26، ونهاية الأرب للنويري 21/ 331- 335، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 427، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 354، وسير أعلام النبلاء 4/ 343 رقم 117، والمغني في الضعفاء 1/ 151 رقم 1331، والوافي بالوفيات 11/ 315 رقم 457، ومرآة الجنان 1/ 192- 198، والبداية والنهاية 9/ 117- 139، والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 473 و 2/ 501، والعقد الثمين 4/ 56، ومآثر الإنافة 1/ 92 و 130 و 132 و 135 و 137 و 138 و 149 و 156، وميزان الاعتدال 1/ 466 رقم 1754 (وفيه كنيته: أبو أحمد) ، وتهذيب التهذيب 2/ 210- 213 رقم 388، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 167، ولسان الميزان 2/ 180 رقم 808، وتعجيل المنفعة 87- 89 رقم 287، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 105، وتهذيبه 4/ 51- 85، وخلاصة تذهيب التهذيب 73.
وهو من المشاهير، وأخباره متفرّقة في كتب التواريخ والأدب وغيرها ولا تقع تحت الحصر.

(6/315)


وَرَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، وَابْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ.
وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ آدُرُ [1] .
وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ، ثُمَّ وَلِيَ الْعِرَاقَ عِشْرِينَ سَنَةً.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْصَحَ مِنَ الْحَسَنِ وَالْحَجَّاجِ، وَالْحَسَنُ أَفْصَحُهُمَا [2] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ لا يُهَيِّجُكَ كَمَا يُهَيِّجُ النَّاسَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِيهِ، فَصَلَّى، فَأَسَاءَ الصَّلاةِ، فَحَصَبْتُهُ، فَقَالَ: لا أَزَالُ أُحْسِنُ صَلاتِي مَا حَصَبَنِي سَعِيدٌ [3] .
وَفِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [4] أَنَّ أَسْمَاءَ، بِنْتَ أبي بكر قالت للحجّاج: أما إنّ
__________
[1] آدر: بمعنى دور: جمع دار، قال ابن عساكر: وكانت له دور بدمشق، منها دار الزاوية التي بقرب قصر ابن أبي الحديد. (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 51) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 52 وفيه يعزو القول إلى: «أبي العلاء» .
[3] انظر الخبر مفصّلا في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 52، 53.
[4] في كتاب فضائل الصحابة (229/ 2545) باب ذكر كذّاب ثقيف ومبيرها. وهو: حدّثنا عقبة بن مكرم العمّيّ، حدّثنا يعقوب- يعني ابن إسحاق الحضرميّ- أخبر الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل. رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة. قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس. حتى مرّ عليه عبد الله بن عمر. فوقف عليه. فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب! السلام عليك أبا خبيب! أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله! إن كنت ما علمت، صوّاما، قوّاما، وصولا للرحم، أما والله! لأمّة أنت أشرّها لأمّة خير.
ثم نفذ عبد الله بن عمر. فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه. فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود. ثم أرسل إلى أمّه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه. فأعاد عليها الرسول: لتأتينّي أو لأبعثنّ إليك من يسحبك بقرونك. قال: فأبت وقالت: والله، لا آتيك حتى تبعث إليّ من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سبتيّ. فأخذ نعليه. نم انطلق

(6/316)


رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ [1] الْحَوْضِيُّ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ:
أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ يَخْطُبُ وَابْنُ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى أَمْسَى، فَنَادَاهُ ابْنُ عُمَرَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ الصَّلاةُ، فَأُقْعِدَ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ، فَأُقْعِدَ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّالِثَةَ، فَأُقْعِدَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَهَضْتُ أَتَنْهَضُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَنَهَضَ فَقَالَ: الصَّلاةُ فَلا أَرَى لَكَ فِيهَا حَاجَةً، فَنَزَلَ الْحَجَّاجُ فَصَلَّى، ثُمَّ دَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَجِيءُ لِلصَّلاةِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلِّ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ نَقْنِقْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شِئْتَ مِنْ نَقْنَقَةٍ [2] .
وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمَ مَرْوَانُ مِصْرَ وَمَعَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُوهُ، فَبَيْنَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَرَّ بِهِمْ سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وَكَانَ قَاصَّ الْجُنْدِ، وَكَانَ خِيَارًا، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ أَجِدُ هَذَا خَلْفَ حَائِطِ الْمَسْجِدِ وَلِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يُثَبِّطُونَ عَنْ طَاعَةِ الْوُلاةِ، فَشَتَمَهُ وَالِدُهُ وَلَعَنَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعِ الْقَوْمَ يَذْكُرُونَ عَنْهُ خَيْرًا، ثُمَّ تَقُولُ هَذَا؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ رَأْيِي فِيكَ أَنَّكَ لا تَمُوتُ إِلا جَبَّارًا شَقِيًّا.
وَكَانَ أَبُو الْحَجَّاجِ فَاضِلا.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قال: كان الحجّاج على مكّة، فكتب
__________
[ () ] يتوذّف. حتى دخل عليها. فقال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عليك آخرتك: بلغني أنّك تقول له: يا ابن ذات النطاقين! أنا، والله، ذات النطاقين، أمّا أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وطعام أبي بكر من الدّوابّ. وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه. أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا «أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا» فأمّا الكذّاب، فرأيناه. وأما المبير فلا إخالك إلّا إيّاه. فقام عنها ولم يراجعها.
وانظر الجامع الصحيح للترمذي، كتاب الفتن (2317) باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، ومسند أحمد 2/ 26.
[1] في الأصل «أبو عمرو» والتصحيح من (اللباب 1/ 329) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 54 وفيه تحرّفت العبارة الأخيرة إلى «ثم تعتق بعد ذلك ما شئت ممن تعتقه» !.

(6/317)


إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تِسْعَةٍ عَلَى النَّجَائِبِ [1] .
قال عبد الله بن شوذب: ما رئي مِثْلُ الْحَجَّاجِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَلا مِثْلُهُ لِمَنْ عَصَاهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعَ الْحَجَّاجُ تَكْبِيرًا فِي السُّوقِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ [2] ، فَلَمَّا انْصَرَفَ صَعَدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، وَأَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَمَسَاوِئِ الأَخْلاقِ، قَدْ سَمِعْتُ تَكْبِيرًا لَيْسَ بِالتَّكْبِيرِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ اللَّه فِي التَّرْهِيبِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُرَادُ بِهِ التَّرْغِيبُ، إِنَّهَا عَجَاجَةٌ تَحْتَهَا قَصْفٌ، أَيْ بَنِي اللَّكِيعَةِ، وَعَبِيدِ الْعَصَا، وَأَوْلَادِ الإِمَاءِ، أَلا يَرْقَأُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَلْعِهِ [3] ، وَيُحْسِنُ حَمْلَ رَأْسِهِ، وَحَقْنَ دَمِهِ، وَيُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمِهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَى الأُمُورَ تَثْقُلُ بِي وَبِكُمْ حَتَّى أُوقِعَ بِكُمْ وَقْعَةً تَكُونُ نِكَالا لِمَا قَبْلَهَا، وَتَأْدِيبًا لِمَا بَعْدَهَا [4] .
وَقَالَ سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، رَجُلٌ خَطَمَ نَفْسَهُ وَزَمَّهَا، فَقَادَهَا بِخِطَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَعَنَجَها [5] بِزِمَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ فَقَالَ: امْرُؤٌ رَدَّ [6] نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْحِسَابُ إِلَى غَيْرِهِ، امْرُؤٌ نَظَرَ إِلَى مِيزَانِهِ، فَمَا زَالَ يَقُولُ امْرُؤٌ حَتَّى أَبْكَانِي.
وَعَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: امْرُؤٌ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ، امْرُؤٌ أَفَاقَ واستفاق وأبغض
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 55.
[2] العبارة في تهذيب تاريخ دمشق محرّفة عمّا هنا. قال عوانة بن الحكم: سمعت الحجاج يكبّر وأنا في السوق صلاة الظهر، فلما انصرف صعد المنبر..» !
[3] في الأصل «ضلعه» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق: «صلعة» ، والمثبت عن شرح القاموس للزبيدي.
[4] الخبر مختصر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 62، 63.
[5] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63 «كبحها» .
[6] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63 «زوّد» .

(6/318)


الْمَعَاصِي وَالنِّفَاقَ، وَكَانَ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ بِالأَشْوَاقِ [1] .
وَعَنِ الْحَجَّاجِ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللَّهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: ويحك مَا أَصْفَقَ وَجْهَكَ، وَأَقَلَّ حَيَاءَكَ، تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ، ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ هَذَا؟ فَأَخَذُوهُ، فَلَمَّا نَزَلَ دَعَا بِهِ فَقَالَ:
لَقَدِ اجْتَرَأْتَ، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَنْتَ تَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ فَلا تُنْكِرُهُ عَلَى نَفْسِكَ، وَأَجْتَرِئُ أَنَا عَلَيْكَ فَتُنْكِرُهُ عَلَيَّ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ [2] .
وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا: مَنْ كَانَ لَهُ بَلاءٌ فَلْيَقُمْ فَلْنُعْطِهِ عَلَى بَلائِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي عَلَى بَلائِي. قَالَ:
وَمَا بَلاؤُكَ؟ قَالَ: قَتَلْتُ الْحُسَيْنَ. قَالَ: وَكَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: دَسَرْتُهُ بِالرُّمْحِ دَسْرًا، وَهَبَرْتُهُ بِالسَّيْفِ هَبْرًا، وَمَا أَشْرَكْتُ مَعِي فِي قَتْلِهِ أَحَدًا، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ وَإِيَّاهُ لَنْ تَجْتَمِعَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. فَقَالَ لَهُ اخْرُجْ [3] .
وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير. ورواه صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بَهْدَلَةَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: كَذِبْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا قُلْتُ بِبَيِّنَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ. فَقَالَ قَوْلَهُ تَعَالَى وَمن ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ 6: 84 [4] إِلَى قَوْلِهِ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى 6: 85 [4] فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بِأُمِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا حَمَلَكَ عَلَى تَكْذِيبِي فِي مَجْلِسِي؟ قَالَ: مَا أَخَذَ اللَّهُ على الأنبياء لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه. قَالَ: فَنَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ [5] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، وَذَكَرَ هذه
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63، وفيات الأعيان 2/ 31.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63، 64.
[4] سورة الأنعام- الآيتان 84/ 85.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 68 وفي طبعة القدسي 3/ 351 «اتقوا» .

(6/319)


الآيَةَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا 64: 16 [1] ، فَقَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِ اللَّهِ، لِأَمِينِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ، لَيْسَ فِيهَا مَثُوبَةٌ، وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ رَجُلا يَخْرُجُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ لَحَلَّ لِي دَمُهُ وَمَالُهُ، وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ لِي حَلالا، يَا عَجَبًا مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ [2] يَزْعُمُ أَنَّهُ يَقْرَأُ قُرْآنًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، مَا هُوَ إِلا رَجْزٌ مِنْ رَجِزِ الأَعْرَابِ، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُ عبد هذيل لضربت عنقه [3] .
رواها وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى شَيْخٌ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
قَاتَلَ اللَّهُ الْحَجَّاجُ مَا أَجْرَأَهُ عَلَى اللَّهِ، كَيْفَ يَقُولُ هَذَا فِي الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ! قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: ذَكَرْتُ قَوْلَهُ هَذَا لِلأَعْمَشِ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ [4] .
وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَزَادَ: وَلا أَجِدُ أَحَدًا يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [5] إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَلأَحُكَّنَّهَا مِنَ الْمُصْحَفِ وَلَوْ بِضِلْعِ خِنْزِيرٍ [6] .
وَرَوَاهَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ.
وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: ابْنُ مَسْعُودٍ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ، لَوْ أَدْرَكْتُهُ لأَسْقَيْتُ الأَرْضَ مِنْ دَمِهِ [7] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: رُبَّمَا دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى دَابَّتِهِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى حَلَقَةِ الْحَسَنِ [8] ، فَيَسْتَمِعَ إِلَى كَلامِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ يَقُولُ:
يَا حَسَنُ لا تُمِلَّ النَّاسَ. قَالَ: فَيَقُولُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، إِنَّهُ لَمْ يبق إلّا من لا حاجة له [9] .
__________
[1] سورة التغابن- الآية 16.
[2] يقصد: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 72.
[4] المصدر نفسه.
[5] في الأصل «ابن معبد» وهو تحريف.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 72.
[7] المصدر نفسه.
[8] هو الحسن البصريّ.
[9] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 74.

(6/320)


وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يَعْرِفُ عَيْبَهُ، فَعِبْ نَفْسَكَ. قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا لَجُوجٌ حَقُودٌ حَسُودٌ، فَقَالَ: مَا فِي الشَّيْطَانِ شَرٌّ مِمَّا ذَكَرْتَ [1] .
وَقَالَ عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صَالِحٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: أُخْبِرَ عُمَرُ بِأَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا أَمِيرَهُمْ، فَخَرَجَ غَضْبَانُ، فَصَلَّى فَسَهَا فِي صَلاتِهِ، حَتَّى جَعَلُوا يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: من هاهنا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ، ثُمَّ آخَرُ، ثُمَّ قُمْتُ أَنَا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَالْبِسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بِالْغُلامِ الثَّقَفِيِّ، يَحْكُمُ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ [2] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ: لا مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ فَتَى ثَقِيفَ، قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَتَى ثَقِيفَ؟ قَالَ: لَيُقَالَنَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اكْفِنَا زَاوِيَةً مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ، رَجُلٌ يَمْلِكُ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، لا يَدَعُ للَّه مَعْصِيَةً إِلا ارْتَكَبَهَا [3] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي ائْتَمَنْتُهُمْ. فَخَافُونِي، وَنَصَحْتُهُمْ فَغَشُّونِي، اللَّهمّ فَسَلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلامَ ثَقِيفَ يَحْكُمُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ: قَالَ رأيت أنسا
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75 وروى الشافعيّ هذه الحكاية وقال في آخرها:
قال له عبد الملك: إن بينك وبين إبليس نسبا، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الشيطان إذا رآني سالمني.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75.

(6/321)


رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَخْتُومًا فِي عُنُقِهِ خَتْمَةَ الْحَجَّاجِ، أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ بِذَلِكَ [1] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، يُرِيدُ أَنْ يُذِلَّهُمْ بِذَلِكَ، وَقَدْ مَضَتْ لَهُمُ الْعِزَّةُ بصُحبة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ مُوسَى الضَّبِّيِّ قَالَ: أَمَرَ الْحَجَّاجُ أَنْ تُوجَأَ عُنُقُ أَنَسٍ، وَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلْتُهُ بِهِ لِأَنَّهُ سَيِّئُ الْبِلاءِ فِي الْفِتْنَةِ الأُولَى، غَاشُّ الصَّدْرِ فِي الْفِتْنَةِ الآخِرَةِ [3] .
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى الْحَجَّاجِ [4] .
وَعَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ قَالَ: أَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَ الْحَسَنِ [5] مِرَارًا، فَعَصَمَهُ اللَّهُ مِنْهُ، وَاخْتَفَى مَرَّةً فِي بَيْتِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ سَنَتَيْنِ [6] .
قُلْتُ: لِأَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَذُمُّ الأُمَرَاءَ الظَّلَمَةَ مُجْمَلا، فَأَغْضَبَ ذَلِكَ الْحَجَّاجَ.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ عُقُوبَةٌ سَلَّطَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَلا تَسْتَقْبِلُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنِ اسْتَقْبِلُوهَا بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ [7] .
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: حَدَّثَنِي جَلِيسٌ لِهِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ: أَخْبِرْنِي بِبَعْضِ مَا رَأَيْتَ مِنْ عَجَائِبِ الْحَجَّاجِ. قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ لَيْلَةً، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ
__________
[1] تقدّم في ترجمة «أنس بن مالك» أنه وسم في يده «عتيق الحجّاج» ، والخبر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76.
[2] ، (3) تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 78.
[5] هو الحسن البصري، كما في تهذيب تاريخ دمشق.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 78، 79 وفيه «علي بن جدعان» وهما واحد، فهو: علي بن «زيد بن عبد الله بن أبي مليكة.. بن جدعان.
[7] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 80.

(6/322)


السَّاعَةَ! وَقَدْ قُلْتُ: لا أَجِدُ فِيهَا أَحَدًا إِلا فَعَلْتُ بِهِ! قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لا أَكْذِبُ الأَمِيرَ، أُغْمِيَ عَلَى أُمِّي مُنْذُ ثَلاثٍ، فَكُنْتُ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَفَاقَتِ السَّاعَةَ قَالَتْ:
يَا بُنَيَّ، أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِنَّهُمْ مَغْمُومُونَ لِتَخَلُّفِكَ عَنْهُمْ، فَخَرَجْتُ، فَأَخَذَنِي الطَّائِفَ، فَقَالَ: نَنْهَاكُمْ وَتَعْصُونَا! اضْرِبْ عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِرَجُلٍ آخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قَالَ: وَاللَّهِ لا أَكْذِبُكَ، لَزِمَنِي غَرِيمٌ فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ أَغْلَقَ الْبَابَ وَتَرَكَنِي عَلَى بَابِهِ، فَجَاءَنِي طَائِفُكَ فَأَخَذَنِي، فَقَالَ: اضْرِبُوا عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قَالَ: كُنْتُ مَعَ شَرَبَةٍ أَشْرَبُ، فَلَمَّا سَكِرْتُ خَرَجْتُ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبَ عَنِّي السُّكْرُ فَزَعًا، فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ مَا أَرَاهُ إِلا صَادِقًا، خَلُّوا سَبِيلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَنْبَسَةَ، فَمَا قُلْتَ لَهُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عُمَرُ لِآذِنِهِ: لا تَأْذَنَ لِعَنْبَسَةَ عَلَيْنَا، إِلا أَنْ يَكُونَ فِي حَاجَةٍ [1] .
وَقَالَ بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: خَرَجْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ عَلَيْهِ حَتَّى كَفَرَ [2] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: أَحْصُوا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا، فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا [3] .
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ قَحْذَمٍ قَالَ: أَطْلَقَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ وَاحِدًا وَثَمَانِينَ أَلْفَ أَسِيرٍ، وَعُرِضَتِ السُّجُونُ بَعْدَ مَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلاثَةَ وَثَلاثِينَ أَلْفًا، لَمْ يَجِبْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ قَطْعٌ وَلا صَلْبٌ [4] .
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَفِي سِجْنِهِ ثَمَانُونَ أَلْفًا، مِنْهُمْ ثَلاثُونَ أَلْفَ امْرَأَةٍ [5] .
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ تَخَابَثَتِ الأُمَمُ، وَجِئْنَا بالحجّاج
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 80.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 82.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83.
[5] المصدر نفسه.

(6/323)


لَغَلَبْنَاهُمْ، مَا كَانَ يَصْلُحُ لِدُنْيَا وَلا لِآخِرَةٍ، وَلِيَ الْعِرَاقَ، وَهُوَ أَوْفَرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْعِمَارَةِ، فَأَخَسَّ بِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَلَقَدْ أُدِّيَ إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَزِيَادَةً [1] .
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ الْحَجَّاجِ، فَإِنَّمَا نَلْتَفِتُ إِلَى مَا عَلَيْنَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: إِلَى مَا تَلْتَفِتُونَ، أَعْمَى اللَّهُ أَبْصَارَكُمْ، إِنَّا لا نَسْجُدُ لِشَمْسٍ وَلا لِقَمَرٍ، وَلا لِحَجَرٍ، وَلا لِوَبَرٍ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: مَا بَقِيَتْ للَّه حُرْمَةٌ إِلا وَقَدِ انْتَهَكَهَا.
الْحَجَّاجُ [2] وَقَالَ طَاوُسٌ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُسَمُّونَ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا [3] ، وَقَالَ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ لَعْنَ الْحَجَّاجِ أَوْ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 11: 18 [4] وَكَفَى بِالرَّجُلِ عَمًى. أَنْ يَعْمَى عَنْ أَمْرِ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قِيلَ لِأَبِي وَائِلٍ: تَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ أَنَّهُ فِي النَّارِ؟
فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَحْكُمُ عَلَى اللَّهِ [5] !.
وَقَالَ عَوْفٌ: ذُكِرَ الْحَجَّاجُ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: مِسْكِينٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، إِنْ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ فَبِذَنْبِهِ، وَإِنْ يَغْفِرْ لَهُ فَهَنِيئًا [6] .
وَقَالَ رَجُلٌ لِلثَّوْرِيِّ: اشْهَدْ عَلَى الْحَجَّاجِ وَأَبِي مُسْلِمٍ [7] أَنَّهُمَا فِي النَّارِ.
__________
[1] نفسه.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[3] المصدر نفسه.
[4] سورة هود، الآية 18 والحديث في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[6] المصدر نفسه.
[7] قال القدسي- رحمه الله- في حاشية طبعته 3/ 354 رقم (1) : «يعني الخراساني» .
ويقول محقّق هذا الكتاب، طالب العلم عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: إن المقصود هو «يزيد بن أبي مسلم» الّذي يكنّى أبا مسلم، وهو كاتب الحجّاج وسيّافه، وكان ظالما عسوفا.

(6/324)


فَقَالَ: لا، إِذَا أَقَرَّا بِالتَّوْحِيدِ [1] .
وَقَالَ الْعَبَّاسُ الأَزْرَقُ، عَنِ السَّرِيِّ [2] بْنِ يَحْيَى قَالَ: مَرَّ الْحَجَّاجُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَسَمِعَ اسْتِغَاثَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قِيلَ: أَهْلُ السُّجُونِ يَقُولُونَ: قَتَلَنَا الحرّ، فقال: قولوا لهم: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ 23: 108 [3] ، قَالَ: فَمَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلا أَقَلَّ مِنْ جُمُعَةٍ [4] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَنَى الْحَجَّاجُ وَاسِطًا فِي سَنَتَيْنِ وَفَرَغَ مِنْهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: مَرِضَ الْحَجَّاجُ، فَأَرْجَفَ بِهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَلَمَّا عُوفِيَ صَعَدَ الْمِنْبَرَ وَهُوَ يَتَثَنَّى عَلَى أَعْوَادِهِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَالْمِرَاقِ، نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنَاخِرِكُمْ، فَقُلْتُمْ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، فَمَهْ، وَاللَّهِ مَا أَرْجُو الْخَيْرَ إِلا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَمَا رَضِيَ اللَّهُ الْخُلُودَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلا لِأَهْوَنِهِمْ عَلَيْهِ إِبْلِيسَ، وَقَدْ قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ سُلَيْمَانُ:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي 38: 35 [5] فَكَانَ ذَلِكَ، ثُمَّ اضْمَحَلَّ وَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ، يا أيّها الرَّجُلُ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، كَأَنِّي بِكُلِّ حَيٍّ مَيِّتٌ، وَبُكِلِّ رَطْبٍ يَابِسٌ، وَبِكُلِّ امْرِئٍ فِي ثِيَابٍ طَهُورٍ إِلَى بَيْتِ حُفْرَتِهِ، فَخُدَّ لَهُ فِي الأَرْضِ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ طُولا فِي ذِرَاعَيْنِ عَرْضًا، فَأَكَلَتِ الأَرْضُ مِنْ لَحْمِهِ، وَمَصَّتْ مِنْ صَدِيدِهِ وَدَمِهِ [6] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَبْغَضُ الْحَجَّاجَ، فَنَفَّسَ عَلَيْهِ بِكَلِمَةٍ قَالَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ: اللَّهمّ اغْفِرْ لي فإنّهم يزعمون أنّك لا تفعل [7] .
__________
[ () ] وقد ذكرت بعض أخباره وظلمه في كتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي- «لبنان» من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، إذ كان موجودا بطرابلس الشام في خلافة سليمان بن عبد الملك وأول أيام عمر بن عبد العزيز- انظر: ص 215- 217.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84.
[2] في الأصل «السّدّي» ، وهو تحريف.
[3] سورة المؤمنون، الآية 108.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84، 85.
[5] سورة ص، الآية 35.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85.
[7] المصدر نفسه.

(6/325)


وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا حَسَدْتُ الْحَجَّاجَ عَدُوَّ اللَّهِ عَلَى شَيْءٍ حَسَدِي إِيَّاهُ عَلَى حُبِّهِ الْقُرْآنَ وَإِعْطَائِهِ أَهْلَهُ، وَقَوْلِهِ حِينَ احْتُضِرَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِي فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لا تَفْعَلُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ الْحَجَّاجُ لَمَّا احْتَضَرَ:
يَا رَبِّ قَدْ حَلِفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بِكَثِيرِ الْعَفْوِ سَتَّارِ [1]
فَأُخْبِرَ الْحَسَنُ فَقَالَ: إِنْ نَجَا فَبِهِمَا.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْمَخْزُومِيُّ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَأُخْبِرَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَسَجَدَ [2] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، فَبَكَى مِنَ الْفَرَحِ [3] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
قُلْتُ: عَاشَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ [4] قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ فِي مَنَامِي بِحَالٍ سَيِّئَةٍ، قُلْتُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: مَا قَتَلْتُ أَحَدًا قَتْلَةً، إِلا قَتَلَنِي بِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِي إِلَى النَّارِ، قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ أَرْجُو مَا يَرْجُو أَهْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: إِنِّي لأَرْجُو لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّه لَيُخْلِفَنَّ اللَّهُ رَجَاءَهُ فِيهِ [5] .
ذَكَرَ ابْنُ خَلِّكَانَ [6] أَنَّهُ مَاتَ بِوَاسِطَ، وَعُفِيَ قَبْرُهُ وَأَجْرَوْا عَلَيْهِ الماء.
__________
[1] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85 «العفو غفّار» .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85.
[3] المصدر نفسه.
[4] في الأصل «الحذاني» بالذال المعجمة، والتصحيح من: (اللباب 1/ 283) .
[5] انظر نحوه باختصار، عن الأصمعي، عن أبيه. في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85.
[6] في وفيات الأعيان 2/ 53.

(6/326)


وَعِنْدِي مُجَلَّدٌ فِي أَخْبَارِ الْحَجَّاجِ فِيهِ عَجَائِبُ، لَكِنْ لا أَعْرِفُ صِحَّتَهَا.
234- (حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ) [1]- خ- بن زيد.
عَنْ: مَوْلَاهُ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- وَلَزِمَهُ مُدَّةً حَتَّى نُسِبَ إِلَيْهِ-، وَعَنْ:
عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو جعفر الباقر، والزّهريّ.
(حسّان بن بلال) [2]- ت ن ق- المزنيّ البصريّ.
عَنْ: عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ.
وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ.
235- (حَسَّانُ بْنُ أَبِي وَجْزَةَ) [3]- ن- مَوْلَى قريش.
__________
[1] انظر عن (حرملة مولى أسامة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 304، التاريخ الكبير 3/ 67 رقم 239، والمعرفة والتاريخ 1/ 221 و 420 وتاريخ أبي زرعة 1/ 614، والجرح والتعديل 3/ 273 رقم 1219، والثقات لابن حبّان 4/ 173، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 264، ورجال صحيح البخاري 1/ 216 رقم 284، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 432، وتهذيب الكمال 5/ 552، 553 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 2/ 231، 232 رقم 427، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 75.
[2] انظر عن (حسّان بن بلال) في:
العلل لأحمد 1/ 152، والتاريخ الكبير 3/ 31 رقم 128، والمعارف 298، والمعرفة والتاريخ 2/ 296، 297، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1030، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 13- 16 رقم 1187، والكاشف 1/ 157 رقم 1005، وميزان الاعتدال 1/ 478 رقم 1802، والوافي بالوفيات 11/ 360 رقم 522، وتهذيب التهذيب 2/ 246، 247 رقم 449، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 75.
[3] انظر عن (حسّان بن أبي وجزة) في:
التاريخ الكبير 3/ 32 رقم 132، والجرح والتعديل 3/ 234، 235 رقم 1037، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 44 رقم 1197، والكاشف 1/ 158 رقم 1013، وتهذيب التهذيب 2/ 253 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 162 رقم 240، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.

(6/327)


عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ.
وَعَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ.
لَهُ فِي السُّنَنِ، عَنْ عَقَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ حَدِيثٌ: «مَا تَوَكَّلَ مَنِ اكْتَوَى وَاسْتَرْقَى» [1] . 236- الحسن بن الحسن بن عليّ [2] ن ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو محمد المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وعنه: ابنه عبد الله، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح، وإسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، وفضيل بن مرزوق.
قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ [3] ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ رَأَى رَجُلا وَقَفَ على
__________
[1] أخرجه الترمذي في الطب (2055) .
[2] انظر عن (الحسن بن الحسن بن علي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 319، 320، والمحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام) 597، وطبقات خليفة 240، ونسب قريش 51- 56، والتاريخ الكبير 2/ 289 رقم 2502، والتاريخ الصغير 1/ 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 228، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 506 و 606 و 620 و 5/ 109 و 110 و 112، وتاريخ الطبري 2/ 388 و 3/ 213، والجرح والتعديل 3/ 5 رقم 17، والثقات لابن حبّان 4/ 121، 122، وجمهرة أنساب العرب 41، 42، والمعارف 212، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 194- 196، وتاريخ بغداد 7/ 293، 294 رقم 3799، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 196 و 289، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 217 أ، وتهذيب الكمال 6/ 89- 95 رقم 1215، والكاشف 1/ 160 رقم 1028، وسير أعلام النبلاء 4/ 483- 487 رقم 185، والكامل في التاريخ 4/ 93 و 5/ 539 و 572، والعقد الفريد 6/ 35 و 36 و 91 و 91، والعبر 1/ 196، والبداية والنهاية 9/ 170، 171، والوافي بالوفيات 11/ 416- 418 رقم 598، وطبقات المعتزلة 17، وتهذيب التهذيب 2/ 263 رقم 487، وتقريب التهذيب 1/ 165 رقم 262، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 165- 169.
[3] في طبعة القدسي 3/ 356 «المهدي» بالدال وهو تحريف.

(6/328)


الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» [1] . هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ [2] قَالَ الزُّبَيْرُ: أُمُّ الْحَسَنِ هَذَا هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورٍ الْفَزَارِيِّ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ، وَدَاوُدَ، وَأُمُّ الْقَاسِمَ، بَنُو مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّهِ التَّيْميّ، قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ وَصِيُّ أَبِيهِ، وَوَلِيُّ صَدَقَةِ عَلِيٍّ، قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ يَوْمًا وَهُوَ يُسَايِرُهُ فِي مَوْكِبِهِ بِالْمَدِينَةِ، إِذْ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ: أَدْخِلْ عَمَّكَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ مَعَكَ فِي صَدَقَةِ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ عَمُّكَ وَبَقِيَّةُ أَهْلِكَ، قَالَ: لا أُغَيِّرُ شَرْطَ عَلِيٍّ. قَالَ: إِذًا أَدْخِلْهُ مَعَكَ. فَسَافَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَرَحَّبَ بِهِ وَوَصَلَهُ، وَكَتَبَ لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ كِتَابًا لا يُجَاوِزُهُ [3] .
وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَامِلِ الْمَدِينَةِ: بلغني أنّ الحسن بن
__________
[1] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (6726) من طريق: سهيل بن أبي سهيل. وأورده السيوطي في الجامع الكبير، ثم رمز إلى أنه رواه أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 165.
[2] علّق المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- على هذا الحديث في سير أعلام النبلاء 4/ 484، 485 فقال:
«وما استدلّ حسن في فتواه بطائل من الدلالة، فمن وقف عند الحجرة المقدّسة ذليلا مسلّما، مصلّيا على نبيّه، فيا طوبى له، فقد أحسن الزيارة، وأجمل في التذلّل والحبّ، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلّى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلّي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط، فمن صلّى عليه واحدة صلّى الله عليه عشرا، ولكنّ من زاره- صلوات الله عليه- وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع، فهذا فعل حسنا وسيّئا فيعلم برفق، والله غفور رحيم، فو الله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدران، وكثرة البكاء، إلّا وهو محبّ للَّه ولرسوله، فحبّه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب وشدّ الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: «لا تشدّوا الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد» ، فشدّ الرحال إلى نبيّنا صلى الله عليه وسلّم مستلزم لشدّ الرّحل إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلّا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحيّة المسجد، ثم بتحيّة صاحب المسجد، رزقنا الله وإيّاكم ذلك، آمين» .
[3] نسب قريش 51، 52.

(6/329)


الْحَسَنِ يُكَاتِبُ أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَاسْتَحْضِرْهُ، قَالَ: فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا بْنَ عَمِّ، قُلْ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» قَالَ: فَخُلِّيَ [1] . ورويتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: لَكِنْ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ إِلَى عُثْمَانَ الْمُرِّيِّ: انْظُرِ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ فَاجْلِدْهُ مِائَةَ ضَرْبَةٍ، وَقِفْهُ لِلنَّاسِ يَوْمًا، وَلا أُرَانِي إِلا قَاتِلَهُ، قَالَ: فَعَلَّمَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ كَلِمَاتٍ لِلْكَرْبِ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبةٌ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ تَمْزَحُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ مِنِّي بِمُزَاحٍ [2] .
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: وَيْحَكُمْ أَحِبُّونَا، فَإِنْ عَصَيْنَا اللَّهَ فَأَبْغِضُونَا، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ نَافِعًا أَحَدًا بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِغَيْرِ طَاعَةٍ لَنَفَعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
237- (الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُرَنِيُّ [4] الكوفيّ) - سوى ت-
__________
[1] في تاريخ دمشق 4/ 218 ب «فخلّي عنه» . والحديث أخرجه البخاري في الدعاء عند الكرب 11/ 123 كتاب الدعوات، ومسلم في الذكر والدعاء (2730) باب دعاء الكرب من حديث ابن عباس.
[2] تاريخ دمشق 4/ 219 أ.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 319، 320 من طريق: شبابة بن سوار الفزاري، عن الفضيل بن مرزوق. وهو في تاريخ دمشق 4/ 219 أ، وتهذيبه 4/ 168.
[4] انظر عن (الحسن بن عبد الله العرني) في:
طبقات ابن سعد 6/ 295، والتاريخ لابن معين 2/ 115، والمعرفة والتاريخ 3/ 310، والجرح والتعديل 3/ 45 رقم 194، والمراسيل 46 رقم 55، والثقات لابن حبّان 4/ 125، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 192، ورجال صحيح البخاري 2/ 870 رقم 1479، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 82 رقم 309، وتهذيب الكمال 6/ 195، 196 رقم 1240، والمغني في الضعفاء 1/ 169 رقم 1499، والكاشف 1/ 162 رقم 1046

(6/330)


عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ [1] ، وَعُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ [2] .
وَعَنْهُ: عَزْرَةُ [3] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو الْمُعَلَّى يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] ، وغيره.
238- الحسن بن محمّد بن الحنفيّة [5] ع أبو محمد، وَأَخُو أَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الْحَسَنُ هو المقدّم في الهيئة والفضل.
__________
[ () ] (وقد تحرّف في المتن إلى «العربيّ» ) ، مع كون محقّقه عرّف بنسبه في الحاشية، وجامع التحصيل 199 رقم 136، والوافي بالوفيات 12/ 86 رقم 70، وتهذيب التهذيب 2/ 290، 291 رقم 519، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 286، وخلاصة تذهيب التهذيب 79.
[1] مهمل في الأصل.
[2] مهمل في الأصل «الجرار» .
[3] في الأصل «غورة» .
[4] في الجرح والتعديل 3/ 45.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد بن الحنفيّة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 328، وطبقات خليفة 239، والتاريخ الكبير 2/ 305 رقم 2560، وتاريخ الثقات للعجلي 117، 118 رقم 286، والمعارف 216، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 254 رقم 1794، والمعرفة والتاريخ 1/ 543 و 544 و 549 و 2/ 13 و 207 و 208 و 737 و 744، وتاريخ أبي زرعة 1/ 415، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 197، وتاريخ الطبري 2/ 260 و 279، والجرح والتعديل 3/ 35 رقم 144، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 421، والثقات لابن حبّان 4/ 122، وطبقات الفقهاء للشيرازي 60 و 63، ومروج الذهب 1941 و 2031، ورجال صحيح مسلم 1/ 133، 134 رقم 254، ورجال صحيح البخاري 1/ 161، 162 رقم 204، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 206، وجمهرة أنساب العرب 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 81، 82 رقم 307، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 296 ب، وتهذيبه 4/ 248- 250، والتبيين في أنساب القرشيين 114، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 160 رقم 119، ووفيات الأعيان 2/ 399 و 6/ 150، والعبر 1/ 122، وسير أعلام النبلاء 4/ 130، 131 رقم 38، والكاشف 1/ 166 رقم 1072، والبداية والنهاية 9/ 140 و 185، والوافي بالوفيات 12/ 213، 214 رقم 189، وتهذيب التهذيب 2/ 320، 321 رقم 555، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 318، والنجوم الزاهرة 1/ 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 81، وشذرات الذهب 1/ 121.

(6/331)


رَوَى عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ، بِمَا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، مَا كَانَ زُهْرِيُّكُمْ إِلا غُلامًا مِنْ غِلْمَانِهِ [1] .
وَقَالَ مِسْعَرٌ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُفَسِّرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ مِنَّا» لَيْسَ مِثْلَنَا.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْمُرْجِئَةِ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ رَجُلٌ مِنْ بني هَاشِمٍ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، وَمَيْسَرَةَ، أَنَّهُمَا دَخَلا عَلَى الْحَسَنِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلامَاهُ عَلَى الْكِتَابِ الَّذِي وَضَعَهُ فِي الإِرْجَاءِ، فَقَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ وَلَمْ أَكْتُبْهُ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ: أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، كُنْتُ حَاضِرًا يَوْمَ تَكَلَّمَ، وَكُنْتُ فِي حَلَقَتِهِ مَعَ عَمِّي، وَكَانَ فِي الْحَلَقَةِ جُنْدُبٌ وَقَوْمٌ مَعَهُ، فَتَكَلَّمُوا فِي عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَآلِ الزُّبَيْرِ، فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ الْحَسَنُ: سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ هَذِهِ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَ أَنْ يُرْجَأَ [4] عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَلا يَتَوَلَّوْا وَلا يُتَبَرَّأُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْنَا، وَبَلَغَ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ مَا قَالَ، فَضَرَبَهُ بِعَصًا فَشَجَّهُ، وَقَالَ:
لا تُوَلِّي أَبَاكَ عَلِيًّا! قَال: وَكَتَبَ الرِّسَالَةَ الَّتِي ثَبَّتَ فِيهَا الْإِرْجَاءَ بَعْدَ ذلك [5] .
__________
[1] تهذيب الكمال 6/ 319.
[2] انظر طبقات ابن سعد 5/ 328 وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 249، وتهذيب الكمال 6/ 321.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 328.
[4] في الأصل «يرجى» .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 249، 250، تهذيب الكمال 6/ 321، 322.

(6/332)


قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : هُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ، وَكَانَ مِنْ ظُرَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَعُقَلائِهِمْ، وَلا عَقِبَ لَهُ. وَأُمُّه جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ.
قُلْتُ: الْإِرْجَاءُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُرْجِئُ أَمْرَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ إِلَى اللَّهِ، فَيَفْعَلُ فِيهِمْ مَا يَشَاءُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَخْبَارَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي «مُسْنَدِ عَلِيٍّ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، فَأَوْرَدَ فِي ذَلِكَ كِتَابَهُ فِي الإِرْجَاءِ، وَهُوَ نَحْوَ وَرَقَتَيْنِ، فِيهَا أَشْيَاءُ حَسَنَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْخَوَارِجَ تَوَلَّتِ الشَّيْخَيْنِ، وَبَرِئَتْ مِنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، فَعَارَضَتْهُمُ السَّبَائِيَّةُ، فَبَرِئَتْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَتَوَلَّتْ عَلِيًّا وَأَفْرَطَتْ فِيهِ، وَقَالَتِ الْمُرْجِئَةُ الأُولَى: نَتَوَلَّى الشَّيْخَيْنِ وَنُرْجِئُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا فَلا نَتَوَلاهُمَا وَلا نَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَامِيُّ: قَالَ: اجْتَمَعَ قُرَّاءُ الْكُوفَةِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ فَأجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنَّ الشَّهَادَاتِ وَالْبَرَاءَاتِ بِدْعَةٌ، مِنْهُمْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أَبِي، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ إِخْوَانُهُ، فَيَقُولُ لِي: اقْرَأْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ، فَكُنْتُ أَقْرَأُهَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا نُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَنَحُثُّكُمْ عَلَى أَمْرِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَنُضِيفُ وِلايَتَنَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَنَرْضَى مِنْ أَئِمَّتِنَا بِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَنْ يُطَاعَا، وَنَسْخَطُ أَنْ يعصيا، وَنُرْجِئُ أَهْلَ الْفِرْقَةِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، لَمْ تَقْتَتِلْ فِيهِمَا الأُمَّةُ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ فِيهِمَا الدَّعْوَةُ، وَلَمْ يُشَكَّ فِي أَمْرِهِمَا، وَإِنَّمَا الْإِرْجَاءُ فِيمَا غَابَ عَنِ الرِّجَالِ وَلَمْ يَشْهَدُوهُ، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْنَا الْإِرْجَاءَ وَقَالَ: مَتَى كَانَ الْإِرْجَاءُ؟ قُلْنَا: كَانَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى، إِذْ قَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى قَالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي في كِتابٍ 20: 51- 52 [2] ، إِلَى أَنْ قَالَ: مِنْهُمْ شِيعَةٌ مُتَمَنِّيَةٌ يَنْقِمُونَ الْمَعْصِيَةَ عَلَى أَهْلِهَا وَيَعْمَلُونَ بِهَا، اتَّخَذُوا أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ إِمَامًا، وَقَلَّدُوهُمْ دِينَهُمْ، يُوَالُونَ على حبّهم، ويعادون
__________
[1] في الطبقات 6/ 328.
[2] سورة طه- الآية 51/ 52.

(6/333)


عَلَى بُغْضِهِمْ، جُفَاةٌ لِلْقُرْآنِ، أَتْبَاعٌ لِلْكُهَّانِ، يَرْجُونَ الدَّوْلَةَ فِي بَعْثٍ يَكُونُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ، حَرَّفُوا كِتَابَ اللَّهِ وَارْتشوا فِي الْحُكْمِ، وَسَعَوْا فِي الأَرْضِ فَسَادًا، وَذَكَرَ الرِّسَالَةَ بِطُولِهَا.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَرَأْتُ رِسَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى أَبِي الشَّعْثَاءِ، فَقَالَ لِي: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ، وَلا كَرِهْتُ شَيْئًا أَحَبَّهُ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفَةَ بَعْدَ قَتْلِ الْمُخْتَارِ، فَمَضَى إِلَى نَصِيبِينَ، وَبِهَا نَفَرٌ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ، فَرَأَّسُوهُ عَلَيْهِمْ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ مُسْلِمُ بْنُ الأَسِيرِ مِنَ الْمَوْصِلِ، وَهُوَ مِنْ شِيعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَهَزَمَهُمْ وَأَسَرَ الْحَسَنَ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَجَنَهُ بِمَكَّةَ فَقِيلَ: إِنَّهُ هَرَبَ مِنَ الْحَبْسِ، وَأَتَى أَبَاهُ إِلَى مِنًى.
قَالَ الْعِجْلِيُّ [1] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
239- (حصين بن قبيصة) [3]- د ن ق- الفزاريّ الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْمُغِيرَةِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [4] .
- حصين أبو ساسان في الكنى.
__________
[1] في تاريخ الثقات 117.
[2] في تاريخه 325 أما في الطبقات 239 فقال: توفي سنة مائة أو تسع وتسعين.
[3] انظر عن (حصين بن قبيصة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 180، والتاريخ الكبير 3/ 5 رقم 13، وتاريخ الثقات للعجلي 122 رقم 299، والجرح والتعديل 3/ 195 رقم 845، والثقات لابن حبّان 4/ 157، وتهذيب الكمال 6/ 530 رقم 1365، والكاشف 1/ 175 رقم 1136، وتهذيب التهذيب 2/ 387 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 416، وخلاصة تذهيب التهذيب 86.
[4] ج 4/ 157.

(6/334)


240- (حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ [1] بْنِ الْخَطَّابِ) - ع- القرشيّ العدويّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى.
رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ، وَعِيسَى، وَرَبَاحٌ بَنُوهُ، وَابْنُ عَمِّهِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَسِيبُهُ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّانِ، وَخُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي عَدِيٍّ، مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
241- (الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ) [2] بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ، ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ.
روى عن: أبي هريرة.
__________
[1] انظر عن (حفص بن عاصم بن عمر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 117- 119، والعلل لابن المديني 48، وطبقات خليفة 246، والتاريخ الكبير 2/ 359 رقم 2747، وتاريخ الثقات للعجلي 124 رقم 306، والمعارف 188، والمعرفة والتاريخ 1/ 349 و 375 و 2/ 213 و 821، والجرح والتعديل 3/ 184 رقم 796، والثقات لابن حبّان 4/ 152، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 506، ورجال صحيح مسلم 1/ 143 رقم 281، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 237، ورجال صحيح البخاري 1/ 180 رقم 230، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 92 رقم 353، والتبيين في أنساب القرشيين 372، ومعجم البلدان 3/ 163، وتهذيب الكمال 6/ 17، 18 رقم 1392، وسير أعلام النبلاء 4/ 196، 97، رقم 79، والكاشف 1/ 178 رقم 1156، والوافي بالوفيات 13/ 97 رقم 95، وتهذيب التهذيب 2/ 402 رقم 702، والبداية والنهاية 9/ 93، وتقريب التهذيب 1/ 186 رقم 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 87.
[2] انظر عن (الحكم بن أيوب) في:
تاريخ خليفة 272 و 293 و 294 و 310، والتاريخ الكبير 2/ 336 رقم 2660، والمعرفة والتاريخ 2/ 14، وتاريخ أبي زرعة 2/ 672، وتاريخ الطبري 6/ 209 و 279 و 340 و 341.
وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 73 و 5/ 179، والجرح والتعديل 3/ 114 رقم 527، والثقات لابن حبّان 4/ 145، والكامل في التاريخ 4/ 379 و 431 و 468، والعقد الفريد 3/ 417، والوافي بالوفيات 13/ 110 رقم 116، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 389، والمغني في الضعفاء 1/ 183 رقم 1648، وميزان الاعتدال 1/ 570 رقم 2170، ولسان الميزان 2/ 331 رقم 1359، والكامل في الأدب 2/ 121، وثمار القلوب 475 رقم 770.

(6/335)


وعنه: الجريريّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَجْهُولٌ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَلِيَ الْبَصْرَةَ لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْعِرَاقَ، فلما وثب ابن الأشعث على البصرة لحق بالحجاج.
242- (حمزة بن أبي أسيد) [3]- خ د ق- مالك بن ربيعة الأنصاريّ السّاعديّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ الأَنْصَارِيِّ.
روى عنه: ابناه مالك، ويحيى، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل.
وقال ابن الغسيل [4] : توفي زمن الوليد.
243- (حمزة بن المغيرة بن شعبة الثقفي) [5]- م ن ق- عَنْ أَبِيهِ فِي الْمَسْحِ.
__________
[1] في الجرح والتعديل 3/ 114.
[2] في تاريخه 293 و 294.
[3] انظر عن (حمزة بن أبي أسيد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 271، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 3/ 46، 47 رقم 175، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 141 رقم 672، والمعرفة والتاريخ 1/ 387، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 940، والثقات لابن حبّان 4/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 547، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 248، ورجال صحيح البخاري 1/ 209 رقم 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 106 رقم 409، وتهذيب الكمال 7/ 311- 313 رقم 1499، والكاشف 1/ 190 رقم 1240، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 139، والوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 201، والإصابة 1/ 352 رقم 1823، وتهذيب التهذيب 3/ 26 رقم 35، وتقريب التهذيب 1/ 199 رقم 562، وخلاصة تذهيب التهذيب 93.
[4] في طبقات ابن سعد 5/ 271، 272.
[5] انظر عن (حمزة بن المغيرة بن شعبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 270، وطبقات خليفة 155، والتاريخ الكبير 3/ 47 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 133 رقم 336، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 398 و 459 و 2/ 188، وتاريخ الطبري 4/ 122، 123 و 5/ 409 و 6/ 284 و 292 و 294، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 941، والثقات لابن حبّان 4/ 168، ورجال صحيح مسلم 1/ 146 رقم 289، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 411، والكامل في التاريخ 4/ 52 و 434، 435، وتهذيب الكمال 7/ 339، 340 رقم 1514، والكاشف 1/ 191 رقم 1251، وتهذيب التهذيب 3/ 33 رقم

(6/336)


وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرُهُمَا.
244- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) [1]- ع- الزّهريّ المدنيّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَهِيَ أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لأُمِّهِ.
رَوَى عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعُثْمَانَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ، ابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ، وَقَتَادَةُ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وغيرهم.
وقيل: إنّه أدرك عمر، والصّحيح أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ.
وَكَانَ فَقِيهًا نَبِيلًا شَرِيفًا.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] وَغَيْرُهُ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وتسعين، وأمّا سنة خمس ومائة فغلط [3] .
__________
[52،) ] وتقريب التهذيب 1/ 200 رقم 577، وخلاصة تذهيب التهذيب 93.
[1] انظر عَنْ (حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) في:
طبقات ابن سعد 5/ 153، والمحبّر لابن حبيب 378 و 408، وتاريخ خليفة 336، وطبقات خليفة 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 464، والتاريخ الكبير 2/ 345 رقم 2696، والمعارف 238، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 339، والمعرفة والتاريخ 1/ 367 و 381 و 536 و 724 و 725، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419 و 545 و 584 و 589، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 416، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 989، والمراسيل 49 رقم 62، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 464، والثقات لابن حبّان 4/ 146، وسنن الدارقطنيّ 2/ 210، وأسماء التابعين له، رقم 180، ورجال صحيح مسلم 1/ 160، 161 رقم 320، وجمهرة أنساب العرب 115، والتبيين في أنساب القرشيين 184 و 262، والسابق واللاحق 87، ورجال صحيح البخاري 1/ 175، 176 رقم 223، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 88، 89 رقم 342، والكامل في التاريخ 5/ 126، والعقد الفريد 4/ 164 و 168 و 169، وتهذيب الكمال 7/ 378- 381 رقم 1532 والعبر 1/ 113، وسير أعلام النبلاء 4/ 293، 294 رقم 111، والكاشف 1/ 192 رقم 262 أوالمعين في طبقات المحدثين 32، وجامع التحصيل 202 رقم 145، والبداية والنهاية 9/ 140، ومرآة الجنان 1/ 199، ووفيات الأعيان 4/ 284، والوافي بالوفيات 13/ 195 رقم 223، وتهذيب التهذيب 3/ 45 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 603، وأسد الغابة 2/ 54، وميزان الاعتدال 1/ 616 رقم 2345، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، وشذرات الذهب 1/ 111.
[2] في الجرح والتعديل 3/ 225.
[3] هذا قول ابن سعد في طبقاته 5/ 155 وتمامه: «ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك لا في

(6/337)


245- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1]- ع- عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَكْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَثَلاثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ [2] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: هُوَ أَفْقَهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ [3] وَقَالَ هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعْلَمَ أَهْلِ الْمِصْرَيْنِ يَعْنِي الكوفة والبصرة.
__________
[ () ] سنّة ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى الصواب» .
[1] انظر عن (حميد بن عبد الرحمن الحميريّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 147، والتاريخ لابن معين 2/ 137، وطبقات خليفة 204، وتاريخ خليفة 302، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3837 و 4989، والتاريخ الكبير 2/ 346 رقم 2697، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 340، والمعرفة والتاريخ 1/ 68 و 284 و 293 و 2/ 67 و 3/ 161، وتاريخ الطبري 3/ 202، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 990، والثقات لابن حبّان 4/ 147، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 667، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 187، وذكر أخبار أصبهان 1/ 290، ورجال صحيح مسلم 1/ 162 رقم 322، وطبقات الفقهاء للشيرازي 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 176 رقم 224، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 89 رقم 343، وتهذيب الكمال 7/ 381- 383 رقم 1533، وسير أعلام النبلاء 4/ 393، 294 رقم 111، والكاشف 1/ 192، 193 رقم 1263، والوافي بالوفيات 13/ 194، 195 رقم 222، تهذيب التهذيب 3/ 46 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 605، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 193.
[2] في تاريخ الثقات 134.
[3] انظر: التاريخ الكبير 2/ 346، والمعرفة والتاريخ 2/ 68، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3837.

(6/338)


246- حنش بن عبد الله [1] م 4 ابن عمرو بن حنظلة، أبو رشدين [2] السّبائيّ [3] الصّنعانيّ، صَنْعَاءُ دِمَشْقَ لا صَنْعَاءُ الْيَمَنِ.
رَوَى عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، وَعَامِرُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، وَالْجُلاحُ [4] أَبُو كَثِيرٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ سُلَيْمٍ.
وَغَزَا الْمَغْرِبَ، وَسَكَنَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَلِهَذَا عَامَّةُ أَصْحَابِهِ مِصْرِيُّونَ.
وَتُوُفِّيَ غَازِيًا بِإِفْرِيقِيَّةَ سنة مائة.
__________
[1] انظر عن (حنش بن عبد الله الصنعاني) في:
طبقات ابن سعد 5/ 536، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 139 رقم 738، والعلل لأحمد 1/ 305، والتاريخ الكبير 3/ 99 رقم 343، وتاريخ الثقات للعجلي 136 رقم 348، والمعرفة والتاريخ 2/ 530 و 3/ 251، وفتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم 277- 279، والولاة والقضاة للكندي 6 و 313 و 317، وتاريخ الطبري 3/ 217 و 4/ 291، والجرح والتعديل 3/ 291 رقم 1298، والثقات لابن حبّان 4/ 184، ورجال صحيح مسلم 1/ 179 رقم 370، وطبقات فقهاء اليمن 57، 58، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ، ورقة 60 أ، والحلّة السيراء 2/ 331، ورياض النفوس 78 رقم 41، وطبقات علماء إفريقية 18، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 148 رقم 391، وجذوة المقتبس 201- 203 رقم 403، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب 37، وطبقات الفقهاء للشيرازي 74، وجمهرة أنساب العرب 332 و 740، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117 رقم 460، ومعجم البلدان 2/ 47 و 3/ 427، والكامل في التاريخ 5/ 56، وتهذيب الكمال 7/ 429- 431 رقم 1555، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 492 رقم 192، والكاشف 1/ 195 رقم 1282، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 10- 12، والروض الأنف 2/ 241، والوافي بالوفيات 13/ 206 رقم 242، والبداية والنهاية 9/ 187، وميزان الاعتدال 1/ 620 رقم 2369، والمغني في الضعفاء 1/ 197 رقم 802، وتهذيب التهذيب 3/ 57 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 95، وشذرات الذهب 1/ 119.
[2] تحرّف في تهذيب تاريخ دمشق «رشيد» .
[3] في سير أعلام النبلاء 4/ 492 «النسائي» وهو تحريف لم يتنبّه إليه المحقّق.
[4] الجلاح: بضم الجيم المعجمة، وبآخره حاء مهملة.

(6/339)


وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [1] وَأَبُو زُرْعَةَ [2] .
وَأَمَّا أَبُو سَعِيدِ بن يونس فقال: حنش الصّنعانيّ كان مع عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ، وَقَدِمَ مِصْرَ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ، وَغَزَا الْمَغْرِبَ مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ فِيمَنْ ثَارَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأُتِيَ بِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فِي وَثَاقٍ، فَعَفَا عَنْهُ، وَلَهُ عَقِبٌ بِمِصْرَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ عُشُورَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ [3] .
وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي وَفَاةِ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ.
قُلْتُ: وَهِمَ ابْنُ يُونُسَ وَابْنُ عَسَاكِرَ [4] فِي أَنَّهُ صَاحِبُ عَلِيٍّ، لِأَنَّ صَاحِبَ عَلِيٍّ اسْمُهُ كَمَا ذَكَرْنَا حَنَشُ بْنُ رَبِيعَةَ أَوِ ابْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَهُوَ كِنَانِيٌّ كُوفِيٌّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، كَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا مِصْرَ وَلا إِفْرِيقِيَّةَ، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُمَا رَجُلانِ.
وَلِحَنَشٍ صَاحِبِ عَلِيٍّ تَرْجَمَةٌ فِي «الْكَامِلِ» لابْنِ عَدِيٍّ [5] ، وَقَالَ: مَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ غَيْرِهِمَا.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ تَرْجَمَتُهُ.
247- (حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ) [6]- م د ن ق-.
يَرْوِي عَنْ: حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَخَفَّافِ بْنِ إِيمَاءٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، وَالزُّهْرِيُّ،
__________
[1] في تاريخ الثقات 136.
[2] في الجرح والتعديل 3/ 291.
[3] جذوة المقتبس 201.
[4] في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 179 ب، وتهذيبه 5/ 11.
[5] ج 2/ 844.
[6] انظر عن (حنظلة بن علي الأسلمي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 251، والتاريخ الكبير 3/ 38 رقم 154، وتاريخ الثقات للعجلي 137 رقم 349، والمعرفة والتاريخ 1/ 405، وتاريخ الطبري 5/ 176، والجرح والتعديل 3/ 239 رقم 1063، والثقات لابن حبّان 4/ 165، ورجال صحيح مسلم 1/ 148 رقم 296، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110 رقم 426، وأسد الغابة 2/ 60، وتهذيب الكمال 7/ 451، 452 رقم 1563، والكاشف 1/ 196 رقم 1287، وتهذيب التهذيب 3/ 62 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 640، والإصابة 1/ 360 رقم 1864، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.

(6/340)


وَأَبُو الزِّنَادِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ [1] .
248- (حَنْظَلَةُ بْنُ قيس) [2]- سوى ت- الأنصاريّ الزّرقيّ المدنيّ.
يَرْوِي عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ- إِنْ صَحَّ-، وَعَنْ أَبِي الْيَسَرِ السُّلَمِيِّ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَكَانَ عَاقِلا ذَا رَأْيٍ وَنُبْلٍ وَفَضْلٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ [3] ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ.
وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
249- (حَوْشَبُ بْنُ سَيْفٍ) [4] أَبُو هُرَيْرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَيُقَالُ الْمَعَافِرِيُّ الْحِمْصِيُّ.
عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَمَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ.
وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَشَدَّادُ بْنُ أَفْلَحَ الْمَغْرَانِيُّ.
وثّقه أحمد العجليّ [5] .
__________
[1] ووثّقه: العجليّ، وابن حبّان، وابن حجر، وغيرهم.
[2] انظر عن (حنظلة بن قيس) في:
طبقات ابن سعد 5/ 73، وطبقات خليفة 253، والتاريخ الكبير 3/ 38 رقم 155، والجرح والتعديل 3/ 240 رقم 1064، والثقات لابن حبّان 4/ 166، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 254، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 513، ورجال صحيح مسلم 1/ 148 رقم 295، وجمهرة أنساب العرب 306، والاستيعاب 1/ 383، ورجال صحيح البخاري 11/ 211 رقم 275، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 109، 110، رقم 423، وأسد الغابة 2/ 61، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 171 رقم 137، وتهذيب الكمال 7/ 453، 454 رقم 1565، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 143، والكاشف 1/ 196 رقم 1288، وجامع التحصيل 203 رقم 151، والوافي بالوفيات 13/ 210 رقم 249، وتهذيب التهذيب 3/ 63 رقم 115، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 642، والإصابة 1/ 368 رقم 1914، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.
[3] في الأصل «الرازيّ» وهو تحريف.
[4] انظر عن (حوشب بن سيف) في:
التاريخ الكبير 3/ 100 رقم 346، وتاريخ الثقات للعجلي 137 رقم 353، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح والتعديل 3/ 280 رقم 1252، والثقات لابن حبّان 4/ 184، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 16، 17.
[5] في تاريخ الثقات 137.

