تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد الرابع والعشرون (سنة 321- 330) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الثَّالِثَةُ وَالثَّلَاثُونَ
سنة إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
[شغب الْجُنْد على القاهر]
فيها شغب الْجُنْد على القاهر باللَّه، وهجموا الدّار، فنزل في طيّار
إلى دار مُؤنس فشكا إليه. فصبّرهم مُؤنس عشرة أيّام.
وكان ابن مقلة منحرفًا عن محمد بن ياقوت، فنقل إلى مُؤنس أنّ ابن ياقوت
يدبّر عليهم. فبعث مُؤنس غلمان عليّ بنُ بلَيْق إلى دار الخلافة يطلبون
عيسى الطّبيب لأنّه اتُّهم بالفضول. فهجموا إلى أنّ أخذوه من حضرة
القاهر فنفاه مونس إلى الموصل [1] .
[التضييق على القاهر]
واتِّفق ابن مقلة ومونس وبُلَيْق [2] وابنه على الإيقاع بابن ياقوت،
فعلم فاستتر وتفرّق رجاله. وجاء عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة،
فوكلّ بها أحمد بن زَيْرك [3] ، وأمره بالتّضييق على القاهر وتفتيش من
يدخل [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 75، الكامل في التاريخ 8/ 250،
النجوم الزاهرة 3/ 238.
[2] يرد في المصادر: «بليق» و «يلبق» بتقديم الياء المثنّاة.
[3] في نهاية الأرب 23/ 109 «زيزك» ، والمثبت يتفق مع أكثر المصادر.
[4] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 75، تجارب الأمم 5/ 259، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 12، والإنباء في تاريخ الخلفاء 161، صلة تاريخ
الطبري لعريب 185، المنتظم
(24/5)
وطالب ابن بُلَيْق القاهرَ بما كان عنده من
أثاث أمّ المقتدر، فأعطاه إيّاه، فبيع وجُعِل في بيت المّال، وصُرِفَ
إلى الْجُنْد [1] .
[موت أم المقتدر]
ونقل ابن بُلَيْق أم المقتدر إلى عند أمّهِ، فبقيت عندها مكرّمة عشرة
أيّام، وماتت [2] في سادس جُمادَى الآخرة [3] .
[الإرجاف بسبّ معاوية]
وفيها وقع الإرجاف بأنّ عليّ بن بُلَيْق وكاتبه الحسن بن هارون عَزَما
على سبّ معاوية على المنابر، فارتجّت بغداد [4] .
[استتار البربهاريّ]
وتقدم ابن بُلَيْق بالقبض على رئيس الحنابلة أبي محمد البِرْبهاريّ
فاستتر، فنُفِيَ جماعة من أصحابه إلى البصرة [5] .
[القبض على ابن بُلَيْق]
وبقي تحيُّل القاهر في الباطن على موْنس وابن مقلة، فبلغهم فعملوا على
خلْعهِ وتولية ابن المكتفي. فدبّر ابن مقلة تدبيرًا انعكس عليه. أشاعَ
بأنّ القَرْمَطِيّ قد غلب على الكوفة، وأرسل إلى القاهر: المصلحة خروج
ابن بُلَيْق إلى قتاله. ليدخل ابن بُلَيْق يقبّل يده، فيقبض عليه.
ففهمها القاهر، وكرّر ابن
__________
[ (- 6] / 249، الكامل في التاريخ 8/ 251، تاريخ الزمان 55، تاريخ
مختصر الدول 159، نهاية الأرب 23/ 109، النجوم الزاهرة 3/ 238.
[1] تجارب الأمم 1/ 260، المنتظم 6/ 249، تاريخ مختصر الدول 159،
النجوم الزاهرة 3/ 238.
[2] جاء في هامش الأصل هذا التعليق: «ث. في آخر السنة قبلها ماتت تحت
عذابه معلّقة بحبل، وفي هذه السنة ماتت عند أم بليق» .
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 75، تجارب الأمم 5/ 260، المنتظم 6/
249، الكامل في التاريخ 8/ 251، البداية والنهاية 11/ 175، 176، تاريخ
ابن خلدون 3/ 392.
[4] تجارب الأمم 5/ 260، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 12، المنتظم 6/ 249،
نهاية الأرب 23/ 116، البداية والنهاية 11/ 172، النجوم الزاهرة 3/
238.
[5] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 75، تجارب الأمم 5/ 260، 261،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 12، 13، المنتظم 6/ 249.
(24/6)
مقلة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل
يده ويسير. فاسترابَ القاهر، وراسل الغلمّان الحجريّة وفرَّقهم على
الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عدد يسير، فقام إليه
السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضّطرب الناس، وأصبحوا في مستهل شعبان
قلقين [1] .
[القبض على مؤنس]
وجاء بليق إلى دار الخليقة ليعتذر عن ابنهِ، فقُبِضَ عليه وعلى أحمد بن
زيرك، وعلى يُمْن المؤنسي صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كله في
دار الخليفة، فراسل موْنسا وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير
عليّ. فأعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيان، فلمّا حصَل في
دار الخلافة قبِض عليه [2] ، فاختفى ابن مقلة.
فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله [3] ،
[إحراق دار ابن مقلة]
وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة [4] .
[هرب ابن ياقوت إلى فارس]
وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على أصبهان [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 77، تجارب الأمم 5/ 264، الكامل في
التاريخ 8/ 252- 254، تاريخ مختصر الدول 160، نهاية الأرب 23/ 111،
112، البداية والنهاية 11/ 172، تاريخ ابن خلدون 3/ 393، النجوم
الزاهرة 3/ 238.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 77، تجارب الأمم 5/ 261- 264،
الكامل في التاريخ 8/ 255، 256، تاريخ مختصر الدول 159، 160، زبدة
الحلب 1/ 97، نهاية الأرب 23/ 112، 113، المختصر في أخبار البشر 2/ 77،
تاريخ ابن الوردي 1/ 263، النجوم الزاهرة 3/ 238.
[3] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 78، تجارب الأمم 5/ 264، 265،
تاريخ حلب للعظيميّ 286 وفيه «أبو جعفر بن القاسم بن سليمان» ، الكامل
في التاريخ 8/ 256، نهاية الأرب 23/ 115، المختصر في أخبار البشر 2/
77، النجوم الزاهرة 3/ 238.
[4] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 78، تجارب الأمم 5/ 265، المنتظم
6/ 250، الكامل في التاريخ 8/ 256، نهاية الأرب 23/ 113، النجوم
الزاهرة 3/ 238.
[5] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 78، تجارب الأمم 5/ 265، نهاية
الأرب 23/ 113.
(24/7)
[حجابة الطولوني]
وقلَّدَ سلامة الطولوني الحُجّابة [1] .
[القبض على ابن المكتفي]
وقبضَ على أبي أحمد بن المكتفي وطيّن عليه بن حيطتين، ونهبَ القاهر
دُور المخالفين [2] .
[ذبح بُلَيْق ومؤنس]
ثمّ إنّه ظَفَرَ بعليّ بن بُلَيْق بعد جمعة، فحبسه بعد الضّرب [3] ،
فاضطرب رجال مونس [4] وشغبوا، وقصدوا دار الوزير محمد بن القاسم
وأحرقوا بعض داره في ثامن عشر شعبان. فدخل القاهر إلى مونس وبُلَيْق
وابنه، فأمر بذبح بُلَيْق وابنه، وذَبَح بعدهما مونسا، وأُخرجت رءوسهم
إلى النّاس وطِيفَ بها [5] .
وكان على مونس دماغ هائل [6] .
[ذبْح يُمْن وابن زيرك]
ثم ذبح يمن وابن زيرك [7] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 78، تجارب الأمم 5/ 265، 266،
الكامل في التاريخ 8/ 260، نهاية الأرب 23/ 113.
[2] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 78، تجارب الأمم 5/ 266، الكامل في
التاريخ 8/ 260، نهاية الأرب 23/ 113، المختصر في أخبار البشر 2/ 77،
تاريخ ابن الوردي 1/ 263، البداية والنهاية 11/ 173، تاريخ الخلفاء
386.
[3] انظر في ذلك: تجارب الأمم 5/ 266، الكامل في التاريخ 8/ 260، نهاية
الأرب 23/ 113.
[4] في تجارب الأمم 1/ 167، «اضطرب حال مونس ويلبق وشغبوا» .
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 78، تجارب الأمم 5/ 267، 268، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 13، 14، الإنباء في تاريخ الخلفاء 162، الكامل في
التاريخ 8/ 260، 261، تاريخ مختصر الدول 160، خلاصة الذهب المسبوك 244،
نهاية الأرب 23/ 114، المختصر في أخبار البشر 2/ 77، 78، دول الإسلام
1/ 195، العبر 2/ 185، تاريخ ابن الوردي 1/ 263، 264، مرآة الجنان 2/
281، البداية والنهاية 11/ 173، تاريخ ابن خلدون 3/ 394، النجوم
الزاهرة 3/ 238، تاريخ الخلفاء 386.
[6] قال الهمدانيّ: «وكال وزن رأس مونس بعد تفريغ دماغه ستة أرطال» .
(تكملة تاريخ الطبري 1/ 78) وانظر: تجارب الأمم 5/ 268.
[7] دول الإسلام 1/ 195، العبر 2/ 185.
(24/8)
ثمّ أطلقت أرزاق الْجُنْد فسكنوا [1] .
[تلقيب القاهر بالمنتقم]
واستقامت الأمور للقاهر، وعظم في القلوب، وزيد في ألقابه: «المنتقم من
أعداء دين الله» . ونقش ذلك على السكّة [2] .
ثم أحضر عيسى الطبيب من الموصل [3] .
وأمَرَ أنّ لا يركب في طيار سوى الوزير والحاجب، والقاضي، وعيسى
الطّبيب.
[تقليد ابن كيغلغ مصر]
وفيها خلع القاهر على أحمد بن كَيْغَلَغ، وقلَّدَه مصر.
[تحريم الخمر والقيان]
وفيها أمَرَ القاهر بتحريم القِيان والخمر، وقبضَ على المغنّين، ونفى
المخانيث، وكسر آلات اللهو. وأمر ببيع المغنّيات من الجواري على أنّهم
سواذج [4] . وكان مع ذلك يشرب المطبوخ والسُّلاف، ولا يكاد يصحو من
السُّكر، ويختار القَيْنات ويسمعهنّ [5] .
[وزارة ابن الخصيب]
وفيها عزل القاهر الوزير محمدا، واستوزر أبا العبّاس بن الخصيب [6] .
__________
[1] تاريخ الخلفاء 386.
[2] نهاية الأرب 23/ 114، مآثر الإنافة 1/ 283، النجوم الزاهرة 3/ 239،
تاريخ الخلفاء 386.
[3] نهاية الأرب 23/ 113.
[4] السواذج: غير البالغات. (لسان العرب 3/ 121) .
[5] تجارب الأمم 5/ 269، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 14، الكامل في
التاريخ 8/ 273، تاريخ الزمان 55، نهاية الأرب 23/ 116، مرآة الجنان 2/
281، البداية والنهاية 11/ 172، النجوم الزاهرة 3/ 239، تاريخ الحلفاء
386.
[6] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 79، تجارب الأمم 5/ 270، الكامل في
التاريخ 8/ 262، نهاية الأرب 23/ 115، العبر 2/ 185، دول الإسلام 1/
195، تاريخ ابن الوردي 1/ 264 وفيه «الحصيني» وهو تصحيف، البداية
والنهاية 11/ 173، تاريخ ابن خلدون 3/ 394، النجوم الزاهرة 3/ 239.
(24/9)
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس مُؤنس الورقانيّ [1] .
[وفاة الطَّحاويّ]
وفيها تُوُفّي أبو جعفر الطَّحاويّ شيخ الحنفيّة [2] .
[وفاة الأمير تكين]
وفي ربيع الأوّل تُوفّي أمير مصر أبو منصور تكين الخاصّة بمصر وحُمِلَ
إلى بيت المقدس، وقام بعده بالأمر ابنه محمد يسيرًا [3] .
[ولاية ابن طُغْج]
ثمّ ولي محمد بن طُغْج.
[ولاية ابن كيغلغ]
وعُزِل بابن كَيْغَلَغ بعد اثنتين وثلاثين يومًا [4]
[القضاء في مصر]
وقدِم على قضاء مصر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، ثم، صُرِفَ
بعد شهرين ونصف [5] .
[وفاة أمّ المقتدر]
وفيها تُوُفّيت شغب أمّ المقتدر كما قدّمنا [6] .
__________
[1] مآثر الإنافة ج 1/ 283 وليس فيه اسم أمير الحاجّ، وهو في: النجوم
الزاهرة 3/ 239 و 245.
[2] المختصر في أخبار البشر 2/ 78، العبر 2/ 186، دول الإسلام 1/ 195،
تاريخ ابن الوردي 1/ 265، مرآة الجنان 2/ 281، تاريخ الخميس 2/ 391،
النجوم الزاهرة 3/ 239، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[3] الولاة والقضاة للكندي 281، ولاة مصر، له 298، تجارب الأمم 5/ 258،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 11، 12، الكامل في التاريخ 8/ 273، العبر 2/
186، دول الإسلام 1/ 195، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[4] ولاة مصر 299، 300، الولاة والقضاة 281، 282، النجوم الزاهرة 3/
237، 238، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 186.
[5] الولاة والقضاة 546 نقلا عن: رفع الإصر 13 ب.
[6] المختصر في أخبار البشر 2/ 77، النجوم الزاهرة 3/ 239.
(24/10)
وكان دخْل مُغلِّها في العام ألف ألف
دينار، فتتصدّق بها، وتُخرج مِن عندها مثلها. وكانت صالحة. ولمّا قُتِل
ابنها كانت مريضه، فعظُم جزعُها، وامتنعت من الأكل حتّى كادت تهلك. ثمّ
عذّبها القاهر، فحلفت أنّه ما عندها مال، فقيل: ماتت في العذاب معلّقة،
وقيل لا.
ولم يظهر لها إلّا ما قيمته مائه وثلاثون ألف دينار لا غير. وكان لها
الأمر والنَّهْي في دولة ابنها [1] .
[ترجمة مُؤنس الخادم]
وقد ذكرنا قُتِل مُؤنس الخادم الملقب بالمظفّر، وكان شجاعًا فاتكًا
مهيبًا، عاش تسعين سنة، منها ستّون سنة أميرا. وكان كلّ ما له [2] في
علوّ ورفعة.
كان قد أبعده المعتضد إلى مكّة، ولمّا بويع المقتدر أحضره وفوض إليه
الأمور. وقد مَرّ مِن أخباره [3] .
[تغلُّب الرّوم على الرساتيق]
وفيها غلبت الرُّوم على رساتيق مَلَطْية وسُمَيْساط، وصار أكثر البلد
في أيديهم.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 71، 72، العيون والحدائق ج 4 ق 2/
5، تاريخ الزمان لابن العبري 54، 55، مختصر التاريخ لابن الكازروني
176، خلاصة الذهب المسبوك 241 و 243، النجوم الزاهرة 3/ 239.
[2] في الأصل: «كلما له» ، والمثبت عن: النجوم الزاهرة.
[3] النجوم الزاهرة 2/ 239.
(24/11)
سنة اثنتين وعشرين
[ظهور الدَّيْلَم]
فيها ظهرت الدَّيْلَم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ [1] دخلوا أصبهان، وكان
من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالًا جليلًا وانفرد عن مخدومه.
ثمّ التقي هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمدا واستولى على فارس [2] .
وكان بُوَيْه فقيرًا صعلوكًا يصيد السمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من
ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقصَّ رؤياه على
معبّر، فقال: لا أعبّرها إلا بألف درهم.
فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنّما أنا صيّاد.
ثمّ مضى وصادَ سمكه فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد؟ قال: نعم.
قال: أبشِر فأنّهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت
النّار الّتي رأيتها [3] .
__________
[1] يرد في المصادر «مرداويخ» ومزداويخ» ، بالراء المهملة والزاي
المنقوطة، و «مرداويج» بالجيم المنقوطة في الآخر كما في: تجارب الأمم
5/ 275 وما بعدها. انظر عنه: الأوراق للصولي 20 و 62، وقال ابن الوردي
«مرداويج» : بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملتين ثم ألف وواو
ممالة وياء مثنّاة تحت وجيم. فارسيّة معناها: معلّق الرجال. (تاريخ ابن
الوردي 1/ 267) .
[2] تكملة تاريخ الطبري 88 وفيه «مزداويج» ، وسيعاد الخبر مفصّلا،
تجارب الأمم 5/ 279، النجوم الزاهرة 3/ 244.
[3] انظر رواية مختلفة في: تاريخ حلب 287، ورواية مفصّلة في: المنتظم
6/ 268، والكامل في
(24/12)
وكان معه أولاده عليّ، والحسن، وأحمد.
ثمّ مَضَتِ السُّنون، وخرج بولده إلى خُراسان، فخدموا مرداويخ بن زيار
الدّيْلَميّ، إلى أنّ صار عليّ قائدًا، فأرسله يستخرج له مالًا من
الكرج، فاستخرج خمسمائة ألف درهم [1] ، فأخذ المّال وأتى همدان
ليملكها، فغلق أهلها في وجهه الأبواب، فقاتلهم وفتحها عَنْوةً وقتل
خلقًا.
ثم صار إلى أصبهان وبها المظفّر بن ياقوت [2] ، فلم يحاربه وسار إلى
أبيه بشيراز. ثم صار إلى أَرَّجان [3] ، فأخذ الأموال [4] ، وتنقّل في
النواحي، وانضم إليه خلق، وصارت خزائنه خمسمائة ألف دينار [5] . فجاء
إلى شيراز وبها ابن ياقوت، فخرج إليه في بضع عشر ألفًا، وكان علي بن
بُوَيْه في ألف رجل، فهابهُ عليّ وسأله أنّ يُفْرِج له عن الطّريق
لينَصْرف، فأبى عليه، فالتقوا فانكسر عليّ، ثم أنّهزم ابن ياقوت، ودخل
عليّ شيراز [6] .
ثمّ أنّه قلّ ما عنده فنام على ظهره، فخرجت حيّة من سقف المجلس، فأمر
بنقْضه، فخرجت صناديق ملأى ذهبًا، فأنفقها في جنده [7] .
__________
[ () ] التاريخ 8/ 266، وتاريخ مختصر الدول 160، 161، الفخري 277/ 278،
وخلاصة الذهب المسبوك 245، 246، والبداية والنهاية 11/ 173، 174،
النجوم الزاهرة 1/ 245، تاريخ الخلفاء 387.
[1] تجارب الأمم 5/ 296، تاريخ مختصر الدول 161، الفخري 278، تاريخ
الخلفاء 387.
[2] في تجارب الأمم 5/ 279 «أبو الفتح بن ياقوت» ، وفي 1/ 296، «المظفر
بن ياقوت» ، وهما واحد، خلاصة الذهب المسبوك 248، المختصر في أخبار
البشر 2/ 78، تاريخ ابن الوردي 1/ 264.
[3] وبها «أبو بكر بن ياقوت» كما في: تجارب الأمم 5/ 280، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 79، وتاريخ ابن الوردي 1/ 264.
[4] قال مسكويه في تجارب الأمم 1/ 297: «واستخرج من مال أرّجان نحو
ألفي ألف درهم» .
[5] تجارب الأمم 5/ 297.
[6] تكملة تاريخ الطبري 1/ 88، تجارب الأمم 5/ 281- 283 و 1/ 297، 298،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 21 و 33، تاريخ مختصر الدول 161، خلاصة الذهب
المسبوك 249، 250.
[7] تكملة تاريخ الطبري 1/ 89، تجارب الأمم 5/ 298، 299، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 33، المنتظم 6/ 281، خلاصة الذهب المسبوك 251،
البداية والنهاية 11/ 177، تاريخ الخلفاء 387.
(24/13)
وأضاق مرّةً فطلب خيّاطًا يخيط له، وكان
أطْروشًا، فظنّ أنه قد سُعيَ به، فقال: والله ما عندي سوى اثنى عشر
صندوقًا، لا أعلم ما فيها. فأمر عليّ بإحضارها، فوجد فيها مالا عظيما
فأخذه [1] .
وركب يوما، فساخت قوائم فرسه، فحفروه فوجد فيه كنزا [2] .
واستولى على البلاد، وخرجت خُراسان وفارس عن حُكْم الخلافة.
وسيأتي من أخبار هؤلاء الثلاثة الإخوة، وأنّ المستكفي باللَّه لقّب
عليًّا «عماد الدّولة» . أبا شجاع، ولقّب الحسن «ركن الدّولة» ، ولقّب
أحمد «معز الدّولة» . وملكوا الدنيا سنين [3] .
[قُتِل أبي السرايا والنوبختي]
وفيها قَتَلَ القاهرُ أبا السرايا نَصْر بن حمدان وإسحاق بن إسماعيل
النُّوبَخْتيّ الّذي كان قد أشار بخلافة القاهر، ألقاهما على رءوسهما
في بئر وطُمّت وكان ذنْبهما أنّهما فيما قيل زايَدَا القاهر قبل
الخلافة في جاريتين واشترياهما، فحقد عليهما [4] .
[وفاة الورقانيّ]
ومات مُؤنس الورقانيّ الّذي حجّ بالنّاس [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 89، تجارب الأمم 5/ 299، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 33، المنتظم 6/ 271، خلاصة الذهب المسبوك 251، البداية والنهاية
11/ 177، تاريخ الخلفاء 387.
[2] المنتظم 6/ 271، البداية والنهاية 11/ 177، تاريخ الخلفاء 387.
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء 164، المنتظم 6/ 270، الفخري 277، مآثر
الإنافة 1/ 284.
[4] انظر التفاصيل في: تجارب الأمم 5/ 284، 285، والكامل في التاريخ 8/
261، وخلاصة الذهب المسبوك 244 (باختصار شديد) و 252، المختصر في أخبار
البشر 2/ 81، دول الإسلام 1/ 195، العبر 2/ 189، تاريخ ابن الوردي 1/
366، 267، البداية والنهاية 11/ 177، 178، مآثر الإنافة 1/ 283، النجوم
الزاهرة 3/ 245، تاريخ الخلفاء 387.
[5] النجوم الزاهرة 3/ 245.
(24/14)
[رواية ابن سنان عن
القاهر]
وقال ثابت بن سنان: كان أبو عليّ بن مُقْلة في اختفائه يُراسل
السّاجيّة والحُجَريّة ويُضَرّبهم على القاهر ويُوحشهم منه. وكان الحسن
بن هارون كاتب بُلَيْق يخرج بالليل في زيّ المكدّيّين [1] أو النساء
[2] فيسعى إلى أنّ اجتمعت كلمتهم على الفتك بالقاهر. وكان يقول لهم: قد
بنى [3] لكم المطامير ليحبسكم. وألزموا منجم سيما [4] حتّى كان يقول
له: أنّ القاهر يقبض عليك.
وهاجت الحُجَريّة وقالوا: أتريد أن تحبسنا في المطامير؟
فحلف القاهرُ أنّه لم يفعل، وإنّما هذه حمّامات للحُرَم [5] .
وحضر الوزير ابن خصيب وعيسى المتطبّب عند القاهر، فقال لسلامة الحاجب:
اخرج فاحلف لهم. ففعل، فسكنوا.
[القبض على القاهر]
ثم بكّروا على الشرّ إلى دار القاهر، وكان نائمًا سكرانًا إلى أنّ طلعت
الشمس، ونبهوه فلم ينتبه لشدة سكره، وهرب الوزير في زيّ امرأة، وكذا
سلامة الحاجب. فدخلوا بالسّيوف على القَاهر، فأفاق من سُكرهِ، وهربَ
إلى سطح حمّام فاستتر، فأتوا مجلسَ القاهر وفيه عيسى الطّبيب، وزيرك
الخادم، واختيار القَهْرمانة، فسألوهم، فقالوا: ما نعرف له خبرًا.
فرسّموا عليهم. ووقع في أيديهم خادم له فضربوه، فدلّهم عليه، فجاءوه
وهو على السّطْح وبيده سيف مسلول، فقالوا: انزل. فامتنع، فقالوا: نحن
عُبَيْدك فلِمَ تستوحش منا؟ فلم
__________
[1] المكدّيّين: من تكدّى تكدّيا: تسوّل وتكلّف التكدية.
[2] في: تجارب الأمم 5/ 286: «وهو يتزيّا بزيّ السّؤال، وفي يده زبيل،
وفي وقت بزيّ النساء» ، وانظر: تاريخ مختصر الدول 161.
[3] في الأصل: «قد بنا» .
[4] في تجارب الأمم 5/ 286 «منجّم كان لسيما» . و «سيما» هو: «سيما
المناخلي» كما في كتاب «الأوراق» للصولي، وهو رئيس السّاجيّة، كما في
نهاية الأرب 23/ 117.
[5] تجارب الأمم 5/ 287.
(24/15)
ينزل. ففوّق واحدٌ منهم سهمًا وقال: انزل
وإلَّا قتلتُك. فنزل إليهم، فقبضوا عليه في سادس جُمَادى الآخرة [1] .
[خلافة الرّاضي]
وأخرجوا أبا العبّاس محمد بن المقتدر وأمّه، وبايعوه بالخلافة ولقّبوه
الرّاضي باللَّه، فأحضر عليّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن واعتمد على
رأيهما [2] وأدخل عليّ بن عيسى، والقاضي أبو الحُسين عمر بن محمد بن
يوسف، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أبي الشّوارب، والقاضي
أبو طالب بن البهلول على القاهر، فقال له طريف اليَشْكُريّ [3] : ما
تقول؟
قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بَيعة وفي أعناق
النَاس، ولست أُبَرِّئكم ولا أُحلكم منها، فقوموا [4] فقاموا، فلمّا
بعُدوا قال القاضي لطريف: وأيّ شيء كان مجيئنا إلى رجلٍ هذا اعتقادُه؟
فقطّب عليّ بن عيسى وقال: يُخلع ولا يُفكَّر فيه. أفعاله مشهورة.
قال القاضي أبو الحُسين: فدخلتُ على الرّاضي وأعدتُ ما جرى سرًا،
وأعلمته بأنّي أرى إمامته فرضًا. فقال: انَصْرف ودعني وإيّاه. وأشار
سيما مقدّم
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 80، تجارب الأمم 5/ 286- 289، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 22- 25، الإنباء في تاريخ الخلفاء 162 وفيه أن أبا
محمد الحسن بن أبي الهيجاء بن حمدان الّذي تلقّب أخيرا بناصر الدولة هو
الّذي واطأ جماعة من الغلمان الساجية والحجرية، الكامل في التاريخ 8/
279- 281، تاريخ مختصر الدول 161، خلاصة الذهب المسبوك 244، 245، نهاية
الأرب 23/ 117، 118، المختصر في أخبار البشر 2/ 80، العبر 2/ 89، دول
الإسلام 1/ 195، 196، تاريخ ابن الوردي 1/ 266، البداية والنهاية 11/
178، تاريخ الخميس 2/ 392، تاريخ ابن خلدون 3/ 396، 397، تاريخ الخلفاء
387.
[2] تجارب الأمم 5/ 290، الكامل في التاريخ 8/ 282، نهاية الأرب 23/
121، 122.
[3] في تجارب الأمم 5/ 291 «طريف السّبكريّ» ، ومثله في: الكامل في
التاريخ، وغيره، وفي تاريخ ابن الوردي 1/ 266 «السنكري» .
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 25، مآثر الإنافة 1/ 282.
(24/16)
الحُجَريّة على الرّاضي بِسَمْلِه. فأرسَل
سيما وطريفًا إلى البيت الّذي فيه القاهر، فَكُحِّل بمسمار محمّى [1] .
[وزارة ابن مقلة]
ثمّ طلب الرّاضي من عليّ بن عيسى أن يلي الوزارة، فامتنع، فقال:
يتولّى أخوك عبد الرحمن. فقال: لا.
فاستوزر ابن مُقْلَة بعد أنّ كتب له أمانًا [2] .
[سبب خلع القاهر]
وقال محمود الإصبهانيّ: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفْكه الدّماء.
فامتنع عليهم من الخلع فسملوا عينيه حتّى سالتا على خديه. وكانت خلافته
سنة ونصفًا وأسبوعًا.
وقال الصُّوليّ: كان أهْوج، سفّاكًا للدّماء، قبيح السّيرة، كثيرة
التَّلوُّن والاستحالة، مُدمِن الخمر. ولولا جودة حاجبة «سلامة» [3]
لأهلك الحْرث والنَّسْل.
وكان قد صنع أَحْرِبة يحملها فلا يطرحها حتّى يقتل بها إنسانا [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 81، 82، تجارب الأمم 5/ 291، 292،
تاريخ حلب 287، الإنباء في تاريخ الخلفاء 162، تاريخ الزمان 55، الفخري
276، مختصر التاريخ لابن الكازروني 176، خلاصة الذهب المسبوك 241،
تاريخ ابن الوردي 1/ 266، تاريخ الخميس 2/ 392، تاريخ ابن خلدون 3/
397، مآثر الإنافة 1/ 282، النجوم الزاهرة 3/ 245، تاريخ الخلفاء 387،
388.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 82، تجارب الأمم 5/ 293، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 27، تاريخ حلب 287، الإنباء في تاريخ الخلفاء 162 و 163، الكامل
في التاريخ 8/ 283، تاريخ مختصر الدول 162، الفخري 276، خلاصة الذهب
المسبوك 242 و 253، نهاية الأرب 23/ 122، المختصر في أخبار البشر 2/
80، دول الإسلام 1/ 196، العبر 2/ 189، تاريخ ابن الوردي 1/ 266، مآثر
الإنافة 1/ 287.
[3] هو: سلامة المؤتمن المعروف بأخي نجح. (التنبيه والإشراف 336) ،
[4] مروج الذهب 4/ 313، العبر 2/ 189، 190، دول الإسلام 1/ 196، تاريخ
الخميس 2/ 392، تاريخ الخلفاء 388.
(24/17)
[سؤال القاهر عن خلفاء بني العبّاس]
وقال محمد بن عليّ الخراسانيّ [1] : أحضرني القاهر يومًا والحَرْبةُ
بين يديه، فقال: قد علمتَ حالي إذا وضعت هذه.
فقلت: الأمان.
فقال: على الصّدق.
قلت: نعم.
قال: أسألك عن خلفاء بني العبّاس في أخلاقهم وسيمتهم.
قلت: أما السفاح، فكان مسارعًا إلى سفْك الدّماء. سفك ألف دم، واتَّبعه
عُمّاله على ذلك، مثل محمد بن الأشعث بالمغرب، وعمّه صالح بن عليّ
بمصر، وخازم بن خُزَيْمَة، وحُمَيْد بن قَحْطَبَة. وكان مع ذلك سمْحًا
بحرًا، وصولًا بالمّال.
قال: فالمنصور؟
قلت: كان أوّل من أوقع الفُرْقة بين ولد العبّاس وولد أبي طالب. وكانوا
قبله متفقين. وهو أوّل خليفة قرّب المنجمين وعمل بقولهم. وكان عنده
نُوبَخْت المنجّم، وعليّ بن عيسى الأصطرلابي. وهو أوّل خليفة تُرْجِمت
له الكُتُب السُّريانّية والأعجميّة ككتاب «كليلة ودمنة» ، وكتاب
أرسطاطاليس في المنطق، وإقليدس، وكُتُب اليونان. فنظر النّاس فيها
وتعلّقوا بها. فلمّا رأى ذلك محمد بن إسحاق جمع المغازي والسّيَر.
والمنصور أول من استعمل مواليه وقدّمهم على العرب.
قال: فما تقول في المهديّ؟
قلت: كان جوادًا عادلًا منصفًا. ردّ ما أخذ أبوه مِن أموال النّاس
غصْبًا، وبالغ في إتلاف الزّنادقة وأحرق كُتُبهم لمّا أظهروا المعتقدات
الفاسدة كابن دَيْصان، وماني، وابن المقفّع، وحمّاد عَجْرد. وبنى [2]
المسجدَ الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس.
قال: فالهادي؟
__________
[1] هو: محمد بن علي العبديّ الخراساني الأخباريّ، وقوله في: مروج
الذهب 4/ 313- 320، ونقله السيوطي في: تاريخ الخلفاء 388، 389.
[2] في الأصل: «بنا» .
(24/18)
قلت: كان جبّارًا متكبرًا، فسلك عُمّاله
طريقَه على قِصَر أيّامه.
قال: فالرّشيد؟
قلت: كان مواظبًا على الجهاد والحجّ، وعَمَّر القصور والبِرك بطريق
مكّه، وبنى الثغور كأَذَنَة، وطَرَسُوس، والمَصيصة، وعين زَربة،
والحَدَث، ومَرْعش.
وعَمّ النّاسَ إحسانه. وكان في أيّامه البرامكة وما اشتهر من كرمهم.
وهو أوّل خليفة لعب بالصوالجة ورمى النّشّاب في البِرْجاس، ولعبَ
الشَّطَرنْج من بني العبّاس.
وكانت زوجته بنت عمّه أمّ جعفر زُبَيْدة بنت جعفر بن المنصور من أكمل
النّساء. وَقَفَت الأوقاف وعملت المصانع والبِرَك، وفعلت وفعلت.
قال: فالأمين؟
قلت: كان جوادًا، إلّا أنّه انهمك في لذّاته ففسدت الأمور.
قال: فالمّأمون؟
قلت: غلبَ عليه الفضْل بن سهْل، فاشتغل بالنّجوم، وجالسَ العلمّاء.
وكان حليمًا جوادًا.
قال: فالمعتصم؟
قلت: سلكَ طريقه، وغلبَ عليه حُبّ الفُرُوسيّة، والتّشبُّه بملوك
الأعاجم، واشتغل بالغزو والفتوح.
قال: فالواثق؟
قلت: سلك طريقة أبيه.
قال: فالمتوكلّ؟
قلت: خالفَ ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقادات، ونهى
عن الْجَدَل والمناظرات في الأهواء، وعاقب عليها. وأمرَ بقراءة الحديث
وسماعه، ونهى عن القول بخلق القرآن، فأحبّهُ النّاسُ.
ثمّ سأل عن باقي الخلفاء، وأنا أُجيبه بما فيهم، فقال لي: قد سمعت
كلامك وكأني مشاهد القوم. وقام على أثري والحَرْبة بيده، فاستسلمت
للقتل، فعطف على دُور الحُرَم [1] .
__________
[1] في مروج الذهب 4/ 320 «ثم عطف نحو دار الخدم» .
(24/19)
[رواية المسعودي عن
القاهر]
وقال المسعوديّ [1] : أخذ القاهر من مُؤنس وأصحابه أموالًا كثيرة،
فلمّا خُلِعَ وسُمِلَ طُوِلب بها. فأنكر، فَعُذِّبَ بأنواع العذاب، فلم
يُقرّ بشيء. فأخذه الرّاضي باللَّه فقرّبه وأدناه وقال له: قد ترى
مطالبة الْجُنْد بالمّال، وليس عندي شيء، والّذي عندك فليس بنافعٍ لك،
فاعترف به.
فقال: أمّا إذا فعلتَ هذا فالمّال مدفون في البستان، وكان قد أنشا
بستانًا فيه أصناف الشّجر حُمِلت إليه من البلاد، وزَخرفه وعمل فيه
قصرًا، وكان الرّاضي مُغْرمًا بالبستان والقصر، فقال: وفي أيّ مكان
المّال منه؟ فقال: أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجدْه.
فحفر الرّاضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر، فلم يجد شيئًا.
فقال له: وأين المّال؟
فقال: وهل عندي مال، وإنّما كان حسرتي في جلوسك في البستان وتنعّمك،
فأردتُ أنّ أفجعك فيه.
فندم الرّاضي وأبعدهُ وحبسه [2] . فأقام إلى سنة ثلاثٍ وثلاثين.
ثم أُخرج إلى دار ابن طاهر، فكان تارةً يحبس، وتارة يُطلق. فوقف يومًا
بجامع المنصور بين الصُّفوف وعليه مُبطنة بيضاء وقال: تصدَّقوا عليَّ،
فأنا مَن قد عرفتم. وكان مقصوده أنّ يشنّع على المستكفي، فقام إليه أبو
عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، فأعطاه خمسمائة درهم.
وقيل: ألف درهم، ثم مُنِع من الخروج. وعاش إلى سنة تسعٍ وثلاثين
خاملًا. وعاش ثلاثا وخمسين سنة. وكان له من الولد عبد الصّمد، وأبو
القاسم، وأبو الفضل، وعبد العزيز [3] .
__________
[1] رواية المسعودي عن القاهر أوردها في ضمن الحديث عن سيرة الخليفة
الراضي، في: مروج الذهب 4/ 335، 336، ونقلها السيوطي في: تاريخ الخلفاء
389، 390.
[2] إلى هنا تنتهي رواية المسعودي، وقد نقلها المؤلّف الذهبيّ- رحمه
الله- باختصار.
[3] تاريخ الخلفاء 390.
(24/20)
ووزر له ابن مقلة، ثمّ محمد بن القاسم بن
عُبَيْد الله، فكان جبّارًا ظالمًا، ثم الخصيبيّ.
[صفة الرّاضي]
وكان الرّاضي باللَّه أبو العبّاس محمد بن المقتدر مربوعا، خفيف الجسم،
أسمر، وأمّه ظلوم الروميّة. بويع يوم خلْع القاهر، وكان هو وأخوه في
حبْس القاهر، وقد عزمَ على قتلهما. فأخرجهما الغلمّان ورأسهم سِيما
المناخليّ.
وعاش سيما بعد البيعة مائة يوم.
[إمرة ابن رائق الجيش]
وولّى الرّاضي أتابكه محمد بن رائق إمارة الجيش ببغداد.
[مثالب القاهر في كتاب]
ثمّ أمر ابن مقلة عبد الله بن ثُوابَة أنّ يكتب كتابًا فيه مثالب
القاهر ويُقرأ على النّاس [1] .
[مصادرة عيسى المتطبب]
وصودر عيسى المتطِّبب على مائتي ألف دينار [2] .
[قُتِل مرداويخ الدَّيْلَميّ]
وفيها مات مرداويخ، مُقَدَّم الدَّيْلَم بإصبهان. وكان قد عظُم أمرُه،
وتحدَّثوا أنّه يريد قصْد بغداد. وأنّه مسالم لصاحب المجوس. وكان يقول:
أنا أردّ دولة العجم وأَمْحق دولة العرب. ثم إنّه أساء إلى أصحابة،
فتواطئوا على قتله في حمّام [3] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 83.
[2] تكملة تاريخ الطبري 83 وفيه أن ابن مقلة سلّم عيسى المتطبّب إلى
بني البريدي فأخذوا منه ثلاثين ألف دينار، ارتفق بها منهم، وردّوه على
ابن مقلة وقالوا: إنّه قد امتنع من أداء شيء.
وانظر: تجارب الأمم 5/ 294، 295.
[3] تجارب الأمم 5/ 302 و 301- 314، الكامل في التاريخ 8/ 298- 303،
العبر 2/ 190، دول الإسلام 1/ 196، تاريخ ابن الوردي 1/ 267 (حوادث سنة
323 هـ-) ، النجوم الزاهرة 3/ 245، 246، وفي تاريخ سنيّ الملوك والأرض
175، 176: «قتل مرداويج بأصبهان يوم الثلاثاء الثالث من شهر ربيع
الأوّل سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ماه بهمن روزابان بالفارسية» .
(24/21)
[مقاطعة ابن بُوَيْه للراضي على البلاد]
وفيها بعث عليّ بن بُوَيْه إلى الرّاضي يُقاطعه على البلاد الّتي
استولى عليها بثمانٍية آلاف ألف درهم كلّ سنة. فبعث له لواء وخِلَعًا.
ثمّ أخذ ابن بُوَيْه يماطل بحمل المّال [1] .
[وفاة المهديّ صاحب المغرب]
وفيها في نصف ربيع الأوّل مات المهديّ عُبَيْد الله صاحب المغرب عن
اثنتين وستّين سنه. وكانت أيّامه خمسًا وعشرين سنة وأشهرًا. وقام
بالأمر بعده ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد، فبقى إلى سنة
أربعٍ وثلاثين [2] .
[نسب المهديّ]
وقال القاضي عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد الجبّار البصْريّ: اسم
جدّ الخلفاء المصريّين سعيد، ويلقب بالمصري. وكان أبوه يهوديًّا
حدّادًا [3] بسَلَميّة.
زعم سعيد هذا أنّه ابن ابن الحُسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
ميمون القدّاح. وأهل الدّعوة أبو القاسم بن الأبيض العلويّ، وغيره
يزعمون أنّ سعيدًا إنما هو ابن امرأة الحُسين المذكور. وأنّ الحُسين
ربّاه وعلّمه أسرار الدّعوة، وزوّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن
سمّاه عبد الرحمن، فلمّا دخل المغرب وأخذ سِجِلْماسة تسمّى بعُبَيْد
وتكنى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن.
وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّاه، وليس بابنه، وكناه أبا القاسم، وجعله
ولي عهده. وقتل عُبَيْد خلقًا من العساكر والعلمّاء، وبث دُعاته في
الأرض.
وكانت طائفة تزعم أنّه الخالق الرّازق، وطائفة تزعم أنّه نبيّ، وطائفة
تزعم أنّه المهديّ حقيقة.
__________
[1] تجارب الأمم 5/ 299، 300، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 34، النجوم
الزاهرة 3/ 246.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 27، رسالة افتتاح الدعوة 276 و 279،
تاريخ حلب 287، الكامل في التاريخ 8/ 284، المختصر في أخبار البشر 2/
80، العبر 2/ 193، دول الإسلام 1/ 197، 198، الدرّة المضيّة 109، 110،
البيان المغرب 1/ 206، اتعاظ الحنفاء 1/ 72، المواعظ والاعتبار 1/ 351،
تاريخ ابن الوردي 1/ 266، مرآة الجنان 2/ 285، البداية والنهاية 11/
179، 180، النجوم الزاهرة 3/ 246، تاريخ الخلفاء 391.
[3] وقيل: صبّاغا. (البداية والنهاية 11/ 180) .
(24/22)
[قول الباقلّانيّ في القدّاح]
وقال القاضي أبو بكر بن الباقلّانيّ: إنّ القدّاح جدّ عُبَيْد الله كان
مجوسيًّا.
ودخل عُبَيْد الله المغرب، وأدّعى أنّه علويّ، ولم يعرفه أحد من علمّاء
النَّسب، وكان باطنيّا خبيا، حريصًا على إزالة مِلّة الإسلام. أَعْدَمَ
العلمّاء والفقهاء ليتمكّن مِن إِغواء الخلْق. وجاء أولاده على
أُسلوبه. أباحوا الخُمور والفُرُوج، وأشاعوا الرَّفْض، وبثُّوا دُعاةً،
فأفسدوا عقائد خلقٍ من جبال الشّام كالنُّصَيْريّة والدَّرزيّة.
وكان القدّاح كاذبًا مُمَخْرقًا. وهو أصل دُعاة القرامطة.
وقال أيضًا في كتاب «كشف أسرار الباطنيّة» . أوّل من وضع هذه الدّعوة
طائفة من المجوس وأبناء الأكاسرة. فذكر فَصلًا، ثمّ قال: ثمّ اتّفقوا
على عبد الله بن عَمْرو بن ميمون القدّاح الأهوازيّ وأمدّوه بالأموال
في سنة ثلاثين ومائتين أو قبلها، وكان مُشَعْوِذًا مُمَخْرِقًا يُظْهِر
الزُّهْد، ويزعم أنّ الأرض تُطوَى له.
وجدُّ القدّاح هو ديصان أحد الثّنَوِيّة. وجاء ابن القدّاح على أسلوب
أبيه، وكذا ابنه، وابن ابنه سعيد بْن حُسَيْنِ بن أَحْمَد بْن محمد بْن
عبد الله.
وهو الّذي يقال له عُبَيْد الله. يُلقّب بالمهديّ صاحب القيروان، وجدّ
بني عُبَيْد الّذين تسمّيهم جَهَلَةُ النّاس الخلفاء الفاطمّيين.
[قول ابن خلّكان في نسب المهديّ]
قال ابن خَلِّكان [1] : اختُلِف في نَسَبه، فقال صاحب «تاريخ القيروان»
: هو عُبَيْد الله بن الحَسَن بن عليّ بْن محمد بْن عَلِيّ الرضا بن
موسى الكاظم بن جعفر الصادق.
وقال غيره: هو عُبَيْد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق.
وقيل: هو عليّ بن الحُسين بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن زين
العابدين عليّ بن الحُسين.
وإنّما سمّى نفسه عُبَيْد الله استتارًا. وهذا على قول مَن يصحِّح
نَسَبَه.
وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكرون دعواه في النّسب ويقولون:
__________
[1] في وفيات الأعيان 3/ 117- 118.
(24/23)
اسمه سعيد، ولَقَبه عُبَيْد الله، وزوج
أمّه الحُسين بن أحمد القدّاح. وكان كحالًا يقدح العين.
وقيل: إن عُبَيْد الله لمّا سار من الشّام وتوصَّل إلى سجِلْماسة أحسّ
به ملكُها ألْيَسع آخر ملوك بني مِدْرار، وأُعْلِم بأنّه الّذي يدعو
إليه أبو عبد الله الشيعيّ بالقيروان، فسجنهُ. فجمع الشّيعيّ جيشًا من
كُتَامة وقصد سِجِلْماسة، فلمّا قرُبوا قتله الْيسع في السّجن، وهرب.
فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولًا، وخاف أنّ ينتقض عليه الأمر،
وكان عنده رجل من أصحابه يخدمه، فأخرجه إلى الْجُنْد، وقال: هذا
المهديّ.
قلت: وهذا قول منكر. بل أخرج عُبَيْد الله وبايَع النّاس له، وسلّم
إليه الأمر، ثمّ ندم، ووقعت الوحشة بينهما كما قدّمنا قبل هذا في موضعه
من هذا الكتاب.
آخر الأمر أنّ المهديّ قَتَلَ أبا عبد الله الشّيعي وأخاه، ودانت له
المغرب، وبنى مدينة المهديّة، والله أعلم.
[ظهور الشلمغاني]
وفيها ظهر محمد بن عليّ الشلْمغانيّ [1] المعروف بابن أبي العَزاقر [2]
. وكان مستترًا ببغداد، وقد شاع أنّه يدّعي الأُلُوهيّة، وأنّه يُحْيي
الموتى وله أصحاب.
فتعصَّب له أبو عليّ بن مقلة، فأحضره عند الرّاضي، فسمع كلامه وأنكر ما
قيل عنه، وقال: إنْ لم تنزل العقوبة على الّذي باهَلَني بعد ثلاثة
أيّام وأكثره تسعة أيام، وإلا فَدَمي حلال.
قال: فضُرب ثمانٍين سوطًا، ثمّ قتل وصلب [3] .
__________
[1] الشلمغاني: نسبة إلى شلمغان، قرية بنواحي واسط، وقيل: موضع ببغداد،
(مرآة الجنان 2/ 284) .
[2] في المنتظم 6/ 271 «العزاقير» ، وفي الكامل في التاريخ 8/ 290
«القراقر» ، وفي نهاية الأرب 23/ 124 «العراقيد» ، وفي تاريخ الخلفاء
391 «القراقر» .
[3] انظر عن: ابن أبي العزاقر الشلمغاني، في:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 86، والتنبيه والإشراف 343، والعيون
والحدائق ج 4
(24/24)
[قُتِل وزير المقتدر]
وقُتل بسببه الحُسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب وزير
المقتدر، وكان زِنديقًا متَّهمًا بالشَّلمغانيّ، وفي نفس الرّاضي منه
لكَونه أذاه عند المقتدر باللَّه [1] .
[قُتِل الأنباري]
وقُتل معه أيضًا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عَوْن أحمد بن هلال
الأنباريّ الكاتب، صاحب كتاب «الأجوبة المسكتة» ، وكتاب «التّشبيهات» ،
وكتاب «بيت مال السّرور» . وكان قد مَرَق من الإسلام وصحب ابن أبي
العَزاقِر، وصار من المتغالين في حبّه، وصرّح بإلهِيّته، تعالى الله
عما يقول عُلُوًّا كبيرًا.
[قتل ابن أبي عون]
فلمّا تتّبعوا أصحاب ابن أبي العزاقِر قالوا لإبراهيم بن أبي عون:
سُبَّه وابصُقْ عليه. فامتنع وأرعد وأظهر الخوف، فضُرِبَ بالسّياط، فلم
يرجع، فَضُرِبت عُنقه، وأُحْرِق في أوّل ذي القعدة [2] .
[قُتِل ابن غريب الخال]
وفيها قُتِل هارون بن غريب الخال. كان مقيمًا بالدِّينَوَر، فلمّا ولي
الرّاضي كاتَب قوّاد بغداد بأنّه أحقّ بالحضرة ورئاسة الجيش، فأجابوه،
فسارَ إلى بغداد حتّى بقي بينه وبينها يوم. فعظُم ذلك على ابن مقلة
الوزير ومحمد بن ياقوت والحُجَريّة، وخاطبوا الرّاضي فعرّفهم كراهيته
له، وأمرَ بممانعته، فأرسل ابن مقلة إليه بأنّ يرجع، فقال، قد أنضمّ
إليَّ جند لا يكفيهم عملي.
__________
[ () ] ق 2/ 93، المنتظم 6/ 271، الكامل في التاريخ 8/ 290- 292،
ونهاية الأرب 23/ 124، 125، المختصر في أخبار البشر 2/ 80، 81، دول
الإسلام 1/ 196، العبر 2/ 190، 191، تاريخ ابن الوردي 1/ 266، مرآة
الجنان 2/ 284، مآثر الإنافة 1/ 289، 290، تاريخ الخلفاء 391.
[1] العبر 2/ 192، دول الإسلام 1/ 197.
[2] التنبيه والإشراف 343، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 93، الكامل في
التاريخ 8/ 291، 292، نهاية الأرب 23/ 125، المختصر في أخبار البشر 2/
81، العبر 2/ 191، دول الإسلام 1/ 197، تاريخ ابن الوردي 1/ 266، مرآة
الجنان 2/ 285، مآثر الإنافة 1/ 290.
(24/25)
فأرسل إليه الرّاضي ابن ياقوت القراريطيّ
بأنّ قد قلَّدَوك أعمال طريق خُراسان، فقال للقراريطيّ: أنّ جُنْدي لا
يقنعون بهذا، ومَن أحقّ منّي بخدمة الخليفة؟
فقال: لو كنت تراعي أمير المؤمنين ما عصيته. فأغلظ له، فقام مِن عنده
وأدّى الرسالة إلى الخليفة [1] .
وشَخَص إلى هارون مُعْظم جُنْد بغداد، فبعث إليه محمد بن ياقوت يتلطّف
به، فلم يلتفت. ووقعت طلائعه على طلائع ابن ياقوت، فظهر عليها، ثمّ
تقدَّم إلى قنطرة نهربين [2] ، واشتبكت الحرب، فعبر هارون القنطرة،
وأنفردَ عن أصحابة على شاطئ النّهر، وهو يظنّ أنّه يظفر بمحمد بن
ياقوت، فتقنطر به فرسه، وبادره مملوك ابن ياقوت فقتله، ومزّق جيشه،
ونهبهم عسكر ابن ياقوت، وذلك في جمادى الآخرة [3] .
[وفاة السِّجْزِيّ]
وفيها تُوُفّي أبو جعفر السِّجْزِيّ أحد الحُجّاب. قيل: بلغ من العمر
أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسُّه جيّده [4] .
[القبض على الخصِيبيّ وابن مَخْلد]
وفيها قبض ابن مقلة على أبي العبّاس الخصِيبيّ، والحسن بن مَخْلَد [5]
ونفاهما إلى عُمان، فرجعا إلى بغداد مختَفِيَيْن.
[وفاة ابن المقتدر]
وفيها توفّي موسى بن المقتدر.
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 28، 29.
[2] في الأصل: «قنطرة النهروان» ، والتصحيح من المصادر.
[3] تجارب الأمم 5/ 306- 309، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 30، 31،
الإنباء في تاريخ الخلفاء 163، الأوراق 6، 7، الكامل في التاريخ 8/
288، 289، نهاية الأرب 23/ 123، 124، العبر 2/ 192، دول الإسلام 1/
197، تاريخ ابن خلدون 3/ 398.
[4] انظر عن (السجزيّ) في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 85 وفيه «السجري»
بالراء المهملة، تاريخ الخلفاء 391.
[5] في تكملة تاريخ الطبري 86 ما يفيد أنّ المنفيّين هما: الخصيبي،
وسليمان بن الحسن.
(24/26)
[توقّف الحجّ]
ولم يحجّ النّاس إلى سنة سبع وعشرين من بغداد [1] .
والله أعلم.
__________
[1] دول الإسلام 1/ 197، تاريخ الخلفاء 391.
(24/27)
سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة
[تقليد ولدي الرّاضي المشرق والمغرب]
فيها تمكَّن الرّاضي باللَّه وقلَّدَ ابنَيْه المشرقَ والمغربَ، وهما
أبو جعفر وأبو الفضل. واستكتب لهما أبا الحُسين عليّ بن محمد بن مقلة
[1] .
[القبض على ابن شَنَبُوذ المقرئ وضرْبه]
وفيها بلغ الوزير أبا عليّ بن مقلة أنّ ابن شَنَبُوذ المقرئ يغّير
حروفًا مِن القرآن، ويقرأ بخلاف ما أُنْزِل. فأَحضره، وأحضر عمر بن أبي
عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن مجاهد، وجماعة من القُرّاء،
ونُوظِرَ، فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونَسَبَهم إلى
الجهل، وأنّهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر. فأمرَ الوزير بضربه،
فنُصب بين الهِنبازَيْن وضُرِب سبْع دِرَر، وهو يدعو على الوزير بأن
تُقْطَع يده، ويشتّت شمله [2] ثمّ أوقف على الحروف الّتي قيل إنّه يقرأ
بها، فأُهْدِرَ منها ما كان شنيعًا، وتوّبوه غصْبًا. وكتب عنه الوزير
محضرًا.
ومّما أُخِذَ عليه: (فامضوا) إلى ذكر الله في الجمعة [3] .
وكان (أمامهم) ملك يأخذ كلّ سفينةٍ (صالحة) غصبا [4] .
__________
[1] تجارب الأمم 5/ 309، 310، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 28، الكامل في
التاريخ 8/ 311، دول الإسلام 1/ 198، العبر 2/ 195، النجوم الزاهرة 3/
248، تاريخ الخلفاء 391.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 93، المنتظم 6/ 275، نهاية الأرب 23/
147، العبر 2/ 196، البداية والنهاية 11/ 181، ومرآة الجنان 2/ 291،
مآثر الإنافة 1/ 287، النجوم الزاهرة 3/ 248، 249.
[3] انظر: سورة الجمعة، الآية 9 وهي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ من يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَاسْعَوْا إِلى
ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ 62: 9.
[4] انظر: سورة الكهف، الآية 78، وهي: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ
لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ في الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها
وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً 18: 79.
(24/28)
وتكون الجبال (كالصّوف) المنفوش [1] .
تبّت يدا أبي لهب و (قد) تبّ [2] .
فلمّا خرّ تبيّنت (الإنسُ أنّ) الجنَّ لو كانوا يعلمون الغيب (لمّا)
لبِثوا (حَوْلًا) في العذاب المهين [3] .
والذّكر والأنثى [4] . فاعترفَ بها [5] . ولا ريبَ أنّها قد رُويت ولم
يخترعْها الرّجلُ من عنده.
وقيل أنّه نُفي إلى البصرة.
وقيل: إلى الأهواز [6] . وكان إمامًا في القراءة [7] .
[شغب الْجُنْد على محمد بن ياقوت]
وفي ربيع الأوّل شغبت الْجُنْد، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت، وطلبوا
أرزاقهم، فأغلظ لهم، فغضبوا وهمّوا به، فدافع عنه غلمّانّه، وقام إلى
دار الحُرَم. فجاء الوزير وسكّنهم.
ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء، وعاونتهم العامّة.
فعَبروا إلى الجانب الغربيّ، وفتحوا السّجون والمُطْبق، وأخرجوا مَن
بها، وعظُمت الفتنة، وشرع القتال، ونهبت الأسواق. وركب بدر الخَرْشَنيّ
ليكُفَّهُم، فرموه بالنشاب.
واتفق الحُجَريّة والسّاجيّة، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحُجّاب،
فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا: لا نرضى أنّ تكون كبير الجيش. وحاصَروا
دار الخليفة أيّامًا، ثمّ أرضاهم، فسكنوا [8] .
__________
[1] سورة القارعة، الآية 5: وهي: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوشِ 101: 5.
[2] سورة اللهب، الآية 1، وهي: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ 111:
1.
[3] سورة سبإ، الآية 14، وهي: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما
دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ
مِنْسَأَتَهُ، فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا
يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا في الْعَذابِ الْمُهِينِ 34: 14.
[4] سورة اللّيل، الآية 3، وهي: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى 92:
3.
[5] تكملة تاريخ الطبري 87، المنتظم 6/ 275، العبر 2/ 196، مرآة الجنان
2/ 286، و 291، البداية والنهاية 11/ 181، مآثر الإنافة 1/ 287، النجوم
الزاهرة 3/ 248، 249، تاريخ الخلفاء 391.
[6] المنتظم 6/ 275.
[7] النجوم الزاهرة 3/ 249.
[8] المنتظم 6/ 275، 276، دول الإسلام 1/ 198، العبر 2/ 192.
(24/29)
[القبض على ابن ياقوت والقراريطيّ]
وفيها قبض الرّاضي على محمد بن ياقوت، وأخيه المظفّر، وأبي إسحاق
القراريطيّ، وأخذ خطّ القراريطيّ بخمسمائة ألف دينار [1] .
[ازدياد شأن ابن مقلة]
وعظُم شأن الوزير ابن مقلة، واستقلَ بالدّولة [2] .
ثمّ شَغَبَ الْجُنْد عليه ونهبوا داره، فأرضاهم بمال [3] .
[فتح جنوة]
وفيها أخرجَ المنصور إسماعيل العُبَيْدي يعقوب بن إسحاق في أُسطول من
المهديّة عدّته ثلاثون حربيًّا إلى ناحية إفرنجة، ففتح مدينة جَنَوَة،
ومرّوا بمدينة سَرْدَانية، فأوقعوا بأهلها وسَبوا وأحرقوا عدّة مراكب،
وقتلوا رجالها، وأسرعوا بالخروج إلى جَنَوة، وحرّقوا مراكب قرسقة [4] ،
ونقبوا أسوار جَنَوة، واستولوا على المدينة، وأسروا ألف امرأة، وقدِموا
بالغنائم إلى المهديّة [5] .
[فتنة البربهاريّ وأصحابه]
وفي جُمادَى الأوّلى جرت فتنة عظيمة من البَرْبهاريّ الحنبليّ وأصحابه،
فنوديَ أن لا يجتمع أحدُ من أصحاب البَرْبهاريّ. وحبس منهم جماعة
واستتر الشّيخ [6] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 88، تجارب الأمم 5/ 318، 319، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 31، أخبار الراضي للصولي 7، الكامل في التاريخ 8/
305، نهاية الأرب 23/ 129، تاريخ ابن خلدون 3/ 398، النجوم الزاهرة 3/
249.
[2] تجارب الأمم 5/ 319 و 321 وكانت سنّه إذ ذاك ثماني عشرة سنة،
الكامل في التاريخ 8/ 305، العبر 2/ 196، دول الإسلام 1/ 198، مرآة
الجنان 2/ 287، تاريخ ابن خلدون 3/ 398، النجوم الزاهرة 3/ 249.
[3] تجارب الأمم 5/ 320، المختصر في أخبار البشر 2/ 83.
[4] هكذا في الأصل، وفي الكامل في التاريخ 8/ 310 «قرقيسيا» ، وهو وهم،
والمثبت هو الصواب، وهي الآن جزيرة كورسيكا.
[5] الكامل في التاريخ 8/ 285 و 310، المختصر في أخبار البشر 2/ 83،
دول الإسلام 1/ 198، العبر 2/ 196، تاريخ ابن الوردي 1/ 268، البداية
والنهاية 11/ 182، مآثر الإنافة 1/ 290، النجوم الزاهرة 3/ 249.
[6] تكملة تاريخ الطبري، تجارب الأمم 5/ 322 وفيه: «ألّا يجتمع منهم
نفسان في موضع
(24/30)
فقيل: إنهم صاروا يكبسون دُور الأمراء
والكُبراء، فإنّ رأوا نبيذًا أراقوه، وإنّ صادفوا مغنيةً ضربوها،
وكسروا آلة الملاهي، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم، وفي مشْى الرجال
مع الصّبيان. فَنَهاهُم متولّي الشرطة، فما التفتوا عليه: فكتب الرّاضي
توقيعًا يزجُرُهم ويوبّخهم باعتقادهم: وأنّكم تزعمون أنّ الله على
صوركم الوحشة، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأُقسم: إنْ لم تنتهوا
لأقتلنَّ فيكم ولأُحَرّقنّ دُوركم [1] .
[هبوب الريح ببغداد]
وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد، واسودَّت الدنيا وأظلمت من العصر
إلى المغرب برعدٍ وبَرْق [2] .
[شغب الْجُنْد بابن مقلة]
وفيه شَغَب الْجُنْد بابن مقلة وهمّوا بالشّرّ [3] .
[قتل سعيد بن حمدان]
وكان سعيد بن حمدان قد ضمِن المَوْصل وغيرها سرًا من ابن أخيه الحسن بن
عبد الله بن حمدان، وخلع عليه ببغداد، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد
ابن أخيه في الضّمان في خمسين فارسًا، فدخل الموصل، فخرج ابنُ أخيه
مظهِرًا لتَلَقِّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها، وسأل عنه
فقيل: خرج لتَلَقِّيك. فجلس ينتظره.
__________
[ () ] واحد» . وانظر: نص توقيع الراضي باللَّه إلى الحنبليّين،
المنتظم 6/ 276، تاريخ مختصر الدول 163، العبر 2/ 196، 197، مرآة
الجنان 2/ 286، 287، البداية والنهاية 11/ 181، 182.
[1] الكامل في التاريخ 8/ 307- 309، تاريخ مختصر الدول 163، المختصر في
أخبار البشر 2/ 82، تاريخ ابن الوردي 1/ 267، تاريخ الخميس 2/ 392.
[2] المنتظم 6/ 276، النجوم الزاهرة 3/ 249، تاريخ الخلفاء 392.
[3] تقدّم مثل هذا الخبر قبل قليل. انظر، تجارب الأمم 5/ 320 و 321 و
323، والمنتظم 6/ 276، والكامل في التاريخ 8/ 321، تاريخ ابن الوردي 1/
368، مرآة الجنان 2/ 287، البداية والنهاية 11/ 182.
(24/31)
فلمّا علم الحسن بأنّ عمّه في داره وجّه
غلمّانَه فقبضوا عليه وقَّيدوه، ثمّ قتله بعد أيام [1] .
[خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان]
وتألَّم له الرّاضي، وأمرَ أبا عليّ بن مقلة بالخروج إلى الموصل،
والإيقاع بالحَسَن. فخرج في جميع الجيش واستخلف ابنَه ابا الحُسين
موضعه. فلمّا قرُب من الْمَوْصل نزح عنها الحسن في شعبان، فتبِعَه ابن
مقلة، فصعَد الجبل ودخل بلد الزّوزانّ، فاستقرّ ابن مقلة بالموصل
يستخرج أموالًا، ويستسلف من التّجّار على غلّات البلد، فاجتمع له
أربعمائة ألف دينار. فاحتال سهل بن هاشم كاتب الحسن، وكان مقيما
ببغداد، فبذل لولد ابن مقلة عشرة آلاف دينار حتّى يكتب إلى أبيه بأنّ
الأمور بالحضرة مضطّربة. فانزعج الوزير وسار إلى بغداد، فدخل في ذي
القعدة [2] .
[القبض على جعفر بن المكتفي]
وفيها وقعوا برجلٍ قد أخذ البيعة لجعفر بن المكتفي، وبذل أموالًا
عظيمة، فقُبِض عليه وعلى جعفر، ونهب منزل جَعْفَر [3] .
[عَوْد الحسن بن حمدان إلى الموصل]
وعاد الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى الموصل بعد حرب تمّ له مع جيش
الخليفة وهزمهم، وكتب إلى الخليفة يعتذر [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 91، تجارب الأمم 5/ 323، 324، الكامل في
التاريخ 8/ 309، المختصر في أخبار البشر 2/ 83، دول الإسلام 1/ 198،
العبر 2/ 197، تاريخ ابن الوردي 1/ 268، البداية والنهاية 11/ 182.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 91، تجارب الأمم 5/ 325، الكامل في التاريخ
8/ 309، 310، نهاية الأرب 23/ 131، 132، العبر 2/ 197، دول الإسلام 1/
198، تاريخ ابن الوردي 1/ 268.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 92.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 92، تجارب الأمم 5/ 329، نهاية الأرب 23/
132، المختصر في أخبار البشر 2/ 83، البداية والنهاية 11/ 182، 183.
(24/32)
[مهاجمة القَرْمَطِيّ لِركْب الحُجّاج]
وخرج الرَّكْبُ العراقيّ ومعهم لؤلؤ يَخْفُرُهم، فاعترضهم أبو طاهر
القَرْمَطِيّ، فانهزم لؤلؤ وبه ضربات. فقتل القَرْمَطِيّ الحاجّ وسبى
الحُرَم، والتجأ الباقون إلى القادسيّة، وتسلّلوا إلى الكوفة [1] .
[موت الأمير ابن ياقوت]
وفي ذي الحِجّة مات الأمير أبو بكر محمد بن ياقوت في الحبْس حتْف أنفه
[2] .
[الغلاء ببغداد]
وفيها غلا السِّعْر ببغداد حتّى أبيع كَرّ القمح بمائةٍ وعشرين دينارًا
[3] .
[استمالة ابن رائق للديلم]
وفيها قدم غلمّان مرداويخ الدَّيْلميّ إلى بغداد، وفيهم بَجْكم، فخافت
الحُجَريّة منهم.
ثمّ إنّ محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها كاتَبَهم، فأتوا إليه،
فأكرمهم وقدَّم عليهم بَجْكَم، وأفرط في الإحسان إليه، وأمره بمكاتبة
جُنْد الجبال ليَقْدَمُوا عليه. ففعلوا، فصار عنده عدّة كبيرة، وتمكّن
وجبى الخراج [4] .
__________
[1] تجارب الأمم 5/ 330، التنبيه والإشراف 337، 338، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 34، 35، تاريخ أخبار القرامطة 55، المنتظم 6/ 276، الكامل في
التاريخ 8/ 311، نهاية الأرب 23/ 132، دول الإسلام 1/ 198، العبر 2/
197، مرآة الجنان 2/ 287، البداية والنهاية 11/ 182، شفاء الغرام
(بتحقيقنا) 2/ 348.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 93، تجارب الأمم 5/ 330، 331، الكامل في
التاريخ 8/ 311، 312، نهاية الأرب 23/ 132، دول الإسلام 1/ 198، العبر
2/ 197، مرآة الجنان 2/ 287.
[3] قال حمزة بن الحسن الأصفهاني: وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في
آخرها وأول سنة أربع وعشرين شملت المجاعة للناس وتفاقم الأمر فيها،
واقترن بها الموت الذريع ... (تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء 147) ،
والخبر في: تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 93، والمنتظم 6/ 277،
والبداية والنهاية 11/ 182، النجوم الزاهرة 3/ 249.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 93، تجارب الأمم 5/ 331، 332.
(24/33)
سنة أربع وعشرين
[وفاة هارون بن المقتدر]
تُوُفّي هارون بن المقتدر، وحزن عليه أخوه الخليفة، واغتمّ له، وأمر
بنفي الطّبيب بختيشوع بن يحيى، وأتَّهمه بتعمُّد الخطأ في علاجه [1] .
[تقليد ابن طُغْج عملًا في مصر]
وفيها قلَّدَ ابن مقلة أبا بكر محمد بن طُغْج أعمال المعاون [2] بمصر
مُضافًا إلى ما بيده من الشّام [3] .
[قطع ابن رائق الحمل عن بغداد]
وفيها قطع الحمل عن بغداد محمد بن رائق، واحتجَّ بكثرة كلْفة الجيش
عنده [4] ، وقطع حمْل الأهواز، وطمع غيرهم.
[إطلاق المظفّر بن ياقوت من الحبس]
وفي ربيع الأوّل أطلق من الحبس المظفَّر بن ياقوت، وحلف للوزير على
المُصافاة [5] ، وفي نفسه الحقْد عليه لأنّه نكبه، ونكب أخاه محمدا.
ثمّ أخذ
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 93، النجوم الزاهرة 3/ 257.
