تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ
حَوَادِثُ سَنَةَ إحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مُجْمَلا:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ الْمَرْوَزِيُّ، إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَالِمُ الْبَصْرَةِ، تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ، الْرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ خَليِفَةَ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّبَائِيُّ، عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، فَرْقَدُ السَّبَخِيُّ [1] أَحَدُ الْعُبَّادِ، مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ، مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَلَى الصَّحِيحِ، نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ الأَمِيرُ، هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَقِيلَ بَعْدَهَا، وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُعْتَزِلِيُّ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ ثُمَّ النَّحْوِيُّ، مِنْ نَحْوِ الأَزْدِ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ بَعْدَ قَتْلِ نُبَاتَةَ مِنْ جُرْجَانَ فَجَهَّزَ ابْنُ هُبَيْرَةَ جَيْشًا عَظِيمًا فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِهَمَذَانَ وَبَعْضُهُمْ بماه [2] وبغيرها، وعليهم ولده
__________
[1] في الأصل «السنجى» ، والتصويب من (اللباب 2/ 99) وهو مشهور.
[2] ماه: اسم بلدة بأرض فارس: وأهل البصرة يسمون القصبة بماه.

(8/330)


دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَعَامِرُ بْنُ ضُبَارَةَ فَالْتَقَوْا بِنَوَاحِي أَصْبَهَانَ فِي رَجَبٍ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ عَامِرٌ وَانْهَزَمَ دَاوُدُ وَجَيْشُهُ.
فَذَكَر مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [1] أَنَّ عَامِرَ بْنَ ضُبَارَةَ كَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ قُحْطُبَةُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: فَأَمَرَ قُحْطُبَةُ بِمُصْحَفٍ فَرُفِعَ عَلَى رُمْحٍ ثُمَّ نَادَى يَا أَهْلَ الشَّامِ: إِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى مَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَشَتَمُوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَطُلِ الْقِتَالُ حَتَّى انْهَزَمُوا. ثُمَّ نَزَلَ قُحْطُبَةُ وَابْنُهُ الْحَسَنُ عَلَى بَابِ نَهَاوَنْدَ وَغَنِمَ جَيْشُهُ مَا لا يُوصَفُ وَأَثْخَنُوا فِي الشَّامِيِّينَ.
قَالَ حَفْصُ بْنُ شَبِيبٍ: فَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ مَعَ قُحْطُبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَسْكَرًا قَطُّ جَمَعَ مَا جَمَعَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَصْبَهَانَ مِنَ الْخَيْلِ وَالسِّلاحِ وَالرَّقِيقِ، وَأَصَبْنَا مَعَهُمْ مَا لا يُحْصَى مِنَ الْبَرَابِطِ [2] وَالطَّنَابِيرِ وَالْمَزَامِيرِ فَقَلَّ خِبَاءٌ أَوْ بَيْتٌ نَدْخُلُهُ إِلا وَجَدْنَا فِيهِ زُكْرَةً أَوْ زِقًّا مِنْ خَمْرٍ.
وَوَقَعَ الْحِصَارُ عَلَى نَهَاوَنْدَ وَتَقَهْقَرَ الأَمِيرُ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى الرَّيِّ فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ نِسَاؤُهُ وَأَوْصَى بَنِيهِ أَنْ يَلْحَقُوا بِالشَّامِ.
وَقَدْ كَانَ أَنْشَدَ لَمَّا أَبْطَأ عَنْهُ الْمَدَدُ:
أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ نَارٍ [3] ... وَيُوشِكُ أَنْ [4] يَكُونَ لَهُ ضِرَامُ
فَإِنَّ النَّارَ بِالزِّنْدَيْنِ تُورِي [5] ... وَإِنَّ الفعل يقدمه الكلام
__________
[1] تاريخ الرسل والملوك 7/ 406.
[2] البربط: طنبور ذو ثلاثة أوتار، كذا في شفاء الغليل.
[3] في الأغاني 7/ 56 وتاريخ خليفة 396 «وميض جمر» .
[4] في الأغاني «وأحر بأن يكون» . وفي تاريخ خليفة «خليق ان يكون» .
[5] هكذا في تاريخ خليفة، وفي الأغاني: «فإن النار بالعودين تذكى» .

(8/331)


وَإِنْ لَمْ يَطُفْهَا عُقَلاءُ قَوْمٍ ... يَكُونُ وَقُودُهَا جُثَثٌ وَهَامُ [1]
أَقُولُ [2] مِنَ التَّعَجُّبِ: لَيْتَ شِعْرِي ... أَأَيْقَاظٌ أُمَيَّةُ أَمْ نِيَامُ
ثُمَّ إِنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ يُخْبِرُهُ بِمَقْتَلِ ابْنِ ضُبَارَةَ فَوَجَّهَ إِلَى نَجْدَتِهِ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ الْبَاهِلِيُّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ قَيْسٍ، ثُمَّ تَجَمَّعَتْ جُيُوشُ مَرْوَانَ بِنَهَاوَنْدَ، عَلَيْهِمْ مَالِكُ بْنُ أَدْهَمَ، فَضَايَقَهُمْ- كَمَا ذَكَرْنَا- قُحْطُبَةُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتّى أَكَلُوا خَيْلَهُمْ، ثُمَّ خَرَجُوا بِالأَمَانِ فِي شَوَّالٍ، ثُمَّ قَتَلَ قُحْطُبَةُ وُجُوهًا مِنْ عَسْكَرِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ وَقَتَلَ أَوْلادَهُ وَقَتَلَ سعيد بن الحر وعبيد الله ابن عُمَرَ الْجَزَرِيَّ وَحَاتِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ وَعَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو السَّمَرْقَنْدِيَّ وَعُمَارَةَ بْنَ سُلَيْمٍ. ثُمَّ أَقْبَلَ قُحْطُبَةُ فِي جُيُوشِهِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ فَنَهَضَ مُتَوَلِّيهَا ابْنُ هُبَيْرَةَ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ حُلْوَانَ وَالْمَدَائِنِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ اللَّيْثِيُّ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْمُنْهَزِمُونَ حَتَّى صَارَ فِي ثَلاثَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا. ثُمَّ تَوَجَّهَ فَنَزَلَ جَلُولاءَ، وَنَزَلَ قُحْطُبَةُ فِي آخِرِ الْعَامِ بِخَانِقِينَ، فَكَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ بَرِيدٌ فَبَقُوا أَيَّامًا كَذَلِكَ.
وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ وَبَعْدَهُ كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ فَهَلَكَ خَلْقٌ حَتَّى قِيلَ: إِنَّهُ هَلَكَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ سَبْعُونَ أَلْفًا. نَقَلَهُ صَاحِبُ الْمُنْتَظَمِ [3] .
وَفِيهَا تَحَوَّلَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ مَرْوَ فَنَزَلَ نيسابور واستولى على عامّة خراسان.
__________
[1] غير موجود في الأغاني ولا تاريخ خليفة.
[2] في الأغاني «فقلت» .
[3] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي. وهذا الخبر في الأجزاء التي لم تطبع.

(8/332)


سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا خَلْقٌ: مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان، إسحاق ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ، أَعْيَنُ بْنُ لَيْثٍ جَدُّ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، رَبَاحُ بْنُ عبد الرحمن الدمشقيّ، زياد بن سلم ابن زياد ابن أَبِيهِ، سَالِمٌ الأَفْطَسُ بْنُ عَجْلانَ، سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَدَنِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ الْيَمَانِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ [1] الْمَكِّيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ، عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ السَّلُولِيُّ. عَطَاءُ السُّلَيْمِيُّ الْعَابِدُ، عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الزُّهْرِيُّ، قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الأَمِيرُ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ الْخَلِيفَةُ، مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَالِمُ الْكُوفَةِ، يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الأَمِيرُ، يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ أَبُو جَعْفَرٍ في قول، يونس بن ميسرة بْنِ حُلَيْسٍ.
وَفِيهَا زَالَتْ دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ.
فَفِي الْمُحَرَّمِ بَلَغَ ابْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّ قُحْطُبَةَ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَوْصِلِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
مَا بَالُ الْقَوْمِ تَنَكَّبُونَا؟! قَالُوا: يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ، فَتَرَحَّلَ ابْنُ هبيرة نحو الكوفة
__________
[1] في الأصل «جثيم» .

(8/333)


وَكَذَلِكَ فعَلَ قُحْطُبَةُ فَعَبَرَ الْفُرَاتَ فِي سَبْعِمِائَةِ فَارِسٍ، وَتَتَامَّ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ نَحْوَ ذَلِكَ، فَتَوَاقَعُوا فَجَاءَتْ قُحْطُبَةَ طَعْنَةٌ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ قَوْمُهُ، وَانْهَزَمَ أَيْضًا أَصْحَابُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَغَرِقَ خَلْقٌ مِنْهُمْ فِي المخائض وذَهَبَتْ أَثْقَالَهُمْ، فَقَالَ بَيْهَسُ بْنُ حَبِيبٍ: نَجْمَعُ النَّاسَ بَعْدَ أَنْ جَاوَزْنَا الْفُرَاتَ، فَنَادَى مُنَادٍ: «مَنْ أَرَادَ الشَّامَ فَهَلُمَّ» ، فَذَهَبَ مَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، وَنَادَى آخَرُ:
«مَنْ أَرَادَ الْجَزِيرَةَ» فَتَبِعَهُ خَلْقٌ، وَنَادَى آخَرُ: «مَنْ أَرَادَ الْكُوفَةَ» فَذَهَبَ كُلُّ جُنْدٍ إِلَى نَاحِيَةٍ، فَقُلْتُ: «مَنْ أَرَادَ وَاسِطَ فَهَلُمَّ» فَأَصْبَحْنَا مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ بقناطر المسيب ودخلنا واسطا يَوْمَ عَاشُورَاءِ، وَأَصْبَحَ الْمُسَوِّدَةُ قَدْ فَقَدُوا قَائِدَهُمْ قُحْطُبَةُ ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَاءِ فَدَفَنُوهُ، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِمُ ابْنُهُ الْحَسَنُ فَقَصَدَ بِهِمُ الْكُوفَةَ فَدَخَلُوهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَيْضًا وَهَرَبَ مُتَوَلِّيهَا زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى وَاسِطَ.
وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْفُرَاتِ صَاحِبُ شُرْطَةِ ابْنِ هُبَيْرَةَ زِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمُرِّيُّ وَكَاتِبُهُ عَاصِمٌ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
وَأَمَّا ابْنُ قُحْطُبَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ أَبَا سَلَمَةَ الْخَلالِ، ثُمَّ قَصَدَ وَاسِطَ فَنَازَلَهَا وَخَنْدَقَ عَلَى جَيْشِهِ فَعَبَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَسَاكِرَهُ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَتَحَصَّنُوا بِوَاسِطَ، وَقُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ يزيد أخو الحسن بن قحطبة وحكيم ابن الْمُسَيَّبِ الْجَدَلِيُّ.
وَفِي الْمُحَرَّمِ، وَثَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ عَلَى ابْنِ الْكَرْمَانِيِّ فَقَتَلَهُ بِنَيْسَابُورَ وَجَلَسَ فِي دَسْتِ الْمَلِكِ وَبُويِعَ وَصَلَّى وَخَطَبَ لِلسَّفَّاحِ وَصَفَتْ لَهُ خُرَاسَانَ.

(8/334)


بَيْعَةُ السَّفَّاحِ
فِي ثَالِثِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ فِي دَارِ مَوْلاهُمُ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَأَمَّا مَرْوَانُ الْحِمَارُ خَلِيفَةُ الْوَقْتِ فَسَارَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ، فَجَهَّزَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ فِي جَيْشٍ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ عَلَى كُشَافٍ [1] فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَتَقَهْقَرَ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَقَطَعَ وَرَاءَهُ الْجِسْرَ وَقَصَدَ الشَّامَ لِيَتَقَوَّى وَيَلْتَقِي، وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزِيرَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ ثُمَّ طَلَبَ الشَّامَ مُجِدًّا، وَأَمَدَّهُ السَّفَّاحُ بِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ عَمُّهُ الآخَرُ، فَسَارَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَفَرَّ مَرْوَانُ إِلَى غَزَّةَ، فَحُوصِرَتْ دِمَشْقُ مُدَّةً وَأُخِذَتْ فِي رَمَضَانَ وَقُتِلَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَمِنْ جُنْدِهِمْ، فَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانَ ذَلِكَ هَرَبَ إِلَى مِصْرَ ثُمَّ قُتِلَ فِي آخِرِ السَّنَةِ. وَهَرَبَ ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وعبيد الله حتى دخلا أَرْضَ النُّوبَةِ، وَكَانَ مَرْوَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيَّ مَوْلاهُمْ فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَسَارَ عَمُّ السَّفَّاحِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ فَافْتَتَحَ مِصْرَ وَظَفَرَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ وَبِأَخِيه مُعَاوِيَةَ فَعَفَا عَنْهُمَا وَقَتَلَ الأَمِيرُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ، فَيُقَالُ طَبَخُوهُ طَبْخًا، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ مِصْرَ مُدَّةً [2] . وَقُتِلَ حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ وَصُلِبَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : كَانَ بَدْءُ أَمْرِ بَنِي الْعَبَّاسِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ أَعْلَمَ الْعَبَّاسَ عَمَّهُ أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل
__________
[1] بوزن غراب، كما في القاموس المحيط للفيروزآبادي. موضع من زاب الموصل. (ياقوت 4/ 461) .
[2] انظر عنه: الولاة والقضاة- ص 88.
[3] تاريخ الرسل والملوك 7/ 421.

(8/335)


وَلَدُهُ يَتَوَقَّعُونَ ذَلِكَ.
وَعَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَلَقِيَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا بْنَ عَمِّ إِنَّ عِنْدِي عِلْمًا أُرِيدُ أَنْ أَنْبُذَهُ إِلَيْكَ فَلا تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَدًا: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي يَرْتَجِيهِ النَّاسُ فِيكُمْ.
قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهُ فَلا يَسْمَعَنَّهُ مِنْكَ أَحَدٌ.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّ الإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَنَا ثَلاثَةُ أَوْقَاتٍ: مَوْتُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوُيَةَ، وَرَأْسُ الْمِائَةِ، وَفَتْقٌ بِأَفْرِيقِيَّةَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَدْعُو لَنَا دُعَاةٌ ثُمَّ يُقْبِلُ أَنْصَارُنَا مِنَ الْمَشْرِقِ حَتَّى تَرِدَ خُيُولُهُمُ الْمَغْرِبَ.
فَلَمَّا قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ بِأَفْرِيقِيَّةَ وَنَقَضَتِ الْبَرْبَرُ بَعَثَ مُحَمَّدٌ الإِمَامُ رَجُلا إِلَى خُرَاسَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يُسَمِّي أَحَدًا، ثُمَّ وَجَّهَ أَبَا مُسْلِمٍ وَغَيْرَهُ، وَكَتَبَ إِلَى النُّقَبَاءِ فَقَبِلُوا كُتُبَهُ ثُمَّ وَقَعَ فِي يَدِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ كِتَابٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ جَوَابُ كِتَابٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ بِخُرَاسَانَ، فَقَبَضَ مَرْوَانُ عَلى إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ كَانَ مَرْوَانُ وُصِفَ لَهُ صِفَةُ السَّفَّاحِ الَّتِي كَانَ يَجِدَهَا فِي الْكُتُبِ فَلَمَّا جِيءَ بِإِبْرَاهِيمَ قَالَ:
لَيْسَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ الَّتِي وَجَدْتَ ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي طَلَبِ الْمَوْصُوفِ لَهُ فَإِذَا بِالسَّفَّاحِ وَاخْوَتِهِ وَعُمُومَتِهِ قَدْ هَرَبُوا إِلَى الْعِرَاقِ وَأَخْفَتْهُمْ شِيعَتُهُمْ، فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَدْ نَعَى إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَأَمَرَهُمْ بِالْهَرَبِ وَكَانُوا بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْكُوفَةِ أَنْزَلَهُمْ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ دَارَ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ فَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا الْجَهْمِ فَاجْتَمَعَ بِمُوسَى بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رِبْعِيٍّ وَسَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ وإبراهيم ابن سَلَمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيِّ وَإِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ وَشَرَاحِيلَ وَابْنَ بَسَّامٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ كِبَارِ شِيعَتِهِمْ فَدَخَلُوا عَلَى آلِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ: أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِيَّةِ؟ فَأَشَارُوا إِلَى السَّفَّاحِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، ثُمَّ خَرَجَ السَّفَّاحُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْكُوفَةِ فَذُكِرَ أَنَّهُ لَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرِ وَبُويِعَ

(8/336)


قَامَ عَمُّهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ دُونَهُ.
فَقَالَ السَّفَّاحُ [1] : الْحَمْدُ للَّه الَّذِي اصْطَفَى الإِسْلامَ لِنَفْسِهِ فَكَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ وَاخْتَارَهُ لَنَا وَأَيَّدَهُ بِنَا وَجَعَلَنَا أَهْلَهُ وَكَهْفَهُ وَحِصْنَهُ وَالْقُوَّامَ بِهِ وَالذَّابِيِّنَ عَنْهُ، ثُمَّ ذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ إلى أن قال: فلما قيّض اللَّهُ نَبِيَّهُ قَامَ بِالأَمْرِ أَصْحَابَهُ إِلَى أَنْ وَثَبَتْ بَنُو حَرْبٍ وَمَرْوَانُ فَجَارُوا وَاسْتَأْثَرُوا فَأَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ حِينًا حَتَّى آسَفُوهُ فَانْتَقَمَ مِنْهُمْ بِأَيْدِينَا وَرَدَّ عَلَيْنَا حَقَّنَا لِيُمِنَّ بِنَا عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَخَتَمَ بِنَا كَمَا افْتَتَحَ بِنَا وَمَا تَوْفِيقُنَا أَهْلِ الْبَيْتِ إِلا باللَّه، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ مَحَلُّ مَحَبَّتِنَا وَقَبُولُ مَوَدَّتِنَا لَمْ تَفْتَرُّوا عَنْ ذَلِكَ وَيُثْنِكُمْ عَنْهُ تَحَامُلُ أَهْلِ الْجَوْرِ فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِنَا وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْنَا وَقَدْ زِدْتُ فِي أَعْطِيَاتِكُمْ مِائَةَ مِائَةٍ فَاسْتَعِدُّوا فَأَنَا السَّفَّاحُ الْمُتِيحُ وَالثَّائِرُ الْمُبِيرُ، وَكَانَ مَوْعُوكًا فَجَلَسَ.
وَخَطَبَ دَاوُدُ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَصَرَهُ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا إِنَّمَا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ بَعْدَ الصَّلاةِ لِأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَخْلِطَ بِكَلامِ الْجُمُعَةِ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا قَطَعَهُ عَنِ اسْتِتْمَامِ الْكَلامِ شِدَّةُ الْوَعْكِ فَادْعُوا لَهُ بِالْعَافِيَةِ فَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِمَرْوَانَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ وَخَلِيفَةِ الشَّيْطَانِ الْمُتَّبِعِ لِسَلَفِهِ الْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ الشَّابَّ الْمُكْتَهِلَ، فَعَجَّ النَّاسُ لَهُ بِالدُّعَاءِ.
وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى إِذَا ذُكِرَ خُرُوجُهُمْ مِنَ الْحُمَيِّمَةَ يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ قَالَ:
إِنَّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلا خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ يَطْلُبُونَ مَا طَلَبْنَا لَعَظِيمَةٌ هِمَّتُهُمْ شَدِيدَةٌ قُلُوبُهُمْ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ مَرْوَانَ قَتَلَهُ غِيلَةً، وَقِيلَ: بَلْ مَاتَ بِالسِّجْنِ بِحَرَّانَ مِنْ طَاعُونٍ، وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بِحَرَّانَ وَبَاءٌ عَظِيمٌ، وهلك في السجن
__________
[1] انظر خطبته عند الطبري 7/ 425.

(8/337)


أَيْضًا: الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عبد الْمَلِكِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيمَا قِيلَ، وَفِيهِ نَظَرٌ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ إِلَى شَهْرِزَوْرَ [1] لِقِتَالِ عَسْكَرِ مَرْوَانَ فَالْتَقَوْا، وَقُتِلَ أَمِيرُ الْمَرْوَانِيَّةِ عُثْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ وَاسْتَوْلَى أَبُو عَوْنٍ عَلَى نَاحِيَةِ الْمَوْصِلِ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ جَهَّزَ خَمْسَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ مُوسَى فَخَاضُوا الِزَابَ وَحَارَبُوا الْمَرْوَانِيَّةَ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْغَدِ أَرْبَعَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ مُخَارِقُ بْنُ عَفَّارٍ فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ مُخَارِقٌ، وَقِيلَ أُسِرَ، فَبَادَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَعَبَّأَ جَيْشَهُ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى مَيْمَنَتِهِ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَالْتَقَاهُ مَرْوَانُ وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، ثُمَّ تَخَاذَلَ عَسْكَرُ مَرْوَانَ وَانْهَزَمُوا، فَانْهَزَمَ مروان وقطع وراءه الجر، فكان منغرق يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِمَّنْ قُتِلَ، فَغَرِقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْلُوعُ وَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَثْقَالِهِمْ وَمَا حَوَتْ، فَوَصَلَ مَرْوَانُ إِلَى حَرَّانَ فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ دَهَمَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَانْهَزَمَ، وَخَلَفَ بِحَرَّانَ ابْنَ أُخْتِهِ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ، فَلَمَّا أَظَلَّهُ عَبْدُ اللَّهِ خَرَجَ أَبَانُ مُسَوِّدًا [2] مُبَايِعًا لِعَبْدِ اللَّهِ فَأَمَّنَهُ، فَلَمَّا مَرَّ مَرْوَانُ بِحِمْصَ اعْتَرَضَهُ أَهْلَهَا فَحَارَبُوهُ، وَكَانَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْهُ فَكَسَرَهُمْ، ثُمَّ مَرَّ بِدِمَشْقَ وَبِهَا مُتَوَلِّيهَا زَوْجُ بِنْتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَانْهَزَمَ وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ زَوْجُ بِنْتِهِ لِيَحْفَظَهَا فَنَازَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً بِالسَّيْفِ وَهَدَمَ سُورَهَا وَقُتِلَ أَمِيرَهَا فِيمَنْ قُتِلَ، وَتَبِعَ عَسْكَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي مروان ابن مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ بَيَّتُوهُ بِقَرْيَةِ بُوصَيْرَ مِنْ عَمَلِ مِصْرَ، فَقُتِلَ وَهَرَبَ وَلَدَاهُ، وَحَلَّ بِالْمَرْوَانِيَّةِ مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يُوصَفُ.
وَيُقَالُ: كَانَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لَمَّا الْتَقَى مَرْوَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا وَقِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. وَافْتَتَحَ دِمَشْقَ فِي عَاشِرِ رَمَضَانَ، صَعِدَ الْمُسَوِّدَةُ سورها ودام القتل
__________
[1] في الأصل «شهروز» ، وهو خطأ.
[2] كان شعار العباسيين السواد.

(8/338)


بِهَا ثَلاثَ سَاعَاتٍ، فَيُقَالُ: قُتِلَ بِهَا خَمْسُونَ أَلْفًا.
وَذَكَر ابْنُ عَسَاكِرٍ فِي تَرْجَمَةِ الطُّفَيْلِ بْنِ حَارِثَةِ الْكَلْبِيِّ أَحَدِ الأَشْرَافِ [1] :
أَنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَحَاصَرَهَا شَهْرَيْنِ وبها يومئذ الوليد بن معاوية ابن عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ فَوَقَعَ الْخَلَفُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ إِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْكُوفِيِّينَ تَسَوَّرُوا بُرْجًا وَافْتَتَحُوهَا عَنْوَةً فَأَبَاحَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَلاثَ سَاعَاتٍ لا يَرْفَعُ عَنْهُمُ السَّيْفَ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَتَلَهُ أَصْحَابُهُ لَمَّا اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَّنَ عَبْدُ اللَّهِ النَّاسَ كُلَّهُمْ وَأَمَرَ بِقَلْعِ حِجَارَةِ السُّورِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَيْضِ الْغَسَّانِيُّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَحَصَرَ دِمَشْقَ اسْتَغَاثَ النَّاسُ بِيَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ وَيَطْلُبَ الأَمَانَ، فَخَرَجَ فَأُجِيبَ فَاضْطَرَبَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى دَخَلَ الْبَلَدَ وَقَالَ النَّاسُ: الأَمَانَ الأَمَانَ فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْبَلَدِ خَلْقٌ وَأَصْعَدُوا إِلَيْهِمُ الْمُسَوِّدَةَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ: اكْتُبْ لَنَا بِالأَمَانِ كِتَابًا، فَدَعَا بِدَوَاةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا السُّورُ قَدْ رَكِبَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَقَالَ: نَحِّ الْقِرْطَاسَ فَقَدْ دَخَلْنَا قَسْرًا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى:
لا وَاللَّهِ وَلَكِنْ غَدْرًا لِأَنَّكَ أَمَّنْتَنَا فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَارْدُدْ رِجَالَكَ عَنَّا وَرُدَّنَا إِلَى بَلَدِنَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا مَا أَعْرِفُ مِنْ مَوَدَّتِكَ إِيَّانَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهَدَّدَهُ وَقَالَ: أَتَسْتَقْبِلُنِي بِهَذَا! فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ، وَأَخَذَ يُلاطِفُهُ، فَقَالَ: تَنَحَّ عَنِّي، ثُمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: يَا غُلامُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى حُجَرِي تَخَوُّفًا عَلَيْهِ لِمَكَانِ ثِيَابِهِ الْبِيضِ، وَقَدْ سَوَّدَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ حَمَى لَهُ دَارَهُ فَسَلِمَ فِيهَا خَلْقٌ، وَقُتِلَ بِالْبَلَدِ خَلْقٌ لَكِنْ غَالِبَهُمْ مِنْ جُنْدِ الأُمَوِيِّينَ وأتباعهم.
__________
[1] انظر تهذيب ابن عساكر 7/ 62.

(8/339)


ثُمَّ سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى فِلَسْطِينَ وَجَهَّزَ أَخَاهُ صَالِحًا لِيَفْتَتِحَ مِصْرَ وَسَيَّرَ مَعَهُ أَبَا عَوْنٍ الأَزْدِيَّ وَعَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيَّ وَابْنَ قَنَانٍ، فَسَارُوا عَلَى السَّاحِلِ، فَافْتَتَحُوا الإِقْلِيمَ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَى نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ [1] وَقَتَلَ هُنَاكَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ خَاصَّةً اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ نَفْسًا صَبْرًا.
وَلَمَّا رَأَى النَّاسُ جُورَ الْمُسَوِّدَةِ وَجَبَرُوتَهُمْ كَرِهُوهُمْ فَثَارَ الأمير أبو الورد مجزأة ابن كَوْثَرٍ الْكِلابِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ بِقَنَّسْرِينَ وَبَيَّضَ وَبَيَّضَ مَعَهُ أَهْلُ قِنَّسْرِينَ كُلُّهُمْ، وَاشْتَغَلَ عَنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِحَرْبِ حَبِيبِ بْنِ مُرَّةَ الْمُرِّيُّ بِالْبَلْقَاءِ وَالثَنِيَّةِ وَتَمَّ لَهُ مَعَهُ وَقَعَاتٌ، ثم هادنه عبد الله وتوجّه نحو قنّسرين وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ أَبَا غَانِمٍ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ رِبْعِيٍّ الطَّائِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلافِ فَارِسٍ، وَسَارَ فَمَا بَلَغَ حِمْصَ حَتَّى انْتَقَضَ عَلَيْهِ أَهْلُ دِمَشْقَ وَبَيَّضُوا وَنَبَذُوا السَّوَادَ وَكَانَ رَأْسُهُمُ الأَمِيرُ عثمان ابن عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَهَزَمُوا أَبَا غَانِمٍ وَأَثْخَنُوا فِي أَصْحَابِهِ وَأَقْبَلَتْ جُمُوعُ الْحَلَبِيِّينَ وَانْضَمَّ إِلَيْهِمُ الْحِمْصِيُّونَ وَأَهْلُ تَدْمُرَ، وَعَلَيْهِمْ كُلُّهُمْ أبو محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ السُّفْيَانِيُّ وَصَارَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَأَبُو الْوَرْدِ كَالْوَزِيرِ لَهُ، فَجَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ لِحَرْبِهِمْ أَخَاهُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاسْتَمَرَّ الْقَتْلُ بِالْفَرِيقَيْنِ، وَانْكَشَفَ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَذَهَبَ تَحْتَ السَّيْفِ مِنْ جَيْشِهِ أُلُوفٌ، وَانْتَصَرَ السُّفْيَانِيُّ، فَقَصَدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَالْتَقَوْا، وَعَظُمَ الْخَطْبُ وَاسْتَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ فَثَبَتَ أَبُو الْوَرْدِ فِي خَمْسِمِائَةٍ فَرَاحُوا تَحْتَ السَّيْفِ كُلُّهُمْ وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى تَدْمُرَ وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ عَظُمَتْ هَيْبَتُهُ فَتَفَرَّقَتْ كَلِمَةُ أَهْلِهَا وَهَرَبُوا فَآمَّنَهُمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى الْحِجَازِ وَأَضْمَرَتْهُ الْبِلادُ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، بَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ خَيْلا فَظَفِرُوا بِهِ وَقَتَلُوهُ وَأَسَرُوا وَلَدَيْهِ فعفا عنهما المنصور وخلّاهما.
__________
[1] قرب الرملة، يصب في البحر الملح بقرب يافا.

(8/340)


وَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَ الْجَزِيرَةِ هَيْجُ أَهْلِ الشَّامِ خَلَعُوا السَّفَّاحَ أَيْضًا وَبَيَّضُوا [1] وَبَيَّضَ أَهْلِ قَرْقِيسِيَا، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ أَبُو جَعْفَرٍ أَخُو السَّفَّاحِ فَجَرَتْ لَهُمْ وَقَعَاتٌ، ثُمَّ انْتَصَرَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَكَمَ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ وَضَبَطَ تِلْكَ النَّاحِيَةَ إِلَى أَنِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ فَشَخَصَ أَبُو جَعْفَرٍ لَمَّا مَهَّدَ ذَلِكَ الْقُطْرَ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى صَاحِبِ الدَّوْلَةِ أَبِي مُسْلِمٍ لِيَأْخُذَ رَأْيَهُ فِي قَتْلِ وَزِيرِ دَوْلَتِهِمْ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ ابن سُلَيْمَانَ الْخَلالِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ عِنْدَهُ آلُ الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ فِيمَا قِيلَ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ ويَذَرَ آلَ الْعَبَّاسِ، وَشَرَعَ يُخْفِي أَمْرَهُمْ عَلَى الْقُوَّادِ، فَبَادَرُوا وَبَايَعُوا السَّفَّاحَ كَمَا ذَكَرْنَا فَبَايَعَهُ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ وَبَقِيَ مُتَّهَمًا عِنْدَهُمْ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: انْتَدَبَنِي أَخِي السَّفَّاحُ لِلذَّهَابِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ فَسِرْتُ رَاحِلا فَأَتَيْتُ الرَّيَّ وَمِنْهَا إِلَى مَرْوٍ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا تَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ فِي النَّاسِ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي تَرَجَّلَ وَمَشَى وَقَبَّلَ يَدِي فَنَزَلْتُ وَأَقَمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: فَعَلَهَا أَبُو سَلَمَةَ أَنَا أَكْفِيكُمُوهُ فَدَعَا مَرَّارَ بْنَ أَنَسٍ الضَّبِّيَّ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْكُوفَةِ فَاقْتُلْ أَبَا سَلَمَةَ حَيْثُ لَقِيتُهُ، فَأَتَى الْكُوفَةَ فَقَتَلَهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلَمَّا رَأَى أَبُو جَعْفَرٍ عَظَمَةِ أَبِي مُسْلِمٍ بِخُرَاسَانَ وَسَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ وَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِأَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ:
لَسْتَ بِخَلِيفَةٍ إِنْ تَرَكْتَ أَبَا مُسْلِمٍ حَيًّا! قال: كيف؟ قال: وَاللَّهِ مَا يَصْنَعُ إِلا مَا يُرِيدُ، قَالَ: فَاسْكُتْ وَاكْتُمْهَا.
وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَإِنَّهُ اسْتَمَرَّ عَلَى حِصَارِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطَ وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَدَامَ الْقِتَالُ وَالْحَصْرُ أَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ قَتْلُ مَرْوَانَ الْحِمَارِ ضَعُفُوا وَطَلَبُوا الصُّلْحَ، وتفرّغ أبو جعفر
__________
[1] أي لبسوا البياض، وطرحوا الشعار العباسي.

(8/341)


فَجَاءَ فِي جَيْشٍ نَجْدَةً لابْنِ قُحْطُبَةَ وَجَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ ابْنِ هُبَيْرَةَ حَتَّى كَتَبَ لَهُ أَمَانًا، مَكَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَهُوَ يُشَاوِرُ فِيهِ الْعُلَمَاءَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى رَضِيَهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَأَمْضَاهُ السَّفَّاحُ، وَكَانَ رَأْيُ أَبِي جَعْفَرٍ الْوَفَاءَ بِهِ وَكَانَ السَّفَّاحُ لا يَقْطَعُ أَمْرًا ذَا بَالٍ دُونَ أَبِي مُسْلِمٍ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَكَانَ أَبُو الْجَهْمِ عَيْنًا لِأَبِي مُسْلِمٍ بِحَضْرَةِ السَّفَّاحِ، فَكَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَيْهِ إِنَّ الطَّرِيقَ السَّهْلَ إِذَا أَلْقَيْتَ فِيهِ الْحِجَارَةَ فَسَدَ، وَلا وَاللَّهِ لا يَصْلُحُ طَرِيقٌ فِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَرَجَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَفِي خِدْمَتِهِ مِنْ خَوَاصِّهِ أَلْفُ وَثَلاثِمِائَةٍ، وَهَمَّ أَنْ يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ عَلَى فَرَسِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ سَلامٌ وَقَالَ: مَرْحبًا أَبَا خَالِدٍ انْزِلْ، وَقَدْ أَطَافَ بِالْحُجْرَةِ مِنَ الْخُرَاسَانِيَّةِ عَشَرَةُ آلافٍ فَأَدْخَلَهُ الْحَاجِبُ وَحْدَهُ فَحَدَّثَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَزَلْ يُنقِصُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَشَمِ حَتَّى بَقِيَ فِي ثَلاثَةٍ، وَأَلَحَّ السَّفَّاحُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ وَهُوَ يُرَاجِعُهُ فَلَمَّا زَادَ عليه أزمع على قتله وجاء خازم ابن خُزَيْمَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ فَخَتَمَا بُيُوتَ الأَمْوَالِ الَّتِي بِوَاسِطَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى وُجُوهِ مَنْ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ فَأَقْبَلُوا وَهُمْ مُحَمَّدُ بْن نباتة وحوثرة بن سهيل وطارق ابن قَدَّامَةَ وَزِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ كَعْبٍ وَالْحَكَمُ بْنُ بِشْرٍ فِي اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ الْقَيْسِيَّةِ، فَخَرَجَ سَلامٌ الْحَاجِبُ فَقَالَ: أَيْنَ الْحَوْثَرَةَ وَابْنُ نُبَاتَةَ؟ فَقَامَا فَأُدْخِلا، وَقَدْ أَقْعَدَ لَهُمْ فِي الدِّهْلِيزِ مِائَةً فَنُزِعَتْ سُيُوفُهُمَا وَكُتِّفَا، ثُمَّ طُلِبَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ فَأُمْسِكُوا، ثُمَّ ذُبِحُوا صَبْرًا. وَبَادَرَ خَازِمٌ [1] وَالْهَيْثَمُ فِي مِائَةٍ فَدَخَلُوا عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ وَمَعَهُ ابْنُهُ دَاوُدَ وَكَاتِبُهُ عَمْرُو بْنُ أَيُّوبَ وَحَاجِبُهُ وَعِدَّةٌ مِنْ مَمَالِيكِهِ وَبُنَيٌّ لَهُ فِي حِجْرِهِ فَأَنْكَرَ نَظَرَهُمْ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي وُجُوهِهِمُ الشَّرَّ، فَقَصَدُوهُ، فَقَامَ صَاحِبُهُ فِي وُجُوهِهِمْ وَقَالَ: تَأَخَّرُوا، فَضَرَبَهُ الْهَيْثَمُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ فَصَرَعَهُ، وَقَاتَلَهُمْ دَاوُدُ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَمَالِيكِ فَنَحَّى الصَّغِيرُ مِنْ حِجْرِهِ ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا للَّه فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ قَتَلُوا خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ
__________
[1] في الأصل «حازم» .

(8/342)


الْمَخْزُومِيُّ وَأَبَا عَلاقَةَ الْفَزَارِيَّ صَبْرًا، وَوَجَّهَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ أَعْنَاقَ نُوَّابِ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ وَقَالَ: أَمَرَنِي أَبُو مُسْلِمٍ أَنْ لا يَقْدِمَ عَلَيَّ أَحَدٌ يَدَّعِي الْوِلايَةَ مِنْ عِنْدِهِ إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ مِنْ غَائِلَةِ ذَلِكَ المقال واستحلف عيسى ابن عَلِيٍّ عَلَى أَنْ لا يَعْلُو مِنْبَرًا وَلا يَتَقَلَّدَ سَيْفًا إِلا وَقْتَ جِهَادٍ، فَلَمْ يَلِ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ عَمَلا. ثُمَّ وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ وَغَضِبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعْجَزُ عَنْهُ، وَبَعَثَ عَلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ ابْنُ عَمِّهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى وَتَوَطَّدَتْ لِلسَّفَّاحِ الْمَمَالِكُ.

(8/343)


سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّي فِيهَا مِنَ الأَعْيَانِ:
أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الأُمَوِيُّ الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ الْكُوفِيُّ بِدِمَشْقَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ عَمُّ السَّفَّاحِ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ فِي قَوْلِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ بِمِصْرَ وَقِيلَ 135 [1] وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ الْعَامِ، وَعَمَّارُ الدُّهْنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ بِالْكُوفَةِ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ بِمِصْرَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو هارون الْغَنَوِيُّ، وَيَحْيَى ابْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى الْبَصْرَةِ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ، وَلَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مَكَّةَ أَخَذَ مَنْ كَانَ بِالْحِجَازِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَقَتَلَهُمْ صَبْرًا، فَلَمْ يُمَتَّعْ، وَهَلَكَ وَاسْتَخْلَفَ حِينَ احْتَضَرَ عَلَى عَمَلِهِ وَلَدُهُ مُوسَى فَاسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى مَكَّةَ خَالَهُ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى الْيَمَنِ ابْنَ خَالِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، فَوَجَّهَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَمِيرُ أَبَا حَمَّادٍ الأَبْرَصَ إِلَى الْمُثَنَّى بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ فَأَخَذَهُ وَقَتَلَهُ وقتل أصحابه.
__________
[1] في سنة الوفاة خطأ صححته مما يستقبلنا في ترجمته.

(8/344)


وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ وَكَانَ أَهْلُهَا قَدْ عَصَوْا فَحَارَبَهُمْ حَرْبًا شَدِيدًا حَتَّى اسْتَوْلَى عَلَيْهَا.
وَفِيهَا خَرَجَ بِبُخَارَى شَرِيكُ بْنُ شَيْخِ الْمَهْرِيِّ [1] وَكَانَ قَدْ نَقِمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ تَجَبُّرَهُ وَعَسْفَهُ وَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا تَبِعْنَا آلَ مُحَمَّدٍ، فَالْتَفَّ عَلَيْه نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا فَجَهَّزَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحَرْبِهِ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْخُزَاعِيُّ فَظَفِرَ زِيَادٌ بِهِ فَقَتَلَهُ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْخُتَّلِ [2] فَدَخَلَهَا وَهَرَبَ صَاحِبَهَا فِي طَائِفَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَرْضِ فَرْغَانَةَ ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ دَخَلَ الصِّينَ.
وَفِيهَا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بِنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ.
وَفِيهَا خَرَجَ طَاغِيَةُ الرُّومِ قُسْطَنْطِينُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- فِي جُيُوشِهِ فَنَازَل مَلَطْيَةَ وَأَلَحَّ عَلَيْهِمْ بِالْقِتَالِ حَتَّى أَخَذَهَا بِالأَمَانِ وَهَدَمَ السُّورَ وَالْجَامِعَ وَبَعَثَ مَنْ يَخْفِرُ أَهْلَهَا إِلَى مَأْمَنِهِمْ.
وَفِيهَا قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ خَلْقًا مِنْ قُوَّادِ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْهُمْ ثَعْلَبَةَ وَعَبْدَ الْجَبَّارِ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن.
__________
[1] في الأصل «شريك من شيخ المهدي» ، والتحرير من تاريخ ابن الأثير 5/ 448 والطبري 7/ 459.
[2] بضم أوله وتشديد ثانيه وفتحه. كورة واسعة كثيرة المدن على نهر جيحون. (ياقوت 2/ 346) .

(8/345)


سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالرَّمْلَةِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ فِيمَا قِيلَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ. قَالَهُ خَلِيفَةُ، وَعَبْدُ الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بن حكيم الحضرميّ، وأبو هارون الْعَبْدِيُّ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ بِالْهِنْدِ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا خَلَعَ الطَّاعَةَ بَسَّامُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ وَخَرَجَ مَعَهُ طَائِفَةٌ فَسَاقُوا إِلَى الْمَدَائِنِ، فَوَجَّهَ السَّفَّاحُ لِحَرْبِهِمْ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ بَسَّامُ وَقُتِلَ أبَطْالُهُ، ثُمَّ مَرَّ خَازِمٌ بثلاثين من الحارثيين خؤولة السَّفَّاحِ فَكَلَّمَهُمْ فِي أَمْرٍ فَاسْتَخَفُّوا بِهِ فَضَرَبَ أَعْنَاقَ الْكُلِّ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ الْيَمَانِيَّةُ وَدَخَلَ وُجُوهُهُمْ عَلَى السَّفَّاحِ وَصَاحُوا فَهَمّ السَّفَّاحُ بِقَتْلِ خَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَأُشِيرَ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً وَطَاعَةً وَإِنْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَتْلَهُ فَلْيَعْرِضْهُ لِلْغَزْوِ فَإِنْ ظَفِرَ فَظَفْرُهُ لَكَ وَإِلا اسْتَرَحْتَ مِنْهُ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يَبْعَثَهُ إِلَى عُمَانَ وَبِهَا خَلْقٌ مِنَ الْخَوَارِجِ عَلَيْهِمُ ابْنُ الْجُلَنْدَيِّ وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْيَشْكُرِيُّ، فَجَهَّزَ مَعَهُ سَبْعَمِائَةِ فَارِسٍ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لَيَحْمِلَهُمْ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي السُّفُنِ إِلَى جَزِيرَةِ بَرْكَاوَانَ [1] وَإِلَى عُمَانَ، فَفَعَلَ، فَأَنْكَى خَازِمٌ فِي الْخَوَارِجِ وَجَرَتْ لَهُ
__________
[1] في الأصل «ابن كاوان» ، والتصحيح من الكامل 5/ 452، ناحية بفارس.

(8/346)


حُرُوبٌ مَعَ شَيْبَانَ ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ حَتَّى بَلَغَ عِدَّةُ قَتْلَى الْخَوَارِجِ عَشْرَةَ آلافٍ فَقَتَلَ ابْنُ الْجَلَنْدِيُّ وَبَعَثَ خَازِمٌ بِالرُّءُوسِ إِلَى الْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] : «كَانَ لِصَاحِبِ الصِّينِ حَرَكَةٌ. وَكَانَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِسَمَرْقَنْدَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ وَأَنَّ صَاحِبَ الصِّينِ قَدْ أَقْبَلَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ سِوَى مَنْ يَتْبَعَهُ مِنَ التُّرْكِ، فَعَسْكَرَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ بِالأَمْرِ، فَعَسْكَرَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى مَرْوٍ وَجَمَعَ جُيُوشَهُ، وَسَارَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ إبراهيم من طخارستان، وَسَارَ جَيْشُ خُرَاسَانَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَأَنْجَدَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِعَشَرَةِ آلافٍ فَسَارَ زِيَادُ بِجُيُوشِهِ حَتَّى عَبَرَ نَهْرَ الشَّاشِ، وَأَقْبَلَ جَيْشُ الصِّينَ، فَحَاصَرُوا سَعْدَ [2] بْنَ حُمَيْدٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ دُنُوُّ زِيَادٍ تَرَحَّلُوا، ثُمَّ نَزَلَ صَاحِبُ جِبَالِ الصِّينِ مَدِينَةَ طَلْخٍ، فَقَصَدَهُ زِيَادٌ، ثُمَّ الْتَقَوْا مِنَ الْغَدِ، فَقَدَّمَ زِيَادٌ الرُّمَاةَ صَفًّا أَمَامَ الْجَيْشِ وَخَلْفَهُمْ أَصْحَابُ الرِّمَاحِ ثُمَّ الْخَيَّالَةُ ثُمَّ الْحُسْرُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَعَدَّ خَيْلا كَمِينًا، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ يَوْمَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ أَلْقَى اللَّهُ فِي قُلُوبِ الصِّينِ الرُّعْبَ وَنَزَلَ النَّصْرُ فَانْهَزَمَ الْكُفَّارُ» .
وَفِيهَا وَثَبَ الأَمِيرُ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى أَهْلِ مَدِينَةِ كِسٍّ [3] وَقَتَلَ الأَخْرِيدَ ملكها وهو سامع مطيع قد قدم على عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ بَلْخَ ثُمَّ إِنَّهُ تَلَقَّاهُ بِقُرْبِ كِسٍّ فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى خَزَائِنِهِ ثُمَّ بَعَثَ بِذَلِكَ أَجْمَعَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَقَتَلَ جماعة
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 351.
[2] في «المعرفة والتاريخ» : «سعيد» .
[3] بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. (ياقوت 4/ 460) .

