تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد التاسع (سنة 141- 160) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فيها توفي أسماء بن عبيد وَالِدُ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ،
وَأَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ [1] الْكُوفِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ،
وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، وَالْحُسَيْنُ ابن عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى ابن سَعِيدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ
قَاضِي الْمَدَائِنِ بِخُلْفٍ فِيهِ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ فِي قَوْلِ
الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعُثْمَانُ البتّي في قول، والقاسم بن
الوليد الهمدانيّ الْكُوفِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ صَاحِبُ
الْمَغَازِي، وَمُوسَى بْنُ كَعْبٍ أَمِيرُ دِيَارِ مِصْرَ.
وَفِيهَا كَانَ ظُهُورُ الرَّاوَنْدِيَّةِ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ: هُمْ قوم مِنْ خُرَاسَانَ
عَلَى رَأْيِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ،
يَقُولُونَ فِيمَا زَعَمَ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، فَيَزْعُمُونَ
أَنَّ رَوْحَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَلَّتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ
نَهِيكٍ، وَأَنَّ الْمنُصَوِّرَ هُوَ رَبُّهُمُ الَّذِي يُطْعِمُهُمْ
وَيَسْقِيهِمْ وَأَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ مُعَاوِيَةَ هُوَ جِبْرِيلُ.
قَالَ: فَأَتَوْا قَصْرَ الْمَنْصُورِ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ
وَيَقُولُونَ: هَذَا [2] ، فَقَبَضَ المنصور منهم على نحو المائتين من
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 1 «ثعلب» ، والصواب «تغلب» بالتاء والغين
المعجمة، كما سيأتي في ترجمته.
وانظر: ابن الأثير 5/ 508.
[2] في تاريخ الطبري 7/ 505: «هذا قصر ربّنا» . وكذلك في: الفخري 160.
(9/5)
الْكِبَارِ، فَغَضِبَ الْبَاقُونَ
وَقَالُوا: عَلامَ حُبِسُوا؟ ثُمَّ عَهِدُوا إِلَى نَعْشٍ فَخَفُّوا
بِهِ، يُوهَمُونَ أَنَّهَا جِنَازَةٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهَا، ثُمَّ
إِنَّهُمْ مَرُّوا بِهَا عَلَى بَابِ السِّجْنِ فَعِنْدَهُ شَدُّوا
عَلَى النَّاسِ بِالسِّلاحِ وَاقْتَحَمُوا السِّجْنَ فَأَخْرَجُوا
أَصْحَابَهُمُ الَّذِينَ قَبَضَ عَلَيْهِمُ الْمَنْصُورُ، وَقَصَدُوا
نَحْوَ الْمَنْصُورِ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ سِتِّمِائَةٍ، فتَنَادَى
النَّاس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشيا لم يجد فرسا،
فَأُتِيَ بِدَابَّةٍ وَهُوَ يُرِيدُهُمْ، فَجَاءَهُ معِنْ بْنِ
زَائِدَةَ فَتَرَجَّلَ لَهُ وَعَزَمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِلِجَامِ
الدَّابَّةِ، وَقَالَ: إِنَّكَ تُكْفَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَجَاءَ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْقَصْرِ،
ثُمَّ قَاتَلُوهُمْ حَتَّى أَثْخَنُوهُمْ.
وَجَاءَ خازم بْنُ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ
إِلَى الْحَائِطِ، فَكَرُّوا عَلَى خَازِمٍ فَهَزَمُوهُ، ثُمَّ كَرَّ
عَلَيْهِمْ هُوَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ بِجُنْدِهِمَا،
وَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ فَأَبَادُوهُمْ،
فَلا رَحِمَهُمُ اللَّهُ.
وَقَدْ جَاءَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَكَلَّمَهُمْ،
فَرَمَوْهُ بِنَشَّابَةٍ، فَمَرِضَ مِنْهَا وَمَاتَ، فَاسْتَعْمَلَ
الْمَنْصُورَ مَكَانَهُ عَلَى الْحَرَسِ أَخَاهُ عِيسَى بْنُ نَهِيكٍ.
وَكَانَ هَذَا كُلُّهُ فِي الْمَدِينَةِ الْمُلَقَّبَةِ
بِالْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ.
ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ قَدِمَ سَمَاطًا بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَالَغَ
فِي إِكْرَامِ مَعْنٍ.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذْلِيِّ قَالَ: إِنِّي
لَوَاقِفٌ بِبَابِ الْقَصْرِ إِذْ أُطْلِعَ رَجُلٌ إِلَى الْمَنْصُورِ
فَقَالَ: هَذَا رَبُّ الْعِزَّةِ الَّذِي يَرْزُقُنَا وَيُطْعِمُنَا.
قَالَ: فحدَّثْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا هُذَلِيُّ
يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ النَّارَ فِي طَاعَتِنَا وَنَقْتُلُهُمْ، أَحَبُّ
إِلَيْنَا مِنْ أَنْ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فِي
مَعْصِيَتِنَا.
وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ
الْمَنْصُورَ يَقُولُ: أَخْطَأْتُ ثَلاثَ خَطْآتٍ وَقَى اللَّهُ
شَرَّهَا: قَتَلْتُ أَبَا مُسْلِمٍ وَأَنَا فِي خِرَقٍ، وَمَنْ حَوْلِي
يُقَدِّمُ طَاعَتَهُ
(9/6)
وَيُؤْثِرُهَا وَلَوْ هُتِكَتِ الْخِرَقُ
لَذَهَبْتُ ضَيَاعًا [1] . وَخَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ وَلَوِ اخْتَلَفَ
سَيْفَانِ بِالْعِرَاقِ ذَهَبَتِ الْخِلافَةُ ضَيَاعًا.
وَقِيلَ: كَانَ معْنِ بْنِ زَائِدَةَ مِمَّنْ قَاتَلَ الْمُسَوِّدَةَ
[2] مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَلَمَّا قَامَتْ دَوْلَةُ الْمُسَوِّدَةُ
اخْتَفَى مَعْنٌ إِلَى أَنْ ظَهَرَ يَوْمَ الرَّاوَنْدِيَّةِ،
فَأَبْلَى يَوْمَئِذٍ وَبَرَّزَ حَتَّى كَانَ النَّصْرُ عَلَى
يَدَيْهِ، ثُمَّ اخْتَفَى كَمَا هُوَ، فَتَطَلَّبَهُ الْمَنْصُورُ
وَنُودِيَ بِأَمَانِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ جَلِيلٍ
وَوَلاهُ الْيَمَنَ.
وَفِيهَا أَمَّرَ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ وَجَعَلَهُ
وَلِيَّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعَثَهُ عَلَى خُرَاسَانَ وَأَنْ
يَنْزِلَ الرَّيَّ، فَفَعَلَ، وَبَلَغَ الْمَنْصُورَ أَنَّ أَمِيرَ
خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ الأَزْدِيَّ يَقْتُلُ رُؤَسَاءَ
الْخُرَاسَانِيِّينَ، فَقَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ الْخُوزِيِّ: إِنَّ
هَذَا قَدْ أَفْنَى شِيعَتَنَا وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا إِلا وَهُوَ
يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَ الطَّاعَةَ. فَقَالَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ
تُرِيدُ غَزْوَ الرُّومِ فَلْيُوَجِّهْ إِلَيْكَ الْجُنْدَ
وَالْفُرْسَانَ، فَإِذَا خَرَجُوا بَعَثْتَ إِلَيْهِ مَنْ شِئْتَ،
فَلَيْسَ بِهِ امْتِنَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَكَانَ
جَوَابُهُ أَنَّ التُّرْكَ قَدْ جَاشَتْ، وَإِنْ فُرِّقَتِ الْجُنُودُ
ذَهَبَتْ خُرَاسَانُ، فَكَتَبَ الْمَنْصُورُ إِلَيْهِ بِمَشُورَةِ
أَبِي أَيُّوبَ: إِنَّ خُرَاسَانَ أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهَا، وَإِنِّي
مُوَجِّهٌ إِلَيْكَ جَيْشًا مَدَدًا مِنْ عِنْدِي، يُرِيدُ
الْمَنْصُورُ بِهَذَا أَنَّ عَبْدَ الْجَبَّارِ إِنْ هَمَّ
بِالْخُرُوجِ وَثَبُوا عَلَيْهِ، فَكَانَ جَوَابُهُ: إِنَّ خُرَاسَانَ
مُجْدِبَةٌ وَأَخَافُ مِنَ الْغَلاءِ عَلَى الْجُنْدِ. فَقَالَ أَبُو
أَيُّوبَ الْمَنْصُورُ: هَذَا رَجُلٌ قَدْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ وَقَدْ
خَلَعَ فَلا تُنَاظِرْهُ [3] ، فَوَجِّهْ إِلَيْهِ خَازِمَ بْنَ
خُزَيْمَةَ. قَالَ: فَجَهَّزَ الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ خَازِمَ بْنَ
خُزَيْمَةَ لِحَرْبِهِ مَقْدِمَةً، ثُمَّ سَارَ المهديّ إلى أن قدم
__________
[1] وفي تاريخ الطبري 7/ 507: «وخرجت يوم الراونديّة ولو أصابني سهم
غرب لذهبت ضياعا» .
[2] أصحاب الملابس السوداء، أي العبّاسيين.
[3] أي لا تمهله.
(9/7)
نيسابور، فلما بلغ ذلك أهل مروالرّوذ
سَارُوا إِلَى عَبْدِ الْجَبَّارِ فَقَاتَلُوهُ فَهَزَمُوهُ،
فَالْتَجَأَ إِلَى مَكَانٍ، فَعَبَرَ إِلَيْهِ الْمُجَشِّرُ [1] بْنُ
مُزَاحِمٍ بجند مروالرّوذ فأسره، ثم أتى به خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ
فَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً وَأَرْكَبَهُ بَعِيرًا مَقْلُوبًا وَسَيَّرَهُ
إِلَى الْمَنْصُورِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَوْلادِهِ،
فَبَسَطَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُمُ الأَمْوَالَ،
ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الْجَبَّارِ وَسَيَّرَ أَوْلادَهُ إِلَى جَزِيرَةِ
دَهْلَكٍ [2] بِبَحْرِ الْيَمَنِ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى
أَغَارَتِ الْهِنْدُ عَلَيْهِمْ فَأَسَرُوهُمْ وَنَجَا مِنْهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ وَلَدُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، فَجَاءَ فَكَتَبَ فِي
الدِّيوَانِ وَبَقِيَ بِمِصْرَ حَيًّا إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ [3]
وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا انْتَهَى بِنَاءُ مَدِينَةِ الْمِصِّيصَةِ بِتَوَلِّي
جِبْرِيلَ بْنِ يَحْيَى الْخُرَاسَانِيِّ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ طَبَرِسْتَانَ وَغَنِمُوا غَنَائِمَ
عَظِيمَةً بَعْدَ حُرُوبٍ جَرَتْ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ. ثُمَّ وَلِيَ الْمَدِينَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ، وَوَلِيَ مَكَّةَ الْهَيْثَمُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ [4] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الشَّامِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ
الْعَبَّاسِيُّ.
وَفِيهَا اسْتَنَابَ الْمَهْدِيُّ عَنْهُ عَلَى خُرَاسَانَ الأَمِيرُ
أسد بن عبد الله.
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 3 «المحشر» . بالحاء المهملة، وما أثبتناه عن
الطبري 7/ 509.
[2] في الأصل «هلك» والتصحيح من الطبري 7/ 509 وابن الأثير 5/ 506.
[3] في نسخة القدسي 6/ 3 «تسعين» والتصحيح من الطبري 7/ 509 وابن
الأثير 5/ 506.
[4] في نسخة القدسي 6/ 3 «العكي» والتصحيح من الطبري 7/ 511 وابن
الأثير 5/ 507.
(9/8)
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي
عَمْرَةَ الْقَصَّابُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنُ
بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، وأبو هانئ حميد بن هاني الْخَوْلانِيُّ
الْمِصْرِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ فِي قَوْلٍ. وَخَالِدٌ
الْحَذَّاءُ، وَسَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلٍ،
وَالأَمِيرُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبَّاسٍ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ بِخُلْفٍ، وَعَمْرُو
بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ
عَنْتَرَةَ.
وَفِيهَا نَزَعَ الطَّاعَةَ مُتَوَلِّي السِّنْدِ عُيَيْنَةُ بْنُ
مُوسَى بْنِ كَعْبٍ فَخَرَجَ الْمَنْصُورُ بِالْجَيْشِ فَنَزَلَ
الْبَصْرَةَ وَجَهَّزَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَتَكِيُّ مُحَارِبًا
وَمُتَوَلِّيًا عَلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ فَسَارَ حَتَّى غَلَبَ
عَلَى السِّنْدِ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ.
وَفِيهَا نَقَضَ إِصْبَهَبْذُ طَبَرِسْتَانَ وَقَتَلَ مَنْ بِبِلادِهِ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَانْتُدِبَ لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ
وَرَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ وَأَبُو الْخَصِيبِ مَرْزُوقٌ مَوْلَى
الْمَنْصُورِ، فَحَاصَرُوهُ فِي قَلْعَتِهِ، وَطَالَ الحصار، ولم
يزالوا إلى أَنِ احْتَالَ مَرْزُوقٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
اضْرِبُونِي وَاحْلِقُوا رَأْسِي وَلِحْيَتِي، فَفَعَلُوا ذَلِكَ
فَلَحِقَ بِالإِصْبَهَبْذِ فَفَتَحَ لَهُ فَدَخَلَ إِلَيْهِ. فَقَالَ:
إِنَّمَا فَعَلُوا بِي مَا رَأَيْتَ تُهْمَةً مِنْهُمْ لِي بِأَنَّ
هَوَايَ معك،
(9/9)
وَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ مَعَهُ فَإِنَّهُ
يَدُلُّهُ عَلَى عَوْرَةِ الْعَسْكَرِ، فَوَثِقَ بِهِ وَقَرَّبَهُ.
وَكَانَ بَابُ قَلْعَتِهِ حَجَرًا [1] ، فَلَمْ يَزَلْ يُظْهِرْ لَهُ
النَّصِيحَةَ وَالإِصْبَهَبْذُ يغتر إِلَى أَنْ صَيَّرَهُ أَحَدَ مَنْ
يَتَوَلَّى الْبَابَ فَرَأَى مِنْهُ مَا يُحِبُّ: ثُمَّ نَفَّذَ
مَرْزُوقٌ إِلَى الْعَسْكَرِ فِي نَشَّابَةٍ [2] وَوَعَدَهُمْ لَيْلَةً
مُعَيَّنَةً فِي فَتْحِ بَابِ الْحِصْنِ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ،
وَدَخَلُوا وَقَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ وَسَبُوا الْحَرِيمَ، فَمَصَّ
الإِصْبَهَبْذُ سُمًّا فِي خَاتَمِهِ فَهَلَكَ مِنْ جُمْلَةِ السَّبْيِ
شَكْلَةُ وَالِدَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ مِنْ بَنَاتِ
الأُمَرَاءِ وَوَالِدَةُ مَنْصُورِ بْنِ الْمَهْدِيِّ الْمَعْرُوفَةِ
بِالْخَيِّرَةِ مِنْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ إِمْرَةِ مِصْرَ نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ
بِمُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ عُزِلَ مُحَمَّدٌ وَأُعِيدَ
نَوْفَلٌ ثُمَّ عُزِلَ ثَانِيًا فَوَلِيَهَا حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ. وَقِيلَ: فِيهَا
اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ أَخَاهُ عَبَّاسًا عَلَى بِلادِ الْجَزِيرَةِ
وَالثَّغْرِ.
وَفِيهَا كَانَ تَوَثُّبُ الْعَبِيدِ بِالْبَصْرَةِ فَانْتُدِبَ لَهُمْ
صَاحِبُ الشُّرْطَةِ فَقَتَلَهُمْ.
وَفِيهَا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ
بْنِ أَبِي صُفْرَةِ الْبَحْرَ فَنَزَلَ مَدِينَةَ قَيْسٍ، وَهِيَ
جَزِيرَةٌ فِي الْبَحْرِ، فَجَاءَتْهُ مَرَاكِبُ الْهُنُودِ فَلَمْ
يَخْرُجْ إليهم، فخرج ابنه فقتل وَقُتِلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ
هَرَبَ مُحَمَّدٌ مِنْهَا فدخلها العدو فخرّبوها.
__________
[1] في تاريخ الطبري 7/ 513: «كان باب مدينتهم من حجر يلقى إلقاء يرفعه
الرجال، وتضعه عند فتحه وإغلاقه» ، ومثله في الكامل لابن الأثير 5/
510.
[2] أي ألقى إليهم كتابا في سهم.
(9/10)
قال خليفة بن خياط [1] : فَهِيَ خَرَابٌ
إِلَى الْيَوْمِ.
قُلْتُ: هِيَ الْيَوْمُ عَامِرَةٌ يُسَافِرُ إِلَيْهَا التُّجَّارُ
وَهِيَ جَزِيرَةُ كَيْشٍ كذا ينطقون بها.
__________
[1] تاريخ خليفة بن خياط- ص 419 (حوادث سنة 141 هـ.) .
(9/11)
سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ،
وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحُيَيُّ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ، وَخَطَّابُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَيْمُونَ الْمَدَنِيُّ بِمِصْرَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ
مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلٍ،
وَمُطَرِّفُ بْنِ طَرِيفٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ.
وَفِيهَا سَارَ أَبُو الأَحْوَصِ الْعَبْدِيُّ فِي سِتَّةِ آلافِ
فَارِسٍ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةِ فَنَزَلَ بَرْقَةَ ثُمَّ
الْتَقَى هُوَ وَأَبُو الْخَطَّابِ الإِبَاضِيُّ فَانْهَزَمَ أَبُو
الأَحْوَصِ، فَسَارَ أَمِيرُ مِصْرَ بِنَفْسِهِ وَجُيُوشُهُ وَهُوَ
مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ فَالْتَقَى هُوَ وَالإِبَاضِيَّةُ فَقُتِلَ
فِي الْمَصَافِّ أَبُو الْخَطَّابِ، وَانْهَزَمُوا [1] .
وَفِيهَا بَلَغَ الْمَنْصُورُ أَنَّ الدَّيْلَمَ قَدْ أَوْقَعُوا
بِالْمُسْلِمِينَ وقتلوا مِنْهُمْ خَلائِقَ فَنَدَبَ النَّاسَ
لِلْجِهَادِ [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 420.
[2] تاريخ الطبري 7/ 515، ابن الأثير 5/ 512.
(9/12)
وَفِيهَا عُزِلَ الْهَيْثَمُ عَنْ مَكَّةَ
بِالسَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْعَبَّاسِ
الْعَبَّاسِيِّ فَأُتِيَ بِكِتَابٍ عَهِدَهُ وَهُوَ فِي الْيَمَامَةِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ مِصْرَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَأُعِيدَ
نَوْفَلٌ ثَالِثًا، ثُمَّ عُزِلَ نَوْفَلٌ وَوَلِيَهَا يَزِيدُ بْنُ
حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ.
وَفِي هَذَا الْعَصْرِ شَرَعَ عُلَمَاءُ الإِسْلامِ فِي تَدْوِينِ
الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ، فَصَنَّفَ ابْنُ جُرَيْجٍ
التَّصَانِيفَ بِمَكَّةَ، وَصَنَّفَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ،
وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا بِالْبَصْرَةِ، وَصَنَّفَ
الأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَصَنَّفَ مَالِكٌ الْمُوَطَّأَ
بِالْمَدِينَةِ، وَصَنَّفَ ابْنُ إِسْحَاقَ الْمُغَازِيُّ، وَصَنَّفَ
مَعْمَرٌ بِالْيَمَنِ، وَصَنَّفَ أَبُو حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُ الْفِقْهَ
وَالرَّأْيَ بِالْكُوفَةِ، وَصَنَّفَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ «كِتَابَ
الْجَامِعِ» ، ثُمَّ بَعْدَ يَسِيرٍ صَنَّفَ هُشَيْمٌ كُتُبَهُ،
وَصَنَّفَ اللَّيْثُ بِمِصْرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ ثُمَّ ابْنُ
الْمُبَارَكِ وَأَبُو يُوسُفَ وابْنُ وَهْبٍ. وَكَثُرَ تَدْوِينُ
الْعِلْمِ وَتَبْوِيبُهُ، وَدُوِّنَتْ كُتُبُ الْعَرَبِيَّةِ
وَاللُّغَةِ وَالتَّارِيخِ وَأَيَّامُ النَّاسِ. وَقَبْلَ هَذَا
الْعَصْرِ كَانَ سَائِرُ الأَئِمَّةِ يَتَكَلَّمُونَ عَنْ حِفْظِهِمْ
أَوْ يَرْوُونَ الْعِلْمَ مِنْ صُحُفٍ صَحِيحَةٍ غَيْرَ مُرَتَّبَةٍ.
فَسَهُلَ وللَّه الْحَمْدُ تَنَاوُلُ الْعِلْمِ، وَأَخَذَ الْحِفْظُ
يَتَنَاقَصُ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ كُلُّهُ.
(9/13)
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فِي قَوْلٍ،
وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِلَسْطِينِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ
الرَّحِيمِ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَسَعِيدٌ
الْجُرَيْرِيُّ. وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي سَبْرَةَ الْمَدَنِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ
الْفَقِيهُ. وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ. وَعَبْدُ الأَعْلَى
بْنُ السَّمْحِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ. وَعَمْرُو ابن عُبَيْدٍ فِي
قَوْلٍ. ومجالد بن سَعِيد. وَهِلالُ بْنُ حُبَابٍ. وَوَاصِلُ بْنُ
السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ
الدِّمَشْقِيُّ.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّفَّاحِ الدَّيْلَمَ بِجَيْشِ
الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَوَاسِطَ وَالْجَزِيرَةِ.
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنْ خُرَاسَانَ فَدَخَلَ بِابْنَةِ
عَمِّهِ رَيْطَةَ بِنْتِ السَّفَّاحِ.
وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَخَلَفَ عَلَى الْعَسَاكِرِ خَازِمُ بْنُ
خُزَيْمَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ
الْمُرِّيَّ وَعَزَلَ مُحَمَّدًا الْقَسْرِيَّ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَهَمَّهُ شَأْنُ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ
ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسن بن الحسن
(9/14)
ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
لِتَخَلُّفِهِمَا عَنِ الْحُضُورِ عِنْدَهُ مَعَ الأَشْرَافِ، فَقِيلَ
إِنَّ مُحَمَّدًا ذَكَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَجَّ فِي حَيَاةِ
أَخِيهِ السَّفَّاحِ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ لَهُ لَيْلَةَ اشْتَوَرَ
بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيمَنْ يَعْقِدُونَ لَهُ الْخِلافَةَ حِينَ
اضْطَرَبَ أَمْرُ بَنِي أُمَيَّةَ فَسَأَلَ الْمَنْصُورُ زِيَادًا
مُتَوَلِّي الْمَدِينَةَ عَنِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
فَقَالَ: مَا يَهِمُّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَمْرِهِمَا
أَنَا آتِيكَ بِهِمَا، فَضَمَّنَهُ إِيَّاهُمَا فِي سَنَةِ سِتٍّ
وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ [1] .
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمَنْصُورُ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ إِلا
طَلَبَ مُحَمَّدٍ وَالْمَسْأَلَةَ عَنْهُ بكل طريق، فدعا بني هَاشِمٍ
وَاحِدًا وَاحِدًا كُلُّهُمْ يُخْلِيهِ وَيَسْأَلُهُ عَنْهُ
فَيَقُولُونَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَهُ
بِطَلَبِ هَذَا الشَّأْنِ قَبْلَ الْيَوْمِ فَهُوَ يَخَافُكَ وَهُوَ
الآنَ لا يُرِيدُ لَكَ خِلافًا وَلا مَعْصِيَةً. وَأَمَّا حَسَنُ بْنُ
زَيْدٍ فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَقَالَ: لا آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ.
فَذَكَرَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ أَنَّ الْمَنْصُورَ اشْتَرَى رَقِيقًا
مِنْ رَقِيقِ الأَعْرَابِ فَكَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ مِنْهُمُ
الْبَعِيرَ وَالْبَعِيرَيْنِ وَفَرَّقَهُمْ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بِأَطْرَافِ الْمَدِينَةِ يَتَجَسَّسُونَ أَمْرَهُ
وَهُوَ مُخْتَفٍ.
وَذَكَرَ السِّنْدِيُّ مَوْلَى الْمَنْصُورِ قَالَ: رَفَعَ عُقْبَةُ
بْنُ مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ عِنْدَ الْمَنْصُورِ وَاقِعَةً وَذَلِكَ
أَنَّ عُمَرَ بْنَ حَفْصٍ أَوْفَدَ مِنَ السِّنْدِ وَفْدًا فِيهِمْ
عُقْبَةُ فَأَعْجَبَ الْمَنْصُورَ هَيْئَتُهُ فَاسْتَخْلَى بِهِ
وَقَالَ: إِنِّي لأَرَى لَكَ هَيْئَةً وَمَوْضِعًا وَإِنِّي
لَأُرِيدُكَ لِأَمْرٍ وَأَنَا بِهِ مُعَنًّى لَمْ أَزَلْ أَرْتَادُ
لَهُ رَجُلا عَسَى أَنْ تَكُونَ، فَإِنْ كَفَيْتَنِيهِ رَفَعْتُكَ.
فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ أُصَدِّقَ ظَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيَّ.
قَالَ: فَاخْفِ شخصك واستر أمرك وأتني يَوْمَ كَذَا، فَأَتَاهُ فِي
الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ بَنِي عَمِّنَا هَؤُلاءِ
قَدْ أَبَوْا إِلا كَيْدًا لِمُلْكِنَا وَاغْتِيَالا لَهُ وَلَهُمْ
شِيَعَةٌ بِخُرَاسَانَ بِقَرْيَةِ كَذَا يُكَاتِبُونَهُمْ
وَيُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ فَاخْرُجْ
إِلَيْهِمْ بِكِسْوَةٍ وَأَلْطَافٍ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ بكتاب مبتكر
__________
[1] تاريخ الطبري 7/ 518.
(9/15)
تكتبه عن أهل هذه الْقَرْيَةِ، ثُمَّ
تَسِيرُ إِلَى بِلادِهِمْ فَإِنْ كَانُوا قَدْ نَزَعُوا عَنْ
رَأْيِهِمْ فَأَحبِبْ وَاللَّهِ بِهِمْ وَأَقْرِبْ وَإِنْ كَانُوا
عَلَى رَأْيِهِمْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وَكُنْتُ عَلَى حَذَرٍ فَاشْخَصْ
حَتَّى تلقَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفًا مُتَخَشِّعًا
فَإِنْ جَبَهَكَ- وَهُوَ فَاعِلٌ- فَاصْبِرْ حَتَّى يَأْنَسَ بِكَ
وَيُلِينُ لَكَ نَاحِيَتَهُ. فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مَا فِي قَلْبِهِ [1]
فَاعْجَلْ عَلَيَّ.
قَالَ: فَشَخَصَ عُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
فَلَقِيَهُ بِالْكِتَابِ فَأَنْكَرَهُ وَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا
أَعْرِفُ هَؤُلاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يَنْصَرِفْ وَيَعُودُ إِلَيْهِ
حَتَّى قَبِلَ الْكِتَابَ وَأَلْطَافَهُ وَأَنِسَ بِهِ فَسَأَلَهُ
عُقْبَةُ الْجَوَابَ، فَقَالَ: أَمَّا الْكِتَابُ فَإِنِّي لا أَكْتُبُ
إِلَى أَحَدٍ، وَلَكِنْ أَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِمْ، فَسَلِّمْ
عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوَقْتِ كَذَا
وَكَذَا. فَأَسْرَعَ عُقْبَةُ بِهَذَا إِلَى الْمَنْصُورِ.
وَقِيلَ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ
مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيْدِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدٌ الْبَصْرَةِ مُخْتَفِيًا
فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا فأتى عبد الرحمن ابن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
أَهْلَكْتَنِي وَشَهَّرْتَنِي فَانْزِلْ عِنْدِي وَفَرِّقْ
أَصْحَابَكَ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنْزِلْ فِي بَنِي رَاسِفٍ،
فَفَعَلَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا.
وَقِيلَ: نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْمُرِّيِّ،
ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَسَارَ الْمَنْصُورُ حَتَّى
نَزَلَ الْجِسْرَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ لَمَّا حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
أَكْرَمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لعقبة: تراءى لَهُ
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَعْطَيْتَنِي
مِنَ الْعُهُودِ أَنْ لا تَبْغِيَ سُوءًا. قَالَ: فَأَنَا عَلَى
ذَلِكَ، فَاسْتَدَارَ لَهُ عُقْبَةُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ فَغَمَزَهُ بِأَصْبُعَيْهِ
فَرَفَعَ رَأْسَهُ بَغْتَةً فَمَلأَ عَيْنَهُ مِنْهُ فَوَثَبَ حَتَّى
جلس
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 7 «ما قبله» والتصحيح عن الطبري 7/ 120.
(9/16)
بَيْنَ يَدَيِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ:
أَقِلْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقَالَكَ اللَّهُ. قَالَ: لا
أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ أَقَلْتُكَ ثُمَّ سَجَنَهُ.
وَجَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ، فَقَالَ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي وَإِنِّي
لَأُحِبُّ أَنْ يَأْنَسَا بِي وَأَنْ يَأْتِيَانِي فَأُخْلِطُهُمَا
بِنَفْسِي، فَقَالَ:
وَحَقِّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ وَلا
بِمَوْضِعِهِمَا وَلَقَدْ خَرَجَا عَنْ يَدِي.
فَبَقِيَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ هَمَّا بِاغْتِيَالِ
الْمَنْصُورِ بِمَكَّةَ وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيرٌ مِنْ
قُوَّادِهِ فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَاحْتَرَزَ
وَطَلَبَ الْقَائِدَ فَهَرَبَ، وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ
يُلِحُّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَعْيَاهُ وَجَعَلَ زِيَادُ بْنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ يُدَافِعُ عَنْ مُحَمَّدٍ، فَقَبَضَ الْمَنْصُورُ
عَلَى زِيَادٍ وَاسْتَأْصَلَ أَمْوَالَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى
الْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ وَأَمَرَهُ بِبَذْلِ
الأَمْوَالِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ وَأَخِيهِ، فَبَذَلَ أَكْثَرَ مِنْ
مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَلا قَدِرَ
عَلَيْهِمَا فَاتَّهَمَهُ الْمَنْصُورُ، فَعَزَلَهُ، وَوَلَّى رِيَاحَ
بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ، فَدَعَا الْقَسْرِيَّ
فَسَأَلَهُ عَنِ الأَمْوَالِ، فَقَالَ: هَذَا كَاتِبِي وَهُوَ أَعْلَمُ
بِهَا فَقَالَ: أَسْأَلُكَ وَتُحِيلُنِي عَلَى كَاتِبِكَ! فَأَمَرَ
بِهِ رِيَاحٌ فُوجِئَتْ عُنُقُهُ وَضُرِبَ أَسْوَاطًا ثُمَّ بُسِطَ
الْعَذَابُ عَلَى كَاتِبِهِ وَعَلَى مَوْلاهُ فَأَسْرَفَ وَجَدَّ فِي
طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ فِي شِعَبٍ
مِنْ شِعَابِ رَضْوَى وَهُوَ جَبَلُ جُهَيْنَةَ مِنْ أَعْمَالِ
يَنْبُعَ. قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ عَلَى يَنْبُعَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ
الْجُهَنِيَّ وَأَمَرَهُ بِتَطَلُّبِ مُحَمَّدٍ، فَخَرَجَ عَمْرٌو
إِلَيْهِ لَيْلَةً بِالرِّجَالِ فَفَزِعَ مُحَمَّدٌ وَفَرَّ مِنْهُمْ،
فَانْفَلَتَ، وَلَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، وُلِدَ لَهُ هُنَاكَ مِنْ
جَارِيَةٍ فَوَقَعَ الطِّفْلُ مِنَ الْجَبَلِ مِنْ يَدِ أُمِّهِ
فَتَقَطَّعَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ يَشْكُو الْوَجَى ... تَنْكُبُهُ أَطْرَافُ
مَرْوٍ حِدَادْ
شَرَّدَهُ الْخَوْفُ وَأَزْرَى [1] بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يكره حرّ
الجلاد
__________
[1] في تاريخ الطبري 7/ 535 «فازرى» .
(9/17)
قَدْ كَانَ فِي الْمَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ...
وَالْمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ الْعِبَادْ
فَلَمَّا طَالَ أمْرُ الأَخَوَيْنِ عَلَى الْمَنْصُورِ أَمَرَ رِيَاحًا
بِأَخْذِ بَنِي حَسَنٍ وَحَبْسِهِمْ، فَأَخَذَ حَسَنًا وَإِبْرَاهِيمَ
ابْنَيْ حَسَنٍ بْنِ حَسَنٍ وَحَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ
حَسَنٍ، وَسُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ دَاوُدَ بْنَ حَسَنِ
بْنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ عَلِيًّا الْعَابِدَ، ثُمَّ قَيَّدَهُمْ
وَجَهَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسَبِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَأَخِيهِ فَسَبَّحَ النَّاسُ وَعَظَّمُوا مَا قَالَ، فَقَالَ رِيَاحٌ:
أَلْصَقَ اللَّهُ بِوُجُوهِكُمُ الْهَوَانَ لأَكْتُبَنَّ إِلَى
خَلِيفَتِكُمْ غِشَّكُمْ وَقِلَّةَ نُصْحِكُمْ، فقالوا: لا سمع منك يا
بن الْمَحْدُودَةِ [1] وَبَادَرُوهُ يَرْمُونَهُ بِالْحَصَى، فَنَزَلَ
وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، فَحَفَّ بِهَا
النَّاسُ فَرَمَوْهُ وَشَتَمُوهُ، ثُمَّ أَنَّهُمْ كَفُّوا، ثُمَّ
إِنَّ آلَ حَسَنٍ حُمِلُوا فِي أَقْيَادِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ،
وَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَهَمَّ يَخْرُجُ
بِهِمْ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ
قَالَ: وَاللَّهِ لا تُحْفَظُ للَّه حُرْمَةٌ بَعْدَ هَؤُلاءِ،
وَأُخِذَ مَعَهُمْ أَخُوهُمْ مِنْ أُمِّهِمْ محمد ابن عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ فَاطِمَةَ
بِنْتُ الْحُسَيْنِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ
وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ وَهُمْ فِي
الْحَدِيدِ فَيُجْعَلُونَ فِي الْمَحَامِلِ عُرَاةً لَيْسَ تَحْتَهُمْ
وِطَاءٌ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ رَاهَقْتُ الاحْتِلامَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
الْمَوَالِي- وَأُخِذَ مَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ نَحْوٌ مِنْ
أَرْبَعِمِائَةِ نَفْسٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ،
فَأَرَاهُمْ بِالرَّبَذَةِ مُلْتَفِّينَ فِي الشَّمْسِ- وَسُجِنْتُ
مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَوَافَى الْمَنْصُورَ الرَّبَذَةَ
مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مِنَ
الْمَنْصُورِ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي الدُّخُولِ فَامْتَنَعَ، ثُمَّ
دَعَانِي الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ
وَعِنْدَهُ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ
الْمَنْصُورُ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابنا
الفاسق، فقلت: هل ينفعني
__________
[1] في تاريخ الطبري 7/ 537 «لا نسمع منك يا بن المحدود» .
(9/18)
الصِّدْقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قلت: امْرَأَتِي طَالِقٌ وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ إِنْ
كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي، وَأَقَمْتُ
بَيْنَ الْعِقَابَيْنِ، فَضَرَبَنِي أَرَبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَغَابَ
عَقْلِي وَرُدِدْتُ إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ أُحْضِرَ الدِّيبَاجُ
وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُثْمَانِيُّ
فَسَأَلَهُ عَنْهُمَا فَحَلَفَ لَهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَضَرَبَهُ
مِائَةَ سَوْطٍ، وَجَعَلَ فِي عُنُقِهِ غِلا فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْنَا
وَقَدْ لَصَقَ قَمِيصَهُ عَلَى جِسْمِهِ مِنَ الدِّمَاءِ، ثُمَّ سُيِّر
بِنَا إِلَى الْعِرَاقِ. فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ بِالْحَبْسِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ أخوه حسن، ثُمَّ مات حسن بعده
فصلّى عليه الديباج، ثم مات الديباج فَقُطِعَ رَأْسُهُ وَأُرْسِلَ مَعَ
جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ لِيَطُوفُوا بِهِ بِخُرَاسَانَ وَيْحِلُفوا
أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ
بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوهمون الناس
أنه رأس محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا
يَجِدُونَ فِي الْكُتُبِ خُرُوجَهُ فِيمَا زَعَمُوا عَلَى أَبِي
جَعْفَرٍ.
وَقِيلَ: لَمَّا أُتِيَ بِهِمُ الْمَنْصُورُ نَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ:
أَنْتَ الدِّيبَاجُ الأَصْفَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ
لأَقْتُلَنَّكَ قَتْلَةً مَا قُتِلَهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ،
ثُمَّ أَمَرَ بِاسْطُوَانَةٍ فَنُقِرَتْ، ثُمَّ أُدْخِلَ فِيهَا ثُمَّ
شُدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ مِنْ أَحْسَنِ
النَّاسِ صُورَةً.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الدِّيبَاجَ وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ فاللَّه
أَعْلَمُ.
وَرَوَى عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. قَالَ: مَا
كُنَّا نَعْرِفُ فِي الْحَبْسِ أَوْقَاتِ الصَّلاةِ إِلا بِأَجْزَاءٍ
كَانَ يَقْرَؤُهَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ أَمَرَ بِقَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ سِرًّا.
وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِبَنِي دَارِمٍ قَالَ:
قُلْتُ لِبَشِيرٍ الرَّحَّالِ:
مَا تَسَرُّعُكَ إِلَى الْخُرُوجِ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ:
إِنَّهُ أَرْسَلَ إليّ بعد أخذه عبد الله
(9/19)
ابن حَسَنٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَمَرَنِي
بِدُخُولِ بَيْتٍ فَدَخَلْتُهُ فَإِذَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ
مَقْتُولا.
فَسَقَطْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، فَلَمَّا أَفَقْتُ أَعْطَيْتُ اللَّهَ
عَهْدًا أَنْ لا يَخْتَلِفَ فِي أَمْرِهِ سَيْفَانِ إِلا وَكُنْتُ
عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ لِلرَّسُولِ الَّذِي مَعِي مِنْ قِبَلِهِ: لا
تُخْبِرُهُ بِمَا أَصَابَنِي فَيَقْتُلَنِي.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَى السُّمَّ غَيْرَ وَاحِدٍ
مِنْهُمْ.
(9/20)
سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ،
وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ قَتْلا، وَالأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأُنَيْسُ ابن أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ،
وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَالْحَسَنُ
بْنُ ثَوْبَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ،
وَرُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَفْرَةَ،
وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونَ بن مهران الجريريّ، ومحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ
الدِّيبَاجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَهِشَامُ
بْنُ عُرْوَةَ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ،
وَنَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَبُو
حَيَّانَ التَّيْمِيُّ.
وَفِيهَا بَالَغَ رِيَاحٌ وَالِي الْمَدِينَةِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ. فَعَزَمَ عَلَى الظُّهُورِ،
فَدَخَلَ مَرَّةً الْمَدِينَةَ خُفْيَةً.
فَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ
جَعْفَرٍ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: مَا تَنْتَظِرُ
بِالْخُرُوجِ، وَاللَّهِ مَا نَجِدُ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةَ أَشْأَمَ
عَلَيْهَا مِنْكَ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ، أخْرُجْ وَحْدَكَ،
فَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ أَنَّ رِيَاحًا طَلَبَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ
وَبَنِي عَمِّهِ وَجَمَاعَةً مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ
(9/21)
لَيْلَةً، قَالَ رَاوِي الْقِصَّةِ: إِنَّا
لَعِنْدَهُ، إِذْ سَمِعْتُ التَّكْبِيرَ فَقَامَ رِيَاحٌ فَاخْتَفَى
وَخَرَجْنَا نَحْنُ فَكَانَ ظُهُورُ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي
مِائَتَيْ رَجُلٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا، فَمَرَّ بِالسُّوقِ ثُمَّ مَرَّ
بِالسِّجْنِ، فَأَخْرَجَ مَنْ فِيهِ، وَدَخَلَ دَارَهُ وَأَتَى عَلَى
حماره وذلك في أول رجب، ثم أمر بِرِيَاحٍ وَابْنَيْ مُسْلِمٍ
فَحُبِسُوا بَعْدَ أَنْ مَانَعَ أَصْحَابُ رِيَاحٍ بَعْضَ الشَّيْءِ.
وَلَمَّا خَطَبَ مُحَمَّدٌ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَنْ أَمْرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ
عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكُمْ مِنْ
بِنَائِهِ الْقُبَّةَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي بَنَاهَا مُعَانَدَةً للَّه
فِي مُلْكِهِ وَتَصْغِيرًا لِكَعْبَةِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَخَذَ
اللَّهُ فِرْعَوْنَ حِينَ قَالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى 79: 24 [1]
إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْقِيَامِ فِي هَذَا الدِّينِ أَبْنَاءُ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا
وَفَعَلُوا فَاحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا وَلا تُغَادِرْ
مِنْهُمْ أَحَدًا [2] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: كَانَ الْمَنْصُورُ يَكْتُبُ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن أَلْسُنِ قُوَّادُهُ يَدْعُونَهُ
إِلَى الظُّهُورِ وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّهُمْ مَعَهُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ
يَقُولُ: لَوِ الْتَقَيْنَا لَمَالَ إِلَيَّ الْقُوَّادُ كُلُّهُمْ.
وَقَدْ خَرَجَ مَعَهُ مثل ابن عَجْلانَ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
جَعْفَرٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: خَرَجَ ابْنُ عَجْلانَ مَعَهُ فَلَمَّا
قتل وولي المدينة جعفر ابن سُلَيْمَانَ أَتَوْهُ بِابْنِ عَجْلانَ
فَكَلَّمَهُ جَعْفَرٌ كَلامًا شَدِيدًا وَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ
الْكَذَّابِ وَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِ. فَلَمْ يَنْطِقْ إِلا أَنَّهُ
حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فَقَامَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَقَالُوا:
أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، إِنَّ ابْنَ عَجْلانَ فَقِيهُ
الْمَدِينَةِ وَعَابِدُهَا، وَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَيْهِ وَظَنَّ
أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَةُ، وَلَمْ
يَزَالُوا يَرْغَبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ، وَلَزِمَ عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ضَيْعَةً لَهُ وَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَخَرَجَ
أَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ وَلَمْ يُقْتَلا، عَفَا عَنْهُمَا الْمَنْصُورُ. وَاخْتَفَى
جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَذَهَبَ إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْفَرْعِ مُعْتَزِلا
لِلْفِتْنَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ محمدا
__________
[1] قرآن كريم- سورة النازعات- الآية 24.
[2] انظر الطبري 7/ 558.
(9/22)
اسْتَعْمَلَ عُمَّالَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ
وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ من الوجوه إلا نفر، منهم الضحّاك ابن
عُثْمَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنْذِرٍ الْخُرَّمِيَّانِ،
وَخُبَيْبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
قَالَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي
غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ مَالِكًا اسْتُفْتِيَ فِي الْخُرُوجِ مَعَ
مُحَمَّدٍ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةٌ
لِلْمَنْصُورِ، فَقَالَ: إِنَّمَا بَايَعْتُمْ مُكْرَهِينَ وَلَيْسَ
عَلَى مُكْرَهٍ يَمِينٌ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَزِمَ
مَالِكٌ بَيْتَهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السجستاني: كان سفيان الثوري يَتَكَلَّمُ فِي
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوجِهِ مَعَ مُحَمَّدٍ
وَيَقُولُ: إِنْ مَرَّ بِكَ الْمَهْدِيُّ وأنت في البيت فلا تحرج
إِلَيْهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ.
وَذَكَرَ سُفْيَانُ صِفِّينَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَخْطُأوا أَمْ
أَصَابُوا.
وَقِيلَ: أَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ شَاخَ لِيُبَايِعَهُ فَقَالَ:
يَا بْنَ أَخِي، أَنْتَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ، كَيْفَ أُبَايِعُكَ؟
فَارْتَدَعَ النَّاسُ عَنْهُ قَلِيلا، فَأَتَتْهُ حَمَّادَةُ بِنْتُ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا عَمِّ، إِنَّ
إِخْوَتِي قَدْ أَسْرَعُوا إِلَى ابْنِ خَالِهِمْ فَلا تُثَبِّطْ
عَنْهُ النَّاسَ فَيُقْتَلَ ابْنُ خَالِي وَإِخْوَتِي. فَأَبَى إِلا
أَنْ يَنْهَى عَنْهُ، فَيُقَالُ إِنَّهَا قَتَلَتْهُ، فَأَرَادَ
مُحَمَّدٌ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ:
يُقْتَلُ أَبِي وَتُصَلِّي عَلَيْهِ، فَنَحَّاهُ الْحَرَسُ وَصَلَّى
مُحَمَّدٌ. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ الْحَسَنَ بن
معاوية بن عبد الله بن جعفر، وَعَلَى الْيَمَنِ الْقَاسِمَ بْنَ
إِسْحَاقَ، فَقُتِلَ الْقَاسِمُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا،
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الشَّامِ مُوسَى بْنَ عَبْدَةَ لِيَذْهَبَ
إِلَيْهَا وَيَدْعُو إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُتِلَ مُحَمَّدٌ قَبْلَ أَنْ
يَصِلَ مُوسَى. وَكَانَ مُحَمَّدٌ شَدِيدَ الأَدَمَةِ جَسِيمًا فِيهِ
تَمْتَمَةٌ.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ قَالُوا: لَمَّا
ظَهَرَ مُحَمَّدٌ قَالَ الْمَنْصُورُ لِإِخْوَتِهِ: إِنَّ هَذَا
الأَحْمَقُ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ، وَكَانَ فِي
سِجْنِهِ- لا يَزَالُ يَطْلُعُ لَهُ الرَّأْيُ الْجَيِّدُ فِي
الْحَرْبِ فَادْخُلُوا عَلَيْهِ فَشَاوِرُوهُ وَلا تُعْلِمُوهُ أَنِّي
أَمَرْتُكُمْ،
(9/23)
فَدَخَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا، فَلَمَّا
رَآهُمْ قَالَ: لِأَمْرٍ مَا جِئْتُمْ وَمَا جَاءَ بِكُمْ جَمِيعًا
وَقَدْ هَجَرْتُمُونِي مِنْ دَهْرٍ؟ قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ فَأَذِنَ لَنَا. قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ فَمَا
الْخَبَرُ؟ قَالُوا: خرج مُحَمَّد. قال: فما ترون ابن سلامة صانعا،
يعني المنصور، قَالُوا: لا نَدْرِي. قَالَ: إِنَّ الْبُخْلَ قَدْ
قَتَلَهُ فَمُرُوهُ أَنْ يُخْرِجَ الأَمْوَالَ وَيُعْطِي الأَجْنَادَ
فَإِنْ غَلَبَ فَمَا أَوْشَكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِ مَالُهُ.
قَالَ: وَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ عِيسَى بْنَ مُوسَى لِحَرْبِ مُحَمَّدٍ
وَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ في الْأَرْضِ فَساداً 5: 33 إِلَى قوله
إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ 5: 34
الآيَةَ [1] . وَلَكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ وَذِمَّتُهُ
وَذِمَّةُ رَسُولِهِ إِنْ تُبْتَ وَرَجَعْتَ أُؤَمِّنُكَ وَجَمِيعَ
أَهْلِ بَيْتِكَ وَأَفْعَلُ لَكَ وَأُعْطِيكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ
وَمَا سَأَلْتَ مِنَ الْحَوَائِجِ [2] ، فَكَتَبَ جَوَابَهُ إِلَى
الْمَنْصُورِ: مِنَ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [طسم
تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ] 28: 1- 3 إلى
قوله ما كانُوا يَحْذَرُونَ 28: 6 [3] وَأَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مِنَ
الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضْتَ عَلَيَّ، فَإِنَّ الْحَقَّ حَقُّنَا،
وَإِنَّمَا ادَّعَيْتُمْ هَذَا الأَمْرَ بِنَا، ثُمَّ ذَكَرَ شَرَفَهُ
وَأُبُوَّتَهُ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: فَأَنَا ابْنُ أَرْفَعِ النَّاسِ
دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَابْنُ أَهْوَنِهِمْ عَذَابًا فِي النَّارِ،
وَأَنَا ابْنُ خَيْرِ الأَخْيَارِ، وَابْنُ خَيْرِ الأَشْرَارِ،
وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ النَّارِ،
وَأَنَا أَوْفَى بِالْعَهْدِ مِنْكَ لِأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ
الْعَهْدِ وَالأَمَانِ مَا أَعْطَيْتَهُ رِجَالا قَبْلِي، فَأَيَّ
الأَمَانَاتِ تُعْطِينِي! أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَمْ أَمَانُ
عَمِّكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ [4]
. فَأَجَابَهُ الْمَنْصُورُ: جَلَّ [5] فَخَرَكَ بِقَرَابَةِ
النِّسَاءِ، لِتَضِلَّ بِهِ الْغَوْغَاءُ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ
النِّسَاءَ كَالْعُمُومَةِ بَلْ جَعَلَ الْعَمَّ أَبًا، وَأَمَّا مَا
ذَكَرْتَ مِنْ كَذَا فَأَمْرُهُ
__________
[1] قرآن كريم- سورة المائدة- الآية 33 و 34.
[2] انظر نص الكتاب في تاريخ الطبري 7/ 566 وابن الأثير 5/ 536.
[3] قرآن كريم- سورة القصص- الآيات 1- 5.
[4] انظر الطبري 7/ 568 وابن الأثير 5/ 537 و 538.
[5] في نسخة القدسي 6/ 14 «خل» والتصويب من الطبري 7/ 568 وابن الأثير
5/ 538.
(9/24)
كَذَا وَلَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ أَعْمَامٌ أَرْبَعَةٌ
فَأَجَابَ اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا أَبِي، وَأَبَى اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا
أَبُوكَ، فَقَطَعَ اللَّهُ وِلايَتَهُمَا مِنْهُ، وَلا يَنْبَغِي لَكَ
وَلا لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَفْخَرَ بِأَهْلِ النَّارِ. وَفَخْرُكَ
بِأَنَّكَ لَمْ تَلِدْكَ أَمَةٌ فَتَعَدَّيْتَ طَوْرَكَ وَفَخَرْتَ
عَلَى من هو خير منك إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا خِيَارُ بَنِي أَبِيكَ إِلا بَنُو إِمَاءٍ،
مَا وُلِدَ فِيكُمْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ لأُمِّ
وَلَدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ جَدِّكَ، وَمَا كَانَ فِيكُمْ بَعْدَهُ
مِثْلُ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَدَّتُهُ أَمُّ وَلَدٍ،
وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، وَلا مِثْلُ ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّكُمْ بَنُو
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ
قَالَ فِي كِتَابِهِ مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ
33: 40 [1] وَلَكِنَّكُمْ بَنُو ابْنَتِهِ، وَأَمَّا مَا فَخَرْتَ بِهِ
مِنْ عَلِيٍّ، وَسَابِقَتِهِ، فَقَدْ حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ
الْوَفَاةُ فَأَمَّرَ غَيْرَهُ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ النَّاسُ
رَجُلا بَعْدَ رَجُلٍ فَلَمْ يَأْخُذُوهُ، وَكَانَ فِي سِتَّةِ أَهْلِ
الشُّورَى فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ وَهُوَ بِهِ مُتَّهمٌ،
وَقَاتَلَهُ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَأَبَى سَعْدٌ بَيْعَتَهُ
وَأَغْلَقَ دُونَهُ بَابَهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا بِكُلِّ وَجْهٍ،
وَقَاتَلَ عَلَيْهَا، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ عَسْكَرُهُ، وَشَكَّ فِيهِ
شِيعَتُهُ قَبْلَ الْحُكُومَةِ، ثُمَّ حَكَّمَ حَكَمَيْنِ رَضِيَ
بِهِمَا وَأَعْطَاهُمَا عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ، فَاجْتَمَعَا عَلَى
خَلْعِهِ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ حَسَنٌ فَبَاعَهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ
بِدَرَاهِمَ وَثِيَابٍ وَلَحِقَ بِالْحِجَازِ، وَأَسْلَمَ شِيعَتَهُ
بِيَدِ مُعَاوِيَةَ وَدَفَعَ الأَمْرَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، وَأَخَذَ
مَالا مِنْ غَيْرِ وَلائِهِ [2] ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فِيهَا شَيْءٌ
فَقَدْ بِعْتُمُوهُ. ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَيْنُ ابْنُ عَلِيٍّ عَلَى
ابْنِ مَرْجَانَةَ [3] فَكَانَ النَّاسُ مَعَهُ عَلَيْهِ حَتَّى
قَتَلُوهُ ثُمَّ خَرَجْتُمْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَقَتَلُوكُمْ
وَصَلَّبُوكُمْ حَتَّى قُتِلَ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَلِيٍّ
بِخُرَاسَانَ، وَقَتَلُوا رِجَالَكُمْ وَأَسَرُوا الصِّبْيَةَ
وَالنِّسَاءَ، وَحَمَلُوكُمْ [4] بِلا وطاء في المحامل إلى الشام
__________
[1] قرآن كريم- سورة الأحزاب- الآية 40.
[2] في نسخة القدسي 6/ 15 «ولاته» والتصحيح من الطبري 7/ 570.
[3] هو عبيد الله بن زياد، وأمه مرجانة.
[4] في تاريخ الطبري 7/ 570 «حملوهم» .
(9/25)
حَتَّى خَرَجْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ
فَطَلَبْنَا بِثَأْرِكُمْ وَأَدْرَكْنَا بِدِمَائِكُمْ وَفَضَّلْنَا
سَلَفَكُمْ فَاتَّخَذْتُمْ ذَلِكَ عَلَيْنَا حُجَّةً. وَظَنَنْتُ
إِنَّمَا ذَكَرْنَا أَبَاكَ وَفَضَّلْنَاهُ لِلتَّقْدِمَةِ مِنَّا لَهُ
عَلَى حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ وَجَعْفَرٍ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتُ،
وَلَقَدْ خَرَجَ هَؤُلاءِ مِنَ الدُّنْيَا سَالِمِينَ، مُجْتَمَعٌ
عَلَيْهِمْ بِالْفَضْلِ، وَابْتُلِيَ أَبُوكُمْ بِالْقِتَالِ
وَالْحَرْبِ، فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تَلْعَنُهُ كَمَا تَلْعَنُ
الْكَفَرَةَ فِي الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَاحْتَجَجْنَا لَهُ
وَذَكَرْنَا فَضْلَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1] .
وَكَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ أَخْرَجَ مِنَ السِّجْنِ بِالْمَدِينَةِ
مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ، فَرَأَى الْقَسْرِيُّ أَنَّ
الأَمْرَ ضَعِيفٌ، فَكَتَبَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِهِ، فَبَلَغَ
مُحَمَّدًا فَحَبَسَهُ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: ذَبَحَ ابْنُ حُضَيْرٍ أَحَدُ أَعْوَانِ
مُحَمَّدٍ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ [2] . وَأَمَّا
ابْنُ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا مَضَى إِلَى مَكَّةَ كَانَ فِي سَبْعِينَ
رَاكِبًا وَسَبْعَةِ أَفْرَاسٍ فَقَاتَلَ السَّرِيَّ أَمِيرَ مَكَّةَ
فَقُتِلَ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ السَّرِيِّ، فَانْهَزَمَ السَّرِيُّ
وَدَخَلَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ مَكَّةَ فَخَطَبَ وَنَعَى إِلَيْهِمُ
الْمَنْصُورَ، وَدَعَا لِمُحَمَّدٍ، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد يأمره
باللحاق به، فجمع جموعا تقدم بها على محمد، فَلَمَّا كَانَ بقَدِيدَ
بَلَغَهُ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ فَانْهَزَمَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَلَحِقَ
بِإِبْرَاهِيمَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى قَتَلَ إِبْرَاهِيمَ.
وَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لِقِتَالِ مُحَمَّدِ ابن عَمِّهِ عِيسَى بْنِ
مُوسَى وَقَالَ فِي نَفْسِهِ:
لا أُبَالِي أَيُّهُمَا قَتَلَ صَاحِبَهُ، فَجَهَّزَ مَعَ عيسى أربعة
آلاف فارس، وفيهم محمد ابن السَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى
«فَنْدَ» [3] كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ
يَتَأَلَّفُهُمْ، فَتَفَرَّقَ عَنْ مُحَمَّدٍ خَلْقٌ، وَسَارَ مِنْهُمْ
طَائِفَةٌ لِتَلَقِّي عيسى والتحيّز إليه، فاستشار محمد عَبْدَ
الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِضَعْفِ جَمْعِكَ
وَقِلَّتِهِمْ، وَبِقُوَّةِ خَصْمِكَ وَكَثْرَةِ جُنْدِهِ، والرأي أن
تلحق بمصر، فو الله لا يردّك
__________
[1] انظر النص في الطبري 7/ 568- 571 وابن الأثير 5/ 538- 541.
[2] انظر تهذيب التاريخ الكبير لابن عساكر 5/ 334- 346.
[3] فند: بفتح الفاء وسكون النون. اسم جبل بين مكة والمدينة قرب البحر.
(ياقوت 4/ 277) .
(9/26)
عَنْهَا رَادٌّ فَيُقَاتِلُ الرَّجُلُ
بِمِثْلِ رِجَالِهِ وَسِلاحِهِ، فَصَاحَ جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَعُوذُ باللَّه أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رَأَيْتُنِي فِي
دِرْعٍ حَصِينَةٍ فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ) [1] . ثُمَّ إِنَّ
مُحَمَّدًا اسْتَشَارَ: هَلْ يُخَنْدِقُ عَلَى نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفَ
عَلَيْهِ رَأْيُ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا تيَقَّنْ قُرْبَ عِيسَى بْنِ
مُوسَى مِنْهُ، حَفَرَ خَنْدَقَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم
وَحَفَرَ فِيهِ بِيَدِهِ تَأَسِّيًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ
جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ، إِنِّي لأَحْسَبُنَا قَدْ كُنَّا
مِائَةَ أَلْفٍ، فَلَمَّا دنا منا عِيسَى خَطَبَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ:
إِنَّ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ قَرُبَ مِنْكُمْ فِي عَدَدٍ وَعُدَدٍ،
وَقَدْ حَلَلْتُكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، فَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَنْصَرِفْ،
قَالَ: فَتَسَلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ. وَخَرَجَ النَّاسُ
من المدينة بأولادهم إلى الأَعْوَصِ وَالْجِبَالِ، فَلَمْ يَتَعَرَّضْ
لَهُمْ عِيسَى، بَلْ جَهَّزَ خَمْسَمِائَةٍ إِلَى ذِي الْحَلِيفَةِ
يُمْسِكُونَ طَرِيقَ مَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثُمَّ رَاسَلَهُ
يَدْعُوهُ إِلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الْمَنْصُورَ قَدْ أَمَّنَهُ،
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِيَّاكَ أَنْ يَقْتُلَكَ مَنْ يَدْعُوكَ إِلَى
اللَّهِ فَتَكُونَ شَرَّ قَتِيلٍ، أَوْ تَقْتُلُهُ فَيَكُونَ أَعْظَمَ
لِوِزْرِكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عِيسَى: لَيْسَ بَيْنَنَا إِلا
الْقِتَالُ، فَإِنْ أَبَيْتَ إِلا الْقِتَالَ نُقَاتِلُكَ عَلَى ما
قاتل عليه خير آبائك، عليّ طلحة وَالزُّبَيْرُ عَلَى نَكْثِ
بَيْعَتِهِمْ لَهُ [2] .
وَعَنْ «مَاهَانَ» مَوْلَى قَحْطَبَةَ قَالَ: لَمَّا صِرْنَا إِلَى
الْمَدِينَةِ أَتَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُصْعَبٍ
طَلِيعَةً فَطَافَ بِعَسْكَرِنَا حَتَّى حَزَّرَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ
عَنَّا فَرُعْبِنَا مِنْهُ، حَتَّى جَعَلَ عِيسَى وَحُمَيْدُ بْنُ
قَحْطَبَةَ يَقُولانِ: فَارِسٌ وَاحِدٌ يَكُونُ طَلِيعَةً
لِأَصْحَابِهِ! فَلَمَّا كَانَ عَنَّا مَدَّ الْبَصَرَ نَظَرْنَا
إِلَيْهِ مُقِيمًا لا يَزُولُ، فَقَالَ حُمَيْدٌ: وَيْحَكُمُ
انْظُرُوا، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ فَارِسَيْنِ، فَوَجَدَا دَابَّتَهُ
عَثُرَتْ بِهِ فَتَقَوَّسَ الْجَوْشَنُ فِي عُنُقِهِ فَقَتَلَهُ،
فَأَخَذَا سَلْبَهُ وَرَجَعَا بِتَنُّورٍ مُذَهَّبٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ
[3] . قِيلَ كان لمصعب جدّه أمير
__________
[1] الطبري 7/ 581.
[2] الطبري 7/ 585.
[3] الطبري 7/ 585.
(9/27)
الْعِرَاقِ. ثُمَّ إِنَّ عِيسَى أَحَاطَ
بِالْمَدِينَةِ فِي أَثْنَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدٌ
إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ سَاقَ بِنَفْسِهِ فِي
خَمْسِمِائَةٍ فَوَقَفَ بِقُرْبِ السُّورِ فَنَادَى:
يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَ بَعْضِنَا
عَلَى بَعْضٍ، فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ، فَمَنْ جَاءَ إِلَيْنَا
فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ أَوِ الْمَسْجِدَ أَوْ أَلْقَى
سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ صَاحِبِنَا
فَإِمَّا لَنَا وَإِمَّا لَهُ، قَالَ فَشَتَمُوهُ، فَانْصَرَفَ
يَوْمَئِذٍ فَفَعَلَ مِنَ الْغَدِ كَذَلِكَ، ثُمَّ عَبَّأَ جَيْشَهُ
فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَزَحَفَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ ظَهَرَ عَلَى
الْمَدِينَةِ، وَلَمَّا الْتَحَمَ الْحَرْبُ نَادَى: يَا مُحَمَّدُ
إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ لا أُقَاتِلَ حَتَّى
أَعْرِضَ عَلَيْكَ الأَمَانَ، فَلَكَ الأَمَانُ عَلَى نَفْسِكَ وَمَنِ
اتَّبَعَكَ، وَتُعْطَى مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، فَصَاحَ: أَلْهُ
عَنْ هَذَا، فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُثْنِينِي عَنْكُمْ فَزَعٌ،
وَلا يُقَرِّبُنِي مِنْكُمْ طَمَعٌ، ثُمَّ تَرَجَّلَ. قَالَ عُثْمَانُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ: فَإِنِّي لأَحْسَبُهُ قَتَلَ يَوْمَئِذٍ
بِيَدِهِ سَبْعِينَ رَجُلا [1] .
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَعَا عِيسَى عَشَرَةً مِنْ آلِ
أَبِي طَالِبٍ مِنْهُمُ الْقَاسِمِ بْنُ حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: فَجِئْنَا سُوقَ الْحَطَّابِينَ،
فَدَعَوْنَاهُمْ فَسَبُونَا وَرَشَقُونَا بِالنَّبْلِ، وَقَالُوا:
هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَعَنَا وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُمُ الْقَاسِمُ: وَأَنَا ابْنُ
رَسُولِ اللَّهِ، وَأَكْثَرُ مَنْ ترَوْنَ مَعِي بَنُو رَسُولِ
اللَّهِ، وَنَحْنُ نَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَحَقْنِ
دِمَائِكُمْ، وَرَجَعْنَا، فَأَرْسَلَ عِيسَى حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ
فِي مِائَةٍ [2] . وَجَعَلَ مُحَمَّدٌ سُتُورَ الْمَسْجِدَ دَرَائِعَ
لِأَصْحَابِهِ، وَكَانَ مَعَ الأَفْطَسِ عَلَمٌ أَصْفَرُ فِيهِ صُورَةٌ
حَيَّةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا يَوْمَئِذٍ مَعَ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عِدَّةَ أَصْحَابِ بَدْرٍ، ثُمَّ لَقِينَا
عِيسَى فَتَبَارَزَ جَمَاعَةٌ.
وَعَنْ مَسْعُودٍ الرَّحَّالِ قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ مُحَمَّدٍ
بِالْمَدِينَةِ، فَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ أَحْجَارِ
الزَّيْتِ، وَأَنَا مُشْرِفٌ مِنْ سَلْعٍ، إِذْ نَظَرْتُ إلى رجل من
أصحاب
__________
[1] الطبري 7/ 586.
[2] الطبري 7/ 587.
(9/28)
عِيسَى قَدْ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا
إِلَى الْبِرَازِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَاجِلٌ عَلَيْهِ قَبَاءُ
أَبْيَضُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ الْفَارِسُ، فَقَتَلَهُ الرَّاجِلُ
وَرَجَعَ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى، فَبَرَزَ لَهُ
ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ بَرَزَ ثَالِثٌ فَقَتَلَهُ،
فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ عِيسَى يَرْمُونَهُ، فَأَثْبَتُوهُ،
فَأَسْرَعَ فَمَا وَصَلَ إِلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى خَرَّ صَرِيعًا،
وَدَامَ الْقِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ إِلَى الْعَصْرِ، وَطَمَّ أَصْحَابُ
عِيسَى الْخَنْدَقَ، وَجَاءَتِ الْخَيْلُ، وَذَهَبَ مُحَمَّدٌ
يَوْمَئِذٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، فَاغْتَسَلَ وَتَحَنَّطَ، ثُمَّ جَاءَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي، مَالَكَ بِمَا تَرَى طَاقَةٌ، فَاخْرُجْ تَلْحَقْ
بِالْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِمَكَّةَ، فَإِنَّ مَعَهُ جُلَّ
أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: لَوْ رُحْتُ لَقُتِلَ هَؤُلاءِ، فو الله لا
أَرْجِعُ حَتَّى أَقْتُلُ أَوْ أُقْتَلُ، وَأَنْتُ مِنِّي فِي سَعَةٍ
فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ [1] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ
جُبَّةٌ مُمَشَّقَةٌ وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ، وَابْنُ خُضَيْرٍ [2]
يُنَاشِدُهُ اللَّهَ إِلا مَضَى إِلَى الْبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدٌ
يَقُولُ: وَاللَّهِ لا تُبْلَوُنَّ بِي مَرَّتَيْنِ، وَلَكِنِ اذْهَبْ
فَأَنْتَ فِي حِلٍّ. فَقَالَ: وَأَيْنَ الْمَذْهَبُ عَنْكَ؟ ثُمَّ
مَضَى فَأَحْرَقَ الدِّيوَانَ وَقَتَلَ رِيَاحًا فِي الْحَبْسِ، ثُمَّ
لَحِقَ مُحَمَّدًا بِالثَّنِيَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [3] .
وَقِيلَ: قَتَلَ مَعَ رِيَاحٍ أَخَاهُ عَبَّاسَ بْنَ عُثْمَانَ،
وَكَانَ مُسْتَقِيمَ الطَّرِيقَةِ، فَعَابَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ،
ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الْعَصْرَ وَعَرْقَبَ فَرَسَهُ،
وَعَرْقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُمْ، وَكَسَرُوا أَجْفَانَ
سُيُوفِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ بَايَعْتُمُونِي وَلَسْتُ
بِمُبَايِعٍ حَتَّى أُقتَلَ، ثُمَّ أَنَّهُ حَمَلَ وَهَزَمَ أَصْحَابَ
عِيسَى مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ أَصْحَابُ عِيسَى مِنْ نَاحِيَةِ
بَنِي غِفَارٍ، وَجَاءُوا مِنْ خَلْفِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ،
فَنَادَى مُحَمَّدٌ حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ: إِنْ كُنْتَ فَارِسًا
فَابْرُزْ، فَلَمْ يبرزَ لَهُ، وجعل حميد يدعو
__________
[1] الطبري 7/ 589- 591.
[2] في نسخة القدسي 6/ 18 «حصين» والتصحيح من الطبري 7/ 591 وابن
الأثير 5/ 547.
[3] الطبري 7/ 591، ابن الأثير 5/ 547 و 548.