(6/341)


[حرف الْخَاءِ]
250- خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ [1] ابْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لُوذَانَ، أَبُو زيد الأنصاريّ الخزرجيّ
__________
[1] انظر عن (خارجة بن زيد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 262، 263، والمحبّر لابن حبيب 377، والعلل لابن المديني 45، 46، وطبقات خليفة 251، وتاريخ خليفة 321، والعلل لأحمد 1/ 305، والتاريخ الكبير 3/ 204 رقم 696، وتاريخ الثقات للعجلي 140 رقم 361، والتاريخ الصغير 24، والمعارف 260، والمعرفة والتاريخ 1/ 300 و 352 و 353 و 376 و 426 و 471 و 559 و 567 و 714، وتاريخ أبي زرعة 1/ 406، وأنساب الأشراف 1/ 244 و 252 و 271 و 326 و 327 و 330 و 4 ق 1/ 42 أوتاريخ اليعقوبي 2/ 282 و 288 و 308، والأخبار الموفقيّات 485، 486، والزاهر للأنباري 2/ 360، ونسب قريش 273، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 108، وتاريخ الطبري 6/ 427 و 435، والجرح والتعديل 3/ 374 رقم 1707، وحلية الأولياء 2/ 189، 190 رقم 175، والعقد الفريد 4/ 168، 169، والثقات لابن حبان 4/ 211، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 431، ورجال صحيح مسلم 1/ 193 رقم 409، وطبقات الفقهاء للشيرازي 47 و 60 و 61، ورجال الطوسي 40، والهفوات النادرة 373، ورجال صحيح البخاري 1/ 234 رقم 311، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 203 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 126 رقم 497، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 200 ب، والتبيين في أنساب القرشيين 354، والكامل في التاريخ 2/ 106 و 4/ 526، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 172 رقم 140، ولباب الآداب 103، وربيع الأبرار 4/ 366، ووفيات الأعيان 2/ 233، وتهذيب الكمال 8/ 8- 13 رقم 1589، وصفة الصفوة 2/ 189 رقم 157، ودول الإسلام 1/ 70، وتذكرة الحفّاظ 1/ 85، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 437- 441 رقم 169، والكاشف 1/ 200 رقم 1309، ومرآة الجنان 1/ 208، والبداية والنهاية 9/ 183، والتذكرة الفخرية 114، والتذكرة الحمدونية 2/ 108، والوافي بالوفيات 13/ 241 رقم 293، والوفيات لابن قنفذ 90 رقم 100، وتهذيب التهذيب 3/ 74، 75 رقم 143، وتقريب التهذيب 1/ 210 رقم 3، وانظر عنه في الإصابة في ترجمة زيد بن خارجة،

(6/342)


النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ أَحَدِ النُّقَبَاءِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ يَزِيدَ، وَأُمِّ الْعَلاءِ الأَنْصَارِيَّةِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سُلَيْمَانُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ مَعَ عُرْوَةَ وَطَبَقَتِهِ، عَدُّوهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [1] وَغَيْرُهُ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] : كَانَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ فِي زَمَانِهِمَا يُسْتَفْتَيَانِ وَيَنْتَهِي النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِمَا، وَيُقَسِّمَانِ الْمَوَارِيثَ مِنَ الدُّورِ وَالنَّخْلِ وَالأَمْوَالِ بَيْنَ أَهْلِهَا، وَيَكْتُبَانِ الْوَثَائِقَ لِلنَّاسِ.
وَقَالَ مَعْنٌ الْقَزَّازُ: ثنا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَجَازَ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ بِمَالٍ فَقَسَّمَهُ [3] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ ابن زَيْدٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ شَبَابٌ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ [4] فَدُفِنَ فِي مُؤَخَّرِ الْبَقِيعِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدِمَ قَادِمٌ السَّاعَةَ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ
__________
[ () ] والنجوم الزاهرة 1/ 242، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، وشذرات الذهب 1/ 118، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 27- 29.
[1] في تاريخ الثقات 140.
[2] في نسب قريش 273.
[3] تاريخ دمشق 5/ 202 أ، تهذيب الكمال 8/ 11.
[4] حتى هنا في تهذيب الكمال 8/ 12 وتمام الحديث: «وإنّ أشدّنا وثبة الّذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه» .
وقال البخاري في تاريخه الصغير 24: «فإن صحّ قول موسى بن عقبة أنّ يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر فإنّ خارجة لم يدرك يزيد» .
وانظر المعرفة والتاريخ 1/ 567.

(6/343)


مَاتَ، فاسترجع عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَفَّقَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَقَالَ:
ثُلْمَةٌ وَاللَّهِ فِي الإِسْلامِ [1] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْجَمَاعَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً [2] .
251- (خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ الكوفي) [3]- خ ت ق- مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ.
عَنْ: مَوْلاهُ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
252- (خَالِدُ بن المهاجر بن خالد بن الوليد) [4]- م بن المغيرة المخزوميّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 5/ 202 ب، والتهذيب 5/ 29، وتهذيب الكمال 8/ 12.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 263.
[3] انظر عن (خالد بن سعد الكوفي) في:
التاريخ الكبير 3/ 153 رقم 525، والمعرفة والتاريخ 2/ 111، والجرح والتعديل 3/ 334 رقم 1503، ورجال صحيح البخاري 1/ 225 رقم 298، والثقات لابن حبّان 4/ 197، والتاريخ الصغير 2/ 54، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 899، 900، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 270، ورجال صحيح البخاري 1/ رقم 298، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 122 رقم 474، وتهذيب الكمال 8/ 79- 81 رقم 1616، والكاشف 1/ 204 رقم 1333، والمغني في الضعفاء رقم 1/ 202 رقم 1844، وميزان الاعتدال 1/ 630 رقم 2424، والوافي بالوفيات 13/ 255 رقم 313، وتهذيب التهذيب 3/ 94 رقم 178، وتقريب التهذيب 1/ 214 رقم 37، ومقدّمة فتح الباري 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 101.
[4] انظر عن (خالد بن المهاجر) في:
نسب قريش 327، 328، والتاريخ الكبير 3/ 170 رقم 579، والمعرفة والتاريخ 1/ 373، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 109 و 5/ 202 203، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 134، والجرح والتعديل 3/ 351 رقم 1585، والثقات لابن حبّان 4/ 197، والأغاني 16، 139، 140، ورجال صحيح مسلم 1/ 186 رقم 389، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123 رقم 485، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 94، 95، والتبيين في أنساب القرشيين 309، وتهذيب الكمال 8/ 174- 177، رقم 1654، وسير أعلام النبلاء 4/ 415 رقم 164، والكاشف 1/ 208 رقم 1365، والوافي بالوفيات 13/ 269 رقم 326، وجمهرة أنساب العرب 147، وتاريخ الطبري 5/ 227، وعيون الأنباء 172، 173، والتذكرة الحمدونية 2/ 448، 449،

(6/344)


عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ.
وَكَانَ شَاعِرًا شَرِيفًا، اتَّهَمَ مُعَاوِيَةَ بِأَنْ يَكُونَ سَقَى عَمَّهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدٍ سُمًّا، فَنَابَذَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: اتَّهَمَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكُونَ دَسَّ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ طَبِيبًا يُقَالُ لَهُ ابْنُ أُثَالٍ، فَسَقَاهُ فِي شَرْبَةٍ سُمًّا، فَاعْتَرَضَ ابْنُ أُثَالٍ فَقَتَلَهُ [1] .
قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي قَتَلَ ابْنَ أُثَالٍ هُوَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ.
253- خُبَيْبُ بْنُ عبد الله بن الزّبير [2] ن ابن العوّام الأسديّ.
__________
[ () ] وتهذيب التهذيب 3/ 120 رقم 223، وتقريب التهذيب 1/ 219 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وخزانة الأدب 2/ 234- 236، وقاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم للشيخ محمد تقي التستري 3/ 287، طبعة طهران 1379 هـ.
[1] الأغاني 16/ 139، 140، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 264 أ، وتهذيبه 5/ 94، التذكرة الحمدونية 2/ 448، 449.
[2] انظر عن (خبيب بن عبد الله بن الزبير) في:
الأخبار الموفقيات 314، والتاريخ لابن معين 2/ 146، وطبقات خليفة 242 و 259، وتاريخ خليفة 306، والتاريخ الكبير 3/ 208، 209 رقم 714، والتاريخ الصغير 1/ 216، 217، وجمهرة نسب قريش 1/ 36- 38، وله ذكر في ترجمة أبيه عبد الله في طبقات ابن سعد 3/ 108، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 311 و 4/ 24 و 5/ 377 و 379، وتاريخ اليعقوبي 2/ 248، والمعارف 116، والمعرفة والتاريخ 2/ 657، وتاريخ الطبري 5/ 344 و 6/ 188 و 482، والجرح والتعديل 3/ 387 رقم 1774، ومشاهير علماء الأمصار 77 رقم 550، والثقات لابن حبّان 211، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 69 ب، وموضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 114، وإكمال ابن ماكولا 2/ 301، وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي 34، والكامل في التاريخ 4/ 145 و 578، وتهذيب الكمال 8/ 223- 227 رقم 1677، والكاشف 1/ 211 رقم 1387، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 215، والوافي بالوفيات 13/ 291 رقم 354، والبداية والنهاية 9/ 93، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 204، وتهذيب التهذيب 3/ 135 رقم 257، وتقريب التهذيب 1/ 222 رقم 109، وخلاصة تذهيب التهذيب 104.

(6/345)


تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: ضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ خَمْسِينَ سَوْطًا، وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ قِرْبَةً فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمًا، فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ.
وعنه: ابنه الزبير، ويحيى بن عبد الله بن مالك، والزهري، وغيرهم.
وقيل: إنه أدرك كعب الأحبار، وكان من النساك [1] .
قال الزبير بن بكار [2] : أدركت أصحابنا يذكرون أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ عِلْمًا كَثِيرًا لا يَعْرِفُونَ وَجْهَهُ وَلا مَذْهَبَهُ فِيهِ، يُشْبِهُ مَا يَدَّعِي النَّاسُ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ.
وَلَمَّا مَاتَ نَدِمَ عُمَرُ وَسُقِطَ فِي يَدِهِ وَاسْتَعْفَى مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانُوا إِذَا ذَكَرُوا لَهُ أَفْعَالَهُ الْحَسَنَةَ وَبَشَّرُوهُ يَقُولُ: فَكَيْفَ بِخُبَيْبٍ.
وَقِيلَ: أَعْطَى أَهْلَهُ دِيَتَهُ، قَسَّمَهَا فِيهِمْ [3] .
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ أَنَّهُمْ نَقَلُوا خُبَيْبًا إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ إِذْ جَاءَهُمُ الْمَاجِشُونَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مُسَجًّى، وَكَانَ الْمَاجِشُونَ يَكُونُ مَعَ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ: كَأَنَّ صَاحِبَكَ فِي مِرْيَةٍ مِنْ مَوْتِهِ، اكْشِفُوا عَنْهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ، قَالَ الْمَاجِشُونَ: فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَوَجَدْتُهُ كَالْمَرْأَةِ الْمَاخِضِ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَقَالَ لِي: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ: مَاتَ الرَّجُلُ، فَسَقَطَ إِلَى الأَرْضِ فَزَعًا، وَاسْتَرْجَعَ، فَلَمْ يَزَلْ يُعْرَفُ فِيهِ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ، وَاسْتَعْفَى مِنَ الْمَدِينَةِ وَامْتَنَعَ مِنَ الْوِلايَةِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ فَعَلْتَ فَأَبْشِرْ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ بِخُبَيْبٍ [4] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَحُدِّثْتُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي
__________
[1] تهذيب الكمال 8/ 224.
[2] جمهرة نسب قريش 1/ 36.
[3] جمهرة نسب قريش 1/ 38.
[4] المصدر نفسه.

(6/346)


مَعَ خُبَيْبُ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، إِذْ وَقَفَ ثُمَّ قَالَ: سَأَلَ قَلِيلا، فَأُعْطِيَ كَثِيرًا، وَسَأَلَ كَثِيرًا فَأُعْطِيَ قَلِيلا، فَطَعَنَهُ فَأَذْرَاهُ [1] فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ السَّاعَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ فَوَجَدَ أَنَّ عَمْرًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَلَهُ أَشْبَاهُ هَذَا فِيمَا يُذْكَرُ [2] .
254- (خَلادُ بْنُ السَّائِبِ) [3]- 4- بْنِ خَلادٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ.
وَعَنْهُ: حَيَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَالْمُطَّلِبُ بن عبد الله بن حنطب، والزّهريّ، وقتادة.
255- (خلاس بن عمرو) [4]- ع- الهجريّ البصريّ.
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 364 «فأدراه» والتصحيح من تهذيب الكمال 8/ 225.
[2] جمهرة نسب قريش 1/ 36، 37، تهذيب الكمال 8/ 225.
[3] انظر عن (خلّاد بن السائب) في:
طبقات ابن سعد 5/ 270، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 3/ 186 رقم 629، وتاريخ الثقات للعجلي 144 رقم 385، والمعرفة والتاريخ 1/ 388، والجرح والتعديل 3/ 364 رقم 1656، والثقات لابن حبّان 4/ 208، وتهذيب الكمال 8/ 354 رقم 1738، وتهذيب التهذيب 3/ 172 رقم 226، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 173.
[4] انظر عن (خلاس بن عمرو) في:
طبقات ابن سعد 7/ 149، والتاريخ لابن معين 2/ 149، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم 466 و 695 و 954 و 2524، والتاريخ الكبير 3/ 227، 228 رقم 764، وتاريخ الثقات للعجلي 145 رقم 389، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 116 رقم 188، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 345 و 346، والمعرفة والتاريخ 2/ 273، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 203 و 244 و 383 و 374 و 387 و 388، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 28، 29 رقم 449، والجرح والتعديل 3/ 402 رقم 1844، والمراسيل 55 رقم 77، والمجروحين لابن حبّان 1/ 285، والكامل في ضعفاء الرجال 3/ 937، 938، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 48 ب، وسنن الدارقطنيّ 3/ 200، والثقات لابن شاهين، رقم 330، ورجال صحيح مسلم 1/ 194 رقم 411، ورجال صحيح البخاري 1/ 235، 236 رقم 313 و 2/ 871، 872 رقم 1484، والإكمال لابن ماكولا 3/ 169، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 128 رقم 502، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 177 رقم 148، وتهذيب الكمال 8/ 364- 367 رقم 1744، والكاشف 1/ 218 رقم 1437، وسير أعلام النبلاء 4/ 491 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 658 رقم 2532، والمغني في الضعفاء 1/ 210 رقم 1923، وجامع التحصيل 308 رقم 175، والوافي

(6/347)


رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعوف الأعرابيّ.
وثّقه أحمد [1] ، وغيره.
ويروي عَنْ عَلِيٍّ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ كِتَابٌ وَقَعَ لَهُ فَرَوَاهُ [2] .
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ خِلَاسٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا.
256- (خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3]- م د- قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: زَيْدِ بن صوحان، وروى عن أبي الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وعلي، والأحنف.
روى عنه: قتادة، وأبان بن أبي عياش، وأبو الأشهب العطارديّ بن جعفر، وغيرهم. وهو ثقة.
__________
[ () ] بالوفيات 13/ 376 رقم 474، والمعارف 452، وتهذيب التهذيب 3/ 176- 178 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 182، وخلاصة تذهيب التهذيب 108.
[1] في العلل ومعرفة الرجال، رقم 2524
[2] أحوال الرجال 116، والعلل، رقم 954، والجرح والتعديل 3/ 402.
[3] انظر عن (خليد بن عبد الله العصريّ) في:
التاريخ لابن معين 2/ 149، وطبقات خليفة 209، والعلل لأحمد 1/ 304 و 358، والتاريخ الكبير 3/ 198 رقم 673، والجرح والتعديل 3/ 383 رقم 1754، والمراسيل 55، والثقات لابن حبّان 4/ 210، ورجال صحيح مسلم 1/ 191 رقم 403، وحلية الأولياء 2/ 232- 234 رقم 182، وتاريخ بغداد 8/ 340 رقم 4447، والأنساب لابن السمعاني 8/ 466، واللباب لابن الأثير 2/ 343، وتهذيب الكمال 8/ 309- 312 رقم 1717، والكاشف 1/ 216 رقم 1418، وجامع التحصيل 307 رقم 173، وتهذيب التهذيب 3/ 159 رقم 302، وتقريب التهذيب 1/ 227 رقم 150، وخلاصة تذهيب التهذيب 106، ومشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 28 أ.

(6/348)


[حرف الدال]
257- (دخين بن عامر الحجريّ) [1]- د ن ق- أبو ليلى، كَاتِبُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
رَوَى عَنْ: عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ نَهِيكٍ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ الْمَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بن أنعم.
قال ابن يونس: قتلته الرُّومُ بِتِنِّيسَ، سَنَةَ مِائَةٍ [2] رَحِمَهُ اللَّهُ.
258- (دِرْبَاسٌ) [3] مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. مَكِّيٌّ.
قَرَأَ عَلَى مَوْلاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ مُحَيْصِنٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ صالح.
قاله أبو عمرو الدّانيّ.
__________
[1] انظر عن (دخين بن عامر الحجري) في:
التاريخ الكبير 3/ 256 رقم 883، والمعرفة والتاريخ 2/ 503، والجرح والتعديل 3/ 442 رقم 2009، والمراسيل 56، رقم 81، والثقات لابن حبّان 230، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 65 أ، والإكمال لابن ماكولا 3/ 313، وتهذيب الكمال 8/ 476 رقم 1796، والكاشف 1/ 225، 226 رقم 1485، وتهذيب التهذيب 3/ 207 رقم 396، وتقريب التهذيب 1/ 235 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 112، والوافي بالوفيات 14/ 6 رقم 3.
[2] تهذيب الكمال 8/ 476.
[3] لم أجد ترجمته في المصادر المتوفرة لديّ.

(6/349)


[حرف الرَّاءِ]
259- (رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ الدِّيلِيُّ الْحِجَازِيُّ) [1] رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَأَبُوهُ بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، قَيَّدَهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ [3] .
وَقَيَّدَهُ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ ابْنُ مَنْدَهْ، وَهُوَ قَوْلٌ مُنْكَرٌ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عُبَادٌ بِالضَّمِّ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عبّاد مُشَدَّدٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَقَدْ شهِدَ الْيَرْمُوكَ.
قُلْتُ: لا شَكَّ فِي سَمَاعِهِ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَإِنَّمَا أسلم بعد
__________
[1] انظر عن (ربيعة بن عباد الديليّ) في:
طبقات خليفة 34، وتاريخ خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 163 والتاريخ الكبير 3/ 280 رقم 960، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 285، وتاريخ أبي زرعة 1/ 647، وتاريخ الطبري 2/ 348، والجرح والتعديل 3/ 472 رقم 2113، والثقات لابن حبّان 4/ 230، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 552، والاستيعاب 1/ 509، وأسد الغابة 2/ 169، 170، والإصابة 1/ 509 رقم 2610، والوافي بالوفيات 14/ 89 رقم 109.
[2] في تاريخه الكبير 3/ 280.
[3] قال في مشتبه النسبة، ورقة 30 أ «والعباد بطن من تجيب» .
[4] في طبقاته 34، وتاريخه 308.

(6/350)


ذَلِكَ، وَلَمْ يَرِدْ نَصٌّ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْلِمٌ.
260- (رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ) [1]- خ د- تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ، وَعُمَرَ بن الخطاب.
وعنه: ابن أَخِيهِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا الْمُنْكَدِرِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ» [2] .
261- رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ [3] ابْن حَارِثَةَ التُّجِيبِيُّ الْمَصْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن حوالة.
وشهد صفّين مع الشاميّين.
__________
[1] انظر عن (ربيعة بن عبد الله بن الهدير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 27، وطبقات خليفة 233، والتاريخ الكبير 3/ 281 رقم 965، وتاريخ الثقات للعجلي 158 رقم 430، والجرح والتعديل 3/ 473، والثقات لابن حبّان 3/ 129 و 4/ 228، 229، وأنساب الأشراف 1/ 46، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 484، والإستيعاب 2/ 492، ورجال صحيح البخاري 1/ 247 رقم 330، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 136 رقم 532، والتبيين في أنساب القرشيين 305، وأسد الغابة 2/ 170، وتهذيب الكمال 9/ 120، 121 رقم 1879، والعبر 1/ 121 رقم 1879، والعبر 1/ 81، وسير أعلام النبلاء 3/ 516، والكاشف 1/ 237 رقم 1561، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 180، والوافي بالوفيات 14/ 95 رقم 119، والعقد الثمين 4/ 397، والإصابة 1/ 523 رقم 2711، وتهذيب التهذيب 3/ 257 رقم 489، وخلاصة تذهيب التهذيب 116، وشذرات الذهب 1/ 79.
[2] في الصحابة 3/ 129، وفي التابعين 4/ 228، 229.
[3] انظر عن (ربيعة بن لقيط) في:
التاريخ الكبير 3/ 283 رقم 971، وتاريخ الثقات للعجلي 159 رقم 435، والمعرفة والتاريخ 2/ 338، والجرح والتعديل 3/ 475 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 4/ 230، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 15، وأسد الغابة 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 509، 51 رقم 202، والوافي بالوفيات 14/ 87 رقم 104، والإصابة 1/ 531 رقم 2756، وتعجيل المنفعة 128، وحسن المحاضرة 1/ 267.

(6/351)


روى عنه: ابنه إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَثَّقَهُ أحمد العجلي [1] .
قال يزيد بن أبي حبيب: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَامَ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ رَاجِعُونَ مِنْ مَسْكِنَ، وَمُطِرُوا دَمًا عَبِيطًا [2] .
قَالَ رَبِيعَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي أَنْصُبُ الإِنَاءَ فَيَمْتَلِئُ دَمًا عَبِيطًا، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّمَا هِيَ، يَعْنِي السَّاعَةَ، وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَقَامَ عَمْرٌو فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَصْلِحُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ، وَلا يَضُرُّكُمْ لَوِ اصْطَدَمَ هَذَانِ الْجَبَلانِ.
رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [3] .
وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ عَنْ رَبِيعَةَ، وَلَفْظُهُ:
إِنَّهُمْ كَانُوا مَعَ مُعَاوِيَةَ حِينَ قَفَلُوا مِنَ الْعِرَاقِ، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاءُ بِدِجْلَةَ دَمًا عَبِيطًا، وَظَنُّوا الظُّنُونَ وَقَالُوا الْقِيَامَةُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
262- الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [4] ابْنُ عَائِذٍ، أَبُو يَزِيدَ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ، الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأعلام.
__________
[1] في تاريخ الثقات 159.
[2] أي طريّا.
[3] ص 197 رقم 561.
[4] انظر عن (الربيع بن خثيم) في:
الزهد لابن المبارك 145 و 301 و 394 و 471 و 495 و 543 و 544، والملحق رقم 21- 29 و 31- 33 و 55 و 59 و 99 و 100 و 101 و 151 وطبقات ابن سعد 6/ 182- 193 وطبقات خليفة 141، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1928 و 2318 و 2994 و 3719 و 3720، والتاريخ الكبير 3/ 269 رقم 917، وتاريخ الثقات للعجلي 154- 156 رقم 419، والبيان والتبيين 1/ 363 و 2/ 105 و 3/ 146 و 158 و 160 و 174 و 193 و 4/ 39، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 497، والمعرفة والتاريخ 2/ 563، 577، وتاريخ أبي زرعة 1/ 655- 657 و 663 و 2/ 682، وأنساب الأشراف 1/ 6، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 3/ 459 رقم 2068، والعقد الفريد 1/ 275 و 2/ 424 و 3/ 150 و 171 و 179، والثقات لابن حبّان 4/ 224، 225، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 737، والثقات لابن شاهين، رقم 352، ورجال صحيح مسلم 1/ 203 رقم 429، والخراج

(6/352)


أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ.
وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ خُزيْمَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِنَادٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِذْنٌ لأَحَدٍ حَتَّى يَفْرُغَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَبَا يَزِيدَ، لَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّكَ، وَمَا رَأَيْتُكَ إِلا ذَكَرْتُ الْمُخْبِتِينَ [1] .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ فَذَكَرَهُ، بِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ صِلَةٍ، ثنا السَّرَّاجُ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ قَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ، فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لأَنَا عَلَيْكُمْ فِي العمد أخوف منّي
__________
[ () ] وصناعة الكتابة لقدامة 377، وحلية الأولياء 2/ 105 رقم 166، وجمهرة أنساب العرب 201، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 772، ورجال صحيح البخاري 1/ 245 رقم 327، وشرح نهج البلاغة 7/ 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 134 رقم 134 رقم 524، وصفة الصفوة 3/ 52، 68 رقم 404، وهو مذكور أيضا في ترجمة عابدة من المجهولات الكوفيّات 3/ 191 رقم 471، والبصائر والذخائر 2/ 508، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، وسير أعلام النبلاء 4/ 258- 262 رقم 95، والكاشف 1/ 235 رقم 1452، وتهذيب الكمال 9/ 70- 76 رقم 1859، والتذكرة الحمدونية 1/ 208، والبداية والنهاية 8/ 217، وغاية النهاية 1/ 283 رقم 1263، والوافي بالوفيات 14/ 80 رقم 92، وتذكرة الحفّاظ 3/ 242 رقم 467، وتقريب التهذيب 1/ 244 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 115 وقد تقدّمت ترجمته مرتين قبل هذه الترجمة.
[1] طبقات ابن سعد 6/ 182، 183، وحلية الأولياء 2/ 106 و 107، وتاريخ الثقات 154.

(6/353)


عَلَيْكُمْ فِي الْخَطَأِ، وَمَا خَيْرُكُمُ [1] الْيَوْمَ بِخَيِّرٍ، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ شَرٍّ مِنْهُ، وَمَا تَتَّبِعُونَ الْخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ، وَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، وَلا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكْتُمْ، وَلا كُلُّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ، ثُمَّ يَقُولُ: السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاتِي تُخْفُونَ [2] مِنَ النَّاسِ، وَهِيَ للَّه بِوَادٍ، الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ، وَمَا دَوَاؤُهُنَّ إِلا أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لا تَعُودَ [3] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ فُلانٌ: مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّمَ بِكَلامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلا بِكَلِمَةٍ تُصْعِدُهُ [4] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ [5] ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَ ابْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ [6] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سِنِينَ، فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكَ حَيَّةٌ [7] ؟
الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟
قَالَ: ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا [8] .
خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِهِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لِنَذْكُرَ الله معك ونحمده، فرفع يديه وقال:
__________
[1] في طبقات ابن سعد «خياركم» ، وفي تهذيب الكمال «خيرتكم» ، وكذا في الحلية.
[2] في الطبقات، والتهذيب (يخفين» .
[3] طبقات ابن سعد 6/ 185، وتهذيب الكمال 9/ 72، 73، وفي طبعة القدسي «نتوب ثم لا نعود» ، والحديث أيضا في الحلية 2/ 108.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 185 وفيه «تصعد» ، وكذلك في الحلية 2/ 109 و 110، والزهد (الملحق) 6 رقم 23.
[5] نسير وذعلوق: مهملان في الأصل.
[6] طبقات ابن سعد 6/ 187، تاريخ الثقات للعجلي 156، والزهد (الملحق) 6 رقم 24.
[7] حلية الأولياء 2/ 110، وملحق الزهد 6/ 24، وفيه زيادة: «وقال مرة: كم لكم مسجدا» ، وهو في طبقات ابن سعد أيضا 6/ 191،.
[8] طبقات ابن سعد 6/ 185، حلية الأولياء 2/ 109، وملحق الزهد لابن المبارك 38 رقم 151.

(6/354)


الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تَقُولا جِئْنَاكَ لِتَشْرَبَ ونشرب معك، ولا لنزني معك [1] ، رواها آخَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كُلُّ مَا لا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يضمحل [2] .
الأعمش، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ: أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ لِأَهْلِهِ: اصْنَعُوا لِي خَبِيصًا- وَكَانَ لا يَكَادُ يَتَشَهَّى عَلَيْهِمْ شَيْئًا- قَال فَصَنَعُوهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٌ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ، قَالَ أَهْلُهُ: مَا يَدْرِي مَا أَكَلَ. قَالَ الرَّبِيعُ:
لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي [3] .
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَرِيَّةَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ الرَّبِيعُ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ وَفِي حجره الْمُصْحَفُ يَقْرَأُ فِيهِ فَيُغَطِّيهِ [4] .
وعن بنت الربيع بن خثيم قالت: كنت أَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ أَلا تَنَامُ؟ فَيَقُولُ:
يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ الْبَيَاتَ [5] ؟
أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلاةِ وَبِهِ الْفَالِجُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، قَدْ رُخِّصَ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا [6] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ فِي وَجْهِ الرَّبِيعِ بن خثيم شيء، فكان فمه يسيل، فرأى في وجهي المساءة، فقال: يا أبا بكر، ما يسرني أَنَّ هَذَا الَّذِي بِي بأعتى [7] الدّيلم على الله [8] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 184، 185 حلية الأولياء 2/ 111.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 186 حلية الأولياء 2/ 107.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 188، 189، حلية الأولياء 2/ 107.
[4] حلية الأولياء 2/ 107، المعرفة والتاريخ 2/ 570، الزهد لابن المبارك 543 رقم 1554.
[5] حلية الأولياء 2/ 114، 115 وفيه: «يا أبت لم لا تنام والناس ينامون» ؟
فقال: إن البيات النار لا تدع أباك أن ينام» .
[6] طبقات ابن سعد 6/ 189، 190، حلية الأولياء 2/ 113، تاريخ الثقات 155، وملحق الزهد 25 رقم 101.
[7] مهملة في الأصل، وتحرّفت في تاريخ الثقات 155 «غنى» ، وفي ملحق الزهد لابن المبارك 24 رقم 99 وفيه «باعتي» .
[8] طبقات ابن سعد 6/ 190، المعرفة والتاريخ 2/ 571.

(6/355)


وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ تَدَاوَيْتَ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ عَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا، كَانَتْ فِيهِمْ أَوْجَاعٌ، وَكَانَتْ لَهُمْ أطباء، فَمَا بَقِيَ الْمُدَاوَى وَلا الْمُدَاوِي، إِلا وَقَدْ فَنِيَ [1] .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعٌ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ، يَقُولُ: أَخَافُ أَنْ أَرَى حَامِلا، أَخَافُ أَنْ لا أَرُدَّ السَّلامَ، أَخَافُ أَنْ لا أُغْمِضَ بَصَرِي [2] .
الثَّوْرِيُّ، عَنْ نُسَيْرِ [3] بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: ما رئي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ [4] .
مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ [5] .
وَعَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ قَسَّمَهُ، وَتَرَكَ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ [6] .
وَعَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ قَالَ: جَاءَ بْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ:
دُلَّنِي عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: نَعَمْ، مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ ذِكْرًا، وَصَمْتُهُ تَفَكُّرًا، ومسيره تدبّرا، فهو خير منّي [7] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 192 وفيه «الواصف ولا الموصوف» بدل «المداوي ولا المداوي» ، والحديث في الحلية 2/ 106، 107، والمعرفة والتاريخ 2/ 571، وملحق الزهد 25 رقم 100.
[2] حلية الأولياء 2/ 116 ونصّ الحديث فيه: عن الشعبيّ قال: ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزّر، وقال: أخاف أن يظلم رجلا فلا أنصره، أو يعتدي رجل على رجل فأكلّف عليه الشهادة، ولا أغضّ البصر، ولا أهدي السبيل، أو يقع الحامل فلا أحمل عليه» . والحديث في الطبقات 6/ 183، والملحق في الزهد لابن المبارك 5 رقم 20، والمعرفة والتاريخ 2/ 569، وتاريخ الثقات 155.
[3] محرّف في الأصل.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 187، المعرفة والتاريخ 2/ 572.
[5] المعرفة والتاريخ 2/ 573.
[6] المعرفة والتاريخ 2/ 573.
[7] حلية الأولياء 2/ 106

(6/356)


وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ أَشَدَّ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَرَعًا [1] .
زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ لَيْلَةً بِثُلُثِ الْقُرْآنِ» ؟ فَأَشْفَقْنَا أَنْ يَأْمُرَنَا بِأَمْرٍ نَعْجَزُ عَنْهُ، فَسَكَتْنَا، قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ قَرَأَ: اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتَئِذٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» .
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، إِجَازَةً عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُعَدِّلِ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خلاد، ثنا محمد بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا زَائِدَةُ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ خَمْسَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، بَعْضُهُمْ عَنْ بعض [2] . 263- (الربيع بن عميلة) [3]- م 4- الفزاريّ الكوفيّ.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَخِيهِ يُسَيْرِ بْنِ عُمَيْلَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الرُّكَيْنُ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، والحكم بن عتيبة.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 107.
[2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 418، 419 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الربيع بن خثيم..، وهو في حلية الأولياء 2/ 117، والجامع الصحيح للترمذي (2896) ، وسنن النسائي 2/ 171، 172.
[3] انظر عن (الربيع بن عميلة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 154، والعلل لأحمد 1/ 334، والتاريخ الكبير 3/ 270 رقم 922، وتاريخ الثقات للعجلي 156 رقم 422، وتاريخ أبي زرعة 1/ 608، والجرح والتعديل 3/ 467 رقم 2090، والثقات لابن حبّان 4/ 226، ورجال مسلم 1/ 203، 204 رقم 430، وجمهرة أنساب العرب 359، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 135 رقم 528، وتهذيب الكمال 9/ 96- 98 رقم 1867، والكاشف 1/ 236 رقم 1549، وتهذيب التهذيب 3/ 249، 250 رقم 476، وخلاصة تذهيب التهذيب 115.

(6/357)


[حرف الزاي]
264- (زرارة بن أوفى) [1]- ع- أبو حاجب العامريّ، قَاضِي الْبَصْرَةِ.
كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ وَصُلَحَائِهَا.
سَمِعَ: عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَيُّوبُ، وَقَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْن أبي هند، وبهز بْن حكيم
__________
[1] انظر عن (زرارة بن أوفى) في:
طبقات ابن سعد 7/ 150، والعلل لابن المديني 69، وتاريخ خليفة 227 و 300 و 302، وطبقات خليفة 197، والعلل لأحمد 1/ 283، والتاريخ الكبير 3/ 438، 439 رقم 1461، والتاريخ الصغير 76 و 116، وتاريخ الثقات للعجلي 165 رقم 459، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 292، والجرح والتعديل 3/ 603 رقم 2727، والمراسيل 63 رقم 96، والبيان والتبيين 3/ 210، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 307، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 264 و 342 و 2/ 244 و 282 و 684، وتاريخ الطبري 5/ 224 و 300 و 6/ 210 و 256، والثقات لابن حبّان 4/ 266، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 701، ورجال صحيح مسلم 1/ 229 رقم 494، وحلية الأولياء 2/ 258- 260 رقم 191، ورجال صحيح البخاري 1/ 275 رقم 356، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 172، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 164 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155 رقم 603، والعقد الفريد 6/ 97، والأنساب للسمعاني 4/ 108، والكامل في التاريخ 3/ 451 و 4/ 404 و 418، وتهذيب الكمال 9/ 339- 341 رقم 1977، والكاشف 1/ 250 رقم 1644، وسير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 209 (وقد سقط من المطبوع معظم الترجمة، ولم يتنبّه إلى ذلك المحقّق) ، والعبر 1/ 109، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 199، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 611، ودول الإسلام 1/ 68، والبداية والنهاية 9/ 93، ومرآة الجنان 1/ 185، وجامع التحصيل 213 رقم 196، والوافي بالوفيات 14/ 192 رقم 260، وتهذيب التهذيب 3/ 322، 323 رقم 598، وتقريب التهذيب 1/ 259 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 121، وشذرات الذهب 1/ 102.

(6/358)


الْقُشَيْريُّ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَثَبَتَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا تلا فَإِذا نُقِرَ في النَّاقُورِ 74: 8 [1] خَرَّ مَيِّتًا [2] ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
265- (زهدم بن مضرّب) [3]- خ م ت ق- الأزديّ الجرميّ البصريّ، أبو مسلم.
عَنْ: أَبِي مُوسَى، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْوَرَّاقُ، وَقَتَادَةُ.
266- (زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ الدِّمَشْقِيُّ) [4]- د- لَهُ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ، وَقِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَلَهُ عَنْ: حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ فِي النَّفْلِ.
__________
[1] سورة المدّثّر- الآية 8.
[2] الثقات لابن حبّان 4/ 266، طبقات ابن سعد 7/ 150، حلية الأولياء 2/ 258، تهذيب الكمال 9/ 341.
[3] انظر عن (زهدم بن مضرّب) في:
طبقات خليفة 201، والعلل لأحمد 1/ 173، والتاريخ الكبير 3/ 448 رقم 1497، وتاريخ الثقات للعجلي 166 رقم 462، والمعرفة والتاريخ 2/ 151، والجرح والتعديل 3/ 2794، والثقات لابن حبّان 4/ 269، ورجال صحيح مسلم 1/ 227، 228 رقم 490، ورجال صحيح البخاري 1/ 275 رقم 377، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155 رقم 604، وتهذيب الكمال 9/ 396- 399 رقم 2007، والكاشف 1/ 254 رقم 1673، وتهذيب التهذيب 3/ 341 رقم 633، وتقريب التهذيب 1/ 263 رقم 69 (وفيه: زهدم بن مضرّس) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 130.
[4] انظر عن (زياد بن جارية) في:
التاريخ الكبير 3/ 348 رقم 1179، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328 و 357، والجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380، والثقات لابن حبّان 4/ 252، والسابق واللاحق 122، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، وأسد الغابة 2/ 312، وتهذيب الكمال 9/ 439- 441 رقم 2028، والكاشف 1/ 257 رقم 1689، وميزان الاعتدال 2/ 87 رقم 2929، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2223، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 194، والبداية والنهاية 9/ 166 (وقد تحرّف فيه إلى: زياد بن حارثة) ، والوافي بالوفيات 15/ 13، 14 رقم 11، وتهذيب التهذيب 3/ 356، 357 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 124، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 139 رقم 652، والإصابة 1/ 586 رقم 3012.

(6/359)


رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، ويُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَنْكَرَ زَمَنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ تَأْخِيرَ الْجُمُعَةِ، فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ [1] .
267- (زِيَادُ بْنُ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَصْرِيُّ) [2]- د ت ق- وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ.
رَوَى عَنْ: زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
268- (زياد بن صبيح الحنفيّ المكّي) [3]- د ن- ويقال البصريّ.
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
269- (زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ) - ع- مُخَضْرَمٌ، وَقَدْ ذُكِرَ [4] .
قَالَ ابْنُ مَنْدَوَيْهِ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وتسعين.
__________
[1] انظر الخبر مفصّلا في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، 402، وتهذيب الكمال 9/ 440.
[2] انظر عن (زياد بن ربيعة الحضرميّ) في:
التاريخ الكبير 3/ 376 رقم 1262، والمعرفة والتاريخ 2/ 495، والجرح والتعديل 3/ 548 رقم 2470، والثقات لابن حبّان 4/ 257، 258، وتاريخ الثقات للعجلي 169 رقم 477، وتهذيب الكمال 9/ 460- 462 رقم 2041، والكاشف 1/ 258 رقم 1702، وتهذيب التهذيب 3/ 365، 366 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 267 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 124.
[3] انظر عن (زياد بن صبيح) في:
التاريخ الكبير 3/ 358، 359 رقم 1211، وتاريخ الثقات للعجلي 168 رقم 471، والجرح والتعديل 3/ 535 رقم 2414، والثقات لابن حبّان 4/ 255، والثقات لابن شاهين، رقم 402، وتهذيب الكمال 9/ 483، 484 رقم 2051، والكاشف 1/ 260 رقم 1710، والعقد الثمين 4/ 453، وتهذيب التهذيب 3/ 374 رقم 681، وتقريب التهذيب 1/ 268 رقم 115، وخلاصة تذهيب التهذيب 125.
[4] تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء.

(6/360)


[حرف السين]
270- (سالم البرّاد) [1]- د ن- أبو عبد الله، كُوفِيٌّ.
عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
271- (سالم بن أبي الجعد) [2]- ع- الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ الفقيه،
__________
[1] انظر عن (سالم البرّاد) في:
طبقات ابن سعد 5/ 300، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 5782، والعلل لابن المديني 76، والتاريخ الكبير 2/ 108، 109 رقم 2135، وتاريخ الثقات للعجلي 173 رقم 495، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3 رقم 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 578، والجرح والتعديل 4/ 190 رقم 819، والثقات لابن حبّان 4/ 307، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 318 أ، وتهذيب الكمال 10/ 175- 177 رقم 2159، والكاشف 1/ 272 رقم 1801، وتهذيب التهذيب 3/ 444 رقم 819، وخلاصة تذهيب التهذيب 132.
[2] انظر عن (سالم بن أبي الجعد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 291، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15781، والتاريخ لابن معين 2/ 186، ومعرفة الرجال له 1/ 125 رقم 622 و 2/ 25، 26 رقم 21 و 2/ 59 رقم 111 و 2/ 209 رقم 695، والعلل لابن المديني 63 و 72، وتاريخ خليفة 320، وطبقات خليفة 156، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 405 و 1531 و 3899، والتاريخ الكبير 4/ 107 رقم 2132، والتاريخ الصغير 103، وتاريخ الثقات للعجلي 173 رقم 496، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 278 رقم 3094، وأنساب الأشراف 1/ 161 و 169 و 4 ق 1/ 128 و 500 و 5/ 15، والمعارف 452، والمعرفة والتاريخ 1/ 490 و 2/ 102 و 141 و 664 و 3/ 152 و 154 و 228 و 229 و 233 و 236، وتاريخ أبي زرعة 1/ 293، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 48 و 125، والمراسيل 79، 80 رقم 126، والجرح والتعديل 4/ 181 رقم 785، وتاريخ

(6/361)


أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدٍ، وَزِيَادٍ، وَعِمْرَانَ، وَمُسْلِمٍ، وَأَشْهَرُهُمْ سَالِمٌ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَثَوْبَانَ، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عَمْرٍو، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وَأَنَسٍ، وَأَبِيهِ رَافِعٍ أبي الجعد، وجماعة.
روى عنه: قتادة، ومنصور، والأعمش، والحكم، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون.
كان ثقة نبيلا.
توفي سنة مائة، وقيل قبلها، ويقال بعدها بسنة.
وقد روى أيضا عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ في «سنن النسائي» وذلك مرسل.
272- (سالم أبو الغيث) [1]- ع- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ الْعَدَوِيُّ المدنيّ.
__________
[ () ] الطبري 2/ 316 و 4/ 204 و 427 و 429، والثقات لابن حبّان 4/ 305، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 809، ورجال صحيح مسلم 1/ 259، 260 رقم 563، ورجال صحيح البخاري 1/ 316، 317 رقم 441، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282 و 292 و 309، وثمار القلوب 469، والمحاسن والمساوئ 49، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 188 رقم 706، ومعجم البلدان 4/ 755 و 757، وتهذيب الكمال 10/ 130- 133 رقم 2142، والكامل في التاريخ 4/ 591 و 5/ 26، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 5/ 108- 110 رقم 44، وميزان الاعتدال 2/ 109 رقم 3045، والمغني في الضعفاء 1/ 250 رقم 2297، والكاشف 1/ 270 رقم 1784، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 268، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 389 و 401 و 432 و 503 و 571 و 572 و 575 و 580 و 646، وجامع التحصيل 217 رقم 218، والبداية والنهاية 9/ 189، 190، وتهذيب التهذيب 3/ 432، 433 رقم 799، وتقريب التهذيب 1/ 279 رقم 3، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 131، وشذرات الذهب 1/ 118.
[1] انظر عن (سالم أبي الغيث) في:
طبقات ابن سعد 5/ 301، والتاريخ لابن معين 2/ 720، والتاريخ الكبير 4/ 108 رقم 2134، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 346 و 5/ 414 و 726، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 78، والجرح والتعديل 4/ 189، 190 رقم 818، والثقات لابن حبّان 4/ 306، ورجال صحيح مسلم 1/ 260 رقم 564، ورجال صحيح البخاري 1/ 307 رقم 442، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 189 رقم 708، وتهذيب الكمال 10/ 179، 180 رقم 2163، والكاشف 1/ 273 رقم 1804، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 129، وتهذيب التهذيب 3/ 445 رقم 826، وتقريب التهذيب 1/ 281 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 132 (وفيه: سالم أبو الغيب) وهو تحريف، والمعين في طبقات المحدّثين 38 رقم 270.

(6/362)


عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَطْ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ الْمَقْبُرِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
273- (السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ) [1]- 4- وَقِيلَ ابْنُ يَزِيدَ، أَوْ زَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
وَثَّقَهُ العجليّ [2] .
274- السّائب بن يزيد [3] ع ابْنُ سَعِيدِ بْنِ ثُمَامَةَ، أَبُو يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ المدنيّ، ابن أخت نمر، يعرفون
__________
[1] انظر عن (السائب بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 5/ 252، والعلل لأحمد 1/ 363، والتاريخ الكبير 4/ 154 رقم 1299، وتاريخ الثقات للعجلي 176 رقم 507، والمعرفة والتاريخ 2/ 154، والجرح والتعديل 4/ 242 رقم 1039، والمراسيل 67 رقم 106، والثقات لابن حبّان 4/ 326، وتهذيب الكمال 10/ 192، 193 رقم 2173، والكاشفة 1/ 273 رقم 1812، وتهذيب التهذيب 3/ 450 رقم 838، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 44، وجامع التحصيل 218 رقم 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 132.
[2] في تاريخ الثقات 176.
[3] انظر عن (السائب بن يزيد) في:
تاريخ خليفة 280، ومسند أحمد 3/ 449، والعلل ومعرفة الرجال له، رقم 464 و 2067 و 5276، و 5277، والتاريخ لابن معين 2/ 189، والتاريخ الكبير 4/ 150، 151 رقم 2286، والتاريخ الصغير 103، وتاريخ الثقات للعجلي 176 رقم 508، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 462، 463، والمعرفة والتاريخ 1/ 357 و 358 و 361 و 2/ 473 و 475 و 693، وتاريخ أبي زرعة 1/ 418 و 419 و 547 و 544 و 647، والزهد لابن المبارك 426، وأنساب الأشراف 3/ 7 و 4 ق 1/ 528 و 5/ 152، وتاريخ الطبري 2/ 492 و 3/ 377 و 4/ 211 و 401، والجرح والتعديل 4/ 241 رقم 1031، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 172، ورجال صحيح مسلم 1/ 294 رقم 636، وجمهرة أنساب العرب 428، ورجال صحيح البخاري 1/ 340، 341 رقم 478، والاستيعاب 2/ 576، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202 رقم 756، والثقات لابن حبّان 4/ 327، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 141، وتهذيب تاريخ دمشق

(6/363)


بِذَلِكَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
قَالَ السَّائِبُ: حَجَّ بِي أَبِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ [1] .
وَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إلى ثنيّة الوداع نتلقّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ [2] .
وَقَالَ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي، وَرَأَيْتُ بين كتفيه خاتم النّبوّة [3] .
__________
[6] / 63، والكامل في التاريخ 2/ 145 و 4/ 456، وأسد الغابة 2/ 257، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 208 رقم 197، وتهذيب الكمال 10/ 193- 196 رقم 2174، وتحفة الأشراف 3/ 257- 264 رقم 175، والكاشف 1/ 273، 274 رقم 1813، وسير أعلام النبلاء 3/ 437- 439 رقم 80، والعبر 1/ 106 و 239، ودول الإسلام 1/ 63، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 236 و 523 و 616، وطبقات الفقهاء للشيرازي 65، والبداية والنهاية 9/ 83، ومرآة الجنان 1/ 180، وجامع التحصيل 1/ 491، والوافي بالوفيات 15/ 104 رقم 150، والنكت الظراف 3/ 257- 263، والإصابة 2/ 12 رقم 3077، وتهذيب التهذيب 3/ 450، 451 رقم 839، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 45، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وشذرات الذهب 1/ 99.
[1] أخرجه البخاري في الحج 4/ 61 باب حجّ الصبيان، والطبراني في المعجم الكبير- ج 7 رقم (6678) ، وأحمد في المسند 3/ 449، والعجليّ في تاريخ الثقات 176، والترمذي (925) وزاد «في حجّة الوداع» وقال: هذا حديث حسن صحيح.
[2] رواه البخاري في الجهاد 4/ 390 باب استقبال الغزاة، عن مالك بن إسماعيل، حدّثنا ابن عيينة، عن الزهري، قال: قال السائب بن يزيد، وفي المغازي، عن علي بن عبد الله، وعن عبد الله بن محمد، وأبو داود في الجهاد (2779) باب في التلقّي، عن ابن السرح، عن سفيان، عن الزهري، عن السائب، والترمذي في الجهاد (1772) باب ما جاء في تلقّي الغائب إذا قدم، من طريق سفيان، عن الزهري، عن السائب، ولفظه: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم من تبوك خرج الناس يتلقّونه إلى ثنيّة الوداع. قال السائب: فخرجت مع الناس وأنا غلام» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[3] رواه البخاري في الوضوء 1/ 55، 56، عن عبد الرحمن بن يونس، قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن الجعد، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله إنّ ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضّأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زرّ الحجلة. وفي المناقب 4/ 163 باب خاتم النبوّة، عن محمد بن عبيد الله، عن حاتم، عن الجعيد بن عبد الرحمن. قال ابن عبيد الله: الحجلة من حجل الفرس الّذي بين عينيه، وفي المرضى والطب 7/ 9، 10 باب من ذهب بالصبيّ المريض ليدعى له، وفي الدعاء 7/ 156 باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رءوسهم، وأخرجه مسلم في الفضائل (111/ 2345) باب

(6/364)


وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَخَالَهُ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَطَلْحَةَ، وَحُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَالْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطَلٍ يَوْمَ الْفَتْحِ، اسْتَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتَ الْأَسْتَارِ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ، ثُمَّ قَالَ: «لا يُقْتَلُ قُرَشِيُّ بَعْدَ هَذَا صَبْرًا [1] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا عَطَاءٌ مَوْلَى السَّائِبِ قَالَ: كَانَ السَّائِبُ رَأْسُهُ أَسْوَدَ مِنْ هَامَتِهِ إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، وَسَائِرُ رَأْسِهِ وَمُؤَخِّرُهُ وَعَارِضُهُ وَلِحْيَتُهُ أَبْيَضَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ شَعْرًا مِنْكَ! فَقَالَ لِي: أَوَ تَدْرِي مِمَّ ذَاكَ يَا بُنَيَّ؟
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِي وَأَنَا أَلْعَبُ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» فَهُوَ لا يَشِيبُ أَبَدًا [2] . يَعْنِي: مَوْضِعَ كَفِّهِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا، وَلا أَبُو بَكْرٍ، وَلا عُمَرُ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ لِلسَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ: لَوْ رَوَّحْتَ عَنِّي بَعْضَ الأَمْرِ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى الْفَرْوِيُّ: رَأَيْتُ عَلَى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ مِطْرَفَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ، وعمامة خزّ [4] .
__________
[ () ] إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلى الله عليه وسلّم، والترمذي في المناقب (3723) باب ما جاء في خاتم النّبوّة، وفي الشمائل، عن قتيبة، وقال حسن غريب من هذا الوجه.
[1] مسند أحمد 4/ 213، سنن الدارميّ 2/ 198، تاريخ دمشق 7/ 28 ب.
[2] أخرجه العجليّ في تاريخ الثقات 176، والطبراني في المعجم الكبير 7/ رقم (6693) ، وفي المعجم الصغير 1/ 249، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 409 وقال: رجال الكبير رجال الصحيح.
[3] تاريخ دمشق 7/ 29 ب.
[4] تاريخ دمشق 7/ 29 ب.

(6/365)


وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَيُرْوَى عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ وَفَاتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
- (سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ) - ع- أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ.
فِي الْكُنَى.
- (سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ) - ع- هُوَ أَبُو عُبَيْدٍ.
فِي الكنى.
275- سعيد بن جبير [1] ع ابن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 256- 267، الزهد لأحمد بن حنبل 370، الطبقات لخليفة 280، التاريخ لخليفة 307، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 461 رقم 1533، المعارف لابن قتيبة 445، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 712، 713، أخبار القضاة لوكيع 2/ 411- 412، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 9، 10 رقم 29، مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 82 رقم 591، التاريخ لابن معين 2/ 196- 198، حلية الأولياء لأبي نعيم 4/ 272- 309 رقم 275، تاريخ أبي زرعة 1/ 515 و 671، المراسيل لابن أبي حاتم 74 رقم 118، طبقات الفقهاء للشيرازي 82، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 216، 217 رقم 208، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 143، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 371- 374 رقم 261، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 201- 203 رقم 1085، سير أعلام النبلاء 4/ 322- 343 رقم 116، تذكرة الحفاظ 1/ 76، 77 رقم 73، العبر 1/ 112، الكاشف للذهبي 1/ 282 رقم 1879، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 11/ 13، مرآة الجنان لليافعي 1/ 196- 198، البداية والنهاية لابن كثير 9/ 96 و 98، الوافي بالوفيات للصفدي 15/ 206- 208 رقم 287، رقم 287، الوفيات لابن قنفذ 101 رقم 95، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 38، 39، نهاية الأرب للنويري 21/ 322، 323، الزيارات للهروي 79 و 80، العقد الثمين للفاسي 4/ 549، غاية النهاية لابن الجزري- الترجمة 1340، تهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 11- 14 رقم 14، تقريب التهذيب لابن حجر 1/ 292 رقم 133، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 228، طبقات الحفاظ للسيوطي 31، تاريخ الخلفاء للسيوطي 225، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 136، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 181، 182 رقم

(6/366)


عَبْدِ اللَّهِ [1] الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْأَعْلَامِ.
سَمِعَ: ابْنَ عَبَّاسٍ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وعبد الله بن مغفّل، وغيرهم. وروى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عِنْدَ النَّسَائِيِّ، وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَفِيهِ نَظَرٌ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ. وَرَوَى عَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وابنه الآخر عبد الملك، والقاسم ابن أَبِي بَزَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ- وَقَدْ أَتَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْأَلُونَهُ- فَقَالَ: أليس فيكم سعيد ابن جُبَيْرٍ [2] .
وَعَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: جِهْبِذُ الْعُلَمَاءِ [3] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: مَا خَلَّفَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ. خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْحَجَّاجِ، ثُمَّ إِنَّهُ اخْتَفَى وَتَنَقَّلَ فِي النَّوَاحِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ وَقَعُوا بِهِ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ:
يَا شَقِيَّ بْنَ كُسَيْرٍ- يَعْنِي مَا أَنْتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ- أَمَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَلَيْسَ يَؤُمُّ بِهَا إِلا عَرَبِيٌّ فَجَعَلْتُكَ إِمَامًا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَمَا وَلَّيْتُكَ الْقَضَاءَ، فَضَجَّ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَقَالُوا: لا يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ إِلا عَرَبِيٌّ، فَاسْتَقْضَيْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى وَأَمَرْتُهُ أَنْ لا يَقْطَعَ أَمْرًا دُونَكَ؟! قَالَ: بلى، قال: أما جعلتك في سمّاري
__________
[181،) ] شذرات الذهب لابن العماد 1/ 108، القاموس الإسلامي لعطيّة الله 3/ 361، 362، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 324، تاريخ الخميس 2/ 350، وانظر عن أخباره مع الحجّاج في كتب التاريخ للطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.
[1] وفي مصادر ترجمته: أبو محمد ويقال أبو عبد الله.
[2] تذكرة الحفاظ 1/ 76، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 181، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 216.
[3] التذكرة، وسير أعلام النبلاء 4/ 333 و 341، الجرح والتعديل 4/ 10، حلية الأولياء 4/ 273 والجهبذ: معرّب، بمعنى: النقّاد، الخبير بغوامض الأمور، البارع العارف بطرق النقد.

(6/367)


وَكُلُّهُمْ رُءُوسُ الْعَرَبِ؟! قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَمَا أَعْطَيْتُكَ مِائَةَ أَلْفٍ تُفَرِّقُهَا عَلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ؟! قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ عَلَيَّ؟! قَالَ: بَيْعَةٌ كَانَتْ فِي عُنُقِي لابْنِ الأَشْعَثِ. فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ: أَمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي عُنُقِكَ مِنْ قَبْلُ! يَا حَرَسِيُّ اضْرِبْ عُنُقَهُ. فَضَرَبَ عُنُقَهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ بِوَاسِطٍ، وَقَبْرُهُ ظَاهِرٌ يُزَارُ [1] .
وَقَالَ مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لا يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ إِذَا أُتِيَ بِالرَّجُلِ قَالَ لَهُ: أَكَفَرْتَ إِذْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، تَرَكَهُ، وَإِنْ قَالَ: لا، قَتَلَهُ، فَأُتِيَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فقال لَهُ: أَكَفَرْتَ إِذْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: مَا كَفَرْتُ مُنْذُ آمَنْتُ. قَالَ:
اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ أَقْتُلُكَ؟ فَقَالَ: اختَرْ أَنْتَ فَإِنَّ الْقِصَاصَ أَمَامَكَ [2] .
وَقَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَجَدَهُ فِي الْكَعْبَةِ وَنَاسًا فِيهِمْ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، فَسَارُوا بِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَتَلَهُمْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ تَعَلَّقَ بِهِ عَلَيْهِمْ، إِلا بِالْعِبَادَةِ، فَلَمَّا قتل سَعِيدًا خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ كَثِيرٌ، حَتَّى رَاعَ الْحَجَّاجَ، فَدَعَا طَبِيبًا، فَقَالَ: مَا بَالُ دَمِهِ كَثِيرًا؟! قَالَ: قَتَلْتَهُ وَنَفْسُهُ مَعَهُ [3] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ محتاج إلى علمه [4] .
__________
[1] انظر: البدء والتاريخ 6/ 39، وفيات الأعيان 2/ 373، الوافي بالوفيات 15/ 207، سير أعلام النبلاء 4/ 328، البداية والنهاية 9/ 96
[2] السير 4/ 338، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 217.
[3] وفيات الأعيان 2/ 374، السير 4/ 341، مرآة الجنان 1/ 198. وفي الوافي بالوفيات: قالوا هذه قتلته ونفسه معه والدم يتبع النفس، ومن كنت تقتله غيره كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قلّ دمهم (15/ 207) وفي شذرات الذهب 1/ 108 «يعني لم يرعه القتل» .
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 712، 713 الطبقات الكبرى 6/ 266، حلية الأولياء 4/ 273، السير 4/ 325، التذكرة 1/ 77، وفيات الأعيان 2/ 374، مرآة الجنان 1/ 197.