(8/347)


مِنْ قُوَّادِ كِسٍّ، ثُمَّ عَهِدَ إِلَى أَخِي صَاحِبِ كِسٍّ فَمَلَّكَهُ وَرَجَعَ إِلَى بَلْخٍ.
وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ إِلَى السِّنْدِ لِقِتَالِ مَنْصُورِ بْنِ جَمْهُورٍ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ، فَسَارَ وَاسْتَخْلَفَ مَكَانَهُ عَلَى شُرْطَةِ السَّفَّاحِ الْمُسَيَّبَ بْنَ زُهَيْرٍ فَالْتَقَى هُوَ وَمَنْصُورٌ فَانْكَسَرَ جَيْشُ مَنْصُورٌ وَهَرَبَ فَمَاتَ فِي الرِّمَالِ عَطَشًا، وَقِيلَ مَاتَ بِالإِسْهَالِ.
وَفِيهَا مَاتَ أَمِيرُ الْيَمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ فَوُلِّيَ مَكَانَهُ عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعَ الْحَارِثِيُّ.
وَفِيهَا تَحَوَّلَ السَّفَّاحُ مِنَ الْحِيرَةِ فَنَزَلَ الأَنْبَارَ وَسَكَنَهَا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى.
وَكَانَ فِيهَا عَلَى الْبُلْدَانِ مَنْ ذُكِرَ، وَعَلَى مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَعَلَى الشَّامِ عَبْدُ اللَّهِ عَمُّ السَّفَّاحِ. وَعَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ أَخُو السَّفَّاحِ، وَعَلَى دِيوَانِ الأَمْوَالِ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ.
وَفِيهَا جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ جَيْشًا عَلَيْهِمُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرْشِيُّ لِلْغَزْوِ فَخَرَجَتِ الرُّومُ عَلَيْهِمْ كَوْشَانُ الْبَطْرِيقُ فَالْتَقَاهُمْ مَخْلَدُ بْنُ مُقَاتِلٍ فَانْهَزَمَ وَأُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ.

(8/348)


سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بِالْمَدِينَةِ، وَأَبُو عُقَيْلٍ زَهْرَةُ بْنُ مَعْبدٍ بِالثَّغْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ فِي قَوْلٍ، وعبد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ فِي قَوْل ابْنِ مُثَنَّى، وَيَزِيدُ بْنُ سنان الرهاوي بها، ويحيى ابن مُحَمَّدٍ أَخُو السَّفَّاحِ مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَرًا.
وَفِيهَا خَلَعَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الطَّاعَةَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ فَتَهَيَّأَ لِحَرْبِهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَبَعَثَ نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى تِرْمِذَ لِيُحْصِنُهَا فَقَتَلَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، وَسَارَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى آمُلَ وَمَعَهُ سِبَاعُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ الَّذِي قَدِمَ بِعَهْدِ زياد ابن صَالِحٍ مِنْ جِهَةِ السَّفَّاحِ، وَأَمَرَهُ السَّفَّاحُ إِنْ قَدِرَ عَلَى اغْتِيَالِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلْيَفْعَلْ، فَفَهِمَ ذَلِكَ أَبُو مُسْلِمٍ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَسَجَنَهُ بِآمُلَ وَعَبَرَ إِلَى بُخَارَى فَأَتَاهُ أَبُو شَاكِرٍ وَأَبُو سَعْدٍ وَقَدْ فَارَقَا زِيَادَ بْنَ صَالِحٍ فَسَأَلَهُمَا عَنْ شَأْنِ زِيَادٍ وَمَنْ أَفْسَدَهُ فَقَالا:
سِبَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي آمُلَ فَقَتَلَ سِبَاعًا، وَلَمَّا تَفَلَّلَ عَنْ زِيَادٍ أَعْوَانُهُ وَلَحِقُوا بِأَبِي مُسْلِمٍ لَحِقَ بِدَهْقَانَ بَازِلْتُ فَضَرَبَ الدِّهْقَانُ عُنُقَهُ وَتَقَرَّبَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ.

(8/349)


وفيها أو في التي قبلها أغزى السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى الصَّائِفَةِ فَحَزِرَهَا النَّاسُ بِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، قَالَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.

(8/350)


سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكُوفِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ عَلَى الأَصَحِّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ ذُو الرَّأْيِ [1] ، وَزِنْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي آخِرِ السَّنَةِ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ فِي قَوْلٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ الْعَابِدُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَرَّاثِ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاق بِالْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ إِلَى السَّفَّاحِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ، فَأَذِنَ لَهُ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى خُرَاسَانَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَقَدِمَ فِي جَمْعٍ وَحِشْمَةٍ عَظِيمَةٍ، وَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَبَالَغَ الْخَلِيفَةُ فِي إِكْرَامِهِ فَاسْتَأْذَنَ فِي الْحَجِّ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ يَحُجُّ لَوَلَّيْتُكَ الْمَوْسِمَ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ إِذْ ذَاكَ بِالْحَضْرَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين أطعني واقتل أبا مسلم فو الله إِنَّ فِي رَأْسِه لَغَدْرَةٌ، فَقَالَ: يَا أَخِي قَدْ عَرَفْتَ بَلاءَهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ، فَرَاجَعَهُ، فَقَالَ: كَيْفَ نَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ وَحَادَثْتُهُ دَخَلْتُ أَنَا وَتَغَفَّلْتُهُ وَضَرَبْتُ عُنُقَهُ مِنْ خلفه، فقال: كيف
__________
[1] هذا يؤيد أنه «ربيعة الرائي» لا «ربيعة الرأي» كما سبق بيانه.

(8/351)


بِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يُؤْثِرُونَهُ عَلَى دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ؟ قَالَ: يؤول ذَلِكَ إِلَى كُلِّ مَا تُرِيدُ وَلَوْ عَلِمُوا بِقَتْلِهِ تَفَرَّقُوا وَأَخَافُ إِنْ لَمْ تَتَغَدَّ بِهِ يَتَعَشَّاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ السَّفَّاحُ: لا تَفْعَلْ.
ثُمَّ حَجَّ فِيهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ، فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ وَقَفَلا وَرَدَ الْخَبَرُ بِذَاتِ عِرْقٍ بِمَوْتِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ بمُدَيْدَةَ قَدْ عَقَدَ لِأَبِي جَعْفَرٍ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَقَامَ بِأَمْرِ الْبَيْعَةِ يَوْمَ مَوْتِ السَّفَّاحِ عِيسَى بْنُ مُوسَى ابْنُ عَمِّهِ، وَبَعَثُوا أَبَا غَسَّانَ بِبَيْعَةِ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ رَاجِعًا فِي الطَّرِيقِ مِنْ عِنْدِ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ عَسْكَرَهُ وَقُوَّادَهُ لِنَفْسِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ السَّفَّاحَ جَعَلَ لَهُ الأَمْرُ ثُمَّ دَخَلَ حَرَّانَ وَغَلَبَ عَلَى الشَّامِ، وَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٌ الْمَنْصُورُ مِنَ الْحَجِّ فَدَخَل الْكُوفَةَ بِأَهْلِهَا الْجُمُعَةَ.

(8/352)


سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسَدُ بْن وَدَاعَةَ الْكِنْدِيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَخَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلٍ، وَخَيْرُ [1] بْنُ نُعَيْمٍ قَاضِي مِصْرَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ مَقْتُولا، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ فِي قَوْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِهِ، وَمَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأشل، وواهب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ الْمَدَنِيُّ، وَابْنُ الْمُقَفَّعِ قَتَلَهُ وَالِي الْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا فِي أَوَّلِهَا بَلَغَ أَهْلَ الشَّامِ مَوْتُ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ أَهْلُ دِمَشْقَ هَاشِمَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَامَ بِأَمْرِهِ فِيمَا قِيلَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَلَمَّا أَظَلَّهُمَا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْجُيُوشِ هَرَبَا، وَكَانَ عُثْمَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَهْلِ دِمَشْقَ فَخَرَجَ وَسَبَّ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ ثُمَّ إِنَّهُ قُتِلَ، وَدَخَلَ الْمَنْصُورُ دَارَ الإِمْرَةِ بِالأَنْبَارِ فَوَجَدَ عِيسَى بْنَ مُوسَى ابْنَ عَمِّهِ قَدْ بَذَرَ الْخَزَائِنَ فَجَدَّدَ النَّاسُ لَهُ الْبَيْعَةَ وَمِنْ بَعْدِهِ لِعِيسَى، وَأَمَّا عَمُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ أَبْدَى أَنّ السَّفَّاحَ قَالَ: مَنِ انتدب لمروان الحمار فهو وليّ
__________
[1] في الأصل «خنة» بدل «خير» والتصحيح من ترجمته المقبلة والخلاصة.

(8/353)


عَهْدِي مِنْ بَعْدِي وَعَلَى هَذَا خَرَجْتُ، فَقَامَ عُدَّةٌ مِنَ الْقُوَّادِ الْخُرَاسَانِيَّةِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، وَبَايَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَمُخَارِقُ بْنُ الْغِفَارِ وَأَبُو غَانِمٍ الطَّائِيُّ وَالْقُوَّادُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِأَبِي مُسْلِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ: إِنَّمَا هُوَ أَنَا وَأَنْتَ فَسِرْ نَحْوَ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَارَ بِسَائِرِ الْجَيْشِ مِنَ الأَنْبَارِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْخُزَاعِيُّ وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ، وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ كَانَ فَارَقَ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا تَنَكَّرَ لَهُ، وَخَشِيَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ الْخُرَاسَانِيَّةَ الَّذِينَ مَعَهُ لا تَنْصَحُ فَقَتَلَ مِنْهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا أمَرَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَقَتَلَهُمْ بِخَدِيعَةٍ، ثُمَّ نَزَلَ نَصِيبِينَ وَخَنْدَقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ فَنَزَلَ بِقُرْبٍ مِنْهُ ثُمَّ نَفَذَ إِلَيْهِ: إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِقِتَالِكَ وَلَكِنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلانِي الشَّامَ وَأَنَا أُرِيدُهَا. فَقَالَ الشَّامِيُّونَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ نُقِيمُ مَعَكَ وَهَذَا يَأْتِي بِلادَنَا وَيَقْتُلُ وَيَسْبِي وَلَكِنْ نَسِيرُ إِلَى بِلادِنَا وَنَمْنَعُهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَا يُرِيدُ الشَّامَ وَلَئِنْ أَقَمْتُمْ لَيَقْصِدَنَّكُمْ، ثُمَّ كَانَ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ نَحْوًا مِنْ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ، وَأَهْلُ الشام أكثر فرسانا وأكمل عدة، وكان على مَيْمَنَتُهُمْ بَكَّارَ بْنَ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيَّ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَاسْتَظْهَرَ الشَّامِيُّونَ غَيْرَ مَرَّةً، وكاد عَسْكَرُ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يَنْهَزِمُوا وَهُوَ يُثَبِّتُهُمْ وَيَرْتَجِزُ:
مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلا رَجَعْ ... فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَوْتِ وَقْعٌ
ثُمَّ أَرْدَفَ الْقَلْبُ بِمَيْمَنَتِهِ وَحَمَلُوا عَلَى مَيْسَرَةِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لابْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيِّ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ نَصْبِرَ وَنُقَاتِلَ فَإِنَّ الْفِرَارَ قَبِيحٌ بِمِثْلِكَ وَقَدْ عِبْتَهُ عَلَى مَرْوَانَ، قَالَ: إِنِّي أَقْصِدُ الْعِرَاقَ، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلّوا عسكرهم فاحتوى عَلَيهِ أَبُو مُسْلِمٍ بِمَا فِيهِ وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَبَعَثَ مَوْلًى لَهُ يُحْصِي مَا حَوَاهُ أَبُو مُسْلِمٍ، فَغَضِبَ عِنْدَهَا أَبُو مُسْلِمٍ وَتَنَمَّرَ وَهَمَّ بِقَتْلِ الْمَوْلَى وَقَالَ: إِنَّمَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا الْخُمْسُ، وَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَأَخُوهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَأَمَّا عَبْدُ الصَّمَدِ فَقَصَدَ الْكُوفَةَ فَاسْتَأْمَنَ

(8/354)


لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَأَمَّنَهُ الْمَنْصُورُ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَتَى أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةَ فَاخْتَفَى عِنْدَهُ وَأَمَّا الْمَنْصُورُ فَخَافَ مِنْ غَيْظِ أَبِي مُسْلِمٍ وَأَنْ يَذْهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَةِ الشَّامِ وَمِصْرَ فَأَقَامَ بِالشَّامِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ أَظْهَرَ الْغَضَبَ وَقَالَ: يُوَلِّينِي مِصْرَ وَالشَّامَ وَأَنَا لِي خُرَاسَانُ! وَعَزَمَ عَلَى الشَّرِّ، وَقِيلَ: بَلْ شَتَمَ الْمَنْصُورَ لَمَّا جَاءَهُ مَنْ يُحْصِي عَلَيْهِ الْغَنَائِمَ وَأَجْمَعَ عَلَى الْخِلافِ ثُمَّ طَلَبَ خُرَاسَانَ، وَخَرَجَ الْمَنْصُورُ إِلَى الْمَدَائِنِ، وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ الْعَالَمِ لَوْلا شُحُّهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيُقْدِمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَدُوٌّ، وَقَدْ كُنَّا نَرْوِي عَنْ مُلُوكِ آلِ سَاسَانَ أَنَّ أَخْوَفَ مَا يَكُونُ الْوُزَرَاءُ إِذَا سَكَتَتِ الدَّهْمَاءُ، فَنَحْنُ نَافِرُونَ مِنْ قُرْبِكَ حَرِيصُونَ عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ مَا وَفَّيْتَ، فَإِنْ أَرْضَاكَ ذَاكَ فَأَنَا كَأَحْسَنِ عَبِيدِكَ، وَإِنْ أَبَيْتَ نَقَضْتُ مَا أَبْرَمْتُ مِنْ عَهْدِكَ ضَنًّا بِنَفْسِي. فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ الْجَوَابَ يُطَمْئِنُهُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الْبَجَلِيِّ، وَكَانَ وَاحِدَ وَقْتِهِ فَخَدَعَهُ وَرَدَّهُ.
وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ فَذَكَرَ عَنْ جَمَاعَةٍ قَالُوا: كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ [1] :
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي اتَّخَذْتُ رَجُلا إِمَامًا [2] وَدَلِيلا عَلَى مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ وَكَانَ فِي مَحِلَّةِ الْعِلْمِ نَازِلا فَاسْتَجْهَلَنِي بِالْقُرْآنِ فَحَرَّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ، طَمَعًا فِي قَلِيلٍ قَدْ نَعَاهُ [3] اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ وَكَانَ كَالَّذِي دَلَّى بِغُرُورٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُجَرِّدَ السَّيْفَ وَأَرْفَعَ الرَّحْمَةَ فَفَعَلْتُ تَوْطِئَةً لِسُلْطَانِكُمْ، ثُمَّ اسْتَنْقَذَنِي اللَّهُ بِالتَّوْبَةِ، فَإِنْ يَعْفُ عَنِّي فَقِدْمًا عُرِفَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَإِنْ يُعَاقِبْنِي فَبِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ.
ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ خُرَاسَانَ مُشَاقًّا مُرَاغِمًا. فَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِمَنْ بِالْحَضْرَةِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يُعْظِمُونَ الأَمْرَ وَيَأْمُرُونَهُ بلزوم الطاعة وأن يرجع
__________
[1] في الأصل «أبو موسى» .
[2] كذا عند ابن الأثير، وفي الأصل «إماما رجلا» . ويقصد أخاه إبراهيم الإمام. (الطبري 7/ 483) .
[3] كذا عند ابن الأثير 5/ 470 وعند الطبري «تعافاه» .

(8/355)


إِلَى مَوْلاهُ، وَقَالَ الْمَنْصُورُ لِرَسُولِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ أَبُو حُمَيْدٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ:
كَلِّمْهُ بِاللِّينِ مَا يُمْكِنُ وَمَنِّهِ وَعَرِّفْهُ بِحُسْنِ نِيَّتِي وَتَلَطَّفَ، فَإِنْ يَئِسْتَ مِنْهُ فَقُلْ لَهُ:
قَالَ وَاللَّهِ لَوْ خُضْتَ البَحرَ لَخَاضَهُ وَرَاءَكَ، وَلَوِ اقْتَحَمْتَ النَّارَ لاقْتَحَمْتُهَا حَتَّى أَقْتُلَكَ. فَقَدِمَ الرَّسُولُ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَلَحِقَهُ بِحُلْوَانَ. فَاسْتَشَارَ أَبُو مُسْلِمٍ خَاصَّتَهُ فَقَالُوا: احْذَرْهُ، فَلَمَّا طَلَبَ الرَّسُولُ الْجَوَابَ قَالَ: ارْجِعْ إِلَى صَاحِبَكَ فَلَسْتُ آتِيهِ وَقَدْ عَزَمْتُ عَلَى خِلافِهِ، قَالَ: لا تَفْعَلْ، لا تَفْعَلْ، فَلَمَّا آيَسَهُ بَلَّغَهُ قَوْلُ الْمَنْصُورِ فَوَجَمَ لَهَا وَأَطْرَقَ مُنْكِرًا ثُمَّ قَالَ: قُمْ، وَانْكَسَرَ لِذَلِكَ الْقَوْلِ وَارْتَاعَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ كَتَبَ إِلَى نَائِبِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى خُرَاسَانَ فَاسْتَمَالَهُ وَقَالَ:
لَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَكَتَبَ نَائِبُ خُرَاسَانَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِنَّا لَمْ نَقُمْ لِمَعْصِيَةِ خُلَفَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ فَلا تُخَالِفَنَّ إِمَامَكَ، فَوَافَاهُ كِتَابُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَزَادَهُ رُعْبًا وَهَمًّا، ثُمَّ أَرْسَلَ مَنْ يَثِقْ بِهِ مِنْ أُمَرَائِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَلَمَّا قَدِمَ تَلَقَّاهُ بَنُو هَاشِمٍ بِكُلِّ مَا يَسُرُّ، وَاحْتَرَمَهُ الْمَنْصُورُ وَقَالَ: اصْرِفْهُ عَنْ وَجْهِهِ وَلَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَرَجَعَ وَقَالَ لِأَبِي مُسْلِمٍ: طَيِّبْ قَلْبَكَ لَمْ أَرَ مَكْرُوهًا إني رأيتهم معظمين لحقّك فارجع وَاعْتَذِرْ، فَأَجْمَعَ عَلَى الرُّجُوعِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو إِسْحَاقَ أَحَدُ قُوَّادِهِ مُتَمَثِّلا:
مَا لِلرِّجَالِ مَعَ الْقَضَاءِ مَحَالَةٌ ... ذَهَبَ الْقَضَاءُ بِحِيلَةِ الأَقْوَامِ
خَارَ اللَّهُ لَكَ، احْفَظْ عَنِّي وَاحِدَةً: إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْمَنْصُورِ فَاقْتُلْهُ ثُمَّ بَايِعْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّ النَّاسَ لا يُخَالِفُونَكَ.
وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمَنْصُورَ كَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ كَعْبٍ بِوِلايَةِ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: هَذَا ابْنُ كَعْبٍ مِنْ دُونِكَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ شِيعَتِنَا وَأَنَا مُوَجِّهٌ لِلِقَائِكَ أَقْرَانِكَ فَاجْمَعْ كَيْدَكَ غَيْرَ مُوَفَّقٍ وَحَسْبُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
فَشَاوَرَ أَبُو مُسْلِمٍ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ وَقَالَ: مَا الرَّأْيُ، فَهَذَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ

(8/356)


مِنْ هُنَا، وَهَذِهِ سُيُوفُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ خَلْفِنَا، وَقَدْ أَنْكَرْتُ مَنْ كُنْتُ أَثِقُ بِهِ مِنْ قُوَّادِي، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَضْطَغِنُ عَلَيْكَ أُمُورًا قَدِيمَةً فَلَوْ كُنْتَ وَالَيْتَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ كَانَ أَقْرَبُ، وَلَوْ أَنَّكَ قَبِلْتَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ مِنْهُ كُنْتَ فِي فَسْحَةٍ مِنْ أَمْرِكَ وَكُنْتَ اخْتَلَسْتَ رَجُلا مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ فَنَصَّبْتَهُ إِمَامًا فَاسْتَمَلْتَ بِهِ الْخُرَاسَانِيَّةَ وَأَهْلَ الْعِرَاقِ وَرَمَيْتَ أَبَا جَعْفَرٍ بِنَظِيرِهِ لَكُنْتَ عَلَى طَرِيق التَّدْبِيرِ.
أَتَطْمَعُ أَنْ تُحَارِبَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ بِحُلْوَانَ وَجَيْشُهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، لَيْسَ مَا ظَنَنْتَ لَكِنْ مَا بَقِيَ لَكَ إِلا أَنْ تَكْتُبَ إِلَى قُوَّادِكَ وَتَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هَذَا رَأْيٌ إِنْ وَافَقَنَا عَلَيْهِ قُوَّادُنَا. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَخْلَعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ قَوَّادِكَ! أَنَا أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ مِنْ قَتِيلٍ، أَرَى أَنْ تُوَجِّهَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ تَسْأَلُهُ الأَمَانَ فَإِمَّا صَفْحٌ وَإِمَّا قَتْلٌ عَلَى عِزٍّ قَبْلَ أَنْ تَرَى الْمَذَلَّةَ مِنْ عَسْكَرِكَ إِمَّا قَتَلُوكَ وَإِمَّا أَسْلَمُوكَ. قَالَ: فَسَفَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَهُمَا وَأَعْطَاهُ أَبُو جَعْفَر أَمَانًا مُؤَكَّدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحِينِهِ ثُمَّ بَعَثَ الْمَنْصُورُ أَمِيرًا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيَتَلَقَّاهُ وَلا يُظْهِرُ أَنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْمَنْصُورِ لِيُطَمْئِنَهُ وَيَذْكُرُ حُسْنَ نِيَّةِ الْخَلِيفَةِ لَهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ وَحَدَّثَهُ فَرِحَ الْمَغْرُورُ وَانْخَدَعَ، فَلَمَّا وَصَلَ الْمَدَائِنَ أَمَرَ الْمَنْصُورُ الأَعْيَانَ فَتَلَقَّوْهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ سَلَّمَ قَائِمًا فَقَالَ الْمَنْصُورُ: انْصَرِفْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَاسْتَرِحْ وَادْخُلِ الْحَمَّامَ ثُمَّ اغْدُ عَلَيَّ، فَانْصَرَفَ، وَكَانَ مِنْ نِيَّةِ الْمَنْصُورِ أَنْ يَقْتُلَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَمَنَعَهُ وَزِيرُهُ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ خُرُوجِهِ وَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ أَقْدِرُ عَلَى هَذَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ وَلا أَدْرِي مَا يَحْدُثُ فِي لَيْلَتِي، وَكَلَّمَنِي فِي الْفَتْكِ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَكَّرْتُ فَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ لا مَرْحَبًا بِكَ أَنْتَ مَنَعْتَنِي مِنْهُ أَمْسَ وَاللَّهِ مَا غَمَضْتُ الْبَارِحَةَ، ادْعُ لِي عُثْمَانَ بْنَ نَهِيكٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ كَيْفَ بَلا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَلَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَّكِئَ عَلَى سَيْفِي حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي لَفَعَلْتُ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتُكَ بِقَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ؟ فَوَجَمَ لَهَا سَاعَةً

(8/357)


لا يَتَكَلَّمُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ لا تَتَكَلَّمُ! فَقَالَ قَوْلةً ضَعِيفَةً: «أَقْتُلُهُ» . فَقَالَ:
انْطَلِقِ اذْهَبْ فجيء بِأَرْبَعَةً مِنْ وُجُوهِ الْحَرَسِ وَشُجْعَانِهِمْ، فَذَهَبَ فَأَحْضَرَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ وَثَلاثَةٌ فَكَلَّمَهُمْ فَقَالُوا: نَقْتُلُهُ، فَقَالَ: كُونُوا خَلْفَ الرِّوَاقِ فَإِذَا صَفَّقْتُ فَدُونُكُمُوهُ، ثُمَّ طَلَبَ أَبَا مُسْلِمٍ فَأَتَاهُ، وَخَرَجْتُ لِأَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَتَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ دَاخِلا فَتَبَسَّمَ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَدَخَلَ فَرَجَعْتُ فَإِذَا بِهِ مَقْتُولٌ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ أَبُو الْجَهْمِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أَرُدَّ النَّاسَ؟
قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ بِمَتَاعٍ يُحَوَّلُ إِلَى رِوَاقٍ آخَرَ وَفُرُشٍ، وَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ لِلنَّاسِ:
انْصَرِفُوا فَإِنَّ الأَمِيرَ أَبَا مُسْلِمٍ يُرِيدُ أَنْ يُقِيلَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَوُا الْمَتَاعَ يُنْقَلُ فَظَنُّوهُ صَادِقًا فَانْصَرَفُوا وَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِلأُمَرَاءِ بِجَوَائِزِهِمْ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ:
فَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو مُسْلِمٍ فَعَاتَبْتُهُ ثُمَّ شَتَمْتُهُ فَضَرَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَخَرَجَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ [1] وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ فَسَقَطَ، فَقَالَ وَهُمْ يَضْرِبُونَهُ: الْعَفْوَ، فَقُلْتُ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ الْعَفْوَ وَالسُّيُوفُ قَدِ اعْتَوَرَتْكَ، ثُمَّ قُلْتَ: اذْبَحُوهُ، فَذَبَحُوهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ أُلْقِيَ فِي دِجْلَةَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: خَلُّوهُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَخْبِرْنِي عَنْ سَيْفَيْنِ أَصَبْتَهُمَا فِي مَتَاعِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَلِيٍّ، فَقَالَ: هَذَا أَحَدُهُمَا قَالَ: أَرِنِيهِ فَانْتَضَاهُ فَنَاوَلَهُ، فَهَزَّهُ الْمَنْصُورُ ثُمَّ وَضَعَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ وَأَقْبَلَ يُعَاتِبُهُ، وَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِكَ إِلَى أَخِي أَبِي الْعَبَّاسِ تَنْهَاهُ عَنِ الْمَوْتِ أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَنَا الدِّينَ، قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أَخْذَهُ لا يَحِلُّ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ تَقَدُّمِكَ إِيَّايَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، قَالَ: كَرِهْتُ اجْتِمَاعَنَا عَلَى الْمَاءِ فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَجَارِيةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ أَرَدْتَ أَنْ تَتَّخِذَهَا، قَالَ: لا وَلَكِنْ خِفْتُ أَنْ تَضِيعَ فَحَمَلْتُهَا فِي قُبَّةٍ وَوَكَّلْتُ بِهَا مَنْ يَحْفَظُهَا، قَالَ: فَمُرَاغَمَتِكَ وَخُرُوجِكَ إِلَى خُرَاسَانَ، قَالَ: خِفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَكَ مِنِّي شَيْءٌ فَقُلْت أَذْهَبُ إِلَيْهَا وَأَكْتُبُ إِلَيْكَ بِعُذْرِي، وَالآنَ قَدْ ذَهَبْتَ مَا في
__________
[1] في الأصل «واح» والتحرير من السياق وتاريخ ابن الأثير 5/ 474 والطبري 7/ 488.

(8/358)


نَفْسِكَ عَلَيَّ. قَالَ: تاللَّه مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: ألَسْتَ الْكَاتِبُ إِلَيَّ تَبْدَأُ بِنَفْسِكَ، وَالْكَاتِبُ إِلَيَّ تَخْطُبُ عَمَّتِي أَمِينَةَ وتزعم أنك ابن سُلَيْطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى قَتْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ مَعَ أَثَرِهِ فِي دَعْوَتِنَا وَهُوَ أَحَدُ نُقَبَائِنَا! فَقَالَ: عَصَانِي وَأَرَادَ الْخِلافَ عَلَيَّ فَقَتَلْتُهُ فَقَالَ: فَأَنْتَ تُخَالِفُ عَلَيَّ! قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، وَضَرَبَهُ بِعَمُودٍ ثُمَّ وَثَبُوا عَلَيْهِ. وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ قَدْ قَتَلَ فِي دَوْلَتِهِ وَفِي حُرُوبِهِ سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ صَبْرًا، وَقِيلَ إِنَّهُ لَمَّا سَبَّهُ الْمَنْصُورُ انْكَبَّ عَلَى يَدِهِ يُقَبِّلُهَا وَيَعْتَذِرُ، وَقِيلَ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهُ عُثْمَانُ فَمَا صَنَعَ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ قَطَعَ حَمَائِلَ سَيْفِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمَؤْمِنِينَ اسْتَبْقِنِي لِعَدُوِّكَ، قَالَ: إِذًا لا أَبْقَانِي اللَّهُ وَأَيُّ عَدُوٍّ أَعْدَى لِي مِنْكَ، ثُمَّ هَمَّ الْمَنْصُورُ بِقَتْلِ أَبِي إِسْحَاقَ صَاحِبِ حَرَسِ أَبِي مُسْلِمٍ وَبِقَتْلِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَلَّمَهُ فِيهِمَا أَبُو الْجَهْمِ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُنْدُهُ جُنْدُكَ أَمَرْتَهُمْ بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعُوهُ، ثُمَّ أَجَازَهُمَا وَأجَازَ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ قُوَّادِهِ بِالْجَوَائِزِ السَّنِيَّةَ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ. ثُمَّ كَتَبَ بِعَهْدِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَى خُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَهَا.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ وَهُوَ فِي سُرَادِقٍ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى فَجَاءَ فَأَعْلَمَهُ فَأَعْطَاهُ الرَّأْسَ وَالْمَالَ فَخَرَجَ بِهِ وَنَثَرَ الْمَالَ عَلَى الْخُرَاسَانِيَّةَ فَتَشَاغَلُوا بِالذَّهَبِ [2] .
وَفِيهَا خَرَجَ سِنْبَاذُ بِخُرَاسَانَ لِلطَّلَبِ بِثَأْرِ أَبِي مُسْلِمٍ، وَكَانَ سِنْبَاذٌ مَجُوسِيًّا تَغَلَّبَ عَلَى نَيْسَابُورَ وَالرَّيِّ وَأَخَذَ خَزَائِنَ أَبِي مُسْلِمٍ وتقوّى بها، فجهّز المنصور
__________
[1] تاريخ خليفة 416.
[2] في تاريخ خليفة: «ونثر الأموال فتشاغل الناس بها» .

(8/359)


لِحَرْبِهِ جَهْوَرَ بْنَ مَرَّارٍ الْعِجْلِيَّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بَيْنَ الرَّيِّ وَهَمَذَانَ وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مُهَوِّلَةً فَهُزِمَ سِنْبَاذٌ وقُتِلَ مِنْ جَيْشِهِ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ أَلْفًا، وَكَانَ غَالِبُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجِبَالِ، وَسُبِيَتْ ذَرَارِيهِمْ، ثُمَّ قُتِلَ سِنْبَاذٌ بِقُرْبِ طَبَرِسْتَانَ.
وَفِيهَا خَرَجَ مُلَبَّدُ بْنُ حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيُّ مُحَكِّمًا بِنَاحِيَةِ الْجِزِيرَةِ، فَانْتَدَبَ لِقِتَالِهِ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ عَسْكَرِ النَّاحِيَةِ فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ، ثُمَّ الْتَقَاهُ عَسْكَرُ الْمَوْصِلِ فَهَزَمَهُمْ.
ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، فَهَزَمَهُ مُلَبَّدٌ وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ. ثُمَّ جَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُهَلْهَلَ بْنَ صَفْوَانَ فِي أَلْفَيْنِ نَقَاوَةً فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ وَاسْتَوْلَى عَلَى عَسْكَرِهِمْ. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ جَيْشًا آخَرَ فَهَزَمَهُمْ وَعَظُمَتْ هَيْبَتُهُ وَبَعُدَ صِيتُهُ فَسَارَ لِحَرْبِهِ جَيْشٌ لَجِبٌ وَعِدَّةُ قُوَّادٍ فَهَزَمَهُمْ، وَتَحَصَّنَ مِنْهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِيَكُفَّ عَنْهُ.
وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ، فَذَكَر أَنَّ خُرُوجَ مُلَبَّدٍ كَانَ فِي الْعَامِ الآتِي.
وَمَاتَ أَمِيرُ مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ وَوَلِيَ بَعْدَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ.

(8/360)


سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ بِدِمَشْقَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلٍ:
وَسُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ فِي قَوْلٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ الْقَرَظِيُّ الْمَدِينِيُّ.
وَفِيهَا أَهَمّ الْمَنْصُورَ شَأْنُ مُلَبَّدٍ الشَّيْبَانِيِّ فَنَدَبَ لِقِتَالِهِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَسَارَ فِي ثمانية آلاف فارس فالتقوا فَقَتَلَ اللَّهُ تَعَالَى مُلَبَّدًا بَعْدَ حُرُوبٍ يَطُولُ شَرْحُهَا.
وَفِيهَا غَزَا الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ فَنَزَلَ دَابِقَ فَأَقْبَلَ طَاغِيَةَ الرُّومِ قُسْطَنْطِينَ ابْنَ أَلْيُونَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ فَالْتَقَاهُ صَالِحُ فَانْتَصَرَ وللَّه الْحَمْدُ وَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَكَانَ هَذَا اللَّعِينُ قَدْ أَخَذَ مَلَطْيَةَ مِنْ قَرِيبٍ وَهَدَمَ سُورَهَا كَمَا ذَكَرْنَا.
وَفِيهَا ظَهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ مَعَ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.

(8/361)


وَأَمَّا جَهْوَرُ بْنُ مَرَّارٍ الْعِجْلِيُّ فَإِنَّهُ هَزَمَ سِنْبَاذَ كَمَا مَضَى، وَحَوَى مَا فِي عَسْكَرِهِ مِنَ الأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ الَّتِي أَخَذَهَا سِنْبَاذُ مِنْ خَزَائِنِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلَمْ يَبْعَثْ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، ثُمَّ خَافَ فَخَلَعَ الْمَنْصُورَ. فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ فَالْتَقَوْا وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ انْكَسَرَ جَهْوَرُ فَهَرَبَ إِلَى أَذْرَبَيْجَانَ ثُمَّ قُتِلَ.
وَفِيهَا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ الأُمَوِيُّ إِلَى الأَنْدَلُسِ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ وَبَقِيَتِ الأَنْدَلُسُ فِي يَدِ أوْلادِهِ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِمِائَةِ والله أعلم.

(8/362)


سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النخعي، وخالد ابن يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ. وَسَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو بِشْرٍ بِالْبَصْرَةِ. وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ الدِّمَشْقِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ.
وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ. وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ.
وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ.
وَفِيهَا خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ فَأَتَى مَدِينَةَ مَلَطْيَةَ وَهِيَ خَرَابٌ فَعَسْكَرَ بِهَا، وَأَقْبَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَاحِدِ فَنَزَلَ عَلَى مَلَطْيَةَ فَزَرَعَ أَرْضَهَا وَطَبَخَ كِلْسًا لِبِنَاءِ سُورِهَا [1] ثُمَّ قَفَلَ فَوَجَّهَ طَاغِيَةُ الرُّومِ مِنْ حَرْقِ الزَّرْعِ [2] .
وفيها غزا الأمير صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَالأَمِيرُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَوَغَلا فِي أَرْضِ الرُّومِ، وَغَزَتْ مَعَهُمَا أُمُّ عِيسَى وَلُبَابَةُ أُخْتَا الأَمِيرِ صَالِحٍ، وَكَانَتَا نَذَرَتَا إِنْ زَالَ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ أَنْ تُجَاهِدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ هذا العام صائفة ولا غزو
__________
[1] في الأصل «صورها» .
[2] انظر تاريخ خليفة 418.

(8/363)


إِلَى أَنْ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ لاشْتِغَالِ الْمَنْصُورِ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ بِخُرُوجِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَيْهِ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَوَلِيَ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَاخْتَفَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَآلِهِ خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَعِيسَى فَعَزَمَ عَلَيْهِمَا فِي إِشْخَاصِ أَخِيهِمَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَعْطَاهُمَا لَهُ الأَمَانُ وَكَتَبَ إلى سفيان ابن مُعَاوِيَةَ لِيَحُثَّهُمَا عَلَى ذَلِكَ، فَأَقْدَمُوا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى الْمَنْصُورِ فَسَجَنَهُ، وَسَجَنَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، وَقَتَلَ بَعْضَهُمْ، وَبَعَثَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِلَى خُرَاسَانَ لِيَقْتُلَهُمْ خَالِدٌ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو المنصور.

(8/364)


سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَيُّوبُ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فِي أَوَّلِهَا، وَأَبُو خَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ الأَعْرَجُ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ بِخُلُفَ، وَسَعْدُ بْنُ إسحاق ابن كَعْبٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ فِيهَا بِخُلُفَ، وَعُرْوَةُ بن رويم، وعمارة ابن غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ بِخُلُفَ.
وَفِيهَا تَوَجَّهَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى إِلَى الْمِصِّيصَةِ فَرَابَطَ فِيهَا حَتَّى بَنَاهَا وَأَحْكَمَهَا وَسَكَنَهَا النَّاسُ، وَتَوَجَّهَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن محمد العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ فَأَقَامَ عَلَى مَلَطْيَةَ سَنَةً حَتَّى بَنَاهَا وَرَمَّ شَعْثَهَا وَأَسْكَنَهَا النَّاسَ [1] .
وَفِيهَا ثَارَ جَمْعٌ مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ عَلَى أَمِيرِهَا أَبِي دَاوُدَ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ لَيْلا وَهُوَ بِمَرْوٍ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى دَارِهِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى طَرَفِ آجُرَّةٍ خَارِجَةٍ وَجَعَلَ يُنَادِي أَصْحَابَهُ، فَانْكَسَرَتْ بِهِ الآجُرَّةُ، فَوَقَعَ فَانْكَسَرَ ظَهْرُهُ فَمَاتَ مِنَ الْغَدِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيَّ فَقَبَضَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ اتَّهَمَهُمْ بِالدَّعْوَةِ إِلَى وَلَدِ فاطمة رضي الله عنها،
__________
[1] زاد في «معجم البلدان» 4/ 634 (وغزا الصائفة) .

(8/365)


مِنْهُمْ مُجَاشِعُ بْنُ حُرَيْثٍ [1] صَاحِبُ بُخَارَى، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ [2] مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ عَامِلُ [3] قُوهِسْتَانَ [4] وَالْحَريشُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ [5] ابْنُ عَمِّ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَقَتَلَهُمْ، وَضَرَبَ الْجُنَيْدَ بْنَ خَالِدٍ التَّغْلِبِيَّ وَمَعْبَدًا الْمُرِّيَّ ضَرْبًا شَدِيدًا وَحَبَسَهُمَا فِي عِدَّةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ.
وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ثُمَّ سَلَكَ الشَّامَ وَنَزَلَ الرِّقَّةَ فَقَتَلَ بِهَا مَنْصُورُ بْنُ جَعْوُنَةَ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِالْكُوفَةِ، وَأَمَرَ بِالشُّرُوعِ بعمل مدينة بغداد واختطّها.
__________
[1] الأنصاري. كما في الكامل 5/ 498.
[2] هو خالد بن كثير (الطبري 7/ 503، ابن الأثير 5/ 498) .
[3] «عامل» مستدركة من الكامل 5/ 498. والطبري 7/ 503.
[4] بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء، وسين مهملة، وتاء مثناة من فوق وآخره نون، وهو تعريب كوهستان ومعناه موضع الجبال، بين هراة ونيسابور. (ياقوت 4/ 416) .
[5] في الأصل «الدهلي» .

(8/366)


ذكر الطَّبَقَةِ عَلَى الْمُعْجَمِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ [1] بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْجَعْفَرِيُّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَلَّبِ الْمَعْرُوفُ بِإِبْرَاهِيمَ أَخُو السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ، يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ.
كَانَ يَكُونُ بِالْحُمَيِّمَةَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرَاةِ، عَهِدَ إِلَيْهِ أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فِي السَّيْرِ بِالإِمَامَةِ فَبَلَغَ خَبَرَهُ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ فَأَخَذَهُ وَحَبَسَهُ مُدَّةً بِحَرَّانَ ثُمَّ قَتَلَهُ غِيلَةً.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 318، الخلاصة 21، الجرح 2/ 125.
[2] الطبري 7/ 435، العقد الفريد 4/ 479، تهذيب ابن عساكر 2/ 290، تهذيب التهذيب 1/ 157، الوافي 6/ 105، التاريخ الكبير 1/ 317. الجرح والتعديل 2/ 124. الكامل في التاريخ 5/ 422.
البداية والنهاية 10/ 39. سير أعلام النبلاء 5/ 379 رقم 173.

(8/367)


روى عنه أَخُوهُ وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ.
وَكَانَتْ شِيعَةُ بَنِي هَاشِمٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ وَيُكَاتِبُونَهُ مِنْ خُرَاسَانَ، وكان أَبُوهُ أَوْصَى إِلَيْهِ وَلِذَلِكَ كَانُوا يُلَقِّبُونَهُ بِالإِمَامِ. وَهُوَ الَّذِي أَنْفَذَ أَبَا مُسْلِمٍ دَاعِيًا لَهُ إِلَى خُرَاسَانَ وَجَعَلَهُ مُقَدَّمًا عَلَى دُعَاتِهِ وَنُقَبَائِهِ، إِلَى أَنِ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانُ لِأَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَرْسَلَ رَسُولا مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا فَغَمَّهُ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُكَ عَرَبِيًّا يَطَّلِعُ عَلَى أَمْرِكَ فَإِذَا أَتَاكَ فَاقْتُلْهُ، فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَفَتَحَ الْكِتَابَ وَقَرَأَهُ فَأَتَى بِهِ مَرْوَانَ فَقَبَضَ حِينَئِذٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ بِهِ فَغُمَّ فِي سِجْنِ حَرَّانَ، جَعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ مُخَدَّةً وَقَعَدُوا فَوْقَهَا حَتَّى تَلَفَ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ بِتَجَمُّلٍ وَافِرٍ وَمَعَهُ ثَلاثُونَ نَجِيبًا فَشَهَرَ نَفْسَهُ فِي الْمَوْسِمِ وَرَآهُ أَهْلُ الشَّامِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِمْسَاكِهِ، وَكَانَ جَوّادًا فَاضِلا نَبِيلا سَرِيًّا خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ. وَكَانَ قَدْ أَمَرَ أَبَا مُسْلِمٍ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَقَتْلِ مَنْ يَتَّهِمُهُ. وَلَمَّا أُغِمَّ صَارَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ لَمَّا أُحِيطَ بِهِ.
وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُرَّةَ الدِّمَشْقِيُّ [1] .
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَالأَوْزَاعِيُّ وصدقة بن عبد الله السمين.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 329، الخلاصة 22، الجرح 2/ 137، تهذيب ابن عساكر 2/ 299، تهذيب التهذيب 1/ 163، التقريب 1/ 43.