[2] في الأصل: «المعاول» ، والتصحيح من: تجارب الأمم 5/ 332، وغيره.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 93، تجارب الأمم 5/ 332، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 35، الولاة والقضاة 285، العيون الدعج 157، المختصر في أخبار
البشر 2/ 82، 83، البداية والنهاية 11/ 185، النجوم الزاهرة 3/ 257.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 93، تجارب الأمم 5/ 332، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 36، الكامل في التاريخ 8/ 313، نهاية الأرب 23/ 132، النجوم
الزاهرة 3/ 257.
[5] تجارب الأمم 5/ 332، تاريخ حلب 287، الكامل في التاريخ 8/ 312،
313، النجوم الزاهرة 3/ 257.
(24/34)
يسعى في هلاكه ويشغب عليه الحُجَريّة. فعلم
الوزير، فاعتضد بالأمير بدر صاحب الشّرطة ليوقع بالمظفَّر، فانحدر بدر
وأصحابه بالسّلاح إلى دار الخليفة، ومنعوا الحُجَريّة من دخولها [1]
فضعُفت نفس المظفّر، وأشار على الحُجَريّة بالتّذلُّل لابن مقلة، وأظهر
له المظفّر أنّه على أيْمانه، فاغتر بذلك وصرف بدرًا والْجُنْد من دار
الخلافة. فمشى الغلمّان بعضهم إلى بعض وأوحشوا نفوس الْجُنْد من ابن
مقلة ومن بدر، وتحالفوا وصارت كلمتهم واحدة. ثمّ صاروا إلى دار الخلافة
فأحْدَقوا بها، وصار الرّاضي في أيديهم كالأسير، وطالبوه أنّ يخرج معهم
إلى الجامع فيصلّى بالنّاس ليعلموا إنّه من حزبهم. فخرج يوم الجمعة
سادس جُمادَى الأولى، فصلّى بالنّاس، وقال في خطبته: اللَّهمّ إنّ
هؤلاء الغلمّان بطانتي وظهارتي، فمن أرادهم بخير فأزِدْه [2] ، ومن
كادَهم فَكِده [3] .
[إمرة بدر الخَرْشَنيّ على دمشق]
وأمر بدرًا الخَرْشَنيّ بالمسير على إمرة دمشق مسرعًا [4] .
[تدبير ابن مقلة للإيقاع بابن رائق]
ثمّ أخذ ابن مقلة يُشير على الرّاضي سرّا أن يخرج بنفسه ليدفع محمد بن
رائق عن واسط والبصرة. ثمّ بعث ابن مقلة بمقدَّم من الحُجَريّة، وآخر
من السّاجيّة برسالة إلى ابن رائق يطلب المحاسبة. فأحسَن ابن رائق
إليهما، وحمّلهما رسالة إلى الرّاضي سرّا بأنّه إن استُدعى إلى الحضرة
قام بتدبير الخلافة، وكَفَى أمير المؤمنين كلّ مهمّ. فقدِما. فلم يلتفت
الرّاضي إلى الرسالة. ولمّا رأى ابن مقلة امتناع ابن رائق عليه عمل على
خروج الرّاضي إلى الأهواز، وأنّ يرسل القاضي برسالة إلى ابن رائق لئلّا
يستوحش [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 93.
[2] في تجارب الأمم 5/ 334: «فمن أرادهم بسوء فأرده به» ، والمنتظم 6/
281.
[3] تجارب الأمم 5/ 333، 334.
[4] تجارب الأمم 5/ 334، أمراء دمشق في الإسلام 17 رقم 59، النجوم
الزاهرة 3/ 279.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 94، تجارب الأمم 5/ 335.
(24/35)
[إخراج ابن مقلة من
الوزارة]
فبَيْنا ابن مقلة في الدِّهليز شغب الغلمّان ومعهم المظفّر، وأظهروا
المطالبة بالأرزاق، وقبضوا على الوزير، وبعثوا إلى الرّاضي يعرفونه
ليستوزر غيره، فبعث إليهم يستصوب رأيهم، ثمّ قال: سمّوا من شئتم حتّى
استوزره.
فسمّوا عليّ بن عيسى، وقالوا: هو مأمون كافي. فاستحضره وخاطبه بالوزارة
فامتنع، فخاطبه ثانية وثالثة فامتنع، فقال: أشِر بمن ترى. فأومى إلى
أخيه عبد الرحمن بن عيسى. فبعث الرّاضي إليه المظفّر بن ياقوت، فأحضره
وقلَّدَه، وركب الجيش بين يديه [1] ، وأُحْرِقَتْ دار ابن مقلة، وهذه
المرّة الثالثة [2] .
وكان قد أحرق دار سليمان بن الحسن. فكتبوا على داره:
أحسَنْتَ ظنَّك بالأيّام إذ حَسُنَتْ ... ولم تَخَفْ سوءَ ما يأتي به
القدرُ
وسالَمَتْك اللّيالي فاغْتَرَرْت بها ... وعند صَفْوِ اللَّيَالِي
يحدُث الكَدَر [3]
واختفى الوزير وأعوانّه.
[ظهور الخصيبي وسليمان بن الحسن]
وظهر أبو العبّاس الخصيبيّ، وسليمان بن الحسن، وصارا يدخلان مع الوزير
عبد الرحمن وأخيه عليّ، ويدخل معهم أبو جعفر محمد بن القاسم والأعيان
[4] .
[تعذيب ابن مقلة]
وأُخِذَ ابن مقلة فتسلّمه عبد الرحمن الوزير، وضُرِب بالمقارع، وأخذ
خطّه
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 94، تجارب الأمم 5/ 336، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 36، 37، المنتظم 6/ 281، الكامل في التاريخ 8/ 314، نهاية الأرب
23/ 133، المختصر في أخبار البشر 2/ 83، تاريخ ابن الوردي 1/ 369،
النجوم الزاهرة 3/ 257.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 94، تجارب الأمم 5/ 336، المنتظم 6/ 281،
النجوم الزاهرة 3/ 257.
[3] المنتظم 6/ 282.
[4] تجارب الأمم 5/ 336، 337، المنتظم 6/ 281.
(24/36)
بألف ألف دينار [1] . ثمّ سُلِّمَ إلى أبي
العبّاس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتّعليق والضَّرْب عجائب [2]
.
[رواية ثابت بن سنان عن تعذيب ابن مقلة]
قال ثابت [3] : كلّفني الخصيبيّ الدُّخول إليه يومًا وقال: إنّ كان
يحتاج إلى الفَصْد فليُفْصَد بحضرتك. فدخلتُ فوجدته مطرَوْحًا على
حصير، وتحت رأسهِ مخدّة وسِخَة، وهو عُرْيان في وسطه سراويل، ورأيتُ
بدَنَه من رأسِه إلى أطراف رِجْلَيه كالباذنجان، وبهِ ضيق نَفَس شديد.
وكان الّذي تولّى عذابه ودَهَق صَدْره الدَّسْتُوائيّ [4] . فقلت: يريد
الفصْد.
فقال الخصيبيّ: وكيف نعمل، ولا بدّ من تعذيبه كلّ يوم؟
قلت: فيتلف.
قال: أفصدْه.
ففصدته ورفّهتُه ذلك اليوم. واتَّفق أنّ الخصيبيّ استتر ذلك اليوم،
فاطمان ابن مقلة وتصلّح. وحضَر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلَمه
[5] .
[القبض على المظفّر بن ياقوت وهدم داره]
وفي جُمَادَى الأولى قبض الرّاضي على المظفّر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ
أطلقه بعد جمعه وأصدره إلى أبيه ياقوت [6] .
[عُزِل الخَرْشَنيّ عن الشرطة]
وعزل بدر الخَرْشَنيّ عن الشّرطة، ووليها كاجوا [7] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 94، مرآة الجنان 2/ 288، و 292، البداية
والنهاية 11/ 184.
[2] تجارب الأمم 5/ 337، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 37، الكامل في
التاريخ 8/ 314، العبر 2/ 200، مرآة الجنان 2/ 288 و 292.
[3] روايته في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 94.
[4] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 94 «الدستواني» .
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 94، 95.
[6] الخبر مبتور في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 95.
[7] تكملة تاريخ الطبري 1/ 95، تجارب الأمم 5/ 338، العيون والحدائق ج
4، ق 2/ 37، الكامل في التاريخ 8/ 314.
(24/37)
[تقليد الخَرْشَنيّ أعمال أصبهان وفارس]
وقلد الخَرْشَنيّ أعمال أصبهان وفارس [1] .
[وزارة الكرْخي]
وعجز الوزير عبد الرحمن عن النفقات، وضاق المّال. فاستعفى. فقبض عليه
الرّاضي في رجب وعلى أخيه، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرْخي،
وسلم ابني عيسى إلى الكرْخي، فصادرهما برفق، فأدى كلّ واحد سبعين ألف
دينار، وانَصْرفا إلى منازلهما [2] .
[قتل ياقوت الأمير]
وفي رمضان قُتِل ياقوت الأميرُ بعسكر مُكْرَم، فأراد الحُجَريّة قُتِل
أبي الحُسين البريديّ ببغداد، وكان يخلف أخاه في الكتابة لياقوت،
فاختفى.
وكان ياقوت قد سار بجموعه لحرب عليّ بن بُوَيْه [3] ، فالتقيا بباب
أرَّجان، فهزمه ابن بُوَيْه، فعاد إلى الأهواز، وتواترت الأخبار بأنّ
ابن بُوَيْه وافى إلى رامَهُرْمُز مقتفيًا آثار ياقوت. فعبر ياقوت إلى
عسكر مُكَرم وقطع الجسرَ. وأقام ابن بُوَيْه أيامًا برامَهُرْمُز إلى
أنّ وقع الصُّلح بينه وبين الخليفة، وجرت فصول.
وضعُف أمرُ ياقوت، وجاع عسكره، وتفرَّقت رجاله، وتمَّت له حروب مع
كاتبه أبي عبد الله البريديّ، ثمّ انهزم وأوى إلى قريةٍ، فظفروا به
وقتلوه، وكان قد شاخ [4] .
ثمّ طغى البريديّ وأظهر العصيان [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 95، تجارب الأمم 5/ 338.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 95، تجارب الأمم 5/ 338، مروج الذهب 4/ 323،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 37، تاريخ حلب 287، الكامل في التاريخ 8/
315، نهاية الأرب 23/ 133، 134 وفيه: «وسلّم إليه علي بن عيسى فصادره
على مائة ألف دينار، وصادر أخاه عبد الرحمن بسبعين ألف دينار» . تاريخ
ابن الوردي 1/ 269، البداية والنهاية 11/ 184، مآثر الإنافة 1/ 287،
النجوم الزاهرة 3/ 257.
[3] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 95: «علي بن بلقويّه» !
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 97، تجارب الأمم 5/ 339- 347، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 37، الكامل في التاريخ 8/ 315- 321، العبر 2/ 200،
تاريخ ابن خلدون 3/ 399.
[5] تجارب الأمم 5/ 348، نهاية الأرب 23/ 134.
(24/38)
[وزارة سليمان بن
الحسن]
وفيها استوزر الرّاضي أبا القاسم سليمان بن الحسن. وسببه أنّ ابن رائق
تغلَّب على ناحيته، وابن بُوَيْه تغلّب على فارس. وضاقت الدّنيا على
الوزير الكْرخيّ، وكان غير ناهض بالأمور، فعزل في شوّال، وقُلّد
سليمان، فكان في العجز بحال الكْرخيّ وزيادةً [1] .
[عودة ابن رائق إلى بغداد]
فَدَعَتِ الضّرورة إلى أنّ كاتب الرّاضي محمد بن رائق يلاطفه مع كاجوا،
فأصغى وأسرع، فأرسل إليه الرّاضي بالخِلَع واللّواء. فانحدر إليه
أعيانّ السّاجيّة، فقيّدهم وحبسهم، فاستوحش الحُجَريّة ببغداد، وأحدقوا
بباب دار الخليفة. فوصل ابن رائق في جيشه إلى بغداد في ذي الحجّة، ودخل
على الرّاضي في قواده [2] .
ثمّ أنّه أمر الحُجَريّة بقلْع خيامهم وذهابهم إلى منازلهم، فلم
يفعلوا، وبطُل حينئذٍ أمر الوزارة والدّواوين وبقي الاسم لا غير،
وتولّى الجميعَ محمد بن رائق وكُتّابه، وصارت الأموال تُحمل إليه،
وبطُلت بيوت المّال. وحكم ابن رائق على البلاد وبقيَ الرّاضي معه صورةً
[3] .
[الوباء والغلاء بأصبهانّ وبغداد]
وفيها وقع الوباء العظيم بأصبهان وبغداد، وغلت الأسعار [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 98، تجارب الأمم 5/ 350، مروج الذهب 4/ 323،
المنتظم 6/ 281، الكامل في التاريخ 8/ 322، نهاية الأرب 23/ 134، تاريخ
ابن الوردي 1/ 369، البداية والنهاية 11/ 184، مآثر الإنافة 1/ 287،
النجوم الزاهرة 3/ 257.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 37، 38، الكامل في التاريخ 8/ 322، 323،
نهاية الأرب 23/ 134، 135، البداية والنهاية 11/ 184، مآثر الإنافة 1/
287.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 99، تجارب الأمم 5/ 351، 352، العيون
والحدائق ج 4 ق 3/ 38، تاريخ مختصر الدول 163، الفخري 282، نهاية الأرب
23/ 135، المختصر في أخبار البشر 2/ 84، العبر 2/ 200، دول الإسلام 1/
199، تاريخ ابن الوردي 1/ 269، البداية والنهاية 11/ 184، مآثر الإنافة
1/ 288، النجوم الزاهرة 3/ 258، تاريخ الخلفاء 392.
[4] قال حمزة بن الحسن الأصفهاني: وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في
آخرها، وأوّل سنة أربع وعشرين شملت المجاعة للناس وتفاقم الأمر فيها،
واقترن بها الموت الذريع، فمات من أهل مدينتي أصبهان أكثر من مائتي ألف
إنسان. استقصيت وصف أحداث تلك السنة في كتاب
(24/39)
[الغزوة الأولى لعليّ بن حمدان]
وفيها سار الدّمُسْتُق في جيوش الرّوم إلى أرض آمد وسميساط فسار عليّ
ابن عبد الله بن حمدان، وهو شابّ، وهذه من أوَّل مَغَازية، إلى آمد،
وبعث الأقوات إلى سُمَيْساط، فاختلف عليه بعض أمرائه، ثمّ حاربه فظفر
به، ثمّ عفا عنه [1] .
[تغلُّب الحسن بن حمدان على الموصل]
وكان الحسن بن عبد الله بن حمدان أخوه قد غلب على الموصل، فسارَ إليه
خلقٌ من السّاجيّة والحجريّة، وهم خاصّكيّة الخليفة، هربوا من محمد بن
رائق، فأحسنَ الحسن إليهم [2] .
[محاربة اليشكري للساجي وانهزامه]
وسارَ من عنده نظيف السّاجيّ متقلَّدًا آَذْرَبْيجانّ، فحاربه
اليشكريّ، فانهزم نظيف واستُبيح عسكره، وغلب اليَشْكُري على
آَذْرَبْيجانّ، فسارَ لحربه دَيْسَم وابن الدَّيْلَميّ وطائفة، فهزموه
ونهبوا وسبوا، وفعلوا القبائح.
[استيلاء الرّوم على سُمَيْساط]
وفيها استولت الرّوم على سُمَيْساط ودَكَوُّها، وأمَّن الدُّمُسْتُق
أهلها ووصّلهم إلى مأمنهم [3] .
[غارات بني نُمَير وقُشَيْر]
وفيها عاثت العرب من بني نُمَير وقُشَيْر وملكوا ديار ربيعة ومُضَر،
وشنّوا الغارات، وسبوا وقطعوا السُّبُل، وخَلَت المدائن من الأقوات،
فسارَ لحربهم عليّ ابن عبد الله بن حمدان، فأوقع بهم وهزمهم بَسُروج
وطردهم إلى ناحية سنجار وهيت [4] .
__________
[ (-) ] أصفهان واقتصرت هاهنا على اليسير من وصفها. (تاريخ سنّي ملوك
الأرض والأنبياء- ص 147) ، وانظر: المنتظم 6/ 282.
[1] النجوم الزاهرة 3/ 258.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 258.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 258.
[4] النجوم الزاهرة 3/ 258.
(24/40)
[خلعة الملك لصاحب
الموصل]
ونفد الرّاضي باللَّه خلع المُلْكَ إلى صاحب الموصل الحسن بن عبد الله،
فبعث على آذَرْبَيْجانّ ابن عمه حسين بن سعيد بن حمدان. وكان على ديار
بكر أخوه عليّ.
(24/41)
سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة
[محاربة ابن رائق للحُجَريّة والسّاجيّة]
فيها أشار محمد بن رائق على الرّاضي بأنّ ينحدر معه إلى واسط، فخرج أول
السنة منحدرًا، فوصل واسط في عاشر المحرَّم. واستخلف بالحضرة أبا محمد
الصّلْحِيّ، فاضطّربت الحُجَريّة وقالوا: هذه حيلة علينا ليعمل بنا مثل
ما عمل بالسّاجيّة. فأقام بعضهم ثمّ انحدروا. واستخدم ابن رائق ستّين
حاجبا، وأسقط الباقين، وكانوا أربعمائة وثمانٍين. ونقّص أرزاق الحَشَم،
فثاروا وحاربوا ابن رائق، وجرى بينهم قتالٌ شديد، وانّهزم من بقى من
السّاجيّة إلى بغداد [1] ولم يَبْقَ من الحجريّة [2] إلّا قليل، مثل
صافي الخازن، والحسن بن هارون، فأطلقا.
ولمّا فرغ ابن رائق من الحُجَريّة والسّاجيّة أشار على الرّاضي باللَّه
بالتقدُّم إلى الأهواز، فأخرج المضارب [3] .
[رسالة الرّاضي إلى البريديّ]
وبعث ابن رائق أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد، والحسن بن إسماعيل
الإسكافيّ إلى أبي عبد الله البريديّ برسالة من الرّاضي، مضمونها أنّه
قد أخّر
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 99، تجارب الأمم 5/ 357، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 45، الكامل في التاريخ 8/ 329، نهاية الأرب 23/ 137، المختصر في
أخبار البشر 2/ 84، العبر 2/ 203، دول الإسلام 1/ 199، تاريخ ابن
الوردي 1/ 269، البداية والنهاية 11/ 187.
[2] في البداية والنهاية 11/ 187 «الحجون» وهو غلط.
[3] تجارب الأمم 1/ 358، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 45، 46، الكامل في
التاريخ 8/ 329، نهاية الأرب 23/ 137.
(24/42)
الأموال وأفسد الجيوش. وأنّه ليس طالبيًّا
فينازع الأمر، ولا جُنْديًا فينازع الإمارة، ولا ممّن يحمل السّلاح،
فيؤهّل لفتح البلاد. وأنّه كان كاتبًا صغيرًا، فرُفع فَطَغى وكَفَر
النِّعْمَة فإن راجع سومح عن المّاضي.
فأجاب إلى أنّه يحمل مالًا عيَّنه، وأنّ الجيش الّذي عنده لا يقوم بهم
مال الحضرة، فسيوجّههم إلى فارس لحرب مَن بها.
فبعث إليه الرّاضي بالعهد، فما حمل المّال ولا جهّز الجيش [1] .
[ضمان البريديّ البلاد]
وكان أبو الحُسين البريديّ ببغداد، فجهّزه ابن رائق إلى أخيه أبي عبد
الله، ثمّ ضمن البريديّ البلاد [2] .
[تقلّدَ بَجْكَم الشرطة]
ورجع الرّاضي إلى بغداد، وتقلَّد الشّرطة بجْكَم [3] .
[خروج الحُجَريّة من بغداد]
وخرج من بَقِي من الحُجَريّة من بغداد إلى الأهواز، فقبلهم البريديّ،
وأجرى أرزاقهم، وَرَثَى لهم [4] .
[تفرق البلدان عن الخلافة]
وصارت البلدان بين خارجيّ قد تغلب عليها، أو عامل لا يحمل مالًا،
وصاروا مثل ملوك الطّوائف، ولم يبقَ بيد الرّاضي غير بغداد والسّواد،
مع كون يد ابن رائق عليه [5] .
__________
[1] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 99، 100، تجارب الأمم 5/ 358، 359،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 46، 47، الكامل في التاريخ 8/ 329- 331،
نهاية الأرب 23/ 137، 138، تاريخ ابن الوردي 1/ 270، البداية والنهاية
11/ 187.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 100، تجارب الأمم 5/ 360، الكامل في التاريخ
8/ 332.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 100، تجارب الأمم 5/ 365، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 47.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 101، تجارب الأمم 5/ 365، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 47، 48.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 101، تجارب الأمم 5/ 366، 367، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 48، المنتظم 6/ 288، الكامل في التاريخ 8/ 323،
نهاية الأرب 23/ 135، 136، تاريخ الخلفاء 392.
(24/43)
[الوحشة بين ابن رائق والبريديّ]
وفيها ظهرت الوحشة بين محمد بن رائق وبين أبي عبد الله البريديّ [1] .
[دخول القَرْمَطِيّ الكوفة]
ووافى أبو طاهر القَرْمَطِيّ إلى الكوفة فدخلها في ربيع الآخر، فخرج
ابن رائق في جُمَادَى الأولى، وعسكر بظاهر بغداد. وسيَّر رسالة إلى
القَرْمَطِيّ فلم تُغْنِ شيئًا، ثمّ إنّ القَرْمَطِيّ ردّ إلى بلده [2]
.
[وزارة ابن الفُرات]
وفيها استوزر الرّاضي أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفُرات بمشورة ابن
رائق. وكان ابن الفُرات بالشّام فأحضروه [3] .
[انهزام جيش ابن رائق]
ومضى ابن رائق إلى واسط وراسل البريديّ، فلم يلتفت وأخذ يماطله.
وبعث جيشًا إلى البصرة يحفظها من ابن رائق، وطيّب قلوب أهلها، فقلق ابن
رائق، وبعث إلى البصرة جيشًا، فالتقوا فانهزم جيش ابن رائق غير مرّة
[4] .
[محاربة ابن رائق للبصرة وعصيان أهلها
عليه]
ثمّ قدِم بدر الخَرْشَنيّ من مصر، فأكرمه ابنُ رائق، ثم نَفَّده
وبَجْكَمًا إلى الأهواز، فجهّز إليهما البريديّ أبا جعفر الجمّال [5]
في ألف نفس [6] ، فالتقوا على
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 102، تجارب الأمم 5/ 367، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 49، الكامل في التاريخ 8/ 333، نهاية الأرب 23/ 139، دول
الإسلام 1/ 199، العبر 2/ 203، 204، النجوم الزاهرة 3/ 260.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 102، تجارب الأمم 5/ 367، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 49، الكامل في التاريخ 8/ 334، النجوم الزاهرة 3/ 260.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 102، تجارب الأمم 5/ 367، 368، مروج الذهب
4/ 323، تاريخ حلب 288، المنتظم 6/ 289، النجوم الزاهرة 3/ 260.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 102، 103، تجارب الأمم 5/ 368، 369.
[5] في الكامل في التاريخ 8/ 353 «الحمّال» بالحاء المهملة.
[6] هكذا في الأصل، وفي: تكملة تاريخ الطبري 1/ 103: «في عشرة آلاف
رجل» ، ومثله في:
تجارب الأمم 5/ 370، 371، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 50، وفي الكامل في
التاريخ:
«في ثلاثة آلاف مقاتل» .
(24/44)
السّوس، فهزمهم الخرشنيّ، وساق وراءهم،
فخرج البريديّ وأخوه في طيّار، وحملوا معهم ثلاثمائة ألف دينار، فغرق
بهم الطّيار، فأخرجهم الغواصون، واستخرجوا بعض الذَّهَب لبَجْكَم،
ووافوا البصرة، ودخل بَجْكَم الأهواز، وكتب إلى ابن رائق بالفتح [1] .
ودخل البريدّيون البصرة واطمأنّوا، فساقَ ابن رائق بنفسه إلى البصرة في
نصف شوّال. فهرب البريديّ إلى جزيرة أُوال [2] ، ووافاه بَجْكَم.
وسار ابن رائق وجيشه ليدخلوا البصرة، فقاتلهم أهلُها ومنعوهم لظُلمهم.
وذهبَ البريديّ إلى فارس، واستجار بعلي بن بُوَيْه فأجاره، وأنفذ معه
أخاه وأبا الحسين أحمد بن بُوَيْه لفتح الأهواز [3] . وبلغ ابن رائق
ذلك، فجهَّز بَجْكَم إلى الأهواز، فقال: لست أحارب هؤلاء إلّا بعد أنّ
تحصل لي إمارتها وخراجها. فقال ابن رائق: نعم. وأمضى له ذلك على مائة
وثلاثين ألف دينار في السنة [4] .
ودام أهلُ البصرة على عصيان ابن رائق لسوء سيرته، فحلف أنْ تمكّن من
البصرة ليجعلها رمادا. فازدادا غَيْظُهم منه [5] .
[ولاية بُدَير لدمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق بُدَيْر [6] مولى محمد بن طُغْج، فأقام بها إلى
سنة سبع وعشرين.
__________
[1] تجارب الأمم 5/ 371، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 49، 50، الكامل في
التاريخ 8/ 335، نهاية الأرب 23/ 140.
[2] أوال: بالضم، ويروى بالفتح، جزيرة يحيط بها البحر بناحية البحرين
فيها نخل كثير وليمون وبساتين. (معجم البلدان 1/ 274) .
[3] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 50.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 103- 105 وفيه زيادة: «وأقطعه إقطاعا بخمسين
ألف دينار ونفذ» ، تجارب الأمم 5/ 372- 374، الكامل في التاريخ 8/ 334-
337.
[5] نهاية الأرب 23/ 141، العبر 2/ 204، دول الإسلام 1/ 200.
[6] هكذا في الأصل. وفي: أمراء دمشق للصفدي 17 رقم 58: «بدر الإخشيدي
المعروف ببدير، وليها من قبل مولاه الإخشيد في أيام الراضي باللَّه» .
(24/45)
[قدوم ابن رائق إلى
دمشق]
وقدِم محمد بن رائق دمشق، فأقام بها، وزعم أنّ المتّقي ولّاه إيّاها،
وأخرج بُدَيْرًا [1] .
[عودة الولاية لبُدَير]
ثمّ ولي بُدَيْر دمشق بعد ذلك مِن قِبَل كافور الإخشيدي.
[اختلاف البريديّين]
وأمّا البريديّون فهم ثلاثة من الكتّاب: أبو عبد الله، وأبو الحُسين،
وأبو يوسف. كان أبوهم كاتبًا على البريد بالبصرة، فغلبوا على الأهواز
وجرت لهم قصص، ثمّ اختلفوا وتمزَّقوا.
[تغلُّب ابن حمدان على مُضَر]
وفيها سار عليّ بن عبد الله بن حمدان إلى مُضَر، فتغلَّب عليها لمّا
خرج عنها بدْر الخَرْشَنيّ إلى العراق.
[امتناع الحج]
ولم يجْسر أحدٌ أن يحجّ هذا العام [2] .
[تأسيس مدينة الزهراء بالأندلس]
وفيها أسَّس أمير الأندلس النّاصر لدين الله الأمويّ مدينة الزَّهراء.
وكان منتهى الإنفاق في بنائها كلّ يوم ما لا يُحدّ، يدخل فيها كلّ يوم
من الصّخر [3] المنحوت ستّة آلاف صخرة، سوى التّبليط [4] . وجُلِب
إليها الرخام من أقطار المغرب، ودخل فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية
[5] ، منها ثلاث وعشرون سارية
__________
[1] أمراء دمشق 77 رقم 337، الوافي بالوفيات 3/ 69، نهاية الأرب 23/
150.
[2] العبر 2/ 204، النجوم الزاهرة 3/ 260، شفاء الغرام 2/ 348
(بتحقيقنا) .
[3] في النجوم الزاهرة: «الحجر» .
[4] في النجوم: «سوى الآجرّ» .
[5] في البيان المغرب 2/ 231: «أربعة آلاف سارية وثلاثمائة سارية وثلاث
عشرة سارية» .
(24/46)
ملوَّنة. وأهدى له ملك الفرنج أربعين سارية
[1] رخام. وأما الوردي والأخضر فمن إفريقية والحوض المذهب جلب من
القسطنطينية، والحوض الصغير عليه صورة أسد، وصورة غزال، وصورة عُقاب،
وصورة ثعبان، وغير ذلك.
كلّ ذلك ذَهَبٌ مرصَّع بالجوهر. وبَقَوْا في بنائها ستّ عشرة سنة. وكان
يُنفق عليها ثُلْث دَخْل الأندلس. وكان دخل الأندلس يومئذ خمسة آلاف
ألف وأربعمائة ألف وثمانٍون ألف درهم.
وعمل في الزَّهراء قصر المملكة. غرِم عليه من الأموال ما لا يعلمه إلّا
الله.
وبين الزَّهراء وبين قُرْطُبة أربعة أميال، وطولها ألف وستّمائة ذراع،
وعرضها ألف وسبعون ذراعًا.
ولم يُبْن في الإسلام أحسن منها، لكنّها صغيرة بالنّسبة إلى المدائن
كما ترى، لا بل هي متوسّطة المقدار. وكانت من عجائب الدنيا. وسورها
ثلاثمائة برج، وكلّ شرّافة حجر واحد. وعمل ثُلثُها قصور الخلافة،
وثلثها للخدم، وكانوا اثنى عشر ألف مملوك، وثُلثها الثالث بساتين.
وقيل إنّه عمل فيها بُحَيْرة ملأها بالزِّئبق.
وقيل: كان يعمل فيها ألف صانع، مع كلّ صانع اثنا عشر أجيرًا. وقد أحرقت
وهدمت في حدود سنة أربعمائة، وبقيت رسومُها وسورُها [2] . فسبحان
الباقي بلا زوال.
__________
[1] في البيان المغرب 2/ 231: «مائة وأربعين سارية» .
[2] النجوم الزاهرة 3/ 260، 261، البيان المغرب 2/ 209 و 223 و 231،
232.
(24/47)
سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة
[انتصار البريديّ على بَجْكَم]
فيها سار أبو عبد الله البريديّ لمحاربة بَجْكَم. وأقبل في مددٍ من ابن
بُوَيْه، فخرج بَجْكَم لحربه، وعاد منهزما بعد ثلاثٍ، لأنّ الأمطار
عطّلت نشّاب أصحابه وقِسِيَّهم، فقبض على وجوه أهل الأهواز، وحملهم
معه، وسار إلى واسط [1] .
[ازدياد قوّة أحمد بن بُوَيْه]
وأقام البريديّ وأحمد بن بُوَيْه بالأهواز أياما. ثمّ هرب البريديّ في
المّاء، ثمّ أخذ يراوغ أحمد بن بُوَيْه، وجَرَت له فصول [2] .
وقوي ابن بُوَيْه. وبَجْكَم مقيم بواسط ينازع إلى الملك ببغداد [3] .
وقد جمع ابن رائق أطرافه وأقام ببغداد، والبريدي هارب في أسفل الأهواز
[4] .
[المصاهرة بين ابن رائق والوزير أبي الفتح]
ولمّا رأى الوزير أبو الفتح الفضل اختلاف الحضرة، واستيلاء المخالفين
على البلاد، أطمع ابن رائق في أنّ يحمل إليه الأموال من الشّام ومصر.
وأنّ
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 105، 106 (حوادث سنة 325 هـ) ، تجارب الأمم
5/ 378، دول الإسلام 1/ 200، العبر 2/ 206، النجوم الزاهرة 3/ 262.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 107 (حوادث سنة 325 هـ) ، تجارب الأمم 5/
380، الكامل في التاريخ 8/ 340 وما بعدها، ونهاية الأرب 23/ 143،
النجوم الزاهرة 262.
[3] نهاية الأرب 23/ 144.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 107 (حوادث سنة 325 هـ) ، تجارب الأمم 5/
381، الكامل في التاريخ 8/ 341.
(24/48)
ذلك لا يتم مع بعده. وصاهره فزوج ابنه
بابنة محمد بن رائق، وزوج مزاحم بن رائق ببنت محمد بن طُغْج [1] .
[محاربة البريديّ لبَجْكَم]
ثمّ خرج الوزير أبو الفتح إلى الشّام على البرّيّة، وقد استخلف على
الحضرة عبد الله بن عليّ النُّقْريّ [2] .
وسار ابن شيرزاد [3] بين البريديّ وابن رائق في الصُّلْح، فكتبوا
للبريدي بالعهد على البصرة، وأنّ يجتهد في أخذ الأهواز من أحمد بن
بُوَيْه، وأنّ يحارب بَجْكَم [4] .
فواقعَ عسكر البريديّ عسكر بَجْكَم فهزمه، فسُرَّ بذلك ابن رائق. ثمّ
أرسل بَجْكَم إلى البريديّ: أنتَ قد اتّفقتَ مع ابن رائق عليّ وقد
عفوتُ عنك، وأنا أعاهدك إن ملكتُ الحضرة أنّ أقلَّدَك واسطًا.
فسجد البريديّ شكرًا للَّه وحلف له واتّفقا [5] .
[قطْع يد ابن مقلة]
وفيها قُطِعت يد ابن مقلة. وسببه أنّ محمد بن رائق لمّا صار إليه تدبير
المملكة قَبَضَ على ضياع ابن مقلة وابنه، فسأله ابن مقلة إطلاقَها،
فوَعده ومَطَلهُ. فأخذ ابن مقلة في السَّعْي عليه من كلّ وجهٍ، وكتب
إلى بَجْكَم يُطْمِعه في الحضرة، وكتب إلى الرّاضي يشير عليه بالقبض
على ابن رائق، ويضمن له إذا فعلَ ذلك وأعاده إلى الوزارة أنّه يستخلص
له منه ثلاثة آلاف ألف دينار.
وأشار باستدعاء بَجْكَم ونصبه في بغداد. فأصغى إليه، فكتب ابن مقلة إلى
بَجْكَم يخبره ويحثّه على القدوم.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 108، تجارب الأمم 5/ 383، 384، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 54، تاريخ حلب 288، الكامل في التاريخ 8/ 343.
[2] تجارب الأمم 6/ 409.
[3] هو: أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد.
[4] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 54.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 108، 109، تجارب الأمم 5/ 384، 385، الكامل
في التاريخ 8/ 343، 344، نهاية الأرب 23/ 144، 145.
(24/49)
واتّفق معهم أنّ ابن مقلة ينحدر سرًّا إلى
الرّاضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طَيْلَسان، في رمضان في
الليل. فلمّا وصل إلى دار الخليفة لم يُمَكَّن، وعُدِلَ به إلى حُجْرة
فحُبِس بها. وبعث الرّاضي إلى ابن رائق فأخبره.
فتردَّد الرُّسُل بينهما أسبوعين، ثمّ أظهر الخليفة أمره، واستفتى
القُضاة في أمرِه، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن
رائق.
فيقال أنّ القضاة، أفْتوا بقطع يده، ولم يصحّ.
ثمّ أخرجه الرّاضي إلى الدِّهْليز، فقطعت يدُه بحضرة الأمراء [1] .
[رواية ابن سِنان عن ابن مقلة]
قال ثابت بن سِنان [2] : فاستدعاني الرّاضي وأمرني بالدّخول عليه
وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضَرَبَان
ساعِده.
فطلبتُ كافورًا، وطليتُ به ساعدَه فسَكَن. وكنتُ أتردد عليه، فعرضَتْ
له عِلّه النُّقْرُس في رِجْلهِ.
ثمّ لمّا قرُب بَجْكَم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة [3] ، وبقي
في الحبْس مدة، ثمّ لحِقَه ذِرب وشقي إلى أنّ مات بدار الخلافة [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 109، تجارب الأمم 5/ 386، 387، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 60، الإنباء في تاريخ الخلفاء 163، 164، ثمار القلوب
210- 212، المنتظم 6/ 293، الكامل في التاريخ 8/ 345، 346، تاريخ مختصر
الدول 163، نهاية الأرب 23/ 145، 146، المختصر في أخبار البشر 2/ 85،
العبر 2/ 206، دول الإسلام 1/ 200، تاريخ ابن الوردي 1/ 270، البداية
والنهاية 11/ 188، مرآة الجنان 2/ 289، مآثر الإنافة 1/ 288، 289،
النجوم الزاهرة 3/ 262.
[2] رواية ابن سنان ذكرها مسكويه في: تجارب الأمم 5/ 387، 388.
[3] هذا الخبر مبتور ومشوّش في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 110، وهو: «وقطع
لسانه لما قرب بجكم الحضرة ومات فدفن في دار السلطان» ، وهو في: تجارب
الأمم 5/ 391، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 61، المختصر في أخبار البشر
2/ 85، العبر 2/ 206، النجوم الزاهرة 3/ 262.
[4] تجارب الأمم 5/ 391، 392، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 61، تاريخ
مختصر الدول 163، المختصر في أخبار البشر 2/ 85، تاريخ ابن الوردي 1/
270، مآثر الإنافة 1/ 289، النجوم الزاهرة 3/ 262.
(24/50)
وقد وَزَرَ ثلاث مرّات لثلاثة من الخلفاء
[1] . ومات سنة ثمانٍ وعشرين، وهو صاحب الخطّ المنسوب.
[دخول بَجْكَم بغداد وتلقيبه: أمير الأمراء]
ثمّ أقبل بَجْكَم في جيوشه وضعُفَ عنه محمد بن رائق، فاستتر ببغداد،
ودخلها بَجْكَم في ذي القعدة، فأكرمه الرّاضي ورفع منزلته، ولقّبه
«أمير الأمراء» ، وانقضت أيّام محمد بن رائق [2] .
[كتاب ملك الرّوم إلى الخليفة بالهدنة]
وفيها ورد كتابٌ من ملك الرّوم. والكتابة بالذّهب، وترجمتها بالعربيّة
الفضّة، وهو: «من رومانس وقسطنطين وإسطانوس [3] عظماء ملوك الرّوم، إلى
الشّريف البهيّ ضابط سُلْطان المسلمين.
«بسم الأب والابن وروح القُدُس الإله الواحد، الحمد للَّه ذي الفضل
العظيم، الرّؤوف بعباده، الّذي جعل الصلحَ أفضل الفضائل، إذ هو محمود
العاقبة في السّماء والأرض. ولمّا بَلَغنا ما رُزقته أيّها الأخ الشريف
الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممّن تقدَّمكَ
من الخلفاء، حَمَدْنا الله ... » وذكر كلامًا يتضَّمن طلب الهُدْنَة
والفِداء. وقدَّموا تقدمةً سنّية.
فكتب إليهم الرّاضي بإنشاء أحمد بن محمد بن ثُوَابة، بعدَ البَسملة:
«مِن عبد الله أبي العبّاس الإمام الرّاضي باللَّه أمير المؤمنين إلى
رومانس وقسطنطين
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 110، تجارب الأمم 5/ 388، المختصر في أخبار
البشر 2/ 85، والخلفاء هم: المقتدر، والقاهر، والراضي، مآثر الإنافة 1/
289.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 110، تجارب الأمم 5/ 393، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 67، 68، تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 22، تاريخ حلب 288،
الإنباء في تاريخ الخلفاء 164، الأوراق للصولي 108- 129، الكامل في
التاريخ 8/ 346، تاريخ مختصر الدول 163، نهاية الأرب 23/ 48، المختصر
في أخبار البشر 2/ 85، 86، العبر 2/ 206، دول الإسلام 1/ 200، تاريخ
ابن الوردي 1/ 271، البداية والنهاية 11/ 188، 189، مرآة الجنان 2/
289، مآثر الإنافة 1/ 289، تاريخ الخلفاء 392.
[3] في النجوم الزاهرة 3/ 262 «إسطفانس» .
(24/51)
وإسطانوس رؤساء الرّوم. سلامٌ على من
اتَّبَعَ الهُدى وتمسَّك بالعُروة الوُثْقى وسلكَ سبيل النّجاة،
والزُّلفى» . وأجابهم إلى ما طلبوا [1] .
[تقلد بَجْكَم إمارة بغداد وخراسان]
وفيها قلَّدَ الرّاضي بَجْكَم إمارة بغداد وخُراسان. وابن رائق مستتر
[2] .
[امتناع الحجّ]
لم يحجّ أحد [3] .
[انتصار ابن حمدان على الدّمُسْتُق]
وفيها كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين
الدّمُسْتُق، ونَصْر الله الإسلام، وهربَ الدّمُسْتُق. وقُتِل من
النَصارى خلائق، وأخذ سرير الدّمستق وصليبه [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 111، الذخائر والتحف للرشيد بن الزبير (من
رجال القرن الخامس الهجريّ) طبعة الكويت 1959- ص 60- 65 وفيه ذكر مفصّل
للهديّة، تاريخ حلب 288، الكامل في التاريخ 8/ 352، وتاريخ الزمان 56
وفيه قسم من نصّي ملك الروم والخليفة، البداية والنهاية 11/ 188،
النجوم الزاهرة 3/ 262، 263.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 110، تجارب الأمم 5/ 396، النجوم الزاهرة 3/
263، تاريخ الخلفاء 392.
[3] شفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 348 وفيه: «وأما العتيقي فقال في أخبار
هذه السنة: وخرج من بغداد نفر يسير من الحجّاج رجّالة، وقوم اكتروا من
العرب ونحروا في مكة، وحجّوا وعادوا على طريق الشام، وعاد منهم قوم على
طريق الجادّة» .
[4] النجوم الزاهرة 3/ 263.
(24/52)
سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة
[الحرب بين بَجْكَم وابن حمدان]
فيها سافَرَ الرّاضي وبَجْكَم لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان،
وكان قد أخّر الحمل عن ما ضمنه من الموصل والجزيرة. فأقام الرّاضي
بتكريت، ثمّ التقى بَجْكَم وابن حمدان، فانهزم أصحاب بَجْكَم وأُسرَ
بعضهم فَحقّق [1] بَجْكَم الحملَة بنفسه، فانهزم أصحاب ابن حمدان.
واتبعه بَجْكَم إلى أنّ بلغ نصّيبين فأقام بها، وهرب ابن حمدان إلى
آمِد، وسار الرّاضي إلى الموصل [2] .
[انضمام القرامطة إلى ابن رائق]
وكان في جُنْد بَجْكَم طائفة من القرامطة، وبقوا مع الرّاضي، فلحقتهم
الطّائفة بتكريت، فذهبوا مغاضبين إلى بغداد. وظهر محمد بن رائق من
استتاره فانضمّوا إليه، وكانوا ألف رجل [3] .
وقيل إنّ الرّاضي إنما سارع إلى الموصل خوفًا منهم، فدخلها في صفر،
فاستناب بَجْكَم قوادَة على نصيبين وديار ربيعة، وعاد إلى الموصل وهو
قلِق مِن أمر ابن رائق [4] .
__________
[1] في النجوم الزاهرة 3/ 264 «فحنق» .
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 111، 112، تجارب الأمم 6/ 405، الإنباء في
تاريخ الخلفاء 164، المنتظم 6/ 295، 296، الكامل في التاريخ 8/ 353،
354، نهاية الأرب 23/ 149، المختصر في أخبار البشر 2/ 86، العبر 2/
207، دول الإسلام 1/ 200، البداية والنهاية 11/ 189، النجوم الزاهرة 3/
264.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 112، تجارب الأمم 6/ 405، الإنباء في تاريخ
الخلفاء 164، المنتظم 6/ 296، العبر 207، البداية والنهاية 11/ 189.
[4] تجارب الأمم 6/ 405، 406، المنتظم 6/ 296، البداية والنهاية 11/
189.
(24/53)
[الفتنة بين أهل الموصل وجُنْد بَجْكَم]
وبعد أيّام وقعت فتنة بين المواصلة وجُنْد الأمير بَجْكَم، فركب
بَجْكَم ووضع السّيف في أهلِ الموصل، وأحرق فيها أماكن.
[مسير ابن حمدان إلى نصيبين]
وسار ابن حمدان إلى نصيبين فهربَ عُمّال بَجْكَم عنها، وأخذ أصحابه
يتسلّلون إلى ابن رائق. ثمّ طلب ابنُ حمدان من بَجْكَم الصُّلح، فما
صدَّق به، وبعث إليه بعهده [1] .
[تقلُّد ابن رائق الفُرات وجُنْد قِنَّسرين]
وأما ابن رائق فهرَّبَ أصحاب السُّلطان ببغداد وهزمهم، وراسَل والدَه
الرّاضي وحُرَمه رسالةً جميلة [2] ، وراسل الرّاضي وبَجْكَم يلتمس
الصُّلح وأنّ يُقلَّد الفُرات وجُنْد قِنَّسرين ويخرج إليها. فأجِيبَ
إلى ذلك، فسارَ ابن رائق إلى الشّام [3] .
[إهلاك عبد الصّمد بن المكتفي]
وفيها أُهلِكَ عبد الصّمد بن المكتفيّ لكونه راسَلَ ابن رائق في ظهوره
أن يقلّد الخلافة [4] .
[مصاهرة بَجْكَم لابن حمدان]
وفيها صاهر بَجْكَم الحسن بن عبد الله بن حمدان [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 112، تجارب الأمم 6/ 406، الكامل في التاريخ
8/ 354.
[2] انظر: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 76.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 112، تجارب الأمم 6/ 408، 409، الإنباء في
تاريخ الخلفاء 164، الكامل في التاريخ 8/ 354، تاريخ ابن الوردي 2/
271، مآثر الإنافة 1/ 289.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 112، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 79 و 107
(حوادث سنة 329 هـ) .
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 112، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 77، العبر 2/
207، دول الإسلام 1/ 200، العبر 2/ 208 وفيه «ظاهر» بدل «وصاهر» وهو
تحريف، النجوم الزاهرة 3/ 264.
(24/54)
[موت ابن الفُرات]
وفيها مات الوزير أبو الفتح الفضل بن الفُرات بالرملة [1] .
[مصالحة البريديّ وبَجْكَم]
وفيها وقع الصُّلح على أنّ يضمن البريديّ من بَجْكَم واسطًا في السنة
بستّمائة ألف دينار [2] .
[وزارة البريديّ]
وفيها استوزر الرّاضي أبا عبد الله أحمد بن محمد البريديّ. أشارَ عليه
بذلك ابن شيرزاد، وقال: نكتفي شرّه. فبعث الرّاضي قاضي القضاة أبا
الحسن عمر بن محمد بن يوسف القاضي إليه بالخِلَع والتّقليد [3] .
[إطلاق الطريق للحجّاج]
وفيها كتب أبو عليّ عمر بن يحيى العلويّ إلى القَرْمَطِيّ، وكان يحبّه،
أن يطّلِق طريق الحاجّ، ويعطيه عن كلّ جمل خمسة دنانير. فأذِن، وحجَّ
النّاس، وهي أولُ سنة أُخِذَ فيها المكس من الحجّاج [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 113، تجارب الأمم 6/ 409، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 80، تاريخ الأنطاكي 22، 23، الولاة والقضاة 288، ولاة مصر 306،
الفخري 282، الكامل في التاريخ 8/ 354، وفيات الأعيان 3/ 424 (في ترجمة
أبي الحسن علي بن محمد بن موسى رقم 487) ، دول الإسلام 1/ 201، سير
أعلام النبلاء 14/ 479 رقم 263، العبر 2/ 308، النجوم الزاهرة 3/ 264،
شذرات الذهب 2/ 309، النجوم الزاهرة 3/ 264.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 113، تجارب الأمم 6/ 409، نهاية الأرب 23/
151.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 113، تجارب الأمم 6/ 409، مروج الذهب 4/ 323
وفيه: «أبو عبد الرحمن بن محمد البريدي» ، العيون والحدائق ج 4 ق 2/
79، تاريخ الأنطاكي 23، الكامل في التاريخ 8/ 355، نهاية الأرب 23/
151، العبر 2/ 208، دول الإسلام 1/ 200، النجوم الزاهرة 3/ 264.
[4] المنتظم 6/ 296، نهاية الأرب 23/ 151، النجوم الزاهرة 3/ 264،
العبر 2/ 208، دول الإسلام 1/ 200، البداية والنهاية 11/ 189، مآثر
الإنافة 1/ 283، النجوم الزاهرة 3/ 264، تاريخ الخلفاء 392.
(24/55)
سنة ثمان وعشرين
وثلاثمائة
[انهزام الدّمُسْتُق]
في أوّلها وَرَدَ الخبر بأنّ عليّ بن عبد الله بن حمدان لقي
الدّمُسْتُق، فهزمَهُ عليّ [1] .
[زواج بَجْكَم ببنت البريديّ]
وفيها تزَّوج بَجْكَم بسارة [2] بنت الوزير أبي عبد الله البريديّ.
[وفاة قاضي القضاة ابن يوسف]
وفي شعبان تُوُفّي قاضي القضاة، أبو الحُسَين عمر بن محمد بن يوسف،
وقُلَّدَ مكانه ابنه القاضي أبو نَصْر يوسف [3] .
[وزارة ابن مَخْلَد]
وفيها سارَ بَجْكَم إلى الجبل وعاد، وفسد الحالُ بينه وبين الوزير
البريديّ
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 114، دول الإسلام 1/ 201، العبر 2/ 210،
النجوم الزاهرة 3/ 266.
[2] في الأصل: «بشارة» ، والتصحيح من: تكملة تاريخ الطبري 1/ 114،
وتجارب الأمم 6/ 410، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 81، والمنتظم 6/ 300،
والبداية والنهاية 11/ 191، والنجوم الزاهرة 3/ 266.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 114، وفي تاريخ حلب 288 (حوادث سنة 327 هـ)
: «ومات قاضيه أبو نصر بن يوسف وتقلّد القضاء أبو عمرو محمد بن حمّاد»
! المنتظم 6/ 300، العبر 2/ 213، البداية والنهاية 11/ 191، النجوم
الزاهرة 3/ 266.
(24/56)
لأمورٍ، فَعَزل بَجْكَم الوزيرَ، واستوزر
أبا القاسم سليمان بن مَخْلَد [1] . وخرج بَجْكَم إلى واسط [2] .
[انهزام ابن رائق أمام الإخشيد]
وفي رمضان ملك محمد بن رائق حمص، ودمشق، والرملة، وإلى العريش، ولقِيه
محمد بن طُغْج الإخشيد فانهزم الإخشيد، ووقع جُنْد ابن رائق في النّهب،
فخرجَ عليهم كمين ابن طُغْج فهزمهم، ونجا ابن رائق إلى دمشق في سبعين
رجلًا [3] .
[موت ابن مقلة والخصيبي]
وفي شوّال مات أبو عليّ ابن مقلة [4] ، وأبو العبّاس أحمد بن عُبَيْد
الله الخُصيبيّ اللَّذَين وزرا [5] .
[مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه]
وفيها واقع محمد بن رائق أبا نَصْر بن طُغْج في أرض اللَّجُون، فانهزم
أصحاب ابن طُغْج، واستؤسر وجوه قُوّاده، وقُتِل في المعركة. فعزَّ ذلك
على ابن رائق وكفَّنه، وأنفذ معه ابنه مزاحمًا إلى الإخشيد محمد بن
طُغْج يعزّيه في أخيه، ويحلف أنّه ما أراد قتله، وأنّه أنفذ إليه ولده
مزاحمًا ليقيّده به. فشكره وخلع على مزاحم وردّه، واصطلحا على أنّ
يُفرج ابن رائق عن الرّملة للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في السنة مائة
وأربعين ألف دينار [6] .
__________
[1] في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 116، «أبو القاسم سليمان بن الحسن» ،
البداية والنهاية 11/ 191.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 115، 116، تجارب الأمم 6/ 413، المنتظم 6/
301، الكامل في التاريخ 8/ 362.
[3] تاريخ الأنطاكي 29، الكامل في التاريخ 8/ 363، نهاية الأرب 23/
150، المختصر في أخبار البشر 2/ 86، العبر 2/ 210، دول الإسلام 1/ 201،
تاريخ ابن الوردي 1/ 272، البداية والنهاية 11/ 192، مآثر الإنافة 1/
291، النجوم الزاهرة 3/ 366.
[4] دول الإسلام 1/ 201، العبر 2/ 211.
[5] العبر 2/ 211.
[6] تكملة تاريخ الطبري 1/ 116، 117، تجارب الأمم 6/ 414، تاريخ
الأنطاكي 29، 30، ولاة مصر 306- 308، الولاة والقضاة 288- 290، زبدة
الحلب 1/ 100، الكامل في التاريخ 8/ 363، 364، نهاية الأرب 23/ 150،
المختصر في أخبار البشر 2/ 86- 87، دول
(24/57)
[غَرَق بغداد]
وفي شعبان غرقت بغداد غرقا عظيمًا، حتّى بلغت زيادة المّاء تسعة عشر
ذراعًا. وغرق النّاس والبهائم، وانْهَدَمت الدُّور، فلِلّهِ الأمر [1]
.
[غزوة ابن حمدان بلاد الرّوم]
وفيها غزا سيف الدين عليّ بن حمدان بلاد الرّوم، وجَرَت له مع
الدّمُسْتُق وقعات ينَصْر الله فيها المؤمنين [2] ، وله الحمد.
__________
[ () ] الإسلام 1/ 201، تاريخ ابن الوردي 1/ 272، البداية والنهاية 11/
192، تاريخ ابن خلدون 3/ 408، مآثر الإنافة 1/ 291، النجوم الزاهرة 3/
252، 253 و 266، شذرات الذهب 2/ 310، تاريخ الأزمنة للدويهي 51 الفقرة
21.
[1] المنتظم 6/ 315، 316 (حوادث سنة 329 هـ) ، البداية والنهاية 11/
191، النجوم الزاهرة 3/ 266، تاريخ الخلفاء 393.
[2] تقدّم هذا الخبر في أوّل حوادث هذه السنة.
(24/58)
سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة
[عُزِل بَجْكَم لابنّ شيرزاد ومصادرته]
فيها عزْل بَجْكَم ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مائةٍ وخمسين ألف
دينار [1] .
[وفاة الرّاضي باللَّه]
وفي ربيع الأوّل اشتدّت عِلّة الرّاضي باللَّه، وقَاءَ في يومين
أرطالًا من دم [2] ، وماتَ. وبويع المتّقي للَّه أخوه.
وكان الرّاضي سَمحا كريمًا أديبًا شاعرًا فصيحًا، محبًا للعلمّاء. سمع
مِن البَغَويّ، وله شِعُر مدوَّن [3] .
قال الصُّولِيُّ [4] : سئل الرّاضي أن يخطب يوم جمعة، فصعِدَ المِنْبر
بسُرَّ من رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد. فلمّا خطب شنَّف الإسماعَ
وبالَغَ في الموعظة. ثمّ نزل فصلّى بالنّاس.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 117، تجارب الأمم 6/ 415، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 86، تاريخ الأنطاكي 50، النجوم الزاهرة 3/ 270.
[2] في المنتظم 6/ 316 «أربعة عشر رطلا من الدم» ، النجوم الزاهرة 3/
270.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 117، الأوراق (أخبار الراضي والمتّقي)
للصولي، نشره ج. هيورث دن، مصر 1935، وسنحشد مصادر ترجمته في موضعها من
الوفيات في هذا الجزء، وفي الكامل في التاريخ 8/ 368: «له شعر يدوّن»
الفخري 280، نهاية الأرب 23/ 153، تاريخ ابن الوردي 1/ 272، 273، مرآة
الجنان 2/ 296، النجوم الزاهرة 3/ 271، تاريخ الخلفاء 393.
[4] في أخبار الراضي والمتّقي 77، 78، والأوراق له 77، وانظر: الإنباء
في تاريخ الخلفاء 163، والنجوم الزاهرة 3/ 271.
(24/59)
وقيل إنّ الرّاضي استسقى وأصابَه ذِرب
عظيم. وكان من أعظم آفاتِه كثْرة الْجِماع [1] .
تُوُفّي في منتصف ربيع الآخر، وله إحدى وثلاثون سنة ونصف. ودُفِن
بالرَّصافة. وهو آخر خليفة جالس النُّدماء [2] .
خِلافَة المتَّقي
وقال الصُّوليّ: لمّا مات الرّاضي، كان بَجْكَم بواسط، وبلغه الخبر،
فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن عليّ الكوفيّ يأمره أنّ يجمع
القُضاة والأعيان بحضرة وزير الرّاضي أبي القاسم سليمان بن الحسن
ويشاورهم فيمن يصلُح [3] .
وبعث الحُسين بن الفضل بن المّأمون إلى الكوفيّ بعشرة آلاف دينار له،
وبأربعين ألف دينار ليفرِّقها في الْجُنْد إنّ ولّاه الخلافة، فلم
ينفع.
ثمّ إنّهم اتّفقوا على أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر، فأحدروه من داره
إلى دار الخلافة لعشْرٍ بقين مِن الشهر، فَبَايعوه وهو ابن أربعٍ
وثلاثين سنة.
وأُمُّهُ أمَة اسمها خَلُوب، أَدْرَكَتْ خلافته. وكان حسن الوجه، معتدل
الخَلْق بحُمْره، أَشْهل العين، كَثّ اللِّحية. فصلّى ركعتين وصعِد على
السّرير، وبايعوه، ولم يغيّر شيئًا قط، ولم يَتَسَرَّ على جاريته الّتي
له [4] .
وكان كثير الصّوم والتّعبّد، لم يشرب نبيذًا قط. وكان يقول: لا أريد
نديما غير المصحف [5] .
__________
[1] دول الإسلام 1/ 201.
[2] الكامل في التاريخ 8/ 368، الفخري 280، المختصر في أخبار البشر 2/
87، العبر 2/ 218، 219، تاريخ ابن الوردي 1/ 273، البداية والنهاية 11/
196، 197، النجوم الزاهرة 3/ 271، تاريخ الخلفاء 393.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 119، تجارب الأمم 2/ 2. العيون والحدائق ج 4
ق 2/ 94، تاريخ الأنطاكي 33، الكامل في التاريخ 8/ 368، تاريخ مختصر
الدول 164، نهاية الأرب 23/ 155، المختصر في أخبار البشر 2/ 88، تاريخ
ابن الوردي 1/ 273.
[4] مختصر التاريخ لابن الكازروني 182، خلاص الذهب المسبوك 253، وفيه:
«فلم يتغيّر عليها ولا ابتاع غيرها» ، البداية والنهاية 11/ 198، تاريخ
الخلفاء 394.
[5] المنتظم 6/ 316، البداية والنهاية 11/ 198، تاريخ الخلفاء 394.
(24/60)
[إقرار سليمان بن
الحسن في الوزارة]
وأقرَّ في الوزارة، على ما قال ثابتُ، الوزيرَ سليمان بن الحسن [1] .
وإنما كان له الاسم، والتّدبير للكوفيّ، كاتب بَجْكَم [2] .
[حجابه الطولونيّ]
واستحجبَ المتّقي سلامة الطِّولونيّ [3] .
[ولاية المظالم]
وولّى عليَّ بن عيسى المظالم [4] .
[سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور]
وفي سابع جُمَادَى الآخرة سقطت القُبّة الخضراء بمدينة المنصور [5] .
وكانت تاج بغداد ومَأْثرة بني العبّاس [6] .
فذكر الخطيب في تاريخه [7] أنّ المنصور بناها ارتفاع ثمانٍين ذراعًا،
وأنّ تحتها إيوانًا طوله عشرون ذراعا في مثلها.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 119، تجارب الأمم 2/ 3، مروج الذهب 4/ 340،
التنبيه والإشراف 344، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 95، تاريخ الأنطاكي
33، الكامل في التاريخ 8/ 369، تاريخ مختصر الدول 164، الفخري 284،
مختصر التاريخ 185، خلاصة الذهب المسبوك 255، نهاية الأرب 23/ 155،
المختصر في أخبار البشر 2/ 88، تاريخ ابن الوردي 6/ 273.
[2] تجارب الأمم 2/ 3، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 95، الوزراء للصابي
343، الكامل في التاريخ 8/ 369، تاريخ مختصر الدول 164، الفخري 284،
مختصر التاريخ لابن الكازروني 83، نهاية الأرب 23/ 155، المختصر في
أخبار البشر 2/ 88، تاريخ الوردي 1/ 273، تاريخ الخلفاء 394.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 119، تجارب الأمم 2/ 3، العيون والحدائق ج 4
ق 2/ 95، الكامل في التّاريخ 8/ 369، خلاصة الذهب المسبوك 255، نهاية
الأرب 23/ 155، المختصر في أخبار البشر 2/ 88، تاريخ ابن الوردي 1/
273.
[4] الوزراء للصابي 343.
[5] الخبر باختصار في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 112، والمنتظم 6/ 318.
[6] تاريخ بغداد 1/ 73، البداية والنهاية 11/ 200، النجوم الزاهرة 3/
270، تاريخ الخلفاء 394.
[7] تاريخ بغداد 1/ 73.
(24/61)
وقيل: كان عليها تمثال فارس في يده رمُحْ.
فإذا استقبل جهةً عُلمَ أنّ خارجيًّا يظهر من تلك الجهة. فسقط رأسُ هذه
القبّة في لَيْلَةٍ ذات مطر ورعد [1] .
[الغلاء والوباء ببغداد]
وكان فيها غلاء مُفْرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج النّاسُ يستسقون وما في
السّماء غَيم، فرجعوا يخوضون الوحل [2] .
واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشميّ [3] .
[وزارة ابن ميمون الكاتب]
وفيها عُزِل المتّقي للَّه الوزيرَ سليمانَ واستوزَرَ أبا الحُسين أحمد
بن محمد ابن ميمون الكاتب [4] .
[وزارة البريديّ]
وقدِم أبو عبد الله البريديّ مِن البصرة، فطلب الوزارة، فأجابه
المتّقي.
وصار إليه ابن ميمون فأكرمه [5] .
وكانت وزارة ابن ميمون شهرًا [6] ، فشَغَب الْجُنْد على أبي عبد الله
يطلبون أرزاقهم، فهرب من بغداد بعد أربعة وعشرين يوما [7] .
__________
[1] تاريخ الخلفاء 394.
[2] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 120 و 121، تجارب الأمم 2/ 8، 9،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 96، المنتظم 6/ 318 و 319، تاريخ الزمان 57،
خلاصة الذهب المسبوك 254، نهاية الأرب 23/ 162، العبر 2/ 219، النجوم
الزاهرة 3/ 270.
[3] المنتظم 6/ 319، نهاية الأرب 23/ 163، النجوم الزاهرة 3/ 270.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 122، تجارب الأمم 2/ 11 و 12، مروج الذهب 4/
340 وفيه كنيته «أبو الحسن» ، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 99، الفخري
284، مختصر التاريخ 185، خلاصة الذهب المسبوك 255، النجوم الزاهرة 3/
271.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 123، تجارب الأمم 2/ 14، 15، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 100، 101، الإنباء في تاريخ الخلفاء 168، الكامل في
التاريخ 8/ 373، تاريخ مختصر الدول 164، الفخري 284، 285، مختصر
التاريخ 185، خلاصة الذهب المسبوك 255، النجوم الزاهرة 3/ 271.
[6] في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 123 «شهرا وثلاثة أيام» ، ومثله في:
تجارب الأمم 2/ 15، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 101، الكامل في التاريخ
8/ 373، ودول الإسلام 1/ 202، العبر 2/ 215، 216.
[7] تكملة تاريخ الطبري 1/ 124، تجارب الأمم 2/ 17، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 104،
(24/62)
[وزارة القراريطيّ]
فاستوزَر المتّقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافيّ المعروف
بالقراريطيّ، وعُزِل بعد ثلاثة وأربعين يومًا [1] .
[وزارة الكْرخيّ]
وقُلِّدَ ابن القاسم الكْرخيّ، وعُزِل بعد ثلاثة وخمسين يوما [2] .
[تقليد كورتكين إمرة الأمراء]
وفيها قلَّدَ المتّقي إمرة الأمراء كورتكين [3] الدّيلميّ.
[تقليد بدر الحجابة]
وقلّد بدرا الخرشنيّ الحجابة [4] .
__________
[ (-) ] الكامل في التاريخ 8/ 374، تاريخ مختصر الدول 164، العبر 2/
216، دول الإسلام 1/ 202.
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 124 و 125، تجارب الأمم 2/ 18 و 19 و 20،
مروج الذهب 4/ 340، التنبيه والإشراف 344، العيون والحدائق ج 4 ق 2/
105 و 106، الوزراء للصابي 144، الإنباء في تاريخ الخلفاء 169، أخبار
الراضي 204، المنتظم 6/ 318، الكامل في التّاريخ 8/ 377، الفخري 285،
مختصر التاريخ 185، خلاصة الذهب المسبوك 255، دول الإسلام 1/ 202،
النجوم الزاهرة 3/ 272.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 125 و 126، تجارب الأمم 2/ 20 و 22، والعيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 106، تاريخ حلب 289 وفيه: «أبو جعفر الكرخي» ،
الكامل في التاريخ 8/ 377، الفخري 285، مختصر التاريخ 185، خلاصة الذهب
المسبوك 255، العبر 2/ 216، دول الإسلام 1/ 202.
[3] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 124 «كورنكج» ، وفي تجارب الأمم 2/ 17 و
18 و 98 «كورنكيج» ، والمثبت يتفق مع: الكامل في التاريخ 6/ 80،
والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 104، 105، والإنباء في تاريخ الخلفاء 169،
وتاريخ مختصر الدول 164، 165، والعبر 2/ 216، ودول الإسلام 1/ 202،
والنجوم الزاهرة 3/ 271.
[4] الإنباء في تاريخ الخلفاء 169، الكامل في التاريخ 8/ 377، مختصر
التاريخ 185، خلاصة الذهب المسبوك 255، النجوم الزاهرة 3/ 271 و 272،
وهو زاد: «جعله حاجب الحجّاب» .
وفيه يقول ابن تغري بردي: هذا أول ما سمعنا بمن سمّي حاجب الحجّاب،
ولكن لا نعلم هل كان بهذه الكيفية أو غير هذه الصورة من أنه كبير
الحجبة، ولعلّه ذلك. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام
تدمري» : لم يسبق أن ذكر أحد من المؤرخين أن المتقي قلّد بدرا الخرشني
الحجابة، وجعله حاجب الحجّاب، غير ابن تغري بردي!.
(24/63)
[مقتل بَجْكَم التّرْكيّ]
وفيها قُتِل بَجْكَم التّرْكيّ أبو الخير. وكان قد استوطن واسطًا،
وقرَّر مع الرّاضي أنّه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار. وأظهرَ
العدلَ وبنى دار الضّيافة للضّعفاء بواسط. وكان ذا أموالٍ عظيمة. وكان
يُخْرجها في الصّناديق، ويخرج الرجال في صناديق أُخَر على الجمال إلى
البرّ، ثمّ يفتح عليهم فيحضرون ويدفن المّال، ثمّ يعيدهم إلى
الصّناديق، فلا يدرون أين دُفِنوا، ويقول: إنما أفعل هذا لأنيّ أخاف
أنّ يُحال بيني وبين داري. فَضَاعت بموته الدّفائن [1] .
قال ثابت بن سِنان: لمّا مات الرّاضي استدعى بَجْكَم والدي إلى واسط،
فقال: إني أريد أنّ أعتمد عليك في تدبير بَدَني، وفي أمرٍ آخر أهمّ من
بدني، وهو تهذيب أخلاقي. فقد غَلَبَ عليّ الغضب وسوء الخُلُق، حتّى
أخرج إلى ما أندم عليه من قتلٍ وضَرْب.
فقال: سمعًا وطاعة.
فحَّدثه بكلامٍ جيد في مُداراة نفسه بالتأني إذا غضب، وحضّه على العفو.
وكان جيش البريديّ قد وصل إلى المَذَار [2] ، فأنفد بَجْكَم كورتكين
وتوزون للقائم، فالتقوا على المذار في رجب، فانكسر أصحاب بَجْكَم
وراسلوه يستمدّونه، فخرج من واسط. فأتاه كتابٌ بنَصْر أصحابه، فتصيّد
عند نهر جور، وهناك قوم أكراد مياسير، فَشَره إلى أخذ أموالهم،
وقَصَدهم في عَدَدٍ يسيرٍ من غلمّانه وهو مُتَخَفٍّ. فهرب الأكراد منه،
وبقي منهم غلام أسود، فطعنه برمح، وهو لا يعلم أنّه بَجْكَم، فقتله
لتسع بقين من رجب [3] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 122، وانظر: تجارب الأمم 2/ 11، و 12،
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 98، 99، الإنباء في تاريخ الخلفاء 168،
المنتظم 6/ 320 رقم 517.
[2] المذار: بفتح أوله، وبالراء المهملة في آخره. أرض بقرب الكوفة.
(معجم ما استعجم للبكري 4/ 1203) وقال ياقوت: المذار في ميسان بين واسط
والبصرة وهي قصبة ميسان، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام. (معجم
البلدان 5/ 88) .