(6/368)


وَعَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: دَخَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْكَعْبَةَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: عَنْ سَعِيدٍ إِنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ جَلِيلَةٌ فِي «الْحِلْيَةِ» [2] .
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: لَدَغَتْ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَقْرَبٌ، فَأَقْسَمَتْ أُمُّهُ عَلَيْهِ لَيَسْتَرْقِيَنَّ، فَنَاوَلَ الرَّقَّاءَ يَدَهُ الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ [3] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا فِي رَمَضَانَ، فَيَقْرَأُ لَيْلَةً بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْلَةً بِقِرَاءَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [4] .
وَقَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خَصِيفٍ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ بِالطَّلاقِ سَعِيدُ بْنُ المسيب، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَجِّ عَطَاءٌ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ طَاوُسٌ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ، وَأَجْمَعُهُمْ لِذَلِكَ كُلِّهِ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ [5] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا الضَّبِّيُّ قَالَ: كُنْتُ فِي حِجْرِ الْحَجَّاجِ فَقَدَّمُوا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَنَا شَاهِدٌ، فَأَخَذَ الْحَجَّاجُ يُعَاتِبُهُ كَمَا يُعَاتِبُ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، فَانْفَلَتَتْ مِنْ سَعِيدٍ كَلِمَةً فَقَالَ إِنَّهُ عَزَمَ عَلَيَّ، يَعْنِي ابْنَ الأَشْعَثِ.
وَيُرْوَى أنّ الحجّاج رئي فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فقال:
قتلني بكل قتيل قتلته، قتلة، وَقَتَلَنِي بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَبْعِينَ قَتْلَةً [6] .
رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ كَانَ يَغُوصُ ثُمَّ يُفِيقُ ويقول: ما لي وما لك يَا سَعِيدُ بْنَ جُبَيْرٍ.
قُلْتُ: صَحَّ أَنَّهُ قَالَ لابْنِهِ: مَا يُبْكِيكَ، مَا بَقَاءُ أَبِيكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً [7] ، وَذَلِكَ حِينَ دُعِيَ لِيُقْتَلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. رَوَاهَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بن
__________
[1] الزهد 370، التذكرة 1/ 76، السير 4/ 324.
[2] الحلية لأبي نعيم الأصبهاني 4/ 272- 309 رقم 275.
[3] الحلية 4/ 275.
[4] وفيات الأعيان 2/ 371.
[5] طبقات الفقهاء 82، وفيات الأعيان 2/ 372، السير 4/ 341، مرآة الجنان 1/ 197.
[6] وفيات الأعيان 2/ 374.
[7] حلية الأولياء 4/ 282، تذكرة الحفاظ 1/ 76، سير أعلام النبلاء 4/ 333، وفي تاريخ وفاته خلاف.

(6/369)


سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ.
276- (سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ أَبْزَى [2] الْكُوفِيُّ) - ع- عَنْ: أَبِيهِ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَعَنْهُ: ذر الْهَمْدَانِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
277- (سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ) [3] بْنِ أُسيد بْنِ أَبِي الْفَيْضِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَحَدُ الأَشْرَافِ بِالْبَصْرَةِ.
كَانَ نَبِيلًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا، لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ أَعْطَى شَاعِرًا ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ [4] .
278- (سَعِيدُ بن مرجانة) [5]- خ م ت ن- أبو عثمان مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَمَرْجَانَةُ هِيَ أُمُّهُ. كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، مَعَ جَلالَتِهِ وَقِدَمِهِ، وَابْنَاهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ، وَعُمَرُ، وَوَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وتسعين.
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 39 رقم 171، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 73 رقم 116 التاريخ الكبير 3/ 494 رقم 1649، الكاشف للذهبي 1/ 289 رقم 1935، تهذيب التهذيب 4/ 54، تقريب التهذيب 1/ 300 رقم 206، خلاصة تذهيب التهذيب 140، سير أعلام النبلاء 44/ 481 رقم 183.
[2] أبزى: بمفتوحة فساكنة وبفتح زاي وبقصر ياء. (المغني في ضبط أسماء الرجال للهندي- ص 16) .
[3] نسب قريش لمصعب الزبيري- ص 193، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 152، 153، تهذيب الألفاظ لابن السّكّيت- ص 399 (طبعة بيروت 1895) ، لسان العرب لابن منظور 6/ 164، الوافي بالوفيات 15/ 236 رقم 330.
[4] نسب قريش 196.
[5] الطبقات لخليفة 248 تاريخ خليفة 314، الكاشف للذهبي 1/ 295 رقم 1972، تذكرة الحفاظ 1/ 103، الوافي بالوفيات 15/ 257 رقم 363، تهذيب التهذيب 4/ 78، 79 رقم 136، تقريب التهذيب 1/ 304 رقم 251.

(6/370)


279- سعيد [1] بن المسيّب [2] ع ابن حَزْنِ [3] بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ القرشي المخزومي المدني عَالِمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِلا مُدَافَعَةٍ.
وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْهَا، وَقِيلَ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْهَا.
وَرَأَى عُمَرَ، وَسَمِعَ: عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَطَائِفَةً مِنَ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سعيد، وبكير
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 119- 143، الطبقات لخليفة 244، تاريخ خليفة 134 و 265 و 289 و 290 و 306، المعارف لابن قتيبة 437، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 468، الجرح والتعديل 4/ 59- 61 رقم 262، المراسيل لابن أبي حاتم 71 رقم 114، التاريخ لابن معين 2/ 207- 208، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 426، حلية الأولياء 2/ 161- 175 رقم 170، طبقات الفقهاء للشيرازي 57- 58، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 510- 511 رقم 1698، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 219- 221 رقم 212، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 79- 82 رقم 159، كتاب الزيارات للهروي 94، وفيات الأعيان 2/ 375- 378 رقم 262، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 5 و 7 و 8، تذكرة الحفاظ 1/ 54- 56 رقم 38، سير أعلام النبلاء 4/ 217- 246، رقم 88، العبر 1/ 110، الكاشف للذهبي 1/ 296 رقم 1979، البداية والنهاية 9/ 99- 101، الوافي بالوفيات 15/ 262 رقم 368، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 205- 217 رقم 1090، الوفيات لابن قنفذ 88 رقم 91، غاية النهاية لابن الجزري، رقم 1354، تهذيب التهذيب 4/ 84- 88 رقم 145، تقريب التهذيب 1/ 305- 306 رقم 260، النجوم الزاهرة 1/ 228، طبقات الحفاظ للسيوطي 17، تاريخ الخلفاء 225، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 349، خلاصة تذهيب التهذيب 143، شذرات الذهب 1/ 102- 103، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 96- 97، الكامل في التاريخ 4/ 582، دول الإسلام 1/ 65، جامع التحصيل لابن كيكلدي 223- 224 رقم 244.
[2] نقل عن سعيد أنه كان يكسر الياء ويقول: سيّب الله من سيّب أبي. انظر: وفيات الأعيان 2/ 378 وفيه: المسيّب: بفتح الياء المشدّدة المثنّاة من تحتها. والفتح هو المشهور، كما عند النووي 219.
[3] حزن: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبعدها نون. (وفيات الأعيان) .

(6/371)


ابن الأَشَجِّ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ هُوَ وَاللَّهِ أَحَدُ الْمُفْتِينَ [1] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [2] .
وَكَذَا قَالَ مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: غَضِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَلَى الزُّهْرِيِّ وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ حَدَّثْتَ بَنِي مَرْوَانَ حَدِيثِي! فَمَا زَالَ غَضْبَانَ عَلَيْهِ حَتَّى أَرْضَاهُ بَعْدُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا مَالِكٌ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: أَسَأَلْتَ أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ عُرْوَةَ، وَفُلانًا وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: أَطِعِ ابْنَ الْمُسَيِّبِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُنَا وَعَالِمُنَا.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعَ مَكْحُولا يَقُولُ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَمَا لَقِيتُ أَحَدًا أعلم مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ: إِنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا شَيْءٌ عِنْدِي الْيَوْمَ أَخْوَفَ مِنَ النِّسَاءِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الْمُسَيِّبِ «رَاوِيَةُ عُمَرَ» ، فَإِنَّهُ كَانَ يَتْبَعُ أَقْضِيَةَ عُمَرَ يَتَعَلَّمُهَا، وَإِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُرسِلُ إِلَيْهِ يَسْأَلَهُ [3] .
مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَنْ أَكَلَ الْفُجْلَ وَسَرَّهُ أَنْ لا يُوجَدَ مِنْهُ رِيحُهُ فَلْيَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: مَا فَاتَتْنِي التَّكْبِيرَةُ الأُولَى مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً. وَعَنْهُ قَالَ: حَجَجْتُ أَرْبَعِينَ حجّة [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 54، وفي تهذيب التهذيب 4/ 84 «المتقنين» .
[2] السير 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 54.
[3] انظر الطبقات لابن سعد 5/ 122، سير أعلام النبلاء 4/ 225، طبقات الفقهاء 58.
[4] سير أعلام النبلاء 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 55، حلية الأولياء 2/ 164.

(6/372)


وَعَنْهُ قَالَ: مَا نَظَرْتُ إِلَى قَفَا رَجُلٍ فِي الصَّلاةِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً [1] ، يَعْنِي لِمُحَافَظَتِهِ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
وَكَانَ سَعِيدُ مُلازِمًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا لا يَأْخُذُ الْعَطَاءَ، وَلَهُ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ- يَتَّجِرُ بِهَا فِي الزَّيْتِ [3] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْهُ، هُوَ عِنْدِي أَجَلُّ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: مُرْسَلاتُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ صِحَاحٌ [4] .
قُلْتُ: قَدْ مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ سِتِّينَ سَوْطًا.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : ضَرَبَ سَعِيدًا حِينَ دَعَاهُ إِلَى بَيْعَةِ الْوَلِيدِ، إِذْ عَقَدَ لَهُ أَبُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْخِلافَةِ، فَأَبَى سَعِيدٌ وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ هِشَامٌ وَطَوَّفَ بِهِ وَحَبَسَهُ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يرضه، فَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَغَيْرُهُ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ تُوُفِّيَ، فَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لابْنَيْهِ الْعَهْدَ، وَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى الْبُلْدَانِ، وَأَنَّ عَامِلَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامٌ الْمَخْزُومِيُّ، فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَبَايَعُوا، وَأَبَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا، وَقَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ، فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ حَتَّى بَلَغَ بِهِ رأس الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالُوا: السِّجْنِ.
قَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَدًا، فَرَدُّوهُ إِلَى السجن.
__________
[1] جاء في الحلية: «ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة من عشرين سنة» وجاء: «لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس» . (2/ 163) وانظر:
وفيات الأعيان 2/ 375.
[2] وفيات الأعيان 2/ 375.
[3] تذكرة الحفاظ 1/ 54.
[4] وقال النووي في تهذيب الأسماء 1/ 221: «وأما قول أصحابنا المتأخّرين مراسيل سعيد بن المسيب حجّة عند الشافعيّ فليس على إطلاقه على المختار، وإنما قال الشافعيّ إرسال ابن المسيّب عندنا حسن» .
[5] الطبقات 5/ 126- 127.

(6/373)


وَكَتَبَ هِشَامٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِخِلافِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَلُومُهُ فِيمَا صَنَعَ بِهِ، وَيَقُولُ: سَعِيدٌ كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ شِقَاقٌ وَلا خِلَافٌ [1] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ، فَجَعَلَ الْإِهَابَ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَصَبًا رَطْبًا، وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قَالَ: اللَّهمّ انْصُرْنِي مِنْ هِشَامٍ [2] .
وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى سَعِيدٍ السِّجْنَ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَيَقُولُ: إِنَّكَ خَرَقْتَ بِهِ وَلَمْ تَرْفُقْ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ اتَّقِ اللَّهَ وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: إِنَّكَ خَرَقْتَ بِهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللَّهِ أَعْمَى الْبَصَرِ وَالْقَلْبِ، ثُمَّ نَدِمَ هِشَامٌ بَعْدُ وَخَلَّى سَبِيلَهُ [3] .
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كُنْتُ:
جَالِسًا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِالسُّوقِ، فَمَرَّ بَرِيدٌ لِبَنِي مَرْوَانَ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ:
مِنْ رُسُلِ بَنِي مَرْوَانَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ تَرَكْتَهُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ.
قَالَ: تَرَكْتَهُمْ يُجِيعُونَ النَّاسَ وَيُشْبِعُونَ الْكِلابَ؟ قَالَ: فَاشْرَأَبَّ الرَّسُولُ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَجِّيهِ [4] حَتَّى انْطَلَقَ، ثُمَّ قُلْتُ لِسَعِيدٍ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، تُشِيطُ بِدَمِكَ بِالْكَلِمَةِ هكذا تلقيها، قال: اسكت يا أحيمق، فو الله لا يُسْلِمُنِي اللَّهُ مَا أَخَذْتُ بِحُقُوقِهِ [5] .
وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الله قال: أرى نفس سعيد ابن الْمُسَيِّبِ كَانَتْ أهون عَلَيْهِ فِي اللَّهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ [6] .
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بما
__________
[1] الطبقات 5/ 125- 126، سير أعلام النبلاء 4/ 230.
[2] الطبقات 5/ 126
[3] الطبقات 5/ 127.
[4] في تذكرة الحفاظ 1/ 55 «أزجّيه» .
[5] التذكرة 1/ 55.
[6] حلية الأولياء 2/ 164.

(6/374)


تَقَدَّمَ مِنَ الآثَارِ وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأَسِيرُ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ [1] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ الْفَوِّيُّ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ جَالِسٌ وَحْدَهُ، فقلت: ما له؟ قَالُوا: نَهَى أَنْ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ [2] .
وَكَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ إِمَامًا أَيْضًا فِي تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ حُجَّةٌ؟ قَالَ: هُوَ عِنْدَنَا حُجَّةٌ، قَدْ رَأَى عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ، إِذَا لَمْ يُقْبَلْ سَعِيدُ عَنْ عُمَرَ [3] فَمَنْ يُقْبَلُ؟
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ: ثنا لُوَيْنٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي لَيَالِيَ الْحَرَّةِ، وَمَا فِي الْمَسْجِدِ غَيْرِي، مَا يَأْتِي وَقْتُ صَلاةٍ إِلا سَمِعْتُ الأَذَانَ مِنَ الْقَبْرِ، ثُمَّ أُقِيمُ فَأُصَلِّي، وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ زُمَرًا فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ الْمَجْنُونِ.
قُلْتُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أعلم بِقَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرَ مِنِّي [4] .
وَمِنْ مُفْرَدَاتِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ الْمُطَلَّقَةَ ثَلاثًا تَحِلُّ لِلأَوَّلِ بِمُجَرَّدِ عَقْدِ الثَّانِي مِنْ غَيْرِ وَطْءٍ [5] .
تُوُفِّيَ سَعِيدٌ فِي قَوْلِ الْهَيْثَمِ، وَسَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ، ومحمد بن عبد الله ابن نُمَيْرٍ، وَغَيْرِهِمْ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ:
سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إحدى أو اثنتين وتسعين.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 1/ 55- 56.
[2] التذكرة 1/ 56.
[3] «عن عمر» مستدركة من (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيّد الأنام) وتهذيب الأسماء للنووي 1/ 220.
[4] طبقات الفقهاء للشيرازي- ص 57.
[5] تهذيب الأسماء واللغات- ق 1 ج 1/ 221.

(6/375)


وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: فَأَمَّا أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ فَأَكْثَرُهُمْ عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
ثنا الأَصَمُّ، ثنا حَنْبَلٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
280- (سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ) [1]- م ن-.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَالصَّوَابُ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ [3] كَمَا قَدَّمْنَاهُ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَرَوَى الْيَسِيرَ.
281- (سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٌ [4] أخو الحسن البصري) - ع-.
رَوَى عَنْ: أُمِّهِ خَيِّرَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بكر الثقفي، وابن عباس.
روى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَوْفٌ الأعرابيّ، وجماعة.
وثّقه النسائيّ.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 170، الطبقات لخليفة 149، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 517، 518 رقم 1731، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 770، الجرح والتعديل 4/ 69- 70 رقم 294، أسد الغابة لابن الأثير 2/ 316، الكاشف 1/ 297 رقم 1990، سير أعلام النبلاء 4/ 180 رقم 70، الوافي بالوفيات 15/ 272 رقم 379، الإصابة لابن حجر 2/ 113 رقم 3685، تهذيب التهذيب 4/ 95- 96 رقم 160، تقريب التهذيب 1/ 307 رقم 275، خلاصة تذهيب التهذيب 143.
[2] لم يرد ذكر ابن وهب في كتاب التاريخ لابن معين.
[3] وفي الطبقات لابن سعد 6/ 170 «مات سنة ستّ وثمانين» .
[4] الطبقات الكبرى 7/ 178- 179، الطبقات لخليفة 255، الزهد لأحمد 287، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 462- 463 رقم 1538، الجرح والتعديل 4/ 72- 73 رقم 306، سير أعلام النبلاء 4/ 588- 589 رقم 224، الوافي بالوفيات 15/ 274 رقم 385، تهذيب التهذيب 4/ 16- 17 رقم 21، خلاصة تذهيب التهذيب 137.

(6/376)


تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَيُقَالُ إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ الْحَسَنِ بِسَنَةٍ، وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ.
وَآخِرُ مَنْ رَوَى عنه عليّ بن عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ.
282- (سُلَيْمَانُ بْنُ سِنَانٍ) [1] الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ.
283- سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو أَيُّوبَ.
وَكَانَ مِنْ خِيَارِ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَلِيَ الْخِلافَةَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ بَعْدَ الْوَلِيدِ بِالْعَهْدِ الْمَذْكُورِ مِنْ أَبِيهِ.
وَرَوَى قَلِيلا عَنْ: أبيه، وعبد الرحمن بن هنيدة.
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 17 رقم 1809، الجرح والتعديل 4/ 118 رقم 513، الكاشف 1/ 315 رقم 2118، تهذيب التهذيب 4/ 198- 199 رقم 336، تقريب التهذيب 1/ 326 رقم 449.
[2] المحبّر لابن حبيب 26- 27، الأخبار الطوال للدينوري 329، تاريخ اليعقوبي 2/ 293- 300، أنساب الأشراف للبلاذري ق 3/ 308- 309، فتوح البلدان للبلاذري ق 3/ 539، 540، كتاب العنوان للمنبجي 2/ 357، نسب قريش 162، تاريخ خليفة 316- 319، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 41- 45، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 25، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 223، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 546- 549، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 130، مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 183- 191، العيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 16- 37، الفخري لابن طباطبا 128، الكامل في التاريخ لابن الأثير 5/ 37- 38، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 420- 427، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 114، العبر للذهبي 1/ 115 و 118، سير أعلام النبلاء 5/ 111- 113، دول الإسلام للذهبي 1/ 69، فوات الوفيات لابن شاكر 2/ 68- 70، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 13- 18، نهاية الأرب للنويري 21/ 353- 355، تاريخ ابن خلدون 3/ 74، مرآة الجنان لليافعي 1/ 207، الوافي بالوفيات للصفدي 15/ 400- 404، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 138- 141، تاريخ الخلفاء للسيوطي 225- 228، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 350- 352، أخبار الدول للقرماني 137- 138، معجم بني أميّة للمنجّد 67- 68 رقم 142، القاموس الإسلامي لعطيّة الله 3/ 478- 479.

(6/377)


رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَكَانَتْ دَارُهُ مَوْضِعَ سِقَايَةِ جَيْرُونَ [1] ، وَلَهُ دَارٌ بَنَاهَا بِدَرْبِ مُحْرِزٍ بِدِمَشْقَ، فَجَعَلَهَا دَارَ الْخِلافَةِ، وَجَعَلَ لَهَا قُبَّةً صَفْرَاءَ كَالْقُبَّةِ الْخَضْرَاءَ الَّتِي بِدَارِ الْخِلافَةِ، وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا مُؤْثِرًا لِلْعَدْلِ، مُحِبًّا لِلْغَزْوِ، وَجَهَّزَ الْجُيُوشَ مَعَ أَخِيهِ مُسْلِمَةَ لِحِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَحَاصَرَهَا مُدَّةً حَتَّى صَالَحُوا عَلَى بِنَاءِ جامع بالقسطنطينية. وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتِّينَ.
وَقَالَتِ امْرَأَةٌ: رَأَيْتُهُ أَبْيَضَ عَظِيمَ الْوَجْهِ مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، يَضْرِبُ شَعْرُهُ مِنْكِبَيْهِ، مَا رَأَيْتُ أَجْمَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ الْبَيْعَةَ أَتَتْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ يُشَارِفُ الْبَلْقَاءَ، فَأَتَى، بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَأَتَتْهُ الْوُفُودُ فَلَمْ يَرَوْا وِفَادَةً كَانَتْ أَهْيَأُ مِنَ الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، كَانَ يَجْلِسُ فِي قُبَّةٍ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الصخرة، وَيَجْلِسُ النَّاسُ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، وَتُقَسَّمُ الأَمْوَالُ وَتُقْضَى الْأَشْغَالُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَلِيَ سُلَيْمَانُ وَهُوَ إِلَى الشَّبَابِ وَالتَّرَفُّهِ مَا هُوَ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَبَا حَفْصٍ، إِنَّا وَقَدْ وُلِّينَا مَا قَدْ تَرَى، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا بِتَدْبِيرِهِ عِلْمٌ، فَمَا رَأَيْتَ مِنْ مَصْلَحَةِ الْعَامَّةِ فَمُرْ بِهِ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ عَزَلَ عُمَّالَ الْحَجَّاجِ، وَأَخْرَجَ مَنْ كَانَ فِي سِجْنِ الْعِرَاقِ، وَمِنْ ذَلِكَ كِتَابُهُ: أَنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ قَدْ أُمِيتَتْ فَأَحْيُوهَا وَرُدُّوهَا إِلَى وَقْتِهَا، مَعَ أُمُورٍ حَسَنَةٍ كَانَ يَسْمَعُ مِنْ عُمَرَ فِيهَا، فَأَخْبَرَنِي مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ هَمَّ بِالإِقَامَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَاتَّخَذَهَا مَنْزِلا، ثُمَّ ذَكَرَ مَا قَدَّمْنَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، مِنْ نُزُولِهِ بِقِنَّسْرِينَ مُرَابِطًا.
وَحَجَّ سُلَيْمَانُ في خلافته سنة سبع وتسعين.
__________
[1] جيرون: بالفتح، أحد أبواب الجامع الأموي بدمشق وهو الباب الشرقي. (معجم البلدان 2/ 199) .

(6/378)


وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَجَّ سُلَيْمَانُ، فَرَأَى النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَا تَرَى هَذَا الْخَلْقَ الَّذِي لا يُحْصِي عَددَهُمْ إِلا اللَّهُ وَلا يَسَعُ رِزْقَهُمْ غَيْرُهُ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَؤُلاءِ الْيَوْمَ رَعِيَّتُكَ، وَهُمْ غَدًا خُصَمَاؤُكَ فَبَكَى سُلَيْمَانَ بُكَاءً شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ: باللَّه أَسْتَعِينُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُنَا كُلَّ جُمُعَةٍ، لا يَدَعُ أَنْ يَقُولَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلُ الدُّنْيَا عَلَى رَحِيلٍ لَمْ تَمْضِ بِهِمْ نِيَّةٌ وَلَمْ تَطْمَئِنَّ لَهُمْ دَارٌ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. لا يَدُومُ نَعِيمُهَا وَلا تُؤْمَنُ فجائعها، وَلا يُتَّقَى مِنْ شَرِّ أَهْلِهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ 26: 205- 207 [1] .
وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، افْتَتَحَ خِلَافَتَهُ بِإِحْيَائِهِ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا، وَاخْتَتَمَهَا بِاسْتِخْلافِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَكَانَ سُلَيْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْغِنَاءِ، وَقِيلَ كَانَ مِنَ الأَكَلَةِ الْمَذْكُورِينَ، فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ- وَلَيْسَ بِثِقَةٍ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَكَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْبَعِينَ دَجَاجَةً تُشْوَى لَهُ عَلَى النَّارِ عَلَى صِفَةِ الْكَبَابِ، وَأَكَلَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ كُلْوَةً بِشُحُومِهَا وَثَمَانِينَ جَرْدَقَةً [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ حَجَّ فَأَتَى الطَّائِفَ، فَأَكَلَ سَبْعِينَ رُمَّانَةً وَخَرُوفًا وَسِتَّ دَجَاجَاتٍ، وَأُتِيَ بِمَكُّوكِ [3] زَبِيبٍ طَائِفِيٍّ، فَأَكَلَهُ أَجْمَعَ.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بن عبد الملك أكولا.
__________
[1] سورة الشعراء، الآيات 205، 206، 207.
[2] جردقة: جمعها جرادق. وهو: الرغيف. (فارسي)
[3] مكّوك: مكيال يسع صاعا ونصف الصاع.

(6/379)


وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
جَلَسَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي بَيْتٍ أَخْضَرَ عَلَى وِطَاءٍ أَخْضَرَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ فَأَعْجَبَهُ شَبَابُهُ وَجَمَالُهُ فَقَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ صِدِّيقًا، وَكَانَ عُمَرُ فَارُوقًا، وَكَانَ عُثْمَانُ حَيِيًّا، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ حَلِيمًا، وَكَانَ يَزِيدُ صَبُورًا، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ سَائِسًا، وَكَانَ الْوَلِيدُ جَبَّارًا، وَأَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ. فَمَا دَارَ عَلَيْهِ الشَّهْرُ حَتَّى مَاتَ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ مِنْ فَرْقِهِ إِلَى قَدَمِهِ وَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ، فَلَمَّا نَزَلَ بِمَرْجِ دَابِقٍ حُمَّ وَفَشَتِ الْحُمَّى فِي عَسْكَرِهِ، فَنَادَى بعض خَدَمِهِ، فَجَاءَتْ بِطِسْتٍ، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ. قَالَ فَأَيْنَ فُلانَةُ؟ قَالَتْ:
مَحْمُومَةٌ، فَمَا ذَكَرَ أَحَدًا إِلا قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ، فَالْتَفَتَ إِلَى خَالِهِ الْوَلِيدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ الْعَبْسِيِّ وَقَالَ:
قَرِّبْ وَضُوءَكَ يَا وَلِيدُ فَإِنَّمَا ... هَذِي الْحَيَاةُ تَعِلَّةٌ وَمَتَاعُ
فَقَالَ الْوَلِيدُ:
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكِ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا ... فَالدَّهْرُ فِيهِ فُرْقَةٌ وَجَمَاعُ
وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ.
وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: عَرَضَتْ لِسُلَيْمَانَ سَعْلَةٌ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَنَزَلَ وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَمَا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى حَتَّى دُفِنَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق قال لرجاء بْنِ حَيَوَةَ: مَنْ لِهَذَا الأَمْرِ بَعْدِي، أَسْتَخْلِفُ ابْنِي؟
قَالَ: ابْنُكَ غَائِبٌ، قَالَ: فَابْنِي الآخَرُ، قَالَ: صَغِيرٌ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَتَخَوَّفُ إِخْوَتِي لا يَرْضَوْنَ، قَالَ: فَوَلِّ عُمَرَ، وَمِنْ بَعْدِهِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَتَكْتُبُ كِتَابًا وَتَخْتِمُ عَلَيْهِ وَتَدْعُوهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِ مَخْتُومًا، قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس، فدعا بقرطاس، فَكَتَبَ فِيهِ الْعَهْدَ،

(6/380)


وَدَفَعَهُ إِلَى رَجَاءٍ، وَقَالَ: اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَلْيُبَايِعُوا عَلَى مَا فِيهِ مَخْتُومًا، فَخَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا لِمَنْ فِي هَذَا الْكِتَابِ، قَالُوا: وَمَنْ فِيهِ؟ قَالَ: هُوَ مَخْتُومٌ لا تُخْبَرُونَ بِمَنْ فِيهِ حَتَّى يَمُوتَ. قَالُوا: لا نُبَايِعُ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ وَالْحَرَسِ، فَاجْمَعِ الناس ومرهم بالبيعة، فمن أبى فاضرب عنقه، قَالَ: فَبَايَعُوهُ عَلَى مَا فِيهِ. قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيَوَةَ: فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةَ مَوْكِبٍ، فَإِذَا هِشَامٌ، فَقَالَ لِي:
يَا رَجَاءُ قَدْ عَلِمْتُ مَوْقِعَكَ مِنَّا، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَنَعَ شَيْئًا مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَزَالَهَا عَنِّي، فَإِنْ يَكُنْ قَدْ عَدَلَهَا عَنِّي فَأَعْلِمْنِي مَا دَامَ فِي الأَمْرِ نَفْسٌ حَتَّى يَنْظُرَ، فَقُلْتُ: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه، لا يكون ذا أبدا، قال: فأدارني وَلاحَانِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَانْصَرَفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةً خَلْفِي، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَمْرٌ كَبِيرٌ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ جَعَلَهَا إلي ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس لعلي أتخلص منه مَا دَامَ حَيًّا، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَسْتَكْتِمُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا أُطْلِعَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَثَقُلَ سُلَيْمَانُ، فَلَمَّا مَاتَ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسَهُ وَأَسْنَدْتُهُ وَهَيَّأْتُهُ وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: أَصْبَحَ سَاكِنًا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تُسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَتُبَايِعُوا بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ، فَدَخَلُوا وَأَنَا قَائِمٌ عِنْدَهُ، فَلَمَّا دَنَوْا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِالْوُقُوفِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الكتاب من عنده وتقدّمت إليهم وَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَبَايَعُوا وَبَسَطُوا أيديهم. فلما بَايَعْتُهُمْ وَفَرَغْتُ قُلْتُ: آجَرَكُمُ اللَّهُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالُوا: فَمَنْ؟ فَفَتَحْتُ الْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ الْعَهْدُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا سَمِعُوا: «وَبَعْدَهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ» كَأَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا فَقَالُوا: أَيْنَ عُمَرُ، فَطَلَبُوهُ فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَوْهُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، فَعُقِرَ بِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعِ النُّهُوضَ حَتَّى أَخَذُوا بِضَبْعَيْهِ، فَدَنَوْا بِهِ إِلَى الْمِنْبَرِ وَأَصْعَدُوهُ، فَجَلَسَ طَوِيلا لا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ رَجَاءٌ: أَلا تَقُومُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتُبَايِعُونَهُ، فنهض القوم إليه فبايعوه رجل رجل وَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِمْ،

(6/381)


قَالَ فَصَعَدَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ قَالَ: يَقُولُ هِشَامٌ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقَال عُمَرُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، حِينَ صَارَ يَلِي هَذَا الأَمْرَ أَنَا وَأَنْتَ. ثُمَّ قَالَ: فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَسْتُ بِفَارِضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَإِنَّ مَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَمْصَارِ وَالْمُدُنِ إِنْ هُمْ أَطَاعُوا كَمَا أَطَعْتُمْ فَأَنَا وَالِيكُمْ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَلَسْتُ لَكُمْ بِوَالٍ.
ثُمَّ نَزَلَ فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَرَاكِبِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: مَرْكَبُ الْخَلِيفَةِ. قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، ائْتُونِي بِدَابَّتِي، فَأَتَوْهُ بِدَابَّتِهِ فَانْطَلَقَ إِلَى مَنْزِلِهِ، ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ فَكَتَبَ بِيَدِهِ إِلَى عُمَّالِ الأَمْصَارِ. قَالَ رَجَاءٌ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَضْعُفُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ صُنْعَهُ فِي الْكِتَابِ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَقْوَى.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي عَاشِرِ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ.
قَالَ الْهَيْثَمُ وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ آخَرُونَ عَاشَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ تِسْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَخِلافَتُهُ سَنَتَانِ وَتِسْعَةُ أَشْهُرٍ وَعِشْرُونَ يَوْمًا.
284- (سميط بن عمير) [1]- ن م ق- أَوِ ابْنُ عَمْرٍو أَوِ ابْنِ سُمَيْرٍ [2] أَبُو عبد الله السّدوسي البصري.
يُقَالُ إِنَّهُ سَارَ إِلَى عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي مُوسَى، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَنَسٍ، وَقِيلَ الَّذِي روى عَنْ أَنَسٍ آخَرُ.
وَعَنْهُ: عَاصِمٌ الأحول، وعمران بن حدير، وسليمان التّيمي.
__________
[1] الطبقات لخليفة 199 و 208، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 203- 204 رقم 2501، الجرح والتعديل 4/ 317 رقم 1376، التاريخ لابن معين 2/ 240، المشتبه 401، الكاشف للذهبي 1/ 323 رقم 2174، تهذيب التهذيب 4/ 240 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 334 رقم 533.
[2] في التاريخ لابن معين 2/ 240 «شمير» بالشين المعجمة.

(6/382)


فَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبُو حَاتِمٍ، وَخَالَفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
285- سَهْلُ بن سعد [1] ع ابن مالك أبو العبّاس الساعديّ الأنصاري صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَبِيهِ أَيْضًا صُحْبة.
رَوَى عَن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ.
وَهُوَ: آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ سَنَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ اسْمُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (حَزَنًا) فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (سَهْلا) [2] .
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: تَزَوَّجَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً.
وَرُوِيَ أَنَّهُ حَضَرَ وَلِيمَةً فِيهَا تِسْعَةٌ مِنْ مُطَلَّقَاتِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفْنَ لَهُ وَقُلْنَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ؟.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بِمِصْرَ قَالا:
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن رفاعة، أنبأ أبو الحسن
__________
[1] الطبقات لخليفة 98، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 97- 98 رقم 2092، التاريخ لابن معين 2/ 241، الجرح والتعديل 4/ 198 رقم 853، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 114، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 82، المستدرك على الصحيحين للحاكم 3/ 571، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 366، الإستيعاب لابن عبد البر 2/ 95، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 186، أسد الغابة لابن الأثير 2/ 472، الكامل في التاريخ 4/ 534، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 238، الكاشف 1/ 325 رقم 2192، سير أعلام النبلاء 3/ 422- 424 رقم 72، الوفيات لابن قنفذ 85، الوافي بالوفيات 16/ 11- 12، الطبقات لابن سعد 5/ 50- 151، المعرفة والتاريخ 1/ 338، المعارف 341، المعجم الكبير للطبراني 6/ 129، العبر للذهبي 1/ 106، مرآة الجنان 1/ 180، البداية والنهاية 9/ 83، الإصابة 2/ 88 رقم 3533، تهذيب التهذيب 4/ 252- 253 رقم 430، تقريب التهذيب 1/ 336 رقم 555، حسن المحاضرة 1/ 98، شذرات الذهب 1/ 99، تاريخ الخميس 2/ 349، مجمع الرجال 3/ 180.
[2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 149 رقم 5705 وفي إسناده: عبد المهيمن، ضعيف.

(6/383)


الْخِلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْبَزَّازُ، أَنْبَأَ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدٍ الأَعْلَى، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، سَمِعَهُ يَقُولُ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى [1] يَحُكُّ بِهِ رَأْسِهِ، فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ [2] .
اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، إِلا مَا ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْبُخَارِيُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
286- (سَوَاءٌ الْخُزَاعِيُّ) [3]- د ن-.
عَنْ: حَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رافع، وعاصم بن أبي النّجود.
__________
[1] مدرى: أي مشط. (النهاية في غريب الحديث، والقاموس المحيط للفيروزآبادي) .
[2] متّفق عليه: أخرجه البخاري 10/ 309- 310 في اللباس، باب الامتشاط، و 11/ 20- 21 في الاستئذان: باب الاستئذان من أجل البصر، و 12/ 215 في الديات: باب من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه فلا دية له.
[3] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 202 رقم 2496، الكاشف 1/ 327 رقم 2206، تهذيب التهذيب 4/ 265 رقم 456، تقريب التهذيب 1/ 338 رقم 583.

(6/384)


[حرف الشين]
287- (شبيل بن عوف) [1]- ع- أبو الطّفيل الأحمسي البجلي الكوفي.
مُخَضْرَمٌ سَمِعَ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
وَهُوَ وَالِدُ الْحَارِثِ، وَمُغِيرَةَ.
288- شَهْرُ بْنُ حوشب [2] م مقرون 4 الأشعريّ الشاميّ، مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 258 رقم 2828، التاريخ لابن معين 2/ 248، الطبقات لخليفة 152، الجرح والتعديل 4/ 381 رقم 1662، المشتبه للذهبي 1/ 391، تهذيب التهذيب 4/ 311 رقم 531، تقريب التهذيب 1/ 346 رقم 19.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 449، الطبقات لخليفة 310، تاريخ خليفة 321، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 258- 259 رقم 2730، التاريخ لابن معين 2/ 260، المعارف لابن قتيبة 448، المعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 97، الجرح والتعديل 4/ 382- 383 رقم 1668، المراسيل لابن أبي حاتم 89- 90 رقم 141، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 343، حلية الأولياء 6/ 59- 96 رقم 328، ثمار القلوب للثعالبي 169، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 345- 346، الكاشف 2/ 14- 15 رقم 2336، ميزان الاعتدال 2/ 283- 285 رقم 3756، المغني في الضعفاء 1/ 301 رقم 2803، سير أعلام النبلاء 4/ 372- 378 رقم 151، العبر 1/ 119، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 233 رقم 1110، البداية والنهاية 9/ 304، مرآة الجنان 1/ 208، الوافي بالوفيات 16/ 192- 193 رقم 225، جامع التحصيل لابن كيكلدي 239- 240 رقم 291، غاية النهاية 1/ 329 رقم 1434، تهذيب التهذيب 4/ 369- 372 رقم 625، تقريب التهذيب 1/ 355 رقم 112، النجوم الزاهرة 1/ 271، خلاصة تذهيب التهذيب 169، شذرات الذهب 1/ 119، تاج العروس: في مادّتي (حشب) و (شهر) .

(6/385)


رَوَى عَنْ: مَوْلاتِهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عمرو، وخلق. وقرأ القرآن على ابن عباس، وأرسل عَنْ سَلْمَانَ، وَبِلالٍ، وَأَبِي ذَرٍّ.
رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، وَمُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي زياد الْمَكِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ.
قَالَ أَبَانُ بْنُ سَمْعَةَ: قُلْتُ لِشَهْرٍ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، وَبِهَا كَنَّاهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَعَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
وَعَنْ أَبِي نَهِيكٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَمَاعَةٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ شَهْرٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وقال علي بن عباس: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ: أَتَى عَلَى شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَرَأَيْتُهُ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَعِمَامَةٍ أُخْرَى، قَدْ أَوْثَقَ بِهَا وَسَطَهُ سَوْدَاءَ، وَرَأَيْتُهُ مَخْضُوبًا خِضَابَةً سَوْدَاءَ فِي حُمْرَةٍ، وَوَفَدَ عَلَى بِلالِ بْنِ مِرْدَاسَ الْفَزَارِيِّ بِحَوْلايَا [1] ، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَأَخَذَهَا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ نُوَيْرَةَ قَالَ: دعي شهر بن
__________
[1] حولايا: قرية كانت بنواحي النهروان.

(6/386)


حَوْشَبٍ إِلَى وَلِيمَةٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَصَبْنَا مِنْ طعامهم، فلما سمع شهر المزمار وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَخَرَجَ.
قَالَ حَرْبٌ الْكِرْمَانِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، فَوَثَّقَهُ وَقَالَ: مَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شَهْرٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ التِّرْمِذِيّ: قَالَ مُحَمَّدٌ- يَعْنِي الْبُخَارِيَّ-: شَهْرٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ، وَقَوَّى أَمْرَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ عَوْنٍ، ثُمَّ رَوَى عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَهْرٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي.
وقال ابن عدي: شَهْرٌ مِمَّنْ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ وَلا يُتَدَيَّنُ بِهِ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَعْيَنُ الإِسْكَافُ قَالَ:
آجَرْتُ نَفْسِي مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ دَيْلَمِيٌّ مُغَنٍّ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلا قَالَ لَهُ: تَنَحَّ فَاخْلِ، فَاسْتَذْكِرْ غِنَاءَكَ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَيْنَا فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا يَنْفُقُ بِالْمَدِينَةِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَخَذَ خَرِيطَةً فِيهَا دَرَاهِمُ، فَقِيلَ فِيهِ:
لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ ... فَمَنْ يَأْمَنُ الْقُرَّاءَ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ
أَخَذْتَ بِهَا شَيْئًا طَفِيفًا وَبِعْتَهُ ... مِنَ ابْنِ جَرِيرٍ إِنَّ هَذَا هُوَ الْغَدْرُ [1]
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ شهر بن حوشب فسرق عيبتي.
__________
[1] ورد البيتان في تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 538- 539 وفيه عزا البيتين للقطامي الكلبي، وقيل لسنان بن مكمل النمري.

(6/387)


وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: إِنَّ شَهْرًا تَرَكُوهُ، قَالَ النَّضْرُ: يَعْنِي طَعَنُوا فِيهِ.
وَقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: مَنْ رَكِبَ مَشْهُورًا مِنَ الدَّوَابِّ أَوْ لَبِسَ مَشْهُورًا مِنَ الثِّيَابِ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ عَلَى اللَّهِ كَرِيمًا.
قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ، تَابَعَهُ الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ، وَالْهَيْثَمُ، وَآخَرُونَ.
وَيُرْوَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَلا يَصِحُّ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
289- (شُوَيْسُ بْنُ جَيَّاشٍ) [1]- بِالْجِيمِ أَوْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ اخْتَلَفُوا فِيهِ- عَنْ: عُمَرَ، وَعُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ.
وَعَنْهُ: عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَدَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثقات» [2] .
له حديث في الشمائل.
__________
[1] الطبقات لخليفة 193 وفيه «جبّاش» بالباء الموحّدة، التاريخ الكبير لخليفة 4/ 265 رقم 2752، الجرح والتعديل 4/ 389 رقم 1701، المشتبه للذهبي 1/ 207، تهذيب التهذيب 4/ 372 رقم 626، تقريب التهذيب 1/ 356 رقم 113.
[2] ج 4/ 370.

(6/388)


[حرف الصاد]
290- (صالح بن أبي مريم) [1]- ع- أبو الخليل الضّبعيّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: سَفينَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَأَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي مُوسَى، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ- وَهُمَا أَسَنُّ مِنْهُ- وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَقَدْ أرسل عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
291- صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ [2] الْمَازِنِيُّ البصري، أحد الأئمّة العابدين.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 265، التاريخ الكبير 4/ 289 رقم 2855، الجرح والتعديل 4/ 415 رقم 1826، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 165، الكاشف 2/ 22 رقم 2383، تحفة الأشراف 13/ 233 رقم 1114، جامع التحصيل لابن كيكلدي 240 رقم 295، تهذيب التهذيب 4/ 402، 403 رقم 685، تقريب التهذيب 1/ 362- 363 رقم 51.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 147- 148، الطبقات لخليفة 193، تاريخ خليفة 279، المشاهير 90. رقم 652، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 305- 306 رقم 2926، المعرفة والتاريخ 2/ 84، الجرح والتعديل 4/ 423 رقم 1853، المعارف 458، حلية الأولياء 2/ 213- 217 رقم 179، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 223، صفة الصفوة 3/ 149، الزيارات للهروي 82، الكاشف 2/ 28 رقم 2428، تذكرة الحفاظ 1/ 60- 61 رقم 48، سير أعلام النبلاء 4/ 286 رقم 107، الوافي بالوفيات 16/ 319- 320 رقم 352، الإصابة 2/ 203 رقم 4150، تهذيب التهذيب 4/ 430- 431 رقم 744، تقريب التهذيب 1/ 368 رقم 111، طبقات الحفاظ 21، خلاصة تذهيب التهذيب 174.

(6/389)


روى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعمران بن حصين، وحكيم بن حزام.
رَوَى عَنْهُ: جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَقَتَادَةُ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ سَرَبًا يَبْكِي فِيهِ، وَكَانَ وَاعِظًا عَابِدًا.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَقِيتُ أَقْوَامًا كَانُوا فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ أَزْهَدُ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَصَحِبْتُ أَقْوَامًا كَانَ أَحَدُهُمْ يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ وَيَنَامُ عَلَى الأَرْضِ، مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ كَانَ يَقُولُ: إِذَا أَوَيْتُ إِلَى أَهْلِي وَأَصَبْتُ رَغِيفًا فَجَزَى اللَّهُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا شَرًّا، وَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى رَغِيفٍ حَتَّى مَاتَ، [كَانَ] [1] يَظَلُّ صَائِمًا، وَيُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ، وَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَتْلُو حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَنَامُ إِلَى الظُّهْرِ، فَكَانَتْ تِلْكَ نَوْمَتُهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، وَيُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، وَيَتْلُو فِي الْمُصْحَفِ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشمس.
292- (صفوان بن أبي زيد) [2]- بخ ن- وقيل ابن يزيد المدني.
عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ اللَّجْلاجِ- وَاسْمُهُ حُصَيْنُ بْنُ اللَّجْلاجِ، وَقِيلَ خَالِدٌ، وَقِيلَ الْقَعْقَاعُ، وَقِيلَ أَبُو الْعَلاءِ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: سهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن أبي جعفر المصري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وصفوان بن سليم.
له أحاديث يسيرة، وثّقه ابن حبّان.
__________
[1] إضافة عن سير أعلام النبلاء 4/ 286.
[2] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 307 رقم 2928، الكاشف للذهبي 2/ 28 رقم 2431، تهذيب التهذيب 4/ 431- 432 رقم 747، تقريب التهذيب 1/ 369 رقم 114.

(6/390)


293- (صفوان بن يعلى) [1]- سوى ق- بن أميّة التميميّ حَلِيفُ قُرَيْشٍ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ أبي رباح، وعمرو بن الحسن، والزّهريّ.
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 308 رقم 2932، الجرح والتعديل 4/ 423 رقم 1854، مشاهير علماء الأمصار 87 رقم 635، الكاشف 2/ 28 رقم 2432، تهذيب التهذيب 4/ 432 رقم 748، تقريب التهذيب 1/ 269 رقم 115.

(6/391)


[حرف الضاد]
294- (الضّحّاك بن فيروز) [1]- د ت ق- الدّيلميّ الأنباري اليماني، نَزِيلُ الشَّامِ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيُّ، وَكَثِيرٌ الصَّنْعَانِيُّ.
لَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَسْلَمْتُ وتحتي أختان يا رسول الله.
__________
[1] الطبقات لخليفة 287، التاريخ الكبير 4/ 333 رقم 3023، الجرح والتعديل 4/ 461 رقم 2034، مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 927، الكاشف 2/ 33 رقم 2457، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 7، الوافي بالوفيات 16/ 355 رقم 388، تاريخ ثغر عدن 99 (لابن أبي مخرمة- تحقيق لوفجرن- طبعة بريل بليدن 1936) ، تهذيب التهذيب 4/ 448 رقم 780، تقريب التهذيب 1/ 373 رقم 14، طبقات فقهاء اليمن 22- 23 (لابن أبي سمرة الجعديّ- تحقيق فؤاد سيد- طبعة السّنّة المحمدية بالقاهرة 1957) ، شذرات الذهب 1/ 151.

(6/392)


[حرف الطَّاءِ]
295- طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الْمَغْرِبِيُّ الْبَرْبَرِيُّ [1] .
مَوْلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ الأَمِيرِ. وَيُقَالُ هُوَ مَوْلَى الصَّدِفِ. عَدَّى الْبَحْرَ مِنَ الزُّقَاقِ السَّبْتِيِّ [2] إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَنَزَلَ بِالْجَبَلِ الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِلا اثْنَيْ عَشَرَ نَفْسًا، سَائِرُهُمْ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَفِيهِمْ قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ.
وَذَكَرَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَنَّ طَارِقًا لَمَّا رَكِبَ الْبَحْرَ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَوْلَهُ الصَّحَابَةُ وَقَدْ تقلَّدُوا السُّيُوفَ وَتَنَكَّبُوا الْقِسِيَّ فَدَخَلُوا قُدَّامَهُ، وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَقَدَّمْ يَا طَارِقُ لِشَأْنِكَ، فَانْتَبَهَ مُسْتَبْشِرًا وَبَشَّرَ أَصْحَابَهُ وَلَمْ يَشُكَّ فِي الظَّفْرِ، قَالَ: فَشَنَّ الْغَارَةَ وَافْتَتَحَ سَائِرَ الْمَدَائِنِ، وَوُلِّيَ سَنَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ دَخَلَ مَوْلاهُ مُوسَى، فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنَ الْفَتْحِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وتسعين.
296- (طريف بن مجالد) [3]- خ 4- أبو تميمة الهجيمي البصري، وهو بكنيته أشهر.
__________
[1] المعارف 570، جمهرة أنساب العرب 502، تاريخ الرسل والملوك 6/ 468، جذوة المقتبس 230، بغية الملتمس 11 و 315، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 41، الكامل في التاريخ 4/ 556، المعجب 9، سير أعلام النبلاء 4/ 500- 502 رقم 196، البيان المغرب 1/ 43، نفح الطيب للمقري 1/ 229، الوافي بالوفيات 16/ 382 رقم 417.
[2] نسبة إلى: سبتة، بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب على برّ البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق (المضيق) الّذي هو أقرب ما بين البر والجزيرة. (معجم البلدان 3/ 182)
[3] الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 4/ 355- 356، رقم 3125، الجرح والتعديل

(6/393)


عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَأَبِي جَرِيرٍ الْهُجَيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَحَكِيمٌ الأَثْرَمُ، وَالْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، قَالَهُ الْفَلاسُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ.
297- (طلحة بن عبد الله بن عوف) [1]- خ 4- القرشيّ الزّهري، قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
يَرْوِي عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
وَكَانَ فَقِيهًا نَبِيلًا عَالِمًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا، وَهُوَ طَلْحَةُ النَّدَى أَحَدُ الطّلحات
__________
[4] / 492 رقم 2164، التاريخ لابن معين 2/ 277، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 20، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 236، الإستيعاب لابن عبد البرّ، رقم 1616، الكاشف 2/ 38 رقم 2488، الوافي بالوفيات 16/ 434 رقم 470، تهذيب التهذيب 5/ 12- 13 رقم 20، تقريب التهذيب 1/ 378 رقم 20، جامع التحصيل 244 رقم 309، تحفة الأشراف 13/ 239.
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 160، الطبقات لخليفة 242 و 249، تاريخ خليفة 268 و 314، المحبّر لابن حبيب 150 و 356، نسب قريش 273، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 458، المعارف 235، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 345 رقم 3074، المعرفة والتاريخ 1/ 368، أخبار القضاة لوكيع 1/ 120، الجرح والتعديل 4/ 472- 473 رقم 2078، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 232، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7- 72- 74، الكاشف 2/ 39 رقم 2497، سير أعلام النبلاء 4/ 174- 175 رقم 66، تذكرة الحفاظ 1/ 63، الوافي بالوفيات 16/ 482، 483 رقم 525، جامع التحصيل 245 رقم 311، تهذيب التهذيب 5/ 19- 20 رقم 33، تقريب التهذيب 1/ 379 رقم 32، طبقات الحفاظ 25، خلاصة تذهيب التهذيب 397، شذرات الذهب 1/ 112.

(6/394)


الْمَوْصُوفِينَ بِالْكَرَمِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ.
298- (طُوَيْسٌ صَاحِبُ الْغِنَاءِ) [1] اسْمُهُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْمَدَنِيُّ الْمُغَنِّي.
كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْحِذْقِ بِالْغِنَاءِ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
تَغَنَّى طُوَيْسٌ وَالسُّرَيْجيُّ بَعْدَهُ ... وَمَا قَصَبَاتُ السَّبْقِ إِلا لِمَعْبَدِ
وَكَانَ أَحْوَلَ، مُفْرِطًا فِي الطُّولِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: «أَشْأَمَ مِنْ طُوَيْسٍ» لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قِيلَ، وَفُطِمَ فِي يَوْمِ وَفَاةِ الصِّدِّيقِ، وَبَلَغَ يَوْمَ مَقْتَلِ عُمَرَ، وَتَزَوَّجَ يَوْمَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، وَوُلِدَ لَهُ يَوْمَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ.
تُوُفِّيَ بِالسُّوَيْدَاءِ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فِي دَرْبِ الشَّامِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
وَأَصْلُ اسْمُهُ طاوس.
__________
[1] المعارف 322، الأغاني 3/ 27- 44. وفيات الأعيان 3/ 506- 507 رقم 519، نهاية الأرب للنويري 4/ 246- 249، سير أعلام النبلاء 4/ 364 رقم 142، فوات الوفيات لابن شاكر 2/ 137- 138 رقم 206، سرح العيون 380، مرآة الجنان 1/ 181، البداية والنهاية 9/ 84، الوافي بالوفيات 16/ 501- 502 رقم 551، النجوم الزاهرة 1/ 225، شذرات الذهب 1/ 100.

(6/395)


[حرف الْعَيْنِ]
299- (عَامِرُ بْنُ لُدَيْنٍ) [1] أَبُو سَهْلٍ الأَشْعَرِيُّ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ أَبُو بِشْرٍ، شَامِيٌّ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ.
وُلِّيَ الْقَضَاءُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَحَدَّثَ عَنْ: بِلالٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي لَيْلَى الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شيئا.
300- (عبّاد بن تميم) [2]- ع- المازني الأنصاري المدني.
عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي بَشِيرٍ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَوُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم،
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 453- 454 رقم 2967، الجرح والتعديل 6/ 327 رقم 1822، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، الإكمال لابن ماكولا 7/ 193، تاريخ دمشق (عاصم- عامر) 429- 433 رقم 52، أسد الغابة 3/ 93، تعجيل المنفعة 206، تبصير المنتبه 3/ 1228.
[2] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 35 رقم 1604، الجرح والتعديل 6/ 77 رقم 398، الكاشف 2/ 53 رقم 2584، تهذيب التهذيب 5/ 90- 91 رقم 150، تقريب التهذيب 1/ 391 رقم 85

(6/396)


وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن حبّان [1] .
301- (عبّاد بن حمزة) [2]- م ن- بن عبد الله بن الزّبير.
عَنْ: جِدَّةِ أَبِيهِ أَسْمَاءَ، وَعَائِشَةَ ابْنَتَيِ الصِّدِّيقِ، وَجَابِرٍ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَالسَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ.
قَالَ الزُّبَيْرُ فِي «النَّسَبِ» [3] : كَانَ سَرِيًّا سَخِيًّا حُلْوًا، يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِحُسْنِهِ.
قَالَ الأَحْوَصُ يَصِفُ امْرَأَةً:
لَهَا حُسْنُ عَبَّادٍ وَجِسّمُ ابْنِ وَاقِدٍ ... وَرِيحُ أَبِي حَفْصٍ وَدِينُ ابْنِ نَوْفَلِ
ابْنُ وَاقِدٍ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو حفص هو عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ نَوْفَلٍ إِنْسَانٌ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَهُ حَدِيثٌ فِي الثَّانِي مِنْ حَدِيثِ زُغْبَةَ، أَخْرَجَهُ خ فِي كِتَابِ الأَدَبِ، وَآخَرُ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
302- (عَبَّادُ بْنُ زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ) [4]- م د ن- أَخُو عُبَيْدِ للَّه بْنِ زِيَادٍ.
عَنْ: حَمْزَةَ، وَعُرْوَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ فِي الْوُضُوءِ.
وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْطَأَ فِيهِ مَالِكٌ خَطَأً قَبِيحًا حَيْثُ يقول عن
__________
[1] في الأصل: «حسّان» ، والتصحيح من الخلاصة.
[2] المعارف 187، نسب قريش 240- 242، التاريخ الكبير 6/ 31- 32 رقم 1591، الجرح والتعديل 6/ 78 رقم 402، الكاشف 2/ 54 رقم 2586، تهذيب التهذيب 5/ 91- 92 رقم 153، تقريب التهذيب 1/ 391 رقم 87.
[3] نسب قريش 240- 241.
[4] المعارف 348، التاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1593، الجرح والتعديل 6/ 10 رقم 409، تاريخ خليفة 219 و 258، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله بن ثوب) 56- 63 رقم 72، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 221- 222، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 334، الوافي بالوفيات 16/ 612 رقم 661، ميزان الاعتدال 2/ 366 رقم 4115، الكاشف 2/ 54 رقم 2588، تهذيب التهذيب 5/ 93- 94 رقم 155، تقريب التهذيب 1/ 391 رقم 89.

