تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد الثامن عشر (سنة 241- 250) ]
بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا الله ونعم الوكيل
الطبقة الخامسةُ والعشرون
سنة إحدى وأربعين ومائتينِ
فيها تُوفّي: الإمام أحمد بْن حنبل، وجُبَارة بن المُغِّلس، والحَسَن بن حمّاد سَجَّادة، وأبو تَوْبة الربيع بن نافع الحلبيّ، وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّ، وأبو قُدامة عُبَيْد الله بن سعيد السَّرخُسِيّ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رَزْمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثمانيّ، ومحمد بن عيسى التَّيْميّ الرازيّ المقرئ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب.
[وثوب أهل حمص علي واليهم]
وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عَبْدَوَيْه، وأعانهم النَّصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق [1] .
[تناثُر الكواكب]
وفي جُمَادَى الآخرة ماجت النّجوم في السّماء، وتناثرت الكواكب كالجراد
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 490، وتاريخ الطبري 9/ 199، 200، وتاريخ حلب للعظيميّ 257، والكامل في التاريخ 7/ 76، ونهاية الأرب 22/ 286، 287، والبداية والنهاية 10/ 323.

(18/5)


أكثر الليل، وكان أمرًا مزعجًا لم يُعْهَد مثلُه [1] .
[غارة الروم على عين زربة]
وفيها أغارت الروم على من بعين زَرَبَة [2] .
[غارة البُجاة في مصر]
وأغارت البُجاة على ناحيةٍ من مصر، فسار إليهم القُمّي، وتبِعَه خلْقٌ من المطَّوَّعة من الصّعيد، فكان في عشرين ألفًا بين فارس وراجل. وحُمِل إليه في بحر القُلْزُم عدّة مراكب، فيها أقوات، ولجّجوا بها في البحر حتّى يلاقوا بها ساحل البُجاة. وحشد له ملك البُجاة عساكر يقاتلون على الإبِل بالحِراب، فتناوشوا أيّامًا من غير مصافّ، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثمّ التقوا، فحملوا على البُجاة، فنفرتِ إِبلُهم من الأجراس، ونفرت في الجبال، والأودية، ومزَّقت جمعهم. فأُسِرَ وقُتِل خَلْقٌ منهم، وساقَ وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه.
ثمّ أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدّي الخراج. وسار معهم إلى باب المتوكّل في سبعين من خواصّه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام [3] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 491، وتاريخ الطبري 9/ 201، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، وتاريخ حلب للعظيميّ 257، والكامل في التاريخ 7/ 80، ونهاية الأرب 2/ 289، والبداية والنهاية 10/ 324، والنجوم الزاهرة 2/ 304، وتاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 96.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 201، والكامل في التاريخ 7/ 80، والبداية والنهاية 10/ 324.
[3] انظر عن غارة البجاة في:
تاريخ الطبري 9/ 203- 206، وتجارب الأمم 6/ 548- 551، والكامل في التاريخ 7/ 77- 79، ونهاية الأرب 22/ 288، 289، والبداية والنهاية 10/ 324، 325.

(18/6)


سنة اثنتين وأربعين ومائتين
فيها تُوُفّي: أبو مُصْعَب الزُّهْريّ، والحَسَن بن عليّ الحُلْوانيّ، وابن ذَكْوان المقرئ، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بن رُمح التُّجَيْبيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، ويحيى بن أكثم.
[خبر زلازل عدة]
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدْم، قيل: بلغت عُدَّتهم خمسةً وأربعين ألفًا [1] . وكان معظم ذلك بالدّامَغَان [2] ، حتّى قيل: سقط نصفها.
__________
[1] وستة وتسعين ألفا. كما في (تاريخ الطبري) و (الكامل في التاريخ) و (تاريخ الدول) .
[2] الخبر حتى هنا في: تاريخ الطبري 9/ 207، والكامل في التاريخ 7/ 81، وتاريخ مختصر الدول 143، والبداية والنهاية 10/ 343.
وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 491: «وكانت الزلازل بقومس ونيسابور وما والاها سنة 242 حتى مات بقومس خلق كثير، ونالتهم رجفة يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان، فمات فيها زهاء مائتي ألف» .
ونقل حمزة بن الحسن الأصفهاني خبر زلزلة قومس عن الطبري، وجعله في سنة أحد وأربعين ومائتين. (تاريخ سنّي ملوك الأرض والأنبياء 145) .

(18/7)


وزُلْزلت الرِّيّ، وجُرْجَان، ونَيْسابور، وطَبَرِسْتان [1] .
ورُجمت قرية السّويدا بناحية مُضَر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب.
ووُزن حجر منها، فكان عشرة أرطال [2] .
[مسير جبل باليمن]
وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتّى أتى مزارع آخرين [3] .
[صياح الطائر بحلب]
ووقع بحلب على دُلْبة طائرٌ أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر النّاس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتًا، ثمّ طار.
وجاء مِن الغد، ففعل كذلك. وكُتب البريد بذلك وأُشْهِد خمسمائة إنسان سمِعوه [4] .
[خروج الروم إلى آمِد والجزيرة]
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شِمْشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا
__________
[1] قارن بتاريخ حلب للعظيميّ 257، 258، والكامل في التاريخ 7/ 81، والأعلاق الخطيرة 1/ 73.
[2] الخبر بطوله في: المنتظم لابن الجوزي (مخطوطة دار الكتب المصرية 1296 تاريخ) ق 2 ورقة 159، 160، ونهاية الأرب 22/ 290، والنجوم الزاهرة 2/ 307، وتاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 99، وفي الأصل: «مصر» ، وهو تحريف، ومآثر الإنافة 1/ 233.
[3] قال الأصفهاني: «ورد الخبر من اليمن على سلطان بمسير جبل يقال له السقرا» . (تاريخ سنيّ ملوك الأرض 145) .
وقال العظيمي: «واستقلّ جبل بأهله حتى أسند إلى جبل آخر وهلك كل من بالوادي» . (تاريخ حلب 258) .
وفي الكامل لابن الأثير 7/ 81: وكان باليمن- مثل ذلك- مع خسف، ونحوه في: تاريخ مختصر الدول 143.
والخبر في: المنتظم ق 2 ورقة 159، ونهاية الأرب 22/ 290، والنجوم الزاهرة 2/ 307، وشذرات الذهب 2/ 99.
[4] المنتظم ق 2 ورقة 159، نهاية الأرب 22/ 290، 291، الأعلاق الخطيرة 1/ 72، 73، النجوم الزاهرة 2/ 307، تاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 100.

(18/8)


وسَبَوْا نحو عشرة آلاف، ورجعوا [1] .
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس والي مكّة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشميّ [2] .
وحجّ من البصرة إبراهيم بن مطهِّر الكاتب على عجلة تجرّها الإبل، وتعجّب النّاس من ذلك.
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 207، والكامل في التاريخ 7/ 81 وفيه «سميساط» وهو تصحيف، ونهاية الأرب 22/ 289، 290، والبداية والنهاية 10/ 343، والنجوم الزاهرة 2/ 307.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 208، ومروج الذهب 4/ 406، والكامل في التاريخ 7/ 82، ونهاية الأرب 22/ 291، والبداية والنهاية 10/ 343، والنجوم الزاهرة 2/ 307.

(18/9)


[سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين]
تُوُفيّ فيها: أحمد بن سعيد الرباطيّ، وأحمد بن عيسى المصريّ، وإبراهيم بن العبّاس الصُّوليّ، والحارث المُحَاسبِيّ، وحَرْمَلَة، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وهارون الحمّال.
[عزم المتوكل السّكنى بدمشق]
وفي آخرها قدِم المتوكّل إلى دمشق، فأعجبته، وبنى له القصر بدارَيّا، وَعَزَمَ على سُكْنَاهَا، فعمل يزيد بن محمد المُهَلّبيّ:
أظنُّ الشّام تشمَتُ بالعراقِ ... إذا عزم الإمامُ على انْطلاقِ
فإنْ تَدَعِ العِراقَ وساكنيه [1] ... فقد تُبْلى المليحةُ بالطّلاقِ
فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربع [2] .
__________
[1] في تاريخ الطبري 9/ 209: «وساكنيها» ، وكذا في: مروج الذهب 4/ 114، والمثبت يتفق مع الكامل في التاريخ 7/ 83، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، والبداية والنهاية 10/ 344، والنجوم الزاهرة 2/ 315، وتاريخ الخلفاء 348.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 491، وتاريخ الطبري 9/ 209، ومروج الذهب 4/ 114، 115، وتجارب الأمم 6/ 552، وتاريخ حلب للعظيميّ 258 وفيه أن المتوكل خرج إلى الغزاة إلى دمشق،

(18/10)


[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس عبد الصّمد بن موسى، وسار بالموكب من العراق جعفر بن دينار [1] . والله أعلم.
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 7/ 83، ونهاية الأرب 22/ 291، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، وتاريخ الخلفاء 348.
[1] انظر عن الحجّ في:
تاريخ الطبري 9/ 209، ومروج الذهب 4/ 406، وتاريخ حلب للعظيميّ 258 وفيه: حج بالناس عبد الله بن محمد بن داود، والكامل في التاريخ 7/ 83، ونهاية الأرب 22/ 291، والبداية والنهاية 10/ 344، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 314.

(18/11)


سنة أربع وأربعين ومائتين
فيها تُوَفيّ: أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، والحَسَن بن شُجاع البلْخيّ الحافظ، وأبو عمّار الحسين بن حُرَيْث، وحُمَيْد بن مَسْعَدَة، وعبد الحميد بن بيان الواسطيّ، وعليّ بن حُجْر، وعُقْبة بن عبد الله المَرْوَزِيّ، ومحمد بن أبان المستمليّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، ويعقوب بن السّكّيت.
[فتح حصن للروم]
وفيها افتتح بُغَا حصنًا من الروم يقال له صملّة [1] .
__________
[1] انظر عن فتح صملّة في:
تاريخ الطبري 9/ 210، وفي تاريخ حلب للعظيميّ 258: غزا بغا من طرسوس ثم إلى ملطية، وظفر بطلائع الروم، الكامل في التاريخ 7/ 85، وفيه «صملة» بفتح الصاد المهملة، ونهاية الأرب 22/ 291، والبداية والنهاية 10/ 345، والنجوم الزاهرة 2/ 318.

(18/12)


[نفي طبيب المتوكل]
وفيها سخط المتوكّل على طبيبه بَخْتَيْشُوع، ونفاه إلى البحرين [1] .
[اتفاق الأعياد]
وفيها اتّفق عيد الأضحى، وفَطِير اليهود، وعيد الشّعانين للنّصارى في يوم واحد [2] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 211، تاريخ حلب للعظيميّ 258، الكامل في التاريخ 7/ 85، تاريخ مختصر الدول 144، تاريخ الزمان 39، المختصر في أخبار البشر 2/ 40، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 318.
[2] تاريخ الطبري 9/ 211، تاريخ حلب للعظيميّ 258، الكامل في التاريخ 7/ 85، نهاية الأرب 22/ 291، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 318، شذرات الذهب 2/ 104.

(18/13)


سنة خمسٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، وإسحاق بن إسرائيل، وإسماعيل بن موسى السُّدّيّ، وذو النُّون المصريّ، وسَوّار بن عبد الله العنْبريّ، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ودُحَيْم، وأبو تُراب النَّخْشَبيّ، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمّار.
[عموم الزلازل في البلاد]
ويقال: فيها عمّت الزلازل الدُّنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيِّفٌ وتسعون برجًا. وتقطّع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسُمِع من السّماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقّية تحتّ الردْم. وذهبت جَبَلةُ بأهلها، وهُدِمت بالِس وغيرها. وامتدّت إلى خُراسان، ومات خلائق منها.
وأمر المتوكّل بثلاثة آلاف ألف درهم للّذين أصيبوا بمنازلهم [1] .
__________
[1] انظر خبر الزلازل في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 491، وتاريخ الطبري 9/ 212، 213، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121،

(18/14)


وزلزلت مصر. وسمعَ أهل بُلْبِيس [1] من ناحية مصر ضجّة هائلة، فمات خلق من أهل بُلْبِيس [1] .
وغارت عيون مكّة [2] .
[بناء الماحوزة]
وفيها أمر المتوكّل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفريّ. وأقطع الأمراء بُنَاها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفَيْ ألف دينار. وبنى قصرًا سمّاه اللؤلؤة، لم يُرَ مثله في عُلُوِّه وارتفاعه. وحفر للماحوزة نهرًا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقُتِل المتوكّل وهم يعملون فيه، فبطُل عمله، وخربت الماحوزة، ونُقِض القصر [3] .
[غارة الروم على سُميساط]
وفيها أغارت الروم على سميساط فقتلوا نحو خمسمائة، وسَبَوْا، فغزا عليّ بن يحيى، فلم يظفر بهم [4] .
__________
[ () ] وتاريخ حلب للعظيميّ 258 وفيه عن زلزلة أنطاكية فقط، والكامل وتاريخ 7/ 87، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 143 وفيه تقطّع الجبل الأقرع، وموت أهل اللاذقية في سنة (242 هـ) ، وتاريخ الزمان 40، والبدء والتاريخ 6/ 121، ونهاية الأرب 22/ 292، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 319، وتاريخ الخلفاء 349، وشذرات الذهب 2/ 107.
[1] في تاريخ الطبري: «تنّيس» ، وفي الكامل في التاريخ: «سيس» ، وهو تحريف، ونهاية الأرب 22/ 292 وفيه: «تنّيس» ، وكذا في: البداية والنهاية 10/ 346، وفي النجوم الزاهرة 2/ 319 «بلبيس» ، وكذلك في: تاريخ الخلفاء 349، وفي شذرات الذهب 2/ 107: «تنيس» ، ومآثر الإنافة 1/ 233.
[2] تاريخ الطبري 9/ 213، الكامل في التاريخ 7/ 88، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 320، تاريخ الخلفاء 349.
[3] انظر عن بناء الماحوزة في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 492، وتاريخ الطبري 9/ 212، وتجارب الأمم 6/ 552، والكامل في التاريخ 7/ 87 وفيه «الماخورة» وهو تحريف، ونهاية الأرب 22/ 291، 292 وفيه: أنفق عليها ألف ألف دينار، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 320.
[4] انظر عن غارة الروم على سميساط في:
تاريخ الطبري 9/ 218، والكامل في التاريخ 7/ 89، والنجوم الزاهرة 2/ 320.

(18/15)


سنة ستٍّ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، وأبو عَمْرو الدُّوريّ المقرئ، ودِعْبِل الشّاعر، ولُوَيْن، ومحمد بن مُصَفَّى، والمسيِّب بن واضح.
[غزو المسلمين الروم]
وفيها غزا المسلمون الرومَ، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى [1] .
[تحوُّل المتوكّل إلى الماحوزة]
ويوم عاشوراء تحوّل المتوكّل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرَّق في الصُّنَّاع والعمّال عليها مبلغا عظيما [2] .
__________
[1] انظر هذا الخبر بالتفصيل في:
تاريخ الطبري 9/ 219، والكامل في التاريخ 7/ 93، ونهاية الأرب 22/ 392، والنجوم الزاهرة 2/ 322.
[2] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 219، والكامل في التاريخ 7/ 93، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، والبداية والنهاية 10/ 347، والنجوم الزاهرة 2/ 322.

(18/16)


[المطر ببلخ]
وفيها مُطِرَت بناحية بلْخ مطرًا دمًا عبيطًا [1] .
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالرَّكْب العراقيّ محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عَرَفَات إلى مكّة [2] .
__________
[1] انظر عن المطر في:
تاريخ الطبري 9/ 221، وتاريخ حلب للعظيميّ 259، والكامل في التاريخ 7/ 93، ونهاية الأرب 22/ 293، والبداية والنهاية 10/ 347، والنجوم الزاهرة 2/ 322، وشذرات الذهب 2/ 110.
[2] انظر عن الحجّ في:
تاريخ الطبري 9/ 221، وفي مروج الذهب 4/ 406 الّذي حجّ هو محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام، وكذا في الكامل لابن الأثير 7/ 93 حجّ: محمد بن سليمان الزينبي، ونهاية الأرب 22/ 293، والبداية والنهاية 10/ 347، والنجوم الزاهرة 2/ 322.

(18/17)


سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفّي: إبراهيم بن سعد الْجَوْهريّ، وأبو عثمان المازنيّ، والمتوكّل على الله، وَسَلَمَةُ بن شبيب، وسُفْيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.
[بيعة المنتصر باللَّه]
وفي رابع شوّال بُويع بالخلافة بعد قتل المتوكّل ابنُه المنتصر باللَّه محمد.
فولَّى المظالم أبا عَمْرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 239.

(18/18)


سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: أحمد بن صالح المصريّ، والحسين الكرابيسيّ، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بْن العلاء، وعبد الملك بْن شعيب بن الليث، وعيسى بن حمّاد زُغْبة، والقاسم بن عثمان الْجَوْعيّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والمنتصر باللَّه محمد، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ، وأبو كُرَيْب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحَرَشِيّ، وأبو هشام الرفاعيّ.
[وقوع الوحشة بين وصيف التركي والوزير]
وفيها وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التُّرْكيّ وحْشَةٌ، فأشار الوزير على المنتصر أن يُبْعِدَ عنه وَصِيفًا، وخوَّفه منه. فأرسل إليه: إنّ طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسِرْ إليه. فاعتذر، فأحضره وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ.
فقال: لا، بل أخرج أنا.

(18/19)


فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثمّ بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثَّغْر أربع سِنِين [1] .
[خلع المعتزّ والمؤيّد من العهد]
وفي صفر خَلَعَ المعتزّ والمؤيَّد أنفسَهُما من العهد مُكْرَهَيْن.
لمّا استقامت الأمور للمنتصر ألحّ عليه أحمد بن الخصيب، ووصيف، وبغا في خلعهما خوفًا من موته قبل المعتزّ، فيهلكهم المعتزّ. وكان المنتصر مكرِمًا للمعتزّ والمؤيد إلى أربعين يومًا من خلافته، ثمّ جعلهما في حُجْرة، فقال المعتزّ لأخيه: أحضرنا يا شقيّ هنا للخلْع.
قال: ما أظنّه يفعل.
فجاءتهم الرُّسُل بالخَلْع، فأجاب المؤيّد، وامتنع المعتزّ وقال: إن كنتم تريدون قتْلي فافعلوا.
فمضوا وعادوا فحبسوه في بيتٍ، وأغلظوا له، ثمّ دخل عليه أخوه المؤيّد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقربُ إلى القتل، اخلَعْ، ويلك، فإن كان في عِلْم الله أنّك تلي لَتَلِيَنَّ.
فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنّهما عاجزان، وقصْدنا أن لا يأثَم المتوكّل بسببنا، إذ لم نكن له موضعًا. واعترفا بذلك في مجلس العامّة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ، ووَصِيف، وبُغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبُغا الصّغير، وأعيان بني عمّهما.
فقال لهما المنتصر: أَتَرَياني خلعتكما طمعًا في أن أعيش بعدكما حتّى يكبر ولدي عبد الوهَّاب وأُبايع له؟ والله ما طمعت في ذلك. وو الله لأن يلي بنو أبي أحبّ إليَّ من أن يلي بنو عمّي، ولكنّ هؤلاء- وأومأ إلى الأمراء- ألحّوا عليَّ في خلْعكما، فخفت عليكما من القتْل إن لم أفعل، فما كنت أصنع؟
__________
[1] انظر عن هذا الخبر بالتفصيل في:
تاريخ الطبري 9/ 240- 244، والنجوم الزاهرة 2/ 326.

(18/20)


أقتلهم؟ فو الله ما تفي دماؤهم كلُّهم بدم بعضكما.
فأكبّا عليه فقبّلا يده وضَمَّهُما إليه وانصرفا [1] .
[مقتل محمد الخارجي]
وفيها حكم محمد بن عمر الخارجيّ بناحية المَوْصِل، ومال إليه خلق.
وسار لحربه إسحاق بن ثابت الفَرَغانيّ، فالتقوا، فقُتِل جماعة من الفريقين، ثمّ أسِر محمد وجماعة، فقتِلوا وصُلبوا إلى جانب خشبة بابَك [2] .
[استيلاء الصفّار على خراسان]
وفيها قويت شوكة يعقوب بن اللَّيْث الصَّفّار، واستولى على مُعْظم إقليم خُراسان، وسار من سِجِسْتان ونزل هراة، وفرّق في هذه الأموال [3] .
[مقتل المنتصر باللَّه]
وفيها قُتِل المنتصر باللَّه بالذَّبْحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سمّ [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 244- 246 بالتفصيل، وتاريخ اليعقوبي 2/ 493 بإيجاز، ومروج الذهب 4/ 136، وتجارب الأمم 6/ 558- 560، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 123، وتاريخ حلب للعظيميّ 259، والكامل في التاريخ 7/ 112- 114، وتاريخ مختصر الدول 146، وتاريخ الزمان 40، 41، والبدء والتاريخ 6/ 123، ونهاية الأرب 22/ 298، 299، والبداية والنهاية 10/ 353، والنجوم الزاهرة 2/ 326، ومآثر الإنافة 1/ 238.
[2] انظر عن الخارجيّ في:
النجوم الزاهرة 2/ 326.
[3] تجارب الأمم 6/ 562، الكامل في التاريخ 7/ 120، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، النجوم الزاهرة 2/ 326، 327.
[4] انظر عن مقتل المنتصر باللَّه في:
تاريخ الطبري 9/ 251، 252، الإنباء في تاريخ الخلفاء 122، الكامل في التاريخ 7/ 114، تاريخ مختصر الدول 146، تاريخ الزمان 41، ونهاية الأرب 22/ 300، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، ودول الإسلام 1/ 150، وتاريخ ابن خلدون 3/ 283، والبداية والنهاية 10/ 354، وتاريخ الخميس 2/ 378، والنجوم الزاهرة 2/ 328، ومآثر الإنافة 1/ 237.

(18/21)


[بيعة المستعين باللَّه]
وبُويع بعده المستعين باللَّه أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمّه أمّ ولد، اسمها مُخَارِق [1] .
وكان مليحا أبيض، بوجهه أثر جُدَرِيّ، وكان أَلْثَغ.
ولمّا هلك المنتصر اجتمع القُوّاد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أو تامش: متى وليْتم أحدًا من ولد المتوكّل لا يُبقي منّا باقية.
فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولَد أُستاذنا.
فقال محمد بن موسى المنجّم سرّا: أَتُوَلُّون رجلا عنده أنُّه أحقّ بالخلافة من المتوكّل وأنتم دفعتموه عنها؟ ولكن اصطَنِعوا إنسانًا يعرف ذلك لكم.
فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمانٍ وعشرون سنة.
فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامِش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دَسْت الخلافة، إذا جماعة من الشّاكريّة والغَوْغاء وبعض الْجُنْد، وهم نحو ألف، قد شهروا السَّلاح وصاحوا: المعتزّ يا منصور [2] .
[فتنة الغوغاء]
ونشبت الحرب بين الفريقين، وقُتل جماعة. فخرج المستعين عن دار العامّة وأتى إلى القصر الهارونيّ، فبات به. ودخل الغَوْغاء دار العامّة، فنهبوا خزائن السّلاح، ونهبوا دُورًا عديدة. وكثُرت الأسلحة واللامَة [3] عليهم، فأجلاهم بُغَا الصَّغير عن دار العامّة، وكثُرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء
__________
[1] انظر عن بيعة المستعين في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 494، وتاريخ الطبري 9/ 255 و 256، ومروج الذهب 4/ 144، والتنبيه والإشراف 315، وتاريخ حلب للعظيميّ 259، والإنباء في تاريخ الخلفاء 123، ونهاية الأرب 22/ 301، وتاريخ الخميس 2/ 379، وتاريخ الخلفاء 358.
[2] في تاريخ الطبري 9/ 257: «وصاحوا: يا معتزّ يا منصور» ، وفي الكامل في التاريخ 7/ 117:
«نفير، يا منصور» ، والبداية والنهاية 11/ 2.
[3] في تاريخ الطبري 9/ 257: السلاح والدروع والجواشن واللجم المغربية.
و «اللامة» أو «اللأمة» : هي الخوذة التي تقي رأس الفارس.

(18/22)


فسكنوا. وبعث بكتاب البَيْعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع النّاس. وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة [1] .
[نفي ابن الخصيب إلى أقريطش]
ثمّ في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقْرِيطش، ونهب أمواله بعد المحبّة الزائدة [2] .
وذلك بتدبير أوتامش، وحطّه عليه عند المستعين.
[تولية ابن طاهر العراق]
وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحَرَمَيْن والشّرطة [3] .
[وفاة طاهر بن عبد الله]
وتُوُفّي أخوه طاهر بن عبد الله بخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان [4] .
__________
[1] انظر عن فتنة الغوغاء في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 494، وتاريخ الطبري 9/ 256- 258، وتجارب الأمم 6/ 564، والكامل في التاريخ 7/ 118، والبدء والتاريخ 6/ 123، ونهاية الأرب 22/ 302، وتاريخ ابن خلدون 3/ 283، والبداية والنهاية 11/ 2.
[2] انظر عن نفي ابن الخصيب في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 494، وتاريخ الطبري 9/ 259، ومروج الذهب 4/ 145، والكامل في التاريخ 7/ 119، ونهاية الأرب 22/ 303، والنجوم الزاهرة 2/ 328.
[3] تاريخ اليعقوبي 2/ 494، تاريخ الطبري 9/ 258، تجارب الأمم 6/ 563، تاريخ سنّي ملوك الأرض 146، البدء والتاريخ 6/ 123، الإنباء في تاريخ الخلفاء 124، الكامل في التاريخ 7/ 118، والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء، رقم 144) ورقة 5 ب، نهاية الأرب 22/ 303، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، النجوم الزاهرة 2/ 327، شذرات الذهب 2/ 117، 118.
[4] تاريخ اليعقوبي 2/ 494، 495، تاريخ الطبري 9/ 258، تاريخ سنّي ملوك الأرض 169، تجارب الأمم 6/ 563، الإنباء في تاريخ الخلفاء 123، الكامل في التاريخ 7/ 118، نهاية الأرب 22/ 303، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، دول الإسلام 2/ 149، مرآة الجنان 2/ 155، تاريخ ابن خلدون 3/ 283، النجوم الزاهرة 2/ 328.

(18/23)


[موت بُغا الكبير]
ومات بُغا الكبير في جُمَادَى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بُغا على أعمال أبيه [1] .
[حبْس المعتزّ والمؤيّد]
وفيها حبس المستعين المعتزّ والمؤيّد، وضيّق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كُرْهًا. وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار [2] .
[الفتنة بين أهل حمص وعاملهم]
وفيها أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص [3] .
[العقد لأوتامش على مصر والمغرب]
وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الْجُنْد ألفي ألف دينار [4] .
[غزوة الصائفة]
وفيها غزا وصيف الصّائفة [5] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 258، مروج الذهب 4/ 160، تجارب الأمم 6/ 563، تاريخ حلب للعظيميّ 260 (سنة 248 وسنة 249 هـ.) ، الكامل في التاريخ 7/ 118، نهاية الأرب 22/ 303، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، دول الإسلام 1/ 149، تاريخ ابن خلدون 3/ 283، البداية والنهاية 11/ 2، النجوم الزاهرة 2/ 327، شذرات الذهب 2/ 117.
[2] تاريخ الطبري 9/ 258، 259، مروج الذهب 4/ 162، تجارب الأمم 6/ 563، الكامل في التاريخ 7/ 119، نهاية الأرب 22/ 303، النجوم الزاهرة 2/ 327.
[3] انظر عن فتنة حمص في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 495، وتاريخ الطبري 9/ 259، والكامل في التاريخ 7/ 119، ونهاية الأرب 22/ 303، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، وتاريخ ابن خلدون 3/ 283، والبداية والنهاية 11/ 2، والنجوم الزاهرة 2/ 327.
[4] تاريخ الطبري 9/ 260، الكامل في التاريخ 7/ 119، نهاية الأرب 22/ 303، تاريخ ابن خلدون 3/ 283.
[5] تاريخ الطبري 9/ 259، تجارب الأمم 6/ 557، الكامل في التاريخ 7/ 111 و 119، تاريخ

(18/24)


[نفْي ابن خاقان]
وفيها نفي المستعين عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان إلى بَرْقَةَ [1] ، والله أعلم.
__________
[ () ] ابن خلدون 3/ 283، 284، الأعلاق الخطيرة 1/ 73، النجوم الزاهرة 2/ 327.
[1] تاريخ اليعقوبي 2/ 495، تاريخ الطبري 9/ 258، الكامل في التاريخ 7/ 119، نهاية الأرب 22/ 303، تاريخ ابن خلدون 3/ 283، النجوم الزاهرة 2/ 327.

(18/25)


سنة تسعٍ وأربعين ومائتين
فيها تُوُفيّ: عبد بن حُمَيْد، وأبو حفص الفّلاس.
[شغب الْجُنْد ببغداد]
وفي صَفَر، شغب الْجُنْد ببغداد عند مقتل عمر بن عُبَيْد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغُزاة ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء التُّرْك على بغداد، وَقَتْلِهِم المتوكّل وغيره، وتَمَكُّنِهِم من الخلفاء وأذِيّتهم للنّاس. ففتح الْجُند والشّاكريّة السُّجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدَّواوين، ثمّ خرج نحو ذلك بسُرَّ من رأى. فركب بُغا وأُوتامِش، وقتلوا من العامّة جماعة. فحمل عليهم العامّة، ففتكت من الأتراك جماعة. وشُجّ وَصِيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق [1] .
[مقتل أوتامش]
وفي ربيع الآخر قُتِل أُوتامِش وكاتبه شجاع [2] ، فاستوزر المستعين [3] أبا
__________
[1] انظر عن خبر الشغب في:
تاريخ الطبري 9/ 262، 263، تجارب الأمم 6/ 562، 563، الكامل في التاريخ 7/ 121، 122، تاريخ مختصر الدول 146، تاريخ الزمان 41، نهاية الأرب 22/ 303، 304، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، تاريخ ابن خلدون 3/ 284، البداية والنهاية 11/ 3، النجوم الزاهرة 2/ 329، 330، مآثر الإنافة 1/ 241.
[2] تاريخ اليعقوبي 2/ 496، تاريخ الطبري 9/ 263، مروج الذهب 4/ 145، التنبيه والإشراف 315، تجارب الأمم 6/ 565، 566، تاريخ حلب للعظيميّ 260، الكامل في التاريخ 7/ 123، نهاية الأرب 22/ 304، 305، المختصر في أخبار البشر 2/ 42، تاريخ ابن خلدون 3/ 284، البداية والنهاية 11/ 4، النجوم الزاهرة 2/ 330.
[3] في الأصل: «المعين» ، والتصحيح من السياق، وتاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، وغيره.

(18/26)


صالح عبد الله بن محمد بن يزداد [1] .
[عزْل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء]
وفيها عُزِل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمّار البُرْجُميّ الكوفيّ [2] .
[خبر الزلزلة في الرّيّ]
وجاءت زلزلة هلك فيها خلقٌ تحت الهدْم [في الريّ] [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 9/ 264، تجارب الأمم 6/ 566، الكامل في التاريخ 7/ 123، الفخري 242، تحفة الوزراء للثعالبي 122، مختصر التاريخ لابن الكازروني 153، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 229، نهاية الأرب 22/ 305، البداية والنهاية 11/ 4، النجوم الزاهرة 2/ 330.
[2] تاريخ الطبري 9/ 265، الكامل في التاريخ 7/ 124، النجوم الزاهرة 2/ 330.
[3] ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل، اعتمادا على تاريخ الطبري 9/ 265، والكامل في التاريخ 7/ 124، والبداية والنهاية 11/ 4، والنجوم الزاهرة 2/ 330 وفيه كما هنا من غير ذكر مكان الزلزلة.

(18/27)


[سنة خمسين ومائتين]
فيها تُوُفيّ: أبو الطّاهر أحمد بن السّرح، وأبو الحسين البزّيّ مقريء مكّة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وعبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ شيعيّ، وعَمْرو بن عثمان الحمصيّ، والجاحظ، وكُثَيِّر بن عُبَيْد الحمصيّ، ونصر بن عليّ الْجَهضميّ.
[مقتل يحيى بن عمر في المصافّ بالكوفة]
وفيها ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقُتِل في المصافّ بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 497، وتاريخ الطبري 9/ 266- 271، ومروج الذهب 4/ 147، وتجارب الأمم 6/ 566- 570، وتاريخ حلب للعظيميّ 260 (سنة 248 هـ.) ، والكامل في التاريخ 7/ 126- 130، والفخري لابن طباطبا 240، 241، والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء) ورقة 5 أ، 5 ب، ومقاتل الطالبين 639- 646، وشرح شافية أبي فراس 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 45، ونهاية الأرب 22/ 305، وتاريخ ابن خلدون 3/ 285، والبداية والنهاية 11/ 5، 6، ومآثر الإنافة 1/ 241.

(18/28)


[استيلاء الحسن بن زيد على آمل]
ثمّ في رمضان، خرج الحَسَن بن زيد بن محمد الحَسنيّ بطَبَرسْتان واستولى على آمُل، وجبى الخَرَاج، وامتدَّ سلطانه إلى الرِّيِّ، وهمذان، والتجأ إليه كلّ من يريد الفتنة والنَّهْب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرَّتين. فبعث المستعين جيشًا إلى همدان [1] .
[العقد للعباس على العراق]
وفيها عقد المستعين لابنه العَبّاس على العراق والحَرَمَيْن [2] .
[نفي جعفر بن عبد الواحد]
وفيها نُفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنّه عُزِل عن القضاء، وبعث إلى الشّاكريَّة، فأفسدهم. [3]
[وثوب أهل حمص بعاملهم]
وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بُغا، فالتقوا عند الرَّسْتَن، فهَزَمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة. وأحرق فيها وأسَرَ من رءوسها [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 9/ 271- 276، ومروج الذهب 4/ 153، وتجارب الأمم 6/ 570- 574، وسنيّ ملوك الأرض 170، والبدء والتاريخ 6/ 123، والكامل في التاريخ 7/ 130- 132، مقاتل الطالبيين 615، البدء والتاريخ 6/ 123، المختصر في أخبار البشر 2/ 43، تاريخ ابن خلدون 3/ 286، البداية والنهاية 11/ 6، والنجوم الزاهرة 2/ 331.
[2] في مروج الذهب 4/ 154: «وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عقد المستعين لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة، وعزم على البيعة له، فأخّرها لصغر سنّه» . والخبر في: النجوم الزاهرة 2/ 331.
[3] الكامل في التاريخ 7/ 134، النجوم الزاهرة 2/ 331.
[4] انظر خبر حمص في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 496، 497، وتاريخ الطبري 9/ 276، وتاريخ حلب للعظيميّ 260، والكامل في التاريخ 7/ 134، 135، ونهاية الأرب 22/ 305، والمختصر في أخبار البشر 2/ 43، والبداية والنهاية 11/ 6، والأعلاق الخطيرة 1/ 73، والنجوم الزاهرة 2/ 331.

(18/29)


تراجم رجال هَذِهِ الطبقة
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن كثير [1]- م. د. ت. ق. - أبو عبد الله العبدي النُّكْريّ البغداديّ الدَّوْرقيّ. أخو يعقوب الدَّوْرقيّ، وهي نسبة إلى عمل القَلانِس الدَّوْرَقيّة. وكان أبوه صالحا ناسكا. فقيل إنّه كان مَن تنسَّك في ذلك الزَّمان سمّي دورقيّا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن كثير) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 361 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير 2/ 6، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 395، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 5، 6، 13، 14، 36- 39، 46، 232، 293 و 4 ق 1/ 239، 240، 270، 309، 310، 333- 335، 350، 357، 378، 380، 387، 418- 426، 450، 459، 485، 487، 488، 495، 498، 541، 561، 563، 564، 567، 574، 579، 585، 588، 589، 594- 597، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 279 و 2/ 23، 382، وتاريخ الطبري 4/ 367 و 5/ 93 و 8/ 634 و 9/ 135، والجرح والتعديل 2/ 39 رقم 3، والثقات لابن حبّان 8/ 21، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 1701، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 31 رقم 3، وتاريخ بغداد 4/ 776 رقم 1585، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 432، 433، والسابق واللاحق 64، والإكمال لابن ماكولا 3/ 365، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 13 رقم 35، والأنساب لابن السمعاني 5/ 353، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 1/ 256، وتاريخ حلب للعظيميّ 249، والمعجم المشتمل لابن عساكر 37 رقم 2، واللباب لابن الأثير 1/ 512، والكامل في التاريخ 7/ 94، وفتوح البلدان 35، 88، 373، 395، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 21 رقم 2، ووفيات الأعيان 2/ 241، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 249- 252 رقم 3، والكاشف 1/ 11 رقم 2، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 879، وسير أعلام النبلاء 12/ 130- 133 رقم 46، وتذكرة الحفاظ 2/ 505، والعبر 1/ 446، والبداية والنهاية 10/ 347، وتهذيب التهذيب 1/ 10، 11 رقم 3، وتقريب التهذيب 1/ 9، 10 رقم 3، وطبقات الحفاظ 220، وخلاصة تذهيب التهذيب 3، وشذرات الذهب 2/ 110، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 104، ومعجم المؤلفين 1/ 142، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 168.

(18/31)


وقيل: كانوا يَلْبَسون القلانِس الطّويلة الدَّوْرَقيّة [1] .
سمع: هُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غِياث، ويزيد بن زُرَيْع، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ق.، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، والهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، ومحمد بن محمد بن بدْر الباهليّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم [2] : صدوق.
وقال ابْن عساكر [3] : تُوُفّي لِسَبْعٍ [4] بقين من شعبان سنة ستٍّ وأربعين [5] .
قلت: كمّل ثمانين سنة، وقد جَمَعَ وصَنَّفَ، وكان حافظا فَهما.
2- أحمد بن أبان القُرَشيّ [6] .
سمع: الدّراورديّ.
وعنه: أبو بكر البزّاز في مُسْنَدِه [7] .
3- أحمد بن إبراهيم بن مهران [8] .
أبو الفضل البُوشَنْجيّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وأنس بن عياض
__________
[1] وكان أحمد يقول: نحن من موالي عبد القيس. قال ابن السمعاني: لهذا قيل له العبدي.
(الأنساب 5/ 354) .
[2] الجرح والتعديل 2/ 39.
[3] في المعجم المشتمل 37.
[4] في ثقات ابن حبّان، وطبقات الحنابلة: «لتسع» .
[5] وبها ورّخه البخاري. وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة ثنتين وأربعين ومائتين يوم السبت لتسع بقين من شعبان، وكان مولده سنة ثمان وستين ومائة، وكان أصغر من أخيه يعقوب بسنتين.
[6] انظر عن (أحمد بن أبان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 32 وفيه قال محقّقه، بالحاشية (4) : «لم نظفر به» .
[7] وقع في ثقات ابن حبّان أنه مات سنة خمسين ومائة. وعلّق محقّقه في الحاشية (5) : «لعلّ الصواب مائتين» . وهو الصحيح، لأنه ذكره في: ممن روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدّثين.
[8] انظر عن (أحمد بن إبراهيم البوشنجي) في:
تاريخ بغداد 4/ 8، 9 رقم 1588، وميزان الاعتدال 1/ 79 رقم 278.

(18/32)


وعنه: الحسين المَحَامليّ، ومحمد بن مَخْلَد.
ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين [1] .
4- أحمد بن إدريس [2] .
أبو حُمَيْد الجلاب.
بغداديّ، روى عن: هُشَيْم.
وعنه: الحسين المَحَامليّ، وغيره.
5- أحمد بن إسحاق بن الحُصَيْن [3]- خ. - أبو إسحاق السّلميّ البخاريّ المعروف بالسّرماريّ، وسُرْماريا مِن قرى بُخَارى.
سمع: يَعْلَى بن عُبَيْد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما.
وعنه: خ.، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة.
وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.
قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم في الإسلام مثله.
فخرجت من عنده، فإذا أجد رئيس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت. ولكن ما بَلَغَنا أنّه كان في الإسلام ولا في الجاهليّة مثله.
__________
[1] وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
وقال الخطيب: قرأت بخط أبي الحسن الدار الدّارقطنيّ، وحدّثنيه أحمد بن محمد العتيقي عنه، قال:
أحمد بن إبراهيم البوشنجي أبو الفضل، بغداديّ ليس بقويّ يعتبر به. (تاريخ بغداد 4/ 8، 9) .
[2] انظر عن (أحمد بن إدريس) في:
تاريخ بغداد 4/ 38، 39، رقم 1645.
[3] انظر عن (أحمد بن إسحاق بن الحصين) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 12، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 25، 26 رقم 1، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 8 رقم 10، والأنساب لابن السمعاني 7/ 73، 74، والمعجم المشتمل لابن عساكر 38، 39 رقم 6، واللباب لابن الأثير 2/ 14، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 261- 263 رقم 7، والوافي بالوفيات 6/ 241 رقم 2718، وتهذيب التهذيب 1/ 13، 14 رقم 8، وتقريب التهذيب 1/ 10 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 3.

(18/33)


رواها إسحاق بن أحمد بن خَلَف، عن إبراهيم هذا.
وقال أبو صَفْوان إسحاق: دخلتُ على أبي يومًا، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيتُ في مائدته عُصْفُورًا يأكل معه، فلمّا رآني العصفور طار.
وعن أحمد بن إسحاق السّرْماريّ قال: ينبغي لقائد الغُزاة عشْر خِصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبُن، وفي كبر النِّمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدُّبّ يقتل بجوارحه كلّها، وفي حملة الخنزير لا يُولّي دُبُرَه، وفي إغارة الذّئب إذا آيس من وجه أغار من وجه، وفي حمل السّلاح كالنّملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثَّبات كالصَّخْر، وفي الصّبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب لو دخل صيده النّار لَدَخَل خلْفه، وفي التماس الفُرصة كالدّيك.
أخبرني أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخلال، أَنَا جعفر الهمدانيّ، أنا أبو طاهر السِّلَفّي، أنا المبارك بن الطُّيُوريّ، وأبو عليّ البَردانيّ قالا: أنا هَنّاد النَّسَفيّ، أنا محمد بن أحمد غُنْجار: سمعتُ أبا بكر محمد بن خالد المُطِّوَعيّ: سمعتُ أبا الحَسَن محمد بن إدريس المطّوّعّيّ البخاريّ: سمعتُ إبراهيم بن شمّاس يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السُّرْماريّ، فكتب إليّ: إذا أردتّ الخروج إلى بلاد الغُزّية في شراء الأسرى فاكتب إليّ. فكتب إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا.
فلما علم جَبْغَويه استقبلنا في عدّة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يومًا وعرض جيشه فجاء رجلٌ فعظَّمه وبجَّله وخلع عليه، فسألني السُّرْماريّ عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يُعَدُّ بألف فارس، لا يولّي من ألف.
فقال: أنا أبارزه.
فلم التفتْ إلى قوله، فسمع جبغويْه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا؟
قلت: يقول كذا وكذا.
فقال: لعلّ هذا الرجل سكران لا يشعر، ولكنْ غدًا نركب.
فلمّا كان الغد ركب، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السُّرْماريّ ومعه عامود في كُمّه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزَم أحمد نفسه منه حتّى باعده من الجيش، ثمّ ضربه بالعامود قتله، وتبع إبراهيم بن شمّاس لأنّه كان سبقه

(18/34)


بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحِقَه. وعلم جَبْغويه فبعث في طلبه خمسين فارسًا من خيار جيشه، فلحِقوا أحمد. فوقف تحت تلّ مختفيًا حتّى مرّوا كلّهم، ثمّ خرج، فجعل يضرب بالعامود واحدًا بعد واحد، ولا يشعر مَن كان بالمقدّمة حتّى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدًا منهم فقطع أنفه وأُذُنَيه وأطلقه.
فذهب إلى جَبْغويْه فأخبره، فلمّا كان بعد عامين وتُوُفّي أحمد ذهب إبراهيم بن شمّاس في الفداء، فقال له جبْغويْه: من كان ذاك الّذي قتل فرساننا؟
قال: ذاك أحمد السُّرْماريّ.
قال: فلِمَ لم تحمله معك؟
قلت: إِنّه تُوُفِّيَ.
فصكِّ وجهه وصكِّ في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكُنْت أصرفه من عندي مع خمسمائة بِرْذَوْن وعشرة آلاف غَنَم.
وبه إلى غُنْجار: ثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السُّرْماريّ، وكان ضخمًا، أبيض الرأس واللّحية.
ومات بقريته سرمارى، فبلغ كِراء الدّابّة من المدينة إليها عشرة دراهم.
وخلّف ديونًا كثيرة، فكان غرماؤه ربّما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهمًا إلى مائة درهم حُبّا له. فما رجعوا حتّى قضوا ديونه.
وبه: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهليّ: سمعت أبا موسى عِمران بن محمد المّطّوعيّ: سمعت أبي يقول: كان عامود السُّرْماريّ ثمانية عشر مَنّا. فلمّا شاخ جعله اثني عشر منّا. وكان يقاتل بالعامود.
وبه: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير: سمعت عُبَيْد بن واصل: سمعت السُّرْماريّ يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينًا أنّي قتلتُ به ألفَي تركي، وإنْ عشت قتلت به ألفًا أخرى. ولولا أنّي أخاف أن تكون بِدْعةً لأمرتُ أن يُدفن معي.
ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذُكِر السّرماريّ، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانًا ورئيس العدوّ قاعد على صفّة، فأخرج السّرماريّ

(18/35)


سهمًا فَغَرَزَه في الصّفّة فأومأ الرئيس لينتزعه، فرماه بسهمٍ آخر خاط يده، فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهمٍ في نَحْره قتله، وانهزم العدوّ، وكان الفتح.
تُوُفيّ سنة اثنتين وأربعين [1] .
6- أحمد بن إسحاق الأهوازيّ البزّاز [2]- د. ن. - عن: أبي أحمد الزُّبَيديّ، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وعنه: د. ن.، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وجماعة.
وقال النسائي: صالح [3] .
توفي سنة خمسين.
7- أحمد بن أسد بن سامان [4] .
الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر.
وهو أخو الأمير نوح بن أسد الدين. افتتح اسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم.
توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين.
8- أحمد بن بجير.
أبو عبد الله البزّاز.
شيخ عراقيّ.
__________
[1] المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان: «كان ممّن الغزّايين ممّن له في العدو- في المطبوع:
العدد- نكايات كثيرة محكيّة عنه ... وكان من أهل الفضل والنسك، مع لزومه الجهاد وشديد فيه، من جلساء أحمد بن حنبل ... » .
[2] انظر عن (أحمد بن إسحاق الأهوازي) في:
تاريخ الطبري 1/ 91، 97، 132، 284، و 2/ 432، والمعجم المشتمل لابن عساكر 39 رقم 7، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 265 رقم 9، والكاشف 1/ 12، 13 رقم 7، وتهذيب التهذيب 1/ 14، 15 رقم 10، وتقريب التهذيب 1/ 11 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (أحمد بن أسد) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 397، وتاريخ بخارى للنرشخي 105، 106، 138، والكامل في التاريخ 7/ 279، 280، ووفيات الأعيان 5/ 161، والوافي بالوفيات 6/ 243، رقم 2722.

(18/36)


روى عن: إسماعيل بن عُلَيَّة، ومُعاذ بن مُعاذ، وإسحاق الأزرق.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا.
9- أحمد بن بكار بن أبي ميمونة [1]- ن. - أبو عبد الرحمن الحرّانيّ، مولى بني أميّة.
سمع: محمد بن سَلَمَةَ، وأبا معاوية الضّرير.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ [2] ، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن الباغَنْديّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وأربعين بحرّان [3] .
10- أحمد بن ثابت [4]- ق. - أبو بكر الجحدريّ البصريّ.
عن: سُفيان بن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الوهْاب الثّقفيّ، ووكيع، ويحيى القطّان، وخلق.
وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
عاش إلى سنة خمسين [5] .
11- أحمد بن ثابت [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن بكار) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 23 وفيه اسم أبي ميمونة: زيد، والمعجم المشتمل لابن عساكر 40/ 11، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 277، 278 رقم 16، والكاشف 1/ 14 رقم 12، وتهذيب التهذيب 1/ 19 رقم 18، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 16، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[2] المعجم المشتمل.
[3] الثقات، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (أحمد بن ثابت الجحدري) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 42، والمعجم المشتمل لابن عساكر 40 رقم 13، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 281، 282 رقم 18، والكاشف 1/ 14 رقم 14، وتهذيب التهذيب 1/ 21 رقم 22، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[5] ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «مستقيم الأمر» .
[6] انظر عن (أحمد بن ثابت) في:
الجرح والتعديل 2/ 44 رقم 21، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 67 رقم 161، وميزان الاعتدال 1/ 314، والمغني في الضعفاء 1/ 35 رقم 250، ولسان الميزان 1/ 143 رقم 454.

(18/37)


أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه.
سمع: عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما.
وعنه: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
وكان غير ثقة [1] .
12- أحمد بن الحسن بن جنيدب [2]- خ. ت. - أبو الحسن التّرمذيّ الحافظ.
سمع: أبا النّضر، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب اللَّيْث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخُراسان.
وعنه: خ. ت.، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأهل خُراسان.
وسألوه عن العِلل والْجَرْح والتّعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.
روى عنه خ. حديثا عن أحمد بن حنبل في «المغازي» .
وقدِمَ نَيْسَابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته [3] .
13- أحمد بن الحسن بن خراش [4]- م. ت. -
__________
[1] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، وقال أبو حاتم: سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطهراني يقول: كانوا لا يشكون أن فرخويه كذّاب.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسن الترمذي) في:
الجرح والتعديل 2/ 47 رقم 33، والثقات لابن حبّان 8/ 27، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 28، 29 رقم 4، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 9 رقم 13، المعجم المشتمل 42 رقم 19، وطبقات الحنابلة 1/ 37، 38 رقم 11، والأنساب لابن السمعاني 3/ 45 وفيه: أبو أحمد بن الحسين، وتهذيب الكمال 1/ 290- 293 رقم 25، والكاشف 1/ 15 رقم 20، وسير أعلام النبلاء 12/ 156، 157 رقم 56، وتذكرة الحفاظ 2/ 536، والوافي بالوفيات 6/ 319 رقم 2822، وتهذيب التهذيب 1/ 24 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 26، وطبقات الحفاظ 235، وخلاصة تذهيب التهذيب (5) .
[3] قال ابن حبّان: «كان قديم الموت» .
[4] انظر عن (أحمد بن الحسن بن خراش) في:

(18/38)


أبو جعفر البغداديّ.
عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وشَبّابة، ووهْب بن جرير.
وعنه: م. ت.، ومحمد بن هارون المجدّر، وأبو العباس السراج، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وأربعين.
14- أحمد بن الحسن الكندي البغدادي [1] .
حدث بالري عن أبي عُبَيدة اللُّغَويّ، وحَجّاج بن نُصَيْر.
وعنه: الفضل بن شاذان المقرئ، والحسن بن الليث الرازيان.
ذكره ابن أبي حاتم.
15- أحمد بن حميد [2] .
أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ نزيل مكة.
صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل.
روى عنه: موسى بن هارون [3] .
16- أحمد بن حميد [4] .
__________
[ () ] الجرح والتعديل 2/ 48، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 33 رقم 11، وتاريخ بغداد 4/ 78- 80 رقم 1709 وفيه «حراش» بالحاء المهملة، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 14 رقم 42، والمعجم المشتمل لابن عساكر 42 رقم 20، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 293، 294 رقم 26، والكاشف 1/ 15، 16 رقم 21، وسير أعلام النبلاء 12/ 157، 158 رقم 57، وتهذيب التهذيب 1/ 24 رقم 32، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 5.
[1] انظر عن (أحمد الكندي) في:
الجرح والتعديل 2/ 47 رقم 35.
[2] انظر عن (أحمد بن حميد الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 61 رقم 2.
[3] قال أبو عمران بن هانئ: كان أبو زرعة الجرجاني أحفظ من أبي زرعة الرازيّ، وكان قد صحب يحيى بن سعيد القطان، وسلم بن يحيى بن سعيد ابنه إليه ليفيده الحديث. (تاريخ جرجان) .
[4] انظر عن (أحمد بن حميد الفقيه) في:
الجرح والتعديل 2/ 48 رقم 37، وتاريخ بغداد 4/ 123 رقم 1792، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 39، 40 رقم 13.

(18/39)


أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل.
فقير صالح، خيرَّ، عالم، له مسائل.
روى عنه: أبو محمد فَوْزان، وزكريّا بن يحيى.
تُوُفّي سنة أربع وأربعين [1] .
17- أحمد بن خالد [2]- ت. ن. - أبو جعفر البغداديّ الخلّال.
قاضي الثَّغْر.
سمع: ابن عُيَيْنَة. وإسحاق الأزرق.
وعنه: ت. ن.، وجعفر الفِريابيّ، وأحمد الأبار، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة خير [3] .
وتوفي سنة ست وأربعين أو سنة سبع [4] .
18- أحمد بن الخصيب الجرجرائيّ الكاتب [5] .
__________
[1] قال ابن أبي يعلى: أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني المتخصّص بصحبة إمامنا أحمد. روى عن أحمد مسائل كثيرة. وكان أحمد يكرمه ويعظّمه.
وقال أبو بكر الخلّال: صحب أحمد قديما إلى أن مات. وكان أحمد يكرمه ويقدّمه، وكان رجلا صالحا، فقيرا صبورا على الفقر، فعلّمه أبو عبد الله مذهب القنوع والاحتراف، ومات قديما بالقرب من موت أبي عبد الله. ولم تقع مسائله إلى الأحداث. (طبقات الحنابلة) .
[2] انظر عن (أحمد بن خالد) في:
تاريخ الثقات للعجلي 47 رقم 2، والجرح والتعديل 2/ 49 رقم 47، والثقات لابن حبّان 8/ 42، 43، وتاريخ بغداد 4/ 126- 128 رقم 1804، والمعجم المشتمل لابن عساكر 43 رقم 24، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 42 رقم 18، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 301- 303 رقم 31، والكاشف 1/ 17 رقم 26، وتهذيب التهذيب 1/ 27 رقم 40، وتقريب التهذيب 1/ 14 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 5.
[3] في الجرح والتعديل: كان خيّرا فاضلا عدلا ثقة صدوقا رضا.
وقال أبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه.
[4] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان.
وقال النسائي: لا بأس به.
[5] انظر عن (أحمد بن الخصيب) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 479، 481، 487، 493، 494، وتاريخ الطبري 9/ 75، 125، 128، 234، 235، 240، 243، 248، 251، 253، 256، 259، والإنباء في تاريخ الخلفاء

(18/40)


كاتب المنتصر قبل الخلافة. فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه.
قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيّدة، يعني أمَّه، ضياع شجاع والدة المتوكّل.
قال: وما قلت للفاجرة؟
فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك.
وكان سيّئ الخُلق متكبّرًا، استغاث به مظلوم يومًا، فأخرج رِجْله من الرّكاب ورَفسه على فؤاده، فسقط ميتًا. فعزِّ ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرَّغ له.
وقيل: إنّه رُفعت له قَصص بني هاشم، فكتب عليها: هشَّم الله وجوههم.
وكتب على قصةٍ للأنصار: لا نَصَرَهم الله.
ولمّا ولي المستعين همَّ به، فأرضاه بالأموال، فيقال إنّه أعطى المستعين ألف ألف دِرهم، وغضب عليه، ونفاه إلى جزيرة أقريطش.
19- أحمد بن الخليل [1]- ن. -
__________
[ () ] لابن العمراني 126، 162، والعقد الفريد 3/ 10 و 4/ 165، 170، 172، والهفوات النادرة 261- 265، 267، والعيون والحدائق 1/ 499، 527، 557، 558، 562، 564، وتاريخ حلب للعظيميّ 113، 259، 284، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 250 و 2/ 63، 65، 66، 217 و 3/ 152- 154، ونشوار المحاضرة 8/ 49، 83، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 105، 279، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 146، والتنبيه والإشراف 314، ومروج الذهب 2834، 2985، 2988، 2992، 2998، 3006، 3009، 3017، وأخبار البحتري 112، 113، ومعجم الأدباء 18/ 303، 304، والأذكياء لابن الجوزي 61، والكامل في التاريخ 7/ 10، 103، 104، 111، 117، 119، وتحفة الوزراء للثعالبي 121، والفخري في الآداب السلطانية 239، 242، 269، 270، ووفيات الأعيان 2/ 418، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 228، 229، وسير أعلام النبلاء 12/ 553 رقم 211، والوافي بالوفيات 6/ 372، رقم 2873، وشذرات الذهب 2/ 149، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228.
[1] انظر عن (أحمد بن الخليل) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والثقات لابن حبّان 9/ 29، وتاريخ بغداد 4/ 129- 131 رقم

(18/41)


أبو عليّ البغداديّ البزّاز، نزيل نَيْسابور.
عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحَجّاج بن محمد الأعور، وأبي النَّضْر، وطبقتهم.
وعنه: ن. وقال: ثقة [1] ، وعبدان الأهوازيّ، وابن خزيمة، وآخرون.
مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين [2] .
20- أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ [3]- خ. م. د. ت. ن. - أبو عبد الله الرباطيّ الأشقر. نزيل نَيْسابور.
سمع: وَكِيعا، وعبد الرّزّاق، وإسحاق بن منصور السَّلُوليّ، ووهْب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى ق.، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وابن خُزَيْمة، وأبو العبّاس السّرّاج، وعدّة.
وعنه قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إليّ، فقلت:
يا أبا عبد الله إنّه يُكتب الحديث عنّي بخراسان، فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي.
__________
[ () ] 1507، والمعجم المشتمل 42 رقم 26، وتهذيب الكمال 1/ 303، 304، رقم 32، والكاشف 1/ 17 رقم 27، وتهذيب التهذيب 1/ 27، 28 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/ 14 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 5، 6.
[1] المعجم المشتمل 42.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد الرباطي) في:
التاريخ الكبير 2/ 6، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، وعمل اليوم والليلة للنسائي 265 رقم 289، والجرح والتعديل 2/ 54 رقم 65، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 31 رقم 8، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 1/ 33 رقم 12، وتاريخ بغداد 4/ 165، 166 رقم 1844، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 6 رقم 3، والأنساب لابن السمعاني 6/ 71، والمعجم المشتمل لابن عساكر 44، 45 رقم 30، واللباب لابن الأثير 2/ 12، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 45 رقم 27، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 310- 312 رقم 37، والكاشف 1/ 17، 18 رقم 30، وسير أعلام النبلاء 12/ 207- 209 رقم 71، وتذكرة الحفاظ 2/ 538، 539، والعبر 1/ 439، 440، والوافي بالوفيات 6/ 390، رقم 2901، والبداية والنهاية 10/ 345، وتهذيب التهذيب 1/ 30، 31 رقم 52، وتقريب التهذيب 1/ 15 رقم 44، وطبقات الحفاظ 236، وخلاصة تذهيب التهذيب 6، وشذرات الذهب 2/ 102.

(18/42)


فقال أحمد: هل بُدَّ أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟
فانظر أين تكون منه.
قلت: إنما ولاني أمر الرّباط، فلذلك دخلت معه.
فجعل يكرِّر قولَهُ عليّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين [1] .
وكان يحفظ ويفهم [2] .
21- أحمد بن سعيد بن يعقوب الكِنْديّ الحمصيّ [3] .
أبو العبّاس.
عن: بقيّة، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وعنه: ن. وقال لا بأس به [4] ، وسعيد بن عَمْرو البرذعيّ.
وأجاز لابن أبي حاتم.
22- أحمد بن صاعد الصُّوريّ الزّاهد [5] .
له مواعظ وكلام نافع.
حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البّيْروتيّ، ومحمد بن الحَسَن الْجَوْهريّ، وآخرون.
ذكره ابن أبي حاتم.
__________
[1] طبقات الحنابلة، وقال ابن عساكر: مات يوم عاشوراء، أو النصف من المحرّم سنة ست.
(المعجم المشتمل) .
[2] وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد الكندي) في:
الجرح والتعديل 2/ 53، رقم 63، والثقات لابن حبّان 8/ 47، والمعجم المشتمل لابن عساكر 45 رقم 23، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 318، 319 رقم 41، والكاشف 1/ 18 رقم 33، وتهذيب التهذيب 1/ 32 رقم 56، وتقريب التهذيب 1/ 15 رقم 48، وخلاصة تذهيب التهذيب 6.
[4] المعجم المشتمل.
[5] انظر عن (أحمد بن صاعد) في:
الجرح والتعديل 2/ 56، 57 رقم 77، والأنساب لابن السمعاني 8/ 105، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 272 و 39/ 136، وتهذيب الكمال 1/ 370، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 302 رقم 122.

(18/43)


23- أحمد بن صالح [1]- خ. د. - أبو جعفر الطّبريّ. أبوه المصريّ الحافظ أحد أركان العِلْم والحِفْظ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جُنْدِيًّا من جنود طَبَرِسْتان، فوُلِد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة [2] .
قلت: سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن وهْب، وحَرَمِيّ بن عُمارَة، وعَنْبَسَة بن سعيد، وابن أبي فُدَيْك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة.
وعنه: خ. د.، ثم خ. عن رجلٍ عنه [3] ، وعَمْرو النّاقد، والذُّهْليّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمّيْر، ومحمود بن غَيْلان، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وصالح جَزَرَة، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن صالح) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1510، وتاريخه الصغير 236، والأدب المفرد، له، رقم 882، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 290، 686، و 2/ 184، 191، 311، 386، 433، 435، و 3/ 368، وتاريخ الثقات للعجلي 48 رقم 5، والجرح والتعديل 2/ 56 رقم 73، والثقات لابن حبّان 8/ 25، 26، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 184- 187، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 34، 35 رقم 13، وتاريخ الطبري 4/ 195- 202 رقم 1886، وتاريخ جرجان للسهمي 368، 557، 558، 560، وتاريخ بغداد 4/ 195- 202 رقم 1886، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 10 رقم 19، والمعجم المشتمل لابن عساكر 47، 48 رقم 41، ومروج الذهب 3067، والطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 186- 199، وأخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي 87، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 157، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 48- 50 رقم 37، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 9، 13، 21، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 340- 354 رقم 49، والمغني في الضعفاء 1/ 41 رقم 309، والعبر 1/ 450، وتذكرة الحفاظ 2/ 495، وميزان الاعتدال 1/ 103، 104 رقم 406، والكاشف 1/ 19 رقم 39، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 884، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 160- 177 رقم 59، ومعرفة القراء الكبار 1/ 184- 188 رقم 84، والديباج المذهب 1/ 143- 145، والبداية والنهاية 11/ 2، ومرآة الجنان 2/ 154، 155، والوافي بالوفيات 6/ 424، رقم 2942، وغاية النهاية 1/ 62، وتهذيب التهذيب 1/ 39، 42 رقم 68، وتقريب التهذيب 1/ 16 رقم 58، وطبقات الحفاظ 216، 217، والنجوم الزاهرة 2/ 328، وحسن المحاضرة 1/ 306، 486، وخلاصة تذهيب التهذيب 7، وشذرات الذهب 2/ 117، وشجرة النور الزكية 1/ 67.
[2] تاريخ بغداد 4/ 202.
[3] في المعجم المشتمل: روى خ. عن محمد غير منسوب عنه، قيل إنه محمد بن يحيى.

(18/44)


وقدِم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفّان، وجالَسَ أحمد بن حنبل وناظَرَه.
قال أبو زُرْعة: سألني أحمد بن حنبل: مَن بمصر؟
قلت له: أحمد بن صالح.
فسُرَّ بذِكره ودعا له [1] .
وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهْب مائة ألف حديث [2] ، كتبتُ عنه خمسين ألف حديث [3] .
قال صالح: لم يكن بمصر أحد يُحسن الحديثَ غير أحمد بن صالح.
وكان رجلا جامعًا، يعرف الفِقْه والحديث والنَّحْو، ويتكلَّم في حديث الثَّوريّ وشُعْبة وأهل العراق، يعني يُذاكر به.
قال: وكان يذاكر بحديث الزُّهْريّ ويحفظه [4] .
وقال عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد: سمعت ابن نُمَيْر يقول: ثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفُرات فليس أحد مثله [5] .
وَسُئِلَ عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية [6] .
وقال البخاريّ: هو ثقة [صدوق] ، ما رأيت أحدا يتكلّم فيه بحجّة [7] .
وقال يعقوب الفسويّ: كتبت عن ألف شيخ وَكَسْرٍ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح [8] .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي [9] : أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة.
__________
[1] الكامل لابن عديّ 1/ 184، تاريخ بغداد 4/ 196.
[2] في الكامل 1/ 185: قال أحمد بن صالح: صنَّف ابن وهْب مائة ألف وعشرين ألف حديث.
[3] تاريخ بغداد 4/ 200.
[4] تاريخ بغداد 4/ 200.
[5] تاريخ بغداد 4/ 199.
[6] الجرح والتعديل 2/ 56.
[7] تاريخ بغداد 4/ 201 والزيادة منه.
[8] تاريخ بغداد 4/ 200.
[9] في تاريخ الثقات 48.

(18/45)


وقال أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كتب أحمد بن صالح المصريّ عن سلامة بن رَوْح، وكان لا يُحَدِّث عنه. وكتبَ عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه [1] .
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنُّفَيْليّ بحَرّان، وابن نُمَيْر بالكوفة، هؤلاء أركان الدِّين [2] .
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ زَنْجَوَيْهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟
قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ.
قَالَ: تَكْتُبُ لِي مَوْضِعَ مَنْزِلِكَ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَافِي الْعِرَاقَ، حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.
قَالَ: فَقَدِمَ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى أَحْمَدَ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَرَحَّبَ بِهِ وَقَرَّبَهُ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ جَمَعْتَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، فَتَعَالَ حَتَّى نَذْكُرَ مَا رَوَى عَنِ الصَّحَابَةِ.
فَتَذَاكَرَا، وَلَمْ يُغْرِبْ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ. ثُمَّ تَذَاكَرَا مَا رُوِيَ عَنْ أَنْبَاءِ الصَّحَابَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِنْدَكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمد بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمُرَ النَّعَمِ وَأَنِّي لَمْ أَشْهَدْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ» [3] . فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَنْتَ الأُسْتَاذُ وَتَذَكَّرْ مِثْلَ هَذَا؟
فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: رَوَاهُ عَنْهُ رَجُلٌ مَقْبُولٌ، أَوْ صَالِحٌ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. فَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ.
قَالَ: ثناهُ رَجُلَانِ ثِقَتَانِ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ.
فَقَالَ: سَأَلْتُكَ باللَّه إِلَّا مَا أَمْلَيْتَهُ عَلَيَّ.
فَقَالَ: مِنَ الْكِتَابِ.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 196، طبقات الحنابلة 1/ 48.
[2] تاريخ بغداد 4/ 199.
[3] انظر عن حلف المطيّبين في (السيرة النبويّة) لابن هشام- بتحقيقنا- ج 1/ 149- 151.

(18/46)


ثُمَّ قَامَ وَأَخْرَجَ الْكِتَابَ وَأَمْلَاهُ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَوْ لَمْ أَسْتَفِدْ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ كَثِيرًا.
ثُمَّ وَدَّعَهُ وَخَرَجَ [1] .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صالح قال: حدَّثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثّمار، فأعجبه، واستزادني مثلَه، فقلتُ:
ومن أين مثله [2] ؟
وعن أبي نُعَيْم قال: ما قدم علينا أحد [3] أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح [4] .
وقال عَبْدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهّمه النّاس.
وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي.
فقلت: أمّا الماجن فأنا هو.
وذاك أنّه قيل له: إنّ صالحًا الماجِن قد حضَر مجلسك [5] .
قال أبو بكر الخطيب [6] : يقال كان آفة أحمد بن صالح الكِبْر وشراسة الخُلُق.
ونال النَّسائيّ منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك الّذي أفسد بينهما [7] .
قال ابن عديّ [8] : سمعت محمد بن هارون البَرْقيّ يقول: حضرت مجلس
__________
[1] الكامل لابن عديّ 1/ 185.
[2] تاريخ بغداد 4/ 198.
[3] في المخطوط: «أحدا» .
[4] الكامل 1/ 184، تاريخ بغداد 4/ 197، 198 و 199.
[5] الكامل 1/ 187.
[6] في تاريخ بغداد 4/ 200.
[7] تاريخ بغداد 4/ 200.
[8] في الكامل 1/ 187، تاريخ بغداد 4/ 200.

(18/47)


أحمد بن صالح وَطَرَد النَّسائي من مجلسه، فحمله على أن تكلَّم فيه.
قال النَّسائيّ في «الكنى» : أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن مَعِين بالكذِب، ثناه معاوية بن صالح، عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذّابٌ يتفلسف [1] .
وقال ابن عديّ [2] : سمعتُ محمد بن سعد السعْدي: سمعت النَّسائيّ:
سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن مَعِين، عن أحمد بن صالح فقال:
رأيته كذّابًا يَخْطُر في جامع مصر.
وروى الحاكم، عن أبي حامد السّيّاريّ: ثنا أبو بكر محمد بن داود الرّازيّ يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذَاكَرْنا إلى أن ضاق الوقت، ثمّ أخرجتُ من كُمّي أطرافًا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي: تعود. فعُدت من الغد مع أصحاب الحديث، فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود.
فقلت: أليسَ قلت لي بالأمس تعود؟ ما عندك ما يُكتب أو ردّ عليّ مُسْنَدًا أو مُرْسَلا أو حَرْفًا ممّا أستفيد، فإنْ لم أورد لك عمّن هو أَوْثق منك فلست بأبي زُرْعة.
ثم قمتُ وقلت لأصحابنا: من هاهنا ممّن يُكتب عنه؟
قالوا: يحيى بن بُكَيْر.
فذهبتُ إليه.
وروى أبو عَمْرو الدّاني، عن مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسيّ قال: النّاس مُجْمعون على ثقة أحمد بن صالح.
وقال. وكان سبب تضعيف النَّسائي له أنّه كان لا يحدِّث أحدًا حتّى يشهد عنده رجلان أنّه من أهلِ الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النِّسائيّ بلا إذْنٍ ولم يأته بمن يشهد له، فلمّا رآه أنكره وأمرَ بإخراجه.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 202.
[2] في الكامل 1/ 184.

(18/48)


وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : كَانَ النَّسَائِيُّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أحاديث منها: عن ابن وهب، عن مالك، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «الدّين النّصيحة» . والحديث فقد رواه يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب.
قال: وقد كان سمع في كُتُب حَرْمَلَة، فمنعه حَرْمَلَة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكُتُب. فكان أحمد بن صالح ينكر كلَّ من بدأ بحَرْمَلَة إذا وافى مصر، لم يحدِّثه أحمد [2] .
وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنَّف ابن وهْب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض النّاس منها الكُلّ، يعني حَرْمَلَة، وعند بعض النّاس النّصف، يعني نفسه [3] .
قال: وسمعت القاسم بن مهديّ يقول: كان أحمد بن صالح يستعير منّي كلّ جُمعة الحمار، فيركبه إلى الصّلاة. وكنتُ جالسًا عند حَرْمَلَة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حَرْمَلَة ولم يسلِّم، فقال حرملة:
أنظر إلى هذا، بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمرُّ بي فلا يُسَلِّم!.
قال القاسم: ولم يحدِّثني أحمد لأني كنت جالسًا عند حَرْمَلَة [4] .
قال: وسمعت عبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي يقول: قدمِتُ مصرَ، فبدأت بحَرْمَلَة، فكتبتُ عنه كتاب عَمْرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، و «الفوائد» . ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح، فلم يحدِّثني.
فحملت كتاب يونس فحرّقته بين يديه لأُرْضيه، وليتني لم أحرقْه، فلم يرض، ولم يحدِّثني [5] .
قال ابن عديّ [6] : وأحمد من حفّاظ الحديث. وكلام ابن معين فيه تحامل
__________
[1] في الكامل 1/ 187.
[2] الكامل 1/ 186.
[3] الكامل لابن عديّ 1/ 185، 186.
[4] الكامل لابن عدي 1/ 186.
[5] الكامل 1/ 186.
[6] في الكامل 1/ 187.

(18/49)


وأما سوءُ ثناءِ النَّسائيّ عليه فلِما تَقَدَّم. إلى أن قال [1] : ولولا أنّي شرطت أن أذكر في كتابي كلّ من تكلَّم فيه متكلِّم لكنت أُجِلُّ أحمد بن صالح أن أذكره.
وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين [2] .
قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النَّسائيّ، ولم تكن له آفة غير الكبر [3] .
قلت: وقع لي حديثه عاليًا في «جزء ابن الطّلاية» وغيره.
24- أحمد بن صالح المكّيّ السوّاق [4] .
يقال له السَّمُوميّ.
عن: مؤمّل بن إسماعيل، ونُعَيْم بن حمّاد، وطبقتهما.
__________
[1] في الكامل أيضا 1/ 187.
[2] تاريخ البخاري، المعجم المشتمل.
[3] تاريخ بغداد 4/ 202، وقال ابن حبّان: «وكان أحمد هذا في الحديث وحفظه ومعرفة التاريخ وأسباب المحدّثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صلفا تيّاها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، فكان يحسد على ذلك، والّذي روى معاوية بن صالح الأشعري عن يحيى بن معين: أن أحمد بن صالح كذّاب فإنّ ذلك أحمد بن صالح الشمومي، شيخ كان بمكة يضع الحديث، سأل معاوية بن صالح يحيى بن معين عنه، فأما هذا فإنّه مقارن يحيى بن معين في الحفظ والإتقان، كان أحفظ بحديث المصريين والحجازيين من يحيى بن معين، وكان بينه وبين محمد بن يحيى النيسابورىّ معارضة لصلفه عليه، وكذلك أبو زرعة الرازيّ دخل عليه مسلّما فلم يحدّثه، فوقع بينهما ما يقع بين الناس، وإن صحّت عدالته وكثر رعايته بالسنن والأخبار والتفقّه فيها لما يجري أن لا تخرج لصلف يكون فيه أوتيه وجد منه، ومن الّذي يتعرّى عن موضع عقب من الناس أو من يدخل في جملة من لا يلزق فيه العيب بعد العيب. وأما ما حكي عنه في قصة حور العين فإنّ ذلك كذب وزور وبهتان وإفك عليه، وذاك أنه لم يكن يتعاطى الكلام ولا يخوض فيه، والمحسود أبدا يقدح فيه، لأنّ الحاسد لا غرض له إلّا تتبّع مثالب المحسود، فإن لم يجد ألزق مثله به» . (الثقات 8/ 25، 26) .
[4] انظر عن (أحمد بن صالح المكيّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 56، رقم 74، والثقات لابن حبّان 8/ 26 (في ترجمة «أحمد بن صالح الطبري» وفيه: «الشمومي» بالشين المعجمة، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 73، 74 رقم 189، وميزان الاعتدال 1/ 104 رقم 407، والمغني في الضعفاء 1/ 42 رقم 311، وتهذيب التهذيب 1/ 42، 43 رقم 69، وفيه «الشمومي» ، وتقريب التهذيب 1/ 16 (في ترجمة:
أحمد بن صالح المصري، رقم 58) وفيه: «الشموني» بالنون، ولسان الميزان 1/ 186 رقم 590 و 1/ 186، 187 رقم 592، وفيه: «الشمومي» .

(18/50)


وعنه: الحسن بن اللَّيْث الرّازيّ.
قال أبو زُرْعَة: صدوق، لكنّه يحِّدث عن الضُّعَفاء والمجهولين [1] .
وقال ابن أبي حاتم [2] : روى عن مؤمّل أحاديث في الفِتَن تدلّ على توهين أمره [3] .
25- أحمد بن عبد الله بن الحكم [4]- م. ت. ن. - أبو الحسين ابن الكرديّ الهاشميّ مولاهم البصْريّ.
عن: مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن. [5] ، والبزّار في «مُسْنَده» ، وقاسم بن زكريّا المطرِّز، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [6] .
- أحمد بن عاصم الأنطاكيّ الزّاهد.
قد تقدمَّ.
26- أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون [7]- د. ق. -
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 56.
[2] الجرح والتعديل.
[3] وقال ابن حبّان: كذّاب، شيخ كان بمكة يضع الحديث. (الثقات 8/ 26) .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن الحكم) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 506 رقم 7894 والثقات لابن حبّان 8/ 32، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 1/ 36 رقم 22، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 15 رقم 47، والمعجم المشتمل لابن عساكر 49 رقم 46، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 365 رقم 57، والكاشف 1/ 20، و 21 رقم 46، وتهذيب التهذيب 1/ 47 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 18 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[5] وقال عنه: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[6] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[7] انظر عن (أحمد بن أبي الحواري) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 25 و 219، و 487، والجرح والتعديل 2/ 47 و 56 و 4/ 95، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 226، 227 رقم 186، والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 142، والزهد الكبير، له رقم 40 و 250 و 274 و 387 و 440 و 448 و 912، والرسالة القشيرية 21، والإكمال لابن ماكولا 4/ 573، والفقيه والمتفقّه للخطيب 2/ 168، وطبقات

(18/51)


أبو الحسن الثّعلبيّ الغطفانيّ الدّمشقيّ الزّاهد. أحد الأئمّة.
أصله من الكوفة.
سمع: ابن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غِيَاث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نُمَيْر، وعبد الله بن وهْب، وأبا الحسن الكِسائيّ، وخلْقا.
وصِحب أبا سليمان الدّارانيّ.
وأخذ بدمشق عن: أبي مُسْهر، وجماعة.
وعنه: د. ق.، وأبوا زرعة [1] ، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافي الصيداوي، وأبو الجهم المشغراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير.
قال هارون بن سعيد، عن يحى بن معِين، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشّام به يمطرون.
__________
[ () ] الصوفية للسلمي 98- 102 رقم، والأنساب لابن السمعاني 8/ 105، واللباب لابن الأثير 3/ 217، وتاريخ دمشق (المخطوط بالخزانة التيمورية) 10/ 8 و 15/ 228 و 37/ 213، و 39/ 342 و 44/ 183، ومعجم البلدان 5/ 134، 237، 238، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 92، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي بدمشق) 397، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ رقم 764، وحلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 5- 33 رقم 457، والعقد الفريد 1228، 2/ 235 و 3/ 178 و 6/ 377، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 117، والمعجم المشتمل لابن عساكر 50 رقم 51، وذم الهوى لابن الجوزي 29، 30، والإشارات إلى معرفة الزيارات 28، ولباب الآداب لابن منقذ 283، والتذكار في فضل الأذكار للقرطبي 84، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 369- 375 رقم 62، والكاشف 1/ 21 رقم 50، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 12/ 85- 94 رقم 26، والعبر 1/ 446، وطبقات الحنابلة 1/ 78، ومرآة الجنان 2/ 153، 154، والبداية والنهاية 10/ 348، 349، وتهذيب التهذيب 1/ 49، رقم 784 وتقريب التهذيب 1/ 18 رقم 72، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 31- 36 رقم 8، ومختصر طبقات الحنابلة 43، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 96، وخلاصة تذهيب التهذيب 8، وشذرات الذهب 2/ 110، وتاج العروس 8/ 42، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 278، 279 رقم 85، والمغني في ضبط أسماء الرجال 83.
[1] هما: أبو زرعة الدمشقيّ، وأبو زرعة الرازيّ.

(18/52)


رواها ابن أبي حاتم [1] ، عن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، عنه.
وقال محمود بن خالد، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: ما أظنّ بقي على وجه الأرض مثله [2] .
وعن الْجُنَيد قال: أحمد بن أبي الحواري رَيْحانة الشّام [3] .
وقال أبو زُرْعة: حدَّثني أحمد بن أبي الحواري قال: قلتُ لشيخ دخل مسجد النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دُلَّني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلّمني. فإذا هو عبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ.
وقال أحمد بن عطاء الرُّوَذباريّ: سمعتُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ قال: كنّا نسمع بكاء أبي باللَّيل حتّى نقول: قد مات. ثمّ نسمع ضَحِكَه حتّى نقول: قد جُنّ.
وقال محمد بن عَوْف الحمصيّ: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطَرَسُوس، فلمّا صلّى العَتْمَة قام يصلّي، فاستفتح بالحمد إلى قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 1: 5 [4] فطُفْتُ الحائطَ كلّه ثمّ رجعت، فإذا هو لا يجاوز إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 1: 5. ثم نمتُ، ومَرَرْتُ به سَحرًا [5] وهو يقرأ إِيَّاكَ نَعْبُدُ 1: 5 فلم يزل يردَّدُها إلى الصُّبْح.
وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا اتّباع سنة فعَمَلُه باطل [6] .
وقال: مَن نظر إلى الدّنيا نَظَرَ إرادةٍ وحُبّ، أخرج الله نورَ اليقين والزّهد من قلبه [7] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 2/ 47.
[2] حلية الأولياء 10/ 22، صفة الصفوة 4/ 237.
[3] صفة الصفوة.
[4] سورة الفاتحة، الآية 4.
[5] في المخطوط: «سحر» .
[6] طبقات الصوفية للسلمي 101 رقم (4) .
[7] طبقات الصوفية للسلمي 100 رقم (2) ، وحلية الأولياء 10/ 6، والزهد الكبير للبيهقي 134، 135 رقم 250، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 146، وطبقات الأولياء 32.

(18/53)


قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزُّهْد والمواظبة.
ومن مناقبه: قال أبو الدَّحْداح الدّمشقيّ: نا الحسين بن حامد أنّ كتاب المأمون وردَ على إسحاق بن يحيى بن مُعاذ أمير دمشق، أن أحْضِر المحدِّثين بدمشق فامْتَحِنْهُم. فأحضر هشام بن عمّار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذَكْوان، وأحمد بن أبي الحواري، فامْتَحَنَهُم امتحانًا ليس بالشّديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السَّماوات مخلوقة؟ أليست الأرض مخلوقة؟
وأحمد يأبى أن يُطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثمّ أجاب بعدُ، فأطلقه.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مَوْلدُك؟
قلت: سنة أربعٍ وستّين [1] ومائة.
قال: هي مولدي.
وقد ذكر السُّلَميّ في «مِحَن الصُّوفيّة» أحمدَ بنَ أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنّه يُفَضِّل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهربَ من دمشق إلى مكّة، وجاورَ حتّى كتب إليه السّلطان يسأله الرجوع، فرجع.
قلت: هذا من الكذِب على أحمد، رحمه الله، فإنّه كان أعلم باللَّه من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضالٌّ جاهل.
وقال السُّلَميّ في «تاريخ الصُّوفيّة» : سمعتُ محمد بن جعفر بن مطر:
سمعت إبراهيم بن يوسف الهَسَنْجانيّ يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكُتُبه في البحر وقال: نِعْم الدّليل كنتِ. والاشتغال بالدّليل بعد الوصول مُحَال [2] .
ثم قَالَ السُّلَميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله الطِّبَريّ: سمعت يوسف بن الحسين يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثمّ حمل كُتُبه كلّها إلى البحر فغرّقها، وقال: يا عِلْم لم أفعلْ هذا بك استخفافا، ولكن لمّا
__________
[1] في أصل المخطوط: «أربع وتسعين» وهو غلط، والصواب ما أثبتناه. (تهذيب الكمال 1/ 374) .
[2] حلية الأولياء 10/ 6 و 7.

(18/54)


أهتديتُ بك استغنيت عنك [1] .
ثم روى السُّلَميَ [2] وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين [3] ، وهذا غلط.
حكاية عجيبة لا أعلم صحّتها روي السُّلَميّ، عن محمد بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَبْد اللَّه بْن بالَويَهْ، عن أبي بكر الغارميّ: سمعا أبا بكر السّبّاك، سمعتُ يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الدّارانيّ، وأحمد بن أبي الحواري عقْد لا يخالفه في أمر.
فجاءه يومًا وهو يتكلَّم في مجلسه فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِرِ. فلم يُجِبْه.
فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِر، فما تأمر؟
فلم يُجِبْه. فأعاد الثّالثة فقال: اذهب فاقْعُدْ فيه. كأنّه ضاقَ به. وتغافل أبو سليمان ساعةً، ثمّ ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنّه في التّنّور، لأنه على عقْدٍ أن لا يخالفني.
فنظروا فإذا هو في التّنُّورِ لم يحترق منه شَعْرة [4] .
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي لثلاثٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وأربعين [5] .
27- أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى [6] .
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 6.
[2] في طبقات الصوفية 99، وبها أرّخه ابن الجوزي في: صفة الصفوة 4/ 238.
[3] والصحيح وفاته سنة ست وأربعين ومائتين.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) 19/ 587.
[5] ويقال: سنة خمس. (المعجم المشتمل) .
[6] انظر عن (أحمد بن عبد الله الجويباري) في:
أحوال الرجال للجوزجانيّ 206 رقم 380، والضعفاء والمتروكين للنسائي 67، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 142، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 181، 182، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 50 رقم 37، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 78، 79 رقم 209، ومعجم البلدان 2/ 176، والمغني في الضعفاء 1/ 43 رقم 322، وميزان الاعتدال 1/ 106- 108 رقم 421، والكشف الحثيث 58، 59 رقم 47، ولسان الميزان 1/ 193 رقم 611.

(18/55)


أبو عليّ الشَّيْبانيّ الْجُوباريّ ويقال الْجُوَيْباريّ الهَرَوِيّ، المعروف بسَتّوق.
وجُوبار: من أعمال هَرَاة.
روى عن: جرير، وابن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السّينانيّ، ووَكِيع، وغيرهم أحاديث وضَعَها عليهم.
وعنه: محمد بن كرّام السّجِسْتانيّ شيخ الكرّاميّة، وأحمد بن بهْرام، وآحاد النّاس.
قال ابن عَدِيّ [1] : له أحاديث كثيرة وضعها.
وقال الدَّارَقُطْنيّ [2] : كذاب.
وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يَحِلّ كَتْبُ حديثه بوجهٍ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ: رُوِي عَنْ أَبِي يَحْيَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ قَالَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ يُكْنَى أَبَا حَنِيفَةَ، يُجَدِّدُ اللَّهُ سُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ» [3] . تُوُفيّ في رجب سنة سبع وأربعين [4] .
__________
[1] في الكامل 1/ 181، وقال: وكان يضع الحديث لابن كرّام على ما يريده، وكان ابن كرّام يضعها في كتبه عنه ويسمّيه أحمد بن عبد الله الشيبانيّ.
[2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 37.
[3] الكامل لابن عديّ 1/ 182.
[4] وضعّفه النسائي.
وقال ابن حبّان: دجّال من الدجاجلة كذّاب، يروي عن ابن عيينة، ووكيع، وأبي ضمرة، وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث، ويضع عليهم ما لم يحدّثوا، وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث ما حدّثوا بشيء منها، كان يضعها عليهم، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سبيل الجرح فيه، ولو أنّ أحداث أصحاب الرأي بهذه الناحية خفي عليهم شأنه، لم أذكره في هذا الكتاب لشهرته عند أصحاب الحديث قاطبة بالوضع على الثقات ما لم يحدّثوا. (المجروحون 1/ 142) .
وقال محمد بن أحمد بن حمّاد: أحمد بن عبد الله الهروي ستّوق، كان يضع الحديث ما أدري حسن إيمانه. (الكامل 1/ 181) .
وقال الجوزجاني: أحمد بن عبد الله ستّوق الهروي، كان يضع الحديث، ما أدري حسن إيمانه.
(أحوال الرجال 206) وقد تحرّفت «حسن» إلى «حسب» ، فلتصحّح.

(18/56)


28- أحمد بن عبد الرحمن بن بكّار بن عبد الملك بن الوليد بن بُسْر بن أرطاة [1] . - ت. ن. ق. - أبو الوليد القرشيّ العامري البسريّ الدّمشقيّ، نزيل بغداد.
سمع: الوليد بن مسلم، وعِراك بن خالد، ومروان بن معاوية.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو محمد الدّارِميّ، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو حامد الحضْرميّ، وحاجب الفَرَغانيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ [2] .
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صالح [3] . مات في رمضان سنة ثمان وأربعين [4] .
وقال الباغَنْديّ: نا إسماعيل بن عبد الله اليَشْكُريّ قال: لم يسمع أبو الوليد مِنَ الوليد بن مسلم شيئًا. وكنت أعرفه شبه قاصّ. وكان يحلّل النّساء للرّجال، ويُعطي السَّبْي، سامحه الله [5] .
29- أحمد بن عَبْدَة بن موسى الضّبّيّ [6]- م. ع. -
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن بكار) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 211، والجرح والتعديل 2/ 59 رقم 89، والثقات لابن حبّان 8/ 23، وتاريخ بغداد 4/ 241- 243 رقم 1967، والأنساب 2/ 212، والمعجم المشتمل لابن عساكر 51 رقم 54، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 383- 385 رقم 66، والمغني في الضعفاء 1/ 45 رقم 343، وميزان الاعتدال 1/ 115 رقم 445، والكاشف 1/ 22 رقم 53، وسير أعلام النبلاء 12/ 114 رقم 37، وتهذيب التهذيب 1/ 52، 53 رقم 89، وتقريب التهذيب 1/ 19 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 8، 9.
[2] الجرح والتعديل 2/ 59.
[3] المعجم المشتمل 51.
[4] المعجم المشتمل. وقال البغوي: مات سنة ست وأربعين ومائتين، قال الخطيب: وهذا القول وهم.
[5] تاريخ بغداد 4/ 242 بأطول مما هنا. ثم قال: وأبو الوليد ليس حاله عندنا ما ذكر الباغنديّ عن هذا الشيخ، بل كان من أهل الصدق، وقد حدّث عنه من الأئمة: أبو عبد الرحمن النسائي وحسبك به، وذكره أيضا في جملة شيوخه الّذين بيّن أحوالهم.
[6] انظر عن (أحمد بن عبدة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وتاريخ الطبري 1/ 296، والجرح والتعديل 2/ 62 رقم 100، والثقات لابن حبّان 8/ 23، 24، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 21، 32 رقم 4، وتاريخ جرجان للسهمي 387، والمعجم المشتمل لابن عساكر 53 رقم 60، وتهذيب الكمال

(18/57)


أبو عَبْد اللَّه البصريّ.
سمع: حمّاد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن جُمَيْع، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وزكريا السّاجيّ، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.
وكان ثقة نبيلا.
توفي في شوال [1] سنة خمس وأربعين.
30- أحمد بن عثمان بن عبد النّور [2]- م. ت. ن. - أبو عثمان النَّوْفَليّ البصْريّ، المعروف بأبي الْجَوْزاء عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وقريش بن أنس، وأزهر السّمّان، وغيرهم.
وعنه: م. ت [3] . ن [4] . وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وآخرون.
وكان من نُسّاك أهل البصرة وثقاتهم.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [5] .
31- أحمد بن عَمْرو بن عبد الله بن عُمَرو بن السّرح [6]- م. د. ن. ق. -
__________
[ () ] للمزّي 1/ 397- 399 رقم 75، والمغني في الضعفاء 1/ 47 رقم 354، والكاشف 1/ 23، رقم 59، والوافي بالوفيات 7/ 166 رقم 3099، وتهذيب التهذيب 1/ 59 رقم 99، وتقريب التهذيب 1/ 20 رقم 85، وخلاصة تذهيب التهذيب 8.
[1] في التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعجم المشتمل: في رمضان، وكذا في ثقات ابن حبّان 8/ 23.
[2] انظر عن (أحمد بن عثمان النوفلي) في:
الجرح والتعديل 2/ 63 رقم 104، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 34 رقم 15، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 14 رقم 43، والمعجم المشتمل 54 رقم 65، وتهذيب الكمال 1/ 406، 407 رقم 81، والكاشف 1/ 24 رقم 64، وتهذيب التهذيب 1/ 61 رقم 105، وتقريب التهذيب 1/ 22 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 10.
[3] وهو كنّاه أبا عثمان.
[4] وقال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: مات في رمضان سنة خمس وأربعين.
[6] انظر عن (أحمد بن عمرو) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 385 رقم 578 ورقم 589، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 55، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 144، 145، 150، 164، 262، 359، والجرح والتعديل 2/ 15 رقم 115، والثقات لابن حبّان 8/ 29، والولاة

(18/58)


أبو الطّاهر الأمويّ، مولاهم المصريّ الفقيه.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهْب، وسعيد الآدم.
وعنه: م. د. ن [1] . ق.، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وكان من جِلّة العلماء، شرح «موطّأ ابن وهب» .
وتوفّي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين [2] .
وتفرَّد عن ابن وهْب بحديث.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثناه أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ محمد، وَمحمد بْنُ زِيَادِ بْنِ حَبِيبٍ، وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: ثنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، الرَّجُلُ سَيِّدُ أَهْلِهِ، وَالْمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ [3] .
32- أحمد بن عيسى بن حسّان [4]- خ. م. د. ن. ق. -
__________
[ () ] والقضاة للكندي 304، 318، 333، 334، 338، 344، 345، 350، 364، 378، 398، 470، ومروج الذهب للمسعوديّ 3069، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 33، رقم 9، والمستدرك على الصحيحين للحاكم 1/ 213 وفيه «السراج» بدل «السرح» ، وهو غلط، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 14 رقم 40، وطبقات علماء إفريقية (انظر فهرس الأعلام) ، وترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 78، والمعجم المشتمل 56 رقم 70، واللباب 2/ 112، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 199، وتهذيب الكمال 1/ 415- 417 رقم 86، والكاشف 1/ 25 رقم 69، والعبر 1/ 455، وسير أعلام النبلاء 12/ 62، 63 رقم 14، وتذكرة الحفاظ 2/ 504، 505، والبداية والنهاية 11/ 6، وتهذيب التهذيب 1/ 64 رقم 112، وتقريب التهذيب 1/ 23 رقم 97، وطبقات الحفاظ 219، وحسن المحاضرة 1/ 309، وخلاصة تذهيب التهذيب 10، وشذرات الذهب 2/ 120.
[1] وقال: ثقة. المعجم المشتمل.
[2] الثقات لابن حبان، المعجم المشتمل.
[3] قال أبو سعيد بن يونس: قال لي علي بن الحسن بن خلف بن قديد: كان يونس جدّك يحفظ وكان أحمد بن عمرو لا يحفظ، وكان ثقة ثبتا صالحا.
[4] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1512، والتاريخ الصغير، له 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والجرح والتعديل 2/ 64 رقم 109، والثقات لابن حبّان 8/ 15، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 40، 41 رقم 22، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 36 رقم 21،

(18/59)


أبو عبد الله المصريّ المعروف بابن التُّسْتَريّ.
سمع: ضِمام بن إسماعيل، ومفضَّل بن فَضَالَةَ، وابن وهْب، وبِشْر بن بكر، وأزهر السَّمّان، وغيرهم.
وعنه: الجماعة سوى ت.، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.
قال: أبو داود: سألت ابن مَعِين عنه فحلفَ باللَّه أنّه كذّاب [1] .
وقال أبو زُرْعة لمّا نظر في «صحيح مسلم» : يروي عن أحمد بن عيسى في الصّحيح، وما رأيتُ أهل مصر يشكّون في أنّه ... وأشارَ إلى لسانه [2] .
وأمّا النَّسائيّ فقال: ليس به بأس [3] .
وقال الخطيب [4] : ما رأيتُ لمن ترك الاحتجاج بحديثه حُجّة.
مات بسامرّاء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين [5] . وكان أبوه يّتَّجِر إلى تُسْتَر، فعرف بالتّستريّ، وهي ششتر [6] .
__________
[ () ] وتاريخ بغداد 4/ 272- 275 رقم 2023، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 7 رقم 7، والأنساب لابن السمعاني 3/ 55، والمعجم المشتمل لابن عساكر 56، 57 رقم 72، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 417- 421 رقم 87، والمغني في الضعفاء 1/ 51 رقم 394، وميزان الاعتدال 1/ 125، 126 رقم 507، والكاشف 1/ 25 رقم 70، وسير أعلام النبلاء 12/ 70، 71 رقم 16، والوافي بالوفيات 7/ 272 رقم 3245، وتهذيب التهذيب 1/ 65 رقم 116، وتقريب التهذيب 1/ 23 رقم 100، وهدي الساري 387، وخلاصة تذهيب التهذيب 10، 11، وشذرات الذهب 2/ 102.
[1] تاريخ بغداد 4/ 273.
[2] كأنه يقول الكذب. (تاريخ بغداد 4/ 274) .
[3] المعجم المشتمل، رقم 72.
[4] في تاريخ بغداد 4/ 275.
[5] المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات قبل الأربعين، وقيل إنه مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين، والأول أشبه. (8/ 15) .
[6] وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وأبو زرعة بالبصرة. وسألت أبي عنه فقال: قيل لي بمصر إنه قدمها واشترى كتب ابن وهب وكتاب المفضّل بن فضالة، ثم قدمت بغداد فسألت: هل يحدّث عن المفضّل؟ قالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرواية عن ابن وهب والمفضّل لا يستويان، قال: وسئل أبي عنه فقال: تكلّم الناس فيه. (الجرح والتعديل 2/ 64) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: كان متقنا.

(18/60)


33- أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بن الشّهيد الحُسَين الحُسَينيّ [1] .
سيّد العلويّة وشيخهم. حَبَسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدةً، فهرب وتنقّل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعُف بصَرُه.
مات بالبصرة سنة سبْعٍ وأربعين في رمضان.
34- أحمد بن عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الإمام عليّ بن أبي طالب [2] .
أبو طاهر العلويّ المدنيّ.
عن: أبيه، وابن أبي فُدّيْك.
وعنه: محمد بن منصور بن يزيد الكوفيّ، وأبو يونس المّدِينيّ، وغيرهما.
ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعّفاه.
له غرائب.
35- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيَّان بن عبد الله بن أَنَس بن عَوْف بن قاسط بن مازن بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بْن صَعْب بْن عليّ بْن بَكْر بْن وائل [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عيسى الحسيني) في:
تاريخ الطبري 8/ 275 و 9/ 412، 487، 488، ومقاتل الطالبيين 399، وسير أعلام النبلاء 12/ 72 رقم 18، والوافي بالوفيات 7/ 271، 272 رقم 3243.
[2] انظر عن (أحمد بن عيسى العلويّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 65 رقم 111، ومقاتل الطالبيين 715، وميزان الاعتدال 1/ 126، 127، وسير أعلام النبلاء 12/ 71، 72 رقم 17.
[3] انظر عن (الإمام أحمد بن حنبل) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 354، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 19، 20، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 445، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 5 رقم 1505، والتاريخ الصغير، له 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، وتاريخ اليعقوبي 2/ 472، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 436، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 443، 444، 466، 483، 553، 556، 559، 560، 570، 615، 617، 618، 621، 649، 651، 656، 662، 676، 677، و 716، 718، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 45، 108، 109، 116، 297، 326، 333، 371، 373 و 2/ 7، 161، 189، 195، 212، 213، 215، 224، 274، 276، 279، 283، 287، 289،

(18/61)


__________
[ () ] 300، 307، 309، 313، 314، 316، 326، 380، 408، 423، 427 و 3/ انظر فهرس الأعلام 482، وتاريخ الطبري 2/ 292، 384، 390 و 8/ 637، 644، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 53، وتاريخ الثقات للعجلي 49 رقم 9، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 292- 313، والجرح والتعديل 2/ 68 رقم 126، والثقات لابن حبّان 8/ 18، 19، ومروج الذهب 2797، 2914، 2916، 3384، ورجال الطوسي 367 رقم 7، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 42، 43 رقم 25، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 66، 67، 98، 107، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 30، 31 رقم 1، وتاريخ بغداد 4/ 412- 425 رقم 2317، وجمهرة أنساب العرب 300، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 432، والسابق واللاحق 53 رقم 1، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 83، 111، 115، 141، 147، 160، 203، 376، 389، 392، 405، 476، 536، 554، 556، 558، وطبقات الفقهاء للشيرازي 9، 13، 67، 72، 73، 82، 84، 85، 91، 92، 94، 97، 100، 147، 169- 171، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 5 رقم 1، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 12، 105، 118، والعيون والحدائق 1/ 360، 377، 384، 465، وتاريخ حلب للعظيميّ 229، 249، 257، والجليس الصالح للجريري 271، وتاريخ دمشق 7/ 218- 296 رقم 136، والمعجم المشتمل لابن عساكر 58 رقم 78، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 120، ونشوار المحاضرة، له 7/ 60، 61، 63، وذم الهوى لابن الجوزي 165، وأدب القاضي للماوردي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 468، 469، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 15، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 74، والحمقى والمغفّلين 65، وطبقات الحنابلة 1/ 4- 20 رقم 1، وحلية الأولياء 9/ 161- 232، والكامل في التاريخ 7/ 80 وانظر فهرس الأعلام 13/ 13، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، ووفيات الأعيان 1/ 63- 65 وانظر فهرس الأعلام 7/ 56، والروض المعطار للحميري 193، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 8، 97، 111، 392، والزهد الكبير للبيهقي رقم 73 و 725 و 897، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 195، وملء الغيبة للفهري 2/ 269، 289، 350، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي 2/ 27- 37، وتهذيب الكمال 1/ 437- 470 رقم 96، والكاشف 1/ 26 رقم 77، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 887، ودول الإسلام 1/ 146، وسير أعلام النبلاء 11/ 177- 358 رقم 78، والعبر 1/ 435، وتذكرة الحفاظ 2/ 431، والفهرست لابن النديم 285، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 110- 112، والوافي بالوفيات 6/ 363- 369 رقم 2868، ومرآة الجنان 2/ 132- 134، والبداية والنهاية 10/ 325- 343، وغاية النهاية 1/ 112، والمختصر في أخبار البشر 2/ 39، وتاريخ ابن الوردي 1/ 226، وآثار البلاد وأخبار العباد 318، 319، 321، 322، 445، 511، وتاريخ الخميس 2/ 378، والنجوم الزاهرة 2/ 304- 306، وطبقات الحفاظ 186، وتهذيب التهذيب 1/ 72- 76 رقم 126، وتقريب التهذيب 1/ 24 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 11، 12، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 70، وشذرات الذهب 2/ 96- 98، والكشكول 219، والرسالة المستطرفة 18، ومعجم المؤلّفين 2/ 96، والوفيات لابن قنفذ 189 رقم 241، ومشارع الأشواق للدمياطي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 1142، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 249.

(18/62)


الإمام أبو عبد الله الشَّيْبانيّ. هكذا نسَبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب [1] ، وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بْن أَحْمَد قَالَ: وجدتُ في كتاب أَبِي نسبَهُ، فَسَاقه إلى مازن، ثم قال: ابن هُذَيْل بن شيبان بن ثعلبة بن عُكابة.
قلت: قال فيه هُذَيْل بن شَيْبان كما ترى، وهو غَلَط.
وقال البَغَويّ: نا صالح بن أحمد فقال فيه: ذُهْل، بدل: هُذَيْل.
وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغَسيل، عن صالح. فدلَّ على أنّ الوهْم من ابن أبي حاتم.
وأما قَول عبّاس الدُّوريّ، وأبي بكر بن أبي داود أنّ الإمام أحمد كان من بني ذُهل بن شيبان، فغلَّطهما الخطيب وقال: إنّما كان من بني شيبان بن ذُهَل بن ثَعْلَبَة [2] .
قال: وذُهْل بن ثعلبة هو عمّ ذُهْل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه:
أحمد بن حنبل الذُّهْليّ على الإطلاق.
وقد نسبه البخاري [3] إليهما معًا فقال: الشَّيْبانيّ الذُّهْليّ.
وأمّا «ابن ماكولا» مع بَصَره بالأنساب فَوَهِم، وقال في سياق نَسَبه [4] :
مازن بن ذُهْل بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة. ولم يتابَع عليه.
وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: وُلِدْتُ في ربيع الأول سنة أربع وستّين ومائة [5] .
قال صالح: وجيء بأبي حُمِل من مرو، فتوفّي أبوه محمد شابّا ابن ثلاثين
__________
[1] في تاريخ بغداد 4/ 412 و 413.
[2] تاريخ بغداد 4/ 413.
[3] في تاريخه الكبير 2/ 5.
[4] في: الإكمال 2/ 562، 563.
[5] تاريخ بغداد 4/ 415.

(18/63)


سنة، فوليت أبي أمّه [1] .
قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمّي تصيّر فيهما لؤلؤتين. فلمّا ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إليّ، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما [2] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وأحمد بن أبي خيثمة إنّه ولد في ربيع الآخر.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: طلبتُ الحديث سنة تسعٍ وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هُشَيْم فقال: مات حمّاد بن زيد [3] .
فمن شيوخه: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطّان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عُلَية، وعليّ بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمّار بن محمد ابن أخت الثَّوريّ، ويحيى بن سُلَيْم الطّائفيّ، وغُنْدر، وبِشْر بن المفضّل، وزياد البكّائيّ، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو خالد الأحمر، وعبّاد بن عبّاد المُهَلّبيّ، وعَبّاد بن العوّام، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمِّيّ، وعمر بن عُبَيْد الطّنَافِسِيّ، والمطَّلِب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وعبد الرّزَاق، والشافعيّ، وخلْق كثير.
وممّن روى عنه: خ. م. د.، ومَنْ بَقي بواسطة، وخ. د. أيضا بواسطة، وابناه صالح، وعبد الله، وشيوخه: عبد الرّزّاق، والحَسَن بن موسى الأشيب، والشّافعيّ لكنه قال: الثقة [4] . ولم يُسَمَّه.
وأقرانه: عليّ بن المَدِينيّ، ويحيى بن مَعِين، ودُحْيم الشّاميّ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصريّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 415، تاريخ دمشق 7/ 222.
[2] حلية الأولياء 9/ 163.
[3] تاريخ دمشق 7/ 228.
[4] تاريخ دمشق 7/ 256.

(18/64)


ومن القدماء: محمد بن يحيى الذّهليّ، وأبوا زُرْعَة، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المّرْوَزيّ، وحرب الكِرمْانيّ، وموسى بن هارون، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم أبو القاسم البَغَويّ.
وقال أبو جعفر بن ذَرِيح العُكْبَريّ: طلبتُ أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلّمت عليه، وكان شيخًا مخضوبًا، طُوالا، أسمر شديد السُّمرة [1] .
وقال الخطيب [2] : وُلِد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثمّ رحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومكّة، والمدينة، واليمن، والشّام، والجزيرة.
وقال أحمد: مات هُشَيْمٍ سنة ثلاثٍ وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيّام، ودخلت البصرة سنة ستٍّ وثمانين. ثمّ دخلتها سنة تسعين، وسمعت من عليّ بن هاشم سنة تسع وسبعين. ثمّ عدت إليه المجلسَ الآخر وقد مات.
وهي السنة الّتي مات فيها مالك [3] .
وقال: قدِمْنا مكة سنة سبْعٍ وثمانين، وقد مات الفُضَيْل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ستٍّ. وأقمتُ بمكة سنة سبُعٍ، وخرجنا سنة ثمانٍ. وأقمت سنة تسعٍ وتسعين عند عبد الرّزّاق، وحججت خمس حِجَج، منها ثلاث راجلا.
وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهمًا [4] . ولو كان عندي خمسون دِرْهمًا لخرجتُ إلى جرير بن عبد الحميد [5] .
وقال: رأيت ابن وهْب بمكّة، ولم أكتب عنه.
وقال محمد بن حاتم: ولي جدّ الإمام أحمد حنبل بن هلال: سَرْخَس، وكان من أبناء الدّعوة. فحُدّثت أنّه ضربه المسيب بن زُهير الضّبيّ ببخارى، لكونه شغّب الجند [6] .
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 225.
[2] في تاريخ بغداد 4/ 412.
[3] تاريخ بغداد 4/ 416 وانظر: حلية الأولياء 9/ 162.
[4] تقدمة المعرفة 304.
[5] تاريخ دمشق 7/ 229، 230.
[6] تاريخ بغداد 4/ 415، تاريخ دمشق 7/ 224.

(18/65)


وعن عبّاس النَّحْويّ قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، رَبْعَه، يَخْضِب بالحِنّاء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شَعِرات سُود. ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنّها بِيض. ورأيتهُ مُعْتَمّا وعليه إزار [1] .
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم أُدْرِكْه. وكان قد قدِم فخرج إلى الثَّغر، فلم أسمع منه ولا رأيته.
وقال عارم أبو النُّعْمان: وضع أحمد عندي نَفَقَتَه، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يومًا: يا أبا عبد الله بَلَغَني أنَّك من العرب.
فقال: يا أبا النُّعْمان نحن قوم مساكين.
فلم يزل يدافعني حتّى خرج ولم يقل لي شيئًا [2] .
وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكّة. ورافق يحيى بن مَعِين، فقال أبي: نحجُّ ونمضي إلى صنعاء إلى عبد الرّزّاق.
قال: فمضينا حتّى دخلنا مكّة، فإذا عبد الرّزّاق في الطَّواف، وكان يحيى يعرفه، فطفْنا، ثمّ جئنا إلى عبد الرّزّاق، فسلَّم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل.
فقال: حيّاه الله، إنّه لَيَبْلُغُني عنه كلام [3] أُسَرُّ بِهِ. ثبّته الله على ذلك.
ثمّ قام لينصرف، فقال يحيى: ألا نأخذ عليه الموعد.
فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال.
ثمّ سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب، وأكثر عنه [4] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 416، تاريخ دمشق 7/ 225.
[2] تاريخ دمشق 7/ 222، 223.
[3] في المخطوط: «كلاما» .
[4] تاريخ دمشق 7/ 230، 231.

(18/66)


فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحِفْظه قال الخلال: أنا المَرُّوذِيّ أنّ أبا عبد الله قال له: ما تزوّجت إلا بعد الأربعين.
وعن أحمد الدَّوْرَقيّ، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستّة وُجوه وسبعة وُجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجهٍ واحد.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبا زُرْعَة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث.
فقيل له: وما يُدْريك؟
قال: ذاكَرْتُه فأخذت عليه الأبواب [1] .
وقال جُنَيْد: سمعتُ أبا عبد الله يقول: حفظت كلّ شيء سمعته من هُشَيْم، وهُشَيْم حيّ [2] .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم [3] : قال سعيد بن عَمْرو البَرْدَعيّ: يا أبا زُرْعَة، أنت أحفظ أَمّ أحمد بن حنبل؟
فقال: بل أحمد.
قلت: وكيف علمت؟
قال: وجدتُ كُتُبَه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدِّثين الذين سمع منهم. فكان يحفظ كلّ جزء ممّن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا.
وعن أبي زُرْعة قال: حُزِر كُتُب أحمد يوم مات، فبلغت اثنى عشر حِملا وعِدْلا، ما كان على ظهر كتابٍ منها: حديث فلان، ولا: ثنا فلان.
وكلّ ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 419، 420.
[2] انظر: تقدمة المعرفة 595.
[3] في تقدمة المعرفة 296.

(18/67)


وقال الحَسَن بن منبّه: سمعت أبا زُرْعة قال: أخرج إليَّ أبو عبد الله أجزاء كلّها: سُفيان، سُفيان، ليس على حديثٍ منها: ثنا فلان. فظننتها عن رجلٍ واحدٍ، فانتخبْتُ منها. فلمّا قرأ عليّ جعل يقول: ثنا وكيع، ويحيى، وثنا فلان.
فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيءٍ من هذا، فلم أقدر.
قال المَرُّوذيّ: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وَكِيعًا بحديث الثَّوريّ، وكان إذا صلى العِشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أُذَاكره، فربّما ذكر تسعة عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أَمْلِ علينا. فأُمْلِها عليهم.
وقال الخلال: ثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت قُتَيْبة بن سعيد يقول:
كان وَكِيع إذا كانت العَتْمَة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيُذَاكره. فأخذ وَكِيع ليلةً بعضادتي الباب ثمّ قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سُفْيان.
قال: هات.
قال: تحفظ عن سُفْيان، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل كذا؟
قال: نعم. ثنا يحيى.
فيقول: سَلَمَةُ كذا وكذا، فيقول: ثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سَلَمَةَ كذا وكذا. فيقول: أنت حدَّثتنا. حتّى يفرغ من سَلَمَةَ، فيقول أحمد: فتحفظ عن سَلَمَةَ كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ثمّ يأخذ في حديث شيخ، شيخ.
فلم يزل قائمًا حتّى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت الزُّهْرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خُذْ أيَّ كتاب شئت من كُتُب وَكِيع. فإنْ شئت أن تسألني عن الكلام حتّى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتّى أخبرك عن الكلام.
وقال الخلال: سمعتُ أبا القاسم بن الخُتَّليّ- وكفاك به- يقول: أكثر النّاس يظنّون أنّ أحمد إذا سُئِل كان عِلْم الدُّنيا بين عينيه.
وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت أحمد كأنّ الله جمع له عِلْم الأوّلين والآخرين.

(18/68)


وعن أحمد بن سعيد الرّازيّ قال: ما رأيت أسود الرأس أحفَظَ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أعْلَم بِفقْهه ومعانيه من أحمد بن حنبل [1] .
وقال ابن أبي حاتم [2] : ثنا أحمد بن سَلَمَةَ: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وأصحابَنَا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا.
فأقول: أليس قد صحّ هذا بإجماعٍ منّا؟ فيقولون: نعم.
فأقول: ما تفسيره؟ ما فِقْهُهُ؟
فيقفون كلّهم، إلا أحمد بن حنبل [3] .
وقال الخلال: كان أحمد قد كَتَبَ كُتُبَ الرَّأي وحفِظها، ثمّ لم يلتفت إليها.
وقال أحمد بن سِنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحدٍ أشدَّ تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل. ولا رأيته أكْرَمَ أحدًا مثله. وكان يُقْعده إلى جَنْبه ويوقّره ولا يمازحه [4] .
وقال عبد الرّزّاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع [5] .
وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وَكِيعًا يقول: ما قدِم الكوفةَ مثل ذاك الفتى- يعني أحمد-، وسمعت حفص بن غيَاث يقول ذلك [6] .
وَعَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا نظرتُ إلى أحمد بن حنبل إلا تذكّرت به سُفْيان الثَّوريّ [7] .
وقال القواريريّ: قال لي يحيى القطّان: ما قدِم عليَّ مثل أحمد بن حنبل،
__________
[1] تقدمة المعرفة 294، تاريخ بغداد 4/ 419، تاريخ دمشق 7/ 251.
[2] في: تقدمة المعرفة 293.
[3] تاريخ بغداد 4/ 419، تاريخ دمشق 7/ 255 وفيه: «فيبقون كلهم» .
[4] تقدمة المعرفة 297.
[5] تاريخ دمشق 7/ 233.
[6] تاريخ دمشق 7/ 231.
[7] حلية الأولياء 9/ 169، تاريخ دمشق 7/ 233 و 245 و 246.

(18/69)


ويحيى بن مَعِين [1] .
وقال أبو اليَمَان: كنت أشبّه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المُنْذر [2] .
وقال الهيثم بن جميل: إنْ عاش هذا الفتى سيكون حُجَّة زمانه [3] ، يعني أحمد.
وقال قُتَيْبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثمّ هذا الشّابّ، يعني أحمد بن حنبل.
وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة [4] .
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه، عن قُتَيْبة: لو أدرك أحمد عصر الثَّوريّ، والأوزاعيّ، ومالك، واللّيث، لكان هو المقدَّم.
فقلت: لقُتَيْبة: تضمُّ أحمدَ إلى التّابعين؟
فقال: إلى كبار التّابعين [5] .
وسمعت قُتَيْبة يقول: لولا الثَّوريّ لَمَاتَ الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحْدَثوا في الدّين [6] .
وقال أحمد بن سَلَمَةَ: سمعتُ قُتَيْبَة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدّنيا [7] .
وقال العبّاس بن الوليد البَيْروتيّ: ثنا الحارث بن عبّاس قال: قلت لأبي مُسْهِر: هل تعرفُ أحدًا يحفظ على هذه الأمّة أمر دِينها؟
قال: لا أعلمه إلا شابّ في ناحية الشّرق، يعني أحمد بن حنبل [8] .
وقال المُزَنيّ: قال لي الشّافعيّ: رأيتُ ببغداد شابًا إذا قال: حدّثنا، قال
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 165.
[2] تقدمة المعرفة 297.
[3] تقدمة المعرفة 295، حلية الأولياء 9/ 167.
[4] تقدمة المعرفة 308.
[5] تقدمة المعرفة 293، الجرح والتعديل 2/ 69، تاريخ دمشق 7/ 238.
[6] تاريخ بغداد 4/ 417.
[7] تقدمة المعرفة 295، الجرح والتعديل 2/ 69، تاريخ بغداد 4/ 417، تاريخ دمشق 7/ 239.
[8] تقدمة المعرفة 292، الجرح والتعديل 2/ 68، تاريخ دمشق 7/ 245.

(18/70)


النّاس كلّهم: صَدَق.
قلت: من هو؟
قال: أحمد بن حنبل.
وقال حَرْمَلَة: سمعت الشّافعيّ يقول: خرجت من بغداد، فما خلَّفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل [1] .
وقال الزَّعْفُرانيّ: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي [2] .
وقال محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه: سمعتُ أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعالَ حتّى أُرِيكَ رجلا لم تَرَ مثله. فذهبَ بي إلى الشّافعيّ.
قال أبي: وما رأى الشّافعيّ مثل أحمد بن حنبل. ولولا أحمد وبذْل نفسِهِ لِمَا بذلَها له لذهب الإسلام [3] .
وعن إسحاق قال: أحمد حُجّة بين الله وبين خَلْقه [4] .
وقال محمد بن عَبْدَوَيْه: سمعت عليَّ بن المَدِينيّ وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جُبَيْر في زمانه. لأنّ سعيدًا كان له نُظرَاء، وإنّ هذا ليس له نظير. أو كما قال.
وقال عليّ بن المَدينيّ: إن الله أعَزَّ هذا الدين بأبي بكر الصِّدّيق يوم الرِّدَّةِ، وبأحمد بن حنبل يوم المِحْنَة [5] .
وقال أبو عُبَيْد: انتهى العِلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية.
وقال محمد بن نصر الفرّاء: سمعت أبا عُبَيْد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا،
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 235.
[2] تقدمة المعرفة 296، تاريخ دمشق 7/ 234، 235.
[3] حلية الأولياء 9/ 171، تاريخ دمشق 7/ 240.
[4] تاريخ بغداد 4/ 417، تاريخ دمشق 7/ 240.
[5] تاريخ بغداد 4/ 418، تاريخ دمشق 7/ 240.

(18/71)


إنّي لأتزَّين بذِكره [1] .
وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عُبَيْد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد.
وقال أحمد بن الحَسَن التِّرْمِذيّ: سمعت الحَسَن بن الربيع يقول: ما شبّهت أحمد بن حنبل إلّا بابن المبارك في سَمْتِه وهيئته [2] .
وقال الطَّبَرانيّ: ثنا محمد بن الحسين الأنماطيّ قال: كنّا في مجلسٍ فيه يحيى بن مَعِين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يُثْنُون على أحمد بن حنبل فقال رجل: لا تُكثِروا بعض هذا.
فقال يحيى بن مَعِين: وكَثْرة الثّناء على أحمد تُسْتَنْكَر [3] ؟ لو جلسنا مجالسنا بالثنّاء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها [4] .
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: ما رأيت مثل أحمد.
وقال أبو جعفر النُّفَيْليّ: كان أحمد من أعلام الدّين [5] .
وقال المَرُّوذيّ: حضرتُ أبا ثوْر سُئِل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامُنا فيها كذا وكذا.
وقال إبراهيم الحربيّ: قال ابن مَعِين: ما رأيتُ أحدًا يُحَدِّثُ للَّه إلا ثلاثة:
يَعْلَى بن عُبَيْد، والقَعْنَبيّ، وأحمد بن حنبل.
وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدًا.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا أشدّ قلْبًا منه.
وقال عليّ بن خَشْرَم: سمعت بشْر بن الحارث، وَسُئِلَ عن أحمد بن حنبل فقال: أنا أُسْأل عن أحمد؟ إنّ أحمد أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر [6] .
__________
[1] تقدمة المعرفة 298.
[2] تاريخ دمشق 7/ 237.
[3] في الحلية: «يستكثر» ، وفي تاريخ بغداد: «يستنكر» ، وفي تاريخ دمشق: «تستكثر» .
[4] حلية الأولياء 9/ 169، 170، تاريخ بغداد 4/ 421، تاريخ دمشق 7/ 242.
[5] تقدمة المعرفة 295.
[6] حلية الأولياء 9/ 170 وفيه: «فخرج ذهبة حمراء» ، وتاريخ دمشق 7/ 248 وفيه: «فخرج ذهبه

(18/72)


رواها جماعة، عن ابن خشرم.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قال أصحاب بِشْر بن الحارث حين ضُرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر لو أنّك خرجتَ، فقلت: إنّي على قول أحمد بن حنبل.
فقال بِشْر: أتريدون أن أقومَ مقام الأنبياء؟ [1] .
رُوِيَتْ من وجهين عن بِشْر، وزاد أحدهما: قال بِشْر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومِن خلفه [2] .
وقال القاسم بن محمد الصّايغ: سمعتُ المَرُّوذيّ يقول: دخلت على ذي النُّون السّجنَ ونحن بالعسكر، فقال: أيّ شيء حال سيّدنا؟، يعني أحمد بن حنبل. وقال إسحاق بن أحمد: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العِلم. وما قام أحدٌ مثل ما قام أحمد به.
وقال ابن أبي حاتم [3] : قالوا لأبي زُرْعة: فإسحاق بن راهَوَيْه؟
قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأَفْقَه. قد رأيت الشيوخ، فما رأيتُ أحدًا أكمل منه. اجتمع فيه زُهْدٌ وفضلٌ وفقهٌ وأشياءٌ كثيرة.
وقال ابن أبي حاتم [4] : سألت أبي عن عليّ بن المَدِينيّ وأحمد بن حنبل أيُّهما أحفظ؟
فقال: كانا في الحِفْظ متقاربَيْن وكان أحمد أفقه.
وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة [5] .
وسمعت أبي يقول: رأيت قُتَيْبَة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف
__________
[ () ] أحمر» .
[1] حلية الأولياء 9/ 170.
[2] تقدمة المعرفة 310، تاريخ دمشق 7/ 248 وفيه زيادة: «ومن فوقه ومن أسفل منه، وعن يمينه وعن شماله» .
[3] في: تقدمة المعرفة 294.
[4] في: تقدمة المعرفة 294.
[5] تقدمة المعرفة 308.

(18/73)


تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه؟
فلمّا سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه [1] .
وقال محمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ: سمعتُ أبا ثَوْر يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثَّوريّ [2] .
وقال محمد بن يحيى الذُّهْليّ: جعلتُ أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله.
وقال نصر بن عليّ الْجَهْضميّ: كان أحمد أفضل أهل زمانه [3] .
وقال عَمْرو النّاقد: إذا وافَقَني أحمد على حديثٍ لا أبالي مَن خالفني.
وقال محمد بن مِهران الجمّال وذُكِر له أحمد بن حنبل فقال: ما بقى غيره.
وقال الخلال: ثنا صالح بن عليّ الحلبيّ: سمعتُ أبا همّام السَّكُونيّ يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأي أحمد مثلَه [4] .
وقال محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة: سمعت محمد بن سَخْتَوَيْه البَرْذَعيّ يقول: سمعتُ أبا عُمَيْر عيسى بن محمد الرمليّ، وذكر أحمد بن حنبل فقال:
رحمه الله، عن الدّنيا ما كان أمُره، وبالماضين ما كان أشبَههُ، وبالصّالحين ما كان أَلْحَقَه. عُرِضَت له الدَنيا فأباها، والبِدَع فنفاها [5] .
وقال أبو حاتم الرازيّ: كان أبو عُمَيْر بن النّحّاس الرمليّ من عُبّاد المسلمين، فقال لي: كتبتّ عن أحمد بن حنبل شيئًا؟
قلت: نعم.
قال: فأملّ عليّ.
فأمليت عليه شيئا [6] .
__________
[1] تقدمة المعرفة 299.
[2] تقدمة المعرفة 293.
[3] تاريخ دمشق 7/ 249.
[4] تاريخ دمشق 7/ 251.
[5] تاريخ دمشق 7/ 252.
[6] تقدمة المعرفة 298.

(18/74)


عن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما كنت أحبّ أن أُقتل في سبيل الله ولم أُصَلِّ على أحمد بن حنبل [1] .
وعنه قال: قبَّلتُ يومًا ما بين عينَيْ أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغتَ مبلغ سُفيان، ومالِك، ولم أظنّ في نفسي أنّي بقيتْ [لي] غاية. فبلغَ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما.
وعن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما رأت عيناي روحًا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل [2] .
وعن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ قال: اجتمعتُ بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثًا من إسحاق بن راهَوَيْه وأفقه منه.
وعن محمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ قال: ما رأيت أجمع في كلّ شيءٍ من أحمد بن حنبل ولا أعقل.
وقال محمد بن مسلم بن وَارَةَ: كان أحمد صاحب فِقه، وصاحب حِفْظ، وصاحب معرفة.
وقال أبو عبد الرحمن النَّسائيّ: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزُّهد، والصّبر.
وَقَالَ خَطَّابُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقِ: لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ» . رَدَدْنَاهُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ [3] .
وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يُذكر فيها شيءٌ من أمر الدّنيا. ما رأيته ذكر الدّنيا قطّ [4] .
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 173، تاريخ دمشق 7/ 251.
[2] تاريخ بغداد 5/ 21، تاريخ دمشق 7/ 251.
[3] تاريخ بغداد 4/ 418، 419.
[4] تاريخ دمشق 7/ 252.

(18/75)


وقال صالح جَزَرَة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ، وذُكِر الشّافعي عنده، فقال: ما استفادَ منّا أكثر ممّا استفدنا منه [1] .
قال عبد الله: كلّ شيء في كتاب الشّافعيّ: أنا الثقة، فهو عن أبي [2] .
وقال الخلال: ثنا أبو بكر المَرُّوذيّ قال: قدِم رجل من الزّهّاد، فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خَلِقٌ، وخُرَيْقَة على رأسه، وهو حافٍ في بردٍ شديد، فسلَّم وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضعٍ بعيد، وما أردتُ إلا السّلام عليك، وأريد عَبّادان، وأريد إنْ أنا رجعتُ أن أمرَّ بك وأسلّم عليك.
فقال: إن قُدِّر.
فقام الرجلُ وأبو عبد الله قاعد.
قال المَرُّوذيّ: ما رأيت أحدًا قطّ قام من عند أبي عبد الله حتّى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل.
فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبَهه بالأبدال. أو قال: إنّي لأذكر به الأبدال.
فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أَرْغِفة مشطورة بكامِخ وقال: لو كان عندنا شيء لو اسيناك.
قال الخلال: وأنا المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الدّاعي لك.
قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا بأيّ شيء هذا.
وقلت لأبي عبد الله: إنّ رجلا قدم من طَرَسُوس وقال لي: إنّا كنّا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ اللَّيْلُ ورفعوا أصواتهم بالدّعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنّا نمدّ المنجنيق ونرمي عنه. ولقد رُمي عنه الحجر والعلج على الحصن مُتَتَرس بدَرَقَة، فذهبَ برأسه وبالدَّرَقَة. فَتَغَّير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجا.
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 256.
[2] تاريخ دمشق 7/ 257.

(18/76)


فقلتُ: كلا.
قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعتُ رجلا من خُراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل، يرون أنّه لا يُشبه البَشَر، يظنّون أنّه من الملائكة.
وقال لي رجل: نظرةٌ عندنا من أحمد تَعْدِل عبادةَ سنة.
قال الخلال: وقال المَرُّوذيّ: رأيتُ بعض النّصارى الأطّباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطّبيب يقول: إنّه سألني أن يجيء معي حتّى ينظر إلى أبي عبد الله.
وقال المَرُّوذيّ: وأدخلت نصرانيًا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إنّي لأشتهي أن أراك منذ ستّين سنة. ما بقاؤك صلاحُ الإسلام وحدهم، بل للخلْق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
قال المَرُّوذيّ: فقلت لأبي عبد الله: إنّي لأرجو أن يكون يُدعى لك في جميع الأمصار.
فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجلُ نفسه فما ينفعه كلام النّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طَرَسُوس ماشيًا، وحجّ حَجَّتين أو ثلاثًا ماشيًا، وكان أصبر النّاس على الوحدة. وبِشْر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذاك [1] .
وقال عبّاس الدُّوريّ: حدَّثني علي بن أبي فَزَارَة جارنا قال: كانت أميّ مُقْعَدَة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فَسَلْهُ أن يدعو لي.
فأتيتُ فدققت عليه وهو في دِهْليزه، فلم يفتح لي وقال: مَن هذا؟ قلت:
أنا رجلٌ سألتني أمّي، وهي مُقْعَدَة، أن أسألك أن تدعُوَ الله لها.
فسمعتُ كلامَهُ كلام رجل مُغْضَب فقال: نحن أحوج أن تدعُوَ الله لنا.
فوَّليْت منصرفًا، فخرجتْ عجوزٌ فقالت: إنّي قد تركته يدعو لها.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 1183، تاريخ دمشق 7/ 258.

(18/77)


فجئت إلى بيتنا دققتُ الباب، فخرجت أميّ على رِجْلَيها تمشي وقالت:
قد وهبَ الله ليَ العافية [1] .
رواها ثقتان، عن عبّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يُصلّي في كلّ يوم وليلة ثلاثمائة رَكْعة، فلمّا مرض من تلك الأسواط أضْعَفَتْه، فكان يصلّي كلّ يومٍ وليلة مائة وخمسين رَكْعة [2] .
وقال عبد الله بن أحمد: ثنا عليّ بن الْجَهْم قال: كان لنا جارٌ فأخرج إلينا كتابًا فقال: أتعرفون هذا الخطّ؟
قلنا: هذا خطّ أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك؟
قال: كنّا بمكّة مقيمين عند سُفْيان بن عُيَيْنَة، ففقدْنا أحمد أيّامًا، ثمّ جِئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردودٌ عليه، وعليه خِلْقان. فقلت: ما خَبَرُك؟
قال: سُرِقت ثيابي.
فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صِلةً، وإن شئت قَرْضًا.
فأبى. فقلت: تكتب لي بأجرة؟
قال: نعم.
فأخرجت دينارًا فقال: اشترِ لي ثوبًا واقطعه نصفَين، يعني إزارًا ورداء، وجئني ببقيّة الدينار.
ففعلتُ وجئت بورق، فكتب لي هذا [3] .
وقال عبد الرّزّاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير، فلم يأخذها.
وقال إسحاق بن راهَوَيْه: كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرّزّاق، وكنتُ أنا فوق الغرفة وهو أسفل. وكنتُ إذا جئت إلى موضع اشتريت جاريةً.
قال: فاطَلعتُ على أن نفقته فنَيت، فعرضت عليه، فامتنع فقلت: إن
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 186، تاريخ دمشق 7/ 259.
[2] حلية الأولياء 9/ 179 و 181، تاريخ دمشق 7/ 260.
[3] حلية الأولياء 9/ 177، تاريخ دمشق 7/ 261، 262.

(18/78)


شئت قَرْضًا، وإن شئت صِلَة.
فأبى. فنظرت فإذا هو ينسج التكّك ويبيعه ويُنْفِق.
رواها أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، عنه [1] .
وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف دِرهم من ربْح تجارته إلى أحمد، فأبى أن يقبلها [2] .
وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض عليّ يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلْها [3] .
وقيل إنَّ صَيْرفيًا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردَّها [4] .
وقال صالح: دخلت على أبي أيّام الواثق، والله يعلم كيف حالُنا، فإذا تحت لَبِده ورقة فيها: يا أبا عبد الله، بَلَغَني ما أنتَ فيه من الضِّيق، وقد وَجَّهْتُ إليك بأربعة آلاف دِرهم. فلمّا ردّ أبي من صلاته قلت: ما هذا؟ فاحمرّ وجهه وقال: رفعتها منك.
ثم قال: تذهب بجوابه.
فكتب إلى الرجل: وَصَل كتابك، ونحن في عافية. فأمّا الدَّيْن، فلرجلٍ لا يُرْهِقُنا، وأمّا العيال، فهم في نعمة الله.
فذهبت بالكتاب، فلمّا كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلمّا مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو إنّا قبّلناها كانت قد ذَهَبَت [5] .
وقال جماعة: ثنا سَلَمَةُ بن شبيب قال: كنّا في أيّام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجلٌ فقال: مَن منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتَنا، فقال أحمد: ها أنا ذا.
__________
[1] تاريخ دمشق 7/ 263، 264.
[2] تاريخ دمشق 7/ 264.
[3] حلية الأولياء 9/ 177، تاريخ دمشق 7/ 265.
[4] حلية الأولياء 9/ 176.
[5] تقدمة المعرفة 299، 300، حلية الأولياء 9/ 178، تاريخ دمشق 7/ 266.