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 121، 122، تجارب الأمم 2/ 9، 10، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 96، 97، تاريخ الأنطاكي 34، الإنباء في تاريخ
الخلفاء 168، المنتظم 6/ 320 رقم 517، الكامل في التاريخ 8/ 371، تاريخ
مختصر الدول لابن العبري 164، نهاية الأرب
(24/64)
وخامرَ معظم جُنْده إلى البريديّ، وأخذ
المتّقي من داره ببغداد حواصله، فحصَل له مِن ماله ما يزيد على ألفي
ألف دينار [1] . فصار توزون وكورتكين وغيرها من كبار أصحابه إلى الموصل
[2] ، ثمّ إلى الشّام، إلى محمد بن رائق. واستدعاه المتّقي إلى الحضرة.
[مسير ابن رائق إلى بغداد]
فسارَ ابنُ رائق من دمشق في رمضان، واستخلف على الشّام أحمد بن عليّ بن
مقاتل. فلمّا قرُب من المَوْصل كتب كورتكين إلى القائد أصبهان ابن أخيه
بأنّ يصعد من واسط، فصعَد ودخل بغداد [3] ، فخلع عليه المتّقي وطوّقه
وسوّره [4] .
وحَمَل الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى ابن رائق مائة ألف دينار من غير
أنّ يجتمع به. فانْحَدر ابنُ رائق إلى بغداد [5] .
[خطبة البريديّ لابن رائق]
وخطب البريديّ بواسط والبصرة لابن رائق وكتب اسمه على أعلامه وتراسه
[6] .
[الحرب بين ابن رائق وكورتكين]
ثمّ وقع الحرب بين ابن رائق وكورتكين على بغداد أيّامًا، في جميعها
الدّبُرة على ابن رائق [7] . وجرت أمور.
__________
[ () ] 23/ 156، المختصر في أخبار البشر 2/ 88، دول الإسلام 1/ 202،
العبر 2/ 216، تاريخ ابن الوردي 1/ 273، البداية والنهاية 11/ 200،
تاريخ ابن خلدون 3/ 410، الوافي بالوفيات 10/ 77، 78 رقم 4515، مآثر
الإنافة 1/ 294، النجوم الزاهرة 3/ 272، تاريخ الخلفاء 394، تاريخ
الأزمنة 53.
[1] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 122.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 122، 123.
[3] تجارب الأمم 2/ 20، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 106. تاريخ مختصر
الدول 165، نهاية الأرب 23/ 160.
[4] مختصر التاريخ 183، مآثر الإنافة 1/ 295.
[5] البداية والنهاية 11/ 199.
[6] تكملة تاريخ الطبري 1/ 125، تجارب الأمم 2/ 20، العبر 2/ 216.
[7] تجارب الأمم 2/ 20.
(24/65)
ثم قوي ابن رائق، ثمّ دخل بغداد، وأقام
كورتكين بعُكْبرا، وذلك في ذي الحجّة، ودخل على المتّقي للَّه، فلمّا
تنصف النهار وثب كورتكين على بغداد بجيشه وهم في غايةِ التهاون بابن
رائق، يسمون جيشه القافلة، وكان نازلًا بغربيّ بغداد، فعزم على العَود
إلى الشّام. ثمّ تثبّت فعبرَ في سفينه إلى الجانب الشرقيّ ومعه بعض
الأتراك، فاقتتلوا، فبينما هم كذلك أخذتهم زعقات العامّة من ورائهم،
ورموهم بالآجُرّ، فانهزم كورتكين واختفى، وقُتِل أصحابُه في الطُّرُقات
[1] .
وظهر الكوفيّ، فاستكتبه ابن رائق [2] .
[أسر قادة الدَّيْلَم]
واستأسرَ ابنُ رائق من قوّاد الدَّيْلَم بضعة عشرة، فضرَب أعناقهم
وهربَ الباقون، ولم يبقَ ببغداد من الدَّيْلَم أحد. وكانوا قد أكثروا
الأذِيّة [3] .
[إمرة الأمراء لأبنّ رائق]
وقُلَّدَ ابنُ رائق إمرة الأمراء، وعظم شأنه [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 125، تجارب الأمم 2/ 21، العيون والحدائق ج
4، ق 2/ 106، نهاية الأرب 23/ 160، 161، دول الإسلام 2/ 202، العبر 2/
216، تاريخ ابن الوردي 1/ 274.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 125، تجارب الأمم 2/ 22، نهاية الأرب 23/
161، البداية والنهاية 11/ 199.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 125، تجارب الأمم 2/ 22، الكامل في التاريخ
8/ 376، نهاية الأرب 23/ 161.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 126، تجارب الأمم 2/ 22، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 107، تاريخ الأنطاكي 37، الإنباء في تاريخ الخلفاء 219، أخبار
الراضي 209، الكامل في التاريخ 8/ 377، تاريخ مختصر الدول 165، نهاية
الأرب 23/ 161، المختصر في أخبار البشر 2/ 89، العبر 2/ 216، دول
الإسلام 1/ 202، تاريخ ابن الوردي 1/ 274، مآثر الإنافة 1/ 295، تاريخ
الخلفاء 394.
(24/66)
سنة ثلاثين
وثلاثمائة
[حبْس كورتكين في دار ابن رائق]
في المحرَّم وُجِدَ كورتكين الدَّيْلَميّ في درب، فأُحضر إلى دار ابن
رائق وحُبِس [1] .
[الغلاء العظيم ببغداد]
وفيها كان الغلاء العظيم ببغداد، وأبيع كرّ القمح بمائتي دينار وعشرة
دنانير، وأكلوا الميتة، وكثُر الأموات على الطُرُق، وعمَّ البلاء [2] .
[انتشار الجوع]
وفي ربيع الآخر خرجَ الحُرَم من قصر الرصّافة يستغيثون في الطُّرُقات:
الجوع الجوع [3] .
[خروج الأتراك إلى البريديّ]
وخرج الأتراك وتوزون، فساقوا إلى عند البريديّ إلى واسط [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، تاريخ الأنطاكي 36، مآثر الإنافة 1/
295، النجوم الزاهرة 3/ 273.
[2] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، الكامل في التاريخ 8/ 377 (حوادث
سنة 329 هـ) ، الأوراق 105، 106، مختصر التاريخ 183، العبر 2/ 219، دول
الإسلام 1/ 202، البداية والنهاية 11/ 201، مرآة الجنان 2/ 296، النجوم
الزاهرة 3/ 273، تاريخ الخلفاء 394.
[3] تاريخ الأنطاكي 37 تاريخ حلب 289، النجوم الزاهرة 3/ 273.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 126، تجارب الأمم 2/ 23، النجوم الزاهرة 3/
274.
(24/67)
[وصول الرّوم إلى حلب]
وفيها وصلت الرّوم إلى بلد حلب إلى صوّص [1] ، وهي على ستّ فراسخ من
حلب، فأخربوا وأحرقوا، وسبوا عشرة آلاف نسمة [2] .
[وزارة البريديّ]
وفيها استوزر المتّقي أبا عبد الله البريديّ، برأي ابن رائق لمّا رأى
انضمام الأتراك إليه، فاحتاج إلى مداراته [3] .
[تقلَّدَ الخِرقيّ القضاء]
وفيها تقلَّدَ قضاء الجانبين ومدينة أبي جعفر أبو الحسن أحمد بن عبد
الله ابن إسحاق الخِرقيّ التّاجر، وتعجَّب النّاسُ من تقليد مثله [4] .
[تقليد القراريطيّ الوزارة]
وفيها عُزِل البريديّ، وقُلَّدَ القراريطيّ الوزارة [5] .
[خروج المتّقي لقتال البريديّ]
وفي حادي عشر جُمَادَى الأولى ركب المتّقي ومعه ابنه أبو منصور، ومحمد
بن رائق، والوزير القراريطيّ، والجيش، وساروا وبين أيديهم القُرّاء في
المصاحف لقتال البريديّ. ثمّ انحدر من الشّمّاسيّة في دجلة إلى داره،
واجتمع
__________
[1] لم أجد لها ذكرا في مصادر البلدان.
[2] الخبر، في: الكامل في التاريخ 8/ 392 وفيه: «وسبوا نحو خمسة عشر
ألف إنسان» ، العبر 2/ 219، دول الإسلام 1/ 203، النجوم الزاهرة 3/
274.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 123 (حوادث سنة 329 هـ) ، تجارب الأمم 2/
23، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 108، تاريخ الأنطاكي 37، 38، الكامل في
التاريخ 8/ 379، الفخري 284، نهاية الأرب 23/ 163، النجوم الزاهرة 3/
273.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 126 (حوادث سنة 329 هـ) ، النجوم الزاهرة 3/
274.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 124 (حوادث سنة 329 هـ) و 1/ 129، تجارب
الأمم 2/ 23، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 108، تاريخ الأنطاكي 38، الكامل
في التاريخ 8/ 377، الفخري 285، النجوم الزاهرة 3/ 274.
(24/68)
الخلْق على كرسيّ الجسر، فثقل بهم وانخسف،
فغرق خلقٌ. وأمر ابن رائق بلعن البريديّ على المنابر [1] .
[دخول البريديّ بغداد وانتهابها]
وأقبل أبو الحُسين عليّ بن محمد أخو البريديّ إلى بغداد وقاربَ المتّقي
وابن رائق، فهزمهما، وكان معه الترك والدَّيْلَم والقرامطة، وكثر
النّهْبُ ببغداد.
وتحصّن ابن رائق، فزحفَ أبو الحُسين البريديّ على الدّار، واستفحل
الشّرّ.
ودخل طائفة من الدَّيْلَم دار الخلافة، فقتلوا جماعة، وخرجَ المتّقي
وابنه هاربين إلى الموصل ومعهما ابن رائق [2] .
واستتر القراريطيّ [3] .
ونهبت دار الخلافة، ودُخِل على الحُرم [4] .
ووجدوا في السّجن كورتكين الدَّيْلَميّ، وأبا الْحَسَن بن سنجلا، وعليّ
بن يعقوب. فجيء بهم إلى أبي الحسين، فقيَّد كورتكين، وبعث به إلى أخيه
إلى البصرة، فكان آخر العهد به [5] ، وأطلق الآخران.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 126، تجارب الأمم 2/ 23، 24، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 109، الكامل في التاريخ 8/ 379، النجوم الزاهرة 3/
274.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 126، 127، تجارب الأمم 2/ 24، 25، التنبيه
والإشراف 344، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 109- 111، تاريخ الأنطاكي 38،
الإنباء في تاريخ الخلفاء 170، الكامل في التاريخ 8/ 380، الفخري 284،
مختصر التاريخ 183، خلاصة الذهب المسبوك 254، أخبار الدول المنقطعة
لابن ظافر 1- 4، نهاية الأرب 23/ 164، العبر 2/ 220، دول الإسلام 1/
203، تاريخ ابن الوردي 1/ 274، البداية والنهاية 11/ 202، مآثر الإنافة
1/ 295، النجوم الزاهرة 3/ 274، تاريخ الخلفاء 394.
[3] فكانت مدّة وزارته أحد وأربعين يوما، كما يقول مسكويه في: تجارب
الأمم 2/ 25، العبر 2/ 220، دول الإسلام 1/ 203، النجوم الزاهرة 3/
274.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، تجارب الأمم 2/ 25، التنبيه والإشراف
344، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 111، الكامل في التاريخ 8/ 380، نهاية
الأرب 23/ 164، العبر 2/ 220، دول الإسلام 1/ 203، البداية والنهاية
11/ 202، النجوم الزاهرة 3/ 274.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، تجارب الأمم 2/ 25، نهاية الأرب 23/
165، النجوم الزاهرة 3/ 274.
(24/69)
ثمّ نزل أبو الحسين بدار ابن رائق، وقلَّدَ
توزون الشّرطة [1] ، وأبا منصور تورتكين [2] الشرطة بالجانب الغربيّ.
[انتهاب بغداد والغلاء بها]
ونُهبت بغداد، وهُجِّجَ أهلُها من دُورهم. واشتدّ القحط حتّى أبيع
ببغداد كرّ الحنطة بثلاثمائة وستّة عشر دينارا، وهلك الخلْق. وكان
قحطًا لم يُعْهَد ببغداد مثله أبدا [3] . هذا والبريديّ يصادر النّاس
[4] .
[وقعة الأتراك والقرامطة]
ثمّ وقعت وقعة بين الأتراك والقرامطة، فانهزم القرامطة [5] .
[ازدياد دجلة]
وزادت دجلة حتّى بلغت في نَيْسان عشرين ذراعًا، وغرقت النّاس [6] .
[محاربة أهل بغداد للدَّيْلَم]
ثمّ تناخى أهلُ بغداد لِمَا تمّ عليهم من جُور الدّيلم، ووقع بينهم
وبينهم الحرب [7] .
[الحرب بين الأتراك والبريديّ]
ثمّ اتّفق توزون وتورتكين [8] والأتراك على كبس البريديّ. ثمّ غدر
تورتكين [8] فبلغ البريديّ الخبرُ فاحترز [9] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 127 و 129، تجارب الأمم 2/ 25، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 11، الكامل في التاريخ 8/ 380.
[2] في تجارب الأمم 2/ 25: «نوشتكين» ، ومثله في: العيون والحدائق ج 4
ق 2/ 111، والكامل في التاريخ 8/ 380، والنجوم الزاهرة 3/ 274، 275.
[3] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، تجارب الأمم 2/ 25 و 26، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 111، 112، الكامل في التاريخ 8/ 381 و 391، تاريخ
الزمان 57 (حوادث سنة 329 هـ) ، وفيه: «بيع كور الحنطة بمائة وثلاثين
دينارا ذهبا» ، العبر 2/ 220، دول الإسلام 1/ 203، البداية والنهاية
11/ 202، النجوم الزاهرة 3/ 275.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، تجارب الأمم 2/ 25.
[5] الكامل في التاريخ 8/ 381.
[6] تاريخ الزمان 57، مرآة الجنان 2/ 296.
[7] تكملة تاريخ الطبري 1/ 128.
[8] في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 127: «نوشتكين» ، ومثله في: تجارب الأمم
2/ 26.
[9] تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، تجارب الأمم 2/ 26، العيون والحدائق ج
4 ق 2/ 112.
(24/70)
وقصد توزون الدّار [1] في رمضان، ووقع
الحرب، وخَذَله تورتكين، فانَصْرف توزون في خلقٍ من الأتراك إلى
الموصل. فبعث البريديّ خلفه جيشًا ففاتهم. فلمّا وصل توزون إلى الموصل
قوي قلب ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وعزم على أنّ ينحدر
إلى بغداد بالمتّقي، فتهيأ أبو الحُسين البريديّ [2] .
وكان لمّا وصل المتّقي وابن رائق تكريت وجدا هناك سيف الدّولة أبا
الحسن عليّ بن عبد الله بن حمدان، وكان ابن رائق قد كتب إلى الحسن بن
عبد الله بن حمدان أنّ يبعث إليه نجدةً لقتال البريديّ، فنفّذ أخاه سيف
الدّولة هذا، فإذا معَه الإقامات والميرة، وسارَ الكُلّ إلى الموصل،
فلم يحضر الحسن، وتردّدت الرُّسُل بينه وبين ابن رائق إلى أنّ توثَّق
كُلّ منهم بالعهود والأيْمان. فجاء الحِسُن واجتمع بابن رائق وبأبي
منصور ابن الخليفة في رجب، وذلك بمخيَّم الحسن. فلمّا أراد الانصراف
ركب ابن المتّقي وقُدِّم فرس ابن رائق ليركب، فتعلَّق به الحسن وقال:
تقيم اليوم عندي نتحدَّث.
فقال: ما يحسُن بي أنّ أتخلَّف عن ابن أمير المؤمنين.
فألحَّ عليه حتّى استرابَ محمد بن رائق وجذَب كمَّه من يده فَتَخرَّق.
هذا ورِجله في الرّكاب ليركب، فَشَبَّ به الفرس فوقع، فصاح الحسن
بغلمّانه: لا يفوتنّكم، اقتلوه. فنزلوا عليه بالسيوف، فاضطرَب أصحابُه
خارج المخيَم، وجاء مطرٌ فتفرّقوا، فَدُفِن وعُفى قبره ونُهبت داره
الّتي بالموصل [3] .
فنقل ابن المحسِّن التنوخي، عن عبد الواحد بن محمد المَوْصلي قال:
حدَّثني رجلٌ أن النّاسَ نهبوا دار ابن رائق، فدخلتُ فأجدُ كيسًا فيه
ألف دينار أو أكثر، فقلت: إنّ خرجت به أخذَه منّي الجند. فطفت في
الدّار فمررت
__________
[1] أي دار أبي الحسين البريدي، كما في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 128.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 128.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 128، تجارب الأمم 2/ 27، 28، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 118، تاريخ الأنطاكي 138، الكامل في التاريخ 8/ 382،
تاريخ مختصر الدول 165، زبدة الحلب 1/ 102، مختصر التاريخ 183، خلاصة
الذهب المسبوك 254، نهاية الأرب 23/ 166، 167، المختصر في أخبار البشر
2/ 89، دول الإسلام 1/ 203 العبر 2/ 200، تاريخ ابن الوردي 274، مآثر
الإنافة 1/ 295، النجوم الزاهرة 3/ 275، تاريخ الخلفاء 395.
(24/71)
بالمطبخ، فأخذتُ قدْر سكباج ملأى، فرميتُ
فيها الكيس وحملتها على رأسي، فكلّ مَن رآني يظنّ أنّي جائع، فذهبتُ
بها إلى منزلي.
[تلقيب ابني حمدان: ناصر الدّولة وسيف الدّولة]
وبعث الحسن إلى المتّقي: إنّ ابن رائق أراد أن يغتالني. فأمره بالمَصير
إليه. فجاء إليه فقلَّدَه مكان ابن رائق ولقبه «ناصر الدّولة» ، وخلعَ
على أخيه ولقّبه «سيف الدّولة» . وعاد إلى بغداد وهُم معه [1] .
[هرب البريديّ إلى واسط]
فهرب البريديّ إلى واسط. فكانت مدّة إقامته ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين
يومًا [2] .
ودخل المتّقي بغداد في شوّال، وعُمِلت القباب.
[وفاة الخَرْشَنيّ]
وقلَّدَ المتّقي بدرًا الخَرْشَنيّ طريق الفُرات. فسارَ إليها، ثمّ سار
إلى مصر، فأكرمه الإخشيد واستعمله على دمشق، فمات بها [3] .
[انهزام البريديّ أمام ناصر الدّولة الحمداني]
وفي ذي القعدة جاء الخبر بأنّ البريديّ يريد بغداد، فاضطّربَ النّاسُ
وخرج المتّقي ليكون مع ناصر الدّولة، وهرب وجوه أهل بغداد.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 128 و 129، تجارب الأمم 2/ 28 و 29، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 118 و 120، تاريخ الأنطاكي 38 و 39، الإنباء في
تاريخ الخلفاء 170، الكامل في التاريخ 8/ 383، تاريخ مختصر الدول 165،
المختصر في أخبار البشر 2/ 89، العبر 2/ 220، دول الإسلام 1/ 203،
تاريخ ابن الوردي 1/ 274، البداية والنهاية 11/ 202، مآثر الإنافة 1/
295، النجوم الزاهرة 3/ 275، تاريخ الخلفاء 395.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 128، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 120، الكامل
في التاريخ 8/ 383، 384، نهاية الأرب 23/ 168، المختصر في أخبار البشر
2/ 89، العبر 2/ 220، 221، دول الإسلام 1/ 203 وفيه: «فهرب البريدي من
بغداد بعد استيلائه عليها مائة يوم» ، ويقول خادم العلم محقق هذا
الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : والصواب: مائة وعشرة أيام، النجوم
الزاهرة 3/ 275.
[3] الكامل في التاريخ 8/ 392.
(24/72)
ثمّ سار سيف الدّولة أبو الحسن للقاء
البريديّ فكانت بينهما وقعة هائلة بقرب المدائن. فكان البريديّ أبو
الحُسين في الدَّيْلم وابن حمدان في الأتراك واقتتلوا يوم الخميس ويوم
الجمعة، فكانت أولًا على بني حمدان وانهزم أصحابهم، وكان ناصر الدّولة
على المدائن فردَّهم، ثمّ كانت الهزيمة على البريديّ، وقتل جماعة من
قوادة، وأسر طائفة، فعاد بالويل إلى واسط. وساق سيف الدّولة إلى واسط،
فانهزم البريديّ بين يديه إلى البصرة، فأقام سيف الدّولة بواسط ومعه
جميع الأتراك والدَّيْلم [1] .
[وفاة النَّهْرَ جُوري]
وفيها تُوُفّي العارف أبو يعقوب النّهرجوريّ شيخ الصُّوفيّة إسحاق بن
محمد بمكّة، وقد صحب سهل بن عبد الله، والْجُنَيْد [2] .
[وفاة المحاملي]
وفيها تُوُفّي المَحَامِليّ صاحب «الدّعاء» وغيره [3] .
[وفاة أبي صالح الزاهد]
والزّاهد أبو صالح الدّمشقيّ مفلح بن عبد الله، وإليه يُنْسَب مسجد أبي
صالح خارج باب شرقيّ [4] .
والله أعلم
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 129، تجارب الأمم 2/ 29، 30، العيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 121، 122، تاريخ الأنطاكي 38، 39، الكامل في التاريخ
8/ 385، العبر 2/ 221، دول الإسلام 1/ 203، تاريخ ابن الوردي 1/ 274.
[2] العبر 2/ 221، دول الإسلام 1/ 203، النجوم الزاهرة 3/ 275.
[3] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 122، المنتظم 6/ 328، الكامل في التاريخ
8/ 392، المختصر في أخبار البشر 2/ 89، دول الإسلام 1/ 203، العبر 2/
222، تاريخ ابن الوردي 1/ 274، البداية والنهاية 11/ 203، النجوم
الزاهرة 3/ 275.
[4] دول الإسلام 1/ 203، العبر 2/ 224، النجوم الزاهرة 3/ 275.
(24/73)
ذكر رجال الطبقة
الثالثة والثلاثين
مُرَتَّبَة كل سنة على حروف المعجم
سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة
ومَن تُوُفّي فيها
حرف الألف
1- أحمد بن إسماعيل بن عامر.
أبو بَكْر السَّمَرْقَنْدِيّ.
رئيس كبير، حدَّث «بجامع» أبي عيسى التّرمذيّ، عن مصنّفه وتُوُفّي
بِبُخارى.
قاله جعفر المستغفريّ.
2- أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بكر.
أبو حامد الدّقاق.
ورّخه ابن مَنْدَه.
3- أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم [1] أبو حامد النَّيسابوريّ، ولقبه
أبو تُراب، الأعمشيّ الحافظ. كان قد جمع حديث الأعمش كلّه وحفِظه.
سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج، وعلي بن خشرم، وعمار بن رجاء
الجرجاني، وأبا زرعه، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا سعيد الأشج،
ويحيى بن حكيم المقوم، وطبقتهم.
روى عنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو
سهل الصّعلوكيّ، وأبو أحمد الحاكم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حمدون) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 805- 807 رقم 795 وترجمته فيه كما هنا.
(24/74)
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا عليّ
يقول: ثنا أحمد بن حمدون، إنْ حلّت الرواية عنه.
فقلت: هذا الّذي تذكره في أبي تُراب من جهة المُجُون والسُّخْف الّذي
كان، أو لشيء أنكرته منه في الحديث؟
قال: بل من جهة الحديث.
قلت: فما أنكرت عليه؟
قال: حديث عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن
الفضل.
قلت: قد حدَّث به غيره.
فأخذ يذكر أحاديث حدَّث بها غيره.
فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته.
ثمّ حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي كلامي فيه، وقال:
القول ما قلته.
ثمّ تأملت أجزاء كثيرة بخطه، فلم أجد فيها حديثًا يكون الحمل فيه عليه،
وأحاديثه كلها مستقيمة.
وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم
روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد؟ فأخذ أبو حامد يسرد التّرجمة
حتّى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجّب من مذاكرته.
سمعت محمد بن حامد البزّاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي وهو عليل
فقلنا: كيف تجدك؟
قال: بخير، لولا هذا الجار، يعني أبا حامد الجلودي، يدعي أنّه محدّث
عالم، ولا يحفظ إلّا ثلاث كتب: كتاب عمى القلب، وكتاب النسيان، وكتاب
الجهل. دخل عليّ أمس فقال: يا أبا حامد أعلمت أن زنجويه قد مات؟ قلت:
رحمه الله. فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع ثمّ
قال: يا با حامد ابن كم أنت؟ قلت: أنا في السادس والثمانٍين.
قال: فأنت إذا أكبر من أبيك يوم مات.
فقلت: أنا بحمد الله في عافية، وجامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا.
فقام خجلًا.
(24/75)
تُوُفّي الأعمشي في ربيع الأول.
4- أحمد بْن دَاوُد بْن سليمان بْن جوين.
أبو بكر بن القِرَبيّ. مصريّ ثقة.
سمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وابن مَثْرُود.
روى عنه: ابن يونس، وغيره.
5- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذَكْوان [1] .
الدّمشقيّ المقرئ.
قرأ على أبيه، وسمع منه.
قرأ عليه: أبو هاشم عبد الجبّار المؤدّب.
وروى عنه: ابن عديّ، لكن سمّاه محمدا فوهم، وأبو بكر الرَّبعيّ، وابن
المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
وورَّخ وفاته ابن زَبْر [2] .
6- أحمد بن عبد الوارث بن جرير [3] .
أبو بكر الأسوانيّ العسّال.
سمع: عيسى بن حمّاد، ومحمد بن رُمْح، وجماعة.
وهو آخر من حدَّثَ عن ابن رُمْح.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس الحافظ ووثَّقه، والطَّبَرَانيّ، وابن
المقرئ، وعبد الكريم بن أبي جدار، وميمون بن حمزة العلويّ، وعليّ بن
محمد الحضْرميّ الطحان والد الحافظ يحيى، وخلق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن أحمد) في:
غاية النهاية 1/ 71 رقم 312 وفيه كنيته: أبو عبيدة.
[2] وقال الوافي: ولم يشتهر في المتصدّرين كاشتهار غيره من أصحاب أبيه.
(غاية النهاية) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الوارث) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 47، والأنساب 1/ 260 و 8/ 446، والعبر 2/ 185،
وسير أعلام النبلاء 15/ 24 رقم 11، وحسن المحاضرة 1/ 368، وشذرات الذهب
2/ 288.
(24/76)
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وقد جاوز
التّسعين، وولاؤه لعثمانٍ بن عفان رضي الله عنه [1] .
7- أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ سَلَامَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ [2] .
أَبُو جَعْفَرٍ الْأَزْدِيُّ الْحَجْرِيُّ [3] الْمَصْرِيُّ
الطَّحَاوِيُّ الْفَقِيهُ الْحَنَفِيُّ، الْمُحَدِّثُ الْحَافِظُ.
أَحَدُ الْأَعْلَامِ.
سَمِعَ: هَارُونَ بْنَ سَعِيدٍ الأَيْلِيَّ، وَعَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ
رِفَاعَةَ، وَيُونُسَ بْن عَبْد الْأَعْلَى، ومحمد بْن عَبْد الله بْن
عَبْد الحَكَم، وَعِيسَى بْن مَثْرُود، وَبَحْرَ بْنَ نَصْرٍ،
وَطَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَنِ الإِخْمِيمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ
الْقَاسِمِ الْخَشَّابُ، وأبو بكر ابن الْمُقْرِئِ، وَالْمَيَانِجيُّ،
وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الزَّجَّاجُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ محمد الْجَوْهَرِيُّ قَاضِي الصَّعِيدِ، والطّبرانيّ، ومحمد بن
بكر بن مطروح.
__________
[1] وثّقه ابن يونس.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن سلامة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 70، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد
(مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 16 أ، وطبقات الفقهاء للشيرازي 142،
والإكمال لابن ماكولا 3/ 85، والأنساب 8/ 218، وتاريخ دمشق (مخطوطة
الظاهرية) 2/ 89 أ- 90 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 212 و 3/ 324، والمنتظم
6/ 250، ووفيات الأعيان 6/ 71، 72، والتقييد لابن النقطة 174، 175 رقم
195، والفهرس لابن النديم 292، ومعجم البلدان 1/ 402، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 79، والعبر 2/ 186، وتذكرة الحفاظ 3/ 808- 811، وسير
أعلام النبلاء 15/ 27- 33 رقم 15، ودول الإسلام 1/ 195، والمعين في
طبقات المحدّثين 110 رقم 1234، وتاريخ ابن الوردي 1/ 265، والوافي
بالوفيات 8/ 9، 10، ومرآة الجنان 2/ 281، والبداية والنهاية 11/ 174،
والجواهر المضيّة 1/ 102- 105، وتاريخ الخميس 2/ 391، وغاية النهاية 1/
116، وتاج التراجم 6، ولسان الميزان 1/ 274- 282، والنجوم الزاهرة 3/
239، وطبقات الحفاظ 337، وحسن المحاضرة 198، وشذرات الذهب 2/ 288،
وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 74، وهدية العارفين 1/ 58، وكشف الظنون 32
وغيرها كثير، وديوان الإسلام لابن الغزّي 3/ 236- 238 رقم 1372،
والرسالة المستطرفة 25، 33، 119، والأعلام 1/ 206، ومعجم المؤلفين 2/
107، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/
216، 217 رقم 217، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[3] الحجريّ: بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم وفي آخرها الراء، نسبة
إلى ثلاث قبائل اسم كل واحدة حجر، هي: حجر حمير، وحجر ذي رعين، وحجر
الأزد، وإلى هذه الأخيرة ينسب صاحب الترجمة. انظر: اللباب 1/ 343.
(24/77)
وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ سنة ثَمَانٍ
وَسِتِّينَ، فَلَقِيَ قَاضِيهَا أَبَا خَازِمٍ فَتَفَقَّهَ بِهِ
وَبِغَيْرِهِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: وُلِدَ سنة تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ،
وَتُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْقِعْدَةِ.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، فَقِيهًا عَاقِلًا. لَمْ يَخلّف
مِثْله.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ [1] : انْتَهَتْ إِلَى أَبِي
جَعْفَرٍ رِئَاسَةُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ بِمِصْرَ. أَخَذَ
الْعِلْمَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عمران، وأبي خازم،
وَغَيْرِهِمَا.
وَكَانَ شَافِعِيًّا يَقْرَأُ عَلَى الْمُزَنِيِّ، فَقَالَ لَهُ
يَوْمًا: وَاللَّهِ لَا جَاءَ مِنْكَ شَيْءٌ.
فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ، وَانْتَقَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي عِمْرَانَ.
فَلَمَّا صَنَّفَ مُخْتَصَرَهُ قَالَ:
رَحِمَ اللَّهُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ، لَوْ كَانَ حَيًّا لَكَفَّرَ عَنْ
يَمِينِهِ.
وَمَنْ نَظَرَ فِي تَصَانِيفَ أَبِي جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلِمَ
مَحلَّهُ مِنَ الْعِلْمِ وَسَعَةِ مَعْرِفَتِهِ. وَقَدْ نَابَ فِي
الْقَضَاءِ عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ محمد بْنِ عَبْدَةَ قَاضِي
الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ سنة نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَتَرَقَّت حالهُ فَحَدَّثَ أَنَّهُ حَضَرَ رَجُلٌ معتبِرٌ عِنْدَ
الْقَاضِي محمد بْنِ عَبْدَةَ فَقَالَ: أَيْش رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ؟
فَقُلْتُ أَنَا: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بن قتيبة: نا أَبُو أَحْمَدَ
الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الأعلى التّغلبيّ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَغَارُ
لِلْمُؤْمِنِ فَلْيَغَرْ» [2] .
وَثَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ مَوْقُوفًا. فَقَالَ لِي
الرَّجُلُ: تَدْرِي مَا تَقُولُ؟ تَدْرِي مَا تتكلّم به؟
فقلت له: ما الخبر؟
__________
[1] في طبقات الفقهاء 142.
[2] أخرج البخاري نحوه في: النكاح 9/ 280 باب الغيرة، ومسلم في التوبة
(276) باب: غيرة الله تعالى. والترمذي (3530) ، وأحمد في المسند 1/ 381
و 425 و 436 من طريق: أبي وائل شقيق بن سلمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
«ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرّم الفواحش» .
(24/78)
قَالَ: رَأَيْتُكَ الْعَشِيَّةَ مَعَ
الْفُقَهَاءِ فِي مَيْدَانِهِمْ، وَرَأَيْتُكَ الْآنَ فِي مَيْدَانِ
أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَقَلَّ مَنْ يَجْمَعُ ذَلِكَ.
فَقُلْتُ: هَذَا مِنْ فَضْلِ الله وإنعامه.
صنّف رحمه الله «الآثار» ، و «معاني الآثار» ، و «اختلاف العلماء» ، و
«الشروط» ، و «أحكام الْقُرْآنِ» .
وَكَانَ ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ قَدْ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ قَاضِيًا
عَلَى مِصْرَ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْحَنَفِيَّةِ وَعَلَيْهِ
تَخَرَّجَ الطَّحَاوِيُّ.
وَالْمُزَنِيُّ هُوَ خَالِ الطَّحَاوِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ
تَعَالَى.
8- أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين.
أبو عليّ الباشانيّ الهَرَويّ.
سمع: عليّ بن خَشْرَم، وأحمد بن عبد الله الفاريابيّ، وأبا الحُسين
الحنفيّ، وسُفْيان بن وُكِيع، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذُهل، وأبو بكر بن أبي إسحاق القرّاب، وزاهر
ابن أحمد السّرخسيّ، ومحمد بن محمد بن جعفر المّالينيّ.
وكان ثقة.
- أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن القاسم بن حسن بن زيد ابن الحسن بن
عليّ بن أبي طالب [1] .
9- أحمد بن محمد بن موسى البغداديّ [2] .
أبو بكر، ويُعرف بابن أبي حامد.
صاحب بيت المّال.
سمع: حمدون الفَرغانيّ، والعبّاس الدُّوريّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والقوّاس.
وكان ثقة، جوادا، كريما. قاله الخطيب.
__________
[1] ذكره المؤلّف هكذا دون ترجمة.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 91- 93 رقم 2488، والبداية والنهاية 11/ 174، 175.
(24/79)
10- أحمد بن محمد بن يزيد [1] .
الفقيه أبو العبّاس الكُرْجيّ.
ثقة، سمع: يوسف بن سعيد بن مُسَلّم، وأحمد بن الفُرات.
روى عنه: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر.
حدَّث ببغداد. ومات في جُمَادَى الأولى.
11- أحمد بن محمود [2] .
أبو عيسى اللَّخميّ الأنباريّ.
عن: عليّ بن حرب، وأبي عُتْبَة الحجازيّ، وجماعة.
وعنه: ابن شاهين، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ.
أرخه الخطيب.
12- أحمد بن نَصْر بن سَنْدَوَيْه [3] أبو بكر البغداديّ حَبْشُون.
سمع: الحسن بن عَرَفه، ويوسف بن موسى القطّان، ومحمد بن هارون أبا
نشيط.
وعنه: ابن شاهين، والدارقطنيّ. وقال: ثقة.
13- إبراهيم بن عمروس بن محمد.
أبو إسحاق الفساطيطيّ. من فقهاء همدان.
سمع: محمد بن عُبَيْد الأسَديّ، وحميد بن زَنْجَوَيْه، وأحمد بن
بُدَيْل، وموسى بن نَصْر، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم،
ومحمد بن عليّ بن شقيق، وعبد الحميد بن عصام الجرجانيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 5/ 120، رقم 2536.
[2] انظر عن (أحمد بن محمود) في:
تاريخ بغداد 5/ 156، 157 رقم 2598.
[3] انظر عن (أحمد بن نصر) في:
تاريخ بغداد 5/ 182 رقم 2628.
(24/80)
وعنه: صالح بْن أحمد، وأحمد بْن محمد بن
رُوزَبَة، والحسن بن بشّار وعبد الرحمن بن محمد بن خَيْران الفقيه،
وآخرون.
وثقه بعضهم ووصفوه بالصِّدْق.
14- إبراهيم بن الفضل بن حيّان الحَلوانيّ [1] قاضي سامرّاء.
سمع: العُطَارِديّ، وغيره.
وعنه: المُعَافَى الْجَريريّ.
15- أحْيَد بن محمد بن الحسن بن شجاع.
المعروف بدينار.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
16- إسحاق بن محمد بن أحمد القاضي [2] .
أبو يعقوب الحلبيّ.
قدِم بغداد، وروى عن: سليمان بن سيف الحرّانيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القوّاس، وحفيده عليّ بن محمد.
حدَّث فيها، وبقي بعدها.
- حرف الباء-
17- بَكر بن المرزبان السَّمَرْقَنديّ.
حدَّث في هذه السنة في صَفَر، عن عبد بن حُمَيْد بتفسيره.
- حرف التاء-
18- تِكين الخاصّة [3] .
الأمير أبو منصور المعتَضِديّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 6/ 140 رقم 3182.
[2] انظر عن (إسحاق بن محمد) في:
تاريخ بغداد 6/ 395 رقم 3442.
[3] انظر عن (تكين الخاصة) في:
(24/81)
ولي نيابة دمشق غير مرّة، وولي أيضًا مصرَ
للمقتدر، وبها تُوُفّي في ربيع الأوّل، وحُمِل في تابوت إلى بيت
المقدس.
روى عن: يوسف القاضي.
روى عنه: عليّ بن محمد بن رسْتُم.
قال ابن النجّاد: تكين الخزريّ، ولي نيابة مصر [سنة] سبعٍ وتسعين، ثمّ
عزل سنة اثنتين وثلاثمائة فولي إمرة دمشق. ثمّ بعد خمس سنين أعيد إلى
مصر، فبقي عليها إلى أن مات زمن القاهر باللَّه. وكان من كبار الملوك،
سامحه الله.
- حرف الجيم-
19- جامع بن إبراهيم بن محمد بن جامع أبو القاسم السُّكّريّ.
بِمصر.
20- جعفر بن محمد بن بكر بن بكّار بن يوسف البلْخيّ.
في شوّال.
- حرف الخاء-
21- حاتم بن محبوب.
أبو يزيد القُرَشيّ السّاميّ الهَرَوِيّ.
سمع: سَلَمَةَ بن شبيب، وأحمد بن سعيد الرّباطيّ، وابن زنبور، وغيرهم.
__________
[ () ] ولاة مصر للكندي 286، 293- 296، 298، 299، وتكملة تاريخ الطبري
للهمداني 1/ 85، 103، وتجارب الأمم لمسكويه 1/ 258، ومروج الذهب 3605،
وصلة تاريخ الطبري لعريب 163، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 11، 81، 120،
وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 260 أ، 260 ب، والكامل في التاريخ 8/
273، والعبر 2/ 186، ودول الإسلام 1/ 195، وسير أعلام النبلاء 15/ 95،
96 رقم 55، وأمراء دمشق في الإسلام 21 رقم 73، والوافي بالوفيات 10/
386، واتعاظ الحنفا للمقريزي 1/ 250، والمواعظ والاعتبار 1/ 327،
والنجوم الزاهرة 3/ 171، 174، وحسن المحاضرة 2/ 13، وشذرات الذهب 2/
289، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 340، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175، ومآثر
الإنافة 1/ 280، 284.
(24/82)
وعنه: الرئيس أبو عبد الله العُصميّ، ومحمد
بن أحمد الإسفزاريّ، وأحمد بن محمد المُزَنيّ، وآخرون.
وكان ثقة، صالحًا.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ: أنا محمد بن
إسماعيل، أنا أبو عمر المليحيّ، أنا محمد بن عمر بن حَفْصَويْه
السَّرْخَسِيّ سنة خمس وثمانٍين، أنا حاتم بن محبوب، ثنا سَلَمَةُ بن
شبيب، ثنا الحسن بن محمد، يعني ابن أعْيَن، ثنا زُهير قال: دخلت البصرة
فقلت: لا أكتب الحديث إلا بِنِيّة، فما كتبت فيها إلا حديثًا واحدًا.
زُهير هو ابن معاوية، مشهور.
22- الحسن بن محمد بن النَّضْر بن أبي هريرة [1] .
أبو عليّ الأصبهانيّ.
سمع: إسماعيل بن يزيد القطّان، وعبد الله بن عُمَر أخا رُسْتة، وأحمد
بن الفُرات، وسعيد بن عيسى البصْريّ.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن أحمد، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وآخرون.
أخبرنا محمد بن يوسف: أنبا كرَيْمة، عن مسعود الثَّقفيّ، أنا عبد
الوهّاب ابن محمد، أنا أبي الحافظ أبو عبد الله، أنا الحسن بن محمد بن
النَّضْر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا الوليد بن مسلم، بحديثٍ ذكره.
23- حمدون بن مجاهد الكلبيّ.
الفقيه المالكيّ صاحب عيسى بن مسكين.
سمع من: محمد بن سَحْنون.
وأكثر عن عيسى. وكان من جلة علمّاء القيروان.
- حرف الزاي-
24- زاهر بن عبد الله.
أبو غالب السّغديّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 270.
(24/83)
روى عن عبدٍ تفسيره.
25- زيد بن الحُسن بن محمد الكنديّ الكوفيّ.
ابن بطة الصائغ.
قَالَ محمد بْن أحمد بْن حمّاد الحافظ: سمعت منه، وكان ثقة قليل
الحديث.
- حرف السّين-
26- سعيد بن محمد بن أَحْمَد [1] .
أبو عثمانٍ البغداديّ البيّع. أخو زُبَير الحافظ.
سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعقبة بن مكرم، وعبد الرحمن بن يونس
السراج.
وعنه: عمر بن شاهين، والدّار الدّارقطنيّ، وأبو الفضل بن المأمون،
ويوسف القوّاس وقال: ثقة.
- حرف العين-
27- عبد الله بن محمد بن شبيب الفارسي.
تُوُفّي ببلخ في المحرَّم.
وهو ابن أخت يعقوب بن سفيان.
28- عبد الرحمن بن الفيض بن سندة بن ظهر [2] .
أبو الأسود.
أحد ثقات الإصبهانيين.
سمع: عقيل بن يحيى، وأبا غسّان أحمد بن محمد خَتَن رجاء، وإبراهيم ابن
ناصح صاحب النّضر بن شميل.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 106، والمنتظم 6/ 252، وسير أعلام النبلاء 15/ 23 رقم
10.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن الفيض) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 116.
(24/84)
وعنه: أبو الشّيخ، وأخو أبي الشّيخ عبد
الرحمن، والحسين بن محمد بن عليّ، وابن المقرئ. وله أُرْجُوزة في
السنة.
29- عبد السلام بن محمد بن عبد الوهّاب [1] .
أبو هاشم بن أبي عليّ البصّريّ الْجُبّائيّ، نسبةً إلى قرية من قرى
البصرة.
هو وأبوه من رءوس المعتزلة. وكتبُ الكلام مشحونة بمذاهبهما.
تُوُفّي هذا في شعبان ببغداد.
قال ابن دَرَسْتَوَيْه النحوي: اجتمعت مع أبي هاشم، فألقى عليَّ
ثمانٍين مسألة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جوابًا.
ولأبي هاشم تصانيف وتلامذة. وكان يصرح بخلق القرآن كأبيه، ويقول بخلود
النّاس في النار. وأنّ التوبة لا تصح مع الإصرار عليها، وكذا لا تصح مع
العجز عن الفعل. فقال: من كذب ثمّ خرس، أو من زنا ثمّ جب ذكره ثمّ تابا
لم تصح توبتهما.
وأنكر كرامات الأولياء.
تُوُفّي في ثامن عشر شعبان هو وابن دريد في يوم واحد، ودفنا بمقبرة
الخيزران.
__________
[1] انظر عن (الجبّائي) في:
الفهرست لابن النديم 247، والفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي 184-
201 رقم 107، والفرج بعد الشدّة 2/ 32 و 3/ 267، ونشوار المحاضرة
للتنوخي 2/ 209، 273، 332 و 4/ 59 و 5/ 242 و 7/ 196، 198، 199 و 8/
80، وتاريخ بغداد 11/ 55، 56، والملل والنحل للشهرستاني 1/ 78- 84،
والأنساب 3/ 176، 177، والمنتظم 6/ 261، والكامل في التاريخ 8/ 273،
274، ووفيات الأعيان 3/ 183، 184، والمختصر في أخبار البشر 2/ 79،
والعبر 2/ 187، ودول الإسلام 1/ 195، وسير أعلام النبلاء 15/ 63، 64،
رقم 32، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 378، وميزان الاعتدال 2/ 131،
ومرآة الجنان 2/ 281، 282، والبداية والنهاية 11/ 176، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 265، وطبقات المعتزلة لابن المرتضى 94- 96، ولسان الميزان 4/
16، وتاريخ الخميس 2/ 391، وديوان الإسلام 2/ 85 رقم 677، وشذرات الذهب
2/ 289، وهدية العارفين 1/ 569، والأعلام 4/ 7، ومعجم المؤلفين 5/ 230.
(24/85)
30- عُبَيْد الله بن جعفر البغداديّ [1] .
أبو عليّ بن الرازي.
عن: الحسن بن عليّ العامري، وعباس الدوري، وطبقتهما.
وعنه: ابن البواب، ومحمد بن الشخير، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
وثقه الخطيب.
31- عليّ بن أحمد بن مروان السامري المقرئ [2] .
أبو الحسن. عرف بابن نقيش.
سمع: الحُسين بن عبد الرحمن الأقساطيّ، والحسن بن عَرَفَة، وعمر بن
شبه، وطائفة.
وعنه: ابن عديّ، وشافع بن محمد الإسفرائينيّ، وابن المظفّر.
وثقه الخطيب. وأرخه ابن قانع.
32- عليّ بن أحمد بن كرديّ.
أبو الحسن الفسويّ، قاضي شيراز.
سمع: يحيى بن أبي طالب، وجماعة.
وكان يتقلب في مرضه ويقول: من القضاء إلى القبر.
33- عمر بن محمد بن المسيب البغداديّ [3] .
عن: الحسن بن عَرَفَة، وإبراهيم بن مجشر.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وكان ثقة.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 10/ 350 رقم 5497.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 319 رقم 6127.
[3] انظر عن (عمر بن محمد بن المسيّب) في:
تاريخ بغداد 11/ 226 رقم 954، وفيه كنيته: أبو حفص يعرف بالنيسابوري.
(24/86)
- حرف الْقَافِ-
34- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم.
أبو العبّاس الكلاعيّ الدّمشقيّ.
عن: عليّ بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع.
وعنه: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن عبد الله البراميّ، وغيّرهما.
- حرف الميم-
35- محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام [1] .
أبو بكر القنبيطي الدّمشقيّ.
عن: شعيب بن عمرو الضبعيّ، ومحمد بن إسماعيل بن علية.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو سليمان بن زَبْر وهو
ورخه في هذه السنة.
36- محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية [2] .
أبو بكر الأزدي البصريّ.
نزيل البصرة. تنقل في جزائر البحر وفارس، وطلب الأدب واللغة. وكان أبوه
من رؤساء زمانه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن الوليد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 55.
[2] انظر عن (ابن دريد) في:
مروج الذهب 3459- 3461، وطبقات النحويين للزبيدي 201، ومعجم الشعراء
للمرزباني 425، والفهرست لابن النديم 91، 92، وأمالي المرتضى 1/ 15،
16، 19، 60، 133، 193، 234- 237، 248، 249، 251، 295، 340، 359، 387،
431، 494، 499، 632، 635، 636، 638، 639، وتاريخ بغداد 2/ 195- 197،
والأنساب 5/ 305، 306، ونزهة الألبّاء 175- 178، ومعجم الأدباء 18/
127- 143، والكامل 273، والتذكرة الفخرية 142، 315، وإنباء الرواة 3/
92- 100، والمنتظم 6/ 261، 262، ووفيات الأعيان 4/ 323- 329، واللباب
1/ 418، والمختصر في أخبار البشر 2/ 79، وميزان الاعتدال 2/ 362 و 3/
520، وسير أعلام النبلاء 15/ 96- 98 رقم 56، والعبر 2/ 187، وتاريخ ابن
الوردي 1/ 265، والوافي بالوفيات 2/ 339، والفلاكة والمفلوكين 73،
والبداية والنهاية 11/ 176، 177، وفيه: «أحمد بن الحسن» ، ومرآة الجنان
2/ 282- 284، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 138، وطبقات الشافعية
للإسنويّ، رقم 470، وغاية النهاية 2/ 116، والوفيات لابن قنفذ 207 رقم
321، وفيه «محمد بن دريد» ، وطبقات
(24/87)
وكان أبو بكر رأسًا في العربية وأشعار
العرب. وله شعر كثير وتصانيف مشهورة.
حدث عن: أبي حاتم السَّجِسْتاني، وأبي الفضل العبّاس الرياشيّ، وابن
أخي الأصمعي.
روى عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب
«الأغاني» ، وأبو عبيد الله المرزبانيّ، وأبو العباس إسماعيل بن ميكال،
وغيرهم.
وعاش بضعا وتسعين سنة. فإن مولده في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد. وما رأيته قرئ
عليه ديوان قطّ إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له [1] .
وقال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحيّ مما نرى من
العيدان المعلقة والشراب. وقد جاوز التسعين.
وقال أبو منصور الأزهريّ: دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه.
ولابن دريد كتاب «الجمهرة» ، وكتاب «الأمالي» ، وكتاب «اشتقاق أسماء
القبائل» ، وكتاب «المجتبى» ، وهو صغير سمعناه بعلوّ، وكتاب «الخيل» ،
وكتاب «السلاح» ، وكتاب «غريب القرآن» ، ولم يتم، وكتاب «أدب الكاتب» ،
وكتاب «فعلت وأفعلت» ، وكتاب «المطر» ، وغير ذلك.
وحكى الخطيب [2] عن أبي بكر الأسديّ قال: كان يُقال ابن دُرَيْد أعلم
الشّعراء وأشعر العلماء.
__________
[ () ] النحويين لابن قاضي شهية 2/ 33، وطبقات الشافعية، له 1/ 117 رقم
63، وبغية الوعاة 30- 33، والوافي بالوفيات 2/ 339، ومآثر الإنافة 1/
284، وخاص الخاص 69، والمحمّدون، رقم 171، والنجوم الزاهرة 3/ 240،
241، ولسان الميزان 5/ 132- 134، وشذرات الذهب 2/ 289- 291، وخزانة
الأدب 1/ 490، 491، وكشف الظنون 48، 89، وغيرها، وروضات الجنات 605،
وهدية العارفين 2/ 32، وإيضاح المكنون 2/ 294، وديوان الإسلام 2/ 293،
294 رقم 955، وتاريخ آداب اللغة العربية 2/ 218- 220، والأعلام 6/ 310،
ومعجم المؤلفين 9/ 2189، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 159، 160 وتخليص
الشواهد 66، 265، والأمالي للقالي 1/ 6، 18، 11، 54، وذيل الأمالي 754
773 87، والروض المعطار 63، 195، 226، 245، 274، 517، 532.
[1] تاريخ بغداد 2/ 196.
[2] في تاريخه 2/ 196، وانظر: معجم الأدباء 18/ 129.
(24/88)
وقال ابن يوسف الأزرق: كان ابن دريد واسع
الحفظ جدًا، وله قصيده طنانة يمدح بها الشافعيّ رحمه الله ويذكر علومه.
دُفِنَ هو وأبو هاشم الْجُبّائيّ في يوم واحد في مقبرة الخيزران لاثنتي
عشرة ليلة بقيت من شعبان، فقيل: مات الكلام واللغة جميعًا [1] .
وأول شعر قاله:
ثوبُ الشبابِ عليَّ اليوم بهَجُتُه ... فسوف تنزعه عنّي يدُ الكِبَرِ
أنا ابنُ عشرين [2] لا زادتْ ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شَيْبٍ على
خَطرِ [3]
وكان عبد الله بن ميكال على إمرة الأهواز للمقتدر، فأحضر ابن دريد
لتأديب ولده إسماعيل، فقال فيهما مقصورته المشهورة الّتي يقول فيها:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني ... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا
ومد ضبعي أبو العباس من ... بعد انقباض الذرع والباع الوَرا
نفسي الفِداء لأميريّ ومَن ... تحت السّماءِ لأميريّ الفداء
فوصله بجوائز منها ثلاثمائة دينار من خاصّة الصّبيّ وحده.
ذكره أبو الحسن الدّار الدَّارَقُطْنيّ فقال: تكلّموا فيه [4] .
قلت: ووقع لنا مِن عواليه في «أمالي الوزير» .
37- محمد بن الحسن سُلَيْم بن يحيى القلعيّ البلْخيّ الحريريّ في
جُمَادَى الآخرة.
38- محمد بن حمزة بن عُمارة بن حمزة بن يسار الإصبهانيّ [5] .
الفقيه أبو عبد الله والد الحافظ أبي إسحاق.
سمع: أحمد بن الفُرات، ويعقوب الفَسَويّ، ويزيد المبارك الفَسَويّ،
وابن عفّان العامريّ، وعبّاس الدُّوريّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 197.
[2] في تاريخ بغداد: «ما» .
[3] تاريخ بغداد 2/ 196، ومعجم الأدباء 18/ 129.
[4] تاريخ بغداد 2/ 196.
[5] انظر عن (محمد بن حمزة) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 269.
(24/89)
وعنه: ابنه إبراهيم، والحسن بن إسحاق بن
إبراهيم، وابن المقري، وابن منده، وغيرهم.
تُوُفّي في المحرَّم.
39- محمد بن رمضان بن شاكر.
أبو بكر الجيشانيّ، مولاهم المصريّ الفقيه المالكيّ أحد الأئمّة.
أخذ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ،
وغيره.
وجلسَ في موضع ابن عبد الحَكَم.
وروى كُتُب الربيع بن سليمان المراديّ. وما علمت إلّا خيرا. قاله ابن
يونس.
تُوُفّي في المحرَّم.
40- محمد بن صالح بن خَلَف [1] .
أبو بكر البغداديّ الجواربيّ.
حدَّث عن: عمرو بن عليّ الصيرفيّ، وحميد بن زَنْجَوْيه، وأحمد بن
المقدام.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان صدوقًا.
41- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد.
أبو الحَسَن المهرانيّ البصْريّ الإخباريّ.
عن: بُنْدار، وأبي حاتم السِّجسْتانيّ، والرياشيّ.
وثقه ابن يونس.
42- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام بن أبي أيّوب البيروتيّ
[2] .
مكحول.
الحافظ أبو عبد الرحمن.
__________
[1] انظر عن (محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 5/ 362 رقم 2887.
[2] انظر عن (مكحول البيروتي) في:
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبّان 117 و 277، وتاريخ الصحابة
الذين روي عنهم
(24/90)
سمع: أبا عُمَيْر بن النَّحّاس، ومحمد بن
هاشم البَعْلَبَكيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة، وأحمد بن حرب
المَوْصِليّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، وأحمد بن سليمان
الرّهاويّ، وسليمان بن سيف، وهذه الطبقة الّتي بعد الخمسين ومائتين.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وأبو محمد بن ذَكْوان البَعْلَبَكيّ، وعلي
بن الحُسين قاضي أَذَنَة، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهّاب الكِلابيّ،
وابن المقرئ، وخلْق سواهم.
وكان من الثّقات المشهورين.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
43- محمد بن عليّ المكتفي باللَّه بن أحمد المعتضد باللَّه [1] .
قال ثابت بن سِنان: قبض المقتدر على أبي أحمد بن الكتفي واعتقله لأنّه
__________
[ (-) ] الأخبار لابن حبّان 257 رقم 1421، والأسامي والكنى للحاكم
(مخطوطة دار الكتب المصرية) 1/ ورقة 36 ب و 59 ب و 98 ب و 131 ب و 190
ب و 207 ب و 209 أ، ومعرفة علوم الحديث، له 198، وجامع بيان العلم
وفضله لابن عبد البرّ 1/ 44 و 57، والأنساب 2/ 361، 362، والمسند لعبد
الوهاب الكلابي 272 رقم 19 و 274، 275 رقم 25، وحلية الأولياء 7/ 25 و
8/ 352 و 9/ 109 و 128، 129، وتاريخ بغداد 2/ 152 و 5/ 159، و 6/ 169 و
11/ 42 و 12/ 21 و 33، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 463، والإكمال
لابن ماكولا 1/ 33 و 3/ 354 و 7/ 169، والمجروحين 1/ 35، والمعجم
الصغير للطبراني 2/ 36، والمختار من الحديث للسكن بن جميع، ورقة 84 أ،
وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 115، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 37/ 202- 204 و 3/ 304، 364، 383، 471 و 6/ 342، و 9/ 459،
و 24/ 161 و 29/ 44 و 36/ 472 و 37/ 472 و 38/ 472 و 526، ومعجم
البلدان 1/ 72 و 133 و 388 و 416 و 525 و 2/ 54، واللباب 2/ 299، وسير
أعلام النبلاء 15/ 33، 34 رقم 17، والعبر 2/ 187، 188، وتذكرة الحفاظ
3/ 814، 815، والوافي بالوفيات 3/ 346، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
2/ 149، وتاريخ بيوت لصالح بن يحيى 14، وموارد الظمآن للهيثمي 180 رقم
702 و 279 رقم 1146 و 391 رقم 1625 و 403 رقم 1672، و 416 رقم 1703 و
453 رقم 1828 و 576 رقم 2318 و 620 رقم 503 و 623 رقم 2514 و 629 رقم
2537 و 643 رقم 2601 و 653 رقم 2626 والكشف الحثيث 205، والعقد الثمين
3/ 237 رقم 716، والكاشف 3/ 39، وتهذيب التهذيب 1/ 33 و 67 و 4/ 68 و
69 و 429، وغيره، والمقفى للمقريزي (مخطوطة دار الكتب المصرية) 4/ ورقة
170، والنجوم الزاهرة 3/ 242، وطبقات الحفاظ 339، وشذرات الذهب 2/ 291،
وموسوعة علماء للمسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 242- 252 رقم 1498،
وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[1] انظر عن (محمد بن علي المكتفي باللَّه) في:
(24/91)
بلغه أن جماعةً سعوا في خلافته، وأنه أحضر
بعد قُتِل المقتدر مع عمّه محمد بن المعتضد، وخاطبه مُؤنس بولاية
الخلافة فامتنع وقال: عمي أحقّ بها [1] . فحينئذٍ بويع محمد ولُقِّبَ
بالقاهر باللَّه.
روى محمد بن المكتفي عن جدّه، وعن: عبد الله بن المعتزّ.
روى عنه: ولده أحمد شيخ أبي الحُسين بن المهتدي باللَّه.
وذكر الصّوليّ أنّ القاهر قتل أبا أحمد بن المكتفي في ذي الحِجّة.
ضَرَبه ضربًا مبرحًا يقِّرره على المّال فما دفع إليه شيئًا. ثمّ أمر
به فَلُفَّ في بساطٍ إلى أن مات رحمه الله.
44- محمد بن عمران بن موسى [2] .
أبو بكر الهْمدانيّ الخرّاز.
قدِم بغداد، وروى عن: عليّ بن إبراهيم الواسطيّ، وجعفر الطَّيَالِسيّ.
وعنه: ابنُ عُقْدة، وابن المظفّر.
45- محمد بن الغمر.
أبو بكر الطّائيّ الغُوطيّ. من بيت أرانس.
سمع: محمد بن إسحاق بن يزيد الصِّينيّ، وهاشم بن بِشْر.
وعنه: محمد بن زُهير، وعبد الوهّاب الكِلابيّان.
46- محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب [3] الوزير أبو
جعفر البغداديّ.
صدر نبيل معرق في الوزارة.
__________
[ (-) ] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 71، والعيون والحدائق ج 4 ق 42،
والإنباء في تاريخ الخلفاء 161، وخلاصة الذهب المسبوك 239.
[1] تكملة تاريخ الطبري 71.
[2] انظر عن (محمد بن عمران) في:
تاريخ بغداد 3/ 133 رقم 1156.
[3] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 26 وفيه: «محمد بن القاسم بن عبد الله» ،
والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 277، 279 و 4/ 371، وتجارب الأمم 1/ 212،
261، 264، 272، ونشوار المحاضرة 2/ 72.
(24/92)
وَزَرَ للقاهر باللَّه في شعبان من هذه
السنة، ثمّ عُزِل بعد ثلاثة أشهر. وكان سيّئ السيرة ظالمًا، فلم يلبث
بعد عزله إلّا عشرة أيام حتّى هلك بالقولَنْج وله ست وثلاثون سنة.
47- محمد بن موسى بن عيسى.
أبو بكر الحضرميّ، مولاهم. مصريّ حافظ.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
ذكره ابن يونس فقال: كان حافظ الحديث، وهو أخو أبي عجينة الحسن بن
موسى.
مات في رمضان.
يقال إنه كان يحفظ نحْوًا من مائة ألف حديث.
أخذ ذلك عن إبراهيم بن داود البُرُلُّسيّ، وكان إبراهيم أحد الحُفّاظ.
ثمّ دخل العراق وكتب عن عبد الله بن أحمد، ونحوه.
وحدَّث عن يونس بكتاب سُفْيان بن عُيَيْنَة، ثمّ أخرج أيضًا كتبًا
كثيرة فَتُكُلِّمَ فيه واسْتُصْغر وأُنِكَر أن يكون سمع على صِغرِ سنة
هذه الكُتُب الكثيرة.
48- محمد بن نوح [1] أبو الحسن الْجُنْديسابوريّ الفارسيّ. نزيل بغداد.
سمع: هارون بن إسحاق، وشعيب الصريفينيّ، وابن عَرَفه.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وآخرون.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
أخبرنا الأبرقوهيّ، أنا الفتح، أنا ابن أبي شَرِيك، أنا ابن
النَّقُّور، أنا ابن الجرّاح، نا محمد بن نوح، فذكر أحاديث.
وقد حدّث بدمشق، وبمصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نوح) في:
تاريخ بغداد 3/ 324، والأنساب 3/ 318، 319، وتاريخ دمشق (مخطوطة
الظاهرية) 16/ 32 أ، 33 أ، وسير أعلام النبلاء 15/ 34، 35 رقم 18،
وتذكرة الحفاظ 3/ 826، 827، وطبقات الحفاظ 344.
(24/93)
قال ابن يونس: ثقة حافظ.
وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ أيضًا مأمون. ما رأيت كُتُبًا أصح من
كُتُبه [1] وأحسن.
49- محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد [2] .
أبو حامد الحضرميّ. بغداديّ.
وثقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
سمع: أبا همّام السَّكُونيّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونَصْر بن عليّ
الْجَهْضَميّ، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر الورّاق، والدّار الدّارقطنيّ، ويوسف القوّاس، وابن
شاهين، وخلق كثير.
توفّي في أوّل السّنة عن نيّف وتسعين سنة.
50- مونس الخادم [3] .
الملقّب بالمظفّر.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 324.
[2] انظر عن (محمد بن هارون) في:
تاريخ بغداد 3/ 358، 359 رقم 1466.
[3] انظر عن (مؤنس الخادم) في:
مروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 861، 3233، 3336، 3355، 3425-
3426، 3428، 3439، 3440، 3442، 3496، وتجارب الأمم 1/ 267، 268،
والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 3، 4، 6- 8، 10، 12، 13، وتكملة تاريخ
الطبري للهمذاني (انظر فهرس الأعلام) 1/ 260، وتكملة تاريخ الطبري
لعريب (انظر فهرس الأعلام) ص 175، والإنباء في تاريخ الخلفاء 154، 158،
159، 161، 170، 1290، وتاريخ حلب للعظيميّ 286، والمنتظم 6/ انظر فهرس
الأعلام/ ص 131، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 366،
ووفيات الأعيان 3/ 77، 426، 427 و 5/ 19 و 6/ 432، والفخري 265،
والدرّة المضيّة 111، ومرآة الجنان 2/ 284، خلاصة الذهب المسبوك 242،
وتاريخ أخبار القرامطة (انظر فهرس الأعلام) 121، واتعاظ الحنفا 1/ 69،
71، 72، 176، 181، 182، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 192، والوزراء
للصابي (انظر فهرس الأعلام) 436، وزبدة الحلب 1/ 94- 97، 104، ومآثر
الإنافة 1/ 275، 279، 282، 283، 300، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري
155، 157- 160، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 206، 226، 232، 233، 235
و 2/ 9، 53- 55، 227 و 3/ 194، 195، 197، 365، ونشوار المحاضرة، له 1/
34، 261 و 3/ 20 و 4/ 114، 115 و 5/ 67 و 6/ 89 و 8/ 38، 39، 181.
(24/94)
قُتِل في هذه السنة. وكان قد بلغ درجة
الملوك، وحارب المقتدر فقُتِل المقتدر يوم الوقعة. ولا أعلم أحدًا من
الخَدَم بلغ من الرفعة ونفوذ الأمر ما بلغه مونس وكافور الإخشيديّ صاحب
مصر.
وقد مرَّت أخبار مونس في الحوادث.
ذكره ابن عساكر في تاريخه مختصرًا وقال: كان أحد قُوّاد بني العبّاس.
ولّاه المقتدر حرب المغاربة. وقدم الشّام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
قلت: مونس مخفّف بسكون الواو.
- حرف اللام-
51- لؤلؤ [1] الخادم [2] مولى أبي الجيش، خُمَارَوَيْه صاحب الشّام
ومصر.
قدِم لؤلؤ دمشق، وحدَّث عن المُزَنيّ.
قال الربيع المراديّ: وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الحُسين الرازيّ.
- حرف الياء-
52- يوسف بن يعقوب [3] .
أبو عمرو النّيسابوريّ، نزيل بغداد.
رماه أَبُو علي النَّيْسابوريّ بالكذب.
روى عن: محمد بن بكّار بن الرّيَّان، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن
عَبْدَة الضبيّ.
وعنه: عليّ بن لؤلؤ، والمُعَافى الْجَريريّ، وأبو بكر بن شاذان،
والدّار الدّارقطنيّ، وأبو الحسن بن الجنديّ.
__________
[1] من حقّ هذه الترجمة أن تأتي قبل تراجم حرف الجيم، وقد التزمت
بترتيب المؤلّف- رحمه الله- حيث أوردها بعد تراجم حرف الميم.
[2] انظر عن (لؤلؤ الخادم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 271، وفيه: «لؤلؤ الرومي مولى أحمد بن طولون
البغدادي» .
[3] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 14/ 320، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 22 رقم 3861،
والمغني في الضعفاء 2/ 764 رقم 7254، وميزان الاعتدال 4/ 475 رقم 9893،
ولسان الميزان 6/ 329 رقم 1172.
(24/95)
توفّي فيها أو في سنة اثنتين.
قال الحاكم: حدَّث عن كلّ من شاء من أهل الحجاز والعراق.
قال: وسمعتُ أبا عليّ الحافظ يقول: ما رأيتُ في رحلتي في أقطار الأرض
نيسابوريًا يكذب غير أبي عَمْرو النَّيْسابوريّ هذا.
(24/96)
سنة اثنتين وعشرين
وثلاثمائة
- حرف الألف-
53- أحمد بن إبراهيم بن عَجَنَّس بن أسباط.
أبو الفضل الأندلسيّ الزباديّ، زباد بن كعب بن حجر الكَلاعيّ. وهو أخو
عبد الرحمن.
حدَّث عن: أبيه.
54- أحمد بن خالد بن يزيد [1] .
أبو عمر بن الْجَبَّاب الأندلسيّ القُرْطُبيّ الحافظ الكبير.
منسوب إلى بيع الجباب.
سمع: قاسم بن محمد، ومحمد بن وضّاح، وبَقِيّ بن مَخْلَد.
ورحل إلى الحجاز واليمن، فسمع: إسحاق الدَّبَريّ، وعليّ بن عبد العزيز
البغوي، وهذه الطبقة.
روى عنه: ابنه محمد، ومحمد بن محمد بن أبي دُلَيْم، وعبد الله بْن محمد
بْن عليّ الباجيّ، وغيرهم.
ووُلِد سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن خالد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 31 رقم 94، وجذوة المقتبس للحميدي
121، 122 رقم 205، وبغية الملتمس للضبي 175، 176 رقم 396، والمعين في
طبقات المحدّثين 110 رقم 1235، وتذكرة الحفاظ 3/ 34 ودول الإسلام 1/
197، ومرآة الجنان 2/ 285، والديباج المذهب 34، 35، وتبصير المنتبه
393، وشذرات الذهب 2/ 293، ومعجم المؤلّفين 1/ 214.
(24/97)
قال القاضي عِياض: كان إمامًا في وقته في
الفقه في مذهب مالك، وفي الحديث لا يُنازَع. سمع منه خلْق، وصنَّف
«مُسْنَد مالك» ، وكتاب «الصلاة» ، وكتاب «الإيمان» ، وكتاب «قصص
الأنبياء» .
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
55- أحمد بن سليمان بن داود [1] .
أبو عبد الله الطُّوسيّ.
حدَّث ببغداد بالنَّسَب عن: الزُّبَيْر بن بكّار.
وروى عن ابن المقرئ محمد بن عبد الله.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، والمخلّص. وكان صدوقا.
ولد سنة أربعين، وتوفّي في صَفَر.
56- أحمد بن سعيد بن ميسرة الغِفاريّ الطّرْطُوشيّ.