(6/397)


عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ: مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ، وَالصَّوَابُ: عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ [1] .
وقال خليفة [2] : عزل معاوية عبيد اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ سِجِسْتَانَ، وَوَلاهَا عَبَّادَ بْنَ زِيَادٍ، فَغَزَا حَتَّى بَلَغَ بَيْتِ الذَّهَبِ [3] ، وَجَمَعَ لَهُ الْهِنْدَ فَهَزَمَ اللَّهُ الْهِنْدَ، وَبَقِيَ عَبَّادٌ عَلَى سِجِسْتَانَ سَبْعَ سِنِينَ [4] .
وَقَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ.
قَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِجَيْرُودَ [5] مِنْ عَمَلِ دِمَشْقَ.
303- (عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ) [6] قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقِيلَ قَبْلَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، كَمَا يَأْتِي.
304- (عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ) [7]- ع- الأنصاري الزّرقيّ المدني.
__________
[1] راجع: تاريخ دمشق 62.
[2] التاريخ 219.
[3] في مدينة قندهار من بلاد السند أو الهند.
[4] راجع: تاريخ خليفة 219، فتوح البلدان 3/ 532، تاريخ الرسل والملوك للطبري 5/ 317، تاريخ دمشق 62 وفيه: «فغزا عبّاد القندهار حتى بلغ بيت الذهب» ، معجم البلدان (مادّة:
قندهار) ج 4/ 402- 403، الكامل في التاريخ 3/ 44، البداية والنهاية 8/ 94، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 372.
[5] كذا في الأصل. وفي معجم البلدان 2/ 130: جرود: بالفتح، من إقليم معلولا من أعمال غوطة دمشق.
وأثبتها في تاريخ دمشق 63 «جرود» ، وفي الحاشية رقم (2) : «لعلّها التي تعرف اليوم باسم جيرود» .
[6] الطبقات لابن سعد 5/ 271، الطبقات لخليفة 249 و 254، تاريخ خليفة 308، التاريخ الكبير 7/ 3 رقم 3، التاريخ الصغير 1/ 253، الجرح والتعديل 6/ 210 رقم 1153، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 460، المعرفة والتاريخ 1/ 567، أنساب الأشراف 5/ 155- 156، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 361، أخبار الأذكياء 135، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله بن ثوب) 83- 93 رقم 94، سير أعلام النبلاء 5/ 261- 262 رقم 120، الكاشف 2/ 59 رقم 2621، تهذيب التهذيب 5/ 118- 119 رقم 205، تقريب التهذيب 1/ 397 رقم 140، خلاصة تذهيب الكمال 188.
[7] الطبقات لخليفة 258، التاريخ الكبير 7/ 73 رقم 335، التاريخ لابن معين 2/ 295،

(6/398)


عَنْ: جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
305- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ المازني [1] الصّحابي) - ع- قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] : مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ مِائَةٍ.
قَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُرْجُسِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
306- (عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث) [3]- ع- أبو الوليد، البصري، زوج أخت محمد بن سيرين.
__________
[ () ] المراسيل 151 رقم 280 الكاشف 2/ 62 رقم 2642، جامع التحصيل 251 رقم 336، تهذيب التهذيب 5/ 136 رقم 235، تقريب التهذيب 1/ 400 رقم 168.
[1] الطبقات لابن سعد 7/ 413، الطبقات لخليفة 52 و 301، تاريخ خليفة 302، التاريخ الكبير 5/ 14 رقم 25، التاريخ الصغير 2/ 76، المعرفة والتاريخ 1/ 258، الجرح والتعديل 5/ 11 رقم 54، مشاهير علماء الأمصار 54 رقم 375، تاريخ ابن معين 2/ 298، الضعفاء والمتروكين للنسائي 345، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 114 رقم 317، المعارف 341، الإستيعاب 4/ 874، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، أنساب الأشراف 1/ 248، تاريخ الرسل للطبري 2/ 236 و 3/ 181، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 243، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله بن ثوب) 428- 456 رقم 194، أسد الغابة 3/ 186، سير أعلام النبلاء 3/ 430- 433 رقم 77، العبر 1/ 103 و 113، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 307- 309، مرآة الجنان 1/ 178، البداية والنهاية 9/ 75، مجمع الزوائد 9/ 404، الإصابة 2/ 281- 282 رقم 4564، تهذيب التهذيب 5/ 158- 159 رقم 271، تقريب التهذيب 1/ 404 رقم 204، الكاشف 2/ 66 رقم 2672، الوافي بالوفيات 17/ 84- 85 رقم 71، شذرات الذهب 1/ 98 و 111، خلاصة تذهيب التهذيب 162.
[2] تاريخ أبي زرعة 1/ 213- 216.
[3] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 64- 65 رقم 158، التاريخ لابن معين 2/ 301 رقم 3537، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 143، الكاشف 2/ 70 رقم 2703، ميزان الاعتدال 2/ 405

(6/399)


رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وعنه: أيوب، وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، وابنه يوسف بن عبد الله، وجماعة.
وثقه أبو زرعة، وليس هو بالمشهور.
307- (عبد الله بن رباح) [1]- م 4- أبو خالد الأنصاري المدني، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ.
روى عنه: ثابت البناني، وأبو عمران الجوني، وقتادة، وخالد الحذاء.
وهو ثقة. جليل القدر.
قال شعبة، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ: وَقَفْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ وَنَحْنُ نُقَاتِلُ الأَزَارِقَةَ مَعَ الْمُهَلَّبِ، فَبَكَى، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ فِي قِتَالِ أَهْلِ الشّرك غنى عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ.
308- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زياد) [2]- خ ت- أبو مريم الأسدي الكوفي.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ.
وَعَنْهُ: شَمِرُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو حصين عثمان ابن عاصم، وغيرهم.
__________
[ () ] رقم 4258، الوافي بالوفيات 17/ 117 رقم 103، جامع التحصيل 253 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 181- 182 رقم 311، تقريب التهذيب 1/ 408 رقم 244، تحفة الأشراف 13/ 251 رقم 1135.
[1] التاريخ لابن معين 2/ 306 رقم 3991، التاريخ الكبير 5/ 84 رقم 231، الطبقات لخليفة 200، تاريخ خليفة 112، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 384- 386، الكاشف 2/ 76 رقم 2739، الوافي بالوفيات 17/ 163 رقم 150، تهذيب التهذيب 5/ 206- 207 رقم 357، تقريب التهذيب 1/ 414 رقم 291.
[2] الجرح والتعديل 5/ 60 رقم 276، التاريخ لابن معين 2/ 308 رقم 1969، الكنى والأسماء 2/ 110، الكاشف 2/ 79 رقم 2756، تهذيب التهذيب 5/ 221 رقم 379، تقريب التهذيب 1/ 416 رقم 312.

(6/400)


309- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ) [1] أَبُو مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيُّ الْمَدَنِيُّ.
يَرْوِي عَنْ عُمَرَ.
قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ [2] .
310- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ) [3]- م 4- ابن أَخِي أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ.
عَنْ: عَمِّهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْحَكَمِ، وَرَافِعٍ ابْنَيْ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ الْبَرَاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
311- (عَبْدُ الله بن عبد الله بن الحارث) [4]- خ م د ن- بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطَّلب أبو يحيى الهاشمي المدني أَخُو إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ عَوْنٌ الزُّهْرِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَكَانَ مِنْ صَحَابَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 60، الطبقات لخليفة 236.
[2] ليس في النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد ما يشير إلى تاريخ وفاة ابن ساعدة.
[3] المعارف 253، التاريخ لابن معين 2/ 313 رقم 3334، الطبقات لخليفة 191، التاريخ الكبير 5/ 118 رقم 352، الجرح والتعديل 5/ 84 رقم 388، الكاشف 2/ 87 رقم 2813، ميزان الاعتدال 2/ 447 رقم 4386، تهذيب التهذيب 5/ 264 رقم 451، تقريب التهذيب 1/ 423 رقم 384.
[4] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 317، التاريخ الكبير 5/ 126 رقم 372، الكاشف 2/ 90 رقم 2837، الوافي بالوفيات 17/ 295 رقم 247، تهذيب التهذيب 5/ 284 رقم 479، تقريب التهذيب 1/ 426 رقم 409.

(6/401)


قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ [1] ، قَتَلَتْهُ السَّمُومُ بِالأَبْوَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ مَعَ سُلَيْمَانَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
312- (عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبْزى) [2]- د ن- الخزاعي مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَأَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٌ.
313- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ) [3] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ.
وَلِيَ الْغَزْوَ فِي أَيَّامِ أَبِيهِ، وَبَنَى الْمِصِّيصَةَ، وَكَانَتْ دَارُهُ بِمَحَلَّةِ الْقِبَابِ عِنْدَ بَابِ الْجَامِعِ. وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ بَعْدَ عَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَنْ عُزِلَ سَنَةَ تِسْعِينَ بُقُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ.
وَعَنْ مَعْنٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَلَمْ يَدَعْ كَفَنًا، وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَتَرَكَ ثَمَانِينَ مُدًى [4] ذَهَبٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ.
314- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ الأَنْصَارِيُّ) [5]- خ م ق- مَوْلَى أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ.
عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ- وَكَأَنَّهُ مُرْسَلٌ- وَجَابِرٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وحميد الطويل.
وثّقه ابن حبّان.
__________
[1] حتى هنا العبارة في الطبقات لابن سعد، وما بعدها ليس في النسخة المطبوعة منه.
[2] كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 112 رقم 180، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 132 رقم 390، الجرح والتعديل 5/ 94 رقم 433، الكاشف 2/ 92 رقم 2846، جامع التحصيل 260 رقم 376، تهذيب التهذيب 5/ 290 رقم 490، تقريب التهذيب 1/ 427 رقم 420.
[3] نسب قريش 164، الولاة والقضاة للكندي 58- 63، تاريخ أبي زرعة 1/ 419- 420 رقم 1007، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية رقم 3387) 157 ب- 159 ب، الوافي بالوفيات 17/ 300 رقم 254، معجم بني أميّة 83- 85 رقم 169.
[4] المدى: مكيال يساوي جريبا أو 15 مكّوكا (لسان العرب- مادة: مدى) .
[5] التاريخ الكبير 5/ 158 رقم 487، الجرح والتعديل 5/ 124 رقم 571، الكاشف 2/ 96 رقم 2877، تهذيب التهذيب 5/ 312 رقم 532، تقريب التهذيب 1/ 432 رقم 461.

(6/402)


315- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عفّان) [1]- م د ت ن- أبو محمد الأموي، سِبْطُ ابْنِ عُمَرَ.
مَدَنِيٌّ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْمِطْرَفُ [2] مِنْ حُسْنِهِ وَمَلاحَتِهِ، وَهُوَ وَالِدُ مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجُ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ.
وَكَانَ شَرِيفًا كَبِيرَ الْقَدْرِ جَوَّادًا، مَدَحَهُ الْفَرَزْدَقُ، وَمُوسَى شَهَوَاتٌ.
تُوُفِّيَ بِمِصْرَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَعَنْ جَمِيلٍ أَنَّهُ قَالَ لِبُثَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَخْطُرُ عَلَى الْبَلاطِ إِلا أَخَذَتْنِي الْغِيرَةُ عَلَيْكِ وَأَنْتِ بِخِبَائِكِ.
316- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ) [3]- ع- الحارث بن ربعيّ الأنصاريّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
مَاتَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَثِقَاتِهِمْ.
قَالَ ابْنُ حبّان [4] : توفّي سنة خمس وتسعين.
__________
[1] المعارف 199 و 287 و 592، التاريخ الكبير 5/ 153- 154 رقم 466، الأغاني 1/ 383- 417، الجرح والتعديل 5/ 117- 118 رقم 537، الشعر والشعراء 2/ 478- 480، نسب قريش 118، سمط اللآلئ لأبي عبيد البكري 422. الكاشف 2/ 101 رقم 2914، الوافي بالوفيات 17/ 384- 388 رقم 316، تهذيب التهذيب 5/ 338- 339 رقم 577، تقريب التهذيب 1/ 437 رقم 504 النجوم الزاهرة 1/ 233- 234، نزهة الأبصار 1/ 526- 529.
[2] المطرف: بكسر الميم.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 274، الطبقات لخليفة 253، تاريخ خليفة 309، مشاهير علماء الأمصار 68 رقم 465، الجرح والتعديل 5/ 32 رقم 139، التاريخ الكبير 5/ 175- 176 رقم 555، تهذيب الأسماء للنووي ق 1 ج 1/ 283 رقم 326، الكاشف 2/ 106 رقم 2950، الوافي بالوفيات 17/ 407 رقم 343، تهذيب التهذيب 5/ 360 رقم 619، تقريب التهذيب 1/ 441 رقم 546، جامع التحصيل 262 رقم 390.
[4] في الثقات 5/ 20.

(6/403)


317- (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ) [1]- م 4- وَيُقَالُ ابْنُ قَيْسٍ، أَبُو الأَسْوَدِ، وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى مَوْلَى عَطِيَّةَ، شَامِيٌّ حِمْصِيٌّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وابن الزّبير.
روى عَنْهُ: عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ) أَبُو بَحَرِيَّةَ. فِي الْكُنَى.
318- (عَبْدُ [2] اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ) [3] الْمَدَنِيُّ المشهور الّذي يَقُولُ فِي كَثِيرَةَ زَوْجَةِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
عَادَ لَهُ مِنْ كَثِيرَةَ الطَّرَبُ ... فَعَيْنُهُ بِالدُّمُوعِ تَنْسَكِبُ
كُوفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُهَا ... لا أَمَمٌ دَارُهَا وَلا صَقَبُ
وَاللَّهِ مَا إِنْ صَبَتْ إِلَيَّ وَلا ... يُعْرَفُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا نَسَبُ [4]
إِلا الَّذِي أَوْرَثَتْ كَثِيرَةُ فِي ... الْقَلْبِ وَلِلْحُبِّ سَوْرَةٌ عَجَبُ
319- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ) [5]- خ م ن ق- تُوُفِّيَ سنة سبع أو ثمان وتسعين.
__________
[1] الكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، الجرح والتعديل 5/ 140 رقم 653، التاريخ الكبير 5/ 172- 173 رقم 549، الكاشف 2/ 107 رقم 2958، الوافي بالوفيات 17/ 408 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 365- 366 رقم 231، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 557.
[2] ويقال: «عبيد» .
[3] الأغاني 5/ 73- 100 ديوان ابن قيس الرقيّات، طبعة قيينا 1902، خزانة الأدب للبغدادي 3/ 267 طبعة بولاق، وفيات الأعيان 3/ 88 و 196، نسب قريش (انظر فهرس أسماء الشعراء) ، الكامل في الأدب للمبرّد 1/ 399.
[4] في الديوان ورد الشطر الثاني:
«يعلم بيني وبينها سبب»
وورد في الأغاني 79:
«إن كان بيني وبينها سبب»
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 272، التاريخ الكبير 5/ 178- 180 رقم 562، الثقات لابن

(6/404)


وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ فَيُحَوَّلُ.
320- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيُّ) [1] مَوْلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عنه.
عن: عمر ابن أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمَا.
يُؤَخَّرُ.
321- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحنفيّة [2] ع أبو هاشم الهاشميّ العلويّ المدني.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ صِهْرٍ لَهُ صَحَابِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَابْنُهُ عِيسَى أَبُو مُحَمَّدٍ.
وَهُوَ نَزْرُ الْحَدِيثِ.
وَفَدَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ بِالْبَلْقَاءِ في رجوعه.
قال مصعب الزّبيري: كان أبو هاشم صاحب الشّيعة، فأوصى
__________
[ () ] حبّان 126، الجرح والتعديل 5/ 142 رقم 664، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 481، الكاشف 2/ 108 رقم 2962، الوافي بالوفيات 17/ 411- 412 رقم 349، البداية والنهاية 9/ 43، تهذيب التهذيب 5/ 369 رقم 632، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 562.
[1] التاريخ الكبير 5/ 180 رقم 563، الجرح والتعديل 5/ 142 رقم 665، الكاشف 2/ 108 رقم 2963، تهذيب التهذيب 5/ 369 رقم 637، تقريب التهذيب 1/ 443 رقم 563.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 327- 328، مشاهير علماء الأمصار 127 رقم 994، الملل والنّحل للشهرستاني 290- 294، التاريخ الكبير 5/ 187 رقم 582، مقالات الإسلاميين للأشعري (تحقيق ريتر- طبعة المعهد الألماني) 20، الجرح والتعديل 5/ 155 رقم 711، التاريخ الكبير 5/ 187 رقم 582، الطبقات لخليفة 239، تاريخ خليفة 316- 320، التاريخ لابن معين 2/ 329 رقم 364، مقاتل الطالبيين 159، المعارف 216- 217، سير أعلام النبلاء 4/ 129 رقم 37، ميزان الاعتدال 2/ 483 رقم 4533، العبر 1/ 116، الوافي بالوفيات 17/ 424- 425 رقم 363، الكاشف 2/ 113 رقم 3000، تهذيب التهذيب 5/ 166 رقم 20، تقريب التهذيب 1/ 448 رقم 608، شذرات الذهب 1/ 113، خلاصة تذهيب التهذيب 313.

(6/405)


إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَالِدِ السَّفَّاحِ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ وَصَرَفَ الشِّيعَةَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَكَانَ الشِّيعَةُ يُلْقُونَهُ وَيَنْتَحِلُونَهُ، فَلَمَّا احْتَضَرَ أَوْصَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمْرِ، وَهُوَ فِي وَلَدِكِ، وَصَرَفَ الشِّيعَةَ إِلَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً أُخْرَى: ثنا الْحَسَنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابنا محمد بن علي.
وكان عبد الله يجمع أحاديث السبائية [1] .
وقال أبو أسامة: أحدهما مرجئ- يعني الحسن- والآخر شيعي.
قال يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ:
سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ وَذَكَرَ أَبَا هَاشِمٍ فَقَالَ: كَانَ قَبِيحَ الْخُلُقِ، قَبِيحَ الْهَيْئَةِ، قَبِيحَ الدَّابَّةِ، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الْقُبْحِ إِلا نَسَبَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ لا يُذْكَرُ أَبِي عِنْدَهُ- أَبُوهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- إِلا عَابَهُ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى بَابِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَى أَبَا هَاشِمٍ، فَكَتَبَ عَنْهُ الْعِلْمَ، وَكَانَ يَأْخُذُ بِرِكَابِهِ، فَكَفَّهُ ذَلِكَ عَنْ أَبِينَا، وَكَانَ أَبِي يُلَطِّفُ مُحَمَّدًا بِالشَّيْءِ يَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ مِنْ دِمَشْقَ، فَيَبْعَثُ بِهِ مُحَمَّدُ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ. وَأَعْطَاهُ مَرَّةً بَغْلَةً فكَبُرَتْ عِنْدَهُ، قَالَ:
وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ يَخْتَلِفُونَ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ، فَمَرِضَ وَاحْتَضَرَ، فَقَالَ لَهُ الْخُرَاسَانِيَّةُ: مَنْ تَأْمُرُنَا نَأْتِي بَعْدَكَ؟ قَالَ: هَذَا، قَالُوا: وَمَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالُوا: وَمَا لَنَا وَلِهَذَا؟ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْهُ وَلا خيرا منه، فاختلفوا إليه.
قال عيسى: فذاك سَبَبُنَا بِخُرَاسَانَ.
وَرُوِيَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، وَعَنْ غَيْرِهِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَسَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ مَنْ سَمَّهُ لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ، فَهَيَّأَ أُنَاسًا، وَجَعَلَ عِنْدَهُمْ لبنا
__________
[1] هم أصحاب عبد الله بن سبإ رأس الطائفة السبئيّة التي تقول بألوهيّة عليّ ورجعته، وتقول بتناسخ الجزء الإلهيّ في الأئمّة بعد عليّ. (راجع: الملل والنّحل للشهرستاني 1/ 174، لسان الميزان لابن حجر 3/ 289) .

(6/406)


مَسْمُومًا، فَتَعَرَّضُوا لَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاشْتَهَى اللَّبَنَ وَطَلَبَهُ مِنْهُمْ، فَشَرِبَهُ، فَهَلَكَ، وَذَلِكَ بِالْحُمَيْمَةِ [1] فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ.
حَدِيثُهُ بُعُلّوٍ فِي جزء البانياسي.
322- عَبْدُ الله بن محيريز [2] ع ابْنِ جُنَادَةَ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ أبو محيريز، نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
لا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ أَبَاهُ فِي الصَّحَابَةِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ مُسْلِمَةَ الْفَتْحِ.
رَوَى عَنْ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي مَحْذُورَةَ الْمُؤَذِّنُ الْجُمَحِيُّ، وَكَانَ زَوْجَ أُمِّهِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَالصُّنَابِحِيُّ [3] وَغَيْرِهِمْ.
وَاسْمُ أَبِي مَحْذُورَةَ سَلَمَةُ بْنُ مِعْيَرٍ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمَكْحُولٌ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى الشَّيْبَانِيُّ أَبُو زُرْعَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وإبراهيم بن أبي عبلة، وجماعة.
__________
[1] بلفظ تصغير الحمّة. بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام. (معجم البلدان 2/ 307) .
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 447، الطبقات لخليفة 294، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 193- 194 رقم 613، المعرفة والتاريخ 2/ 335 و 364، الجرح والتعديل 5/ 168 رقم 776، مشاهير علماء الأمصار 117 رقم 904، الثقات لابن حبّان 126، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، حلية الأولياء 5/ 138- 149 رقم 306، أسد الغابة 3/ 252، صفة الصفوة 4/ 206- 207، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 287- 288 رقم 332، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 264 رقم 1149، سير أعلام النبلاء 4/ 494- 496 رقم 194، الكاشف 2/ 115 رقم 3010، تذكرة الحفاظ 1/ 64، العبر 1/ 117- 118، البداية والنهاية 9/ 185- 186، العقد الثمين للفاسي 5/ 246، تهذيب التهذيب 6/ 22- 23 رقم 31، الإصابة، رقم 6633، تقريب التهذيب 1/ 449 رقم 620، الوافي بالوفيات 17/ 599- 600 رقم 508، طبقات الحفاظ للسيوطي 27، خلاصة تذهيب التهذيب 214، شذرات الذهب 1/ 116.
[3] بضم الصاد وفتح النون. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر بن عوثبان.. (اللباب 2/ 247) .

(6/407)


وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ عَالِمًا عَابِدًا قَانِتًا للَّه.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا يَقْدَمُ فِلَسْطِينَ فَيَلْقَى ابْنَ مُحَيْرِيزٍ فَتَتَقَاصَرُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ.
وَقَالَ عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محيريز: كَانَ جدي يختم فِي كلّ جمعة، وربما فرشنا لَهُ فراشا، فيصبح عَلَى حاله لَمْ ينم عَلَيْهِ.
وَقَالَ مروان الطاطري: ثنا رباح بْن الوليد- قلتُ: وقد وثقه أَبُو زُرْعة- النصري، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة قَالَ: قَالَ رجاء بْن حيوة: إنَّ يفخر عَلَيْنَا أَهْل المَدِينَةِ بعابدهم عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فإنا نفخر عَلَيْهِمْ بعابدنا عَبْد اللَّه بْن محيريز.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن حمير، عَنْ ابن أَبِي عبلة، عَنْ رجاء قَالَ: إنَّ كَانَ أَهْل المدينة يرون ابن عُمَر فيهم إماما فإنا نرى ابن محيريز فينا إماما، وكان صموتا معتزلا فِي بيته.
روى رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ خَالِد بْن دريك قَالَ: كَانَتْ فِي ابن محيريز خصلتان مَا كانتا فِي أحد ممن أدركت، كَانَ أبعد النّاس أن يسكت عَنْ حق فِي اللَّه من غضب ورضا، وكان من أحرص النّاس أن يكتم من نفسه أحسن مَا عِنْدَهُ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مقبل بْن عَبْد اللَّه الكِنَانيّ قَالَ:
مَا رَأَيْت أحدا أحرى أن يستر خيرا من نفسه، ولا أقول لحق إذا رآه من ابن محيريز. ولقد رَأَى عَلَى خَالِد بْن يزيد بْن معاوية جبة خز، فَقَالَ: أتلبس الخز؟ فَقَالَ: إنّما ألبسها لهؤلاء- وأشار إلى عَبْد الملك- فغضب ابن محيريز وَقَالَ لَهُ: مَا ينبغي أن تعدل خوفك من اللَّه بأحد من النّاس.
وعن الأوزاعي قَالَ: من كَانَ مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز، فإن اللَّه لَمْ يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز.

(6/408)


وقال يحيى بن أبي عَمْرو السيباني: قَالَ لَنَا ابن محيريز إني أحدثكم فَلا تقولوا حَدَّثَنَا ابن محيريز، فإني أخشى أن يصرعني ذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَةِ مصرعا يسوؤني.
وَقَالَ عَبْد الواحد بْن مُوسَى: سَمِعتُ ابن محيريز يَقُولُ: اللَّهمّ إني أسألك ذكرا خاملا.
وقال رجاء بن أبي سلمة: كَانَ ابن محيريز يجيء إلى عَبْد الملك بالصحيفة فِيهَا النصيحة فيقرئه إياها، فإذا فرغ منها أخذ الصحيفة.
وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيَوَةَ قَالَ: بَقَاءُ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَمَانٌ لِلنَّاسِ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ: مَاتَ فِي وِلايَةِ الْوَلِيدِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
323- و (عبد اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ) [1] .
يَرْوِي عَنِ: الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَابْنِ عُمَرَ، ومسروق.
روى عنه: منصور، والأعمش.
وثقه ابن معين [2] .
توفي سنة مائة.
324- (عبد الله بن مسافع) [3]- د ن- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَكْبَرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عثمان بن أبي طلحة الحجبي [4] المكّي.
__________
[1] الطبقات لخليفة 157، تاريخ خليفة 325، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 290، التاريخ الكبير 5/ 192 رقم 609، الجرح والتعديل 5/ 165- 166 رقم 763، الكاشف 2/ 115 رقم 3013، الوافي بالوفيات 17/ 603 رقم 513، تهذيب التهذيب 6/ 24- 25 رقم 35، تقريب التهذيب 1/ 449 رقم 624.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 330.
[3] تاريخ أبي زرعة 1/ 515، الجرح والتعديل 5/ 176 رقم 827، التاريخ الكبير 5/ 210- 211. رقم 674، الكاشف 2/ 116 رقم 3016، تهذيب التهذيب 6/ 26- 27 رقم 40 تقريب التهذيب 1/ 450 رقم 628.
[4] في الأصل «الحجيبي» والتصحيح من (اللباب 1/ 342) .

(6/409)


سمع من: عمّته صفيّة، وابن عَمَّتِهِ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
وَمَاتَ مُرَابِطًا مَعَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك.
لَهُ حديث فِي سجود السَّهْوِ فِي السُّنَنِ.
325- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ) [1]- ت ق- بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ الأَسَدِيُّ الزَّمْعِيُّ الْمَدَنِيُّ الأصغر، لِأَنَّ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ الأَكْبَرَ قُتِلَ يَوْمَ الدَّارِ.
عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ.
وَعَنْهُ: هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ [2] ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَحَفِيدُهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ [3] .
326- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحُبُلِيُّ) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
يُذْكَرُ فِي الْكُنَى.
327- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ [4] .
أَبُو بَحْرٍ، ويقال أبو حاتم.
سمع: أباه، وعليّا.
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 218 رقم 709، الطبقات لخليفة 241، الطبقات الكبرى 189، المعارف 288- 289، الجرح والتعديل 5/ 188- 189 رقم 877، أسد الغابة 3/ 273، تاريخ دمشق (مخطوط الأزهرية 10170) 150 أ- 151 أ، الوافي بالوفيات 17/ 664- 665 رقم 562، تهذيب التهذيب 6/ 70- 71 رقم 139، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 727، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 723، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 295.
[2] مهمل في الأصل.
[3] ج 5/ 48.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 345، تاريخ خليفة 129 و 165 و 303، الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 260 رقم 738، الكاشف 2/ 140 رقم 3195، تهذيب التهذيب 6/ 148- 149 رقم 300، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 882، المعرفة والتاريخ 3/ 355.

(6/410)


رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ ثِقَةً جَلِيلَ الْقَدْرِ، قَدْ وَفَدَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَقْرَأُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
قَالَ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ يَقُولُ: أَنَا أَنْعَمُ النَّاسِ، أَنَا أَبُو أَرْبَعِينَ، وَعَمُّ أَرْبَعِينَ، وَخَالُ أَرْبَعِينَ، وَأَبِي أَبُو بَكْرَةَ [1] وَعَمِّي زِيَادٌ، وَأَنَا أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ، فَنُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ.
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ فَوُصِفَ لَهُ لَبَنُ الْجَوَامِيسِ، فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ: ابْعَثْ إِلَيْنَا بِجَامُوسَةٍ، قَالَ:
فَبَعَثَ إِلَى قَيِّمِهِ: كَمْ حَلُوبٌ لَنَا؟ قَالَ: تِسْعُمِائَةٍ. قَالَ: ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ. وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَهِيَ بِهِ أَشْبَهُ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَابْنُ مَعِينٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
328- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيُّ) [2]- ق- قَاضِي الْبَصْرَةِ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ أُذَيْنَةَ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَوَلاهُ الْحَجَّاجُ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمَاتَ.
__________
[1] اسمه: نفيع. (الكنى والأسماء للدولابي 1/ 18) .
[2] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 255 رقم 822، الطبقات لخليفة 198، تاريخ خليفة 227 و 256 و 296 و 300 و 302، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 706، التاريخ لابن معين 2/ 344 رقم 1972، الجرح والتعديل 5/ 210 رقم 992، الكاشف 2/ 138 رقم 3176، تهذيب التهذيب 6/ 134- 135 رقم 278، تقريب التهذيب 1/ 472 رقم 861، المعرفة والتاريخ 3/ 114- 115.

(6/411)


329- عبد الرحمن بن الأسود [1] ع ابْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ أَبُو حَفْصٍ النَّخَعِيُّ الكوفي.
يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَلْقَمَةَ بن قيس، وعائشة، وابن الزبير.
وأدرك عمر.
روى عنه: الأعمش، وإسماعيل بن خالد، ومحمد بن إسحاق، وحجاج بن أرطأة، ومالك بن مغول، وزبيد [2] اليامي [3] ، وأبو إسرائيل الملائي، وعبد الرحمن المسعودي، وأبو بكر النهشلي، وآخرون.
وكان فقيها عابدا ثقة فاضلا.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبِي يَبْعَثُنِي إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلَمَّا احْتَلَمْتُ أَتَيْتُهَا، فَنَادَيْتُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَتْ: أَفَعَلْتَهَا يَا لُكَعُ؟ إِذَا الْتَقَتِ الْمَوَاسِي [4] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْأَلَ كَمَا سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ.
وَقَالَ زُبَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ فِي رَمَضَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ تَرْوِيحَةً، وَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ بَيْنَ كُلِّ تَرْوِيحَتَيْنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَيَقْرَأُ بِهِمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكَانَ يقوم بهم ليلة الفطر.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 289، الطبقات لخليفة 157، تاريخ خليفة 320، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 252- 253 رقم 815، الجرح والتعديل 5/ 209 رقم 986، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 129 رقم 222، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 751، المعارف لابن قتيبة 431- 432 و 464، سير أعلام النبلاء 5/ 11- 12 رقم 8، الكاشف 2/ 139 رقم 3180، تهذيب التهذيب 6/ 140- 141 رقم 286، تقريب التهذيب 1/ 473 رقم 868، جامع التحصيل 269 رقم 422.
[2] مهمل في الأصل.
[3] في اللباب 1/ 96 «الإيامي» بكسر الهمزة.
[4] الخبر في الطبقات لابن سعد، والمواسي، تعني العانات لأنّ المواسي تجري عليها.

(6/412)


وَرَوَى مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَإِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَعَدَدْتُ لَهُ سِتًّا وَخَمْسِينَ رَكْعَةً، ثُمَّ صَلَّى الْجُمُعَةَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَدَدْتُ لَهُ مِثْلَهَا حَتَّى سَهَوْتُ أَوْ تَرَكَ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ حَاجًّا فَاعْتُلَّتْ رِجْلُهُ، فَقَامَ يُصَلِّي عَلَى قَدَمٍ حَتَّى أَصْبَحَ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، وَعُقْبَةُ مَوْلَى رُوَيْمٍ، وَسَعْدٌ أَبُو هِشَامٍ، يُحْرِمُونَ مِنَ الْكُوفَةِ، وَيَصُومُونَ يَوْمًا وَيُفْطِرُونَ يَوْمًا حَتَّى يَرْجِعُوا.
وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ صَامَ حَتَّى أَحْرَقَ الصَّوْمُ لِسَانَهُ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ: عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ.
وَعَنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟
قَالَ: أَسَفًا عَلَى الصَّلاة وَالصَّوْمِ، وَلَمْ يَزَلْ يَقْرَأُ القرآن حتى مات. ورئي لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عبد العزيز.
330- (عبد الرحمن بن بشر) [1]- م د ن- بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق.
عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، وَخَبَّابٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بن إياس، وآخرون.
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 215 رقم 1012 وفيه: «عبد الرحمن بن بشير بن أبي مسعود» ، التاريخ الكبير 5/ 261- 262 رقم 844، التاريخ لابن معين 2/ 345، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 269- 270 رقم 1162، الكاشف 2/ 140 رقم 3190، تهذيب التهذيب 6/ 145 رقم 295، تقريب التهذيب 1/ 473 رقم 877.

(6/413)


331- (عبد الرحمن بن البيلمانيّ الشاعر) [1]- ع-.
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن زَيْدِ بْن عَمْرو بْنِ نُفَيْلٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ [2] ، وابن عمر، وغيرهم.
روى عنه: حبيب بن أبي ثابت، وزيد بن أسلم، وربيعة الرأي، ومحمد ابنه.
لينه أبو حاتم.
توفي في خلافة الوليد، وقيل كان أشعر شعراء اليمن.
332- (عبد الرحمن بن جبير) [3]- م د ت ق- المصري المؤذّن.
يَرْوِي عَنْ: عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمَا.
رَوَى عَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّونَ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو مُعْجَبًا بِهِ يَقُولُ إِنَّهُ لَمِنَ الْمُخْبِتِينَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: هُوَ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ الْعَامِرِيِّ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 216 رقم 1018 و 236 رقم 1118 وانظر الحاشية، التاريخ الكبير 5/ 263- 264 رقم 848 و 285 رقم 923 وانظر الحاشية، الطبقات لخليفة 249 و 287، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 270 رقم 1163، الكاشف للذهبي 2/ 141 رقم 3198، تهذيب التهذيب 6/ 149- 150 رقم 303 و 180 رقم 360، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 885.
والبيلماني: بفتح فسكون ففتح، نسبة إلى موضع باليمن يدعى بيلمان.
[2] في الأصل «عنبسة» وهو تحريف.
[3] الجرح والتعديل 5/ 221 رقم 1039، التاريخ الكبير 5/ 267 رقم 863، الكاشف 2/ 142 رقم 3206، تهذيب التهذيب 6/ 154- 155 رقم 313، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 895، المعرفة والتاريخ 2/ 515، حسن المحاضرة 1/ 106.

(6/414)


333- عبد الرحمن بن عائذ الأزدي [1] ع الثّمالي الحمصي، أبو عبد الله، يُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ وَلا يَصِحُّ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَلِيٍّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَالْعِرْبَاضِ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: مَحْفُوظُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ جَابِرٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ: كَانَ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَيَتَطَلَّبُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا مَاتَ خَلَّفَ كُتُبًا وَصُحُفًا مِنْ عِلْمِهِ، وَخَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَأُسِرَ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ [2] وَأُدْخِلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَعَفَا عَنْهُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
قَالَ بَقِيَّةُ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ حِمْصَ يَأْخُذُونَ كُتُبَ ابْنِ عَائِذٍ، فَمَا وَجَدُوا فِيهَا مِنَ الأَحْكَامِ، عَمَدُوا بِهَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَنَاعَةً بِهَا وَرِضًا بِحَدِيثِهِ.
وَحَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: اقْتَسَمَ رِجَالٌ مِنَ الْجُنْدِ كُتُبَ ابْنِ عائذ بينهم بالميزان لقناعته فيهم [3] .
__________
[1] الطبقات لخليفة 310 و 313، التاريخ الكبير 5/ 324- 325 رقم 1029، الجرح والتعديل 5/ 270 رقم 1278، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، تاريخ أبي زرعة 1/ 69، المعرفة والتاريخ 2/ 382- 383، كتاب المراسيل 124 رقم 212، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 861، أسد الغابة 3/ 303، سير أعلام النبلاء 4/ 487- 489 رقم 187، ميزان الاعتدال 2/ 571 رقم 4898، الكاشف 2/ 151 رقم 3274، الإصابة رقم 5147 و 6694، تهذيب التهذيب 6/ 203- 204 رقم 413، تقريب التهذيب 1/ 486 رقم 993، خلاصة تذهيب التهذيب 229، جامع التحصيل 271 رقم 434.
[2] وقعة بين الحجّاج وابن الأشعث بظاهر الكوفة، تمّت فيها كسرة ابن الأشعث ووقع القتل في القرّاء. (انظر: تاريخ الرسل للطبري 6/ 357) .
[3] المعرفة والتاريخ 2/ 383.

(6/415)


رَوَى جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ، وَكَانَ بِهِ عَارِفًا، قَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: كَمَا لا يُرِيدُ اللَّهُ، وَلا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ، وَلا أُرِيدُ، قَالَ: وَيْحَكَ مَا تَقُولُ! قَالَ: نَعَمْ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ أَكُونَ عَابِدًا زَاهِدًا، وَمَا أَنَا كَذَلِكَ، وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ أَكُونَ فَاسِقًا مَارِقًا، وَمَا أَنَا كَذَلِكَ، وَأُرِيدُ أَنْ أَكُونَ مُخَلًّى فِي سَرَبِي آمِنًا فِي أَهْلِي، وَمَا أَنَا كَذَلِكَ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَدَبٌ عِرَاقِيٌّ وَمَوْلِدٌ شَامِيٌّ وَجِيرَانُنَا إِذْ كُنَّا بِالطَّائِفِ، خَلُّوا عَنْهُ.
334- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ) [1]- ع- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيُّ الشَّامِيُّ، وَهُوَ الصَّغِيرُ.
وَرَوَى عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ [2] .
صَدُوقٌ.
335- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ) [3] الْكِنْدِيُّ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. قَاضِي مِصْرَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَصَاحِبُ شُرْطَتِهِ وَنَائِبِهِ عَلَى مصر إذا غاب، ولهذا قَالَ شُعْبَةُ بْنُ عُفَيْرٍ: جُمِعَ لَهُ الْقَضَاءُ وَخِلافَةُ السُّلْطَانِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَصْرَةَ الغفاريّ، وعبد الله بن عمر.
وروى عنه: يزيد بن أبي حبيب، وعقبة بن مسلم، وواهب المعافري، وسويد بن قيس.
ووفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر له.
توفي سنة خمس وتسعين. كنيته أبو معاوية، ولم يخرّجوا له شيئا.
__________
[1] الطبقات لخليفة 307، الكاشف 2/ 163 رقم 3352، تهذيب التهذيب 6/ 268 رقم 528، تقريب التهذيب 1/ 497 رقم 1106، جامع التحصيل 276 رقم 455.
[2] هو عبد الله بن زيد الجرمي، بفتح الجيم وسكون الراء، نسبة إلى جرم، وهي قبيلة جرم بن ريان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. (اللباب 1/ 273- 274) .
[3] الجرح والتعديل 5/ 284 رقم 1353، التاريخ الكبير 5/ 350 رقم 1106، كتاب الولاة والقضاة للكندي 53 و 58 و 64 و 324- 326، تهذيب التهذيب 6/ 271- 272 رقم 538، تقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1115، حسن المحاضرة 1/ 91.

(6/416)


336- (عبد الرحمن بن يزيد بن جارية [1] الأنصاري) - خ 4- المدني، أَخُو مُجَمِّعٍ، وَابْنُ أَخِي مُجَمِّعٍ.
وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ، وَأَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَخَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ [2] .
رَوَى عَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ محمد، والزّهري، وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
وَرُوِيَ عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً، وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
337- (عبد الرحمن بن وعلة) [4]- م 4- ويقال ابن أسميفع [5]- السّبائي [6] المصري.
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ الْيَزَنِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَجَعْفَرُ بن ربيعة، وآخرون.
__________
[1] الطبقات لخليفة 82، تاريخ خليفة 312 و 316، تاريخ أبي زرعة 1/ 563- 564، المعرفة والتاريخ 1/ 386- 388، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 512، التاريخ الكبير 5/ 363 رقم 1151، الجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1417، الكاشف 2/ 168 رقم 3389، جامع التحصيل 277 رقم 458 تهذيب التهذيب 6/ 298- 299 رقم 579، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1154.
[2] مهمل في الأصل.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 84.
[4] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 359 رقم 1141، الجرح والتعديل 5/ 296 رقم 1402، التاريخ لابن معين 2/ 361، مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 937، المعرفة والتاريخ 2/ 298 و 484 و 530، ميزان الاعتدال 2/ 596 رقم 4998، الكاشف 2/ 168 رقم 3385، تهذيب التهذيب 6/ 293- 294 رقم 574، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1150، حسن المحاضرة 1/ 106.
[5] في الأصل «السميفع» ، والتصحيح من اللباب 2/ 98 ومن الخلاصة حيث ضبطه بضمّ أوّله.
[6] بفتح السين المهملة والباء الموحّدة. بعدها همزة مكسورة، نسبة إلى سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى عبد الله بن سبإ رأس الغلاة من الرافضة. (اللباب 2/ 98) .

(6/417)


وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ بِمِصْرَ.
338- عَبْدُ الْمَلِكِ الشَّابُّ النَّاسِكُ الْعَابِدُ [1] وَلَدُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا أَبَهْ أَقِمِ الْحَقَّ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ.
وَكَانَ يُفَضَّلُ عَلَى عُمَرَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: ثنا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ قَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّمَا أَدْخَلَهُ فِي الْعِبَادَةِ مَا رَأَى مِنَ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] .
وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
إلق عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لِغُلامِهِ: اسْتَأْذِنْ لِي، فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ: أدخل، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا خِوَانٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، عَلَيْهِ ثَلاثَةُ أَقْرِصَةٍ وَقَصْعَةٌ فِيهَا ثَرِيدٌ، فَقَالَ: كُلْ فَمَا مَنَعَنِي مِنَ الأَكْلِ إِلا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِ، فَاعْتَلَلْتُ بِشَيْءٍ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا غُلامَهُ وَأَعْطَاهُ فُلُوسًا، فَقَالَ: جِئْنَا بِعِنَبٍ، فَجَاءَ بِشَيْءٍ صَالِحٍ، وَكَانَ عُمَرُ مُنِعَ مِنَ الْعَصِيرِ، فَرُخِّصَ الْعِنَبُ، فَقَالَ: اللَّهُ كَانَ مَنَعَكَ الإِبْقَاءُ عَلَيْنَا فَكُلْ مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ رَخِيصٌ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ مَعَاشُكَ؟ قَالَ: أَرْضٌ لِي أَسْتَدِينُ عَلَيْهَا، قُلْتُ:
فَلَعَلَّكَ تَسْتَدِينُ مِنْ رَجُلٍ يَشُقُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ لِمَكَانِكَ؟ قَالَ: لا إِنَّمَا هِيَ دَرَاهِمُ لِصَاحِبَتِي اسْتَقْرَضْتُهَا، قُلْتُ: أَفَلا أُكَلِّمُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُجْرِي عَلَيْكَ رِزْقًا، فَأَبَى ذَلِكَ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرَى عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ صُلْبِ مَالِهِ دُونَ إِخْوَتِي الصِّغَارِ، فَكَيْفَ يُجْرِي عَلَيَّ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ.
وَقَالَ فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: إِنَّ ابْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ آثَرُ وَلَدِي عِنْدِي، وَقَدْ زُيِّنَ عَلَيَّ علمي بفضله،
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 573- 574، صفة الصفوة 2/ 127- 130 رقم 173، حلية الأولياء 5/ 353- 364 رقم 324، الكامل في التاريخ 5/ 64- 65، الأخبار الموفقيات 623.
[2] صفة الصفوة 2/ 127، حلية الأولياء 5/ 353- 354.

(6/418)


فَاسْتَثِرْهُ لِي ثُمَّ ائْتِنِي بِعِلْمِهِ وَعَقْلِهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَجَاءَ غُلامُهُ فَقَالَ: قَدْ أَخْلَيْنَا الْحَمَّامَ، فَقُلْتُ: الْحَمَّامُ لَكَ؟ قَالَ: لا، قُلْتُ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَطْرُدَ عَنْهُ غَاشِيَتَهُ وَتَدْخُلَ وَحْدَكَ فَتَكْسِرَ عَلَى الْحَمَّامِيِّ غُلَّتَهُ، وَيَرْجِعُ مَنْ جَاءَهُ مُتَعَنِّيًا! قَالَ: أَمَّا صَاحِبُ الْحَمَّامِ فَإِنِّي أَرْضَيْتُهُ، قُلْتُ: هَذِهِ نَفَقَةُ سَرِفٍ يُخَالِطُهَا كِبْرٌ.
قَالَ: يَمْنَعُنِي أَنَّ الرِّعَاعَ يَدْخُلُونَ بِغَيْرِ إِزَارٍ وَكَرِهْتُ أَدَبَهُمْ عَلَى الإِزَارِ فَقَدْ وَعَظْتَنِي مَوْعِظَةً انْتَفَعْتُ بِهَا فَاجْعَلْ لِي مِنْ هَذَا فَرَجًا، فَقُلْتُ: ادْخُلْ لَيْلا، فَقَالَ: لا جَرَمَ لا أَدْخُلُهُ نَهَارًا وَلَوْلا شِدَّةُ بَرْدِ بِلادِنَا مَا دَخَلْتُهُ، فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتَكْتُمَنَّ هَذِهِ عَنْ أَبِي فَإِنِّي مُعْتِبُكَ، قُلْتُ: فَإِنْ سَأَلَنِي: هَلْ رَأَيْتَ مِنْهُ شَيْئًا، أَتَأْمُرُنِي أَنْ أَكْذِبَ وَإِنَّمَا أَبْغِي عَقْلَهُ مع ورعه؟ فقال: معاذ الله، ولكن قُلْ:
رَأَيْتُ عَيْبًا فَفَطَّنْتُهُ، لَهُ، فَأَسْرَعَ إِلَى مَا أَحْبَبْتُ، فَإِنَّهُ لَنْ يَسْأَلَكَ عَنِ التَّفْسِيرِ، لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَاذَهُ مِنْ بَحْثِ مَا سَتَرَ اللَّهُ.
وَقَالَ يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيّ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْتُ: هَلْ خَصَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ جَعَلَ لَكَ مَطْبَخًا أَوْ كَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي فِي كِفَايَةٍ، وَيْحَكَ يَا سُلَيْمَانُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَتَوَلاهُ فَأَحْسَنَ مَعُونَتَهُ مُنْذُ وَلاهُ، وَاللَّهِ لِأَنْ تَخْرُجَ نَفْسُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسُ هَذَا الذُّبَابِ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ: هُوَ فِي نِعَمِ اللَّهِ فِي عِنَايَتِهِ بِالْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَلَسْتُ آمَنُ عَلَيْهِ أَنْ يَجِيئَهُ بَعْضُ مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْلا أَنْ أَكُونَ زُيِّنَ لِي مِنْ أَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَا يُزَيَّنُ فِي عَيْنِ الْوَالِدِ لَرَأَيْتُهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ.
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ: ثنا نَافِعٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ لِأَبِيهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَمْضِيَ لِلَّذِي تُرِيدُ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُبَالِي لَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ لِي مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يُعِينُنِي عَلَى هَذَا الأَمْرِ، يَا بُنَيَّ لَوْ تَأَهَّبَ النَّاسُ بِالَّذِي تَقُولُ لَمْ آمَنُ أَنْ يُنْكِرُوهَا فَإِذَا أَنْكَرُوهَا لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ

(6/419)


السَّيْفِ، وَلا خَيْرَ فِي خَيْرٍ لا يَجِيءُ إِلا بِالسَّيْفِ، إِنِّي أَرُوضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، فَإِنْ يَطُلْ بِي عُمْرٌ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُنْفِذَ اللَّهُ مَشِيئَتِي، وَإِنْ تَغْدُو عَلَيَّ مَنِيَّةٌ فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ الَّذِي أُرِيدُ [1] .
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبان قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُرَّاءَ أَهْلِ الشَّامِ، فِيهِمُ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ: إِنِّي جَمَعْتُكُمْ لِأَمْرٍ قَدْ أَهَمَّنِي، هَذِهِ الْمَظَالِمُ الَّتِي فِي أَيْدِي أَهْلِ بَيْتِي مَا تَرَوْنَ فِيهَا؟ فَقَالُوا: مَا نَرَى وِزْرَهَا إِلا عَلَى مَنِ اغْتَصَبَهَا، فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَا تَرَى؟ قَالَ: مَا أَرَى مَنْ قَدِرَ عَلَى رَدِّهَا فَلَمْ يَرُدَّهَا وَالَّذِي اغْتَصَبَهَا إِلا سَوَاءً، فَقَالَ: صَدَقْتَ أَيْ بُنَيَّ الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِي.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لابْنِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ:
فِي الْمَوْتِ. قَالَ: لِأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَبَهْ، لِأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ [2] .
قِيلَ إِنَّهُ عَاشَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ نَحْوِهَا، وَلَهُ حِكَايَاتٌ فِي زُهْدِهِ وَخَوْفِهِ.
339- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَعْلَى اللَّيْثِيُّ) [3] قَاضِي البصر.
عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ رَجُلٍ صَحَابِيٍّ مِنْ قَوْمِهِ، وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وحميد الطّويل، وجماعة آخرهم
__________
[1] انظر: سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي 70- 71، المعرفة والتاريخ 1/ 573- 574، و 617، حلية الأولياء 5/ 354.
[2] قارن بالحلية 5/ 354، الكامل في التاريخ 5/ 65، التذكرة الحمدونية 1/ 149.
[3] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 437 رقم 1425، الجرح والتعديل 5/ 375 رقم 1753، تاريخ خليفة 334، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 217، الكاشف 2/ 190 رقم 3540، تهذيب التهذيب 6/ 429- 430 رقم 895، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1366.

(6/420)


مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ [1] .
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ، كَذَا قَالَ وَلا أَرَاهُ إِلا بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّ قُرَّةَ بْنَ خَالِدٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ رَوَيَا عَنْهُ وَأَدْرَكَاهُ. لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ 340- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ) [3]- ع- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سَمِع: أَبَاهُ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ كَاتِبَهُ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَابْنُ ابْنِهِ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
341- عُبَيْدُ الله بن عبد الله [4] ع ابْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهذلي المدني الضّرير، أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وَأَخُو عَوْنٍ.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وجماعة.
__________
[1] قال ابن حجر: «وإنّما سمّي الضّالّ لأنه ضلّ في طريق مكة» (تهذيب التهذيب 10/ 214) .
[2] في الثقات 5/ 122.
[3] الطبقات لخليفة 231 و 239، تاريخ خليفة 200، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 2238، الجرح والتعديل 5/ 307 رقم 1460، التاريخ الكبير 5/ 381 رقم 1217، المعارف 145.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 250، الطبقات لخليفة 243، تاريخ خليفة 320، التاريخ الكبير 5/ 385- 386 رقم 1239، المعارف 250 و 251 و 588، المعرفة والتاريخ 1/ 560- 563، الجرح والتعديل 5/ 319- 320 رقم 1517، حلية الأولياء 2/ 188- 189 رقم 174، الأخبار الموفقيات 344 و 391، طبقات الفقهاء 60، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 429، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 312 رقم 380، وفيات الأعيان 3/ 115- 116 رقم 356، الأغاني 9/ 135، صفة الصفوة 2/ 102- 103 رقم 166، سمط اللآلئ للبكري 781، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 281 رقم 1183، تذكرة الحفاظ 1/ 74، العبر 1/ 116، سير أعلام النبلاء 4/ 475- 479 رقم 179، الكاشف 2/ 200 رقم 3611، نكت الهميان للصفدي 197، تهذيب التهذيب 7/ 23- 24 رقم 50، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1469، طبقات الحفاظ 32، خلاصة تذهيب التهذيب 251، شذرات الذهب 1/ 114، تاريخ أبي زرعة 1/ 165.

(6/421)


رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ.
وَكَانَ إماما حجّة حافظا مجتهدا.
قال: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قَطُّ فَأَشَاءُ أَنْ أَعِيَهُ إِلا وَعَيْتُهُ [1] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ما رويت عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ أَكْثَرَ مِمَّا رَوَيْتُ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلَوْ كَانَ حَيًّا مَا صَدَرْتُ إِلا عَنْ رَأْيِهِ [2] .
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإسكندراني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قَطُّ فَأَشَاءُ أَنْ أَعِيَهُ إِلا وَعَيْتُهُ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرَ الْعِلْمِ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَخْدُمُهُ وَيَصْحَبُهُ، حَتَّى أَنْ كَانَ لَيَنْزَحُ [3] لَهُ الْمَاءَ.
وَسُئِلَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَغْزَرُهُمْ فِي الْحَدِيثِ عُرْوَةُ، وَلا تَشَاءُ أَنْ تَفْجُرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلا فَجَرْتَهُ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعَةَ بُحُورٍ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ عُبَيْدَ اللَّهِ [4] .
قَالَ: وَسَمِعْتُ شَيْئًا كثيرا مِنَ الْعِلْمِ، فَظَنَنْتُ أَنِّي اكْتَفَيْتُ، حَتَّى لَقِيتَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لِأَنْ يَكُونَ لِي مَجْلِسٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 560.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 560.
[3] في المعرفة والتاريخ 1/ 560 «لينزغ» .
[4] صفة الصفوة 2/ 102، حلية الأولياء 2/ 188، وفيات الأعيان 3/ 115.

(6/422)


وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَيْضًا مِنَ الشُّعَرَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ مُؤَدِّبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ يَحْمِلُ جِنَازَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ.
342- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ [1] بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ النَّوْفَلِيُّ) .
- خ م د ت- تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلافَةِ الْوَلِيدِ. فَيُحَوَّلُ مِنَ الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ إِلَى هُنَا 343- (عُبَيْدُ بْنُ فَيْرُوزَ) [2]- 4- أَبُو الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيُّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنِ: الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
رَوَى عَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
344- (الْعَجَّاجُ أَبُو رُؤْبَةَ) [3] صَاحِبُ الرَّجَزِ، هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رؤية بْنِ صَخْرٍ التَّمِيمِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ.
وعنه: ابنه رؤبة.
وفد على الوليد، ومات في خلافته بعد أَنْ كَبُرَ وَأُقْعِدَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَفَعَ الرَّجَزَ وَشَبَّهَهُ بِالْقَصِيدِ وَجَعَلَ لَهُ أَوَائِلَ. وَلُقِّبَ بالعجّاج ببيت قاله.
__________
[1] تاريخ خليفة 309، الطبقات لخليفة 231، التاريخ الكبير 5/ 391 رقم 1258، الجرح والتعديل 5/ 329 رقم 1554، المعرفة والتاريخ 1/ 262 و 411، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 598، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 313 رقم 381، الكاشف للذهبي 2/ 202 رقم 3623، جامع التحصيل 283 رقم 488، تهذيب التهذيب 6/ 36- 37 رقم 67.
[2] الكنى والأسماء للدولابي 2/ 15، المعرفة والتاريخ 2/ 484 و 3/ 198، الجرح والتعديل 5/ 411، 412 رقم 1910، التاريخ الكبير 6/ 1، 2 رقم 1483، الكاشف 2/ 209 رقم 3681، تهذيب التهذيب 7/ 72 رقم 151، تقريب التهذيب 1/ 544 رقم 1564.
[3] تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 7/ 397- 399، الشعر والشعراء، 493- 494، شرح شواهد المغني 18، الموشّح 215، ديوان العجّاج- نشره آلورد- برلين 1903.

(6/423)


345- عروة بن الزّبير [1] ع ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، الإِمَامُ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ الزُّبَيْرِ، وَعَلِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَكَانَ ثَبْتًا حَافِظًا فَقِيهًا عَالِمًا بِالسِّيرَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمَغَازِي.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ هِشَامٌ، وَهُوَ أَجَلُّهُمْ، وَيَحْيَى، وَعُثْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَفِيدُهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُهُ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَخَلْقٌ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وعشرين: قاله مصعب [2] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 178- 182، الزهد لأحمد 371، الطبقات لخليفة 241، تاريخ خليفة 156 و 306، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 58، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 31- 32 رقم 138، التاريخ لابن معين 2/ 399- 400، جمهرة نسب قريش لابن بكار 262 و 283، المعارف 222، المعرفة والتاريخ 1/ 364 و 550، الأخبار الموفقيات 214، نسب قريش 245 و 380، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 428، تاريخ أبي زرعة (راجع فهرس الأعلام) الجرح والتعديل 6/ 395، 396 رقم 2207، طبقات الفقهاء 58- 59، المراسيل 149 رقم 273، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 331- 332 رقم 405، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 288- 297 رقم 1198، وفيات الأعيان 3/ 255- 258 رقم 416، سير أعلام النبلاء 4/ 421- 437 رقم 168، تذكرة الحفاظ 1/ 62- 63 رقم 51، العبر 1/ 110، الكاشف 2/ 229 رقم 3830، البداية والنهاية 9/ 101- 103، جامع التحصيل 289 رقم 515، مرآة الجنان 1/ 187- 189، الكامل في التاريخ 4/ 582، حلية الأولياء 2/ 176- 182، الوفيات لابن قنفذ 89، النكت الظراف لابن حجر 13/ 288، تهذيب التهذيب 7/ 180- 185 رقم 351، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 157، غاية النهاية رقم 2114، طبقات الحفاظ للسيوطي 23، خلاصة تذهيب التهذيب 265، شذرات الذهب 1/ 103.
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 422.

(6/424)


وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : وُلِدَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ.
وَمُصْعَبٌ أَخْبَرَ بِنَسَبِهِ، وَيُقَوِّيهِ قَوْلُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذْكُرُ أَنَّ أَبِي الزُّبَيْرِ كَانَ يَنْقُزُنِي وَيَقُولُ:
مُبَارَكٌ مِنْ وَلَدِ الصِّدِّيقِ ... أَبْيَضٌ مِنْ آلِ أَبِي عَتِيقِ
أَلَذُّهُ كَمَا أَلَذُّ رِيقِي [2] وَيُقَوِّي قَوْلَ خَلِيفَةَ مَا رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيِّ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ: وَقَفْتُ وَأَنَا غُلامٌ وَقَدْ حَصَرُوا عُثْمَانَ.
رَوَى الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] عِنْدَ ذِكْرِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ هِلالٍ السُّلَيْحِيُّ، ثنا أَبُو حَيَوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا لِي ذُؤَابَتَانِ، فَقُمْتُ أَرْكَعُ، فَبَصُرَ بِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَعَهُ الدِّرَّةُ؟ فَفَرَرْتُ مِنْهُ، فَأَحْضَرَ [4] فِي طَلَبِي حَتَّى تَعَلَّقَ بِذُؤَابَتِي، فَنَهَانِي، فَقُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا أَعُودُ.
قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مَعَ نَظَافَةِ رِجَالِهِ.
وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُدِدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَاسْتُصْغِرْنَا.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ عُمْرُهُ يَوْمَئِذٍ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ: مَا مَاتَتْ عَائِشَةُ حَتَّى تَرَكْتُهَا [5] قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَنِي قَبْلَ مَوْتِ عَائِشَةَ بِأَرْبَعِ حِجَجٍ وَأَنَا أَقُولُ: لَوْ مَاتَتِ الْيَوْمَ مَا نَدِمْتُ عَلَى حديث عندها إلّا
__________
[1] تاريخ خليفة 156، تذكرة الحفاظ 1/ 63، سير أعلام النبلاء 4/ 422، تهذيب التهذيب 7/ 183.
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 422.
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 364- 365.
[4] في الأصل «فأحصر» بالصاد المهملة.
[5] مهملة في الأصل.

(6/425)


وَقَدْ وَعَيْتُهُ. وَلَقَدْ كَانَ يَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْحَدِيثُ فَآتِيهِ فَأَجِدُهُ قَدْ قَالَ، فَأَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فَأَسْأَلُهُ عَنْهُ [1] ، يَعْنِي إِذَا خَرَجَ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْ عُرْوَةَ وَمَا أَعْلَمُهُ يَعْلَمُ شَيْئًا أَجْهَلُهُ.
وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيصَةُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [2] .
وَقَالَ أَبُو عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بَحْرًا لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ [3] .
وَكَانَ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ عَلَى حَدِيثِهِ [4] .
وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُمْ لَيَسْأَلُونَ عُرْوَةَ [5] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: إِنَّ أَبَاهُ حَرَقَ كُتُبًا لَهُ، فِيهَا فِقْهٌ، ثُمَّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ فَدَيْتُهَا بِأَهْلِي وَمَالِي [6] .
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِلشِّعْرِ مِنْ عُرْوَةَ [7] .
وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: الْعِلْمُ لِوَاحِدٍ مِنْ ثَلاثَةٍ، لِذِي حَسَبٍ يُزَيِّنُهُ، أَوْ ذِي دِينٍ يَسُوسُ بِهِ دِينَهُ، أَوْ مُخْتَلِطٌ [8] بِسُلْطَانٍ يُتْحِفُهُ بِعِلْمِهِ. وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا أَشْرَطَ لِهَذِهِ الْخِلَالِ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وعمر بن عبد العزيز.
__________
[1] قارن بالمعرفة والتاريخ 1/ 551، حلية الأولياء 2/ 177، سير أعلام النبلاء 4/ 424.
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 425.
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 552.
[4] حلية الأولياء 2/ 176.
[5] قارن مع سير أعلام النبلاء 4/ 425.
[6] الطبقات لابن سعد 5/ 179.
[7] السير 4/ 426.
[8] في السير 4/ 426 «مختبط» .