(8/368)


صَدُوقٌ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ الطَّائِفِيُّ [1]- ع- نَزِيلُ مَكَّةَ.
عَنْ أَنَسٍ وَعَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ وَطَاوُسٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابن المديني: له نحو ستين حديثا.
وقال الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: مَنْ لَمْ تَرَ وَاللَّهِ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا سَمِعَ، كَانَ فَقِيهًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ كَانَ حِفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ مِنْ حِفْظِ ابْنِ طَاوُسٍ: قَالَ: لَوْ شِئْتَ قُلْتُ لَكَ إِنِّي أُقَدِّمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحِفْظِ فَعَلْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ ميمون [2]- د ن- أبو إسحاق الصائغ المروزي.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 328، الخلاصة 22، الجرح 2/ 133، تهذيب ابن عساكر 2/ 301، تهذيب الأسماء 1/ 105، تهذيب التهذيب 1/ 172. التقريب 1/ 44. المشاهير 87. تاريخ أبي زرعة 1/ 244. المعرفة والتاريخ 1/ 257.
[2] التاريخ الكبير 1/ 325، الخلاصة 22، الجرح 2/ 134، ميزان الاعتدال 1/ 69، تهذيب التهذيب 1/ 172. التقريب 1/ 44. المشاهير 195. المعرفة والتاريخ 195. المعرفة والتاريخ 2/ 104 و 3/ 337 و 350. التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 3102.

(8/369)


روى عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ ظُلْمًا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] بْنِ مَرْوَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَانِيُّ.
بُويِعَ بِالْخِلافَةِ وَخَطَبَ لَهُ عَلَى الْمَنَابِر بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ بِعَهْدٍ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: بَلْ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْهِ أَخُوهُ وَأَنَّهُ بُويِعَ بِلا عَهْدٍ.
روى عن الزُّهْرِيِّ وَعَنْ عَمِّهِ هِشَامٍ.
حَكَى عَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ أَبْيَضَ جَمِيلا وسيما جسيما طَوِيلا.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جَاءَ إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟! قَالَ شَيْبَانُ: ثنا الْعَلاءُ بْنُ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ احْتَضَرَ فَأَتَاهُ قَطَنٌ فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 2/ 306. تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 279 ب- 280 أ. ب.
تاريخ الخلفاء 253. معجم بني أمية 9 و 10. الوافي 6/ 163. تاريخ اليعقوبي 3/ 75. تاريخ الطبري 3/ 299. الكامل في التاريخ 5/ 308، سير أعلام النبلاء 5/ 376 رقم 171. البداية والنهاية 10/ 21. المعرفة والتاريخ 2/ 828.

(8/370)


لِمَا وَلَّيْتَ أَمْرَهُمْ أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَلاءِ إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ فَقُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَأَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ أَبِي: وَلا وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيْهِ يَزِيدُ شَيْئًا.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بُويِعَ فَمَكَثَ سَبْعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ خُلِعَ وَوَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَمَّنَهُ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
آدَمُ بن سليمان مولى قريش الكوفي [1]- م ت ن- وَالِدُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ.
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءً وَغَيْرَهُمَا.
وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ابْنُهُ لِصِغَرِهِ.
إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- خ م د ن-.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ وأبي قتادة تميم ابن يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ ومائة.
__________
[1] الجرح 2/ 268. تهذيب التهذيب 1/ 196، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 2456 و 2931.
[2] المشاهير 152، الوافي 8/ 414، الجرح 2/ 222، التاريخ الكبير 1/ 366، تهذيب التهذيب 1/ 236. التقريب 1/ 58. الخلاصة 28. التاريخ لابن معين 2/ 24 رقم 3819 و 3820.

(8/371)


إِسْحَاقُ [1] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ [2]- ع- زيد بن سهل الأنصاري النجاري [3] . أَحَدُ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ بِالْمَدِينَةِ.
سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عقيل والطفيل بن أبيّ ابن كَعْبٍ وَأَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ.
وعنه عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَمَالِكٌ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ.
أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ [4] .
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَجَابِرُ بْنُ غَانِمٍ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِدِمَشْقَ وَفِيهِ نَصَبٌ مَعْرُوفٌ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ [5]- ع- بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ المكيّ.
__________
[1] الجرح 2/ 226، التاريخ الكبير 1/ 393، تهذيب الأسماء 1/ 116، المشاهير 67، تهذيب التهذيب 1/ 239. التقريب 1/ 59. الوافي 8/ 416. الخلاصة 29. تاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 562.
المعرفة والتاريخ 1/ 423 و 427. التاريخ لابن معين 2/ 26 رقم 4417 و 4091.
[2] في «التقصّي» المعروف ب «تجريد التمهيد» : يكنى أبا يحيى.
[3] في الأصل «البخاري» .
[4] الجرح 2/ 337. المشاهير 113. ميزان الاعتدال 1/ 207. لسان الميزان 1/ 385. المعرفة والتاريخ 1/ 117 و 129. تاريخ أبي زرعة 2/ 699.
[5] الجرح 2/ 159، المشاهير 145، التاريخ الكبير 1/ 435، ميزان الاعتدال 1/ 222، الوافي 8/ 94، تهذيب التهذيب 1/ 283. التقريب 1/ 67. الخلاصة 32. التاريخ لابن معين 2/ 31 رقم 631.
تاريخ أبي زرعة 1/ 256.

(8/372)


ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الآتِي بَعْدَ وَرَقَتَيْنِ وَابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الآتِي بعد ورقة.
روى عن أبيه وبجير بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ وسعيد المقبري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَمَكْحُولٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ سِتِّينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
يُقَالُ: تُوُفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ [1]- د ت- الْفَقِيهُ ابْنُ الْفَقِيهِ.
كَانَ جَدُّهُ مِنْ سَبْيِ أَصْبَهَانَ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ وَأَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ.
وعنه مُعْتَمِدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م د ن-.
سَمِعَ سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 351، الجرح 2/ 164، ميزان الاعتدال 1/ 225، تهذيب التهذيب 1/ 290، التقريب 1/ 68، الخلاصة 33.
[2] الجرح 2/ 172، التاريخ الكبير 1/ 356، ميزان الاعتدال 1/ 232، تهذيب التهذيب 1/ 301، التقريب 1/ 70. الخلاصة 34. المعرفة والتاريخ 3/ 203. التاريخ لابن معين 2/ 35 رقم 2388.

(8/373)


وَلَهُ أَحَادِيثُ نَحْوُ الْعَشَرَةِ.
روى عنه ابْنُهُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَيُكَنَّى بِابْنِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَمِنْ أَخْبَارِهِ أَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ بَغْدَادَ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى فِي أَيَّامِ السَّفَّاحِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م د ن- بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ [2] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي رَزِينٍ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَلِيُّ بْن عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ فِيمَا قِيلَ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ [3]- خ م د ن ق- الإمام أبو عبد الحميد المخزومي مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ مُؤَدِّبُ آلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان من ثقات الشاميين وعلمائهم الكبار.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 356، الجرح 2/ 171، ميزان الاعتدال 1/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 305، التقريب 1/ 70. الخلاصة 34. المعرفة والتاريخ 1/ 343 و 2/ 270 و 3/ 102.
[2] بفتح السين والباء. نوع من الثياب. (اللباب 2/ 89) .
[3] المشاهير 179. الجرح 2/ 182. الوافي 9/ 154، الحلة السيراء 2/ 335. تهذيب ابن عساكر 3/ 28. رياض النفوس 1/ 75. معالم الإيمان 1/ 155. البيان المغرب 1/ 48. تهذيب التهذيب 1/ 317. الحلية 6/ 85. تاريخ أبي زرعة 1/ 230. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 36 رقم 5341. طبقات خليفة 315. التاريخ الكبير 1/ 366. التاريخ الصغير 2/ 11. سير أعلام النبلاء 5/ 213 رقم 84. خلاصة تذهيب الكمال 35.

(8/374)


روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه سَعِيدٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَعْنٍ التَّنُوخِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْهُ وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاهُ إِمْرَةَ الْغَرْبِ فَأَقَامَ بِهَا سَنَةَ مِائَةٍ وَسَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَلَّوْا بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى الْحَجَّاجِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: [1] أَسْلَمَ عَامَّةُ الْبَرْبَرِ فِي وِلايَةِ إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ حَسَنُ السِّيرَةِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلامٌ، قِيلَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [2] : كَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ طَرِيقِ الْقَنَوَاتِ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَشْرَفَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ وَمَعَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: اقْرَأْ يَا إِسْمَاعِيلُ، فَقَرَأَ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) 23: 115 [3] فَخَرَّتْ عَلَى وَجْهِهَا، وَخَرَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى وَجْهِهِ فَمَا رَفَعَا رُءُوسَهُمَا حَتَّى ابْتَلَّ مَا تَحْتَ وُجُوهِهِمَا مِنَ الدُّمُوعِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر:
ثنا الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ:
__________
[1] تاريخ خليفة 323.
[2] تهذيب ابن عساكر 3/ 28.
[3] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 115.

(8/375)


يَا إِسْمَاعِيلُ عَلِّمْ بَنِيَّ فَإِنِّي مُثِيبُكَ عَلَى ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ قَوْسًا قَلَّدَهُ اللَّهُ قَوْسًا مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: فَإِنِّي لَسْتُ أُعْطِيكَ عَلَى الْقُرْآنِ إِنَّمَا أَعْطِيكَ عَلَى النَّحْوِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سعيد بن العاص [1]- ق- أبو محمد الأموي، وَيُعْرَفُ أَبُوهُ بِالأَشْدَقِ.
روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.
روى عنه شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَآخَرُونَ.
سَكَنَ الأَعْوَصَ بِالْحِجَازِ بَعْدَ قَتْلِ وَالِدِه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَتَعَبَّدَ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ يُعَدُّ مِنْ عُبَّادِ الأَشْرَافِ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرَاهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ قَالَ: لَوْ كَانَ الأَمْرُ إِلَيَّ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَوْ صَاحِبَ الأَعْوَصِ.
وَالأَعْوَصُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ.
تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ هَمَّ بِالْفَتْكِ بِهِ فَخَوَّفُوهُ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ فتركه.
__________
[1] الجرح 2/ 190، تهذيب التهذيب 1/ 320، الوافي 9/ 183، التقريب 1/ 72، الخلاصة 35، التاريخ الكبير 1/ 368، تهذيب ابن عساكر 3/ 41.

(8/376)


لَهُ حَدِيثٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [1]- خ م ت ن ق- أبو محمد الزهري المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمَّيْهِ عَامِرٍ وَمُصْعَبٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَرْفَعِ هَؤُلاءِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ.
قُلْتُ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَبَاهُ لِخُرُوجِهِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَأَسَرَ هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَعَفَا عَنْهُ لِكَوْنِهِ لَمْ يَكُنْ أَنْبَتَ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
أسلم المنقري [2]- د [3]- أبو سعيد.
روى عن ابْنِ أَبْزَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فضيل.
وثّقه أحمد بن حنبل.
__________
[1] الجرح 2/ 194، التاريخ الكبير 1/ 371، تهذيب التهذيب 1/ 329، الخلاصة 36.، التقريب 1/ 73. المعرفة والتاريخ 1/ 369.
[2] الجرح 2/ 307، التاريخ الكبير 2/ 24، تهذيب التهذيب 1/ 267، التقريب 1/ 64، الخلاصة 31. المعرفة والتاريخ 1/ 220.
[3] الرمز من الخلاصة.

(8/377)


الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ [1]- ع-.
عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ ونُبَيْحٍ [2] الْعَنْزِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
أُسَيْدُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادُ [3]- 4- أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ.
روى عن أَبَوَيْهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَمُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الكندي الكوفي [4]- م ت ن ق- الأفرق التوابيتي النجار.
روى عن عِكْرِمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ.
__________
[1] الجرح 2/ 292. تهذيب التهذيب 1/ 341. التقريب 1/ 76. الخلاصة 37. التاريخ الكبير 1/ 448 التاريخ لابن معين 2/ 38 رقم 1683. المعرفة والتاريخ 1/ 483.
[2] بالتصغير.
[3] الجرح 2/ 317، تهذيب التهذيب 1/ 343، الوافي 9/ 259، التقريب 1/ 77، الخلاصة 37.
[4] الجرح 2/ 271، تهذيب التهذيب 1/ 352، ميزان الاعتدال 1/ 263، الوافي 9/ 276، التقريب 1/ 79. الخلاصة 38. التاريخ الكبير 1/ 430. تاريخ أبي زرعة 1/ 658. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 40 رقم 1249.

(8/378)


وعنه هُشَيْمٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا يَزِيدُ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ.
وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: هُوَ أَضْعَفُ الأَشَاعِثَةِ [1] .
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سنة ست وثلاثين ومائة.
قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ [2] بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ الأُمَوِيُّ.
روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز وأبي مصبح المقرئي.
وعنه ابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَآخَرُونَ.
وَلَعَلَّهُ عَاشَ إِلَى بَعْدِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ بِيَسِيرٍ.
أَيُّوبُ السِّخْتيِانِيُّ [3]- ع- أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ الْبَصْرِيُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ نُجَبَاءِ الْمَوَالِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَيُّوبُ مَوْلَى عَنْزَةَ.
وَقَالَ حماد بن زيد: كان يبيع الأدم.
__________
[1] في الأصل «الأناعثة» وهو تصحيف ظاهر.
[2] الجرح 2/ 302. تهذيب ابن عساكر 3/ 136. تاريخ أبي زرعة 1/ 262 و 710.
[3] الجرح 2/ 255، تهذيب التهذيب 1/ 397، التقريب 1/ 89، الخلاصة 42، المشاهير 150، التاريخ الكبير 1/ 409. طبقات الفقهاء 89. حلية الأولياء 3/ 3. تاريخ أبي زرعة 1/ 472 و 473. التاريخ لابن معين 2/ 48 رقم 76 و 3877 و 3889.

(8/379)


سَمِعَ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ وَأَبَا الْعَالِيَةَ وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا قِلابَةَ وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَمُجَاهِدًا وَابْنَ سِيرِينَ وَخَلْقًا سِوَاهُمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَخَلائِقُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدَ الْفُقَهَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ أَلْقَ مِثْلَهُ. يَقُولُ هَذَا وَقَدْ لَقِيَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سَيُّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ جهبذ العلماء، وعن سلام ابن أَبِي مُطِيعٍ وَذَكَرَ أَيُّوبَ وَجَمَاعَةً قَالَ: كَانَ أَفْقَهَهُمْ فِي دِينِهِ أَيُّوبُ.
وقَالَ هشام بْن عُرْوَة لم أر فِي البصرة مثل أيوب.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوبَ فَإِذَا ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَرْحَمَهُ.
وَعَنْ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ أَرْبَعِينَ حَجَّةً.
وَقَالَ عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَدَا عَلَى مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ:
مَا جَاءَ بِكُمَا؟ قَالا: جِئْنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ أَيُّوبُ الْبَارِحَةَ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ

(8/380)


وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ قَالَ: اللَّهمّ أَنْسِهِ ذِكْرِي.
وَكَانَ يَقُولُ لِيَتَّقِي اللَّهَ رَجُلٌ وَإِنْ زَهِدَ وَلا يَجْعَلَنَّ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ.
وَكَانَ أَيُّوبُ مِمَّنْ يُخْفِي زُهْدَهُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: غَلَبَ أَيُّوبُ الْبُكَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبُرَ مَجَّ وَغَلَبَهُ فُوهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَقَالَ الزُّكْمَةُ رُبَّمَا عَرَضَتْ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ فِي قَمِيصِ أَيُّوبَ بَعْضُ التَّذْيِيلِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:
الشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي التَّشْهِيرِ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِلَّ الْكَلامَ، وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَال أَيُّوبُ: لَقَدْ شُهِرْنَا فِي هَذَا الْمِصْرِ لَوْ خَرَجْنَا مِنْهُ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمُكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَوْتِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَكَأَنَّمَا أَفْقِدُ بَعْضَ أَعْضَائِي.
قَالَ حَمَّادُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَدْ جَالَسَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْخِلافَةِ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ جَعَلَ أَيُّوبَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ أنْسِهِ ذِكْرِي.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ أَيُّوبُ: لا تُحَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا لا يَعْلَمُونَ فَتَضُرُّوهُمْ، وَقَالَ وَدَدْتُ أَنِّي أُفْلِتُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَّ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ عَنْ سَلامٍ: كَانَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَيُخْفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ؟ قَالَ:

(8/381)


قِيلَ لِلْحِمَارِ أَلا تَجْتَرَّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَيُّوبَ وَلَوْ رَأَيْتُمْ أَيُّوبَ ثُمَّ اسْتَقَاكُمْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى النُّسُكِ لَمَا سَقَيْتُمُوهُ، لَهُ شَعْرٌ وَافِرٌ وَشَارِبٌ وَافِرٌ وَقَمِيصٌ جَيِّدٌ هَرَوِيٌّ يَسِمُ الأَرْضَ وَقَلَنْسُوَةٌ جَيِّدَةٌ مُتَرَّكَةٌ وَطَيْلُسَانُ كُرْدِيٌّ جَيِّدٌ وَرِدَاءٌ عَدَنِيٌّ.
قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لا خَبِيثَ أَخْبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ.
قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قُلْنَا:
مَن لَنَا؟ فَقُلْنَا: لَنَا أَيُّوبُ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ لِأَيُّوبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ يَلْبِسُهُ إِذَا أَحْرَمَ وَكَانَ يُعِدُّهُ لِلْكَفَنِ وَكُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ فَيَأْخُذُ فِي طُرُقٍ أَعْجَبَ كَيْفَ يَهْتَدِي لَهَا فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالُ هَذَا أَيُّوبُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: رُبَّمَا ذهب مَعَ أَيُّوبَ لِحَاجَةٍ فَلا يَدَعْنِي أَمْشِي مَعَهُ ويخرج من هاهنا وهاهنا لِكَيْ لا يَفْطِنُ لَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ أَيُّوبُ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ جَامِعًا كَثِيرَ الْعِلْمِ حُجَّةٌ عَدْلا.
وَقَالَ أَبُو حاتم [2] : أيوب ثقة لا يسأل عن مِثْلُهُ.
قُلْتُ: وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ إِلا عَنْ أَيُّوبَ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إلا وأيوب فوقه، أو كما قال.
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 539.
[2] الجرح والتعديل 2/ 255.

(8/382)


وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ عِنْدِي أَفْضَلَ مَنْ جَالَسْتُهُ وَأَشَدَّهُمْ إتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ.
وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيّوُب يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رَمَضَانَ وَيُصَلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةٍ فِي الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وَكَانَ يَقُولُ هُوَ بِنَفْسِهِ لِلنَّاسِ: «الصَّلاةَ» ، وَكَانَ يُؤْثِرُ بِهِمْ وَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: (اللَّهمّ استعملنا بسنّته وارعنا بهداه وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) 25: 74 ثُمَّ يَسْجُدُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أنا يُوسُفُ الأَدَمِيُّ ثنا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ أَنَا أَبُو عليّ الحدّاد أنا أبو نُعَيم الْحَافِظُ ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحِرَشِيُّ ثنا النَّضْرُ بْنُ كَثِيرٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ عَلَى حِرَاءٍ فَعَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا حَتّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ: فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: الْعَطَشَ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَ:
تَسْتُرُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ لَهُ أَنْ لا أُخْبِرُ عَنْهُ مَا دَامَ حَيًّا فَغَمَزَ بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءٍ فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَحَمَلْتُ مَعِي مِنَ الْمَاءِ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَذْكُرَ.
قُلْتُ: إِلَى أَيُّوبَ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ.
تُوُفِّي شَهِيدًا فِي طَاعُونِ الْبَصْرَةِ الَّذِي كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
أَيُّوبُ بن موسى بن عمرو الأشدق [1]- ع- بن سعيد بن العاص الأموي
__________
[1] الجرح 2/ 257، تهذيب التهذيب 1/ 412، التقريب 1/ 91، الخلاصة 44، تهذيب ابن عساكر 3/ 215. التاريخ الكبير 1/ 422. التاريخ لابن معين 2/ 51 رقم 1066. المعرفة والتاريخ 2/ 173 721.

(8/383)


أَبُو مُوسَى الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءِ بْنِ مَيْنَاءَ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَطَائِفَةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَاللَّيْثُ والأوزاعي وعبد الوارث وابن علية وروح ابن الْقَاسِمِ وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ وَمَالِكٌ وَخَلْقٌ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مُفْتِيًا فَقِيهًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ.
أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مِسْكِينٍ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ [1]- د ت ن- الْفَقِيهُ مُفْتِي أَهْلِ وَاسِطَ وَعَالِمُهُمْ فِي زَمَانِهِ.
روى عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَقَتَادَةَ وَابْنِ شَبْرُمَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه هُشَيْمٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: أَرَّخَهُ يَزِيدُ أَنَّهُ مَاتَ في سنة أربعين ومائة.
__________
[1] الجرح 2/ 259، ميزان الاعتدال 1/ 293، المشاهير 177، التقريب 91، الخلاصة 43، تهذيب التهذيب 1/ 411. التاريخ الكبير 1/ 423. التاريخ لابن معين 2/ 51 رقم 4889. المعرفة والتاريخ 1/ 122.

(8/384)


[حرف الْبَاءِ]
بَابُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د-.
عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَرَجُلٍ آخَرَ مَدَنِيٍّ.
وعنه يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ- وَهُوَ أَكْبَرُ- وَالأَوْزَاعِيُّ وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ.
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ مَسْتُورٌ.
بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] .
فِي وفاته اختلاف، وقد مر، وقيل بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
بُرْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ [3]- ن- أَخُو يَزِيدَ الْكُوفِيِّ.
قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد وآخرون.
__________
[1] الإكمال 1/ 161. الخلاصة 54. التقريب 1/ 93. تهذيب التهذيب 1/ 416. التاريخ لابن معين 2/ 53 رقم 5326.
[2] الجرح 2/ 428. تهذيب التهذيب 1/ 424. التقريب 1/ 94. المعرفة والتاريخ 2/ 457 و 735
[3] الجرح 2/ 421، تهذيب التهذيب 1/ 428، التقريب 1/ 95، الخلاصة 46، التاريخ الكبير 2/ 135. المعرفة والتاريخ 3/ 122.

(8/385)


وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ [1]- 4- أَبُو الْعَلاءِ الدِّمَشْقِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ مِنْ جُلَّةِ الْعُلَمَاءِ.
لَهُ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسِيٍّ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا شَامِيٌّ خَيْرٌ مِنْ بُرْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هَرَبَ بُرْدُ مِنْ مَرْوَانَ الْحِمَارِ إِلَى الْبَصْرَةِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
بِشْرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَلَمْ أَرَ أَحَدًا ضَعَّفَهُ.
بكر بن زرعة الخولانيّ الشامي [3]- ق-.
__________
[1] الجرح 2/ 422، التاريخ الكبير 2/ 134، تهذيب التهذيب 1/ 428، التقريب 1/ 95، المشاهير 156. ميزان الاعتدال 1/ 329، الخلاصة 46، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، المعرفة والتاريخ 339. التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 4379.
[2] الجرح 2/ 354، التاريخ الكبير 2/ 71.
[3] الجرح 2/ 386، التاريخ الكبير 2/ 89، تهذيب التهذيب 1/ 482، التقريب 1/ 105، الخلاصة 51. المعرفة والتاريخ 2/ 445.

(8/386)


عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ.
وعنه الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ.
بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ الزَّاهِدُ [1]- سِوَى ق- إِمَامُ جَامِعِ مِصْرَ وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ وَجَلالَةٍ.
روى عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَثْبَاتِ.
بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م 4-.
عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وعنه أَبُوهُ وَشُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مات قبل أبيه وله عنه أحاديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 91، الجرح 2/ 390، ميزان 1/ 347، تهذيب التهذيب 1/ 485، التقريب 1/ 106. الخلاصة 51. تهذيب ابن عساكر 3/ 289. المعرفة والتاريخ 1/ 462 و 488 و 500 و 509.
[2] التاريخ الكبير 2/ 95، الجرح 2/ 393، ميزان الاعتدال 1/ 348، تهذيب التهذيب 1/ 488، التقريب 1/ 107. الخلاصة 52. التاريخ لابن معين 2/ 63. رقم 3801 و 2356.

(8/387)


بيان بن بشر الأحمسي [1]- ع- أبو بشر الكوفي. المؤدّب أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
هانئ بِنْت أَبِي طَالِب. كوفي ضعيف.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ وطارق بْن شهاب والشعبي وطائفة.
وعنه زائدة وابن عيينة وابن فضيل وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم وطائفة.
له نحو من سبعين حديثا.
__________
[1] الجرح 2/ 424، التاريخ الكبير 2/ 133، تهذيب التهذيب 1/ 506، التقريب 1/ 111، الخلاصة 53. المعرفة والتاريخ 2/ 814. التاريخ لابن معين 2/ 64 رقم 4873.

(8/388)


[حرف التاء]
توبة العنبري مولاهم [1]- خ م د ت- أَبُو الْمُوَرِّعِ الْبَصْرِيُّ.
أَصْلُهُ مِنْ سِجِسْتَانَ وَهُوَ جَدُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ.
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةَ وَمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمُطِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ: أَرْسَلَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَمَلَ سَابُورَ ثُمَّ وَلاهُ الأَهْوَازَ وَهُوَ تَوْبَةُ. كَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ فَمَاتَ بِصُنْعٍ وَهُوَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَعَاشَ أَرْبَعًا وسبعين سنة.
__________
[1] الجرح 2/ 446، تهذيب التهذيب 1/ 515، التاريخ الكبير 2/ 155، الخلاصة 55، التقريب 1/ 114، تهذيب ابن عساكر 3/ 362، المعرفة والتاريخ 2/ 747.

(8/389)


[حرف الثَّاءِ]
ثَابِتُ بْنُ عَجْلانَ بْنِ حَفْصٍ السلمي الأنصاري [1]- خ د ن ق- أبو عبد الله الحمصي.
وَقَدْ تَغَرَّبَ وَوَقَعَ إِلَى بَابِ الأَبْوَابِ.
روى عن أَنَسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وطائفة.
وعنه إسماعيل بن عياش وبقية وعتاب [2] بن بشير ومحمد بن حميد وسويد ابن عبد العزيز وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
ثوير بن أبي فاختة [3]- ت- أبو الجهم بن سعيد بن علاقة مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ كُوفِيٌّ ضعيف.
__________
[1] الجرح 2/ 455، تهذيب التهذيب 2/ 10، التقريب 1/ 116، الخلاصة 56، تهذيب ابن عساكر 3/ 371. ميزان الاعتدال 1/ 364. المعرفة والتاريخ 2/ 307.
[2] مهمل في الأصل.
[3] الجرح 2/ 472، التاريخ الكبير 2/ 183، تهذيب التهذيب 2/ 36، ميزان الاعتدال 1/ 375، التقريب 1/ 121. الخلاصة 58. المعرفة والتاريخ 2/ 271. التاريخ لابن معين 2/ 72 رقم 1362 و 1998 و 2479.

(8/390)


لَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيُّ وَعُبَيْدَةُ وَعَلِيُّ ابْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
رَمَاهُ الثَّوْرِيُّ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: كَانَ رَافِضِيًّا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.

(8/391)


[حرف الْجِيمِ]
جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ [1]- ن ق- أَحَدُ الأَشْرَافِ.
روى عن أَبِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي زُرْعَةَ.
وعنه مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَبَقِيَّةُ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَامِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، هُوَ شَيْخٌ.
جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلِ بْنِ حسنة الكندي [2]- ع- أبو شرحبيل المصري.
وَلِأَبِيهِ رَبِيعَةَ رُؤْيَةٌ، وَرَأَى هُوَ ابْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ الصَّحَابِيَّ.
روى عن أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي سَلَمَةَ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ومائة بمصر.
__________
[1] الجرح 2/ 502، التاريخ الكبير 2/ 212، التقريب 1/ 127، تهذيب التهذيب 2/ 77، ميزان الاعتدال 1/ 397. الخلاصة 61. التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 4047.
[2] الجرح 2/ 478، التاريخ الكبير 2/ 190، تهذيب التهذيب 2/ 90، المشاهير 187، الخلاصة 62 و 63. التقريب 1/ 130. التاريخ لابن معين 2/ 86 رقم 5195. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .

(8/392)


[حرف الحاء]
حبيب العجمي [1]- خ- ثم البصري أبو محمد الزاهد أَحَدُ الأَعْلامِ.
روى عن الْحَسَنِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْفَرَزْدَقِ وَغَيْرِهِمْ حِكَايَاتٍ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ [2] وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمْ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ أنا ابْنُ خَلِيلٍ نا اللَّبَّانُ نا الْحَدَّادُ نا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ صَاحِبُ الْكَرَامَاتِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَانَ سَبَبُ زُهْدِهِ حُضُورَهُ مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَوَقَعَتْ مَوْعِظَتُهُ فِي قَلْبِهِ فَخَرَجَ عَمَّا كَانَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ الْخَزَّازُ ثنا ضَمْرَةُ ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى وَغَيْرُهُ عَنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَاشْتَرَى مِنْ أَصْحَابِ الدَّقِيقِ دَقِيقًا وَسَوِيقًا بِنَسِيئَةٍ وَعَهِدَ إِلَى خَرَائِطِهِ فَخَيَّطَهَا وَوَضَعَهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَجَاءَ الَّذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ يَطْلُبُونَ حُقُوقَهُمْ فَأَخْرَجَ تِلْكَ الخرائط قد امتلأت فقال لهم زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم.
__________
[1] تهذيب التهذيب 2/ 189، ميزان الاعتدال 1/ 457، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، تهذيب ابن عساكر 4/ 32.
[2] في الأصل «الوهاح» وهو مشهور.

(8/393)


قَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةً يَقُولُونَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجْلِسُ يَذْكُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَكَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَقْعُدُ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يَأْتِيهِ فِيهِ أَهْلُ الدُّنْيَا وَالتُّجَّارُ وَهُوَ غَافِلٌ عَمَّا فِيهِ الْحَسَنُ لا يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَقَالَتِهِ إِلَى أَنِ الْتَفَتَ يوما فقال «أين برهمي درآيد درآيد خلوت [1] » فَقِيلَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَيَذْكُرُ النَّارَ وَيُرَغِّبُ فِي الآخِرَةِ وَيُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، فَوَقَرَ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ جُلَسَاءُ الْحَسَنِ:
هَذَا حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَعِظْهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
«أَيْنَ همي كَوئي بركَوي [2] » فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْشِ يَقُولُ؟ قِيلَ: يَقُولُ:
هَذَا الَّذِي تَقُولُ أَيْشِ تَقُولُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَذَكَّرَهُ الْجَنَّةَ وَخَوَّفَهُ النَّارَ وَرَغَّبَهُ فِي الْخَيْرِ، فَقَالَ: «إين كَوئي [3] » قَالَ الْحَسَنُ: أَنَا ضَامِنٌ لَكَ عَلَى اللَّهِ ذَلِكَ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِنْفَاقِ أَمْوَالِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ جَعَلَ بَعْدُ يَسْتَقِرضُ عَلَى اللَّهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ لَنَا: كَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَأْخُذُ مَتَاعًا مِنَ التُّجَّارِ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَأَخَذَ مرة فلم يجد ما يعطيهم فقال:
يا رب كَأَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُنْكَسِرٌ وَجْهِي عِنْدَهُمْ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بَجَوَالِقَ مِنْ شَعْرٍ كَأَنَّهُ نُصِبَ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ السَّقْفِ مليء دراهم فقال: يا رب لَيْسَ أُرِيدُ هَذَا فَأَخَذَ حَاجَتَهُ وَتَرَكَ الْبَقِيَّةَ، وَقَالَ: سَارَ بِنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ مَجْلِسِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَنَأْتِي حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ فَيَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِذَا وَقَعَتْ قَامَ فَتَعَلَّقَ بِقَرْنٍ مُعَلَّقٍ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ يَقُولُ:
هَا قَدْ تَغَذَّيْتُ وَطَابَتْ نَفْسي فَلَيْسَ فِي الْحَيِّ غُلامٌ مِثْلِي إِلا غُلامٌ قد تغذّى قبلي
__________
[1] في الأصل «درايذ درايذ خلويذ» .
[2] التصويب عن نسخة القدسي 5/ 334.
[3] التصويب عن المرجع نفسه.

(8/394)


سُبْحَانَكَ وَحَنَانَيْكَ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ فَهَدَيْتَ وَأَعَطَيْتَ فَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَعَفَوْتَ وَعَافَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ حَمْدًا لا يَنْقَطِعُ أُولاهُ وَلا يَنْفِذُ أُخْرَاهُ حَمْدًا أَنْتَ مُنَاهُ فَتَكُونُ الْجَنَّةُ عُقْبَاهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: ثنا ضمرة ثنا السري ابن يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ يَقِينًا مِنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ حَبِيبٌ: ثنا بَكْرُ الْمُزَنِيُّ قَالَ: كان أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ [1] فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.
حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ [2] .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بِن مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ.
وعنه وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به.
حجّاج بن حجّاج الباهلي البصري [3]- سوى ت- الأحول.
عَنْ أَنَسِ بْنُ سِيرِينَ وَالْفَرَزْدَقِ وَقَتَادَةَ وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ رَاوِيَتُهُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ أصحاب قتادة.
__________
[1] يترامون به.
[2] تهذيب التهذيب 2/ 182، ميزان الاعتدال 1/ 453، تهذيب ابن عساكر 4/ 29.
[3] التاريخ الكبير 2/ 372، تهذيب التهذيب 2/ 199، ميزان الاعتدال 1/ 461، التقريب 1/ 152، الخلاصة 72. الجرح 3/ 158. المعرفة والتاريخ 3/ 29. التاريخ لابن معين 2/ 100 رقم 4109.

(8/395)


مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشِيخَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين ومائة.
حجّاج بن فرافصة [1]- د ن- الباهلي البصري الْعَابِدُ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ومحمد ابن الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَجَمَاعَةٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَعَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ.
وَقَالَ ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ فُرَافِصَةَ وَاقِفًا بِالسُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْطُوعَةِ الْمَمْنُوعَةِ.
الْحُرُّ بْنُ مِسْكِينٍ [2] ، أَبُو مِسْكِينٍ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُذَيْلِ بْنِ شرحبيل.
وعنه زائدة وإسرائيل وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.
حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ [3] بْنِ عبد الرحمن بن حسان التجيبي.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 375، ميزان الاعتدال 1/ 463، تهذيب التهذيب 2/ 204، التقريب 1/ 154، الخلاصة 73. الجرح 3/ 164. التاريخ لابن معين 2/ 102 رقم 4063.
[2] الجرح 3/ 277. التاريخ الكبير 3/ 82. تهذيب التهذيب 2/ 222. التقريب 1/ 157. التاريخ لابن معين 2/ 104 رقم 2502 و 2667. المعرفة والتاريخ 2/ 147 و 3/ 88.
[3] كتاب الولاة والقضاة 85، النجوم الزاهرة 1/ 335.

(8/396)


أَمِيرُ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ، وَكَانَ فَقِيهًا قَدْ جَالَسَ عَطَاءً وَغَيْرَهُ.
قَتَلَهُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مَعَ شُعْبَةَ بْنُ عُثْمَانَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الحسن بن الحرّ النخعي [1]- د ن- ويقال الجعفي الكوفي نَزِيلُ دِمَشْقَ.
روى عن أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ- خَالِهِ- وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه ابْنُ أَخِيهِ حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ [2] وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: هَاجَتْ فِتْنَةٌ بِالْكُوفَةِ فَعَمِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ طَعَامًا كَثِيرًا وَدَعَا قَرَّاءَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَتَبُوا كِتَابًا يَأْمُرُونَ فِيهِ بِالْكَفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفِتْنَةِ فَتَكَلَّمَ هُوَ بِثَلاثِ كَلِمَاتٍ فَاسْتَغْنَوْا بِهِنَّ عَنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ فَقَالَ: رحم الله امرأ مَلَكَ لَسَانَهُ وَكَفَّ يَدَهُ وَعَالَجَ مَا فِي صَدْرِهِ، فَتَفَرَّقُوا فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ طُولَ الْمَجْلِسِ.
ابْنُ الْمَدِينِيِّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: اسْتَقْرَضَ أَبِي مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ أَلْفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا وَقَالَ: لَمْ أَقْرِضْكَهَا لِأَرْتَجِعْهَا اشْتَرِ بِهَا لِزُهَيْرٍ سُكَّرًا.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ يَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فإذا مر به
__________
[1] المشاهير 164، تهذيب التهذيب 2/ 261، تهذيب ابن عساكر 4/ 163، التقريب 1/ 164، الخلاصة 77، التاريخ الكبير 2/ 290.
[2] في الأصل «الدواسي» ، والتصحيح من الخلاصة 77 واللباب 2/ 40.

(8/397)


الْبَائِعُ يَبِيعُ الْمِلْحَ أَوِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكُونُ رَأْسُ مَالِهِ دِرْهَمَيْنِ فَيَدْعُوهُ فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَاكَ إِنْسَانٌ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ تَأْكُلُهَا فَيَقُولُ: لا فَيَقُولُ: هَذِهِ اجْعَلْهَا رَأْسُ مَالِكَ وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ لِأَهْلِكَ دَقِيقًا وَتَمْرًا وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ بِهَا قُطْنًا لِلأَهْلِ وَمُرْهُمْ يَغْزِلُونَ.
وَقَالَ ابْنَ أَبِي غَنِيَّةَ: ثنا مُحْرِزُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي كُنْتُ أُقَسِّمُ زَكَاتِي فِي إِخْوَانِي فَلَمَّا وُلِّيتَ رَأَيْتُ أَنْ أَسْتَأْمِرَكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِزَكَاةِ مَالِكَ وَسَمِّ لَنَا إِخْوَانَكَ نُغْنِهِمْ عَنْكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ تَاجِرًا كَثِيرَ الْمَالِ سَخِيًّا مُتَعَبِّدًا فِي عِدَادِ الشُّيُوخِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ لَنَا الأَوْزَاعِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ مِثْلُ الحسن ابن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ الْحَكَمِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلًى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَسَنُ بن عبيد الله بن عروة النخعي [1]- م 4- أبو عروة الكوفي.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وحفص بن غياث وابن إدريس.
__________
[1] المشاهير 163، تهذيب التهذيب 2/ 292، التقريب 1/ 168، التاريخ الكبير 2/ 297، الخلاصة 79. الجرح 3/ 23. المعرفة والتاريخ 1/ 536. تاريخ أبي زرعة 1/ 612.

(8/398)


وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ [1]- د-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَمَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِهِمْ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ.
روى عنه شُعْبَةُ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو عَلِيٍّ الرَّحْبِيُّ الْوَاسِطِيُّ [2]- ت ق- لقبه حنش [3] .
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.
الحسين [4] بن ميمون الخندفي [5] .
__________
[1] تهذيب التهذيب 2/ 312، التقريب 1/ 169، التاريخ الكبير 2/ 300، الجرح 3/ 27، تهذيب ابن عساكر 4/ 240. الخلاصة 80. المعرفة والتاريخ 2/ 101.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 546، تهذيب التهذيب 2/ 364، التاريخ الكبير 2/ 393، الجرح 3/ 63، التقريب 1/ 178. الخلاصة 84. التاريخ لابن معين 2/ 118 رقم 865.
[3] بفتح النون بعدها معجمة. (نزهة الألباب في الألقاب- ابن حجر) .
[4] تهذيب التهذيب 2/ 372، الجرح 3/ 65، التاريخ الكبير 2/ 385، ميزان الاعتدال 1/ 549، التقريب 1/ 180، الخلاصة 85.
[5] بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الفاء الموحدة. (اللباب 1/ 465) وقيل: الحدقي بفتح المهملتين. (الخلاصة) وقيل: الخندقي، بالقاف، نسبة الى الخندق موضع بجرجان.

(8/399)


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الْجَنُوبِ الأَسَدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الرَّيِّ.
وعنه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ وَهَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرحمن السلمي [1]- ع- أبو الهذيل الكوفي ابْنُ عَمِّ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
روى عن جابر بن سمرة وعمارة بن رويبة [2] الصَّحَابِيَّيْنِ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي ظَبْيَانَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَهُشَيْمٌ وعبّاد بن العوّام وعثيم ابن الْقَاسِمِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا عَالِيَ السَّنَدِ عَاشَ ثَلاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] ، أَبُو سلمة الخلّال السّبيعي مولاهم الكوفي.
__________
[1] المشاهير 111. الخلاصة 86. تهذيب التهذيب 2/ 381. التاريخ الكبير 3/ 7. التقريب 1/ 182.
الجرح 3/ 193. تاريخ أبي زرعة 1/ 626. التاريخ لابن معين 2/ 120 رقم 1631. طبقات ابن سعد 6/ 338. طبقات خليفة 160 و 164. سير أعلام النبلاء 5/ 422 رقم 186. تذكرة الحفاظ 1/ 143. ميزان الاعتدال 1/ 551. العبر 1/ 183. خلاصة التذهيب 86. شذرات الذهب 1/ 193
[2] في الأصل «روبية» .
[3] تهذيب ابن عساكر 4/ 380، وفيات الأعيان 2/ 195، الفخري 137، الطبري (حوادث 132 هـ.) .

(8/400)


وَزِيرُ [1] السَّفَّاحِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ الْوِزَارَةِ فِي دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَكَانَ أَدِيبًا عَالِي الْهِمَّةِ عَالِمًا بِالسِّيَاسَةِ وَالتَّدْبِيرِ وَكَانَ السَّفَّاحُ يَأْنَسُ بِهِ لِحُسْنِ مُفَاكَهَتِهِ، وَكَانَ مِنْ مَيَاسِيرِ الصَّيَارِفَةِ بِالْكُوفَةِ فَأَنْفَقَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَسَارَ بِنَفْسِهِ إِلَى خُرَاسَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ تَابِعًا لَهُ وَقَدْ تَوَهَّمُوا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ عِنْدَ إِقَامَةِ السَّفّاحِ مَيْلا إِلَى آلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا بُويِعَ السَّفَّاحُ وَاسْتَوْزَرَهُ بَقِيَ فِي النُّفُوسِ مَا فِيهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ حَسَّنَ لِلسَّفَّاحِ قَتْلَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ بَذَلَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَتِنَا وَقَدْ صَدَرَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَنَغْفِرُهَا. فَلَمَّا رَأَى أَبُو مُسْلِمٍ امْتِنَاعِ السَّفَّاحِ جَهَّزَ مَنْ قَتَلَ أَبَا سَلَمَةَ غِيلَةً فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قَتَلَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَكَانَ قَتْلُهُ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ خِلافَةِ السَّفَّاحِ وَمَا كَرِهَ السَّفَّاحُ ذَلِكَ.
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ وَفِيهِ يقول الشاعر:
إن الوزيرَ وزيرَ آلِ مُحَمَّدٍ [2] ... أوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ صَارَ [3] وَزِيرًا
وَأَرَى الْمَسَاءَةَ [4] قَدْ تَسُرُّ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّرُورُ بِمَا كَرِهْتَ جَدِيرًا
الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] النَّصْرِيُّ [6] .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى والحسن وجماعة.
__________
[1] في الأصل «ويزيد» بدلا من «وزير» .
[2] ورد البيتان عند ابن خلكان وجعل البيت الثاني «أرى المساءة» أولا.
[3] عند ابن خلكان «كان» .
[4] عند ابن خلكان «إن المساءة» .
[5] تهذيب التهذيب 2/ 430، التقريب 1/ 191، الخلاصة 89، الجرح 3/ 120، التاريخ الكبير 2/ 337. تاريخ أبي زرعة 1/ 608. المعرفة والتاريخ 3/ 106 و 114.
[6] في نسخة القدسي 5/ 238 «البصري» والتصويب من المصادر السابقة.

(8/401)


وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلادُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمَةَ.
الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الأَيْلِيُّ [1] ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالْقَاسِمِ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه اللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
الْحَكِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ. مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ، يُذْكَرُ هُنَاكَ.
حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ الْكُوفِيُّ [2] ، الْمُقْرِئُ.
قَرَأَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ الدِّيلِيِّ وَعَلَى عُبَيْدِ بن نضلة [3] وأبي جعفر محمد ابن عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ وَسَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ وَغَيْرَهُ.
قَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَحَدَّثَ عَنْهُ حَمْزَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ شِيعِيًّا جَلِدًا.
حُمَيدُ بن قيس [4]- ع- أبو صفوان المكيّ الأعرج المقرئ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 572. التاريخ الكبير 2/ 345. الجرح 3/ 120. التاريخ لابن معين 2/ 124 رقم 724 و 725. المعرفة والتاريخ 3/ 44. تاريخ أبي زرعة 1/ 453.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 604، تهذيب التهذيب 3/ 25، التقريب 1/ 198، الخلاصة 93، التاريخ الكبير 2/ 80. الجرح 3/ 265. التاريخ لابن معين 2/ 133 رقم 1638.
[3] في الأصل «نضيلة» .
[4] تهذيب التهذيب 3/ 46، المشاهير 144، ميزان الاعتدال 1/ 615، الخلاصة 95، التقريب 1/ 203، تهذيب ابن عساكر 4/ 465. التاريخ الكبير 2/ 352. الجرح 3/ 227. تاريخ أبي زرعة 1/ 513. المعرفة والتاريخ 1/ 285 و 505. التاريخ لابن معين 2/ 137 رقم 429 و 882.