(18/79)


قال: جئت من أربعمائة فَرْسخ بَرّا وبحرًا. كنت ليلة جمعة نائمًا فأتاني آتٍ، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلتُ: لا.
قال: فائْتِ بغداد وسَلْ عنه، فإذا رأيته فقل إنّ الخَضِر يقرئُكَ السّلام ويقول: إنّ ساكن السّماء الّذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك للَّه [1] .
فصل في آدابه قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرةٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيضعها على فيه يُقبّلها، وأحسب أنّي رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفى به. ورأيته قد أخذ قَصْعَة النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغسّلها في جُبّ الماء، ثمّ شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه [2] .
وقال أحمد بن سعيد الدّارمِيّ: كتب إليِّ أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل.
وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إليِّ أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أمّا بعد، فإنّ الّدنيا داء والسّلطان داء، والعالِم طبيب. فإذا رأيتَ الطبيب يجرُ الدّاء إلى نفسه فاحْذرْه، والسّلام عليك.
وقال عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْريّ: حدَّثني أبي قال: مضى عمّي أبو إبراهيم أحمد بن سعْد إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، فسلَّم عليه. فَلَمَّا رآه وثب قائمًا وأكرمه.
قال المَرُّوذِيُّ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا إِلَّا وَقَدْ عَمِلْتُ بِهِ، حَتَّى مَرَّ بِي «أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى أَبَا طَيْبَةَ دِينَارًا» [3] ، فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ دِينَارًا حِينَ احتجمت.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 188، تاريخ دمشق 7/ 274.
[2] حلية الأولياء 9/ 183، 184.
[3] أخرجه البخاري في البيوع 4/ 272 باب ذكر الحجام، وباب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، وفي الإجازة، باب ضريبة العبد، وتعاهد ضرائب الإماء، وباب من كلّم موالي

(18/80)


وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكْريّ قال: سمعت عبد الملك الميمونيّ يقول: ما أعلم أنّي رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشدّ تَعَاهُد لنفسه في شاربه وشَعر رأسه وشَعر بَدَنه، ولا أنقى ثوبًا وشدّة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن الْجُنَيْد أنّ المَرُّوذيّ حدَّثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمّام. وكان إذا احتاج إلى النَّورة تَنَوّر في البيت.
وأصلحت له غير مرّة النّورة، واشتريت له جلْدًا ليدِهِ يُدْخِل يَدَه فيه ويتنوَّر.
وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجُلَسائه: إذا شئتم.
وقال المَرُّوذيّ: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختَّانٍ دِرهَمين في الطّسْت.
وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البُدَلاء؟
فسكت حتّى ظننّا أنّه لا يجيب، ثمّ قال: إنْ لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري.
وقال المَرُّوذيّ: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقَتْه العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكْلَ الطّعام والشّراب.
وقال: إذا ذكرتُ الموت هان عليَّ كلُّ شيءٍ من أمرِ الدّنيا. وإنّما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنّها أيام قلائل. ما أعدِلُ بالفقر شيئًا.
وقال: لو وجدتُ السّبيل لخرجت حتّى لا يكون لي ذكر.
__________
[ () ] العبد أن يخفّفوا من خراجه، وفي الطب: باب الحجامة من الداء. ومسلم في المساقاة (1577) باب حلّ أجرة الحجامة، ومالك في الموطّأ (2/ 974) في الاستئذان، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام، وكلهم من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: حجم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو طيبة، فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه.
ومثله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجّام أجره، واستعط. أخرجه البخاري 4/ 337 في الإجازة باب خراج الحجام، وفي البيوع، باب ذكر الحجام.
ولمسلم قال: حجم الغبيّ عبد لبني بياضة فأعطاه النبي صلّى الله عليه وسلّم أجره وكلّم سيّده، فخفّف عنه ضريبته، ولو كان سحتا لم يعطه النبي. (1202) في المساقاة باب حلّ أجرة الحجامة، ورواه أبو داود في البيوع (3423) باب في كسب الحجام، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (251) من طريق ابن سيرين، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآجره، ولو كان حراما لم يفعل.

(18/81)


وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشِّعاب بمكّة، حتى لا أُعْرَف. قد بُليت بالشُّهْرة. إنّي لأتمنّى الموت صباحًا ومساءً.
وقال المَرُّوذيّ: ذُكِر لأحمد أنّ رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضُهم اللّقاء. يتزيَّن لي وأتزيَّن له.
وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أُحَدِّث، وليتنا نُتْرَك.
الطّريق ما كان عليه بِشْرُ بن الحارث.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: إنّ فلانًا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدّراهم وحدها، قد زهد في النّاس.
فقال: ومَن أنا حتّى أزهد في النّاس؟ النّاسُ يريدون أن يزهدوا فيَّ.
وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.
وسمعته يقول: لا يفلح من تَعَاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهَّم.
وَسُئِلَ عن القراءة، بالألحان فقال: هذه بدعةٌ لا تُسْمع.
وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.
فصل في قوله في أُصول الدين قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص [1] .
البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.
وقال إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ: سمعتُ أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عمّن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.
وقال سَلَمَةُ بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
__________
[1] وهو قول الإمام الأوزاعي أيضا.

(18/82)


وقال أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: كافر.
وعمن يقول: لفْظي بالقرآن مخلوق.
فقال: جَهْميّ.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أنّ أبا طالب يحكي أنّه يقول:
لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: مَن أخبرك؟ قلت:
فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فَوَجَّهْتُ إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [1] فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
فقال: فَلِمَ حكيت عنّي أنّي قلت لك: لفْظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبَلَغَني أنّكَ وَضَعْتَ ذلك في كتاب، وكتبتَ به إلى قومٍ. فامْحه، واكتبْ إلى القوم أنّي لم أقُلْه لك. فجعل فَوْزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنّه قد حَكَّ ذلك من كتابه، وأنّه كتب إلى القوم يخبرهم أنّه وهِمَ على أبي.
قلتُ: الَّذي استقرّ عليه قول أبي عبد الله: أنَّ مَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جَهْميّ، ومَن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
وقال أحمد بن زَنْجَوَيْه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الْجَهْميّة.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الْجَهْميّة على ثلاث فرق:
فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
__________
[1] أول سورة الإخلاص.

(18/83)


وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا.
وفرقة قالوا: لفْظُنا بالقرآن مخلوق.
وقال أبي: لا يُصلِّي خلف واقِفيّ، ولا خلْف لفْظيّ.
وقال المَرُّوذيّ: أخبرتُ أبا عبد الله أنّ أبا شُعيب السُّوسيّ الذي كان بالرَّقَّة فرَّق بين ابنته وزوجها لمّا وقف بالقرآن. فقال: أحسَن، عافاه الله. وَجَعَل يدعو له.
وقد كان أبو شُعيب شاور النُّفَيْليّ، فأمره أن يفرِّق بينهما.
قال المَرُّوذيّ: ولمّا أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذَّر أبو عبد الله عنه، وأمَرَ بهجرانه وهجران من كلّمه.
قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللَّفظ نصوصٌ متعددَة.
وأولَ مَن أظهر اللّفظ الحسين بن عليّ الكرابيسيّ [1] ، وذلك في سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
وكان الكرابيسيّ من كبار الفُقَهاء.
وقال المَرُّوذيّ في كتاب «القَصَص» : عزم حَسن بن البزّاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب «المدلّسين» الّذي وضعه الكرابيسيّ يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التَّيْميّ. فمضيتُ إليه في سنة أربعٍ وثلاثينِ فقلت: إنّ كتابك يريدُ قومٌ أن يعرضوه على أبي عبد الله، فأظْهِر أنّك قد ندِمتَ عليه.
فقال: إنّ أبا عبد الله رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحقّ. قد رضيتُ أن يُعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أنْ أمحوَهُ، فأبيت.
فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلَّموا على مُسْتَبْشَعات من الكتاب، وموضعٍ فيه وضْع على الأعمش، وفيه: إنْ زعمتم أنّ الحَسَن بن صالح كان يرى السّيف فهذا ابن الزّبير قد خرج.
__________
[1] انظر ترجمة الكرابيسي في هذا الجزء، برقم (155) .

(18/84)


فقال أبو عبد الله: هذا أراد نُصْرة الحَسَن بن صالح، فوضع عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد جمع للرّوافض أحاديثَ في هذا الكتاب.
فقال أبو نصْر: إنّ فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب.
فقال: حذروا عنه.
ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسيّ، فبلغني أنّه قال: سمعت حُسَيْنًا الصّايغ يقول: قال الكرابيسيّ: لأقولنَّ مقالة حتّى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفْظي بالقرآن مخلوق.
فقلت لأبي عبد الله: إنّ الكرابيسيّ قال: لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضًا: أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوق من كلّ الجهات، إلا أنّ لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر.
فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتَلَه الله، وأيُّ شيءٍ قالت الْجَهْميّة إلا هذا؟ قالوا كلام الله، ثمّ قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقضَ كلامه إلا خيرُ كلامه الأوّل حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق.
ثمّ قال أحمد: ما كان الله لَيدَعَه وهو يقصد إلى التّابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلَّم فيهم. ماتَ بشر المَرِيسيّ، وخَلفَه حُسين الكرابيسيّ.
ثم قال: أيش خبر أبي ثَوْر؟ وافقَه على هذا؟
قلت: قد هجره.
قال: قد أحسن.
قلت: إنّي سألت أبا ثَوْر عمن قال: لفْظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع.
فغضبَ أبو عبد الله وقال: أيْش مبتدِع؟! هذا كلام جَهْمٍ بعينه. ليس يُفْلح أصحاب الكلام.
وقال عبد الله بن حنبل: سُئِل أبي وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة فقال:
من كان منهم يُحسن الكلام فهو جَهْميّ.
وقال الحَكَم بن مَعْبَد: حدَّثني أحمد أبو عبد الله الدّوْرقيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفْظي بالقرآن مخلوق؟.

(18/85)


فرأيته استوى واجتمع وقال: هذا شرّ من قول الْجَهْميّة. مَن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل تكلَّم بمخلوق، وجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمخلوق.
وَقَالَ ابْنُ أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بْنِ الْفَضْلِ الأَسَدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنَ حُمَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَدْ جَاءَتْ جَهْمِيَّةٌ رَابِعَةٌ.
فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟
قُلْتُ: قَالَ إِنْسَانٌ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ الْقُرْآنَ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ من الإلهيّة شيء.
فقال: من قال هذا فقد قَالَ مِثْلَ قَوْلِ النَّصَارَى فِي عِيسَى أَنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ فِيهِ. مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ.
قُلْتُ: أَهَذِهِ الْجَهْمِيَّةُ.
قَالَ: أَكْبَرُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُنْزَعُ الْقُرْآنُ مِنْ صُدُورِكُمْ» . قلتُ: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتّلفُّظ مخلوق لأنّ التُّلفُّظ من كسْب القارئ، وهو الحركة، والصّوت، وإخراج الحروف، فإنّ ذلك ممّا أحدثه القارئ، ولم يُحْدِث حروف القرآن ولا معانيه، وإنّما أحدث نُطْقُهُ به.
فاللّفظ قَدر مشتَرك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوّز الإمام أحمد: لفْظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق، إذ كلّ واحدٍ من الإطلاقيْن مُوهِمٌ. والله أعلم.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مَطَر، وزكريّا بن أبي يحيى، أنّ أبا طالب حدَّثهم أنّه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أنّ سَرِيّا السَّقَطيّ قال: لمّا خلق الله الحروف سَجَدَتْ إلا الألِف فإنّه قال: لا أسجد حتّى أُومر.
فقال: هذا كُفْر.
فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدّين محاباة.
قال الخلال: أنبأ محمد بن هارون أنّ إسحاق بن إبراهيم حدَّثهم قال:
حضرت رجلا سأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على

(18/86)


الإيمان بالقَدَر خيره وشرّه؟
قال أبو عبد الله: نعم.
قال: ولا نكفّر أحدًا بذنب؟
فقال أبو عبد الله: أسكُتْ، من ترك الصّلاة فقد كفَر، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو كافر.
وَقَالَ الْخَلالُ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُوسُ بْنُ مَالِكٍ الْعَطَّارُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أُصُولُ السنة عِنْدَنَا التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَتَرْكُ الْخُصُومَاتِ، وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ الْمِرَاءَ وَالْجَدَلِ. وَلَيْسَ فِي السنة قِيَاسٌ، وَلا يُضْرَبُ لَهَا الأَمْثَالُ، وَلا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ، وَالْقُرْآَنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ. وَإِيَّاكَ وَمُنَاظَرَةَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ، وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ، وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَالَ: لا أَدْرِي، مَخْلُوقٌ أَوْ لَيْسَ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ اللَّهِ، فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. وَالإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ، فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَاهُ قَتَادَةُ وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ عَلَى مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكَلامُ فِيهِ بِدْعَةٌ. وَلَكِنْ نُؤَمِّنُ عَلَى مَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَإِنَّ اللَّهَ يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانُ.
قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: وَهُوَ مَعَكُمْ 57: 4 وما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ 58: 7 [1] ؟.
قال: عِلمُه عِلمُه.
وسمعته يقول: ربُّنا تبارك وتعالى على العرش بلا حَدٍّ ولا صفة.
قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيفيّة ولا وصْف.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: حدَّثني محمد بن إبراهيم القيسيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: يُحكى عن ابن المبارك أنّه قيل له: كيف نعرف ربّنا؟
__________
[1] سورة المجادلة، الآية 7.

(18/87)


قال: في السّماء السّابعة على عرشه.
قال أحمد: هكذا هو عندنا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أنّ أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب «الرّدّ على الْجَهْميّة» تأليفه: سألت أبي عن قومٍ يقولون: لمّا كلَّم الله موسى لم يتكلَّم بصوت.
فقال أبي: بلى تكلَّم- جلَّ ثناؤه- بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت.
وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلَّم الله سُمِع له صوت [1] كمرِّ السّلسلة على الصَّفْوان.
قال: وهذه الْجَهْميَّة تنكره، وهؤلاء كُفّار يريدون أن يموّهوا على النّاس.
ثُمَّ قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ: عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ الله بالوحي سمع صوته أهل السّماء فيخرّن سُجَّدًا.
وقال عبد الله: وجدت بخطّ أبي ممّا يُحْتَجّ به على الْجَهْميّة من القرآن:
إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ 36: 82 [2] ، إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ 3: 45 [3] ، إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ 4: 171 [4] ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ [5] رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ 6: 115 [6] ، يَا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 27: 9 [7] ، أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ 7: 54 [8] ، كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ 28: 88 [9] ،
__________
[1] في الأصل: «صوتا» .
[2] سورة يس، الآية 82.
[3] سورة آل عمران، الآية 45.
[4] سورة النساء، الآية 171.
[5] في الأصل: «كلمات» وهو غلط.
[6] سورة الأنعام، الآية 115.
[7] سورة النمل، الآية 9.
[8] سورة الأعراف، الآية 54.
[9] سورة القصص، الآية 88.

(18/88)


وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ 55: 27 [1] ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي 20: 39 [2] ، وَكَلَّمَ الله مُوسى تَكْلِيماً 4: 164 [3] ، يا مُوسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ 20: 11- 12 [4] ، وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ 39: 67 [5] ، وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ، وَلُعِنُوا بِما قالُوا، بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ 5: 64 [6] .
قلت: وذكر آيات كثيرة في الصّفات، أنا تركت كتابتها هنا.
وقال يعقوب بن إسحاق المطّوّعيّ: سمعت أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان.
وقال صالح بن أحمد: سُئِل أبي، وأنا شاهد، عمّن يُقَدّم عليًا على عثمان يُبَدَّع؟
فقال: هذا أهلٌ أن يُبَدّع. أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدَّموا عثمان.
وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَنْ الرافضيّ؟
قال: الّذي يشتم رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو يتعرَّض لهم ما أراه على الإسلام.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسُل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين عليّ ومعاوية؟
قال: ما أقول فيهم إلا الحُسنَى.
وكلام الإمام أحمد كثير طيّب في أصول الدّين، لا يتّسع هذا الباب لسياقه
__________
[1] سورة الرحمن، الآية 27.
[2] سورة طه، الآية 38.
[3] سورة النساء، الآية 164.
[4] سورة طه، الآيتان 11 و 12.
[5] سورة الزمر، الآية 67.
[6] سورة المائدة، الآية 64.

(18/89)


قد جمعه الخلّال في مصَّنفٍ سماه «كتاب السنة» عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلَّدات، فممّا فيه:
أنبا المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: مَن تعاطى الكلام لا يُفْلح، من تعاطى الكلام لم يَخْلُ من أن يتجهَّم.
وسمعتُ أبا عبد الله يقول: لست أتكلَّم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصّحابة والتّابعين. وأمّا غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَن أحبّ الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرُهم إلى خير.
وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإيّاكم والخوض والجدال والمِراء، فإنّه لا يُفْلح من أحبّ الكلام.
وقال لي: لا تجالِسْهم، ولا تكلّم أحدًا منهم.
ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهلَ الكلام.
وسمعته يقول: ما رأيتُ أحدًا طلب الكلام واشتهاه فأفلح لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلّموا يومئذٍ بكلام، واحْتَجّوا بشيءٍ ما يَقْوَى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، ثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيّوب: إذا تمرّق أحدكم لم يَعد.
وقال الخلال: أنا أحمد بن أصرم المُزَنيّ قال: حضرتُ أحمد بن حنبل قال له العبّاس الهَمْدانيّ: إنّي رُبّما رَدَدْت عليهم.
قال أحمد: لا ينبغي الجدال.
ودخل أحمد المسجد وصلّى، فلمّا انفتل قال: أنت عبّاس؟
قال: نعم.
قال: اتقِ الله، ولا ينبغي أن تَنْصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضْع الكُتُب. لو كان هذا خيرًا لتقدَّمنا فيه الصّحابة. لم أرَ شيئًا من هذه في الكُتُب، وهذه كلّها بدعة.

(18/90)


قال: مقبولٌ منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوبُ إليه، إنّي لست أطلبهم، ولا أدُقُّ أبوابهم، لكنْ أسمعهم يتكلّمون بالكلام، وليس أحدٌ يردّ عليهم فأَغْتَمّ، ولا أصبر حتّى أرُدّ عليهم.
قال: إن جاءك مسترشدٌ فأرشِدْه. قالها مِرارًا.
قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أنّ أبا الحارث حدَّثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إنّ هاهنا مَن يُناظر الْجَهْميَّة يبين خطأهم، ويُدقّق عليهم المسائل، فما ترى؟
قال: لستُ أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يُنَاظرهم. أليس قال معاوية بن قُرَّةَ: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنَّبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسُّنَن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البِدَع. وإنّما السّلامة في تَرْك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات.
وقال: إذا رأيتم من يحبّ الكلام فاحْذروه.
قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الأصبهانيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإنْ ذَبُّوا عن السنة.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ما زال الكلام عند أهل الخير مذمومًا.
قلت: ذمّ الكلام وتعلّمه قد جاء من طُرُقٍ كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.
فصل في سيرته قال الخلال: قلت لزُهَير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدّك؟
قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنْين. كنّا ندخل إليه كلّ يوم جمعة أنا وإخوتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكلّ واحدٍ منا حبَّتين حبَّتين من فِضّةٍ في رقْعة إلى فاميّ [1] يعامله، فنأخذ منه الحبَّتين، وتأخذ الأخوات.
__________
[1] الفاميّ: الصائغ.

(18/91)


وكان ربّما مررت به وهو قاعد في الشّمس، وظهره مكشوف، وأثر الضَّرْب بَيِّنٌ في ظهره.
وكان لي أخٌ أصغر منّي اسمه عليّ، فأراد أبي أن يختنه، فاتّخذ له طعامًا كثيرًا، ودعا قومًا، فلمّا أراد أن يختنه وجّه إليه جدّي فقال له: بَلَغَني ما أحدَثْته لهذا الأمر، وقد بلغني أنّك أسرفتُ، فابدأ بالفقراء والضُّعفاء فأطْعمْهم.
فلمّا كان من الغد، وحضر الحَجّام، وحضر أهلنا، فجاء جدّي حتّى جلس في الموضع الّذي فيه الصّبيّ، وأخرج صُرَيْرَة دفعها إلى الحَجّام، وصُرَيْرةً دفعها إلى الصبّيّ، وقام فدخل منزله. فنظر الحَجّام في الصُّرَيْرة فإذا درهم واحدٌ.
وكنّا قد رفعنا كثيرًا مما افْتُرِش، وكان الصبّيّ على مَصْطَبَة مرتفعة على شيء من الثّياب الملوّنة، فلم يُنْكِر ذلك.
وقدِم علينا من خُراسان ابن خالة جدّي، فنزل على أبي، وكان يُكنَّى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدّي، فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبَقْل وخلّ وملْح. ثم جَاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مَصلية، فيها لحم وسَلْق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمّن بقي من أهلهم بخُراسان في خلال ما يأكل، فربّما استعجم الشّيء على أبي أحمد، فيكلّمه جدّي بالفارسيّة، ويضع القطعة اللّحم بين يديه وبين يديّ. ثمّ رفع الغِضارة بيده، فوضعها ناحيةً، ثمّ أخذ طَبَقًا إلى جنْبه، فوضعَه بين أيدينا، فإذا تمرٌ برّيّ، وجوز مُكَسَّر. وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد.
وقال عبد الملك الميمونيّ: كثيرًا ما كنتُ أسال أبا عبد الله عن الشّيء فيقول: لبَّيْك لبَّيْك.
وعن المَرُّوذيّ قال: لم أر الفقير في مجلس أعزَّ منه في مجلس أبي عبد الله. كان مائلا اليهم، مُقْصِرًا عن أهل الدّنيا. وكان فيه حلمٌ، ولم يكن بالعَجُول. وكان كثير التّواضع، تَعْلوه السّكينة والوَقار. إذا جلس في مجلس بعد العصر لا يتكلّم حتى يُسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر. يقعد حيث انتهى به المجلس.

(18/92)


وقال الطِّبَرانيّ: ثنا موسى بن هارون: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول:
لمّا خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرّزّاق انقطعت به النَّفَقَة، فأكرى نفسه من جمّالين إلى أن جاء صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل.
قال الفقيه عليّ بن محمد بن عمر الرّازّي: سمعتُ أبا عمر غلام ثعلب:
سمعتُ أَبَا القاسم بْن بشّار الأنْماطيّ: سَمِعْتُ المُزَنيّ: سمعت الشّافعيّ يقول:
رأيت ببغداد ثلاث أُعجوبات: رأيت فيها نَبَطيّا يتنحّى [1] عليَّ حتّى كأنّه عربيّ.
ورأيت أعرابيًّا يَلْحن حتّى كأنه نَبَطيّ، ورأيت شابّا وخَطَه الشَّيْب، فإذا قال:
حدَّثنا. قال النّاس كلُّهم: صَدَق.
قال المُزَنيّ: فسألته، فقال: الأول الزَّعْفرانيّ، والثّاني أبو ثَوْر الكلبيّ وكان لحّانًا، وأمّا الشّابّ فأحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رأيت أبي حرّج على النَّمل أن يخرج النّمْل من داره. ثم رأيت النَّمْل قد خرجن بعد ذلك نَمْلا سودًا، فلم أرهم بعد ذلك.
رواها أحمد بن محمد اللّبنانيّ، عنه.
قال أبو الفَرَج بن الْجَوزيّ: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلِم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.
ومن نهي أبي عبد الله عن الكلام، قال المَرُّوذيّ: أُخْبِرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابًا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابًا يشرح فيه الرّدّ على أهل البِدَع، فكتب إليه أبو عبد الله.
قال الخلال: وأخبرني عليّ بن عيسى أنّ حنبلا حدّثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله.
قال: وأخبرني محمد بن عليّ الورّاق ثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجلٌ إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والْجُلُوس معهم، فأملى عليّ أبي جواب
__________
[1] أي يتحدّث بالنّحو.

(18/93)


كتابه: أحسنَ الله عاقبتك، الّذي كنّا نسمع عليه من أدركنا أنّهم كانوا يكرهون الكلام والْجُلُوس مع أهل الزَّيْغ، وإنّما الأمر في التّسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تَعْدُ ذلك. ولم يزل النّاس يكرهون كلّ مُحْدَث، من وضْعِ كتابٍ، وجلوسٍ مع مبتدع، ليُورد عليه بعض ما يُلْبس عليه في دينه.
وقال المَرُّوذيّ: بَلَغَني أنّ أبا عبد الله أنكر علي وليد الكرابيسيّ مناظرته لأهلِ البِدَعِ.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليُعْرَض عليك.
وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنّما قلت إنّه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر.
فلمّا قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسيّ، وإنّما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأيّ شيء بقى؟ ليس يُفلح أصحابُ الكلام.
قلت: إنّما حطّ عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسَّم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصّة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحثٌ صحيح، وتقسيمٌ مليح. وبعد هذا فقد ذَمّ من أطلق الخَلْق على الإيمان، باعتبار قول العبد لا باعتبار مَقُوله، لأنّ ذلك نوعٌ من الكلام، وهو كان يذمّ الكلام وأهله، وإنْ أصابوا، ونهى عن تدقيق النَّظر في أسماء الله وصفاته، مع أنّ محمد بن نصر المروزيّ قد سمع إسحاق بن رَاهوَيْه يقول: خلق الله الإيمان والكفر، والخيرَ والشّرّ.
فصل في زوجاته وأولاده قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوّج جدي بأمّ أبي عبّاسة بنت الفضل من العرب من الرَّبَض، لم يولد له منها غير أبي. ثمّ ماتت.
قال المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: أقامت معي أمّ صالح ثلاثين سنة، فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة.

(18/94)


وقال زهير: لمّا ماتت عبّاسة تزوّج جدّي بعدها امرأة من العرب، يقال لها رَيْحانة، فولدت له عبد الله وحده.
وقال أبو بكر الخلال: ثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثيّ: أخبرني أحمد بن عَبْثَر قال: لمّا ماتت أمّ صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمّي فاخطبيها لي من نفسها.
قالت: فأتيتها فأجابته.
فلما رَجَعَتْ إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟
قال: وكانت بعينٍ واحدة.
فقالت له: نعم.
قال: فاذهبي فاخطبي تلك التي بعينٍ واحدة.
فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبعا ثمّ قالت له: كيف رأيت يا ابنَ عمّي؟ أنكرت شيئًا؟
قال: لا، إلا أَنَّ نَعْلِك هذه تصرّ.
فيما تقدّم وهْم من أن أحمد، رحمه الله، تزوّج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم، لأنّ عبد الله وُلد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهرُ، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنّه سمع من عفّان، وأبي الوليد.
وذكر أبو يعقوب الهَرَويّ، وغيره أنّ صالحًا ولد سنة ثلاثٍ ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسعٌ وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سِنين والله أعلم.
وقال الخلال: حدَّثني محمد بن العبّاس: نا محمد بن عليّ: حدَّثني أبو بكر بن يحيى قال: قال أبو يوسف بن بْختان: لمّا أمرنا أبو عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوزان، فتبِعني أبو عبد الله فقال لي: يا أبا يوسف، ويكون لها لحم.
قال زُهير بن صالح: لمّا تُوَفّيت أمّ عبد الله اشترى حُسْن، فولدت منه زينب، ثمّ الحسن، والحسين تَوْأمًا، وماتا بالقُرب من ولادتها، ثمّ ولدت الحسن، ومحمدا، فعاش، ثمّ حَتَّى صارا من السّنّ إلى نحوٍ من الأربعين سنة.

(18/95)


ثمّ ولدت بعدهما سعيدًا.
قال الخلال: وثنا محمد بن عليّ بن يحيى: سمعت حُسْن، أمّ ولد أبي عبد الله تقول:
قلت لمولاي: يا مولاي اصرفْ فَرْدَ خلْخالي.
قال: وتَطيب نفسك؟
قلت: نعم.
قال: الحمد للَّه الذي وفَّقك لهذا.
قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرَّقها وقت حَمْلي. فلما ولدتُ حَسَنًا أعطى مولاتي كرّامة درهمًا، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى ابن شجاع القصّاب يشتري لك بهذا رأسًا. فاشتري لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا.
فقال لي: يا حُسْن، ما أملك غير هذا الدِّرهم، وما لكِ عندي غير هذا اليوم.
قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرحَ يومَه ذلك. فدخل يومًا فقال لي: أريد أن أحتجم اليوم وليس معي شيء. فجئتُ إلى جَرّة لي فيها غزْل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحمًا بنصف درهم، وأعطى الحجّام درهمًا، واشتريت طِيبًا بِدِرهم.
ولمّا خرج إلى سُرّ مَنْ رأى كنتُ قد غزلت غزْلا ليّنًا، وعملت ثوبًا حسنًا، فلمّا قدِم أخرجته إليه، قال: ما أريده.
فدفعته إلى فَوْزان، فباعه باثنتين وأربعين درهمًا، واشتريت منه قطنًا، فغزلته ثوبًا كبيرًا، فلمّا أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفّن فيه.
وأخرجت الغليظ فقطعَه.
وعن أحمد بن جعفر بن المنادى أنّ أبا عبد الله اشترى جاريةً بثمنٍ يسير، سمّاها ريحانة ليسترّى بها. لم يُتَابع ابن المنادي على هذا.
قال حنبل: وُلد سعيد قبل موت أحمد بنحوٍ من خمسين يومًا.

(18/96)


وقال بعض النّاس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهذا لا يصحّ. فإنّ سعيدًا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهْر. لأنّ إبراهيم الحربيّ عَزّى عبد الله بأخيه سعيد.
وأمّا الحسن، ومحمد. قال ابن الْجَوْزيّ: فلا نعرف من أخبارهما شيئًا.
وأمّا زينب فكبرت وتزَّوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صحّ ذلك.
ذِكْرُ المِحْنَة ما زال المسلمون على قانون السَّلَف من أنّ القرآن كلام الله تعالى ووحْيه وتنزيله غير مخلوق، حَتَّى نبغت المعتزلة والْجَهْميّة، فقالوا بخلق القرآن، متستّرين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدَّورقيّ، عن محمد بن نوح، أنّ هارون الرشيد قال: بَلَغَني أنّ بِشْر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. للَّه عليَّ إنْ أظفرني به لأقتلنّه.
قال الدَّورقيّ: وكان بِشْر مُتَواريًا أيّام الرشيد، فلمّا مات ظهر بِشْر ودعى إلى الضَّلالَةِ.
قلت: ثمّ إن المأمون نظر في الكلام، وباعث المعتزلة، وبقي يقدِّم رِجْلا ويؤخِّر أخرى في دعاء النَّاس إلى القول بخلق القرآن، إلى أنُ قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سُقْناه.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: حُمِل أبي، ومحمد بن نوح مقَّيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحول أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عُرِضت على السيف تجيب؟.
قال: لا.
ثمّ سُيِّرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرّحْبَة ودخلنا فيها، وذلك في جوف اللّيل، فعَرَض لنا رجلٌ فقال: أيّكم أحمد بن حنبل؟
فقيل له: هذا.
فقال للجمّال: على رسْلك. ثمّ قال: يا هذا، ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنّة. ثم قال: أسْتَوْدعُك الله، ومضى.

(18/97)


قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشِّعْر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يُذكر بخير [1] .
وروى أحمد بن أبي الحواري: ثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعتُ كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابيّ كلَّمني بها في رَحْبة طَوْق، قال: يا أحمد، إن يَقْتُلُكَ الحقُّ مُتَّ شَهِيدًا، وإن عشْت عشت حميدًا. فقوي قلبي.
قال صالح بن أحمد: قال أبي: صِرْنا إلى أذَنَة، ورحلنا منها في جوف اللّيل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون.
قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه.
وقال محمد بن إبراهيم البُوَشْنجيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبيّنت الإجابة في دعوتين: دعوتُ الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكّل. فلم أر المأمون ومات بالبَذَنْدُون [2] وهو نهر الرّوم، وأحمد محبوس بالرَّقَة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجَع فردَّ أحمد إلى بغداد.
وأمّا المتوكّل فإنّه لمّا أحضر أحمد دار الخلافة ليحدِّث ولده، قَعَد لَهُ المتوكّل في خَوْخةٍ [3] حَتَّى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.
قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدّا في أقيادهما، فلمّا صارا إلى الرّقّة حُملا في سفينة، فلمّا وصلا إلى عانات تُوَفّي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلّى عليه أبي.
وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيتُ أحدًا على حداثة سِنّهِ وقدر عِلْمه أَقْوَم بأمر الله من محمد بن نوح. وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتِم له بخير. قال لي
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 196.
[2] البذندون: بفتحتين وسكون النون، ودال مهملة، وواو ساكنة، ونون، قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر. (معجم البلدان 1/ 361، 362) ووقع في: حلية الأولياء 9/ 196:
«البذيذون» ، وهو تحريف.
[3] الخوخة: الباب الصغير.

(18/98)


ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنّك لستَ مثلي، أنت رجل يُقْتَدى بك، قد مَدَّ الخلْق أعناقهم إليك لما يكون منك. فاتَّقِ الله واثْبت لأمرِ الله. أو نحو هذا.
فمات وصلَّيت عليه ودفنته. أظنّه قال: بعانة.
قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيَّدًا، فمكث بالياسريّة أيّامًا، ثمّ حُبِس في دارٍ اكْتُرِيَتْ عند دار عُمارة. ثمّ نُقِل بعد ذلك إلى حبْس العامّة في درب المَوْصِليّة [1] ، فقال أبي: كنتُ أصلّي بأهل السّجن وأنا مقيّد. فلمّا كان في رمضان سنة تسع عشرة حُوِّلْتُ إلى دار إسحاق بن إبراهيم.
وأمّا حنبل بن إسحاق فقال: حُبس أبو عبد الله في دار عُمارة ببغداد في إسطبلٍ لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبْسٍ ضيّق، ومرِض في رمضان، فحُبِس في ذلك الحبْس قليلا، ثم حُوِّل إلى سجن العامّة، فمكث في السّجن نحوًا من ثلاثين شهرًا، فكنّا نأتيه. وقرأ عليَّ كتاب الإرجاء وغيره في الحبْس، فرأيته يصلّي بأهل الحبْس وعليه القيد، فكان يُخْرج رِجْله من حلقة القيد وقت الصّلاة والنّوم.
رَجَعْنَا إِلَى مَا حَكَاهُ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَمَّا حُوِّلَ إِلَى دَارِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَكَانَ يُوجَّهُ إِلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ بِرَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ رَبَاحٍ، وَالْآخَرُ أَبُو شُعَيْبٍ الْحَجَّامُ، فَلَا يَزَالانِ يُنَاظِرَانِي حَتَّى إِذَا أَرَادَا الانْصِرَافَ دُعِيَ بِقَيدٍ، فَزِيدَ فِي قُيُودِي.
قَالَ: فَصَارَ فِي رِجْلِهِ أَرْبَعَةُ أَقْيَادٍ.
قَالَ أَبِي: فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ دَخَلَ عَلَيَّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ فَنَاظَرَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي عِلْمِ اللَّهِ؟
قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ.
فَقُلْتُ لَهُ: كَفَرْتَ.
فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِي كَانَ يَحْضُرُ مِنْ قِبَلِ إسحاق بن إبراهيم: إنّ هذا رسول
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 197.

(18/99)


أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذَا قَدْ كَفَرَ [1] .
فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ وَجَّهَ، يَعْنِي الْمُعْتَصَمِ، بِبُغَا الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَبِيرُ، إِلَى إِسْحَاقَ، فَأَمَرَهُ بِحَمْلِي إِلَيْهِ. فَأَدُخِلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ فَقَالَ: يَا أَحَمْدُ، إِنَّهَا وَاللَّهِ نَفْسُكَ، إِنَّهُ لَا يَقْتُلُكَ بِالسَّيْفِ. إِنَّهُ قَدْ آلَى بِأَنْ لَمْ تُجِبْهُ أَنْ يَضْرِبَكَ ضَرْبًا بَعْدَ ضَرْبٍ، وَأَنْ يَقْتُلَكَ [2] فِي مَوْضِعٍ لَا يُرَى فِيهِ شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ. أَلَيْسَ قَدْ قال الله عزّ وجلّ: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا 43: 3 [3] ، أَفَيَكُونُ مَجْعُولًا إِلَّا مَخْلُوقًا؟
فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ الله تعالى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ 105: 5 [4] أَفَخَلَقَهُمْ؟
قَالَ: فَسَكَتَ. فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِبَابِ الْبُسْتَانِ أُخْرِجْتُ وَجِيءَ بِدَابَّةٍ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ الْأَقْيَادُ، مَا مَعِي أَحَدٌ يُمْسِكُنِي. فَكِدْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ أَخِرَّ عَلَى وَجْهِي لِثِقَلِ الْقُيُودِ. فَجِيءَ بِي إِلَى دَارِ الْمُعْتَصِمِ، فَأُدْخِلْتُ حُجْرَةً، وَأُدْخِلْتُ إِلَى الْبَيْتِ، وَأُقْفِلَ الْبَابُ عَلَيَّ، وَذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ سِرَاجٌ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَمَسَّحَ لِلصَّلَاةِ، فَمَدَدْتُ يَدَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٌ مَوْضُوعٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أخرجت تكنّى مِنْ سَرَاوِيلِي، وَشَدَدْتُ بِهَا الْأَقْيَادَ أَحْمِلُهَا، وَعَطَفْتُ سَرَاوِيلِي. فَجَاءَ رَسُولُ الْمُعْتَصَمِ فَقَالَ: أَجِبْ.
فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَدْخَلَنِي عَلَيْهِ، وَالتَّكَّةُ فِي يَدِي أَحْمِلُ بِهَا الْأَقْيَادَ. وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، وَابْنُ أَبِي دُؤَادٍ حَاضِرٌ، وَقَدْ جَمَعَ خَلْقًا كَثِيرًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِي، يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ: ادْنُهُ، ادْنُهُ. فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِينِي حَتَّى قَرُبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي:
اجْلِسْ. فَجَلَسْتُ وَقَدْ أَثْقَلَتْنِي الْأَقْيَادُ، فَمَكَثْتُ قَلِيلًا ثُمَّ قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي فِي الكلام؟ فقال: تكلّم.
__________
[1] في هامش الأصل: إنّما كفّره لأنّه إذا كان علمه مخلوقا لزم أن يكون في الأزل بغير علم حتّى خلقه. تعالى الله عمّا يقول الظّالمون....
[2] في حلية الأولياء 9/ 197 «وأن يلقيك» .
[3] سورة الزخرف، الآية 3.
[4] سورة الفيل، الآية 5.

(18/100)


فَقُلْتُ: إِلَى مَا دَعَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟
فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
فَقُلْتُ: فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ جَدَّكَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوهُ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ» ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: «شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامَةَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ» [1] . قَالَ أَبِي: قَالَ- يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ- لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُكَ فِي يَدِ مَنْ كَانَ قَبْلِي مَا عَرَضْتُ لَكَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْحَاقَ، أَلَمْ آمُرْكَ بِرَفْعِ الْمِحْنَةِ؟
فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّ فِي هَذَا لَفَرَجًا لِلْمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: نَاظِرُوهُ، كَلِّمْهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَلِّمْهُ.
فَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا تقول في القرآن؟
قلت له: ما تقول في عِلْمِ اللَّهِ؟
فَسَكَتَ.
فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ 13: 16 [2] وَالْقُرْآنُ أَلَيْسَ هُوَ شَيْءٌ؟
فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ تعالى: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها 46: 25 [3] فدمّرت إلّا ما أراد الله.
__________
[1] أخرجه البخاري في الإيمان 1/ 120، 125 باب: أداء الخمس من الإيمان، وفي: العلم، باب تحريض النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم، ويخبروا من وراءهم. وفي:
مواقيت الصلاة، باب: قول الله تعالى: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ 30: 31. وفي: الزكاة، باب: وجوب الزكاة. وفي: الجهاد، باب: أداء الخمس من الدّين. وفي: الأنبياء، باب: نسبة اليمن إلى إسماعيل. وفي: المغازي: باب وفد عبد القيس. وفي: الأدب، باب: قول الرجل مرحبا.
وفي: خبر الواحد، باب: وصاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفود العرب أن يبلّغوا من وراءهم. وفي: التوحيد.
باب: قول الله تعالى: وَالله خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ 37: 96. وأخرجه مسلم في الإيمان (17) باب:
الأمر بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وشرائع الدين، والدعاء إليه، والسؤال عنه.
[2] سورة الرعد، الآية 16.
[3] سورة الأحقاف، الآية 25.

(18/101)


فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ 21: 2 [1] أَفَيَكُونُ مُحْدَثٌ إِلَّا مَخْلُوقًا؟
فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ 38: 1 [2] فَالذِّكْرُ هُوَ الْقُرْآنُ. وَتِلْكَ لَيْسَ فِيهَا أَلِفٌ وَلَامٌ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الذِّكْرَ.
فَقُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ، حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الذِّكْرَ» [3] . وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ» [4] . فَقُلْتُ: إِنَّمَا وَقَع الْخَلْقُ عَلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَقَعْ عَلَى الْقُرْآنِ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ خَبَّابٍ: يَا هَنَتَاهْ، تَقَرَّبَ إِلَى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ.
قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ.
قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دُؤَاد ينظر إلى أبي كالمُغْضَب، قال أبي:
وكان يتكلَّم هذا، فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دُؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضالّ مُضِلّ مُبْتَدِع.
فيقول: كلّموه، ناظروه.
__________
[1] سورة الأنبياء، الآية 2.
[2] أول سورة ص.
[3] هذا طرف من حديث أخرجه البخاري في أول بدء الخلق 6/ 205، 207، والتوحيد 13/ 345- 347 باب: وكان عرشه على الماء، عن عمران بن حصين، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، وعقلت ناقتي بالباب، فإذا ناس من بني تميم، فقال: أقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا: قد بشّرتنا، فأعطنا مرتين. ثم دخل عليه ناس من اليمن، فقال: أقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قبلنا، جئناك نتفقّه في الدّين، ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
[4] أورده السيوطي في: الدرّ المنثور 1/ 323.

(18/102)


فيكلّمني هذا، فأّرد عليه، ويكلّمني هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويْحك يا أحمد ما تقول؟
فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطُوني شيئًا من كتاب الله أو سنّة رسول الله حتّى أقول به.
فيقول ابن أبي دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله؟
فقلت له: تأوّلت تأويلا، فأنتَ أعلم، وما تأوّلتَ ما يُحْبَس عليه وما يُقَيَّد عليه [1] .
قال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجّوا عليَّ بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتّى سمعتُ مقالتهم، وجعلوا يدعون [2] ، يقول الخصم: وكذا وكذا. فاحتججت عليهم بالقرآن بقوله: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً 19: 42 [3] فذمَّ إبراهيم أباه أنْ عبد ما لا يسمع ولا يُبَصر، أَفَهَذا مُنْكَرٌ عندكم؟
فقالوا: شبَّه يا أمير المؤمنين، شبَّه يا أمير المؤمنين.
وقال محمد بن إبراهيم البُوشنْجيّ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا أنّ ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لَهُو أحب إليَّ من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ويَعُدّ من ذلك ما شاء الله أن يَعُدّ [4] .
فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقنّ عنه بيدي، ولأركبنّ إليه بجُنْدي، ولأطأنّ عَقِبَه.
ثمّ قال: يا أحمد، والله إنّي عليك لشَفيق، وإنّي لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول؟
فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلمّا طال المجلس
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 197- 199.
[2] في سير أعلام النبلاء 11/ 247: «يرغون» بالراء والغين المعجمة.
[3] سورة مريم، الآية 42.
[4] حلية الأولياء 9/ 201.

(18/103)


ضجر وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده، وعبد الرَّحْمَن بْن إسحاق يكلّمني.
فقال المعتصم: ويْحك أجِبْني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟
فقال له عبد الرَّحْمَن بْن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحجّ معك.
قال: فيقول: والله إنّه لعالم، وإنّه لَفَقيه، وما يسوءني أن يكون معي يردّ عنّى أهل المِلَل [1] .
ثُمَّ قال لي: ما كنت تعرف صالحًا الرّشيديّ؟
قلت: قد سمعت باسمه.
قال: كان مؤدّبي، وكان فِي ذلك الموضع جالسًا، وأشار إلى ناحيةٍ من الدّار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطئ وسُحب.
ثُمَّ قال: يا أحمد أجِبْني إلى شيءٍ لك فِيه أدني مخرج [2] حتّى أطلق عنك بيدي.
قلت: أعطُوني شيئًا من كتاب اللَّه وسنة رسوله.
فطال المجلس وقام، ورُددت إلى الموضع الَّذِي كنتُ فِيهِ، فلمّا كان بعد المغرب وجّه إليّ رجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حَتَّى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أُفِطر، فلا أفعل [3] .
ووجّه إليَّ المعتصم ابن أبي دؤاد فِي بعض اللّيالي فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول؟
فأردّ عليه نحوًا مما كنت أردّ.
فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتبت اسَمك فِي السَّبْعة، يحيى بْن مَعِين، وغيره، فمحوته. ولقد ساءني أخْذُهم إيّاك. ثُمَّ يقول: إنّ أمير المؤمنين قد
__________
[1] في الحلية 9/ 199: «يردّ على أهل الملك» .
[2] في الحلية 9/ 200: «أدنى فرج» .
[3] حلية الأولياء 9/ 200.

(18/104)


حلف أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يُلْقيك فِي موضعٍ لا ترى فِيهِ الشّمس [1] ، ويقول: إن أجابني جئت إليه حَتَّى أطلق عَنْهُ بيدي.
وانصرفت، فلمّا أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حَتَّى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلَّموه.
فجعلوا يناظرونني، فأردّ عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام ممّا ليس فِي الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا.
قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توهُّمَتْ له الحُجّة علينا ثبت [2] . وإذا كلّمناه بشيءٍ يقول لا أدري ما هذا.
فقال: ناظروه.
فقال رَجُل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله.
قلت: فما تقول فِي يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ 4: 11 [3] ؟
قال: خصّ اللَّه بها المؤمنين.
قلت: ما تقول إن كان قاتلا أو عبدًا؟
فسكت. وإنّما احتججت عليهم بهذا لأنّهم كانوا يحتجّون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث [4] احتججت بالقرآن، يعني. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزّوال فلمّا ضجر قال لهم: قوموا، وخلا بي وبعبد الرحمن بْن إسحاق. فلم يزل يكلّمني.
ثُمَّ قال أبي: فقام ودخل، ورُددت إلى الموضع [5] .
قال: فلمّا كان فِي اللّيلة الثالثة قلت: خليق أن يحدث غدا من أمري
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 201.
[2] في الحلية 9/ 200: «وثب» بدل «ثبت» .
[3] سورة النساء، الآية 11.
[4] إلى هنا في حلية الأولياء 9/ 200، 201.
[5] الحلية 9/ 200.

(18/105)


شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكَّل بي: ارتَدْ [1] لي خيطًا. فجاءني بخيط، فشددتُ به الأقياد، ورددتُ التّكّة إلى سراويلي [2] مخافةَ أن يحدث من أمري شيء فأتعرّى [3] .
فلمّا كان من الغد فِي اليوم الثّالث وجَّه إليَّ، فأُدْخلت، فإذا الدَّار غاصّة، فجعلت أدخل من موضعٍ إلى موضع، وقوم معهم السّيوف، وقوم معهم السّياط، وغير ذلك. ولم يكن فِي اليومين الماضيين كبيرٌ أحدٍ من هؤلاء. فلمّا انتهيت إليه قال: اقعد. ثُمَّ قال: ناظروه، كلّموه [4] .
فجعلوا يناظرونني، ويتكلّم هذا فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا فأردّ عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض مَن على رأسه قائم يومئ إليَّ بيده، فلمّا طال المجلس نحّاني، ثُمَّ خلا بهم. ثُمَّ نحّاهم وردّني إلى عنده فقال: ويْحك يا أحمد، أجبني حَتَّى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوًا ممّا كنت يردّ، فقال لي: عليك، وذكر اللَّعْن.
وقال: خذوه واسْحبوه واخلعوه.
قال: فَسُحِبْتُ ثُمَّ خلعتُ [5] .
قال: وقد كان صار إليّ شعرٌ [6] مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُمّ قميصي، فوجّه إليّ إسحاق بْن إبراهيم: ما هذا المصرور فِي كُمّ قميصك؟
قلت: شَعرٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرّقه [7] عليّ، فقال لهم، يعني المعتصم: لا تخرقوه.
فنزع القميص عنّي.
__________
[1] في الحلية 9/ 901: «أريد» .
[2] في الأصل: «سراويلي» .
[3] في الأصل: «فأتعر» .
[4] حلية الأولياء 9/ 201.
[5] حلية الأولياء 9/ 201.
[6] في الحلية 9/ 202: «صار إليّ شعرتان» .
[7] في الحلية: «ليحرقه» .

(18/106)


قال: وظننت أنّه إنّما دُرِيء عن القميص الخرقَ بسبب الشَّعْر الَّذِي كان فِيهِ.
قال: وجلس المعتصم على كرسيّ ثُمَّ قال: العُقابين والسِّياط.
فجيء بالعقابين، فَمُدَّت يداي، فقال بعض من حضَر خلفي: خُذْ أي الخشبتين بيديك وشُدّ عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلّعت يداي [1] .
وقال محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ: ذكروا أنّ المعتصم لان فِي أمر أحمد لما عُلّق فِي العُقابين، ورأى ثُبوته وتصميمه وصلابته فِي أمره، حَتَّى أغراه ابن أبي دُؤاد وقال له: إن تركْتَه قيل إنّك تركت مذهبَ المأمون وسخطتَ قوله.
فهاجه ذلك على ضربه.
قال صالح: قال أبي: لمّا جيء بالسّياط نظرَ إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها.
ثُمَّ قال للجلادين: تقدَّموا.
فجعل يتقدَّم إليَّ الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شدّ، قطع اللَّه يدك.
ثُمَّ يتنحّى، فيقْدَم الآخر فيضربني سَوْطين وهو يقول فِي كلّ ذلك: شدّ، قطع اللَّه يدك.
فلمّا ضُربتُ تسع عشر سوطًا قام إليَّ، يعني المعتصم، وقال: يا أحمد، علامَ تقتل نفسك؟ إنّي والله عليك لَشَفيق.
قال: فجعل عُجَيْف [2] ينْخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلَّهم.
وجعل بعضهم يقول: ويْلك، الخليفة على رأسك قائم.
وقال بعضهم: يا أميرَ المؤمنين دَمُهُ في عنقي [3] ، اقتله.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 202.
[2] في الحلية 9/ 202: «وجعل يعجب وينخسني» .
[3] الحلية 9/ 202.

(18/107)


وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت فِي الشّمس قائم.
فقال لي: ويْحك يا أحمد ما تقول؟
فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقول به.
فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدَّم وأوجع، قطع اللَّه يدك.
ثُمَّ قام الثانية فجعل يقول: ويْحك يا أحمد أجِبْني [1] .
فجعلوا يُقْبلون عليَّ ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم.
وجعل عبد الرحمن يقول: مَن صنع مِن أصحابك فِي هذا الأمر ما تصنع؟
وجعل المعتصم يقول: ويحك أجنبي إلى شيءٍ لك فِيهِ أدنى فرج حَتَّى أطلق عنك بيدي.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب اللَّه فيرجع.
وقال للجلادين: تقدَّموا.
فجعل الجلاد يتقدَّم ويضربني سَوْطين ويتنحّى، وهو في خلال ذلك يقول: شُدّ، قطع اللَّه يدك.
قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أُطلقت عنّي.
وقال لي رَجُل ممّن حضر: إنّا كَبَبْناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية [2] ودُسْناك.
قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسَوِيق فقالوا لي: اشرب وتقيأ.
فقلت: لا أُفْطر.
ثُمَّ جيء بي إلى إسحاق بْن إبراهيم، فحضرت صلاة الظُّهر، فتقدَّم ابن سماعة فصلّى، فلمّا انفتل من الصّلاة قال لي: صلّيتَ والدّم يسيل فِي ثوبك؟! [3] .
فقلت: قد صلّى عمر وجرحه يثعب دما.
__________
[1] الحلية 9/ 202.
[2] في الحلية 9/ 203: «سارية» .
[3] في الحلية 9/ 203: «والدم يسيل من ضربك» .

(18/108)


قال صالح: ثُمَّ خلي عَنْهُ [1] ، فصار إلى منزله. وكان مَكْثه فِي السّجن منذ أُخِذ وحُمِل إلى ضُرِب وخُلّي عَنْهُ ثمانية وعشرين شهرًا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللَّذَين كانا معه قال: يا ابن أخي، رحمة اللَّه على أَبِي عبد الله، والله ما رَأَيْت أحدا يُشْبهه. ولقد جعلت أقول له فِي وقت ما يوجّه إلينا بالطّعام: يا أَبَا عبد الله، أنت صائم وأنت فِي موضع تقيّة [2] .
ولقد عطش، فقال لصاحب الشّراب: ناوِلْني. فناوله قدحًا فِيهِ ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هُنيّة ثُمَّ رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هُوَ فِيهِ من الهَول [3] .
قال صالح: كنتُ ألتمس وأحتال أن أُوصِل إليه طعامًا أو رغيفًا فِي تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رَجُلٌ حضره أنّه تفقّده فِي هذه الأيام الثّلاثة وهم يناظرونه، فما لَحَن فِي كلمة [4] .
قال: وما ظننت أنّ أحدًا يكون فِي مثل شجاعته وشدّة قلبه [5] .
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبَ عقلي مرارًا، فكان إذا رُفِع عنّي الضَّرب رجعتُ إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطتُ رُفع الضَّرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدًا فِي الشمس بغير مِظَلّة، فسمعته وقد أَفَقْتُ يقول لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبتَ فِي أمر هذا الرجل.
فقال: يا أمير المؤمنين إنّه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حَتَّى يصرفه عمّا يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعْه ولا إسحاق بْن إبراهيم، وعزم حينئذٍ على ضرْبي.
قال حنبل: وبلغني أنّ المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعد ما ضرب أبو
__________
[1] إلى هنا في الحلية 9/ 203.
[2] في الحلية 9/ 203: «في موضع مسغبة» ، وفي سير أعلام النبلاء 11/ 252 «موضع تفئة» ، والمثبت هنا يتفق مع: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 407.
[3] الحلية 9/ 203.
[4] الحلية 9/ 203.
[5] الحلية 9/ 203.

(18/109)


عبد الله: كم ضُرِبَ؟
فقال ابن أبي دُؤاد: نيّف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطًا.
وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممّن كان: ثُمَّ ألقينا على صدرك بارية.
أكببناك على وجهك ودُسْناك [1] .
قال أبو الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ: قال المَرُّوذيّ: قلت وأحمد بين الهنبادين: يا أستاذ، قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ 4: 29 [2] .
قال: يا مَرُّوذيّ، أخرج انظُر.
فخرجت إلى رَحْبة دار الخليفة، فرأيت خَلْقًا لا يُحصيهم إلا الله تعالى، والصُّحُف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المَرُّوذيّ: أيّ شيء تعملون؟
قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه.
فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مَرُّوذيّ أضلّ هؤلاء كلُّهم؟
قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصحّ [3] .
قال ابن أبي حاتم [4] : ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: لمّا حُمِل أحمد ليُضْرَب جاءوا إلى بِشْر بن الحارث فقالوا: قد حُمِل أحمد بن حنبل وحُمِلت السِّياط، وقد وَجَبَ عليك أن تتكلَّم.
فقال: تريدون منّي مقام الأنبياء؟ ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد مِن بين يديه ومِن خلفه.
وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفَسَويّ: حدَّثني داود بن عَرَفة: ثنا ميمون بن الأصْبغ قال: كنت ببغداد، فسمعتُ ضجّة، فقلت: ما هذا؟ قالوا:
أحمد يمتحن.
__________
[1] الحلية 9/ 203.
[2] سورة النساء، الآية 29.
[3] ذكرها ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد 329، 330.
[4] في تقدمة المعرفة 310، وحلية الأولياء 9/ 170.

(18/110)


فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يُدْخلني إلى المجلس، فأدخلوني، وإذا بالسّيوف قد جُرِّدت، وبالرماح قد رُكِّزت، وبالتِّراس قد صُفِّفت، وبالسِّياط قد طُرِحت [1] ، فألبسوني قِباءً أسود ومنطقة وسيفًا، ووقّفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسيّ، وأُتِيَ بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأضربنّك بالسّياط، أو تقول كما أقول.
ثم التفت إلى جلاد فقال: خُذْهُ إليك. فأخذه، فلمّا ضُرِب سوطًا قال:
بسم الله. فلمّا ضُرِب الثّاني قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه. فلمّا ضُرِب الثّالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا 9: 51 [2] .
فضربه تسعة وعشرين سوطًا. وكانت تكّة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السّراويل إلى عانَتِه، فقلت: السّاعة ينهتك.
فرمى بطرْفه إلى السّماء، وحرّك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السّراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيّام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحلّ سراويلك، فرفعت رأسك أو أطرافك إلى السّماء، فما قلت؟ قال:
قلت: اللَّهمّ إنّي أسألك باسمَك الّذي ملأت به العرش إنْ كنت تعلم أنّي علي الصّواب، فلا تَهْتِكْ لي ستْرًا [3] .
وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيّ: ثنا أحمد بن أبي عُبَيْد الله قال: قال أحمد بن الفَرَج: حضرت أحمد بن حنبل لمّا ضُرِب، فتقدّم أبو الدَّنّ فضربه بضعة عشر سَوطًا، فأقبل الدّم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السّراويل، فَلَحظْتُه وقد حرَّك شفتيه، فعاد السّراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيّدي، وقفتني هذا الموقف، فتهتكني
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 11/ 254: «وضعت» .
[2] سورة التوبة، الآية 51.
[3] قال المؤلّف- رحمه الله-: هذه حكاية منكرة، أخاف أن يكون داود وضعها. (سير أعلام النبلاء 11/ 255) .

(18/111)


على رءوس الخَلائِقِ [1] ! هذه حكاية لا تصحّ. ولقد ساق فيها أبو نُعَيْم الحافظ من الخُرافات والكذِب ما يُسْتحى [2] من ذكره.
وأضعف منها ما رواه أبو نُعَيْم في «الحلية» [3] : ثنا الحسين بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي: حَدَّثَنِي أبو عبد الله الجوهري: حَدَّثَنِي يوسف بن يعقوب: سمعت عليّ بن محمد القُرَشيّ قال: لما قُدِّمَ أحمد ليُضْرب وجُرِّد وبقي في سراويله، فبينا هو يُضرب انحلّ سراويله، فجعل يحرّك شفتيه بشيءٍ، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يُضرب، فشدَّتا السّراويل. فلمّا فرغوا من الضَّرب قلنا له: ما كنتَ تقول؟ قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنتُ على الحق فلا تُبْدِ عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقيّ، وما جسر على تضعيفها.
ثُمَّ روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البَجَليّ إجازةً، عن ابن جَهْضَم، وهو كَذُوب، عن النّجّاد، عن ابن أبي العوّام الرّياحيّ، فيها من الرَّكاكة والخَرْط ما لا يروج إلا على الْجُهّال. وفيها أنّ مئزره اضطّرب، فحرَّك شفتيه، فما استتمّ الدّعاء حتى رأيت كفّا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقُدرة الله، فصاحت العامّة [4] .
وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعتُ شاباص التّائب يقول:
لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربتُه فيلا لَهَدَّتُه.
قال ابن أبي حاتم: نا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العُباديّ: قال أبو محمد الطُّفاويّ لأحمد: يا أبا عبد الله، أَخْبِرْنِي عما صَنَعوا بك.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 206.
[2] في سير أعلام النبلاء 11/ 255: «ما يستحيا» .
[3] ج 9/ 195، 196.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 256.

(18/112)


قال: لمّا ضُرِبت جاء ذاك الطّويل اللّحية، يعني عُجَيفًا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفَرَج، يُضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عُنقه، ودَمُهُ في رقبتي.
قال ابن أبي دُؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنّه إن قُتِل أو مات في دارك قال النّاس: صبر حتّى قتل، واتّخذوه إمامًا، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطِلْقه لساعة، فإنْ مات خارجًا من منزلك شكّ النّاس بأمره [1] .
قال ابن أبي حاتم [2] : وسمعت أبا زُرْعة يقول: دعي المعتصم بعمّ أحمد بن حنبل ثم قال للنّاس: تعرفونه؟
قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنبل.
قال: فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن؟
قالوا: نعم.
ولولا أنّه فعل ذلك لكنتُ أخاف أن يقع شيء [3] لا يُقام له.
قال: فلمّا قال: قد سلّمته إليكم صحيح البَدَن. هَدأ النّاس وسكنوا.
قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجّه إليه من السِّحَر من يُبْصر الضَّرْب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه وقال: أنا والله لقد رأيت مَن ضُرِب ألف سوط، ما رأيت ضربًا أشدّ من هذا. لقد جرّ عليه من خلفه ومن قُدّامه.
ثُمَّ أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينضب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة، ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إنّ هاهنا شيئًا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللّحم بها ويقطعه بسكّين، وهو صابر بحمد الله، فبرأ. ولم يزل يتوجّع من مواضع منه.
وكان أثر الضرب بيّنا في ظهره إلى أن تُوُفّي.
وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهود من نفسي، وودِدْتُ أنّي أنجو مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لي.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 259.
[2] في تقدمة المعرفة 309.
[3] في التقدمة «يقع شر» .

(18/113)


ودخلت على أبي يومًا فقلت له: بَلَغَني أنّ رجلا جاء إلى فضل الأنْماطيّ فقال له: اجعلني في حلّ إذ لم أقم بنُصْرتك.
فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حِلّ.
فتبسّم أبي وسكت. فلمّا كان بعد أيّام قال: مررت بهذه الآية: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله 42: 40 [1] فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حَدَّثَنِي أبو النُّضْر: ثنا ابن فَضَالَةَ المبارك: حَدَّثَنِي من سمع الحَسَن يقول: إذا جَثَتِ الأُمم بين يدي ربّ العالمين نودوا: ليقُم من أجرُه على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدّنيا.
قال أبي: فجعلت الميت في حِلّ من ضربه إيايّ.
ثُمَّ جعل يقول: وما علي رجل ألا يعذّب الله بسببه أحدًا [2] .
وقال حنبل بن إسحاق: لمّا أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مُبطّنة وقميصًا وطيلسانًا وخُفًّا وقَلَنْسُوَة، فبينا نحن على باب الدّار والنّاس في الميدان والدُّرُوب وغيرها، وأُغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابّة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثّياب، وابن أبي دُؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلمّا صار في دِهْليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دُؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني الطَّيلسان فقط، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبْس. فقال لهم إسحاق: خذوا به هاهنا، يريد دِجْلة. فَذُهب به إلى الزَّورق، وحُمِل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى أن صُلِّيت الظُّهْر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحالّ، فجُمِعوا وأدخِلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يَعرفه، وإلا فلْيعرفه.
وقال ابن سماعة حين دخل للجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإنّ أمير المؤمنين ناظَرَه في أمره، وقد خلّي سبيله، وها هو ذا.
فأُخرج على دابّة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشّمس، فصار إلى
__________
[1] سورة الشورى، الآية 40.
[2] سير أعلام النبلاء 11/ 257.

(18/114)


منزله ومعه السّلطان والنّاس، وهو منحني. فلمّا ذهب لينزل احتضنْتُه ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضَّرْب فصاح، فنحّيت يدي، فنزل متوكِّئا عليّ، وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرّك إلا بجهد، وخلع ما كان عليه، فأمر به فبِيع، وأخذ ثمنه فتصدَّق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنّه تُرِك فيما حُكي لنا عند الإياس منه. وبَلَغَنا أن المعتصم ندم وأُسقط في يده حتّى صحّ. فكان صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرّف خبره حتّى صحّ، وبقَيتْ إبهاماه متخلعَتين تضربان عليه في البرد حتّى يُسَخّن له الماء.
ولمّا أردنا علاجه خِفنا أن يدسّ ابن أبي دُؤاد سُمًّا إلى المعالج، فعملنا الدّواء والمراهم في منزلنا. وسمعته يقول: كلّ من ذكرني في حِلّ إلا مبتدع.
وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في حِلّ. ورأيت الله تعالى يقول:
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ 24: 22 [1] وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بكر بالعفو في قصّة مِسْطح.
قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذّب أخوك المسلم في سبيلك.
فصل في محنته من الواثق قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن بريء من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدِّث حتّى مات المعتصم، وولى ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القُضاة المحنة، وفُرّق بين فضل الأنماطيّ وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصّلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتي لفضلها، والصّلاة تُعاد خلف من قال بهذه المقالة.
وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أنّ ابن أبي دُؤاد أراد أن يأمر المعلّمين بتعليم
__________
[1] سورة النور، الآية 22.

(18/115)


الصّبيان في الكتّاب مع القرآن القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته.
فمنعهم من ذلك وناظَرَهم. وحكى حنبل قصْده في مناظرتهم وأمرهم بالصَّبْر.
فبينا نحن في أيّام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير إنّ أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعنّ إليك أحد، ولا تُسَاكنّي بأرضٍ ولا مدينة أنا فيها. فاذهب حيث شئت من أرض الله.
فاختفى أبو عبد الله بقيّة حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقُتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيًا فِي غير منزله في القرب. ثمّ عاد إلى منزله بعد أشُهر أو سنة لمّا طغى خبره. ولم يزل في البيت مختفيًا لا يخرج إلى الصّلاة ولا غيرها حتّى هلك الواثق.
وعن إبراهيم بن هاني قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيّام ثم قال: اطلبْ لي موضعا.
قلت: لا آمن عليك.
قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك.
فطلبت له موضعًا، فلمّا خرج قال لي: اختفى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغار ثلاثة أيّام، ثم تحوّل.
قلت: أنا أتعجَّب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يَسُقِ المحنة ولا شيئًا منها في «تاريخ دمشق» مع فرط استقصائه، ومع صحّة أسانيدها، ولعلّ له نيّة في تَرْكها.
فصل في حال أبي عبد الله أيّام المتوكّل قال حنبل: ولي جعفر المتوكّل فأظهر الله السنة وفرّج عن النّاس، وكان أبو عبد الله يحدِّثنا ويحدِّث أصحابه في أيّام المتوكّل، وسمعته يقول: ما كان النّاس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا.
ثمّ إنّ المتوكّل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله

(18/116)


أبي عمّا دُعِيَ له فقال: قرأ عليَّ كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العساكر.
قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟
فقلت: إنّ أمير المؤمنين قد نهى عن هذا.
فقال: لا تُعِلْم أحدًا أنّي سألتك.
فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنّت؟
قال: بل مسألة مسترشد.
فقلت له: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا.
وخرج إسحاق إلى العساكر، وقدِم ابنه خليفةً له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمّل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيتْ بها أبي، فذهب بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، واكْتَرى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلَّم عليه. فكتب بذلك محمد إلي أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكّل: يا أمير المؤمنين إنّ أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك.
فقال المتوكّل: يردّ ولو وطئ بساطي.
وكان أبو عبد الله قد بلغ بُصْرَى، فوجّه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربّما قرأ علينا في منزلنا.
ثمّ إنّ رافعًا رفع إلى المتوكّل أن أحمد بن حنبل رَبَّصَ علويّا في منزله، وأنّه يريد أن يُخرجه ويُبايع عليه، ولم يكن عندنا عِلْم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصَّيف سمعنا الْجَلَبة، ورأينا النّيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعدٌ في إزار، ومظفَّر بن الكلبيّ صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: وَرَدَ على أمير المؤمنين أنّ عندكم علويًا ربصته لتُبايع عليه وتُظهره. في كلامٍ طويل.
ثمّ قال له مظفَّر: ما تقول؟
قال: ما أعرف من هذا شيئًا، وإنّي لأرى له السَّمع والطّاعة في عُسْرِي

(18/117)


ومَنْشَطِي ومَكْرَهي، وآثره عليّ. وإني لأدعو الله له بالتّسديد والتّوفيق في اللّيل والنّهار. في كلامٍ كثير غير هذا.
وقال ابن الكلبيّ: قد أمرني أمير المؤمنين أن أُحَلِّفك.
قال: فاحلفه بالطّلاق ثلاثًا أن ما عنده طلْبه أمير المؤمنين.
قال: وفتَّشوا منزل أبي عبد الله والسَّرَب والغُرَف والسُّطُوح، وفتُشوا تابوت الكُتُب، وفتّشوا النّساء والمنازل، فلم يروا شيئًا ولم يحسّوا بشيء، وردّ الله الّذين كفروا بغيظهم.
فكتب بذلك إلى المتوكّل، فوقع منه موقعًا حسنًا وعلم أنّ أبا عبد الله مكذوبٌ عليه.
وكان الّذي دس عليه رجل من أهل البِدَع، ولم يَمُتْ حتّى بيَّن الله أمرَهُ للمسلمين، وهو ابن الثَّلجيّ. فلمّا كان بعد أيّام بينا نحن جلوسٌ بباب الدّار إذا يعقوب أحد حُجّاب المتوكّل قد جاء، فاستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدْرةٌ، على بغْلٍ، ومعه كتاب المتوكّل، فقرأه على أبي عبد الله: إنّه قد صحّ عند أمير المؤمنين برآءة ساحتك، وقد وجّه إليك بهذا المال تستعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة.
فقال: يا أبا عبد الله، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به فإنّ هذا خير لك عنده، فاقبل ولا تردّه. فإنّك إنْ رددته خفت أن يظنّ بك ظَنّ سَوْء.
فحينئذ قبِلَها.
فلمّا خرج قال: يا أَبَا عليّ.
قلت: لبّيك.
قال: ارفع هذه الإجّانة وضعها، يعني البدْرة، تحتها.
فوضعتها وخرجنا. فلما كان اللَّيْلُ إذا أمّ ولد أبي عبد الله تدقّ علينا الحائط، فقلت لها: ما لكِ؟
قالت: مولاي يدعو عمَّه.
فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف اللّيل.

(18/118)


فقال: يا عمّ، ما أخذني النّوم هذه اللّيلة.
فقال له أبي: ولِمَ؟
قال: لهذا المال.
وجعل يتوجّع لأخْذه، وجعل أبي يُسَكِّنه ويُسَهِّل عليه، وقال: حتّى تُصبح وترى فيه رأيك، فإنّ هذا ليل والنّاس في منازلهم.
فأمسك، وخرجنا. فلمّا كان في السِّحَر وجَّه إلى عَبْدُوس بن مالك، والحَسَن بن البزّار، فحضرا، وحضر جماعة منهم: هارون الحمّال، وأحمد بن مَنِيع، وابن الدَّوْرقيّ، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل السنة والصّلاح ببغداد والكوفة، فوجّه منها إلى أبي سعيد الأشجّ، والى أبي كُرَيْب، وإلى من ذُكِر أنّه من أهل العلم والسنة ممّن يعلمون أنّه محتاج.
ففرِّقها كلّها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما بقي في الكيس دِرهم.
ثمّ تصدَّق بالكيس على مسكين.
فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى أبي عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتابَ المتوكّل فقال له: يأمرك بالخروج.
فقال: أنا شيخ ضعيف عليل.
فكتب عبد الله بما ردّ عليه، فورد جواب الكتاب بأنّ أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجّه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أيّاما حتّى تهيّأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو رُمَيْلة.
قال صالح: كان حُمل أبي إلى المتوكّل سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قلّ يوم يمضي إلا ورسول المتوكًل يأتيه.
قال حنبل في حديثه: وقال أبي ارجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العساكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلمّا حاذى بنا قالوا: هذا وَصيف. واذا فارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يُقْرئك السلام، ويقول لك: إنّ الله قد أمكنك من عدوّك، يعني ابن أبي دُؤاد، وأمير المؤمنين

(18/119)


يقبل منك، فلا تدع شيئًا إلا تكلَّمت به.
فما رد عليه أبو عبد الله شيئًا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوتُ لوَصِيف، ومضينا، فأنزلنا في دار التّيّاح، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار؟
قالوا: هذه دار التّيّاح.
فقال: حوّلوني، اكْتَروا لي.
فلم نزل حتّى اكترينا له دارًا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكّل، والفاكهة والثّلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئًا. وكانت نفقة المائدة كلّ يوم مائة وعشرين درهمًا.
وكان يحيى بن خاقان، وابنه عُبَيْد الله، وعليّ بن الْجَهْم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل.
ودامت العِلّةُ بأبي عبد الله وضعُف ضعفًا شديدًا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيّام ولا يأكل ولا يشرب. فلمّا كان في اليوم الثّامن دخلت عليه، وقد كاد أن يُطْفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابْن الزُّبَيْر كان يواصل سبعة أيّام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام.
قال: إنّي مُطِيق.
قلت: بحقّي عليك.
قال: فإنّي أفعل.
فأتيته بسَويق فشرب، ووجّه إليه المتوكّل بمالٍ عظيم فردَّه، فقال له عُبَيْد الله بن يحيى: فانّ أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك.
قال: هم مستعفون فردّها عليه.
فأخذها عُبَيْد الله فقسّمها على ولده وأهله.
ثُمَّ أجرى المتوكّل على أهله وولده أربعة آلاف في كلّ شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنّهم في كفاية، وليست بهم حاجة.
فبعث إليه المتوكّل: إنّما هذا لولدك، ما لكَ ولهذا؟

(18/120)


فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يُجْري علينا حتّى مات المتوكّل.
وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عمُّ، ما بقي من أعمارنا؟ كأنّك بالأمر قد نزل بنا، فاللَّه الله فإنّ أولادنا إنّما يريدون يتأكّلون بنا، وإنّما هي أيام قلائل. لو كُشِفَ للعبد عمّا قد حُجِب عنه لعَرف ما هو عليه من خيرٍ أو شرّ، صبرٌ قليل وثوابٌ طويل، وإنّما هذه فتنة.
قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله ممّا تَحْذَر.
قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم.
وقال: ما ننتظر؟ إنّما هو الموت، فإمّا إلى جنة وإمّا إلى نار، فطوبى لمن قدِم على خير.
قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه.
قال: قد أخذت مرَّةً بلا إشراف نفسي فالثانية والثالثة، فما بال نفسك ألم تستشرف؟
فقلت: ألم يأخذ ابن عُمر وابن عبّاس؟
فقال: ما هذا وذاك؟
وقال: لو أعلم أنّ هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظُلم ولا حيف لم أُبَالِ.
قال حنبل: فلمّا طالت علّة أبي عبد الله كان المتوكّل يبعث بابن ماسَوَيْه المتطبّب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ودخل المطبّب على المتوكّل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به عِلّة في بدنه، إنّما هو من قلّة الطّعام والصّيام والعبادة.
فسكت المتوكّل.
وبلغ أمَّ المتوكّل خبرُ أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل.
فوجّه المتوكّل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المُعَتَزّ ويُسَلِّمَ

(18/121)


عليه ويدعو له ويجعله فِي حُجْره. فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثُمَّ أجابَ رجاء أن يُطْلق وينحدر إلى بغداد.
فوجّه إليه المتوكّل خلعة، وأتوه بدابّة يركبها إلى المعتزّ، فامتنع، وكانت عليها مثيرة نُمُور. فقُدِّم إليه بَغْل لرجل من التّجّار فركبه، وجلس المتوكّل مع أمّه فِي مجلسٍ من المكان، وعلى المجلس سَترٌ رقيق. فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، ونظر إليه المتوكّل وأمّه، فلمّا رأته قَالَتْ: يا بُنيّ، اللَّه اللَّه فِي هذا الرجل، فليسَ هذا ممّن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فَأذَن له فليذْهب.
فدخل أبو عبد الله على المعتزّ فقال: السّلام عليكم، وجلسَ ولم يسلّم عليه بالإمرة.
قال: فسمعت أَبَا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لمّا دخلت عليه وجلست قال مؤدِّب الصّبيّ: أصلح اللَّه الأمير، هذا الَّذِي أمَره أميرُ المؤمنين يؤدِّبك ويعلّمك.
فردَّ عليه الغلام وقال: إن علَّمني شيئًا تعلَّمته.
قال أبو عبد الله: فعجبتُ من ذكائه وجوابه على صِغَره. وكان صغيرًا.
قال: ودامت عِلّةُ أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هُوَ فِيهِ، وكلَّمه يحيى بْن خاقان أيضًا وأخبره أنّه رَجُل لا يريد الدّنيا. فأذِن له بالانصراف. فجاء عُبَيْد اللَّه ابن يحيى وقت العصر فقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وأمرَ أن تُفرش لك حَرّاقة تنحدر فيها.
فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زَوْرقًا فأنحدر فِيهِ السّاعة.
فطلبوا له زورقًا فانحدرَ فِيهِ من ساعتِه.
قال حنبل: فما عِلمْنا بقدومه حَتَّى قيل لي إنّه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزَّورق، فمشيت معه فقال لي: تقدَّم لا يراك النّاس فيعرفوني.
فتقدَّمت بين يديه حَتَّى وصل إلى المنزل، فلمّا دخل ألقى نفسه على قفاه

(18/122)


من التعب والعياء. وكان فِي حياته ربما استعار الشّيء من منزلنا ومنزل ولده.
فلمّا صار إلينا من مال السّلطان ما صار امتنع من ذلك، حَتَّى لقد وُصف له فِي عِلّته قَرْعةٌ تُشْوَى ويؤخذ ماؤها. فلمّا جاءوا بالقَرْعة قال بعض من حضر:
اجعلوها فِي تنّور، يعني فِي دار صالح، فإنّهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير.
وقد ذكر صالح بْن أحمد قصّة خروج أَبِيهِ إلى العساكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم على العلويّ، ثُمَّ ورود يعقوب قَرْقَرَة ومعه العشرة آلاف، وأنّ بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم.
قال: فجئت بأجّانة خضراء، فأكببتها [1] على البدْرة، فلمّا كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيّرْه عندك.
فصيّرته عند رأسي فوق البيت. فلمّا كان سَحَر إذا هُوَ ينادي: يا صالح.
فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لِمَ يا أبه؟
فجعل يبكي وقال: سِلمتُ من هؤلاء، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. وقد عزمتُ عليك أن تفرّق هذا الشيء إذا أصبحت.
فقلت: ذاك إليك.
فلما أصبح جاءه الْحَسَن [2] بْن البزّار فقال: جئني يا صالح بميزان. وجِّهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثُمَّ وجِّهْ إلى فلانٍ حَتَّى يفرّق فِي ناحيته، وإلى فلان، حَتَّى فرّقها كلّها، ونحن فِي حالةٍ اللَّه بها عليم.
فجاءني ابنٌ لي فقال: يا أبَه أعطني درهمًا.
فأخرجت قطعةً فأعطيته.
وكتب صاحب البريد إنّه تصدّق بالدّراهم فِي يومه، حَتَّى تصدَّق بالكيس.
قال عليّ بْن الْجَهْم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدَّق بها. وعلم النّاس أنّه قد قبل منك.
__________
[1] في الحلية 9/ 207 «كفأتها» .
[2] في الحلية 9/ 207: «الحسين» .

(18/123)


ما يصنع أحمد بالمال وإنّما قُوتُه رغيف؟! قال: فقال لي: صدقت يا عليّ [1] .
قال صالح: ثم أخرج أبي ليلا، ومعنا حُرّاس معهم النّفّاطات، فلمّا أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالحُ معك دراهم؟ قلت: نعم.
قال: أَعْطِهم.
فلمّا أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أَبَا عبد الله [2] ، ابن الثّلجي بَلَغَني أنّه كان يذكرك.
فقال له: يا أَبَا يوسف سلِ اللَّه العافية.
فقال له: يا أَبَا عبد الله تريد أن نؤدّي عنك رسالةً إلى أمير المؤمنين؟
فسكت.
فقال: إنّ عبد الله بْن إسحاق أخبرني أنّ الوابصيّ قال له إنّي أشهد عليه أنّه قال: إنّ أحمد يعبُد ماني.
فقال: يا أَبَا يوسف يكفي اللَّه.
فغضب يعقوب والتفتَ إليَّ فقال: ما رَأَيْت أعجب ممّا نَحْنُ فِيهِ، أسأله أن يطلق لي كلمةً أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل.
قال: ووجّه يعقوب إلى المتوكّل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكِّس الرأس، ورأسه مُغَطّى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أَبَا عبد الله، فكشفه.
ثُمَّ جاء وصيف يريد الدّار، ووجّه إليه بعد ما جاز بيحيى بْن هَرْثَمَة فقال: يُقرئك أمير المؤمنين السّلام ويقول: الحمد للَّه الَّذِي لم يُشْمت بك أهل البِدَع. قد علمتَ ما كان من حال ابن أبي دُؤاد، فينبغي أن تتكلَّم بما يحبّ اللَّه [3] . ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ. فجاء عليّ بْن الْجَهْم وقال: قد أمرَ لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك الّتي فرَّقتها، وأمرَ أن لا يعلم شيخكم بذلك
__________
[1] الحلية 9/ 207، 208.
[2] حتى هنا في الحلية 9/ 208.
[3] في الحلية 9/ 208: «بما يجب للَّه» .

(18/124)


فيغتَمّ. ثُمَّ جاءه محمد بْن معاوية فقال: إنّ أمير المؤمنين يُكثر من ذِكْرِك ويقول:
يقيم هاهنا يُحَدِّث.
فقال: أَنَا ضعيف [1] .
ثُمَّ صار إليه يحيى بْن خاقان فقال: يا أَبَا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتزّ.
ثُمَّ قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين [أن] يُجْرى عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم، ففرِّقها عليهم [2] .
ثُمَّ عاد يحيى من الغد فقال: يا أَبَا عبد الله تركب؟
فقال: ذاك إليكم.
ولبس إزاره وخُفّه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عامًا، قد رُقّع برقاع عدّة. فأشار يحيى أن يلبس قَلَنْسُوَة.
قلت: ما له قَلَنْسُوَة.
إلى أن قال: فدخل دار المعتزّ، وكان قاعدًا على دُكّان فِي الدّار، فلمّا صعِد الدُّكّان قعد فقال له يحيى: يا أَبَا عبد الله إنّ أمير المؤمنين جاء بك ليُسرّ بقربك، ويُصيّر أَبَا عبد الله ابنه فِي حُجْرك. فأخبرني بعضُ الخدم أنّ المتوكّل كان قاعدًا وراء سترٍ. فلمّا دخل أبي الدّار قال لأمه: يا أمَه قد نارت الدّار.
ثُمَّ جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصّةً فِي إلباسه القميص والطَّيْلسان والقَلَنْسُوَة وهو لا يحرّك يده. ثُمَّ انصرف. وكانوا قد تحدّثوا أنّه يخلع عليه سوادًا. فلمّا صار إلى الدّار نزع الثّياب، ثُمَّ جعل يبكي وقال:
سلمت من هؤلاء منذ ستّين سنة، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. ما أحسبني سلمتُ من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب عليَّ نُصْحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجّه بهذه الثّياب إلى بغداد تباع ويُتصدَّق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئا.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 208.
[2] الحلية 9/ 209.

(18/125)


فوجَهتُ بها إلى يعقوب بْن بُخْتان [1] ، فباعها وصرف ثمنها، وبقيت عندي القَلَنْسُوة [2] . قال: ومكث خمسة عشر يومًا يُفْطر فِي كلّ ثلاثةٍ على تمر سَويق، ثُمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلةً على رغيف، وليلة لا يُفْطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدِّهْليز لئلا يراها، فيأكل مَن حَضَر. فكان إذا أجهده الحَرُّ بَلَّ خرقةً فيضعها على صدره. وفي كلّ يوم يوجّه إليه بابن ماسَوَيْه فينظر إليه ويقول: يا أَبَا عبد الله أَنَا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علّة إلا الضُّعف وقلّة الزّاد [3] .
إلى أن قال: وجعل يعقوب وغِياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فِي ابن أبي دُؤاد وفي حاله؟
فلا يجيب فِي ذلك بشيء.
وجعل يعقوب ويحيى يخبراه بما يحدث فِي أمر ابن أبي دُؤاد فِي كلّ يوم، ثُمَّ أحْدِر إلى بغداد بعد ما أشهد عليه ببيع ضياعه [4] .
وكان ربّما صار إليه يحيى بْن خاقان وهو يصلّي، فيجلس فِي الدِّهْليز حَتَّى يفرغ.
وأمر المتوكّل أن يشترى لنا دار فقال: أَبَا صالح. قلت: لبَّيْك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكوننّ القطيعة بيني وبينكم. إنّما يريدون أن يصيّروا هذا البلد لي مأوى ومسكنًا.
فلم نزل ندفع بشراء الدّار حتّى اندفع [5] .
وجَعَلَتْ رُسُل المتوكّل تأتيه يسألونه عَنْ خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هُوَ ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أَبَا عبد الله لا بدّ من أن يراك [6] .
وجاءه يعقوب فقال: يا أَبَا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول:
__________
[1] في الحلية 9/ 210: «التختكان» .
[2] حلية الأولياء 9/ 209، 210.
[3] في الحلية 9/ 210 «وقلّة البر» .
[4] حلية الأولياء 9/ 210.
[5] الحلية 9/ 210، 211.
[6] الحلية 9/ 211.

(18/126)


أنظر يومًا تصير فِيهِ أيّ يوم هُوَ حَتَّى أعرفه.
فقال: ذاك إليكم.
فقال: يوم الأربعاء يوم خال.
وخرج يعقوب، فلمّا كان من الغد جاء يعقوب فقال: البُشْرَى يا أَبَا عبد الله، أميرُ المؤمنين يقرأ عليك السّلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السّواد والرُّكُوب إلى وُلاة العهود وإلى الدّار. فإنْ شئت فالْبس القُطْن، وإن شئت فالْبس الصّوف.
فجعل يحمد اللَّه على ذلك [1] .
ثُمَّ قال يعقوب: إنّ لي ابنًا وأنا به مُعْجَب، وإنّ له من قلبي موقعًا، فأحبّ أن تحدّثه بأحاديث.
فسكت، فلمّا خرج قال: أتراه لا يرى ما أَنَا فِيهِ؟! وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونُؤَمِّن، فلمّا كان غداة الجمعة وجَّه إليَّ والى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نُؤَمِّن، فلمّا فرغ جعل يقول: أستخير اللَّه مرّات. فجعلت أقول ما يريد. ثُمَّ قال: إنّي أعطي اللَّه عهدًا، إنّ عهده كان مسئولا. وقال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ 5: 1 [2] إنّي لا أحدّث حديث تمامٍ أبدًا حَتَّى ألقى اللَّه، ولا أستثني منكم أحدًا.
فخرجنا وجاء عليّ بْن الْجَهْم، فأخبرناه فقال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.
وأخبر المتوكّل بذلك وقال: إنّما يريدون أن أُحدِّث ويكون هذا البلد حبْسي. وإنما كان سبب الَّذِين أقاموا بهذا البلد لما أُعطوا فقبلوا وأُمِروا فحدَّثوا [3] .
وجعل أبي يقول: والله لقد تمنّيت الموت في الأمر الّذي كان، وإنّي
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 211.
[2] أول سورة المائدة.
[3] حلية الأولياء 9/ 211.

(18/127)


لأتمنّى الموت فِي هذا، وذلك أنّ هذا فتنة الدّنيا، وذاك كان فتنة الدّين.
ثُمَّ جعل يضمّ أصابعه ويقول: لو كان نفسي فِي يدي لأرسلتها. ثُمَّ يفتح أصابعه [1] .
وكان المتوكّل كلّ يوم يوجّه فِي كلّ وقت يسأله عن حاله، وكان فِي خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يُعلم شيخهم فيغتمّ. ما يريد منهم إن كان هُوَ لا يريد الدّنيا، فلِمَ يمنعهم [2] ؟
وقالوا للمتوكّل: إنّه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرّم الَّذِي تشرب. فقال لهم: لو نشر المعتصم وقال فِيهِ شيئًا لم أقبلْ منه [3] .
قال صالح: ثُمَّ انحدرتُ إلى بغداد، وخلَّفتُ عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدِم، وجاء بثيابي الّتي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك؟
فقال: قال لي: انحدرْ، وقُلْ لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله، لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه المائدة؟ ولمن كان تُفرش هذه الفُرُش ويجري [هذا] الإجراء؟
فكتبت إليه أُعْلِمُه ما قال لي عبد الله، فكتب إليَّ بخطه: أحسنَ اللَّه عاقبتك، ودفع عنك كلّ مكروه ومحذور، الَّذِي حملني على الكتاب إليك الَّذِي قلت لعبد اللَّه: لا يأتيني منكم أحدٌ رجاء أن ينقطع ذِكْري ويَخْمُل. إذا كنتم هنا فشا [4] ذِكْري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خيرًا [5] . فإن أقمتَ فلم تأتني أنتَ ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل فِي نفسك إلا خيرًا، والسّلام عليك ورحمة اللَّه.
قال: ولمّا خرجنا من العساكر رُفعت المائدة والفرش وكلّ ما أقيم لنا.
__________
[1] الحلية 9/ 211.
[2] في الحلية 9/ 212: «فما يمنعهم» .
[3] الحلية 9/ 212.
[4] في الأصل: «فشى» .
[5] في الأصل: «خير» ، والتحرير من: الحلية 9/ 212.

(18/128)


ثُمَّ ذكر صالح كتاب وصيّته ثُمَّ قال: وبعث إليه المتوكّل بألف دينار ليقسمها، فجاء عليّ بْن الْجَهْم فِي جوف اللّيل، فأخبره أنه يهيّئ له حرّاقة لينحدر فيها. ثُمَّ جاء عُبَيْد اللَّه ومعه ألف دينار وقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وقد أمر لك بهذه.
قال: قد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره، فردّها.
وقال: أَنَا رقيق على البرد، والظّهر [1] أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بْن عبد الله فِي برِّه وتَعَاهُده، فقدِم علينا.
ثُمَّ قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبَّيْك.
قال: أحبّ أن تدع هذا الرزق، فإنّما تأخذونه بسببي.
فسكتُّ، فقال: ما لك؟
قلت: أكره أن أعطيك بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا منّي ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول. أمرك منعقد بأمري، ولعلّ اللَّه أن يحلّ عنّي هذه العُقْدة. وقد كنت تدعو لي. فأرجو أن يكون اللَّه قد استجاب لك.
فقال: والله لا تفعل.
فقلت: لا.
فقال: لِمَ فعل اللَّه بك وفعل [2] ؟
ثُمَّ ذكر قصّة فِي دخول عبد الله، وقوله له وجوابه له، ثُمَّ دخول عمّه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجَرنا وسدَّ الباب بيننا وبينه، وتحامي منازلنا أن يدخل منّا إلى منزله شيء. ثُمَّ أُخْبِرَ بأخذ عمّه فقال: نافقني، وكذَبَني. ثُمَّ هجره وترك الصّلاة فِي المسجدٍ، وخرج إلى مسجد خارج يصلّي فِيهِ [3] .
ثُمَّ ذكر قصّة دعائه صالحًا ومعاقبته فِي ذِكْره، ثُمَّ فِي كتابته إلى يحيى بن
__________
[1] في الأصل، وحلية الأولياء 9/ 213 «والطهر» بالطاء المهملة، وما أثبتناه يتفق مع: سير أعلام النبلاء 11/ 278.
[2] حلية الأولياء 9/ 213.
[3] الحلية 9/ 214.

(18/129)


خاقان ليترك معاوية وأولاده. وبلغ الخبر إلى المتوكّل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم فِي عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أُخْبِر بذلك، فسكت قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثُمَّ رفع رأسه فقال: ما حيلتي إن أردت أمرًا وأراد اللَّه أمرا؟! [1] .
قال أبو الفضل صالح: وكان رسول المتوكّل يأتي أبي يبلّغه السّلام، ويسأله عن حاله، فتأخذه نفضة حَتَّى نُدَثّره، ثُمَّ يقول: والله، لو أنّ نفْسي بيدي لأرسلتها. وجاء رسول المتوكّل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من النّاس سلمتَ.
رَفَع رَجُلٌ إليَّ أن علويّا قدِم من خُراسان، وأنّك وجَّهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردتُ ضربه فكرهتُ أن تغتمّ فَمُرْ فِيهِ.
قال: هذا باطل، يُخْلى سبيله [2] .
ثُمَّ ذكر قصّة فِي قُدوم المتوكّل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثُمَّ فِي مجيء يحيى بْن خاقان من عند المتوكّل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرّقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كلّ ما أكره.
وفي توجيه محمد بْن عبد الله بْن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أَنَا رَجُل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره. وهذا ممّا أكره.
قال: وكان قد أدمن الصّوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدَّسِم. وكان قبل ذلك يُشْتَري له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرًا، فترك أكل الشَّحم وأدمنَ الصوم والعمل، فتوهّمت أنّه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك.
وقال الخلال أبو بكر: حَدَّثَنِي محمد بْن الْحُسَيْن أن أَبَا بَكْر المَرُّوذيّ حَدَّثَهم: كان أبو عبد الله بالعساكر يقول: أنظر هَلْ تجد لي ماء الباقِلاء.
فكنت ربّما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. وربّما أنّه منذ دخلنا العساكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبخًا ولا دَسَمًا.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 215.
[2] الحلية 9/ 215.

(18/130)


وعن المَرُّوذيّ قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هُوَ قاعد فقال: هُوَ ذا يُدَارُ بي من الجوع، فأطعمني شيئًا، فجئته بأقلّ من رغيف، فأكله وقال: لولا أنّي أخاف العون على نفسي ما أكلت.
وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضَّعف من الجوع حَتَّى أنْ كنت لأبلّ الخرقة فيلقِها على وجهه لترجع إليه نَفْسُه، حَتَّى وأوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيّته ونحن بالعساكر، وأشهد على وصيّته:
هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد، أوصى أنه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مكث أبي بالعساكر عند الخليفة ستّة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار رُبع سَوِيق، ورأيت ما في عينيه قد دخلا فِي حَدَقتيه [1] .
وقال صالح بْن أحمد: وأوصى أبي بالعساكر هذه الوصيّة:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1 هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد بْن حنبل:
أوصي أنه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودِين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون.
وأوصى مَن أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا اللَّه فِي العابدين، ويحمدوه فِي الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أنّي قد رضيتُ باللَّه ربّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيّا. وأوصي أن لعبد اللَّه بْن محمد المعروف بفوزان عليّ نحوًا من خمسين دينارا، وهو مصدّق فيما قال، فَيُقْضَى ما له عليَّ مِن غلّة الدّار إن شاء اللَّه، فإذا استوفى أُعطِيَ ولدُ صالح وعبد اللَّه ابني أحمد بْن محمد بْن حنبل، كلَّ ذَكَرٍ وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي محمد.
شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله بن أحمد.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 179 وفيه: «ورأيت موقيه دخلتا في حدقتيه» .

(18/131)


أُنْبِئْتُ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ فِي «الْحِلْيَةِ» [1] ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى إِلَى أَبِي يُخْبِرُهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ فَأَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِ الْقُرْآنِ، لَا مَسْأَلَةَ امْتِحَانٍ، وَلَكِنْ مَسْأَلَةَ مَعْرِفَةٍ وَتَبْصِرَةٍ.
فَأَمْلَى عَلَيَّ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى وَحْدِي مَا مَعِي أَحَدٌ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، أَحْسَنَ اللَّهُ عَاقِبَتَكَ أَبَا الْحَسَنِ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَدَفَعَ عَنْكَ مَكَارِهَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ. قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ بِالَّذِي سَأَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ بِمَا حَضَرَنِي. وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَ تَوْفِيقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِي خَوْضٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ، حَتَّى أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى أَمِيرِ المؤمنين، فنفى الله بأمير الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَانْجَلَى عَنِ النَّاسِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الذُّلِّ وَضِيقِ الْمَجَالِسِ، فَصَرَفَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَذَهَبَ بِهِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَقَعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَوْقِعًا عَظِيمًا، وَدَعُوا اللَّهَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ يَزِيدَ فِي نِيَّتِهِ، وَأَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ. فَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ.
وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟
فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كأنّما فقئ في وجهه حَبُّ الرُّمَّانِ وَقَالَ:
«أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا. إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هاهنا في شيء. انظروا الّذي أمرتم فَاعْمَلُوا بِهِ، وَانْظُرُوا الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ، فَانْتَهُوا عَنْهُ» [2] . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِرَاءٌ فِي القرآن كفر» [3] .
__________
[1] ج 9/ 216- 219.
[2] الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 118 و 195 و 196، وابن ماجة 5 (85) .
[3] أخرجه أحمد في المسند 2/ 286 و 300 و 424 و 475 و 503 و 528، وأبو داود في السّنّة

(18/132)


وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَهْمٍ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفرٌ» [1] . وقال ابن عَبَّاس: قدِم على عُمَر بْن الخطاب رجل، فجعل عُمَر يسأله عن النّاس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
فقال ابن عَبَّاس: فقلتُ: والله ما أحبّ أن يتسارعوا يومهم هذا فِي القرآن هذه المسارعة.
قال: فَزَبَرَني عُمَر وقال: مَهْ.
فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أَنَا كذلك إذ أتاني رَجُل فقال:
أجِبْ أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هُوَ بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الَّذِي كرهت؟
قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقُوا [2] ، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
قال: للَّه أبوك، والله إن كنتُ لأكتُمها النّاس حَتَّى جئتَ بها.
وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ فَيَقُولُ: «هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي» [3] . وَرُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ، يَعْنِي القرآن» [4] .
__________
[ () ] (4603) باب: النهي عن الجدال في القرآن، والحاكم في المستدرك 2/ 223 وقد صحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 170.
[2] في الحلية 9/ 217: «يختلفوا» ، والمثبت يتّفق مع: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 217، وسير أعلام النبلاء 11/ 283، والمعنى أن يقول أحدهم: الحقّ معي.
[3] أخرجه أبو داود في السّنّة (4734 باب: في القرآن، والترمذي في ثواب القرآن (2926) باب:
حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على تبليغ القرآن، وابن ماجة في المقدّمة (201) باب: فيما أنكرت الجهمية.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب صحيح.
[4] أخرجه الترمذي (2912) .

(18/133)


وَرُوِيَ عن ابن مَسْعُود أنّه قال: جرّدوا القرآن ولا تكتبوا فِيهِ شيئًا إلا كلام اللَّه عزّ وجلّ.
وَرُوِيَ عن عُمَر بْن الخطّاب أنّه قال: إنّ هذا القرآن كلام اللَّه، فضعوه مواضعه.
وقال رَجُل لحَسَن الْبَصْرِيّ: يا أَبَا سَعِيد، إنّي إذا قرأت كتاب اللَّه وتدبّرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي.
فقال: إنّ القرآن كلام اللَّه، وأعمال ابن آدم إلى الضَّعف والتّقصير، فاعمل وأَبْشِر.
وقال فَرْوة بْن نَوْفل الأشجعيّ: كنتُ جارا لخَبّاب، وهو مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجتُ معه يومًا من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هَنَاه، تقرَّب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحبُّ إليه من كلامه.
وقال رَجُل للحَكَم بْن عُتَيْبَةَ [1] : ما يحمل أهل الأهواء على هذا؟
قال: الخصومات.
وقال معاوية بْن قُرَّةَ- وكان أَبُوهُ ممّن أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم-: إيّاكم وهذه الخصومات فإنّما تُحبط الأعمال.
وقال أبو قِلابة- وكان قد أدرك غيرَ واحدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تُجالسوا أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ، ويُلْبِسوا عليكم بعضَ ما تعرفون.
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بْن سِيرِينَ فقالا: يا أَبَا بَكْر نحدّثك بحديث؟
قال: لا.
قالا: فنقرأ عليك آية؟
قال: لا، لَتَقومان عنّي أو لأقومنّه. فقاما.
__________
[1] في الحلية 9/ 217 «عتبة» .

(18/134)


فقال بعض القوم: يا أَبَا بَكْر، وما عليك أن يقرءا عليك آية؟
قال: إنّي خشيت أن يقرءا عليّ آية فَيُحَرِّفانها، فيقرّ ذلك فِي قلبي، ولو أعلم أنّي أكون مثلي [1] السّاعة لتركتهما.
وقال رَجُل من أهل البِدَع لأيوب السّختيانيّ: يا أَبَا بَكْر أسألك عن كلمةٍ، فولى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة.
وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رَجُل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك فِي أذنيك حَتَّى لا تسمع ما يقول. ثُمَّ قال: اشدد اشدد.
وقال عمر بْن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر [2] عَنْهُمْ شيء خبيء لكم لفضل عندكم.
وكان الْحَسَن رحمه اللَّه يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء.
وقال حذيفة بْن اليمان: اتقوا اللَّه، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا.
قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين الّتي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال اللَّه تعالى:
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله 9: 6 [3] .
وقال: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ 7: 54 [4] ، فأخبر بالخلق.
ثم قال: وَالْأَمْرُ 7: 54 فأخبر أنّ الأمر غير الخلق.
__________
[1] في الحلية 9/ 218: «متبلى» . وهذه الجملة الأخيرة لم يثبتها المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 11/ 285.
[2] في الحلية 9/ 218: «لم يدخل» .
[3] سورة التوبة، الآية 6.
[4] سورة الأعراف، الآية 54.

(18/135)


وقال عزّ وجلّ: الرَّحْمنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ، عَلَّمَهُ الْبَيانَ 55: 1- 4 [1] فأخبر أن القرآن من علمه.
وقال تعالى: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ 2: 120 [2] .
وقال: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ، وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ، وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ 2: 145 [3] .
وقال تعالى: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ مَا جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ 13: 37 [4] . فالقرآن من علم اللَّه. وفي هذه الآيات دليل على أن الَّذِي جاءه هُوَ القرآن، لقوله: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ 2: 120 [5] .
وقد رُوِيَ عن غيرِ واحد ممّن مضى من سَلَفنا أنّهم كانوا يقولون: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. وهو الَّذِي أذهب إليه. لستُ بصاحب كلام، ولا أرى الكلام فِي شيء من هذا، إلا ما كان فِي كتاب اللَّه، أو فِي حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود [6] .
قلت: رُواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهدُ باللَّه أنّه أملاها على ولده. وأمّا غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصْطَخريّ [7] ففيها نَظَر. والله أعلم.
__________
[1] أول سورة الرحمن.
[2] سورة البقرة، الآية 120.
[3] سورة البقرة، الآية 145.
[4] سورة الرعد، الآية 37.
[5] سورة البقرة، الآية 145.
[6] إلى هنا عن: حلية الأولياء 9/ 219، والخبر في: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 9/ 216- 219، وسير أعلام النبلاء 11/ 281- 286.
[7] هو: أحمد بن جعفر بن يعقوب الفارسيّ، ورسالته في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 24- 36.

(18/136)


ذكر مرضه رحمه اللَّه قال ابنه عبد الله: سَمِعتُ أبي يقول: استكملت سَبْعا وسبعين سنة، فَحُمَّ من ليلته، ومات يوم العاشر.
وقال صالح: لمّا كان فِي أوّل يوم من ربيع الأوّل من سنة إحدى وأربعين ومائتين. حُمَّ أبي ليلة الأربعاء [1] ، وبات وهو محموم يتنفّس نَفَسًا شديدًا، وكنتُ قد عرفتُ علته. وكنتُ أمرّضُه إذا اعتلّ. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرتَ البارحة؟
قال: على ماء باقلاء.
ثُمَّ أراد القيام فقال: خُذْ بيدي. فأخذت بيده، فلمّا صار إلى الخلاء ضعفت رِجلاه حَتَّى توكّأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبّب قَرْعة تُشْوى ويُسقى ماؤها، وهذا يوم الثلاثاء وتُوُفّي يوم الجمعة، فقال: يا صالح. قلت: لَبَّيْك.
قال: لا تُشْوى فِي منزلك ولا فِي منزل أخيك.
وصار الفتح بْن سهل إلى الباب ليَعُوده فحجبه، وأتى ابن علي بْن الجعد فحجبه، وكثُر النّاس، فقال: أي شيء ترى؟
قلت: تأذن لهم فيدعون لك.
قال: أستخير الله تعالى.
فجعلوا يدخون عليه أفواجًا حَتَّى تمتلئ الدّار، فيسألونه ويدعون له ثُمَّ يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثُر النّاس، فامتلأ الشّارع، وأغلقنا باب الزقاق، وجاء رَجُل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيى شيئا من السنة فأفرح به.
وكان له فِي خُرَيْقة قُطَيْعات، فإذا أراد الشّيء أعطينا مَن يشتري له.
وقال لي يوم الثّلاثاء: أنظر فِي خُرَيقتي شيء.
فنظرت، فإذ فيها درهم، فقال: وجّه اقتضِ بعض السُّكّان.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 220.

(18/137)


فوجّهتُ فأعطيت شيئًا، فقال وجّه فاشتر تمرًا وكفّر عنّي كفّارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد للَّه [1] . وقال: اقرأ عليّ الوصيّة.
فقرأتها عليه فأقَرَّها. وكنتُ أنام إلى جنْبه، فإذا أراد حاجة حرّكني فأناوله.
وجعل يحرّك لسانَه ولم يئن إلا فِي اللّيلة التي تُوُفّي فيها. ولم يزل يصلّي قائمًا، أَمْسكه فيركع ويسجد، وأرفعه فِي ركوعه.
واجتَمَعَتْ عليه أوجاع الحصْر [2] وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتًا، فلمّا كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت من ربيع الأوّل لساعتين من النّهار تُوُفّي [3] .
وقال المَرُّوذيّ: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خَلَتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيّام، وكان رُبّما أذن للنّاس، فيدخلون عليه أفواجًا يُسلّمون عليه، ويردّ عليهم بيده.
وتَسَامَعَ الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السّلطان ببابه وبباب الزُّقاق الرابطة وأصحاب الأخبار. ثُمَّ أغلق باب الزقاق، فكان النّاس فِي الشّوارع والمساجد، حَتَّى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء [4] .
وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربّما دخل من بعض الدُّور وطُرُز الحاكة، وربّما تسلّق.
وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب.
وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إنّ الأمير يُقرئك السّلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا ممّا أكره، وأمير المؤمنين أعفاني ممّا أكره [5] .
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 220.
[2] في الحلية 9/ 220: «أوجاع الخصر» بالخاء، وما أثبتناه يتفق مع: سير أعلام النبلاء 11/ 335.
[3] الحلية 9/ 220.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 336.
[5] السير 11/ 336.

(18/138)


وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العساكر، والبُرُدُ [1] تختلف كلّ يوم.
وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه، وجاء قوم من القضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم.
ودخل عليه شيخ فقال: أذكُرْ وقوفك بين يدي اللَّه. فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه على خديه.
فلمّا كان قبل وفاته بيوم أو بيومين قال: ادعوا لي الصّبيان، بلسانٍ ثقيل.
فجعلوا ينضمّون إليه، وجعل يشمّهم ويمسح بيده على رءوسهم وعينه تدمع.
وأدخلت الطّسْت تحته، فرأيت بَوْلَهُ دمًا عبيطًا ليس فِيهِ بول، فقلت للطّبيب فقال: هذا رَجُل قد فتَّت الحُزْن والغَمُّ جَوْفَه.
واشتدّت علته يوم الخميس [ووضّأته [2]] فقال: خلال [3] الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدرا، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حَتَّى كأن الدنيا قد ارتجت، وامتلأت السكك والشوارع [4] .
وقال أبو بَكْر الخلال: أخبرني عصمة بْن عصام: ثنا حنبل قال: أعطى ولد الفضل بْن إبراهيم أَبَا عبد الله وهو فِي الحبس ثلاث شعرات وقال: هذه مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه.
ففعل به ذلك عند موته [5] .
وقال حنبل: تُوُفّي يوم الجمعة في ربيع الأوّل.
وقال مُطّيَّن: في ثاني عشر ربيع الأوّل.
وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعبّاس الدُّوريّ.
وقال البخاريّ: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خَلَتَا من ربيع الأوّل، ومات
__________
[1] البرد: مفردها: بريد.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 11/ 337.
[3] في السير: فقال: خلّل.
[4] السير 11/ 337.
[5] السير 11/ 337.

(18/139)


يوم الجمعة لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأوّل [1] .
قلت: غلِط ابنُ قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فلُيعرف ذلك.
وقال الخلال: ثنا المَرُّوذيّ قال: أُخرجت الجنازة بعد منصرف النّاس من الجمعة.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] : ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا هشام بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ» [3] . وقال صالح: وجّه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفّر، ومَعه غلامين معهما مناديل، فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يُقرئك السّلام ويقول: قد فعلتُ ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك.
فقلت: أقرِئ الأمير السّلام وقل له: إنّ أمير المؤمنين قد كان أعفاه فِي حياته مِمَّا كان يكره، ولا أحبّ أن أُتْبعه بعد موته بما كان يكره فِي حياته. فعاد وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك [4] .
وقد كان غَزَلت له الجارية ثوبًا عشاريًا قُوّم بثمانية وعشرين درهمًا ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوزان لُفافَة أخرى، فأدرجناه فِي ثلاث لفائف، واشترينا له حَنُوطًا، وفُرغ من غسله، وكفّناه. وحضر نحوَ مائةٍ من بني هاشم ونحن نكفّنه، وجعلوا يقبّلون جبهته حَتَّى رفعناه على السّرير [5] .
وقال عبد الله بْن أحمد: صلّى على أَبِي محمد بْنُ عبد الله بْن طاهر، غَلبنا على الصّلاة عليه. وقد كُنَّا صلّينا عليه نحن والهاشميّون في الدّار [6] .
__________
[1] السير 11/ 337.
[2] ج 2/ 169.
[3] وأخرجه الترمذي (1074) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبي عامر العقدي، عن هشام بن سعد.
[4] السير 11/ 338.
[5] مناقب الإمام أحمد 412.
[6] سير أعلام النبلاء 11/ 338.

(18/140)


وقال صالح: وجّه ابن طاهر: مَن يصلّي عليه؟ قلت: أَنَا.
فلمّا صرنا إلى الصّحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزَّانا ووضع السّرير. فلمّا انتظرت هُنَيَّةً تقدّمتُ وجعلتُ أسوّى صفوفَ النّاس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بْن نصر على يدي وقالوا:
الأمير.
فمانَعْتُهُم فَنَحِّيَاني وصلّى، ولم يعلم النّاسُ بذلك. فلمّا كان من الغد علم النّاسُ، فجعلوا يجيئون ويصلُّون على القبر. ومكث النّاسُ ما شاء اللَّه يأتون فيصلُّون على القبر [1] .
وقال عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بْن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بْن حنبل، رحمة اللَّه عليه [2] .
وقال أبو بَكْر الخلال: سمعتُ عَبْد الوهّاب الورّاق يقول: ما بَلَغَنَا أن جَمْعًا فِي الجاهليّة والإسلام مثله، حَتَّى بَلَغَنَا أنّ الموضع مُسح وحُزِر على الصّحيح، فإذا هُوَ نحوٌ من ألف ألف، وحزرنا على القُبُور نحوًا من ستّين ألف امْرَأَة.
وفتح النّاسُ أبواب المنازل فِي الشّوارع والدُّرُوب ينادون: مَن أراد الوضوء؟ [3] .
وروي عبد الله بْن إسحاق البَغَويّ أَنْ بنَان بْن أحمد القَصَبانيّ أخبره أنّه حضر جنازة أحمد، فكانت الصُّفوف من الميدان إلى قنطرة باب [4] القطيعة، وحُزِر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النّساء ستّين ألف امْرَأَة [5] .
ونظروا فيمن صلّى العصر فِي مسجد الرُّصافة فكانوا نيّفًا وعشرين ألفًا [6] .
وقال مُوسَى بْن هارون الحافظ: يقال إنّ أحمد لما مات، مُسِحت الأمكنة
__________
[1] تقدمة المعرفة 312.
[2] السير 11/ 339.
[3] السير 11/ 339.
[4] في تاريخ بغداد: «قنطرة ربع القطيعة» .
[5] تاريخ بغداد 4/ 422.
[6] السير 11/ 339.

(18/141)


المبسوطة الّتي وقف النّاسُ للصّلاة عليها، فحُزر مقادير النّاس بالمساحة على التقدير ستّمائة ألف وأكثر، سوى ما كان فِي الأطراف والحوالي والسُّطُوح والمواضع المتفرّقة أكثر من ألف ألف [1] .
وقال جَعْفَر بْن محمد بْن الْحُسَيْن النَّيْسابوريّ: حَدَّثَنِي فتح بْن الحَجّاج قال: سمعتُ فِي دار الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر أنّ الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلّى على أحمد بْن حنبل، فحُزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفًا، سوى من كان فِي السُّفُن فِي الماء [2] .
ورواها خشنام بن سعيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف.
وقال ابن أبي حاتم [3] : سمعتُ أَبَا زُرْعة يقول: بَلَغَني أنّ المتوكّل أمَر أن يُمسح الموضع الَّذِي وقف عليه الناس حيث صَلَّى على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة [ألف] .
وقال البيهقيّ: بَلَغَني عن البَغَوَيّ أنّ محمد بْن عبد الله بْن طاهر أمر أن تُحْزَر الخلق الَّذِي فِي جنازة أحمد، فاتّفقوا على سبعمائة ألف.
وقال أبو هَمّام الوليد بْن شجاع: حضرت جنازة شَرِيك، وجنازة أبي بَكْر بْن عيّاش، ورأيت حضور النّاس، فما رَأَيْتُ جمعًا قطّ يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَميّ: حضرت جنازة أبي [الفتح القوّاس] [4] مع الدّار الدّارّقُطْنيّ، فلمّا نظر إلى الْجَمْع قال: سمعتُ أَبَا سهل بْن زياد: سمعتُ عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البِدَع: بيننا وبينكم الجنائز.
وقال ابن أبي حاتم [5] : حَدَّثَنِي أبو بَكْر محمد بن العبّاس المكّيّ: سمعت
__________
[1] السير 11/ 339.
[2] حلية الأولياء 9/ 180 وفيه: «السفر» بدل، والسفن» .
[3] في تقدمة المعرفة 312 والزيادة منه.
[4] في الأصل بياض، استدركته من نسخة أياصوفيا.
[5] في تقدمة المعرفة 313.

(18/142)


الوَرْكانيّ جار أحمد بْن حنبل يقول: يوم مات أحمد بْن حنبل وقع المأتم والنَّوْح فِي أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنّصارى والمجوس. وأسَلَمَ يوم مات عشرون ألفًا من اليهود والنّصارى والمجوس [1] .
وفي لفظٍ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف [2] .
وهي حكاية مُنْكَرَة لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوَرْكانيّ، ولا عَنْهُ إلا محمد بْن الْعَبَّاس، [تفرّد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل] [3] هذا الحادث فِي بغداد ولا يرويه جماعة تتوفّر هِمَمُهُم، ودَوَاعيهم على نقل ما هُوَ دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المَرُّوذيّ، ولا صالح بْن أحمد، ولا عبد الله بْن أحمد بْن حنبل الّذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جزئيات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فو الله لو أسلم يوم موته عشرة أَنَفسٍ لكان عظيمًا، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس.
وقد تركت كثيرًا من الحكايات، إمّا لضَعْفها، وإمّا لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها.
ثُمَّ انكشف لي كذب الحكاية بأنّ أَبَا زُرعة قال: كان الوَرْكانيّ، يعني محمد بْن جَعْفَر، جار أحمد بْن حنبل وكان يرضاه.
وقال ابنُ سعد، وعبد اللَّه بْن أحمد، وموسى بْن هارون، مات الوَرْكانيّ فِي رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنّه مات قبل أحمد بدهرٍ، وكيف يحكى يوم جنازة أحمد، رحمه اللَّه؟
قال صالح بْن أحمد: جاء كتاب المتوكّل بعد أيّام من موت أَبِي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكُتُب. فحملتها وقلتُ: إنّها لنا سماع، فتكون فِي أيدينا وتُنَسَخ عندنا.
فقال: أقول لأمير المؤمنين.
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 180، تاريخ بغداد 4/ 423.
[2] حلية الأولياء 9/ 180.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من نسخة أياصوفيا.

(18/143)


فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد للَّه [1] .
وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بَكْر البَيْهقيّ فِي مجلّد، ومنهم أبو إسماعيل الْأَنْصَارِيّ فِي مُجَيْلد، ومنهم أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ فِي مجلّد، والله تعالى يرضى عَنْهُ ويرحمه.
36- أحمد بن الزُّبَيْر الأطرابُلُسيّ [2] .
عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بن إسماعيل.
وعنه: ابن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد أخو خَيْثَمَة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
37- أحمد بن عبد الله بن عبد الصّمد بن عليّ الهاشميّ العبّاسيّ.
أبو العَبَر الشاعر المُفْلِق.... [3] .
قيل إنّه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفيّ بكلام استحلّ به دمه.
وله شِعْر فائق من عهد الأمين وإلى أَيام المتوكّل. ثمّ أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتّى قيل: لم يكن في الدّنيا صناعة إلا وهو يعلمها ويعملها بيده.
قُتِل سنة خمسين.
38- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بن نافع بن أبي بزّة [4] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 343، 344.
[2] انظر عن (أحمد بن الزبير) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 12، 16، 19، 36، والإكمال لابن ماكولا 4/ 311، 313، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 308 و 15/ 7623 و (طبعة المجمع العلمي بدمشق) 7/ 301- 303 رقم 142، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 50، 81، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 394، 395 رقم 212.
وهو: «أحمد بن محمد بن الزبير بن عبد السلام، أبو علي المعروف بابن شقير» . وذكره ابن ماكولا فقدّم شقيرا على الزبير.
[3] في الأصل بياض.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد المخزومي) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 703، 704، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 127 رقم 155، والجرح والتعديل 2/ 71 رقم 129، والأنساب لابن السمعاني 2/ 202، واللباب لابن الأثير

(18/144)


أبو الحسن المخزوميّ مولاهم البَزّي المكّيّ المقرئ. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة.
والبزّة: بالشَّدّة.
قال الْبُخَارِيّ: اسم أبي بَزّة بشّار مَوْلَى عبد الله بْن السّائب المخزوميّ، أصله من همدان. أسلم على يد السّائب بن صَيْفيّ.
قلت: وُلد سنة سبعين ومائة، وقرأ على: عِكْرمة بْن سُلَيْمَان مَوْلَى بني شَيبة، وأبي الإخريط [وهُب بْن واضح] [1] : وأحمد مَوْلَى عبد العزيز بْن أبي ( ... ) [2] ، وعبد اللَّه بْن زياد مَوْلَى [عُبَيْد بْن عُمَير] [3] الَّليْثيّ، عن أحدهم، عن إسماعيل القِسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكّة نفسِه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبَيْه شِبْل بْن عَبّاد، ومعروف بْن مِشْكان. كذا رُوِيَ عَنْهُ أبو الإخريط.
قرأ عليه: أبو ربيعة محمد بْن إسحاق الرَّبعيّ، وإسحاق بْن أحمد الخزاعي، وأحمد بْن فَرَج، والحَسَن بْن الْحُبَابِ، وغيرهم.
وكان شيخ الحرم وقارئه فِي زمانه، مع الدّين والورع والعبادة. وقد تفرَّد بحديثٍ مسَلَسَلٍ في التّكبير من وَالضُّحى 93: 1. رَوَاهُ عَنْهُ: الحسن بْن مَخْلَد، ومحمد بْن يوسف بْن مُوسَى، والحسن بْن الْعَبَّاس الرّازيّ، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وجماعة.
وقع لي عاليا، وهو حديث منكر.
__________
[ () ] 1/ 149، والمغني في الضعفاء 1/ 55 رقم 428، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 50، 51 رقم 10، ومعرفة القراء الكبار 1/ 173- 178 رقم 77، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 763 وميزان الاعتدال 1/ 144، 145، والعبر 1/ 455، ومرآة الجنان 2/ 156، وتاريخ الخميس 2/ 379، والوفيات لابن قنفذ 174، 175، وغاية النهاية 1/ 119، 120، والبداية والنهاية 11/ 76 والعقد الثمين 3/ 142، 143، وتوضيح المشتبه 1/ 442، ولسان الميزان 1/ 283، 284 رقم 8043، وشذرات الذهب 2/ 120، 121.
[1] في الأصل بياض، استدركته من: معرفة القراء 1/ 174.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: معرفة القراء 1/ 174.

(18/145)


قال أبو حاتم [1] : لا أُحَدِّث عَنْهُ، فإنّه روى عن عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حديثًا منكرًا، وهو ضعيف الحديث. قلت: وذكره أبو جَعْفَر العُقَيْليّ فِي كتاب «الضّعفاء» [2] فقال: مُنْكر الحديث، يوصل الأحاديث.
ثنا خَالِدُ بْنُ مَنْصُورٍ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ:
ثنا الربيع بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدِّيكُ الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ، يَحْرُسُ سِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا» [3] . قُلْتُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ بِبَعِيدٍ عَنِ الْوَضْعِ.
وعاش ثمانين سنة. وتُوُفّي بمكّة سنة خمسين ومائتين.
وقد روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي «تاريخه» ، وآخرون.
سمع من: مالك بْن سَعِيد، ومؤمّل بْن إسماعيل، وسليمان بْن حرب، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى.
39- أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون [4] .
أبو الحَسَن المكّيّ المقرئ النّبّال القوّاس.
سمع من: مسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيره.
وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهْب بن واضح [5] .
قرأ عليه: قُنْبُل، وأحمد بن يزيد الحُلْوانيّ، وغير واحد.
وحدَّث عنه: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن عليّ الصّائغ، ومُطَيَّن، وعليّ بن أحمد بن بسطام، وغيرهم.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 71.
[2] ج 2/ 127 رقم 155.
[3] الحديث بأطول من هذا في: الضعفاء الكبير للعقيليّ.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد النبال) في:
تهذيب الكمال 1/ 482، 483 رقم 105، ومعرفة القراء الكبار 1/ 178، 179 رقم 78، والعقد الثمين 3/ 159، 160، وغاية النهاية 1/ 123، 124 رقم 570، وتهذيب التهذيب 1/ 79، 80 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 119.
[5] في الأصل: «نافع» وهو وهم.

(18/146)


تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين بمكة [1] .
قال ابن مجاهد: قال لي قَنْبَل: قال لي القوّاس: إِلْقَ هذا الرجل البَزّيّ [2] فَقُلْ له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني وَما هُوَ بِمَيِّتٍ 14: 17 [3] مخفَّفًا.
قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثُمَّ أتى إليه من الغد.
قال قنبل: سمعت القواس يقول: نَحْنُ نقف حيث انقطع البعض، إلّا في ثلاث نتعمّد الوقف عليها: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله 3: 7 [4] ، وَما يُشْعِرُكُمْ 6: 109 في الأنعام [5] ، وإِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ 16: 103 [6] .
قال الدّانيّ: تُوُفّي القُواس سنة أربعين ومائتين، فُيحَرَّر.
40- أحمد بن محمد بن عيسى [7] .
أبو جعفر السَّكُونيّ البغداديّ.
عن: أبي بكر بن عيّاش، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن مَخْلَد، وغيره.
وهو من الضُّعَفاء.
41- أحمد بن محمد بن نيزك [8]- ت. -
__________
[1] وقيل: سنة أربعين. وقيل: سنة ست وأربعين.
[2] أي: أحمد بن محمد بن أبي بزّيّ، الّذي تقدّمت ترجمته قبله.
[3] سورة إبراهيم، الآية 17.
[4] سورة آل عمران، الآية 7.
[5] الآية 109.
[6] سورة النحل، الآية 103.
[7] انظر عن (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى) فِي:
تَارِيخِ بغداد 5/ 59، 60 رقم 2429، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 88 رقم 252، والمغني في الضعفاء 1/ 56 رقم 439، وميزان الاعتدال 1/ 148 رقم 578، ولسان الميزان 1/ 288، 289 رقم 853.
[8] انظر عن (أحمد بن محمد بن نيزك) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 47، وتاريخ بغداد 5/ 108، 109 رقم 2517، والمعجم المشتمل 59 رقم 82، وتهذيب الكمال 1/ 475 رقم 101، والمغني في الضعفاء 1/ 57 رقم 449، وميزان الاعتدال 1/ 151 رقم 592، والكاشف 1/ 27 رقم 81، وتهذيب التهذيب 1/ 77، 78 رقم

(18/147)


أبو جعفر البغداديّ المعروف بالطّوسيّ.
عن: رَوْح بن عُبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.
وعنه: ت.، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأبو حامد الحضرمي.
توفي سنة ثمان وأربعين [1] .
42- أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك [2] .
أبو جعفر العدوي اليزيدي النحوي المقرئ.
من كبار ندماء المأمون وشعرائه.
سمع: أبا زيد الأنصاري صاحب العربيّة، وأباه.
وقرأ على جدّه فيما أظنّ.
روى عنه: أخواه الفضل وعُبَيد الله، وابن أخيه محمد بن العبّاس، وعَوْن بن محمد الكِنْديّ، ومحمد بن عبد الملك الزّيّات.
له ذِكْرٌ في «تاريخ دمشق» .
43- أحمد بن مُصَرِّف بن عَمْرو الياميّ [3]- ن. - كوفيّ محدّث.
روى عن: أبي أُسامة، ومحمد بن بشير، وزيد بن الحُباب، وطبقتهم.
وعنه: ن. في «السُّنَن» ، والحكيم التِّرْمِذيّ محمد بن عليّ، ومحمد بن عمر بن يوسف النّسائيّ، وغيرهم.
__________
[ () ] 131، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 115 وفيه «نيزك» بكسر النون، وخلاصة تذهيب التهذيب 12.
[1] المعجم المشتمل.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد اليزيدي) في:
تاريخ بغداد 5/ 117 رقم 2529، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 82، 83، والفهرست لابن النديم 50، ومعجم الأدباء 4/ 139، وطبقات النحويين للزبيدي 86، وإنباه الرواة 1/ 126، والوافي بالوفيات 7/ 388- 390 رقم 3384، وغاية النهاية 1/ 133، وبغية الوعاة 1/ 169.
[3] انظر عن (أحمد بن مصرف) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 33، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 485 رقم 107، والكاشف 1/ 28 رقم 785 وتهذيب التهذيب 1/ 80 رقم 137، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 12.

(18/148)


قال ابن حِبّان في كتاب «الثّقات» [1] : مستقيم الحديث.
44- أحمد بن منيع بن عبد الرحمن [2]- ع. - أبو جعفر البغويّ الحافظ الأصمّ المرورّوذيّ الأصل نزيل بغداد، وصاحب المُسْنَد المشهور.
سمع: هُشَيْما، وعَبّاد بن العوّام، وابن عُيَيْنَة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم.
وعنه: الجماعة، لكن خ. بواسطة، وسِبْطه أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق.
قال البَغَويّ: أُخْبِرتُ عن أحمد بْن منيع أنّه قال: أَنَا من نحو أربعين سنة أختم فِي كل ثلاث.
قال صالح جَزَرَة، وغيره [3] : ثقة.
__________
[1] ج 8/ 33.
[2] انظر عن (أحمد بن منيع) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1508، والتاريخ الصغير، له 235، والمراسيل لأبي داود، رقم 149 و 420، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 515، 519، 542 و 2/ 22 و 3/ 82، وعمل اليوم والليلة للنسائي 425 رقم 685، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 16، 56، والجرح والتعديل 2/ 77 رقم 166، والثقات لابن حبّان 8/ 22، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 43، 44 رقم 26، وتاريخ بغداد 5/ 160، 161 رقم 2606 وتاريخ جرجان للسهمي 542، والأنساب لابن السمعاني 2/ 255، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 7 رقم 8، والأنساب لابن السمعاني 2/ 254، والمعجم المشتمل لابن عساكر 61 رقم 88، وأدب القاضي للماوردي 1/ 152، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 76، 77 رقم 65، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 495- 497 رقم 114، والكاشف 1/ 29 رقم 91، والمعين في طبقات المحدّثين 82 رقم 889، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 11/ 483، 484 رقم 127، والعبر 1/ 442، وتذكرة الحفاظ 2/ 481، والوافي بالوفيات رقم 3627، 8/ 192، والبداية والنهاية 10/ 346، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 139، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 566، وتهذيب التهذيب 1/ 84، 85 رقم 144، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 128، والنجوم الزاهرة 2/ 319، وطبقات الحفاظ 208، 209، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، والرسالة المستطرفة 65، وشذرات الذهب 2/ 105.
[3] قال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .

(18/149)


وقال البَغَويّ: تُوُفّي جدّي في شَوَّال سنة أربعٍ وأربعينٍ [1] ، وكان مولده هُوَ وأبو خَيْثَمة سنة ستّين ومائة.
45- أحمد بن ناصح [2]- ن. - أبو عبد الله، نزيل الثَّغْر.
عن: عبد العزيز الدَّراوَرْديّ، وأبي بكر بن عيّاش.
وعنه: ن.، ومحمد بن سُفْيان المُصِّيصيّ الصفار، وغيره.
لم يذكره ابن أبي حاتم [3] .
46- أحمد بن نصر بن زياد [4] .
أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ الزاهد.
عن: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة.
سمع منه: أبو نعيم أحد شيوخه.
__________
[1] التاريخ الصغير للبخاريّ، وثقات ابن حبّان، والأنساب لابن السمعاني، والمعجم المشتمل، وقيل فيه: سنة 243 هـ.
[2] انظر عن (أحمد بن ناصح) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 46 وفيه: «أحمد بن ناصح مولى بني هاشم، يروي عن: أبي عاصم. ثنا عنه: عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد الطّهْراني» .
قال محقّقه: إن لم يكن أحمد بن ناصح المصيصي الّذي ذكره ابن حجر في التهذيب 1/ 85 فلم ندر من هو؟.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هو: أحمد بن ناصح المصّيصي، فقد ذكره ابن عساكر في: المعجم المشتمل 61 رقم 90، والحافظ المزّي في:
تهذيب الكمال 1/ 498 رقم 116، والذهبي في: الكاشف 1/ 29 رقم 92، وابن حجر في:
تهذيب التهذيب 1/ 85 رقم 147، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 131.
[3] وقال النسائي: صالح. وفي موضع آخر: ليس به بأس. (المعجم المشتمل) .
[4] انظر عن (أحمد بن نصر) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 6 رقم 1507، والجرح والتعديل 2/ 79 رقم 173، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 104، 105، والمعجم المشتمل 61 رقم 91، وتهذيب الكمال 1/ 498- 503 رقم 117، والكاشف 1/ 29 رقم 93، وسير أعلام النبلاء 12/ 239 رقم 82، وتذكرة الحفاظ 2/ 540، 541، والبداية والنهاية 10/ 346، وغاية النهاية 1/ 145 رقم 675، وتهذيب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 148، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 132، وطبقات الحفاظ 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 13.

(18/150)


وحدث عنه: ت. ن. [1] ، وسلمة بن شَبِيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحرّانيّ، وخلق.
وكان كثير الرحلة إلى الشّام، والعراق، ومصر.
ورحل إلى [أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي] [2] على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا مأمونا صَاحب سنة.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين [3] .
قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة، رحمه الله.
47- أحمد بن نصر [4] .
أبو بكر العتكي السَّمَرْقَنْديّ.
ذكره ابن حِبّان في «الثقات» وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهلَ البِدَع في أيّام المحنة، وقام بما ينبغي [5] .
يروى عن: ابن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارِميّ، وأهل سَمَرْقَنْد.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين [6] .
48- أحمد بن هشام بن بهرام المدائنيّ [7] .
__________
[1] وقال: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[2] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 239.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (أحمد بن نصر السمرقندي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 22، والأنساب لابن السمعاني 8/ 390، وسير أعلام النبلاء 12/ 240 رقم 83.
[5] انظر: الثقات 8/ 22.
[6] الثقات.
[7] انظر عن (أحمد بن هشام) في:
أنساب الأشراف للبلاذري ج 4 ق 1/ 489، 494، 495، 560، 573، 594، وتاريخ بغداد

(18/151)


عن: أبي معاوية، ووَكِيع.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود.
وكان ثقة، قاله الخطيب [1] .
49- أحمد بن يحيى بن إسحاق [2] .
أبو الحسين الرَّاوَنْديّ.
قال المسعوديّ: تُوُفّي سنة خمسين ومائتين، عن أربعين سنة.
قال: وله من الكُتُب مائة وأربعة عشر كتابا.
قلت: غلط المسعوديّ، بل بقي إلى قريب الثّلاثمائة.
50- أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن مهاجر [3]- ن. - أبو عبد الله التّجيبيّ، مولاهم المصريّ الحافظ النَّحْويّ، أحد الأئمّة.
روى عن: عَبْد الله بْن وهْب، وشُعَيب بْن اللَّيْث، وأَصْبَغ بن الفَرجَ، وخلْق سواهم.
وعنه: ن. وقال ثقة، والحسين بن يعقوب المصريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وُلِد سنة إحدى وسبعين ومائة.
قال أبو عمر الكِنْديّ: كان فقيها من أصحاب ابن وهْب. كان أعلم أهل زمانه بالشِّعْر والغريب وأيّام النّاس. وكان يتقبّل، فانكسر عليه خَراجٌ، فسجنه
__________
[ () ] 5/ 197، 198 رقم 2665، والمنتظم 6/ 99، ورسالة الغفران 461، ومقالات الإسلاميين (انظر فهرس الأعلام) 633، ووفيات الأعيان 1/ 78 رقم 34، والوافي بالوفيات 8/ 232- 238 رقم 3673.
[1] في تاريخه 5/ 197.
[2] ستأتي ترجمته في الجزء المتضمّن لحوادث ووفيات (291- 300 هـ.) .
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى التجيبي) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 536 و 2/ 625، والثقات لابن حبّان 8/ 24، والولاة والقضاة للكندي (انظر فهرس الأعلام) 620، والمعجم المشتمل لابن عساكر 62، 63 رقم 97، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 519، 520 رقم 126، والكاشف 1/ 30 رقم 97، والوافي بالوفيات 8/ 247، 248 رقم 3682، ومعجم الأدباء 5/ 149، وبغية الوعاة 1/ 174، وتهذيب التهذيب 1/ 89، 90 رقم 157، وتقريب التهذيب 1/ 28 رقم 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 14.