(6/426)


وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ عُرْوَةَ يَقْرَأُ رُبْعَ الْقُرْآنِ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْمُصْحَفِ نَظَرًا، وَيَقُومُ بِهِ اللَّيْلَ، فَمَا تَرَكَهُ إِلا لَيْلَةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ، وَكَانَ وَقَعَ فِيهَا الأَكَلَةُ فَنَشَرَهَا، وَكَانَ إِذَا كَانَ أَيَّامُ الرُّطَبِ يَثْلِمُ حَائِطَهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لِلنَّاسِ فَيَدْخُلُونَ فَيَأْكُلُونَ وَيَحْمِلُونَ [1] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَقَعَتْ فِي رِجْلِ عُرْوَةَ الآكِلَةُ فَصَعِدَتْ فِي سَاقِهِ، فَدَعَا بِهِ الْوَلِيدُ، ثُمَّ أَحْضَرَ الأَطِبَّاءَ وَقَالُوا: لا بُدَّ مِنْ قَطْعِ رِجْلِهِ، فَقُطِعَتْ، فَمَا تَضَوَّرَ وَجْهُهُ [2] .
وَقَالَ عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: إِنَّ أَبَاهُ خَرَجَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، وَجَدَ فِي رِجْلِهِ شَيْئًا فَظَهَرَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، ثُمَّ تَرَقَّى بِهِ الْوَجَعُ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اقْطَعْهَا.
قَالَ: دُونَكَ، فَدَعَا لَهُ الطَّبِيبَ وَقَالَ لَهُ: اشْرِبِ الْمُرْقِدَ [3] . فَلَمْ يَفْعَلْ، فَقَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ السَّاقِ، فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ يَقُولَ: حَسِّ حَسِّ. فَقَالَ الْوَلِيدُ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا.
وَأُصِيبَ عُرْوَةُ فِي هَذَا السَّفَرِ بِابْنِهِ مُحَمَّدٍ، رَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فِي إِصْطَبْلٍ، فَلَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ كَلِمَةً فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ: لَقَدْ لَقِينا من سَفَرِنا هذا نَصَباً 18: 62 [4] اللَّهمّ كَانَ لِي بَنُونَ سَبْعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَأَبْقَيْتَ لِي سِتَّةً، وَكَانَ لِي أَطْرَافٌ أَرْبَعَةٌ فَأَخَذْتَ طَرَفًا وَأَبْقَيْتَ ثَلاثَةً، فَإِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ [5] .
وَلِهَذِهِ الْحِكَايَةِ طُرُقٌ.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ نَظَرَ إِلَى رِجْلِهِ فِي الطَّسْتِ فقال: الله
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 178.
[2] حلية الأولياء 2/ 179.
[3] هو دواء يجعل من يشربه يرقد.
[4] سورة الكهف- الآية 62.
[5] انظر جمهرة نسب قريش 283، المعرفة والتاريخ 1/ 553، حلية الأولياء 2/ 179، سير أعلام النبلاء 4/ 430- 431.

(6/427)


يَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِهَا إِلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ، وَأَنَا أَعْلَمُ [1] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: كَانَ أَبِي يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَمَاتَ وَهُوَ صَائِمٌ، جَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: افْطِرْ، فَلَمْ يُفْطِرْ [2] ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ ابْنُ الزُّبَيْرِ تِسْعَ سِنِينَ وَأَبِي مَعَهُ.
وَعَنْ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ زَوَّجَ بِنْتَهُ سَوْدَةَ مِنْ عُرْوَةَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَسَارَ عُرْوَةُ مِنْ مَكَّةَ بِالأَمْوَالِ، فَأَوْدَعَهَا بِالْمَدِينَةِ، وَأَسْرَعَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَبْلَ وُصُولِ الْخَبَرِ، فَقَالَ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَابِ، فَقَالَ:
مَنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْ لَهُ كذا، فدخل، فقال: هاهنا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، قَالَ: كَيْتَ وَكَيْتَ. قَالَ: ذَاكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأْذَنْ لَهُ، فَلَمَّا رَآهُ زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ، وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ: كَيْفَ أَبُو بَكْرٍ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: فَنَزَلَ عَنِ السَّرِيرِ فَسَجَدَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ: إِنَّ عُرْوَةَ قَدْ خَرَجَ وَالْأَمْوَالُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَكَلَّمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا تَدَعُونَ الشَّخْصَ حَتَّى يَأْخُذَ بِسَيْفِهِ فَيَمُوتَ كَرِيمًا! فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ أَعْرِضْ عَنْ ذَلِكَ [3] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ يَذْكُرُ أَبِي بِشَرٍّ [4] .
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: مَا بَرَّ وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ طَرْفَهُ إِلَيْهِ [5] .
وَقَالَ نَوْفَلُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ أَبِي مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بالعقيق [6] ، وحفر بئاره، دعا جماعة فأطعمهم.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 553، السير 4/ 431.
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 431.
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 554، سير أعلام النبلاء 4/ 432- 433.
[4] السير 4/ 433.
[5] السير 4/ 433.
[6] العقيق: موضع بناحية المدينة وفيه عيون ونخيل. وقيل هما عقيقان: الأكبر وهو مما يلي

(6/428)


وَقَالَ أَبُو ضَمْرَهَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ قَصْرَهُ بِالْعَقِيقِ قَالُوا: جَفَوْتَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ مَسَاجِدَهُمْ لَاهِيَةً، وَأَسْوَاقَهُمْ لاغِيَةً، وَالْفَاحِشَةَ فِي فِجَاجِهِمْ عَالِيَةً، فَكَانَ فِيمَا هُنَالِكَ عَمَّا هُمْ فِيهِ عَافِيَةً [1] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَخَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْفَلَّاسُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ خَمْسٍ.
346- (عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بن شعبة) [2]- ع- أبو يعفور [3] ، أَخُو عَقَّارٍ [4] ، وَحَمْزَةَ.
وَلِيَ بِالْكُوفَةِ الصَّلاةَ زَمَنَ الْوَلِيدِ، وَكَانَ سَيِّدَ ثَقِيفٍ فِي وَقْتِهِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ.
وعنه: الحسن البصري، وبكر بن عبد الله المزني، ونافع بن جبير بن مطعم، وآخرون.
347- (عطاء بن فروخ الحجازي) [5] ن ق-.
عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بن جدعا، ويونس بن عبيد.
وثّقه ابن حبّان [6] .
__________
[ () ] الحرّة، ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل.. والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل. (معجم البلدان 4/ 139) .
[1] سير أعلام النبلاء 4/ 427.
[2] تاريخ خليفة 210 و 294 و 310، الطبقات لخليفة 155، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 269، الأخبار الموفقيات 545، المعارف 295 و 584، التاريخ الكبير 7/ 32 رقم 139، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 778، المعرفة والتاريخ 1/ 398 و 2/ 104، الكاشف 2/ 230 رقم 3837، تهذيب التهذيب 7/ 189 رقم 359، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 165.
[3] المشتبه في أسماء الرجال 2/ 669.
[4] المشتبه 2/ 465.
[5] المعارف 487، التاريخ الكبير 6/ 467 رقم 3008، الكاشف 2/ 232 رقم 3856، تهذيب التهذيب 7/ 210 رقم 389، تقريب التهذيب 2/ 22 رقم 195.
[6] في كتاب الثقات 5/ 204.

(6/429)


348- (عطاء بن مينا المدنيّ) [1]- ع- وقيل البصريّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَكَانَ مِنْ صُلَحَاءِ النّاس وفضلائهم.
روى عنه: سعيد المقبريّ [2] ، وأيّوب بن موسى، وعمرو بن دينار، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ.
349- (عطاء بن يسار) [3] قيل توفّي سنة أربع وتسعين، وقيل سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة ثلاثة ومائة، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
350- (عقبة بن وساج الأزدي البصري) [4]- خ- روى عن: عمران بن حصين، وعبد الله بن عَمْرٍو، وَأَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى السَّيْبَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حاجب سليمان. ونزل الشام.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 462- 463 رقم 2996، الطبقات الكبرى 5/ 477، تاريخ أبي زرعة 1/ 524، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 488، الكاشف 2/ 233 رقم 3862، تهذيب التهذيب 7/ 216 رقم 396، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 201.
[2] المقبري: بفتح الميم وسكون القاف وضمّ الباء. (اللباب 3/ 245) .
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 173- 174، الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 329 و 340، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 461 رقم 2992، المعارف 459، المعرفة والتاريخ 1/ 564، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1867، كتاب المراسيل 156 رقم 293، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 474، تاريخ أبي زرعة 2/ 726، 727، التاريخ لابن معين 2/ 406 رقم 329، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 411، تذكرة الحفاظ 1/ 90- 91 رقم 80، العبر 1/ 125، الكاشف 2/ 233 رقم 3865، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5654، الوفيات لابن قنفذ 104 رقم 103، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 306- 307 رقم 1203، سير أعلام النبلاء 4/ 448- 449 رقم 174، جامع التحصيل 291 رقم 524، تهذيب التهذيب 7/ 217، 218 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 204، غاية النهاية، رقم 2122، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 34، خلاصة تذهيب التهذيب 267، شذرات الذهب 1/ 125.
[4] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 432 رقم 2892، الجرح والتعديل 6/ 318 رقم 1772 مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 676، تاريخ أبي زرعة 1/ 501، المعرفة والتاريخ 2/ 128 و 370 و 472، الكاشف 2/ 239 رقم 3907، جامع التحصيل 292 رقم 530، تهذيب التهذيب 7/ 251- 252 رقم 454، تقريب التهذيب 2/ 28 رقم 256.

(6/430)


قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
351- (عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلِ بن حجر) [1]- م 4- الحضرميّ الكنديّ أَخُو عَبْدِ الْجَبَّارِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
روى عنه: سماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وعمرو بن مرة، وعوف الأعرابي، وآخرون.
352- علي بن الحسين بن الإمام عليّ [2] ع ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم الهاشميّ المدني زين
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 41 رقم 178، الجرح والتعديل 6/ 405 رقم 2260، تاريخ أبي زرعة 2/ 719، المعرفة والتاريخ 3/ 121، الطبقات الكبرى 6/ 316، الكاشف 2/ 242 رقم 3933، جامع التحصيل 293 رقم 537، تهذيب التهذيب 7/ 280 رقم 487، تقريب التهذيب 2/ 31 رقم 289.
[2] أخبار مكة للأزرقي 1/ 33، نسب قريش لمصعب الزبيري 58- 59، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 211- 222، تاريخ خليفة 234 و 304، الطبقات لخليفة 238، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 423، المعرفة والتاريخ 1/ 544- 545، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 266- 267 رقم 2364، الجرح والتعديل 6/ 178- 179 رقم 977، تاريخ أبي زرعة 1/ 406، التاريخ لابن معين 2/ 416 رقم 422 و 2551، كتاب المراسيل 139 رقم 251، تاريخ اليعقوبي 2/ 303- 305. ذيل المذيّل للطبري 630- 632، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، حلية الأولياء 3/ 133- 145 رقم 229، طبقات الفقهاء للشيرازي 63، المحبّر لابن حبيب 450، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 491، المعارف 214، مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 169، رجال الطوسي 81، أمالي المرتضى 1/ 67- 69، العيون والحدائق المؤرّخ مجهول 3/ 8، ثمار القلوب للثعالبي 291 رقم 439 و 625 رقم 1038، الزيارات للهروي 93، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 107- 109، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 93- 102 رقم 165، الكامل في التاريخ 4/ 82- 83- 86- 87، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 343 رقم 427، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 266- 269 رقم 422، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 314- 316 رقم 1211، الكاشف للذهبي 2/ 246 رقم 3958، تذكرة الحفاظ 1/ 74، 75 رقم 71، العبر 1/ 111، دول الإسلام 1/ 65، سير أعلام النبلاء 4/ 386- 401 رقم 157، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 8- 9، نهاية الأرب للنويري 21/ 324- 331، البداية

(6/431)


العابدين، أبو الحسن ويقال أبو الحسين، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ الْحَسَنِ، وابن عباس، وعائشة، وأبي هريرة، وجابر، ومسور بن مخرمة، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَصَفِيَّةَ أُمَّيِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمَرْوَانَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ، وَزَيْدٌ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ.
وَحَضَرَ مَصْرعَ وَالِدِهِ الشَّهِيدِ بِكَرْبَلاءَ، وَقَدِمَ إِلَى دِمَشْقَ، وَمَسْجِدُهُ بِهَا مَعْرُوفٌ بِالْجَامِعِ.
قَالَ الْفَسَوِيُّ: وُلِدَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُمُّهُ غَزَالَةُ، وَأَخُوهُ عَلِيٌّ الأَكْبَرُ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ.
وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ يَرْخِيهَا مِنْ وَرَائِهِ [1] .
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَكَانَ مَعَ أَبِيهِ يَوْمَ قُتِلَ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: لا تَعَرَّضُوا لِهَذَا الْمَرِيضِ [2] . قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ مِنْ أَحْسَنِ أَهْلِ بَيْتِهِ طَاعَةً وَأَحَبَّهُمْ إِلَى مَرْوَانَ وَإِلَى عبد الملك.
__________
[ () ] والنهاية لابن كثير 9/ 103- 115، جامع التحصيل لابن كيكلدي 294 رقم 539، فوات الوفيات 4/ 332 (في ترجمة يزيد بن معاوية) ، مرآة الجنان لليافعي 1/ 189- 192، الوفيات لابن قنفذ 100 رقم 92 و 94، غاية النهاية لابن الجزري رقم 2206، فتح الباري 14/ 412، تهذيب التهذيب 7/ 304- 307 رقم 521، تقريب التهذيب 2/ 35 رقم 321، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 30، الأئمة الاثنا عشر لابن طولون 75- 78، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 349- 350، خلاصة تذهيب التهذيب 272، شذرات الذهب 1/ 104.
[1] الطبقات الكبرى 5/ 218.
[2] نسب قريش 58.

(6/432)


وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ مِثْلَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَطُّ [1] .
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: اللَّهمّ لا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فأعجز عَنْهَا، وَلا تَكِلْنِي إِلَى الْمَخْلُوقِينَ فَيُضَيِّعُونِي. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّوَّابَ [2] . وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ [3] الثُّمَالِيُّ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ كَانَ يَحْمِلُ الْخُبْزَ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ يَتَتَبَّعُ بِهِ الْمَسَاكِينَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ [4] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ شَيْبَةَ [5] بْنِ نَعَامَةَ: قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَبْخُلُ، فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَعُولُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ [6] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: أَعْتَقَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ غُلامًا أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ [7] .
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا مِنَ الطَّفِّ كَانَ أَتَى بِهِ يَزِيدُ أسيرا في رهط هو رابعهم.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 544، وانظر التاريخ الكبير 6/ 267.
[2] حلية الأولياء 3/ 140.
[3] في المطبوع 4/ 35 «جمرة» والتصحيح من تهذيب التهذيب 2/ 7 وهو ثابت بن أبي صفيّة دينار.
[4] حلية الأولياء 3/ 135- 136، صفة الصفوة 2/ 96.
[5] في المطبوع 4/ 35 «شبة» والتصحيح من حلية الأولياء 3/ 136.
[6] الطبقات الكبرى 5/ 222، حلية الأولياء 3/ 136، صفة الصفوة 2/ 96، التذكرة الحمدونية 109.
[7] الحلية 3/ 136.

(6/433)


وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْرَعَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ [1] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: بَعَثَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا، وَخَافَ أَنْ يَرُدَّهَا، فَأَخَذَهَا فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ، كَتَبَ فِي أَمْرِهَا إلى عبد الملك، فكتب إليه: يا بن عَمِّ خُذْهَا فَقَدْ طَيَّبْتُهَا لَكَ [2] .
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا مَشَى لا يَخطِرُ بِيَدِهِ، وَكَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ أَخَذَتْهُ رَعْدَةٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: تَدْرُونَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَقُومُ وَمَنْ أُنَاجِي؟ [3] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: عَلَيَّ دَيْنٌ. قَالَ: كَمْ؟
قَالَ: بِضْعَةُ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: فَهِيَ عَلَيَّ [4] وَعَنْ عليّ بن الحسين قال: إنّي لأستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَسْأَلَ لِلأَخِ مِنْ إِخْوَانِي الْجَنَّةَ وَأَبْخَلُ عَلَيْهِ بِالدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِيلَ لِي: لَوْ كَانَتِ الْجَنَّةُ بِيَدِكَ لَكُنْتَ بِهَا أَبْخَلُ وَأَبْخَلُ [5] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: سألت عليّ ابن الْحُسَيْنِ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ وَكَلامُهُ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: سأل رجل عليّ بن الحسين:
__________
[1] الحلية 3/ 141.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 213.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 216، حلية الأولياء 3/ 133، صفة الصفوة 2/ 93.
[4] حلية الأولياء 3/ 141 وفيه «خمسة عشر ألف دينار» ، صفة الصفوة 2/ 101.
[5] سير أعلام النبلاء 4/ 394 وفيه: «فإذا كان غدا» .

(6/434)


مَا كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: كَمَنْزِلَتِهِمَا السَّاعَةَ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَبْرِ [1] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ وَمَا جِئْتُكَ حَاجًّا وَلا مُعْتَمِرًا، قُلْتُ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِأَسْأَلَكَ مَتَى يُبْعَثُ عَلِيٌّ، فَقُلْتُ لَهُ: يُبْعَثُ وَاللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُهِمُّهُ نَفْسُهُ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَجْرَأَكُمْ وَأَكْذَبَكُمْ عَلَى اللَّهِ، نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا فَحَسْبُنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِيهِمْ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ- وَكَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ- يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَحِبُّونَا حُبَّ الإِسْلامِ. فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا [4] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ يَكُنْ لِلْحُسَيْنِ عَقِبٌ إِلا مِنَ ابْنِهِ عَلِيٍّ، وَلَمْ يَكُنْ لِعَلِيٍّ وَلَدٌ إِلا مِنْ بِنْتِ عَمِّهِ [5] أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ الْحَسَنِ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: لَوِ اتَّخَذْتُ السَّرَارِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْهُنَّ. فَقَالَ: مَا عِنْدِي مَا أَشْرِي بِهِ. قَالَ:
فَأَنَا أُقْرِضُكَ، فَأَقْرَضَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَاتَّخَذَ السَّرَارِي، فَوُلِدَ لَهُ جَمَاعَةٌ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ مَرْوَانُ ذَلِكَ الْمَالَ [6] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فلمّا أحرم اصفرّ لونه وانتفض،
__________
[1] في الأصل: «الخبر» وفي طبعة القدسي 4/ 36 «الحجرة» ، والتصويب من سير أعلام النبلاء 4/ 395 وتهذيب التهذيب 7/ 306.
[2] في سير أعلام النبلاء 4/ 396 «ابن إسحاق» وهو خطأ، انظر: تهذيب التهذيب 4/ 197 فهو:
سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق.
[3] قارن بالطبقات الكبرى 5/ 214.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 214، حلية الأولياء 3/ 136، نسب قريش 58.
[5] في الأصل «عمّته» .
[6] سير أعلام النبلاء 4/ 390.

(6/435)


وَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُلَبِّي، فَقِيلَ لَهُ: مَالَكَ لا تُلَبِّي؟ قَالَ: أَخْشَى أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ، فَيُقَالُ لِي: لا لَبَّيْكَ، فَلَمَّا لَبَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، وَسَقَطَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، وَلَمْ يَزَلْ يَعْتَرِيهِ ذَلِكَ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ [1] . وَقَالَ مَالِكٌ: أَحْرَمَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: لَبَّيْكَ، أُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى سَقَطَ مِنْ نَاقَتِهِ، فَهُشِّمَ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ. قال: وكان يسمّى بالمدينة: زَيْنُ الْعَابِدِينَ لِعِبَادَتِهِ [2] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ وَبَيْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ شَيْءٌ، فَجَاءَ حَسَنٌ فَمَا تَرَكَ شَيْئًا إِلا قَالَهُ وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ، فَذَهَبَ حَسَنٌ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أَتَاهُ عَلِيٌّ، فَقَرَعَ بَابَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا بْنَ عَمِّ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَغَفَرَ اللَّهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ. فَالْتَزَمَهُ حَسَنٌ وَبَكَى حَتَّى رَثَى لَهُ [3] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ- ثِقَةٌ- قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ فَقَالَ: قَامَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَلَعَنَ الْمُخْتَارَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، تَلْعَنُهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ [4] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّا لَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ، وَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ [5] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ- شَيْخٌ لِلْمَدَائِنِيِّ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد قال: قال
__________
[1] السير 4/ 392، تهذيب التهذيب 7/ 306.
[2] السير 4/ 392.
[3] سير أعلام النبلاء 4/ 397.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 213.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 213 وفيه: «أشهد على عليّ بن الحسين أنه كان يصلّي..» .

(6/436)


عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَاللَّهِ مَا قُتِلَ عُثْمَانُ عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ [1] . قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ كِسَاءٌ أَصْفَرُ يَلْبَسُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ [2] .
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ: رَأَيْتُ عَلَى عليّ بن الحسين كساء خزّ وجبّة خز [3] .
وَرَوَى مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ عَلِيَّ ابن الْحُسَيْنِ كَانَ يَشْتَرِي كِسَاءَ الْخَزِّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا يَشْتُو فِيهِ، ثُمَّ يَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ [4] .
وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى بْنَ الْحُسَيْنِ يَعْتَمُّ وَيُرْخِي خَلْفَ ظَهْرِهِ [5] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: ثنا عَمِّي وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ وَمَنْ لا أُحْصِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَالَ: مَا أَوَدُّ أَنَّ لِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمُرَ النَّعَمِ [6] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ كَانَ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا، يَلْبَسُهُ فِي الشِّتَاءِ، فَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ، وَيَلْبَسُ فِي الصَّيْفِ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ [7] ، وَيَقْرَأُ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ من الرِّزْقِ 7: 32 [8] . وَعَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ كان إذا سار على بغلته في
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 216.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 217 وفيه «كساء خزّ أصفر» .
[3] الطبقات الكبرى 5/ 398.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 217.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 218 وقد مرّ مثله.
[6] حلية الأولياء 3/ 137.
[7] الطبقات الكبرى 5/ 218.
[8] سورة الأعراف، الآية 31.

(6/437)


سِكَكِ الْمَدِينَةِ، لَمْ يَقُلْ لِأَحَدٍ: الطريق، وَكَانَ يَقُولُ: الطَّرِيقُ مُشْتَرَكٌ لَيْسَ لِي أَنْ أُنَحِّيَ عَنْهُ أَحَدًا. وَرُوِيَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ حَجَّ قَبْلَ الْخِلافَةِ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ اسْتِلامَ الْحَجَرَ زُوحِمَ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا دَنَا مِنَ الْحَجَرِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ إِجْلالا لَهُ، فَوَجَمَ لِذَلِكَ هِشَامٌ وَقَالَ: مَنَ هَذَا فَمَا أعرفه؟ وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ وَاقِفًا فَقَالَ:
هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ ... هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلِمُ
إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانُ رَاحَتِهِ ... رُكْنَ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضِي مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَلا يُكَلَّمُ إِلا حِينَ يَبْتَسِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ ... بِجَدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا [1]
وَهِيَ طَوِيلَةٌ مَشْهُورَةٌ، فَأَمَرَ هِشَامٌ بِحَبْسِ الْفَرَزْدَقِ، فَحُبِسَ بِعُسْفَانَ [2] .
وَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: اعْذُرْ أَبَا فِرَاسٍ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ إِلا غَضَبًا للَّه وَلِرَسُولِهِ، فَرَدَّهَا عَلَيٌّ وَقَالَ:
بِحَقِّي عليك لَمَا قَبِلْتَهَا فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ نِيَّتَكَ وَرَأَى مَكَانَكَ، وَقَبِلَهَا. وَهَجَا هِشَامًا بِقَوْلِهِ:
أَيَحْبِسُنِي بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالَّتِي ... إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي مُنِيبُهَا
يُقَلِّبُ رَأْسًا لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ ... وَعَيْنَيْنِ حَوْلاوَيْنِ باد عيوبها [3]
__________
[1] الخبر والأبيات في الأغاني 21/ 376- 377 مع تقديم وتأخير في الأبيات، وكذلك في حلية الأولياء 3/ 139، وصفة الصفوة 2/ 98- 99، والبداية والنهاية 9/ 108- 109، وديوان الفرزدق 2/ 848- 849، وأمالي المرتضى 1/ 67- 68.
[2] عسفان: بضم أوّله وسكون ثانيه. منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة. (راجع معجم البلدان 4/ 121، 122) .
[3] البيتان في الأغاني 21/ 378 وفيه «وعينا له حولاء ... » ، وأمالي المرتضى 1/ 69، وفي ديوان الفرزدق 1/ 51 ولفظهما:
يرددني بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالَّتِي ... إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي منيبها

(6/438)


قُلْتُ: وَلَيْسَ لِلْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَقِبٌ إِلا مِنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَأُمُّهُ أَمَةٌ، وَهِيَ سُلافَةُ بِنْتُ يَزْدَجِرْدَ آخِرِ مُلُوكِ فَارِسٍ. وَقِيلَ: غَزَالَةَ كَمَا تَقَدَّمَ، خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ الْحُسَيْنِ مولاه زييد فولدت له عبد الله بن زييد [1] ، قاله محمد ابن سَعْدٍ. وَهِيَ عَمَّةُ أُمِّ الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: عَاشَ أَبِي ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَكَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو عبيد، والفلّاس، وروى عن جعفر ابن مُحَمَّدٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْهَاشِمِيِّ الْحَسَنِيُّ:
مَاتَ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَبِيعَ الأَوَّلِ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَخَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ [2] .
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَنَة ثَلاثٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْر: سَنَة خَمْسٍ. وَالأَوَّلُ الصَّحِيحُ.
353- (عَلِيُّ بْنُ ربيعة الوالبي) [3]- ع- الأسدي الكوفي أبو المغيرة.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ، وابن عمر.
روى عنه: سعد بن عبيد الطائي، وسلمة بن كهيل، وعثمان بن المغيرة، وعاصم بن بهدلة، وأبو إسحاق، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصّفيراء.
وثّقه ابن معين [4] .
__________
[ () ]
يقلب عينا لم تكن لخليفة ... مشوّهة حولاء باد عيوبها
[1] في الأصل، وطبعة القدسي 4/ 38، والمعارف 214 و 215 «زبيد» بالباء الموحّدة، والتصحيح عن الطبقات الكبرى 5/ 211، وسير أعلام النبلاء 4/ 399 حيث قال: «زييد بياءين» .
[2] التاريخ الكبير 6/ 266.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 226، الطبقات لخليفة 155، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 773، التاريخ الكبير 6/ 273- 274 رقم 2385، الجرح والتعديل 6/ 185 رقم 1017، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 124، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 316 رقم 1212، الكاشف 2/ 248 رقم 3973، سير أعلام النبلاء 4/ 489 رقم 188، تهذيب التهذيب 7/ 320 رقم 541، تقريب التهذيب 2/ 37 رقم 340، خلاصة التذهيب 274.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 417.

(6/439)


354- (عليّ بن عبد الله الأزديّ) [1]- م 4- الْكُوفِيُّ الْبَارِقِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الوليد.
سَمِع: أَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَآخَرُونَ.
355- (عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ) [2]- ع- أبو سليمان الكوفي.
رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، والحارث بن سويد، وأبي عطية الوادعي.
روى عنه: الحكم بن عتيبة [3] وزبيد اليامي [4] ، ومنصور الأعمش.
قال ابن المديني: له ثمانين حديثا. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلًا.
356- (عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ) [5]- خ م د ن-.
عَنْ: سُبَيْعَةَ الأسلميّة.
357- (عمرو بن أوس) [6] ع- بن أبي أوس الثقفي المكّي.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 283 رقم 2410، الجرح والتعديل 6/ 193 رقم 1059، المغني في الضعفاء و 2/ 451 رقم 4294، ميزان الاعتدال 3/ 142 رقم 5878، الكاشف للذهبي 2/ 252 رقم 3998، تهذيب التهذيب 7/ 358- 359 رقم 577، تقريب التهذيب 2/ 40 رقم 370.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 288، الطبقات لخليفة 156، التاريخ الكبير 6/ 499 رقم 3105، الجرح والتعديل 6/ 366- 367 رقم 2022، مشاهير علماء الأمصار 105 رقم 785، الجمع بين رجال الصحيحين 396، تحفة الأشراف 13/ 317- 318 رقم 1216، الكاشف 2/ 264 رقم 4078، الوافي بالوفيات 22/ 405 رقم 281، تهذيب التهذيب 7/ 421- 422 رقم 686، تقريب التهذيب 2/ 50 رقم 377.
[3] في الأصل «عيينة» والتصحيح من تهذيب التهذيب 2/ 434.
[4] اليامي: بفتح الياء. نسبة إلى يام بن أصبى بن رافع.. بطن من همدان. (اللباب 3/ 406) .
[5] الكاشف 2/ 273 رقم 4142، تهذيب التهذيب 7/ 467- 468 رقم 776، تقريب التهذيب 2/ 58 رقم 462.
[6] الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 6/ 314- 315 رقم 2500، الجرح والتعديل 6/ 220

(6/440)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْبَيْلَمَانِيُّ.
وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ الثِّقَاتِ.
358- (عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ) [1] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ.
كَانَ عَلَى خَاتَمِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
عَنْ: عَائِشَةَ، وَمَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأَبِي بَحَرِيَّةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ.
359- (عَمْرُو [2] بْنُ سَلَمَةَ [3] الْجَرْمِيُّ) [4] أَحْسَبُهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ التسعين.
وقد تقدّم.
360- (عمرو بن الشّريد) [5]- سوى ت- بن سويد الثّقفيّ الطّائفي.
__________
[ () ] رقم 1219، تحفة الأشراف 13/ 323 رقم 1224، الكاشف 2/ 280 رقم 4194، تهذيب لتهذيب 8/ 6- 7 رقم 7، تقريب التهذيب 2/ 66 رقم 538.
[1] الجرح والتعديل 6/ 225 رقم 1251 وفيه كان «كاتب عبد الملك بن مروان» وقال: «وأدخل بعضهم بينه وبين أبي بحرية عبد الملك بن مروان» التاريخ الكبير 6/ 320 رقم 2520.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 89، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، الجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1301، جمهرة أنساب العرب 452، التاريخ لابن معين 2/ 445، الإستيعاب رقم 1179، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371، أسد الغابة 4/ 234، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27- 28 رقم 16، الكاشف 2/ 285 رقم 4231، سير أعلام النبلاء 3/ 523 رقم 130، العبر 1/ 100، جامع التحصيل 299 رقم 570، الإصابة 2/ 541، تهذيب التهذيب 8/ 42، 43 رقم 69، تقريب التهذيب 2/ 71 رقم 598، خلاصة تذهيب التهذيب 245، شذرات الذهب 1/ 95.
[3] بكسر اللام.
[4] بفتح الجيم وسكون الراء، نسبة إلى جرم وهي قبيلة. (اللباب 1/ 273) .
[5] الطبقات الكبرى 5/ 518، الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 6/ 343 رقم 2579، الجرح والتعديل 6/ 238 رقم 1322، المعرفة والتاريخ 1/ 399، الكاشف 2/ 286 رقم 4238، تحفة الأشراف 13/ 325 رقم 1228، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 28 رقم 17، تهذيب التهذيب 8/ 47- 48 رقم 79، تقريب التهذيب 2/ 72 رقم 606.

(6/441)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] .
361- (عمرو بن سليم) [2]- ع- بن خلدة الزّرقيّ المدني.
رَوَى عَنْ: أَبِي حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي قَتَادَةَ الْحَارِثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالزُّهْرِيُّ، ومحمد بن يحيى بن حبّان، وجماعة.
362- (عمرو بن مالك [3] الجنبي [4] المصري) - 4-.
روى عن: فضالة بن عبيد، وأبي سعيد الخدوري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُمَيْرٍ الرُّعَيْنِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
363- (عمران بن الحارث) [5]- م ن- أبو الحكم السّلميّ الكوفي.
سمع: ابن عبّاس، وابن عمر.
__________
[1] تاريخ الثقات 365 رقم 1265.
[2] التاريخ الكبير 6/ 333 رقم 2559، الجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1305، ميزان الاعتدال 2/ 263 رقم 6380، الكاشف 2/ 286 رقم 4233، تهذيب التهذيب 8/ 44، 45 رقم 71، تقريب التهذيب 2/ 71 رقم 600.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 452 رقم 2544، الكنى والأسماء 2/ 35، التاريخ الكبير 6/ 370- 371 رقم 2670، الجرح والتعديل 6/ 259 رقم 1426، المغني في الضعفاء 2/ 489 رقم 4701، ميزان الاعتدال 3/ 286 رقم 6437، الكاشف 2/ 294 رقم 4289، تهذيب التهذيب 8/ 95- 96 رقم 153، تقريب التهذيب 2/ 77 رقم 668، حسن المحاضرة 1/ 106.
[4] بفتح الجيم وسكون النون. نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن. (اللباب 1/ 294) .
[5] الجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1646، الكاشف 2/ 299 رقم 4326، تهذيب التهذيب

(6/442)


رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَقَتَادَةُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
364- عَمْرَةُ بنت عبد الرحمن [1] ع ابْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ الْفَقِيهَةُ.
كَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ فَأَكْثَرَتْ عَنْهَا، وَرَوَتْ أَيْضًا عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأُخْتِهَا لأُمِّهَا أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنَاهُ حَارِثَةُ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ أُخْتِهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَابْنَاهُ مُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَتْ ثِقَةً حُجَّةً خَيِّرَةً كَثِيرَةَ الْعِلْمِ.
رَوَى الزُّهْرِيُّ- وَفِي الإِسْنَادِ إِلَيْهِ ابْنُ لَهِيعَةَ- أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِهَا، وَكَانَتْ تَحْتَ حِجْرِهَا.
تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
رَوَى أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ لِي: يَا غُلامٌ أَرَاكَ تَحْرِصُ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، أَفَلا أَدُلُّكَ على وعائه؟
قلت: بلى. قال: عليك بعمرة فَإِنَّهَا كَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ، فَأَتَيْتُهَا فَوَجَدْتُهَا بحرا لا ينزف.
__________
[8] / 124 رقم 216، تقريب التهذيب 2/ 82 رقم 717.
[1] الطبقات الكبرى 8/ 484، الكاشف 3/ 431 رقم 105، العبر 1/ 123، سير أعلام النبلاء 4/ 507- 508 رقم 199، تهذيب التهذيب 12/ 438- 439 رقم 851، تقريب التهذيب 2/ 607 رقم 12، النجوم الزاهرة 1/ 275، خلاصة تذهيب التهذيب 490، شذرات الذهب 1/ 122.

(6/443)


365- (عنبسة بن سعيد بن العاص) [1]- خ م د- بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أَبُو خالد، ويقال أبو أيّوب، أَخُو عَمْرٍو الأَشْدَقِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه: أبو قلابة، والزهري، وأسماء بن عبيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وثقه ابن معين.
وقال الدارقطني: كان جليسا للحجاج.
366- (عوف بن الحارث الأزدي) [2]- خ د ن ق- المدنيّ رَضِيعُ عَائِشَةَ وَابْنُ أُخْتِهَا لأُمِّهَا.
رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُخْتِهِ رُمَيْثَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وهشام بن عروة.
367- العلاء بن زياد [3] ق ابْنِ مَطَرِ بْنِ شُرَيْحٍ، أَبُو نَصْرٍ الْعَدَوِيُّ البصري.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 35 رقم 155، الجرح والتعديل 6/ 398 رقم 2229، الكاشف 2/ 304 رقم 4367، نسب قريش 180- 181، المعرفة والتاريخ 3/ 375، تهذيب التهذيب 8/ 155- 156 رقم 279، تقريب التهذيب 2/ 88 رقم 778، جمهرة أنساب قريش 81 الأخبار الموفقيات 98.
[2] الطبقات لخليفة 265، التاريخ الكبير 7/ 57 رقم 261، الجرح والتعديل 7/ 14 رقم 66، المعرفة والتاريخ 1/ 402، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 520، الكاشف 2/ 306 رقم 4379، تهذيب التهذيب 8/ 168 رقم 302، تقريب التهذيب 2/ 89 رقم 794.
[3] الطبقات لابن سعد 7/ 217- 218. الزهد لأحمد 252، الطبقات لخليفة 202، وفيه «ابن مطرّف» وهو خطأ، التاريخ الكبير 6/ 507 رقم 3133، المعرفة والتاريخ 2/ 93، الجرح والتعديل 6/ 355 رقم 1961، تاريخ خليفة 308، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 653، حلية الأولياء 2/ 242- 249 رقم 185، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 342 رقم 423، الكاشف 2/ 309 رقم 4399، سير أعلام النبلاء 4/ 202- 206 رقم 82، البداية والنهاية

(6/444)


أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا [1] .
وَحَدَّثَ عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ [2] الْمُجَاشِعِيِّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ، وَأَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ كَانَ زَاهِدًا خَاشِعًا قَانِتًا للَّه بَكَّاءً.
لَهُ تَرْجَمَةٌ فِي «حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ» [3] .
ذَكَرَ ابْنُ حِبَّانَ [4] أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ فِي آخِرِ وِلايَةِ الْحَجَّاجِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ قَدْ بَكَى حَتَّى غَشِيَ بَصَرُهُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَوْ يَقْرَأَ جَهَشَهُ الْبُكَاءُ، وَكَانَ أَبُوهُ زِيَادُ بْنُ مَطَرٍ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِيَ.
وَعَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ فَقَالَ: أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي وَقَالَ: ائْتِ الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ فَقُلْ لَهُ: لِمَ تَبْكِ، قَدْ غُفِرَ لَكَ. فَبَكَى، وَقَالَ: الآنَ حِينَ لا أَهْدَأُ.
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ: رَأَى الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمَكَثَ ثَلاثًا لا تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَةٌ وَلا يَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَلا يَذُوقُ طَعَامًا، فَأَتَاهُ الْحَسَنُ فَقَالَ:
أَيْ أَخِي، أَتَقْتُلُ نَفْسَكَ أَنْ بُشِّرْتَ بِالْجَنَّةِ، فَازْدَادَ بُكَاءً على بكائه، فلم يفارقه
__________
[9] / 26، تحفة الأشراف 13/ 329- 330 رقم 1236، جامع التحصيل 305 رقم 601، تهذيب التهذيب 8/ 181- 182 رقم 326، تقريب التهذيب 2/ 92 رقم 817، النجوم الزاهرة 1/ 202، خلاصة تذهيب التهذيب 299.
[1] الحديث هو: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اغتسل فرأى لمعة على منكبه لم يصبها الماء فأخذ خصلة من شعر رأسه فعصرها على منكبه ثم مسح يده على ذلك المكان.
رواه أبو داود في المراسيل المجرّدة ص 3، وانظر: تحفة الأشراف 13- 330 رقم 19187، وجامع التحصيل 305 رقم 601.
[2] في الأصل «حمار» بالراء، وهو تصحيف.
[3] ج 2/ 6242- 249، رقم 185.
[4] في الثقات 5/ 246.

(6/445)


الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أَمْسَى، وَكَانَ صائما فطعم شيئا.
رواها مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَسْأَلُ هِشَامَ بْنَ زِيَادٍ الْعَدَوِيَّ- قُلْتُ هُوَ أَخُو صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ- عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنَا بِهِ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: تَجَهَّزَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِلْحَجِّ، فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ: ائْتِ الْبَصْرَةَ، فَائْتِ بِهَا الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَقْصَمُ الثَّنِيَّةِ بَسَّامٌ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ: رُؤْيَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ. فَأَتَانِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، وَجَاءَهُ بِوَعِيدٍ، فَأَصْبَحَ وَتَجَهَّزَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبُيُوتِ، إِذَا الَّذِي أَتَاهُ فِي مَنَامِهِ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا نَزَلَ فَقَدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى دَخَلَ الْبَصْرَةَ، قَالَ هِشَامٌ: فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْعَلاءِ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ الْعَلاءُ؟ فَقُلْتُ: لا، وَقُلْتُ: أَنْزِلْ رَحِمَكَ اللَّهُ فضع رحلك، فقال: لا، أَيْنَ الْعَلاءُ؟ فَقُلْتُ: فِي الْمَسْجِدِ، وَأَتَيْتُ الْعَلاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَجَاءَ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَ تَبَسَّمَ فَبَدَتْ ثَنِيَّتُهُ فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبِي، فَقَالَ الْعَلاءُ: هَلا حَطَطْتَ رَحْلَ الرَّجُلِ، أَلا أَنْزَلْتَهُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ فَأَبَى، فَقَالَ الْعَلاءُ: أنزل رحمك الله، فقال: أخلني، فَدَخَلَ الْعَلاءُ مَنْزِلَهُ وَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ تَحَوَّلِي إِلَى الْمَنْزِلِ الآخَرِ، وَدَخَلَ الرَّجُلُ وَبَشَّرَهُ بِرُؤْيَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَرَكِبَ، قَالَ: وَقَامَ الْعَلاءُ فَأَغْلَقَ بَابَهُ وَبَكَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ قَالَ: سَبْعَةَ أَيَّامٍ، لا يَذُوقُ فِيهَا طَعَامًا وَلا شَرَابًا وَلا يَفْتَحُ بَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حَالِ بُكَائِهِ: أَنَا أَنَا، وَكُنَّا نَهَابُهُ أَنْ نَفْتَحَ بَابَهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَجَاءَ فَدَقَّ عَلَيْهِ، فَفَتَحَ وَبِهِ مِنَ الضُّرِّ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ، وَكَلَّمَهُ الحسن، ثم قال:
رحمك الله وَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَفَقَاتِلٌ نفسك أنت! قَالَ هِشَامٌ:
فَحَدَّثَنَا الْعَلاءُ [1] لِي وَلِلْحَسَنِ بِالرُّؤْيَا، وَقَالَ: لا تُحَدِّثُوا بِهَا مَا كُنْتُ حَيًّا. [2]
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 42 «العلائي» والتصحيح من حلية الأولياء.
[2] حلية الأولياء 2/ 245- 246.

(6/446)


وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: مَا يَضُرُّكَ شَهِدْتَ عَلَى مُسْلِمٍ بِكُفْرٍ أَوْ قَتَلْتَهُ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: كَانَ قُوتُ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ رَغِيفًا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ:
وَكَانَ يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ، وَيُصَلِّي حَتَّى يَسْقُطَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ فَقَالا [1] : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْكَ بِهَذَا كُلِّهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ لا أَدَعُ مِنَ الاسْتِكَانَةِ شَيْئًا إِلا جِئْتُهُ [2] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ قَالَ: كَانَ لِلْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ مَالٌ وَرَقِيقٌ، فَأَعْتَقَ بَعْضَهُمْ وَبَاعَ بَعْضَهُمْ، وَتَعَبَّدَ، وَبَالَغَ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
إِنَّمَا أَتَذَلَّلُ للَّه لَعَلَّهُ يَرْحَمُنِي [3] .
قُلْتُ: عَلَّقَ الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ حم «الْمُؤْمِنِ» قَوْلا فِي: لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله 39: 53 [4] .
وَرَوَى حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ الدُّنْيَا عَجُوزًا شَوْهَاءَ هَتْمَاءَ، عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ وَحِلْيَةٍ، وَالنَّاسُ يَتْبَعُونَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتِ؟! قَالَتِ: الدُّنْيَا، قُلْتُ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُبَغِّضَكِ إِلَيَّ. قَالَتْ: نَعَمْ إِنْ أَبْغَضْتَ الدَّرَاهِمَ [5] .
368- (الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ) [6]- م د ن ت- العبديّ الكوفي.
__________
[1] الحلية 2/ 346.
[2] حلية الأولياء 2/ 243 وفيه «إلا جئته به» .
[3] حلية الأولياء 2/ 243 والخبر أطول من هنا.
[4] سورة الزمر، الآية 53.
وجاء في صحيح البخاري 8/ 426 في تفسير سورة المؤمن: «وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنّط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنّط الناس! والله عزّ وجلّ يقول: يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله 39: 53، ويقول: وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ 40: 43، ولكنّكم تحبّون أن تبشّروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنّما بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبشّرا بالجنّة لمن أطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه» .
[5] حلية الأولياء 2/ 243- 244.
[6] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 307، الطبقات لخليفة 156، تاريخ خليفة 351، التاريخ

(6/447)


رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ [1] .
روى عنه: ابنه الوليد، وأبو إسحاق السبيعي، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وجرير بن أيوب البجلي.
وثقه ابن معين، وكأنه تأخر.
369- (عيسى بن طلحة) [2]- ع- بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي المدني، أَبُو محمد.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ.
روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، وطلحة بن يحيى، والزهري، وغيرهم.
وكان من حلماء قريش وأشرافهم، وفد على معاوية.
وثقه ابن معين.
روى أيوب بن عباية، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِرْبَاعٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ إِلَى عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ فَأَنْشَدَ عِيسَى:
يَقُولُونَ: لَوْ عَزَّيْتَ [3] قَلْبَكَ لارْعَوَى ... فَقُلْتُ: وَهَلْ لِلْعَاشِقِينَ قُلُوبُ
عَدِمْتُ فُؤَادِي كَيْفَ عَذَّبَهُ الْهَوَى ... أما لفؤادي من هواه طبيب
__________
[ () ] الكبير للبخاريّ 7/ 79 رقم 360، الجرح والتعديل 7/ 36- 37 رقم 196، المعرفة والتاريخ 2/ 641 و 650، تاريخ أبي زرعة 1/ 639، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 818، الكاشف 2/ 313 رقم 4432، تهذيب التهذيب 8/ 203- 204 رقم 378، تقريب التهذيب 2/ 96 رقم 866.
[1] بكسر الراء نسبة إلى بارق، وهو جبل نزله الأزد ببلاد اليمن. (اللباب 1/ 107) .
[2] الطبقات الكبرى 5/ 164، الطبقات لخليفة 154 و 244، تاريخ البخاري 325، نسب قريش 282- 283، التاريخ الكبير 6/ 385 رقم 2719، الجرح والتعديل 6/ 279 رقم 1550، المعرفة والتاريخ 1/ 366، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 489، تحفة الأشراف 13/ 330 رقم 1238، الكاشف 2/ 315 رقم 4446، سير أعلام النبلاء 4/ 367- 368 رقم 144 العبر 1/ 120، تهذيب التهذيب 8/ 215 رقم 397، تقريب التهذيب 2/ 98 رقم 886، خلاصة تذهيب التهذيب 302، شذرات الذهب 1/ 119.
[3] كذا في الأصل وطبعة القدسي 43، وفي سير أعلام النبلاء «عذّبت» 4/ 367.

(6/448)


فَقَامَ الرَّجُلُ فَأَسْبَلَ إِزَارَهُ وَمَضَى إِلَى بَابِ الْحُجْرَةِ يَتَبَخْتَرُ ثُمَّ يرجع، حَتَّى عَادَ لِمَجْلِسِهِ طَرَبًا، وَقَالَ: أَحْسَنْتَ، فَضَحِكَ عِيسَى وَجُلَسَاؤُهُ لِطَرَبِهِ.
مَاتَ عِيسَى فِي حُدُودِ سَنَةَ مِائَةٍ.
370- (عِيسَى بن هلال) [1]- د ت- الصّدفي المصري.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عَنْهُ: دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَيَزِيدُ بن أبيّ، وعيّاش بن عبّاس المصريّون.
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 385- 386 رقم 2722، المعرفة والتاريخ 2/ 515، الجرح والتعديل 6/ 290 رقم 1611، الكاشف 2/ 319 رقم 4474، تهذيب التهذيب 8/ 236 (في الحاشية) ، تقريب التهذيب 2/ 103 رقم 929، حسن المحاضرة 1/ 107.

(6/449)


[حرف الْغَيْنِ]
371- (غَزْوَانُ أَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ) [1]- د ت ن- كُوفِيٌّ.
يَرْوِي عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَرَاءِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَحُصَيْنٌ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ.
372- (غَزْوَانُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ) [2] الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الْخَائِفِينَ، أَصَابَ ذِرَاعَهُ شَرَارَةٌ فلمّا آلمته حلف أَنْ لا يَرَاهُ اللَّهُ ضَاحِكًا حَتَّى يَعْلَمَ أَفِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ، فَلَبِثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يُرَ ضَاحِكًا مُكَشِّرًا.
رَوَاهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ أَنَّ غَزْوَانَ أَصَابَ ذِرَاعَهُ، فَقِيلَ أَنَّهُ بَلَغَ الْحَسَنَ فَقَالَ: عَزَمَ غَزْوانُ فَفَعَلَ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ أَنَّ غَزْوَانَ كَانَ إِذَا سَافَرَ هَدَمَ خَصَّهُ فَإِذَا رَجَعَ أَعَادَهُ.
__________
[1] الكنى والأسماء 2/ 103، التاريخ لابن معين 2/ 468 رقم 459، التاريخ الكبير 7/ 108 رقم 483، المعرفة والتاريخ 2/ 190، الجرح والتعديل 7/ 55 رقم 318، تحفة الأشراف 13/ 330، 331 رقم 1239، الكاشف 2/ 322 رقم 4490، تهذيب التهذيب 8/ 245- 246 رقم 452، تقريب التهذيب 2/ 105 رقم 11.
[2] لم أجد له ترجمة.

(6/450)


373- (غنيم بن قيس) [1]- م 4- أبو العنبر المازني الكعبيّ البصري.
أَدْرَكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَغَزَا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَذَّاءِ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ [2] .
وَكَانَ من جلّة البصريّين.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 123- 124، الطبقات لخليفة 193، التاريخ لخليفة 292، التاريخ الكبير 7/ 110 رقم 492، التاريخ لابن معين 2/ 469، الجرح والتعديل 7/ 58 رقم 333، الكنى والأسماء 2/ 46، كتاب المراسيل 165 رقم 314، الكاشف 2/ 323 رقم 4499، تهذيب التهذيب 8/ 251 رقم 463، تقريب التهذيب 2/ 106 رقم 22، جامع التحصيل 308 رقم 614.
[2] بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء.، نسبة إلى جرير بن عبّاد.. (اللباب 1/ 276) .

(6/451)


[حرف الْفَاءِ]
374- فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيُّ [1] الْفِلَسْطِينِيُّ.
أَرْسَلَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الرَّمْلِيُّ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : كَانُوا لا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ طَاغِيَةَ الرُّومِ لَمَّا دَعَاهُ وَأَصْحَابَهُ إِلَى قِتَالِ بُرْجَانَ وَوَعَدَهُمْ تَخْلِيَةَ سَبِيلِهِمْ إِنْ نُصِرْتُمْ عَلَيْهِمْ، فَأَجَبْنَاهُ إِلَى ذَلِكَ، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي: كَيْفَ نُقَاتِلُهُمْ بِلا دَعْوَةٍ إِلَى الإِسْلامِ؟ فَقُلْتُ: لا يُجِيبُنَا الطَّاغِيَةُ، وَلَكِنِّي سَأَرْفِقُ، فَقُلْتُ لِلطَّاغِيَةِ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَنَا فِي إِقَامَةِ الصَّلاةِ، وَنَجْمَعُهَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، ثُمَّ قُولُوا أَنْتُمْ: جَاءَنَا مَدَدٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَتَكُونُ صَلاتُنَا مُصَدِّقًا لِمَا قُلْتُمْ مِنْ ذَلِكَ فَأَجَابَنَا إِلَى ذَلِكَ، وَأَقَمْنَا الصَّلاةَ، فَصَلَّيْنَا، ثُمَّ قاتلناهم، فنصرنا الله عليهم، وخلّى سبيلنا.
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 127، 128 رقم 572، الجرح والتعليل 7/ 82 رقم 468، الكاشف 2/ 326 رقم 4520، جامع التحصيل 308 رقم 618، تهذيب التهذيب 8/ 264- 265 رقم 490، تقريب التهذيب 2/ 108 رقم 20.
ويقال له: «فروة بن مجالد» باللام بدل الهاء.
[2] في الجرح والتعديل 7/ 82.

(6/452)


375- (الْفُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ) [1] أَبُو سِنَانٍ الرَّقَاشِيُّ.
أَحَدُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَعُبَّادِهَا، لَهُ ذِكرٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وتسعين.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 129، الطبقات لخليفة 200 وفيه «يزيد» بدل «زيد» الجرح والتعديل 7/ 72 رقم 412، التاريخ الكبير 7/ 119 رقم 533، التاريخ لابن معين 2/ 476، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 729، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 51 رقم 55 وفيه «يزيد» .

(6/453)


[حرف الْقَافِ]
376- قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَبُو حَفْصٍ الْبَاهِلِيُّ.
أَمِيرُ خُرَاسَانَ كُلِّهَا بَعْدَ إِمْرَةِ الرَّيِّ، وَكَانَ مِنَ الشَّجَاعَةِ وَالْحَزْمِ وَالرَّأْيِ بِمَكَانٍ، وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ خُوَارَزْمَ وَبُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ، وَقَدْ كَانُوا كَفَرُوا وَنَقَضُوا، ثُمَّ افْتَتَحَ فَرْغَانَةَ وَالتُّرْكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَوَلِيَ خُرَاسَانَ عَشْرَ سِنِينَ.
وَقَدْ سَمِعَ، مِنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَلَمَّا مَاتَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نَزَعَ الطَّاعَةَ، فَلَمْ يُوَافِقْهُ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ النّاس.
__________
[1] البيان والتبيين للجاحظ 2/ 132، المعارف 406، الكامل في الأدب للمبرّد 3/ 13، تاريخ خليفة 318، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 506 وما بعدها، العيون والحدائق لمجهول 3/ 2 و 11 و 17- 19، الخراج وصناعة الكتابة 407 و 408 و 409، فتوح البلدان للبلاذري (انظر فهرس الأعلام) ، معجم المرزباني 212، الكامل في التاريخ لابن الأثير 5/ 12، معجم البلدان 1/ 355، وفيات الأعيان 4/ 86- 91 رقم 542، العبر 1/ 114، سرح العيون 186، البداية والنهاية 9/ 167- 168، تاريخ ابن خلدون 3/ 59- 66، سير أعلام النبلاء 4/ 410- 411 رقم 160، دول الإسلام 1/ 66، نهاية الأرب 21/ 338- 343، النجوم الزاهرة 1/ 233، شذرات الذهب 1/ 112، خزانة الأدب للبغدادي 3/ 657، رغبة الآمل 3/ 6 و 6/ 118.

(6/454)


وَكَانَ قُتَيْبَةُ قَدْ عَزَلَ وَكِيعَ بْنَ حَسَّانِ بْنِ قَيْسٍ الْغُدَانِيَّ [1] عَنْ رِيَاسَةِ تَمِيمٍ، فَحَقَدَ عَلَيْهِ، وَسَعَى فِي تَأْلِيبِ الْجُنْدِ، ثُمَّ وَثَبَ عَلَى قُتَيْبَةَ فِي أَحَدَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً.
وَقُتِلَ أَبُو صَالِحٍ، أَبُوهُ، مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَبَاهِلَةُ قَبِيلَةٌ مُنْحَطَّةٌ بَيْنَ الْعَرَبِ، كَمَا قِيلَ:
وَمَا يَنْفَعُ الأَصْلُ مِنْ هَاشِمٍ ... إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ مِنْ بَاهِلَهْ [2]
وَقَالَ آخَرُ:
وَلَوْ قِيلَ لِلْكَلْبِ يَا بَاهِلِيُّ ... عَوَى الْكَلْبُ مِنْ لُؤْمِ هَذَا النَّسَبِ [3]
وَعَنْ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ لِهُرَيْرَةَ بْنِ مَسْرُوحٍ: أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ، لَوْ كَانَ أَخْوَالُكَ مِنْ غَيْرِ سَلُولَ [4] فَلَوْ بَادَلْتَ بِهِمْ. قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، بَادِلْ بِهِمْ مَنْ شِئْتَ وَجَنِّبْنِي بَاهِلَةَ [5] .
وَقِيلَ: لِبَعْضِهِمْ: أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ بَاهِلِيُّ وَأَنَّكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ بِشَرْطِ أَنْ لا يَعْلَمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَنِّي بَاهِلِيٌّ [6] .
وَيُرْوَى أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَ آخَرَ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَاهِلَةَ، فَرَثَى لَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: وَأَزِيدُكَ، إِنِّي لَسْتُ مِنْ صَمِيمِهِمْ بَلْ مِنْ مَوَالِيهِمْ، فَأَخَذَ الأَعْرَابِيُّ يُقَبِّلُ يَدَيْهِ وَيَقُولُ: مَا ابْتَلاكَ اللَّهُ بِهَذِهِ الرَّزِيَّةِ فِي الدُّنْيَا إِلا وأنت من أهل الجنة [7] .
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 45 «العداني» بالعين المهملة، والتصحيح من اللباب 1/ 375 حيث قال: «بضم الغين وفتح الدال المخفّفة.. نسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة ... » .
[2] البيت في: ثمار القلوب 119، والتمثيل والمحاضرة 456 ولم يذكر اسم قائله.
[3] البيت في: الكامل للمبرّد 3/ 11، وثمار القلوب للثعالبي 119، ووفيات الأعيان لابن خلكان 4/ 90، وقد نسبه الثعالبي لأبي هفّان.
[4] اللفظ في سير أعلام النبلاء 4/ 411 «لولا أنّ أخوالك من سلول» .
[5] وفيات الأعيان 4/ 90.
[6] ثمار القلوب 119، وفيات الأعيان 4/ 90- 91.
[7] وفيات الأعيان 4/ 90.