(9/29)
ابْنَ خُضَيْرٍ إِلَى الأَمَانِ، وَيَشُحُّ
بِهِ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُوَ يَشُدُّ عَلَى النَّاسِ بِسَيْفِهِ
مُتَرَجِّلا، وَخَالَطَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ ضَرْبَةٌ عَلَى
أَلْيَتِهِ، وَأُخْرَى عَلَى عَيْنِهِ فَخَرَّ، وَقَاتَلَ مُحَمَّدٌ
عَلَى جُثَّتِهِ حَتَّى قُتِلَ [1] ، وَعَهِدَ الَّذِينَ دَخَلُوا
الْمَدِينَةَ مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي غِفَارٍ فَنَصَبُوا عَلَمًا
أَسْوَدَ عَلَى الْمَنَارَةِ، وَدَخَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي
زُقَاقٍ أَشْجَعَ، فَهَجَمَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَقَتَلَهُ وَهُوَ
غَافِلٌ، وَأَخَذَ رَأْسَهُ، وَقَتَلَ مَعَهُ جَمَاعَةً.
وَقِيلَ: جَاءَتْ مُحَمَّدًا ضَرْبَةٌ عَلَى أُذُنِهِ، فَبَرَكَ
وَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمْ
إِنَّ نَبِيَّكُمْ [2] مَظْلُومٌ، فَنَزَلَ حُمَيْدٌ فَحَزَّ رَأْسَهُ.
وَقِيلَ: كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُو الْفَقَارِ، فَقَدَّ النَّاسُ بِهِ، وَجَعَلَ
لا يُقَارِبُهُ أَحَدٌ إِلا قَتَلَهُ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ فَوَجَدَ
الْمَوْتَ، فَكُسِرَ السَّيْفُ.
وَرَوَى عَمْرٌو مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَخْدِمُ
فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، قَالَ:
كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ يَوْمَئِذٍ ذُو الْفَقَارِ، فَلَمَّا أَحَسَّ
الْمَوْتَ أَعْطَى السَّيْفَ رَجُلا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ
أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، وَقَالَ: خُذْ هَذَا السَّيْفَ فَإِنَّكَ لا
تَلْقَى أَحَدًا مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ إِلا أَخَذَهُ مِنْكَ
وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ، فَبَقِيَ السَّيْفُ عِنْدَهُ حَتَّى وَلِيَ
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ فَأُخْبِرَ عَنْهُ، فَدَعَاهُ
وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ، ثُمَّ صَارَ
[3] إِلَى مُوسَى [4] فَجَرَّبَهُ عَلَى كَلْبٍ، فَانْقَطَعَ
السَّيْفُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ الرَّشِيدَ بِطُوسَ مُتَّقلِدًا
سَيْفًا فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:
أَسْلُلُ [5] سَيْفِي هَذَا قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيهِ ثَمَانِيَ
__________
[1] الطبري 7/ 594.
[2] هكذا في الأصل وفي نسخة القدسي 6/ 18 والأصح ما في تاريخ الطبري 7/
595 «أنا بن نبيّكم» .
[3] في نسخة القدسي 6/ 18 «سار» والتصحيح من الطبري 7/ 596 وابن الأثير
5/ 549.
[4] في نسخة القدسي 6/ 18 «ابن موسى» والتصحيح من الطبري. وهو الخليفة
الملقب بالهادي.
(انظر: ابن الأثير 5/ 549) .
[5] في الطبري 7/ 596 «استلّ» .
(9/30)
عَشْرَة فَقَارَةَ.
وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ بَعْدَ
الْعَصْرِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ
خَمْسٍ هَذِهِ [1] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاثًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: أَذِنَ عِيسَى فِي دَفْنِهِ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِهِ
فَصُلِبُوا مَا بَيْنَ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] .
وَقِيلَ: لَمَّا خَرَجَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ مُحَمَّدٍ، كَانَ جَعْفَرٌ
الصَّادِقُ يَنْهَاهُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ،
وَكَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ لَهُ: هُوَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ [3] .
وَبَعَثَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِالرَّأْسِ إِلَى الْعِرَاقِ، ثُمَّ
طِيفَ بِهِ فِي الْبُلْدَانِ، وَقَبَضَ عِيسَى عَلَى أَمْوَالِ بَنِي
الْحَسَنِ.
وَحَدَّثَ أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: لَقِيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
رُدَّ عَلَيَّ قَطِيعَتِي عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ آكُلُ مِنْهَا [4] ،
قَالَ: إِيَّايَ تُكَلِّمُ هَذَا [5] الْكَلامَ! وَاللَّهِ
لَأُزْهِقَنَّ نَفْسَكَ. قَالَ: فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، فَقَدْ
بَلَغْتُ ثَلاثًا وَسِتيِّنَ سَنَةً، وَفِيهَا مَاتَ أَبِي وَجِدِّي
وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِرْقَ لَهُ [6]
، فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُورُ رَدَّ الْمَهْدِيُّ عَلَى أولاد أبي
جعفر عين أبي زياد.
__________
[1] الطبري 7/ 597، ابن الأثير 5/ 554.
[2] الطبري 7/ 600.
[3] الطبري 7/ 601.
[4] في تاريخ الطبري 7/ 603 «من سعفها» .
[5] في تاريخ الطبري 7/ 603 «بهذا» .
[6] في نسخة القدسي 6/ 19 «ولها» ، والتصحيح من الطبري 7/ 603.
(9/31)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ
الزُّبَيْرِيُّ: لَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ، مَضَى أَخُوهُ مُوسَى
وَأَبِي وَأَنَا وَرَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَأَتَيْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ
سِرْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَدَخَلْنَاهَا لَيْلا، فَمُسِكْنَا
وَأُرْسِلْنَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى أَبِي قَالَ:
هِيهِ أَخَرَجْتَ مع محمد؟
قال: قد كانت ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَهُوَ
عُثْمَانُ بن محمد بن خالد ابن الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِمُوسَى
فَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِي، فَكَلَّمَهُ
فِيَّ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: مَا أَحْسَبُهُ بَلَغَ،
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ غُلامًا تَبَعًا
لِأَبِي، فَضُرِبْتُ خَمْسِينَ سَوْطًا، ثُمَّ حُبِسْتُ حَتَّى
أَخْرَجَنِي الْمَهْدِيُّ.
وَقِيلَ: بَلْ قَتَلَ عُثْمَانُ لِأَنَّهُ سَأَلَهُ أَيْنَ الْمَالُ؟
قَالَ: دَفَعْتُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ
اللَّهُ، فَسَبَّهُ، فَجَاوَبَهُ عُثْمَانُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ [1] .
وَقِيلَ: قَالَ لَهُ: أَنْتَ الْخَارِجُ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَايَعْتُ
أَنَا وَأَنْتَ رَجُلا بِمَكَّةَ، فَوَفَّيْتُ أَنَا، وَغَدَرْتَ
أَنْتَ.
وَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
الرَّبِيعِ الْحَارِثِيَّ، فَثَارَتْ عَلَيْهِ السُّودَانُ
بِالْمَدِينَةِ. وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ جُنْدِهِ انْتَهَبَ
شَيْئًا مِنَ السُّوقِ، فَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ إِلَى ابْنِ
الرَّبِيعِ فَكَلَّمُوهُ، فَلَمْ يُنكِرْ وَلا غَيَّرَ، ثُمَّ اشْتَرَى
جُنْدِيٌّ مِنْ لَحَّامٍ وَأَبَى أَنْ يُوَفِّيهِ الثَّمَنَ وَشَهَرَ
سَيْفَهُ عَلَى اللَّحَّامِ، فَطَعَنَهُ اللَّحَّامُ بِشَفْرَتِهِ فِي
خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ، فَتَنَادَى الْجَزَّارُونَ وَالسُّودَانُ عَلَى
الْجُنْدِ وَهُمْ يَذْهَبُونَ إِلَى الْجُمْعَةِ، فَقَتَلُوهُمْ
بِالْعُمُدِ، فَهَرَبَ ابْنُ الرَّبِيعِ بِاللَّيْلِ [2] ، وَهَذَا
تَمَّ فِي آخِرِ الْعَامِ.
وَكَانَ رُءُوسُ السُّودَانِ ثلاثة: وثيق ويعقل [3] ورمقة [4] ، فخرج
ابن
__________
[1] الطبري 7/ 607.
[2] الطبري 7/ 609 و 610.
[3] في نسخة القدسي 6/ 20 «معقل» ، والتصحيح من الطبري 7/ 610 و 614.
[4] في نسخة القدسي 6/ 20 «ربيعة» ، والتصحيح من الطبري 7/ 610.
(9/32)
أَبِي سَبْرَةَ مِنَ السِّجْنِ، فَخَطَبَ
وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الطَّاعَةِ، فَسَكَنَ النَّاسُ، وَرَجَعَ ابْنُ
الرَّبِيعِ وَقَطَعَ يَدَ «وَثِيقٍ» وَأَيْدِي ثَلاثَةٍ مَعَهُ
بِنَاءُ بَغْدَادَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أُسِّسَتْ مَدِينَةُ السَّلامِ «بَغْدَادُ» ،
وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى مَدِينَةُ الْمَنْصُورِ.
سَارَ الْمَنْصُورُ يَطْلُبُ مَوْضِعًا يَتَّخِذُهُ بَلَدًا، فَبَاتَ
لَيْلَةً، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْقَصْرِ بَيْعَةُ قِسٍّ، فَطَابَ
لَهُ الْمَبِيتُ، وَأَقَامَ يَوْمًا فَلَمْ يَرَ إِلا مَا يُحِبُّ،
فَقَالَ:
هَاهُنَا ابْنُوا فَإِنَّهُ طَيِّبٌ، وَتَأْتِيهِ مَادَّةُ الْفُرَاتِ
وَدِجْلَةَ وَالأَنْهَارِ، فَخَطَّ بَغْدَادَ، وَوَضَعَ أَوَّلَ
لَبِنَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وباللَّه، وَالْحَمْدُ
للَّه، ابْنُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، وذلك بعد أن بعث رِجَالا
لَهُمْ فَضْلٌ يَتَطَلَّبَانِ مَوْضِعًا، ثُمَّ وَقَعَ الاخْتِيَارُ
عَلَى هَذِهِ الْبُقْعَةِ، وَسَأَلَ رَاهِبًا هُنَاكَ عَنْ أَمْرِ
الأَرْضِ وَصِحَّتِهَا وَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ فِي كُتُبِكُمْ أَنَّهُ
يُبْنَى هَاهُنَا مَدِينَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ يَبْنِيهَا مِقْلاصٌ،
قَالَ:
فَأَنَا كُنْتُ أُدْعَى بذلك، وكذلك لما بنى مدينة «الرَّافِقَةُ» [1]
قَالَ لَهُ رَاهِبٌ:
إِنَّ إِنْسَانًا يَبْنِي هُنَا مَدِينَةً يُقَالُ لَهُ مِقْلاصٌ،
قَالَ: أَنَا هُوَ، فَبَنَاهَا عَلَى نَحْوٍ مِنْ بَغْدَادَ،
لَكِنَّهَا أَصْغَرُ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ: أَحْضَرَ [2] الْمَنْصُورُ
الصُّنَّاعَ وَالْفَعَلَةَ مِنَ الْبِلادِ، وَأَحْضَرَ
الْمُهَنْدِسِينَ وَالْحُكَمَاءَ وَالْعُلَمَاءَ، وَكَانَ مِمَّنْ
أَحْضَرَ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَرُسِمَتْ
لَهُ بِالرَّمَادِ، بِسُورِهَا، وَأَبْوَابِهَا، وَأَسْوَاقِهَا، ثُمَّ
أَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ عَلَى ذَلِكَ الرَّسْمِ.
وَرَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ قَالَ لِذَلِكَ
الرَّاهِبِ: أُرِيدُ أَنْ أَبْنِي هنا
__________
[1] في الأصل «الرافتة» .
[2] في الأصل «حصر» .
(9/33)
مَدِينَةً، فَقَالَ: إِنَّمَا يَبْنِيهَا
مَلِكٌ يُقَالُ لَهُ: «أَبُو الدَّوَانِيقِ» ، فَضَحِكَ وَقَالَ:
أَنَا هُوَ، وَاخْتَطَّهَا وَوَكَّلَ بِهَا أَرْبَعَةَ قُوَّادٍ،
وَوَلَّى أَبَا حَنِيفَةَ الْقِيَامَ بِعَمَلِ الآجُرِّ.
وَقِيلَ: كَمُلَ سُورُهَا فِي أَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَتِ الْبُقْعَةُ
مَزْرَعَةً تُدْعَى الْمُبَارَكَةُ، لِسِتِّينَ نَفْسًا، فَعَوَّضَهُمُ
الْمَنْصُورُ وَأَعْطَاهُمْ فَأَرْضَاهُمْ، وَجَدُّوا فِي الْبِنَاءِ
بَعْدَ انْقِضَاءِ فِتْنَةِ ابْنِ حَسَنٍ.
وَقِيلَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مَدِينَةٌ مُدَوَّرَةٌ سِوَاهَا،
عَمَلَ فِي وَسَطِهَا دَارَ الْمَمْلَكَةِ بِحَيْثُ أَنَّهُ إِذَا
كَانَ فِي قَصْرِهِ كَانَ جَمِيعُ أَطْرَافِ الْبَلَدِ إِلَيْهِ
سَوَاءً، وَقَدْ تَمَّ بِنَاؤُهَا الْمُهِمُّ فِي عَامٍ، وَسَكَنَهَا
وَنَقَلَ إِلَيْهَا خَزَائِنَهُ وَبُيُوتَ الْمَالِ.
وَقِيلَ: سِعَتُهَا مِائَةٌ وَثَلاثُونَ جَرِيبًا، أَنْفَقَ عَلَيْهَا
ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ بَدْرٌ الْمُعْتَضِدِيُّ: قَالَ لَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ:
انْظُرُوا كَمْ سِعَةُ مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ، فَحَسَبْنَا فَإِذَا
هِيَ ميلين مكسّرين في ميلين.
وقيل مسافة مَا بَيْنَ كُلِّ بَابٍ وَبَابٍ أَلْفٌ وَمِائَتَا ذِرَاعٍ،
وَكَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ رَخَاءُ الأَسْعَارِ بِالْعِرَاقِ حَتَّى
بِيعَ الْكَبْشُ بِدِرْهَمٍ وَالْحَمَلُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِيقَ،
وَالتَّمْرُ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالزَّيْتُ سِتَّةَ عَشَرَ
رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالسَّمْنُ ثَمَانِيَةٌ بِدِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَنَا رَأَيْتُ يُنَادَى فِي جَبَّانَةِ
كِنْدَةَ: لَحْمُ الْغَنَمِ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالْعَسَلُ
عَشَرَةٌ بِدِرْهَمٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ بَغْدَادَ مَبْنِيَّةٌ بِالآجُرِّ،
اللَّبِنَةُ ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ، زِنَتُهَا مِائَةُ رَطْلٍ وَسَبْعَةَ
عَشَرَ رَطْلا، وَلَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، بَيْنَ الْبَابِ
وَالْبَابِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ بُرْجًا، وَعَلَيْهَا سُورَانِ،
ثُمَّ بُنِيَ الْجَامِعُ وَالْقَصْرُ، وَكَانَ فِي صَدْرِ الْقَصْرِ
إِيوَانٌ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، عَلَيْهِ الْقُبَّةُ
الْخَضْرَاءُ ارْتِفَاعُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعًا. سَقَطَ رَأْسُهَا
(9/34)
لَيْلَةَ مَطَرٍ وَرَعْدٍ عَظِيمٍ فِي
سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ. وَكَانَ لا يَدْخُلُ
هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ رَاكِبًا سِوَى الْمَنْصُورِ وَابْنِهِ.
قَالَ الصُّولِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ: ذَرْعُ
بَغْدَادَ يَعْنِي الْجَدِيدَةَ قَالَ:
ذَرْعُ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفَ جَرِيبٍ. وَفِي
نُسْخَةٍ أُخْرَى مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ الصُّولِيِّ: إِنَّهَا مِنَ
الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ جُرَيْبٍ
وَسَبْعُمِائَةٍ.
ثُمَّ قَالَ الصُّولِيُّ: وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنَّ عَدَدَ
حَمَّامَاتِهَا كَانَتْ ذَلِكَ الْوَقْتِ سِتِّينَ أَلْفًا. وَقَالَ:
أَقَلُّ مَا يُدَبَّرُ كُلَّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ أَنْفُسٍ، وَذَكَرَ
أَنَّ بِإِزَاءِ كُلِّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ مَسَاجِدَ.
قُلْتُ: كَذَا نَقَلَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ [1] ، وَمَا
أَعْتَقِدُ أَنَا هَذَا قَطُّ وَلا عُشْرَ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي هِلالُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ:
كُنْتُ بِحَضْرَةِ جَدِّي إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلالٍ الصَّابِي، فَقَالَ
تَاجِرٌ فَذَكَرَ أَنَّ بِبَغْدَادَ الْيَوْمَ ثَلاثَةُ آلافِ
حَمَّامٍ، فَقَالَ جَدِّي: سُبْحَانَ اللَّهِ! هَذَا سُدُسُ مَا كُنَّا
عَدَدْنَاهُ وَحَصَرْنَاهُ زَمَنَ الْوَزِيرِ الْمُهَلَّبِيِّ، ثُمَّ
كَانَتْ فِي دَوْلَةِ عَضُدِ اللَّهِ خَمْسَةَ آلافٍ وَكَسْرًا.
وَنَقَلَ ابْنُ خِلِّكَانَ [2] أَنَّ اسْتِكْمَالَ بَغْدَادَ كَانَ فِي
سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهِيَ بَغْدَادُ الْقَدِيمَةُ
الَّتِي بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ عَلَى دِجْلَةِ، وَبَغْدَادُ
الْيَوْمَ هِيَ الْجَدِيدَةُ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ،
وَفِيهَا دَارُ الْخِلافَةِ، وَقَدْ كَانَ السَّفَّاحُ بَنَى عِنْدَ
الأَنْبَارِ مَدِينَةَ الْهَاشِمِيَّةَ وَسَكَنَهَا، ثم انتقل إلى
الأنبار وبها توفي.
__________
[1] تاريخ بغداد- ج 1/ 117.
[2] وفيات الأعيان 2/ 154 و 290.
(9/35)
خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ. وَخَرَجَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حسن، أَخُو مُحَمَّدٍ
الْمَذْكُورِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ مُطَهِّرُ بْنُ الْحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ
مَكَّةَ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ، وَنَحْنُ عَشَرَةُ أَنْفُسٍ،
فَدَخَلْنَاهَا، ثُمَّ نَزَلْنَا عَلَى يَحْيَى بْنِ زِيَادِ بْنِ
حَسَّانٍ النَّبَطِيِّ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: اضْطَرَّنِي الطَّلَبُ بِالْمَوْصِلِ
حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى مَوَائِدَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ
قَدِمَهَا يَطْلُبُنِي، فَتَحَيَّرْتُ، وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ،
فَجَعَلْتُ لا أَجِدُ مَسَاغًا، وَوَضَعَ عَلَيَّ الطَّلَبَ
وَالأَرْصَادَ، وَدَعَا يَوْمًا النَّاسَ إِلَى غَدَائِهِ، فَدَخَلْتُ
فِي النَّاسِ، وَأَكَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَقَدْ كَفَّ الطَّلَبُ [1]
.
وَقَدْ جَرَتْ لِإِبْرَاهِيمَ أُمُورٌ فِي اخْتِفَائِهِ، وَرُبَّمَا
وَقَعَ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ فَيَصْطَنِعَهُ وَيُطْلِقَهُ لِمَا
يَعْلَمُ مِنْ جَبَرُوتِ أَبِي جَعْفَرٍ، ثُمَّ اخْتَفَى
بِالْبَصْرَةِ، فَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ
لِشَدَّةِ بُغْضِهِمْ لِلْمَنْصُورِ لِبُخْلِهِ وَعَسْفِهِ.
قَالَ ابْن سَعْدٍ [2] : لَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
وَغَلَبَ عَلَى الْحَرَمَيْنِ وَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى
الْبَصْرَةِ فَدَخَلَهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ
فَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَبَيَّضَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَنَزَعُوا
السَّوَادَ، وَخَرَجَ معه من العلماء جماعة كثيرة.
ثُمَّ تَأَهَّبَ لِحَرْبِ الْمَنْصُورِ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [3] وَغَيْرُهُ: بَايَعَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ
مُرَّةَ، وَعَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
زِيَادٍ، وَعُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْهُجَيْمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ
[4] بْنُ يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ، وَنَدَبُوا لَهُ النَّاسَ، فَأَجَابَ
طَائِفَةٌ حَتَّى قاربوا أربعة آلاف، وشهر أمره،
__________
[1] الطبري 7/ 623 و 624.
[2] لم نجد هذا الخبر في طبقات ابن سعد، وإنما ذكر خروج محمد وأخيه
إبراهيم في تلك السنة.
(6/ 530) .
[3] توسع ابن جرير الطبري في أخباره في تاريخه (7/ 622- 649) .
[4] في نسخة القدسي 6/ 22 «عبد» والتصحيح من الطبري 7/ 628 وابن الأثير
5/ 563.
(9/36)
وَقَالُوا لَهُ: لَوْ نَهَضْتَ إِلَى
وَسَطِ الْبَصْرَةِ أَتَاكَ مَنْ أَتَاكَ، فَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي
مَرْوَانَ النَّيْسَابُورِيِّ [1] .
قَالَ عَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمًا
وَهُوَ مَرْعُوبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ بِكِتَابِ أَخِيهِ أَنَّهُ ظَهَرَ
بِالْمَدِينَةِ، وَأَنَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ، فَوَجَمَ لَهَا
وَاغْتَمَّ، فَأَخَذْتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ وَأَقُولُ: قَدِ اجْتَمَعَ
لَكَ أَمْرُكَ، مَعَكَ مَضَّاءُ التَّغْلِبِيُّ وَالطُّهَوِيُّ
وَالْمُغِيرَةُ، وَأَنَا وَجَمَاعَةٌ، فَنَخْرُجُ إِلَى السِّجْنِ فِي
اللَّيْلِ فَنَفْتَحُهُ، وَيُصْبِحُ مَعَكَ خَلْقٌ مِنَ النَّاسِ،
فَطَابَتْ نَفْسُهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَنْصُورَ فَجَهَّزَ جَيْشًا
إِلَى الْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ لِيَكْتَفِي شَرَّ
الشِّيعَةِ وَفَتْقَهُمْ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَذَّاءُ: أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ النَّاسَ
بِالسَّوَادِ، فَكُنْتُ أَرَاهُمْ يَصْبُغُونَ ثِيَابَهُمْ
بِالْمِدَادِ، يَعْنِي السُّوقَةَ، ثُمَّ جَعَلَ يَحْبِسُ أَوْ
يَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُهُ بِالْكَوْفَةِ. وَكَانَ ابْنُ مَاعِزٍ
الأَسَدِيُّ يُبَايِعُ لِإِبْرَاهِيمَ بِالْكَوْفَةِ سِرًّا. وَقَتَلَ
الْمَنْصُورُ جَمَاعَةً كَثِيرَةً عَسْفًا وَظُلْمًا. وَكَانَ
بِالْمَوْصِلِ أَلْفَا فَارِسٍ لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُمُ
الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا كَانُوا بَبَاخَمْرًا اعْتَرَضَ أَهْلُهَا
الْعَسْكَرَ، وَقَالُوا: لا نَدَعُكُمْ تُجَاوِزُونَا لِتَنْصُرُوا
أَبَا جَعْفَرٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَاتِلُوهُمْ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ
خَمْسُمِائَةٍ.
وَأَمَّا أَمِيرُ الْبَصْرَةِ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَتَهَاوَنَ
فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى عَجَزَ، وَاتَّسَعَ الْخَرْقُ،
فَبَقِيَ كُلَّمَا قِيلَ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ خَارِجٌ، لَمْ يُعَرِّجْ
عَلَى قَوْلِ أَحَدٍ، فَلَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ جَعَلَ أَصْحَابُهُ
يُنَادُونَ سُفْيَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ: اذْكُرْ بَيْعَتَكَ فِي دَارِ
الْمَخْزُومِيِّينَ، فَيُقَالُ: كَانَ مُدَاهِنًا لِإِبْرَاهِيمَ
مِمَّا فِي قَلْبِهِ عَلَى الْمَنْصُورِ.
وَكَانَ ظُهُورُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ فِي اللَّيْلِ،
فَصَارَ إِلَى مَقْبَرَةِ بَنِي يَشْكُرَ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ
فَارِسًا، وَقَدِمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو حَمَّادٍ الأَثْرَمُ فِي
أَلْفَيْنِ، فَنَزَلَ الرَّحْبَةَ، فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ شيء
أصاب دوابّ أولئك العسكر وأسلحتهم،
__________
[1] انظر الطبري 7/ 628.
(9/37)
فَتَقَوَّى بِهَا، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ
الصُّبْحَ فِي الْجَامِعِ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ سُفْيَانُ فِي دَارِ
الإِمَارَةِ، وَأَقْبَلَ الْخَلْقُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَيْنِ
نَاصِرٍ وَنَاظِرٍ: ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ بِالأَمَانِ،
وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ الدَّارَ، وَعَفَا عَنِ الْجُنْدِ، وَقَيَّدَ
سُفْيَانَ بِقَيْدٍ خَفِيفٍ، فَأَقْبَلَ لِحَرْبِهِ جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فِي سِتِّمِائَةٍ،
فَنَدَبَ إِبْرَاهِيمُ مَضَّاءَ بْنَ جَعْفَرٍ فِي خَمْسِينَ مِنْ
بَيْنِ فَارِسٍ وَرَاجِلٍ، فَهَزَمَهُمْ مَضَّاءٌ، وَجُرِحَ مُحَمَّدُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، وَوَجَدَ إِبْرَاهِيمُ فِي بَيْتِ الْمَالِ
سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَفَرَّقَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ
خَمْسِينَ خَمْسِينَ، وَجَهَّزَ الْمُغِيرَةَ فِي خَمْسِينَ مُقَاتِلا
إِلَى الأَهْوَازِ، فَقَدَّمَهَا وَقَدْ صَارَ مَعَهُ نَحْوُ
الْمِائَتَيْنِ. وَكَانَ عَلَى الأَهْوَازِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُصَيْنِ، فَالْتَقَى الْمُغِيرَةَ فَانْكَسَرَ ابْنُ الْحُصَيْنِ،
وَغَلَبَ الْمُغِيرَةُ عَلَى الأَهْوَازِ. ثُمَّ أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ
الْمَسِيرَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَبَعَثَ إِلَى فَارِسٍ عَمْرَو بْنَ
شَدَّادٍ، فَسَارَ إِلَيْهِ مِنْ رَامَهُرْمُزَ يَعْقُوبُ بْنُ
الْفَضْلِ، فَاتَّفَقَا وَغَلَبَا عَلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ، فَلَوْ
تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ لَتَمَّ لَهُ
الأَمْرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطٍ هَارُونَ بْنَ سَعْدٍ
الْعِجْلِيَّ عند ما قَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَسَارَ إِلَى
وَاسِطٍ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ عَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ
الْمُسْلِيَّ [1] فِي خَمْسَةِ آلافٍ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا حَرْبٌ
وَوَقْعَاتٌ. وَقَدْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ فِي
هَذِهِ الْكَائِنَةِ عَدَدٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ تَوَادَعَ الْفَرِيقَانِ
وَكَلُّوا، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ كَمَا سَيَأْتِي، سَارَ
هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ رَاجِعًا إِلَى الْبَصْرَةِ،
فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا، نَعَمْ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ
سَائِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ يُنْفِذُ عُمَّالَهُ إِلَى الْبِلادِ، حَتَّى
أَتَاهُ نَعْيُ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ، قَبْلَ الْعِيدِ
بِثَلاثٍ، فَفُتَّ فِي عَضُدِهِ وبُهِتَ لِذَلِكَ، وخرج يوم العيد إلى
الْمُصَلَّى فَصَلَّى بِالنَّاسِ، يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ
وَالانْكِسَارُ [2] .
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ
قال: ما أدري ما أصنع،
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 23 «المسلمي» ، والتصحيح من الطبري 7/ 637 وابن
الأثير 5/ 564.
[2] الطبري 7/ 638.
(9/38)
مَا فِي عَسْكَرِي إِلا أَلْفَا رَجُلٍ!
فَرَّقْتُ عَسَاكِرِي، مَعَ ابْنِي بِالرَّيِّ ثَلاثُونَ أَلْفًا،
وَمَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْعَثَ بِأَفْرِيقِيَّةَ أَرْبَعُونَ أَلْفًا،
وَمَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالْحِجَازِ سِتَّةُ آلافٍ، وَلَئِنْ
سَلِمْتُ مِنْ هَذِهِ لا يُفَارِقُنِي ثَلاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، ثُمَّ
لَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ عِيسَى مِنَ الْحِجَازِ
مَنْصُورًا، فَوَجَّهَهُ عَلَى النَّاسِ لِحَرْبِ إِبْرَاهِيمَ،
وَكَتَبَ إِلَى سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فَقَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ
الرَّيِّ.
قَالَ سَلْمٌ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ قَالَ لِي: خَرَجَ
ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، فَاعْمِدْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَلا يُرْعِبُكَ
جمعه فو الله إِنَّهُمَا جَمَلا بَنِي هَاشِمٍ الْمَقْتُولانِ
فَابْسُطْ يَدَكَ وَثِقْ [1] .
وَكَتَبَ سَلْمٌ إِلَى الْبَصْرَةِ يُلاطِفُهُمْ فَلَحِقَتْ بِهِ
بَاهِلَةُ، فَاسْتَحَثَّ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ لِيُجَهِّزَ خَازِمَ
بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى الأَهْوَازِ، فَسَارَ بِأَرْبَعَةِ آلافِ
فَارِسٍ، فَفَرَّ مِنْهُ الْمُغِيرَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَدَخَلَ
خَازِمٌ الأَهْوَازَ فَأَبَاحَهَا [2] ثَلاثًا، لِكَوْنِهِمْ نَزَعُوا
الطَّاعَةَ، وَمَكَثَ الْمَنْصُورُ لا يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ
نَيِّفًا وَخَمْسِينَ لَيْلَةً.
قَالَ حَجَّاجُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَلْمٍ: دَخَلْتُ عَلَى
الْمَنْصُورِ تِلْكَ الأَيَّامِ وَقَدْ جَاءَهُ فَتْقُ الْبَصْرَةِ
وَفَارِسَ وَوَاسِطَ وَالْمَدَائِنِ وَهُوَ مُطْرِقٌ يَتَمَثَّلُ:
وَنَصَّبْتُ نَفْسِي لِلرَّمَاحِ دَرِيَّةً [3] ... إِنَّ الرَّئِيسَ
لِمِثْلِ ذَاكَ [4] فَعُولُ
وَمَا أَظُنُّهُ يَقْدِرُ عَلَى السِّلاحِ، لِلْفُتُوقِ الْمُحِيطَةِ
بِهِ، وَلِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٍ يَنْتَظِرُونَ صَيْحَةً
فَيَثِبُونَ، فَوَجَدْتُهُ صَقْرًا أَحْوَذِيًّا مُشَمِّرًا، قَدْ
قَامَ إِلَى مَا نَزَلَ به من النوائب يمرسها ويعركها [5] .
__________
[1] الطبري 7/ 639.
[2] ناقصة من الأصل، والإضافة من الطبري 7/ 639.
[3] في نسخة القدسي 6/ 24 «دريئة» والتصحيح من الطبري 7/ 640.
[4] في الأصل: «ذلك» .
[5] الطبري 7/ 641.
(9/39)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ
الْمَدِينِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ إِلَى بِاخَمْرَا
فَعَسْكَرْنَا بِهَا، فَأَتَانَا لَيْلَةً، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا
نَطُوفُ فِي عَسْكَرِنَا، قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتِ طَنَابِيرَ [1]
وَغِنَاءً، فَرَجَعَ، ثُمَّ أَتَانِي لَيْلَةً أُخْرَى، فَانْطَلَقْنَا
فَسَمِعْنَا مِثْلَ ذَلِكَ فَرَجَعَ وَقَالَ: مَا أَطْمَعُ فِي نَصْرِ
عَسْكَرٍ فِيهِ مِثْلُ هَذَا [2] .
وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَحْصَى
دِيوَانَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِائَةُ أَلْفِ
مُقَاتِلٍ.
وَقَالَ آخَرُ: بَلْ كَانَ مَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ، وَهَذَا أشبه. وكان
مع عيسى ابن مُوسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى طَلائِعِهِ
حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَلاثَةِ آلافٍ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمَ فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَسْلُكَ غَيْرَ
الدَّرْبِ، فَيَبْغَتَ الكوفة، فقال: بل أبيّت عِيسَى.
وَعَنْ هُرَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّكَ غَيْرُ ظَاهِرٍ
عَلَى الْمَنْصُورِ حَتَّى تَأْتِي الْكُوفَةَ، فَإِنْ صَارَتْ لَكَ
بَعْدَ تَحَصُّنِهِ بِهَا، لَمْ تَقُمْ لَهُ بَعْدَهَا قَائِمَةٌ،
وَإِلا فَدَعْنِي أَسِيرُ إِلَيْهَا فَأَدْعُو إِلَيْكَ سِرًّا، ثُمَّ
أَجْهَرُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا دَاعِيًا أَجَابُوهُ، وَإِنْ
سَمِعَ الْمَنْصُورُ هَيْعَةً بِأَرْجَاءِ الْكُوفَةِ طَارَ إِلَى
حُلْوَانَ، فَقَالَ: لا نأمن أن تجيبك مِنْهُمْ طَائِفَةٌ فَتَطَأُ
خَيْلُ الْمَنْصُورِ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ [3] ، فَتَكُونُ [4] قَدْ
تَعَرَّضَتْ لِمَأْثَمٍ، فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ مِثْلِ
الْمَنْصُورِ، وَأَنْتَ تَتَوَقَّى قَتْلَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ!
أَلَيْسَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُوَجِّهُ السَّرِيَّةَ فَتُقَاتِلُ، فَيَكُونُ فِي ذَلِكَ
نَحْوُ مَا كَرِهْتَ! فَقَالَ: أُولَئِكَ مُشْرِكُونَ، وهؤلاء أهل
قبلتنا.
__________
[1] طنابير: مفردها طنبور، آلة موسيقية.
[2] الطبري 7/ 642.
[3] في نسخة القدسي 6/ 25 «تحيل» ، والتصحيح من الطبري 7/ 643.
[4] عند القدسي 6/ 25 «فنكون» والتصحيح من الطبري.
(9/40)
وَلَمَّا نَزَلَ «بَاخَمْرَا» كَتَبَ
إِلَيْهِ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّكَ قَدْ أَصْحَرْتَ وَمِثْلُكَ
أَنْفَسُ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ، فَخنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ
كُنْتَ لَمْ تَفْعَلْ، فَقَدْ أَعْرَى الْمَنْصُورُ عَسْكَرَهُ،
فَخِفَّ فِي طَائِفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ فَتَأْخُذُ بِقَفَاهُ،
فَعَرَضَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى قُوَّادِهِ فَقَالُوا: نُخَنْدِقُ
عَلَى نُفُوسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُونَ عَلَيْهِمْ! وَاللَّهِ لا
نَفْعَلُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَأْتِيهِ وَهُوَ فِي أيْدِينَا مَتَى
أَرَدْنَا؟ وَقَالَ آخَرُ: لَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ قُلْتُ
لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَتْ تَعْبِئَتُهُ
تَدَاعَى، فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ، فَإِنِ انْهَزَمَ كُرْدُوسٌ ثَبَتَ
كُرْدُوسٌ، فَتَنَادَى أَصْحَابُهُ: لا لا، إِلا تَعْبِئَةَ أَهْلِ
الشَّامِ وَقِتَالِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ
فِي سَبِيلِهِ صَفًّا 61: 4 [1] .
وَقَالَ آخَرُ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ مُصْبِحُوكَ
بِمَا يَسُدُّ عَلَيْكَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ فِي السِّلاحِ
وَالْكُرَاعِ، وَإِنَّمَا مَعَكَ [2] رِجَالٌ عُرَاةٌ، فَدَعْنَا
نُبَيِّتُهُمْ، فَقَالَ:
إِنِّي أَكْرَهُ الْقَتْلَ. فَقُلْتُ: تُرِيدُ الْمُلْكَ وَتَكْرَهُ
الْقَتْلَ! وَالْتَقَوْا «بِبَاخَمْرَا» ، وَهِيَ عَلَى يَوْمَيْنِ
مِنَ الْكُوفَةِ، فَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَالْتَحَمَ الْقِتَالُ،
فَانْهَزَمَ حميد ابن قَحْطَبَةَ، وَكَانَ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ،
فَانْهَزَمَ الْجَيْشُ، فَنَاشَدَهُمْ عِيسَى بْنُ مُوسَى اللَّهَ
تَعَالَى، وَمَرَّ النَّاسُ، فَثُبِتَ عِيسَى فِي مِائَةِ فَارِسٍ مِنْ
خَوَاصِّهِ، فَقِيلَ لَهُ:
لَوْ تَنَحَّيْتَ فَقَالَ: لا أَزُولُ حَتَّى أُقْتَلَ أَوْ أَفْتَحَ،
وَلا يُقَالُ انْهَزَمَ [3] .
وَعَنْ عِيسَى قَالَ: لَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ تَوْجِيهِي إِلَى
إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنَّ الْمُنَجِّمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ
لاقِيهِ، وَإِنَّ لَكَ جَوْلَةٌ، ثُمَّ يَفِيءُ [4] إِلَيْكَ
أَصْحَابُكَ، فَكَانَ كَمَا قَالَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا مَعِي
ثَلاثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ، فَقَالَ غُلامِي: عَلامَ تقف؟
__________
[1] قرآن كريم- سورة الصف- الآية 4.
[2] في نسخة القدسي 6/ 25 «فعل» والتصحيح من الطبري 7/ 644.
[3] الطبري 7/ 644 و 645.
[4] في الأصل «بقي» .
(9/41)
فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا يَنْظُرُ إِلَيَّ
أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِمًا، ثُمَّ كَانَ أَكْثَرُ مَا عِنْدِي أَنْ
أَقُولَ لِمَنْ مَرَّ بِي مِنَ الْمُنْهَزِمِينَ: أَقْرِئُوا أَهْلَ
بَيْتِي السَّلامَ، وَقُولُوا: إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِدَاءً أَفْدِيكُمْ
بِهِ أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وقد بذلتها لكم، فأنا لكذلك، إِذْ
عَمَدَ [1] ابْنَا سُلَيْمَانَ لِإِبْرَاهِيمَ فَخَرَجَا مِنْ
وَرَائِهِ، فَنَظَرَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا الْقِتَالُ مِنْ
وَرَائِهِمْ، فَكَرُّوا، فَرَكِبْنَا أَعْقَابَهُمْ، فَلَوْلا ابْنَا
سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لافْتَضَحْنَا، وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ
أَنَّ أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا، اعْتَرَضَ لَهُمْ نَهْرٌ دُونَ
ثِنْيَتَيْنِ عَالِيَتَيْنِ، فَحَالَتَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
الْفُرَاتِ، وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً، فَكَرُّوا رَاجِعِينَ
بِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْهَزَمَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ، فَثَبَتَ
هُوَ فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِمِائَةٍ. وَقِيلَ بَلْ ثَبَتَ فِي
سَبْعِينَ رَجُلا، ثُمَّ حَمَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي
طَائِفَةٍ مَعَهُ، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، حَتَّى إِنَّ
الْفَرِيقَيْنِ قَتَلُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَجَعَلَ حُمَيْدٌ
يَبْعَثُ بِالرُّءُوسِ إِلَى بَيْنِ يَدَيْ عِيسَى، وَثَبَتُوا
عَامَّةَ يَوْمِهِمْ يَقْتَتِلُونَ، إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمُ غَرْبٍ لا
يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَلْقِ إِبْرَاهِيمَ،
فَتَنَحَّى عَنْ مَوْقِفِهِ، فَأَنْزَلُوهُ، وَهُوَ يقول:
وَكانَ أَمْرُ الله قَدَراً مَقْدُوراً 33: 38 [2] ، أَرَدْنَا أَمْرًا
وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ
يَحْمُونَهُ، فَأَنْكَرَ حُمَيْدٌ اجْتِمَاعَهُمْ، وَأَمَرَ فَحَمَلُوا
عَلَيْهِ، فَقَاتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ يَكُونُ، حَتَّى انْفَرَجُوا
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَنَزَلَ أَصْحَابُ حُمَيْدٍ، فَاحْتَزُّوا رَأْسَ
إِبْرَاهِيمَ، وَأُتِيَ بِهِ عِيسَى، فَنَزَلَ وَسَجَدَ للَّه،
وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، وَذَلِكَ لِخَمْسِ بَقَيْنَ مِنْ
ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُمْرُهُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً [3] .
وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهِ قَبَاءٌ زَرَدٌ، فَآذَاهُ الْحَرُّ، فَحَلَّ
إِزَارَهُ، وَحَسَرَ عَنْ صَدْرِهِ، فَأَصَابَتْ صَدْرَهُ نَشَّابَةٌ،
فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ، وَكَرَّ رَاجِعًا، وَوَصَلَ أَوَائِلُ
الْمُنْهَزِمِينَ مِنْ عَسْكَرِ الْمَنْصُورِ إِلَى الْكُوفَةِ،
فَتَهَيَّأَ الْمَنْصُورُ لِلْهَرَبِ، وَأَعَدَّ النَّجَائِبَ
لِيَذْهَبَ إِلَى الرَّيِّ، فَيُقَالَ: إِنَّ نُوبِخْتَ الْمُنَجِّمَ
دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: الظفر لك،
__________
[1] في الأصل «صمد» .
[2] قرآن كريم- سورة الأحزاب- الآية 38.
[3] الطبري 7/ 646 و 647.
(9/42)
وَسَيُقْتَلُ إِبْرَاهِيمُ، فَلَمْ
يَقْبَلْ مِنْهُ، فَقَالَ: احبِسْنِي عِنْدَكَ، فَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ
إِبْرَاهِيمُ وَإِلا فَاقْتُلْنِي، فَبَاتَ طَائِرَ اللُّبِّ، فَلَمَّا
كَانَ الصَّبَاحُ أُتِيَ بِرَأْسِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَمَثَّلَ بَيْتَ
مُعَقِّرٍ الْبَارِقِيِّ:
فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ
عَيْنًا بِالإِيَّابِ الْمُسَافِرُ
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْعِيدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعًا، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ
الأَحْمَرُ وَعِيسَى بْنُ يونس وعبّاد بن العوام وهشيم ويزيد ابن
هَارُونَ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ
شُعْبَةُ، وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُجَاهِرُ فِي أَمْرِهِ وَيَأْمُرُ
بِالْخُرُوجِ.
وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ
بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ
إِلا ابْنَ عَوْنٍ.
وَحَدَّثَنِي مَيْسُورُ بْنُ بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْوَارِثِ
يَقُولُ: فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ فَقُلْنَا:
كَيْفَ ترى؟ قال: أرى أَنْ تَخْرُجُوا وَتُعِينُوهُ، فَأَتَيْنَا
هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ يُجِبْنَا بِشَيْءٍ،
فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَقَالَ: مَا أَرَى بَأْسًا
أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ مَنْزِلَهُ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ
قَاتَلَهُ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: ثنا خلاد بن يزيد الْبَاهِلِيُّ سَمِعَ
شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ:
بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: هِيَ وَقْعَةُ إِبْرَاهِيمَ،
وَهِيَ بِإِزَاءِ هَزَابَانَ دَاخِلَ الصَّحْرَاءِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ، هَرَبَ أَهْلُ
الْبَصْرَةِ بَحْرًا وَبَرًّا، وَاسْتَخْفَى النَّاسُ، وَقُتِلَ معه
بشير الرحّال الأمير، وجماعة كثيرة.
__________
[1] تاريخ خليفة 422.
(9/43)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمَّارٍ: خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ خَلْقٌ، وَجَمِيعُ أَهْلِ
وَاسِطٍ، وَابْنَا هُشَيْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الطَّحَّانُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ الْخَزَرِيَّةُ، وَهُمْ أَهْلُ صَحْرَاءِ
الْقُفْجَاقِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَقَتَلُوا بِأَرْمِينِيَّةَ
خَلْقًا كَثِيرًا وَسَبُوا الْحَرِيمَ.
(9/44)
سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ،
وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ
الْمَدَنِيِّ. وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ بِخُلْفٍ. وَسِنَانٌ
الرُّهَاوِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد ابن أَبِي هِنْدَ
الْمَدَنِيُّ. وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ
الْكَلْبِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ.
وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَلَى الصَّحِيحِ. وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الرُّهَاوِيُّ.
وَفِي صَفَرٍ مِنْهَا، تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ،
فَنَزَلَ بِبَغْدَادَ قَبْلَ اسْتِتْمَامِ بِنَائِهَا. وَكَانَ خَالِدُ
بْنُ بَرْمَكٍ مِمَّنْ أَشَارَ عَلَيْهِ بِإِنْشَائِهَا، وَنَقَلَ
إِلَيْهَا خَمْسَةَ أَبْوَابٍ كَانَتْ عَلَى وَاسِطٍ، عَظِيمَةً،
فَعَمِلَ لِبَغْدَادَ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّ بَابٍ دَاخِلُهُ
بَابٌ آخَرُ. وَبُنِيَتْ مُسْتَدِيرَةً، وَأُنْشِئَتْ دَارُ
الإِمَارَةِ فِي وَسَطِهَا، وَعَمِلُوا لَهَا سُورَيْنِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ هُوَ الَّذِي اخْتَطَّ
جَامِعَهَا، فَقِيلَ: إِنَّ قِبْلَتَهَا مُنْحَرِفَةً، وَكَانَ لا
يَدْخُلُ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ رَاكِبًا، فَشَكَا إِلَى الْمَنْصُورِ
عَمَّهُ عيسى ابن عَلِيٍّ أَنَّ الْمَشْيَ يَشُقُّ عَلَيْهِ، فَلَمْ
يَأْذَنْ لَهُ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَمَرَ الْمَنْصُورُ بِإِخْرَاجِ
الأَسْوَاقِ مِنَ الْمَدِينَةِ خَوْفًا مِنْ مَبِيتِ صَاحِبٍ خَبَرٍ
بِهَا، فَبُنِيَتِ الْكَرْخُ وَبَابُ الْمُحَوَّلِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَظَهَرَ شُحُّ الْمَنْصُورِ فِي بِنَاءِ بَغْدَادَ، وَبَالَغَ فِي
الْمُحَاسَبَةِ،
(9/45)
حَتَّى قَالَ خَالِدُ بْنُ الصَّلْتِ-
وَكَانَ عَلَى بِنَاءِ رَبْعٍ مِنْ بَغْدَادَ-: رَفَعْتُ إِلَيْهِ
الْحِسَابَ فبقيت عليّ خمسة عشر درهما فحبسني حَتَّى أَدَّيْتُهَا.
فَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ أَنَّ
الْمَنْصُورَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بِالْمَدِينَةِ،
طَافَ بِهِ، فَأَعْجَبَهُ، لَكِنَّهُ اسْتَكْثَرَ النَّفَقَةَ، فَقَالَ
لِي: أَحْضِرْ بَنَّاءً فَارِهًا، فَأَحْضَرْتُ بَنَّاءً فَقَالَ:
كَيْفَ عَمِلْتَ لَنَا فِي هَذَا الْقَصْرِ؟ وَكَمْ أَخَذْتَ لِكُلِّ
أَلْفِ آجُرَّةِ؟ فَبَقِيَ الْبَنَّاءُ لا يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّ
عَلَيْهِ مَخَافَةَ الْمُسَيِّبِ الَّذِي كَانَ عَلَى الْعَمَلِ،
فَقَالَ: مَالَكَ سَاكِتٌ؟ قَالَ: لا عِلْمَ لِي، قَالَ: وَيْحَكَ قُلْ
وَأَنْتَ آمِنٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلا أَدْرِيهِ،
فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: تَعَالَ لا علّمك اللَّهُ خَيْرًا،
وَأَدْخَلَهُ الْحُجْرَةَ الَّتِي اسْتَحْسَنَهَا، وَقَالَ: ابْنِ لِي
طَاقًا يَكُونُ شَبِيهًا بِالْبَيْتِ لا تَدْخُلُ فِيهِ خَشَبًا،
قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْبَنَّاءِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يُحْصِي
جَمِيعَ مَا يَدْخُلُ فِي الطَّاقِ مِنَ الآجُرِّ وَالْحَصَى، فَفَرَغَ
فِي يَوْمَيْنِ، وَدَعَا الْمُسَيِّبَ فَقَالَ:
ادْفَعْ إِلَيْهِ أَجْرَهُ عَلَى حِسَابِ مَا عَمِلَ مَعَكَ،
فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، فَاسْتَكْثَرَ ذَلِكَ الْمَنْصُورُ،
فَقَالَ: لا أَرْضَى بِذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَقَصَهُ
دِرْهَمًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ الْوُكَلاءَ وَالْمُسَيِّبُ بِحِسَابِ
مَا أَنْفَقُوا عَلَى نِسْبَةِ ذَلِكَ، حَتَّى فَضَّلَ عَلَى
الْمُسَيِّبِ سِتَّةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، فَانْظُرْ
إِلَى هَذَا الْبُخْلِ وَالْحِرْصِ مِنْ مَلِكِ الدُّنْيَا فِي
زَمَانِهِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ
وَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فِيهَا غَزَوْتُ قُبْرُسَ [1] مَعَ
العباس بن سفيان الخثعميّ، والله أعلم.
__________
[1] في الأصل (قبرص) .
(9/46)
سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَحَبِيبُ
بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ، وسليمان ابن سُلَيْمٍ قَاضِي حِمْصٍ،
وَالصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ الْكُوفِيُّ، وَطَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى
التَّيْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ فِي
قَوْلٍ، وَعَمُّ الْمَنْصُورِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مَهْرَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
عُمَر بْن عَبْد العزيز، وعبيد الله ابن عُمَرَ الْعُمَرِيُّ،
وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ
الأَزْدِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوِيلٍ،
وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ
يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ أَخُو
جَرِيرٍ.
وَفِيهَا بَدَّعَتِ التُّرْكُ بِنَاحِيَةِ أَرْمِينِيَّةِ، وَقَتَلُوا
أُمَمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَدَخَلُوا تَفْلِيسَ [1] ، وَكَانَ
حَرْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوُنْدِيُّ [2] الَّذِي تُنْسَبُ
إِلَيْهِ الْحَرْبِيَّةُ مِنْ بَغْدَادَ، مُقِيمًا بِالْمَوْصِلِ فِي
أَلْفَيْنِ، لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ بِالْجَزِيرَةِ، وَكَانَ
الْمَنْصُورُ قَدْ وَجَّهَ إِلَى الْمَوْصِلِ جِبْرِيلَ بْنَ يَحْيَى
فِي عَسْكَرٍ، فَانْضَمُّوا كُلُّهُمْ وَقَصَدُوا التُّرْكَ
فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ جِبْرِيلُ، وقتل حرب [3] .
__________
[1] بفتح التاء أو كسرها. هي قصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب
بأرمينية الأولى (ياقوت 2/ 35)
[2] في نسخة القدسي 6/ 29 «الريوندي» والتصحيح من الطبري 8/ 7.
[3] الطبري 8/ 7، ابن الأثير 5/ 577.
(9/47)
وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
النَّوْفَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْمَنْصُورَ حَجَّ سَنَةَ سَبْعٍ
وَأَرْبَعِينَ [1] .
وَعَزَلَ عَنِ الْكُوفَةِ عِيسَى بْنَ مُوسَى، وَطَلَبَهُ إِلَى بغداد،
فدفع إليه عبد الله ابن عَلِيٍّ سِرًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عِيسَى،
إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يُزِيلَ النِّعْمَةَ عَنِّي وَعَنْكَ،
وَأَنْتَ وَلِيُّ عَهْدِي بَعْدَ الْمَهْدِيِّ، وَالْخِلافَةُ
صَائِرَةٌ إليك، فخذ، وَاقْتُلْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخُورَ أَوْ
تَضْعُفَ، وَسَلِّمْهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ
مِنْ طُرُقِ الْحَجِّ يَسْأَلُهُ: مَا فَعَلْتَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
قَدْ أَنْفَذْتَ مَا أَمَرْتَ بِهِ، فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ قَتَلَهُ،
وَكَانَ عِيسَى قَدْ سَتَرَهُ عِنْدَهُ، وَدَعَا كَاتِبَهُ يُونُسَ
بْنَ فَرْوَةَ فَقَالَ: مَا تَرَى؟
قَالَ: أَمَرَكَ بِقَتْلِهِ سِرًّا، وَيَدَّعِيهِ عَلَيْكَ عَلانِيَةً،
ثُمَّ يُقَيِّدُكَ بِهِ. قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ؟ قَالَ: أُستُرْهُ
وَاخْفِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَنْصُورَ دَسَّ إِلَى عُمُومَتِهِ مَنْ
يُحَرِّكُهُمْ عَلَى مَسْأَلَةِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ،
فَكَلَّمُوا الْمَنُصوَر، فَقَالَ: عَلَيَّ بِعِيسَى، فَأَتَاهُ،
فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي دَفَعْتُ إِلَيْكَ عَمِّي لِيَكُونَ فِي
مَنْزِلِكَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: قَدْ كَلَّمَنِي فِيهِ
أَعْمَامِي، فَرَأَيْتُ الصَّفْحَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَوَ لَمْ
تَأْمُرْنِي بِقَتْلِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: قَدْ أَمَرْتَنِي
بِقَتْلِهِ!. قَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ لِعُمُومَتِهِ:
إِنَّ هَذَا قَدْ أَقَرَّ لَكُمْ بِقَتْلِ أَخِيكُمْ، قَالُوا:
فَادْفَعْهُ إِلَيْنَا نَقْتُلُهُ بِهِ، قَالَ: فَشَأْنُكُمْ بِهِ،
فَأَخْرَجُوهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَشَهَرَ
الأَمْرُ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ وَشَهَرَ سَيْفَهُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى:
أَفَاعِلٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لا تَعْجَلُوا، ثُمَّ أَحْضَرَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ وَقَالَ لِلْمَنْصُورِ: شَأْنُكَ
بِعَمِّكَ، قَالَ: فَأَدْخِلُوهُ حَتَّى أَرَى فِيهِ رَأْيِي،
فَجَعَلَهُ فِي بَيْتٍ، ثُمَّ كَانَ أَمْرُهُ مَا كان [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 424. الطبري. ابن الأثير 5/ 583.
[2] الطبري 8/ 7- 9.
(9/48)
وَفِيهَا خَلَعَ الْمَنْصُورُ قَبْلَ
ذَلِكَ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَهُ عِيسَى بْنَ مُوسَى، الَّذِي
حَارَبَ لَهُ الأَخَوَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدًا، وَظَفَرَ
بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ الْمَنْصُورِ بِهِمَّةِ عِيسَى،
فَكَافَأَهُ وَخَلَعَهُ مُكْرَهًا مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَقَدَّمَ
عَلَيْهِ وَلَدَهُ الْمَهْدِيَّ، فَقِيلَ إِنَّهُ أَرْضَى عِيسَى
بِأَنْ جَعَلَهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ بَعْدَ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ.
وَكَانَ السَّفَّاحُ لَمَّا احْتَضَرَ جَعَلَ الْخِلافَةَ
لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ بَعْدَهُ لِعِيسَى، وَقَدْ لاطَفَهُ
الْمَنْصُورُ، وَكَلَّمَهُ بِأَلْيَنِ الْكَلامِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ بِالأَيْمَانِ وَالْعُهُودِ
وَالْمَوَاثِيقِ الَّتِي عَلَيَّ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا
رَأَى الْمَنْصُورُ امْتِنَاعَهُ تَغَيَّرَ لَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ،
وَجَعَلَ يُقَدِّمُ الْمَهْدِيَّ عَلَيْهِ فِي الْمَجَالِسِ، ثُمَّ
شَرَعَ الْمَنْصُورُ يَدُسُّ مَنْ يَحْفُرُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ
لِيَسْقُطَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَحَفَّظُ وَيَتَمَارَضُ.
وَقِيلَ: بَلْ سَقَاهُ الْمَنْصُورُ فَاسْتَأْذَنَ فِي الذَّهَابِ
إِلَى الْكُوفَةِ لِيَتَدَاوَى، وَكَانَ الَّذِي جَرَّأَهُ عَلَى
ذَلِكَ طَبِيبُهُ بَخْتَيَشُوعُ، وَقَالَ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَجْسُرُ
عَلَى مُعَالَجَتِكَ، وَمَا آمَنُ عَلَى نَفْسِي، فَأَذِنَ لَهُ
الْمَنْصُورُ، وَبَلَغَتِ الْعِلَّةُ مِنْ عِيسَى كُلَّ مَبْلَغٍ،
حَتَّى تَمَعَّطَ شَعْرُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَصَلَ مِنْ عِلَّتِهِ،
ثُمَّ سَعَى مُوسَى وَلَدُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِي أَنْ يُطِيعَ
أَبُوهُ الْمَنْصُورَ، خَوْفًا عَلَيْهِ مِنْهُ وَعَلَى نَفْسِهِ،
وَدَبَّرَ حِيلَةً أَوْحَاهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: مُرْ
بِخَنْقِي قُدَّامَ أَبِي إِنْ لَمْ يَخْلَعْ نَفْسَهُ، قَالَ:
فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ مَنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَصَاحَ أَبُوهُ
وَأَذْعَنَ بِخَلْعِ نَفْسِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ يَدِي بِالْبَيْعَةِ
لِلْمَهْدِيِّ، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ نُسْوَانِي طَوَالِقُ، وَعَبِيدِي
أَحْرَارٌ، وَمَا أَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لما أراد البيعة لِلْمَهْدِيِّ
بِالْعَهْدِ، تَكَلَّمَ الْجُنْدُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ عِيسَى إِذَا
رَكِبَ يُسْمِعُونَهُ مَا يَكْرَهُ، فَشَكَاهُمْ إِلَى الْمَنْصُورِ،
فَلَمْ يَمْنَعْ فِي الْبَاطِنِ، وَمَنَعَ فِي الظَّاهِرِ،
فَأَسْرَفُوا، حَتَّى خَلَعَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ مَضَى إِلَيْهِ فِي ثَلاثِينَ
نَفْسًا بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ،
(9/49)
فَامْتَنَعَ، فَجَاءَ خَالِدٌ وَقَالَ:
قَدْ خَلَعَ نَفْسَهُ، وَاسْتَشْهَدَ أُولَئِكَ الثَّلاثِينَ،
فَشَهِدُوا عَلَيْهِ [1] .
وَقِيلَ: بَلْ بَذَلَ لَهُ الْمَنْصُورُ عَلَى خَلْعِ نَفْسِهِ
خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ حَتَّى فَعَلَ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ مُحَمَّدَ بْنَ السَّفَّاحِ عَلَى
الْبَصْرَةِ، فَاسْتَعْفَى مِنْهَا، فأعفاه، وانصرف إلى بغداد فمات بها
[2] .
__________
[1] الطبري 8/ 9- 20.
[2] الطبري 8/ 25، ابن الأثير 5/ 582.
(9/50)
سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، وَسُلَيْمَانُ
الأَعْمَشُ، وَشِبْلُ بْنُ عباد مقريء مَكَّةَ، وَزَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ
بِمِصْرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، وَعَبْدُ
الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَحْصُبِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ
الْمِصْرِيُّ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ
الْمَدِينِيُّ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ
الْفَقِيهُ، وَنُعَيْمُ ابْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو
زُرْعَةَ يَحْيَى السَّيْبَانِيُّ [1] .
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَتَوَجَّهَ
حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ إِلَى ثَغْرِ أَرْمِينِيَّةَ، فَلَمْ يَلْقَ
بَأْسًا، وَتَوَطَّدَتِ الْمَمَالِكُ لِلْمَنْصُورِ، وَعَظُمَتْ
هَيْبَتُهُ فِي النُّفُوسِ، وَدَانَتْ لَهُ الأَمْصَارُ، وَلَمْ يَبْقَ
خَارِجًا عَنْهُ سِوَى جَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ فَقَطْ، فَإِنَّهَا
غَلَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ
الْمَرْوَانِيُّ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَلَّقَبَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
بَلْ بالأمير فقط، وكذلك بنوه.
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 31 «الشيبانيّ» والتصحيح من ابن الأثير 5/ 589
«سيبان: بطن من حمير» .
(9/51)
سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ بِخُلْفٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي زَائِدَةَ في قول، وسلم ابن قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ
الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَزِيدَ
الْجُذَامِيُّ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ،
وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ
الْخُزَاعِيُّ الْقَائِدُ، وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو جَنَابٍ
الْكَلْبِيُّ بِخَلَفٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ
الْمِصْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَرْضَ الرُّومِ، وَمَعَهُ
الْحَسَنُ بْنُ قحطبة، ومحمد ابن الأشعث، فمات محمد في الطَّرِيقِ.
وَفِيهَا تَكَمَّلَ بِنَاءُ مَدِينَةِ بَغْدَادَ وَخَنْدَقِهَا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الإِمَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَوَلِيَ
مَكَّةَ، وَصَرَفَ عَنْهَا عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ.
(9/52)
سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ
فِي قَوْلٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ المنصور ابن أَبِي جَعْفَرٍ، وَفَقِيهُ
مَكَّةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، وعبيد
الله ابن أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ
بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ بِخُلْفٍ، وَعُمَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ
الإِمَامُ، وَأَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ أُسْتَاذِسِيسَ فِي جُمُوعِ أَهْلِ هَرَاةَ
وَسِجِسْتَانَ وَبَاذَغِيسَ [1] ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ جَيْشٌ لَمْ
يُسْمَعْ بِمِثْلِه قَطُّ، حَتَّى قِيلَ: كَانَ فِي نَحْوٍ مِنْ
ثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَغَلَبَ عَلَى عَامَّةِ خُرَاسَانَ،
وَاسْتَفْحَلَ الْبَلاءُ، فَخَرَجَ لِقِتَالِهِمُ الأَجْثَمُ
المروروذيّ بأهل مروالرّوذ، فاقتتلوا أشد قتال، فَقُتِلَ الأَجْثَمُ،
وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جَيْشِهِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ خَازِمَ بْنَ
خُزَيْمَةَ إِلَى ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ، فَوَلاهُ الْمَهْدِيُّ
مُحَارَبَتِهِمْ، فَسَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى
مَيْمَنَتِهِ الْهَيْثَمَ بْنَ شُعْبَةَ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ نَهَارَ
بْنَ حُصَيْنٍ، وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ بَكَّارَ بْنَ سَلْمٍ
الْعُقَيْلِيَّ، ثُمَّ خَنْدَقَ عَلَى عَسْكَرِهِ وَالْتَقَى
الْجَمْعَانِ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ إِلَى
أَنْ نَزَلَ النَّصْرُ، فَهَزَمَهُمُ الْمُسْلِمُونَ بِخَدِيعَةٍ
عَمِلُوهَا، وكثر القتل في جيش
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 32 «بازغيس» بالزين، والتصحيح عن ياقوت 1/ 318،
وهي بفتح الذال وكسر الغين المعجمة، ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة
ومروالروذ.
(9/53)
أُسَتَاذِسِيسَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ
سَبْعُونَ أَلْفًا، وَأُسِرَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَهَرَبَ
أُسْتَاذِسِيسُ إِلَى جَبَلٍ فِي طَائِفَةٍ، ثُمَّ ضُرِبَتْ أَعْنَاقُ
الأَسْرَى كُلِّهِمْ، وَحَاصَرُوا أُسْتَاذِسِيسَ وَأَصْحَابَهُ،
حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ أَبِي عَوْنٍ أَحَدِ الْقُوَّادِ،
فَحَكَمَ بِتَقْيِيدِ أُسْتَاذِسِيسَ وَأَوْلادِهِ، وَأَنْ يُطْلِقَ
الْبَاقُونَ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ ألفا، فكساهم ومن عليهم [1]
.
وقيل: كانت الوقعة فِي عَامِ أَحَدٍ وَخَمْسِينَ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَنِ
الْمَدِينَةِ وَوَلَّى الْحَسَنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ. وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ علي [2] فاللَّه أعلم.
__________
[1] الطبري 8/ 29- 31، ابن الأثير 5/ 591- 593.
[2] الطبري 8/ 32، ابن الأثير 5/ 593 و 594.
(9/54)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى
الْحُرُوفِ
حَرْفُ الألف
أبان بن تغلب [1]- م 4- أَبُو سَعْدٍ- وَقِيلَ أَبُو أُمَيَّةَ-
الرِّبْعِيُّ الْكُوفِيّ المقرئ الشيعي.
رَوَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ
وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ إِدْرِيسَ وشعبة وسفيان ابن عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَقَدْ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرَضًا عَنْ عَاصِمٍ وَطَلْحَةَ بْنِ
مُصَرِّفٍ وَتَلَقَّى مِنَ الأَعْمَشِ.
وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ
مُوَثَّق لَكِنَّهُ يَتَشَيَّعُ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ البصري [2]- د- الزاهد أبو إسماعيل بن
فيروز.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 396. مشاهير علماء الأمصار 164، ميزان الاعتدال
1/ 5، التاريخ الكبير 1/ 453، تهذيب التهذيب 1/ 93، تقريب التهذيب 1/
30، البداية والنهاية 10/ 77، شذرات الذهب 1/ 210. خلاصة التذهيب 14،
المعرفة والتاريخ 2/ 647، طبقات خليفة رقم 166.
الكامل في التاريخ 5/ 508، الوافي بالوفيات 5/ 300 رقم 2359، سير أعلام
النبلاء 6/ 308 رقم 131 شذرات الذهب 1/ 210.
[2] الجرح 2/ 295، تهذيب التهذيب 1/ 97، التقريب 1/ 31، الميزان 1/ 15،
المجروحين 1/ 96، خلاصة تذهيب 15، التاريخ الكبير 1/ 454، الضعفاء
الصغير للبخاريّ 20، الضعفاء والمتروكين للنسائي 14، المعرفة والتاريخ
1/ 346، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 3625. طبقات خليفة 166
(9/55)
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ
النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَخُلَيْدٍ الْعَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ وَيَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي
كِتَابِ الْمِيزَانِ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ شُعْبَةُ: رِدَائِي وَحِمَارِي فِي
الْمِسْكِينِ [1] صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبَانُ بْنُ أَبِي
عَيَّاشٍ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ لَهُ: فَلِمَ سَمِعْت
مِنْهُ؟
قَالَ: وَمَنْ يَصْبِرْ عَنْ ذَا الْحَدِيثِ! يَعْنِي حَدِيثَهُ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ فِي الْقُنُوتِ، وَقَدْ رَوَاهُ خَلادُ
بْنُ يَحْيَى عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ
فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ. وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لأَنْ
أَشْرَبَ مِنْ بَوْلِ حِمَارِي حَتَّى أُرْوَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ
أَنْ أَقُولَ: حدّثني أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ
أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِي عَنْ يَزِيدَ
الرَّقَاشِيِّ.
قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: ذَكَرْتُ هَذَا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
فَقَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ هَذَا فِي أَبَانٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: إِنَّمَا تَرَكْتُ أَبَانَ لِأَنَّهُ
رَوَى عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا، فَقُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: وَهَلْ يَرْوِي أَنَسٌ إِلا عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ
عَبَّادٍ: أَتَيْتُ شُعْبَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَسْطَامٍ تُمْسِكُ
عن أبان!
__________
[1] في ميزان الاعتدال 1/ 15 «المساكين» .
(9/56)
فَقَالَ: مَا أَرَى السُّكُوتَ يَسَعُنِي.
وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: مَا بَلَغَنِي حَدِيثٌ
لِلْحَسَنِ إِلا أَتَيْتُ بِهِ أَبَانَ ابْنَ أَبِي عَيَّاشٍ،
فَقَرَأَهُ عَلَيَّ.
قَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وابن مهدي لا يحدّثان عَنْ أَبَانِ
بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَدَّانِ [1] الْعُذْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ.
وعنه الوليد بْن مسلم ومحمد بْن شعيب.
قَالَ الْوَلِيدُ: كَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا أُصِيبَ أَهْلُ دِمَشْقَ بِأَعْظَمِ مِنْ
مُصِيبَتِهِمْ بِهِ وَبِأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَان الأَفْطَسُ الدِّمَشْقِيُّ [2]- ت ق-
ثِقَةٌ صَدُوقٌ.
عَنْ مَكْحُولٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَمُحَمَّدُ
بْنُ سُمَيْعٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
__________
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 72 وفيه «بن جدار» .
[2] الجرح 2/ 102، تهذيب التهذيب 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 36، التاريخ
الكبير 1/ 289، تهذيب ابن عساكر 2/ 216، خلاصة التذهيب 18، تاريخ أبي
ذرعة 1/ 74 و 401. المعرفة والتاريخ 1/ 336 و 2/ 396.
(9/57)
إِبْرَاهِيمُ [1] بْنُ شُعَيْبٍ [2]
الْمَدَنِيُّ.
عَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَالْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قال ابن معين ليس بشيء.
وذكره الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: ابْنُ شُعَيْبٍ بِمُوَحَّدَةٍ
وَالصَّوَابُ بِمُثَلَّثَةٍ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ [3]- م د ن ق- أَخُو مُوسَى
وَمُحَمَّدٌ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَكُرَيْبٍ.
وعنه السفيانان وابن المبارك.
وثقه النسائي. قال علي بن المديني: له عشرة أحاديث.
إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي [4] .
عن حطان الرقاشي وأبي مجلز وعكرمة.
وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويزيد بن زريع وابن المبارك.
__________
[1] الجرح 2/ 105، التاريخ الكبير 1/ 292، ميزان الاعتدال 1/ 37، لسان
الميزان 1/ 67.
[2] وقيل «شعيث» . انظر: الجرح والتعديل، والتاريخ الكبير.
[3] الجرح 2/ 117، تهذيب التهذيب 1/ 145، تقريب التهذيب 1/ 39، التاريخ
الكبير 1/ 305، خلاصة التذهيب 20.
[4] الجرح 2/ 120، طبقات ابن سعد 7/ 261 وفيه «أبو مروان» بدلا من «أبو
هارون» وهو خطأ، ميزان الاعتدال 1/ 49، التاريخ الكبير 1/ 307، لسان 1/
83، التاريخ لابن معين 2/ 12 رقم 3702، المعرفة والتاريخ 3/ 231.
(9/58)
وثقه أبو زرعة.
وقال أبو حاتم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الصِّدْقِ أَقْرَبُ.
ابْنُ هَرْمَةَ [1] ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ
عَامِرٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الشَّاعِرُ الْبَلِيغُ الْمَعْرُوفُ
بِابْنِ هِرْمَةَ أَبُو إِسْحَاقَ.
كَانَ مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا
جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعا إلى الطالبيّين.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مُقَدَّمٌ فِي شُعَرَاءِ
الْمُحْدَثِينَ، قدّمه بعضهم على بشّار ابن بُرْدٍ وَعَلَى أَبِي
نُوَاسٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ
فَقَصَدْتُ مَنْزِلَ ابْنِ هَرْمَةَ فَإِذَا بُنَيَّةٌ لَهُ صَغِيرَةٌ
تَلْعَبُ بِالطِّينِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ أَبُوكِ؟ قَالَتْ:
وَفَدَ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَمَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ مُنْذُ
مُدَّةٍ، فَقُلْتُ: انْحَرِي لِي نَاقَةً فَأَنَا ضَيْفُكِ.
قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَشَاةً، قَالَتْ:
وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَدَجَاجَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا
عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَهَاتِي بَيْضَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا
عِنْدَنَا، قُلْتُ:
فَبَطُلَ مَا قَالَ أبوك:
كم ناقة قد وجاءت مِنْحَرَهَا ... بِمُسْتَهَلِّ الشُّؤْبُوبِ أَوْ
حَمَلِ
قَالَتْ: فَذَاكَ الْفِعْلُ مِنْ أَبِي هُوَ الَّذِي أَصَارَنَا إِلَى
أن ليس عندنا شيء، وتمام الشعر:
__________
[1] ترجمته في: الأغاني 4/ 367- 397. الشعر والشعراء لابن قتيبة 639.
تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 2/ 237- 245. نسب قريش 446، البيان
والتبيين 1/ 111 و 168 و 224 و 3/ 205، 261 و 372، طبقات الشعراء 20،
البداية والنهاية 10/ 169، سير أعلام النبلاء 2/ 207، خزانة الأدب 1/
244، النجوم الزاهرة 2/ 84، تاريخ بغداد 6/ 127، الوافي بالوفيات 6/ 9
رقم 2502.
(9/59)
لا أُمْتِعُ الْعُوذَ [1] بِالْفِصَالِ
وَلا ... أَبْتَاعُ إِلا قَصِيرَةَ [2] الأَجَلِ
إِنِّي إِذَا مَا الْبَخِيلُ أَمَّنَهَا [3] ... بَاتَتْ ضَمُورًا
مِنِّي عَلَى وَجَلِ
قَالَ الْغِلابِيُّ: أَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ
هَرْمَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَمَدَحَهُ، فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلافِ
دِرْهَمٍ وَقَالَ: يَا بْنَ هَرْمَةَ إِنَّ الزَّمَانَ ضَيَّقَ
بِأَهْلِهِ، فَاشْتَرِ بِهَذِهِ إِبِلا عَوَامِلَ، وَإِيَّاكَ أَنْ
تَقُولَ: كُلَّمَا مَدَحْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطَانِي
مِثْلَهَا، هَيْهَاتَ وَالْعَوْدُ إِلَى مِثْلِهَا.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
وَلِلنَّفْسِ تَارَاتٌ يُحَلُّ بِهَا الْعُرَى ... وَتَسْخُو عَنِ
الْمَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا فَنَفْعُهُ ... أَقَلُّ إِذَا
انْضَمَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ
لِأَيَّةِ حَالٍ يَمْنَعُ الْمَرْءُ مَالَهُ ... غَدًا، فَغَدًا
وَالْمَوْتُ غَادٍ وَرَائِحُ
وَلَهُ:
كَأَنَّ عَيْنَيَّ [4] إِذَا وَلَّتْ حُمُولُهُمْ ... عَنَّا جَنَاحَا
حَمَامٍ صَادَفَتْ مَطَرَا
أَوْ لُؤْلُؤٌ سِلْسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ ... خَرْقَاءَ نَازَعَهَا
الْوِلْدَانُ فَانْتَثَرَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ [5]- خ م- ابن الأجدع،
ابن ابن أخي
__________
[1] في الأصل، وفي نسخة القدسي 6/ 35 «أمنع العون» . والتصحيح من: عيون
الأخبار، وأمالي القالي، والأغاني. والعوذ: الحديثات النتاج من الظباء
والإبل والخيل، واحدتها: عائذ، مثل حائل وحول. والفصال: جمع فصيل وهو
ولد الناقة إذا فصل عن أمه. يريد أنه لكرمه لا يمتّع العوذ بأولادها بل
يذبحها لضيوفه الكثيرين. (أمالي القالي 3/ 110 طبعة دار الكتب المصرية
عيون الأخبار 3/ 249، الأغاني 5/ 259) .
[2] وقيل «قريبة» .
[3] في نسخة القدسي «آمنها» والتصحيح من الأغاني وأمالي القالي.
[4] في تهذيب ابن عساكر 2/ 245 «عيسى» .
[5] الجرح 2/ 124. تهذيب التهذيب 1/ 157، التقريب 1/ 42، التاريخ
الكبير 1/ 320. المشاهير 164، الوافي بالوفيات 6/ 103، الخلاصة 21،
المعرفة والتاريخ 3/ 98، تاريخ أبي زرعة 1/ 654
(9/60)
مَسْرُوقٍ الْكُوفِيُّ. ثِقَةٌ زَاهِدٌ
جَلِيلٌ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ رَأَيْنَاهُ
بِالْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الهجريّ الكوفي [1]- ق- أبو إسحاق.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونَ أَبُو إِسْحَاقَ النَّحَّاسُ الْخَيَّاطُ
[2] .
عَنْ أَبِيهِ وَعُرْوَةُ بْنُ فَائِدٍ وَسَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرْقُسِيّ [3]- ت ق- مَوْلَى عُمَرَ بن
عبد العزيز ويعرف بِالْخُوزِيِّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ سَكَنَ شِعْبَ
الْخُوزِ بِمَكَّةَ، فنسب إليه.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 108، التاريخ لابن معين 2/ 13 و 14 رقم 1322.
الجرح والتعديل 2/ 131 رقم 417، ميزان الاعتدال 1/ 65 رقم 216، تهذيب
التهذيب 1/ 164 رقم 296. التقريب 1/ 43 رقم 281.
[2] الجرح 2/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 173، التاريخ الكبير 1/ 325،
التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 4770.
[3] تهذيب التهذيب 1/ 179 و 180. التقريب 1/ 46. ميزان الاعتدال 1/ 75.
الوافي 6/ 169.
(9/61)
رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُحَمَّدِ
بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وعنه وكيع وزيد بن الحباب وعبد الرزاق.
وهو ضعيف. توفي سنة خمسين ومائة.
وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين.
قال سفيان بن عبد الملك المروزي: سألت ابن المبارك عَنْ حَدِيثٍ
لِإِبْرَاهِيمَ الْخُوزِيِّ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لا
يُحَدِّثَانِ عَنْهُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
أَبْيَنُ بْنُ سُفْيَانَ [1] .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي حَازِمٍ وَضِرَارِ بْنِ
عَمْرٍو.
وَعَنْهُ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ
الشَّامِيُّ وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ كُلُّهُ.
قُلْتُ [2] : (أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ) إِنْسَانٌ آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ
هَذَا. يَرْوِي عَنْ
__________
[ () ] المجروحين 1/ 100. الخلاصة 23. المعرفة والتاريخ 3/ 42. التاريخ
لابن معين 2/ 18 رقم 463. طبقات ابن سعد 5/ 363.
[1] لسان الميزان 1/ 129.
[2] لسان الميزان 1/ 21.
(9/62)
فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ضَعِيفٌ أَيْضًا.
أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجَيَّةَ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ
[1]- 4- يُقَالُ اسْمُهُ يَحْيَى.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَيَزِيدَ
بْنِ الأَصَمِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ وَشُعْبَةُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهٍر وَابْنُ إِدْرِيسَ وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ معين وغيره: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ
إِلا أَنَّهُ يُعَدُّ فِي الشِّيعَةِ، يُكْنَى أَبَا حُجَيَّةَ.
وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: الأَجْلَحُ مُفْتَرٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ الْمُعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [2] . تُوُفِّيَ
بِالأَنْدَلُسِ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَنْ فِي كِتَابِنَا مِمَّنِ اسْمُهُ
أَحْمَدُ.
سَمِعَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ
وَغَيْرُهُمَا.
وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَالْوَاقِدِيُّ.
أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةٌ، وَلَهُ نُسْخَةٌ مَعْرُوفَةٌ
سَمِعْنَاهَا، وأبوه بخاء معجمة.
__________
[1] تهذيب التهذيب 1/ 189، البداية والنهاية 10/ 96، التقريب 1/ 49،
شذرات الذهب 1/ 216، المجروحين 1/ 175، المعرفة والتاريخ 1/ 195،
التاريخ لابن معين 2/ 19 رقم 1276.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 95، لسان الميزان، 1/ 165، جذوة المقتبس 120،
تاريخ علماء الأندلس 23 بغية الملتمس 174.
(9/63)
أَخْضَرُ بْنُ عَجْلانَ الشَّيْبَانِيُّ
[1]- 4- بَصْرِيٌّ، وَهُوَ أَخُو شُمَيْطٍ الزَّاهِدِ، رَوَى عَنْ
أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَنَسٍ، رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ
يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالأَنْصَارِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
إِدْرِيسُ بْنُ سنان [2] أبو العباس [3] الصَّنْعَانِيُّ. أَحَدُ
الضُّعَفَاءِ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَعَنْهُ ابْنُهُ
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ
وَالْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ.
أَدْهَمُ بْنُ طَرِيفٍ [4] السَّدُوسِيُّ [5] . أَبُو بِشْرٍ.
بَصْرِيٌّ.
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعَبْدِ الله بن بريدة وسلمان أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ علية وبشر بن المفضل، وثّقه
أحمد.
__________
[1] الجرح 2/ 340، تهذيب التهذيب 1/ 193، التقريب 1/ 50، ميزان
الاعتدال 1/ 168، الوافي 8/ 311، المعرفة والتاريخ 2/ 126، التاريخ
لابن معين 2/ 20 رقم 3360.
[2] الجرح 2/ 264، تهذيب التهذيب 1/ 194، التقريب 1/ 50، الميزان 1/
169، التاريخ الكبير 2/ 36، الخلاصة 24، التاريخ لابن معين 2/ 20 و 21
رقم 394. المعرفة والتاريخ 1/ 524.
[3] في نسخة القدسي 6/ 37 «أبو العباس» ، والتصحيح من المصادر المذكورة
أعلاه.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 21 رقم 4139.
[5] قال ابن حبيب وابن الكلبي: كل سدوس في العرب فهو مفتوح السين، إلا
سدوس بن أصمع..
فإنه مضموم السين. قاله الدارقطنيّ (الإكمال 4/ 269، الأنساب 7/ 61) .
(9/64)
إسحاق [1] بن أسيد [2] الأنصاري الخراساني-
دق-.
نَزِيلُ مِصْرَ.
عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي
حَفْصٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ
وَابْنُ لَهِيعَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ وَلا يُشْتَغَلُ بِهِ.
قُلْتُ: بَلْ هُوَ صَالِحُ الأَمْرِ.
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيّ [3]- د
ت ق- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَهُ إِخْوَةٌ مِنْهُمْ:
صَالِحٌ وَيَحْيَى وَإِبْرَاهِيمُ وَيُونُسَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ وَعُمَرُ وَدَاوُدَ
وَعِيسَى وَعَمَّارُ، فَعِدَّتُهُمْ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَخًا.
رَوَى إِسْحَاقُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وَالأَعْرَجِ وَعَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بن عياش
والليث وابن لهيعة وأحمد ابن شُعَيْبٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَخَلْقٌ، مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. قَدْ
سُقْتُ أَخْبَارَهُ في كتابي الملقّب بالميزان [4] ،
__________
[1] الجرح 2/ 213، تهذيب التهذيب 1/ 227، التقريب 1/ 56، الميزان 1/
184، التاريخ الكبير 1/ 381، الخلاصة 27.
[2] بفتح الألف وكسر السين.
[3] الجرح 2/ 227، تهذيب التهذيب 1/ 240، التقريب 1/ 59، الوافي 8/
417، المجروحين 1/ 131، التاريخ الكبير 1/ 396، الضعفاء والمتروكين 19،
تهذيب ابن عساكر 2/ 446، الخلاصة 29، التاريخ لابن معين 2/ 27 رقم
1063، المعرفة والتاريخ 3/ 45 و 55. تاريخ أبي زرعة 1/ 310.
[4] ميزان الاعتدال 1/ 193.
(9/65)
قال أحمد بن حنبل: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ
عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثَ.
وَقَال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ
أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «لا يُعْجِبُكُمْ إِسْلامَ
امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا عَقَدَهُ عَقْلُهُ» . إِسْرَائِيلُ بْنُ
مُوسَى [1]- خ د ت ن- بَصْرِيٌّ نَزَلَ الْهِنْدَ مُدَّةً.
لَهُ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنٌ
الْجُعْفِيُّ، وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
وَهُوَ مقلّ.
أسلم المنقري [2]- د- أبو سعيد. كُوفِيٌّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَابْنِهِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أبزى
وعطاه بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ
وَابْنِ فُضَيْلٍ وَأَبُو إسحاق الفزاري.
وثّقه أحمد والنسائي.
__________
[1] الجرح 2/ 329، التهذيب 1/ 261، التقريب 1/ 64، الميزان 1/ 208،
التاريخ الكبير 2/ 56، الخلاصة 31، التاريخ لابن معين 2/ 28 رقم 2301.
[2] الجرح 2/ 307، التهذيب 1/ 267، التقريب 1/ 64، التاريخ الكبير 2/
24، الخلاصة 31.
المعرفة والتاريخ 3/ 90.
(9/66)
أسماء بن عبيد [1]- م- أبو المفضّل الضّبعي
البصري. والد جويرية ابن أَسْمَاءَ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى
هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَحَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُهُ جُوَيْرِيَةُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أميّة بن الأشدق [2]- ع- عمرو بن سعيد بن العاص
الأموي المكي ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وأبي طوالة
وطائفة.
وعنه ابه عيينة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق والغز ويحيى بن سليم وآخرون،
وكان ثقة سريا كبير القدر، اختلف في وفاته، الأصح في سنة أربع وأربعين
ومائة، وقيل بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. مات في سن الكهولة.
إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان- د ت- قد تقدم.
__________
[1] الجرح 2/ 325، تهذيب التهذيب 1/ 269، التقريب 1/ 65، الوافي 9/ 62،
الخلاصة 31، التاريخ الكبير 2/ 55. المشاهير 94 و 153. المعرفة
والتاريخ 1/ 124.
[2] الجرح 2/ 159، التهذيب 1/ 283، التقريب 1/ 67، الميزان 1/ 222،
الوافي 9/ 94، الخلاصة 32. التاريخ الكبير 1/ 345، لسان الميزان 1/
394، مشاهير علماء الأمصار 145. التاريخ لابن معين 2/ 31 رقم 631،
المعرفة والتاريخ 1/ 120.
(9/67)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ
الْبَجَلِيُّ [1]- ع- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ أَئِمَّةِ
الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
سَمِعَ أَبَا جُحَيْفَةَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى وَقَيْسَ بْن أبي حازم
وطارق بْن شهاب والشعبي وَزِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ
وَقَيْسُ بْنُ عَائِذٍ، وَلَهُمَا أَيْضًا صُحْبَةُ.
رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ- مَعَ تقدمه- وَشُعْبَةُ
وَالسُّفْيَانَانِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَيَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وكان ثقة حجّة، وكان طَحَّانًا، وَلَهُ إِخْوَةٌ لَمْ يَشْتَهِرُوا
وَهُمْ: أَشْعَثُ وَخَالِدٌ وَسَعِيدٌ وَالنُّعْمَانُ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ
شَرِبَ الْعِلْمَ شُرْبًا.
وَرَوَى مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ يَزْدَرِدُ
الْعِلْمَ ازْدِرَادًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ
النَّاسِ ثَلاثَةٌ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله العجليّ: إسماعيل بن أبي خالد
الأحمسي مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ طَحَّانًا ثِقَةً ثَبْتًا رُبَّمَا
أَرْسَلَ الشَّيْءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَإِذَا وَقَفَ أَخْبَرَ. وكان
صاحب
__________
[1] الجرح 2/ 174، التهذيب 1/ 291، طبقات ابن سعد 9/ 344، البداية
والنهاية 10/ 96، التقريب 1/ 68، الوافي 9/ 115، شذرات الذهب 1/ 216،
تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 121، الخلاصة 33، التاريخ الكبير 1/
351، مشاهير علماء الأمصار 111، النجوم الزاهرة 2/ 4.
التاريخ لابن معين 2/ 32 رقم 3207، المعرفة والتاريخ 3/ 94، تاريخ أبي
زرعة 1/ 157، تاريخ خليفة 232 و 423، طبقات خليفة 167، الثقات لابن
حبّان 3/ 6. التاريخ الصغير 2/ 85.
الكامل في التاريخ 5/ 572، تذكرة الحفاظ 1/ 153، سير أعلام النبلاء 6/
176، الوافي بالوفيات 9/ 115 رقم 4030.
(9/68)
سُنَّةٍ، وَهُوَ رَاوِيَةُ قَيْسِ بْنِ
أَبِي حَازِمٍ وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ حَدِيثٍ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ يقع عاليا في الغلانيّات، مَاتَ قَبْلَ الأَعْمَشِ
فِي سَنَةِ خَمْسٍ أَوْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رافع المدني [1]- ت ق- أبو رافع القاص نَزِيلُ
الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ بَقِيَّةُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ أَبِيهِ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي
بُرْدَةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ.
ذكره أبو حاتم ولم يليّنه.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
إِسْمَاعِيلُ بن سلمان بن أبي المغيرة [3]- ق- التميمي الكوفي الأزرق.
__________
[1] الجرح 2/ 168، التهذيب 1/ 294، التقريب 1/ 69، ميزان الاعتدال 1/
227. الضعفاء والمتروكين للنسائي 16، التاريخ الكبير 1/ 354، الخلاصة
34، تهذيب ابن عساكر 3/ 21، التاريخ لابن معين 2/ 34 رقم 560.
[2] الجرح 2/ 170، التاريخ الكبير 1/ 355.
[3] الجرح 2/ 176، التهذيب 1/ 303، التقريب 1/ 70، الميزان 1/ 232،
الخلاصة 34، التاريخ
(9/69)
عَنْ أَنَسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَدِينَارِ
بْنِ عُمَرَ الأَسَدِيِّ الْبَزَّارِ.
وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، أَبُو
مُحَمَّدٍ بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ [2] .
عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ وَمَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [3] ،
الْعَبَّاسِيُّ.
عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ كَبِيرَ
الْقَدْرِ عِنْدَ الْمَنْصُورِ.
مَاتَ كَهْلا سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَشِيطٍ الْعَامِرِيُّ [4] .
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَجَمِيلِ بْنِ عُمَارَةَ وَوَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ.
وَعَنْهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى وأبو نعيم
وجماعة.
__________
[ () ] الكبير 1/ 357 و 358، الضعفاء والمتروكين 17، التاريخ لابن معين
2/ 35 رقم 1360.
[1] الجرح 2/ 171، التهذيب 1/ 305، التقريب 1/ 70، الميزان 1/ 233،
الخلاصة 34، التاريخ الكبير 1/ 356. المعرفة والتاريخ 3/ 102.
[2] نوع من الثياب.
[3] تهذيب ابن عساكر 3/ 39. الوافي بالوفيات 9/ 156. المعرفة والتاريخ
1/ 118.
[4] الجرح 2/ 201، الميزان 1/ 252، التاريخ الكبير 1/ 375، لسان
الميزان 1/ 440، المتروكين 18.
(9/70)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
أسيد بن عبد الرحمن الخثعميّ [1]- د- الفلسطيني الرمليّ.
عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَفَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] .
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْحَدَّانِيُّ [3]- 4-
وحدان: بطن من الأزد [4] ، الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ.
وعنه معمر وشعبة ويحيى القطان والأنصاري وجماعة.
وثقه النسائي وهو جد نصر بن علي الجهضمي لأمه، وهو أشعث البصري وأشعث
الأعمى وأشعث الأزدي وأشعث الجملي.
وهو صالح الحديث. وحديثه عن أنس في سنن أبي داود.
__________
[1] الجرح 2/ 317، التهذيب 1/ 346، التقريب 1/ 77، التاريخ الكبير 2/
14، تهذيب ابن عساكر 3/ 61. المشاهير 187، تاريخ أبي زرعة 1/ 258،
المعرفة والتاريخ 2/ 408.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 473.
[3] الجرح 2/ 273، التقريب 1/ 79، الميزان 1/ 265، الوافي 9/ 269 وفيه
«عبد الله بن عامر» بدلا من «ابن جابر» شذرات الذهب 1/ 217، الخلاصة
38، المعرفة والتاريخ 2/ 256.
التاريخ الكبير 1/ 433، التاريخ الصغير 2/ 23، سير أعلام النبلاء 6/
274 رقم 119، تهذيب التهذيب 1/ 355.
[4] الإكمال 2/ 61 و 62.
(9/71)
أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْحُمْرَانِيُّ [1]- 4- أَبُو هَانِئٍ الْبَصْرِيُّ. مَوْلَى
حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَطَائِفَةٍ.
وَهُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَسَنِ وَمِنْ أَفْقَهِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَحَمَّادُ بْنُ
مُسْعَدَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَا
أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بَعْدَ
ابْنِ عَوْنٍ أَثْبَتَ مِنْهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَيْضًا الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ ثَلاثَةٌ أَحَدُهُمُ
الْحُمْرَانِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ يُعْتَبَرُ
بِهِ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ كُوفِيٌّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَهُوَ
أَضْعَفُهُمْ.
قُلْتُ: ذَكَرَ ابْنُ سَوَّارٍ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَشْعَثُ الْحُمْرَانِيُّ كَانَ
صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِمَسَائِلِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقِ،
هُوَ مِنْ بَابَةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ الْحُمْرَانِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ [2] . هُوَ أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ المرادي أبو
عبد الرحمن الكوفي
__________
[1] الجرح 2/ 275، التهذيب 1/ 357، التقريب 1/ 80، الميزان 1/ 266،
الوافي 9/ 275، شذرات الذهب 1/ 217. الخلاصة 39. التاريخ الكبير 1/
431، المشاهير 151، النجوم 2/ 6. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ،
التاريخ لابن معين 2/ 41 رقم 3231.
[2] تهذيب التهذيب 1/ 369، المعرفة والتاريخ 2/ 687، التاريخ لابن معين
2/ 42 رقم 1595.
(9/72)
مِنَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ لَمْ يَقَعْ
حَدِيثُهُمْ فِي الكتب الستّة.
روى عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَطَاوُسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْعَلاءِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ وَآخَرِينَ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
أَنَسُ بْنُ أُنَيْسٍ الْعُذْرِيُّ [1] ، الدِّمَشْقِيُّ المقرئ.
روى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، وَعَنْهُ الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ.
صَالِحُ الأَمْرِ.
أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- د ت-.
وعن أَبِيهِ وَإِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَحَاتِمِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وقال الْحَاكِمُ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين ومائة على الصحيح.
__________
[1] الجرح 2/ 288، التاريخ الكبير 2/ 33، تهذيب ابن عساكر 3/ 137.
تاريخ أبي زرعة 1/ 146.
المعرفة والتاريخ 2/ 202.
[2] الجرح 2/ 334، التهذيب 1/ 380، التقريب 1/ 85، التاريخ الكبير 2/
42، المشاهير 134 النجوم 2/ 4، المعرفة والتاريخ 3/ 55.
(9/73)
أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الْكُوفِيُّ [1]- خ
م ت ن-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد وعبد الواحد بن
زياد والقاسم ابن مَالِكٍ الْمَدَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
لَهُ نَحْوُ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ.
وثّقه النسائي وغيره.
وقال البخاري: كان يرى الإرجاء.
__________
[1] الجرح 2/ 252، التهذيب 1/ 406، التقريب 1/ 90، التاريخ الكبير 1/
420، الضعفاء الصغير للبخاريّ 18، الخلاصة 43، التاريخ لابن معين 2/ 50
رقم 1794، تاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 652، المعرفة والتاريخ 2/ 561.
(9/74)
[حرف الْبَاءِ]
بَحِيرُ [1] بْنُ سَعْدٍ [2] أَبُو خَالِدٍ الخبائريّ- 4-
السَّحُولِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ.
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَمَكْحُولٍ.
وعنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش ومحمد بن حرب وبقية ومحمد بن
حمير.
وثقه دحيم والنسائي.
قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد فبعثت بها إليه فمات قبل
أَنْ تَصِلَ إليه.
وسئل أحمد: أيّما أَصَحُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ثَوْرٌ أَوْ
بحير؟ قال: بحير.
__________
[1] بكسر الحاء المهملة، التقريب 1/ 93، التهذيب 1/ 421، الجرح 2/ 412،
التاريخ الكبير 2/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 53 رقم 4519 وفيه «بحر» .
تاريخ أبي زرعة 1/ 350، المعرفة والتاريخ 2/ 346.
[2] في تقريب التهذيب 1/ 93 «ابن سعيد» وكذا في اللباب لابن الأثير وهو
الصواب.
[3] السّحوليّ: بفتح السين وضم الحاء المهملة، ينسب إلى قرية باليمن
تنسب إليها الثياب السحولية البيض، قال السمعاني: لعله عرف بهذه النسبة
لبيعه هذه الثياب السحولية. (الأنساب 7/ 50، اللباب 2/ 106) .
(9/75)
البختري [1] بن أبي البختري [2]- م ن-
مختار بن رويح العبديّ الكوفي مِنْ أَجْدَادِ أَحْمَدَ بْنِ
الْمُعَدَّلِ فَقِيهُ الْمَالِكِيَّةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وأبي بكر بن عمارة وعبد
الرحمن بن مسعود اليشكري.
وعنه سفيان وشعبة ووكيع وحفيده المعدل بن غيلان وابن ابن أخيه محمد ابن
بشر العبديّ.
قال البخاري: يخالف في حديثه، ووثّقه غيره.
وقال ابن عديّ: لا أَعْلَمُ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ لَخَيْرَ الرِّجَالِ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين.
بدر [3] بن الخليل [4] أبو الخليل الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَسَلْمُ بْنُ عَطِيَّةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ ووكيع وأبو أمامة وغيرهم.
__________
[1] بفتح الباء الموحّدة وسكون الخاء المعجمة وفتح التاء المثناة وكسر
الراء.
[2] التقريب 1/ 94، تهذيب التهذيب 1/ 421، الجرح 2/ 427، الخلاصة 46.
[3] الجرح 2/ 412.
[4] في نسخة القدسي 6/ 41 «الجليل» والتصحيح من الجرح والتعديل
والتاريخ لابن معين 2/ 54 رقم 1713. المعرفة والتاريخ 3/ 189.
(9/76)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْكُوفِيُّ [1]- م د ت- مولى عثمان بن عفان.
عن الشبعي وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ الله بْن أبي بُرْدَة [2]- ع- بْنُ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِيُّ أَبُو بُرْدَةَ الْكُوفِيُّ.
عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ، وَعَنْهُ
السُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ
بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ.
وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ، إِلا أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا
يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
__________
[1] الجرح 2/ 413، التاريخ الكبير 2/ 139، التقريب 1/ 94. خلاصة
التذهيب 46. المعرفة والتاريخ 3/ 190.
[2] مشاهير علماء الأمصار 166، التقريب 1/ 96، تهذيب التهذيب 1/ 431،
الجرح 2/ 426.
التاريخ الكبير 2/ 140، ميزان الاعتدال 1/ 305، الخلاصة 47، تاريخ أبي
زرعة 2/ 684.
التاريخ الصغير 2/ 90، التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 3078، سير أعلام
النبلاء 6/ 251 رقم 113، مقدّمة فتح الباري 392.
(9/77)
بِشْرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ زَبْرٍ
الدِّمَشْقِيُّ [1] أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، رَوَى عَنْ نَافِعٍ
وَحِزَامِ [2] بْنِ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ صَاحِبِ أَبِي ذَرٍّ، قَرَأَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ شُعَيْبٍ.
بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ الْقُشَيْرِيّ [3]- ق- بَصْرِيٌّ وَاهٍ.
يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْد الرحمن.
وعنه أبو عوانة ويزيد بن زريع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن وهب
وطائفة، قال أحمد: ترك الناس حديثه، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ
بِثِقَةٍ.
بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م 4-.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحَمْدَ
الزُّبَيْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ،
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 79، تهذيب ابن عساكر 3/ 349.
[2] في الأصل «حرام» .
[3] التاريخ الكبير 2/ 84، ميزان الاعتدال 1/ 325، تقريب التهذيب 1/
102، تهذيب التهذيب 1/ 460، خلاصة التذهيب 49، التاريخ لابن معين 2/ 59
رقم 4532، المعرفة والتاريخ 3/ 139.
[4] الجرح 2/ 378، التاريخ الكبير 2/ 101، ميزان الاعتدال 1/ 329،
تهذيب التهذيب 1/ 468.
التقريب 1/ 103، الخلاصة 50، التاريخ لابن معين 2/ 60 و 61 رقم 3146.
المعرفة والتاريخ 3/ 123.
(9/78)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمُعَافِرِيُّ [1]- سِوَى ق- إِمَامِ جَامِعِ
مِصْرَ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَمُشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحْيَوَةَ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ
لَهِيعَةَ.
وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ،
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي خِلافَةِ الْمَنْصُورِ.
بُكَيْرُ بْنُ عامر البجلي [2]- د- أبو إسماعيل الكوفي، عَنِ
الشَّعْبِيِّ وَالْنَّخَعِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَأَبِي
زُرْعَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَوَكِيعٌ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ،
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ [3]- 4- بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ
الْقُشَيْرِيُّ البصري أبو عبد الملك،
__________
[1] الجرح 2/ 390، التاريخ الكبير 2/ 91، تهذيب ابن عساكر 3/ 289،
تهذيب التهذيب 1/ 485، التقريب 1/ 106، الميزان 1/ 347، الخلاصة 51،
التاريخ لابن معين 2/ 62 رقم 3652، المعرفة والتاريخ 1/ 462.
[2] الجرح 2/ 405، تهذيب الأسماء 1/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 491،
التقريب 1/ 108، التاريخ الكبير 2/ 115، الميزان 1/ 350، الخلاصة 52،
التاريخ لابن معين 2/ 63 رقم 1614.
[3] التقريب 1/ 109، تهذيب التهذيب 1/ 498، الجرح 2/ 430، تهذيب
الأسماء 1/ 137، التاريخ الكبير 2/ 142، ميزان الاعتدال 1/ 353،
الخلاصة 52، التاريخ لابن معين 2/ 64 رقم 1139.
(9/79)
لَهُ نُسْخَةٌ حَسَنَةٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
جَدِّهِ، وَلَهُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَرَوْحٌ وَأَبُو عَاصِمٍ
وَالأَنْصَارِيُّ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين وابن المديني والنسائي.
وقال أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: هُوَ
عِنْدِي حُجَّةٌ فَقِيلَ لِأَبِي دَاوُدَ: فَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ
حُجَّةٌ؟ قَالَ: لا وَلا نِصْفُ حُجَّةٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ:
يَخْتَلِفُونَ فِي بَهْزٍ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: إِنَّمَا تُرِكَ مِنَ الصَّحِيحِ لِأَنَّهَا
نُسْخَةٌ شَاذَّةٌ يَنْفَرِدُ بِهَا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا، فَأَمَّا أَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ فيحتجّان به، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديث «إِنَّا
آخِذُوهَا وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةً من عَزَمَاتِ رَبِّنَا»
لأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَاتِ وَهُوَ مِمَّنْ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ
فِيهِ.
قُلْتُ: عَلَى أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ فِي قَوْلِهِ هَذَا
مُؤَاخَذَاتٌ:
«إِحْدَاهَا» قَوْلُهُ: «كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا» وَإِنَّمَا يُعْرَفُ
خَطَأُ الرَّجُلِ بِمُخَالَفَةِ
__________
[ () ] المعرفة والتاريخ 2/ 288. كتاب المجروحين 1/ 194، سير أعلام
النبلاء 6/ 253 رقم 114، الوافي بالوفيات 10/ 308 رقم 4820.
(9/80)
رِفَاقِهِ لَهُ، وَهَذَا فَانْفَرَدَ
بِالنُّسْخَةِ الْمَذْكُورَةِ وَمَا شَارَكَهُ فِيهَا، وَلا لَهُ فِي
عَامَّتِهَا رَفِيقٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ أَنَّهُ أَخْطَأَ.
«الثَّانِي» قَوْلُكَ: تَرَكَهُ جَمَاعَةٌ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا
تَرَكَهُ أَبَدًا، بَلْ قَدْ يَتْرُكُونَ الاحْتِجَاجَ بِخَبَرِهِ،
فَهَلا أَفْصَحْتَ بِالْحَقِّ.
«الثَّالِثُ» وَلَوْلا حَدِيثُ: إِنَّا آخِذُوهَا، فَهُوَ حَدِيثٌ
انْفَرَدَ بِهِ بَهْزٌ أَصْلا وَرَأْسًا، وَقَالَ بِهِ بَعْضُ
الْمُجْتَهِدِينَ، وَيَقَعُ بَهْزٌ غَالِبًا فِي جُزْءِ
الأَنْصَارِيِّ، وَمَوْتُهُ مُقَارِبٌ لِمَوْتِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَحَدِيثُهُ قَرِيبٌ مِنَ الصِّحَّةِ.
(9/81)
[حرف التَّاءِ]
تَمَّامُ بْنُ نُجَيْحٍ الأَسَدِيُّ [1]- د ت- شَامِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ سِيرِينَ وَبَقِيَّةٌ
وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ معين،
وقال البخاري: فيه نظر.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً عَنِ الثِّقَاتِ
كَأَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، مَوْلِدُهُ بِمَلَطْيَةَ، وَسَكَنَ
حَلَبَ.
تميم بن عطيّة العنسيّ الدارانيّ [2]- ت-.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 3/ 346، تقريب التهذيب 1/ 113، تهذيب التهذيب 1/
510. الجرح 2/ 445، التاريخ الكبير 2/ 157، ميزان الاعتدال 1/ 359،
التاريخ لابن معين 2/ 66 رقم 5130، المعرفة والتاريخ 3/ 365.
[2] تهذيب ابن عساكر 3/ 361، التقريب 1/ 113، تهذيب التهذيب 1/ 513،
الجرح 2/ 443.
(9/82)
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَمَكْحُولٍ
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَلَهُ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ
يَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ شَدِيدٍ.
__________
[ () ] التاريخ الكبير 2/ 155، الخلاصة 55، ميزان الاعتدال 1/ 360،
المعرفة والتاريخ 2/ 603 604، تاريخ أبي زرعة 1/ 73.
(9/83)
[حرف الثَّاءِ]
ثَابِتُ [1] بْنُ سَرْجٍ [2] الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ أَبِي وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَرَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.
ثَابِتُ بْنُ أبي صفية أبو حمزة الثمالي [3]- ت- الأزدي الكوفي، عن أنس
وعكرمة والشعبي وأبي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ
إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنْ مَوَالِي
الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، حَتَّى خَرَجَ
عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ مَعَ غلوّ في تشيّعه.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 3/ 368، الجرح 2/ 451.
[2] في نسخة القدسي 6/ 43 «سرح» والتصحيح من الجرح والتعديل.
[3] تقريب التهذيب 1/ 116، تهذيب التهذيب 2/ 7، الجرح 2/ 450،
المجروحين 1/ 206، التاريخ الكبير 2/ 165، الخلاصة 56، ميزان الاعتدال
1/ 363، التاريخ لابن معين 2/ 69 رقم 1335.
(9/84)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ فِي سَنَةِ
ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ
ابْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ
هَارُونَ يَقُولُ: أَبُو حَمْزَةَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ [1]- د ت ن- بَصْرِيٌّ يُكْنَى
أَبَا مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ وزرارة بن أوفى وأبي الحوراء ربيعة
السعدي وأبي تميمة الهجيمي.
وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ويحيى بن كثير العنبري، وخلق
سواهم.
قال النسائي: لا بَأْسَ بِهِ.
ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ [2] أَبُو السُّرِّيِّ الأَوْدِيُّ [3]
الْكُوفِيُّ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ وَأَبِي بُرْدَةَ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَجَمَاعَةٌ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: أَمَّا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ فَثِقَةٌ من طبقة
زائدة.
__________
[1] تقريب التهذيب 1/ 116، تهذيب التهذيب 2/ 11، الجرح 2/ 455، التاريخ
الكبير 2/ 166، الخلاصة 56، ميزان الاعتدال 1/ 365، التاريخ لابن معين
2/ 69 رقم 4674.
[2] تقريب التهذيب 1/ 118، تهذيب التهذيب 2/ 18، الجرح 2/ 459، ميزان
الاعتدال 1/ 368، الخلاصة 57، التاريخ لابن معين 2/ 70 رقم 1417.
[3] في خلاصة تذهيب التهذيب ونسخة القدسي 6/ 44 «الأزدي» والتصحيح من
المصادر المذكورة قبله.
(9/85)
[حرف الْجِيمِ]
جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِيُّ الْبَصْرِيّ [1]- د ت
ن-.
عَنْ خِلاسِ [2] بْنِ عَمْرٍو وَالْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْخُزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ،
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْمَدَنِيُّ الزَّاهِدُ [3] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَعِبَادَةٌ وَرِوَايَةٌ
لِلْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَوْ قِيلَ لِجَارِيَةَ إِنَّ
الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدُ عَمَلٍ.
جِبْرِيلُ [4] بْنُ أَحْمَرَ [5] الْبَصْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ.
__________
[1] التقريب 1/ 122، التهذيب 2/ 41، الجرح 2/ 500، التاريخ الكبير 2/
207، الخلاصة 59.
[2] بكسر الخاء المعجمة كما في الخلاصة.
[3] لسان الميزان 2/ 91، الجرح 2/ 521، ميزان الاعتدال 1/ 385.
[4] التقريب 1/ 125، التهذيب 2/ 60، الجرح 2/ 549، التاريخ الكبير 2/
253، ميزان الاعتدال 1/ 388.
[5] في نسخة القدسي 6/ 44 «أحمد» والتصحيح من المصادر المذكورة قبله.
(9/86)
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَالْمُحَارِبِيُّ،
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.
الْجَرَّاحُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الكندي [1]- ت- الكوفي ثم
الرازيّ أَخُو عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ.
رَوَى عَنْ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ
الأَبْرَشُ وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ.
الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المدني [2]- سوى ق- ويقال له
الجعيد.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَيَزِيدَ بْنِ حُصَيْفَةَ وَعَائِشَةَ
بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى
الْمَرْوَزِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ ابن إِبْرَاهِيمَ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَارَةَ الْمَخْزُومِيُّ [3]- د ت ق- عَنْ
أَبِيهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وأبو عاصم النبيل،
__________
[1] لسان الميزان 2/ 99، التقريب 1/ 126، التهذيب 2/ 65، الجرح 2/ 524،
التاريخ الكبير 2/ 228، الميزان 1/ 389، الخلاصة 61.
[2] التقريب 1/ 128، التهذيب 2/ 80، الجرح 2/ 529، التاريخ الكبير 2/
240، الخلاصة 62، المعرفة والتاريخ 1/ 213، تاريخ أبي زرعة 1/ 223.
[3] التقريب 1/ 130، التهذيب 2/ 89، الجرح 2/ 477، التاريخ الكبير 2/
189، الخلاصة 62.
(9/87)
ثقة حجازي.
جعفر الصادق [1]- م 4- وَهُوَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بن الحسين ابن على بن أبي طالب الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ
الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ سِبْطُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ، فَإِنَّ
أُمَّهُ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ ابْنَةُ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ
بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلِهَذَا كَانَ
جَعْفَرٌ يَقُولُ: وَلَدَنِي الصِّدِّيقُ مَرَّتَيْنِ. يُقَالُ:
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ رَأَى سَهْلَ
بْنَ سَعْدٍ وَغَيْرَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ.
يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: وَلَمْ أَرَ لَهُ
عَنْ جَدِّهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ شَيْئًا، وَقَدْ أَدْرَكَهُ وَهُوَ
مُرَاهِقٌ.
وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَطَاءٍ وَنَافِعٍ
وَالزُّهْرِيِّ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلَهُ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ
وَالسُّفْيَانَانِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَابْنُ
أَبِي حَازِمٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَوُهَيْبٌ وَحَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، آخِرُهُمْ
وَفَاةً أبو عاصم النبيل.
__________
[1] مشاهير علماء الأمصار 127، التقريب 1/ 132، التهذيب 2/ 103، الجرح
2/ 487، تهذيب الأسماء 1/ 149، التاريخ الكبير 2/ 198، الميزان 1/ 414،
الخلاصة 63 وهو السادس من الأئمة عند الشيعة. انظر: الأئمة الاثنا عشر
لابن طولون الدمشقيّ- تحقيق د. صلاح الدين المنجد- ص 85) ويأتي ذكره في
كتب التاريخ مثل: تاريخ اليعقوبي 2/ 115، مروج الذهب 3/ 268، الكامل في
التاريخ 5/ 27، البداية والنهاية 10/ 105، شذرات الذهب 1/ 220، وفيات
الأعيان 1/ 327، المصايد والمطارد لكشاجم- ص 202 و 203- تحقيق د. أسعد
طلس- بغداد 1954، صفة الصفوة 2/ 94. الحلية 3/ 192، المعرفة والتاريخ
(راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 87 رقم 670. تاريخ أبي
زرعة 1/ 233. طبقات خليفة 2/ 763. الوزراء والكتّاب 86. الجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 70. الفخري 154. العبر 1/ 208. سير أعلام النبلاء 6/ 255.
تذكرة الحفّاظ 1/ 157. مرآة الجنان 1/ 304. الوافي بالوفيات 10/ 126
رقم 208.
(9/88)
وَمِنْ جِلَّةِ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ
مُوسَى الْكَاظِمُ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ لا يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مجالد
أحبّ إليّ من جعفر ابن مُحَمَّدٍ.
قُلْتُ: لَمْ يُتَابِعِ الْقَطَّانُ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ، فَإِنَّ
جَعْفَرًا صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَمُجَالِدُ لَيْسَ
بِعُمْدَةٍ.
رَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ هَيَّاجُ بْنُ بَسْطَامٍ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
يُطْعِمُ حَتَّى لا يَبْقَى لِعِيَالِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّهُ
سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ
تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ بَعْدِي بِمِثْلِ حَدِيثِي.
وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ
بْنِ حَازِمٍ حدّثني أبو نجيح إبراهيم بن مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ
الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ الْفَقِيهَ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ
وَسُئِلَ:
مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهُ
مِنْ جَعْفَرٍ، لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ الْحِيرَةَ بَعَثَ
إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ إِنَّ النَّاسِ قَدْ فُتِنُوا
بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَهَيِّئْ لَنَا مِنْ مَسَائِلِكَ
الصِّعَابَ، فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً، ثُمَّ بَعَثَ
إِلَيَّ الْمَنْصُورُ فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ، وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ
عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ
الهيبة
(9/89)
مَا لَمْ يَدْخُلْنِي لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ
الْتَفَتَ إِلَيُّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،
أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ، ثُمَّ
أَتْبَعَهَا: قَدْ أَتَانَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ هَاتِ
مِنْ مَسَائِلِكَ فَاسْأَلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَابْتَدَأْتُ
أَسْأَلُهُ، فَكَانَ يَقُولُ فِي الْمَسْأَلَةِ:
أَنْتُمْ تَقُولُونَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ
يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ- يُرِيدُ أَهْلَ الْبَيْتِ-
نَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَرُبَّمَا تَابَعْنَا، وَرُبَّمَا تَابَعَ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَرُبَّمَا خَالَفْنَا مَعًا، حَتَّى أَتَيْتُ
عَلَى أربعين مَسْأَلَةٍ، مَا أَخْرِمُ فِيهَا مَسْأَلَةً، ثُمَّ
يَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوِينَا أَنَّ أَعْلَمَ
النَّاسِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالاخْتِلافِ.
ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ثنا مُصْعَبٌ: سَمِعْتُ الدراوَرْديّ يَقُولُ:
لَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُ بَنِي
الْعَبَّاسِ، ثُمَّ قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ مَالِكٌ لا يَرْوِي عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَتَّى يَضُمُّهُ إِلَى آخِرٍ مِنْ أُولَئِكَ
الرُّقَعَاءِ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ بَعْدَهُ.
ابْنُ عُقْدَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ، عن صالح ابن أبي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ
بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ
لا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي مِثْلَ حَدِيثِي. وَرَوَى عَلِيُّ
بْنُ الْجَعْدِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبِي
لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
إِنَّ لِي جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ؟ فَقَالَ جَعْفَرٌ: بَرِيءَ اللَّهُ مِنْ جَارِكَ، وَاللَّهِ
إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِيَ اللَّهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي
بَكْرٍ، وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شِكَايَةً فَأَوْصَيْتُ إِلَى خَالِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَنَا ابْنُ مُلاعِبٍ أَنَا الأَرْمَوِيُّ
أَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ ابْنُ الْمَأْمُونِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ
الدَّارَقُطْنِيُّ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ ثنا
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثنا مُحَمَّدُ بن فضل عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
حَفْصَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ
وَابْنَهُ جَعْفَرًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالا: يَا سَالِمُ:
تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هُدًى، وَقَالَ لِي
جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ! أَبُو بَكْرٍ
(9/90)
جَدِّي فَلا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ
لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاهُمَا وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا. هَذَا
إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَسَالِمٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ شِيعِيَّانِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَبِيبِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ثنا حفص ابن غِيَاثٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ يَقُولُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ عَلِيٍّ شَيْئًا إِلا
وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ. وَقَالَ
الحبيبي: ثنا مجلد بْنُ أَبِي قُرَيْشٍ ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ
الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُمْ
وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ:
إِنَّكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصْرَ،
فَأَبْلِغُوهُمْ عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مُفْتَرِضُ
الطَّاعَةِ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ
مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ. وَرَوَى حِبَّانُ
بْنُ سُدَيْرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلا
مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. قُلْتُ: يَعْنِي إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْهُ
أَنَّهُمَا مِمَّنْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ
تُعَلَّقُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ.
قَالَ مَعْبَدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ
الدُّهْنِيِّ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ،
فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ وَلَكِنَّهُ كَلامُ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا
تَسْأَلُونَا عَنْهُ وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا. وَقَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ جَعْفَرٍ
الأَحْمَسِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ قَوْمًا
يَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا بِجَهَالَةٍ ردّ إلى السنّة
يجعلونها واحدة، ويروونها عَنْكُمْ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ مَا
هَذَا مِنْ قَوْلِنَا، مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا فَهُوَ كَمَا قَالَ.
(9/91)
قُلْتُ: مُسْلِمَةُ ضَعِيفٌ.
وَعَنْ عِيسَى صَاحِبِ الدِّيوَانِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ
جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرٌ: لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الرِّبَا؟
قَالَ: لِئَلا يَتَمَانَعَ النَّاسُ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَالَ هَارُونُ
بْنُ أَبِي الْهِنْدَامِ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ
الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ يَقُولُ:
قَدِمْتُ مَكَّةَ فَإِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَدْ
أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ، فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، لِمَ
جُعِلَ الْمَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الْحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي
الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ؟ فَقَالَ: الْكَعْبَةُ بَيْتُ اللَّهِ،
وَالْحَرَمُ حِجَابُهُ، وَالْمَوْقِفُ بَابُهُ، فَلَمَّا قَصَدُوهُ
أَوْقَفَهُمْ بِالْبَابِ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُمْ
بِالدُّخُولِ، أَدْنَاهُمْ مِنَ الْبَابِ الثَّانِي، وَهُوَ
الْمُزْدَلِفَةُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِمْ
وَطُولِ اجْتِهَادِهِمْ رَحِمَهُمْ، فَلَمَّا رَحِمَهُمْ أَمَرَهُمْ
بِتَقْرِيبِ قُرْبَانِهِمْ، فَلَمَّا قَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ،
وَقَضَوْا تَفَثَهُمْ، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوبِ أَمَرَهُمْ
بِالزِّيَارَةِ لِبَيْتِهِ. قَالَ لَهُ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّوْمُ
أَيَّامَ التَّشْرِيقِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ فِي ضِيَافَةِ اللَّهِ وَلا
يُحِبُّ لِلضَّيْفِ أَنْ يَصُومُ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا بَالُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُونَ
بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهِيَ خِرَقٌ لا تَنْفَعُ شَيْئًا؟ فَقَالَ:
ذَلِكَ مِثْلُ رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ جُرْمٌ، فَهُوَ
يَتَعَلَّقُ بِهِ وَيَطُوفُ حَوْلَهُ رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ
جُرْمَهُ. وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ عَبَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَعْفَرَ
بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ، فَإِذَا
رَأَيْتُمُ الْفُقَهَاءَ قَدْ رَكَنُوا إِلَى السَّلاطِينِ
فَاتَّهِمُوهُمْ. وَعَنْ عَنْبَسَةَ الْخَثْعَمِيِّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ
بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فِي الدِّينِ
فَإِنَّهَا تُشْغِلُ الْقَلْبَ وَتُورِثُ النِّفَاقَ. وَعَنْ عَائِذِ
بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: لا زَادٌ أَفْضَلُ
مِنَ التَّقْوَى، وَلا شَيْءٌ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمْتِ، وَلا عَدُوٌّ
أَضَلُّ من الجهل ولأداء أَدْوَى مِنَ الْكَذِبِ.
(9/92)
قُلْتُ: مَنَاقِبُ جَعْفَرٍ كَثِيرَةٌ،
وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلافَةِ لِسُؤْدُدِهِ وَفَضْلِهِ وَعِلْمِهِ
وَشَرَفِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ
الرَّافِضَةُ وَنَسَبَتْ إِلَيْهِ أَشْيَاءَ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا،
كَمِثْلِ كِتَابِ الْجَفْرِ، وَكِتَابِ اخْتِلاجِ الأَعْضَاءِ،
وَنُسَخٍ مَوْضُوعَةٍ، وَكَانَ يَنْهَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَسَنٍ عَنِ الْخُرُوجِ وَيَحُضُّهُ عَلَى الطَّاعَةِ
وَمَحَاسِنُهُ جَمَّةٌ.
تُوُفِّيَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَمَانٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ
[1] ، الْمَكِّيُّ.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ سمول.
وثّقه أبو دَاوُدَ.
جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ التَّمِيمِيُّ [2] الأَنْمَاطِيُّ [3]- 4-.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ وَأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَغُنْدَرٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَخْشَى أن يكون ضعيف الحديث.
__________
[1] لسان الميزان 2/ 122، الجرح 2/ 487، التاريخ الكبير 2/ 199،
التاريخ لابن معين 2/ 87 رقم 401
[2] التقريب 1/ 133، التهذيب 2/ 108، الجرح 2/ 489، التاريخ الكبير 2/
200، ميزان الاعتدال 1/ 418، الخلاصة 64.
[3] بفتح الألف وسكون النون، نسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي
تبسط. (انظر: اللباب 1/ 91) .
(9/93)
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ
قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: مِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُ وُهَيْبٍ ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مَيْمُونَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِي:
لا صَلاةَ إِلا بِقِرَاءَة فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَمَا زَادَ.
جَوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ [1]- ق- البلخي.
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالضَّحَّاكِ وَأَبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وغيره: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنَ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثَانِ
عَنْ جُوَيْبِرٍ وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ضعيف.
__________
[1] الضعفاء الصغير 27، التقريب 1/ 136، التهذيب 2/ 123، الجرح 2/ 540
و 541، المجروحين 1/ 217، التاريخ الكبير 2/ 257، الميزان 1/ 427،
الخلاصة 66. التاريخ لابن معين 2/ 89 رقم 1343، المعرفة والتاريخ 3/
35، تاريخ بغداد 7/ 251.
(9/94)
[حرف الحاء]
حاتم بن أبي صغيرة [1]- ع- أبو يونس القشيري مَوْلاهُمْ. بَصْرِيٌّ
ثِقَةٌ نَبِيلٌ وَلَيْسَ بِالْمُكْثِرِ.
لَهُ عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابن المبارك وخالد بن الحارث ويحيى القطان وَرَوْحٌ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ [2] ، أَبُو النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ
الْكُوفِيُّ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: خَشَبِيٌّ ثِقَةٌ، يَنْسِبُونَ إِلَى
خَشَبَةَ زيد بن علي التي صلب عليها.
__________
[1] المشاهير 155، الجرح 3/ 257، التاريخ الكبير 3/ 77، تهذيب التهذيب
2/ 130، التقريب 10/ 137.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 432، الجرح 3/ 72 و 73، التاريخ الكبير 2/ 267،
تهذيب التهذيب 2/ 140، التقريب 1/ 140، الخلاصة 67، التاريخ لابن معين
2/ 92 رقم 2308.
(9/95)
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَهُ خَبَرُ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ شَيْخًا طَوِيلَ
السُّكُوتِ مُنْطَوِيًا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ [1] .
الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذباب [2]- م ت ن ق-
الدوسيّ المدني المؤذّن.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَالأَعْرَجُ
وَجَمَاعَةٌ.
وَعَنْهُ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ
بْنُ فُلَيْحٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ضَعِيفٌ، ذَكَرَهُ فِي الْمُحَلَّى.
الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ [3] ، أَبُو الْجُودِيِّ الأَسَدِيُّ
شَامِيٌّ نَزَلَ وَاسِطًا.
رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَافِعٍ وَسَعِيدِ بْنِ
مُهَاجِرٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
الحارث بن النعمان بن سالم الليثي [4] .
__________
[1] في ميزان الاعتدال «يصر على أمر عظيم» . (1/ 432) .
[2] ميزان الاعتدال 1/ 437، المشاهير 129، الجرح 3/ 79، التاريخ الكبير
2/ 271، تهذيب التهذيب 2/ 147 و 148، التقريب 1/ 142، الخلاصة 68.
[3] الجرح 3/ 83، التقريب 1/ 143، تهذيب التهذيب 12/ 62، المجروحين 1/
223، التاريخ الكبير 2/ 276، المعرفة والتاريخ 3/ 70 و 156، التاريخ
لابن معين 2/ 94 رقم 4916.
[4] ميزان الاعتدال 1/ 444، الضعفاء الصغير 28، الضعفاء والمتروكين 30،
الجرح 3/ 91، التقريب 1/ 144، تهذيب التهذيب 2/ 159، التاريخ الكبير 2/
284، الخلاصة 69.
(9/96)
روى عَنْ خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَطَاوُسٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُلاعِيُّ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ
الْحَدَّانِيُّ وَجُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الزَّاهِدُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ سَمِيِّهِ الْحَارِثِ بْنِ
النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ الْبَزَّارِ بِبَغْدَادَ، وَسَوْفَ يَذْكُرُ
بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.
حَارِثَةُ بن أبي الرجال [1]- ت ق- محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني
أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَالِكٍ.
رَوَى عَنْ جَدَّتِهِ عَمْرَةَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَعَبْدَةُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
حَبِيبُ بْنُ أَبِي الأَشْرَسِ [2]- حَسَّانُ- مِنْ مَشْيَخَةِ
الْكُوفَةِ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَبِي الضُّحَى وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى وَالْقَاسِمُ بْنُ
الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ومروان بن معاوية.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 445، الضعفاء الصغير 37، الضعفاء والمتروكين 29،
الجرح 3/ 255، التقريب 1/ 145، تهذيب التهذيب 2/ 165، التاريخ الكبير
3/ 94، المجروحين 1/ 268، الخلاصة 69، المعرفة والتاريخ 3/ 37، التاريخ
لابن معين 2/ 95 رقم 715.
[2] الضعفاء الصغير 30، لسان الميزان 2/ 167، ميزان الاعتدال 1/ 450،
الجرح 3/ 98، التاريخ الكبير 2/ 313، التاريخ لابن معين 2/ 97 رقم
1380.
(9/97)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: هُوَ جَدُّ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَزَرَةُ.
حَبِيبُ بْنُ جَرْيٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ [1] الْعَبْدُ
الصَّالِحُ.
رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ وَكِيعٍ وَالْخُرَيْبِيِّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلٍ صَالِحٍ.
حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ الْبَصْرِيُّ [2]- ع- مَوْلَى قَرِيبَةَ.
كُنْيَتُهُ أَبُو شَهِيدٍ وَقِيلَ أَبُو مُحَمَّدٍ.
أَرْسَلَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وميمون بن مهران وعمرو
بن شعيب وطائفة.
وعنه ابنه إبراهيم وابن علية ويحيى القطان وأبو أسامة وروح بن عبادة
والأنصاري وخلق كثير.
وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وستون سنة.
__________
[1] لسان الميزان 2/ 169، رجال الطوسي 172، الجرح 3/ 97، التاريخ
الكبير 2/ 314.
[2] المشاهير 152. الجرح 3/ 102، التاريخ الكبير 2/ 320، التقريب 1/
150، الخلاصة 71، المعرفة والتاريخ 2/ 15.
(9/98)
حبيب بن صالح الطائي الحمصي [1]- د ت ق-
وهو حبيب بن أبي موسى.
رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَيَحْيَى بن جابر
وعبد الرحمن ابن سَابِطٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ
وَبَقِيَّةُ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَبِيبُ بْنُ أبي العالية [2] .
عن مجاهد وغيره.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: مَا أَدْرِي
أَحَادِيثَهُ، كَأَنَّهُ ضَعَّفَهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
حَبِيبُ بْنُ أبي عمرة القصّاب الكوفي [3]- سو ى د- مَوْلَى بَنِي
حِمَّانَ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ومجاهد
والطبقة.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 455، الجرح 3/ 103، التاريخ الكبير 2/ 321،
تهذيب التهذيب 2/ 186، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، المعرفة والتاريخ
1/ 712، الوافي بالوفيات 11/ 299 رقم 238، لسان الميزان 2/ 171.
[2] الجرح 3/ 106، التاريخ الكبير 2/ 322، لسان الميزان 2/ 171، ميزان
الاعتدال 1/ 455، التاريخ لابن معين 2/ 98 رقم 2750.
[3] المشاهير 164، الجرح 3/ 106، التاريخ الكبير 2/ 322، تهذيب التهذيب
2/ 188، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، المعرفة والتاريخ 3/ 106، التاريخ
لابن معين 2/ 98 رقم 1692 و 1886
(9/99)
وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وأربعين ومائة.
حبيب المعلم [1]- ع- أبو محمد. مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، مِنْ
ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَبُو قَرِيبَةَ دِينَارٌ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وعنه حماد بن سلمة ويزيد بن زريع وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم، وبلغنا
أَنَّ يَحْيَى الْقَطَّانَ كَانَ لا يروي عنه.
حجّاج بن أرطاة [2] ، 4 م [2] مقرونا، ابن ثَوْرٍ بْنِ هُبَيْرَةَ
أَبُو أَرْطَأَةَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ
الأَعْلامِ عَلَى لِينٍ فِي حَدِيثِهِ.
لَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَعَنِ الْحَكَمِ وَعَطَاءٍ
وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ الطَّائِيِّ وَرَبَاحِ
بْنِ عُبَيْدَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمَكْحُولٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وحفص بن غياث وغندر وعبد الرزاق وآخرون وقد حَدَّثَ عَنْهُ مَنْصُورُ
بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَهُوَ مِنْ شيوخه.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 456، الجرح 3/ 101، التقريب 1/ 152، التاريخ
الكبير 2/ 323، تهذيب التهذيب 2/ 194، الخلاصة 72، المعرفة والتاريخ 2/
287، سير أعلام النبلاء 6/ 254.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 458، الضعفاء الصغير 32، الجرح 3/ 154، التقريب
1/ 152، تهذيب التهذيب 2/ 196، تهذيب الأسماء 1/ 152، المجروحين 1/
225، التاريخ الكبير 2/ 378، رجال الطوسي 179، طبقات ابن سعد 6/ 343،
الخلاصة 72، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين
2/ 99 رقم 1593.
(9/100)
وَلِيَ حَجَّاجٌ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ
وَلَهُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً، وَكَانَ فِيهِ بَأْوٌ وَتِيهٌ
وَمَحَبَّةٌ لِلسُّؤْدُدِ وَالتَّجَمُّلِ، فَكَانَ يَقُولُ:
أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: هُوَ وَابْنُ إِسْحَاقَ عِنْدِي سَوَاءٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ
حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ أَسْرَدَ لِلْحَدِيثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ:
حَجَّاجٌ صَدُوقٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُدَلِّسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ يَعْنِي
فَيُسْقِطُ مُحَمَّدًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضًا: إِذَا قَالَ حَدَّثَنَا فَهُوَ صَالِحٌ
لا يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ
أَرْطَأَةَ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْرَفُ بِمَا
يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ مِنْ حَجَّاجٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا
يَأْتُونَ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ حجّاج ابن أَرْطَأَةَ.
وَقَالَ آخَرُ: لَهُ سِتُّمِائَةِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوُهَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَكَادُ لِحَجَّاجٍ حَدِيثٌ
إِلا وَفِيهِ زِيَادَةٌ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ
فَأَتَيْنَاهُ وَتَذَاكَرْنَا فَقَالَ:
ثنا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ثُمَّ
لَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّاجٌ وَلَهُ
إِحْدَى وَثَلاثُونَ سَنَةً، فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ مَا
لَمْ أَرَهُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ أَبِي
(9/101)
سُلَيْمَانَ، رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَطَرًا
الْوَرَّاقَ وَدَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ
جُثَاةً عَلَى أَرْجُلِهِمْ يَقُولُونَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ مَا
تَقُولُ فِي كَذَا، يَا أَبَا أَرْطَأَةَ مَا تَقُولُ فِي كَذَا.
قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: مَا
خَصَمْتُ قَطُّ وَلا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَمِعَ حَجَّاجٌ مِنْ مَكْحُولٍ، وَقَالَ ابْنُ
إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يَقُولُ: لا تَتِمُّ
مُرُوءَةَ الرَّجُلِ حَتَّى يَدَعَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ.
قُلْتُ: هَذِهِ كَلِمَةٌ مَقِيتَةٌ بَلْ لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ
الرَّجُلِ وَدِينُهُ حَتَّى يَلْزَمَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ. وَهَذَا
قَالَهُ حَجَّاجٌ لِمَا فِي طِبَاعِهِ مِنَ البذخ والرئاسة فَإِنَّهُ
يَرَى أَنَّ صَلاتَهُ فِي جَمَاعَةٍ وَمُزَاحَمَتِهِ لِلسُّوقَةِ فِي
الصُّفُوفِ يُنَافِي مَا فِيهِ مِنَ التِّيهِ وَالتَّرَفِ فاللَّه
يُسَامِحُهُ.
وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ أَبِي حَنِيفَةَ الإِمَامِ فِي الْعِلْمِ، لَكِنْ
رَفَعَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ بِالْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ وَلَمْ
يَنَلْ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ تِلْكَ الرِّفْعَةُ فَرَحِمَهُمَا
اللَّهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَذْكُرُ
أَنَّ حَجَّاجًا لَمْ يَرَ الزُّهْرِيَّ، وَكَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ
فِيهِ جدا ما رَأَيْتُهُ أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي
حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَيْثٍ وَهَمَّامٍ، لا يَسْتَطِيعُ
أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعُهُ فِيهِمْ.
وَقَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ لَمْ أَرَ الزُّهْرِيَّ لَكِنْ
لَقِيتُ رَجُلا جَيِّدَ الأَخْذِ عَنْهُ فَأَخَذْتُ عَنْهُ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَيُحْتَجُّ بِحَجَّاجٍ؟ قَالَ: لا،
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ
عَلَيْهِ قَمِيصٌ أَسْوَدُ وَرِدَاءٌ أَسْوَدُ قَدْ خُضِّبَ
بِالسَّوَادِ مُتَّكِئًا عَلَى مَرَافِقٍ حُمْرٍ، قَالَ يَزِيدُ:
فَكَانَ يَقُولُ: أَبَعْدَ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ
(9/102)
وَشُرَطِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ يَقْضِي
بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا قَضَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عَلِيٍّ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَجَلَسَ
يُفْتِي بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً، وَكَانَ
الْحَكَمُ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي أَجْلَسَهُ لِلْفُتْيَا.
وَقَالَ الأَشَجُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَسْوَدِ الْحَارِثِيُّ
قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ يُقِيمُ عَلَى رُءُوسِنَا
غُلامًا أسود وقال: مَنْ رَأَيْتُهُ يَكْتُبُ، يَعْنِي فِي مَجْلِسِهِ،
فَجَرَّ بِرِجْلِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ
سَوْأَةٌ لَكَ يَأْتِيكَ نُظَرَاؤُكَ وَأَبْنَاءُ نُظَرَائِكَ مِنْ
أبناء القبائل تم تَأْمُرُ هَذَا الأَسْوَدَ بِمَا تَأْمُرُهُ؟! قَالَ:
فَلَمْ يَأْمُرْهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كُنَّا لا نَكْتُبُ عِنْدَ حَجَّاجٍ،
كَانَ لَهُ غِلْمَانُ يَطُوفُونَ فِي الْحَلَقَةِ، فَمَنْ رَأَوْهُ
يَكْتُبُ أَقَامُوهُ.
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ: جَاءَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَحَجَّاجُ
بْنُ أَرْطَأَةَ إِلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ لَهُ حَجَّاجٌ: يَا هَذَا
لَمْ تَنْتَهِ حَتَّى مَشَتْ إِلَيْكَ الأَشْرَافُ! قَالَ: إِذًا
يَرْجِعُونَ بِغَيْرِ حَوَائِجِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ
فِي وُجُوهِهِمْ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبِي عَنْ
جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ ابن أرطاة ما رأيت أحدا أحسن أصابع
مِنْكَ، قَالَ: إِنَّهَا مَدَارِجُ الْكَرَمِ.
وهَب بْنُ بَقِيَّةَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ فَقِيلَ لَهُ: هاهنا
يَا بْنَ أَرْطَأَةَ فَقَالَ: أَنَا صَدْرُ حَيْثُمَا جَلَسْتَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ حَجَّاجٌ لِسَوَّارٍ
الْقَاضِي: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ
تَشْرُفْ.
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ ثنا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ قَالَ: دَخَلَ
حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَقَدْ حَجَّ عِيسَى
بْنُ مُوسَى يَعْنِي وَلِيُّ الْعَهْدِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ،
فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ لِيُسَلِّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ له
(9/103)
بَعْضُهُمْ: ارْتَفِعْ يَا أَبَا
أَرْطَأَةَ إِلَى صَدْرِ الْحَلَقَةِ، فَقَالَ: حَيْثُ جَلَسْتُ أَنَا
صَدْرُهَا. فَقَالَ عِيسَى: جُرُّوا بِرِجْلِهِ وَأَخْرِجُوهُ، وَقَالَ
ابْنُ إِدْرِيسَ: كُنَّا نَأْتِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ
فَنَجْلِسُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلا يَخْرُجْ إِلَى صَلاةِ
جَمَاعَةٍ فَتَرَكْتُهُ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ الْحَجَّاجُ: أَلا
تُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ؟ فَقَالَ:
أُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ! يَزْحُمُونِي، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ
الْجَنْبِيِّ [1] قَالَ: خَرَجَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَمَعَهُ
بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَمَرَّ بِمَسَاكِينَ فِي الطُّرُقِ فَسَلَّمَ
صَاحِبُهُ عَلَى الْمَسَاكِينَ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: إِنَّهُ لا
يُسَلِّمُ عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ فِي
صَحِيحِهِ لِلْحَجَّاجِ فَقَرَنَهُ بِآخَرَ.