(18/152)


أحمد بن محمد بن مدبّر، فمات في حبّسه في شوّال سنة خمسين [1] ، رحمه الله [2] .
51- أحمد بن يعقوب بن صالح البلْخيّ [3] .
عن: أبي مقاتل حفص بن سَلْم.
تُوُفيّ في رمضان سنة سْبعٍ وأربعين [4] .
52- أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [5]- ع. - الفقيه أبو مصعب الزّهريّ العوفيّ، قاضي المدينة.
وُلِد سنة خمسين ومائة، ولزِم مالكا وتفقَّه عليه، وسمع منه «الموطّأ» .
وسمع من: العُطّاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة.
وعنه: الجماعة، لكن ن. بواسطة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصَّمد الهاشميّ.
ذكره الزُّبَير بن بكّار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع [6] .
__________
[1] المعجم المشتمل. وفي تهذيب التهذيب: مات سنة خمس وستين ومائتين. وفي الثقات قال ابن حبّان: قديم الموت.
[2] قال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (أحمد بن يعقوب) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 43، والمغني في الضعفاء 1/ 63 رقم 490، ولسان الميزان 1/ 327 رقم 996.
[4] قال في المغني: له مناكير وموضوعات.
[5] انظر عن (أحمد بن أبي بكر القاسم) في:
نسب قريش للمصعب الزبيري 272، والجرح والتعديل 2/ 43 رقم 16، والمعجم المشتمل 40 رقم 12، وتهذيب الكمال 1/ 278- 281 رقم 17، وسير أعلام النبلاء 11/ 436- 440 رقم 100، وتذكرة الحفاظ 2/ 60- 62، والعبر 1/ 436، والوافي بالوفيات 6/ 269، وتهذيب التهذيب 1/ 20، 21 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 18، والديباج المذهب 30، وطبقات الحفاظ 209، وخلاصة تذهيب التهذيب 4.
[6] نسب قريش 272.

(18/153)


تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.
قال عبد الرحمن بْن أبي حاتم: ثنا عبد الله بْن محمد بْن الفضل الصَّيْداويّ قال: أتى قوم أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ فقالوا: إنّ قِبَلَنا ببغداد رَجُلٌ يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلامُ خبيثٍ نبَطَيّ.
وقال أبو محمد بْن حزم: آخر ما رُوِيَ عن مالك «موطأ أبي مُصْعَب» و «موطأ أبي حُذافة» . وفي هذين الموطّأين على سائر الموطّآت نحوٌ من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد فِي «الموطأ» أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثُمَّ أَثْبَتَها. وهكذا تكون العُلماء رحمهم اللَّه.
قلت: أمّا أبو حُذافة فهو أحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ الْمَدَنِيّ، سيأتي فِي الطبقة الآتية. وقد سمعتُ «مُوَطّأ أبي مُصَعَب» على ابن عساكر، بإجازته من المؤيد، وبين المؤَيَّد، وبين أبي مُصْعَب أربعةُ أنفس، وهذا فِي غاية العُلُوّ، وللَّه الحمد.
قال الدّار الدارقطني: أبو مصعب ثقة فِي «الموطأ» . وقدمه علي يحيى بْن بكير.
وقال أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: قال الزُّبَيْر بْن بكار: كان أبو مُصْعَب على شَرِطة عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبد الله الهاشميّ عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافَع.
قال أبو زُرْعة، وأبو حاتم: صدوق [1] .
قال ابن عَبْد البَرّ: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
قلت: ما علمتُ فِيهِ جرحةً، ولا ذكر إلا فِي «الثّقات» .
لكنْ قال أحمد بْن أبي خَيْثَمَة: لا تكتُب عن أبي مُصْعَب، واكتب عمّن شئت.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 43.

(18/154)


قال ابن الذَّهَبيّ: أراه نهاه عن الأخْذ عَنْهُ، لكونه على القضاء، والله أعلم.
وقد ذكره ابن عساكر فِي «النُّبْل» [1] فقال فِيهِ: أحمد بن أبي بكر زرارة.
فقد أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْح: أَنَا زاهر، أَنَا الكَنْجَروديّ، أَنَا أبو أحمد الحاكم، أَنَا أَبُو عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطَّيَالِسِيُّ: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّاهريّ، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا نعرف له اسمًا [2] .
53- أحمد بن أبي سُرَيج الصّبّاح النّهشليّ [3]- خ. د. ن. - وقيل أحمد بن عمر بن الصّبّاح، أبو جعفر الرّازيّ البغداديّ.
قرأ القرآن على أبي الحَسَن الكِسائيّ، وأقرأه.
وسمع: شُعَيب بن حرب، وأبا معاوية الضّرير، وابن عُلَيّة، ووَكِيعا، وجماعة.
وعنه: خ. د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الرِّيّ.
وقرأ عليه: العبّاس بن الفضل الرّازيّ.
وقال النَّسائيّ: ثقة [4] .
وروى عنه أيضا: أبو زرعة، وأبو حاتم.
__________
[1] المعجم المشتمل 40 رقم 12.
[2] في الأصل: «اسم» .
[3] انظر عن (أحمد بن أبي سريج) في:
الجرح والتعديل 2/ 56 رقم 75، والثقات لابن حبان 8/ 38، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ رقم 14، وتاريخ جرجان للسهمي 410، 543، وتاريخ بغداد 4/ 205، 206 رقم 1894، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 10 رقم 20 وفيه «شريح» ، والمعجم المشتمل 55 رقم 68، وتهذيب الكمال 1/ 355- 357 رقم 51، والكاشف 1/ 20 رقم 41، ومعرفة القراء الكبار 1/ 219 رقم 117، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 199 وفيه «سرح» ، وغاية النهاية 1/ 63 رقم 269، وتهذيب التهذيب 1/ 44 رقم 72، وتقريب التهذيب 1/ 17 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 7.
[4] المعجم المشتمل 55.

(18/155)


وقال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
54- أحمد بن أبي عبيد الله السّليمي البصريّ الورّاق [3]- ت. ن. - اسم أبيه بِشْر.
عن: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي.
وعنه: ت. ن.، وقال: ن. ثقة [4] ، والحسن بن عُلَيْل.
55- إبراهيم بن الحارث الأنصاريّ [5] .
أبو إسحاق العُباديّ. ومن ولد عُباده بن الصّامت.
بغداديُّ جليل نزل طَرَسُوس مُرابِطا.
كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظّمه، وكان هو يُفْتي بحضرة أبي عبد الله فيُعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا.
روى عن: مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وجماعة.
وأكبر شيخ له عليّ بن عاصم.
روى عنه: أبو بكر الأثرم، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي داود [6] .
56- إبراهيم بن الحسين بن خالد [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 56.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب على استقامة فيه» .
[3] انظر عن (أحمد بن عبيد الله السليمي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 54 رقم 63، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 402 رقم 78، وتهذيب التهذيب 1/ 60 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 21 رقم 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 9.
[4] وقال أيضا: لا بأس به.
[5] انظر عن (إبراهيم بن الحارث) في:
تاريخ بغداد 6/ 55، 56 رقم 3082، والأنساب 8/ 338، 339، وتهذيب الكمال 2/ 66، 67 رقم 159، وذيل الكاشف للعراقي 33، 34 رقم 15، وتهذيب التهذيب 1/ 113 رقم 197، وتقريب التهذيب 1/ 33 رقم 183، وخلاصة تذهيب التهذيب 16.
[6] وقال: كتبنا عنه بطرسوس. (تاريخ بغداد 6/ 55) .
[7] انظر عن (إبراهيم بن الحسين) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 8 رقم 1، وجذوة المقتبس للحميدي 153 رقم 270، وبغية الملتمس للضبي 215 رقم 496.

(18/156)


الفقيه أبو إسحاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ.
رحل وحجّ ولقي مُطَرِّف بن عبد الله، وعليّ بن مَعْبَد، وعبد الله بن هشام، وغيرهم.
وصنَّف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه.
ولي أحكام الشرطة ببلده.
ومات في رمضان سنة تسعٍ وأربعين.
57- إبراهيم بن حمزة الرَّمْليّ البّزاز [1]- د. - عن: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزّرقاء.
وعنه: د.، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو بكر بن أبي داود.
58- إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني [2] .
الحافظ المعروف بالبطيطي [3] .
بلغنا عن بُنْدار أنه قال: حُفّاظ الدّنيا أربعة، وكلُّهم غلماني: إبراهيم الْجُرْمِيهَنيّ، وأبو زُرْعة، والبخاريّ، والدّارميّ [4] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن حمزة) في:
المعجم المشتمل 65 رقم 104، وتهذيب الكمال 2/ 76 رقم 165. والكاشف 1/ 35 رقم 129، وتهذيب التهذيب 1/ 116 رقم 206، وتقريب التهذيب 1/ 34 رقم 191، وخلاصة تذهيب التهذيب 17.
[2] انظر عن (إبراهيم بن خالد) في:
الجرح والتعديل 2/ 97 رقم 265، والأنساب لابن السمعاني 3/ 232، واللباب لابن الأثير 1/ 273، وسير أعلام النبلاء 12/ 76 رقم 20، والوافي بالوفيات 5/ 345 رقم 2420.
و «الجرميهنيّ» : بضم الجيم وسكون الراء وكسر الميم بعدها الياء والساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جرميهن وهي قرية من قرى مرو بأعالي البلد. (الأنساب) .
[3] في الأصل: «ببلطيطي» ، والتصحيح من: الجرح والتعديل، والأنساب، والسير.
[4] وقال ابن السمعاني: الحافظ إمام الدنيا في عصره، وكان يشبّه بإمامي العصر أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازيّ، وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في الحفظ والإتقان ... وكان أحمد بن سيّار يقول: حفّاظ زماننا أربعة: أبو زرعة بالري، وإبراهيم بن خالد الجرميهني بمرو، ومحمد بن إسماعيل ببخارا، وعبد الله بن أبي عرابة بالشاش ... وكان من حفظه أنه كتب مع رفيق له في الرحلة ووقع سماع إبراهيم في كتب ذلك الرفيق، وتوفي ذلك الرجل ودفنت كتبه، فقدم إبراهيم بن خالد فطلب الرجل فصادفه ميتا وكتبه مدفونة، فقعد ونسخ

(18/157)


مات سنة خمسين.
59- إبراهيم بن زياد البغداديّ الصّائغ [1] .
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة.
وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وابن صاعد، وداود بن سليمان، وغيرهم.
وكان ثقة.
60- أمّا إبراهيم بن زياد البغداديّ الخيّاط [2] .
عن شَرِيك، وجماعة، فشيخٌ أقدم من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا.
61- إبراهيم بن سعيد الجوهريّ [3]- د. ت. ن. ق. -
__________
[ () ] تلك الكتب كلها من حفظه، واشترى كتب ابن عون بعد موته، وكان يلقّب إبراهيم بالبطيطي، واشتهر بالعراق بهذا اللقب.
[1] انظر عن (إبراهيم بن زياد الصائغ) في:
الجرح والتعديل 2/ 100، 101 رقم 278.
[2] انظر عن (إبراهيم بن زياد الخياط) في:
الجرح والتعديل 2/ 101 رقم 279، والثقات لابن حبّان 8/ 72، وتاريخ بغداد 6/ 76 رقم 383.
[3] انظر عن (إبراهيم بن سعيد الجوهري) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 504، وعمل اليوم والليلة للنسائي 221 رقم 180، ورقم 194، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 160، 353 و 3/ 20، 62، 90، وتاريخ الطبري 1/ 135 و 2/ 236، 293، 393 و 3/ 27، 217، والجرح والتعديل 2/ 104 رقم 294، والثقات لابن حبّان 8/ 83، وتاريخ بغداد 6/ 93- 95 رقم 3127، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 389- 391، وتاريخ جرجان للسهمي 174، 542، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 213، 214، والأنساب لابن السمعاني 9/ 428، ومعجم البلدان 1/ 254، والمعجم المشتمل لابن عساكر 66 رقم 109، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 145، 264، وفتوح البلدان 176، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 94 رقم 93، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 95- 98 رقم 176، وميزان الاعتدال 1/ 35، 36 رقم 99، والكاشف 1/ 37 رقم 139، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 12/ 149- 151 رقم 53، وتذكرة الحفاظ 2/ 515، 516، والعبر 1/ 448، ومرآة الجنان 2/ 154، والوافي بالوفيات رقم 2431، 5/ 354، وغاية النهاية 1/ 15، وتهذيب التهذيب 1/ 123- 125 رقم 27، وتقريب التهذيب 1/ 35 رقم 204، وطبقات الحفاظ 225، وخلاصة تذهيب التهذيب 17، وشذرات الذهب 2/ 113.

(18/158)


أبو إسحاق البغداديّ. طبريّ الأصل، صاحب حديث.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وابن فُضَيْل، ووَكِيعا، وأبا ضَمْرة، وأبا أُسامة، وأبا معاوية، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى البخاريّ، وأبو الْجَهْم المَشْغَرانيّ، وابن جَوْصا، وأبو طاهر الحسن بن فِيل، وأبو عَرُوبة الحَرَّانيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، ويحيى بن صاعد، وخلق.
وروى النَّسائيّ في كتاب، خصائص علي رضي الله عنه، عن زكريّا السِّجْزِيّ، عنه، وقال: هو ثقة [1] .
وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان السُّلَميّ: سَأَلت إبراهيم بْن سَعِيد الْجُوهريّ، عن حديثٍ لأبي بَكْر الصِّدّيق فقال: فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مُسْنَد أبي بَكْر.
فقلت له: لا يصحّ لأبي بَكْر خمسون حديثًا، من أَيْنَ ثلاثة وعشرون جزءًا؟
فقال: كلّ حديث لا يكون عندي من مائة وجهٍ، فأنا فِيهِ يتيم [2] .
قال الخطيب [3] : كان مكثرًا ثقة ثبتًا، صنَّف «المُسْنَد» .
وقال إبراهيم الهَرَويّ: كان أبوه ثقة محتشمًا نبيلا، حجّ مرةً، فحجّ معه أربعمائة نفس، منهم هُشَيْمٌ، وإسماعيل بْن عيّاش، وكنتُ أنا منهم [4] .
اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبْعٍ، وقيل: سنة تسعٍ وأربعين، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسين [5] .
مات بعَيْن زَرْبَة مُرابَطا، رحمه الله. وكان حَجّاج بن الشّاعر يليّنه بلا حُجّة.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 95، تهذيب الكمال 2/ 97.
[2] تاريخ بغداد 6/ 94، تهذيب الكمال 2/ 97.
[3] في تاريخه 6/ 93.
[4] تاريخ بغداد 6/ 94.
[5] المعجم المشتمل، تاريخ بغداد، وفي ثقات ابن حبّان: مات بعد سنة خمسين ومائتين.

(18/159)


62- إبراهيم بن سفيان الزّياديّ [1] .
اللُّغَويّ النَّحْويّ، أحد أئمّة العربيّة بالعراق.
أخذ عن: الأصمعيّ، وغيره.
وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكّيت فقال: هو نسيج وحده [2] .
قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في «تاريخ النُّحاة» [3] .
63- إبراهيم بْن سلام [4] .
أبو إسحاق الْمَكِّيّ، مَوْلَى بْني هاشم.
روى عن: الدَّرَاوَرْديّ، والفُضَيل، وسعيد بن سالم القدّاح، ويحيى بن سليم.
وعنه: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة.
قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له.
64- إبراهيم بن العبّاس بن محمد بن صول [5] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن سفيان) في:
وفيات الأعيان 3/ 42 و 7/ 54، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 769 وأخبار النحويين للسيرافي 88، 89، ومراتب النحويين 122، ونزهة الألبّاء 269، وإنباه الرواة 1/ 166، 167 رقم 97، ومعجم الأدباء 1/ 158- 161، والفهرست 58، والأنساب لابن السمعاني 283 أ، وتلخيص ابن مكتوم 29، واللباب 1/ 515، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 1/ 169، 170، والمزهر 2/ 408، وبغية الوعاة 181، وكشف الظنون 501، 1427، 1467.
[2] إنباه الرواة 1/ 166، وذكر ياقوت أن وفاته كانت سنة 249 هـ.
[3] هو: إنباه الرواة على أنباه النحاة 22، حقّقه محمد أبو الفضل إبراهيم، وصدر عن دار الكتب المصرية في أربعة أجزاء 1369 هـ. / 1950 م.
[4] انظر عن (إبراهيم بن سلام) في:
المغني في الضعفاء 1/ 16 رقم 91، وميزان الاعتدال 1/ 36 رقم 102، ولسان الميزان 1/ 64 رقم 160.
[5] انظر عن (إبراهيم بن العباس) في:
تاريخ الطبري 7/ 511، وتاريخ بغداد 6/ 117، 118 رقم 3147، والأنساب لابن السمعاني 8/ 112، وذم الهوى لابن الجوزي 83، والكامل في التاريخ 7/ 83، ومرآة الجنان 2/ 143، 144، والبداية والنهاية 10/ 344، 345، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، وتاريخ ابن الوردي 1/ 227، والوافي بالوفيات 6/ 24 رقم 2456.

(18/160)


مولى يزيد بن المهلَّب بن أبي صُفْرة، أبو إسحاق الصُّوليّ البغداديّ الأديب، أحد الشّعراء المشهورين والكُتّاب المذكورين.
له ديوان مشهور، وكان جدّه صول المجوسيّ ملك جُرْجان، فأسلم على يد يزيد [1] .
سمع الصُّوليّ من: عليّ بن موسى الرضا.
روى عنه: أبو العبّاس ثعلب، وغيره.
وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنَّظْم والشِّعْر.
قال دِعْبِل الخُزاعيّ: لو تكسّب إبراهيم بْن الْعَبَّاس بالشِّعْر لَتَرَكَنَا فِي غير شيء.
ومن نثْره عن الخليفة: أمّا بعد، فإنّ أمير المؤمنين.
أناةً فإنْ لم تُغْن أعقَب بعدها ... وعبدًا فإن لم يُغْن أغنت عزائمه
والسلام.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ثلاث وأربعين بسامَرّاء.
65- إبراهيم بن عبد الله المَرْوَزِيّ الخلال [2]- ن. - عن: عبد الله بن المبارك.
وعنه: ن.، والحَسَن بْن سُفْيان، وعبد اللَّه بْن محمد المَرْوَزيّ.
وثقة ابن حبان [3] .
وتوفي سنة إحدى وأربعين.
66- إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهرويّ [4]- ت. ق. -
__________
[1] أي: يزيد بن المهلّب، كما في: تاريخ بغداد 6/ 117.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله المروزي) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 220، 379، 424، والثقات لابن حبّان 8/ 75، والمعجم المشتمل 66/ 110، وتهذيب الكمال 2/ 119 رقم 189، والكاشف 1/ 39 رقم 150، وتهذيب التهذيب 1/ 132 رقم 234، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 18.
[3] بذكره في ثقاته.
[4] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله الهروي) في:

(18/161)


أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.
سمع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّناد، وهُشَيما، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقرئ، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم.
وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيُفْطِر [1] .
وكان من أعلم النّاس بحديث هُشَيْم، وأثبتهم فيه.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا عَدْوَى وَلا هَامَةَ وَلا نَوَّ وَلا صَفَرَ» [2] نَوٌّ: مِنَ الأَنْوَاءِ.
قال صالح جَزَرَة عَنْهُ: ما مِن حديث هُشَيْمٌ إلا وقد سمعه عشرين مرّة وأكثر، وكنت أُوقفه. كنت سمعت منه مع سَعِيد الجوهريّ والد إبراهيم [3] .
قال صالح: أعلم الناس بحديث هُشَيْمٌ: عَمْرو بْن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ [4] .
وقال ابن مَعِين: أصحاب هشيم محمد بن الصّبّاح الدّولابيّ، وإبراهيم
__________
[ () ] معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 353 و 2/ رقم 580، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 186، والجرح والتعديل 2/ 109 رقم 320، والثقات لابن حبّان 8/ 78، وتاريخ بغداد 6/ 118- 120 رقم 3148، والمعجم المشتمل لابن عساكر 66، 67 رقم 111، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 119- 123 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 39 رقم 121، والكاشف 1/ 39 رقم 151، والوافي بالوفيات 6/ 28 رقم 2457، وتهذيب التهذيب 1/ 132، 133 رقم 235، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 219 وفيه: «ابن أبي حاتم» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 18.
[1] تاريخ بغداد 6/ 120 وزاد: «وكان أكولا» ، وكان يأكل حملا وحده» .
[2] تاريخ بغداد 6/ 118.
[3] تاريخ بغداد 6/ 118.
[4] تاريخ بغداد 6/ 118.

(18/162)


الهَرَويّ، وإبراهيم أحسنهما [1] .
وقال أبو دَاوُد: إبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ ضعيف [2] .
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ [3] .
تُوُفّي فِي رمضان سنة أربعٍ وأربعين، عن بضع وتسعين سنة [4] .
67- إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصيّ [5] .
عن: وَكِيع بن الجرّاح، والحارث بن عطيّة، وحَجّاج الأعور.
وعنه: عُبَيْد بن الهيثم الحلبيّ، وعلي بن موسى الرَّبعيّ.
ضعّفه ابن حِبّان [6] ، وغيره [7] . وله عجائب.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 119.
[2] تاريخ بغداد 6/ 119.
[3] تاريخ بغداد 6/ 119.
[4] وكان مولده سنة 148 هـ. (الثقات لابن حبّان، المعجم المشتمل) .
وسئل ابن معين عن إبراهيم بن حاتم الهروي، فقال: لا بأس به. (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 92 رقم 353 و 2/ 177 رقم 580.
وقيل لابن معين: عمّن نكتب حديث هشيم؟ قال: عن إبراهيم الهروي وسريج بن يونس.
وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ في كتاب أبي بخط يده: سألت أبا زكريا- وهو يحيى بن معين- قلت: اختلف محمد بن الصباح والهروي في حديث عن هشيم، لمن يقضى منهما؟
قال: حتى يجيء ثالث. قلت: ليس ثالث. قال: ينظر في الحديث إن كان حدّث به غير هشيم إنسان فكان الصواب في يد أحدهما كان القول قوله. قلت: فإن كان لم يحدّث به أحد غير هشيم؟ قال: كان الهروي أكيسهما وأيقظهما، ومحمد بن الصبّاح ثقة.
وقال أبو علي صالح بن محمد: صدوق.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: كان إبراهيم الهروي حافظا متقنا تقيّا، ما كان هاهنا أحد مثله. (تاريخ بغداد) .
[5] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله المصّيصي) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 116، 117، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 40 رقم 80، وميزان الاعتدال 1/ 40 رقم 117، والمغني في الضعفاء 1/ 18 رقم 109، والكشف الحثيث 41، 42 رقم 13، ولسان الميزان 1/ 71، 72 رقم 192.
[6] فقال: «يسوّي الحديث ويسرقه ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، يقلب حديث الزبيدي عن الزهري، على الأوزاعي، وحديث الأوزاعي عن مالك، وحديث زياد بن سعد على يعقوب بن عطاء، وما يشبه هذا (المجروحون 1/ 116) .
[7] وقال الذهبي: متروك متّهم. (المغني في الضعفاء) .

(18/163)


68- إبراهيم بن عبد الله بن صَفْوان النَّصْريّ الدّمشقيّ الحمّاد [1] .
عمّ الحافظ أبي زُرْعة.
روى عن: ابن وهْب، وضَمْرة بن ربيعة، والهيثم بن عِمران.
روى عنه: أبو زُرْعة، وولده محمود بن أبي زُرْعة، وسليمان بن محمد الخُزاعيّ، وآخرون.
69- إبراهيم بن عبد الله بن المُنذر الباهليّ الصَّنْعانيّ [2]- ت. - روى عن: وَكِيع، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، والمقرئ، وعبد الرّزّاق.
وعنه: ت.، ومحمد بن إسماعيل السّلميّ الترمذي.
70- إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض [3] .
أبو إسحاق البرقي الفقيه.
يروى عن: ابن وهْب، وأشهب.
أخذ النّاس عنه بمصر.
ومات سنة خمس وأربعين.
قال ابن يونس: له مناكير.
71- إبراهيم بن عَوْن بن راشد [4] .
أبو إسحاق السّعديّ الأصبهانيّ المدينيّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن صفوان) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 226.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن المنذر) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 67 رقم 113، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 130، 131 رقم 199، والكاشف 1/ 41 رقم 160، وتهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 244، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 19.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 481، والأنساب لابن السمعاني 2/ 159، ولسان الميزان 1/ 76 رقم 206 و 1/ 92 رقم 263.
[4] انظر عن (إبراهيم بن عون) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 173، 174، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 277- 279 رقم 173.

(18/164)


سمع: ابن عُيَيْنَة، وَوَكِيعا، وعُبَيْد الله بن موسى.
وعنه: محمد بن أحمد الأبْهَريّ، ومحمد بن أحمد بن يزيد.
قال أبو نُعَيْم الحافظ [1] : كان من خيار النّاس [2] .
72- إبراهيم بن عيسى الأصبهانيّ الزّاهد [3] .
صاحب معروف الكَرْخيّ.
روى عن: شَبّابة بن سَوّار، وأبي داود الطَّيالِسيّ.
وعنه: أحمد بن محمد البزّاز.
قال أبو الشّيخ [4] : كان [خيرا] عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان في زمانه مثله [5] .
ومن دعائه: اللَّهمّ إن كنت مدخلي النّار فعظّم خلقي [6] فيها حتّى لا يكون لأمّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ فيها موضعًا [7] .
ومن الرُّواة عَنْهُ: النَّضْر بْن هشام.
تُوُفّي سنة سبعٍ وأربعين [8] .
وقيل: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق رَأَى هذا يمشى على الماء [9] .
73- إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التّميميّ [10] .
__________
[1] وزاد: توفي بعد سنة أربع وأربعين ومائتين.
[2] وقال أبو الشيخ: كان فاضلا خيّرا، ولم يخرّج له كثير حديث.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عيسى) في:
الجرح والتعديل 2/ 117، وحلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 393، 672، وذكر أخبار أصبهان، له 1/ 180، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 341- 349 رقم 207، ولسان الميزان 1/ 88 رقم 252.
[4] في طبقات المحدّثين 2/ 341 والزيادة منه.
[5] وزاد أبو الشيخ: «لم يخرّج حديثه، وما رأينا أحدا حدّث عنه إلّا أبو العباس البزّار أحاديث يسيرة» .
[6] هكذا في الأصل وطبقات المحدّثين. وفي حلية الأولياء: «خلقتي» .
[7] حلية الأولياء 10/ 393، طبقات المحدّثين 2/ 341، 342.
[8] ورّخه أبو نعيم في: ذكر أخبار أصبهان 1/ 180، وأبو الشيخ في طبقات المحدّثين 1/ 341.
[9] وقال أبو نعيم: «كان من العبّاد والفضلاء لم يخرّج حديثه لإقباله على التعبّد» .
[10] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الأغلب) في:

(18/165)


أمير القيروان، وابن أمرائها، أبو أحمد.
كان حسن السّيرة، كثير العطاء، ميمون الطَّلْعة.
بنى بإفريقيّة حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسّلاح. وأمِنت البلاد في أيّامه.
مات في ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.
74- إبراهيم بن محمد بن عبد الله [1]- د. ن. - أبو إسحاق التّيميّ المعمريّ. قاضي البصْرة.
ثقة.
عن: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن داود الخُرَيْبيّ.
وعنه: د. ن. [2] ، وأبو حامد الحضرميّ، وابن دُرَيْد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسين.
وكان من كبار العلماء.
75- إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي [3]- ق. - نزيل القدس. ما هو بابن صاحب الثَّوريّ.
سمع: الوليد بن مسلم، وضّمرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيْد.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفِرْيابيّ، وابن قُتَيْبة العسقلانيّ، وبِقَيّ بن مخلد، وخلق.
__________
[ () ] الوافي بالوفيات 6/ 104 رقم 2535.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 2/ 131 رقم 413، والمعجم المشتمل لابن عساكر 68 رقم 118، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 176- 178 رقم 232، وتهذيب التهذيب 1/ 155 رقم 278، وتقريب التهذيب 1/ 42 رقم 263، وخلاصة تذهيب التهذيب 21.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن يوسف) في:
الجرح والتعديل 2/ 131 رقم 412، والثقات لابن حبّان 8/ 77، وتاريخ جرجان للسهمي 33، والأنساب لابن السمعاني 9/ 293، والمعجم المشتمل لابن عساكر 69 رقم 120، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 191- 193 رقم 237، والكاشف 1/ 47 رقم 197، وتهذيب التهذيب 1/ 161 رقم 285، وتقريب التهذيب 1/ 42 رقم 27 وفيه: «سريج» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 21 وفيه: «سريج» .

(18/166)


قال أبو حاتم [1] : صدوق.
76- إبراهيم بن المستمرّ [2] .
أبو إسحاق البصْريّ العُرُوقيّ.
عن: أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العقديّ، وجماعة.
وعنه: د. ن. [3] ق.، وأبو عيسى التِّرْمِذيّ في «الشّمائل» ، وأبو بكر بن خُزَيْمة، وخلق كثير.
وكان أحد الثّقات [4] .
77- إبراهيم بن مكتوم المَصَاحِفيّ [5] .
حدَّث بالبصرة في هذا الوقت عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث.
وعنه: ابن صاعد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
وكان صدوقا.
78- إبراهيم بن هارون البلخي العابد [6]- ن. - عن: حامد بن إسماعيل، وداود بن الجّراح.
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 131.
[2] انظر عن (إبراهيم بن المستمر) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 288 رقم 340، والجرح والتعديل 2/ 140 رقم 455، والثقات لابن حبّان 8/ 81، والمعجم المشتمل لابن عساكر 70 رقم 125، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 201- 203 رقم 247، والكاشف 1/ 48 رقم 206، وتهذيب التهذيب 1/ 164 رقم 295، وتقريب التهذيب 1/ 43 رقم 279، وخلاصة تذهيب التهذيب 22.
[3] وقال: صدوق، وقال أيضا: صويلح. (المعجم المشتمل) .
[4] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما أغرب» .
[5] انظر عن (إبراهيم بن مكتوم) في:
الجرح والتعديل 2/ 139 رقم 452، والثقات لابن حبّان 8/ 84.
[6] انظر عن (إبراهيم بن هارون) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 71 رقم 130، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 230 رقم 262، والكاشف 1/ 50 رقم 217، وتهذيب التهذيب 1/ 176 رقم 321، وتقريب التهذيب 1/ 45 رقم 298، وخلاصة تذهيب التهذيب 23.

(18/167)


وعنه: ن. [1] ، والتِّرْمِذيّ في «شمائله» ، ومحمد بن عليّ التِّرْمِذيّ الحكيم، ومحمد بن عليّ بن طرْخان.
79- إبراهيم بن هاشم بن عُبَيْد الله.
أبو إسحاق بن أبي صالح الثَّقفيّ المَرْوَزيّ، قاضي نَيْسابور.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة.
وكان قَدَريّا.
روى عنه جماعة.
مات سنة ستِّ وأربعين.
80- إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك اليَزِيديّ [2] .
العلامة أبو إسحاق. بصْريّ نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب.
سمع من: الأنصاريّ، والأصمعيّ.
وله مصنَّف يَفتخر به اليزيديّون، وهو «ما اختلف مَعْناه واتّفق لفظه» ، نحو من سبعمائة ورقة [3] .
يرويه عنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وجماعة.
81- إبراهيم بن يوسف الحضْرميّ الكِنْديّ الكوفيّ الصَّيْرفيّ [4] .
عن: حفص بن غِياث، وأبي بكر بن عيّاش.
وعنه: ابن صاعد، وقاسم المطرّز، وعليّ التّابعيّ.
__________
[1] وقال: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن الإمام يحيى) في:
الأغاني 18/ 87، وتاريخ بغداد 6/ 209، 210 رقم 3264، ومعجم الأدباء 2/ 97، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 308، ونور القبس 89، وإنباه الرواة 1/ 189، ونزهة الألبّاء 103، والوافي بالوفيات 6/ 165، 166 رقم 2616، وغاية النهاية 1/ 29، وبغية الوعاة 189.
[3] تاريخ بغداد 6/ 209.
[4] انظر عن (إبراهيم بن يوسف الحضرميّ) في:
الجرح والتعديل 2/ 148 رقم 489، والثقات لابن حبّان 8/ 75، والمعجم المشتمل 71 رقم 133، وتهذيب الكمال 2/ 255، 256 رقم 272، وميزان الاعتدال 1/ 76، 77 رقم 260، وذيل الكاشف 36، 37 رقم 35، وتهذيب التهذيب 1/ 185 رقم 336، وتقريب التهذيب 1/ 47 رقم 307، وخلاصة تذهيب التهذيب 24.

(18/168)


وثّقة ابن حِبّان [1] .
مات سنة تسعٍ وأربعين [2] .
82- أزهر بن مروان الرّقاشيّ البصريّ النّواء [3]- ت. ق. - يلقّب فريخ.
عن: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء.
وعنه: ت. ق.، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين [4] .
83- إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامَجْر المَرْوَزِيّ [5]- د. ن. - نزيل بغداد أبو يعقوب الحافظ.
عن: شَرِيك، وحمّاد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأيْليّ، وخلْق.
ورأى زائدة.
__________
[1] في ثقاته 8/ 75.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (أزهر بن مروان) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 68، والجرح والتعديل 2/ 315 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 8/ 132، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 466، والمعجم المشتمل لابن عساكر 72 رقم 137، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 330 رقم 312، والكاشف 1/ 56 رقم 258، وتهذيب التهذيب 1/ 205، 206 رقم 287، وتقريب التهذيب 1/ 52 رقم 353، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[4] ذكره ابن حِبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث.
[5] انظر عن (إسحاق بن أبي إسرائيل) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 353، والمحبّر لابن حبيب 478، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 380، والتاريخ الصغير، له 2/ 381، والأدب المفرد، رقم 1229، وتاريخ الطبري 1/ 343 و 5/ 501 و 622 و 8/ 637، 645 و 9/ 213، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والجرح والتعديل 2/ 210 رقم 715، والثقات لابن حبّان 8/ 116، 117، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 63 رقم 762 وتاريخ بغداد 6/ 356- 365 رقم 3383، وموضح أوهام الجمع 1/ 425- 428، وتاريخ جرجان للسهمي 358، 359، 519، والمعجم المشتمل 74 رقم 142، والكامل في التاريخ 7/ 88، وتهذيب الكمال 2/ 398- 407 رقم 338، والعبر 1/ 444، وميزان الاعتدال 1/ 182، رقم 732 وفيه «كامجرا» ، والمعين في طبقات المحدّثين 83 رقم 897، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 476- 478 رقم 124، وتذكرة الحفاظ 2/ 484- 486، والبداية والنهاية 10/ 346، وتهذيب التهذيب 1/ 223، 224 رقم 415، وتقريب التهذيب 1/ 55 رقم 3810، وخلاصة تذهيب التهذيب 27.

(18/169)


وعنه: د.، ون. بواسطة، وهارون الحمّال، والبخاريّ في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث الفرائضيّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وخلْق.
وروى قراءة عليّ بن ضمرة الكِسائيّ، عنه. وقرأه ابن عامر، عن الوليد بن مَسْلَمَة، عن الذّماريّ، عنه.
قَالَ أحمد بن زُهير، عن ابن مَعِين: ثقة [1] .
وقال عثمان الدّارِميّ، عن ابن مَعِين: ثقة [2] .
ثُمَّ قال عثمان: لم يكن عثمان أظهر الوقف حين سَأَلت ابن مَعِين عَنْهُ [3] .
وقال أبو القاسم البَغَويّ: كان ثقة مأمونًا، إلا أنّه كان قليل العقل [4] .
وقال صالح جَزَرَة: صدوق، إلا أنّه كان يقول: القرآن كلام اللَّه، ويقف [5] .
وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصِّبيان يقولون: كلام اللَّه غير مخلوق. ألا قَالُوا كلام اللَّه وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بْن حنبل [6] .
قال إسحاق بْن دَاوُد: قال أحمد بْن حنبل: تجَّهمَ ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بْن يحيى الْمَكِّيّ: ذكرتُ لأبي عبد الله إسحاقَ بْنَ أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق.
وقال إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ: سمعتُ أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل، ذَكَر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وَكَثْرة سماعه شكَّ، فصار ضالّا شكّاكا.
__________
[1] تاريخ أسماء الثقات 63 رقم 62، تاريخ بغداد 6/ 358.
[2] تاريخ بغداد 6/ 359.
[3] تاريخ بغداد 6/ 359 وزاد: وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا.
[4] تاريخ بغداد 6/ 361.
[5] تاريخ بغداد 6/ 360.
[6] تاريخ بغداد 6/ 360.

(18/170)


وقال أبو حاتم الرّازّي [1] : كتبتُ عَنْهُ فوقفَ فِي القرآن، فوقفنا عَنْ حديثه.
وقد تركه النّاس حَتَّى كنت أمُرُّ بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد، بعد أن كان النّاس إليه عُنقًا واحدا.
قال شاهين بْن السَّمِيدَع العَبْديّ: سمعت أحمد بْن حنبل يقول:
إسحاق بن أبي إسرائيل واقفيّ مشئوم، إلا أنّه صاحب حديثٍ كيس [2] .
وقال زكريا السّاجيّ: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقًا [3] /.
وقال الْحُسَيْن بْن إسماعيل الفارسيّ: سَأَلت عَبْدُوس بْن عبد الله النَّيسابوريّ عن إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: كان حافظًا جدًا ولم يكن مثله فِي الحفظ والورع.
فقلت: كان يُتَّهم بالوقف؟
قال: نعم [4] .
وقال أحمد بْن أبي خيثمة: قال لي مُصْعَب الزُّبَيريّ: نَاظَرَني إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني فِي القرآن. فناظَرْتُه فقال: لم أقل فِي الشّك ولكنّي أسكت كما سكت القومُ قبلي [5] .
وقال مُوسَى بْن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.
وقال الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [6] .
زاد ابن قانع: في شعبان [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 210.
[2] تاريخ بغداد 6/ 359، 360.
[3] تاريخ بغداد 6/ 360.
[4] وزاد: اتّهم ولم يكن بمتّهم. (تاريخ بغداد 6/ 360) .
[5] تاريخ بغداد 6/ 361.
[6] الثقات 8/ 117، المعجم المشتمل.
[7] تاريخ بغداد 6/ 362.

(18/171)


وقال البَغَويّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر: مات سنة ست [1] .
زاد البَغَويّ: في شَعْبان بسامرّاء.
وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل.
84- إسحاق بن إبراهيم بن داود البصْريّ السَّوّاق [2]- ق. - عن: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وأبي عاصم.
وعنه: ق.، والفضل بن الحسن الأهوازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ.
85- إسحاق بن الأخيل الحلبي [3] .
عن: مبشر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود.
86- إسحاق بْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن عَبْد الله بن يزيد الأنصاريّ الخطميّ [4]- د. ت. ن. ق. - أبو موسى المدنيّ الفقيه، نزيل سامرّاء. ثمّ قاضي نيسابور.
__________
[1] تاريخ بغداد، وقيل 242 هـ. (المعجم المشتمل) .
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
المعجم المشتمل 73 رقم 139، وتهذيب الكمال 2/ 363 رقم 325، وتهذيب التهذيب 1/ 213 رقم 400، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 366، وخلاصة تذهيب التهذيب 26.
[3] انظر عن (إسحاق بن الأخيل) في:
الجرح والتعديل 2/ 213 رقم 731 وفيه: «الأحبلي» بدل «الأخيل» ، وقال محقّقه في الحاشية رقم (3) : «كذا، ولم أجد هذا الرجل» .
[4] انظر عن (إسحاق بن موسى) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 177، 267 و 2/ 314، والجرح والتعديل 2/ 235 رقم 828، والثقات لابن حبّان 8/ 116، وتاريخ بغداد 6/ 355، 356 رقم 3382، والسابق واللاحق 266، والمعجم المشتمل 77 رقم 158، والكامل في التاريخ 7/ 86، وتهذيب الكمال 2/ 480- 483 رقم 385، والكاشف 1/ 65 رقم 323، وتذكرة الحفاظ 2/ 513، والمعين في طبقات المحدّثين 83 رقم 899، وسير أعلام النبلاء 11/ 554، 555 رقم 167، والعبر 1/ 442، والبداية والنهاية 10/ 346، والوافي بالوفيات 8/ 437 رقم 3899، وغاية النهاية 1/ 158، وتهذيب التهذيب 1/ 251 رقم 474، وتقريب التهذيب 1/ 61 رقم 438، وطبقات الحفاظ 223، 224، وخلاصة تذهيب التهذيب 30، وشذرات الذهب 2/ 105.

(18/172)


سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد السّلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة.
وكان فاضلا صاحب سنة.
ذكره أبو حاتم الرازيّ وأطنبَ في الثّناء عليه [1] وروى عنه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والفِرْيابيّ، وابن خُزَيْمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطْميّ.
قيل: إنّه تُوُفيّ بجوسية مِن أعمال حمص سنة أربع وأربعين [2] .
وثّقه النَّسائيّ [3] .
وكثيرًا ما يقول التِّرْمِذيّ: ثنا الْأَنْصَارِيّ. وهو هذا.
وقد تفرّد بحديث رواه عنه النّسائيّ، وابن ناجية، وطائفة. قال: ثنا معن، نا مالك، عن عبد الله بْن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبيه:
قال: بعث عُمَر إلى عبد الله بْن مَسْعُود، وإلى أبي الدَّرْداء، وإلى أبي مَسْعُود فقال: ما هذا الحديث الَّذِي تُكْثِرون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فحبسهم فِي المدينة حَتَّى استُشْهِد.
87- إسحاق بن يوسف الْجُرْجانيّ الدَّيْلَمانيّ [4] .
سمع: ابن عُيَيْنَة، وحفص بن عمر العَدَنيّ.
وعنه: ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى.
وثّقة أبو نُعَيْم الأصبهانيّ.
ومات سنة خمسٍ وأربعين.
88- إسماعيل بن بَهْرام الوشّاء الخزّاز الخِبْذَعِيّ الكوفيّ [5] .
__________
[1] في صدقه وإتقانه. (الجرح والتعديل 2/ 235) .
[2] الثقات 8/ 116، المعجم المشتمل.
[3] فقال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[4] انظر عن (إسحاق بن يوسف) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 216.
ولم يذكره السهمي في تاريخ جرجان.
[5] انظر عن (إسماعيل بن بهرام) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 416، والجرح والتعديل 2/ 161 رقم 540، والثقات لابن حبّان 8/ 100، وتاريخ جرجان للسهمي 367، 368، والسابق واللاحق للخطيب 344 رقم 1956،

(18/173)


سمع: عبد العزيز الدراوَرْديّ، ومعلَّى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي.
وعنه: ق.، وبقيّ بن مَخْلَد، وأبو داود السجستاني، ومطَيَّن، والحسن بن سفيان.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين [2] .
89- إسماعيل بن تَوْبة الثَّقَفيّ الرّازيّ [3] .
نزيل قزوين، أحد الثِّقات الرّحّالة.
سمع: فُضَيْل بن عِياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير.
وعنه: ق.، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.
قال أبو حاتم [4] : صدوق [5] .
توفي سنة سبع وأربعين.
90- إسماعيل بن حفص [6] .
__________
[ () ] والإكمال لابن ماكولا 2/ 192، 193، والمعجم المشتمل 79 رقم 167، واللباب 1/ 418، وتهذيب الكمال 1/ 79 رقم 642، وميزان الاعتدال 1/ 224 رقم 859، والكاشف 1/ 71 رقم 363، وتقريب التهذيب 1/ 67 رقم 491، وخلاصة تذهيب التهذيب 33.
[1] الجرح والتعديل 2/ 161.
[2] السابق واللاحق 344، المعجم المشتمل 79.
[3] انظر عن (إسماعيل بن توبة) في:
الجرح والتعديل 2/ 162 رقم 543، والثقات لابن حبّان 8/ 102، وتاريخ جرجان للسهمي 386، 510، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 2/ 290، 291، والمعجم المشتمل لابن عساكر 79 رقم 168، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 54- 56 رقم 431، والكاشف 1/ 71 رقم 364، وتهذيب التهذيب 1/ 286 رقم 530، وتقريب التهذيب 1/ 67 رقم 492، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[4] الجرح والتعديل 2/ 162.
[5] وقال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» .
[6] انظر عن (إسماعيل بن حفص) في:
الجرح والتعديل 2/ 165، 166 رقم 556، والثقات لابن حبّان 8/ 102، والمعجم المشتمل 80 رقم 169، وتهذيب الكمال 3/ 62، 63 رقم 436، وميزان الاعتدال 1/ 227 رقم 864،

(18/174)


أبو بكر الأبلي البصري القطان [1] .
سمع: معتمر بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهما.
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن عاصم، وعَبْدان، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.
91- إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري.
سمع من: عبد الرزاق، وغيره.
وعنه: ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر.
وكان ثقة.
92- إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي [2] .
عن: ضمرة بن ربيعة، وغيره.
مات سنة ست وأربعين [3] .
93- إسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [4] .
أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي دمشق.
__________
[ () ] وتهذيب التهذيب 1/ 288، 289 رقم 538، وتقريب التهذيب 1/ 68 رقم 499، وخلاصة تذهيب التهذيب 33.
[1] قال ابن حبّان: وهو الّذي يقال له: إسماعيل بن حفص بن عمرو بن ميمون. مات سنة ست وخمسين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل. (الثقات 8/ 102) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن زياد) في:
التاريخ الكبير 1/ 355، والجرح والتعديل 2/ 170 رقم 572، والثقات لابن حبّان 8/ 105، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 113 رقم 375، وميزان الاعتدال 1/ 231 رقم 853، ولسان الميزان 1/ 406 رقم 1282.
[3] قال أبو حاتم: مجهول.
وقال ابن الجوزي: وجملة من يجيء في الحديث (إسماعيل بن زياد) سبعة، لا نعلم أنه طعن في غير هذين. فذكر البلخي، وإسماعيل بن زياد السكونيّ. (الضعفاء والمتروكين 1/ 113) .
[4] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 2/ 181 رقم 7614، والثقات لابن حبّان 8/ 109، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 26، وتهذيب الكمال 3/ 114- 119 رقم 456، وميزان الاعتدال 1/ 136 رقم 902، والكاشف 1/ 74 رقم 389، وتهذيب التهذيب 1/ 307، 308 رقم 564، وتقريب التهذيب 1/ 71 رقم 523، وخلاصة تذهيب التهذيب 34.

(18/175)


روى عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي المَلِيح الحَسَن بن عمر، وَيَعْلَى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاريّ، وبقيّة، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
وثقة الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] .
وقال أبو حاتم [2] : صدوق.
قال ابن الفَيْض الدّمشقيّ: ولّي أحمد بْن أبي دؤاد على قضاء دمشق إسماعيل بْن عبد الله السّكّريّ في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن وَلِيَ القضاء للمتوكّل يحيى بْن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بْن هاشم بْن ميسرة [3] .
قلت: لم يذكره ابن عساكر فِي «شيوخ النُّبْل» ، وذكر بدله سميّه:
(إسماعيل بْن عبد الله بْن زرارة الرقي) [4] ، وقال: رُوِيَ عَنْهُ ق.، وروي ن. عن رجلٍ، عَنْهُ.
قال لنا الحافظ أبو الحجاج: رُوِيَ ق. خمسة أحاديث قال فيها: ثنا إسماعيل بْن عبد الله الرقي، وإنما هُوَ السكري لا ابن زرارة. لأن ابن زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل بعد الثلاثين [5] .
قال إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ: قلت لإسماعيل بْن عبد الله القاضي:
بَلَغَني أنّك كنت صوفيّا، مَن أَكَلَ من جُرابك كِسْرةً افتخر بها.
فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل [6] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 26.
[2] الجرح والتعديل 2/ 181.
[3] تهذيب الكمال 3/ 116.
[4] المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل- ص 80، 81 رقم 173.
[5] أي السّكّري، كما في: تهذيب الكمال 3/ 119.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 26.

(18/176)


وقال أبو الحَسَن عليّ بن الحسن بن علان الحرّانيّ [1] : مات إسماعيل بن عبد الله السُّكّريّ بعد الأربعين، وكان يُرمَى بالتّجهُّم [2] .
94- إسماعيل بن عَمرو.
أبو محمد المصريّ الفقيه، صاحب أشهب.
يروى عن: ابن وهْب، وعبد الملك بن الماجِشُون، وغيرهما.
وروى عنه جماعة آخرهم عبد الحَكَم بن أحمد الصّدَفيّ.
تُوُفّي في رجب سنة ثمان وأربعين، قاله ابن يونس.
95- إسماعيل بن الفضل [3] .
أبو إبراهيم الشّالَنْجيّ، قاضي جُرْجان.
روى عن: إسماعيل بن جعفر، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن مُعَاذ السُّلَميّ، وابن مُجَاشِع السّخْتيانيّ، وأهل جُرجان.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.
96- إسماعيل بن مسعود [4]- ن. - أخو الصَّلْت بن مسعود الْجَحْدَرِيّ البصْريّ.
عن: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان التَّيْميّ، وبشْر بن المفضّل.
وعنه: ن.، والفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير، وجماعة.
قال النّسائيّ: ثقة [5] .
__________
[1] في الأصل «وقال الحسن بن علي علّان الحراني» ، والتصحيح من: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 26، وتهذيب الكمال 3/ 116.
[2] نسبة إلى: الجهم بن صفوان صاحب فرقة الجهميّة المنسوبة إليه.
[3] انظر عن (إسماعيل بن الفضل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 143 رقم 161، والأنساب لابن السمعاني 7/ 260.
[4] انظر عن (إسماعيل بن مسعود) في:
الجرح والتعديل 2/ 200 رقم 675، والثقات لابن حبّان 8/ 102، 103، والمعجم المشتمل لابن عساكر 82 رقم 180، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 195، 196 رقم 7481 والكاشف 1/ 78 رقم 410، وتهذيب التهذيب 1/ 331 رقم 596، وتقريب التهذيب 1/ 74 رقم 549، وخلاصة تذهيب التهذيب 36.
[5] المعجم المشتمل 82، وكتب عنه أبو حاتم الرازيّ، وسئل عنه فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 2/ 200) .

(18/177)


وتُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
97- إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ [1]- د. ت. ق. - ابنُ ابنةِ إسماعيل السُّدّيّ [2] . أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق.
كوفيّ، ثقة، شيعيّ متوال [3] .
سمع: عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشَرِيك بن عَبْد الله، وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي الزّناد، وجماعة.
وعنه: د. ت. ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وابن خُزَيْمَة، وطائفة كبيرة.
وأما ابن أبي حاتم فقال [4] : سمعتُ أبي يقول: سَأَلْتُهُ عن قرابته من السُّدّيّ، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة.
قال أبو حاتم: صدوق [5] . سمعته يقول: سمَّتني أمّي باسم السُّديّ.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين [6] ، وشيخه عُمَر بْن شاكر يروي عن أنس بْن مالك. وقيل: إنّه كان يغلو ويسُبّ.
قال عَبْدان الأهوازيّ: أنكر علينا أبو بَكْر بْن أبي شَيبة أو هنّاد ذهابنا إلى
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن موسى) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 412، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، وتاريخ الطبري 4/ 456 و 5/ 156، والجرح والتعديل 2/ 196 رقم 666، والثقات لابن حبّان 8/ 104، 105، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 318، 319، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 87 رقم 2، وتاريخ جرجان للسهمي 407، 523، 542، والأنساب لابن السمعاني 7/ 763 والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 122 رقم 4200، والمعجم المشتمل 82 رقم 181، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 211- 212 رقم 491، والمغني في الضعفاء 1/ 88 رقم 725، وميزان الاعتدال 1/ 251، 252 رقم 958، والكاشف 1/ 78 رقم 414، وتهذيب التهذيب 1/ 335، 336 رقم 606، وتقريب التهذيب 1/ 75 رقم 561، وخلاصة تذهيب التهذيب 36.
[2] انظر قول أبي حاتم في ذلك، وسيأتي.
[3] المتوالي: الّذي له الولاء لآل البيت وعلي رضي الله عنه، وهذا اللفظ لا يزال يستخدمه العوام في إطلاقه على الشيعة عموما.
[4] في الجرح والتعديل 2/ 196.
[5] الجرح والتعديل.
[6] التاريخ الصغير 235 وفيه: يوم السبت لأربع خلت من شعبان، وثقات ابن حبان، والمعجم المشتمل.

(18/178)


إسماعيل بن موسى. وقال: أيش عملتم [1] عند هذا الفاسق الَّذِي يشتم السَّلَف؟
رواها ابن عديّ [2] عَنْهُ وقال: أوصَلَ عن مالك حديثين، وتفرَّد عن شَريك بأحاديث. وإنَّما أنكر غُلُوَّه فِي التَّشَيُّع [3] .
وقال عليّ بْن محمد بْن كاس الحنفيّ القاضي، وهو ثقة: ثنا عليّ بْن جَعْفَر الرُّمانيّ، نا إسماعيل ابن بِنْت السُّدّيّ قال: كنتُ فِي مجلس مالك، فَسُئِلَ عن فريضةٍ، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها عليّ وابن مَسْعُود.
فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟
قال: اطلبوه برفق.
فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟
قلت: كوفي.
قال: فأين خلفت الأدب؟
قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا يُنْكَر فضلُهُما، وأهل بلدنا على قول زَيْدُ بْن ثابت. وإذا كنتَ بين قومٍ فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تركه [4] .
98- إسماعيل بن يوسف [5] .
أبو عليّ الدَّيْلميّ الزّاهد الحافظ.
روى شيئا عن: مجاهد بن موسى.
__________
[1] في الكامل لابن عديّ 1/ 319: «أيش علّمتم» .
[2] في الكامل 1/ 319.
[3] زاد ابن عديّ: «وأمّا في الروايات فقد احتمله الناس ورووا عنه» .
[4] وقال محمد بن عبد الله الحضرميّ: كان صدوقا.
وقال النسائي: ليس به بأس. (تهذيب الكمال 3/ 211) .
(وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: كان يخطئ.
[5] انظر عن (إسماعيل بن يوسف الديلميّ) في:
تاريخ بغداد 6/ 274- 276 رقم 3305، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 107، 108 رقم 120، والوافي بالوفيات 9/ 245 رقم 4152.

(18/179)


وأخذ عن: أحمد بن حنبل.
وكان شابا يتوقَّد ذكاءً، لم يشتهر لموته صغيرا.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: هو بغداديّ، زاهد ورِع، فاضل، ثقة [1] .
قلت: وكان يسهر في طاحون بثلاث دراهم [2] .
كتب عَنْهُ: الْحَسَن بْن أبي العنبر، والعبّاس بْن يوسف الشَّكليّ.
قال أبو الحُسَين بن المنادي: ذُكِر لي أنّه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزُّهد. وكان مَكْسَبُه من المُساهَرَة في الأَرْحاء [3] ، رحمه الله.
وقد رآه محمد بن مخلد العطار.
99- أصْبَغُ بنُ دِحْية الصَّدفيّ المصريّ [4] .
عن: رِشْدين بن سعد، وعبد الله بن وهْب.
وعنه: ابنه جَرْوَل.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين ومائتين [5] .
100- أيّوب بن محمد بن أيّوب الهاشميّ البصْريّ [6]- ق. - المعروف بالقلب.
عن: عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السَّرِيّ، وأبي عَوَانة.
وعنه: ق.، وابن أبي الدُّنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي،
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 276.
[2] قاله الخطيب في تاريخه.
[3] الأرحاء: مفردها رحى، وهو حجر الطحن، ويطلق على المطحنة ككلّ.
والخبر في تاريخ بغداد 6/ 275.
[4] انظر عن (أصبغ بن دحية) في:
المغني في الضعفاء 1/ 92 رقم 767، وميزان الاعتدال 1/ 270 رقم 1009، ولسان الميزان 1/ 459 رقم 1417.
[5] قال الذهبي في «المغني» 1/ 92: خبر منكر لكن رشدين واه.
[6] انظر عن (أيوب بن محمد) في:
المعجم المشتمل 84 رقم 188، وتهذيب الكمال 3/ 489 رقم 622، والكاشف 1/ 94 رقم 7529 وتهذيب التهذيب 1/ 410، 411 رقم 751، وتقريب التهذيب 1/ 91 رقم 705، وخلاصة تذهيب التهذيب 43.

(18/180)


وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.
101- أيوب بن عافية بن أيوب البصري.
يروي عن: ابن وهْب، ووالده عافية.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ستٍ وأربعين. قاله ابن يونس.
102- أيّوب بن عليّ بن الهيصم بن أيّوب بن مسلم [1] .
الكِنانيّ الفلسطينيّ.
سمع: زياد بن سيّار.
وعنه: سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وجده الأعلى مُسْلِم هُوَ أخو أبي قُرْصافة من أبيه.
103- أيّوب بن محمد بن زياد بن فرّوخ [2]- د. ن. - أبو سليمان الرّقّيّ الوزّان. مولى بني هاشم.
سمع: أبا إسحاق الفَزَاريّ، ومعّمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وابن عُلَيَّة.
وعنه: د. ن.، وأبو عَرُوبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الجزيرة.
وكان يزن القطن [3] .
__________
[1] انظر عن (أيوب بن علي) في:
الجرح والتعديل 2/ 252 رقم 905.
[2] انظر عن (أيوب بن محمد الرقّيّ) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 457، والجرح والتعديل 2/ 258 رقم 921، والثقات لابن حبّان 8/ 127، والأنساب لابن السمعاني 12/ 255، 256، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 213، والمعجم المشتمل لابن عساكر 84 رقم 189، ومروج الذهب 3067، واللباب لابن الأثير 3/ 363، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 489- 492 رقم 623، والكاشف 1/ 94 رقم 530، وتذكرة الحفاظ 2/ 534، وتهذيب التهذيب 1/ 411 رقم 7752 وتقريب التهذيب 1/ 91 رقم 706، وخلاصة تذهيب التهذيب 43.
[3] الثقات 8/ 127.

(18/181)


وثقة النسائي [1] ، وغيره.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين [2] .
__________
[1] المعجم المشتمل 84.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.

(18/182)


- حرف الباء-
104- بَرَكَةُ بن محمد الحلبيّ [1] .
أبو سعيد الأنصاريّ.
عن: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعليّ بن بكّار، ومبشّر بن إسماعيل.
وعنه: أبو نَشِيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عَبْد اللَّه [بْن محمد] [2] بْن يونس السّمْنانيّ، وموسى بن محمد الأنطاكيّ، وأحمد بن زكريّا البصْريّ شاذان، [وعمر بن] [3] محمد الهمدانيّ، وآخرون.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب يضع الحديث [4] .
وقال ابن [أبي حاتم] [5] : سمعت أَبَا الْحُسَيْن السّمْنانيّ يقول: نظر صالح بْن الأشرس فِي بعض حديثي، عن بركة فقال: ليس هذا بركة، هذا عقوبة [6] .
__________
[1] انظر عن (بركة بن محمد) في:
الجرح والتعديل 2/ 433 رقم 1719، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 203، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 479، 480، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 137 رقم 498، والمغني في الضعفاء 1/ 102 رقم 865، وميزان الاعتدال 1/ 303، 304 رقم 1149، والكشف الحثيث 109 رقم 163، ولسان الميزان 2/ 8، 9 رقم 26.
[2] في الأصل بياض، والمثبت استدركته من: الجرح والتعديل 2/ 433.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: ميزان الاعتدال 1/ 303.
[4] قال هذا في سننه. (ميزان الاعتدال 1/ 304) .
[5] في الأصل بياض، استدركته من: الجرح والتعديل.
[6] الجرح والتعديل 2/ 433، وانظر: الكامل لابن عدي 2/ 480.
وقال ابن حبّان: كان يسرق الحديث، وربّما قلّبه، وإذا أدخل عليه حديث حدّث به، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (المجروحون 1/ 203) .

(18/183)


105- بِسْطام بن جعفر الأزْديّ المَوْصِليّ [1] .
عن: مالك، وحمّاد بن زيد، و [إبراهيم] [2] بن أبي يحيى.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن عليّ المَوْصِليّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
106- بِشْر بن بشّار البغداديّ [3] .
عن: يزيد بن هارون، وداود بن المحبّر.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، والحسن بن الحُباب، وأبو العبّاس السّرّاج، وغيرهم.
107- بشر بن معاذ العقديّ [4]- ت. ن. ق. - أبو سهل البصريّ الضّرير.
عن: إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك بن أبي محذورة الْجُمَحيّ، وأبي عَوَانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وعبد الواحد بن زياد، وحمّاد بن
__________
[ () ] وقال عبدان الأهوازي لابن عديّ: هات حديث المسلمين، أنا قد رأيت بركة هذا بحلب وتركته على عمد، ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب.
وقال ابن عديّ: وسائر أحاديث بركة مناكير أيضا باطل كلها لا يرويها غيره، وله من الأحاديث البواطيل عن الثقات غير ما ذكرته، وهو ضعيف كما قال عبدان. (الكامل لابن عديّ 2/ 479 و 480) .
[1] انظر عن (بسطام بن جعفر) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 155 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» .
[2] في الأصل بياض، استدركته من ثقات ابن حيّان.
[3] انظر عن (بشر بن بشار) في:
تاريخ بغداد 7/ 84 رقم 3519.
[4] انظر عن (بشر بن معاذ) في:
تاريخ الطبري 1/ 26، 77، 83، 98، 100، 105، 132، 181، 188، 190، 192، 284، 285، 295، 298، 302، 305، 333، 345، 349، 354، 360، 375، 405، 436، 444، 479، 482 و 2/ 5، 19، 20، 433، 630، والجرح والتعديل 2/ 368 رقم 1417، والثقات لابن حبّان 8/ 144، والمعجم المشتمل لابن عساكر 87 رقم 200، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 146، 147 رقم 706، والكاشف 1/ 103 رقم 600، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 906، والوافي بالوفيات 10/ 154 رقم 4618، ونكت الهميان 130، وتهذيب التهذيب 1/ 458 رقم 7843 وتقريب التهذيب 1/ 101 رقم 74، وخلاصة تذهيب التهذيب 49.

(18/184)


زيد، وهُشَيْم، ومعتمر، وطائفة.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر البزّار، وعمر بن محمد بن بُجَير، والقاسم المطرِّز، وابن خزيمة، وآخرون.
وثقة ابن حبان وقال [1] : مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.
قلت: وكان من أبناء التّسعين [2] .
108- بشر بن هلال [3]- م. ع. - أبو محمد النّميريّ البصريّ الصّوّاف.
عن: جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيْع، وعليّ بن مُسْهِر، وداود بن الزِّبْرَقان.
وعنه: ع. سوى البخاريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإسحاق المَنْجنيقيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قال أبو حاتم [4] : محلُّه الصِّدق. وكان أيقظ من بِشْر بن مُعَاذ [5] .
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وأربعين.
__________
[1] في «الثقات» 8/ 144.
[2] كتب عنه أبو حاتم الرازيّ، وسئل عنه فقال: صالح الحديث صدوق. (الجرح والتعديل 2/ 368) .
[3] انظر عن (بشر بن هلال) في:
تاريخ الطبري 1/ 444، 449، 450، والجرح والتعديل 2/ 369، 370 رقم 1426، والثقات لابن حبّان 8/ 144، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 87 رقم 139، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 54 رقم 206، والمعجم المشتمل لابن عساكر 87، 88 رقم 202، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 159، 160 رقم 711، والكاشف 1/ 104 رقم 605، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 907، والوافي بالوفيات 10/ 157 رقم 4623، وتهذيب التهذيب 1/ 462 رقم 848، وتقريب التهذيب 1/ 102 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 49.
[4] في كتاب ابنه: الجرح والتعديل 2/ 370.
[5] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب» .
وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل 87) .

(18/185)


109- بُغا الكبير [1] .
أبو موسى التّركيّ، أحد قُوّاد المتوكّل وأكبرهم.
كان موصوفا بالشّجاعة والإقدام، وله همّة عالية وهيبَة، وَوَقْعٌ في النُّفوس.
وله فتوحات ووقعات.
وكان مملوكا للحَسَن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدّة حروب وما جُرح قطّ. وكان فيه دِين وإسلام.
طال عمره وعاش نحوا من ستّين سنة، وتُوُفّي سنة ثمان وأربعين.
110- بكْر بن محمد بن عديّ بن حبيب [2] .
__________
[1] انظر عن (بغا الكبير) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 478، 480، 489، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 167، وتاريخ الطبري 8/ 609 و 9/ 14، 17، 23، 27، 74، 102، 110، 129، 130، 132- 135، 140، 146- 150، 226، 246، 256، 258، 451، 455، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 391، 623، والولاة والقضاة 211، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 121، 123- 125، 137، وربيع الأبرار 4/ 455، والعيون والحدائق 1/ 385، 404، 474، 475، 478، 482، 498، 518، 523، 531، 533، 534، 535، 547، 548، 554، 555، 562، وتاريخ حلب للعظيميّ 113، 250، 252، 254، 258، 259، ولطف التدبير للإسكافي 19، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 275، 276، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 293 و 2/ 120، 162، 163، 219 و 3/ 24، 101، ونشوار المحاضرة، له 5/ 183، 184، و 8/ 13، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 439، 440، وتاريخ الزمان لابن العبري 38، وتاريخ مختصر الدول 146، والتنبيه والإشراف 314، 315، ومروج الذهب 2817، 2944- 2946، 2972، 3054، و 3055، والكامل في التاريخ 7/ 118، وفتوح البلدان 248، ووفيات الأعيان 1/ 354، والروض المعطار للحميري 300، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 518، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 229، ودول الإسلام 1/ 149، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، 230، وتاريخ الخميس 2/ 378، والوافي بالوفيات 10/ 172، 173 رقم 4656.
[2] انظر عن (بكر بن محمد المازني) في:
المعارف 531، والمعرفة والتاريخ 2/ 125، ومشاهير علماء الأمصار 153، وتاريخ بغداد 7/ 93، 94 رقم 3529، والأنساب لابن السمعاني 11/ 75، والأذكياء لابن الجوزي 92، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 113، واللباب لابن الأثير 3/ 145، والكامل في التاريخ 7/ 110، والتذكرة السعدية للعبيدي 223، ورجال العلّامة الحلّي 26 رقم 5، ووفيات الأعيان 1/ 283- 286 و 2/ 379، 432 و 4/ 314- 316، 321 و 5/ 94، 236، 248 و 6/ 397، 398 و 7/ 54، والمحاسن والمساوي للبيهقي 400، 423، وملء العيبة للفهري 2/ 234،

(18/186)


أبو عثمان المازنيّ البصْريّ النَّحْويّ، وهو بكنيته أشهر.
أخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعيّ.
وصنّف التّصانيف المشهورة في العربية والتصريف.
روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل الجونيّ، وأبو العبّاس محمد بن يزيد المبرد.
ولزمه المبرد وأكثر عنه.
وقد دخل على الواثق فوصله بجملة [1] .
توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين [2] .
وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان الْمَازِنِيِّ [3] .
قال المبرّد: قال أبو عثمان الْمَازِنِيِّ: قرأ علي رَجُل كتاب سيبويه فِي مدّة
__________
[ () ] ونزهة الظرفاء للغساني 70، ومعجم الأدباء 2/ 380، والعقد الفريد 1/ 101، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 142، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني 2/ 533، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 270- 272 رقم 103، والعبر 1/ 448، وأخبار النحويين البصريين 74- 85، وطبقات النحويين واللغويين 87- 93، والفهرست لابن النديم 62، 63، ومراتب النحويين 77- 80، وإنباه الرواة 1/ 246- 256، ومسالك الأبصار 4/ 285- 287، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتلخيص ابن مكتوم 45، ومعرفة القراء الكبار 1/ 100- 105 رقم 39، والمقتبس 25- 37، والفهرست لابن النديم 28، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 262، وفوات الوفيات 1/ 331، 332، ومرآة الجنان 1/ 325، والبداية والنهاية 10/ 302، والوفيات لابن قنفذ 131، والبلغة في أئمّة اللغة 81، وغاية النهاية 1/ 288- 292، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 281- 284، وتهذيب التهذيب 12/ 178، وتقريب التهذيب 2/ 454، ولسان الميزان 2/ 57، والنجوم الزاهرة 2/ 22، وبغية الوعاة 2/ 231، والمزهر 2/ 399، وشذرات الذهب 1/ 237، 238، وروضات الجنات 3/ 388- 390، وكشف الظنون 412، 1137، 1160، ومفتاح السعادة 1/ 114، 115، والذريعة 1/ 318، وإيضاح المكنون 1/ 482، وأعيان الشيعة 14/ 110- 127، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، وتاريخ الخميس 2/ 378، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي 79 رقم 23، ونور القبس 22، والوافي بالوفيات 10/ 211- 216 رقم 4698.
[1] تاريخ بغداد 7/ 93.
[2] رجال العلّامة الحلّي 26 رقم 5، وقيل: مات سنة 249 هـ. (تاريخ بغداد 7/ 94، والأنساب لابن السمعاني 11/ 75) .
[3] معجم الأدباء 7/ 108.

(18/187)


طويلة، فلما بلغ أخره قال: أما إنّي ما فهمت منه حرفا، وأمّا أنت فجزاك اللَّه خيرًا [1] .
وقال الْمَازِنِيِّ: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل [2] .
وكان الْمَازِنِيِّ ذا دينٍ وورع. قيل: إنّ يهوديًا أتاه ليقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه وبذل له مائة دينار، فامتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيّف، ولستُ أمكِّنُ منه ذِمِّيّا [3] .
وقال بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي: ما رَأَيْت، نحْويّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني [4] .
وقال المبرّد: كان الْمَازِنِيِّ إذا ناظر أهل الكلام لم يستعِن بشيء من النَّحْو، وإذا ناظره النّجاة لم يستعن بشيءٍ من الكلام [5] .
وعن الْمَازِنِيّ قال: حضرت مجلس المتوكّل، وحضر يعقوب بْن السِّكّيت، فقال: تكلَّما فِي مسألة.
فقلت ليعقوب: ما وزن «نَكْتَل» ؟
فقال: «نفعل» .
قلت: اتَّئِدْ.
ففكّر وقال: «نفتعل» .
قلت: «نكتل» أربعة أحرف، و «نفتعل» خمسة.
فسكت.
فقال المتوكّل: ما الجواب؟
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 248، وفيات الأعيان 1/ 286.
[2] إنباه الرواة 1/ 248.
[3] معجم الأدباء 7/ 111 وفيه زيادة: «فلم يمض على ذلك مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه، وأخلف الله عليه أضعاف ما تركه كله» . وانظر: وفيات الأعيان 1/ 284.
[4] إنباه الرواة 1/ 247، وفيات الأعيان 1/ 284.
[5] إنباه الرواة 1/ 248.

(18/188)


قلت: وزنها فِي الأصل «نفتعِل» لأنّها «نكتيل» ، فلمّا تحرّك حرف العِلَّة، وانفتح ما قبله، وقُلِب ألفا، فصارت «نكتال» ، ثُمَّ حُذِفت الألف للجزْم، فبقيت «نَكْتَلْ» .
فقال المتوكلْ: هذا هُوَ الحقّ.
فلمّا خرجنا قال يعقوب: بَالغْتَ اليوم في أذاي.
قلت: لم أقصدك بسوء [1] .
وقيل: إن جاريةً غنَّت الواثق:
أَظَلُومٌ [2] إنّ مُصابكم رجلا ... أهدى السّلام تحيّةً ظلْمٌ
فقال بعض الحاضرين: «رجل» ، بالرفع.
فقالت: هكذا لقنني الْمَازِنِيِّ.
فطلبه الواثق فقال: إن معناه «إن إصابتكم رجلا» كقوله «إن ضربك زَيْدا» فالرجل مفعول، وظلم هُوَ الخبر.
قال: فأعطاني الواثق ألف دينار [3] .
111- بكر بن النّطّاح [4] .
من أعيان الشّعراء.
كان في هذا الزّمان.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 397، 398 (في ترجمة ابن السّكّيت) .
[2] في معجم الأدباء 7/ 112: «أظليم» .
[3] انظر الخبر مطوّلا في: معجم الأدباء 7/ 111- 113.
[4] انظر عن (بكر بن النّطّاح) في:
مروج الذهب 2824، والفهرست لابن النديم 232، والأغاني 19/ 39- 52، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 99- 103، والموشّح 298، وحياة الحيوان 3/ 196، و 4/ 332، وتاريخ بغداد 7/ 90، 91 رقم 3526، ومعجم الأدباء 3/ 92، وأمالي المرتضى 2/ 97، والتشبيهات لابن أبي عون 102، 390، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 209، ولباب الآداب لابن منقذ 209، والتذكرة السعدية للعبيدي 139، 297، 329، وفوات الوفيات 1/ 146- 148، ووفيات الأعيان 4/ 74- 76 و 6/ 327، وخلاصة الذهب المسبوك 164.

(18/189)


- حرف التاء-
112- تميم بن المنتصر بن تميم بن الصّلت [1]- د. ن. ق. - أبو عبد الله الهاشميّ مولى ابن عبّاس، أبو عبد الله الواسطيّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطيّ، وأبي هَمّام بن الزّبْرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وعنه: سِبْطاه: أسْلَم بن سهل الحافظ بَحْشَل، وخليل بن أبي دانة، ود. ن. [2] ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
وكان محدثا ثقة.
مات سنة أربع وأربعين [3] .
__________
[1] انظر عن (تميم بن المنتصر) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 144، وتاريخ الطبري 1/ 15، 16، 33، 42، 47، 51، 54، وتاريخ واسط لبحشل 233، 234، والجرح والتعديل 2/ 444، 445 رقم 1784، والثقات لابن حبّان 8/ 156، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 207، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 334- 336 رقم 807، والكاشف 1/ 114 رقم 684، والوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4915، وتهذيب التهذيب 1/ 514، 515 رقم 514، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 55.
[2] وقال: ثقة. (المعجم المشتمل 89) .
[3] المعجم المشتمل، وفيه: ولد سنة ست وسبعين ومائة.
وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين. (8/ 156) .

(18/190)


- حرف الجيم-
113- جابر بن كردي الواسطي [1] .
عن: يزيد بْن هارون، [وسعيد [2] بْن] عامر الضُّبَعيّ.
وعنه: محمد بن جرير، وابن صاعد.
قال النسائي: لا بأس به [3] .
114- الجارود بن مُعَاذ السّلميّ التّرمذيّ [4]- ت. ن. - أبو معاذ، وأبو داود.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السِّينانيّ، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، و ( ... ) [5] وطائفة.
وعنه: ت. ن.، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، ومحمود بن محمد المَرْوَزِيّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (جابر بن كردي) في:
تاريخ بغداد 7/ 238، 239 رقم 3731، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 209، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 4597458 رقم 875، وتهذيب التهذيب 2/ 44، 45 رقم 71، وتقريب التهذيب 1/ 123 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 59.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (الجارود بن معاذ) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 299 رقم 370، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 125، والثقات لابن حبّان 8/ 166 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 210، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 476- 478 رقم 883، والكاشف 1/ 123 رقم 751، وتهذيب التهذيب 2/ 53 رقم 80، وتقريب التهذيب 1/ 124 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 60.
[5] في الأصل بياض، ولا يمكن الاستدراك على وجه الدّقّة لكثرة الشيوخ الذين سمعهم وروى عنهم.

(18/191)


قال النَّسائيّ: ثقة [1] .
قال ابن عساكر [2] : مات سنة أربع وأربعين.
115- جبارة بن المغلّس [3]- ق. - أبو محمد الحمّانيّ الكوفيّ.
عن: شبيب بن شبّة، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأبي شَيْبة إبراهيم بن عثمان العبْسيّ، وعبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وعُبَيْد بن وسيم الجمّال، وقيس بن الربيع، وأبي عَوَانَة، وطائفة.
وعنه: ق.، وابن أخيه أحمد بن الصّلت الحِمّانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إدريس الهَرَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، والحَسَن بن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والحسين بن بحر البَيْرُوذِيّ، وعَبْدان، وطائفة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها وقال: هذه موضوعة [4] .
__________
[1] المعجم المشتمل 210، وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث» .
[2] المعجم المشتمل 210.
[3] انظر عن (جبارة بن المغلّس) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 415، والعلل لأحمد 1/ 159، 160، والعلل ومعرفة الرجال، له برواية ابنه عبد الله، رقم 1090 والتاريخ الصغير للبخاريّ 234، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 206، 207 رقم 256، والجرح والتعديل 2/ 550 رقم 2284، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 221، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 602، 603، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 169 رقم 116، والسابق واللاحق للخطيب 297 رقم 155، وتاريخ جرجان للسهمي 408، والأنساب لابن السمعاني 4/ 211، والمعجم المشتمل لابن عساكر 90 رقم 211، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 165 رقم 635، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 489- 493 رقم 891، والمغني في الضعفاء 1/ 127 رقم 1087، وميزان الاعتدال 1/ 387 رقم 1433، والكاشف 1/ 123 رقم 757، وسير أعلام النبلاء 11/ 150، 151 رقم 57، والعبر 1/ 435، والوافي بالوفيات 11/ 43 رقم 81، وتهذيب التهذيب 2/ 57- 59 رقم 88، وتقريب التهذيب 1/ 124 رقم 29، والنجوم الزاهرة 2/ 306، وخلاصة تذهيب التهذيب 65، وشذرات الذهب 2/ 98، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 56 وفيه «المفلس» ، بالفاء، وهو تحريف.
[4] العلل لأحمد 1/ 159، والعلل ومعرفة الرجال، له، رقم 1090 والضعفاء الكبير للعقيليّ

(18/192)


وقال البخاريّ [1] : مضطّرب الحديث.
وقال أبو مَعين الحسين بن الحَسَن الرّازيّ عن ابن مَعِين: كذّاب [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ما هو ممّن يكذب. كان يوضع له الحديث فيُحدّث به [3] .
قال البخاريّ: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين [4] .
وقال مُوسَى بْن هارون: وقد قارب الأربعين [5] .
116- الجرّاح بن عبد الله بن الفَرَج التُّجَيْبيّ [6] .
مولاهم المصريّ.
سمع من: ابن وهْب مع يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ ابن يونس: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
__________
[ () ] 1/ 206، 207.
[1] في تاريخه الصغير 234، والكامل لابن عديّ 2/ 602.
[2] الجرح والتعديل 2/ 550.
[3] الجرح والتعديل 2/ 550 وزاد: «وما كان عندي ممّن يتعمّد الكذب» .
[4] وقع في التاريخ الصغير للبخاريّ 234: «توفي جبارة بن مغلّس بالكوفة في سنة إحدى ومائتين.! وهذا وهم.
[5] وقال ابن سعد في «الطبقات» : وهو يضعّف.
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: كان أبو زرعة حدّث عنه في أول أمره وكناه، قال: حدّثنا أبو محمد الحمّاني. ثم ترك حديثه بعد ذلك فلم يقرأ علينا حديثه.
وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبي عن جبارة فقال: هو على يدي عدل مثل القاسم بن أبي شيبة. (الجرح والتعديل 2/ 550) .
وقال ابن حبّان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحمّاني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شابها من الأشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها، فخرج بها عن حدّ التعديل إلى الجرح. (المجروحون 1/ 221) .
وقال الحضرميّ: سألت ابن نمير عن جبارة فقال: هو صدوق.
وقال ابن عديّ: ولجبارة أحاديث يرويها عن قوم ثقات، وفي بعض حديثه ما لا يتابعه أحد عليه غير أنه كان لا يتعمّد الكذب إنما كانت غفلة فيه، وحديثه مضطرب كما ذكره البخاري. (الكامل 2/ 602 و 603) .
[6] انظر عن (الجرّاح بن عبد الله) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 593.

(18/193)


117- الجرّاح بن مَخْلَد العِجْليّ البصْريّ القزّاز [1]- ت. - عن: مُعّاذ بن هشام، ورَوْح بن عُبَادة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وجماعة.
وعنه: ت.، وأبو داود في كتاب القَدر، والبخاريّ في «التاريخ» ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون.
وكان ثقة [2] .
118- جعفر المتوكّل على الله [3] .
__________
[1] انظر عن (الجراح بن مخلد) في:
الجرح والتعديل 2/ 514 رقم 2180، والثقات لابن حبّان 8/ 164، والمعجم المشتمل لابن عساكر 90 رقم 212، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 515- 517 رقم 909، والكاشف 1/ 125 رقم 773، وتهذيب التهذيب 2/ 66 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 61.
[2] ذكره ابن حبّان في الثقات. وقد مات قريبا من سنة خمسين ومائتين. (تهذيب الكمال 4/ 517) .
[3] انظر عن (جعفر الخليفة المتوكل) في:
المعارف لابن قتيبة 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 478، 479، 484- 492، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 209، والبرصان والعرجان للجاحظ 48، 208، وتاريخ الطبري 9/ 20، 108، 112، 123، 154- 235، 237، 245- 249، 252، 255، 256، 262، 266، 278، 279، 289، 349، 354، 357، 391، 394، 395، 407، 439، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 390، وتاريخ بغداد 7/ 165- 172 رقم 3612، ومقاتل الطالبين 509، 510، 512، 515، 519، 530، 532، 539، 558، 577، 588، 593، 597، 598، 599، 602، 603، 608، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 120- 122، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 115- 120، 123، 129، 160، والعقد الفريد 1/ 269، 321 و 2/ 131، 164، 452 و 3/ 288، 310 و 4/ 165 و 5/ 122، 406 و 6/ 284، 400، 402، 404، والهفوات النادرة للصابي (انظر فهرس الأعلام) 424، 425، وتحسين القبيح للثعالبي 109، وخاص الخاص 51، وثمار القلوب 60، 69، 85، 86، 166، 167، 178، 190، 191، 513، 521، وربيع الأبرار 4/ 14، 18، 33، 70، 99، 133، 152، 220، 239، 241، 254، 322، 358، 423، والبدور المسفرة في نعت الأديرة لابن محمود 30، 33، والعيون والحدائق 3/ 409، 535- 557، 562، 565، ومعجم ما استعجم 5817580، وتاريخ حلب للعظيميّ 47، 89، 112، 115، 137، ولطف التدبير للإسكافي 62، 84- 86، والجليس الصالح للجريري 2/ 217، 218 و 3/ 177، وبدائع البدائه لابن ظافر 79، 96،

(18/194)


أمير المؤمنين أبو الفضل بْن المعتصم باللَّه أَبِي إِسْحَاق محمد بْن هارون الرشيد القرشي العبّاسيّ البغداديّ.
__________
[ () ] 111، 112، 150، 291، 293، 336، 340، 341، 343، 344، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 214، ونشوار المحاضرة، له 1/ 17، 18، 78، 82، 144، 255، 264، 265، 301 و 2/ 9، 15، 19، 120، 234، 241 و 4/ 55، 83، 134، 277 و 5/ 184، 205، 214، 227، 230، 237، و 6/ 10، 14، 16، 34، 52، 64، 66، 101، 104، 105، 132، 146، 169، 193، 194، 200، 234، 256 و 7/ 146، 245 و 8/ 12- 16، 43، 51، 52، 56، 57، 80، 136، 197، 246، 247، 249، والتنبيه والإشراف 313، 314، ومروج الذهب 32، 491، 498، 770، 1345، 2787، 2872- 2978، 2979، 2981، 2990- 2992، 2995- 2997، 3023، 3076- 3078، 3080، 3091، 3092، 3129، 3154، 3257- 3259، 3310، 3363، 3456، 3618، 3626، 3651، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 468، والجامع الكبير لابن الأثير 213، وتاريخ الزمان لابن العبري 37- 40، 42، وتاريخ مختصر الدول، له 142- 146، وأمالي المرتضى 1/ 146، 178، 194، 197، 199، 299- 301، والأذكياء لابن الجوزي 82، 134، 139، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 108، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 183، 184، والكامل في التاريخ 7/ 33- 42 و 47- 52 و 70- 88 و 91- 105 وانظر فهرس الأعلام 13/ 308، وفتوح البلدان 6، 38، 55، 140، 173، 176، 187، 201، 203، 364، 365، 396، 405، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 260، 311، 316، 328، 335، 350، 351، 353، 369، 381، والمنازل والديار لابن منقذ 1/ 23 و 2/ 310، وتحفة الوزراء 43، 72، 116، 121، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 126، 128، 135، 136، 138- 140، 144، 145، 158، والفخري في الآداب السلطانية 6، 22، 30، 149، 234، 238، 240، 243، 251، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 334، ووفيات الأعيان 1/ 350- 356 وانظر فهرس الأعلام 8/ 194، والروض المعطار للحميري 17، 112، 177، 253، 300، 301، 345، 450، 476، 591، 599، 630، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 209799، 239- 241، 380، 532، 533، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 314، 368، 373، 386، 400، 446، 447، 518، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 223، 52، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 30- 41 رقم 7، والعبر 1/ 449، وفوات الوفيات 1/ 209- 292، والبداية والنهاية 10/ 310 و 349- 352، والعقد الثمين 3/ 431، 432، والنجوم الزاهرة 2/ 275 وما بعدها، و 324، وتاريخ الخلفاء 346- 356، وشذرات الذهب 2/ 114- 116، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 153، 154، 157، ومرآة الجنان 2/ 154، والبداية والنهاية 10/ 349- 352، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتاريخ الخميس 2/ 378، ومآثر الإنافة 1/ 228- 236، والإشارات للهروي 39، 72، وذم الهوى لابن الجوزي 268، 269، والكشكول للعاملي 219، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 181، 199، 250، 251، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني 159- 161.

(18/195)


وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين، وبُويع فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل وُلِدَ سنة سبْعٍ ومائتين.
حكي عن: أبيه، ويحيى بْن أكثم.
وعنه: علي بن الجهم الشاعر، وغيره.
وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب [1] . وأمه أمّ ولد اسمها: شُجاع.
قال خليفة [2] : استخلف المتوكّل، فأظهر السنة، وعمل بها فِي مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة وَبَسَطَها ونصر أهلها، يعني محنة خلْق القرآن. وقد قدِم دمشق فِي صفر سنة أربعٍ وأربعين وعزم على المُقام بها وأعجبته، ونقل دواوين المُلْك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرًا بدَارَيّا من جهة المِزَّة.
قال عليّ بْن الْجَهْم: كانت للمتوكّل جُمّة إلى شحمة أُذُنَيه كأبيه وعمّه.
وقال ابن أبي الدّنيا: أمّ المتوكّل أم ولد اسمُها شجاع [3] .
وقال الفَسَويّ: بُويع له لستٍّ بقين من ذي الحجّة. خرج من دمشق المتوكّل بعد إقامة شهرين وأيّام، ورجع إلى سامرّاء دار ملكه على طريق الفُرات، وعرّج من الأنبار.
وقيل: إنّ إسرائيل بْن زكريّا الطبيب نعتَ له دمشق، وأنها توافق مزاجَه وتُذْهِبُ عَنْهُ العِلَل التي تَعْرِض له فِي الصَّيْف بالعراق.
وقال خليفة: حجّ المتوكّل بالنّاس قبل الخلافة فِي سنة سبْعٍ وعشرين.
وكان إبراهيم بْن محمد التيَّمِيُّ قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة:
أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز فِي ردّ مظالم بني أُميّة، والمتوكّل
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 172.
[2] قول خليفة ليس في تاريخه المطبوع.
[3] تاريخ بغداد 7/ 166.

(18/196)


فِي مَحْو البِدَع وإظهار السنة [1] .
وقال يزيد بْن محمد المهلَّبيّ: قال لي المتوكّل: يا مُهَلَّبيّ، إنّ الخلفاء كانت تتصعَّب على النّاس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبّوني ويُطيعوني [2] .
وحكى الأعسم أنّ عليّ بْن الْجَهْم دخل على المتوكّل وبيده دِرَّتان يقلِّبهما، فأنشده قصيدةً له يقول فِيها:
وإذا مررت ببئر عُروة ... فاسْقني من مائها
قال: فَدَحَا إليَّ بالدرّة، فقلَّبتها، فقال: تستنقص بها! وهي والله خيرٌ من مائة ألف.
قلت: لا والله، ولكنّي فكّرت فِي أبياتٍ أعملها آخذ بها الأخرى.
فقال: قُلْ.
فقلت:
بِسُرّ مَن رَأَى إمامٌ [3] عدْلٌ ... تغرف من بحره البحارُ
يُرْجَى ويُخْشَى لكلّ خَطْب ... كأنّه جنّةٌ ونارُ
المُلْكُ فِيهِ وفي بنيه [4] ... ما اختلف اللّيل والنهارُ
يداه فِي الْجُود صرّتان [5] ... عليه كِلتاهما تغارُ
لم تأتِ منه اليمينُ شيئًا ... إلا أتت مثلَها اليسارُ
[قال: فدحا التي فِي يساره] [6] وقال: خُذْها، لَا بارَكَ اللَّه لك فِيها.
قَالَ الخطيب أبو بَكْر [7] : ورُويت هذه [الأبيات] للبُحْتَريّ فِي المتوكّل.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 170.
[2] تاريخ بغداد 7/ 166، الإنباء في تاريخ الخلفاء 117، تاريخ الخلفاء للسيوطي 352.
[3] في تاريخ بغداد 7/ 167: «أمير» .
[4] في تاريخ بغداد: «أبيه» .
[5] في تاريخ بغداد: «درّتان» .
[6] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 7/ 167.
[7] في تاريخه 7/ 167 والإستدراك منه.

(18/197)


وعن مروان بْن أبي الْجَنُوب أنّه مدح المتوكّل، فأمر له بمائة ألفٍ وعشرين ألفًا، وبخمسين ثوبًا [1] .
وقال علي بْن الْجَهْم: كان المتوكّل مشغوفًا بقبيحةٍ لا يصبر عَنْها، فوقفت له يومًا وقد كَتَبَتْ على خدّها بالغالية [2] «جَعْفَر» . فتأمّلها ثُمَّ أنشأ يقول:
وكاتبةٍ فِي الخد بالمِسْك جعفرًا ... بنفسي مَحَطُّ المِسْكِ من حيثُ أثَّرا
لَئِنْ أَوْدَعَتْ [سطرًا من المِسْك خ] [3]- دّها ... لقد أَوْدَعَتْ قلبي من الحبّ [أَسْطُرا] [4]
قد ورد عن المتوكّل شيء من [الحديث] [5] .
ويقال: إنّه سلَّم عليه بالخلافة ثمانيةٌ كلّ واحدٍ منهم أَبُوهُ خليفة:
مَنْصُورٌ بْن المهديّ، والعبّاس بْن الهادي، وأبو أحمد بْن الرشيد، وعبد اللَّه بْن الأمين، وموسى بْن المأمون، وأحمد بْن المعتصم، ومحمد بْن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكّل [6] .
وكان جوادًا ممدحًا، ويقال: ما أعطى خليفةٌ شاعرًا ما أعطى المتوكّل.
وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
فأمْسِك نَدَى كفّيك عنّي ولا تزِد ... فقد خِفْت أن أطغى وأن أتجبّرا
فقال: لا أُمْسِك حَتَّى يُغرقك جُودي [7] .
وقد بايع بولاية العهد ولَده المنتصر، ثُمَّ إنّه أراد أن يعزله ويولّي المعتزّ أخاه لمحبّته لأمّه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يحضره
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 154 في ترجمة «مروان بن أبي الجنوب» رقم 7132.
[2] الغالية: نوع من الطيّب، مركّب من مسك وعنبر ودهن.
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: الأغاني.
[4] البيتان في: الأغاني 19/ 311 باختلاف بعض الألفاظ، وهو ينسبهما إلى فضل الشاعرة، والبداية والنهاية 10/ 351، وسير أعلام النبلاء 13/ 33، والنجوم الزاهرة 2/ 325، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 350.
[5] في الأصل بياض.
[6] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 115، 116.
[7] تاريخ بغداد 13/ 154.

(18/198)


مجالس العامّة، ويحطّ منزلته ويتهدّده، ويشتمه ويتوعَّده.
واتّفق أن التُّرْك انحرفوا عن المتوكّل لكونه صادَر وصِيفًا وبُغا، وجرت أمور، فاتّفق الأتراك مع المنتصر على قتل أَبِيهِ. فدخل عليه خمسةٌ فِي جوف اللّيل وهو فِي مجلس لَهْوه فِي خامس شوّال، فقتلوه سنة سبَعٍ وأربعين [1] .
وورد أنّ بعضهم رآه فِي النّومِ، فَقَالَ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غفر لي بقليل من السنة أَحْيَيَتُها [2] .
وقد كان المتوكّل منهمكًا فِي اللَّذّات والشُّرْب، فلعلّه رُحِمَ بالسنة، ولم يصحّ عَنْهُ النَّصْب [3] .
قال المسعوديّ [4] : ثنا ابن عَرَفَة النَّحْويّ، ثنا المبرّد قال: قال المتوكّل لأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق: ما يقول ولدُ أبيك فِي الْعَبَّاس؟ قال: ما تقولُ يا أمير المؤمنين فِي رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وافترض طاعته على نبيّه. وكان قد سُعي بأبي الْحَسَن إلى المتوكًل، وإنّ فِي منزله سلاحًا وكتبًا من أهل قُمّ، ومِن نيّته التَّوَثُّب. فكبس بيته ليلا، فوُجِد فِي بيتٍ عليه مدرّعة صوف، متوجّه إلى ربّه يقوم بآيات. فَأُخِذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قطّ، فاعفِني منه.
فأعفاه وقال: أنشِدْني شِعْرًا. فأنشده.
باتوا على قُلَل الأجبالَ تحرسهم ... غُلْبُ الرجال ولم تنفعهم القلل [5]
الأبيات [6] .
__________
[1] انظر: سير أعلام النبلاء 12/ 38.
[2] تاريخ بغداد 7/ 170.
[3] النّصب: من النواصب، وهو اصطلاح يطلق على المتعصّبين على الإمام عليّ، ويقال للواحد:
ناصبيّ. أي من ينتصب لعداوة الإمام علي وشيعته.
[4] في مروج الذهب 4/ 93.
[5] البيت في مروج الذهب 4/ 94 وفيه: «فما أغنتهم القلل» .
[6] انظر الأبيات في: مروج الذهب.

(18/199)


فبكى للَّه المتوكّل طويلا، وأمَر برفع الشّراب، وقال: يا أَبَا الْحَسَن لقد ليَّنت هنا قلوبًا قاسية. أعليك دَيْنٌ؟
قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمَر له بها وردّه مكرَّمًا [1] . وحكى المسعوديّ [2] أنّ بُغا الصّغير دعا بباغِر التُّركيّ، وكان باغر أهوج مِقْدامًا، فكلَّمه واختبره فِي أشياء، فوجده مُسارِعًا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صحّ عندي أنّه عامِلٌ على قتْلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك؟
ففكّر طويلا ثُمَّ قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكّل، باقٍ، إذا يقتلكم أَبُوهُ.
قال: فما الرأي عندك؟
قال: نبدأ بالأب.
قال: ويْحك، وتفعل؟
قال: نعم، وهو الصّواب.
قال: انظر ما تقول.
وردّد عليه، فوجده ثابتًا، ثُمَّ قال له: فادخل أنت على أثري فإن قتلتُه وإلا فاقتُلْني وضَعْ سيفَك عليَّ وقُلْ: أراد أن يقتل مولاه.
فتمّ التّدبير لبُغا فِي قتل المتوكّل.
حدَّث البُحْتُريّ قال: اجتمعنا فِي مجلس المتوكّل، فَذُكِر له سيف هِنْديّ، فبعث إلى اليمن فاشْتُرَى له بعشرة آلاف وأُتي به فأعجبه، ثُمَّ قال للفتح: ابغِني غلامًا أدفع إليه هذا السّيف لا يفارقْني به.
فأقبل باغر التُّرْكيّ، فقال الفتح بْن خاقان: هذا موصوف بالشّجاعة والبسالة فدفع المتوكّل إليه السِّيف وزاد في أرزاقه، فو الله ما انتضى ذلك السّيف إلى ليلة ضَرَبَه بها باغر. فلقد رَأَيْت من المتوكّل فِي اللّيلة الّتي قتل فيها عجبا.
__________
[1] مروج الذهب 4/ 93، 94.
[2] في مروج الذهب 4/ 117.

(18/200)


تذاكَرْنا الكِبْر، فأخذ يذمُّه ويتبرّأ منه. ثُمَّ سجد وعفَّر وجهه بالتّراب، ونثر من التّراب على رأسه ولِحْيَته وقال: إنّما أَنَا عَبْدٌ.
فتطيّرت له من التّراب. ثُمَّ جلس للشُّرْب، وعمل فِيهِ النّبيذ، وَغَنَّى صوتًا أعجبّه فبكى، فتطيّرت من بكائه. فإنّا فِي ذلك إذ بَعَثَتْ إليه قبيحة بخلُعة استَعْمَلَتْها له دُرَاعة حمراء خَزّ، ومُطْرَف خَزّ، فلبِسها، ثُمَّ [جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه و] [1] قلعه وقال: اذهبوا به ليكون كَفَني.
فقلت: إنّا للَّه، انقضت [والله المدّة، وسكر المتوكّل] [2] سكرًا شديدًا، ومضى من اللّيل ثلاثُ ساعات، إذ أقبلَ [باغر ومعه عشرة نفر من الأتراك] [3] تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكّل. وصعِد منهم واحدٌ إلى السّرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلْمان والْجُلَساء والنُّدَماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رَأَيْت أقوى نَفْسًا منه، بقي يمانعهم، فسمعتُ صيحة المتوكّل وقد ضربه باغَر بالسّيف المذكور على عاتقه، فَقَدَّه إلى خاصِرته، وضربه آخرٌ بالسّيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثُمَّ طرح نفسه على المتوكّل، فماتا، فلُفّا فِي بساطٍ، [وطُرِحا ناحية، فلم يزالا فِي ليلتهما [4]] وعامّة النهار، ثُمَّ دُفِنا معًا.
وكان بُغا الصغير قد استوحش من المتوكّل لكلامٍ لَحِقَه منه. وكان المنتصر يتألف الأتراك لا سيّما مَن يبعده أَبُوهُ [5] .
قال المسعوديّ [6] : ونُقِل فِي قِتْلته غير ما ذكرنا.
قال [7] : وأنفق المتوكّل على الهارونيّ والْجَوْسَق والْجَعْفَريّ [8] أكثر من مائتي ألف ألف درهم.
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته معتمدا على: مروج الذهب 4/ 120 بتصرّف.
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: مروج الذهب.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: مروج الذهب.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: مروج الذهب 4/ 121.
[5] الخبر في: مروج الذهب 4/ 118- 121.
[6] في المروج 4/ 121.
[7] في المروج 4/ 122.
[8] أسماء قصوره.

(18/201)


ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سَرِيّة وطئ الجميع، ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف ألف دِرهم. ولا يُعلمُ أحدٌ متقدّم فِي جِدٍّ أو هَزْل إلا وقد حظي بدولته، ووصل إليه نصيب وافرٌ مِن المال [1] .
ذكر محمد بْن أبي عَوْن قال: حضرت مجلس المتوكّل وعنده محمد بْن عبد الله بْن طاهر، فغمز المتوكّل مملوكًا مليحًا أن يسقى الْحُسَيْن بْن الضّحّاك الخليع كأسًا ويحييه بتُفّاحة عنبر. ففعل، فأنشأ الخليع يقول:
وكالدّرّة البيضاء حَيَّا بعنبر ... من الورد يَسْعَى فِي قرائط [2] كالوردِ
له عَبَثاتٌ عند كلّ تحيّة ... بعينيه تستدعي الخَليَّ إلى الوجْدِ
تمّنيتُ أن أُسْقَى بكفّيه شُرْبةً ... تُذَكّرُني ما قد نسِيتُ من العهد
سقى اللَّه دَهْرًا لم أبِتْ فِيهِ ساعةً ... من الدَّهْرِ إلا من حبيبٍ على وعدِ
فقال المتوكل: أحسنت والله، يعطى لكل بيت ألف دينار [3] .
ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:
جاءت مَنيته والعينُ هاجعة ... هلا أَتَتْهُ المَنَايا والقنا قِصَدُ
خليفة لم يَنَلْ ما ناله أحدٌ ... ولم يُصَغْ مثله روحٌ ولا جَسَدٌ [4] .
قال علي بْن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدّة فيها «محبوبة» ، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن فِي الحلى والحلل. وأقبلت «محبوبة» فِي ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غنّ. فاعتلّت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع فِي حجرها، فغنت ارتجالا على العود:
أيّ [عيش] [5] عيلذّ لي ... لا أرى فيه جعفرا
__________
[1] مروج الذهب 4/ 122، 123.
[2] في المروج: «قراطق» .
[3] مروج الذهب 4/ 123.
[4] مروج الذهب 4/ 124.
[5] في الأصل بياض استدركته من: مروج الذهب.

(18/202)


ملِك قد [رَأَيُتُه] [1] ... فِي نجيعٍ معُفرا
كل من كان ذا خبال ... وسقم فقد برا
غير مح [بوبة التي ... لو ترى] [2] الموتُ يُشترا
لاشترته بما حَوَتْهُ [يداها لتُقْبرا] [3] فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها [4] .
وبويع المنتصر باللَّه ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة.
119- الجمّاز [5] .
اسمه محمد بن عَمْرو الشّاعر النّديم. من أهل البصْرة.
عُمِّر دهرا، وكان يقول: أَنَا أسنُّ من أبي نُوَاس [6] .
طلبه المتوكلّ، فلمّا حضر قال: إني أريد أن استبرئك.
فقال: بحَيْضةٍ يا أمير المؤمنين أم بحَيْضَتَين؟
ثُمَّ عبث به ابن خاقان، فقال: إنّ أميرَ المؤمنين قد عزم على أن يولّيك جزيرةَ القرود.
قال: أَفَعَلَيْكَ سمعٌ وطاعة؟ [7] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: مروج الذهب 4/ 126.
[4] مروج الذهب 4/ 127.
[5] انظر عن (الجمّاز) في:
تاريخ الطبري 9/ 189 وفيه «محمد بن سلام المكاري» ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 9 ب، رقم (181) حسب ترقيمي لنسختي المصوّرة، وفيه:
«محمد بن عبد الله الجمّاز» ، ونشوار المحاضرة للتنوخي 5/ 272 و 6/ 102، وتاريخ بغداد 3/ 125، 126 رقم 1143، وخاص الخاص للثعالبي 31، 32، 39، 58، وثمار القلوب 107، 202، 404، 582، والأنساب لابن السمعاني 3/ 291، 292، والأذكياء لابن الجوزي 134، 141، 152، واللباب 1/ 290، والكامل في التاريخ 7/ 10، ووفيات الأعيان 2/ 351 و 4/ 124 و 7/ 70.
[6] تاريخ بغداد 3/ 125.
[7] تاريخ بغداد 3/ 126.

(18/203)


ومرَّ مع رفيقٍ له المغرب، فرآهما إمامٌ فشرعَ يقيم الصّلاة، فقال: اصبر، أما نَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ تلّقي الْجَلب [1] .
وحضر عند أمير سِماطًا، فبقي يحوّل إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيّها الأمير نَحْنُ اليومُ عصبة ربّما فضل لنا شيء، وربّما حوّله أهل السّهام [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 126.
[2] تاريخ بغداد 3/ 125، 126.

(18/204)


- حرف الحاء-
120- الحارث بن أسد المُحَاسِبيّ [1] .
أبو عبد الله البغداديّ الصّوفيّ الزّاهد، العارف، صاحب المصنَّفات في أحوال القوم.
روى عن: يزيد بن هارون، وغيره.
وعنه: أبو العبّاس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللَّيْث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصُّوفيّ، والْجُنيد رحمه الله، وإسماعيل بن إسحاق السّرّاج، وأبو عليّ بن خيْران الفقيه واسمه حسين.
__________
[1] انظر عن (الحارث بن أسد المحاسبي) في:
أدب القاضي للماوردي 1/ 483، 484، وتاريخ بغداد 8/ 211- 216 رقم 4330، والزهد الكبير للبيهقي 149 رقم 312، وذمّ الهوى لابن الجوزي 54، والأنساب لابن السمعاني 11/ 151، واللباب لابن الأثير 3/ 171، والكامل في التاريخ 7/ 84، ووفيات الأعيان 1/ 373 و 2/ 57، 58 و 7/ 313، وحلية الأولياء 10/ 73- 110، والوفيات لابن قنفذ 178 رقم 243، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 208- 212 رقم 1007 وذكره للتمييز، والفهرست لابن النديم 236، وطبقات الصوفية للسلمي 56- 60، والرسالة القشيرية 12، وصفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 367- 369، رقم 270، وسير أعلام النبلاء 12/ 110، ودول الإسلام 1/ 147، والعبر 1/ 440، وميزان الاعتدال 1/ 430، 431، رقم 1606، والوافي بالوفيات رقم 377، 11/ 257، 258، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 142، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 37- 41، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 26، وتهذيب التهذيب رقم 226، 2/ 134- 136، وتقريب التهذيب 1/ 139 رقم 18، والنجوم الزاهرة 2/ 316، وحسن المحاضرة 1/ 292، وخلاصة تذهيب التهذيب 67، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 64، وشذرات الذهب 1/ 103، والكواكب الدرّية 1/ 218، 219، ومرآة الجنان 2/ 142، 143، والبداية والنهاية 10/ 345، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 175- 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، وتاريخ ابن الوردي 1/ 227، 228، والإشارات للهروي 74، وآثار البلاد وأخبار العباد 322، والأعلام 2/ 153، ومعجم المؤلفين 3/ 174.

(18/205)


قال الخطيب [1] : وله كُتُب كثيرة فِي الزُّهد، وأُصُول الدّيانة، والرّدّ على المعتزلة والرّافضة.
قال الْجُنَيْد: مات والدُ الحارث يوم مات، وإنّ الحارث لَمُحْتَاجٌ إلى دانِق، وخلّف مالا كثيرًا، فما أخذ منه الحارث حبّة وقال: أهلُ ملَّتين لا يتوارثان. وكان أَبُوهُ واقفيّا [2] ، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق.
وقال أبو الْحَسَن بْن مُقْسِم: سمعت أَبَا عليّ بْن خيران الفقيه يقول: رَأَيْت الحارث بْن أسد بباب الطّاق متعلّقا بأبيه، والنّاس قد اجتمعوا عليه يقول له:
طلّق أمي، فإنّك على دينٍ وهي على غيره [3] .
وقال أبو نُعَيّم [4] : أنبأنا الخُلْديّ: سمعتُ الْجُنَيْد يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: اخرج معنا نُصْحِر [5] .
فأقول: تُخْرجني من عُزْلتي وأمْني على نفسي إلى الطُّرُقات والآفات ورؤية الشَّهَوات؟
فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك.
فأخرج معه. فكأنّ الطريق فارغ من كلّ شيء، لا نرى شيئًا نكرهه. فإذا حصلتُ معه فِي المكان الَّذِي يجلس فِيهِ يقول: سَلْني.
فأقول: ما عندي سؤال.
__________
[1] في: تاريخ بغداد 8/ 211، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 37.
[2] حلية الأولياء 8/ 75، الرسالة القشيرية 12، تاريخ بغداد 8/ 214، ووفيات الأعيان 2/ 57، تهذيب الكمال 5/ 209، صفة الصفوة 2/ 368، 369، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 38 وفيه: كان أبوه رافضيا.
[3] حلية الأولياء 10/ 75، تاريخ بغداد 8/ 214، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 38، تهذيب الكمال 5/ 209.
[4] في حلية الأولياء 10/ 74.
[5] نصحر: أي نخرج إلى الصحراء.

(18/206)


ثُمَّ تَنْثَالُ عليَّ السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثُمَّ يمضي فيعملها كُتُبًا [1] .
وكان يقول لي: كم تقول عُزْلتي أُنسي، لو أنّ نصف الخلق تقرّبوا منّي ما وجدتُ بهم أُنْسًا، ولو أنّ النّصف الآخر نأى عنّي ما استوحشت لبُعْدِهم [2] .
واجتاز بي الحارث يومًا، وكان كثير الضّرّ، فرأيتُ على وجهه زيادة الضّرّ من الجوع. فقلت: يا عمُّ، لو دخَلْتَ إلينا؟
قال: أوَ تَفعَل؟
قلت: نعم، وتَسُرّني بذلك.
فدخلتُ بين يديه، وعمدت إلى بيت عمّي، وكان لا يخلو من أطْعِمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطّعام، فأخذ لُقْمةً، فرأيته يلوكها ولا يَزْدَرِدها. فوثب وخرج وما كلَّمني. فلمّا كان من الغد لقيته فقلت: يا عمّ، سَرَرْتني، ثُمَّ نَغّصتَ عليّ. قال: يا بُنيّ أمّا الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدتُ أن أنال من الطّعام، ولكن بيني وبين اللَّه علامة، إذا لم يكن الطّعام رَضيّا ارتفع إلى أنفي منه زَفْرة [3] ، فلم تقبلْه نفسي، فقد رميت بتلك اللُّقْمة فِي دِهْليزكم [4] .
وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبيّ: لكلّ شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التَّوفيق [5] .
قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حُسن الوجه مع الصيانة، وحُسن الخَلْق مع الدّيانة، وحسن الإخاء مع الأمانة [6] .
__________
[1] تهذيب الكمال 5/ 210.
[2] حلية الأولياء 10/ 74، تاريخ بغداد 8/ 213، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 37، 38، تهذيب الكمال 5/ 210، صفوة الصفوة 2/ 368.
[3] في تهذيب الكمال 5/ 211: «زفورة» .
[4] حلية الأولياء 10/ 74، 75، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 38، صفة الصفوة 2/ 368.
[5] تاريخ بغداد 8/ 213، تهذيب الكمال 5/ 211، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 41 وفيه:
«الوجوه العقل الصبر والعمل بحركات القلوب في مطالعات الغيوب أشرف من العمل بحركات الجوارح» ، وفي وفيات الأعيان 2/ 58: «وحسن القول مع الأمانة، وحسن الإخاء الوفاء» ، واللمع للطوسي 246، وانظر: طبقات الصوفية للسلمي 59 رقم 14.
[6] حلية الأولياء 10/ 75، تاريخ بغداد 8/ 212، تهذيب الكمال 5/ 212، صفة الصفوة 2/ 367،

(18/207)


ومن كلامه: تَرْكُ الدُّنيا مع ذِكرها صفة الزّاهدين. وتَرْكها مع نسيانها صفة العارفين [1] .
وقد كان الحارث كبير الشّأن قليل المِثْل، لكنّه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه.
قال أحمد بْن إسحاق الصِبْغيّ الفقيه: سمعت إسماعيل بْن إسحاق السّرّاج يقول: قال لي أحمد بْن حنبل: يبلغني أنّ الحارث هذا يُكِثر الكَوْن عندك، فلو أحضرتَه منزلَكَ وأجلستني من حيث لا يراني، فأَسْمَع كلامَهُ.
فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك اللّيلة، وأن يُحضِر أصحابَه.
فقال: فيهم كثرة، فلا تُزِدْهم على الكُسْبِ والتَّمر.
فأتيت أَبَا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفةٍ واجتهد فِي وِرْده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثُمَّ صلُّوا العتمة، ولم يصلُّوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف اللّيل. ثُمَّ ابتدأ رَجُل منهم، فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث فِي الكلام، وأصحابه يستمعون وكأنّ على رءوسهم الطَّير، فمنهم مَن يبكي، ومنهم مَن يحنّ، ومنهم من يَزعق، وهو فِي كلامه.
فصعدتُ الغرفة لأتعرَّف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حَتَّى غُشِي عليه، فانصرفتُ إليهم. ولم تزل تلك حالهم حَتَّى أصبحوا [فقاموا وتفرّقوا] [2] ، فصعدت [إلى أَبِي عبد الله وهو متغيّر الحال، فقلت: كيف رَأَيْت هؤلاء يا أَبَا عبد الله؟ فقال: ما أعلم] [3] أنّي رَأَيْت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت فِي علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا أرى لك صُحْبتهم. ثُمَّ قام وخرج.
رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصِبْغيّ. [4] .
وقال سَعِيد بْن عمرو البَرْدعيّ: شهدتُ أبا زرعة، وسئل عن الحارث
__________
[ () ] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 41.
[1] الزهد الكبير للبيهقي 149 رقم 312، تاريخ بغداد 8/ 213، تهذيب الكمال 5/ 211.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: تاريخ بغداد 8/ 215.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 8/ 214، 215، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 39، 40.

(18/208)


المُحَاسبيّ وكُتُبه، فقالَّ: إيّاك وهذه الكُتُب، هذه كُتُب بِدَعٍ وضَلالات. عليك بالأثر، فإنّك تجد فِيهِ ما يُغْنيك عن هذه الكُتُب.
قيل له: هذه الكُتْب عِبْرة.
قال: مَن لم يكن له فِي كتاب اللَّه عِبْرة، فليس له فِي هذه الكُتُب عِبْرة.
بَلَغَكم أنّ مالكًا، والثَّوريّ، والأوزاعيّ، صنَّفوا هذه الكُتُب فِي الخطرات والوساوس؟ ما أسرع النّاس للبِدَع [1] .
وقال أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ فِي «طبقات النُّسّاك» : كان الحارث قد كتب الحديث وتفقّه، وعرف مذاهب النُّسّاك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنّه تكلَّم فِي مسألة اللَّفْظ ومسألة الْإِيمَان، صحِبَه جماعة، وكان الْحَسَن المسوحيّ مِن أسنِّهم [2] .
وقال أبو القاسم النَّصْراباذيّ: بَلَغَني أنّ الحارث تكلَّم فِي شيءٍ من الكلام، فهجَره أحمد بْن حنبل، فاختفى فِي دارٍ ببغداد ومات فيها. ولم يُصَلِّ عليه إلا أربعةُ نَفَر. ومات سنة ثلاثٍ وأربعين [3] .
قال الْحُسَيْن بْن عبد الله الخِرَقيّ: سَأَلت المَرُّوذيّ عن ما أنكَر أبو عبد الله على المُحَاسبيّ فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المُحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أَنَا أتوب مِن جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله.
فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد، إنّما التَّوبة لمن اعترف. فأمّا من شُهِد عليه وجَحَد فليس له توبة.
ثُمَّ قال: احذروا عن حارث بالآفة إلا ( ... ) [4] .
فقلت: إنّ أَبَا بَكْر بْن حَمَّاد قال لي إنّ الحارث مرَّ به ومعه أبو حفص الخصّاف.
قال: فقلت له: يا أَبَا عبد الله، تقول إنّ كلام الله بصوت.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 215 وفيه زيادة.
[2] تاريخ بغداد 8/ 215، 216، وفيات الأعيان 2/ 58.
[3] تاريخ بغداد 8/ 215، 216، وانظر: وفيات الأعيان 2/ 58.
[4] بياض في الأصل مقدار كلمة لم أتبيّنها.

(18/209)


فقال لأبي حفص: أجِبْه.
فقال أبو حفص: مَتَى قلت بصوتٍ احتجتَ أن تقول بكذا وكذا.
فقلت للحارث: إيش تقول أنت؟
قال: قد أجابك أبو حفص.
فقال: أبو عبد الله أحمد بْن حنبل: أَنَا من اليوم أُحذّر عن حارث.
حَدَّثَنَي الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ.
قلت: وبعد هذا فرحِم اللَّه الحارث، وأين مثل الحارث؟
- الحارث بْن أسد الهْمداني الْمَصْرِيّ.
يأتي فِي الطبقة الآتية.
121- الحارث بن أسد بن عبد الله [1] .
قاضي سِنْجار.
روى عن: مروان بن محمد.
وعنه: إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السّنْجاريّان.
ذكره شيخنا المزّي للتمييز [2] ، ولا أعلم متى كان.
وقد مر:
- الحارث بْن أسد العَتَكيّ فِي عشَرٍ ومائتين.
- والحارث بْن أسد الإفريقيّ الفقيه صاحب مالك، سنة ثمانٍ ومائتين.
122- الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف [3]- د. ن. -
__________
[1] انظر عن (الحارث بن أسد السنجاري) في:
تهذيب الكمال للمزّي 5/ 212، 213 رقم 1008، وتهذيب التهذيب 2/ 136، رقم 227، وتقريب التهذيب 1/ 139 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 67.
[2] في: تهذيب الكمال 5/ 212.
[3] انظر عن (الحارث بن مسكين) في:

(18/210)


قاضي الدّيار المصرية أبو عَمْرو الفقيه، مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان الأُمويّ.
سأل اللَّيْث بن سعد عن مسألة، وتفقَّه بابن وهْب، وابن القاسم، وروى عنهما.
وعن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأشهب، ويوسف بن [عَمْرو] [1] الفارسيّ، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى المَوْصِليّ، وعليّ بن الحَسَن بن قُديد، ومحمد بن زبّان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمْنانيّ، وآخرون.
سُئِل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا [2] .
وقال ابن معين: لا بأس به [3] .
__________
[ () ] التاريخ الصغير للبخاريّ 537، وعمل اليوم والليلة للنسائي 307 رقم 394، والمراسيل لأبي داود، رقم 441، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 232، 233، 238، 240، 244، 326، والجرح والتعديل 3/ 90 رقم 419، والولاة والقضاة للكندي 8، 334، 379، 382، 391، 450، 463، 467، 475، 502، 504، 506، 507، 533، والثقات لابن حبّان 8/ 182، وتاريخ بغداد 8/ 216- 218 رقم 4331، وطبقات الفقهاء للشيرازي 154، وترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 569، والمعجم المشتمل لابن عساكر 93 رقم 225، والكامل في التاريخ 7/ 136، ووفيات الأعيان 2/ 56، 57 و 4/ 131، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 281- 285 رقم 1044، وسير أعلام النبلاء 12/ 54- 58، وتذكرة الحفاظ 2/ 514، والعبر 1/ 455، والكاشف 1/ 140، 141 رقم 884، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 909، ودول الإسلام 1/ 150، والبداية والنهاية 11/ 7، والوافي بالوفيات 11/ 257 رقم 376، وقضاة قرطبة 2/ 331، وتاريخ قضاة الأندلس 24، والديباج المذهب 106، ورفع الإصر 167- 184، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 249، وتهذيب التهذيب 2/ 156- 158 رقم 273، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 66، والنجوم الزاهرة 2/ 289، وطبقات الحفاظ 224، وحسن المحاضرة 1/ 308، 347 و 2/ 144، وشذرات الذهب 2/ 121، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 171، والأعلام 2/ 160، ومعجم المؤلّفين 3/ 176.
[1] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب الكمال 5/ 282.
[2] تاريخ بغداد 8/ 216، 217.
[3] تاريخ بغداد 8/ 217.

(18/211)


ونقل عليّ بن الحسين بن حبّان، عن أبيه قال: قال أبو زكريّا: الحارثُ بْن مِسكين خيرٌ من أصْبغ بْن الفَرَج وأفضل [1] .
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [2] .
وقال أبو بَكْر الخطيب [3] : كان فقيهًا ثبتًا، حمله المأمون إلى بغداد وسجنه فِي المحنة، فلم يُجِبْ. فلم يزل محبوسًا ببغداد إلى أن وليَ المتوكّل فأطلقه، فحدَّث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكّل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبْعٍ وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فَصُرِف عَنْهُ سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
قال بحر بْن نصر: عرفتُ الحارث أيّام ابن وهْب على طريقة زهادة وورع وصدق حَتَّى مات.
قلت: كان مع تبحُّره فِي العلم، قَوَّالا بالحق، عديم النّظير.
قال يوسف بْن يزيد القراطيسيّ: قدِم المأمون مصر وبها مَن يتظلَّم من إبراهيم بْن تميم، وأحمد بْن أسباط عاملَيْ مصر، فجلس الفضل بْن مروان فِي الجامع، واجتمع الأعيان: فأُحْضِر الحارث بْن مِسكين ليولِّي القضاء، فبينا الفضل يكلِّمه إذْ قال المتظلِّم: سَلْهُ أصلحكَ اللَّه عن ابن تميم وابن أسباط.
فقال: ليس لذا حضر.
قال: أصلحك اللَّه سَلْهُ.
فقال له الفضل: ما تقول فيهما؟
قال: ظالمين غاشمين.
فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال: خفت على نفسي من ثورة النّاس مع الحارث.
فطلبَه المأمون، فابتدأه بالأمثال، ثُمَّ قال: ما تقول في هذين الرجلين.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 217 وفيه تتمة: «وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلّهم برأي مالك، يعرفها مسأله مسألة، متى قالها مالك، ومن خالفه فيها» .
[2] تاريخ بغداد 8/ 217.
[3] في تاريخه 8/ 216.

(18/212)


قال: ظالِمَيْن غاشِمَيْن.
قال: [هَلْ ظلماك] [1] بشيء؟
قال: لا.
[قال: فعاملتهما؟
قال: لا.
قال: فكيف] [2] شهدت عليهما؟
قال: كما شهدت [أنّك أمير المؤمنين] [3] ، ولم أرك إلا السّاعة.
قال: اخرج من هذه البلاد، وبعْ قليلك وكثيرك.
وحبسه في خيمة، ثمّ انحدر إلى البَشَرُود [4] فأحْدَرَه معه، فلمّا فتح البَشَرُود أحضر الحارث، ثُمَّ سأله عن المسألةِ الّتي سأله عَنْهَا بمصر، فردَّ الجواب بعينه.
قال: فما تقول فِي خروجنا هذا؟
قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أنّ الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم.
فقال: إنْ كانوا خرجوا عن ظُلْمٍ من السّلطان فلا يحلّ قتالهم، وإن كانوا إنّما شقّوا العَصَا فقِتالهم حلال.
فقال له: أنت تَيْس، ومالك أتَيْس منك. ارحل عن مصر.
فقال: يا أمير المؤمنين إلى الثُّغُور؟
قال: الحق بمدينة السّلام [5] .
وروي دَاوُد بْن أبي صالح الحرّانيّ، عن أبيه قال: لما أحضر الحارث
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 56.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: سير أعلام النبلاء.
[3] في الأصل بياض. والإستدراك من: سير أعلام النبلاء.
[4] البشرود: بفتح الباء والشين المعجمة، وضم الراء المهملة، وسكون الواو والدال المهملة: كورة من كور بطن الريف بمصر.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 56.

(18/213)


مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي. يردِّدُها.
قال: يا أمير المؤمنين إن أذنتَ لي فِي الكلام تكلَّمت.
قال: تكلَّم.
قال: والله ما أَنَا بساعي، ولكنّي أُحْضِرْتُ فسمعتُ، وأطعتُ حين دُعيت، ثُمَّ سُئِلتُ عن أمرٍ فاستعفيتُ، فلم أُعْفَ ثلاثًا، فكان الحقُّ آثرُ عندي من غيره.
فقال المأمون: هذا رَجُلٌ أراد أن يُرفع له عَلَمٌ ببلده، خذه إليك [1] .
وقال أحمد بْن المؤدِّب: خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امْرَأَةُ الحارث فحجَّت وذهبت إليه إلى العراق [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: قال لي ابن أبي دُؤاد: يا أَبَا عبد الله لقد مكرَ حارثكم للَّه عزّ وجلّ وحَلَّ مقامَ الأنبياء.
وكان ابن أبي دُؤاد إذا ذكره أعظمه جدّا [3] .
قال القراطيسيّ: فأقام الحارث ببغداد ستّة عشرة سنة، وأطلقه الواثق فِي أخر أيّامه، فنزل إلى مصر [4] .
قال ابن قُدْيد: أتاه فِي سنة سبْعٍ وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندريّة فامتنع، فلم يزل به إخوانه حَتَّى قبِل وقدِم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة، والشّافعيّ مِن المسجد وأمَرَ بنزع حُصْرهم من العُمد، وقطعَ عامّة المؤذّنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السّقاية، ولا عن بين رَجُلٍ وامرأته، ومنَع النّداء على الجنائز، وضربَ الحدّ فِي سبّ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، وقتل ساحرين [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 56، 57.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 57.
[3] السير 12/ 57.
[4] السير 12/ 57.
[5] وقال الكندي: أمر الحارث بإخراج أصحاب أبي حنيفة من المسجد وأصحاب الشافعيّ، وأمر بنزع حصرهم، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان، ومنع قريشا والأنصار أن يدفع إليهم من طعمة رمضان شيء، وأمر بعمارة المسجد الجامع، وحفر خليج الإسكندرية، ونهى عن تفتيل

(18/214)


رُوِيَ عن الْحَسَن بْن عبد العزيز الْجَرَويّ أن رجلا كان مُسْرفًا على نفسه، فمات، فرُئي فِي النّوم، فقال: إن اللَّه تعالى غفر لي بحضور الحارث بْن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي عند ربّي [1] .
وُلِد الحارث سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي لثلاثٍ بقين مِن ربيع الأول سنة خمسين [2] .
123- حامد بن المساور [3] الأصبهانيّ شاذة [4] .
مؤذن الجامع.
سمع: أزهر لسّمّان، وسليمان بن حرب.
وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره.
تُوُفّي سنة خمسين.
124- حامد بن يحيى بن هاني [5]- د. - أبو عبد الله البلخيّ، نزيل طرسوس.
__________
[ () ] المصايد، فأبيحت الناس، ومنع من النداء على الجنائز، وضرب فيه، ومنع القرّاء الذين في مسجد محمود وغيره الذين يقرءون القرآن بالألحان، وكشف أمر المصاحف التي بالمسجد الجامع وولّى عليها أمينا من قبله، وهو أوّل القضاة فعل ذلك، وترك تلقّي الولاة والسلام عليهم، ولا عن بين رجل وامرأته في الجامع، وضرب الحدّ في سبّ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتهدّد بالرجم، وقتل نصرانيا سبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أن جلده الحدّ، وأمر بضرب عنق رجلين نصرانيين شهد عنده أنهما ساحران. (الولاة والقضاة 469، 470) .
[1] تهذيب الكمال 5/ 285.
[2] الثقات، المعجم المشتمل.
[3] في الأصل «المسوّر» ، والتصويب من: ذكر أخبار أصبهان.
[4] انظر عن (حامد بن المساور) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 293، 293.
[5] انظر عن (حامد بن يحيى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، وفيه «طرطوس» وهو تحريف، والمعرفة والتاريخ 1/ 296 و 3/ 171، 295، 296، 348، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 4، 28، 56، 57، 91، 118، والجرح والتعديل 3/ 301 رقم 1338، والثقات لابن حبّان 8/ 218، والمعجم المشتمل 13 رقم 227، وتهذيب الكمال 5/ 325- 327 رقم 1063، والكاشف 1/ 143 رقم 901، وتهذيب التهذيب 2/ 169، 170 رقم 306، وتقريب التهذيب 1/ 146 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 70.

(18/215)


عن: أيّوب بن النّجّار، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان الفَزَاريّ، وأبي النَّضْر، ومحمد بن مَعْن الغِفاريّ، وغيرهم.
وعنه: د.، وأحمد بن العبّاس بن الوليد بن مَزْيد البيروتيّ، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة.
قال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين [3] .
125- حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقرئ.
وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى.
سمع: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد.
وعنه: حسين بن عبد الحميد الموصلي.
ومات سنة خمس وأربعين.
126- حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران [4]- م. ق. ن. -
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 301.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 218 وقال: وكان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه.
[3] التاريخ الصغير، الثقات، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (حرملة بن يحيى) في:
التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 105، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 69 رقم 245، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 236، 645، 651، 659، و 2/ 217، 218 و 3/ 138، 320، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 143 و 2/ 202، والجرح والتعديل 3/ 274 رقم 1324، والولاة والقضاة للكندي 30، 123، 429، وولاة مصر، له 54، 145، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 863- 866، والفهرست لابن النديم 265، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 177 رقم 362، وأدب القاضي للماوردي 1/ 578، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، 89، والسابق واللاحق للخطيب 265 رقم 120، والإنتقاء لابن عبد البرّ 109، وتاريخ جرجان للسهمي 89، 143، 518، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 112 رقم 434، والمعجم المشتمل لابن عساكر 95 رقم 224، واللباب لابن الأثير 1/ 207، وفيه: «حرملة بن عمرو» . ومعجم البلدان 3/ 888 و 4/ 48، 782، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 9، 10، والأنساب لابن السمعاني 3/ 25، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 155، 156 رقم

(18/216)


أبو حفص التّجيبيّ، مولى بني رُمَيلة المصريّ الحافظ، صاحب الشافعيّ.
كان مِن أروى الناس عن ابن وهْب.
وروى عن: الشّافعيّ، وأيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة.
وعنه: م. ق. ون.، عن أحمد بن الهيثم، عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النَّسائيّ. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النَّيْسابوريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المَدِينيّ، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ به [1] .
وقال عَبَّاس، عن يحيى بْن مَعِين [2] : قال: شيخٌ بمصر يقال له حَرْمَلَة، كان أعلَمَ النّاس بابن وهْب.
وقال ابن عديّ [3] : سَأَلت عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم الفَرْهَاذاني فقال:
حَرْمَلَة ضعيف.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ [4] : كان فقيهًا، لم يكن بمصر أحد أكتب عن
__________
[ () ] 116، ووفيات الأعيان 2/ 64، 65 رقم 79، و 5/ 409 و 7/ 313، وملء العيبة للفهري 2/ 281، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 548- 552 رقم 1166، والعبر 1/ 440، وتذكرة الحفاظ 2/ 486، وميزان الاعتدال 1/ 472، 473 رقم 1783، والمغني في الضعفاء 1/ 153 رقم 1351، وسير أعلام النبلاء 11/ 389، 391 رقم 84، والكاشف 1/ 154 رقم 986، ومرآة الجنان 2/ 143، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 911، والوافي بالوفيات 11/ 334، والمستدرك على الصحيحين 1/ 159، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 57- 59، والبداية والنهاية 10/ 345، وتاريخ الخميس 2/ 378، وتهذيب التهذيب 2/ 229- 231 رقم 426، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 203، وحسن المحاضرة 1/ 307، وطبقات الحفاظ 210، 211، والوفيات لابن قنفذ 178 رقم 243، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 17، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 74، وشذرات الذهب 2/ 103، ولسان الميزان 6/ 226.
[1] الجرح والتعديل 3/ 274 وفيه: «يكتب حديثه ولا يحتجّ به» .
[2] في تاريخه برواية الدوري 2/ 105، وذكر عنه يحيى أشياء سمجة، وقال: وكان حرملة هذا بمصر حين دخلتها.
[3] في الكامل 2/ 863.
[4] لم أجد قوله في: الولاة والقضاة.

(18/217)


ابن وهب منه.
وذلك لأنّ ابن وهْب أقام فِي منزلهم سنة وأشهر مُستخفيًا من عبّاد، إذْ طلبه ليولّيه القضاء بمصر.
أخبرني بذلك يحيى بْن أبي معاوية.
وأخبرني أبو سَلَمة، وأبو دُجَانَة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهْب من الرَّمَد وقال: يا أَبَا حفص، إنّه لا يُعاد من الرَّمَد، ولكنّك من أهلي.
وعن أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ قال: صنَّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض [النّاس منها النصف- يعني نفسه وعند] [1] ، بعض الناس الكل، يعني حرملة.
وقال محمد بْن [مُوسَى: وحديث ابن وهْب كلّه عند حرملة] [2] ، إلا حديثين.
قال ابن عديّ [3] : [وقد تبحّرت] حديث حرملة وفتّشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يُضَعَّف من أجله. ورجلٌ تَوَارَى ابنُ وهْب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده، فليس ببعيدٍ أن يُغرب على غيره [4] .
وقال هارون بْن سَعِيد: سمعت أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خيرُ أهلِ المسجد.
وقال ابن يونس: وُلِد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسع بقين من شوّال
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: الكامل لابن عديّ 2/ 864.
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: الكامل لابن عديّ 2/ 864.
[3] في الكامل 2/ 866 والإستدراك منه.
[4] وفي الكامل تتمة: «من أصحاب ابن وهب كتب ونسخ وإفرادات ابن وهب، وأما حمل أحمد بن صالح عليه فإنّ أحمد سمع في كتبه من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف، فتولّدت بينهما العداوة من هذا، فكان من يبدأ إذا دخل مصر بحرملة، لا يحدّثه أحمد بن صالح، وما رأينا أحدا جمع بينهما فكتب عنهما جميعا، ورأينا أنّ من عنده حرملة ليس عنده أحمد، ومن عنده أحمد ليس عنده حرملة. على أن حرملة مات سنة أربع وأربعين، ومات أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين» .