حجَّ وسمع: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وعليّ بن عبد العزيز.
وروى عنه: يحيى بن مالك.
57- أحمد بن العبّاس بن أحمد [2] .
أبو الحسن البَغَويّ الصُّوفيّ.
سمع: عمر بن شبّة، وعبّاد بن الوليد الغُبْريّ، والحسن بن عَرَفَة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
وكان ثقة.
قال يوسف القوّاس: كان يقال إنّه من الأبدال.
تُوُفّي في ذي القعدة ببغداد.
58- أحمد بن العبّاس.
أبو الطّيّب الشّيبانيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 177 رقم 1860.
[2] انظر عن (أحمد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 4/ 328 رقم 2144.
(24/98)
عن: الربيع المُراديّ، وغيره.
ولقبه: طنجير.
حمل عنه: ابن يُونُس. وورّخه فيها.
59- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَكَم.
أبو جعفر اليوانيّ، بفتح الياء الخفيفة.
من محدِّثي أصبهان.
سمع: أحمد بن عصام، ويحيى بن أبي يحيى طالب البغداديّ.
وعنه: ابن المقرئ، وعبد الله بن أحمد بن فادويه.
مات سنة اثنتين وعشرين.
ورّخه ابن نقطة في «الاستدراك» [1] .
60- أحمد بن عَبْد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ [2] .
أبو جعفر الكاتب البغداديّ.
روى عن: أبيه كتبَه.
روى عنه: عبد الرحمن بن إسحاق الزَّجّاجيّ، وابنه عبد الواحد.
وولي قضاء مصر فأدركه بها أجَلُه.
وذكر يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ أن أبا جعفر حدَّث بكتب أبيه كلّها بمصر
من حفظه، ولم يكن معه كتاب.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وبقي في القضاء أربعة وسبعين يومًا، وعُزِل لأنّه وَثَبت به الرعيّة
وشتموه.
وكان قبله عبد الله بن زبر، وولي بعده أحمد بن إبراهيم بن حمّاد.
__________
[1] كتاب «الإستدراك» لابن نقطة لم يطبع.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن مسلم) في:
الولاة والقضاة للكندي 485، 532، 533، 544، 548، 559، وتاريخ بغداد 4/
229 رقم 1934، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 272 رقم 416، وذكر أخبار أصبهان
1/ 133، ومعجم الأدباء 3/ 103، 104، وإنباه الرواة 1/ 45، 46، ووفيات
الأعيان 3/ 43، وتذكرة الحفاظ 3/ 816، والعبر 2/ 193، وسير أعلام
النبلاء 14/ 565، 566 رقم 324، والوافي بالوفيات 7/ 80، والبداية
والنهاية 11/ 180، والديباج المذهب 10/ 161، 162، والنجوم الزاهرة 3/
246، وحسن المحاضرة 1/ 368 و 2/ 146، وشذرات الذهب 2/ 170.
(24/99)
قال المسبَّحي في تاريخه: كان أبو جعفر
يحفظ كتب أبيه كلّها بالنُّقَط والشَّكْل كما يحفظ القرآن، وهي أحد
وعشرون مُصَنفًا، فلمّا سمع بذلك أهل العلم والأدب جاءوه، فجاءه أحمد
بن محمد بن ولاد، وأبو جعفر أحمد بن النَّحّاس، وأبو غانم المظفّر بن
أحمد، والنحاة والملوك وأولادهم فأخذوا عنه.
وذكره ابن زولاق فقال: كان مالكيًا شيخًا جادًا أتيناه لنسمع منه فقال:
ما معي حديث، لكن معي كُتُب أبي وأنا أحفظها وأقرأها عليكم، وهي أحد
وعشرون كتابًا. فكان يحفظها كلّها. وهي: كتاب «المشكل» ، كتاب «معاني
القرآن» ، كتاب «غريب الحديث» ، كتاب «مختلف الحديث» ، كتاب «الفقه» ،
كتاب «المعارف» ، كتاب «عيون الأخبار» ، كتاب «أعلام النّبيّ صلى الله
عليه وسلم» ، كتاب «الرؤية» ، كتاب «الأشربة» ، كتاب «العرب والعجم» ،
كتاب «الأنواء» ، كتاب «الميسر» ، كتاب «طبقات الشعراء» ، كتاب «معاني
الشعر» ، كتاب «إصلاح الغلط» ، كتاب «أدب الكاتب» ، كتاب «الأبنية» ،
كتاب «النّحو» ، كتاب «المسائل» كتاب «القراءات» .
وكان يردّ النّقطة. ذَكَر أن أباه حفَّظه إيّاها في اللَّوح.
61- أحمد بن عبد الله بن نَصْر بن بجير الذهلي [1] .
أبو العبّاس، والد أبي الطاهر.
ولي قضاء البصرة وواسط، وسمع: يعقوب الدَّوْرَقيّ، ومحمود بن خداش.
وعنه: المعافي الجريريّ، والدّار الدّارقطنيّ، والمخلّص، وغيرهم.
وثقه الخطيب [2] .
62- أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاهمرد [3] .
الفقيه أبو عَمْرو الصّيرفيّ.
__________
[1] انظر عَنْ (أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر) في:
تاريخ بغداد 4/ 229 رقم 1935، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 1/ 151،
152، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 322 رقم 147.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن الحسن) في:
(24/100)
حدَّث بدمشق في هذا العام عن: أبي داود
السِّجسْتانيّ، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المنادي، وأحمد بن الوليد
الفحّام، وعبد الله بن محمد بن شاكر.
وعنه: أحمد بن عتبة، وأبو هاشم المؤدب، ونصر بن أحمد المرجي،
والميانجي، وعبد الوهاب الكلابي.
63- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن السوطي [1] .
بغدادي، ثقة.
64- أحمد بن محمد بن الجليل، بجيم، بن خالد بن حريث [2] .
أبو الخير العبقسي البخاري البزاز.
روى كتاب «الأدب» عن مؤلّفه أبي عبد الله البخاريّ في هذا العام ببخارى
[3] ، فسمعه منه أبو نصر أحمد بن محمد بن حسن بن النَّيَازِكي البخاريّ
شيخ القاضي أبي العلاء الواسطيّ.
فأمّا: الجليل، فبالجيم. قيده غير واحد آخرهم عليّ بن المفضل الحافظ.
قال ابن ماكولا [4] : روى عن: البخاريّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن
شَبَّويْه المَرْوزِيّ، وعجيف بن آدم، ومحمد بن الضو الشيباني.
روى عنه: النيازكي، ومحمد بن خالد المطوعي.
65- أحمد بن محمد بن الحارث.
أبو الحسن القباب.
مصري يفهم هذا الشأن.
روى عن: بحر بن نَصْر الخولانيّ، وطبقته.
__________
[ (-) ] تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 32، 33،
رقم 18، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 402، 403.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 4/ 389 رقم 2274.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الجليل) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 179، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 268.
[3] في الأصل: ببخارا.
[4] في الإكمال.
(24/101)
وعنه: ابن المقرئ، وابن يونس.
- أحمد.
هو أبو عليّ الروذباريّ.
يأتي بكنيته في آخر هذه السنة.
66- أحمد بن محمد بن عيسى المكي [1] .
أبو بَكْر.
إخباريّ، موثق.
حدَّث ببغداد عن: أبي العيناء، وإبراهيم بن فهد.
وعنه: ابن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ.
67- أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد [2] .
أبو طلحة الفزاريّ الوساوسيّ.
سمع: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ، ونَصْر بن عليّ الجهضميّ، وزيد بن
أخزم، ومحمد بن الوليد البسريّ، والربيع بن سليمان، وسعد بن محمد
البيروتيّ.
وعنه: أبو بكر الأبهريّ، وأبو الفضل الزهريّ، وأبو سليمان بن زَبْر،
والدَّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين.
وثقه البرقانيّ [3] .
وتوفي بالمحرَّم في العراق.
68- أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب [4] أبو الحسن.
__________
[1] انظر عن (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى) فِي:
تَارِيخِ بغداد 5/ 64 رقم 2434.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الكريم) في:
تاريخ بغداد 5/ 75 رقم 2434، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 352،
وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 64، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 1/ 402 رقم 222.
[3] تاريخ بغداد 5/ 57.
[4] انظر عن (أحمد بن معروف) في:
تاريخ بغداد 5/ 160 رقم 2604.
(24/102)
سمع: أبا البَخْتَرِيّ عَبْد الله بْن محمد
بْن شاكر، وجماعة.
وعنه: أبو عمر بن حَيُّوَيْه، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ.
وكان ثقة بغداديًا.
69- أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاريّ [1] .
بغدادي، يكنى أبا عبد الله.
عن: أبيه، وسهل بن بحر، وأبي يوسف القلوسيّ.
وعنه: ابن شاهين، والمُعافى الجريريّ.
قال الخطيب: ثقة. تقلَّدَ قضاء البصرة. ولد سنة 243 [2] ومات في شعبان
سنة 322 [3] .
70- إبراهيم بن أحمد بن هلال [4] .
أبو إسحاق الإنباريّ ابن أبي عون.
إخباري علامة، صاحب ابن ربيعة له تصانيف.
انسلخ من الدين وصحب الشلمغانيّ الزنديق وادعى فيه الألهية. ضربت عنقه
وأحرق في ذي القعدة منها.
71- إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر [5] .
أبو العبّاس الزيات.
سمع: يعقوب الدورقيّ، وسلم بن جنادة.
وعنه: ابن شاهين، والدّارقطنيّ، والقوّاس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 5/ 144 رقم 2578.
[2] هكذا في الأصل.
[3] هكذا في الأصل.
[4] انظر عن (إبراهيم بن أحمد بن هلال) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 147، ومعجم الأدباء 1/ 234- 253، وكشف الظنون
609، 1404، وإيضاح المكنون 1/ 28، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمن 1/
154، ومعجم المؤلّفين 1/ 9، 10.
[5] انظر عن (إسحاق بن محمد بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 6/ 396 رقم 3443.
(24/103)
- حرف الجيم-
72- جعفر بن أحمد بن شهزيل.
أبو محمد الأستراباذيّ الفقيه الزاهد.
سمع: عمار بن رجاء، وإسحاق الطلقيّ، ومحمد بن عبد الله بن المقرئ،
وسعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ المكّيّ.
وعنه: عبد الله بن عدي، وجماعة من أهل بلده.
73- جعفر بن أحمد بن يحيى السراج المصريّ.
ثقة صالح.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
- حرف الحاء-
74- حسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعة [1] .
أبو عليّ بن الناعس الهمدانيّ الدّمشقيّ المقرئ.
سمع: هلال بن العلاء، و [يزيد بْن محمد] [2] بْن عبد الصّمد، ومحمد بْن
عبد الله السوسيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو سليمان بن زَبْر، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
75- الحسن بن أحمد بن غطفان [3] .
أبو عليّ الفزاري الدّمشقيّ.
عن: العبّاس بن الوليد البيروتيّ، وأحمد بن الفرج الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: ابن زَبْر، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
76- الحسن بن عليّ بن الحسين بن الحارث بن مرداس [4] .
__________
[1] انظر عن (حسن بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 350، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 149،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 88 رقم 405.
[2] في الأصل بياض استدركته من المصادر المذكورة.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن غطفان) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 367، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 153،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 90 رقم 409.
[4] انظر عن (الحسن بن علي) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 78 رقم 44.
(24/104)
أبو عبد الله التميميّ الهمذانيّ المعروف
بابن أبي الحناء.
سمع: محمد بن عُبَيْد الأسدي، والعبّاس بن يزيد البصريّ، وأحمد بن
بديل، وعُبَيْد الله بن سعد الزهريّ، ومحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن
شقيق، وأبا زرعة، وطائفة. سواهم.
وعنه: صالح بْن أحمد، وأبو عليّ بْن بشار، وأبو سعيد خيران، وآخرون.
قال شيرويه: صدوق.
- حرف الخاء-
77- خير بن عبد الله النساج الزاهد [1] .
أبو الحسن. بغدادي مشهور، اسمه محمد بن إسماعيل. كانت له حلقة يتكلم
فيها.
صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفيّ، والجنيد. وعمر أكثر من مائة سنة
فيما قيل.
حكى عنه: أحمد بن عطاء الروذباريّ، ومحمد بن عبد الله الرازيّ،
وغيّرهما.
وقيل إنه أدرك السريّ السقطيّ وصحبه.
وكان خير أسود، فقيل إنه حج مرة، فلمّا أتي الكوفة أخذه رجل فقال:
أنت عبدي وأسمك خير. فلم يكلمه وانقاد معه، فاستعمله سنين في نسج الخز.
ثمّ بعد مدة قال: ما أنت عبدي. وأطلقه وكان اسمه محمد بن إسماعيل، فقيل
له: ألا ترجع إلى اسمك؟
فقال: لا أغير اسمًا سماني به رجل مسلم [2] . وقيل: ألقي عليه شبه عبد
ذلك الرجل، ثمّ زال عنه الشّبه بعد مدّة.
__________
[1] انظر عن (خير بن عبد الله) في:
طبقات الصوفية للسلمي 322، وحلية الأولياء 10/ 307، وتاريخ بغداد 8/
345- 347 رقم 4454، والرسالة القشيرية 25، والمنتظم 6/ 274، والكامل في
التاريخ 8/ 297، ووفيات الأعيان 2/ 251، والمختصر في أخبار البشر 2/ 81
وفيه: «حسين» ، ودول الإسلام 1/ 197، وسير أعلام النبلاء 15/ 269، 270
رقم 118، والعبر 2/ 193، ومرآة الجنان 2/ 285، والبداية والنهاية 11/
18، وتاريخ الخميس 2/ 392، وشذرات الذهب 2/ 294، وديوان الإسلام 2/ 211
رقم 838.
[2] طبقات الصوفية 322، 323، تاريخ بغداد 8/ 345.
(24/105)
وله كرامات وأحوال.
وكان ممن يحضر سماع القوم. وقد أخبر أنه يموت غدًا المغرب، فكان كذلك.
وقال السلميّ [1] : عاش مائة وعشرين سنة، وتاب في مجلسه إبراهيم
الخواص، والشبليّ.
- حرف الزاي-
78- زيدان بن محمد البرتيّ الكاتب [2] .
سمع: زياد بن أيّوب، وأحمد زاج.
وحدَّث في هذه السنة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن الثّلّاج، وأبو الحسن بن الْجُنْدي.
أحاديثه مستقيمة.
- حرف السين-
79- سعيد بن أحمد بن زكريّا.
أبو محمد القضاعيّ المصريّ.
سمع: جدّه لأمّه زكريّا كاتب العمريّ، والحارث بن مسكين.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ.
قال ابن يونس عنه: يعرف وينكر.
80- سليمان بن حسن بن عليّ بن الجعد [3] .
أبو الطيب أخو عُمَر.
سمع: أحمد بن المقدام العجليّ، وسليمان الأقطع.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ، وابن شاهين.
أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.
__________
[1] في طبقات الصوفية 322، وانظر: تاريخ بغداد 8/ 346.
[2] انظر عن (زيدان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 487 رقم 2604.
[3] انظر عن (سليمان بن حسن) في:
تاريخ بغداد 9/ 63 رقم 4647.
(24/106)
- حرف الصاد-
81- صالح بن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن صالح بْن مسلم العجليّ [1] .
أبو مسلم الأطرابلسيّ المغربي.
روى عن: أبيه كتابه في «الجرح والتعديل» . وهو مصنف جليل في بابه.
رواه عن صالح: عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ.
تُوُفّي في هذا العام.
- حرف العين-
82- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَجّاج بْن مهاجر.
أبو الليث الرعينيّ.
سمع من يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
83- عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بن حنين [2] .
أبو محمد الأندلسيّ مولى بني أمية.
84- عبد الرحمن بن إسماعيل بن عليّ بن كردم [3] .
أبو محمد الرقيّ.
حدَّث عن: عليّ بن سهل الرمليّ، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب،
ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة كبيرة.
وسكن دمشق.
وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وأبو أحمد بن
الناصح، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
تُوُفّي في شهر جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (صالح بن أحمد) في:
مقدّمة كتاب تاريخ الثقات لأبيه الحافظ أحمد ص 33.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن حنين) في:
بغية الملتمس للضبي 330 رقم 876.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن إسماعيل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 327.
(24/107)
85- عُبَيْد الله المهديّ [1] .
أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عُبَيْد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي
كذَّاب أدعى أنه من وَلد الحسن بن عليّ. والمحققون متفقون على أنه ليس
بُحسَيْني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طباطبا
العلويّ عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على
الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حَسَبي.
تُوُفّي عُبَيْد الله في ربيع الأوّل بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في
حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة.
قال أبو الحسن القابسيّ صاحب «الملخّص» رحمه الله: إنّ الّذين قتلهم
عُبَيْد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين
عابد وعالم ليردّهم عن التّرضّي عن الصّحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك
يقول سهل في قصيدته:
وأحَلَّ دار النحر في أغلاله ... مَن كان ذا تقوى وذا صلوات [2]
ودفن جميعَهم في المُنَسْتِير [3] وحولها. والمنستير بلسان الفرنج:
المعبد الكبير،
__________
[1] انظر عن (عبيد الله المهدي) في:
مروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2405، 3393، 3440، والعيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 27، 44، 159، 160، 193، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي
النعمان بن محمد (نظر فهرس الأعلام) ص 297، وتاريخ أخبار القرامطة 54،
57، وتاريخ حلب للعظيميّ 287، والحلّة السيراء 1/ 190- 194، والكامل في
التاريخ 8/ 24 وما بعدها و 284، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة
23، 34- 36، 86، 97، والبيان المغرب 1/ 158 وما بعدها، والروضتين 1/
201- 203، ووفيات الأعيان 3/ 117- 119، والمختصر في أخبار البشر 2/ 63
وما بعدها، والعبر 2/ 193، 194، وسير أعلام النبلاء 15/ 141- 151 رقم
65، ودول الإسلام 1/ 197، 198، وتاريخ ابن الوردي 1/ 266، ومرآة الجنان
2/ 285، 286، والبداية والنهاية 11/ 179، 180، وتاريخ ابن خلدون 4/ 31-
40، واتعاظ الحنفا 1/ 74- 107، والمواعظ والاعتبار 1/ 349- 351،
والدرّة المضيّة 22/ 43، 45، 51، 52، 66، 110، 112، 113، 115، 541،
ومآثر الإنافة 1/ 281، 285، وعيون الأخبار وفنون الآثار للداعي المطلق
(السبع الخامس) 89 وما بعدها، والنجوم الزاهرة 3/ 246، 247، وبدائع
الزهور ج 1 ق 1/ 45، وشذرات الذهب 2/ 294.
[2] معالم الإيمان للدبّاغ 3/ 41.
[3] المنستير: موضع بين المهدية والسوسة بإفريقية. وهو خمسة قصور يحيط
بها سور واحد كان يسكنها قوم من أهل العبادة والعلم (معجم البلدان 5/
209، 210) .
(24/108)
وبها قبور كبارهم. وكانت دولة عُبَيْد الله
بضعًا وعشرين سنة. ويا حبذا لو كان رافضيا، ولكنه زنديق.
وحكى الوزير القفطيّ في سيرة بني عُبَيْد قال: كان أبو عبد الله
الشّيعيّ أحد الدواهيّ. وذلك أنه جمع مشايخ كتامة وقال: إنّ الإمام كان
بسلمية قد نزل عند يهوديّ عطار يُعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره. ثمّ
مات عُبَيْد عن ولدين فأسلمّا وأُّمُّهُما على يد الإمام وتزوج بها،
وبقي مستترًا والأخوان في دكان العطر. فولدت للإمام ابنين فعند اجتماعي
به سألت: أي الابنين إمامي بعدك؟
فقال: من أتاك منهما فهو إمامك.
فسيرت أخي لإحضارهما، فوجدت أباهما قد مات هو وأحد الولدين ووجد هذا
فأتي به. وقد خفت أن يكون هذا أحد ابني عُبَيْد.
فقالوا: وما أنكرت منه؟
قال: إنّ الإمام يعلم الكائنات قبل وقوعها. وهذا قد دخل معه بولدين ونص
الأمر في الصغير بعده، ومات بعد عشرين يومًا. ولو كان إماما لعلم
بموته.
قالوا: ثمّ ماذا؟
قال: والإمام لا يلبس الحرير ولا الذَّهَب وقد لبِسهما. وليس له أن يطأ
إلا ما تحقق أمره، وهذا قد وطئ نساء زيادة الله.
فتشكّكت كُتَامَة في أمره، وقالوا: ما ترى؟ قال: قبضه ونسير من يكشف
لنا عن أولاد الإمام على الحقيقة.
فأجمعوا أمرهم. وخفَّ هارون بن يوسف كبير كُتامة فواجَه المهديّ.
وقال: قد شككْنا فيك فَأْتِ بآية. فأجابه بأجوبةٍ قبلها عقلُه، وقال:
إنّكم تيقَّنتم واليقين لا يزول بالشك. وإن الطفل لم يمت وإنه أمامك.
وإنما الأئمة ينتقلون.
وقد انتقل لإصلاح جهة أخرى.
فقال: آمنت. فلبْسك الحرير؟
قال: أنا نائب للمشرع أُحَلِّل لنفسي ما أريد، وكلّ الأموال لي. وزيادة
الله كان غاصبًا.
(24/109)
وأمّا أبو عبد الله وأخوه فأخذا يخبّبان
[1] عليه فرتب من قتلهما [2] .
ثمّ خرج عليه جماعة من كُتَامة فظفر بهم وقتلهم. وخالف أهل طرابلس،
فوجّه ولده القائم فافتتحها عَنْوةً، ثمّ بَرْقَةَ فافتتحها [3] ، ثمّ
صِقلِّية فأخذها، واستقر مُلكه.
وجهز ولده القائم لأخذ مصر مرتين ويرجع مهزومًا [4] .
وبنى [5] المهدية ونزلها سنة ثمانٍ وثلاثمائة.
وعاش ثلاثا وستين سنة، وخلف ثلاثة عشر ولدا، منهم ستّة بنين، آخرهم
موتا أبو عليّ أحمد في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
86- عثمانٍ بن حديد بن حُميد الكِلابيّ [6] .
أبو سعيد الأندلسيّ الإلبيريّ.
محدَّث رحّال.
روى عن: العُتْبِيّ الفقيه، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد
الله بن الحَكَم، وأحمد بْن عَبْد الله بْن صالح العِجْلي نزيل أطرابلس
المغرب، ومحمد ابن سَحْنُون الإفريقيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد.
وكان فقيهًا عارفًا لرأي مالك.
روى عنه: خالد بن سعْد، وعبد الله بن محمد الباجيّ، وغيّرهما.
تُوُفّي سنة تسع عشرة، ففي وفاته ثلاثة أقوال [7] .
__________
[1] يخبّبان: يفسدان عليه الأمر.
[2] الكامل في التاريخ 8/ 53.
[3] البيان المغرب 1/ 168، 169.
[4] البيان المغرب 1/ 171- 173.
[5] في الأصل: وبنا.
[6] انظر عن (عثمان بن جرير) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 303، 304 رقم 894 وفيه عثمان بن
جرير، وجذوة المقتبس للحميدي 305 رقم 699 وفيه «الكلاعي» ، وبغية
الملتمس للضبي 411 رقم 1183 وفيه: «عثمان بن حديد بن حصيد كلاعي» !
[7] وقال أبو سعيد: توفي سنة اثنتين وثلاثمائة، وقال محمد بن أحمد:
الإلبيري توفي سنة ثلاث وعشرين، وكذلك ذكر حفيده، وهو ابن خمس وتسعين
سنة. (تاريخ علماء الأندلس) .
وذكر الحميدي أنه مات سنة 322 هـ، وكذا ذكر الضبي.
(24/110)
87- عليّ بن عبد الله بن عبد البَرِّ
الفَرَغانيّ التّرْكيّ [1] .
عن: أبي حاتم الرازيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين.
ثقة.
88- عليّ بن محمد بن حاتم بن دينار [2] أبو الحسن القُرَشيّ الحدّاديّ.
وحدّادة: قرية بقرب بسْطام.
سمع: محمد بن عزيز الأيليّ، والربيع بن سليمان، ومحمد بن حماد
الظّهْرانيّ، وزكريّا بن دُوَيْد الكِنْديّ.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ في صحيحه، وابن عديّ، وعلي بن عمر الحربيّ،
وجماعة.
ومات في رمضان.
89- عليّ بن محمد بن عيسى.
أبو الحَسَن المراديّ المعروف بابن العَسْراء الخيّاط.
بَصْريّ، نزل مصر وحدَّث عن: محمد بن هشام بن أبي خيرة، وطبقته.
قال ابن يونس: ليس بشيءٍ. لا يجوز لأحد الرواية عنه.
90- عبد الوهّاب بن سعيد بن عثمان [3] .
أبو الحديد الحمراويّ المصريّ. مولى القُرَشيّين.
قال ابن يونس: وُلِد سنة أربع وخمسين ومائتين، وقال لي: كتبتُ الحديث
سنة سبعين. وكان أحد المجوّدين الثقات. صالحًا متواضعًا حسن الهَدْي.
مات في المحرَّم.
وقال ابن ماكولا: مشهور بالجمع، كثير الكتابة.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 4 رقم 6354.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن حاتم) في:
تاريخ جرجان 301 رقم 518، ومعجم البلدان 2/ 226، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 359 رقم 1118.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن سعيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 54 وفيه: عبد الوهاب بن سعد، من غير ياء.
(24/111)
روى عن: يحيى بْن عثمان بن صالح وغيره.
روى عنه ابن يونس.
- حرف الميم-
91- محمد بْن أحمد بْن أَبِي الثَّلْج [1] .
أبو بكر الكاتب.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عمر بن شبّة، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس.
92- محمد بن أحمد بن أبي يوسف [2] .
أبو بكر المصريّ ابن الخلّال الفقيه.
دَرَسَ وأقرأ، وصنَّف كتابًا في أربعين جزءًا في نصوص قول مالك. أخذ عن
محمد بن أصْبَغ، عن أبيه.
93- محمد بن أحمد بن إبراهيم [3] .
أبو عُبَيْد الله المادرائيّ الأطروش.
نزيل مصر.
روى عن: الزُّبَيْر بن بكّار، وعُبَيْد الله بن سعد الزُّهْريّ، وعمر
بن شبة.
روى عنه: ابنه عثمان، وأبو أحمد بن أبي الطيب المادرائي، وأبو الطيب
أحمد بن سليمان الحريري، وعبيد الله بن محمد البزاز.
وكان له تجارة وأملاك. وكان ثقة.
وهم الخطيب فسماه: أحمد بن محمد بن إبراهيم. قاله ابن النّجّار.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي الثلج) في:
تاريخ بغداد 1/ 279 (في ترجمة: محمد بن أحمد بن أسد المعروف بابن
البستنيان، رقم 121) وفيه وفاته سنة 323 هـ.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي يوسف) في:
الديباج المذهب 244، ومعجم المؤلّفين 9/ 29.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 4/ 385 رقم 2266 وفيه باسم: أحمد بن محمد بن إبراهيم.
(24/112)
94- محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل
[1] .
أبو جعفر الديبلي، نسبه إلى بلدة من الهند، ثم المكي.
سمع: محمد بن زُنْبُور، وسعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ، والحسين بن
الحَسَن المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، ومحمد بن يحيى بن
عمار الدمياطي، وأبو أحمد الحاكم، وخلق كثير من الحجاج.
وكان صدوقا مقبولا.
توفي في جمادى الأولى. وقع لنا حديثه بعلو.
95- محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد بن عاصم الثقفي.
أبو مسلم الإصبهاني.
سمع: أسيد بن عاصم، وأخاه محمد بن عاصم.
وعنه: أبو الشيخ، وغيره.
96- محمد بن الحسن بن المهلب.
أبو صالح المديني.
أكثر عن أحمد بن الفُرات، وحمل عنه تصانيفه.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ.
97- محمد بن زكريا بن محمد بن جعفر اللخمي [2] .
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: محمد بن وضاح.
ورحل مع قاسم بن أصبغ، وابن أيمن فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد
بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، وطبقتهم.
وكان ثقة زاهدا، صاحب ليل وعبادة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن عبد الله) في:
الأنساب 5/ 393، ومعجم البلدان 2/ 495، والعبر 2/ 194، وسير أعلام
النبلاء 15/ 9، 10 رقم 4، وشذرات الذهب 2/ 295.
[2] انظر عن (محمد بن زكريا) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 43 رقم 1209.
(24/113)
سمع النّاس منه «تاريخ ابن أبي خَيْثَمة» .
روى عنه: أبو محمد الباجيّ، وغيره.
98- محمد بن سليمان بن محمد [1] .
أبو جعفر الباهليّ النُعمانيّ. من بلد النعمانية، وهي بين بغداد وواسط.
سمع: أحمد بن بديل، ومحمد بن عبد الله المخرميّ الحافظ، وجماعة.
وعنه: الدّار الدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
تُوُفّي في ذي الحجة.
99- محمد بن عبد الله بن غيلان [2] .
أبو بكر السُّوسيّ الخزّاز، من ثقات البغداديّين ومُسنديهم.
سمع: سوار بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأحمد بْن مَنِيع، والحسن بن
الصّبّاح البزّاز.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وعدة.
100- محمد بن عبد الرحمن بن زياد [3] .
أبو جعفر الأرزنانيّ الحافظ.
سمع بالشّام والعراق وإصبهان.
سمع: إسماعيل بن عبد الله سمُّوَيْه، ومحمد بن غالب تمتام، وعليّ بن
عبد العزيز، وطبقتهم.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد الحاكم، وأحمد بن يوسف الخشاب، وأبو بكر
أحمد بن مهران المقرئ.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت محمد بن العبّاس الشهيد يقول: ما قدِم
علينا مثل أبي جعفر الأرزنانيّ زهدا وورعا وحفظا وإتقانا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 5/ 302 رقم 2808.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن غيلان) في:
تاريخ بغداد 5/ 445 رقم 2967.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرّحمن بن زياد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 629، والأنساب 1/ 182، وتاريخ دمشق (مخطوطة
الظاهرية) 15/ 298 أ، 298 ب، وسير أعلام النبلاء 15/ 270، 271 رقم 119.
(24/114)
وقال أبو نعيم [1] : تُوُفّي سنة اثنتين
وعشرين.
101- محمد بن عليّ [2] .
أبو جعفر بن أبي العزاقر الشَّلمغانيّ الزِّنْديق.
أحدَثَ مذهبًا في الرفض ببغداد، ثمّ قال بالَتناسخ وحلول الألُوهيّة،
ومخرق على الناس فضل به جماعة. وأظهر أمره أبو القاسم الحسين بن روح
الذي تسميه الرافضة: الباب، تعني به أحد الأبواب إلى صاحب الزمان. فطلب
الشلمغانيّ فاختفى وهرب إلى الموصل فأقام سنين، ثمّ رد إلى بغداد. وظهر
عنه أنه يدعى الربوبية.
وقيل: إنّ الوزير الحُسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن وهب وزير
المقتدر، وابني بسطام، وإبراهيم بن أحمد بن أبي عون، وغيرهم اتبعوه،
وطلبوا فتغيبوا، وذلك في أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر. فلمّا كان في
شوّال سنة اثنتين وعشرين ظهر الشَّلْمغانيّ فقَبض عليه ابن مقلة وسجنه
وكبس داره فوجد فيها رِقاعًا وكتبًا مما يدعي عليه وفيها يخاطبونه بما
لا يُخاطب به البَشَر. وعُرضَت على الشَّلْمغانيّ، فأقر أنها خطوطهم،
وأنكر مذهبَه، وتبرَّأ مما يقال فيه. وأصرَّ على الإنكار بعض أتباعه.
ومد ابن عبدوس يَدَه فصفَعَه. وأما ابنُ أبي عون فَمَدَّ يده إلى لحيته
ورأسه وارتعدت يده وقبّل لحية الشَّلْمغانيّ ورأسَه وقال: إلهي وسيّدي
ورازقي.
فقال له الخليفة الرّاضي باللَّه، وكان ذلك بحضرته: قد زعمت أنّك لا
تدّعي الإلهيّة، فما هذا؟
__________
[1] في ذكر أخبار أصبهان.
[2] انظر عن (محمد بن علي الشلمغاني) في:
الفرق بين الفرق للبغدادي 249، 250، والفهرست لابن النديم 507، ومعجم
الأدباء 1/ 235، 236 في ترجمة (إبراهيم بن أبي عون) ، ومعجم البلدان 3/
359، والكامل في التاريخ 8/ 290- 294، واللباب 2/ 27، ووفيات الأعيان
2/ 155- 157، والمختصر في أخبار البشر 2/ 80، 81، والعبر 2/ 190، 196،
وسير أعلام النبلاء 14/ 566- 569 رقم 325، ودول الإسلام 1/ 196، 197،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 266، ومرآة الجنان 2/ 284، 285، والوافي بالوفيات
4/ 107، 108، والبداية والنهاية 11/ 179، وشذرات الذهب 2/ 293.
(24/115)
قال: وما عليّ من قول ابن أبي عون، والله
يعلم أنني ما قلت له إنني إله قط.
فقال ابن عبدوس: إنه لم يدَّع إلهية قطّ، إنما أدّعى أنّه الباب إلى
الإمام المنتظر.
ثمّ أُحضروا مرات ومعهم الفُقهاء والقُضاة. وفي الآخر أفتى العلمّاء
بإباحة دمه، فأُحرق بالنّار في ذي القعدة من السنة. وضُرِبَ ابن أبي
عون بالسّياط، ثمّ ضُرِبت عُنقه، ثمّ أحرق.
ولابن أبي عون المعثر تصانيف مليحه منها: «التّشبيهات» ، والأجوبة
المُسكِتَة، وكان من أعيان الكُتّاب.
وشَلْمَغَان: قرية بنواحي واسط.
102- محمد بن عليّ بن جعفر [1] .
أبو بكر الكتّانيّ الصُّوفيّ.
من كبار شيوخ البغداديّين.
حكى عن: أبي سعيد الخرّاز، وإبراهيم الخواص.
حكى عنه: الخلدي، ومحمد بن أحمد النجاد، ومحمد بن علي التكريتي،
وجماعة.
وجاور بمكة وبها توفي في هذا العام.
قال محمد بن عبد الله بن شاذان: يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثنى
عشر ألف ختمة [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن جعفر) في:
طبقات الصوفية للسلمي 373- 377، وحلية الأولياء 10/ 357، 358 رقم 631،
والرسالة القشيرية 1/ 190 و 2/ 728، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 83 و
903، وتاريخ بغداد 3/ 74- 76 رقم 1045، والأنساب 475 أ، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 38/ 509، وصفة الصفوة 4/ 370، 371، واللباب 3/ 28
والكامل في التاريخ 8/ 97، وفيه «الكناني» وهو تحريف، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 81، والعبر 2/ 194، 195، وسير أعلام النبلاء 14/ 533-
535 رقم 307، وتاريخ ابن الوردي 1/ 276، ومرآة الجنان 2/ 286، والوافي
بالوفيات 4/ 111، 112، وطبقات الأولياء 144- 148، والنجوم الزاهرة 3/
248، وشذرات الذهب 2/ 296، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 110، ونتائج
الأفكار 1/ 194، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/
270، 271 رقم 1532.
[2] تاريخ بغداد 3/ 74.
(24/116)
وقال أبو القاسم البصري: سمعت الكتّانيّ
يقول: مَن يدخل في هذه المفازة يحتاج إلى أربعة أشياء: حالًا يحميه،
وعلمًا يسوسه، وورعًا يحجزه، وذِكْرًا يؤنسه.
ومن قوله: التَّصوُّف خلق، فَمَن زاد عليك في الخُلُق زاد عليك في
التصوّف.
وقال: من حكم المريد أن يكون نومه غَلَبه، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة.
وقيل: إنه تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين.
103- محمد بن عَمْرو بن حمّاد [1] .
أبو جعفر العُقَيْليّ الحافظ.
له مصنَّف جليل في الضعفاء. وعداده في الحجازيين.
قال مسَلَمَة بن القاسم: كان العُقيليّ جليل القدر، عظيم الخطر، ما
رأيتُ مثله. وكان كثير التصنيف. فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من
كتابك. ولا يُخْرج أصله. فتكلّمنا في ذلك وقلنا: إمّا أن يكون من أحفظ
النّاس، وأمّا أن يكون من أكذب النّاس. فاجتمعنا واتّفقنا على أن نكتب
له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه. وأتيناه بها، فقال لي:
اقرأ. فقرأتها عليه فلمّا أتيتُ بالزّيادة والنَّقْص فطِن لذلك، فأخذ
مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت.
فانصرفنا من عِنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ النّاس.
قلت: وقال أبو الحسن ابن القطّان: أبو جعفر مكّيّ ثقة، جليل القدر،
عالم بالحديث، مقدم في الحفظ. تُوُفّي سنة 322 [2] . سمع: جدّه يزيد بن
محمد بن حمّاد العُقيليّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وإسحاق بن إبراهيم
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمرو) في:
العبر 2/ 194، وسير أعلام النبلاء 15/ 236- 239 رقم 93، وتذكرة الحفاظ
3/ 833، 834، والمعين في طبقات المحدّثين 110 رقم 1236، والوافي
بالوفيات 4/ 291، وطبقات الحفاظ 346، 347، والرسالة المستطرفة 144،
وشذرات الذهب 2/ 295، 296، وهدية العارفين 2/ 33، وكشف الظنون 522،
والأعلام 7/ 210، والفهرس التمهيدي 403، ومعجم المؤلفين 11/ 98، وفهرس
مخطوطات الحديث بالظاهرية 236- 238، ومقدّمة كتاب الضعفاء الكبير
للعقيليّ بتحقيق د. عبد المعطي أمين قلعجي.
[2] هكذا في الأصل.
(24/117)
الدَّبَريّ، وعَليُّ بن عبد العزيز
البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل التّرمذيّ، ومحمد ابن موسى البلْخيّ صاحب
عُبَيْد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وجماعة.
وعنه: يوسف بن أحمد بن الدخيل المصريّ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن
محمد بن نافع الخزاعيّ، وآخرون.
وكان مقيمًا بالحجاز.
تُوُفّي بمكة في شهر ربيع الأوّل.
104- مسرة المتوكّليّ [1] .
أبو شاكر الخادم.
روى عن: الحسن بن عَرَفَة، وأبي زرعة، وغيّرهما.
وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر بن شاذان، والمُعَافَى
النَّهروانيّ.
قال الخطيب: كان غير ثقة، وضع على أبي زُرْعة.
105- موسى بن إبراهيم بن شاهك [2] .
أبو عِمران. بغداديّ سكن بلخ.
وحدّث عن: العطارديّ، والحسن بن عَرَفة.
روى عنه: إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي وقال: مات في المحرَّم.
- حرف الهاء-
106- الهذيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الهذيل
[3] .
أبو زفر الضّبّيّ.
__________
[1] انظر عن (مسرّة المتوكّلي) في:
تاريخ بغداد 13/ 271 رقم 7228، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 115
رقم 3295، والمغني في الضعفاء 2/ 653 رقم 6191، وميزان الاعتدال 4/ 96
رقم 8457، ولسان الميزان 6/ 20 رقم 77.
[2] انظر عن (موسى بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 13/ 38 رقم 6994.
[3] انظر عن (الهذيل بن عبد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 339.
(24/118)
تُوُفّي في شعبان. وسكن قرية جيران من
أصبهان.
سمع: أحمد بن يونس الضَّبّيّ.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج، وابن المقرئ.
- حرف الياء-
107- يعقوب بن إبراهيم [1] .
أبو بكر البغداديّ البزاز. عرف بالجراب، بفتح الجيم وتخفيف الراء.
سمع: عليّ بن مسلم الطوسيّ، والحسن بن عَرَفة، ورزق الله بن موسى.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعلي بن محمد الحلبيّ، وجماعة.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ.
الكنى
108- أبو ذهل بن أبي العبّاس بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم الضَّبّيّ
العصميّ [2] .
واسمه العبّاس بن أحمد بن محمد.
وهو والد الحافظ محمد بن أبي ذهل.
109- أبو عليّ الروذباريّ [3] .
شيخ الصُّوفيّة.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 14/ 263 رقم 7597.
[2] العصميّ: بضم العين وسكون الصاد وفي آخرها ميم. هذه النسبة إلى
عصم، وهو جدّ أبي عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصم بن
بلال العصمي الهروي.
(اللباب 2/ 345) .
[3] انظر عن (أبي علي الروذباري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 354- 360، وحلية الأولياء 10/ 356، 357 رقم 630،
والزهد الكبير للبيهقي، رقم 400، وتاريخ بغداد 1/ 329- 333، والرسالة
القشيرية 26، والأنساب 266 ب، والمنتظم 6/ 272، وصفة الصفوة 2/ 454،
455، والكامل في التاريخ 8/ 296، وفيه: «محمد بن أحمد بن القاسم» ،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 81، ودول الإسلام 1/ 198. والعبر 2/ 195،
وسير أعلام النبلاء 14/ 535، 536 رقم 308، وتاريخ ابن الوردي 1/ 267،
والبداية والنهاية 11/ 180، 181، ومرآة الجنان 2/ 286، وطبقات الأولياء
50- 53، والنجوم الزاهرة 3/ 246، وحسن المحاضرة 1/ 400، 401، وشذرات
الذهب
(24/119)
قيل: اسمه أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور
البغداديّ.
وقيل: اسمه حسن بن هارون.
وهو خال أحمد بن عطاء الرّوذباريّ.
أخذ عنه: ابن أخته، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الرازيّ، وأحمد بن عليّ
الوجيهيّ، ومعروف الزنجانيّ، وآخرون.
ورّخ وفاته أبو سعيد النّقّاش.
وقد سكن مصر، وصار شيخها.
صحب أبا القاسم الجنيد، وأبا الحُسين النوريّ، وأبا حمزة، وطبقتهم من
البغداديّين.
وصحب بالشّام أبا عبد الله بن الجلاء.
وكان فقيهًا عالمًا محدثًا [1] .
روى عن: مسعود الرمليّ، وغيره.
وسئل عمن يسمع الملاهي ويقول: هي لي حلال لأني قد وصلت إلى درجة لا
يؤثر فيَّ اختلاف الأحوال، فقال: نعم، قد وصل لعمري، ولكن إلى سقر [2]
.
وقال: أنفع اليقين ما عظم الحق في عينك [3] ، وصغر ما دونه عندك، وأثبت
الرجاء والخوف في قلبك [4] .
وقال أبو عليّ الكاتب: ما رأيتُ أحدًا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من
أبي عليّ الرّوذباريّ.
وقال أحمد بن عطاء: كان خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطيع.
وعن أبي عليّ قال: أستاذي في التصوف الْجُنَيْد، وأستاذيّ في الحديث
إبراهيم الحربيّ، وأستاذيّ في الفقه أبو العبّاس بن سريج، وأستاذيّ في
الأدب ثعلب [5] .
__________
[ () ] 2/ 296، 197، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
4/ 81- 84 رقم 1295.
[1] طبقات الصوفية 354.
[2] طبقات الصوفية 365 رقم 6، حلية الأولياء 10/ 356.
[3] طبقات الصوفية: في عينيك.
[4] طبقات الصوفية 359 رقم 18.
[5] طبقات الصوفية 360 رقم 24، تاريخ بغداد 1/ 331.
(24/120)
وعن الجعابيّ قال: رحلت إلى عَبْدان فأتيت
مسجده فوجدت شيخًا فكلمته، فذاكرنيّ بأكثر من مائتي حديث في الأبواب.
وكنت قد سلبت في الطريق فأعطانيّ الّذي عليه. فلمّا دخل عَبْدان اعتنقه
وبش به، فقلت لهم: من هذا؟
قالوا: أبو عليّ الروذباريّ.
ثمّ كلمته بعد فرايته حافظًا [1] . رحمه الله ورضي عنه.
110- أبو نعيم بن عديّ [2] .
هو عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين في قول عليّ بن محمد بن شعيب الأستراباذيّ.
وقال غيره سنة ثلاث كما يأتي.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 330، 331.
[2] ستأتي ترجمته في وفيات السنة التالية، برقم (130) .
(24/121)
سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة
[1]
- حرف الألف-
111- أحمد بن عيسى بن السكين [2] .
أبو العبّاس الشيباني البلدي.
حدَّث ببغداد عن: سليمان بن سيف، وهاشم بن القاسم الحرّانيّين.
وعنه: الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، ويوسف بن مسرور القوّاس،
ومحمد ابن إبراهيم بن حمدان العاقوليّ.
قال الخطيب: خرج إلى واسط في حاجة، فمات بها. وكان ثقة رحمه اللَّه
تعالى.
112- أَحْمَد بن محمد بن عمرو [3] .
أبو بِشْر الكندي المصعبيّ المَرْوَزِيّ.
حدَّث ببغداد عن: محمود بن آدم، وغيره.
وعنه: أبو الفتح الأزديّ، وابن المظفّر.
__________
[1] كتب بجانبها أيضا في الأصل: «سنة 323» .
[2] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 4/ 280 رقم 203.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمرو) في:
المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 156- 163، والكامل في ضعفاء الرجال
لابن عديّ 1/ 209، 210، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 54 رقم 60،
وتاريخ بغداد 5/ 73، 74 رقم 2457، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/
88 رقم 251، والمغني في الضعفاء 1/ 56 رقم 438، وميزان الاعتدال 1/ 149
رقم 58، والكشف الحثيث 75، 76 رقم 90، ولسان الميزان 1/ 290 رقم 860،
والمنتقى بشرح نيل الأوطار للشوكاني 8/ 149.
(24/122)
قال الدَّارَقُطْنيّ: كان حافظًا عذب
اللسان مجردًا في السّنّة والرّدّ على المبتدعة، لكنّه كان يضع
الأحاديث [1] .
وقال ابن حبان [2] : هو أحمد بن محمد بن مصعب بن بِشْر بن فضالة، كان
ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد، لعله قد قلب على الثقات أكثر من عشرة
آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه
قلبها.
ثمّ في آخر عمره جعل يدعي شيوخًا لم يرهم، لأني سألته قلت: أقدم من
كتبت عنه بمرو من؟
قال: أحمد بن سيار.
ثمّ لمّا امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى [3] حدَّث عن عليّ بن خشرم.
فأرسلت أنكر عليه، فكتب يعتذر إليَّ.
سرد له ابن حبان عدة أحاديث، وقال: على أنه كان من أصلب أهل زمانه في
السنة، وأنصرهم لها، وأذبّهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها. فنسأل الله
الستر.
تُوُفّي في ذي القعدة [4] .
113- أحمد بن نَصْر بن طالب [5] .
أبو طالب البغداديّ الحافظ.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 74، وفيه: «متروك يكذب» .
[2] في المجروحين 1/ 156.
[3] في الأصل: بخارا.
[4] وقال ابن عديّ: رأيته بمرو، وحدث بأحاديث مناكير، وسمع محمد بن عبد
الرحمن الدغولي يقول: أنا أكبر من أبي بشر بتسعة سنين، وليس عندي عن
ابن قهزاذ وهو يحدّث عنه: ورأيت الدغولي ينسبه إلى الكذب. وقد حدّث
بغير حديث أنكرت عليه منها: كان يحدّث، عن أمراء خراسان إسماعيل بن
أحمد وأخوه نصر بن أحمد، وخالد بن أحمد بن خالد بن حماد والي بخارى
يشبّه على النّاس أنهم حدّثوه بما يروي عنهم، وقد حدّث عن خالد بن أحمد
أمير بخارى، عن أبيه، عن سعيد بن مسلم، عن ابن جريج، عن حَمَّادِ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: «أما الذكاة إلّا في الحلق
أو اللّبة؟ قال: لَوْ طُعِنَتْ فِي فَخْذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ» . قال
ابن عديّ: وهذا الحديث معضل عن ابن جريج، عن حمّاد، لم يروه غير أبي
بشر هذا. وروى عن إسماعيل بن أحمد والي خراسان أحاديث بواطيل، وهو بيّن
أمره في ضعف، (الكامل 1/ 209، 210) . وقال أبو سعد الإدريسي: منكر
الحديث يضع الحديث على الثقات، لا يحتجّ بحديثه. (تاريخ بغداد 5/ 74) .
[5] انظر عن (أحمد بن نصر) في:
(24/123)
سمع: عباس بن محمد الدوريّ، ويحيى بن
عثمانٍ بن صالح المصريّ، وإسحاق الدبريّ، وإبراهيم بن برة، وهذه
الطبقة.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان الدَّارَقُطْنيّ يقول: أبو طالب الحافظ أستاذيّ [1] .
قلت: تُوُفّي في رمضان. وآخر من حدَّث عنه المخلّص.
وقال الخطيب [2] : كان ثقة ثبتا. روى عنه عبد الله بن زيدان البجليّ
وهو أكبر منه.
قلت: كان حافظ بغداد في زمانه.
114- إبراهيم بْن حماد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل بن حماد بن زيد [3] .
أبو إسحاق الأزديّ العابد.
سمع: عليّ بن مسلم الطوسيّ، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، والمخلّص، وأبو حفص بن شاهين.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة، جبل [4] .
وقال أبو الحسن الجراحي: ما جئته إلا وجدته يقرأ أو يصلي [5] .
وقال أبو بكر النَّيْسابوريّ: ما رأيت أعبد منه [6] .
قلت: قد ولي ولده هارون بن إبراهيم قضاء الديار المصرية في حياة أبيه
بعد أبي عُبَيْد بن حربويه، واستناب على الإقليم أخاه أبا عثمان. ثمّ
عُزِل هارون سنة ست عشرة.
تُوُفّي إبراهيم في سادس صفر عن نيّف وثمانين سنة.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 5/ 182، 183، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 130
ب، 131 أ، والعبر 2/ 198، وسير أعلام النبلاء 15/ 68 رقم 35، وتذكرة
الحفاظ 3/ 832، 833، والوافي بالوفيات 8/ 212، وطبقات الحفاظ 346،
وشذرات الذهب 2/ 298، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 103.
[1] تاريخ بغداد 5/ 183.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (إبراهيم بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 6/ 61، 62، والمنتظم 6/ 278، وسير أعلام النبلاء 15، 35،
36 رقم 19، والنّجوم الزاهرة 3/ 249.
[4] تاريخ بغداد 6/ 61.
[5] تاريخ بغداد 6/ 61.
[6] المنتظم 6/ 278.
(24/124)
115- إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة بن سليمان
العتكّيّ الواسطيّ [1] .
أبو عبد الله نِفْطَوَيْه النَّحْويّ.
قيل إنه من ولد المهلَّب بن أبي صُفرة.
سكن بغداد، وصنَّف التصانيف.
قال الخطيب [2] : إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة بن سليمان بن المغيرة بن
حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزديّ العتكيّ.
روى عن: إسحاق بن وهب العلاف، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، وشعيب بن
أيوب، وأحمد بن عبد الجبار العطارديّ، وطبقتهم.
روى عنه: المُعَافَى الجريريّ، وأبو بكر بن شاذان، وأبن حَيُّوَيْه،
وأبو بكر ابن المقرئ، وغيرهم.
مولده سنة أربع وأربعين. وكان متفننًا في العلوم. ينكر الاشتقاق ويحيله
[3] . وكان يحفظ نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرّمّة [4] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد عرفة) في:
طبقات النحويين واللغويين 172، ومروج الذهب 9، 15، 2889، 3391، 3392،
ونشوار المحاضرة 8/ 61، 95، 1090، 197، والفهرست لابن النديم 121،
وأمالي المرتضى 1/ 51، 59، 295 و 2/ 25، 102، 103، 131، وأمالي القالي
1/ 23، 30، 32، 46، 47، وتاريخ بغداد 6/ 159- 162، ونزهة الألباء 178-
180، والمنتظم 6/ 277، 278، ومعجم الأدباء 1/ 254- 272، والكامل في
التاريخ 8/ 313، وإنباء الرواة 1/ 176- 182، وفهرست ابن خير 539،
ووفيات الأعيان 1/ 47- 49، وتكملة وإكمال الكمال 248، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 83، وميزان الاعتدال 1/ 64، وسير أعلام النبلاء 15/ 75-
77 رقم 42، والعبر 2/ 198، ومعرفة القراء الكبار، 1/ 273، 274 رقم 189،
ونور القبس 344، وتلخيص ابن مكتوم 31، 32، وتاريخ ابن الوردي 1/ 268،
والوافي بالوفيات 6/ 130- 132، والبداية والنهاية 11/ 183، ومرآة
الجنان 2/ 287، والفلاكة والمفلوكين 95، والوفيات لابن قنفذ 208،
والبلغة 7- 9، وغاية النهاية 1/ 25، ولسان الميزان 1/ 109، 110، وتاريخ
الخميس 2/ 392، والنجوم الزاهرة 3/ 249، 250، وبغية الوعاة 1/ 428،
والمزهر 2/ 428، وطبقات المفسرين 1/ 129- 22، وشذرات الذهب 2/ 298،
299، وروضات الجنات 1/ 154، والكنى والألقاب للقمّي 3/ 261، وهدية
العارفين 1/ 5، وديوان الإسلام 4/ 304، 305 رقم 2079، وعنوان الدراية
85، ونسيم الرياض 1/ 173، وطبقات أعلام الشيعة 4/ 5، والأعلام 1/ 61،
ومعجم المؤلفين 1/ 102.
[2] في تاريخ بغداد 6/ 159.
[3] إنباه الرواة 1/ 178.
[4] طبقات النحويين واللغويين 172.
(24/125)
وأخذ العربية عن: ثعلب، والمبرد، ومحمد بن
الجهم. وخلط نحو الكوفيّين بنحو البصريين.
وتفقه على مذهب، [أهل الظاهر] [1] ، ورأس فيه. وكان ديّنا، ذا سنّة،
ومروءة، وفتوّة، وكيس، وحسن خلق.
صنّف: «غريب القرآن» ، و «المقنع في النّحو» ، و «كتاب البارع» وغير
ذلك [2] . وله شعر رائق.
تُوُفّي قبل الّذي قبله بيوم واحد في صفر، كلاهما ببغداد.
وله «تاريخ الخلفاء» في مجلّدتين.
116- إبراهيم بن محمد بن القاسم بن هلال القيسي الأندلسيّ [3] .
بها.
تُوُفّي في هذه السنة أو في سنة ثمانٍ وعشرين.
من أهل قُرْطُبة. متعبد، فاضل، عالم.
سمع من: الخشنيّ، ومحمد بن وضّاح، ومن عمه إبراهيم بن القاسم.
117- أسامة بن عليّ بن سعيد بن بشير.
أبو رافع الرّازيّ.
ولد بسامرّاء، سنة خمسين ومائتين. وقدمت به أمّه على والده عليك الرازي
فأسمعه الكثير، وعنى به. وكان حسن الحديث ثبتًا.
تُوُفّي بمصر في ذي الحجّة. قاله ابن يونس.
قلت: سمع مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ،
وطبقته.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ.
__________
[1] ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء 15/ 76.
[2] انظر: الفهرس لابن النديم 121.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 11 رقم 12 وفيه «إبراهيم بن قاسم بن هلال بن
زيد» ، وجذوة المقتبس 150 رقم 259، وأرّخ وفاته بسنة 328، وبغية
الملتمس 224 رقم 517 وفيه «إبراهيم بن قاسم» ، ووقع أن وفاته سنة
اثنتين وثمانين ومائتين! وهذا وهم.
(24/126)
118- إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ مِهْرَانَ [1] .
أَبُو عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ.
وُلِدَ سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَسَمِعَ: الْحَسَنَ بْنَ
عَرَفَةَ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ،
وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ محمد، والدّار الدّارقطنيّ، وَالْمخلّصُ، وَعِيسَى
بْنُ الْوَزِيرِ.
وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ رَاجِعًا مِنَ الْحَجِّ.
قَرَأْتُ عَلَى الأَبَرْقُوهِيِّ: أَنَا الْفَتْحُ، أَنَا هِبَةُ
اللَّه، أَنَا ابْنُ النَّقُّور، ثَنَا عِيسَى، أَنَا إِسْمَاعِيلُ
الْوَرَّاقُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ: حَدَّثَنِي
الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إلى
السّبعين وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» [2] . هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ عَالٍ.
119- إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ الْبَغْدَادِيُّ الشِّيعِيُّ [3] .
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ
الفلّاس، وغيرهما.
وعنه: ابن الثّلّاج، والدّار الدّارقطنيّ.
- حرف الباء-
120- بندار بن إبراهيم بن عيسى.
أبو محمد الأستراباذيّ، قاضي أستراباذ.
ثقة، خيّر.
سمع: عمار بن رجاء، وحامد بن سهل الثَّغْريّ، والحارث بن أبي أسامة.
وعنه: أحمد بن محمد بن بندار، وعبد الله بن عديّ.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن العباس) في:
تاريخ بغداد 6/ 300، والمنتظم 6/ 378، وسير أعلام النبلاء 15/ 74 رقم
41.
[2] رواه الترمذي في الدعوات (3550) باب: في دعاء النبيّ صلى الله عليه
وسلّم، وابن ماجة (4236) ، وابن حبّان (2467) ، والحاكم في المستدرك 2/
427، ووافقه المؤلّف في تلخيصه للمستدرك.
[3] انظر عن (إسماعيل بن يونس) في:
تاريخ بغداد 6/ 299 رقم 3336.
(24/127)
- حرف الجيم-
121- جعفر بن عبد الجبّار.
ويقال: ابن عبد الرّزّاق القراطيسيّ.
روى عن: أبي زُرْعة الدّمشقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو هاشم بن عبد الجبّار، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
- حرف الحاء-
122- الحسن بن سعيد [1] .
أبو القاسم البغداديّ الورّاق، ابن الهرش.
سمع: محمد بن عبد الملك بن زَنْجَوَيْه، وإسحاق بن إبراهيم البَغَويّ
لؤلؤ، وإبراهيم بن هانئ.
وعنه: عمر بن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، وابن الثّلّاج.
وثقه الخطيب.
123- الحسن بن صالح البَهْنَسيّ.
في رجب.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بن نصر بن سابق، وجماعة.
وتُوُفّي بالبَهْنَسا [2] .
124- الحسن بن عليّ بن سواده الفَهْميّ.
مولاهم المصريّ.
فِي رمضان.
سمع: ابن يونس.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 326 رقم 3838.
[2] البهنسا: بالفتح ثم السكون وسين مهملة. مدينة بمصر من الصعيد
الأدنى غربيّ النيل وتضاف إليها كورة كبيرة. (معجم البلدان 1/ 516) .
(24/128)
125- الحسن بن يوسف بن يعقوب [1] .
أبو سعيد الطَّرْميسيّ العلويّ. مولى الحُسين بن عليّ بن أبي طالب.
روى عن: هشام بن عَمَّار، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد الغفار بن ذَكْوان،
ومحمد بن مسلم ابن السمط، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وطَرْمِيس: من قرى دمشق [2] .
تُوُفّي سنة 323.
- حرف الدال-
126- داود بن نَصْر بن سُهيل.
أبو سليمان البَزْدَويّ [3] . أحد علمّاء مدينة نَسْف.
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأحمد بن مَحْمَوَيْه، ومكتوم بن أحمد،
والتِّرْمِذيّ.
روى عنه للمستغفريّ: أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفضل النَّسفيّان.
- حرف العين-
127- العبّاس بن الفضل بن العبّاس [4] .
أبو الفضل الدّينَوريّ ابن فَضْلَوَيْه.
سكن الشّام، وحدَّث عن: أبي زُرْعة الدّمشقيّ، ووريزة بن محمد، والقاسم
بن موسى الأشيب.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن يوسف) في:
معجم البلدان 4/ 32، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 284 وفيه تحرّفت نسبته إلى
«الطويسي» ، ثمّ إلى «الطوميسي» .
[2] معجم البلدان، وقد تحرّفت في: تهذيب تاريخ دمشق إلى: طوميس.
[3] البزدوي: بفتح الباء الموحّدة وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي
آخرها الواو. نسبة إلى بزدة: وهي قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف.
(اللباب 1/ 146) .
[4] انظر عن (العباس بن الفضل) في:
تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوّب) 216، 217 رقم 107،
وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 255، ومعجم البلدان 3/ 225.
(24/129)
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم
المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون.
وتُوُفّي في آخر السنة [1] .
128- عبد الله بن محمد بن سعيد [2] .
أبو محمد المقرئ ابن الجمال.
بغدادي، سمع: يعقوب الدورقيّ، وعمر بن شَبَّة، وجماعة.
وعنه: الجعابي، والدَّارَقُطْنيّ ووثقه، وابن شاهين.
129- عَبْد الملك بْن سلمان الوراق.
روى عَنْ: شعيب الصّريفنيّ.
وعنه: أبو بكر الورّاق، والدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين.
وثقه الخطيب [3] وورخه.
130- عبد الملك بْنُ محمد بْنِ عَدِيٍّ [4] .
أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ الأستراباذيّ الْفَقِيهُ الْحَافِظُ
الرَّحَّالُ.
سَمِعَ: عُمَرَ بْنَ شَبَّةَ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، وَالرَّمَادِيَّ،
وَيَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الصّمد،
__________
[1] وقع في: معجم البلدان 3/ 225 أنه مات في ذي الحجّة سنة 313 وهذا
غلط.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 120 رقم 5247.
[3] لم أجد هذه الترجمة في تاريخه.
[4] انظر عن (عبد الملك بن محمد بن عديّ) في:
تاريخ جرجان للسهمي 532 رقم 1118، وانظر فهرس الأعلام (619، 620) ،
وطبقات فقهاء الشافعية للعبادي 55، وتاريخ بغداد 10/ 428، 429، رقم
5586، و 3/ 277 و 7/ 387، وطبقات الفقهاء للشيرازي 85، 104، والأنساب
1/ 199 أ، والمنتظم 6/ 245، ومعجم البلدان 1/ 175 و 2/ 121، 487،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 452- 454، والكامل في التاريخ 8/
296، والمختصر في أخبار البشر 2/ 81، والعبر 2/ 198، وتذكرة الحفاظ 3/
816- 818، وسير أعلام النبلاء 14/ 541- 547 رقم 312، وتاريخ ابن الوردي
1/ 267، وفيه وفاته سنة 322 هـ، ومرآة الجنان 2/ 287، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 2/ 242 و 3/ 335، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 70 رقم
49، والبداية والنهاية 11/ 183، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 113
رقم 59، والنجوم الزاهرة 3/ 251، وطبقات الحفاظ 340، 341، وشذرات الذهب
2/ 299، وهدية العارفين 1/ 624، وديوان الإسلام 1/ 118 رقم 160،
والرسالة المستطرفة 144، والأعلام 4/ 162، ومعجم المؤلفين
(24/130)
وَسُلَيْمَانَ بْنَ سَيْفٍ وَالرَّبِيعَ
بْنَ سُلَيْمَانَ، وَعَمَّارَ بْنَ رَجَاءٍ، وَمحمد بْنَ عِيسَى
الدَّامَغَانِيَّ، وَمحمد بْنَ عَوْفٍ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ،
وَأَبَا حَاتِمٍ، وَطَبَقَتَهُمْ بِالْعِرَاقِ، وَمِصْرَ، وَالشَّامِ،
وَالْجَزِيرَةِ، وَالْحِجَازِ، وَخُرَاسَانَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، وَأَبُو
محمد الْمَخْلَدِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، وَأَبُو بكر
الجوزقيّ، وأبو سعد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد الإِدْرِيسِيُّ،
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ الْحَاكِمُ: كَانَ مِنْ أَئِمَةِ الْمُسْلِمِينَ. وَرَدَ
نَيْسَابُورَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى بُخَارَى فَرَوَى عَنْهُ
الْحُفَّاظُ.
وَسَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا الْوَلِيدِ حَسَّانَ بْنَ محمد يَقُولُ:
لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِنَا مِنَ الْفُقَهَاءِ أَحْفَظُ
لِلْفِقْهِيَّاتِ وَأَقَاوِيلَ الصَّحَابَةِ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَبِي
نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيِّ، وَلَا بِالْعِرَاقِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ
زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيِّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ
الْحَافِظَ يَقُولُ:
كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ أَحَدَ الْأَئِمَةِ، مَا
رَأَيْتُ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ ابْنِ خُزَيْمَةَ مِثْلَهُ أَوْ أَفْضَلَ
مِنْهُ. كَانَ يَحْفَظُ الْمَوْقُوفَاتِ وَالْمَرَاسِيلَ كَمَا
نَحْفَظُ نَحْنُ الْمَسَانِيدَ [1] .
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيُّ: مَا أَعْلَمُ نَشَأَ
بِأُسْتَرَابَاذَ مِثْلُهُ فِي حِفْظِهِ وَعِلْمِهِ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ [2] : كَانَ أَحَدَ الْأَئِمَةِ، وَمِنَ
الْحُفَّاظِ لِشَرَائِعِ الدِّينِ مَعَ صِدْقٍ وَتَيَقُّظٍ وَوَرَعٍ.
وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ [3] : كَانَ مُقَدَّمًا فِي الْفِقْهِ
وَالْحَدِيثِ. وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إليه. وُلِدَ سنة اثْنتَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَسَاكِرَ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ:
أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سهل المساجديّ، أنا يعقوب بن أحمد الْفَقِيهِ،
ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو
نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، ثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: «أُمِرَ بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة» [4] .
__________
[ () ] 6/ 191، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 538، ومعجم طبقات الحفاظ 123،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 239- 241 رقم 939.
[1] تاريخ بغداد 10/ 429.
[2] في تاريخه 10/ 428.
[3] في تاريخ جرجان 532.
[4] حديث صحيح، أخرجه البخاري في الأذان 1/ 150 و 151، ومسلم في الصلاة
(378) باب الأمر يشفع الأذان وإيثار الإقامة، والترمذي في الصلاة 193
باب ما جاء في إفراد الإقامة،
(24/131)
تُوُفِّيَ فِي آخِرِ السنة. وَوَرَّخَهُ
الْحَاكِمُ سنة اثنتين وَعِشْرِينَ.
131- عُبَيْد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكريّ [1] .
أبو محمد.
بغدادي، ثقة.
سمع: زكريا المنقريّ، وعبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة.
وعنه: ابن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر شاذان، والمخلص-
132- عُبَيْد الله بن عبد الصّمد بن المهديّ باللَّه. [2] أبو عبد الله
العبّاسي، حفيد الخلفاء.
حدَّث عن: إسحاق بن سنين الختليّ، وسيار بن نَصْر الحلبيّ، وأحمد بن
خُلَيْد الحلبيّ، وبكر بن سهل الدمياطيّ، ونحوهم.
وكان ثقة فقيهًا شافعيًا ببغداد.
روى عَنْهُ: عبد العزيز الخِرقيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين،
وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.
أخبرنا ابن الظافريّ وطائفة، عن ابن اللتي، عن أبي الوقت، عن أبي عاصم
الفضيليّ، عن عبد الرحمن بن أبي شريح، عنه بأحاديث.
133- عثمانٍ بن أحمد بن الخصيب [3] .
أبو عمرو البغداديّ.
عن: حنبل بن إسحاق، وابن أبي العوام، وجماعة.
وعنه: أبو الفتح الأزديّ، ومحمد بن جعفر بن النّجّار، وابن الثّلّاج.
__________
[ (-) ] والنسائي في الأذان 2/ 3، وابن ماجة في الأذان (729) و (730)
باب إفراد الإقامة، وأحمد في المسند 2/ 85، 87 و 3/ 103، 189.
[1] انظر عن (عبيد الله بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 10/ 351 رقم 5499.
[2] انظر عن (عبيد الله بن عبد الصمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 351 رقم 5500.
[3] انظر عن (عثمان بن أحمد بن الخصيب) في:
تاريخ بغداد 11/ 301 رقم 6089.
(24/132)
134- عثمانٍ بن أحمد بن عثمان.
أبو عَمْرو المصريّ الدّبّاغ.
سمع من: عُبَيْد الله بن سعيد بن عُفيْر، وطبقته.
قال ابن يونس: مات في صَفَر. كتبتُ عنه، وكان ثقة ثبتًا.
135- عليّ بن الحسن بن قَحْطَبة البغداديّ الصَّيْقل [1] .
روى عن: محمود بن خداش، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، ومجاهد بن موسى.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان
الصفار.
ثقة.
136- علي بن الحسن بن سلام الشرغي.
وشرغ [2] : قرية ببخارى.
سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وسهل بن خلف، وسهل بن المتوكل
البخاري، وعلي بن عبد العزيز البغوي.
ورحل إلى مصر وغيرها.
وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وغيره.
137- علي بن الفضل البلخي الحافظ [3] .
رحال جوال ثبت.
روى عن: أحمد بن سيّار المَرْوَزِيّ، وأبي حاتم، وأبي قلابة الرّقاشيّ،
وطبقتهم.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن قحطبة) في:
تاريخ بغداد 11/ 382 رقم 6249.