(6/455)


قُلْتُ: قُتَيْبَةُ لَمْ يَنَلْ مَا نَالَهُ بِالنَّسَبِ، بَلْ بِالشَّجَاعَةِ وَالرَّأْيِ وَالدَّهَاءِ وَالسَّعْدِ وَكَثْرَةِ الْفُتُوحَاتِ.
377- (قُرَّةُ بْنُ شَرِيكِ) [1] بْنِ مَرْثَدِ بْنِ حَرَامٍ الْعَبْسِيُّ [2] الْقِنَّسْرِينِيُّ، أَمِيرُ مِصْرَ مِنْ قِبَلِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ ظَالِمًا فَاسِقًا جَبَّارًا.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ خَلِيعًا، مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، بَعْدَ أَنْ وَلِيَهَا سَبْعَ سِنِينَ، أَمَرَهُ الْوَلِيدُ بِبِنَاءِ جَامِعِ الْفُسْطَاطِ وَالزِّيَادَةِ فِيهِ، قَالَ: وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ الصُّنَّاعُ مِنْ بِنَاءِ الْجَامِعِ دَخَلَهُ فَدَعَا بِالْخَمْرِ وَالطَّبْلِ وَالْمِزْمَارِ وَيَقُولُ: لَنَا لَيْلٌ وَلَهُمْ نَهَارٌ، وَكَانَ مِنْ أَظْلَمِ خَلْقِ اللَّهِ. هَمَّتِ الإِبَاضِيَّةُ بِاغْتِيَالِهِ، وَتَبَايَعُوا عَلَى ذَلِكَ، فَعَلِمَ بِهِمْ، فَقَتَلَهُمْ.
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ وَغَيْرُهُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ بِالْحِجَازِ، وَقُرَّةُ بِمِصْرَ، امْتَلأَتِ الأَرْضُ وَاللَّهِ جُورًا.
وَيُرْوَى أَنَّ نعي الحجّاج وَقُرَّةَ وَرَدا عَلَى الْوَلِيدِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإِنَّ قُرَّةَ عَاشَ بَعْدَ الْحَجَّاجِ ستّة أشهر.
378- (قزعة [3] بن يحيى) [4]- ع- أبو الغادية البصريّ، مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ، وَقِيلَ مَوْلَى غَيْرِهِ.
__________
[1] تاريخ خليفة 311، المعرفة والتاريخ 1/ 609، العيون والحدائق لمجهول 3/ 140، تاريخ الرسل والملوك 6/ 522، الولاة والقضاة للكندي 63- 66 و 330- 332، الكامل في التاريخ 5/ 20، العبر 1/ 113، دول الإسلام 1/ 66- 67، سير أعلام النبلاء 4/ 409- 410 رقم 159، البداية والنهاية 9/ 169، النجوم الزاهرة 1/ 217، شذرات الذهب 1/ 111.
[2] في طبعة القدسي 4/ 46 «العنسيّ» وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر ترجمته.
[3] بفتح القاف والزاي.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 488، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 191- 192 رقم 852، المعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 294- 295، تاريخ أبي زرعة 1/ 166، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 139 رقم 779، المشتبه للذهبي 2/ 529 الكاشف للذهبي 2/ 344 رقم 4648، تهذيب التهذيب 8/ 377 رقم 667، تقريب التهذيب 2/ 126 رقم 111.

(6/456)


حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَرَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ كَثِيرَ الْحَجِّ، وَيَسْبِقُ الْحَجَّاجَ إِلَى مَكَّةَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ.
379- (قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ المازنيّ) [1]- ت ن- البصريّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ..
قُلْتُ: وَقَعَ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي الْقَطِيعِيَّاتِ.
380- قَيْسُ بْنُ أَبِي حازم [2] ع عَبْدُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَيُقَالُ عَوْفُ بْنُ عبد الحارث الأحمسيّ
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 152، الطبقات لخليفة 193، تاريخ خليفة 303، الجرح والتعديل 7/ 147 رقم 817، الكاشف 2/ 345 رقم 4650، تهذيب التهذيب 8/ 378 رقم 670، تقريب التهذيب 2/ 126 رقم 114.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 489- 490، الطبقات لخليفة 151، تاريخ خليفة 316، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 145 رقم 648، المعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 70، تاريخ أبي زرعة 1/ 656، الجرح والتعديل 7/ 102 رقم 579، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 168 رقم 320، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 102 رقم 756، الإستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 247- 248، تاريخ بغداد 12/ 452- 455 رقم 6936، أسد الغابة لابن الأثير 4/ 211، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 2/ 61 رقم 74، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 342 رقم 81، دول الإسلام للذهبي 1/ 68، سير أعلام النبلاء 4/ 198- 202 رقم 81، تذكرة الحفاظ 1/ 61 رقم 49، المغني في الضعفاء 2/ 526 رقم 5059، الكاشف للذهبي 2/ 347 رقم 4666، العبر 1/ 115، ميزان الاعتدال 3/ 392، 393 رقم 6908، جامع التحصيل لابن كيكلدي 315- 316 رقم 640، الإصابة 3/ 271- 272 رقم 7295، تهذيب التهذيب 8/ 386- 389 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 127 رقم 132، النجوم الزاهرة 1/ 241، طبقات الحفاظ للسيوطي 22، خلاصة التذهيب 317، شذرات الذهب 1/ 112.

(6/457)


البجلي [1] ، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَيْسٌ فِي الطَّرِيقِ قَدْ قَدِمَ لِيُبَايِعَهُ، وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَالزُّبَيْرِ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَطَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعِيسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ كُوفِيًّا عُثْمَانِيًّا، وَذَلِكَ نَادِرٌ.
رَوَى حَفْصُ بْنُ سَلْمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ- وَهُوَ مُتَّهَمٌ وَاهٍ- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَأَنَا ابْنُ سبع أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ.
وَقَالَ جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ لأُبَايِعَهُ، فَجِئْتُ وَقَدْ قُبِضَ، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ فِي مَقَامِهِ [2] .
كَانَ قَيْسٌ مَعَ خَالِدٍ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ مِنَ السَّمَاوَةِ.
وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَمَّنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْيَرْمُوكِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ [3] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ تُرَوِّحُهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَشْمٍ فِي ذِرَاعِهَا، فَقَالَ لِأَبِي: يَا أَبَا حازم قد أجزت لك فرسك.
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 4/ 198 أثبته المحقّق «البخلي» بالخاء، وهو تحريف واضح.
[2] أسد الغابة 4/ 211، الإصابة 3/ 272.
[3] سير أعلام النبلاء 4/ 202.

(6/458)


وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قَيْسٌ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَطَلْحَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ، وَجَرِيرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَكَانَ عُثْمَانِيًّا. وَرَوَى عَنْ بِلالٍ وَلَمْ يَلْقَهُ.
قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة أروى من الصّحابة منه.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى عَنْ تِسْعَةٍ مِنَ الْعَشَرَةِ، لَمْ يَرْوِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَوْثَقُ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: ثنا قيس بن أبي حازم هذه الأصطوانة [1] .
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ كِلابِ الْحَوْأَبِ [2] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: أَمَّنَا قَيْسٌ كَذَا وَكَذَا، فَمَا رَأَيْتُهُ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِنَا، وَكَانَ عُثْمَانِيًّا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي غَنِيَّةَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: كَبُرَ قَيْسٌ حَتَّى جَاوَزَ الْمِائَةَ بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ حَتَّى خَرِفَ وَذَهَبَ، فَاشْتَرَوْا لَهُ جَارِيَةً سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةً فِي عُنُقِهَا قَلَائِدُ مِنْ عِهْنٍ وَوَدَعٍ وَأَجْرَاسٍ، فَجُعِلَتْ عِنْدَهُ، وَأُغْلِقَ عَلَيْهِمَا، فَكُنَّا نَطَّلِعُ عَلَيْهِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَيَأْخُذُ تِلْكَ الْقَلائِدَ فَيُحَرِّكُهَا بِيَدِهِ
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 102، تاريخ بغداد 12/ 454.
[2] الحوأب: بالفتح ثم السكون، وهمزة مفتوحة. موضع بئر في طريق البصرة، نبحت كلابه على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عند ما أرادت المضيّ إلى البصرة في وقعة الجمل. (معجم البلدان 2/ 314) .
رواه الإمام أحمد في مسندة 6/ 52 و 97 من طريق إسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَنْ قيس بْن أبي حازم، قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب، قالت: أيّ ماء هذا؟ قالوا:
ماء الحوأب، قالت: ما أظنّني إلّا أنّي راجعة، وقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عزّ وجلّ ذات بينهم، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها ذات يوم:
«كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب؟» .

(6/459)


وَيَضْحَكُ فِي وَجْهِهَا [1] .
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ. قَالُوا: كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ عُثْمَانَ، وَلِذَلِكَ تَجَنَّبَ كَثِيرٌ مِنْ قُدَمَاءِ الْكُوفِيِّينَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ.
قَالَ الْهَيْثَمُ: مَاتَ فِي آخِرِ خِلافَةِ سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَخَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.
وَغَلَطَ الْفَلاسُ وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين.
381- (قيس بن حبتر) [2]- د- النّهشليّ الكوفي.
حَدَّثَ بِالْجَزِيرَةِ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ، وَغَالِبُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ن [3] .
382- (قَيْسُ بْنُ رَافِعٍ الأَشْجَعِيُّ) [4] الْقَيْسِيُّ الْمِصْرِيُّ، أَحَدُ الْعُلَمَاءِ.
روى عن: أبي هريرة، وابن عمر.
وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وعبد الكريم بن الحارث، والحسن بن ثوبان، وإبراهيم بن نشيط، وعياش بن عقبة.
قال عبد الكريم بن الحارث عَنْ قَيْسٍ: وَيْلٌ لِمَنْ كَانَ دِينُهُ دنياه وهمّه بطنه.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 455.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 207، الطبقات لخليفة 320، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 148 رقم 657، المعرفة والتاريخ 3/ 194، الجرح والتعديل 7/ 95 رقم 542، المشتبه للذهبي 1/ 134، الكاشف للذهبي 2/ 347 رقم 4667، تهذيب التهذيب 8/ 389 رقم 690، تقريب التهذيب 2/ 128 رقم 133.
[3] أي النسائي.
[4] التاريخ الكبير 7/ 152 رقم 677، الجرح والتعديل 7/ 96 رقم 549، تحفة الأشراف 13/ 342 رقم 1252، جامع التحصيل 316 رقم 641، تهذيب التهذيب 8/ 391 رقم 694، تقريب التهذيب 2/ 128 رقم 137، حسن المحاضرة 1/ 109.

(6/460)


383- (قَيْسُ بْنُ كُلَيْبٍ الْحَضْرَمِيُّ) [1] حَاجِبُ الأُمَرَاءِ بِمِصْرَ.
حَجَبَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُتْبَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بَعْدَهُ، ثُمَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، وَمُسْلِمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ، وَسَعِيدَ بْنَ مَخْلَدٍ، وَسَعِيدَ بْنَ يَزِيدَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، وَعُمَرَ بْنَ مَرْوَانَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو قَبِيلٍ [2] الْمَعَافِرِيُّ [3] . وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ التِّسْعِينَ.
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة للكندي 54.
[2] مهمل في الأصل، والتصويب من تهذيب التهذيب.
[3] في الأصل «المغافري» ، والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 72 (لم يرقّم) واسمه: حييّ بن هانئ، بضم أوله وياءين من تحت، الأولى مفتوحة. وأبو قبيل: بفتح القاف وكسر الباء الموحّدة بعدها تحتانيّة ساكنة.

(6/461)


[حرف الْكَافِ]
384- كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ [1] ع مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو رِشْدِينَ.
أَدْرَكَ عُثْمَانَ، وَرَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَأُمِّ هَانِئٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ رِشْدِينُ، وَمُحَمَّدٌ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُحَمَّدٌ، وَمُوسَى بَنُو عُقْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمَخْرَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَفْوَانُ بن سليم، وطائفة.
وبعثته أُمُّ الْفَضْلِ وَالِدَةُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَسُولا.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَضَعَ عِنْدَنَا كُرَيْبٌ حِمْلَ بَعِيرٍ- أَوْ عَدْلَ بَعِيرٍ- مِنْ كُتُبِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَ كَتَبَ إِلَيْهِ:
ابْعَثْ إِلَيَّ بصحيفة كذا وكذا، قال: فننسخها ونبعث إليه إحداهما [2] ، رواها
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 293، التاريخ لابن معين 2/ 496، الطبقات لخليفة 280، تاريخ خليفة 316، التاريخ الكبير 7/ 231 رقم 994، المعرفة والتاريخ 1/ 417، الجرح والتعديل 7/ 168 رقم 956، مشاهير علماء الأمصار 72 رقم 498، تحفة الأشراف 13/ 343 رقم 1254، الكاشف 3/ 7 رقم 4724، سير أعلام النبلاء 4/ 479- 480 رقم 181، العبر 1/ 117، البداية والنهاية 9/ 186، تهذيب التهذيب 8/ 433 رقم 783، تقريب التهذيب 2/ 134 رقم 43، خلاصة التذهيب 322، شذرات الذهب 1/ 114.
[2] كذا في الأصل، وفي الطبقات لابن سعد 5/ 293: «فينسخها فيبعث إليه بإحداهما» .

(6/462)


أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْهُ.
وَعَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَغَيْرِهِ: أَنَّ كُرَيْبًا تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ [1] .
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ رَأَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
385- (كنانة بن نعيم العدويّ) [2]- م د- البصريّ.
رَوَى عَنْ: قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَهَارُونُ بْنُ رِيَابٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صهيب.
وكان ثقة قليل الرواية.
__________
[1] ابن سعد 5/ 293.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 227، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 236 رقم 1016، الجرح والتعديل 7/ 169 رقم 964، الكاشف للذهبي 3/ 10 رقم 4747، تهذيب التهذيب 8/ 449 رقم 814، تقريب التهذيب 2/ 137 رقم 73.

(6/463)


[حرف الْمِيمِ]
386- (مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ) [1]- ع- أبو سعيد النّصري المدنيّ.
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. وَرَأَى أَبَا بَكْرٍ، وَقِيلَ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يَصِحَّ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالْعَبَّاسِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَابْنُ مُطْعِمٍ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ [2] حَلْحَلَةَ، وَآخَرُونَ.
وَحَضَرَ الْجَابِيَةَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ مَعَ عُمَرَ، وَكَانَ عَرِّيفًا عَلَى قَوْمِهِ فِي زَمَنِ عُمَرَ، وَكَانَ من أفصح العرب.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 56- 57، التاريخ لابن معين 2/ 546 رقم 211، الطبقات لخليفة 236، تاريخ خليفة 113، التاريخ الكبير 7/ 305 رقم 1296، المعارف 427، المعرفة والتاريخ 1/ 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، الجرح والتعديل 8/ 203 رقم 896، كتاب المراسيل 399 رقم 221، الاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 382- 383، أسد الغابة 4/ 372، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 79، تذكرة الحفاظ 1/ 68 رقم 61، سير أعلام النبلاء 4/ 171، 172 رقم 62، العبر 1/ 106، الكاشف 3/ 99 رقم 5334، جامع التحصيل 333- 334 رقم 722، تهذيب التهذيب 10/ 10- 11 رقم 5، تقريب التهذيب 2/ 223 رقم 860، الإصابة 3/ 339 رقم 7595، النجوم الزاهرة 1/ 190، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 366، شذرات الذهب 1/ 99.
[2] ساقطة من الأصل، واستدراكها من المصادر السابقة.

(6/464)


وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ.
قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
وَنَقَلَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ ركب الْخَيْلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
387- (مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ) [1]- م د ن- الرّقّيّ ويقال: الكوفي.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن ربيعة، وعلقمة، وعبد الرحمن بن يزيد النّخغيّين.
روى عنه: منصور، والأعمش.
ووثقه ابن معين.
وتوفي سنة أربع وتسعين.
388- (مالك بن مسمع) [2] أبو غسان الربعي من أشراف أهل البصرة وسادتهم.
ذكره ابن عساكر وَقَالَ: وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
389- (مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ) [3]- ت- بن حارثة الكلبيّ، ابْنُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 294، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 307 رقم 1307، الجرح والتعديل 8/ 207 رقم 909، مشاهير علماء الأمصار 105 رقم 786، الكاشف 3/ 100 رقم 5338، ميزان الاعتدال 3/ 425 رقم 7011، جامع التحصيل 334 رقم 724، تهذيب التهذيب 10/ 12- 13 رقم 9، تقريب التهذيب 2/ 224 رقم 865.
[2] تاريخ خليفة 258- 259، و 326.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 246، الطبقات لخليفة 230 و 247- 248 التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 19- 20 رقم 12، الجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1137، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 453، المعارف 145، الكاشف 3/ 17 رقم 4784، ميزان الاعتدال 3/ 468 رقم 7196، تهذيب التهذيب 9/ 35 رقم 43، تقريب التهذيب 2/ 143 رقم 34.

(6/465)


مَدَنِيٌّ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ قُسَيْطٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
390- (مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ) [1] ، أَبُو مُصْعَبٍ الْعَبْدَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وعقبة بن عامر، وابن عمر.
وعنه: ابناه: مصعب، وإبراهيم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وآخرون.
له حديث في كتاب «الأدب» للبخاري.
391- محمد بن جُبَير بن مُطْعم [2] ع ابْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أبو سعيد القرشي النوفلي المدني، أخو نافع.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ: جُبَيْرٌ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَسَعِيدٌ، وَابْنُ شِهَابٍ،
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 50 رقم 102، الجرح والتعديل 7/ 215، 216 رقم 1197، الكاشف 3/ 24 رقم 4829، المغني في الضعفاء 2/ 561 رقم 5347، تهذيب التهذيب 9/ 83- 84 رقم 106، تقريب التهذيب 2/ 149 رقم 87.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 205، الطبقات لخليفة 241، تاريخ خليفة 246 و 325، التاريخ الكبير 1/ 52 رقم 109، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 363، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، الجرح والتعديل 7/ 218 رقم 1212، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 72 رقم 500، الكاشف للذهبي 3/ 25 رقم 4836، سير أعلام النبلاء 4/ 543- 544 رقم 218، الوافي بالوفيات للصفدي 2/ 284 رقم 718، البداية والنهاية لابن كثير 9/ 186، تهذيب التهذيب 9/ 91- 92 رقم 119، تقريب التهذيب 2/ 150 رقم 99، خلاصة تذهيب التهذيب 330

(6/466)


وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيَّانِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهَا.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ احْتَسَبَ بِعِلْمِهِ وَجَعَلَهُ فِي بَيْتٍ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابًا، وَدَفَعَ المفتاح إِلَى مَوْلاةٍ لَهُ، وَقَالَ لَهَا: مَنْ جَاءَكِ يَطْلُبُ مِنْكِ مِمَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ شَيْئًا فَادْفَعِي إِلَيْهِ الْمُفْتَاحَ، وَلا تُذْهِبِينَ مِنَ الْكُتُبِ شَيْئًا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ [1] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقِيلَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] .
392- (مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ) [3] بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو بَكْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو عَامِرٍ.
رَوَى عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى فِي ثَوْبٍ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ وَفِيهِ:
كَانَ مَا كَانَ [4] ، رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي محمد بن أبي سُفْيَانَ، فَذَكَرَهُ [5] .
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يرد
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 205.
[2] المصدر نفسه.
[3] التاريخ الكبير 1/ 103 رقم 288، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 401، الجرح والتعديل 7/ 275 رقم 1491، الكاشف للذهبي 3/ 43 رقم 4955، تهذيب التهذيب 9/ 192، 193 رقم 294، تقريب التهذيب 2/ 165 رقم 263.
[4] العبارة غامضة، والمراد: صلّى في ثوب كان عليّ وعليه، وكان فيه ما كان من أثر الجماع.
[5] هو بمعنى حديث معاوية بن أبي سفيان أنه سأل أخته أم حبيبة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي في الثوب الّذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى. (رواه أبو داود في باب الصلاة في الثوب الّذي يصيب أهله فيه- ج 1/ 100 رقم 336) .

(6/467)


هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ» [1] . وَرَوَى الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، عَنْ بِلالٍ فِي الأَذَانِ.
393- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثوبان) [2]- م- القرشيّ العامريّ مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدٍ مَوْلَى الأَسْوَدِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ.
394- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن) [3]- م ن- بن الحارث بن هشام المخزوميّ أَخُو الْفَقِيهِ أَبِي بَكْرٍ.
رَوَى: عَنْ عَائِشَةَ.
__________
[1] الجامع الصحيح للترمذي 5/ 373 رقم 3996 وهو حديث غريب، مسند أحمد بن حنبل 1/ 64 و 171 و 183.
[2] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 145 رقم 434، المعرفة والتاريخ 1/ 420- 421، الجرح والتعديل 7/ 312 رقم 1697، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 184 رقم 337، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 78 رقم 561، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 359- 360 رقم 1271، الكاشف للذهبي 3/ 59 رقم 5065، المغني في الضعفاء 2/ 606 رقم 5745، (انظر الحاشية) ، الوافي بالوفيات للصفدي 3/ 221 رقم 1214، جامع التحصيل لابن كيكلدي 326 رقم 691، تهذيب التهذيب 9/ 294- 295 رقم 488، تقريب التهذيب 2/ 182 رقم 443.
[3] تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 145- 146 رقم 436، المعرفة والتاريخ 1/ 202، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، الجرح والتعديل 7/ 313 رقم 1699، الكاشف للذهبي 3/ 60 رقم 5066، ميزان الاعتدال 3/ 625 رقم 7855، المغني في الضعفاء 2/ 607 رقم 5753 و 608 رقم 5762، الوافي بالوفيات للصفدي 3/ 225 رقم 1222، تهذيب التهذيب 9/ 295 رقم 489، تقريب التهذيب 2/ 183 رقم 444.

(6/468)


وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ.
وَهُوَ مُقِلّ لا يَكَادُ يُعْرَفُ.
395- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ) [1]- 4- بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ الأَسْوَدِ، وعم أبيه علقمة.
روى عنه: الحسن بن عمرو الفقيمي، وزبيد اليامي، والحكم، ومنصور الأعمش، والأكابر.
قال أبو زرعة: كان رفيع القدر من الجلة.
وقال ابن معين: ثقة.
396- (محمد بن عروة بن الزّبير) [2]- ت- بن العوّام، الَّذِي ضَرَبَهُ فَرَسٌ فَمَاتَ [3] .
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ بَارِعَ الْجَمَالِ يُضْرَبُ بِحُسْنِهِ الْمَثَلُ [4] .
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 528 رقم 2755 و 2756، الطبقات لخليفة 157، التاريخ الكبير 1/ 153 رقم 456، المعرفة والتاريخ 3/ 98، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 134 الجرح والتعديل 7/ 321، 322 رقم 1737، المعارف 432، الكاشف 3/ 62 رقم 5083، سير أعلام النبلاء 4/ 78 رقم 25، تهذيب التهذيب 9/ 308- 309 رقم 508، تقريب التهذيب 2/ 185 رقم 466، خلاصة التذهيب 394.
[2] الطبقات لخليفة 267، نسب قريش 247- 248، الأخبار الموفقيات 348- 349، جمهرة نسب قريش 277- 283، التاريخ الكبير 1/ 201 رقم 619، المعارف 222- 223، الجرح والتعديل 8/ 47 رقم 217، الأغاني 1/ 146- 147، الكاشف 3/ 69 رقم 5129، الوافي بالوفيات 4/ 94 رقم 1569، تهذيب التهذيب 9/ 343- 344 رقم 566، تقريب التهذيب 2/ 191 رقم 527.
[3] حكى الزبير بن بكار حادثة موته فقال إن عروة بن الزبير تخلّف يوما عن الدخول على الوليد بن عبد الملك فأمر ابنه محمدا بالدخول عليه، وكان حسن الوجه، فدخل عليه، وله غديرتان في ثياب وشيء، وهو يتبختر يضرب بيديه، فقال الوليد: هكذا والله التغطرف، وهكذا تكون فتيان قريش، فعانه، فقام من الليل متوسّنا، فوقع في إصطبل الدوابّ، فلم تزل تطؤه حتى مات. (جمهرة نسب قريش 277) .
[4] وكان يسمّى زين المواكب لجماله. (الأغاني 1/ 146) .

(6/469)


رَوَى عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ هِشَامٌ، وَالزُّهْرِيُّ.
397- (محمد بن عمرو بن الحسن) [1]- خ م د ن- بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ المدني.
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه: سعد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وأبو الجحاف [2] داود بن أبي عوف.
وثقه أبو زرعة الرازي، والنسائي.
398- محمد بن يوسف الثقفي [3] أخو الحجاج. كان أمير اليمن.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خُشْكٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَيْفَ بِكَ إِذَا أُمِرْتَ أَنْ تَلْعَنَنِي؟
قُلْتُ: وَكَائِنٌ ذَلِكَ! قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: الْعَنِّي وَلا تَبْرَأْ مِنِّي. قَالَ: فَأَمَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْ يَلْعَنَ عَلِيًّا، فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ أَمَرَنِي أَنِ ألْعَنَ عَلِيًّا فَالْعَنُوهُ. لَعَنَهُ اللَّهُ، فَمَا فَطِنَ لها إلّا رجل [4] .
__________
[1] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 189- 190 رقم 578، الجرح والتعديل 8/ 29 رقم 133، الكاشف 3/ 74 رقم 5164، تهذيب التهذيب 9/ 371 رقم 611، تقريب التهذيب 2/ 195 رقم 576.
[2] مهمل في الأصل والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 196.
[3] العقد الفريد لابن عبد ربه 3/ 474 و 4/ 122 و 5/ 47- 48، ثمار القلوب للثعالبي 649، المعارف 396، المعرفة والتاريخ 1/ 609 و 708- 709، تاريخ خليفة 293 و 311 و 355 تاريخ الرسل والملوك للطبري 2/ 156 و 498 و 564، الكامل في التاريخ 1/ 458 و 5/ 57 و 67، التذكرة الحمدونية 1/ 180، الوافي بالوفيات 5/ 242 رقم 2308.
[4] الوافي بالوفيات 5/ 242.

(6/470)


قُلْتُ: حُجْرٌ الْمَدَرِيُّ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ.
وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: صَلَّيْتُ أَنَا وَطَاوُسٌ الْمَغْرِبَ خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ طَاوُسٌ فَشَفَعَ بِرَكْعَةٍ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ.
وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا غَشُومًا.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بِالْيَمَنِ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ بِالْحِجَازِ، وَقُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ بِمِصْرَ، امْتَلأَتْ وَاللَّهِ الأَرْضُ جُورًا [1] .
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: مَاتَ بِالْيَمَنِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ.
399- (مُحَرَّرُ بن أبي هريرة) [2]- ن ق- الدّوسي اليماني.
روى عن: أبيه، وابن عمر.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، والزهري، والمثنى بن الصباح.
توفي في أيام عمر بن عبد العزيز.
400- (محمود بن الربيع) [3]- ع- أبو سراقة بن عمرو الأنصاري
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 609.
[2] الطبقات لخليفة 249 و 255 التاريخ الكبير 8/ 22 رقم 2010، الطبقات الكبرى 5/ 188، المعرفة والتاريخ 1/ 385، الجرح والتعديل 8/ 408 رقم 1868، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 353 رقم 1263، الكاشف 3/ 109 رقم 5406، تهذيب التهذيب 10/ 55- 56 رقم 90، تقريب التهذيب 2/ 231 رقم 942.
وفي طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 52 «محرز» بالزاي، وهو تحريف.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 553، تاريخ خليفة 313، الطبقات لخليفة 105، و 238، التاريخ الكبير 7/ 402 رقم 1761، المعرفة والتاريخ 1/ 355، تاريخ أبي زرعة 1/ 415، المراسيل 199 رقم 364، الجرح والتعديل 8/ 289 رقم 1328، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 137، الإستيعاب 3/ 421- 422، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 504، أسد الغابة 5/ 116، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84 رقم 117، العبر 1/ 117، سير أعلام النبلاء 3/ 519- 520 رقم 126، الكاشف 3/ 110 رقم 5417، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 1/ 206، جامع التحصيل لابن كيكلدي 338 رقم 740، تهذيب التهذيب 10/ 63 رقم 103، تقريب التهذيب 2/ 233 رقم 956، الإصابة 3/ 386 رقم 7818، خلاصة تذهيب التهذيب 317، شذرات الذهب 1/ 116.

(6/471)


الخزرجي، أبو محمد، ويقال أبو نعيم، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ بْنِ زَيْدٍ النَّجَّارِيَّةُ الأَنْصَارِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ. عَقَلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرٍ فِي دَارِهِمْ وَلَهُ أَرْبَعُ سِنِينَ [1] .
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعُتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
رَوَى عَنْهُ: رَجَاءُ بْنُ حَيَوَةَ، وَمَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ.
قَالَ ابْنُ سميع وغيره: هو ختن عبادة ابن الصَّامِتِ، نَزَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ أَمَدٌ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: اجْتَازَ بِدِمَشْقَ غَازِيًا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وكذا ورّخه عليّ بن عبد الله التميميّ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
401- (مَحْمُودُ بْنُ عمرو) [2]- د ن- بن يزيد بن السّكن الأنصاريّ المدنيّ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ يَزِيدَ، وَعَمَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَحُصَيْنُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بن معاذ الأشهلي.
__________
[1] أخرجه البخاري 1/ 157 في العلم، باب متى يصلح سماع الصغير، ومسلم 265 في المساجد، باب الرخصة في التخلّف عن الجماعة لعذر.
[2] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 403 رقم 1765، الجرح والتعديل 8/ 290 رقم 1330، ميزان الاعتدال 4/ 78 رقم 8369، المغني في الضعفاء 2/ 647 رقم 6121، الكاشف 3/ 111 رقم 5419، تهذيب التهذيب 10/ 64 رقم 107، تقريب التهذيب 2/ 233 رقم 959.

(6/472)


402- (محمود بن لبيد) [1]- م 4- بْنِ عُقْبَةَ، أَبُو نُعَيْمٍ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ الْمَدَنِيُّ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، لَكِنَّ حُكْمَهَا الْإِرْسَالُ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَقَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
رَوَى عَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَانْقَرَضَ عقبه، وَفِي أَبِيهِ نَزَلَتِ الرُّخْصَةُ فِيمَنْ لا يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: هُوَ أَسَنُّ مِنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ لَبِيدٍ سَنَةَ سَبْعِ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ وتسعين.
403- (مرقّع بن صيفيّ) [2]- د ن ق- التميمي الأسيّدي [3] الكوفي.
رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ الْكَاتِبِ، وَجَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأَبِي ذَرٍّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عمر، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وغيرهم.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 77، تاريخ خليفة 306، الطبقات لخليفة 238، التاريخ الكبير 7/ 402 رقم 1762، المعرفة والتاريخ 1/ 356، المراسيل 200 رقم 365، الجرح والتعديل 8/ 289 رقم 1329، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 138، الإستيعاب 3/ 423- 424، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 505، أسد الغابة 5/ 117، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84، الكاشف 3/ 111 رقم 5421، العبر 1/ 115، سير أعلام النبلاء 3/ 485- 486 رقم 107، جامع التحصيل 338 رقم 741، مرآة الجنان 1/ 200، البداية والنهاية 9/ 189، الإصابة 3/ 387 رقم 7821، تهذيب التهذيب 10/ 65- 66 رقم 110، تقريب التهذيب 2/ 233 رقم 962، خلاصة تذهيب التهذيب 317، شذرات الذهب 1/ 112.
[2] الجرح والتعديل 8/ 418 رقم 1903، الكاشف 3/ 5456، تهذيب التهذيب 10/ 88 رقم 157، تقريب التهذيب 2/ 238 رقم 1006 ومرقّع: بكسر القاف المشدّدة.
[3] بضم الألف وفتح السين وكسر الياء المشدّدة (اللباب 1/ 61) .

(6/473)


404- (مَرْوَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ) [1] يُرْوَى أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ فِي خِلافَتِهِ كَلامٌ، فَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ، فَفَتَحَ مَرْوَانُ فَاهُ لِيُجِيبَهُ، فَأَمْسَكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِفِيهِ، وَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، إِمَامُكَ وَأَخُوكَ وَلَهُ السِّنُّ، فَسَكَتَ، وَقَالَ: قَتَلْتَنِي وَاللَّهِ، قَالَ: كَلا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ، لَقَدْ رَدَدْتُ فِي جَوْفِي أَحَرَّ مِنَ النَّارِ، قال: فو الله مَا أَمْسَى حَتَّى مَاتَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ وَجْدًا شَدِيدًا.
405- مزاحم مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] كَانَ أنْجَبَ مَوَالِيهِ، وَكَانَ بَرْبَرِيَّ الْجِنْسِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعُيَيْنَةُ أَبُو سُفْيَانَ الْهِلالِيُّ.
وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَعِبَادَةٍ.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَيْقَظَنِي لِشَأْنِي مُزَاحِمٌ، حَبَسْتُ رَجُلا فَكَلَّمَنِي فِي إِطْلاقِهِ، فَقُلْتُ: لا أُخْرِجُهُ، فَقَالَ: يا عُمَرُ، أُحَذِّرُكَ لَيْلَةَ تُمَخَّضُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أَنْسَى اسْمَكَ مِمَّا أسمع «قال الأمير، وأمر الأمير» فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ قَالَ ذَاكَ، فَكَأَنَّمَا كُشِفَ عَنِّي غِطَاءٌ، فَذَكِّرُوا أَنْفُسَكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ.
قلت: قال له هذا هو أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ الْخِلافَةِ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُزَاحِمٍ مَوْلاهُ: قَدْ جَعَلْتُكَ عَيْنًا عَلَيَّ إِنْ رَأَيْتَ مِنِّي شَيْئًا فَعِظْنِي وَنَبِّهْنِي عَلَيْهِ.
تُوُفّيَ مُزَاحِمٌ سَنَةَ مائة.
__________
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 347، تاريخ مدينة دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 189 أ، ب، معجم بني أميّة 160 رقم 334.
[2] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 23 رقم 2015، المعرفة والتاريخ 1/ 419- 420، الجرح والتعديل 8/ 405 رقم 1859، الكاشف 3/ 118 رقم 1173 رقم 5473، الأخبار الموفقيات 346، التذكرة الحمدونية 149 رقم 333، تهذيب التهذيب 10/ 101 رقم 185 تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1034.

(6/474)


406- مسلم بن يسار [1] د ن ق أبو عبد الله البصريّ الفقيه الزّاهد، مولى بني أميّة، وقيل مولى طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
رَوَى عَنْ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَلَمْ يَلْقَهُ، وَعَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَأَبِيهِ يَسَارٍ.
وَيُقَالُ: لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَأَيُّوبُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قال ابن عون: كان لا يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ [2] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً فَاضِلا عَابِدًا وَرِعًا.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ لأَتَانَا بِهِ، فَقَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ أَبَا قِلابَةَ الْجَرْمِيَّ [4] . رواها ضمرة عن عليّ.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 186- 188، التاريخ لابن معين 2/ 564 رقم 3758، تاريخ أبي زرعة 1/ 501، الزهد لابن حنبل 248، تاريخ خليفة 286 و 321، الطبقات لخليفة 206، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 275 رقم 1166، المعارف 234، المعرفة والتاريخ 2/ 85، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 61، المراسيل 210 رقم 381، الجرح والتعديل 8/ 198 رقم 868، مشاهير علماء الأمصار 88 رقم 644، حلية الأولياء 2/ 290- 298 رقم 193، طبقات الفقهاء للشيرازي 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 93- 94 رقم 133، ميزان الاعتدال 4/ 107 رقم 8510، الكاشف 3/ 126 رقم 5531، العبر 1/ 120، سير أعلام النبلاء 4/ 510- 514 رقم 203، البداية والنهاية 9/ 186، العقد الثمين للفارسي 7/ 192، تهذيب التهذيب 10/ 140- 141 رقم 260، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1110 خلاصة تذهيب التهذيب 376، شذرات الذهب 1/ 119.
[2] الطبقات لابن سعد 7/ 186.
[3] الطبقات 7/ 188.
[4] المعرفة والتاريخ 2/ 87 وفيه إضافة: «فما ذهبت الأيام والليالي حتى أتانا الله بأبي قلابة» .

(6/475)


وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ يُعَدُّ خَامِسَ خَمْسَةٍ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ [1] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ كُنْتَ مُتَمَنِّيًا لَتَمَنَّيْتُ فِقْهَ الْحَسَنِ، وَوَرَعَ ابْنِ سِيرِينَ، وَصَوَابَ مطرّف، وصلاة مسلم ابن يَسَارٍ [2] .
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَمَا فِيهِ حَلَقَةٌ تُنْسَبُ إِلَى الْفِقْهِ إِلا حَلَقَةَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ [3] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ إِذَا صَلَّى كَأَنَّهُ وَتَدٌ لا يَمِيلُ هَكَذَا وَلا هَكَذَا [4] .
وَقَالَ غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ إِذَا صَلَّى كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُلْقَى [5] .
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُ لِأَهْلِهِ إِذَا دَخَلَ فِي صَلاتِهِ:
تَحَدَّثُوا فَلَسْتُ أَسْمَعُ حَدِيثَكُمْ [6] .
وَجَاءَ أَنَّهُ وقع حريق في داره وأطفئوه، فَلَمَّا ذُكِرَ بِهِ بَعْدُ قَالَ: مَا شَعَرْتُ [7] . رَوَاهَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ مَعْدِيِّ بن سليمان.
وقال هشام ابن عَمَّارٍ، وَغَيْرُهُ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يسار يحجّ
__________
[1] المعرفة والتاريخ 2/ 88.
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 511.
[3] المعرفة والتاريخ 2/ 86 وفيه إضافة: «قال: إنّ في الحلقة من هو أسنّ منه، غير أنها كانت تنسب إليه» .
[4] انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 186، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 85 وحلية الأولياء لأبي نعيم 2/ 291.
وفي رواية، كأنه «ودّ» بمعنى الوتد.
[5] حلية الأولياء 2/ 291، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 85.
[6] الحلية 2/ 290، وانظر: الطبقات الكبرى 7/ 186.
[7] انظر الطبقات الكبرى 7/ 186.

(6/476)


كُلَّ سَنَةٍ، وَيَحُجُّ مَعَهُ رِجَالٌ [1] مِنْ إِخْوَانِهِ تَعَوَّدُوا ذَلِكَ، فَأَبْطَأَ عَامًا حَتَّى فَاتَتْ أَيَّامُ الْحَجِّ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، فَقَالُوا: كَيْفَ؟ قَالَ: لا بدّ أَنْ تَخْرُجُوا، فَفَعَلُوا اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَأَصَابَهُمْ حِينَ جَنَّ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ إِعْصَارٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَ لا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَأَصْبَحُوا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى جِبَالِ تِهَامَةَ، فَحَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا فِي قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى [2] !.
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ فِي الْكَلامِ فِي الْقَدَرِ: هُمَا وَادِيَانِ عَمِيقَانِ، يَسْلُكُ فِيهِمَا النَّاسُ، لَنْ يُدْرِكَ غَوْرَهُمَا، فَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ تَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُنْجِيكَ إِلا عَمَلُكَ، وَتَوَكَّلْ تَوَكُّلَ رَجُلٍ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَكَ إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ [3] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ يَعْنِي نَوْبَةَ ابْنِ الأَشْعَثِ، خَفَّ مُسْلِمٌ فِيهَا، وَأَبْطَأَ الْحَسَنُ، وَارْتَفَعَ الْحَسَنُ وَاتَّضَعَ مُسْلِمٌ [4] .
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِّيُّ [5] : قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ، فَأَخْرِجْ مَعَكَ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ، فَأَخْرَجَهُ مُكْرَهًا [6] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: قَالَ لِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ أَنِّي لَمْ أَضْرِبْ فِيهَا بِسَيْفٍ [7] . قُلْتُ: فَكَيْفَ بمن رآك بين الصّفّين؟ فقال:
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 4/ 512: «ويحجّج معه رجالا» .
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 512.
[3] السير 4/ 512.
[4] أضاف الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 513: «قلت: إنّما يعتبر ذلك في الآخرة، فقد يرتفعان معا» .
[5] في الأصل «السجستاني» والتصويب من اللباب لابن الأثير 2/ 108 وقيّده بفتح السين المهملة، وهو نسبة إلى عمل السختيان وبيعه.
[6] المعرفة والتاريخ 2/ 86 وفي سير أعلام النبلاء 4/ 513 «كما قتلوا يوم الجمل حول جمل عائشة» .
[7] في المعرفة والتاريخ 2/ 86- 87 «أني لم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف، ولم أرم فيهم بسهم» .

(6/477)


هَذَا لا يُقَاتِلُ إِلا عَلَى حَقٍّ [1] فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَبَكَى وَاللَّهِ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنَّ الأَرْضَ انْشَقَّتْ فَدَخَلْتُ فِيهَا [2] .
قَالَ أَيُّوبُ فِي الْقُرَّاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ أَوْ نَجَا إِلا نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ [3] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الحسن، لما مات مسلم بن يسار: وا معلّماه [4] .
قال خليفة والفلاس. مات سنة مائة.
وقال الْهَيْثَمُ: سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ تَرْجَمَةٌ حَافِلَةٌ فِي تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ.
وَمِنْ طَبَقَتِهِ:
407- (مسلم بن يسار المصريّ) [5]- د ت ق- أبو عثمان الطّنبذي [6] رَضِيعُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَطُنْبُذُ [7] مِنْ قُرَى مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الله بن عمر.
__________
[1] في المعرفة 2/ 87: «فقال هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق فتقدّم فقاتل حتى قتل» .
[2] انظر: الطبقات لابن سعد 7/ 188، المعرفة والتاريخ 2/ 86- 87.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 188.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 249 أ.
[5] الطبقات لخليفة 296، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 275- 276 رقم 1167، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 27، الجرح والتعديل 8/ 199 رقم 872، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 947، اللباب لابن الأثير 2/ 285 وفيه «مسلم بن سيار» وهو تصحيف، الكاشف للذهبي 3/ 126 رقم 5532، ميزان الاعتدال 4/ 107 رقم 8509، المغني في الضعفاء 2/ 657 رقم 6225، سير أعلام النبلاء 4/ 514 رقم 204، تهذيب التهذيب 10/ 141- 142 رقم 261، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1111، حسن المحاضرة 1/ 262، خلاصة تذهيب التهذيب 376، تاج العروس (مادّة: طنبذ) .
[6] بضم الطاء المهملة، وسكون النون، وضمّ الباء المنقوطة بواحدة (اللباب 2/ 285، الأنساب 8/ 254) وضبط ياقوت في معجم البلدان الباء بالفتح، ولم يصرّح بضبط الطاء فكأنها مضمومة كالتي قبلها عنده، أما الخزرجي فضبط الطاء في الخلاصة 376 بكسرها وكسر الباء الموحدّة، بينهما نون ساكنة.
[7] وكذا في اللباب، وفي الأنساب 8/ 254 «طنبذى» وهي من البهنسا، وفي معجم البلدان:
«طنبذة» بالتاء المربوطة.

(6/478)


روى عنه: بكر بن عمرو المعافري، وأبو هانئ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وجماعة.
وهو صدوق.
408- (مصدع أبو يحيى الأعرج) [1]- م 4-.
عن: عليّ بن أبي طالب- إن صَحَّ- وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَدَوِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَعَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ [2] ، وَشِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ السَّائِبِ، وَغَيْرُهُمْ.
يُقَالُ لَهُ الْمُعَرْقَبُ.
409- مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ [3] ع ابْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحرشيّ العامريّ البصريّ، أحد الأعلام.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 567 التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 65 رقم 2176، المعرفة والتاريخ 2/ 16، الكنى والأسماء 2/ 165، الجرح والتعديل 8/ 429 رقم 1962، الكاشف 3/ 130 رقم 5556، ميزان الاعتدال 4/ 118 رقم 8556، المغني في الضعفاء 2/ 659 رقم 6259، تهذيب التهذيب 10/ 157- 158 رقم 299، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1147.
[2] في الأصل «الذهبي» والتصويب من اللباب 1/ 520 بضم الدال المهملة وسكون الهاء وفي آخرها نون، نسبة إلى دهن بن معاوية..
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 141- 146، الزهد لابن حنبل 238، التاريخ لابن معين 2/ 569- 570، الطبقات لخليفة 197، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 396- 397 رقم 1730، المعارف 436، المعرفة والتاريخ 2/ 80 و 90، تاريخ أبي زرعة 1/ 638، الجرح والتعديل 8/ 312 رقم 1446، مشاهير علماء الأمصار 88 رقم 645، حلية الأولياء 2/ 198- 212 رقم 178، التذكرة الحمدونية 181 و 220 و 223، تحفة الأشراف 13/ 389 رقم 1292، تذكرة الحفاظ 1/ 64- 65 رقم 54 الكاشف 3/ 132 رقم 5576، سير أعلام النبلاء 4/ 187- 195 رقم 77، العبر 1/ 113، البداية والنهاية 9/ 69 و 140، الإصابة 3/ 478- 479 رقم 8324، تهذيب التهذيب 10/ 173- 174 رقم 324، تقريب التهذيب 2/ 253 رقم 1171، النجوم الزاهرة 1/ 214، طبقات الحفاظ 24، خلاصة تذهيب التهذيب 378، شذرات الذهب 1/ 110.

(6/479)


حَدَّثَ عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِيهِ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ يَزِيدُ أَبُو الْعَلاءِ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَثَابِتٌ، وَالْجُرَيْرِيُّ [1] ، وَغَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَآخَرُونَ، وَلَقِيَ أَبَا ذَرٍّ بِالشَّامِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : رَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَعَقْلٌ وَأَدَبٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ أَسَنَّ مِنَ الْحَسَنِ بِعِشْرِينَ سَنَةً [3] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: لَقِيتُ عَلِيًّا فَقَالَ لِي:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بطَّأ بِكَ أَحُبُّ عثمانَ؟ ثمّ قَالَ: لئن قلت ذاك لَقَدْ كَانَ أَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ وَأَتْقَانَا لِلرَّبِّ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَانَ خَوْفُ النَّارِ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذِبْتُ كَذْبَةً وَاحِدَةً وَأَنَّ لي الدنيا وَمَا فِيهَا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَخَذَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غيلان بْنِ جَرِيرٍ: إِنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يَلْبَسُ الْمَطَارِفَ وَالْبَرَانِسَ وَالْمُوَشَّى، وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ، وَيَغْشَى السَّلَاطِينَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 56 «الجوبري» والتصويب من (اللباب 1/ 276) بضم الجيم وفتح الراء الأولى وسكون الياء، وهو: سعيد الجريريّ كما في (سير أعلام النبلاء 4/ 188) .
[2] الطبقات الكبرى 7/ 141- 142.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 569
[4] الزهد لابن حنبل 239، وانظر حلية الأولياء 2/ 202.

(6/480)


أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قرة عَيْنٍ [1] .
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرُورِيَّةُ يَدْعُونَهُ إِلَى رَأْيِهِمْ فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنَّهُ لَوْ كَانَ لِي نَفْسَانِ بَايَعْتُكُمْ بِإِحْدَاهِمَا وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى، فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُولُونَ هُدًى أَتْبَعْتُهَا الأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ ضَلالَةً هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ، وَلَكِنْ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَلا أَغُرِّرُ بِهَا [2] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لِأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ [3] .
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا عُقَيْلٌ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا يَزِيدُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَبْدُو [4] ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ جَاءَ لِيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ سَطَعَ مِنْ رَأْسِ سَوْطِهِ نُورٌ لَهُ شُعْبَتَانِ، فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ خَلْفَهُ:
أَتُرَانِي لَوْ أَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِهَذَا كَانُوا يُصَدِّقُونِي؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَهَبَ [5] .
وَرُوِيَ نَحْوُهَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ غُلامِ مُطَرِّفٍ، عَنْهُ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلانَ، قَالَ: أَقْبَلَ مُطَرِّفٌ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ سَمِعَ فِي طَرَفِ سَوْطِهِ كَالتَّسْبِيحِ [6] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَسِيرُ مَعَ صَاحِبٍ لَهُ، فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ [7] .
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا دَخَلَ بَيْتِهِ سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَةُ بَيْتِهِ [8] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 144، الزهد لابن حنبل 239.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 143.
[3] حلية الأولياء 2/ 200.
[4] أي يريد الخروج إلى البادية.
[5] انظر مثله في حلية الأولياء 2/ 205.
[6] الحلية 2/ 205.
[7] الحلية 2/ 205.
[8] الحلية 2/ 205- 206.

(6/481)


وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُطَرِّفٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ شَيْءٌ، فَكَذِبَ عَلَى مُطَرِّفٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَعَجَّلَ اللَّهُ حَتْفَكَ، فَمَاتَ الرَّجُلُ مَكَانَهُ، وَاسْتَعْدَى أَهْلُهُ زِيَادًا عَلَى مُطَرِّفٍ، فَقَالَ: هَلْ ضَرَبَهُ؟ هَلْ مَسَّهُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: دَعْوَةُ رَجُلٍ صَالِحٍ وَافَقَتْ قَدَرًا [1] .
وَرُوِيَ نَحْوُهَا عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنْ كُنْتَ كَذِبْتَ فَأَرِنَا بِهِ، فَمَاتَ مَكَانَهُ.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلانَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَخِي مُطَرِّفٍ حَبَسَهُ السُّلْطَانُ فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانَ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عُكَّازًا وَقَالَ: أَسْتَكِينُ لِرَبِّي لَعَلَّهُ أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ لِإِخْوَانِهِ: إِذَا كَانَتْ لَكُمْ حَاجَةٌ فَاكْتُبُوهَا فِي رُقْعَةٍ لِأَقْضِيَهَا لَكُمْ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى ذُلَّ السُّؤَالِ فِي الْوَجْهِ [2] .
قَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ: لَمْ يَنْجُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ بِالْبَصْرَةِ إِلا مُطَرِّفٌ، وَابْنُ سِيرِينَ.
410- (معاذ بن عبد الرحمن) [3]- خ م ن- بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَخُو عُثْمَانَ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَحُمْرَانَ بْنِ أبان، ويقال إنّه أدرك زمان عمر.
__________
[1] الحلية 2/ 206.
[2] انظر الحلية 2/ 210.
[3] الطبقات لخليفة 18، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 363- 364 رقم 1564، المعرفة والتاريخ 1/ 366- 367، الجرح والتعديل 8/ 247 رقم 1121، الكاشف 3/ 136 رقم 5602، تهذيب التهذيب 10/ 192 رقم 360، تقريب التهذيب 2/ 256- 257 رقم 1204.

(6/482)


روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الماجشون، وجماعة.
411- (معاوية بن سبرة السّوائيّ) [1]- ع- العامريّ أبو العبيدين الكوفي الأعمى.
عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ في بخ [2] .
412- (معاوية بن سويد) [3]- ع- بن مقرّن المزنيّ الكوفي.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
روى عنه: سلمة بن كهيل، وأشعث بن أبي الشعثاء، وأبو السفر، وعمرو بن مرة.
واسم أبي السفر سعيد بن محمد.
413- (معاوية بن عبد الله بن جعفر) [4]- ن ق- بن أبي طالب الهاشميّ المدني.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَالسَّائِبِ بن يزيد.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 572 رقم 1857، الطبقات لخليفة 143، التاريخ الكبير 7/ 329 رقم 1411، المعارف 588، المعرفة والتاريخ 2/ 69، تاريخ أبي زرعة 1/ 480، الجرح والتعديل 8/ 378 رقم 1731، تهذيب التهذيب 10/ 206 رقم 383، تقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1226.
[2] اختصار البخاري في كتاب «الأدب المفرد» .
[3] التاريخ الكبير 7/ 330 رقم 1412، الجرح والتعديل 8/ 378 رقم 1732، الكاشف 3/ 139 رقم 5623، تهذيب التهذيب 10/ 208 رقم 387، تقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1230
[4] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 329، التاريخ الكبير 7/ 331 رقم 1416، المعارف 207، المعرفة والتاريخ 1/ 360- 361، الجرح والتعديل 8/ 377 رقم 1726، الكاشف 3/ 139 رقم 5627، تهذيب التهذيب 10/ 212- 213 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 260 رقم 1234.

(6/483)


روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون.
وهو قليل الحديث نبيل فاضل، وفد على يزيد بن معاوية وبقي إلى أَنْ وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ خَاصًّا بِهِ.
وَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَنَّ معاوية وفى عن أبيه عبد الله بن جَعْفَرٍ مِنَ الدُّيُونِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
414- (الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) [1]- 4- سَارَ فِي هَذَا الزَّمَانِ، بَلْ فِي سَنَةِ مِائَةٍ إِلَى غَزْوِ الْبَحْرِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقِيلَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْبَحْرِ «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» .
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُ.
415- (الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي شِهَابٍ الْمَخْزُومِيُّ) [2] . قَرَأَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَعَلَيْهِ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الدِّمَشْقِيُّ.
نَقَلَ الْقَصَّاعُ [3] أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
416- (الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ الْكُوفِيُّ) [4]- م د ن-.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الْيَشْكُرِيِّ، والمغيرة بن شعبة، والمعرور بن سويد.
__________
[1] تاريخ خليفة 288 و 292، التاريخ الكبير 7/ 323 رقم 1389، المعرفة والتاريخ 3/ 338، الجرح والتعديل 8/ 219 رقم 983، الكاشف 3/ 147 رقم 5682، ميزان الاعتدال 4/ 159 رقم 8703، تهذيب التهذيب 10/ 257 رقم 461، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1306.
[2] غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 305- 306، معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 48 رقم 11.
[3] مهمل في الأصل، والتصويب من المصدرين السابقين.
[4] التاريخ الكبير 7/ 319 رقم 1366، تاريخ أبي زرعة 1/ 624- 625، الجرح والتعديل 8/ 224- 225 رقم 1009، الكاشف 3/ 149 رقم 5693، تهذيب التهذيب 10/ 263 رقم 473، تقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1391.

(6/484)


رَوَى عَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ [1] ، وَجَمَاعَةٌ.
417- مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ [2] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ أَمِيرُ الْمَغْرِبِ، كَانَ مَوْلَى امْرَأَةٍ مِنْ لَخْمٍ، وَقِيلَ هُوَ مَوْلَى لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَعْرَجَ.
رَوَى عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَيَزِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْيَحْصُبِيُّ.
وَشَهِدَ مَرْجَ رَاهِطٍ، وَوَلَّى غَزْوَ الْبَحْرِ لِمُعَاوِيَةَ، فَغَزَا جَزِيرَةَ قُبْرُسَ وَبَنَى هُنَاكَ حُصُونًا كالماغوصةَ [3] وَحِصْنِ يَانِسَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا افْتِتَاحَهُ الأَنْدَلُسَ، وَجَرَتْ لَهُ عَجَائِبُ وَأُمُورٌ طَوِيلَةٌ هَائِلَةٌ.
وَقِيلَ انْتَهَى إِلَى آخِرِ حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الأَنْدَلُسِ، فَاجْتَمَعَ الرُّومُ لِحَرْبِهِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، وَطَالَ الْقِتَالُ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً وَهَمُّوا بِالْهَزِيمَةِ، فَأَمَرَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بِسُرَادِقِهِ فَكَشَفَ عَنْ ثِيَابِهِ وَحُرَمِهِ حَتَّى يُرَوْنَ، وَبَرَزَ بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالْبُكَاءِ، فَأَطَالَ، فَلَقَدْ كُسِرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ أَغْمَادُ السُّيُوفِ، ثُمَّ فَتَحَ اللَّهُ وَنَزَلَ النَّصْرُ.
__________
[1] في الأصل «حجادة» والتصويب من تهذيب التهذيب.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 146 رقم 1456، جذوة المقتبس 338، رقم 793، بغية الملتمس 8 و 457 رقم 1334، الحلّة السّيراء 2/ 332- 334 رقم 178، فتوح مصر لابن عبد الحكم 84- 92، وفيات الأعيان 5/ 318- 329 رقم 748، أخبار مجموعة لمجهول 3، البيان المغرب 1/ 39- 46، سير أعلام النبلاء 4/ 496- 500 رقم 195، العبر 1/ 116، دول الإسلام 1/ 68، المعرفة والتاريخ 1/ 601 و 3/ 332، البداية والنهاية 9/ 171، مرآة الجنان 1/ 200- 201، النجوم الزاهرة 1/ 235. نفح الطيب 1/ 229 و 283، شذرات الذهب 1/ 112.
وأخباره كثيرة في كتب الفتوح والتاريخ، مثل فتوح البلدان للبلاذري، وتواريخ خليفة واليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.
[3] تعرف الآن ب «فماغوستا» .

(6/485)


قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ عَنْ أَعْجَبِ شَيْءٍ رَآهُ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى جَزِيرَةٍ فِيهَا سِتَّ عَشْرَةَ جَرَّةً خَضْرَاءَ، مَخْتُومَةً بِخَاتَمِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَمَرْتُ بِأَرْبَعَةٍ مِنْهَا، فأخرجت، وَأَمَرْتُ بِوَاحِدَةٍ فَنُقِبَتْ، فَإِذَا شيطان يَقُولُ:
وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ لا أَعُودُ بَعْدَهَا أُفسِدُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ نَظَرَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى بِهَا سُلَيْمَانَ وَلا مُلْكَهُ، فَانْسَاخَ فِي الأَرْضِ، فَذَهَبَ، فَأَمَرْتُ بِالْبَوَاقِي فَرُدَّتْ إِلَى مَكَانِهَا [1] .
وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ بَعَثَ ابْنَهُ مَرْوَانَ عَلَى جَيْشٍ، فَأَصَابَ مِنَ السَّبْيِ مِائَةَ أَلْفٍ، وَبَعَثَ ابْنَ أَخِيهِ فِي جَيْشٍ فَأَصَابَ مِنَ السَّبْيِ مِائَةَ أَلْفٍ أُخْرَى [2] ، فَقِيلَ لِلَّيْثِ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْبَرْبَرُ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُهُ بِذَلِكَ، قَالَ النَّاسُ: إِنَّ ابْنَ نُصَيْرٍ وَاللَّهِ أَحْمَقُ، مِنْ أَيْنَ لَهُ أَرْبَعُونَ [3] أَلْفًا يَبْعَثُ بِهِمْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْخُمْسِ؟ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: لِيَبْعَثُوا مَنْ يَقْبِضُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا فَتَحُوا الأَنْدَلُسَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْعَثْ مَعِي أَدُلُّكَ عَلَى كنز، فبعث معه فقال لهم: انزحوا هاهنا، فَنَزَحُوا فَسَالَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ مَا أَبْهَتَهُمْ فَقَالُوا: لا يُصَدِّقُنَا مُوسَى، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَجَاءَ وَنَظَرَ، قَالَ اللَّيْثُ: إِنْ كَانَتِ الطِّنْفَسَةُ لَتُوجَدُ مَنْسُوجَةً بِقُضْبَانِ الذَّهَبِ، تُنْظَمُ السِّلْسِلَةُ الذَّهَبِ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ، فَكَانَ الْبَرْبَرِيَّانِ رُبَّمَا وَجَدَاهَا فَلا يَسْتَطِيعَانِ حَمْلَهَا حَتَّى يَأْتِيَا بِالْفَأْسِ فَيُقَسِّمَانَهَا [4] . وَلَقَدْ سُمِعَ يَوْمَئِذٍ مُنَادٍ يُنَادِي وَلا يَرَوْنَهُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ فُتِحَ عَلَيْكُمْ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ.
وَقِيلَ: لَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِفْرِيقِيَّةَ وَجَدَ أَكْثَرَ مُدُنِهَا خَالِيَةً لاخْتِلافِ أَيْدِي الْبَرْبَرِ عَلَيْهَا، وَكَانَتِ الْبِلادُ فِي قَحْطٍ، فَأَمَرَ النَّاسَ بالصّوم والصلاة وإصلاح
__________
[1] قارن بعبارته في سير أعلام النبلاء 4/ 497، والحلة السيراء 2/ 334.
[2] وفيات الأعيان 5/ 319.
[3] في الأصل «عشرون» .
[4] قارن بسير أعلام النبلاء 4/ 497- 498.