(18/218)


سنة ثلاث وأربعين [1] .
قال: وكان أملى النّاس بما حدَّث به ابن وهْب.
قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحدٍ من الحجازيّين [2] .
127- الحسن بن أحمد بن أبي شُعيب عبد الله بن مسلم [3]- م. ت. - أبو مسلم الحرّانيّ مولى بني أُميّة. كان جدُّه مسلم مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز.
رَوى عَنْ: جدَّه، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير.
وعنه: م. ت.، وأبو داود في «المراسيل» ، وابنه أبو شُعَيب عبد الله بن الحسن، والدَّارميّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم، وآخرون.
وثّقة ابن حِبّان [4] ، وغيره [5] .
وقال موسى بن هارون: مات بِسُرّ من رأى سنة خمسين ومائتين [6] .
__________
[1] وبها أرّخه ابن عساكر في: المعجم المشتمل، وقال أيضا: ويقال سنة أربع وأربعين. ووقع في «الإنتقاء» لابن عبد البر 109 أنه مات سنة 266 هـ، وكذلك في: طبقات الشافعية لابن هداية الله 22.
[2] وقال الخليلي: ومسلم أكثر في صحيحه عن حرملة، عن ابن وهب، والبخاري لم يخرج عن حرملة شيئا لما يحكى عنه من المذهب. (الإرشاد 2/ 9) .
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن أبي شعيب) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، وتاريخ واسط لبحشل 295، والمراسيل لأبي داود 358 رقم 523، والجرح والتعديل 3/ 2 رقم 4، والثقات لابن حبّان 8/ 174، 175، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 132 رقم 250، وتاريخ بغداد 7/ 266، 267 رقم 3749، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 85، 86 رقم 329، والمعجم المشتمل لابن عساكر 96 رقم 238، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 48- 51 رقم 1200، والكاشف 1/ 158 رقم 1016، وتهذيب التهذيب 2/ 254 رقم 468، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 243، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.
[4] في «الثقات» 8/ 174، 175 وقال: «كان راويا لمسكين بن بكير» .
[5] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل 3/ 2) .
ووثّقه الخطيب البغدادي في تاريخه 7/ 266.
وقال علي بن الحسين بن علان الحرّاني الحافظ: ثقة مأمون. (تاريخ بغداد 7/ 266) .
[6] المعجم المشتمل، وقيل: مات سنة 252 أو نحوه. وقال البغوي: ومات محمود بن خداش في

(18/219)


128- الحسن بن إسحاق [1]- خ. ن. - أبو عليّ اللّيثيّ مولاهم المَرْوَزِيّ الشّاعر حَسْنَوَيْه.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة، وأبي عاصم، وجماعة.
وعنه: خ. ن.، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، وعَبْدان الأهوازيّ.
قال النسائي [2] : شاعر ثقة.
وقال البخاري [3] : مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين.
129- الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد [4]- ن. - أبو سعيد الكلبيّ المجالديّ المصّيصيّ.
عن: إبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم، وفُضّيْل بن عِياض، وعبد الله بن إدريس، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، وأبو يعلى الموصليّ.
__________
[ () ] سنة ستين في شعبان، وفيها مات أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب بسامرّاء.
قال الخطيب: وهذا القول وهم، ولا أشكّ أنه من بعض النّقلة، لأنّ محمودا مات في سنة خمسين ومائتين، لا يختلف في ذلك. وقد ذكره جماعة من أهل العلم، (تاريخ بغداد 7/ 267) .
[1] انظر عن (الحسن بن إسحاق الليثي) في:
التاريخ الكبير 3/ 285، والتاريخ الصغير للبخاريّ 234، والثقات لابن حبّان 8/ 175، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 205، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 155 رقم 194، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 83 رقم 312، والمعجم المشتمل لابن عساكر 97 رقم 239، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 55، 56 رقم 1202، والكاشف 1/ 158 رقم 1018، وتهذيب التهذيب 2/ 255 رقم 470، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 76، وشذرات الذهب 2/ 99.
[2] المعجم المشتمل 97.
[3] في تاريخه الصغير 234، وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[4] انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 569 رقم 10044، والثقات لابن حبّان 8/ 176، والمعجم المشتمل 97 رقم 240، وتهذيب الكمال 6/ 56- 58 رقم 1203، والكاشف 1/ 158 رقم 1203، وتهذيب التهذيب 2/ 255 رقم 471، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.

(18/220)


قال النَّسائيّ [1] : ثقة [2] .
130- الحسن بن أيّوب المدائنيّ [3] .
عن: عبد الوهاب الثّقفيّ، وأبي عبد الصّمد العمّيّ.
وعنه: أبو عبد الله المَحَامِليّ.
131- الحسن بن بِشْر بن القاسم [4] .
أبو عليّ السُّلَميّ النّيسابوريّ الفقيه، قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده.
رحل وسمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا معاوية.
ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من: عبد الله بن صالح، وسعيد بن عُفَير.
روى عنه: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيان، وجماعة.
قال إبراهيم بْن محمد بن يزيد: سمعت الْحَسَن بْن بِشْر يذكر أحمد بْن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيّرني قوله للحديث.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.
132- الحَسَن بن بكر المروزيّ [5]- ت. - أبو عليّ، نزيل مكة.
__________
[1] المعجم المشتمل 97 وزاد: «أمين» .
[2] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[3] انظر عن (الحسن بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 7/ 286، 287 رقم 3787.
[4] انظر عن (الحسن بن بشر) في:
المعرفة والتاريخ 3/ 361، وتهذيب التهذيب 2/ 256، 257 رقم 474 (ذكره للتمييز) ، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 249.
[5] انظر عن (الحسن بن بكر) في:
الجرح والتعديل 3/ 3 رقم 11، والمعجم المشتمل لابن عساكر 97 رقم 242، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 62 رقم 1205، والكاشف 1/ 159 رقم 1021، وتهذيب التهذيب 2/ 257 رقم 475، وتقريب التهذيب 1/ 163 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 76.

(18/221)


عن: إسحاق بن منصور السَّلُوليّ، وَمُعَلَّى بن منصور، والنَّضْر بن شُمَيْل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعنه: ت.، وأحمد بن محمد بن عبّاد الجوهريّ البغدادي، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة.
133- الحسن بن الجنيد البلخي ثم البغدادي [1] .
عن: عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ.
توفي سنة سبع وأربعين.
134- الحسن بن حمّاد بن كسيب [2]- د. ن. ق. - أبو عليّ الحضرميّ البغداديّ، سجّادة.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، ومحمد بن فُضَيْل، وحفص بن غِياث، وأبي خالد الأحمر، وعليّ بن هاشم بن البريد، وطائفة.
وعنه: د. ق.، ون. بواسطة، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بن زاطِيا، وأبو لَبِيد السَّرْخسيّ، ويحيى بن صاعد، وخلق سواهم.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن الجنيد) في:
تاريخ الطبري 7/ 466، والجرح والتعديل 3/ 4 رقم 16، وتاريخ بغداد 7/ 292 رقم 3766، وتهذيب الكمال 6/ 356، 357 رقم 1301 (ذكره للتمييز) ، وتقريب التهذيب 1/ 174 رقم 350 وفيه «الحسين» بفتح الحاء.
[2] انظر عن (الحسن بن حمّاد سجّادة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، وتاريخ الطبري 5/ 336 و 6/ 69، 546، والجرح والتعديل 3/ 9 رقم 32، والثقات لابن حبّان 8/ 175، 176، وتاريخ بغداد 7/ 295، 296 رقم 3802، وتاريخ جرجان للسهمي 47، والمعجم المشتمل لابن عساكر 97 رقم 243، ومعجم البلدان 1/ 534، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 129- 133 رقم 1219، والعبر 1/ 435، وسير أعلام النبلاء 11/ 392، 393 رقم 85، والكاشف 1/ 160 رقم 1031، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 912، والوافي بالوفيات 11/ 437، رقم 612، والنجوم الزاهرة 2/ 306، وتهذيب التهذيب 2/ 272 رقم 491، وتقريب التهذيب 1/ 165 رقم 267، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، وشذرات الذهب 2/ 99.

(18/222)


قال الْحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز: قيل لأحمد بْن حنبل إنّ سجّادة سُئِل عن رَجُلٍ قال لامرأته: أنتِ طالق ثلاثًا إن كلَّمتُ زنديقًا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجّادة: طلقت امرأته.
فقال أحمد: ما أبعد [1] .
وقال علي بْن فيروز: سَأَلت سجّادة عن رَجُلٍ حلف بالطّلاق لا يكلِّم كافرًا، فكلَّم مَن يقول القرآن مخلوق، قال: طلقت امرأته [2] .
وقال أبو عليّ عبد الرحمن بْن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجّادة فقال: صاحبُ سنة وما بلغني عَنْهُ إلا خير [3] .
أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شَريك، أنّ ابن النَّقُّور أخبرهم، نا أبو القاسم ابن الوزير، أَنَا ابن صاعد، ثنا الْحَسَن بْن حَمَّاد سجّادة وعبد اللَّه بْن الوضّاح اللُّؤْلُؤيّ قالا: ثنا أبو مالك الْجَنْبيّ، فذكر حديثًا فِي الحدود. رَوَاهُ النَّسائيّ [4] ، عن عثمان بْن خُرّزَاد، عن سجّادة.
تُوُفّي في رجب سنة إحدى وأربعين [5] ، وكان مِن جِلّة العلماء ببغداد.
135- الحَسَن بن خَلَف بن شاذان بن زياد [6]- خ. -
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 296.
[2] تاريخ بغداد 7/ 295.
[3] تاريخ بغداد 7/ 296.
[4] في «المجتبى» 8/ 71 في حدود السرقة، باب: ما يكون حرزا وما لا يكون. وهو من طريق أبي مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِي قَوْمًا فَتَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيَّ ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، لتتب: «لتبب هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَتَرُدُّ عَلَى النَّاسِ مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا فُلانُ فَاقْطَعْ يدها» .
[5] التاريخ الصغير، الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[6] انظر عن (الحسن بن خلف) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، وتاريخ واسط لبحشل 174، 236، والثقات لابن حبّان 8/ 177، وتاريخ بغداد 7/ 305 رقم 3819، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 83 رقم 314، والمعجم المشتمل لابن عساكر 98 رقم 244، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 138- 140 رقم 1226، وميزان الاعتدال 1/ 486 رقم 1840 و 1/ 494 رقم 1861، والكاشف 1/ 161 رقم 1033، وتهذيب التهذيب 2/ 273، 274 رقم 499، وتقريب التهذيب 1/ 166 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 78.

(18/223)


أبو عليّ الواسطيّ البزّاز، وقد نُسِب إلى جدَّه.
حدَّث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وأبي معاوية، وغيرهم.
وعنه: خ. حديثا، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعلي بن العباس المقانعيّ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، والقاسم بن المَحَامِليّ، وآخرون.
وثقة الخطيب [1] ، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين [2] .
136- الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير [3]- ن. ق. - أبو محمد التّيميّ المنكدريّ.
عن: [عبد الرّزاق] [4] ، وابن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرة، ومحمد بن أبي فُدَيك.
وعنه: ن. ق. [وأبو عَرُوبة] [5] الحرّانيّ، وزكريّا السّاجيّ، وابن صاعد، وأبو [حامد] [6] محمد بن هارون، وجماعة.
وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: في سنة كذا.
__________
[1] وقال: أخرج البخاري حديثه في كتاب الصحيح. (تاريخ بغداد 7/ 305) ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
[2] تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (الحسن بن داود المنكدري) في:
الجرح والتعديل 3/ 12 رقم 39، والثقات لابن حبّان 8/ 177، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 745، 746، والمعجم المشتمل لابن عساكر 98 رقم 245، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 143- 145 رقم 1228، وميزان الاعتدال 1/ 486، 487 رقم 1841، والمغني في الضعفاء 1/ 158 رقم 1397، وميزان الاعتدال 1/ 486، 487 رقم 1841، والكاشف 1/ 161 رقم 1034، والعقد الثمين 4/ 80، وتهذيب التهذيب 2/ 274، 275 رقم 501، وتقريب التهذيب 1/ 166 رقم 271، وخلاصة تذهيب التهذيب 78.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: ميزان الاعتدال.
[5] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال.
[6] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال.

(18/224)


فنظرنا فإذا هُوَ قد كتب عن المعتمر ابن خمسٍ سنين [1] .
قال البخاريّ: يتكلّمون فيه [2] .
وقال ابن عدي [3] : أرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن حِبّان [4] : إنّه من الثّقات [5] .
قال البخاريّ [6] : مات سنة سبعٍ وأربعين.
137- الحَسَن بنُ رجاء بن أبي الضّحّاك [7] .
الأديب أبو عليّ الجرجرائيّ الكاتب البليغ والشّاعر المُفْلِق.
أخذ عن: أبي محلّمٍ، وبكر بن النّطّاح.
روى عنه المبرّد كثيرا.
قلّده المأمون كُوَر الجبل، وضمّ إليه الأمير أَبَا دُلَف.
قال الْحَسَن بْن رجاء: قال المأمون: النّاس على أربعة أقْسَام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كَلٌّ علينا.
قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
قد يصبر الحُرُّ على السَّيْف ... ولا يرى [8] الصَّبرَ على الحيف
__________
[1] في تهذيب الكمال 6/ 144 «ابن خمسين سنة» ، وهذا وهم، وما أثبتناه يتفق مع بقية المصادر، انظر: ميزان الاعتدال، وتهذيب التهذيب، وغيره.
[2] الكامل لابن عديّ 2/ 745.
[3] في الكامل 2/ 746.
[4] ذكره في ثقاته (8/ 177) .
[5] وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[6] الكامل 2/ 745، الثقات، وفيه أنه مات قبل الموسم.
[7] انظر عن (الحسن بن رجاء) في:
تاريخ الطبري 9/ 111، ومروج الذهب 2838، والفهرست لابن النديم 236، وديوان أبي تمّام 1/ 407، والأغاني 7/ 196، 197 و 22/ 538، 539، والكامل في الأدب للمبرّد 266، 561، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 175- 179، والهفوات النادرة 185، وأخبار البحتري 30، 66، وإعتاب الكتّاب رقم 46، وأخبار أبي تمّام 166- 172، ووفيات الأعيان 2/ 167، 168، والوافي بالوفيات 12/ 9- 11 رقم 8.
[8] في تهذيب تاريخ دمشق: «ويأنف الصبر» .

(18/225)


ويُؤثرُ الموتَ على حالةٍ ... يَعْجَزُ فيها عن قرى الضّيف [1]
قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرًا، يذهب بنفسه، ويُفْرط فِي الصَّلَف.
مات على حرب فارس وغيرها سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
138- الحَسَن بن زُرَيْق [2] .
أبو عليّ الطُّهَويّ.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاريّ [3] ، ومُطَيِّن، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد الله بن ريعان البَجَليّ.
محلُّه الصدق [4] .
139- الحَسَن بن شبيب بن راشد [5] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 176.
[2] انظر عن (الحسن بن زريق) في:
الجرح والتعديل 3/ 15 رقم 52، والمجروحين لابن حبّان 1/ 240، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 748، وفيه «رزيق» بتقديم الراء، وهو غلط، والإكمال لابن ماكولا 4/ 57، والأنساب لابن السمعاني 8/ 279، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 202 رقم 820، وميزان الاعتدال 1/ 491 رقم 1848، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 315، ولسان الميزان 2/ 207، 208 رقم 924 وفيه «رزيق» بتقديم الراء، وهو غلط.
[3] وهو قال: ذهبت أنا والمطيّن إليه فكتبنا عنه. (الجرح والتعديل 3/ 15) .
[4] وقال ابن حبّان: شيخ يروي عن ابن عيينة المقلوبات تجب مجانبة حديثه على الأحوال، روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يا أبا عمير ما فعل النغير» .
حدّثناه زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة، ثنا الحسن بن زريق الطهوي، ثنا ابن عيينة. ما روى هذا الخبر الزهري ولا ابن عيينة قط، والمتن صحيح، والإسناد مقلوب. (المجروحون 1/ 240) .
وقال ابن عديّ: حدّث عن ابن عيينة، وأبي بكر بن عيّاش، وغيرهما بأشياء لا يأتي بها غيره.
وذكر ابن عديّ حديث «النّغير» ، وقال: ولم أر له أنكر من حديث ابن عيينة، عن الزهري، عن أن الّذي ذكرته، فلا أدري وهم فيه أو أخطأ أو تعمّد، وسائر أحاديثه مقدار ما رواه مستقيمة.
(الكامل 2/ 748) .
[5] انظر عن (الحسن بن شبيب) في:
الجرح والتعديل 3/ 18 رقم 67، والثقات لابن حبّان 8/ 172، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 742، 743، وتاريخ بغداد 7/ 328، 329 رقم 3843، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 203 رقم 825، والمغني في الضعفاء 1/ 160 رقم 1413، وميزان الاعتدال

(18/226)


أبو عليّ البغداديّ المؤدب.
عن: شَرِيك بن عبد الله، وهُشَيْم، وخَلَف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والهَيْثَم بن خَلَف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، وآخرون.
قال ابن عديّ [1] : حدَّث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مرسلة.
وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ [2] : ليس بالقويّ، وهو إخباريّ يُعْتَبَر به [3] .
140- الحسن بن شجاع بن رجاء [4]- ت. - أبو عليّ البلخيّ الحافظ، أحد الأئّمة.
سمع: مكّيّ بن إبراهيم، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، ومحمد بن الصَّلْت، وأبا مُسْهِر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، وأبا الوليد، وخلقا بالشّام، والعراق، وخراسان، ومصر، والنّواحي.
__________
[ () ] 1/ 495، 496 رقم 1864، والكشف الحثيث 134 رقم 213، والوافي بالوفيات 12/ 55 رقم 42، ولسان الميزان 2/ 213 رقم 944.
[1] في الكامل 2/ 742.
[2] في تاريخ بغداد 7/ 329.
[3] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: ربّما أغرب.
وقال ابن عديّ: «وأرى أحاديثه قلّ ما يتابع عليه» . (الكامل 2/ 743) .
وقال أبو بكر بن المقرئ: وكتب عنه جماعة أصحابنا، وكان يوثّق. (تاريخ بغداد 7/ 328) .
[4] انظر عن (الحسن بن شجاع) في) الثقات لابن حبّان 8/ 178، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 168 رقم 212، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 84 رقم 323، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 188، والمعجم المشتمل لابن عساكر 98، 99 رقم 248، ومعجم البلدان 1/ 714 و 4/ 441، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 172 رقم 1236، والعبر 1/ 442، والكشف 1/ 162 رقم 1042، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 12/ 187- 190 رقم 66، وتذكرة الحفاظ 2/ 542، والوافي بالوفيات 12/ 53، 54 رقم 40، وتهذيب التهذيب 2/ 282- 284 رقم 577، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 282، وطبقات الحفاظ 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 2/ 282- 284 رقم 577، وطبقات الحفاظ 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، وشذرات الذهب 2/ 104، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 65، 66 رقم 44.

(18/227)


ومات كهلا.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة الرّازيّ، والبخاريّ وهو رفيقه. وقد روى فِي «الصّحيح» [1] فقال: ثنا الْحَسَن بْن إسماعيل بْن الخليل، فقيل إنّه هُوَ.
وروى التِّرْمِذيّ [2] ، عن رَجُلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، ومحمد بْن إسحاق الثّقفيّ، ومحمد بْن زكريّا البَلْخيّ.
قال الْحَسَن بْن حَمَّاد الصَّغانيّ: سمعت قُتَيْبَةَ يقول: فُرسان خُراسان أربعة، فَذَكر هذا، والبخاريّ، والدّارميّ، وزكريّا بْن يحيى اللُّؤلُؤيّ [3] .
رواها أيضًا نصر بْن زكريّا، عن قُتَيْبَةَ [4] .
وكان الْحَسَن بْن شجاع إمامًا عارفًا بالأبواب لا يُجارى.
قال محمد بْن عُمَر بْن الأشعث البَيْكَنْديّ: سمعتُ عبد الله بْن أحمد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خُراسان: أبو زُرْعة، والبخاريّ، وعبد اللَّه بْن عبد الرحمن السَّمَرْقَنْديّ، والحَسَن بْن شجاع البلْخيّ [5] .
قال البَيْكَنْديّ: فقلتُ لمحمد بْن عَقِيل: لِمَ لَمْ يشتهر الْحَسَن كما اشتهر هؤلاء؟
قال: لأنّه لم يُمَتّع بالعُمْر [6] .
وقال محمد بن جعفر البلْخيّ: مات لنصف شوّال سنة أربعٍ وأربعين [7] وله إخْوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ [8] ، رحمهم اللَّه.
وعاش الحسن تسعا وأربعين سنة.
__________
[1] في تفسير سورة الزّمر. (الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 84) .
[2] في الجامع الصحيح، في تفسير سورة الزمر. رقم الحديث (3240) .
[3] تهذيب الكمال 6/ 173.
[4] المصدر نفسه.
[5] تهذيب الكمال 6/ 174.
[6] المصدر نفسه.
[7] المعجم المشتمل.
[8] تهذيب الكمال 6/ 175.

(18/228)


قلت: وَهِمَ من قال تُوَفّي سنة ستٍّ وستّين ومائتين [1] .
141- الحَسَن بن الصّبّاح بن محمد [2]- خ. د. ت. - أبو عليّ الواسطيّ، ثمّ البغداديّ البزّار، أحد الأئّمة.
عن: إسحاق الأزرق، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومبشّر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشَبابة بن سَوّار، ومَعْن بن عيسى، وشُعَيب بن حرب، وحَجّاج الأعور، وخلْق.
وعنه: خ. د. ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يَعْلَى، والفِرْيابيّ، والحَسَن بن سُفْيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلْق آخرهم المَحَامِليّ.
قال أبو حاتم: صدوق. وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويُجِلّه [3] .
وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزّار يومٌ إلا وهو يعمل خيرًا. ولقد كُنَّا نختلف إلى فُلان، فكنّا نقعد نتذاكر إلى خروج الشّيخ، وابن البزّار قائم يصلّي [4] .
__________
[1] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «من أصحاب الحديث من أكثر الرحلة والمكتب والحفظ والمذاكرة» . (8/ 178) .
[2] انظر عن (الحسن بن الصبّاح) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 295 رقم 2522، والتاريخ الصغير، له 237، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 789 و 3/ 393، والجرح والتعديل 3/ 19 رقم 71، والثقات لابن حبّان 8/ 176، ومروج الذهب 3068، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 199، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 158 رقم 199، وتاريخ بغداد 7/ 330- 332 رقم 3845، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 53 رقم 316، وطبقات الحنابلة 1/ 133- 135 رقم 165، والمعجم المشتمل 99 رقم 250، وتهذيب الكمال 6/ 191- 195 رقم 1239، والعبر 1/ 453، والمغني في الضعفاء 1/ 161 رقم 1418، والكاشف 1/ 162 رقم 1045، وميزان الاعتدال 1/ 499، 500 رقم 1871، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 192- 195 رقم 69، ومرآة الجنان 2/ 155، والبداية والنهاية 11/ 4، والوافي بالوفيات 12/ 60 رقم 46، وتاريخ الخميس 2/ 379، وتهذيب التهذيب 2/ 289، 290 رقم 518، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 285، وهدي الساري 397، وطبقات الحفاظ 207، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، 79، وشذرات الذهب 2/ 119.
[3] الجرح والتعديل 3/ 19.
[4] تاريخ بغداد 7/ 331.

(18/229)


وقال أبو الْعَبَّاس السرّاجّ: سمعتُ الْحَسَن بْن الصّبّاح يقول: أدخِلتُ على المأمون ثلاث مرّات. رُفع إليه أول مرّةٍ أنّه يأمر بالمعروف، وكان المأمون يَنْهَى أن يأمر أحدٌ بمعروفٍ، فأخذتُ فأُدْخِلْتُ عليه، فقال لي: أنت الْحَسَن البزّار؟
قلت: نعم.
قال: وتأمر بالمعروف؟
قلت: لا، ولكني أنْهَى عن المُنْكر.
قال: فرفعني على ظهر رَجُل، وضربني خمس دِرَر، وخلّى سبيلي.
وأُدْخِلتُ عليه المرّة الثانية، رُفِع إليه أنّي أشتم عليّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأُدْخِلْتُ، فقال: تشتم عليّا؟
فقلت: صلّى اللَّه على مولاي وسيّدي عليّ، يا أمير المؤمنين أَنَا لا أشتم يزيد لأنّه ابن عمّك، فكيف أشتم مولاي وسيّدي؟! قال: خلّوا سبيله.
وذهبتُ مرّةً إلى أرض الروم إلى بَذَنْدون، فدُفِعْتُ إلى أَشْناس، فلمّا مات خلّى سبيلي [1] .
مات في ربيع الآخر سنة تسعٍ وأربعين [2] .
وعند ابن اللّتّي حديثٌ عالٍ من روايته موافقة للبخاريّ.
142- الحسن بن عثمان بن حمّاد [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 331.
[2] أرّخه محمد بن إسحاق السرّاج، وقال: من خيار الناس. (تاريخ بغداد 7/ 331) .
وفي تاريخ البخاري: مات في شهر ربيع الأول أو ربيع الآخر. وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[3] انظر عن (الحسن بن عثمان الزيادي) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 213، 312، وتاريخ الطبري 8/ 579، 609، 637، 642، 645 و 9/ 123، 200، 208، والجرح والتعديل 3/ 25 رقم 106، وتاريخ بغداد 7/ 356- 361 رقم 3877، والأنساب لابن السمعاني 6/ 336، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 194- 196، ومروج الذهب 8، والفهرست لابن النديم 160، ومعجم الأدباء 7/ 18- 24، واللباب لابن الأثير 2/ 84، وسير أعلام النبلاء 11/ 496- 498 رقم 134، والعبر 1/ 437، والبداية والنهاية 10/ 344، ومرآة الجنان 2/ 134، 135، والوافي بالوفيات 12/ 98، 99 رقم 85، وشذرات

(18/230)


أبو حسان الزّياديّ البغداديّ القاضي.
ولى قضاء الشّرقيّة في إمرة المتوكّل. وكان رئيسا محتشما جوادا.
سمع: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وشُعَيب بن صَفْوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقديّ، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وإسحاق الحربيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وسليمان بن داود الطُّوسيّ، وغيرهم.
قال سُلَيْمَان الطوسي: سمعتُ أَبَا حسّان يقول: أَنَا أعمل فِي التّاريخ من ستّين سنة [1] .
وسُئل أحمد بْن حنبل، عن أبي حسّان فقال: كان مع ابن أبي دُؤاد، وكان من خاصّته، ولا أعرف رأيه اليوم [2] .
وعن إسحاق الحربيّ قال: حدَّثني أبو حسّان الزّياديّ أنّه رَأَى ربّ العِزّة فِي النّوم فقال: رأيتُ نورا عظيما لا أُحْسِن أصِفَه. ورأيتُ شخصًا خُيِّل إليِّ أنّه النّبي صلى اللَّه عليه وسلَّم وكأنّه يشفع إلى ربّه فِي رجلٍ من أمَّتِهِ، وسمعتُ قائلا يقول: ألم يكفك أنّي أنزلت عليك في سورة الرَّعْد وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ 13: 6 [3] . ثُمَّ انتبهت [4] .
قلت: والزّيادي نَسَبه إلى أحد أجداده، لكونه تزوّج من أمّ ولد لزياد بْن أَبِيهِ.
قال الخطيب [5] : كان أبو حسّان أحد العلماء الأفاضل الثّقات. ولي قضاء الشرقّية، وكان كريما مفضالا.
__________
[ () ] الذهب 2/ 100، والجواهر المضيّة 1/ 197.
[1] تاريخ بغداد 7/ 357.
[2] تاريخ بغداد 7/ 357.
[3] سورة الرعد، الآية 6.
[4] تاريخ بغداد 7/ 357، 358.
[5] في تاريخ بغداد 7/ 356.

(18/231)


قال يوسف بْن البُهْلُول الأزرق: حَدَّثَنِي يعقوب بْن شَيْبة قال: أَظَلَّ العيدُ رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها، فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقةً، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصُّرَّة عنده إلا يسيرًا حَتَّى وردت عليه رُقْعة مِن بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة فِي هذا العيد، فوجّه إليه بالصُّرّة بعينها.
فبقى الأوّل لا شيء عنده، فاَتفَقَ أنّه كتب إلى الثّالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصُّرّة بخَتْمها، فَعَرَفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه؟ فأخبره الخبر.
فركِب إلى الَّذِي أرسلها، وشرحوا القصّة، ثُمَّ فتحوها واقتسموها. قال ابن البُهْلُول: الثلاثة: يعقوب بْن شَيْبة، وأبو حسّان الزّياديّ، وآخر نَسَبه الراوي [1] . إسنادها صحيح.
تُوُفّي أبو حسّان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان مِن كبار أصحاب الواقديّ، وعاش تسعا وثمانين سنة [2] .
143- الحَسَن بن عليّ بن الْجَعْد بن عُبَيْد الجوهريّ [3] .
قاضي مدينة [المنصور] [4] .
كان سَرِيّا محتشما، ذا مُروءة. ولي القضاء فِي حياة أبيه سنة ثمانٍ وعشرين.
سُئِل الإمام أحمد عنه فقال: بَلَغَني أنّه رجع عن التَّجهُّم.
قال طلحة بن محمد الشّاهد: تُوُفّي هو وأبو حسّان الزياديّ في وقتٍ واحد، وكلُّ واحد منهما، قاضٍ، أحدهما على المدينة، والآخر على الشّرقيّة في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 196.
[2] تاريخ بغداد 7/ 361، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 196.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن الجعد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 283، 284، 292، وتاريخ الطبري 9/ 208، وتاريخ بغداد 7/ 364 رقم 3883، والكامل في التاريخ 7/ 82، ووفيات الأعيان 4/ 413، والبداية والنهاية 10/ 343.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تاريخ بغداد 7/ 364.

(18/232)


وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
سُرَّ بالكرْخ والمدينة قومٌ ... مات فِي جُمعةٍ لهم قاضيان
لَهْفَ نفْسي على الزّيادي منهم ... ثُمَّ لهفي على فَتَى الفِتْيانِ [1]
144- الحَسَن بن عليّ بن محمد الهذليّ الحلوانيّ الخلّال الرّيحانيّ [2]- ع. سوى ن. - أبو محمد الحافظ نزيل مكّة.
عن: وَكِيع، وأبي معاوية، ومُعّاذ بن هشام، وأزهر السّمّان، وأبي أسامة، وزيد بن الحُباب، وعبد الرّزّاق، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق.
ولم يلحق ابن عُيَيْنَة.
وعنه: ع. إلا النَّسائيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاريّ، ومُطَيَّن، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، ومحمد بن المجدَّر، ويحيى بن الحَسَن النّسّابة العَلَويّ، وآخرون.
قال يعقوب بن شيبة: كان ثبتا ثقة متقنا [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (الحسن بن علي الهذلي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعارف لابن قتيبة 456، والمعرفة والتاريخ للفوسي 1/ 552، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 89، والجرح والتعديل 3/ 21 رقم 86، والثقات لابن حبّان 8/ 176، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 159، 160 رقم 202، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 197، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 130، 131 رقم 244، وتاريخ بغداد 7/ 365، 366 رقم 3884، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 81 رقم 306، والأنساب لابن السمعاني 4/ 191، 192، والمعجم المشتمل لابن عساكر 100 رقم 255، ووفيات الأعيان 2/ 473، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 259- 263 رقم 1250، والعبر 1/ 437، وتذكرة الحفّاظ 2/ 522، 523، وسير أعلام النبلاء 11/ 398- 400 رقم 87، والكاشف 1/ 164 رقم 1056، ودول الإسلام 1/ 147، والوافي بالوفيات رقم 142، 12/ 166، والعقد الثمين 4/ 165، وتهذيب التهذيب 2/ 302- 304 رقم 530، وتقريب التهذيب 1/ 168 رقم 296، وطبقات الحفاظ 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 79، وشذرات الذهب 2/ 100.
[3] تاريخ بغداد 7/ 366.

(18/233)


وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يَستعمل علمَه [1] .
تُوُفّي الحُلْوانيّ في ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين [2] .
قال إبراهيم بْن أورمة الحافظ: بقي اليوم فِي الدّنيا ثلاثة: محمد بْن يحيى بخُراسان، وابن الفُرات بإصبهان، والحَسَن بْن عليّ الحُلوانيّ بمكّة [3] .
145- الْحَسَنُ بن قَزَعَة بن عُبَيْد [4]- د. ن. ق. - مولى بني هاشم، أبو عليّ، ويقال أبو محمد البصْريّ الحلقانيّ.
عن: معتمر بن سليمان، وفُضَيْل بن عِياض، وعبّاد بن عبّاد، وفُضَيْل بن سليمان، ومَسَلَمَة بن علْقمة، وخالد بن الحارث، وحُصَيْن بن نُمَيْر.
وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 366.
[2] التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعجم المشتمل 100، وفي ثقات ابن حبّان مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سألت أبي عن الحسن بن الخلّال الّذي يقال له الحلواني.
قال: ما أعرفه بطلب الحديث، وما رأيته يطلب الحديث. قلت: إنه يذكر أنه كان ملازما ليزيد بن هارون. قال: ما أعرفه إلّا أنه جاءني إلى هنا يسلّم عليّ، ولم يحمده أبي. ثم قال:
يبلغني عنه أشياء أكرهها، ولم أره يستخفّه. وقال أبي مرة أخرى- وذكره- أهل الثغر عنه غير راضين، أو كلاما هذا معناه.
وقال أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي: بلغني أن الحلواني الحسن بن علي قال: إني لا أكفّر من وقف في القرآن، فتركوا علمه. قال أبو سليمان: سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلواني، قال: يرمى في الحشّ، ثم قال أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.
وقال محمد بن أحمد بن يعقوب: حدّثنا جدّي قال: الحسن بن علي الحلواني صاحب حديث، متقن ثقة.
وقال النسائي: ثقة. (تاريخ بغداد 7/ 365 و 366) .
[4] انظر عن (الحسن بن قزعة) في:
الجرح والتعديل 3/ 34 رقم 139، والثقات لابن حبّان 8/ 176، والمعجم المشتمل لابن عساكر 101 رقم 261، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 303- 305 رقم 1266، والكاشف 1/ 165 رقم 1067، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 915، وتهذيب التهذيب 2/ 316 رقم 548، وتقريب التهذيب 1/ 170 رقم 311، وخلاصة تذهيب التهذيب 80.

(18/234)


قال أبو حاتم [1] : صدوق.
ووثقه ابن حبان [2] .
توفي قريبا من سنة خمسين [3] .
146- الحسن بن مدرك [4]- خ. ن. ق. - أبو عليّ البصريّ الطّحان الحافظ.
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ، ويحيى بن حمّاد.
وعنه: خ. ن. ق. وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.
ومات كَهْلا [5] .
147- الحَسَن بن يحيى بن كثير العنَبريّ [6] .
عن: عبد الرّزّاق، ومحمد بن كثير المصّيصيّ، ووالده.
وعنه: ن. في «النّبل» [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 34.
[2] بذكره في ثقاته.
[3] وقال النسائي: لا بأس به، وفي موضع آخر قال: صالح. (المعجم المشتمل 101) .
[4] انظر عن (الحسن بن مدرك) في:
الجرح والتعديل 3/ 38، 39 رقم 165، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 198، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 165 رقم 210، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 84 رقم 322، والمعجم المشتمل لابن عساكر 102 رقم 264، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 323، وميزان الاعتدال 1/ 522 رقم 1949، والمغني في الضعفاء 1/ 167 رقم 1483، والكاشف 1/ 166 رقم 1073، وتهذيب التهذيب 2/ 321، 322 رقم 557، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 320، وهدي الساري 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[5] سئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: كتبنا عنه. وسئل أبو حاتم الرازيّ عنه، فقال: شيخ. (الجرح والتعديل 3/ 38، 39) .
وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 102) .
[6] انظر عن (الحسن بن يحيى العنبري) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 103 رقم 266، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 336 رقم 1280، وميزان الاعتدال 1/ 525، 526 رقم 1959، والمغني في الضعفاء 1/ 168 رقم 1492، وتهذيب التهذيب 2/ 325 رقم 564، وتقريب التهذيب 1/ 172 رقم 326، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[7] قال ابن عساكر في: المعجم المشتمل على شيوخ الأئمة النبل: روى عنه ن. لا شيء، مصّيصيّ

(18/235)


وأمّا المِزّيّ فقال [1] : لم أقف على روايته عنه.
وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي دَاوُد.
148- الحَسَن بن يحيى بن هشام الرّزّيّ البصريّ [2]- د. - أبو عليّ.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، والخُرَيْبيّ، ويحيى بن حمّاد، وَيَعْلَى بن عُمَيْر، وبِشْر بن عُمَر الزّهْرانيّ، وطائفة.
وعنه: د.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الروماني، وطائفة.
وكان ثقة حافظا.
149- الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد [3] .
أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي.
سمع: ( ... ) [4] ، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة.
وعنه: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل.
توفي سنة أربع وأربعين.
150- الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة [5]- ع. إلا ق. -
__________
[ () ] خفيف الدماغ. (103 رقم 266) .
[1] في: تهذيب الكمال 6/ 336.
[2] انظر عن (الحسن بن يحيى الرزّي) في:
الكاشف 1/ 167 رقم 1079، وتهذيب التهذيب 2/ 325 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 172 رقم 327، وخلاصة تذهيب التهذيب 81.
[3] انظر عن (الحسين بن بشر) في:
الجرح والتعديل 3/ 48 رقم 212.
[4] في الأصل بياض، ولم أتبيّن الاسم.
[5] انظر عن (الحسين بن حريث) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 393 رقم 2891، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، والجرح

(18/236)


أبو عمّار المَرْوَزِيّ، مولى عِمران بن حُصَين الخُزاعيّ. كذا نَسَبَه جماعة [1] .
وقال ابن حِبّان [2] : الْحُسَيْن بْن حرَيْث مَوْلَى الحَسَنِ بْن ثابت بْن قُطْبة، مَوْلَى عِمْرَانَ بْن حُصَيْن.
سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السِّينانيّ، وفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أبي خازم، والدَّرَاوَرْدِيّ، وطائفة.
وعنه: ع. إلّا ابن ماجة، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيه، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
وثقة النَّسائيّ [3] .
قال أبو بَكْر بْن خزيمة: رَأَيْته فِي المنام بعد وفاته عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ 43: 80 [4] فأجابه مجيبٌ من موضع القبر: حقّا قلت يا زينَ أركان الْجِنان [5] .
تُوُفّي بقَرمِيسين منصرِفا من الحجّ سنة أربع وأربعين [6] .
__________
[ () ] والتعديل 3/ 50، 51 رقم 225، والثقات لابن حبّان 8/ 187، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 174 رقم 221، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 136 رقم 261: وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 211، وتاريخ بغداد 8/ 36، 37 رقم 4088، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 87 رقم 337، ومعجم البلدان 1/ 889، والمعجم المشتمل 104 رقم 272، وتهذيب الكمال 6/ 358- 361 رقم 1303، والعبر 1/ 442، وسير أعلام النبلاء 11/ 400، 401 رقم 88، والكاشف 1/ 169 رقم 2090 والوافي بالوفيات 12/ 350 رقم 327، وتهذيب التهذيب 2/ 333، 334 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 353، والنجوم الزاهرة 2/ چ 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 82، وشذرات الذهب 2/ 105.
[1] وهكذا عن الخطيب في: تاريخ بغداد 8/ 36.
[2] في ثقاته 8/ 187.
[3] تاريخ بغداد 8/ 37، المعجم المشتمل 104.
[4] سورة الزخرف، الآية 80.
[5] تاريخ بغداد 7/ 37.
[6] الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.

(18/237)


151- الحسين بن الحسن بن حرب [1]- ت. ق. - أبو عبد الله السّلميّ المروزيّ، صاحب ابن المبارك.
جاور بمكّة.
وروى عن: ابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السِّينانيّ، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة.
وعنه: ت. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وداود الظّاهريّ، وعمر [2] بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس، وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
قَالَ أَبُو حاتم [3] : صدوق.
وقال ابْن حِبّان [4] : مات سنة ست وأربعين.
152- الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان [5]- ت. ق. - عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، ويوسف بن يعقوب السّدوسيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحسن السلمي) في:
العلل لأحمد 1/ 289، والمعرفة والتاريخ 1/ 631، 716، 722، 724، 726 و 2/ 172 و 3/ 132، 176، 369، 370، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، والجرح والتعديل 3/ 49 رقم 219، والثقات لابن حبّان 8/ 190، وتاريخ جرجان للسهمي 73، 523، 533، 542، والمعجم المشتمل لابن عساكر 105 رقم 273، ومعجم البلدان 2/ 638، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 361- 363 رقم 1304، والعبر 1/ 446، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 917، وسير أعلام النبلاء 12/ 190، 191 رقم 67، والعقد الثمين 4/ 189، 190، وتهذيب التهذيب 2/ 334 رقم 593، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 353، وخلاصة تذهيب التهذيب 82، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 168، 169.
[2] في الأصل: «عمرو» وهو وهم.
[3] الجرح والتعديل 3/ 49.
[4] في: الثقات 8/ 190: مات قبل الخمسين في سنة ست وأربعين ومائتين، المعجم المشتمل 105 رقم 273.
[5] انظر عن (الحسين بن سلمة) في:
الجرح والتعديل 3/ 54 رقم 243، والمعجم المشتمل لابن عساكر 105 رقم 274، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 380، 381 رقم 1312، والكاشف 1/ 170 رقم 1097، وتهذيب التهذيب 2/ 340 رقم 603، وتقريب التهذيب 1/ 176 رقم 363، وخلاصة تذهيب التهذيب 83.

(18/238)


وعنه: ت. ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان الأهوازيّ، وابن أبي دؤاد، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.
قال الدارقطني [1] : ثقة [2] .
153- الحسين بن الضحاك [3] .
أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع.
أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة.
وكان ظريقا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر [4] .
ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره.
توفي سنة خمسين ومائتين، عن بضعٍ وتسعين سنة.
ومن شعره قوله:
إنَّ عطف الأديب فِي بلد الغُربة ... جودٌ على ذوي الآداب [5]
أَنَا فِي ذِمّة السّحاب وأظمأ ... إنّ هذا لوصمة في السّحاب [6]
__________
[1] تهذيب الكمال 6/ 381.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[3] انظر عن (الحسين بن الضحّاك) في:
مروج الذهب 2664، 2962، 2966، والأغاني 7/ 146- 226، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 268- 271، وتاريخ بغداد 8/ 54، 55 رقم 4120، والهفوات النادرة 15، 211، 359، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 300- 304، ومعجم الأدباء 10/ 2305، والكامل في التاريخ 7/ 135، 136، ووفيات الأعيان 1/ 83، 353، 476، 477 (و 2/ 162- 168 رقم 183) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 43، وتاريخ ابن الوردي 2/ 230، وسير أعلام النبلاء 12/ 191، 192 رقم 68، ومرآة الجنان 2/ 156، 157، والوافي بالوفيات 12/ 379- 383 رقم 360، والنجوم الزاهرة 2/ 233، وشذرات الذهب 2/ 123، 124، وعصر المأمون 3/ 265- 277، وديوان ابن الضحّاك بتحقيق: عبد الستار أحمد فراج.
[4] تاريخ بغداد 8/ 55.
[5] ورد البيت في الأغاني هكذا.
أين عطف الكرام في مأقط الحاجة ... يحمون حوزة الآداب
[6] البيتان من جملة أبيات في: الأغاني 7/ 167.

(18/239)


154- الحسين بن عبد الرحمن [1] .
أبو عبد الله الاحتياطيّ المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش. وطال عُمره، وتصدَّر للإقراء.
قرأ عليه: عليّ بن أحمد المكّيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكِلابيّ.
وطريقه فِي «المصباح» و «الكامل» .
كنّاه أبو أحمد الحاكم: أَبَا عليّ، وقال: سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب.
روى عنه: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخصيب، وغيرهم.
لم أر فيه جرحا [2] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 179، 180 باسم «الحسن» ، وفيه قال محقّقه بالحاشية (4) : «لم نظفر به» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 746، 747 وفيه: «الحسن بن عبد الرحمن بن عباد بن الهيثم بن الحسن بن عبد الرحمن الفزاري» ، وتاريخ بغداد 7/ 337 رقم 3851 وفيه «الحسن» و 8/ 57، 58 رقم 4128، والأنساب لابن السمعاني 1/ 140 وفيه: «الحسن بن عبد الرحمن» ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 204 رقم 829، وفيه: «الحسن» ، وكذا في:
اللباب لابن الأثير 1/ 30، وميزان الاعتدال 1/ 502 رقم 1880، وغاية النهاية 1/ 242 رقم 1105، ولسان الميزان 2/ 218 رقم 959 و 2/ 294، 295 رقم 1221.
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد جازف المؤلّف- رحمه الله- بقوله: «لم أر فيه جرحا» !، وقد ذكره ابن عديّ في الضعفاء وقال: يسرق الحديث منكر عن الثقات. ثنا عبد الله بن محمد بن نصر الرمليّ، ومحمد بن علي بن نعيم، وعلي بن إبراهيم بن الهيثم البلديان، ومحمد بن العباس الدمشقيّ، قالوا: ثنا الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مداراة الناس صدقة» . قال ابن عديّ: وهذا الحديث حديث المسيّب بن واضح، عن يوسف بن أسباط سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء.
وذكر ابن عديّ عدّة أحاديث مرسلة وضعيفة ولا أصل لها لصاحب الترجمة، ثم قال:
«وللحسن بن عبد الرحمن غير ما ذكرته، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق» . (الكامل 2/ 746 و 747) .
وذكره الخطيب مرتين في تاريخ بغداد، مرة باسم «الحسن» ونقل قول ابن عديّ: يسرق الحديث

(18/240)


وَقَدْ تَفَرَّدَ الْخَصِيبُ الْمَذْكُورُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَبِذِكْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
هذا غريب موقوف.
155- الحسين بن عليّ بن يزيد [1] .
أبو عليّ الكرابيسيّ البغداديّ الفقيه.
سمع: إسحاق الأزرق، ومَعْن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشّافعيّ وتفقَّهَ به، ويزيد بن هارون.
وعنه: عُبَيْد بن محمد بن خلف البزّاز، ومحمد بن عليّ فستقة.
__________
[ () ] منكر عن الثقات، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق» . وقال: روى عنه غير واحد فسمّاه «الحسين» . (7/ 337) ثم ذكره في المرة الثانية باسم «الحسين» (8/ 57) وفيه أن أبا بكر المرّوذي قال: سألت أبا عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- عن الاحتياطي، قلت: تعرفه؟ قال:
يقال له حسين أعرفه بالتخليط، وذكر أنه دخل مع إنسان في شيء من أمر السلطان. (8/ 58) .
وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» 1/ 204، ونقل قول ابن عديّ. وقال الأزدي:
منكر الحديث، ولو قلت: كذّاب، لجاز.
كما أنّ المؤلّف، نفسه- رحمه الله- ذكره في: ميزان الاعتدال (1/ 502) ونقل قول ابن عديّ، والأزدي، وابن الجوزي فيه، ثم قال: هو مقريء، وله مناكير.
[1] انظر عن (الحسين بن علي الكرابيسي) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 775- 777، وتاريخ بغداد 8/ 64- 67 رقم 4139، والفهرست لابن النديم 230، 231، وطبقات الفقهاء للشيرازي 102، والإنتقاء لابن عبد البرّ 106، والأنساب لابن السمعاني 10/ 371، 372، وأدب القاضي للماوردي 2/ 97، 327، 378، واللباب لابن الأثير 3/ 88، والكامل في التاريخ 7/ 92، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 142 رقم 186، ووفيات الأعيان 6/ 393، والمغني في الضعفاء 1/ 173 رقم 1552، وميزان الاعتدال 1/ 544 رقم 2032، ودول الإسلام 1/ 149، وسير أعلام النبلاء 12/ 79- 82 رقم 23، والعبر 1/ 450، 451، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 251- 256، والوافي بالوفيات 12/ 430، 431 رقم 386، والبداية والنهاية 11/ 2، ومرآة الجنان 2/ 155، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتهذيب التهذيب 2/ 359- 362 رقم 618، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 378، ولسان الميزان 2/ 303، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وطبقات الحفاظ 368، وخلاصة تذهيب التهذيب 84، وشذرات الذهب 2/ 117، وطبقات الشافعية للعبّادي 23، والمغني في ضبط أسماء الرجال 214.

(18/241)


وكان فقيها فصيحا ذكيّا صاحب تصَّانيف في الفِقْه والأصول تدلَّ على تبحُّره.
قال الخطيب أبو بَكْر [1] : حديث الكرابيسيّ يعزّ جدا. وذلك أن أحمد بْن حنبل كان يتكلم فِيهِ بسبب مسألة اللفظ. وكان هُوَ أيضًا يتكلم فِي أحمد، فتجنب الناس الأخذ عَنْهُ لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بْن مَعِين أنه يتكلم فِي أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب. ثُمَّ لعنه [2] .
قال أبو الطّيّب الماورديّ، فيما رَوَاهُ أبو بَكْر بْن شاذان، عن عبد الله بْن إسماعيل بْن برهان عَنْهُ، قال: جاء رَجُل إلى الْحُسَيْن الكرابيسيّ فقال: ما تقول فِي القرآن؟
قال: كلام اللَّه غير مخلوق.
قال الرجل: فما تقول فِي لفظي بالقرآن؟
قال حُسَيْنِ: لفظك به مخلوق.
فمضى الرجل إلى أحمد بْن حنبل فعرّفه ذلك، فأنكره وقال: هذه بدعة.
فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حُسَيْنِ: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق.
فرجع إلى أحمد فعرُّفه رجوع حُسَيْنِ وأنّه قال: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضًا وقال: هذا أيضًا بدعة.
فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله أيضًا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قُلْنَا مخلوق، قال: بدعة، وإنْ قُلْنَا: غير مخلوق، قال: بدعة؟ فبلغ ذلك أَبَا عبد الله، فغضب له أصحابُه، فتكلّموا فِي حُسَيْنِ الكرابيسيّ [3] .
وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أَبَا عبد الله، عن الكرابيسيّ، وما أظهر،
__________
[1] في تاريخ بغداد 8/ 64.
[2] إذ قيل له إن حسينا الكرابيسي يتكلّم في أحمد بن حنبل، فقال: ومن حسين الكرابيسي؟ لعنه الله، إنما يتكلّم الناس في أشكالهم، ينطل حسين ويرتفع أحمد، قال جعفر: ينطل يعني ينزل، وهو الدردي الّذي في أسفل الدّنّ. (تاريخ بغداد 8/ 64، 65) .
[3] تاريخ بغداد 8/ 65 وفيه زيادة: وكان ذلك سبب الكلام في حسين والغمز عليه بذلك.

(18/242)


فَكَلَح وجهه ثُمَّ أطرق، ثُمَّ قال: هذا قد أظهر رأي جَهْم. قال اللَّه تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله 9: 6 [1] فممّن يسمع؟
إنّما جاء بلاؤهم من هذه الكُتُب التي وضعوها. تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وأقبلوا على هذه الكتب [2] .
وقال ابن عديّ [3] : سمعت محمد بْن عبد الله الصَّيرفيّ الشّافعيّ يقول لهم، يعني التّلامذة: اعتبِروا بهذين: حُسَيْنِ الكرابيسيّ، وأبو ثور. فالحسين فِي علمه وحِفْظه، وأبو ثور لا يعشُرُه فِي علمه، فتكلَّم فِيهِ أحمد بْن حنبل فِي باب اللّفظ فسقط، وأثنى على أَبِي ثور، فارتفع للزومه السنة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
وقال أبو جَعْفَر محمد بْن الْحُسَيْن بْن هارون المَوْصِليّ: سَأَلت أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل. قلت: أَنَا رَجُل من أهلِ المَوْصلِ، والغالب على بلدنا الْجَهْميّة، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ «نُطْقي بالقرآن مخلوق» . فقال: إيّاك وهذا الكرابيسيّ، لا تكلِّمْهُ، ولا نكلِّمُ مَنْ يكلّمه.
قلتُ: وهذا القول وما يتشعّب منه يرجع إلى قول جَهْم؟
قال: هذا كلّه من قول جَهْم [4] .
156- الحسين بن عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفيّ [5]- د. -
__________
[1] سورة التوبة، الآية 6.
[2] تاريخ بغداد 8/ 66.
[3] في الكامل 2/ 776، 777.
[4] الكامل لابن عديّ 2/ 775.
وقال ابن عديّ: «والحسين الكرابيسي له كتب مصنّفة ذكر فيها اختلاف الناس من المسائل وكان حافظا لها، وذكر في كتبه أخبارا كثيرة ولم أجد منكرا غير ما ذكرت من الحديث، والّذي حمل أحمد بن حنبل عليه من أجل اللفظ في القرآن، فأما في الحديث فلم أر به بأسا» . (الكامل 2/ 776) .
[5] انظر عن (الحسين بن علي بن جعفر) في:

(18/243)


عن: جدَّه جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وداود بن الربيع.
وعنه: د.، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدَّوريّ الدقاق، وأحمد بن عمرو البزاز، وعبد الله بن أحمد بن سوادة.
وسمع منه النسائي [1] ، وما أظنه روى عنه شيئا [2] .
157- الحسين بن عليّ بن يزيد الصّدائيّ الأكفانيّ [3]- ت. - البغداديّ.
عن: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن نُمَيْر، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمْدانيّ، وعليّ بن عاصم، وجماعة.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنَّسائيّ في «اليوم واللّيلة» ، وعبد الله بن ناجية، وعَبْدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وكان عبدا صالحا نبيلا.
قال عبد الرحمن بن خِراش: عدل، ثقة [4] .
كان حجّاج بن الشاعر يمدحه يقول: هو من الأبدال [5] .
وقال البَغَويّ: مات في رمضان سنة ستّ [6] .
__________
[ () ] الجرح والتعديل 3/ 56 رقم 255، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 279، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 393- 395 رقم 1321، وميزان الاعتدال 1/ 544 رقم 2031، وتهذيب التهذيب 2/ 344، 345 رقم 613، وتقريب التهذيب 1/ 177 رقم 373.
[1] وقال: صالح. (المعجم المشتمل 106) .
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: لا أعرفه. (الجرح والتعديل 3/ 56) .
[3] انظر عن (الحسين بن علي الأكفاني) في:
تاريخ الطبري 1/ 23، 45، 55، 56، 63، والجرح والتعديل 3/ 56 رقم 254، والثقات لابن حبّان 8/ 188، وتاريخ بغداد 8/ 67، 68 رقم 4140، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 281، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 454- 456 رقم 1325، والكاشف 1/ 171 رقم 1107، وتهذيب التهذيب 2/ 359 رقم 617، وتقريب التهذيب 1/ 177 رقم 377، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
[4] تاريخ بغداد 8/ 67، 68.
[5] تاريخ بغداد 8/ 67.
[6] تاريخ بغداد 8/ 68، والمعجم المشتمل 106، ويقال مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. (الثقات

(18/244)


158- الحسين بن عيسى بن حمران [1]- خ. م. د. ن. - أبو عليّ الطّائيّ البسطاميّ الدّامغانيّ نزيل نَيْسابور.
سمع: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك، ومَعْن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: خ. م. د. ن.، وأحمد بن سَلَمَةَ، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر بن بجَيْر، وابن خُزَيْمَة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة.
قال أبو حاتم [2] : صدوق.
وقال الحاكم: كان من ثقات المحدِّثين ومن أئّمة أصحاب العربيّة [3] .
مات سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين [4] .
159- الحسين بن الفضل بن أبي حُدَيْرة الواسطيّ [5] .
حدّث بمصر عن: ضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وآخر من حدَّث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المراديّ.
وقال ابن يونس: تُوُفّي قبل الخمسين ومائتين.
160- الحسين بن المبارك الطّبرانيّ [6] .
__________
[ () ] لابن حبّان 8/ 188، وتاريخ بغداد 8/ 68، والمعجم المشتمل 106) .
[1] انظر عن (الحسين بن عيسى) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 393 رقم 2893، وتاريخه الصغير 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والجرح والتعديل 3/ 60 رقم 271، والثقات لابن حبّان 8/ 188، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 212، ورجال البخاري للكلاباذي 1/ 173، 174 رقم 220، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 137 رقم 263، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 87 رقم 336، والمعجم المشتمل لابن عساكر 106 رقم 282، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 460- 462 رقم 1328، والكاشف 1/ 172 رقم 1110، وتهذيب التهذيب 2/ 363 رقم 621، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 381، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
[2] الجرح والتعديل 3/ 60.
[3] ووثّقه النسائي. (المعجم المشتمل 106) .
[4] تاريخ البخاري 2/ 393، الثقات لابن حبّان 8/ 188.
[5] انظر عن (الحسين بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 3/ 63 رقم 285.
[6] انظر عن (الحسين بن المبارك) في:

(18/245)


عن: إسماعيل بن عيّاش، وبَقِيّة.
وعنه: عمر بن قنان المَنْبِجيّ.
روى له ابن عديّ حديثا موضوعا [1] وقال: البلاء من الحسين هذا [2] .
161- الحسين بن محمد بن أيّوب [3]- ت. ن. - أبو عليّ السّعديّ البصريّ الذّارع.
عن: ابن عُلَيَّة، وخالد بن الحارث، وحُصَين بن نُمَيْر، وعَثَّام بن عليّ، وفُضَيْل بن سليمان النُمَيْريّ، ويزيد بن زُرْيع.
وعنه: ت. ن.، وحرب الكرْمانيّ، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.
وقال أبو حاتم [4] : صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.
162- الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الحريري [5]- ت. -
__________
[ () ] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 774، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217 رقم 908، وميزان الاعتدال 1/ 548 رقم 2056، ولسان الميزان 2/ 313 رقم 1283.
[1] في الكامل 2/ 774.
[2] وقال ابن عديّ: حدّث بأسانيد متون منكرة عن أهل الشام ... والحسين بن المبارك لا أعرف له من الحديث غير ما ذكرته، ولعلّ إن كان له غيره فيكون شيئا يسيرا وأحاديثه مناكير.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد بن أيوب) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 18، 175، والجرح والتعديل 3/ 64 رقم 291، والثقات لابن حبّان 8/ 190، وتاريخ بغداد 8/ 90، والمعجم المشتمل لابن عساكر، رقم 285، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 469- 471 رقم 1332، والكاشف 1/ 172 رقم 1114، وتهذيب التهذيب 2/ 366 رقم 626، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 386، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
[4] الجرح والتعديل 3/ 64.
[5] انظر عن (الحسين بن محمد الحريري) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 102 رقم 263 وفيه: «الحسن» ، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 475 رقم 1335، والكاشف 1/ 172 رقم 1116، وتهذيب التهذيب 2/ 368 رقم 629، وتقريب التهذيب 1/ 179 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 84.
وهو «الحريري» بالحاء المهملة، ويقال: «الجريريّ» بالجيم، كما في: تهذيب التهذيب، والخلاصة للخزرجي، وهو يقول: الجريريّ، من ولد جرير البجلي. (84) ، والله أعلم بالصحيح.

(18/246)


عن: عبد الرّزّاق، وجعفر بن عَوْن، وإبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن عليّ الأبّار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن طرخان البلخيان.
163- الحسين بن معاذ البصريّ [1]- د. - عن: سلّام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عديّ.
وعنه: د.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين [2] بن سُفْيان، وعبد الله بن ناجية.
قال د.: كان ثَبْتًا فِي عبد الأعلى.
__________
[ () ] وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر الترجمة: الضعفاء لابن الجوزي، وميزان الاعتدال، للمؤلّف، وذلك في تحقيقه لتهذيب الكمال 6/ 475 الحاشية (1) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد ناقض صديقنا الدكتور بشّار نفسه حين ذكر «ميزان الاعتدال» وغيره بين المصادر، ثم نفى ذلك في الحاشية (3) من الصفحة نفسها والتي بعدها. فقد قال ما نصّه:
«قال مغلطاي- وتابعه ابن حجر-: «قال الحافظ أبو بكر بن ثابت هو مجهول، كذا ألفيته في كتاب أبي إسحاق الصريفيني» (إكمال 1/ الورقة 262، وتهذيب 2/ 368) ، قال بشار: كيف يكون مجهولا وقد روى عنه أربعة من المعروفين، منهم الترمذي؟ فلعلّ الخطيب أراد شخصا آخر، وإلّا فهذا معروف. وقال مغلطاي أيضا: «وزعم بعض المتأخّرين من المصنّفين أن حديثه باطل» . قال بشار: هكذا قال وهو يريد بقوله الإمام الذهبي في الميزان، وهذه طريقته المعروفة في ذكره الذهبي لبغضه إيّاه، على أن الّذي ذكره الذهبي في الميزان (1/ الترجمة 2046) :
«الحسين بن محمد البلخي. عن الفضل بن موسى السيناني، لا يعرف، والخبر باطل» ، فهذا لا يقتضي أن الذهبي قصد شيخ الترمذي، بدلالة عدم ذكر المزّي روايته عن الفضل بن موسى البستاني (كذا) ، وعندي أن الذهبي لم يذكره أصلا في الميزان. (انتهى) .
وأقول: وقع في «تهذيب الكمال» 6/ 476 بالحاشية: «البستاني» وهو من أغاليط الطباعة، والصحيح «السيناني» ، وكذا وقع في: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 217 رقم 911 «الفضل بن موسى الشيبانيّ» ، والصحيح «السيناني» ، فليصحّح.
[1] انظر عن (الحسين بن معاذ) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 187، والمعجم المشتمل 107، 287، وتهذيب الكمال 6/ 480 رقم 1338، والمشتبه في أسماء الرجال 8/ 268، وميزان الاعتدال 1/ 548 رقم 2058، والكاشف 1/ 173 رقم 1119، وتهذيب التهذيب 2/ 370 رقم 632، وتقريب التهذيب 1/ 179 رقم 392، وخلاصة تذهيب التهذيب 85.
[2] في الثقات 8/ 187: «الحسن» .

(18/247)


164- الحسين بن عديّ الأيليّ [1]- ت. ق. - أبو سعيد البصريّ.
عن: عبد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بن موسى، والفِرْيابيّ، وغيرهم.
وعنه: ت. ق.، وأحمد البزّار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي.
قال أبو حاتم: صدوق [2] .
توفي سنة سبع وأربعين.
165- الحسين بن يزيد الكوفي الطحان [3]- د. ت. - عن: عبد السّلام بن حرب، والمطَّلِب بن زياد، وحفص بن غِياث، وابن فُضَيْل، وجماعة.
وعنه: د. ت.، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبو يعلى، وآخرون.
قال أبو حاتم: لين الحديث [4] .
وذكره ابن حبان في «الثقات» [5] .
مات في رمضان سنة أربعٍ وأربعين [6] .
وقال ابن أبي حاتم [7] : ثنا عنه مسلم بن الحجّاج [8] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عديّ) في:
الجرح والتعديل 3/ 62 رقم 281.
[2] في الجرح والتعديل: مجهول. وليس فيه قوله: صدوق.
[3] انظر عن (الحسين بن يزيد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 156، 157، والجرح والتعديل 3/ 67 رقم 304، والثقات لابن حبّان 8/ 188، والمعجم المشتمل لابن عساكر 108 رقم 291، ومعجم البلدان 2/ 107، وتهذيب الكمال للمزّي 6/ 501، 502 رقم 1349، وميزان الاعتدال 1/ 550 رقم 2066، والكاشف 1/ 174 رقم 1125، وتهذيب التهذيب 2/ 376 رقم 645، وتقريب التهذيب 1/ 181 رقم 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 85.
[4] الجرح والتعديل 3/ 67.
[5] ج 8/ 188.
[6] المعجم المشتمل 108.
[7] في الجرح والتعديل 3/ 67.
[8] ووصفه ابن عساكر بالرجل الصالح. (المعجم المشتمل) .

(18/248)


166- حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال صهبان [1]- ق. - الإمام أبو عمر الدّوريّ الأزديّ المقرئ الضّرير نزيل سامرّاء، وشيخ المقرءين بالعراق.
سمع: إسماعيل بن جعفر المدنيّ، وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الكِسائيّ بحَرْفه، وعلى يحيى اليزيديّ بحرف أبي عَمْرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة.
ويقال: إنّه جمع القراءات وصنَّفها.
وروى عن: أبي إسماعيل المؤدّب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عيّاش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السّدّيّ.
وروى عن: أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الْجَهْضَميّ، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء ونْشر العِلم.
قرأ عليه: أبو الزّعراء بن عَبْدُوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن فَرح [2] ، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغذيّ، والحسن بن عليّ بن بشّار العلّاف
__________
[1] انظر عن (حفص بن عمر الدوري) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 364، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 41، والجرح والتعديل 3/ 183، 184 رقم 792، والثقات لابن حبّان 8/ 200 وفيه: «صهبان» بدل: «صهيب» ، والفهرست لابن النديم 287، والسابق واللاحق للخطيب 322، وتاريخ بغداد 8/ 203، والأنساب لابن السمعاني 5/ 356، والمعجم المشتمل لابن عساكر 108، 109 رقم 293، واللباب لابن الأثير 1/ 512، 513، ومعجم الأدباء 4/ 118، وتهذيب الكمال للمزّي 7/ 34- 37 رقم 1401، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1638، وميزان الاعتدال 1/ 566 رقم 2154، ومعرفة القراء الكبار 1/ 191، 192 رقم 87، وسير أعلام النبلاء 11/ 541- 543 رقم 159، والكاشف 1/ 179 رقم 1164، وتذكرة الحفاظ 1/ 406، ودول الإسلام 1/ 148، والعبر 1/ 446، وغاية النهاية 1/ 255- 257 رقم 1159، والوافي بالوفيات 13/ 102 رقم 106، ونكت الهميان 146، والوفيات لابن قنفذ 179 رقم 246، وتاريخ الخميس 2/ 378، وتهذيب التهذيب 2/ 408 رقم 714، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 454، والنجوم الزاهرة 2/ 323، والنشر في القراءات العشر 1/ 134، ومفتاح السعادة 2/ 33، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 162، 163، وخلاصة تذهيب التهذيب 87، وشذرات الذهب 2/ 111، والأعلام 2/ 264، ومعجم المؤلّفين 4/ 69.
[2] فرح: بالحاء المهملة. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 502) .

(18/249)


صاحب «مرثيّة الهرّ» ، والقاسم بن زكريّا المطرّز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضّرير، وعليّ بن سُلَيْم، وجعفر بن محمد بن أسد النَّصِيبيّ، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن مسعود السّرّاج، وبكر السّراويليّ، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وابن النّفّاح الباهليّ نزيل مَصْر، ومحمد بن حمدون القطيعيّ، والحَسَن بن عبد الوهّاب، وأبو حامد محمد، والحَسَن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن حرب المعدِّل، وغيرهم.
وعنه: ق.، وحاجب بن أركين الفَرغانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن حامد خال ولد البُسْتيّ، وآخرون.
وصدقه أبو حاتم [1] .
قال أبو دَاوُد: رَأَيْت أحمد بْن حنبل يكتب عن أبي عُمَر الدُّوريّ [2] .
وقال أحمد بْن فرح: سألتُ أَبَا عُمَر الدُّوريّ: ما تقول في القرآن؟
قال: كلام الله غير مخلوق [3] .
وقال محمد بْن محمد بْن بدر الباهليّ: ثنا أبو عُمَر الدُّوريّ قال: قرأتُ على إسماعيل بْن جَعْفَر بقراءة أهل المدينة فِيهِ، وأدركت قراءة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لَرَحَلْت إليه [4] .
قال أبو عليّ الأهوازي: رحل أبو عُمَر الدُّوريّ فِي طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السّبعة وبالشّواذّ. وسمع من ذلك شيئًا كثيرًا. وصنف كتابًا فِي القراءات. وهو ثقة فِي جميع ما يرويه. وعاش دهرًا، وذهبَ بصره فِي آخر عمره، وكان ذا دِين [5] .
قال أبو عليّ الصّوّاف، وأبو القاسم البَغَويّ، وسعيد بن عبد الرّحيم
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 183.
[2] تاريخ بغداد 8/ 203.
[3] تاريخ بغداد 8/ 203.
[4] سير أعلام النبلاء 11/ 543.
[5] السير 11/ 543.

(18/250)


المؤدّب الضّرير، وغيرهم: مات سنة ستٍّ وأربعين. زاد بعضهم: في شوّال [1] .
وقال حاجب بْن أركين: سنة ثمانٍ [2] . فَوَهِم، وهو منسوبٌ إلى الدُّور، مَحَلَّه معروفة بالجانب الشّرقيّ من بغداد.
مات فِي عَشْر المائة.
قال الحاكم: قال الدّار الدَّارّقُطْنِيّ: وأبو عُمَر الدُّوريّ أيضًا يقال له الضّرير، وهو ضعيف [3] .
167- حفص بن عمر [4]- ن. - أبو عمر المهرقانيّ الرّازيّ.
عن: يحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وعبد الرّزّاق، وطائفة.
وعنه: ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعليّ بن سعيد الرّازيّون، وطائفة من أهل تلك النّاحية.
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 203، 204، المعجم المشتمل 108، 109.
[2] الثقات لابن حبّان.
[3] وقال ابن سعد: «كان عالما بالقرآن وتفسيره» . (الطبقات الكبرى 7/ 364) .
وقال سليمان بن الأشعث: رَأَيْت أحمد بْن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري. (تاريخ بغداد 8/ 203) .
وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على قول الدار الدّارقطنيّ بأنه ضعيف، فقال: «وقول الدار الدّارقطنيّ:
ضعيف، يريد في ضبط الآثار. أما في القراءات، فثبت إمام. وكذلك جماعة من القرّاء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع، والكسائي، وحفص، فإنّهم نهضوا بأعباء الحروف وحرّروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أنّ طائفة من الحفّاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة.
وكذا شأن كل من برّز في فنّ، ولم يعتن بما عداه» . (سير أعلام النبلاء 11/ 543) .
[4] انظر عن (حفص بن عمر المهرقاني) في:
الجرح والتعديل 3/ 184 رقم 793، والثقات لابن حبّان 8/ 201، والأنساب لابن السمعاني 11/ 537، والمعجم المشتمل لابن عساكر 109 رقم 295، واللباب لابن الأثير 3/ 274، وتهذيب الكمال للمزّي 7/ 33، 34 رقم 1400، وميزان الاعتدال 1/ 565 رقم 2148، والكاشف 1/ 179 رقم 1163، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 453، وخلاصة تذهيب التهذيب 87.

(18/251)


وقال أبو زرعة [1] ، وأبو حاتم [2] : صدوق [3] .
168- حماد بن إسماعيل بن عليّة [4]- م. ن. - الأسديّ البصريّ أخو إبراهيم، ومحمد.
سمع: أباه.
وعنه: م. ن.، ومحمد بن عَبْدُوس بن كامل، وغيرهم.
وثّقه ن [5] .
ومات سنة أربعٍ وأربعين.
169- حُمَيْدُ بن مَسْعَدَة [6]- ع. إلّا خ. - أبو عليّ الباهليّ البصريّ.
عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التّنّوريّ، وطائفة.
__________
[1] في الجرح والتعديل 3/ 184: «صدوق ما علمته إلّا صدوقا» .
[2] الجرح والتعديل 3/ 184.
[3] وذكره ابن حبّان في «الثقات» 8/ 201 وقال: «حسن الحديث، يغرب» .
[4] انظر عن (حمّاد بن إسماعيل) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 182، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 90 و 3/ 9، 15، والثقات لابن حبّان 8/ 207، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 159 رقم 317، وتاريخ بغداد 8/ 157 رقم 4258، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 104 رقم 403، والمعجم المشتمل 110 رقم 300، وتهذيب الكمال 7/ 224، 225 رقم 1472، والكاشف 1/ 187 رقم 1222، وتهذيب التهذيب 31/ 4 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 195 رقم 530، وخلاصة تذهيب التهذيب 91.
[5] تاريخ بغداد 8/ 157.
[6] انظر عن (حميد بن مسعدة) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، وعمل اليوم والليلة للنسائي 285 رقم 228، ورقم 537، والمراسيل لأبي داود، رقم 81، والجرح والتعديل 3/ 229 رقم 1007، والثقات لابن حبّان 8/ 197، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 163 رقم 325، وأدب القاضي للماوردي 1/ 246، وتاريخ جرجان للسهمي 399، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 196- 199 رقم 149، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 291، والمعجم المشتمل لابن عساكر 112 رقم 307، ومعجم البلدان 1/ 546، 629، ووفيات الأعيان 2/ 108، وتهذيب الكمال للمزّي 7/ 395- 397 رقم 1538، والعبر 1/ 443، والكاشف 1/ 193 رقم 1266، والمعين في طبقات المحدّثين 84 رقم 919، والوافي بالوفيات 13/ 197 رقم 227، وتهذيب التهذيب 3/ 49 رقم 783 وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 611، والنجوم الزاهرة 2/ 319، وشذرات الذهب 2/ 105.

(18/252)


وعنه: ع. سوى البخاريّ، وأبو زُرْعة، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن بن محمد بن دَكّه، والأصبهانّيون، فإنّه وَفَدَ عليهم، وكان صدوقا مكثِرا [1] .
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين أيضا [2] . وهو مِن كبار شيوخ محمد بن جرير.
170- حُمَيْد بن هشام بن حُمَيْد بن خليفة القِبْليّ المصْريّ.
عُمّر دهرا، وروى عن: اللَّيث، وابن لَهِيعة.
وتوفي سنة سبع وأربعين في شوال.
روى عنه: ابنه محمد.
وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا.
وكان يقال إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.
__________
[1] قال أبو الشيخ: كاتب القاضي قدم أصبهان، وكان كاتبا لابن أبي الشوارب. (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 196) .
وقال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل 3/ 229) .
[2] التاريخ الصغير، الثقات لابن حبّان، ذكر أخبار أصبهان، طبقات المحدّثين بأصبهان، المعجم المشتمل.

(18/253)


- حرف الخاء-
171- خالد بن عبد السلام بن خالد [1] .
أبو يحيى المصري.
جالس الليث بن سعد. وسمع: رِشْدِين بن سعد، وابن وهْب، والفضل بن المختار.
روى عنه: الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
وتُوُفّي في المحرَّم سنة أربع وأربعين ومائتين.
172- خالد بن عقبة بن خالد [2]- ن. - أبو عقبة السّكونيّ الكوفيّ.
سمع: أباه، والحسين الْجُعْفيّ، وأبا أُسامة.
وعنه: ن.، ومُطَيَّن، وأبو العبّاس السّرّاج، وغيرهم.
وثّقة ابن حبّان [3] .
__________
[1] انظر عن (خالد بن عبد السلام) في:
الجرح والتعديل 3/ 342 رقم 1545.
[2] انظر عن (خالد بن عقبة) في:
الجرح والتعديل 3/ 345 رقم 1555، والثقات لابن حبّان 8/ 226، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 115، والمعجم المشتمل لابن عساكر 113 رقم 313، وتهذيب الكمال للمزّي 8/ 133 رقم 1636، والتبيين لابن قدامة 133، والكاشف 1/ 206 رقم 1351، وتهذيب التهذيب 3/ 107، 108 رقم 201، وتقريب التهذيب 1/ 216 رقم 58، وخلاصة تذهيب التهذيب 102.
[3] بذكره في ثقاته.
وقال النسائي: صالح.

(18/254)


وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [1] .
173- خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السَّمْتيّ [2] .
أبو الربيع البصريّ. والسّمتيّ لقب لأبيه.
روى عن: أبيه.
وعن: أبي عَوَانة، وفُضَيْل بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكّيّ، وآخرين.
وعنه: عَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن أحمد بن عَمْرو الأصبهانيّ، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، ومحمد بن إسماعيل البهلانيّ، وأبو غسّان أحمد بن سهل الأهوازيّ، وطائفة.
ذكره ابن عديّ [3] وحسّن حاله. وفي بعض حديثه النُّكْرَة [4] .
وأما أبوه فساقط [5] .
تُوُفّي خالد سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [6] .
174- خازم بن خزيمة البخاريّ [7] .
أبو خزيمة.
__________
[1] المعجم المشتمل 113.
[2] انظر عن (خالد بن يوسف) في:
التاريخ الصغير 237، والثقات لابن حبّان 8/ 226، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 915، والأنساب لابن السمعاني 7/ 133، واللباب 2/ 136، والمغني في الضعفاء 1/ 218 رقم 1898، وميزان الاعتدال 1/ 648، 649 رقم 2485، ولسان الميزان 2/ 392 رقم 1608.
[3] في الكامل 3/ 915.
[4] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «يعتبر حديثه من غير روايته عنه» . (الثقات 8/ 226) .
[5] قال ابن عديّ: ضعيف.
[6] التاريخ الصغير، الثقات.
[7] انظر عن (خازم بن خزيمة) في:
التاريخ الكبير 3/ 194، وتاريخ الطبري 7/ 360، 363، 389، 404، 408، 412، 418، 451، 455، 456، 461- 463، 477، 498، 499، 506، 507، 509، 510، 512، 513، 517، 639 و 8/ 29- 31، والجرح والتعديل 3/ 393 رقم 1806، والثقات لابن حبّان 8/ 232، والعيون والحدائق 3/ 191، 225، 228، 255، 262- 264، 290، 291، ووفيات الأعيان 6/ 318.

(18/255)


عن: خُلَيْد بن حسّان.
وعنه: أسلم بن بِشْر، ومحمد بن الحسين بن غَزْوان، وأحمد بن الْجُنَيْد، وحفص بن داود الرَّبْعيّ، ونصر بن الحسين.
قال السُّليمانيّ: فيه نظر [1] .
175- الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد المَوْصِليّ.
سمع: أباه، وعبد الوهّاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان.
وعنه: ابنه مغيرة.
قال يزيد بن محمد الأزْديّ: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وأربعين ومائتين.
176- خلّاد بن أسلم البغداديّ الصّفّار [2]- ت. ن. - أبو بكر.
سمع: هُشَيْم بن بشر، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.
وكان ثقة [3] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين في جُمَادَى الآخرة بسامرّاء [4] . وكان ذا جود وسخاء.
177- الخليل بن عَمْرو البغويّ [5]- ق. -
__________
[1] ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال: «ربما أخطأ، يعتبر حديثه بروايته عن الثقات» . (8/ 232) .
[2] انظر عن (خلّاد بن أسلم) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 162، 639 و 3/ 373، وتاريخ الطبري 1/ 13، 38 و 4/ 201، والثقات لابن حبّان 8/ 229، وتاريخ بغداد 8/ 342، 343 رقم 4451، والمعجم المشتمل لابن عساكر 116 رقم 324، وتهذيب الكمال للمزّي 8/ 351- 353 رقم 1735، والكاشف 1/ 217 رقم 1430، والوافي بالوفيات 13/ 376 رقم 473، وتهذيب التهذيب 3/ 171، 172، رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 107.
[3] وثّقه الدار الدّارقطنيّ. (تاريخ بغداد 8/ 343) .
[4] التاريخ الصغير، الثقات، تاريخ بغداد.
[5] انظر عن (الخليل بن عمرو) في:
الجرح والتعديل 3/ 380 رقم 1737، والثقات لابن حبّان 8/ 230، وتاريخ بغداد 8/ 335، 336 رقم 4433، والمعجم المشتمل لابن عساكر 115 رقم 321، وتهذيب الكمال للمزّي

(18/256)


حدَّث ببغداد.
عن: شَرِيك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق.، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم.
قال الخطيب [1] : ثقة. توفي سنة اثنتين وأربعين في صفر [2] .
__________
[ () ] 8/ 341، 342 رقم 1731، وميزان الاعتدال 1/ 667 رقم 2571، وتهذيب التهذيب 3/ 168، 169 رقم 318، وتقريب التهذيب 1/ 228 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 107.
[1] في: تاريخ بغداد. وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[2] تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.

(18/257)


- حرف الدال-
178- دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله الخزاعيّ [1] .
__________
[1] انظر عن (دعبل بن علي) في:
الشعر والشعراء لابن قتيبة 2/ 727- 730 رقم 198، وتاريخ الطبري 8/ 660، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 264، والفوائد العوالي للتنوخي (بتحقيقنا) 45، 46، وتاريخ بغداد 8/ 382- 385 رقم 4490، والفهرست لابن النديم 229، والموشح للمرزباني 299، والأغاني 20/ 119- 184، والبخلاء للخطيب 83، 84، 142، 167، 168، والكامل في الأدب للمبرّد 3/ 884، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 123، وبغداد لابن طيفور 106، 124، 136، 154، 162، 163، والعقد الفريد 1/ 250، 271 و 2/ 196 و 5/ 374 و 5/ 375 و 6/ 180، 397، 398، 399، والهفوات النادرة 38776، 248، 249، 257، وتحسين القبيح 68، وخاص الخاص 25، 776 وثمار القلوب 168، 267، 291، 427، 528، 529، 692، وربيع الأبرار 4/ 30، 253- 255، 411، والزاهريّ للأنباري 2/ 250، والأمالي للقالي 1/ 110، 209 و 3/ 95 97، 98، 111، 118، 126، وذيله 60، 67، ومعجم ما استعجم 599، والجليس الصالح للجريري 154، 155، وبغية الطلب لابن العديم 5/ 336، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 230- 245، وبدائع البدائه لابن ظافر 43، 45، 65، 92، 221، 332، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 382 و 2/ 348 و 3/ 43، 230 و 4/ 227، 228، 230، 308 و 5/ 16، وذم الهوى لابن الجوزي 370، ومروج الذهب 389، 1086، 2271، 2406، 2608، وأمالي المرتضى 1/ 437، 484، 608 و 2/ 270، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 116، 165، 166، والكامل في التاريخ 7/ 94، والتذكرة السعدية للعبيدي 300، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 297، ولباب الآداب، له 409، ورجال العلّامة الحلّي 70 رقم 1، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 137، ووفيات الأعيان 2/ 266- 270 وانظر فهرس الأعلام 8/ 107، والروض المعطار للحميري 130، 322، 337- 400، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 68، 281، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 392، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 182، وميزان الاعتدال 2/ 27 رقم 2673، ومعجم الأدباء 11/ 99، ورجال الكشي 313، ومعاهد التنصيص 2/ 190، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 519 رقم 141، والعبر 1/ 447، والبداية والنهاية 10/ 348، ولسان الميزان 2/ 430، ومرآة الجنان 2/ 145- 147، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتاريخ الخميس 2/ 378، والوافي بالوفيات 14/ 12- 17 رقم 12، ورجال الطوسي 375 رقم

(18/258)


أبو علي الشاعر المشهور.
قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فاللَّه أعلم.
له ديوان مشهور، وكتاب في «طبقات الشُّعراء» . وكان يكون ببغداد.
وقيل: هو كوفيّ. وقيل: اسمه محمد، ودِعْبل لَقَبٌ له، وهو البعير المُسِنّ.
ويُقال للشيء القديم دِعْبل.
روى عن: مالك بن أنس، وشَرِيك.
وحكى عن: الواقديّ، والمأمون.
وقيل: إنّه روى عن: شعبة، وسُفْيان الثَّوريّ، ولا يصح ذلك.
روى عنه: أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربريّ، وأخوه عليّ بن عليّ. وحديثه يقع عاليا في «جزء الحفّار» .
وقد سار إلى خُراسان، فنادم عبد الله بْن طاهر فأُعجِب به ووصله بأموالٍ كثيرة، قيل إنّها بلغت ثلاثمائة ألف درهم.
وقال ابن يونس: قِدم دِعْبِل مصرَ هاربًا من المعتصم لكَوْنه هَجَاه، وخرج إلى المغرب.
وقال الخطيب [1] : رَوَى دِعْبِل، عن مالك، وغيره، وكلُّ ذلك باطل، تُراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.
وكان دِعْبل أُطْرُوشًا وفي ظهره سَلعة.
ومن شِعره قوله:
وقائلة لمّا استمّرت بنا النَّوى ... ومِحْجَرها فِيهِ دمٌ ودموع
ترى يُقْضى للسَّفْر الَّذِين تحمّلوا ... إلى بلد فيه السّخى رجوع [2]
__________
[ () ] 6، والنجوم الزاهرة 2/ 322، 323، وشذرات الذهب 2/ 11، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 39- 41، وشعر دعبل الخزاعي- طبعة دمشق 1964.
[1] في تاريخ بغداد 8/ 383.
[2] ورد هذا البيت في «الأغاني» هكذا:
ألم يأن للسّفر الذين تحمّلوا ... إلى وطن قبل الممات رجوع

(18/259)


فقلتُ- ولم أملِك سوابقَ عَبرةٍ ... نطقت [1] بما ضُمّت عليه ضلوع-
تأنّ [2] ، فكم دارٍ تَفَرّق شمْلُها ... وشملٍ شَتيت عاد وهو جميع
كذاك اللّيالي صَرْفُهنّ كما ترى ... لكلّ أُناسٍ جَدْبةٌ وربيع [3]
وقال ابن قُتَيْبَةَ: سمعت دِعْبِلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدوّ اللَّه، أنت الَّذِي تقول فِي بني الْعَبَّاس إنهم فِي الكُتُب سبعة؟ وأمر بضربُ عُنقي. وما كان فِي المجلس إلا مَن هُوَ عدوّي، وأشدّهم عليّ ابن شَكْلة، ويعني إبراهيم بْن مَهْديّ، فقال: يا أمير المؤمنين أَنَا الَّذِي قلت هذا ونميته إلى دِعْبل.
فقال: وما أردتَ بهذا؟
قال: لِما تعلم من العداوة بيننا. فأردتُ أن أشيط بدمه.
فقال: أَطْلِقوه.
فلمَّا كان بعد مدّة، قال لابن شكلة: سَأَلتُك باللَّه، أنت الَّذِي قلته؟
قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحِمتُهُ [4] .
وورد أنّ دِعْبلا هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الْحُسَيْن، وبني طاهر.
وكان خبيث اللسان رافضيًّا هَجّاءً.
وله فِي المعتصم:
ملوكُ بْني الْعَبَّاس فِي الكُتُب سبعة ... ولم تأتنا فِي ثامنٍ منهُمُ الكُتُبُ
كذاك أهل الكهف فِي الكهف سبعة ... غَداة ثَوَوا فِيه وثامنُهم كلبُ
وإنّي لأزهي كلبهم عنك رغبةً ... لأنّك ذو ذنب وليس له ذنَبُ
لقد ضاع أمرُ النّاس حيث يسوسُهم ... وصيفٌ وأشْناس وقد عظُم الخَطْبُ [5]
__________
[ () ] وفي: تهذيب تاريخ دمشق: «رجيع» .
[1] في تهذيب تاريخ دمشق «يطفن» .
[2] في «الأغاني» : «تبيّن» .
[3] الأبيات، ما عدا الأول- في: الأغاني 20/ 153، وكلها في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 232.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 235، 236.
[5] ورد هذا الشطر في: تهذيب تاريخ دمشق هكذا:
وحلّ بهم عسر وقد عظُم الخَطْبُ

(18/260)


وإنّي لأرجو أن تُرى من مغيبها ... مَطَالُع شمس قد يغصّ بها الشربُ
وهمُّك تركيٌّ عليه غلالة ... وهمّ سواك الطعن فِي الروع والضرب [1]
وهجا ابن أبي دُؤاد بعد كثْرة إنعامه عليه، حَتَّى قيل إنه هجا خُزاعة قبيلته، فقال:
أخزاعَ غيركم الكرامُ فأقْصِروا ... وضعوا أَكُفَّكم على الأفواه [2]
الرّاتقين ولاتَ حين مراتق ... والفاتقين شرائع الأستاه [3]
وله يهجو الْحَسَن بْن رجاء، وبني هشام، ودينار بْن أكثم جملةً:
[لا] [4] تشتروا منّي ملوك المخرّم ... أبِعْ حَسَنًا وبني هشام بِدِرهم [5]
[واعط] [6] رجاء بعد ذلك [7] زيادة ... وأغلط [8] بدينار بغير تَنَدُّم
فإن رُدَّ مِنْ عَيْبٍ عليّ جميعُهُم ... فليس يردّ العيبَ يحيى بْنُ أكثمِ [9]
وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:
مَهّدتُ له وُدّي صغيرا ونُصْرتي ... وقاسَمْتُهُ مالي وبوّأته حُجْري
وقد كان يكفيه من العَيْش كلّه ... رجاءٌ ويأسٌ يرجعان إلى فقرِ
وفيه عيوبٌ ليس يُحصَى عِدادُها ... فأصْغَرها عَيْبٌ يَجِلُّ عن الفِكرِ
ولو أنّني أبديت للنّاس بعضَها ... لأصْبَحَ من بصق الأحبّة في بحر
__________
[1] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 239، والبيت الأخير فيه هكذا:
وهمّك أن تدلى عليه مهانة ... فأنت له أم وأنت له أب
[2] البيت في تهذيب تاريخ دمشق هكذا:
أخزاعة غير الكرام فاقصروا ... وضعوا القلم على الأفواه
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 240 وفيه زيادة بيت:
فدعوا الفخار فلستم من أهله ... يوم الفخار ففخركم سياه
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب تاريخ دمشق.
[5] في: الأغاني، ورد الشطر الثاني هكذا: أبع حسنا وابني رجاء بدرهم.
[6] في الأصل بياض.
[7] في الأغاني: «فوق ذاك» .
[8] في التهذيب: «وأعط» ، وفي الأغاني: «وأسمح» .
[9] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 241، الأغاني 20/ 156.

(18/261)


فدونك عِرضي فاهْجُ حيّا وإن أمُتْ ... فباللَّه إلا ما خريتَ على قبري [1]
وله يهجو امرأته:
يا من أشبهها بحُمَّى نافض ... قطّاعة للظَّهْر ذات زئير
يا رُكْبَتَيْ جملٍ [2] وساقَ نَعَامة ... وزِنْبيلُ كُناس، ورأسُ بعير
صُدْغاكِ قد شمطا، ونَحْرُكِ يابسٌ ... والصَّدرُ منك كَجُؤْجُؤ الطُّنْبور
قبَّلْتُها فوجدت طَعْم لثاتها ... فوق اللّثام كلسعة الزُّنْبور [3]
وله الأبيات الشهيرة الّتي منها قوله:
أَيْنَ الشّبابُ وأية سلكا ... لا، أَيْنَ يطلب، ضلّ، بل هلكا
لا تعجبي يا سَلْمُ من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى
لا تأخذ [ي بظلامتي] [4] أحدًا ... طَرْفي [5] وقلبي فِي دمي اشتركا
يا ليت شِعْري كيف نَوْمُكما ... يا صاحبيَّ إذا دمي سُفِكا [6]
وله:
علمُ تحكيم وشَيْبُ مفارِقِ ... طَلَّسن [7] رَيْعان الشّباب الرّائقِ
وإمارة من [8] دولةٍ ميمونةٍ ... كانت على اللَّذَّات أشغب عائقِ
والآن لا أغدو ولست برائحٍ ... فِي كِبْر معشوقٍ وذلّةِ عاشقِ
أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... يرث الخلافة فاسِقٌ عن فاسقِ
نَعَر ابنُ شكلة بالعراق وأهلِه [9] ... فهفا إليه كلّ أطلس مائق
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242.
[2] في تهذيب تاريخ دمشق: «جزر» .
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب تاريخ دمشق، وتاريخ بغداد، وفي الأغاني: «لا تأخذي» .
[5] في التهذيب: «عيني» ، وفي الأغاني «قلبي» .
[6] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 232، 233، وفي تاريخ بغداد 8/ 384 ثلاثة أبيات مع تقديم وتأخير، وهي في الأغاني 20/ 127 بتقديم وتأخير أيضا.
[7] في الأغاني: «طمّسن» .
[8] في الأغاني: «في» .
[9] في تهذيب تاريخ دمشق: «وأهلها» .

(18/262)


إن كان إبراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحن من بعده لمُخارقِ [1]
فلمّا بَلَغَت هذه الأبيات للمأمون ضحِك وقال: قد غفرنا لدِعْبِل كلّ ما هجانا به. وآمَنَه، فسار دِعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيّع، فإنه عهد إلى الرضّا، وكتب اسمه على السّكّة. وأقبلَ يجمع ما جاء فِي فضائل أهل البيت.
وكان دِعبل أوّل داخل إليه وآخر خارجٍ من عنده. فلم يَنْشَب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
ويسومُني المأمونُ خِطّةَ ظالمٍ [2] ... أوَ ما رَأَى بالأمس رأيَ [3] محمد
إنّي من القوم الّذين سيوفُهُم ... قتلت أخاك، وشَرُّ فَتْكٍ بمُقْعَد
شادوا بذِكرك بعد طُول خُمُولِه ... واستنقذوك من الحضيضِ الأوهَدِ
ثُمَّ إنه مدح المعتصم ونَفَق عليه وأجزل له الصِّلات، فما لبث أن هجاه وهرب.
وله القصيدة الطّنّانة فِي أهل البيت تدلّ على رفضه:
مدارسُ آياتٍ خَلَت من تلاوةٍ ... ومنزلٌ وحيٌّ مُقْفَر العَرَصات
لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالرّكن والتعريف والْجَمَرات
ألم تر أنّي مُذْ ثلاثين حَجّة ... أروح وأغْدو دائم الحَسَرَاتِ
أرى فَيْئهم فِي غيرهم متقسّمًا ... وأيديهم من فَيْئهم صَفَرات
وآل رسول اللَّه نُحْفٌ جُسومُهُم ... وآل زياد غُلَّظُ الرَّقبات [4]
بِناتُ زيادٍ فِي القصور [5] مَصُونة ... وبنت رسول اللَّه فِي الفَلَوات
ولولا الَّذِي أرجوه فِي اليوم أو غدٍ ... تقطَّع قلبي إثرهم حسرات [6]
__________
[1] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 237، ومنها أربعة أبيات في: الأغاني 20/ 181.
[2] في الأغاني: «خطة عاجز» .
[3] في الأغاني: 20/ 174 «رأس» .
[4] في تهذيب تاريخ دمشق: «غلظ القصرات» .
[5] في تهذيب التاريخ: «في الخدور» .
[6] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 237.

(18/263)


وهي قصيدة طويلة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، عن بضعٍ وتسعين سنة.
ويقال إنّه هجا مالك بْن طوق، فجهّز عليه من ضربَه بعكّاز مسموم فِي قدمه، فمات من ذلك بعد يوم [1] .
ومات بالطّيب من ناحية واسط [2] .
وما أحلى قول عبد الله بْن طاهر الأمير: دِعبل قد حمل جذعَه على عنقه ولا يجد مَن يصلبه عليه.
ولامَ رَجُلٌ هاشمي دِعبلا فِي هجائه الخلفاءَ فقال: دعني من فُضُولك أَنَا والله استصلب منذ سبعين سنة، وما وجدتُ أحدًا يجود لي بخشبة.
179- دَهْثَمُ بنُ خَلَف [3] .
أبو سعيد الرَّمْليّ.
حدَّث ببغداد عن: ضَمرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيْد، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفَرَضيّ، وآخرون.
__________
[1] الأغاني 20/ 186، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 245.
[2] تاريخ بغداد 8/ 385.
[3] انظر عن (دهثم بن خلف) في:
تاريخ بغداد 8/ 386، 387 رقم 4492.

(18/264)


- حرف الذال-
180- ذو النُّون المصريّ الزّاهد [1] ، رحمةُ الله عليه.
اسمه ثَوْبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض بن أحمد، ويقال ابن إبراهيم أبو الفَيْض، ويقال أبو الفيّاض الإِخميميّ. وأبوه نوبيّ.
روى عن: مالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (ذي النون المصري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 15- 26 رقم 2، وحلية الأولياء لأبي نعيم 9/ 331- 395 رقم 456 و 10/ 3، 4، وانظر فهرس أعلام الحلية- ص 570، والرسالة القشيرية 10، وتاريخ بغداد 8/ 393- 397 رقم 4497، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 5 و 37 و 56 و 64 و 66 و 67 و 68 و 69 و 70 و 71 و 72 و 84 و 94 و 139 و 140 و 141 و 142 و 143 و 181 و 182 و 193 و 196 و 294 و 341 و 585 و 616 و 684 و 701 و 744 و 759 و 795 و 835 و 853 و 967 و 980 و 981 و 982، والإكمال لابن ماكولا 3/ 389، والأنساب لابن السمعاني 1/ 155، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 274- 291، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 74، 129، ومروج الذهب 812، والإشارات إلى معرفة الزيارات 43، والإستبصار 58، 59، والأذكياء لابن الجوزي 84، 85، والمرصّع لابن الأثير 334، واللباب 1/ 35، والكامل في التاريخ 7/ 92، ووفيات الأعيان 1/ 315- 318 و 428، 429 و 2/ 429 و 6/ 59، وأخبار الحكماء للقفطي 185، والروض المعطار للحميري 17، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 140، 326، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 12، 13، وميزان الاعتدال 2/ 33 رقم 2701، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 48/ 669، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 532- 536 رقم 153، والعبر 1/ 444، والبداية والنهاية 10/ 347، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، ومرآة الجنان 2/ 149- 151، وآثار البلاد وأخبار العباد 140، وصفة الصفوة 4/ 315- 321، والنجوم الزاهرة 2/ 320، 321، الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 81- 84، ولسان الميزان 3/ 437، 438، رقم 1791، وشذرات الذهب 2/ 107، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 153، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 45- 50 رقم 365، ودرر الأبكار 122، 123، وطبقات الأولياء 218- 227 رقم 41، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 73- 76.

(18/265)


وعنه: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم.
روى سليمان بن أحمد الملطي- وهو ضعيف- ثنا أبو قُضَاعة ربيعة بْن محمد، ثنا ثَوْبان بْن إبراهيم، نا اللَّيث بْن سعد، فذكر حديثًا.
وقال محمد بْن يوسف الكِنْديّ فِي كتاب «الموالي من أهل مصر» : ومنهم ذو النُّون بْن إبراهيم الإخميميّ مَوْلَى لقُريش. وكان أَبُوهُ نُوبيّا.
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: رَوَى عن مالك أحاديث فيها نظر [1] ، وكان واعظًا [2] .
وقال ابن يونس: كان عالمًا فصيحًا حكيمًا، أصله من النُّوبة.
تُوَفّي فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين.
وقال الُّسَلميّ [3] : حُمِل ذو النُّون إلى المتوكّل على البريد من مصر ليَعِظه سنة أربعٍ وأربعين. وكان إذا ذُكر بين يدي المتوكّل أهل الورع بكى.
وقال يوسف بْن أحمد البغداديّ: كان أهلُ ناحيته يسمّونه الزِّنْديق، فلمّا مات أظلّت الطَّيْرُ جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القُشَيْريّ: كان رجلا نحيفًا تعلوه حُمْرة [4] ، ليس بأبيض اللّحية.
وقيل كانت تعلوه صُفْرة [5] .
وعن أيّوب مؤذّن ذي النُّون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النّون، فخرج معهم إلى قوص وهو شابّ، فحفروا قبرًا، فوجدوا فيه لوحًا فِيهِ اسم اللَّه الأعظم، فأخذه ذو النّون، وسلّم إليهم ما وجدوا.
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد: «في أسانيدها نظر» .
[2] تاريخ بغداد 8/ 393.
[3] قول السلمي ليس في «طبقات الصوفية» ، وهو في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 274.
[4] في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 275: «تعلوه صفرة» .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 275.

(18/266)


وقال يوسف بْن الْحُسَيْن الرّازيّ: حضرت مجلس ذي النّون فقيل: يا أَبَا الفَيْض ما كان سبب توبتك؟
قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت فِي الصحراء ففتحت عيني فإذا أَنَا بقُبَّرةٍ عَمياء معلّقة بمكان، فسقطت من وَكْرها، فانشقَّت الأرض، فخرج منها سُكُرُّجْتان ذهب وفضّة، في إحداهما: سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حَسْبي، قد تُبتُ. ولزِمتُ البابَ إلى أن قِبلني [1] .
وفي كتاب «المِحَن» للسُّلَميّ أن ذا النُّون أول من تكلَّم ببلدته فِي ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بْن عَبْد الحَكَم، وكان رئيسَ مصر، وكان يذهب مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حَتَّى شاع خبره، وأنّه أحْدَث عِلْمًا لم يتكلَّم فِيهِ السَّلَف. وهجروه حَتَّى رَمَوْه بالزَّنْدَقة.
قال: فدخل عليه أخوه فقال: إنّ أهل مصر يقولون أنتَ زِنْديق.
فأنشأ يقول:
وما لي سوى الإطراق والصَّمْت حيلةٌ ... ووضْعي كفّي تحت خدّي وتذكاري [2]
قال: وقال محمد بْن يعقوب بْن الفَرَجيّ: كنت مع ذي النُّون فِي الزَّورق، فمرّ بنا زورقٌ آخر، فقيل لذي النُّون: إنّ هؤلاء يمرّون إلى السُلطان يشهدون عليك بالكُفْر.
فقال: اللَّهمّ إنْ كانوا كاذبين فغرّقهم. فانقلب الزَّورق وغرقوا.
فقلت له: احسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما بال الملاح؟
قال: لِمَ حَمَلَهم وهو يعلم قصْدهم. ولأن يقفوا بين يدي اللَّه غَرْقَى خير لهم من أن يَقِفُوا شهود زُور. ثُمَّ انتفض وتغيّر وقال: وعِزَّتك لا أدعو على خلْقك بعد هذا.
ثُمَّ دعاه أمير مصر وساله عن اعتقاده، فتكلَّم، فرضيَ أمره، وكتب به إلى
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 275.
[2] البيت في جملة أبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 291.

(18/267)


المتوكّل، فأمر بإحضاره، فَحُمِل على البريد. فلمّا سمع كلامه ولَعَ به، وأحبّه وأكرمه، حتّى أنّه لو كان إذا ذكر العُّلماء يقول: إذا ذُكِر الصّالحون فحَيْ هَلا بذي النُّون [1] .
وقال عليّ بْن حاتم: سمعت ذا النّون يقول: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق.
وقال يوسف بْن الْحُسَيْن: سمعت ذا النّون يقول: مهما تصوّر فِي وهْمك، فاللَّه بخلاف ذلك.
وقال: سمعت ذا النّون يقول: الاستغفار اسمٌ جامع لمَعانٍ كثيرة، أوّلهنّ:
الندم على ما مضى، والثّاني: العزْم على تَرْك الرجوع، والثالث: أداء كلّ فرضٍ ضيَّعْته فيما بينك وبين اللَّه، والرابع: ردّ المظالم فِي الأموال والأعراض والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كلّ لحم ودم نَبَتَ على الحرام، والسّادس: إذاقة البَدَن ألَمَ الطّاعة كما وجدت حلاوة المعصية.
وعن عَمْرو السّرّاج قال: قلت لذي النّون كيف خلصتَ من المتوكّل وقد أمر بقتلك؟
قال: لمّا أوصلني الغلام إلى السّتر رَفعه ثُمَّ قال لي: ادخُل.
فنظرت فإذا المتوكّل فِي غُلالةٍ مكشوفَ الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متّكئ على السّيف. فعرفتُ فِي وجوه القوم الشّرّ. فَفُتِح لي باب، فقلت فِي نفسي: يا من ليس في السّماوات قطرات ولا فِي البحار قَطَرات، ولا فِي ديلج الّرياح دلجات، ولا فِي الأرض خبيئات، ولا فِي قلوب الخلائق خَطَرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيّتك معترفات، وفي قُدْرَتِك متحّيرات. فبالقُدرة التي تُجير بها من في الأرض والسّماوات إلا صلّيت على محمد وآل محمد، وأخذتَ قلبه منّي. فقام إليَّ المتوكّل يخطو، حتّى اعتنقني وقال: أتْعَبْناك يا أَبَا الفَيْض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف.
فاخترت الانصراف [2] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 274.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 277.

(18/268)


وقال يوسف بْن الْحُسَيْن، حضرتُ مع ذي النّون مجلس المتوكّل، وكان مولعا به يفضّله على العُبّاد والزُّهّاد، فقال: يا أَبَا الفيض صِف لي أولياء اللَّه.
قال: يا أمير المؤمنين هُمْ قوم أَلْبَسهم اللَّه النّورَ السّاطع من محبّته، وجلّلهم بالبهاء من أرْدية كرامته، ووضع مَفَارقهم تيجان مَسَرَّته، ونشر لهم المحبّة فِي قلوب خليقته، ثمّ أخرجهم وقد ودع القلوب ذخائر الغيوب، فهي معلَّمة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأَعْيُنُهم إلى عظيم جلاله ناظِرة. ثُمَّ أجلسهم بعد أن أحسنَ إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدّواء، وعرَّفهم منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتُّقَى، وضمِن لهم الإجابة عند الدّعاء، وقال: يا أوليائي لو أتاكم عليلٌ من فَرَقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو مجروح بِتَرْكي إياه فلاطِفُوه، أو فارٌّ منّي فرغِّبوه، أو خائف منّي فأمِّنوه [1] ، أو مستوصف نحوي فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه.
فِي فَصْلٍ طويل [2] .
ولذي النون ترجمة طويلة فِي «تاريخ دمشق» [3] ، وأخرى فِي «حِلْية الأولياء» [4] .
وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم حالةً واحدة، ولكنْ يلتزم أمرّ ربّه فِي الحالات كلّها [5] .
قد تقدَّمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورّخه عُبَيْد الله بن سعيد بن عُفَيْر.
وأمّا حيّان بن أحمد السَّهْميّ فقال: مات بالجيزة وعُدّيَ به إلى مصر في مركبٍ خوفا من زحمة النّاس على الجسْر لليلتين خَلَتا من ذي القعدة سنة ستّ وأربعين [6] .
__________
[1] هنا زيادة: «أو قصد نحوي فآووه، أو جبان من متاجرتي، فجدوه، أو آيس من فضلي فعدوه، أو راج لإحساني فبشّروه، أو حسّن الظنّ بي فباسطوه، أو محبّ لي فواصلوه، أو معظّم لقدري فعظّموه» . (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 278) .
[2] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 278.
[3] تهذيبه 5/ 274- 291.
[4] ج 9/ 331- 395.
[5] طبقات الصوفية للسلمي 26، الزهد الكبير للبيهقي 298، 299 رقم 795.
[6] تاريخ بغداد 8/ 397، صفة الصفوة 4/ 321.

(18/269)


وقال آخر: سنة ثمانٍ وأربعين [1] . والأوّل أصحّ. وقد قارب السّبعين أو جازها.
__________
[1] وقيل: سنة خمس وأربعين ومائتين. (تاريخ بغداد) .

(18/270)


- حرف الراء-
181- راشد بن سعيد [1]- ق. - أبو بكر المقدسيّ.
حدَّث سنة ثلاث وأربعين عن: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة.
وعنه: ق.، وأبو حاتم الرّازيّ، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي.
وقال أبو حاتم [2] : صدوق. كتبتُ عنه ببيت المقدس [3] .
182- رَباح بن جرّاح [4] .
أبو الوليد العبْديّ المَوْصِليّ، صاحب الزُّهد والمواعظ.
عن: المُعَافَى بن عِمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وزيد بن أبي الزّرقاء، وسابق المَوْصِليّ، وعمر بن أيّوب، وجماعة.
وعنه: أحمد بن بشر، وأبو يعلى الموصليّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (راشد بن سعيد) في:
تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 718، والجرح والتعديل 3/ 488 رقم 2210، والمعجم المشتمل لابن عساكر 119 رقم 333، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 331، والتذكار في أفضل الأذكار للقرطبي 159، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 12، 13 رقم 1827، والكاشف 1/ 231 رقم 1512، وتهذيب التهذيب 3/ 226، 227 رقم 433، وتقريب التهذيب 1/ 240 رقم 4، وخلاصة تذهيب التهذيب 113، وفيه «راشد بن سعد» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 249 رقم 581.
[2] الجرح والتعديل 3/ 488.
[3] قال ابن عساكر: مات بعد سنة ثلاث وأربعين ومائتين، أو فيها. (المعجم المشتمل 119) .
[4] انظر عن (رباح بن جرّاح) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 362، والجرح والتعديل 3/ 491 رقم 2225، والثقات لابن حبّان 8/ 243، وحلية الأولياء 8/ 293، وتاريخ بغداد 8/ 429، رقم 2534، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 793.

(18/271)


وكتب عنه: يحيى بن معين مع جلالته وتقدُّمه [1] .
قال الأزْديّ: كان صالحا خاشعا ذا قدرٍ ومحل [2] .
تُوُفّي سنة نيِّفٍ وأربعين ومائتين.
قلت: وآخر مَن روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد.
وكان ثقة.
وثّقه الخطيب وقال [3] : حدَّث ببغداد سنة ستٍّ وأربعين.
وممّن روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والحَسَن بن الحسين الصّوّاف المقرئ. وكان حِفْظه للرّقائق، رحمه الله.
183- الرّبيع بن نافع [4]- خ. م. د. ن. ق. - أبو توبة الحلبيّ نزيل طَرَسُوس.
عن: معاوية بن سلام، وشَرِيك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرّقّيّ
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 428.
[2] عبارته في تاريخ بغداد: «كان يحفظ الرقائق وكلام الزهّاد، وكان شيخا خاشعا صالحا، وكتب عنه يحيى بن معين، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وغيرهما من العراقيين، وكان له هناك قدر ومنزلة» .
[3] في تاريخه 8/ 428.
[4] انظر عن (الربيع بن نافع) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 279 رقم 956، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 17، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 201، 212 و 2/ 340، 341 و 3/ 365، 390، وتاريخ الطبري 8/ 90، وتاريخ واسط لبحشل 61، والجرح والتعديل 3/ 470، 471 رقم 2105، والثقات لابن حبّان 8/ 239، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 246 رقم 328، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 204 رقم 432، وتاريخ جرجان للسهمي 303، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 134 رقم 525، والمعجم المشتمل لابن عساكر 120 رقم 337، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 310، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 156 رقم 211، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 103- 106 رقم 1872، ومعجم البلدان 2/ 890 و 3/ 509، وسير أعلام النبلاء 10/ 653، 654 رقم 235، والكاشف 1/ 237 رقم 1554، والعبر 1/ 436، وتذكرة الحفاظ 2/ 472، والمعين في طبقات المحدّثين 85 رقم 924، ودول الإسلام 1/ 148، والوافي بالوفيات 14/ 83 رقم 799 ومشارع الأشواق للدمياطي 1/ 432، وتهذيب التهذيب 3/ 251 رقم 481، وتقريب التهذيب 1/ 246 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 115، وشذرات الذهب 2/ 96، والمغني في ضبط أسماء الرجال 286.

(18/272)


الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو، والهيثم بن حُمَيْد، وإسماعيل بن عيّاش، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة.
وعنه: د. فأكثر، وخ. م. ن. ق. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصّبّاح، والدَّارِميّ، وأبو حاتم، ويزيد بن جَهْوَر، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن خُلَيد الحلبيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم [1] : ثقة.
وقال أبو دَاوُد: قدم أبو توبة الكوفة ولم يَقْدَم البصْرة. وكان يحفظ الطِّوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيًا وعلى رأسه طويلة.
قال: وكان يقال إنّه من الأبدال [2] ، رحمه الله.
قلت: هو آخر مَن حدَّث عن معاوية بن سلام.
قال الفَسَويّ [3] : مات سنة إحدى وأربعين ومائتين [4] .
184- رجاء بن محمد [5]- ق. ن. - أبو الحسن العذريّ [6] البصريّ السّقطيّ.
عن: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وسعيد بن عامر الضُّبَعيّ.
وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون.
ولا أعلم متى توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكِبار [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 470 وزاد: صدوق حجّة.
[2] تهذيب الكمال 9/ 106.
[3] في المعرفة والتاريخ 1/ 212.
[4] وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: مَاتَ بعد سنة عشرين ومائتين» ! وأثنى عليه الأثرم وقال: لا أعلم إلا خيرا.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: ثقة صدوق حجّة. (الجرح والتعديل) .
[5] انظر عن (رجاء بن محمد) في:
الجرح والتعديل 3/ 503 رقم 2276، والثقات لابن حبّان 8/ 247 وفيه قال محقّقه بالحاشية (6) : «ولم نظفر به» ، والمعجم المشتمل 120 رقم 339، وتهذيب الكمال 9/ 166- 168 رقم 1896، ومعجم البلدان 4/ 736، والكاشف 1/ 240 رقم 1576، وتقريب التهذيب 1/ 249 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 117.
[6] في الثقات «العدوي» وهو غلط.
[7] وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .

(18/273)


185- رجاء بن مرجّي [1]- د. ق. - أبو محمد الحافظ.
ويقال أبو أحمد المَرْوَزِيّ، ويقال السّمرقنديّ. نزيل بغداد.
سمع: النَّضْر بن شُمَيْل، ويزيد بن أبي حكيم العدَنيّ، وأبا نُعَيْم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليَمَان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا.
وعنه: د. ق. وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزّاز، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأبو العبّاس السّرّاج، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحامليّ، وطائفة.
قال الدّار الدّارَقُطنيّ: حافظ ثقة [2] .
وقال الخطيب [3] : كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفْظه والمعرفة به.
وقال البخاريّ [4] : مات ببغداد في غُرة جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [5] .
186- رُوحَ بن حاتم البغداديّ البزّاز [6] .
__________
[ () ] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
وسمع منه أبو حاتم الرازيّ بالبصرة في رحلته الثالثة. (الجرح والتعديل) .
[1] انظر عن (رجاء بن مرجّى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والجرح والتعديل 3/ 503 رقم 2277، والثقات لابن حبّان 8/ 247، وتاريخ بغداد 8/ 410، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 321، والمعجم المشتمل لابن عساكر 120، 121 رقم 340، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 155، 156 رقم 210، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 168- 170 رقم 1897، والعبر 1/ 454، وتذكرة الحفاظ 2/ 542، والكاشف 1/ 240 رقم 1577، وسير أعلام النبلاء 12/ 98- 100 رقم 29، والبداية والنهاية 11/ 4، والوافي بالوفيات 14/ 103، 104 رقم 125، وتهذيب التهذيب 3/ 269، 270 رقم 508، وتقريب التهذيب 1/ 249 رقم 77، وطبقات الحفاظ 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 117، وشذرات الذهب 2/ 120.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 321.
[3] في تاريخ بغداد 8/ 411.
[4] في تاريخه الصغير 237، والثقات لابن حبّان، وتاريخ بغداد، وتهذيب تاريخ دمشق، والمعجم المشتمل.
[5] وسئل عنه أبو حاتم فقال: صدوق.
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان متيقّظا، ممّن جمع وصنّف» .
[6] انظر عن (روح بن حاتم) في:

(18/274)


عن: إسماعيل بن عيّاش، وهُشَيْم، وزياد البكّائيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو يَعْلَى، وأبو صخرة الكاتب.
وحدَّث سنة إحدى وأربعين [1] .
ضعّفه ابن مَعِين [2] ، ومشّاه غيره [3] .
187- روح بن عصام بن يزيد الأصبهانيّ [4] .
المعروف بابن جَبِّر. وكان أبوه جبّر يخدم سُفْيان الثَّوريّ.
عن: أبيه، وشَرِيك بن عبد الله، وعبّاد بن عبّاد، وأبي الأحوص، وهُشَيْم.
وكان به صَمَم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام.
روى عنه: أبو غسّان محمد بن أحمد الزّاهد، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.
__________
[ () ] المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 125، 155، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 165، 166، والثقات لابن حبّان 8/ 244، وتاريخ بغداد 8/ 406، 407 رقم 4504، والمغني في الضعفاء 1/ 233 رقم 2138، وميزان الاعتدال 2/ 58 رقم 2800، ولسان الميزان 2/ 465 رقم 1875 وفيه:
«البزّار» .
[1] سمعه فيها أبو صخرة الكاتب.
[2] فقال: ليس بشيء. (تاريخ بغداد 8/ 407) .
[3] وذكره ابن حبّان في الثقات.
[4] انظر عن (روح بن عصام) في:
الجرح والتعديل 3/ 500 رقم 2262، وذكر أخبار أصبهان 2/ 314.

(18/275)


- حرف الزاي-
188- زكريّا بن يحيى بن صالح [1]- م. - أبو يحيى القضاعيّ المصريّ الحرسيّ. كاتب العُمَريّ القاضي.
واسم العُمَريّ: عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفّل بن فَضَالَةَ، ورِشْدِين بن سعْد، ونافع بن يزيد، وغيرهم.
وعنه: م.، وأحمد بن محمد بن الحَجّاج الرشدينيّ، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة.
وكان من كبار عدول مصر.
قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين [2] .
189- زياد بن عبد الرحمن.
أبو محمد النيسابوري، وإليه ينسب ميدان زياد.
رحل وسمع بالكوفة: عبد الله بن نُمَير، وأبا أسامة، وجماعة.
وعنه: الحسين البُنَانيّ، وإبراهيم بن أبي طالب.
__________
[1] انظر عن (زكريا بن يحيى) في:
أخبار القضاة لوكيع 162، 163، والولاة والقضاة للكندي 199، 200، 394، 396، 397، 399، 462، 464، 465، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 227 رقم 489، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 152 رقم 597، والأنساب لابن السمعاني 4/ 102، 103، والمعجم المشتمل لابن عساكر 123 رقم 348، وتهذيب الكمال للمزّي 9/ 380 رقم 2000، ومعجم البلدان 2/ 240، والكاشف 1/ 253 رقم 1666، والوافي بالوفيات 14/ 202، 203 رقم 280، وتهذيب التهذيب 3/ 336 رقم 625، وتقريب التهذيب 1/ 262 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 122.
[2] المعجم المشتمل 123.

(18/276)


وقال محمد بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد: سمعت زيادًا يقول: أتيتُ يونس بْن بُكَيْر فسألني: مِن أَيْنَ؟
قلت: مِن نيسابور.
قال: مَنْ تُقَدِّمون مِنَ الرجلين؟ يعني عليّا، وعثمان.
قلت: عثمان.
قال: وتُمْطَرُون؟
تُوُفّي زياد في رجب سنة سبْعٍ وأربعين.
190- زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم [1] .
أبو محمد التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أُمرائها.
ولي بعد أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، ووليّ الأمر بعده ابن أخيه محمد بن أحمد.
191- زيد بن بِشْر بن زيد [2] .
أبو البِشْر الأزْديّ، وقيل الحضْرميّ.
رأى عبد الله بن لَهِيعة.
وسمع: ابن وهْب، ورِشْدِين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز.
وكان أحد فقهاء المغرب.
روى عنه: أبو زُرْعة الرّازيّ [3] وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك [4] .
وروى عنه: سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.
__________
[1] انظر عن (زيادة الله بن محمد بن إبراهيم) في:
الكامل في التاريخ 7/ 91، 125، 135، والروض المعطار للحميري 304، 366، 67 520، والمختصر في أخبار البشر 2/ 43، وتاريخ ابن الوردي 1/ 230، ومآثر الإنافة 1/ 243
[2] انظر عن (زيد بن بشر) في:
الجرح والتعديل 3/ 557 رقم 2522، والثقات لابن حبّان 8/ 251، ولسان الميزان 2/ 25 رقم 2015.
[3] الجرح والتعديل 3/ 557.
[4] وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: «يغرب» .

(18/277)


وكان أحد الكُرماء الأجواد.
قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.
وقال ابن يونس: توفّي بتونس سنة اثنتين وأربعين.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ: كان زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أمّ أَبِيهِ مولاةً لحضرموت، فأعتق بِشْرًا عبد الله بْن يزيد الحضرميّ، ورُبّي زَيْدُ بْن بِشْر فِي حجْر ابن لَهِيعة، وما سمع منه شيئًا.
وقال يحيى بْن عثمان: كان فقيهًا من أكابر أصحاب ابن وهُب.
192- زَيْدُ بْن الحُرَيْش الأهوازيّ [1] .
عن: عِمْرَانَ بْن عُيَيْنة الهلاليّ، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وجماعة.
وعنه: عَبْدان الأهوازيّ، وإبراهيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وغيرهما.
تُوُفّي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث [2] .
193- زيد بن سِنان الأَسَديّ.
أبو سِنان القيروانيّ. كان فقيها إماما مُفْتيا صالحا.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبا ضَمْرة.
وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبْزَه إلى الفُرن.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.
194- زيد بن أبي موسى المَرْوَزِيّ [3] .
عن: نوح بن أبي مريم الفقيه، وأبي غانم يونس بن رافع.
وعنه: بيان بن عَمْرو البخاريّ، وحَنَش بن حرب البِيكنْديّ، وغيرهما.
توفّي سنة خمسين ومائتين [4] .
__________
[1] انظر عن (زيد بن الحريش) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 443، وأخبار القضاة لوكيع 319 وفيه «الجريش» بالجيم، والجرح والتعديل 3/ 561 رقم 2537، والثقات لابن حبّان 8/ 251، ولسان الميزان 2/ 503، 504، رقم 2023 وفيه «الحرشيّ» .
[2] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما أخطأ» .
[3] انظر عن (زيد بن أبي موسى) في:
الجرح والتعديل 3/ 573 رقم 2597.
[4] قال أبو حاتم: لا أعرفه.

(18/278)


- حرف السين-
195- سختويه بن الْجُنَيْد [1] .
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الدبّاغ. رحّال جوّال.
سمع: عبد الرّزّاق، وأبا داود الطَّيالِسيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو عِمران بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الرَّقّاقّ الْجُرْجانيّون.
ولا أعلم فيه جَرْحا.
196- سعيد بن العبّاس [2] .
أبو عثمان الرّازيّ الزّاهد. من سادة الصُّوفيّة.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: له كلام في المبسوط في مصنَّفاته، وله من كثرة الحديث مَسَانيد وتفسير ما يُقارب الأئمّة في الكَثْرة.
حدَّث عن: أبي نُعَيْم، ومكّيّ بن إبراهيم، والحُمَيْديّ، وجماعة.
ثمّ روى فَصْلا طويلا من كلامه في الزّهد.
197- سعيد بن عبد الرحمن [3]- ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (سختويه) في:
تاريخ جرجان للسهمي 224، 225 رقم 358، وص 205.
[2] انظر عن (سعيد بن العباس) في:
حلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 70- 73 رقم 364.
[3] انظر عن (سعيد بن عبد الرحمن المخزومي) في:
الجرح والتعديل 4/ 42 رقم 183، والثقات لابن حبّان 8/ 270، وتاريخ جرجان للسهمي 187، 521، والمعجم المشتمل لابن عساكر 128 رقم 367، وتهذيب الكمال للمزّي 10/ 526، 527 رقم 2310، والكاشف 1/ 289 رقم 1936، والعقد الثمين 4/ 584، وتهذيب التهذيب 4/ 55 رقم 92، وتقريب التهذيب 1/ 300 رقم 208 وفيه كنيته «أبو عبد الله» ،

(18/279)


أبو عبيد الله المخزوميّ المكّيّ.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والحَسَن بن زيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الله بن الوليد العدنيّ، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، ويحيى بْن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وطائفة.
وثقة النسائي [1] .
وتوفي سنة تسع وأربعين [2] .
198- سعيد بن عثمان الكريزي [3] .
عن: حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطّان.
وعنه: يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزهري الأصبهانيان.
له مناكير [4] .
199- سعيد بن الفرج [5]- ن. - أبو النّضر البلخيّ.
عن: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير.
وعنه: ن.، وعبد الله بن محمد البلْخيّ، ومحمد بن شاذان النّيسابوريّ.
__________
[ () ] وهو غلط، وخلاصة تذهيب التهذيب 140 وفيه كنيته أيضا «أبو عبد الله» .
[1] المعجم المشتمل 128.
[2] الثقات لابن حبّان، المعجم المشتمل لابن عساكر.
[3] انظر عن (سعيد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 9/ 94 رقم 4676، وفيه: «سعيد بن عيسى الكريزي» ، والأنساب لابن السمعاني 10/ 413، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 324 رقم 1428، وفيه: «سعيد بن عيسى» ، والمغني في الضعفاء 1/ 264 رقم 2432 و 2440 وهو: سعيد بن عثمان، وسعيد بن عيسى، وميزان الاعتدال 2/ 150 رقم 3237، ولسان الميزان 3/ 38 رقم 140.
[4] قال الدار الدّارقطنيّ: بصريّ ضعيف. (تاريخ بغداد 9/ 94) .
[5] انظر عن (سعيد بن الفرج) في:
المعجم المشتمل 129 رقم 371، وتهذيب الكمال 11/ 31، 32 رقم 2341، والكاشف 1/ 294 رقم 1964، والعقد الثمين 4/ 586، وتهذيب التهذيب 4/ 72 رقم 125، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 241.

(18/280)


قال النَّسائيّ: لا بأس به [1] .
تُوُفّي بمكّة سنة إحدى وأربعين ومائتين.
200- سعيد بن وهْب الأصبهانيّ الجرواءانيّ الحافظ [2] .
رحل وسمع: مسلم بن إبراهيم، وعَمْرو بن حَكّام، وأبا عمر الحَوْضيّ، وسليمان بن حرب، وخلقا.
وعنه: محمد بن أحمد الزُّهْريّ، وأبو عبد الرحمن المقرئ الأصبهانيان [3] .
201- سعيد بن يحيى بن الأزهر [4]- م. ق. - أبو عثمان الواسطيّ.
سمع: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وجماعة.
وعنه: م. ق. وأبو خُبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني، وغيرهم.
توفي سنة أربع وأربعين [5] .
ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد [6] .
202- سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان [7]- ع. إلّا ق. -
__________
[1] المعجم المشتمل 129.
[2] انظر عن (سعيد بن وهب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 328 وفيه «الجرواءانيّ» ، وكنّاه: أبا عمرو.
[3] وصفه أبو نعيم بأنه: أحد الحفّاظ.
[4] انظر عن (سعيد بن يحيى) في:
تاريخ واسط لبحشل 41، 70، 73، 86، 87، 110، 116، 148، 150، 167، 181، 230، والجرح والتعديل 4/ 75 رقم 315، والثقات لابن حبّان 8/ 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 175، والمعجم المشتمل 130 رقم 378، وتهذيب الكمال 11/ 102- 104 رقم 2376، والكاشف 1/ 297 رقم 1992، وتهذيب التهذيب 4/ 97 رقم 163، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 278، وخلاصة تذهيب التهذيب.
[5] المعجم المشتمل 130، وفي الثقات لابن حبّان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
[6] فقال: ثقة من ثقات الواسطيين. (الجرح والتعديل 4/ 75) .
[7] انظر عن (سعيد بن يحيى الأموي) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 521 رقم 1745، والتاريخ الصغير، له 237، والمعرفة والتاريخ

(18/281)


أبو عثمان الأمويّ البغداديّ.
سمع: أباه، وأعمامه عبدَا ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك بن المبارك، وعبد الله بن إدريس.
وعنه: الستة سوى ق.، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق.
وثقة النسائي [1] ، وغيره [2] .
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين [3] .
203- سعيد بن يعقوب [4]- د. ت. ن. - أبو بكر الطّالقانيّ.
__________
[ () ] للفسوي 1/ 182، 184 و 2/ 30، 31، 477، 799، 803 و 3/ 133، وتاريخ الطبري 1/ 246 و 2/ 158، 364 و 3/ 27، 68، 162، 194، والجرح والتعديل 4/ 74 رقم 314، والثقات لابن حبّان 8/ 270، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 297 رقم 410، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 251 رقم 540، وتاريخ بغداد 9/ 90، 91 رقم 4670، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 171 رقم 246، والمعجم المشتمل لابن عساكر 130 رقم 379، والتبيين في أسماء القرشيين 39، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 104- 106 رقم 2377، والكاشف 1/ 298 رقم 1993، والمعين في طبقات المحدّثين 85 رقم 930، وتهذيب التهذيب 4/ 97، 98 رقم 164، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 278، وخلاصة تذهيب التهذيب 144.
[1] المعجم المشتمل 130، تاريخ بغداد.
[2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
وسئل عنه أبو حاتم، فقال: صدوق. (الجرح والتعديل) .
وقال علي بن المديني: جماعة من الأولاد أثبت عندنا من آبائهم، منهم عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهذا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أثبت من أبيه.
وقال صالح بن محمد وقد سئل عن سعيد بن يحيى: صدوق إلّا أنه كان يغلط. (تاريخ بغداد) .
[3] التاريخ الصغير، الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (سعيد بن يعقوب) في:
التاريخ الكبير 3/ 478، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 372، والجرح والتعديل 4/ 75 رقم 320، والثقات لابن حبّان 8/ 270، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 328، وتاريخ بغداد 9/ 89، 90 رقم 4669، والأنساب لابن السمعاني 8/ 177، والمعجم المشتمل لابن عساكر 130 رقم 380، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 160، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 122- 124 رقم 2386، وتذكرة الحفاظ 2/ 460، والكاشف 1/ 299 رقم 2002، وتهذيب التهذيب 4/ 103 رقم 172، وتقريب التهذيب 1/ 309 رقم 288، وخلاصة تذهيب التهذيب 144.

(18/282)


عن: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّحّان، وإسماعيل بن عيّاش، وطائفة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
توفي سنة أربع وأربعين [2] .
وكان يحفظ ويذاكر الأئمة [3] .
204- سفيان بن زياد الرصافي المخرمي [4] .
عن: عيسى بن يونس.
وعنه: عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما.
وثقة الخطيب.
205- سفيان بن محمد المصّيصيّ [5] .
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 75.
[2] التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعجم المشتمل 130، وتاريخ بغداد 9/ 90، ووقع في «الثقات» لابن حبّان أنه مات سنة أربعين ومائتين. (8/ 270) .
[3] قال أبو بكر الأثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره بالحديث. (تاريخ بغداد 9/ 89) .
وقال النسائي: ثقة. (تاريخ بغداد 9/ 90، المعجم المشتمل 130) .
[4] انظر عن (سفيان بن زياد) في:
تاريخ بغداد 9/ 184، 185 رقم 4765، والأنساب لابن السمعاني 6/ 132، والمعجم المشتمل لابن عساكر 131 رقم 381، واللباب لابن الأثير 2/ 29، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 149- 153 رقم 2405 (ذكره للتمييز) ، وميزان الاعتدال 2/ 168 رقم 3313، وتهذيب التهذيب 4/ 111 رقم 198، وتقريب التهذيب 1/ 311 رقم 310، وخلاصة تذهيب التهذيب 145.
[5] انظر عن (سفيان بن محمد المصّيصي) في:
الجرح والتعديل 4/ 230 رقم 7990 والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 358، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1255، 1256، وتاريخ بغداد 9/ 185، 186 رقم 4766، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 4 رقم 1450، والمغني في الضعفاء 1/ 269 رقم 2487، وميزان الاعتدال 2/ 172 رقم 3329، والكشف الحثيث 195، 196 رقم 316، ولسان الميزان 3/ 54، 55 رقم 210.

(18/283)


عن: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة.
وعنه: الحسين بن فهم، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وآخرون.
قال الدّار الدارقطني: لا شيء [1] .
وقال أبو حاتم [2] : كتبتُ عنه، وهو ضعيف لا أُحَدِّثُ عنه.
وقال ابن عدّي [3] : يسرق الحديث.
206- سُفْيَانُ بن وكيع بن الجرّاح [4]- ت. ق. - أبو محمد الرّؤاسيّ الكوفيّ.
يروي عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد السّلام بن حرب، وحفص بن غِياث، وخلْق كثير.
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو عليّ أحمد بن محمد الباشانيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 186.
[2] الجرح والتعديل 4/ 231.
[3] في الكامل في ضعفاء الرجال.
[4] انظر عن (سفيان بن وكيع) في:
العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1510، والعلل لأحمد 1/ 72، 73، 227، 233، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ، رقم 404، وسؤالات الآجري لأبي داود 3 رقم 95، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 182، 518 و 3/ 264، وأخبار القضاة لوكيع/ 3/ 117، وتاريخ الطبري 1/ 12، 37، 40، 59، 97، 112، 134، 136، 143، 144، 149، 158، 167، 188، 282، 290، 294، 295، 329، 332، 334، 337- 349، 352، 353، 355، 359، 360، 399، 400، 444- 446 و 2/ 325، 400، 447، 507، 526، 575، 583، 587، 592، 636، 649 و 3/ 136، 197، 421، والجرح والتعديل 4/ 231، 232 رقم 991، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 359، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1253، 1254، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 156 رقم 478، وتاريخ جرجان للسهمي 302، والأنساب لابن السمعاني 6/ 174، 175، والمعجم المشتمل لابن عساكر 131 رقم 382، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 4 رقم 1452، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 170 رقم 227، وتهذيب الكمال للمزّي 11/ 200- 203 رقم 2418، والعبر 2/ 186، وميزان الاعتدال 2/ 173 رقم 3334، والمغني في الضعفاء 1/ 269 رقم 2489، وسير أعلام النبلاء 12/ 152، 153 رقم 54، والكاشف 1/ 302 رقم 2024، وتهذيب التهذيب 4/ 123، 124 رقم 210، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 323، وخلاصة تذهيب التهذيب 146.