[2] شرغ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وغين معجمة، وهو تعريب جرع، وهي قرية
كبيرة قرب بخارى. (معجم البلدان 3/ 335) .
[3] انظر عن (علي بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 12/ 47، 48، والمنتظم 6/ 280، وسير أعلام النبلاء 15/ 69،
70 رقم 36، وتذكرة الحفاظ 3/ 81، والبداية والنهاية 11/ 183، وطبقات
الحفاظ 356، 357، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 69.
(24/133)
روى عنه: ابن المظفّر، والدّارقطنيّ، وابن
شاهين.
مات ببغداد.
138- عليّ بن محمد بن عمر [1] .
أبو القاسم بن الشَّرِيحيّ البزاز.
بغداديّ.
روى عن: عليّ بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن شَبَّة.
وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، وجماعة.
139- علي بن محمد بن هارون [2] .
أبو الحسن الحميري، الكوفي الفقيه.
حدث ببغداد عن: أبي كُرَيْب، وأبي سعيد الأشجّ، وهارون بن إسحاق.
روى عنه: أبو بكر الوراق وأثنى عليه، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ
وقال: كان يحفظ عامّة حديثه، وكان ثقة. سمعته يقول: ولدت سنة إحدى
وثلاثين ومائتين. وتُوُفّي سنة ثلاث وعشرين.
وقيل: هو آخر من روى عن أبي كُرَيِب، وآخر من حدَّث عنه محمد بن عبد
الله الْجُعْفيّ الهَرَوانيّ.
وولي قضاء الكوفة.
وقع لنا جزء من حديثه.
وعنه أيضًا محمد بن محمد الكِنْديّ الطّحّان.
140- عمر بن الحسن بن عليّ بن الْجَعْد الجوهريّ البغداديّ [3] .
أبو عاصم.
روى عن: أبي الأشعث، وزيد بن أخرم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عمر) في:
تاريخ بغداد 12/ 68 رقم 6465.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن هارون) في:
تاريخ بغداد 12/ 68 رقم 6466.
[3] انظر عن (عمر بن الحسن بن عليّ) في:
تاريخ بغداد 11/ 226 رقم 5955.
(24/134)
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين.
وثقه الخطيب.
- حرف القاف-
141- القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان [1] .
أبو عُبَيْد المَحَامليّ، أخو القاضي أبي عبد الله المَحَامليّ.
سمع: الفلّاس، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعيسى بن الجراح، وطائفة.
وكان ثقة.
142- القاسم بن إبراهيم الملطي [2] .
حدث ببغداد عن: لُوَيْن.
روى عنه: عليّ بن لؤلؤ، وعلي الحربيّ.
قال الخطيب [3] : كان كذابًا أفاكًا [4] . ثمّ ورَّخ وفاته.
- حرف الميم-
143- محمد بن أحمد بن أسد [5] .
أبو بكر الحافظ، ويُعرف بابن البُسْتَنْبان، ويُلَقَّب كزاز.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، وعيسى بن أبي حرب، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن إسماعيل) في:
أخبار الراضي والمتّقي 66، وتاريخ بغداد 12/ 447، 448، والعرب 2/ 199،
وسير أعلام النبلاء 15/ 263 رقم 111، ومرآة الجنان 2/ 287، وشذرات
الذهب 2/ 300.
[2] انظر عن (القاسم بن إبراهيم) في:
الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 143 رقم 440، وتاريخ بغداد 12/ 446 رقم
6921، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 13 رقم 2739، والمغني في
الضعفاء 1/ 517 رقم 4977، وميزان الاعتدال 3/ 367، 378 رقم 6790، ولسان
الميزان 4/ 456، 457 رقم 1410.
[3] في تاريخه.
[4] وقال الدارقطنيّ: يكذب.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن أسد) في:
تاريخ بغداد 1/ 279، 280 رقم 121، والبداية والنهاية 11/ 183.
(24/135)
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والمُعافَى
الْجَريريّ.
وثّقه الخطيب. وعاش اثنتين وثمانٍين سنة.
144- محمد بن أحمد بن عُمارة [1] .
أبو الحسن الدّمشقيّ العطّار.
وُلد سنة سبْع وعشرين ومائتين.
وسمع: أبا هاشم الرفاعيّ، والمسيب بن واضح، وعَبْده بن عبد الرحيم
المَرْوَزِيّ، وزياد بن أيّوب.
وعنه: محمد بن موسى السّمسار، وأبو بكر المقرئ، وابن زَبْر وقال:
تُوُفّي في رمضان، وأبو عليّ بن مُهَنّا، وعبد الوهّاب الكلابي.
145- محمد إبراهيم بن عَبْدَوَيْه بن سَدُوس [2] .
أبو عبد الله الهُذَليّ العَبْديّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
سمع: أبا عبد الله البُوسَنْجيّ، وأحمد بن نجده الهَرَوِيّ، وأبا
خليفة.
ورحل إلى الشّام، ومصر.
روى عنه: الحُسين المّاسرجسيّ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأحمد بن
حَسْكَوَيْه.
146- محمد بن إسماعيل بن محمد بن سلّام [3] .
أبو بكر الخشنيّ. مولاهم الدّمشقيّ المعدّل، المعروف بابن البصّال.
أصلهم من خراسان، وكان نائب أبي محمد بن زَبْر القاضي على قضاء دمشق.
روى عن: شعيب بن عَمْرو، وصالح بن أحمد بن حنبل، وبكار بن قُتَيْبة،
وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمارة) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 346.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن عبدويه) في:
الكامل في التاريخ 8/ 313.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 166، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 124، 125 رقم 1333.
(24/136)
وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السِّمْسار،
وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهّاب الكلابي.
147- محمد بن الحسن بن محمد بن قُديد.
أبو منصور السعديّ البخاريّ.
روى عن: أبي عبد الله البخاريّ.
وعنه: ابنه أبو حرب.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
148- محمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى السَّعْدِيُّ [1] .
أَبُو التُّرَيْكِ الْحِمْصِيُّ، نَزِيلُ أَطْرَابُلُسَ.
سَمِعَ: محمد بْنَ عَوْفٍ، وَأَبَا عُتْبَةَ أَحْمَدَ بْنَ الْفَرَجِ،
وَأَحْمَدَ بْنَ مَيْمُونٍ الصَّنْعَانِيَّ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ
بَكْرِ بْنِ الشَّرُودِ. فَإِنَّهُ دَخَلَ الْيَمَنَ.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْمُطَرِّزِ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ، لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، وَابْنُ جُمَيْعٍ
فَقَالَ: ثَنَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سنة ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْقَوَّاسِ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ
حُضُورًا: أَنَا جَمَالُ الْإِسلَام، أَنَا ابْنُ طَلَّابٍ، أَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا أَبُو التُّرَيْكِ محمد بْنُ
الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو عُتْبَةَ، ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ سَبْعَ
خَنَادِقَ، كلّ خندق كما بين سبع سماوات وسبع أرضين» [2] .
__________
[1] انظر عن محمد بن الحسين بن موسى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 99 رقم 46، والإكمال لابن ماكولا 1/ 506، وتاريخ
دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 409، 410، ومسند الشهاب للقاضي 1/ 147 رقم
718 و 1/ 188 رقم 278، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 589، وتذكرة
الحفّاظ 3/ 805، والقاموس المحيط للفيروزابادي 3/ 297، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 166، 167 رقم 1387.
[2] أخرجه الترمذي في: فضائل الجهاد 3، والنسائي في الصيام 44/ 45،
وابن ماجة في الصيام 4، وأحمد في المسند 2/ 300 و 357 و 526 و 3/ 45 و
59 و 83 و 6/ 444، وابن جميع في:
معجم الشيوخ 99، 100.
(24/137)
149- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد [1] .
أبو سَلَمة الْجُمَحيّ الدّمشقيّ.
سمع: موسى بن عامر، وبكار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وعنه: عمر بن عليّ العَتَكيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وابن زَبْر.
150- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بلبل
الهَمَدانيّ الزَّعفرانيّ [2] .
سمع: الحسن بن أبي الربيع، وعليّ بن إشكاب، وأبا زرعة الرّازيّ، وكتب
عنه خمسين ألف حديث.
وعنه: الدّارقطنيّ، وأبو عليّ بن البغداديّ الأصبهانيّ، وأهل أصبهان.
رُوِيَ عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نيفًا وتسعين مرّة.
وجدّه هو ابن زياد بن يزيد بن هارون الواسطيّ. وأخوه قاسم سيُذكر
تقريبًا.
151- محمد بن عبد الأعلى بن محمد [3] .
أبو هاشم الأنصاريّ. مولاهم الدّمشقيّ. ويعرف بابن عُليل كان إمام جامع
دمشق.
روى عن: هشام بن عمّار، وقاسم بن عثمانٍ الجوَعيّ، وغيرهما.
وعنه: ابنه إبراهيم، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو هاشم عبد الجبار، وأبو
سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الرازي.
وكان يخضب بالحمرة.
توفي في ربيع الآخر. وقع لنا من عواليه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 270.
[2] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ) في:
تاريخ بغداد 5/ 446، 447، والمنتظم 6/ 281، وسير أعلام النبلاء 15/
234، 235، رقم 91، والوافي بالوفيات 3/ 341.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الأعلى) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 203.
(24/138)
152- محمد بن علي بن حمزة بن أبي هريرة
الأنطاكي [1] .
أبو بكر.
سمع: أبا أُميّة الطَّرسوسيّ، ويزيد بن عبد الصّمد.
وعنه: ابن شاهين، والمُعَافَى الْجَرِيريّ، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رمضان.
153- محمد بن يوسف [2] .
أبو عليّ التُّرْبانيّ [3] السَّمَرْقَنديّ.
رحل وسمع: محمد بن إسحاق الصَّغَانيّ.
وعنه: محمد بن جعفر بن جابر.
وتُرْبان: من قرى سمرقند.
154- مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ [4] .
أَبُو عِمْرَانَ الْجُوَيْنِيُّ الْحَافِظُ.
سَمِعَ: أَحْمَدَ بْنَ الْأَزْهَرِ، وَالذُّهْلِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ
بْنَ هَاشِمٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ السَّلَمِيَّ، وَيُونُسَ بْنَ
عَبْدِ الْأَعْلَى، والرّماديّ، وخلقا من طبقتهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن حمزة) في:
تاريخ بغداد 3/ 77 رقم 1051، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 578،
579، وتهذيب التهذيب 9/ 353، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 274 رقم 1536.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
الأنساب 3/ 38، واللباب 1/ 211، ومعجم البلدان 2/ 20.
[3] الترباني: بضم التاء المثنّاة من فوقها وسكون الراء وفتح الباء
الموحّدة، وفي آخرها النون.
[4] انظر عن (موسى بن العباس) في:
الأنساب 3/ 385، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 141 ب- 142 أ، و
(مخطوطة التيمورية) 43/ 560، 561، واللباب 1/ 256، وتذكرة الحفاظ 3/
818، 819، وسير أعلام النبلاء 15/ 235، 236 رقم 92، وشذرات الذهب 2/
300، وهدية العارفين 2/ 478، وإيضاح المكنون أ/ 354، وديوان الإسلام 2/
86 رقم 678، والرسالة المستطرفة 28، ومعجم المؤلّفين 13/ 41، والأعلام
7/ 324، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 103، 104
رقم 1721.
(24/139)
وَعَنْهُ: الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ
وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَهْلٍ
الصُّعْلُوكِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ، وَأَبُو محمد
الْمَخْلَدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ.
وَتُوُفِّيَ بِجُوَيْنَ.
وَكَانَ حَافِظًا نَبِيلًا.
قَالَ أبو عبد الله الْحَاكِمُ: هُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ بِمَرَّةٍ،
صنّف عَلَى «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» صَحِيحًا، وَصَحِبَ أَبَا زَكَرِيَّا
الأَعْرَجَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ.
وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْمزكّيّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو
عِمْرَانَ الْجُوَيْنِيُّ نَازِلٌ فِي دَارِنَا. وَكَانَ يَقُومُ
اللَّيْلَ، وَيُصَلِّي وَيَبْكِي طَوِيلًا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْح: أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
الْحَسَنِ، أَنْبَا مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ هَاشِمٍ، نَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ
الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَ مَوْتِهِ قَالَ: «مُرُوا
أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» [1] .
__________
[1] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (664) و (712) و (713) ، ومسلم (418/ 95)
من طرق، عن الأعمش، بهذا الإسناد، وهو صحيح.
(24/140)
سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
155- أحمد بن إبراهيم بن كمّونة.
أبو جعفر المَعَافِريّ المصريّ.
روى عن: عليّ بن مَعْبَد، ويونس بن عبد الأعلى.
وثقه ابن يونس، وحدَّث عنه.
156- أحمد بن إبراهيم بن حبيب الهَمَدانيّ البغداديّ [2] .
سمع: عليّ بن حرب، وجماعة.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
ووثقه الدَّارَقُطْنيّ.
157- أحمد بن بقيّ بن مَخْلَد الأندلسي [3] .
أبو عُمَر.
سمع كتب أبيه بسّ.
وكان حليمًا وقورًا عاقلًا إلى الغاية، كثير التّلاوة قويّ المعرفة
بالقضاء.
__________
[1] كتب بجانبها في الأصل: سنة 324.
[2] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن حبيب) في:
تاريخ بغداد 4/ 13 رقم 1600.
[3] انظر عن (أحمد بن بقيّ) في:
قضاة قرطبة 163- 171، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 33، وجذوة
المقتبس للحميدي 110، وبغية الملتمس للضبيّ 172، والمنتظم 6/ 283،
والعبر 2/ 200، 201، وسير أعلام النبلاء 15/ 83، 84 رقم 49 و 15/ 241
رقم 49، والوافي بالوفيات 6/ 266، وتاريخ قضاة الأندلس 63- 65،
والديباج المذهب 37، وشذرات الذهب 2/ 201.
(24/141)
ولي الحُكم عشرة أعوام وكان يثّبت في
أحكامه.
وكان أمير الأندلس النّاصر لدين الله يحترمه ويجلّه.
وسمع النّاسُ منه كثيرًا.
مات رحمه الله في جُمَادَى الأولى، وكان من أوعية العلم.
158- أحمد بن جعفر بن موسى بْن يحيى بْن خَالِد بْن بَرْمَك [1] .
أبو الحسن البرمكيّ جحظة النّديم.
كان أديبا بارعا إخباريًا متصرفًا في فنون العلم.
وكان مقدَّمًا في صناعة الغناء. له أخبار ونوادر.
وعاش مائة سنة، والأصحّ أنه عاش ستّا وتسعين سنة. جمَع أبو نَصْر بن
المَرْزُبان أخباره وأشعاره.
له:
أصبحتُ بين معاشر هجروا النَّدى [2] ... وتقبّلوا الأخلاقَ مِن
أسلافهمْ
قوم أحاول بذْلهم [3] فكأنّما ... حاولتُ نَتْفَ الشَّعْر من آنافهم
هات اسقنيها بالكبير وغَنِّني ... «ذَهب الّذين يُعاش في أكنافِهمْ [4]
»
__________
[1] انظر عن (أحمد بن جعفر بن موسى) في:
مروج الذهب 3411، والفهرست لابن النديم 208، وتاريخ بغداد 4/ 65- 69،
والبخلاء للخطيب 76، 91، 97، 100، 112، 114، 116، 148، 149، 155، 174،
177، وربيع الأبرار 3/ 707، والتذكرة الحمدونية 2/ 373 رقم 979،
والفخري 274، ونشوار المحاضرة 2/ 190، 194- 197، 292 و 4/ 8، 39، 195،
198، 277 و 5/ 217- 219 و 7/ 113، والفرج بعد الشدّة 2/ 290، 365، 367
و 3/ 323 و 4/ 364، والمحمدون 251، والهفوات النادرة 157، 158، 395،
400. والأنساب 2/ 170، 171، والمنتظم 6/ 283- 286، ومعجم الأدباء 2/
241، 282، والكامل في التاريخ 8/ 328، ووفيات الأعيان 1/ 133، 134،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 84، وسير أعلام النبلاء 15/ 221، 222، رقم
84، والعبر 2/ 201، وتاريخ ابن الوردي 1/ 269، ومرآة الجنان 2/ 288،
والوافي بالوفيات 6/ 286- 289، والبداية والنهاية 11/ 185، 186، ولسان
الميزان 1/ 146، والنجوم الزاهرة 3/ 250، 251، وهدية العارفين 1/ 59،
وكشف الظنون 2/ 78، وديوان الإسلام 2/ 67، 68، رقم 652، والأعلام 1/
107. ومعجم المؤلفين 1/ 183.
[2] في الأصل: «الندا» .
[3] في وفيات الأعيان: «نيلهم» .
[4] وفيات الأعيان 1/ 133، والشطر من شعر لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
انظر: من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 209، وبغية الطلب لابن
العديم (مخطوط) 5/ 200، 201.
(24/142)
وكان جحظة مشَّوها فعمل فيه ابن الرّوميّ:
نُبِئت جَحْظَة [1] يستعيرُ جُحوظهُ ... من فيل شطْرَنْجٍ ومن سَرطان
وَارَحْمَتا لمُنادِمِيه تَحَمَّلوا ... أَلَمَ العيونِ للذَّة الآذان
[2]
وقال الخطيب [3] : أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو الفرج الأصبهانيّ، والمعافي
بْن زكريّا، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم.
وما أحسبُه روى شيئًا من المُسْنَد سامحه الله. ومن جيّد شعره:
وَلَيْلٍ في كواكبه [4] حِرانٌ ... فليس لطُول مُدّتِه انقضاءُ
عدمتُ محاسنَ [5] الإصباح فيه ... كأنّ الصبُّح جُودٌ أو وفاءُ [6]
قال أبو الفرج صاحب «الأغاني» : كان جحظة متصرّفًا في فنون كثيرة،
عارفًا بصناعة النّجوم، كثير الإصابة في أحكامها. مليح الشّعر، حلْو
الطبْع.
حاضر النادرة، بارعًا في لعب النَّرْد، حاذقًا بالطَّبْخ له فيه
مصنَّف. عالمًا بابنيات الملوك وزيّهم في مجالسهم. وكان ليَ وادّا
مخلصا. ولي آنسا متحقّقا. ولم يكن أحدٌ يتقدمه في صنعة الغناء [7]
وأكثرها مِن شِعره، فيقال: ما رأي مثل نفسه.
فحدَّثني أنّه دخل على المعتمد على الله فغنّاه فطرب وأمر له بخمسمائة
دينار «فكانت أول خمسمائة دينار رأيتها عندي جملة» .
وأخباره كثيرة.
159- أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد [8] .
أبو عبد الله الدّقّاق.
بغداديّ، صدوق [9] .
__________
[1] في الأصل: نبّئت أن جحظة.
[2] وفيات الأعيان 1/ 134.
[3] في تاريخه 4/ 65.
[4] في معجم الأدباء: «جوانبه» .
[5] في معجم الأدباء: «مطالع» .
[6] معجم الأدباء 2/ 264.
[7] تاريخ بغداد 4/ 65.
[8] انظر عن (أحمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 4/ 100، 101 رقم 1753 وهو: أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد
بن الجنيد.
[9] قال الخطيب: ورواياته مستقيمة.
(24/143)
سمع: زياد بن أيّوب، وأحمد بن القادم.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وغيّرهما.
160- أحمد بن خالد بن الخليل البخاري.
عن: أحمد بْن زهير، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي حفصة.
وعنه: خَلَف الخيّام.
161- أحمد بن السرِيّ بن سهل.
أبو حامد النَّيْسابوريّ الجلّاب.
سمع: محمد بن يزيد السُّلميّ، وسهل بن عمّار، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن الفضل المذكَّر، وأبو محمد الشَّيْبانيّ.
162- أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي
القرطبيّ اللّغويّ.
روى عن: عمّ أبيه عُبَيْد الله.
وقُتِل شهيدًا رحمه اللَّه تعالى.
163- أَحْمَد بن محمد بن الجرّاح الضّرّاب [1] .
سمع: الزَّعْفرانيّ، وسعْدان بن نَصْر، ومحمد بن سعيد العطّار.
بغداديّ، ثقة.
روى عنه: الدّارقطنيّ، وابن شاهين، والقواس.
164- أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد [2] .
أبو بكر البغداديّ. شيخ القرّاء في عصره، ومصنّف السّبعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الجرّاح) في:
تاريخ بغداد 4/ 418 رقم 2312.
[2] انظر عن (أحمد بن موسى) في:
الفهرست لابن النديم 47، وتاريخ بغداد 5/ 144- 148، والمنتظم 6/ 282،
283، ومعجم الأدباء 5/ 65- 73، والكامل في التاريخ 8، 328، ودول
الإسلام 1/ 199، وسير أعلام النبلاء 15/ 272- 274 رقم 121، والعبر 2/
201، ومعرفة القراء الكبار 1/ 216- 218، والوافي بالوفيات، 8/ 200،
ومرآة الجنان 2/ 288، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 57، 58،
والبداية والنهاية 11/ 185، وطبقات الشافعية للإسنويّ، رقم 1037، وغاية
(24/144)
سمع: الرّماديّ، وسعدان بن نَصْر، ومحمد بن
عبد الله المخرّميّ، وأبا بكر الصَّغانيّ، وجماعة.
قرأ القرآن على: قُنْبُل، وأبي الزَّعْراء بن عَبْدُوس، وغيّرهما.
وسمع الحروف من جماعة سمّاهم في كتاب «القراءات» له.
وقال الخطيب [1] بإسنادٍ ذكره إلى ثعلب أنّه قال في سنة ست وثمانٍين
ومائتين. ما بقي في عَصْرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد. وكان من أهل
الظُرْف. جاء عنه في ذلك أشياء.
قال مرّةً: من قرأ لأبي عَمْرو، وتمذهب للشّافعيّ، وأتَّجرَ في البَزّ،
وروى شعر ابن المعتز، فقد كمل ظرفه.
وعن عُبَيْد الله الزهري قال: انتبَهَ أبي فقال: رأيتُ يا بُنَيّ كأنّ
من يقول:
مات مقوم وحي الله.
فلمّا أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات.
قرأ عليه خلق كثير، منهم: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو عيسى بكّار ابن
أحمد، والحسن بن سعيد المطّوّعيّ، وأبو الفَرَج الشَّنَبوذيّ، وأبو بكر
الشذائيّ، وأبو أحمد السامرّيّ، وأحمد بن محمد العجليّ، والحسين بن حبش
الدّينوريّ، وأبو الحسن عليّ بن الحُسين الغضائريّ، وأبو الحُسين
عُبَيْد الله بن البوّاب، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو الحسن منصور بن
محمد بن عثمان المجاهديّ الضّرير عاش إلى سنة أربعمائة.
وكان يأخذ على الإنسان الختمة بدينار، أعني المجاهديّ.
وممن حدَّث عن ابن مجاهد: أبو حفص بن شاهين، وعمر الكتّانيّ، وأبو بكر
بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو مسلم الكاتب.
وكان ثقة مأمونًا. وُلد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وتوفّي في شعبان من
هذا العام.
__________
[ (-) ] النهاية 1/ 139- 142، وتاريخ الخميس 2/ 393، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 1/ 108، 109 رقم 54، والنجوم الزاهرة 3/ 258، وشذرات
الذهب 2/ 302، وكشف الظنون 1431، 1448، وهدية العارفين 1/ 59، وإيضاح
المكنون 2/ 250، وديوان الإسلام 4/ 261، 262 رقم 2015، والأعلام 1/
261، ومعجم المؤلفين 2/ 188.
[1] في تاريخه 5/ 147.
(24/145)
قرأت كتابه في السّبعة على أبي حفص بن
القّواس: أنبأنا الكِنْديّ، أنا أبو الحسن بن توبة، أنبا أبو محمد
الصّرِيفينيّ، أنبا أبو حفص الكتّانيّ، أنا المصنّف رحمه الله.
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: فاقَ ابن مجاهد في عصرِه سائر نظائره من أهل
صناعته مع اتِّساع علمه وبراعة فهمه وصدْق لهجته وظهور نُسُكه. ثمّ سمى
الداني خلقًا كثيرًا ممّن قرأ عليه، وأنّه تصدَّر للإقراء في حياة محمد
بن يحيى الكِسائيّ.
وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد: لِمَ لا تختار لنفسك
حرفًا يُحمل عنك؟
قال: نحنُ إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمّتنا أحوج منّا
إلى اختيار حرف يَقرأ به مَن بعدنا.
وسمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابنُ مجاهد عن قُنْبل بعشرة أحرف لم
يُتَابَع عليها.
وقال عليّ بن عمر المقرئ: كان لابن مجاهد في حلقته أربعة وثمانٍون
خليفة يأخذون على النّاس.
وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقته خمسة عشر ضريرا يتلقّنون
لعاصم.
وقيل: كان ابن مجاهد يجيد الغناء والموسيقى، وفيه ظُرف البغاددة مع
الدِّين والخير.
165- أحمد بن محمد بن عَلُّويْه الْجُرْجانيّ الرّزّاز [1] .
عن: محمد بن سليمان الباغَنْديّ، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما.
وعنه: إسماعيل بن سعيد الْجُرْجانيّ الحافظ، وأحمد بن أبي عمران.
تُوُفّي في ربيع الآخر، رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن علّويه) في:
تاريخ جرجان للسهمي 76 رقم 124.
(24/146)
166- أحمد بن محمد بن موسى [1] .
الفقيه أبو بكر الْجُرْجانيّ.
روى عن: أبي حاتم الرّازيّ، وعبد اللَّه بن رَوْح المدائنيّ، وجعفر
الصّائغ.
- حرف الجيم-
- جحظة.
مرَّ [2] .
167- جعفر بن عبد الكريم [3] .
أبو الحُسين الْجُرْجانيّ العطّار.
سمع: عمّار بن رجاء، وأبا حاتم.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
- حرف الحاء-
168- الحسن بن عليّ بن موسى العدّاس.
المصري الإخباريّ.
ورّخه ابن يُونُس.
169- الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام [4] .
أبو القاسم بن برغوث السُّلميّ الدّمشقيّ.
عن: العبّاس بن الوليد، ويزيد بن عبد الصّمد، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ جرجان 98 رقم 71.
[2] برقم (158) .
[3] انظر عن (جعفر بن عبد الكريم) في:
تاريخ جرجان 175 رقم 227 وصفحات 60 و 107 و 234 و 310 وفيه: «جعفر بن
محمد بن عبد الكريم» .
[4] انظر عن (الحسن بن محمد) بن:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 253، 293، 294، وتهذيب تاريخ دمشق
4/ 240، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 124 رقم
450.
(24/147)
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب
الكلابي، وآخرون.
- حرف الراء-
170- رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطيّة الصَّيْدلانيّ [1] .
ابن جالينوس.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، والرمادي، وأحمد بن عبد الجبّار العُطَارِديّ.
وروى عنه المغازي.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، والمخلّص، وغيرهم.
وكان ثقة.
- حرف الصاد-
171- صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السّلام [2] .
أبو القاسم التّميميّ.
ويقال النَّصْريّ النّحّاس، ويُعرف بابن البرّاد الدّمشقيّ.
سمع: شعيب بن عَمْرو، وشعيب بن شعيب، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر،
والربيع المراديّ، وبكّار بن قُتَيْبة.
وعنه: عبد الجبّار المؤدّب، وأبو محمد عبد الله بن ذَكْوان
البَعْلَبَكّيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ.
وحدَّث بمصر.
وثّقه ابن يونس.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
172- صالح بن محمد بن شاذان.
أبو الفضل الكرديّ الأصبهانيّ.
__________
[1] انظر عن (رضوان بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 432 رقم 4538.
[2] انظر عن (صاعد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 344، و 129/ 579 و 45/ 239، وتهذيب
تاريخ دمشق 6/ 361، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/
351. رقم 684.
(24/148)
سمع بمكّة: عليّ بن عبد العزيز، وأحمد بن
مهران بأصبهان.
وعنه: أبو الشيخ، وابن المقرئ.
- حرف العين-
173- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عامر.
أبو القاسم الطّائيّ.
عن أبيه عن عليّ بن موسى الرّضا بنسخةٍ.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الْجُنْديّ
وأحسبُه واضع تلك النّسخة، والحسن بن عليّ الزُّهْريّ.
174- عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلّس البغداديّ [1] .
أبو الحسن الفقيه الدّاوُديّ الظّاهريّ أحد أئمّة الظّاهر. له مصنَّفات
في مذهبه.
روى عن: جدّه، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأبي قلابة الرَّقاشيّ، وإسماعيل
القاضي.
روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وغيره.
أخذ عن محمد بن داود الظاهري. وانتشر عنه مذهب أهل الظاهر في البلاد.
وكان ثقة إمامًا، واسع العلم، كبير المحلّ. خَلَفه في حلقته تلميذه
حيدرة ابن عمر.
وممن تفقّه به: عبد الله بن محمد ابن أخت وليد الّذي ولي قضاء مصر،
وعلي بن خالد البصريّ، وغير واحد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن محمد) في:
أخبار الراضي للصولي 83، والفهرست لابن النديم 306، وتاريخ بغداد 9/
385، وطبقات الفقهاء للشيرازي 177، والمنتظم 6/ 286، والكامل في
التاريخ 8/ 328، والعبر 2/ 201، وسير إعلام النبلاء 15/ 77، 78 رقم 43،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 84 وفيه: «المفلّس» ، وتاريخ ابن الوردي 1/
269، والبداية والنهاية 11/ 186، والنجوم الزاهرة 3/ 259، وشذرات الذهب
2/ 302، وديوان الإسلام 4/ 262، رقم 2016، وإيضاح المكنون 2/ 606،
ومعجم المؤلفين 6/ 30.
(24/149)
وله من التّصانيف: كتاب «أحكام القرآن» ،
وكتاب «الموضح في الفقه» ، وكتاب «المبهج» ، وكتاب «الدامغ» في الرد
على من خالفه، وغير ذلك.
175- عبد الله بن محمد بن زياد بْنِ وَاصِلِ بْنِ مَيْمُونٍ [1] .
أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ،
مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
سَمِعَ: محمد بْنَ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ، وَعَبْدَ اللَّهِ
بْنَ هاشم، وأحمد ابن الْأَزْهَرِ بِبَلَدِهِ، وَيُونُسَ،
وَالرَّبِيعَ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، وَأَبَا
إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيَّ الْمِصْرِيَّيْنِ، وَأَبَا زُرْعَةَ
الرَّازِيَّ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيَّ،
وَالْحَسَنَ بْنَ محمد الزَّعْفَرَانِيَّ، وَالرَّمَادِيَّ، وَعَلِيَّ
بْنَ حَرْبٍ، وَمحمد بْنَ عَوْفٍ، وَهَذِهِ الطبقة.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُقْدَةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ،
وَحَمْزَةُ الْكَتَّانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ
الْإِصْبَهَانِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ الْمُظَفَّرِ
حُفَّاظُ الدُّنْيَا، وَأَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْه، وَأَبُو حَفْصٍ
الْكَتَّانِيُّ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَالْمُخَلِّصُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَّشِيدَ
قَوْلَهُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْحَاكِمُ: كَانَ إِمَامَ عَصْرِهِ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ
بِالْعِرَاقِ، وَمِنْ أَحْفَظَ النَّاسِ لِلْفِقْهِيَّاتِ وَاخْتِلافِ
الصَّحَابَةِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ [2] .
وَكَانَ يَعْرِفُ زِيَادَاتِ الأَلْفَاظِ فِي الْمُتُونِ. وَلَمَّا
قَعَدَ لِلتَّحْدِيثِ قَالُوا: حَدِّثْ.
قَالَ: بَلْ سَلوا.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن زياد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 41، وتاريخ بغداد 10/ 120- 122، وطبقات
الفقهاء للشيرازي 113، والإكمال لابن ماكولا 2/ 259، والأنساب 574 ب،
والمنتظم 6/ 286، 287، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 579، ومعجم
البلدان 2/ 110، والمختصر في أخبار البشر 2/ 84، والعبر 2/ 201، 202،
وسير أعلام النبلاء 15/ 65- 68 رقم 34، وتذكرة الحفاظ 3/ 819- 821،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 310- 314، ومرآة الجنان 2/ 288، 289،
والبداية والنهاية 1/ 186، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 111، 112
رقم 57، وتهذيب التهذيب 5/ 132، والنجوم الزاهرة 3/ 259، وطبقات الحفاظ
341، 342، وشذرات الذهب 2/ 302، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 217- 219 رقم 906.
[2] تاريخ بغداد 10/ 121.
(24/150)
فَسُئِلَ عَنْ أَحَادِيثَ أَجَابَ فِيهَا
وَأَمْلَاهَا. وَكَانَ ثَنَا عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ
حَجَّاجٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تُنْكَحُ
الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا» [1] .
ثُمَّ سَمِعْتُ صَوَابَهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ
مُرْسَلًا.
وَقَالَ يُوسُفُ الْقَوَّاسُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ
النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: نعرف مَنْ أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة لَمْ
يَنَمِ الليل وَيَتَقَوَّت كُلَّ يَوْمٍ بِخَمْسِ حَبَّاتٍ. يُصَلِّي
صَلَاةَ الْغَدَاةِ عَلَى طَهَارَةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. ثُمَّ
قَالَ: أَنَا هُوَ. وَهَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ أُمَّ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ لِمَنْ زَوَّجَنِي. ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَادَ إِلَّا
الْخَيْرَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو طَالِبٍ
الْحَافِظُ، وَالْجِعَابِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، فَجَاءَ فَقِيهٌ
فَسَأَلَ: مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا» [2] ؟ فَلَمْ
يُجِيبُوهُ. ثُمَّ ذَكَرُوا وَقَامُوا فَسَأَلُوا أَبَا بَكْرِ بْنَ
زِيَادٍ فَقَالَ: نَعَمْ. ثَنَا فُلَانٌ. ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ مَنْ
حَفِظَهُ. وَالْحَدِيثُ فِي مسلم.
قال ابن نَافِعٍ: تُوُفِّيَ فِي رَابِعِ رَبِيعٍ الْآخَرِ.
قُلْتُ: وولد سنة ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْفَتْحُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ محمد، نَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أبو بكر عبد الله
بن محمد
__________
[1] الحديث صحيح، أخرجه البخاري في النكاح 6/ 128 باب: لا تنكح المرأة
على عمّتها، ومسلم في النكاح (37) باب تحريم الجمع بين المرأة وعمّتها
أو خالتها في النكاح و (39) و (40) وأبو داود في النكاح (2065) باب ما
يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي في النكاح (1134) باب ما جاء:
لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خالتها، وقال
الترمذي: وفي الباب: عن عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعبد الله بن عمرو،
وأبي سعيد، وأبي أمامة، وجابر، وعائشة، وأبي موسى، وسمرة بن جندب.
وأخرجه النسائي في النكاح 6/ 96، 97 باب الجمع بين المرأة وعمّتها، من
عدّة طرق، وابن ماجة في النكاح (1929) باب لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ
عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خالتها، وأحمد في المسند 1/ 78، 372 و 2/
179، 189، 229، 423، 432، 508، 516 و 3/ 338.
[2] أخرجه مسلم في أول المساجد (522) من طريق: أبي بكر بن أبي شيبة،
حدّثنا محمد بن فضيل، عن أبي مالك الأشجعي، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: «فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا
الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء» . وقال
الخطيب: وهذا الحديث على هذا اللفظ يرويه أبو عوانة، عن أبي مالك
الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه
وسلم. (تاريخ بغداد 10/ 121) .
(24/151)
النَّيْسَابُورِيُّ إِمْلَاءً: ثَنَا محمد
بْنُ يَحْيَى، ثَنَا محمد بْنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نَعْلٍ
وَاحِدَةٍ [1] . 176- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حسين [2] .
أبو محمد بن عرّة الحذّاء.
سمع جزءًا من إسحاق الفارسيّ شاذان.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتّانيّ.
17- عبد الله بن محمد نصير.
أبو محمد المدينيّ.
عن: أحمد بن مهديّ.
وعنه: ابنُه أبو مسلم.
178- عبد الرحمن بن سعيد بن هارون [3] .
أبو صالح الإصبهانيّ.
حدَّث ببغداد عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بْن
الفُرات، وعبّاس الدُّوريّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو العبّاس بن مكرم، وأبو الحسن
الجراحيّ.
وثّقه الخطيب.
__________
[1] حديث صحيح، أخرجه مسلم في اللباس (2099) باب النهي عن اشتمال
الصماء، والاحتباء في ثوب واحد. من طريق: قتيبة بن سعيد، عن مالك بن
أنس- فيما قرئ عليه- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يأكل
الرجل بشماله، أو يمشي في نعل واحدة، وأن يشتمل على الصّمّاء، وأن
يحتبي في ثوب واحد، كاشفا عن فرجه، ومالك في الموطّأ (1668) باب النهي
عن الأكل بالشمال، وأحمد في المسند 1/ 321 و 3/ 42، 293، 325، 344،
362، 367.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن حسين) في:
تاريخ بغداد 10/ 122، 123 رقم 5249.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن سعيد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 113، وتاريخ بغداد 10/ 288 رقم 5414.
(24/152)
179- عبد الرحمن بن محمد بن الحسين
الخراسانيّ.
أبو القاسم الواعظ البارع، الأديب.
سمع: السريّ بن خُزَيْمَة، والحسين بن الفضل، وموسى بن هارون.
وعنه: ابُنه أبو الحُسين، وأبو إسحاق المُزَكّيّ، وجماعة.
وعاش إحدى وستّين سنة.
قال الحاكم: سمعتُ أبي يقول: سمعت ابن خُزَيْمَة وحضر مجلس أبي القاسم،
فلمّا فرغ من الوعظ قال ابن خُزَيْمَة: ما رأينا مثل أبي القاسم ولا
رأي مثل نفسه.
قال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: ما رأيتُ مثل أبي القاسم مذكّرًا، ولا مثل
السّرّاج محدِّثًا، ولا مثل أبي سَلمة أديبًا.
180- عبد الصّمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد [1] .
أبو القاسم الكِنْديّ القاضي الحمصيّ، قاضيها.
سمع: محمد بن عَوْف، وسليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ، وعمران بن
بكّار، وأحمد بن عبد الوهّاب الحَوْطيّ، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر،
وجماعة.
وله تاريخ لطيف في ذِكر من نزل حمص من الصّحابة.
سمع منه: ابن جَوْصا وهو أكبر منه.
وروى عنه: جُمَح بن القاسم، وأبو سليمان بن زَبْر، وأبو بكر الأبْهريّ،
والحسن بن عبد الله بن سعيد الكِنْديّ، وعليّ بن محمد بن إسحاق
الحلبيّ، وآخرون.
181- عتيق بن أحمد بن حامد بن سعْدان.
أبو منصور البخاريّ الكْرمينيّ.
سمع: عُبَيْد الله بن واصل، والفضل بن عُمَيْر.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن سعيد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 166 أ، 166 ب، و (مخطوطة التيمورية)
24/ 136 و 3/ 132، والعبر 2/ 202، وسير أعلام النبلاء 15/ 266. 267 رقم
114، وشذرات الذهب 2/ 302، 303، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 136 رقم 807.
(24/153)
وعنه: النضر بن موسى بن هارون الأديب،
وغيره.
تقريبا.
182- عتيق بن عامر بن المنتجع أبو بكر الأسديّ البخاريّ.
عن: صالح بن محمد الرازيّ، والبخاريّ.
وعنه: محمد بن نَصْر المَيْدانيّ، وأحمد بن عُرْوة البخاريّان.
تُوُفّي فيها.
183- عليّ بن إسماعيل بن أبي بِشْر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد
الله بن موسى بن بلال بن أبي بُرْدَة بْنِ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَيْسٍ الأشعري [1] .
أبو الحسن البصْريّ المتكلّم صاحب التّصانيف في الكلام والأصول
والمِلَل والنِّحَل.
وُلِد سنة ستّين ومائتين، وقيل: سنة سبعين.
أخذ عن: أبي عليّ الْجُبّائيّ الكلام.
وسمع من: زكريّا السّاجيّ، وأبي خليفة الْجُمَحيّ، وسهل بن نوح، ومحمد
بن يعقوب المقرئ، وعبد الرحمن بن خَلَف الضّبيّ البصْريّين.
وروى عنهم في تفسيره كثيرًا. وكان معتزليًا، ثمّ تابَ مِن الاعتزال.
__________
[1] انظر عن (علي بن إسماعيل) في:
الفهرست لابن النديم 257، والفرق بين الفرق للبغدادي 69، وتاريخ بغداد
11/ 346، 347، والملل والنحل 1/ 94- 103، والأنساب 1/ 273، 274، وتبيين
كذب المفتري 128، والمنتظم 6/ 332، 333، والكامل في التاريخ 8/ 392
(وقد ذكره في وفيات سنة 330 هـ) ، ودول الإسلام 1/ 199، وسير أعلام
النبلاء 15/ 85- 90 رقم 51، والعبر 2/ 202، 203، ومرآة الجنان 2/ 298-
309، وتاريخ ابن الوردي 1/ 274، 275، (ووفيات 330 هـ) ، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 337- 344، والبداية والنهاية 11/ 187 و 204،
والجواهر المضية 2/ 247، 248، والديباج المذهب 193- 196، وتاريخ الخميس
2/ 393 (وفيات 331 هـ) ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 114، 115،
رقم 60، والنجوم الزاهرة 3/ 259، وشذرات الذهب 2/ 303- 205، وهدية
العارفين 1/ 676، وديوان الإسلام 1/ 126- 128 رقم 177، وشجرة النور
الزكية 79، والأعلام 5/ 69.
(24/154)
وصعِد يوم الجمعة كُرْسيًّا بجامع البصرة
ونادى بأعلى [1] صوته: مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا فلان
بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار، وأنّ أفعال
الشر أنا أفعلها، وأنا تائبٌ معتقد الرّدّ على المعتزِلة، مُبيّنٌ
لفضائحهم [2] .
قال الأهوازيّ: سمعتُ أبا عبد الله الجمرانيّ يقول: لم نشعر يوم الجمعة
وإذا بالأشعريّ قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد الصّلاة ومعه شريط،
فشده إلى وسطه ثمّ قطعه وقال: اشهدوا عليّ أنّي كنتُ على غير دين
الإسلام وإنّي أسلمتُ السّاعة، وإنيّ تائب من الاعتزال. ثمّ نزل [3] .
قال أبو عَمْرو الزّجاجي: سمعت أبا سهل الصُّعْلُوكيّ يقول: حضرنا مع
الأشعريّ مجلس علويّ بالبصرة، فناظر أبو الحسن المعتزلة، وكانوا
كثيرًا، حتّى أتى على الكُلّ فهزمهم، كلّ ما انقطع واحدٌ أخذ الآخر
حتّى انقطعوا، فَعُدْنا في المجلس الثاني، فما عاد أحد فقال بين يدي
العلويّ: يا غلام اكتب على الباب: فرّوا.
وقال أبو الحسن عليّ بن محمد بن يزيد الحلبيّ: سمعت أبا بكر بن
الصَّيْرفيّ يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتّى أظهر الله
الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم [4] .
ابن الصَّيْرفي هذا من كبار الأئمّة الشّافعيّة.
وقال ابن الباقلاني: سمعتُ أبا عبد الله بن خفيف يقول: دخلت البصرة،
وكنت أطلب أبا الحسن فإذا هو في مجلس يناظر، وثمَّ جماعة من المعتزلة،
فكانوا يتكلّمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلامهم قال: كذا قلتَ وكذا وكذا،
والجواب كذا وكذا. إلى أن يجيب الكُلّ. فلمّا قام تبِعْتُه فقلت: كم
لسانٌ لك، وكم أذن لك، وكم عين لك؟ فضحك وقال: من أين أنت؟
قلت: من شيراز.
__________
[1] في الأصل: بأعلى.
[2] الفهرست 257.
[3] تبيين كذب المفتري 40.
[4] تاريخ بغداد 11/ 347.
(24/155)
وكنت أصحبه بعد ذلك.
وقال ابن باكوَيْه: سمعت ابن خفيف، فذكر حكايةً وفيها: فحملني أبو
الحسن إلى دار لهم تُسمّى دار المّاورديّ، فاجتمع به جماعةٌ من
مخالفيه، فقلت له: تسألهم مسألة؟ فقال: السؤال بدعة لأنيّ أظهرت بدعةً
أنقض بها كُفْرهم، وإنمّا هم يسألوني عن مُنْكَرهم فيلزمني ردّ باطلهم
إلزامًا. فسألوه، فتعجّبت من حسن كلام أبي الحسن حين أجاب. ولم يكن في
القوم مَن يوازيه في النَّظَر.
قال ابن عساكر [1] : قرأتُ بخط عليّ بن نقا المصريّ المحدّث في رسالة
كتب بها أبو محمد بن أبي زيد القيروانيّ المّالكي جوابًا لعليّ بن أحمد
بن إسماعيل البغداديّ المعتزليّ حين ذكر الأشعريّ ونسبه إلى ما هو من
بريء، فقال ابن أبي زيد في حقّ الأشعريّ: هو رجل مشهور إنّه يردّ على
أهلِ البِدَع وعلى القَدَريّة والْجَهْميّة. متمسِّك بالسّنَن.
قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائينيّ: كنت في جِنْب أبي الحسن الباهليّ
كقطْرةٍ في البحر. وسمعتُ الباهلي يقول: كنت أنا في جَنْب الأشعريّ
رحِمَه الله كقطْره فِي جَنْب البحر [2] .
وعن ابن الباقلانيّ قال: أفضل أحوالي أنْ أفهم كلام أبي الحسن
الأشعريّ.
وقال بُنْدار خادم الأشعريّ: كانت غلّة أبي الحسن من ضيعةٍ وقَفَها
جدّهم بلال بن أبي بُرْدَه على عقِبِه، فكانت نفقته في السنة سبعة عشر
درهمًا [3] .
وقال أبو بكر بن الصَّيْرفيّ: كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتّى أظهر
الله الأشعريّ فجحرهم في أقماع السِّمْسم [4] .
وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لأبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفًا، وأنه
تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.
وكذا قال أبو بكر بن فورك، والقرّاب.
__________
[1] في تبيين كذب المفتري 123.
[2] تبيين كذب المفتري 125.
[3] تبيين كذب المفتري 142.
[4] تقدّم هذا القول قبل قليل.
(24/156)
وقال غيرهم: سنة ثلاثين. وقيل سنة نيفٍ
وثلاثين.
أخذ عنه: زاهر بن أحمد السَّرخسيّ، وأبو عبد الله بن مجاهد، وغير واحد.
وله كتاب «الإبانة» ، عامّتُه في عقود أهل السنة، وهو مشهور، وكتاب
«جُمل المقلات» ، وكتاب «اللمع» ، وكتاب «الموجز» ، وكتاب «فرَق
الإسلاميّين واختلاف المصلّين» . ومن نظر في هذه الكتب عرف محله.
ومن أراد أن يتبحّر في معرفة الأشعريّ فلْيطالع كتاب «تبيين كذِب
المفتري» تأليف أبي القاسم بن عساكر. اللَّهمّ توفَّنا على السنة
وأدخِلْنا الجنّة، واجعل أنفسنا بك مطمئنّة، نحبّ فيك أولياءك ونبغض
فيك أعداءك، ونستغفر للعُصاة من عبادك، ونعمل بمُحْكَم كتابك ونؤمن
بمتشابهه. ونصفك بما وصفتَ به نفسك، ونصدّق بما جاءَ به رسولك إنّك
سميع الدعاء، آمين.
قيل إنّ الأشعريّ سأل أبا عليّ الْجُبّائيّ عن ثلاثة إخوة مؤمن تقيّ
وكافر وصبيّ ماتوا، ما حالهم؟
قال: المؤمن في الجنّة، والكافر في النّار، والصّغير من أهل السّلامة.
فقال: إن أراد الصّغير أن يرقى إلى دَرَجة التّقّي هل يأذن له؟ قال:
لا. يُقال له إنّ أخاك إنّما نال هذه الدّرجة بطاعاته وليس لك مثلها.
قال: فإن قال: التقصير ليس منّي، فلو أحييتني حتّى كنتُ أطعتك. قال:
يقول الله له: كنت أعلم أنّك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك.
فقال أبو الحسن: فلو قال الأخ الكافر: يا ربّ علمتَ حاله كما علمتَ
حالي فهلا راعيتَ مصلحتي مثله.
فانقطع الْجُبّائيّ، فسبحان من لا يُسأل عمّا يَفعل.
قال القُشَيْريّ: سمعتُ أبا عليّ الدّقّاق: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه
يقول: مات الأشعريّ ورأسه في حجري، وكان يقول شيئًا في حال نزاعة من
داخل حلقه. فأدنيتُ إليه رأسي، فكان يقول: لعن الله المعتزلة، موّهوا
ومخرقوا.
وقال أبو حازم العبدويّ: سمعت زاهر بن أحمد بقول: لمّا قَرُب حضور
أَجَل أبي الحسن الأشعريّ في داري ببغداد أتيته فقال: اشهد عليَّ أني
لا أُكفِّر
(24/157)
أحدًا من أهل القِبْلة، لأنّ الكُلّ يشيرون
إلى معبودٍ واحد، وإنّما هذا كلّه اختلاف العبارات.
وممّن أخذ عن الأشعريّ: ابن مجاهد، وزاهر، وأبو الحسن الباهليّ، وأبو
الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطّبريّ، وأبو الحسن عليّ بن محمد
بن مهديّ الطّبريّ، وأبو جعفر الأشعريّ النّقّاش، وبُنْدار بن الحُسين
الصُّوفي.
قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في تاريخه: تُوُفّي أبو الحسن
عليّ بن إسماعيل الأشعريّ سنة أربع وعشرين وثلاثمائة [1] .
وكذا ورّخه أبو بكر بن فُورك [2] الإصبهانيّ، وغيره.
184- عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ [3] .
أَبُو الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ.
سَمِعَ: عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ بَيَانٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ
الْقَطَّانَ، وَمحمد بْنَ حرب البشاستجيّ، وَعَمَّارَ بْنَ خَالِدٍ
التَّمَّارَ، وَمحمد بْنَ مُثَنَّى، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ،
وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ، وَزَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ أَحَدُ الشُّيُوخِ الْكِبَارِ. ثِقَةٌ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ
الْمُعِزِّ: أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر، أَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، نَا خَالِدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَدْبَرَ الشّيطان له حصاص»
[4] .
__________
[1] تبيين كذب المفتري 56.
[2] تبيين كذب المفتري 135.
[3] انظر عن (علي بن عبد الله) في:
سؤالات السلفي لخميس الجوزي 45، 47، 57، 110، والعبر 2/ 203، وسير
أعلام النبلاء 15/ 25، 26 رقم 13 وتبصير المنتبه 2/ 1212، وشذرات الذهب
2/ 305.
[4] أخرجه مسلم في الصلاة (389/ 17) باب فضل الأذان، ومالك في الموطأ
1/ 69، 70 والحصاص: إذا صرّ الحمار بأذنيه ومصع بذنبه وعدا (لسان
العرب- مادّة: حصص) . ومعناه:
شدّة العدو في سرعة.
(24/158)
185- عَلِيُّ بْنُ محمد بْنِ الْحَسَنِ [1]
.
أَبُو الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ الْحَنَفِيُّ
الْمَعْرُوفُ بِابْنِ كَاسٍ. وَلِيَ قَضَاءَ الشَّامِ وَغَيْرِهَا.
وَكَانَ إِمَامًا فِي الفقه كبير القدر من ولد الأشتر النّخعيّ.
سَمِعَ: الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيَّ،
وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَصَّارَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ
أَبِي الْعَنْبَسِ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُكرمٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي
غَرَزَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى الأَوْدِيَّ، وَمحمد بْنَ
الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيَّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيِّ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبَعيُّ،
وَابْنُ زَبْرٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا،
وَأَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْكِلَابِيُّ.
غَرِقَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَأُخْرِجَ مِنَ الْمَاءِ وَفِيهِ حَيَاةٌ
ثُمَّ مَاتَ.
وَلَهُ كِتَابٌ يغضُّ فِيهِ مِنَ الشَّافِعِيِّ.
وَرَدَّ عَلَيْهِ نَصْرٌ الْمَقْدِسِيُّ.
186- عمر بن يوسف بن عَمْروس [2] .
أبو حفص الأندلسيّ الأستجيّ.
سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز.
وكان عارفًا بمذهب مالك، شروطيًا.
حدَّث عنه: ابنه محمد، وحسّان بن عبد الله، ومحمد بن أصبغ، وغيرهم.
تُوُفّي في رمضان [3] .
- حرف الميم-
187- محمد بن أحمد بن صالح الأزديّ [4] .
أبو بكر السّامريّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 12/ 70 رقم 6469.
[2] انظر عن (عمر بن يوسف) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 321 رقم 945 وفيه أنه من أهل
إشبيلية، وجذوة المقتبس للحميدي 303 رقم 694، وبغية الملتمس للضبي 409
رقم 1173.
[3] في تاريخ علماء الأندلس: توفي بسوسة سنة 290 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن صالح) في:
(24/159)
سمع: الزُّبَيْر بْن بكّار، والحسن بْن
عرفة، وأحمد بْن بديل.
وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، ووثقه، والمخلص.
188- محمد بْن أَحْمَد بْن عُمَر الرَّمْليّ [1] الضّرير المقرئ [2] .
أبو بَكْر الدّاجُونيّ الكبير. من شيوخ القراءة.
تلا على: العباس بن الفضل الرّازيّ، ومحمد بْن مُوسَى الضرير، وهارون
ابن مُوسَى الأخفش الدّمشقيّ، وجماعة بعدة روايات.
وكان كثير التطواف.
قرأ عَلَيْهِ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن فورك القباب، وأبو بَكْر بن
مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر
الشذائي، والعباس بْن محمد الرملي الداجوني الصغير، ومحمد بْن أَحْمَد
الباهلي.
189- محمد بْن إِسْمَاعِيل بن عِيسَى.
أبو عبد الله الجرجاني المستملي على ابن خزيمة، وعلى ابن الشرقي.
سمع: مسدد بْن قطن، وعمران بْن موسى بن مجاشع.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن الحجاجي، وغيره.
190- محمد بْن جَعْفَر بْن محمد بْن خازم [3] .
أَبُو جعفر الخازمي الجرجاني الفقية الشافعي صاحب ابن سريج. أحد
الأئمة.
191- محمد بن حلبس بن أحمد بن مزاحم أبو بكر الْبُخَارِيّ.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 1/ 308 رقم 186.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمر) في:
معرفة القرّاء الكبار 1/ 268 رقم 184، وغاية النهاية 2/ 77، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 79 رقم 1289.
[2] في الهامش: [ث. كرره فقدمه في تقريب الماضية ولم ينبه على أنه
يؤخّر، وهنا كتب بالأحمر بين الأسطر يحوّل، فحوّلته.]
[3] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ جرجان للسهمي 437 رقم 804.
(24/160)
سمع: سهل بْن المتوكل، وحمدويه بْن الخطاب،
ومحمد بْن الضو، وعبيد اللَّه بْن واصل، وهذه الطبقة.
وعنه: خلف الخيام، والحسن بْن أَحْمَد الماشي، وجماعة.
مات فِي شعبان.
192- محمد بْن الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد الجيزي
الْمَصْرِيّ.
أَبُو عَبْيد اللَّه.
ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وغيره.
وقد سمع من: أَبِيهِ، وهارون الأيلي.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن علي التمار، وعلي بْن محمد الحلبي، وأبو بَكْر
بْن المقرئ، وغيرهم.
توفي فِي ربيع الأول.
193- محمد بْن زكريّا.
أَبُو بَكْر الكاغدي المزكي.
سمع: الْحُسَيْن بْن الفضل، وإبراهيم بْن ديزيل، وغيرهما.
194- محمد بْن شُعَيْب بْن إِبْرَاهِيم العجلي.
أَبُو الْحَسَن البيهقي، مفتي الشافعية، وأحد المذكورين بالفصاحة
والبراعة.
تفقَّه على ابن سريج.
وسمع: داود بن الحسين البيهقي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البوسنجي.
أَخَذَ عَنْهُ الأستاذ أَبُو الْوَلِيد حسّان.
195- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب الكندي
[1] .
أبو عبد الله الرهاويّ المعروف بالمنجّم.
__________
[1] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 251.
(24/161)
حدَّث بدمشق عن: الربيع بن سليمان، ومحمد
بن عليّ الصّائغ، وصالح ابن بشْر، وجماعة.
وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السَّمْسار، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
196- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم.
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الشّافعيّ.
قال جعفر المستغفريّ: كان كَبْش الشّافعيّة في وقته، فقيه، مناظر.
197- محمد بن عبدوس بن العلاء.
أبو بكر النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن يحيى، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن رزين.
وعنه: أبو علي الحافظ، وعَبْد اللَّه بْن سعد.
198- محمد بن عَمْرو بن هشام.
أبو أحمد النَّيْسابوريّ البزّاز.
سمع: عبد الرحمن بن بِشْر، والذُّهليّ، وسعدان بن نَصْر، وجماعة.
وعنه: أبو الوليد، وأبو عليّ الحافظ، والشيوخ.
199- محمد بن الفضل بن عبد الله بن مَخْلَد [1] .
أبو ذَرّ التّميميّ الْجُرْجانيّ الفقيه، رئيس جُرْجان في زمانه كانت
داره مجمع الفضلاء.
رحل وسمع: أبا إسماعيل التِّرْمِذيّ، وحفص بن عَمْر سنْجه، والحسن بن
جرير الصُّوريّ، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وأحمد بن عبد الرحيم
الحَوْطيّ، وآخرين.
روى عنه: أحمد بن أبي عمران الوكيل، وإبراهيم بن محمد بن سهل، وأسهم
عمّ حمزة السّهميّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الفضل) في:
تاريخ جرجان للسهمي 418 رقم 740، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/
201، 202، والبداية والنهاية 11/ 187، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 4/ 328 رقم 1569.
(24/162)
200- محمد بن محمد بن سعيد بن بالَوَيْه.
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ البَحيريّ.
سمع: محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وعثمانٍ الدّارِميّ.
وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وغيره.
201- محمد بن محمد بن يحيى.
أبو عليّ الهَرَويّ القّراب.
سمع: عثمانٍ بن سعيد الدّارِميّ، وغيره.
وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذُهل.
202- محمد بن هارون.
أبو جعفر الإصبهانيّ.
سمع بمصر من: الربيع بن سليمان المراديّ.
وعنه: أبو الشّيخ، وغيره.
لقبه: مَمَّا.
203- محمد بن همّام.
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ الزّاهد، المجاب الدّعوة.
سمع: أحمد بن الأزهر، وقَطَن بن إبراهيم.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكّيّ، وأبو الحسن بن منصور.
وكان كبير القدّر ببلده، كثير الحجّ، رحمه الله.
204- مطرِّف بن عبد الرحمن بن هاشم القُرْطُبيّ المشاط [1] .
سمع: محمد بن وضّاح، ومطرِّف بن قيس، ومحمد بن يوسف بن مطرَوْح.
وكان رجلا صالحا عالما، رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (مطرّف بن عبد الرحمن) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 136 رقم 1438، وجذوة المقتبس 347 رقم 808،
وبغية الملتمس 465 رقم 1354.
(24/163)
205- معاوية بن سعيد الأندلسيّ [1] .
يروي عَنْ: محمد بْن وضّاح، وغيره.
206- موسى بن العبّاس الآزاذياريّ [2] .
عن إبراهيم بن عتيق عن مروان الطّاطَريّ.
روى عنه: عبد الله بن عديّ، والإسماعيليّ، وأبو زُرْعة الكشّيّ، ويوسف
والد حمزة الحافظ، وجماعة غير من ذكرنا.
وتُوُفّي في صَفَر بجُرْجان.
الكنى
207- أبو عَمْر الدّمشقيّ.
الزّاهد.
تُوُفّي فيها. قاله ابنُ زَبْر.
مر سنة عشرين.
208- أبو عِمران الطّبَريّ.
من كبار الصُّوفيّة والزُّهّاد. وصحِب ابن الجلّاء، وأبا عبد الله
العرْجيّ، وسكن القدس.
حكى عنه: أحمد بن محمد الآمليّ، وعليّ بن عبدك القزوينيّ.
__________
[1] انظر عن (معاوية بن سعيد) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 141 رقم 1447 وفيه «معاوية بن سعد» ، وجذوة
المقتبس 339 رقم 795، وبغية الملتمس 458 رقم 1337.
[2] انظر عن (موسى بن العباس) في:
تاريخ جرجان 470 رقم 938 والصفحات 101 و 107 و 116 و 179 و 310 و 327 و
335 و 440 و 454 و 494.
(24/164)
سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
209- أحمد بْن إبراهيم بْن أَبِي أيّوب المصريّ.
سمع: بحر بن نَصْر، والربيع بن سليمان المؤذّن، وبكّار بن قتيبة.
كتبت عنه وتُوُفّي في المحرَّم، قاله ابن يُونُس.
210- أحمد بن عبد الله [2] .
أبو بكر النّحّاس.
وكيل أبي صخرة، بغداديّ ثقة.
سمع: أبا حفص الفلّاس، وزيد بن أخزم، وأحمد بن بُديل.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتّانيّ،
وآخرون.
211- أحمد بن محمد بن حسن [3] .
أبو حامد بن الشَّرْقيّ النَّيْسابوريّ الحجّة الحافظ، تلميذ مسلم.
__________
[1] كتب بجانبها في الأصل: سنة 325.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 4/ 229 رقم 1936.
[3] انظر عن (أحمد بن حسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 426، 427، رقم 2324، والأنساب 7/ 319، 320، والمنتظم 6/
289، والتقييد لابن النقطة 164، 165 رقم 183، وتذكرة الحفاظ 3/ 821-
823، والعبر 2/ 204، وسير أعلام النبلاء 15/ 37- 39 رقم 21، وميزان
الاعتدال 1/ 156، والمعين في طبقات المحدّثين 110 رقم 1237، والوافي
بالوفيات 7/ 379، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 41، 42، وطبقات
الشافعية للإسنويّ، رقم 676، والبداية والنهاية 11/ 188، ومرآة الجنان
2/ 289، ولسان الميزان 1/ 306، وتبصير المنتبه 810، والنجوم الزاهرة
(24/165)
سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وأحمد
بن الأزهر، وأحمد ابن حفص بن عبد الله، وعبد الرحمن بن بِشر، وأبا
حاتم، ومحمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأحمد
بن أبي عُرْوة، وعبد الله بن أبي مَسَرّة، وخلقًا.
وصنف «الصّحيح» . وكان واحد عصره حفظًا وثقه ومعرفة.
حجّ مرّات [1] .
قال السُّلميّ: سألت الدّارقطنيّ عن أبي حامد فقال: ثقة مأمون إمام.
قلت: ممّ تكلّم فيه ابن عقدة؟
فقال: سبُحان الله، تُرى يؤثّر فيه مثلُ كلامه؟ ولو كان بَدَل ابن
عُقْدة يحيى ابن مَعِين.
قلت: وأبو عليّ؟
قال: ومَن أبو عليّ حتّى يُسمع كلامُه فيِه.
وقال الخطيب [2] : أبو حامد ثبت حافظ متقن.
وقال حمزة السَّهْميّ: سألت أبا بكر بن عَبْدان عن ابن عُقْدة إذا نقل
حديثًا في الجرْح والتّعديل هل يقبل قوله؟
قال: لا يُقبل.
نظر إليه ابنُ خُزَيْمَة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين النّاس وبين
الكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] .
روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو العبّاس بن عُقْدة،
وأبو أحمد العسّال، وأبو أحمد بن عَدِيّ، وأبو عليّ الحُفّاظ، وزاهر بن
أحمد، والحسن بن أحمد المخلّديّ، وأبو بكر محمد بن عبد الله
الْجَوْزقيّ، وغيرهم.
وُلِد سنة أربعين ومائتين، وتوفّي في مضان. وصلّى عليه أخوه عبد الله.
__________
[ () ] 3/ 261، وطبقات الحفاظ 34، وشذرات الذهب 20/ 306، وهدية
العارفين 1/ 60، وإيضاح المكنون 2/ 65، وديوان الإسلام 3/ 190، 191 رقم
1307، والرسالة المستطرفة 19، والأعلام 1/ 206، ومعجم المؤلفين 2/ 92.
[1] المنتظم 6/ 289.
[2] في تاريخ بغداد 4/ 426، 427.
[3] التقييد 165، المنتظم 6/ 289.
(24/166)
212- أحمد بن محمد بن عبيد الله [1] .
أبو الحسن التّمّار المقرئ.
حدَّث عن: يحيى بن مَعِين، وعثمانٍ بن أبي شَيْبَة.
وعنه: ابن شاذان، وعمر الكتاني.
وكان غير ثقة.
قال الخطيب [2] : بقي إلى هذا العام، وزعم أنه وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين
ومائتين.
213- أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء. [3] أبو بَكْر القرشي، مولاهم
الدّمشقيّ المفسر.
روى عن: بكار بْن قتيبة، وعبد الله بن الحُسين المَصّيصيّ، ووريزة بن
محمد.
وعنه: أبو هاشم المؤدّب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيّرهما.
214- أحمد بن محمد بن يزيد [4] .
أبو الحسن الزَّعْفرانيّ.
بغداديّ ثقة.
روى عن: أحمد بن محمد بن سعيد التّبعيّ، ومحمود بن علْقمة
المَرْوَزِيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 52، 53 رقم 2413، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/
87 رقم 247، والمغني في الضعفاء 1/ 56 رقم 433، وميزان الاعتدال 1/ 142
رقم 558، ولسان الميزان 1/ 274 رقم 834.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
طبقات المفسرين للسيوطي 6، وطبقات المفسرين للداودي 1/ 90 رقم 83.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن يزيد) في:
تاريخ بغداد 5/ 121 رقم 2438.
(24/167)
215- إبراهيم، يُعرف بنهشل، بن دارم [1] .
أبو إسحاق. بغداديّ، ثقة.
سمع: عَمْر بن شَبّة، وعليّ بن حرب.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وغيرهم.
216- إبراهيم بن محمد بن يعقوب [2] .
أبو إسحاق الهمدانيّ البزّار الأنماطي الحافظ ابن ممّوس.
سمع: أزهر بن ديزيل، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قِلابة، وخلقًا كثيرًا.
روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو حاكم بن حبّان، وأحمد بن إبراهيم
العَبْقسيّ، وآخرون.
وكان ثقة واسع الرحلة.
رحل إلى الحجاز، والشّام، والعراق، ومصر، واليمن.
وله أفراد وغرائب.
تُوُفّي في هذا العام.
217- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّد
بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بن
عباس الهاشمي [3] .
أبو إسحاق البغداديّ راوي «الموطأ» عن أبي مُصْعَب.
سمع: أبا مُصْعَب الزُّهْريّ بالمدينة، وأبا سعيد الأشجّ، والحسين بن
الحسن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن الوليد البسريّ، وعبيد بن أسباط، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن دارم) في:
تاريخ بغداد 6/ 71 رقم 3104.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 838.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الصمد) في:
تاريخ بغداد 6/ 137، 138 رقم 3177، والمنتظم 6/ 289 رقم 457، والتقييد
لابن النقطة 190، 191، رقم 219، وسير أعلام النبلاء 15/ 71- 73 رقم 39،
والعبر 2/ 205، وميزان الاعتدال 1/ 46، والوافي بالوفيات 6/ 48، ولسان
الميزان 1/ 77، 78، وشذرات الذهب 2/ 306.
(24/168)
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن
المقرئ، وطائفة آخرهم ابن الصَّلْت المجبّر شيخ البانياسيّ.
وكان أبوه أمير الحاجّ في زمان المتوكّل غير مرّة، فأخذ معه إبراهيم
وأسمعه من أبي مُصْعَب.
قال الدَّارَقُطْنيّ: سمعتُ القاضي محمد بن عليّ ابن أم شيبان يقول:
رأيت على ظهر «الموطأ» المسموع من أبي مُصْعَب فرأيت السَّماعَ على
ظهره سماعًا صحيحًا قديمًا: سمع الأمير عبد الصّمد بن موسى الهاشميّ
وابنه إبراهيم [1] .
وقال حمزة السهمي: سمعتُ أبا الحسن بن لؤلؤ يقول: رحلت إلى سامرّاء،
إلى إبراهيم عن عبد الصّمد لأسمع «الموطأ» فلم أرَ له أصلًا صحيحًا،
فتركت ولم أسمع.
تُوُفّي بسامرّاء في أوّل المحرَّم هذه السنة [2] .
218- إسماعيل بن عبد الواحد [3] .
أبو هاشم الرَّبعيّ المقدسيّ الشّافعيّ القاضي.
ولي قضاء مصر نحوًا من شهرين في سنة إحدى وعشرين، ثمّ أصابه فالج
وتحوَّل إلى الرملة فمات بها في هذا العام.