تُوُفِّيَ بِالرَّيِّ مَعَ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ
الْبَاهِلِيُّ [2] . قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى
وَثَلاثِينَ.
وذكر الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ هُوَ
(حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ) [3] فَوَهِمَ بَلْ حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ هُوَ
الْقَسْمَلِيُّ رَجُلٌ صَالِحٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: «زِقُّ
الْعَسَلِ» .
حَدَّثَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي
نَضْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وغيره.
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 53 «الحنبي» والصحيح «الجنبي» .
[2] ميزان الاعتدال 1/ 461، الجرح 3/ 157، التقريب 1/ 152، التهذيب 2/
199 و 200،
[3] التاريخ الكبير 2/ 372، الخلاصة 72، التاريخ لابن معين 2/ 100 رقم
4109، المعرفة والتاريخ 3/ 29، سير أعلام النبلاء 6/ 151، طبقات خليفة
1/ 247، أسد الغابة 1/ 455، الوافي بالوفيات 11/ 305 رقم 451.
(9/104)
حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَمْزَةَ الرُّعَيْنِيُّ. وَلِيَ إِمْرَةَ بِلادِ زُوَيْلَةَ مِنْ
أَعْمَالِ مِصْرَ. وله حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ.
رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ وَهْبٍ.
حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ [1]- ع- عَنِ
الْحَسَنِ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو عَاصِمٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ وَوَصَفَهُ التِّرْمِذِيُّ بِالْحِفْظِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ
الْمَدَنِيُّ [2] .
عَنْ وَلَدِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مُحَمَّدُ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ- وَعَنِ الأَعْرَجِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ الدراوَرْديّ وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ وَحَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ الرِّوَايَةُ عَنْ حَرَامِ حَرَامٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بثقة.
__________
[1] الجرح 3/ 166، التقريب 1/ 153، التهذيب 2/ 203، التاريخ الكبير 2/
375، التاريخ لابن معين 2/ 101 رقم 3377، المعرفة والتاريخ 2/ 127.
تاريخ أبي زرعة 1/ 464. طبقات ابن سعد 7/ 270، طبقات خليفة 1/ 528،
تاريخ خليفة 2/ 645، العبر 1/ 194، مرآة الجنان 1/ 293، الوافي
بالوفيات 11/ 316 رقم 462، شذرات الذهب 1/ 211.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 468، الضعفاء الصغير 38، الجرح 3/ 282، التهذيب
2/ 223، المجروحين 1/ 269، التاريخ الكبير 3/ 101، التاريخ لابن معين
2/ 104 رقم 4963. المعرفة والتاريخ 3/ 138.
(9/105)
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ
الْحَدِيثِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُلْتُ لِحَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ: عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ وَمُحَمَّدٌ وَأَبُو عَتِيقٍ هُمْ وَاحِدٌ؟
قَالَ: إِنْ شِئْتُ جَعَلْتَهُمْ عَشَرَةً.
قَالَ الزُّبَيْريّ: كَانَ حرام يتشيع.
حَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ [1] .
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ وَأَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَبْتٌ.
حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ت ق- عَنِ
الشَّعْبِيِّ وَمُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ.
ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ.
الحسن بن ثوبان بن عامر الهمدانيّ [3]- ق- ثم الهوزني المصري.
عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ
وَمُفَضَّلُ بن فضالة وغيرهم.
__________
[1] الجرح 3/ 273، التاريخ الكبير 3/ 68، التاريخ لابن معين 2/ 105 رقم
2633.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 474، الضعفاء الصغير 36، التقريب 1/ 159،
التهذيب 2/ 234، التاريخ الكبير 3/ 71، التاريخ لابن معين 2/ 106 رقم
1532، تاريخ أبي زرعة 1/ 461.
[3] الجرح 3/ 3، التقريب 1/ 164، التهذيب 2/ 259، التاريخ الكبير 2/
287، الخلاصة 76، المعرفة والتاريخ 2/ 506.
(9/106)
وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى ثَغْرِ رَشِيدٍ
لِمَرْوَانَ الْحَمَّارِ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَكَانَ ذَا
صَلاحٍ وَتَعَبُّدٍ.
الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ [1]- ق- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمَ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ
الْحُسَيْنِ.
رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الْجَمَّالُ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ
الْمُسْلِمِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ.
مَاتَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ يُقَالُ: فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ
خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
الْحَسَنُ بْنُ الحكم النخعي الكوفي [2]- د ت ق- عَنْ إِبْرَاهِيمَ
وَالشَّعْبِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح الحديث.
الحسن بن ذكوان [3]- خ د ت ق- أبو سلمة. بصري صدوق.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 165، المشاهير 62، الجرح 3/ 5، التقريب 1/ 164،
التهذيب 2/ 262، رجال الطوسي 112، الخلاصة 77، التاريخ لابن معين 2/
113 رقم 496، طبقات خليفة 2/ 646، المعارف 255، مقاتل الطالبيين 185،
الوافي بالوفيات 11/ 418 رقم 599.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 486، الجرح 3/ 7، التقريب 1/ 165، التهذيب 2/
271، المجروحين 1/ 223، التاريخ الكبير 2/ 291، الخلاصة 77، التاريخ
لابن معين 2/ 113 رقم 4357 وفيه، «ابن حكيم» .
[3] الضعفاء والمتروكين 34، ميزان الاعتدال 1/ 489، الجرح 3/ 13،
التقريب 1/ 166، التهذيب 2/ 276، التاريخ الكبير 2/ 293، الخلاصة 78،
التاريخ لابن معين 2/ 114 رقم 4700.
(9/107)
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ
وَطَاوُسٍ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ صَاحِبَ أَوَابِدَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ أَبَاطِيلُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.
وَرَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ [1]- د- أَخُو
عَبْدِ اللَّهِ وَعَمْرُو وَمُحَمَّدٌ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَأَبِيهِ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ حُسَيْنُ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ وَأَخَوَاهُ- عَبْدُ
اللَّهِ وَعُمَرُ- وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ، الْكُوفِيُّ [2]- خ د ن ق-.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ والشعبي والحكم.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 503، الجرح 3/ 26، التقريب 1/ 168، التهذيب 2/
294، المجروحين 1/ 234، التاريخ الكبير 2/ 301، الخلاصة 79، التاريخ
لابن معين 2/ 115 رقم 2761.
[2] الجرح 3/ 25، التهذيب 2/ 310، التاريخ الكبير 2/ 298، الخلاصة 80،
المعرفة والتاريخ 2/ 604، تاريخ أبي زرعة 1/ 629، طبقات ابن سعد 6/
341، الوافي بالوفيات 12/ 198 رقم 167.
(9/108)
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس به.
وقال خليفة [1] : مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَالْحَسَنُ أَخُو فُضَيْلٍ.
الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ الْفَقِيمِيُّ [2] الْكُوفِيُّ-
خ د ن ق- عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ.
الحسن بن عقبة، أبو كيران [3] المرادي الكوفي.
عن عبد خير والشعبي والضحاك وغيرهم.
وعنه وكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى.
روى عباس عن ابن معين: أبو كبران ثقة.
الحسن بن يزيد [4]- ق- أبو يونس القويّ [5] المكيّ العبد الصالح، سكن
الكوفة.
وحدّث عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو عاصم
وآخرون.
__________
[1] تاريخ خليفة بن خياط 420.
[2] الجرح 3/ 28، التاريخ الكبير 2/ 301، تاريخ أبي زرعة 1/ 484،
المعرفة والتاريخ 3/ 83.
[3] وفي بعض النسخ «كيران» .
[4] ميزان الاعتدال 1/ 527، الجرح 3/ 42، التقريب 1/ 172، التهذيب 2/
327، التاريخ الكبير 2/ 308، التاريخ لابن معين 2/ 117 رقم 1314.
[5] في الأصل «القوتي» والتصحيح من المصادر السابقة، وابن الأثير في
اللباب 3/ 65 والقوي لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو لقب الحسن
بن يزيد صاحب الترجمة.
(9/109)
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعُوا
عَلَى ثِقَتِهِ.
وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّيَ الْقَوِيُّ لِقُوَّتِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ.
قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَبُو يُونُسَ وَمَنْ أَبُو يُونُسَ بَكَى
حَتَّى عُمِيَ وَصَلَّى حَتَّى حَدِبَ وَطَافَ حَتَّى أُقْعِدَ.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: وَكَانَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ
يَطُوفُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا فَقَدَّرْنَا ذَلِكَ
فَإِذَا هُوَ ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ.
قلت: لَهُ حديث واحد في سنن ابن مَاجَهْ وَقَعَ لِي مُوَافَقَةٍ
عَالِيَةٍ.
الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ [1]- ع- الْمُعَلِّمُ الْعَوْذِيُّ
الْبَصْرِيُّ الْمُكْتِبِ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءٍ وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ
وَقَتَادَةَ ويحيى بن أبي كثير وعمرو ابن شُعَيْبٍ وَطَائِفَةٍ
سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ
الْوَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَغُنْدَرٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ وَالنَّاسُ، وَقَدْ
أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ بِلا مُسْتَنَدٍ
فَقَالَ فِيهِ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ
وَذَكَرَ أَحَادِيثَ حُسَيْنٍ المعلم فقال: فيه اضطراب.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 534، المشاهير 209، الجرح 3/ 52، التقريب 1/
175، التهذيب 2/ 338، التاريخ الكبير 2/ 387، تاريخ أبي زرعة 1/ 554،
التاريخ لابن معين 2/ 117 رقم 4389، تاريخ خليفة 424. طبقات خليفة 220.
تذكرة الحفاظ 1/ 174، سير أعلام النبلاء 6/ 345. مقدمة فتح الباري 395.
الوافي بالوفيات 12/ 366 رقم 350.
(9/110)
الحسين بن عبد الله [1]- ت ق- بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ كُرَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ بْنُ
عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو زرعة وغيره: ليس بقويّ.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ أَوْ إِحْدَى
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ
أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ.
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ [2]- ت ن- أَخُو أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ.
وعنه ابناه- عبيد الله ومحمد- وموسى بن عقبة وابن المبارك.
قال النسائي: ثقة.
ويقال: كان أشبه أولاد أخيه بأبيه في التعبّد والتألّه.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 537، الضعفاء الصغير 33، الضعفاء والمتروكين 33،
الجرح 3/ 57، التقريب 1/ 176، التهذيب 2/ 341، المجروحين 1/ 242،
التاريخ الكبير 2/ 388، رجال الطوسي 113، طبقات ابن سعد 7/ 364،
المعرفة والتاريخ 1/ 511 و 512. الوافي بالوفيات 12/ 383 رقم 361.
خلاصة تذهيب الكمال 83.
[2] الجرح 3/ 55، التقريب 1/ 177، التهذيب 2/ 345، التاريخ الكبير 2/
381، رجال الطوسي 86، تاريخ أبي زرعة 1/ 627، المعرفة والتاريخ 1/ 159،
التاريخ لابن معين 2/ 118 رقم 97. الوافي بالوفيات 12/ 429 رقم 384،
طبقات ابن سعد 5/ 327.
(9/111)
الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي
[1]- ن- الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَعَنْهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَبَعْضُهُمْ يُلَيِّنُهُ
قَلِيلا.
حُكَيْمُ بْنُ رُزَيْقٍ الْفَزَارِيُّ [2] ، مَوْلاهُمُ الأَيْكِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ
الدَّيْلَمِيِّ.
وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
حَلامُ بْنُ صَالِحٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ [3] .
عَنْ مَسْعُودِ بْنِ خِرَاشٍ أَخِي رِبْعِيٍّ وَسَالِمِ بْنِ رَبِيعَةَ
وَسُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَسَعِيدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ وَآخَرُونَ.
صَدُوقٌ.
حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- ق-
عَنْ شهر بن حوشب وميمون بن سياه.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 576، الجرح 3/ 123، التقريب 1/ 191، التهذيب 2/
431، التاريخ الكبير 2/ 338، رجال الطوسي 114، المعرفة والتاريخ 2/
644.
[2] تهذيب ابن عساكر 4/ 427، الجرح 3/ 287، التاريخ الكبير 3/ 95.
[3] الجرح 3/ 308.
[4] الجرح 3/ 134، التقريب 1/ 196، التهذيب 3/ 5، الخلاصة 91، المعرفة
والتاريخ 2/ 79.
(9/112)
وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ
الْوَاسِطِيُّ وَمَرْزُوقٌ الشَّامِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
حَمَّادُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيُّ [1] .
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.
حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ [2] ، هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي
لَيْلَى، كُوفِيٌّ إِخْبَارِيٌّ شَهِيرٌ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، حَمَلَ
عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَطَبَقَتِهِ.
وَعَنْهُ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ
وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي سَعَةِ مَا يُحْفَظُ، ثُمَّ
ظَفِرْتُ بِوَفَاتِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
فَيُؤَخَّرُ.
حَمْزَةُ بْنُ أبي حمزة [3]- ت- ميمون الجعفي النّصيبي الجزري.
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَمَكْحُولٍ وَنَافِعٍ وَأَبِي الزبير
وعمرو بن دينار وطائفة.
__________
[1] الجرح 3/ 137، التاريخ الكبير 3/ 19، المعرفة والتاريخ 3/ 176.
[2] وفيات الأعيان 2/ 206- 210، البداية والنهاية 10/ 114، مرأة الجنان
1/ 329.
[3] ميزان الاعتدال 1/ 606، التقريب 1/ 199، التهذيب 3/ 28، المجروحين
1/ 269، التاريخ الكبير 3/ 53، الخلاصة 93، المعرفة والتاريخ 2/ 448،
التاريخ لابن معين 2/ 134 رقم 5409.
(9/113)
وَعَنْهُ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَبَكْرُ
بْنُ مُضَرَ وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّادٍ وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ
الْجَزَرِيُّ وَغَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ وَاهٍ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا يَرْوِيهِ مَوْضُوعٌ وَالْبَلاءُ مِنْهُ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي «ت» من رواية شبابة عنه، مَتْنُهُ (تَرِّبُوا
الْكِتَابَ) قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «اسْمُ أَبِيهِ عَمْرٌو» فَوَهِمَ
بَلْ هُوَ مَيْمُونُ.
حُمَيْدُ بْنُ تيرويه الطويل [1] ، ع أبو عبيدة بن أبي حميد البصري.
سَمِعَ أَنَسًا وَالْحَسَنَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ
وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ
السَّهْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَالأَنْصَارِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو حاتم.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 610، تهذيب ابن عساكر 4/ 457، تهذيب الأسماء 1/
170، طبقات الفقهاء 90، التاريخ لابن معين 2/ 135 رقم 3225، المعرفة
والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 156، طبقات ابن سعد
7/ 17، تاريخ خليفة 5 و 140 و 420. طبقات خليفة 219، التاريخ الكبير 2/
348، التاريخ الصغير 1/ 230، الثقات 3/ 10، الجرح والتعديل 3/ 221،
مشاهير علماء الأمصار 93، الكامل في التاريخ 5/ 511، سير أعلام النبلاء
6/ 163، تذكرة الحفاظ 1/ 152.
(9/114)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ وَقَتَادَةُ
أَكْبَرُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَخَذَ حُمَيْدٌ كُتُبَ الْحَسَنِ
فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ حُمَيْدًا وَكَانَ طَوِيلَ
الْيَدَيْنِ [1] .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ شُعْبَةَ: لَمْ يَسْمَعْ
حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ إِلا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ حَدِيثًا
وَالْبَاقِي سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ أَوْ ثَبَّتَهُ فِيهَا ثَابِتٌ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعَ شُعْبَةَ
يَقُولُ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ الشَّهِيدِ يَقُولُ لِحُمَيْدٍ وَهُوَ
يُحَدِّثُنِي: انْظُرْ ما يُحَدِّثُ بِهِ شُعْبَةُ فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ
عَنْكَ، ثُمَّ يقول هو: إِنَّ حُمَيْدًا رَجُلٌ نَسِيٌّ فَانْظُرْ مَا
يُحَدِّثُكَ بِهِ.
وَرَوَى عَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ
فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: احْسِبْ،
فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ حُمَيْدٌ:
سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ وَلَكِنِّي لَمَّا شَدَّدَ
عَلَيَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَانَ
حُمَيْدٌ إِذَا ذَهَبْتُ تَقْفُهُ عَلَى بَعْضِ حَدِيثِهِ عَنْ أَنَسٍ
يُشَكُّ فِيهِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا شَابٌّ
بَصْرِيٌّ يُقَالُ لَهُ:
دَرَسْتُ، فَقَالَ لِي إِنَّ حُمَيْدًا قَدِ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ مَا
سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ وَمِنْ ثَابِتٍ وَمِنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ إِلا
شَيْئًا يَسِيرًا فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: أَخْبِرْنِي بِمَا شِئْتَ
عَنْ غَيْرِ أَنَسٍ، فَأَسْأَلُ حُمَيْدًا عَنْهَا فَيَقُولُ: سَمِعْتُ
أنسا
__________
[1] في تهذيب ابن عساكر 4/ 457: «كان في جيرانه رجل يقال له حميد
القصير فقيل لهذا: حميد الطويل ليعرف من الآخر» .
(9/115)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى
الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَكْبَرُ مَا يُقَالُ فِيهِ إِنَّ مَا لَمْ
يَسْمَعْهُ مِنْ أَنَسٍ كَانَ يُدَلِّسُهُ عَنْهُ، وَقَدْ سَمِعَهُ
مِنْ ثَابِتٍ.
وَقِيلَ كَانَ حُمَيْدٌ مُصْلِحَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِذَا تَنَازَعَ
الرَّجُلانِ فِي مَالٍ [1] .
وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لِرَجُلٍ: إِذَا أَرَدْتَ الصُّلْحَ
فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ؟ خُذِ الْبَعْضَ وَدَعِ الْبَعْضَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ ثَلاثٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُهُ وَلَمْ يَكُنْ بِطَوِيلٍ، وَلَكِنْ
كَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ.
وَقِيلَ: بَلْ كَانَ فِي جِيرَانِهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ سَمِيُّهُ فَقَالَ
الْجِيرَانُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ تَمْيِيزًا لَهُ مِنْ سَمِيِّهِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: لَمْ يَدَعْ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ عِلْمًا
إِلا وَعَاهُ [2] عَنْهُ وسمعه منه.
وقيل: عامة ما يرويه حميد عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ.
قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ عَنْ أَنَسٍ،
وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فَسَقَطَ مَيِّتًا
وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ زَائِدَةُ لِكَوْنِهِ لَبِسَ سَوَادَ
الْعَبَّاسِيِّينَ وَهَذَا غُلُوٌّ، حُمَيْدٌ عَدْلٌ صَدُوقٌ. وَكَذَا
رُوِيَ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَرَرْتُ بِحُمَيْدٍ
وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ، وَقَالَ لِي أَخِي: مَا تسمع منه، فقلت:
اسمع من شرطي.
__________
[1] في تهذيب ابن عساكر 4/ 459: «يقول للمتخاصمين ليترك كل واحد منكما
شيئا لصاحبه» .
[2] في نسخة القدسي 6/ 58 «وعاء» والصحيح: «وعاه» .
(9/116)
وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
دِينَارٍ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ حُمَيْدًا فَعَابَهُ فَقَالَ:
يَأْتِي سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ الأَمِيرَ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ،
فَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: كَثَّرَ اللَّهُ فِينَا مِثْلَ
حُمَيْدٍ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: كَانَ حُمَيْدٌ يُصَلِّي قَائِمًا
فَمَاتَ، فَذَكَرُوهُ لابْنِ عَوْنٍ، وَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مِنْ
فَضْلِهِ فَقَالَ: احْتَاجَ حُمَيْدٌ إِلَى مَا قَدَّمَ.
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ عاصم الأحول قال:
ذهبت بحميد وأبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ إِلَى أَنَسٍ فَلَزَمَاهُ
وَتَرَكْتُهُ.
حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو صَخْرٍ [1]- م د ت ق- وَهُوَ فِي
الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى هُنَا.
وَيُقَالُ: حُمَيْدُ بْنُ صَخْرٍ، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ أَبِي
الْمُخَارِقِ الْمَدِينِيُّ صَاحِبُ الْعَبَاءِ.
سَكَنَ مِصْرَ وَحَدَّثَ عَنْ كُرَيْبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ وَابْنِ نَافِعٍ وَرَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ
السَّاعِدِيَّ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ وَهْبٍ وسعد ابن الصَّلْتِ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: هُوَ ضَعِيفٌ.
وَأَظُنُّ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ صَخْرٍ الْمَدَنِيُّ آخَرُ، رَوَى عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ
أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ضعيف.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 612، التقريب 1/ 202، التهذيب 3/ 41، التاريخ
الكبير 2/ 350، التاريخ لابن معين 2/ 136 رقم 1950، المعرفة والتاريخ
1/ 448.
(9/117)
حميد بن هاني أبو هاني الْخَوْلانِيُّ [1]-
م 4- مِصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي وشفي بْنِ مَانِعٍ
وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ
وَابْنُ وَهْبٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ يونس: مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِسْحَاقَ بْنَ الْفُرَاتِ حَدَّثَ عَنْهُ وَمَا
أَرَاهُ أَدْرَكَهُ.
حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ الْكُوفِيُّ القاص [2]- ت- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ صَاحِبٍ لابْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو يَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَحَدِيثُهُ فِي جُزْءِ ابْنِ
عَرَفَةَ بِعُلُوٍّ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ نَعْلاهُ
مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ.
حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] .
شَيْخٌ رَوَى عَنِ الْهِرْمَاسِ بن زياد رضي الله عنه.
__________
[1] الجرح 3/ 231، التقريب 1/ 204، التهذيب 3/ 50، التاريخ الكبير 2/
353، المعرفة والتاريخ 3/ 76، طبقات خليفة 295.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 617، الضعفاء الصغير 31، الضعفاء والمتروكين 33،
التاريخ الكبير 2/ 354، التقريب 1/ 204، التهذيب 3/ 46، المجروحين 1/
262، الخلاصة 95، المعرفة والتاريخ 2/ 798، التاريخ لابن معين 2/ 137
رقم 1708.
[3] ميزان الاعتدال 1/ 619، لسان الميزان 2/ 368، الجرح 3/ 304،
التهذيب 3/ 62.
(9/118)
حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ أَبُو حَفْصٍ
الْكَلْبِيُّ [1] . أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ
لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرِهِ وَإِمْرَةَ الْمَغْرِبِ
وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ الْمُسَوَّدَةِ.
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورٍ. وكان ديّنا محمود السيرة.
حنظلة السّدومي [2]- ت ق- أبو عبد الرحيم شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
حَدَّثَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
وَعِكْرِمَةَ.
وعنه شعبة والحمادان وابن المبارك وابن علية وعلي بن عاصم.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
حيي بن عبد الله المعافري [3]- 4- أبو عبد الله مصري صالح الحديث.
روى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ النسائي: ليس بقويّ مات سنة 143.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 5/ 15، أنساب الأشراف 5/ 142 طبعة القدس، المعرفة
والتاريخ 3/ 345.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 621، الضعفاء الصغير 35، الجرح 3/ 240، التقريب
1/ 206، التهذيب 3/ 62، المجروحين 1/ 266، المعرفة والتاريخ 2/ 126.
[3] ميزان الاعتدال 1/ 623، الضعفاء والمتروكين 35، المشاهير 188،
الجرح 3/ 271، التقريب 1/ 209، التهذيب 3/ 72، التاريخ الكبير 3/ 76.
(9/119)
[حرف الْخَاءِ]
خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الشَّيْبَانِيُّ النِّيلِيُّ [1]- ق- مِنْ
مَدِينَةِ النِّيلِ قَرِيبَةٍ مِنْ وَاسِطٍ، يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ.
رَوَى عَنْ سَالِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ [2] ، أَبُو الْفَضْلِ الْهُذْلِيُّ. شَيْخٌ
بَصْرِيٌّ.
فَأَمَّا أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ فَسَيَأْتِي.
عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وأبو عاصم.
__________
[1] الجرح 3/ 328، التاريخ الكبير 3/ 147، طبقات ابن سعد 7/ 275، تهذيب
التهذيب 3/ 88، الخلاصة 100، التاريخ لابن معين 2/ 143 رقم 1400.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 630، الجرح 3/ 330، تهذيب الأسماء 1/ 172،
المجروحين 1/ 281، التاريخ الكبير 3/ 148. لسان الميزان 2/ 375،
الضعفاء الصغير 40، المعرفة والتاريخ 1/ 413، التاريخ لابن معين 2/ 143
و 144 رقم 4113.
(9/120)
وثّقه ابن معين.
خالد بن عبيد [1]- ق- أَبُو عصام الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ
مَرْوٍ.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ والحسن.
وعنه ابن المبارك والعلاء بن عمران والفضل السيناني وأبو نميلة يحيى بن
واضح وآخرون.
قال أحمد بن سيار: كان شيخا نبيلا أحمر الرأس واللحية- يعني يخضب- وكان
العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه قَالَ: وَكَانَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ رُبَّمَا سَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ [2] إِذَا رَكِبَ.
وَقَالَ البخاري: في حديثه نظر.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ عَنْ أَنَسٍ.
خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيّ [3]- م د ت ن- قَاضِي
أَفْرِيقِيَّةَ. قَدْ مَرَّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَأَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ وَطَبَقَتِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ رَوَى
عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَهَذَا خَطَأٌ، بَلْ رَوَى
عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ التابعي المعروف.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 634، التقريب 1/ 215، الخلاصة 101، الجرح 3/
342، التاريخ الكبير 3/ 161، تهذيب التهذيب 3/ 105.
[2] إجلالا له. كما في التهذيب.
[3] الجرح 3/ 345، التاريخ الكبير 3/ 163، المشاهير 188، التقريب 1/
217، التهذيب 3/ 110، الخلاصة 102، المعرفة والتاريخ 3/ 251.
(9/121)
خالد بن أبي كريمة الأصبهاني [1]- ن ق-.
الإسكاف نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ
وَوَكِيعٌ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ احمد.
خالد بن مهران [2] ، ع أبو المنازل البصري الحذّاء أَحَدُ الأَئِمَّةِ
الثِّقَاتِ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَوَى عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي بَكْرَةَ وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَخَوَيْهِ- حَفْصٍ
وَأَنسٍ- وَأَبِي الْعَالِيَةِ.
وَعَنْهُ شَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَأَبُو إِسْحَاقَ
الْفَزَارِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ
وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَخَلْقٌ، آخِرُهُمْ مَوْتًا عَبْدُ الوهاب
الخفّاف.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 638، التقريب 1/ 218، الخلاصة 102، الجرح 3/
349، التهذيب 3/ 114، ذكر أخبار أصبهان 1/ 305، التاريخ الكبير 3/ 168.
المعرفة والتاريخ 3/ 105، التاريخ لابن معين 2/ 145 رقم 1756.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 642، التقريب 1/ 219، الخلاصة 103، الجرح 3/
352، لسان الميزان 2/ 387، التهذيب 3/ 120. المعارف 596. التاريخ
الكبير 3/ 173، المشاهير 153. تاريخ أبي زرعة 1/ 475. المعرفة والتاريخ
(راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 145 رقم 597.
طبقات ابن سعد 7/ 23. طبقات خليفة 420. التاريخ الصغير 2/ 57. سير
أعلام النبلاء 6/ 190.
شذرات الذهب 1/ 210.
(9/122)
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَيُقَالُ
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ أَحَمْدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَرَادَ شُعْبَةُ أَنْ يَضَعَ في خالد
الحذّاء فأتيته أنا وحماد ابن زَيْدٍ فقلنا له: مالك أجننت أنت أعلم
وتهددناه فأمسك.
وقال يحيى بن آدم: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: مَا لِخَالِدٍ
الْحَذَّاءِ فِي حَدِيثِهِ؟
قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً مِنَ الشَّامِ فَكَأَنَّا
أَنْكَرْنَا حِفْظَهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ
لابْنِ عُلَيَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: كَانَ خَالِدٌ
يَرْوِيهِ فَلَمْ نَكُنْ نَلْتَفِتْ إِلَيْهِ. ضَعَّفَ ابْنُ عُلَيَّةَ
أَمْرَهُ يَعْنِي خَالِدًا الْحَذَّاءَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ نَافِعٍ
الْقُرَشِيُّ أَبُو شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ
بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا
حَافِظَانِ وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ
وَهِشَامٍ.
قُلْتُ: وَلَمْ يَكُنْ حَذَّاءً بَلْ كَانَ يَجْلِسُ فِي سُوقِ
الْحَذَّائِينَ أَحْيَانًا فَاشْتَهَرَ بِالْحَذَّاءِ، قَالَهُ ابْنُ
سَعْدٍ.
وَقَالَ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ: لَمْ يَحْذِ خَالِدٌ قَطُّ وَإِنَّمَا
كَانَ يَقُولُ: أُحْذُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ فَلُقِّبَ الْحَذَّاءُ
وَكَانَ حَافِظًا مَهِيبًا لَيْسَ لَهُ كِتَابٌ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ خَالِدٌ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلا
حَدِيثًا طَوِيلا فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
(9/123)
خَالِدٌ الطَّحَّانُ: سَمِعْتُ خَالِدَ
الْحَذّاءَ يَقُولُ مَا حَذَوْتُ نَعْلا وَلا بِعْتُهَا وَلَكِنْ
تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ فَنَزَلْتُ عَلَيْهَا
وَالْحَذَّاءُونَ ثَمَّ فَنُسِبْتُ إِلَيْهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ خَالِدٌ على العشور.
خالد بن أبي يزيد [1]- د ن- أبو عبيد الرحيم الحرّاني مَوْلَى بَنِي
أُمَيَّةَ.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بَخْتٍ وَأَكْثَرَ
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بن سلمة ووكيع وشبابة وحجّاج
الأعور.
وقال أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
مَاتَ في سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بن مالك الغفاريّ [2]- خ ن- المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مُوسَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ النسائي وليّنه بعضهم.
__________
[1] التقريب 1/ 221، الجرح 3/ 361، التاريخ الكبير 3/ 182، الخلاصة
104، المعرفة والتاريخ 3/ 378.
[2] ميزان الاعتدال 1/ 650، التقريب 1/ 222، الجرح 3/ 388، التهذيب 3/
136، طبقات ابن سعد 5/ 253، التاريخ الكبير 3/ 212.
(9/124)
الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ الْبَصْرِيُّ [1]
. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كُوفِيٌّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ.
وَعَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ
وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ مِنَ
الْفُقَهَاءِ لَكِنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ [2] ، أَبُو بُرَيْدٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَلْحَةِ بْنِ مُصَرِّفٍ وَإِيَاسِ
بْنِ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ صالح الأمر.
__________
[1] ميزان الاعتدال 1/ 653، الجرح 3/ 396، لسان الميزان 2/ 398،
المجروحين 1/ 287، التاريخ الكبير 3/ 221، الضعفاء والمتروكين 37،
التاريخ لابن معين 2/ 148 رقم 3327.
[2] التقريب 1/ 225، الخلاصة 105، الجرح 3/ 369، التهذيب 3/ 149،
التاريخ الكبير 3/ 193،
(9/125)
[حرف الدَّالِ]
دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ [1]- 4- الزَّعَافِرِيُّ
أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ
وَأَبِي وَبَرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ ووكيع وآخرون.
وثّقه احمد وغيره، وضعّفه ابن معين مرّة وقوّاه أُخْرَى وَلا بَأْسَ
بِهِ.
دَاوُدُ [2] بْنُ أَبِي عَوْفٍ [3] أَبُو الْجَحَّافِ الْكُوفِيُّ- ت ن
ق-.
مِنْ رُءُوسِ الشِّيعَةِ وَمُحَدِّثِيهِمْ.
لَهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ-
صاحب لأبي ذر- وعطية العوفيّ وغيرهم.
__________
[ () ] حلية الأولياء 5/ 73، المعرفة والتاريخ 2/ 581 و 713.
[1] ميزان الاعتدال 2/ 10، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110. الجرح 3/ 416،
التهذيب 3/ 191.
التاريخ الكبير 3/ 236، المعرفة والتاريخ 2/ 739 و 3/ 161. التاريخ
لابن معين 2/ 152 رقم 1625.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 18، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110، الجرح 3/ 421،
التهذيب 3/ 196، طبقات ابن سعد 6/ 327، التاريخ الكبير 3/ 233، المعرفة
والتاريخ 2/ 670 و 3/ 97.
[3] في نسخة القدسي 6/ 61 «عون» والتصحيح من المصادر المذكورة أعلاه.
(9/126)
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَامِرُ
بْنُ السِّمْطِ وَتَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَسُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ
الْبَيْتِ وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ مُرْضِيًا. وَوَثَّقَهُ جماعة وفيه
شَيْءٌ.
دَاوُدُ بْنُ عِيسَى النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ [1] .
حدث بدمشق عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ مرسلا وعن سعيد بن جبير
وعمرو ابن دينار وسماك وطائفة.
وعنه إسماعيل بن عيّاش وسُوَيْد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة القاضي
ولم أر لهم فيه كلاما بتوثيق ولا تليين فهو صالح.
داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي [2]- ت ق- الكوفي الأعرج عَنْ
أَبِيهِ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمُغِيرَةِ
بْنِ شُبَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُعَافَى
بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وآخرون.
__________
[1] الجرح 3/ 419، التاريخ الكبير 3/ 242، تهذيب ابن عساكر 5/ 215.
[2] التقريب 1/ 235، الخلاصة 111. الجرح 3/ 427، التهذيب 3/ 205،
المجروحين 1/ 289 التاريخ الكبير 3/ 239، المعرفة والتاريخ 2/ 190 و
604 و 3/ 192، التاريخ لابن معين 2/ 154 رقم 1321.
(9/127)
ضعّفه أحمد.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.
وقال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثَقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أروي عنه وكان أبوه ثبتا.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ:
شُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ! قَالَ:
تَعَجُّبًا مِنْهُ.
دَاوُدُ أَبُو الْيَمَانِ [1] .
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ نُمَيْرٍ.
صَالِحُ الحال.
دينار أبو عمر [2] .
سمع الحسن الْبَصْرِيُّ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أسامة وآخرون.
لا بأس به.
__________
[1] لم أجد له ترجمة أخرى في المصادر التي بين يدي.
[2] ميزان 2/ 30، الخلاصة 111، الجرح 3/ 434، التهذيب 3/ 216، التاريخ
3/ 247.
(9/128)
[حرف الرَّاءِ]
رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْبَرْسَمِيُّ
[1]- ن- عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَأَبِي أَسْمَاءَ
الرَّحَبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو
مُطِيعٍ معاوية بن يحيى آخرون.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف.
راشد بن كيسان [2]- ق- أبو فزارة العبسيّ الكوفي.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمَيْمُونِ بْنِ
مِهْرَانَ وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ.
وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ
بْنُ عَبَّاسٍ وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
__________
[1] ميزان 2/ 35، التقريب 1/ 240، الخلاصة 113، الجرح 3/ 486، التهذيب
3/ 225، التاريخ الكبير 3/ 297، تهذيب ابن عساكر 5/ 292. المشاهير 187،
المعرفة والتاريخ 2/ 315.
[2] ميزان 2/ 35، التقريب 1/ 240، الخلاصة 113، الجرح 3/ 485، التهذيب
3/ 227، التاريخ الكبير 3/ 296، المعرفة والتاريخ 3/ 72 و 230.
(9/129)
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ لَيْسَ
بِصَحِيحٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
رَاشِدٌ أَبُو سَلَمَةَ الْفَزَارِيُّ [1] .
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَزَيْدٍ الأَحْمُوسِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
صُوَيْلِحٌ.
راشد بن نجيج [2]- ق- أبو محمد الحماني البصري.
شيخ مقلّ من الرواية، ما علمت بِهِ بأسا بل قد قَالَ بعضهم: صَدُوقٌ.
وروى عَنْ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ: وَكَانَ أَحَدَ الَّذِينَ نَظَرُوا فِي
الْمَصَاحِفِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ.
رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَشِهَابُ بْنُ شَرْنَفَةَ وَعَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فَسَمَّاهُ رَاشِدُ بْنُ
سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عُطَارِدٍ فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.
الرَّبِيعُ بْنُ حيظان [3] ويقال ابن حظيان [4] ، شيخ بصري.
روى عن عكرمة والحسن ومكحول وجماعة.
__________
[1] ميزان 2/ 36، الجرح 3/ 485، التاريخ الكبير 3/ 298.
[2] التقريب 1/ 240، الخلاصة 113، الجرح 3/ 484، التهذيب 3/ 228،
التاريخ الكبير 3/ 294.
[3] ميزان 2/ 39، الجرح 3/ 459، لسان الميزان 2/ 444، التاريخ الكبير
3/ 278.
[4] هكذا في الجرح، وفي نسخة القدسي 6/ 63 «خطيان» وفي لسان الميزان
«حطان وقيل ابن حيطان» .
(9/130)
وَعَنْهُ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ
الدَّمَاشِقَةُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ [2] .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحُسَيْنُ
الجعفي وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ [3] .
عَنْ خَوَّاتٍ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الْمَعَارِكِ وَوَحْشِيَّةَ بِنْتِ
عَمَّارٍ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو
أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
وَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.
رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ [4]- ق- مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَبُو
كُرَيْبٍ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، ورأى ابن عمر.
__________
[1] في الأصل «أبو زرع» والتصحيح من الميزان.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 40، الجرح 3/ 462، لسان الميزان 2/ 445، التاريخ
الكبير 3/ 275، التاريخ معين 2/ 161 رقم 2216.
[3] التقريب 1/ 245، الجرح 3/ 523. التهذيب 3/ 272، التاريخ الكبير 3/
342، التاريخ لابن معين 2/ 164 رقم 2300.
[4] التقريب 1/ 250. الخلاصة 117. الجرح 3/ 508، التهذيب 3/ 275.
التاريخ الكبير 3/ 324.
التاريخ لابن معين 2/ 165 رقم 690 وقد وردت هذه الترجمة بعد ترجمة
رشدين. والصواب أن تتقدم عليها حسب حروف المعجم.
(9/131)
رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ
فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَعِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ.
رُزَيْنُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ الأَنْمَاطِيّ [1]- ت-
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلْمَى الْبَكْرِيَّةِ.
وَعَنْهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ الرَّاجِزُ [2] ، مِنْ
أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالنَّسَّابَةَ الْبَكْرِيَّ.
وَعَنْهُ النَّضْرُ بْنُ جَمِيلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو
عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ
وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ لُغَوِيًّا عَلامَةً. لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ
عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ ثُمَّ طَالَ عمره إلى هذا الوقت.
__________
[1] ميزان 2/ 51، التقريب 1/ 251. الخلاصة 117، الجرح 3/ 512، التهذيب
3/ 279، التاريخ لابن معين 2/ 165 رقم 1503.
[2] الميزان 2/ 56، التقريب 1/ 253، الجرح 3/ 521، لسان 2/ 264،
التهذيب 3/ 290. وفيات الأعيان 2/ 303- 305، طبقات ابن سعد 7/ 166،
عيون الأخبار 2/ 118 و 166، الشعر والشعراء 495، خزانة الأدب 1/ 43،
المؤتلف والمختلف 175، التاريخ الكبير 3/ 340، تهذيب ابن عساكر 5/ 334.
الضعفاء والمتروكين 42. نزهة الألباء 48 و 144 و 147. البيان والتبيين
1/ 37 و 40 و 68 و 2/ 9 و 13 و 97 و 3/ 10 و 211 و 4/ 80. معجم الأدباء
11/ 149.
سير أعلام النبلاء 6/ 162. شذرات الذهب 1/ 223. الأغاني 20/ 345.
الوافي بالوفيات 14/ 147 رقم 197. وقد نشر ديوانه: وليم بن الورد
البروسي سنة 1903.
(9/132)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنِي
رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجَزِ:
طَافَ الْخَيَالانِ فَهَاجَا سَقَمَا ... خَيَالٌ تُكْنَى وَخَيَالٌ
تُكْتَمَا
قَامَتْ تُرِيكَ خِيفَةً أَنْ تُصْرَمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً
وَكَعْبًا أَدْرَمَا
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ يَحْدِي بِنَحْوِ هَذَا وَمِثْلِ
هَذَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا
يَعِيبُهُ.
وَقَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤْبَةَ يَقُولُ: مَا فِي
الْقُرْآنِ أَغْرَبُ من قوله تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ 15: 94 [1]
.
وقال النسائي: ليس رؤبة بالقويّ.
وقال غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ الدِّمَشْقِيُّ [2]- ت ق- أَخُو مَرْوَانَ بْنِ
جَنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ
وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ رَوْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَيْنَا
نحن جلوس عند ابن
__________
[1] قرآن كريم- سورة الحجر- الآية 94.
[2] ميزان 2/ 57، التقريب 1/ 253، الخلاصة 118، الجرح 3/ 494، التهذيب
3/ 292، التاريخ الكبير 3/ 308، تهذيب ابن عساكر 5/ 338، الضعفاء
والمتروكين 40.
(9/133)
عَبَّاسٍ أَنَا وَعَطَاءٌ وَطَاوُسٌ
وَعِكْرِمَةُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي كُلَّمَا بِلْتُ
تَبِعَهُ الْمَاءُ الدَّافِقُ، قُلْنَا: الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ
الْوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ، فَوَلَّى
الرَّجُلُ وَهُوَ يُرَجِّعُ. وَعَجَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلاتِهِ
فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَفْتَيْتُمُوهُ بِهِ عَنْ
كِتَابِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ؟ قُلْنَا:
لا، قَالَ: فَعَمَّنْ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا. فَقَالَ: لِذَلِكَ
يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَقِيهٌ
وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ» . ثُمَّ
قَالَ لَهُ: إِذَا كَانَ هَذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً في قلبك؟ قال:
لا، قال: فَهَلْ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لا، قال: إنما
هذه ابردة يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ.
رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو غياث [1]- خ م د ن ق- التميمي العنبري
البصري.
عَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ
وَمَنْصُورٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ يزيد بن زريع فأكثر وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عُلَيَّةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَّاءٍ وعبد الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَآخَرُونَ.
مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُجَوِّدِينَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
ظَهَرَ لَهُ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا، وَإِنَّمَا طَلَبَ
الْعِلْمَ وَهُوَ كَبِيرٌ.
قَالَ نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا
طَلَبَ الْحَدِيثَ وَهُوَ مُسِنٌّ أَحْفَظُ مِنْ رَوْحِ بْنِ القاسم.
__________
[1] التقريب 1/ 254، الخلاصة 118، الجرح 3/ 495، التهذيب 3/ 298،
التاريخ الكبير 3/ 309، المشاهير 156. التاريخ لابن معين 2/ 169 رقم
4136. تاريخ خليفة 325. سير أعلام النبلاء 6/ 404. تذكرة الحفّاظ 1/
188.
(9/134)
[حرف الزَّايِ]
الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ
الْكُوفِيُّ السَّرَّاجُ.
رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ.
وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو
أُسَامَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] ، أَبُو وَرْقَاءَ
الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الضَّحَّاكِ وَكَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وشريك وغيرهم.
صالح الأمر، وهو أقدم من السراج.
زجلة الدمشقية [3] .
عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ وابن أبي زكريا.
__________
[1] الجرح 3/ 610.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 66، الجرح 3/ 611، التاريخ الكبير 3/ 435، لسان
الميزان 2/ 471.
[3] الجرح 3/ 624، التاريخ الكبير 3/ 452.
(9/135)
وَعَنْهَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ
وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ.
لَمْ يُضَعِّفْهَا أَحَدٌ.
زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ [1] .
عَنْ عَطَاءٍ وَخَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَوَضَّاحٍ أَبِي مَرْوَانَ
مَوْلَى الْوَلِيدِ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
زَكَرِيَّا بْنُ أبي زائدة الهمدانيّ [2]- ع- أبو يحيى قَاضِي
الْكُوفَةِ.
أَخَذَ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَخَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ
أَبِي بُرْدَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُه يَحْيَى وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ حُلْوُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صُوَيْلِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ يُدَلِّسُ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
زَكَرِيَّا بْنُ سَلامٍ [3] أبو يحيى العتبي الأصمّ نزيل الرّيّ.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 70، الجرح 3/ 606، لسان الميزان 2/ 475.
[2] ميزان 2/ 73، التقريب 1/ 261، الخلاصة 122، الجرح 3/ 593، التهذيب
3/ 329، طبقات ابن سعد 6/ 400، التاريخ الكبير 3/ 421، المشاهير 170.
المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) .
تاريخ أبي زرعة 1/ 297. التاريخ لابن معين 2/ 173 رقم 1635، طبقات ابن
سعد 6/ 247، تاريخ خليفة 425، طبقات خليفة 167، التاريخ الصغير 2/ 91،
الكامل في التاريخ 5/ 589، سير أعلام النبلاء 6/ 202، شذرات الذهب 1/
224.
[3] الجرح 3/ 598، التاريخ الكبير 3/ 423 و 424.
(9/136)
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ
وَالسُّدِّيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ
الرَّازِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُوَ أَخْبَرُ بِهِ لِأَنَّهُ
يُكَذِّبُهُ.
وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فَقَالَ: رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ
شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى وَحَكَّامٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ.
قُلْتُ: فَمَا أَحْسَبُهُ لَقِيَ أَبَا وَائِلٍ وَكَذَا فِي نَفْسِي
مَنْ لَقِيَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ لَهُ، صَدُوقٌ.
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ [1] ، الْكِنْدِيُّ
الْكُوفِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو
أُسَامَةَ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا أَبُو يَحْيَى الكوفي عن الشعبي: من زكريا هَذَا!
لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَقَالَ: زَكَرِيَّا بْنُ
يَحْيَى الْبَدِّيُّ وأنه روى عن عكرمة.
روى عنه يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى
الْبَدِّيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ، قَالَ:
أَحْسَبُ أَنَّ الْحِمْيَرِيَّ وَالْبَدِّيَّ وَاحِدٌ، فاللَّه أعلم.
__________
[1] الجرح 3/ 600.
(9/137)
زنفل العرفي المكي [1] .
روى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَنَجِيحِ بْنِ إِسْحَاقَ
الْعَرَفِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الدَّبَّاغُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
الْمُعَيْطِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِيِّ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وقال ابْنُ عَدِيّ: لا يُتَابَعُ عَلَى
حَدِيثِهِ.
زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ النَّبَطِيُّ [2] بَصْرِيٌّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَعَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ وَقُرَّةُ بْنُ
حَبِيبٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ.
وَقِيلَ: هُوَ وَاسِطِيٌّ.
زِيَادُ بْنُ أَبِي زياد الْجَصَّاصِ [3] أَبُو مُحَمَّدٍ، بَصْرِيٌّ،
وَقِيلَ وَاسِطِيٌّ.
عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وعبد الوهاب بن عطاء
وآخرون.
__________
[1] ميزان 2/ 82، التقريب 1/ 263، التهذيب 3/ 340، المجروحين 1/ 311،
التاريخ الكبير 3/ 451، الضعفاء والمتروكين 43. المعرفة والتاريخ 3/
42. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 518.
[2] الجرح 3/ 530، المجروحين 1/ 305، التاريخ الكبير 3/ 350، تهذيب ابن
عساكر 5/ 402.
[3] ميزان 2/ 89، التقريب 1/ 267، الخلاصة 124، الجرح 3/ 532، التهذيب
3/ 368، التاريخ الكبير 3/ 355، التاريخ لابن معين 2/ 178 رقم 1897.
(9/138)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.
زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْكُوفِيُّ [1]- م 4- عَنِ الشَّعْبِيِّ
وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَسَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ
وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ.
وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو
بَدْرٍ السَّكُونِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو داود وغيره.
زياد بن سعد [2]- ع- أبو عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة وشريك ابن
جُرَيْجٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى قَرْيَةِ عَكٍّ بِالْيَمَنِ.
رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَمْرِو بْنِ
مُسْلِمٍ الْجُنْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابن عيينة: كان عالما بحديث الزهري.
وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ.
زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] ، بْنِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ
أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ.
__________
[1] الجرح 3/ 530، التهذيب 3/ 364، التاريخ الكبير 3/ 351.
[2] التقريب 1/ 268، الخلاصة 125، الجرح 3/ 533، التهذيب 3/ 369،
التاريخ الكبير 3/ 358.
المعرفة والتاريخ 1/ 643، التاريخ لابن معين 2/ 178 رقم 292. مشاهير
علماء الأمصار 146.
سير أعلام النبلاء 6/ 323، الوافي بالوفيات 15/ 16 رقم 16.
[3] معجم بني أمية 42.
(9/139)
سَجَنَهُ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ
لِقِيَامِهِ مَعَ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ
مَرْوَانَ أَطْلَقَهُ ثُمَّ حَبَسَهُ ثُمَّ أَطْلَقَهُ.
وَقَدْ خَرَجَ بِقُنَّسْرَيْنِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَتَبِعَهُ
أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ وَقَالُوا: هُوَ السُّفْيَانِيُّ.
ثُمَّ إِنَّهُ عَسْكَرَ وَحَارَبَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي أَوَّلِ
دَوْلَتِهِمْ فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَهَزَمَهُ
عَبْدُ اللَّهِ فَتَسَحَّبَ وَاخْتَفَى بِالْمَدِينَةِ مُدَّةً ثُمَّ
قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.
زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ [1] الأَمِيرُ مِنْ
أَخْوَالِ السَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْسِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ثُمَّ وَلِيَ
إِمْرَةَ الْحَرَمَيْنِ لِلْمَنْصُورِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: طَلَبَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ فَحَلَفَ زِيَادٌ
لَيُسْتَعْمَلَنَّ فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لا يُعْمَلُ. فَأَمَرَ
زِيَادٌ بِسَجْنِهِ وَقَالَ:
يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ فَقَالَ. ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَاللَّهِ مَا
مِنْ هَيْبَتِكَ تَرَكْتُ الرَّدَّ عَلَيْكَ وَلَكِنْ للَّه تَعَالَى،
ثُمَّ كَلَّمُوا زِيَادًا فِيهِ فَاسْتَحْيَا وَنَدِمَ، وَأَرَادَ
تَطْيِيبَ قَلْبِهِ، وَأَخَذَ يَتَحَيَّلُ فِي رِضَاهُ حَتَّى
تَوَصَّلَ وَأَهْدَى لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ جَارِيَةً عَلَى يَدِ أَخِيهِ
مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ مُحَمَّدٌ فَهِيَ أُمُّ وَلَدِ ابْنِ أَبِي
ذِئْبٍ.
زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ [2] . أَبُو الْجَارُودِ الثَّقَفِيُّ أَحَدُ
الْمَتْرُوكِينَ.
يَرْوِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كعب وعطية
العوفيّ، وأكبر
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 116، تهذيب ابن عساكر 5/ 404، الوافي بالوفيات
15/ 14 رقم 13 وأخباره في تاريخ الطبري وابن الأثير وغيرهما من كتب
التاريخ في العصر العباسي.
[2] ميزان الاعتدال 2/ 93، التقريب 1/ 270، الخلاصة 126، الجرح 3/ 545،
التاريخ الكبير 3/ 371، المجروحين 1/ 309، الضعفاء والمتروكين 45.
التاريخ لابن معين 2/ 180 رقم 1779، المعرفة والتاريخ 3/ 38.
(9/140)
مَشْيَخَتِهِ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ
بْنُ وَاثِلَةَ.
رَوَى عَنْهُ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ
سُلَيْمَانَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحَمْدُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَافِضِيٌّ يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي
الْمَثَالِبِ وفي مناقب أهل البيت.
وقال الدارقطنيّ وغيره: مَتْرُوكٌ.
زَيْدُ بْنُ جَبِيرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ت ق- عَنْ
أَبِيهِ جَبِيرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَأَبِي
طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ. وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بن حمير.
تركه أبو حاتم والبخاري.
وقال النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
زَيْدُ بْنُ رَبَاحٍ الْمَدَنِيُّ [2]- خ ت ق- عَنْ أَبِي عَبْدِ الله
الأغرّ.
وعنه مالك وحده.
__________
[1] ميزان الاعتدال 2/ 99، التقريب 1/ 273، الخلاصة 127، الجرح 3/ 559،
التهذيب 3/ 400، التاريخ الكبير 3/ 390.
[2] ميزان 2/ 103، التقريب 1/ 274، الخلاصة 128، الجرح 3/ 563، التهذيب
3/ 412، التاريخ الكبير 3/ 394.
(9/141)
قُتِلَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] ، بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ.
عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَآخَرُونَ.
زَيْدُ بْنُ واقد الدمشقيّ [2] . قد مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ
الْمَاضِيَةِ.
زَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ الْحَجَّامُ [3]- ن- مَوْلَى بَنِي ثَوْرٍ،
كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه أبو أسامة وأبو نعيم.
وثّقه أبو حاتم.
__________
[1] الجرح 3/ 567، لسان 2/ 508، المجروحين 1/ 310، التاريخ الكبير 3/
401، الضعفاء الصغير 47.
[2] ميزان 2/ 106، التقريب 1/ 277، الجرح 3/ 574، التهذيب 3/ 426،
التاريخ الكبير 3/ 407، تهذيب ابن عساكر 9/ 38. مشاهير علماء الأمصار
179 رقم 1420. الوافي بالوفيات 15/ 46 رقم 56.
[3] الخلاصة 130. الجرح 3/ 577، التهذيب 3/ 429، التاريخ الكبير 3/
388. تاريخ أبي زرعة 1/ 457.
(9/142)
[حرف السين]
سابق البربري [1] له أشعار مليحة في الزهد.
روى عَنْ مَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران وشجاع بن الوليد وغيرهم.
وهو من موالي بني أمية، سكن الرقة ويقال: إن سابقا الرقي تأخر.
سالم بن عبد الله الخياط [2]- ت ق- بَصْرِيٌّ نَزَلَ مَكَّةَ.
وروى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء، وعنه زهير بن محمد وعبيد
الله بن موسى وأبو عاصم النبيل.
قال أحمد: ما أرى به بأسا وكذلك قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَضَعَّفَهُ
آخَرُونَ.
__________
[1] الجرح 4/ 307، التاريخ الكبير 4/ 201، المشاهير 185، تهذيب ابن
عساكر 6/ 40، الأغاني 6/ 57. خزانة الأدب 4/ 164. الوافي بالوفيات 15/
69 رقم 91.
[2] الجرح 4/ 184، الخلاصة 131، التاريخ الكبير 4/ 115، الضعفاء
والمتروكين 47، ميزان 2/ 19، التقريب 1/ 280، التهذيب 3/ 439.
(9/143)
سالم بن عبد الله [1]- ق- هو سالم بن أبي
المهاجر الرّقّي.
عَنْ مَكْحُولٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ.
وَعَنْهُ مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ [2] .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: إِنَّمَا قَدَّمْتُهُ عَنْ طَبَقَتِهِ يَسِيرًا لأُمَيِّزَ مَا
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَيَّاطِ الَّذِي قَبْلَهُ.
سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ الْعَتَكِيُّ [3] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ.
وَعَنْهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
سَالِمُ بن عبد الواحد أبو العلاء المرادي [4]- ت- الكوفي الضرير.
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ وَعَمْرِو بْنِ هَرَمٍ.
وعنه وكيع ويعلى بن عبيد وجماعة.
__________
[1] الجرح 4/ 185، الخلاصة 131، التاريخ الكبير 4/ 117، التقريب 1/
280، التهذيب 3/ 440 المعرفة والتاريخ 1/ 149، الوافي بالوفيات 15/ 95
رقم 128.
[2] في الأصل «برمة» والتصحيح من (نزهة الألباب للحافظ ابن حجر) .
[3] الجرح 4/ 190، التاريخ الكبير 4/ 118، ميزان 2/ 113.
[4] الجرح 4/ 186، لسان 3/ 7، الخلاصة 131، التاريخ الكبير 4/ 117،
ميزان 2/ 112، التقريب 1/ 280، التهذيب 3/ 440.
(9/144)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَكْتُبُ حَدِيثَهُ.
سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- د ت ن- عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ
وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ
وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النسائي: ليس به بأس.
وقال ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.
السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق-
عَنِ ابْنِ عَمِّهِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَكِّيُّ بْنُ إبراهيم
وآخرون.
تركه ابن المبارك.
وقال أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.
سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأنصاري المدني [3]-
4-
__________
[1] الجرح 4/ 187، الخلاصة 132، التاريخ الكبير 4/ 117، ميزان 2/ 113،
التقريب 1/ 281، التهذيب 3/ 442.
[2] الجرح 4/ 282. الخلاصة 133. المجروحين 1/ 355. التاريخ الكبير 4/
176. الضعفاء الصغير 56. الضعفاء والمتروكين 52. ميزان 2/ 117. التهذيب
3/ 459. التاريخ لابن معين 2/ 190 رقم 3014. المعرفة والتاريخ 3/ 39.
[3] الجرح 4/ 80. الخلاصة 134. المشاهير 136. تهذيب التهذيب 3/ 466.
المعرفة والتاريخ 1/ 388
(9/145)
عن أبيه وعن عمه عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَعَمَّتِهِ زَيْنَبِ
بِنْتِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو ضُمْرَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- د ت ن- زَوْجُ
ابْنَةِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ.
رَوَى عَنْ مُصَدِّعٍ وَزِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ
الطَّاحِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ
وَآخَرُونَ.
سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ أبو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ [2]- 4- الْكُوفِيُّ
الْكَاتِبُ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ.
سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ [3]- م 4- أَخُو يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ.
__________
[1] الجرح 4/ 80، الخلاصة 34، التاريخ الكبير 4/ 53، ميزان 2/ 119،
التقريب 1/ 286، التهذيب 3/ 467، التاريخ لابن معين 2/ 190 رقم 1366.
[2] الجرح 4/ 80، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 3/ 53، ميزان 2/ 119،
التقريب 1/ 286، التهذيب 3/ 467، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 3308.
[3] الجرح 4/ 84، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 4/ 56، ميزان 2/ 120،
التقريب 1/ 287، التهذيب 3/ 470، المعرفة والتاريخ 3/ 411، الوافي
بالوفيات 15/ 181 رقم 247.
(9/146)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعْدِ بْنِ مُرْجَانَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ
عُيَيْنَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَوَثَّقَهُ
غَيْرُهُ.
سَعْدُ بن طارق بن أشيم [1]- م 4- أبو مالك الأشجعي الكوفي، لأبيه
صحبة.
روى عن أبيه وعن ابن أَبِي أَوْفَى وأنس بن مالك وموسى بن طلحة وأبي
حازم الأشجعي وربعي بن خراش.
وعنه الثوري وأبو عوانة وحفص بن غياث وأبو معاوية وخلف بن خليفة ويزيد
بن هارون وعبيدة بن حميد وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس، وقد استشهد به البخاري.
سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء [2]- ت ق- عَنْ أَبِي وَائِلٍ
وَالأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عُلَيَّةَ
وَآخَرُونَ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
__________
[1] الجرح 4/ 86، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 4/ 58، ميزان 2/ 122،
التقريب 1/ 287، التهذيب 3/ 472، تاريخ أبي زرعة 1/ 577، التاريخ لابن
معين 2/ 191 رقم 1800. المعرفة والتاريخ 3/ 38.
[2] الجرح 4/ 87، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 4/ 59، ميزان 2/ 122،
التقريب 1/ 287، التهذيب 3/ 473، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 2058.
(9/147)
رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لا
يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْوِي عَنْهُ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:
لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عندهم.
سعيد بن اياس [1]- ع- أبو مسعود الجريريّ البصري أحد علماء الحديث لَهُ
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي نَضْرَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَدَدٍ
كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ
عُلَيَّةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَمَاتًا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ سَمِعْنَا
مِنَ الْجُرَيْرِيِّ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ أَوَّلُ دُخُولِي
الْبَصْرَةَ وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ قِيلَ لَنَا
إِنَّهُ اخْتَلَطَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إسحاق الأزرق بعدنا.
__________
[1] الجرح 4/ 1، الخلاصة 136. التاريخ 3/ 456، التاريخ الصغير 2/ 78،
اللباب 1/ 276، سير أعلام النبلاء 6/ 153. تذكرة الحفاظ 1/ 155.
المشاهير 153. الضعفاء والمتروكين 53. ميزان 2/ 127. التقريب 1/ 291.
التهذيب 4/ 5. التاريخ لابن معين 2/ 195 رقم 3238. المعرفة والتاريخ 3/
63. الوافي بالوفيات 15/ 202 رقم 281.
(9/148)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ
يَحْيَى الْقَطَّانُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: سَمِعْتُ مِنَ
الْجُرَيْرِيِّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا تَرْوِ عَنْهُ، وَقَالَ
أَحَمْدُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ:
أَكَانَ الْجُرَيْرِيُّ اخْتَلَطَ؟ فَقَالَ: لا، كَبُرَ الشَّيْخُ
فَرَقَّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أتيت
الجريري فسمعته يَقُولُ: ثنا ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ وَقَالَ: بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ فَلَمَّا
خَرَجْتُ قَالَ لِي رَجُلٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُغَفَّلٍ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: أَنْكَرْنَا
الْجُرَيْرِيَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ.
سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ [1]- م د ن ق- قَاضِي مَكَّةَ.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَشَجُّ [2] .
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بْنِ
كليب.
__________
[1] الجرح 4/ 12، الخلاصة 137، التاريخ الكبير 3/ 464، التقريب 1/ 293،
التهذيب 4/ 16.
التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 238، المعرفة والتاريخ 3/ 240، الوافي
بالوفيات 15/ 208 رقم 290.
[2] الجرح 4/ 34، التاريخ الكبير 3/ 485، المعرفة والتاريخ 3/ 175.
(9/149)
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ
الأَسَدِيُّ [1]- د- أَسَدُ خُزَيْمَةَ الْمَدَنِيُّ حَلِيفُ بَنِي
عَبْدِ شَمْسٍ.
رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ
وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَشُيُوخٍ مِنْ
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَفُلَيْحٌ والدراوَرْديّ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ
بْنِ شَابُورٍ وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ.
سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ الكوفي [2]- سوى ق- أبو الهذيل.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَبَشِيرِ بْنِ
يَسَارٍ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو نَعِيمٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ [3] . أَبُو الْعَنْبَسِ
التَّيْمِيُّ مولى أبي بكر الصديق القرشي الكوفي الملائي.
__________
[1] الجرح 4/ 39، الخلاصة 140، التقريب 1/ 301، التهذيب 4/ 58.
[2] الجرح 4/ 46، الخلاصة 141، التاريخ الكبير 3/ 497، التقريب 1/ 301،
التهذيب 4/ 62.
المعرفة والتاريخ 2/ 774 و 3/ 108 و 243.
[3] الجرح 4/ 56، الخلاصة 142، التاريخ الكبير 3/ 509، التقريب 1/ 304،
التهذيب 4/ 73.
التاريخ لابن معين 2/ 206 رقم 1957، المعرفة والتاريخ 3/ 71.
(9/150)
عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَالْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ وَوَالِدِهِ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: لَمْ يُخْرِجُوا لَهُ في الْكُتُبَ.
سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ التَّمَّارُ [1]- خ ن- عَنِ
الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ
سَعْدٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ سَمَاعًا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زرعة وغيره.
سفيان بن زياد الكوفي [2]- خ 4- أبو الورقاء العصفري.
عَنْ أَبِيهِ وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو بَكْرِ
بْنُ عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حاتم وأبو زرعة.
__________
[1] الجرح 4/ 220، الخلاصة 145، التقريب 1/ 310، التهذيب 4/ 109،
الوافي بالوفيات 15/ 283 397.
[2] ميزان 2/ 169، التقريب 1/ 311، التهذيب 4/ 111.
(9/151)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا
وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ، فوهم.
فأما سفيان بن زياد فآخر يروي عن أنس.
وعنه الأَوْزَاعِيِّ.
لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ.
وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ [1] صَاحِبُ ابْنِ
الْمُبَارَكِ صَدُوقٌ قَدِيمُ الْوَفَاةِ.
وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ [2] شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
سَمِعَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَطَبَقَتِهِ.
وَكَانَ حَافِظًا، يُعْرَفُ بِالرَّأْسِ [3] مَاتَ قَبْلَ
الْمِائَتَيْنِ.
كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ.
وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الرُّؤَاسِيُّ [4] .
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.
أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَخْرَمِيُّ ثُمَّ الرَّصَافِيُّ [5] .
عَنْ عِيسَى بن يونس.
__________
[1] ميزان 2/ 169.
[2] لسان الميزان 3/ 52، الخلاصة 145، التهذيب 4/ 110.
[3] هو لقب له، على ما في (نزهة الألباب في الألقاب) .
[4] لسان الميزان 3/ 52، ميزان الاعتدال 2/ 168.
[5] ميزان الاعتدال 2/ 168.
(9/152)
وَعَنْهُ تَمْتَامٌ وَعَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ.
ثِقَةٌ.
وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ [1] .
عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ.
وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ فَلَعَلَّهُ الرَّصَافِيُّ.
وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ [2] شَيْخٌ لابْنِ مَاجَهْ يُقَالُ لَهُ
الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ.
سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ.
وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين.
رَوَى عَنْهُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ [3] ، بْنِ زَيْدٍ أَبُو عُثْمَانَ
التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ أُمِّهِ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْيَوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ
لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ عَامَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فَأَمَّا السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْوَاسِطِيُّ [4] فشَيْخٌ.
يَرْوِي عَنْ محمد بن عبادة.
__________
[1] ميزان 2/ 168، التهذيب 4/ 111.
[2] ميزان 2/ 169.
[3] لم أجد له ترجمة أخرى.
[4] الجرح 4/ 288، التاريخ الكبير 4/ 180، التاريخ لابن معين 2/ 220
رقم 2122.
(9/153)
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبِ: وَهِمَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ
فجعلاهما واحدا.
سلم ابن الأَمِيرِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ [1]
الأَمِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيُّ.
خَدَمَ فِي الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةِ وَالْعَبَّاسِيَّةِ،
وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ نَفَقَ
عَلَى الْمَنْصُورِ وَوَلِيَ لَهُ الْبَصْرَةَ وَكَانَ حَازِمًا
عَاقِلا جَوَّادًا مُمَدَّحًا.
وَمِنْ كَلامِهِ قَالَ: لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ الرَّجُلِ حَتَّى
يَصْبِرَ على مناجاة الشيوخ البخر.
وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ عبد الرحمن ومحمد بن سيرين.
وروى عنه شعبة وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة وصلى عليه المهدي.
روى عَنْ أَبِيهِ فِيمَا قِيلَ وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ
وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ [2] .
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَوَكِيعٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يَفْتَخِرُ بِلَقِيِّهِ وَيُوَثِّقُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ إِنَّهُ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ.
سُلَيْمَانُ بن سحيم [3]- م د ن ق- أبو أيوب المدني.
__________
[1] الجرح 4/ 266، الخلاصة 146، ميزان 2/ 186، التقريب 1/ 314، التهذيب
4/ 133، التاريخ لابن معين 2/ 223 رقم 3507.
[2] الجرح 4/ 173، الخلاصة 149، التاريخ الكبير 4/ 75، ميزان 2/ 193،
التقريب 1/ 319، التهذيب 4/ 158، المعرفة والتاريخ 3/ 109، تاريخ أبي
زرعة 1/ 570.
[3] الجرح 4/ 119، الخلاصة 152، المشاهير 143، التهذيب 4/ 193، التاريخ
لابن معين 2/ 444.
المعرفة والتاريخ 2/ 701.
(9/154)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
وَأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ
والدراوَرْديّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدٍ [1]- بخ- أبو آدم [2] الكوفي.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ.
رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْكَلْبِيُّ [3]- 4-
مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ قَاضِي حمص.
عن عبد الرحمن بن جبير وعمرو بن شعيب وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ
حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَأَبُو المغيرة عبد القدوس.
__________
[1] الجرح 4/ 117، الخلاصة 152، المجروحين 1/ 336، التاريخ الكبير 4/
14، التقريب 1/ 325، التهذيب 4/ 193، التاريخ لابن معين 2/ 231 رقم
2336 و 2928، المعرفة والتاريخ 1/ 265.
[2] وقيل «إدام» .
[3] الجرح 4/ 121، الخلاصة 152، التاريخ الكبير 4/ 17، المشاهير 111،
تهذيب ابن عساكر 6/ 279، التقريب 1/ 325، التهذيب 4/ 195، التاريخ لابن
معين 2/ 231 رقم 5086، المعرفة والتاريخ 1/ 431 و 456. تاريخ أبي زرعة
1/ 628.