(18/284)


قال البخاري [1] : يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.
وقال أبو زرعة: لا يُشتغل به. كان يُتَّهم [2] .
وقال ابن أبي حاتم [3] : أشار عليه أَبِي أن يُغّير ورّاقه فإنه أفسدَ حديثه، وقال له: لا تُحَدَّث إلا مِن أصولك.
فقال: سأفعل.
ثُمَّ تمادى وحدَّث بأحاديث أُدْخِلت عليه [4] .
__________
[1] في تاريخه الصغير 236.
[2] في الجرح والتعديل (4/ 231) قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ، فقال: لا يشتغل به.
قيل له: كان يكذب؟ قال: كان أبوه رجلا صالحا. قيل له: كان يتّهم بالكذب؟ قال: نعم» .
[3] في الجرح والتعديل: قال ابن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: جاءني جماعة من مشيخة الكوفة فقالوا: بلغنا أنك تختلف إلى مشايخ الكوفة تكتب عنهم وتركت سفيان بن وكيع، أما كنت ترعى له في أبيه؟ فقلت لهم: أني أوجب له وأحب أن تجري أموره على الستر وله ورّاق قد أفسد حديثه. قالوا: فنحن نقول له أن يبعد الورّاق عن نفسه، فوعدتهم أن أجيئه، فأتيته مع جماعة من أهل الحديث وقلت له: إنّ حقّك واجب علينا في شيخك وفي نفسك، فلو صنت نفسك وكنت تقتصر على كتب أبيك لكانت الرحلة إليك في ذلك، فكيف وقد سمعت؟ فقال: ما الّذي ينقم عليّ؟ فقلت: قد أدخل ورّاقك في حديثك ما ليس من حديثك. فقال: فكيف السبيل في ذلك؟
قلت: ترمي بالمخرّجات وتقتصر على الأصول، ولا تقرأ إلّا من أصولك، وتنحّي هذا الورّاق عن نفسك، وتدعو بابن كرامة وتولّيه أصولك، فإنّه يوثق به. فقال: مقبول منك. وبلغني أنّ ورّاقه كان قد أدخلوه بيتا يتسمّع علينا الحديث، فما فعل شيئا مما قاله، فبطل الشيخ، وكان يحدّث بتلك الأحاديث التي قد أدخلت بين حديثه، وقد سرق من حديث المحدّثين» .
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: «ليّن» . (الجرح والتعديل 4/ 231، 232) .
[4] وقال ابن حبّان: كان شيخا فاضلا صدوقا إلا أنه ابتلي بورّاق سوء كان يدخل عليه الحديث، وكان يثق به فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحقّ الترك. وكان ابن خزيمة يروي عنه، وسمعته يقول: ثنا بعض من أمسكنا عن ذكره، وهو من الضرب الّذي ذكرته مرارا، أن لو خرّ من السماء فتخطّفه الطير أحبّ إليه من أن يكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنهم أفسدوه، وما كان ابن خزيمة يحدّث عنه إلّا بالحرف بعد الحرف، وما سمعت منه عن سفيان بن وكيع إلا حديثا لأشعث بن عبد الملك فقط.
(المجروحون 1/ 359) .
وقال ابن عديّ: يتكلمون فيه لأشياء لقّنوه.
وقال بكر بن مقبل: سمعت أبا زرعة الرازيّ يقول: ثلاثة ليست لهم محاباة عندنا، فذكر منهم سفيان بن وكيع.
وقال ابن عديّ: وأخبرني بعض أصحابنا أنّ أبا عبد الرحمن النسائي انتقى على إسحاق بن

(18/285)


تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين في ربيع الآخر [1] .
207- سَلَمَةُ بن الخليل.
أبو عَمْرو الكَلاعيّ الحمصيّ.
وعنه: ابن جَوْصا، والعبّاس بن الخليل الطّائي.
ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمتُ فيه ضعفا.
208- سلمة بن شبيب [2]- م. ع. -
__________
[ () ] إبراهيم بن يونس المنجنيقي مسندة، وكان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء وكان يذهب إلى منزل النسائي حتى سمع النسائي ما انتقاه عليه حسبة في ذلك وكان شيخا صالحا، فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب لا تحدّث عن سفيان بن وكيع، فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرحمن لنفسك من شئت تحدّث عنهم، وأنا كل من كتب عنه فإنّي أحدّث عنه. (الكامل 3/ 1253) .
وقد ذكره أبو زرعة الرازيّ في ضعفائه، رقم 404، بينما ذكره ابن شاهين في الثقات 156 رقم 478، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين 2/ 4 رقم 1452.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت سفيان بن وكيع يقول: أحفظ عن أبي عبد الله مسألة منذ نحو من أربعين سنة. سئل عن الطلاق قبل النكاح، فقال: يروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وعن عليّ، وعن ابن عباس، وعلي بن حسين، وسعيد بن المسيّب، ونيّف وعشرين من التابعين. لم يروا به.
بأسا.
فسألت أبي عن ذلك، وأخبرته بقول سفيان، فقال: صدق. كذا قلت. (طبقات الحنابلة 1/ 170 رقم 227) .
[1] التاريخ الصغير 236، المجروحون لابن حبّان، المعجم المشتمل لابن عساكر.
[2] انظر عن (سلمة بن شبيب) في:
العلل لأحمد 1/ 233، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 85 رقم 2054 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير، له 326، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 564، 565، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 65، والجرح والتعديل 4/ 164 رقم 722، والثقات لابن حبّان 8/ 287، 288، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 278 رقم 600، وذكر أخبار أصبهان 1/ 336، والسابق واللاحق 60، وتاريخ جرجان للسهمي 73، 84، 415، 435، 450، 542، 545، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192 رقم 721، وطبقات الحنابلة 1/ 168- 170 رقم 225، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 230، والمعجم المشتمل 132 رقم 385، ومعجم البلدان 2/ 128 و 3/ 426، 829، وتهذيب الكمال 11/ 284- 287 رقم 2455، والكاشف 1/ 306 رقم 2053، وسير أعلام النبلاء 12/ 256- 258 رقم 97، وتذكرة الحفاظ 2/ 543، 544، والعبر 2/ 187، 207، والوافي بالوفيات 15/ 320، 321 رقم 450، والعقد الثمين 4/ 598، وتهذيب التهذيب 4/ 146، 147 رقم 252، وتقريب التهذيب 1/ 316 رقم 365، وخلاصة تذهيب التهذيب 148، وشذرات الذهب 2/ 116.

(18/286)


الحافظ أبو عبد الرحمن الحَجريّ المِسْمَعيّ النَّيْسابوريّ. نزيل مكّة، رحّال جوّال.
سمع: زيد بن الحُبَاب، ويزيد بن هارون، وعبد الرّزّاق، ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا داود الطَّيالِسيّ، وحفص بن عبد الرحمن النَّيْسابوريّ، وحَجَّاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصيّ، وخلْقا.
وعنه: السّتّة إلا البخاريّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعليّ بن أحمد علان المصريّ، وحاتم بن محبوب الهَرَويّ، والحسن بن محمد بن دكّة الأصبهانيّ، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وخلْق. ومِن القدماء:
أحمد بن حنبل أحد شيوخه.
قال النَّسائيّ: ليس به بأس [1] .
قال أبو نعيم [2] : قدِم إصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدَّث بها.
وعن: سَلَمة بْن شبيب قال: بعْت داري بنَيسابور، وأردتُ التَّحوّل إلى مكّة بعيالي، فقلت أُصلّي أربع رَكعات وأودّع عُمّار الدّار. فصلّيت وقلت: يا عُمّار الدّار سلام عليكم، فإنّا خارجون إلى مكّة نجاور بها.
فسمعتُ هاتفا يقول: وعليكم السّلام يا سَلَمَةَ، ونحن خارجون من هذه الدّار، فإنّه بَلَغَنَا أنّ الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق.
وذكر ابن أبي دَاوُد أنّ سَلَمَةَ تُوُفّي من أكلة فالُوذَج.
تُوُفّي سَلَمَةُ بن شبيب في رمضان سنة سبْعٍ وأربعين [3] .
قال ابن يونس.
وذكر أنّه قدِم مصر سنة ستٍّ وأربعين فحدّث بها [4] ، رحمه الله.
__________
[1] تهذيب الكمال 11/ 286 وفيه: «ما علمنا به بأسا» .
[2] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 336.
[3] التاريخ الصغير، الثقات لابن حبّان. وقيل: مات سنة ست وأربعين، وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .
[4] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «كان مستملي المقرئ» .

(18/287)


209- سليمان بن أبي شيخ [1] .
أبو أيّوب الواسطيّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن إدريس.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بن خَيْثَمَة، وجماعة.
وثّقة أبو داود [2] . وكان إخباريا نسّابة [3] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [4] .
210- سليمان بن عُبَيْد الله بن عَمْرو الغَيْلانيّ [5]- م. ن. - أبو أيّوب البصريّ.
سمع: بَهْز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وأبا عامر العَقَديّ، وجماعة.
وعنه: م. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
توفّي سنة ستّ وأربعين [6] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أبي شيخ) في:
عيون الأخبار 2/ 211، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 34، 63، 168، 169، 408، 412 و 3/ انظر فهرس الأعلام 351، 352، وتاريخ الطبري 7/ 636، 637 و 7/ 186، 271- 273، والثقات 8/ 274، وتاريخ بغداد 9/ 50، 51 رقم 4630، والهفوات النادرة 52، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 164، 166، ونشوار المحاضرة، له 6/ 36، 62، 190 و 7/ 35، 40.
[2] تاريخ بغداد 9/ 51.
[3] ذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» وقَالَ: صاحب أخبار وحكايات.
وقال الخطيب: وكان عالما بالنسب، والتواريخ، وأيام الناس وأخبارهم. وكان صدوقا. (تاريخ بغداد 9/ 50) .
[4] وكان عمره خمسا وتسعين سنة، حيث ولد سنة إحدى وخمسين ومائة. (تاريخ بغداد 9/ 50) .
[5] انظر عن (سليمان بن عبيد الله) في:
الجرح والتعديل 4/ 127، 128 رقم 553، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 271 رقم 582، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 185 رقم 691، والأنساب لابن السمعاني 9/ 205، والمعجم المشتمل 136 رقم 402، واللباب لابن الأثير 2/ 398، وتهذيب الكمال للمزّي 12/ 35 رقم 2546، وميزان الاعتدال 2/ 214 رقم 3489، والكاشف 1/ 317 رقم 2134، وتهذيب التهذيب 4/ 209 رقم 356، وتقريب التهذيب 1/ 328 رقم 469، وخلاصة تذهيب التهذيب 153.
[6] وثّقه النسائي. (المعجم المشتمل) .

(18/288)


211- سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع [1] .
أبو أيّوب المخرميّ مولاهم الرَّقّيّ.
سمع: ابن عُلَيّة، ويحيى بن سعيد الأُمويّ، وطبقتهما.
روى عنه: أبو عروبة، وطبقته.
قال ابن أبي حاتم [2] فيه: العامريّ. روى عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن سَلَمَةَ، ومَخْلَد بن الحسين. كتب عنه أبي بالرقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمر، ويقال أبو أيوب.
ورخه أبو عروبة سنة تسع وأربعين [3] .
212- سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الأصبهانيّ [4] .
عن: النعمان بن عبد السلام.
وعنه: ابنه أحمد.
شيخ لأبي أحمد العسال.
توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
213- سهل بن صالح [5]- د. ن. - أبو سعيد الأنطاكيّ البزّاز [6] .
__________
[ () ] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[1] انظر عن (سليمان بن عمر) في:
الجرح والتعديل 4/ 131 رقم 570، والثقات لابن حبّان 8/ 280.
[2] في الجرح والتعديل.
[3] الثقات لابن حبّان.
[4] انظر عن (سليمان بن يوسف) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 334.
[5] انظر عن (سهل بن صالح) في:
سؤالات الآجرّي لأبي داود 3 رقم 135، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 428، والجرح والتعديل 4/ 199 رقم 861، والثقات لابن حبّان 8/ 292، والمعجم المشتمل لابن عساكر 138 رقم 413، وتهذيب الكمال للمزّي 12/ 190- 192 رقم 2613، والكاشف 1/ 325 رقم 2193، وتهذيب التهذيب 4/ 253 رقم 432، وتقريب التهذيب 1/ 336 رقم 557، وخلاصة تذهيب التهذيب 157.
[6] هكذا بالمعجمتين في الأصل، والجرح والتعديل، والمعجم المشتمل، والتهذيب، والتقريب،

(18/289)


عن: أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضّرير، وغيرهما.
وعنه: د. ن. وابن جَوْصا، وإبراهيم بن متويه الأصبهانيّ، وأبو حاتم وقال: ثقة [1] ، والحَسَن بن أحمد بن فِيل، وجماعة [2] .
214- سَوّارُ بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة [3]- د. ت. ن. - أبو عبد الله التّميميّ العنبريّ البصريّ قاضي الرّصافة ببغداد.
وهو مِن بيت العلم والقضاء.
سمع: عبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان،
__________
[ () ] والخلاصة.
وقد أثبته الدكتور بشّار «البزار» بالراء المهملة في: تهذيب الكمال. فليراجع.
[1] الجرح والتعديل 4/ 199.
[2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
[3] انظر عن (سوّار بن عبد الله) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 260، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، وعمل اليوم والليلة للنسائي 237 رقم 218، والمعارف لابن قتيبة 590، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 113، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 610، 611، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 91، 200، 226، 230، 257، 258، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 87، 161 و 3/ 278، 279، 280، 326، وتاريخ الطبري 9/ 189، 213، والجرح التعديل 4/ 271 رقم 1174، والثقات لابن حبّان 8/ 302، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والعقد الفريد 1/ 243 و 3/ 417، 442، 454 و 4/ 149 و 6/ 372، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 55، وتاريخ بغداد 9/ 210- 212 رقم 4788، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 209، وطبقات الفقهاء للشيرازي 65، 91، والإكمال لابن ماكولا 6/ 297، والأنساب لابن السمعاني 6/ 131 و 9/ 69، 70، والمعجم المشتمل لابن عساكر 137 رقم 407، واللباب 2/ 360، 361، والكامل في التاريخ 7/ 92، وتهذيب الكمال للمزّي 12/ 238- 240 رقم 2638، وسير أعلام النبلاء 11/ 543- 545 رقم 160، والعبر 1/ 248، 444، والوافي بالوفيات 16/ 37، 38 رقم 49، وتهذيب التهذيب 4/ 268، 269 رقم 463، وتقريب التهذيب 1/ 339 رقم 591، ولسان الميزان 3/ 126، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وخلاصة تذهيب التهذيب 159، وشذرات الذهب 2/ 108.
وقد أضاف الدكتور بشّار عوّاد معروف كتاب: «طبقات خليفة» ، و «الكنى والأسماء» لمسلم، و «تاريخ الثقات» للعجلي، إلى مصادر الترجمة في تحقيقه لتهذيب الكمال 12/ 238 حاشية (2) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد وهم الدكتور بشّار في ذلك، فالمذكور في «طبقات خليفة» (ص 221) هو: سوار بن عبد الله بن قدامة المتوفى سنة 156 هـ. وهو جدّ المترجم له. وكذلك المذكور في: الكنى والأسماء لمسلم، وتاريخ الثقات للعجلي.

(18/290)


وبِشْر بن المفضّل، ويحيى القطّان.
وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة.
قال النَّسائيّ [1] : ثقة [2] .
قلت: كان ظريفا مطبوعا شاعرا محسنا.
قال إسماعيل القاضي: دخل سوّار القاضي على محمد بْن طاهر فقال:
أيّها الأمير إنّي جئتُ فِي حاجةٍ رفعتها إلى اللَّه قبل رفعها إليك. فإنْ قضيتَها حمدنا اللَّه وشكرناك، وإن لم تقضِها حمدنا اللَّه وعَذَرْناك. فقضى جميع حوائجه [3] .
قال أحمد بْن المعدِّل: كان سوّار بْن عبد الله القاضي قد خامَرَ قَلْبه شيءٌ من الوجد فقال:
سلبتِ عظامي مُخّها [4] فتركتها ... عواري فِي أجلادها تتكسّرُ [5]
وأخليتِ منها مُخّها فكأنّها [6] ... قوارير فِي أجوافها الريح تصفُرُ
خذي بيدي ثُمَّ اكشفي الثّوب تنظري [7] ... بِلى جسدي لكنّني أتستّرُ [8]
مات سنة خمسٍ وأربعين [9] بعد أن عمِيّ، وكان فقيها فصيحا مُفَوَّها، وافر اللّحْية. وقع لي حديثه بعُلُو من رواية المخلّص، عن ابن صاعد، عنه.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 212.
[2] وفي المعجم المشتمل لابن عساكر في: لا بأس به.
[3] تاريخ بغداد 9/ 210.
[4] في تاريخ بغداد: «لحمها» .
[5] في تاريخ بغداد: «عواري ممّا نالها تتكسّر» .
[6] في تاريخ بغداد: «فتركتها» .
[7] في تاريخ بغداد: «خذي بيدي ثم ارفعي الثوب تنظري» .
[8] في تاريخ بغداد 9/ 211 بزيادة بيت قبل الأخير:
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت ... مفاصلها خوفا لما تتنظّر
[9] التاريخ الصغير 236، الثقات 8/ 302.

(18/291)


- حرف الشين-
215- شُجاع [1] .
فتاةُ [2] المعتصم وأمّ المتوكّل. كانت لها الحُرْمة الوافرة في دولة ابنها.
وكانت دَيِّنة كثيرة الصّدقات والمعروف إلى الغاية.
وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار.
تُوُفّيت سنة ستٍّ وأربعين، وقيل: سنة سبْعٍ.
216- شُعَيْب بن سهل [3] .
أبو صالح الرّازيّ القاضي شعبويه.
__________
[1] انظر عن (شجاع أمّ المتوكل) في:
المحبّر 43، 44، والمعارف لابن قتيبة 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 484، وتاريخ الطبري 9/ 185، ولطف التدبير للإسكافي 85، 86، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 116، والهفوات النادرة 263، وتاريخ حلب للعظيميّ 256، 259، ومروج الذهب 2872، 2951، 3651، والكامل في التاريخ 7/ 103، ووفيات الأعيان 1/ 350، والوافي بالوفيات 16/ 119 رقم 132، وجمهرة أنساب العرب 24، ورسالة في أمّهات الخلفاء لابن حزم (ضمن رسائل ابن حزم- نشرها د. إحسان عباس) 2/ 121، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 145، والمستطرف للأبشيهي 35، والنجوم الزاهرة 2/ 323، وتاريخ الخلفاء 373، 380، وشذرات الذهب 2/ 117.
[2] في الأصل «فتات» .
[3] انظر عن (شعيب بن سهل) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 277، 326، وتاريخ الطبري 9/ 56، والجرح والتعديل 4/ 346، 347 رقم 1514، وتاريخ بغداد 9/ 243، 244 رقم 4816، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2778، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 324، وميزان الاعتدال 2/ 276، والوافي بالوفيات 16/ 162 رقم 189، ولسان الميزان 3/ 147، 148 رقم 527.

(18/292)


ولاه أحمد بن أبي دُؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الْجَهْميّة وفُضَلائهم.
وكان قد كتب على باب مسجده القول بخلْق القرآن، فوثب قومٌ من ذُعّار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه، فهربَ، وذلك في سنة سبْعٍ وعشرين.
وعاش إلى سنة ستٍّ وأربعين.
روى عن الصّبّاح بن مُحَارب.
وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جَهْم [1] .
رواها حرب، عنه.
217- شيبة بن الوليد بن سعيد.
أبو محمد العثّمانيّ الدّمشقيّ.
عن: أبيه، وجدّه لأمّه عبد الرحمن بن عليّ بن العَجْلان، وعمّه خالد.
وعنه: أبو داود السّجْزيّ، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، وأحمد بن المعلّى القاضي.
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 347.

(18/293)


- حرف الصاد-
218- صالح بن حرب [1] .
أبو مَعْمَر.
حدَّث ببغداد عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي خبزة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو يعلى، وأبو العباس السراج.
وهو صدوق [2] .
219- صالح بن مسمار السلمي المروزي [3]- م. ت. - عن: شُعَيب بن حرب، ومُعَاذ بن هشام، ووَكِيع، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن أبي فُدَيْك، ومَعْن بن عيسى، وجماعة.
وعنه: م. ت.، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خُزَيْمَة، وابن جرير الطبري، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (صالح بن حرب) في:
تاريخ الطبريّ 1/ 125، والثقات لابن حبّان 8/ 318، وتاريخ بغداد 9/ 316، 317 رقم 4853، وتاريخ جرجان للسهمي 330، ولسان الميزان 3/ 168 رقم 679 وفيه: كنيته أبو محمد.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات» .
[3] انظر عن (صالح بن مسمار) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 420، والجرح والتعديل 4/ 415 رقم 1824، والثقات لابن حبّان 8/ 318، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 316 رقم 688، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 223 رقم 825، والأنساب لابن السمعاني 11/ 117، والمعجم المشتمل لابن عساكر 143 رقم 432، وتهذيب الكمال للمزّي 13/ 91، 92 رقم 2838، والكاشف 2/ 22 رقم 2384، وتهذيب التهذيب 4/ 403 رقم 686، وتقريب التهذيب 1/ 363 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 172.

(18/294)


توفي بكشميهن [1] في رمضان سنة ست وأربعين [2] .
220- صالح بن عديّ [3]- ن. - أبو الهيثم النّميريّ البصريّ الذّارع.
عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، والسّميدع بن راهب.
وعنه: ن.، وأبو حاتم، وعمر بن بُجَيْر، ومحمد بن جرير، وآخرون.
قال أبو حاتم [4] : صدوق [5] .
221- صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطّان [6]- ق. - أخو أحمد بن محمد.
عن: عثمان بن عمر بن فارس، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وعنه: ق.، وأبو داود السِّجِسْتانيّ في حديث مالك تأليفه، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وآخرون.
222- صُهَيْب بن عاصم [7] .
أبو محمد القيسيّ الكرمينيّ.
__________
[1] كشميهن: بالضم ثم السكون، وفتح الميم، وياء ساكنة، وهاء مفتوحة، ونون. قرية كانت عظيمة من قرى مرو على طرف البرّية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل جيحون (معجم البلدان 4/ 463) .
[2] الأنساب 11/ 117، وفي ثقات ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.
[3] انظر عن (صالح بن عديّ) في:
الجرح والتعديل 4/ 409 رقم 1803، والمعجم المشتمل 143 رقم 431، وتهذيب الكمال 13/ 72 رقم 2829، والكاشف 2/ 21 رقم 2376، وتهذيب التهذيب 4/ 397 رقم 677، وتقريب التهذيب 1/ 362 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 171.
[4] الجرح والتعديل 4/ 409.
[5] وقال النسائي: صالح. (المعجم المشتمل) .
[6] انظر عن (صالح بن محمد بن يحيى) في:
الكاشف 2/ 22 رقم 2382، وتهذيب التهذيب 4/ 402 رقم 684، وتقريب التهذيب 1/ 362 رقم 50.
[7] انظر عن (صهيب بن عاصم) في:
الأنساب لابن السمعاني 10/ 407، 408.

(18/295)


عن: الفُضَيْل بن عِياض، وابن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وطبقتهم.
وعنه: عامر بن المنتجع، وسيف بن حفص، والطّيّب بن محمد الإستيخنيّ.
ورّخه ابن ماكولا.

(18/296)


- حرف الضاد-
223- الضَّحَاك بن حَجْوة المَنْبِجِيّ [1] .
تالِف.
عن: ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطّنافسيّ، وجماعة.
وعنه: عمر بن سنان، وصالح بن أَصبَغ المَنْبِجِيّان.
قال ابن عديّ [2] : منكر الحديث.
وقال الدّار الدّارقطنيّ [3] : كان يضع الحديث [4] .
__________
[1] انظر عن (الضحّاك بن حجوة) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 379، 380، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1418، 1419، والإكمال لابن ماكولا 2/ 394، وانظر: الحاشية رقم (4) ، والأنساب لابن السمعاني 11/ 486، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 59 رقم 1710، والمغني في الضعفاء 1/ 311 رقم 2904، وميزان الاعتدال 2/ 223، والكشف الحثيث 213 رقم 349، ولم يذكره ابن حجر في: لسان الميزان؟
[2] في الكامل 4/ 1418: «منكر الحديث عن الثقات» . وقال أيضا: «والضحاك بن حجوة هذا كل رواياته مناكير إمّا متنا أو إسنادا» .
[3] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 59.
[4] وقال ابن حبّان: «يروي عن ابن عيينة وأهل بلده العجائب، أخبرنا عنه عمر بن سعيد بن سنان بنسخة مقلوبة يطول ذكرها، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلّا للمعرفة فقط» .
(المجروحون 1/ 379) .

(18/297)


- حرف الطّاء-
224- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن الخُزاعيّ المُصْعَبيّ [1] .
أمير خُراسان وابن أميرها.
حدَّث عن: سليمان بن حرب.
روى عنه: قَطَن بن إبراهيم، وغيره.
ولي الأمر بعد أبيه سنة ثلاثين ومائتين مِن قِبل الواثق.
ومات في رجب سنة ثمانٍ وأربعين. فولي خُراسان ولده محمد بن طاهر بعده.
225- الطَّيّب بن إسماعيل [2] .
أبو حَمْدون الذُّهْليّ البغداديّ اللّؤلؤيّ المقري العابد [3] .
__________
[1] انظر عن (طاهر بن عبد الله المصعبي) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 480، 494، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 203، 204، وتاريخ الطبري 9/ 131، 184، 258، ومقاتل الطالبيين 671، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 122، 123، والهفوات النادرة للصابي 43، وخاص الخاص للثعالبي 127، وثمار القلوب، له 590، 591، والعيون والحدائق 3/ 529، 563، وتاريخ حلب للعظيميّ 254، 259، وبدائع البدائه لابن ظافر 361، وتاريخ سنّي ملوك الأرض 169، والكامل في التاريخ 7/ 14، 15، 64، 118، 165، 279، ووفيات الأعيان 3/ 355 و 6/ 403، والروض المعطار للحميري 384، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 446، ودول الإسلام 1/ 149، ومرآة الجنان 2/ 155، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، والوافي بالوفيات 16/ 404 رقم 436، والديارات للشابشتي 141 (طبعة ثانية) ، وشذرات الذهب 2/ 117، ومآثر الإنافة 1/ 239، 243.
[2] انظر عن (الطيب بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 9/ 360- 362 رقم 4927، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 179 رقم 243، ووفيات الأعيان 6/ 183، 184، ومعرفة القراء الكبار 1/ 211، 212 رقم 106، وغاية النهاية 1/ 343، 344 رقم 1489، والوافي بالوفيات 16/ 510 رقم 558.
[3] قال الخطيب: ويعرف بأبي حمدون الفصّاص، واللآل، والثقّاب.

(18/298)


كان كبير الشأن كثير الورع. إماما في القراءة والتجويد.
روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضْرميّ، ويحيى بن آدم.
وقرأ على: إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي.
وروى عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وغير واحد.
روى عنه: إسحاق بن سُنَيْن الخُتُّليّ، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد القَسْريّ.
وقرأ عليه: أبو عليّ الحَسَن بن الحسين الصَّوّاف المقرئ، والخضر بن الهيثم الطُّوسيّ، والقاسم بن زكريّا المطرّز، وعبد الله بن الهيثم البلْخيّ، والحسين بن شيرك الآدميّ شيخ المطّوّعيّ.
نقل الخطيب في تاريخه [1] أنّ أَبَا حمدون رحمه اللَّه كان له صحيفة فيها أسماء ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كلّ ليلة ويسمّيهم. فنام عَنْهُمْ ليلةً، فقيل له فِي النوم: يا أَبَا حمدون لم تُسْرِج مصابيحك. قال: فقعد ودعا لهم.
وبَلَغَنَا أنّه كان يلتقط الأشياء المنبوذة، فيتقّوت بها [2] ، رحمه الله.
__________
[1] ج 9/ 361، 362.
[2] تاريخ بغداد 9/ 362.

(18/299)


- حرف العين-
226- عامر بن أسيد بن واضح [1] .
أبو عمر الأصبهانيّ الواضحيّ.
عن: معتمر بن سليمان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سعيد القطّان، وجماعة.
وعنه: أحمد بن محمود بن صَبِيح، والحسين بن إسحاق الخلال الأصبهانيان.
227- عامر بن سيّار [2] .
عن: سليمان بن أرقم، وسوّار بن مُصَعْب، وعبد الحميد بن بِهْرام، ومحمد بن عبد الملك المدنيّ الطويل، وغيرهم.
وعنه: حازم بن يحيى الحُلْوانيّ، وعمر بن الحسن الحلبيّ شيخ لأبي المظفَّر.
قال أبو حاتم [3] : هو مجهول.
وقال الخطيب أبو بكر [4] : بلغني أنّه تُوُفّي نحو سنة أربعين، (أو بعد ذلك) [5] .
__________
[1] انظر عن (عامر بن أسيد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 38، والأنساب لابن السمعاني 12/ 207، واللباب لابن الأثير 3/ 348، 349.
[2] انظر عن (عامر بن سيّار) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والجرح والتعديل 6/ 322 رقم 1799، والسابق واللاحق 214 رقم 77، والمعجم المشتمل 2/ 71، رقم 1763، وميزان الاعتدال 2/ 359 رقم 4077، والمغني في الضعفاء 1/ 323 رقم 3003، ولسان الميزان 3/ 223 رقم 999.
[3] الجرح والتعديل 6/ 322.
[4] في السابق واللاحق 214.
[5] ما بين القوسين لم يرد في: السابق واللاحق.

(18/300)


قلت: وروى عنه بَقِيّ بن مَخْلَد.
228- عامر بن عمر [1] .
أبو الفتح المَوْصِليّ المقرئ. الملَّقب بأوقيّة.
كان فصيحا مجوِّدا لكتاب الله.
قرأ على: يحيى بن المبارك اليَزِيديّ.
وسمع من: وَكِيع، وأبي أسامة، وغيرهما.
وتصدَّر للإقراء، فتلا عليه جماعة منهم: أحمد بن سمعَوَيْه، وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السّرّاج، وموسى بن جُمْهُور.
وروى عنه بعض الشيوخ قليلا مِن الحديث.
تُوُفّي سنة خمسين، وقد أخذ القراءة أيضا عن العبّاس بن الفضل بالمَوْصِل.
229- عبّاد بن زياد الأَسَديّ السّاجيّ [2] .
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعَمْرو بن أبي المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرّازيّ.
وعنه: أبو بكر البزّار في «مُسْنَده» ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السِّجِسْتانيّ في جَمْعة حديث مالك، وابنه أبو بكر بن أبي داود فقال: صدوق أراه كان يُتَّهم بالقدر.
230- عبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ [3]- خ. ت. ق. -
__________
[1] انظر عن (عامر بن عمر) في:
وفيات الأعيان 6/ 183، ومعرفة القراء الكبار 1/ 220 رقم 119، وغاية النهاية 1/ 350، 351 رقم 1504، والوافي بالوفيات 16/ 590 رقم 633.
[2] انظر عن (عبّاد بن زياد) في:
تاريخ الطبري 5/ 168، 315، 317- 319، 321، 328، 472 و 6/ 499 و 7/ 239 و 8/ 100، وتهذيب التهذيب 5/ 94 رقم 156، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 186.
[3] انظر عن (عبّاد بن يعقوب) في:

(18/301)


أبو سعيد الأسديّ الكوفيّ.
أحد رءوس الشّيِعة.
روى عن: شَرِيك القاضي، وعَبّاد بن العوّام، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وإسماعيل بن عيَّاش، وعبد الله بن عبد القُدُّوس، والحسين بن زيد بن عليّ العلويّ، والوليد بن أبي ثور، وعليّ بن هاشم بن البُرَيْد، وطائفة.
وعنه: خ. حديثا واحدا قرنه بغيره وت. ق.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.
وروى عنه أبو حاتم [1] وقال: شيخ ثقة.
وقال الحاكم: كان ابن خُزَيْمة يقول: ثنا الثّقة فِي روايته، المتَّهم فِي دينه عَبّاد بن يعقوب.
وقال ابن عدي [2] : فيه غلو في التشيع. سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السَّلف.
__________
[ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 44 رقم 1645، وتاريخه الصغير 237، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 86 و 3/ 115، وتاريخ الطبري 1/ 189، والجرح والتعديل 6/ 88 رقم 447، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 172، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1653، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 863 رقم 1459، والفهرست للطوسي 119، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب 88، والسابق واللاحق للخطيب 237، وتاريخ جرجان للسهمي 213، 214، 329، 330، 514، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 333 رقم 1265، والأنساب لابن السمعاني 6/ 170، والمعجم المشتمل لابن عساكر 148 رقم 447، واللباب لابن الأثير 2/ 39، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 175- 179 رقم 3104، ومعجم البلدان 3/ 119، وسير أعلام النبلاء 11/ 536، 538 رقم 155، وميزان الاعتدال 2/ 379 رقم 4149، والعبر 1/ 456، وتذكرة الحفاظ 2/ 541، والمغني في الضعفاء 1/ 328 رقم 3058، والكاشف 2/ 57 رقم 2606، وشرح علل الترمذي لابن رجب 85، والبداية والنهاية 11/ 7، والكشف الحثيث 370، والوافي بالوفيات 16/ 614، 615 رقم 668، ومجمع الرجال لعناية الله القهبائي 3/ 245، وتهذيب التهذيب 5/ 109، 110 رقم 183، وتقريب التهذيب 1/ 394، 395 رقم 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، وشذرات الذهب 2/ 121.
[1] الجرح والتعديل 6/ 88 وليس فيه: «ثقة» .
[2] في الكامل 4/ 1653.

(18/302)


قال ابن عديّ [1] : وقد روى أحاديث أُنْكِرَتْ عليه فِي فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم.
وقال عليّ بْن محمد الحَسَنيّ، عن صالح جَزَرَة: كان ابن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ والزُّبَيْر الجنة قاتلا عليا بعد أنّ بايعاه.
وقال القاسم بْن زَكَرِيّا المطّرز: دخلتُ على عَبّاد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. قال: مَن حفر البحر؟ فقلت: اللَّه خلق البحر.
قال: هُوَ كذلك، ولكن من حَفَره؟
فقلت: يذكر الشَّيْخ.
فقال: حَفَره عليّ. فمن أجراه؟
فقلت: اللَّه.
قال: هُوَ كذلك، ولكن مَن أجراه؟
قلت: يفيدني الشَّيْخ.
قال: أجراه الْحُسَيْن.
وكان عَبّاد بْن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحْفة، فقلت: لمن هذا السّيف؟
قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهديّ.
فلمّا فرغت من سماع ما أردتُ منه، دخلت عليه فقال: مَن حفر البحر؟
فقلتُ: حفره معاوية، وأجراه عَمْرو بْن العاص. ثُمَّ وثبت وَعدَوْت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدوَّ اللَّه فاقتلوه.
قلت: هذه حكاية صحيحة رواها ابن المظفّر الحافظ، عن القاسم.
قال محمد بْن جرير: سمعت عبّاد بن يعقوب يقول: من لم يتبرّأ فِي صلاته كلّ يوم من أعداء آل محمد صلّى الله عليه وسلّم، حشره الله معهم.
__________
[1] المصدر نفسه.

(18/303)


قلت: هذا الكلام أَبُو جاد الرفض. فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضًا على المُلْك، كآل العباس، وأل عليّ، وإنْ تبرأت من آل العبّاس لأجل آل عليّ فقد تبرّأت من آل محمد، وإنْ تبرّأت من آل عليّ لأجل آل العبّاس فقد تبرّأت من آل محمد. وإنْ تبرّأت مِن الّظالم منهما للآخر، فقد يكون الّظالم علويّا قاطبا، فكيف أبرأ منه؟ وإنْ قلت: ليس فِي آل عليّ ظالم.
فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضًا. فباللَّه اسكتوا حتّى نسكت، وقولوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ 59: 10 [1] الآية.
قال البخاريّ [2] : مات في شوّال سنة خمسين [3] .
231- عَبّادة المخنّث [4] .
صاحب نوادر ومُجُون. كان ببغداد في هذا العصر.
قيل: إنّه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظَمَ اللَّه أجرك يا أمير المؤمنين.
قال: ويْلَك، فيمن؟
قال: فِي القرآن.
قال: والقرآن يموت؟
قال: أليس كلّ مخلوق يموت [5] ؟ باللَّه مَن يصلّي بالنّاس التّراويح؟.
__________
[1] سورة الحشر، الآية 10.
[2] في تاريخيه الكبير، والصغير. والمجروحين لابن حبّان.
[3] وقال ابن حبّان: «وكان رافضيا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحقّ الترك» . (المجروحون 2/ 172) .
[4] انظر عن (عبّادة المخنّث) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 28، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 117، 120، والديارات للشابشتي 184- 190، وفوات الوفيات لابن شاكر 1/ 429، ومختصر التاريخ لابن الساعي 67، وبغداد لابن طيفور 166، والأغاني 18/ 90، والكامل في التاريخ 7/ 36، 37، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 175، 402، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 218، 219، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) 50- 52 رقم 70، وتبصير المنتبه 3/ 896، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 217، 218، ونشوار المحاضرة، له 1/ 264، والكامل في التاريخ 7/ 55، ووفيات الأعيان 1/ 355، والوافي بالوفيات 16/ 628، 629 رقم 678، ومآثر الإنافة 1/ 230، 231، والبصائر والذخائر 4/ 65، والملح والنوادر 282.
[5] ورد في هامش الأصل هنا: «اتخذوا دينهم هزوا ولعبا. فلا قوّة إلا باللَّه» .

(18/304)


فقال: أَخْرِجوه، أَخْرِجوه [1] .
وقيل: إنِّ عبِّادة دخل على المتوكّل، فتوعّده بالضَّرْب وقال: تصفع إمام مسجد؟
فقال: يا أمير المؤمنين دخلت وأنا مستعجل، فصلَّى بنا الصُّبْح وطَوَّلَ، وقرأ جزءا حتّى كادت الشّمس أنّ تطلع، وأنا أتقلّب. فلمّا سلّم قال: أعيدوا صلاتكم، فإنّي كنت بِلا وُضوء. فصفعته واحدة.
فضِحك المتوكّل.
232- العبّاس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن تَوْبة الحافظ [2]- ع. - أبو الفضل العنبريّ البصريّ.
عن: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومُعَاذ بن هشام، وعبد الرّزّاق، وعمر بن يونس اليَمَاميّ، والنَّضْر بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلْق.
وعنه: ع. لكّن البخاريّ تعليقا، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ،
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 218.
[2] انظر عن (العباس بن عبد العظيم) في:
العلل لأحمد 1/ 114، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 6 رقم 23، وتاريخه الصغير 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 90، والمراسيل لأبي داود، رقم 242 و 479، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 621، 637، 639، 643، 682 و 2/ 126، 137، 200، 401، 421، 761، 762 و 3/ 8، 17، 158، 255، 317، 394، وعمل اليوم والليلة للنسائي 350 رقم 405، وتاريخ واسط لبحشل 158، وتاريخ الطبري 2/ 497، 499، والجرح والتعديل د/ 206 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 8/ 511، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 61 رقم 1153، وتاريخ بغداد 12/ 137، 138 رقم 76590 والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 361، 362 رقم 1377، والأنساب لابن السمعاني 9/ 70، والمعجم المشتمل لابن عساكر 149 رقم 453، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 235 رقم 330، ومعجم البلدان 2/ 430، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 222- 225 رقم 3128، والعبر 1/ 447 و 2/ 33، وتذكرة الحفاظ 2/ 524، وسير أعلام النبلاء 12/ 302، 303 رقم 111، والكاشف 2/ 59 رقم 2626، ومرآة الجنان 2/ 154، والوافي بالوفيات 16/ 656، 657 رقم 702، وتهذيب التهذيب 5/ 121، 122 رقم 213، وتقريب التهذيب 1/ 397 رقم 148، وطبقات الحفاظ 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 189، وشذرات الذهب 2/ 112.

(18/305)


وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بُجَيْر، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [1] .
وقال محمد بن المثنَّى السِّمْسار: كان من سادات المسلمين.
وقال غيره: كان من عقلاء أهل زمانه وفضلائهم [2] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين [3] .
233- العبّاس بن الوليد بن صبح [4]- ق. - أبو الفضل السّلميّ الدّمشقيّ الخلّال.
عن: الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ومحمد بن عيسى بن سُميع، وعَمْرو بن هاشم البَيروتيّ، وزيد بن يحيى بن عُبَيْد الدّمشقيّ، وأبو مُسْهِر، وخلْق من الشّاميّين.
__________
[1] في المعجم المشتمل: ثقة مأمون صاحب حديث. (149) .
[2] انظر نحوه في «الثقات» لابن حبّان (8/ 511) .
[3] تاريخ البخاري، الثقات، تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن السمعاني: كان ثقة مأمونا.
وقيل إنه توفي سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين. كذا قال حنبل بن إسحاق. (تاريخ بغداد 12/ 138) .
[4] انظر عن (العباس بن الوليد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 122، 152، 453، 538، 641، 642، 700، 701 و 2/ 327، 404- 408 و 3/ 198، 306، 327، 348، والجرح والتعديل 6/ 215 رقم 1179، والثقات لابن حبّان 8/ 512، وتاريخ جرجان للسهمي 254، 371، 473، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 272، 273، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) 263- 265 رقم 121، و (مخطوطة التيمورية) 19/ 566 و 26/ 5، والمعجم المشتمل لابن عساكر 150 رقم 456، ومروج الذهب 2975، ومعجم البلدان 4/ 90، 215، 380، 975، ورجال الحلّي 118 رقم 10، وفيه: «صبيح» ، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 252- 254 رقم 3143، وميزان الاعتدال 2/ 386 رقم 4185، والكاشف 2/ 61 رقم 2636، وتهذيب التهذيب 5/ 131 رقم 229، وتقريب التهذيب 1/ 399 رقم 163، والنجوم الزاهرة 2/ 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 190، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 19، 20 رقم 734. وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر الترجمة كتاب «الطبقات الكبرى» لابن سعد، في تحقيقه لتهذيب الكمال 14/ 252، وهذا وهم، فالمذكور في طبقات ابن سعد هو: العباس السّلمي، صحابيّ شخص إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (راجع الطبقات) .

(18/306)


وعنه: ق.، وأبو الْجَهْم أحمد بن طلاب، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطنانيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق.
قال أبو حاتم [1] : شيخ.
وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا [2] .
وقال عمرو بن دحيم: توفي في صفر سنة ثمان وأربعين [3] .
234- عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان [4]- د. ق. - أبو عمرو وأبو محمد البهرانيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
مقريء دمشق وإمام جامعها.
قرأ على أيوب بن تميم المقرئ، عن يحيى الذّماريّ، عن ابن عامر.
وتصدَّر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلْق منهم: أحمد بن يوسف التغْلبيّ، ومحمد بن موسى الصُّوريّ، وهارون بن شَرِيك الأخفش، ومحمد بن قاسم الإسكندرانيّ.
وحدَّث عن: بَقِيَّة، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، والوليد بْن مُسلْمِ، ووَكِيع،
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 215.
[2] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «مستقيم الأمر في الحديث» .
[3] تاريخ دمشق 265 (طبعة المجمع) ، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن بشير) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 122، 200 و 3/ 159، والجرح التعديل 5/ 5 رقم 26، والثقات لابن حبّان 8/ 360، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 595- 600 و 24/ 286 و 40/ 101، 250، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 279، 280، و (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) 296- 300 رقم 136، والمعجم المشتمل لابن عساكر 151 رقم 460، والتذكار في أفضل الأذكار للقرطبي 165، وتهذيب الكمال للمزّي 14/ 280- 283 رقم 3155، والعبر 1/ 437، والكاشف 1/ 63 رقم 2649، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 941، ودول الإسلام 1/ 147، ومعرفة القراء الكبار 1/ 198- 201 رقم 92، والبداية والنهاية 10/ 34، والوافي بالوفيات 17/ 20 رقم 17، وغاية النهاية 1/ 404، 405 رقم 1720، والوفيات لابن قنفذ 177 رقم 242، وتهذيب التهذيب 5/ 140، 141 رقم 243، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 176، وخلاصة تذهيب التهذيب 190، وشذرات الذهب 2/ 100، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 159، 160 رقم 836.

(18/307)


وعِراك بن خالد المُرّيّ، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وعنه: د. ق.، وابنه أبو عُبَيْدة أحمد بن عبد الله، وعثمان بن خُرَّزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحَرِيص، وخلْق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخُراسان في زمان عبد الله بن ذَكْوان أقرأ عندي منه [2] .
وقال الوليد بن عُتْبة: ما بالعراق أقرأ من ابن ذَكْوان [3] .
وقال محمد بن الفيض الغسّانيّ: سمعت هشام بْن عمّار يقول وقد رَأَى عصا لعبد اللَّه بْن ذكْوان، وقد مضى ابن ذَكْوان يتوضّأ: ما هذه العصا؟ قَالُوا:
هذه لابن ذَكْوان.
فقال: أَنَا أكبر من أبيه وما أحمل عصا [4] .
وقال ابن ذَكْوان: وُلِدتُ يوم عاشوراء سنة ثلاثٍ وسبعين [5] .
وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقِيَتا من شوّال سنة اثنتين وأربعين [6] .
وغلط من قال سنة ثلاث [7] .
وكان إمام جامع بني أُميّة. وكان هشام الخطيب وهو أسنُّ من ابن ذَكْوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر.
وَقَدِ انْفَرَدَ ابْنُ ذَكْوَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَرَوَاهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ قَالَ: ثنا عِرَاكُ بن
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 5.
[2] تاريخ دمشق 298.
[3] تاريخ دمشق 298.
[4] تاريخ دمشق 299.
[5] تاريخ دمشق 297.
[6] تاريخ دمشق 297، المعجم المشتمل 151.
[7] أرّخه بها ابن حبّان في «الثقات» 8/ 360.

(18/308)


خالد، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلْيَهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ قَالَ: «الْحَمْدُ للَّه دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ» [1] . وقال محمد بْن الفيض الغسّانيّ: جاء رَجُل من الحُرْجُلَّة [2] يطلب لعّابين لعُرسه، فوجد السّلطان قد منعهم، فجاء يطلب المعّبرين، فلقيه صوفيّ ماجن، فأرشَدَه إلى ابن ذَكْوان وهو خلف المنبر، فجاءه وقال: إن السّلطان قد منع المخنّثين.
فقال: أحسن والله.
فقال: نعمل العرس بالمعَبّرين. وقد أُرْشِدتُ إليك.
فقال: لنا رئيس، فإنْ جاء معك جئت، وهو ذاك.
فقام الرجل إليه، وهو هشام بْن عمّار، وكان متّكئا بحدّ المحراب، فسلّم عليه، فقال هشام: أَبُو مَن؟
فردّ عليه ردّا ضعيفا وقال: أبو الوليد.
قال: أَنَا من الحُرْجُلَّة.
قال: ما أبالي من أَيْنَ كنت.
قال: أخي عمل عُرْسَه.
قال: فماذا أصنع؟
قال: قد أرسلني أطلب له المخنَّثين.
قال: لا بارك اللَّه فيهم ولا فيك.
قال: وقد طلبت المعَبّرين، فأُرشِدتُ إليك.
قال: مَن أرشدك؟
قال: ذاك.
فرفع هشام رِجْلَه ورفَسه وقال: قم. ثُمَّ قال لابن ذَكْوان: قد تفرّغت لهذا.
__________
[1] الحديث ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» 3/ 236، وتاريخ دمشق 297.
[2] الحرجلّة: من قرى دمشق.

(18/309)


قال: أي والله أنت رئيسَنا وشيخَنا، لو مضيتَ مضينا [1] .
235- عبد الله بن أحمد بن حَرب البغداديّ الأديب [2] .
وهو أبو هَفّان الشّاعر المشهور.
أخذ الأدب عن: الأصمعيّ، وغيره.
وعنه: جُنَيْد بن حكيم، ويموت بن المزرِّع، وغيرهما.
236- عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله بن يونس بن قيس [3]- ت. ن. - أبو حصين اليربوعيّ الكوفيّ.
سمع: أباه، وعَبْثَر بن القاسم ليس إلا.
وعنه: ت. ن. وقال: ثقة، ومُطَيَّن، وابن خُزَيْمَة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، وعمر البجيري، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.
__________
[1] الحكاية في تاريخ دمشق 299، 300 وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: حدّثنا عنه محمد بن المعافى العابد بصيداء وغيره من شيوخنا، ثقات.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن حرب الشاعر) في:
تاريخ بغداد 9/ 370، 371 رقم 4945، والبخلاء للخطيب 103، والعقد الفريد 1/ 72، وثمار القلوب للثعالبي 73، 119، 206، 384، 560، 623، والأمالي للقالي 1/ 111 و 3/ 16، 70، 87، 95، 96، وذيله 78، ومعجم ما استعجم 1405، ومروج الذهب 3370، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 194، 195، ومعجم الأدباء 12/ 54، 55، ونزهة الألبّاء 125، والفهرست لابن النديم 207، وزهر الآداب 106، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 210، 296، وديوان المعاني 65، 80، وأخبار البحتري 133، 134، والعمدة لابن رشيق 1/ 783 والموشح (انظر فهرس الأعلام) ، وأمالي المرتضى 1/ 414، 501، 599، ولسان الميزان 3/ 249، 250 رقم 1091، وبغية الوعاة 2/ 31 رقم 1355، وأخبار أبي نواس لأبي هفان، تقدمة عبد الستار أحمد فراج 7- 16.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد اليربوعي) في:
الجرح والتعديل 5/ 6 رقم 30، والثقات لابن حبّان 8/ 359، 360 وفيه كنيته: «أبو حصن» ، والمعجم المشتمل 151 رقم 461، وتهذيب الكمال 14/ 284، 285 رقم 3156، والكاشف 2/ 63 رقم 2650، وتهذيب التهذيب 5/ 141 رقم 245، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 190.

(18/310)


وقال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين [3] .
237- عبد الله بن جابر الأموي [4] .
مولاهم الأندلسي.
قال ابن يونس: روى عَنْ عَبْد اللَّه بْن وهْب.
ومات بسُوسَة من المغرب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
238- عَبْد اللَّه بْن خالد اللُّؤلؤيّ.
عن: محمد بن جعفر غُنْدر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وابن صاعد.
وثّقة بعض الكِبار.
239- عبد الله بن خالد [5] .
أبو مقاتل الأزْديّ البخاريّ المكتِّب، ولَقَبُه: باباج.
روى عن: عيسى غُنْجار، ومحمد بن الفضل، وأبان بن نهشل.
وعنه: حَمْدَوَيْه بن خطّاب، وموسى بن أفْلح، وحامد بن مجاهد.
قال ابن ماكولا: مات في شوّال سنة إحدى وأربعين ومائتين.
240- عبد الله بن ذُؤاب المَوْصِليّ العابد.
عن: المُعَافَى بن عِمران، وعبد الله بن المبارك، وزيد بن أبي الورقاء.
وكان أمّارا بالمعروف، نَهّاءً عن المُنْكر.
استُشْهِد هو وابنه أحمد في الوقعة، ومقدَّمهم عمر بن عُبَيْد الله، وذلك في
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 6.
[2] وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل) .
[3] ورّخه ابن حبّان، وابن عساكر في المشتمل.
[4] انظر عن (عبد الله بن جابر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 213 رقم 636، وجذوة المقتبس للحميدي 258 رقم 544، وبغية الملتمس للضبي 342 رقم 913.
[5] انظر عن (عبد الله بن خالد) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 180.

(18/311)


سنة تسعٍ وأربعين.
روى عبد الله اليسير.
241- عبد الله بن سليمان بن يوسف [1] .
أبو محمد العبْديّ البَعْلَبَكّيّ. ويقال البغداديّ.
عن: اللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعة، وأبي إسحاق الفَزَاريّ.
وعنه: بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن قُتَيْبَة العسقلاَنيّ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغَنْديّ، وجماعة.
قال أبو أحمد بن عديّ [2] : ليس بذاك المعروف.
242- عبد الله بن الصّبّاح الهاشميّ [3]- ع. إلا ق. - مولاهم البصْريّ العطّار.
عن: هُشَيْم، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، ويزيد بن هارون، وخلْق.
وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وابن خُزَيْمَة، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وابن صاعد، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سليمان البعلبكي) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1545، وتاريخ بغداد 9/ 463، 464 رقم 5094، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 20/ 666 و 46/ 366، وتهذيبه 7/ 443، والمغني في الضعفاء 1/ 341 رقم 3205، وميزان الاعتدال 2/ 432 رقم 4366، ولسان الميزان رقم 1237، 3/ 293، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 189، 190 رقم 875.
[2] في الكامل 4/ 1545.
[3] انظر عن (عبد الله بن الصباح) في:
الجرح والتعديل 5/ 88 رقم 399، والثقات لابن حبّان 8/ 359، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 370 رقم 807، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 253 رقم 924، والمعجم المشتمل لابن عساكر 155 رقم 478، وتهذيب الكمال للمزّي 15/ 121- 123 رقم 3340، والكاشف 2/ 87 رقم 2814، وسير أعلام النبلاء 12/ 240، 241 رقم 84، تهذيب التهذيب 5/ 264، 265 رقم 452، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 385، وخلاصة تذهيب التهذيب 201، 202.

(18/312)


وثّقة النَّسائيّ [1] وغيره [2] .
مات سنة خمسين.
وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين [3] .
243- عبد الله بن عامر بن برّاد بن يوسف بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعريّ [4]- ق. - وهو ابن أخي عبد الله بن برّاد.
سمع: عبد الله بن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحُبَاب.
وعنه: ق.، وأبو يَعْلَى.
244- عبد الله بن عبد الجبّار بن نُضَيْر المراديّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
تُوُفّي سنة 248 [5] .
245- عبد الله بن عمران العابديّ المخزوميّ المكّيّ [6]- ت. - أبو القاسم.
عن: إبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حاتم، وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزّاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة.
__________
[1] المعجم المشتمل 155.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: صالح. (الجرح والتعديل) ، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
[3] وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات سنة خمس وخمسين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.
(8/ 359) .
[4] انظر عن (عبد الله بن عامر) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 155 رقم 479، وتهذيب الكمال للمزّي 15/ 139 رقم 3351، والكاشف 2/ 89 رقم 2825، وتهذيب التهذيب 5/ 270 رقم 464، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 396، وخلاصة تذهيب التهذيب 202.
[5] هكذا في الأصل.
[6] انظر عن (عبد الله بن عمران) في:
الجرح والتعديل 5/ 130 رقم 603، والثقات لابن حبّان 8/ 363، والمعجم المشتمل لابن عساكر 157 رقم 486، وتهذيب الكمال للمزّي 15/ 378، 379 رقم 3462، وتذكرة الحفاظ 541، والكاشف 2/ 102 رقم 2924، والوافي بالوفيات 17/ 388 رقم 317.

(18/313)


وعنه: ت.، وإسحاق بن إبراهيم النَّيْسابوريّ البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعَليُّ بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، ويحيى بن صاعد، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم [1] : صدوق.
وقَالَ ابْن حِبّان [2] : توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
246- عبد الله بن عمران [3]- ق. - أبو محمد الأسديّ، مولاهم الرّازيّ. أصبهانيّ سكن الرّيّ.
روى عن: جرير، وأبي معاوية، ووَكِيع، وطبقتهم.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وإبراهيم بن يوسف الرّازيّ، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني، وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم [4] : صدوق [5] .
247- عَبْد اللَّه بْن محمد بن إسحاق [6]- د. ن. -
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 130.
[2] في الثقات 8/ 363، وقال: «يخطئ ويخالف» .
[3] انظر عن (عبد الله بن عمران) في:
الجرح والتعديل 5/ 130، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 46، 47، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 160- 162 رقم 135، وتاريخ واسط لبحشل 272، والثقات لابن حبّان 8/ 359، والمعجم المشتمل لابن عساكر 157 رقم 487، وتهذيب التهذيب 5/ 343 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 428 رقم 518، وخلاصة تذهيب التهذيب 209.
[4] الجرح والتعديل 5/ 130.
[5] وقال أبو نعيم: حدّث بأصبهان سنة خمس وعشرين ومائتين.
وقال أبو الشيخ: روى عن أبي داود أحاديث تفرّد بها من غرائب حديثه.
[6] انظر عن (عبد الله بن محمد الأذرمي) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 470، والجرح والتعديل 5/ 161 رقم 743، والثقات لابن حبّان 8/ 361، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 295 رقم 256، وتاريخ بغداد 10/ 74- 79 رقم 5189، والأنساب لابن السمعاني 1/ 98، والمعجم المشتمل لابن عساكر 159 رقم 493، ومعجم البلدان (مادّة: أذرمة) ، واللباب لابن الأثير 1/ 38، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 733، والكاشف 2/ 111 رقم 2985، وتهذيب التهذيب 6/ 4، 5 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 446 رقم 590، وخلاصة تذهيب التهذيب 212.

(18/314)


أبو عبد الرحمن الأذرميّ النّصيبيّ الموصليّ.
عن: جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد الله البكائيّ، وهشيم، وغندر، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطائفة.
وعنه: د. ن. [1] ، وموسى بن هارون، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وعبد الله بن صالح البخاريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وثقة أبو حاتم [2] ، وغيره.
قال الخطيب [3] : كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجّة، فأطلقه الواثق.
ويقال إنّه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.
قلت: وقع لي حديثه عاليًا. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيُّ حُضُورًا، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ السُّلَمِيُّ، أَنَا ابْنُ طَلَّابٍ، أنا محمد بْنُ أَحْمَدَ الْغَسَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْدَلَانِيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَذْرَمِيُّ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ» [4] . الأذْرميّ: قيّده ابن نُقْطَة بالقصْر والسُّكون، مع «الْآزَرْمِيِّ» بِالْمَدِّ وَزَايٍّ مُحَرَّكَةٍ، وَهُوَ محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْآزَرْمِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَطَبَقَتِهِ.
248- عبد الله بن محمد بن رُمح بن المهاجر التّجيبيّ [5]- ق. -
__________
[1] وهو قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[2] الجرح والتعديل 5/ 161.
[3] في تاريخ بغداد 10/ 75.
[4] أخرجه مسلم في السلام (2171) باب: تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها.
[5] انظر عن (عبد الله بن محمد بن رمح) في:

(18/315)


مولاهم المصريّ.
سمع: عبد الله بن وهْب فقط.
وعنه: ق.، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
توفي في ربيع الأول سنة خمسين [1] .
وأبوه مشهور روى عن اللَّيث، وابن لَهِيعة. نذكره في هذه الطبقة [2] .
249- عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي [3] .
عن: الوليد بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة.
وعنه: أحمد بن سيّار المروزيّ، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم.
250- عبد الله بن محمد بن يحيى الطّرسوسيّ [4]- د. ن. - الملقّب بالضّعيف، لكونه كان ضعيفا في بدنه.
وقال النَّسائيّ: شيخ صالح ثقة، لُقِّب بالضعيف لكثرة عبادته [5] .
وقال ابن حِبّان [6] : لإتقانه في ضبطه. قيل له الضّعيف.
يعني من تسمية الشيء بالضّدّ.
__________
[ () ] الإكمال لابن ماكولا 4/ 92، والمعجم المشتمل لابن عساكر 160 رقم 498، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 734، 735، والكاشف 2/ 112 رقم 2992، وتهذيب التهذيب 6/ 8، 9 رقم 9، وتقريب التهذيب 1/ 446 رقم 597، وخلاصة تذهيب التهذيب 212.
[1] الإكمال لابن ماكولا 4/ 92، المعجم المشتمل 160.
[2] برقم (426) .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يحيى) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 403، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 739، وتهذيب التهذيب 6/ 19، 20 رقم 25، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 615، وخلاصة تذهيب التهذيب 213.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الطرسوسي) في:
الجرح والتعديل 5/ 163 رقم 754، والثقات لابن حبّان 8/ 362، والمعجم المشتمل 161 رقم 503، وتهذيب الكمال 2/ 739 (المصوّر) ، والكاشف 2/ 114 رقم 3005، وتهذيب التهذيب 6/ 19 (دون رقم) ، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 614، وخلاصة تذهيب التهذيب 213.
[5] في المعجم المشتمل: ثقة.
[6] في الثقات 8/ 362.

(18/316)


سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ومَعْن بن عيسى، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، ويعقوب الحضْرميّ، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المَنْبِجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون [1] .
251- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن دَاوُد [2] .
أبو محمد الأصبهانيّ البراد.
زاهد عابد قانت.
روى عن: يحيى القطّان، ومُعاذ، وجماعة.
وعنه: عليّ بن يونس، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما.
252- عبد الله بن مسلم بن رشيد [3] .
أبو محمد الهاشميّ، مولاهم الدّمشقيّ.
شيخ واهٍ، حدَّث بنَيْسابور.
عن: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة.
وعنه: أيّوب بن الحَسَن، ومحمد بن شاذان، وجماعة.
وكان حيّا بعد الأربعين.
قال ابن حِبّان [4] : كان يضع الحديث.
وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن المبارك.
وأظنّه مات بعد الأربعين.
__________
[1] وقال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن داود) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 50، 51، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 332، 333 رقم 203.
[3] انظر عن (عبد الله بن مسلم) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 44، وتاريخ جرجان للسهمي 400، وتاريخ دمشق 39/ 147- 149، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 141 رقم 2121، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3369، وميزان الاعتدال 2/ 503 رقم 4603، ولسان الميزان 3/ 359 رقم 1450.
[4] في المجروحين 2/ 44.

(18/317)


253- عبد الله بن معاوية بن موسى الْجُمَحيّ البصريّ المعمّر [1]- د. ت. ق. - أبو جعفر مُسند العراق في زمانه.
روى عن: الحمَّادَيْن، والقاسم بن الفضل الحُدانيّ، ومحمد بن راشد المكحولي، ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. وعُمّر مائة سنة وزيادة.
وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي.
قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت افتضها البارحة.
قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين [2] .
254- عبد الله بن منير [3]- خ. ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن معاوية) في:
الجرح والتعديل 5/ 178 رقم 835، وتاريخ جرجان للسهمي 397، 399، والمعجم المشتمل لابن عساكر 162 رقم 508، ومروج الذهب 2976، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 744، والكاشف 2/ 118 رقم 3033، والعبر 1/ 440، والبداية والنهاية 10/ 345، والوافي بالوفيات 17/ 629 رقم 533، وتهذيب التهذيب 6/ 38، 39 رقم 64، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 651، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات الذهب 2/ 104.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عبد الله بن منير) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 212، 213 رقم 683، والجرح والتعديل 5/ 181، 182 رقم 842، والثقات لابن حبّان 8/ 355، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 431 رقم 629، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 267 رقم 979، وصفة الصفوة 4/ 123، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 40، والمعجم المشتمل لابن عساكر 162 رقم 509، وتهذيب

(18/318)


أبو عبد الرحمن المروزيّ الزّاهد.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، وأبي النَّضْر بن القاسم، وعبد الرّزّاق، وسعيد بن عامر، ووهْب بن جرير، وعبد الله بن بكر السَّهْميّ، ويزيد بن هارون، وخلْق.
وعنه: خ. ت. ن.، وإسرائيل بن السِّمِيدَع، وعَبْدان المَرْوَزِيّ، وهبيرة بن الحسن البغوي.
ووثقه النسائي [1] .
وكان من الأولياء.
قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت الْبُخَارِيّ يقول: لم أرَ مثله.
قال الفِرَبْريّ: كان يسكن فِرَبْر وبها تُوُفّي سنة إحدى وأربعين.
وقال اللالكائيّ: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين في ربيع الآخر.
وقال يعقوب بْن إسحاق بْن محمود الهَرَويّ: سمعت يحيى بْن بدر القُرَشيّ يقول: كان عبد الله بْن منير قبل الصّلاة يكون بفِرَبْر، فإذا كان وقت الصّلاة يرونه فِي مسجد آمُل، فكانوا يقولون إِنَّهُ يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما المشي على الماء فلا أدري، ولكنْ إذا أراد اللَّه جمع حافَّتَيِ النَّهر حتّى يعبر الْإِنْسَان.
قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى البرّيّة مع قومٍ من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره يبيعه فِي السوق، ويعيش منه.
فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هُوَ بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا.
وتقدَّم هُوَ إلى الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمرّ [2] .
__________
[ () ] الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 745، والكاشف 2/ 120 رقم 3043، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 12/ 316، 317 رقم 121، والعبر 1/ 436، والوافي بالوفيات 17/ 644 رقم 541، وتهذيب التهذيب 6/ 143 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 454 رقم 665، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، وشذرات الذهب 2/ 99.
[1] المعجم المشتمل 161.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 317.

(18/319)


255- عبد الله بن نصر الأصمّ الخُراسانيّ ثمّ الأنطاكيّ [1] .
عن: أبي بكر بن عيّاش، ووَكِيع، وشَبّابة بن سَوّار.
وعنه: الفضل بن سليمان الأنطاكيّ، وعمر بن سِنان المَنْبجيّ، ويحيى بن عليّ بن هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
استنكر ابن عديّ له أحاديث، وأوردها [2] .
256- عبد الله بن الوضّاح بن سعيد أو سعد [3]- ت. - أبو محمد الأوديّ الوضّاحيّ الكوفيّ اللّؤلؤيّ.
عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وطائفة.
وثقة ابن حبان [4] .
وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة خمسين [5] .
قلت: وقعَ لي مِن عواليه.
257- عَبْد اللَّه بْن يحيى بن سعد المُراديّ.
روى عن: ابن لهيعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن نصر) في:
الجرح والتعديل 5/ 186 رقم 868، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1545، 1546، والمغني في الضعفاء 1/ 361 رقم 3399، وميزان الاعتدال 2/ 515 رقم 4654، ولسان الميزان 3/ 369 رقم 1378.
[2] في الكامل 4/ 1545، 1546.
[3] انظر عن (عبد الله بن الوضاح) في:
الجرح والتعديل 5/ 392 رقم 888، والثقات لابن حبّان 8/ 363، ورجال الحلّي 110 رقم 37، والمعجم المشتمل 122 رقم 510، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 752، والكاشف 2/ 125 رقم 3081، وتهذيب التهذيب 6/ 69768 رقم 134، وتقريب التهذيب 1/ 459 رقم 722، وخلاصة تذهيب التهذيب 218.
[4] بذكره في الثقات.
[5] المعجم المشتمل.

(18/320)


وعنه: أحمد بن يحيى بن خالد الرَّقّيّ، وأبو عِلاثة محمد بن أبي غسّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
258- عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأَسَديّ الكوفيّ [1]- ت. ن. - عن: عبد الله بن إدريس، وأبي أُسامة، وابن فُضَيْل، ويحيى بن آدم، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: ت. ن، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
قال النسائي [2] : ثقة [3] .
وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين.
259- عبد الأول بن موسى بن إسماعيل.
أبو نعيم.
روى عن: ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
قال ابن يونس: تُوُفّي سنة خمسين.
قلت: وكان مؤدّبا، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُرس شيخ للطّبَرانيّ.
260- عبد الجبّار بن العلاء بن عبد الجبّار [4]- م. ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (عبد الأعلى بن واصل) في:
المعرفة والتاريخ 3/ 183، وتاريخ الطبري 1/ 325 و 4/ 532، والجرح والتعديل 6/ 30 رقم 157، والثقات لابن حبّان 8/ 409، والمعجم المشتمل 164 رقم 517، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 762، والكاشف 2/ 131 رقم 3123، وتهذيب التهذيب 6/ 101 رقم 204، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 789، وخلاصة تذهيب التهذيب 221.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقال أَبُو حاتم: صَدُوق. وذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» .
[4] انظر عن (عبد الجبار بن العلاء) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 109، والتاريخ الصغير، له 236، وعمل اليوم والليلة للنسائي 541 رقم 977، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 43، 44، 51، 52، 66، وتاريخ الثقات للعجلي 285 رقم 919، والجرح والتعديل 6/ 32 رقم 172، والثقات لابن حبّان 8/ 418، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 446، 447 رقم 1002، وتاريخ جرجان للسهمي 541، والجمع بين

(18/321)


أبو بكر البصريّ المجاور بمكّة. مولى الأنصار.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، ويوسف بن عطيّة، وغُنْدرا، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وأبو بَكْر بْن عاصم، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعيّ، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة.
وروى النسائي أيضا عن زكريّا خيّاط السنة، عنه، وقال: لا بأس به [1] .
وقال أبو حاتم [2] : صالح.
وقال ابن خُزَيْمَة: ما رأيت أسرع قراءةً منه ومن بُنْدار [3] .
قال السّرّاج: مات بمكّة في أوّل جُمادَى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين [4] .
261- عبد الحميد بن بيان [5]- م. د. ق. - أبو الحسن الواسطيّ العطّار السّكّريّ.
__________
[ () ] رجال الصحيحين 1/ 327، 328 رقم 1240، والمعجم المشتمل 164 رقم 518، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 763، والكاشف 2/ 131، 132 رقم 3127، وسير أعلام النبلاء 11/ 401، 402 رقم 89، والعبر 1/ 451، والعقد الثمين 5/ 325، وتهذيب التهذيب 5/ 104 رقم 210، وتقريب التهذيب 1/ 466 رقم 794، وخلاصة تذهيب التهذيب 221، وشذرات الذهب 2/ 118.
[1] المعجم المشتمل، وقال أيضا: ثقة.
[2] الجرح والتعديل 6/ 32.
[3] الثقات لابن حبّان 8/ 418، وقال ابن حبّان: «كان متقنا» .
[4] التاريخ الصغير للبخاريّ، الثقات لابن حبّان.
[5] انظر عن (عبد الحميد بن بيان) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 80، وفيه «عبد الحميد بن بنان» ، وتاريخ الطبري 2/ 399، 632 و 3/ 160 و 4/ 224، وتاريخ واسط لبحشل 213، والجرح والتعديل 6/ 9 رقم 44، والثقات لابن حبّان 8/ 401، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 440 رقم 986، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 319 رقم 1211، والمعجم المشتمل 165 رقم 520، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 765، والكاشف 2/ 133 رقم 3136، والبداية والنهاية 10/ 346 وفيه «عبد الله بن سنان» ، وهو غلط، وتهذيب التهذيب 6/ 111 رقم 221، وتقريب التهذيب 1/ 467 رقم 805، وخلاصة تذهيب التهذيب 221 وفيه «اليشكري» .

(18/322)


عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وإسحاق الأزرق، وعليّ بن هاشم بن البُرَيْد، وغيرهم.
وعنه: م. د. ق.، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العبّاس بن البَرْقيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وعلي بْن عَبْد الله بْن مبشّر الواسطيّ، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، ومُطَيَّن، وجماعة.
قال بَحْشَل [1] : مات سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
262- عبد الحميد بن صُبَيْح العنَبريّ.
مولاهم البصْريّ.
عن: حمّاد بن زيد، وهُشَيْم بن بشير، وبشير بن ميمون.
وعنه: محمد بن إبراهيم الدّبيليّ المكّيّ، ومحمد بن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ.
ولا بأس به.
263- عبد الخالق بن منصور.
أبو عبد الرحمن القشَيْريّ النَّيْسابوريّ.
عن: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وعنه: هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، وجماعة.
وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود مأمون القَيْسيّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ وأربعين، ولا أعلم فيه جَرْحا.
264- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون [3]- خ. د. ن. ق. -
__________
[1] في تاريخ واسط.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم الأموي) في:
التاريخ الكبير 5/ 256، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، وعمل اليوم والليلة للنسائي 291 رقم 347، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 611، وتاريخ الثقات للعجلي 287 رقم 928، والجرح والتعديل 5/ 211، 212 رقم 999، والثقات لابن حبّان 8/ 381، ورجال

(18/323)


أبو سعيد الأمويّ، مولى آل عثمان رضي الله عنه الحافظ الدّمشقيّ، دُحَيْم.
وُلِد سنة سبعين ومائة.
وسمع: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن شُعيب، وإسحاق الأزرق، وأبا أُسامة، وضَمْرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيد الرَّمْليَّيْن، ومُعْاذ بن هشام، وخلْقا.
ورحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومصر.
وعنه: خ. د. ن. ق.، وابناه عَمْرو، وإبراهيم، وأحمد بن الْمُعَلَّى، وزكريّا السّجْزيّ، وسعيد بن هاشم بن مَرْثَد الطَّبَرانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبَوَا زُرْعة [1] ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن عَوْن الوحيديّ، ومحمد بن خُرَيم العُقيليّ، وخلْق كثير.
وكان من الأئمّة الأثبات. ولي قضاء الأردن، وقضاء فلسطين.
قال عَبْدان الأهوازيّ: سمعت الحَسّن بْن عليّ بْن بحر يقول: قدِم دُحَيْم بغدادَ سنة اثنتي عشرة، يعني ومائتين، فرأيت أبي، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وخَلَف بْن سالم قعودا بين يديه كالصّبيان [2] .
__________
[ () ] صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 442، 443 رقم 651، وتاريخ بغداد 10/ 265- 267 رقم 5381، والسابق واللاحق للخطيب 149، وتاريخ جرجان للسهمي 89، والمعجم المشتمل لابن عساكر 166 رقم 524، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 204 رقم 274، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 40، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 291 رقم 1096، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 772، والكاشف 2/ 137 رقم 3172، والمعين في طبقات المحدّثين 86 رقم 950، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 515- 518 رقم 140، والعبر 1/ 445، وتذكرة الحفاظ 2/ 480، وميزان الاعتدال 2/ 546، والبداية والنهاية 10/ 346، وغاية النهاية 1/ 361، وتهذيب التهذيب 6/ 131، 132 رقم 274، وتقريب التهذيب 1/ 471 رقم 856، وطبقات الحفاظ 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، وشذرات الذهب 2/ 108، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 43، 44 رقم 748.
[1] أبوا زرعة، هما: الرازيّ، والدمشقيّ.
[2] تاريخ بغداد 10/ 266.

(18/324)


قال أبو بَكْر الخطيب [1] : كان دُحَيْم ينتحل فِي الفقه مذهب الأوزاعي.
وقال أبو حاتم [2] ، وغيره: ثقة.
وقال أبو دَاوُد: حُجَّة، لم يكن بدمشق فِي زمانه مثله [3] .
وقال النَّسَائيّ [4] : ثقة مأمون.
وقال أحمد بْن عبد الله العِجْليّ [5] : كان دُحَيْم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هُمْ أهل الشّام. فقال: مَن قال هذا فهو ابن الفاعلة.
فنكب عَنْهُ النّاس، ثُمَّ سمعوا منه [6] .
وقال محمد بْن يوسف الكندي [7] : ورد كتاب المتوكّل على دُحَيم وهو على قضاء فلسطين يأمره بالانصراف إلى مصر لِيَلِيها. فتُوُفّي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة خمسٍ وأربعين [8] .
قلت: وقع لي حديثه عاليًا.
265- عبد الرحمن بن أيّوب بن سعيد [9] .
أبو عَمْرو السَّكُونيّ الحمصيّ.
سمع: العطّاف بن خالد، وبقيّة بن الوليد.
وعنه: عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ.
266- عبد الرحمن بن الأسود الهاشميّ [10]- ت. ن. -
__________
[1] في تاريخه 10/ 266.
[2] الجرح والتعديل 5/ 212.
[3] تاريخ بغداد 10/ 266، 267.
[4] تاريخ بغداد 10/ 267 وفيه «ثقة» فقط، المعجم المشتمل.
[5] في تاريخ الثقات 287.
[6] في المطبوع من «تاريخ الثقات» : «ثم لم يسمعوا منه» ، والمثبت يتفق مع: تاريخ بغداد 10/ 266.
[7] في الولاة والقضاة 475، 476.
[8] التاريخ الصغير 235، الثقات 8/ 381.
[9] انظر عن (عبد الرحمن بن أيوب) في:
ميزان الاعتدال 2/ 549 رقم 4819، ولسان الميزان 3/ 406، 407 رقم 1602.
[10] انظر عن (عبد الرحمن بن الأسود) في:

(18/325)


مولاهم البصْريّ الورّاق أبو عَمْرو.
عن: عُبَيْدة بن حُمَيْد، ومَعْمَر بن سليمان الرَّقّيّ، ومحمد بن ربيعة الكِلابيّ.
وعنه: ت. ن.، وإبراهيم بن محمد المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، ومحمد بن جرير الطبري.
267- عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي [1] .
ولقبه جحدر.
سمع: بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة.
وكان صاحب حديث لكنّه واهٍ.
روى عنه: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَنيّ، والحسين بن عبد الله القطّان، وزيد بن عبد العزيز المَوْصِليّ، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون.
ذكره ابن عديّ فقال [2] : كان يسرق الحديث من قوم ثقات. وهو بيّن الضّعف.
ومن بلاياه: نابقيّة، نا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذٍ، مَرْفُوعًا: «لَوْ تَعْلَمُ أُمَّتِي مَا لَهَا في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا» [3] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 268، 269 رقم 5384، والمعجم المشتمل لابن عساكر 166 رقم 525، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 867، وخلاصة تذهيب التهذيب 224.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحارث) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1628، 1629، والأنساب لابن السمعاني 10/ 447، والمعجم المشتمل 92 رقم 1861، ومعجم البلدان 4/ 468، والمشترك وضعا لياقوت 374، واللباب 3/ 103، والمغني في الضعفاء 1/ 378 رقم 3545، وميزان الاعتدال 2/ 555 رقم 4843، والكشف الحثيث 256، 257 رقم 427، ولسان الميزان 3/ 409 رقم 1612.
و «الكفرتوثي» : نسبة إلى: كفرتوثا، قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين. (معجم البلدان 4/ 468) .
[2] في: الكامل 4/ 1629.
[3] ذكره ابن عديّ في: «الكامل» .

(18/326)


268- عبد الرحمن بن زُبّان [1] .
أبو عليّ بن أبي البَخْتَرِيّ الطّائيّ.
روى عن: عبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عيّاش، والمُحَاربيّ.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، ومحمد القِنَّبِيطيّ، وابن صاعد.
269- عبد الرحمن بن بُرْد التُجَيْبيّ الحافظ دُحَيْم.
ذكره ابن يونس فقال: مصريّ كان يحفظ الحديث يلقَّب دُحَيْم.
تُوُفّي في سلْخ شوّال سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
270- عبد الرحمن بن عبد الوهّاب العمّيّ البصريّ الصّيرفيّ [2]- ق. - عن: عبد الله بن نُمَيْر، ووَكِيع، وأبي عامر العَقَديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومُطَيَّن، وجماعة.
وثّقة ابن حِبّان [3] .
271- عبد الرحمن بن عُبَيْد الله بن حكيم الأسديّ الحلبيّ الكبير [4]- د. ن. - أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام. كان إمام جامع حلب ومحدِّثها في زمانه مع أبي نُعَيْم عُبَيْد بن هشام.
روى عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وخَلَف بن خليفة، وإبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدّراورديّ، وأبي المليح
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن زبّان) في:
تاريخ بغداد 10/ 267، 268 رقم 5382، والإكمال لابن ماكولا 4/ 118.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الوهاب) في:
الجرح والتعديل 5/ 262 رقم 1239، والثقات لابن حبّان 8/ 386، والمعجم المشتمل 168 رقم 537، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، والكاشف 2/ 155 رقم 3299، وتهذيب التهذيب 6/ 222، 223 رقم 448، وخلاصة تذهيب التهذيب 231.
[3] بذكره في ثقاته.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبيد الله) في:
الجرح والتعديل 5/ 258 رقم 1220، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 803، والكاشف 2/ 155 رقم 3301، وسير أعلام النبلاء 11/ 522 رقم 144، وتهذيب التهذيب 6/ 224 رقم 450، وتقريب التهذيب 1/ 490 رقم 1032، وخلاصة تذهيب التهذيب 231.

(18/327)


الحَسَن بن عمر، وطبقتهم.
رحل إلى الحجاز، والشّام، والجزيرة، والعراق.
وعنه: د. ن.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد العزيز المعروف أيضا ابن أخي الإمام الكلبي الهاشمي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال النسائي: لا بأس به [2] .
272- عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزُّهْريّ [3]- ق. - رستة الأصبهانيّ المدينيّ.
سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وعدة.
وعنه: ق.، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن أسيد، وابن أخيه عبد الله أبو محمد بن عمر الزُّهْريّ، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الدّاركيّ، وخلْق.
وكان عنده عن ابن مهديّ ثلاثون ألف حديث [4] .
__________
[1] الجرح والتعديل 5/ 258.
[2] تهذيب الكمال 2/ 803.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في:
الجرح والتعديل 5/ 263 رقم 1246، والثقات لابن حبّان 8/ 381، 382، وذكر أخبار أصبهان 2/ 109، 110، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 385- 388 رقم 221، والإكمال لابن ماكولا 4/ 72، والحاشية (4) ، والمعجم المشتمل 169 رقم 538، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 806، والمغني في الضعفاء 2/ 384 رقم 3605، وميزان الاعتدال 2/ 579 رقم 4926، وسير أعلام النبلاء 12/ 242، 243 رقم 87، وتهذيب التهذيب 6/ 234، 235 رقم 87، وتقريب التهذيب 1/ 492 رقم 1059، وخلاصة تذهيب التهذيب 232.
[4] تهذيب الكمال 2/ 806.

(18/328)


قال إبراهيم بْن محمد بْن الحارث الأصبهانيّ، عن أحمد بْن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن إلا وجدت الأخَوَيْن الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بْن عُمَر.
وقال أبو الشَّيْخ [1] : غرائب حديث رُسْتَه ثلاثة.
قلت: تُوُفّي سنة خمسين [2] . قاله ابن أخيه محمد بن عبد الله.
273- عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطَّرَسُوسيّ [3]- د. ن. - وقد ينسب إلى جدّه تخفيفا. يُكّنى أبا القاسم، وولاؤه لبني هاشم.
سكن طَرَسُوس. وإنّما هو بغداديّ الدّار، محدِّث حافظ.
روى عن: أبي معاوية الضّرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفيّ، وأبي أسامة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وحرب الكرْمانيّ، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لابن جميع [4] .
قال النّسائيّ: لا بأس به [5] .
__________
[1] في طبقات المحدّثين 2/ 385.
[2] وفي «الثقات» لابن حبّان: مات قبل سنة أربعين ومائتين. (8/ 382) ، وقيل: مات سنة ست وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الطرسوسي) في:
الجرح والتعديل 5/ 282، 283 رقم 1346، والثقات لابن حبّان 8/ 383، والمعجم المشتمل لابن عساكر 169 رقم 540، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 815، والكاشف 2/ 163 رقم 3351، وتهذيب التهذيب 6/ 266 رقم 525، وتقريب التهذيب 1/ 497 رقم 1103، وخلاصة تذهيب التهذيب 234.
[4] أي ابن جميع الصيداوي. (معجم الشيوخ لابن جميع- بتحقيقنا- ص 166 رقم 113) .
[5] المعجم المشتمل 169، وقال أيضا: ثقة.
وذكره ابن حِبّان فِي «الثَّقات» وقال: «ربّما خالف» .

(18/329)


قلت: وقع لنا حديثه عاليا.
274- عبد الرحمن بن مسروق.
أبو عَوْن البغداديّ.
سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، وكثير بن هشام.
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج.
275- عبد الرحمن بن واقد بن مسلم [1]- ت. ق. - أبو مسلم الواقديّ البصريّ ثمّ البغداديّ.
عن: خَلَف بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الْجُمَحيّ، وشَرِيك القاضي، وفَرج بن فَضَالَةَ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبد الله قائد الأعمش، وخلْق.
وعنه: ت. وق. عن رجلٍ، عنه، وابن أبي الدُّنيا، وأبو بكر بن داود، وحاجب بن أركين الفَرَغانيّ، وأبو حامد الحضْرميّ، ومحمد بن حامد خال ولد البُسْتيّ، وجماعة.
وثّقة ابن حِبّان [2] ، وغيره [3] .
قال حاجب: مات سنة سبْعٍ وأربعين.
276- عبد الرحمن بن يونس بن محمد السّرّاج [4] .
__________
[ () ] وقال أبو حاتم: شيخ.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن واقد) في:
الجرح والتعديل 5/ 296 رقم 146، والثقات لابن حبّان 8/ 383، وتاريخ جرجان للسهمي 356، وتاريخ بغداد 10/ 265 رقم 5380، والمعجم المشتمل 170 رقم 543، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 101 رقم 1907، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 7824 والمغني في الضعفاء 2/ 385 رقم 3649، وميزان الاعتدال 2/ 596 رقم 4996، والكاشف 2/ 168 رقم 3383، وتهذيب التهذيب 6/ 292، 293 رقم 571، وتقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1146، وخلاصة تذهيب التهذيب 236.
[2] بذكره في ثقاته.
[3] وقال أبو حاتم: شيخ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن يونس) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 36 و 3/ 28، 88، 89، 130، 137، والثقات لابن حبّان 8/ 382،

(18/330)


أبو محمد الرَّقّيّ.
عن: عتّاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وأبي بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن صالح البخاريّ، وزكريّا السّاجيّ، وحاجب بن أركين، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وقع لي حديثه عاليا.
قال الدّار الدَّارقُطْنيّ: لا بأس به [1] .
وقال ابن صاعد: مات سنة ثمانٍ وأربعين.
وهو من أقران عبد الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين [2] .
277- عبد السّلام بن عبد الحميد بن سُوَيْد [3] .
أبو الحَسَن الْجَزَريّ إمام مسجد حرّان ومُسْنِدُها في وقته.
روى عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن، وغيرهما.
روى عنه: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة، وأخوه أبو مَعْشَر الفضل، وآخرون.
ويعقوب الفَسَويّ في مشيخته.
قال أبو عَرُوبة: كتب النّاس عَنْهُ قبل الأربعين، ثُمَّ ظهروا منه على تخليطٍ فتركوه، فلم يحدّث عنه أحد من أصحابنا.
__________
[ () ] وتاريخ بغداد 10/ 269، 270 رقم 5389، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 827، وميزان الاعتدال 2/ 601 رقم 5011، وتهذيب التهذيب 6/ 302، 303 رقم 488، وتقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1163، وخلاصة تذهيب التهذيب 237.
[1] تاريخ بغداد 10/ 270.
[2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما خالف وأخطأ» .
[3] انظر عن (عبد السلام بن عبد الحميد) في:
الجرح والتعديل 6/ 48 رقم 258، والثقات لابن حبّان 8/ 428، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1967، والسابق واللاحق للخطيب 204، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 107 رقم 1928، والمغني في الضعفاء 2/ 394 رقم 3696، وميزان الاعتدال 2/ 616 رقم 5053، ولسان الميزان 4/ 13 رقم 29.

(18/331)


وقال أبو أحمد: ليس بالقويّ عندهم.
قلت: هو آخر من حدَّث عن زُهير [1] .
قال أبو عَرُوبة: تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
278- عبد السّلام بن عبد الرحمن بن صَخْر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معْبد الأسديّ [3]- د. - القاضي أبو الفضل الرّقّيّ.
ولي قضاء الرَّقّة وحرّان، وقضاء حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل.
روى عن: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن جعفر الرَّقّيّ.
وعنه: د. حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ وهو من أقرانه، وجماعة.
وكان يُعرف بالوابصيّ. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الْجَهْميّة في سنة أربع وثلاثين. وقيل كان ضعيفا في الفقه، ولكنّه حُمد في القضاء [4] .
تُوُفّي سنة سبع وأربعين، قاله أبو عروبة [5] .
__________
[1] ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ.
وقال ابن عديّ: حدّثني بعض أصحابنا عن أبي عروبة أنه كان يسيء الرأي في عبد السلام هذا، وكان يقول: قد كتبت عنه ولا أحدّث عنه. وعبد السلام هذا له أحاديث صالحة عن زهير بن معاوية وعن شيوخ حرّان، ولا أعلم بحديثه بأسا ولم أر في حديثه منكرا فأذكره. (الكامل 5/ 1967) .
وقال الأزدي: تركوه. وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» .
[2] الثقات، الكامل لابن عديّ، السابق واللاحق.
[3] انظر عن (عبد السلام بن عبد الرحمن) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 277، 278، والثقات لابن حبّان 8/ 428، وتاريخ بغداد 11/ 52، 53 رقم 5729، والمعجم المشتمل لابن عساكر 171 رقم 549، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 7832 والكاشف 2/ 172 رقم 3418، وتهذيب التهذيب 6/ 322، 323 رقم 618، وتقريب التهذيب 1/ 506 رقم 1192، وخلاصة تذهيب التهذيب 238.
[4] انظر: تاريخ بغداد 11/ 52، 53.
[5] تاريخ بغداد 11/ 53، المعجم المشتمل 171.

(18/332)


وقيل: سنة تسع [1] .
279- عبد الصّمد بن سليمان بن أبي مطر [2]- ت. - أبو بكر العَتَكيّ البلْخيّ الأعرج الحافظ، ولقبه عبدوس.
عن: أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، ومكّيّ بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقري، وهَوْذَة بن خليفة، وخلْق.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن خُزَيْمَة، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوار، وجماعة.
حدث بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين.
وقال الترمذي في عقيب حديث قتيبة، عن اللَّيْث حديث مُعَاذِ فِي الجمع بين الصّلاتين: حَدَّثَنَا عَبْد الصّمد بْن سُلَيْمَان، ثنا زَكَرِيّا بْن يحيى اللُّؤلُؤيّ، ثنا أبو بَكْر الأعين [قال: حَدَّثَنَا] [3] عليّ بْن المَدِينيّ، ثنا أحمد بْن حنبل، ثنا قُتَيْبَةَ بهذا.
قال شيخنا أبو الحَجَّاج الحافظ [4] : وهو فِي [عدّة] نُسَخ من رواية أبي الْعَبَّاس المحبوبيّ، وغيره، وسقط من النُّسخ المتأخّرة [5] .
280- عبد الصّمد بن الفضل بن خالد [6] .
__________
[1] الثقات 8/ 428، تاريخ بغداد 11/ 53، المعجم المشتمل 171.
[2] انظر عن (عبد الصمد بن سليمان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 415، 416، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 217 رقم 286 وفيه:
«عبد الصمد بن أبي سليمان» ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 833، والكاشف 2/ 173 رقم 3423، وتهذيب التهذيب 6/ 326 رقم 627، وتقريب التهذيب 1/ 507 رقم 1200 وخلاصة تذهيب التهذيب 239.
[3] ما بين الحاصرتين زيادة من: تهذيب الكمال 2/ 833.
[4] في تهذيب الكمال، والإستدراك منه.
[5] وذكره ابنُ حِبّان فِي «الثّقات» وقَالَ: «كان مِمَّنْ يتعاطى الحفظ» . (8/ 416) .
وقال ابن أبي يعلى: روى عن إمامنا- أحمد- أشياء. (طبقات الحنابلة 1/ 217) .
[6] انظر عن (عبد الصمد بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 6/ 52 رقم 274، وطبقات الحنابلة 1/ 218 رقم 289، والمغني في الضعفاء 2/ 396 رقم 3715، ولسان الميزان 4/ 22 رقم 59.

(18/333)


أبو نصر الرَّبعيّ.
عَنْ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وهْب، ووَكِيع.
قال أبو سعيد بن يونس: قد لقيت مَن يروي عنه. لقّبوه بالمراوحيّ، لأنّه أوَل من عمل المراوح بمصر. وكان رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وأربعين.
قلت: روى عنه أبو حاتم.
281- عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن عليّ [1] .
الأمير أبو إبراهيم الهاشميّ العبّاسيّ.
ولي إمرة الحاجُ في خلافة المتوكّل غير مرّة [2] .
وحدث عن: أبيه، وعليّ بن عاصم.
وعنه: ولده إبراهيم.
وقع لنا حديثه في «جزء البانياسي» .
282- عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير [3] .
أبو نصر التمار الموصلي.
سمع: أبا شهاب الحناط، والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقرئ صاحب أبي عَمْرو بن العلاء.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وغيره.
وتوفي سنة ثلاث وأربعين [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن موسى الأمير) في:
أنساب الأشراف للبلاذري 3/ 119، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 247، وتاريخ الطبري 9/ 208، 209، 211، 221، 265، 408، وتاريخ بغداد 11/ 41 رقم 5716، ومروج الذهب 3652، والكامل في التاريخ 7/ 85783، 125، ولسان الميزان 4/ 23 رقم 61.
[2] قال الخطيب: ولي إمارة الموسم وإقامة الحج في خلافة جعفر المتوكل سنة ثلاث وأربعين، وأربع وأربعين، وخمس وأربعين، ومائتين. (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (عبد الغفار بن عبد الله) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 219، والجرح والتعديل 6/ 54 رقم 285، والثقات لابن حبّان 8/ 421.
[4] وقال ابن حبّان: «مات سنة أربعين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل» (8/ 421) .

(18/334)


ذكره يزيد بن محمد في تاريخة.
283- عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري.
مولاهم المصري الفقية أبو بكر.
حدث عن: ابن وهْب، وغيره.
وليس أبوه قاضي مصر، بل آخر تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
284- عبد الملك بن شعيب بن اللّيث بن سعد [1]- م. د. ن. - أبو عبد الله الفهميّ المصريّ.
عن: أبيه، وعبد الله بن وهْب، وأسد السنة.
وعنه: م. د. ن.، وأحمد بن إبراهيم البُسْريّ، وعبدان الأهوازي، وعمر البُجَيْريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم الرازي، وقال [2] : صدوق.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين، وكان عسِرا في الحديث، بصيرا بالفِقْه.
285- عبد الملك بن عبد ربّه الطّائيّ [3] .
حدَّث ببغداد عن: هُشَيْم، وعَبْثَر بن القاسم.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وأحمد بن الحسين الصّوفيّ الصغير، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن شعيب) في:
التاريخ الصغير 237، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 83، والجرح والتعديل 5/ 354 رقم 1673، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 435 رقم 979، والسابق واللاحق 121، والمعجم المشتمل 175 رقم 564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 854، والكاشف 2/ 184 رقم 3503، وتهذيب التهذيب 6/ 398 رقم 849، وتقريب التهذيب 1/ 519 رقم 1316، وخلاصة تذهيب التهذيب 245.
[2] الجرح والتعديل 5/ 354.
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد ربّه) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 231، والثقات لابن حبّان 8/ 390، 391، وتاريخ بغداد 10/ 423 رقم 5579، والمغني في الضعفاء 2/ 406 رقم 3826، ولسان الميزان 4/ 67766 رقم 196.

(18/335)


286- عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي [1]- د. - أبو مروان، وأبو الوليد البصريّ، إمام مسجد أبي عاصم.
عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وشَبّابة بن سَوّار، وأبي عامر العَقَديّ، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.
وقيل إنه روى عن: يزيد بن زُرَيع.
وعنه: د، وأبو زُرْعة، وعِمران بن موسى السّخْتيانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة.
توفي سنة خمسين.
287- عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة [2] .
نزل في غافق، وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز، رحمه الله.
روى عن: ضِمام بن إسماعيل، ورِشْدِين بن سعد، وابن وهْب.
روى عنه جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان.
ترجمه ابن يونس وقال: تُوُفّي قريبا من سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [3] .
وأخبرنا أحمد بْن إبراهيم بْن حَكَم المَعَافِريّ: ثنا عَبْد الواحد بْن يحيى، ثنا ضمام بْن إسماعيل، عن ربيعة بْن سيف قال: كنّا برودُس، فقُتِل رجلٌ، قتله العدوّ، وتُوُفّي رجلٌ. فَحُمِلا إلى قبريهما، فمال النّاس إلى المقتول، فقال فَضَالَةُ بْن عُبَيْد صاحب النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم: والله ما كنتُ أبالي من أيّ حُفْرتيهما بُعِثت.
ثُمَّ تلا وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا 22: 58 [4] الآيتين.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن مروان) في:
الجرح والتعديل 5/ 368 رقم 177، والثقات لابن حبّان 8/ 389 وفيه «قيراط» بدل «قارظ» ، وقال محقّقه بالحاشية (10) : «لم نظفر به» ، وتاريخ جرجان للسهمي 166، والمعجم المشتمل 176 رقم 568، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 862، والكاشف 2/ 189 رقم 3528، وتهذيب التهذيب 6/ 423، 424، رقم 879، وتقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1349، وخلاصة تذهيب التهذيب 246.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن يحيى) في:
الأنساب لابن السمعاني 9/ 117، 118.
[3] وقع في الأنساب 9/ 118 أنه تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ! وهذا وهم.
[4] سورة الحج، الآيتان 57 و 58.

(18/336)


رَوَاهُ ابن يونس فِي اسم «ربيعة» .
288- عبد الوهّاب بن زكريّا [1] .
أبو سعيد الأصبهانيّ المعدّل. عمّ عبد الله بن محمد بن زكريّا.
يروي عن: أبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن بكر السَّهْميّ، وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة.
وعنه: مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري.
289- عبد الوهاب بن الضحاك [2]- ق. - أبو الحارث العرضيّ [3] .
يروى عن: إسماعيل بن عيّاش، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعَبْدان، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن زكريا) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 133، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 376، 377 رقم 217.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن الضحّاك) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 100 رقم 1832، والمعرفة والتاريخ للفسوي 5138، 531 و 2/ 314 و 3/ 401، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 47، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 78 رقم 1044، والجرح والتعديل 6/ 74 رقم 381، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 147، 148، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1933، 1934، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 121 رقم 346، والفوائد العوالي للتنوخي 119، 121، والسابق واللاحق للخطيب 273 رقم 132، وتاريخ جرجان للسهمي 380، والأنساب لابن السمعاني 8/ 430، والمعجم المشتمل لابن عساكر 178 رقم 573، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 157 رقم 2209، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 164، واللباب لابن الأثير 2/ 335، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 869، والمغني في الضعفاء 2/ 412 رقم 3890، وميزان الاعتدال 2/ 679 رقم 5316، والكاشف 2/ 193 رقم 3564، وتهذيب التهذيب 6/ 446- 448 رقم 930، وتقريب التهذيب 1/ 527، 528 رقم 1401، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 254 رقم 961.
[3] العرضي: بضم العين وسكون الراء المهملتين: نسبة إلى: عرض، وهي ناحية دمشق.

(18/337)


وولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين.
قال الدّار الدّارقطنيّ [1] وغيره: متروك.
وقال البخاري [2] : عنده عجائب.
وقال د: كان يضع الحديث، قد رَأَيْته [3] .
وأما محمد بْن عَوْف فكان يُحْسِن القول فِيهِ [4] .
وقال عَبْدان: هُوَ والمسيّب بْن وضّاح سواء [5] .
وقال ابن عديّ [6] : بعض حديثه لا يُتابَع عليه [7] .
290- عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعيّ الدّمشقيّ الْجُوَيْريّ [8]- د. - عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وشُعَيب بن إسحاق، وجماعة.
وعنه: د.، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو الدّحْداح أحمد بن محمد، وآخرون.
توفّي في المحرّم سنة خمسين ومائتين [9] .
__________
[1] في: الضعفاء والمتروكين 121 رقم 346: «له مقلوبات وأباطيل» .
[2] في تاريخه الكبير 6/ 100، واقتبسه ابن عديّ في «الكامل» 5/ 1933.
[3] تاريخ دمشق 25/ 164، تهذيب الكمال 2/ 869.
[4] الكامل لابن عديّ 5/ 1933.
[5] في الكامل 5/ 1933.
[6] في الكامل 5/ 1934.
[7] وذكره العقيلي في «الضعفاء» وقال: «متروك الحديث» .
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سمع منه أبي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب.
وقال أبو حاتم أيضا: سألت أبا اليمان عنه فقال: لا يكتب عنه هذا قاصّ، ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئا من الحديث فقال: هذا جميع ما عندي، ثم بلغني أنه أخرج بعدنا حديثا كثيرا.
وقال أيضا: قال محمد بن عوف وقيل لي إنه أخذ فوائد أبي اليمان فكان يحدّث بها عن إسماعيل بن عيّاش، وحدّث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه فقلت: ألا تخاف الله عزّ وجلّ، فضمن لي أن لا يحدّث بها، فحدّث بها بعد ذلك. (الجرح والتعديل 6/ 74) .
[8] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحيم) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 411، 412، والمعجم المشتمل 178 رقم 574، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 870، والكاشف 2/ 194 رقم 2566، وتهذيب التهذيب 6/ 449 رقم 933، وتقريب التهذيب 1/ 528 رقم 1404، وخلاصة تذهيب التهذيب 248.
[9] ويقال: سنة تسع وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل) .

(18/338)


وكان صَدُوقا.
291- عبد الوهّاب بن فُلَيْح المكّيّ المقرئ [1] .
أبو إسحاق، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ.
أحد الحُذّاق بالقراءة.
قرأ على: داود بن شِبْل بن عَبّاد، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بَزِيع، وشُعَيب بن أبي مُرَّة، وجماعة من المكّيّين.
وسمع من: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والْيَسَع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفَزَاريّ، والمُعَافَى بن عِمران المَوْصِليّ.
روى عنه القراءة عرْضا: إسحاق الخُزَاعيّ المكّيّ، ومحمد بن عِمران الدَّيَنَوريّ، والحسن بن محمد الحدّاد، والعبّاس بن أحمد.
قال النقّاش: نا محمد بْن عِمران: سمعت عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح يقول:
قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم مَن قرأت عليه، ومنهم مَن سَأَلْتُهُ عن الحروف المكّيّة.
قال عبد الرحمن بْن أبي حاتم [2] : عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح المقرئ، روى عَنْهُ أبي، وَسُئِلَ عَنْهُ فقال: صدوق، كتبتُ عَنْهُ [بمكة] [3] سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال محمد بْن أحمد الشَّطويّ: نا عَبْد الوهّاب بْن فليح، نا سُفيان، فذكر حديثا.
وقال محمد بْن هارون الْأَزْدِيّ: ثنا عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح، نا مروان بن مروان، فذكر حديثا.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن فليح) في:
الجرح والتعديل 6/ 73 رقم 379، والثقات لابن حبّان 8/ 411، ومعرفة القراء الكبار 1/ 180 رقم 79، والعقد الثمين 5/ 536، 537، وغاية النهاية 1/ 480، 481 رقم 2001.
[2] في الجرح والتعديل 6/ 73.
[3] الإضافة من: الجرح والتعديل.

(18/339)


وقال يَحْيَى بْن مُحَمَّدِ بْن صَاعِدٍ: نَا عَبْد الوهاب بْن فليح، نا عبد الله بْن ميمون القداح.
وممن رُوِيَ عَنْهُ: حاتم بْن مَنْصُورٌ الشّاشيّ، ومحمد بْن مُوسَى الحُلْوانيّ.
وغلط من قال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقد وقع لي حديثه عاليًا. قرأتُ على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف الحجّار بدمشق: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ البنّاء، أنا عَلِيُّ بْنُ الْبُسْرِيِّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ: ثنا يَحْيَى بْنُ محمد بْنِ صَاعِدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ فُلَيْحٍ الْمَكِّيُّ: حَدَّثَنِي جَدِّي الْيَسَعُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبْزُودَ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ مِحْصَنِ بِنْتُ قَيْسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ لَهَا لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَرِّكْ عَلَيْهِ. فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَالَ عَلَيْهِ الصَّبِيُّ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى الْبَوْلِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ [1] .
اليسع هذا يروي عن عطاء بْن أبي رباح أيضًا. كان الحُمَيْديّ يحطّ عليه، وقال الْبُخَارِيّ [2] : مُنْكَر الحديث [3] .
قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بْن أبي حاتم، ولا أعرفه.
292- عبد بن حميد بن مضر [4]- م. ت. -
__________
[1] ذكره ابن عديّ في الكامل 7/ 2744، وفيه: «لم يأكل الشباع» بدل «الطعام» .
[2] في التاريخ الكبير 8/ 425.
[3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 462 رقم 2096.
[4] انظر عن (عبد بن حميد) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 68 (بالهامش) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 29، 30 رقم 1070، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 337، 338 رقم 1277، والأنساب لابن السمعاني 10/ 429، والمعجم المشتمل لابن عساكر 179 رقم 579، واللباب لابن الأثير 3/ 98، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 871، 872، والكاشف 2/ 195 رقم 3572، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 235- 238 رقم 81، والعبر 1/ 454، ومرآة الجنان 2/ 155، والبداية والنهاية 11/ 4، وتهذيب التهذيب 6/ 455- 457 رقم 940، وتقريب التهذيب 1/ 529 رقم 1411، وطبقات الحفاظ 234، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وشذرات الذهب 2/ 120، وكشف الظنون 453، وهدية العارفين 1/ 437، والأعلام 4/ 41، ومعجم المؤلفين 5/ 66، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 169، 170.

(18/340)


أبو محمد الكشّيّ، ويقال الكسّيّ بكسْر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خُفِّف.
صنّف «المُسْنَد الكبير» الذّي وقع لنا منتخبه، و «التّفسير» ، وغير ذلك.
وكان أحد الحفّاظ بما وراء النّهر.
رحل في حدود المائتين ولقي الكبار.
فسمع: يزيد بن هارون، وابن أبي فُدَيْك، ومحمد بن بِشْر العبْديّ، وعليّ بن عاصم، ومحمد بن بكر البرسانيّ، وحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وأبا أُسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدَّشْتكيّ، وعبد الرّزّاق، وخلْقا كثيرا.
وعنه: م. ت.، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وبكر بن المَرْزُبان السَّمَرْقَنْديّ، وزاهد بن عبد الله الصُّغْديّ، وإبراهيم بن خُرَيْم الشّاشيّ، وحامد بن الحَسَن الشّاشيّ، وحفص بن بوخاش، وخلْق سواهم.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد سنة تسعٍ وأربعين [1] .
علّق له الْبُخَارِيّ فِي دلائل النُّبُوة من «صحيحه» [2] .
قال غُنْجَار فِي تاريخه: نا أحمد بْن أبي حامد الباهليّ، ثنا حفص بْن برخاش [3] الكَشّي قال: كان شيخنا يحيى بْن عَبْد القادر مريضا، فعاده عَبْد بْن حُمَيْد، فبكى [4] وقال: لا أبقاني الله بعدك يا با زَكَرِيّا.
قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثُمَّ مات عَبْد اليوم الثّاني فجأةً من غير مرض، ورُفِعت جنازتهما فِي يومٍ واحد. كذا فِي السَّند «ابن برخاش» ، وهو ابن بوخاش.
وممّن حدَّث عن عَبْد: أبو مُعَاذ عَبَّاس بْن إدريس، وسليمان بْن إسرائيل الخُجَنْديّ، والشّاه بْن جَعْفَر النَّسْفيّ، ومحمود بْن عَبْثَر، ومكّيّ بن نوح المقرئ.
__________
[1] المعجم المشتمل 179.
[2] ج 4/ 268.
[3] سيأتي تصويبه.
[4] في الأصل: «فبكا» .

(18/341)


293- عبد ربّه بن خالد النّميريّ البصريّ [1]- ق. - أبو المغلّس.
روى عن: أبيه، وفُضَيْل بن سليمان النُمَيْريّ.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدُّنيا، وعَبْدان الأهوازيّ.
وثّقة ابن حِبّان [2] .
وتُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
294- عَبْدة بن عبد الرّحيم [3]- ن. - أبو سعيد المروزيّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم.
وعنه: ق. وقال: ثقة [4] ، ومحمد بن زبّان المصريّ، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون.
توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين [5] .
ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.
قال الحاكم: نا أبو الْحُسَيْن بْن أبي القاسم المذكّر: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علّك: أَنَا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم:
خرجنا فِي سَرِيّةٍ، معنا شاب مقريء صائم قوّام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امْرَأَة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السّبيل إليك؟
__________
[1] انظر عن (عبد ربّه بن خالد) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 422، والكاشف 2/ 137 رقم 3166، وتهذيب التهذيب 6/ 126 رقم 262، وتقريب التهذيب 1/ 470 رقم 845، وخلاصة تذهيب التهذيب 223.
[2] بذكره في ثقاته.
[3] انظر عن (عبدة بن عبد الرحيم) في:
الجرح والتعديل 6/ 90 رقم 461، والثقات لابن حبّان 8/ 436، 437، والمعجم المشتمل 179 رقم 7578 وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 873، والمغني في الضعفاء 2/ 464 رقم 398، وميزان الاعتدال 2/ 685 رقم 5334، والكاشف 2/ 196 رقم 3577، وتهذيب التهذيب 6/ 461 رقم 950، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1421، وخلاصة تذهيب التهذيب 249.
[4] المعجم المشتمل 179، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
[5] المعجم المشتمل.

(18/342)


قالت: هيّن، تتنصّر وأنا لك.
ففعل، فأدخلوه. فلمّا قَفَلْنا من غزْونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا:
ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟
قال: اعلموا أنّي نسيتُ القرآن كلّه، ما أذكر منه إلا قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا 15: 2- 3 [1] الآية [2] .
295- عُبَيْد الله بن إدريس النَّرْسيّ ثمّ البغداديّ [3] .
عن: إسماعيل بن عيّاش، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، وعبد الله المدائنيّ، وآخرون.
وكان ثقة، من موالي بني ضَبَّةَ.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين ومائتين [4] .
296- عُبَيْد الله بن الجهم البصْريّ الأنْماطي [5]- ق. - عن: ضَمرة بن ربيعة، وأيوب بن سُوَيْد الرمليين.
وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة الحرَانيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة.
297- عبيد الله بن حفص بن عمر.
__________
[1] سورة الحجر، الآيتان 2، 3.
[2] قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وذكره ابن حِبّان في «الثقات» وقال: دخل الشام فحدّثهم بها، فحديثه عند أهل خراسان والشام.
(8/ 436، 437) .
[3] انظر عن (عبيد الله بن إدريس) في:
الجرح والتعديل 5/ 308 رقم 1465، والثقات لابن حبّان 8/ 406، وتاريخ بغداد 10/ 323 رقم 5465، والمعجم المشتمل لابن عساكر 179 رقم 580.
[4] قال أبو حاتم: صدوق.
[5] انظر عن (عبيد الله بن الجهم) في:
المعرفة والتاريخ 1/ 199، والكاشف 2/ 197 رقم 3586، وتهذيب التهذيب 7/ 6 رقم 11، وتقريب التهذيب 1/ 531 رقم 1433، وخلاصة تذهيب التهذيب 249.

(18/343)


أبو محمد العبدي البصري، ويعرف بعبيد.
سمع: معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد الموصلي.
وعنه: أبو عروبة.
298- عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن براد [1]- خ. م. ن. - أبو قدامة السّرخسيّ. مولى بني يشكر.
سكن نَيْسابور وَنَشَرَ بها عِلْمَه. وكان من الحُفَّاظ الأثبات.
سمع: حفص بن غِياث، ويحيى القطّان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن هشام، ووهْب بْن جرير، وعبد الرحمن بن مهديّ، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم.
وقد روى الْبُخَارِيّ فِي كتاب «الأفعال» عَنْهُ، عن حَمَّاد بْن زَيْدُ. فإنْ كان لَقِيَه فهو أكبر شيوخه.
روى عنه: خ. م. ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو زُرْعة، وجعفر الفِرْيابيّ، والحسين بن محمد القبّانيّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
قال النَّسائيّ: ثقة مأمون قَلَّ من كتبنا عنه مثله [2] .
وقال ابن حِبّان [3] : هو الذّي أظهر السنة بسَرْخَس، ودعا النّاس إليها.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن سعيد) في:
الأدب المفرد للبخاريّ، رقم 918 و 1012 و 1268، والتاريخ الكبير، له 5/ 383 رقم 1227، وفيه «برد» ، والتاريخ الصغير، له 234، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، والمعرفة والتاريخ 2/ 377، 378، والجرح والتعديل 5/ 367 رقم 1507، والثقات لابن حبّان 8/ 406، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 464 رقم 698، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 11 رقم 1023، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 301 رقم 1150، والمعجم المشتمل 180 رقم 582، وطبقات الحنابلة 1/ 198 رقم 269 وفيه: «برد» ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 878، والكاشف 2/ 198، رقم 3598، وسير أعلام النبلاء 11/ 405، 406 رقم 92 و 12/ 112، 113 رقم 36، وتذكرة الحفاظ 2/ 57، 58، والعبر 1/ 436، وتهذيب التهذيب 7/ 16، 17 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 533 رقم 1451، وخلاصة تذهيب التهذيب 250، وشذرات الذهب 2/ 99.
[2] المعجم المشتمل 180.
[3] في الثقات 8/ 406.

(18/344)


وقال يحيى بن المَوْصِليّ: كان إماما فاضلا خيّرا.
وقال البخاريّ [1] : مات سنة إحدى وأربعين. زاد غيره: بفِرَبْر.
299- عُبَيْد الله بن عبد الله بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر التَّيْميّ [2] .
أبو القاسم المدنيّ. نزيل قوص.
روى عن: ابن أبي فُدَيْك، وغيره.
روى عنه: عليل بن أحمد، وعليّ بن الحسن بن قُدّيد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون.
تُوُفّي في آخر سنة خمسٍ وأربعين بمكّة بعد قضاء النُّسُك [3] .
300- عُبَيْد بن أسباط بن محمد [4]- ت. ق. - أبو محمد القرشيّ. مولاهم الكوفيّ.
عن: أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يَمَان، وغيرهم.
وعنه: ت. ق.، والبخاريّ في غير الجامع، ومُطَيَّن، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وإبراهيم بن محمد بن مُتُّوَيْه، وجماعة.
قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة خمسين [5] .
قال: وكان ثِقة [6] .
__________
[1] في تاريخه الكبير وتاريخه الصغير، وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[2] انظر عن (عبيد الله بن عبد الله) في:
الجرح والتعديل 5/ 322 رقم 1533.
[3] قال أبو حاتم: ثقة.
[4] انظر عن (عبيد بن أسباط) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 442، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 63، والجرح والتعديل 5/ 402 رقم 186، والثقات لابن حبّان 8/ 432، والمعجم المشتمل 183 رقم 594، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 891، والكاشف 2/ 206 رقم 3655، وتهذيب التهذيب 7/ 58، 59 رقم 118، وتقريب التهذيب 1/ 541 رقم 1531، وخلاصة تذهيب التهذيب 254.
[5] المعجم المشتمل 183، وقال ابن حبّان: مات سنة خمس ومائتين، وكان من حلفاء قريش.
(8/ 432) .
[6] وقال ابن حبّان: «شيخ» .

(18/345)


301- عبيد بن إسماعيل [1]- خ. - أبو محمد القُرَشيّ الهبّاريّ الكوفيّ.
اسمه عبد الله.
روى عن: المحاربيّ، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أُسامة، وجماعة.
وعنه: خ.، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَلي، وعلي بن العبّاس المقانعيّ، وعمر البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخيثمي الأشناني، وآخرون.
وثقة مطين أيضا وقال: مات في آخر ربيع الأوّل سنة خمسين [2] .
302- عُبَيْد بن هشام [3]- د. - أبو نعيم الحلبيّ القلانسيّ. جُرْجانيّ الأصل.
روى عن: مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وأبي الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وبكر بن خُنَيْس العابد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، وجماعة.
وعنه: د. حديثا واحدا، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سفيان، وجعفر
__________
[1] انظر عن (عبيد بن إسماعيل) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 442، 443 رقم 1441 وفيه قال: اسمه في الأصل: عبد الله، والتاريخ الصغير، له 237، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 5، والجرح والتعديل 5/ 402 رقم 1861، والثقات لابن حبّان 8/ 433، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 499، 500 رقم 768، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 331 رقم 1253، والمعجم المشتمل لابن عساكر 183 رقم 595، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 891، والكاشف 2/ 207 رقم 3656، وتهذيب التهذيب 7/ 59 رقم 119، وتقريب التهذيب 1/ 541 رقم 1532، وخلاصة تذهيب التهذيب 254.
[2] التاريخ الكبير 5/ 443، والثقات 8/ 433.
[3] انظر عن (عبيد بن هشام) في:
الجرح والتعديل 6/ 5 رقم 20، وتاريخ جرجان للسهمي 279 رقم 476، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 896، 897، والمغني في الضعفاء 2/ 420 رقم 3978، وميزان الاعتدال 3/ 24 رقم 5447، والكاشف 2/ 210 رقم 3688، وتهذيب التهذيب 7/ 76، 77 رقم 165، وتقريب التهذيب 1/ 546 رقم 1578، وخلاصة تذهيب التهذيب 256.

(18/346)


الفِرْيابيّ، وأبو عَرُوبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلْق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغيَّر في آخر أمره. لقَّن أحاديث ليس لها أصل [2] .
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ [3] .
303- عبدوس بن مالك العطّار [4] .
صاحب الإمام أحمد.
كان أحمد يجلّه ويحترمه لسِنهِ.
روى عن: إسحاق الأزرق، وشَبّابة بن سَوّار، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وآخرون.
304- عُتْبة بن عبد الله بن عتبة اليحمديّ المروزيّ [5]- ن. - أبو عبد الله. من بقايا المُسْنِدين بخُراسان.
روى عن: مالك بن أنس، وسعيد بن سالم القدّاح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البستيّ، والحسن بن سفيان،
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 5.
[2] تهذيب الكمال 2/ 896.
[3] تهذيب الكمال.
[4] انظر عن (عبدوس بن مالك) في:
تاريخ بغداد 11/ 115 رقم 5807، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 241- 246 رقم 338 وفيه كنيته: «أبو محمد» .
[5] انظر عن (عتبة بن عبد الله) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 508، وتاريخ جرجان للسهمي 202، والمعجم المشتمل 184 رقم 599، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 902، 903، والكاشف 2/ 214 رقم 3718، وسير أعلام النبلاء 11/ 539- 541 رقم 158، وتهذيب التهذيب 7/ 97، 98 رقم 207، وتقريب التهذيب 2/ 4 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 257، 258.

(18/347)


وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال مرَّةً: ثقة [2] .
وممن روى عَنْهُ: أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْه مؤرِّخ مَرْو وقال: مات في ذي الحجّة سنة أربعٍ وأربعين.
305- عتّاب بن ورقاء.
أحد فُحُولِ الشُّعراء في هذا الوقت.
وله فِي الزُّهد هذه القطعة البديعة:
أمَا صَحى، أما انتهى، أما ارعوى؟ ... أما رَأَى الشّيْب بفُودَيْه بدا؟
سُقْيَا لأيّام الشّباب وله ... غادَرَني من بعده بادي الأسى
أكان رَبْعا ذا أنينٍ فعفا ... أم كان بُرْدا ذا شباب فنضا؟
بل كان ملكا فانقضى وخفض ... عيش فمضى وجد سعد فكبا
وله:
إنّ اللّيالي للأنام مناهلٌ ... تُطْوَى وتنْشَرُ بينها الأعمارُ
فقِصارهنّ مع الهموم طويلةٌ ... وطِوَالُهن مع السّرور قِصَارُ
306- عثمان بن إسماعيل بن عمران [3]- ق. - أبو محمد الهذليّ الدّمشقيّ.
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية.
وعنه: ق.، وأحمد بن أنس بن مالك، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن خُرَيم العُقَيْليّ، وجماعة.
__________
[1] المعجم المشتمل.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عثمان بن إسماعيل) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 184 رقم 600، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 905، والكاشف 2/ 216 رقم 3732، وتهذيب التهذيب 7/ 106، 107 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 6 رقم 36.

(18/348)


307- عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي [1] .
الفقيه الزاهد.
روى عن: الغاز بن قيس، وأصْبَغ بن الفَرَج المصريّ، وجماعة.
وهو أول من أدخل المدوّنة إلى الأندلس. وكان كبير المحل.
أُريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى.
تُوُفّي سنة ستٍّ أو سبْعٍ وأربعين ومائتين [2] .
308- عُذْرة بن مُصْعَب القَدَريّ [3] .
أبو مجاهد المصريّ المؤذّن بحلب.
عن: ابن وهْب، وغيره.
مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين [4] .
309- عسكر بن الحُصَين [5] .
أبو تُراب النَّخْشَبيّ الزّاهد.
من كبار مشايخ الطّريق. ونَخْشَب هي نَسَف، بلد من نواحي بَلْخ.
صحِب: حاتما الأصمّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أيوب) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 302 رقم 889، وجذوة المقتبس للحميدي 303 رقم 696، وبغية الملتمس للضبي 410 رقم 1179.
[2] وقيل: سنة ثمان وثلاثين. (البغية 410) .
[3] انظر عن (عذرة بن مصعب) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 203.
[4] ورّخه ابن ماكولا، وقال: أسند ثلاثة أحاديث فيما أعلم.
[5] انظر عن (عسكر بن الحصين) في:
طبقات الصوفية للسلمي 146- 151 رقم 20، وحلية الأولياء 10/ 219- 222 رقم 550، والرسالة القشيرية 22، وتاريخ بغداد 12/ 315- 318 رقم 6758، والأنساب 12/ 60، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 55، 56، واللباب 3/ 303، والكامل في التاريخ 7/ 92، وطبقات الحنابلة 1/ 248، 249 رقم 349، وآثار البلاد وأخبار العباد 334، 466، ودول الإسلام 1/ 148، وسير أعلام النبلاء 11/ 545، 546 رقم 161، والعبر 1/ 445، والبداية والنهاية 10/ 346، والنجوم الزاهرة 2/ 321، ومفتاح السعادة 2/ 174، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 96، والكواكب الدرّية 1/ 202، ودائرة معارف البستاني 2/ 54.

(18/349)


وحدَّث عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ونُعَيْم بن حمّاد، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وغيرهما.
وعنه: الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهانيّ، ويوسف بن الحسين الرازي، وعلي بن أحمد السائح، وآخرون.
وكان صاحب أحوال وكرامات.
روى عن أحمد بْن نصر، عن أبي غسّان الكوفيّ، عن مُسْلِم بْن جعفر قال: قال وهْب بْن منبّه: الْإِيمَان عُرْيان ولباسه التَّقوى، وزينته الحياء، وماله الفِقْه.
وقال: ثلاثٌ من مناقب الْإِيمَان: الاستعداد للموت، والرّضا بالكَفاف، والتفويض إلى اللَّه. وثلاثٌ من مناقب الكفر: طول الغفلة عن اللَّه، والطِّيَرة، والحسد.
وعن يوسف بْن الْحُسَيْن قال: كنتُ مع أبي تُراب بمكّة فقال: احتاج إلى كيس دراهم. فإذا رَجُلٌ قد صَبَّ فِي حِجْره كيس دراهم، فجعل يفرِّقه على مَن حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أنّ يعطيه شيئًا، فما أعطاه شيئًا. ونفدت الدراهم، وبقيت أَنَا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا.
فقال له: أنت لا تعرف المعطي.
وعن أبي تُراب قال: إذا رَأَيْت الصُّوفيّ قد سافر بلا رَكْوة فاعلم أنّه قد عزم على ترك الصّلاة.
وسئِل أبو تُراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدّره شيء، ويصفو به كلّ شيء.
وقال أبو عبد الله بْن الجلاء: لقيتُ ألفَيْ شيخ، ما لقيت فيهم من الصّادقين إلا رجلين، أحدهما أبو تُراب النَّخْشَبيّ والآخر أبو عبيد البسريّ [1] .
__________
[1] وفي طبقات الصوفية للسلمي 147 قال أبو عبد الله بن الجلّاء: لقيت ستمائة شيخ، ما لقيت

(18/350)


وقال أحمد بْن مروان الدَّينَوَريّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: جاء أبو تُراب النَّخْشبيّ إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة.
فقال أبو تُراب: لا تغتاب العلماء يا شيخ.
فالتفَت أبي إليه وقال له: ويْحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة [1] .
كان أبو تراب رحمه الله عليه كثير الحجّ، فانقطع ببادية الحجاز، فَنهَشَتْه السباع فِي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [2] .
310- عصابة الجرجرائي [3] .
اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذاميّ، نسبة إلى جدّه باذام.
قال الصُّوليّ: كان يتعسّف الألفاظ، ويتشيّع، ويهجو العبّاسيّين.
وقال محمد بْن دَاوُد بْن الجرّاح الكاتب فِي «أخبار الشعراء» : يُطيل ويتعسّف، غريب الكلام، وليس لشِعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بْن إبراهيم متولّي بغداد.
قال الصُّولِيُّ: أنشدنا أبو مالك الكِنْديّ: أنشدنا إسماعيل بْن محمد الباذاميّ لنفسه فِي الْحَسَن بْن رجاء:
خِوانُ الأمير مُعَمَّى المكان ... له شَبَحٌ ليس بالمُسْتَهَانِ
يُرى بالخواطر لا بالمجسّ ... وبالخبر الشّاذّ لا بالعَيانِ
رِقاقٌ كمثل خيوط السّمام ... يقعن من الشّمس فِي حِراءان
فإنْ شرعتْ فِيهِ أيديهم ... رجعن إليهم قصار البَنانِ
وأمّا غضائره الواردات ... فأسماءٌ ليس لها معاني
__________
[ () ] فيهم مثل أربعة أوّلهم أبو تراب النخشبي. وفي حلية الأولياء 10/ 220: لقيت زيادة على خمسمائة شيخ، ما لقيت مثل أربعة ...
[1] تاريخ بغداد 12/ 316.
[2] طبقات الصوفية للسلمي 147، حلية الأولياء 10/ 220.
[3] انظر عن (عصابة الجرجرائي) في:
مروج الذهب 397، ومعجم البلدان (مادّة: جرجرايا) 2/ 123.

(18/351)


311- عصمة بن الفضل النّميريّ [1]- ت. ق. - أبو الفضل النّيسابوريّ.
عن: أبي معاوية، وحسين الْجُعْفيّ، وزيد بن الحُبَاب، وحَرَميّ بن عُمارة، وجماعة.
وعنه: ت. ق.، وعبد الله بن أحمد بن أبي وارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقرئ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.
قال أبو حاتم [2] : صدوق.
وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين ومائتين [3] .
312- عقبة بن قبيصة بن عقبة [4]- ن. - أبو رياب السّوائيّ العامريّ الكوفيّ.
سمع: أباه، وعمه سُفْيان، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم.
وعنه: ن.، ومحمد بن عليّ الحكيم الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم.
قال النّسائيّ: صالح [5] .
__________
[1] انظر عن (عصمة بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 7/ 21 رقم 108، والثقات لابن حبّان 8/ 520، وتاريخ بغداد 12/ 288 رقم 6728، والأنساب لابن السمعاني 12/ 146، والمعجم المشتمل لابن عساكر 186 رقم 609، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 932، والكاشف 2/ 231 رقم 3850، وتهذيب التهذيب 7/ 197 رقم 378، وتقريب التهذيب 2/ 21 رقم 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 266.
[2] الجرح والتعديل 7/ 21.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (عقبة بن قبيصة) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 7556 رقم 1013، والجرح والتعديل 6/ 316 رقم 1755، والثقات لابن حبّان 8/ 500، والمعجم المشتمل لابن عساكر 187 رقم 611، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 946، والكاشف 2/ 238 رقم 3903، وتهذيب التهذيب 7/ 249 رقم 447، وتقريب التهذيب 2/ 28 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 269.
[5] تهذيب الكمال 2/ 946.

(18/352)


313- عقبة بن مكرم [1]- م. د. ت. ق. - أبو عبد الملك العمّيّ البسريّ، لا الكوفيّ، ذلك تقدّم في الطبقة الماضية.
عن: غُنْدَر، ومحمد بن أبي عديّ، وابن أبي فُدَيْك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، ووهْب بن جرير، وخلْق.
وعنه: م. د. ت. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وعليّ بن زاطيا، وأبو القاسم البَغَويّ، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بُنْدار في الثقة عندي [2] .
وقال غيره: كان ثقة مجودا.
قال السّرّاج: مات سنة ثلاثٍ وأربعين [3] .
314- عَلْكَدَة بن نوح بن الْيَسَع الرُّعَيْنيّ الأندلسيّ [4] .
عن: ابن وهْب، وابن القاسم، وغيرهما.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين [5] .
__________
[1] انظر عن (عقبة بن مكرم) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 80، والجرح والتعديل 6/ 317 رقم 1765، والثقات لابن حبّان 8/ 500، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 109 رقم 1272، وتاريخ بغداد 12/ 266، 267 رقم 6710، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 382 رقم 1459، وطبقات الحنابلة 1/ 246، 247 رقم 341، والأنساب لابن السمعاني 9/ 64، والمعجم المشتمل 87 رقم 612، واللباب 2/ 360، وتهذيب الكمال (المصوّر) / 946، 947، والكاشف 2/ 238 رقم 3906، وسير أعلام النبلاء 12/ 178، 179 رقم 61، وتهذيب التهذيب 7/ 250، 251 رقم 541، وتقريب التهذيب 2/ 28 رقم 255، وخلاصة تذهيب التهذيب 269.
[2] تاريخ بغداد 12/ 267.
[3] المعجم المشتمل وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات سنة خمس ومائتين أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل.
[4] انظر عن (علكدة بن نوح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 343 رقم 1011، وجذوة المقتبس للحميدي 323 رقم 746، وبغية الملتمس للضبي 436 رقم 1267.
[5] وقال الضبي في البغية: مات بالأندلس سنة سبع وثلاثين ومائتين.

(18/353)


315- عليّ بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود ابن صاحب تُسْتَر الهُرْمُزان [1] .
أبو الحَسَن الرّازيّ.
يروي عن: الفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سُلَيْم، وغيرهم.
تُوُفّي يوم عَرَفَة بِخُجَنْد [2] مما وراء النَّهْر [3] .
316- عليّ بْن بكار بْن هارون [4] .
أبو الْحَسَن المِصِّيصيّ.
عن: أبي إسحاق الفَزَاريّ، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن.
وعنه: أبو الطَّيّب أحمد بْن عُبَيْد اللَّه الدّارميّ، وأحمد بْن هارون البَرْدَنْجيّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن فيل، ومحمد بْن بركة بُرْداعس، ومُطَيَّن، وجماعة.
وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» [5] .
تُوُفّي بعد الأربعين ومائتين.
317- عليّ بن جميل الرَّقّيّ [6] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الأزهر) في:
الجرح والتعديل 6/ 175 رقم 159، والثقات لابن حبّان 8/ 470 وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) : «لم نظفر به» !.
[2] انظر: معجم البلدان 3/ 402.
[3] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث جدّا» .
[4] انظر عن (علي بن بكار) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 474، والسابق واللاحق 108، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 956، والكاشف 2/ 243 رقم 3942، وتهذيب التهذيب 7/ 286، 287 رقم 497، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 299، وخلاصة تذهيب التهذيب 271.
[5] وقال: «مستقيم الحديث» . (8/ 474) .
[6] انظر عن (علي بن جميل) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 116، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1857،

(18/354)


أبو الحَسَن.
عن: جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم.
وعنه: الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد القطّان، وأبو عَرُوبة، والفضل بن عبد الله بن مَخْلَد.
وكان كذابا.
قال ابن عديّ [1] : يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثّقات.
وقال ابن حِبّان [2] : لا يحلّ كَتْبه حديثه بحال.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين [3] .
318- عليّ بن الْجَهْم بن بدر [4] .
أبو الحَسَن السّاميّ الخُراسانيّ الأصل. البغداديّ الشّاعر المشهور، صاحب الدّيوان المعروف.
قيل كان يرجع إلى دِين وخير، وبراعة فِي ضُروب الشِّعر. وله اختصاصٌ زائد بالمتوكّل.
ومن شعره:
خليليَّ ما أحلى الهوى وأمرّه ... وأعلمني بالحلو منه وبالمرّ
__________
[ () ] 1858، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 191 رقم 2363، والمغني في الضعفاء 2/ 444 رقم 4232، وميزان الاعتدال 3/ 117 رقم 5800، والكشف الحثيث 294، 295 رقم 500، ولسان الميزان 4/ 209، 210 رقم 556.
[1] في الكامل 5/ 1857.
[2] في المجروحين 2/ 116.
[3] في ثقات ابن حبّان: مات سنة تسع وأربعين ومائتين.
[4] انظر عن (علي بن الجهم) في:
معجم الشعراء للمرزباني 140، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 319، وتاريخ الطبري 9/ 152، 161، 170، 175، 196، 264، ومروج الذهب 49، 1722، 2840، 2876، 2933- 2941، 2964، 2967- 2971، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 384 رقم 378، والأغاني 10/ 203- 234، وطبقات الحنابلة 1/ 264، وتاريخ بغداد 11/ 367- 369 رقم 6217، والكامل في التاريخ 7/ 124، ووفيات الأعيان 1/ 355، 356 و 3/ 355- 358 و 5/ 223799، والبداية والنهاية 11/ 4، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، وتاريخ ابن الوردي 1/ 230، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 260.

(18/355)


بما بيننا من حُرمة: هَلْ رأيتما ... أرقّ من الشَّكوى وأقسى من الهجر؟
وأفصح من عين المُحِبّ لسِتره ... ولا سيّما إنْ أطْلَقَتْ عبرةً تجري [1]
وله:
نُوّبُ الزمان كثيرة وأشدُّها ... شمل تحكم فِيهِ يومُ فراق
يا قلبُ لِمَ عرُّضتَ نفسَك للهوى؟ ... أوَ مَا رَأَيْت مصارعُ العُشَّاق [2]
وكان ناصبيّا منحرفًا عن عليّ عليه السّلام [3] . وقع فِي الآخر بينه وبين المتوكّل لكونه هجاه، فنفاه وكتبَ إلى ابن طاهر الأمير فصلَبه يومًا كاملا [4] ، ثُمَّ أطلقه. فسافر وتنقّل إلى الشام، فورد على المستعين كتابٌ من صاحب البريد بحلب أنّ عليّ بْن الْجَهْم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعةٌ معه خيل من كلْب، فقاتلهم قتالا شديدًا دون ماله، فأُثْخِن بالجراح، ولَحِقَه النّاس بآخر رَمَق [5] ، فمات فِي سنة تسعٍ وأربعين.
وكانت بينه وبين أَبِي تمّام الطّائيّ مَوَدّة أكيدة [6] .
ويقال كان عليّ بْن الْجَهْم فِي المحدِّثين كالنّابغة فِي المتقدّمين، لأنّه اعتذر إلى المتوكّل بما لا يقصّر عن اعتذارات النّابغة إلى النُّعمان.
فمن ذلك:
عفا اللَّه عنك أما حُرْمه ... تعوذ بعفوك أنّ أبعَدا
ألم تَر عبدًا عدا طَوْرَه ... ومولى عفا وشيدًا هدا
أقِلْني أقالك مَن لم يزلْ ... يقيكَ ويَصرِفُ عنك الرّدا
وله في حبسه:
__________
[1] مروج الذهب 4/ 113.
[2] تاريخ بغداد 11/ 368.
[3] مروج الذهب 4/ 111.
[4] وفيات الأعيان 3/ 355.
[5] وفيات الأعيان 3/ 356.
[6] وفيات الأعيان 3/ 356.