وكان من كبار الشّافعيّة، وكان جبّارًا ظلومًا، ولم تَطُل ولايته.
- حرف الجيم-
219- جعفر بن محمد [4] .
أبو الفضل القافلائيّ.
عن: أحمد بن الوليد الفحّام، ومحمد بن إسحاق الصّغانيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 138.
[2] المصدر نفسه.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عبد الواحد) في:
الولاة والقضاة للكندي 484، 485، 539، 542، 544، 558، 559.
[4] انظر عن (جعفر بن محمد القافلائي) في:
تاريخ بغداد 7/ 219 رقم 3695.
(24/169)
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين، والقّواس.
ثقة [1] .
220- جعفر بن محمد بن عَبْدَوَيْه البَراثيّ [2] .
عن: محمد بن الوليد البُسْريّ، وحفص الرّباليّ، وجماعة.
وعنه: ابن شاهين، والمُعَافَى بن زكريّا، وعبد الله بن عثمانٍ
الصّفّار.
وكان ثقة.
- حرف الحاء-
221- الحسن بن آدم.
أبو القاسم العسقلانيّ نزيل مصر.
روى عن: أحمد بن أبي الخناجر [3] .
قال ابن يونس: كان ثقة، يتولّى عمالات مصر.
وتُوُفّي بالفيوم في شوّال منها.
222- الحسن بن عليّ بن زيد بن حُمَيْد العبّاسيّ [4] .
مولاهم.
عن: الفلّاس، وحَجّاج الشّاعر.
من أهل سامرّاء.
وروى عن: أبي هشام الرفاعيّ، وطبقتهم.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن بَطّة، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
محله الصِّدق.
مات في المحرَّم، وقيل: مات سنة ستّ.
__________
[1] قال الدارقطنيّ: سمعت منه في جامع المدينة وكان من الثقات يعرف
شيئا من الحديث.
(تاريخ بغداد 7/ 219، 220) .
[2] انظر عن (جعفر بن محمد بن عبدويه) في:
تاريخ بغداد 7/ 220 رقم 3696.
[3] هو الأطرابلسي المتوفى سنة 274 هـ.
[4] انظر عن (الحسن بن علي بن زيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 384 رقم 3911.
(24/170)
223- الحُسين بن محمد بن زنجيّ [1] .
أبو عبد الله البغداديّ الدّباغ.
حدَّث عن: سَلْم بن جُنَادة، وأبي عتبة الحمصيّ، والحسين بن أبي زيد
الدّبّاغ.
وعنه: الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
تُوُفّي في رجب.
قال أبو القاسم الآبندونيّ: لا بأس به.
- حرف الخاء-
224- الخضر بن محمد بن غَوْث [2] .
المدعو بغُويث.
أبو بكر التّنوخيّ الدّمشقيّ، نزيل عكّا.
روى عن: الربيع المراديّ، وبحر بن نَصْر، وإبراهيم بن مرزوق.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وابن جُمَيْع،
وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف السين-
225- سعيد بن جابر بن موسى [3] .
أبو عثمانٍ الكَلاعيّ الإشبيليّ.
سمع: محمد بن جُنَادة بإشبيلية، وعُبَيْد الله بن يحيى بقرطبة، وأحمد
بن
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد بن زنجي) في:
تاريخ بغداد 8/ 97 رقم 4197.
[2] انظر عن (الخضر بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 268 رقم 229، والأنساب لابن السمعاني 1396 أ،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 168، وموسوعة علماء المسلمين 2/ 211
رقم 562.
[3] انظر عن (سعيد بن جابر) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 166 رقم 494، وجذوة المقتبس
للحميدي 229 رقم 467، وبغية الملتمس للضبي 307 رقم 794.
(24/171)
شعيب النَّسائي بمصر فأكثر عنه، وأبي يعقوب
إسحاق المنجنيقيّ، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ، وأحمد بن
عُبادة.
وكان يُنسب إلى الكذب.
قال ابن الفَرَضيّ [1] : ولم يكن إن شاء الله كذّابًا. رأيت كثيرًا من
أصوله تدلّ على صِدْقه وورعه في السَّماع.
وكان محمد بن قاسم بن محمد بن يُثْني عليه.
226- سعدون بن أحمد [2] أبو عثمانٍ الخَولانيّ المغربيّ الرّجل
الصّالح.
أدرك الفقيه سُحْنُون.
ثمّ سمع من الفقيه محمد بن سُحْنُون، وصحِب الصُّلحاء ورابطَ مدّة بقصر
المنسْتِير.
قال القاضي عِياض: عاش مائة سنة.
227- سيّد أبيه بن العاص [3] .
أبو عَمْر المراديّ الإشبيليّ الزاهد.
سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن حِميَر، ومحمد بن جُنَاده.
وكان الأغلب عليه علم القرآن وعبارة الرؤيا. وكان أحد العُبّاد
المتبتّلين، منقطع القرين في وقته. عالي الصِّيت.
يقال: كان مُجاب الدَّعوة.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ، وغيره. قاله
الفَرَضيّ.
- حرف العين-
228- عبد الله بن السّريّ.
أبو عبد الرحمن الأستراباذيّ.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (سعدون بن أحمد) في: ترتيب المدارك 100 و 102 و 493.
[3] انظر عن (سيّد أبيه) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 193 رقم 579، وجذوة المقتبس
للحميدي 237 رقم 500، وبغية الملتمس للضبي 316 رقم 837.
(24/172)
ثقة نبيل.
يروي عن: عمّار بن رجاء، والكَدِيميّ، وغيّرهما.
روى عنه: أبو جعفر المستغفريّ، وعبد الله بن عديّ.
وروى عنه أنّه حدَّث مرّةً بقول شُعبة: مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثًا
فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ.
فقال أبو عبد الرحمن: وأنا أقول مَن كَتب عنّي حديثًا فأنا له عبدٌ.
229- عبد الله بن محمد بن سفيان [1] .
أبو الحسن [2] النَّحويّ الخزّاز.
له مصنَّفات في علوم القرآن. وصحِب إسماعيل القاضي.
وأخذ عن: المبرّد، وثعلب.
روى عنه: عيسى بن الجرّاح.
وورّخه الخطيب ووثقه [3] .
230- عبد الله بن محمود بن الفَرَج.
أبو عبد الرحمن الأصبهانيّ، خال أبي الشيخ.
حدّث عن: أبي حاتم، وهلال بن العلاء، ومحمد بن النَّضْر بن حبيب
الإصبهانيّ.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ.
231- عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هاشم.
أبو عمرو البخاري.
سمع: جده محمد بن أبي هاشم، وسعيد بن مسعود المروزي.
وعنه: محمد بن سعيد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سفيان) في:
تاريخ بغداد 10/ 123 رقم 525، والكامل في التاريخ 8/ 339، والمختصر في
أخبار البشر 2/ 85 وفيه «الحراز» ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 270، والبداية
والنهاية 11/ 188، وبغية الوعاة 2/ 55 رقم 1421 وفيه «الخراز» .
[2] في الأصل: أبو الحسين، والتصحيح من المصادر.
[3] في تاريخه.
(24/173)
232- عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش
التجيبي.
أبو القاسم المصري المالكي.
عارف باختلاف أشهب.
توفّي في صفر.
وروى عن: مالك بن يحيى السُّوسيّ.
233- عبد الرحمن بن محمد بن العبّاس [1] .
أبو بكر بن الدَّرَفْس الغسّانيّ الدّمشقيّ.
سمع: أباه، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وأحمد بن مسعود المقدسيّ،
وأبا زُرْعة النَّضْريّ.
وعنه: عليّ بن الحُسين الأَذَنيّ، وأبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر
بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو عليّ بن مُهَنّا الدّارانيّ،
وآخرون.
234- عبد الرحمن بن معْمر بن محمد.
أبو عَمْر الجوهريّ المصريّ، أخو كَهْمَس.
ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته.
وتُوُفّي في المحرَّم.
235- عُبيدون بن محمد بن فهد بن الحسن بن عليّ بن أسد الْجُهَنيّ [2] .
أبو الغَمْر الأندلسيّ.
ولي قضاء الأندلس بقُرْطُبة يومًا واحدًا. وكان عالي الإسناد بناحيته.
يروي عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن العباس) في:
الأنساب 226 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 132، واللباب 1/
498، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 117، 118، رقم
783.
[2] انظر عن (عبيدون بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 340 رقم 1001، وجذوة المقتبس
للحميدي 296 رقم 670، وبغية الملتمس للضبيّ 400 رقم 1133.
(24/174)
236- عثمانٍ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
عَبْد الحميد بْن يزيد [1] .
أبو عَمْرو القُرْطُبيّ، مولي بني أُمّية.
أكثر أيضًا عن: بقيّ بن مَخْلَد، وعن: إبراهيم بن قاسم. وكان فقيهًا
مشاورًا متحريًا فاضلًا وقورًا.
وروى عنه: محمد بن محمد بن أبي دُلَيْم، وعبد الله بن محمد بن عليّ
ووثَّقاه، وخالد بن سعْد.
ويُعرف بابن أبي زيد، وبابن بُرَيْر أيضًا، فإنّ جدَّه يزيد بن
بُرَيْر.
237- عدنان ابن الأمير أحمد بن طولون.
أبو معدّ.
روى عن: الربيع بن سليمان، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، ومحمد بن أحمد المفيد.
238- عليّ بْن عَبْد الله بْن مبِشْر الواسطيّ.
في جُمَادَى الأولى.
ورّخه ابن قانع وهذا أصح.
239- عليّ بن عبد القادر بن أبي شيبة الكلاعيّ.
الأندلسيّ.
سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح.
وكان فقيهًا بصيرًا بالفُتْيا، مالكّيًا.
أرّخه عِياض.
240- عَمْر بن أحمد بن عليّ بن علّك الجوهريّ [2] .
أبو حفص.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عبد الرحمن) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 304، 305 رقم 897، وجذوة المقتبس 306 رقم 703،
وبغية الملتمس 413 رقم 1190 وفيه «عبد المجيد» بدل «عبد الحميد» وهو
تصحيف.
[2] انظر عن (عمر بن أحمد) في: -
(24/175)
سمع: سعيد بن مسعود المَرْوَزِيّ، وأحمد بن
سيّار، وعبّاس الدُّوريّ، وخلقًا بَمْرو.
وحدَّث ببغداد.
وعنه: ابن المظفّر، وعيسى، وابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان فقيهًا متقنًا.
- حرف الميم-
241- محمد بن أحمد بن هارون العسكريّ [1] .
أبو بكر الفقيه.
كان يتفقّه لأبي ثور.
روى عن: الحُسين بن عَرَفَة، وإبراهيم بن الْجُنَيْد.
وعنه: أبو بكر الآجُرّيّ، والدَّارَقُطْنيّ، ووثقه، والمَرْزُبانيّ.
مات في شوّال.
242- محمد بن أحمد بن قَطَن بن خالد البغداديّ [2] .
أبو عيسى السَّمْسار.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وحميد بن الربيع، وعليّ بن حرب.
وعنه: أبو الحسن الجراحيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو
مسلم الكاتب.
وتوفّي في ربيع الآخر.
وقد سمع منه ابن مجاهد مع تقدُّمه قراءة أبي عَمْرو رضي الله عنه.
وقد روى عنه ابن جميع، لقيه بحلب.
__________
[ (-) ] تاريخ بغداد 11/ 227، 228 رقم 5960، والمنتظم 6/ 290 رقم 464،
وسير أعلام النبلاء 15/ 243- 245 رقم 97، وطبقات الحفاظ 350، 351،
وشذرات الذهب 2/ 307.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد العسكري) في:
تاريخ بغداد 1/ 369 رقم 316.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن قطن) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 68 رقم 9، وتاريخ بغداد 1/ 334 رقم 242.
(24/176)
243- محمد بن أحمد بن يوسف [1] .
أبو يوسف الْجَريريّ.
روى كتب المدائنيّ، عن أحمد بن الحارث، عنه.
روى عنه: ابن حَيُّوَيْه، وأبو بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر
الكتّانيّ، وتُوُفّي في المحرَّم.
وهو شيخ من ولد جرير بْن عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
244- محمد بن أحمد بن محمد بن نافع.
أبو الحسن المصريّ الطّحّان.
يروي عن: يونس الصَّدَفيّ، ويزيد بن سنان القزّاز.
وكان أعرج.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
245- محمد بن أَحْمَد بن يحيى [2] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ المعروف بالإشبيليّ، الزّاهد الزُّهري
المؤدِّب.
روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد.
وكان وقورًا دينا، حسن السَّمْت.
246- محمد بن الحُسين بن مُعاذ الأستراباذيّ [3] .
كان ثقة بارعًا في الأدب، سمع من ابن قُتَيْبة أكثر تصانيفه.
ومن: عمّار بن رجاء، وأحمد بن ملاعب البغداديّ، وابن عوف البزوريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 1/ 376 رقم 334.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 44، 45 رقم 1214.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ جرجان للسهمي 437 رقم 805.
(24/177)
247- محمد بْن سهل بن الفُضَيل الكاتب [1]
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، وعمر بن شَبَّة.
وعنه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
وثقه الخطيب.
248- محمد بن عبد الرحمن بن محمد [2] .
أبو العبّاس الدّغُوليّ السَّرْخَسيّ الفقيه الحافظ.
إمام وقته بخُراسان.
سمع: الذُّهْليّ، وعبد الرحمن بن بِشْر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسيّ،
وطبقتهم بنيسابور، والعراق.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو بكر الجوزقيّ، وجماعة.
قال أبو الوليد الفقيه: قيل لأبي العبّاس الدّغوليّ: لم لا تقنت في
صلاة الفجر؟
فقال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والولد، وسنة أَهْل البلد.
وعن أبي أَحْمَد بْن عدي قَالَ: ما رَأَيْت مثل أبي الْعَبَّاس
الدغولي.
وقال أبو بكر أحمد بن عليّ بن الحُسين الحافظ: خرجنا مع ابن خُزَيْمَة
إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشّهيد والتّعزية عن الأمير المّاضي أبي
إبراهيم. فلمّا انَصْرفنا قلت لمحمد بن إسحاق: ما رأينا في سفرنا مثل
أبي العبّاس الدَّغُوليّ.
فقال أبو بكر: ما رأيت أنا مثل أبي العبّاس.
وقال محمد بن العبّاس: قال الدَّغُوليّ: أربع مجلّدات لا تفارقني في
__________
[1] انظر عن (محمد بن سهل) في:
تاريخ بغداد 5/ 316 رقم 2834.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 55، والأنساب 5/ 359، والتقييد لابن
النقطة 77، 78 رقم 66، والمعين في طبقات المحدّثين 110 رقم 1238،
وتذكرة الحفاظ 3/ 823، وسير أعلام النبلاء 14/ 557- 562 رقم 320،
والعبر 2/ 205، والوافي بالوفيات 3/ 226، وطبقات الشافعية للإسنويّ
186، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 1/ 118، 119 رقم 65، وطبقات
الحفاظ 343، وشذرات الذهب 2/ 307، والأعلام 7/ 62، والرسالة المستطرفة
136.
(24/178)
السّفر والحضر «كتاب المزني» و «كتاب
العين» و «التّاريخ» للبخاريّ «وكليلة ودِمْنَة» .
249- محمد بن الزّاهد أبي عثمانٍ سعيد بن إسماعيل الحِيريّ [1] .
أبو بكر النَّيْسابوريّ الحافظ الأديب الزّاهد الفقيه.
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء،
وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وأبو
أحمد الحاكم، وابنه أبو سعيد.
وكان من المجاهدين في سبيل الله بالثَّغْر وبطَرَسوس.
تُوُفّي في المحرَّم.
250- محمد بن عليّ بن الجارود [2] .
أبو بكر الإصبهانيّ.
محدَّث، ثقة، مكِثر، سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن معاوية.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن
مَخْلَد.
وروى عن: يحيى بن النَّضْر، عن أبي داود الطَّيالسيّ.
251- محمد بن عِمران بن مهيار [3] .
أبو أحمد الصَّيْرفيّ.
سمع: حُميد بن الربيع، وعبد الله بن علي بن المديني.
وعنه: ابن حيويه، وعبد الله بن عثمان الصفار.
وثقه الدّارقطنيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الزاهد) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 258 رقم 109.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن الجارود) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 249، والتقييد لابن النقطة 88 رقم 87.
[3] انظر عن (محمد بن عمران) في:
تاريخ بغداد 3/ 134 رقم 1157.
(24/179)
252- محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى [1] .
العلّامة أبو الطّيّب ابن الوشاء، البغدادي النحوي الإخباري.
أخذ عن: ثعلب، والمبرّد.
وبرع في فنون الأدب. وألف كُتُبًا كثيرة منها: «الجامع في النحو» ،
وكتاب «المذكر والمؤنث» ، وكتاب «خلق الإنسان» ، وكتاب «السلوان» ،
وكتاب «سلسلة الذَّهَب» ، وكتاب «حدود الظرف» ، وغير ذلك.
تُوُفّي هذا العام [2] .
253- محمد بن المسور بن عَمْر بن محمد الأندلسي [3] .
مولى بني هاشم.
يروي عن: محمد بن وضّاح، ومحمد الخشنيّ.
وكان ثقة حافظا للفقه، مشاورا في الأحكام، زاهدا.
254- محمد بن المعلى الشونيزي [4] .
أبو عبد الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 1/ 253، 254 رقم 76 والأنساب 12/ 272، والمنتظم 6/ 290،
291 رقم 465، والبداية والنهاية 11/ 188 وفيها كلّها: (محمد بن إسحاق)
، وكشف الظنون 1/ 723 وفيه «محمد بن أحمد الوشّاء النحويّ» ، ومعجم
المؤلّفين 9/ 44 وفيه «محمد بن إسحاق بن يحيى» .
[2] يقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إنّ الخطيب البغدادي ذكره ولم يؤرّخ سنة وفاته، بينما ذكره ابن الجوزي
في المتوفين سنة 325 هـ، وابن كثير أيضا.
وقد نقل الأستاذ عمر رضا كحّالة عن كشف الظنون أنه توفي في حدود سنة
300 هـ. وقال:
وفي الأنساب: مات أول يوم من ذي القعدة 278 هـ. (معجم المؤلّفين 9/ 44
الحاشية 1) وقد وهم في ذلك فالذي توفي في التاريخ المذكور هو: أبو
عمران موسى بن سهيل بن كثير بن سيّار الوشاء الحرفي، (انظر: الأنساب
12/ 272) ، ويظهر أن الأستاذ كحّالة ظنّ أن أبا عمران من ضمن ترجمة أبي
الطيّب ابن الوشّاء فقال ما قال، فليراجع وليصحّح.
[3] انظر عن (محمد بن المسور) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 44 رقم 1213، وجذوة المقتبس
للحميدي 90 رقم 141، وبغية الملتمس للضبي 128 رقم 272.
[4] انظر عن (محمد بن المعلّى) في:
تاريخ بغداد 3/ 309 رقم 1405.
(24/180)
سمع: يعقوب الدورقي، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الزيات، وأبو بكر بن شاذان.
وقد قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع البلْخيّ.
قرأ عليه: أحمد بن محمد العجليّ، وعبد الغفار الحُصَينيّ، وأبو بكر
الشذائي، وغيرهم.
255- محمد بن هاشم بن محمد بن عَمْر.
العلّامة أبو الفضل القُرْطُبيّ، مولى آل العبّاس.
ثقة ضابط.
يروي عن: ابن وضّاح، وابن باز.
وكان فقيها بصيرًا بالأقضية.
256- مسرور بن يعقوب القلوسيّ.
عن: عليّ بن حرب، وغيره.
وعن محمد بْن جعفر زَوْج الحُرَّةِ، وابن شاهين.
وكان صدوقًا.
257- محمد بن أبي الأزهر مزيد بن محمود [1] .
أبو بكر الخُزَاعيّ البغداديّ.
حدَّث عن: لُوَيْن، وأبي كُرَيِب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والزّبير بن
بكّار.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن شاذان، والمُعَافَى الجريريّ،
وغيرهم.
قال محمد بن عِمران المَرْزُبانيّ: كان كذابًا. كذّبه أصحاب الحديث.
258- مكّيّ بن عَبْدان بن محمد بن بكر بن مسلم [2] .
أبو حاتم التّميميّ النّيسابوريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الأزهر) في:
تاريخ بغداد 3/ 288 رقم 1367، والمغني في الضعفاء 2/ 631 رقم 5973 و 2/
632 رقم 5975، وميزان الاعتدال 4/ 35 رقم 8163، ولسان الميزان 5/ 377،
348 رقم 1227.
[2] انظر عن (مكي بن عبدان) في:
تاريخ بغداد 13/ 119، 1120 رقم 7101، والتقييد لابن النقطة 450، 451
رقم 601، -
(24/181)
سمع: عبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى،
وأحمد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وعمار بن
رجاء، ومسلم بن الحَجّاج.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وعليّ بن عَمْر الحربِيّ، وأبو أحمد
الحاكم، وأبو بكر محمد بن عبد الله الْجَوْزقيّ، وآخرون مِن أهل
نيْسابور وبغداد.
قال أبو عليّ الحافظ: هو ثقة مأمون مقَدَّم على أقرانه المشايخ [1]
وقال الحاكم: مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وتُوُفّي في جُمَادَى
الآخرة سنة خمس.
وصلّى عليه أبو حامد بن الشّرقيّ [2] .
وقد حدَّث عنه ابن عُقْده الحافظ إجازة.
أخبرنا ابن أبي عصرون، أنا أبو رَوْح، أنا زاهر، أنبا عبد الرحمن بن
عليّ التّاجر، أنبا أبو زكريّا يحيى بن إسماعيل سنة اثنتين وتسعين
وثلاثمائة، أنبا مكّيّ ابن عَبدان، ثنا أحمد بن الأزهر، ثنا أبو
أُسامه، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كنّا نصليّ
مع عبد الله الجمعة ثمّ نرجع نقيل [3] .
259- موسى بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان [4] .
أبو مزاحم المقرئ المحدِّث ابن وزير المتوكّل.
سمع: عبّاس بن محمد الدُّوريّ، وأبا بكر المَرُّوذيّ، وأبا قِلابة
الرَّقاشيّ، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر الآجُرِّيّ، وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ، والمعافى
__________
[ () ] والعبر 2/ 205، وسير أعلام النبلاء 15/ 70، 71 رقم 38، وشذرات
الذهب 2/ 307.
[1] تاريخ بغداد 13/ 120.
[2] المصدر نفسه.
[3] قال أبو علي الحافظ عن مكي بن عبدان: ليس فيهم أثبت منه، انتقيت
عليه ببغداد مجلسا لأصحابنا وفيه حديث لمحمد بن يحيى أنكرته إذ لم
أعرفه، فلما انصرفت إلى نيسابور حمل إليّ أصل كتابه وعرضه عليّ،
فأعجبني ذلك منه. (تاريخ بغداد 13/ 120، التقييد 450) .
[4] انظر عن (موسى بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 13/ 59 رقم 7035، والأنساب 5/ 22، 23، والمنتظم 6/ 292،
وفهرست ابن خير 72، والعبر 2/ 205، ومعرفة القراء الكبار 1/ 274، 275
رقم 190، وسير أعلام النبلاء 15/ 94، 95 رقم 54، وتذكرة الحفاظ 3/ 822،
وغاية النهاية 2/ 320، 321، والنجوم الزاهرة 3/ 261، وشذرات الذهب 2/
307.
(24/182)
الْجَريريّ، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه،
وأبو حفص بْن شاهين.
وكان متبحّرًا في حرف الكِسائيّ، تلا به على: الحسن بن عبد الوهّاب
صاحب الدُّوريّ.
قرأ عليه الكبار: أحمد بن نصر الشّذائيّ، ومحمد بن أحمد الشَّنَبُوذيّ،
وغيّرهما.
وكان من جلّة العلمّاء.
قال الخطيب [1] : كان ثقة من أهل السنة.
مات رحمه الله في ذي الحجّة.
قلت: سمعتُ قصيدته في التّجويد بعُلُوّ.
- حرف النون-
260- نهشل بن دارم [2] .
عن: علي بن حرب.
وعنه: ابن شاهين، وعمر الكتّانيّ.
وثقه الخطيب.
- حرف الياء-
261- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بن إبراهيم البغداديّ [3] .
أبو القاسم العطّار.
سمع: محمد بن أبي مذْعُور، والحسن بن عَرَفَة، والزَّعْفرانيّ.
وعنه: يوسف القوّاس، وعمر بن شاهين، وغيرهما.
وثّقه الخطيب.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (نهشل) في:
تاريخ بغداد 13/ 455 رقم 7301.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 14/ 234 رقم 7538.
(24/183)
الكنى
262- أبو حامد بن الشرقيّ.
هو أحمد بن محمد بن الحسن.
تقدّم [1] .
__________
[1] برقم 211.
(24/184)
سنة ست وعشرين
وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
263- أحمد بن حَمّ [2] .
أبو القاسم البلْخيّ الصّفّار.
في شوّال.
كان مِن أئمة الحنفيّة. عاش سبْعًا وثمانٍين سنة.
264- أحمد بن زياد بن محمد بن زياد [3] .
اللَّخْميّ القُرْطُبيّ أبو القاسم.
سمع: ابن وضّاح، وكان مختصًّا به، وإبراهيم بن باز.
وكان فاضلًا زاهدًا، تضعّف لقلّته رحمه الله.
265- أحمد بن صالح.
أبو جعفر الخولانيّ المصريّ.
نزيل دمياط.
__________
[1] كتب بجانبها في الأصل: سنة 326.
[2] انظر عن (أحمد بن حمّ) في:
تاريخ بغداد 2/ 55، وأعلام الأخيار للكفوي (مخطوطة أياصوفيا رقم 3401)
ورقة 34، والجواهر المضيّة 1/ 78 و 2/ 263، والطبقات السنية 1/ 454،
وفضائل بلخ للبلخي (بالفارسية) طبعة إيران 1971- ص 291، ودائرة المعارف
الأفغانية (بالفارسية) 2/ 39، ومشايخ بلخ من الحنفية 1/ 90 رقم 37،
وانظر فهرس الأعلام 2/ 917.
[3] انظر عن (أحمد بن زياد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 32، 33 رقم 101، وجذوة المقتبس
للحميدي 124 رقم 210، وبغية الملتمس للضبي 180 رقم 403.
(24/185)
يروي عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
تُوُفّي في صفر.
266- أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب [1] .
أبو الحسن الطّائيّ الدّمشقيّ.
روى عن: أبيه، والربيع بن سليمان، والنَّضْر بن عبد الله الحلوائي،
وجماعة.
وعنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي.
267- أحمد بن علي بن بيغجور [2] .
أبو بكر بن الإخشيد المتكلم المعتزلي.
روى في مصنفاته عن: أبي مسلم الكَجّيّ، وموسى بن إسحاق الْأَنْصَارِيّ،
ومات كهلا في هذا العام.
قال الوزير أبو محمد بن حزم: رأيت لأبي بكر أحمد بن علي بن بيغجور
المعروف بابن الإخشيد، أحد أركان المعتزلة، وكان أبوه من أبناء ملوك
فرغانة الأتراك. وقد ولي أبوه الثغور، وكان أبو بكر يتفقه للشافعي،
فرأيت له في بعض كتبه يقول: التّوبة هي الندم فقط وإن لم يَنْوِ مع ذلك
ترك المراجعة لتلك الكبيرة. وهذا أشنع ما يكون من قول المرجئة. لأن كلّ
مسلم نادم على ما يفعله من الكبائر.
قلت: ومن تلامذة أبي بكر هذا القاضي أبو الحسن محمد بن محمد بن عَمْرو
النَّيْسابوريّ المعتزليّ الملقّب بالبِيض.
ورأيتُ له كتابًا حافلًا في نقل القرآن. وقد روى فيه عن جماعة وبحث فيه
بحوثا جيّدة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عامر) في:
الوافي بالوفيات 5/ 182، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 1/ 305 رقم 127.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في:
الفهرست لابن النديم 245، 246، وتاريخ بغداد 4/ 309 رقم 2099، وسير
أعلام النبلاء 15/ 217، 218 رقم 81، والوافي بالوفيات 7/ 219، وطبقات
المعتزلة 100، ولسان الميزان 1/ 231 رقم 723.
(24/186)
عاش ستًا وخمسين سنة، أرّخه الخطيب [1] .
وقد ارتحل إلى أبي خليفة الْجُمَحيّ.
268- أحمد بن محمد بن حسن بن قريش.
أبو نَصْر الماهيانيّ المَرْوَزِيّ.
في ربيع الأوَّل.
269- أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الفضل [2] .
أبو الفتح الهاشميّ العبّاسي.
حدَّث في هذا العام عن: ابن عَرَفَة، وعَبّاد بن الوليد العَنَزِيّ.
وعنه: ابن الثلاج [3] ، وأبو القاسم بن الصيدلاني [4] .
270- أحمد بن محمد بن عبد الواحد [5] .
أبو الحسن المصري الكتاني، بتاء مثقلة.
روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعليّ بن زيد الفرائضي.
ورخه ابن يونس: وقال: لم يكن بذاك.
271- أحمد بن محمد بْن محمد بْن سليمان بْن الحارث [6] .
أبو ذَرّ الباغَنْديّ، واسطيّ الأصل بغداديّ الدّار.
سمع: عَمْر بن شَبَّة، وعُبَيْد الله بن سعْد الزُّهْريّ، وعليّ بن
إشكاب، وسعْدان بن نَصْر.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والمعافى، وأبو حفص بن شاهين.
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 43، 44 رقم 2399.
[3] وذكر أنه سمع منه في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
[4] قال الخطيب: وكان ثقة.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الواحد) في:
المغني في الضعفاء 1/ 56 رقم 432، وميزان الاعتدال 1/ 151 رقم 594.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 5/ 86 رقم 2479، والعبر 2/ 206، وسير أعلام النبلاء 15/
268 رقم 116، والوافي بالوفيات 8/ 125، وشذرات الذهب 2/ 307.
(24/187)
قال فيه الدَّارَقُطْنيّ: ما علمتُ إلا
خيرًا وأصحابنا يُؤْثرونه على أبيه [1] 272- أحمد بن موسى بن حمّاد.
أبو حامد النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في شعبان، وله مائة وسبع سنين أو نحو ذلك.
وهو آخر من سمع من محمد بن رافع، لكنّه حَلَفَ أن لا يحدِّث.
273- أحمد بن موسى.
أبو جعفر التُّونسيّ التّمّار.
فقيهٌ مناظر.
سمع: يحيى بن عَمْرو الفَرّان.
274- إبراهيم بن داود القصّار [2] .
أبو إسحاق الرِّقّيّ الزّاهد.
من مشايخ الشّام.
عُمّر زمانًا، وصحب الكبار.
حكى عنه: إبراهيم بن المولّد، وغيره.
ومن كلامه: ما دام لأعراض الكَوْن في قلبك خطر فاعلم أنّه لا خطر لك
عند الله.
وقال: التوكُّل السُّكُون إلى مضمون الحق.
275- إبراهيم بن عبدوس.
وهو ابن عبد الله بن أحمد بن حفص الحرسيّ النَّيْسابوريّ الحِيريّ.
أبو إسحاق العدل.
سمع: محمد بْن يحيى، وأحمد بْن الأزهر، وعثمانٍ الدّارِميّ، وطائفة.
وعنه: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو الطيب ربيع بن محمد الحاتميّ،
وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 86.
[2] انظر عن (إبراهيم بن داود) في:
حلية الأولياء 10/ 354 رقم 626.
(24/188)
وهو من بيت العلم والجلالة.
مات في جُمَادَى الأولى.
276- أيّوب بن سليمان بن حَكَم [1] بن عبد الله بن بلكايش بن أليان
القوطيّ القُرْطُبيّ.
أبو سليمان.
صحِب بقيّ بنَ مَخْلَد وأكثر عنه.
ورحل إلى العراق، فسمع من: إسماعيل بن إسحاق القاضي.
وكان مجتهدًا لا يرى التقليد.
وكان مع علمه شريفًا. وعلى يد جدّه أليان دخل الإسلام الأندلس.
روى عنه: ابنه سليمان.
- حرف الياء-
277- بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز.
الإسكندرانيّ، المّالكيّ.
سمع أباه.
- حرف الجيم-
278- جبلة بن محمد بن كُرَيْز بن سعيد بن قَتَادة الصَدَفيّ.
أبو قُمَامة.
رأى أبا شريك المَعَافِريّ.
وحدَّث عن: يونس، وعيسى بن مَثْرُود، وبحر بن نَصْر.
قال ابن يونس: سمعنا منه، وكان صدوقًا.
مات في شوّال.
279- جعفر بن أحمد بن عبد السّلام.
أبو الفضل البزّاز.
__________
[1] انظر عن (أيوب بن سليمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 86، 87 رقم 270.
(24/189)
يروي عن: يونس بْن عَبْد الأعلى، ويزيد بْن
سِنان.
قال ابن يونس: ما علمت عليه إلا خيرا.
- حرف الخاء-
280- الحسين بن روح بن بحر [1] .
أبو القاسم القيني أو القسي [2] . وكذا صورته في «تاريخ يحيى بن أبي طي
الغساني [3] ، وخطه معلق سقيم.
ثم قال: هو الشّيخ الصالح أحد الأبواب لصاحب الأمر. نصّ عليه بالنيابة
أبو جعفر محمد بن عثمانٍ بن سعيد العمري عنه، وجعله من أول من يدخل
عليه حين جعل الشيعة طبقات. وقد خرج على يديه تواقيع كثيرة. فلمّا مات
أبو جَعْفَر صارت النيابة إلى أبي القاسم. وجلس في الدّار ببغداد، وجلس
حوله الشيعة، وخرج ذكاء الخادم ومعه عكّازه ومَدْرح وحُقّه، وقال: إنّ
مولانا قال: إذا دفنني أبو القاسم وجلس، فسلَّمْ هذا إليه.
وإذا في الحُقّ خواتيمُ الأئمة. ثمّ قام في آخر اليوم ومعه طائفة. فدخل
دار أبي جعفر محمد بن عليّ الشَّلْمَغَانيّ، وكثرت غاشيته، حتّى كان
الأمراء يركبون إليه والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان.
وتواصف النّاس عقله وفهمه، فقال عليّ بن محمد الإياديّ، عن أبيه قَالَ:
شاهدته يومًا وقد دخل عليه أبو عَمْر القاضي، فقال له أبو القاسم:
صوابُ الرأي عند المشغف عبْرة عند المتورّط، فلا يفعل القاضي ما عزم
عليه.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن روح) في:
الغيبة للطوسي 254، وسير أعلام النبلاء 15/ 222- 224 رقم 85، والوافي
بالوفيات 12/ 366، 367، ولسان الميزان 2/ 283، 284، ومجمع الرجال
للقهبائي 2/ 174 و 4/ 188 في ترجمة (علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القميّ) ، و 5/ 275 في ترجمة (محمد بن علي الشلمغاني) ، وطبقات أعلام
الشيعة (نوابغ الرواة في رابعة المئات) ص 113، وأعيان الشيعة (طبعة
جديدة) 6/ 21.
[2] هكذا في الأصل، وفي مجمع الرجال: «القميّ» وفي طبقات أعلام الشيعة،
والأعيان:
«النوبختيّ» .
[3] هو: يحيى بن حامد الحلبي المعروف بابن أبي طيّ، ولد سنة 575 وتوفي
سنة 630 هـ.
له عدّة مصنّفات في التاريخ تعتبر كلّها في حكم المفقودة.
(24/190)
فرأيت أبا عمر [1] قد نظر إليه ثمّ قال: من
أين لك هذا؟
قال له: إن كنت قلت لك ما عرفته، فمسألتي من أين لي؟ فضولٌ، وإن كنت لم
تعرفه، فقد ظَفِرت بي.
فقبض أبو عَمْر [1] على يديه وقال: لا، بل والله أؤخّرك ليومي ولِغَدي.
فلمّا خرج أبو عَمْر قال أبو القاسم: ما رأيت محجوجا قطّ يلقى البرهان
بنفاقٍ مثل هذا، لقد كاشفته بما لم أكاشفْ به أمثاله أبدًا.
ولم يزل أبو القاسم على مثل هذه الحال مدَّةً وافر الحُرْمة إلى أن ولي
الوزارة حامد بن العبّاس، فَجَرت له معه خُطُوبٌ يطول شرحُها.
قُتِل: ثمّ ذكر ترجمته في ستّ ورقات، وكيف قُبِض عليه وسُجن خمسة
أعوام، وكيف أُطْلِق لمّا خلعوا المقتدر من الحبس، فلمّا أُعيد إلى
الخلافة شاوروه فيه فقال: دعوه، فبخطيّته جرى علينا ما جرى.
وبقيتْ حُرْمُته على ما كانت إلى أن تُوُفّي في هذه السنة.
وقد كاد أمره أن يظهر ويستفحل، ولكنْ وَقَى الله شره.
ومما رموه به أنّه يكاتب القرامطة ليَقْدَمُوا ويحاصروا بغداد، وأنّ
الأموال تُجْبَى إليه، وقد تلطّف في الذّبّ عن نفسه بعباراتٍ تدلُّ على
رَزَانته ووفور عقله ودهائه وعلمه.
وكان يُفتي الشّيعة ويفيدهم. وله رتبة عظيمة بينهم.
281- الحسن بن الضّحّاك بن مطر.
سمع: عُجَيْف بن آدم، وعليّ بن النَّضْر الطَّواويسيّ.
وعنه: أبو بكر سليمان بن عثمانٍ، وغيره من أهل بُخَارى.
282- الحسن بن عبد الله بن محمد [2] .
أبو عبد الملك الأندلسيّ زونان.
سمع: عبيد الله، وابن وضّاح.
__________
[1] في الأصل- في الموضعين- أبا عمرو وأبو عمرو.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 11 رقم 343 وفيه «الحسن بن عبيد الله» .
(24/191)
وأمَّ بجامع قُرْطُبة رحمه الله تعالى.
283- الحسن بن عليّ بن زيد [1] .
أبو محمد السّامريّ.
سمع: حَجّاج بن الشّاعر، ومحمد بن المُثَّني، وأبا حفص الفلّاس.
وعنه: أبو عبد الله بن بطّة، وأبو القاسم بن الثّلّاج،
والدَّارَقُطْنيّ.
مستقيم الحديث.
مات سنة خمس، وقيل: سنة ستّ وعشرين.
284- حُميد بن محمد الشَّيْبانيّ.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ.
رئيس نبيل.
سمع: السَّريّ بن خُزَيْمَة، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، وإسماعيل
القاضي.
وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وعمر بن أحمد الزّاهد، وغيّرهما.
- حرف الشين-
285- شعيب بن محمد بن عُبَيْد الله [2] .
أبو الفضل البغداديّ الكاتب.
سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو طاهر الذَّهَبيّ، وغيّرهما.
وكان ثقة.
- حرف العين-
286- عبّاس بن أحمد بن محمد بن ربيعة [3] .
أبو الفضل بن الصّبّاغ السّلميّ الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عليّ) في:
تاريخ بغداد 7/ 384 رقم 3911.
[2] انظر عن (شعيب بن محمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 246 رقم 4824.
[3] انظر عن (عباس بن أحمد) في:
(24/192)
سمع: عمران بن موسى الطّرسوسيّ، والعبّاس
البيروتيّ، وأحمد بن أصرم المعقليّ.
وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
287- عبّاس بن منصور بن العبّاس بن شدّاد [1] .
أبو الفضل الفرنداباذيّ. وفرنداباذ [2] : قرية على باب نَيْسابور.
كان فقيهًا حنفيًا.
سمع: عتيق بن محمد، وأيّوب بْن الحَسَن الزّاهد، وأحمد بْن يوسف
السُّلَميّ، والذُّهْليّ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المُزَكّيّ، والشيوخ.
288- عبد الله بن العبّاس الشَّمْعيّ [3] .
أبو محمد الورّاق.
بغداديّ، يروي عن: عليّ بن حرب، وأحمد بن ملاعب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ [4] ، ويوسف القّواس، وابن شاهين.
289- عبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب.
عن: عليّ بن المَدِينيّ.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن الثّلّاج وحده، ولكنّ أبا [5] القاسم
متّهم.
__________
[ (-) ] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 357، 358، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 15 رقم 726.
[1] انظر عن (عباس بن منصور) في:
الأنساب 9/ 283، واللباب 2/ 425.
[2] بالكسر ثم الفتح ثم نون، ودال بعدها ألف ثم باء موحّدة وآخره ذال.
(معجم البلدان 4/ 256) .
[3] انظر عن (عبد الله بن العباس) في:
تاريخ بغداد 10/ 37 رقم 5156.
[4] وهو قال: شيخ ثقة كتبنا عنه.
[5] في الأصل: «ولكن أبو» .
(24/193)
290- عبد الله بن الهيثم بن خالد [1] .
أبو محمد الطّينيّ الخيّاط.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وأبا عُتْبَة أحمد بن الفَرَج الحمصيّ.
وعنه: يوسف القّواس، والدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
291- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج بْن
رِشْدِين المِهْريّ [2] .
أبو محمد مصريّ ثقة. كان ينسخ للنّاس.
روى عن: سَلَمَةَ بن شبيب، والحارث بن مسكين، وأبي الطّاهر بن
السَّرْح، والقدماء.
روى عنه: ابن يونس، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر بن المقرئ، وأهل مصر
والغرباء. وكان أسند من بقي.
توفّي في المحرّم من السّنة عن سن عالية.
292- عبد العزيز بن جعفر [3] .
أبو شَيبة الخوارزميّ ثمّ البغداديّ.
عن: الحسن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وحُمَيْد
بن الربيع.
وعنه: القاضي الجراحيّ، وأبو الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
ورّخه الخطيب ووثَّقه.
293- عَبْد بن محمد بن محمود بن مجاهد أبو بكر النَّسَفيّ المؤذّن
الزّاهد.
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأبا عيسى التِّرْمِذيّ، وطُفَيْل بن
زيد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 10/ 195 رقم 5335.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
العبر 2/ 206، 207، وسير أعلام النبلاء 15/ 239، 240 رقم 94، ومرآة
الجنان 2/ 288، وحسن المحاضرة 1/ 209، وشذرات الذهب 2/ 308.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 10/ 454 رقم 5616.
(24/194)
وعنه: عبد المؤمن بن خَلَف، ومحمد بن
زكريّا، وأهل نَسَف.
294- عثمانٍ بن أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج.
أبو عَمْرو.
يروي عن: والده، وجماعة.
تُوُفّي بدِمْياط في أول السنة.
قال ابن يونس: كتبتُ عنه، وكان ثقة صالحًا.
295- عليّ بن جعفر بن مسافر التِّنيسيّ.
عن: أبيه.
وكان صحيح السَّماع.
296- عليّ بن محمد بن أحمد بن الْجَهْم [1] .
أبو طالب الكاتب.
بغداديّ، ثقة، مشهور، أَضَرّ في آخر عمره، وكان أحد العلمّاء.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن المُثَنَّى، وعليّ بن حرب.
وعنه: محمد بن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
تُوُفّي في آخر السنة، وله تسعون عامًا.
- حرف الميم-
297- مَبْرمان النَّحْويّ [2] هو محمد بن عليّ بن إسماعيل، أبو بكر
العسكريّ مصنِّف «شرح سِيبَوَيْه» ولم يتمّه.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 71 رقم 6470.
[2] انظر عن (مبرمان النحويّ) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 60، ومعجم الأدباء 18/ 254- 257، والمختصر من
تاريخ اللغويين والنحويين للزبيدي 25، ومرآة الجنان 2/ 289، والوافي
بالوفيات 4/ 108، 109، وبغية الوعاة 2/ 74، 75، ومفتاح السعادة لطاش
كبرى زاده 1/ 137، 138، وكشف الظنون 481، 1428، وإيضاح المكنون 2/ 308،
316، 328، 342، ومعجم المؤلفين 10/ 207، 208.
(24/195)
لقَّبة المبرّد: مبَرْمان، لكثرة سؤاله
وملازمته له.
أفاد النّاس بالأهواز مدّة، وكان دنيّ النفس مَهِينًا، يلحّ في الطَّلب
من تلامذته. وكان إذا أراد أن يذهب إلى منزله أحضر حمال طبليّة وقعد
فيها وحمله، من غير عجز به. وربّما بال على الحمّال، فيصيح ذاك
الحمّال، فيقول: احسب أنّك حملت رأس غنم [1] .
وربّما كان يتنقّل بالتّمر، ويحذف النّاس من الطَّبليّة بالنوى.
أخذ عنه الكبار: كأبي سعيد السيرافيّ، وأبي عليّ الفارسيّ. وله كتاب
«العيون» ، وكتاب «علل النحو» .
298- محمد بن جعفر بن رُمَيْس القصْريّ [2] .
بغداديّ، وثقه الدَّارَقُطْنيّ وروى عنه.
يروي عن: الحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وجماعة.
299- محمد بن جعفر بن بشير.
أبو عبد الله البلْخيّ.
تُوُفّي في رجب ببلْخ.
300- محمد بن شريك بن محمد [3] .
أبو بكر الإسفرائينيّ.
سمع: الحارث بن أبي أُسامة.
301- محمد بن عبد الله بن الحُسين [4] .
أبو بكر البغداديّ العلّاف، المعروف بالمستعينيّ.
حدَّث عن: الحسين بن عرفة، وعليّ بن حرب.
__________
[1] في الهامش: ث كبش.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر بن رميس) في:
تاريخ بغداد 2/ 139 رقم 550.
[3] انظر عن (محمد بن شريك) في:
تاريخ بغداد 5/ 355 رقم 2877.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 447 رقم 2969.
(24/196)
وعنه: الدارقطني، والقواس، وعبد الله بن
عثمان الصّفّار.
وقال الخطيب: ثقة.
توفي سنة خمس، وقيل: سنة ست وعشرين.
302- محمد بن القاسم بن زكريا [1] .
أبو عبد الله المحاربي الكوفي السوداني.
يروي عن: أبي كُرَيِب محمد بن العلاء، وهشام بن يونس، وحسين بن نَصْر
بن مزاحم، وسُفْيان بن وكيع.
قال أبو الحسن بن حماد الحافظ: توفّي في صفر. ما رئي له أصل قط.
وحضرت مجلسه، وكان ابن سعيد يقرأ عليه كتاب النهي، عن حسين بن نَصْر
ابن مزاحم.
قال: وكان يؤمن بالرَّجعَة.
قلت: روى عنه: محمد بن عبد الله الْجُعْفيّ، وأبو الحسن
الدَّارَقُطْنيّ.
303- محمد بن محمد بن إسحاق بن راهَوَيْهِ الحنظليّ [2] .
سكن بغداد، وتولّى بها القضاء نيابةً في هذه السنة.
وكان إمامًا عارفًا بمذهب مالك.
روى عن: محمد بن المغيرة الهَمَدانيّ.
وعنه: أبو الفضل الشّيبانيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
العبر 2/ 217، وسير أعلام النبلاء 15/ 73 رقم 40، وميزان الاعتدال 4/
14، والمغني في الضعفاء 2/ 625 رقم 5909، ولسان الميزان 5/ 347 رقم
1138، وشذرات الذهب 2/ 308.
[2] انظر عن (محمد بن محمد الحنظليّ) في:
تاريخ بغداد 3/ 215 رقم 1262، والديباج المذهب 244.
[3] قال الخطيب البغدادي في تاريخه: بلغني أنه مات بالرملة في سنة ست
وثلاثين وثلاثمائة.
(3/ 215، 216) ، وقال ابن فرحون: ولي قضاء الرملة، وبها توفي سنة ست
وثلاثين وثلاثمائة. (244) . وقد أخذ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- بقول
ابن فرحون، فأثبت ترجمة الحنظليّ في وفيات هذه السنة، ويكون ما في
تاريخ بغداد غلطا، فليصحّح.
(24/197)
- حرف الهاء-
304- هاني بن المنذر.
أبو ثُمامة الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وعيسى بن إبراهيم بن مَثْرُود.
وعنه: المصريّون.
وقد رأى أبا شريك يحيى بن يزيد.
- حرف الواو-
305- الوليد بن محمد بن العبّاس بن الوليد بن الدَّرَفْس [1] .
سمع: أباه، وأبا أُميّة، الطَّرَسُوسيّ، والربيع بن سليمان.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وأبو هاشم المؤدّب، وعبد الوهّاب
الكِلابيّ.
وهو من بيت علم. كنيته أبو العبّاس الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (الوليد بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 134، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 176 رقم 1794.
(24/198)
سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
306- أحمد بن إبراهيم بن الخليل القَزْوينيّ [2] .
جدّ أبي يَعْلَى الخليليّ.
سمع: محمد بن ماجة، وإبراهيم بن ديزيل.
وكتب «السُّنَن» عن ابن ماجة بيده [3] .
307- أحمد بن بِشْر بن محمد بن إسماعيل بن بِشْر التُّجَيْبيّ [4] .
أبو عَمْر الأندلسي ابن الأغبس القُرْطُبيّ اللُّغَويّ.
روى عن: محمد بن وضّاح، ومطرِّف بن قيس، والخشنيّ.
وكان شافعيّ المذهب، يميل إلى النّظَر والحُجّة رحمه الله.
روى عنه جماعة.
وكان بارعا في اللّغة، ثقة.
__________
[1] كتب في الأصل بجانبها: «سنة 327» .
[2] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
التدوين في أخبار قزوين 2/ 134.
[3] قال الحافظ الخليل: ولم يرو إلّا القليل.
[4] انظر عن (أحمد بن بشر) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 33 رقم 102، وجذوة المقتبس 118 رقم 198، وبغية
الملتمس 172 رقم 386.
(24/199)
308- أحمد بن سعيد بن مَسْعَدة الأندلسي
[1] .
من أهل مدينة وادي الحجارة.
تُوُفّي في ذي الحجّة كهلًا.
يروي عن: أحمد بن خالد الحبّاب، والمتأخّرين.
309- أحمد بن عبد الله بن أبي طالب [2] .
أبو عَمْر الأصبحيّ الأندلسي الفقيه، القاضي بالأندلس.
ولي قضاء قُرْطُبة بعد أحمد بن بَقِي.
قاله ابن الفرَضيّ مختصرًا.
310- أحمد بن عثمانٍ بن أحمد [3] .
أبو الطَّيّب السَّمْسار. هو والد أبي حفص بن شاهين.
سمع: الرَّماديّ، وعبّاسًا الدُّوريّ، وجماعة.
وعنه: ولده، وابن سمعون.
وثقه الخطيب.
مات في رجب.
311- أحمد بن عليّ بن عيسى بن مالك [4] .
أبو عبد الله الرّازيّ.
عن: موسى بن نَصْر، وأبي حاتم، ويحيى بن عَبْدك.
وعنه: أبو حفص الزيات، ويوسف القوّاس، وأبو القاسم بن الصّيدلانيّ،
وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
جذوة المقتبس 125 رقم 213، وبغية الملتمس 181 رقم 409 و 183 رقم 415.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن أبي طالب) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 34 رقم 105، وجذوة المقتبس 128 رقم 220 وفيه
«أحمد بن عبيد الله» ، وبغية الملتمس 184 رقم 420.
[3] انظر عن (حمد بن عثمان) في:
تاريخ بغداد 4/ 298 رقم 2068.
[4] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 309 رقم 2100.
(24/200)
لا أعلم موته، لكنه حدَّث ببغداد في السنة.
312- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن سَلْم [1] .
أبو الحسن المخرّميّ الكاتب.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، والحسن بن محمد بن الصّبّاح، وعليّ بن حرب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن سمعون الواعظ.
وكان ثقة.
313- أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حُدير.
أبو عَمْر القُرْطُبيّ.
سمع: محمد بن وضّاح، وعبد الله بن مسرة.
وحجَّ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وولي الوزارة والمظالم فَحُمِد.
314- أحمد بن عثمانٍ بن أحمد بن شاهين البغداديّ [2] .
أبو عَمْر.
روى عن: عباس الدوريّ، وأحمد بن منصور الرماديّ.
وعنه: ولده الحافظ أبو حفص بن شاهين، وأبو الحُسين بن سمعون.
وثقه الخطيب.
315- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل [3] .
أبو بَكْر الآدمي المقرئ. المعمر المعروف بالحمزي، لأنه أقرأ النّاس
دهرًا بحرف حمزة في جامع المدينة.
وحمل النّاس عنه لضبطه وزُهده وخيره. وهو أجلّ أصحاب أبي أيّوب سليمان
بن يحيى الضّبّيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 362 رقم 2217.
[2] تقدّمت ترجمته قبل قليل برقم (310) وكنيته هناك: أبو الطيب، وهو في
تاريخ بغداد: أحمد ابن عثمان بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ بن سراج بن
عبد الرحمن، أبو الطيب السمسار.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 4/ 389، 390، وتذكرة الحفاظ 3/ 831، ومعرفة القراء الكبار
1/ 275 رقم 192، وغاية النهاية 1/ 106 رقم 491.
(24/201)
روى القراءة عنه عرضًا: محمد بن أشتة، وعبد
الله بن الصَّقْر، ومحمد بن أحمد الشّنبوذيّ، وعبد الله بن الحسين.
وقد سمع: الحسن بن عَرَفَة، والفضل بن سهْل الأعرج.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
وكان صالحًا ثقة عالمًا.
مات في ربيع الآخر وله تسعون سنة رحمه الله.
316- أحمد بن محمد بن الحُسين.
أبو الحُسين الخداشيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أحمد بن يوسف السُّلَميّ، والرّماديّ، وسعدان بن نَصْر، وأبا
زُرْعة الحافظ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الحُسين بن يعقوب الحَجّاجيّ.
317- أَحْمَد بن أبي إدريس.
أبو بكر الإمام بحلب.
[تُوُفّي] في شهر صفر.
318- أحمد بن يحيى بن عليّ بن يحيى بن المنجّم [1] .
أبو الحسن. من كبار المعتزلة، ببغداد رأسًا فيهم.
عمِّرَ، يقال جاوز التّسعين.
حدث عن: أبيه، وعمَّيه أحمد وهارون.
319- إبراهيم بن داود القُرْطُبيّ [2] .
سمع: محمد بن وضّاح، والخشنيّ.
تُوُفّي في غَزاة الخندق سنة سبع وعشرين.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 5/ 215 رقم 2688.
[2] انظر عن (إبراهيم بن داود) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 16 رقم 30، وجذوة المقتبس 154 رقم 276، وبغية
الملتمس 217، 218 رقم 503.
(24/202)
320- إسحاق بن إبراهيم بن بيان، وقيل بنان،
النَّضْريّ الجوهريّ [1] سكن دمشق، وحدَّث عن: أبي أُميَّة، وسليمان بن
سيف الحرّانيّ، والربيع بن سليمان المُراديّ.
وعنه: عليّ بن أَحْمَد بن ثابت، وأبو محمد بن ذَكْوان، وعبد الوهّاب
الكلابيّ، وآخرون.
321- إسماعيل بن محمد الحَكَميّ.
عن: حنبل بن إسحاق.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ.
مات بأسترآباذ في ربيع الأوّل.
- حرف الجيم-
322- جحاف بن يُمْن الأندلسي الفقيه [2] .
قاضي بلنسية.
قُتِل في غَزَاة.
- حرف الحاء-
323- حَجّاج بن أحمد بن حَجّاج.
أبو يزيد المَعَافِريّ الإسكندريّ.
سمع: محمد بن حمّاد الظّهرانيّ، وغيره.
تُوُفّي في شوّال.
324- الحسن بن القاسم بن دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ [3]
.
القاضي أبو عليّ.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 409.
[2] انظر عن (جحّاف بن يمن) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 103، 104 رقم 322، وجذوة المقتبس 190 رقم 364،
وبغية الملتمس 262 رقم 630.
[3] انظر عن (الحسن بن القاسم) في:
(24/203)
حدث عن: أبي أُميّة الطَّرَسُوسيّ،
والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وجماعة.
وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
وكان إخباريّا علّامة.
توفّي بمصر في المحرّم.
325- الحُسين بن القاسم بن جعفر [1] .
أبو عليّ الكوكبي الكاتب، الإخباري، الأديب.
سمع: أبا بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خَيثْمة، وأبا العيناء.
وعنه: المُعَافَى الجريريّ، والدَّارَقُطْنيّ، وإسماعيل بن سُوَيْد.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرا.
326- الحسين ابن القاضي أبي زُرْعة محمد بن عثمانٍ الدّمشقيّ [2] أبو
عبد الله قاضي دمشق وابن قاضيها.
ولي قضاء ديار مصر سنة أربعٍ وعشرين، وتُوُفّي يوم عيد الأضحى سنة
سبْعٍ بمصر. هذا ما قال فيه ابن عساكر.
ولمّا غلب الإخشيد على ديار مصر أقامَ الحُسين في القضاء. وكان قضاء
مصر إلى ابن أبي الشّوارب، وهو مقيم ببغداد فيستخلف من شاء. فكتبَ
بالعهد إلى الحُسين، وركب بالسّواد وقرئ عهده.
واستناب الإمام أبا بكر بن الحداد شيخ ديار مصر.
وكان الحُسين كبير القدْر معظمًا، نقيبته بسيف ومِنطقة.
وكان ينفق على مائدته في الشّهر أربعمائة دينار.
__________
[ () ] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 290 أ، 291 أ، و (مخطوطة
التيمورية) 10/ 248 و 19/ 580، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 239، والمنتظم 6/
296، 297 رقم 484، وسير أعلام النبلاء 15/ 309، 310 رقم 149، والبداية
والنهاية 11/ 190، والوافي بالوفيات 12/ 203، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 122، 123 رقم 446.
وفي الأصل: «الحسين» ومثله في: البداية والنهاية، وما أثبتناه عن بقيّة
المصادر.
[1] انظر عن (الحسين بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 8/ 86 رقم 4179.
[2] انظر عن (الحسين بن القاضي أبي زرعة) في:
الولاة والقضاة للكندي 487، 488، 521، 542، 552، 556، 560، 562، 563،
567.
(24/204)
واتسعت ولايته، وجُمع له القضاء بمصر
والشّام، فحكم على مصر، ودمشق، وحمص، والرملة، وكثرت نوابه. ولكن لم
تمتد أيامه، وعاش ثلاثًا وأربعين سنة.
وكان كريمًا جوادًا عارفًا بالقضاء، منفذًا للأحكام.
- حرف الزاي-
327- زريق بن عبد الله بن نصر [1] .
أبو أحمد المخرّميّ الدّلال.
سمع: عباسًا الدّوريّ، ومحمد بن عبد النور المقرئ، وأحمد بن عبد
الجبّار العُطارِديّ.
وعنه: أبو القاسم بن الثّلّاج، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن
الجنديّ.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لم يكن به بأس.
قيل: مات في رمضان.
- حرف السين-
328- سُفيان بن محمد بن حاجب.
أبو الفضل النَّيْسابوريّ الجوهريّ.
سمع: أحمد بْن يوسف، ومحمد بن يزيد، وقَطَن بن إبراهيم النيسابوريّين،
وأبا حاتم الرّازيّ، وأبا قِلابة الرَّقاشيّ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ وانتقى له فوائد، وأبو بكر الْجَوْزقيّ، وأبو
يَعْلَى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، وآخرون.
- حرف العين-
329- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمود [2] .
رأس المعتزلة أبو القاسم الكعبيّ.
__________
[1] انظر عن (زريق) في:
تاريخ بغداد 8/ 496 رقم 4610.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 384 رقم 4968، والمختصر في أخبار البشر 2/ 86.
(24/205)
330- عبد الله بن محمد الفارسي التّاجر.
حدَّث بأستراباذ عن: يعقوب بن سُفْيان الحافظ، وغيره.
وعنه: أبو جعفر المستغفريّ، وغيره.
331- عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفّار بن
داود.
أبو مسلم الحرانيّ ثمّ المصريّ.
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وبحر بن
نَصْر بن سابق، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ بمكّة.
وعُنِي بالحديث.
تُوُفّي في شوّال.
وقلّ ما روى لأنه كان يمتنع.
332- عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بْن إدريس بْن المُنْذِر بْن دَاوُد
ابن مهران [1] .
أبو محمد التّميميّ الحنّظليّ، وقيل: بل الحنظليّ فقط. وهي نسبة إلى
درب حنظلة بالرّيّ، كان يسكنه والده.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي حاتم) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 29، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 425،
وتاريخ جرجان للسهمي 139، 327، 374، 415، وطبقات الحنابلة 2/ 55 رقم
596، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 324 و 39/ 325، وتهذيب تاريخ
دمشق 2/ 50، 81، واللباب 1/ 324، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 153،
والتقييد لابن النقطة 331، 332 رقم 402، والكامل في التاريخ 8/ 358،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 86، والمعين في طبقات المحدّثين 110 رقم
1239، وسير أعلام النبلاء 13/ 263- 269 رقم 129، وميزان الاعتدال 2/
587، 588، والعبر 2/ 208، وتذكرة الحفاظ 3/ 829- 832، ودول الإسلام 1/
200، وتاريخ ابن الوردي 1/ 271، ومرآة الجنان 2/ 289، والبداية
والنهاية 11/ 191، وفوات الوفيات 1/ 452 و 2/ 287، 288، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 324- 328، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 416،
417، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 112 رقم 58، وتاريخ الخميس 2/
393، ولسان الميزان 3/ 432، 433، والنجوم الزاهرة 3/ 365، وطبقات
الحفاظ 345، 346، وطبقات المفسرين للسيوطي 17، وطبقات المفسرين
للداوديّ 1/ 285، وشذرات الذهب 2/ 308، 309، والأعلام 4/ 99، وتاريخ
التراث العربيّ 1/ 446- 450، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 3/ 114- 117 رقم 781.
(24/206)
هو الإمام ابن الإمام حافظ الرّيّ وابن
حافظها. رحَلَ مع أبيه صغيرا وبنفسه كبيرا.
وسمع: أباه، وابن وَارة، وأبا زُرْعة، والحسين بن عَرَفَة، وأحمد بن
سنان القطّان، وأبا سعيد الأشجّ، وعليّ بن المنذر الطّريقيّ، ويونس بن
عبد الأعلى، وخلقًا كثيرًا بالحجاز، والشّام، ومصر، والعراق، والجبال،
والجزيرة.
روى عنه: الحُسين بن عليّ حُسَينْك التّميميّ، ويوسف المَيَانجيّ، وأبو
الشّيخ، وعليّ بن عبد العزيز بن مَرْدَك، وأحمد بن محمد بن الحُسين
البصير، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن أسد الفقيه، وأبو عليّ حمد بن
عبد الله الإصبهانيّ، وإبراهيم وأحمد ابنا محمد بن عبد الله بن يزداد،
وإبراهيم بن محمد النّصراباذيّ، وأبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي،
وعليّ بن محمد القصّار، وآخرون.
قال أبو يَعْلَى الخليليّ: أخذ علم أبيه وأبي زُرْعة، وكان بحرًا في
العلوم ومعرفة الرّجال. صنف في الفقه واختلاف الصّحابة والتّابعين
وعُلمّاء الأمصار [1] .
قال: وكان زاهدًا يُعدّ من الأبدال [2] .
وقال يحيى بن منده: صنّف ابن أبي حاتم «المسند» في ألف جزء، وكتاب
«الزّهد» ، وكتاب «الكنى» ، و «الفوائد الكثيرة» ، و «فوائد الرازيين»
، وكتاب «مقدمة الجرح والتعديل» ، وأشياء.
قلت: وله كتاب في «الجرح والتعديل» في عدة مجلدات تدل على سعة حفظ
الرجل وإمامته. وله كتاب في «الرد على الجهمية» في مجلد كبير يدلّ على
تبحره في السنة. وله تفسير كبير سائره آثار مسنده في أربع مجلدات كبار،
قل أن يوجد مثله.
وقد صنف أبو الحُسين عليّ بن إبراهيم الرازي الخطيب المجاور بمكّة لأبي
محمد ترجمة قال فيها: سمعتُ عليّ بن الحسن المصريّ ونحن في جنازة
__________
[1] التدوين في أخبار قزوين 3/ 154، التقييد 331.
[2] التدوين 3/ 154، التقييد 332.
(24/207)
ابن أبي حاتم يقول: قَلَنْسُوَة عبد الرحمن
من السّماء. وما هو بعَجَبٍ، رجل منذ ثمانٍين سنة على وتيرةٍ واحدة، لم
ينحرف عن الطّريق.
وسمعت عليّ بن أحمد الفرضي يقول: ما رأيت أحدًا ممن عرف عبد الرحمن بن
أبي حاتم ذكر عنه جهالةً قط.
وسمعت عبّاس بن أحمد يقول: بلغني أن أبا حاتم قال: ومَن يَقّوَى على
عبادة عبد الرحمن. لا أعرف لعبد الرحمن ذنبًا. سمعتُ ابن أبي حاتم
يقول: لم يدعني أبي أشتغل في الحديث حتّى قرأت القرآن على الفضل بن
شاذان الرازيّ ثمّ كتبت الحديث.
قال أبو الحسن: وكان عبد الرحمن قد كساه الله بهاء ونورا يسرّ به من
نظر إليه. سمعته يقول: أخرجني أبي، يعني رحلَ بي، سنة خمس وخمسين
ومائتين وما احتلمت بعد، فلمّا أن بلغنا الليلة الّتي خرجنا فيها من
المدينة نريد ذا الحلَيْفة احتلمتُ فحكيتُ لأبي، فَسُرّ بذلك رحمه
الله، وحمدَ الله حيث أدركت حُجّة الإسلام [1] .
وسمع عبد الرحمن في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ صاحب
ابن عُيَيْنَة.
قال: وسمعت عليّ بن أحمد الخوارزميّ يقول: سمعتُ عبد الرحمن يقول: كنّا
بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مَرَقَةً، كلّ نهارنا مقسَّم لمجالس
الشيوخ، وبالليل للنسخ والمقابلة. فأتينا يومًا أنا ورفيق لي شيخًا
فقالوا: هو عليل. فرأينا في طريقنا سمكةً أعجبتنا.
قال: فاشتريناه، فلمّا صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشّيوخ ولم
يُمكننا إصلاحه ومضينا إلى المجلس. فلم نزل حتّى أتى عليه ثلاثة أيام
وكاد أن يتغيّر، فأكلناه نيّا، ولم يكن لنا فراغ أن نعطيه لمن يشويه.
ثمّ قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
قال أبو الحسن: كان له ثلاث رحلات: رحلة مع أبيه سنة خمسٍ والسنة التي
بعدها. ثمّ إنه حج مع محمد بن حماد الظهراني في السّتّين ومائتين.
__________
[1] التدوين 3/ 154.
(24/208)
ثمّ رحل بنفسه إلى السواحل، والشّام، ومصر،
في سنة اثنتين وستين ومائتين. ثمّ إنه رحل إلى أصبهان، فأدرك يونس بن
حبيب ونحوه في سنة أربعٍ وستّين.
سمعتُ أبا عبد الله القَزْوينيّ الواعظ يقول: إذا صليت مع عبد الرحمن
فسلّم نفسك إليه يعمل بها ما شاء.
دخلنا يومًا على أبي محمد يغلّس في مرض موته، فكان على الفراش قائما
يُصلّى، وركع فأطال الركوع.
وقال عَمْر بن إبراهيم الهَرَوِيّ الزّاهد: ثنا الحُسين بن أحمد
الصّفّار:
سمعتُ عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض
أصدقائي حبوبًا من أصبهان، فبعته بعشرين ألف درهم، وسألني أن أشتري له
دارًا عندنا، فإذا نزل علينا نزل فيها. فأنفقتها على الفقراء. فكتب
إليّ: ما فعلت؟ قلت: اشتريت لك بها قصرًا في الجنّة.
قال: رضيتُ إن ضمِنْتَ ذلك لي، فتكتب على نفسك صَكًّا.
قال: ففعلتُ، فأريت في المنام، قد وَفَينا بما ضمْنَت، ولا تَعُد لمثل
هذا.
وقال أبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثقة
حافظ. وقال أبو الربيع: محمد بن الفضل البلْخيّ: سمعتُ أبا بكر محمد بن
مَهْرَوَيْه الرّازيّ: سمعتُ عليّ بْن الحُسين بْن الْجُنَيْد: سمعتُ
يَحْيَى بن معين يقول: إنّا لَنَطْعن على أقوامٍ لعلهم حطوا رحالهم في
الجنّة منذ أكثر من مائتي سنة.
قال ابن مهرويه: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على النّاس كتاب
«الجرح والتعديل» فحدثته بهذا، فبكى وارتعدت يداه حتّى سقط الكتاب.
وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية.
تُوُفّي رحمه الله في المحرَّم في عَشْر التسعين.
(24/209)
333- عبد الرحمن محمد بن عصام أو عُصَيْم
[1] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
سمع: هشام بن عمّار.
وكان يسكن بباب الجابية.