(9/155)
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِحِمْصٍ أَعْبَدَ مِنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ
سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَذَا وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ
وَأَبُو دَاوُدَ.
سُلَيْمَانُ بن طرخان التيمي [1]- ع- أبو المعتمر القيسي البصري أَحَدُ
الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ وَلَمْ يَكُنْ تَيْمِيًّا بَلْ [2] نَزَلَ
فِيهِمْ.
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَطَاوُسًا
وَالْحَسَنَ وَيَزِيدَ بْنَ الشِّخِّيرِ وَأَبَا نَضْرَةَ وَبَكْرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَطَائِفَةً سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ
بْنُ عَاصِمٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونُ وَالأَنْصَارِيُّ وَهَوْذَةُ
بْنُ خَلِيفَةَ وَخَلْقٌ.
قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ،
كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ.
وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: مَكَثَ أَبِي أَرْبَعِينَ سَنَةً
يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ
بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ وَعَاشَ أَبِي سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: كَانَ عَابِدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَحَدَ الْعُلَمَاءِ بِهَا
وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ للَّه مِنْهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ: كَانَ سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ أَوْ رَكْعَةٍ سبعين
تسبيحة.
__________
[1] الجرح 4/ 124، الخلاصة 152، التاريخ الكبير 4/ 20، المشاهير 93،
ميزان 2/ 212، التقريب 1/ 326، التهذيب 4/ 201، التاريخ لابن معين 2/
232 رقم 3600، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . تاريخ أبي زرعة 1/
498. طبقات ابن سعد 7/ 2/ 18. الوافي بالوفيات 15/ 393 رقم 539.
[2] في الأصل: «يتمايل» .
(9/156)
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا
أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللَّهُ
فِيهَا إِلا وَجَدْنَاهُ مُطِيعًا فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لا يُحْسِنُ
يَعْصِي اللَّهَ تَعَالَى.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: زَعَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ لَمْ تَمُرَّ سَاعَةٌ قَطُّ
إِلا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ قَالَ:
كَانَ عَامَّةُ دَهْرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ يُصَلِّي الْعِشَاءَ
وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعَصْرِ
إِلَى الْمَغْرِبِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ.
رَوَى عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ:
خَرَجَ سُلَيْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ
بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ.
وَقَالَ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَوْ
غَيْرِهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ أَقَامَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
إِمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ
بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ بِالأَرْضِ
عِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ الثَّوْرِيُّ لا يُقَدِّمُ عَلَى
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَحَدًا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ.
وَرَوَى مِرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ:
قِيلَ لِسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ:
أَنْتَ أَنْتَ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَقَالَ: لا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي
مِنْ رَبِّي إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ:
وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ 39: 47
[1] .
قال ضمرة بن ربيعة: ما رئي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مُنْصَرِفًا مِنْ
صَلاةٍ قَطُّ.
قَالَ ضُمْرَةُ عَنْ صَدَقَةٍ: سَمِعْتُ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: لَوْ
سُئِلْتُ أَيْنَ عَرْشُ اللَّهِ لَقُلْتُ فِي السَّمَاءِ، فَلَوْ
قِيلَ: فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ السَّمَاءِ؟ قُلْتُ: عَلَى
الْمَاءِ، فَإِنْ قِيلَ لِي: أَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ الْمَاءِ؟
قُلْتُ: لا أَدْرِي.
__________
[1] قرآن كريم- سورة الزمر- الآية 47.
(9/157)
وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
الْغِلابِيُّ: حَدَّثَنِي ثِقَةٌ قَالَ: كَانَ بَيْنَ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ خِصَامٌ فَتَنَاوَلَ الرَّجُلُ
سُلَيْمَانَ فَغَمَزَ بَطْنَهُ فَجَفَّتْ يَدُ الرَّجُلِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مَائِلا إِلَى
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَرِيرُ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مُصْقَلَةَ
قَالَ: رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: وَعِزَّتِي
وَجَلالِي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.
وَرَوَى سَعِيد الْكُرَيْزِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
مَرِضَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فَبَكَى فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟
قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى قَدَرِي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَخَافُ
الْحِسَابَ عَلَيْهِ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ شَيْخًا كَبِيرًا فِي
كُمِّهِ صُحُفٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ كَانَ مِنَ
الْمُصَلِّينَ وَكَانَتْ له درجة ثمانين مرقاة فكان يَصْعَدُهَا
فَإِذَا انْتَهَى يَقِفُ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى
النَّاسِ عَلَى قَدْرِهِ وَطَلَبَ مِنْهُمُ الشُّكْرَ عَلَى
قَدْرِهِمْ.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَضْلُ
عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِسَبْعِينَ مَنْقَبَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ: ثنا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ ثنا
أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ
الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ مَجْلِسَ الأَعْمَشِ فَقَالُوا لَهُ: هَذَا
سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ
فَقَالَ: أَنْتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا
أَعْجَبَكَ، سَمِعْتَ مِنْ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَجِيءُ تَجْلِسُ إِلَيَّ، كَانَ يَنْبَغِي
أَنْ تَجْلِسَ فِي أَقْصَى الْكُوفَةِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيكَ،
هَاتِ حَدِّثْنِي عَنْ أَنَسٍ، فَقَلْتُ فِي نَفْسِي: لَأُحَدِّثَنَّكَ
بِمَا تَكْرَهُ فَقُلْتُ: ثنا أَنَسٌ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى
عُمُومَتِي أَسْقِيهِمْ، فَقَالَ: لا أُرِيدُ هَذَا فَأَعَدْتُهُ
عَلَيْهِ ثَانِيًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
(9/158)
الأَصْمَعِيُّ: ثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ:
كَانَ عَلَى أَبِي دَيْنٌ وَكَانَ يَدْعُو بِالْمَغْفِرَةِ فَقُلْتُ:
لَوْ أَنَّكَ دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يَقْضِيَ عَنْكَ دَيْنَكَ، قَالَ:
إِذَا غُفِرَ لِي قَضَى دَيْنِي.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ ثنا
اللَّبَّانُ أَنَا الْحَدَّادُ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا أَبُو
الشَّيْخِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى
سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ هِلالٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيَّ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ حَمَّادَ بْنَ زيد ويزيد بن زريع
وبشر ابن الْمُفَضَّلِ وَأَصْحَابَنَا الْبَصْرِيِّينَ فَكَانَ لا
يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنَهُ فَيَقُولُ لَهُ:
الزِّنَا بِقَدَرٍ؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ اسْتَحْلَفَهُ أَنَّ هَذَا
دَيْنُكَ فَإِنْ حَلَفَ حَدَّثَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ [1] بَصْرِيٌّ مَقْبُولٌ.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَعَنْ خَالِدِ بْنِ
الْحَارِثِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس [2]- ق- بن
عبد المطّلب العباسي.
أَحَدُ أَعْمَامِ الْمَنْصُورِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه ابنه جعفر بن سليمان وعافية القاضي وسلام بن أبي عمرة ومحمد بن
راشد المكحولي الأصمعي وآخرون، منهم ابنته زينب.
__________
[1] الجرح 4/ 129، التاريخ الكبير 4/ 25.
[2] الجرح 4/ 131، الخلاصة 154، التاريخ 4/ 25، تهذيب ابن عساكر 6/
283، التقريب 1/ 328، التهذيب 4/ 211، المعرفة والتاريخ 1/ 116، البيان
والتبيين 1/ 127 و 354 و 2/ 342 و 3/ 24 97، المعارف 164، سير أعلام
النبلاء 6/ 162، فوات الوفيات 2/ 70 رقم 177، الوافي بالوفيات 15/ 406.
(9/159)
وكان شريفا كبيرا جوادا ممدحا، وقيل إنه
كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة
آلاف ألف درهم.
ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سَمِعَ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ نِسْوَةً
يَغْزِلْنَ يَقُلْنَ:
لَيْتَ الأَمِيرَ اطَّلَعَ عَلَيْنَا فَأَغْنَانَا، فَرَمَى
إِلَيْهِنَّ جَوْهَرًا لَهُ قِيمَةً وَذَهَبًا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عُكَاشَةَ الرِّبْعِيُّ الْبَصْرِيُّ
[1]- م ن ق- عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسٍ الرَّبَعِيِّ
وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ
وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
سليمان بن فيروز [2]- ع- وَيُقَالُ ابْنُ خَاقَانَ، وَهُوَ سُلَيْمَان
بْنُ أَبِي سليمان أبو إسحاق الشيبانيّ مولاهم الكوفي أحد العلماء
الثِّقَاتِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ
وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وَعَلِيُّ بْنُ
مُسْهَرٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ
وَهُشَيْمٌ وأبو عوانة وجعفر بن عون وخلق.
__________
[1] الجرح 4/ 131، الخلاصة 154، التاريخ 4/ 26، التقريب 1/ 328،
التهذيب 4/ 212.
[2] الجرح 4/ 135، التقريب 1/ 325 و 329، التهذيب 4/ 213، التاريخ لابن
معين 2/ 229 رقم 2000، المعرفة والتاريخ 3/ 75، طبقات خليفة 165،
التاريخ الصغير 2/ 57، الثقات 3/ 90، مشاهير علماء الأمصار 111، اللباب
2/ 219، تذكرة الحفّاظ 1/ 153، سير أعلام النبلاء 6/ 193، خلاصة تذهيب
الكمال 153، شذرات الذهب 1/ 207، الوافي بالوفيات 15/ 418 رقم 564.
(9/160)
اتَّفَقُوا عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَدْ رَوَى
عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ وَالتِّرْمِذِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.
سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ [1] كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ
وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
سليمان بن مهران [2]- ع- الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مَوْلاهُمُ
الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ
الأَعْلامِ.
يُقَالُ وُلِدَ بِقَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ طَبَرِسْتَانَ يُقَالُ لَهَا
أَمَهٌ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقَدْ رَأَى أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ وَرَآهُ يُصَلِّي وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ
مَعَ أَنَّ أَنَسًا لَمَّا تُوُفِّيَ كَانَ لِلأَعْمَشِ نَيِّفٌ
وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَكَانَ يُمْكِنُهُ السَّمَاعُ مِنْ جَمَاعَةٍ من
الصحابة.
__________
[1] الجرح 4/ 137.
[2] الجرح 4/ 146، الخلاصة 155، التاريخ الكبير 4/ 37، المشاهير 111.
ميزان 2/ 224، التقريب 1/ 331. التهذيب 4/ 222، الحلية 5/ 46، التاريخ
لابن معين 2/ 234 رقم 1570. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ،
تاريخ أبي زرعة 1/ 189، الوافي بالوفيات 15/ 429 رقم 583، طبقات ابن
سعد 6/ 342، تاريخ خليفة 232 و 424. طبقات خليفة 164. التاريخ الصغير
2/ 91، تاريخ بغداد 9/ 3، الكامل في التاريخ 5/ 589، وفيات الأعيان 2/
400. سير أعلام النبلاء 6/ 226، تذكرة الحفاظ 1/ 154، غاية النهاية 1/
315. شذرات الذهب 1/ 220.
(9/161)
وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي أَوْفَى وَأَبِي وَائِلٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي عَمْرٍو
الشَّيْبَانِيِّ وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ
النخعي ومجاهد وأبي صالح وسالم ابن أَبِي الْجَعْدِ وَأَبِي حَازِمٍ
الأَشْجَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَهِلالِ بْنِ يَسَافٍ وَيَحْيَى بْنِ
وَثَّابٍ وَأَبِي الضُّحَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ
مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
حَدَّثَ عَنْهُ أُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ مِنْهُمُ الْحَكَمُ بْنُ
عُتَيْبَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ- وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ-
وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَجَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ وَزَائِدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ
بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ
نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
زِيَادٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ
بْنُ بِشْرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَحْيَى بْنُ
عِيسَى الرَّمْلِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ ابْنُ المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث.
وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ
اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ
صِدْقِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عَلامَةُ الإِسْلامِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: بَقِيَ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً
لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَفَ الأَعْمَشُ أَعْبَدَ مِنْهُ،
وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبَ سُنَّةٍ.
وَقَدْ قَرَأَ الأَعْمَشُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ
قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حَمْزَةُ الزيات.
(9/162)
وَكَانَ مَعَ جَلالَتِهِ فِي الْعِلْمِ
وَالْفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ وَمُزَاحٍ، قِيلَ إِنَّهُ جَاءَهُ
أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَوْمًا فَخَرَجَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ فِي
مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْكُمْ مَا خَرَجْتُ
إِلَيْكُمْ. رَوَاهَا وَكِيعٌ عَنْهُ.
وَقَدْ سَأَلَهُ دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟
فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، قِيلَ: فَمَا تَقُولُ
فِي شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟ قَالَ:
تُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَبَقَ الأَعْمَشُ أَصْحَابَهُ بِخِصَالٍ:
كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ
وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: كان ثِقَةً ثَبْتًا كَانَ مُحَدِّثَ
الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، وَيُقَالُ: ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ
حَدِيثٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ
رَأْسًا فِيهِ وَكَانَ فَصِيحًا وَكَانَ أَبُوهُ مِهْرَانُ مِنْ سبي
الديلم. قال وكان الأعمش عسرا سيّئ الْخُلُقِ وَكَانَ لا يَلْحَنُ
حَرْفًا وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ. قَالَ وَكَانَ فِيهِ
تَشَيُّعٌ.
كَذَا قَالَ، وليس هذا بصحيح عنه بلى، كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَيْهِ إِلا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ طَلْحَةُ بْنُ
مُصَرِّفٍ- وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَفْضَلَ- وَأَبَانُ بْنُ
تَغْلِبَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنٍ.
قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرْنَا الزَّيَّاتُ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ،
وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ مَعَ
فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ للأعمش أَلا
تَمُوتُ فَنُحَدِّثُ عَنْكَ، فَقَالَ: كَمْ مِنْ حُبِّ أَصْبَهَانِيٍّ
قَدِ انْكَسَرَ عَلَى رَأْسِهِ كِيزَانٌ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ جَاءَ أَنَّ
(9/163)
الأَعْمَشَ قَرَأَ عَلَى زَيْدِ بْنِ
وَهْبٍ وَزِرٍّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَنَّهُ عَرَضَ أَيْضًا
عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ وَجَمَاعَةٍ.
وَأَخْبَرَنَا بِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ بِحَلَبٍ وَأَيُّوبُ الأَسَدِيُّ
بِدِمَشْقَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ بِبَغْدَادَ أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرِّبِ أَنَا طَرَّارٌ أَنَا عَلِيٌّ
الْعِيسَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ثنا
الْعُطَارِدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بَالَ فَغَسَلَ ذَكَرَهُ غُسْلا شَدِيدًا
ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَصَلَّى بِنَا وَحَدَّثَنَا
فَجَاءَ بَيْتَهُ. هَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ.
وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ:
أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ، خِمَارًا فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ
أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيَّ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي
إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ تَقْضِهَا فَلا
تَغْضَبْ عَلَيَّ، قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي، قُلْتُ: أَمْلِ
عَلَيَّ، قَالَ: لا أَفْعَلُ.
وَقَالَ عَلَيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ
حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْصُورٌ أَثْبَتُ [1] أَهْلِ الْكُوفَةِ فَفِي
حَدِيثِ الأَعْمَشِ اضْطِرَابٌ كَثِيرٌ.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاغَنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ قال فقلت: يا رسول
اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟
فَقَالَ: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: لَوْلا الشُّهْرَةَ
لَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ثُمَّ تَسَحَّرْتُ.
قُلْتُ: هَذَا كَانَ مَذْهَبُ الأَعْمَشِ وَهُوَ عَلَى الَّذِي رَوَى
النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَكَانَ هُوَ النَّهَارُ إلا أن الشمس لم تطلع.
__________
[1] في الأصل «أتيت» .
(9/164)
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَرْسَلَ
عِيسَى بْنُ يُونُسَ الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى
الأَعْمَشِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ لَهُ فِيهَا
حَدِيثًا فَكَتَبَ فِيهَا:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ الصَّمَدُ) إِلَى
آخِرِهَا ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ:
يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ أَظَنَنْتَ أَنِّي لا أُحْسِنُ كِتَابَ اللَّهِ،
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: وَظَنَنْتَ أَنِّي أَبِيعُ الْحَدِيثَ! وَقَالَ
عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ
رَغِيفَيْنِ فَأَكَلُوهُمَا فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ لَهُمْ نِصْفَ حَبْلٍ
مِنْ قَتٍّ فَوَضَعَهُ عَلَى الْخُوَانِ وَقَالَ: أَكَلْتُمْ قُوتُنَا
فَهَذَا قُوتُ شَاتِي فَكُلُوهُ.
قَالَ عِيسَى: وَخَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ وَرَجُلٌ يَقُود الأَعْمَشُ
فَلَمَّا رَجَعْنَا عَدَلَ بِهِ فَلَمَّا أَصْحَرَ بِهِ قَالَ:
أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا وَكَذَا وَلا أَرُدُّكَ
حَتَّى تَمْلأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا، قَالَ: اكْتُبْ، فَلَمَّا مَلأَ
الأَلْوَاحَ رَدَّهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ دَفَعَ أَلْوَاحَهُ
لِإِنْسَانٍ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ تَعَلَّقَ
بِهِ وَقَالَ: خُذُوا الأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا
مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَ، فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ قَالَ: كُلُّ مَا
حَدَّثْتُكَ بِهِ كَذِبٌ، قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ باللَّه مِنْ أَنْ
تَكْذِبَ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا
يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعْرِكَ؟
قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الْحَجَّامِينَ قُلْتُ: فَإِنِّي أَجِيئُكَ
بِحَجَّامٍ لا يُكَلِّمُكَ حَتَّى يَفْرُغَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ
جُنَيْدًا الْحَجَّامَ وَكَانَ مُحَدِّثًا فَأَوْصَيْتُهُ فَقَالَ:
نَعَمْ فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعْرِهِ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
كَيْفَ حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ؟
قَالَ: فَصَاحَ الأَعْمَشُ صَيْحَةً وَقَامَ يَعْدُو وَبَقِيَ نِصْفُ
شَعْرِهِ أَيَّامًا غَيْرَ مَجْزُوزٍ، رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ خُشْرُمٍ
[1] عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ فَإِذَا بِجُنْدِيٍّ
فسخّره ليعبر به نهرا
__________
[1] كجعفر.
(9/165)
فَلَمَّا رَكِبَ الأَعْمَشُ قَالَ:
سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ 43:
13 [1] فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِ الأَعْمَشُ فِي الْمَاءِ قَالَ: وَقُلْ
رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ
23: 29 [2] ثُمَّ رَمَى بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الأَعَمَشَ لَبِسَ فَرْوًا
مَقْلُوبًا وَبَتًّا تَسِيلُ خُيُوطُهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَالَ:
لَوْلا أَنِّي تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ مَا كَانَ يَأْتِينِي أَحَدٌ
وَلَوْ كُنْتُ بَقَّالا كَانَ يَقْذِرُنِي [3] النَّاسُ أَنْ
يَشْتَرُوا مِنِّي.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ
نَبِيلٌ كَبِيرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ فَسَأَلَهُ عَنْ
مَسْأَلَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ الصَّلاةِ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ
فَقَالَ: انظروا إليه لحيته تحتمل حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلافِ حَدِيثٍ
وَمَسْأَلَتُهُ مَسْأَلَةُ صِبْيَانِ الْكُتَّابِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ الأَعْمَشُ مِنَ النُّسَّاكِ وَكَانَ
مُحَافِظًا عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ:
كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَمُرُّ بِي طَرَفي النَّهَارِ فَأَقُولُ:
لا أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْحَجَّاجِ حَتَّى وَلاكَ،
قَالَ: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه، رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي
الْحِلْيَةِ [4] .
وَقَدْ ذَكَرْنَا بِالإِسْنَادِ أَنَّهُ صَلَّى خَلَفَ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ وَدَخَلَ إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: سَمِعَ الأعمش من عبد الله بن أبي
أَوْفَى وَأَنَسٍ.
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الأَعْمَشُ قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسًا يُصَلِّي
__________
[1] قرآن كريم- سورة الزخرف- الآية 13.
[2] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 29.
[3] في نسخة القدسي 6/ 78 «يقدرني» .
[4] حلية الأولياء- ج 5/ 46 وما بعدها.
(9/166)
فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذَا رَفَعَ
رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ صُلْبَهُ حَتَّى يَسْتَوِي بَطْنُهُ.
دَاوُدُ بْنُ مِخْرَاقٍ وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: ثنا الْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى أَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ
عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَضَرَبَهَا بِعَصًا فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ
فَقَالَ: إِنَّ (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّه وَلا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) يُسَاقِطْنَ الذُّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ
هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا. وَلِلأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ
سَاقَهَا صَاحِبُ الْحِلْيَةِ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ فَقَالَ
فِيهَا «عَنْ» فَلا تُحْمَلُ عَلَى الاتِّصَالِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الأَعْمَشَ وُلِدَ بِطَبَرِسْتَانَ وَقَدِمَتْ
بِهِ أُمُّهُ طِفْلا وَيُقَالُ حَمْلا إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَاتَ بِهَا
فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ
سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ
بِإِجَازَةٍ.
سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيْرٍ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكُوفِيُّ [1]- ق- عَنْ
مَوْلاهُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ
وَقَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتْرُوكِ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَسْوَدُ [2]- د ت-
__________
[1] الجرح 4/ 150، ميزان 2/ 228، التقريب 1/ 331، التهذيب 4/ 230،
التاريخ لابن معين 2/ 237 رقم 1336، المعرفة والتاريخ 3/ 35.
[2] لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر.
(9/167)
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ وَمُحَمَّدُ
بْنُ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَوُهَيْبٌ وَيَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ وَالأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
سُهَيْلُ بْنُ حَسَّانٍ أَبُو السَّحْمَاءِ الْكِلابِيُّ الْمِصْرِيُّ
[1] ، الزَّاهِدُ.
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمُعَافِرِيِّ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ وَهْبٍ
وَخَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَعَظَ مَرَّةً أَمِيرَ الاسكندرية. وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ
مُتَأَلِّهًا.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: ثنا ضَمَّامٌ عَنْ أَبِي
السَّحْمَاءِ قَالَ: نَزَلْتُ بِشِعْبٍ مِنْ مَنَاهِلِ الْحِجَازِ
فَإِذَا صاحب المنهل قد أتى بهدية إلى فُسْطَاطٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ
وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ صَاحِبُ خَاتَمِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلَيْسَ تَعْرِفَانِ لِمَنْ كَانَ
هَذَا الْمَالُ، وَإِلَى مَنْ صَارَ؟ قَالا: بَلَى، قُلْتُ: فِلَمَ
قَبَلْتُمَا وَالنَّاسُ قَدْ نَظَرُوا إِلَيْكُمَا! فَقَالا: لَوْ
رَدَدْنَاهَا كَانَ أَعْظَمَ مِمَّا تُرِيدُ، قَالَ ضَمَّامٌ:
قَبِلاهَا خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَهُمَا يَكْرَهَانِ ذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُقَالُ: مَاتَ أَبُو السَّحْمَاءِ سَنَةَ
سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَحِمَهُ
اللَّهُ.
سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ [2] ، أَبُو السِّنْدِيِّ الْمَكِّيُّ.
عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمَرْوَانُ بْنُ معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم.
__________
[1] الجرح 4/ 248، التاريخ لابن معين 2/ 241 رقم 2962 وفيه «سهل» .
المعرفة والتاريخ 1/ 118.
[2] الجرح 4/ 246، لسان الميزان 3/ 125، التاريخ لابن معين 2/ 242 رقم
2486.
(9/168)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ يَرْمِيهِ بِبَلاءٍ،
قَالَ الْهَرَوِيُّ كَانَ بِوَاسِطَ وَكَانَ كَذَّابًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ، وَالنَّسَائِيُّ
وَالدَّارَقُطْنِيُّ تَرَكَاهُ.
وَمِمَّا نُقِمَ عليه قوله: رأيت عائشة وكانت سَوْدَاءَ مُشْرَبَةٌ
حُمْرَةً.
سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قَطْبَةَ [1] .
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ جَارًا لِلأَعْمَشِ.
سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ [2]- سِوَى ت- مَوْلاهُمُ
الْمَكِّيُّ.
سَمِعَ مُجَاهِدًا وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ
وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وزيد ابن الْحُبَابِ.
وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ إِلا أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ رَمَاهُ
بِالْقَدَرِ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا أَرَّخَ
ابْنُ سَعْدٍ مَوْتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ سَنَةَ إحدى وخمسين.
__________
[1] الجرح 4/ 236، المعرفة والتاريخ 3/ 176.
[2] الجرح 4/ 274، التاريخ لابن معين 2/ 245 رقم 410، المعرفة والتاريخ
1/ 135، طبقات خليفة 283، التاريخ الكبير 4/ 171، التاريخ الصغير 2/
113، مشاهير علماء الأمصار 147، ميزان الاعتدال 2/ 55، العقد الثمين 4/
632، تهذيب التهذيب 4/ 294، سير أعلام النبلاء 6/ 338.
(9/169)
سَيْفُ بْنُ وَهْبٍ [1] ، أَبُو وَهْبٍ.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَأَبِي حَرْبِ بْنِ
أَبِي الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَرِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ
وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النسائي: ليس بثقة.
__________
[1] الجرح 4/ 275.
(9/170)
[حرف الشين]
شبل بن عبّاد المكيّ [1]- خ د ن- القارئ صَاحِبُ ابْنِ كَثِيرٍ.
حَدَّثَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعمرو بن
دينار وعدة، وتلا على ابن كثير.
وتصدر للإقراء فقرأ عليه إسماعيل القسط [2] وعكرمة بن سليمان وابنه
داود بن شبل وأبو الإخريط وهب وغيرهم.
وحدّث عنه ابن عيينة وأبو أسامة وروح بن عبادة ويحيى بن أبي كثير وأبو
حذيفة النهدي وعدد كثير.
بلغني أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَمَا
أَحْسَبُهُ صَحِيحًا فَإِنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ إِنَّمَا سمع الحديث سنة
بضع وخمسين ومائة.
__________
[1] التقريب 1/ 346، التهذيب 4/ 305، الخلاصة 163، التاريخ لابن معين
2/ 248 رقم 233، المعرفة والتاريخ 1/ 435، التاريخ الكبير 4/ 257،
الجرح والتعديل 4/ 380، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 219، العبر 1/ 210،
مرآة الجنان 1/ 306، الوافي بالوفيات 16/ 99 رقم 112، العقد الثمين 5/
4، شذرات الذهب 1/ 223.
[2] بضم القاف وسكون السين، كما في (نزهة الألباب لابن حجر) .
(9/171)
وَشِبْلٌ قَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَتْ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ بَعْدَ وَفَاةِ
ابْنِ كَثِيرٍ لِشِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ وَقَدْ عَرَضَ الْقُرْآنَ
أَيْضًا عَلَى ابْنِ مُحَيْصِنٍ.
شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ [1]- ت ق- بَصْرِيٌّ.
لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه أحمد بن بشير وإسرائيل وعنبسة بن عبد الرحمن وأبو عاصم.
وقال أبو عاصم: لين الحديث.
وقال ابن مهدي: ثقة.
شبيل بن عزرة [2]- د- أبو عمرو البصري الضبعي. أَحَدُ عُلَمَاءِ
الْعَرَبِيَّةِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَشُعْبَةُ. وَسَعِيدُ بْنُ
عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابن معين ويقال: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ.
شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ [3] ، الدِّمَشْقِيُّ
الضَّرِيرُ أَبُو مُحَمَّدُ. وَيُقَالُ أَبُو هند ويعرف بابن الأحنف.
__________
[1] التقريب 1/ 346، ميزان 2/ 262، التاريخ 4/ 231، الجرح 4/ 357،
التهذيب 4/ 306، الخلاصة 163، التاريخ لابن معين 2/ 248 رقم 3265.
[2] التاريخ 4/ 258، الجرح 4/ 381، التقريب 1/ 346، التهذيب 4/ 310،
الخلاصة 163.
[3] تهذيب ابن عساكر 6/ 294، لسان 4/ 140.
(9/172)
أرسل عن أبي الدرداء، وروى عَنْ أَبِي
إِدْرِيسَ الخَولاني وأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بْنِ
شَابُورٍ وآخرون.
وكان صدوقا.
شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ المدني [1]- خ م د ن ق-
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكُرَيْبٍ
وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر وَغَيْرُهُمْ.
وَجَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ عَنْهُ. وَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْكِبَارِ عَنِ
الصِّغَارِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِي
رِوَايَةٍ عَنْهُمَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَوَهَّاهُ وَاتَّهَمَهُ
بِالْوَضْعِ. وَهَذَا جَهْلٌ مِنِ ابْنِ حَزْمٍ، فَإِنَّ هَذَا
الشَّيْخَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى
الاحْتِجَاجِ بِهِ، نَعَمْ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ وَأَثْبَتُ،
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ وَانْفَرَدَ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ
غَرِيبَةٍ مِنْهَا «وَدَنَا الْجَبَّارُ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ
مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» .
شَقِيقُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [2] شيخ كوفي.
__________
[1] التقريب 1/ 351، ميزان 2/ 269، التاريخ 4/ 236، المشاهير 81، الجرح
4/ 363، التهذيب 4/ 337. الخلاصة 169، التاريخ لابن معين 2/ 251 رقم
748. تاريخ أبي زرعة 1/ 153.
المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ خليفة 419. طبقات خليفة
266. التاريخ الصغير 2/ 213. الثقات 3/ 111. سير أعلام النبلاء 6/ 159.
الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 213، المغني في الضعفاء 1/ 297، الوافي
بالوفيات 16/ 148 رقم 171.
[2] التقريب 1/ 354. التاريخ 4/ 256. الجرح 4/ 372. التهذيب 4/ 363.
التاريخ لابن معين 2/ 258 رقم 358. المعرفة والتاريخ 3/ 32.
(9/173)
لَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَأَبِي بَكْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَهَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
شُمَيْطُ [1] بْنُ عَجْلانَ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ. أَحَدُ زُهَّادِ
الْبَصْرَةِ وَهُوَ أَخُو خضر بن عجلان الشيبانيّ.
أسند شيئا يسيرا عَنِ التَّابِعِينَ وَلَهُ مَوَاعِظُ نَافِعَةٌ
وَقِصَصٌ، فَرَوَى سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شُمَيْطٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: عَجَبًا لابْنِ آدَمَ
بَيْنَمَا قَلْبُهُ فِي الآخِرَةِ إِذْ حَلَّهُ بَرْغُوثٌ أَوْ
قَمْلَةٌ فَنَسِيَ الآخِرَةَ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يَبْكِي مِنْ رَأْسِهِ فَأَمَّا
مِنْ قَلْبِهِ فَلا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ شُمَيْطًا يَقُولُ:
رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ، لا يُفَارِقُهُ وَلا يَخْلُفُهُ فِي
الرِّحَالِ وَلا يَأْتَمِنُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَسَمَ الدُّنْيَا بِالْوَحْشَةِ
لِيَكُونَ أُنْسُ الْمُنْقَطِعِينَ بِهِ.
وَعَنْهُ قَالَ: حَمَلْتُ عَلَى قَلْبِكَ هَمَّ السِّنِينَ وَالْغَلاءَ
وَالرُّخْصَ وَالشِّتَاءَ وَالْحَرَّ قَبْلَ مَجِيئِهِ فَمَاذَا أبقيت
من قلبك الضعيف لِآخِرَتِكَ؟.
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ فَقَالَ: لا بَأْسَ
بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ [2] . أَبُو نَعَامَةَ الضَّبِيُّ
الْكُوفِيُّ.
__________
[1] بضم الشين المثلثة، التاريخ 4/ 262، المشاهير 153.
[2] ميزان 2/ 286، تاريخ أبي زرعة 1/ 484، التاريخ لابن معين 2/ 268
رقم 1248. المعرفة والتاريخ 3/ 59، المجروحين 1/ 362، التاريخ 4/ 242،
الجرح 4/ 335. لسان 4/ 159.
(9/174)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُوسَى بْنِ
طَلْحَةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وجرير وإبراهيم ابن
الْمُخْتَارِ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
(9/175)
[حرف الصَّادِ]
صَاعِدُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] أَبُو الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ [2] ،
كُوفِيٌّ وَاهٍ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الشَّعْبِيِّ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ
بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ [3] .
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَعُرْوَةَ
وَمَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَأَبُو
أُسَامَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بالقويّ.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
__________
[1] ميزان 2/ 287، المجروحين 1/ 377، التاريخ 4/ 334، لسان 4/ 163،
الجرح 4/ 453 التاريخ لابن معين 2/ 262 رقم 2203، المعرفة والتاريخ 3/
153.
[2] في نسخة القدسي 6/ 81 «العسكري» والتصحيح من المصادر قبله.
[3] التقريب 1/ 358، ميزان 2/ 292، التاريخ 4/ 275، الجرح 4/ 398
الخلاصة 170، تاريخ أبي زرعة 1/ 656، التاريخ لابن معين 2/ 263 رقم
2127، المعرفة والتاريخ 3/ 218.
(9/176)
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: ما له فِي الْكُتُبِ شَيْءٌ وَلَهُ حَدِيثٌ فِي قَتْلِ مَنْ سَبَّ
نَبِيًّا.
صَالِحُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو الأزهر الباهلي [1] شيخ بَصْرِيٌّ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَأَبِي سَعِيدٍ
وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَوَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ وَمُسْلِمَةُ
بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَهُوَ آخِرُ شَيْخٍ لَقِيَهُ
الْقَطَّانُ.
هَكَذَا ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَذَكَرَهُ ابْنُ
حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
صَالِحُ بْنُ صَالِحِ [2] بْنِ حيّ [3] الثوري- ع- الهمدانيّ الكوفي.
أَحَدُ الثِّقَاتِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ وَلَدَاهُ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ
وَهُشَيْمٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَثِيرًا مَا يَقُولُونَ: صَالِحُ بْنُ
حُيَيٍّ، يَنْسُبُونَهُ إِلَى جَدِّهِ حُيَيٍّ وَاسْمُهُ حَيَّانُ.
وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حييّ، وكان
خيرا من ابنيه.
__________
[1] التقريب 1/ 359، التاريخ 4/ 278، الجرح 4/ 400، التهذيب 4/ 388،
الخلاصة 170، التاريخ لابن معين 2/ 263 رقم 3927، المعرفة والتاريخ 2/
112.
[2] التقريب 1/ 360، ميزان 2/ 295، التاريخ 4/ 284، الجرح 4/ 406،
التهذيب 4/ 393، الخلاصة 171، تاريخ أبي زرعة 1/ 660، التاريخ لابن
معين 2/ 264 رقم 2386. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الجمع
بين رجال الصحيحين 1/ 221. سير أعلام النبلاء 7/ 373، المغني في
الضعفاء 1/ 304، الوافي بالوفيات 16/ 259 رقم 288.
[3] في نسخة القدسي 6/ 82 «حيي» والتصحيح من المصادر قبله.
(9/177)
وَرَوَى حَرْبُ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ الْمَدَنِيُّ [1]- ع- المؤدّب، أَدَّبَ
أَوْلادَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ زَمَانَ إِمْرَتِهِ عَلَى
الْمَدِينَةِ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ عُرْوَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ وَنَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَالِمًا وَنَافِعًا مَوْلَى أَبِي
قَتَادَةَ والأعرج والزهري وطائفة.
وعنه ابن جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَنَسُ بْنُ
عياض ومالك وسليمان ابن بِلالٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ
عُيَيْنَةَ وَخَلْقٌ.
وَيُقَالُ إِنَّهُ عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ
كَهْلا.
سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ.
وَكَنَّاهُ بَعْضُهُمْ أَبَا مُحَمَّدٍ وَبَعْضُهُمْ أَبَا الْحَارِثِ،
وَوَلاؤُهُ لِدَوْسٍ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ صَالِحٌ جَامِعًا بَيْنَ
الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالْمُرُوءَةِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَسَنَّ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ
مُؤَدِّبُ ابْنَ شِهَابٍ فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ
فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَيَحْتَجُّ بِالأَحَادِيثِ
فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ:
تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ! قَالَ الْوَاقِدِيُّ:
تُوُفِّيَ صَالِحٌ بعد الأربعين ومائة.
__________
[1] التقريب 1/ 362، ميزان 2/ 299، تهذيب ابن عساكر 6/ 380، التاريخ 4/
288، المشاهير 135، الجرح 4/ 410، التهذيب 4/ 399، الخلاصة 171، تاريخ
أبي زرعة 1/ 412، التاريخ لابن معين 2/ 947، المعرفة والتاريخ (راجع
فهرس الأعلام) . المحيّر 477. طبقات خليفة 658.
486. تذكرة الحفّاظ 148. المغني في الضعفاء 1/ 304. سير أعلام النبلاء
5/ 454. الإصابة 2/ 198 رقم 4121. مجمع الرجال 3/ 207. الوافي بالوفيات
16/ 269 رقم 300. شذرات الذهب 1/ 208.
(9/178)
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: كَيْفَ
رِوَايَةُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟
قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُقَيْلٍ
لِأَنَّهُ حِجَازِيٌّ وَهُوَ أَسَنُّ يُعَدُّ فِي التَّابِعِينَ.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَاتَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ
وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
قُلْتُ: هَذَا غَلَطٌ لا رَيْبَ فِيهِ. وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ
كَانَ يُذْكَرُ مَعَ الصَّحَابَةِ.
قَالَ: وَتَلَقَّنَ الْعِلْمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ ابْنُ
تِسْعِينَ سَنَةً.
وَكَذَا وَهِمَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي قَوْلِهِ: مَاتَ فِي
زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قُلْتُ: قَدْ رُمِيَ صَالِحٌ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ.
صَالِحُ بْنُ محمد بن زائدة [1]- د ت ق- أبو واقد الليثي المدني.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ أَرْوَى الدَّوْسِيُّ
وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
وَسَالِمٍ [2] وَابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ وَوُهَيْبُ
بْنُ خَالِدٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وعبد العزيز الدراوَرْديّ.
__________
[1] التقريب 1/ 362، التاريخ 4/ 291، الضعفاء الصغير 58، الجرح 4/ 411،
التهذيب 4/ 401، الخلاصة 171، التاريخ لابن معين 2/ 265 رقم 805.
المعرفة والتاريخ 1/ 426.
[2] يعني: ابن عبد الله بن عمر.
(9/179)
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ تَرَكَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا.
قِيلَ: مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
صَبَّاحُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَجَلِيُّ [1] .
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
صُبَيْحُ بْنُ قَاسِمٍ أَبُو الْجَهْمِ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
صَدَقَةُ [3] بْنُ سَعِيدٍ [4] الْحَنَفِيُّ وَالِدُ الْمُفَضَّلِ.
يَرْوِي عَنْ جَمِيعِ بْنِ عُمَيْرٍ ومصعب بن شيبة.
__________
[1] التاريخ 4/ 313، الجرح 4/ 442.
[2] التاريخ 4/ 318، الجرح 4/ 451، المعرفة والتاريخ 2/ 642، تاريخ ابن
معين 2/ 267 رقم 2491.
[3] التقريب 1/ 366، ميزان 2/ 310، التاريخ 4/ 293، الجرح 4/ 430،
الخلاصة 173.
[4] في نسخة القدسي 6/ 83 «سعد» والتصحيح من المصادر قبله.
(9/180)
وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
زِيَادٍ وَأَبُو بكر بن عياش وأيوب بن جابر.
قال أبو حاتم: شيخ.
صدقة بن عبد الله بن كثير [1] ، الداري المكي. قَرَأَ عَلَى وَالِدِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ الْحُرُوفُ مُطَرِّفُ بْنُ مَعْقِلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ
قُدَامَةَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
قال ابن أبي حاتم: هو صَاحِبُ حُرُوفِ مُجَاهِدٍ يُكْنَى أَبَا
الْهُذَيْلِ.
قُلْتُ: وَذَكَرَ الدَّانِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ [2]- م ق- قَاضِي
الأَهْوَازِ.
عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ
وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ وَأَبُو أُسَامَةَ
وسعيد بن يحيى اللخمي ومحمد ابن الْبُرْسَانِيِّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ صَالِحٌ.
صدقة بن المثنّى [3]- د ن ق- بن رياح بن الحارث النخعي الكوفي.
عَنْ جَدِّهِ رِيَاحٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فِي ذِكْرِ
الْعَشَرَةِ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وطائفة.
__________
[1] الجرح 4/ 433، التاريخ 4/ 296.
[2] التقريب 1/ 396، ميزان 2/ 311، التاريخ 4/ 294، الجرح 4/ 432،
الخلاصة 173.
[3] التقريب 1/ 366، ميزان 2/ 312، التهذيب 4/ 417.
(9/181)
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ [1] ، أَبُو هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَصْدَقَ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ [2] ، أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ
الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي نَضْرَةَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَوَكِيعٌ وَمَكِّيُّ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا مُسْلِمُ بن إبراهيم.
ضعّفوه.
__________
[1] ميزان 2/ 317، تهذيب ابن عساكر 6/ 446، التاريخ 4/ 302، لسان 4/
194، الجرح 4/ 438، التهذيب 4/ 432، التاريخ لابن معين 2/ 270 رقم
1299.
[2] التقريب 1/ 369، ميزان 2/ 318، تهذيب ابن عساكر 6/ 447، المجروحين
1/ 375، التاريخ 4/ 304، ابن سعد 7/ 279. الجرح 4/ 437، التهذيب 4/
434. المعرفة والتاريخ 3/ 63.
التاريخ لابن معين 2/ 270 رقم 3306.
(9/182)
[حرف الضَّادِ]
ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالك [1]- د ن ق- بْنُ أَبِي
السَّلِيكِ الْحَضْرَمِيُّ- وَيُقَالُ الأَلْهَانِيُّ- الْحِمْصِيُّ
نَزِيلُ اللاذِقِيَّةِ.
عَنْ أَبِيهِ وَدُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَأَبِي الصَّلْتِ السَّامِيِّ.
ومنهم من نسبه إلى جَدّه الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة.
رَوَى عَنْهُ بَقِيَّةُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَلَدُهُ
مُحَمَّدُ بْنُ ضُبَارَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ وَسَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ
تُنْكَرُ.
وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: رَوَى حَدِيثًا مُعْضِلا.
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ رِوَايَةِ
الثِّقَاتِ عَنْهُ.
الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن أبي حوشب [2]- ن- أَوِ ابْنِ
حَوْشَبٍ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ [3] الدِّمَشْقِيُّ. وقيل: يكنى
أبا بشر.
__________
[1] التقريب 1/ 372، ميزان 2/ 322، لسان 4/ 199، التهذيب 4/ 442.
[2] التقريب 1/ 372، ميزان 2/ 324، تهذيب ابن عساكر 7/ 6، التاريخ 4/
333، الجرح 4/ 463، التهذيب 4/ 446، الخلاصة 176، المعرفة والتاريخ 2/
395، تاريخ أبي زرعة 1/ 395، الوافي بالوفيات 16/ 354 رقم 386.
[3] بالصاد المهملة.
(9/183)
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ
مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ، وَرَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَمُسْلِمِ بْنِ
مُشْكَمٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وغيرهم.
وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد وابن شابور وعيسى بن يونس.
قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام.
وقال دحيم: ثقة ثبت.
قلت: روى له النسائي حديثا عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ
عمر قال لصهيب: ما لي أَرَى عَلَيْكَ خَاتَمَ الذَّهَبِ! قَالَ: قَدْ
رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ [1]-
م د ت ن- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَالضَّحَّاكِ
بْنِ مُزَاحِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَّارٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَعِدَّةٌ.
وَكَانَ من العبّاد البكّاءين.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كُوفِيٌّ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا،
وَكَانَ ضِرَارٌ صَدِيقًا لمحمد ابن سوقة.
__________
[1] التقريب 1/ 374، التاريخ 4/ 339، الجرح 4/ 465، التهذيب 4/ 457،
الخلاصة 177، المعرفة والتاريخ 3/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 273 رقم
1948.
(9/184)
[حرف الطَّاءِ]
طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع-
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ
أَبِي حَازِمٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَقِيلَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ- مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ
وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَوَكِيعٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي كَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ.
طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ [2]- ت ق- وَقِيلَ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقِيلَ ابْنُ
سُفْيَانَ- أَبُو سفيان السعدي ابن الأشل.
__________
[1] التقريب 1/ 376، ميزان 2/ 332، التاريخ 4/ 353، الجرح 4/ 485،
الخلاصة 178، التهذيب 5/ 5. المعرفة والتاريخ 3/ 90 و 238.
[2] التقريب 1/ 377، ميزان 2/ 336، التاريخ 4/ 357، الضعفاء الصغير 62،
الجرح 4/ 492، التهذيب 5/ 11، الخلاصة 179، المعرفة والتاريخ 2/ 70،
التاريخ لابن معين 2/ 276 رقم 655.
(9/185)
عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي نَضْرَةَ
وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ
وَابْنُ فُضَيْلٍ وجماعة.
قال أحمد: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا: ضَعِيفٌ.
طَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ أَبُو الْهَيْثَمِ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ
[1] .
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ الضَّبِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ نَزَلَ الرَّيَّ.
طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَيْلِيُّ [2]- خ 4- عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ وَرُزَيْقِ بْنِ حَكِيمٍ الأَيْلِيِّ.
وَعَنْهُ وَلَدُ أَخِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ- وهو من أقرانه- وَمَالِكٌ فِي
الْمُوَطَّأِ [3] وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
وثّقه النسائي وغيره.
__________
[1] التاريخ 4/ 349، الجرح 3/ 482، التاريخ لابن معين 2/ 277 رقم 3155.
[2] التقريب 1/ 379، التاريخ 4/ 348، ابن سعد 7/ 519، المشاهير 134،
الجرح 4/ 478، الخلاصة 179. تاريخ أبي زرعة 1/ 503، المعرفة والتاريخ
3/ 4 و 5. التاريخ لابن معين 2/ 278 رقم 820.
[3] سوى رواية يحيى بن يحيى، كما في (تجريد التمهيد) ص 261.
(9/186)
طلحة بن يحيى بن طلحة [1]- م 4- بن عبيد
الله القرشي التيمي الكوفي.
عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ وَعَائِشَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله
وعروة بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَسَنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ
طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ غُلامٍ مِنَ الأَنْصَارِ
لِيُصَلِّي عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لَهُ
عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةَ أَوْ
غَيْرُ هَذَا.
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسائي
مِنْ وُجُوهٍ عَنْ طَلْحَةَ تَفَرَّدَ بِهِ. تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي
سنة سبع، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائة.
__________
[1] التقريب 1/ 380، ميزان 2/ 343، التاريخ 4/ 350، المشاهير 163،
الجرح 4/ 477، طبقات ابن سعد 6/ 251، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 234،
التهذيب 5/ 27، الخلاصة 180.
تاريخ أبي زرعة 1/ 639، المعرفة والتاريخ 3/ 107، التاريخ لابن معين 2/
280 رقم 668.
تهذيب ابن عساكر 7/ 91، الكامل في التاريخ 5/ 576، تهذيب الأسماء 1 ق
1/ 254، الوافي بالوفيات 16/ 484 رقم 527.
(9/187)
[حرف الْعَيْنِ]
عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ
[1]- د ت ق- عَنْ أَبِيهِ وَمَكْحُولٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ
وَدَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَالْخُرَيْبِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
عاصم بن سليمان الأحول [2]- ع- الحافظ أبو عبد الرحمن البصري قَاضِي
الْمَدَائِنِ.
رَوى عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس وَأَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ
وَسُعَادَةَ الْعَدَوِيَّةِ وعكرمة وجماعة.
وعنه شعبة وابن المبارك وابن عيينة وأبو معاوية وابن علية ويزيد بن
هارون وخلق سواهم.
__________
[1] الجرح 6/ 342، تهذيب 5/ 41، المشاهير 183، التقريب 1/ 383، الميزان
2/ 350، ابن عساكر- تحقيق د. شكري فيصل 30، تاريخ أبي زرعة 1/ 330،
المعرفة والتاريخ 2/ 369.
[2] الجرح 6/ 343، التاريخ 6/ 485، التهذيب 5/ 42، التقريب 1/ 384،
الميزان 2/ 350، تاريخ أبي زرعة 1/ 474، التاريخ لابن معين 2/ 282 رقم
2066، طبقات خليفة 218. التاريخ الصغير 2/ 70، تذكرة الحفاظ 1/ 149،
سير أعلام النبلاء 6/ 13، خلاصة تذهيب الكمال 182، شذرات الذهب 1/ 210،
طبقات بن سعد 7/ 2/ 20 و 65، المعارف 508، حلية الأولياء 3/ 120، تاريخ
بغداد 2/ 243، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، صفة الصفوة 3/ 222،
المغني في الضعفاء 1/ 320، العبر 1/ 193، الوافي بالوفيات 16/ 568 وقم
599.
(9/188)
ولي حسبة الكوفة مدة وولي قضاء المدائن
وكان من أئمة العلم.
روى علي بن مسهر عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ
أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي
سُلَيْمَانَ، قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ وَالأَعْمَشُ؟ فَأَبَى أَنْ
يَحْفَظَهُ مَعَهُمْ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لا
يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ يَسْتَضْعِفُهُ.
وَقَالَ عَفَّانُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ
حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ نَهَى أَنْ
يُجْعَلَ فِي الْخَاتَمِ فَصٌّ مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا
أَخْبَرَنِي كَانَ فِي يَدِي فَصٌّ فَقَلَعْتُهُ، قَالَ حَمَّادٌ:
فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا
فَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَالِي السُّوقِ
وَهُوَ يَقُولُ: اضْرِبُوا رَأْسَ هَذَا النَّبَطِيِّ لا أَرْوِي
عَنْهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ
يَكُنْ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ بِالْحَافِظِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ
وَثَّقَهُ النَّاسُ وَاحْتَجُّوا بِهِ فِي صِحَاحِهِمْ.
عَامِرٌ الأَحْوَلُ [1] قَدِيمُ الْمَوْتِ. قَدْ ذُكِرَ.
عَامِرُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- خَتٌّ-
قَاضِي الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ مُغَلِّسٍ وأبو أسامة وغيرهم.
__________
[1] الجرح 6/ 326، التهذيب 5/ 77، التقريب 1/ 389، الميزان 2/ 362.
[2] الجرح 6/ 327، التاريخ 6/ 455، التهذيب 5/ 79، التقريب 1/ 389.
(9/189)
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلَّقَ
لَهُ الْبُخَارِيُّ.
عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّان [1] ، أَبُو طُرْفَةَ اللَّخْمِيُّ
الْحِمْصِيُّ.
سمع المقدام بن معديكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَكْحُولا وَعُرْوَةَ
بْنَ رُوَيْمٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ مَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحًا
فَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ الْحَجَّاجِ السَّلَفِيُّ [2] .
عَنْ أَخِيهِ قَيْسٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ
وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ أَبُو الْخَطَّابِ الْمُعَافِرِيُّ
[3] .
مَوْلاهُمُ الْفَقِيهُ رَأْسُ الإِبَاضِيَّةِ. وَهُمْ صِنْفٌ مِنَ
الْخَوَارِجِ خَرَجُوا بِالْمَغْرِبِ، وَدُعِيَ لَهُ بِالْخِلافَةِ فِي
هَذَا الْعَصْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَانَ لَهُ شَأْنٌ، فَنَدَبَ
الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي
سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ
شَدِيدَةٌ. وَفِي آخِرِ الأَمْرِ قُتِلَ عَبْدُ الأَعْلَى، وَكَانَتْ
أَيَّامُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ.
عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران [4] .
عَن أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءِ بن أبي رباح.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 7/ 219.
[2] الجرح 6/ 28، التاريخ 6/ 73.
[3] البيان المغرب 1/ 60، النجوم 1/ 386 ووهم «رفن كست» في تحقيقه
لكتاب (الولاة والقضاة) ص 109- حاشية رقم (3) فجعله «علي بن الشيخ» .
[4] الجرح 6/ 27، التاريخ 6/ 70، تاريخ أبي زرعة 1/ 623.
(9/190)
وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ
وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمَا.
وَكَثِيرًا مَا يُرْسِلُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين ومائة.
عبد الله بن حسن [1]- 4- ابن السيد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ.
أَبُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذَيْنِ خَرَجَا عَلَى
الْمَنْصُورِ، وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْحُسَيْنِ
الشَّهِيدِ.
يَرْوِي عَنْ أَبَوَيْهِ. وعن عبد الله بن جعفر- وله صحبة- وعن إبراهيم
ابن مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ وَهُوَ عَمُّهُ لِلأُمِّ وَعَنِ
الأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَابْنُ عُلَيَّةَ
وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَمَالِكٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْوَاحِدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ
وَعَارِضَةٌ وَهَيْبَةٌ وَلِسَانٌ شَدِيدٌ، وَفَدَ عَلَى السَّفَّاحِ
بِالأَنْبَارِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ
مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ
السَّفَّاحُ وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سنة.
__________
[1] الجرح 5/ 33، التاريخ 5/ 71، التهذيب 5/ 186، الميزان 2/ 429،
المشاهير 127، التقريب 1/ 409، تهذيب ابن عساكر 7/ 357، المعرفة
والتاريخ 1/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 301 رقم 162، تاريخ الطبري 3/
152 وما بعدها، مقاتل الطالبيين 179- 184، الأغاني 21/ 114- 125. تاريخ
بغداد 9/ 431- 434 رقم 5049، العبر 1/ 196، البداية والنهاية 10/ 95،
عمدة الطالب 82- 84، الوافي بالوفيات 17/ 135 رقم 122.
(9/191)
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سُمَّ بِبَابِ
الْقَادِسِيَّةِ وَهُوَ بِهَا مَدْفُونٌ وَلَهُ بِهَا آيَاتٌ تُذْكَرُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ: عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ فَبَالَغَ فِي
إِكْرَامِهِ وَدَعَا بِسِفْطِ جَوْهَرٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَصَلَ
إِلَيَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ.
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَسَجَنَهُ
مِنْ أَجْلِ وَلَدَيْهِ.
وَمَاتَ فِي أَوَاخِرِ سنة أربع وأربعين ومائة.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ [1]- ع- الفزاري
مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو بَكْرٍ.
عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ
سَهْلٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ
الرَّزَّاقُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالْعَمَلُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ.
مَاتَ نَحْوًا مِنْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد بن أبي سعيد كيسان [2]- ت ق- المقبري المديني
أبو عباد.
عن أبيه وجدّه.
__________
[1] التهذيب 5/ 239، الجرح 5/ 70، المشاهير 137، التاريخ 5/ 104.
[2] التاريخ 5/ 105، التهذيب 5/ 327، الضعفاء الصغير 65، الضعفاء
والمتروكين 65، التقريب 1/ 419، الميزان 2/ 429، المعرفة والتاريخ 3/
41 و 53.
(9/192)
وَعَنْهُ أَخُوهُ سَعْدٌ وَهُشَيْمٌ
وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَأَبُو ضُمْرَةَ
وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وآخرون.
متّفق على ضعفه.
وقال الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حديثه.
عبد الله بن شبرمة [1]- م د ن ق- ابن الطفيل بن حسان أبو شرمة الضبيّ
الكوفي.
الفقيه عَالِمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ مَعَ الإِمَامُ أبي
حنيفة. وهو عم عمارة ابن الْقَعْقَاعِ وَعُمَارَةُ أسن منه وأوثق.
روى ابن شبرمة عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةِ
وَأَبِي زُرْعَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ
وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَحَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ
وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عَفِيفًا صارما عاقلا يشبه
النّسّاك، وكان شاعرا
__________
[1] الجرح 5/ 82، التاريخ 5/ 117، المجروحين 2/ 9، التهذيب 5/ 250،
المشاهير 168، التقريب 1/ 422، ميزان 2/ 438، تاريخ أبي زرعة 1/ 661،
المعرفة والتاريخ 3/ 171، التاريخ لابن معين 2/ 312 رقم 1877، تاريخ
خليفة 361 و 421، طبقات خليفة 167، التاريخ الصغير 2/ 77، الكامل في
التاريخ 5/ 228، سير أعلام النبلاء 6/ 347، خلاصة تذهيب الكمال 200،
شذرات الذهب 1/ 215، طبقات ابن سعد 6/ 244، أخبار القضاة 3/ 36- 60 و
103- 129، تاريخ الموصل 181، طبقات الفقهاء 84، تهذيب الأسماء 1 ق 1/
271، العبر 1/ 197، الوافي بالوفيات 17/ 207 رقم 193.
(9/193)
جَوَّادًا كَرِيمًا وَهُوَ قَلِيلُ
الْحَدِيثِ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ حَدِيثًا.
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ
إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ على مسألة لم نبال
من خالفنا.
وقال عبد الوارث: ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة.
وقال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ،
يَغْضَبُ وَيَقُولُ: قُلْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَنْ
بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ وَمَنْ قَصَّرَ فِيهَا خَصِمَ، وَلا
يَطِيقُ الحق مَنْ بَالَى عَلَى مَنْ دَارَ الأَمْرُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: عَجِبْتُ
لِلنَّاسِ يَحْتَمُونَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ وَلا
يَحْتَمُونَ مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى لا يَقْطَعُ
أَمْرًا دُونَ ابْنِ شُبْرُمَةَ فَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عِيسَى
بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَحْبِسَهُ ثُمَّ كَتَبَ
إِلَيْهِ: اقْتُلْهُ فَاسْتَشَارَ ابْنَ شُبْرُمَةَ فَقَالَ لَهُ: لَمْ
يُرِدِ الْمَنْصُورُ غَيْرَكَ.
وَكَانَ عِيسَى وَلِيَّ عَهْدٍ بَعْدَ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ ابْنُ
شُبْرُمَةَ احْبِسْهُ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ قَتَلْتَهُ، فَفَعَلَ
فَجَاءَ إِخْوَتُهُ إِلَى عِيسَى فَقَالَ لَهُمْ: كَتَبَ إِلَيَّ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ وَقَدْ قَتَلْتُهُ، فَرَجَعُوا
إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ: كَذَبَ لأُقَيِّدَنَّهُ بِهِ،
فَارْتَفَعُوا إِلَى الْقَاضِي، فَلَمَّا حَقَّقُوا عَلَيْهِ طَرَحَهُ
إِلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَتَلَنِي الله إن لم أقتل
الأعرابيّ فإن عيسى لا يَعْرِفُ هَذَا، فَمَا زَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ
مُخْتَفِيًا حَتَّى مَاتَ بِخُرَاسَانَ، سَيَّرَهُ إِلَيْهَا عِيسَى
بْنُ مُوسَى.
وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ
وَمُغِيرَةُ وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ يَسْهَرُونَ فِي الْفِقْهِ
فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا حَتَّى ينادى بالفجر.
(9/194)
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْمَدَائِنِيُّ:
مَاتَ ابْنُ شُبْرُمَةَ سنة أربع وأربعين وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ [1] .
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَخُو
خَالِدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ.
حدث عن ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو أَيُّوبَ الافريقي [2]- ت- ثم
الكوفي الأزرق.
عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَالزُّهْرِيِّ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ
وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُمْ.
لَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس [3] ، بن عبد
المطلب الهاشمي عم
__________
[1] الجرح 5/ 91، التهذيب 5/ 280، التقريب 1/ 426.
[2] الجرح 5/ 115، التهذيب 5/ 325.
[3] تاريخ أبي زرعة 1/ 204، المعرفة والتاريخ 1/ 117، المحبّر 485،
تاريخ بغداد 10/ 8، البيان والتبيين 1/ 335 و 2/ 210 و 3/ 167، النجوم
الزاهرة 2/ 7، سير أعلام النبلاء 6/ 161 رقم 75، المعارف 375، الوزراء
والكتّاب 103، مروج الذهب 4/ 138، تاريخ الطبري 3/ 92، أمراء دمشق 49
رقم 158، فوات الوفيات 2/ 192 رقم 223، الوافي بالوفيات 17/ 321 رقم
275.
(9/195)
الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.
أَحَدُ دُهَاةِ الرِّجَالِ وَمِنَ الشُّجْعَانِ الأَبْطَالِ. وَهُوَ
الَّذِي انْتُدِبَ لِمُلْتَقَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَزَمَ
مَرْوَانَ وَلَجَّ فِي طَلَبِهِ وَطَوَى الممالك حَتَّى نَازَلَ
دِمَشْقَ وَحَاصَرَهَا وَتَمَلَّكَهَا وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ،
وَعَمِلَ كَمَا تَعْمَلُ التَّتَارُ، وَأَسْرَفَ فِي قَتْلِ بَنِي
أُمَيَّةَ وَلَمْ يَرْقُبْ فِيهِمْ إِلا وَلا ذِمَّةً، وَلا رَعَى
فِيهِمْ رَحْمَةً وَلا قَرَابَةً.
ثم جهّز أخاه داود إِلَى دِيَارِ مِصْرَ فِي طَلَبِ مَرْوَانَ
فَأَدْرَكَهُ بِبُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ وَقَتَلَهُ وَلَمَّا مَاتَ
السَّفَّاحُ وَهَذَا بِالشَّامِ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَزَعَمَ أَنَّ
عَلَى مِثْلِ هَذَا بَايَعَ ابْنُ أَخِيهِ، فَبَايَعَهُ أَهْلُ
الشَّامِ بِالْخِلافَةِ وَبَايَعَ النَّاسُ الْمَنْصُورَ بِعَهْدٍ مِنْ
أَخِيهِ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَلِيٍّ صَاحِبِ الدَّعْوَةً أَبَا مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيَّ، فَسَارَ
كُلٌّ مِنْهُمَا يَقْصِدُ الآخَرَ، فَكَانَ الْمَصَافُّ بَيْنَهُمَا
بِنَصِيبِينَ، فَعَظُمَ الْقِتَالُ وَاشْتَدَّ الْبَلاءُ، ثُمَّ
انْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الظَّفَرُ لِأَبِي مُسْلِمٍ،
فَسَاقَ عَبْدَ اللَّهِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ وقصد البصرة،
وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم لم يزل المنصور بِهِ حَتَّى بعثه
إِلَيْهِ فَسَجَنَهُ، ثُمَّ عَمِلَ عَلَى قَتْلِهِ سِرًّا. فَقِيلَ:
إِنَّهُ حَفَرَ أَسَاسَ الْحَبْسِ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ
فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سبع وأربعين ومائة.
وقد مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ [1]- د ت ق- ابْنُ أَبِي
طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو مُحَمَّدَ الْهَاشِمِيُّ
الطَّالِبِيُّ الْمَدَنِيُّ.
وَأُمُّهُ هِيَ زَيْنَبُ الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ.
رَوَى عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ
وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. والطفيل بن
__________
[1] الجرح 5/ 135، التهذيب 6/ 13، التقريب 1/ 447، التاريخ لابن معين
2/ 329 رقم 3165، طبقات خليفة 258، التاريخ الكبير 5/ 183، كتاب
المجروحين والضعفاء 2/ 3، سير أعلام النبلاء 6/ 204 رقم 98، خلاصة
تذهيب الكمال 213، تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 287 رقم 330، ميزان الاعتدال
2/ 484 رقم 4575، الوافي بالوفيات 17/ 426 رقم 365.
(9/196)
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ وَخَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَالرُّبَيِّعِ
بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَعَنْهُ زَائِدَةُ وَفُلَيْحٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
وَالسُّفْيَانَانِ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وزهير بن محمد وعبد
اللَّهُ بْنُ عَمْرٍو وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ
مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ.
وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ:
كَانَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَالْحُمَيْدِيُّ يَحْتَجُّونَ
بِحَدِيثِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ التَّيْمِيُّ: ثنا ابْنُ عُقَيْلٍ قَالَ: كُنَّا
نَأْتِي جابر بن عبد الله فنسأله عن سُنَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَكْتُبُهَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ: مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسْتَوْرِدِ أَبُو ضُمْرَةَ المدني [1] مولى
الأنصار.
رأى أنسا وروى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عبد
الرحمن بن أبي لبينة.
وروى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لبينة.
وعنه مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم.
قال ابن معين: صالح.
__________
[1] الجرح 5/ 170.
(9/197)
عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي [1]- ق-
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ
بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَمُجَاهِدٍ
وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو
عَاصِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَكَنَّاهُ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ: أَبَا الْعَجْفَاءِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ [2] ، أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ
بِالْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ وَالتَّرَسُّلِ وَالْبَرَاعَةِ. وَكَانَ
فَارِسِيًّا مَجُوسِيًّا فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ
عَمِّ السَّفَّاحِ وَهُوَ كَهْلٌ، ثُمَّ كَتَبَ لَهُ وَاخْتَصَّ بِهِ.
وَمِنْ كَلامِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ قَالَ: شَرِبْتُ مِنَ الْخُطَبِ
رَيًّا وَلَمْ أَضْبُطْ لَهَا رَوِيًّا فَغَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ، فَلا
هِيَ هِيَ نِظَامًا، وَلا هِيَ [3] غَيْرُهَا كَلامًا.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: صَنَّفَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ (الدُّرَّةَ
الْيَتِيمَةَ) الَّتِي لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهَا فِي فَنِّهَا، وَقَدْ
سُئِلَ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَفْسِي، كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مِنْ
غَيْرِي حُسْنًا أَتَيْتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتُ قبيحا أبيته.
__________
[1] الجرح 5/ 164، التاريخ 5/ 190، المجروحين 2/ 32، المعرفة والتاريخ
3/ 53.
[2] الفهرست 118، ابن أبي أصيبعة 1/ 308، الوزراء والكتّاب 109، وفيات
الأعيان 2/ 151، تاريخ اليعقوبي 3/ 104، الطبري 9/ 182، أمالي المرتضى
1/ 94، أخبار الحكماء 148، البداية والنهاية 10/ 96، لسان الميزان 3/
366، سير أعلام النبلاء 6/ 208 رقم 104، أنساب الأشراف 3/ 218، الوافي
بالوفيات 17/ 633 رقم 537.
[3] في وفيات الأعيان 2/ 151 «وليست غيرها» .
(9/198)
وَيُقَالُ: كَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ
عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ. وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ كِتَابَ
(كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ) فِيمَا قِيلَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ هُوَ
الَّذِي عَرَّبَهُ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: جَاءَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ إِلَى
عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُسْلِمَ عَلَى يَدِكَ،
فَقَالَ: لِيَكُنْ ذَلِكَ بِمَحْضَرٍ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ غَدًا،
ثُمَّ جَلَسَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَيُزَمْزِمُ عَلَى
دِينِ الْمَجُوسِيَّةِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَتُزَمْزِمُ وَأَنْتَ
تُرِيدُ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ عَلَى غَيْرِ
دِينٍ.
وَكَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ.
وَعَنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَنْدَقَةٍ إِلا
وَأَصْلُهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ.
وَقِيلَ إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ كَانَ يَنَالُ مِنْ مُتَوَلِّي
الْبَصْرَةِ سفيان بن معاوية بن يزيد ابن الْمُهَلَّبِ وَيُسَمِّيهِ
ابْنَ الْمُغْتَلِمَةِ، فَحَنَقَ عَلَيْهِ وَقَتَلَهُ بِإِذْنِ
الْمَنْصُورِ، وَلِكَوْنِهِ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَلِيٍّ مِنَ الْمَنْصُورِ يَقُولُ: «وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ
فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ، وَعَبِيدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبُسٌ،
وَالْمُسْلِمُونَ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِهِ.» فَلَمَّا وَقَفَ
الْمَنْصُورُ عَلَى ذَلِكَ عَظُمَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى سُفْيَانَ
يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَلَى سُفْيَانَ
وَقَالَ: أَتَذْكُرُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي أُمِّي؟ قَالَ: أُنْشِدُكَ
اللَّهَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فِي نَفْسِي، فَأَمَرَ لَهُ بِتَنُّورٍ
فَسُجِّرَ ثُمَّ قَطَّعَ أَرْبَعَتَهُ ثُمَّ سَائِرَ أَعْضَائِهِ
وَأَلْقَاهَا فِي التَّنُّورِ، وَهُوَ يَنْظُرُ، وَقَالَ: لَيْسَ
عَلَيَّ فِي الْمُثْلَةِ بِكَ حَرَجٌ لِأَنَّكَ زِنْدِيقٌ قَدْ
أَفْسَدْتَ النَّاسَ، فَسَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ وَعِيسَى
عَنْهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ دَخَلَ دَارَ سُفْيَانَ بن معاوية سليمان
وَلَمْ يَخْرُجْ، فَخَاصَمَاهُ إِلَى الْمَنْصُورِ وَأَحْضَرَاهُ
مُقَيَّدًا فَشَهِدَ شُهُودٌ بِالْحَالِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ:
أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ سُفْيَانَ، فَخَرَجَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ
مِنْ هَذَا الْمَجْلِسِ أَأَقْتُلُكُمْ [1] بِسُفْيَانَ؟ فَنَكَلُوا
عَنِ الشَّهَادَةِ كُلُّهُمْ وعلموا أنه قتله برضا المنصور.