(18/356)


قَالُوا: حُبِستَ، فقلت: ليس بضائري ... حبْسي، وأيّ مُهَنَّدٍ لم يُغْمَدِ [1]
وله وقد عُري وصُلِب أبيات يشبّه نفسه بالسّيف وقد جُرّد. وكان يُعَدّ من طبقة أبي تمّام فِي الشِّعر.
وقد ذكر المسعوديّ [2] عَنْهُ أنه كان يسُبّ أَبَاهُ الّذي سمّاه عليًا بغضًا منه لعليّ، رضي الله عنه ولا رَضِيَ عن باغضه.
319- عليُّ بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مخارش بن مشمرخ [3]- خ. م. ت. ن. - أبو الحسن السّعديّ المروزيّ. ولِمُشَمْرَخ صُحبة ووِفادة ثقة، حافظ، رحّال عالي الإسناد، كبير القدر.
سمع: شَرِيك بن عبد الله، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن
__________
[1] مروج الذهب 4/ 112 في أبيات عدّة، ووفيات الأعيان 3/ 357.
[2] في مروج الذهب 4/ 111.
[3] انظر عن (عليّ بن حجر) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 272 رقم 2381، والتاريخ الصغير، له 235، والأدب المفرد، له رقم 348، 531، 553، 705 والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، وعمل اليوم والليلة للنسائي 302 رقم 378، رقم 497 وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35 و 3/ 90، والجرح والتعديل 6/ 183 رقم 1003، والثقات لابن حبّان 8/ 468، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 529 رقم 820، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 53 رقم 1131، وتاريخ بغداد 11/ 416- 418 رقم 6295، وتاريخ جرجان للسهمي 277، 414، 450، 464، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 354 رقم 1328، والأنساب لابن السمعاني 7/ 84، 85، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 2، والمعجم المشتمل لابن عساكر 188، 189 رقم 617، واللباب لابن الأثير 2/ 118، والكامل في التاريخ 7/ 86، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 222 رقم 305، ووفيات الأعيان 4/ 278، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 959، والكاشف 2/ 244 رقم 3948، والمعين في طبقات المحدّثين 87 رقم 959، وسير أعلام النبلاء 11/ 507- 513 رقم 139، وتذكرة الحفاظ 2/ 450، والعبر 1/ 443، والبداية والنهاية 10/ 346، وتهذيب التهذيب 7/ 293، 294 رقم 504، وتقريب التهذيب 2/ 33 رقم 305، والنجوم الزاهرة 2/ 318، وطبقات الحفاظ 196، وخلاصة تذهيب التهذيب 272، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 395، وشذرات الذهب 2/ 105، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 313 رقم 1054، والأعلام 5/ 77، ومعجم المؤلفين 7/ 57، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 166.

(18/357)


جعفر، وإسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهُشَيْم بن بشير، وأبا الخطّاب معروفا الخيّاط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشّام، والعراق، والحجاز، وخُراسان، والجزيرة.
وعنه: خ. م. ت. ن.، وإبراهيم بن أورمة الأصبهانيّ، وعبدان بن محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن عليّ الحكيم التّرمذيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي عون، والحسين بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق.
وروى عنه: محمد بن علي بن ضمرة المروزي وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثمّ تحوّل إلى مَرْو فنزل قرية زَرْزم.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون حافظ [1] .
وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وعليّ بْن حُجْر، ومحمد بْن مِهْران الرّازيّ.
ولعليّ مصنّفات منها «أحكام القرآن» .
وقال الْحَسَن بْن سُفْيَان: سمعت عليّ بْن حُجْر ينشد:
وظيفتنا مائة للغريب ... فِي كلّ يومٍ سوى ما يُقاد
شريكيّة أو هُشَيْمِيّة أحاديث ... فِقْه قِصارٌ جياد [2]
قال: وأنشد مرّة وقد سألوه الزيادة:
لكم مائة فِي كلّ يوم أعُدُّها ... حديثًا حديثًا لا أزيدُكُم حَرْفا
وما طال منها من حديثٍ فإنّني ... به طَالِبٌ منكم على قدْرِه حرْفا
فإنْ أقنعْتُكُم فاسْمعوها سَرِيحة ... وإلا فجيئوا من يحدّثكم ألفا [3]
__________
[1] المعجم المشتمل.
[2] الثقات لابن حبّان 8/ 468 وفيه قال: «متيقّظ متقن» .
[3] سير أعلام النبلاء 11/ 512.

(18/358)


وقال محمد بْن عبد الرحمن الدّغُوليّ: ثنا عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن خاقان المَرْوزِيّ قال: وجّه بعض مشايخ مَرْو! إلى عليّ بْن حُجْر بشيءٍ من السُّكَّر والأُرُزّ وثوب، فردّه وكتب إليه:
جاءني عنك مُرْسلٌ بكلامٍ ... فِيهِ بعض الإيحاش والإحشامِ
فتعجّبتُ ثُمَّ قلت: تعالى ... ربُّنا، ذا من الأمورِ العظامِ
فات سعيي لئن شريتَ خلاقي ... بعد تسعين حَجَّة بحُطَامِ
أَنَا بالصّبر واحتمالي لإخواني ... أرجو حُلُول دارِ السّلامِ
والذي سُمْتَنِيه يُزْري بمثلي ... عند أهل العُقُولِ والأحلامِ [1] .
قال أبو عَمْرو أحمد بْن المبارك المستملي: سمعت عليّ بْن حُجْر يقول:
وُلِدُت سنة أربعٍ وخمسين ومائة.
وقال غير واحد: تُوُفّي في نصف جُمادَى الأولى سنة أربعٍ وأربعين [2] .
فاستكمل تسعين سنة.
320- عليّ بن الحَسَن الكوفيّ اللانيّ [3]- ت. - ولان من فَزَارة. واللان من بلاد العجم.
روى عن: المُعَافَى بن عِمران، وعبد الرّحيم بن سليمان.
وعنه: ت.، وعبد الله بن ناجية، ومُطَيَّن، وغيرهم.
صدوق.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 11/ 512.
[2] التاريخ الكبير، والصغير، والثقات، والمعجم المشتمل، وفيه: ويقال في سنة إحدى وأربعين ومائتين.
[3] انظر عن (علي بن الحسن) في:
الكاشف 2/ 245 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 7/ 300، 301 رقم 513، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 314 و 2/ 34 رقم 315 و 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 272.

(18/359)


321- عليّ بن الحَسَن الكوفيّ [1]- ت. - عن: إسماعيل بن إبراهيم التَّيْميّ، ومحبوب بن محرز القواريريّ.
وعنه: ت.
وأظنه اللانيّ [2] .
322- عليّ بن الحَسَن بن السّمّاك [3] .
ويقال السّمّان.
عن: عبد الرحمن المحاربيّ.
وعنه: مُطَيَّن، وأبو بكر أحمد بن عَمْرو البزّار.
كنيته أبو الحُسَين.
323- عليّ بن سعيد بن مسروق [4]- ت. ن. - أبو الحسن الكنديّ الكوفيّ، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر.
روى عن: ابن المبارك، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بن يَعْلَى التَّيْميّ، وعُبَيْد الله الأشجعيّ، وحفص بن غِياث، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وعلي بن العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة.
قال أبو حاتم [5] : صدوق.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن الكوفي) في:
ميزان الاعتدال 3/ 121 رقم 5810، والكاشف 2/ 245 رقم 3956، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 315.
[2] انظر الّذي قبله.
[3] انظر عن (علي بن الحسن بن السّمّاك) في:
تهذيب التهذيب 7/ 301 رقم 516، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 317.
[4] انظر عن (علي بن سعيد الكندي) في:
تاريخ الطبري 1/ 445، والجرح والتعديل 6/ 189، 190 رقم 1042، والثقات لابن حبّان 8/ 475، 476، والسابق واللاحق للخطيب 276، والمعجم المشتمل لابن عساكر 192 رقم 632، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 969، والكاشف 2/ 249 رقم 3979، وتهذيب التهذيب 7/ 326، 327 رقم 549، وتقريب التهذيب 2/ 37 رقم 346، وخلاصة تذهيب التهذيب 274.
[5] الجرح والتعديل 190.

(18/360)


وقال مطين: ثقة [1] .
مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين [2] .
324- علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي البغدادي [3]- ت. - عن: شَبّابة، ورَوْح بن عُبادة، ومحمد بن عمر الواقديّ، وعبد الله بن بكر السَّهْميّ، وجماعة.
وثقة ابن حِبّان [4] .
ومات سنة سبْعٍ وأربعين [5] .
325- عليّ بن الفضل القَيْسيّ الكرابيسي البصْريّ [6] .
أبو الحَسَن.
سمع: إبراهيم بن سعْد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
سمع: منه: أبو حاتم الرازيّ في الرحلة الثالثة وقال [7] : صدوق.
326- عليّ بن ميمون [8]- ن. ق. -
__________
[1] تهذيب الكمال 2/ 969.
وقال النسائي: ثقة، وفي موضع آخر قال: لا بأس به.
[2] المعجم المشتمل 192.
[3] انظر عن (علي بن عيسى الكراجكي) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 474 وفيه «الكراكيسي» ، وتاريخ بغداد 12/ 12، 13 رقم 6373، والأنساب لابن السمعاني 10/ 373، والمعجم المشتمل لابن عساكر 195 رقم 644، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 987، والكاشف 2/ 254 رقم 4012، وتهذيب التهذيب 7/ 369، 370 رقم 598، وتقريب التهذيب 2/ 42 رقم 391، وخلاصة تذهيب التهذيب 276.
[4] بذكره في ثقاته.
[5] المعجم المشتمل 195.
[6] انظر عن (علي بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 6/ 201 رقم 1102.
[7] الجرح والتعديل.
[8] انظر عن (علي بن ميمون) في:
الجرح والتعديل 6/ 206 رقم 1127، والثقات لابن حبّان 8/ 472، والمعجم المشتمل 197 رقم 653، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 993، والكاشف 2/ 255 رقم 4034، وتهذيب التهذيب 7/ 389 رقم 628، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.

(18/361)


أبو الحسن الرّقّيّ العطّار.
عن: أبي معاوية الضّرير، وحفص بن غِياث، ومعن بن عيسى، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطبقتهم.
وعنه: ن. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل الوابشي، وآخرون.
قال النسائي [1] : لا بأس به [2] .
وقال أبو عليّ الحرّانيّ: مات سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [3] .
327- عليّ بْن نصر بْن عليّ بْن نصر بْن عليّ بن صُهْبان بن أبيّ [4]- م. د. ت. ن. - أبو الحسن الجهضميّ البصريّ، مِن أولاد العلماء.
روى عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهْب بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ن.، وأحمد بْن يحيى التُسْتَريّ، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وروى عنه البخاري في تاريخه.
__________
[1] المعجم المشتمل 197.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: ثقة.
[3] المعجم المشتمل، وفيه سنة خمس وأربعين ومائتين، ويقال ست وأربعين ومائتين. وفي «الثقات» : مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
[4] انظر عن (علي بن نصر) في:
التاريخ الكبير 6/ 299، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25 (بالهامش) ، وتاريخ الطبري 2/ 328، 366، 375، 426 و 3/ 70، 82، 163، والجرح والتعديل 6/ 207 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 8/ 471، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 59، 60 رقم 1148، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 360 رقم 1371، والأنساب لابن السمعاني 3/ 391، 392، والمعجم المشتمل لابن عساكر 197 رقم 654، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 993، 994، والكاشف 2/ 258 رقم 4037، وسير أعلام النبلاء 12/ 138- 140 رقم 50، وتذكرة الحفاظ 2/ 541، وتهذيب التهذيب 7/ 390، 391 رقم 631، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 421، وطبقات الحفاظ 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.

(18/362)


قال ابن أبي حاتم [1] : سَأَلت أبي عَنْهُ فوثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه.
وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث [2] .
قلت: ورّخوه في شَعْبان سنة خمسين [3] ، ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم أو أكثر [4] .
328- عليّ بن الهيثم البغداديّ [5]- خ. - صاحب الطعام.
عن: حمّاد بن مَسْعَدة، وعمر بن يونس اليَمَاميّ، ويحيى بن سُلَيم، وَمُعَلَّى بن منصور الرّازيّ، وغيرهم.
وعنه: خ.، ومحمد بن عليّ الطَّبَريّ، والقاضي المَحَامِليّ.
329- عليّ بن يونس بن أبان الأصبهانيّ [6] .
مولى بني تميم.
عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس الأخرم، وعبد اللَّه بْن أحمد بن أَسِيد، وابنه حسن بن عليّ.
330- عليّ بن أبي عليّ الأنصاريّ [7] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 6/ 207.
[2] تهذيب الكمال 2/ 993.
[3] الثقات لابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[4] ووثّقه النسائي. (المعجم المشتمل) .
[5] انظر عن (علي بن الهيثم) في:
رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 534 رقم 834، وتاريخ بغداد 12/ 118 رقم 3563، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 357 رقم 1355، والمعجم المشتمل لابن عساكر 197 رقم 657، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 995، وتهذيب التهذيب 7/ 394 رقم 636، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 426، وفيه: «علي بن هشيم» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 278.
[6] انظر عن (علي بن يونس) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 3، 4، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 394- 396 رقم 223.
[7] انظر عن (علي بن أبي علي) في:

(18/363)


مولاهم الأصبهانيّ.
عن: ابن عُيَيْنَة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، وأبي عامر العَقَديّ، وحبيب بن هَوْذة.
وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاريّ، وأحمد بن عَليّ بن الجارود، وَأَحْمَد بن محمود بن صَبيح الأصبهانيون.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
331- عمّار بن الحسن بن بشير [1]- ن. - أبو الحسن الهمدانيّ الرّازيّ. نزيل نَسَا.
عن: جرير بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وشجاع البلْخيّ المقرئ، وزافر بن سليمان، وَسَلَمَةَ بن الفضل الأبرش، وجماعة.
وعنه: ن.، والحَسَن بن سُفْيان، وعبدان بن محمد المَرْوَزِيّ، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة.
وثقة النسائي [2] ، وغيره. وله شعر حسن.
توفي سنة اثنتين وأربعين [3] ، وله ثلاث وثمانون سنة.
__________
[ () ] ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 3، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 296، 297 رقم 181.
[1] انظر عن (عمّار بن الحسن) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 505- 507 و 2/ 774 و 3/ 291، 293، 300، 306، 309، وتاريخ الطبري 1/ 99، 102، 109، 118، 121، 126، 280، 283، 284، والثقات لابن حبّان 8/ 517 ووقع فيه: «بشر» بدل «بشير» ، وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 198 رقم 658، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 995، 996، والكاشف 2/ 260 رقم 4048، وتهذيب التهذيب 7/ 399 رقم 645، وتقريب التهذيب 2/ 47 رقم 436 وفيه: «الهلالي» بدل «الهمدانيّ» وهو وهم، وخلاصة تذهيب التهذيب 279.
[2] المعجم المشتمل، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
[3] الثقات 8/ 517 وكان مولده سنة تسع وستين ومائة.
ومن شعره:
عمّار لا تغفل عن العمل ... واعمل لنفسك قبل الموت في مهل
واربع عليها فإن الله سائلها ... وليس ينفعها قول بلا عمل

(18/364)


332- عمار بن طالوت بن عباد [1]- ق. - أخو عثمان.
يروي عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجِشُون، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن أورمة، وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الظهراني، وآخرون.
333- عمارة بن عقيل [2] .
بغدادي إخباري، أديب علامة.
روى عنه: أبو العيناء، والمبرد.
نقل الخطيب في تاريخه [3] عنه حكاية وهي: قال: كنت رجلا دميما داهيا، فتزوجت امرأة حسناء رعناء، ليكون أولادي في جمالها، وفي دهائي، فجاءوا في رعونتها ودمامتي.
334- عمران بن خالد بن يزيد [4]- ن. -
__________
[1] انظر عن (عمّار بن طالوت) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 518، والمعجم المشتمل لابن عساكر 198 رقم 660، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 996، والكاشف 2/ 261 رقم 4055، وتهذيب التهذيب 7/ 403، 404 رقم 655، وتقريب التهذيب 2/ 48 رقم 446، وخلاصة تذهيب التهذيب 279.
[2] انظر عن (عمارة بن عقيل) في:
بغداد لابن طيفور 133، 157، 159، 171، 173، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 166، وتاريخ الطبري 8/ 657، 662 و 9/ 146، 149، ومروج الذهب 2412، والشعر والشعراء 425، والبيان والتبيين للجاحظ (انظر فهرس الأعلام) ، والموشّح 119، 120، 157، وتاريخ بغداد 12/ 282، 283 رقم 6722، والمحاسن والمساوئ 209، والأذكياء لابن الجوزي 41، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني 4/ 405، وآثار البلاد 314، ونزهة الطرفاء للغساني 34، 35، وديوانه، نشرته فائزة فائق مظهر، بغداد 1968.
[3] ج 12/ 383.
[4] انظر عن (عمران بن خالد) في:
الجرح والتعديل 6/ 307، والمعجم المشتمل لابن عساكر 199 رقم 662، وتاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوطة التيمورية) 30/ 437- 440، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1057، والكاشف 2/ 300 رقم 4331، وتهذيب التهذيب 8/ 129، 130 رقم 223، وتقريب التهذيب

(18/365)


أبو عُمَر، ويقال أبو عَمْرو القُرَشيّ، ويقال: الطّائيّ.
مولاهم الدّمشقيّ أخو هاشم بن خالد.
روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط، وطائفة.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن دُحَيْم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن المُعَافَى الصَّيْداويّ، ومحمد بن محمد الباغندي، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال عَمْرو بن دُحَيْم: مات في ربيع الآخر سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
335- عِمران بن محمد.
أبو جعفر المَوْصِليّ الخَيْزُرَانيّ.
عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: صالح بن العلاء العبْديّ المَوْصِليّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين.
336- عمران بن موسى اللّيثيّ القزّاز [3]- ت. ن. ق. - أبو عمرو البصْريّ.
عن: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد.
وعنه: ت. ن. ق.، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خزيمة، وجماعة.
__________
[ () ] 2/ 83 رقم 723، وخلاصة تذهيب التهذيب 295، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 371، 372 رقم 1136.
[1] المعجم المشتمل، وفي موضع آخر قال: ثقة.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (عمران بن موسى) في:
تاريخ الطبري 1/ 134، والجرح والتعديل 6/ 305، 306 رقم 1697، والثقات لابن حبّان 8/ 499، والمعجم المشتمل 199 رقم 663، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1059، والكاشف 2/ 302 رقم 4344، وتهذيب التهذيب 8/ 141 رقم 244، وتقريب التذهيب 2/ 85 رقم 744، وخلاصة تذهيب التهذيب 296.

(18/366)


وثقة النسائي [1] .
وتوفي سنة بضع وأربعين ومائتين.
337- عمران بن موسى الطرسوسي [2] .
عن: أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعفان، وجماعة.
ومات كهلا.
روى عنه: أبو الجهم بن طلاب، وسعيد بن عمرو البرذعي [3] .
338- عمر بن إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- ت. - نزيل بغداد.
عن: أبيه، عن جدّه، وعن: حفص بن غِياث، ومعتمر بن سليمان، وَيَعْلَى بن الأشدق، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف [5] .
وقال النَّسَائيّ: متروك [6] .
__________
[1] فقال مرة: «ثقة» ، وقال مرة: «لا بأس به» . (المعجم المشتمل) .
وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (عمران بن موسى) في:
الجرح والتعديل 6/ 306 رقم 1698.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق ثقة.
[4] انظر عن (عمر بن إسماعيل) في:
تاريخ الطبري 4/ 202، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 149، 150 رقم 1134، والجرح والتعديل 6/ 99 رقم 514، والمجروحين لابن حبّان 2/ 92، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1722، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 126 رقم 371، وتاريخ بغداد 11/ 203- 205 رقم 5098، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 205 رقم 2439، والمعجم المشتمل لابن عساكر 200 رقم 666، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1003، والمغني في الضعفاء 2/ 462 رقم 4423، وميزان الاعتدال 3/ 182، 183 رقم 6055، والكاشف 2/ 265 رقم 4087، وتهذيب التهذيب 7/ 427، 428 رقم 697، وتقريب التهذيب 2/ 52 رقم 388، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
[5] في الجرح والتعديل 6/ 99: ضعيف الحديث.
[6] قوله في تاريخ بغداد 11/ 205: «ليس بثقة، متروك الحديث» .

(18/367)


قلت: ومن ذنوبه روايته عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلَيَّ بَابُهَا» [1] . وَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ، مَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ [2] .
339- عمر بن حفص بن صَبِيح [3] .
أبو الحَسَن الشَّيْبانيّ اليَمَانيّ ثمّ البصْريّ.
عن: عبد الله بن وهْب، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.
__________
[1] ذكره ابن عديّ في: الكامل 5/ 1722.
[2] وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: أخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل فيما كتب إليّ قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت عمر بن إسماعيل بن مجالد ليس بشيء كذّاب رجل سوء خبيث، حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» ، وهو حديث ليس له أصل، قال عبد الله: وسألت أبي عنه، فقال: ما أراه إلّا صدق.
وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبي عن عمر بن إسماعيل بن مجالد فقال: ضعيف الحديث.
وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: أملى علينا عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» ، فأتيت يحيى بن معين، فذكرت ذلك له فقال: قل يا عدوّ الله متى كتبت أنت هذا عن أبي معاوية؟ إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد، ولم يحدّث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد. (الجرح والتعديل 6/ 99) .
وقال العقيلي: «روى عن أبي ثمامة، كلاهما مجهول، الحديث غير محفوظ» . (الضعفاء الكبير 3/ 149) .
وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات، فإن اعتبر له معتبر لم أر بذلك بأسا، كان يحيى بن معين يكذّبه» . (المجروحون 2/ 92) .
وقال ابن عديّ: «وهو مع ضعفه يكتب حديثه» . (الكامل 5/ 1722) .
وقال الدار الدّارقطنيّ: ضعيف.
[3] انظر عن (عمر بن حفص) في:
المعجم المشتمل 200، 201، رقم 669، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1005، والكاشف 2/ 266 رقم 4097، وتهذيب التهذيب 7/ 710 رقم 434، وتقريب التهذيب 2/ 53 رقم 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
و «صبيح» بفتح الصاد المهملة.

(18/368)


توفي في حدود سنة خمسين.
وهو صدوق.
340- عمر بن حفص بن عمر بن سعد النميري الوصابي الحمصي [1]- د. - عن: بقيّة بن الوليد، ومحمد بن حِمْيَر [2] ، واليَمَان بن عديّ.
وعنه: د. [3] ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، ومكحول البَيْروتيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
341- عمر بن حفص الدّمشقيّ الخيّاط [4] .
عن: معروف الخيّاط صاحب واثلة بن الأسقع.
وعنه: أحمد بن عامر، وأبو الحَسَن بن جَوْصا، وغيرهما.
وهو مُنْكَر الحديث.
342- عمر بن محمد بن الحَسَن ابن التّلّ [5]- خ. ن. -
__________
[1] انظر عن (عمر بن حفص النميري) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 31، والجرح والتعديل 6/ 103 رقم 547، والمعجم المشتمل لابن عساكر 200 رقم 667، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1005، والكاشف 2/ 267 رقم 4099، وتهذيب التهذيب 7/ 434، 435 رقم 712، وتقريب التهذيب 2/ 53 رقم 402، وخلاصة تذهيب التهذيب 281.
ويقال: «الوصابي» ، و «الأوصابي» .
[2] في الجرح والتعديل: «حمير» ، وفي: تهذيب التهذيب مثله.
[3] في المراسيل، رقم الحديث 31.
[4] انظر عن (عمر بن حفص الدمشقيّ) في:
ميزان الاعتدال 3/ 190 رقم 6080، ولسان الميزان 4/ 300 رقم 836.
[5] انظر عن (عمر بن محمد بن الحسن) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 192 رقم 2141، وتاريخه الصغير 237، وعمل اليوم والليلة للنسائي 549 رقم 996، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 31، والجرح والتعديل 6/ 132 رقم 725، والثقات لابن حبّان 8/ 447، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 515 رقم 795، وتاريخ بغداد 11/ 206، 207 رقم 5911، والسابق واللاحق للخطيب 114، والإكمال لابن ماكولا 1/ 513، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 343 رقم 1296، والمعجم

(18/369)


أبو حفص الأسديّ الكوفيّ. أخو جعفر.
سمع: أباه، ووَكِيعا، ويحيى بن يَمَان.
وعنه: خ. ن.، وزكريّا خيّاط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا المحاملي، وآخرون.
قال النسائي: صدوق [1] .
وقال البخاري [2] : مات في شوال سنة خمسين.
قال سعيد البردعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التلّ يصحّف فيقول معاذ بن «خيل» ، وحجّاج بن «قراقصة» ، و «علقمة» بْن مَرْثَد.
فقلت له: أبوك لم يُسلّمك إلى الكُتّاب؟
فقال: كان لنا «فِسه» أشغلتنا عن الحديث [3] .
343- عمر بن يزيد السّيّاريّ [4]- د. - أبو حفص البصريّ الصّفّار. نزيل الثّغر.
__________
[ () ] المشتمل لابن عساكر 202 رقم 674، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1022، 1023، والكاشف 2/ 277 رقم 4173، وتهذيب التهذيب 7/ 495 رقم 821، وتقريب التهذيب 2/ 62 رقم 504، وخلاصة تذهيب التهذيب 286.
[1] المعجم المشتمل 202.
[2] في تاريخه، وثقات ابن حبّان، والمعجم المشتمل.
[3] قال أبو حاتم الرازيّ: «محلّه الصدق» .
وقال ابن حبّان: «يعتبر حديثه ما حدّث من كتاب أبيه، فإنّ في روايته التي كان يرويها من حفظه بعض المناكير» . (الثقات 8/ 447) .
وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به. وفي موضع آخر قال: ثقة.
وقال مسلمة في «الصلة» : صدوق ثقة. (تهذيب التهذيب) .
[4] انظر عن (عمر بن يزيد السيّاري) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 396، والثقات لابن حبّان 8/ 446 وفيه قال محقّقه بالحاشية (3) :
«لم نظفر به» ، والأنساب لابن السمعاني 7/ 213، والمعجم المشتمل لابن عساكر 202 رقم 677، واللباب لابن الأثير 2/ 163، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1025، والمغني في الضعفاء 2/ 476 رقم 4575، وميزان الاعتدال 3/ 231 رقم 6249، والكاشف 2/ 279 رقم 4186، وتهذيب التهذيب 7/ 505، 506 رقم 843، وتقريب التهذيب 2/ 64 رقم 525، وخلاصة تذهيب التهذيب 286.

(18/370)


عن: عبد الوارث، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وعبّاد بن العوّام، وطائفة.
وعنه: د.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعَبْدان الأهوازيّ، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وأبو عبيد بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده.
وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: صدوق [1] .
344- عمرو بن بحر بن محبوب [2] .
__________
[1] وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث» ، وقال: مات سنة بضع وأربعين ومائتين.
وقال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
[2] انظر عن (عمرو بن بحر) في:
الفهرست 208- 212، وتاريخ بغداد 12/ 212- 220 رقم 6669، وعيون الأخبار لابن قتيبة 3/ 121، والعقد الفريد 1/ 250 و 2/ 172، 342، 411، 458 و 3/ 28، 265، 416، 465 و 4/ 179، 242 و 5/ 20، 58، 391 و 6/ 77، 183، 197، 214، 215، والأمالي للقالي 1/ 50، 163، 168 و 2/ 94، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 223 رقم 2545، والتذكرة الفخرية 327، وبدائع البدائه لابن ظافر 339، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 335، 361، 369 و 2/ 32، 103، 355، 382 و 3/ 112، 122، 173، 210، 230، 242 و 4/ 40، 232 و 5/ 92، ونشوار المحاضرة، له 3/ 291 و 4/ 69768، 83 و 5/ 100، 101 و 8/ 202، 203، والتذكرة الحمدونية 1/ 239 و 2/ 51، 143، 162، 322، 330، 365، 374، 409، 490، ونثر الدرّ للآبي 1/ 458 و 3/ 100. ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 230، 231، 462، 503، وربيع الأبرار للزمخشري 2/ 530 و 3/ 664، وغرر الخصائص 301، والجامع الكبير لابن الأثير 2، 34، 82، 166، ومروج الذهب 8، 173، 217، 412، 432، 487، 845، 858، 863- 865، 955، 1841، 2280- 2282، 2534، 2563، 2907- 2911، 3146- 3149، 3435، 3486، 3487، وأمالي المرتضى 1/ 15، 16، 131، 139، 169، 177، 182، 183، 186، 187، 194- 199، 244، 286، 232 و 2/ 44، 105، 241، 276، وأدب القاضي للماوردي 1/ 7 و 2/ 7، 141، 310، والأذكياء لابن الجوزي 81، 217، وأخبار الحمقى والمغفّلين، له 89، 134، 137، 141، 142، 143، 178، 182، 188، 190، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 217، واللباب لابن الأثير 1/ 248، والكامل في التاريخ 7/ 217، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 55، 65، 66، 84 (184- 151) ، 152، 179، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري (دولة المماليك الأولى) 171، والفخري في الآداب السلطانية 6، ووفيات الأعيان 1/ 83، 249، 278 و 2/ 14، 151 و 3/ 72، 279، 350، 463 (470- 475) و 50/ 103، 235 و 6/ 180 و 7/ 54، 55، والروض المعطار 62، 106، 185، 264، 429، 620، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 488، وآثار البلاد وأخبار العباد

(18/371)


أبو عثمان الجاحظ. البصري المتكلم المعتزلي.
صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ عن: أبي إسحاق النّظّام، وغيره.
وحدَّث عن: أبي يوسف القاضي، وثُمامَة بن أشرس، وحَجّاج بن محمد.
وعنه: أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو سعيد العدوي، وغيرهم.
وكان واسع النقل كثير الإطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم.
قال أبو الْعَبَّاس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون [1] .
قال الخطيب [2] : ثنا عليّ بْن أحمد النُّعَيْميّ من حفظه: ثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بْن سَعِيد، ثنا أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد قال: دخلتُ على عَمْرو بْن بحر الجاحظ فقلت له: حَدَّثَنِي بحديث.
فَقَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ محمد، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ» [3] . وَأَمَّا مَا رَوَاهُ محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ الْكَذَّابُ فَقَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: أَتَيْتُ مَنْزِلَ الْجَاحِظِ، فَاطَّلَعَ إِلَيَّ مِنْ خَوْخَةٍ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟
قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الحديث.
__________
[ () ] للقزويني 125، 185، 310، 371، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العبد 77، ونزهة الظرفاء للغساني 54، ودول الإسلام 1/ 151، وسير أعلام النبلاء 11/ 526- 530 رقم 149، ومعجم الأدباء 16/ 74- 114، وسرح العيون 136، والبداية والنهاية 11/ 19، 20، ولسان الميزان 4/ 355- 357، وميزان الاعتدال 3/ 247، والعبر 1/ 456، ومرآة الجنان 2/ 156، ولسان الميزان 4/ 355- 357، وبغية الوعاة 265، وشذرات الذهب 2/ 121، 122، والمغني في ضبط أسماء الرجال 56.
[1] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 223.
[2] في تاريخه 12/ 213.
[3] قال النعيمي: لا أعلم لحجّاج بن محمد، عن حمّاد بن سلمة غير هذا. (تاريخ بغداد) .

(18/372)


قَالَ: وَمَتَى عَهِدْتَنِي أَقُولُ بِالْحَشَوِيَّةِ؟
قُلْتُ: [إِنِّي] ابْنُ أَبِي دَاوُدَ.
قَالَ: مَرْحَبًا بِكَ وَبِأَبِيكَ. فَنَزَلَ وَفَتَحَ لِي وَقَالَ: أُدْخُلْ، إِيشْ تُرِيدُ؟
فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ.
قَالَ: اكْتُبْ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى طِنْفِسَةٍ» . فقلت: حَدِّثْنِي حديثًا آخر.
فقال: ابن أبي دَاوُد لا يكذب [1] .
قال يموت بْن المزرِّع: كان جد الجاحظ حمالا أسود.
وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيّام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أُكنّى؟
قَالُوا: بأبي عثمان [2] .
وقال المبرّد: حَدَّثَنِي الجاحظ قال: وقفت أَنَا وأبو حرب على قاصّ، فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنّه رَجُل صالح لا يحبّ الشُّهْرة، فتفرّقوا عَنْهُ. فقال لي: اللَّه حسيبك، إذا لم يرَ الصياد طيرًا كيف يمدّ شبكته [3] .
وذكر المبرّد أنّه ما رَأَى أحرَص على العِلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كلّه، وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فِيهِ، والفتح بْن خاقان، كان يحمل الكتاب فِي خُفّه، فإذا قام من بين يدي المتوكّل لأمرٍ نظر فِيهِ وهو يمشي، وكذلك فِي رجوعه.
وقال يموت بْن المزرِّع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أَنَا عَمْرو، فكتب: أَبَا بِشْر وكتب أَبَا زَيْدُ.
وقال إسماعيل بْن الصّفّار: نا أبو العيناء قال: أَنَا والجاحظ وضعنا حديث
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 213.
[2] تاريخ بغداد 12/ 214.
[3] تاريخ بغداد 12/ 217.

(18/373)


فدك، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلويّ، فإنّه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوّلَه. فلم يقبله.
قال الصّفّار: كان أبو العيناء يحدِّث بهذا بعد ما تاب.
وأنشد المبّرد للجاحظ:
إنْ حال لونُ الرّاسِ عن حاله ... ففي خضاب الرأس مستمتعُ
هَبْ من له شَيْبٌ له حيلة ... فما الَّذِي يحتاله الأصلعُ [1] ؟
وقال رَجُل للجاحظ: كيف حالك؟
فقال: يتكلّم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة لي، [وآكُل من لحم الطّير] [2] أسمنها، وألبس من الثّياب ألينها، وأنا صابر حتّى يأتي اللَّه بالفرج.
فقال له: الفرج ما أنت فِيهِ.
قال: بل أحبّ أنّ ألي الخلافة، وتحيلت إلى محمد بْن عَبْد الملك، يعني الوزير، فهذا هُوَ الفرج [3] .
وقال أبو العَيْناء، أنشدنا الجاحظ:
يَطِيب العَيْش أنّ تلقى حكيما ... وفضل العلم يعرفه الأديب [4]
سقام الحرص ليس له داء [5] ... وداء الجهل ليس له طبيب [6]
وقد عُمّر الجاحظ وبقي كلحْمٍ على قضم.
قال المبرّد: دخلتُ على الجاحظ فِي آخر أيّامه فقلت: كيف أنت؟
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 215.
[2] في الأصل بياض، والّذي بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 12/ 219.
[4] في تاريخ بغداد:
يطيب العيش أن تلقى حكيما ... غذاه العلم والظن المصيب
فيكشف عنك حيرة كل جهل ... وفضل العلم يعرفه الأديب
[5] في تاريخ بغداد: «ليس له شفاء» .
[6] تاريخ بغداد 12/ 215.

(18/374)


قال: كيف مَن نصفُهُ مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذُّباب لآلمه، والآفة فِي هذا أنّي قد جاوزت التّسعين [1] .
وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟ ما تقولون فِي رَجُل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحسّ والآخر يمر به الذباب فيغوث. وأكثر ما أشكوه الثمانون.
قال ابن زَبْر في «الوَفَيَات» : تُوُفّي سنة خمسين.
وقال الصّوليّ: سنة خمسٍ وخمسين.
قال أبو هَفّان: ثلاثة لم أر قطّ، ولا سمعت أحبّ إليهم من الكُتُب والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حَتَّى أنه كان يكتري دكاكين الورّاقين، ويبيت فيها للنَّظَر.
والفتح بْن خاقان، كان يمشي والكتاب فِي كُمّه ينظر فِيهِ.
وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا رَأَيْته يطالع، أو نحو ذلك.
345- عَمْرو بن سوّاد بن الأسود بن عَمْرو بن محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سرح [2]- م. ن. ق. - أبو محمد العامريّ السّرحيّ المصريّ. راوية ابن وهْب.
وروى أيضا عن: الشّافعيّ، وأشهب بن عبد العزيز.
وعنه: م. ن. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التُّجَيْبيّ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، والحسن بن سفيان،
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 219، وانظر نحو ذلك في: وفيات الأعيان 3/ 473.
[2] انظر عن (عمرو بن سواد) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 200 رقم 137 رقم 534، والجرح والتعديل 6/ 237 رقم 1316، والثقات لابن حبّان 8/ 487، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 70 رقم 1177، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 373 رقم 1422، والأنساب لابن السمعاني 7/ 69، والمعجم المشتمل لابن عساكر 204 رقم 683، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1036، والكاشف 2/ 286 رقم 4235، وتهذيب التهذيب 8/ 45، 46 رقم 75، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 603، وخلاصة تذهيب التهذيب 289، 290.

(18/375)


ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.
قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
قلت: تُوُفّي فِي العشرين من رَجَب سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [3] .
346- عَمْرو بن سهل [4] .
أبو عليّ الرّازيّ.
عن: يحيى بن ضُرَيْس، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبي أسامة، وطبقتهم.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم [5] : صدوق.
347- عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد الشَّيبانيّ البصْريّ [6]- ق. - عن: أبيه أبي عاصم النّبيل.
وعنه: ق.، وابنه أبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة.
ولم أر له رواية عن غير والده.
قال ابن حِبّان في «الثّقات» : مستقيم الحديث. كان على قضاء الشّام.
وقال ابنه: مات سنة اثنتين وأربعين.
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 237.
[2] وقال ابن حِبّان: «كان راويًا لابن وهْب» . (الثقات 8/ 487) .
وقال النسائي: ثقة. وفي موضع آخر قال: لا بأس به.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (عمرو بن سهل) في:
الجرح والتعديل 6/ 237 رقم 1317.
[5] في الجرح والتعديل: «ثقة صدوق» .
[6] انظر عن (عمرو بن أبي عاصم الضحاك) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 486، وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل 204 رقم 684، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1037، والكاشف 2/ 287 رقم 4240، وتهذيب التهذيب 8/ 55، 56 رقم 82، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 609، وخلاصة تذهيب التهذيب 290.

(18/376)


348- عمرو بن عليّ بن بحر بن كنيز [1]- ع. - أبو حفص الباهليّ البصريّ الصَّيْرفيّ الفّلاس الحافظ. أحد الأعلام.
ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل.
سمع: يزيد بن زُرَيْع، وعمر بن عليّ المقدميّ، ومُعْتَمِر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وبِشْر بن المفضّل، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد القطّان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وفُضَيْل بن سليمان، ومحمد بن فُضَيْل، وخلْقا سواهم.
وعنه: ع.، ون. أيضا، عن رجلٍ، عنه، وعفّان بن مسلم أحد شيوخه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفِرْيابيّ، والقاضي المَحَامِليّ، وخلْق آخرهم موتا أبو رَوْق أحمد بن محمد الهِزّانيّ.
قال النَّسائيّ: ثقة حافظ، صاحب حديث [2] .
__________
[1] انظر عن (عمرو بن علي بن بحر) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 640، والجرح والتعديل 6/ 249 رقم 1375، والثقات لابن حبّان 8/ 487، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 546، 547 رقم 858، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 73، 74 رقم 1186، وتاريخ بغداد 12/ 207- 212 رقم 6668، والسابق واللاحق للخطيب 282، وتاريخ جرجان للسهمي 61، 62، 139، 140، 299، 489، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 367 رقم 1397، والأنساب لابن السمعاني 9/ 354، 355، والإكمال لابن ماكولا 7/ 89، وثمار القلوب للثعالبي (انظر فهرس الأعلام) 770، والمعجم المشتمل لابن عساكر 205 رقم 689، واللباب لابن الأثير 2/ 449، ووفيات الأعيان 5/ 256، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1044، 1045، وسير أعلام النبلاء 11/ 470- 472 رقم 121، والعبر 1/ 454، والكاشف 2/ 290 رقم 4266، ودول الإسلام 1/ 150، ومرآة الجنان 2/ 155، وتهذيب التهذيب 8/ 80- 82 رقم 120، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 640، وهدي الساري 432، والنجوم الزاهرة 2/ 330، وطبقات الحفاظ 211 وخلاصة تذهيب التهذيب 291 وفيه: «عمرو بن علي بن بحير بن كنين» ، وطبقات المفسّرين 2/ 17، وشذرات الذهب 2/ 120.
[2] المعجم المشتمل 205.

(18/377)


وقال أبو حاتم [1] : كان أرشق من عليّ بن المَدِينيّ. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلّمت الحديث إلا من عَمْرو بْن عليّ.
وقال حجاج بْن الشّاعر: لا يبالي عَمْرو بْن عليّ أَحَدَّث من حفظه أو من كتابه [2] .
وذكره أبو زُرْعة فقال: ذاك من فُرسان الحديث. ولم نَرَ بعصره أحدًا أحفظ منه، ومن عليّ بْن المَدِينيّ، وسليمان الشَّاذكُونيّ [3] .
وقال الفّلاس: حضرت مجلس حمّاد بْن زَيْدُ وأنا صبي وضيء، فأخذ رجلٌ بخدّي، ففررتُ فلم أعُد [4] .
وقال الفرهيانيّ: سمعت ابن أشْكاب الصّغير يقول: ما رَأَيْت مثل عَمْرو بْن عليّ. كان يُحسن كلَّ شيء [5] .
قال الفرهيانيّ: ولم يكن ابن أشكاب يَعُدّ لنفسه نظيرا [6] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: نا الْفَلاسُ، نا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ: حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَهُ قُرْطَانِ مِنْ أُمَّتِي أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» .. الْحَدِيثَ.
قَالَ الْفَلَّاسُ: [رَوَى [7]] هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو عَاصِمٍ.
وَقَالَ: رَوَى عَنِّي عَفَّانُ حَدِيثًا، فَسَمَّانِي الْفَلَّاسَ ( ... ) [8] فَلَا سَاقِطَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْقَرَافِيُّ، أَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ، أَنَا أَحْمَدُ بن
__________
[1] الجرح والتعديل 6/ 249.
[2] تهذيب الكمال 2/ 1045.
[3] تاريخ بغداد 12/ 208.
[4] تاريخ بغداد 12/ 209.
[5] تاريخ بغداد 12/ 211.
[6] تاريخ بغداد 12/ 211.
[7] في الأصل بياض.
[8] في الأصل بياض لم أتبيّن المراد.

(18/378)


غَالِبٍ، [أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ] [1] بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، ثَنَا محمد بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» [2] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
تُوُفّي الفلاس بالعسكر في آخر ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [3] ، وهو في عَشْر التّسعين.
وقد دخل إصبهان مرّات، وحدَّث بها [4] .
349- عَمْرو بن عيسى الضُّبَعيّ البصْريّ الأَدَميّ [5]- خ. ن. - عن: عبد العزيز بن عبد الصّمد، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: خ.، ون.، عن رجلٍ، عنه، وعَبْدان، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون [6] .
350- عَمْرو بن قتيبة [7]- ن. -
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 11/ 472.
[2] أخرجه الترمذي (2230) ، وأبو داود (4282) .
[3] التاريخ الصغير للبخاريّ، والمعجم المشتمل.
[4] وذلك في سنة 16 و 24 و 236 هـ. (ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 29) وسئل عنه أبو زرعة الرازيّ فقال: ذاك من فرسان الحديث.
[5] انظر عن (عمرو بن عيسى) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 488، وفيه: «الضبيعي» ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 547 رقم 860، والمعجم المشتمل 216 رقم 691، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1046، والكاشف 2/ 292 رقم 4275، وتهذيب التهذيب 8/ 87، 88 رقم 131، وتقريب التهذيب 2/ 76 رقم 649، وخلاصة تذهيب التهذيب 292.
[6] ذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[7] انظر عن (عمرو بن قتيبة) في:
تهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1046، والكاشف 2/ 293 رقم 4280، وتهذيب التهذيب 8/ 89، 90 رقم 137، وتقريب التهذيب 2/ 76 رقم 655، وخلاصة تذهيب التهذيب 292،

(18/379)


عن: الوليد بن مسلم.
وعنه: ن.، وسعد بن محمد البَيْروتيّ، وبالإجازة أحمد بن المعلى القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا.
له حديث واحد عند النسائي [1] ، من رواية حمزة الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حَيَّوَيْهِ، وشذا بن السني. وقال عَمْرو بن عثمان، فوهم [2] .
351- عمرو بن مالك [3]- ت. - أبو عثمان الرّاسبيّ الغبريّ لا النُّكْريّ، البصْريّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ويوسف بن عطيّة، وفُضَيْل بن سليمان النُّمَيْريّ، ومروان بن معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: ت.، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.
فيه لين.
وأما النكري ففي عصر الزهري.
352- عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز.
أبو حفص الجرشي الدّمشقيّ.
__________
[ () ] وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 396 رقم 1176.
وهو: عمرو بن قتيبة الصوري.
[1] وهو قال في مشيخته: كتبنا عنه لا بأس به.
[2] وقال مسلمة في كتاب «الصلة» : صوريّ لا بأس به. روى عنه النسائي بحمص. (تهذيب التهذيب 8/ 90) .
[3] انظر عن (عمرو بن مالك) في:
الجرح والتعديل 6/ 259 رقم 1428، والمعجم المشتمل لابن عساكر 206 رقم 694، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1048، والمغني في الضعفاء 2/ 488 رقم 4699، وميزان الاعتدال 3/ 285 رقم 6435، والكاشف 2/ 294 رقم 4288، وتهذيب التهذيب 8/ 95 رقم 152، وتقريب التهذيب 2/ 77 رقم 666، وخلاصة تذهيب التهذيب 293.

(18/380)


عن: الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم.
وعنه: أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى، وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون.
وثّقه النّسائيّ.
353- عمرو بن منصور [1]- ن. - أبو سعيد النّسائيّ الحافظ.
عن: أبي نُعَيْم، وعفّان، ومحمد بن عيسى الطّبّاع، وعبد الأعلى بن مُسْهِر، وعليّ بن عيّاش، والقَعْنَبيّ، وخلْق كثير.
وعنه: ن. وقال: ثقة مأمون ثَبْت، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفرهيانيّ، والقاسم بن زكريّا المطرّز.
قال عبّاس العنبريّ: ما قدم علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم [2] .
354- عَمْرو بن هشام بن بزين [3]- ن. - أبو أميّة الجزريّ الحرّانيّ.
عن: جدّه لأمّه عَتّاب بن بشير، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن سَلَمَةَ، ومَخْلَد بن يزيد، وجماعة.
وعنه: ن.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأحمد بن عليّ الأبّار، والحسين بن إسحاق
__________
[1] انظر عن (عمرو بن منصور) في:
المعجم المشتمل 207 رقم 696، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1051، وميزان الاعتدال 3/ 289 رقم 6453، والكاشف 2/ 296 رقم 4302، وتهذيب التهذيب 8/ 107 رقم 175، وتقريب التهذيب 2/ 79 رقم 687، وخلاصة تذهيب التهذيب 294.
[2] تهذيب الكمال.
[3] انظر عن (عمرو بن هشام) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 459، والجرح والتعديل 6/ 268 رقم 1482، والثقات لابن حبّان 8/ 488، وفيه «بزرين» ، والإكمال لابن ماكولا 1/ 267، والمعجم المشتمل لابن عساكر 207 رقم 697، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1053، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 72، والكاشف 2/ 297 رقم 4311، وتوضيح المشتبه 1/ 494، وتهذيب التهذيب 8/ 113 رقم 187، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 697، وخلاصة تذهيب التهذيب 294 وفيه: «الحدّاني» .

(18/381)


التستري، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
قال النسائي: ثقة [1] .
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين [2] .
355- عمرو بن يزيد [3]- ن. - أبو بريد الجرميّ البصريّ.
عن: غُنْدر، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن أبي عديّ، وبَهْز بن أسد، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو حاتم الرّازيّ، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وأحمد بن عَمْرو البزّار، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وجماعة.
قال النسائي: ثقة [4] .
356- عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي البصري [5] .
الأمير.
كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها إلى سنة اثنتين وأربعين.
قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفة بيضاء
__________
[1] وزاد: «كان يحفظ» . (المعجم المشتمل) .
[2] وهو ذاهب الحجّ. (الثقات لابن حبّان 8/ 488، والمعجم المشتمل 207) .
[3] انظر عن (عمرو بن يزيد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 251، والجرح والتعديل 6/ 270 رقم 1492، والثقات لابن حبّان 8/ 488، والمعجم المشتمل لابن عساكر 207 رقم 699، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1055، وميزان الاعتدال 3/ 294 رقم 6478، والكاشف 2/ 299 رقم 4322، وتهذيب التهذيب 8/ 120 رقم 201، وتقريب التهذيب 2/ 81 رقم 709، وخلاصة تذهيب التهذيب 295.
[4] المعجم المشتمل، وفي موضع آخر: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» : ربّما أغرب» .
[5] انظر عن (عنبسة بن إسحاق) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 479، 486، 488، وتاريخ الطبري 9/ 194، 204.

(18/382)


طيلسان ويغلطاق راجلا.
وقيل: إنّه كتب الحديث ببلده.
357- العلاء بن مَسْلَمَة البغداديّ الرَّوّاس [1]- ت. - عن: ضَمْرة بن ربيعة، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وجماعة.
وعنه: ت.، وابن صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي.
وكان متهما بوضع الحديث [2] .
358- عيسى بن حمّاد زغبة [3]- م. د. ن. ق. - أبو موسى التّجيبيّ، مولاهم المصريّ.
عن: اللَّيث، ورِشْدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم.
__________
[1] انظر عن (العلاء بن مسلمة) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 185، 186، وتاريخ بغداد 12/ 241، 242 رقم 6691، وتاريخ جرجان للسهمي 440، والأنساب لابن السمعاني 6/ 172 وفيه كنيته: «أبو سالم» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 208 رقم 703، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1074، والمغني في الضعفاء 2/ 440 رقم 4190، والكاشف 2/ 311 رقم 4409، وميزان الاعتدال 3/ 105، وتهذيب التهذيب 8/ 192 رقم 346، وتقريب التهذيب 2/ 93 رقم 835، وخلاصة تذهيب التهذيب 300.
[2] قال ابن حبّان: «يروي عن العراقيين المقلوبات وعن الثقات الموضوعات، لا يحلّ الاحتجاج به بحال» . (المجروحون 2/ 185) .
وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ: كان رجل سوء لا يبالي ما روى، وعلى ما أقدم، لا يحلّ لمن عرفه أن يروي عنه. (تاريخ بغداد 12/ 242) .
[3] انظر عن (عيسى بن حمّاد) في:
الجرح والتعديل 6/ 274 رقم 1520، والثقات لابن حبّان 8/ 494، ومروج الذهب 3067، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 113 رقم 1285، وتاريخ جرجان للسهمي 329، والسابق واللاحق 307، والإكمال لابن ماكولا 4/ 81، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 392، 393 رقم 1504، والمعجم المشتمل 210 رقم 709، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1078، والكاشف 2/ 314 رقم 4440، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 968، والعبر 1/ 452، وسير أعلام النبلاء 11/ 506، 507 رقم 138، وتهذيب التهذيب 8/ 209، 210 رقم 386، وتقريب التهذيب 2/ 97 رقم 876، والنجوم الزاهرة 2/ 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 301، 302، وشذرات الذهب 2/ 118.

(18/383)


وعنه: م. د. ن. ق.، وبَقِيّ بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن زبان بن حبيب وأحمد بن عبد الوارث العسال، وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المصري مأمون، وأبو بكر بن أَبِي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي، وآخر من روى عنه أحمد بن عيسى الوشاء.
وثقة النّسائيّ [1] ، والدّار الدّارقطنيّ.
قال ابن يونس: هو آخر من روى عن اللَّيث مِن الثّقات. وهو مُكْثِر عنه.
تُوُفّي في ثاني ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين [2] .
قال أبو حاتم [3] : كان ثقة رضيّا.
359- عيسى بن شاذان [البصْريّ] [4] القطّان- د. - أحد الحُفّاظ. مات كَهْلا ولم يشتهر اسمه.
يروي عن: عبد الله بن رجاء الغُدّانيّ، وأبي عمر الحَوْضيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: د.، وولده أبو بكر بن أَبِي دَاوُد، [وعلي] [5] بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وآخرون.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يقول: ما رأيت أحفظ من النّفيليّ.
__________
[1] فقال: ثقة، وفي موضع آخر قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[2] في الثقات لابن حبّان مات سنة تسع وأربعين ومائتين. (8/ 494) .
[3] الجرح والتعديل.
[4] انظر عن (عيسى بن شاذان) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 494 وفيه قال محقّقه بالحاشية (6) : «لم نظفر به» ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1079، والكاشف 2/ 315 رقم 4445، وسير أعلام النبلاء 12/ 581، 582 رقم 219، وتذكرة الحفاظ 2/ 561، وتهذيب التهذيب 8/ 212، 213 رقم 394، وتقريب التهذيب 2/ 98 رقم 883، وطبقات الحفاظ 251، وخلاصة تذهيب التهذيب 302 وفي الأصل بياض، والإستدراك من مصادر الترجمة.
[5] بياض في الأصل، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 581.

(18/384)


قلت له: ولا عِيسَى بْن شاذان؟
قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان [1] .
360- عيسى بن صُبَيْح [2] .
من حذّاق المعتزلة البغداديّين.
توفي إلى ( ... ) سنة ( ... ) [3] .
ورّخه المسعودِيّ [4] ، 361- عيسى بن أبي عيسى السُّلَيْحيّ الحمصيّ [5]- د. ن. - المعروف بابن البرّاد.
عن: محمد بن حِمْيَر، ويحيى بن أبي بُكَيْر، وأبي المغيرة عبد القُدُّوس، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وحَرَميّ بن أبي العلاء، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو عَرُوبة.
362- عيسى بن المساور البغداديّ الجوهريّ [6]- ت. ن. -
__________
[1] وقال ابن حبّان: «وكان من الحفّاظ ممن يغرب، لم يعمّر حتّى ينتفع الناس بعلمه. مات وهو شابّ» . (8/ 494) .
[2] انظر عن (عيسى بن صبيح) في:
طبقات المعتزلة 138، والفهرست لابن النديم 61، 62، والفصل في الملل والأهواء والنحل للشهرستاني 1/ 88، 89، والإنتصار (انظر فهرس الأعلام) ، ومروج الذهب 2918، والأنساب لابن السمعاني 521، ولسان الميزان 4/ 398 رقم 1214، وضحى الإسلام لأحمد أمين 3/ 146، 147.
[3] في الأصل بياض.
[4] ورّخ المسعودي وفاته في سنة ست وعشرين ومائتين. وعلى هذا فيجب أن يحوّل من هذه الطبقة، ويقدّم إلى الطبقة الثالثة والعشرين.
[5] انظر عن (عيسى بن أبي عيسى) في:
المعجم المشتمل 211 رقم 712، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1082، 1083، والكاشف 2/ 317 رقم 4462، وتهذيب التهذيب 8/ 226 رقم 418، وتقريب التهذيب 2/ 100، 101 رقم 906، وخلاصة تذهيب التهذيب 303.
[6] انظر عن (عيسى بن المساور) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 495، وتاريخ بغداد 11/ 161، 162 رقم 5855، والمعجم المشتمل لابن عساكر 211 رقم 714، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 34/ 263، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1083، والكاشف 2/ 318 رقم 4466، وتهذيب التهذيب 8/ 229، 230

(18/385)


عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، ومروان بن معاوية الفَزَاريّ، وطبقتهم.
وعنه: ت. ن.، والقاسم بن زكريّا المطرِّز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال غيره: تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ وأربعين [2] .
وقيل: سنة خمسٍ [3] .
363- عيسى بن مِهْران الرّازيّ [4] .
أبو موسى المستعطف.
عن: عبد الواحد بن زياد، معتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وعنه: محمد بن جرير الطّبريّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [5] : سَمِعَ منه أَبِي ثمّ ترك حديثه وقال: هو كذّاب [6] .
وقال ابن عديّ [7] : هو متحرّف في الرّفض. حدّث بأحاديث موضوعة.
__________
[ () ] رقم 425، وتقريب التهذيب 2/ 101 رقم 912، وخلاصة تذهيب التهذيب 313، وموسوعة علماء المسلمين 3/ 408، 409 رقم 1188.
[1] المعجم المشتمل 211، تاريخ بغداد 11/ 162.
[2] المعجم المشتمل 211، تاريخ بغداد 11/ 162.
[3] الثقات لابن حبّان 8/ 495.
وقد وثّقه الخطيب في تاريخه 11/ 161.
وكان محمد بن إشكاب يحسن الثناء عليه.
[4] انظر عن (عيسى بن مهران) في:
الجرح والتعديل 6/ 260 رقم 1207، والكامل لابن عديّ 5/ 1899، وتاريخ بغداد 11/ 167، 168 رقم 5866، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 242 رقم 2661، والمغني في الضعفاء 2/ 501 رقم 4831، ولسان الميزان 4/ 406 رقم 1241.
[5] في الجرح والتعديل 6/ 290.
[6] عبارته في «الجرح» : «لا يحوّل حديثه فإنّه كذّاب» .
[7] في الكامل 5/ 1899 وفيه: «محترق» .

(18/386)


364- عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطّبّاع [1] .
أبو يحيى أخو محمد.
عن: أبي بكر بن عيّاش، وابن أبي فُدَيْك، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 11/ 162، 163 رقم 5857.

(18/387)


- حرف الغين-
365- غِياث بن جعفر الرَّحْبيّ [1]- ق. -[من] [2] الرَّحْبة. ولا أعلم أحدا من أهلها له ذِكْر قبل هذا.
استملى على: سُفْيان بن عُيَيْنَة وروى عنه [حديثا كثيرا] [3] ، وعن:
الوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، ومحمد بن المجدّر، وآخرون [4] .
__________
[1] انظر عن (غياث بن جعفر) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 52 رقم 21، والثقات لابن حبّان 9/ 3، والإكمال لابن ماكولا 6/ 132، والمعجم المشتمل لابن عساكر 212 رقم 717، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1091، والكاشف 2/ 323 رقم 4500، وتهذيب التهذيب 8/ 252 رقم 465، وتقريب التهذيب 2/ 106 رقم 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 307.
[2] في الأصل بياض.
[3] ما بين الحاصرتين إضافة من «الإكمال» 6/ 132.
[4] قال يحيى بن معين: «محدود كذّاب، عدوّ للَّه، ليس بشيء» . (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 52 رقم 21) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .

(18/388)


- حرف الفاء-
366- الفتح بن خاقان [1] .
الأمير أبو محمد التركي الكاتب، وزير المتوكل.
كان فصيحا مفوها، وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة
__________
[1] انظر عن (الفتح بن خاقان) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 492، وتاريخ الطبري 9/ 184، 200، 218، 222، 224- 228، 230، 234، 236، 237، 241، 614، ومقاتل الطالبيين 608، 609، 643، ولطف التدبير للإسكافي 62، 63، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 119، 120، والفهرست لابن النديم 169، ومعجم الشعراء للمرزباني 218، ومعجم الأدباء 6/ 116، وفوات الوفيات 2/ 246، والفخري 4، 326، والعقد الفريد 2/ 478، والهفوات النادرة للصابي 22، 23، 211، 212، والولاة والقضاة وولاة مصر 228، 230، وتحفة الوزراء 116، وخاص الخاص للثعالبي 51، والعيون والحدائق 3/ 546، 554- 557، وتاريخ حلب للعظيميّ 112، 259، والجليس الصالح للجريري 1/ 269، 270، والأذكياء لابن الجوزي 202، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 209، 211، 219 و 2/ 125 و 3/ 53، 234، 235، 324، 325 و 5/ 88، ونشوار المحاضرة، له 1/ 265، و 3/ 49، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 452، وذم الهوى لابن الجوزي 481، وتاريخ مختصر الدول، لابن العبري 146، ومروج الذهب 8، 1843، 1844، 2874، 2881، 2882، 2887، 2905، 2906، 2944، 2953، 2956، 2957، 2966، 2991، 3199، وأمالي المرتضى 1/ 194، 199، 300، 535، 586، و 2/ 41، والكامل في التاريخ 7/ 95- 100، 103- 105، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 310، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 171، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 147، ووفيات الأعيان 1/ 30، 355، 411، 477 و 2/ 236 و 3/ 155، 374 و 6/ 30، والروض المعطار للحميري 177، 283، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 315، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 401، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 266، وسير أعلام النبلاء 12/ 82، 83 رقم 24، والوافي بالوفيات 3/ 177- 179، والنجوم الزاهرة 2/ 313، 324، 325، وشذرات الذهب 2/ 114، وزهر الآداب 203، 204، ومحاضرات الأدباء 1/ 192، والمختصر في أخبار البشر 2/ 41، وتاريخ ابن الوردي 1/ 228، وتاريخ الخميس 2/ 378، ومآثر الإنافة 1/ 229، واكتفى الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 389 رقم 6845: «الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه» . ولم يزد!، وآثار الأول وترتيب الدول للعباسي 199.

(18/389)


والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه، استوزره وقدّمه وأمّره على الشّام، وأذِنَ له أن يستنيب عنه بها.
وللفتح أخبار فِي الجود والأدب والمكارم والظّرافة. وكان معادلا للمتوكّل على جمّازة لمّا قدِم دمشق [1] .
حكى عَنْهُ: المبرّد، وأحمد بْن يزيد المؤدّب، وغيرهما.
قال أبو العَيْنَاء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيّا لم يثغر [2] ، فمازحه، ثُمَّ قال: أيّما أحسن، دارنا أم داركم؟
فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنتَ فيها.
فقال المعتصم: والله لا أبْرَح حتّى أنثر عليه مائة ألف درهم [3] .
وقال الصُّوليّ: ثنا أبو العَيْناء قال: قال الفتح بْن خاقان: غضب عليّ المعتصم ثُمَّ رَضِيَ عنّي فقال: ارفع حوائجك لتُقْضى.
فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شيء من عَرض الدّنيا وانْ جَلّ يفي برِضى أمير المؤمنين وانْ قلّ. فأمر فحُشِي فمي دُرّا [4] .
ومن شِعره قوله:
بُنيَ الحُبُّ على الْجَوْر فلو ... أَنْصَفَ المعشوق [5] فِيهِ لَسَمُجْ
ليس يُسْتَحْسَن وفي وصف الهوى [6] عاشقٌ ... يُحسنُ تأليف الحُجَجْ [7]
وقال البُحْتُريّ: قال لي المتوكًل: قُلْ فيّ شِعْرا وفي الفتح، فإني أحب أنْ يجيء معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت
__________
[1] معجم الأدباء 16/ 175، والجمّازة: الناقة السريعة.
[2] في معجم الأدباء: «لم يتغدّ» .
[3] معجم الأدباء 16/ 172.
[4] معجم الأدباء 16/ 178 وفيه: «فحشي فمي جوهرا» .
[5] في: معجم الأدباء: «أنصف المحبوب» .
[6] في: معجم الأدباء: «ليس يستملح في حكم الهوى» .
[7] معجم الأدباء 16/ 184.

(18/390)


أبياتي الّتي كنت عملتها فِي غلامي، وأريته أنّي عملتها فِي الحال. وغّيرت فيها لفظة ما عشت بيا فتح. وهي:
سيّدي أنتَ كيف أخلفتَ عهدي ... وتثاقلت عن وفاءٍ بعهدي
لا أرتني الأيّامُ فقْدَك يا فتح ... ولا عَرَّفَتْكَ ما عِشْت فَقْدي
أعظَمُ الرُّزْءِ أنْ تُقَدَّم قبلي ... ومن الرُّزْء أنْ تُؤَخَّر بعدي
حذرًا [1] أنْ تكون إلْفًا لغَيْري ... إذ تفرَّدْتُ بالهَوَى فيك وحدي [2]
قال: فقُتِلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضَّرْبة. وأومأ إلى ضَرْبة فِي ظَهره [3] .
قلت: قُتِلا في سنة سبع وأربعين ومائتين.
ويحى أنّ الفتح كان مع قوّة ذكائه متبحّرًا فِي العلوم، لا يكاد يملّ من المطالعة فِي فنون الأدب.
367- فتح بن عَمْرو التَّميميّ [4] .
أبو نصر الكِشّيّ.
رحل، وروى عن: أبي يحيى الحِمّانيّ، وأبي أُسامة، وأزهر السّمّاك، وعبد الرزاق بن همام، وخلق.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم.
وتوفي سنة خمسين.
قال أبو حاتم [5] : صدوق [6] .
__________
[1] في معجم الأدباء: «حسدا» .
[2] معجم الأدباء 16/ 179 وفيه: «قبل وحدي» .
[3] معجم الأدباء 16/ 179.
[4] انظر عن (فتح بن عمرو) في:
الجرح والتعديل 7/ 91 رقم 516، والثقات لابن حبّان 9/ 14، والأنساب لابن السمعاني 10/ 429.
[5] الجرح والتعديل 7/ 91.
[6] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .

(18/391)


368- فرج بن مرزوق.
أبو مسلم المدني، مولى المنكدر.
روى عن: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما.
وعنه: عليّ بن الحسن بن قديد.
توفي بمصر في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين. قاله ابن يونس.
369- فَضَالَةُ بن الفضل الكوفيّ الطُّهَويّ [1]- ت. - عن: أبي بكر بن عيّاش، وأبي داود الحُفْريّ.
وعنه: ت.، وعليّ بن العبّاس المَقَانِعيّ، وعمر البُّجَيْريّ، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن الحسين الأشْنانيّ، وطائفة.
وثّقة النَّسائيّ [2] ، وغيره [3] .
قال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة خمسين ومائتين [4] .
370- الفضل بن إسحاق الدُّوريّ البزّاز [5] .
عن: عُبَيْد الله الأشجعيّ، والقاسم بن مالك.
وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغَنْديّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
371- الفضل بن أبي حسّان البكّائيّ الورّاق [6] .
__________
[ () ] وقال ابن السمعاني: «مستقيم الحديث صدوق» .
[1] انظر عن (فضالة بن الفضل) في:
الجرح والتعديل 7/ 78 رقم 446، والثقات لابن حبّان 9/ 10، والمعجم المشتمل 213 رقم 719، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1092، والكاشف 2/ 327 رقم 4528، وتهذيب التهذيب 8/ 268 رقم 499، وتقريب التهذيب 2/ 109 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 308.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: «صدوق» .
وقال ابن حبّان: «ربّما أخطأ، كان يحدّث بالكوفة في بني شيطان» .
[4] المعجم المشتمل 213.
[5] انظر عن (الفضل بن إسحاق) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 6، 7، وتاريخ بغداد 12/ 360، 361 رقم 6792.
[6] انظر عن (الفضل بن أبي حسّان) في:

(18/392)


سمع: زيد بن الحُباب، وأبا النَّضْر، وشُرَيْح بن النُّعْمان، وعدّة.
وعنه: ابن صاعد، وأحمد بن عليّ بن العلاء الْجَوْزَجانيّ.
وثّقة الخطيب.
مات في شَعْبان سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
372- الفضل بن السُّكَيْن القَطِيعيّ [1] .
يُعرف بالسِّنْديّ، لسَوَاده.
روى عن: صالح بن بيان، وغيره.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ.
كذّبه يحيى بن معين وقال: لعن الله من يكتب عنه [2] .
373- الفضل بن الصّبّاح [3]- ت. ق. - أبو العبّاس البغداديّ السّمْسار.
عن: هُشَيْم، وسُفْيان، ووَكيع، وابن فُضَيْل، ومَعن القزّاز، وأبي معاوية.
وعنه: ت. ق.، وأبو يعلى الموصليّ، وأبو القاسم البغويّ، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن هارون الحضرميّ، ومحمد بن المسيب الأرغيانيّ، وآخرون.
وثّقه ابن معين [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 12/ 313 رقم 6796.
وسيعاد ثانية في هذا الجزء برقم (374) .
[1] انظر عن (الفضل بن السكين) في:
تاريخ بغداد 12/ 362 رقم 6794، والمغني في الضعفاء 2/ 511، رقم 4921، وميزان الاعتدال 3/ 252 رقم 6726، ولسان الميزان 4/ 441 رقم 1350.
[2] تاريخ بغداد 12/ 362.
[3] انظر عن (الفضل بن الصبّاح) في:
معرفة الرجال، برواية ابن محرز 1/ 106 رقم 487، و 2/ 179، 180 رقم 591، والجرح والتعديل 7/ 63 رقم 362، والثقات لابن حبّان 9/ 6، وتاريخ بغداد 12/ 361، 362 رقم 6793، والمعجم المشتمل 214 رقم 722، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1098، 1099، والكاشف 2/ 328 رقم 4535، وتهذيب التهذيب 8/ 279 (دون ترقيم) ، وتقريب التهذيب 2/ 110 رقم 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 309.
[4] فقال: ذاك الفتى صاحبنا ليس به بأس. (معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 106 رقم 487

(18/393)


قال السراج: كان من خيار عباد الله [1] .
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين [2] .
374- الفضل البكائي [3] .
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب.
روى عنه: يحيى بن صاعد، وغيره، وأحمد بن علي الجوزجاني.
وثقة الخطيب.
ويقال له الفضل بن أبي حسان.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
375- الفضل بن مروان الوزير [4] .
روى عن: عليّ بن عاصم، وغيره.
روى عنه: المبّرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهْب الكاتب، وجماعة.
كنيته: أبو العبّاس. وأصله من البردان. وتنقّلت به الأحوال إلى أن وصل إلى وزارة المعتصم.
وكان أديبا فصيحا، وافر الحشمة والحرمة.
__________
[ () ] و 2/ 179، 180 رقم 591، وقال في موضع آخر: ثقة. (تاريخ بغداد 12/ 361) .
[1] تاريخ بغداد 12/ 361.
[2] تاريخ بغداد 12/ 362، المعجم المشتمل 214.
[3] تقدّمت ترجمته برقم (371) .
[4] انظر عن (الفضل بن مروان) في:
تاريخ الطبري 9/ 18- 21، 121، 123، 162، 264، ومروج الذهب 2695، 2834، والهفوات النادرة للصابي 196، 255، 356- 359، 364، والإعجاز والإيجاز 102، وتحفة الوزراء للثعالبي 120، 122، والتمثيل والمحاضرة 47، ونكت الوزراء للجاجرمي (طبعة ستنسل) ورقة 142، والإنباء في تاريخ الخلفاء 110، 113، وإعتاب الكتّاب 130، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ (في عدة مواضع) ، والكامل في التاريخ 6/ 453، 454 و 7/ 39، 124، 135، ووفيات الأعيان 1/ 473 و 4/ 45- 47 و 6/ 221، والفخري 232، 233، وسير أعلام النبلاء 12/ 83- 85 رقم 25، ومرآة الجنان 2/ 157، والنجوم الزاهرة 2/ 332، وشذرات الذهب 2/ 122.

(18/394)


قال محمد بن إسحاق النديم [1] : الفضل بن مروان بن ماسرجس النصراني، وعمر ثلاثا وتسعين سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم خبيرا بخدمة الخلفاء. وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما يُطْلقه فِي بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السّنّ، واستوزر محمد بْن عَبْد الملك الزّيّات. ثُمَّ إنّ الفضل فيما بعد سكن سامرّاء.
وعنه: قال: أنعمت النّظر فِي عِلْمَين، فلم أرهما يصحّان: النُّجوم [2] والسِّحْر.
وممّا كتبه بعض الأدباء على باب داره:
[تفر] [3] عنت يا فضل بْن مروانَ فاعتَبِرْ ... فقبلَكَ كان الفضل والفضل والفضل
[ثلاثة] [4] أملاك مضوا لسبيلهم ... أبادتهم التّنكيل [5] و [الحبس] [6] والقتلُ
[إنَّكَ] [7] قد أصبحتَ للنّاس عِبْرةً [8] ... سَتُودي كما أودي [الثلاثة من قبلُ] [9]
يعني الفضل بْن يحيى البرمكيّ، والفضل بْن الربيع الحاجب، والفضل.
[بْن سهل] [10] . ثمّ إنّ الفضل بقي خاملا إلى أن مات في شوّال سنة خمسين ومائتين [11] .
__________
[1] في الفهرست 127.
[2] هكذا في الأصل. وفي: سير أعلام النبلاء: «النحو» .
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: وفيات الأعيان.
[4] في الأصل بياض.
[5] في: وفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء: «أبادتهم الأقياد» .
[6] في الأصل بياض، والإضافة من: وفيات الأعيان، وشذرات الذهب. أما في: سير أعلام النبلاء:
«والذلّ» .
[7] في الأصل بياض.
[8] في وفيات الأعيان، وشذرات الذهب: «وإنك قد أصبحت في الناس ظالما» .
[9] في الأصل بياض. والإستدراك من: وفيات الأعيان 4/ 45، وشذرات الذهب 2/ 122، وورد البيتان الأولان فقط في: سير أعلام النبلاء 12/ 84، 85.
[10] في الأصل بياض، والإستدراك من: وفيات الأعيان 4/ 46.
[11] وفيات الأعيان 4/ 46.

(18/395)


- حرف القاف-
376- القاسم بن بِشْر بن معروف البغداديّ [1]- د. - قيل هو القاسم بن أحمد البغداديّ الّذي روى د عنه، عن أبي عامر العَقَديّ.
روى عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو العبّاس السّرّاج، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وعمر البُجَيْريّ.
وهو ثقة [2] .
377- القاسم بن زكريّا بن دينار [3]- م. ت. ن. ق. - أبو محمد القرشيّ الكوفيّ الطّحّان. وقد يُنسب إلى جَدّه.
روى عن: الحسين بن عليّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، ووَكِيع، وطَلْق بن غنّام، ومعاوية بن هشام، ومُصْعَب بن المِقْدام، وطائفة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، والهيثم بن خَلَف، والقاسم بن زكريّا المطرِّز،
__________
[1] انظر عن (القاسم بن بشر) في:
تاريخ الطبري 1/ 23، 45، 55، 56، 187، 209، 350 و 3/ 40، والثقات لابن حبّان 9/ 19، وتاريخ بغداد 12/ 427 رقم 6775.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» ، ووثّقه الخطيب في «تاريخ بغداد» .
[3] انظر عن (القاسم بن زكريا) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 660، والثقات لابن حبّان 9/ 18، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 138 رقم 1346، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 421 رقم 1613، والمعجم المشتمل لابن عساكر 216 رقم 730، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1108، والكاشف 2/ 336 رقم 4580، وتهذيب التهذيب 8/ 313، 314 رقم 569، وتقريب التهذيب 2/ 116 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 312.

(18/396)


والحسن بن سفيان، وجماعة.
وقال النَّسائيّ: ثقة [1] .
378- القاسم بن عثمان الْجُوعيّ [2] .
أبو عبد الملك العبْديّ الدّمشقيّ الزَاهد شيخ الصُّوفيّة ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صُحْبة أبي سليمان الدّارانيّ.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، والزّاهد أبا معاوية الأسود، وجعفر بن عَوْن، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بن دُحَيْم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم [3] : صدوق [4] .
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: تَفَرَّدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» [5] . وقال سَعِيد بْن أوس: ثنا قاسم الْجُوعيّ: وكان صوفيًا (نُسِبَ إلى الجوع.
وقال أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد: رَأَيْت أحمد بْن أبي الحواري يقرأ عند
__________
[1] وقال أيضا: لا بأس به. (المعجم المشتمل 216) .
[2] انظر عن (القاسم بن عثمان الجوعي) في:
الجرح والتعديل 7/ 114 رقم 657، وطبقات الصوفية للسلمي 98، وحلية الأولياء 9/ 323، 324، والثقات لابن حبّان 9/ 17، والأنساب لابن السمعاني 3/ 373، واللباب لابن الأثير 1/ 311، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 12/ 77- 79 رقم 22، والعبر 1/ 452، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 280، 393، 397.
[3] الجرح والتعديل 7/ 114.
[4] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «من المتعبّدين، يروي عن أبي اليمان. وقد كان راويا لابن نافع، حدّثنا عنه محمد بن المعافى بصيداء، وغيره» . (9/ 17) .
[5] رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (13156) ، و «المعجم الأوسط» (153) ، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 4/ 9، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» 9/ 324.
وانظر: سير أعلام النبلاء 12/ 78 الحاشية (1) .

(18/397)


القاسم بْن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق.
وكان يقدم فِي الفضل على أحمد الحصائريّ.
قال قاسم الْجُوعيّ: وكان عابد أهل الشّام، فذكر حكايةً.
وقال محمد بْن الفيض الغسّانيّ: قدِم يحيى بْن أكثم دمشقَ مع المأمون، فبعث إلى أحمد بْن أبي الحواري، فجاء إليه وجالَسَهُ، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئًا من ملابسه، ودفع إليه خمسة آلاف درهم وقال: يا أَبَا الْحَسَن فرّقها حيث ترى.
فدخل بها المسجد وصلّى صلوات بالقَلَنْسُوَة. فقال قاسم الْجُوعيّ: أخذ دراهم اللّصوص ولبس ثيابهم، ثُمَّ أتى الجامع. فمرّ بابن أبي الحواري وهو فِي التّحّيات، فلمّا حاذى به لطم القَلَنْسُوَة، فسلَّم أحمد وأعطى القَلَنْسُوَة ابنَه إبراهيم، فذهب بها. فقال له مَن رآه: يا أَبَا الْحَسَن ما رَأَيْت ما فعل بك هذا الرجل؟
فقال: رحمه اللَّه [1] .
ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرّضا عن اللَّه تعالى، والورع عماد الدّين، والْجَزَع [2] مُخّ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللّسان [3] .
وقال قاسم الْجُوعيّ: سمعت سَلْم بْن زياد يقول: مكتوب فِي التّوراة: من سالَم سِلم، ومن شاتَمَ شُتِم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندِم.
وقال سَعِيد بْن عبد العزيز: سمعت القاسم الْجُوعيّ يقول: الشّهوات نَفَسُ الدّنيا، فمن ترك الشّهوات فقد ترك الدُّنيا.
وسمعته يقول: إذا رَأَيْتَ الرجلَ يخاصم فهو يحبّ الرئاسة.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 78، 79.
[2] في حلية الأولياء: «والجوع» .
[3] حلية الأولياء 9/ 323.

(18/398)


379- القاسم بن عيسى الطّائيّ الواسطيّ [1] .
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور.
وعنه: إبراهيم الحربيّ، وأبو داود السّجستانيّ، وبحشل الواسطيّ، وغيرهم.
تأخّر بآخره [2] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن عيسى الطائي) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 18، والمعجم المشتمل لابن عساكر 216 رقم 732، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1113، وتهذيب التهذيب 8/ 327 رقم 588، وتقريب التهذيب 2/ 118 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 313.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: حدّثنا عنه عبد الله بن قحطبة بفم الصّلح.

(18/399)


- حرف الكاف-
380- كثير بن عبيد [1]- د. ن. ق. - الإمام أبو الحسن المذحجيّ الحمصيّ الحذّاء المقرئ، إمام جامع حمص ستين سنة.
وكان سيّدا عارفا خائفا، قانتا للَّه.
حدَّث عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، وبقيّة بن الوليد، وأبي ضَمْرة، وخلْق.
وعنه: د. ن. ق.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو عَرُوبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحَسَن أحمد بن جَوْصا، وآخرون.
وثّقة أبو حاتم [2] ، وغيره.
وقال ابن أبي دَاوُد: كان يقال إِنَّهُ يَؤُمّ أهل حمص ستّين سنة فما سها في صلاة قطّ [3] .
قلت: وزاد غيره أنّه سُئِلَ عن ذلك فقال: ما دخلت من باب المسجد قطّ
__________
[1] انظر عن (كثير بن عبيد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 308، والمراسيل لأبي داود، رقم 116، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 89، والجرح والتعديل 7/ 155 رقم 863، والثقات لابن حبّان 9/ 27، والأنساب لابن السمعاني 4/ 86، والمعجم المشتمل لابن عساكر 220 رقم 741، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 568، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1144، والكاشف 3/ 5 رقم 4709، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 971، والبداية والنهاية 11/ 7، وتهذيب التهذيب 8/ 423، 424 رقم 751، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 35 رقم 1228.
[2] الجرح والتعديل 7/ 155.
[3] تاريخ دمشق 35/ 568.

(18/400)


وفي نفسي غير اللَّه تعالى [1] .
قلت: رحل إليه ابن جَوْصَا فِي سنة خمسين وسمع منه.
وتوفّي فيها أو بعدها [2] .
__________
[1] ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «كان من خيار الناس» .
وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 220) .
[2] في المعجم المشتمل: مات سنة 247، وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة 255 أو قبلها أو بعدها بقليل.

(18/401)


- حرف اللام-
381- اللَّيث بن سعد بن نَجِيح المصريّ.
شيخ غريب الحال.
حدَّث عن: عبد الله بن وهْب، وغيره.
وتُوُفّي في المحرَّم سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.

(18/402)


- حرف الميم-
382- محمد بن آدم بن سليمان المِصِّيصيّ [1]- د. ن. - عن: عبد الله بن المبارك، وأبي المَلِيح الرَّقّيّ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وحفص بن غِياث، وطائفة.
وعُمّر دهرا ورحلوا إليه.
روى عنه: د. ن.، ومحمد بن سُفْيان المِصِّيصيّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعمر بن بحر الأسدي.
قال أبو حاتم [2] : صَدُوق.
وقال ابن أبي داود: يقال إنه من الأبدال، رحمه الله [3] .
توفي سنة خمسين ومائتين [4] .
383- محمد بن أبان بن وزير البلخي [5]- خ. ع. -
__________
[1] انظر عن (محمد بن آدم) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 480 رقم 830، والجرح والتعديل 7/ 209 رقم 1156، والثقات لابن حبّان 9/ 94، والأنساب لابن السمعاني 11/ 355، والمعجم المشتمل لابن عساكر 225 رقم 756، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1165، 1166، والكاشف 3/ 17 رقم 4783، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 973، وتهذيب التهذيب 9/ 34، 35 رقم 41، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 33، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[2] الجرح والتعديل 7/ 209.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1166.
وقال النسائي: ثقة، صدوق لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[4] المعجم المشتمل 225.
[5] انظر عن (محمد بن أبان البلخي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 4، 5، 39، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 4، والجرح والتعديل 7/ 200 رقم 1124، والثقات لابن حبّان 9/ 102، ورجال صحيح

(18/403)


أبو بكر المستملي.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن وهْب، وأبا خالد الأحمر، ووَكِيعا، وطائفة.
واستملى على وَكِيع مدّة.
وعنه: خ. ع.، وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.
وكان ثقة حافظا مصنفا مشهورا [1] .
توفي سنة أربع وأربعين [2] في المحرم ببلخ، قاله جماعة.
384- محمد بن إبراهيم بن حدران- د. ت. ن. - أبو جعفر الأزديّ السّلميّ البصريّ المؤذّن.
عن: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر، وبِشْر بن المفضّل، وطائفة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو يَعْلَى، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متّويه، وآخرون.
__________
[ () ] البخاري للكلاباذي 2/ 6397638 رقم 1013، وتاريخ بغداد 2/ 78- 81 رقم 458، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 457 رقم 1741، والأنساب لابن السمعاني 11/ 299، والمعجم المشتمل لابن عساكر 223 رقم 749، واللباب لابن الأثير 3/ 209، والكامل في التاريخ 7/ 401، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 286 رقم 391، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1156، وميزان الاعتدال 3/ 454، 455 رقم 7132، والكاشف 3/ 14 رقم 4763، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 972، وسير أعلام النبلاء 11/ 115- 117 رقم 40، والعبر 1/ 443، والوافي بالوفيات رقم 203، 1/ 334، وغاية النهاية 2/ 43، وتهذيب التهذيب 9/ 3، 4 رقم 2، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 2، وطبقات الحفاظ 217، 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وشذرات الذهب 2/ 105، ومشايخ بلخ من الحنفية 66 رقم 45.
[1] قال أبو حاتم الرازيّ: «صدوق» .
وذكره ابن حبّان في: «الثقات» وقال: «وكان حسن المذاكرة ممن جمع وصنّف» . ووقع في المطبوع: «حسن المناكرة» ! فليصحّح.
[2] في التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وثقات ابن حبّان 9/ 102 مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
والمثبت في: تاريخ بغداد 2/ 81 عن البغوي.

(18/404)


قال أبو حاتم [1] : صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.
385- محمد بن إبراهيم بن سليمان [2]- د. - أبو جعفر الأسباطيّ الكوفيّ الضّرير، نزيل مصر.
عن: عبد السّلام بن حرب، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وعنه: د.، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمْنانيّ، وعبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي، وأبو حاتم وقال [3] : صدوق.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين [4] .
386- محمد بن إبراهيم بن العلاء الدّمشقيّ الغوطيّ الشّاميّ [5]- ق. - الزّاهد السّائح أبو عبد الله. نزيل عَبّادان.
عن: عبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش، وبقيّة، وشُعَيْب بن إسحاق.
وعنه: ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو يعلى الموصليّ، وآخرون.
قال الدّار الدّارقطنيّ: كذّاب.
__________
[1] لم أجده في: الجرح والتعديل.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن سليمان) في:
الجرح والتعديل 7/ 186 رقم 1059، والمعجم المشتمل لابن عساكر 223 رقم 751، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1158، والكاشف 3/ 14 رقم 4766، وتهذيب التهذيب 9/ 11 رقم 13، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 324.
[3] الجرح والتعديل 7/ 186.
[4] المعجم المشتمل 223.
[5] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن العلاء) في:
الجرح والتعديل 7/ 186، 187 رقم 1060، والمعجم المشتمل لابن عساكر 224 رقم 753، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 519- 523، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1158، 1159، والمغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5207، وميزان الاعتدال 3/ 445، 446 رقم 7102، والكاشف 3/ 15 رقم 4771، والكشف الحثيث 344 رقم 603، وتهذيب التهذيب 9/ 14 رقم 18، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 59، 60 رقم 1257.

(18/405)


وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : عامّة أحاديثه غير محفوظة [2] .
387- محمد بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيْديّ الحمصيّ ابن زِبْريق [3] .
قال محمد بن عَوْف: كان يسرق الأحاديث.
فأمّا أبوه فشيخ غير متّهم.
388- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة [4] .
أبو عبد الله الحلبيّ.
عن: أبي الأحوص، ومالك، ومحمد بن الحَسَن الفقيه، والوليد بن مسلم.
وعنه: سبطه يحيى بن عليّ الكنديّ الحلبيّ.
وقع لي حديثه عاليا.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
يقع حديثه فِي «مُعْجَم ابن المقرئ» ، وفي «جزء الحلبيّ» .
وقد ذكره ابن ماكولا فِي «سُكينة» بالضّم، وزاد: رُوِيَ عن: فُضَيْل بن عياض، ومحمد بن سلمة الحرّانيّ.
__________
[1] في الكامل 6/ 2275.
[2] سمعه أبو حاتم الرازيّ في مكة. (الجرح والتعديل 7/ 186، 187) .
وقال ابن حبّان: يضع الحديث على الشاميين. لا تحلّ الرواية عنه إلا عند الاعتبار.
(المجروحون 2/ 301) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم الزبيدي) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 301، 302، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2274، 2275، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 38 رقم 2866، والمغني في الضعفاء 2/ 546 رقم 5218، والكشف الحثيث 344 رقم 603، ولسان الميزان 5/ 21 رقم 82 وفيه: ابن زريق، بدل «ابن زبريق» .
ويقول خادم العلم، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : من المرجّح أن المترجم له هنا هو نفسه الّذي قبله، فهو يروي عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، وبقيّة بن الوليد، وشعيب بن إسحاق. انظر: المجروحين لابن حبّان 2/ 301 و 302.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 317.

(18/406)


وعنه: عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار.
389- محمد بن أحمد بن الجرّاح [1]- ق. - أبو عبد الرّحيم الجوزجانيّ.
حدَّث بنَيْسابور سنة خمسٍ وأربعين عن: أبي النَّضْر، وجعفر بن عوْف، ورَوْح بن عُبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
وعنه: ابن ماجة في «تفسيره» ، وأبو حاتم، وابن خُزَيْمَة، وبدر بن الهيثم، وآخرون.
وكان ثقة عالما صاحب سنة، تفقّه بأحمد بن حنبل [2] .
390- محمد بن أحمد بن الحجّاج [3]- ن. ق. - أبو يوسف الرّقّيّ الصّيدنانيّ.
سمع: عيسى بن يونس، ومحمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وجماعة.
وعنه: ن. ق.، وأبو عَرُوبة، وغيرهم.
وكان موصوفا بالصِّدق والحفْظ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [4] .
391- محمد بن أحمد بن نافع [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الجراح) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 118، والأنساب لابن السمعاني 3/ 362، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 262، 263 رقم 370، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1160، وتهذيب التهذيب 9/ 20، 21 رقم 29، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 325.
[2] وقال ابن حبّان: عند أهل مرو عنه حكايات، وكان صاحب سنّة وفضل وخير، وكان أبوه ينتحل مذهب أبي حنيفة. (الثقات 9/ 118) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن الحجاج) في:
الجرح والتعديل 7/ 183 رقم 1037، والكاشف 3/ 16 رقم 4778.
[4] قال ابن أبي حاتم الرازيّ: كتب عنه أبي بالرقة سنة أربع وأربعين ومائتين وروى عنه. وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
[5] سيأتي برقم (616) .

(18/407)


أبو بكر العبْديّ البصْريّ.
وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكُنَى.
392- محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور الكرمانيّ [1]- خ. - أبو عبد الله نزيل البصْرة.
عن: حسّان بن إبراهيم الكرْمانيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وبِشْر بن المفضّل، وغُنْدر، ومعتمر بن سليمان، وخلْق.
وعنه: خ.، وعمر بن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش الزيادي.
وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين [2] .
393- محمد بن أسد بن أبي الحارث [3] .
حدَّث ببغداد عن: محمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، ومحمد بن كثير الكوفيّ.
وعنه: عبد الله بن ناجية، والقاضي المَحَامِليّ.
قال الخطيب: ثقة.
394- محمد بن أسلم بن سالم الطّوسيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي يعقوب) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 41 رقم 66، والجرح والتعديل 7/ 195 رقم 1095، والثقات لابن حبّان 9/ 98، 99، والمعجم المشتمل لابن عساكر 226 رقم 760، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1167، والكاشف 3/ 18 رقم 4788، وتهذيب التهذيب 9/ 38 رقم 50، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 326.
[2] تاريخ البخاري، وثقات ابن حبان، ومعجم ابن عساكر.
[3] انظر عن (محمد بن أسد) في:
تاريخ بغداد 2/ 82، 83 رقم 462.
[4] انظر عن (محمد بن أسلم) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والجرح والتعديل 7/ 201 رقم 1129، والثقات لابن حبّان 9/ 97، وحلية الأولياء 9/ 238- 254 رقم 447، وتاريخ جرجان للسهمي 469، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 12/ 195- 207 رقم 70، وتذكرة الحفاظ 2/ 532- 534، والعبر 1/ 437، 438، والوافي بالوفيات 2/ 204 رقم 583، ومرآة الجنان 2/ 135، والبداية والنهاية

(18/408)


الإمام أبو الحَسَن الكِنْديّ، أحد الأبدال والحفّاظ.
سمع بخُراسان من طائفة.
وبالكوفة من: محمد، وَيَعْلَى ابنَيْ عُبَيْد، وجعفر بن عَوْن، ومحاضر بن المورّع، وعُبَيْد الله بن موسى، وطبقتهم.
وبالحجاز من: مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وبواسط من: يزيد بن هارون.
وبالبصْرة من: مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
وعُني بالأثر قولا وعملا، وصنّف «المسند» و «الأربعين» ، وغير ذلك.
وأقدم شيوخه النَّضر بْن شُمَيْل.
روى عنه: إبراهيم بن هانئ، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خُزَيْمَة، والحسين بن محمد القبّانيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وَكِيع الطُّوسيّ، وآخرون.
قَالَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْبَنَّاءُ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ: أَنَا محمد بْنُ الْقَاسِمِ الطُّوسِيُّ خَادِمُ محمد بْنِ أَسْلَمَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّةَ محمد عَلَى ضَلَالَةٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الِاخْتِلَافَ فَعَلَيْكُمُ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ» [1] . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ مَنِ السَّوَادُ الأَعْظَمُ؟
قَالَ: محمد بْنُ أَسْلَمَ وَأَصْحَابُهُ، وَمَنْ تَبِعَهُ. لَمْ أَسْمَعْ عَالِمًا مُنْذُ خَمْسِينَ سنة أَشَدَّ تَمَسُّكًا بِالْأَثَرِ مِنْهُ [2] .
وقال أبو النَّضْر محمد بْن محمد بن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بن
__________
[ () ] 10/ 344، والنجوم الزاهرة 2/ 308، وطبقات الحفاظ 233، 234، وشذرات الذهب 2/ 100، 101.
[1] أخرجه ابن ماجة في الفتن (3950) باب السواد الأعظم. وانظر: سير أعلام النبلاء 12/ 196، 197 حاشية (2) .
[2] حلية الأولياء 9/ 238، 239.

(18/409)


إسماعيل العنْبريّ يقول: كنتُ بمصر وأنا أكتب باللّيل كُتُب ابن وهْب وذلك لخمسٍ بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصّالح محمد بْن أسلم. قال: فتعجّبت من ذلك، وكتبته على ظهر كتابي، [فإذا به قد] [1] مات فِي تلك السّاعة.
وقال محمد بْن القاسم الطُّوسيّ: سمعت أَبَا يعقوب المَرُّوزيّ [ببغداد، وقلت له] [2] : قد صَحِبْت محمد بْن أسلم، وأحمد بْن حنبل، أيّ الرجُلَين كان عندك أرجح؟ [أو أكبر أو أبصر بالدّين؟ فقال: يا أَبَا عبد الله، لم تقول هذا؟
إذا] [3] ذكرت محمد بْن أسلم فِي أربعة أشياء فلا تَقْرِن به أحدا: البَصَر بالدِّين، واتّباع أثر الرَّسُول صلى اللَّه عليه وسلم، والزُّهد فِي الدّنيا، وفصاحة لسانه بالقرآن والنَّحْو.
ثُمَّ قال لي: فنظر أحمد بْن حنبل فِي كتاب «الرَّدّ على الْجَهْميّة» الَّذِي وضعه محمد بن أسلم فتعجّبت منه.
ثم قال لي: يا با عبد الله كان عندك مثل محمد؟ فقلت: لا [4] .
قال محمد بْن القاسم: سَأَلت يحيى بْن يحيى النَّيْسَابُوريّ عن ستّ مسائل، فأفتى بها. وقد كنتُ سَأَلت محمد بْن أسلم، فأفتى بها بغير ذلك، ونصح [5] فيها بالحديث. فأخبرت يحيى بْن يحيى فقال: يا بُنيّ أطيعوا أمره وخذوا بقوله، فإنّه أبصر منّا، ألا ترى أنه يحتجّ بحديث النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم فِي كلّ مسألة، وليس ذلك عندنا.
وقيل لأحمد بْن نصر النَّيْسَابُوريّ: صلى على محمد بْن أسلم ألف ألف من النّاس.
وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف [6] .
__________
[1] في الأصل بياض استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 205، والوافي بالوفيات 2/ 204.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: حلية الأولياء، وسير أعلام النبلاء 12/ 197.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: حلية الأولياء.
[4] حلية الأولياء 9/ 239.
[5] في: سير أعلام النبلاء 12/ 197: «فاحتجّ فيها» .
[6] حلية الأولياء 9/ 240.

(18/410)


وقال محمد بْن القاسم: صحِبْتُه عشرين وأكثر، لم أره يصلّي حيث أراه رَكْعتين من التّطوُّع إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرّة يحلف: لو قدرت أنْ أتطوّع حيث لا يراني مَلَكَايَ فَفَعَلْت، خوفًا من الرّياء [1] .
ثُمَّ حكى محمد بْن القاسم فعلا طويلا فِي شمائل محمد بْن أسلم ودرجة إخلاصه.
قال أبو إسحاق المزكّيّ: سمعت ابن خُزَيْمة يقول: عَودا وبدءا إذا [حدّث] [2] محمد بْن أسلم: ثنا من لم تر عيناي مثله أبو الْحَسَن. وكان زَنْجَوَيْه بْن محمد إذا حدَّث عن محمد بْن أسلم يقول: ثنا محمد بْن أسلم الزّاهد الرّبّانيّ [3] .
وقال محمد بْن شاذان: سمعت محمد بْن رافع يقول: دخلت على محمد بْن أسلم، فما تشّبه إلا بأصحاب النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم [4] .
وقال قَبَيصَة: كان عَلْقَمَة أشبه النّاس بابن مَسْعُود فِي حديثه وسَمْته، وكان إبراهيم النَّخَعيّ أشبه النّاس بعلقمة فِي ذلك، وكان مَنْصُورٌ يشبه بإبراهيم، وكان سُفْيَان الثُّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يُشبّه بسُفْيان [5] .
قال أبو عبد الله الحاكم: مقام محمد بْن أسلم مقام وَكِيع، وأفضل من مقامه لُزهده وورعه وتتبُّعه للأثر [6] .
وقال ابن خُزَيْمة: ثنا ربّانيّ هذه الأمّة محمد بْن أسلم [7] .
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعت محمد بْن أسلم يقول: لمّا أدخلت على عبد الله بْن طاهر ولم اسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل
__________
[1] حلية الأولياء 9/ 243، سير أعلام النبلاء 12/ 200، الوافي بالوفيات 2/ 204.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر: سير أعلام النبلاء 12/ 202.
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 202.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 196.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 196.
[7] سير أعلام النبلاء 12/ 202.

(18/411)


القِبْلة فكفَّرتموه.
فقيل: قد كان ما أُنْهِيَ إلى الأمير.
فقال عبد الله: شراك نِعل عُمَر بْن الخَطَّاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى السَّمَاء، وقد بَلَغَني أنَّكَ لا ترفع رأسك إلى السَّمَاء.
فقلت برأسي هكذا إلى السَّمَاء ساعةً، ثُمَّ قلت: ولِمَ لا أرفع رأسي إلى السّماء؟ وهل أرجو الخير إلا بمن فِي السَّمَاء؟ ولكنّي سَمِعْتُ المؤمل بْن إسماعيل يقول: سَمِعْتُ سُفْيَان الثُّوريّ يقول: النظر فِي وجوهكم معصية.
فقال بيده هكذا يحبسني، فأقمنا وكنّا أربعة عشر [شيخا] [1] ، فحُبِست أربعة عشر شهرا، ما اطّلع اللَّه على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك الحبْس.
قلت: اللَّه حبسني وهو مطلقي وليس لي إلى المخلوقين من حاجة.
فأُخرِجت وأُدخِلت عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة.
فقال لي: ما تقول فِي السّجود على كَوْر العمامة.
قُلْتُ: نا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُحَرَّرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ.
فقال: هذا إسناد ضعيف.
فقلت: يُستعمل هذا حَتَّى يجيء أقوى منه.
ثُمَّ قلت: وعندي أقوى منه: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفَضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا. هَذَا الدَّلِيلُ عَلَى السُّجُودِ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ.
فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين يَنْهَى عن الْجَدَل والخصومات، فتقدّم إلى أصحابك أنْ لا يعودوا.
فقلت: نعم. ثُمَّ خرجت من عنده.
__________
[1] في الأصل بياض، والإستدراك من: سير أعلام النبلاء 12/ 202.

(18/412)


قال أحمد بْن سَلَمَةَ: فقلت له: أخبرني غير واحد أنّ جُلّ أصحابنا صاروا إلى يحيى بْن يحيى فكلّموه أنْ يكتب عبد الله بْن طاهر فِي تَخْليتك، فقال يحيى: لا أُكاتب السّلطان. وإن كُتِب على لساني لم أكره حَتَّى يكون خلاصه.
فكُتِب بحضرته على لسانه، فلمّا وصل الكتاب إلى عبد الله بْن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك.
قال: نعم [1] .
وعن بعضهم قال: كان محمد بْن أسلم يُشبَّه فِي وقته بابن المبارك [2] .
وعن محمد بْن أسلم قال: لو قَدِرت والله أنّ أتطوّع حيث لا يراني مَلَكَاي لَفَعَلت [3] .
وكان يدخل بيتًا فيبكي، ثُمَّ إذا خرج غسل وجهه واكتحل. وكان يبعث إلى قوم بعطاء أو كِسْوة فِي الليل، ولا يعلمون من أَيْنَ هِيَ، وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعت أنّ محمد بْن أسلم مرض فِي بيت رَجُل من أهل طُوس مُعَمّر، فقال له: لا تفارقُني اللّيلة، فإنّ أمر اللَّه يأتيني قبل أنّ أُصبح. فإذا مِتُّ فلا تنتظر بي أحدًا، واغسلني للوقت وجهِّزْني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال:
ففاضت نفسه باللّيل، فغُسَّل وكُفَّن وحُمل وقت الصُّبْح. فأتاهم صاحب الأمير طاهر بْن [عبد الله، وأمرهم أنّ يحملوه] [4] إلى مقبرة السّاذياخ ليصلّي عليه طاهر.
قال: فوُضِعت الجنازة والنّاس [يؤذّنون لصلاة الصُّبْح] [5] ، وما نادى على جنازته أحد، ولا رُوسِل بوفاته أحد، وإذا الخلْق قد تجمّعوا بحيث لا يُذكر مثله، فتقدّم طاهر للصّلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه، رحمة [6] الله عليهما [7] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 202- 204.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 207.
[3] حلية الأولياء 9/ 243.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء.
[5] في الأصل بياض.
[6] في الأصل: «رحمت» .
[7] سير أعلام النبلاء 12/ 204.

(18/413)


قال محمد بن موسى الباشانيّ: مات لثلاثٍ بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين ومائتين [1] .
395- محمد بن إسماعيل الرُّمَانيّ النَّيْسابوريّ [2] .
سمع: عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مُصْعَب.
وعنه: زكريّا بن داود الخَفّاف، ومكّيّ بن عَبْدان.
قاله الحاكم.
396- محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار [3]- ق. - أبو صالح الرازيّ الضراريّ.
رحل وروى عن: عبد الرّزّاق، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، ومحمد بن يوسف الفِرْيابي.
وعنه: ق.، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو بشر الدولابي.
وهو صدوق [4] .
397- محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي القيرواني [5] .
الأمير أبو العباس متولي القيروان وسائر المغرب.
ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدّد مدينة
__________
[1] التاريخ الصغير للبخاريّ، وثقات ابن حبّان.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
الأنساب لابن السمعاني 6/ 160.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ الطبري 1/ 384، 388، 389 و 3/ 207، والجرح والتعديل 7/ 190 رقم 1083، والأنساب لابن السمعاني 8/ 151، والمعجم المشتمل لابن عساكر 227 رقم 767، واللباب لابن الأثير 2/ 262، والكامل في التاريخ 6/ 519 و 7/ 25، 40، 44، 60، 82، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1175، والكاشف 3/ 19 رقم 4796، وتهذيب التهذيب 9/ 60 رقم 60، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 327.
[4] قاله أبو حاتم الرازيّ. (الجرح والتعديل 7/ 190) .
[5] انظر عن (محمد بن الأغلب) في:
الكامل في التاريخ 7/ 82، والمختصر في أخبار البشر 2/ 39، وتاريخ ابن الوردي 1/ 226، ومآثر الإنافة 1/ 235.

(18/414)


سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج.
توفي محمد كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
398- محمد بن أفلح [1]- ت. ن- أبو عبد الرحمن النَّيْسابوريّ الملقَّب بالتّرك رَوْح، لقِيه إسحاق بن راهَوَيْه.
روى عن: عبد الله بن إدريس، ووَكِيع، وأبي أُسامة.
وعنه: ت. عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، و [حسين بن] [2] محمد القبّانيّ، وأبو يحيى الخَفّاف.
قال الحاكم أبو عبد الله: هو خَتَنُ يحيى بن يحيى، على [الأرجح] [3] .
399-[محمد بن] [4] ( ... ) [5] بن مساور.
أبو جعفر السّرّاج.
عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن الأعمش.
تُوُفّي [حول] [6] الخمسين ومائة.
400- محمد بن بِشْر بن النَّجْم [7] .
أبو عبد الله الحَرَشيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووَكِيعا.
وعنه: الحسين بن محمد القّبانيّ، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق الثَّقفيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أفلح) في:
الكاشف 3/ 20 رقم 4805، وتهذيب التهذيب 9/ 66 رقم 74، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 328.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب التهذيب 9/ 66.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من عندنا.
[4] في الأصل بياض. والإستدراك من عندنا بواقع سياق التراجم عن المحمّدين.
[5] في الأصل بياض، ولم أقف على الاسم.
[6] في الأصل بياض، والإستدراك مرجّح عندي.
[7] انظر عن (محمد بن بشر) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 237، 238.

(18/415)


قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
401- محمد بن بكر بن خالد [1] .
أبو جعفر القصير، كاتب القاضي أبي يوسف.
روى عنه، وعن: الفُضَيْل بن عِياض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ.
وعنه: أحمد بن عليّ الخزّاز، وغيره.
وتُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
وثَّقة الخطيب [2] .
402- محمد المنتصر باللَّه [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن بكر) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 264، وتاريخ بغداد 2/ 94 رقم 986، والأنساب لابن السمعاني 10/ 178، واللباب 3/ 42.
[2] في تاريخه 2/ 94.
[3] انظر عن (محمد الخليفة المنتصر باللَّه) في:
المعارف لابن قتيبة 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 487، 488، 492، 493، والمعرفة والتاريخ 1/ 210، 211، وتاريخ الطبري 9/ 162، 170، 175- 183، 185، 186، 217، 222- 227، 229، 230، 234- 255، 260، 289، 390، 462، وتاريخ بغداد 2/ 119- 121 رقم 514، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 123، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 117، 119- 123، والعقد الفريد 4/ 165 و 5/ 123، ومروج الذهب 32، 770، 2843، 2876، 2950، 2951، 2956- 2957، 2959، 2978- 3015، 3618، 3626، 3651، ولطف التدبير للإسكافي 62، والهفوات النادرة للصابي 19، 261، 263، 264، 270، وثمار القلوب للثعالبي 86، 190، 191، 513، وربيع الأبرار 4/ 33، والعيون والحدائق 3/ 545، 554، 555، 557- 562، وتاريخ حلب للعظيميّ 47، 89، 137، 256، 259، والتذكرة الفخرية للإربلي 380، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 218، 250، 284، 389، و 2/ 13، 216، 241 و 3/ 118، 190، 199 و 4/ 19، 419، ونشوار المحاضرة 1/ 265 و 3/ 45، 49، 99، 101، 104، 112 و 4/ 55 و 5/ 183، 184 و 8/ 16، 49، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 130، 193، 278، 279، وتاريخ الزمان لابن العبري 37، 40، 41، وتاريخ مختصر الدول، له 146، والتنبيه والإشراف 314، وأخبار النساء لابن قيم الجوزية 207، وفتوح البلدان 277، 365، 517، والخراج وصناعة الكتابة 350، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، والبداية والنهاية 10/ 352، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، وسير أعلام النبلاء 12/ 42- 46 رقم 8، والعبر 1/ 452، 453، وفوات الوفيات 3/ 317- 319، والوافي بالوفيات 2/ 289- 291، والزركشي 270، وتاريخ الخميس 2/ 378، 379، والنجوم الزاهرة 2/ 327، وتاريخ الخلفاء 356- 358، ومآثر الإنافة

(18/416)


أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله بن المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم باللَّه محمد بن هارون الهاشميّ العبّاسيّ.
وأمّه أمّ ولد روميّة اسمها حَبَشِيّة. وكان أَعْيَن، أقنى، أسمر، مليح الوجه، مَضَبَّرا، رَبْعَةً، جسيما، كبير البْطن، مليحا، مَهِيبا.
ولمّا قُتل أَبُوهُ دخل عليه قاضي القُضاة جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الهاشميّ، فقيل له: بايع.
فقال: وأين أمير المؤمنين المتوكًل على اللَّه؟
فقال: قتله الفتح بْن خاقان.
قال: وما فُعِل بالفتح؟
قال: قتله بُغا.
قال: فأنت وليّ الدّم وصاحب الثّأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار [1] .
ثُمَّ صالح المنتصر باللَّه إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثُمَّ نفى عمّه عليّا من سامّراء إلى بغداد، ووكّل به.
وكان المنتصر وافر العقل، راغبا فِي الخير، قليل الظُّلْم، محسنا إلى العلويّين، وَصُولا لهم. وقيل إنّه كان يقول: يا بُغا أَيْنَ أَبِي؟ مَن قَتَلَ أبي؟
ويسبّ الأتراك ويقول: هؤلاء قَتَلَة الخلفاء.
فقال بُغا الصغير للذين قتلوا المتوكًل: ما لكم عند هذا رزق.
فعملوا عليه وهمّوا به، فعجزوا عَنْهُ لأنّه كان مَهِيبًا شجاعًا فطِنًا محترزًا، فتحيّلوا إلى أنّ رشوا إلى طبيبه ابن طَيْفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه. فأشار
__________
[ () ] 1/ 236- 239، وشذرات الذهب 2/ 118، والكامل في التاريخ 7/ 54- 57، 95- 105، 109- 117 وانظر: فهرس الأعلام 13/ 358، 359، والفخري في الآداب السلطانية 237- 240، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 145- 151، 159، 161، ووفيات الأعيان 1/ 350، 478 و 3/ 113، والروض المعطار 177، 178، 300، 301.
[1] انظر: الكامل في التاريخ 7/ 103 وما بعدها.

(18/417)


بفَصْده، ثُمَّ فَصَده بريشةٍ مسمومة فمات [1] .
فيقال إنّ ابن طَيْفُور نسي ومرض، فأمر غلامه ففصده بتلك الرّيشة، فمات أيضًا [2] .
وقال بعض النّاس: بل حصل للمنتصر مرض فِي أُنْثَيَيْه، فمات فِي ثلاث ليالٍ، وقيل: مات بالخوانيق [3] .
وقيل: بل سُمّ فِي كُمِّثْراة بإبرة [4] .
وجاء عَنْهُ أنّه قال فِي مرضه: ذهَبْت يا أُمّاهُ فِي الدّنيا والآخرة. عاجلتُ أَبِي فعُوجلت [5] .
وكان يُتَّهم بقتل أَبِيهِ.
وزر له أحمد بْن الخصيب أحد الظِّلَمَة [6] .
وقال المسعوديّ [7] : أزال المنتصر عن آل أبي طَالِب ما كانوا فِيه من الخوف والمحنة بمنْعهم من زيارة قبر الْحَسَين.
كان أبوه المتوكًل قد أمر بهدْم القبر، وأن يعاقب مَن وُجد هناك. فلمّا ولي المنتصر أمر بالكفّ عن آل أبي طَالِب وردّ فَدَك على آل الْحُسَيْن، فقال البُحْتُريّ:
وإنّ عليّا لأَوْلَى بكم ... وأزْكى يدًا عندكم من عُمَر
وكُلُّه له فضْلُه والحجول ... يوم التّراهن دون الغرر [8]
وقال يزيد المهلّبيّ:
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 42، 43.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 43.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 43.
[4] تاريخ بغداد 12/ 121.
[5] فوات الوفيات 3/ 318.
[6] تحفة الوزراء 121.
[7] في: مروج الذهب 4/ 135.
[8] مروج الذهب 4/ 135.

(18/418)


ولقد بررت الطّالبيّة بعد ما ... ذُمّوا زمانًا بعدها وزمانًا
ورَدَدْتَ أُلْفَة هاشم، فرأيتهم ... بعد العداوة بينهم إخوانا [1]
ثُمَّ [خلع المنتصر باللَّه أخويه: المعتزّ] [2] ، وإبراهيم من ولاية العهد الّذي عقد لهم المتوكّل بعده.
و [من كلام المنتصر إذ عفا عن] [3] الشّاري الخارجيّ المُكَنَّى بأبي العَمَرَّد: لَذَّة العفْو أعذب من لَذّة [التَشفّي، وأقبح فعالِ] [4] المقتدر الانتقام [5] .
قال المسعوديّ [6] : وقد كان المنتصر أظهر الإنصاف فِي الرّعيّة، فمالت إليه القلوب مع شدّة هيبتهم.
وقال عليّ بْن يحيى المنجّم: ما رَأَيْت مثل المنتصر ولا أكرم مالا بغير تبجُّح منه. لقد رآني مغمومًا فسألني فَوَرَّيْت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحِقتني فِي شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفًا [7] .
قلت: وحاصل الأمر أنّه لم يُمَتَّع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنّه ولي بعد عيد الفِطْر، ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستّا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى.
ذكر عليّ بْن يحيى المنجّم أنّ المنتصر جلس مجلسًا للهو، فرأى فِي بعض البُسُط دائرةً فيها فارس، عليه ساج، وحوله كتابة فارسيّة، فطلب من يقرأ ذلك، فأُحضِر رَجُل، فنظر فيها وقطّب، فقال: ما هذه؟
قال: لا معنى لها.
__________
[1] مروج الذهب 4/ 135.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: مروج الذهب.
[3] في الأصل بياض، استدركته من: مروج الذهب.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: مروج الذهب.
[5] مروج الذهب 4/ 137.
[6] في مروج الذهب 4/ 137.
[7] مروج الذهب 4/ 137، 138.

(18/419)


فألحّ عليه، فقال: مكتوب: أنا شرويه بْن كسرى بْن هرمز، قتلت أَبِي، فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام [1] .
وقال جَعْفَر بْن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جَعْفَر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني [2] ، قاله في مرضه.
403- محمد بن جعفر [3]- خ. ت. ق. - أبو جعفر بن أبي الحسين السِّمْنانيّ القُومِسيّ [الحافظ] [4] .
[رحل] [5] وطوّف وسمع: أبا نُعَيْم، وأبا مُسْهِر، وعلي بن [عيّاش] [6] وطبقتهم.
وعنه: خ. ت. ق.، و [أبو زرعة] [7] ، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
ومات كهلا.
404- محمد بن حاتم بن [سليمان] [8] الزمي الخراساني المؤدب [9]- ت. ن. -
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 120، 121.
[2] تاريخ بغداد 2/ 121.
[3] انظر عن (محمد بن جعفر القومسي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 231 رقم 783، والأنساب لابن السمعاني 7/ 148، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1183، 1184، والكاشف 3/ 26 رقم 4845، وتهذيب التهذيب 9/ 99 رقم 131، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.
[4] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته.
[5] في الأصل بياض.
[6] في الأصل بياض.
[7] في الأصل بياض.
[8] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته.
[9] انظر عن (محمد بن حاتم بن سليمان) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والجرح والتعديل 7/ 238 رقم 1304، والثقات لابن حبّان 9/ 90، وتاريخ بغداد 2/ 268 رقم 737، والأنساب لابن السمعاني 6/ 302، 303، والمعجم المشتمل 232 رقم 783، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1184، والكاشف 3/ 27 رقم 4848، وسير أعلام النبلاء 11/ 452، 453 رقم 108، وتهذيب التهذيب 9/ 101 رقم 134، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 113، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.

(18/420)


[أبو جعفر، ويقال أبو عبد الله] [1] .
... [له] [2] حديث عن: هُشَيْم، وجرير بن عبد الحميد، و [عليّ] [3] بن ثابت الْجَزَريّ، وعمار بن محمد الثوري، و [الحكم] [4] بن ظهير، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضْرميّ.
وثّقه الدّار الدارقطني [5] .
وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين [6] .
وقد مر: - محمد بن حاتم السمين.
في الطبقة المارة.
405- محمد بن حاتم بن بزيع البصري [7]- خ. د. - نزيل بغداد.
حدَّث عن: جعفر بن عَوْن، وأسود بن عامر، وعُبَيْد الله بن موسى، وعبد الله بن بكر.
وعنه: خ. د.، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
__________
[1] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من مصادر ترجمته.
[2] في الأصل بياض.
[3] في الأصل بياض.
[4] في الأصل بياض.
[5] تاريخ بغداد 2/ 268.
وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 238) .
وقال النسائي: ثقة. (المعجم المشتمل 232) .
[6] التاريخ الصغير، المعجم المشتمل.
[7] انظر عن (محمد بن حاتم بن بزيع) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والثقات لابن حبّان 9/ 108، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 645، 646 رقم 1030، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 458 رقم 1748، وتاريخ بغداد 2/ 268، 269 رقم 738، وتاريخ جرجان للسهمي 520، والمعجم المشتمل 231، 232 رقم 785، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1184، وميزان الاعتدال 3/ 503 رقم 7332، والكاشف 3/ 26 رقم 4847، وتهذيب التهذيب 9/ 100، 101 رقم 133، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.

(18/421)


تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين [1] .
قال النَّسائيّ: ثقة [2] .
406- محمد بن الحارث بن راشد [3]- ق. - مؤذِّن جامع مصر. ويُلَقَّب صُدرة.
حدَّث عن: اللَّيث، وابن لَهِيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وعنه: ق.، ويعقوب الفَسَويّ، وحبش بن سعيد الصوفي، والحسين بن [إدريس] [4] الهرويّ، والحسن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالح الحراني، وآخرون.
تُوُفّي في ذي [القعدة] [5] سنة إحدى وأربعين.
407- محمد بن الحارث الرافقي البزاز [6] .
حدَّث عن: أبي يوسف القاضي، وعتّاب [بن بشير الجزريّ] [7] ، ومعن بن عيسى.
وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وأربعين [8] .
وعنه أيضا: المحاملي. قاله المزّيّ [9] .
__________
[1] التاريخ الصغير، الثقات، المعجم المشتمل.
[2] المعجم المشتمل 231، 232.
[3] انظر عن (محمد بن الحارث) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 233 رقم 790، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1185، والكاشف 3/ 27 رقم 4853، وتهذيب التهذيب 9/ 104، 105 رقم 139، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: تهذيب الكمال 3/ 1185.
[5] الإستدراك من: المعجم المشتمل 233.
[6] انظر عن (محمد بن الحارث الرافقي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 233 رقم 791، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1185، وتهذيب التهذيب 9/ 105، 106 رقم 142، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 121.
[7] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب الكمال 3/ 1185.
[8] المعجم المشتمل 233 وفيه: أو سنة أربع وأربعين ومائتين.
[9] في: تهذيب الكمال 3/ 1185.

(18/422)


408- محمد بن الحارث [1] .
أبو عبد الله الليثي الحرّانيّ البزّاز، خال أحمد بن أبي شعيب الحراني.
روى عن: هُشَيْم، ومحمد بن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وجماعة.
قال أبو عروبة: مات بحران سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
409- محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي.
القاضي أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي. ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق.
وقد مر ذكره في الحوادث.
توفي ببغداد سنة خمسين.
410- محمد بن حبيب [2] .
صاحب كتاب «المحبر» . إخباري صدوق، واسع الرواية.
عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى أمه حبيب.
أخذ عن: هشام بن محمد الكلبيّ، وغيره.
روى عنه: أبو سعيد السُّكّريّ.
وتُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
ذكره الخطيب فِي الملخّص فقال: كان عالما بالنَّسب روى عَنْهُ:
محمد بْن أحمد بْن عَرّابة الكوفي، وأبو سَعِيد الْحَسَن بْن الْحُسَيْن السُّكّريّ، وأبو روبة البغداديّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحارث الليثي) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 165، والثقات لابن حبّان 9/ 102، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.
[2] انظر عن (محمد بن حبيب) في:
مروج الذهب 1859، 1869، 2136، ووفيات الأعيان 1/ 324 و 2/ 372 و 6/ 97 و 7/ 248.

(18/423)


411- محمد بن الحَجّاج بن رِشْدِين [1] [المَهْريّ] [2] .
المصريّ.
عن: أبيه، وابن وهْب.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
412- محمد بن ( ... ) [3] ميسرة.
أبو جعفر الهَرَوي ( ... ) [4] . ويُعرف بأبي حمحام.
روى عن: حمّاد بن زيد، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن ( ... ) [5] المالينيّ.
وكان ورِعا صالحا كبير القدْر.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
413- محمد بن حمّاد الأَبِيوَرْديّ الزّاهد [6] .
عن: ابن المبارك، وابن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، وأبي ضَمْرة، والقطّان.
وعنه: محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن أحمد بن أبي عَوْن، ومحمد بن حَيَوَيْه الإسْفرائينيّ، وحاجب بن أحمد الطُّوسيّ.
وثّقه ابن حبّان، وقال [7] : مات سنة ثمانٍ، أو تسعٍ وأربعين.
قلت: حديثه عند السّلفيّ عاليا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحجّاج) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 598، والمغني في الضعفاء 2/ 565 رقم 5385، وميزان الاعتدال 3/ 510 رقم 7353، ولسان الميزان 5/ 118 رقم 392 وفيه: «الهروي» بدل: «المهري» .
[2] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، استدركته من: المغني.
[3] في الأصل بياض، ولم أتبيّن الاسم لعدم وقوفي على مصدر لترجمته.
[4] في الأصل بياض.
[5] في الأصل بياض.
[6] انظر عن (محمد بن حمّاد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 99، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1189، وتهذيب التهذيب چ/ 126 رقم 176، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 233.
[7] في الثقات 9/ 99.

(18/424)


414- محمد بن حميد بن حيّان [1]- د. ت. ق. - أبو عبد الله الرّازيّ الحافظ.
عن: يعقوب القُمّيّ، وعبد الله بن المبارك، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، والفضل السِّينانيّ، وزافر بن سليمان، ونُعَيْم بن ميسرة، وخلْق كثير.
وهو مُكْثِر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير وغرائب كثيرة.
وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن حنبل مع تقدّمه، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن عليّ المَعْمريّ، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعبد الله بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بن حريز، وصالح بن محمد جَزَرَة، وعبد الله بن محمد البَغَوِيّ، وخلْق.
قال أبو زُرْعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أنّ ينزل فِي عشرة آلاف حديث [2] .
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالرّيّ علم ما دام
__________
[1] انظر عن (محمد بن حميد الرازيّ) في:
التاريخ الكبير 1/ 69، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 167، 234، 235، 557 و 2/ 162، 175 و 3/ 332، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 395، 396، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 61 رقم 1612، والجرح والتعديل 7/ 232 رقم 1275، والمجروحين لابن حبّان 2/ 303، 304، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2277، 2278، وتاريخ بغداد 2/ 259- 294 رقم 733، وتاريخ جرجان للسهمي 74، 85، 102، 206، 227، 228، 262، 316، 318، 397، 402، 542، والمعجم المشتمل لابن عساكر 236، رقم 7804 والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 54 رقم 2959، ومروج الذهب 1766، 1794، والكامل في التاريخ 7/ 120، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1190، والمغني في الضعفاء 2/ 573 رقم 5449، وميزان الاعتدال 3/ 530، 531 رقم 7453، والكاشف 3/ 32 رقم 4883، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 978، ودول الإسلام 1/ 150، وسير أعلام النبلاء 11/ 503- 506 رقم 137، وتذكرة الحفاظ 2/ 490، 491، والعبر 1/ 452، والوافي بالوفيات 3/ 28، وتهذيب التهذيب 9/ 127، 128 رقم 180، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 159، وطبقات الحفاظ 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 333، وشذرات الذهب 2/ 118.
[2] تاريخ بغداد 2/ 259.

(18/425)


محمد بْن حُمَيْد حيَّا [1] .
وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بْن يحيى: ما تقول فِي محمد بْن حُمَيْد؟
فقال: ألا تراني أحدث عَنْهُ؟! [2] .
قال أبو قريش: وكنت فِي مجلس محمد بْن إسحاق الصَّغَاني فقال: ثنا محمد بْن حُمَيْد.
فقلت: تحدَّث عَنْهُ؟
فقال: وما لي أحدّث، وقد حدَّث عَنْهُ أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين [3] .
وقال البخاريّ [4] : في حديثه نَظَر.
وقال صالح جَزَرَة. كنّا نتَّهمه [5] .
وقال أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ: قلت لابن خُزَيْمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بْن حميد، فإنّ أحمد بْن حنبل قد أحسن الثّناء عليه.
قال: إنّه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لَمَا أثنى عليه أصلا.
وقال أبو أحمد العسّال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بْن حُمَيْد وهو يركَّب الأسانيد على المُتُون.
وقال يعقوب بْن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بْن محمد الأسَديّ يقول:
ما رَأَيْت أحذق بالكذِب من سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ.
وكان حديث محمد كل يوم يزيد [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 259.
[2] تاريخ بغداد 2/ 260.
[3] تاريخ بغداد 2/ 260.
[4] في تاريخه الصغير 236، واقتبسه العقيلي في: الضعفاء الكبير 4/ 61، وابن عديّ في الكامل 6/ 2277.
[5] تاريخ بغداد 2/ 262.
[6] تاريخ بغداد 2/ 262.

(18/426)


وقال أبو إسحاق الْجَوْزَجانيّ: هو غير ثقة [1] .
وقال أبو حاتم [2] : سَمِعْتُ ابن مَعِين يقول: قدِم علينا محمد بْن حُمَيْد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القُمّي، ففرّقنا الأوراق ومعنا أحمد بْن حنبل، فسمِعْناه ولم نَرَ إلا خيرا. فأيّ شيء ينقمون عليه؟
قلت: يكون فِي كتابه شيء فيقول ليس هُوَ كذا، ويأخذ العلم فيغيّره، وقال: ليس هذه الخصلة.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة [3] .
مات سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين [4] .
415- محمد بن خالد بن خِداش [5]- ق. - أبو بكر المهلّبيّ، مولاهم البصْريّ الضّرير.
عن: إسماعيل بن عُلَيّة، وعبد الرحمن بن مهديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون.
توفّي في حدود الخمسين ومائتين [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 262.
[2] الجرح والتعديل 7/ 232.
[3] تاريخ بغداد 2/ 263.
وقال العقيلي: حدّثني إبراهيم بن يوسف، قال: كتب أبو زرعة، ومحمد بن مسلم، عن محمد بن حميد، حدّثنا كثيرا ثم ترك الرواية. (الضعفاء الكبير 4/ 61) .
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثقات بالأشياء المقلوبات ولا سيما إذا حدّث عن شيوخ بلده. (المجروحون 2/ 303) .
وقال أبو زرعة الرازيّ: ثلاث ليس لهم عندنا محاباة، فذكر منهم محمد بن حميد.
وقال ابن عديّ: وتكثر أحاديث ابن حميد التي أنكرت عليه أن ذكرناه على أن أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيرا لصلابته في السّنّة. (الكامل 6/ 2278) .
[4] المجروحون 2/ 303، المعجم المشتمل 236.
[5] انظر عن (محمد بن خالد بن خداش) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 113، وتاريخ جرجان للسهمي 52، 488، والمعجم المشتمل لابن عساكر 237 رقم 807، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1192، 1193، والكاشف 3/ 33 رقم 4891، وتهذيب التهذيب 9/ 140 رقم 194، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 170، وخلاصة تذهيب التهذيب 334.
[6] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: ربّما أغرب عن أبيه.

(18/427)


416- محمد بن خلف بن طارق الداراني [1]- د. - نزيل بيروت.
حدَّث سنة تسعٍ وأربعين عن: زيد بن يحيى بن عُبَيْد، وأبي مُسْهِر الغسّانيّ.
وعنه: د.، وابن جَوْصا، وابن أبي داود، وآخرون.
وله عقب بداريا [2] .
417- محمد بن خليفة [3]- ت. - أبو عبيد الله البصريّ الصَّيْرفيّ.
عن: يزيد بن زُرَيْع.
وعنه: ت.، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصّبّاح [الجرجرائيّ] [4] .
توفي بعد الأربعين.
418- محمد بن الخليل البلاطيّ الخشنيّ [5]- ن. -
__________
[1] انظر عن (محمد بن خلف) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 146 وفيه: «محمد بن خلف العسقلاني» ، والجرح والتعديل 7/ 245، رقم 8348، والمعجم المشتمل 237 رقم 811، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 472، 473 و 39/ 342، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1194، والكاشف 3/ 35 رقم 4904، وتهذيب التهذيب 9/ 148، 149 رقم 212، وتقريب التهذيب 2/ 158 رقم 189، وخلاصة تذهيب التهذيب 335، وموسوعة علماء المسلمين 4/ 175، 176 رقم 1401.
[2] قال ابن عساكر: مات بعد سنة تسع وأربعين ومائتين أو فيها. (المعجم المشتمل) .
[3] انظر عن (محمد بن خليفة) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 238 رقم 814، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 35 رقم 4907، وتهذيب التهذيب 9/ 150 رقم 215، وتقريب التهذيب 2/ 159، رقم 192، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.
[4] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب التهذيب 2/ 159.
[5] انظر عن (محمد بن الخليل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 473، والمعجم المشتمل 238 رقم 7815 وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 35 رقم 4908، وتهذيب التهذيب 9/ 150، 151 رقم 217، وتقريب التهذيب 2/ 159 رقم 194، وخلاصة تذهيب التهذيب 335، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 176، 177 رقم 1402.

(18/428)


عن: إسماعيل بن عيّاش، و [سويد] [1] بن عبد العزيز، ومَسْلَمَة بن عليّ الخَشَنيّ، والحسن بن يحيى الخشني.
وعنه: ن.، وهُشَيْم بن دُحَيْم، وجماعة شاميّون.
قال النَّسائيّ: لا بأس به [2] .
419- محمد بن أبي خُنَيْس الخَوْلانيّ الإفريقيّ.
روى عن: أبي ضَمْرة أَنَس بن عِياض، وغيره.
وتُوُفّي سنة خمسين.
420- محمد بن داود بن صبيح [3]- د. ت. - أبو جعفر المصّيصيّ.
عن: حسين بن محمد المرّوذيّ، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
ومات كهلا.
وعنه: د. ن. [4] ، وأبو عَرُوبَة الحَرّانيّ، ومحمد بن خُرَيْم الدّمشقيّ، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون.
أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد الرجال [5] .
421- محمد بن داود بن سفيان [6]- د. - أبو جعفر المصّيصيّ.
__________
[1] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته.
[2] المعجم المشتمل 238.
[3] انظر عن (محمد بن داود) في:
طبقات الحنابلة 1/ 296، 297 رقم 406، والمعجم المشتمل 239 رقم 819، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، 1196، والكاشف 3/ 36 رقم 4913، وتهذيب التهذيب 9/ 154 رقم 223، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 200، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.
[4] وهو قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل 239) .
[5] تهذيب الكمال 3/ 1196.
[6] انظر عن (محمد بن داود بن سفيان) في:
الكاشف 3/ 36 رقم 4912، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 199، وخلاصة تذهيب التهذيب 335.

(18/429)


عن: عبد الرّزّاق، ويحيى بن حسّان التِّنِّيسيّ.
وعنه: د. فقط، وكأنّه الأوّل.
422- محمد بن رافع بن أبي زيد سابور [1]- ع. إلّا ق. - أبو عبد الله القشيريّ، مولاهم النَّيْسابوريّ الحافظ الزّاهد، أحد الأعلام.
سمع: النَّضْر بن شُمَيْل، وطبقته بخُراسان، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطبقته بالحجاز، وعبد الرّزّاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن، ووَكِيعا، وابن نُمَيْر، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة، وأبا داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير، وطبقتهما بالبصْرة، وشَبّابة، وأبا النَّضْر، وطبقتهما ببغداد، ويزيد بن هارون، وطبقته بواسط.
وعُني بالأثر حالا ومالا.
وعنه: [خ. م. د.] [2] ت. ن.، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل الخزاعي لا البلْخيّ، وحاجب بن أحمد الطُّوسيّ، وآخر من روى حديثه بعلو السلف بالثقفيات.
قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بْن رافع يقول: كنت مع أحمد، وإسحاق عند عَبْد الرّزّاق، فجاءنا يوم الفِطْر، فخرجنا مع عَبْد الرّزّاق إلى
__________
[1] انظر عن (محمد بن رافع) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 81، 82 رقم 218، وتاريخه الصغير 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 66، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 350، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 189، والجرح والتعديل 7/ 254 رقم 1391، والثقات لابن حبّان 9/ 102، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 647، رقم 1033، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 176 رقم 1434، والسابق واللاحق 323، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 438 رقم 1677، والمعجم المشتمل 239 رقم 821، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1196، 1197، والكاشف 3/ 37 رقم 4918، وسير أعلام النبلاء 12/ 214- 219 رقم 74، وتذكرة الحفاظ 2/ 509، 510، والعبر 1/ 445، والبداية والنهاية 10/ 346، والوافي بالوفيات 3/ 68، وتهذيب التهذيب 9/ 160- 162 رقم 234، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 109، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وطبقات الحفاظ 221، 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 336، وشذرات الذهب 2/ 109.
[2] في الأصل بياض. والإستدراك من: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب.