(6/486)


ذَاتِ الْبَيْنِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الصَّحْرَاءِ وَمَعَهُ سَائِرُ الْحَيَوَانَاتِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَوْلادِهَا، فَوَقَعَ الْبُكَاءُ وَالضَّجِيجُ، وَأَقَامَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ صَلَّى وَخَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَلِيدَ، فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَدْعُو لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: هَذَا مَقَامٌ لا يُذْكَرُ فِيهِ إِلا اللَّهُ، فَسُقُوا حَتَّى رُوُوا وَأُغِيثُوا [1] .
قَالَ أَبُو شَبِيبٍ الصَّدَفِيُّ: لَمْ نَسْمَعْ فِي الإِسْلامِ بِمِثْلِ سَبَايَا مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] .
وَقِيلَ: إِنَّ مُوسَى تَمَادَى فِي سَيْرِهِ بِأَرْضِ الأَنْدَلُسِ مُجَاهِدًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَرْضٍ تَمِيدُ بِأَهْلِهَا، فَقَالَ لَهُ جُنْدُهُ: إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ تَذْهَبَ بِنَا، حَسْبُنَا مَا بِأَيْدِينَا! فَرَجَعَ وَقَالَ: لَوْ أَطَعْتُمُونِي لَوَصَلْتُ إِلَى [3] الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
وَلَمَّا افْتَتَحَ مُوسَى أَكْثَرَ الأَنْدَلُسِ رَجَعَ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَغْلٍ اسْمُهُ «كَوْكَبٌ» وَهُوَ يَجُرُّ الدُّنْيَا بَيْنَ يَدَيْهِ جَرًّا، أَمَرَ بِالْعِجْلِ تَجُرُّ أَوْقَارَ الذَّهَبِ وَالْجَوَاهِرِ وَالتِّيجَانِ وَالثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ وَمَائِدَةِ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ وَلَدَهُ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَأَخَذَ مَعَهُ مِائَةً مِنْ رُؤَسَاءِ الْبَرْبَرِ، وَمِائَةً وَعِشْرِينَ مِنَ الْمُلُوكِ وَأَوْلادِهِمْ، وَقَدِمَ مِصْرَ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ، فَفَرَّقَ الأَمْوَالَ، وَوَصَلَ الأَشْرَافَ وَالْعُلَمَاءَ، ثُمَّ سَارَ يَطْلُبُ فِلَسْطِينَ، فَتَلَقَّاهُ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ، فَوَصَلَهُ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ، وَتَرَكَ عِنْدَهُ بَعْضَ أَهْلِهِ وَخَدَمِهِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ الْوَلِيدِ بِأَنَّهُ مَرِيضٌ، وَيَأْمُرُهُ بِشِدَّةِ السَّيْرِ لِيُدْرِكَهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يُبَطِّئُهُ فِي سَيْرِهِ فَإِنَّ الْوَلِيدَ فِي آخِرِ نَفَسٍ، فَجَدَّ فِي السَّيْرِ، فَآلَى سُلَيْمَانُ إِنْ ظَفِرَ بِهِ لَيَصْلُبَنَّهُ، وَأَرَادَ سُلَيْمَانُ أن يبطّئ ليسلّم مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى، فَقَدِمَ قَبْلَ مَوْتِ الوليد بأيام، فأتاه بالدّرّ والجوهر وَالنَّفَائِسِ وَمِلاحِ الْوَصَائِفِ وَالتِّيجَانِ وَالْمَائِدَةِ، فَقَبَضَ ذَلِكَ كلّه، وأمر بباقي الذهب وَالتَّقَادُمِ فَوُضِعَ بِبَيْتِ الْمَالِ، وَقُوِّمَتِ الْمَائِدَةُ بِمِائَةِ ألف
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 319- 320.
[2] وفيات الأعيان 5/ 319.
[3] «إلى» ساقطة من الأصل.

(6/487)


دِينَارٍ، وَلَمْ يَحْصُلْ لِمُوسَى رِضَا الْوَلِيدِ، وَاسْتَخْلَفَ سليمان فأحضره وعنّفه وَأَمَرَ بِهِ فَوَقَفَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرَّ- وَكَانَ سَمِينًا بَدِينًا- فَوَقَفَ حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ [1] وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَاقِفٌ يَتَأَلَّمُ لَهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَفْصٍ مَا أَظُنُّ إِلا أَنَّنِي خَرَجْتُ مِنْ يَمِينِي، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَضَمَّهُ؟ فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ: أَنَا أَضَمُّهُ. قَالَ: فَضُمَّهُ إِلَيْكَ وَلا تضيق عَلَيْهِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ أَيَّامًا، وَتَوَسَّطَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُلَيْمَانَ وَافْتُدِيَ مِنْهُ بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَيُقَالُ: إنّ يزيد قَالَ لَهُ: كَمْ تَعُدُّ مِنْ مَوَالِيكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ: كَثِيرٌ. قَالَ يَزِيدُ: يَكُونُونَ أَلْفًا؟ قَالَ: وألف أَلْفٍ، وَقَالَ يَزِيدُ: وَأَنْتَ عَلَى هَذَا وَتُلْقِي بِيَدِكَ إِلَى التَّهْلُكَةِ، أَفَلا أَقَمْتَ فِي قَرَارِ عِزِّكَ وَسُلْطَانِكَ وَبَعَثْتَ بِالتَّقَادُمِ، فَإِنْ أُعْطِيتَ الرِّضَا، وَإِلا فَأَنْتَ عَلَى عِزِّكَ! قَالَ:
لَوْ أردت ذَلِكَ لَصَارَ، وَلَكِنِّي آثَرْتُ اللَّهَ وَلَمْ أَرَ الْخُرُوجَ، قَالَ يَزِيدُ: كُلُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَرَادَ بِذَلِكَ قُدُومَهُ هُوَ عَلَى الْحَجَّاجِ.
وقال سُلَيْمَانُ يَوْمًا لِمُوسَى: مَا كنت تَفْزَعُ إِلَيْهِ [2] عِنْدَ حَرْبِكَ؟ قَالَ:
الدُّعَاءُ وَالصَّبْرُ، قَالَ: فَأَيُّ الْخَيْلِ رأيتها أصبر؟ قَالَ: الشُّقْرُ، قَالَ: فَأَيُّ الأُمَمِ أَشَدُّ قِتَالا؟ قَالَ: هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ أَصِفَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الرُّومِ، قَالَ: أُسْدٌ فِي حُصُونِهِمْ، عُقْبَانٌ عَلَى خُيُولِهِمْ، نِسَاءٌ فِي مَرَاكِبِهِمْ، إِنْ رَأَوْا فُرْصَةً افْتَرَصُوهَا، وَإِنْ رَأَوْا غَلَبَةً فَأَوْعَالٌ تَذْهَبُ فِي الْجِبَالِ، لا يرون الهزيمة عارا، قال: فأخبرني عن البربر، قال: هم أشبه العجم بالعرب لقاء ونجدة وصبرا وفروسيّة وشجاعة، غير أنّهم أغدر النّاس، ولا وفاء لهم ولا عهد، قَالَ:
فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ، قَالَ: مُلُوكٌ مُتْرَفُونَ وَفُرْسَانٌ لا يَجْبُنُونَ، قَالَ:
فَأَخْبِرْنِي عَنِ الفرنج، قال: هناك العدد والجلد والشدّة والبأس والنّجدة، قَالَ:
فَكَيْفَ كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ؟ قَالَ: أمّا هذا فو الله مَا هُزِمَتْ لِي رَايَةٌ قَطُّ، وَلا بُدِّدَ جَمْعِي، وَلا نُكِبَ الْمُسْلِمُونَ مَعِي مُنْذُ اقْتَحَمْتُ الأربعين إلى أن
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 329.
[2] في الأصل «إليك» .

(6/488)


بَلَغْتُ الثَّمَانِينَ، ثُمّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَعَثْتُ لِأَخِيكَ الْوَلِيدِ بِتَوْرٍ [1] مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ كَانَ يُجْعَلُ فِيهِ اللَّبَنُ حَتَّى يُرَى فِيهِ الشَّعْرَةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ جَعَلَ يُعَدِّدُ مَا أَصَابَ مِنَ الْجَوْهَرِ وَالزَّبَرْجَدِ حَتَّى بُهِتَ سُلَيْمَانُ وَتَعَجَّبَ [2] .
وَبَلَغَنَا أَنَّ النُّصَيْرِيَّ مِنْ وَلَدِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: دَخَلَ مُوسَى مَعَ مَرْوَانَ مِصْرَ، فَتَرَكَهُ مَعَ ابْنِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، ثُمَّ كَانَ مَعَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ وَزِيرًا بِالْعِرَاقِ.
وَقَالَ الْفَسَوِيُّ [3] : وَلِيَ مُوسَى إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ، فَافْتَتَحَ بِلادًا كَثِيرَةً، وَكَانَ ذَا حَزْمٍ وَتَدْبِيرٍ.
وَذَكَرَ النُّصَيْرِيُّ أَنَّ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ قَالَ يَوْمًا: أَمَا وَاللَّهِ لَوِ انْقَادَ النَّاسُ إِلَيَّ لَقُدْتُهُمْ حَتَّى أُوقِفَهُمْ عَلَى رُومِيَّةَ ثُمَّ لَيَفْتَحَنَّهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَلَمَّا قَدِمَ مِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الْوَلِيدِ، فَلَمَّا جَلَسَ الْوَلِيدُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ أَتَى مُوسَى وَقَدْ أَلْبَسَ ثَلاثِينَ رَجُلا التِّيجَانَ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ تَاجُ الْمَلِكِ وَثِيَابُهُ، وَدَخَلَ بِهِمُ الْمَسْجِدَ فِي هَيْئَةِ الْمُلُوكِ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْوَلِيدُ، بُهِتَ ثُمَّ حمد اللَّهَ وَشَكَرَ [4] ، وَهُمْ وُقُوفٌ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، وَأَجَازَ مُوسَى بِجَائِزَةٍ عَظِيمَةٍ، وَأَقَامَ مُوسَى بِدِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ الْوَلِيدُ وَاسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، وَكَانَ عَاتِبًا عَلَى مُوسَى، وَحَبَسَهُ وَطَالَبَهُ بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، ثُمَّ حَجَّ سُلَيْمَانُ وَمَعَهُ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ، فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ.
وَقِيلَ: مَاتَ بِوَادِي الْقُرَى.
وَقِيلَ: لَمْ يُسْمَعْ فِي الإِسْلامِ بِمِثْلِ سَبَايَا مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ وَكَثْرَتِهِمْ.
وَرُوِيَ أَنَّ مُوسَى قَالَ لِسُلَيْمَانَ يَوْمًا: يَا أمير المؤمنين لقد كانت الشّياه
__________
[1] في القاموس المحيط للفيروزآبادي: إناء يشرب فيه: وفي النهاية لابن الأثير: إناء كالإجّانة قد يتوضّأ منه.
[2] قارن بسير أعلام النبلاء 4/ 499، والحلة السيراء 2/ 334.
[3] المعرفة والتاريخ 3/ 332.
[4] قارن بسير أعلام النبلاء 4/ 500.

(6/489)


الأَلْفُ تُبَاعُ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَيَمُرُّ النَّاسُ بِالْبَقَرَةِ لا يلتفتون إليها، وتباع النّاقة بعشرة دَرَاهِمَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْعِلْجَ الْفَارِهَ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلادَهُ يُبَاعُونَ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا [1] .
418- (مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ الْكُوفِيُّ) [2]- د ن- مَوْلَى كِنْدَةَ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، وَشَهِدَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ مَعَ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَهِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حبّان.
__________
[1] السير 4/ 500.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 223، التاريخ لابن معين 2/ 598، التاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1608، المعرفة والتاريخ 2/ 799، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 9، الجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1144، الكاشف 3/ 169 رقم 5857، تهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 694، تقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1543.

(6/490)


[حرف النُّونِ]
419- (نَاعِمُ [1] بْنُ أُجَيْلٍ) [2]- م ن [3]- مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
هَمْدَانِيُّ النَّسَبِ، أَصَابَهُ سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَدِيٍّ.
وَعَنْهُ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَانِئٍ الأَعْرَجُ، وَيَزِيدُ بْنُ أبي حبيب، وعبيد الله ابن الْمُغِيرَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُمْ.
420- نَافِعُ بْنُ جبير [4] ابن مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيُّ الْنَّوْفَلِيُّ المدني، أبو محمد،
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 125 رقم 2441، المعرفة والتاريخ 2/ 520، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 62، الجرح والتعديل 8/ 508 رقم 2323، الكاشف 3/ 172 رقم 5878، تهذيب التهذيب 10/ 403- 404 رقم 724، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 12.
[2] في الأصل «الحبل» والتصحيح من (أسد الغابة 5/ 7) وقال أجيل: بضم الهمزة وفتح الجيم وسكون الياء. وانظر: المشتبه للذهبي 1/ 16.
[3] الرمز من خلاصة التذهيب.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 205، الطبقات لخليفة 241، التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 82- 83 رقم 2257، المعارف 285، المعرفة والتاريخ 1/ 364 و 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 160، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 102، الجرح والتعديل 8/ 451- 452 رقم 2069، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 562 و 83 رقم 604، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 121- 122، رقم 182، تحفة الأشراف 13/ 404 رقم 1307، الكاشف 3/ 173 رقم 5880، سير أعلام النبلاء 4/ 541- 543 رقم 217، العبر 1/ 117، جامع التحصيل 358 رقم 820، البداية والنهاية 9/ 186، تهذيب التهذيب 10/ 404- 405 رقم 727، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 15، خلاصة تذهيب التهذيب 399، شذرات الذهب 1/ 116.

(6/491)


وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَالْعَبَّاسِ، وَالزُّبَيْرِ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَعَائِشَةَ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: حَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: أَصْحَابُ زَيْدٍ الَّذِينَ كَانُوا يَأْخُذُونَ عَنْهُ وَيُفْتُونَ بِفَتْوَاهُ مِنْهُمْ مَنْ لَقِيَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَلْقَهُ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، فَذَكَرَ مِنْهُمْ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: كَانَ ثِقَةً أَحَدَ الأَئِمَّةِ، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَحُجُّ مَاشِيًا وَرَاحِلَتُهُ تُقَادُ مَعَهُ [2] ، وَكَانَ مِنَ الْفُصَحَاءِ الأَلْبَاءِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ: إِنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَذَكَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، لَيْتَنِي ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، قَالَ: أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا مِمَّا أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ، قَالَ: صَدَقْتَ، ثُمَّ قَالَ الْحَجَّاجُ: عُمَرُ الَّذِي يَقُولُ: سَيَكُونُ لِلنَّاسِ نَفْرَةٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ، أَعُوذُ باللَّه أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ أَهْوَاءٌ مُتَّبَعَةٌ، وَمَا كَانَ عَلَى عُمَرَ لَوْ أَدْرَكَ ذَلِكَ، فَقَالَ بِالسَّيْفِ هَكَذَا وَهَكَذا، وَقَالَ نَافِعٌ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِ الأُمَرَاءِ؟ قَالَ: صَدَقْتَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ [3] .
وَرَوَى مَعْنٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ مربوطة
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 207.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 206.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 506.

(6/492)


أَسْنَانُهُ بِخِرْصَانِ الذَّهَبِ [1] .
وَقِيلَ: غَزَا الدَّيْلَمَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ.
تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، قَالَهُ غير واحد.
421- (نافع بن عباس) [2]- ع- أبو عياش مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ.
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ.
وَهُوَ قليل الحديث.
422- (نافع بن عجير) [3]- د- بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ المطّلبي.
عَنْ: عَمِّهِ رُكَانَةَ، وَأَبِيهِ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُطَّلِبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ [4] .
423- (النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ) [5]- سوى د- أبو سلمة الأنصاريّ الزّرقيّ المدنيّ، فَاضِلٌ نَبِيلٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرٍ، وَخَوْلَةَ بِنْتِ عَامِرٍ.
رَوَى عَنْهُ: سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْمَاجِشُونُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 506.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 304، التاريخ الكبير 8/ 83 رقم 2259، الكنى والأسماء 2/ 102، الجرح والتعديل 8/ 453 رقم 2073، الكاشف 3/ 173 رقم 5882، تهذيب التهذيب 10/ 405- 406 (دون ترقيم، بين رقمي 729 و 730) ، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 18.
[3] التاريخ الكبير 8/ 84 رقم 2264، الجرح والتعديل 8/ 454 رقم 2080، الكاشف 3/ 173 رقم 5886، تهذيب التهذيب 10/ 408 رقم 734 وفيه «عجيرة» ، تقريب التهذيب 2/ 296 رقم 23.
[4] ج 5/ 469.
[5] التاريخ الكبير 8/ 77 رقم 2229، المعرفة والتاريخ 1/ 550، الجرح والتعديل 8/ 445 رقم 2039، الكاشف 3/ 182 رقم 5954، تهذيب التهذيب 10/ 455، رقم 824، تقريب التهذيب 2/ 304 رقم 117.

(6/493)


[حرف الْهَاءِ]
424- (هَانِئُ بْنُ كُلْثُومَ) [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيُّ، وَيُقَالُ الْكِنْدِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ.
أَرَادَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى إِمْرَةِ فِلَسْطِينَ فَأَبَى عَلَيْهِ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَمَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ دَهْقَانَ [2] ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ [3] وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ شَرِيفًا جَلِيلا عَابِدًا مُجَاهِدًا غَازِيًا.
تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
425- (هلال بن يساف) [4]- م 4- أبو الحسن الأشجعيّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
رَوَى: عَنْ أبي الدرداء، وسعيد بن زيد مرسلا، وعن: عائشة، وعمران بن
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 230 رقم 2823، تاريخ أبي زرعة 1/ 242، الجرح والتعديل 9/ 101 رقم 424، مشاهير علماء الأمصار 118 رقم 917، الكاشف 3/ 192 رقم 6041، جامع التحصيل 362 رقم 842، تهذيب التهذيب 11/ 22 رقم 46، تقريب التهذيب 2/ 315 رقم 46.
[2] في الأصل «هققان» .
[3] في طبعة القدسي 4/ 64 «الشيبانيّ» وهو تحريف.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 624، الطبقات لخليفة 158، التاريخ الكبير 8/ 202 رقم 2712، المعرفة والتاريخ 3/ 128- 129، تاريخ أبي زرعة 1/ 608، الكنى والأسماء 1/ 148، المراسيل 229 رقم 422، الجرح والتعديل 9/ 72 رقم 278، مشاهير علماء الأمصار 109 رقم 831، الكاشف 3/ 202 رقم 6117، جامع التحصيل 364 رقم 853، تهذيب التهذيب 11/ 86- 87 رقم 144، تقريب التهذيب 2/ 325 رقم 152.

(6/494)


حصين، وسويد بن مقرن، وسمرة بن جندب، والبراء بن عازب، وعن طائفة من التابعين.
وروى عنه: حصين بن عبد الرحمن، وعبدة بن أبي لبابة، ومنصور، والأعمش، وسعيد بن مسروق الثّوري، وآخرون.
وثّقه ابن معين وغيره.
426- (هنيدة بن خالد الخزاعيّ) [1]- د ن- ويقال النّخعيّ.
كَانَتْ أُمُّهُ تَحْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالْحُرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] .
427- (الْهَيْثَمُ بْنُ شَفِيٍّ) [3]- د ن ق- أبو الحصين الرّعيني الحجري المصري.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَامِرٍ الْحُجَرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي رَيْحَانَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ الْيَزَنِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
قَالَ: الدَّارَقُطْنِيُّ: وَشَفِيٌّ بالفتح والتخفيف، وغلط من ضمّه.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 248 رقم 2890، المعرفة والتاريخ 2/ 91، الجرح والتعديل 9/ 120 رقم 506، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 141 رقم 220، الكاشف 3/ 199 رقم 6094، جامع التحصيل 364 رقم 852، تهذيب التهذيب 11/ 73 رقم 112، تقريب التهذيب 2/ 322 رقم 116.
[2] ج 5/ 515.
[3] شفي: بفتح الشين وتخفيف الياء. التاريخ الكبير 8/ 212- 213 رقم 2756، المعرفة والتاريخ 1/ 253 و 516، الكنى والأسماء 1/ 151، الجرح والتعديل 9/ 79، 80 رقم 322، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 945، ميزان الاعتدال 4/ 323 رقم 9307، الكاشف 3/ 203 رقم 6128، تهذيب التهذيب 11/ 98 رقم 166، تقريب التهذيب 2/ 327 رقم 177.

(6/495)


[حرف الواو]
428- (واسع بن حبّان) [1]- ع- بن منقذ بن عمرو الأنصاري المدني.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ حِبَّانُ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ.
429- الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أميّة، أبو العبّاس الأمويّ،
__________
[1] حبان: بفتح الحاء. الطبقات لخليفة 237 و 252 وفيه «حيّان» بالياء المثنّاة وهو تحريف، التاريخ الكبير 8/ 190 رقم 2655، المعرفة والتاريخ 1/ 298، الجرح والتعديل 9/ 48 رقم 204، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 564، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 143 رقم 224، تحفة الأشراف 13/ 410 رقم 1320، الكاشف 3/ 204 رقم 6132، جامع التحصيل 364 رقم 854، تهذيب التهذيب 11/ 102 رقم 175، تقريب التهذيب 2/ 328 رقم 3.
[2] مصادر ترجمته كثيرة في كتب التواريخ العامة كتاريخ خليفة واليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وابن كثير واليافعي وغيرها من كتب التراجم والطبقات، ومنها: المعارف 359، العبر 1/ 114، فوات الوفيات 4/ 254- 255 رقم 565، البداية والنهاية 9/ 70 و 161، العقد الثمين 7/ 389، مرآة الجنان 1/ 199، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 13، نهاية الأرب للنويري 21/ 335- 338، العيون والحدائق لمجهول 3/ 11- 12، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 41، النجوم الزاهرة 1/ 220 و 234، تاريخ الخلفاء للسيوطي 223، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 311- 314، شذرات الذهب 1/ 111، أخبار الدول للقرماني

(6/496)


اسْتُخْلِفَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيهِ بَعْدَهُ.
قَالَ الْعُتْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ: كَانَ دَمِيمًا، إِذَا مَشَى تَبَخْتَرَ فِي مِشْيَتِهِ [1] ، وَكَانَ أَبَوَاهُ يُتْرِفَانَهُ، فَشَبَّ بِلا أَدَبٍ، وَكَانَ سَائِلَ الأَنْفِ [2] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ الْوَلِيدُ طَوِيلا أَسْمَرَ، بِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ، وَبِمُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ شَمَطٌ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلا لِحْيَتِهِ غَيْرُهُ، أَفْطَسُ [3] .
وَرَوَى ابْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيّ أَنَّ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ مَهْمُومٌ، فَقَالَ: فَكَّرْتُ فِيمَنْ أُوَلِّيهِ أَمْرَ الْعَرَبِ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقُلْتُ: أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْوَلِيدِ؟ قَالَ: إِنَّهُ لا يُحْسِنُ النَّحْوَ. قَالَ:
فَقَالَ لِي: رُحْ إِلَيَّ الْعَشِيَّةَ فَإِنِّي سَأُظْهِرُ كَآبَةً، فَسَلْنِي، قَالَ: فَرُحْتُ إِلَيْهِ، وَالْوَلِيدُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لا يسوءك اللَّهُ مَا هَذِهِ الْكَآبَةِ؟ قَالَ: فَكَّرْتُ فِيمَنْ أُوَلِّيهِ أَمْرَ الْعَرَبِ، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ رَيْحَانَةِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا الْوَلِيدِ! فقال لِي: يَا أَبَا زِنْبَاعٍ إِنَّهُ لا يَلِي الْعَرَبَ إِلا مَنْ تَكَلَّمَ بِكَلامِهِمْ. قَالَ: فَسَمِعَهَا الْوَلِيدُ، فَقَامَ مِنْ سَاعَتِهِ، وَجَمَعَ أَصْحَابَ النَّحْوِ، وَجَلَسَ مَعَهُمْ فِي بَيْتٍ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ خرج وَهُوَ أَجْهَلُ مِمَّا كَانَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ أُعْذِرَ [4] .
وَقَدْ غَزَا الْوَلِيدُ أَرْضَ الرُّومِ فِي خِلافَةِ أَبِيهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
وَرَوَى الْعُتْبِيّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ بِأُمُورٍ، ثُمّ قَالَ لِلْوَلِيدِ: لا أُلْفِيَنَّكَ إِذَا مِتُّ تَعْصُرُ عَيْنَيْكَ وتحنّ حنين الأمة، ولكن شمّر وائتزر
__________
[136،) ] مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 132، نسب قريش 165، معجم بني أمية 189- 191 رقم 390، الفخري لابن طباطبا 115.
[1] فوات الوفيات 4/ 254.
[2] تاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوط الظاهرية) 17/ 420 آ.
[3] انظر تاريخ دمشق وفوات الوفيات ونهاية الأرب 21/ 336
[4] قارن بفوات الوفيات 4/ 254.

(6/497)


وَالْبَسْ جِلْدَ نَمِرٍ وَدَلِّنِي فِي حُفْرَتِي وَخَلِّنِي وَشَأْنِي، ثُمَّ ادْعُ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَمَنْ قَالَ هَكَذَا، فَقُلْ بِالسَّيْفِ هَكَذَا.
وَبُويِعَ الْوَلِيدُ فِي شَوَّالٍ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيّ عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الْفَضْلِ الطُّفَاوِيِّ قَالَ:
شَهِدْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ صَلَّى الْجُمُعَةَ وَالشَّمْسُ عَلَى الشُّرَفِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ.
قُلْتُ: كَثِيرٌ هُوَ ابْنُ يَسَارٍ، بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَجَمَاعَةٌ. لَمْ يضعف، وَبَنُو أُمَيَّةَ مَعْرُوفُونَ بِتَأْخِيرِ الصَّلاةِ عَنْ وَقْتِهَا.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قَالَ لِي الْوَلِيدُ: كَيْفَ أَنْتَ وَالْقُرْآنُ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْتِمُهُ فِي كُلِّ جُمَعَةٍ، قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَكَيْفَ مَعَ الأَشْغَالِ، قُلْتُ: عَلَى ذَاكَ، قَالَ: فِي كُلِّ ثَلاثٍ. قَالَ عَلِيٌّ: فذكرت ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ فَقَالَ: كَانَ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً.
وَقَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي عَبْلَةَ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَأَيْنَ مِثْلُ الْوَلِيدِ، افْتَتَحَ الْهِنْدَ والأندلس وَبَنَى مَسْجِدَ دِمَشْقَ، وَكَانَ يُعْطِينِي قِصَاعَ الْفِضَّةِ أُقَسِّمُهَا عَلَى قُرَّاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنَ الْبَابِ الأَصْغَرِ، فَوَجَدَ رَجُلا عِنْدَ الْحَائِطِ عِنْدَ الْمِئْذَنَةِ الشَّرْقِيَّةِ يَأْكُلُ وَحْدَهُ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ، فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَتُرَابًا، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ انْفَرَدْتَ مِنَ النَّاسِ! قَالَ: أَحْبَبْتُ الْوِحْدَةَ، قَالَ:
فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَكْلِ التُّرَابِ، أَمَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُجْرَى عَلَيْكَ! قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ رَأَيْتُ الْقُنُوعَ، قَالَ: فَرَدَّ الْوَلِيدُ إِلَى مَجْلِسِهِ ثُمَّ أَحْضَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّ لَكَ لَخَبَرًا لَتُخْبِرْنِي بِهِ وَإِلا ضَرَبْتُ مَا فِيهِ عَيْنَاكَ، قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ جَمَّالًا وَمَعِي ثَلاثَةُ أَجْمَالٍ مُوقَرَةٌ طَعَامًا حَتَّى أَتَيْتُ مَرْجَ الصُّفَّرِ فَقَعَدْتُ فِي خَرِبَةٍ

(6/498)


أَبُولُ فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَنْصَبُّ فِي شِقٍّ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى كَشَفْتُهُ، فَإِذَا غطاء عَلَى حَفِيرٍ، فَنَزَلْتُ، فَإِذَا مَالٌ صَبِيبٌ، فَأَنَخْتُ رَوَاحِلِي وَأَفْرَغْتُ أَعْكَامِي، ثُمَّ أَوْقَرْتُهَا ذَهَبًا وَغَطَّيْتُ الْمَوْضِعَ، فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ يَسِيرٍ وَجَدْتُ مَعِي مِخْلاةً فِيهَا طَعَامٌ، فَقُلْتُ: أَنَا أَنْزِلُ الْكُسْوَةَ فَفَرَّغْتُهَا وَرَجَعْتُ لِأَمْلأَهَا فَخَفِيَ عَنِّي الْمَوْضِعُ، وَأَتْعَبَنِي الطَّلَبُ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْجِمَالِ فَلَمْ أَجِدْهَا، وَلَمْ أَجِدِ الطَّعَامَ، فَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَلا آكُلَ شَيْئًا إِلا الْخُبْزَ بِالتُّرَابِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: كَمْ لَكَ مِنَ الْعِيَالِ؟
فَذَكَرَ عِيَالا. قَالَ: يُجْرَى عَلَيْكَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، وَلا تُسْتَعْمَلْ فِي شَيْءٍ، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْمَحْرُومُ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَذُكِرَ لَنَا أَنَّ الإِبِلَ جَاءَتْ إِلَى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فَأَنَاخَتْ عِنْدَهُ، فَأَخَذَهَا أَمِينُ الْوَلِيدِ فَطَرَحَهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ.
رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، قَالَهُ الْكِنَانِيُّ.
وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الْغِلابِيُّ: ثنا نُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: لَوْلا أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ آلَ لُوطٍ فِي الْقُرْآنِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا.
وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: ثنا أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ 69: 27 [1] ، وَتَحْتَ الْمِنْبَرِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: وَدِدْتُهَا وَاللَّهِ.
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ الْوَلِيدُ لَحَّانًا كَأَنِّي أَسْمَعُهُ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا أهل الْمَدِينَةِ.
قُلْتُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ جَبَّارًا ظَالِمًا، لَكِنَّهُ أَقَامَ الْجِهَادَ فِي أَيَّامِهِ، وَفُتِحَتْ فِي خِلافَتِهِ فُتُوحَاتٌ عَظِيمَةٌ كَمَا ذَكَرْنَا.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ المهلّب قال: لما ولّاني سليمان بن
__________
[1] سورة الحاقّة، الآية 27.

(6/499)


عَبْدِ الْمَلِكِ خُرَاسَانَ وَدَّعَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لِي: يَا يَزِيدَ اتَّقِ اللَّهَ، إِنِّي حِينَ وَضَعْتُ الْوَلِيدَ فِي لَحْدِهِ إِذَا هُوَ يَرْكُضُ فِي أَكْفَانِهِ، يَعْنِي ضَرَبَ الأَرْضَ برجله.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَلَكَ الْوَلِيدُ بِدَيْرِ مُرَّانَ [1] فَحُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيرِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: عَاشَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: كَانَتْ خِلافَتُهُ تِسْعَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْبَشِيرَ لَمَّا جَاءَ الْوَلِيدَ بِفَتْحِ الأَنْدَلُسِ جَاءَهُ أَيْضًا بَشِيرٌ بِفَتْحِ مَدِينَةٍ مِنْ خُرَاسَانَ، قَالَ الْخَادِمُ:
فَأَعْلَمْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَسَجَدَ للَّه طَوِيلًا وَحَمِدَهُ وَبَكَى.
وَقِيلَ: كَانَ يَخْتِنُ الْأَيْتَامَ وَيُرَتِّبُ لَهُمُ الْمُؤَدِّبِينَ وَيُرَتِّبُ لِلزَّمْنَى مَنْ يَخْدُمُهُمْ وَلِلأَضِرَّاءِ مَنْ يَقُودُهُمْ مِنْ رَقِيقِ الْمُسْلِمِينَ [2] ، وَعَمَّرَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَسَّعَهُ، وَرَزَقَ الْفُقَهَاءَ وَالْفُقَرَاءَ وَالضُّعَفَاءَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهُمْ سُؤَالَ النَّاسِ، وَفَرَضَ لَهُمْ مَا يكفيهم وضبط الأمور أتمّ ضبط.
__________
[1] دير مرّان: بضمّ الميم وتشديد الراء، بالقرب من دمشق على تلّ مشرف على مزارع..
(معجم البلدان 2/ 533) .
[2] فوات الوفيات 4/ 254.

(6/500)


[حرف الْيَاءِ]
430- (يُحَنَّسُ [1] بْنُ أَبِي مُوسَى الْمَدَنِيُّ) [2]- م ن- مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ، وَالزُّبَيْرِ.
روى عنه: قطن بن وهب، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وغيرهم.
وثقه النسائي.
431- (يحيى بن سعيد بن العاص) [3]- م- الأموي المدني أَخُو عُمَرَ، والأشدق، وعنبسة، وعبد اللَّه.
لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَخَاهُمْ عَمْرًا سَيَّرَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ.
رَوَى هَذَا عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ.
روى عنه: الربيع بن سبرة، والزهري.
__________
[1] في الأصل «يحفس» بالفاء، والتصويب من مصادر ترجمته التالية. وهو بضمّ أوله وفتح المهملة وتشديد النون المفتوحة. (التقريب) .
[2] التاريخ لابن معين 2/ 639، الطبقات لخليفة 242، التاريخ الكبير 8/ 427 رقم 3588، الجرح والتعديل 9/ 313 رقم 1354، الكاشف 3/ 218 رقم 6233، تهذيب التهذيب 11/ 174 رقم 297، تقريب التهذيب 2/ 341 رقم 4.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 238، التاريخ لابن معين 2/ 644، الطبقات لخليفة 241، التاريخ الكبير 8/ 275 رقم 2979، الجرح والتعديل 9/ 149 رقم 621، الكاشف 3/ 225 رقم 6284، ميزان الاعتدال 4/ 380 رقم 9523، تهذيب التهذيب 11/ 215- 216 رقم 357، تقريب التهذيب 2/ 348 رقم 71.

(6/501)


432- (يحيى بن عمارة) [1]- ع- بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني.
عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَأَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
433- يَحْيَى بْنُ يعمر العدوانيّ البصريّ [2] ع أبو سليمان، ويقال: أبو عديّ، قَاضِي مَرْوَ أَيَّامَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي الأسود الدّؤلي، وقرأ عليه القرآن وغيرهم.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 295 رقم 3058، المعرفة والتاريخ 1/ 388، الجرح والتعديل 9/ 175 رقم 725، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 155- 156 رقم 245، الكاشف 3/ 231 رقم 6330، تهذيب التهذيب 11/ 259 رقم 520، تقريب التهذيب 2/ 354 رقم 138.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 368، التاريخ لابن معين 2/ 666- 667، الطبقات لخليفة 203 و 322، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير 8/ 311- 312 رقم 3140، المعارف 434 و 532، المعرفة والتاريخ 2/ 141، تاريخ أبي زرعة 1/ 207، الجرح والتعديل 9/ 196 رقم 817، مشاهير علماء الأمصار 126 رقم 990، معجم الشعراء للمرزباني 485 وفيه: يحيى بن نعيم، طبقات النحويين واللغويين 27، الفهرست لابن النديم 47، إنباه الرواة للوزير القفطي 4/ 18- 21 رقم 815، الكامل في التاريخ 4/ 308- 309، تلخيص ابن مكتوم 271، الوزراء والكتّاب للجهشياريّ 41- 42، طبقات الشعراء لابن سلام 13، مراتب النحويين 25- 26، المقتبس 21- 22، مرآة الجنان 1/ 271، المزهر 2/ 398- 400 و 403، أخبار القضاة لوكيع 3/ 305- 306، معجم الأدباء 20/ 42- 43 رقم 23، نزهة الألباء لابن الأنباري 24- 26، أخبار النحويين للسيرافي 21، وفيات الأعيان 6/ 173- 176 رقم 797، تحفة الأشراف 13/ 418 رقم 1336، الكاشف 3/ 239 رقم 6385، ميزان الاعتدال 4/ 415- 416 رقم 9660، تذكرة الحفاظ 1/ 75- 76 رقم 72، سير أعلام النبلاء 4/ 441- 443 رقم 170، معرفة القراء الكبار 1/ 67 رقم 24، البداية والنهاية 9/ 73، غاية النهاية 2/ 381 رقم 3871، جامع التحصيل 370 رقم 882 تهذيب التهذيب 11/ 305- 306 رقم 588، تقريب التهذيب 2/ 361 رقم 209، النجوم الزاهرة 1/ 217، بغية الوعاة 2/ 345 رقم 2150، طبقات الحفاظ للسيوطي 30، خلاصة التذهيب 429، شذرات الذهب 1/ 175، روضات الجنات 272.

(6/502)


رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ عُقَيْلٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمُصْحَفَ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُصَحَاءِ أَخَذَ الْعَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ [1] ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ قد نفاه، فقبله قتيبة، وولاه القضاء بخراسان، فكان إذا انتقل من بلد إلى بلد استخلف على القضاء بها. ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف [2] .
وقال الداني: روى عنه القراءة عرضا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو عَمْرِو ابن العلاء.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَنْبَأَ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فُطَيْمَةَ [3] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِي الْقُرْآنِ لَحْنٌ سَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ قَبْلَ التِّسْعِينَ [4] .
434- (يَحْيَى بْنُ وثّاب) [5] سنة 153.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 173.
[2] المنصّف: نوع معروف من النبيذ. قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: المنصف كمعظّم، الشراب طبخ حتى ذهب نصفه، وانظر: معجم الأدباء 20/ 43.
[3] في الأصل «فطمة» .
[4] ذكره خليفة في وفيات سنة 89 هـ. (ص 303) .
[5] تاريخ خليفة 329، التاريخ الكبير 8/ 308 رقم 3121، المعارف 526، الطبقات الكبرى 6/ 299، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تاريخ أبي زرعة 1/ 652، الجرح والتعديل 9/ 193 رقم 806، ذكر أخبار أصبهان 2/ 356، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 159 رقم 247، العبر 1/ 126، الكاشف 3/ 237 رقم 6373، سير أعلام النبلاء 4/ 379- 382 رقم 153، جامع التحصيل 370 رقم 881، غاية النهاية رقم 3871، تهذيب التهذيب 11/ 294- 295 رقم 574، تقريب التهذيب 2/ 359 رقم 194، النجوم الزاهرة 1/ 252، خلاصة التذهيب 429، شذرات الذهب 1/ 125.

(6/503)


435- يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ [1] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرٍ الثَّقَفِيِّ الْبَصْرِيِّ الشَّاعِرِ.
حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
رَوَى عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ.
وَفِي «الْأَغَانِي» [2] بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ دَعَا يَزِيدَ بْنَ الْحَكَمِ الثَّقَفِيَّ فَوَلاهُ كُوَرَ فَارِسٍ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ عَهْدَهُ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ لِيُوَدِّعَهُ اسْتَنْشَدَهُ، فَأَنْشَدَهُ قَوْلَهُ يَفْتَخِرُ:
وَأَبِي الَّذِي صَلَبَ ابْنَ كِسْرَى رَايَةً ... بَيْضَاءَ تَخْفِقُ كَالْعُقَابِ الطَّائِرِ
فَغَضِبَ الحجاج وَعَزَلَهُ، فَقَالَ فِي الْحَجَّاجِ:
فَوَرِثْتُ جَدِّي مَجْدَهُ وَنَوَالَهُ [3] ... وَوَرِثْتَ جَدَّكَ أَعْنُزًا بِالطَّائِفِ
ثُمَّ لَحِقَ بِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَامْتَدَحَهُ فَوَصَلَهُ وَجَعَلَ لَهُ فِي السَّنَةِ عِشْرِينَ أَلْفًا.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
شَرَيْتُ الصِّبَا وَالْجَهْلَ بِالْحِلْمِ والتقى ... وراجعت عقلي والحليم يراجع
أبى الشيب والإسلام أن أتبع الهوى ... وفي الشيب والإسلام لِلْمَرْءِ وَازِعُ [4]
436- (يَزِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ) [5] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَخِي عُثْمَانُ بْنُ طَرِيفٍ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ، فَلَمَّا دُفِنَ وَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى قَبْرِهِ، إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَ أَخِي أعرفه ضَعِيفًا يَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي، قَالَ الآخَرُ: فَمَا دِينُكَ؟ قَالَ: الإِسْلامُ ديني.
__________
[1] تاريخ خليفة 403، الجرح والتعديل 8/ 257 رقم 1080، الأغاني 12/ 286- 296، سمط اللآلي 238، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 21/ 134 ب، سير أعلام النبلاء 4/ 519- 520 رقم 212، المعرفة والتاريخ 1/ 273، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 113، رغبة الأمل 8/ 40- 48.
[2] ج 12/ 287.
[3] في الأغاني «وفعاله» .
[4] البيت الأخير في حماسة ابن الشجري 139.
[5] لم أجد له ترجمة.

(6/504)


437- (يزيد بن عبد الرحمن الأودي) [1]- ن ق- الكوفي، جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِدْرِيسُ، وَدَاوُدُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ [2] .
438- (يَزِيدُ مولى المنبعث المدنيّ) [3]- ع-.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
439- (يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ الْمَدَنِيُّ) [4]- م د ت ن- كَانَ رَأْسَ الْمَوَالِي يَوْمَ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه: قيس بن سعد المكي، والزهري، والحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذباب، وآخرون.
وثّق.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 234، التاريخ لابن معين 2/ 674، التاريخ الكبير 8/ 347 رقم 3271، الجرح والتعديل 9/ 277 رقم 1166، الكاشف 3/ 247 رقم 6446، تهذيب التهذيب 11/ 345 رقم 661، تقريب التهذيب 2/ 368 رقم 287.
[2] في الأصل «الغطار» .
[3] التاريخ الكبير 8/ 362- 363 رقم 3340، المعرفة والتاريخ 2/ 271، الجرح والتعديل 9/ 299 رقم 1275، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 163 رقم 259، الكاشف 3/ 252 رقم 6487، تهذيب التهذيب 11/ 375 رقم 725، تقريب التهذيب 2/ 373 رقم 354.
[4] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 284، التاريخ لابن معين 2/ 678، الطبقات لخليفة 249 و 255، التاريخ الكبير 8/ 367- 368 رقم 3353، المعرفة والتاريخ 1/ 416 و 672 و 3/ 61، الجرح والتعديل 9/ 293- 294 رقم 1255، مشاهير علماء الأمصار 76 رقم 542، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 164 رقم 261، ميزان الاعتدال 4/ 440 رقم 9760، المغني في الضعفاء 2/ 754 رقم 7150، الكاشف 3/ 251 رقم 6480، تهذيب التهذيب 11/ 369- 370 رقم 712، تقريب التهذيب 2/ 372 رقم 341.

(6/505)


440- (يسير [1] بن عمرو) [2]- خ م ن- وَيُقَالُ: يُسَيْرُ بْنُ جَابِرٍ، وَيُقَالُ:
أُسَيْرٌ، يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ: رُؤْيَةٌ، وَهُوَ أَشْبَهُ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَسَلْمَانَ.
وعنه: زرارة بن أوفى، وأبو قتادة العدوي، وأبو نضرة العبدي، وأبو إسحاق السيباني.
يقال: ولد في حدود عام بدر.
قال العوام بن حوشب: مات سنة خمس وثمانين.
441- (يعقوب بن عاصم) [3]- م د ن- بن عروة بن مسعود الثّقفي الطّائفي.
عَنِ: الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَيْكَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
442- يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامِ [4] 4 ابْنِ الْحَارِثِ، أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ حَلِيفُ الأنصار.
__________
[1] يسير: بضم الياء وفتح السين المهملة وسكون الياء الثانية.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 146- 147، التاريخ لابن معين 2/ 680، الطبقات لخليفة 146، التاريخ الكبير 8/ 422 رقم 3565، المعرفة والتاريخ 1/ 228 و 3/ 244 و 245، الجرح والتعديل 9/ 307- 308 رقم 1326، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 814، الإستيعاب 3/ 669- 670، أسد الغابة 5/ 126- 127. المشتبه في الرجال 1/ 82، ميزان الاعتدال 4/ 447 رقم 9791، المغني في الضعفاء 2/ 756 رقم 7174، الكاشف 3/ 253 رقم 6495، جامع التحصيل 375 رقم 911، تهذيب التهذيب 11/ 378- 379 رقم 738، تقريب التهذيب 2/ 374 رقم 366، الإصابة 1/ 50 رقم 195.
[3] التاريخ الكبير 8/ 388- 389 رقم 3432، الجرح والتعديل 9/ 211 رقم 881، الكاشف 3/ 255 رقم 6506، تهذيب التهذيب 11/ 389- 390 رقم 750، تقريب التهذيب 2/ 375 رقم 380.
[4] تاريخ خليفة 325، الطبقات لخليفة 140، التاريخ الكبير 8/ 371 رقم 3367، تاريخ أبي زرعة 1/ 213، المراسيل 234 رقم 428، الجرح والتعديل 9/ 225 رقم 942، الإستيعاب 3/ 679- 682، أسد الغابة 3/ 264 و 5/ 529، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 165

(6/506)


سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ وَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ [1] ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ وَرِوَايَةُ حَدِيثَيْنِ حُكْمُهُمَا الْإِرْسَالُ.
وَرَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعِيسَى بْنُ مَعْقِلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الأَعْوَرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وعون بن عبد الله، ويحيى ابن أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَشَهِدَ مَوْتَ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ.
قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ الأَعْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ كِسْرَةً فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: «هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ» . فَأَكَلَهَا [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ: يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وَلَدِ يُوسُفَ نَبِيِّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ [3] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَهُ رُؤْيَةٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: إِنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
__________
[166] رقم 265، سير أعلام النبلاء 3/ 509- 510 رقم 119، الكاشف 3/ 261 رقم 6556، جامع التحصيل 376 رقم 917، الإصابة 3/ 671 رقم 9375، تهذيب التهذيب 11/ 416 رقم 810، تقريب التهذيب 2/ 381 رقم 439، خلاصة تذهيب التهذيب 377.
[1] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» 838، وابن حنبل في مسندة 4/ 35 و 6/ 6، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 11/ 476 إسناده صحيح.
[2] أخرجه أبو داود في سننه، رقم 3830 في الأطعمة، باب في التمر. ورجاله ثقات. إلّا يزيد بن أبي أميّة الأعور، فهو مجهول.
[3] لم أقف على هذا القول في طبقات ابن سعد.

(6/507)


443- (يونس بن جبير) [1]- ع- أبو غلّاب الباهليّ البصريّ.
حَكَى صَلاةَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ بِأَصْبَهَانَ، وَرَوَى عَنْ: جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَحَطَّانَ الرَّقَاشِيِّ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
روى أَنَّهُ أَوْصَى أَنَّ يُصَلِّيَ عليه أنس بن مالك.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 687، تاريخ خليفة 303، الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 8/ 401- 402 رقم 3486، المعرفة والتاريخ 3/ 211، الكنى والأسماء 2/ 77، ذكر أخبار أصبهان 2/ 345، الجرح والتعديل 9/ 236- 237 رقم 996، الكاشف 3/ 265 رقم 6582، تهذيب التهذيب 11/ 436 رقم 845، تقريب التهذيب 2/ 384 رقم 473.

(6/508)


[الكنى]
444- (أبو الأشعث الصنعاني الدمشقي) [1]- م 4- أصح مَا قِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ شَرَاحِيلُ [2] بْنُ آدَةَ.
رَوَى عَنْ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَثَوْبَانَ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَأَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذماري [3] ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ يَمَانِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ.
وَقَالَ ابْنُ عساكر: لعلّه من صنعاء دمشق.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 692، الطبقات الكبرى 5/ 536، الطبقات لخليفة 42 وفيه «أبو الأشهب» وهو خطأ، التاريخ الكبير 4/ 255 رقم 2717، تاريخ أبي زرعة 1/ 221 وفيه «شراحيل بن كليب بن آده» ، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، الجرح والتعديل 4/ 373- 374 رقم 1627، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 866، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 8/ 8 آ، الكاشف 2/ 6 رقم 2275، العبر 1/ 123، سير أعلام النبلاء 4/ 357- 358 رقم 138، تهذيب التهذيب 4/ 319- 320 رقم 548، تقريب التهذيب 2/ 348 رقم 35، خلاصة تذهيب التهذيب 164، شذرات الذهب 1/ 123، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 296.
[2] في التاريخ لابن معين 2/ 692 «شرحبيل بن شرحبيل» انفرد به.
[3] في الأصل «الدماري» والتصويب من (اللباب 1/ 531) حيث قيّدها بكسر الذال المعجمة وفتح الميم.. نسبة إلى قرية باليمن قريب صنعاء.

(6/509)


445- (أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ [1] الدِّمَشْقِيُّ) [2]- م 4- قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: وَالرَّحْبَةُ قَرْيَةٌ رَأَيْتُهَا عَامِرَةً بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِمَشْقَ مِيلٌ.
اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مَرْثَدٍ، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ أَسْمَاءَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» ، وَعَنْ ثَوْبَانَ، وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَأَبُو قِلابَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ.
446- أَبُو أمامة بن سهل بن حنيف [3] ع الأنصاري الأوسي المدني، واسمه أسعد، وإنّما يعرف بالكنية، وسمّي
__________
[1] الرّحبي: بفتح الراء والحاء.. نسبة إلى بني رحبة، بطن من حمير. (اللباب 2/ 19) .
[2] الطبقات لخليفة 106، التاريخ الكبير 9/ 5 رقم 23، المعرفة والتاريخ 2/ 143، الجرح والتعديل 6/ 259 رقم 1429، تاريخ دمشق 13/ 302 آ، الكاشف 2/ 295 رقم 4295، سير أعلام النبلاء 4/ 491، 492 رقم 191، المشتبه في الرجال 1/ 311، الأنساب 249 ب، لسان العرب مادّة «رحب» ، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، الوافي بالوفيات 16/ 126 رقم 141، تهذيب التهذيب 8/ 99 رقم 159، تقريب التهذيب 2/ 78 رقم 673، خلاصة تذهيب التهذيب 293، تاج العروس، مادّة «رحب» .
[3] الطبقات الكبرى 5/ 72، التاريخ لابن معين 2/ 29، الطبقات لخليفة 106، و 250، تاريخ خليفة 56، التاريخ الكبير 2/ 63 رقم 1693، المعارف 291، المعرفة والتاريخ 1/ 375، تاريخ أبي زرعة 1/ 567، الكنى والأسماء 1/ 14، الجرح والتعديل 2/ 344 رقم 1306، المراسيل 16 رقم 18 و 285 رقم 479، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 139، الإستيعاب 1/ 84- 85، تاريخ دمشق 2/ 403 آ، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 7- 9، أسد الغابة 3/ 470، الكاشف 1/ 67 رقم 339، سير أعلام النبلاء 3/ 517- 519 رقم 126، جامع التحصيل 171 رقم 30، الوافي بالوفيات 9/ 27- 28 رقم 3937، العبر 1/ 118، مرآة الزمان 1/ 207، البداية والنهاية 9/ 190، الإصابة 4/ 9 رقم 52، تهذيب التهذيب 1/ 263- 264 رقم 497، تقريب التهذيب 1/ 64 رقم 461، خلاصة تذهيب التهذيب 38، شذرات الذهب 1/ 118.

(6/510)


بِجَدِّهِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ النَّقِيبِ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآهُ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ، وَابْنَاهُ: مُحَمَّدٌ، وَسَهْلٌ.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: رَأَيْتُهُ وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ وَكَانَ مِنْ عِلِّيَّةِ الأَنْصَارِ وَعُلَمَائِهِمْ وَمِنْ أَبْنَاءِ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا.
وَحَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَتَبَ مَعِي عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ» [1] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: آخِرُ خَرْجَةٍ خَرَجَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ حَصَبَهُ النَّاسُ، فَحِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ، فَصَلَّى لِلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ.
قَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ.
447- (أَبُو بَحْرِيَّةَ) [2]- 4- هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الكندي التّراغميّ
__________
[1] أخرجه الترمذي في الفرائض، رقم 2103 وسنده حسن، وابن حنبل في المسند 1/ 28 و 46، وابن ماجة، رقم 2737، وصحيح ابن حبّان 1227.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 442، التاريخ لابن معين 2/ 327، الكنى والأسماء 1/ 125، التاريخ الكبير 5/ 171 رقم 543، المعرفة والتاريخ 2/ 313، الجرح والتعديل 5/ 138 رقم 645، مشاهير علماء الأمصار 119 رقم 919، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، تاريخ خليفة 225، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، فتوح البلدان 1/ 278 رقم 589، تاريخ الرسل والملوك للطبري 4/ 64 و 67 و 5/ 231 و 299 و 308، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) . 6/ 302، الكامل في

(6/511)


الْحِمْصِيُّ. شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَرَوَى عَنْ: معاذ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ قُطَيْبٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَابْنُهُ بَحْرِيَّةُ، وَأَبُو ظَبْيَةَ الْكَلاعِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
وكان فاضلا ناسكا مجاهدا.
روى عَنِ الْوَاقِدِيّ أَنَّ عُثْمَان كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَة أَنْ أغْزِ الصَّائِفَةَ رَجُلا مَأْمُونًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، رَفِيقًا بِسِيَاسَتِهِمْ، فَعَقَدَ لأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْد اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ- وَكَانَ نَاسِكًا فَقِيهًا يُحْمَلُ عَنْهُ الْحَدِيثُ- حَتَّى مَاتَ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَخُلَفَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ تُعَظِّمُهُ.
448- (أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ) [1] بْنِ أَبِي حَثْمَةَ [2] الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَجَدَّتِهِ الشِّفَاءِ، وأبي هريرة، وابن عمر.
روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وصالح بن كيسان، ويزيد بن عبد الله بن قسيط.
وقد روى له البخاري مقرونا بآخر.
449- أبو بكر بن عبد الرحمن [3] ع ابن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي الفقيه.
__________
[ () ] التاريخ 3/ 457 و 501 و 514، سير أعلام النبلاء 4/ 594 رقم 332، الكاشف 2/ 107 رقم 2956، غاية النهاية رقم 1850، الإصابة 4/ 23، 24 رقم 148، تهذيب التهذيب 5/ 364- 365 رقم 627، تقريب التهذيب 1/ 441- 442 رقم 553، خلاصة تذهيب التهذيب 210.
[1] الطبقات الكبرى 5/ 223، الطبقات لخليفة 247 و 249، التاريخ الكبير 9/ 13 رقم 85، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، المعرفة والتاريخ 1/ 375، الجرح والتعديل 9/ 341 رقم 1518، الكاشف 3/ 275 رقم 43، تهذيب التهذيب 12/ 25 رقم 130، تقريب التهذيب 2/ 397 رقم 43 واسمه «عثمان بن سليمان» .
[2] في الأصل مهملة، والتصويب من مصادر ترجمته.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 207، التاريخ لابن معين 2/ 695، نسب قريش 303- 304، الطبقات

(6/512)


أحد الفقهاء السّبعة بالمدينة.
الأصح أَنَّ اسْمَهُ كُنْيَتُهُ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ هُوَ أَجَلُّهُمْ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسُمَيٌّ مَوْلاهُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ أَخِيهِ، مُحَمَّدٍ، وَخَلْقٌ مِنْهُمْ أَيْضًا ابْنَاهُ عُمَرُ، وَسَلَمَةُ، وَأَشْهَرُ أَوْلادِهِ عَبْدُ اللَّهِ شَيْخُ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ [1] : وَكَانَ يُسَمَّى الرَّاهِبُ، وَكَانَ مِنْ سَادَةِ قُرَيْشٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ رَاهِبُ قُرَيْشٍ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ، وَكَانَ مَكْفُوفًا.
وَقَالَ سُلَيْمٌ وَغَيْرُهُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ فقيها ثقة كثير الحديث عاقلا سخيّا.
__________
[ () ] لخليفة 245، تاريخ خليفة 306- 393، التاريخ الكبير 9/ 9 رقم 51، المعرفة والتاريخ 1/ 233 و 352 و 353 و 401 و 426 و 472 و 714 و 3/ 335- 336، تاريخ أبي زرعة 1/ 314 و 406 و 591، المعارف 82، الكنى والأسماء 1/ 125، الجرح والتعديل 9/ 336 رقم 1490، حلية الأولياء 2/ 187- 188 رقم 173، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 145، طبقات الفقهاء للشيرازي 59، صفة الصفوة 2/ 92 رقم 164، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 194- 195 رقم 296، تحفة الأشراف 13/ 426 رقم 1352، الكاشف 3/ 276 رقم 50، تذكرة الحفاظ 1/ 63- 64 رقم 53، دول الإسلام 1/ 65،. سير أعلام النبلاء 4/ 416- 419 رقم 165، العبر 1/ 111، البداية والنهاية 9/ 115، مرآة الجنان 1/ 198، وفيات الأعيان 1/ 282- 283 رقم 117، نكت الهميان 131، تهذيب التهذيب 12/ 30- 32 رقم 141، تقريب التهذيب 2/ 398 رقم 54، طبقات الحفاظ 24، خلاصة تذهيب التهذيب 444، شذرات الذهب 1/ 104.
[1] نسب قريش 303.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 207- 208.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 208.