(8/402)


قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ خَتْمَاتٍ وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَحدث عن مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ الدَّانِيُّ: رَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَجُنَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الْوَارِثِ الثَّوْرِيُّ.
وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ بَعْدَ ابْنِ كَثِيرٍ أَحَدٌ أَقْرَأَ مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ أَفْرَضَ أَهْلَ مَكَّةَ وَأَحْسَبَهُمْ وَكَانُوا لا يَجْتَمِعُونَ إِلا عَلَى قِرَاءَتِهِ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلَةً بِالْحَرَمِ فَحَضَرَ عِنْدَهُ عَطَاءٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلافَةِ السَّفَّاحِ، وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ [1] ، أَبُو الْمُثَنَّى الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ.
وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِمَرْوَانَ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ سَفَّاكًا لِلدِّمَاءِ ظَلُومًا قُتِلَ بِظَاهِرِ واسط مع ابن هبيرة.
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة 88.

(8/403)


[حرف الْخَاءِ]
خَالِدُ بْنُ أَبِي خَلْدَةَ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، الأَعْوَرُ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي وَالشَّعْبِيِّ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ مقلّ.
خالد بن سلمة بن العاص [2]- م 4- بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَأْفَاءُ. أَحَدُ الأَشْرَافِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ ابْنِ أَبِي مُوسَى وَجَمَاعَةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَهُشَيْمٌ وَوَلَدَاهُ عِكْرِمَةُ وَمُحَمَّدُ ابْنَا خَالِدٍ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ المسند يكون له عشرة أحاديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 145. الجرح 3/ 327. المعرفة والتاريخ 2/ 816.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 95، التقريب 1/ 214، الخلاصة 101، التاريخ الكبير 3/ 154، الجرح 3/ 334. التاريخ لابن معين 2/ 140 رقم 4899. المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 2/ 812 و 813.
طبقات ابن سعد 6/ 347. سير أعلام النبلاء 5/ 373 رقم 169. ميزان الاعتدال 1/ 631.
شذرات الذهب 1/ 189.

(8/404)


وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَطَعَ لِسَانَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ، يَعْنِي لَمَّا افْتَتَحَ وَاسِطَ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ رَأْسًا فِي الْمُرْجِئَةِ وَكَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا.
قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنْ قَامَ وَقَعَدَ فِي قِتَالِ بَنِي الْعَبَّاسِ لَمَّا ظَهَرُوا، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا فَقَالَ: قُتِلَ مَظْلُومًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: دَخَلْتِ الْمُسَّودَةُ وَاسِطًا فَنَادَى مُنَادِيهِمُ النَّاسُ آمِنُونَ آمِنُونَ إِلا الْعَّوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ وَعَمْرَو بْنَ ذَرٍّ وَخَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَأَمَّا خَالِدٌ فَقُتِلَ وَأَمَّا الْعَوَّامُ فَهَرَبَ وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قِتَالِهِمْ وَكَانَ عَمْرُو بْنِ ذَرٍّ يَقُصُّ بِهِمْ وَيُحَرِّضُ بِوَاسِطَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ بَيْهَسِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ:
فِي سَابِعَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَطَلَبَ خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَنَادَى مُنَادِيهِمْ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ آمِنٌ فَخَرَجَ فَقَتَلُوهُ غَدْرًا.
خَالِدُ بْنُ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق-.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي الأَشْرِبَةِ مِنْ سُنَنِ ابن ماجة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 402.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 113، الجرح 3/ 348، التاريخ الكبير 3/ 169، التقريب 1/ 217، الخلاصة 102. التاريخ لابن معين 2/ 146 رقم 5172.

(8/405)


خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْيم الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المصري [1]- ع- الفقيه.
عَنْ عَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ رَفِيقُهُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ أَفْقَهَ جُنْدِنَا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَهْلا رَحِمَهُ اللَّهُ.
خَالِدُ [2] بْنُ زَيْدٍ [3] الشَّامِيُّ.
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ مُرْسَلا وَعَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وعنه سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
خَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ [4]- 4- الْفَقِيهُ أَبُو عَوْنٍ الخضرمي- بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ-.
مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ.
رَأَى أَنَسًا وَسَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا وعكرمة وطبقتهم.
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 139، المشاهير 188، التاريخ الكبير 3/ 180، الجرح 3/ 358.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 93، الجرح 3/ 331، التقريب 1/ 213، الخلاصة 101.
[3] في نسخة القدسي 5/ 240 «يزيد» والتصويب من المصادر السابقة.
[4] ميزان الاعتدال 1/ 653. تهذيب التهذيب 3/ 143. تهذيب ابن عساكر 5/ 142. التاريخ لابن معين 2/ 148 رقم 5327. المعرفة والتاريخ 2/ 175.

(8/406)


وعنه السفيانان وشريك وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بحجّة.
وقال أبو حاتم: سيّئ الحفظ.
وروى عتّاب عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَنَا أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خُصَيْفٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ: كَانَ خُصَيْفٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ خُصَيْفٌ متمكّنا في الأرجاء.
قال مُحَمَّدُ بْن الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ بِالْعِرَاقِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وقال عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَخَلِيفَةَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: كَانَ امرأ صَالِحًا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ.

(8/407)


خَلادُ [1] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ [2] الصَّنْعَانِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَشَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ.
وعنه مَعْمَرٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَأَثْنَى مَعْمَرٌ عَلَى حِفْظِهِ.
خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ [3]- م ن- قَاضِي مِصْرَ ثُمَّ قَاضِي بَرْقَةَ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْسَّبَئِيِّ.
وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: مَا أَدْرَكْتُ فِي قُضَاةِ مِصْرَ أَفْقَهَ مِنْهُ.
قُلْتُ: يَزِيدُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَعْلَمُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين ومائة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 173، الخلاصة 107، المشاهير 193، التاريخ الكبير 3/ 187، الجرح 3/ 365. المعرفة والتاريخ 2/ 28.
[2] بضم الجيم وفتح الدال المهملة. وفي نسخة القدسي 5/ 240 «جنادة» ، وقيل «جندب» ، وهو خطأ.
[3] تهذيب التهذيب 3/ 179، المشاهير 188، التقريب 1/ 230، الجرح 3/ 404، كتاب الولاة والقضاة 348. الخلاصة 108. المعرفة والتاريخ 2/ 492 و 493.

(8/408)


[حرف الدَّالِ]
دَاوُدُ بْنُ الْحُصَينِ أَبُو سُلَيْمَانَ [1]- ع- الأموي مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
روى عن أَبِيهِ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أبي أحمد وغيرهم.
وعنه مالك وابن إسحاق وجماعة.
وهو صدوق له غرائب تنكر عليه. وثقه ابن معين وغيره مطلقا.
وقال ابن المديني: ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ فَمُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : لَوْلا أَنَّ مَالِكًا رَوَى عَنْهُ لَتُرِكَ حَدِيثُهُ.
وقال سفيان بن عيينة: كن نَتَّقِي حَدِيثَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدَرِيًّا.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُدَامَةَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أنا عبد الله بن أحمد ومبارك
__________
[1] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 2/ 5، تهذيب التهذيب 3/ 181، التقريب 1/ 231، التاريخ الكبير 3/ 231. الخلاصة 109، الجرح 3/ 408. التاريخ لابن معين 2/ 152 رقم 790 و 888 و 1100.
[2] الجرح 3/ 408.

(8/409)


ابن الْمَعْطُوشِ أَنَّ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُمْ أنا الْحَسَنُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا فَسَأَلَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كَيْفَ طَلَّقْتَهَا قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلاثًا قَالَ فَقَالَ: فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:
فَإِنَّمَا تِلْكَ [1] وَاحِدَةٌ فَرَاجِعْهَا [2] إِنْ شِئْتَ. قَالَ: فَرَاجَعَهَا [3] . فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَى إِنَّمَا الطَّلاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ، وَهَذَا مِنْ غَرَائِبِ الإِفْرَادِ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَان دَاوُدُ فَصِيحًا عَالِمًا وَيُتَّهَمُ بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ وَعِنْدَهُ مَاتَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
دَاوُدُ بْنُ سُلَيْكٍ السَّعْدِيُّ [4] .
عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
وعنه بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَمِحْلَمُ بْنُ عِيسَى وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَكَانَ إِمَامُ مَسْجِدِ مُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ بِالْكُوفَةِ.
دَاوُدُ بْنُ صَالِحِ بن دينار [5] التمار الأنصاري مولاهم المدني.
__________
[1] في الأصل «تملّك» . والحديث معروف.
[2] في الأصل «فارجعها» .
[3] هذا الحديث منكر كما قال الجصاص وابن الهمام، ومعلول كما قال ابن حجر العسقلاني، وأعلّه البخاري بالاضطراب. وقال ابن عبد البر: ضعّفوه.
[4] تهذيب التهذيب 3/ 186، التقريب 1/ 232، الخلاصة 109، التاريخ الكبير 3/ 242، الجرح 3/ 415.
[5] تهذيب التهذيب 3/ 188، التقريب 1/ 232، الخلاصة 109، التاريخ الكبير 3/ 234، الجرح 3/ 415.

(8/410)


عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ والقاسم ابن مُحَمَّدٍ.
وعنه هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
دَاوُدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [1]- م د ت- الزهري المدني.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، أَظُنُّهُ مَاتَ شَابًّا، وَهُوَ ثِقَةٌ.
دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَبَّاس [2]- ت- الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ وَغَيْرِهَا للسفاح. وحدّث عن أبيه عن جدّه.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ هَاشِمِيٌّ، قلت:
__________
[1] تهذيب التهذيب 3/ 190، التقريب 1/ 232، الخلاصة 110، التاريخ الكبير 3/ 232، الجرح 3/ 418.
[2] تهذيب التهذيب 3/ 194، تهذيب ابن عساكر 5/ 206، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110.
المعرفة والتاريخ 1/ 541.

(8/411)


كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ إنما يحدث يحدّث وَاحِدٍ.
قُلْتُ: يَعْنِي حَدِيثَ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ فِي الدُّعَاءِ.
تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَقَيْسٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُمَا لا يَحْتَمِلانِ هَذَا الْمَتْنِ الْمُنْكَرِ فاللَّه أَعْلَمُ. وَفِي الْخُلَفَاءِ وَآبَائِهِمْ وَأَهْلِهِمْ قَوْمٌ أَعْرَضَ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَنْ كَشْفِ حَالِهِمْ خَوْفًا مِنَ السيف والضرب، وما زال هَذَا فِي كُلِّ دَوْلَةٍ قَائِمَةٍ يَصِفُ الْمُؤَرِّخُ مَحَاسِنَهَا وَيُغْضِي عَنْ مَسَاوِئَهَا، هَذَا إِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ ذَا دِينٍ وَخَيْرٍ فَإِنْ كَانَ مَدّاحًا مُدَاهِنًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْوَرَعِ بَلْ رُبَّمَا أَخْرَجَ مَسَاوِئَ الْكَبِيرِ وَهَنَاتِهِ فِي هَيْئَةِ الْمَدْحِ وَالْمَكَارِمِ وَالْعَظَمَةِ فَلا قَوَّةَ إِلا باللَّه. وَكَانَ دَاوُدُ هَذَا مِنْ جَبَابِرَةِ الأُمَرَاءِ لَهُ هَيْبَةٌ وَرِوَاءُ وَعِنْدَهُ أَدَبٌ وَفَصَاحَةٌ، وَقِيلَ كَانَ قَدَرِيًّا.
قَالَ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ: عَنْ جَارُودِ بْنِ أبي الجارود السلمي حدثني محمد ابن أَبِي رَزِينٍ الْخُزَاعِيُّ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ بُويِعَ ابْنُ أَخِيهِ السَّفَّاحُ فَأَسْنَدَ دَاوُدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: شُكْرًا شُكْرًا إِنَّا وَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا لِنَحْتَفِرَ نَهْرًا وَلا لِنَبْنِي قَصْرًا أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أَمْهَلَ لَهُ فِي طُغْيَانِهِ وَأَرْخَى لَهُ فِي زِمَامِهِ حَتَّى عَثُرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ وَالآنَ أَخَذَ الْقَوْسَ بَارِيهَا وَعَادَ الْمُلْكُ إِلَى نِصَابِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ أَهْلِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَاللَّهِ إِنَّ كُنَّا لَنَسْهَرُ لَكُمْ وَنَحْنُ عَلَى فُرُشِنَا أَمِنَ الأَسْوَدِ وَالأَبْيَضِ ذِمَّةُ اللَّهِ ورسوله وذمّة العباس، ها وربّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ لا نَهِيجُ أَحَدًا. ثُمَّ نَزَلَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: أَقَامَ دَاوُدُ الْحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ [1] ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ فِي ربيع الأول [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 404.
[2] خليفة 410.

(8/412)


وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا ظَهَرَ السَّفَّاحُ صَعِدَ لِيَخْطُبَ فَحُصِرَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَوَثَبَ عَمُّهُ دَاوُدُ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ وَذَكَرَ أَمَرَهُمْ وخُرُوجَهُمْ وَمَنَّى النَّاسَ وَوَعَدَهُمُ الْعَدْلَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ خُطْبَتِهِ.
وَيُقَالُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الأَوْدِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د- عَامِلُ مَدِينَةِ وَاسِطَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا وَأَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَمَكْحُولٍ وَبِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وعنه هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَخالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
دَاوُدُ بن أبي هند [2]- م 4 خ ت- أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ دِينَارِ بْنِ عَذَافِرَ الْبَصْرِيُّ.
مِنَ الْمَوَالِي، أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ، وَيُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ طَهْمَانُ، وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي قُشَيْرٍ، وَيُقَالُ كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ.
روى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (م) وَأَبِي الْعَالِيَةَ (م ق) وَأَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ وَالشَّعْبِيِّ (م 4) وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (م ن) وَمَكْحُولٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (م) وَجَمَاعَةٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَخَلْقٌ، سَمِعَ منه يزيد بن هارون تسعة
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 17، تهذيب ابن عساكر 5/ 209، التاريخ الكبير 3/ 236، الجرح 3/ 419.
[2] المشاهير 151. ميزان الاعتدال 2/ 11. التاريخ الكبير 3/ 231. الجرح 3/ 411. تاريخ أبي زرعة 1/ 143. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 154 رقم 2621.

(8/413)


وَتِسْعِينَ حَدِيثًا.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَلَقِيَنِي غَيْلانُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسَائِلَ، قَالَ: سَلْنِي عَنْ خَمْسِينَ مَسْأَلَةً وَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ: سَلْ يَا دَاوُدُ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَفْضَلِ مَا أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ، قَالَ: الْعَقْلَ، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ شَيْءٌ مُبَاحٌ لِلنَّاسِ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ أَوْ هُوَ مَقْسُومٌ؟ قَالَ فَمَضَى وَلَمْ يُجِبْنِي.
ذَكَرَ كُنْيَتَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ.
وقال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: عَجَبًا لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُونَ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ وَعِنْدَهُمْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: دَارَ الأَمْرُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى أَرْبَعَةٍ: أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، فَقَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ إِنْ كَانَ لَيَقْرَعُ الْعِلْمَ قَرْعًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ صَالِحًا ثِقَةً خَيَّاطًا.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: يَا فِتْيَانُ أُخْبِرُكُمْ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ أَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا

(8/414)


انْقَلْبَتُ إِلَى الْبَيْتِ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا بَلَغْتُ ذَلِكَ الْمَكَانَ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذُكْرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى آتِي الْمَنْزِلَ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُولُ: صَامَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُهُ كَانَ خَزَّازًا يَحْمِلُ مَعَهُ غِذَاءَهُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ وَيَرْجِعُ عِشَاءً فَيُفْطِرُ مَعَهُمْ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا سُفْيَانُ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ يَقُولُ: أَصَابَنِي الطَّاعُونَ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ فَكَأَنّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عِكْوَةَ [1] لِسَانِي وَغَمَزَ الآخَرُ أَخْمَصَ قَدَمَيَّ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَجِدُ؟ قَالَ: اجْدُ تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا وَشَيْئًا مِنْ خَطْوٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ حِينَئِذٍ قَالَ: فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آتِي حَاجَتِي قَالَ: فَعُوفِيتُ فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ فَتَعَلَّمْتُهُ.
وَعَنْ دَاوُدَ قَالَ: اثْنَتَانِ لَوْ لَمْ يَكُونَا لَمْ يَنْتَفِعْ أَهْلُ الدُّنْيَا بِدُنْيَاهُمْ: الْمَوْتُ وَالأَرْضُ تُنَشِّفُ النَّدَى.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَرَأَيْتُ ثِيَابَ بَيْتِهِ مُعْصَفَرَةً.
قَالَ دَاوُدُ: وُلِدْتُ بِمَرْوٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالقَطَّانُ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مَصْدَرَ النَّاسِ مِنَ الْحَجِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
__________
[1] العكوة بالضم- ويفتح- النونة والوسط وأصل اللسان. القاموس.

(8/415)


[حرف الرَّاءِ]
رَبَاحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ [1] بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ.
روى عن جَدَّتِهِ ابْنَةِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وعنه أَبُو ثِفَالٍ [2] الْمُرِّيُّ وَصَدَقَةُ رَجُلٌ لَمْ يُنْسَبْ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: قُتِلَ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي [3] فُطْرُسٍ.
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- 4-.
نَزَلَ مَرْوَ هَارِبًا مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَكَنَ بِبَعْضِ الْقُرَى فَلَمَّا ظَهَرَتْ دَعْوَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ تَغَيَّبَ فَوَقَعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَقِيلَ إِنَّهُ حُبِسَ بِمَرْوَ مُدَّةً.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَعْطَيْتُ لِمَنْ أَدْخَلِني على الربيع بن انس ستين درهما.
__________
[1] الجرح 3/ 489، التاريخ الكبير 3/ 314، تهذيب ابن عساكر 5/ 298، تهذيب التهذيب 3/ 234، التقريب 1/ 242، الخلاصة 114.
[2] في الأصل «تفال» والتصويب من الخلاصة حيث قيّده بكسر الثاء المثلثة.
[3] قرب الرملة بفلسطين، وفي الأصل «نهراني» .
[4] المشاهير 126، الجرح 3/ 454، التاريخ الكبير 3/ 271، تهذيب التهذيب 3/ 238، التقريب 1/ 243. الخلاصة 114. المعرفة والتاريخ 1/ 259.

(8/416)


سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا الْعَالِيَةَ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- وَلَمْ يُدْرِكْهَا- أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.
روى عنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالأَعْمَشُ- وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ وَجَابِرًا.
وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ.
بَقِيَ الرَّبِيعُ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَرَوَى كَثِيرًا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَقَاطِيعِ.
الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ [2] ، الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ أَخُو جَامِعٍ.
كَانَ قَانِتًا خَاشِعًا ذَاكِرًا لِلآخِرَةِ. فَعَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: كَانَ كَأَنَّهُ مَخْمُورٌ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ.
قُلْتُ: مَا رَوَى هذا شيئا.
ربيعة الرائي [3]- ع- هُوَ أَبُو عُثْمَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرحمن فروخ التيمي الْفَقِيهُ الْعَلَمُ مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ مُفْتِي أَهْلِ المدينة وشيخهم.
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 380.
[2] الجرح 3/ 461. التاريخ الكبير 3/ 273. المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 101.
[3] الجرح 3/ 475، طبقات الفقهاء 65، تهذيب التهذيب 3/ 258، التقريب 1/ 247، الخلاصة 116. التاريخ لابن معين 2/ 163 رقم 700 و 957 و 4411. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ أبي زرعة 1/ 147.

(8/417)


روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَحَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ رَبِيعَةُ صَاحِبَ الْفُتْيَا بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وُجُوهُ النَّاسِ وَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ أَرْبَعُونَ مُعْتَمًّا وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ مَالِكٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ رَبِيعَةُ ثِقَةً وَكَانُوا يَتَّقُونَهُ لِلرَّأْيِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ رَبِيُعةُ حَافِظًا لِلْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ أَقْدَمَهُ السَّفَّاحُ الأَنْبَارَ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدينَوَريّ صَاحِبُ (الْمُجَالَسَةِ) وقد تكلّم فيه: ثنا يحيى ابن أَبِي طَالِبٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ فَرُّوخًا وَالِدُ رَبِيعَةَ خَرَجَ فِي الْبُعُوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِيًا وَرَبِيعَةُ حَمْلٌ فَخَلَفَ عِنْدَ الزَّوْجَةِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَنَزَلَ عَنْ فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَتَهْجُمْ عَلَى مَنْزِلِي! وَقَالَ فَرُّوخُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلْتَ عَلَى حُرْمَتِي، فَتَوَاثَبَا وَاجْتَمَعَ الْجِيرَانُ وَجَعَلَ رَبِيَعَةَ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ لا فَارَقْتُكَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ فَرُّوخُ يَقُولُ كَذَلِكَ وَكَثُرَ الضَّجِيجُ فَلَمَّا بَصَرُوا بِمَالِكٍ سَكَتَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لَكَ سِعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارُ، فَقَالَ: هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوخُ مَوْلَى بَنِي فُلانَ، فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ كَلامَهُ فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي وَقَالَتْ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ، فَاعْتَنَقَا جَمِيعًا وَبَكَيَا وَدَخَلَ فَرُّوخُ الْمَنْزِلَ وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجِي الْمَالَ وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ

(8/418)


آلافِ دِينَارٍ مَعِي، قَالَتْ: إِنِّي قَدْ دَفَنْتُهُ وَسَأُخْرِجُهُ. وَخَرَجَ رَبِيعَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ فِي حَلْقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ وَالأَشْرَافُ فَأَحْدَقُوا بِهِ فَقَالَتِ امْرَأَةُ فَرُّوخَ: اخْرُجْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ فَأَتَى فَوَقَفَ فَفَرَجُوا لَهُ قَلِيلا وَنَكَسَ رَبِيعَةُ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيلَةٌ فَشَكَّ فِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَبِيعَةُ. فَرَجَعَ وَقَالَ لِوَالِدَتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلَدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْجَاهِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ إِلا هَذَا، قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنْفَقْتُ الْمَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ، قال:
فو الله مَا ضَيَّعْتِيهِ.
قُلْتُ: حِكَايَةٌ مُعْجِبَةٌ لَكِنَّهَا مَكْذُوبَةٌ لِوُجُوهٍ:
مِنْهَا أَنَّ رَبِيعَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَقَةٌ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً بَلْ كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كَانَ مَالِكُ فَطِيمًا أَوْ لَمْ يُولَدْ بَعْدُ.
الثَّالِثُ: أَنَّ الطُّوَيْلَةَ لَمْ تَكُنْ خَرَجَتْ لِلنَّاسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَهَا الْمَنْصُورُ فَمَا أَظُنُّ رَبِيَعَةَ لَبِسَهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ لَبِسَهَا فَيَكُونُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً لا شَابًّا.
الرَّابِعُ: كَانَ يَكْفِيهِ فِي السَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ سَنَةً أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ، ثُمَّ قَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ دَهْرًا طَوِيلا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ثُمَّ نَزَعَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ فَكَانَ الْقَاسِمُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ- وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ أَسْخَى مِنْهُ.

(8/419)


وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى حَدِيثَهُ إِجْلالا لَهُ وَإِعْظَامًا.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَبِيعَةُ صَاحِبُ مُعْضِلاتُنَا وَعَالِمُنَا وَأَفْضَلُنَا.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْبَصْرَةِ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ رَبِيعَةَ قُلْتُ: وَلا الْحَسَنَ وَلا ابْنَ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ وَدَخَلا الْمَنْزِلَ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ، وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ وَهُوَ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مَالِكٍ: ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ وَحَضَرْنَاهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ فَكَانَ مِنْ خِلافِ رَبِيعَةَ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ لِبَعْضِ مَا مَضَى وَحَضَرْتُ وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذِي السِّنِّ مِنْ أَهْلِ المدينة يحيى ابن سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ حَتَّى اضْطَرَّكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا تَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ وَكُنْتُمَا مُوَافِقِينَ فِيمَا أَنْكَرْتُ تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِيعَةَ أَثَرٌ كَثِيرٌ وَعَقْلٌ أَصِيلٌ وَلِسَانٌ بَلِيغٌ وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الإِسْلامِ وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثنا عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةَ.
وَرَوَى مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزٍ: نَجِسٌ قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا،

(8/420)


قَالَ: لا عَلَيْكَ أَنْ لا تَذْكُرَ مَسَاوِئَ ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فِيهَا ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَ الْعَمَائِمَ وَلَقَدِ اعْتَمَمَتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بِضْعَةٌ وَثَلاثِينَ مُعْتَمًّا.
قُلْتُ: وَرَبِيعَةُ مُجْمَعٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ إِلَى الْعِرَاقِ جَاءَنِي أَهْلُهَا فَقَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ هَذَا وَلا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ أَعْجَلَ شَيْءٍ فُتْيَا وَأَعْجَلَ جَوَابًا وَكَانَ يَقُولُ:
مَثَلُ الَّذِي يَعْجَلُ بِالْفُتْيَا قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْخُذُ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ لا يَدْرِي مَا هُوَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: بَكَى رَبُيعَةُ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِمْ كَصِبْيَانٍ فِي حُجُورِ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أَمَرُوهُمُ ائْتَمَرُوا وَإِنْ نُهُوا انْتَهَوْا.
وَقَالَ ضَمْرَةُ عن رجاء بن جميل قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ: إِنِّي رَأَيْتُ الرَّأْيَ أَهْوَنَ عَلَى مَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْحَدِيثِ قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبيَعَةُ يَقُولُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشْبِهُ حَالَكَ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أَنَا أَقُولُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم فيحفظ.
قال ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَخْبَرَنِي مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ لِي رَبِيعَةُ: يَا مَالِكُ إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الْعِرَاقِ وَلَسْتُ مُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا وَلا مُفْتِيهِمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ مَالِكٌ: فَوَفَّى مَا حَدَّثَهُمْ وَلا أَفْتَاهُمْ.
وَقَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ رَبِيعَةَ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ نُفَاةٍ لِلْقَدَرِ فَقَالَ مَا معناه:

(8/421)


إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَمَا فِي أَيْدِيكُمْ أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُمْ إِنْ كَانَ الْخَيْر وَالشَّرُّ بِأَيْدِيكُمْ.
قَالَ وَقَفَ غَيْلانُ عَلَى رَبِيعَةَ وَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ: وَيْلُكَ يَا غَيْلانُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُعْصَى قَسْرًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعَةَ (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) 20: 5 [1] كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَعَلَيْنَا وَعَلَيْكَ التَّسْلِيمُ.
هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ وَالظَّاهِرُ سُقُوطُ شَيْءٍ وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عَنْهُ بِإِسْنَادَيْنِ أَنَّهُ أَجَابَ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ، وَمِثْلُهُ مَشْهُورٌ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ.
وَصَحَّ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: الْعِلْمُ وَسِيلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.
وَقَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيعَةُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنيِنَ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ أَنْفَقَ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ إِخْوَانِهِ فِي إِخْوَانِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ: قَالَ رَبِيعَةُ: الْمُرُوءَةُ سِتُّ خِصَالٍ:
ثَلاثَةٌ فِي الْحَضَرِ: تِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ، وَثَلاثَةٌ فِي السَّفَرِ: بَذْلُ الزَّادِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَالْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى ظَهَرَ الْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ وَرَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ وَآخَرُ بِالْكُوفَةِ فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الأُمَمِ، فذكر هشام
__________
[1] قرآن كريم- سورة طه- الآية 5.

(8/422)


ابن عُرْوَةَ بِإِسْنَادٍ لَهُمْ يَضْبِطُهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ ثنا الشَّافِعِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ:
كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا رَجُلا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ يَغْشَى أَحَدَ ثَلاثَةٍ ضَحِكْنَا مِنْهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُتْقِنُونَ الْحَدِيثَ وَلا يَحْفَظُونَهُ: رَبِيعَةُ الرَّائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ الْحِزَامِيُّ: نا مُطَرِّفٌ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هُرْمُزٍ: قَالَ رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَةً شِقٌّ أَطْوَلُ مِنَ الآخَرِ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ، قَالَ: لا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ: فَكَانَ سَبَبُ جَلْدِهِ سِعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ سَعَى بِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ فُلانٍ التَّيْمِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَطَيَّنَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيَعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ وَاسْتَطْلَقَهُ وَقَالَ: سأحاكمه إِلَى اللَّهِ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: ذَهَبَتْ حَلاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يَتَحَدَّثَ كَثِيرًا وَيَقُولُ: السَّاكِتُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالأَخْرَسِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا وَطَوَّلَ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا الْبَلاغَةُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: الإِيَجازُ وَإِصَابَةُ الْمَعْنَى، قَال: فَمَا الْعِيُّ؟ قَالَ: مَا أَنْتَ فِيهِ، فَخَجِلَ رَبِيعَةُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ رَبِيعَةُ بِالأَنْبَارِ فِي مَدِينَةِ السَّفَّاحِ وَكَانَ جَاءَ بِهِ لِلقْضَاءِ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ الله.
__________
[1] تاريخ خليفة 415.

(8/423)


رقبة بن مصقلة [1]- خ م د ت ن- أبو عبد الله العبديّ الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَطَاءٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ [2] وَغَيْرِهِمْ.
وعنه رَفِيقُهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً مُفَوَّهًا يُعَدُّ مِنْ رِجَالاتِ الْعَرَبِ.
رُكَيْنُ بن الربيع بن عميلة الفزاري [3]- م 4- أبو الربيع الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- إِنْ صَحَّ- وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَنُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه زَائِدَةُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُعْتَمِرُ بْن سليمان وعبيدة ابن حميد.
وثّقه النسائي.
__________
[1] المشاهير 167. الجرح 3/ 522. تاريخ أبي زرعة 1/ 506. المعرفة والتاريخ 2/ 676.
[2] مهمل في الأصل، وهو مشهور.
[3] المشاهير 106، الجرح 3/ 513. التاريخ الكبير 3/ 330. تاريخ أبي زرعة 1/ 496. التاريخ لابن معين 2/ 167 رقم 2663. المعرفة والتاريخ 1/ 537.

(8/424)


[حرف الزيِن]
زَبَّانُ [1] بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، كَانَ أَحَدَ فِرْسَانِ مِصْرَ الْمَذْكُورِينَ.
روى عن أَخِيهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْثُ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُسَوِّدَةِ تَقَنْطَرَ بِهِ فَرَسُهُ لَيْلَةَ قَتَلُوا مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فَسَقَطَ فَذَبَحُوهُ وَذَلِكَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
الزُّبَيْرُ بن عديّ الهمدانيّ اليامي [2]- ع- أبو عديّ الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ.
وعنه مِسْعَرٌ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَكَانَ فاضلا صاحب سنّة ولي قضاء الريّ.
__________
[1] الجرح 3/ 616. التاريخ الكبير 3/ 444. تهذيب ابن عساكر 5/ 353. الوافي بالوفيات 14/ 169 رقم 234.
[2] المشاهير 126. الجرح 3/ 579. التاريخ الكبير 3/ 410. ميزان الاعتدال 2/ 68. التاريخ لابن معين 2/ 171 رقم 3727. المعرفة والتاريخ 3/ 87. الوافي بالوفيات 14/ 184 رقم 248. تهذيب التهذيب 3/ 317.

(8/425)


قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِمٍ وَكَانَ يَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: اتَّقِ اللَّهَ لا تَقْتُلْ مَعَ قُتَيْبَةَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ [1] .
عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وعنه عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُتِلَ زُرْعَةُ يَوْمَ دُخُولِ الْمُسَوِّدَةِ دِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
زَنْكَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ الرَّقِّيُّ [2] .
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وعنه جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيَّانِ.
لَمْ يُضَعَّفْ.
زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَبُو عُقَيْلٍ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ الإسكندرية.
__________
[1] الجرح 3/ 656، التاريخ الكبير 441. ميزان الاعتدال 2/ 70. تهذيب ابن عساكر 5/ 250.
التاريخ لابن معين 2/ 172 رقم 5126.
[2] تهذيب ابن عساكر 5/ 387.
[3] الجرح 3/ 615، تهذيب ابن عساكر 5/ 388، تهذيب التهذيب 3/ 341، التاريخ الكبير 3/ 443، الخلاصة 122. التقريب 1/ 263. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 5180. تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 1/ 245.

(8/426)


روى عن جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَسَعِيدُ بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَآخِرُ مَنْ روى عنه رِشدِينُ بْنُ سَعْدٍ [1] .
وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا.
قَالَ الدَّارِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ مِن الأَبْدَالِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ. تُوُفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ: لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَأَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: أَيْنَ تَسْكُنْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أُفٍّ تَسْكُنُ الْخَبِيثَةَ الْمُنْتِنَةَ وَتَذَرُ الطَّيِّبَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَإِنَّكَ تُجْمَعُ بِهَا دُنْيَا وَآخِرَةَ طَيِّبَةُ الْمَوْطِأِ وَدِدْتُ أَنَّ قَبْرِي يَكُونُ بِهَا، وَرَوَى نَحْوًا مِنْهُ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ زُهْرَةَ.
زِيَادُ بْنُ بَيَانٍ الرَّقِّيُّ [3]- د ق-.
عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ.
وعنه أَبُو المليح الرقي وابن علية.
__________
[1] في الأصل «رشد بن سعد» .
[2] الجرح 3/ 615.
[3] الجرح 3/ 525، ميزان الاعتدال 2/ 87، تهذيب التهذيب 3/ 356، التاريخ الكبير 3/ 346، الخلاصة 124، التقريب 1/ 265.

(8/427)


قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ الْمُزَنِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- د-.
عَنْ أَبِي نَعَامَةَ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ ومائة.
زيد بن أسلم [2]- ع- أبو عبد الله العدوي المدني مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه بَنُوهُ: أُسَامَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَجْلانَ وَمَالِكٌ وَيَعْمُرُ وَهَمَّامٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَالسُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهِشَامُ بُن سَعْدٍ والدراوَرْديّ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن قيس وخلق.
__________
[1] الجرح 3/ 545، تهذيب ابن عساكر 5/ 427، تهذيب التهذيب 3/ 383، التاريخ الكبير 3/ 371، الخلاصة 126. التقريب 1/ 270. المعرفة والتاريخ 1/ 608.
[2] المشاهير 80، تهذيب الأسماء 1/ 200، ميزان الاعتدال 2/ 98، الوافي 15/ 23، الجرح 3/ 555، تهذيب ابن عساكر 5/ 442، تهذيب التهذيب 3/ 395، التاريخ الكبير 3/ 387، الخلاصة 126، التقريب 272. التاريخ لابن معين 2/ 181 رقم 1013 و 1146. المعرفة والتاريخ 1/ 675.
تاريخ أبي زرعة 1/ 429. طبقات خليفة 263. التاريخ الصغير 2/ 32 و 40. حلية الأولياء 3/ 221. سير أعلام النبلاء 5/ 316 رقم 153. تذكرة الحفاظ 1/ 132. طبقات الحفاظ 53. شذرات الذهب 1/ 194.

(8/428)


وَكَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْعِلْمِ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَرِوَايَتِهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَأَحْسَبُ ذَلِكَ غَيْرَ مُتَّصِلٍ، وَكَانَ أَحَدُ مَنْ أَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْتَفْتِيهِمْ فِي الطَّلاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ هَلْ يُعْتَبَرُ.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ.
قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا مِنْ جَابِرٍ.
ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَدِّي أَسْلَمُ لَمَّا وُلِدَ لِي زَيْدٌ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَا سَمَّيْتُ ابْنَكَ؟ قُلْتُ: زَيْدُ، قَالَ: بِأَيِّ الزَّيْدَيْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَمْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟ قُلْتُ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَكَنَّيْتُهُ بِكُنْيَتِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو أُسَامَةَ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سعد شيئا.
وقال جماعة عَنِ الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُسَامَةَ عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: يَا بْنَ أَخِي مَا كُنَّا نُجَالِسُ السُّفَهَاءَ وَلا نَحْمِلُ عَنْهُمْ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَزَيْدٌ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ عَالِمٌ بِتَفْسِيرِ الْعِرَاقِ لَهُ فِيهِ كِتَابٌ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ أَكُنْتُمْ تَتَقَايَسُونُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ قَالَ مَالِكٌ: فَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلا أَنْ يَكُونَ هُوَ يَبْتَدِئُ شَيْئًا يَذْكُرُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُهُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنيِ

(8/429)


اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زَيْدٌ.
وَقَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ أَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا أَدْنَى خَصْلَةً مِنَّا التواسي بما في أيدينا ما رئي فينا متماريين وَلا مُتَنَازِعِينَ فِي حَدِيثٍ لا يَنْفَعُ، وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: لا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ قَالَ فَأَتَاهُ نَعْيُ زَيْدٍ فَعَقَرَ فَمَا قَامَ وَلا شَهِدَهُ.
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَال يَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ:
اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَيْسَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ آمَنُ عَلَيَّ مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ اللَّهمّ فَزِدْ فِيَّ مِنْ أَعْمَارِ النَّاسِ وَابْدَأْ بِي. فَرُبَّمَا قَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَرَأَيْتَ طَلَبْتَ حَيَاتِي لِي أَوْ لِنَفْسِكَ قَال: لِنَفْسِي قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَمُنُّ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ طَلَبْتُهُ لِنَفْسِكَ.
يَعُقوُبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَلا كَمَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ وَلا كَمَا قَالَ النَّبِيُّونَ وَلا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلا النَّارِ وَلا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ، قَالَ اللَّهُ (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله) 76: 30 [1] وَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنا) 2: 32 [2] وَقَالَ شُعَيْبٌ:
(وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله رَبُّنا) 7: 89 [3] وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ:
(وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا الله 7: 43) [4] وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) 23: 106 [5] وقال أخوهم إبليس: (فَبِما أَغْوَيْتَنِي) 7: 16 [6] .
وَرَوَى حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم قال: استغن باللَّه عمّن سواه
__________
[1] قرآن كريم- سورة الإنسان- الآية 30. والتكوير- الآية 29.
[2] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 32.
[3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 90.
[4] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 43.
[5] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 106.
[6] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 16.

(8/430)


وَلا يَكُونَنَّ أَحَدٌ أَغْنَى مِنْكَ باللَّه وَلا يَكُنْ أَحَدٌ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ نِعَمُ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ عَنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ ذُنُوبُ الْعِبَادِ عَنْ ذُنُوبِكَ وَلا تُقَنِّطِ الْعِبَادَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَتَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ.
ابْنَ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقوُل: يَا بُنَيَّ لا تُعْجِبْكَ نَفْسَكَ وأنت لا تَشَاءُ أَنْ تَرَى مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلا رَأَيْتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زيد قال: قدمت المدينة وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ فِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقُلْتُ. لعبيد الله: ما تقول في مولاكم؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ بِه بَأْسًا إِلا أَنَّهُ يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ زَيْدُ يُحَدِّثُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ فَإِذَا سَكَتَ لا يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ وَكَانَ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ اتَّقِ اللَّهَ يُحِبُّكَ النَّاسُ وَإِنْ كَرِهُوا. وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ فَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَكَلِّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلَ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ.
قُلْتُ: مَنَاقِبُ زيد كثيرة، وتبارد ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كَامِلِهِ وَقَالَ:
هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ مَا امْتَنَعَ أَحَدٌ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ [2]- 4- الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو الْحَوَارِيِّ قَاضِي هراة،
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 387.
[2] الجرح 3/ 560، ميزان الاعتدال 2/ 102، تهذيب ابن عساكر 6/ 5، التاريخ الكبير 3/ 392، تهذيب التهذيب 3/ 407. المعرفة والتاريخ 2/ 107 و 127. التاريخ لابن معين 2/ 182 رقة 4702 و 3658.

(8/431)


وَهُوَ مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ الرحيم وعبد الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ شُعْبَةَ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَضْعَفَ مِنْهُ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ.
وَقَالَ النسائي: ضعيف.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ لُقِّبَ بِالْعَمِّيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَمِّي.
زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْجَزَرِيُّ [1] .
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حَرَامٍ.
وعنه مَعْمَرٌ وَالْمَسْعُودِيُّ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الدُّنْيَا النَّصِيبِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَةُ أَحْمَدُ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.
زَيْدُ بْنُ أبي عتاب [2] ، مولى أم حبيبة.
__________
[1] المشاهير 185، الجرح 3/ 563، ميزان الاعتدال 2/ 103، التاريخ الكبير 3/ 394.
[2] الجرح 3/ 571. التاريخ الكبير 3/ 401. المعرفة والتاريخ 2/ 306 و 197.

(8/432)


أَرْسَلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمُعَاوِيَةَ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ وَأُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعنه مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ [1] وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْتَشِرِ وَنُوحُ ابْنُ أَبِي بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
زَيْدُ بْنُ واقد القرشي الدمشقيّ [2]- خ د ن ق- أبو عمرو.
روى عن بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ.
وعنه صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حمزة وسويد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَمِيعٍ وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأْسَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ طَرِيًّا كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ.
قَال أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ، وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة.
__________
[1] بفتح الزاي وسكون الميم. (اللباب 2/ 74) .
[2] الجرح 3/ 574، المشاهير 179، الوافي 15/ 46، تهذيب ابن عساكر 6/ 38، ميزان الاعتدال 2/ 106، التاريخ الكبير 3/ 407، تهذيب التهذيب 3/ 426. المعرفة والتاريخ 2/ 290. تاريخ أبي زرعة 1/ 394. الوافي بالوفيات 15/ 46 رقم 56.
[3] الجرح 3/ 574.

(8/433)


قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا صَدَقَةُ بْنُ خالد ثنا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا لِهَؤُلاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ، وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُمْ لَقَالُوا:
مَا يُؤْمِنُ هَؤُلاءِ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.

(8/434)


[حَرْفُ السِّينِ]
سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو يُونُسَ الْكُوفِيُّ [1]- ت-.
رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَمِعَ أَبَا حَازِمٍ الأَشْجَعِيَّ وَالشَّعْبِيَّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ وَمُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ وَقَالَ: أَنَا! قَالَ: نَعَمْ لِأَنَّكَ تَرْضَى بِقَتْلِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ أَحْمَقَهَا وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ قَاتِلُ نَعْتَلٍ لَبَّيْكَ مُهْلِكَ بَنِي أُمَيَّةَ. يَعْنِي بِقَوْلِهِ فِي الطَّوَافِ.
وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ رَآهُ يَطُوفُ وَيَقُولُ ذَلِكَ فَأَجَازَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ بِأَلْفِ دِينَارٍ.
قَالَ النسائي: ليس بثقة.
__________
[1] الجرح 4/ 180. ميزان الاعتدال 2/ 110. التاريخ الكبير 4/ 111. تهذيب التهذيب 3/ 433.
تاريخ أبي زرعة 1/ 588. التاريخ لابن معين 2/ 186 رقم 2309. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .

(8/435)


وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِيبَ عَلَيْهِ الْغُلُوُّ فِي التَّشَيُّعِ وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الدَّارَانِيُّ [1] . قَاضِي دِمَشْقَ، وَلاهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَلِيٍّ.
روى عن مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ وَثَّقَهُ الْفَسَوِيُّ.
سَالِمُ بن عجلان [2]- خ د ن ق- أبو محمد الأموي مَوْلاهُمُ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ الأَفْطَسُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ مُرْجِئٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا.
سَدِيرُ بْنُ حَكيِمِ [5] بْنِ صُهَيْبٍ أَبُو الْفَضْلِ الصيرفي الكوفي.
__________
[1] الجرح 4/ 185. الوافي 15/ 85. تهذيب ابن عساكر 6/ 57. تاريخ أبي زرعة 1/ 203. المعرفة والتاريخ 2/ 478.
[2] التاريخ الكبير 4/ 117، الجرح 4/ 186، ميزان الاعتدال 2/ 112، الوافي 15/ 87، تهذيب التهذيب 3/ 441. التاريخ لابن معين 2/ 188 رقم 2876.
[3] الجرح 4/ 186.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 481.
[5] الجرح 4/ 323. ميزان الاعتدال 2/ 116. التاريخ لابن معين 2/ 189 رقم 2665. المعرفة والتاريخ 3/ 74 و 110.