(18/430)


المُصَلَّى، ومعنا ناسٌ كثير. فَلَمّا رجعنا دعانا عبد الرّزّاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدّى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيتُ اليومَ منكما عَجَبا، لم تُكَبِّرا! فقالا: يا با بكر نَحْنُ ننظر إليك هَلْ تُكَبَّر فَنُكَبَّر، فَلَمّا رأيناك لم تُكَبِّر أمسكنا.
قال: وأنا كنتُ أنظر إليكما هَلْ تُكَبِّران فأُكَبِّر.
قال جَعْفَر بْن أحمد بْن نصر الحافظ: ما رَأَيْت من المُحَدِّثين أَهْيَب من محمد بْن رافع. كان يستند إلى شجرة الصَّنَوْبر فِي داره، فتجلس الغِلْمان بين يديه على مَرَاتبهم، وأولاد الطّاهرية ومعهم الخدم كأنّ على رءوسهم الطّير.
فيأخذ الكتاب بيده ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحدٌ ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبَّسم أحدٌ فِي المجلس أو رَاطَن صاحبه قال: وصلى اللَّه على محمد. فلا يقدر أحد أن يُراجعه أو يستزيده. ولقد تبسّم خادم للطّاهرية يَوْمَا، فقطع ابن رافع، وأنهى الخبر بعد ذلك. فأمر بقتْل الخادم حتّى احتَلْنا لخلاصه [1] .
قال الحاكم: سمعت أَبَا جَعْفَر محمد بْن سَعِيد المذِّكر يقول: سمعت زَكَرِيّا بْن دَلَّوَيْهِ يقول: بعث طاهر بْن عبد الله إلى محمد بْن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه الّرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فِجْل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير.
فقال: خُذْ خُذْ لا أحتاج إليه، فإنّ الشَّمْسَ قَدْ بَلَغَتْ رأس الحِيطان، إنّما تَغْرُب بعد ساعة، وقد جاوزت الثّمانين إلى مَتَى أعيش؟
فَدَخل عليه ابنه فقال: ليس لنا اللّيلة خُبز.
قال: فبعث بعضَ أصحابه خلْف الرَّسُول ليردّ المال إلى حضْرة صاحبه فزعا مِن أنّ يذهب ابنه خلْف الرَّسُول، فيأخذ المال.
قال زَكَرِيّا: وربما كان يخرج إلينا فِي الشّتاء الشّاتي، وقد لبس لحافه الّذي يلبسه باللّيل [2] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 216.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 216، 217، الوافي بالوفيات 3/ 68.

(18/431)


قال محمد بْن رافع: سمعت أحمد بْن حنبل يقول: إنْ قال المؤذّن فِي أذانه: صلُّوا فِي الرجال، فلك أنّ تتخلّف، وإنْ لم يقل، فقد وَجَبَتْ عليك.
وقال: أَنَا أفدت أحمد عن يزيد بْن مُسْلِم الصغاني الراوي، وعن وهْب بْن منبه. ونزلت أَنَا وأحمد، ومات الشَّيْخ، وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بْن رافع [1] .
وقال أحمد بْن عُمَر بْن يزيد: نا محمد بْن رافع: سمعت عَبْد الرّزّاق:
سمعت مَعْمَرا يقول: رَأَيْت باليمن عُنْقُود عِنب وِقْرَ بَغْلٍ تامّ [2] .
قال زَنْجَوَيْه بن محمد: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وأربعين [3] ، وغسّله أحمد بن نصر العابد، وصلّى عليه محمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وقال مسلم، والنَّسائيّ [4] : ثقة، مأمون [5] .
423- محمد بن الربيع.
مولى الأزد. مصريّ معمَّر، يُعرف بنعمة.
حدَّث عن: عبد الله بن لَهِيعة.
مات في رمضان سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين.
424- محمد بن رجاء بن السِّنْديّ [6] .
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ، والد محمد بن محمد بن رجاء الإسْفرائينيّ.
سمع: النضر بن شميل، ومكّيّ بن إبراهيم.
وعنه: ابنه، وزكريّا بن داود، وابن خُزَيْمَة.
قال أبو عبد الله بن الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 12/ 217.
[2] سير أعلام النبلاء 12/ 217.
[3] تاريخ البخاري، الثقات، المعجم المشتمل.
[4] المعجم المشتمل.
[5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «حدّثنا عنه شيوخنا ... وكان تقيّا فاضلا» .
[6] انظر عن (محمد بن رجاء) في:
تاريخ بغداد 5/ 276، 277 رقم 2771.

(18/432)


425- محمد بن رزق الله [1] .
أبو بكر الكَلْوَذَانيّ.
عن: يزيد بن هارون، وشَبّابة، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما.
وكان صدوقا [2] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
426- محمد بن رمح بن المهاجر [3]- م. ق. - أبو عبد الله التّجيبيّ، مولاهم المصريّ.
سمع: اللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعة، ومَسْلَمَة بن عليّ الخَشَنيّ.
وحكى عن: مالك رحمه الله.
وعنه: م. ق.، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بْن الحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وعلي بن أحمد بن علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريّون، وخلق سواهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن رزق الله) في:
تاريخ الطبري 9/ 200، والثقات لابن حبّان 9/ 124، وتاريخ بغداد 5/ 277 رقم 2772، والأنساب لابن السمعاني 10/ 460.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن رمح) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 234، والجرح والتعديل 7/ 254 رقم 1396، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 177 رقم 1435، والسابق واللاحق 122، والإكمال لابن ماكولا 4/ 92، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 471 رقم 1813، والأنساب لابن السمعاني 3/ 26، والمعجم المشتمل 240 رقم 822، واللباب 1/ 207، ووفيات الأعيان 4/ 130، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1197، والكاشف 3/ 38 رقم 4923، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 981، ودول الإسلام 1/ 147 وسير أعلام النبلاء 11/ 498- 500 رقم 138، والعبر 1/ 438، والبداية والنهاية 10/ 344، والوافي بالوفيات 3/ 73 رقم 977، وتهذيب التهذيب 9/ 164، 165 رقم 240، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 215، وخلاصة تذهيب التهذيب 336، وشذرات الذهب 2/ 101.

(18/433)


وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النَّسائيّ: ما أخطأ في حديثٍ واحد [1] .
وقال أبو سَعِيد بْن يونس: ثقة ثَبْت. كان أعلم النّاس بأخبار بلدنا [2] .
تُوُفّي في شوّال سنة اثنتين وأربعين [3] .
قال النَّسَائيّ: لو كان يكتب عن مالك لأثبتُّهُ فِي الطبقة الأولى مِن أصحابه [4] .
427- محمد بن رَوْح بن عِمران [5] .
أبو عبد الله المصريّ، مولى قَتِيرةَ، مِن تُجَيِب.
روى عن: عبد الله بن وهْب، وكان مُنْكَر الحديث. قاله ابن يونس.
قال: وكان رجلا صالحا [6] .
تُوَفّي فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
428- محمد بن زاهر بن حرب النَّسائيّ [7] .
ابن أخي أبي خَيْثَمة.
سكن دمشق، وحدَّث عن: القَعْنَبيّ، وجماعة.
وكان طلّابة للعلم. مات كهلا.
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1197.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1197.
[3] التاريخ الصغير 234، المعجم المشتمل 240، وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
[4] وقال ابن حبّان: كان ثقة مأمونا.
[5] انظر عن (محمد بن روح) في:
الجرح والتعديل 7/ 255 رقم 1397، والإكمال لابن ماكولا 6/ 400، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 58 رقم 2978، ولسان الميزان 5/ 164، 165 رقم 559.
[6] قال ابن حاتم الرازيّ: كان متعبّدا ... كتب عنه أبي في الرحلة الثانية وروى عنه وكان صدوقا.
وسئل عنه أبي فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 255) .
[7] انظر عن (محمد بن زاهر) في:
الجرح والتعديل 7/ 260 رقم 1424، وتاريخ بغداد 5/ 289 رقم 2791، والأنساب لابن السمعاني 12/ 80.

(18/434)


روى عنه: محمود بن سُمَيْع، وسعد بن محمد البَيْروتيّ.
قال أبو حاتم [1] : أَنَا صلّيت عليه، وكان من أقراني. لا بأس به.
429- محمد بن زنبور المكّيّ [2]- ن. - هو أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، ولَقَبُ أبيه جعفر: «زنبور» .
روى عن: حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو عَرُوبة، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، وأبو عليّ أحمد بن محمد الباشانيّ، ومحمد بن أحمد الدَّبيليّ، وخلْق سواهم.
قال النَّسائيّ: ثقة [3] .
وضعّفه ابن خُزَيْمَة [4] .
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وأربعين [5] .
وقع لي حديثه عاليا [6] .
430- محمد بن أبي السّريّ [7] .
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 260.
[2] انظر عن (محمد بن زنبور) في:
التاريخ الكبير 2/ 267، وعمل اليوم والليلة للنسائي 577 رقم 1065، والثقات لابن حبّان 9/ 108، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 369- 372، وتاريخ جرجان للسهمي 73، 255، 256، والإكمال لابن ماكولا 4/ 190، والمعجم المشتمل لابن عساكر 240 رقم 823، ومروج الذهب 3068، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1198، والمغني في الضعفاء 2/ 581 رقم 5513، وميزان الاعتدال 3/ 550 رقم 7539، والكاشف 3/ 38 رقم 4927، والوافي بالوفيات 3/ 78 رقم 988، وتهذيب التهذيب 9/ 167، 168 رقم 247، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 336، والنجوم الزاهرة 2/ 239، وشذرات الذهب 2/ 119.
[3] المعجم المشتمل 240، وقال أيضا: لا بأس به.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1198.
[5] المعجم المشتمل 240.
[6] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربّما أخطأ» .
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم. (تهذيب الكمال 3/ 1198) .
[7] انظر عن (محمد بن أبي السري) في:

(18/435)


أبو جعفر الأزْديّ.
يروي عن: هشام بن الكلبي تصانيفه.
وعن: إسحاق الأزرق.
وعنه: أبو سعيد السَّكُونيّ، ومحمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبو أحمد البربريّ، وآخرون.
431- محمد بن سعيد بن حمّاد [1] .
أبو إسحاق الأنصاريّ الحرّانيّ.
عن: عتّاب بن بشير، ومسكين بن بُكَيْر.
وعنه: النَّسائيّ [2] ، وابن الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [3] .
432- محمد بن سعيد بن كثير بن عُفَيْر المصريّ.
عن: ابن وهْب.
قال ابن يونس: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين.
433- محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التّستريّ البصريّ [4]- ق. - أبو بكر، أخو أحمد.
عن: مُعَاذ بن هشام، ويعقوب الحضرميّ، وأبي عاصم النّبيل، وطائفة.
__________
[ () ] المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 301، 311، 393، 438، 496 و 2/ 281، 339، 542، 806، 807 و 3/ 127، وتاريخ الطبري 5/ 314 رقم 2831، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 372، 373، وتهذيب التهذيب 9/ 181 رقم 270.
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
المعجم المشتمل 241 رقم 828، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1202، وتهذيب التهذيب 9/ 187 رقم 279، وتقريب التهذيب 2/ 164 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 1202.
[2] وقال: لا أدري ما هو. (المعجم المشتمل) .
[3] المعجم المشتمل، وفيه: أو سنة خمس وأربعين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن سعيد التستري) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 140، والمعجم المشتمل 242 رقم 831، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1203، والكاشف 3/ 42 رقم 4951، وتهذيب التهذيب 9/ 190 رقم 286، وتقريب التهذيب 2/ 165 رقم 256، وخلاصة تذهيب التهذيب 1203.

(18/436)


وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.
434- محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قَفِيز.
أبو جعفر السُّلَميّ الدَّمشقيّ.
عن: معروف الخيّاط الرّاويّ، عن واثلة بن الأسقع.
وعن: بقيّة، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن بن جَوْصا، ومحمد بن أحمد بن مَعْدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون.
435- محمد بن سُفْيان بن أبي الزّرد الأُبُلّيّ [1]- د. - عن: سعيد بْن عامر الضبعي، وعثمان بْن عمر بْن فارس، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعليّ بن أحمد بن بِسْطام، وابن خُزَيْمَة، وآخرون [2] .
436- محمد بن سَلَمَةَ المُراديّ [3]- م. د. ت. ق. - مولاهم المصريّ الفقيه.
عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما.
وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعلي بن أحمد علان، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سفيان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 119، والمعجم المشتمل 242 رقم 832، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1203، والكاشف 3/ 42 رقم 4953، وتهذيب التهذيب 9/ 192 رقم 291، وتقريب التهذيب 2/ 165 رقم 260، وخلاصة تذهيب التهذيب 338.
[2] ذكره ابن حبّان في: «الثقات» وقال: «يغرب» .
[3] انظر عن (محمد بن سلمة) في:
المراسيل لأبي داود رقم 57 و 58، والجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1499، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 180 رقم 1444، والمعجم المشتمل لابن عساكر 242 رقم 833، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1204، والكاشف 3/ 43 رقم 4956، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 983، والوافي بالوفيات 3/ 121 رقم 1059، وتهذيب التهذيب 9/ 193 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 165 رقم 264، وخلاصة تذهيب التهذيب 338.

(18/437)


وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين [1] .
استكتبه الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث.
ذكره النسائي [2] يوما وقال: ثقة ثقة [3] .
437- محمد بن سليمان بن حبيب [4]- د. ن. - أبو جعفر الأسديّ البغداديّ، نزيل المِصِّيصة، ولَقَبُه: لُوَيْن.
وهو صاحب الجزء المشهور الذي يُروي اليوم عاليا.
سمع: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وحمّاد بن زيد، وحُدَيْج بن معاوية، وأبا عَوَانة، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحروري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وحدث بالثغور، وببغداد، وإصبهان. وعمر دهرا طويلا.
روى النسائي في «سننه» أيضا، عن رجل، عنه، وقال: ثقة [5] .
__________
[1] المعجم المشتمل 242 وفيه يقال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
[2] المعجم المشتمل.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[4] انظر عن (محمد بن سليمان بن حبيب) في:
التاريخ الكبير 1/ 99، والجرح والتعديل 7/ 268 رقم 1468، والثقات لابن حبّان 9/ 101، 102، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 134، وتاريخ بغداد 5/ 292- 296 رقم 2797، والسابق واللاحق للخطيب 199، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 133- 137 رقم 128، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 176، والإكمال لابن ماكولا 7/ 192، والمعجم المشتمل لابن عساكر 242 رقم 834، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 47، والكامل في التاريخ 7/ 94، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1204، 1205، والكاشف 3/ 43 رقم 4959، والعبر 1/ 447، وسير أعلام النبلاء 11/ 500- 502، رقم 136، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 984، ودول الإسلام 1/ 148، والوافي بالوفيات 3/ 123 رقم 1063، وتهذيب التهذيب 9/ 198، 199 رقم 308، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 271، وخلاصة تذهيب التهذيب 339، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 167، 168.
[5] المعجم المشتمل 242.

(18/438)


قال محمد بْن القَاسِم الأزْديّ: قال لُوَيْن: لقَّبَتْني أمّي لُوَيْنا، وقد رضيت [1] .
وقال الخطيب [2] ، وغيره: كان يبيع الدّوابّ، فيقول هذا الفَرَس له: لُوَيْن.
فَلُقِّب بذلك.
وقال أحمد بْن القَاسِم بْن نصر: ثنا لوُيْن سنة أربعين ومائتين.
وسأله أبي: كم لك؟
قال: مائةٌ وثلاث عشر سنة.
قلت: لو سمع فِي صِباه لَلَقِي التّابعين كهشام بْن عُرْوَة، وطبقته.
ولو سمع وهو ابن ثلاثين سنة لسمع من شعبة، وابن أبي ذئب، ولكنه سمع وهو كهل. ومع هذا فصار من أسند أهل زمانه.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين [3] . وقيل: سنة خمسٍ وأربعين بأَذَنَة [4] .
وكان غضب على أولاده، فتحوّل من المِصِّيصة إلى أَذَنَة [5] . وهما من بلاد سِيس.
438- محمد بن سوّار الأزْديّ الكوفيّ [6]- د. - سكن مصر، وحدَّث عن: عبد السّلام بن حرب، وعَبْدة بن سليمان، وجماعة.
وعنه: د.، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وعلّان بن الصّيقل، وآخرون [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 294، 295.
[2] في تاريخه 5/ 294.
[3] المعجم المشتمل 242 وفيه: ويقال سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
[4] تاريخ بغداد 5/ 295.
[5] تاريخ بغداد 5/ 296.
[6] انظر عن (محمد بن سوّار) في:
الجرح والتعديل 7/ 284 رقم 1533، والثقات لابن حبّان 9/ 125، والمعجم المشتمل لابن عساكر 243، 244 رقم 839، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1207، والكاشف 3/ 45 رقم 4970، وتهذيب التهذيب 9/ 209 رقم 328، وتقريب التهذيب 2/ 168 رقم 288، وخلاصة تذهيب التهذيب 340.
[7] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.

(18/439)


توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين [1] .
439- محمد بن شجاع [2] . - ت. - وهو محمد بن عبد الله بن شجاع أبو عبد الله المرّوذيّ، نزيل بغداد.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة، وجماعة.
وعنه: ت.، ويعقوب الفَسَوي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن زهير [3] ، وآخرون.
توفي سنة أربع وأربعين [4] .
440- محمد بن صدقة [5]- ن. - أبو عبد الله الحمصي الجبلانيّ المؤدّب.
عن: بقيّة، ومحمد بن حرب، وأبي ضَمْرة، وغيرهم.
وعنه: ن [6] .، وعمرو بن بجير، وابن أبي داود، وجماعة.
قال أبو حاتم [7] : صدوق.
__________
[ () ] وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «يغرب» .
[1] المعجم المشتمل 244.
[2] انظر عن (محمد بن شجاع) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، وتاريخ بغداد 5/ 349، 350 رقم 2868، والمعجم المشتمل 244 رقم 843، ووفيات الأعيان 3/ 276، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1209، والكاشف 3/ 46 رقم 4978، وتهذيب التهذيب 9/ 218، 219 رقم 341، وتقريب التهذيب 2/ 169 رقم 300، وخلاصة تذهيب التهذيب 341.
[3] وهو كان يقول: كان من الثقات. (تاريخ بغداد 5/ 349) .
[4] التاريخ الصغير 235، تاريخ بغداد 5/ 349.
ابن عساكر: وقال ابن قانع: مات في سنة سبع وأربعين ومائتين. وقال الخطيب: والأول أصح.
وقال ابن عساكر: وهو وهم.
[5] انظر عن (محمد بن صدقة) في:
الجرح والتعديل 7/ 288 رقم 1564، وتاريخ جرجان للسهمي 455، والمعجم المشتمل لابن عساكر 245 رقم 846، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1212، والكاشف 3/ 48 رقم 4989، وتهذيب التهذيب 9/ 231 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/ 171 رقم 320، وخلاصة تذهيب التهذيب 342.
[6] وهو قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل) .
[7] الجرح والتعديل 7/ 288.

(18/440)


441- محمد بن طريف البجليّ الكوفيّ [1]- م. د. ت. ق. - أبو جعفر.
عن: حفص بْن غِياث، وابن فُضَيْل، وأبي معاوية، وطبقتهم.
وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، وعبد الله بن زيدان، وآخرون.
وكان ثِقة، صاحب حديث [2] .
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين ومائتين [3] .
442- محمد بن عبّاد بن موسى البغداديّ [4] .
سَنْدُولا.
سمع: عبد السّلام بن حرب، وعبد اللَّه بْن إدريس، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، وطائفة.
وعنه: إبراهيم الحربيّ، وابن أبي الدُّنيا، وأبو حامد محمد بْن هارون.
وكان إخباريّا، ضعيف الحديث [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن طريف) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 306، والجرح والتعديل 7/ 293 رقم 1586، والثقات لابن حبّان 9/ 92، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 183 رقم 1452، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 472 رقم 1819، والمعجم المشتمل 246 رقم 849، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1214، والكاشف 3/ 49 رقم 4998، والوافي بالوفيات 3/ 170 رقم 139، وتهذيب التهذيب 9/ 235، 236 رقم 374، وتقريب التهذيب 2/ 172 رقم 331، وخلاصة تذهيب التهذيب 342.
[2] سئل عنه أبو زرعة الرازيّ فقال: محلّه الصدق. وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سمعت أبي يقول:
أدركته ولم أسمعه منه.
[3] المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (محمد بن عبّاد البغدادي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 232، وتاريخ الطبري 5/ 38، وتاريخ بغداد 2/ 373 رقم 882، والمعجم المشتمل لابن عساكر 247 رقم 854، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1216، 1217، وميزان الاعتدال 3/ 589 رقم 7727، وتهذيب التهذيب 9/ 245، 246 رقم 395، وتقريب التهذيب 2/ 174 رقم 351، وخلاصة تذهيب التهذيب 343.
[5] وقال الخطيب: كان صاحب أخبار وحفظ لأيام الناس.
وقال أبو العباس بن سعيد: في أمره نظر. (تاريخ بغداد 5/ 374) .

(18/441)


443- محمد بن عبّاد بن آدم الهذليّ [1]- ن. ق. - البصريّ.
عن: معتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غُنْدر، وجماعة.
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهْب، وآخرون.
ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين [2] .
444- محمد بن عبد الله بن عمّار [3]- ن. - الحافظ أبو جعفر الموصليّ، مُفيد المَوْصِل ومحدِّثها.
سمع: المُعَافَى بن عِمران، وأبا بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وطبقتهم.
__________
[ () ] توفي في آخر ذي الحجة سنة 234 هـ. (التاريخ الصغير 232) .
[1] انظر عن (محمد بن عبّاد الهذلي) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 114، والمعجم المشتمل 247 رقم 552، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1215، والكاشف 3/ 51 رقم 5008، وتهذيب التهذيب 9/ 343 رقم 390، وتقريب التهذيب 2/ 174 رقم 346، وخلاصة تذهيب التهذيب 343.
[2] وذكر ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عمار) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 174، 177، 180، 219، 548، 567، 637، 700، 726 و 2/ 135، 164، 169، 190، 200، 202، 203، 250، 420، 452، 615، 630، 631، 689، 717، 718، 764، 780، 781، 795 و 3/ 12، 14، 16، 31، 182، 183، 185، 281، 361، وعمل اليوم والليلة للنسائي 585 رقم 1084 والسنن، له 3/ 58، 585 رقم 1084، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 185، والجرح والتعديل 7/ 302 رقم 1641، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2281، 2282، وتاريخ بغداد 5/ 416- 418 رقم 2931، وتاريخ جرجان للسهمي 552، والإكمال لابن ماكولا 1/ 589، والمعجم المشتمل لابن عساكر 250 رقم 868، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1222، والمغني في الضعفاء 2/ 598 رقم 5673، وميزان الاعتدال 3/ 596 رقم 7753، والكاشف 3/ 56 رقم 5042، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 989، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 11/ 469، 470 رقم 120، وتذكرة الحفاظ 2/ 494، 495، والوافي بالوفيات رقم 1345، 3/ 304، والبداية والنهاية 10/ 344، وتهذيب التهذيب 9/ 265، 266 رقم 442، وتقريب التهذيب 2/ 178، 179 رقم 399، وطبقات الحفاظ 215، وخلاصة تذهيب التهذيب 345، وشذرات الذهب 2/ 101، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 256 رقم 1502.

(18/442)


وله كتاب جليل في معرفة العِلَل والشّيوخ [1] .
وعنه: ن.، والحسين بن إدريس الهَرَويّ، وجعفر الفريابي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وخلق.
وكان تاجرا فقدم بغداد مرات وحدَّث بها [2] .
وكان عُبَيْد العِجْليّ يعظّم أمره ويرفع قدْره [3] .
قال النَّسائيّ: ثقة، صاحب حديث [4] .
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين، وقد كمّل ثمانين عاما [5] .
وقال فِيهِ الخطيب [6] : كان أحد أهل الفضل المتحقّقين بالعِلم، حَسَن الحِفْظ، كثير الحديث.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن الهَرَويّ كتابا فِي عِلَلِ الحديث ومعرفة الشيوخ [7] .
وقال ابن عديّ [8] : سمعت أَبَا يعلى يُسيء القول فِي ابن عمّار ويقول:
شهد على خالي بالزُّور.
وذكر الخطيب [9] أنّه مخرَّميّ نزل المَوْصِل.
قلت: فهو أبو جَعْفَر محمد بْن عبد الله المُخَرَّميّ الحافظ.
سيُعاد مع أَبِي جَعْفَر محمد بْن عبد الله بْن المبارك المخرّميّ الحافظ المذكور فِي الطبقة الآتية، إن شاء اللَّه.
وقال ابن قانع: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين، وهو وهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 417.
[2] تاريخ بغداد 5/ 417 وفيه: وجالس بها الحفاظ، وذاكرهم وحدّثهم.
[3] تاريخ بغداد 5/ 418.
[4] تاريخ بغداد 5/ 418، المعجم المشتمل 250.
[5] تاريخ بغداد 5/ 418.
[6] في تاريخ بغداد 5/ 416.
[7] تاريخ بغداد 5/ 417.
[8] في الكامل 6/ 2281.
[9] في تاريخه 5/ 416.

(18/443)


445- محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصْريّ [1]- م. ت. ن. - عن: جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وفُضَيْل بن سليمان، وبِشْر بن المفضَّل، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وجماعة.
وثقة أبو حاتم [2] .
توفي سنة سبع وأربعين ومائتين [3] .
446- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بن سعيّه بن أبي زرعة [4]- د. ن. - أبو عبد الله بْن البَرْقيّ المصريّ الحافظ، مَوْلَى بني زُهْرة، وأخو أحمد.
سمع: عَمْرو بن أبي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وإدريس بن يحيى الخَوْلانيّ، وعبد الملك بن هشام، ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وعبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
وتكلّم في الجرح والتَّعديل، وأخذ عن: يحيى بن معين، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بزيع) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 281 رقم 319، وتاريخ الطبري 1/ 15، 23، والجرح والتعديل 7/ 294، 295 رقم 1597، والثقات لابن حبّان 9/ 109 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 184 رقم 454، وأدب القاضي للماوردي 1/ 241، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 472، 473 رقم 1822، والمعجم المشتمل لابن عساكر 248 رقم 858، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1217، والكاشف 3/ 52 رقم 5016، وتهذيب التهذيب 9/ 248، 249 رقم 404، وتقريب التهذيب 2/ 175 رقم 360، وخلاصة تذهيب التهذيب 344.
[2] الجرح والتعديل 7/ 295.
وقال النسائي: صالح. وقال في موضع آخر: لا بأس به. (المعجم المشتمل 248) .
[3] وفي «الثقات» لابن حبّان: مات في رمضان سنة خمسين ومائتين. (9/ 109) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم) في:
الجرح والتعديل 7/ 301 رقم 1631، والمعجم المشتمل لابن عساكر 249 رقم 865، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1221، 1222، والكاشف 3/ 55 رقم 5038، وتهذيب التهذيب 9/ 263 رقم 437، وتقريب التهذيب 2/ 178 رقم 394، وخلاصة تذهيب التهذيب 345.

(18/444)


روى عنه: د. ن.، والحسن بن الفَرَج الغزّيّ، ومحمد بن المعافى، وعمر بن محمد بن بجير، وجماعة.
قال النسائي: لا بَأْسَ بِهِ [1] .
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يونس: كان ثِقة، حدَّث بالمغازيّ عن عبد الملك بن هشام. وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة تسعٍ وأربعين [2] .
قال: وإنمّا عُرِف بالبَرْقيّ لأنَّه كان وإخوته يتّجرون إلى بَرْقَةَ.
447- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عقيل [3]- د. ن. ق. - أبو مسعود الهلاليّ البصريّ.
عن: جدّه عُبَيْد، وبِشْر بن عمر الزّهْرانيّ، وأبا عاصم النّبيل، وعَمْرو بن عاصم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وأبو عروبة، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن محمد بن صدقة الحافظ، وطائفة.
قال النسائي [4] : لا بأس به [5] .
448- محمد بن عبد الله بن بكر الخزاعيّ [6]- ن. - ويقال الهاشميّ، مولاهم الصّنعانيّ المقدسيّ، الخلنجيّ.
__________
[1] المعجم المشتمل 249.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الهلالي) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 86، والثقات لابن حبّان 9/ 119، والمعجم المشتمل 250 رقم 866، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1222، والكاشف 3/ 55 رقم 5039، وتهذيب التهذيب 9/ 264 رقم 440، وتقريب التهذيب 2/ 178 رقم 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 345.
[4] المعجم المشتمل.
[5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» .
[6] انظر عن (محمد بن عبد الله الخزاعي) في:
الجرح والتعديل 7/ 295 رقم 1508، والمعجم المشتمل لابن عساكر 248 رقم 859، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1217، والكاشف 3/ 52 رقم 5017، وتهذيب التهذيب 9/ 249 رقم 405، وتقريب التهذيب 2/ 175 رقم 361، وخلاصة تذهيب التهذيب 344.

(18/445)


أبو الحَسَن نزيل بيت المقدس.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وسعيد بن سالم القدّاح، وعبد الله بن ميمون القدّاح، ومالك بن سُعيد.
وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعَبْدان الأهوازيّ، وآخرون، آخرهم محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ [1] .
449- محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاريّ البصْريّ [2]- ق. - عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ الْقَاضِي، وأبي عاصم، ويحيى بن كثير، وغيرهم.
وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وأبو قريش، وأبو عروبة، وابن صاعد [3] .
450- محمد بن عبد الله بن أبي حماد الطرسوسي القطان [4]- د. - عن: عبد الرحمن بن مغْراء، وأبي تُمَيْلة يحيى بن واضح، وجماعة.
وعنه: د.، وعليّ بن الحُسين بن الجنيد، وأبو عبد الرحمن النّسائيّ في «الكنى» ، وآخرون.
451- محمد بن عبد الله بن حسن [5] .
__________
[1] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن حفص) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 116، والمعجم المشتمل لابن عساكر 248 رقم 860، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1219، والكاشف 3/ 53 رقم 5023، وتهذيب التهذيب 9/ 252، 253 رقم 414، وتقريب التهذيب 2/ 176 رقم 371، وخلاصة تذهيب التهذيب 344.
[3] وثّقه ابن حبّان.
[4] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حماد) في:
الكاشف 3/ 53 رقم 5024، وتهذيب التهذيب 9/ 253 رقم 415، وتقريب التهذيب 2/ 176 رقم 372، وخلاصة تذهيب التهذيب 344.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الله العصار) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 103، وتاريخ جرجان للسهمي 374 رقم 627 (و 128، 148، 380، 480، 497، 534) ، والأنساب لابن السمعاني 8/ 4662، واللباب لابن الأثير 2/ 342.

(18/446)


أبو عبد الله الجرجاني العصار.
كان مع أحمد بن حنبل في اليمن.
روى عن: عبد الرّزّاق، وإبراهيم بن الحَكَم بن أَبان.
وعنه: عِمران بن موسى السّخْتيانيّ، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلَّبيّ، وإبراهيم بن تُومرد.
قال حمزة السَّهْميّ [1] : هو أوّل من أظهر مذهب الحديث بجُرجان، رحمه الله.
452- محمد بن عبد الأعلى [2]- م. ت. ن. ق. - أبو عبد الله الصّنعانيّ القيسيّ.
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وأبي بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعَثّام بن عليّ، وعبد الرّزّاق، وطائفة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وقاسم المطرز، وخلق.
وثقة أبو حاتم [3] ، وغيره [4] .
توفّي بالبصرة سنة خمس وأربعين ومائتين [5] .
__________
[1] في تاريخ جرجان 374.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الأعلى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وتاريخ الطبري 1/ 14، 34، 40، 83، 298، 303، 305، 332، 351، 362 و 2/ 305، 398، 415، 554، 620، 625، 626، 628، 637، 640، والجرح والتعديل 8/ 16 رقم 70، والثقات لابن حبّان 9/ 104، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 193 رقم 1477، وتاريخ جرجان للسهمي 61، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 473 رقم 1829، والمعجم المشتمل لابن عساكر 253 رقم 881، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1228، والكاشف 3/ 59 رقم 5061، والوافي بالوفيات 3/ 208 رقم 1193، وتهذيب التهذيب 9/ 289 رقم 479، وتقريب التهذيب 2/ 182 رقم 434، وخلاصة تذهيب التهذيب 347.
[3] الجرح والتعديل 8/ 16.
[4] مثل أبي زرعة الرازيّ. (الجرح والتعديل) وقال النسائي: «لا بأس به» . (المعجم المشتمل 253) .
[5] التاريخ الصغير، الثقات، المعجم المشتمل.

(18/447)


453- محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي [1]- م. - عن: معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقيّة بن الوليد.
وعنه: م.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يَعْلَى الموصليّ، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغويّ، وخلْق سواهم.
وثّقة أبو بكر الخطيب [2] .
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين [3] .
454- محمد بن عبد الصَّمَد بن داود بن مِهران الحَرّانيّ.
أبو جعفر.
ولد بمصر وسمع من: ابن وهْب، ورُشْدين بن سعد.
تُوُفّي سنة إحدى وأربعين.
455- محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة غَزْوان اليَشْكُريّ [4]- خ. ع. - مولاهم المَرْوَزِيّ أبو عَمْرو.
حجّ بأخرة، وحدَّث عن: ابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحفص بن غِياث، والفضل بن موسى، وأبي معاوية، وطائفة.
__________
[1] انظر (محمد بن عبد الرحمن بن حكيم) في:
تاريخ بغداد 2/ 310، 311 رقم 792، والمعجم المشتمل لابن عساكر 254 رقم 885، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1230، والكاشف 3/ 60 رقم 5069، وتهذيب التهذيب 9/ 296، 297 رقم 492، وتقريب التهذيب 2/ 183 رقم 448، وخلاصة تذهيب التهذيب 348.
[2] في تاريخه 2/ 310.
[3] تاريخ بغداد 2/ 311، المعجم المشتمل 254.
[4] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في:
التاريخ الكبير 1/ 167 رقم 498، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 147 وفيه «ابن أبي زرعة» وهو وهم، والجرح والتعديل 8/ 8 رقم 30، والثقات لابن حبّان 9/ 95، والمعجم المشتمل 255 رقم 888، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1234 رقم 1235، والكاشف 3/ 63 رقم 5089، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 991، وتهذيب التهذيب 9/ 312، 313 رقم 514، وتقريب التهذيب 2/ 186 رقم 475، وخلاصة تذهيب التهذيب 349.

(18/448)


وعنه: ع.، وخ.، عن رجلٍ، عنه، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وإبراهيم الحربيّ، [وموسى بن هارون] [1] ، وأبو إسحاق السّرّاج، ومحمد بن هارون بن المجدّر، وابن [المبارك، سمع منه] [2] ثلاثة أحاديث فقط.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» عَنْ سَعِيدِ بْنِ مروان، عنه، عن سَلَمُون بن صالح [3] .
تُوُفّي سنة إحدى وأربعين ومائتين [4] .
456- محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بن أبي العيص بن أُمَيَّة [5] .
أبو عبد الله القُرَشيّ الأُمويّ البصْريّ.
عن: أبي عَوَانة، وعبد العزيز بن المختار، ويوسف بْن الماجِشُون، وعبد الواحد بْن زياد، وكثير بن سُلَيْم، وكثير بن عبد الله الأَيْليّ، وعدّة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن جرير الطّبريّ، وطائفة.
__________
[1] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب التهذيب 9/ 313.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: التهذيب.
[3] وثّقه النسائي، والدار الدّارقطنيّ، وابن حبّان.
وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وقال مسلمة في «الصلة» ثقة.
[4] المعجم المشتمل 255، وفي ثقات ابن حبّان 9/ 95: مات سنة أربعين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ الطبري 2/ 299، والجرح والتعديل 8/ 5 رقم 18، والثقات لابن حبّان 9/ 10، والولاة والقضاة للكندي 485- 489، 542، 545- 547، 550، 559- 562، 566، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 294 رقم 1217، ومروج الذهب 2976، وتاريخ بغداد 2/ 344، 345 رقم 847، والمعجم المشتمل 256 رقم 893، والكامل في التاريخ 7/ 86، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1235، والكاشف 3/ 64 رقم 5095، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 994، وسير أعلام النبلاء 11/ 103، 104 رقم 32، والعبر 1/ 443، وتهذيب التهذيب 9/ 316، 317 رقم 521، وتقريب التهذيب 2/ 186 رقم 481، وخلاصة تذهيب التهذيب 349، وشذرات الذهب 2/ 105، 106

(18/449)


وكان من جلة المشايخ وفضلائهم.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال ابن قانع: مات بالبصْرة في جُمَادَى الأولى لعَشْرٍ بقين منه سنة أربعٍ وأربعين [2] .
وقال الصُّوليّ: نهى المتوكًل عن الكلام فِي القرآن، وأشخصَ الفقهاء والمحدّثين إلى سامرّاء، منهم ابن أبي الشّوارب، وأمرهم أنّ يحدّثوا وأجزل صِلاتهم [3] .
قلت: لمّا وُلّي ابنه الحسن بن محمد القضاء تخوّف وقال له: يا حَسَن أُعِيذ وجهك الحَسَن من النّار.
وفي ذُرّيته عدّة قُضاة، يقع لي حديثه عاليا [4] .
457- محمد بن عُبَيْد بن محمد بن واقد [5]- د. ت. ن. - أبو جعفر المحاربيّ الكوفيّ النّحّاس.
عن: عليّ بن مُسَهِر، وعبد السّلام بن حرب، وعمر بن عُبَيْد، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وشَرِيك بن عبد الله، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي الأحوص سلام، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن المبارك، وطائفة.
وطال عُمره، واشتهر اسمه.
وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السّرخسيّ،
__________
[1] المعجم المشتمل 256، وفيه أيضا قال: هو ثقة.
[2] تاريخ بغداد 2/ 345، المعجم المشتمل 256، وفي ثقات ابن حبّان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين. (9/ 10) .
[3] تاريخ بغداد 2/ 344.
[4] قال أبو عليّ صالح بن محمد جزرة الحافظ: شيخ جليل صدوق. (تاريخ بغداد 2/ 345) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد المحاربي) في:
تاريخ الطبري 2/ 311، 409، 431، 434، 447، والثقات لابن حبّان 9/ 108 وفيه قال محقّقه بالحاشية (7) : «لم نظفر به» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 259 رقم 903، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1239، 1240، والكاشف 3/ 66 رقم 5113، والمعين في طبقات المحدّثين 89 رقم 995، وتهذيب التهذيب 9/ 332 رقم 545، وتقريب التهذيب 2/ 189 رقم 506، وخلاصة تذهيب التهذيب 350.

(18/450)


ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وعبد الله بن زيدان البجلي، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال ابن حِبّان [2] : مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
قال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.
457- محمد بن عُبَيْد بن محمد بن ثعلبة العامريّ الكوفيّ [3]- ق. - المعروف بالحمّانيّ لنزوله فيهم. ويُلَقَّب بالحوت.
روى عن: أبيه، وعمر بن عُبَيْد الطّنَافِسيّ.
وعنه: ق.، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وحاجب بن أركين، وعلي بن العباس المقانعي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حبان في «الثقات» [4] .
- محمد بن عُبَيْد المدنيّ.
تقدّم.
459- محمد بن عُبَيْد بن عبد الملك [5]- ت. - أبو عبد الله الأسديّ الهمدانيّ، الكوفيّ الأصل، الجلابة.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ويحيى بن سعيد الأمويّ، وعُبَيْدة بن حُمَيْد، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وعليّ بن أبي بكر الإِسْفَذِنيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، والحَسَن بن عليّ بن أبي الحِنّاء، وعلي بن سعيد
__________
[1] المعجم المشتمل 259.
[2] في «الثقات» 9/ 108.
[3] انظر عن (محمد بن عبيد بن محمد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 1121 وفيه: «محمد بن عبيد بن حميد» ، وقال محقّقه، بالحاشية (1) :
«لم نظفر به» . والمعجم المشتمل لابن عساكر 259 رقم 903، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1239، والكاشف 3/ 66 رقم 5112، وتهذيب التهذيب 9/ 331، 332 رقم 544، وتقريب التهذيب 2/ 189 رقم 505، وخلاصة تذهيب التهذيب 350.
[4] وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 259) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد بن عبد الملك) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 99، والمعجم المشتمل لابن عساكر 259 رقم 901، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1239، والكاشف 3/ 66 رقم 5110، وتهذيب التهذيب 9/ 330، 331 رقم 542، وتقريب التهذيب 2/ 188 رقم 503، وخلاصة تذهيب التهذيب 350.

(18/451)


العسكري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن ماجة في غير «السنن» [1] ، وآخرون.
وكان عبدا صالحا.
وثقة أبو زرعة وأثنى عليه [2] .
وقال الحسن بن يزداد الخشاب: لو كان محمد بْن عُبَيْد ببغداد كان شبيها بأحمد بْن حنبل [3] .
وقال غيره: كان يصوم الدّهر.
قلتُ: وقع لنا حديثه عاليا.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [4] .
460- محمد بن عثمان بن خالد [5]- ق. - أبو مروان العثمانيّ المدنيّ.
عن: أبيه، وإبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، ومحمد بن ميمون، وجماعة.
وعنه: ق.، وأحمد بن زيد القزّاز، وإسحاق الخزاعي، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن يحيى بن منده، وطائفة.
قال صالح جزرة: ثقة صدوق، إلا أنّه يروي عن أبيه المناكير [6] .
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1239.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1239.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1239.
[4] المعجم المشتمل. وقال ابن حبّان: مات آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع وأربعين ومائتين.
(الثقات 9/ 99) .
[5] انظر عن (محمد بن عثمان) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 181، وتاريخه الصغير 2/ 376، والجرح والتعديل 8/ 25 رقم 111، والثقات لابن حبّان 9/ 94، والمعجم المشتمل 260 رقم 97، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1240، وسير أعلام النبلاء 11/ 441، 442 رقم 101، وميزان الاعتدال 3/ 640 رقم 641، والكاشف 3/ 67 رقم 5119، وغاية النهاية 2/ 196، وتهذيب التهذيب 9/ 336 رقم 555، وتقريب التهذيب 2/ 189 رقم 515، وخلاصة تذهيب التهذيب 351.
[6] تهذيب الكمال 3/ 1240.

(18/452)


وقال موسى بن هارون: مات سنة إحدى وأربعين [1] .
وقال البخاريّ [2] : صدوق [3] .
461- محمد بن عثمان بن بحر [4]- ن. - أبو عبد الله العقيليّ البصْريّ.
عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الرحمن الطّفاويّ، وأبي عاصم النّبيل.
وعنه: ن.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وطائفة [5] .
462- محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الأصبهانيّ جبر [6] .
ولقب أبيه أيضا جبر.
روى عن: أبيه، وله عنه نسخه كبيرة عن سُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن عليّ بن الجارود، وسَلْم بن عصام، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ.
463- محمد بن عقبة بن هرم السّدوسيّ البصريّ [7] .
__________
[1] في شهر شعبان. (المعجم المشتمل 260) .
وقال ابن حبّان: «مات بمكة في آخر سنة أربعين ومائتين أو أول سنة إحدى وأربعين ومائتين.
يخطئ ويخالف» .
[2] تهذيب الكمال 3/ 1240.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: ثقة. (الجرح والتعديل 8/ 25) .
[4] انظر عن (محمد بن عثمان بن بحر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 98، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1240، والكاشف 3/ 67 رقم 5188، وتهذيب التهذيب 9/ 335 رقم 554، وتقريب التهذيب 2/ 189 رقم 514، وخلاصة تذهيب التهذيب 351.
[5] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» .
[6] انظر عن (محمد بن عصام) في:
الجرح والتعديل 8/ 53 رقم 244، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 186، 187.
[7] انظر عن (محمد بن عقبة) في:
الجرح والتعديل 8/ 36 رقم 166، والثقات لابن حبّان 9/ 100، وتهذيب الكمال (المصوّر)

(18/453)


عن: جعفر بن سليمان الضَبَعيّ، وحمّاد بن زيد، وحسّان الكرْمانيّ، وجرير بن عبد الحميد.
وعنه: أحمد بن عَمْرو البزّار، والحسن بن سُفْيان، وعَبْدان الأهوازيّ، وجماعة.
ضعّفه أبو حاتم [1] .
وقد روى عنه البخاريّ في كتاب «الأدب» [2] .
464- محمد بن عُكّاشَة الكِرْمانيّ [3] .
روى الموضوعات عن مثل: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم.
وعنه: إسماعيل بن قُتَيْبَة النَّيْسابوريّ، وغيره.
ذكره ابن عساكر [4] فقال: محمد بن عُكّاشَة بن مِحْصَن، أبو عبد الله الكرمانيّ. ذكر أنّه سمع من: الوليد، ووَكِيع، وابن عُيَيْنَة، ومَنْدَل بن عليّ، وعبد الرّزّاق، وطائفة.
روى عنه: إسماعيل بن قُتَيْبَة، وإبراهيم بن محمد بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الطَّيَالِسيّ.
قال الدّار الدّارقطنيّ [5] : كان يضع الحديث.
__________
[ () ] 3/ 1244، 1245، والمغني في الضعفاء 2/ 615 رقم 5828، وميزان الاعتدال 3/ 649 رقم 7954، وتهذيب التهذيب 9/ 347 رقم 572، وتقريب التهذيب 2/ 391 رقم 533، وخلاصة تذهيب التهذيب 352.
[1] فقال: ضعيف الحديث، كتبت عنه ثم تركت حديثه فليس نحدّث عنه. وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، وقال: لا أحدّث عنه. (الجرح والتعديل 8/ 36) .
[2] الأدب المفرد، رقم 380 و 828.
[3] انظر عن (محمد بن عكاشة) في:
الجرح والتعديل 8/ 52 رقم 238، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 155 رقم 489، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 86 رقم 3127، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 138، والمغني في الضعفاء 2/ 615 رقم 5829، وميزان الاعتدال 3/ 650 رقم 7956، والكشف الحثيث 390، 391 رقم 703، ولسان الميزان 5/ 286- 289 رقم 983.
[4] في تاريخ دمشق 39/ 138.
[5] في الضعفاء والمتروكين، رقم 489.

(18/454)


وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ يُونُسَ الْهَرَوِيُّ الْبَزَّازُ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالْبَوَاطِيلِ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ شَهِدَ الْجُمُعَةَ بِكِرْمَانَ، فَقَرَأَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَصُعِقَ فَمَاتَ [1] .
قُلْتُ: وَمِمَّا وَضَعَ عَلَى سَنَدِ الصَّحِيحَيْنِ: «أطعموا نساءكم لبانا، فإن يكن ذكرا يخرج ذَكِيًّا شُجَاعًا، وَإِنْ يَكُنْ جَارِيَةً حَسَّنَ خَلْقَهَا وأعظم عجيزتها، و [حظيت عِنْدَ زَوْجِهَا] [2] » . وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ [فَلَيْسَ مِنِّي» ، أَوْ نَحْوَهُ] [3] . 465- محمد بن العلاء بن كريب [4]- ع. -
__________
[1] تاريخ دمشق 39/ 138.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: ميزان الاعتدال 3/ 650.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من الجرح والتعديل، ولسان الميزان 5/ 288.
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: «سئل أبو زرعة عنه فقال: قد رأيته وكتبت عنه وكان كذّابا قدم علينا مع محمد بن رافق النيسابورىّ وكان رفيقه، فأول ما أملى حديث كذب على الله عزّ وجلّ وعلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» . وذكر حديث القدر. (الجرح والتعديل 8/ 52) .
وقال الذهبيّ: وهو محمد بن محصن، دلّسوه ونسبوه إلى جدّه البعيد. (ميزان الاعتدال 3/ 650) .
[4] انظر عن (محمد بن العلاء) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 414، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 205، والتاريخ الصغير، له 236، والمراسيل لأبي داود 85 رقم 27، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 218، وعمل اليوم والليلة للنسائي 226 رقم 189، ورقم 242 وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 378، 379، والجرح والتعديل 8/ 52 رقم 239، والثقات لابن حبّان 9/ 105، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 111، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 672، 673 رقم 1086، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 197، 198 رقم 1490، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 447 رقم 1705، والمعجم المشتمل لابن عساكر 266 رقم 931، ومروج الذهب 3067، والأوراق للصولي 151، 161، والكامل في التاريخ 8/ 38، 120، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1255، والمختصر في أخبار البشر 2/ 42، وتاريخ ابن الوردي 1/ 229، والكاشف 3/ 77 رقم 5183، والعبر 1/ 453، وتذكرة الحفاظ 2/ 497، 498، وسير أعلام النبلاء 11/ 394- 398، رقم 86، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 997، ودول الإسلام 1/ 150، والوافي بالوفيات رقم 1581، 4/ 99، وغاية النهاية 2/ 197، وتهذيب التهذيب 9/ 385، 386 رقم 634، وتقريب التهذيب 2/ 197 رقم 601، وطبقات الحفاظ 2/ 73، والنجوم الزاهرة 2/ 318، وخلاصة تذهيب التهذيب 355، وشذرات الذهب 2/ 119.

(18/455)


أبو كريب الهمدانيّ الحافظ. محدِّث الكوفة.
عن: عبد الله بن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحفص بن غِياث، وعبيد الله الأشجعيّ، وعُمر بن عُبَيْد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس، وهُشَيْم، وخلْق.
وعنه: ع.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن عليّ المَرْوَزِيّ، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن ناجية، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، وعبد الله بن زيدان البَجَليّ، ومحمد بن القاسم بن زكريّا المُحَارِبيّ، وخلْق.
سمع بدمشق من: شعيب بن إسحاق.
وعنه: قال: أتيت يحيى بْن حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء [1] . فلم أسمع منه. وكنت سافرتُ أريد إفريقيّة.
وقال عليّ بْن نصر النَّيْسَابُوريّ: سمعت أَبَا عَمْرو الخفّاف يقول: ما رَأَيْت فِي المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أَبِي كُرَيْب.
وقال النَّسَائيّ: ثقة [2] .
قال صالح جَزَرَة: تيَّبس رأسُ أبي كُرَيْب، فأمر الطّبيب أنّ يُغلَّف رأسه بفالوذج. قال: فتناوله من رأسه، وأكله وقال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي.
قال مُطَيَّن: أوصى أبو كريب بكتبه أنّ تُدْفن، فَدُفِنَتْ.
قال حَجّاج الشّاعر: سمعتُ أحمد بْن حنبل يقول: لو حدَّثت عن أحدٍ ممّن أجاب، يعني فِي المحنة، لحدَّثت عن اثنين: أبو مَعْمَر، وأبو كُرَيْب، أمّا أبو مَعْمَر فلم يزل بعد ما أجاب يذمّ نفسَه على إجابته، ويُحَسِّن أمر الَّذِي لم يُجِب. وأمّا أبو كُرَيْب فأُجْري عليه ديناران، وهو محتاج، فتركها لمّا علم أنّه
__________
[1] أي لباس السواد، وهو شعار العباسيين.
[2] وفي المعجم المشتمل 266: «لا بأس به» .

(18/456)


أُجْرِيَ عليه لذلك [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ما بالعراق أكثر حديثا من كُرَيْب، ولا أَعْرَفُ بحديث بلدنا منه [2] .
وقال الحافظ أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ: سمعت أَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدة يقدّم أَبَا كُرَيْب فِي الحِفْظ والكَثْرة على جميع، مشايخهم. ويقول: ظهر لأبي كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث [3] .
وقال مُوسَى بْن إسحاق: سمعتُ من أبي كُرَيْب مائة ألف حديث [4] .
وقال أبو حاتم [5] : صدوق.
وقال أبو عَمْرو الخفّاف: ما رَأَيْت فِي المشايخ بعد إِسْحَاق مثل أبي كُرَيْب [6] .
[وقال محمد بْن يحيى] [7] لإبراهيم بْن أبي طَالِب: مَن أحفظ مَن رَأَيْت بالعراق.
قال: لم أر بعد أَحْمَد بْن حنبل أحفظ من أبي كُرَيْب [8] .
قال البخاريّ [9] : تُوُفّي أبو كُرَيْب يوم الثلاثاء لأربعٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين [10] .
زاد غيره: عاش سبْعا وثمانين سنة، رحمه الله.
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1255.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1255.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1255.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1255.
[5] الجرح والتعديل 8/ 52.
[6] تهذيب الكمال 3/ 1255.
[7] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تهذيب الكمال 3/ 1255.
[8] تهذيب الكمال 3/ 1255.
[9] في تاريخه الكبير، والصغير.
[10] الثقات لابن حبّان 9/ 105، وقيل سنة تسع وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل 266) .

(18/457)


466- محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق [1] . ت. ن. - أبو عبد الله المروزيّ.
حدّث ببغداد وخُراسان، عن: أبيه، والنَّضْر بن شُمَيْل، وأبي أُسامة، ويزيد بن هارون، وعَبْدان بن عثمان، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، والحَسَن بن سُفْيان، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وخلق آخرهم القاضي المحاملي.
وثقة النسائي [2] ، وغيره.
قال محمد بن موسى الباشاني، وابن قانع: مات سنة خمسين [3] . زاد الباشاني: لثلاث بقين من المحرم. سقط من السطح فمات [4] .
467- محمد بن عليّ بن حمزة [5]- ن. - أبو عبد الله المروزيّ الحافظ.
عن: إسحاق بن سليمان الرّازيّ، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبي اليمان،
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي المروزي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 229، وعمل اليوم والليلة للنسائي 485 رقم 841، وتاريخ الطبري 1/ 116 و 3/ 160، والجرح والتعديل 8/ 28 رقم 126، والثقات لابن حبّان 9/ 110، وتاريخ بغداد 3/ 55، 56 رقم 998، وتاريخ جرجان للسهمي 264، 332، والمعجم المشتمل لابن عساكر 262 رقم 916، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 306، 307 رقم 431، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1245، والكاشف 3/ 71 رقم 5141، وتهذيب التهذيب 9/ 349، 350 رقم 576، وتقريب التهذيب 2/ 192 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 352.
[2] المعجم المشتمل 262.
[3] التاريخ الصغير 236، الثقات 9/ 110، المعجم المشتمل 262 وفيه: ويقال سنة إحدى وخمسين ومائتين.
[4] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: وقد كتب عن أبي نعيم. (9/ 110) .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن حمزة) في:
الجرح والتعديل 8/ 28 رقم 128، والثقات لابن حبّان 9/ 111، والمعجم المشتمل لابن عساكر 262 رقم 917، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1246، والكاشف 3/ 71 رقم 5143، وتهذيب التهذيب 9/ 352 رقم 581، وخلاصة تذهيب التهذيب 352.

(18/458)


وعَبْدان بن عثمان، وطبقتهم.
وعنه: ن [1] ، وإبراهيم بن أبي طالب، وعليّ بن سعيد الرّازيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو قُرَيْش محمد بن جمعة، وآخرون.
وأكثر عنه ابن خُزَيْمَة، وسأله عن العِلَل والرجال [2] .
أقام بنَيْسابور مدّة بعد الأربعين [3] .
468- أمّا محمد بن عليّ بن حمزة العَلَويّ البغداديّ [4] .
فشيخٌ ثقة. تُوُفّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
عنده عن: أبي عثمان المازنيّ [5] .
469- ومحمد بن عليّ بن حمزة الأنصاريّ.
عن: عُبَيْد الله القواريريّ.
470- ومحمد بن عليّ بن حمزة الأنطاكيّ.
نزل بغداد، روى عن: أبي أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وطبقته.
وبَقي إلى سنة ثلاث عشر وثلاثمائة.
471- محمد بن عِمران بن أيّوب الأصبهانيّ [6] .
عن: سَلَمَةَ بن الفضل، وعُبَيْد الله بن موسى، وطائفة.
وعنه: ابنه عبد الله، شيخٌ لأبي الشّيخ، وغيره [7] .
__________
[1] وهو قال عنه: ثقة. (المعجم المشتمل 262) .
[2] تهذيب الكمال 3/ 1246.
[3] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل 8/ 28) .
[4] انظر عن (محمد بن علي العلويّ) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 247 و 2/ 37، والجرح والتعديل 8/ 28 رقم 129، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1246، وغيره.
[5] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق ثقة. (الجرح والتعديل 8/ 28) .
[6] انظر عن (محمد بن عمران بن أيوب) في:
الجرح والتعديل 8/ 42 رقم 191.
[7] قال ابن أبي حاتم الرازيّ: روى عن سلمة بن الفضل كتاب «المبتدإ والمبعث» ورأى في المنام

(18/459)


472- محمد بن عِمران بن زياد [1] .
أبو جعفر الضَّبّيّ الكوفيّ النَّحْويّ.
سكن بغداد، وأدّب ابن المعتزّ.
وحدّث عن: أبي نعيم، وأبي غسّان النّهديّ، وجماعة كثيرة.
ورحل إلى الشام، فسمع من: هشام بْن عمّار.
روى عَنْهُ: عبد الله بْن أبي سَعْد الورّاق، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق.
مات كهلا.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [2] .
473- محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدمي البصري [3]- ع. ت. - ابن عمّ محمد بن أبي بكر.
سمع: أباه، ومحمد بن جعفر غُنْدر، ومحمد بن أبي عديّ، ويوسف بن عطيّة، ومُعَاذ بن هشام، ويحيى القطّان، وعدّة.
وعنه: ع.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وجعفر بن أحمد الحافظ،
__________
[ () ] كأنّ آت أتاه فأخذ كتاب «المبتدإ» ومرّ به فكان لا يحدّث بكتاب «المبتدإ» ويحدّث بالمبعث.
سمعت أبي يقول ذلك.
[1] انظر عن (محمد بن عمران الضبي) في:
تاريخ الطبري 9/ 371، وتاريخ بغداد 3/ 132، 133 رقم 1154، ومعجم الأدباء 18/ 272، والوافي بالوفيات 4/ 235 رقم 1764.
[2] تاريخ بغداد 3/ 133.
وقال الخطيب: وكان الغالب عليه الأخبار وما يتعلّق بالأدب.
وقال أبو بكر بن عبد العزيز الجوهري: وكان شيخا طوالا يحفظ حديثا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثقة، وكان يحفظ الأخبار والملح. (تاريخ بغداد 3/ 133) .
[3] انظر عن (محمد بن عمر بن علي) في:
عيون الأخبار لابن قتيبة 1/ 326، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 179 رقم 546، وعمل اليوم والليلة للنسائي 320 رقم 503، والجرح والتعديل 8/ 23 رقم 93، والأنساب لابن السمعاني 11/ 442، والمعجم المشتمل 263 رقم 920، واللباب 3/ 247، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1249، والكاشف 3/ 73 رقم 5356، وتهذيب التهذيب 9/ 361، 362 رقم 600، وتقريب التهذيب 2/ 194 رقم 563، وخلاصة تذهيب التهذيب 353.

(18/460)


وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وآخرون.
قال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
474- محمد بن عمر بن حرب بن سنان القرشي البصري [3] .
حدث بإصبهان عن: يحيى القطّان، وغُنْدر، والحَكَم بن سِنان.
وعنه: عبد الله بن محمد بن وهْب، وأحمد بن محمد بن مسلم.
475- محمد بن عَمْرو بن العبّاس [4] .
أبو بكر الباهليّ البصْريّ.
حدَّث عن: سُفيان بن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الوهْاب الثَّقفيّ، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
توفي سنة [تسع] [5] وأربعين ومائتين.
يقع لنا من عواليه.
476- محمد بن عمرو بن الحكم الهروي [6] .
حدث ببغداد عن: [الجارود بن يزيد، وعبد الله بن واقد، ووكيع، ومكي بن إبراهيم، وغسان بن سليمان] [7] .
وعنه: ابن صاعد، والمحامليّ.
__________
[1] الجرح والتعديل 8/ 23.
[2] وقال النسائي: هو ثقة. وفي موضع آخر قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل 263) .
[3] انظر عن (محمد بن عمر بن حرب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 192.
[4] انظر عن (محمد بن عمرو بن العباس) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 107 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» . وتاريخ بغداد 3/ 127 رقم 1145.
[5] في الأصل بياض، والإستدراك من المصدرين.
[6] انظر عن (محمد بن عمرو بن الحكم) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 119، وتاريخ بغداد 3/ 127، 128 رقم 1146.
[7] ما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد. وفي الأصل بياض.

(18/461)


[قال الخطيب] [1] : ثقة، عنده عن الجارود بن يزيد، ومكّيّ بن إبراهيم.
477- محمد بن ( ... ) [2] .
أبو عبد الله ( ... ) [3] الحافظ، نزيل هراة.
روى عن: إسحاق الأزرق، ويزيد بن ( ... ) [4] ، وعبد الرّزّاق، وجماعة.
وعنه: أبو يحيى البزّاز، ومحمد بن عبد الرحمن بن الشّاميّ، ومحمد بن شاذان.
صدوق.
قيل: إنّه كان يحفظ سبعين ألف حديثه.
478- محمد بن أبي عَوْن [5] .
أبو بكر البغداديّ.
عن: محمد بن فضَيْل، وشُعَيب بن حرب.
وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ببغداد في شعبان [6] .
واسم أبيه أبي عَوْن محمد.
479- محمد بن عيسى بن زياد [7]- ن. -
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين أضفته اعتمادا على تاريخ بغداد.
[2] في الأصل بياض، ولم أقف على مصدر لترجمته.
[3] بياض في الأصل.
[4] بياض في الأصل.
[5] انظر عن (محمد بن أبي عون) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237 وفيه: اسم أبي عون محمد، وتاريخ الطبري 9/ 284، 288، 301، 310، 311، 337، 341، 354، 359، 360، 401، 412، 415، 418- 420، 423، 427، 428، والجرح والتعديل 8/ 48 رقم 221، والثقات لابن حبّان 9/ 106، 107، وتاريخ بغداد 3/ 198، 199 رقم 1243.
[6] الثقات 9/ 107، تاريخ بغداد 3/ 199.
[7] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
الجرح والتعديل 8/ 39 رقم 176، والثقات لابن حبّان 9/ 107، وتاريخ جرجان للسهمي 52، 276، 292، 293، 295، 321، 350، والمعجم المشتمل 266 رقم 932 وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1255، والكاشف 3/ 77 رقم 5184، وتهذيب التهذيب 9/ 386، 387 رقم

(18/462)


أبو الحسين الدّامغانيّ. نزيل الرِّيّ.
حدَّث عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وَسَلَمَةَ الأبرش، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدّينوريّ، وآخرون كثيرون [1] .
ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين [2] .
480- محمد بن أبي غالب القُومِسيّ الطَّيَالِسيّ [3]- خ. د. - أبو عبد الله، نزيل بغداد.
عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن سليمان سَعْدَوَيْه، وعبد الرحمن بن شَرِيك النَّخَعيّ، وطائفة.
وعنه: خ. د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسين بن إسحاق التُّسْتَريّ، وأبو بكر بن أبي داود.
قال البخاريّ [4] : مات في سَلْخ رمضان سنة خمسين.
قلت: روى البخاري عنه عن: محمد بْن أبي سُمَيَّةَ.
وعنه عن: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ.
__________
[ () ] 635، وتقريب التهذيب 2/ 197 رقم 602، وخلاصة تذهيب التهذيب 355.
[1] قال أبو حاتم الرازيّ: يكتب حديثه.
[2] وقال ابن حبّان: مات سنة تسع وأربعين ومائتين. (الثقات 9/ 107) .
[3] انظر عن (محمد بن أبي غالب) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والجرح والتعديل 8/ 55 رقم 255، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 690، 691 رقم 1131، وتاريخ بغداد 3/ 143- 146 رقم 1176، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 466 رقم 1791، والأنساب لابن السمعاني 10/ 261، والمعجم المشتمل 267 رقم 936، واللباب 3/ 64، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1257، والكاشف 3/ 78 رقم 5190، وتهذيب التهذيب 9/ 395 رقم 643، وتقريب التهذيب 2/ 196 رقم 612، وخلاصة تذهيب التهذيب 355.
[4] في التاريخ الصغير 237.

(18/463)


وكان من الّثقات.
وأمّا 481- محمد بن أبي غالب [1] .
صاحب هُشَيْم، فمات سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
482- محمد بن فراس [2]- ت. ق. - أبو هريرة البصريّ الصّيرفيّ.
عن: وَكيع، ومُعاذ بْن هشام، وسَلَمَةَ بْن قُتَيْبَةَ، وحَرَميّ بْن [عمارة [3]] أبي دَاوُد، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق.، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وعمر بن بجير، ومطيّن، و ... [4] محمد بْن سُلَيْمَان المالكيّ البصري، وآخرون.
قال [أبو حاتم] [5] : صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
483- محمد بن [قدامة] [6] بن أعين [بن المسور الجوهريّ أبو جعفر المصّيصيّ] [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي غالب صاحب هشيم) في:
الجرح والتعديل 8/ 55 رقم 250، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1257.
[2] انظر عن (محمد بن فراس) في:
الجرح والتعديل 8/ 60 رقم 272، والمعجم المشتمل 267 رقم 938، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1257، والكاشف 3/ 78، 79 رقم 5193، وتهذيب التهذيب 9/ 397، 398 رقم 649، وتقريب التهذيب 2/ 200 رقم 619، وخلاصة تذهيب التهذيب 355.
[3] في الأصل بياض.
[4] في الأصل بياض.
[5] ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل، استدركته من: الجرح والتعديل 8/ 60.
[6] في الأصل بياض استدركته من مصادر ترجمته.
[7] انظر عن (محمد بن قدامة) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 111، وتاريخ بغداد 3/ 188- 190 رقم 1231، وطبقات الحنابلة 1/ 315 رقم 445، والمعجم المشتمل 268 رقم 543، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1260، والكاشف 3/ 80 رقم 5204، وتهذيب التهذيب 9/ 409، 410، رقم 665، وتقريب التهذيب 2/ 201 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 356.

(18/464)


عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، ووكيع، وعثام بن علي، وسفيان بن عيينة، وأبي الحسن الكسائي، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه الأَسَديّ الحلبي ابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بن عُبَيْد الله الهاشميّ الحلبيّ ابن أخي الإمام، وعمر بن الحَسَن أبو حفيص الحلبي القاضي، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن المسيّب الأرغِيانيّ، ومحمد بن سُفْيان.
قال النَّسائيّ: لا بأس به [1] .
ووثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [2] .
وقال ابن حِبّان [3] : مات قريبا من سنة خمسين [4] .
قلت: وقع لنا حديثه عاليا فِي «مُعْجَم» ابْن جُمَيْع [5] .
484- محمد بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشّافعيّ [6] .
قاضي الجزيرة.
تُوُفّي بالجزيرة بعد الأربعين ومائتين.
روى عن: أبيه، وغيره.
وذكر ابن يونس أنّه سمع أيضا من: سُفْيان بن عُيَيْنَة الهلاليّ.
قال: وله أخٌ باسمه تُوُفيّ سنة إحدى وثلاثين بمصر.
__________
[1] المعجم المشتمل 268، وفي موضع آخر قال: صالح.
[2] تاريخ بغداد 3/ 189.
[3] في الثقات 9/ 111.
[4] ووقع في (المعجم المشتمل لابن عساكر 268) : مات ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين!
[5] من طريق: أحمد بن عبد الحكم البزّاز، الّذي حدّث بكفربيّا، عن محمد بْن قُدَامة، عَنْ جرير بْن عَبْد الحميد الضبي، عن المختار بن فلفل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «أنا أول من يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا» . معجم الشيوخ- بتحقيقنا- 163، 164 رقم 110) .
[6] انظر عن (محمد بن الإمام أبي عبد الله) في:
تاريخ بغداد 3/ 197، 198 رقم 1242، وطبقات الحنابلة 1/ 315- 317 رقم 446، والوافي بالوفيات 1/ 114 رقم 12.

(18/465)


485- محمد بن محمد بن مرزوق الباهليّ [1]- م. ت. - بصْريّ ثقة.
حدَّث ببغداد، عن: رَوْح بن عُبَادَةَ، وأبي عامر العَقَديّ، ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ.
وعنه: م. ت.، ونسباه إلى جَدَّه، ومحمد بن جرير، وابن خُزَيْمَة، والمَحَامِليّ [2] .
وسيُعاد [3] .
486- محمد بن محمد بن النُّعْمان بن شِبْل الباهليّ البصْريّ [4] .
روى عن: مالك بن أنس، وغيره.
وعمّر دهرا.
روى عنه: أحمد بن محمد بن رَوْق الهِزّانيّ [5] .
487- محمد بن مرداس الأنصاريّ البصريّ [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن مرزوق) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 125، 126، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 210 رقم 1515، وسيأتي برقم (489) (محمد بن مرزوق) ، وتاريخ بغداد 3/ 199، 200 رقم 1244، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 477 رقم 1847، والمعجم المشتمل لابن عساكر 269 رقم 946، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1265، 1266، والمغني في الضعفاء 2/ 629 رقم 5950، وميزان الاعتدال 4/ 26 رقم 8123، والكاشف 3/ 83 رقم 5225، والوافي بالوفيات 5/ 15 رقم 1972، وتهذيب التهذيب 9/ 431، 432 رقم 704، وتقريب التهذيب 2/ 205 رقم 674، وخلاصة تذهيب التهذيب 358.
[2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: ربّما أخطأ.
[3] ورّخ ابن حبّان وفاته بسنة 248 هـ. (9/ 126) .
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن النعمان) في:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 97 رقم 3183، والمغني في الضعفاء 2/ 629 رقم 5951، والكشف الحثيث 403 رقم 725، وتهذيب التهذيب 9/ 433 رقم 708، وتقريب التهذيب 2/ 205 رقم 677، وخلاصة تذهيب التهذيب 358.
[5] طعن فيه الدار الدّارقطنيّ: (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 97) .
[6] انظر عن (محمد بن مرداس) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والثقات لابن حبّان 9/ 107، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1266، وميزان الاعتدال 4/ 32 رقم 8153، وتهذيب التهذيب 9/ 434 رقم 712، وتقريب

(18/466)


عن: زياد بن عبد الله البكّائيّ، وبِشْر بن المفضّل، وعبد الله بن عيسى الخزّاز.
وعنه: محمد بن إسماعيل البخاريّ في بعض تواليفه، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهَرَويّ، وآخرون [1] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين [2] .
488- أمّا محمد بن مرداس الأنصاريّ [3] .
عن خارجة بن مصعب، فآخر لا يعرف.
489- محمد بن مرزوق الباهليّ [4]- م. ت. ق. -
__________
[ () ] التهذيب 2/ 206 رقم 682، وخلاصة تذهيب التهذيب 358.
[1] قال الذهبي في الميزان: محمد بن مرداس الأنصاري. حدّث عن خارجة بن مصعب بخبر باطل مجهول، كذا قال أبو حاتم. وهذا الرجل بصريّ شهير ... وذكر ابن حبّان في الثقات فأصاب.
(4/ 32) .
وقد جعل الحافظ ابن حجر صاحب هذه الترجمة، والّذي يروي عن: خارجة بن مصعب واحدا، فقال في تهذيب التهذيب 9/ 434 رقم 712: «محمد بن مرداس الأنصاري أبو عبد الله البصري. روى عن خارجة بن مصعب وعبد الله بن عيسى الخزاز، وعبد الوهاب الثقفي، وزياد بن عبد الله البكائي، ومحبوب بن الحسن، وغندر، وغيرهم. روى عنه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام، وابن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر البزار، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن محمد بن ياسين، وعمر بن محمد بن بجير البجيري، وآخرون. قال أبو حاتم: مجهول ذكره ابن حبّان في الثقات. قال البخاري: مات سنة تسع وأربعين ومائتين.
قلت: ذكر صاحب الميزان أنه روى عن خارجة بن مصعب خبرا باطلا، وعندي أن الآفة فيه من شيخه» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد فرّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- بين الاثنين، كما هو واضح هنا. ولم يذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل سوى المجهول الّذي يروي عن خارجة بن مصعب. فلعلّهما واحد كما في تهذيب ابن حجر، والآفة من خارجة بن مصعب. فابن مرداس هذا: مستقيم الحديث، كما قال ابن حبّان في (الثقات 9/ 107) .
[2] ورّخه البخاري، وابن حبّان.
[3] الجرح والتعديل 8/ 97 رقم 417، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 98 رقم 3187، وانظر تعليقنا على الّذي قبله.
[4] انظر عن (محمد بن مرزوق) في:

(18/467)


هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير، مرَّ. وأكثر ما يأتي منسوبا إلى جدّه.
روى عنه: م. ت. ق. وخلْق.
قال ابن أبي عاصم: تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.
قلت: تفرّد عَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: «إِذَا أَكَلَ نَاسِيًا فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلا كَفَّارَةَ» . لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُهُ.
490- محمد بن مَسْعَدة البزّاز [1] .
روى عن: محمد بن شعيب بن شابور.
وعنه: أبو العبّاس السّرّاج، وقاسم المطرّز، ويحيى بن صاعد.
491- محمد بن مسعود بن يوسف [2]- د. - أبو جعفر بن العجميّ. نزيل طَرَسُوس وشيخها في زمانه.
روى عن: عيسى بن يونس، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وطائفة.
وعنه: د.، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن وضّاح الأندلسيّ، وحاجب بن
__________
[ () ] تاريخ الطبري 1/ 369 و 2/ 549 و 3/ 266.
[1] انظر عن (محمد بن مسعدة) في:
تاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوطة التيمورية) 39/ 367، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 7 رقم 1603.
[2] انظر عن (محمد بن مسعود) في:
الجرح والتعديل 8/ 106 رقم 455، والثقات لابن حبّان 9/ 126، وتاريخ بغداد 3/ 301، 302 رقم 1391، والمعجم المشتمل 270 رقم 953، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1267، والمغني في الضعفاء 2/ 632 رقم 5976، وميزان الاعتدال 4/ 35 رقم 8165، والكاشف 3/ 84 رقم 5233، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1000، وسير أعلام النبلاء 12/ 249، 250 رقم 91، وتذكرة الحفاظ 2/ 523، والعبر 1/ 449، وتهذيب التهذيب 9/ 438 رقم 724، وتقريب التهذيب 2/ 206 رقم 694 و 2/ 207 رقم 695، وطبقات الحفاظ 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 358، وشذرات الذهب 2/ 116.

(18/468)


أركين، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون.
وثقه الخطيب [1] ، وغيره [2] .
وقال محمد بن وضاح: رفيع الشأن فاضل، ليس بدون أحمد بن حنبل [3] .
قلت: [سمع منه] [4] أَحْمَد بْن عليّ الْجَزَريّ فِي سنة [سبعٍ] [5] وأربعين.
قال ابن عَبْد البَرّ: قال ابن وضّاح: ما أعلم أحدا أعلم بالحديث من محمد بْن مسعود [6] .
492- محمد بن مسكين اليماميّ [7]- خ. م. د. ن. - أبو الحسن.
حدَّث ببغداد، عن: جعفر بن يوسف الفِرْيابيّ، وبشر بن بكر، ويحيى بن حسّان التِّنِّيسيّين، وأبي مُسْهِر، وطائفة. وآخر شيخ له: وهب بن جرير.
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 301.
[2] وقال أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندونيّ: لا بأس به. (تهذيب الكمال 3/ 1267) .
[3] تاريخ بغداد 3/ 302، تهذيب الكمال 3/ 1267.
[4] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب الكمال.
[5] الإستدراك من: تهذيب الكمال.
[6] وقد جهله أبو حاتم الرازيّ. (الجرح والتعديل 8/ 106) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
وقال مسلم بن قاسم: كان عالما بالحديث.
وعلّق الذهبي على قول أبي حاتم أنه مجهول، فقال: «ما هو بمجهول، هو العجمي نزيل طرسوس، صدوق، كبير المحلّ، ولكن ما عرفه أبو حاتم» . (ميزان الاعتدال 4/ 35) .
[7] انظر عن (محمد بن مسكين) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 118، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 682، 683 رقم 1108، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 211 رقم 1520، وتاريخ بغداد 3/ 301 رقم 1390، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 451 رقم 1722، والمعجم المشتمل 270، 271 رقم 954، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1267، والكاشف 3/ 84 رقم 5234، وتهذيب التهذيب 9/ 439، 440 رقم 726، وتقريب التهذيب 2/ 207 رقم 696، وخلاصة تذهيب التهذيب 358.
وقال ابن عساكر: يعرف بابن نميلة بالنون، وأبو تميلة يحيى بن واضح بالتاء. حدّثا عن رجل واحد. (المعجم المشتمل 271) .

(18/469)


وعنه: خ. م. د. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، ومحمد بن حسين بن مكرم، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعمر البُجَيْريّ، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
وثّقه أبو داود [1] ، وغيره [2] .
493- محمد بن مصفّى بن بهلول [3]- د. ن. ق. - أبو عبد الله القرشيّ الحمصيّ، الرّجل الصّالح.
روى عن: بقيّة، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن حرب الخَوْلانيّ، والوليد بن مسلم، وابن أبي فديك، وطائفة.
وعنه: د. ن. ق.، والحسن بن فيل، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهْرانيّ، ومحمد بن العبّاس بن الدّرَفْس، ومحمد بن يوسف بن بشْر الهَرَويّ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصيّ وخلق.
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1267.
[2] ووثّقه الخطيب. وقال البخاري: ثقة مأمون. (تاريخ بغداد 3/ 301) .
[3] انظر عن (محمد بن مصفّى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وتاريخه الكبير 1/ 246، وعمل اليوم والليلة للنسائي 492، والمعرفة والتاريخ 1/ 185، 430، 431، 712 و 2/ 162، 286، 347، 353، 358- 357، 374، 387، 494، 826 و 3/ 368، 371، 395، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 36، 39، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 47 و 4 ق 1/ 135، 146، 147، 358، وفتوح البلدان، له 96، 159، 169، 182، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 318، والجرح والتعديل 8/ 104 رقم 446، والثقات لابن حبّان 9/ 100، 101، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 106، وطبقات الحنابلة 1/ 325، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 86 ب، و (مخطوطة التيمورية) 39/ 561- 563، والمعجم المشتمل لابن عساكر 271 رقم 957، والأنساب لابن السمعاني 1176، واللباب 11/ 389، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1273، والعبر 1/ 447، والكاشف 3/ 86 رقم 5243، وسير أعلام النبلاء 12/ 94- 96 رقم 27، وميزان الاعتدال 4/ 43 رقم 8181، والمغني في الضعفاء 2/ 634 رقم 5988، والبداية والنهاية 10/ 347، والوافي بالوفيات 5/ 33 رقم 2004، والإغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 103 رقم 113، وطبقات المدلّسين 33، ولسان الميزان 7/ 376 رقم 4749، وتهذيب التهذيب 9/ 460، 461 رقم 742، وتقريب التهذيب 2/ 208 رقم 711، والعقد الثمين 2/ 356، وخلاصة تذهيب التهذيب 359، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 13- 15 رقم 1608.

(18/470)


قال أبو حاتم [1] : صدوق.
قال: محمد بْن عبد الله بْن الفضل الكَلاعيّ: عادَلْتُه إلى مكّة سنة ستٍّ وأربعين، فأقبل بالجمعة ومات بمنَى [2] . وكان دخل مكّة وهو لما به، فدخل أصحاب الحديث عليه وهو فِي النَزْع، فقرءوا عليه، فما عَقَل ممَا قُرئ شيئًا [3] .
وقال محمد بْن عَوْف: رَأَيْت محمد بْن مُصَفَّى فِي النّوم، فقلت: يا أَبَا عبد الله أليس قد مُتّ؟ إلى ما صِرْتَ؟
قال: إلى خير، ومع ذلك فنحن نرى ربَّنا كلّ يومٍ مرَّتين.
فقلت: يا أَبَا عبد الله صاحب سنة فِي الدّنيا، وصاحب [سنة] [4] فِي الآخرة؟
قال: فتبسَّم إليّ.
قلت: روى ابن ماجة أيضًا عن مرّار بْن [حَمُّويَه] [5] عن محمد بْن مُصَفَّى.
وقال جَزَرَة: له مناكير [6] .
494- محمد بن معروف القُرَشيّ الأصبهانيّ العطّار [7] .
[حدّث عن: يحيى] [8] بْن سعيد القطّان، ويزيد بْن هارون.
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 104.
[2] في المعجم المشتمل 271: مات بمكة.
[3] سير أعلام النبلاء 12/ 95.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء.
[5] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 95.
[6] سير أعلام النبلاء، وزاد: «وأرجو أن يكون صادقا» .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان يخطئ» . (9/ 101) .
وقال النسائي: صدوق. وفي موضع آخر قال: صالح. (المعجم المشتمل 271) .
ورّخ البخاري وفاته بسنة 246 هـ.
[7] انظر عن (محمد بن معروف) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 189، 190، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 287، 289 رقم 176.
[8] في الأصل بياض، والإستدراك من: ذكر أخبار أصبهان.

(18/471)


وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. [حدّث عنه: محمد بن] [1] أحمد بن تميم، وعبد الله بن أبي عيسى، وغيرهما.
وأَمَّ بجامع [إصبهان] [2] .
وكان من العبادة والورع بمحلّ. رحمه الله.
495- محمد بن مُقَاتل [3] .
أبو عبد الله الرّازيّ.
عن: جرير بن عبد الحميد، ووَكِيع، وحَكّام بن سلْم، وجماعة.
وعنه: أحمد بن جعفر الجمّال، وعيسى بن محمد المَرْوَزِيّ الكاتب، والزّاهد أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الجيْزيّ، وآخرون.
وهو من الضُّعفاء والمتروكين.
قيل إنّه تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، وكان من الفقهاء الكبار.
- أمّا محمد بن مقاتل المَرْوَزِيّ [4] .
فقد مات قبل هذا بعشرين سنة [5] .
496- محمد بن موسى بن نفيع [6]- ت. ن.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (محمد بن مقاتل الرازيّ) في:
تاريخ جرجان للسهمي 544، والكامل في التاريخ 7/ 82، والمغني في الضعفاء 2/ 635 رقم 6001، وميزان الاعتدال 4/ 47 رقم 8201، وتقريب التهذيب 2/ 210 رقم 728، وخلاصة تذهيب التهذيب 360.
[4] انظر عن (محمد بن مقاتل المروزي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 230، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 354، والجرح والتعديل 8/ 105 رقم 445، والثقات لابن حبّان 9/ 81، وتاريخ بغداد 3/ 275، 276 رقم 1363.
[5] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[6] انظر عن (محمد بن موسى بن نفيع) في:
الجرح والتعديل 8/ 84 رقم 354، والثقات لابن حبّان 9/ 108، والمعجم المشتمل لابن

(18/472)


أبو عبد الله الحرشيّ البصريّ.
عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان، ومحمد بن ثابت العَبْديّ، وسُهيل بن أبي حزم، وفُضَيْل بن سليمان، وطائفة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن عَمْرو البزّار، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم المطرز، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، وطائفة.
قال أبو داود: ضعيف [1] .
وقال أبو حاتم [2] : شيخ.
وقال النسائي: صالح [3] .
ووثقه ابن حبان [4] .
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين [5] .
497- محمد بن موسى بن عمران [6]- خ. م. ق. - أبو جعفر الواسطيّ القطّان، ابنُ عمّةِ أحمد بن سِنان القطّان.
عن: يزيد بن هارون، وأبي سُفْيان الحِمْيَريّ، وأبي عامر العَقَديّ، وأبي عاصم، والمُثَنَّى بن مُعَاذ العنقزيّ، وطائفة.
__________
[ () ] عساكر 274 رقم 970، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1278، والكاشف 3/ 89 رقم 5263، وتهذيب التهذيب 9/ 482 رقم 779، وتقريب التهذيب 2/ 11 رقم 748، وخلاصة تذهيب التهذيب 361.
[1] تهذيب الكمال 3/ 1278.
[2] الجرح والتعديل 8/ 84.
[3] المعجم المشتمل 274.
[4] في الثقات 9/ 108.
[5] المعجم المشتمل.
[6] انظر عن (محمد بن موسى القطان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 117، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 680، رقم 1102، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 212 رقم 1523، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 451 رقم 1718، والمعجم المشتمل لابن عساكر 274 رقم 969، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1278، والكاشف 3/ 89 رقم 5262، والوافي بالوفيات 5/ 84 رقم 2085، وتهذيب التهذيب 9/ 480، 481 رقم 776، وتقريب التهذيب 2/ 211 رقم 746، وخلاصة تذهيب التهذيب 361.

(18/473)


وعنه: خ. م. ق.، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عمرو البزار، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.
ذكره ابن حبان في «الثقات» [1] .
498- محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن [2]- ت. - أبو عبد الملك السّنديّ المدنيّ، مولى بني هاشم.
عن: أبيه، والنَّضْر بن منصور، وغيرهما.
وعنه: ت.، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، ومحمد بن المجدَّر، وشُعيب الذّارع، ومحمد بن جرير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
قال أبو حاتم: محله الصدق [3] .
ووثقه أبو يعلى الموصلي [4] .
توفي سنة أربع [5] ، وقيل: سنة سبع وأربعين [6] ، وله تسع وتسعون سنة [7] .
قال ابن معين: سألت حجاجا بالمصّيصة عنه فقال: طلب منّي كتب أبيه مما سمعته، فأخذها فنسخها، وما سمعها منّي [8] .
__________
[1] 9/ 117.
[2] انظر عن (محمد بن أبي معشر) في:
الجرح والتعديل 8/ 110 رقم 487، والثقات لابن حبّان 9/ 116، وتاريخ بغداد 3/ 326، 327 رقم 1433، والسابق واللاحق للخطيب 350، والأنساب لابن السمعاني 7/ 171، والمعجم المشتمل لابن عساكر 275 رقم 975، واللباب لابن الأثير 2/ 148، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1280، وميزان الاعتدال 4/ 55 رقم 8255، والكاشف 3/ 90 رقم 5271، وسير أعلام النبلاء 12/ 608، 609 رقم 233، وتهذيب التهذيب 9/ 487، 488 رقم 764، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 764، وخلاصة تذهيب التهذيب 361.
[3] الجرح والتعديل 8/ 110 وزاد: «كتبت عنه» .
[4] تاريخ بغداد 3/ 327.
[5] هو قول ابن قانع، تاريخ بغداد 3/ 327، الأنساب 7/ 171، المعجم المشتمل 275.
[6] بها أرّخه ابنه. تاريخ بغداد، المعجم المشتمل.
[7] تاريخ بغداد، الأنساب، المعجم المشتمل، وكان مولده سنة 148 هـ.
[8] تاريخ بغداد 3/ 327.

(18/474)


قلت: هذا لا يدلّ على أنّه حدَّث بما نسخ، فلا يضرّه ذلك.
499- محمد بن النَّضْر الزُّبَيْريّ الأصبهانيّ [1] .
عن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكّار، وجماعة.
وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاريّ، وعبد الله محمد بن عيسى.
500- محمد بن النُّعْمان بن عبد السّلام بن حبيب بن حُطَيط [2] .
أبو عبد الله التَّيْميّ الأصبهانيّ. شيخ إصبهان وابن شيخها وأبو شيخها عبد الله.
لم يسمع من أبيه لصِغَره.
ورحل، وسمع من: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وحفص بن غِياث، وأبي بكر بن عيّاش، ووَكِيع، وطائفة.
وعنه: زَيْدُ بْن أخرم وقال: ثنا عابد أهل إصبهان محمد بْن النُّعْمان.
وروى عَنْهُ: هارون بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن يزيد، وجعفر بْن أَحْمَد بْن فارس.
قال أبو الشّيخ [3] : هو أحد الورِعين. لم يُحَدِّث إلا بالقليل.
ذُكِر أنّه خرج إلى البصْرة، فأقام بها زمانا، وتزوَّج بها ابنه عبد الله بن بكر السَّهْميّ [4] .
كان أبيض الرّأس واللّحْية، وكان ثوبه خشنا، وكمّه إلى طرف أصابعه [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن النضر) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 209، 210.
[2] انظر عن (محمد بن النعمان) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 183، 184، وحلية الأولياء 10/ 391 رقم 667، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 211- 215 رقم 154، والوافي بالوفيات 5/ 132 رقم 2142.
[3] في طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 211.
[4] طبقات المحدّثين 2/ 213.
[5] طبقات المحدّثين 2/ 215.

(18/475)


ثُمَّ [وصفوا له التَّنَعُّم [1] ، وأنّه إنْ لم يفعل خِيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثّياب [الفاخرة] [2] ، ويتغلّف بالغالية.
قال: وتُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [3] .
501- محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهديّ بن المنصور [4] .
أبو العبّاس الهاشميّ. وهو معروف بكنيته، لأنّ له عدة إخوة، إنّما يُعرفون بكُناهُم. وكان هذا مغفَّلا، فحدَّث أبو العَيْنَاء قال: حَدَّثَنِي أبو العالية قال: لمّا مات سَعِيد بْن سلْم الباهليّ قال لي الرشيد: علِّم ابني تعزيته.
فقلت: يا أَبَا الْعَبَّاس، إذا صرتُ إلى القوم فقُل: أعْظَمَ اللَّه أجْرَكم وأحسَن عزاءكم ورحم موتاكم.
فقال: هذا طويل.
فقلت: قُلْ: أعْظَمَ اللَّه أجركم وأحسَن عزاءكم.
فقال: هذا أطول من ذاك.
فقلت: قُل: أَعْظَمَ اللَّه أجركم. وأخذتْ أكرّرها على سمْعه ثلاثا. فَلَمّا ركِبنا فِي اليوم الثالث وركب النّاس وقرُبنا من دار الميت، خرج أولاده حُفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل أبو عَمْرو؟
قَالُوا: مات.
قال: جيّد، فإيش عملتم؟
قَالُوا: دَفَنَّاه.
فقال: أحسنتم.
__________
[1] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: طبقات المحدّثين 2/ 215، وأخبار أصبهان 2/ 184، وحلية الأولياء 10/ 391.
[2] المستدرك من: طبقات المحدّثين، وأخبار أصبهان، والحلية.
[3] طبقات المحدّثين 2/ 211.
[4] انظر عن (محمد بن هارون الرشيد) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 430، وتاريخ جرجان للسهمي 207، والوافي بالوفيات 5/ 144 رقم 2156.

(18/476)


ورّخ وفاة أبي العبّاس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
502- محمد بن هارون [1] .
أبو عيسى الورّاق. صاحب التّصانيف.
ذكره المسعوديّ [2] بأنّه تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في العِلات والإمامة والنّظر.
503- محمد بن هشام بن عَوْف [3] .
أبو مُحلِّم [4] التّميميّ السَّعديّ اللُّغَويّ، أحد أئّمة العربيّة.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فُضَيْل، وخالد بن الحارث، وطائفة.
ودخل البادية فِي طلب لسان العرب، وبقي بها مدّة، وكتب الكثير من [كلامهم] [5] .
وكان يُنظْر بابن الأعرابيّ [6] .
أخذ عَنْهُ: الزُّبَيْر بْن بكّار، وثعلب، والمبرّد، وعليّ بن الصّبّاح، وآخرون.
من علماء العراق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هارون) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 259، ومروج الذهب 2225، 2282، 2920، والتنبيه والإشراف 332، والإمتاع والمؤانسة 3/ 192، ولسان الميزان 5/ 412 رقم 1360.
[2] في مروج الذهب 2920، والتنبيه والإشراف 332.
[3] انظر عن (محمد بن هشام) في:
معجم الشعراء للمرزباني 370، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 53، والفهرست لابن النديم 69، ومرآة الجنان 2/ 149، والوافي بالوفيات 5/ 166، 167 رقم 2917، ولسان الميزان 5/ 414، 415 رقم 1367.
[4] أبو محلّم: بضم الميم وفتح المهملة وكسر اللام الثقيلة.
[5] في الأصل بياض.
[6] قال أبو أحمد العسكري: كان يناوئ ابن الأعرابي ويبيّن خطأه. (لسان الميزان 5/ 415) .

(18/477)


تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين [1] .
وقيل: سنة ثمانٍ وأربعين [2] .
504- محمد بن الهيثم بن خالد [3] .
أبو عبد الله البَجَليّ الكوفيّ الحافظ.
روى عن: [عمّ أبيه] [4] الحسن بن الربيع البُورانيّ، وحسين الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، وأبي نُعَيْم.
وحدَّث ببخاريّ، روى عنه أهلها.
قال بَكْر بْن منير: سَمِعتُ أبي يسأل محمد بْن إسماعيل الْبُخَارِيّ، عن محمد بْن الهيثم لمّا قدم بُخَارَى، فقال: اكتبوا عَنْهُ فإنّه ثقة. وجميع ما حدَّث ببُخَارَى حَدَّثَنَاه حِفْظا، والكُتُب بين يديه مطروحة.
أَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا أَبُو عليّ البردانيّ، أَنَا هَنّاد السِّلَفيّ، أَنَا غُنْجار فِي «تاريخه» : ثنا أَحْمَد بْن أبي حامد الباهليّ، سَمِعت بَكْر بْن منير بْن خُلَيد: سَمِعت محمد بْن الهيثم البَجَليّ ببُخَارَى يقول: كان ببغداد قائد من بعض قُوّاد المتوكًل، وكانت امرأته تلد البنات. فحملت المرأة مرَّةً، فحلف زوجها: إنْ وَلَدْتِ هذه المرّة بنتا فإنّي أقتلك بالسّيف.
فَلَمّا قَرُبَتْ وِلادتها وجلست القابلة، ألْقت المرأة مثل الْجُريب وهو يضطّرب، فشقّوه، فخرج منه أربعون ابنا، وعاشوا كلّهم.
قال محمد بْن الهيثم: وأنا رأيتهم ببغداد رُكبانا خلف أبيهم. وكان اشترى لكلّ واحد منهم ظئرا.
__________
[1] بها أرّخه اليافعي في: مرآة الجنان 2/ 149، والمرزباني في: معجم الشعراء 370.
[2] وبها أرّخه الصولي في «الأوراق» . وعلى أحد القولين بلغ مائة سنة، حيث قال أبو محلّم عن نفسه إنه ولد في السنة التي حجّ فيها المنصور سنة ثمان وأربعين ومائة. (لسان الميزان 5/ 415) .
[3] انظر عن (محمد بن الهيثم) في:
سير أعلام النبلاء 12/ 329، 330 رقم 127.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: السير.

(18/478)


قال بَكْر بْن منير: حضرت مجلس محمد بْن إسماعيل الْبُخَارِيّ، فأخبره والدي بما حكى لنا محمد بْن الهيثم فقال: اكتبوا عنّه، فإنّه رَجُل صدوق مستور.
قال غُنْجار: تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
قلت: وبكر ثقة مشهور.
505- محمد بن الهيثم الكوفيّ المقرئ [1] .
أجلّ أصحاب خلاد بن خالد.
قال الدّانيّ: عرضَ على جماعة من حمزة، منهم: حسين الْجُعْفيّ، وعبد الرحمن بن أبي حمّاد.
وروى عن: يحيى بن زياد الفرّاء، وغيره.
قرأ عليه: القاسم بن نصر المازنيّ، وعبد الله بن ثابت.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الهيثم المقرئ) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 221 رقم 120، وغاية النهاية 2/ 274 رقم 3512 و 3513، وقد ذكره «ابن الجزري» أولا باسم: «محمد بن الهيثم النخعي الكوفي» وقال: أخذ القراءة عرضا عن حمزة، وقال: صلّيت خلف حمزة، فكان لا يمدّ في الصلاة ذلك المدّ الشديد ولا يهمز الهمز الشديد. روى عنه أحمد بن مصرّف» .
ثم ذكره ثانيا باسم: «محمد بن الهيثم أبو عبد الله الكوفي قاضي عكبرا، ضابط مشهور حاذق في قراءة حمزة، أخذ القراءة عرضا عن خلّاد بن خالد وهو من أجلّ أصحابه، وعرض على عبد الرحمن بن أبي حمّاد، وحسين الجعفي، وجعفر الخشكني كلهم عن حمزة، وروى عن يحيى بن زياد الفرّاء. روى القراءة عنه عرضا: القاسم بن نصر المازني، وعبد الله بن ثابت، وروى عنه ابن أبي الدنيا، وسليمان بن يحيى الضبي. مات سنة تسع وأربعين ومائتين» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد وهم ابن الجزري حين فرّق بين الترجمتين، ثم وهم في الترجمة الثانية بقوله: «قاضي عكبرا» . فقاضي عكبرا ليس بقارئ، بل هو محدّث تأخّرت وفاته إلى سنة 279 هـ. وله حديث عند ابن ماجة في «الاستسقاء» ، وقد ترجم له: الخطيب البغدادي في: (تاريخ بغداد 3/ 362- 364 رقم 1474) وهو: «محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد أبو عبد الله مولى ثقيف، ويعرف بأبي الأحوص قاضي عكبرا» ، وترجم له الحافظ المزّيّ أيضا في «تهذيب الكمال» (المصوّر) 3/ 1282 ونقل أنه توفي سنة 279 أو 278 هـ. ووقع في «تهذيب التهذيب» (9/ 499) و «تقريب التهذيب» (2/ 215) لابن حجر أنه مات سنة 299 هـ. وهذا وهم أيضا.

(18/479)


وحدَّث عنه: ابن أبي الدُّنيا، وسليمان بن يحيى الضَّبّيّ، وعليّ بن الحَسَن الطَّيَالِسيّ.
وكان يقول: هذا الإفراط فِي المدّ والهَمْز وغير ذلك من التكلُّف، عندنا مكروه.
506- محمد بن الوزير المصريّ [1]- د. - عن: بِشْر بن بكر التِّنّيسيّ، والشّافعيّ، وسعيد بن عُفَيْر.
وعنه: د.
أغفله ابن يونس صاحب «تاريخ مصر» ، وابن عساكر صاحب «النُّبْل» ، ولا نعلم أحدا روى عَنْهُ غير أَبِي دَاوُد. والله أعلم.
507- محمد بن الوزير بن الحكم [2]- د. - أبو عبد الله السّلميّ الدّمشقيّ، خَتَن أحمد بن أبي الحواريّ.
روى عن: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة، ومحمد بن شُعَيب بن شابور، والوليد بن مَزْيَد البَيْروتيّ، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو الْجَهْم بن طلاب، وأبو الحَسَن بن جَوْصا، والحَسَن بن عليّ الكفر بطناويّ، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن محمد بن بدر الباهليّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الوزير المصري) في:
ميزان الاعتدال 4/ 58 رقم 8286، والكاشف 3/ 92 رقم 5284، وتهذيب التهذيب 9/ 501، 502 رقم 823، وتقريب التهذيب 2/ 215 رقم 788، وخلاصة تذهيب التهذيب 362.
[2] انظر عن (محمد بن الوزير بن الحكم) في:
الجرح والتعديل 8/ 115 رقم 509، ومروج الذهب 3560، والأنساب لابن السمعاني 189 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40 رقم 167، والمعجم المشتمل 276 رقم 980، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1283، والكاشف 3/ 92 رقم 5282، وميزان الاعتدال 4/ 58 رقم 8287، وتهذيب التهذيب 9/ 500، 501 رقم 821، وتقريب التهذيب 2/ 215 رقم 786، وخلاصة تهذيب التهذيب 362، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 35، 36 رقم 1635.

(18/480)


وثّقة أبو حاتم [1] ، وغيره.
وتُوُفّي في سادس ذي القعدة سنة خمسين ومائتين [2] .
- وأمّا محمد بن وزير الواسطيّ فسيأتي.
508- محمد بن الوليد الأُمَويّ المَدِينيّ الخيّاط [3] .
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وهشام بن سليمان، والزّحّاف بن أبي الزّحّاف.
وعنه: إسماعيل بن أحمد بن أُسَيْد، (وإبراهيم بن) [4] نائلة، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وآخرون.
قال محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه: كان من الأبدال [5] .
[وقال] [6] أبو نُعَيْم الحافظ: حكى ابنه عَنْهُ أنّه قال: أَنَا من ولد سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك بْن مروان [ولا تُخبر به أحدا] [7] فإنّي رَجُل خيّاط.
509- محمد بن وهب بن أبي كريمة [8]- ن. - أبو المعافى الحرّانيّ.
__________
[1] الجرح والتعديل 8/ 115.
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (محمد بن الوليد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 182.
[4] في الأصل بياض، استدركته من: أخبار أصبهان.
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 182.
[6] في الأصل بياض، والمستدرك اعتمادا على أخبار أصبهان.
[7] في الأصل بياض، والمستدرك من أخبار أصبهان.
[8] انظر عن (محمد بن وهب) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 387، 506، 511، 513 و 2/ 451، 825 و 3/ 185، والجرح والتعديل 8/ 114 رقم 507، والثقات لابن حبّان 9/ 105، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري 138، 142 (تحقيقنا) ، والسابق واللاحق للخطيب 113، والمعجم المشتمل 277 رقم 985، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1285، والكاشف 3/ 93، رقم 5291، وتهذيب التهذيب 9/ 506، 507 رقم 833، وتقريب التهذيب 2/ 216 رقم 799، وخلاصة تذهيب التهذيب 363.

(18/481)


عن: عتّاب [بْن بشير] [1] ، ومحمد بْن سَلَمَةَ، وعيسى بْن يونس، ومسكين بْن بُكَيْر.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن يوسف الهِسنْجانيّ، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به [2] .
قلت: تُوُفّي في رمضان سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين [3] .
510- محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ [4]- ت. ن. ق. - نزيل مكّة، أبو عبد الله الحافظ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز
__________
[1] بياض في الأصل، والمستدرك من: تهذيب الكمال 3/ 1285.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1285، وفي موضع آخر قال: صالح. (المعجم المشتمل 277) .
[3] الثقات لابن حبّان 9/ 105، والفوائد العوالي 142، والمعجم، المشتمل 277، وتهذيب الكمال 3/ 1285، وكانت وفاته بقرية كفر جديا من قرى حرّان. ووقع في: تهذيب الكمال 3/ 1285 من قرى خراسان، وهذا غلط.
[4] انظر عن (محمد بن يحيى العدني) في:
التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 542، والتاريخ الكبير 1/ 265 رقم 847، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 179، 185، 187، 234، 389، 437، 486، 521، 543، 544، 568، 619، 620، 621، 635، 659، 679، 698، 703، 725 و 2/ 5، 20، 22، 23، 24، 25، 28، 51، 59، 94، 240، 528، 551، 573، 604، 616، 681، 692، 709، 714، 715، 760، 776، 783، 790، 803 و 3/ 135، 316، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 90، 132، 133، والجرح والتعديل 8/ 124، 125 رقم 560، والثقات لابن حبّان 9/ 98، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي 112، 114، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 477، 478 رقم 1853، والمعجم المشتمل لابن عساكر 280 رقم 998، والأنساب لابن السمعاني 8/ 408، 409، واللباب لابن الأثير 2/ 328، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1288، والكاشف 3/ 95 رقم 5302، وتذكرة الحفاظ 2/ 10- 516، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1008، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 12/ 96- 98 رقم 28، والعبر 1/ 441، ومرآة الجنان 2/ 144، والعقد الثمين 2/ 387، 388، وتهذيب التهذيب 9/ 518- 520 رقم 847، وتقريب التهذيب 2/ 281 رقم 814، وطبقات الحفاظ 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 364، وشذرات الذهب 2/ 104، وهدية العارفين 2/ 13، والأعلام 8/ 3، ومعجم المؤلفين 12/ 107، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 165.

(18/482)


الدّراورديّ، وسعيد بن سالم القدّاح، ووكيع، و [سعيد [1]] بن سالم، ومعتمر بن سليمان.
وعنه: ت. ق. ون. بواسطة، وإسحاق بن أحمد الخُزاعيّ، و [الحكم] [2] بن مَعْبَد الخُزاعيّ، وعبد الله بن صالح البخاريّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وعليّ بن عبد الحميد الغَضَائِريّ، والفضل بن محمد الْجَنَديّ، وآخرون.
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: كان رجلا صالحا، وكان به غفلة. رأيت عنده حديثا موضوعا، حدّث عن ابن عُيَيْنَة، به، وكان صدوقا.
وعن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن اللَّيْث: ثنا ابن أبي عُمَر العَدَنيّ، وكان قد حَجّ سبْعا وسبعين حَجَّة، وَبَلَغَني أنّه لم يقعد مِن الطّواف ستين سنة [4] ، رحمه اللَّه.
قلت: له مُسْنَد ضعيف.
قال البخاريّ: مات بمكّة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين [5] .
511- محمد بن يحيى بن عبدويه الثّقفيّ القصريّ الهرويّ المؤدّب [6]- ت. ن. - عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غِياث، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن سِنان المَرْوَزِيّ، وجماعة.
قال النسائي: ثقة، كان يحفظ.
__________
[1] بياض في الأصل، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 96.
[2] بياض في الأصل، استدركته من: السير.
[3] في الجرح والتعديل 8/ 124، 125.
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 97.
[5] في تاريخه الكبير 1/ 265، والثقات لابن حبّان. ويقال: مات سنة أربع وأربعين ومائتين.
(المعجم المشتمل 280) .
[6] انظر عن (محمد بن يحيى بن عبدويه) في:
الكاشف 3/ 93 رقم 5292 وفيه: محمد بن يحيى بن أيوب، ومثله في: تهذيب التهذيب 9/ 507 رقم 834، وتقريب التهذيب 2/ 216 رقم 800 و 2/ 218 رقم 812.

(18/483)


512- محمد بن يحيى بن فيّاض [1]- د. - أبو الفضل الحنفيّ الزّمّانيّ البصْريّ.
عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبيه يحيى، ويوسف بن عطية الصّفّار، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ويحيى القطّان، وبِشْر بن المفضَّل، وجماعة.
وعنه: د.، وزكريّا السِّجْزيّ، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن أبي داود، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الإمام، وابن خزيمة، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن خريم بن مروان الدمشقي، وابن صاعد، وخلق.
وحدث بالعراق، وأصبهان، ودمشق، ومكّة.
وثّقه الدّار الدارقطني.
وكان قدومه دمشق في سنة ست وأربعين [2] .
513- محمد بن يزيد [3]- ن. - أبو جعفر البغداديّ الأدميّ الخرّاز المقابريّ.
عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، و [محمد بن فُضَيْل، ويحيى بن سُلَيم الطَائفيّ] [4] ، وطائفة.
وعنه: ن.، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وابن صاعد،
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن فيّاض) في:
أخبار القضاة لوكيع 2/ 155، 166، والثقات لابن حبّان 9/ 100، والأنساب لابن السمعاني 8/ 297، والمعجم المشتمل 281 رقم 999، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1288، 1289، والكاشف 3/ 95 رقم 5303، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1009، وتهذيب التهذيب 9/ 520، 521 رقم 848، وتقريب التهذيب 2/ 218 رقم 816، وخلاصة تذهيب التهذيب 364.
[2] وجاء في (المعجم المشتمل 281) أنه مات سنة 245 هـ.!
[3] انظر عن (محمد بن يزيد) في:
تاريخ الطبري 1/ 14، والجرح والتعديل 8/ 129، 130 رقم 581، والثقات لابن حبّان 9/ 120، وتاريخ جرجان للسهمي 336، وتاريخ بغداد 3/ 374 رقم 1488، والمعجم المشتمل 282 رقم 1007، والكاشف 3/ 97 رقم 5316، وتهذيب التهذيب 9/ 530 رقم 869، وتقريب التهذيب 2/ 220 رقم 834، وخلاصة تذهيب التهذيب 365.
[4] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من مصادر ترجمته.

(18/484)


وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن أحمد بن عمارة العطار، وطائفة.
قال السراج: توفي لست بقين من شوال سنة خمس وأربعين [1] .
قال: وكان زاهدا من خيار المسلمين.
514- محمد بن يزيد بن سابق الهروي الزاهد محمويه.
روى عن: الفُضَيْل بن عِياض، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
وعنه: القاسم بن محمد بن عنبر الهروي.
توفي سنة ست وأربعين.
515- محمد بن يزيد بن محمد بن كبير بن رفاعة [2]- م. ت. ق. - أبو هشام العجليّ الرّفاعيّ الكوفيّ، قاضي بغداد.
عن: المطَّلِب بن زياد، وأبي الأحوص سلّام بن سليم، كذا في
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 374.
[2] انظر عن (محمد بن يزيد الرفاعيّ) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 415، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 90 رقم 332، والتاريخ الكبير 1/ 261، والتاريخ الصغير للبخاريّ 236، 237، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، وأنساب الأشراف للبلاذري 4 ق 1/ 141، 142، 287، 358، 441، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 157 و 3/ 4، 129، 139، 161، 179، 186، 292، وتاريخ الطبري 1/ 10، 12، 26 و 3/ 197، وتاريخ الثقات للعجلي 416 رقم 1517، والجرح والتعديل 8/ 129 رقم 578، والثقات لابن حبّان 9/ 109، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 131 رقم 2 و 1/ 139 رقم 20 و 1/ 199 رقم 23، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 217 رقم 1536، وتاريخ بغداد 3/ 375- 377 رقم 1490، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 477 رقم 1852، والأنساب لابن السمعاني 6/ 143، 144، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 107، 108 رقم 3251، ونشوار المحاضرة للتنوخي 6/ 93، ومروج الذهب 3067، واللباب لابن الأثير 2/ 32، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1290، 1291، وميزان الاعتدال 4/ 68، 69 رقم 8326، والكاشف 3/ 96 رقم 5312، والمعين في طبقات المحدّثين 90 رقم 1010، وسير أعلام النبلاء 12/ 153- 156 رقم 55، والعبر 1/ 453، ومعرفة القراء الكبار 1/ 224- 226 رقم 125، والوافي بالوفيات رقم 2282، 4/ 216، وغاية النهاية 2/ 280، 281، رقم 3539، وتهذيب التهذيب 9/ 526، 527 رقم 863، وتقريب التهذيب 2/ 219 رقم 828، ولسان الميزان 7/ 488، وخلاصة تذهيب التهذيب 364، 365، وشذرات الذهب 2/ 119.

(18/485)


«التّهذيب» [1] ، وأبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فضيل، و [عبد الله] [2] بن الأجلح، وحفص بن غِياث، ويحيى بن يمان، وطائفة.
وعنه: م. ت. ق.، وأحمد بن أبي [خيثمة] [3] ، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، وعمر بن بُجَيْر، وجعفر بن محمد بن الحَسَن الْجَرَويّ، والحسين المَحَامِليّ، وآخرون.
قال أحمد العِجْليّ [4] : لا بأس به، صاحب قرآن. قرأ على سُليم، ووليّ قضاء المدائن.
وقال البخاريّ: رأيتهم مجتمعين على ضعْفه [5] .
وقال ابن عُقْدَةَ، عن مُطَيَّن، عن محمد بن عبد الله بن نُمَيْر: إنّه يسرق الحديث [6] .
وقال أبو حاتم، عن ابن نُمَيْر: كان أضْعَفَنا طَلَبا، وأكْثَرَنا غرائب [7] .
وقال طلحة بْن محمد بْن جَعْفَر: استُقْضِي أبو هشام الرّفاعيّ، يعني ببغداد، فِي سنة اثنتين وأربعين. وهو من أهل القرآن والعِلْم والفِقْه والحديث.
له كتاب فِي القراءات، قرأ علينا ابن صاعد أكثره [8] .
وقال أَحْمَد بْن محمد بْن مُحرز [9] : سَأَلت ابن مَعِين، عن أبي هشام الرفاعيّ، فقال: ما أرى به بأسا.
وقال البرقانيّ: هو ثقة. أمرني الدّار الدّارقطنيّ أن أضع حديثه في الصّحيح [10] .
__________
[1] أي تهذيب الكمال 3/ 1290.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: سير أعلام النبلاء 12/ 154.
[3] بياض في الأصل.
[4] في: تاريخ الثقات 416.
[5] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 108.
[6] تاريخ بغداد 3/ 377.
[7] الجرح والتعديل 8/ 129.
[8] تاريخ بغداد 3/ 376 وفيه تتمة: «وحدّث بحديث كثير» .
[9] في: معرفة الرجال بروايته عن ابن معين 1/ 90 رقم 332.
[10] تاريخ بغداد 3/ 376 وفيه: «أمرني «أن أخرج حديثه» .

(18/486)


وقال النَّسائيّ: ضعيف [1] .
وقال السّرّاج: مات آخر يومٍ مِن شَعبان ببغداد، وكان قاضيا عليها، في سنة ثمانٍ وأربعين [2] .
وأخطأ من قال مات سنة تسعٍ.
قال الدّانيّ: أخذ القراءة عن جماعة. وله عَنْهُمْ شذوذٌ كثير. فارقَ فِيهِ سائر أصحابه.
روى عَنْهُ القراءة جماعة [3] .
516- محمد بن يزيد [4] .
أبو بكر الواسطيّ أخو كرم.
سمع: أبا خالد الأحمر، ويحيى القطّان، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد.
وكان موثَّقا، صدوقا.
تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضا.
517- محمد بن يعقوب [5]- ن. - أبو عمر الأسديّ الزّبيريّ المدنيّ.
__________
[1] الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 3/ 108.
[2] التاريخ الصغير للبخاريّ، ثقات ابن حبّان.
[3] وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سألت أبي عنه فقال: ضعيف يتكلّمون فيه، هو مثل مسروق بن المرزبان. (الجرح والتعديل 8/ 129) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان يخطئ ويخالف» .
[4] انظر عن محمد بن يزيد الواسطي) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 133 رقم 685، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 194 و 3/ 310 وتاريخ جرجان للسهمي 554.
[5] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
الجرح والتعديل 8/ 121 رقم 544، والثقات لابن حبّان 9/ 109 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، وتاريخ جرجان للسهمي 188، والمعجم المشتمل لابن عساكر 283 رقم 1009، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1292، والكاشف 3/ 97 رقم 5319، وتهذيب التهذيب 9/ 532، 533 رقم 862، وتقريب التهذيب 2/ 220، 221 رقم 837، وخلاصة تذهيب التهذيب 365.

(18/487)


عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
وعنه: ن [1] ، وعمر بن بُجَيْر، وابن صاعد.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [3] .
518- محمد بن يونس المخرّميّ الجمّال [4] .
عن: ابن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وحفص بن غِياث.
وعنه: عُبَيْد العِجْل، ومحمد بن إسحاق الصّنْعانيّ، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحُسين الصُّوفيّ الصّغير، وجماعة.
وقال محمد بن الْجَهْم: كان عندي مُتَّهما [5] .
وقال ابن عديّ [6] : هو ممّن يسرق الحديث.
519- مالك بن سعْد بن عُبادة القَيْسيّ البصْريّ [7]- ن. - أبو غسّان.
عن: عمّه رَوْح بن عُبَادة، وأبي حامد الزُّبَيْريّ، وغيرهما.
وعنه: ن.، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعلي بن العبّاس البجليّ،
__________
[1] وهو قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل 283) .
[2] الجرح والتعديل 8/ 121.
[3] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[4] انظر عن (محمد بن يونس) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2282، 2283، والمعجم المشتمل لابن عساكر 284 رقم 1014، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 108، 109 رقم 3256، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1295، والمغني في الضعفاء 2/ 646 رقم 6107، وميزان الاعتدال 4/ 73 رقم 8349، وتهذيب التهذيب 9/ 544، وتقريب التهذيب 2/ 222 رقم 851، وخلاصة تذهيب التهذيب 365 وفيه «المخزومي» وهو وهم.
[5] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 109.
[6] في الكامل 6/ 2283 ولفظه: «وهو ممن يسرق أحاديث الناس» .
[7] انظر عن (مالك بن سعد) في:
الجرح والتعديل 8/ 210 رقم 925، والمعجم المشتمل لابن عساكر 285 رقم 1019، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1299، والكاشف 3/ 101 رقم 5345، وتهذيب التهذيب 10/ 16، 17 رقم 19، وتقريب التهذيب 2/ 225 رقم 875، وخلاصة تذهيب التهذيب 367.

(18/488)


وابن خزيمة، وجماعة.
وقع لي من موافقاته [1] .
520- مجاهد بن موسى بن فرّوخ [2]- م. ع. - أبو عليّ الخوارزميّ الزّاهد، نزيل بغداد.
عن: هُشَيْم، وأبي بكر بن عيّاش، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والوليد بن مسلم، وابن عُلَيَّة، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز [3] ، عن ابن مَعِين: ثقة، لا بأس به.
وقال موسى بن هارون: كان أسنَّ من أحمد بن حنبل بستّ سنين [4] .
قال الخطيب [5] : قرأت فِي كتاب عبيد الله بن جعفر: نا أبو يَعْلَى الطُّوسيّ نا محمد بْن القَاسِم الْأَزْدِيّ قال: قال لنا مجاهد بْن مُوسَى، وكان إذا حَدَّث بالشيء رمى بأصله فِي دجلة أو غسله.
__________
[1] سئل أبو حاتم الرازيّ عنه، فقال: شيخ.
[2] انظر عن (مجاهد بن موسى بن فرّوخ) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 350 و 2/ رقم 577، والتاريخ الكبير 7/ 314، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 183 و 2/ 284، 615، 616، 778، 781، 803، 819 و 3/ 198، 372، وعمل اليوم والليلة للنسائي 293 رقم 353، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 53، 54، 215، 222، 249، وتاريخ الطبري 1/ 13 و 2/ 396، والجرح والتعديل 8/ 321 رقم 1480، والثقات لابن حبّان 9/ 189، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 244 رقم 1602، وتاريخ بغداد 13/ 265، 266 رقم 7218، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 510 رقم 989، والأنساب لابن السمعاني 5/ 195، والمعجم المشتمل لابن عساكر 286 رقم 1022، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 390 رقم 504، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1305، والكاشف 3/ 106، 107 رقم 5389، وسير أعلام النبلاء 11/ 495، 496 رقم 133، وتهذيب التهذيب 10/ 44، 45 رقم 70، وتقريب التهذيب 2/ 229 رقم 923، وخلاصة تذهيب التهذيب 369.
[3] في معرفة الرجال بروايته 1/ رقم 350 و 2/ رقم 577.
[4] تاريخ بغداد 13/ 266.
[5] في تاريخه 13/ 266.

(18/489)


فجاء يَوْمَا ومعه طبق فقال: هذا بقي، وما أراكم تروني بعدها.
فحَدَّثَنَا به ورمى به، ثُمَّ مات بعد ذلك، رحمه اللَّه.
قال البَغَويّ [1] : مات في ربيع الأوّل سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
521- محمود بن خالد بن يزيد [3]- د. ن. ق. - أبو عليّ السّلميّ الدّمشقيّ.
عن: أبيه، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وابن أبي فُدّيْك، ومحمد بن شُعيب، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الله بن كثير القارئ الطّويل، وعدّة.
وعنه: د. ن. [4] ق.، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو الْجَهْم بن طلاب، وعبد الله بن غِياث الزّفْتيّ، وأبو الدَّحداح أحمد بن محمد، وخلْق.
قال أبو حاتم [5] : كان ثقة رضى.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 266، وبها أرّخه البخاري في تاريخه الصغير، وابن عساكر في: المعجم المشتمل. وكان ولد سنة 158 هـ.
[2] وقال أبو حاتم الرازيّ: «محلّه الصدق» .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» 9/ 189 ووقع فيه: «المخرمي» بدل «الخوارزمي» وهذا وهم، وقال: مات يوم الجمعة لتسع بقين من رمضان سنة أربع وأربعين ومائتين، وكان عسر الحفظ، وهو الّذي يقال له: مجاهد بن موسى الختّليّ، كان أصله من ختّل خراسان.
[3] انظر عن (محمود بن خالد) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 52 و 62 و 148 و 150 و 270 و 284 و 323 و 410 و 463 و 531 و 544، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 74، 454، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 214، والجرح والتعديل 8/ 292 رقم 1342، والثقات لابن حبّان 9/ 202، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 573- 573، والمعجم المشتمل 287 رقم 1028، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1310، والكاشف 3/ 110 رقم 5415، وتهذيب التهذيب 10/ 61، 62 رقم 101، وتقريب التهذيب 2/ 232 رقم 954، وخلاصة تذهيب التهذيب 370، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 55، 56 رقم 1655.
[4] وهو قال: ثقة مأمون. (المعجم المشتمل 287) .
[5] الجرح والتعديل 8/ 292.

(18/490)


وقال عَمْرو بن دُحَيْم، وغيره: تُوُفّي في نصف شوّال سنة تسعٍ وأربعين ومائتين [1] .
وقال أبو زُرْعة [2] : وُلِد في رمضان سنة ستٍّ وسبعين ومائة، رحمه الله.
522- محمود بن خداش [3]- ت. ق. - أبو محمد الطّالقانيّ. نزيل بغداد.
عن: هُشَيْم، وابن المبارك، وعَبّاد بن العَوّام، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، وسيف بن محمد الثَّوريّ، وخلْق.
وعنه: ت. ق.، والنَّسائيّ في بعض تصّانيفه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن فيروز الأنماطيّ، والحسين المَحَامِليّ، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز [4] ، عن ابن مَعِين: ثقة، لا بأس به [5] .
وقال أبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن الرّوّاس: سمعت محمود بن خداش
__________
[1] المعجم المشتمل. وقال ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، أو قبلها أو بعدها بقليل.
(الثقات 9/ 252) .
[2] في تاريخه 1/ 454.
[3] انظر عن (محمد بن خداش) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 106 رقم 486 و 2/ 179 رقم 590، والتاريخ الصغير للبخاريّ 237، وتاريخ الطبري 1/ 329، والجرح والتعديل 8/ 291 رقم 1339، والثقات لابن حبّان 9/ 202، وتاريخ جرجان للسهمي 162، والأنساب لابن السمعاني 8/ 176، وتاريخ بغداد 13/ 90 رقم 7074- 92، والمعجم المشتمل لابن عساكر 287 رقم 1029، ومروج الذهب 3069، واللباب لابن الأثير 2/ 269، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 339، 340، رقم 490، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1310، والكاشف 3/ 110 رقم 5416، وسير أعلام النبلاء 12/ 179- 181 رقم 62، وتهذيب التهذيب 10/ 62، 63 رقم 102، وتقريب التهذيب 2/ 233 رقم 955، وخلاصة تذهيب التهذيب 370، 371.
[4] في معرفة الرجال 1/ 106 رقم 486 وفيه تتمّة عن ابن محرز: قلت: حدّث عن الخفّاف، عن التيميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في صلاة الوسطى. قال: ليس بشيء، أخطأ فيه، حدّثناه الخفّاف، عن التيميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوف.
[5] وفي موضع آخر قال ابن محرز، عن ابن معين: «صاحبنا لا بأس به» . (معرفة الرجال 2/ 179 رقم 590) .

(18/491)


يقول: ما بعت شيئا قَطّ ولا اشتريته [1] .
وقال السّرّاج: كان وُلِد سنة ستين ومائة [2] .
وقال يعقوب الدَّورقيّ: كنت فيمن غسّله، فرأيته فِي المنام، فقلتُ: يا أَبَا محمد، ما فعل بك ربّك؟
قال: غفر لي ولجميع من تبِعني.
قلت: فأنا قد تبِعْتُك.
فأخرج رَقّا من كُمّهِ فِيهِ مكتوب «يعقوب بْن إبراهيم بْن كثير» [3] .
قال السّرّاج: مات سنة خمسين ومائتين [4] .
تقع لنا موافقاته.
523- مُخَارِق بن مَيْسَرة [5] .
أبو عليّ الأ [ستراباذيّ الحرّانيّ] [6] .
سمع: عثمان بن عبد الرحمن الطّرائفيّ، ومؤمَّل بن [الفضل الحرّانيّ [7]] .
وعنه: أبو عَرُوبة.
مات قبل سنة سبْع وأربعين ومائتين.
524- مَخَلَد بن عَمْرو بن لَبِيد [8] .
أبو موسى البلْخيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 91 وفيه: «ما اشتريت شيئا قط ولا بعت» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 91.
[3] تاريخ بغداد 3/ 92.
[4] تاريخ بغداد 3/ 91 وبها أرّخه البخاري في تاريخه الصغير 237، وابن حبّان في ثقاته 9/ 202، وابن قانع (تاريخ بغداد 13/ 91) ، وابن عساكر في: المعجم المشتمل 287، فمات يوم مات وهو ابن تسعين سنة. (تاريخ بغداد 13/ 91) .
[5] انظر عن (مخارق بن ميسرة) في:
تاريخ جرجان للسهمي 160 رقم 182.
[6] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ جرجان.
[7] في الأصل بياض. والإستدراك من لدنّا.
[8] انظر عن (مخلد بن عمرو) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 186، 187 وفيه قال محقّقه: «لم نظفر به» .

(18/492)


حدَّث بنَيْسابور عن: فُضَيْل بن عِياض، والمَحَارِبيّ، ووَكِيع بن الجرّاح، وجماعة.
روى عنه: جعفر بن محمد بن سوّار، وغيره.
بقي إلى سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [1] .
525- مَخَلَد بن مالك بن جابر [2]- خ. - أبو جعفر الرّازيّ، نزيل نَيْسابور.
عن: عبد العزيز الدَّراوَرْديّ، ومُعَاذ بن مُعَاذ، والوليد بن مسلم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سعيد الأُمَويّ، ومبشّر بن إسماعيل الحلْبيّ، وخلْق.
وعنه: خ.، وعبد الله الدَّارِميّ، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نعيم النيسابوري، وجماعة.
وكان يوصف بالصلاح والفضل.
قال الحاكم: سكن نيسابور وبها مات. روى عنه [إماما الحديث [3]] محمد بن إسماعيل [4] ، ومسلم بن الحجاج في «الصحيح» . وقرأت وفاته بخط أبي عمرو المستملي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ومائتين [5] .
__________
[1] قال ابن حبّان: «لم أر في حديثه ما يوجب أن يعدل به عن الثقات إلى المجروحين، وإنّي قبلت روايته» .
[2] انظر عن (مخلد بن مالك) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 438 رقم 1914 (دون ترجمة) ، والثقات لابن حبّان 9/ 186، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 727 رقم 1206، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 507 رقم 1975، والمعجم المشتمل لابن عساكر 289 رقم 1036، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1312، 1313، والكاشف 3/ 113 رقم 5438، وتهذيب التهذيب 10/ 75، 76 رقم 131، وتقريب التهذيب 2/ 235 رقم 984، وخلاصة تذهيب التهذيب 372.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: تهذيب الكمال 3/ 1313.
[4] وقد روى عنه في «غزوة أحد» . (رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 725) .
[5] المعجم المشتمل 289.

(18/493)


526- مخلد بن مالك بن شيبان [1] .
أبو محمد الحراني السلمسيني. وسلمسين قرية من قرى حران.
روى عن: حفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عيّاش، وعطّاف بن خالد، وأبي خالد الأحمر، ومسكين بن بُكَيْر، وجماعة.
وعنه: محمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وزكريّا السّجْزيّ خيّاط السنة، وأبو [إسماعيل الترمذيّ [2]] ، وجعفر الفِرْيابيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَا بَأْسَ بِهِ [3] .
وَقَالَ ابن حِبّان [4] : مات في [جمادى الأولى] [5] سنة اثنتين وأربعين ومائتين [6] .
527- مَخَلَد بن محمد.
أبو خِراش الزّهْرانيّ البصْريّ.
عن: كثير بن عبد الله الأُبُلّيّ صاحب أَنَس، ومعاوية بن عبد الكريم، وغيرهما.
وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو يَعْلَى محمد بن زُهْير الأبلّيّ.
528- مروان بن أبي الجنوب [7] .
__________
[1] انظر عن (مخلد بن مالك السلمسيني) في:
الجرح والتعديل 8/ 349 رقم 1601، والثقات لابن حبّان 9/ 186، وتاريخ جرجان للسهمي 518، والأنساب لابن السمعاني 7/ 110، واللباب لابن الأثير 2/ 128، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1313، وذيل الكاشف للعراقي 265 رقم 1447، وتهذيب التهذيب 10/ 76، 77 رقم 132، وخلاصة تذهيب التهذيب 372.
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من: تهذيب التهذيب 10/ 76.
[3] الجرح والتعديل 8/ 349، وفيه زيادة: خرجت إلى قريته على فرسخين من حرّان، فكتبت عنه.
[4] في الثقات 9/ 186.
[5] في الأصل بياض، والإستدراك من «الثقات» .
[6] وسئل أبو حاتم الرازيّ عنه، فقال: شيخ. (الجرح والتعديل) .
[7] انظر عن (مروان بن أبي الجنوب) في:
تاريخ الطبري 8/ 347 و 9/ 120، 230، 232، 347 و 9/ 120، 230- 232، وطبقات الشعراء لابن المعتز 11- 16، ومروج الذهب 2992، 3071، والأغاني 12/ 72- 76

(18/494)


أبو السّمْط الشّاعر المشهور.
مدح المتوكّل، وابن أبي دُؤاد، والكبار.
قال أَحْمَد بْن أبي طاهر الكاتب: أخبرني مروان بْن أبي الجنوب قال: لمّا استُخْلف المتوكًل بعثتُ بقصيدةٍ إلى ابن أبي دُؤاد، قال: فذكرني للمتوكّل، فأمره بإحضاري، فقال: هُوَ باليَمَامة. نفاه الواثق، وعليه دَيْن ستّة ألاف دينار.
فقال: نقضي عَنْهُ.
فوجَه إليَّ بالمال، فقضيته وصرت إلى سامرّاء، وامْتدحت المتوكًل بقصيدتي:
رَحَل الشّباب وليته لم يرحل ... والشَّيبُ حلّ وليته لم يَحْلُل
فأمر لي بخمسين ألف درهم [1] .
529- مسعود بن جُوَيْرية بن داود [2]- ن. - أبو سعيد المخزوميّ الموصليّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والمُعَافَى [3] بن عِمران، وهُشَيْم، ووَكِيع، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: ن.، وأبو روح جعفر بن محمد البلديّ، وإبراهيم بن عبد العزيز الموصليّ، وجماعة.
__________
[ () ] و 23/ 97- 109، ومعجم الشعراء للمرزباني 399، وتاريخ بغداد 13/ 153- 155 رقم 7133، والفهرست لابن النديم 299، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 239- 241، وأخبار البحتري 96، 179، والكامل في التاريخ 7/ 101، ووفيات الأعيان 1/ 86 و 5/ 193.
[1] تاريخ بغداد 13/ 154.
[2] انظر عن (مسعود بن جويرية) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 401، والثقات لابن حبّان 9/ 191، والمعجم المشتمل 290 رقم 1040، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1322، والكاشف 3/ 121 رقم 5494، وتهذيب التهذيب 10/ 116 رقم 211، وتقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1062، وخلاصة تذهيب التهذيب 374.
[3] في الأصل: «المعافا» .

(18/495)


قال النسائي: لا بأس به [1] .
وقال أبو زكريّا الأزْديّ: كان نبيلا من الرجال [2] .
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين [3] .
530- المسيّب بن واضح بن سرحان [4] .
أبو محمد السُّلَميّ التَّلْمَنَّسيّ، وهي من قرى حمص.
روى عن: عبد الله بن المبارك، ومُعْتَمِر بن سليمان، وإسماعيل بن عيّاش، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وحفص بن مَيْسَرة، ويوسف بن أَسباط، وخلْق.
وعنه: ذو النُّون المصريّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن تَمّام البهْرانيّ، وأبو عَرُوبة، وأبو بكر بن أبي داود، والحَسَن بن سُفْيان، وطائفة.
قال أبو حاتم [5] : صدوق يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.
قال ابن عديّ [6] : وكان النَّسائيّ حَسَن الرأي فيه، ويقول: النّاس يؤذوننا فيه [7] .
وذكر له ابن عديّ عدّة أحاديث مناكير، ثمّ قال: أرجو أنّ باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يُكْتَب حديثه [8] . وسمعت أَبَا عَرُوبَة، يقول: كان المسيّب بن
__________
[1] المعجم المشتمل 290 وزاد: «صالح» .
[2] تهذيب الكمال 3/ 1322.
[3] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[4] انظر عن (المسيّب بن واضح) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 611، والجرح والتعديل 8/ 294 رقم 1355، والثقات لابن حبّان 9/ 204، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2383- 2385، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 209 رقم 166، والرحلة في طلب الحديث للخطيب 204، والأنساب لابن السمعاني 3/ 71 (بالحاشية 4) ، ومعجم البلدان 2/ 44، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 121 رقم 3324، والمغني في الضعفاء 2/ 659 رقم 6252، وميزان الاعتدال 4/ 116، 117 رقم 8548، وسير أعلام النبلاء 11/ 403- 405 رقم 91، والعبر 1/ 448، ولسان الميزان 6/ 40، 41 رقم 157.
[5] الجرح والتعديل 8/ 294.
[6] في الكامل 6/ 2383.
[7] أي يتكلّمون فيه. كما في «الكامل» .
[8] هذا القول غير موجود في ترجمة «المسيّب» في «الكامل» .

(18/496)


واضح لا يحدِّث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه [1] .
سَمِعت الْحُسَيْن بْن عبد الله القطان يقول: سَمِعت المسيب بْن واضح يقول: خرجت من تلّ منّس [2] أريد مصر إلى ابن لهيعة، فَأُخْبِرتُ بموته [3] .
ثنا أَبُو عَرُوبَةَ، ثنا الْمُسَيِّبُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَان، عَنْ سَلَمَةَ بْن كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَنَى فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ [كُلِّفَ] ثِقَلَ الْبُنْيَانُ إِلَى الْمَحْشَرِ يَوْمَ القيامة» [4] . وقال السّلميّ: سألت الدّار الدّارَقُطْنيّ عنه فقال: ضعيف [5] .
مات سنة ستٍّ وأربعين [6] .
وقيل: في غُرّة المحرم سنة سبْعٍ [7] .
وقع لي من عواليه.
__________
[1] في الكامل 6/ 2383 «ونقف عليه» .
[2] هكذا موصولة، وهي: تلّ منّس: بفتح الميم، وتشديد النون وفتحها، وسين مهملة. حصن قرب معرّة النعمان بالشام. ويقال: قرية من قرى حمص. (معجم البلدان 2/ 44) .
[3] الكامل لابن عديّ 6/ 2383، الرحلة في طلب الحديث للخطيب 204.
[4] ذكره ابن عديّ في الكامل 6/ 2384 والزيادة منه.
[5] الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 121، معجم البلدان 2/ 44.
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سئل أبي عنه فقال: صدوق، كان يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل. (الجرح والتعديل 8/ 294) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» (9/ 204) وقال: «كان يخطئ» .
وقال ابن عديّ: «والمسيّب بن واضح له حديث كثير عن شيوخه وعامّة ما خالف فيه الناس هو ما ذكرته لا يتعمّده، بل كان يشبّه عليه وهو لا بأس به» . (الكامل 6/ 2385) .
وسئل عنه أبو علي صالح بن محمد فقال: «لا يدري أيّ طرفيه أطول، ولا يدري أيش يقول» .
(معجم البلدان 2/ 44) .
[6] أرّخه بها البخاري في تاريخه الصغير 236، وابن حبّان في ثقاته 9/ 204، وياقوت في معجم البلدان 2/ 44.
[7] معجم البلدان 2/ 44، وقيل: سنة 248 عن تسع وثمانين سنة. وقال أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي المهذب المعري في تاريخه: سنة 247 فيها قتل المتوكل ومات المسيّب بن واضح التلمنّسي غرّة محرّم، وعمره تسع وثمانون سنة، ودفن في تلّ منّس، وكان مسندا، وله عقب نحاس. (معجم البلدان 2/ 44، 45) .