(6/513)


وقال هشام ابن عُرْوَةَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ كِسَاءَ خَزٍّ [1] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُكْرِمًا لِأَبِي بَكْرٍ مُجِلا لَهُ، يَقُولُ: إِنِّي لأهم بِالشَّيْءِ أَفْعَلُهُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ لِسُوءِ أَثَرِهِمْ عِنْدَنَا، فَأَذْكُرُ أبا بكر بن عبد الرحمن، فأستحيي مِنْهُ، وأدع ذَلِكَ الأَمْرَ لَهُ [2] .
قَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
450- (أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ) [4] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. كَانَ أَسَنَّ مِنْ عُمَرَ أَخِيهِ لِأَبَوَيْهِ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلا، لَهُ ابْنَانِ: الْحَكَمُ وَمَرْوَانُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ.
451- (أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ) [5] اسْمُهُ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ. مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. تَقَدَّمَ.
قَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ [6] .
452- (أَبُو جَمِيلَةَ الطُّهَوِيُّ [7] الْكُوفِيُّ) [8]- د ن ق- صَاحِبُ رَايَةِ عَلِيٍّ
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 208.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 208- 209.
[3] تاريخ خليفة 306 وفي طبقاته ص 245 يقول: «توفي سنة أربع وتسعين» .
[4] تاريخ الرسل والملوك 6/ 414.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 152، التاريخ لابن معين 2/ 277، الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 4/ 355- 356 رقم 3125، المعرفة والتاريخ 2/ 151 و 3/ 72 و 200، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 670، الكنى والأسماء 1/ 20، الجرح والتعديل 4/ 492 رقم 2164، تحفة الأشراف 13/ 239 رقم 1120، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 236، الإستيعاب 4/ 26، الكاشف 2/ 38 رقم 2488، جامع التحصيل 244 رقم 309، الإصابة 4/ 27 رقم 163، تهذيب التهذيب 5/ 12- 13 رقم 20، تقريب التهذيب 1/ 378 رقم 20، الوافي بالوفيات 16/ 434 رقم 470.
[6] وقال ابن سعد 5/ 152: توفي سنة 97 في خلافة سليمان بن عبد الملك.
[7] الطهوي: بضم الطاء وفتح الهاء، وقيل بضم الطاء وسكون الهاء، وقيل بفتح الطاء وسكون الهاء ... نسبة إلى طهيّة، وهو بطن من تميم، وهي: طهيّة بنت عبد شمس بن سعد ...
(الأنساب 8/ 278، اللباب 2/ 292) .
[8] الطبقات لخليفة 141، الكنى والأسماء 1/ 138، التاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1607،

(6/514)


رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ.
وعنه: ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي [1] ، وعطاء بن السائب، وجماعة.
اسمه ميسرة بن يعقوب.
وثقه ابن حبان.
453- (أبو حازم الأشجعيّ الكوفي) [2]- ع- اسمه سلمان مَوْلَى عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَكْثَرَ، وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَفُرَاتُ الْقَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ [3] ، وَفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ. وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ جَالَسَ أَبَا هريرة خمس سنين.
454- (أبو خالد الوالبي [4] الكوفي) [5]- د ت ق- اسمه هرمز، ويقال هرم.
__________
[ () ] الجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1143، الكاشف 3/ 169 رقم 5856، تهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 693، تقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1542.
[1] في طبعة القدسي 4/ 73 «الثعلي» وهو خطأ.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 294، التاريخ لابن معين 2/ 223، التاريخ الكبير 4/ 137 رقم 2240، المعرفة والتاريخ 3/ 121 و 212، تاريخ أبي زرعة 1/ 588، الكنى والأسماء 1/ 141، الجرح والتعديل 4/ 297- 298 رقم 1293، تحفة الأشراف 13/ 223 رقم 1095، الكاشف 1/ 304 رقم 2040، سير أعلام النبلاء 5/ 7- 8 رقم 2، تهذيب التهذيب 4/ 140 رقم 235، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 348، خلاصة تذهيب التهذيب 147.
[3] مهمل في الأصل، والتصويب من المصادر السابقة.
[4] الوالبي: بفتح الواو وسكون الألف وكسر اللام والباء الموحّدة. نسبة إلى والب بن الحارث بن ثعلبة.. وهو بطن من بني أسد. (اللباب 3/ 350) .
[5] التاريخ لابن معين 2/ 702، الطبقات لخليفة 158، المعرفة والتاريخ 2/ 147 و 3/ 94،

(6/515)


رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وعنه: منصور، والأعمش، وفطر بن خليفة.
455- (أبو رافع الصائغ) [1]- ع- المدني ثم البصري مَوْلَى آلِ عُمَرَ، اسْمُهُ نُفَيْعٌ، يُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وأبي موسى، وأبي هريرة، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وجماعة سواهم.
روى عنه: الحسن البصري، وبكر المزني، وقتادة، وعلي بن زيد جدعان، وعطاء بن أبي ميمونة، وآخرون.
وثقه أحمد العجلي وغيره.
وقال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال ثابت البناني: لما أعتق بكى، وَقَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا [2] .
456- (أَبُو رَزِينَ) [3]- م 4- اسمه مسعود بن مالك الأسديّ الكوفي.
__________
[ () ] تاريخ أبي زرعة 1/ 294، الكنى والأسماء 1/ 192، مشاهير علماء الأمصار 110 رقم 835، المراسيل 229 رقم 421، الكاشف 3/ 290 رقم 133، تهذيب التهذيب 12/ 83 رقم 360، تقريب التهذيب 2/ 416 رقم 5.
[1] الطبقات الكبرى 7/ 122، التاريخ لابن معين 2/ 610، الطبقات لخليفة 235، المعرفة والتاريخ 1/ 230 و 3/ 78، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 8/ 489 رقم 2239، الإستيعاب 4/ 69، أسد الغابة 5/ 191، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 230 رقم 343، سير أعلام النبلاء 4/ 414- 415 رقم 163، تذكرة الحفّاظ 1/ 69 رقم 64، الكاشف 3/ 184 رقم 5974، الإصابة 4/ 74 رقم 432، تهذيب التهذيب 10/ 472 رقم 848، تقريب التهذيب 2/ 306 رقم 141.
[2] زاد في سير أعلام النبلاء 4/ 415: «قلت: كان من أئمّة التابعين الأولين، ومن نظراء أبي العالية وبابته. توفي سنة نيّف وتسعين» .
[3] التاريخ لابن معين 2/ 561، الطبقات لخليفة 155، التاريخ الكبير 7/ 423 رقم 1853، المعرفة والتاريخ 2/ 639 و 797 و 798 و 3/ 68 و 151، الكنى والأسماء 1/ 176، المراسيل 202 رقم 372، الجرح والتعديل 8/ 284 رقم 1300، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 231 رقم 345، تحفة الأشراف 13/ 388 رقم 1290، الكاشف 3/ 121 رقم 5497،

(6/516)


رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ فَقِيهًا مُسِنًّا.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: ضُرِبَتْ رَقَبَتُهُ عَلَى مَنَارَةِ جامع البصرة، ورمي برأسه.
457- (أبو الزّاهرية) [1]- م د ن ق- حدير بن كريب الحمصيّ.
سَمِع: أَبَا أُمَامَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، وَجُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ، وَجَمَاعَةٌ مُرْسَلا.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَالأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي «تاريخه» : زعموا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ أُمِّيًّا لا يَكْتُبُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ [2] ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أبي الزّاهريّة، عن أبيه
__________
[ () ] جامع التحصيل 343 رقم 757، تهذيب التهذيب 10/ 118، 119 رقم 215، تقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1066.
[1] التاريخ لابن معين 2/ 104، الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 3/ 98 رقم 340، التاريخ الصغير 301، المعرفة والتاريخ 2/ 448 و 3/ 203، تاريخ أبي زرعة 1/ 214، الكنى والأسماء 1/ 183، المراسيل 49 رقم 64، الجرح والتعديل 3/ 295 رقم 1313، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 874 وص 179 رقم 1416، حلية الأولياء 6/ 100- 101 رقم 338، الكاشف 1/ 151 رقم 967، سير أعلام النبلاء 5/ 193 رقم 71، البداية والنهاية 9/ 190، جامع التحصيل 193 رقم 126، تحفة الأشراف 13/ 160 رقم 1030، تهذيب التهذيب 2/ 218- 219 رقم 402، تقريب التهذيب 1/ 156 رقم 180، خلاصة تذهيب التهذيب 97، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 93- 95.
[2] في الأصل «حراش» والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 355.

(6/517)


قَالَ: أَغْفَيْتُ فِي صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَجَاءَتِ السَّدَنَةُ فَأَغْلَقُوا عَلَيَّ الْبَابَ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلا بِتَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ، فَوَثَبْتُ مَذْعُورًا، فَإِذَا الْمَكَانُ مَصْفُوفٌ [1] .
فَدَخَلْتُ مَعَهُمْ فِي الصَّفِّ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: فِي إِمْرَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ فَقَالا: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
458- (أبو زرعة بن عمرو) [2]- ع- بْن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ. اسْمُهُ فيما قيل: هرم، وَقِيلَ: اسْمُهُ بِاسْمِ أَبِيهِ، فَإِنَّ أَبَاهُ مَاتَ فِي حَيَاةِ جَدِّهِ وَكَفَلَهُ جَدُّهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَأَى عَلِيًّا.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَخَرَشَةَ [3] بْنِ الْحُرِّ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَمُّهُ إِبْرَاهِيمُ، وَحَفِيدَاهُ [4] جَرِيرٌ، وَيَحْيَى ابْنَا [5] أَيُّوبَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ، وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَعُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَمُوسَى الْجُهَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً نبيلا شريفا كثير العلم، وفد مع جدّه على معاوية.
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 5/ 193 «صفوف» .
[2] الطبقات الكبرى 6/ 297، التاريخ لابن معين 2/ 705، الطبقات لخليفة 158، التاريخ الكبير 8/ 243- 244 رقم 2871، المعارف 292، المعرفة والتاريخ 3/ 96، الكنى والأسماء 1/ 182، الكاشف 3/ 297 رقم 163، سير أعلام النبلاء 5/ 8 رقم 3، تهذيب التهذيب 12/ 99- 100 رقم 452، تقريب التهذيب 2/ 424 رقم 6، خلاصة تذهيب التهذيب 450.
[3] خرشة: بفتحات.
[4] في الأصل: «حفيده» والتصويب من مصادر ترجمته.
[5] في الأصل: «أنا» والتصويب من السياق والمصادر.

(6/518)


459- أبو ساسان [1] م د ت ق اسْمُهُ حُضَيْنُ [2] بْنُ الْمُنْذِرِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَيُكَنَّى أيضا بأبي محمد.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَالْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ [3] .
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ [4] ، وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ حُضَيْنٍ.
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ ثُمَّ نَزَلَ مرو في آخر
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 155 (وذكر اسمه دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة 200 و 204، تاريخ خليفة 194 و 313 و 320، التاريخ الكبير 3/ 128 رقم 431، المعرفة والتاريخ 3/ 213 و 315، الكنى والأسماء 1/ 185، الأخبار الطوال 171 و 189، تاريخ الرسل والملوك 5/ 34 و 110 و 105 و 6/ 395- 396 و 476 و 511 و 517 و 518، وقعة صفّين لابن مزاحم 336 وما بعدها، الإشتقاق لابن دريد 349، الكامل في الأدب للمبرّد 3/ 13، العقد الفريد لابن عبد، ربّه 1/ 177 و 3/ 279 و 4/ 106- 107 و 5/ 82، ذيل المذيّل 662، الجرح والتعديل 3/ 311- 312 رقم 1385، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 725، المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 162، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 317، الحيوان للجاحظ 1/ 19، أمالي المرتضى 1/ 287 باسم «الحصين» بالصاد المهملة، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117 رقم 455 وفيه وفاته سنة تسع وتسعين، الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/ 127 و 299 و 307 و 361 و 4/ 503 و 505 و 5/ 14 و 18، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 377- 380، سمط اللآلي 816، الآمدي 120 و 202، اللباب 1/ 472، المشتبه 1/ 240، الكاشف 1/ 177 رقم 1149، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 90، تهذيب التهذيب 2/ 395 رقم 690، تقريب التهذيب 1/ 185 رقم 434، الوافي بالوفيات 13/ 94 رقم 91، أعيان الشيعة 27/ 377- 396 رقم 5603.
[2] حضين: بضم الحاء وفتح الضاد المعجمة وسكون الياء، وآخره نون. (الكامل في التاريخ لابن الأثير 4/ 505) .
وقد حرّف اسمه في أمالي المرتضى حيث ذكره المحقّق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم «حصين» بالصاد المهملة (1/ 287 و 288) ، وكذلك الأستاذ إحسان عبّاس في تحقيقه لوفيات الأعيان لابن خلّكان 6/ 290.
وقال ابن عساكر: قال العسكري: «ولا أعرف من يسمّى حضينا بالضاد المعجمة والنون غيره، وغير من ينسب إليه من ولده» . (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 378.
[3] مهمل في الأصل، والتصويب من الكاشف 3/ 157.
[4] هو عبد الله بن فيروز. (تهذيب التهذيب 5/ 395) .

(6/519)


عُمْرِهِ، وَكَانَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ يَسْتَشِيرُهُ فِي أُمُورِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ.
وَرَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَلِيٍّ.
وَعَنِ الْمَازِنِيِّ قَالَ: قِيلَ لِحُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ:
بِحَسَبٍ لا يُطْعَنُ فِيهِ، ورأي لا يُسْتَغنَى عَنْهُ، وَمِنْ تَمَامِ السُّؤْدُدِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ ثَقِيلَ السَّمْعِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ يَبْخَلُ، وَفِيهِ يَقُولُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
لِمَنْ رَايَةٌ سَوْدَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّهَا ... إِذَا قِيلَ قَدِّمْهَا حُضَيْنُ تَقَدَّما [1]
قَالَ: ثُمَّ وَلاهُ إِصْطَخْرَ. وَفِيهِ يَقُولُ زِيَادٌ الْأَعْجَمُ:
يَسُدُّ حُضَيْنُ بَابَهُ خَشْيَةَ الْقِرَى ... بِإِصْطَخْرَ وَالشَّاةُ السَّمِينُ بِدِرْهَمٍ [2]
وَعَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَذُكِرَ الْحُضَيْنُ فَقَالَ: هُوَ بَاقِعَةُ الْعَرَبِ وَدَاهِيَةُ النَّاسِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: أَدْرَكَ خِلافَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
460- (أَبُو سخيلة) [4] عن: عليّ، وأبي ذرّ. وسلمان.
__________
[1] تاريخ الرسل والملوك 5/ 37، وقعة صفين 325، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 378، الكامل في التاريخ 3/ 299، العقد الفريد 5/ 82، الوافي بالوفيات 13/ 94.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 379 وفيه الشطر الثاني برواية:
«بإصطخر والكبش العظيم بدرهم»
[3] قال خليفة في تاريخه (ص 320) : «ومات قبل المائة ... حضين بن المنذر أبو ساسان أول خلافة سليمان بن عبد الملك» .
[4] الكنى والأسماء 1/ 185، الجرح والتعديل 9/ 388 رقم 1826، المغني في الضعفاء 2/ 786 رقم 7480، تهذيب التهذيب 12/ 105 رقم 484، تقريب التهذيب 2/ 426 رقم 7، أعيان الشيعة 7/ 409.

(6/520)


وَعَنْهُ: الْخِضْرُ بْنُ الْقَوَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ [1] ، وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ.
وَلَهُ فِي مسند عليّ.
461- (أبو سعيد المقبريّ) [2]- ع- كيسان [3] مَوْلَى الْجُنْدَعِيِّينَ، كَانَ يَنْزِلُ الْمَقَابِرَ بِالْمَدِينَةِ، وَيُقَالُ لَهُ صَاحِبُ الْعَبَاءِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ: وَعَلِيٍّ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بن عامر، وعبد الله بن وديعة، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ.
تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ التابعين وثقاتهم [4] .
462- (أبو سعيد [5] مولى المهري) [6]- م د ت ن- مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ.
رَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، إِنْ صَحَّ، وَعَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ سَعِيدٌ، وَيَزِيدُ، وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَيَحْيَى بن أبي كثير،
__________
[1] في الأصل «العراقي» والتصويب من (اللباب 2/ 334) حيث قال: هذه النسبة إلى عرزم، ويظنّ أنه بطن من فزارة.
[2] المقبري: بفتح الميم وسكون القاف وضمّ الباء، نسبة إلى المقبرة، كان يسكن بالقرب منها فنسب إليها. (اللباب 3/ 245- 246) .
[3] الطبقات الكبرى 5/ 85- 86، التاريخ لابن معين 2/ 497، الطبقات لخليفة 248، تاريخ خليفة 309، التاريخ الكبير 7/ 234- 235 رقم 1007، المعارف 443 و 596، تاريخ أبي زرعة 1/ 478، الكنى والأسماء 1/ 187- 188، الجرح والتعديل 7/ 166 رقم 940، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 496، الكاشف 3/ 11 رقم 4754، جامع التحصيل 384 رقم 967، تهذيب التهذيب 8/ 453- 454 رقم 823، تقريب التهذيب 2/ 137 رقم 81.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 86.
[5] التاريخ الكبير 9/ 35 رقم 305، الجرح والتعديل 9/ 377 رقم 1748، الكاشف 3/ 301 رقم 189، تهذيب التهذيب 12/ 111- 112 رقم 516، تقريب التهذيب 2/ 429 رقم 42.
[6] في طبعة القدسي 4/ 76 «المهدي» بالدال، وهو غلط، والتصحيح من مصادر ترجمته السابقة.

(6/521)


ويحيى بن أبي إسحاق الحضرميّ.
463- (أَبُو سُفْيَانَ) - ع- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ [1] بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَخَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، وَغَيْرُهُمَا.
اسْمُهُ: قَزْمَانُ، وَقِيلَ: وَهْبٌ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ [2] .
464- أبو سلمة بن عبد الرحمن [3] ع ابن عوف الزّهري المدني الفقيه. قَالَ مَالِكٌ: اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَقِيلَ:
اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ إِسْمَاعِيلُ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي أسيد الساعدي، وَأَبِي هريرة، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، وَطَائِفَةٍ من الصّحابة والتّابعين.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 307- 308، التاريخ الكبير 9/ 39 رقم 333، الجرح والتعديل 9/ 381 رقم 1777، الكاشف 3/ 301 رقم 192، تهذيب التهذيب 12/ 113 رقم 528، تقريب التهذيب 2/ 429 رقم 54.
[2] طبقات ابن سعد 5/ 307.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 155- 157، التاريخ لابن معين 2/ 708، الطبقات لخليفة 242، تاريخ خليفة 228 و 306، التاريخ الكبير 5/ 130 رقم 385، الجرح والتعديل 5/ 93- 94 رقم 429، المعارف 237- 238، المعرفة والتاريخ 1/ 558، تاريخ أبي زرعة 1/ 148، الكنى والأسماء 1/ 191، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 430، أخبار القضاة 1/ 116- 118، طبقات الفقهاء 61، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 240- 241 رقم 361، المراسيل 255 رقم 475، تحفة الأشراف 13/ 431 رقم 1357، تذكرة الحفاظ 1/ 63 رقم 52، الكاشف 3/ 302 رقم 196، العبر 1/ 112، سير أعلام النبلاء 4/ 287- 292 رقم 108، جامع التحصيل 260 رقم 378، البداية والنهاية 9/ 116، تهذيب التهذيب 12/ 115- 118 رقم 537، تقريب التهذيب 2/ 430 رقم 63، النكت الظراف لابن حجر 13/ 431، طبقات الحفّاظ للسيوطي 23، خلاصة تذهيب التهذيب 451.

(6/522)


وَكَانَ يُنَاظِرُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَيُمَارِيهِ، فَحُرِمَ بِذَلِكَ كَثِيرًا مِنْ عِلْمِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ.
وَرَوَى عَنْهُ: سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَابْنُ أَخِيهِ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَابْنُهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ: زَمَنَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَنَا أَفْقَهُ مَنْ بَالَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
فِي الْمَبَارِكِ. رَوَاهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْهُ [1] .
وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ مَعَ قَوْمٍ، فَرَأَوْا قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ أَنْ أَكُونَ خَلِيفَةً فَاسْقِنَا مِنْ لَبَنِهَا، فَانْتَهَى إِلَيْهَا، فَإِذَا هِيَ تُيُوسٌ كُلُّهَا [2] .
وَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ مَرَّةً، وَهُوَ حَدَثٌ: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْفَرُّوجِ يَسْمَعُ الدِّيَكَةَ تَصِيحُ فَيَصِيحُ.
وَكَانَ إِمَامًا حُجَّةً، وَاسِعَ الْعِلْمَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعَةً بُحُورًا: عُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ.
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو سَلَمَةَ الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ، فَسُئِلَ عَنْ أَعْلَمِ مَنْ بَقِيَ، فَتَمَنَّعَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: رَجُلٌ بَيْنَكُمَا [3] .
وَقَالَ ابْنُ مَهِينٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعٍ ومائة.
__________
[1] انظر: أخبار القضاة 1/ 116.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 560.
[3] انظر: الطبقات الكبرى 5/ 156.

(6/523)


465- أبو الشّعثاء [1] ع جابر بن زيد الأزدي اليحمديّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الْخَوْفِيُّ [2] . وَالْخَوْفُ [3] نَاحِيَةٌ مِنْ عُمَانَ. كَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَرَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ.
قَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لأَوْسَعَهُمْ عِلْمًا عَمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ [4] .
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ وَفِيكُمْ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ.
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ من أبي الشّعثاء [5] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 179- 182، التاريخ لابن معين 2/ 73، تاريخ خليفة 306، الطبقات لخليفة 210، التاريخ الكبير 2/ 204 رقم 2202، المعارف 453 و 587، المعرفة والتاريخ 2/ 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 511 و 672، الكنى والأسماء 2/ 5، مشاهير علماء الأمصار 89 رقم 646، الجرح والتعديل 2/ 494- 495، رقم 2032، حلية الأولياء 3/ 85- 92 رقم 213، طبقات الفقهاء 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 141- 142 رقم 98 وق 1 ج 2/ 244 رقم 365، العلل لابن حنبل 1/ 48 و 82 و 163 و 231 و 242 و 283 و 321 و 352 و 353 و 387، التاريخ الصغير 80، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 73، تهذيب الكمال 4/ 434- 436 رقم 866، تحفة الأشراف 13/ 435 رقم 1017، تذكرة الحفّاظ 1/ 72- 73 رقم 67، الكاشف 1/ 121 رقم 735، سير أعلام النبلاء 4/ 481- 483 رقم 184، تهذيب ابن حجر 2/ 38- 39 رقم 61، تقريب التهذيب 1/ 122 رقم 3، البداية والنهاية 9/ 93، غاية النهاية لابن الجزري رقم 868، أسماء التابعين للدارقطنيّ 437 رقم 174، النجوم الزاهرة 1/ 252، طبقات الحفاظ 28، خلاصة تذهيب التهذيب 59، شذرات الذهب 1/ 101، دول الإسلام 1/ 64، اللباب 1/ 312، ربيع الأبرار 4/ 141 و 285.
[2] هكذا في الأصل، وقد أثبته القدسي في نسخته 4/ 77 «الجوفي» بالجيم. هذا، وقد نصّ الحافظ الذهبي على أنه بالخاء المعجمة وقال: الخوف ناحية من بلاد عمان. (المشتبه 1/ 259) وتابعه ابن حجر في «تبصير المنتبه» وقيّده ابن الأثير بالجوفي، بالجيم، وقال إنه نسبة إلى درب الجوف، وهي محلّة بالبصرة. (اللباب 1/ 311- 312) وكذلك فعل ابن السمعاني في «الأنساب» وياقوت في «معجم البلدان 2/ 187» والفيروزآبادي في «القاموس المحيط 1/ 125» والزبيدي في «تاج العروس» .
[3] أثبتها القدسي 4/ 77 «الجوف» بالجيم.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 197- 180، المعرفة والتاريخ 2/ 12، حلية الأولياء 3/ 85 وفي تاريخ أبي زرعة 1/ 672 «بما في كتاب الله» .
[5] المعرفة والتاريخ 2/ 13، حلية الأولياء 3/ 86.

(6/524)


وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: كَانَتْ لِأَبِي الشَّعْثَاءِ حَلْقَةٌ فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُفْتِي فِيهَا قَبْلَ الْحَسَنِ، وَكَانَ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ. وَكَانُوا يُفَضِّلُونَ الْحَسَنَ عَلَيْهِ، حَتَّى خَفَّ الْحَسَنُ فِي أَمْرِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
وَقَالَ أَيُّوبُ: رَأَيْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ وَكَانَ لَبِيبًا [1] .
وَقَالَ قَتَادَةُ يَوْمَ مَوْتِهِ: الْيَوْمَ دُفِنَ عِلْمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَوْ قَالَ: عَالِمُ الْعِرَاقِ [2] .
وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَمُفْتِيهِمْ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ [3] .
وَقَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: لَوِ ابتليت بِالْقَضَاءِ لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي وَهَرَبْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْفَلَّاسُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سنة ثلاث ومائة.
466- (أبو صالح الحنفي) [4]- م د ن- الكوفي، اسمه عبد الرحمن بن قيس عَلَى الصَّحِيحِ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: اسْمُهُ مَاهَانُ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الصَّقَفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وثقه ابن معين.
__________
[1] الطبقات لابن سعد 7/ 180، المعرفة والتاريخ 2/ 12.
[2] حلية الأولياء 3/ 86.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 180، حلية الأولياء 3/ 86.
[4] الطبقات الكبرى 2/ 615، التاريخ لابن معين 2/ 356، التاريخ الكبير 5/ 338 رقم 1081، المعارف 479، المعرفة والتاريخ 2/ 615 و 799 و 3/ 215، تاريخ أبي زرعة (ماهان) 1/ 479، الكنى والأسماء 2/ 9، الجرح والتعديل 5/ 276- 277 رقم 1314، سير أعلام النبلاء 5/ 38 رقم 12، الكاشف 2/ 161 رقم 3339، تهذيب التهذيب 6/ 256- 257 رقم 508، تقريب التهذيب 1/ 495 رقم 1087، خلاصة تذهيب الكمال 233.

(6/525)


467- (أبو الضّحى) [1]- ع- مسلم بن صبيح الكوفي العطّار، مَوْلَى هَمْدَانَ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاس، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ.
رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَأَبُو يَعْفُورٍ عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
468- أبو الطّفيل [2] ع عامر بن
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 288، التاريخ لابن معين 2/ 562، الطبقات لخليفة 157، تاريخ خليفة 325، التاريخ الكبير 7/ 264 رقم 1116، المعرفة والتاريخ 3/ 191 و 219، تاريخ أبي زرعة 1/ 654 و 662، الكنى والأسماء 2/ 15، المراسيل 218 رقم 394، الجرح والتعديل 8/ 186 رقم 815، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 821، الكاشف 3/ 124 رقم 5515، سير أعلام النبلاء 5/ 71 رقم 27، جامع التحصيل 344 رقم 760، تهذيب التهذيب 10/ 132- 133 رقم 235، تقريب التهذيب 2/ 245 رقم 1087، خلاصة تذهيب التهذيب 375.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 457، التاريخ لابن معين 2/ 289- 290، الطبقات لخليفة 30 و 127 و 279، تاريخ خليفة 262 و 325، المعارف 341- 342، المعرفة والتاريخ 1/ 233 و 234 و 235 و 295 و 359 و 3/ 169 و 277، تاريخ أبي زرعة 1/ 565- 566 مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 199، الكنى والأسماء 1/ 40، التاريخ الكبير 6/ 446- 447 رقم 2947، الجرح والتعديل 6/ 328 رقم 1829، المراسيل 159 رقم 299، مشاهير علماء الأمصار 36 رقم 214، الأغاني 15/ 147- 156، جمهرة أنساب العرب 183، المستدرك على الصحيحين 3/ 618، الإستيعاب 3/ 14- 15، تاريخ 1/ 198- 200 رقم 37، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 378، وقعة صفّين 349، التاريخ الصغير 121، الإستبصار 33- 34، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 457- 481 رقم 60، أسد الغابة 3/ 96، الكاشف 2/ 52 رقم 2573، سير أعلام النبلاء 467- 470 رقم 97، العبر 1/ 118 و 136، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب 270، مرآة الجنان 11/ 207، البداية والنهاية 9/ 190، أنساب الأشراف ق 1 ج 4/ 93، الأخبار الموفقيات 154، طبقات العلماء النحويين 171، الزيارات

(6/526)


وَاثِلَةَ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ الكنانيّ. آخِرُ مِنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا بِالإِجْمَاعِ، وَكَانَ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِلامَهُ الرُّكْنَ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ خَرْبُوذَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ.
قَالَ مَعْرُوفٌ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: مَا أَبْقَى لَكَ الدَّهْرُ مِنْ ثُكْلِكَ عَلِيًّا! قَالَ: ثُكْلُ الْعَجُوزُ الْمِقْلاتُ وَالشَّيْخُ الرَّقُوبُ، قَالَ: فَكَيْفَ حُبُّكَ لَهُ؟ قَالَ: حُبُّ أُمِّ مُوسَى لِمُوسَى، وَإِلَى اللَّهِ أَشْكُو التَّقْصِيرَ [3] .
كَانَ أَبُو الطُّفَيْلِ مِنْ أَعْوَانِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه، وحضر معه حروبه.
__________
[ () ] للهروي 74، رجال الكشي 34 و 149 و 195، الوافي بالوفيات 16/ 584- 585 رقم 623، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 91، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 203، جامع التحصيل 249- 250 رقم 327، العقد الثمين 5/ 87، مجمع الرجال 3/ 24، الإصابة 4/ 113 رقم 676، تهذيب التهذيب 5/ 82- 84 رقم 135، تقريب التهذيب 1/ 389 رقم 69، النجوم الزاهرة 1/ 243، الجواهر المضيّة 2/ 426، خلاصة تذهيب التهذيب 157، شذرات الذهب 1/ 118، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 317، أعيان الشيعة 7/ 408- 409 (الطبعة 1403 هـ. / 1983 م.) .
[1] مهمل في الأصل، والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة.
[2] أخرجه مسلم في الحج، رقم 1275 باب جواز الطواف على بعير وغيره، وأبو داود في المناسك 1879 باب الطواف الواجب، وابن ماجة، رقم 2949، وابن حنبل في المسند 5/ 454، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 460.
والمحجن: العصا المعوجّة» (لسان العرب) .
[3] تاريخ دمشق 461 وقال في تفسير الخبر: المقلات: التي لا يعيش لها ولد. والرّقوب: الرجل الّذي قد يئس أن يولد له.

(6/527)


قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ نَحْوَهَا [2] . قَالَ:
وَيُقَالُ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ [3] .
وَجَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ [4] .
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : ثنا مُوسَى، ثنا مُبَارَكٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، فَرَأَيْتُ جِنَازَةً فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو الطُّفَيْلِ [6] .
هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لِثُبُوتِ إِسْنَادِهِ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا قَبْلَهُ.
469- (أبو ظبيان) [7]- ع- الْجَنْبِيُّ [8] الْكُوفِيُّ، حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بن الحارث.
رَوَى عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَسَلْمَانَ الفارسيّ، وعليّ، وعمر،
__________
[1] الطبقات 30.
[2] وفي موضع آخر يقول خليفة، في طبقاته ص 127 إنه مات بالمدينة..
[3] طبقات خليفة 279.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 64، التاريخ الكبير 6/ 446، وجاء في معجم الطبراني الكبير روايته عن زيد بن حارثة وهو مرسل لم يدركه. وقال الترمذي في جامعه 1/ 152: «لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . (انظر: الإصابة 4/ 113- 114) .
[5] التاريخ الصغير 1/ 250.
[6] تاريخ دمشق 481.
[7] الطبقات الكبرى 6/ 224 و 241، التاريخ لابن معين 2/ 119، الطبقات لخليفة 158، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير 3/ 2- 3 رقم 5، المعرفة والتاريخ 3/ 218، تاريخ أبي زرعة 1/ 189، الكنى والأسماء 2/ 19، الجرح والتعديل 3/ 190 رقم 824، المراسيل 50- 51 رقم 67، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 802، تاريخ دمشق 5/ 73 ب، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 373، أسماء التابعين 445 رقم 221، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 108، اللباب 1/ 295، العبر 1/ 105، سير أعلام النبلاء 4/ 362- 363 رقم 140، الكاشف 1/ 174 رقم 1131، جامع التحصيل 200 رقم 138، تهذيب التهذيب 2/ 379- 380 رقم 654، تقريب التهذيب 1/ 182 رقم 407، خلاصة تذهيب التهذيب 85، شذرات الذهب 1/ 99، الوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 84.
[8] الجنبي: بفتح الجيم وسكون النون. نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن، (اللباب 1/ 294) .

(6/528)


وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَرِيرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ قَابُوسُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْمَشُ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ، وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
470- أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ [1] ع مَوْلَى امرأة مِنْ بَنِي رِيَاحِ بْنِ يَرْبُوعَ، حَيَّ مِنْ تَمِيمٍ. أَحَدَ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ وَأَئِمَّتِهَا، اسْمُهُ رَفِيعُ بْنُ مِهْرَانَ.
أَسْلَمَ فِي إمْرَةِ الصِّدِّيقِ وَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَصَلَّى خَلْفَ عُمَرَ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي موسى، وأبي أيّوب الأنصاريّ، وابن عبّاس.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 112- 117، التاريخ لابن معين 2/ 166، الطبقات لخليفة 202، التاريخ الكبير 3/ 326 رقم 1103، الزهد لابن حنبل 302، المعرفة والتاريخ 1/ 237 و 2/ 46 و 52 و 832 و 3/ 24 و 26، تاريخ أبي زرعة 1/ 402، المعارف 453، الكنى والأسماء 2/ 20، الجرح والتعديل 3/ 510 رقم 2312، المراسيل 58 رقم 84، مشاهير علماء الأمصار 95 رقم 697، حلية الأولياء 2/ 217- 224 رقم 180، ذكر أخبار أصبهان 1/ 314، طبقات الفقهاء 88، تاريخ دمشق 6/ 131 أ، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 251 رقم 376، تحفة الأشراف 13/ 192- 194 رقم 1069، أمالي القالي 2/ 159، أمالي المرتضى 1/ 299 و 476، الكامل في التاريخ 4/ 548، الكاشف 1/ 242 رقم 1598، تذكرة الحفّاظ 1/ 61- 62 رقم 50، سير أعلام النبلاء 4/ 207- 213 رقم 85، العبر 1/ 108، معرفة القراء الكبار 1/ 60- 61 رقم 19، ميزان الاعتدال 2/ 54 و 4/ 543، غاية النهاية 1/ 284. 285 رقم 1272، اللباب 1/ 483، الثقات لابن حبّان 4/ 239، الوفيات لابن قنفذ 99، الوافي بالوفيات 14/ 138- 139 رقم 183، جامع التحصيل 212 رقم 190 دول الإسلام 1/ 64، الإصابة 1/ 528 رقم 2740، و 4/ 144 رقم 838 تهذيب التهذيب 3/ 284- 286 رقم 539، تقريب التهذيب 1/ 252 رقم 105، لسان الميزان 7/ 471 رقم 5558، طبقات الحفاظ للسيوطي 22، خلاصة تذهيب التهذيب 119، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 172- 173 رقم 170، شذرات الذهب 1/ 102.

(6/529)


قال الدّاني: أخذ القراءة عَرْضَا عَنْ أُبَيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَيُقَالُ: قَرَأَ عَلَى عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: الْقِرَاءَةَ عَرْضًا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَالأَعْمَشُ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ.
قُلْتُ: وَجَمَاعَةٌ.
وَيُقَالُ: قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَ عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو خَلْدَةَ خُلْدُ بْنُ دِينَارٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَثَابِتٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ.
قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ بِعَشْرِ سِنِينَ [1] .
وَقَالَ خَالِدٌ أَبُو الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ مَعَ أَبِي ذَرٍّ.
وَقَالَ مُعْتمِرٌ وَغَيْرُهُ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو الْعَالِيَةِ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى عُمَرَ ثلاثَ مِرَارٍ [2] .
وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: كُنَّا عَبِيدًا مَمْلُوكِينَ، مِنَّا مَنْ يُؤَدِّي الضَّرَائِبَ، وَمِنَّا مَنْ يَخْدُمُ أَهْلَهُ، فَكُنَّا نختم كُلَّ لَيْلَةٍ، فَشُقَّ عَلَيْنَا، حَتَّى شَكَا بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَلَقِيَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمُونَا أَنْ نَخْتِمَ كلَّ جُمُعَةٍ، فَصَلَّيْنَا وَنِمْنَا وَلَمْ يشق عَلَيْنَا [3] .
وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: ذُكِرَ الْحَسَنُ لِأَبِي الْعَالِيَةَ فَقَالَ: رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدْرَكَنَا الْخَيْرُ، وَتَعَلَّمْنَا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ الْحَسَنُ، وَكُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، فُيُجْلِسُنِي عَلَى السَّرِيرِ، وَقُرَيْشٌ أَسْفَلُ، فَتَغَامَزَتْ قُرَيْشٌ بِي، فَقَالَتْ: يُرْفَعُ هَذَا الْعَبْدُ عَلَى السّرير! ففطن بهم، فقال: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا، وَيُجْلِسُ المملوك على الأسرّة.
__________
[1] الطبقات لابن سعد 7/ 113.
[2] جامع التحصيل 212.
[3] الطبقات لابن سعد 7/ 113.

(6/530)


وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ أَشْبَهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عِلْمًا بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَبُو الْعَالِيَةِ.
وقال أبو جعفر الرازي، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيرَةَ أَيَّامٍ لِأَسْمَعَ مِنْهُ، فَأَتَفَقَّدُ صَلاتَهُ، فَإِنْ وجدته يُحْسِنُهَا أَقَمْتُ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضَيِّعُهَا رَحَلْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَقُلْتُ: هُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ [1] .
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: حَابَيْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ فِي ثَوْبٍ فَأَبَى أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنِّي.
وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ وإنّي لشابّ القتال أحبّ إليّ مِنَ الْطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازِ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَى طَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاءِ كَبَّرَ هَؤُلاءِ، وَإِذَا هَلَّلَ هَؤُلاءِ هَلَّلَ هَؤُلاءِ، فَرَاجَعْتُ نَفْسِي فَقُلْتُ: أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أُنْزِلُهُ كَافِرًا، وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا، فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ وَتَرَكْتُهُمْ [2] .
وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ من أربعة قام تركتهم [3] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: أَنْتُمْ أَكْثَرَ صَلاةً وَصِيَامًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلَكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثنا حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ رِيَاحٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَعْنِي الَّذِي يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّحِكِ فِي الصّلاة أنّ على الضّاحك الوضوء [4] .
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 220.
[2] الطبقات لابن سعد 7/ 114.
[3] حلية الأولياء 2/ 218.
[4] نصّ الحديث: «جاء رجل في بصره ضرّ فدخل المسجد- ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بأصحابه

(6/531)


وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أعلم بِالْقُرْآنِ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَبَعْدَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ فِي شَوَّالٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
471- (أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ) [1]- ع- الأعمى، اسمه السّائب بن فرّوخ، وَهُوَ وَالِدُ الْعَلاءِ.
سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَابْنَ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: عَطَاءٌ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ.
وَهُوَ قَدِيمُ الْوَفَاةِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَلَهُ حَدِيثَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ.
472- (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرُّ الْمَدَنِيُّ) [2]- ع- مَوْلَى جُهَيْنَةَ، اسْمُهُ سَلْمَانُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
روى عنه: ابناه عبد الله، وعبيد الله، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والزهري، وصفوان بن سليم، وزيد بن رباح، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وأما (أبو مسلم الأغر الكوفي) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَجُلٌ آخَرُ، وَقَدْ
__________
[ () ] فتردّى في حفرة كانت في المسجد، فضحك طوائف منهم، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم الصلاة أمر من كان ضحك منهم أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة» . رواه أبو داود في المراسيل من طرق. (انظر: تحفة الأشراف 13/ 193 رقم 18642) .
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 477، التاريخ لابن معين 2/ 189، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 154 رقم 2298، المعرفة والتاريخ 2/ 702- 703، الكنى والأسماء 2/ 24، الجرح والتعديل 4/ 243 رقم 1045، تهذيب الكمال 1/ 464، الكاشف 1/ 273 رقم 1811، تهذيب التهذيب 3/ 449- 450 رقم 836، تقريب التهذيب 1/ 282 رقم 42.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 284، الطبقات لخليفة 265، تاريخ الثقات للعجلي 198 رقم 593، التاريخ لابن معين 2/ 223، التاريخ الكبير 4/ 137 رقم 2238، المعرفة والتاريخ 1/ 414، الجرح والتعديل 4/ 297 رقم 1292، الثقات لابن حبّان 4/ 333، الكاشف 1/ 304 رقم 2039، تهذيب التهذيب 4/ 139- 140 رقم 234، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 347، مشاهير علماء مصار 73 رقم 514.

(6/532)


جَعَلَهُمَا وَاحِدًا الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَصْرِيُّ، وَقَبْلَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فَوَهِمَا.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ الأَغَرُّ قَاصًّا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَضِيًّا.
473- (أَبُو عَبْدِ الله الجدلي) [1]- د ت- الْكُوفِيُّ عَبْدُ [2] بْنُ عَبْدٍ، وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبد.
عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَشِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وغيره [3] .
474- (أبو عبد الله الأشعريّ) [4]- د ق- الدمشقيّ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْمَاعِيلُ بن عبيد الله بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ.
475- (أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ) [5]- م ع- عبد الله بن يزيد المعافريّ
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 228، الطبقات لخليفة 143، التاريخ لابن معين 2/ 712 رقم 1646 و 2428، التاريخ الكبير 5/ 319 رقم 1010، المعرفة والتاريخ 2/ 775 و 3/ 409، الكنى والأسماء 2/ 254، تاريخ خليفة 262، اللباب 1/ 263، الكاشف 3/ 312 رقم 249، جامع التحصيل 282 رقم 482، تهذيب الكمال 3/ 1620، تهذيب التهذيب 12/ 148- 149 رقم 706، تقريب التهذيب 2/ 445 رقم 32.
[2] في الطبقات لابن سعد 6/ 228 «عبدة» وهو خطأ.
[3] قال الذهبي: شيعيّ بغيض. قال الجوزجاني: كان صاحب راية المختار، وقد وثّقه أحمد.
(ميزان الاعتدال 4/ 544 رقم 10357) .
[4] التاريخ الكبير 9/ 48 رقم 412، الكاشف 3/ 312 رقم 248، تهذيب التهذيب 12/ 147 رقم 700، تقريب التهذيب 2/ 444 رقم 26، الجرح والتعديل 9/ 400 رقم 1908، تهذيب الكمال 3/ 1620.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 511 وفيه «الجبليّ» وهو تحريف، الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 5/ 226 رقم 739، تاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 909، التاريخ لابن معين 2/ 338 رقم

(6/533)


المصري، نَزِيلُ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأَحَدُ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ.
رَوَى: عَنْ أَبِي ذَرٍّ- وَذَلِكَ فِي جَامِع التِّرْمِذِيِّ- وَعَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَأَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ فِيمَا قَالَهُ عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ: قُلْتُ لِحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: كانُوا قَلِيلًا من اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ 51: 17 [1] قَالَ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَةُ سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَكَانَ رَجُلا صالحا فاضلا.
476- (أبو عبيد مولى ابن أزهر) [2]- ع- اسْمُهُ سَعْدُ [3] بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ الزُّهْرِيُّ مَوْلاهُمْ.
__________
[ () ] 5065، المعرفة والتاريخ 2/ 513- 514،. الكنى والأسماء 2/ 64 وفيه «الجيلي» وهو تحريف، اللباب 1/ 337، الكاشف 2/ 128 رقم 3100، تهذيب التهذيب 6/ 81- 82 رقم 162، تقريب التهذيب 1/ 462 رقم 749، حسن المحاضرة 1/ 106، وفيه:
«المغافري ... الجيلي» وكنّاه: أبا عبد الله، تهذيب الكمال 3/ 1622.
والحبلي: بضم الحاء المهملة والباء. (انظر اللباب) .
[1] سورة الذاريات، الآية 17.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 86، الطبقات لخليفة 244، التاريخ لابن معين 2/ 192 رقم 545، التاريخ الكبير 4/ 60 رقم 1960، المعرفة والتاريخ 1/ 487، الجرح والتعديل 4/ 90 رقم 390، الكنى والأسماء 2/ 75، تهذيب الكمال 3/ 1623، الكاشف 1/ 279 رقم 1854، الوافي بالوفيات 15/ 181 رقم 250، تهذيب التهذيب 3/ 477- 478 رقم 888، تقريب التهذيب 1/ 288 رقم 95.
[3] في طبعة القدسي 4/ 82 «سعيد» وهو تصحيف.

(6/534)


رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ.
روى عنه: الزهري، وسعيد بن خالد القارظي.
وكان فقيها مقرئا ثقة نبيلا، توفي سنة ثمان وتسعين.
وابن أزهر هو عبد الرحمن بن أزهر الزهري. له صحبة.
477- أبو عثمان النهدي البصري [1] عبد الرحمن بن مل [2] . أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَبِلالٍ، وَسَلْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ.
وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَحَجَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَسْلَمَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدَّى الصَّدَقَةَ إِلَى عُمَّالِهِ، وَصَحِبَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا قَانِتًا للَّه حَنِيفًا.
وَرَدَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً إماما ثبتا، هاجر إلى
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 97- 98، تاريخ خليفة 321، الطبقات لخليفة 205، التاريخ لابن معين 2/ 359، التاريخ الكبير 9/ 83 رقم 816 (ذكره في الكنى دون ترجمة وأحال إلى اسمه وهو غير موجود في الأسماء) ،. تاريخ الثقات للعجلي 505 رقم 1999، المعارف 426، المعرفة والتاريخ 3/ 210، الكنى والأسماء 2/ 26، الجرح والتعديل 5/ 283 رقم 1350، مشاهير علماء الأمصار 99 رقم 734، الإستيعاب 2/ 427- 429، تاريخ بغداد 10/ 202، أسد الغابة 3/ 324، تهذيب الكمال 2/ 819 و 3/ 1632، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 277 رقم 1172، الكاشف 2/ 165 رقم 3367، العبر 1/ 119، سير أعلام النبلاء 4/ 175- 178 رقم 67، تذكرة الحفاظ 1/ 65- 66 رقم 56، البداية والنهاية 5/ 15 و 190، الإصابة 3/ 98- 99 رقم 6379، تهذيب التهذيب 6/ 277- 278 رقم 546، تقريب التهذيب 1/ 499 رقم 1123، جامع التحصيل 277 رقم 456، طبقات الحفاظ للسيوطي 25، خلاصة تذهيب التهذيب 235، شذرات الذهب 1/ 118.
[2] ملّ: بلام ثقيلة والميم مثلّثة، يجوز فيها: الفتح والضمّ والكسر. (انظر تقريب التهذيب 1/ 499) .

(6/535)


الْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عُمَرَ.
رَوَى حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغْتُ مِائَةً وَثَلاثِينَ سَنَةً [1] .
وَرَوَى عَنْهُ عَاصِمٌ قَالَ: رَأَيْتُ يَغُوثَ صَنَمًا مِنْ رَصَاصٍ يُحْمَلُ عَلَى جَمَلٍ أَجْرَدَ فَإِذَا بَلَغَ وَادِيًا بَرَكَ فِيهِ، وَقَالُوا: قَدْ رَضِيَ لَكُمْ رَبُّكُمْ هَذَا الْوَادِي.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلُ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نِعْمَ أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِهِ وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلاثَ صَدَقَاتٍ وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ الْيَرْمُوكَ وَالْقَادِسِيَّةَ وجَلُولاءَ وَنَهَاوَنْدَ وَتُسْتَرَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَرُسْتُمَ [2] .
وَرُوِيَ أَنَّهُ سَكَنَ الْكُوفَةَ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَحَجَّ سِتِّينَ حَجَّةً مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [3] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْهُ: أَتَيْتُ عُمَرَ بِالْبِشَارَةِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ.
وَقَالَ مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ يُصَلِّي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ عِبَادَةَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَخَذَهَا مِنْ أَبِي عُثْمَانَ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: إِنِّي لأَحْسَبُ أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ كَانَ لا يُصِيبُ ذَنْبًا، كَانَ لَيْلَهُ قَائِمًا وَنَهَارَهُ صَائِمًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [4] : كَانَ عَرِّيفَ قَوْمِهِ وَكَانَ.
ثِقَةً.
وَقَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ المدائني، وجماعة: توفّي سنة مائة.
__________
[1] ويقال: عاش مائة وخمسين عاما. (انظر: أهل المائة فصاعدا للذهبي- نشره الدكتور بشّار عوّاد معروف في مجلّة المورد- مجلّد 3/ 116- بغداد 1973) .
[2] تاريخ بغداد 10/ 204.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 98، تاريخ بغداد 10/ 204.
[4] الجرح والتعديل 5/ 283- 284.

(6/536)


478- (أبو عمرو الشّيبانيّ) [1]- ع- سعد بن إياس الكوفي مِنْ بَنِي شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ.
روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَعُمِّرَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى إِبِلا بِكَاظِمَةَ [2] . وَقَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [3] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ فَاتَّهَمَنِي بِهَوًى.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
479- (أبو الغيث) [4]- ع- هو سالم المدني مولى عبد الله بن مطيع العدوي.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 104، طبقات خليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 1409، التاريخ الكبير 4/ 47- 48 رقم 1920، تاريخ الثقات للعجلي 178 رقم 518، المعارف 426، تاريخ أبي زرعة 1/ 541، المعرفة والتاريخ 3/ 83 و 153 و 207 و 217، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 4/ 78- 79 رقم 340، مشاهير علماء الأمصار 100 رقم 738، تحفة الأشراف 13/ 200 رقم 1083، تهذيب الكمال 1/ 470 و 3/ 1632، الإستيعاب 2/ 56، أسد الغابة 2/ 270، سير أعلام النبلاء 4/ 173- 174 رقم 64، العبر 1/ 116، الكاشف 1/ 277 رقم 1842، الوافي بالوفيات 15/ 182 رقم 251، غاية النهاية رقم 1327، الإصابة 2/ 111 رقم 3669، تهذيب التهذيب 3/ 468 رقم 872، تقريب التهذيب 1/ 286 رقم 79، النجوم الزاهرة 1/ 208، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 113.
[2] كاظمة: على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة. (معجم البلدان 4/ 431) .
[3] الطبقات لابن سعد 6/ 104.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 301، التاريخ لابن معين 2/ 720 رقم 920، التاريخ الكبير 4/ 118 رقم 2162، الكنى والأسماء 2/ 78، الجرح والتعديل 4/ 189- 190 رقم 818، تهذيب الكمال 1/ 463 و 3/ 1636- 1637، الكاشف 1/ 273 رقم 1804، الوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 129، تهذيب التهذيب 3/ 445 رقم 826، تقريب التهذيب 1/ 281 رقم 31.

(6/537)


رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَطْ.
رَوَى عَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، وصفوان بن سليم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
480- (أبو لبيد الجهضمي) [1] بصري أسمه لمازه بن زبار [2] .
روى عن: عمر، وعلي، وأبي موسى، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ [3] ، وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، وَطَالِبُ بْنُ السَّمَيْدَعِ، وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَدْ رَأَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَبَا لَبِيدٍ، وَأَبُو لَبِيدٍ رَأَى عَلِيًّا.
وَقَالَ ابن سعد [4] : سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ وَكَانَ ثِقَةً.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا لَبِيدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَكَانَتْ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ، وَقَدْ قَاتَلَ عَلِيًّا يَوْمَ الْجَمَلِ، وَقِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ عَلِيًّا؟ قَالَ: كَيْفَ أُحِبُّ رَجُلا قَتَلَ مِنْ قَوْمِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةٍ فِي يَوْمٍ [5] !.
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي لبيد: وكان شتّاما.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 213، تاريخ خليفة 186، التاريخ لابن معين 2/ 500 رقم 4402 و 4545، التاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069، الكنى والأسماء 2/ 92، الجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، الإكمال 4/ 174، تهذيب الكمال 3/ 1152، الكاشف 3/ 12 رقم 4758، تهذيب التهذيب 8/ 457- 458 رقم 829، تقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5.
والجهضميّ: بفتح الجيم والضاد المعجمة وبينهما هاء ساكنة، نسبة إلى الجهاضمة وهو بطن من الأزد، ينسبون إلى جهضم بن عوف بن مالك بن فهم. وقيل غير ذلك. وقد خطّأ ابن الأثير ابن السمعاني في هذه النسبة (اللباب 1/ 316- 317) .
[2] لمازة بن زبّار: ضبطه في «تبصير المنتبه» بالضمّ وتخفيف الميم وزاي، ومثله في: فتح المغيث 422، أما في تقريب التهذيب فقال: بكسر اللّام. أمّا زبّار: فوقع فيه: «زياد» بالدال في آخره (التاريخ لابن معين 2/ 500، تاريخ خليفة 186 بالحاشية) وفي الكاشف 3/ 12 «زنار» وهو تحريف.
[3] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 1/ 258 وقال: بكسر المعجمة وتشديد الراء.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 213.
[5] تاريخ خليفة 186.

(6/538)


وَقِيلَ لابْنِ مَعِينٍ [1] : مَنْ كَانَ يَشْتُمُ؟ قَالَ: نَرَى أَنَّهُ كَانَ يَشْتُمُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
يُؤَخَّرُ إِلَى طَبَقَةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِنْ أَجْلِ رِوَايَةِ جَرِيرٍ عَنْهُ.
481- (أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ) [2]- د ق- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وخباب بن الأرت، وغيرهم.
وروى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، وَعُثْمَانُ بْنُ أبي زرة الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
482- (أَبُو مَدِينَةَ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3] اسمه عبد الله بن حصين [4] .
فيل لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يَصِحَّ.
سَمِعَ: أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَغَيْرَهُمَا.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
أَخْبَرَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ: أَنْبَأَ الْحَدَّادُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ- وَكَانَتْ لَهُ- صُحْبَةٌ- قَالَ: كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يقرأ أحدهما على الآخر وَالْعَصْرِ 103: 1 [5] إِلَى آخِرِهَا، ثُمَّ يُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 500.
[2] تاريخ الثقات للعجلي 509 رقم 2027، المعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 269، الكنى والأسماء 2/ 93، الكاشف 3/ 329 رقم 353، تهذيب التهذيب 12/ 216 رقم 996، تقريب التهذيب 2/ 467 رقم 7، تهذيب الكمال 3/ 1642.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 189، الطبقات لخليفة 209 وفيه: عبد الله بن حصن يكنى أبا مزينة، التاريخ الكبير 5/ 71 رقم 179، الكنى والأسماء 2/ 109، الجرح والتعديل 5/ 39 رقم 175.
[4] في طبعة القدسي 4/ 84 «مضر» وهو غلط، وما أثبتناه عن: طبقات ابن سعد، والتاريخ الكبير، وهو «حصن» في: الجرح والتعديل، والكنى والأسماء.
[5] سورة العصر الآية: 1.

(6/539)


قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا وَرُوَاتُهُ مَشْهُورُونَ.
483- (أَبُو مُرَّةَ) [1]- ع- مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ.
رَوَى عَنْ: عَقِيلٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ.
وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلا.
484- (أَبُو الْمُهَلَّبِ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ) [2]- م 4- عَمُّ أَبِي قِلابَةَ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وأبي مسعود البدري، وعمران بن حصين، وجماعة.
روى عنه: أبو قلابة، ومحمد بن سيرين، وعوف الأعرابي.
485- (أبو نجيح) [3] يسار مولى الأخنس بن شريق الثقفيّ المكّي.
__________
[1] تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2037، الكنى والأسماء 2/ 111، الجرح والتعديل 9/ 299 رقم 1277، و 442 رقم 2230، تهذيب الكمال 3/ 1547 و 1646، الكاشف 3/ 252 رقم 6486، تهذيب التهذيب 11/ 374- 375 رقم 274، تقريب التهذيب 2/ 373 رقم 353.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 126، الطبقات لخليفة 201 وفيه «معاوية بن عمرو» ، التاريخ لابن معين 2/ 726، تاريخ الثقات 512 رقم 2053، المعرفة والتاريخ 2/ 467 و 3/ 209، الجرح والتعديل 6/ 260 رقم 1434 واسمه الصحيح عمرو بن معاوية، كما في ثقات ابن حبّان، المراسيل 263 رقم 491، الكنى والأسماء 2/ 135، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337 رقم 411، تهذيب التهذيب 12/ 250 رقم 1144، تقريب التهذيب 2/ 478 رقم 151، جامع التحصيل 392 رقم 1020.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 473، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 680 رقم 38 و 464، التاريخ الكبير 8/ 420 رقم 3559، تاريخ الثقات للعجلي 483 رقم 1863، الكنى والأسماء 2/ 143، الجرح والتعديل 9/ 306 رقم 9319، المراسيل 248 رقم 460، الثقات لابن حبّان 5/ 557، تحفة الأشراف 422 رقم 1344، تهذيب الكمال 3/ 1547 و 1652، الكاشف 3/ 253 رقم 6493، جامع التحصيل 375 رقم 909، تهذيب التهذيب 11/ 377

(6/540)


أرسل عَنْ: عُمَرَ وَسَعْدٍ، وَقَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ، وَرَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وعبيد بن عمير الليثي وطائفة.
وعنه: ابنه عبد الله بن أبي نجيح، وعمرو بن دينار، وميمون أبو مغلس، وآخرون.
وثقه وكيع، وجماعة.
486- (أبو الهيثم) [1]- 4- كان تحت حجر أبي سعيد الخدري فأكثر عنه، كان أبوه أوصى به إليه، واسمه سليمان بن عمرو العتواري [2] .
سكن مصر وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَصْرَةَ [3] الْغِفَارِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: دَارِجٌ [4] أَبُو السَّمْحِ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [5] مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ بن أبي خيثمة، عنه.
487- (أبو الودّاك) [6]- م د ت ق- اسمه جبر بن نوف الهمدانيّ
__________
[ () ] رقم 735، تقريب التهذيب 2/ 374 رقم 363.
[1] التاريخ لابن معين 2/ 233، التاريخ الكبير 4/ 27 رقم 1850، تاريخ الثقات 203 رقم 614، المعرفة والتاريخ 3/ 203 و 214، الكنى والأسماء 2/ 156، الجرح والتعديل 4/ 131 رقم 574، المراسيل 56 رقم 81 (في ترجمة: دخين الحجري) مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 935، اللباب 2/ 322، تهذيب الكمال 1/ 544 و 3/ 1657، الكاشف 1/ 318 رقم 2142، تهذيب التهذيب 4/ 212- 213 رقم 364، تقريب التهذيب 1/ 329 رقم 478 حسن المحاضرة 1/ 106.
[2] العتواري: بضم العين وسكون التاء وفتح الواو. نسبة إلى عتوارة. (اللباب 2/ 322) .
[3] مهمل في الأصل، والتصويب من: الكنى والأسماء 1/ 18.
[4] مهمل في الأصل، والتصويب من: الكنى والأسماء 1/ 201.
[5] التاريخ 2/ 233.
[6] الطبقات لخليفة 158 (وفيه: أبو الود) ، التاريخ لابن معين 2/ 77 رقم 3176، التاريخ الكبير 2/ 243 رقم 2332، المعرفة والتاريخ 3/ 208، الكنى والأسماء 2/ 147، الجرح والتعديل 2/ 532- 533 رقم 2212، مشاهير علماء الأمصار 93 رقم 683، اللباب 1/ 168، تهذيب الكمال 1/ 184 و 3/ 1657، الكاشف 1/ 124 رقم 761، تهذيب التهذيب 2/ 60 رقم 92، تقريب التهذيب 1/ 125 رقم 33.

(6/541)


البكالي [1] الكوفي.
عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي، خَالِدٍ، وَقَيْسُ بْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
488- (أبو يونس مولى عائشة) [2]- م د ت ن-.
رَوَى عَنْ: عائشة.
روى عنه: زيد بن أسلم، والقعقاع بن حكيم، وأبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن.
عداده في أهل المدينة.
آخر الطبقة العاشرة، والحمد للَّه.
(بعون الله وتوفيقه، تمّ تحقيق هذا الجزء من تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي، وتخريج أحاديثه، وضبط نصّه، والإحالة إلى مصادره ومراجعة، على يد طالب العلم وخادمه، الفقير إليه تعالى: عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي، الأستاذ، الدكتور في الجامعة اللبنانية، وذلك في نهار الأحد 11 من شهر رمضان المبارك 1409 هـ. الموافق 16 من نيسان 1989، بمنزله بساحة النجمة، بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، والحمد له وحده) .
__________
[1] البكالي: بكسر الباء الموحّدة وفتح الكاف المخفّفة. نسبة إلى بني بكال، وهو بطن من حمير. ويقال: البكيلي. (اللباب 1/ 168) .
[2] الطبقات الكبرى 5/ 296، الكاشف 3/ 347 رقم 459، تهذيب التهذيب 12/ 283- 284 رقم 1310، تقريب التهذيب 2/ 492 رقم 48.

(6/542)