(8/436)


عَنْ عُكْرِمَةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَهُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَوَلَدُهُ حَنَانُ بُنْ سَدِيرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] صَالِحُ الْحَدِيثِ.
السَّرِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق- ابْنُ عَمِّ الشَّعْبِيِّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [3] .
قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَيُعَادُ.
سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ [4]- 4- أَبُو حَفْصَ الأَسْلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي الْقَيْنِ وَسَفِينَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ الرحمن وعبيد الله ومسلم ابن أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ.
وعنه الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ وَعَبْدُ الوارث التنوري وغيرهم.
وثّقه أبو داود.
__________
[1] الجرح 4/ 323.
[2] الجرح 4/ 282، ميزان 2/ 117، التاريخ الكبير 4/ 176، تهذيب التهذيب 3/ 459.
[3] المشاهير 136.
[4] المشاهير 97. الميزان 2/ 131، الجرح 4/ 10، التاريخ الكبير 3/ 462، تهذيب التهذيب 4/ 14.
المعرفة والتاريخ 2/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 1483 و 3433. تاريخ أبي زرعة 1/ 457

(8/437)


وَذَكَرَ حَشْرَجُ عَنْهُ أَنَّهُ لَقِيَ سَفِينَةَ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [1] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ خَارِجَةَ.
وعنه الزُّهْرِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَعُقَيْلٌ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ كَهْلا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ سَعِيدًا كَانَ فَاضِلا عَابِدًا أُرِيدَ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ وَأُكْرِهَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ وَالِي الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فَقَسَّمَهُ، فَعُزِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ لِذَلِكَ فَقَالَ لِسَعِيدٍ أَصْحَابُهُ: قَضِيَّتُكَ هَذِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ مَالٍ عَظِيمٍ لَوْ تَصَدَّقَتْ بِهِ.
سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ [2] ، الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود.
وعنه يونس بن أبي إسحاق وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ.
سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ [3] . وَمِنْهُمْ مَنْ يسمّيه سعدا.
سمع القاسم بن محمد.
__________
[1] الجرح 4/ 25، المشاهير 629، تهذيب التهذيب 4/ 242، التاريخ الكبير 3/ 481.
[2] الجرح 4/ 49، تهذيب ابن عساكر 6/ 166، التاريخ الكبير 3/ 500.
[3] المشاهير 128، التاريخ الكبير 3/ 499.

(8/438)


وعنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيُّ [2]- ع- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَنُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ وَقَتَادَةَ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ.
وعنه خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا أَكْثَرَ اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سعيد بن يزيد بن مسلمة [4]- ع- أبو مسلمة الطاحي البصري القصير.
__________
[1] الجرح 4/ 50.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 203، المشاهير 190، ميزان الاعتدال 2/ 162، الوافي 15/ 269. تهذيب التهذيب 4/ 94، التاريخ الكبير 3/ 519، الجرح 4/ 71، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
التهذيب 4/ 100، التاريخ لابن معين 2/ 209 رقم 3594.
[3] الجرح 4/ 71.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 21، الجرح 4/ 73، الوافي 15/ 273، التاريخ الكبير 3/ 520، تهذيب التهذيب 4/ 100.

(8/439)


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وأخيه يزيد بن الشخير وعبد العزيز ابن أُسَيْدٍ وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ [1] وَأَبِي نَضْرَةَ [2] وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ [3] وَآخَرُونَ.
وثّقه النسائي.
سعيد [4] بن يزيد الأحمسي [5]- ن- الكوفي.
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وعنه وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ.
فِي طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ.
وَكَذَا سَعِيدُ بن يزيد القتباني [6]- م د ت ن- الحميري الإسكندراني أبو شجاع.
عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.
وعنه اللَّيْثُ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
مات سنة أربع وخمسين، سيأتي.
__________
[1] بفتح الجيم وسكون الراء. (اللباب 1/ 273) .
[2] مهملة في الأصل.
[3] في الأصل «مصر» .
[4] الجرح 4/ 74.
[5] في الأصل «الأخمسي» . والتصحيح من اللباب 1/ 32.
[6] الجرح 4/ 73.

(8/440)


سلمة بن دينار [1]- ع- أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ الْمَدَنِيُّ التَّمَّارُ الْقَاصُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الإِسْلامِ.
سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ وَأَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ وَأَبَا سَلَمَةَ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَخَلْقًا.
وعنه الزُّهْرِيُّ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو حَازِمٍ فَارِسِيُّ الأَصْلِ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَأُمُّهُ رُومِيَّةٌ وَكَانَ أَشْقَرَ أَحْوَلَ أَفْزَرَ الشَّفَةِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : هُوَ مَوْلَى الأسود بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: أَبُو حَازِمٍ ثِقَةٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا مَا أُرِيدُ إِلا نَفْسِي، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تُحِبُّهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ.
وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نَحْنُ لا نُرِيدُ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ وَنَحْنُ لا نَتُوبُ حتى نموت.
__________
[1] الجرح 4/ 159، القصّاص 58. تهذيب ابن عساكر 6/ 218، الوافي 15/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 905 و 1065 و 1070 و 1184، تاريخ أبي زرعة 1/ 441، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .
[2] التاريخ الكبير 4/ 78.

(8/441)


وعنه قَالَ: مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ.
وَعَنْهُ قَالَ: اخْفِ حَسَنَاتِكَ كَمَا تُخْفِي سَيِّئَاتِكَ وَلا تَكُنْ مُعْجَبًا بِعَمَلِكَ فَلا تَدْرِي شَقِيٌّ أَنْتَ أَمْ سَعِيدٌ.
وَعَنْهُ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْعَوَاقِبِ تَلْقِيحُ الْعُقُولِ.
وَقَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ لَمَّا وَعَظَهُ: مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ:
يَسِيرٌ لا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلا مِنْ حِلِّهِ وَلا تَضَعَهُ إِلا فِي حَقِّهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ ثُمَّ لا يَضُرُّكَ مَتَى مُتَّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: ثنا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: لا يُحْسِنُ عَبْدٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَحْسَنَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ وَلا يَعْوَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَعْوَرَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَلَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالَتِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ وَإِذَا اسْتَفْسَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَنَئَتْكَ [1] الْوُجُوهُ كُلُّهَا.
وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ وَلَمْ يَحْزَنْ عَلَى بَلْوَى.
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السِّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعُ لَهُ مِنْهَا وَكَذَا فِي الحسنة [2] .
__________
[1] في صفة الصفوة «شنفتك» . وفي القاموس: شنف له: أبغضه، والشانف: المعرض.
[2] كذا في الأصل، وفي (صفة الصفوة) : إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها وما خلق الله من سيئة هي عليه أضر منها ليعمل السيئة ثم تسوؤه حين يعملها وما خلق الله عز وجل من حسنة أنفع له منها. وذلك أن العبد حين يعمل الحسنة يتجبر فيها ويرى أن له فضلا على غيره ولعل الله يحبطها ويحبط معها عملا كثيرا. وإن العبد ليعمل السيئة تسوؤه ولعل الله يحدث له فيها وجلا فيلقى الله وإن خوفها لفي جوفه باق.

(8/442)


وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا فِي اللَّهِ فَأَقِلَّ مُخَالَطَتِهِ فِي دُنْيَاهُ.
تُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أَرَّخَهُ الْمَدَائِنِيُّ وابن سعد [1] .
سلمة بن تمام [2]- ن- أبو عبد الله الشقريّ الكوفي.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقويّ.
سلمة بن علقمة [4]- سوى ت- أبو بشر التميمي البصري.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَنَافِعٍ.
وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.
سَلْمُ بْنُ أَبِي الذيال البصري [5]- م د-.
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 424.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 188، التاريخ الكبير 4/ 79، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 3498، المعرفة والتاريخ 2/ 275 و 3/ 231.
[3] الجرح 4/ 157.
[4] التاريخ الكبير 4/ 82، الجرح 4/ 167.
[5] التاريخ الكبير 4/ 159، تهذيب التهذيب 4/ 129، الجرح 4/ 265، التاريخ لابن معين 2/ 222 رقم 417 و 3470 و 4589.

(8/443)


عَنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَقَّهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ [1] ، أَبُو خَيْثَمَةَ الْعَذَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسٍ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
وَكَنّاهُ مُسْلِمٌ وَلَمْ يضعّفه أحد.
سليمان بن داود الخولانيّ [2]- ن- الدارانيّ أبو داود.
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَالْوَضِينُ بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة.
رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ حَدِيثَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ الطَّوِيلَ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثقة مأمون.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 200، تهذيب ابن عساكر 6/ 250، التاريخ الكبير 4/ 8، الجرح 4/ 106.
[2] المشاهير 184، ميزان الاعتدال 2/ 200، تهذيب ابن عساكر 6/ 275، تهذيب التهذيب 4/ 189، التاريخ الكبير 4/ 10، التاريخ لابن معين 2/ 229 رقم 3440، المعرفة والتاريخ 1/ 587 و 588.
تاريخ أبي زرعة 1/ 359 و 502.

(8/444)


وقال أبو حاتم [1] : لا بأس به.
وقال يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : لا أعْلَمُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ التي وردت كتابا أصح منه كِتَابَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: الصَّوَابُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ.
وَرَوَى الْحَدِيثُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ [3] عَنْ يَحْيَى بْنِ حمزة عن سليمان ابن أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَشْبَهُ وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: فَلاحَ أَنَّ الْخَوْلانِيَّ لا رِوَايَةَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي (تَارِيخِ دَارَيَّا) : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَهُ لَهُ ذُرِّيَةٌ بِدَارَيَا إِلَى الْيَوْمَ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهِ الْحَافِظُ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ [4] ، أبو الربيع السبئي مولاهم المصري الزاهد.
__________
[1] الجرح 4/ 110.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 331 و 379.
[3] في الأصل «عن بلال» .
[4] التاريخ الكبير 4/ 14، الجرح 4/ 118.

(8/445)


روى عنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ فَاضِلا وَكَانَ قَوْمُهُ سَبَأُ إِذَا نَزَلَ لَهُمْ مُعْضِلَةٌ فَزِعَوا إِلَيْهِ فِيهَا لِفَضْلِهِ فِيهِمْ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ شُيُوخِهِ.
سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ [1] .
أَحَدُ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ الأَثْنَى عَشَرَ، لَهُ ذِكْرٌ وَأَثَرٌ كَبِيرٌ فِي السَّعْيِ لِقِيَامِ دَوْلَةِ الْعَبَّاسِيِّينَ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ خَوْفًا مِنْهُ.
سليمان بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ [2] . مَرَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ [3] .
أَخَذَ عَنْ عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ.
وَوَلِيَ غَزْوَ الرُّومِ فَلَمَّا بُويِعَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَبَسَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ يَزِيدُ النَّاقِصُ وَصَيَّرَهُ مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ هَرَبَ مِنْهُ ثُمَّ أَمَّنَهُ ثُمَّ خَلَعَ مَرْوَانُ وَطَمِعَ فِي الْخِلافَةِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَادَ أَنْ يَمْلُكَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 6/ 285.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 163، التاريخ الكبير 4/ 38، الجرح 3/ 141، الوافي 15/ 436، تاريخ أبي زرعة 1/ 249، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، طبقات خليفة 312، حلية الأولياء 6/ 87، سير أعلام النبلاء 5/ 433 رقم 193، ميزان الاعتدال 2/ 425، تهذيب التهذيب 4/ 226، خلاصة تذهيب الكمال 155، تهذيب ابن عساكر 6/ 286، شذرات الذهب 1/ 156.
معجم بني أمية 69، تاريخ أبي زرعة 1/ 614، المعرفة والتاريخ 2/ 19.
[3] الوافي 15/ 439، تهذيب ابن عساكر 6/ 288، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 325 ب، معجم بني أمية 69.

(8/446)


فَبَعَثَ مَرْوَانُ جَيْشَهُ فَهَزَمُوهُ وَتَحَصَّنَ بِحِمْصَ فَسَارَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ فَهَرَبَ وَلَحِقَ بِالضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ وَبَايَعَهُ ثُمَّ ظَفِرَتْ بِهِ الْمُسَوِّدَةُ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] . كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ خَرَجَ عَلَى أَخِيهِ الْوَلِيدِ.
قَتَلَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ.
سُلَيْمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ [2] .
مَوْلَى أُمِّ عَلِيٍّ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مُجَاهِدٍ.
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ.
سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَصْرِيُّ [3]- خ م د-.
عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ.
وَكَانَ جَلِيسًا لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بِيَسِيرٍ.
روى عنه حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زيد.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 228، الوافي 15/ 444، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 326 ب، معجم بني أمية 70.
[2] تهذيب التهذيب 4/ 167، التاريخ الكبير 4/ 126.
[3] تهذيب التهذيب 4/ 235، الجرح 4/ 281، التاريخ الكبير 4/ 174، سير أعلام النبلاء 5/ 250 رقم 112، خلاصة تذهيب الكمال 156.

(8/447)


سميّ مولى أبي بكر [1]- ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
سَمِعَ مِنْ مَوْلاهُ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَوَرْقَاءُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
قَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
سِنَانُ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ [2] ، أَبُو حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ [3] وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ [4]- د ت ق خ مقرونا- أبو ربيعة البصري.
عن أنس وشهر بن حوشب.
__________
[1] المشاهير 135، التاريخ الكبير 4/ 203، الجرح 4/ 315، تهذيب التهذيب 4/ 238. طبقات خليفة 261، سير أعلام النبلاء 5/ 462 رقم 206، خلاصة تذهيب الكمال 156. شذرات الذهب 1/ 181.
[2] التاريخ الكبير 4/ 165، الجرح 4/ 252.
[3] في الأصل «قوم» .
[4] التاريخ الكبير 4/ 164، الجرح 4/ 251، تهذيب التهذيب 4/ 240، ميزان الاعتدال 2/ 235.
التاريخ لابن معين 2/ 240 رقم 3736. المعرفة والتاريخ 3/ 111.

(8/448)


وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
سُهَيْلُ بن أبي صالح السمان [1]- م 4 خ مقرونا- أبو يزيد المدني، أَخُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.
سمع أَبَاهُ وَالْحَارِثَ بْنَ مَخْلَدٍ [2] وَعَبْدَ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَعَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ وَجَمَاعَةً.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ والدراوَرْديّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَخَلْقٌ.
وَهُوَ صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ لا الْبُخَارِيُّ.
سَأَلَ رَجُلٌ النَّسَائِيَّ عَنْ سُهَيْلٍ فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ فُلَيْحٍ وَمِنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَمِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ.
قُلْتُ: مَا نَقَمُوا مِنْ سُهَيْلٍ إِلا أَنَّهُ مَرِضَ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصْلَحَ حَدِيثَهُ هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْهُ.
قُلْتُ: قد أخرج له البخاري مقرونا بغيره.
__________
[1] المشاهير 137. ميزان الاعتدال 2/ 243. التاريخ الكبير 4/ 104. الجرح 4/ 246. تهذيب التهذيب 4/ 263. التاريخ لابن معين 2/ 243 رقم 1077. طبقات خليفة 266. المعرفة والتاريخ 1/ 423. سير أعلام النبلاء 5/ 458 رقم 205. تذكرة الحفاظ 1/ 137. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 207. الوافي بالوفيات 16/ 31 رقم 40. خلاصة تذهيب الكمال 158. شذرات الذهب 1/ 208.
[2] مهمل في الأصل.

(8/449)


وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
تُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيرٍ.

(8/450)


[حرف الصَّادِ]
صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ الْجَزَرِيُّ [1]- م د ن ق- نَزِيلُ مَكَّةَ.
روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، - وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ- وَروى عن طَاوُسٍ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُقِلٌّ.
روى عنه مَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَجَرِيرٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ [2] .
روى عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وعنه جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وأبو مخنف لوط ابن يَحْيَى ابْنُ أُخْتِهِ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْمُؤَرِّخُ.
وَهُوَ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ أبو زرعة.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 314. التاريخ الكبير 4/ 293. تهذيب التهذيب 4/ 419. الجرح 4/ 428.
التاريخ لابن معين 2/ 269 رقم 395. تاريخ أبي زرعة 1/ 511. المعرفة والتاريخ 1/ 437.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 143. تهذيب التهذيب 4/ 432.

(8/451)


صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ [1]- ع- مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ أَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَنَسِ بْنِ مالك وسعيد بن المسيب وعطاء ابن يَسَارٍ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلاهُ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَخَلْقٌ.
كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: رَأَيْتُهُ وَلَوْ قِيلَ لَهُ: السَّاعَةُ غَدًا مَا كَانَ عِنْدَهُ مَزِيدُ عَمَلٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ يُسْتَنْزَلُ بِذِكْرِهِ الْقَطْرُ.
وَرَوَى إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الشِّتَاءِ فِي السَّطْحِ وَفِي الصَّيْفِ فِي بَطْنِ الْبَيْتِ يَتَيَقَّظُ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: هَذَا الْجَهْدُ مِنْ صَفْوَانَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ وَأَنَّهُ الْتَزَمَ رِجْلاهُ حَتَّى يَعُودَ كَالسَّقْطِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَيَظْهَرَ فِيهِ عُرُوقٌ خُضْرٌ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ صَفْوَانُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِمِنًى فَقِيلَ لِي: إذا دخلت
__________
[1] المشاهير 135، تهذيب ابن عساكر 6/ 435، تهذيب التهذيب 4/ 425، الجرح 4/ 423، التاريخ الكبير 4/ 307. طبقات خليفة 261. تاريخ خليفة 404. التاريخ الصغير 2/ 19. المعرفة والتاريخ 1/ 661. حلية الأولياء 3/ 158. سير أعلام النبلاء 5/ 364 رقم 165. العبر 1/ 176/ 176.
طبقات الحفاظ 54. خلاصة تذهيب الكمال 174. شذرات الذهب 1/ 189. ذيل المذيل 650. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 223. صفة الصفوة 2/ 86. الزيارات 94. مرآة الجنان 1/ 277. طبقات الشعراني 1/ 41. الوافي بالوفيات 16/ 317 رقم 349.

(8/452)


مَسْجِدَ الْخِيفِ فَانْظُرْ شَيْخًا إِذَا رَأَيْتَهُ عَلِمْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ هُوَ، قَالَ:
وَحَجَّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً يَعْنِي وَقَرَّبَهَا.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التّمَّارِ أَنَّ صَفْوَانَ كَانَ يَأْتِي الْمَقَابِرَ فَيَجْلِسُ فَيَبْكِي حَتَّى أَرْحَمُهُ.
وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ وَأَعَانَهُ عَلَى الْحِكَايَةِ أَخُوهُ: إِنَّ صَفْوَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَضَعَ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ فَمَكَثَ عَلَى هَذَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ عَامًا فَمَاتَ وَإِنَّهُ لَجَالِسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ صَفْوَانُ: أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَضَعَ جَنْبِي حَتَّى أَلْحَقَ بِرَبِّي، قَال فَبَلَغَنِي أَنَّ صَفْوَانَ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ. قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِنَّهُ نَقَبَتْ جَبْهَتُهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَقَدْ وَهِمَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَيْثُ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.

(8/453)


[حرف الضاد]
ضرار بن مرة [1]- ت ن- أبو سنان الشيبانيّ الكوفي.
روى عنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَآخِرُ مَنْ روى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.
__________
[1] الجرح 4/ 465. تجريد التمهيد- ابن عبد البر 72. التاريخ لابن معين 2/ 273 رقم 1948.
المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .
[2] تاريخ ابن خياط 405.

(8/454)


[حرف الطاء]
طلق بن معاوية [1]- م ن- أبو غياث النخعي الكوفي جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ.
رَوَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ.
وعنه حَفِيدَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وطلق بن غنام والثوري وشريك وجرير ابن عبد الحميد.
__________
[1] الجرح 4/ 491. ميزان الاعتدال 2/ 345. التاريخ لابن معين 2/ 280 رقم 1684.

(8/455)


[حرف العين]
عاصم بن عبيد الله [1]- د ت ق- بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ العمري المدني.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ.
روى عنه مَالِكٌ حَدِيثًا وَاحِدًا فَهَذَا مِمَّنِ اتَّفَقَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مع ضعفه.
ضعّفه مالك ويحيى القطان.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ السفاح وكانت في سنة اثنتين وثلاثين.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 484، تهذيب التهذيب 5/ 46، الجرح 6/ 347، ميزان الاعتدال 2/ 353، تهذيب ابن عساكر 7/ 127. تاريخ دمشق- تحقيق د. شكري فيصل- ص 42. التاريخ لابن معين 2/ 283 رقم 822. تاريخ أبي زرعة 1/ 510.
[2] الضعفاء الصغير 90.

(8/456)


عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م 4-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَعِدَّةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَكَانَ فَاضِلا عَابِدًا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ [4] .
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب وَمَكْحُولٍ.
وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْقَاضِي وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معبد [5]- د- بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني أَحَدُ الْصُّلَحَاءِ.
روى عن أَبِيهِ وَأَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَوُهَيْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والدراوَرْديّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. ووصفه ابن عيينة بالصلاح.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 487. الجرح 6/ 349. تهذيب التهذيب 5/ 55. ميزان الاعتدال 2/ 356.
تاريخ أبي زرعة 1/ 657.
[2] تاريخ ابن خياط 417.
[3] في الأصل «اللحمي» .
[4] تهذيب ابن عساكر 7/ 219.
[5] المشاهير 139. تهذيب التهذيب 5/ 120. التاريخ الكبير 7/ 8. الجرح 6/ 212. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .

(8/457)


عبد الأعلى التيمي [1] . أحد العبّاد الخائفين.
روى عن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ.
روى عنه مِسْعَرٌ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ عِلْمًا لا يُبْكِيهِ خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا لا يَنْفَعُهُ وَيَحْتَجُّ بآية (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) 17: 109 [2] .
وَعَنْهُ قَالَ: قَطَعَ عَنِّي لَذَاذَةَ الدُّنْيَا ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ [3] السَّكْسَكِيُّ الْحِمْصِيُّ [4]- ت ق- نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ وَجَماعَةٍ.
وعنه أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ وَمُحَمَّدُ ابن حُمْرَانَ الْقَيْسِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ هُنَا بِالْبَصْرَةِ رَأَيْتُهُ وَكَانَ لا شَيْءَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ [6]- ت ن- أبو عمير الكوفي الكاتب عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو.
__________
[1] الجرح 6/ 28. التاريخ الكبير 6/ 72.
[2] قرآن كريم- سورة الإسراء- الآية 109.
[3] في الأصل «الخبراتي» .
[4] التاريخ الكبير 5/ 48. ميزان الاعتدال 2/ 396. تهذيب التهذيب 5/ 159. التاريخ لابن معين 2/ 298 رقم 48 و 155. تاريخ أبي زرعة 1/ 154 و 213- 216.
[5] الجرح 5/ 12.
[6] تهذيب التهذيب 5/ 161. ميزان الاعتدال 2/ 398. الجرح 5/ 13. التاريخ الكبير 5/ 49.
المعرفة والتاريخ 2/ 457.

(8/458)


وعنه حَفِيدُهُ بِشْرُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الله والثوري وشعبة وبن عُيَيْنَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي (كِتَابِ الثِّقَاتِ) .
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم [1]- ع- أبو محمد الأنصاري المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ.
روى عن أَنَسٍ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَمْرَةَ وَحُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالزُّهْرِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٌ [3] .
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو حَرِيزٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- 4- قَاضِي سِجِسْتَانَ.
روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جبير وعكرمة وأبي بردة
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 54، الجرح 5/ 17، تهذيب التهذيب 5/ 164، المشاهير 68، تهذيب الأسماء 1/ 264. المعرفة والتاريخ 1/ 331. طبقات خليفة 264. سير أعلام النبلاء 5/ 314 رقم 151.
خلاصة تذهيب الكمال 192.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 480.
[3] في المدينة، على ما في (تجريد التمهيد 81) .
[4] الجرح 5/ 34. التاريخ الكبير 5/ 72. تهذيب التهذيب 5/ 187. التاريخ لابن معين 2/ 302 رقم 2055. المعرفة والتاريخ 3/ 73 و 208 و 212.

(8/459)


ابن أَبِي مُوسَى وَطَائِفَةٍ.
وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ قَوَّاهُ بَعْضُهُمْ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، فاللَّه أَعْلَمُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ البهراني الحمصي [1]- ق- أبو محمد.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَكَثِيرِ بْنِ الْعَلاءِ.
وعنه أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَإِسْمَاعِيلُ بن عياش والجراح ابن مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: فِيهِ لِينٌ.
وَوَثَّقَهُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَرَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سنن ابن ماجة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 5/ 203، التاريخ الكبير 5/ 81، المشاهير 182، ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب ابن عساكر 7/ 384. التاريخ لابن معين 2/ 304 و 305 رقم 5230. المعرفة والتاريخ 2/ 703 و 704.
[2] الجرح 5/ 47.

(8/460)


عبد الله بن ذكوان [1]- ع- أبو الزناد ويكنى أبا عبد الرحمن.
الْفَقِيهُ الْمَدَنِيِّ مَوْلَى قُرَيْشٍ، يُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ أَخِي أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ.
سَمِعَ أَنَسًا وَأَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ.
روى عنه مَالِكٌ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ والسُّفْيَانَانِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
قَالَ اللَّيْثُ: رَأَيْتُ خَلْفَهُ ثَلاثَمِائَةِ تَابِعٍ مِنْ طَالِبِ فِقْهٍ وَطَالِبِ شِعْرٍ وَصُنُوفٍ.
قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبُثْ أَنْ بَقِيَ وَحْدَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ وَأَبَا الزِّنَادِ وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ أَفْقَهَ الرَّجُلَيْنِ.
وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِثْلُ مَا مَعَ السُّلْطَانِ مِنَ الأَتْبَاعِ فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيضَةٍ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحِسَابِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الشِّعْرِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحَدِيثِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ.
وَقَالَ بَعْضُ النُّقَّادِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي أَبَا الزِّنَادِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ في الحديث.
__________
[1] الجرح 5/ 49، ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب ابن عساكر 7/ 385، التاريخ الكبير 5/ 83، التاريخ الصغير 2/ 27، تهذيب التهذيب 5/ 203. التاريخ لابن معين 2/ 305 رقم 1110. المعارف 464، تاريخ الموصل 115، طبقات الفقهاء 65، سير أعلام النبلاء 5/ 445 رقم 199. ميزان الاعتدال 2/ 418، العبر 1/ 173، خلاصة التذهيب 196، شذرات الذهب 1/ 182، الوافي بالوفيات 17/ 162 رقم 149.

(8/461)


وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ فَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابَةٍ وَحِسَابٍ وَفَدَ عَلَى هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ بِحِسَابِ دِيوَانِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ يُعَانِدُ رَبيِعَةَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَرَامِيُّ: هُوَ كَانَ سَبَبَ جَلْدِ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَوَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فُلانٌ التَّيْمِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتًا فَشَفَعَ فِيهِ رَبِيعَةُ.
وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: أَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا رَضِيٍّ.
قُلْتُ: انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى تَوْثِيقِ أَبِي الزِّنَادِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَسْتَ أَبَا الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ أَمِيرًا غَيْرَهُ.
تُوُفِّيَ أَبُو الزِّنَادِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثلاثين.
عبد الله بن سبرة الكوفي [1] ، أبد سَبْرَةَ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي الضُّحَى.
وعنه هُشَيْمٌ وَيَحْيَى ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان الطويل [3]- د ن- أبو حمزة المصري. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
روى عن نَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 111، التاريخ لابن معين 2/ 309 رقم 1301.
[2] الجرح 5/ 66.
[3] الجرح 5/ 75، التاريخ الكبير 5/ 108، تهذيب التهذيب 5/ 245، المشاهير 190.

(8/462)


وَهُوَ صَدوُقٌ مُقِلٌّ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ القشيري [1]- م 4- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ.
عَنْ أَبِيهِ سُوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو هِلالٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
عبد الله بن طاوس [2]- ع- بن كيسان أبو محمد اليماني.
سَمِعَ أَبَاهُ وَعِكْرِمَةَ وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ وَجَمَاعَةً.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْعَرَبِيَّةَ وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا مَا رَأَيْنَا ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَهُ.
قُلْتُ: وَثَّقُوه.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ خِلِّكَانَ [3] فِي تَرْجَمَةِ طَاوُسٍ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَ ابْنَ طَاوُسٍ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَصَدَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ بِكَلامٍ.
قُلْتُ: هَذَا لا يَسْتَقِيمُ لِأَنَّ ابْنَ طَاوُسٍ مَاتَ قَبْلَ أَيَّامِ الْمَنْصُورِ لِأَنَّهُ مَاتَ فِي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 5/ 247، الجرح 5/ 77، المعرفة والتاريخ 2/ 471. الوافي بالوفيات 17/ 205 رقم 190.
[2] المشاهير 191. الجرح 5/ 88، التاريخ الكبير 5/ 123، تهذيب التهذيب 5/ 267، التاريخ لابن معين 2/ 314 رقم 351، تاريخ أبي زرعة 1/ 244 و 472، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 711، العبر 1/ 176، بغية الوعاة 2/ 46 رقم 1392، الوافي بالوفيات 17/ 224 رقم 208، شذرات الذهب 1/ 188.
[3] وفيات الأعيان 2/ 511.

(8/463)


عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة [1]- م ن- أبو يحيى الأنصاري أَخُو إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعُقوبَ وَعَمْرٍو.
روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
ثِقَةٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ [2] أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ [3] الْمَدَنِيُّ. قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ وعامر بن سعد وأبي الخباب سعيد ابن يسار وعدة.
وعنه مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون.
وحكم بالمدينة وكان عبدا صالحا ثقة يسرد الصوم.
توفي سنة نيف وثلاثين وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] بْنِ يحنس [5] . حجازي ثقة مقل.
__________
[1] المشاهير 28. تهذيب الأسماء 1/ 273. تهذيب التهذيب 5/ 269. تاريخ أبي زرعة 1/ 562.
[2] التاريخ الكبير 5/ 130. تهذيب التهذيب 5/ 297. الجرح 5/ 94. المعرفة والتاريخ 1/ 426.
طبقات خليفة 264، تاريخ خليفة 324، التاريخ الصغير 2/ 79، سير أعلام النبلاء 5/ 251 رقم 114، خلاصة تذهيب الكمال 204، الوافي بالوفيات 17/ 241 رقم 223. أخبار القضاة 1/ 147.
تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية رقم 3387) ورقة 154 أ- 155 ب.
[3] في الأصل «البخاري» .
[4] تهذيب التهذيب 5/ 297، الجرح 5/ 98، التاريخ الكبير 5/ 134.
[5] بضم الياء وفتح الحاء المهملة وكسر النون.

(8/464)


روى عن دِينَارٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَغَيْرُهُمْ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو نَصْرٍ الضبي [1]- ت ق- الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسَاوِرَ الْحِمْيَرِيِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن البصري [2]- ع- المعروف بالرومي.
روى عن أبي هريرة وابن عمر.
وعنه ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ الرُّومِيِّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بن عطاء الطائفي [3]- م 4- ثم المكيّ مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ- وَلَمْ يُدْرِكْهُ- وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَعِكْرِمَةَ ابْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو مَعِينٍ الضَّرِيرُ وَعَبْدُ الله بن نمير وآخرون.
__________
[1] الجرح 5/ 99، التاريخ الكبير 5/ 135، تهذيب التهذيب 5/ 300.
[2] تهذيب التهذيب 5/ 299، الجرح 5/ 95، التاريخ الكبير 5/ 133.
[3] ميزان الاعتدال 2/ 461، تهذيب التهذيب 5/ 322، الجرح 5/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 426، التاريخ لابن معين 2/ 320 رقم 1511 و 3001.

(8/465)


وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ [1]- سوى ت- أبو المغيرة المدني مَوْلَى الأَخْنَسِ بْن شُرَيْقٍ.
كَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَغَيْرَهُمَا.
وعنه مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالسُّفْيَانَانِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ الْقَوْلُ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ.
مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ [2] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ. وَبِدَوْلَتِهِ تَفَرَّقَتِ الْجَمَاعَةُ وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ مَا بَيْنَ تَاهِرْتَ إِلَى بِلادِ السُّودَانِ وجميع مملكة الأندلس وخرج بهذه
__________
[1] المشاهير 137، ميزان الاعتدال 2/ 475، التاريخ الكبير 5/ 182، تهذيب التهذيب 54/ 372، الجرح 5/ 148، المعرفة والتاريخ 2/ 697، التاريخ لابن معين 2/ 327 رقم 1967.
[2] ترجمته وأخباره مبثوثة في مصادر التاريخ العباسي، وما سبق في هذا الكتاب، وينظر عنه:
المعارف 377، أنساب الأشراف 3/ 183، تاريخ الطبري 3/ 88 وما بعدها، تاريخ الموصل 161، مروج الذهب 4/ 128 وما بعدها، تاريخ بغداد 10/ 53 رقم 5179، تاريخ دمشق (مخطوط مكتبة الأزهر 10170) ق 6 أ- 21 أ، الحلّة السيراء 1/ 33 رقم 7. الوافي بالوفيات 17/ 433 رقم 374، العبر 1/ 230، البداية والنهاية 10/ 61، الذهب المسبوك للمقريزي 36، تاريخ الخلفاء 259، فوات الوفيات 2/ 216 رقم 299، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 62.

(8/466)


الْبِلادِ مِنْ تَغْلِبَ عَلَيْهَا وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ.
وَكَانَ شَابًّا طَوِيلا أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ وَاللِّحْيَةِ. وُلِدَ بِالْحُمَيَّمَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَلْقَاءِ وَنَشَأ بِهَا وَبُويِعَ بالكوفة، وأمه رائطة الحارثية.
حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وَهُوَ أَخُوهُ.
روى عنه عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ.
وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ الْمَنْصُورِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
رَوَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة وقتيبة عَنْ جَرِيرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يُقَالُ لَهُ السَّفَّاحُ فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا» ، وَرَوَاهُ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ السَّفَّاحُ أَبْيَضَ طَوِالا أَقْنَى ذَا شَعْرَةٍ جَعْدَةٍ حَسَنَ اللِّحْيَةِ مَاتَ بِالْجُدَرِي.
قال عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ الأَشْيَاخَ يَقُولُونَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلا أَفْضَلُ عَابِدًا وَنَاسِكًا مِنْهُمْ بِالْحُمَيِّمَةِ.
وَقَالَ الصُّولِيُّ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَ السَّفَّاحِ وَهُوَ أَحْشَدُ مَا يَكُونُ بِبَنِي هَاشِمٍ وَالشِّيعَةِ وَوُجُوهِ النَّاسِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ وَمَعَهُ مُصْحَفٌ فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنَا حَقَّنَا الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَأَشْفَقَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يَعْجَلَ السَّفَّاحُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَلا يُرِيدُونَ ذَلِكَ فِي شَيْخِ بَنِي هَاشِمٍ أَوْ يَعْيَا

(8/467)


بِجَوَابِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْصًا وَعَارًا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ غَيْرَ مُنْزَعِجٍ فَقَالَ: إِنَّ جَدَّكَ عَلِيًّا كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَعْدَلَ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ فَأَعْطِي جَدَّيْكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وكانا خَيْرًا مِنْكَ شَيْئًا وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَهُ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَقَدْ أَنْصَفْتُكَ وَإِنْ كُنْتُ زِدْتُكَ فَمَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ، قَالَ فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابًا وَانْصَرَفَ وَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ جَوَابِهِ لَهُ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ السَّفَّاحُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وَأَمَّا خَلِيفَةُ فَقَالَ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْخَطْبِيُّ: مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّه وَعَنْ أُمِّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةِ.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَشُعَيْبُ بْنُ عُمَارَةَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ. قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الماضية.
عبد الله بن الوليد [3]- د- بن قيس بن أحزم التجيبي المصري.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 412، الجرح 5/ 174، التاريخ الكبير 5/ 201.
[2] الجرح 4/ 74، المعرفة والتاريخ 3/ 237.
[3] تهذيب التهذيب 6/ 69.

(8/468)


عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أيوب والمصريون.
وثّقه ابن حِبَّانَ.
مَاتَ فِي سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عبد الله بن أبي نجيح يسار [1]- ع- مَوْلَى الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ أَبُو يَسَارٍ الْمَكِّيُّ أَحَدُ الثِّقَاتِ.
روى عن مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَكَانَ جَمِيلا فَصِيحًا حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مُعْتَزِلِيًّا.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هُوَ ثِقَةٌ قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: ثنا الزِّنْجِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ فِي النَّوْمِ فِي الْمَنَارَةِ قَائِمًا يَقُولُ: مَا لَقِيتُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ فِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَوْجِلٍ عَنِ ابن صفوان قال: قال لي
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 527. التاريخ لابن معين 2/ 334 رقم 288 و 368 و 408. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ أبي زرعة 1/ 451 و 512. تهذيب التهذيب 6/ 54. التاريخ الكبير 5/ 233. الجرح 5/ 203. الوافي بالوفيات 17/ 680 رقم 578.

(8/469)


ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَدْعُوكَ إِلَى رَأَيِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْقَدَرَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا، وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ [1] ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وعنه عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَرَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا مَتْنُهُ «ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ» [2] . عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ [3] بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ أَبُو يَحْيَى.
الْكَاتِبُ الشَّهِيرُ أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ. وَأُسْتَاذُهُ فِي الصَّنْعَةِ سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَصْلُهُ أَنْبَارِيٌّ ثُمَّ سَكَنَ الرَّقَّةِ وَكَتَبَ الإِنَشاءَ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَلَهُ عَقِبٌ.
حَكَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَغَيْرُهُ وَقِيلَ: كَانَ فِي الأَوَّلِ مُؤَدِّبًا فَتَنَقَّلَ فِي الْبُلْدَانِ وَعَنْهُ أَخَذَ الْمُتَرَسِّلُونَ وَمِنْهُ يَسْتَمِدُّونَ حَتَّى قيل: فتحت الرسائل
__________
[1] تهذيب التهذيب 6/ 85، التاريخ الكبير 5/ 233، الجرح 5/ 202.
[2] الحديث هو: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم:
شيخ زان، وملك كذّاب. وعائل مستكبر» . رواه مسلم والنسائي كما في «كشف الخفاء ومزيل الإلباس- ج 1/ 325) .
[3] وفيات الأعيان 3/ 228، الفهرست 117، ثمار القلوب 196، عيون الأخبار 1/ 26، مروج الذهب 3/ 263، صبح الأعشى 10/ 195، البيان والتبيين 3/ 9، الوزراء والكتاب 72 و 73 و 79- 83. الصناعتين 69. الشريشي 2/ 253. سير أعلام النبلاء 5/ 462 رقم 207.

(8/470)


بِعَبْدِ الْحَمِيدِ وَخُتِمَتْ بِابْنِ الْعَمِيدِ وَمَجْمُوعُ رَسَائِلِهِ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ كُرَّاسٍ.
قُتِلَ مَعَ مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. فَقِيلَ إِنَّهُمْ حَمُّوا لَهْ طِسْتًا ثُمَّ وَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ.
وَمِنْ جُمْلَةِ تَلامِيذِهِ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ.
وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُقَالُ: لِبَنِي عَامِرِ بْنِ كِنَانَةَ.
رُوِيَ عَنْ مُهَزِّمِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ وَأَنَا أَكْتُبُ خَطًّا رَدِيئًا فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُجَوَّدَ خَطُّكَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ وَأَسْمِنْهَا وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا.
عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ [1]- خ م د ن- بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ.
روى عن أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ الْمَخْزُومِيُّ [2]- د ت ق-. مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ أَخُوهُ مِنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَطَاءٍ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ.
وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إسماعيل وآخرون.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 47، الجرح 6/ 12، تهذيب التهذيب 6/ 114.
[2] التاريخ الكبير 5/ 275، الجرح 5/ 226، تهذيب التهذيب 6/ 159، ميزان الاعتدال 2/ 555.

(8/471)


قَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَدُوقٌ فِيهِ شَيْءٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْف [1]- ع- الزهري المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي صعصعة [2]- خ د ن ق- الأنصاري المازني [3] المديني أَحَدُ الأُخْوَةِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.
وعنه يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ في أول خلافة المنصور.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 273، الجرح 5/ 225، تهذيب التهذيب 6/ 164، المشاهير 128.
[2] المشاهير 129. تهذيب التهذيب 6/ 209. الجرح 5/ 250. التاريخ الكبير 5/ 303. المعرفة والتاريخ 1/ 320 و 589.
[3] في الأصل «المازني الأنصاري» ، والتصحيح من: تجريد التمهيد لابن عبد البر، ص 100 حيث قال: «الأنصاري ثم المازني» .

(8/472)


عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي الْمَدَنِيُّ [1] . حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَفِي الْمُوَطَّأِ حَدِيثٌ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ ارْتَدَّ وَقَتَلُوهُ فَقَالَ: هَلا حَبَسْتُمُوهُ- الْحَدِيثَ.
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَكِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه أَبُو عَوَانَةَ وَشَرِيكٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ [4]- م ت- الحضرميّ المصري أبو الحارث الزاهد. أحد الأولياء.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 346. الجرح 5/ 281. المعرفة والتاريخ 1/ 236.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 627. الجرح 5/ 379. التاريخ الكبير 6/ 11. التاريخ لابن معين 2/ 365 رقم 1483.
[3] الجرح 5/ 379.
[4] تهذيب التهذيب 6/ 371، الجرح 6/ 60، التاريخ الكبير 6/ 89.

(8/473)


عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَالزُّهْرِيِّ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وعنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً.
تُوُفِّيَ بِبَرْقَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْمَجِيدِ [1] بْنُ سُهَيْلِ [2] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف- خ م د ن- الزهري المدني.
عَنْ عَمِّهِ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وَجَمَاعَةٍ.
وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَجَمَاعَةٌ آخرهم الدراوَرْديّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ [3]- ت ن- نَزَلَ الْمَدَائِنَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ.
وعنه سُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانِ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رَاشِدٍ الْحِمْصِيُّ [4] .
عَنْ أبي أمامة والمقدام بن معديكرب وعن أمه عن عائشة.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 110، ميزان الاعتدال 2/ 128، تهذيب التهذيب 6/ 380، الجرح 6/ 64.
[2] وقيل «سهل» . انظر: التهذيب.
[3] الجرح 5/ 344. تهذيب التهذيب 6/ 386. التاريخ الكبير 5/ 408. المعرفة والتاريخ 2/ 638.
[4] التاريخ الكبير 5/ 412، الجرح 5/ 349.

(8/474)


وعنه سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
عبد الملك بن عمير بن سويد [2]- ع- بن حارثة [3] اللخمي الكوفي.
أَحَدُ الأَعْلامِ أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو.
رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَروى عن جابر بن سمرة وجندب البجلي وعديّ ابن حَاتِمٍ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْرَائِيلُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَسُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَخَلْقٌ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ الشَّعْبِيِّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِحَافِظٍ.
وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ لِغَلَطِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُخْتَلِطٌ.
وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ.
__________
[1] الجرح 5/ 349.
[2] تهذيب التهذيب 6/ 411، المشاهير 110، تهذيب الأسماء 1/ 271، ميزان الاعتدال 2/ 660، التاريخ الكبير 5/ 426. التاريخ الصغير 2/ 39. المعرفة والتاريخ 1/ 294. طبقات خليفة 163.
الجرح والتعديل 5/ 360. سير أعلام النبلاء 5/ 271. خلاصة التذهيب 245.
[3] في الأصل «جارية» .
[4] الجرح 5/ 360.

(8/475)


وَكَانَ مُعَمَّرًا مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَأَمَّا سِنُّهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَاشَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ وَقِيلَ مِائَةً وَبِضْعَ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو بَكْر بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَذِهِ السَّنَةُ لِي مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلاثُ سِنِينَ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقِفًا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ وَافِي الْمَشِيبِ وَهُوَ يَقُولُ:
أَرَى حَرْبًا مُضَلِّلَةً وَسِلْمًا ... وَعَهْدًا لَيْسَ بِالْعَهْدِ الْوَثِيقِ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [1] بْنِ الأَمِيرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ.
كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أُمَرَاءِ الدَّوْلَةِ الأُمَوِيَّةِ ثُمَّ مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. وَهَذَا اتِّفَاقٌ نَادِرٌ.
قَالَ اللَّيْثُ: وَلاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ جُنْدَ مِصْرَ وَخَرَاجِهَا فَعَدَلَ فِينَا وَسَارَ سَيْرَةً جَمِيلَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدِمَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مِصْرَ فَأَكْرَمَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَخَذَهُ مَعَهُ إِلَى الْعِرَاقِ فَوَلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ فَارِسَ وَكَانَ فَصِيحًا مِنْ أَخْطَبِ النَّاسِ.
عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَبِي شِرَاعَةَ [2] ، أَبُو بِلالٍ الأَزْدِيُّ الْحَلابُ.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وعنه مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثقة.
__________
[1] الولاة والقضاة 93 و 356.
[2] الجرح 6/ 65. التاريخ الكبير 6/ 116. التاريخ لابن معين 2/ 376.