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 91 «أقتلكم» .
(9/199)
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ عَاشَ
سِتًّا وَثَلاثِينَ سَنَةً.
وَحَكَى الْبَلاذْرِيُّ أَنَّ سُفْيَانَ أَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ.
وَقِيلَ: أَدْخَلَهُ حَمَّامًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ قَتْلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: فِي نَحْوِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
وَكَانَ اسْمُ أَبِيهِ دَاذَوَيْهِ، وَكَانَ كَاتِبًا، وَلِيَ
لِلْحَجَّاجِ خَرَاجَ فَارِسٍ فَخَانَ وَأَخَذَ مِنَ الأَمْوَالِ
فَعَذَّبَهُ الْحَجَّاجُ فَتَقَفَّعَتْ يَدُهُ فَلُقِّبَ الْمُقَفَّعَ.
وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي عَذَّبَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ
الأَمِيرُ.
وَالْمُقَفَّعُ: بِفَتْحِ الْفَاءِ، الصَّحِيحُ.
وَقَالَ ابْنُ مَكِّيٍّ فِي كِتَابِ تَثْقِيفِ اللِّسَانِ: يَقُولُونَ
ابْنُ الْمُقَفَّعِ، وَالصَّوَابُ بِكَسْرِ الْفَاءِ لِأَنَّهُ كَانَ
يَعْمَلُ الْقِفَاعَ وَيَبِيعُهَا وَهِيَ قِفَافُ الْخُوصِ.
عَبْدُ اللَّهِ بن ميسرة [1]- ق [2]- أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ.
وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ.
وَيُقَالُ: أبو ليلى.
وقال أبو أحمد الحاكم: روى عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي
حُرَّةَ.
وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ وَوَكِيعٌ.
ضَعَّفَهُ ابن معين وغيره.
__________
[1] الجرح 5/ 178، التاريخ 5/ 207، المجروحين 2/ 32، التهذيب 6/ 48،
المتروكين 66، الميزان 2/ 511، التقريب 1/ 455، المعرفة والتاريخ 3/
36، التاريخ لابن معين 2/ 333 رقم 1241.
[2] الرمز غير موجود في الأصل، والاستدراك من الميزان والخلاصة.
(9/200)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَنْطَسٍ
الْهُذَلِيُّ [1] . مدني مقلّ.
له عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ.
وعنه ابن أبي ذئب والثوري وحاتم بن إسماعيل وعلي بن ثابت.
قال ابن معين: صالح.
عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي [2] .
عَنْ أَبِي أُمَامة وواثلة بْن الأسقع وأنس بن مالك وَحَدَّثَ
بِالْجَزِيرَةِ.
رَوَى عَنْهُ فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ وَكَثِيرُ بْنُ
مَرْوَانَ وَطَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَةٌ.
قَدِمَ بَغْدَادَ أَيَّامَ الْمَنْصُورِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ [3] .
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَسَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ
وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
الْوَاسِطِيَّانِ.
عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو مَالِكٍ الْيَحْصُبِيُّ [4]- ن-
المصري.
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَنَافِعُ بْنُ
يَزِيدَ وَابْنُ وهب.
__________
[1] الجرح 5/ 197، لسان الميزان 6/ 485، التاريخ لابن معين 2/ 337 رقم
971.
[2] الجرح 5/ 197، ميزان 2/ 526.
[3] الجرح 5/ 205، التاريخ 5/ 232.
[4] الجرح 6/ 33، التاريخ 6/ 122، التقريب 1/ 466.
(9/201)
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عطية أبو صالح القيسي البصري [1]- د ن- عَنْ
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونَ
وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ
وَجَمَاعَةٌ.
وَسَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو واصل الباهلي [2] .
أرسل عن ابن مسعود وله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ-
وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ وَعَتَّابُ بْنُ
بَشِيرٍ.
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن الحارث القرشي
[3]- م 4- العامري المدني.
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
يُقَالُ لَهُ: عَبَّادٌ. وَقِيلَ: بَلْ هما أخوان.
__________
[1] الجرح 6/ 33، التاريخ 6/ 123، التقريب 1/ 466، الميزان 2/ 535،
التاريخ لابن معين 2/ 341 رقم 3729.
[2] الجرح 6/ 18، التاريخ 6/ 45.
[3] الجرح 5/ 212، التاريخ 5/ 258، التهذيب 6/ 137، التقريب 1/ 472،
التاريخ لابن معين 2/ 344 رقم 854.
(9/202)
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن
عمار.
وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وابن علية وعبد
الله بن رجاء المكي لا الْغُدَانِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: هو عبّاد.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ آخَرُ: كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ شَاعِرًا
فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ قَدَرِيًّا فَنَفَاهُ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله بن عياش [1]- 4-
بن أبي ربيعة المخزومي وَأَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ. وَهُوَ
وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عبد الرحمن الفقيه.
وَهُوَ وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ.
عَنْ طَاوُسٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ [2] وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ
الْفَزَارِيُّ وَابْنُ وَهْبٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن حرملة [3]- م 4- بن عمرو وأبو حرملة الأسلمي.
__________
[1] الجرح 5/ 224، التاريخ 5/ 271، التهذيب 6/ 155، التقريب 1/ 476،
ميزان الاعتدال 2/ 554، التاريخ لابن معين 2/ 346 رقم 2977.
[2] يعني «المغيرة» .
[3] الجرح 5/ 223، التاريخ 5/ 270، التهذيب 6/ 161، الضعفاء الصغير 70،
ميزان الاعتدال 2/ 556، المشاهير 137، التقريب 1/ 477، تاريخ أبي زرعة
1/ 568، التاريخ لابن معين 2/ 346 رقم 950.
(9/203)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
وَحَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَخَلْقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج به. وضعّفه يَحْيَى الْقَطَّانُ
وَلَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ
[1] ، أَبُو سَلَمَةَ.
وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ وَالْقِصَصَ ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ دِيوَانَ
الْجُنْدِ. وَجَدُّهُ مِنْ فُضُلاءِ الْمِصْرِيِّينَ اسْمُهُ سُفْيَانُ
بْنُ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيُّ حَلِيفُ بَنِي جَيْشَانَ.
مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ [2] بْنِ نِسْطَاسٍ [3]
الثَّعْلَبِيُّ الْعَامِرِيُّ، أَبُو يَعْفُورٍ، يَأْتِي فِي الْكُنَى.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطِيَّةَ [4] الْمُزَنِيُّ [5]- د- صَاحِبُ
الشَّارِعَةِ أَرْضٌ بِالْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ الملك بن جابر بن عتيك.
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة- ص 353.
[2] الجرح 5/ 259، التاريخ 5/ 320، التهذيب 6/ 225، التقريب 1/ 490،
التاريخ لابن معين 2/ 352 رقم 1590.
[3] بكسر النون.
[4] الجرح 5/ 272.
[5] في نسخة القدسي 6/ 93 «المدني» ، والتصحيح من الجرح والتعديل.
(9/204)
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ
بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَهُوَ مُقِلٌّ.
مَاتَ سنة ثلاث وأربعين ومائة.
عبد الرحمن بن قَيْسٍ الْعَتَكِيُّ [1] ، أَبُو رَوْحٍ. بَصْرِيٌّ.
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ.
وَعَنْهُ صَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو أُمَيَّةَ السندي [2] . مولى سليمان بن عبد
الملك وكاتب عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَسَكَنَ فِلَسْطِينَ بِنَابُلْسَ.
رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَسَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ
الرَّمْلِيَّانُ وَعِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الدِّمَشْقِيُّ [3] .
عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ
وَغَيْرِهِمْ.
__________
[1] الجرح 5/ 278، التاريخ 5/ 339، التهذيب 6/ 257، التقريب 1/ 496
وسيأتي ذكره في الطبقة التالية.
[2] الجرح 5/ 305.
[3] التهذيب 6/ 268، التقريب 1/ 497.
(9/205)
وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن
حُمَيْدٍ.
لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ [1]- د ت ق- مِنْ مَوَالِي أهل
المدينة. سكن مصر.
ويقال: اسْمُهُ يَحْيَى.
رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ
لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ زَاهِدًا عَابِدًا مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ الْمَدَنِيّ [2]- ق- عَنِ
الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ والدراوَرْديّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ
وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ [3] ، العدوي العمري المدني.
والد الزاهد عبد الله العمري.
__________
[1] الجرح 5/ 338، التاريخ 6/ 101، التقريب 1/ 505، ميزان 2/ 607.
[2] الجرح 6/ 45، المجروحين 2/ 150، التهذيب 6/ 351، التقريب 1/ 505،
الميزان 2/ 114، التاريخ لابن معين 2/ 364 رقم 815.
[3] الجرح 5/ 386، التاريخ 6/ 13، التهذيب 6/ 344، التقريب 1/ 510.
(9/206)
رَوَى عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ وَأَبِي بَكْرِ
بْنِ حَزْمٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ قَامَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَتَوْا بِهَذَا مُقَيَّدًا إِلَى
الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِلْ رَحِمِي
وَاعْفُ عَنِّي وَاحْفَظْ فِيَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَعَفَا
عَنْهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ نَبِيهًا وَجِيهًا مِنْ أَحْسَنِ
الرِّجَالِ وَأَبْرَعَهُمْ جَمَالا.
عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عمر بن عبد العزيز [1]- ع- بن مروان الأموي أبو
محمد.
حَدَّثَ بِالْكُوفَةِ عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ.
وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْعُلَمَاءِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ.
عَبْدُ الْعَزِيزِ [2] بْنُ قَرِيرٍ [3] الْعَبْدِيُّ البصري- بخ- أخو
عبد الملك.
له عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء.
وعنه الثوري ورواد بن الجراح وضمرة.
__________
[1] الجرح 5/ 389، التاريخ 6/ 21، التهذيب 6/ 349، التقريب 1/ 511،
تاريخ أبي زرعة 1/ 569 و 570، التاريخ لابن معين 2/ 367 رقم 5109.
[2] الجرح 5/ 392، التاريخ 6/ 18، التهذيب 6/ 352، التقريب 1/ 511،
الخلاصة 241.
[3] في (التقريب 1/ 511) «قدير» بالدال بعد القاف. وفي (الخلاصة 241)
«قريب» .
(9/207)
قال ربيعة وآخرون: وثقه النسائي.
وكان بعسقلان.
ووثقه أيضا ابن معين.
وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديما أَنَّ رِوَايَةَ مَالِكِ بْنِ عبد
الملك بن قرير وَهْمٌ وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
قَرِيرٍ الْبَصْرِيِّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: رَوَى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
قَرِيرٍ وَإِنَّمَا هو ابن قريب.
قال الأصمعي: سمع من مالك، ولما سمع هذا يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ:
غَلَطَ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ [1]- 4- وَهُوَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ
أَبِي بُرَيْدٍ الْعُقَيْلِيُّ الْعَامِلِيُّ أَبُو عَمْرٍو.
عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ الصَّحَابِيِّ.
وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الرَّاسِبِيُّ وَوَكِيعٌ وَعُثْمَانُ
بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ [2]- د ت ن- نَزَلَ
الْمَدَائِنَ.
رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ وَحْفَصَةَ
بِنْتِ سِيرِينَ.
وعنه الثوري وزهير بن معاوية وعبد الرحمن المحاربي وجماعة وثّقوه.
__________
[1] الجرح 6/ 63، التاريخ 6/ 109، التهذيب 6/ 383، التقريب 1/ 517
وسيأتي ذكره في الطبقة التالية.
[2] الجرح 5/ 344، التاريخ 5/ 408، التهذيب 6/ 386، التقريب 1/ 517.
المعرفة والتاريخ 2/ 638.
(9/208)
عبد الملك بن سعيد بن حيّان [1]- م د ت ن-
بن أبجر الهمدانيّ الكوفي.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ
الأَشْجَعِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا خِيَارًا لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ
حَدِيثًا، بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ:
أَشْتَهِي أَنْ أَمْرَضَ، فَقَالَ: كُلْ سَمَكًا مالحا وَاشْرَبْ
نَبِيذًا مَرِيًّا وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ وَاسْتَمْرِضِ اللَّهَ
تَعَالَى. إِسْنَادُهَا صَحِيحٌ.
وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ زهير بن معاوية قَالَ لي ابن أبجر: إِذَا أكلت الجزر نيئا أكلك
ولم تأكله، وَإِذَا أكلته مطبوخا لم تأكله ولم يأكلك، وَإِذَا أكلته
مشويا أكلته ولم يأكلك.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ [2]- م 4- وَاسْمُ أَبِيهِ
مَيْسَرَةُ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ شُعْبَةُ يُعْجَبُ
مِنْ حِفْظِ عَبْدِ الملك بن أبي سليمان.
__________
[1] الجرح 5/ 351، التاريخ 5/ 416، التهذيب 6/ 394، المعرفة والتاريخ
3/ 90.
[2] التاريخ 5/ 417، التهذيب 6/ 396، التقريب 1/ 519، الميزان 2/ 256،
التاريخ لابن معين 2/ 371 رقم 1440، تاريخ أبي زرعة 1/ 460 و 297،
المعرفة والتاريخ 3/ 94، طبقات خليفة 167، تاريخ خليفة 423، التاريخ 2/
83، كتاب المجروحين 1/ 290، تذكرة الحفاظ 1/ 155، العبر 1/ 204، سير
أعلام النبلاء 6/ 107 رقم 29.
(9/209)
وقال أحمد والنسائي: ثقة.
واستشهد به البخاري.
وقد أنكر عليه شُعْبَةُ حَدِيثَهُ فِي الشُّفْعَةِ وَهُوَ حَدِيثٌ
صَالِحُ الإِسْنَادِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ إِلا أَنَّهُ رَفَعَ أَحَادِيثَ عَنْ عَطَاءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدِيثُهُ فِي الشُّفْعَةِ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ
النَّاسُ ولكنه ثِقَةٌ لا يُرَدُّ عَلَى مِثْلِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ. قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَالَكَ لا
تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ؟ قَالَ:
تَرَكْتُ حَدِيثَهُ، قُلْتُ: تُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ وَتَدَعُهُ وَقَدْ كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ!
قَالَ: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: كَانَ ثِقَةً.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ [1]- ع- أبو
الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية وعالم أَهْلِ مَكَّةَ. وَكَانَ
أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. وَهُوَ أول من صنّف التصانيف في الحديث.
__________
[1] الجرح 5/ 356، التاريخ 5/ 422، التهذيب 6/ 402، وفيات الأعيان 3/
163، تاريخ بغداد 10/ 400، تذكرة الحفاظ 169، العبر 1/ 213، ميزان 2/
659، غاية النهاية 1/ 469، التقريب 1/ 520، ابن سعد 8/ 140، تاريخ
خليفة 425، التاريخ لابن معين 2/ 371 رقم 275، تاريخ أبي زرعة 1/ 252،
المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . طبقات خليفة 283، التاريخ الصغير 2/
98، مشاهير علماء الأمصار 145، الكامل في التاريخ 5/ 594، العقد الثمين
5/ 508. سير أعلام النبلاء 6/ 325 رقم 138، طبقات المفسرين 1/ 352،
خلاصة تذهيب الكمال 244.
(9/210)
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَاوُسٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ
وَالزُّهْرِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَالْحَسَنِ بْنِ
مُسْلِمٍ وَابْنِ طَاوُسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَافِعٍ وَعَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِيِّ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَنَافِعٍ وَابْنِ
الْمُنْكَدِرِ وَعَبَدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ وَخَلْقٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ بَعْدَ سنة سبعين.
وعنه السُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَابْنُ وَهْبٍ وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ
بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ جُرَيْجٌ أَحَدَ أَوْعِيَةِ
الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو غَسَّانَ رُبَيْحٌ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ
ابْنُ جُرَيْجٍ يَرَى الْمُتْعَةَ، تَزَوَّجَ بِسِتِّينَ امْرَأَةً.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:
كُنْتُ أَتَتَبَّعُ الأَشْعَارَ الْعَرَبِيَّةَ وَالأَنْسَابَ، فَقِيلَ
لِي: لَوْ لَزِمْتَ عَطَاءً، قَالَ: فَلَزِمْتُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ
عَامًا.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدِي
بِدُونِ مَالِكٍ فِي نَافِعٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ
بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَبَلَغَنَا أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ
شَيْئًا إِنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ مُنَاوَلَةً وَإِجَازَةً.
قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ مُجَاهِدٍ حَرْفَيْنِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ
وَسَمِعَ مِنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ لا مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ، عَلَى أَنَّ أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيَّ رَوَى
حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فاللَّه
أَعْلَمُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلاةً مِنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيّ: ثنا بَكْرُ بْنُ كُلْثُومٍ
السُّلَمِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ
(9/211)
جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ
عَلَيْهِ فَحَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ بِحَدِيثٍ
فَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ عَلَيَّ
فِيهِ قَدْ لَزِمْتُ عَطَاءً عِشْرِينَ سَنَةً فَرُبَّمَا حَدَّثَنِي
عَنْهُ الرَّجُلُ بِالشَّيْءِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ.
قَالَ الْعَيْشِيُّ: سُمِّيَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ «غَنْدَرًا» فَإِنَّهُ بَقِيَ يُكْثِرُ
الشَّغَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اسْكُتْ يَا غُنْدَرُ، وَأَهْلُ
الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الْمِشْغَبَ [1] غُنْدَرًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَلْقَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَهْبَ بْنَ
مُنَبِّهٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَلا
سَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ زَكَاةَ مَالِ الْيَتِيمِ.
قُلْتُ: مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى ثِقَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَانَ
رُبَّمَا دَلَّسَ. وَكَانَ صَاحِبَ تَعَبُّدٍ وَخَيْرٍ، وَمَا زَالَ
يَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّى شَاخَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ جَاوَزَ
الْمِائَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ وَلا جَاوَزَ الثَّمَانِينَ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَارٍ الأَيْلِيُّ: خَرَجْتُ بِكُتُبِ ابْنِ
جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ مَاتَ.
قُلْتُ: فِيهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ الْوَاقِدِيُّ وَزَادَ فَقَالَ: فِي
عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْهَا.
وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو نُعَيْمٍ
وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ.
وَأَمَّا ابْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَأَرْبَعِينَ، وَهَذَا وَهْمٌ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نوفل بن مساحق [2]- د ت ن- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَخْرَمَةَ أَبُو نَوْفَلٍ القرشي العامري المدني.
__________
[1] كمنبر (القاموس المحيط) .
[2] الجرح 5/ 372، التاريخ 5/ 434، التهذيب 6/ 428، التقريب 1/ 524.
(9/212)
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ وَأَبِي عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى وَابْنُ عُيَيْنَةَ
وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ
صَاحِبُ الْفُتُوحِ وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ المكي [1]- خ م ن- مَوْلَى بَنِي
مَخْزُومٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى.
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ [2]- م ت ن عَنْ عَمِّهِ عَبَّادِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ- وَهُوَ أكبر منه- وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمَا.
صَدُوقٌ مُقِلٌّ.
عَبْدُ الواحد بن أبي عون المدني [3]- ق-
__________
[1] الجرح 6/ 19، التاريخ 6/ 59، التهذيب 6/ 433، المشاهير 148،
التقريب 1/ 525، المعرفة والتاريخ 1/ 543 و 544، التاريخ لابن معين 2/
376 رقم 386.
[2] الجرح 6/ 20، التاريخ 6/ 41، التهذيب 6/ 434، التقريب 1/ 525،
المعرفة والتاريخ 1/ 215.
[3] الجرح 6/ 22، التاريخ 6/ 57، التهذيب 6/ 438، التقريب 1/ 526،
المعرفة والتاريخ 2/ 308.
(9/213)
عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ
وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجُشُونَ والدراوَرْديّ
وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
لَهُ أَحَادِيثُ قليلة.
عبيد الله بن الأخنس [1]- ع- أبو مالك النخعي الكوفي الجزار.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ [2] الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ
الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. وَهُوَ
أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَاصِمٍ وَأَبِي بَكْرٍ.
رَوَى عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ
الصَّحَابِيَّةِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَعَطَاءٍ
وَالْمَقْبُرِيِّ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَوَهْبِ بن كيسان وطائفة.
__________
[1] الجرح 5/ 307، التاريخ 5/ 373، التهذيب 7/ 2، التقريب 1/ 530،
المعرفة والتاريخ 3/ 36، التاريخ لابن معين 2/ 380 رقم 3666.
[2] الجرح 5/ 326، التهذيب 7/ 38، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس
الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 383 رقم 833. تاريخ أبي زرعة 1/ 182.
طبقات خليفة 268، التاريخ الكبير 5/ 395.
التاريخ الصغير 1/ 322. الثقات لابن حبان 3/ 146، مشاهير علماء الأمصار
132. الكامل في التاريخ 5/ 374، تذكرة الحفاظ 1/ 160، سير أعلام
النبلاء 6/ 304 رقم 129. طبقات الحفاظ 70. خلاصة التذهيب 254. شذرات
الذهب 1/ 219.
(9/214)
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ
وَالسُّفْيَانَانِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَبْدُ
الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ سَيِّدًا، شَرِيفًا، صالحا، متعبّدا، ثِقَةً، حُجَّةً
بِالإِجْمَاعِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ. اعْتَزَلَ فِتْنَةَ ابن حَسَنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ
عَائِشَةَ الذَّهَبُ الْمُشَبَّكُ بِالدُّرِّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي زياد المكيّ [1]- د ت ق- القدّاح أبو الحصين.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَسَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَشَهْرٍ وَالْقَاسِمِ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو عَاصِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أحمد: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صالح.
وليّنه بعضهم.
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ بِهِ شَيْئًا مُنْكَرًا.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ
وَمِائَةٍ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ الْمَازِنِيُّ [2] بصري صدوق.
__________
[1] الجرح 5/ 315، التاريخ 5/ 382، التهذيب 7/ 14، الضعفاء الصغير 72،
ميزان 3/ 8، التقريب 1/ 533، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 375.
[2] الجرح 5/ 330، التاريخ 5/ 394.
(9/215)
لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ والقاسم بن محمد.
وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ويحيى القطان.
وثقه غير واحد.
عبيد الله بن الوليد [1] الوصافي [2]- ت ق- إسماعيل الكوفي.
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ [3] ، الْهَاشِمِيُّ.
أَخُو عُمَرَ وعبد الله وجعفر وَأُمُّ كُلْثُومٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَخَالَيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وصفوان ابن سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو
يُوسُفَ وَآخَرُونَ.
وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلادٍ. وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحَةً. وَلا
رِوَايَةً لَهُ في الكتب الستة.
__________
[1] الجرح 5/ 336، التاريخ 5/ 402، التهذيب 7/ 55، التقريب 1/ 540،
الميزان 3/ 17، المعرفة والتاريخ 1/ 718، التاريخ لابن معين 2/ 384 رقم
1831.
[2] من ولد: الوصاف بن عامر العجليّ، واسم الوصاف: مالك.
[3] الجرح 5/ 334، التاريخ 5/ 400، التهذيب 7/ 46، التقريب 1/ 538،
المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
(9/216)
عبيد بن أبي أمية الطنافسي [1]- ت- الكوفي
اللحام أبو الفضل.
وَالِدُ الْمُحَدِّثِينَ عُمَرَ وَمُحَمَّدٍ وَيَعْلَى وَإِبْرَاهِيمَ
وَإِدْرِيسَ.
يروي عن الشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى وَالْحَكَمِ بْنِ
عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ عُمَرُ وَيَعْلَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عبيدة بن معتب الضبي الكوفي [2]- د ت ق- عَنْ أَبِي وَائِلٍ
وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَسَعْدُ بْنُ
الصَّلْتِ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَلَمْ يُتْرَكْ.
عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ [3]- 4- أَبُو
الْعَبَّاسِ الأُرْدُنِيُّ الطَّبَرَانِيُّ.
سَمِعَ مَكْحُولا وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ وَقَتَادَةُ، سَمِعَ مِنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ شَابُورٍ وَأَيُّوبُ
بْنُ سُوَيْدٍ وآخرون.
__________
[1] الجرح 5/ 401، التاريخ 5/ 441، التهذيب 7/ 59، التقريب 1/ 541،
التاريخ لابن معين 2/ 385 رقم 1929، المعرفة والتاريخ 3/ 106.
[2] الجرح والتعديل 6/ 94، التاريخ الكبير 6/ 127، كتاب المجروحين 2/
173، التهذيب 7/ 86 ميزان 3/ 25. المتروكين 74. التقريب 1/ 548.
التاريخ لابن معين 2/ 388 رقم 1345، المعرفة والتاريخ 3/ 35.
[3] الجرح 6/ 370، التاريخ 6/ 548، التهذيب 7/ 94، التقريب 2/ 4، ميزان
3/ 28، التاريخ لابن معين 2/ 389 رقم 5123، المعرفة والتاريخ 2/ 456.
(9/217)
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ وَآخَرُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: لا أَعْلَمُهُ إِلا مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَيَّنَهُ.
عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبِ [1] ، بْنِ
الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ، مَدَنِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ يحفي شاربه وَأَجْلَسَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي
حِجْرِهِ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَعَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ
مَظْعُونٍ.
وَعَنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ
نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ.
عُثْمَانُ بن الأسود الجمحي [2]- ع- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ.
__________
[1] الجرح 6/ 144، التاريخ 6/ 212، الميزان 3/ 30، تاريخ أبي زرعة 1/
578.
[2] الجرح 6/ 144، التاريخ 6/ 213، التهذيب 7/ 143، التقريب 1/ 6،
المعرفة والتاريخ 1/ 704، طبقات ابن سعد 7/ 21، تاريخ خليفة 424، طبقات
خليفة 283، سير أعلام النبلاء 6/ 339، ميزان الاعتدال 3/ 59، العقد
الثمين 6/ 18، خلاصة تذهيب الكمال 262، شذرات الذهب 1/ 230.
(9/218)
عَنْ مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ
وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وأبو عاصم والخريبي وعبيد الله ابن مُوسَى وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ.
وَقِيلَ: سنة خمسين ومائة.
عثمان بن عمر بن موسى [1]- د ق- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ
التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وسالم مولى ابن
مطيع والقاسم بن مُحَمَّد.
وَعَنْهُ ابنه عُمَر وَعَبْد الواحد بن زياد وَمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ
الْمَكْحُولِيِّ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ، ثُمَّ وَلاهُ
الْمَنْصُورُ قَضَاءَهُ فَكَانَ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ بِالْحِيرَةِ
قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بَغْدَادُ، وَكَانَ صَدُوقًا.
عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ [2]- د ت ق- أبو اليقظان الكوفي الأعمى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ النخعي وأبي
عمر زاذان وعديّ ابن ثابت.
__________
[1] الجرح 6/ 159، التاريخ 6/ 239، التهذيب 7/ 143، التقريب 2/ 13،
التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 4372.
[2] الجرح 6/ 161، المجروحين 2/ 95، التهذيب 7/ 145، التقريب 2/ 13،
ميزان 3/ 50، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 1835، المعرفة والتاريخ 3/
65، تاريخ أبي زرعة 1/ 146 و 647.
(9/219)
وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ
وَشُعْبَةُ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ
ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَدِيءُ الْمَذْهَبِ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ
يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَوْ تَأَخَّرَ لَحَمَلَ عَنْهُ
مِثْلُ وَكِيعٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ.
عَدِيُّ بْنُ حَنْظَلَةَ [1] ، أَبُو طَلْقٍ الزُّهْرِيُّ الأَعْمَى.
عَنْ جَدَّتِهِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَآخَرُونَ.
عَرِيفُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرَةَ [2] ، الْكُوفِيُّ
النَّبَّالُ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَجَبَلَةَ بْنِ
سُحَيْمٍ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحاكم: ليس بالمتقين عندهم.
__________
[1] الجرح 7/ 3، التاريخ 7/ 45.
[2] الجرح 7/ 44.
(9/220)
عُزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ [1] شَيْخٌ
بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ أُمِّ الْفَيْضِ أَنَّهَا سَأَلْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
عَسَلُ بن سفيان [2]- د ت- أبو قرة اليربوعي البصري.
عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَرَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ.
قَالَ النِّسَائِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ الْكَعْبِيُّ الْحَارِثِيُّ [3] ، أَبُو
الْغَلْبَاءِ الْجَزَرِيُّ.
عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ وَالِدِهِ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّهَاوِيُّ وَعُمَيْرَةُ بن عبد
المؤمن الرهاوي والحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: بَلَغَ عَشْرًا ومائة سنة.
وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَقِيلَ: بَلَغَ مِائَةً وست عشرة سنة.
__________
[1] التاريخ 7/ 65، ميزان 3/ 65، المعرفة والتاريخ 2/ 576 و 577.
[2] المجروحين 2/ 195، التهذيب 7/ 193، التقريب 2/ 20، المعرفة
والتاريخ 3/ 65.
[3] الجرح 7/ 25، التاريخ 7/ 70، التهذيب 7/ 194، التقريب 2/ 20.
(9/221)
لَهُ حَدِيثٌ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ
[1]- د ن ق- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ
وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَيْفٌ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو
أُسَامَةَ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ.
عُقْبَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
عُقَيْلُ بْنُ خالد بن عقيل الأيلي [3]- ع- أبو خالد مَوْلَى عُثْمَانَ
بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ زِيَادٍ وَعِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ وَالْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ وعكرمة وسالم ابن عَبْدِ اللَّهِ. سَأَلَهُمْ
مَسَائِلَ.
وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَجَادَ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
وَسَلَمَةَ بْنِ كهيل.
__________
[1] الجرح 6/ 382، التاريخ 7/ 13، التهذيب 7/ 224، التقريب 2/ 24،
المعرفة والتاريخ 3/ 106.
[2] الجرح 6/ 312، التاريخ لابن معين 2/ 409 رقم 2429.
[3] الجرح 7/ 43، التاريخ 7/ 94، التهذيب 7/ 255. المشاهير 183،
التقريب 2/ 29، ميزان 3/ 89.
تاريخ أبي زرعة 1/ 165، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن
معين 2/ 411 رقم 1223. طبقات خليفة 295. التاريخ الصغير 2/ 98، الكامل
في التاريخ 5/ 528. سير أعلام النبلاء 2/ 301 رقم 127، خلاصة تذهيب
الكمال 306، شذرات الذهب 1/ 216.
(9/222)
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ
أَخِيهِ سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ وَاللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
وَابْنُ لَهِيعَةَ ومفضل بن فضالة المصريون.
وكان إِمَامًا حَافِظًا ثَبْتًا ثِقَةً لازَمَ الزُّهْرِيَّ حَضَرًا
وَسَفَرًا زَمِيلا لَهُ فِي الْمَحْمَلِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ
بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عقيل أقل خطأ من يونس.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: عُقَيْلٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ لِي الْمَاجِشُونُ: عُقَيْلٌ كَانَ
جِلْوَاذًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعُقَيْلٌ فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يَضَعُهُمَا.
قال أحمد: أيش ينفع هذا هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ لَمْ يُخْبِرُهُمَا يَحْيَى.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عُقَيْلٌ لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ
كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَقِيلٌ- بالفتح- بن معقل بن منبه اليماني [1]- د-.
عَنْ عَمَّيْهِ وَهْبٍ وَهَمَّامٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ أَخِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ
الصَّمَدِ وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ.
وَكَانَ قَدْ قَرَأَ التوراة والإنجيل.
__________
[1] الجرح 6/ 219، التاريخ 7/ 53، التهذيب 7/ 255، المشاهير 192،
التقريب 2/ 29.
(9/223)
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ [1] ، أَبُو عَوْنٍ الْيَامِيُّ
الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ وَمُجَاهِدٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ، وَكَانَ مِنَ الْخَائِفِينَ.
قِيلَ لَهُ مَرَّةً: مَا هُوَ إِلا عَفْوُ اللَّهِ أَوِ النَّارِ،
فَصَاحَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ [2] ، مَوْلاهُمُ
الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
عَمِلَ اللَّيْثُ [3] لِلْمَنْصُورِ فَهَجَرَهُ حَتَّى تَابَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
مُطَّلِبٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْعَلاءَ بْنَ كَثِيرٍ كَانَ لا يَلْقَى
أَحَدًا إِذَا قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ غَيْرَ اللَّيْثِ، فَبَلَغَ
الْعَلاءَ أَنَّهُ وَلِيَ وَإِنَّمَا وَلِيَ مَصْلَحَةً
لِلْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يَتَلَقَّهُ وَمَنَعَ أصحابه.
قال فدخل الليث
__________
[1] الجرح 6/ 358، التاريخ 6/ 514، التقريب 2/ 93، المعرفة والتاريخ 3/
93، التاريخ لابن معين 2/ 415 رقم 1733.
[2] الجرح 6/ 360، التاريخ 6/ 519، التهذيب 8/ 190، التقريب 2/ 93.
[3] «الليث» ساقطة من الأصل، والاستدراك من «ميزان الاعتدال» .
(9/224)
الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ أَحَدٌ،
فَجَلَسَ إِلَى الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا لَيْثُ وُلِّيتَ! فَقَالَ:
خِفْتُ عَلَى دَمِي، فَقَالَ: لَسَحَرَةُ فِرْعَوْنَ كَانُوا أَقْرَبَ
عَهْدًا بِالْكُفْرِ مِنْكَ، وَلَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ باللَّه مِنْكَ
حِينَ قَالُوا: اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى
اللَّهِ، فَقَالَ الْعَلاءُ لِإِخْوَانِهِ: خُذُوا بِيَدِ أَخِيكُمْ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَلا شَيْءَ لَهُ فِي
الْكُتُبِ. وَأَصْلُهُ فَارِسِيٌّ وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي سَهْمٍ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ: لو
أن الدُّنْيَا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى.
وَقَالَ عليّ بن مطلب: كَانَ العلاء بن كثير حَسَنُ الصَّوْتِ
بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ لَهُ
الْجِيرَانُ لِحُسْنِ صَوْتِهِ، فَخَافَ الْفِتْنَةَ، فَدَعَا اللَّهَ،
فَذَهَبَ صَوْتُهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ
بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ [1] .
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. نَزَلَ الكوفة وحدّث عن مكحول.
وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل:
ليس بشيء.
__________
[1] الجرح 6/ 360، التاريخ 6/ 520، المجروحين 2/ 181، ميزان 3/ 104،
التهذيب 8/ 191، الضعفاء الصغير 91، الميزان 3/ 104، التقريب 2/ 93.
(9/225)
الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ
الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع-.
عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ
وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. وَعُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ
وحفص بن غياث ومروان ابن مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] ، الْعَلَوِيُّ.
الْمُلَقَّبُ بِالسَّجَّادِ لِفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتَعَبُّدِهِ.
وَهُوَ وَالِدُ حُسَيْنٍ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ وَإِخْوَتُهُ، وَكَانَ
يُقَالُ: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجَانِ أَعْبَدَ مِنْهُ وَمِنْ
زَوْجَتِهِ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَسَنٍ.
تُوُفِّيَ عَلِيٌّ فِي سَجْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ خَمْسٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَالِمُ بْنُ مُخَارِقٍ [3]- م د ن ق-
مَوْلَى الْعَبَّاسِ، أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ الْجَزَرِيُّ
نَزِيلُ حِمْصٍ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي الْوَدَاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ وَرَاشِدِ
بْنِ سَعْدٍ.
وعنه الثوري ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة وطائفة.
قال النسائي: ليس به بأس.
__________
[1] الجرح 6/ 360، التاريخ 6/ 512، التهذيب 8/ 192، التقريب 2/ 94،
ميزان 3/ 105، تاريخ تاريخ أبي زرعة 1/ 312، المعرفة والتاريخ 3/ 93،
طبقات ابن سعد 6/ 243، سير أعلام النبلاء 6/ 339 رقم 142، خلاصة تذهيب
الكمال 300.
[2] الجرح 6/ 179، التاريخ 6/ 269.
[3] الجرح 6/ 191، التاريخ 6/ 181، التهذيب 7/ 339، المشاهير 182،
التقريب 2/ 39، ميزان 3/ 134، التاريخ لابن معين 2/ 420 رقم 1374،
المعرفة والتاريخ 3/ 65، تاريخ بغداد 11/ 429.
(9/226)
وقال أبو داود: كان له رأي سوء كان يرى
السيف.
قلت: فقد روى مُعَاوِيَة بْن صالح عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَفْسِهِ فَذَكَرَ تَفْسِيرًا فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَوَى التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَلَمْ يَرَهُ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ،
وَقِيلَ: أَبُو طَلْحَةَ، لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى تَفْسِيرِهِ
الّذي يروى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ.
عَلِيُّ بْنُ عبد الأعلى بن عامر الثعلبي [1]- ع- الكوفي الأحول أبو
الحسن.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَكَثِيرِ بْنِ
زِيَادٍ.
وعنه إبراهيم بن طهمان وهشيم وحكام بن سلم وشجاع بن الوليد.
قال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بقوي.
علي بن عروة القرشي الدمشقي [2]- ق-.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْمَقْبُرِيِّ وَعَاصِمِ بْنُ
عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ وَمُبَشِّرُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ
وَغَيْرُهُمْ.
تَرَكُوهُ حَتَّى إِنَّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةً قَالَ:
حَدِيثُهُ كذب كله.
عمار بن سعد المرادي [3]- د- وقيل التجيبي المصري.
__________
[1] الجرح 6/ 195، التاريخ 6/ 286، التقريب 2/ 40، الميزان 3/ 143.
[2] الجرح 6/ 198، التهذيب 7/ 365، التقريب 2/ 41، الميزان 3/ 154.
[3] الجرح 6/ 390، التاريخ 7/ 27، التهذيب 7/ 401، التقريب 2/ 47،
ميزان 3/ 165.
(9/227)
عن أبي صالح الغفاريّ عن علي. وله حَدِيثٌ
أَرْسَلَهُ عَنْ عُمَرَ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ
لَهِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ. مَاتَ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [1]- م د ت ق-
بن الخطاب العمري المدني.
عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَأَبُو
أُسَامَةَ.
وَهُوَ صالح الحديث وقد احتجّ بِهِ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
عُمَرُ بْنُ سويد بن غيلان الثقفي [2]- د- وقيل العجليّ.
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَلامَةَ بْنِ سَهْمٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ.
عُمَرُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [3] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وعائشة بنت طلحة.
__________
[1] الجرح 6/ 104، التاريخ 6/ 148، التهذيب 7/ 437، المشاهير 136،
التقريب 2/ 53، الميزان 3/ 192، التاريخ لابن معين 2/ 427 رقم 2026.
[2] التاريخ 6/ 162، التهذيب 7/ 458، التقريب 2/ 57.
[3] الجرح 6/ 113، التاريخ 6/ 162، التهذيب 7/ 458، التقريب 2/ 57.
(9/228)
وَعَنْهُ مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ وَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ.
فرّق بينهما بعض الحفّاظ وهو إن شاء الله الّذي قبله.
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ [1]- د ت- مولى غفرة.
أدرك ابن عباس وقد حدّث عَنْهُ فَمَا أَدْرِي سَمَاعًا أَمْ لا.
وَلَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي
الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَعِيسَى بن يونس
وعليّ بن غراب ومحمد ابن شُعَيْبٍ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ليس به بأس لكن أَكْثَرُ حَدِيثِهِ
مَرَاسِيلُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الحديث ثقة لا يَكَادُ يُسْنَدُ، كَانَ
يُرْسِلُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ
حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَذَاكَ مُرْسَلٌ. وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ
رَبِيعَةَ الرائي.
عمر بن محمد بن زيد [2]- خ م د ن ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ العدوي العمري المدني نزيل عسقلان.
__________
[1] الجرح 6/ 119 وفيه «مولى غفرة» ، التاريخ 6/ 169، المجروحين 2/ 81،
التهذيب 7/ 471، الضعفاء والمتروكين 81، الميزان 3/ 210، التاريخ لابن
معين 2/ 431 رقم 1016. المعرفة والتاريخ 3/ 379.
[2] الجرح 6/ 131، التاريخ 6/ 190، التهذيب 7/ 495، الميزان 3/ 220،
المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 434 رقم
1129.
(9/229)
عَنْ جَدِّهِ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ
وَسَالِمٍ وَنَافِعٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ وَهْبٍ وَعُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً وَلَمْ يُعَقِّبْ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود الْخُرَيْبِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا
قَطُّ أَطْوَلَ مِنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ
يَلْبَسُ دِرْعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ يَسْحَبُهَا.
قُلْتُ: كَانَ الْعَبَّاسُ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنْ
بَابَةِ عُمَرَ فِي الطُّولِ الْمُفْرِطِ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ
أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ قَدْرًا وَجَلالَةً، قَدِمَ بَغْدَادَ
وَالْكُوفَةَ وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَدِيٍّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ
خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بكر بقليل.
قلت: إخوته أبو بكر عاصم وَزَيْدٌ وَوَاقِدٌ. وَالْخَمْسَةُ قَدْ
رَوَوُا الْحَدِيثَ.
عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ [1]- سِوَى ت-.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ
بِلالٍ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثبت قليل الحديث، ولا يحتجّون به.
__________
[1] الجرح 6/ 138، التاريخ 6/ 199، التهذيب 7/ 499، المشاهير 138،
ميزان 3/ 226، التقريب 2/ 63، المعرفة والتاريخ 1/ 647، التاريخ لابن
معين 2/ 435 رقم 954.
(9/230)
عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ [1] .
عَنْ أَنَسٍ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وأبو معاوية
وأبو خباب الوليد ابن بُكَيْرٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ [2]- م ن-.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ وَجَمْهَانَ الأَسْلَمِيِّ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.
عُمَرُ بْنُ نَبْهَانٍ [3] الْغُبَرِيُّ [4] .
عَنِ الْحَسَنِ وَسَلامِ أَبِي عِيسَى وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو قُتَيْبَةَ وَأَبُو
سُفْيَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ.
قال ابن معين: ليس بشيء.
__________
[1] الجرح 6/ 138، التهذيب 7/ 500، التقريب 2/ 63، الميزان 3/ 227،
التاريخ لابن معين 2/ 435 رقم 2437.
[2] الجرح 6/ 138، التاريخ 6/ 201، التهذيب 7/ 501، التقريب 2/ 64،
التاريخ لابن معين 2/ 435 رقم 1128.
[3] الجرح 6/ 138، التاريخ 6/ 202، التهذيب 7/ 500، الميزان 3/ 227،
المعرفة والتاريخ 3/ 379 وفيه «العبديّ» . التاريخ لابن معين 2/ 435
رقم 4084.
[4] في نسخة القدسي 6/ 105 «العنزي» ، والتصحيح من المصادر المذكورة.
(9/231)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ. وَغَيْرُهُ:
ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ [1] ، أَبُو سَلَمَةَ الْعَبْدِيُّ
الْبَصْرِيُّ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَشِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قال الفلاس لم يحدثنا عنه يحيى
القطان.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حاتم وغيره.
قلت: عامة حديثه عَنْ عِكْرِمَةَ مَقَاطِيعُ.
عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ [2] .
دِمَشْقِيٌّ رَوَى عَنْ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَالزُّهْرِيِّ وعمرو
بن مهاجر ونمير ابن أَوْسٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ.
عمران بن حدير [3]- م د ت ن- أبو عبيدة السدوسي البصري. لَهُ عشرة
أحاديث.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كان أصدق الناس.
__________
[1] الجرح 6/ 139، التاريخ 6/ 203، الميزان 3/ 230، المعرفة والتاريخ
2/ 116.
[2] الجرح 6/ 142، التاريخ 6/ 205، المجروحين 2/ 88، الميزان 3/ 231،
تاريخ أبي زرعة 1/ 72 373. المعرفة والتاريخ 2/ 396.
[3] الجرح 6/ 296، التاريخ 6/ 425، التهذيب 8/ 125، التقريب 2/ 82،
التاريخ لابن معين 2/ 436 رقم 3450.
(9/232)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِمْرَانُ
بَخٍ بَخٍ ثقة.
وروى شعبة عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: مَا دَخَلْتُ الْحَمَّامَ مُنْذُ
ثَلاثِينَ سَنَةٍ وَلا ادَّهَنْتُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا عُثْمَانَ
النَّهْدِيَّ وَأَبَا مِجْلَزٍ وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ
وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ.
ثِقَةٌ.
عِمْرَانُ [1] بْنُ مُسْلِمٍ [2] الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حُرَيْثٍ.
وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
فَأَمَّا عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَصِيرُ [3] ، فَسَيَأْتِي فِي
الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
وَأَمَّا هَذَا فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: رَافِضِيٌّ
كَأَنَّهُ جَرْوُ كَلْبٍ.
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ [4] ،
الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.
أخُو أَيُّوبَ بْنِ موسى.
روى عن مكحول وسعيد المقبري.
__________
[1] الجرح 6/ 305، التاريخ 6/ 419، تهذيب 8/ 139، التقريب 2/ 85، ميزان
3/ 242، المعرفة والتاريخ 3/ 176.
[2] ويقال: «ابن أبي مسلم» .
[3] الجرح 6/ 304، التاريخ 6/ 419، التهذيب 8/ 137، الضعفاء الصغير 87،
الميزان 3/ 243، التقريب 2/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 2114.
المعرفة والتاريخ 3/ 76.
[4] الجرح 6/ 305، التاريخ 6/ 422، التهذيب 8/ 141، ميزان 3/ 243.
(9/233)
وعنه ابن جريج وابن علية وزيد بن يحيى بن
عبيد الدمشقي.
وثقه الحاكم.
عمرو بن الحارث بن يعقوب [1]- ع- مَوْلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ
عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ الْمِصْرِيُّ
الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ وَأَبِي عَشَانَةَ الْمُعَافِرِيِّ وَقَتَادَةَ وَعَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبْكُر بْنُ مُضَرَ
وَابْنُ وَهْبٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَوَثَّقَهُ النَّاسُ.
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
يُوَثِّقُهُ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَحْفَظَ
كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ
أَصَحُّ حَدِيثًا مِنَ اللَّيْثِ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
يُقَارِبُهُ.
وَقَالَ الأْثَرْمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: قَدْ كَانَ عِنْدِي
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ أَشْيَاءَ مَنَاكِيرَ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ أَحَمْدَ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلا شَدِيدًا وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ
أَحَادِيثَ يَضْطَرِبُ فيها ويخطئ.
__________
[1] الجرح 6/ 225، التاريخ 6/ 320، التهذيب 8/ 14، طبقات الفقهاء 78،
تاريخ أبي زرعة 1/ 258، التاريخ لابن معين 2/ 441 رقم 5301، طبقات
خليفة 296، التاريخ الصغير 2/ 96، مشاهير علماء الأمصار 187، الكامل في
التاريخ 5/ 589، تذكرة الحفاظ 1/ 133. ميزان الاعتدال 1/ 252، سير
أعلام النبلاء 6/ 349 رقم 150، خلاصة تذهيب الكمال 287، شذرات الذهب 1/
223، حسن المحاضرة 1/ 300.
(9/234)
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ مُطْلَقًا ابْنُ
مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِهِ قَالَ: كَانَ
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَجِدُ النَّاسَ
صُفُوفًا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ
وَالشِّعْرِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِسَابِ، وَكَانَ صَالِحُ بْنُ
عَلِيٍّ قَدْ جَعَلَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ يُؤَدِّبُ ابْنَهُ
الْفَضْلَ فَنَالَ حِشْمَةً بِذَلِكَ.
قُلْتُ: عُلُومُهُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ عُلُومُ الإِسْلامِ ذَلِكَ
الْوَقْتِ مَا كَانَ الْقَوْمُ يَخُوضُونَ فِي سِوَى ذَلِكَ وَلا
يَعْرِفُونَهُ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ عَمِلُوا أَصُولَ
الدِّينِ وَالْكَلامً وَالْمَنْطِقِ وَخَاضُوا كَمَا خَاضَتِ
الْحُكَمَاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
أَحْفَظَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي
الْحِفْظِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ.
قُلْتُ: يَقُولُ ابْنُ وَهْبٍ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ وَقَدْ رَأَى
مَالِكًا وَاللَّيْثَ وَابْنَ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ. اهْتَدَيْنَا بِاثْنَيْنِ
بِمِصْرَ: عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَاللَّيْثِ وَبِاثْنَيْنِ
بِالْمَدِينَةِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجُشُونَ لَوْلا
هَؤُلاءِ لَكُنَّا ضَالِّينَ.
وَقَالَ: وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ عَنِ ابْنِ
وَهْبٍ قَالَ: لَوْ بَقِيَ لَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مَا
احْتَجْنَا إِلَى مَالِكٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
أَخْطَبَ النَّاسِ وَأَبْلَغَهُمْ وَأَرْوَاهُمْ لِلشِّعْرِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ عَلَيْهِ
أَثْوَابٌ بِدِينَارٍ فَلَمْ تَمْضِ
(9/235)
الليالي حتى رأيته يجرّ الوشي والخزّ ف
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 قَالَ أَحْمَدُ
بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بمصر مثل
الليث ابن سَعْدٍ.
وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:
كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: لا يَزَالُ بِالْمَغْرِبِ فِقْهٌ مَا دَامَ
فِيهِمْ ذَاكَ الْقَصِيرُ، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ
سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَزَادَ غَيْرُهُ: فِي
شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: وُلِدَ عَمْرُو سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ
اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَاشَ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بِمِصْرَ بَعْدَ عَمْرِو
بْنِ الْحَارِثِ مِثْلُ اللَّيْثِ.
عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ [1]- د ت ن-. أَخُو
حَنْظَلَةَ. مَكِّيٌّ.
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَمَاعَةٌ.
ثِقَةٌ.
عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَبُو بكر الأوزاعي [2] .
__________
[1] الجرح 6/ 234، التاريخ 6/ 336، التهذيب 8/ 41، التقريب 2/ 71،
التاريخ لابن معين 2/ 444 رقم 266، المعرفة والتاريخ 1/ 400 و 3/ 240.
[2] الجرح 6/ 236.
(9/236)
عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي وَنَوْفٍ
الْبِكَالِيِّ.
وَعَنْهُ وَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ
وَغَيْرُهُمَا.
عَمْرُو بْنُ شُرَاحِيلَ [1] ، أَبُو المغيرة. ويقال: أَبُو الْجَهْمِ
الْعَنْسِيِّ الدَّارَانِيُّ.
عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَحَيَّانَ بْنِ
وَبَرَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ مُصَادٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
الْجَوْنِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَمُحَمَّدُ ابن شُعَيْبِ بْنِ
شَابُورٍ.
لَهُ فِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا.
عَمْرُو بن عبد الله بن وهب [2]- ن ق- أبو معاوية النخعي الكوفي.
وَالِدُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو.
لَهُ عَنْ أَبِي عَمْرِو الشَّيْبَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
وَأَمَّا ابْنُهُ فَكَذَّابٌ.
وَمِنْ آخِرِ مَنْ روى عَنْ عَمْرِو زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ.
تُوُفِّيَ فِي حدود الخمسين ومائة.
__________
[1] الجرح 6/ 240، التاريخ 6/ 342، تاريخ أبي زرعة 1/ 72.
[2] الجرح 6/ 243، التاريخ 6/ 348، التهذيب 8/ 67، التقريب 2/ 74.
(9/237)
عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ
[1] ، بْنُ بَابٍ أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ
رَأْسُ الْمُعْتَزِلَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي قِلابَةَ وَالْحَسَنِ.
وعنه الحمادان وابن عيينة وعبد الوارث ويحيى بن سعيد القطان وعليّ ابن
عاصم وعبد الوهاب الثقفي وقريش بن أنس وغيرهم.
قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ثُمَّ
تَرَكَهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ: أَبُو حُنَيْفَةَ خَيْرٌ مِنْ
أَلْفٍ مِثْلَ عَمْرٍو.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرٌو لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْ
عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَانْتَحَلَ مَا انْتَحَلَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَدْعُو
إِلَى الْقَدَرِ فَتَرَكُوهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عُمَرًا يَقُولُ: إِنْ كَانَ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 111: 1 [2] فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
فَمَا للَّه عَلَى ابْنِ آدَمَ حُجَّةٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرَو
بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ وَذُكِرَ حَدِيثُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ
فَقَالَ: لَوْ سمعت الأعمش يقول هذا لكذّبته،
__________
[1] الجرح 6/ 246، الضعفاء الصغير 85، التاريخ 6/ 352، ميزان 3/ 273،
التقريب 2/ 74، المعارف 482. تاريخ بغداد 12/ 166- 188. التاريخ لابن
معين 2/ 449 رقم 4019، المعرفة والتاريخ 3/ 365، الثقات لابن حبّان 3/
147، كتاب المجروحين 2/ 69. مروج الذهب 3/ 313، طبقات المعتزلة 35،
أمالي المرتضى 1/ 164 و 171 و 173 و 178. تاريخ بغداد 12/ 162.
شرح المقامات للشريشي 1/ 332. وفيات الأعيان 3/ 460، العبر 1/ 193، سير
أعلام النبلاء 6/ 104 رقم 27، البداية والنهاية 10/ 73، غاية النهاية
1/ 602، تهذيب التهذيب 8/ 30، خلاصة تذهيب الكمال 109. شذرات الذهب 1/
210.
[2] أول سورة المسد.
(9/238)
وَلَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
لَمَا صَدَّقْتُهُ، أَوْ قَالَ: لَمَا أَحْبَبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ
ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُهُ مَا قَبِلْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا
لَرَدَدْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ
عَلَى هَذَا أَخَذْتَ مِيثَاقَنَا.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ سَمِعْتُ ابْنَ
عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَمِعَ الْحَسَنَ وَأَنَا
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنْ كَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ.
سُئِلَ عَمْرٌو عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا وَقَالَ: هذا مِنْ
رَأْيِ الْحَسَنِ، فَقِيلَ:
إِنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنِ الحسن خلاف هذا، قال: إِنَّمَا قُلْتُ هَذَا
مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ يُرِيدُ نَفْسَهُ.
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فِي
النَّوْمِ وَفِي حِجْرِهِ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ! قَالَ: أُبَدِّلُ مَكَانَهَا خَيْرًا
مِنْهَا.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الزَّمِنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بن جبلة عن ثابت ورواه الحسن ابن محمد الحارثي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ
عَنْهُ.
وَقَالَ حَزْمٌ الْقَطِيعِيّ: ثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: جَلَسْتُ
إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَوَقَعَ فِيهِ،
فَقُلْتُ: أَلا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟
فَقَالَ: يَا أَحْوَلُ، أَوَمَا تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا
ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُذَكِّرَهُ حَتَّى
يَحْذَرَ، فَجِئْتُ مِنْ عِنْدَ قَتَادَةَ وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِمَا
رَأَيْتُ مِنْ نُسُكِ عَمْرٍو وَهَدْيِهِ، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُهُ
وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً، فَقُلْتُ لَهُ:
سُبْحَانَ اللَّهِ، تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ! قَالَ: إِنِّي
سَوْفَ أُعِيدُهَا. فَتَرَكْتُهُ حَتَّى حَكَّهَا، فَقُلْتُ:
أَعِدْهَا، قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ. رَوَاهَا ثِقَتَانِ عَنْ حَزْمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
فَقِيهُ الْجَامِعِ نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ
أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ فَمَرَّ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ
عُبَيْدٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَوَقَفَ وَقْفَةً فَلَمْ يَرُدُّوا
عَلَيْهِ السَّلامَ.
(9/239)
وَقَالَ سُلَيْمَان بْن حَرْب: ثنا
حَمَّادُ بْن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو ابن عُبَيْدٍ يَرْوِي عَنِ
الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي. فَاقْتُلُوهُ.
قَالَ: كَذَبَ. وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لا
جُمْعَةَ بَعْدَ عُثْمَانَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ: مَرَرْتُ بِعَمْرِو بْنِ
عُبَيْدٍ وَهُوَ وَحْدَهُ فَقُلْتُ:
مالك تركوك! فقال: نَهَى ابْنُ عَوْنٍ النَّاسَ عَنَّا فَانْتَهُوا.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: سُئِلَ عَمْرُو عَنْ مَسْأَلَةٍ
وَأَنَا عِنْدَهُ فَأَجَابَ فَقُلْتُ:
لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ أَصْحَابُنَا، قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُكَ لا
أَبَا لَكَ! قُلْتُ: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: أُولَئِكَ أَرْجَاسٌ أَنْجَاسٌ أَمْوَاتٌ غَيْرُ
أَحْيَاءٍ. رَوَاهَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ عَنْ عُمَرَ
بْنِ النَّضْرِ.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا الأَصْمَعِيُّ أَنَّ
عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ أَتَى أَبَا عَمْرَو بْنَ الْعَلاءِ فَقَالَ:
يَا أَبَا عَمْرٍو اللَّهُ يُخْلِفُ وَعْدَهُ؟ فَقَالَ: لا، فَقَالَ
عَمْرٌو: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ
[1] 3: 9 فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِنَ الْعُجْمَةِ أَتَيْتُ الْوَعْدَ
غَيْرَ الإِيعَادِ ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ مِيعَادِي
وَمُنْجِزٌ مَوْعِدِي
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَنَصْرُ بْنُ
مَرْزُوقٍ: ثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمَةَ الْقَعْنَبِيُّ،
رَأَيْتُ الحسن بن أبي جعفر في المنام بعد ما مَاتَ فَقَالَ لِي:
أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ:
فَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: فِي النَّارِ.
ثُمَّ رَأَيْتُهُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ
رَأَيْتُهُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ مثل ذلك، وقال: كم
أقول لك.
__________
[1] قرآن كريم- سورة آل عمران- الآية رقم 9.
(9/240)
وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَوَّلُ مَنَ
تَكَلَّمَ فِي الاعْتِزَالِ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْغَزَّالُ،
فَدَخَلَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَأُعْجِبَ بِهِ
وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ، وَقَالَ لَهَا:
زَوَّجْتُكِ بِرَجُلٍ مَا يَصْلُحُ إِلا أَنْ يَكُونَ خَلِيفَةً.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ
رَوَيْتَ عَنْ سَعِيدٍ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَتَرَكْتَ حَدِيثَ
عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَرَأْيُهُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو
يَدْعُو إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَا سَاكِتَيْنِ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: رَأَيْتُ هَمَّامَ بْنَ يَحْيَى
فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ:
مَا صَنَعَ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ غَفَرَ لِي وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ،
وَأَمَرَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى النَّارِ، وَقِيلَ لَهُ:
تَقُولُ عَلَى اللَّهِ كَذَا وَكَذَا وَتُكَذِّبُ بِمَشِيئَتِهِ
وَتُمَنِّ بِرَكْعَتَيْنِ تُصَلِّيهِمَا.
وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاريّ القاضي أنه رأى
عمرو بْنَ عُبَيْدٍ فِي الْمَنَامِ قَدْ مُسِخَ قِرْدًا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ عَمْرٌو بِالْبَصْرَةِ يُجَالِسُ الْحَسَنَ
مُدَّةً، ثُمَّ أَزَالَهُ وَاصِلٌ عَنْ مَذْهَبِ السُّنَّةِ فَقَالَ
بِالْقَدَرِ، وَدَعَا إِلَيْهِ وَاعْتَزَلَ أَصْحَابَ الْحَسَنِ،
وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَإِظْهَارُ زُهْدٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] : كَانَ عَمْرٌو نَسَّاجًا ثُمَّ
تَحَوَّلَ شُرْطِيًّا لِلْحَجَّاجِ، يَعْنِي فِي صِبَاهُ.
وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ نِعْمَ الْفَتَى
عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ
مُسَبِّحَ بْنَ حَاتِمٍ الْبَصْرِيَّ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ
مُعَاذٍ، سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ،
وَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّادِقِ، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ
يَقُولُهُ لَكَذَّبْتُهُ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ.
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 180.
(9/241)
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوبُ
السَّخْتِيَانِيُّ إِذَا ذَكَرَ عَمَرًا قَالَ: مَا فَعَلَ الْمَقِيتُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا جَالَسْتُ عُمَرًا إِلا مَرَّةً
فَتَكَلَّمَ وَطَوَّلَ، ثُمَّ قَالَ:
لَوْ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا زَادَكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ
قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَطَافَ أَيُّوبُ
حَتَّى أَصْبَحَ وَخَاصَمَ عَمْرٌو حَتَّى أَصْبَحَ.
وَعَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ عَاقِلا
قَطُّ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ [1] : مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بِطَرِيقِ
مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ
أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُ عَمْرَو
بْنَ عُبَيْدٍ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيَقُولُ.
كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيْد ... كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْد
غَيْرَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْد
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ
بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ:
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ فِيكُمْ عَمْرُو
بْنُ عُبَيْدٍ لَوْلا مَا خَالَفَ فِيهِ الْجَمَاعَةَ، كَانَ رَجُلُ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ وَرَجُلُ أَهْلِ
الدُّنْيَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ
يَقُولُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ من الدهرية، قلت: وما
الدَّهْرِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ النَّاسُ مِثْلُ
الزَّرْعِ، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: لأَنَا لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ
أَرْجَى مِنِّي لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَابْنُ نُعَيْمٍ: مات سنة أربع وأربعين.
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 186.
(9/242)
وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي
«الْمَعَارِفِ» [1] أَنَّ الْمَنْصُورَ رَثَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ،
وَلَمْ يُسْمَعْ بِخَلِيفَةٍ رثى من دونه سواه، فَقَالَ:
صَلَّى الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْرًا مَرَرْتُ بِهِ
عَلَى مَرَّانِ
قَبْرًا تَضَمَّنَ مُؤْمِنًا مُتَحَنِّفًا ... صَدَقَ الإِلَهُ وَدَانَ
بِالْقُرْآنِ [2]
فَلَوْ أَنَّ هَذَا الدَّهْرَ أَبْقَى صَالِحًا ... أَبْقَى لَنَا
حَقًّا [3] أبا عثمان
عمرو بن قيس الكوفي [4]- م 4- الملائي البزّاز.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي إِسْحَاقَ
وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ
وَالْمُحَارِبِيُّ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ
وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ وَرِعًا عَابِدًا خَيِّرًا حَافِظًا لِحَدِيثِهِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ وَذَكَرَهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ
يَتَبَرَّكُ بِهِ لِزُهْدِهِ وَفَضْلِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ بِسِجِسْتَانِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ.
عَمْرُو بْنُ مَرْوَانَ أَبُو الْعَنْبَسِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيَّ
[5] .
__________
[1] المعارف 483.
[2] في المعارف: «الفرقان» .
[3] في المعارف: «حيّا» .
[4] الجرح 6/ 355، التاريخ 6/ 363، التهذيب 8/ 92، المشاهير 167،
التقريب 2/ 77، المعرفة والتاريخ 3/ 239، تاريخ بغداد 12/ 164، حلية
الأولياء 5/ 100، ميزان الاعتدال 3/ 284، سير أعلام النبلاء 6/ 250 رقم
112، خلاصة تذهيب الكمال 296.
[5] الجرح 6/ 261، التاريخ 6/ 375، التاريخ لابن معين 2/ 453 رقم 1958.
(9/243)
عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ وَلَهُ عَنْ
أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاث ووكيع وغيرهما.
شيخ.
عمرو بن ميمون بن مهران [1]- ع- أبو عبد الله الجزري. أحد أئمة
الفقهاء.
روى عَنْ أَبِيهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَمَكْحُولٍ.
وعنه الثوري وعباد بن العوام وابن المبارك وأبو معاوية وبشر بن المفضل
ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم.
وكان يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ بَقِيَ عَلَيَّ حرف مِنَ
السُّنَّةِ بِالْيَمَنِ لأَتَيْتُهَا.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ قَدْرَ عمي عمرو ابن مَيْمُونَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ
قُلْتُ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطِعَكَ
قَطِيعَةً، فَسَكَتَ، فَأَلَحَحْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ
إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئًا قَدِ ابْتَدَأَنِي هُوَ
بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ أَفْعَلْ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَصِفُ عَمْرَو بْنَ
مَيْمُونَ بِالْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ، وَقَالَ: لَمْ أَرَهُ يَغْتَابُ
أَحَدًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين
ومائة.
__________
[1] الجرح 6/ 258، التاريخ 6/ 367، التقريب 2/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/
623، التاريخ لابن معين 2/ 455 رقم 4924، تاريخ خليفة 423، طبقات خليفة
320 التاريخ الصغير 2/ 82، سير أعلام النبلاء 6/ 346 رقم 148، تذكرة
الحفاظ 1/ 60، العقد الثمين 6/ 417، خلاصة تذهيب الكمال 294.
(9/244)
قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: مَاتَ
بِالرِّقَّةِ وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِحِصْنٍ مُسْلِمَةَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ
خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.
عَنْبَسَةُ بْنُ عَمَّارٍ [1] . نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَحْدَث أَنَّهُ
رَأَى ابْنَ عمر يسلّم على صبيان المكتب.
وَروى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَخِيهِ
حُمَيْدٍ.
وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ
الْفَزَارِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَى له البخاري في كتاب المسمّى ب
«الأدب» .
عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَدَّادُ [2] .
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ
النَّبِيلُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
الْعَوَّامُ بْنُ حَمْزَةَ الْمَازِنِيُّ [3] . بَصْرِيٌّ.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي نَضْرَةَ وَبَكْرَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغُنْدَرٌ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
وثّقه ابن راهويه.
__________
[1] الجرح 6/ 402، التاريخ 7/ 28، التقريب 2/ 89، التاريخ لابن معين 2/
459.
[2] الجرح 6/ 402، المجروحين 2/ 177، الميزان 3/ 302.
[3] الجرح 7/ 22، التهذيب 8/ 163، التقريب 2/ 89، الميزان 3/ 303،
التاريخ لابن معين 2/ 459 رقم 3631، التاريخ الكبير 7/ 67، سير أعلام
النبلاء 6/ 355، خلاصة تذهيب الكمال 295.
(9/245)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ
بِشَيْءٍ.
الْعَوَّامُ بن حوشب [1]- ع- بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ
الرِّبْعِيُّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عِيسَى.
لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خِرَاشٌ وَالِدُ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ
أَسْلَمَ جَدُّهُمْ يَزِيدُ عَلَى يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ
فَجَعَلَهُ عَلَى شُرْطَتِهِ.
رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ وسلمة بن كهيل وطائفة.
وعنه ابنه سَلَمَةَ وَابْنُ أَخِيهِ شِهَابٍ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ
وَمُحَمَّدُ بن يزيد ويزيد ابن هَارُونَ وَأَهْلُ بَلَدِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ صَاحِبَ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ
وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وأربعين ومائة.
عوف الأعرابي [2]- ع- ابن أبي حميلة، أبو سهل البصري الأعرابي، وَلَمْ
يَكُنْ بِأَعْرَابِيٍّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ عَوْفٌ فِي بَنِي
حِمَّانَ بْنِ كعب ولم يكن
__________
[1] الجرح 7/ 22، التاريخ 7/ 67، التهذيب 8/ 163، المشاهير 176،
التقريب 2/ 89، التاريخ لابن معين 2/ 459 رقم 4923، طبقات خليفة 326.
التاريخ الصغير 2/ 47، الكامل في التاريخ 5/ 589، سير أعلام النبلاء 6/
354، خلاصة تذهيب الكمال 298، شذرات الذهب 1/ 244.
[2] الجرح 7/ 15، التاريخ 7/ 58، تهذيب الأسماء 2 ق 1/ 40، تهذيب 8/
166، المشاهير 151، التقريب 2/ 89، الميزان 3/ 305، التاريخ لابن معين
2/ 460 رقم 3584، المعرفة والتاريخ 3/ 135، تاريخ خليفة 226، الطبقات
99، التاريخ الصغير 2/ 85، سير أعلام النبلاء 6/ 383، تذكرة الحفاظ 1/
137، خلاصة التذهيب 298، شذرات الذهب 1/ 166.
(9/246)
أَعْرَابِيًّا كَانَ فَارِسِيًّا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا هَوْذَةُ ثنا عَوْفٌ
الأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، ثُمّ قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ
ابْنَ معين يقول: هوذة عن عوف ضعيف وَفِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ
أَحَدُهَا بِنْدَوَيْهِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى
وَخِلاسٍ الْهَجَرِيِّ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَمُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَرَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وهوذة ابن خَلِيفَةَ وَعُثْمَانُ
بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عَوْفٌ
الصَّدُوقُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَاحْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ
الصِّحَاحِ، وَقِيلَ: كَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي عَوْفٌ: سَمِعْتُ مِنَ الْحَسَنِ
قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
قُلْتُ: وَكَانَ قَدَرِيًّا فَرَوَى بُنْدَارٌ وَغَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى
الْقَطَّانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا الأَعْرَابِيَّ وَحَدَّثَ
بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، فَقَالَ: كَذَبَ عَبْدُ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى
كَانَ فِيهِ بِدْعَتَانِ: قَدَرِيٌّ شِيعِيٌّ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ يَضْرِبُ
عَوْفًا وَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا قدري.