روى عنه: أبو الحسين الرازيّ، ومحمد بن موسى السَّمْسار، وعبد المحسن
بن عَمْر الصّفّار.
334- عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن مَخْلَد.
أَبُو القاسم المخلّديّ.
في ذي القعدة.
335- عبد المؤمن بن حسن بن كردوس.
أبو بكر المصريّ.
جل صالح.
روى عن: الربيع المُراديّ، وغيره. قاله ابن يونس.
336- عبد الواحد بن محمد بن سعيد.
أبو أحمد الأرغِيانيّ.
سمع: عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، وأحمد بن سعيد الدّارميّ.
وبالعراق: محمد بن إسماعيل الأحْمُسيّ، والرَّماديّ.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وشيوخ نَيْسابور.
وقَعَ لي حديثه بِعُلُوٍّ من رواية أبي بكر بن مِهران المقرئ، ومن
رواية أبي بكر الْجَوْزَقيّ، عنه.
337- عثمانٍ بن خطّاب بن عبد الله بن عوّام [2] .
أبو عَمْرو البَلَويّ المغربيّ الأشجّ المعروف بأبي الدّنيا الّذي ادعى
أنّه سمع من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وأنّه، مُعَمَّر، وحدَّث
عنه ببغداد.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 352.
[2] انظر عن (عثمان بن خطاب) في:
(24/210)
فكتب عنه: محمد بن أحمد المفيد أحد
الضُّعفاء، والحسن ابن أخي طاهر، وغيّرهما.
ليس بثقة والله ولا صادق.
وعلى قوله يكون قد عاش ثلاثمائة سنة أو أكثر.
338- عليّ بن العبّاس النُّوبَخْتيّ الأديب [1] .
أحد مشايخ الكُتّاب الأعيان بمدينة السلام.
أخذ عن: البحتريّ، وابن الرّوميّ.
وله شعر رائق.
تُوُفّي سنة سبعٍ عن سن عالية.
339- عليّ بن العبّاس الهَرَويّ ثمّ البغداديّ [2] .
سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرماديّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القّواس.
340- عَمْر بن أحمد الدُّرِّيّ [3] .
بغداديّ.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن الوليد البسريّ، ومحمد بْن عثمانٍ ابن
كرامة، ومحمد بن إسماعيل الحساني.
وعنه: ابن زنبور، والدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين.
وكان ثقة. تُوُفّي في ذي الحجّة.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 11/ 297 رقم 6081، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي
2/ 167 رقم 2261، والكامل في التاريخ 8/ 358، والمغني في الضعفاء 2/
425 رقم 4016، وميزان الاعتدال 3/ 33 رقم 5500، والبداية والنهاية 11/
190، ولسان الميزان 4/ 134- 140 رقم 310 وقد طوّل ترجمته.
[1] انظر عن (النوبختيّ) في:
معجم الأدباء 13/ 267، 268 رقم 40.
[2] انظر عن (الهروي) في:
تاريخ بغداد 12/ 26 رقم 6389.
[3] انظر عن (الدري) في:
تاريخ بغداد 11/ 229 رقم 5963.
(24/211)
341- عَمْر بن حفص بن أحلُم بن مينا [1] .
أبو حفص البخاريَ.
روى عن: سهل بن المتوكّل، وحَمْدَوَيْه بن الخطّاب، ومحمد بن الضوء،
وعبد الله بن عافية، وغيرهم.
وعنه: محمد بن بكر بن خَلَف، وسهل بن عثمانٍ بن سعيد.
ورّخه الأمير. وأحلُم: بضم اللام.
- حرف الفاء-
342- الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفُرات [2] .
أبو الفتح بن حِنْزابة الكاتب. وحِنْزابة جارية رومية، وهي أُمّه. كان
كاتبًا مجوّدًا ديِّنًا متألهًا. وَزَرَ سنة عشرين وثلاثمائة للمقتدر،
ثمّ ولاه الرّاضي جميع الشّام فسارَ إليها. ثمّ قلّده الرّاضي الوزارة،
فقدم بغداد فرأى اضطراب الأمور واستيلاء محمد بن رائق على الدّست.
فأطمع ابن رائق في أن يحمل إليه أموالًا عظيمة من مصر والشّام. وشخص
إلى هناك، فمات بغزة كهلًا.
وتُوُفّي ابنه الوزير جعفر سنة إحدى وتسعين.
343- الفضل بْن الحسين.
أبو العبّاس الهَمَدانيّ الحافظ، ويُعرف بابن تازي ... [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن حفص) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 32، 33، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 13،
وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 164.
[2] انظر عن (الفضل بن جعفر) في:
صلة تاريخ الطبري لعريب 173، وتجارب الأمم 1/ 409، والعيون والحدائق ج
4 ق 2/ 78، 80، 92، والوزراء للصابي 63، 229، 336، 340، 341، وتاريخ
الأنطاكي (بتحقيقنا) 22، 23، والولاة والقضاة للكندي 288، وولاة مصر،
له 306، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 113، والإنباء في تاريخ
الخلفاء 159، والفخري 282، والكامل في التاريخ 8/ 354، ووفيات الأعيان
3/ 424 (في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن موسى رقم 487) ، ومجمع
الآداب لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 909، والعبر 2/ 308، وسير أعلام النبلاء
14/ 479 رقم 263، ودول الإسلام 1/ 201، والنجوم الزاهرة 3/ 264، وشذرات
الذهب 2/ 309.
[3] بياض في الأصل.
(24/212)
ثقة.
أملى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسيّ.
وعنه: صالح بن أحمد، والحسن بن علي بن بشار، والهمدانيون.
- حرف الميم-
344- محمد بْن أحمد بْن الحسين بن عاصم.
أبو جعفر البوسنجي العاصمي.
في شهر ذي القعدة.
345- محمد بن إبراهيم بن حمك القزويني الرزاز [1] .
سمع: أبا حاتم، ويحيى بن عبدك.
وكان ثقة.
روى عنه: جماعة ببلده [2] .
346- محمد بن بركة بن إبراهيم بن مرداج [3] .
أبو بكر اليحصبي القنسريني الحافظ، المعروف بابن داعس. سكن حلب، وروى
بها عن: أحمد بن شيبان الرمليّ، ومحمد بن عوف، ويوسف بن سعيد ابن مسلم،
وأبي أُميّة، وهلال بن العلاء، وجماعة كثير.
ورحل وأكثر.
روى عنه: عثمانٍ بن خُرَّزاذ وهو من شيوخه، وأبو بكر الرّبعيّ، وأبو
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
التدوين في أخبار قزوين 1/ 141 وفيه: محمد بن إبراهيم بن حمك، ورأيت
بخط الراشدي في غير موضع: ابن حمدك الرزاز القزويني أبو سعيد الأنصاري.
يقال إنه من ولد جابر بن عبد الله الأنصاري.
[2] ذكره الحافظ الخليل في (الإرشاد) ووثّقه وذكر أنه حدّثه عنه جماعة،
وأنه مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأن أولاده لم يكونوا من أهل
العلم.
[3] انظر عن (محمد بن بركة) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 233، 224، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 68
أ- 69 أ، ومعجم البلدان 4/ 404، وتذكرة الحفاظ 3/ 827، 7828 وسير أعلام
النبلاء 15/ 81- 83 رقم 48، وميزان الاعتدال 3/ 489، والمغني في
الضعفاء 2/ 559، ولسان الميزان 5/ 96، وطبقات الحفاظ 344، وشذرات الذهب
2/ 309.
(24/213)
سليمان بن زَبْر، وعبد الله بن عديّ، ويوسف
المَيَانِجِيّ، وأبو بكر بن المقرئ، وعليّ بن محمد بن إسحاق الحلبيّ،
وطائفة آخرهم موتًا أبو بكر محمد بن أبي الحديد.
قال أبو أحمد الحاكم: رأيته حسن الحِفْظ.
وقال ابن ماكولا [1] : كان حافظًا.
وأمّا حمزة السهمي فروى عن الدَّارَقُطْنيّ أنه ضعيف.
347- محمد بن جعفر بن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ
حَمْزَةَ البَتَلْهيّ [2] .
الدّمشقيّ.
سمع من: جدّه.
روى عنه: أبو الحُسين الرّازيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
348- محمد بن جعفر بن محمد بن سهْل بن شاكر [3] .
أبو بكر السامرّيّ الخرائطيّ. مصنِّف «مكارم الأخلاق» ، وغيرها.
سمع: عَمْر بن شَبَّة، والحسن بن عَرَفَة، وسعدان بن نَصْر، وسعدان بن
يزيد، وحُمَيْد بن الربيع، وعليّ بن حرب، والرمادي، وأحمد بن بُدَيْل،
وشعيب ابن أيوب، وطبقتهم.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وأبو عليّ بن مُهَنّا الدّارانيّ، ومحمد
وأحمد ابنا موسى السَّمْسار، ويوسف المَيَانِجيّ، والكِلابيّ، ومحمد
بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد، وآخرون.
__________
[1] في الإكمال 1/ 234.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 243.
[3] انظر عن (محمد بن جعفر الخرائطي) في:
تاريخ بغداد 2/ 139، 140 رقم 551، والأنساب 5/ 71، 72، وتاريخ دمشق
(مخطوطة الظاهرية) 15/ 92 ب- 93 ب، ومعجم الأدباء 18/ 98، والكامل في
التاريخ 358، والعبر 2/ 209، وسير أعلام النبلاء 15/ 267، 268 رقم 115،
ومرآة الجنان 2/ 289، والبداية والنهاية 11/ 190، والوافي بالوفيات 2/
296، 297، والنجوم الزاهرة 3/ 265، وشذرات الذهب 2/ 309.
(24/214)
قدِم دمشق سنة خمسٍ وعشرين، وتُوُفّي
بعسقلان.
قال ابن ماكولا: صنف الكثير، وكان من الأعيان الثقات.
قيل: تُوُفّي بيافا في ربيع الأوّل.
قال الخطيب [1] : كان حسان الأخبار، مليح التصانيف.
349- محمد بن جعفر بن نوح [2] .
أبو نعيم البغداديّ الحافظ.
نزل الرملة، وحدَّث بها عن: محمد بن شداد المِسمعيّ، ومحمد بن يوسف بن
الطّبّاع، وتَمْتام، وخلْق.
وعنه: محمد بن المظفّر، وابن المقرئ، وغيّرهما من الرّحّالة.
350- محمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ [3] .
قال الخطيب: قال الحاكم: تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.
قال الخطيب: والصحيح سنة تسعٍ وعشرين.
351- محمد بن صالح بن محمد الخَولانيّ المصريّ.
عن: الربيع، ويحيى بن نصر، وجماعة.
وكان ثقة من الصالحين.
352- محمد بن عبد الله بن خليفة بن الجارود [4] .
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الأحنف.
كان كثير الحديث والتصنيف، إلّا أنّ حُفّاظ نيسابور ليَّنة بعضهم.
سمع: محمد بن أشرس، والسريّ بن خُزَيْمَة.
وعنه: أبو أحمد الحاكم وكان يوثقه. وله حديث منكر تفرّد به كأنّه
موضوع.
__________
[1] في تاريخه 2/ 139.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر بن نوح) في:
تاريخ بغداد 2/ 140 رقم 552.
[3] انظر عن (محمد بن حمدويه) في:
تاريخ بغداد 5/ 232 رقم 2717.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن خليفة) في:
المغني في الضعفاء 2/ 602 رقم 5711، ولسان الميزان 5/ 239، 240 رقم
838.
(24/215)
353- محمد بن عليّ.
أبو بكر المصري العسكري الفقيه الشّافعيّ، مفتي عسكر مصر وعينهم.
تفقه للشافعي وروى كُتُبه عن الربيع.
وحدَّث أيضًا عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته.
مات في ربيع الأوّل. قاله أبو سعيد بن يونس.
354- محمد بن عيسى بن موسى بن بلبل [1] .
أبو بكر السَّمْسار.
بغداديّ ثقة.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وزيد بن أخرم، ومحمد بن المثنى العَنَزِيّ.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الفضل الجوهريّ.
355- محمد بن قاسم بْن محمد بن قاسم بْن محمد بْن سيار الأمويّ [2] .
مولاهم القُرْطُبيّ البيانيّ أبو عبد الله الحافظ.
سمع من: أبيه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
ورحل سنة أربعٍ وتسعين ومائتين، فسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله
مُطَيَّن، ومحمد بن عثمانٍ بن أبي شَيْبَة.
وببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي.
وبالبصرة من: أبي خليفة، وزكريا الساجي.
وبمصر من: النسائي، وطائفة.
قال أبو محمد الباجيّ: لم أدرك بقُرْطُبة من الشيوخ أكره حديثًا منه،
وكان عالمًا ثقة، بارعًا في علم الوثائق [3] .
تُوُفّي في ذي الحجّة من السنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 2/ 402 رقم 927.
[2] انظر عن (محمد بن قاسم) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 46، 47 رقم 1218، وجذوة المقتبس 87 رقم 134،
وبغية الملتمس 124 رقم 260.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 46.
(24/216)
وقد روى عنه خلق.
وسيُعاد في سنة ثمانٍ.
356- محمد بن محمد بن مهديّ.
أبو الحُسين النَّيْسابوريّ، الصيدلاني المعدل.
سمع: قَطَن بن إبراهيم، ومحمد بن الْجَهْم السّمرّيّ، وعبد الله بن أبي
مسرّة، وإسحاق الدَّبَرِيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عَمْرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم.
تُوُفّي في رمضان.
357- معاوية بن محمد بن قنينية الأزْديّ [1] .
أبو عبد الرحمن.
سكن الشّام، وسمع: أبا زُرْعة الدّمشقيّ، والحسن بن جرير الصُّوريّ،
وجماعة.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وجماعة.
- حرف الياء-
358- يزداد بن عبد الرحمن بن محمد المَرْوَزِيّ [2] .
ثمّ البغداديّ. الكاتب أبو محمد.
سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن المُثَنَّى.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس.
وكان ثقة.
توفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (معاوية بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 52/ 540، 541، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 76 رقم 1690.
[2] انظر عن (يزداد بن عبد الرحمن) في:
تاريخ بغداد 14/ 355 رقم 7679.
(24/217)
359- يحيى بن زكريّا بن الشّامة الأمويّ
الأندلسيّ [1] .
المحدّث.
روى عن: خاله إبراهيم بن قاسم، ويحيى بن مُزين.
وعنه: أحمد بن مطرِّف، وغيره.
ولهم آخر اسمه:
360- يحيى بن زكريّا بن عبد الملك الثَّقفيّ [2] .
ويُعرف بابن الشّامة.
مات قبل هذا. تُوُفّي سنة 274.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زكريا الأندلسي) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 189 رقم 1583، وجذوة المقتبس 376 رقم 891،
وبغية الملتمس 502 رقم 1473.
[2] انظر عن (يحيى بن زكريا الثقفي) في:
جذوة المقتبس 376 رقم 91. وفيه وفاته سنة 275، وبغية الملتمس 502 رقم
1472 وفيه (يحيى بن عبد الملك) وأرّخ وفاته أيضا بسنة 275 هـ.
(24/218)
سنة ثمان وعشرين
وثلاثمائة [1] .
- حرف الألف-
361- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم [2] .
أبو بكر الخزاعي الملْحميّ البغداديّ القاضي.
سمع بدمشق من: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ.
وبالعراق من: الكُدَيْميّ، وطبقته.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وجماعة من البغداديّين.
362- أحمد بن بِشْر بن محمد بن إسماعيل [3] .
الإمام أبو الأعمش التُّجَيْبيّ القُرْطُبيّ.
سمع: ابن وضّاح، وطبقته.
وكان فقيهًا مجتهدًا علّامة رأسًا في اللُّغة والنَّحْو. أرّخه عِياض.
363- أحمد بن عُبَيْد الله [4] .
أبو العبّاس الخصيبيّ الوزير.
__________
[1] كتب بجانبها في الأصل: «سنة 328» .
[2] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 4/ 34 رقم 1636.
[3] تقدّمت ترجمته برقم (307) في السنة الماضية.
[4] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في:
التنبيه والإشراف 388، ومروج الذهب 3424، 3442، وصلة تاريخ الطبري 80،
109، 126، 129، وأخبار الراضي 143، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 26، 37،
وتجارب الأمم 1/ 337، والوزراء للصابي 98، 335، 336، 340، وتكملة تاريخ
الطبري للهمداني 1/ 47، 49، 50، 66، 74، 79، 80، 86، 94، والأنساب 5/
137، والكامل في التاريخ
(24/219)
تُوُفّي هو والوزير أبو عليّ بن مقلة في
شوّال. وقد ذكرنا من أخبارهما في حوادث السنين، سامحهما الله.
وقد وزر جدّه أحمد بن الخصيب للمنتصر. وكان هو أديبًا رئيسًا عاقلًا
مليح الخطّ.
364- أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ [1] .
أبو عبد الله الْجُوزْجَانِيُّ.
وُلِدَ سنة خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ: أَحْمَدَ بْنَ الْمِقْدَامِ، وَزِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ،
وَغَيْرَهُمَا.
وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَعُمَرُ
الْكَتَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا، بَكَّاءً،
ثِقَةً.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الْقَوَّاسُ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ،
أَنَا جَمَالُ الْإِسْلَامِ، وَأَنَا ابْنُ طَلَّابٍ، أَنَا ابْنُ
جُمَيْعٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، بْنُ
أَبِي السَّفَرِ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ
الْحَجَّ» [2] . 365- أحمد بن محمد بن بِشْر بن يوسف بن مامويه [3] .
أبو الميمون القرشيّ الدّمشقيّ.
__________
[8] / 158 وما بعدها، والفخري 238، والعبر 2/ 208، وسير أعلام النبلاء
15/ 292، 293 رقم 134، والوافي بالوفيات 7/ 168، 169.
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن العلاء) في:
تاريخ بغداد 4/ 309، 310 رقم 2101، ومعجم الشيوخ لابن جميع 199، 200
رقم 155، والعبر 2/ 211، وسير أعلام النبلاء 15/ 248، 249 رقم 102،
وشذرات الذهب 2/ 312.
[2] أخرجه الستة من طريق السيدة عائشة رضي الله عنها إلا البخاري. قاله
صاحب (جمع الفوائد 1/ 464) ، وأخرج معنى الحديث من طريق ابْنِ عُمَرَ
«أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أهل بالحج مفردا» ،
وقال: أخرجه مسلم، والترمذي، كما أخرجه مالك في الموطّأ 1/ 335 في
الحج. وابن جميع في معجم الشيوخ 200 ونقله المؤلّف هنا بسنده ونصّه،
وفي سير أعلام النبلاء 15/ 249، كما أخرج الخطيب البغدادي الحديث نقلا
عن ابن جميع في تاريخ بغداد 1/ 375، 376) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن بشر) في:
(24/220)
سمع: محمد بْن إسماعيل بْن عُلَيَّة بدمشق،
والربيع المراديّ بمصر.
وعنه: جماعة آخرهم أبو بكر بن أبي الحديد.
مات في رجب رحمه الله.
366- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد [1] .
أبو الدّحْداح التّميميّ الدّمشقيّ.
سمع: أباه، وموسى بن عامر، ومحمود بن خالد، ومحمد بن هاشم
البَعْلَبَكّيّ، وعبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعيّ، وجماعة كبيرة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الرَّبعيّ، وأبو بكر الأبْهريّ، وأبو
بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد،
وجماعة.
وكان يسكن بطرف العقيبة.
قال الخطيب: كان مليئًا بحديث الوليد بن مسلم، روى عن جماعة من أصحابه.
قلت: وقع لنا أجزاء من حديثه.
تُوُفّي في المحرَّم، وقيل: في ذي القعدة.
367- أحمد بن محمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حُدير [2] .
أبو عمر الأمويّ، مولى هشام ابن الدّاخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلسي
القُرْطُبيّ. صاحب كتاب «العقد» في الأخبار والآداب.
__________
[ (-) ] تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) ص 191 رقم
117، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 454.
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن زبر (مخطوط) ورقة 97، والإكمال لابن
ماكولا 3/ 217، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) ص
188- 190 رقم 115، و (مخطوطة التيمورية) 3/ 191، و (مخطوطة الظاهرية)
2/ 53 أ، 53 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 450، والعبر 2/ 211، وسير أعلام
النبلاء 15/ 268، 269 رقم 117، وتهذيب التهذيب 5/ 132 و 9/ 494، وشذرات
الذهب 2/ 312، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 387،
388 رقم 202.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد ربّه) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 38 رقم 118، ووقع فيه أنه توفي
سنة 383 هـ، وهو غلط، ويتيمة الدهر للثعالبي 2/ 65- 88، وجذوة المقتبس
للحميدي 101- 104 رقم 172، وبغية الملتمس للضبيّ 148- 151 رقم 327،
ومعجم الأدباء لياقوت 4/ 211- 224 رقم 42، ووفيات الأعيان لابن خلّكان
1/ 110- 112 رقم 46، وبدائع البدائه لابن
(24/221)
سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح.
روى عنه: العائذيّ، وغيره.
وُلِد سنة ست وأربعين ومائتين.
وكان أديب الأندلس وفصيحها. مدح ملوكَ الأندلس. وكان صدوقًا ثقة،
متصونًا، ديِّنًا، رئيسًا.
وهو القائل:
الجسمُ في بلدٍ، والروحُ في بلدٍ ... يا وحشة الرَوْح، بل يا غربة
الجسد
إن تبك عيناك لي يا من كلفت به ... من رحمة فهما سهمان في كبدي
[1] وله قصائد زهديات نظمها في آخر أيّامه، ومنها:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكة ... إذا أخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها، ولا اللذات إلا مصائبُ
فكم سخنت بالأمس عين قريرة [2] ... وقرت عيون دمعها اليوم [3] ساكب
فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة ... على ذاهب منها فإنك ذاهب
[4]
__________
[ () ] ظاهر الأزدي 51، 52، 118، 119، 155، 251، والمختصر في أخبار
البشر 2/ 92، والروض المعطار للحميري 53، والعبر في خبر من غبر 2/ 211،
212، وتذكرة الحفّاظ 3/ 59، وسير أعلام النبلاء 15/ 283 رقم 126،
وتاريخ ابن الوردي 1/ 272، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 295، 296، والبداية
والنهاية لابن كثير 11/ 193، 194، والوافي بالوفيات للصفدي 8/ 10- 14،
وعيون التواريخ للكتبي (مخطوط) 12/ 54 أ- 55 أ، وفوات الوفيات، له 2/
149، والنجوم الزاهرة 3/ 266، 267، ومطمح الأنفس للفتح بن خاقان 51،
وبغية الوعاة 161، رقم 727، وشذرات الذهب 2/ 312، ونفح الطيب للمقري 4/
217، 218، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 184، وكشف الظنون 1149،
1543، وإيضاح المكنون 1/ 45، وديوان الإسلام لابن الغزّي 3/ 347، 348
رقم 1530، وهدية العارفين 1/ 60، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 154، وآداب
اللغة العربية 2/ 173 والأعلام 1/ 69، وعلم التأريخ عند المسلمين
لروزنتال 97، 252، 425، وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي 107- 110، ومعجم
المؤلّفين لكحّالة 2/ 115، وانظر: المقدّمة التي كتبناها للطبعة
الجديدة من كتاب العقد الفريد الصادرة عن دار الكتاب العربيّ ببيروت
1411 هـ/ 1991 م.
[1] جذوة المقتبس 102، بغية الملتمس 149، معجم الأدباء 4/ 216.
[2] في معجم الأدباء: «فكم أسخنت بالأمس عينا قريرة» . والمثبت يتفق
مع: جذوة المقتبس 103، وبغية الملتمس 150.
[3] في معجم الأدباء: «الآن» .
[4] معجم الأدباء 4/ 218.
(24/222)
وله:
وحاملة راحا على راحة اليد ... موردة تسعى بلون مورد
متى ما ترى الإبريق للكاس راكعا ... تصلى له من غير طهر وتسجد
على ياسمين كاللجين ونرجس ... كإفراط در في قضيب زبرجد
بتلك وهذي فاله يومك كله ... وعنها فسل لا تسأل النّاس عن غد
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... وياتيك بالأخبار من لم تزود
وله:
يا ليلة ليس في ظلمّاتها نور [1] ... إلا وجوه [2] تضاهيها الدنانير
حور سقتني كأس الموت أعينها ... ماذا سقتني [3] تلك الأعين الحور
إذا ابتسمن فدر الثغر منتظم ... وإن نطقن فدر اللفظ منثور [4]
خل الصبي عنك واختم بالتقي [5] عملا ... فإنّ خاتمة الأعمال تكفير [6]
وله:
بيضاء مضمومة مقرطقة ... ينقدّ [7] عن نهدها قراطقها
كأنما بات ناعما جذلا ... في جنة الخلد من يعانقها
أي شيء ألذ من أمل ... نالته معشوقة وعاشقها
دعني أمت من هوى مخدرة ... تعلق نفسي بها علائقها
من لم يمت غبطة [8] يمت هرما ... للموت كأس والمرء ذائقها
[9] توفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] في يتيمة الدهر: «ما ليلة كان في ظلمائها نور» .
[2] في اليتيمة: «إلّا وجوها» .
[3] في الأصل: «اسقتني» ، والصحيح من اليتيمة.
[4] في الأصل: «منظوم» ، والتصويب من اليتيمة.
[5] في اليتيمة: «واختم بالنهى» .
[6] الأبيات في: يتيمة الدهر 2/ 74، 75.
[7] في اليتيمة: «تنقدّ» .
[8] مات غبطة: أي مات في شبابه.
[9] الأبيات في: يتيمة الدهر 2/ 79، 80.
(24/223)
368- أحمد بن محمد بن الحسن [1] .
أبو بكر الدَّيَنَوِريّ الضّرّاب.
حدَّث ببغداد عن: عَبْد الله بْن محمد بْن سِنان الرَّوْحيّ، ومحمد بن
عبد العزيز الدَّيَنَوِريّ.
وعنه: عَمْر بن الزّيّات، وابن شاهين، ويوسف القّواس.
وثقه الخطيب.
369- أحمد بن محمد بن عمار [2] .
أبو بكر البغداديّ القطّان سَبَنْك.
هو جدّ عُمَر بن محمد بن سَبَنْك لأُمّهِ.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وشعيب بن أيّوب.
وعنه: سِبْطُه عُمر، والدَّارَقُطْنيّ ووثّقه [3] .
370- أحمد بن معاوية.
أبو الحسين الكاغديّ الرازيّ.
سمع: أبا زُرْعة، وسليمان بن داود القزّاز.
روى عنه: جماعة.
371- أحمد بن محمد بن موسى.
أبو حامد النَّيْسابوريّ القلانِسيّ.
سمع: محمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله بن رزين.
وعنه: عليّ بن عُمر النَّيْسابوريّ، وغيره.
372- إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بْن خلّاد [4] .
أبو إسحاق الأنماطيّ الهمدانيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 4/ 427 رقم 4325.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمّار) في:
تاريخ بغداد 5/ 75 رقم 2458.
[3] وقال أبو القاسم الآبندوني: لا بأس به.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 212، 213 رقم 171، وتاريخ بغداد 6/ 163 رقم
3209.
(24/224)
عن: ابن ديزيل.
وعنه: أبو القاسم بن الثّلّاج، وابن جُمَيْع، وغيّرهما.
حدَّث في هذه السّنة، وانقطع خبره.
373- إبراهيم بْن محمد بْن قاسم بن هلال القُرْطُبيّ [1] .
سمع: عمه: إبراهيم بن قاسم، ومحمد بن وضّاح.
وكان متعبدًا، رحمه الله تعالى.
374- إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم.
أبو إسحاق الصّوّاف.
سمع: عليّ بن معْبد بن نوح الّذي روى النسائيّ، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن
عَمْرو السُّوسيّ، وغير واحد.
375- إسحاق بن محمد بن إسحاق [2] .
أبو عيسى النّاقد. من أهل بغداد.
سمع من: الحسن بن عَرَفَة.
روى عنه: أبو الحسن الجراحي، ويوسف الثّلّاج.
- حرف الحاء-
376- حامد بن أحمد [3] .
أحمد المَرْوَزِيّ الحافظ، ويعرف بالزّيْديّ لجَمْعِه حديث زيد بن أبي
أنيسة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 16 رقم 31، وجذوة المقتبس 150 رقم 260، وبغية
الملتمس 211 رقم 483.
[2] انظر عن (إسحاق بن محمد) في:
تاريخ بغداد 6/ 397 رقم 3447.
[3] انظر عن (حامد بن أحمد) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 37 رقم 19، ومعجم الشيوخ لابن
جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 267 رقم 228 وفيه: «حامد بن محمد بن داود» ،
وتاريخ بغداد 8/ 171، 172، وتاريخ دمشق 8/ 262- 269 (مخطوطة التيمورية)
، و (مخطوطة الظاهرية) 4/ 75 أ- 76 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 17، وتذكرة
الحفّاظ 3/ 918، 919، وطبقات الحفاظ 373، 374، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 76، 77 رقم 390.
(24/225)
سكن طَرَسُوس، وانتقى على خَيْثَمَة [1] .
وحدَّث عن: محمد بن حمدون المَرْوَزِيّ المتوفّي بعده بسنة.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وجماعة.
مات وله نيّفٍ وأربعون سنة.
377- حامد بْن أَحْمَد [2] .
أبو الحسين البزّاز.
عن: الرمادي.
مات سنة ثمان أيضًا.
378- حامد بن بلال بن حسن [3] .
أبو أحمد البخاريّ. راوي نسخة عيسى بن غُنْجار.
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأسباط بن اليَسَع.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعليّ بن عَمْر الحربيّ، وأبو حفص بن شاهين.
تُوُفّي في رجب.
فالحوامد الثلاثة في سنة.
379- الحسن بن أحمد بن يزيد [4] .
أبو سعيد الإصْطَخْريّ شيخ الشّافعيّة.
__________
[1] خيثمة الأطرابلسي، توفي سنة 343 هـ.
[2] انظر عن (حامد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 170 رقم 4283.
[3] انظر عن (حامد بن بلال) في:
تاريخ بغداد 8/ 170 رقم 4282.
[4] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
الفهرست لابن النديم 300، وطبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 66، وتاريخ
بغداد 7/ 268- 270 رقم 3753، وطبقات الفقهاء للشيرازي 111، والأنساب 1/
291، 292، والمنتظم 6/ 312، ووفيات الأعيان 2/ 74، 75، ومعجم البلدان
1/ 211، ودول الإسلام 1/ 201، وسير أعلام النبلاء 15/ 250- 252 رقم
104، والعبر 2/ 212، ومرآة الجنان 2/ 290، والبداية والنهاية 11/ 193،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 230- 253، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 110 رقم 55، والنجوم الزاهرة 3/ 267، وشذرات الذهب 2/ 312، وطبقات
الشافعية لابن هداية الله 62، وهدية العارفين 1/ 269، وديوان الإسلام
لابن الغزّي 1/ 136 رقم 190.
(24/226)
سمع ببغداد: سعْدان بن نَصْر، وحفص بن
عَمْرو الرباليّ، والرماديّ، وحنبل بن إسحاق.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الحسن بن
الْجُنْديّ، وغيرهم.
قال أبو إسحاق المَرْوَزِيّ: لمّا دخلت بغداد لم يكن بها من يستحق أن
نَدْرُس عليه إلا ابن سُرَيْج وأبو سعيد الإصطَخريّ [1] .
وقال الخطيب [2] : ولي قضاء قُمّ. وقد ولي حسبه بغداد، فأحرق مكان
الملاهي، وكان ورِعًا زاهدًا متقلّلًا من الدّنيَا. وله تصانيف مفيده
منها: كتاب «أدب القضاء» ليس لأحد مثله.
قلت: وكان من أصحاب الوجوه في المذهب.
وقيل: إنّ قميصه وعمامته وطيلسانه وسراويله كان من شقَّةٍ واحدة [3] .
وعاش نيفًا وثمانٍين سنة.
وقد استقضاه المقتدر على سِجِسْتان.
وقد استفتاه المقتدر في الصابئين، فأفتاه بقتلهم لأنّهم يعبدون
الكواكب.
فعزمَ الخليفة على ذلك، حتّى جمعوا له مالًا كثيرًا [4] .
مات الإصْطَخْريّ في جُمَادَى الآخرة، رحمه الله.
380- الحسن بن إبراهيم [5] .
أبو محمد البغداديّ المقرئ ابن أخت أَبِي الآذان.
سمع: محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وإبراهيم بن جبلة.
وروى عنه: الدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
381- الحسن بن يزيد بن يعقوب بن راشد.
أبو عليّ الهمْذانيّ الدّقاق.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 269.
[2] في تاريخه 7/ 269.
[3] تاريخ بغداد 7/ 269.
[4] المصدر نفسه.
[5] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 7/ 282 رقم 3781.
(24/227)
سمع: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبدك،
وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وجماعة. ويعرف في بلده بعبدان.
روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر أحمد بن
عليّ بن لال، وجماعة.
وكان صدوقًا.
له ترجمة في «طبقات شِيرِوَيْه» هذا منها.
382- الحُسين بن محمد بن سعيد [1] .
أبو عبد الله بن المُطبقيّ.
بغداديّ مُوثَّق.
سمع: خلاد بن أسلم، ومحمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن عبد الملك بن
زنجويه، والربيع بن سليمان المرادي.
ويقال: إنه كان علويا لم يظهر نسبه.
قرأت على أبي حفص الطّائيّ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيُّ حُضُورًا،
أَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابن المسلم، أنا أبو نصر بن طلاب، أنا محمد بن
أحمد قال: تُوُفّي الحُسين بن سعيد، يعني المطبقي، ليومين بقيا من
شوّال سنة 328 [2] .
383- الحسين بن يزيد بن أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر.
أبو علي المصري.
تُوُفّي في شوّال.
384- حمزة بن الحُسين بن عَمْر [3] .
أبو عيسى السّمسار. بغداديّ، ثقة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 254، 255 رقم 214 وفيه: «الحسين بن سعيد» ،
وتاريخ بغداد 8/ 97، 98، والعبر 2/ 212.
[2] معجم الشيوخ 255، تاريخ بغداد 8/ 98.
[3] انظر عن (حمزة بن الحسين) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 262 رقم 222، وتاريخ بغداد 8/ 181 رقم 4303،
والمنتظم 6/ 303.
(24/228)
سمع: محمد بن أشكاب، والدقيقي، وابن وارة،
وأحمد بن منصور الرمادي.
وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وابن شاهين، وأبو الحُسين بن
جميع.
وثقه الخطيب [1] .
وقيل: إنما اسمه عَمْرو، ولقبه: حمزة.
وقع لي حديثه بعُلُوّ.
- حرف الخاء-
385- خير.
أبو صالح. مولى عبد الله بن يحيى التَّغْلبيّ.
سمع من: بكّار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وكان أسود مَخْصِيًّا، ثقة، تقبله القضاة.
كتب عنه: ابن يونس ووثقه، وقال: تُوُفّي في رمضان.
- حرف الطاء-
386- الطّيّب بن العبّاس بن محمد بن المغيرة.
أبو الحُسين البغداديّ الجوهريّ.
سمع: الحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعُبَيْد
الله بن سعد بن إبراهيم.
وعنه: أبو عَمْر بن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين،
والمَرْزبانيّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رجب.
روى عنه ابن جميع [2] .
__________
[1] في تاريخه 8/ 181.
[2] لم يذكره ابن جميع في معجم شيوخه الّذي قمنا بتحقيقه ونشره، كما لم
يذكره الخطيب البغدادي في تاريخه.
(24/229)
- حرف العين-
387- عبد الله بن سليمان بن عيسى [1] .
أبو محمد الوراق الفامي [2] . بغداديّ، ثقة.
سمع: محمد بن مسلم بن وَارَةَ، وإبراهيم بن هانئ، وأحمد بن مُلاعِب،
والعُطَارِديّ، وجماعة.
وعنه: يوسف القوّاس، وابن شاهين، وعبد الله بن عثمان، وأبو الحسن ابن
جُمَيْع.
تُوُفّي في شوّال.
388- عبد الله بن محمد بن الحسن.
أبو محمد بن الشرقي، أخو أبي حامد.
كان أسن من أبي حامد.
سمع: الذُّهْليّ، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، وعَبْد الرَّحْمَن بن بِشْر،
وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن منصور زاج.
وعنه: أحمد بن إسحاق الضُّبَعيّ، وأبو عليّ الحافظ، ويحيى بن إسماعيل
الحربيّ، وعبد الله بن حامد الواعظ، وأبو الحسن المّاسرجسيّ، ومحمد بن
أحمد بن عبدوس، ومحمد بن الحُسين الحسني.
قال الحاكم: تُوُفّي في ربيع الآخر، وله اثنتان وتسعون سنة. وقد رأيته:
شيخ طُوال، أسمر، وله أُذُنان كأنهما مرَوْحتان، وأصحاب المحابر بين
يديه، ولم أرزق السماع منه.
وكان أوحد وقته في معرفة الطّبّ. ولم يدع الشرب إلى أن مات. فذلك الّذي
نقموا عليه. وكان أخوه لا يرى لهم السّماع منه لذلك.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سليمان بن عيسى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 302 رقم 266.
[2] الفامي: نسبة إلى بيع الفواكه. (اللباب 2/ 410) .
(24/230)
389- عبد الله بن وهبان [1] .
أبو محمد البغداديّ.
حدَّث بمصر عن: عبد الله المخرّميّ، وأحمد بن الخليل البرجلاني.
وعنه: الحسن بن زولاق، ومحمد بن الحُسين اليمني، وكان ثقة.
390- عبد الرحمن بن إبراهيم.
أبو طاهر الحراني.
سمع: يزيد بن عبد الصّمد.
وعنه: أبو هاشم المؤدب.
391- عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الوهّاب بن العبّاس بن ناصح الأندلسي
[2] .
كان حافظًا لمذهب مالك، متصرفًا في اللغات والعربية، شاعرًا ماهرًا.
392- عثمانٍ بن عَبْدَوَيْه بن عَمْرو [3] .
أبو عَمْرو البغداديّ البزاز الكيشي.
سمع: عليّ بن شعيب السَّمْسار، وابن المنادي، والحسن بن عليّ بن عفّان.
وعنه: عليّ بن أحمد بن عون، وغيره.
وثقه الخطيب.
393- عليّ بن أحمد بن الهيثم [4] .
أبو الحسن البغداديّ البزّار.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن وهبان) في:
تاريخ بغداد 10/ 182 رقم 5329.
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 284 رقم 844، وجذوة المقتبس 291 رقم 657، وبغية
الملتمس 393 رقم 1109.
[3] انظر عن (عثمان بن عبدويه) في:
تاريخ بغداد 11/ 299 رقم 6082.
[4] انظر عن (علي بن أحمد بن الهيثم) في:
تاريخ بغداد 11/ 320 رقم 6129.
(24/231)
عن: عليّ بن حرب، وعباس الترقفيّ، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القوّاس، وابن الثّلّاج.
ووثقه القوّاس.
394- عليّ بن الحسن بن العبدة [1] .
أبو الحسن الوراق، صاحب أبي داود السِّجسْتانيّ، وراوي كتابه.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، والحسين بن محمد الكاتب، وابن الثّلّاج.
ورّخه ابن شاهين.
395- عليّ بن شيبان بن بنان الجوهري.
نزيل دمشق.
روى عن: محمد بن عُبَيْد الله بن المنادي.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأحمد بن عُتْبَة الْجَوْبَريّ.
396- عليّ بن محمد بن عَمْر بن أبان.
أبو الحسن الطّبريّ. قاضي أصبهان.
كان رأسًا في الفقه والحديث والتَّصوُّف.
خرج في آخر عمره فمات ببلاد الجبل.
يروي عن: محمد بن أيوب الرازيّ، وأبي خليفة، والقاسم بن الليث
الرَّسْعَنيّ، وابن سلم المقدسي.
روى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن أحمد بن حشنس، وأبو بكر بن المقرئ.
397- عَمْر بن عصام بن الجراح البغداديّ [2] .
أبو حفص الحافظ.
روى يسيرًا عن: أحمد بن محمد القابوسيّ.
روى عنه ابن الثّلّاج.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 382 رقم 6251.
[2] انظر عن (عمر بن عصام) في:
تاريخ بغداد 11/ 229 رقم 5964.
(24/232)
398- عُمَر ابن القاضي أبي عمر محمد بن
يوسف بن يعقوب الأزديّ [1] .
القاضي أبو الحُسين.
نابَ في القضاء عن أبيه، فلمّا تُوُفّي أبوه أقرَّ على القضاء. وكان
إمامًا بارعًا في العلوم الإسلامية، كبير القدر عارفًا بمذهب مالك.
صنَّف مسندًا متقنًا.
وسمع من جدّه أحاديث.
وقال إسماعيل بن سعيد المعدّل: كان أبو عمر القاضي يقول: ما زلت
مُرَوَّعًا من مسألة تجيئني من السلطان، حتّى نشأ أبو الحسين.
تُوُفّي في شعبان.
- حرف الغين-
399- غَيْلان بن زُفَر.
الفقيه أبو الهيذام المّازنيّ الشّافعيّ.
كانت له حلقة إشغال بدمشق.
كتب عنه والد تمّام الرازيّ.
- حرف القاف-
400- القاسم بن أحمد بن الحارث بن شهاب.
أبو محمد المرادي المصريّ.
في صفر.
- حرف الميم-
401- محمد بن أحمد بن أيّوب بن الصَّلَت بن شنبوذ [2] .
أبو الحسن المقرئ المشهور.
__________
[1] انظر عن (عمر ابن القاضي أبي عمر) في:
الكامل في التاريخ 8/ 364، والبداية والنهاية 11/ 194.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أيوب) في:
الفهرست لابن النديم 47، 48، وذكر أخبار أصبهان، رقم 1536 (طبعة جديدة)
، وتاريخ
(24/233)
قرأ على: أبي حسان محمد بن أحمد العنزيّ،
وإسماعيل بن عبد الله النَّحّاس، والُّزَبْير بن محمد بن عبد الله
العمري المدني.
صاحب: قالون، وأحمد بن إسحاق الخزاعي، وقُنْبُل، وموسى بن جمهور،
وهارون بن موسى الأخفش، وإدريس بن عبد الكريم، وأحمد بن محمد بن رشدين،
وبكر بن سهل الدّمياطيّ، ومحمد بن شاذان الجوهريّ، ومحمد بن يحيى
الكسائيّ الصّغير، وغيرهم.
وكان أسند من ابن مجاهد.
وقد سمع الحديث من: عبد الرحمن بن منصور الحارثي، وإسحاق الدبري،
وبِشْر بن موسى، ومحمد بن الحُسين الحُنَيْنيّ، وجماعة.
وطوّف الأقاليم في طلب الكتاب والسنة، وحدَّث وأقرأ النّاس ببغداد
واستقرّ بها.
فقرأ عليه: المُعَافَى بن زكريّا الْجَريريّ، وأبو بكر أحمد بن نَصْر
الشّذائيّ، وأبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذيّ، وعليّ بن الحُسين
الغضائريّ، وأبو الحُسين أحمد بن عبد الله.
وروى عنه: أبو الشّيخ، وأحمد بن الخضر الشّافعيّ، وأبو بكر بن شاذان،
وأبو حفص بن شاهين، وأبو سعد بن محمد بن إبراهيم النَّيْسابوريّ.
وكان قد تخيَّر لنفسه شواذّ قراءات كان يقرأ بها في المحراب. ممّا
يُروَى عن ابن مسعود وأبيّ بن كعب حتّى فحش أمره [1] .
__________
[ () ] بغداد 1/ 280، 281 رقم 122، والأنساب 7/ 395، 396، ومعجم
الأدباء 17/ 167- 173، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 337 أ، 337
ب، والمنتظم 6/ 307، 308، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ، رقم
573، والكامل في التاريخ 8/ 364، ووفيات الأعيان 4/ 299- 301، ومعرفة
القراء الكبار 1/ 276- 279 رقم 192، وتذكرة الحفاظ 3/ 844، والعبر 2/
195، 196، ودول الإسلام 1/ 201، وسير أعلام النبلاء 15/ 264- 266 رقم
113، والمختصر في أخبار البشر 2/ 87، وتاريخ ابن الوردي 1/ 272، ومرآة
الجنان 2/ 2856، 290، 291، والبداية والنهاية 11/ 194، 195، والوافي
بالوفيات 2/ 37، 38، وغاية النهاية 2/ 52- 56، والنجوم الزاهرة 3/ 267،
وشذرات الذهب 2/ 313، 314، وهدية العارفين 2/ 34، وديوان الإسلام 3/
186 رقم 1301، والأعلام 5/ 309، ومعجم المؤلّفين 8/ 236.
[1] تاريخ بغداد 1/ 280.
(24/234)
قال إسماعيل الخطبي: فأنكر ذلك الناس فقبض
عليه السلطان في سنة ثلاث وعشرين، وحمل إلى دار الوزير ابن مقلة، وأحضر
القضاة والفقهاء، فناظروه، فنصر فعله، فاستتر له الوزير عن ذلك، فأبى.
فأنكر عليه جميعُ من حضَر، وأشاروا بعقوبته إلى أن يرجع. فأمر الوزير
بتجريده وإقامته بين الهنبازَيْن، وضُرِب بالدِّرَّة نحو العشر ضربًا
شديدًا، فاستغاث وأذَعَنَ بالرُّجوع والتَّوبة. فكُتِب عليه محضر
بتوبته [1] .
تُوُفّي رحمه الله في صفر.
قلت: وهو موثق النَّقْل. وقد احتج به أبو عُمَرو الدّانيّ، وأبو عليّ
الأهوازيّ، وسائر المصنفين في القراءات. وإنما نُقم عليه رأيُه لا
روايته. وهو مجتهد فِي ذلك مخطئ، والله يعفو عنه ويسامحه. وقد فعل ما
يسوغ فيه الاجتهاد. وذلك رواية عن مالك، وعن أحمد بن حنبل.
وكان رحمه الله يحطّ على ابن مجاهد ويقول: هذا العطشيّ لم تغبرّ قدماه
في هذا العِلْم.
وقال محمد بن يوسف الحافظ: كان ابن شَنَبوذ إذا أتاه رجل يقرأ عليه
قال: هل قرأت على ابن مجاهد؟ فإن قال: نعم. لم يُقْرِئْه.
قلت: هذا خلق مذموم يرتكبه بعض العلمّاء الْجُفاة.
ذكره ابن شنبوذ الحاكم في تاريخه، وأنه سمع من: الحسن بن عَرَفَة،
وعليّ بن حرب، ومحمد بن عَوْف الطائيّ. كذا قال الحاكم. وما أحسبه أدرك
هؤلاء. فلعلّ الحاكم وهِم في قوله إنّه سمع منهم.
402- محمد بن إبراهيم بن عيسى [2] .
أبو بكر الكنانيّ القُرْطُبيّ، المعروف بابن حيونه.
سمع: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد.
وكان حافظًا للفقه، مشاورا، عظيم الوجاهة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 280، 281، المنتظم 6/ 308.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
تاريخ علماء الأندلس 47، 48 رقم 1221.
(24/235)
403- محمد بن جعفر بن أحمد بن سليمّان بن
إسحاق بن بكر بن مُضَر المصريّ.
مؤذن جامع مصر.
يروي عن: الربيع، وبكّار بن قُتَيْبة.
404- محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قسيم بن ملاس النُمَيْريّ [1] .
مولاهم، أبو العبّاس الدّمشقيّ المحدِّث.
روى عن: جدّه، وموسى بن عامر المُرِّيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عليه،
وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وأبي إسحاق الجوزجاني، وخلق كثير من الشاميين.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني، والحسن بن منير، وأبو علي بن مهنا، وعبد
الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وآخرون. وكان أبوه وجده وأخو
جده وابن عمّ أبيه وجماعة من أهل بيتهم محدثين.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
405- محمد بن حامد بن إدريس.
أبو حفص الكرابيسيّ البخاريّ.
سمع من: عبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ، وحمدان بن ذي النُّون.
وعنه: أحمد بن إبراهيم البلخي الحافظ.
406- محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم [2] .
أبو الحسين البغدادي، عرف أبوه بعبيد العجل.
روى عن: زكريّا بن يحيى المروزيّ، وموسى بن هارون الطّوسيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 70، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/
286- 288، ومعجم البلدان 2/ 110، والمختصر في أخبار البشر 2/ 86،
وتهذيب التهذيب 5/ 131، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 141، 142 رقم 1355.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 2/ 240 رقم 697.
(24/236)
وعنه: الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن
شاذان.
فيه لين.
407- محمد بن سهل بن هارون [1] .
أبو بكر العسكري [2] .
سمع: حُمَيْد بن الربيع، والحسن بن عَرَفَة.
وعنه: أبو الحسن الجراحيّ، وطالب الأزدي، وأبو الحُسين بن جُمَيْع.
وكان ثقة.
عاش تسعين سنة.
وقع لي من عواليه من طريق ابن جُمَيْع.
تُوُفّي في رجب.
408- محمد بن صابر بن كاتب.
أبو بكر البخاري المؤذن.
سمع: محمد بن الحُسين، ومُعاذ بن عبد الله الصرام، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد، وإسحاق بن محمد بن حمدان الخطيب.
409- محمد بن عبد الله [3] .
أبو جعفر البقلي.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عليّ بن إشكاب، وأخاه محمدا.
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بكر الأبهريّ، والمُعَافَى الجريريّ، وغيرهم.
410- محمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خالد [4] .
أبو عَمْرو الأزديّ المهلّبيّ الجرجانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سهل) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 110 رقم 59، وتاريخ بغداد 5/ 316 رقم 2835،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 302.
[2] العسكري: نسبة إلى العسكر: باب البصرة ببغداد. (معجم البلدان 4/
123) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 5/ 449 رقم 2975.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن) في:
تاريخ جرجان للسهمي 398 رقم 671.
(24/237)
محدث ابن محمد.
رحل إلى مصر وسمع من: يحيى بن عثمانٍ بن صالح، ويحيى بن أيوب، وجماعة
من مشايخ مصر والشّام والعراق.
روى عنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وغيره.
411- محمد بن عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهّاب [1] .
أبو عليّ الثقفيّ النَّيْسابوريّ الزّاهد، الواعظ، الفقيه. من ولد
الحَجّاج بن يوسف.
وُلد بقهستان سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
وسمع في كِبَره: محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وموسى بن نَصْر
الرّازيّ، وأحمد بن ملاعب البغداديّ، ومحمد بن الجهْم، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصّبْغيّ، وأبو الوليد حسّان بن محمد، وهما من
طبقته، وأبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
قال الحاكم: شهدت جنازته فلا أذكر أنّي رأيت بنيسابور مثل ذلك الجمع.
وحضرتُ مجلس وعْظه وسمعته يقول: إنك أنت الوهّاب.
وقال شيخنا أبو بكر أحمد بن إسحاق: شمائل الصّحابة والتّابعين أخذها
الإمام مالك عنهم، يعني، وأخذها عن مالك يحيى بن يحيى، وأخذها عنه محمد
بن نصر المروزيّ، وأخذها عنه أبو عليّ الثقفيّ.
سمعتُ أبا الوليد الفقيه يقول: دخلت على ابن سُرَيْج ببغداد فسألني على
مَن درست فقه الشّافعيّ؟
قلت: على أبي عليّ الثّقفيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب) في:
طبقات الصوفية للسلمي 361- 365، وطبقات فقهاء الشافعية للعبادي 63،
والرسالة القشيرية 26، والأنساب 3/ 135- 137، والعبر 2/ 214، وسير
أعلام النبلاء 15/ 280- 283 رقم 126، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/
192- 196، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 119، 120 رقم 66، ومرآة
الجنان 2/ 290، والوافي بالوفيات 4/ 75، وطبقات الأولياء 298، 299،
والنجوم الزاهرة 3/ 267، 268، وشذرات الذهب 2/ 315، وطبقات الشافعية
لابن هداية الله 60- 62.
(24/238)
قال: لعلّك تعنى الحجّاجيّ الأزرق؟
قلت: بلى.
قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه.
سمعت أبا العبّاس الزّاهد يقول: كان أبو عليّ الثقفيّ في عصره حُجّة
الله على خلقه.
سمعتُ أبا بكر الصِّبْغيّ يقول: ما عرفنا الجدلّ والنَّظَر حتّى وَرَدَ
أبو عليّ الثقفي من العراق.
وقال السلمي [1] ، لقي أبو عليّ أبا حفص النَّيْسابوريّ حمدون القصّار.
قال: وكان إمامًا في أكثر علوم الشَّرْع، مقدمًا في كل فنّ منه. عطل
أكثر علومه واشتغل بعلم الصُّوفيّة، وقعد وتكلم عليهم أحسن كلام في
عيوب النفس وآفات الأفعال. ومع علمه وكماله خالف الإمام ابن خُزَيْمَة
في مسائل منها: مسألة التّوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ
بالقرآن. فأُلزم البيت. ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك الجلوس
محن.
قال السّلميّ [2] : وكان يقول: يا مَن باع كلّ شيء بلا شيء، واشترى لا
شيء بكلّ شيء.
وقال [3] : أُفّ مِن أشغال الدّنيا إذا أقبلت، وأُفّ من حَسَراتها إذا
أَدْبرت.
العاقل لا يركن إلى شيء، إن أقبل كان شغلا، وإن أَدْبَر كان حسرةً.
وقال أبو بكر الرّازيّ: سمعت أبا عليّ يقول: هو ذا أنظر إلى طريق نجاتي
مثل ما أنظر إلى الشّمس، وليس أخطو خطوة.
وكان أبو عليّ كثيرا ما يتكلم في رؤية عيب الأفعال.
412- محمد بن عليّ بن الحسن بن مقلة [4] .
أبو عليّ الوزير، صاحب الخطّ المنسوب.
__________
[1] في طبقات الصوفية 361.
[2] في طبقات الصوفية 364 رقم 12.
[3] في المصدر نفسه، رقم 9.
[4] انظر عن (ابن مقلة الوزير والخطّاط) في:
الفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 31، 230، 232، 233، 321، 322، 324، 325 و
2/ 52،
(24/239)
ولي بعض أعمال فارس، وتنقلت به الأحوال
حتّى وَزَرَ للمقتدر سنة ستّ عشرة، ثمّ قبض عليه بعد عامين وصادره
وعاقبه ونفاه إلى فارس.
قال ابن النّجار: فأول تصرف كان له وسنّه إذ ذاك ستّ عشرة سنة، وذلك في
سنة 288. وقرَّر له كل شهر محمد بن داود بن الجرّاح ستة دنانير، ولمّا
استعفى عليّ بن عيسى من الوزارة أشارَ على المقتدر بأبي عليّ، فوزر له،
ثمّ نُفِي وسُجِن بشيراز.
وقد حدَّث عن: أبي العبّاس ثعلب، وعن: ابن دُرَيْد.
روى عنه: ولده أحمد، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو الفضل محمد بن الحسن بن
المأمون، وعبد الله بن عليّ بن عيسى بن الجرّاح، ومحمد بن ثابت.
قال الصولي: ما رأيت وزيرًا منذ تُوُفّي القاسم بن عُبَيْد الله أحسن
حركةً، ولا أظرف إشارةً، ولا أملح خطًا، ولا أكثر حِفظًا، ولا أسلط
قلمًا، ولا أقصد
__________
[ () ] 55، 56، 96 و 3/ 31، 79، 80، 197، و 4/ 70، 188، 234، 293 و 5/
46، 75، ونشوار المحاضرة له 1/ 48، 49، 64، 83، 164، 231، 249، 260،
277، 284، 322 و 2/ انظر فهرس الأعلام 395 و 3/ 696 178، 254 و 4/ 34،
47، 64، 61 و 5/ 57، 62، 73، 75 و 7/ 49، 205، 209، 226، 261 و 8/ 106-
108، 263، 264، والتنبيه والإشراف 336، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 3424، 3442، 3467، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 18، 19،
32، 41، 42، 46، 47، 49، 51، 56، 57، 59- 63، 66، 68، 71، 75، 77، 78،
80، 83- 94، 98، 109، 110، وتجارب الأمم 1/ 183 وما بعدها، والوزراء
للصابي (انظر فهرس الأعلام) 428، وتاريخ حلب للعظيميّ 287، وصلة تاريخ
الطبري لعريب 11/ 28، 29، 30، 101، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 13، 14،
26- 28، 32، 34، 36، 37، 55- 57، 59، 60، 71، 92، 93، والإنباء في
تاريخ الخلفاء 161- 163، 166، 167، وتحفة الوزراء 117، وثمار القلوب
210- 212، والأمالي للقالي 3/ 187، والكامل في التاريخ 8/ 365،
والمنتظم 6/ 309، 311، ووفيات الأعيان 5/ 113، والفخري 270- 273، وزبدة
الحلب 1/ 98، 107، 122، وتاريخ مختصر الدول 159- 163، وخلاصة الذهب
المسبوك 241، 242، 244، والعبر 2/ 211، وسير أعلام النبلاء 15/ 224-
230 رقم 86، ودول الإسلام 1/ 201، ومرآة الجنان 2/ 291- 294، والوافي
بالوفيات 4/ 109- 111، والبداية والنهاية 111، 195، 196، ومآثر الإنافة
1/ 287- 289، وتاريخ الخميس 2/ 393، والنجوم الزاهرة 3/ 268، وشذرات
الذهب 2/ 310- 312، وديوان الإسلام 4/ 263 رقم 2018، والأعلام 6/ 273،
ومعجم المؤلفين 10/ 319.
(24/240)
بلاغة، ولا آخذ بقلوب الخلفاء من محمد بن
عليّ. وله بعد هذا كلَه عِلمٌ بالإعراب وحِفْظ للُّغة.
قلت: روى ابن مقلة عن ثعلب:
إذا ما تعيب النّاسَ عابوا فأكثروا ... عليك وأبدوا منك ما كنت تسترُ
فلا تَعْبنَ خلْقًا بما فيك مثله ... وكيف يعيب العُورَ مَن هو أعور
وقال أبو الفضل بن المأمون: أنشدنا أبو عليّ بن مقلة لنفسه:
إذا أتى الموتُ لميقاتِهِ ... فخلّ [1] عن قول الأطبّاءِ
وإن مضى من أنت صبّ به ... فالصبر من فعْل الألِبّاء
ما مر شيءٌ ببني [2] آدَمَ ... أمرُّ من فقد الأحِباءِ [3]
وقال محمد بن إسماعيل الكاتب المعروف بزنجيّ قال: لمّا نكبَ أبو الحسن
بن الفُرات أبا عليّ بن مقلة لم أدخل إليه إلى الحبْس ولا كاتبته خوفًا
من ابن الفُرات، فلمّا طال أمره كتب إليَّ:
تُرى حُرّمتَ كُتُبُ الأخلّاء بينهم ... ابن لي، أمِ القِرْطاس أصبح
غاليا؟
فما كان لو ساءلتنا كيفَ حالُنا ... وقد دَهَمَتْنا نكبةٌ هيَ ما هيا
صديقُك من راعاك عند مصيبةٍ [4] ... وكُلٌّ تراهُ في الرّخاء مراعيا
فَهَبْكَ عدوّي لا صديقي، فربّما [5] ... تكاد [6] الأعادي يرحمون
الأعاديا
[7] وأنفذ في طيّ الورقة ورقةً إلى الوزير، فكانت:
أمسكتُ [8] أطال الله بقاء الوزير، عن الشَّكْوى حتّى تناهت البَلْوى،
في النّفس والمّالْ، والجسم والحالْ، إلى ما فيه شفاءٌ للمنتقمْ،
وتقويم للمجترمْ، وحتّى أفضيت إلى الحيرة والتَّبَلَّدْ، وعيالي إلى
الهتكة والتّلدّد [9] .
__________
[1] في المنتظم: «فعد» .
[2] في المنتظم: «من بني» .
[3] المنتظم 6/ 311.
[4] في الفخري: «صديقك من راعاك في كل شدّة» ، وفي الفرج بعد الشدّة:
«شديدة» .
[5] في الفخري: «فإنني» .
[6] في الفخري: «رأيت» .
[7] الفخري 271، الفرج بعد الشدة 1/ 323.
[8] في الفرج: «أقصرت» .
[9] التلدّد: التلفّت يمينا وشمالا من الحيرة.
(24/241)
ولا أقول إنّ حالًا أتاها الوزير، أيده
الله، في أمري، إلا بحق واجب، وظنٍّ غير كاذب، وعلى كل حال، فلي ذِمام
وحُرْمة، وصُحْبة وخدْمة. إن كانت الإساءة أضاعتها، فرعاية الوزير،
أيدّه الله، تحفظها ولا مَفْزَعٌ إلّا إلى الله ولُطْفهْ، ثمّ كَنَف
الوزير وعَطْفه فإن رأى أطال الله بقاءه أن يَلْحَظَ عبده بعين رأفته،
وينعم بإحياء مُهْجته، وتخليصها من العذاب الشّديد، والْجَهْد الجهيد
ويجعل له من معروفه نصيبا، ومن البَلْوَى فرجًا قريبًا، فَعَلَ إن شاءَ
الله [1] .
ومن شعره:
لستُ ذا ذلةٍ إذا عضّني الدهرُ ... ولا شامخًا إذا واتاني
أنا نارٌ في مُرْتقى نفس الحاسدِ ... ماءٌ جارٍ مع الأخوانٍ
[2] وروى الحُسين بن الحسن الواثقيّ، وكان يخدم في دار ابن مقلة مع
حاجبه، أنّ فاكهة ابن مقلة لمّا ولي الوزارة الأوّلة كانت تُشْتَرى له
في كلّ يوم جمعة بخمسمائة دينار. وكان لا بدّ له أن يشرب بعد الصّلاة
من يوم الجمعة، ويصطبح يوم السّبت.
وحكى أنّه رأى الشبكة التي كان أخرج فيها ابن مقلة الطيور الغريبة،
قال:
فعمد إلى مربع عظيم، فيه بستان عظيم عدّة جرْبان شجر بلا نخل، فقطع منه
قطعة من زاوية كالشّابورة، فكان مقدار ذلك جربين بشِباك إبْريسَم [3]
وعمل في الحائط بيوتًا تأوي إليها الطيور وتفرخ فيها، ثمّ أطلق فيها
القماريّ، والدّباسيّ، والنقارط، والنوبيات، والشُّحْرور، والزِّرْياب،
والهزار الببَّغ، والفواخت، والطيور التي من أقاصي البلاد من المصوتة،
ومن المليحة الرّيش ممّا لا يَكسر بعضه بعضًا. فتوالدت ووقعَ بعضها على
بعض. وتولدت بينها أجناس. ثمّ عمد إلى باقي الصحن فطرحَ فيه الطيور
التي لا تطير، كالطواويس، والحجل، والبط، وعمل منطقة أقفاص فيها فاخر
الطيور. وجعل من خلف البستان الغزلان، والنَّعام، والأَيْل، وحُمْر
الوحش. ولكلّ صحن أبواب تنفتح إلى الصحن الآخر، فيرى من مجلسه سائر ذلك
[4] .
__________
[1] انظر نصّ الرقعة مع زيادة عمّا هنا في: الفرج بعد الشدّة للتنوخي
1/ 323، 324.
[2] البيتان في: الفخري 272.
[3] الإبريسم: الحرير. وهو لفظ فارسي معرّب.
[4] المنتظم 6/ 310.
(24/242)
وقال محمد بْن عَبْد المُلْك الهمْدانيّ في
تاريخه [1] إن أبا عليّ بن مقلة حين شرع في بناء داره، التي من جملتها
البستان المعروف بالزاهر، على دجلة، جمع ستين منجمًا حتّى اختاروا له
وقتًا لبنائه. فكتب إليه شاعر:
قل لابن مقلة مهلا لا تكن عجلا ... واصبر فإنك في أضغاث أحلام
تبني بأنقاض دور النّاس مجتهدًا ... دارا ستهدم [2] أيضًا بعد أيام
ما زلت تختار سعد المشتري [3] لها ... فلم توق به من نحس بهرام
إن القرآن وبطليموس ما اجتمعا ... في حال نقض ولا في حال إبرام
[4] قال: فأخرقت هذه الدار بعد ستة أشهر، فلم يبق فيها جدار.
وعن الحسن بن عليّ بن مقلة قال: كان أمر أخي قد استقام مع الراضي وابن
رائق، وأمرا برد ضياعه. وكان الكوفيّ يكتب لابن رائق، وكان خادمَ أبي
عليّ قديمًا. وكان ابن مقاتل مستوليًا على أمر ابن رائق، وأبو عليّ
يراه بصورته الأولى، وكانا يكرهان أن ترد ضياع أبي عليّ ويدافعان. وكان
الكوفيّ يريد من أبي عليّ أن يخضع له، وأبو عليّ يتحامق. فكنّا نشير
عليه بالمُداراة وهو يقول:
والله لا فعلت، ومَن هذا الكلب أوَضَعَنيُ الزمان هكذا بمرّة؟! فاتّفق
أنّهما أتياه يومًا، فما قامَ لهما ولا احترمهما، وشرعَ يخاطبهما
بإدلالٍ زائد. ثمّ أخذ يتهدَّد ويتوعدَّ كأنه في وزارته. فكان ذلك
سببًا في قطْع يده وسجنه.
وقال محمد بن جنّي صاحب أبي عليّ قال: كنتُ معه في الليلة التي عزم
فيها على الاجتماع بالراضي باللَّه وعنده أنه يريد أن يستوزره. قال:
فلبس ثيابه وجاءوه بعمامة، وقد كانوا اختاروا له طالعًا ليمضي فيه إلى
الدّار، فلمّا تعمّم استوطها خوفًا من فوات وقت اختيار المنجّمين له
فقطعها بيده وغرزها، فتطيرت من ذلك عليه.
ثمّ انحدرنا إلى ذلك الحاجب ليلًا، فصعدتُ إليه، واستأذنت له، فقال:
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 94.
[2] في التكملة: «ستنقض» وكذلك في المنتظم.
[3] في التكملة: «المشترين» ، والمثبت يتفق مع المنتظم.
[4] الأبيات في تكملة تاريخ الطبري، والمنتظم 6/ 310.
(24/243)
قل له: أنت تعلم أنيّ صنيعتك، وأنّك
استحجبتني لمولاي، ومن حقوقك أن أنصحك. قل له: انَصْرف ولا تدخل. فعدتُ
فأخبرته، فاضطّربَ وقال لابن غيث النَّصْرانيّ، وكان معه في
السُّميريّة: ما ترى؟ فقال له: يا سيّدي ذكيُّ عاقل، وهو لك صنيعة، وما
قال هذا إلّا وقد أحس بشيء، فارجع.
فسكت ثمّ قال: هذا مُحالٌ، وهذه عصبية منه لابن رائق. وهذه رقاع
الخليفة عندي بخطه، يحلف لي فيها بالأَيمان الغليظة كيف يخفرني. ارجع
وقل له يستأذن.
فرجعتُ فأعلمته، فحرّك رأسَه وقال: ويحك يتّهمني؟ قل له: والله لا
استأذنت لك أبدا، ولا كان هذا الأمرُ بمعاونتي عليك.
فجئتُ فحدّثته، فقام في نفسه أنّ هذا عصبية من ذكيّ لابن رائق وقال: لو
عَدَلْنا إلى باب المطبخ.
فَعَدَلنا له وقال: اصعَد واستدْع لي فُلانًا الخادم. فأتيته، فَعَدا
مسرعًا يستأذن له، فجئته فأخبرته فقال: ارجع وقِفْ في موضعك لئلا يخرج
فلا يجدك.
فرجعتُ فخرج إليَّ وجاء معي إلى السُّميريّة، وسلم عليه، ولم يقبل يده
وقال:
قم يا سيّدي.
فأنكر ذلك ابن مقلة وقال لي سرًا: ويحك ما هذا؟
قلت: ما قال لك ذكيّ.
قال: فما نعمل؟
قلت: فات الرأي.
فأخذ يكرر الدّعاء والاستخارة، وقال: إن طلعت الشمّس ولم تَرَوْا لي
خبرًا فانجُوا بأنفُسِكم.
قال: ومضى، وغلق الخادم البابَ غلقًا استربتُ منه. ووقفنا إلى أن كادت
الشمسُ أن تطلع فقلنا: في أي شيء وقوفنا، والله لا خرج الله بنا أبدًا.
فانَصْرفنا وكان آخر العهد به.
فلمّا بلغنا منازلنا قيل: قد قُبِضَ على ابن مقلة، وقطعت يده من يومه
بحضرة الملأ من النّاس.
وقال إبراهيم بن الحسن الديناريّ: سمعتُ الحسن ابن الوزير ابن مقلة
(24/244)
يحدث أنّ الرّاضي باللَّه قطع لسان أبيه
قبل موته وقتله بالجوع. قال: وكان سبب ذلك أنّ الرّاضي تندَّم على قطع
يده، واستدعاه من حبسه واعتذر إليه. وكان بعد ذلك يشاوره في الأمر بعد
الأمر، ويعمل برأيه ويخلو به، ورفهه في محبسه، ونادمه سرًا على النبيذ،
وأنس به ونبُل في نفسه، وزاد ندمه على قطع يده.