(8/476)


عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك [1]- ع- أبو معاذ الأنصاري البصري.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ.
وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهُشَيْمٌ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
عبيد الله بن أبي جعفر [2]- ع- الليثي المصري الفقيه أبو بكر.
مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ مِنْ سَبْيِ طَرَابُلْسَ الْغَرْبِ أَعْنِي أَبَاهُ وَاسْمُهُ يَسَارٌ.
رَأَى عُبَيْدُ اللَّهِ مِنَ الصَّحَابَةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ وَسَمِعَ الأَعْرَجَ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَطَاءً وَحَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالشَّعْبِيَّ وَنَافِعًا وَمُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَبُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ وَجَمَاعَةً.
روى عنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ثِقَةٌ بَابَةُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ.
وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَكَسَرَ بِنَا مَرْكَبُنَا فَأَلْقَانَا الْمَوْجُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَكُنَّا خَمْسَةً، فَأَنْبَتَ اللَّهُ لَنَا بِعَدَدِنَا وَرَقَةً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فَنَمُصُّهَا فَتُشْبِعُنَا وَتَرْوِينَا فَإِذَا أَمْسَيْنَا أَنْبَتَ اللَّهُ مَكَانَهَا حتى مر بنا مركب فحملنا.
__________
[1] تهذيب التهذيب 6/ 5، التاريخ الكبير 5/ 375، الجرح 5/ 309.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 4، التاريخ الكبير 5/ 376، الجرح 5/ 310، تهذيب التهذيب 6/ 5، المعرفة والتاريخ 2/ 263.
[3] الجرح 5/ 310 وفي تهذيب التهذيب «مثل يزيد بن أبي حبيب» (6/ 5) .

(8/477)


وَمِمَّا رُوِيَ مِنْ كَلامِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَجَادَ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيُمْسِكْ وَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ.
وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَقُولُ: مَا رَأَتْ عَيْنِي عَالِمًا زَاهِدًا إِلا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا عَابِدًا وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيُّ [1] . مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ الأَمِيرُ، كَانَ كَاتِبَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ رَقَّاهُ وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَعَظَّمَ شَأْنَهُ ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ مُدَّةً.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ بِوَاسِطَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ الضَّمْرِيُّ [2]- 4- مَوْلاهُمُ الإِفْرَيِقِيُّ وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَرَحَلَ فِي الْعِلْمِ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
رَوَى عَنْ أَبِي الهيثم صاحب أبي سَعِيد الخدري وعن أبي هارون العَبْديّ وخالد بْن أَبِي عَمْران والربيع بْن أنس.
وَلَهُ نُسْخَةً مَشْهُورَةً عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الأَلْهَانِيِّ وَقَدْ أَرْسَلَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ.
روى عنه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وجماعة.
__________
[1] الولاة والقضاة 73.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 6، التاريخ الكبير 5/ 382، الجرح 5/ 315، تهذيب التهذيب 7/ 12. المعرفة والتاريخ 2/ 434، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 5107.

(8/478)


وَهُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ طلحة [2]- د ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ أَبُو مُطَرِّفٍ الخزاعي.
عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ هُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَحِبَّانُ بْنُ يسار وحماد ابن زَيْدٍ وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الأَعْوَرُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3]- ق-.
عَنْ مَكْحُولٍ وَبِلالِ بْنِ سَعُدٍ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عَيَّاشٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [4]- ق- بن معيقيب أبو المغيرة السبئي المصري.
روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخَيَّارِ وأبي
__________
[1] الجرح 5/ 315.
[2] التاريخ الكبير 5/ 385، تهذيب التهذيب 7/ 19، الجرح 5/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 383 رقم 911.
[3] تهذيب التهذيب 7/ 35، الجرح 5/ 326.
[4] التاريخ الكبير 5/ 399، الجرح 5/ 333، تهذيب التهذيب 7/ 49، المعرفة والتاريخ 2/ 498.

(8/479)


الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي سَعِيدٍ.
وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ. قَال أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سلَمَانَ الأَغَرُّ [2]- خ ت ق- مَوْلَى بَنِي جُهَيْنَةَ.
عَنْ وَالِدِه أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ.
وعنه مَالِكٌ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
عُبَيْدُ بْنُ سَلْمان الأَعْرَجُ [3] .
مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ هِلالٍ.
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ.
وعنه ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي حَدِيثِهِ إِنْكَارًا يُحَوَّلُ مِنْ كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ [4] .
عُبَيْدُ بْنُ سُوَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ [5] . مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، رَجُلٌ صَالِحٌ مُفَسِّرٌ قَلَّمَا رَوَى.
__________
[1] الجرح 5/ 333.
[2] المشاهير 135، الجرح 5/ 316، تهذيب التهذيب 7/ 18، التاريخ الكبير 5/ 384، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 890.
[3] الجرح 5/ 407.
[4] لم نجد له ترجمة في «الضعفاء» للبخاريّ.
[5] تهذيب التهذيب 7/ 67.

(8/480)


أَخَذَ عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمْ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين ومائة.
عبيد بن مهران الكوفي [1]- م ن- المكتب.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ.
وعنه فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وُثِّقَ.
عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ [2]- ع- بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أَخُو يَحْيَى وَسَعْدٍ.
روى عن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرَةَ.
وعنه عَطَاءٌ شَيْخُهُ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ وَقَّادًا حَيَّ الْفُؤَادِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ.
عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ [3] ، الشَّامِيُّ.
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي مالك وجماعة.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 4، تهذيب التهذيب 7/ 74، الجرح 6/ 2، المعرفة والتاريخ 3/ 93 و 239، التاريخ لابن معين 2/ 387 رقم 2506.
[2] تهذيب التهذيب 6/ 126، الجرح 6/ 41، المشاهير 133، التاريخ الكبير 6/ 76، المعرفة والتاريخ 1/ 271، سير أعلام النبلاء 5/ 482 رقم 214، خلاصة تذهيب الكمال 223.
[3] التاريخ الكبير 6/ 114، الجرح 6/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 381 و 581.

(8/481)


وعنه ابْنُهُ الْحَارِثُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجَبَلَةُ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ تُعْرَفُ بِدَارِ الْكَاسِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْصِلِ وَالْجَزِيرَةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ جَلِيسٌ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ لَهُ: كَانَ عِنْدَنَا صَاحِبُ شُرْطَةَ يُقَالُ لَهُ عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي يَعُقُّنِي وَيَظْلِمُنِي فَأَرْسَلَ مَعَهَا يَطْلُبُهُ فَقَالَتِ الشُّرْطَ لَهَا:
إِنْ أَخَذَ ابْنَكِ ضَرَبَهُ أَوْ قَتَلَهُ، قَالَتْ: كَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَمَرَّتْ بِكَنِيسَةٍ عَلَى بَابِهَا شَمَّاسٌ فَقَالَتْ: خُذُوا هَذَا ابْنِي فَقَالُوا: أَجِبِ الأَمِيرَ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالُوا لَهُ: تَضْرِبُ أُمَّكَ وَتَعُقَّهَا! قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي، قَالَ: وَتَجْحَدُهَا أَيْضًا! فَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: إِنْ أَرْسَلْتَهُ مَعِي ضَرَبَنِي، فَقَالَ: هَاتُوهُ، فَأَرْكَبَهَا عَلَى عُنُقِهِ وَأَمَرَ فَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَعُقُّ أُمُّهُ. فَمَرَّ بِهِ صَدِيقٌ لَهُ فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ فَلْيَمْضِ إِلَى عَبْدَةَ يُجْعَلْ لَهُ أما.
عتبة بن حميد الضبي البصري [1]- د ت ق- أبو معاذ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التَّيْمِيُّ [2]- خ م د ق- مَوْلاهُمُ المدني. وهو عتبة بن أبي عتبة.
__________
[1] الجرح 6/ 370، التاريخ الكبير 6/ 526، ميزان الاعتدال 3/ 28، تهذيب التهذيب 7/ 96.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 102، الجرح 6/ 374، التاريخ الكبير 6/ 524.

(8/482)


روى عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ.
وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ.
عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمِ بن عباد [1]- م ن 4- بْنِ حَنِيفٍ أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا زَاهِدًا عَابِدًا.
عُثْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ [2] ، أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ.
روى عن عِكْرِمَةَ وَالضَّحَاكِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ.
وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَعُمَرُ بْنُ مَرْوَانَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هُوَ مَجْهُولٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ قَدَرِيًّا.
قُلْتُ: أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ خَبَرًا مُنْكَرًا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ.
عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سراقة الأزدي [3] ، الدمشقيّ الأمير.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 216، تهذيب التهذيب 7/ 111، الجرح 6/ 146، التاريخ لابن معين 2/ 392 رقم 2605، المعرفة والتاريخ 1/ 301.
[2] تاريخ أبي زرعة 1/ 66.
[3] المعرفة والتاريخ 3/ 379، أمراء دمشق في الإسلام- الصفدي 55، المعرفة والتاريخ 3/ 379.

(8/483)


وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَروى عن كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ.
وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] .
وَكَانَ قَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ ثُمَّ إِنَّهُ نَزَعَ الطَّاعَةَ وَخَرَجَ فَقَتَلَهُ بَنُو الْعَبَّاسِ.
عُثْمَانُ بْنُ عروة بن الزبير [2]- خ م د ن ق- بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ خُطَبَاءِ قُرَيْشٍ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ وَكَانَ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ شَيْئًا يَسِيرًا.
وَروى عنه أَخُوهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَائِحًا يَصِيحُ مِنَ السَّمَاءِ لَقَالَ أَمِيرُكُمْ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ: الشُّكْرُ وَإِنْ قَلَّ جَزَاءُ كُلِّ نَائِلٍ وَإِنْ جَلَّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عُثْمَانُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا لَمْ يُعَقِّبْ.
وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ لِي وَأَنا أُغَلِّفُ لِحْيَتِي بِالْغَالِيَةِ: إِنِّي أَرَاهَا سَتَقْطُرُ دَمًا وما يعيب ذلك عليّ.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 379.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 138، التاريخ الكبير 6/ 244، الجرح 6/ 162، المشاهير 138، المعرفة والتاريخ 1/ 551.

(8/484)


وَقِيلَ: إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَسْلِتُ نَاسٌ الْغَالِيَةَ مِنْ عَلَى الْحَصَى مِمَّا أَصَابَهَا مِنْ لِحْيَتِهِ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَحَسَنَ مِنْهُ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عُثْمَانُ أَصْغَرَ مِنْ هِشَامٍ وَمَاتَ قَبْلَ هِشَامٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ الْفَقِيهُ [1]- 4- أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ بَيَّاعُ الْبُتُوتِ [2] .
اسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ وَيُقَالُ أَسْلَمُ وَيُقَالُ سُلَيْمَانُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْكُوفَةِ.
روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلُمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ والدار الدّارقطنيّ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ لَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ وَفِقْهٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ معين: ضعيف.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 215، تهذيب التهذيب 7/ 153، المعرفة والتاريخ 2/ 42، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 3682 و 3786.
[2] الثياب الغليظة.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 265 و 274.
[4] لم أجد له ترجمة في الجرح والتعديل.

(8/485)


قُلْتُ: وَمِمَّنْ روى عنه أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ الْخَيَّاطُ وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- خ م د ت-.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ.
وعنه شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَهُوَ ثِقَةٌ يُعْرَفُ بِأَبِي فَرْوَةَ الأَكْبَرِ.
عروة بن رويم [2]- د ن ق- أبو القاسم اللخمي الأزدي.
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِ.
روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى ابن حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَرَاسِيلُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا ثَعْلَبَةَ وَسَمِعَ مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المثنى: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 34، الجرح 6/ 398، تهذيب التهذيب 7/ 178، التاريخ لابن معين 2/ 399 رقم 851 و 1911، المعرفة والتاريخ 2/ 632.
[2] المشاهير 113، التاريخ الكبير 7/ 33، تهذيب التهذيب 7/ 179، الجرح 6/ 396. تاريخ أبي زرعة 1/ 218 و 254، المعرفة والتاريخ 1/ 122.

(8/486)


وَقَالَ آخَرُ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عروة بن عبد الله بن قشير [1]- د ق- أبو سهل الجعفي الكوفي.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرُو بْنُ شِمْرٍ وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ في السنن.
عطاء بن السائب [2]- 4 خ متابعة- بن مالك الثقفي أبو زيد الكوفي.
أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ.
روى عن أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وطائفة سواهم.
وعنه سفيان وشعبة وجماد بْنُ سَلَمَةَ- وَهَؤُلاءِ حَدِيثُهُمْ عَنْهُ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ- وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَزَائِدَةُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلْقَطَّانِ وَرَوَى عَنْهُ خلق سواهم.
__________
[1] الجرح 6/ 397، التاريخ الكبير 7/ 34، تهذيب التهذيب 7/ 186، التاريخ لابن معين 2/ 401 رقم 1626 و 4860، المعرفة والتاريخ 3/ 153 و 186.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 70، الجرح 6/ 332، التاريخ الكبير 6/ 465، تهذيب التهذيب 7/ 203، طبقات ابن سعد 7/ 328، الضعفاء الصغير 88، التاريخ لابن معين 2/ 403 وقم 183 و 1536، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 549.

(8/487)


قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا كَانَ صَحِيحًا وَكَان يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ جَيِّدَةٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ وضرار ابن مُرَّةَ رَأَيْتُ أَثَرَ الْبُكَاءَ عَلَى خُدُودِهِمَا.
وَقَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ مِنَ الْمَهَرَةِ بِهِ وَصَحَّ أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْهُ قَالَ: مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ودعا لي بالبركة.
قال ابن المديني: قُلْتُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: مَا حَدَّثَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عن عطاء ابن السَّائِبِ صَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا حَدِيثَيْنِ كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُمَا بِأَخَرَةٍ عَنْ زَاذَانَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ فِي عَطَاءٍ شَيْئًا قَطُّ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ وَقَدْ شَهِدَ الْجَمَاجِمَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُلُّ حَدِيثِهِ ضَعِيفٌ إِلا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وسفيان وحماد بن سلمة.
__________
[1] الجرح 6/ 334.

(8/488)


وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ سَأَلَنَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْبَقَايَا، قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَكْبَرَ مِنْ عَمْرِو ابن مُرَّةَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
وَرَوَى ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ فَرَأَيْتُ رَجُلا فِي السِّلاحِ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ إِلا عَيْنُهُ فَجَاءَ سَهْمٌ فَأَصَابَ عَيْنَهُ فَقَتَلَهُ وَرَأَيْتُ رَجُلا حَاسِرًا فِي وَسَطِهِ مَنْطِقَةً فَرَمَى فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فِي مَنْطِقَتِهِ ثُمَّ نَبَا عَنْهَا.
وَفِي الْجَعْدِيَّاتِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا» . قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَسْوَدِ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ ومائة.
عطاء بن عجلان الحنفي [1]- ت- أبو محمد البصري العطار.
روى عن أَنَسٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ قَاضِي شِيرَازَ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كذاب.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 476، تهذيب التهذيب 7/ 208، الجرح 6/ 335، ميزان الاعتدال 3/ 75، تهذيب الأسماء 1/ 334، الضعفاء 90، التاريخ لابن معين 2/ 404 رقم 1968، المعرفة والتاريخ 3/ 58.

(8/489)


وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال الدار الدّارقطنيّ مَرَّةً: ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَمَرَّةً قَالَ: مَتْرُوكٌ.
عطاء [1] بن قرّة [2] السلولي الدمشقيّ- ت ق- أبو قرة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ عَبْدًا صَالِحًا قِيلَ لَهُ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقَ فَقَالَ: هَاه فَمَاتَ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فؤاده وقال: وا فؤاداه وا فؤاداه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ [3] ، ع أَحَدُ الْكِبَارِ، نَزَلَ دِمَشْقَ وَالْقُدْسَ، وَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ مُرْسَلٌ.
وَروى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو ابن شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَعِدَّةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَخَلْقٌ، حَتَّى إِنَّ شَيْخَهُ عَطَاءً رَوَى عَنْهُ.
وثّقه ابن معين.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ لَمْ يلق ابن عباس.
__________
[1] تهذيب التهذيب 7/ 210، التقريب 2/ 22.
[2] في نسخة القدسي 5/ 279 «مرة» والصواب ما أثبتناه.
[3] تهذيب التهذيب 7/ 212، الضعفاء الصغير 89، المعرفة والتاريخ 2/ 325.

(8/490)


قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً إِلا نَوْمَةَ السَّحَرِ وَكَانَ يَعِظُنَا وَيَحُضُّنَا عَلَى التَّهَجُّدِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ إِذَا جَلَسَ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُحَدِّثُهُ أَتَى الْمَسَاكِينَ فَحَدَّثَهُمْ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْثَقُ عَمَلِي فِي نَفْسِي نَشْرُ الْعِلْمِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ حَدَّثَنِي أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَهُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ قَالَ: لا أَجِدُهَا- الْحَدِيثَ. هَكَذَا رواه كاتب الليث وَغَلَطَ وَالصَّوَابُ مَا رَوَى سُلَيْمَان بْن حَرْب ثَنَا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَنِي عَنْكَ فِي الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ:
كَذِبَ مَا حَدَّثْتُهُ إِنَّمَا بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: تَصَدَّقَ تَصَدَّقَ. وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ نُوحٍ هُوَ عَطَاءٌ هَذَا، وَأَنَا أَرَاهُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وُلِدَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ.
وَقَالَ ابْنُهُ عُثْمَانُ: تُوُفِّيَ أَبِي بِأَرِيحَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْبَصْرِيُّ [1]- سِوَى ت- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَجَابِرِ بْنِ سمرة وأنس بن مالك وجماعة.
__________
[1] المشاهير 98، ميزان الاعتدال 3/ 76، التاريخ الكبير 6/ 469، الجرح 6/ 337، تهذيب التهذيب 7/ 215، الضعفاء الصغير 89، التاريخ لابن معين 2/ 405 رقم 3218، المعرفة والتاريخ 3/ 123.

(8/491)


وعنه خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: هُوَ وَابْنُهُ قَدَرِيَّانِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ.
عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ الزَّاهِدُ [1] عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. يُحْكَى عَنْهُ أَمْرٌ يَتَجَاوَزُ الْحَدَّ فِي الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ. أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَخَذَ عَنِ الْحَسَنِ.
قَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ فُلانَ بْنَ عَلِيٍّ قَتَلَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى دَمِ وَاحِدٍ فَقَالَ مُتَنَفِّسًا: هَاه ثُمَّ خَرَّ مَيِّتًا.
قَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ عَطَاءٍ السَّلُولِيِّ فاللَّه أَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَارًا أَشْعَلَتْ ثُمَّ قِيلَ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا تُرَى كَانَ أَحَدٌ يَدْخُلُهَا؟ فَقَالَ: لَوْ قِيلَ ذَلِكَ لَخَشِيتُ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسِي فَرَحًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهَا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الشّاذَّكُونِيُّ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ قَالَ: انْتَبَهَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِعَطَاءٍ لَيْتَ عَطَاءً لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ، وَعَلَيْهِ مَدْرَعَةٌ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسِ فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانُ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَكَانَ لا يَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَعَنْ مُرَجَّى بْنِ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ وَرَعْدٌ قَالَ: هَذَا مِنْ أَجْلِي يُصِيبُكُمْ لَوْ مُتُّ اسْتَرَاحَ النَّاسُ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 78، التاريخ الكبير 6/ 475، حلية الأولياء 6/ 215.

(8/492)


وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ فَلَوْ شَرِبْتَ كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةَ سَوِيقٍ.
وَقِيلَ: كَانَ يَدْعُو: اللَّهمّ ارْحَمْ غُرْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَارْحَمْ مَصْرَعِي عِنْدَ الْمَوْتِ وَارْحَمْ وَحْدَتِي [1] فِي قَبْرِي وَارْحَمْ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: تَرَكْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ بِالْبَصْرَةِ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الثَّغْرِ فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى فِرَاشِهِ لا يَقُومُ مِنَ الْخَوْفِ وَلا يَخْرُجُ، أَضْنَاهُ الْخَوْفُ فَكَانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّي قَائِمًا وَكَانَ يُوَضَّأُ عَلَى الْفِرَاشِ وَأَيُّ شَيْءٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَدَدَ شَعْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءُ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَإِذَا ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْجَنَّةَ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ، وَعَنْ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ قَالَ: الْتَمِسُوا لِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ فِي الرُّخَصِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُرَوِّحَ عَنِّي بَعْضَ غَمِّي.
وَقِيلَ: كَانَ إِذَا بَكَى بَكَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا.
وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ حَلِيمٍ: ثنا أَبُو يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ يَمْشِيَانِ، وَكَانَ عَطَاءٌ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِشَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ صَلَّى حَتَّى دَبَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَطَاءٍ: حَتَّى مَتَى نَسْهُو وَنلْعَبُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فِي طَلَبِنَا لا يَكُفُّ! فَصَاحَ عَطَاءٌ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَانْشَجَّ مَوْضِحَهُ [2] وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ أَفَاقَ فَحُمِلَ.
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ: شَهِدْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ فغشي عليه أربع مرات.
__________
[1] الوحدة بالضم، على ما في التاج.
[2] هي التي تبدي وضح العظم أي بياضه، على ما في النهاية.

(8/493)


وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا أَبُو يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: مَاتَ حَبِيبٌ مَاتَ مَالِكٌ مَاتَ فُلانٌ لَيْتَنِي مِتُّ فَكَانَ أَهْوَنَ لِعَذَابِي.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَمَسُّ جَسَدَهُ بِاللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ مُسِحَ.
عُقَيْلُ بْنُ مُدْرِكٍ [1] ، أَبُو الأَزْهَرِ. شَامِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةَ وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
وعنه صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
العلاء بن الحارث [2]- م 4- أبو وهب الحضرميّ الشامي الفقيه.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُفْتِيًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَخَلَطَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا أَعْلَمُ فِي أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَوْثَقَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ تغيّر عقله.
وقال البخاري [4] : منكر الحديث.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 53، المعرفة والتاريخ 2/ 350.
[2] التاريخ الكبير 6/ 513، الجرح 6/ 353، ميزان الاعتدال 3/ 98، تهذيب التهذيب 8/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 5163، تاريخ أبي زرعة 1/ 393- 395.
[3] الجرح 6/ 354.
[4] لم أجد هذا القول.

(8/494)


وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ يَرَى الْقَدَرَ.
وَقَالَ ابن المديني: ثقة.
قالوا: توفي سنة سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.
الْعَلاءُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ [1]- م ت- عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
الْعَلاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ [2] . الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَالسُّفْيَانَانِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ [3] الْيَحْصُبِيُّ الْحِمْصِيُّ.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ.
وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْحَارِثُ بن عبيد وإسماعيل بن عياش.
__________
[1] الضعفاء الصغير 91، التاريخ الكبير 6/ 516، ميزان الاعتدال 3/ 98، الجرح 6/ 345، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 3074، المعرفة والتاريخ 3/ 114.
[2] المشاهير 146، ميزان الاعتدال 3/ 102، التاريخ الكبير 6/ 512، المعرفة والتاريخ 3/ 113.
[3] وفي التاريخ الكبير 6/ 512، وتهذيب التهذيب 8/ 188، «عتبة» بدل «عبد الجبار» .

(8/495)


قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ.
الْعَلاءُ بْنُ عبد الرحمن بن يعقوب [2]- م 4- أبو شبل المدني. أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ، وَلاؤُهُ لِلْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ.
روى عن أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زَهْرَةَ وَمَعْبِد بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
روى عنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ جَدِّي يَعْقُوبَ مُكَاتَبًا لِمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْبَصْرِيُّ وَكَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِي وَهُوَ مُكَاتَبٌ فَعُتِقَ أَبِي لِعِتَاقَةِ أُمِّهِ فَدَخَلَ بِهِ الحرقي بعد ما عَتَقَ جَدِّي عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَسْأَلُهُ اللَّحِقَ فِي الدِّيوَانِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ فَقَالَ: مَوْلاي قَدْ أُعْتِقَ أَبُوهُ فَجُرَّ إِلَيَّ وَلاؤُهُ، قَالَ: فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى بِهِ لِلْحُرَقِيُّ، فَنَحْنُ مَوْلَى الْحُرَقَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ النَّاسِ يَتَّقُونَ حَدِيثَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُهُ بِسُوءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ما أنكر من حديثه شيئا.
__________
[1] الجرح 6/ 358.
[2] المشاهير 80، ميزان الاعتدال 3/ 102، الجرح 6/ 357، التاريخ الكبير 6/ 508، تهذيب التهذيب 8/ 186، المعرفة والتاريخ 1/ 349.
[3] الجرح 6/ 358 وفيه «وأنا انظر من حديثه أشياء» .

(8/496)


وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِحُجَّةٍ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
تُوُفِّيَ الْعَلاءُ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة [1] .
علقمة بن أبي علقمة [2]- ع- بلال المدني مَوْلَى عَائِشَةَ. كَانَ ثِقَةً يُعَلِّمُ الْعَرَبِيَّةَ.
روى عن أُمِّهِ مُرْجَانَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ.
وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
تُوُفِّيَ قُبَيْلَ الأَرْبَعِينِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ.
عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ [3]- 4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ مَوْلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَهُوَ كُوفِيُّ الأَصْلِ.
روى عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أحمد: صالح الحديث رأس في التشيّع.
__________
[1] في (تجريد التمهيد لابن عبد البر ص 111) : سنة سبع وثلاثين.
[2] المشاهير 75، تهذيب التهذيب 7/ 275، الجرح 6/ 406، التاريخ الكبير 7/ 42، ابن سعد 8/ 490، التاريخ لابن معين 2/ 415 رقم 867.
[3] المشاهير 166، ميزان الاعتدال 3/ 115، التاريخ الكبير 6/ 262، الجرح 6/ 175، تهذيب التهذيب 7/ 285، المعرفة والتاريخ 1/ 516 و 2/ 182.

(8/497)


قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بن الحكم البناني [1]- خ 4- أبو الحكم البصري.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جدعان [2] ، 4 م مقرونا هُوَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ التيمي البصري الضرير.
أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعُرْوَةَ وَجَمَاعَةٍ وَلَزِمَ الْحَسَنَ مُدَّةً.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامٌ وَزَائِدَةُ وَهُشَيْمٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وخلق، وولد أعمى.
__________
[1] المشاهير 154، ميزان الاعتدال 3/ 125، تهذيب التهذيب 7/ 311، الجرح 6/ 181، التاريخ الكبير 6/ 270، التاريخ لابن معين 2/ 416 رقم 3379، تاريخ أبي زرعة 1/ 539.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 127، تهذيب الأسماء 1/ 344، التاريخ الكبير 6/ 275، تهذيب التهذيب 7/ 322، الجرح 6/ 186، تاريخ أبي زرعة 1/ 407 و 523 و 535، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن معين 2/ 417 رقم 352، التقريب 2/ 37، طبقات خليفة 215، التاريخ الصغير 1/ 318، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 82، تذكرة الحفاظ 1/ 140، العقد الثمين 6/ 174 طبقات الحفاظ 58، خلاصة تذهيب الكمال 274، شذرات الذهب 1/ 176.

(8/498)


قَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ قُلْنَا لابْنِ جُدْعَانَ: اجْلِسْ مَجْلِسَ الْحَسَنِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: أَصْبَحَ فقها الْبَصْرَةِ عُمْيَانًا ثَلاثَةً: قَتَادَةُ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: رُبَّمَا حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِالْحَدِيثِ أَسْمَعُهُ مِنْه فَأَقُولُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَتَدْرِي مَنْ حَدَّثَكَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ ثِقَةٍ، فَأَقُولُ: أَنَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مُبَارَكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بِتُّ مَعَ الْحَسَنِ فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأْتُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ فَقَالَ الْحَسَنُ: دَافَعْتَ الصُّبْحَ اللَّيْلَةَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ دَفَّاعًا.
وَقَالَ مُرَّةُ: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيثَ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ شِيعِيًّا.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حفظه.
__________
[1] الجرح 6/ 187.

(8/499)


وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ فِي الطَّاعُونِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوقٌ.
عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- خ د ن ق- أبو الحسن.
روى عن عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَعَنْ أَبِيهِ يَحْيَى.
وعنه ابْنُهُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عَجْلانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَروى عنه نُعَيْمٌ الْمُجَمِّرُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
عمار الدهني [3]- م 4- أبو معاوية البجلي الكوفي.
وَدُهْنٌ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ، وَفِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ دُهْنُ بْنُ عَذْرَةَ.
رَوَى عَمَّارٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ.
وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَآخَرُونَ.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 398.
[2] التاريخ الكبير 6/ 300، تهذيب التهذيب 7/ 394، الجرح 6/ 208.
[3] هو: عمار بن معاوية الدهني. تهذيب التهذيب 7/ 406، التاريخ الكبير 7/ 38، الجرح 6/ 390، تاريخ أبي زرعة 1/ 479 و 552، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 1556، المعرفة والتاريخ 2/ 16.

(8/500)


وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَارَةُ [1] بْنُ جوين [2]- ت ق- أبو هارون العبديّ البصري.
روى عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَالثَّوْرِيِّ وَشَرِيكٍ وَهُشَيْمٍ وَعَبْدِ الْوَارِثِ وَيُذْكَرُ عَنْهُ أَشْيَاءُ فِي الْغُلُوِّ فِي التَّشَيُّعِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ [3]- خ 4- وَاسْمُ أَبِيهِ ثَابِتٌ.
بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلْعَتَكِيِّينَ وَلَمْ يُدْرِكْ وَلَدُهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ الأَخْذَ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.
يَرْوِي عَنْ أبي عثمان النهدي وأبي مجلز لا حق بن حميد وعكرمة والحسن وجماعة.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 173، طبقات ابن سعد 7/ 246، التاريخ الكبير 6/ 499، الجرح 6/ 363، تهذيب التهذيب 7/ 412، التاريخ لابن معين 2/ 424 رقم 3624، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تاريخ أبي زرعة 1/ 482.
[2] في الأصل «جوير» .
[3] المشاهير 155، التاريخ الكبير 6/ 502، الجرح 6/ 363، تهذيب التهذيب 7/ 415. المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 585.

(8/501)


وعنه شُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ مَشْيَخَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ.
عُمَارَةُ بْنُ غزيّة [2]- م 4- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ.
مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ.
روى عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَالشَّعْبِيِّ وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرٌ والدراوَرْديّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَضَعَّفَهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَارَةُ بن القعقاع [4]- ع- بن شبرمة الضبي الكوفي. كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شبرمة وكان يفضّل عليه.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 405.
[2] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 3/ 178، التاريخ الكبير 6/ 503، الجرح 6/ 368، تهذيب التهذيب 7/ 422، المعرفة والتاريخ 1/ 644 و 645.
[3] طبقات ابن سعد 8/ 162.
[4] تهذيب التهذيب 7/ 423. الجرح 6/ 368، التاريخ الكبير 6/ 501، المعرفة والتاريخ 3/ 97 و 102، التاريخ لابن معين 2/ 425 رقم 1386، تاريخ أبي زرعة 1/ 552.

(8/502)


روى عن أَبِي زُرْعَةَ فَأَكْثَرَ وَعَنِ الأَخْنَسِ بْنِ خَلِيفَةَ الضَّبِّيُّ.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عُمَرُ بْنُ جُعْثُمٍ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ [1] .
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السُّكُونِيِّ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
أَمَّا عُمَرُ بْنُ خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ [2] ، فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَثْعَمٍ.
يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
ضَعِيفٌ.
عُمَرُ بْنُ السَّائِبِ [3] ، أَبُو عَمْرٍو الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ.
روى عن الْقَاسِمِ بْنِ قَزْمَانَ وَابْنٍ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
روى عنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ [4]- 4- بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عوف الزهري.
__________
[1] تهذيب التهذيب 7/ 430، التاريخ الكبير 6/ 145، الجرح 6/ 101.
[2] تهذيب التهذيب 7/ 438 و 468، التقريب 2/ 58.
[3] التاريخ الكبير 6/ 162، تهذيب التهذيب 7/ 450، الجرح 6/ 113.
[4] المشاهير 133، ميزان الاعتدال 3/ 201، تهذيب التهذيب 7/ 456، المعرفة والتاريخ 1/ 271، التاريخ لابن معين 2/ 430 رقم 1371، التقريب 2/ 56.

(8/503)


عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ عِنْدِي صَالِحٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.
وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ بَلِ اسْتَشْهَدَ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَذَا قَالَ خَلِيفَةُ [1] . وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ.
عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.
روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمَكْحُولٍ وَسَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ.
وعنه بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَمَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ الْقَاضِي [2]- م ن- السلمي البصري أبو حفص.
عَنْ أَمِّ كُلْثُومٍ وَعَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وجماعة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 404.
[2] التاريخ الكبير 6/ 181، تهذيب التهذيب 7/ 466، الجرح 6/ 126، المشاهير 154، ميزان الاعتدال 3/ 209، التاريخ لابن معين 2/ 431 رقم 2140، المعرفة والتاريخ 2/ 246.

(8/504)


وعنه سَالِمُ بْنُ نُوحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَطِيعِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ مَاتَ فَجْأَةً.
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يعلى [1]- ق- بن مرة الثقفي الكوفي.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَجَدَّتِهِ حَكِيمَةَ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
ضَعَّفَهُ أحمد، وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ.
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ [2]- ت ق- قَهْرَمَانُ آلَ الزُّبَيْرِ، ابْنُ شُعَيْبٍ أَبُو يَحْيَى الأَعْوَرُ.
روى عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَصَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ.
وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِيهِ نَظَرٌ.
عمرو بن عامر [4]- د ن ق- أو ابن عمرو أبو الزّعراء الجشمي [5] .
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 211، تهذيب التهذيب 7/ 480، الجرح 6/ 118، التاريخ الكبير 6/ 170، التاريخ لابن معين 2/ 3939431، المعرفة والتاريخ 3/ 111.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 259، الجرح 6/ 232، التاريخ الكبير 6/ 329، تهذيب التهذيب 8/ 30، كتاب المجروحين 2/ 71، سير أعلام النبلاء 5/ 307 رقم 145، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 442 و 443 رقم 311 وغيره، تاريخ أبي زرعة 1/ 145 وانظر فهرس الأعلام.
[3] التاريخ الكبير 6/ 329.
[4] التقريب 2/ 75، التاريخ لابن معين 2/ 446 رقم 1695، المعرفة والتاريخ 2/ 219.
[5] في نسخة القدسي 5/ 286 «الحشمي» وهو خطأ.

(8/505)


عَنْ عَمِّهِ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو سُهَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْوَاقِفِيُّ [2] وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عَنْ سَعِيد بْن المسيب وسعيد بْن عمير.
وعنه مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [3] مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ أَبُو السَّوْدَاءِ [4] النَّهْدِيُّ [5]- د- كُوفِيٌّ مُقِلٌّ.
عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ وَعَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ أبي حازم وأبي مجلد.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَوْقَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ أَيَّامَ قُحْطُبَةَ.
عَمْرُو بْنُ أبي عمرو مولى المطّلب [6]- ع- بن عبد الله بن حنطب
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 352، الجرح 6/ 245.
[2] نسبة الى بني واقف، بطن من الأوس. (اللباب 3/ 350) .
[3] الجرح 6/ 346.
[4] في الأصل «السود» .
[5] الجرح 6/ 251، التاريخ الكبير 6/ 359، تهذيب التهذيب 8/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 450 رقم 1411.
[6] الجرح 6/ 252، التاريخ الكبير 6/ 359، التاريخ لابن معين 2/ 451 رقم 1051، المعرفة والتاريخ 1/ 246.

(8/506)


الْمَخْزُومِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْن جُبَيْر وأبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه مَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ والدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ.
عَمْرُو بْنُ قَيْسِ [2] ، 4 بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ أَبُو ثَوْرٍ السَّكُونِيُّ الْكِنْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَلِجِدِّهِمْ مَازِنٍ صُحْبَةٌ.
وُلِدَ عَمْرٌو عَامَ قُتِلَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ أَبِيهِ.
وَروى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَبِي أُمَامَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَطَائِفَةٍ.
وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ الْحَمَوِيُّ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السكونيّ ومحمد بن حمير وجماعة.
__________
[1] الجرح 6/ 253.
[2] الجرح 6/ 254، المشاهير 117، ميزان الاعتدال 3/ 284، التاريخ الكبير 6/ 362، تهذيب التهذيب 8/ 91، التاريخ لابن معين 2/ 451 رقم 5244، المعرفة والتاريخ 1/ 329. تاريخ أبي زرعة 1/ 700، طبقات خليفة 314، سير أعلام النبلاء 5/ 322 رقم 156، خلاصة تذهيب الكمال 292، شذرات الذهب 1/ 209.

(8/507)


قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: أَدْرَكَ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ حِمْصَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ثِقَةٌ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ جَيْشَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى غَزْوِ الصَّائِفَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثَيْنِ.
وَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ مُغَلِّسٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ:
قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَى وُلِدْتَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، قَالَ:
هِيَ مَوْلِدِي، قَالَ بَعْضُ رُوَاةٍ هَذَا فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَزْعُ بِهَذِه الآيَةِ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [2] ) 5: 3 نَزَلَتْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ.
قَال: قال أبو حاتم وأحمد العجليّ وغيرهما: ثقة.
وقال الوليد: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَغْزَى الرُّومَ صَائِفَتَيْنِ عَلَى إِحْدَاهُمَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ فِي أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا نَظَرًا مِنْهُ لِجَمَاعَةِ مَنْ كَانَ أَصَابَهُ الأَزَلُّ [3] عَلَى حِصَارِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لاوُنُ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَمَّا بَلَغَهُ مِنْ قِلَّتِهِمْ فَلَقِيَهُ سَائِحٌ مِنْ سُيَّاحِي الرُّومِ فَقَالَ: أَيْنَ يُرِيدُ الْمَلِكُ؟ قَالَ: هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ، قَالَ: تَرَكْتَ لِقَاءَهُمْ وَأُمَرَاؤُهُمْ عَلَى تِلْكَ السِّيرَةِ فَلَمَّا وَلِيَهُمْ هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ تَعْرِضُهُمْ [4] ! فقال: ذاك بالشام وهؤلاء
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 369.
[2] قرآن كريم- سورة المائدة- الآية 3.
[3] الأزل: الضيق والشدة. كما في القاموس المحيط.
[4] لعله «تعرض لهم» .

(8/508)


بِأَرْضِ الرُّومِ، قَال: عَمَلُ ذَاكَ مُقَدِّمَةٌ لِهَؤُلاءِ.
قَالَ سَعِيدُ: فَانْصَرَفَ لاوُنُ عَنْ لِقَائِهِمْ.
وَرَوَى بَقِيَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَرْيَمَ قَال: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ انْظُرِ الَّذِينَ نَصَبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَكَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ فِيمَنْ أَخَذَهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ ثنا ثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ التَّنُوخِيُّ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ حَجِّنَا خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْ بَطْنِ مُرٍّ فَأَغْفَيْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَوَاحِلِهِمْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: تُرِيدُ الْعُمْرَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ لِي: «لا، الْعُمْرَةُ مِنَ الْجُحْفَةِ» ثَلاثًا فَانْتَبَهْتُ فَأَخْبَرْتُ أَصْحَابِي بِرُؤْيَايَ وَإِلَى جَانِبِنَا رَجُلٌ مَعَهُ حَشْمٌ فَلَمَّا سَمِعَنِي أَقُصُّ رُؤْيَايَ أَرْسَلَ إِلَى رَسُولِهِ فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُرِيدُكَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: هل هُوَ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي رَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْصُصْهَا عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَشَجَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَحَسَا مِنْهُ ثُمَّ قَال: ارْدُدْ عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ فَرَدَّدْتُ عَلَيْهِ فَتَنَفَّسَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ قَلْبَهُ خَرَجَ ثُمَّ قَالَ: امْضِ لِمَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامك فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةً وَلا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ فَمَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي» . قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَإِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ سَارَ

(8/509)


لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ إِلَى دِمَشْقَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَيَكُونُ عُمْرُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. وَكَذَا قَالَ فِي عُمْرِهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ.
عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ [1]- د ق- أبو عبيد الدمشقيّ. كبير حرس عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ وَروى عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ الْغِيلَ يُدْرِكُ الرَّجُلَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ» عَنَى بِالسِّرِّ: الْجِمَاعَ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بن مهاجر قال: صلّيت خلف واثلة ابن الأَسْقَعِ عَلَى سِتِّينَ جَنَازَةً مَاتُوا فِي الطَّاعُونِ فَجَعَلَ الرِّجَالُ مِمَّا يَلِيهِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ دِيَنارٍ هُوَ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عَائِذٍ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عن عمرو بن مهاجر أن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الرَّيَّانِ وَقَدْ لَبِسَ جُبَّةً: مَا دَعَاكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟
قَالَ: سُرُورًا بِخِلافَتِكَ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: مِنْ كِسْوَتِي أَوْ مِنْ
__________
[1] طبقات ابن سعد 5/ 360، تهذيب التهذيب 8/ 107، التقريب 2/ 79، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 454 رقم 5174 و 5277، تاريخ أبي زرعة 1/ 255.

(8/510)


كِسْوَةِ أَهْلِ بَيْتِي، قَالَ: انْزَعْ هَذَا السَّيْفَ وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ، اللَّهمّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُهُ لَكَ فَلا تَرْفَعْهُ. ثُمَّ قَالَ هَكَذَا: اللَّهمّ إِنِّي أَسْتَخْبِرُكَ، يَا كَهْلُ، قَالَ عَمْرٌو:
فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي غَيْرِي، قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ:
الْحَمْدُ للَّه قَدْ وَلَّيْتُكَ الْحَرَسَ فاللَّه اللَّهَ فِي الضَّعِيفِ.
وَقَالَ يحيى بن حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ:
إنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ كَمَثَلِ رَجُلٍ اتَّخَذَ سَهْمًا لا رِيشَ لَهُ وَاللَّهِ لأَرُيِّشَنَّهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ جَعَلَ لَهُ فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِينَارًا.
قَال خَلِيفَةُ [1] وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ [2]- ع- عَنْ أَبِيهِ وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ دِينَارٍ الْقَرَّاظِ.
وعنه مَالِكُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: صُوَيْلِحٌ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بضع وثلاثين ومائة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 418.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 162، الجرح 6/ 269، تهذيب التهذيب 8/ 118، التاريخ الكبير 6/ 382، المشاهير 138، ميزان الاعتدال 3/ 293، المعرفة والتاريخ 1/ 260.

(8/511)


عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ [1] . هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ، سَمَّاهُ هَكَذَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] .
وَقِيلَ: أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ مَيْمُونٌ، يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ وَأَنَّ أَبَا حَمْزَةَ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي عَطَاءٍ الأَسَدِيَّ الْوَاسِطِيَّ.
روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَمَّرَ دَهْرًا.
روى عنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: بَصْرِيٌّ لَيِّنٌ.
عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ الْقَطَّانُ [3]- د- عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه ابْنُ أَخِيهِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ.
وَهُوَ ضَعِيفٌ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ لَكِنَّهُ مَعْرُوفٌ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو غُنَيْمٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [4] .
عَنْ أَنَسٍ ومكحول وأبان بن أبي عياش وعدّة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 8/ 135. التاريخ الكبير 6/ 412. ميزان الاعتدال 3/ 239. التاريخ لابن معين 2/ 438 رقم 3806، المعرفة والتاريخ 1/ 518. تاريخ أبي زرعة 1/ 484. التاريخ 2/ 13.
سير أعلام النبلاء 5/ 387 رقم 176.
[2] الجرح 6/ 302.
[3] الجرح 6/ 399، تهذيب التهذيب 8/ 157.
[4] الجرح 6/ 400، ميزان الاعتدال 3/ 300.

(8/512)


وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أحاديثه منكرة.
عياش بن عباس [1]- م 4- أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ.
رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ وَعِدَّةٍ.
وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ.
عِيسَى بن سليم العنسيّ [2]- م ن- الرّستني. والرستن على ثلاثين فَرَاسِخَ.
مِنْ حِمْصَ.
يَرْوِي عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] وَغَيْرُهُ.
يُكَنّى أَبَا حَمْزَةَ وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ.
__________
[1] المشاهير 189. الجرح 7/ 6. تهذيب التهذيب 8/ 197. التاريخ الكبير 7/ 48. المعرفة والتاريخ 1/ 253 و 2/ 510 و 516.
[2] تهذيب التهذيب 8/ 211، ميزان الاعتدال 3/ 312، الجرح 9/ 362، المعرفة والتاريخ 1/ 327، التاريخ الكبير 7/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 469 رقم 46، المعرفة والتاريخ 1/ 461.
[3] الجرح 9/ 362.

(8/513)


عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ.
مَاتَ شَابًّا.