وقال بندار: يقولون عوف فو الله لَقَدْ كَانَ عَوْفٌ قَدَرِيًّا
رَافِضِيًّا.
مَاتَ عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ.
(9/247)
عيسى بن سنان [1]- ت ق- أبو سنان القسملي
الحنفي الفلسطيني نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ الْمَقْدِسِيِّ وَيَعْلَى
بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَرَجَاءِ بْنِ
حَيْوَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَيُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَلَمْ يَتْرُكْ.
هُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ.
عِيسَى بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْكَاتِبُ الشَّامِيُّ [2] .
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ سليمان بن أبي السائب والوليد بن مسلم ومحمد
بن شعيب وجماعة.
وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأسا.
عيسى بن عمر البصري [3] صاحب النحو.
ذكر ابن خلكان أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فاللَّه أَعْلَمُ.
وَقَدْ ذَكَرْتُهُ في الطبقة المقبلة.
__________
[1] الجرح 6/ 277، التاريخ 6/ 396، التهذيب 8/ 211، التقريب 2/ 98،
الميزان 3/ 312، التاريخ لابن معين 2/ 462 رقم 1493، المعرفة والتاريخ
2/ 362 و 450.
[2] كتاب الولاة والقضاة 83 و 86 و 354، المعرفة والتاريخ 1/ 662.
[3] التهذيب 8/ 223، التقريب 2/ 100، نور القيس 46، إنباه الرواة 2/
374، وفيات الأعيان 3/ 486، التاريخ لابن معين 2/ 464 رقم 1816،
المعرفة والتاريخ 3/ 193.
(9/248)
[حَرْفُ الْغَيْنِ]
غَالِبٌ الْقَطَّانُ [1]- ع- من علماء البصريين، يُكْنَى أَبَا
سَلَمَةَ بْنَ أَبِي غَيْلانَ خَطَّافٍ. واختلف في ضم خطاف وفتحه. وهو
على الأشهر مولى عبد الله ابن عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيُّ
الأَمِيرُ.
سَمِعَ غَالِبٌ مِنَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرٍ
الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَحَزْمُ بْنُ
أَبِي حَزْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَأَمَّا ابْنُ مَعِينٍ فقال: لا أعرفه.
__________
[1] الجرح 7/ 48، التاريخ 7/ 99، الضعفاء الصغير 92، ميزان 3/ 338،
المشاهير 156، تهذيب 8/ 242، التاريخ لابن معين 2/ 468 رقم 3553.
المعرفة والتاريخ 3/ 74 و 210. طبقات خليفة 218. كتاب المجروحين 2/
200، سير أعلام النبلاء 6/ 205، خلاصة تذهيب الكمال 306.
(9/249)
[حرف الفاء]
فايد بن كيسان [1]- د ق- أبو العوّام الباهلي الجزّار القصّاب.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ بُرَيْدَةَ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ
عُمَارَةَ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ الْقَصَّابُ [2]- د ت ق- وَاسِطِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وابن سيرين وقتادة.
وعنه ابن الْمُبَارَكُ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ
الْوَهْبِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ
الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ عِنْدَنَا قَصَّابًا شَاعِرًا مُعْتَزِلِيًّا
وَكُنْتُ أُصَلِّي مَعَهُ في المسجد ولا أسمع ذاك منه.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بالقويّ ولا الحافظ.
__________
[1] الجرح 7/ 84، التاريخ 7/ 132، التقريب 2/ 107، الميزان 3/ 340،
المعرفة والتاريخ 3/ 67.
[2] الجرح 7/ 61، التاريخ 7/ 116، المجروحين 2/ 210، ميزان 3/ 351،
التقريب 2/ 110، التهذيب 8/ 276، المعرفة والتاريخ 2/ 254، التاريخ
لابن معين 2/ 474 رقم 1394.
(9/250)
الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشيّ [1]- ق-
أبو عيسى البصري الْوَاعِظُ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ
وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ
النَّبِيلُ وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رجل سوء قدري.
الفضل بن مبشر [2]- ق- أبو بكر الأنصاري المدني.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَعَلَّهُ آخِرُ من روى عن جابر،
وروى عن سالم ابن عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ معاوية وعبد الرحمن
بن مغراء ويعلى ابن عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ، يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي مُسْنَدِ
عَبْدِ اللَّهِ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بالقويّ.
__________
[1] الجرح 7/ 64، التاريخ 7/ 118، المجروحين 2/ 210، ميزان 3/ 356،
الضعفاء الصغير 93، المتروكين 87، التقريب 2/ 111، التهذيب 8/ 283،
المعرفة والتاريخ 3/ 139، التاريخ لابن معين 2/ 474 رقم 4294.
[2] الجرح 7/ 66، التاريخ 7/ 114، المتروكين 87، ميزان 3/ 357، التقريب
2/ 111، التهذيب 8/ 285، التاريخ لابن معين 2/ 475 رقم 844.
(9/251)
الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ
الْكُوفِيُّ [1]- ت-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
فُضَيْلُ بْنُ غزوان [2]- ع- بن جرير. مَوْلَى بَنِي ضَبَّةَ أَبُو
مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي
زُرْعَةَ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَابْنُ نُمَيْرٍ
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الأَزْدِيُّ [3]- ن ق- العقيلي أبو معاذ
البصري.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَطَاوُسٍ وَأَبِي حُرَيْزٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ.
وَعَنْهُ مُعْتَمِرٌ وَشُعْبَةُ ويزيد بن زريع ويحيى القطان وغيرهم.
__________
[1] الجرح 7/ 69، التاريخ 7/ 116، التقريب 2/ 112، التهذيب 8/ 288.
[2] في نسخة القدسي 6/ 113 «فضل» والتصويب من: الجرح 7/ 74، التاريخ 7/
122، التقريب 2/ 113، التهذيب 8/ 297، المعرفة والتاريخ 3/ 112، سير
أعلام النبلاء 6/ 203 رقم 94، خلاصة تذهيب الكمال 310.
[3] الجرح 7/ 75، التاريخ 7/ 122، التقريب 2/ 114، التهذيب 8/ 300،
التاريخ لابن معين 2/ 476 رقم 3705.
(9/252)
فَيَّاضُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِيُّ
الْكُوفِيُّ [1] . أَحْسَبُهُ أَخَا فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى طَلْحَةَ بن مصرف وَحَدَّثَ عَنْ زُبَيْدٍ
الْيَامِيِّ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَحَكَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ ابن الوليد.
وثّقه أحمد بن حنبل.
__________
[1] الجرح 8/ 87، الميزان 3/ 366، التاريخ لابن معين 2/ 478 رقم 1883.
(9/253)
[حرف القاف]
قابوس بن أبي ظبيان [1]- د ت ق- حصين بن جندب الجنبي الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ لَيْسَ إِلا.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وُزَهْيُر بْنُ مُعَاوِيَةَ وَجَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو بَدْرٍ
السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ.
وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمْ يَكُنْ مِنَ النَّقْدِ الْجَيِّدِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي [2]- ت ن ق- قَدْ مَرَّ أَبُوهُ
آنِفًا.
وَهَذَا رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ
دِينَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
__________
[1] الجرح 7/ 245، التاريخ 7/ 193، المجروحين 2/ 215، الميزان 3/ 367،
ابن سعد 6/ 237، طبقات الفقهاء 79. المتروكين 88. التقريب 2/ 115،
التهذيب 8/ 305، المعرفة والتاريخ 3/ 128 و 145. التاريخ لابن معين 2/
479 رقم 1308.
[2] الجرح 7/ 114. المشاهير 148، التقريب 2/ 118، التهذيب 8/ 324،
المعرفة والتاريخ 1/ 436.
(9/254)
ابن عُقَيْلٍ.
وعنه همام بن يحيى وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
قلت: موته قريب من موت أبيه.
القاسم بن الوليد الهمدانيّ الكوفي [1]- ق- الخِبْذَعِيّ [2] .
وَخِبْذَعٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَوَلَدُهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَصَاحِبُ «فُتُوحِ
الشَّامِ» أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنْزِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ
بَعْدَ ذَلِكَ.
قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو روح العامري [3]- ن ق- الذهلي.
يقال: هو فليت العامري.
رَوَى عَنْ جَسَرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ
وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
__________
[1] ابن سعد 6/ 350، الجرح 7/ 122، التاريخ 7/ 167، التقريب 2/ 121،
التهذيب 8/ 340.
[2] بكسر الخاء وسكون الباء وفتح الذال. (اللباب 1/ 418) .
[3] الجرح 7/ 128، التاريخ 7/ 179، التقريب 2/ 124، تهذيب 8/ 364.
(9/255)
صدوق.
قرّة [1] بن عبد الرحمن بن حيوئيل [2]- 4 م- مقرونا- ابن ناشرة
المعافري المصري.
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ- وَهُوَ من أقرانه- وَاللَّيْثُ بن سعد وابن
وهب ومحمد ابن شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ يَقُولُونَ:
لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ وَمُدَّهُ
أَرْسَلَ بِهِمَا إِلَى مِصْرَ فَأَدْخَلَ الصَّاعَ الْمَسْجِدَ فداروا
بِهِ عَلَى حَلَقِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إلى حيوئيل
ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى هِشَامٍ فَقَالَ:
اسْكُتُوا، فَلَمَّا كَانَ دَوْلَةُ بَنِي عَبَّاسٍ خَرَجَ وَفْدُ
مِصْرَ وَفِيهِمْ قُرَّةٌ، فَقِيلَ: هَذَا قُرَّةُ كَاسِرُ الصَّاعِ،
فَقَالَ الْمَنْصُورُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكْسِرَ لَنَا مُدًّا؟
قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ
الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ [3] .
قلت: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
__________
[1] الجرح 7/ 131، التاريخ 7/ 183، المشاهير 190، التقريب 2/ 125،
ميزان 3/ 388، التهذيب 8/ 372. المعرفة والتاريخ 2/ 460 و 461. التاريخ
لابن معين 2/ 487 رقم 258. تاريخ أبي زرعة 1/ 146.
[2] على وزن جبرئيل.
[3] لم ترد هذه الرواية في (المعرفة والتاريخ للفسوي) الّذي نشره
الدكتور أكرم ضياء العمري ولا في النصوص المقتبسة من المجلد المفقود من
كتاب (المعرفة) ولا في النصوص الأخرى من كتب الفسوي وغيره، أما ابن
حيوئيل فيأتي ذكره في المعرفة 1/ 410 و 640.
(9/256)
قَطَنُ بْنُ كَعْبٍ الْقُطَعِيُّ
الْبَصْرِيُّ [1]- خ ن-.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ.
وَهُوَ ثِقَةٌ يُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ.
قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ الْكُوفِيُّ [2] .
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْسَجَةَ.
وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين ثم قال: و (قنان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) آخِرُ
مِصْرِيٍّ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كتاب «الأدب» .
__________
[1] الجرح 7/ 138، التقريب 2/ 126، التهذيب 8/ 381.
[2] الجرح 7/ 148، التاريخ 7/ 201، المتروكين 89، ميزان 3/ 392،
التقريب 2/ 127، التهذيب 8/ 384، التاريخ لابن معين 2/ 489 رقم 2002.
(9/257)
[حرف الْكَافِ]
كَثِيرُ بْنُ يَسَارٍ الطُّفَاوِيُّ [1] ، أَبُو الْفَضْلِ
الْبَصْرِيُّ.
عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ
وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَأَبُو
عَاصِمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَجَمَاعَةٌ.
لَمْ يُضَعِّفْ.
كَهْمَسُ بن الحسن [2]- ع- أبو الحسن التميمي الحنفي البصري الْعَابِدُ
أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي
السُّلَيْلِ ضريب بن نفير ويزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
وَابْنِ بُرَيْدَةَ والحسن.
وعنه ابن المبارك ويحيى القطان ومعتمر ووكيع ومعاذ بن معاذ وعبد الرحمن
ابن حماد وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق.
__________
[1] الجرح 7/ 158، التاريخ 7/ 213، التهذيب 8/ 430.
[2] ابن سعد 7/ 270، التاريخ 7/ 239، المشاهير 152، التقريب 2/ 137،
الميزان 3/ 415، التهذيب 8/ 455، المعرفة والتاريخ 3/ 13، التاريخ لابن
معين 2/ 497 رقم 3245، طبقات خليفة 221. التاريخ الصغير 2/ 318، الجرح
والتعديل 7/ 170، تذكرة الحفاظ 1/ 174، سير أعلام النبلاء 6/ 316 رقم
134، خلاصة تذهيب الكمال 322. شذرات الذهب 1/ 225.
(9/258)
قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: كَهْمَسٌ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ
وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ، فَإِذَا مَلَّ قَالَ: قومي يا مأوى كل
سوء فو الله مَا رَضِيتُكِ للَّه سَاعَةً.
وَقِيلَ: إِنَّ كَهْمَسَ سَقَطَ مِنْهُ دِينَارٌ فَفَتَّشَ عَلَيْهِ
فَلَقِيَهُ. فَلَمْ يَأْخُذْهُ وَقَالَ:
لَعَلَّهُ غَيْرُهُ.
وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ بَارًّا بِأُمِّهِ، فَلَمَّا مَاتَتْ حَجَّ
وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ يَعْمَلُ فِي الْجِصِّ
وَكَانَ يُؤَذِّنُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ: اشْتَرَى كَهْمَسٌ دَقِيقًا
بِدِرْهَمٍ فَأَكَلَ مِنْهُ فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ كَالَهُ فَإِذَا
هُوَ كَمَا وَضَعَهُ.
تُوُفِّيَ كهمس سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ
اللَّهُ.
(9/259)
[حرف اللامِ]
لَبَطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ [1] . وَاسْمُ الْفَرَزْدَقِ هَمَّامُ
بْنُ غَالِبٍ الْبَصْرِيّ أَبُو غَالِبٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْمُثَنَّى
وَوَلَدُهُ أَعْيَنُ.
خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَقُتِلَ
مَعَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الْكُوفِيّ [2]- 4 م- مقرونا مَوْلَى بَنِي
أُمَيَّةَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَجَمَاعَةٍ
سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش وشعبة وسفيان وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ
عُلَيَّةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو بَدْرٍ السكونيّ وخلق كثير.
__________
[1] الجرح 7/ 183، التاريخ 7/ 251، المعرفة والتاريخ 2/ 673، التاريخ
لابن معين 2/ 499 رقم 1461.
[2] ابن سعد 6/ 349، الجرح 7/ 177، التاريخ 7/ 246، الميزان 3/ 420،
المتروكين 90، التقريب 2/ 138، التهذيب 8/ 465، المعرفة والتاريخ (راجع
فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 501 رقم 2057، تاريخ أبي زرعة 1/
551، تاريخ خليفة 420، طبقات خليفة 166، التاريخ الصغير 2/ 57، كتاب
المجروحين 2/ 231، سير أعلام النبلاء 6/ 179، خلاصة تذهيب الكمال 323.
شذرات الذهب 1/ 207 و 212.
(9/260)
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ
بَأْسٌ.
وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْكُوفَةِ
بِالْمَنَاسِكِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ إِنَّمَا أَنْكَرُوا
عَلَيْهِ الْجَمْعَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بَيْنَ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ
وَمُجَاهِدٍ حَسْبُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيُرُهُ: لَيِّنٌ لا تَقُومُ بِهِ
الْحُجَّةُ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: كَانَ لَيْثٌ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ
مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ صَلاةً وَصِيَامًا فَإِذَا وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ
لَمْ يَرُدُّهُ.
وَرَوَى ابْنُ شَوْذَبٍ عَنْ لَيْثٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ
الأُوَلَ بِالْكُوفَةِ وَمَا يُفَضِّلُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
أَحَدًا، يَعْنِي إِنَّمَا كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي عُثْمَانَ وَفِي
مَنْ قَاتَلَ عَلِيًّا.
قُلْتُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَمَاتَ سَنَةَ
ثَلاثٍ وأربعين ومائة.
(9/261)
[حرف الْمِيمِ]
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيّ [1]- م د
ن-.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيِّ وَأَبِي الضُّحَى.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أسامة وعبد الله ابن نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَلَهُ أَخَوَانِ عُمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ وَاسْمُ أَبِيهِمْ رَاشِدٌ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَوْلادَ
أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَرْبَعَةً وُلِدُوا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ وَعَاشُوا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ [2] ،
الخراساني.
__________
[1] ابن سعد 6/ 146، التهذيب 9/ 64.
[2] الوافي 2/ 228.
(9/262)
الأَمِيرُ أَحَدُ قُوَّادُ بَنِي عَبَّاسٍ.
وَلِيَ دِمَشْقَ لِلْمَنْصُورِ بَعْدَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ
الْعَبَّاسِيِّ ثُمَّ وَلاهُ إِمْرَةَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ
وَدَخَلَ الْقَيْرَوَانِ لِحَرْبِ الإِبَاضِيَّةِ. وَكَانَ شُجَاعًا
حازما مَهِيبًا، هَزَمَ أَبَا الْخَطَّابِ عَبْدَ الأَعْلَى رَأْسَ
الْخَوَارِجِ ثُمَّ ظَفَرَ به وقتله.
ومات ابن الأشعث هذا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ [1] .
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ شِرَاءَ تُرَابِ الصَّاغَةِ
بِالْوَرَقِ.
وَيُقَالُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَصْرِيُّ.
لَهُ عَنْ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ
مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ [2] .
حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، كَأَنَّهُ
آخَرُ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ [3]- خ م ن- أبو سلمة البصري.
عن الزهري وقتادة وأبي حمزة الضبعي.
__________
[1] الجرح 7/ 223، التاريخ 1/ 58، ميزان 3/ 502.
[2] الجرح 7/ 223، التهذيب 9/ 93.
[3] التقريب 2/ 155، الجرح 7/ 241، التهذيب 9/ 123، المعرفة والتاريخ
3/ 51، التاريخ لابن معين 2/ 511 رقم 227.
(9/263)
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَجَمَاعَةٌ.
ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، غَيْرُهُ أَثْبَتُ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: حَمَلْتُ عَنْ أَبِي
حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ حَدِيثَهُ كُلَّهُ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ، ثُمَّ
قَالَ: هُوَ نَحْوُ صالح بن أبي الأخضر.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
حَفْصَةَ وَهُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ، ضَعِيفٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ خالد الضبي الكوفي [1]- ت- الملقب سؤر الأسد أبو يحيى.
ويقال أبو حي، وَكَانَ قد افترسه الأسد ثُمَّ نجا وعاش بعد.
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ وما علمت أحدا ضعّفه بل قَالَ أَبُو
حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقد رَوَى أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ أَيْضًا جَرِيٌر وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسَعِيدُ بْنُ
خُثَيْمٍ.
وَظَفِرْتُ بِقَوْلِ أَبِي الْفَتْحِ الأزدي بِأُخْرَةَ أَنَّهُ قَالَ:
مُنْكَرُ الحديث.
محمد بن ذكوان الطاحي [2]- ق- الأزدي مولاهم البصري حمو
__________
[1] التقريب 2/ 158، الجرح 7/ 241، التهذيب 9/ 145، ميزان 3/ 536،
المعرفة والتاريخ 3/ 114
[2] التقريب 2/ 160، التهذيب 9/ 156، المعرفة والتاريخ 2/ 51، التاريخ
لابن معين 2/ 514 رقم 3607.
(9/264)
حماد بن زيد.
روى عن شهر بن حَوْشَبٍ وَابْنِ سِيرِينَ ويعلى بن حكيم وابن أبي مليكة
ورجاء بن حيوة.
وعنه شعبة وابن جرير وإبراهيم بن طهمان وعبد الله بن بكر السهمي وحجّاج
ابن نصير وعبد الصمد بن عبد الوارث وآخرون.
قال شعبة: كان كخير الرجال.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: على قلة روايته يروي المعضلات عَنِ
الثِّقَاتِ.
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ: وَهُوَ ضَعِيفٌ.
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي يَعْلَى [1] بْنُ حَكِيمٍ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مَرْفُوعًا «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ
اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» وَسُلَيْمَانُ لا يُدْرَى مَنْ
هُوَ.
ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ
عَنْ أُبَيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
آدَمَ أنه اشتهى ثمارا من ثمار الْجَنَّةَ وَلَمَّا مَاتَ غَسَّلَتْهُ
الْمَلائِكَةُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ وكبّرت أربعا. ورواه يعلى عن ابن
إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ
أُبَيٍّ قَوْلَهُ.
مُحَمَّدُ [2] بْنُ الزُّبَيْرِ [3] التَّمِيمِيُّ- ن- الحنظليّ
البصري.
__________
[1] في الأصل «يحيى بن حكيم» والتصحيح من الميزان والسياق.
[2] التقريب 2/ 161، الجرح 7/ 259، التهذيب 9/ 167، التاريخ 1/ 86،
ميزان 3/ 547، المجروحين 2/ 259، المعرفة والتاريخ 2/ 42 و 3/ 226 و
356، التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 3382.
[3] في نسخة القدسي 6/ 118 «الزبيري» ، والتصحيح من المصادر السابقة.
(9/265)
عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَبِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زُبَيْرٍ وَمُعْتَمِرٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ
وَابْنُ علية وعبد الوهاب ابن عَطَاءٍ وَعِدَّةٌ.
وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثًا وَلَمْ يُقَوِّهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ رَاوِي حَدِيثِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عمران مرفوعا «لا
نذر في غصب وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» . مُحَمَّدُ [1] بْنُ
سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ [2] الْكُوفِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ
وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُمْ.
مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شِبْهُ مَتْرُوكٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ بَيِّنٌ عَلَى رِوَايَتِهِ.
وقال الْبُخَارِيُّ: هُوَ صَاحِبُ الْفَرَائِضِ كَانَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ ينهى عنه.
__________
[1] التقريب 2/ 163، الجرح 7/ 272، التهذيب 9/ 176، ابن سعد 6/ 360،
التاريخ 1/ 105، المجروحين 2/ 262، الميزان 3/ 556، المعرفة والتاريخ
(راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 2206.
[2] في نسخة القدسي 6/ 118 «أبو سهيل» ، والتصحيح من المصادر قبله.
(9/266)
محمد بن السائب الكلبي [1]- ت- بْنُ بِشْرِ
بْنِ عَمْرٍو أَبُو النَّضْرِ الْكَلْبِيُّ الكوفي الأَخْبَارِيُّ
الْعَلامَةُ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحِ بَاذَامٍ وَأَصْبَغَ بْنِ
نَبَاتَةَ وَطَائِفَةٍ.
وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وَشُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
وَقَدِ اتُّهِمَ بِالأَخَوَيْنِ: الْكَذِبُ وَالرَّفْضُ، وَهُوَ آيَةٌ
فِي التَّفْسِيرِ وَاسِعُ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ.
قال زيد بن الحريس: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ
يَقُولُ: حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ وَنَسِيتُ مَا لَمْ يَنْسَ
أَحَدٌ. حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ
وَقَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي لِآخُذَ مِنْهَا مَا دُونَ الْقَبْضَةِ
فَأَخَذْتُ فَوْقَ الْقَبْضَةِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ لِي الْكَلْبِيُّ: مَا حَفِظْتُ
شَيْئًا فَنَسِيتُهُ، وَحَضَرَ الْحَجَّامُ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً
فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ خُذْ مِنْ هَاهُنَا فَقُلْتُ: خَذْ مِنْ
هَاهُنَا، فَأَخَذَ مِنْ فَوْقِ الْقَبْضَةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لِأَحَدٍ تَفْسِيرٌ أَطْوَلُ مِنْ
تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ.
قُلْتُ: يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ فسّروا القرآن في المائة الثانية، ومن
الذين لَيْسَ فِي تَفْسِيرِهِمْ سِوَى قَوْلِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِشُهْرَتِهِ بَيْنَ الضُّعَفَاءِ يُكْتَبُ
حَدِيثُهُ.
__________
[1] التقريب 2/ 163، الجرح 7/ 270، التهذيب 9/ 178، ابن سعد 6/ 358،
التاريخ 1/ 101، المجروحين 2/ 253، الميزان 3/ 556، المعرفة والتاريخ
3/ 35، التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 1344، تاريخ خليفة 423، الطبقات
167، المعارف 533، التاريخ الصغير 2/ 51، الفهرست 905، وفيات الأعيان
4/ 309، سير أعلام النبلاء 7/ 248، العبر 1/ 207، الوافي بالوفيات 3/
83، طبقات المفسرين 2/ 144، خلاصة تذهيب الكمال 337، شذرات الذهب 1/
217.
(9/267)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ:
أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: جُوَبْيِرٌ أَمْثَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ
مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ كَفَرَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: رَأَيْتُ الْكَلْبِيَّ يَضْرِبُ يَدَهُ
عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُولُ أَنَا سَبَائِيٌّ أَنَا سَبَائِيٌّ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا جُزْءٍ
يَقُولُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ جِبْرِيلُ يُوحِي إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ لِحَاجَةٍ وَجَلَسَ عَلَيَّ
فَأَوْحَى جِبْرِيلُ إِلَى عَلِيٍّ.
وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ
الْقُرْآنَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ.
رَوَاهَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بن سلام عن الحجّاج.
وقال الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الْكَلْبِيُّ كَذَّابًا.
قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ شُعْبَةَ وَتَحَرِّيهِ كَيْفَ يَرْوِي
عَنْ مِثْلِ هَذَا التَّالِفِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: اطْرَحُوا
حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ:
حَجَّاجٌ وَجَابِرٌ وَحُمَيْدٌ صَاحِبُ مُجَاهِدٍ وَالْكَلْبِيِّ،
فَأَمَّا الْكَلْبِيُّ فَصَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
«نَسِيتُ عِلْمِي فَأَتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ فَسَقَوْنِي عَسَلا
فَامْتَلَأْتُ عِلْمًا» أَفَتَأْمُرُونِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَجُلٍ
يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: مَوْتُ الْكَلْبِيِّ عَلَى رَأْسِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ،
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
(9/268)
محمد بن سعيد بن حسّان المصلوب [1]- ت ق-
وهو محمد بن أبي قيس وهو مُحَمَّدُ بْنُ الطَّبَرِيِّ وهو الْقُرَشِيُّ
وهو الأُرْدُنِيُّ وهو الدمشقيّ وهو ابن الطبري.
وَقَدْ دَلَّسُوهُ أَلْوَانًا كَثِيرَةً لِئَلا يُعْرَفَ لِسُقُوطِهِ.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعُبَادَةَ وَرَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ
وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَيَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَطَائِفَةٌ
سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ
الْمَنْصُورُ فِي الزَّنْدَقَةِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ وَكَنَّاهُ أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يُقَالُ فِيهِ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ أبي حسان.
وقال سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان ابن
قَيْسٍ فَذَكَرَ حَدِيثًا.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يَقُولُونَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
زَيْنَبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
الْحَسَنِ. وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الطَّبَرِيُّ،
قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا فِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ
الْكَرِيمِ وَغَيْرُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى التَّعْبِيدِ للَّه، وَقَدْ
بَلَغَنَا أَنَّ اسْمَهُ قُلِبَ عَلَى نَحْوِ مِائَةِ لَوْنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هو غير ثقة ولا مأمون. وقال مَرَّةً: كَذَّابٌ.
وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي شميلة.
__________
[1] التقريب 2/ 164، التهذيب 9/ 184، التاريخ 1/ 94، المجروحين 2/ 247،
الميزان 3/ 561، تاريخ أبي زرعة 1/ 454، المعرفة والتاريخ 1/ 700،
التاريخ لابن معين 2/ 518 رقم 2824.
(9/269)
وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كَانَ
يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ
عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ
إِذَا كَانَ كَلامًا حَسَنًا أَنْ يَضَعَ لَهُ إِسْنَادًا.
الصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ. وَرَوَاهَا دُحَيْمٌ
عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: دَخَلَ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الأُرْدُنِيِّ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهُ
سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هُوَ كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ كَذَّابًا.
وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ عَنِ النَّسَائِيِّ قَالَ:
الْكَذَّابُونَ الْمَعْرُوفُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ أَبِي
يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ، وَالْوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُقَاتِلٌ
بِخُرَاسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَبِإِخْرِاجِ التِّرْمِذِيِّ لِحَدِيثِ المصلوب والكلبي
وأمثالهما انْحَطَّتْ رُتْبَةٌ جَامِعَةٌ عَنْ رُتْبَةِ سُنَنِ أَبِي
دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ.
وَكَانَ صُلْبُ هَذَا الرَّجُلِ فِي حُدُودِ سَنَةِ خَمْسِينَ
وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ [1]- ع- أبو بكر الغنوي الكوفي العابد
الصَّالِحُ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وسعيد بن جبير وأبي
صالح السمان ومنذر الثوري وجماعة.
__________
[1] التقريب 2/ 168، الجرح 7/ 281، التهذيب 9/ 209، التاريخ 1/ 102،
تاريخ أبي زرعة 1/ 469، المعرفة والتاريخ 3/ 91، طبقات ابن سعد 6/ 237،
البيان والتبيين 3/ 153، التاريخ الصغير 1/ 198، مشاهير علماء الأمصار
168، حلية الأولياء 5/ 3- 14، صفة الصفوة 3/ 65، سير أعلام النبلاء 6/
134، الوافي بالوفيات 3/ 154، خلاصة تذهيب الكمال 341.
(9/270)
وعنه السفيانان والمحاربي وأبو معاوية وعلي
بن عاصم ويعلى بن عبيد وجماعة.
وكان أحد الثقات، يقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم.
قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يُحْسِنُ أَنْ يعصي الله تعالى.
وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ.
مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [1]-
م-.
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ.
مُحَمَّدُ بْنُ طَحْلاءِ [2]- د ن-.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ وَمِحْصَنِ
بْنِ عَلِيٍّ الْفَهِيمِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ يَعْقُوبُ وَيْحَيى، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
الدراوَرْديّ وَغَيُرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ علي بن
أبي طالب [3]- د ت ن- الهاشمي الحسني المدني.
عن نافع وأبي الزناد.
__________
[1] الجرح 7/ 284، التاريخ الكبير 1/ 112، ميزان الاعتدال 3/ 581،
تهذيب التهذيب 9/ 224.
[2] التقريب 2/ 172، الجرح 7/ 292، التهذيب 9/ 235، التاريخ 1/ 123.
[3] التقريب 2/ 176، التهذيب 9/ 252، الميزان 3/ 591، المعرفة والتاريخ
1/ 125- 129، تاريخ خليفة 421 و 423 و 430، الطبقات 269، التاريخ
الصغير 1/ 287 و 2/ 82، الجرح والتعديل 7/ 295، الطبري وابن الأثير:
حوادث السنوات 145 و 146 و 147 هـ، الوافي بالوفيات 3/ 297، سير أعلام
النبلاء 6/ 210، خلاصة تذهيب الكمال 344، شذرات الذهب 1/ 213.
(9/271)
وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الْمَخْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ.
وقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانٍ.
وَمَرَّ فِي الْحَوَادِثِ خُرُوجُهُ وَخُرُوجُ أَخَيه إِبْرَاهِيمَ فِي
سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَنَّهُمَا قُتِلا.
فَائِدَةُ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ
مِنَ الْجَارُودِيَّةِ وهم غلاة الرافضة إِلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْقَائِمِ بِالْمَدِينَةِ حَيٌّ لَمْ
يُقْتَلُ، وَأَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى تُمْلَأُ الأَرْضُ عَدْلا،
يَعْنِي كَمَا مُلِئَتْ جُورًا.
وَقَدْ خَلَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الأَوْلادِ عَبْدَ
اللَّهِ الَّذِي قَتَلَهُ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَصَافٍّ كَانَ
بَيْنَهُمَا بِنَاحِيَةِ بِلادِ الْقَشْمِيرِ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا
وَمَاتَ فِي السَّجْنِ، وَحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الَّذِي خَرَجَ وَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ فَخٍّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ
مُحَمَّدٍ زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
وَزَيْنَبُ الَّتِي دَخَلَ بِهَا مُحَمَّدُ بن أبي العباس السفّاح
لَيْلَةَ قُتِلَ أَبُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدُ
خَارِجِيَّانِ. ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: بِئْسَ مَا قَالَ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ
الْعِجْلِيُّ الشِّيعِيُّ يَعِيبُ خُرُوجَهُ.
يا أيها ذا الَّذِي لَهُ كَانَ ذُو ... النِّيَّةِ مِنَّا فِي الدِّينِ
مُتَّبِعَا
أَبَيْنَمَا أَنْتَ مُنْتَهَى أَمَلِ ... الأُمَّةِ إِذْ قِيلَ صَارَ
مُبْتَدِعَا
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى تَفَرُّقِ مَا ... قَدْ كَانَ مِنْهَا
عَلَيْكَ مجتمعا
(9/272)
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن
عثمان بن عفان [1]- ق- أبو عبد الله الأموي العثماني الملقّب بالديباج
لِحُسْنِهِ. كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا سَرِيًّا ذَا مُرُوءَةٍ
وَسُؤْدُدٍ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ. وَرَوَى
عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ.
لَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا الدراوَرْديّ ومُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ
الْغِفَارِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَابْنُ أَبِي
الزِّنَادِ.
وَقَدِمَ الشَّامَ مَرَّاتٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ
وَالِدُ الأَخَوَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ لأُمِّهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى الْمُطَرِّفُ
لِجَمَالِهِ.
وقال الواقدي: كان محمد الديباج أَصْغَرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ
الْحُسَيْنِ، وَكَانَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ يَرِقُّونَ عَلَيْهِ
وَيُحِبُّونَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُهُمْ، فَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ
مَعَ إِخْوَتِهِ بَنِي الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَضَرَبَهُ
الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنَ إِخْوَتِهِ مَائَةَ سَوْطٍ وَسَجَنَهُ
مَعَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَمَاتَ فِي حَبْسِهِ. قَالَ: وَكَانَ
كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا.
__________
[1] التقريب 2/ 179، التهذيب 9/ 268، التاريخ 1/ 138، المعرفة والتاريخ
2/ 756، التاريخ لابن معين 2/ 524 رقم 1226، التاريخ الصغير 2/ 81،
الطبري (حوادث 129 هـ.) ، الجرح والتعديل 7/ 301، مشاهير علماء الأمصار
131، الكامل في التاريخ (حوادث 129 هـ.) ، ميزان الاعتدال 3/ 593، سير
أعلام النبلاء 6/ 224، خلاصة تذهيب الكمال 345.
(9/273)
وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ مُنْكَرَ
الْحَدِيثِ.
وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: لَيْسَ
بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ قَلِيلٌ وَمِقْدَارُ مَالَهُ
يُكْتَبُ.
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ: رَأَيْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ أَتَى أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَجَدَهُ نَائِمًا فَأَكَبَّ عَلَيْهِ
فَقَبَّلَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يُوقِظْهُ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: احْتَجْتُ إِلَى
لَقْحَةٍ فَكَتَبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِ أَسْأَلُهُ أَنْ
يَبْعَثَ إِلَيَّ بِلَقْحَةٍ، فَإِنِّي لَعَلَى بَابِي إِذَا أَنَا
بِزَاجِرٍ يَزْجُرُ إِبِلا وَإِذَا هُوَ عَبْدٌ يَزْجُرُهَا، فَقُلْتُ:
يَا هَذَا لَيْسَ هَاهُنَا الطَّرِيقُ. قَالَ: أَرَدْتُ دَارَ أَبِي
السَّائِبِ، فَقُلْتُ: أَنَا هُوَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا فِيهِ: أَتَانِي كِتَابُكَ تَطْلُبُ
لَقْحَةً وَقَدْ جَمَعْتُ مَا كَانَ بِحَضْرَتِنَا مِنْهَا وَهِيَ
تِسْعَ عَشْرَةَ لَقْحَةً وَبَعَثْتُ مَعَهَا بِعَبْدٍ يَرْعَاهَا.
قَالَ فَبَعَت مِنْهَا بِثَلاثِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى مَا حُبِسَتْ.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّعْدِيِّ
يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بن عبد الله ابن عَمْرٍو:
وَجَدْنَا الْمَحْضَ الأَبْيَضَ مِنْ قُرَيْشٍ ... فَتًى بَيْنَ
الْخَلِيفَةِ وَالرَّسُولِ
أَتَاكَ الْمَجْدُ مِنْ هَذَا وَهَذَا ... وَكُنْتَ لَهُ بِمُعْتَلِجِ
السُّيُولِ
فَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ مَبِيتٍ ... وَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ
مِنْ مُقِيلِ
قَالَ الزُّبَيْرُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ أَوْ مَاتَ فِي
حَبْسِ الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أُخِذَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَتَلَهُ.
(9/274)
وقال الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي: أُحْضِرَت فسلمت عَلَى
الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ ابْنَ
الْفَاسِقِينَ يَعْنِي مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، امْرَأَتِي طَالِقٌ وَعَلَيَّ وَعَليَّ إِنْ كُنْتُ
أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا، فَقَالَ: السِّيَاطُ، فَضُرِبْتُ
أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَمَا عَقِلْتُ بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي،
وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدٌ
الدِّيبَاجُ فَقُطِعَ رَأْسُهُ فَبُعِثَ بِهِ إِلَى خُرَاسَانَ
وَطَافُوا بِهِ، وَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ يوهمون أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ
خُرُوجَهُ عَلَى الْمَنْصُورِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ:
زَعَمُوا أَنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ محمد الدِّيبَاجَ لَيْلَةَ جَاءَهُ
خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْخُزَاعِيُّ [1]
مَوْلاهُمْ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيْحَيَى الْقَطَّانُ
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى [2]- 4- أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ قَاضِي الْكُوفَةِ
وَفَقِيهُهَا وَعَالِمُهَا ومقرئها في زمانه.
__________
[1] الجرح 7/ 306، التاريخ 1/ 139، التاريخ لابن معين 2/ 524 رقم 4216.
[2] التقريب 2/ 184، التهذيب 9/ 301، ابن سعد 6/ 358، طبقات الفقهاء
84، التاريخ 1/ 162، المجروحين 2/ 243، ميزان 3/ 613، تاريخ أبي زرعة
1/ 297، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، طبقات خليفة 167،
التاريخ الصغير 2/ 91، المعارف 494، الجرح والتعديل 7/ 322، الفهرست
202، طبقات الفقهاء 84، الكامل في التاريخ 5/ 249 و 589، وفيات الأعيان
4/ 179، سير أعلام النبلاء 6/ 310 رقم 133، الوافي بالوفيات 3/ 221،
غاية النهاية 2/ 165، خلاصة تذهيب الكمال 348، طبقات المفسرين 1/ 269.
(9/275)
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ
أَبِي رَبَاحٍ والحكم ونافع وعطية العوفيّ وعمرو ابن مَرَّةَ
وَغَيْرِهِمْ وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَوَكِيعٌ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ
وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا.
وقال أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيهًا صَدُوقًا صَاحِبَ سُنَّةٍ
جائز الحديث قارئا عالما بالقرآن.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هُوَ بِأَقْوَمِ مَا يَكُونُ.
وقال أَحْمَدُ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مِنْ جَلالَتِهِ أَنَّهُ قَرَأَ
الْقُرْآنَ عَلَى عَشَرَةِ شُيُوخٍ.
قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى الشَّعْبِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَقَرَأَ عَلَى
أَخِيهِ عِيسَى عَنْ وَالِدِهِمَا، وَقَرَأَ عَلَى الْمِنْهَالِ بْنِ
عَمْرٍو عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَكَانَ
حَمْزَةُ يَقُولُ:
يُعْلِنُهَا جَوْدَةُ الْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ. وَكَانَ مِنْ أَحْسَبِ
النَّاسِ، وَأَحْسَنِهِمْ خَطًّا وَنَقْطًا لِلْمُصْحَفِ،
وَأَجْمَلِهِمْ وَأَنْبَلِهِمْ.
وَرَوَى أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي، فَكَانَ أَصْحَابُهُ
أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَقَالَ: تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: وَمَا تُنْكِرُونَ هُوَ
أَعْلَمُ مِنِّي.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي
يَقُولُ: مَا وَلِيَ الْقَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي دِينِ اللَّهِ
وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلا أَقْوَلُ حَقًّا باللَّه وَلا
أَعَفُّ مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
(9/276)
وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا
يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مَا روى عن عطاء.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ سَيِّئُ الحفظ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضعيف.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رديء الحفظ كثير الوهم.
وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَقْلُوبَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ
حَدِيثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: سألت زائدة عن ابن أَبِي لَيْلَى
فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ عائذ بْنُ حَبِيبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: مَا
أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَهُوَ حَقٌّ، وَمَا لَمْ يُقْرِعْ فِيهِ فَهُوَ قِمَارٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: سَأَلْتُ
جَرِيرًا قُلْتُ: مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يُسْتَثْنَى فِي
إِيمَانِهِ؟ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ أَشَدِّهِمْ فِي
ذلك.
وقال سليمان بن سافري: سَأَلْتُ مَنْصُورًا مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ
الْكُوفَةِ؟ قَالَ:
قَاضِيهَا، يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فُقَهَاؤُنَا
ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ رِزْقُ ابن أَبِي لَيْلَى قَاضِي
الْكُوفَةِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ
جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(9/277)
إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قُلْتُ:
نَذِيرُ قَوْمٍ قَدْ هَلَكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ فَإِذَا
سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْسًا وَأَطْلَقَهُمْ وَجْهًا
وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا أَوْ قَالَ: تَبَسُّمًا.
أَبُو شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الأَصْبَهَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ
عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ [1]- م 4- مَوْلَى آلِ
طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
رَوَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَكُرَيْبٍ
وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وعنه مسعر وشعبة والسفيانان وشريك وإسرائيل وسعد بن الصلت.
وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية.
وقال ابن معين: ثقة.
محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري [2]- م ت-.
عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِي الشَّعْثَاءِ
جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ اسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِمٌ.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أراه يضطرب.
__________
[1] التقريب 2/ 184، الجرح 7/ 312، التاريخ 1/ 156، ميزان 3/ 620،
المعرفة والتاريخ 3/ 375، التاريخ لابن معين 2/ 526 رقم 287.
[2] التقريب 2/ 186، الجرح 8/ 7، التهذيب 9/ 314، ميزان 3/ 629.
(9/278)
وَقِيلَ: إِنَّهُ كُوفِيٌّ يُعْرَفُ
بِالْجَرْمِيِّ، وَقِيلَ: بَلِ الْكُوفِيُّ آخَرُ.
مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ [1]- ق- مَوْلَى
آلِ [2] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخُو عَوْنٍ
وَعَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ
وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ مَعْمَرٌ وَمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
لَهِيعَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ [3]
وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي عِدَادِ شِيعَةِ الْكُوفَةِ يَرْوِي
أَشْيَاءَ مِنَ الْفَضَائِلِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلا ابْنُهُ مَعْمَرٌ.
حيان بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا ظَنَّتْ أُذْنُ أَحَدِكُمْ
فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ
ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ، وَبِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَتَلَ عَقْرَبًا وَهُوَ يُصَلِّي. وَبِهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ
السَّلامُ كَانَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ. عَبَّادٌ الرَّوَاجِنِيُّ:
أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُوصِي مَنْ آمَنَ بِي بِوَلائِهِ لِعَلِيٍّ،
فَمَنْ تَوَلاهُ وَتَوَلانِي تَوَلَّى الله.
__________
[1] في الأصل (خراب) والتصويب من تهذيب التهذيب.
[2] التقريب 2/ 187، الجرح 8/ 2، التهذيب 9/ 321، التاريخ 1/ 171،
المجروحين 2/ 249، الميزان 3/ 634، التاريخ لابن معين 2/ 529 رقم 3145.
[3] في الأصل: «مولى النبي» ، وفي (تهذيب التهذيب 9/ 321) «الهاشمي
مولاهم» .
(9/279)
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ
[1]- د- عَنْ جَدِّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ والدراوَرْديّ وَصَفْوَانُ بْنُ
عِيسَى.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ [2]- م- متابعة.
مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ
الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك شيئا وعن أبيه وَنَافِعٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ
كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وغيرهم.
وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى
القطان وأبو عاصم والواقدي وخلق سواهم.
وثقه ابن عيينة وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة
فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَرَجَ
مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَهَمَّ وَالِي
الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ أَنْ
يَجْلِدَهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لَوْ رَأَيْتَ
الحْسَنَ الْبَصْرِيُّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا كُنْتَ تَضْرِبُهُ؟ قَالَ:
لا، قِيلَ: فَابْنُ عَجْلانَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلُ الْحَسَنِ
فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَعَفَا عَنْهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عيسى قال: مكث ابن
__________
[1] التقريب 2/ 190، الجرح 8/ 33، التهذيب 9/ 338، التاريخ 1/ 179،
180.
[2] التقريب 2/ 190، التهذيب 9/ 341، ميزان 3/ 644، المعرفة والتاريخ
3/ 4، التاريخ لابن معين 2/ 530 رقم 834، طبقات خليفة 270، التاريخ
الكبير 1/ 196، التاريخ الصغير 1/ 219، الجرح والتعديل 8/ 49، مشاهير
علماء الأمصار 140، الكامل في التاريخ 5/ 552، سير أعلام النبلاء 6/
317 رقم 135، الوافي بالوفيات 4/ 92، خلاصة تذهيب الكمال 351.
(9/280)
عَجْلانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ثَلاثَ
سِنِينَ فَشُقَّ بَطْنُهَا فَأُخْرِجَ وَقَدْ نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ.
سَمِعَهَا عَبْدُ العزيز بن أحمد الغافقي مِنْ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِ عَلِيٍّ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ ثنا الوليد ابن مُسْلِمٍ قَالَ:
قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حَدَّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:
لا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظَلِّ مَغْزَلٍ،
فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلانَ
جَارُتَنَا امْرَأَةُ صِدْقٍ وَلَدَتْ ثَلاثَةَ أَوْلادٍ فِي ثِنْتَيْ
عَشَرَةَ سَنَةٍ تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ يَقُولُ:
حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ
الْحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ،
يَعْنِي نَفْسَهُ.
وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنِ ابْنِ
الْمُبَارَكِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَشَبْهَ
بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلانَ كُنْتُ أُشَبِّهُهُ
بِالْيَاقُوتَهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى
عَلَيْهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ذَكَرَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ
مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ فَقَالَ:
كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ
مَعَ مُحَمَّدٍ فَأَرَادَ جَعَفْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِهِ
فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَهُ الأَكَابِرُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَدْعُونَ لابْنِ
عَجْلانَ فَلَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غَرَّ وَأَخْطَأَ فِي
الرِّوَايَةِ ظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ، فَعَفَا عَنْهُ
وَأَطْلَقَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ
يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَجْلانَ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ فِي حَدِيثِ
نَافِعٍ.
(9/281)
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ
حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَجُلا قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ» فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي فَقُلْتُ لَهُ: خَالَفَهُ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: عن المقبري عن عبد الله ابن
أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: أَحَدَّثَ بِهِ! أَحَدَّثَ
بِهِ! كَانَ يَعْجَبُ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ، فَقَالَ: مَنْ هُمْ؟ قِيلَ: ابْنُ عَجْلانَ،
فَقَالَ:
لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ابْنُ عَجْلانَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ وَلَمْ يَكُنْ
عَالِمًا.
قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ
ابْنَ عَجْلانَ رَوَى حَدِيثَ «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
[1] ، وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ
عَجْلانَ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ عَجْلانَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ
أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ،
وَغَيْرُ ابْنِ عَجْلانَ أَقْوَى مِنْهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاثَةَ
عَشَرَ حَدِيثًا كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ
الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِهِ.
قُلْتُ: وَقَلَّمَا رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ. وَحَدِيثُهُ مِنْ
قَبِيلِ الْحَسَنِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ
[2] .
رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ
عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُبَيْدُ الله بن موسى
وجماعة.
__________
[1] الكلام على هذا الحديث في (دفع شبه التشبيه لابن الجوزي) .
[2] الجرح 8/ 26، التاريخ لابن معين 2/ 532 رقم 3010.
(9/282)
وكان شيعيا عراقيا، وَثَّقَهُ ابْنُ
مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخْرِجُوا لَهُ.
مُحَمَّدُ بن عمرو بن علقمة [1]- م خ- مقرونا ابن وقاص أبو الحسن
الليثي المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ.
أَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حُنَيْنٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرٍو
وَالِدِهِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ
عُيَيْنَةَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَسَعِيدُ بْنُ
عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَيَزِيدُ بن هارون ومحمد بن أبي عدي
وخلق كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ
وَسُئِلَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ وَعَاصِمِ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ:
لَيْسَ حَدِيثُهُمْ بِحُجَّةٍ. قِيلَ لَهُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؟
قَالَ: مُحَمَّدُ فَوْقَهُمْ. قُلْتُ:
خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَرَوَى لَهُ
مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ:
ابْنُ عَجْلانَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: تُرِيدُ الْعَفْوَ أَوْ نُشَدِّدُ؟
قُلْتُ: بَلْ شَدِّدْ، قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ تريد، قلت: صدق
__________
[1] التقريب 2/ 196، الجرح 8/ 30، التهذيب 9/ 375، التاريخ 1/ 191،
الميزان 3/ 673، تاريخ أبي زرعة 1/ 576، المعرفة والتاريخ 1/ 540،
التاريخ لابن معين 2/ 533 رقم 1049، تاريخ خليفة 420، طبقات خليفة 270،
البيان والتبيين 3/ 142، مشاهير علماء الأمصار 133، الكامل في التاريخ
5/ 528، سير أعلام النبلاء 6/ 136 رقم 46، الوافي بالوفيات 4/ 289،
خلاصة تذهيب الكمال 354، شذرات الذهب 1/ 217.
(9/283)
يحيى بن سعيد ليس هو مثل يحيى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيِّ وَحَدِيثُهُ صَالِحٌ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ [1]- ق-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَنَافِعٍ
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ وَيَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ
وَوَضَعَ شَفَتَهُ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى
عُمَرَ فَقَالَ: «يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ» .
سَمِعَهُ مِنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ الطَّوِيلُ [2]- خت د ت-.
لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي
زَائِدَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
محمد بن قيس الأسدي [3]- خ م د ن- الْوَالِبِيُّ. أَبُو نَصْرٍ
وَيُقَال أَبُو قُدَامَةَ وأَبُو الحكم.
__________
[1] التقريب 2/ 197، الجرح 8/ 47، التهذيب 9/ 384، التاريخ 1/ 197،
المجروحين 2/ 279، الميزان 3/ 676، المعرفة والتاريخ 3/ 378، التاريخ
لابن معين 2/ 533 رقم 1874.
[2] التقريب 2/ 201، الجرح 8/ 66، التهذيب 9/ 408، التاريخ 1/ 215،
الميزان 4/ 14، التاريخ لابن معين 2/ 534 رقم 2861.
[3] التقريب 2/ 202، الجرح 8/ 61، التهذيب 9/ 412، التاريخ 1/ 210،
ميزان 4/ 16، المعرفة والتاريخ 3/ 74، التاريخ لابن معين 2/ 535 رقم
2017.
(9/284)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ
رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ وَبِشْرِ بْنِ يَسَارٍ وَالْحَكَمِ
وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَحَفِيدُهُ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ لا يُشَكُّ فِيهِ، وَكِيعٌ أَرْوَى النَّاسِ
عَنْهُ.
وقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ [1] .
الْعَابِدُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
يَأْتِي فِي طَبَقَةِ شَرِيكٍ الْقَاضِي.
مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ [2]- ع سوى ت- الحمصي القاضي
أبو الهذيل أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ.
رَوَى عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سعيد الحرّاني وراشد بن سعد المقري
وَمَكْحُولٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
وَالزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَيَحْيَى بْنُ
حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ وَخَلْقٍ، آخِرُهُمْ وَفَاةً
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالْفَتْوَى
وَالْحَدِيثِ.
قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالرَّصَافَةِ
عَشْرَ سِنِينَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ:
ما أحد من أصحاب
__________
[1] الجرح 8/ 110، التاريخ 1/ 252.
[2] التقريب 2/ 215، الجرح 8/ 111، التهذيب 9/ 502، ابن سعد 7/ 465،
التاريخ 1/ 254، تاريخ أبي زرعة 1/ 258، المعرفة والتاريخ (راجع
الفهرس) ، طبقات خليفة 315، التاريخ الصغير 2/ 52، مشاهير علماء
الأمصار 182، الكامل في التاريخ 5/ 589، تذكرة الحفاظ 1/ 162، سير
أعلام النبلاء 6/ 281، الوافي بالوفيات 5/ 174، خلاصة تذهيب الكمال
363، شذرات الذهب 1/ 244.
(9/285)
الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنَ
الزُّبَيْدِيِّ. وَقَدْ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: قَدِ احْتَوَى
هَذَا الزُّبَيْدِيُّ عَلَى مَا بين جنبي من العلم.
وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ.
وقال النَّسَائِيُّ: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ
الْمَالِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ بِهِ مُعْجَبًا يُقَدِّمُهُ عَلَى
جَمِيعِ أَهْلِ حِمْصٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: الزُّبَيْدِيُّ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ
فِي الزُّهْرِيِّ.
تُوُفِّيَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَقِيلَ: فِي الْمَحْرَمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ [1] مَوْلاهُمُ
الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ وَهْبٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ
الْفِلَسْطِينِيُّ [2]- د ت ق- يُقَالُ أَصْلُهُ كُوفِيٌّ، سَكَنَ
مِصْرَ مُدَّةً، مِنْ مَوَالِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ
صَاحِبُ حَدِيثِ الصُّوَرِ.
لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَنَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ
عَلْقَمَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نسيّ
__________
[1] التقريب 2/ 218، التهذيب 9/ 522، تاريخ أبي زرعة 1/ 561، المعرفة
والتاريخ 3/ 55.
[2] الجرح 8/ 126، التهذيب 9/ 524، التاريخ 1/ 260، ميزان 4/ 67،
المعرفة والتاريخ 1/ 316.
(9/286)
وَأَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ وَمَعْقِلُ الْجَزَرِيُّ وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ صَحَّحَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَتَوَقَّفَ فِيهِ غَيْرُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ [1] ،
الْمَدَنِيُّ الأَعْرَجُ.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ.
الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ الْيَمَانِيُّ [2]- د ت ق- مِنْ
أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، نَزَلَ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَالْمُحَرِّرِ [3] بْنِ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَابْنِ أَبِي مليكة.
وعنه ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَعْقِلُ بْنُ
زِيَادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وعبد الرزاق،
وآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ
وَأَحْسَبُهُ لَقِيَهُ فِي الْحَجِّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليّن الحديث.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ دَاوُدُ الْعَطَّارُ: لَمْ أُدْرِكْ فِي الْحَرَمِ أَعْبَدَ
منه.
وقال: مات آخر سنة تسع وأربعين ومائة.
__________
[1] التقريب 2/ 221، الجرح 8/ 118، التهذيب 9/ 534، المعرفة والتاريخ
1/ 309.
[2] التقريب 2/ 228، الجرح 8/ 324، التهذيب 10/ 35، التاريخ 7/ 419،
ميزان 3/ 435، المجروحين 3/ 20، المعرفة والتاريخ 2/ 165، التاريخ لابن
معين 2/ 549 رقم 353.
[3] بفتح الراء الأولى المشدّدة، كمعظّم.
(9/287)
مجالد بن سعيد [1]- 4 م- مقرونا. ابن عمير
بن بسطام الهمدانيّ الكوفي.
رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَمُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ
وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي الْوَدَّاكِ وَأَمْثَالِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَحَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَغَيْرُهُ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُرْفَعُ كَثِيرًا مِمَّا لا يَرْفَعُ
النَّاسُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: ذَكَرَ رَجُلٌ عُثْمَانَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ مُجَالِدٍ فَقَالَ لِغُلامِهِ: جُرَّهُ
وَاطْرَحْهُ فِي الْبِئْرِ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرْسَلَةٌ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: عَاشَ أَبِي سِتًّا وَتِسْعِينَ
سَنَةً.
قُلْتُ: أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ لَكِنْ لَيْسَ لَهُ
عَنْهُمْ شَيْءٌ.
تُوُفِّيَ مُجَالِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُجْمَعُ بْنُ يحيى [2]- م ن- بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ أبي بردة وعطاء بن
أبي رباح.
__________
[1] التقريب 2/ 229، الجرح 8/ 361، التهذيب 10/ 39، التاريخ 8/ 9،
المجروحين 3/ 10، المعرفة والتاريخ 3/ 83، تاريخ أبي زرعة 1/ 511،
التاريخ لابن معين 2/ 549 رقم 1277.
[2] التقريب 2/ 230، الجرح 8/ 295، التهذيب 10/ 47، التاريخ 7/ 410،
المعرفة والتاريخ 3/ 176، التاريخ لابن معين 2/ 552 رقم 855.
(9/288)
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَحُسَيْنُ
الْجُعْفِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَهُوَ ثِقَةٌ.
مُحْرِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَجَاءٍ [1] .
شَامِيٌّ وَيُقَالُ جَزَرِيٌّ.
عَنْ مَكْحُولٍ وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ وَجَمَاعَةٌ.
مُخَوَّلُ [2] بْنُ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ- ع-.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَمَاتَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.
مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ الأُمَوِيُّ [3]- د ق- مَوْلاهُمُ الدمشقيّ أخو
روح ابن جَنَاحٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وابن
شابور.
قال الدارقطنيّ: لا بأس به.
__________
[1] التقريب 2/ 131، التهذيب 10/ 56، التاريخ 7/ 433.
[2] بفتح الخاء المعجمة والواو المشدّدة، كمعظّم، التقريب 2/ 236،
الجرح 8/ 398، التهذيب 10/ 79، ميزان 4/ 85، المعرفة والتاريخ 3/ 95.
[3] التقريب 2/ 238، التهذيب 10/ 90، التاريخ 7/ 371، ميزان 4/ 90،
تاريخ أبي زرعة 1/ 356.
(9/289)
مُسَافِرٌ التَّمِيمِيُّ الْجَصَّاصُ [1] .
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَفُضَيْلٍ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا.
مُسَافِرٌ الْوَرَّاقُ الْكُوفِيُّ [2]- م 4-.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بن حريث وابن حُصَيْنٍ الأَسَدِيِّ
وَشُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَوَكِيعٌ وَطَائِفَةٌ.
وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الْكُتُبِ، وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ [3]- 4- الْوَاسِطِيُّ الْعَابِدُ.
رَوَى عَنْ خَالِهِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ وَرُمَيْحٍ الْجُذَامِيِّ
وَحَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ حِبَّانُ وَمِنْدَلٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَحَكَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَنَّهُ
بَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ، قَالَ:
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَمْ أَشْرَبِ الْمَاءَ مُنْذُ خَمْسَةٍ
وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا.
مسحاج [4] بن موسى الضبّي الكوفي- د-.
__________
[1] الجرح 8/ 411، التاريخ 8/ 39.
[2] لم أقف على ترجمة أخرى له.
[3] الجرح 8/ 184.
[4] بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الحاء، كمفتاح. التقريب 2/
242، التهذيب 10/ 107، المجروحين 3/ 32، التاريخ 8/ 49، ميزان 4/ 96،
التاريخ لابن معين 2/ 559 رقم 3153.
(9/290)
عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ
وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ.
مِسْعَرُ بن حبيب [1]- د- أبو الحارث الجرمي. بَصْرِيٌّ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُسْلِمُ بْنُ صَاعِدٍ النَّحَّاتُ [2] .
أَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَعْدَانَ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ [3]- ق-[4] . وقيل ابن عمر، بصري.
__________
[1] التقريب 2/ 243، الجرح 8/ 368، التهذيب 10/ 112.
[2] الجرح والتعديل 8/ 186، التاريخ 7/ 264، ميزان 4/ 104، التاريخ
لابن معين 2/ 562 رقم 1476.
[3] التقريب 2/ 251، الجرح 8/ 304، التهذيب 10/ 158، التاريخ 7/ 353،
ميزان 4/ 118، التاريخ لابن معين 2/ 567 رقم 3254.
[4] الرمز غير موجود في الأصل، والاستدراك من الخلاصة.
(9/291)
عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ الصَّمَدِ
التَّنُّورِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ [1] . أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ الْمُبَارَكِ.
حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
فِيهِ جَهَالَةٌ.
مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ [2]-
م د ن- وَكَانَ عَرِيفَ بَنِي زُهْرَةَ بِالْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو
نعيم.
وثّقه النسائي.
مطرّف بن طريف [3]- ع- الحارثي الكوفي الْعَابِدُ أَحَدُ الأَثْبَاتِ
الْمُجَوِّدِينَ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ
وَالْحَكَمِ وَعَطِيَّةَ العوفيّ وجماعة.
__________
[1] التقريب 2/ 251، الجرح 8/ 304، التهذيب 10/ 158، التاريخ 7/ 353،
ميزان 4/ 118.
[2] التقريب 2/ 251، الجرح 8/ 304، التقريب 10/ 160، التاريخ 7/ 352.
[3] التقريب 2/ 253، الجرح 8/ 313، التهذيب 10/ 172، ابن سعد 6/ 338،
التاريخ 7/ 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 441، المعرفة والتاريخ (راجع
الفهرس) ، تاريخ خليفة 418، طبقات خليفة 164، التاريخ الصغير 2/ 57،
مشاهير علماء الأمصار 167، سير أعلام النبلاء 6/ 127 رقم 39، خلاصة
تذهيب الكمال 378، شذرات الذهب 1/ 212.
(9/292)
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعَبْثَرَ [1]
بْنِ الْقَاسِمِ وَخَالِدِ بْنِ عبد الله بن وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ
وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وكان به معجبا.
وقال دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ: مَا أَعْرِفُ عَرَبِيًّا وَلا
أَعْجَمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
الْمُطْعِمُ بْنُ المقدام بن غنيم [2]- د- الصنعاني الشامي.
عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ
شَابُورٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
مُطِيعٌ أَبُو الْحَسَنِ الْغَزَّالِ الْكُوفِيُّ [3]- ن-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَيَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
__________
[1] كجعفر، وفي الأصل «عثير» والتصحيح من المصادر السابقة.
[2] الجرح 8/ 411، التقريب 2/ 253، التهذيب 10/ 176، التاريخ 8/ 33 و
51، تاريخ أبي زرعة 1/ 266.
[3] الجرح 8/ 399، التقريب 2/ 255، التهذيب 10/ 182، التاريخ 8/ 47.
(9/293)
مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ الْمَخْزُومِيُّ
[1]- د ت ق- مَدَنِيٌّ ضَعِيفٌ لَهُ فِي الطَّلاقِ عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
مُعَاوِيَةُ [2] بْنُ مُسْلِمَةَ [3] النَّصْرِيّ- ق- كُوفِيٌّ نَزَلَ
دِمَشْقَ.
سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَكَمَ وَعَطِيَّةَ
الْعَوْفِيَّ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَسَلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ
الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ ثِقَةٌ.
مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَو بْنِ غَلابٍ الْبَصْرِيّ [4]- م د ن- جَدُّ
الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيِّ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَالْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُعَاذُ بْنُ
مُعَاذٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
معاوية [5] بن أبي مزرّد [6] المدني- خ م ن-.
__________
[1] التاريخ 8/ 73، التقريب 2/ 255، التهذيب 10/ 183، ميزان 4/ 130.
[2] التقريب 2/ 259، الجرح 8/ 384، التهذيب 10/ 207، ميزان 4/ 135،
التاريخ لابن معين 2/ 573 رقم 3080.
[3] في نسخة القدسي 6/ 131 «سلمة» والتصحيح من المصادر السابقة.
[4] الجرح 8/ 385، التقريب 2/ 260، التهذيب 10/ 215، المعرفة والتاريخ
2/ 188، التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 3698.
[5] التقريب 2/ 261، الجرح 8/ 380، التهذيب 10/ 217، التاريخ 7/ 335.
[6] بفتح الزاي وكسر الراء المشددة، كمشمّر.
(9/294)
عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ
بْنِ يَسَارٍ وَوَالِدِهِ أَبِي مُزْرَدٍ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَوَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَاقِدِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
مُعَلَّى بْنُ جَابِرِ بْنِ مُسْلِمٍ [1] .
عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أَهْبَانَ وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ وَمُوسَى
بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ مُعَلَّى-
وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَوَكِيعٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- م 4-
وَالْقَرَادِيسُ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ.
عَنِ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَحَنْظَلَةَ
السَّدُوسِيِّ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ
وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
مَعْمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَسَّامٍ [3]- أخ-. وَيُقَال مُعَمَّرٌ
بِالتَّثْقِيلِ، الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
__________
[1] الجرح 8/ 330.
[2] التقريب 2/ 265، الجرح 8/ 330، التهذيب 10/ 237، التاريخ 7/ 394،
ميزان 4/ 148، المعرفة والتاريخ 2/ 85.
[3] التقريب 2/ 266، الجرح 8/ 258، التهذيب 10/ 249، التاريخ 7/ 377،
المعرفة والتاريخ 3/ 233
(9/295)
وثّقه أبو زرعة.
مقاتل بن حيان [1]- م 4- أَبُو بَسْطَامٍ النَّبَطِيُّ الْبَلْخِيُّ
الْخَرَّازُ وَهُوَ ابْنُ دوال دوز وَهُوَ بِالْفَارِسِيِّ
الْخَرَّازِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعِكْرِمَةَ
وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ومجاهد وابن بُرَيْدَةَ وَمُسْلِمِ بْنِ
هَيْصَمٍ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَبَكْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ المحاربي ومسلمة بن علي الخشنيّ وعيسى غنجار وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد وذلك فِي
صَحِيحِ مُسْلِمٍ.
وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا كَبِيرَ الْقَدْرِ صَاحِبَ سُنَّةٍ.
هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ
إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى الإِسْلامِ
فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ: مُقَاتِلٌ وَحَسَنٌ وَمُصْعَبٌ
وَيَزِيدُ أَخُوهُ خُطَّتُهُمْ بِمَرْوَ وَتُعْرَفُ بِسِكَّةِ
حَيَّانَ، وَكَانَ حَيَّانُ مِنْ مَوَالِي بَنِي شَيْبَانَ، وكان ذا
منزلة عند
__________
[1] التقريب 2/ 272، الجرح 8/ 353، التهذيب 10/ 277، ميزان 4/ 171،
المعرفة والتاريخ 3/ 275، 403، التاريخ لابن معين 2/ 583 رقم 4845،
طبقات خليفة 322، التاريخ الكبير 8/ 13، التاريخ الصغير 2/ 11، مشاهير
علماء الأمصار 195، الكامل في التاريخ 5/ 308، سير أعلام النبلاء 6/
340 رقم 144، تذكرة الحفاظ 1/ 174، خلاصة تذهيب الكمال 386، طبقات
المفسرين 2/ 329.
(9/296)
قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، هَرَبَ ابْنُهُ
مُقَاتِلٌ إِلَى كَابُلٍ فَأَسْلَمَ بِهِ خَلْقٌ.
قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ: وَالْخَرَّازُ بِرَاءٍ ثُمَّ زَايٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى الْكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ مُقَاتِلِ
بْنِ سُلَيْمَانَ بِمُدَّةٍ.
مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ التَّمِيمِيُّ [1] .
عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو فَضْلٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحٌ.
مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ [2] ، أَبُو حَفْصٍ الْيَشْكُرِيُّ.
بَصْرِيٌّ، نَزَلَ مَرْوَ وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبِي مِجْلَزٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رُزْمَةَ
وَأَبُو أَحْمَدَ الزبيري.
__________
[1] الجرح 8/ 171، التاريخ 7/ 347، ميزان 4/ 184، التاريخ لابن معين 2/
587 رقم 2410.
[2] التقريب 2/ 277، الجرح 8/ 179، التهذيب 10/ 315، التاريخ 7/ 348،
ميزان 4/ 188، المعرفة والتاريخ 2/ 534.
(9/297)
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ وَعَلَّقَ لَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ.
مُوسَى بْنُ دِينَارٍ [1] ، أَبُو الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَالْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ يُوسُفُ بن خالد السمتي والحسن بن حبيب التميمي، وَسَمِعَ
مِنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَلَمْ يُحَدِّثَا
عَنْهُ لِضَعْفِهِ.
كَذَّبَهُ حَفْصٌ.
مُوسَى بن عبد الله بن إسحاق [2]- ع- بن طلحة التيمي الطلحي.
عَنْ عَمِّ أَبِيهِ مُوسَى وَأُخْتِهِ عَائِشَةَ ابْنَيْ طَلْحَةَ
وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ.
لَهُ فِي الأَدَبِ.
مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ الكُوفِيّ [3]- م ت ن ق-.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ
وَهْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُصْعَبِ بْنِ
سَعْدٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
ومحمد ويعلى ابنا عبيد.