(18/497)


531- مُشَرّف بن أبان البغداديّ [1] .
عن: سُفْيان بن عيينة، وغيره.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وابن صاعد [2] .
532- مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْن محمد بن ثابت.
أبو عبد الله العَبْديّ المدنيّ.
له رواية.
تُوُفّي بمصر في شعبان سنة اثنتين وأربعين.
وهو يُشْتَبَه بمُصْعَب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزُّبَيْريّ المدنيّ النّسّابة [3] .
533- معاوية بن عبد الرحمن الرَّحْبيّ الحمصيّ [4] .
شيخ معمرٌ.
قال: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: لا تُعَادِ أَحَدًا حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ. فإنْ يَكُ مُحْسِنا فيما بينه وبين اللَّه، فإنّ اللَّه لا يُسْلِمه لعداوتك، وإنْ يك مُسِيئا، فأوشك أنّ يكفيكَهُ بعمله.
روى هذا الكلام أبو بكر بن أبي داود، عن هذا الشّيخ. سمعه منه أبو أحمد الحاكم، وغيره.
__________
[1] انظر عن (مشرف بن أبان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 203، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 212 رقم 170، وتاريخ بغداد 13/ 224 رقم 7194.
[2] وهو قال: حدّثنا أبو ثابت الخطاب مشرّف بن أبان ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين. (تاريخ بغداد 13/ 224) .
[3] توفي الزبيري النسّابة في سنة 236 هـ. انظر عنه في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 344، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 354 رقم 1532، والثقات لابن حبّان 9/ 175، وتاريخ بغداد 13/ 112- 114 رقم 7096، وغيره.
[4] انظر عن (معاوية بن عبد الرحمن الرحبيّ) في:
الثقات لابن حبّان 7/ 471، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 858 (في ترجمة:
حريز بن عثمان الحمصي الرحبيّ) ، وتهذيب التهذيب 2/ 238 (في ترجمة: حريز، أيضا) ، وهو في طبقة من روى عن التابعين، ومن الأثبات في الشاميين، ثقة.

(18/498)


وروى ابن جَوْصَا، عن معاوية بْن عَمْرو الكلاعيّ: ثنا حَرِيز بْن عثمان، لكن ما هُوَ هُوَ.
وقال ابن عديّ [1] : نا أَحْمَد بْن عنبسة، وابن جَوْصا قالا: نا معاوية بْن عبد الرحمن: سَمِعت حَرِيز بْن عثمان، عن ابن بِشْر.
534- مُعَلَّى بن سلام الدّمشقيّ الرّفّاء الخبّاز [2] .
روى عن: معروف الخيّاط، [وعبد الملك بن مهران المغازليّ] [3] .
وعنه: محمد بن وضّاح الأندلسيّ، وأحمد بن المُعَلّى، والحَسَن بن سُفْيان.
535- المغيرة بن عبد الرحمن [4]- ن. - أبو أحمد الأسديّ، مولاهم الحرّانيّ.
عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن ربيعة الكِلابيّ، وشجاع بن الوليد، وجماعة.
وعنه: ن. [5] ، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجانيّ، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.
توفي سنة ثلاث وأربعين.
536- المفضّل بن غسّان [6] .
__________
[1] في الكامل 2/ 858.
[2] انظر عن (معلّى بن سلام) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 183 وفيه قال محقّقه بالحاشية (1) : «لم نظفر به» .
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين أثبته من ثقات ابن حبّان.
[4] انظر عن (المغيرة بن عبد الرحمن) في:
الجرح والتعديل 8/ 226 رقم 1016، والمعجم المشتمل 294 رقم 1056، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1363، وميزان الاعتدال 4/ 165 رقم 8717، وتهذيب التهذيب 10/ 267 رقم 477، وتقريب التهذيب 2/ 270 رقم 1323.
[5] وهو وثّقه. (المعجم المشتمل) .
[6] انظر عن (المفضّل بن غسّان) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 139، 156، 194 و 2/ 228، 232 و 3/ 241، 245، 249، 251،

(18/499)


أبو عبد الرحمن الغلابي البصري الحافظ الإخباري. مصنف التاريخ.
سمع: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والواقدي، وخلقا من طبقتهم.
ورحل، وعني بالحديث.
روى عنه: ابنه أبو أُميَّة أَحْوَص، ويعقوب بن شَيْبة، وابن أبي الدُّنيا، والزُّبَيْر بن بكّار، والبَغَويّ، والسّرّاج.
وثَّقة الخطيب [1] .
وتُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين [2] .
537- مقدَّم بن يحيى بن عطاء المُقَدَّميّ الواسطيّ [3]- خ. - عن: عمّه القاسم بن يحيى فقط.
وعنه: خ.، وبَحْشَل، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة [4] .
538- مكي بن عبد الله بن مهاجر الرعيني [5] .
روى عن: ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
يُكَنَّى أبا الفضل.
__________
[ () ] 255، والثقات لابن حبّان 9/ 184، 185، وتاريخ بغداد 13/ 124 رقم 7108، وتاريخ جرجان للسهمي 279، 557، والأنساب لابن السمعاني 9/ 195، واللباب لابن الأثير 2/ 395.
[1] في تاريخه 13/ 124.
[2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: «وكان من أصحاب يحيى بن معين» . (9/ 185) .
[3] انظر عن (مقدّم بن يحيى) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 208، ورجال صحيح الكلاباذي 2/ 744 رقم 1246، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 524 رقم 2038، والمعجم المشتمل لابن عساكر 294 رقم 1057، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1369، والكاشف 3/ 152 رقم 5717، وتهذيب التهذيب 10/ 288 رقم 506، وتقريب التهذيب 2/ 273 رقم 1351، وخلاصة تذهيب التهذيب 398.
[4] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب ويخالف» .
[5] انظر عن (مكي بن عبد الله) في:
الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 257 رقم 1856، والمغني في الضعفاء 2/ 676 رقم 6409، وميزان الاعتدال 4/ 179 رقم 8752، ولسان الميزان 6/ 87، 88 رقم 311.

(18/500)


قال ابن يونس: لم يُتابِع على ما روى عن ابن وهْب.
وقال ابن يونس أيضا في ترجمة أخيه لَيْث: روى مكّيّ، عن ابن عُيَيْنَة، وابن وهْب مناكير لا يتابع عليه.
توفّي سنة تسع وأربعين، وأو سنة خمسين ومائتين [1] .
539- مُنَخَّل بن منصور الْجُهَنيّ.
نزل عكّا.
عن: [مروان] [2] بن معاوية الفَزَاريّ، ومحمد بن حِمْيَر، وجماعة.
وعنه: بَقِيّ بن مَخَلَد، وصالح بن بِشْر الطَّبَرانيّ، وأحمد بن بِشْر الصُّوريّ، وغيرهم.
540- المنذر بن الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الجاروديّ الْبَصْرِيّ [3]- خ. د. - عن: أبيه، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وعبد الله بن بكر السَّهْميّ.
وعنه: خ. د.، وعمر البُجَيْريّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، وجماعة.
541- موسى بن حزام الترمذي [4]- خ. ت. ن. - نزيل بلخ.
__________
[1] قال العقيلي: «حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلّا به» . (الضعفاء الكبير 4/ 257) .
[2] في الأصل بياض، والإستدراك من لدنّا.
[3] انظر عن (المنذر بن الوليد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 176، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 720 رقم 1196، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 503، 504 رقم 1961، والمعجم المشتمل 295 رقم 1061، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1373، 1374، والكاشف 3/ 154 رقم 5733، وتهذيب التهذيب 10/ 304 رقم 530، وتقريب التهذيب 2/ 275 رقم 1375، وخلاصة تذهيب التهذيب 387.
[4] انظر عن (موسى بن حزام) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 163، والمعجم المشتمل لابن عساكر 296 رقم 1064 وفيه كنيته: أبو عمران، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1385، والكاشف 3/ 161 رقم 5789، وتهذيب التهذيب 10/ 340، 341 رقم 599، وتقريب التهذيب 2/ 282 رقم 1446، وخلاصة تذهيب التهذيب 390.

(18/501)


عن: أبي أُسامة، ويزيد بن هارون، وحُسين الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: خ. ت. ن.، وعبد العزيز بن منيب، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وثّقة النَّسائيّ.
وقال عَنْهُ التِّرْمِذيّ: ثنا الرجل الصّالح.
وقال غيره: كان يُقال إنّه من الأبدال.
قلت: حدّث بتِرْمِذ سنة إحدى وخمسين ومائتين، فيؤخَّر [1] .
542- موسى بن عبد الملك [2] .
أبو عِمران الأصبهانيّ الكاتب. من جِلّة الكُتّاب وأعيانهم وشُعَرائهم.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
543- موسى بن قريش التَّميميّ البخاريّ [3] .
عن: إسحاق بن بكر بن مُضَر، ويحيى الوُحَاظيّ، وجماعة.
وعنه: م. وعدّة.
يأتي.
تُوُفّي سنة أربع وخمسين ومائتين.
__________
[1] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «وكان في ابتداء أمره ينتحل الإرجاء، ثم أعانه الله بأحمد بن حنبل وانتحل السّنّة وذبّ عنها وقمع من خالفها مع لزوم الدّين إلى أن مات، رحمه الله» .
(9/ 163) .
[2] انظر عن (موسى بن عبد الملك) في:
تاريخ الطبري 9/ 162، 214، 216، 217، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 211، 212، 214، 248، 284، 285، 389- 392 و 2/ 326 و 3/ 347، ومروج الذهب 2924، 2976، ومعجم الأدباء 5/ 176، وذمّ الكتاب للجاحظ 38، وتاريخ اليعقوبي 2/ 592، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 263، 264، وجمع الجواهر 15، 273، 484، والهفوات النادرة 94، 260، والكامل في التاريخ 7/ 88، ومرآة الجنان 2/ 151- 153.
[3] انظر عن (موسى بن قريش) في:
المعجم المشتمل 298 رقم 1072، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1392، والكاشف 3/ 166 رقم 5826، وتهذيب التهذيب 10/ 366 رقم 649، وتقريب التهذيب 2/ 287 رقم 1497، وخلاصة تذهيب التهذيب 392.

(18/502)


544- موسى بن محمد بن سعيد بن حيّان [1] .
بصْريٌّ صدوق.
عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وابن أبي عديّ.
وعنه: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وَأَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وعبد الله المارِسْتانيّ.
وأكثر عنه أبو يَعْلَى [2] .
545- موسى بن عبد الرحمن بن القاسم الضَّبّيّ [3] .
مولاهم المصريّ.
عن: أبيه، وابن وهْب.
وكان عبدا صالحا خيرا مقبولا عند القُضاة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
546- موسى بن عليّ الهمْدانيّ البخاريّ.
عن: محمد بن سلام البِيكَنْديّ، وجُبَارة بن المغلِّس.
مات شابا سنة سبعٍ وأربعين ومائتين.
547- موسى بن مروان البغداديّ [4]- د. ق. ن. -
__________
[1] انظر عن (موسى بن محمد بن سعيد) في:
الجرح والتعديل 8/ 161 رقم 714، والثقات لابن حبّان 9/ 161، وتاريخ بغداد 13/ 41، 42 رقم 7001.
[2] قال ابن أبي حاتم الرازيّ: ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأ علينا، كان قد أخرجه قديما في فوائده. (الجرح والتعديل) .
وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما خالف» ، وقال: مات سنة بضع وثلاثين ومائتين.
(9/ 161) .
وقال الخطيب: «حدّث ببغداد ... أحاديث مستقيمة» . (تاريخ بغداد 13/ 41 و 42) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إذا صحّ ما قاله ابن حبّان في توريخ وفاة المترجم له، فيجب أن يحوّل من هنا ويتقدّم إلى الطبقة السابقة في المتوفين بين 231- 240 هـ. (فليراجع.
[3] انظر عن (موسى بن عبد الرحمن الضبي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 171.
[4] انظر عن (موسى بن مروان) في:

(18/503)


التّمّار الرّقّيّ.
عن: أبي المَلِيح الحسن بن عُمَر، والمُعَافَى بن عِمران، وبَقيّة بن الوليد، وعيسى بن يونس.
وعنه: د. ق.، وهلال بن العلاء، والقاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَنيّ، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وروى ن.، عن رجلٍ، عنه [1] .
تُوُفّي سنة ستٍّ [2] وأربعين ومائتين.
548- موسى بن ناصح البغداديّ [3] .
عن: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.
وعنه: أبو الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج، وأحمد بن زُغْبة، وجماعة مصريّون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [4] .
__________
[ () ] الجرح والتعديل 8/ 164 رقم 725 و 8/ 165 رقم 730، والثقات لابن حبّان 9/ 161، وتاريخ بغداد 13/ 41 رقم 7000، والمعجم المشتمل 298 رقم 1074، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 44/ 169، وأدب القاضي للماوردي 2/ 278، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1392، والكاشف 3/ 166 رقم 5832، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1016، وتهذيب التهذيب 10/ 369 رقم 656، وتقريب التهذيب 2/ 288 رقم 1504، وخلاصة تذهيب التهذيب 392، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 107، 108 رقم 1727.
[1] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق.
[2] المعجم المشتمل 298، وفيه، وفي ثقات ابن حبّان 9/ 161: مات سنة أربعين ومائتين.
[3] انظر عن (موسى بن ناصح) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 159، وتاريخ بغداد 13/ 39 رقم 6996.
[4] ورّخه أبو سعيد بن يونس.

(18/504)


- حرف النّون-
549- نجاح بن سَلَمَةَ بن نجاح بن عَتّاب [1] .
الوزير أبو الفضل البغداديّ، ابن عمّ يحيى بن مَعِين. لأن عتّاب أخو زياد جدّ يَحْيَى بْن مَعِينٍ بْن عَوْن بْن زياد.
قدِم نجاحُ دمشقَ في صُحبة المتوكّل، وولي له ديوان التّواقيع. واختصَّ به وعظُم قدْرُه إلى أن حسده جماعة وعملوا عليه إلى أن سخط عليه ومات تحت الضَّرْب في سنة خمسٍ وأربعين.
550- نصر بن الحسين بن صالح بن غَزْوان [2] .
أبو اللَّيْث البخاريّ.
عن: عيسى غُنْجار، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى بن سُلَيْم الطّائفيّ، وجماعة.
وعنه: سهل بن شادوَيْه، وأحمد بن عبد الواحد بن رُفَيْد، وإسحاق بن أحمد بن خَلَف، وغيرهم.
551- نصر بن خُزَيْمَة بن عَلْقَمَة بن محفوظ بن علقمة [3] .
__________
[1] انظر عن (نجاح بن سلمة) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 481، 492، وتاريخ الطبري 9/ 125، 161، 214- 217، ومروج الذهب 2835، والأغاني 10/ 234، وعيون الأخبار 3/ 99، ولطف التدبير للإسكافي 62، والكامل في التاريخ 7/ 56، 57، وزهر الآداب 284، والوزراء والكتّاب 252، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 105، ونصوص ضائعة 71، والكامل في التاريخ 8/ 10، 88، ووفيات الأعيان 1/ 354 و 4/ 346، 347 و 5/ 337، والبداية والنهاية 10/ 346.
[2] انظر عن (نصر بن الحسين) في:
تاريخ جرجان للسهمي 356، 357.
[3] انظر عن (نصر بن خزيمة) في:

(18/505)


أبو علقمة الحضرميّ الحمصيّ.
سمع: أباه.
روى له عن نصر بن عَلْقَمَة.
وعنه: يوسف بن موسى المَرْوَروذِيّ، وسليمان بن عبد الحميد البهْرانيّ، والعبّاس بن الخليل بن جابر الحمصيّ.
552- نصر بن عبد الرحمن بن بكّار الكوفيّ الوشّاء [1]- ت. ق. - أبو سليمان، ويقال أبو سعيد.
عن: عبد الرحمن المُحَاربيّ، وهُشَيْم بن أبي ساسان، وعبد الوهّاب الخفّاف، وحَكّام بن سَلْم، وعبد الله بن إدريس، وجماعة.
وعنه: ت. ق.، ومُطَيَّن، وعبد الله بن زيدان، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن جرير، وأبو لَبِيد محمد بن إدريس، وزكريّا السّاجيّ، وأبو عروبة، وخلق.
قال أبو حاتم [2] : رأيته يحفظ [ما يحدّث به، ما رأينا إلا] جمالا وحُسْن خُلُق.
وقال النَّسائيّ: ثقة [3] .
وقال مُطَيَّن: مات في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين [4] .
553- نصر بن عليّ بن نصر بن عليّ بن صُهْبان بن أبيّ [5]- ع. -
__________
[ () ] تاريخ الطبري 6/ 212، والجرح والتعديل 8/ 473 رقم 2168 وفيه كنيته: أبو إبراهيم.
[1] انظر عن (نصر بن عبد الرحمن) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 181، 315، والجرح والتعديل 8/ 472 رقم 2163، والثقات لابن حبّان 9/ 217، والمعجم المشتمل لابن عساكر 301 رقم 1082، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1409، والكاشف 3/ 177 رقم 5916 و 3/ 178 رقم 5922، وتهذيب التهذيب 10/ 428 رقم 775، وتقريب التهذيب 2/ 299 رقم 64، وخلاصة تذهيب التهذيب 400.
[2] الجرح والتعديل 8/ 472 والإستدراك منه.
[3] المعجم المشتمل 301.
[4] المعجم المشتمل.
[5] انظر عن (نصر بن علي بن نصر) في:

(18/506)


أبو عَمْرو الأزْديّ الْجَهْضَميّ البصْريّ الحافظ.
عن: الرّبيع بن قيس الحُدّانيّ، ويزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وبِشْر بن المفضَّل، والحارث بن وجيه، وخالد بن الحارث، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد ربّه بن بارق الحنفيّ، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، وعَثَّام بن عليّ العامريّ، وفُضَيْل بن سليمان النُّمَيْريّ، وخلْق.
وعنه: ع.، ون. أيضا، عن رجلٍ، عنه، وإسماعيل القاضي، وزكريّا السّاجيّ، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خُزَيْمَة، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرميّ، و [بكر بن أحمد بن] [1] مقبل، ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم، وابن صاعد، وخلْق.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ [2] .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أبي حفص الصّيرفيّ وأوثق منه وأحفظ.
__________
[ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 106 رقم 2362، والتاريخ الصغير، له 237، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 446، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 31، وعمل اليوم والليلة للنسائي 308 رقم 396، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 12، 187، 252، 348 و 3/ 145، وتاريخ الطبري 1/ 179، 191، والجرح والتعديل 8/ 471 رقم 2159، والثقات لابن حبّان 9/ 217، 218، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 750 رقم 1256، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 286 رقم 1707، وتاريخ بغداد 13/ 287- 289 رقم 7255، والجمع بين رجال الصحيحين لابن عساكر 301 رقم 1083، ونشوار المحاضرة للتنوخي 7/ 51، ومروج الذهب 2032، واللباب لابن الأثير 3/ 316، 317، والكامل في التاريخ 7/ 136، ووفيات الأعيان 2/ 108، 247 و 3/ 173، 174 و 7/ 54، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1409، 1410، والكاشف 3/ 177، 178 رقم 5921، ودول الإسلام 1/ 151، وسير أعلام النبلاء 12/ 133- 136 رقم 47، والعبر 1/ 457، وتذكرة الحفاظ 2/ 519، ومرآة الجنان 2/ 156، والبداية والنهاية 11/ 7، وتهذيب التهذيب 10/ 430، 431 رقم 780، وتقريب التهذيب 2/ 300 رقم 69، وتاريخ الخميس 2/ 379، وطبقات الحفاظ 227، والنجوم الزاهرة 2/ 332، وخلاصة تذهيب التهذيب 401، وشذرات الذهب 2/ 123.
[1] بياض في الأصل، الإستدراك من: تهذيب الكمال 3/ 1410.
[2] الجرح والتعديل 8/ 471 وزاد: «ورصنيه» .
[3] الجرح والتعديل.

(18/507)


وقال النَّسائيّ: ثقة [1] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمد: حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ محمد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ [2] وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [3] . قال عبد الله: لمّا حَدَّث نصر بهذا الحديث أمر المتوكًل بضرْبه ألفَ سَوط، فكلَّمَه جَعْفَر بْن عَبْد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرّجل من أهل السنة. ولم يزل به حَتَّى تركه. وكان له أرزاق، [فوفّرها [4]] عليه مُوسَى.
قال الخطيب [5] : ظنّه المتوكًل رافضيّا، فَلَمّا علم أنّه من أهل السنة تركه.
وقال ابن أبي دَاوُد: كان المستعين باللَّه بعث إلى نصر بْن عليّ يُشْخِصُه للقضاء، فدعاه عَبْد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: ارجعُ فأستخير اللَّه عزّ وجلّ. فرجع إلى بيته نصف النّهار، فصلّى رَكْعتين وقال: اللَّهمّ إنْ كان لي عندك خيرٌ فاقبِضْني إليك. فنام، فأنْبهوه فإذا هُوَ ميت [6] . أنبأنا بها جماعة قَالُوا:
أَنَا الْكِنْدِيُّ، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب، أَنَا الْحَسَن بْن عثمان الواعظ، أَنَا جَعْفَر بْن محمد بْن الحَكَم الواسطيّ، نا ابن أبي داود.
وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه اللَّه.
وأخبرنا ابن تاج الأُمَناء، عن القَاسِم بْن الصّفّار: أَنَا عَائِشَةُ بِنْت الصّفّار، أَنَا ابن العلاء البُسْتيّ، أَنَا أبو زَكَرِيّا المزكّيّ، ثنا أبو بَكْر بن أبي دارم الحافظ،
__________
[1] المعجم المشتمل 301.
[2] في الأصل: «هاذين» .
[3] أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه 1/ 77، والترمذي في الجامع (3733) ، وقال:
حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلّا من هذا الوجه.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 135.
[5] في تاريخه 13/ 287، 288.
[6] تاريخ بغداد 13/ 289.

(18/508)


سَمِعت عليّ بْن الْعَبَّاس البَجَليّ المَقَانعيّ يقول: كنّا عند نصر بن عليّ، فورد عليه كتاب بتقليده قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي اللّيلة. فَغَدَوْنا مِن الغد، فإذا على بابه نَعْش. فسألنا أهله، فقالوا: بات ليلته يصلّي، ثُمَّ سجد فِي السَّحَر فأطال، فحرّكناه فوجدناه ميتا.
قال البخاريّ [1] : مات في ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين.
وقيل: مات سنة إحدى وخمسين [2] ، وليس بشيء. نصّ جماعة على الأول.
ووقع لنا حديثه عاليا.
554- نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة [3]- ق. - أبو القاسم الحمصيّ.
عن: أبيه، وإسماعيل بن عيّاش.
وعنه: ق.، ويعقوب الفَسَويّ، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الزّاهد، وجماعة.
قال أبو حاتم [4] : ضعيف لا يُصَدَّق، أدركته ولم أكتب عنه.
555- نُصَيْر بن الفرج [5]- د. ن. - أبو حمزة الأسلميّ الثّغريّ خادم الزّاهد أبي معاوية الأسود.
__________
[1] في تاريخه، وكذا في الثقات لابن حبّان، وغيره.
[2] المعجم المشتمل 301.
[3] انظر عن (نصر بن محمد بن سليمان) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 311، والجرح والتعديل 8/ 471 رقم 2158، والثقات لابن حبّان 9/ 217، والمعجم المشتمل لابن عساكر 302 رقم 1085، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1410، 1411، والكاشف 3/ 178 رقم 5926، وتهذيب التهذيب 10/ 432، 433 رقم 785، وتقريب التهذيب 2/ 300 رقم 74، وخلاصة تذهيب التهذيب 401.
[4] الجرح والتعديل 8/ 471.
[5] انظر عن (نصير في الفرج) في:
الجرح والتعديل 8/ 493 رقم 2258، والمعجم المشتمل 302 رقم 1087، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1411، والكاشف 3/ 179 رقم 5929، وتهذيب التهذيب 10/ 434 رقم 790، وتقريب التهذيب 2/ 300 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 401.

(18/509)


عن: شُعْبة بن حرب، ومحمد بن الْجُعَفِيِّ، وأبي أُسامة، ومُعَاذ بن هشام، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي داود.
وثّقة النَّسائيّ [1] .
وتُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [2] .
556- نُصَيْر بن يزيد [3] .
أبو ضَمرة الحنفيّ البغداديّ: نزيل سمرقَنْد.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي معاوية الضّرير.
وعنه: سيف بن حفص السَّمَرْقَنْديّ، ومحمد بن سهل الغزّال.
تُوُفّي سنة سبعٍ وأربعين [4] .
557- النَّضْر بن طاهر [5] .
أبو الحَجّاج البصْريّ.
عن: جُوَيْرية بن أسماء، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، وهُشَيْم، وعيسى بن يونس، ودَلْهَم بن الأسود.
__________
[1] المعجم المشتمل 302.
وقال أبو حاتم الرازيّ: «ثقة» .
[2] المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (نصير بن يزيد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 220، وتاريخ بغداد 13/ 435، 436 رقم 7307.
[4] وقال محمد بن أحمد العياضي، والحسن بن حفص النهرواني: وجدنا في كتاب مسعود بن سهل بن كامل- بخطّه- سألت أبا يعقوب الأبّار، عن أبي حمزة نصير بن يزيد كان ثقة؟ قال:
نعم، قلت: كان صحيح الأحاديث؟ قال: نعم. قلت: فهل كانوا يغمزونه بشيء؟ قال: لا، كان رجلا صالحا لم يكن يغمز في شيء إلّا في مخالطته مع السلطان. (تاريخ بغداد 13/ 436) .
[5] انظر عن (النضر بن طاهر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 214، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2493، 2494، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 161 رقم 3527، والمغني في الضعفاء 2/ 697 رقم 6637، وميزان الاعتدال 4/ 258، 259 رقم 9070، ولسان الميزان 6/ 162، 163 رقم 573.

(18/510)


وعنه: عبد الله بن ناجية، وحَمْزة بن داود الثَّقَفيّ، ومحمد بن صالح الكلْبيّ، ومحمد بن الحسين بن شَهْرَيَار، وآخرون.
قال ابن عديّ [1] : ضعيف جدّا، يسرق الحديث. ويثب على حديث النّاس، ويحدَّث عمّن لم يرهم.
وقال أبو أَحْمَد الحاكم: ثنا محمد بْن القَاسِم بن جناح: ثنا النّضر بن طاهر، فذكر حديثا [2] .
558- نهار بن عثمان [3] .
أبو مُعَاذ البصْريّ.
عن: معتمر بن سليمان، وعمر بن عليّ المقدميّ.
وعنه: أبو حاتم، وقال [4] : صدوق، لقِيتُه في الرحلة الثّالثة.
559- نوح بن حبيب القومسيّ [5]- د. ن. - البذشيّ نسبة إلى قرية من قرى بِسْطام.
أبو محمد.
عن: أبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن خالد الصَّغانيّ، وعبد الرّزّاق، ويحيى القطّان، وعدّة.
__________
[1] في الكامل 7/ 2493 و 2494، وبه زيادة: «والضعف على حديثه بيّن» .
[2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» 9/ 214 وقال: «ربّما أخطأ ووهم» .
[3] انظر عن (نهار بن عثمان) في:
الجرح والتعديل 8/ 501 رقم 2299، والإكمال لابن ماكولا 7/ 368.
[4] الجرح والتعديل 8/ 501.
[5] انظر عن (نوح بن حبيب) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 275/ رقم 311 ورقم 375، وتاريخ الطبري 5/ 476، 535، والجرح والتعديل 8/ 486 رقم 2219، والثقات لابن حبّان 9/ 211 رقم 212، وتاريخ بغداد 13/ 319- 321، رقم 7290، وتاريخ جرجان 89، 221، وطبقات الحنابلة 1/ 390 رقم 505، والأنساب 2/ 114، والمعجم المشتمل 303 رقم 1089، واللباب 1/ 130، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1425، والكاشف 3/ 186 رقم 5991، وتهذيب التهذيب 10/ 481، 482 رقم 869، وتقريب التهذيب 2/ 308 رقم 162 وفيه «ابن أبي جبير» بدل «ابن حبيب» ، خلاصة تذهيب التهذيب 404.

(18/511)


وعنه: د. ن.، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، والحَسَن بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا بأس به [2] .
وقال أحمد بن سيّار: كان ثقة صاحب سنة وجماعة [3] ، مات في رجب سنة اثنتين وأربعين [4] .
وقال غيره: في شعبان [5] .
__________
[1] الجرح والتعديل 8/ 486.
[2] المعجم المشتمل 303، تاريخ بغداد 13/ 321.
[3] تاريخ بغداد 13/ 321.
[4] تاريخ بغداد 13/ 321، وقال ابن حبّان: مات قبل الرجفة بأربعة عشر يوما (الثقات 9/ 211) .
[5] تاريخ بغداد 13/ 321، المعجم المشتمل 303 وقال ابن عساكر: زرت قبره في قريته.
ووثّقه الخطيب في تاريخه 13/ 320.
وذكره أحمد بن حنبل: نوح بن حبيب القومسي فقال: لم يكن يكاتبني، إن الخير عليه لبيّن.
فقال له أبو بكر المرّوذي: أكتب عنه؟ قال: نعم.

(18/512)


- حرف الهاء-
560- هارون بن حاتم [1] .
أبو بشر الكوفيّ البزّاز.
عن: عبد السّلام بن حرب، و [أبي بكر بن عياش] [2] ، وجماعة.
وله تاريخ، وقع لنا من [تاريخه، وامتنعنا من الرواية [3]] عنه.
وقد كتب عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، ولم يحدثا عنه.
قال أبو حاتم فيه: أسأل الله السلامة [4] .
قلت: ومن مناكيره ما رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ» [5] . وكان له اعتناء بالقراءات، فروى الحروف عن: أبي بَكْر بْن عيّاش، وعن: حُسَيْنِ بْن عليّ الْجُعْفيّ، وعن: سُلَيْم.
روى عنه القراءة: موسى بن إسحاق، وأحمد الحلوانيّ، والمنذر بن
__________
[1] انظر عن (هارون بن حاتم) في:
الجرح والتعديل 9/ 88 رقم 364، والثقات لابن حبّان 9/ 241، والمغني في الضعفاء 2/ 704 رقم 6690، وميزان الاعتدال 4/ 282، 283 رقم 9152، وغاية النهاية 2/ 345، 346 رقم 3757، ولسان الميزان 6/ 177، 178 رقم 625.
[2] في الأصل بياض، استدركته من: ميزان الاعتدال.
[3] في الأصل بياض، والإستدراك من: ميزان الاعتدال 4/ 282.
[4] الجرح والتعديل 9/ 88 وفيه تتمّة: كان أبو زرعة كتب عنه، فأخبرته بسببه، فكان لا يحدّث عنه وترك حديثه.
[5] ميزان الاعتدال 4/ 283 و 4/ 401 (في ترجمة «يحيى بن عيسى الرمليّ) ، وقال الذهبي- رحمه الله-: لعلّه من وضع هارون.

(18/513)


محمد، والحسن بن العبّاس الرّازيّ، وغيرهم.
قال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
561- هارون بن زيد بن أبي الزّرقاء [1]- د. ن. - نزيل الرَّمْلَةِ.
روى عن: أبيه، وضَمْرة بن ربيعة.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن الحسين الباغَنْديّ، وجماعة [2] .
562- هارون بن سُفْيان [3] .
أبو سُفْيان المستمليّ مكحلة.
سمع: بقيّة بن الوليد، وَيَعْلَى بن الأشدق، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.
وعنه: عبد الله المدائنيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وأهل بغداد [4] .
تُوُفّي في شَعبان سنة سبْعٍ وأربعين [5] .
563- هارون بن عبد الله بن مروان [6]- م. ع. -
__________
[1] انظر عن (هارون بن زيد) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 307 رقم 1101 وفيه: هارون بن زيد بن يزيد، وكنيته أبو محمد، وتهذيب التهذيب 11/ 5، 6 رقم 8 (هارون بن زيد بن أبي الزرقاء) ، ومثله في:
خلاصة تذهيب التهذيب 407.
[2] قال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 307) .
[3] انظر عن (هارون بن سفيان) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 240 وفيه: «هارون بن موسى» ، وتاريخ بغداد 14/ 24، 25 رقم 7356 وفيه: «هارون بن سفيان بن راشد» ، والأنساب لابن السمعاني 11/ 302، وطبقات الحنابلة 1/ 396 رقم 517.
[4] وقال ابن حبّان في «الثقات» : «كان يتعاطى الحفظ» .
وقال له أبو نعيم: يا هارون أطلب لنفسك صناعة غير الحديث، فكأنك بالحديث، قد صار على مزبلة. (تاريخ بغداد 14/ 24، 25) .
[5] الثقات 9/ 240، تاريخ بغداد 14/ 25.
[6] انظر عن (هارون بن عبد الله) في:

(18/514)


الحافظ أبو موسى البغداديّ البزّاز المعروف بالحمّال.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي أُسامة، وعبد الله بن نُمَيْر، وأبي داود الطَّيَالِسيّ، وحُسَين الْجُعْفيّ، ومحمد بن أبي فُدَيْك، ويزيد بن هارون، وخلْق كثير.
وعنه: م. ع.، وابنه موسى بن هارون، ومحمد بْن وضَّاح، وبَقِيّ بْن مَخْلَد القُرْطُبيّان، والبَغَويّ، وابن صاعد، وخلْق.
وقال المَرُّوذيّ: سَأَلت أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فقال: أي والله أكتب عَنْهُ.
قلت: إنّهم ذكروا عنك أنّك سكتَّ عَنْهُ حين سألوك.
قال: ما أعرف هذا [1] .
وقال إبراهيم الحربيّ: لو كان الكذِب حلالا تَرَكَه تنزها [2] .
وقال النّسائيّ: ثقة [3] .
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: إنّما سُمِّي الحمّال لأنّه حمل رملا في طريق مكّة على ظَهره، فانقطع به فيما يقال [4] .
__________
[ () ] التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 178، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 422، والجرح والتعديل 9/ 92 رقم 382، والثقات لابن حبّان 9/ 239، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 322 رقم 1789، وتاريخ بغداد 14/ 22، 23 رقم 7353، وتاريخ جرجان للسهمي 435 رقم 794، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 551، 552 رقم 2147، والأنساب لابن السمعاني 4/ 204، والمعجم المشتمل لابن عساكر 308 رقم 1105، واللباب لابن الأثير 1/ 384، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 396- 398 رقم 519، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1430، والكاشف 3/ 189 رقم 6017، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1020، وسير أعلام النبلاء 12/ 115، 116 رقم 38، وتذكرة الحفاظ 2/ 478، 479، والعبر 1/ 207، والبداية والنهاية 10/ 345، وتهذيب التهذيب 11/ 8، 9 رقم 18، وتقريب التهذيب 2/ 312 رقم 18، والنجوم الزاهرة 2/ 243، وطبقات الحفاظ 207، وخلاصة تذهيب التهذيب 407، وشذرات الذهب 2/ 104.
[1] تاريخ بغداد 14/ 22، تهذيب الكمال 3/ 1430.
[2] تاريخ بغداد 14/ 23، تهذيب الكمال 3/ 1430.
[3] تاريخ بغداد 14/ 23، المعجم المشتمل 308.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1430.

(18/515)


وقال ابنه موسى: وُلِد سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [1] .
وتُوُفّي لتسع عشرة خَلَت من شوّال سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين [2] .
وقال بعضهم: سنة تسعٍ وأربعين [3] ، فغلط وَوَهِم [4] .
564- هارون بن عيسى.
أبو موسى الكوفيّ الفقيه الحنفيّ، كانت له حلقه الإشغال بجامع مصر.
وتُوُفّي في المحرّم سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.
565- هارون بن فِراس.
أبو موسى السِّجِسْتانيّ، المعروف بالعسْكريّ.
نزل مصر بعسكر الفُسْطاط، وكان جُنْديّا. ولزِم ابنَ وهْب وأكثر عنه.
وتَعَانى التّجارة.
تُوُفّي في شَعْبان.
566- هارون بن محمد بن بكار بن بلال العامليّ الدّمشقيّ [5]- د. ن. - عن: أبيه، وعمّه جامع، ومحمد بن عيسى بن سُمَيْع، ومنبّه بن عثمان، وأبي مُسْهِر، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن إسماعيل بن مهران
__________
[1] المعجم المشتمل 308.
[2] التاريخ الصغير 235، الثقات 9/ 239، المعجم المشتمل.
[3] المعجم المشتمل 308.
[4] وقال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. (الجرح والتعديل 9/ 92) .
وقال الخطيب: وكان ثقة حافظا عارفا. (تاريخ بغداد 14/ 22) .
[5] انظر عن (هارون بن محمد العاملي) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 602 رقم 1127، والجرح والتعديل 9/ 97 رقم 401، والمعجم المشتمل لابن عساكر 309 رقم 1106، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 323 و 15/ 539 و 19/ 639 و 34/ 610 و 37/ 169، 209، 371 و 39/ 207، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1430، 1431، والكاشف 3/ 189 رقم 6020، وتهذيب التهذيب 11/ 10 رقم 21، وتقريب التهذيب 2/ 312 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 407، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 140، 141 رقم 1760.

(18/516)


الإسماعيلي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وجماعة.
قال أبو حاتم [1] : صدوق [2] .
567- هارون بن موسى بن حيان التميمي القزويني [3]- ق. - عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدَّشْتكيّ، وعبد العزيز بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عَمْرو البَرْذَعيّ، وابنه موسى بن هارون.
قال أبو حاتم: ثقة، صدوق [4] .
وقال أبو يَعْلَى الخليليّ: ثقة، كبير المحلّ، مشهور بالدّيانة والعلم والإمامة [5] .
مات في سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين [6] .
568- هاشم بن محمد بن يزيد بن يَعْلَى [7] .
أبو الدرداء الأنصاريّ الشّاميّ المقدسيّ.
سمع: عَمْرو بن بكر السَّكْسكيّ، وعُتْبة بن السّكن.
__________
[1] الجرح والتعديل 9/ 97.
[2] وقال النسائي: لا بأس به. (المعجم المشتمل 309) .
[3] انظر عن (هارون بن موسى القزويني) في:
الجرح والتعديل 9/ 88 رقم 363، وتاريخ بغداد 14/ 32 رقم 7374، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي 4/ 185، 186، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1431، والكاشف 3/ 190 رقم 6025، وتهذيب التهذيب 11/ 13 رقم 27، وتقريب التهذيب 2/ 313 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 407.
[4] الجرح والتعديل 9/ 88، التدوين في أخبار قزوين 4/ 185.
[5] تهذيب الكمال 3/ 1431.
[6] وقال الرافعي القزويني: «وصنّف أبو موسى كتاب المعرفة، وهو كتاب كبير الفائدة» . (التدوين في أخبار قزوين 4/ 186) .
[7] انظر عن (هاشم بن محمد) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 244 وفيه قال محقّقه بالحاشية (5) : «لم نظفر به» .

(18/517)


وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد المدنيّ، وعبد الله بن أبان بن شدّاد العسقلانيّ، وأحمد بن جَوْصا، وآخرون.
569- هاشم بن ناجية [1] .
أبو ثور السَلَمانيّ. من أهل سَلَمْيَة [2] .
روى عن: عطاء بن مسلم الخفّاف، وغيره.
روى عنه: محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو عَرُوبة الحَرَّانيّ.
570- هاني بن المتوكّل بن إسحاق [3] .
أبو هاشم الإسكندرانيّ الفقيه.
يروى عن: مالك، وحَيَّوَة بن شُرَيْح، وخالد بن حُمَيْد، وغيرهم.
كان مُفْتيا معمّرا.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقد جاوز المائة. قاله عليّ بن أبي مطر الإسكندرانيّ.
وهو أكبر شيخ لبّقِيّ بن مَخَلَد.
وقيل: إنّه روى عن معاوية بن صالح [4] .
571- هاني بن النَّضْر الأزديّ [5]- ق. -
__________
[1] انظر عن (هاشم بن محمد) في:
معجم البلدان 3/ 241.
[2] سلمية: بفتح أوله وثانية، وسكون الميم، وياء مثنّاة من تحت خفيفة. بليدة في ناجية البرّيّة من أعمال حماة. وكانت تعدّ من أعمال حمص، ولا يعرفها أهل الشام إلّا بسلميّة. (معجم البلدان) .
[3] انظر عن (هاني بن المتوكل) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 519 و 3/ 159، والجرح والتعديل 9/ 102 رقم 431، والمجروحين لابن حبّان 3/ 97، والأنساب لابن السمعاني 1/ 247، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 172 رقم 3583، والمغني في الضعفاء 2/ 707 رقم 6725، وميزان الاعتدال 4/ 291 رقم 9198، ولسان الميزان 6/ 186، 187 رقم 664.
[4] قال ابن حبّان: «كان يدخل عليه المناكير فيجيب فيكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال» . (المجروحون 3/ 97) .
[5] انظر عن (هاني بن النضر) في:

(18/518)


عن: منبّه بن عثمان، وأحمد بن خالد الوهبيّ، وعمرو بن سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، والفِرْيابيّ.
وعنه: بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وأبو بكر بن حُرَيْث، وأهل ما وراء النَّهر [1] .
572- هَدِيّة بن عبد الوهّاب [2]- ق. - أبو صالح المروزيّ.
عن: الفضل بن موسى، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والنَّضْر بن شُمَيْل، ووَكِيع، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن أبي طالب، وعثمان بن خُرَّزاد، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفِرْيابيّ، والحسين بن عبد الله الرَّقّيّ القطّان، وخلْق.
وثّقة ابن حِبّان، وقال [3] : ربّما أخطأ.
وقال ابن عساكر [4] : مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
573- هشام بن خالد [5]- د. ق. -
__________
[ () ] التاريخ الصغير للبخاريّ 237 وفيه كنيته: أبو يحيى.
[1] ورّخ ابن حبّان وفاته بسنة 250 هـ.
[2] انظر عن (هديّة بن عبد الوهاب) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 518 و 2/ 194 و 3/ 157، والجرح والتعديل 9/ 124 رقم 524، والثقات لابن حبّان 9/ 246، والإكمال لابن ماكولا 7/ 405، والمعجم المشتمل لابن عساكر 310 رقم 1112، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1435، والكاشف 3/ 193 رقم 6047، وتهذيب التهذيب 11/ 25، 26 رقم 54، وتقريب التهذيب 2/ 315 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 413.
[3] في: «الثقات» 9/ 246.
[4] في المعجم المشتمل 310.
[5] انظر عن (هشام بن خالد الأزرق) في:
تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 23، والجرح والتعديل 9/ 57 رقم 235، والثقات لابن حبّان 9/ 233، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 158، والمعجم المشتمل لابن عساكر 311 رقم 1117، ومعجم البلدان 5/ 134، ومروج الذهب 368 وفيه قال مفهرسه (شارل پلا)

(18/519)


أبو مروان الدّمشقيّ الأزرق.
عن: بقيّة، والوليد، ومروان بن معاوية، وضَمْرة، وسُوَيْد بن عبد العزيز، والحسين بن يحيى الخُشَنيّ، ومبشّر بن إسماعيل، وخلق.
وعنه: د. ق.، وبقيّ بن مخلد، وأبو زعرة الرّازيّ، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البُجَيْريّ، وأبو الْجَهْم بن طلاب، ومحمد بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وعدّه أبو زُرْعة الدّمشقيّ في أهل الفَتْوَى بدمشق.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: مولده سنة أربع وخمسين ومائة. وتُوُفّي لسبعٍ بقين من جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وأربعين [2] .
574- هشام بن عُبَيْد الله الكلبيّ الدّمشقيّ [3] .
أبو الوليد.
عن: بقيّة بن الوليد، وعُتْبة بن حمّاد.
وعنه: سليمان بن حَذْلَم، وأبو الْجَهْم أحمد بن طلاب، وأبو الدَّحْداح أحمد بن محمد الدّمشقيُّون.
575- هشام بن عمّار بن نُصَيْر بن مَيْسَرة [4]- خ. ع. -
__________
[ () ] ج 2/ 742: لم أهتد إلى تشخيصه، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1439، وميزان الاعتدال 4/ 298 رقم 9222، والكاشف 3/ 195 رقم 6066، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1021، وتهذيب التهذيب 11/ 37، 38 رقم 77، وتقريب التهذيب 2/ 318 رقم 78، وخلاصة تذهيب التهذيب 409، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 144 رقم 1768.
[1] الجرح والتعديل 9/ 57.
[2] في آخرها. (الثقات 9/ 233) .
[3] انظر عن (هشام بن عبيد الله) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 378.
[4] انظر عن (هشام بن عمّار) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 473، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 199 رقم 2701، والتاريخ الصغير، له 235، والمعارف لابن قتيبة 624، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 809، وعمل اليوم والليلة للنسائي 398 رقم 615، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 5، 14،

(18/520)


الإمام أبو الوليد السُّلَميّ، ويقال: الظَّفَريّ الدّمشقيّ، خطيب دمشق ومُفْتيها ومُقْرِئها ومحدِّثها.
قال البَاغَنْديّ: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة.
روى عن: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الرّجال، ومسلم بن خالد الزنجي، والحكم بن هشام الثقفي، وإسماعيل بن عياش، ومعروف الخياط الذي رأى واثلة، ويحيى بن حمزة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعيسى بن يونس، والهيثم بن حميد، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، والهقل بن زياد، وخلق كثير.
وعنه: خ. د. ن. ق. وت.، عن رجلٍ، عنه، وبَقِيّ بن مخلد، ومحمد بن
__________
[ () ] 78، 85، 288 و 4 ق 1/ 15- 17، 25، 26، 30، 32، 40، 45، 59، 74، 76، 79، 108، 109، 118، 126، 131، 145- 147، 150، 152، 153، 155، 158، 261، 262، 278، 357- 359، 445، 446، 502، 512، 523، 556، وفتوح البلدان للبلاذري 20، 99، 149، 165، 167، 172، 179، 183، 187، 188، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 201، وتاريخ الثقات للعجلي 459 رقم 1741، والجرح والتعديل 9/ 67766 رقم 255، والثقات لابن حبّان 9/ 233، ومروج الذهب للمسعوديّ 2976، والبدء والتاريخ للمقدسي 1/ 63، والفهرست لابن النديم 55، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 55 رقم 6، والعيون والحدائق لمجهول 3/ 143، والمستدرك على الصحيحين 1/ 229 وفيه «هشام بن عمارة» ، وتاريخ جرجان للسهمي 235، 281، 380، 413، 484، 518، والسابق واللاحق للخطيب 363، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 548، 549 رقم 2136، وذمّ الهوى لابن الجوزي 65، 155، والمعجم المشتمل لابن عساكر 312 رقم 1120، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) 42/ 556، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 2/ 37- 40، 56، ومعجم البلدان 1/ 266، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1443- 1445، والكاشف 3/ 159، والمغني في الضعفاء 2/ 73 رقم 6755، وميزان الاعتدال 4/ 302- 304 رقم 9234، وسير أعلام النبلاء 11/ 420- 435 رقم 98، ودول الإسلام 1/ 148، والعبر 1/ 445، وتذكرة الحفاظ 2/ 451، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1023، ومعرفة القراء الكبار 1/ 195- 198 رقم 6078، والبداية والنهاية 10/ 345، وغاية النهاية 2/ 354- 356 رقم 3787، والإغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 105 رقم 119، ومشارع الأشواق للدمياطي 2/ 752، وتهذيب التهذيب 11/ 51- 54 رقم 90، وتقريب التهذيب 2/ 320 رقم 93، ولسان الميزان 7/ 419 رقم 5104، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 352، 353 رقم 667، وطبقات الحفاظ للسيوطي 197، والنجوم الزاهرة 2/ 321، وخلاصة تذهيب التهذيب 412، وشذرات الذهب 2/ 109، 110، والأعلام 9/ 567، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 166، 167، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 145، 146 رقم 1770.

(18/521)


سعْد كاتب الواقديّ، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلام وهما أقدم منه موتا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن مسلم المَقْدسيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن قُتَيْبَة العسقلانيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن خُرَيْم العُقَيْليّ، وعبد الله بن عتّاب الزّفْتيّ، وخلْق كثير من سائر الآفاق.
وقد قرأ القرآن على: عِراك بن خالد، وأيّوب بن تميم.
وتصدَّر للإقراء، فعرَض عليه: أبو عُبَيْد مع تقدُّمه، وأحمد بن يزيد الحُلْوانيّ، وهارون بن موسى الأخفش، وأبو عليّ إسماعيل بن الحُوَيرِس، وأحمد بن محمد بن مامَوَيْه، وطائفة.
وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شابور.
قال معاوية الأشعريّ، وإبراهيم بن الْجُنَيْد، فيما روياه عن يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال أبو حاتم، عن ابن مَعِين: كيّس كيّس [1] .
وقال النَّسائيّ [2] ، وغيره: لا بأس به.
وقال الدّار الدّارَقُطْنيّ: صدوق كبير المحلّ [3] .
قَالَ هِشَامٌ: كَتَبَ إِلَيْنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَعْجَبُ إِلَى الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ» [4] .
رَوَاهُ ابن عديّ [5] ، عن الحسنى بْن عبد الله القطّان: ثنا هشام [بْن عمّار، ثنا كامل بْن] [6] طلحة، عن ابن لَهِيعَة: ثنا أبو عُشّانة، سمع عقبة مثله.
__________
[1] الجرح والتعديل 9/ 66.
[2] المعجم المشتمل 312، وفي موضع آخر قال: صدوق.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1444.
[4] أخرجه أحمد في المسند 4/ 151، وابن عديّ في الكامل 4/ 1466.
[5] في الكامل 4/ 1465.
[6] في الأصل بياض، والمستدرك من: الكامل. (في ترجمة: عبد الله بن لهيعة) .

(18/522)


تَفرّد به ابن [لَهِيعَة] [1] .
وعن هشام قال: [ما أعدتُ خطبة] [2] منذ عشرين سنة.
قال عَبْدان: ما كان فِي الدّنيا مثله.
وقال محمد بْن الفَيْض: سَمِعت [هشام بْن عمّار] [3] قال: باع أبي بيتا بعشرين دينارا، وجهّزني للحجّ، فَلَمّا صرتُ إلى المدينة أتيتُ مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أنّ أسأله عَنْهَا. فأتيته وهو جالس فِي هيئة الملوك، وغلمانٌ قِيامٌ، والنّاس يسألونه، وهو يجيبهم. فَلَمّا انقضى المجلس قلت: يا أَبَا عبد الله، ما تقول فِي كذا وكذا؟ فقال: حصلنا على الصّبيان. يا غُلام احمله.
فحملني كما يُحمل الصَّبيّ، وأنا يومئذ مُدْرِك، فضربني بدرَّة مثل دِرَّة المعلمّين، سبعة عشرة دِرّة، فوقفتُ أبكي، فقال: ما يبكيك، أو جعتك هذه؟
قلت: إنّ أبي باع منزله ووجّه بي أتشرّف بك بالسّماع منك، فضربتني.
فقال: أكتُب. فحدَّثني سبعة عشر حديثا. وسألته عمّا كان معي من المسائل، فأجابني [4] .
وقال صالح جَزَرَة: سَمِعته يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدَّثني.
فقال: اقرأ.
فقلت: لا، بل حدَّثني.
فقال: اقرأ.
فلمّا أكثرتُ عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضْربه. فذهبَ بي، فضربني خمس عشرة دِرَّة بغير جُرْم، ثُمَّ جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك فِي حلّ.
فقال: ما كفّارته؟
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: الكامل 4/ 1466.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 11/ 430.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: تهذيب الكمال 3/ 1444، وسير أعلام النبلاء 11/ 428.
[4] تهذيب الكمال 3/ 1444، وسير أعلام النبلاء 11/ 428، 429، وانظر الحكاية في: الإرشاد للخليلي 2/ 38، 39.

(18/523)


قلت: كفّارته أنْ تحدَّثني بخمسة عشر حديثا. فحدَّثني فقلت له: زِدْ من الضَّرب، وزِدْ فِي الحديث. فضحِك وقال: اذهْب [1] .
وقال محمد بْن خُرَيْم: سَمِعت هشام بْن عمّار يقول فِي خطبته: قولوا الحقَّ، يُنْزلكم الحقُّ منازلَ أهلِ الحقِّ، يوم لا يُقْضى إلا بالحقِّ [2] . وكان هشام فصيحا مفوَّها بليغا.
قال الفَسَويّ: سَمِعته يقول: سَمِعت من سَعِيد بْن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتُبْه. ورأيت بُكْير بْن معروف، وسمعت منه الكثير، فلم أكتب عَنْهُ [3] .
وقال محمد بْن الفَيْض: كان هشام ممّن يُرَبِّع بعليّ [4] .
وقال أبو زُرْعة الرّازيّ: مَن فاته هشام بْن عمّار يحتاج إلى أنّ ينزل فِي عشرة آلاف حديث.
وقال أَحْمَد بْن عليّ الحواري: إذا حدَّثتُ فِي بلد فِيهِ مثل أبي الوليد هشام بْن عمّار فيجب لِلِحْيتي أنّ تُحْلَق [5] .
وقال محمد بْن عوف، أتينا هشام بْن عمّار فِي مزرعة له، وهو قاعد، وقد انكشفت سوأته، فقلنا: يا شيخ غطِّ سَوْأَتك. فقال: رأيتموه، لن تَرْمَدُوا أبدا [6] .
وقال أبو عبد الله الحُمَيْديّ الحافظ: أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أنّ
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1444، وسير أعلام النبلاء 11/ 429.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1444، وسير أعلام النبلاء 11/ 429.
[3] سير أعلام النبلاء 11/ 431.
[4] أي يذكر الأئمة الراشدين الأربعة بخير.
[5] سير أعلام النبلاء 11/ 432.
[6] تهذيب الكمال 3/ 1444، سير أعلام النبلاء 11/ 427.

(18/524)


هشام بْن عمّار قال: سَأَلت اللَّه سبْعَ حَوائج: سَأَلْتُهُ أنّ يغفر لي ولوالديّ، فما أدري ما صنع في هذه، وقضى لي السّتّة، وهي أنّ يرزقني الحجّ، وأن يُعَمِّرني مائة، وأن يجعلني مصدَّقا على حديث نبيّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأن يجعل النّاس يَغْدون إليَّ فِي طلب العِلْم، وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا.
فقيل له: من أَيْنَ لك الألف دينار؟
قال: وجّه المتوكًل ببعض ولده ليكتب عنّي لمّا خرج إلينا، ونحن نلبس الأُزُرَ، ولا نلبس السّراويلات، فجلست، فانكشفت ذَكَرِي، فرآه الغلام فقال:
يا عمّ استَتِرْ.
فقلت: رأيتَه؟
قال: نعم.
قلتُ: أما إنّك لا تَرْمَد إن شاء اللَّه.
فَلَمّا دخل على المتوكًل ضحك، فسأله فأخبره، فقال: فالٌ حَسَن تَفَاءَلَ به رَجُلٌ من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار [1] .
فحملت إليَّ من غير مسألة، ولا استشراف نفْس [2] .
قلت: كان فِيه دُعابة.
قال المَرُّوذيّ: ذكر أَحْمَد بْن حنبل هشام بْن عمّار فقال: طيّاش خفيف.
وقال المَرْوَرُوذيّ: ورد عليَّ كتاب من دمشق فِيهِ: سلْ لنا أَبَا عبد الله فإنّ هشام بْن عمّار قال: لفظ جبريل ومحمد صلى اللَّه عليه وسلم بالقرآن مخلوق.
فسألت أَبَا عبد الله فقال: أعرفه طيّاش، قاتَلَهُ اللَّه، الكرابيسي لم يَجْتَرِ أنّ يذكر جبريلَ ولا محمدا صلى اللَّه عليهما. هذا قد تجهَّم [3] .
وكان فِي كتابهم: سلْ لنا أَبَا عبد الله عن الصّلاة أنّه قال فِي خطْبته على المنبر: الحمد للَّه الَّذِي تجلّى لخلقه بخلقه.
__________
[1] في هامش الأصل وردت هذه العبارة: «قال كاتبه: وكان في المتوكل حسن ظن العلماء وفتوّة وكرم، رحمه الله تعالى» .
[2] تهذيب الكمال 3/ 1444، سير أعلام النبلاء 11/ 427، 428.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1444، سير أعلام النبلاء 11/ 432.

(18/525)


فسألت أَبَا عبد الله فقال: قاتَلَه اللَّه، أو دمّر اللَّه عليه، هذا جَهْميّ، اللَّه تعالى تجلّى للجبل، يقول هُوَ: اللَّه تجلّى لخلْقه بخَلْقه. إن صلّوا خلْفه فلُيُعِيدوا الصّلاة.
وتكلم أبو عبد الله بكلام غليظ [1] .
قال محمد بْن الفَيْض: سَمِعت هشام بْن عمّار يقول: فِي جُوسِيَة [2] رجلٌ شَرعَبيّ كان له بغل، فكان يدلج على بغله من جُوسيَة، وهي من قرى حمص، يوم الجمعة، فيصلّي الجمعة فِي مسجد دمشق، ثُمَّ يَرُوح فيبيتُ فِي أهله، فكان النّاس يعجبون منه. ثُمَّ إن بغله مات، فنظروا إلى جنبيه، فإذا ليس له أضلاع، إنما له صفحتان عظْم مُصْمت.
قال ابن الفَيْض: وسمعتُ جدّي، وبكّار بْن محمد يذكران حديث الشَرْعبيّ، كما ثنا هشام. رواها تمّام، عن محمد بْن سُلَيْمَان الرِّبعيّ، عَنْهُ [3] .
وقال أبو حاتم: لمّا كبر هشام تغّير، فكان كلَّما لُقِّن تَلَقَّنَ، وهو صدوق [4] .
وقال أبو دَاوُد: حَدَّث هشام بأرجح من أربعمائة حديث، ليس لها أصْل، مُسْنَدَة كلها. كان فَضْلَك يدور على أحاديث أبي مُسْهِر، وغيره [يلقنها] [5] هشام بْن عمّار، وكنت أخشى أنّ يفتق فِي الإسلام فتْقا.
وقال ابن عديّ سَمِعت [قسطنطين] [6] مَوْلَى المعتمد على اللَّه يقول:
حضرت إلى مجلس هشام بْن عمّار، فقال له المستمليّ: من ذكرت؟ قال: ثنا
__________
[1] وقد علّق الذهبي- رحمه الله- على قول الإمام أحمد فيه: طيّاش، فقال: لأنه بلغه عنه أنه قال في خطبته: الحمد للَّه الّذي تجلّى لخلقه بخلقه. فهذه الكلمة لا ينبغي إطلاقها، وإن كان لها معنى صحيح، لكن يحتجّ بها الحلوليّ والاتحادي. وما بلغنا أنه سبحانه وتعالى تجلّى لشيء إلّا بجبل الطور، فصيّره دكّا. وفي تجلّيه لنبيّنا صلّى الله عليه وسلّم اختلاف أنكرته عائشة، وأثبته ابن عباس.
(سير أعلام النبلاء 11/ 431، 432) .
[2] جوسية: بالضم، ثم السكون، وكسر السين المهملة، وياء خفيفة مفتوحة، وهي قرية من قرى حمص، تقع إلى الجنوب منها.
[3] سير أعلام النبلاء 11/ 433، 434.
[4] الجرح والتعديل 9/ 66، 67 وزاد: وكان قديما أصحّ، كان يقرأ من كتابه.
[5] في الأصل بياض، والمستدرك من: تهذيب الكمال 3/ 1444.
[6] في الأصل بياض، والمستدرك من: تهذيب 3/ 1444، وهو «قسطنطين بن عبد الله الرومي» .

(18/526)


بعض مشايخنا، ثمّ نعس. ثُمَّ قال له: مَن ذكرتَ؟ فنعس فقال: لا تنتفعوا به.
فجمعوا له شيئا فأعطوه، فكان بعد ذلك تحدَّث إليهم حتّى يَمَلُّوا.
وقال محمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ: عزمتُ زمانا أن أمسِك عن حديث هشام، لأنَّه كان يبيع الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: كان هشام يأخذ على الحديث، فقال لي مرّةً:
حَدَّثَنِي. فقلت: ثنا علي بن الجعد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية قال: عَلِّم مجّانا كما عُلِّمتَ مجانا.
قال: تَعرَّضت بي يا با عليّ.
قلت: بل قصدتُك [1] .
وروى الإسماعيليّ، عن عبد الله بْن محمد بْن سيار قال: كان هشام بْن عمّار يُلَّقْن. وكان يُلَّقْن كلّ شيء ما كان من حديثه. وكان يقول: أَنَا قد أخرجت هذه الأحاديث صِحاحا.
وقال اللَّه: فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ 2: 181 [2] .
وكان يأخذ على كلّ ورقتين دِرْهَما، ويُشارط ويقول: إن كان الخطّ دقيقا فليس بيني وبين الدّقيق عمل.
فقلت له: إنْ كنتَ تحفظ فحدِّث، وانْ كنتَ لا تحفظ فلا تُلَّقِن ما تُلَقِّن.
فاختلط من ذلك وقال: أَنَا أعرف هذه الأحاديث. ثُمَّ قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أنّ تعلم فأدخل إسنادًا فِي شيء.
فتفقّدتُ الأسانيد الّتي فيها قليل اضطّراب، فجعلتُ أسأله عَنْهَا، فكان يمرّ فيها يعرفها [3] .
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1444.
[2] سورة البقرة، الآية 181.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1444.

(18/527)


قال البخاريّ [1] ، وغيره: مات في آخر المحرّم سنة خمسٍ وأربعين [2] .
قلت: وكان ابنه أحمد بن هشام ممّن قرأ عليه وروى عنه، وبقي إلى سنة ستّ عشرة وثلاثمائة.
ووقع لنا حديث هشام عاليا [3] .
576- هلال بن بشر [4]- د. ن. - أبو الحسن المزنيّ البصريّ الأحدب.
عن: حمّاد بن زيد، وعبد العزيز العمّيّ، وجماعة.
وعنه: د. ن. [5] ، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، ويحيى بن محمد بن صاعد [6] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [7] .
577- هلال بن يحيى البصريّ [8] .
__________
[1] في تاريخه الكبير 8/ 199، والصغير 235.
[2] وبها أرّخه ابن حبّان في «الثقات» 9/ 233، وفيه: ولد سنة 153 هـ. وقال: كان يخضب بالحنّاء يحنأ، وكانت أذناه لاصقتين برأسه.
[3] ذكره العجليّ في ثقاته، وقال: صدوق. (تاريخ أسماء الثقات 459 رقم 1741) .
وقال الخليلي: ثقة كبير، روى عنه: البخاري في الصحيح، وسمع منه الأئمّة والقدماء، ورضيه الحفّاظ وعمّر.. أدركه المتأخّرون، وآخر من روى عنه ببغداد: الباغندي، وبالري: إبراهيم بن يوسف السنجاني، وبقزوين: علي بن أبي طاهر، وربّما تقع في حديثه غرائب عن شيوخ الشام، فالضعف يقع من شيوخه لا منه.
[4] انظر عن (هلال بن بشر) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 239، والمراسيل لأبي داود رقم 394، وعمل اليوم والليلة للنسائي 294 رقم 356، والثقات لابن حبّان 9/ 248، والمعجم المشتمل 313 رقم 1122، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1451، والكاشف 3/ 200 رقم 6098، وتهذيب التهذيب 11/ 75، 76 رقم 118، وتقريب التهذيب 2/ 322 رقم 124، وخلاصة تذهيب التهذيب 411، وفيه «أبو الحسن المدني» وهو تحريف.
[5] وهو قال: ثقة.
[6] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[7] وفي تاريخ البخاري الصغير، توفي سنة 253 هـ.
[8] انظر عن (هلال بن يحيى) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 281 و 2/ 120، 172، 174، 177، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 3/ 87، 88، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 314 رقم 3615، ونشوار المحاضرة

(18/528)


المتكلم المعروف بهلال الرأي.
مات في ذي القِعْدة سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
وكان عالما بالفِقْه. من كبار علماء الحنفيّة ببلده. ومِن أبصر النّاس بالشّروط.
روى عن: عبد الواحد بن زياد، وروى عن: أبي عَوَانَة، وغيرهما.
وقلَّ ما روى مِن الحديث. وهو ضعيف عندهم لأنّ له غَلَطات على قِلّة ما عنده.
وروى أيضا عن: عبد الرحمن بن مَهْديّ.
حدَّث عنه: عبد الله بن قَحْطَبَة شيخ لابن حِبّان، والحسين بن أحمد بن بِسْطام، وغيرهما.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» [1] فَقَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ، ثنا هِلالُ بْنُ يَحْيَى الرَّأْيُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَتْ قَبْضَةُ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ نَعْلُهُ لَهُ قِبَالانِ» .
وروى عن: عبد الواحد بن زياد.
أدرك السّماع عنه: أبو بكر البزّار.
578- هنّاد بن السَريّ بن مُصْعَب بن أبي بكر بن شَبْر بن صَعْفُوق بن عَمْرو بن [حاجب بن] زُرَارة بن عُدُس بن زيد بن عبد الله بن دارم [2]- م. ع. -
__________
[ () ] للتنوخي 6/ 171، والكامل في التاريخ 7/ 88، ووفيات الأعيان 1/ 280 و 6/ 382. وميزان الاعتدال 4/ 317 رقم 9284، ولسان الميزان 6/ 202، 203 رقم 721.
[1] ج 3/ 88.
[2] انظر عن (هنّاد بن السريّ) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 248 رقم 2889 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير، له 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 51، وعمل اليوم والليلة للنسائي 188 رقم 110، ورقم 393 و 397 ورقم 678، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، وأخبار القضاة 2/ 309، وتاريخ الطبري 1/ 12، 22، 45، 56، 63، 144، 251 و 2/ 158 و 4/ 196، والجرح والتعديل 9/ 119، 120 رقم 501، والثقات لابن حبّان 9/ 246 والزيادة بين الحاصرتين منه، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 328 رقم 1806، والمستدرك على الصحيحين 1/ 171،

(18/529)


أبو السّريّ التّميميّ الدّارميّ الكوفيّ الحافظ، أحد العُبّاد.
روى عَنْ: أَبِي الأَحْوَص سلام بْن سُلَيْم، وشَرِيك، وعَبْثَر بن القاسم، وهشيم، وإسماعيل بن عيّاش، وابن المبارك، وعبد الرحمن ابن أبي الزناد، وعبد السلام بن حرب، وفضيل بن عياض، وخلق.
وعنه: م. ع.، والبخاريّ في غير «الصّحيح» ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، وآخرون.
وَسُئِلَ أَحْمَد بْن حنبل: عمّن نكتب بالكوفة؟
فقال: عليكم بهنّاد [1] .
وقال قُتَيْبَةَ: ما رَأَيْت وَكِيعًا يُعظِّم أحدا تَعظيمه لهنّاد. ثمّ يسأله عن الأهل [1] [2] .
وقال النَّسائيّ: ثقة [3] .
وقال أَحْمَد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوريّ: سَمِعت هناد بْن السري غير مرة إذا ذكر قُبَيْصة بْن عُقْبَة قال: الرجل الصّالح. وتَدْمع عيناه.
قال: وكان هنّاد كثير البكاء. كنت عنده ذات يوم في مسجده، فلمّا فرغ
__________
[ () ] والسابق واللاحق للخطيب 371، وتاريخ جرجان للسهمي 302، 435، 495، 534، 544، 546، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 221 ومنه الزيادة، والإكمال لابن ماكولا 7/ 404، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 557 رقم 2167، والمعجم المشتمل لابن عساكر 313 رقم 1122، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1450، والكاشف 3/ 199 رقم 6093، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1024، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 11/ 465، 466 رقم 118، وتذكرة الحفاظ 2/ 507، 508، والعبر 1/ 441، ومشارع الأشواق 2/ 743، والبداية والنهاية 10/ 345، وتاريخ الخميس 2/ 378، وتهذيب التهذيب 11/ 70، 71 رقم 109، وتقريب التهذيب 2/ 321 رقم 113، والنجوم الزاهرة 2/ 316، وطبقات الحفاظ 220، وخلاصة تذهيب التهذيب 414، وشذرات الذهب 2/ 104، والرسالة المستطرفة 39، والأعلام 9/ 101، ومعجم المؤلفين 13/ 154، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 165، 166.
[1] الجرح والتعديل 9/ 119، 120.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1450.
[3] المعجم المشتمل 313.

(18/530)


من القراءة عاد إلى منزله، فتوضّأ وانصرف إلى المسجد، وقام على رِجْلَيه يصلّي إلى الزّوال، وأنا معه فِي المسجد. ثُمَّ رجع إلى منزله فتوضّأ وانصرف إلى المسجد، فصلّى بنا الظُّهْر، ثُمَّ قام على رِجْلَيْه يصلّي إلى العَصْر ويرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرًا. ثُمَّ صلّى بنا العصر، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ فِي المُصْحَف إلى اللّيل، فصليت، معه المغرب، وقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة.
قال: هذه عبادته بالنّهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيتَ عبادتَه باللَّيل؟
وما تزوّج قَطّ ولا تَسَرّى قَطّ، وكان يقال له: راهب الكوفة [1] .
قلتُ: ولهنّاد مصنَّف كبير فِي الزُّهْد يرويه ابن الخير.
قال السّرّاج: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر سنة ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين [2] ، رحمه الله ورضيّ عنه [3] .
579- الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عِمران العنْسيّ الدّمشقيّ [4]- ن. - عن: خاله محمد بن عائذ، وزيد بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان.
وعنه: ن.، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، وأبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ [5] .
__________
[1] تهذيب الكمال 3/ 1450.
[2] الثقات 9/ 246، المعجم المشتمل 313.
[3] وقال ابن ماكولا: «له مصنّفات، وهو أحد أئمّة أهل النقل» .
[4] انظر عن (الهيثم بن مروان) في:
أخبار القضاة لوكيع 3/ 204، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 217 و 37/ 213، و 39/ 342، والمعجم المشتمل 314 رقم 1129، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1457، والكاشف 3/ 203 رقم 6129، وتهذيب التهذيب 11/ 99 رقم 168، وتقريب التهذيب 2/ 327 رقم 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 156، 157 رقم 1779.
[5] قال النسائي: لا بأس به.

(18/531)


- حرف الواو-
580- واصل بن عبد الأعلى الكوفي [1]- م. ع. - عن: أبي بكر بن عيّاش، ومحمد بن فُضَيْل، ووَكِيع، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وأبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وآخرون.
وثَّقة النَّسائيّ [2] .
وتُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [3] .
581- الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس [4]- م. د. ت. ق. -
__________
[1] انظر عن (واصل بن عبد الأعلى) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 235، وعمل اليوم والليلة للنسائي 305 رقم 388، وتاريخ الطبري 1/ 23، 50، والجرح والتعديل 9/ 32 رقم 144، والثقات لابن حبّان 9/ 231، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 304 رقم 1754، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 543 رقم 2114، والمعجم المشتمل لابن عساكر 304 رقم 1090، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1458، والكاشف 3/ 204 رقم 6135، وتهذيب التهذيب 11/ 104 رقم 179، وتقريب التهذيب 2/ 328 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 414.
[2] المعجم المشتمل 304.
[3] التاريخ الصغير، الثقات، المعجم المشتمل.
[4] انظر عن (الوليد بن شجاع) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 334 و 362، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 93 رقم 360، والتاريخ الصغير للبخاريّ 235، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 198، 228، والجرح والتعديل 9/ 7 رقم 28، والثقات لابن حبّان 9/ 227، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي (بتحقيقنا) 152، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 300، 301 رقم 1743، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 19، والسابق واللاحق للخطيب 136، وتاريخ جرجان للسهمي 187، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 539، 540 رقم 2099، وتاريخ بغداد 13/ 443، والمعجم المشتمل لابن عساكر 304 رقم 1091، وتاريخ

(18/532)


أبو همّام بن أبي بدر السَّكُونيّ الكوفيّ الحافظ، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وشَرِيك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، والوليد بن مسلم، وخلقا.
وعنه: م. د. ت. ق.، وعبّاس الدُّوريّ، وموسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، وأبو يعلى، وخلق.
قال أبو كريب: ما أخرج الشيوخ إلي كتابا إلا وفيه: فرغ أبو همام، فرغ أبو همام [1] .
وقال ابن معين [2] ، والنسائي [3] : لا بأس به.
وقال محمد بْن زَكَرِيّا الغَلابيّ: سمعتُ يحيى بْن مَعِين يقول: عند أبي همّام مائة ألف حديث عن الثّقات [4] .
قلت: مات في ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وأربعين [5] ، وقد وقع لي حديثه عاليا، ومات في عَشْر التّسعين [6] .
582- الوليد بن عَمْرو بن السُّكَيْن الضُّبعيّ البصْريّ [7]- ق. -
__________
[ () ] دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 349، والأنساب لابن السمعاني 7/ 101، والمعجم المشتمل لابن عساكر 304 رقم 1091، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1468، 1469، والكاشف 3/ 210 رقم 6176، والمغني في الضعفاء 2/ 722 رقم 6858، وميزان الاعتدال 4/ 339، 340 رقم 9374، وتهذيب التهذيب 11/ 135، 136 رقم 226، وتقريب التهذيب 2/ 333 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 416، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 174، 175 رقم 1792.
[1] تاريخ بغداد 13/ 445.
[2] قال في: معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 93 رقم 360: «ليس به بأس ليس هو ممن يكذب» .
[3] تاريخ بغداد 13/ 445، المعجم المشتمل 304.
[4] تاريخ بغداد 13/ 444، وزاد: وما سمعته يقول فيه سوءا قط، وكان يقول: ليس له بخت.
[5] التاريخ الصغير للبخاريّ 235، والثقات لابن حبّان 9/ 227، ويقال: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. (المعجم المشتمل 304) .
[6] وقال أحمد بن محمد بن صدقة: سمعت أحمد بن حنبل، سئل عن أبي همّام، فقال: اكتبوا عنه.
[7] انظر عن (الوليد بن عمرو) في:

(18/533)


عن: يعقوب الحضرميّ، وأبي همّام محمد بن محبّب الواسطيّ.
وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعبد الله بن عُرْوة الهَرَويّ [1] .
583- وهب بن بيان الواسطي [2]- د. ن. - سكن مصر، وحدَّث عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهْب.
وعنه: د. ن.، وابن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسّال، وغيرهم.
وثّقة النَّسائيّ [3] .
ومات سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [4] .
584- وهْب الله بن رزق.
أبو هُريرة المصريّ.
لم يذكره ابن يونس في تاريخه.
سمع: بِشْر بن بكر التِّنِّيسيّ، ويحيى بن بُكَيْر، وعبد الله بن يحيى المَعَافِريّ، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الله بن عُرْس شيخ الطَّبَرانيّ [5] .
585- وهْب بن حفص [6] .
__________
[ () ] الثقات لابن حبّان 9/ 228، والمعجم المشتمل لابن عساكر 305 رقم 1094، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1472، والكاشف 3/ 212 رقم 6191، وتهذيب التهذيب 11/ 144، 145 رقم 243، وتقريب التهذيب 2/ 334 رقم 77، وخلاصة تذهيب التهذيب 417.
[1] قال ابن حبّان: «ربّما أخطأ» . (الثقات 9/ 228) .
[2] انظر عن (وهب بن بيان) في:
عمل اليوم والليلة للنسائي 524 رقم 943، والثقات لابن حبّان 9/ 228، والمعجم المشتمل 309 رقم 1096، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1478، والكاشف 3/ 214 رقم 6211، وتهذيب التهذيب 11/ 160 رقم 271، وتقريب التهذيب 2/ 337 رقم 107، وخلاصة تذهيب التهذيب 418.
[3] المعجم المشتمل 309.
[4] المعجم المشتمل.
[5] المعجم الصغير، له 2/ 40.
[6] انظر عن (وهب بن حفص) في:

(18/534)


أبو الوليد البَجَليّ الحرّانيّ.
عن: محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وغيره.
وعنه: أبو عبد الله المحامليّ. [1] قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كان يضع الحديث [2] .
قلت: وهو وهْب بن يحيى بن حفص بن عَمْرو البَجَليّ. كان يُنْسب إلى جَدِّه تخفيفا.
روى أيضا عن: أبي قَتَادة الحَرّانيّ، ومحمد بن سليمان البُومة، وعبد الملك الجدي.
روى عنه: ابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي.
اتهمه أبو عروبة بالكذب [2] .
وقد روى عنه من المصريين: علي بن أحمد بن علان، وغيره [3] .
مات سنة خمسين ومائتين [4] .
__________
[ () ] المجروحين والضعفاء لابن حبّان 3/ 76، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 7/ 2532، 2533، وتاريخ بغداد 13/ 458 459 رقم 7325، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 188 رقم 3679، والمغني في الضعفاء 2/ 726 رقم 6902، وميزان الاعتدال 4/ 351 رقم 9425، والكشف الحثيث 453 رقم 827، ولسان الميزان 6/ 229، 230 رقم 819.
[1] تاريخ بغداد 13/ 458، 459، وفيه أيضا: كان ضعيفا.
[2] قال ابن عديّ: وسمعت أبا عروبة يقول: أبو الوليد بن المحتسب كذّاب يضع الحديث، فسألته مرة أخرى عنه فقال: «يكذب كذبا فاحشا» . (الكامل 7/ 2532) .
[3] قال ابن حبّان: «كان شيخا مغفّلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطئ فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد» . (المجروحون 3/ 76) .
وقال أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح: حدّثنا وهب بن حفص وكان من الصالحين مكث عشرين سنة لا يكلّم أحدا.
وقال ابن عديّ: وكل أحاديثه مناكير غير محفوظة. (الكامل 7/ 2533) .
[4] وقال أبو سعيد بن نفيس: توفي بعد الخمسين ومائتين بيسير. (تاريخ بغداد 13/ 459) .

(18/535)


[- حرف الياء-]
586- يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن [1]- ت. -
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أكثم) في:
التاريخ الكبير 8/ 263، والمعارف لابن قتيبة 520، 521، وتاريخ اليعقوبي 2/ 463، 465، 466، 489، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 244، 716، 794، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 693، 695، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 260 و 2/ 160- 167، 170 و 3/ 272، 273، 280، 281، 294، 300، 323، 324، 326، وتاريخ الطبري 8/ 622، 625، 649، 652 و 9/ 188، 190، 197، 233، والجرح والتعديل 9/ 129 رقم 546، والثقات لابن حبّان 9/ 265، 266، والأغاني 20/ 255، وتاريخ بغداد 14/ 191- 204 رقم 7489، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 541، وطبقات الفقهاء للشيرازي 137، 148، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 121، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 30، 31، 103، وبغداد لابن طيفور 31، 40، 50، 67، 71، 125، 140، 142، 148، 169، 182، والعقد الفريد 1/ 28 و 2/ 100، 147، 431 و 4/ 35 و 5/ 92، 93، 101، 122 و 6/ 146، 345، وثمار القلوب للثعالبي 124، 156- 158، 611، 693، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 70، 124، 263، 291، والعيون والحدائق 3/ 374، 376، 463، 468، 469، والجليس الصالح للجريري 3/ 14، 15، 61، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 241، والمعجم المشتمل لابن عساكر 315، 316 رقم 1133، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 191 رقم 3692، وبدائع البدائه لابن ظافر 335، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 348، ونشوار المحاضرة، له 3/ 94 و 5/ 230 و 5/ 42، 43، 101، 102، 174، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 193، 348، 349، والشهب اللامعة 12، والمستطرف 1/ 118، 166، والأخبار الموفقيات 134، وذم الهوى لابن الجوزي 98، 99، ومروج الذهب 2703، 2714، 2721، 2722، 2726- 2734، 2898، 2976، والأغاني 20/ 223، 224، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 621، 622، وصبح الأعشى 9/ 392، 393، وأمالي المرتضى 2/ 5، 6، والكامل في التاريخ 7/ 82، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 410- 413 رقم 539، والفخري في الآداب السلطانية 216، ووفيات الأعيان 1/ 84، 85، 89، 202، 203، 205 و 2/ 391، 392، 419 و 3/ 84 و 5/ 304 و (6/ 147- 165) ، 221 و 7/ 336، والروض المعطار للحميري 346، 414، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 149، 170، 405، 498- 500، وآثار البلاد للقزويني 317، 348، وخلاصة الذهب المسبوك 188، 189،

(18/536)


قاضي القُضاة أبو محمد التَّميميّ المَرْوَزِيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: الفضل بن موسى السِّينانيّ، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وعبد الله بن إدريس، وابن المبارك، وعبد العزيز الدَّرَاوَردِيّ، وطائفة.
وعنه: ت.، وأبو حاتم، والبخاريّ، وإسماعيل القاضي، وأبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن محمود المروزيّ، وجماعة.
وكان أحد الأئمة المجتهدين أولي التصانيف.
قال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة [1] .
وقال الحاكم: من نظر في كتاب «التّنبيه» ليحيى بن أكثم عرف تقدُّمه في العلوم [2] .
وقال طلحة الشّاهد: كان واسع العِلم بالفِقْه، كثير الأدب، حَسَن المعارضة، قائما لكل مُعْضِلَةٍ، غلب على المأمون حتّى لم يتقدّمْه أحدٌ عنده من النّاس جميعا، مع براعة المأمون في العلم.
وكانت الوزراء لا تعمل فِي تدبير المُلْك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى [3] .
__________
[ () ] 192، 195، 227، والمختصر في أخبار البشر 2/ 39، 40، وتاريخ ابن الوردي 1/ 226، 227، وملء العيبة للفهري 2/ 351- 353، ونزهة الظرفاء للغساني 23، ورسوم دار الخلافة 60، وشرح درّة الغوّاص 46، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1487- 1489، والمغني في الضعفاء 2/ 730 رقم 6929، وميزان الاعتدال 4/ 361، 362 رقم 9459، والكاشف 3/ 219 رقم 6243، والمعين في طبقات المحدّثين 91 رقم 1026، وسير أعلام النبلاء 12/ 5- 16 رقم 1، والعبر 1/ 439، ومرآة الجنان 2/ 135- 142، والبداية والنهاية 10/ 319، والجواهر المضيّة للقرشي 2/ 210، وحياة الحيوان الكبرى للدميري 2/ 2، 3، وتهذيب التهذيب 11/ 179- 183 رقم 311، وتقريب التهذيب 2/ 342، 343 رقم 18، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 362، والنجوم الزاهرة 2/ 316، 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 421، وشذرات الذهب 2/ 91، 101، 102، وعصر المأمون 1/ 440 و 2/ 303، 304.
[1] تاريخ بغداد 14/ 198.
[2] تاريخ بغداد 14/ 197، تهذيب الكمال 3/ 1487، سير أعلام النبلاء 12/ 6.
[3] تاريخ بغداد 14/ 198.

(18/537)


وقال الخطيب [1] : ولاه المأمون القضاء ببغداد، وهو مِن ولد أكثم بن صَيْفيّ التَميميّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: لمّا سمع يحيى بْن أكثم، من ابن المبارك، وكان صغيرا، صَنَع أَبُوه طعاما ودعا النّاس ثُمَّ قال: اشهدوا أنّ هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير [2] .
وقال أبو دَاوُد السنجي: سَمِعت يحيى بْن أكثم يقول: كنتُ عند سفيان فقال: بليت بمجالستكم بعد ما كنتُ أجالسُ من جالس أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَن أعظم منّي مُصيبة؟
فقلت: يا أَبَا محمد، الّذين بقوا حَتَّى جالَسُوك بعد مجالسة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم مصيبةً منك [3] .
وقال عليّ بْن خشْرم: أخبرني يحيى قال: صرتُ إلى حفص بْن غِياث، فتعشّينا عنده، فأتى بعُسٍ فشرب منه، ثُمَّ ناوله أَبَا بَكْر بْن أبي شيبة، فشرب منه، فناوله أبو بَكْر يحيى بْن أكثم، فقال له: أَيُسْكِر كثيرُه؟
قال: أيْ والله، وقليله.
فلم يشرب [4] .
وقال أبو حازم القاضي: سَمِعت أبي يقول: ولى يحيى بْن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، فقال أحدهم: كم سنُّ القاضي؟
قال: أَنَا أكبر مِن عَتّاب الذي استعمله رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أهلِ مكّة، وأكبر مِن مُعَاذ الذي وجّه به رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا على اليمن، وأكبر من كعب بْن سُور الّذي وجّه به عُمَر قاضيا على البصْرة وبقى بها سنة لا يقبل بها شاهدا.
__________
[1] في تاريخه 14/ 191.
[2] تاريخ بغداد 14/ 192، تهذيب الكمال 3/ 1487، سير أعلام النبلاء 12/ 6.
[3] تاريخ بغداد 14/ 192، طبقات الحنابلة 1/ 411، تهذيب الكمال 3/ 1487، سير أعلام النبلاء 12/ 7.
[4] تاريخ بغداد 14/ 193، تهذيب الكمال 3/ 1487، سير أعلام النبلاء 12/ 7.

(18/538)


فتقدَّم إليه أبي، وكان من الأمناء، فقال: أيّها القاضي قد وفّقت الأموُر وبَرِئْت.
قال: وما السبب.
قال: فِي ترك القاضي قبول الشهود.
قال: فأجاز يومئذٍ شهادة سبعين نفْسا [1] .
وقال الفضل بْن محمد الشّعرانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن أكثم يقول: القرآن كلام اللَّه، فمن قال: مخلوق يُستتاب، فإن تابَ، وإلا ضُرِبت عُنُقه [2] .
وعن يحيى بْن أكثم قال: ما سررتُ بشيء سروريَ بقول المستملي: مَن ذكرتَ رضي الله عنك.
وقد ذُكر للإمام أَحْمَد ما يُرمى به يحيى بْن أكثم، فقال: سبحان اللَّه، مَن يقول هذا [3] ؟
وقال الصُّوليّ: سمعتُ إسماعيل القاضي- وذُكر يحيى بْن أكثم- فعظّم أمره، وذكر له هذا اليوم، يعني يوم قيامه فِي وجه المأمون لمّا أباح متْعة النساء، وما زال به حَتَّى ردّه إلى الحقّ. ونصّ له الحديثُ فِي تحريمها [4] .
فقال لإسماعيل رجلٌ: فما كان يُقال؟
قال: مَعّاذ اللَّه أن تزول عدالة مثله بكذِب باغٍ أو حاسد. وكانت كُتُبُه فِي الفِقْه أجَلُّ كُتُبٍ تركها النّاس لطولها [5] .
وقال أبو الْعَبَّاس: سُئِل رَجُل من البلغاء عن يحيى بْن أكثم، وأحمد بْن أبي دُؤاد أيُّهما أنبل؟ فقال: كان أَحْمَد مجدّ مع جاريته وابنته، وكان يحيى يهزل مع
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 198، 199، ووفيات الأعيان 6/ 149، وطبقات الحنابلة 1/ 412، وسير أعلام النبلاء 12/ 7، 8، والنجوم الزاهرة 2/ 317.
[2] تاريخ بغداد 14/ 198، طبقات الحنابلة 1/ 412، سير أعلام النبلاء 12/ 8.
[3] تاريخ بغداد 14/ 198، طبقات الحنابلة 1/ 412، تهذيب الكمال 3/ 1486، سير أعلام النبلاء 12/ 8.
[4] انظر: تاريخ بغداد 14/ 199، 200.
[5] تاريخ بغداد 14/ 200، طبقات الحنابلة 1/ 413، وفيات الأعيان 6/ 149، 150، تهذيب الكمال 3/ 1486، سير أعلام النبلاء 12/ 8، 9.

(18/539)


عدوّه وخصمه [1] .
قلت: وقد ضعّفوه في الحديث.
وقال أبو حاتم: فيه نَظَر [2] .
وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن مَعِين: كان يكذب [3] .
وقال إسحاق بن راهَوَيْه: ذاك الدّجّال يُحدِّث عن ابن المبارك [4] ؟! وقال عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد: كان يسرق الحديث [5] .
وقال صالح جَزَرَة: حدَّث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها [6] .
وقال أبو الفَتَح الأزْديّ: روى عن الثّقات عجائب [7] .
وكان يحيى بْن أكثم أعْوَر. وقد وردت عَنْهُ حكايات فِي مَيْله إلى المُرْد.
وكان مَيْله إلى الملاح ونظره إليهم فِي حال الشَّبيبة والكُهُولة. فَلَمّا شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشَّناعة عليه استصحابا بالحال [8] .
قال أبو العَيْناء: تولّى يحيى بْن أكثم وقْفَ الأضِرّاء وطالبوه، ثُمَّ اجتمعوا فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء.
فقالوا: لا تفعل يا أَبَا سَعِيد.
فقال: الحبَس الحبَس.
فحُبِسوا، فَلَمّا كان اللّيل ضجّوا، فقال المأمون: ما هذا؟
قيل: الإضِرّاء.
فقال له: لِمَ حبستهم أعَلَى أنّ كنّوك؟
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 198، وفيات الأعيان 6/ 148، سير أعلام النبلاء 12/ 9.
[2] الجرح والتعديل 9/ 129.
[3] تاريخ بغداد 14/ 201.
[4] تاريخ بغداد 4/ 201.
[5] الجرح والتعديل 9/ 129.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 9.
[7] تاريخ بغداد 14/ 202، وفيه قال الأزدي: يحيى بن أكثم قاضي القضاة يتكلّمون فيه، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليه.
[8] سير أعلام النبلاء 12/ 10.

(18/540)


قال: بل حبستهم على التّعريض بشيخ لائطٍ فِي الخُرَيْبة [1] .
وقال أبو بَكْر الخرائطيّ: ثنا فَضْلَك المَرْوَزيّ قال: مضيتُ أَنَا وداود الأصبهانيّ إلى يحيى بْن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب فِي خمسةٍ منها أحسن جواب. ودخل غلامٌ مليح، فَلَمّا رآه، اضطّرب، فلم يقدر يجيء ولا يذهب فِي المسألة السّادسة، فقال دَاوُد: قُم، فإنّ الرجل قد اختلط [2] .
وقال أبو العَيْناء: كُنَّا فِي مجلس أبي عاصم، وكان أبو بَكْر بْن يحيى بْن أكثم حاضرًا، فنازع غلامًا، فقال أبو عاصم: مَهْيَم.
قَالُوا: أبو بَكْر ينازع غلامًا.
فقال: إنْ يسرق فقد سرق أبٌ له من قبل [3] .
وقد هُجِيَ يحيى بأبيات مفرّقة أعرضتُ عَنْهَا [4] .
قال الخطيب [5] : لمّا استُخْلِف المتوكًل صيّر يحيى بْن أكثم فِي مرتبة أَحْمَد بْن أبي دُؤاد، وخلع عليه خمس خِلَع.
وقال نِفْطَوَيْه: لمّا عُزل يحيى بْن أكثم عن القضاء بجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ جاءه كاتبه، فقال: سلّم الدّيوان.
فقال: شاهدان عَدْلان على أمير المؤمنين أنّه أمرني بذلك. فلم يلتفت، وأخذ منه الدّيوان قهرا، وغضب عليه المتوكًل وأمرَ بقبْض أملاكه، ثُمَّ حُوِّل إلى بغداد، وأُلْزِم بيته [6] .
قال الكوكبيّ: نا أبو عليّ محرز بْن أَحْمَد الكاتب: حَدَّثَنِي محمد بْن
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 194، 195، سير أعلام النبلاء 12/ 10 وفيه «الحربيّة» : وهي محلّة كبيرة مشهورة ببغداد، عند باب حرب.
[2] تهذيب الكمال 3/ 1486، سير أعلام النبلاء 12/ 10.
[3] اقتباس من سورة يوسف، الآية 77، والخبر في: تاريخ بغداد 14/ 197، ووفيات الأعيان 6/ 153، وسير أعلام النبلاء 12/ 11.
[4] انظر: تاريخ بغداد 14/ 196.
[5] في تاريخه 14/ 200، 201.
[6] تاريخ بغداد 14/ 201، سير أعلام النبلاء 12/ 11.

(18/541)


مُسْلِم السَّعْديّ قال: دخلتُ على يحيى بْن أكثم فقال: افتح هذا القِمَطْر، ففتحتها، فإذا شيء قد خرج منها، رأسُه رأسَ إنسان، ومن سُرَّته إلى أسفله خلقة زاغ، وفي ظهره سَلَعَة، وفي صدْره سَلَعَة، فكَّبْرُت وهلَّلْتُ وفزِعت، ويحيى يضحك- فقال لي بلسانٍ فصيح طَلْق:
أَنَا الزّاغ أبو عَجْوَةَ ... أَنَا ابن اللَّيْث واللَّبْوَة
أُحِبّ الرّاحَ والرَّيْحانَ ... والنَّشْوة والقهْوة
فلا عَرْبَدَتي تُخْشى [1] ... ولا تُحْذَرُ لي سَطْوَةٌ [2]
ثُمَّ قال لي: يا كهل، أنشِدني شِعْرًا غزِلا.
فقال لي يحيى: قد أنشدك فأنْشِده. فأنشدته:
أَغَرَّكِ أنْ أَذْنَبْتِ ثُمَّ تتابَعَتْ ... ذُنوبٌ فلم أهجُرْكِ ثُمَّ أتوبُ
وأكثرت حتّى قلت ليس بصارمي ... وقد يصدم الإنسانُ وهو حبيبُ [3]
فصاح: زاغ زاغ زاغ. وطار ثُمَّ سقط فِي القِمطْر.
فقلت: أعز اللَّه القاضي، وعاشقٌ أيضا.
فضحك. فقلت: ما هذا؟
قلت: هُوَ ما ترى. وجّه به صاحبُ اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد [4] .
وقال سَعِيد بْن عُفَيْر الْمَصْرِيّ: ثنا يعقوب بْن الحارث، عن شبيب بْن شيبة بْن الحارث قال: قدِمْتُ الشحْرَ [5] على رئيسها [6] ، فتذاكرنا النّسناس [7] .
فقال: صيدوا لنا منها.
__________
[1] في حياة الحيوان: «فلا عدوى يدي تخشى» .
[2] الأبيات في: حياة الحيوان الكبرى للدميري 2/ 2، وسير أعلام النبلاء 12/ 12، والنجوم الزاهرة 2/ 317.
[3] حياة الحيوان 2/ 3، سير أعلام النبلاء 12/ 12، 13، النجوم الزاهرة 2/ 317.
[4] سير أعلام النبلاء 12/ 13.
[5] الشحر: بكسر أوله وسكون ثانيه، صقع بين عدن وعمان.
[6] في: معجم البلدان: على رجل من مهرة، له رياسة وخطر.
[7] النّسناس: من فصيلة القرود. جاء في «حياة الحيوان الكبرى» 2/ 352، 353: قال في «المحكم» : هو خلق في صورة الناس مشتقّ منهم لضعف خلقهم.

(18/542)


فَلَمّا أنْ رُحْتُ إليه، فإذا بِنَسْناسٍ مع الأعوان، فقال: أَنَا باللَّه وبك.
فقلت: خَلُّوه. فخلّوه، فخرج يعدو. و [إنّما] [1] يرعون نبات الأرض.
فَلَمّا حضر الغد قال: استعدّوا للصَّيد، فإنّا خارجون. فلمّا كان السَّحَر سمعنا قائلا يقول:
أَبَا مخمر [2] ، إنّ الصُّبْح قد أسْفر، واللّيل قد أدْبر، والقانص [3] قد [حضر] [4] فعليك بالوَزَر.
فقال: كلى ولا تُراعي.
فقال الغلمان: يا أَبَا مخمر. فهرب، وله وجهُ كوجه الْإِنْسَان، وشَعَرات بيضٌ فِي ذَقْنه، ومثل اليد فِي صدره، ومثل الرِّجْل بين وَرَكَيْه. فأَلَطَّ [5] به كَلْبان وهو يقول:
إنّكما [حين] [6] تجارياني [7] ... أَلْفَيتماني خَضِلا عناني
لَوْ بي شبابٌ ما مَلَكْتُماني ... حَتَّى تموتا أو تُفَارِقاني [8]
قال: فأخذاه.
قال: ويزعمون إنّهم ذبحوا منها نَسْناسًا، فقال قائل منهم: سبحان اللَّه ما أحْمر دمَه.
فقال نَسناسٌ من شجرة: كان يأكل السُّمّاق.
فقالوا: نَسناس خذوه.
فأخذوه وقالوا: لو سكتَ، ما عُلِم به.
فقال آخر من شجرة: أناصميميت.
__________
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 13.
[2] في: سير أعلام النبلاء 12/ 13: «أبا محمد» ، وهذا غلط.
[3] في: معجم البلدان: «والقنيص» .
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: معجم البلدان، وسير أعلام النبلاء.
[5] ألطّ به: لزمه.
[6] المستدرك من: معجم البلدان.
[7] في: معجم البلدان: «نحارباني» .
[8] البيتان في: معجم البلدان 3/ 327 وفيه: «تخلياني» بدل تفارقاني» .

(18/543)


فقالوا: نسناس خذوه.
قال: و [بنو] [1] مَهْرة يصطادونها يأكلونها.
قال: وكان بنو أُمَيْم بْن لاوَذ بْن سام بْن نوح [2] قد سكنوا [زُنّار] [3] أرض رمْلٍ كثيرة النّخْل، ويُسمع فيها حِسّ الْجِنّ، حَتَّى كثُروا، فعصّوْا، فعاقبهم اللَّه وأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب يقع عليهم للّرجل والمرأة منهم يد أو رِجل فِي شِقّ واحدٍ، يقال لهم: النَّسْناس.
قال السّرّاج في تاريخه: مات يحيى بالرَّبَذَة مُنْصَرَفَه من الحجّ، يوم الجمعة نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين ومائتين [4] .
وقال ابن أخيه: بلغ ثلاثا وثمانين سنة.
ورئي أنّه غُفِر له وأُدْخِل الجنّة [5] .
587- يحيى بن جعفر بن أعين البيكنديّ البخاريّ [6]- خ. - أبو زكريّا الحافظ.
رحل وسمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
ورحل إلى عَبْدان فيمن رحل.
وعنه: خ. وعُبَيْد الله بن واصل، ومحمد بن أبي حاتم وراق البخاري، وآخرون.
__________
[1] الزيادة من: سير أعلام النبلاء 12/ 15.
[2] وفي: حياة الحيوان للدميري 2/ 353: يقال: إنهم من نسل إرم من سام أخي عاد وثمود.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 12/ 15.
[4] تاريخ بغداد 14/ 202، 203، ويقال: «في غرّة سنة ثلاث وأربعين. (المعجم المشتمل) .
[5] تاريخ بغداد 14/ 203 و 204.
[6] انظر عن (يحيى بن جعفر بن أعين) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 268، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 788 رقم 1317، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 567 رقم 2200، والأنساب لابن السمعاني 2/ 374، والمعجم المشتمل لابن عساكر 317 رقم 1138، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1492، والكاشف 3/ 221 رقم 2656، وسير أعلام النبلاء 12/ 100، 101 رقم 30، وتذكرة الحفّاظ 2/ 487، وتهذيب التهذيب 11/ 193 رقم 325، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 33، وطبقات الحفاظ 211، وخلاصة تذهيب التهذيب 422.

(18/544)


توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وكان من الأئمة.
588- يحيى بن الحارث الإخميمي.
أبو زكريا.
روى عن: ابن وهْب.
مات في رمضان سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.
589- يحيى بن حبيب بن عربيّ [1]- م. ع. - أبو زكريّا البصْريّ.
عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وجماعة.
وعنه: م. ع.، وزكريّا السّاجيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين [2] عن سن عالية.
وثّقة غير واحد [3] .
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [قَلَّ] [4] شيخ رأيته مثله بالبصْرة [5] .
قلت: هو أكبر شيخ لعمر بن بُجَيْر.
590- يحيى بن حكم الأندلسيّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن حبيب) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، وعمل اليوم والليلة للنسائي 347 رقم 499، والجرح والتعديل 9/ 137 رقم 581، والثقات لابن حبّان 9/ 265، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 335 رقم 1818، وتاريخ جرجان للسهمي 483، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 570 رقم 2215، والمعجم المشتمل 317 رقم 1139، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1492، والكاشف 3/ 221 رقم 6259، وتهذيب التهذيب 11/ 195، 196 رقم 330، وتقريب التهذيب 2/ 345 رقم 38، وخلاصة تذهيب التهذيب 422.
[2] التاريخ الصغير 236، الثقات 9/ 265.
[3] قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وروى عنه مسلم في صحيحه.
[4] بياض في الأصل، والمستدرك من: المعجم المشتمل.
[5] المعجم المشتمل 317.

(18/545)


الشّاعر الملقَّب بالغزال.
له ديوان معروف. وقد طال عُمره وعاش أربعا وتسعين سنة.
ومات سنة خمسين ومائتين.
591- يحيى بن خلف [1]- م. د. ت. ق. - أبو سلمة الباهليّ البصريّ المعروف بالجوباريّ.
ثقة، صاحب حديث.
روى عن: معتمر بن سليمان، وبِشْر بن المفضّل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة.
وعنه: م. د. ت. ق.، وجعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيّ، وعبدان الأهوازي، وطائفة.
توفي سنة اثنتين وأربعين [2] .
592- يحيى بن داود [3] .
أبو السفر الواسطي.
عن: أبي معاوية، ووكيع، وإسحاق الأزرق، وجماعة.
وعنه: محمد بن جرير، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن خلف) في:
المراسيل لأبي داود، رقم 356، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 652 و 3/ 22، والثقات لابن حبّان 9/ 268، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 337 رقم 1823، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 570 رقم 2216، والمعجم المشتمل لابن عساكر 318 رقم 1143، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1495، والكاشف 3/ 223 رقم 6272، وتهذيب التهذيب 11/ 204 رقم 342، وتقريب التهذيب 2/ 346 رقم 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 423.
[2] المعجم المشتمل 318.
[3] انظر عن (يحيى بن داود) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 266، والمعجم المشتمل لابن عساكر 318 رقم 1144، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1495، وتهذيب التهذيب 11/ 205 رقم 344، وتقريب التهذيب 2/ 346 رقم 55، وخلاصة تذهيب التهذيب 423.

(18/546)


توفي سنة أربع وأربعين ومائتين [1] ، ولا أعلم فيه جرحا. ذكر ابن عساكر في «النبل» [2] أنّ ق. روى عنه. وذلك وهْمٌ أوضحه صاحب «التّهذيب» [3] . وإنّما روى ق. عن يحيى بن يزداد [4] .
593- يحيى بن درست بن زياد [5]- ن. ق. - أبو زكريّا القرشيّ البصريّ.
عن: أبي إسماعيل القتّاد إبراهيم، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وغيرهم.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعَبْدان الأهوازيّ، وإبراهيم بن محمد بن متّويه الأصبهانيّ، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني المصريّ، وجماعة سواهم.
وكان صدوقا [6] .
594- يحيى بن سليمان بن نضلة الخُزَاعيّ المدنيّ [7] .
روى «الموطأ» عن مالك.
وروى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وسليمان بن بلال، والكِبار. وكان ابن صاعد تلميذه يقدّمه ويفخّم أمره.
__________
[1] المعجم المشتمل 318.
[2] ص 318.
[3] الحافظ المزّي في «تهذيب الكمال» 3/ 1495.
[4] وذكره ابن حِبان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» .
[5] انظر عن (يحيى بن درست) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 269 وفيه قال محقّقه بالحاشية (10) : «لم نظفر به» ، والإكمال لابن ماكولا 3/ 324 بالحاشية (نقلا عن الإستدراك لابن نقطة) ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 318 رقم 1145، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1495، 1496، والكاشف 3/ 224 رقم 6274، وتهذيب التهذيب 11/ 206 رقم 345، وتقريب التهذيب 2/ 347 رقم 56، وخلاصة تذهيب التهذيب 423.
[6] قال النسائي: هو ثقة. وفي موضع آخر قال: لا بأس به. (المعجم المشتمل 318) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[7] انظر عن (يحيى بن سليمان الخزاعي) في:
الجرح والتعديل 9/ 154 رقم 639، والثقات لابن حبّان 9/ 269، وميزان الاعتدال 4/ 383 رقم 9537، ولسان الميزان 6/ 261 رقم 917.

(18/547)


قال ابن عُقْدة: سمعت ابن خِراش يقول: لا يسوى شيئا [1] .
595- يحيى بن طلحة اليربوعيّ الكوفيّ [2]- ت. - عن: قيس بن الربيع، وشَرِيك، وأبي الأحْوص سلام بن سليم.
وعنه: ت.، وعبد الله بن زيدان البَجَليّ، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وإبراهيم بن متويه الأصبهانيان، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
قال النسائي: ليس بشيء [3] .
ووثقه غيره. [4] .
596- يحيى بن عبد الرحيم بن محمد [5] .
أبو زكريا البغدادي الخشرمي، نزيل مصر.
روى عن: عبد الله بن عثمان الوقاصي، وعُبَيْد بن حِبّان الْجُبَيْليّ، والفضل بن عبد الرحمن المَوْصِليّ.
سمع منه: أبو حاتم بمصر في الرحلة الثانية.
597- يحيى بن عبد الغفار الكُتُبيّ.
صاحب كتاب «السّنّة» .
__________
[1] وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وسألته عنه فقال: شيخ حدّث أياما ثم توفي.
وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «يخطئ ويهمّ» .
[2] انظر عن (يحيى بن طلحة) في:
تاريخ الطبري 1/ 324، والجرح والتعديل 8/ 190 رقم 663، والثقات لابن حبّان 9/ 264، والمعجم المشتمل 319 رقم 1150، ووفيات الأعيان 4/ 401، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1505، والمغني في الضعفاء 2/ 738 رقم 995، وميزان الاعتدال 4/ 387 رقم 9549، والكاشف 3/ 227 رقم 6298، وتهذيب التهذيب 11/ 233، 234 رقم 378، وتقريب التهذيب 2/ 350 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 424.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1505.
[4] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان يغرب» .
[5] انظر عن (يحيى بن عبد الرحيم بن محمد) في:
الجرح والتعديل 9/ 171 رقم 702، وتاريخ بغداد 14/ 187، 188 رقم 7485، والأنساب لابن السمعاني 5/ 125، واللباب لابن الأثير 1/ 445، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 198 رقم 1823.

(18/548)


روى عن: زيد بن الحُباب، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، وطبقتهما.
وتُوُفّي في رمضان سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.
وقيل: سنة تسعٍ وأربعين.
598- يحيى بن محمد بن قيس الأنصاريّ الكوفيّ [1] .
المقرئ المعروف بالعُلَيميّ.
قرأ القرآن على: أبي بكر بن عيّاش، وحمّاد بن شُعَيْب.
وتصدَّر للإقراء، وطال عمره، وعاش ثلاثا وتسعين سنة.
ومات في ثلاث وأربعين.
أخذ عنه: أبو يوسف بن يعقوب الواسطيّ، وغيره.
قرأ على أبي بكر سنة سبعين ومائة.
599- يحيى بن مخلد [2]- ن. - أبو زكريّا المقسميّ البغداديّ الفقيه.
روى عن: المُعَافَى بن عِمران، وعَمْرو بن عاصم الكِلابيّ.
وعنه: ن.، وإمام الأئمّة ابن خزيمة، وابن صاعد، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة [3] .
600- يحيى بن واقد [4] .
أبو صالح الطائي. عراقيّ نزل أصبهان.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد العليمي) في:
الإكمال لابن ماكولا 6/ 264، والأنساب لابن السمعاني 9/ 46 وفيه: «يحيى بن محمد بن عليم» ، وكذا في: اللباب لابن الأثير 2/ 355، ومعرفة القراء الكبار 1/ 202، 203، وغاية النهاية 2/ 378، 379 رقم 3864.
[2] انظر عن (يحيى بن مخلد) في:
تاريخ بغداد 14/ 207، 208 رقم 7495، والمعجم المشتمل لابن عساكر 322 رقم 1160، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1518، والكاشف 3/ 235 رقم 6357، وتهذيب التهذيب 11/ 278 رقم 553، وتقريب التهذيب 2/ 358 رقم 173، وخلاصة تذهيب التهذيب 428.
[3] المعجم المشتمل 322.
[4] انظر عن (يحيى بن واقد) في:
تاريخ بغداد 14/ 205 رقم 7491.

(18/549)


وروى عن: هُشَيْم، وابن أبي زائدة، وابن عُلَيّة.
وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وأبو العبّاس الجمّال.
وثقه إبراهيم بن أورمة. وكان رأسا في العربيّة.
آخر من روى عنه: محمد بن القاسم شيخ الحافظ ابن مَنْدَه.
601- يحيى بن يزيد بن ضِماد [1] .
أبو شَرِيك المُّراديّ المصريّ.
عن: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ، وضِمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وعنه: محمد بن داود بن عثمان الصَّدَفيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم الرّازيّ، ومحمد بن محمد البَاغَنْديّ، وآخرون.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ستٍّ وأربعين ومائتين [2] .
602- يزيد بن سعيد [3] .
أبو خالد الإسكندرانيّ، مولى بني سهم ويُعرف بالصّبّاحيّ.
روى عن: اللَّيْث بن سعْد، ومالك بن أنس، ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وكان فيما ذكر ابن يونس آخر من حدَّث بمصر عن مالك.
تُوُفّي في صفر سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
قلت: روى عنه ليعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن محمد بن ميسّر شيخ لابن المقرئ، والحَسَن بن إبراهيم بن مطروح الخولانيّ، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن يزيد المرادي) في:
الجرح والتعديل 9/ 198 رقم 828، والثقات لابن حبّان 9/ 262 وفيه قال محقّقه بالحاشية (2) : «لم نظفر به» ، وسير أعلام النبلاء 11/ 459 رقم 113، ولسان الميزان 6/ 282 رقم 991 وفيه: «ضمام» بدل: «ضماد» .
[2] قال عنه أبو حاتم الرازيّ: «شيخ» . وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[3] انظر عنه (يزيد بن سعيد الإسكندراني) في:
الجرح والتعديل 9/ 268 رقم 1124، والثقات لابن حبّان 9/ 277، والأنساب لابن السمعاني 1/ 283.

(18/550)


وما علِمتُ فيه ضعفا.
روى عنه أبو حاتم، وقال [1] : محلُّه الصِّدْق [2] .
603- يزيد بن عبد الله بن رُزَيْق الدّمشقيّ [3] .
عَنِ: الوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب.
وعنه: أحمد بن الْمُعَلَّى، وسليمان بن حَذْلَم، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن عَتَّاب الزِّفْتيّ.
وروى النَّسائيّ، عن رجلٍ، عنه.
تُوُفّي سنة نيفٍ وأربعين ومائتين.
604- يعقوب بن إسحاق بن السِّكّيت [4] .
أبو يوسف البغداديّ النّحْويّ، صاحب كتاب إصلاح المنطق. كان دَيِّنا فاضلا، مُوَثَّقا في نقل العربيّة.
__________
[1] في الجرح والتعديل 9/ 268.
[2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» . وذكر أنّ مولده سنة ثنتين وخمسين ومائة من أولها، ومات وهو قريب من مائة سنة، فأما البجيري فقال: سمعته يقول: أنا في سبع وتسعين سنة، وأسأل الله إتمام نعمه.
[3] انظر عن (يزيد بن عبد الله) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 275، 276، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 642، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1536، 1537، والكاشف 3/ 246 رقم 6439، وتهذيب التهذيب 11/ 341 رقم 653، وتقريب التهذيب 2/ 367 رقم 279، وخلاصة تذهيب التهذيب 432، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 216 رقم 1851.
[4] انظر عن (يعقوب بن إسحاق) في:
تاريخ الطبري 9/ 326، وطبقات النحويين واللغويين 202- 204، والفهرست لابن النديم 79، ومراتب النحويين 95، 96، وتاريخ بغداد 14/ 273، 274 رقم 7566، وأمالي المرتضى 1/ 96، 171، 418 و 2/ 83، 189، 190، والأذكياء لابن الجوزي 213، والكامل في التاريخ 7/ 91784، ورجال الحلّي 189 رقم 5، ووفيات الأعيان 1/ 311 و 2/ 457 و 4/ 357 و 5/ 307 و 6/ 234، (395- 401) و 7/ 73، والمختصر في أخبار البشر 2/ 40، 41، ومعجم الأدباء 20/ 50- 52، ودول الإسلام 1/ 147، وسير أعلام النبلاء 12/ 16- 19 رقم 2، والعبر 1/ 443، ومرآة الجنان 2/ 147- 149، ونزهة الجلساء 65، 127، 128 (138- 140) ، 143، والبداية والنهاية 10/ 346، وتلخيص ابن مكتوم 277، ومشارع الأشواق 2/ 745، 896، والمزهر 2/ 412، وبغية الوعاة 2/ 349، وشذرات الذهب 2/ 106، وإيضاح المكنون 1/ 94 و 2/ 13، 261، 262.

(18/551)


أخذ عن: أبي عَمْرو الشَّيْبانيّ، وغيره.
وعنه: أبو عِكْرمة الضَّبّيّ، وأحمد بن فرج المقرئ، وجماعة.
وكان أبوه مؤدبا، فتعلَّم يعقوب النَّحْو واللّغة، وبرع فيهما. وتوصّل إلى أن نُدِبَ لتعليم أولاد الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر بوساطة كاتب ابن طاهر.
ثمّ ارتفع شأنه، وأدَّب ولد المتوكّل. وله مِنَ التّصانيف نحو عشرين كتابا.
ويُروى أنّ المتوكًل نظر إلى وَلَدَيه المعتز والمؤَّيد فقال لابن السِّكَّيت: من أحبّ إليك، هما، أو الْحَسَن والحُسَيْن؟
قال: قُنْبر، يعني مَوْلَى عليّ، خيرٌ منهما.
قال: فأمر الأتراك فداسوا بطنه حَتَّى كاد يهلك، فبقي يَوْمَا ومات [1] .
ومنهم من قال: حُمِل ميِّتا فِي بساط، وبعث إلى ابنه بِدِيَّته [2] .
وكان فِي المتوكًل نَصَبٌ بلا خلاف.
أبو عُمَر، عن ثعلبة قال: ما عرفنا لابن السِّكِّيت خَرْبةً قَطّ [3] . وقال محمد بْن فرج: كان يعقوب بْن السكيت يؤدب مع أبيه ببغداد صبيان العامّة.
ثُمَّ تعلَّم النَّحْو [4] .
قال المفضل بْن محمد بْن مِسْعَر المَعَرّيّ فِي «أخبار النُّحَاة» : روى يعقوب عن: أبيه، والأصمعيّ، وأبي عُبَيْدة، والفرّاء. وكُتُبُه صحيحة نافعة [5] .
ولم يكن له نفاذ فِي علم النُّحو، وكان يميل إلى تقديم عليّ رضي الله عنه [6] .
وقال أَحْمَد بْن عُبَيْد: شاورني يعقوب فِي منادمة المتوكًل، فنهيته، فحمل قولي على الحسد ولم ينته [7] .
__________
[1] معجم الأدباء 20/ 51، وفيات الأعيان 6/ 395، 396.
[2] وفيات الأعيان 6/ 401.
[3] تاريخ بغداد 14/ 273.
[4] تاريخ بغداد 14/ 273.
[5] سير أعلام النبلاء 12/ 17.
[6] سير أعلام النبلاء 12/ 17.
[7] وفيات الأعيان 6/ 398.

(18/552)


وقال غيره: كان إليه الْمُنْتَهَى فِي اللغة [1] .
وروى المبرّد، عن المازنيّ قال: كنت عند ابن الزّيّات الوزير، وعنده يعقوب بْن السِّكِّيت، فقال: سَلْ أَبَا يوسف عن مسألةٍ. فكرِهتُ ذلك، ودافعت لكونه صاحبي. فألحّ عليَّ الوزير، واخترتُ مسألةً سهلة، فقلت له: ما وزن «نَكْتَلْ» ؟ فقال: «نفعل» .
قلت: فيكون ماضيه «كَيْل» .
فقال: لا، بل وزنه «نَفْتَعل» .
قلت: فيكون أربعة حروف بوزن خمسة.
فخجِل وسكت.
فقال الوزير: وإنّما تأخذ كلّ شهر ألفي درهم، ولا تُحسن ما وزن «نكتل» ؟
فلمّا خرجنا قال لي: هَلْ تدري ما صنعتَ بي؟
قلتُ: والله لقد قاربتُك جهدي [2] .
قال ثعلب: أجمع أصحابنا أنّه لم يكن بعد ابن الأعرابيّ أعلم باللُّغة من ابن السِّكَّيت. وكان المتوكًل ألزمه تأديب ابنه المعتزّ [3] .
قلت: ولابن السِّكَّيت شِعرٌ جيّد سائر [4] .
تُوُفّي ابن السِّكِّيت، رحمه الله، سنة أربعٍ وأربعين. وأكثر الملوك يُحْشَدون مع قَتَلَةِ الأنْفُس.
605- يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بْن زيد بن درهم البصري [5] .
قاضي المدينة.
__________
[1] وفيات الأعيان 6/ 397، وانظر: تاريخ بغداد 14/ 274.
[2] وفيات الأعيان 6/ 397، 398.
[3] وفيات الأعيان 6/ 399.
[4] انظر: وفيات الأعيان 6/ 399، 400.
[5] انظر عن (يعقوب بن إسماعيل) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 260 و 2/ 209، والجرح والتعديل 9/ 204 رقم 854، والثقات لابن حبّان 9/ 286، وتاريخ بغداد 14/ 275، 276 رقم 7568.

(18/553)


سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان.
وعنه: حفيده أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، لقَّنهُ حديثا واحدا، وابنه يوسف، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وقاسم المطرِّز.
قال أبو حاتم [1] : صدوق.
وقال غيره: تُوُفّي على قضاء فارس سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. هناك.
606- يعقوب بن حُمَيْد بن كاسب المدنيّ [2]- ق. - نزيل مكّة.
عن: إبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن وهْب، وخلْق.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسماعيل القاضي، والبخاريّ في غير «الصحيح» ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم [3] .
وقال البخاريّ [4] : لم نَرَ إلا خيرا.
__________
[1] الجرح والتعديل 9/ 204 وقال: كتبت عنه بسامرّاء.
[2] انظر عن (يعقوب بن حميد) في:
معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 52 رقم 20 وفيه «يعقوب بن كاسب» ، والتاريخ الكبير 8/ 401، والتاريخ الصغير للبخاريّ 234، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 446- 448 رقم 2075، والجرح والتعديل 9/ 206 رقم 861، والثقات لابن حبّان 9/ 285، وتاريخ جرجان للسهمي 47، 361، 365- 367، 492، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 215 رقم 3821، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1549، والمغني في الضعفاء 2/ 758 رقم 7187، وميزان الاعتدال 4/ 450، 451 رقم 9810، والكاشف 3/ 254 رقم 6501، والمعين في طبقات المحدّثين 92 رقم 1037، وسير أعلام النبلاء 11/ 158- 161 رقم 63، وتذكرة الحفاظ 2/ 466، 467، والعبر 1/ 436، والبداية والنهاية 10/ 325، والعقد الثمين 7/ 474، وتهذيب التهذيب 11/ 383- 385 رقم 745، وتقريب التهذيب 2/ 375 رقم 375، وطبقات الحفاظ 202، 203، وخلاصة تذهيب التهذيب 436، وشذرات الذهب 2/ 99.
[3] قال: ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل) .
[4] في تاريخه الكبير 8/ 401.

(18/554)


وفي «صحيح الْبُخَارِيّ» موضعين فِي: الصُّلح [1] ، وفي: من شهد بدرا [2] :
ثنا يعقوب، نا إبراهيم بْن سعْد. فقائل يقول هُوَ هذا. وقائل يقول هُوَ: يعقوب الدَّوْرقيّ.
وأما من قال: هُوَ يعقوب بْن إبراهيم بْن سعْد، أو هُوَ يعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، فقد أخطأ بلا شكّ.
تُوُفّي ابن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين [3] .
وكان من أئمّة الحديث بالمدينة [4] .
__________
[1] ج 5/ 221، ونصّ الحديث: «حدّثنا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردّ» .
[2] ج 7/ 239 في المغازي، باب فضل من شهد بدرا، قال البخاري: حدّثني يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصفّ يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السنّ، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرّا من صاحبه: يا عم، أرني أبا جهل. فقلت: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ قال:
عاهدت الله إن رأيته أن أقتله، أو أموت دونه. فقال لي الآخر سرّا من صاحبه مثله. قال: فما سرّني أني بين رجلين وكأنهما، فأشرت لهما إليه فشدّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء.
[3] وقال البخاري: سكن مكة أول سنة إحدى وأربعين أو آخر أربعين. (التاريخ الصغير 234) .
[4] وورد عند ابن محرز باسم: «يعقوب بن كاسب» ، فقال: وسمعت يحيى بن معين- وذكر عنده يعقوب بن كاسب- فقال: كذّاب، خبيث، عدوّ للَّه، محدود. قيل له: فمن كان محدودا لا يقبل حديثه؟ فقال: لا، لا يقبل حديث من حدّ. (معرفة الرجال 1/ 52 رقم 20) .
وقال الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: يعقوب بن حميد بن كاسب ليس بشيء.
وقال زكريا بن يحيى الحلواني: رأيت أبا داود السجستاني صاحب أحمد بن حنبل قد ظاهر بحديث ابن كاسب، وجعله وقايات على ظهور ركبته، فسألته عنه فقال: رأينا في مسندة أحاديث أنكرناها فطالبناه بالأصول فدافعها ثم أخرجها بعد فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيّرة بخطّ طريّ، كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 446، 447) .
وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سألت أبا زرعة عن يعقوب بن كاسب، فحرّك رأسه، قلت: كان صدوقا في الحديث. قال: هذا شروط، وقال في حديث رواه يعقوب: قلبي لا يسكن على ابن كاسب، (الجرح والتعديل 9/ 206) .
وقال ابن حبّان: مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومائتين، وكان ممّن يحفظ من جمع وصنّف واعتمد على حفظه، فربّما أخطأ الشيء بعد الشيء، وليس خطأ الإنسان في شيء يهمّ فيه ما لم يفحض ذلك منه بمخرجه عن الثقات إذا تقدّمت عدالته. (الثقات 9/ 285) .

(18/555)


607- يعقوب بن ماهان البنّاء [1]- ن. - عن: هُشَيْم، وغيره.
وعنه: ن.، وقاسم المطرِّز، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبو العبّاس السّرّاج.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين [2] .
قال أبو حاتم [3] : صدوق [4] .
608- يَمَانُ بن عيسى [5] .
عن: هُشَيْم، وأنس بن عِياض.
وعنه: محمد بن إبراهيم مربّع، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد. وكتب عنه من الكبار: يحيى بن مَعِين.
وثّقه مربّع [6] .
609- يوسف بن إبراهيم بن شبيب [7] .
أبو الحَجّاج الأصبهانيّ الفُرْسانيّ [8] الحافظ.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن ماهان) في:
الجرح والتعديل 9/ 216 رقم 900، والثقات لابن حبّان 9/ 285، وتاريخ بغداد 14/ 274، 275 رقم 7567، والمعجم المشتمل 327 رقم 1180، وتهذيب الكمال (المصوّر) 11/ 394، والكاشف 3/ 256 رقم 6516، وتهذيب التهذيب 11/ 394 رقم 760، وتقريب التهذيب 2/ 376 رقم 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 437.
[2] الثقات 9/ 285، تاريخ بغداد 14/ 275، المعجم المشتمل 327، وغيره.
[3] قال ابن أبي حاتم الرازيّ: كتب عنه أبي. سألت أبي عنه فقال: هو صدوق. قال لي أبي، وقال لي حجّاج بن الشاعر: ليس ببغداد مثل يعقوب بن ماهان. (الجرح والتعديل 9/ 216) .
[4] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: ربّما أغرب، كان يحدّث في ربض الأنصاري. (الثقات 9/ 285) .
وقال النسائي: لا بأس به. (تاريخ بغداد 14/ 275) .
[5] انظر عن (يمان بن عيسى) في:
الجرح والتعديل 9/ 312 رقم 1348، والثقات لابن حبّان 9/ 291، ولسان الميزان 6/ 317 رقم 1136.
[6] وقال: كتبت عنه مع يحيى بن معين. (الجرح والتعديل 9/ 312) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «أبو سهل الحذّاء، يخطئ ويغرب» .
[7] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 347.
[8] الفرساني: بكسر الفاء أو ضمّها. نسبة إلى فرسان، وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب

(18/556)


رحَل وعُني بهذا الشّأن، وبرع فيه.
ولقي: عبد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، وسليمان بن حرب، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن يحيى بن مَنْدَه، وغيره.
ولم يشتهر ذِكره، لأنّه مات قبل أوان الرّواية. وكان يعارض الحافظ أحمد بن الفُرات في زمانه.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
وكان يسكن قرية فرسان.
610- يوسف بن حمّاد المعنى [1]- م. ت. ن. ق. - أبو يعقوب البصريّ.
عن: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، وزياد البكّائيّ، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وَمحمد بن جرير الطَّبَريّ. وآخرون.
تُوُفيّ سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
ووثّقه النَّسائيّ [2] .
611- يوسف بن حمّاد [3] .
أبو يعقوب الأستراباذيّ.
__________
[ () ] 9/ 270) .
[1] انظر عن (يوسف بن حمّاد) في:
المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 276، والثقات لابن حبّان 9/ 281، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 375 رقم 1914، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 583 رقم 2275، والأنساب لابن السمعاني 11/ 409، والمعجم المشتمل لابن عساكر 327 رقم 1182، واللباب لابن الأثير 3/ 237، 238، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1558، 1559، والكاشف 3/ 260 رقم 6548، وتهذيب التهذيب 11/ 410 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 380 رقم 429، وخلاصة تذهيب التهذيب 438.
[2] المعجم المشتمل 327.
[3] انظر عن (يوسف بن حمّاد الأستراباذي) في:
تهذيب التهذيب 11/ 411 رقم 802 (للتمييز) ، وتقريب التهذيب 2/ 380 رقم 430 ذكره للتمييز أيضا، وخلاصة تذهيب التهذيب 438.

(18/557)


عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ووَكِيع.
وعنه: حفيده محمد بن محمد بن يوسف، ومحمد بن جعفر بن طُرْخان، وعمران بن موسى بن مُجَاشع، وآخرون.
وكان صدوقا.
قال أبو سعْد الإدريسيّ: مات بعد الأربعين ومائتين.
612- يوسف بن سلمان الباهليّ [1]- ت. - ويقال المازنيّ البصريّ.
عن: حاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وعمر البجيريّ، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين [2] .
613- يوسف بن عيسى بن دينار المروزي [3]- خ. م. ت. ن. - عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، والفضل السِّيِّنانيّ، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم.
وعنه: خ. م. ت. ن.، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، والحسن بن سُفْيان، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن سلمان) في:
الجرح والتعديل 9/ 223، 224 رقم 939، والثقات لابن حبّان 9/ 282، والمعجم المشتمل لابن عساكر 328 رقم 1185، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1560، وتهذيب التهذيب 11/ 415 رقم 808، وتقريب التهذيب 2/ 381 رقم 436، وخلاصة تذهيب التهذيب 439.
[2] وثّقه النسائي (المعجم المشتمل 328) ، وقال أبو حاتم الرازيّ: شيخ. وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[3] انظر عن (يوسف بن عيسى المروزي) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 237، والجرح والتعديل 9/ 227 رقم 954، والثقات لابن حبّان 9/ 281، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 816 رقم 1377، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 375 رقم 1915، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 582 رقم 2269، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1561، 1562، والكاشف 3/ 262 رقم 6560، وتهذيب التهذيب 11/ 420، 421 رقم 818، وتقريب التهذيب 2/ 382 رقم 446، وخلاصة تذهيب التهذيب 439.

(18/558)


تُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين [1] .
وقد مرَّ.
- يوسف بْن عيسى بْن ماهان الْمَرْوَزِيّ، ثُمَّ البغداديّ المؤدّب، صاحب إبراهيم بن سعد.
__________
[1] التاريخ الصغير 237، الثقات 9/ 281.

(18/559)


الكنى
614- أبُو أيّوب.
الخيّاط المقرئ سُلَيْمَان بْن الحَكَم.
بغداديٌّ من أعيان أصحاب اليَزِيديّ.
روى عَنْهُ القراءة: أَحْمَد بْن حرب المعدّل، وإسحاق بْن مَخْلَدٍ، والسِّريُّ بْن مُكْرَم.
615- أبو بَكْر بن نافع البصريّ [1]- م. ت. ن. - اسمه محمد بن أحمد بن نافع.
روى عن: بشير بْن المفضّل، ومحمد بْن جَعْفَر غُنْدر، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وزكريّا السّاجيّ، وعبدان، وآخرون.
616- أبو بكر بن النضر بن أبي النضر هاشم بن القاسم البغداديّ [2]-. م. ت. ن. -
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن نافع) في:
الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 14، والجرح والتعديل 9/ 343، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 102 رقم 178، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 594، 595 رقم 2321، والمعجم المشتمل 222 رقم 746، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1161، والكاشف 3/ 16 رقم 4779، وفيه «المصري» بدل «البصري» وهو تحريف، وتهذيب التهذيب 9/ 23، 24 رقم 35، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 30 و 2/ 400 رقم 77، وخلاصة تذهيب التهذيب 325.
[2] انظر عن (أبي بكر بن النضر) في:
التاريخ الصغير للبخاريّ 236، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 615، 616، والجرح والتعديل 9/ 345 رقم 1541، والثقات لابن حبّان 9/ 293، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 101 رقم 177، وتاريخ بغداد 14/ 386 رقم 7700، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 594 رقم 2320، والمعجم المشتمل لابن عساكر 331 رقم 1196، وتهذيب الكمال للمزّي

(18/560)


وكثيرًا ما يُنْسَبُ إلى جَدّه فيقال فِيهِ أبو بَكْر بْن أبي النَّضْر.
سمع: جَدّه، ومحمد بْن بشر العبدي، ويعقوب بْن إبراهيم، وأبو عاصم النبيل.
وعنه: م. ت. ن. أيضًا، وأبو يعلى الموصلي، وأبو الْعَبَّاس السراج، وآخرون.
قال أبو حاتم [1] : صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين [2] .
- أبو تُراب النَّخْشَبيّ- هُوَ عسكر. وقد ذُكِر.
617- أبو حُصَيْن بْن يحيى بْن سُلَيْمَان الرّازيّ [3]- د. - لا يُعرف له اسم [4] .
سمع: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن أبي زائدة، وَوَكيعًا، وأسباط بْن محمد، وعبد الرّزّاق، وجماعة.
وعنه: د.، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن وضاح القرطبي، وآخرون.
وثقه أبو حاتم [5] .
__________
[ () ] (المصوّر) 3/ 1588، 1589، والكاشف 3/ 278 رقم 65، وتهذيب التهذيب 12/ 42، 43 رقم 164، وتقريب التهذيب 2/ 400 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 446.
[1] الجرح والتعديل 9/ 345.
[2] التاريخ الصغير 236، المعجم المشتمل.
[3] انظر عن (أبي حصين الرازيّ) في:
الجرح والتعديل 9/ 364 رقم 1663، والمعجم المشتمل لابن عساكر 332 رقم 1198، والكاشف 3/ 287 رقم 113، وتهذيب التهذيب 12/ 75 رقم 304، وتقريب التهذيب 2/ 412 رقم 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 447.
[4] قال أبو حاتم الرازيّ: قلت لأبي حصين: هل لك اسم؟ قال: لا، اسمي وكنيتي واحد. فقلت:
فأنا قد سمّيتك عبد الله، فتبسّم.
[5] الجرح والتعديل 9/ 364.

(18/561)


- أبو هفان.
الشاعر عبد الله بن أحمد.
- أبو يزيد البسطامي.
يذكر بعد الستين ومائتين إن شاء الله تعالى.
آخر الطبقة الخامسة والعشرين من تاريخ الإسلام ويليه الطبقة السادسة والعشرون (251- 260 هـ-) (بعونه تعالى وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ المؤرّخ شمس الدين الذهبي- رحمه الله-، وتخريج أحاديثه وضبط نصّه، والإحالة إلى مصادر حوادثه وتراجمه، وتوثيقه، على يد خادم العلم وطالبه: الحاج الدكتور أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، وذلك قبل ظهر يوم الثلاثاء، في الثاني من شهر جمادى الأولى 1411 هـ. الموافق للعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 1990 م.
بمنزله بساحة النجمة من طرابلس الشام المحروسة، حماها الله، وجعلها ثغرا آمنا مطمئنا. بحفظه ورعايته، والحمد للَّه الّذي بنعمته تتمّ الصالحات) .

(18/562)