(8/514)


[حرف الغين]
غالب بن مهران العبديّ [1]- د ت ق- البصري التمار.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحَمِيدِ بْنِ هِلالٍ.
وعنه قَتَادَةُ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ.
غُضَيْفُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [3]- ن- عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ وَنَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ وَأَخِيهِ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ.
وعنه سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ وَعَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الطَّائِفِيَّانِ.
غَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م د ن ق- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَمَاتَ كَهْلا، لَهُ نَحْوٌ من عشرين حديثا.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] تهذيب التهذيب 8/ 243، التاريخ الكبير 7/ 100.
[2] الجرح 7/ 49.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 336، الجرح 7/ 55، تهذيب التهذيب 8/ 250، وقيل «غطيف» : التاريخ الكبير 7/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 469 رقم 46، المعرفة والتاريخ 1/ 461.
[4] تهذيب التهذيب 8/ 252، التاريخ الكبير 7/ 104، الجرح 7/ 53، المعرفة والتاريخ 3/ 8.

(8/515)


[حرف الْفَاءِ]
فَرْقَدُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّبَخِيُّ [1]- ت ق- مِنْ سَبَخَةِ الْبَصْرَةِ. وَقِيلَ: مِنْ سَبَخَةِ الْكُوفَةِ. أَبُو يَعْقُوبَ النَّسَّاجُ أَحَدُ الْعُبَّادِ.
روى عن أَنَسٍ وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وعنه هَمَّامٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ يحيى: ثقة.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ:، ضَعِيفٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فَقَالَ: يَا فَرْقَدُ لَوْ شَهِدْتَ الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وجلّ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 345. الجرح 7/ 81. تهذيب التهذيب 8/ 262. التاريخ لابن معين 2/ 473 رقم 2503. المعرفة والتاريخ 2/ 257.
[2] الجرح 7/ 81.
[3] التاريخ الكبير 7/ 131.

(8/516)


وَعَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ.
قِيلَ: إِنَّ فَرْقَدًا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ.

(8/517)


[حرف الْقَافِ]
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو نَهِيكَ الأَسَدِيُّ [1] .
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَاوُسٍ.
وعنه مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
وَقَدْ وُثِّقَ.
الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ [2]- م ن ق- عَنْ أَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ.
وعنه شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الأَمِيرُ.
أَحَدُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمُقَدِّمُ الْجُيُوشِ، قِيلَ اسْمُهُ زِيَادٌ وَإِنَّمَا قحطبة لقب.
__________
[1] الجرح 7/ 119. التاريخ الكبير 7/ 158. تهذيب التهذيب 8/ 336 و 12/ 259. ابن سعد 6/ 329.
المعرفة والتاريخ 3/ 97. التاريخ لابن معين 2/ 482 رقم 2489.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 380، التاريخ الكبير 7/ 166، الجرح 7/ 120، تهذيب التهذيب 8/ 339.

(8/518)


وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيرَيْنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدٍ، أَصَابَتْهُ ضَرْبَةٌ فِي وَجْهِهِ لَيْلَةَ الْمُسَفَاةِ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يُدْرَ بِهِ. وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ شَأْنِهِ فِي الْحَوَادِثِ.
قُدَامَةُ [1] بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- ق- عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ.
وعنه ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَصَالِحٌ وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَآخَرُونَ.
صُوَيْلِحٌ.
الْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى [3] .
روى عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وعنه سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] في الأصل «قذامة» .
[2] تهذيب التهذيب 8/ 363، الجرح 7/ 129.
[3] التاريخ الكبير 7/ 188، الجرح 7/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 489، المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 101.

(8/519)


[حرف الْكَافِ]
كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ أَبُو قُرَّةَ الْبَصْرِيُّ [1]- سِوَى ت- عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
وَتَرَدَّدَ ابْنُ مَعِينٍ فيه.
كثير النّوّا [2]- ت- أبو إسماعيل الكوفي مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ.
روى عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَجُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَكَانَ مِنْ أَجْلادِ الشِّيعَةِ.
روى عنه الْمَسْعُودِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيِّ وغيرهم.
__________
[1] الجرح 7/ 153، التاريخ الكبير 7/ 215. التاريخ لابن معين 2/ 493 رقم 4014.
[2] التاريخ الكبير 7/ 215، تهذيب التهذيب 8/ 411.

(8/520)


قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ [2] ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ.
روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَالرَّبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَطَاوُسٍ.
روى عنه أَبُو طِيبَةَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَان الدَّارِمِيُّ- لَقِيَهُ بِجُرْجَانَ- وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْوَصَّافِيُّ وَمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بن فضل وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى ابْنُ فَضْلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ كُرْزًا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ: وَكَانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَرُبَّمَا ضَرَبُوهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ كُرْزٌ جُرْجَانَ غَازِيًا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ ثُمَّ سَكَنَهَا وَاتَّخَذَ بِهَا مَسْجِدًا في طرف محلة سليمان آباد، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: صَحِبْنَا كُرْزَ بْنَ وَبَرَةَ وَكَانَ لا يَنْزِلُ مَنْزِلا إِلا ابْتَنَى مَسْجِدًا وقام يصلّي فيه.
ولا بن شَبْرُمَةَ:
لَوْ شِئْتُ كُنْتُ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الحَرَمِ
قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا في طلاب الفوز والكرم [3]
__________
[1] الجرح 7/ 159 و 160.
[2] المشاهير 199. الجرح 7/ 170. التاريخ الكبير 7/ 238. المعرفة والتاريخ 2/ 709 و 710.
[3] راجع البيتين في: تاريخ جرجان للسهمي- ص 337، 338.

(8/521)


قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ:
قَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ عَلَى أَنْ لا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَهُ، فَسَأَلَ أَنْ يَقْوَى عَلَى خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قَال الدَّوْرَقِيُّ: وَحَدَثَّنِي جَرِيرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ كُرْزٍ الْحَارِثِيُّ عَنْ شُجَاعِ بْنِ صَبِيحٍ مَوْلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ قَالَ: صَحِبْتُ كُرْزًا إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ أَدْرَجَ ثِيَابَهُ فِي الرَّحْلِ ثُمَّ تَنَحَّى لِلصَّلاةِ فَإِذَا سَمِعَ رُغَاءَ الإِبِلِ أَقْبَلَ، فَاحْتَبَسَ يَوْمًا عَنِ الْوَقْتِ فَانْبَثَّ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِ فَأَصَبْتُهُ فِي وَهْدَةٍ يُصَلِّي في ساعة حارّة وإذا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا رَآنِي أَقْبَلَ نَحْوِي فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَكْتُمَ مَا رَأَيْتَ، قُلْتُ: نَعَمْ.
وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَوْضَةَ مَوْلاةِ كُرْزٍ قَالَتْ: قُلْنَا مِنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٍ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: يَا رَوْضَةُ إِذَا أَرَدْتِ شَيْئًا فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الْكُوَّةِ، فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أَرَدْتُ.
قُلْتُ: وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ الْمَذْكُورُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ.
قَالَ ابْنُ فَضْلٍ: حَزَّرُوا طَوَافَهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشْرَةَ فَرَاسِخَ.
كليب بن وائل [1]- خ د ت- بن هنان [2] التيمي البكري المدني نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَزَيْنَبَ بنت أبي سلمة وهانئ بن قيس.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 414، التاريخ الكبير 7/ 229، المعرفة والتاريخ 3/ 101، التاريخ لابن معين 2/ 497 رقم 1667.
[2] في الأصل «بيحان» وفي تهذيب التهذيب «هبار» 8/ 446 وضبطه في الخلاصة بنونين.

(8/522)


وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين وضعّفه أبو حاتم [1] .
__________
[1] الجرح 7/ 167.

(8/523)


[حرف اللامِ]
لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ [1]- 4- تُوُفِّيَ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وسيأتي.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 420. تهذيب التهذيب 8/ 465. التاريخ الكبير 7/ 246. الجرح 7/ 177.
المعرفة والتاريخ 1/ 519، التاريخ لابن معين 2/ 501 رقم 2057. تاريخ أبي زرعة 1/ 551.

(8/524)


[حرف الْمِيمِ]
الْمُحِبُّ بْنُ حَذْلَمٍ، أَبُو خَيْرَةَ الرُّعَيْنِيُّ. مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الْعَابِدِينَ.
قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ أَبُو خَيْرَةَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ.
وَرَوَى طَلْقُ بْنُ السَّمْحِ عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ الْمُحِبَّ أَبَا خَيْرَةَ قَامَ وَالْحَوْثَرَةُ أَمِيرُ مِصْرَ يَخْطُبُ وَيَبْكِي فَوْقَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: يَا مُحَمَّدَاهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ مَا فَعَلَتْ أُمَّتَكَ بَعْدَكَ، يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [1] ) 61: 2 فَقَالَ: خُذُوا الْمُنَافِقَ! فَأَتَوْهُ بِهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقِيلَ لَهُ: مَجْنُونٌ، فَقَالَ: الْمُحِبُّ أَجَنُّ مِنِّي يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ! قَالَ:
خَلُّوهُ فَإِنَّهُ مَجْنُونٌ.
تَرَدَّى أَبُو خَيْرَةَ فَاسْتُشْهِدَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم [2]- ع- أبو عبد الملك الأنصاري قَاضِي الْمَدِينَةِ. كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
روى عن أَبِيهِ وَعَمْرَةَ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وعنه ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَفَضْلُ بْنُ فُضَالَةَ وَابْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ [3]- ع- أحد الأئمة.
__________
[1] قرآن كريم- سورة الصف- الآية 2.
[2] المشاهير 128، تهذيب التهذيب 9/ 80، التاريخ الكبير 1/ 46، الجرح 7/ 212.
[3] المشاهير 168. التاريخ الكبير 1/ 54، تهذيب التهذيب 9/ 92. التاريخ لابن معين 2/ 508 رقم 3072. التقريب 2/ 150. المعرفة والتاريخ 2/ 750 و 3/ 144.

(8/525)


روى عن أَنَسٍ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَخَلْقٍ.
وعنه ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَشُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ [1] وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
تُوُفِّيَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ الْقُرَشِيُّ [2]- خ م د ن ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ وَكُرَيْبٍ.
وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [3]- ت- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ كِبَارٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [4] لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا [5] : كُنْيَتُهُ أَبُو خَبِئَةَ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَبِمُوَحَّدَةٍ وَهَمْزَةٍ، قَالَ: وَروى عنه إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ فَكَنَّاهُ أَبَا خَالِدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ [6] : أَبُو خُبْئَةَ بِالضَّمِّ هُوَ سُؤْرُ الأَسَدِ مِنْ أهل
__________
[1] الجرح 7/ 222.
[2] تهذيب التهذيب 9/ 110. التاريخ الكبير 1/ 59. الجرح 7/ 241. المعرفة والتاريخ 1/ 226. تاريخ أبي زرعة 1/ 524.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 536. تهذيب التهذيب 9/ 145. المعرفة والتاريخ 3/ 114.
[4] الجرح 7/ 241.
[5] الإكمال 3/ 119 أبو «خبية» ، وفي التاج «أبو خبيئة» .
[6] المصدر السابق.

(8/526)


الْكُوفَةِ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ، كَذَا ضَمَّهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فاللَّه أَعْلَمُ.
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ [1]- خ 4- مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ، وَالْهَانُ هُوَ أَخُو هَمْدَانَ ابْنَا مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَوْسِلَةَ الْقَحْطَانِيِّ.
يَرْوِي عَنْ أَبِي أمامة الباهلي وأبي عنبة الْخَوْلانِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ.
وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ زيد بن المهاجر [2]- م 4- بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ التيمي المدني.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَأَخَذَ الْعَطَاءَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. وَروى عن عُمَيْرٍ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه الزُّهْرِيُّ- وَمَاتَ قَبْلَهُ- وَمَالِكٌ وهشام بن سعد والدراوَرْديّ وحفص ابن غِيَاثٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الهمدانيّ الكوفي [3]- ت-.
__________
[1] المشاهير 117، ميزان الاعتدال 3/ 551، التاريخ الكبير 1/ 83، تهذيب التهذيب 9/ 170، الجرح 7/ 257. التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 5124. التقريب 2/ 162. تاريخ أبي زرعة 1/ 351. المعرفة والتاريخ 2/ 353.
[2] الجرح 7/ 255. تهذيب التهذيب 9/ 173، التاريخ الكبير 1/ 84. التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 465. التقريب 2/ 162.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 556. التاريخ الكبير 1/ 105. تهذيب التهذيب 9/ 176. الجرح 7/ 272.
التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 2206. التقريب 2/ 163. المعرفة والتاريخ 3/ 65.

(8/527)


عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ إِسْحَاق.
وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ فَرْضِيًّا وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: متروك.
محمد بن السائب [1]- ت ق- بن بركة المكيّ.
عَنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ.
وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ [2] ، شَامِيٌّ.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي ظِبْيَةَ الْكَلاعِيِّ وَرَبِيعَةَ الْقَصِيرِ.
وعنه شَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
[1] الجرح 7/ 369. تهذيب التهذيب 9/ 178. التاريخ الكبير 1/ 100. ميزان الاعتدال 3/ 559.
التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 454. التقريب 2/ 163.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 561. التاريخ الكبير 1/ 89. الجرح 7/ 261. تهذيب التهذيب 9/ 184.
التاريخ لابن معين 2/ 518 رقم 3050. التقريب 2/ 164.

(8/528)


محمد بن سيف [1]- ت- أبو رجاء البصري الحدّاني.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ.
وعنه شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م-.
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.
وعنه هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَجَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ.
مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الْمَكِّيُّ الْعَابِدُ [3]- ق-.
روى عن ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَالثَّوْرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قَدْ ذُكِرَ مِنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ آنِفًا فِي تَرْجَمَةِ كُرْزٍ.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي صعصعة [4]- خ ن ق- المازني أبو عبد الرحمن المدني. أحد الثقات.
__________
[1] تهذيب التهذيب 9/ 217. الجرح 7/ 281. التاريخ الكبير 1/ 104. التاريخ لابن معين 2/ 521 رقم 3388. التقريب 2/ 169. المعرفة والتاريخ 2/ 127.
[2] ميزان الاعتدال 3/ 581، التاريخ الكبير 1/ 112، تهذيب التهذيب 9/ 224، الجرح 7/ 284.
[3] الجرح والتعديل 7/ 292. تهذيب التهذيب 9/ 234. التاريخ الكبير 1/ 119. الوافي بالوفيات 3/ 162 رقم 1928. النجوم الزاهرة 2/ 31.
[4] التاريخ الكبير 1/ 140. تهذيب التهذيب 9/ 262. الجرح 7/ 299. الوافي بالوفيات 3/ 294 رقم 1332.

(8/529)


عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَعَبَّادِ بن تميم وَغَيْرِهِمَا.
وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ الأَسَدِيُّ، وَيُقَالُ الأَسْلَمِيُّ.
وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ مُدَيْدَةً فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ عُزِلَ بِكُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ ثُمَّ وَلِيَ فِي دَوْلَةِ السَّفَّاحِ.
حَكَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي عتيق [1]- خ د ت ن- محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق القرشي التيمي.
روى عن نَافِعٍ وَالزُّهْرِيُّ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن نوفل [2]- ع- بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الأسدي يَتِيمُ عُرْوَةَ، لِأَنَّ أَبَاهُ أَوْصَى بِهِ إِلَيْهِ.
وَكَانَ جَدُّهُ نَوْفَلٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَبِهَا توفي.
__________
[1] تهذيب التهذيب 9/ 277، التاريخ الكبير 1/ 130، الجرح 7/ 302.
[2] الجرح 7/ 321. التاريخ الكبير 1/ 145. تهذيب التهذيب 9/ 307، التاريخ لابن معين 2/ 527.
رقم 1014، التقريب، 2/ 185، تاريخ أبي زرعة 1/ 190، المعرفة والتاريخ 1/ 238.

(8/530)


نَزَلَ أَبُو الأَسْوَدِ مِصْرَ وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِ المغازي لعروة بن الزبير وعن علي ابن الْحُسَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ وَعِكْرِمَةَ الْهَاشِمِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ ومالك وابن لهيعة وآخرون. آخرهم وَفَاةً أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [1] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ الأَمِيرُ.
وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِأَخِيةِ الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ وَكَانَ فِيهِ دِينٌ، وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ غَلَبَ عَلَى الأُرْدُنِ.
روى عن أَبِيهِ.
وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَغَيْرُهُمَا.
ظَفِرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ فَذَبَحَهُ صَبْرًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يُوَثِّقُهُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهَذَا غَلَطٌ.
وَذَكَر ابْنُ يُونُسَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ رَجُلٍ.
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3]- 4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 3/ 632، المعرفة والتاريخ 2/ 458، التاريخ لابن معين 2/ 528، رقم 5153.
الوافي بالوفيات 4/ 31 رقم 1485.
[2] الجرح 8/ 4.
[3] ميزان الاعتدال 3/ 668، الجرح 8/ 18، تهذيب التهذيب 9/ 361، التاريخ الكبير 1/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 267، الوافي بالوفيات 4/ 238 رقم 1766. طبقات ابن سعد 5/ 242.

(8/531)


روى عن أَبِيهِ وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَالْعَبَّاسِ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
روى عنه بَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَرُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وهشام بن سعد ويحيى ابن أَيُّوبَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ [1] وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكَ خِلافَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ.
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: كَانَ النَّاسِ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ يُشْبِهُ جَدَّهُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- خ م د ن-.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَمَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ والدراوَرْديّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] .
مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [4] ، أَخُو رِشْدِينَ.
روى عن أبيه.
__________
[1] بكسر الفاء وسكون الطاء، نسبة الى الفطريين موالي بني مخزوم. (اللباب 2/ 435) .
[2] تهذيب التهذيب 9/ 371، التاريخ الكبير 1/ 191، المعرفة والتاريخ 2/ 478، تاريخ أبي زرعة 1/ 417 و 418.
[3] الجرح 8/ 30.
[4] ميزان الاعتدال 4/ 22، تهذيب التهذيب 9/ 420، الجرح 8/ 68، التاريخ الكبير 1/ 217.
المعرفة والتاريخ 3/ 66، التاريخ لابن معين 2/ 536 رقم 1318، التقريب 2/ 203.

(8/532)


وعنه إِسْرَائِيلُ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمَا.
ضَعَّفُوهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ- ع- قَدْ تَقَدَّمَ. وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.
مُخَارقُ بْنُ خليفة [1]- م د ت ن- وَيُقَالُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الأَحْمَسِيُّ الكوفي.
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ.
وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْرَائِيلُ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
مُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ الْكُوفِيُّ [2]- م د ت ن-.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس وابن فضيل وحفص ابن غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ خَيِّرًا رَقِيقَ الْقَلْبِ بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ، تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ [3] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أمية
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 431، الجرح 8/ 352، تهذيب التهذيب 10/ 67، المعرفة والتاريخ 2/ 740 و 3/ 404، تاريخ أبي زرعة 1/ 546.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 68، ميزان الاعتدال 4/ 80، الجرح 8/ 310، التاريخ الكبير 7/ 385، المعرفة والتاريخ 3/ 151.
[3] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 191 ب- 197 ب، تاريخ الخلفاء 254. معجم بني أمية 161 و 162، المعرفة والتاريخ 2/ 396 وترجمته في كتب التاريخ المعروفة.

(8/533)


الْخَلِيفَةُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَمَرْوَانَ الْجَعْدِيِّ، وَتِلْكَ نِسْبَةٌ إِلَى مُؤَدِّبِهِ الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَيُقَالُ: فُلانٌ أَصْبَرُ مِنْ حِمَارٌ فِي الْحُرُوبِ، وَلِهَذَا قِيلَ لَهُ مَرْوَانُ الْحِمَارِ فَإِنَّهُ كَانَ لا يُخْفِ لَهُ لَبِدٌ فِي مُحَارَبَةِ الْخَارِجِينَ عَلَيْهِ.
كَانَ يَصِلُ السَّرَى بِالسَّيْرِ وَيَصْبِرُ عَلَى مَكَارِهِ الْحَرْبِ.
وَقِيلَ: سُمِّيَ بِالْحِمَارِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مِائَةِ سَنَةٍ حِمَارًا فَلَمَّا قَارَبَ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ مِائَةَ سَنَةٍ لَقَّبُوا مَرْوَانَ بِالْحِمَارِ لِذَلِكَ وَأَخَذُوهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي مَوْتِ حِمَارِ الْعُزَيْرِ. (وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) 2: 259 [1] .
وُلِدَ مَرْوَانُ بِالْجَزِيرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَبُوهُ مُتَوَلِّيهَا، وَأُمُّهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَافْتَتَحَ قُونِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْفُرُوسِيَّةِ وَالإِقْدَامِ وَالْرُجْلَةَ [2] وَالدَّهَاءِ وَفِيهِ عَسَفٌ. سَارَ مَرَّةً حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ الروم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة. قاله خَلِيفَةٌ [3] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُ:
كَانَ مَرْوَانُ أَبْيَضَ شَدِيدَ الشَّهْلَةِ ضَخْمَ الْهَامَةِ كَثَّ اللِّحْيَةِ أَبْيَضَهَا رِبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: بُويِعَ يَوْمَ نِصْفِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ بَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ وَهُوَ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ فَدَعَا إِلَى بَيْعَةِ مَنْ رَضِيَهُ الْمُسْلِمُونَ فَبَايَعُوهُ فَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ أَنْفَقَ الْخَزَائِنَ وسار في
__________
[1] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 259.
[2] بضم الراء وسكون الجيم وفتح اللام- كالرجولية. (القاموس المحيط) .
[3] تاريخ ابن خياط 404.

(8/534)


بِضْعٍ وَثَلاثِينَ فَارِسًا مِنَ الْجَزِيرَةِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى حَلَبَ بَايَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْقَيْسِيَّةِ ثُمَّ قَدِمَ حِمْصَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْمَسِيرِ مَعَهُ وَإِلَى بَيْعَةِ وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْحَكَمِ وَعُثْمَانَ ابْنَيِ الْوَلِيدِ وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اسْتُخْلِفَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَسَارَ مَعَهُ جَيْشُ حِمْصَ وَخَرَجَ لِحَرْبِهِ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ فَهَزَمَهُمْ مَرْوَانُ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَانْهَزَمَ بَعْدَ حَرْبٍ شَدِيدٍ، فَبَرَزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَسْكَرَ بِمَيْدَانِ الْحَصَى وَمَعَهُ الْخَزَائِنُ فَتَفَلَّلَ عَنْهُ النَّاسُ فَتَوَثَّبَ أَعْوَانَهُ فَقَتَلُوا وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْمَذْكُورَيْنِ وَقَتَلُوا مَعَهُمَا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي السِّجْنِ، وَثَارَ أَحْدَاثِ أَهْلِ دِمَشْقَ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلُوهُ لِكَوْنِهِ سَعَى فِي قَتْلِ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنَ الْحَبْسِ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَوَضَعُوهُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ وَفَكُّوا قُيُودَهُ لِيُبَايِعُوهُ، وَوَضَعُوا رَأْسَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَطَبَهُمْ وَحَضَّهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَبَايَعَ لِمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَرَبَ حِينَئِذٍ مِنْ مَيْدَانِ الْحَصَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَمَّنَ مَرْوَانُ أَهْلَ الْبَلَدِ وَرَضِيَ عَنْهُمْ، فَأَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ وَأَمَرَ بِنَبْشِ يَزِيدَ النَّاقِصِ- رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- وَصَلَبَهُ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ خَلَعَ نَفْسَهُ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مَرْوَانَ فَأَمَّنَهُ، وَتَحَوَّلَ إِبْرَاهِيمُ فنزل الرقة خاملا ثم استأمن سليمان ابن هِشَامٍ فَأَمَّنَهُ مَرْوَانُ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ عَظِيمَ الْمُرُوءَةِ يُحِبُّ اللَّهْوَ وَالسَّمَاعَ غَيْرَ أَنَّهُ شُغِلَ بِالْحُرُوبِ وَكَانَ يُحِبُّ الْحَرَكَةَ وَالأَسْفَارَ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ الْوَزِيرَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَأَلَنِي الْمَنْصُورُ: مَا كَانَ أَشْيَاخُكَ الشَّامِيُّونَ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَمَا تَأَخَّرَ، أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ وبه يحج البيت ويجاهد العدو، قال: فعدّد

(8/535)


مِنْ مَنَاقِبِ الْخَلِيفَةِ مَا لَمْ أَسْمَعْ أحدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَرَفْتَ مِنْ حَقِّ الْخِلافَةِ فِي دَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا أَعْرِفُ الْيَوْمَ لأَتَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ حَتَّى أُبَايِعَهُ أَقُولَ:
مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الْمَهْدِيُّ: وَكَانَ الْوَلِيدُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَمَنْ أَقْعَدَهُ خَلِيفَةً، قَالَ: أَفَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ الْمَنْصُورُ:
للَّه دَرُّ مَرْوَانَ مَا كَانَ أَحْزَمَهُ وَأَسْوَسَهُ وَأَعَفَّهُ عَنِ الْفَيْءِ. قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟
قَالَ: لِلأَمْرِ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فَعَلَ فِعْلا فَظِيعًا أَدْخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ فَاسْتَدْنَاهُ وَلَفَّ مِنْدِيلا عَلَى إِصْبَعِهِ ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي عَيْنِ يَزِيدَ فَقَلَعَهَا واستخرج الحدقة ثم أدار يده فأخرج حدقته الأُخْرَى وَمَا سَمِعْتُ لِيَزِيدَ كَلِمَةً، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَرْوَانُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَقَامَ مَعَ إبراهيم ابن الْوَلِيدِ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : وَسَارَ مَرْوَانُ لِحَرْبِ بَنِي الْعَبَّاسِ فَكَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَقَطَعَ الْجُسُورَ إِلَى الْجِزِيرَةِ وَأَخَذَ بُيُوتَ الأَمْوَالِ وَالْكُنُوزِ فَقَدِمَ الشَّامَ فَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَطَلَبَ الشَّامَ وَفَرَّ مِنْهُ مَرْوَانُ وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ دِمَشْقَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانُ أَخَذَ دِمَشْقَ وَهُوَ حِينَئِذٍ بِأَرْضِ فِلَسْطِينَ دَخَلَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ وَعَبَرَ النِّيلَ وَطَلَبَ الصَّعِيدَ، فَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَخَاهُ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ فَطَلَبَ مَرْوَانَ وَعَلَى طَلائِعِهِ عَمْرٌو بْن إِسْمَاعِيلُ، فَسَاقَ عَمْرٌو فِي أَثَرِ مَرْوَانَ فَلَحِقَهُ بِقَرْيَةِ بُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ فَقَتَلَهُ.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: قُتِلَ مَرْوَانُ وَهُوَ ابن اثنتين وستين سنة.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 403 و 404.

(8/536)


وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: نَزَلَ بُوصِيرَ وَسَهْرَ وَتَطَيَّرَ بِاسْمِ بُوصِيرَ فَأَحَاط عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِبُوصِيرَ فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ.
وَيُرْوَى أَنَّ مَرْوَانَ مَرَّ فِي هَرَبِهِ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: يَا رَاهِبُ هَلْ تَبْلُغُ الدُّنْيَا مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ تَجْعَلَهُ مَمْلُوكًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: كيف؟ قال: بحبها، قال:
فما السبيل إلى العتق؟ قال: ببغضها وَالتَّخَلِّي مِنْهَا. قَالَ هَذَا مَا لا يَكُونُ قَالَ: بَلْ سَيَكُونُ فَبَادِرْ بِالْهَرَبِ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تُبَادِرَكَ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْتَ مَرْوَانُ مَلِكُ الْعَرَبِ تُقْتَلُ فِي بِلادِ السُّودَانَ وَتُدْفَنَ بِلا أَكْفَانَ وَلَوْلا أَنَّ الْمَوْتَ فِي طَلَبِكَ لَدَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعِ هَرَبِكَ.
قَالَ هشام بن عمار: ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ أبيه قال: قَالَ لِي مَرْوَانُ لَمَّا أَنْ عَظُمَ أَمْرِ أَصْحَابِ الرَّايَاتِ السُّودِ: لَوْلا وَحْشَتِي لَكَ وَأُنْسِي بِكَ لأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ ذَرِيعَةً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ هَؤُلاءِ فَتَأْخُذُ لِي وَلَكَ الأَمَانَ قُلْتُ: وَبَلَغْتَ هَذَا الْحَالَ! قَال: إِيْ وَاللَّهِ، قُلْتُ: فَأَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ مَا أَرَدْتُ، قَالَ: قُلْ، قُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِكَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْحَبْسِ وَتُزَوِّجُهُ بِنْتَكَ وَتُشْرِكْهُ فِي أَمْرِكَ فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ انْتَفَعْتَ بِذَلِكَ عِنْدَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ بِنْتَكَ فِي كَفَاءَةٍ، قَالَ: أَشَرْتَ وَاللَّهِ بِالرَّأْيِ وَلَكِنْ وَاللَّهِ السَّيْفُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا.
مِسْحَاجُ [1] بْنُ مُوسَى الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ- د-.
سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وعنه جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصحيح من ضبط الخزرجي.، تهذيب التهذيب 10/ 107.

(8/537)


مُسْلِمُ بْنُ زِيَادٍ الْحِمْصِيُّ [1]- د ت-.
عَنْ أَنَسٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ عَلَى خَيْلِهِ، وَرَأَى فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
روى عنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ [2]- سِوَى ت- نَزَلَ فِيهِمْ بِالْكُوفَةِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
روى عن عَبْدِ اللَّهِ بن عكيم وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الأَحْوَصِ عَوْفٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ [3] . هُوَ أَبُو نُصَيْرَةَ، يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.
مُسْلِمُ بن كيسان الضبي [4]- ت ق- الملائي الكوفي الأعور.
عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُجَاهِدٍ.
وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عاصم وآخرون.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 130، تاريخ أبي زرعة 1/ 69.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 104، تهذيب التهذيب 10/ 130، التاريخ الكبير 7/ 262، الجرح 8/ 185، التاريخ لابن معين 2/ 562 رقم 1504، المعرفة والتاريخ 3/ 113.
[3] في الأصل «معين» بدلا من «عبيد» ، والتصحيح مما سيأتي في ترجمته.
[4] ميزان الاعتدال 4/ 106، تهذيب التهذيب 10/ 135، الجرح 8/ 192، التاريخ الكبير 7/ 271.
التاريخ لابن معين 2/ 563 رقم 1477، المعرفة والتاريخ 3/ 75.

(8/538)


ضَعَّفُوهُ. كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
الْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ [1] بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ.
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا.
وعنه أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ.
وَهُوَ مَدَنِيٌّ مُقِلٌّ. خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ تَأْلِيفَهُ.
مطّرح [2] بن يزيد [3]- ق- أبو المهلب الأسدي الكوفي. عِدَادُهُ فِي الشَّامِيِّينَ.
روى عن بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ.
وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُحَارِبِيُّ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [4] وَغَيْرُهُ. مَاتَ شابا فإنه من أقران الرواة عنه.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 150، الجرح 8/ 297.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 171، الجرح 8/ 409، ميزان الاعتدال 4/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 569 رقم 1709، المعرفة والتاريخ 2/ 434.
[3] ضيضه الخزرجي بضم أوله وكسر الراء بعد الطاء الثقيلة.
[4] الضعفاء والمتروكين- ص 97.

(8/539)


مُطَيْرُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [1] .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ.
وعنه ابْنُهُ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ وَعَوْسَجَةُ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ.
ضَعَّفُوهُ.
مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ [2]- ق- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي حبيب.
وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ.
مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ الْعَنْزِيُّ الْبَصْرِيُّ [3]- خ م ن-.
عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ- إِنْ صَحَّ- وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ.
وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالْجُرَيْرِيُّ وَالْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ.
مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ [4] ، أَبُو صَالِحٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ خِتْنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْد الله وغيرهما.
__________
[1] الجرح 8/ 394، ميزان الاعتدال 4/ 129.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 206، التاريخ الكبير 7/ 334، الجرح 8/ 384.
[3] تهذيب التهذيب 10/ 225، الجرح 8/ 280، التاريخ الكبير 7/ 400، التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 4214.
[4] التاريخ الكبير 7/ 325، ميزان الاعتدال 4/ 159، الجرح 8/ 220، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 3399.

(8/540)


وعنه هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
وهو صالح الحديث.
مغيرة بن عبد اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْفَزَارِيُّ [1] . أَمِيرُ مِصْرَ فِي دولة مروان ابن مُحَمَّدٍ كَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ.
ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.
مغيرة بن مقسم الضبي [2]- ع- الكوفي الأعمى أبو هشام. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ مَوَالِي بَنِي ضَبَّةَ [3] .
تَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وبالشعبي وَرَوَى عَنْهُمَا وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا وَقَعَ فِي مَسَامِعِي شَيْءٌ فَنَسِيتُهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي رزين، قال:
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة 92 و 93.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 165، تهذيب التهذيب 10/ 269، التاريخ الكبير 7/ 322، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 2392، تاريخ أبي زرعة 1/ 586. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[3] في الأصل «خببة» .

(8/541)


وَمُغِيرَةُ لا يُدَلِّسُ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ حَدِيثًا وَقَدْ أُدْخِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُغِيرَةُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كُنَّا نَجْلِسُ أَنَا وَمُغِيرَةُ- وَعَدَّدَ نَاسًا- نَتَذَاكَرُ الْفِقْهَ فَرُبَّمَا لَمْ نَقُمْ حَتَّى نَسْمَعَ النِّدَاءَ بِصَلاةِ الْفَجْرِ.
وَقَالَ جَرِيرٌ: سَمِعْتُ مُغِيرَةُ يَقُولُ: إِنِّي لأَحْتَسِبُ فِي مَنْعِي الْحَدِيثَ الْيَوْمَ كَمَا تَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِهِ. وَكَانَ مَكْفُوفَ الْبَصَرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ مُغِيرَةُ مِنَ الْفُقَهَاءِ.
وَكَانَ عُثْمَانِيًّا إِلا أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْضَ الْحَمْلِ.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لا يَعْنِيهِ قَالَ الْفَتَى:
وا حرباه.
وَرَوَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ قَلَّتْ صَلاتُهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ مُغِيرَةَ فَلَزِمْتُهُ وَلا أَقْرَأَ مِنْ عَاصِمٍ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُغِيرَةُ صَاحِبُ سُنَّةٍ ذَكِيٌّ حَافِظٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ضَعْفٌ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مُغِيرَةُ أَحْفَظُ مِنَ الْحَكَمِ.
وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مُغِيرَةُ يُدَلِّسُ وَكُنَّا لا نَكْتُبْ عَنْهُ إِلا مَا قَالَ ثنا إِبْرَاهِيمُ.

(8/542)


وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ.
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ الْبَلْخِيُّ. سَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الأُخْرَى.
منصور بن جمهور الكلبيّ، المزي الدمشقي الأمير.
أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد ثم إنه سار إلى العراق.
فذكر خليفة [1] أنه افتعل عهدا على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوما وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة.
قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدريا فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشًا.
منصور بن زاذان [2]- ع- أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط مشهور يزار.
روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن الْبَصْرِيّ وابن سيرين وحميد ابن هلال وعدة.
وعنه شُعْبَة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم.
__________
[1] تاريخ ابن خياط 369.
[2] المشاهير 176، تهذيب التهذيب 10/ 306، التاريخ الكبير 7/ 346، الجرح 8/ 172، طبقات خليفة 325، حلية الأولياء 3/ 57، سير أعلام النبلاء 5/ 441 رقم 196، خلاصة تذهيب الكمال 387، شذرات الذهب 1/ 181، المعرفة والتاريخ 3/ 77.

(8/543)


قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة فِي العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب.
قال ابن سعد [1] : وكان ثقة ثبتًا سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم [2] فِي الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك.
وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله فِي صلاة الضحي، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم فِي يوم مرتين وكان يصلي الليل كله.
وقال أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم الدورقي: ثنا مُحَمَّد بن عيينة حدثني مخلد بن الْحُسَيْن عن هشام بن حسان قال: كنت أصلي أَنَا ومنصور بن زاذان جميعًا فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه فيما بين المغرب والعشاء وكان يبل عمامته من دموع عينيه رحمه الله عليه.
وقال صالح بن عُمَر الواسطي: كان الْحَسَن الْبَصْرِيّ يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن.
أنبئت عن أبي المكارم اللبان أَنَا الحداد أَنَا أَبُو نعيم ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي ثنا عَبَّاس ثنا يحيى بن أَبِي بكير ثنا شُعْبَة عن هشام بن حسان قال:
صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 315.
[2] في الأصل «يخدم» ، والتصويب من السياق.

(8/544)


وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد فِي الحسنات والأشر والبطر يزيد فِي السيئات.
وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال: فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام.
قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
منصور بن عَبْد الرَّحْمَن بن طلحة [1]- خ م د ن ق- بن الحارث العبدري الحجبي المكيّ أخو مُحَمَّد.
روى عن أمه صفية بِنْت شيبة وسعيد بن جُبَيْر.
وعنه زهير بن معاوية والسفيانان ووهيب بن خَالِد وفضيل بن سليمان النميري وجماعة.
اثنى عليه سُفْيَان بن عيينة وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات.
وثقة النسائي وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فِيهِ، وهو قليل الرواية.
مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.
منصور بن عبد الرحمن الغداني [2]- م د- البصري الأشل.
__________
[1] المشاهير 147، ميزان الاعتدال 4/ 186، الجرح 8/ 174، التاريخ الكبير 7/ 344، تهذيب التهذيب 10/ 310.
[2] التاريخ الكبير 7/ 345، ميزان الاعتدال 4/ 186، تهذيب التهذيب 10/ 311. المعرفة والتاريخ 3/ 234، التاريخ لابن معين 2/ 588 رقم 1663، تاريخ أبي زرعة 1/ 647، طبقات ابن سعد 6/ 337. طبقات خليفة 164، تاريخ خليفة 404، حلية الأولياء 5/ 40، تهذيب الأسماء 2/ 114، سير أعلام النبلاء 5/ 402 رقم 181، طبقات القراء 2/ 314، خلاصة تذهيب الكمال 388، شذرات الذهب 1/ 189.

(8/545)


روى عن الْحَسَن والشعبي.
روى عنه شُعْبَة وبشر بن المفضل وابن علية.
وثقه ابن معين وغيره. وأشار أَبُو حاتم إلى لين ما فيه [1] .
منصور بن المعتمر السلمي [2]- ع- الإمام العلم أبو عتّاب الكوفي.
روى عن أَبِي وائل وإبراهيم والشعبي ورِبْعي بن حِراش وسعيد بن جُبَيْر وعبد الله بن مرة وأبي حازم الأشجعي وأبي الضحى وهلال بن يساف والزهري وعمرو بن مرة والحكم ومجاهد وخلق.
وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة.
روى عنه شُعْبَة وسفيان وشيبان النحوي وشريك وفضيل بن عياض وأبو الأحوص وابن عيينة وجرير ومعتمر بن سُلَيْمَان وعبيدة بن حميد وخلق سواهم.
وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شُعْبَة: قال منصور: ما كتبت حديثًا قط.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور.
وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه فتقول له أمه: قتلت قتيلا؟
فيقول: أَنَا أعلم بما صنعت بنفسي.
وقد أخذه يوسف بن عُمَر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه ثم خُلي عَنْهُ يعني لما أيسوا منه.
__________
[1] الجرح 8/ 174 و 175.
[2] المشاهير 166، تهذيب الأسماء 2/ 114، تهذيب التهذيب 10/ 312، الجرح 8/ 177، التاريخ الكبير 7/ 346.

(8/546)


وقال أَحْمَد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فِيهِ أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قَالَتْ فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت فِي دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات.
قال ابن عيينة: كان منصور فِي الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني فِي الرباط.
وقال أَبُو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رَأَيْت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه كان يكذب.
وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس.
وقال سفيان الثوري: كنت إذا رَأَيْت منصورًا قلت: الساعة يموت.
كان فِي خدّه خال مما ظهر من البكاء.
قال أَبُو دَاوُد: طلب منصور الحديث قبل الجماجم، يعني فِي حدود الثمانين، قال والأعمش طلب بعده.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش.
وقال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.
وقال شُعْبَة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي.
وقال أَبُو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما.
فبلغ ذلك خَالِد بن عَبْد الله أو ابن هبيرة الَّذِي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع

(8/547)


إلا من أعان عليه بشهوة، قال يعني فعزله.
وقال أَبُو بَكْر بن عياش: ربما كنت مع منصور جالسًا فِي منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صوامًا قوامًا.
قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري.
وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور؟ قال: أني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أَبِيهِ.
قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة.
منصور بن أَبِي الهياج حيان [1]- م د ن- الأسدي الكوفي.
روى عن أَبِي الطفيل وعمرو بن ميمون الأودي وسعيد بن جُبَيْر.
وعنه سُفْيَان وشعبة وأبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون وجماعة.
قال أَبُو حاتم [2] : كان ثبتًا.
مهاجر بن مخلد [3]- ت ن ق-.
روى عن أَبِي العالية الرياحي وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بَكْر.
وعنه حماد بن زيد ووهيب وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم.
قال ابن معين: هُوَ صالح.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 306، الجرح 8/ 171، التاريخ الكبير 7/ 347.
[2] الجرح 8/ 171.
[3] تهذيب الأسماء 2/ 116، ميزان الاعتدال 4/ 194، تهذيب التهذيب 10/ 323، الجرح 8/ 262، التاريخ الكبير 7/ 381، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 3466.

(8/548)


موسى بن أيوب [1]- د ت ن- ويقال ابن أَبِي أيوب- الحمصي أَبُو الفيض المهري [2] .
عن سليم بن عامر الخبائريّ [3] وعبد الله بن مرة الزُّرَقي [4] وأرسل عن معاذ بن جبل ومعاوية.
وعنه زيد بن أَبِي أنيسة وشعبة لقيه بواسط.
قال ابن معين: هُوَ من أبناء جند الحجاج ثقة.
وقال أَبُو حاتم: [5] صالح.
مُوسَى بن أَبِي تميم [6]- م ن- مدني.
عن سَعِيد بن يسار.
وعنه مالك وسليمان بن بلال.
وثقة أبو حاتم [7] .
موسى بن جبير المدني [8]- د ق- الحذّاء مولى الأنصار.
عن أَبِي أمامة بن سهل وعبد الله بن كعب بن مالك ومعاذ بن رفاعة الزرقيّ.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 337، الجرح 8/ 306، المعرفة والتاريخ 3/ 374.
[2] في الأصل «المهدي» .
[3] في الأصل «الحبائري» .
[4] في الأصل «الزوقي» ، والتصويب من الخلاصة واللباب 2/ 65.
[5] الجرح 8/ 134.
[6] الجرح 8/ 138، تهذيب التهذيب 1/ 338.
[7] الجرح 8/ 138.
[8] الجرح 8/ 139، تهذيب التهذيب 10/ 339، التاريخ الكبير 7/ 381

(8/549)


ونزل مصر.
روى عنه عمرو بن الحارث وزهير بن معاوية والليث وبكر بن مضر.
موسى بن سالم أبو جهضم [1]- 4- مولى آل الْعَبَّاس.
روى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وعنه الثوري والحمادان والليث وعبد الوارث وابن علية.
وثقة أَحْمَد وابن معين. له حديث أو حديثان.
مُوسَى بن عَبْد الله بن يزيد الخطمي [2]- م د ق- الأنصاري الكوفي.
عن أَبِيهِ وعن امْرَأَة صحابية من بنى عَبْد الأشهل وعن عَبْد الرَّحْمَن بن هلال.
وعنه الأعمش ومسعر ومعتمر بن سُلَيْمَان.
وثقه ابن معين.
مُوسَى بن أَبِي عَائِشَةَ الهمداني الكوفي [3]- ع- العابد أحد الأعلام.
روى عن سَعِيد بن جُبَيْر وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبيد اللَّه بن عَبْد الله بن عتبة وجماعة.
وعنه شُعْبَة والسفيانان وزائدة وأبو إِسْحَاق الفزاري وعبيدة بن حميد وآخرون.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 205، تهذيب التهذيب 10/ 344، الجرح 8/ 143، التاريخ الكبير 7/ 284، المعرفة والتاريخ 1/ 519.
[2] تهذيب التهذيب 10/ 353، الجرح 8/ 149، التاريخ الكبير- 7/ 287.
[3] تهذيب التهذيب 10/ 352، الجرح 8/ 156، التاريخ الكبير 7/ 289، التاريخ لابن معين 2/ 593 رقم 2660، المعرفة والتاريخ 3/ 91.

(8/550)


وثقه ابن عيينة.
وقال جرير بن عَبْد الحميد: كنت إذا رَأَيْته ذكرت الله لرؤيته.
وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه.
وقال سُفْيَان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عَائِشَةَ: ما رفعت رأسي قط إلا رَأَيْته قائمًا يصلي.