__________
[1] الجرح 8/ 142، التاريخ 7/ 282، المجروحين 2/ 237، ميزان 4/ 204.
[2] التقريب 2/ 285، الجرح 8/ 150، التهذيب 10/ 353.
[3] التقريب 2/ 285، الجرح 8/ 149، التهذيب 10/ 354، ميزان 4/ 209،
المعرفة والتاريخ 3/ 91، تاريخ أبي زرعة 1/ 549.
(9/298)
يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ لِينًا
فَلِمَاذَا لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ؟
وَكَانَ صَالِحًا مُتَأَلِّهًا.
قَالَ مِسْعَرٌ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَهُوَ فِي الْيَوْمِ الْجَائِي
خَيْرٌ مِنْهُ فِي الْيَوْمِ الْمَاضِي.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَرَأَيْنَا
مُصَلاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ كَانَ صَالِحًا خَيِّرًا.
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ وَكَانَ مِنَ
الْعُبَّادِ إِنَّمَا كَانَ لَهُ خَصٌّ مِنْ قَصَبٍ، وكان إن مَرِضَ
إِنْسَانٌ عَادَهُ وَإِنْ مَاتَ شَهِدَهُ وَإِلا قَامَ يُصَلِّي
رَحِمَهُ اللَّهُ.
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [1]- ع- بن أبي عياش المدني مَوْلَى آلِ
الزُّبَيْرِ بْنُ الْعَوَّامِ.
أَدْرَكَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خالد
وعن عروة وَكُرَيْبٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
وَالأَعْرَجِ وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
وَالزُّهْرِيِّ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ- لقيه في سنة
موته- وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو
ضُمْرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ
الْمَكِّيُّ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ
مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ فَقِيهًا مفتيا.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي مُوسَى بْنِ عقبة
فإنه ثقة.
__________
[1] الميزان 4/ 214، التهذيب 10/ 360، الجرح 8/ 154، التقريب 2/ 286،
المعرفة والتاريخ 3/ 32، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، التاريخ لابن معين 2/
594 رقم 817، الثقات 3/ 248، طبقات خليفة 267، تاريخ خليفة 411،
التاريخ الكبير 7/ 292، التاريخ الصغير 2/ 70، تذكرة الحفاظ 1/ 148،
العبر 4/ 192، سير أعلام النبلاء 6/ 114 رقم 31، الوافي بالوفيات 2/
137، خلاصة تذهيب الكمال 392، شذرات الذهب 1/ 209.
(9/299)
قُلْتُ: سَمِعْنَا مَغَازِيهِ وَهُوَ
مُجَلَّدٌ صَغِيرٌ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَعِلْمٌ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ
الْمَغَازِي قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلافَةِ
الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَحَمْدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ قَالَ:
وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غَيْرَهَا،
قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّمَا
كُنْتُ أَجِيءُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ
فَلَمَّا مَاتَ تَرَكْتُ الْمَدِينَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُؤَاخِيًا لَهُ.
قُلْتُ: وَإِنَّمَا طَلَبَ مُوسَى الْعِلْمَ وَهُوَ كَهْلٌ.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي
[1] عَنْ مَالِكٍ قَالَ:
جَاءَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ إِلَى
الزُّهْرِيِّ يَطْلُبَانِ الْعِلْمَ فَقَالَ: حُبِسْتُمَا حَتَّى إِذَا
صِرْتُمَا كَالشَّنَّانِ لا تُمْسِكَانِ مَاءً جِئْتُمَا تَطْلُبَانِ
الْعِلْمَ.
مُوسَى بْنُ عمير التميمي الكوفي [2]- ن-.
__________
[1] في الأصل «الحاري» والتصويب من (اللباب في تهذيب الأنساب 1/ 251) .
[2] الجرح 8/ 155، التقريب 2/ 286، التهذيب 10/ 364، المجروحين 2/ 238،
التاريخ 7/ 288، ميزان 4/ 216، المعرفة والتاريخ 3/ 121، التاريخ لابن
معين 2/ 594 رقم 2885.
(9/300)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ
وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ وَمُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْجَعْدِيُّ.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ.
عِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ.
مُوسَى بن أبي عيسى الحنّاط [1]- م د ق- أبو هارون المدني الطحان.
أَخُو عِيسَى وَاسْمُ أَبِيهِمَا مَيْسَرَةُ.
رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ دِينَارٍ وَمُوسَى بْنِ
أنس وعون بن عبد الله ابن عُتْبَةَ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَغَيْرُهُمْ.
صَدُوقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ [2] .
الأَمِيرُ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ الْقَائِمِينَ
بِظُهُورِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ إِمْرَةَ
مِصْرَ فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَمَاتَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ
يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّهُ لِمَا يَرَى مِنْ طَاعَتِهِ وَنُصْحِهِ لَهُ.
__________
[1] التقريب 2/ 287، الجرح 8/ 156، التهذيب 10/ 365، ميزان 4/ 216،
المعرفة والتاريخ 1/ 674، التاريخ لابن معين 2/ 595 رقم 698.
[2] كتاب الولاة وكتاب القضاة 106- 108.
(9/301)
رِوَايَتُهُ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ
عُيَيْنَةَ.
رَوَى عَنْهُ سَعْدُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَوَفَاتُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ [1]- د ق- كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو
أُسَامَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِمُوسَى
الصَّغِيرِ.
قَالَ مُسَدَّدٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى
الصَّغِيرُ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
فَقَبَضَ روحه وهو ساجد.
ويكنى أَبَا عِيسَى.
مُوسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ [2]- ن ق-.
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
(مُهَنَّدُ بْنُ علي العتكيّ [3] بصري.
__________
[1] التقريب 2/ 288، التهذيب 10/ 372، التاريخ 7/ 296، ميزان 4/ 222،
التاريخ لابن معين 2/ 596 رقم 1615.
[2] التقريب 2/ 288، الجرح 8/ 161، التهذيب 10/ 372، التاريخ 7/ 294،
ميزان 4/ 223، المعرفة والتاريخ 3/ 102.
[3] التاريخ 8/ 64.
(9/302)
لَهُ عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ.
وعنه شعبة والخليل بن أحمد صَاحِبُ الْعَرُوضِ وَمَخْلَدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَيْمُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو مَنْصُورٍ الْجُهَنِيُّ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَعَنْهُ سَعْدُ بْنُ عمرو الرازيّ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ
وَسُفْيَانُ وَعَبْدَةُ وَابْنُ فُضَيْلٍ ومروان بن معاوية.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] التقريب 2/ 292، التهذيب 10/ 390، ميزان 4/ 233، المعرفة والتاريخ
3/ 122، التاريخ لابن معين 2/ 600 رقم 1388.
(9/303)
[حرف النُّونِ]
نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ [1] أَبُو المنهال.
شيخ كوفي، روى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَعَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ
لَيْسَ بِحُجَّةٍ مَعَ أَنِّي لَمْ أُودِعْ فِي كِتَابَيَّ اللَّذَيْنِ
فِي الضُّعَفَاءِ [2] شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّمَطِ، تَبَعْتُ فِي
التُّرْكِ أبا الْفَرَجِ بْنَ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرَهُ.
نَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ [3] .
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ عَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
قَالَ أَبُو داود: ليس بشيء.
__________
[1] الجرح 8/ 465، المعرفة والتاريخ 3/ 237، التاريخ لابن معين 2/ 603
رقم 3106.
[2] هما: المغني، وميزان الاعتدال.
[3] الميزان 4/ 250، الجرح 8/ 466، التاريخ 8/ 103، التاريخ لابن معين
2/ 604 رقم 4773.
(9/304)
وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
النَّضْرُ بن عبد الرحمن [1]- ت- أبو عمر الخزّاز.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ.
وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَوَكِيعٌ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ
وَالْمُحَارِبِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ أن يروي
عنه.
النعمان بن ثابت [2]- تم ن- بن زوطي [3] الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو
حَنِيفَةَ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ مَوْلَى بني تيم الله بن ثعلبة.
__________
[1] الضعفاء الصغير 114، ميزان 4/ 260، التاريخ 8/ 91، المتروكين 102،
التقريب 2/ 302، التهذيب 10/ 441، التاريخ 8/ 91، المجروحين 3/ 49.
[2] المتروكين 100، تذكرة الحفّاظ 1/ 158، الميزان 4/ 265، التاريخ 8/
81، التقريب 2/ 303، التهذيب 10/ 449، الجرح 8/ 449، طبقات الفقهاء 86،
المجروحين 3/ 61، معجم البلدان 1/ 417، طبقات الحفاظ 73، تاريخ بغداد
13/ 323، العير 1/ 274، وفيات الأعيان 5/ 455، المعرفة والتاريخ (راجع
فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 607 رقم 2530، طبقات خليفة 167،
التاريخ الصغير 2/ 43، الكامل في التاريخ 5/ 585، العبر 1/ 314، مرآة
الجنان 1/ 309، البداية والنهاية 10/ 107، سير أعلام النبلاء 6/ 390،
الجواهر المضيئة 1/ 26، النجوم الزاهرة 2/ 12، خلاصة تذهيب الكمال 402،
شذرات الذهب 1/ 227 وانظر: مناقب أبي حنيفة للإمام الموفق بن أحمد
المكيّ، والإمام حافظ الدين المعروف بالكردري، من منشورات دار الكتاب
العربيّ، بيروت 1401 هـ/ 1981.
[3] بفتح الزاي وسكون الواو.
(9/305)
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَرَأَى أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ غَيْرَ مَرَّةٍ بِالْكُوفَةِ إِذْ قَدِمَهَا أَنَسٌ.
قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: ثنا سَيْفُ بْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُهُ.
وَرَوَى أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَقَالَ: مَا
رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَنَافِعٍ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ
وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَقَتَادَةَ
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ الأَعْرَجِ وَعَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ وَمَنْصُورٍ وَأَبِي الزبير وحماد بن أبي سُلَيْمَانَ
وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَتَفَقَّهَ بِحَمَّادٍ وَغَيْرِهِ فَبَرَعَ فِي الرَّأْيِ، وَسَادَ
أَهْلَ زَمَانِهِ فِي التَّفَقُّهِ وَتَفْرِيعِ الْمَسَائِلِ،
وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. فَمِنْ
تَلامِذَتِهِ: زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ، والقاضي أَبُو
يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الأنصاري قاضي القضاة، ونوح بْن أَبِي مريم
الْمَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْبَلْخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ [1] اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَسَدُ
بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بن الحسن، وحماد ابن أبي حنيفة وخلق.
وروى عنه معيرة بْنُ مِقْسَمٍ وَمِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَزَائِدَةُ
وَشَرِيكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَحَفْصُ
بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ
وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالأَنْصَارِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ خَزَّازًا يُنْفِقُ مِنْ كَسْبِهِ وَلا يَقْبَلُ جَوَائِزَ
السُّلْطَانِ تَوَرُّعًا، وَلَهُ دَارٌ وَصُنَّاعٌ وَمَعَاشٌ
مُتَّسِعٌ، وَكَانَ مَعْدُودًا فِي الأَجْوَادِ الأَسْخِيَاءِ
وَالأَوْلِيَاءِ الأَذْكِيَاءِ، مَعَ الدِّينِ وَالْعِبَادَةِ
وَالتَّهَجُّدِ وَكَثْرَةِ التِّلاوَةِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ رَضِيَ
الله عنه.
__________
[1] في الأصل «زيادة» وهو خطأ.
(9/306)
قَالَ ضِرَارُ بْنُ صُرْدٍ: سُئِلَ يَزِيدُ
بْنُ هارون: أيّما أفقه: أبو حنيفة أو الثَّوْرِيُّ؟ فَقَالَ: أَبُو
حَنِيفَةَ أَفْقَهُ وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الْفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي
حَنِيفَةَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ وَلا
أَعْقَلَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ [1] وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا
ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو حَنِيفَةَ ثِقَةٌ [2] .
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ
ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، لَمْ يُتَّهَمْ بِالْكَذِبِ،
لَقَدْ ضَرَبَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ
فَأَبَى أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ مَالِكًا، كَانَ إِمَامًا،
رَحِمَ اللَّهُ الشَّافِعِيَّ، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا
حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا، سَمِعَ هَذَا ابْنُ دَاسَةٍ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عِلْمُنَا هَذَا رَأْيٌ
وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قَدِرْنَا عَلَيْهِ فَمَنْ جَاءَنَا بِأَحْسَنِ
مِنْهُ قَبِلْنَاهُ.
وَعَنْ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ
وَالصُّبْحَ بِوُضُوءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَرَوَى بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: بَيْنَمَا
أَنَا أَمْشِي مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ
لِآخَرَ: هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ أَبُو
حَنِيفَةَ: وَاللَّهِ لا يَتَحَدَّثُ عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ
فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صلاة ودعاء وتضرّعا، وقد روى
__________
[1] في الأصل «حزرة» .
[2] في وفيات الأعيان لابن خلكان (ج 5/ 409) : قال يحيى بن معين:
القراءة عندي قراءة حمزة، والفقه فقه أبي حنيفة، على هذا أدركت الناس.
(9/307)
مِنْ وَجْهَيْنِ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ
فِي رَكْعَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ:
رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ شَيْخًا يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ الكوفة
عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:
كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَمِيلَ الْوَجْهِ سَرِيُّ الثَّوْبِ عَطِرًا،
أَتَيْتُهُ فِي حَاجَةٍ وَعَلَيَّ كِسَاءٌ قَوْمِسِيٌّ، فَأَمَرَ
بِإِسْرَاجِ بَغْلَتِهِ وَقَالَ: أَعْطِنِي كِسَاءَكَ وَخُذْ كِسَائِي،
فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي: يَا نَضْرُ، أَخْجَلْتَنِي
بِكِسَائِكَ، قُلْتُ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْهُ؟
قَالَ: هُوَ غَلِيظٌ. قَالَ النَّضْرُ: وَكُنْتُ اشْتَرَيْتُهُ
بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ وَأَنَا بِهِ مُعْجَبٌ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ
مَرَّةً وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قَوَّمْتُهُ بِثَلاثِينَ دِينَارًا.
وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ رَبْعَةً، مِنْ
أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً وَأَبْلَغَهُمْ نُطْقًا، وَأَعْذَبَهُمْ
نَغَمَةً، وَأَبْيَنَهُمْ عَمَّا فِي نَفْسِهِ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي جَمِيلا
تَعْلُوهُ سُمْرَةً، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، كَثِيرَ الْعِطْرِ، هَيُوبًا،
لا يَتَكَلَّمُ إِلا جَوَابًا، وَلا يَخُوضُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْقَرَ فِي
مَجْلِسِهِ وَلا أَحْسَنَ سَمْتًا وَحِلْمًا مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْمُثَنَّى
بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: جَعَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ
حَلَفَ باللَّه صَادِقًا أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ وَكَانَ إِذَا
أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً تَصَدَّقَ بِمِثْلَيْهَا.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لَقِيَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ
النَّاسِ عَنَتًا لِقَلَّةِ مُخَالَطَتِهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ
زَهْوٍ فِيهِ وَإِنَّمَا كَانَ غَرِيزَةً.
وَقَالَ جَبَّارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ
يَقُولُ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَرِعًا تَقِيًّا مُفَضَّلا عَلَى
إِخْوَانِهِ.
(9/308)
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ: ثنا
الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ
لَهُ:
إِنِّي وَضَعْتُ كِتَابًا عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلانٍ فَوَهَبَ لِي
أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كُنْتُمْ
تَنْتَفِعُونَ بِهَذَا فَافْعَلُوهُ.
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ طَوِيلَ الصَّمْتِ
كَثِيرَ الْعَقْلِ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، أَنَا أَبُو
عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُسَمَّى الْوَتَدُ
لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ. وَرَوَاهَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي
عَاصِمٍ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ
قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي
رَكْعَةٍ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّهُ صَحِبَ أَبَا حَنِيفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَمَا رَآهُ صَلَّى
الْغَدَاةَ إِلا بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ وَكَانَ يَخْتِمُ
الْقُرْآنَ فِي كل ليلة عند السَّحَرِ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ كُمَيْتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِأَبِي
حَنِيفَةَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَانْتَفَضَ وَاصْفَرَّ وَأَطْرَقَ
وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا أَحْوَجُ النَّاسِ كُلَّ وَقْتٍ
إِلَى مَنْ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي الْمَوْضِعِ
الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ.
قَالَ مِسْعَرٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي
رَكْعَةٍ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَمَّاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَامَ لَيْلَةً
يُرَدِّدُ قَوْلَهُ تَعَالَى بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ
وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ 54: 46 [1] ويبكي
__________
[1] قرآن كريم- سورة القمر- الآية رقم 46.
(9/309)
وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْفَجْرِ.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَنْ
يَلِيَ الْقَضَاءَ فَلَمْ يَفْعَلْ.
وَقِيلَ إِنَّ إِنْسَانًا اسْتَطَالَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ لَهُ: يَا زِنْدِيقُ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ:
غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هُوَ يَعْلَمُ مِنِّي خِلافَ مَا تَقُولُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْلَمَ مِنْ
أَبِي حَنِيفَةَ.
وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا
ارْتَشَى القاضي فَهُوَ مَعْزُولٌ وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ.
وَرَوَى نُوحٌ الْجَامِعُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: مَا
جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَى
الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ اخْتَرْنَا وَمَا
كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ فَهُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ.
وَقَال وَكِيعٌ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: الْبَوْلُ فِي
الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: جَمِيعُ الْحَنَفِيَّةِ
مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ ضَعِيفَ
الْحَدِيثِ أَوْلَى عِنْدَهُ مِنَ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يَجْهَرُ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ جَهْرًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا
أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ فِي أَعْنَاقِنَا الْحِبَالُ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثُ إِلا
بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ. وَرَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ
عَنْهُ.
وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: حُبُّ أَبِي حَنِيفَةَ مِنَ
السُّنَّةِ وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ امتُحِنُوا فِي
اللَّهِ.
(9/310)
جَاءَ مَنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّهُ
ضُرِبَ أَيَّامًا لِيَلِيَ الْقَضَاءَ فَأَبَى.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ بِشْرِ بْنِ
الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ قَالَ:
طَلَبَ الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ فَأَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ
وحلف ليليه فَأَبَى، وَحَلَفَ أَنْ لا يَفْعَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ
حَاجِبُ الْمَنْصُورِ: تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ وَأَنْتَ
تَحْلِفُ! قَالَ:
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى كَفَّارَةِ يَمِينِهِ أَقْدَرُ مِنِّي.
فَأُمِرَ بِهِ إِلَى السَّجْنِ فَمَاتَ فِيهِ بِبَغْدَادَ.
وَقِيلَ دَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ حُمَيْدٌ الطُّوسِيُّ
فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ
إِلَيَّ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لِي: اقْتُلْهُ أَوْ قَطِّعْهُ أَوِ
اضْرِبْهُ، وَلا عِلْمَ لِي بِقِصَّتِهِ، فَمَا أَفْعَلُ؟ فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ: هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ
قَدْ وَجَبَ أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبُ؟ قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ
وَجَبَ، قَالَ: فَبَادِرْ إِلَى الْوَاجِبِ.
وَعَنْ مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا
حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَقَالَ:
أَتَرْغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيهِ! فَقَالَ: لا أَصْلُحُ، قَالَ:
كَذَبْتَ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ:
فَقَدْ حَكَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ أَنِّي لا أَصْلُحُ،
فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا أَصْلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ
أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَحَبَسَهُ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ
يُونُسَ الْحَاجِبَ يَقُولُ:
رَأَيْتُ الْمَنْصُورَ تَنَاوَلَ أَبَا حَنِيفَةَ فِي أَمْرِ
الْقَضَاءِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمَأْمُونِ الرِّضَا،
فَكَيْفَ أَكُونُ مَأْمُونَ الْغَضَبِ، فَلا أَصْلُحُ لِذَلِكَ،
فَقَالَ: كَذَبْتَ بَلْ تَصْلُحُ، فَقَالَ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ
تُوَلِّي مَنْ يَكْذِبُ؟ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: قِيلَ:
إِنَّهُ وَلِيَ الْقَضَاءَ، وَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً وَبَقِيَ
يَوْمَيْنِ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ.
وَقَالَ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّيَمْرِيُّ: لَمْ
يَقْبَلِ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ فَضُرِبَ وَحُبِسَ وَمَاتَ فِي
السَّجْنِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
قِيلَ لِمَالِكٍ: هَلْ رأيت
(9/311)
أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ
رَجُلا لَوْ كَلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا
ذَهَبًا لقام بحجّته.
وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أما لك
أَفْقَهُ أَمْ أَبُو حَنِيفَةَ؟
قَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيفَةَ إِلا حَاسِدٌ
أَوْ جَاهِلٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ مَا سَمِعْنَا
أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَخَذْنَا بِأَكْثَرِ
أَقْوَالِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيفَةَ
بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ لَرَجَحَ عَلَيْهِمْ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: كَلامُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْفِقْهِ
أَدَقُّ مِنَ الشِّعْرِ لا يَعِيبُهُ إِلا جَاهِلٌ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شَيْئَانِ
مَا ظَنَنْتُهُمَا يُجَاوِزَانِ قَنْطَرَةَ الْكُوفَةِ: قِرَاءَةُ
حَمْزَةَ، وَفِقْهُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ بَلَغَا الآفَاقَ.
وَعَنِ الأَعْمَشِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فقال: إنما يحسن
هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزَّازُ، وَأَظُنُّهُ بُورِكَ له
في علمه [1] .
وَقَالَ جَرِيرٌ: قَالَ لِي مِغَيِرَةُ: جَالِسْ أَبَا حَنِيفَةَ
تَفْقَهُ فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيًّا
لَجَالَسَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ
يَقُولُ: لَوْ وُزِنَ عَقْلُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعَقْلِ نِصْفِ النَّاسِ
لَرَجَحَ بِهِمْ.
__________
[1] في (الانتقاء لابن عبد البر- ص 126) : خرج الأعمش يريد الحج فلما
صار بالحيرة قال لعليّ ابن مسهر اذهب إلى أبي حنيفة حتى يكتب لنا
المناسك.
(9/312)
قُلْتُ: وَأَخْبَارُ أَبِي حَنِيفَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَنَاقِبُهُ لا يَحْتَمِلُهَا هَذَا
التَّارِيخُ فَإِنِّي قَدْ أَفْرَدْتُ أَخْبَارَهُ فِي جُزْءَيْنِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَاهُ السُّمَّ لقيامه مَعَ
إِبْرَاهِيمَ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ حَصَّلَ الشَّهَادَةَ وَفَازَ
بِالسَّعَادَةِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ
خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَيَعْقُوبُ
بْنُ شَيْبَةَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَيُقَالُ مَاتَ
فِي شَعْبَانَ. وَحَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا لابْنِ طَبَرْزَدَ.
النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ الغساني الدمشقيّ [1]- د ن- أبو الوزير.
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
الْوَاسِطِيُّ ويحيى بن حمزة والهيثم ابن حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ.
أَظُنُّهُ مَرَّ في الطبقة الماضية.
وثّقه دحيم وقال: رمي بالقدر.
وقال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْقَدَرِ صَنَّفَ فِيهِ.
نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ [2]- د-.
عَنْ أبي مريم الثقفي.
__________
[1] التقريب 2/ 304، الميزان 4/ 266، التهذيب 10/ 457، الجرح 8/ 447،
التاريخ 8/ 80، المعرفة والتاريخ 3/ 264.
[2] التقريب 2/ 305، ميزان 4/ 267، التهذيب 10/ 457، الجرح 8/ 462،
التاريخ 8/ 99، التاريخ لابن معين 2/ 609 رقم 2560.
(9/313)
وَعَنْهُ أَبُو عَوَانَةَ وَوَكِيعٌ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَشَبَابَةُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
نَفَاعَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] ، أَبُو الْخَصِيبِ الْجُعْفِيُّ
كُوفِيٌّ.
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ [2] . أَبُو الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ
مَوْلاهُمُ الرَّقِّيُّ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ومبشر
بن إسماعيل الحلبي وأيوب ابن سُوَيْدٍ وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ
وَآخَرُونَ.
سَكَنَ حَلَبَ ثُمَّ وَلِيَ الْخَرَاجَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ
اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِلْمَنْصُورِ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ
بَأْسًا.
نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ السَّهْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [3] .
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وسمع أنسا.
__________
[1] الجرح 8/ 511، التاريخ 8/ 136.
[2] الجرح 8/ 488، المعرفة والتاريخ 1/ 604.
[3] الجرح 8/ 488، التاريخ 8/ 109.
(9/314)
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
(9/315)
[حرف الْهَاءِ]
هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَأَبِي
الضُّحَا وَثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ
صَالِحٍ وَشَرِيكٌ وَقَيْسُ بن الربيع.
قال أحمد صَالِحٍ: قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ.
وَقَالَ ابْنُ معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
خرج مع إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا هُزِمَ إِبْرَاهِيمُ
وَقُتِلَ هَرَبَ هَارُونُ إِلَى وَاسِطٍ فَكَتَبَ عَنْهُ
الْوَاسِطِيُّونَ. وَقَدْ شَذَّ ابْنُ حِبَّانَ كَعَوَائِدِهِ فَقَالَ:
لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، كَانَ غَالِيًا فِي الرَّفْضِ، وَهُوَ
رَأْسُ الزَّيْدِيَّةِ مِمَّنْ كَانَ يَعْتَكِفُ عِنْدَ خَشَبَةِ
زَيْدٍ الَّتِي هُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهَا وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى
مَذْهَبِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ غَالِيًا فِي رَفْضِهِ فَإِنَّ الرَّافِضَةَ
رَفَضَتْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَفَارَقَتْهُ، وَهَذَا قَدْ رَوَى لَهُ
مُسْلِمٌ.
هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيّ [2]- د ن-.
__________
[1] التقريب 2/ 311، ميزان 4/ 284، التهذيب 11/ 6، الجرح 9/ 90،
التاريخ 8/ 221، المجروحين 3/ 94، التاريخ لابن معين 2/ 613 رقم 1744.
[2] التقريب 2/ 312، ميزان 4/ 284، التهذيب 11/ 9، الجرح 9/ 29،
التاريخ 8/ 221، المجروحين 3/ 93، المعرفة والتاريخ 3/ 100، التاريخ
لابن معين 2/ 613 رقم 1517.
(9/316)
عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَأَحْمَدُ بْنُ
بشر وابن فضيل وابنه عبد الملك ابن هَارُونَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو زُرْعَةَ.
وَكُنْيَتُهُ أبو عبد الرحمن.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
هَاشِمُ بْنُ الْبُرَيْدِ [1]- د ن ق-.
عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَحُسَيْنِ بن ميمون
وعبد الله بن محمد ابن عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ
نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ.
هَاشِمُ بْنُ هاشم بن هاشم [2]- ع- بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
الزُّهْرِيُّ المدني.
سمع سعيد بن المسيب وعامر بن سعد وعبد الله بن وهب بن زمعة.
وعنه مالك ومروان بن معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم
وجماعة.
__________
[1] التقريب 2/ 314، ميزان 4/ 288، التهذيب 11/ 16، الجرح 9/ 104،
التاريخ 8/ 324.
المعرفة والتاريخ 3/ 193، التاريخ لابن معين 2/ 614 رقم 2220.
[2] التقريب 2/ 314، التهذيب 11/ 20، الجرح 9/ 103، التاريخ 8/ 233،
طبقات خليفة 126، التاريخ الصغير 2/ 77، مشاهير علماء الأمصار 138، سير
أعلام النبلاء 6/ 206 رقم 100، خلاصة تذهيب الكمال 408.
(9/317)
وثقه ابن معين.
مات قبل الخمسين فإنه حَدَّثَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
هَانِئُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ [1] .
عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو السَّبَائِيُّ.
وَكَانَ أخباريا علّامة بِالأَنْسَابِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
هشام بن حسان [2]- ع- أبو عبد الله الأزدي القردوسي مولاهم البصري.
وقيل هُوَ صَرِيحُ النَّسَبِ.
لَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ سيرين والحسن وحميد بن هلال وجماعة وأبي
مجلز لقيه بخراسان قاله يحيى بن سعيد القطان.
وعنه السفيانان والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم
والأنصاري وعبد الرزاق وخلق كثير.
قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن سلمة لا
يَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا فِي حَدِيثِ ابن سيرين.
__________
[1] لم أجد له ترجمة أخرى.
[2] التقريب 2/ 318، المشاهير 151، الميزان 4/ 295، التهذيب 11/ 34،
الجرح 9/ 54، التاريخ 8/ 197، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ،
التاريخ لابن معين 2/ 615 رقم 2680، تاريخ أبي زرعة 1/ 155، تاريخ
خليفة 424، طبقات خليفة 219، التاريخ الصغير 2/ 85، الكامل في التاريخ
5/ 583، الجرح والتعديل 9/ 54، سير أعلام النبلاء 6/ 355، تذكرة الحفاظ
1/ 163، خلاصة تذهيب الكمال 409، شذرات الذهب 1/ 219.
(9/318)
وَقِيلَ: كَانَ عِنْدَهُ أَلْفُ حَدِيثٍ.
قَالَ أَبُو حفص الفلاس: كان من البكّاءين.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ وَذَكَرَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ
فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ.
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: لَيْتَ مَا حَفِظَ عَنِّي مِنَ
الْعِلْمِ فِي أَخْبَثِ تَنُّورٍ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ حَظِّي مِنْهُ
لا عَلَيَّ وَلا لِيَ.
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: مَا كَتَبْتُ
لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ حَدِيثًا إِلا حَدِيثَ الأَعْمَاقِ
لِأَنَّهُ طَالَ عَلَيَّ ثُمَّ مَحَوْتُهُ [1] وَلهِشَامٍ أَوْهَامٌ لا
تُخْرِجُهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ فِيمَا
حَدَّثَنِي الْفَلاسُ يُحَدِّثَانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هِشَامٌ بِالْحَافِظِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ لِي شُعْبَةُ:
عَلَيْكَ بِحَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ،
وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خالد يعني الحذّاء
وهشام.
قُلْتُ: بَلْ هَذَيْنِ أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ حَجَّاجٍ وَابْنِ
إِسْحَاقَ وَلَمْ يُتَابِعْ شُعْبَةُ عَلَى هَذِهِ الْقَوْلَةِ أَحَدٌ.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ: مَا رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ
عِنْدَ الْحَسَنِ قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُضَعِّفُ
حَدِيثَ هِشَامٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا يثبّتون هشاما.
__________
[1] في الميزان: «فلما حفظته محوته» .
(9/319)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: زَعَمَ
مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَّقِي حَدِيثَ هِشَامِ
بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ وَمُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَأَلَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ أَفِيدَهُ
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ فَقُلْتُ:
أَسْتَحِلُّهُ.
قُلْتُ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ مِنَ الثِّقَاتِ، احْتَجَّ بِهِ أَهْلُ
الصِّحَاحِ.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين.
قلت: سنة ثمان أصح.
هشام بن عائذ [1]- ن- بن نصيب أبو كليب الكوفي.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
هشام بن عروة [2]- ع- بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ
خُوَيْلِدٍ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ
الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأعلام.
__________
[1] التقريب 2/ 319، التهذيب 11/ 42، الجرح 9/ 64، التاريخ 8/ 199،
المعرفة والتاريخ 3/ 110، التاريخ لابن معين 2/ 617 رقم 1560.
[2] المشاهير 80، التقريب 2/ 319، ميزان 4/ 301، التهذيب 11/ 48، الجرح
9/ 63، التاريخ 8/ 193، تهذيب الأسماء 2/ 138، المعرفة والتاريخ (راجع
فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 618 رقم 810، نسب قريش 248،
طبقات خليفة 267، التاريخ الصغير 2/ 83، الثقات لابن حبان 3/ 280،
تاريخ بغداد 14/ 47، الكامل في التاريخ 4/ 360، وفيات الأعيان 6/ 580،
سير أعلام النبلاء 6/ 34 رقم 12، تذكرة الحفاظ 1/ 144، العبر 1/ 206،
مرآة الجنان 1/ 302، خلاصة تذهيب الكمال 410.
(9/320)
رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ وَأَبِيهِ وَأَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ
وَعَبْدِ الله ابن عُثْمَانَ وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ
الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَقَدْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ابْنُ عُمَرَ وَدَعَا لَهُ حِفْظَ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ ويحيى القطان وأبو
إسحاق الفزاري وأبو ضمرة وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ
وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَالْحَمَّادَانِ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ
وَزَائِدَةُ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ
وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَعَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَكِيعٌ
ويحيى بن يمان ويحيى بن محمد ابن قَيْسٍ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ
وَأَبُو أُسَامَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْخُرَيْبِيُّ
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَكَانَ
مِثْلَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجّة.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ
حَدِيثٍ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: وَضَعَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ وَالِدُ الْمَنْصُورِ وَصِيَّتَهُ عِنْدِي.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ يَا
أَبَا الْمُنْذِرِ تَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ أَنَا
وَإِخْوَتِي مَعَ أَبِي وَأَنْتَ تَشْرَبُ سُوَيْقًا بِقَصَبَةِ
يَرَاعٍ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ أَبُونَا: اعْرَفُوا لِهَذَا
الشَّيْخِ حَقَّهُ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ فِي قَوْمِكُمْ بَقِيَّةٌ مَا
بَقِيَ. قَالَ: لا أَذْكُرُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
فَلامُوهُ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُعَوِّدْنِي اللَّهُ فِي
الصِّدْقِ إِلا خَيْرًا.
(9/321)
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ أَظُنُّهَا تَضْرِبُ أَطْرَافَ
مَنْكِبَيْهِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرًا وَابْنَ عُمَرَ
وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا جُمَّةٌ.
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ
إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ صَفَّنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى بِنَا
رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ عَصًا
فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُونَ فَإِذَا
فَرَغُوا قَامَ فَتَوَكَّأَ عَلَى الْعَصَا فَخَطَبَ.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ أَنَّهُ دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ:
مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ
دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، شَبَّ فِتْيَانُ مِنْ فِتْيَانِنَا
فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ
مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ فبوأتهم [1] ، واتخذت لهم منازل وأولمت
عنهم ثقة باللَّه، ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ
عَلَيْهِ «مِائَةُ أَلْفٍ!!» اسْتِعْظَامًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ
أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَاعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَإِنِّي
سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ
بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى» قَالَ:
فَإِنِّي بِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ. وهذا حديث مرسل.
وروي أن هشاما أهوى إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ
وَقَالَ: يَا بْنَ عُرْوَةَ إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا وَنُكْرِمُهَا
عَنْ غَيْرِكَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكًا
نَقَمَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حديثه لأهل العراق.
__________
[1] أي زوّجتهم.
(9/322)
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ
ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ إِلا بَعْدَ مَا صَارَ إِلَى
الْعِرَاقِ، فَإِنَّهُ انْبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ وَأَرْسَلَ عَنْ
أَبِيهِ بِمَا كَانَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَبِيهِ عن أبيه.
وقد قال ابْنُ مَعِينٍ وجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
قَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَنَةَ سَبْعٍ.
وَقِيلَ سنة خمس.
وَيُقَالُ: عَاشَ سَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
هِلالِ بْنُ خَبَّابٍ [1]- 4- أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ. مَوْلَى
زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، سَكَنَ الْمَدَائِنَ.
وَرَوَى عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ وَيَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ
وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ وَهُشَيْمٌ
وَعَبَّادُ بْنُ العوّام.
وثّقه ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ مَرَّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ ومائة.
هلال بن ميمون الرمليّ [2]- د ن-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ
وَعَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو معاوية وغيرهم.
وثّقه ابن معين.
__________
[1] التقريب 2/ 323، التهذيب 11/ 37، الجرح 9/ 75، التاريخ 8/ 210،
المجروحين 3/ 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 458، المعرفة والتاريخ 3/ 90،
التاريخ لابن معين 2/ 623 رقم 737.
[2] التقريب 2/ 324، المشاهير 180، التهذيب 11/ 84، الجرح 9/ 76،
التاريخ 8/ 205، ولم أجد في التاريخ لابن معين.
(9/323)
[حرف الْوَاوِ]
الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ [1] .
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمِسْكِينُ بْنُ
بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ (تَفَكَّرُوا فِي آلاءِ اللَّهِ وَلا تَفَكَّرُوا فِي
اللَّهِ) . وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ أَبُو يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ [2]-
ت ق- بَصْرِيٌّ.
عَنْ عطاء بن أبي رباح وأبي سورة ابن أَخِي أَبِي أَيُّوبَ
الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ وَوَكِيعٍ
وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ والقاسم بن مالك المزني.
__________
[1] الضعفاء الصغير 117، الميزان 4/ 327، التاريخ 8/ 183، المتروكين
103، الجرح 9/ 39، المجروحين 3/ 83، المعرفة والتاريخ 3/ 141، التاريخ
لابن معين 2/ 627 رقم 5336.
[2] الضعفاء الصغير 117، الميزان 4/ 328، التاريخ 8/ 173، المتروكين
103، التقريب 2/ 328، التهذيب 11/ 103، الجرح 9/ 30، المجروحين 3/ 83،
المعرفة والتاريخ 3/ 141.
(9/324)
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو داود وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ
فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ [1]
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ [2]- 4-.
عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ
وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.
وَبَرُ بْنُ أَبِي دَلِيلَةَ الطَّائِفِيُّ [3]- د ن ق-.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونَ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو عَاصِمٍ.
ثِقَةٌ. قَالَهُ ابْنُ معين.
الوضين بن عطاء [4]- د ق- أبو كنانة الخزاعي الدمشقيّ الكفرسوسي.
__________
[1] في نسخة دار الكتب «سنة سبع» وفي نسخة أحمد الثالث باصطنبول
والخلاصة «سنة أربع» .
[2] التقريب 2/ 329، الميزان 4/ 331، الجرح 9/ 43، التهذيب 11/ 109،
المعرفة والتاريخ 3/ 101.
[3] التقريب 2/ 330، التهذيب 11/ 110 وفيه «وبرة» ، الجرح 9/ 44،
التاريخ 8/ 184، التاريخ لابن معين 2/ 628 رقم 311.
[4] التقريب 2/ 331، المشاهير 184، ميزان 4/ 334، التهذيب 11/ 120،
الجرح 9/ 50، ابن سعد 7/ 466، التاريخ 8/ 189، تاريخ أبي زرعة 2/ 701،
المعرفة والتاريخ 2/ 357، التاريخ لابن معين 2/ 629 رقم 2840.
(9/325)
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَمَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَسَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَبَقِيَّةُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وقال أبو داود: قدري.
وقال ابن سعد: كان ضعيفا.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ.
وَقَالَ آخَرُ: كَانَ خطيبا بليغا فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
مَاتَ الْوَضِينُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
وقاء [1] بن إياس [2]- ن- أبو يزيد الوالبي الكوفي.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.
__________
[1] في نسخة القدسي 6/ 147 «وفاء» بالفاء، والتصحيح من المصادر
التالية، وهو بكسر الواو في أوله ثم قاف.
[2] التقريب 2/ 331، ميزان 4/ 335، التهذيب 11/ 122، التاريخ 8/ 188،
المعرفة والتاريخ 3/ 212 و 231، التاريخ لابن معين 2/ 630 رقم 3032.
(9/326)
الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ [1]- د ق-
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ
وَابْنُ نُمَيْرٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو [2] ، بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسَافِعٍ
الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ
الزُّبَيْرِ وَيَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ.
وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ هَاشِمٍ [3] والدراوَرْديّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أبي الزناد وآخرون.
__________
[1] الجرح 9/ 2، التاريخ 8/ 142، التقريب 2/ 332، التهذيب 11/ 132.
[2] الجرح 9/ 10، التاريخ 8/ 149.
[3] في نسخة أحمد الثالث: «قاسم» .
(9/327)
[حرف الياء]
يحيى بن أبي أنيسة [1]- ت- أبو زيد الجزري الرهاوي.
طَلَبَ الْعِلْمَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ وَسَمِعَ
نَافِعًا وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ وجماعة،
وكأنه أسن من أخيه.
حدث عنه أبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية ومحمد بن سلمة الحراني وعبد
الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي.
قال الفلاس: صدوق يهم، وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ
حديثه.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ: سَمِعْتُ أَوْ
قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ:
لا تَكْتُبُوا عَنْ أَخِي فَإِنَّهُ يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَحْيَى مِمَّنْ يُكْتَبُ
حَدِيثُهُ، قِيلَ: لِمَ يَا أَبَا عبد الله؟ قال: حديثه يدلّك عليه.
__________
[1] الضعفاء الصغير 118، ميزان 4/ 364، التاريخ 7/ 262، المتروكين 110،
التقريب 2/ 343، التهذيب 11/ 183، الجرح 9/ 129، المجروحين 3/ 110،
المعرفة والتاريخ 3/ 43، التاريخ لابن معين 2/ 640 رقم 5402.
(9/328)
وقال الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ [1]- 4- أَبُو عَمْرٍو
الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ إِمَامُ جَامِعِهَا وَشَيْخُ
الْقُرَّاءِ بِهَا، وَذِمَارٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ على ابن عامر [2] ، وقرأ أيضا فيما بلغنا على واثلة
بن الأسقع، وحدّث عنه وعن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلامٍ
مَمْطُورٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ.
قَرَأَ عَلَيْهِ عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ وَأَيُّوبُ بْنُ تَمِيمٍ
وَمُدْرِكُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثُوا
أَيْضًا عَنْهُ هُمْ وَالأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
وَصَدَقَةُ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حمزة ومحمد بن شعيب ابن شَابُورٍ
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ،
مات سنة خمس وأربعين ومائة.
قال: وكان قليل الحديث.
__________
[1] المشاهير 119، التقريب 2/ 344، ميزان 4/ 367، التهذيب 11/ 193،
الجرح 9/ 135، التاريخ 8/ 267، تاريخ أبي زرعة 1/ 320، المعرفة
والتاريخ 2/ 461، التاريخ لابن معين 2/ 641 رقم 5308، طبقات ابن سعد 7/
168، تاريخ خليفة 423، طبقات خليفة 314، الثقات لابن حبّان 3/ 289،
الكامل في التاريخ 5/ 542، سير أعلام النبلاء 6/ 189 رقم 89، خلاصة
تذهيب الكمال 422، شذرات الذهب 1/ 217.
[2] في نسخة أحمد الثالث (أبي عامر) وهو تحريف.
(9/329)
وقال ابْن معين وغيره: ليس بِهِ بأس.
وَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: كَبُرَ
يَحْيَى الذِّمَارِيُّ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ قِرَاءَةَ الْجُنْدِ،
وَكَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ لا يَسْتَطِيعُ
أَنْ يَؤُمَّ مِنَ الْكِبَرِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَأَلْتُ يَحْيَى
الذِّمَارِيَّ عَنْ عَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ فَقَالَ بِيَدِهِ: سَبْعَةُ
آلافِ وَمِائَتَانِ وَسِتَّةٌ وَعِشْرُونَ.
يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْبَكْرِيُّ [1]- ن- الفلسطيني الرمليّ.
عَنْ أَبِي قَرْصَافَةٍ جُنْدَرَةٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي
رَيْحَانَةٍ وَلَهُمْ صُحْبَةٌ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِلالُ
بْنُ كَعْبٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ.
قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ المبارك.
يحيى بن سعيد بن حيان [2]- ع- أبو حيان التيمي- تيم الرباب- أحد ثقات
الكوفيين.
__________
[1] الجرح 9/ 135، التاريخ 8/ 269، التقريب 2/ 345، التهذيب 11/ 198،
المعرفة والتاريخ 3/ 10 و 28.
[2] التاريخ 8/ 276، الجرح 9/ 149، ميزان 4/ 380، التقريب 2/ 348،
التهذيب 11/ 214، المعرفة والتاريخ 3/ 19 و 20، التاريخ لابن معين 2/
645 رقم 1449.
(9/330)
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ يَزِيدَ
الشعبي وأبي زرعة البجلي.
وعنه شعبة وابن علية والقطان ومحمد بن بشر وخلق كثير.
قال الخريبي: كان الثوري يعظّمه، ويوثّقه.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال العجلي: ثقة مبرز صَاحِبُ سُنَّةٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ 145.
يحيى بن سعيد [1]- ع- بن قيس بن عمرو. - وقيل ابن مهر بدل عَمْرو-
الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْقَاضِي أَحَدُ
الأَعْلامِ.
سَمِعَ أَنَسًا وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَأُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ
وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَأَبَا سَلَمَةَ
وَطَبَقَتَهُمْ.
وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ
وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَهُشَيْمٌ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَخَلْقٌ
كَثِيرٌ.
قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: ما رأيت بالمدينة أَفْقَهَ مِنْهُ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ قَدِمَ دِمَشْقَ
فِي صُحْبَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ
بْنِ قَهْدٍ قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن
سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: آلُ قَهْدٍ أَصْهَارُ حمزةَ عَمّ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ وَغَيْرُهُ: فِي نَسَبِهِ كَمَا قَالَ يَزِيدُ.
__________
[1] المشاهير 80، التاريخ 8/ 275، التقريب 2/ 348، التهذيب 11/ 221،
المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
(9/331)
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ:
قَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ قَهْدٍ وَلَمْ يَصِحَّ، وَزَادَ ابْنُ سَعْدٍ:
قَدِمَ يَحْيَى الْكُوفَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ
بِالْهَاشِمِيَّةِ فَاسْتَقْضَاهُ عَلَى قَضَائِهِ وَكَانَ ثِقَةً
كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجّة ثبتا.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال ابن عيينة: هُوَ وَالزُّهْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ مُحَدِّثُو
الْحِجَازِ يَجِيئُونَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ.
قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ يَحْيَى وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِر الْخُزَامِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ
بِلالٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ
وَأَصَابَهُ ضِيقٌ شَدِيدٌ وَرَكِبَهُ الدَّيْنُ فَجَاءَ كِتَابُ
السَّفَّاحِ يَسْتَقْضِيهِ فَوَكَّلَنِي يَحْيَى بِأَهْلِهِ وَقَالَ
لِي:
وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ وَأَنَا أَجْهَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا قَدِمَ
الْعِرَاقَ كَتَبَ إِلَيَّ إِنِّي كُنْتُ قُلْتُ لَكَ مَا قُلْتُ
وَأَنَّهُ وَاللَّهِ لأَذَلُّ خَصْمَيْنِ جَلَسَا بَيْنَ يَدَيَّ
فَاقْتَضَيَا شَيْئًا، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ فَإِذَا جَاءَكَ
كِتَابِي فَسَلْ رَبِيعَةَ وأكتب إِلَيَّ بِمَا يَقُولُ وَلا
تَعْلَمُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ ثنا مَالِكٌ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي
أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثَ ابْنِ شِهَابٍ فِي الْقَضَاءِ، فَكَتَبْتُ
لَهُ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، قِيلَ لِمَالِكٍ: أَعَرَضَ
عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا
أَنْبَلَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ
يَحْيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ
جَعَلَ الْقَطَّانُ يَصِفُ يَحْيَى وَيُعَظِّمُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ كَأَنَّهُ يَنْثُرُ عَلَيَّ اللؤلؤ.
(9/332)
وَقَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ
فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلا وَأَنْتَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ غَيْرَ مَالِكٍ
وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الطَّالِقَانِيُّ: سَمِعْتُ
أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: يَحْيَى ابن سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ
أَثْبَتُ النَّاسِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا سليمان بن بلال أن يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ
ذَهَبَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ فِي طَلَبِ مِيرَاثٍ لَهُ فَقَدِمَ بِهِ
وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَلَمَّا أَتَاهُ رَبِيعَةُ لِيُسَلِّمَ
عَلَيْهِ قَسَّم الْمَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ نِصْفَيْنِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد بن حساب [1] : ثنا حماد بن زيد عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ إِحْدَى
عَمَّاتِي، وَأَنَا يَحْيَى بْنُ سعيد بن قيس ابن عَمْرٍو.
قُلْتُ: حَبِيبَةُ هِيَ الَّتِي قَالَتْ: لا أَنَا وَلا ثَابِتُ بْنُ
قَيْسٍ. وَقَيْسُ بْنُ عمرو ابن سَهْلٍ صَحَابِيٌّ حَدِيثُهُ فِي
السُّنَنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ. وَمِمَّنْ نَصَّ
عَلَى أَنَّ جَدَّهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: غَلَطَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ
حَيْثُ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ
وَإِنَّمَا قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ
الْغَفَّارِ بْن الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيِّ الْكُوفِيِّ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَمْ
تَحْفَظْ؟ قَالَ:
سِتَّمِائَةِ سَبْعَمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُ عن اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا
طَلَعَ رَبِيعَةُ سَكَتَ إِجْلالا لِرَبِيعَةَ فتلا يحيى يوما
__________
[1] بكسر المهملة الأولى وتخفيف الثانية آخره موحدة.
(9/333)
وَإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا
خَزائِنُهُ 15: 21 [1] . فَقَالَ عِرَاقِيٌّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ
أَرَأَيْتَ السِّحْرَ، أَمِنْ خَزَائِنِ اللَّهِ الَّتِي تَنْزِلُ؟
قَالَ يَحْيَى: مَهٍ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ،
وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ:
إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْخُصُومَةِ إِنَّمَا هُوَ
مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ إِنَّ
السِّحْرَ لا يَضُرُّ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ
ذَلِكَ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ
فَوُضِعَ عَنَّا.
قُلْتُ: لَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ رَبِّهِ وَسَعْدٌ مَاتَا قَبْلَهُ
وَمَاتَ هُوَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ
الْقَطَّانُ وَالْهَيْثَمُ وَشَبَّابٌ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ يزيد والفلاس: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ النَّيْسَابُورِيُّ [2]- د- كَانَ أَوَّلَ مَنْ
أَخَذَ عَلَى النَّاسِ الْقِرَاءَاتِ بِنَيْسَابُورَ.
رَوَى عَنْ قَتَادَةَ وَعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ.
وعنه جريج وابن عيينة ويحيى القطان.
وثّقه أبو داود.
يحيى بن عبيد الله [3]- ت ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ
التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
أَكْثَرَ عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ثُمَّ تركه القطان.
وقال أحمد وغيره: منكر الحديث.
__________
[1] قرآن كريم- سورة الحجر- الآية 21.
[2] التقريب 2/ 350، التهذيب 11/ 232، الجرح 9/ 158، التاريخ 8/ 282.
[3] التقريب 2/ 353، ميزان 4/ 395، التهذيب 11/ 252، المجروحين 3/ 121،
التاريخ لابن معين 2/ 650 رقم 1342.
(9/334)
قُلْتُ: وَأَبُوه لا يعرف.
وَقَالَ شُعْبَة: رأيته يسيء صلاته.
يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو أَبُو زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيُّ الشَّامِيّ
[1]- د ن ق- حِمْصِيٌّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ وَالْوَلِيدِ
بْنِ سُفْيَانَ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَيُّوبُ بْنُ
سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَمُحَمَّدُ ابن حِمْيَرٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْعِجْلِيُّ ومات سنة
ثمان وأربعين ومائة.
أرّخه ضمرة وقال: عاش خمسا وثمانين سنة.
يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِيُّ [2] .
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْحَرْبِيُّ [3] . وسيف بن أسلم.
ضعّفه ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ. لا بَأْسَ به.
يحيى بن ميسرة [4] .
__________
[1] التقريب 2/ 355، التهذيب 11/ 260، الجرح 9/ 177، التاريخ 8/ 293،
تاريخ أبي زرعة 1/ 224، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[2] التقريب 2/ 358، الميزان 4/ 409، التهذيب 11/ 279، الجرح 9/ 187،
التاريخ 8/ 305.
[3] في نسخة أحمد الثالث: «الخريبي» .
[4] الجرح 9/ 189، التاريخ 8/ 305، المعرفة والتاريخ 2/ 270.
(9/335)
عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ.
يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ [1] . كُوفِيٌّ.
لَهُ عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
صَدُوقٌ.
يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ التُّجِيبِيُّ [2] .
قَاضِي الأَنْدَلُسِ. كَانَ قَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ عَلَى قَضَاءِ الأَنْدَلُسِ.
وَطَالَتْ أيامه إلى أَنْ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو طَالِبٍ الأَنْصَارِيُّ الْقَاصُّ [3] .
خَالُ أَبِي يُوسُفَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو تَمِيلَةَ [4] وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حاتم.
يزيد بن حازم [5] بصري.
__________
[1] الجرح 9/ 195، المعرفة والتاريخ 3/ 243.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 177، قضاة قرطبة وعلماء إفريقية 28.
[3] الجرح 9/ 198، الميزان 4/ 415.
[4] بالتاء المضمومة بالتصغير، وهو يحيى بن واضح.
[5] التقريب 2/ 363، التهذيب 11/ 317، الجرح 9/ 257، التاريخ 8/ 325،
المعرفة والتاريخ 3/ 25.
(9/336)
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ
وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ أَخُوهُ جَرِيرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ
عَبَّادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ [1]- ن ق- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ
لَهُ عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدٍ أَخِي سَالِمٍ وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ
وَالْحَكَمِ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَلَهُ كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار.
يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ [2] ، أَبُو حَبِيبٍ الدَّبَّاغُ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
وَقَدْ وُثِّقَ.
عِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ. وَلَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي عثمان
النهدي.
يزيد بن طهمان [3]- ن ق- أبو المعتمر الرقاشيّ. بصري نزل الحيرة.
__________
[1] التاريخ 8/ 333، الميزان 4/ 423، التقريب 2/ 364، التهذيب 11/ 328،
تاريخ أبي زرعة 1/ 293، التاريخ لابن معين 2/ 670 رقم 2015.
[2] الجرح 9/ 272، التاريخ 8/ 342، التاريخ لابن معين 2/ 673 رقم 4196.
[3] الجرح 9/ 273، التاريخ 8/ 343، التقريب 2/ 368، التهذيب 11/ 350،
المعرفة والتاريخ 9/ 242، التاريخ لابن معين 2/ 673 رقم 1389.
(9/337)
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وعنه الحسن بن حي وشريك والفضل السيناني ووكيع.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
يَزِيدُ [1] بْنُ عُبَيْدَةَ [2] بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ
السَّكُونِيُّ- ق-.
دِمَشْقِيٌّ صَدُوقٌ.
لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ
الصَّنْعَانِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ شَابُورٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
يَزِيدُ بن أبي عبيد المدني [3]- ع-.
عَنْ مَوْلاهُ سَلْمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَعُمَيْرِ مَوْلَى أَبِي
اللَّحْمِ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحَمَّادُ
بْنُ مَسْعَدَةَ وَمَكِّيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَحَدِيثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي صَحِيحِ
الْبُخَارِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ سبع [4] وأربعين ومائة.
__________
[1] الجرح 9/ 279، التاريخ 8/ 348، التقريب 2/ 368، التهذيب 11/ 350،
تاريخ أبي زرعة 1/ 175، المعرفة والتاريخ 3/ 27.
[2] بفتح العين.
[3] المشاهير 78، التهذيب 11/ 349، الجرح 9/ 280، التاريخ 8/ 348،
المعرفة والتاريخ 1/ 437، التاريخ لابن معين 2/ 675 رقم 863.
[4] كذا في الأصلين، وفي (الخلاصة) : «ست وأربعون» .
(9/338)
يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَشْكُرِيُّ
الْكُوفِيُّ [1]- م 4-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مغراء ومحمد ويعلى أبناء عبيد [2] .
وثّقه النسائي.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
يَزِيدُ [3] بْنُ مردانبة [4]- ن- الكوفي التَّاجِرُ.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي بُرْدَةَ وَزِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيُّ [5]- خ 4- أبو عبد الله
مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ وَأَبِي
إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ
__________
[1] التقريب 2/ 370، الميزان 4/ 438، التهذيب 11/ 356، الجرح 9/ 285،
التاريخ 8/ 354، المعرفة والتاريخ 3/ 119، التاريخ لابن معين 2/ 676
رقم 1873.
[2] في الأصل: «محمد بن يعلى ابنا عبيد» ، والتصويب من المصادر
السابقة.
[3] الجرح 9/ 289، التاريخ 8/ 360، التقريب 2/ 370، التهذيب 11/ 359،
المعرفة والتاريخ 3/ 243، التاريخ لابن معين 2/ 676 رقم 2598.
[4] بضم النون.
[5] المشاهير 183، الجرح 9/ 291، التاريخ 8/ 361، التقريب 2/ 370،
الميزان 4/ 439، التهذيب 11/ 359، تاريخ أبي زرعة 1/ 235، المعرفة
والتاريخ 3/ 170، التاريخ لابن معين 2/ 676 رقم 5262.
(9/339)
ورأى [1] وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ.
رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بن حمزة الوليد بْنُ مُسْلِمٍ
وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَابْنُ شَابُورٍ.
وثّقه ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ:
لَيْسَ بِذَاكَ.
قَالَ دُحَيْمٌ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ يزيد
عن موت أَبِيهِ فَقَالَ:
بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ [2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيْمِيُّ أَبُو عَرَفَةَ الْمَدَنِيُّ.
عَنِ الْمَقْبُرِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمَا.
وَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَدِينَةِ. كَأَنَّهُ مَاتَ شَابًّا.
يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ [3] . أَبُو الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ
قَاضِي مَرْوَ.
عَنِ الْحَسَنِ وعطاء بن أبي رباح.
__________
[1] في نسخة دار الكتب المصرية «وأبي واثلة» .
[2] الجرح 9/ 207، التاريخ 8/ 393، التهذيب 11/ 385، التقريب 2/ 375،
المعرفة والتاريخ 1/ 511
[3] المشاهير 195، الجرح 9/ 213، التاريخ 8/ 399، التقريب 2/ 376،
التهذيب 11/ 393.
(9/340)
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ.
وُثِّقَ.
يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ [1] .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ [2]- م د-.
أبو حررّة [3] المدني القاص مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ.
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعُبَادَةَ
بْنِ الْوَلِيدِ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنُ
الْجُعْفِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ [4]- ت ق-.
بصريّ واه.
__________
[1] الجرح 9/ 213، التاريخ 8/ 397.
[2] التقريب 2/ 376، ميزان 4/ 453، تهذيب 11/ 394، الجرح 9/ 215،
التاريخ 8/ 396، التاريخ لابن معين 2/ 681 رقم 814.
[3] بفتح الحاء والزاي وبينهما، راء ساكنة، وفي (التقريب 2/ 376)
«حزرة» بتقديم الزاي، الميزان 4/ 453، التهذيب 11/ 394، الجرح 9/ 215،
التاريخ 8/ 396.
[4] الجرح 9/ 218، التاريخ 8/ 377، التقريب 2/ 379، الميزان 4/ 461،
التهذيب 11/ 407.
(9/341)
لَهُ عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ عُقْبَةُ [1] بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ [2] .
عَنِ الْقَاسِمِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَيَحْيَى
بْنُ يَمَانٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونَ [3] . أَبُو خُزَيْمَةَ الصَّبَّاغُ.
بَصْرِيٌّ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَحَمَّادِ
بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو يَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
يُونُسُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الإِسْكَافُ [4]- خ ت ن ق- بَصْرِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز وقتادة.
__________
[1] في نسخة أحمد الثالث «عتبة» ، وهو تصحيف.
[2] الجرح 9/ 231، التاريخ 8/ 380، المعرفة والتاريخ 3/ 176.
[3] الضعفاء الصغير 122، الميزان 4/ 474، التاريخ 8/ 384، التهذيب 11/
426، الجرح 9/ 230، المجروحين 3/ 132، التاريخ لابن معين 2/ 686 رقم
2698.
[4] التقريب 2/ 385، الميزان 4/ 483، التهذيب 11/ 446، الجرح 9/ 245،
التاريخ 8/ 406، المجروحين 3/ 139.
(9/342)
وَعَنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ.
وثّقه أحمد وغيره.
وأما ابن حبّان فقال: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِغَلَبَةِ
الْمَنَاكِيرِ فِي حديثه.
(9/343)
[الْكُنَى]
أبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ جَعْفَرٌ. تقدم.
أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ [1]- خ م ن-.
رَوَى عَنْ عَمِّهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو
ضُمْرَةَ.
وَكَانَ ثِقَةً.
أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيّ عَنْ جَابِرٍ.
وَاسْمُهُ الْفَضْلُ، مَرَّ.
أَبُو الْبِلادِ [2] هُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
الْغَطْفَانِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ
الْخُرَيْبِيُّ [3] وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ [4] الْمُؤَدِّبِ [5] .
__________
[1] التهذيب 12/ 33، التقريب 2/ 398، الجرح 9/ 343.
[2] الجرح 9/ 160، التاريخ لابن معين 2/ 649 رقم 1509.
[3] كذا في نسخة أحمد الثالث وفي (اللباب 1/ 437) وهو الصواب، وفي نسخة
دار الكتب المصرية «الحزبي» وهو تحريف.
[4] في نسخة دار الكتب «وإسماعيل» ، والتصويب من نسخة أحمد الثالث.
[5] في نسخة أحمد الثالث «المؤذن» وهو تحريف.
(9/344)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
أَبُو الْجَحَّافِ هُوَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ [1] . ذُكِرَ.
أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطَمِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- 4-. نَزِيلُ
الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ.
رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ
وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
وَعُمَارَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيُوسُفُ السَّمْتِيُّ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
أَبُو جناب الكلبي [3]- د ت ق- يحيى بن أبي حية. كُوفِيٌّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ.
وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ به بأس.
وقال أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُضَعِّفُهُ.
أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ [4]- 4- يَزِيدُ بْنُ عبد الرحمن.
__________
[1] في نسخة أحمد الثالث «عون» وهو تصحيف.
[2] الجرح 6/ 379، التاريخ لابن معين 2/ 457 رقم 4326.
[3] الجرح 9/ 138، التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 1435.
[4] الجرح 9/ 277، المعرفة والتاريخ 3/ 113.
(9/345)
عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَبْدُ السَّلامِ الْمُلائِيُّ وَالْمُحَارِبِيُّ
وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ [1] .
أبو الرحّال الأنصاري البصري [2]- ت- يُقَالُ اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ وَقِيلَ مُحَمَّدُ بن خالد.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.
وَعَنْهُ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَحَرَمِيُّ [3] بْنُ عُمَارَةَ
وَسَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ وَيَزِيدُ بْنُ بَيَّانٍ الْعُقَيْلِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ النكرة.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
أَبُو الرَّحَّالِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- خت- اسْمُهُ عقبة بن
عبيد وهو أَخُو سَعِيدٍ الطَّائِيِّ.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَبَشِيرِ بن يسار.
__________
[1] في (اللباب 1/ 488) «كان كثير الخطأ فاحش الوهم لا يعتد بروايته.
[2] الجرح 7/ 242 وفيه «أبو الرجال» وهو تحريف، والتصويب من التاريخ
الكبير 9/ 30، والمعرفة والتاريخ 3/ 411.
[3] بالأصل «حرى» والتصويب من تهذيب التهذيب.
[4] الجرح 6/ 315.
(9/346)
وعنه حفص بن غياث ويحيى القطان وعيسى بن
يونس وغيرهم.
ليس بحجة.
أبو سعد البقال الكوفي الأعور [1]- ت ق- اسمه سعيد بن المرزبان مَوْلَى
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ أنس وأبي وائل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وَعِكْرِمَةَ.
وعنه شعبة والسفيانان وأبو أسامة ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وعبيد
الله ابن موسى.
تركه الفلاس، وهو ضعيف عندهم.
أبو سعيد بن عوذ البراد [2] . مكي. اسمه رجاء بن الحارث.
سمع ابن الزبير وقيل سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ
وَآخَرُونَ، وَرَوَى أَيْضًا عن مُجَاهِدٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
أَبُو سِنَانٍ الْحَنَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ.
أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ.
__________
[1] الجرح 4/ 62، المعرفة والتاريخ 3/ 59، التاريخ لابن معين 2/ 207
رقم 3038.
[2] الجرح 3/ 501.
(9/347)
أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ نَزِيلُ
الرَّيِّ، سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ.
أَبُو السِّنْدِيِّ [1] سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ، مَكِّيٌّ.
عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ.
كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَتَرَكَهُ غَيْرُهُ وَهُوَ الَّذِي
زَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ سَوْدَاءَ فَكَذَبَ بِمِثْلِ هَذَا.
أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ الصَّلْتُ.
أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ [2]- خ م ن- الأكبر. هو موسى بن نافع،
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَدِيمٌ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ.
وعنه الثوري ويحيى القطان وأبو أسامة وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي.
وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.
أبو الصباح النخعي- ق-. سليمان بن بشير، مَرَّ.
أَبُو عَاتِكَةَ [3]- ت-.
عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَغَسَّانُ بن عبيد.
__________
[1] الجرح 4/ 246، التاريخ لابن معين 2/ 242 رقم 2486.
[2] الجرح 8/ 165، المعرفة والتاريخ 3/ 106.
[3] التهذيب 12/ 141 و 142.
(9/348)
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ.
قدْ ذُكِرَ.
أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ [1] ، النَّضْرُ قَدْ ذُكِرَ.
أَبُو العميس [2]- ع- هو أخو المسعودي وهو عتبة بن عبد الله بن عتبة
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذْلِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وقيس بن مسلم وعون
بن أبي جحيفة.
وعنه وكيع وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون.
وثقه أحمد وليس هو بالمكثر.
قال عباس الدوري: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ عَنِ
الْقَاسِمِ قَالَ:
مَرَّ الْفُرَاتُ فَجَاءَ بِرُمَّانَةٍ مِثْلَ الْبَعِيرِ، فَتَحَدَّثَ
النَّاسُ أَنَّهَا مِنَ الْجَنَّةِ.
أَبُو الْعَنْبَسِ [3] .
عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ.
وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ.
اسْمُهُ سَعِيدُ بن كثير.
أبو العنبس [4] .
__________
[1] في نسخة أحمد الثالث «الخراز» والتصويب من الخلاصة حيث قال:
بمعجمات.
[2] الجرح 6/ 372، المعرفة والتاريخ 1/ 460.
[3] الجرح 4/ 56، المعرفة والتاريخ 3/ 71.
[4] التهذيب 12/ 189، التاريخ لابن معين 2/ 718 رقم 2403 وقال: «لا
أعرف اسمه» .
(9/349)
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ
مَوْلَى لأُمِّ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا.
قَدِيمُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا أَخَّرْتُهُ لِرَفِيقَيْهِ.
أَبُو الْعَنْبَسِ [1] .
عَنْ أَبِي وَائِلٍ.
وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ اسْمُهُ عَمْرٌو، مَرَّ.
أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، سَعْدٌ قَدْ ذُكِرَ.
أَبُو مِسْكِينَ [2] ، الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ. اسْمُهُ الْحُرُّ فيما
قيل.
رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ
وَغَيْرُهُمْ.
أَبُو مُصْلِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ [3] . صَاحِبُ الضَّحَّاكِ، اسْمُهُ
نَصْرُ بْنُ مُشَارِسٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ بَشَّارُ [4] بْنُ قِيرَاطٍ وَوَكِيعٌ وَالنَّضْرُ بْنُ
شُمَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
أَبُو الورقاء، فايد.
__________
[1] التهذيب 12/ 189.
[2] التهذيب 2/ 222 و 12/ 234، المعرفة والتاريخ 2/ 147.
[3] التهذيب 12/ 238، الجرح 8/ 470.
[4] كذا في الأصلين، وفي تهذيب التهذيب 12/ 238 «يسار» .
(9/350)
أبو يعفور الكوفي [1]- ع- عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ العامري.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي
الضُّحَا مُسْلِمٌ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
أَبُو الْيَقْظَانِ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ، مَرَّ.
أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ مَرَّ.
ابْنُ مَيَّادَةَ [2] .
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الدَّوْلَتَيْنِ
الأُمَوِيَّةَ وَالْهَاشِمِيَّةَ، وَاسْمُهُ رماح ابن أَبْرَدَ أَبُو
شَرَاحِيلَ، ويُقَالُ: أَبُو شُرَحْبِيلَ الْمُرِّيُّ، وَأُمُّهُ
بَرْبَرِيَّةٌ اسْمُهَا مَيَّادَةٌ.
وَمِنْ قَوْلِهِ السَّائِرِ:
وَإِنِّي لِمَا اسْتَوْدَعْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... عَلَى قِدَمٍ مِنْ
عَهْدِنَا لَكَتُومُ
أَأُخبِرُ سِرِّي ثُمَّ أَسْتَكْتِمُ الَّذِي ... أُخَبِّرُهُ إِنِّي
إِذَنْ لَلَئِيمُ
(آخِرُ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ) (وَالْحَمْدُ للَّه رَبِّ
الْعَالَمِينَ)
__________
[1] الجرح 5/ 259، التاريخ لابن معين 2/ 732 رقم 1591.
[2] ترجمته في (معجم الأدباء 11/ 143) والبيتان غير واردين فيه. توفي
149 هـ.
(9/351)
|