(8/551)


[حرف النون]
نافع بن مالك [1]- ع- بن أَبِي عامر أَبُو سهيل الأصبحي الْمَدَنِيّ.
روى عن ابن عُمَر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أَبِيهِ.
روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس والزهري- مع تقدمه- وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر.
وثقة أَحْمَد وغيره.
نصر بن سيار [2] ، الأمير أَبُو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الخمار.
روى عن عكرمة وأبي الزبير.
وعنه ابن المبارك ومحمد بن الفضل بن عطية وغيرهما.
وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة.
خرج عليه أَبُو مُسْلِم الخراساني وحاربه فعجز نصر عَنْهُ واستصرخ بمروان
__________
[1] الجرح 8/ 453، تهذيب التهذيب 10/ 409، التاريخ الكبير 8/ 86، المعرفة والتاريخ 1/ 406، سير أعلام النبلاء 5/ 283 رقم 133، خلاصة تذهيب الكمال 399.
[2] وفيات الأعيان 3/ 150. تاريخ خليفة 383 و 388، المحبّر 255. الجرح والتعديل 8/ 469.
الكامل في التاريخ 5/ 148. سير أعلام النبلاء 5/ 463. خزانة الأدب 1/ 326.

(8/552)


غير مرة فبعُد عن إنجاده واشتغل عَنْهُ باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدّام أَبِي مُسْلِم فأدركه الموت على فاقة إليه بناحية ساوة.
وقيل: بل مرض بالرّيّ وحمل إلى ساوة فمات بها فِي ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.
وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو.
نصر بن علقمة الحضرميّ [1]- ن ق- أبو علقمة الحمصي.
روى عن أخيه محفوظ وجبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود العنسي.
وعنه الوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ.
قال دُحَيْم: هُوَ وأخوه ثقتان.
النعمان بن راشد [2]- م 4- أبو إسحاق الرقي.
عَن ميمون بْن مهران والزهري وزيد بْن أَبِي أنيسة.
وعنه ابن جريج وحماد بن سلمة ووهيب وحماد بن زيد وغيرهم.
ضعفه ابن معين وغيره، وحسن أمره أَبُو حاتم. وقال البخاري [3] : في حديثه وهم كثير.
__________
[1] تهذيب التهذيب 10/ 429. الجرح 8/ 469. التاريخ الكبير 8/ 102. المعرفة والتاريخ 2/ 288.
تاريخ أبي زرعة 2/ 713.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 265. تهذيب التهذيب 10/ 452. التاريخ الكبير 8/ 80. التاريخ لابن معين 2/ 608 رقم 4220. المعرفة والتاريخ 1/ 253.
[3] التاريخ الكبير 8/ 80.

(8/553)


النعمان بن المنذر [1]- د ن- أبو الوزير الغساني الدمشقي.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح ومكحول ونافع وجماعة.
وعنه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وابن شابور وجماعة.
وثقة أَبُو زرعة: وقال أَبُو مسهر: كان قَدَرِيًّا.
قال خليفة [2] : توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن سعد [3] : فِي أول خلافة بني الْعَبَّاس.
نوح بن ذَكْوَان الْبَصْرِيّ [4]- ق-.
عن أخيه أيوب بن ذكوان والحسن الْبَصْرِيّ وعطاء ويحيى بن أَبِي كثير.
وعنه يوسف بن أَبِي كثير وسويد بن عَبْد العزيز.
قال أَبُو حاتم [5] : ليس بشيء.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 266، تهذيب التهذيب 10/ 457. الجرح 8/ 448. المعرفة والتاريخ 3/ 264.
[2] لم أجد له ذكرا عنده.
[3] لم أجد له ذكرا عنده.
[4] ميزان الاعتدال 4/ 276، الجرح 8/ 485، تهذيب التهذيب 10/ 484.
[5] الجرح 8/ 485.

(8/554)


[حرف الهاء]
هاشم بن بلال [1]- د ق- أبو عقيل الشامي.
قاضي واسط.
روى عن أَبِي سلام الأسود وسابق بن ناجية.
وعنه مسعر وشعبة وهشيم.
وثقه ابن معين.
هاشم بن يزيد بن خَالِد بن يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويّ.
قد ذكر فِي الحوادث أنه خرج بدمشق.
هلال بن خباب- 4- أَبُو العلاء الْبَصْرِيّ. يأتي فِي الطبقة الآتية.
همام بن منبه [2]- ع- ابن كامل بن سيج [3] اليماني الأبناوي الصنعاني.
أَبُو عقبة. صاحب الصحيفة التي كتبها عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
__________
[1] تهذيب التهذيب 11/ 17. التاريخ الكبير 8/ 234. الجرح 9/ 103، التاريخ لابن معين 2/ 614 رقم 3256. تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 2/ 119.
[2] المشاهير 123، تهذيب الأسماء 2/ 140، الجرح 9/ 107، التاريخ الكبير 8/ 236، الجرح 9/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 625 رقم 420، المعرفة والتاريخ 2/ 29، طبقات خليفة 287، سير أعلام النبلاء 5/ 311 رقم 148، شذرات الذهب 1/ 182.
[3] بالفتح أو بالكسر أو بالتحريك، على ما في التاج.

(8/555)


وروى عن ابن عَبَّاس ومعاوية أيضًا.
وعنه أخوه وهب- ومات قبله بدهر- وابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر بن راشد وعلي بن الْحَسَن بن اتش الصنعاني.
وثقة يحيى بن معين وغيره.
وقال الميموني: سمعت أَحْمَد يقول فِي صحيفة همام أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما هُوَ قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثًا.
وقال أَحْمَد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه فجالس أَبَا هُرَيْرَةَ بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر.
وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين.
وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة.
قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عَنْهُ الصحيفة التي له عن أَبِي هُرَيْرَةَ معمر وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عَبْد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عَنْهُ إِسْحَاق الدَّبَري [1] وعاش بعد عَبْد الرزاق ثلاثًا وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أَبُو القاسم الطبراني وعاش بعده ستًا وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين. قاله الْبُخَارِيّ.
قال علي: سَأَلت رجلا قد لقي هماما عن موته فقال: سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
__________
[1] بفتح الدال المهملة والباء، نسبة إلى دبر من قرى صنعاء. (اللباب 1/ 489) .

(8/556)


هود بن عطاء اليمامي [1] .
عَن أنس بْن مالك وعطاء بْن أَبِي رباح وشداد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْن عَبْد الله.
وعنه الأوزاعي ومعاوية بن سلام وعبد الملك بن مُحَمَّد الصنعاني.
قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه وفي القلب عن مثله.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 241، الجرح 9/ 111.

(8/557)


[حرف الواو]
واصل بن عطاء [1] ، أَبُو حذيفة الْبَصْرِيّ الغزال.
مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبّة، ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفَّوهين لكنه يلثغ بالراء يُبدلها غَيْنًا فكان لاقتداره على العربيه وتوسُّعه فِي الكلام يتجنب الراء فِي خطابه حتى قيل فِيهِ:
ويجعل البُرَّ قمحًا فِي تصرُّفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر [2]
وهو من رءوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هُوَ منزلة بين المنزلتين فطرده لذلك الْحَسَن، فمن ثَمَّ قيل لهم المعتزلة لذلك.
وما أملح ما قال بعض الشعراء.
وجعلت وصلي الراء لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأنك واصل
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 329، معجم الأدباء 19/ 243، البيان والتبيين 1/ 32، الفرق بين الفرق 117، أمالي المرتضى 1/ 163، الانتصار 206، فوات الوفيات 2/ 642، مرآة الجنان 1/ 274، النجوم 1/ 313. لسان الميزان 6/ 214. مقاتل الطالبيين 293. طبقات المعتزلة 28. شذرات الذهب 1/ 182. روضات الجنات 738. وفيات الأعيان 6/ 7. سير أعلام النبلاء 5/ 464 رقم 210.
[2] وفي الميزان 4/ 329 بيتان هو:
ولم يطق مطرا في القول يجعله ... فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر

(8/558)


وبلغنا أن لواصل تصانيف منها تأليف فِي أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك.
وقيل: إنما عُرف بالغزَّال لأنه كان يدور فِي سوق الغزل فيتصدّق على النساء، ومن مقالاته أنه كان يشك فِي عدالة من حضر وقعة الجمل فقال:
إحدى الفئتين مخطئة فِي نفس الأمر، فلو شهد عندي علي وطلحة وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم لأن أحدهم فاسق لا بعينه.
قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد فِي النار نسأل الله العافية.
ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء فِي الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البدية: «عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا فِي البسيطة هلالين وهلالين» وكان يجيز القراءة بالمعني، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز.
يقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
واقد بن محمد بن زيد [1]- خ م د ن- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي أحد الإخوة.
روى عن سَعِيد بن مرجانة ونافع ووالده مُحَمَّد.
وعنه أخوه عاصم وابنه عثمان وشعبة وغيرهم.
واهب بن عَبْد الله المعافري [2] أبو عبد الله الكعبي المصري.
__________
[1] الجرح 9/ 32، التاريخ الكبير 8/ 173، تهذيب التهذيب 11/ 109.
[2] المشاهير 121. الجرح 9/ 46، تهذيب التهذيب 11/ 108، المعرفة والتاريخ 2/ 510 و 527.

(8/559)


روى عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة [1] وعقبة بن عامر بن ابن عُمَر وحسان بن كريب وجماعة.
وعنه عَبْد الرحمن بن شريح والليث وابن لهيعة وضمام بن إِسْمَاعِيل ورجاء ابن أَبِي عطاء المؤذن.
وثقه ابن حبان.
وقد خرج له الْبُخَارِيّ فِي (كتاب الأدب) وكان معمرًا عالي السند.
قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة.
الوليد بن قيس [2] أَبُو همام السكوني الكوفي والد شجاع بن الوليد.
روى عن سويد بن غفلة وعمرو بن ميمون الأودي والضحاك بن قيس.
وعنه سُفْيَان الثوري وزهير بن معاوية وعنبسة بن سَعِيد.
وثقه ابن معين.
ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير.
الوليد بن أَبِي هشام الْبَصْرِيّ [3]- م 4-.
عن الْحَسَن ونافع وأبي بَكْر بن حزم.
وعنه أخوه أَبُو المقدام هشام بن زياد وجويرية بن أسماء وإسماعيل بن علية.
وثّقه أحمد بن حنبل.
__________
[1] في الأصل «هبيرة» .
[2] الجرح 9/ 13، التاريخ الكبير 8/ 151، تهذيب التهذيب 11/ 146.
[3] تهذيب التهذيب 11/ 156. التاريخ الكبير 8/ 157. المعرفة والتاريخ 1/ 289. التاريخ لابن معين 2/ 634 رقم 4375.

(8/560)


[حرف الياء]
يحيى بن أَبِي إِسْحَاق الحضرمي [1]- ع- مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ زيد بن الحارث، ويحيى وعبد الله جد المقرئ يعقوب أخَوان.
سمع أنس بن مالك وسالم بن عَبْد الله وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بكرة وجماعة.
روى عنه شُعْبَة وسفيان وعبّاد بن العّوام وعبد الوارث وهشيم وابن علية وآخرون، وقد روى عَنْهُ مُحَمَّد بن سيرين أحد شيوخه.
قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية.
قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين.
يحيى بن حيان [2] أَبُو هلال الطائي الكوفي.
عن شريح القاضي.
وعنه السفيانان وشريك والقاسم بن مالك المزني.
يحيى بن عَبْد الله الكوفي [3]- د ت ق- أبو يحيى الجابر. كان يجبر الأعضاء المكسورة.
__________
[1] المشاهير 78. الجرح 9/ 125. التاريخ الكبير 8/ 259. تهذيب التهذيب 11/ 177. المعرفة والتاريخ 3/ 23.
[2] الجرح 9/ 136. التاريخ الكبير 8/ 267. التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 1535.
[3] الضعفاء والمتروكين 107، تهذيب التهذيب 11/ 238، الجرح 9/ 161، المعرفة والتاريخ 3/ 35.
التاريخ لابن معين 2/ 650 رقم 1901.

(8/561)


روى عن سالم بن أَبِي الجعد وأبي ماجدة الحنفي.
وعنه شُعْبَة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وحفص بن غياث.
قال أَحْمَد: ليس به بأس.
وقال يحيى والنسائي: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يُحتج به.
يحيى بن عتيق الْبَصْرِيّ [1]- م د ن-.
عن مجاهد والحسن وابن سيرين.
وعنه الحمادان وهمام وابن علية.
قال فِيهِ أيوب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته.
يحيى بن أَبِي كثير. قد مضى.
يحيى بن ميمون الضبي العطار [2]- ن ق- بصري ثقة مُقِل.
روى عن أَبِي عثمان النهدي وسعيد بن جُبَيْر.
وعنه شُعْبَة وحماد بن زيد وابن علية وعلي بن عاصم.
يحيى بن يحيى بن قيس [3]- د- بن حارثة بن عمرو أبو عثمان
__________
[1] الجرح 9/ 176. المشاهير 155. التاريخ الكبير 8/ 295. تهذيب التهذيب 11/ 255. المعرفة والتاريخ 2/ 14.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 411. الجرح 9/ 188. التاريخ الكبير 8/ 306. تهذيب التهذيب 11/ 392.
المعرفة والتاريخ 2/ 143، التاريخ لابن معين 2/ 666 رقم 3329.
[3] المشاهير 183. تهذيب الأسماء 2/ 160. الجرح 9/ 197. تهذيب التهذيب 11/ 299. المعرفة والتاريخ 2/ 329، تاريخ أبي زرعة 1/ 203.

(8/562)


الأزدي الغساني.
عالم أهل دمشق ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عَبْد العزيز.
وروى عن أَبِي إدريس الخولاني وعروة بن الزبير ومكحول ومحمود ابن لبيد وعمرة وابن المسيب وغيرهم.
وعنه ابنه هشام وعبد الرَّحْمَن بن يزيد بن جَابِر ومحمد بن راشد المكحولي وأبو بَكْر بن أَبِي مريم وسفيان بن عيينة وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن سعد: كان عالمًا بالفتيا والقضاء وله أحاديث.
توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أَبِي حاتم [1] قال: فيقال إنه شرق بشربة ماء فمات.
وقال يزيد بن مُحَمَّد فِي تاريخ الموصل: ولي الموصل لعمر بن عَبْد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثا فقيهًا فصيحًا بليغًا.
وقيل: بل توفي فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، عاش سبعين سنة.
يحيى [2] بن يزيد الهُنائي [3] الْبَصْرِيّ- م د-.
عن أنس بن مالك وعن الفرزدق.
وعنه شُعْبَة وخلف بن خليفه وإسماعيل بن علية.
كنيته أبو يزيد.
__________
[1] الجرح 9/ 197.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 415، الجرح 9/ 198، التاريخ الكبير 8/ 310، تهذيب التهذيب 11/ 302.
[3] بضم الهاء، نسبة الى هناءة بن مالك. (اللباب 1/ 393) .

(8/563)


يحيى البكّاء [1]- ت ق- الأزدي مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ سليم.
عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية.
وعنه الحمادان وعبد الوارث وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن عاصم.
قال أَبُو زرعة وغيره: ليس بقوي.
وكان يحيى القطان لا يرضاه. وقال ابْن سعد: ثقة إن شاء اللَّه.
قلت: يقال توفي سنة ثلاثين ومائة فيحوَّل إليها إن تيسَّر.
يزيد بن أيهم [2] ، أَبُو رواحة الحمصي.
عن الهيثم بن مالك الطائي وعبد الأعلى بن هلال ولقمان بن عامر وغيرهم وعنه إِسْمَاعِيل بن عياش وصفوان بن عمرو وبقية وآخرون.
ما علمت فِيهِ جرحًا.
يزيد بن أَبِي زياد الكوفي [3] 4 م متابعة، مولى بني هاشم.
عن إِبْرَاهِيم النخعي وسالم بن أَبِي الجعد وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي ليلى ومولاه من فوق عَبْد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وجماعة.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 417، الجرح 9/ 156، تاريخ خليفة 395. سير أعلام النبلاء 5/ 350 رقم 161. خلاصة تذهيب الكمال 428. التاريخ الكبير 8/ 281. تهذيب التهذيب 11/ 278.
المعرفة والتاريخ 3/ 288.
[2] الجرح 9/ 252. المعرفة والتاريخ 2/ 446، التاريخ الكبير 8/ 321، تهذيب التهذيب 11/ 315، التاريخ لابن معين 2/ 668 رقم 5245.
[3] ميزان الاعتدال 4/ 423، الجرح 9/ 265، التاريخ الكبير 8/ 334، تهذيب التهذيب 11/ 329، التاريخ لابن معين 2/ 671 رقم 1752، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .

(8/564)


وعنه شُعْبَة وسفيان وزائدة وابن عيينة وعلي بن مسهر وابن نمير وهشيم وعلي بن عاصم وخلق.
وكان محدثا مكثرًا شيعيًا ليس بحجة يكنى أبا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة. قيل: كان يوم قتل الْحُسَيْن مراهقًا وكان صدوقًا فِي نفسه سيئ الحفظ.
قال ابن معين: ضعيف الحديث.
وقال ابن حبان: كبر وساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين.
وسماع من سمع منه فِي أول أمره صحيح.
وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أَبِي زياد الدمشقي.
وسئل أَحْمَد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه.
وساق له ابن حبان مناكير.
توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة.
يزيد بن زياد [1]- ت- وقيل بن أبي زياد المخزومي مولاهم الْمَدَنِيّ.
عن مُحَمَّد بن كعب القرظي.
وعنه ابن إِسْحَاق ومالك، وثقة النسائي.
يزيد بن زياد الدمشقي. يأتي فِي طبقة الثوري.
يزيد بن أَبِي سَعِيد الْقُرَشِيّ [2]- 4-، النحوي أَبُو الحسن المروزي.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 423، الجرح 9/ 263، التاريخ الكبير 8/ 333، تهذيب التهذيب 11/ 328.
[2] الجرح 9/ 270، تهذيب التهذيب 11/ 332، التاريخ الكبير 8/ 339.

(8/565)


عن سُلَيْمَان بن بريدة وأخيه عَبْد الله بن بريدة وعكرمة ومجاهد.
وعنه الْحُسَيْن بن واقد وعبد الله بن سعد الدشتكي وأبو حمزة السكري ونوح الجامع.
قال ابن أَبِي دَاوُد: هُوَ من نحو بطن من الأزد.
وقال ابن معين وأبو زرعة: ثقة.
وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقيًا من الرفعاء تاليًا لكتاب الله عالمًا بما فِيهِ عاملا.
قتله أَبُو مُسْلِم سنة أثنتين وثلاثين ومائة.
يزيد بن عَبْد الله بن خصيفة [1]- ع- بن يزيد وهو ابن ابن أخي السائب ابن يزيد الكندي المدني.
عن السائب وعروة بن الزبير وبشر بن سَعِيد ويزيد بن قسيط.
وعنه السفيانان ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوَرْديّ وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا كثير الحديث ثبتًا.
يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد [2]- ع- أبو عبد الله الليثي المدني
__________
[1] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 4/ 430، التاريخ الكبير 8/ 345، تهذيب التهذيب 11/ 340، الجرح 9/ 274.
[2] التاريخ الكبير 8/ 344، تهذيب التهذيب 11/ 339، الجرح 9/ 275، التاريخ لابن معين 2/ 673 رقم 1190.

(8/566)


الأعرج ابن أخي عَبْد الله بن شداد.
روى عن مُحَمَّد بن كعب وشرحبيل بن سعد وأبي بَكْر بن حزم ومحمد ابن إِبْرَاهِيم التيمي والزهري وعدة.
وعنه مالك والليث بن سعد وبكر بن مضر وسفيان بن عيينة وعبد العزيز ابن أَبِي حازم والدراوَرْديّ وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره وكان من أئمة العلم. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
يزيد بن عَبْد الله [1] بن أَبِي يزيد أَبُو عَبْد الله النجراني الدمشقي.
عن القاسم أبي عبد الرحمن والحسن بن ذكوان وغيرهما.
وعنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وعدّة.
وهو بالكنية أشهر.
قال أَبُو حاتم: صالح الحديث.
يَزِيدَ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ أَبِي مَالِكٍ الهمداني [2] قد ذكر.
وحكى الوليد بن مُسْلِم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة.
يزيد بن عُمَر بن هبيرة [3] ، الأمير أَبُو خالد الفزاري.
متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخيا جوادا وبطلا شجاعا
__________
[1] الجرح 9/ 401.
[2] الجرح 9/ 277، التاريخ الكبير 8/ 347، تهذيب التهذيب 11/ 345، التاريخ لابن معين 2/ 674 رقم 5055، المعرفة والتاريخ 2/ 334.
[3] المعارف 1/ 571 و 2/ 409، العيون والحدائق 208 وما بعدها، وفيات الأعيان 6/ 313. المعرفة والتاريخ 2/ 62 و 611.

(8/567)


وخطيبًا بليغًا وكان من الأكَلَة وله فِي كثرة الأكل أخبار، حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف فخذل وكان أَبُو جَعْفَر قد أمنه ثم قتله صبرًا وغدر به فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه دَاوُد ومواليه وحاجبه ثم نزلوا عليه بأسيافهم وقد سجد للَّه تعالى، وكان قد ولي إمرة قنَّسرين للوليد بن يزيد وكان مع مروان إذ غلب على الأمر، ولد فِي سنة سبع وثمانين.
قال المدائني: كان جسيمًا كثير الأكل طويلا ضخمًا خطيبًا شجاعا، وكان رزقه في العام ستمائة ألف فكان يقسمها فِي خواصه وفي العلماء والوجوه.
وعن مُحَمَّد بن كثير قال: ألح السفاح على أخيه أَبِي جَعْفَر يأمره بقتل ابن هبيرة وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه، قال فولي قتله الهيثم بن شُعْبَة دخل عليه داره فِي طائفة.
وقد ولي أَبُوهُ أيضًا إمرة العراقين ليزيد بن عَبْد الملك.
قتل يزيد فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
يزيد بن عمرو المعافري المصري [1]- د ت ق-.
عن قدوم الحميري وأبي سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن وأبي عَبْد الرَّحْمَن الحبلي وجماعة وقيل أخذ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة.
وهو ثقة مُقِل.
يزيد بن محمد بن قيس [2]- د ن خ قرنه- بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي.
__________
[1] الجرح 9/ 281، تهذيب التهذيب 11/ 351.
[2] الجرح 9/ 288، التاريخ الكبير 8/ 357، تهذيب التهذيب 11/ 358، التقريب 2/ 370.

(8/568)


عن سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وعَلي [1] بن رباح ومحمد بن عمرو ابن حلحلة وأبي الهيثم العتواري.
وعنه يزيد بن أَبِي حبيب- وهو أكبر منه- ويزيد بن عَبْد العزيز الرعيني والليث بن سعد وآخرون.
قرنه الْبُخَارِيّ بآخر.
يزيد بن أَبِي مُسْلِم [2] النحوي [3] ثم الأَزْدِيّ نسيب شيبان النحوي.
روى عن مجاهد وعكرمة وسليمان وعبد الله ابني بريدة.
وهو من علماء مرو وهو يزيد بن أَبِي سَعِيد المذكور آنفا.
اخُتِلف فِي اسم أَبِيهِ.
يزيد بن يزيد بن جابر الازدي [4]- م د ت ق- الدمشقيّ أخو عَبْد الرَّحْمَن عن يزيد بن الأصم ومكحول ورزيق بن حيان ووهب بن منبه لقيه فِي الموسم.
وعنه الأوزاعي وشعيب بن أَبِي حمزة والسفيانان وأبو المليح الرقي وحسين الجعفي وآخرون.
وكان أحد الأئمة الأعلام.
__________
[1] بضم العين.
[2] الجرح 9/ 270، تهذيب التهذيب 11/ 332، التاريخ الكبير 8/ 339.
[3] نسبة إلى قبيلة نحو بن شمس. ولم يرو الحديث من القبيلة إلا رجلان، أحدهما يزيد هذا، وسائرهم نسبوا الى نحو العربية. (اللباب 3/ 301) .
[4] المشاهير 180، ميزان الاعتدال 4/ 442، الجرح 9/ 296، التاريخ الكبير 8/ 369، تهذيب التهذيب 11/ 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 394، المعرفة والتاريخ 1/ 712.

(8/569)


قال أَبُو دَاوُد: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هُوَ أكبر من القضاء.
وجاء عن سُفْيَان بن عيينة قال: لا أعلم مكحولا خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سُلَيْمَان.
وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد فذكر من بكائه.
وقال الفسوي [1] : سَأَلت هشام بن عمار عَنْهُ فقال ذاك أفسد نفسه خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار.
قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد وكان رجلا سكّيتا فتحولوا إلى سُلَيْمَان بن مُوسَى فأوسعهم، وفي رواية كان زمّيتا لا يحدث إلا أن يُسأل.
وقد وثقه ابن معين والنسائي.
قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة حسن النحو يقولون: لم يكن فِي أصحاب مكحول مثله.
وقال عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ لم يكن لعمي يزيد كتاب.
قال ابن سعد [2] وخليفة [3] : مات سنة أربع وثلاثين ومائة.
وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 396.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 466.
[3] تاريخ ابن خياط 411.

(8/570)


يزيد الشني [1] الأعرج. بصري صدوق.
عن مجاهد ومورق العجلي.
وعنه مهدي بن ميمون وحمّاد بن زيد وجعفر بن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ وجماعة.
يعيش بن الوليد بن هشام الأموي [2]- د ت ن- الدمشقيّ نزيل قرقيسياء.
روى عن أَبِيهِ وعن معاوية بن أَبِي سُفْيَان ومعدان بن أَبِي طلحة.
وعنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار.
ولما قدم دمشق نزل على مكحول فاكرمه وعمل له دعوة حفلة [3] .
قتلته المسودة.
يوسف بن عَبْد الرَّحْمَن [4] بن أَبِي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري.
أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس وهاجت القبائل ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عَبْد الرَّحْمَن ابن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
يونس [5] بن خَباب [6] الكوفي، مولي بني أسيد.
__________
[1] بفتح الشين وكسر النون وتشديدها، نسبة إلى شن بن أقصى. (اللباب 2/ 212) ، المعرفة والتاريخ 2/ 252.
[2] تهذيب التهذيب 11/ 406، الجرح 9/ 309، التاريخ الكبير 8/ 424، تاريخ أبي زرعة 1/ 378.
[3] في تهذيب التهذيب: «فهيّأ له طعاما» .
[4] البيان المغرب 2/ 60، معجم بني أمية 94.
[5] تهذيب التهذيب 11/ 437، التاريخ الكبير 8/ 404، الجرح 9/ 238، المعرفة والتاريخ 3/ 98.
التاريخ لابن معين 2/ 687 رقم 1986.
[6] في الأصل «حباب» والتصويب من (ميزان الاعتدال 4/ 479) .

(8/571)


روى عن أَبِيهِ ومجاهد وطاوس والمنهال بن عمرو وجماعة.
وعنه شُعْبَة وسفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم.
وكان رافضيا جَلدا.
قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بنتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
قلت: قتل واحدة فَلِمَ زوجه بالأخرى؟! وقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بشيء رَجُل سوء. وضعّفه النسائي وغير واحد.
وذكر الدار الدارقطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول فِي حديث سؤال منكر ونكير ويسأل عن علي رضى الله عنه قال فقلت له: لم نسمع بهذا! فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الَّذِي قتل بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] .
وقيل كنيته أَبُو حمزة.
يونس بن عُبَيْد بن دينار [2]- ع- أبو عبد الله البصري. أحد أعلام الهدى.
ويقال كنيته أَبُو عُبَيْد. مولى لعبد القيس.
رَأَى أنس بن مالك وروى عن إِبْرَاهِيم التيمي والحسن وابن سيرين وحميد ابن هلال وزياد بن جُبَيْر وعمرو بن سعيد الثقفي وجماعة.
__________
[1] بسط الخبر في (ميزان الاعتدال 4/ 479) .
[2] المشاهير 150، تهذيب الأسماء 2/ 168، تهذيب التهذيب 11/ 442، التاريخ الكبير 8/ 402، الجرح 9/ 242، تاريخ أبي زرعة 1/ 475، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 688 رقم 3512.

(8/572)


وعنه شُعْبَة والسفيانان والحمادان وهشيم وعبد الوارث بن علية وخلق كثير.
وكان ثقة ثبتًا حافظًا ورعًا رأسًا فِي العلم والعمل.
وقال يونس ما كتبت شيئا قط.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أكبر [1] من سُلَيْمَان التيمي لا يبلغ سُلَيْمَان منزلة يونس.
وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: ما رَأَيْت رجلا قط أفضل من يونس بن عُبَيْد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا.
قال معاذ: صليت على يونس بن عُبَيْد سنة تسع وثلاثين.
وقال سُفْيَان الثوري: ما رَأَيْت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ.
قَالَ علي بن المديني: له نحو مائتي حديث.
وقال غيره: كان يونس خزازًا بالبصرة.
قال سَعِيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصا، قال: وغلبني أن أعطي راجحًا.
وقال حماد بن زيد: شكا رَجُل إلى يونس وجعا فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس دارًا توافقك.
وقال هشام بن حسان: ما رَأَيْت أحدًا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.
__________
[1] في الجرح 9/ 242 «هو أكثر من سليمان» .

(8/573)


وقال ابن شوذب [1] : سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالِم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه.
وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث ثم يقول أستغفر الله أستغفر الله.
وقال مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ: رَأَيْت سُلَيْمَان وعبد الله ابني علي بن عَبْد الله بن عَبَّاس وولدي سُلَيْمَان جعفرا ومحمدًا يحملون سرير يونس بن عُبَيْد على أعناقهم يوم جنازته فقال عَبْد الله بن علي: هذا والله الشرف [2] .
قلت: كان عَبْد الله هذا قد استجار بأخيه سُلَيْمَان ونزل عنده بالبصرة فأجاره من المنصور.
وقال مؤمل بن إِسْمَاعِيل: جاء رَجُل إلى سوق الخزّ يطلب مطرف خزّ بأربعمائة فقال يونس بن عُبَيْد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة فقال للرجل: يا هذا المطرف الَّذِي اشتريته بأربعمائة هُوَ الَّذِي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أوْدَعه.
وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امْرَأَة بجبة خز فقال لها: بكم هي؟
قالت: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هِيَ خير من ذلك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفًا.
وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عُبَيْد: إني لأعدّ مائة خصلة من البِرّ ما فِي منها خصلة.
وقال هشيم: كان أيوب إذا رَأَى يونس بن عُبَيْد قال: هذا سيدنا.
__________
[1] في الأصل «شودب» .
[2] في الأصل «السرف» .

(8/574)


قال عَبْد الملك بن مُوسَى: ما رَأَيْت رجلا قط أكثر استغفارًا من يونس.
وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل.
وروى أسماء بن عُبَيْد عن يونس قال: يرجى للرهق [1] بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه.
وعن يونس قال: لو همّتهم نفوسهم ما اختصموا فِي القدر.
روى ابن شوذب عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح:
صلاته ولسانه.
وروى سلام بن أَبِي مطيع قال: إني لأحتسب ابن سيرين سكت حسبة وأن الْحَسَن تكلم حسبة.
وعن يونس أنه قال لابنه: لأن تلقي الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عُبَيْد.
وقال أسماء بن عُبَيْد: سمعت يونس بن عُبَيْد يقول: ليس شيء أعزً من دِرُهم طيب ورجل يعمل على سُنَّةٍ.
وبلغنا أن رجلا شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا يَسُرُّك ببصرك هذا مائة ألف؟ قال: لا، قال: فبلسانك الَّذِي تنطق به؟ قال: لا، قال:
فبعقلك مائة ألف؟ وهو يقول: لا، فذكَّره نِعَمَ الله عليه وقال: أرى لك مئين ألوفًا وأنت تشكو الحاجة.
قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما فِي العيش بعدك من خير.
__________
[1] الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم، رهق كفرح. (القاموس) .

(8/575)


قلت: مناقب يونس كثيرة وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
يونس بن ميسرة [1]- د ت ق- بن حَلُبس [2] الجبلاني الأعمى أَبُو حلبس ويقال أبو عبيد، وهو أخو يزيد وأيوب. كان من كبار علماء دمشق.
روى عن معاوية وعبد الله بن عُمَر وواثلة بن الأسقع وابن عُمَر والصنابحي وأبي مُسْلِم الخولاني وأم الدرداء وغيرهم.
روى عَنْهُ خَالِد بن يزيد المري وسليمان بن عتبة والأوزاعي وسعيد بن عَبْد العزيز ومروان بن جناح وعمرو بن واقد وآخرون.
قال المفضل الغلابي وأبو عُبَيْد وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة. وكان يقرئ القرآن فِي الجامع، وله كلام نافع فِي الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك فِي المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك [3] .
وقال هشام بن عمار: ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن حلبس: سمعت معاوية على منبر دمشق يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إن رجلا فِي بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسا» وذكر الحديث.
قال العجليّ والدار الدّارقطنيّ وغيرهما: ثقة.
وروى مدرك بن أَبِي سعد الفزاري عن يونس بن حلبس أنه كان يدعو:
__________
[1] تهذيب التهذيب 11/ 448، المشاهير 183، الجرح 9/ 246، التاريخ الكبير 8/ 402، التاريخ لابن معين 2/ 689 رقم 5250، تاريخ أبي زرعة 1/ 254، المعرفة والتاريخ 1/ 118، التاريخ الصغير 1/ 280، حلية الأولياء 5/ 250، سير أعلام النبلاء 5/ 230 رقم 8/ 9، خلاصة تذهيب الكمال 441.
[2] بفتح المهملة والموحدة.
[3] بتشديد النون.

(8/576)


اللَّهمّ إني أسألك حزمًا فِي لين وقوة فِي دين وإيمانًا فِي يقين ونشاطًا فِي هدى وبرًا فِي استقامة وكسبًا من حلال.
وقال الهيثم بن عمران: كنت جالسًا عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللَّهمّ ارزقنا الشهادة فِي سبيلك. فأقول: من أَيْنَ يرزق هذه الشهادة وهو أعمى فلما دخلت المسودة دمشق قُتِل، فبلغني أن الخراسانيين اللَّذيْن قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلسًا. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلّك على أن المسوّدة فعلوا عند افتتاخهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك فِي عام اثنتين وثلاثين ومائة.

(8/577)


الكنى
أَبُو بَكْر بن نافع [1]- م د ت- مولي ابن عُمَر.
روى عَنْ أَبِيهِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْد اللَّهِ.
وَعَنْهُ مالك والدراوَرْديّ.
قال أَحْمَد بن حنبل: هُوَ أوثق إخوته وهم: هُوَ وعبد الله وعمرو.
أَبُو الجحاف [2] التميمي [3]- ت ن ق- الكوفي داود بن أبي عوف.
روى عن الشَّعْبِيّ وعكرمة وأبي حازم الأشجعي وشهر بن حوشب.
وعنه سُفْيَان وشريك وعبد السلام بن حرب وتليد بن سُلَيْمَان وغيرهم.
قال أَحْمَد بن حنبل: صالح الحديث. وضعفه ابن عدي ومشاه غيره.
أَبُو الجودي الأسدي [4]- د- شامي نزل واسط يقال اسمه الحارث ابن عمير.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 505، تهذيب التهذيب 12/ 42، الجرح 9/ 343، التاريخ الكبير 9/ 14.
المعرفة والتاريخ لابن معين 2/ 697 رقم 955، التقريب 2/ 400.
[2] في الأصل «الححاف» .
[3] ميزان الاعتدال 4/ 510، تهذيب التهذيب 12/ 53، المعرفة والتاريخ 2/ 670 و 3/ 97.
[4] تهذيب التهذيب 12/ 62، التاريخ لابن معين 2/ 94 رقم 4916.

(8/578)


عن سَعِيد بن المهاجر وعمر بن عَبْد العزيز ونافع.
وعنه شُعْبَة وعبثر وهشيم وأبو معاوية.
وثقه ابن معين.
أَبُو حمزة القصاب [1]- ت ق- الكوفي الأعور، اسمه ميمون.
روى عن أَبِي وائل وسعيد بن المسيب وإبراهيم.
وعنه الثوري والحمادان وعبد الوارث وابن علية.
ضعّفه أحمد والدار الدّارقطنيّ وغيرهما.
أما أَبُو حمزة القصاب عمران، فقد مر.
أَبُو رجاء الأَزْدِيّ الحداني الْبَصْرِيّ، هُوَ مُحَمَّد بن سيف.
أَبُو ريحانة السعدي [2]- م د ت ق- مولاهم الْبَصْرِيّ عَبْد الله بن مطر، ويقال زياد بن مطر.
روى عن سفينة وابن عَبَّاس وابن عُمَر.
وعنه وهيب وبشر بن المفضل وابن علية وعلي بن عاصم.
قال ابن معين: صالح.
أَبُو الزّعراء الجشمي عمرو، قد مر.
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 517، تهذيب التهذيب 12/ 79، المعرفة والتاريخ 3/ 65 و 231، التاريخ الكبير 6/ 412، التاريخ الصغير 2/ 13، الجرح والتعديل 6/ 302، سير أعلام النبلاء 5/ 387.
[2] التاريخ الكبير 5/ 198، التاريخ لابن معين 2/ 332 رقم 3860، ميزان الاعتدال 4/ 525، تهذيب التهذيب 6/ 34.

(8/579)


أَبُو الزناد الْمَدَنِيّ، هُوَ عَبْد الله بن ذكوان قد ذكر.
أَبُو سهيل بن مالك الأصبحي، هُوَ نافع قد ذكر.
أَبُو طوالة، هُوَ عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن قد ذكر.
أَبُو ظلال القسملي الْبَصْرِيّ [1]- خ ن- الأعمى، اسمه هلال.
روى عن أنس.
وعنه حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مُسْلِم ويزيد بن هارون.
ضعفه ابن معين وجماعة.
أَبُو العلاء القصاب، اسمه أيوب، قد ذُكِر.
أبو غالب الباهلي [2]- د ت ق- الخياط. بصري اسمه نافع وقيل رافع.
روى عن أنس وغيره.
وعنه سلام بن أَبِي الصهباء وهمام وعبد الوارث وغيرهم.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : شيخ.
قلت: الظاهر أنه هُوَ الَّذِي روى عن أَبِي سَعِيد، وعنه ثابت بن محمد
__________
[1] تهذيب التهذيب 11/ 84 و 85، الجرح 9/ 73، المعرفة والتاريخ 2/ 661 و 3/ 379، التاريخ لابن معين 2/ 624 رقم 3357.
[2] تهذيب التهذيب 12/ 198، الجرح 8/ 455، التاريخ لابن معين 2/ 719، رقم 3562. التقريب 2/ 460.
[3] الجرح 8/ 455.

(8/580)


العبدي فاللَّه أعلم.
أَبُو فروة الجهني، اسمه مسلم. مر.
أَبُو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. مر.
أَبُو مُسْلِم الخراساني [1] ، صاحب الدعوة عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، وقيل عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان بن يسار.
ذكر ابن خلكان [2] أنه كان قصيرًا أسمر جميلا حلوًا نقي البشرة أعور العين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر والظهر خافض الصوت فصيحًا بالعربي والفارسيّ حلو المنطق راوية للشعر عالمًا بالأمور لم يُرَ ضاحكًا ولا مازحًا إلا فِي وقته، ولا يكاد يقطب فِي شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يُرى مكتئبًا وإذا غضب لم يستفزه الغضب ولا يأتي النساءَ إلا مرة فِي السنة.
ولد سنة مائة من الهجرة وأول ظهوره بمرو كان فِي سنة تسع وعشرين فظهر فِي خمسين رجلا وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان وصفت ممالكها لأبي مسلم في ستين وأربعة أشهر.
قال مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القوّاس فِي تاريخه: قدم أَبُو مُسْلِم وحفص بن سُلَيْمَان الخلال على إِبْرَاهِيم الإِمَام وهو بالحميّمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.
__________
[1] المعارف 370، تاريخ الطبري 6/ 405 وما بعدها، البدء والتاريخ 6/ 78 و 95، الكامل في التاريخ 5/ 366 وما بعدها، سير أعلام النبلاء 6/ 48 رقم 15، لسان الميزان 3/ 436، ميزان الاعتدال 2/ 589، العبر 1/ 386، تاريخ بغداد 10/ 207، شذرات الذهب 1/ 179، وأخباره في كتب في كتب التاريخ التي تتناول الدعوة العباسية.
[2] وفيات الأعيان 3/ 145.

(8/581)


وقد روى أَبُو مُسْلِم عن عكرمة مُرْسَلا وعن ثابت البناني وأبي الزبير وإسماعيل السدي ومحمد بن علي العباسي وجماعة.
روى عنه إِبْرَاهِيم الصائغ [1] وابن شبرمة وابن المبارك وغيرهم.
روى مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أَبِي مُسْلِم وهو يخطب فقال: ما هذا السواد؟ قال: حدثني أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه.
ويروى أن سُلَيْمَان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز وقحطبة توجَّهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو فِي الحبس فدعاهم إلى ولد الْعَبَّاس ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل حبسهم يوسف ابن عُمَر فيمن حبس من عمال خَالِد القسري [2] ومع هذين الأخوين أَبُو مُسْلِم يخدمهما فرأوا فِيهِ العلامات فقالوا: من ذا؟ قَالُوا: غلام من السرّاجين يخدمنا، وقد كان أَبُو مُسْلِم سمع الأخوين يتكلمان فِي هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب.
قال ابن خلكان [3] : كانا قد حُبسا على مال الخراج وعيسى هُوَ جد الأمير أَبِي دُلَف فكان أَبُو مُسْلِم يختلف إلى الحبس يتعهدهما فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإِمَام مُحَمَّد بن علي فدخلوا يسلَّمون على الأخوين فرأوا أَبَا مُسْلِم فأعجبهم عقله وكلامه ومال هُوَ إليهم ثم عرف أمرهم ودعوتهم وهرب الأخوان من الحبس فصحب هُوَ النقباء إلى مكة ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف
__________
[1] في الأصل «الصابع» .
[2] في الأصل «القسوي» .
[3] وفيات الأعيان 3/ 146.

(8/582)


درهم إلى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وقد مات أَبُوهُ وأهدوا له أَبَا مُسْلِم فأعجب به وقال لهم: هذا عضلة من العُضَل، فأقام يخدم إِبْرَاهِيم الإِمَام وعاد النقباء إلى خراسان فقال إِبْرَاهِيم: إني قد جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان.
قال المأمون: أصل [1] الملوك ثلاثة قاموا بنقل الدول: الإسكندر وأزدشير وأبو مُسْلِم من ولد بزرجمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أَبُوهُ إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين فقال إِبْرَاهِيم لما عزم على توجُهه إلى خراسان: غير اسمك وكان اسمه إِبْرَاهِيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أَبَا مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، ثم مضى وله ذؤابة وهو على حمار وله تسع عشرة سنة.
وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعًا إلا وجدت أَبَا مُسْلِم قد سبقني إليه فألفته فدعاني إلى منزله ثم لاعبني بالشطرنج وكان يلهج بهذين البيتين:
ذروني ذروني ما قررت فإنني ... مَتَى ما أهج حربًا تضيق بكم أرضي
وأبعث فِي سود الحديد إليكم ... كتائب سودًا طالما انتظرت نهضي
قال علي بن عثام [2] : قال إِبْرَاهِيم الصائغ: لما رَأَيْت العرب وضيعتها خفت أن لا تكون للَّه فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أَبَا مُسْلِم رجوت أن تكون للَّه فيهم حاجة.
وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إِبْرَاهِيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه فِي سعة غيرنا أهل العلم قلت:
__________
[1] في وفيات الأعيان: «أجلّ ملوك الأرض» . (3/ 147) .
[2] بفتح أوله وتشديد المثلثة. (الخلاصة) .

(8/583)


لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عَنْهُ فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله.
وقيل: كان أَبُو مُسْلِم يجتمع بإبراهيم الصائغ وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده يعني فِي القتل فدخل عليه فوعظه.
وقد ذكرنا جملة من أخبار أَبِي مُسْلِم فِي الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك فِي سنة سبع وثلاثين بالمدائن.
أَبُو نصيرة [1] الواسطي- د ت- مسلم بن عبيد.
عن أنس وأبي عسيب وأبي رجاء العطاردي.
وعنه حشرج بن نباته وسويد بن عَبْد العزيز وهشيم ويزيد بن هارون.
وثقة أَحْمَد بن حنبل. وقال ابن معين: صالح، ولينه الأَزْدِيّ.
لَهُ فِي الْجَامِعِ وَالسُّنَنِ هَذَا الْحَدِيثُ فَقَطْ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَضُرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ولو عاد فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً» . وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.
أَبُو هارون العَبْدي، عمارة بن جوين. قد مر.
آخر الطبقة الرابعة عشرة. والحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
__________
[1] مصغرا، الجرح 8/ 188، تهذيب التهذيب 12/ 156، التاريخ الكبير 7/ 267.

(8/584)