فبلغ ابن رائق، فقامت قيامته، فدس إلى الخليفة من أشار عليه بأن لا
يدنيه، وقال له: إن الخلفاء كانت إذا غضبت لم ترض. وهذا قد أوحشته فلا
تأمنه على نفسك.
فقال: هذا مُحال، فهو قد بطل عن أن يصلُح لشيء، وإنّما تريدون أن
تحرموني الأنس به.
فقيل له: ليس الأمر كما يقع لك، وهو لو طمع في أنك تستوزره لكلمك، فإن
شئت فاطمعه في الأمر حتّى ترى- فقد كان أبي يتعاطى أن يكتب باليسُرى،
فجاء خطّه أحسن من كل خطّ، لا يكاد أن يفرق بينه وبين خطه باليمين،
وجاءتني رقاعه مرات من الحبس باليسرى، فما أنكرته.
قال: وتوصّل ابن رائق إلى قومٍ من الخَدَم بأن يقولوا لابن مقلة إنّ
الخليفة قد صحّ رأيه على استيزارك، وسيخاطبك على هذا، وبشرناك بهذا
لنستحق البشارة عليك. فلم يشكّ في الأمر وقالوا هم للراضي: جرِّبه
وخاطبْه بالوزارة لترى ما يجيبك به. فخاطبه بذلك، فأراه أبي نفورًا
شديدًا وقصورًا عنه.
فأخذ الرّاضي يحلف له على صحة ما في نفسه من تقليده ولو عِلم أنّ فيه
بقية لذلك وقيامًا به.
فقال: يا أمير المؤمنين إذا كان الأمرُ هكذا فلا يغمّك الله بأمر يدي،
فإنّ مثلي لا يُراد منه إلا لسانه ورأيه وهما باقيان. وأمّا الكتابة
فلو كنتُ باطلًا منها لمّا ضرني ذلكَ، وكان كاتب ينوب عني. ولست أخلو
من القدرة على تعليم العلامات باليُسْرَى. ولو أنها ذهبت اليسرى أيضًا
حتّى أحتاج أن أشد قلمًا على اليمنى لكنت أحسن خطًا.
فلمّا سمع ذلك تعجب واستدعى دواةً فكتب باليسرى خطًا لا يشك أنه خطه
القديم، ثمّ شدّ على يمينه القلم. فكتب به في غاية الحُسْن. فقامت
قيامة الرّاضي واشتد خوفه منه. فلمّا قام إلى محبسه أمرَ أن تنزع ثيابه
عنه، وأن يُقْطع
(24/245)
لسانه ويلبس جبة صوف، ولا يترك معه في
الحبس إلا دورق يشرب منه، ووكل به خادمًا صبيًا أعجميًا، فكان لا يفهم
عنه ولا يخدمه.
ثمّ فرق بينه وبين الخادم، وبقي وحده. فكان الخدم يقولون لي بعد ذلك
إنهم كانوا يرونه من شقوق الباب يستقي بفيه ويده الصحيحة من البئر
للوضوء والشرب.
ثمّ أمر الرّاضي أن يقطع عنه الخبز، فقطع عنه أيامًا ومات. وكان مولده
في سنة 272.
وقال غيره: استوزره القاهر باللَّه ثمّ نكبوه. ثمّ وزر للراضي باللَّه
قليلًا، ثمّ مسك سنة أربع وعشرين وضُرَب وعُلِق وصودر، وأُخِذ خطه بألف
ألف دينار، ثمّ تخلص.
ثمّ إنّ أبا بكر محمد بن رائق لمّا استولى على الأمور وعظُم عند
الرّاضي احتاط على ضياع ابن مقلة وأملاكه. فأخذ في السعي بابن رائق
وألَّب عليه، وكتب إلى الرّاضي يشير عليه بإمساكه، وضمن له إنْ فعل ذلك
وقلّده الوزارة استخرج له ثلاثة آلاف ألف دينار. وسعى بالرسالة عليّ بن
هارون المنجم، فأطمعه الرّاضي بالإجابة. فلمّا حضر حبسه، وعرَّف ابن
رائق بما جرى، وذلك في سنة ست وعشرين. فطلب ابن رائق من الرّاضي قطْع
يد ابن مقلة. فقطعت وحُبِس. ثمّ ندم الرّاضي وداواه حتّى بريء. فكان
ذلك لعلّ بدعاء ابن شَنَبُوذ المقرئ عليه بقطع اليد. فكان ينوح ويبكي
على يده ويقول: كتبتُ بها القرآن وخدمتُ بها الخلفاء.
ثمّ أخذ يراسل الرّاضي ويُطْمعه في الأموال. وكان يشدّ القلم على زنْده
ويكتب. فلمّا قرب بَجْكَم التّرْكيّ، أحد خواص ابن رائق، من بغداد، أمر
ابن رائق بقطع لسان ابن مقلة فقطع. ولحقه ذَرَب، وقاسى الذل، ومات في
السجن وله ستون سنة.
ومن شعره قوله:
قد سئمت الحياة لمّا توثّقت [1] ... بأيمانهم فبانت يميني
__________
[1] في المنتظم، ووفيات الأعيان: «ما سئمت الحياة لمن توثقت» . وفي
الفخري، وسير أعلام النبلاء: «ما مللت الحياة لكن توثقت» .
(24/246)
بعت ديني لهم بدنياي حتّى ... حرموني
دنياهم بعد ديني
ولقد حطتُ [1] ما استطعتُ بجهدي ... حفظَ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعدَ اليمينِ لذّةُ عَيشٍ ... يا حياتي! بانت يميني فبيني
[2] 413- محمد بن القاسم بن محمد بن بشّار [3] .
أبو بكر بن الأنباريّ النَّحْويّ اللغويّ العلامة.
وُلِد سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وسمع بإفادة أبيه من: محمد بن يونس الكُدَيْميّ، وثعلب، وإسماعيل
القاضي، وأحمد بن الهيثم البزاز، وأبيه.
قال الخطيب: كان صدوقًا ديِّنًا من أهل السنة. صنف في القراءات،
والغريب والمُشْكل، والوقف، والابتداء.
روى عنه: أبو عَمْر بن حَيُّوَيْه، وأحمد بن نَصْر الشذائيّ، وأبو
الفتح بْن بَدْهَن، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، والدَّارَقُطْنيّ،
ومحمد ابن أخي ميمي، وأحمد بن محمد بن الجرّاح.
__________
[1] وفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء: «لقد أحسنت» وفي الفخري: «ثم
أحسنت» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، وفيه: فلقد حطت.
[2] المنتظم 6/ 311، وفيات الأعيان 5/ 116، الفخري 272 وفيه ثلاثة
أبيات.
[3] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
الفهرست لابن النديم 112، وتاريخ بغداد 3/ 181- 186 رقم 1224، والفهرست
لابن خير 44/ 166، 197، 341، 348، ونزهة الألبّاء 181- 188، وطبقات
الحنابلة 2/ 69- 73، والأنساب 1/ 355، وإنباه الرواة 3/ 201- 208،
ومعجم الأدباء 18/ 306- 313، والمنتظم 6/ 311- 315، وطبقات النحويين
171، والكامل في التاريخ 8/ 315، واللباب 1/ 69، ووفيات الأعيان 4/
341- 343، والمختصر في أخبار البشر 2/ 87، والعبر 2/ 214، 215، ودول
الإسلام 1/ 201، وتذكرة الحفّاظ 3/ 842- 844، ومعرفة القراء الكبار 1/
280- 282 رقم 193، وتلخيص ابن مكتوم 228، 229، وتاريخ ابن الوردي 1/
272، ومرآة الجنان 2/ 294، والبداية والنهاية 11/ 196، والوافي
بالوفيات 4/ 344، 345، والوفيات لابن قنفذ 209 رقم 328، وغاية النهاية
2/ 230- 232، والنجوم الزاهرة 3/ 269، وبغية الوعاة 1/ 212، وطبقات
الحفاظ للسيوطي 349، والمزهر 2/ 466، وشذرات الذهب 2/ 315- 316، ومعجم
طبقات الحفاظ 165، والحث على العلم 78، وروضات الجنات 608، وديوان
الإسلام 1/ 168 رقم 248، وتاريخ آداب اللغة 2/ 211، والأعلام 6/ 226،
227، ومعجم المؤلّفين 11/ 143، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 5.
(24/247)
وقال أبو عليّ القالي تلميذه: كان أبو بكر
يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن [1] .
وقال أبو عليّ التنوخيّ: كان ابن الأنباري يُمْلي من حفظه، وما أملى قط
من دفتر [2] .
وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباريّ زاهدًا متواضعًا [3] .
حكى الدَّارَقُطْنيّ أنه حضره في مجلس يوم جمعه فصحّف اسمًا فأعظمت له
وهْمَهُ وهِبْته. فلما انقضى المجلس عَرَّف مستمليه، فلمّا حضرتُ
الجمعة الثانية قال ابن الأنباريّ للمستملي: عرِّف الجماعة أنّا
صحَّفنا الاسم الفلاني ونبّهنا ذلك الشاب على الصواب [4] .
وقال محمد بن جعفر التّميميّ: ما رأيت أحفظ من الأنباريّ ولا أغزر
بحرًا من علمه. وحدَّثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا.
وحدَّثني أبو الحسن العَرَوضيّ أنه اجتمع هو وابن الأنباري عند الرّاضي
باللَّه، وكان قد عرف الطباخ ما يأكل ابن الأنباري، فسّوى له قلية
يابسة فأكلنا من ألوان الطعام وهو يعالج تلك القلية فلمته، فضحك
الرّاضي وقال: لِم تفعل هذا؟
قال: أبقي على حفظي.
قلت: كم تحفظ؟
قال: ثلاثة عشر صندوقًا.
قال التّميميّ: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله. فِحُدِّثتُ أنه كان يحفظ
عشرين ومائة تفسير بأسانيدها [5] .
وقال لي أبو الحسن العروضيّ، قال: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد
الرّاضي باللَّه فَسَألَتْهُ جارية عن تفسير رؤيا فقال: أنا حاقن.
ومضى. فلمّا عاد مِن الغد عاد وقد صار عابرًا. مضى من يومه فدرس كتاب
الكرمانيّ، وقيل إنّه أملى كتاب «غريب الحديث» في خمسة وأربعين ألف
ورقه.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 182.
[2] تاريخ بغداد 3/ 182.
[3] تاريخ بغداد 3/ 182، 183.
[4] تاريخ بغداد 3/ 183.
[5] تاريخ بغداد 3/ 183، 184.
(24/248)
وله كتاب «شرح الكافي» في ألف ورقه، وكتاب
«الأضداد» وما رأيتُ أكبر منه، وكتاب «الجاهليّات» في سبعمائة ورقة.
وله تصانيف سوى هذا معروفة.
وكان إمامًا في نحو الكوفيّين.
وكان أبوه أديبًا لغويا له مصنفات.
ولأبي بكر كتاب «المذكر والمؤنث» ما عمل أحد أتم منه [1] .
تُوُفّي ليلة النحر ببغداد.
414- محمد بن القاسم بن محمد البياني [2] .
أبو عبد الله.
بالأندلس في المحرَّم. وقد مر والده في سنة 276.
يكنى أبا عبد الله البياني.
روى عن: أبيه، وبقيّ، ومحمد بن وضّاح، والعبّاس بن الفضل البصْريّ،
ومالك بن عيسى القتبيّ، ومحمد بن عبد السلام الخشنيّ.
روى عنه: ابنهُ أحمد بن محمد، وخالد بن سعد، وسليمان بن أيوب، وآخرون.
مات بالأندلس، وكان صدوقًا.
وقد مر في العام المّاضي، فإنّه مات في آخره فيُضم أحدهما إلى الآخر.
415- محمد بن مهلهل [3] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ الزاهد.
سمع من: عبيد الله بن يحيى اللّيثيّ، وغيره.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 184.
[2] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 64، وجذوة المقتبس للحميدي 80،
81، وبغية الملتمس 124، وسير أعلام النبلاء 15/ 254، 255 رقم 106،
وتذكرة الحفّاظ 3/ 844، 845، والعبر 2/ 209، والوافي بالوفيات 4/ 344،
وطبقات الحفّاظ 349، 350، وشذرات الذهب 2/ 309.
[3] انظر عن (محمد بن مهلهل) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 48 رقم 1222، وجذوة المقتبس 90 رقم 142، وبغية
الملتمس 129 رقم 273.
(24/249)
وكان منقطعًا إلى الله، مقبلًا على شأنِه
مجتهدًا في العبادة حسن الاستنباط.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
416- محمد بن يعقوب [1] .
أبو جعفر الكلينيّ الرّازيّ.
شيخ فاضل شهير، من رءوس الشيعة وفقهائهم المصنفين في مذاهبهم الرذلة
[2] .
روى عنه: أحمد بن إبراهيم الصّميريّ، وغيره.
وكان ببغداد وبها مات. وقبره ظاهر عليه لوح.
والكُلِينيّ: بضم الكاف وإمالة اللام والياء ثمّ بنون. قيده الأمير [3]
.
417- موسى بن جعفر بن قرين [4] .
أبو الحسن العثماني الكوفيّ.
عن: محمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، والربيع بن سليمان، وابن حِبّان
المدائنيّ، وطبقتهم بالعراق، والشّام، والجزيرة، ومصر.
وعنه: أبو بكر الأبهريّ، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وثقه الخطيب وقال: جاوز ثمانٍين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
الرجال للطوسي 495، 496 رقم 27، والفهرست، له 165، 166 رقم 603، ورجال
الحلّي 145، رقم 36، والمختصر في أخبار البشر 2/ 87، والكامل في
التاريخ 8/ 364، والإكمال لابن ماكولا 7/ 186، وسير أعلام النبلاء 15/
280 رقم 125، والوافي بالوفيات 5/ 226، ولسان الميزان 5/ 433.
[2] في رجال الطوسي: الأعور جليل القدر عالم بالأخبار، وله مصنّفات
يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي. وقال الحلّي: «ومحمد شيخ أصحابنا
في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث الكافي في عشرين سنة
ومات ببغداد في سنة ثمان وعشرين في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، سنة
تناثر النجوم ... » .
[3] في الإكمال 7/ 186.
[4] انظر عن (موسى بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 13/ 60 رقم 7037.
(24/250)
الكنى
418- أبو الحسن المزيّن [1] .
من مشايخ الصُّوفيّة.
بغداديّ، اسمه فيما قيل عليّ بن محمد.
قال السلمي [2] : صَحِب الْجُنَيْد، وسهل بن عبد الله.
وأقام بمكة مجاورًا حتّى مات.
وكان من أورع المشايخ وأحسنهم حالًا [3] .
سمعتُ أبا بكر الرازي يقول: سمعتُ أبا الحسن المزيّن يقول: الذّنب بعد
الذّنب عقوبة الذّنب. والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة [4] .
وحكى أيضا عنه محمد بن أحمد النجار، وغيره.
ومن كلامه: أحسن العبيد حالًا من كان محمولًا في أفعاله وأحواله، لا
يشاهد غير واحد، ولا يأنس إلا به، ولا يشتاق إلا إليه [5] .
وهذا هو أبو الحسن المزيّن الصغير.
فأما:
- أبو الحسن المزين الكبير.
فبغداديّ أيضا، له ترجمة في «تاريخ السلّمي» ، مختصرة، وأنه جاور بمكة
سنين ومات بها. واسمه عليّ بن محمد.
- أبو سعيد الإصْطَخْريّ.
هو حسن بن أحمد. تقدّم [6] .
__________
[1] انظر عن (أبي الحسن المزيّن) في:
طبقات الصوفية للسلمي 382- 385، وتاريخ بغداد 12/ 73 رقم 6477،
والرسالة القشيرية 27، والأنساب 527 أ، 528 أ، والمنتظم 6/ 304، والعبر
2/ 215، وسير أعلام النبلاء 15/ 232، رقم 88، والبداية والنهاية 11/
193، ومرآة الجنان 2/ 295، وطبقات الأولياء 130، 141، والنجوم الزاهرة
3/ 269، وشذرات الذهب 2/ 416.
[2] في طبقات الصوفية 382.
[3] المصدر نفسه.
[4] طبقات الصوفية 382 رقم 1.
[5] طبقات الصوفية 385 رقم 14.
[6] برقم (379) .
(24/251)
419- أبو محمد المرتعش الزّاهد [1] .
هو عبد الله بن محمد.
نيسابوريّ، من محلة الحيرة.
صحب أبا حفص، وأبا عثمانٍ ببلده، والجنيد.
وأقام ببغداد وصار أحد مشايخ العراق.
قال أبو عبد الله الرازي: كان مشايخ العراق يقولون: عجائب بغداد في
التصوف ثلاثة: إشارات الشبليّ، ونكت أبي محمد المرتعش، وحكايات جعفر
الخُلْديّ [2] .
وكان المرتعش بمسجد الشُّونَيْزِيّه.
قلت: وحكى عنه محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عطاء الروذباريّ،
وأحمد بن عليّ بن جعفر.
وسئل بماذا ينال العبد المحبة؟
قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه [3] .
وقيل له: إنّ فلانًا يمشي على المّاء.
فقال: عندي إنّ من مكنه الله من مخالفة هواه، أعظم من المشي على المّاء
[4] .
وسُئِل: أي الأعمال أفضل؟
قال: رؤية فضل الله.
وسمّاه الخطيب جعفرًا، وقال: كان من ذوي الأموال فتخلّى عنها، وسافر
الكثير. ثمّ سكن بغداد.
__________
[1] انظر عن (المرتعش) في:
طبقات الصوفية للسلمي 349- 353، وحلية الأولياء 10/ 355، وتاريخ بغداد
7/ 221، 22، والرسالة القشيرية 26، والأنساب 520 ب، والمنتظم 6/ 301،
والكامل في التاريخ 8/ 365، والعبر 2/ 215، ودول الإسلام 1/ 201، وسير
أعلام النبلاء 15/ 230، 231 رقم 87، ومرآة الجنان 2/ 295، والبداية
والنهاية 11/ 192، 193، وطبقات الأولياء 141- 144، والنجوم الزاهرة 3/
269، 270، وشذرات الذهب 2/ 317.
[2] طبقات الصوفية 349.
[3] طبقات الصوفية 351 رقم 9.
[4] طبقات الصوفية 351، 352 رقم 12 وفيه زيادة في آخره: «وفي الهواء» .
(24/252)
وحُكي عنه أنّه قال: جعلتُ سياحتي أن أمشي
كلّ سنة ألف فرسخ حافيًا حاسرًا.
420- أمّ عيسى [1] .
بنت الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربيّ.
كانت عالمة تفتي، فيما قيل.
تُوُفّيت في هذه السّنة ببغداد.
__________
[1] انظر عن (أم عيسى) في: البداية والنهاية 11/ 196.
(24/253)
سنة تسع وعشرين
وثلاثمائة
- حرف الألف-
421- أحمد بْن إبراهيم بْن حمّاد بْن إِسْحَاق بن إسماعيل بن حماد بن
زيد [1] .
أبو عثمانٍ الأزديّ القاضي.
ولي قضاء مصر، وتُوُفّي بها في رمضان.
روى عن: إسماعيل القاضي وطبقته.
وكان ثقة، كريمًا، جوادًا. ولي قضاء ديار مصر ثلاث مرّات. المرّتين
الأولتين مِن قِبَل أخيه هارون بن إبراهيم، والثالثة مِن قِبَل الخليفة
القاهر.
وذلك في رمضان سنة إحدى وعشرين. وكان يتردّد إلى الطّحاويّ، ويسمع منه
[2] .
وكان ذا حياءٍ مُفْرِط، لا يكاد يُسمع حديثه بحيث يضرب به المثل.
قبل إنّه حجّ، فلبى بأخفض صوت يكون، حتّى كان النساء يرفعن أصواتهن
أكثر منه. ثمّ عُزِل بعد خمسة أشهر. ومات فقيرًا. إنّما كفّنه محمد بن
عليّ المادرائيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في:
الولاة والقضاة للكندي 483- 485، 535، 540، 542، 547، 548، 557- 559،
571، 586، ورفع الإصر 9، وحسن المحاضرة 2/ 90.
[2] الولاة والقضاة 538، رفع الإصر 9.
(24/254)
422- أحمد بن إبراهيم بن مُعاذ.
أبو عليّ السّيروانيّ. نزيل نسف.
سمع: إسحاق الدّبريّ، وعبيدا الكَشْوَرِيّ، وعليّ بن عبد العزيز
البغويّ.
وحدَّث بنسف.
423- أحمد بن محمد بن حمدان [1] .
أبو عليّ. عُرف بالبربهاري.
روى عن: أحمد بن الوليد الفحام، وابن أبي العوام.
وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
424- أحمد بن محمد بن يونس [2] .
أبو إسحاق الهَرَوِيّ البزّاز الحافظ.
صنَّف تاريخًا لهراة. وكان ثقة مأمونا.
يروي عن: عثمانٍ بن سعيد الدارمي، ومن بعده.
وعنه: الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذهل، ومنصور بن عبد الله الخالدي،
وجماعة.
تُوُفّي في شعبان.
425- إسحاق بن إبراهيم بن موسى الفقيه [3] .
أبو القاسم الغزال.
عن: ابن عَرَفَة، وعليّ بن إشكاب.
وعنه: يوسف القوّاس، وعبد الله بن عثمانٍ الصّفّار، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 4/ 438 رقم 2342.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن يونس) في:
تاريخ بغداد 5/ 126 رقم 2548.
[3] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 6/ 398 رقم 3448.
(24/255)
- حرف الباء-
426- بُجْكم الأمير.
ذكر في الحوادث.
427- بختيشوع بن يحيى الطّبيب [1] .
ببغداد.
كان بارعا في الطّبّ، له ذكر.
- حرف الجيم-
428- جعفر بن محمد بن الحَسَن بن عبد العزيز بن وزير.
أبو القاسم الْجَرَوي المصريّ. ثمّ البغداديّ.
روى عن: أحمد بن المقدام العجليّ، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغيّرهما
ببغداد. فيما أرى، وبمصر.
وعنه: محمد بن الحسن الفارسي شيخ اللالكائي، وأبو الحسن أحمد بن عبد
الله بن حميد بن زريق المخزومي، وغيّرهما.
تُوُفّي بتنيس في شعبان. وهو آخر من حدَّث بديار مصر عن المذكورين.
وكان قد سكن تنيس.
وكان من كبراء النّاس.
سمع أيضًا: أبا هشام الرفاعيّ، وعمر بن محمد بن التل.
وعاش أزيد من تسعين سنة.
روى عنه: أبو بكر محمد بن عليّ التنيسي الحذاء، وأحمد بن محمد بن
الأزهر.
ومحله الصدق.
429- جعفر بن محمد بن سعيد الدّمشقيّ.
عن: أبي زُرْعة النَصْري، وغير واحد.
روى عَنْهُ: أبو هاشم عَبْد الجبار المؤدِّب، وعبد الوهاب الكلابي.
__________
[1] انظر عن (بختيشوع) في:
الكامل في التاريخ 8/ 378.
(24/256)
430- جعفر بن أحمد [1] .
أبو محمد القارئ. بغداديّ يُعرف بالبارد.
سمع: السريّ بن يحيى، وموسى بن هارون.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وغيّرهما.
- حرف الحاء-
431- الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي [2] .
سمع من: جدّه، وجماعة.
مقبول.
روى عنه: ابن المظفّر، والدّارقطنيّ، وابن شاهين.
وتُوُفّي بالرها.
432- الحسن بن أحمد بن الربيع [3] .
أبو محمد الأنماطيّ.
سمع: عَمْر بن شَبَّة، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن إشكاب، وحُميد بن
الربيع.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس،
وابن جُمَيْع.
مات في ذي القعدة.
433- الحسن بن إدريس [4] .
أبو القاسم القافلانيّ.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 222 رقم 3702.
[2] انظر عن (الحسن الرهاوي) في:
تاريخ بغداد 7/ 270 رقم 3755.
[3] انظر عن (الحسن الأنماطي) في:
معجم الشيوخ لابن جميع (فهرس الأعلام) 435، وتاريخ بغداد 7/ 272 رقم
3757.
[4] انظر عن (الحسن بن إدريس) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 242 رقم 198، وتاريخ بغداد 7/ 288 رقم 3791،
والمنتظم 6/ 323.
(24/257)
عن: عبد الله بن أيوب مولى بني هاشم، وعيسى
بن أبي حرب.
وعنه: ابن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو القاسم بن الثّلّاج،
وابن جُمَيْع في مُعْجَمه.
وهو الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان. أرّخه ابن قانع.
434- الحسن بن عليّ بن خَلَف [1] .
أبو محمد البَرْبَهاريّ الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان
شديدا على المبتدعة، له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفًا بالمذهب
أصولا وفروعا.
أخذ عن المرُّوذِيّ، وصَحِب سهل بن عبد الله التستري.
وحكى أبو عليّ الأهوازيّ أنّه سمع أبا عبد الله الحمرائيّ يقول: لمّا
دخل الأشعريّ بغداد جاء إلى البَرْبَهاريّ فجعل يقول: رددت على الجبائي
وعلى النصارى والمجوس، وقلتُ وقالوا. فقال البَرْبَهاريّ: ما أدري مما
قلت قليلًا ولا كثيرًا، ولا نعرف إلّا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن
حنبل.
قال: فخرج من عنده وصنف كتاب «الإبانة» ، فلم يقبله منه.
وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات، منها: «شرح السّنّة» ، يقول فيه:
واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإنّ صِغار البِدَع تعود كبارًا.
والكلام في الرب تعالى مُحْدَث وبدْعة وضلالة، فلا تتكلم في الرب إلا
بما وصف به نفسه. ولا تقول في صفاته: لم، ولا كيف.
والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره، ليس مخلوقًا، لأن القرآن من الله وما
كان منه فليس بمخلوق [2] والمراء فيه كفر.
وقال أبو عبد الله بن بطه: سمعتُ أبا محمد البربهاريّ يقول: المجالسة
للمناصحة فتحُ باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة، غلْق باب الفائدة.
وسمعته لمّا
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في:
طبقات الحنابلة 2/ 18- 45، والمنتظم 6/ 323، والكامل في التاريخ 8/
378، واللباب 1/ 107، والمختصر في أخبار البشر 2/ 86، وسير أعلام
النبلاء 15/ 90- 93 رقم 52، والعبر 2/ 216، 217، وتاريخ ابن الوردي 1/
271، ومرآة الجنان 2/ 286، 287، والبداية والنهاية 11/ 183 و 201،
والوافي بالوفيات 12/ 146، 147، وشذرات الذهب 2/ 319، وديوان الإسلام
1/ 277، 278 رقم 430، والأعلام 2/ 201، ومعجم المؤلفين 3/ 253.
[2] جاء في الهامش قرب هذا القول: [ث. المعنى صحيح والتعليل فاسد] .
(24/258)
أخذ الحاج يقول: يا قوم، إن كان يحتاج إلى
معونة بمائة ألف دينار ومائة ألف دينار خمس مرات عاونته.
قال ابن بطة: لو أرادها حصّلها من النّاس [1] .
وقال أبو الحُسين بن الفراء: كان للبربهاري مجالدات ومقامات في الدين
كبيرة، وكان المخالفون يغيظون قلب السّلطان عليه. ففي سنة إحدى وعشرين
وثلاثمائة أرادوا حبْسه، فاستتر وقُبض على جماعة من كبار أصحابه،
وحُملوا إلى البصرة، فعاقبَ الله الوزير ابن مقلة وسخط عليه الخليفة
وأحرق داره، ثمّ سُمِلت عينا الخليفة في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين
وعشرين. وأعاد الله البربهاري إلى حشمته وزادت، حتّى أنه لمّا حضر
جنازة نِفْطَويْه النَّحْويّ تقدّم في الصلاة عليه، وعظُم جاهه، وكثر
أصحابه، فبلغنا أنّه اجتاز بالجانب الغربي، فعطس، فشمَّته أصحابه،
فارتفعت صيحتهم حتّى سمعها الخليفة وهو في رَوْشن فسأل: ماذا؟
فأخبر بالحال، فاستهولها.
ثمّ لم تزل المبتدعة يوحشوا قلب الرّاضي باللَّه عليه إلى أن نودي في
بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البَرْبهاريّ نَفَسان. فاختفى البَرْبهاريّ
إلى أن توفّي مستترا في رجب من هذه السنة، وُدفِن بدار أخت توزون
مختفيًا.
فقيل إنه لمّا كُفِّن وعنده الخادم صلى عليه وحده، فنظرت من الرّوشن
ستّ الخادم، فرأت البيتَ ملآن رجالًا بثياب بيضٍ، يُصلُّون عليه. فخافت
وطلبت الخادم تهدده، كيف أذن للناس. فحلف أنً الباب لم يُفْتح [2] .
ويقال: إنّه تنزّه عن ميراث أبيه لم يأخذه، وكان سبعين ألفًا [3] .
قال ابن النّجّار: روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد بن عثمانٍ المغربيّ،
وأبو الحُسين بن سمعون، وابن بطة.
فعنٍ ابن سمعون أنه سمع البَرْبهاريّ يقول: رأيتُ بالشّام صومعةً بها
راهب منقطع، وحولها رُهْبان يستلمونها ويتمسحون بها لأجل الرّاهب، فقلت
لحدث
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 43.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 44، 45.
[3] طبقات الحنابلة 2/ 43.
(24/259)
منهم: بأي شيء أعطي هذا فقال: سبحان الله،
رأيتَ الله تعالى يعطي شيئًا على شيء!؟
ومن شعر البَرْبهاريّ:
من قنعت نفسه ببلغتها ... أضحى غنيًا وظل متبعا
للَّه در القنوع من خلق ... كم من وضيع به ارتفعا
تضيق نفس الفتى إذا افتقرت ... ولو تعزى بربه اتسعا
في تاريخ محمد بن أحمد بن مهديّ أن في سنة ثلاثٍ وعشرين أُوقِع بأصحاب
البَرْبهاريّ، فاستتر وتُتبِّع أصحابه، ونُهبت منازلهم. ولم يظهر إلى
أن مات. وعاش سبعًا وسبعين [1] سنة.
وكان في آخر عمره قد تزوج بجاريةٍ بكْر، رحمه الله تعالى.
435- الحسن بن عليّ بن سوار.
أبو عليّ المصريّ الحريريّ.
قال ابن يونس: حدَّث عن محمد بن هلال، ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن
مَثْرُود.
كتبتُ عنه وما علمتُ عليه إلا خيرًا.
توفي رحمه الله في جُمَادَى الآخرة.
436- الحَسَن بْن محمد بْن أبي الشوك الزيات [2] بغداديّ، ثقة.
سمع: العطارديّ، وأبا فروة الرّهاويّ، وهلال بن العلاء.
وعنه: أبو بكر الوراق، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، وأبو أحمد
الفرضيّ.
وكان ثقة.
__________
[1] وفي المنتظم 6/ 323 «ستا وتسعين سنة» .
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن أبي الشوك) في:
تاريخ بغداد 7/ 419 رقم 3979.
(24/260)
- حرف السين-
437- سعيد بن سفيان الأندلسيّ البَجَّانيّ [1] .
رحل إلى المشرق، وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وعليّ بن عبد العزيز
البَغَوِيّ، وإسحاق الدَّبَريّ.
438- سلمّان بن قُرَيْش الأندلسي.
يروى عن: عليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن وضّاح.
وولي قضاء مدينة ماردة. وسمع النّاسُ منه بقُرْطُبة في هذا العام في
أوله.
وتُوُفّي في المحرَّم منه.
وكان فصيحًا بليغًا، ثقة. وولي قضاء بَطَلْيُوس.
- حرف العين-
439- العبّاس بن عليّ بن الفضل الهاشميّ.
أبو الفضل الخاطب.
دمشقيّ. سمع: عليّ بن حرب، وأبا أُميّة الطَّرَسُوسيّ.
وعنه: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وموسى بن محمد، وغيّرهما.
440- عباس بن محمد بن عبد العظيم [2] أبو القاسم السُّلَيحيّ
الإشبِيليّ.
سمع: محمد بن جُنادة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجماعة.
وكان ذا ديانة وفضل.
روى عنه: عبّاس بن أصبغ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن سفيان) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 167 رقم 495، وبغية الملتمس 308 رقم 802.
[2] انظر عن (عباس بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 297، 298 رقم 883، وجذوة المقتبس 317 رقم 726،
وبغية الملتمس 429، 430 رقم 1242.
(24/261)
441- العبّاس أخو أحمد وعُبَيْد الله بنو
القاضي موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي [1] .
روى عن: الكُدَيْميّ، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن الثّلّاج.
442- عبد الله بن أحمد بن ثابت بن سلام [2] .
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
سمع: حفصًا الرّباليّ، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وابن أبي مذعور، وسعدان بن
نصر.
وعنه: الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس، وابن
جُمَيْع.
وكان ثقة مسنا.
443- عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زَبْر الرَّبَعَيّ القاضي
[3] .
أبو محمد.
بغداديّ مشهور.
وُلِد سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
وسمع: عبّاسًا الدوريّ، وأبا بكر الصَّغَانّي، وأبا داود السّخْتيانيّ،
وحنبل بن إسحاق، ويوسف بن مسلّم، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وهذه
الطبقة التي على رأس السّبعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (العباس الخطميّ) في:
تاريخ بغداد 12/ 158 رقم 6636.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 299 رقم 260، وتاريخ بغداد 9/ 387، 388 رقم
4975.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن ربيعة) في:
صلة تاريخ الطبري لعريب 186 وفيه: عبد الله بن أحمد بن زنو، والولاة
والقضاة 483، وتاريخ بغداد 9/ 386، 387، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية)
8/ 506 أ- 508 أ، و (مخطوطة التيمورية) 19/ 612- 619 و 9/ 388، والعبر
2/ 217، وسير أعلام النبلاء 15/ 315، 316 رقم 154، وميزان الاعتدال 2/
391، ولسان الميزان 3/ 253، 254، وحسن المحاضرة 1/ 209 و 2/ 120،
والنجوم الزاهرة 2/ 296، وشذرات الذهب 2/ 323، وتهذيب تاريخ دمشق 7/
281، 283، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 162- 164
رقم 840.
(24/262)
روى عنه: ابنه أبو سليمان محمد،
والدَّارَقُطْنيّ، وأحمد بن القاضي المَيَانِجيّ، وأبو حفص بْن شاهين،
وأبو بَكْر بْن أبي الحديد.
ولي قضاء مصر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وعُزل سنة سبع عشرة وأعيد هارون
بن حمّاد، واستخلف أخاه أحمد. ثمّ وليَها سنة عشرين، وعُزل سنة إحدى
وعشرين، ثمّ وليها سنة تسع وعشرين، وتُوُفّي بعد شهر [1] .
قلت: تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال الخطيب [2] : كان غير ثقة.
وقال محمد بن عُبَيْد الله المسبّحيّ: تقلد ابن زَبْر، وكان من سكان
دمشق، القضاء على مصر. وكان شيخًا ضابطًا من الدهاة، ممشيًا لأموره.
وكان عارفًا بالأخبار والكتب والسير. صنف في الحديث كُتُبًا، وعمل كتاب
«تشريف الفقر على الغنى» .
وعن يحيى بن مكّي العدل قال: لو كان أبو محمد بن زَبْر عادلًا ما عدلتُ
به قاضيًا.
قال أبو عَمْر محمد بن يوسف الكنديّ: أخبرني عليّ بن محمد المصريّ أنّه
رأى القاضي ابن زَبْر بدمشق اجتاز بسوق الأساكفة فشغبوا عليه ودقّوا
بشفارهم على تُخُوتهم قائلين كلامًا قبيحا وهو يسلّم عليهم ويتطارش،
ويُظهر أنّهم يدعون له.
وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدَّارَقُطْنيّ يقول: دخلتُ على أبي
محمد بن زَبْر وأنا حَدَث، وهو يملي الحديث من جزء والمتن من جزء، فظنّ
أنّي لا اتنبّه على هذا.
قال ابن زولاق: استناب على الحكم أبا بكر بن الحدّاد الفقيه وولاه وقف
المرستان، وقرر له في الشهر ثلاثين دينارًا. وكان يصول على الشُهود
بأقبح قَوْل.
وبَسَط يده في الأموال. واعترض في التركات والوصايا. وألف سيرة في
الدولتين، وألف في الحديث كتبا.
__________
[1] الولاة والقضاة 483 و 484 و 487 و 489.
[2] في تاريخه 9/ 386.
(24/263)
قال لنا أبو عَمْر محمد بن يوسف الكندي:
أخذ من محمد بن بدر على قبوله وتزكيته ألف دينار. وكان قوي النفس واسع
الحيلة. جاءه أبو جعفر الطَّحاويّ فأدى عنده شهادة، فقام وأجلسه معه
وانحرف إليه وقال: حديث كتبته عن رجل عنك منذ ثلاثين سنة.
قال: فأملاه عليه.
وقيل إنه بذل على القضاء ألف دينار لمحمد بن طُغْج.
444- عَبْد الله بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن يزيد [1] .
أبو القاسم المَرْوَزِيّ الأصل، والبغداديّ المعروف بحامض رأسه،
وبالحامض.
سمع: الحسن بن أبي الربيع، وسعدان بن نَصْر، وأبا يحيى العطّار، وأبا
أُميّة الطَّرَسُوسيّ وغيرهم.
وعنه: أبو عَمْر بن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر الأبهري،
والمعافى الجريري، وعمر بن أحمد الواعظ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع.
وكان ثقة، تُوُفّي في رمضان.
445- عبد الملك بن يحيى الزَّعْفرانيّ العطّار [2] .
بغداديّ.
سمع: عبد الرحمن بن محمد بن مَنْصُور.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
وكان ثقة.
446- عُبَيْد الله بن إبراهيم بن بالويه.
أبو القاسم النّيسابوريّ المزكّي.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن إسحاق) في:
أخبار الراضي والمتقي 213، ومعجم الشيوخ لابن جميع 294 رقم 255، وتاريخ
بغداد 10/ 124 رقم 5253، والمنتظم 6/ 324 رقم 324، واللباب 1/ 333،
والأنساب 4/ 30، والعبر 2/ 217، وسير أعلام النبلاء 15/ 287، 288، رقم
130، والنجوم الزاهرة 3/ 273، وشذرات الذهب 2/ 323.
[2] انظر عن (عبد الملك بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 10/ 429 رقم 5587.
(24/264)
سمع: أحمد بْن يوسف، ومحمد بن يزيد، وإسحاق
بن عبد الله السُّلمِيّين.
وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصّبغيّ، وأبو عليّ الحافظ، فمن بعدهما.
وعاش أربعًا وثمانٍين سنة.
447- عُبَيْد الله بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطميّ [1] .
أبو الأسود. أخو أحمد والعبّاس.
سمع: إبراهيم بن عبد الله العبسيّ، ومحمد بن سعّد العوفيّ.
وعنه: ابن المظفّر، والدّارقطنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رجب.
448- عليّ بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى.
أبو الحسن الخولانيّ المصريّ.
ثقة، صالح.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عبد الحَكَم.
تُوُفّي في رجب.
449- عمّار بن خُرَز بن عَمْرو العُذْريّ [2] .
أبو القاسم الجسريني قاضي الغُوطة.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد البَعْلَبَكيّ، وعطية بن
أحمد الْجُهَنيّ، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.
وعنه: أبو الحُسين الرازيّ، وأحمد بن عُتْبَة، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن موسى) في:
تاريخ بغداد 10/ 352 رقم 5502.
[2] انظر عن (عمّار بن خرز) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 456، 457، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 30/
247 و 38/ 288، ومعجم البلدان 2/ 141، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي 3/ 368، 369 رقم 1130.
(24/265)
450- عَمْر بن محمد بن رجاء [1] .
أبو حفص العكبريّ.
روى عن: عبد الله بن الإمام أحمد، وموسى بن حمدون العُكْبريّ.
وعنه: أبو عبد الله بن بطة.
وكان عبدًا صالحًا ديِّنًا، ثقة، كبير القدر، من أئمة الحنابلة. قال
ابن بطّة:
إذا رأيت الرجل العُكْبريّ يحب أبا حفص بن رجاء، فأعلم أنه صاحب سنة
[2] .
ولنا رجلان من أئمّة الحنابلة بعد الثّمانين وثلاثمائة كل منهما يكنى
أبا حفصٍ العُكْبريّ.
- حرف الميم-
451- متَّى بن يونس [3] .
رأس الفلسفة.
أخذ عنه الفارابيّ.
أرّخه المؤيد [4] .
452- محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح.
أبو المغيث الأمويّ، مولاهم الدّمشقيّ الصّفّار.
سمع: بكّار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وعنه: أبو الحُسين الرازي، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 239 رقم 5981، وطبقات الحنابلة 2/ 56، 57 رقم 598،
ووقع فيه أن العكبريّ توفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وهذا غلط،
فليصحّح.
[2] تاريخ بغداد، طبقات الحنابلة.
[3] انظر عن (متّى بن يونس) في:
الكامل في التاريخ 8/ 338 وذكر أخاه أبا بشر، والمختصر في أخبار البشر
2/ 89، وتاريخ ابن الوردي 1/ 274.
[4] في: المختصر 2/ 89.
(24/266)
453- محمد بن أحمد بن دلُّوَيْه.
أبو بكر الدّقاق.
نَيسابوريّ صدوق.
سمع: أحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد السُّلميّين، ومحمد بن إسماعيل
البخاري.
وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو عليّ الحافظ، ومحمد بن الحُسين العَلَويّ،
وحمزة المهلبيّ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
454- محمد بن أيّوب بن المُعَافَى [1] .
أبو بكر العُكْبريّ.
سمع: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربيّ، وجماعة.
وعنه: ابن بطة.
وكان صالحًا زاهدًا ثقة.
قال ابن بَطّة: ما رأيت أفضل منه.
مات في رمضان.
قلتُ: آخر مَن روى عنه أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن خاقان العُكْبريّ.
455- محمد، وقيل أحمد، أبو إسحاق أمير المؤمنين الرّاضي باللَّه [2] بن
المقتدر باللَّه جعفر بن المعتضد باللَّه أحمد بن أبي أحمد الموفّق
وليّ العهد بن المتوكّل.
وُلِد سنة 297. وأُمُّهُ أَمَةٌ روميّة.
وكان قصيرا أسمر نحيفا، في وجهه طول.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أيوب) في:
تاريخ بغداد 2/ 84 رقم 467.
[2] انظر عن (الراضي باللَّه) في:
أخبار الراضي والمتقي للصولي 1/ 185، ومروج الذهب 3466- 3505، وصلة
تاريخ الطبري لعريب 36، 44، 45، 56، 73، 82، 103، 121، 133، 144، 152،
155، 156، 336- 344، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 89- 95 و 97- 102 و
108- 115 و 117- 119 و 138 و 153 و 177، ومعجم الشعراء للمرزباني 430،
وثمار
(24/267)
بويع بالأمر بعد عمه القاهر لما سملوا
القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قال الخطيب أبو بكر [1] : وللراضي فضائل منها أنه آخر خليفة له شعر
مدون، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش، وآخر خليفة خطب يوم الجمعة،
وآخر خليفة جالس الندماء، وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدّمين
منهم.
ومن شعره:
كل صفو إلى كدر ... كل أمر [2] إلى حذر
ومصير الشباب للموت ... فيها [3] أو الكبر
در در المشيب من ... واعظ ينذر البشر
__________
[ (-) ] القلوب 195، 210، 211، 514، وتحفة الوزراء 117، 124، 125،
والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 27 وما بعدها، وتجارب الأمم 1/ 289 وما
بعدها، وتاريخ بغداد 2/ 142- 145، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 108،
168، 221، 232، 235، 325 و 2/ 52، 262، 303، و 3/ 80، 194 و 4/ 28،
234، 237، 364 و 5/ 24، ونشوار المحاضر، له 65، 95، 196، 249، 277،
296، 298- 300 و 2/ 55، 63، 72، 121، 125، 223، 233 و 3/ 178، 184،
203، و 4/ 203، 204، 210، و 5/ 80، 81 و 6/ 74 و 7/ 16- 18، 30، 47،
205، 248 و 8/ 9، 59، 60، 106، 181، 198، 245، والعقد الفريد 5/ 129،
وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 89، 139، 286، 287، 289، 312، وولاة مصر
للكندي 303، 304، 308، والولاة والقضاة له 85، 286، 290، 486، 488،
489، 564، 565، والبدء والتاريخ 6/ 126، والإنباء في تاريخ الخلفاء 37،
158، 160، 162- 170، 197، وتاريخ الزمان 55، 56، ومختصر تاريخ الدول
162- 164، والكامل في التاريخ 8/ 366- 368، والمنتظم 6/ 265- 271 و
324، 325، والنبراس 114- 119، والفخري 280- 283، ومختصر التاريخ لابن
الكازروني 170، 173، 177، 179، 183- 186، 189، وزبدة الحلب 1/ 97، 99،
والوزراء للصابي 145، 349- 360، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 17، 20-
23، 31، 33، 37، 443، والمختصر في أخبار البشر 2/ 87، ونهاية الأرب 23/
121 وما بعدها، وخلاصة الذهب المسبوك 252، 253، والعبر 2/ 218، 219،
ودول الإسلام 1/ 201، وسير أعلام النبلاء 15/ 103، 104 رقم 58، وتاريخ
ابن الوردي 1/ 272، ومرآة الجنان 2/ 296، ورقم الحلل 106، 117، والوافي
بالوفيات 2/ 297- 300، وفوات الوفيات 2/ 375- 377، والبداية والنهاية
11/ 178، 179، وتاريخ الخميس 2/ 393، واتعاظ الحنفا 1/ 122، 137، ومآثر
الإنافة 1/ 285- 292، والنجوم الزاهرة 3/ 271، وتاريخ الخلفاء 290-
393، وشذرات الذهب 2/ 324، وأخبار الدول 168.
[1] في تاريخ 2/ 143.
[2] في تاريخ بغداد: «كل أمن» .
[3] في تاريخ بغداد: «فيه» .
(24/268)
أيها الآمل الذي ... تاه في لجة الغرر
أين من كان قبلنا ... ذهب [1] الشخص والأثر
رب فاغفر لي الخطيئة ... يا خير من غفر
[2] توفي في ربيع الأول، وله 32 سنة.
456- محمد بن أبي جعفر [3] .
الأستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الأديب.
روى عن: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيره.
ورحل فأخذ العربية، عن: ثعلب، والمبرد.
وله عدة مصنفات منها: كتاب «نظم الجمان» ، وكتاب «الملتقط» ، وكتاب
«الفاخر، وكتاب «الشامل» .
روى عنه: أبو منصور الأزهري فأكثر، وحامد بن محمد الماليني، والعباس
القرشي.
وقد ملأ الأزهري «التهذيب» بالرواية عنه.
توفي في هذه السنة في رجب.
457- محمد بن حسين بن زيد.
أبو جعفر التّنّيسيّ.
حدّث عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
وطال عمره.
قال ابن يونس: ثقة، عاقل. كان له بتنيس منزلة جليلة ومحل ويسار.
توفي بتنّيس في شعبان.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «درس» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 144، 145.
[3] انظر عن (محمد بن أبي جعفر) في:
معجم الأدباء 18/ 99- 101 رقم 22، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 60 أ،
والوافي بالوفيات 2/ 297، وبغية الوعاة 1/ 29، وكشف الظنون 1025، 1758،
1813، 1961، ومعجم المؤلفين 9/ 157، 158 وفيه «محمد بن جعفر» .
(24/269)
458- محمد بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ
الْمَرْوَزِيُّ [1] .
أَبُو نَصْرٍ الْغَازِيُّ الْمُطَّوِّعِيُّ.
قَدِمَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ
السِّنْجِيِّ، وَمَحْمُودِ بْنِ آدَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الْوَهَّابِ الْخُوَارَزْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْه، وَالدَّارَقُطْنِيُّ،
وَيُوسُفُ الْقَوَّاسُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّيُّ، وَمحمد بْنُ
أَحْمَدَ السّليطيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ [2] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ
بْنُ السَّمْعَانِيِّ كِتَابَةً، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
مَنْصُورٍ، أَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا محمد
بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ
حَمْدَوَيْهِ الْغَزِّيُّ: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ،
ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ:
عُكُوفًا بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِي مُوسَى، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ:
«لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ» . فَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ: لَعَلَّكَ نَسِيتَ وَحَفِظُوا، وَأَخْطَأْتَ
فَأَصَابُوا [3] .
459- محمد بن خالد بن وهب [4] .
أبو بكر التّيميّ القُرْطُبيّ الفقيه.
قاضي أكشونية.
سمع من أبيه، ومن: ابن وضّاح، وسعيد بن حمير.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمدويه) في:
تاريخ بغداد 5/ 232 رقم 2717، والمنتظم 6/ 325، والعبر 2/ 218، وسير
أعلام النبلاء 15/ 80، 81 رقم 47، وتذكرة الحفاظ و 872، وطبقات الحفاظ
357، وشذرات الذهب 2/ 323، 324.
[2] تاريخ بغداد.
[3] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 316 من طريق محمد بن الحسين
العلويّ، بالإسناد المذكور، وانظر: فتح الباري 4/ 272.
[4] انظر عن (محمد بن خالد) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 49 رقم 1226، وجذوة المقتبس 53، 54 رقم 44،
وبغية الملتمس 72 رقم 103.
(24/270)
460- محمد بن سعيد بن حمّاد البغداديّ [1]
.
أبو سالم الْجُلُوديّ.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن
المنادي، وروى «السنن» لأبي داود، عنه.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الفتح القوّاس ووثقه.
461- محمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب بن الوليد بن عَمْر الأمويّ.
المروانيّ الأندلسيّ.
بالأندلس.
لم يذكره ابن الفَرَضيّ.
قال ابن يونس: يُعرف بالحَبيبيّ، روى عن أهل بلده.
462- محمد بن العبّاس بن شجاع [2] .
أبو مقاتل المَرْوَزِيّ، ثمّ البغداديّ.
حدَّث عن: أحمد العُطارِديّ، وابن أبي الدّنيا.
وعنه: يوسف القواس، وغيره.
463- محمد بن العباس بن مهران المستملي [3] .
عن: محمد بن عيسى المدائني، وابن أبي العوام.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين.
توفي في شعبان ببغداد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 5/ 311 رقم 2824.
[2] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ بغداد 3/ 115 رقم 1128.
[3] انظر عن (محمد بن العباس بن مهران) في:
تاريخ بغداد 3/ 116 رقم 1131.
(24/271)
464- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن
العلاء البغدادي [1] .
أبو جعفر الكاتب.
سمع: أحمد بن بديل اليامي، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن الجراحي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وابن
جميع.
وقع لي حديثه عاليا.
توفي في جمادى الأولى.
قال الدارقطني: ثقة، مأمون [2] .
465- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن رجاء [3] .
الوزير أبو الفضل البلعمي التميمي البخاري.
واحد عصره في العقل والرأي.
سمع: أبا الموجه محمد بن عمرو، والإمام محمد بن نصر المروزيين.
وله كتاب «تلقيح البلاغة» ، وكتاب «المقالات» ، وغير ذلك. ثم إن الحاكم
بعد أن قال أكثر من هذا روى أحاديث، عن جماعة، عنه. وهو وزير صاحب ما
وراء النّهر وخراسان إسماعيل بن أحمد.
وكان جده الأعلى قد استوى على بلعم، وهي من بلاد الروم، حين دخلها
مسلمة بن عبد الملك. فأقام بها وكثر نسله بها، فنسبوا إليها.
سمع أكثر الكتب من محمد بن نصر. وكان يتنحّل مذهبه، وله يد طولى في
الإنشاء والبلاغة.
مات في صفر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 121 رقم 72، وتاريخ بغداد 2/ 331 رقم 822.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (البلعمي) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 278، والأنساب 2/ 291، 292، والكامل في التاريخ
8/ 378 وفيه:
«محمد بن عبد الله البلغمي» ، والعبر 2/ 218، وسير أعلام النبلاء 292
رقم 133، والوافي بالوفيات 4/ 5، وشذرات الذهب 2/ 324.
(24/272)
466- محمد بن علي بن إسماعيل [1] .
أبو عبد الله الأيليّ.
سمع: إسحاق الدّبريّ، ومقدام بن داود الرعيني، وأحمد بن محمد بن يحيى
بن حمزة بالشام، ومصر، واليمن.
وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي، ومحمد بن الحسن بْن المأمون، وآخرون.
وثقه الخطيب.
وتُوُفيّ فِي شوال.
467- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الفياض البغدادي الكاتب.
أملى بدمشق عن: الكديمي.
وعنه: أبو بكر بن أبي الحديد.
468- محمد بن القاسم بن محمد [2] .
أبو عبد الله الأزدي ابن بنت كعب.
بغدادي، ثقة صالح.
سمع: الحسن بن عرفة، والهيثم بن سهل، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
وتوفي في ربيع الآخر عن سن عالية.
469- محمد بن منير بن محمد بن عنبسة.
أبو جعفر المصري.
عن: يونس بن عبد الأعلى.
وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن أبي الحديد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 3/ 77 رقم 1054.
[2] انظر عن (محمد بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 3/ 186 رقم 1225.
(24/273)
470- منصور بن محمد بن عليّ بن قَرِينة بن
سوِيّة [1] .
وضبطه ابن ماكولا «قرينة» ، وقال غيره، «مزينة» . كذا فِي نسخة صحيحة
«بتاريخ نسف» للمستغفري، وكذا فِي نسخة «بصحيح البخاري» . أبو طلحة
البزدويّ النسفي الدِّهْقان. ويقال فيه: البزديّ.
دِهْقان قرية بَزْدَة.
وثقه ابن ماكولا وقال [2] : كان آخر من حدَّث «بالجامع الصحيح» عن
البخاريّ.
قال جعفر المستغفريّ: يضعفون روايته من جهة صِغَره حين سمع.
ويقولون: وُجد سماعه بخطّ جعفر بن محمد مولى أمير المؤمنين دِهْقان
توين.
وقرءوا كلّ الكبار من أصل [3] حماد بن شاكر.
وسمع منه أهل بلده، وصارت إليه الرحلة في أيّامه. ثمّ قال المستغفريّ:
ثنا عنه أَحْمَد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن عليّ بن الحُسين.
ومات سنة تسعٍ وعشرين.
471- موسى بن عيسى بن مهديّ.
أبو القاسم الدّبّاغ.
سمع: أبا أُميّه الطَّرَسُوسيّ.
مات في شوّال بمصر.
- حرف الياء-
472- يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول التَّنُوخيّ الأزرق [4] .
الكاتب.
بغداديّ الدّار، أنباريّ المولد.
__________
[1] انظر عن (منصور بن محمد) في:
الإكمال 7/ 243، والتقييد لابن النقطة 452، 453 رقم 604، والمشتبه في
أسماء الرجال 1/ 33، وسير أعلام النبلاء 15/ 279، 280 رقم 123، وتبصير
المنتبه 1/ 141، ولسان الميزان 6/ 100.
[2] في الإكمال.
[3] في التقييد 452: «وقرءوا كله من أصل» .
[4] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في:
(24/274)
وُلِد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
وسمع: جدّه، والزّبير بن بكّار، وبشر بن مطر، ويعقوب بن شيبة
السَّدُوسيّ، والحسن بن عَرَفَة، وجماعة.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وأبو الحُسين بن
المتيمّ، وإبراهيم بن عبد الله بن خُرْشِيد قوله، وآخرون.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعتُ أبي يقول: خرج عن يدي إلى سنة خمس عشرة
وثلاثمائة نيفٌ وخمسون ألف دينار في أبواب البِر [1] .
قال أبو القاسم التَّنُوخيّ: كان كاتبًا جليلًا، متصرفًا. وكان
متخشّنًا في دِينه، أمارًا بالمعروف [2] .
تُوُفّي في آخر السنة.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ أبو
محمد المقدسيّ سنة خَمْسِ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنَا عَلِيُّ بن محمد، ثنا عُبَيْد الله بن
أبي مسلم، ثنا يوسف بن يعقوب الأزرق، ثنا بِشْر بن مطر، ثنا سفيان، عن
أبي نجيح، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: لا
يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ
ظُلِمَ 4: 148 [3] . قال: ذلك في الضيافة. إذا أتيت رجلًا فلم يُضِفْك،
فقد رُخص لك أن تقول.
__________
[ () ] أخبار الراضي والمتقي 213، ومعجم الشيوخ لابن جميع 373، 374 رقم
364، وتاريخ بغداد 14/ 321، 322، رقم 7644، والأنساب 1/ 200، 201،
والمنتظم 6/ 325، والعبر 2/ 219، وسير أعلام النبلاء 75/ 289 رقم 131،
ومرآة الجنان 2/ 296، والبداية والنهاية 11/ 201، والجواهر المضية 2/
234، وشذرات الذهب 2/ 324.
[1] تاريخ بغداد 14/ 321، 322.
[2] تاريخ بغداد.
[3] سورة النساء، الآية 148.
(24/275)
سنة ثلاثين
وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
473- أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير الأزديّ.
عن: أبيه، وعمّه خطّاب.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وغيره بدمشق.
474- أحمد بن أَحَيْد بن فَرِينام.
أبو محمد الورّاق.
سمع: أبا عيسى التِّرْمِذيّ، وعُبَيْد الله بن واصل البخاريّ.
وعنه: أهل ما وراء النهر.
475- أحمد بن سليمان بن فَرِينام البخاريّ.
عن: أبي صفوان إسحاق بن أحمد السلميّ، وعُبَيْد الله بن واصل، وجماعة.
وعنه: حفيده عبد الرحمن بن محمد، وسهل بن عثمانٍ السُّلَميّ.
476- أحمد بن عُبادة بن عَلْكَدَة [2] .
أبو عَمْر الرُّعَيْنيّ القُرْطُبيّ.
سمع: محمد بن وضّاح، والخشنيّ.
__________
[1] كتب بجانبها في الأصل: «سنة 330» .
[2] انظر عن (أحمد بن عبادة) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 34 رقم 105، وجذوة المقتبس 140 رقم 238، وبغية
الملتمس 198 رقم 450.
(24/276)
وحج فسمع من ابن المنذر كتابة في الاختلاف.
تُوُفّي في رجب [1] .
477- أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل النَّيْسابوريّ.
أبو حامد الْجُلُوديّ.
سمع: أيّوب بن الحسن، ونحوه.
وعنه: أبو سَعِيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عبد الله العلويّ.
478- أحمد بن ماجد بن عَمْرَوَيْه.
أبو حامد البخاري المتكلّم.
روى عن: سُفْيان بن عبد الحكيم، وغيره.
وعنه: سهل بن عثمانٍ السُّلَميّ البخاريّ.
479- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصلحيّ [2] .
أبو عبد الله.
عن: أبي أُميّة، ويزيد بن محمد الرُّهاويّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وجماعة.
عاش إحدى وثمانٍين سنة.
480- أحمد بن محمد بن ميمون بن هارون بن مَخْلَد [3] .
أبو الحُسين البغداديّ الكاتب.
ولي الوزارة للمتقي للَّه ابن المقتدر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فبقي
شهرًا وعُزِل، فنُصب أبو عبد الله البريديّ.
ومات بعد أشهر في المحرَّم مسجونًا، وله خمسون سنة.
__________
[1] في المصادر إن وفاته سنة 332 هـ.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الصلحي) في:
تاريخ بغداد 4/ 385، 386 رقم 2267.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن ميمون) في:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 122 وفيه «أحمد بن ميمون» ، وتجارب
الأمم 1/ 11، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 39، 98- 100، 151، والوزراء
للصابي 163، 164، والكامل في التاريخ 8/ 372، 373، والفخري 284، وخلاصة
الذهب المسبوك 255.
(24/277)
481- أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال [1] .
أبو حامد النَّيْسابوريّ، ويُعرف بالخشاب لسكناه بالخشابين.
سمع: الذُهْليّ، وعبد الرحمن بن بِشْر، وأحمد بن يوسف.
وبالحجاز: الحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وبحر بن نَصْر الخَوْلانيّ،
وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وعاصم بن يحيى
الزّاهد، والحسين بن محمد الستوري، وطائفة سواهم.
تُوُفّي يوم عيد الأضحى.
وقد رآه أبو عبد الله الحاكم ولم يسمع منه.
482- أحمد بن محمود بن طالب بن حِيت [2] ، بحاء مهملة وياء ساكنة ثمّ
تاء مثناة، ابن موسى.
أبو حامد البخاري الصّرّام.
حدَّث عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي حفص، ويعقوب بن عرمل.
توفي بعد الثّلاثين وثلاثمائة وكتب هنا سهوا.
روى عنه: سهل بن عثمان السلمي.
عاش مائة وخمسين سنة.
483- إسحاق بن محمد [3] .
أبو يعقوب النّهر جوريّ الصّوفيّ. أحد المشايخ. صحب الجنيد، وعمرو ابن
عثمان المكّيّ، وجاور بمكة مدّة، وبها مات.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في:
الأنساب 5/ 120، والعبر 1/ 221، وسير أعلام النبلاء 15/ 284، 285 رقم
127، والبداية والنهاية 11/ 204.
[2] انظر عن (أحمد بن محمود) في:
المشتبه في أسماء الرجال 1/ 180 و 273.
[3] انظر عن (النهرجوري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 378- 381، وحلية الأولياء 10/ 356، والرسالة
القشيرية 27، والمنتظم 6/ 326، 327، والعبر 2/ 221، وسير أعلام النبلاء
15/ 232، 233 رقم 89، ومرآة الجنان 2/ 297، والبداية والنهاية 11/ 203،
والوافي بالوفيات 8/ 423، 424، وطبقات الأولياء 105، 106، والنجوم
الزاهرة 3/ 275، وشذرات الذهب 2/ 325، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 195،
والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 130.
(24/278)
قال أبو عثمان المغربي: ما رأيت في مشايخنا
أنور من النّهر جوريّ [1] .
قَالَ السُّلَميّ [2] : سمعتُ محمد بْن عَبْد الله الرّازيّ: سمعت أبا
يعقوب النّهرجوريّ يقول في الفناء والبقاء: هو فناء رؤية قيام العبد
للَّه، وبقاء رؤية قيام الله في الأحكام.
وعنه قال: الصدق موافقة الحقّ في السّرّ والعلانيّة، وحقيقة الصدق
القول بالحقّ في مواطن الهلكة [3] .
وقال إبراهيم بن فاتك: سمعتُ أبا يعقوب يقول: الدنيا بحرٌ، والأخرة
ساحل، والمركب التقوى، والناس سَفّرٌ.
وعنه قال: اليقين مشاهدة الإيمان بالغيب [4] .
أرّخ موته أبو عثمانٍ المغربيّ.
- حرف الباء-
484- بدر الخَرْشَنيّ [5] .
الأمير، حاجب المتّقي للَّه.
هرب إلى الشّام لمّا غلب محمد بن رائق على بغداد فأكرمه الإخشيد وولاه
إمرة دمشق فَوَلِيَهَا في هذه السنة شهرين، ومات، فولي بعده الحُسين بن
لؤلؤ.
- حرف التاء-
485- تَبُوك بن أحمد بن تَبُوك بن خالد [6] .
أبو محمد السّلميّ، مولاهم الدّمشقيّ.
__________
[1] طبقات الصوفية 378.
[2] في طبقات الصوفية 378 رقم 1.
[3] طبقات الصوفية 378 رقم 2.
[4] طبقات الصوفية 380 رقم 14.
[5] انظر عن (بدر الخرشني) في:
تجارب الأمم 1/ 322، 33- 335، 338، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 8، 37،
49، 67، 100، 104، 105، 110، 118، 119، 136، 151، وزبدة الحلب 1/ 97،
98، والكامل في التاريخ 8/ 283، 307، 314، 334، 377، 391، 392.
[6] انظر عن (تبوك) في:
(24/279)
سمع: أباه، وهشام بن عمّار.
وعنه: أبو الحُسين محمد بْن عَبْد اللَّه الرازي، والحسن بن محمد بن
دَرَسْتَوَيْه.
وورّخ موته الرازيّ.
وروى الأهوازيّ عن ابن دَرَسْتَوَيْه عَنْهُ.
- حرف الجيم-
486- جعفر بن عليّ بن سهل [1] .
أبو محمد الدّقاق [2] الحافظ.
بغداديّ.
روى عن: محمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن زكريّا الغلابيّ،
وإبراهيم الحربيّ.
وعنه: أبو محمد بن ماسي، وأبو أحمد الغطريفيّ، والدّار الدّارقطنيّ،
وابن جُمَيْع الصَّيداويّ.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
قال أبو زُرْعة: محمد بن يوسف الْجُرْجانيّ كان فاسقا كذّبا.
- حرف الحاء-
487- الحسن بن الحُسين بن منصور.
أبو محمد النَّيْسابوريّ النَصْراباذيّ السَّمْسار.
أحد العُباد المشهورين بطلب العلم، المنفقين مالهم على الحديث.
سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن يوسف السُّلميّ.
وعنه: ابنه أبو الحسن، وأبو عليّ الحافظ.
__________
[ () ] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 257 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 3/
338، والعبر 2/ 221، وسير أعلام النبلاء 15/ 60 رقم 28، وشذرات الذهب
2/ 326.
[1] انظر عن (جعفر بن علي) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 240 رقم 196.
[2] الدقّاق: نسبة إلى بيع الدقيق وعمله. (اللباب 1/ 504) .
(24/280)
488- الحُسين بن أحمد بن صدقة [1] .
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ الفرائضيّ الأزرق.
سمع: محمد بن حمزة الطوسيّ، وزكريا المَرْوَزِيّ، وعباس بن محمد
الدّوريّ، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن المنادى، وكان عنده «تاريخ
أحمد بن أبي خيثمة» عَنْهُ.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وابن الصّلْت
الأهوازيّ.
قال الخطيب [2] : كان ثقة.
489- الحُسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان [3] .
أبو عبد الله الضّبّيّ البغداديّ المَحَامليّ القاضي.
وُلِد في أول سنة خمسٍ وثلاثين. وأول سماعة سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
سمع: أبا هشام الرفاعيّ، وعمرو بن عليّ الفلاس، وعبد الرحمن بن
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 257 رقم 216، وتاريخ بغداد 8/ 6، 7 رقم 4039.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (الحسين بن إسماعيل) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 72، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ
(مخطوطة المتحف البريطاني) 47 ب، ومعجم الشيوخ لابن جميع 253، 254 رقم
213، والفهرست لابن النديم 233، وأخبار الراضي للصولي 230، وتاريخ
بغداد 8/ 19- 23 رقم 4065، والمنتظم 6/ 327 رقم 533، وتاريخ دمشق
(مخطوطة التيمورية) 36/ 403، واللباب 3/ 171، والكامل في التاريخ 8/
392، والمختصر في أخبار البشر 2/ 89 وفيه: أبو بكر محمد بن عبد الله
المحاملي، والمعين في طبقات المحدّثين 11 رقم 1240، ودول الإسلام 1/
203، وسير أعلام النبلاء 15/ 258- 263 رقم 110، والعبر 2/ 222، وتذكرة
الحفاظ 824- 826، والوافي بالوفيات 12/ 341، ومرآة الجنان 2/ 297،
والبداية والنهاية 11/ 203، 204، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 384 رقم
1028، وشذرات الذهب 2/ 326، والأعلام 2/ 251، ومعجم المؤلفين 3/ 315،
وتاريخ التراث العربيّ 1/ 452، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 2/ 138، 139 رقم 476، وكشف الظنون 588 و 1417 و 1418، وديوان
الإسلام 4/ 209 رقم 1945، وطبقات الحفّاظ 343.
(24/281)
يونس السّرّاج، وزياد بن أيوب، ويعقوب
الدّورقيّ، وأحمد بن المقدام، وأحمد ابن إسماعيل السّهميّ، وخلقا
كثيرا.
وروى عنه: دَعْلَج، والدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وإبراهيم بن خرشيد
قولة، وابن الصلت الأهوازيّ، وأبو عمر بن مهديّ، وأبو محمد بن
البَيِّع.
قال الخطيب [1] : كان فاضلًا ديِّنًا صادقًا، شهد عند القضاة، وله
عشرون سنة. وولي قضاء الكوفة ستين سنة.
وقال ابن جُمَيْع: عند المَحَامليّ سبعون رجلًا من أصحاب ابن عُيَيْنَة
[2] .
وقال أبو بكر الداوُديّ: كان يحضر مجلس المَحَامليّ عشرة آلاف رجل [3]
.
استعفى من القضاء قبل سنة عشرين وثلاثمائة، وكان محمودًا في ولايته.
عقد سنة سبعين ومائتين في داره مجلسًا للفقه، فلم يزل أهل العلم والنظر
يختلفون إليه [4] .
وقال محمد بن الحُسين الإسكاف: رأيتُ في النوم كأنَ قائلًا يقول: إنّ
الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمَحَامليّ [5] .
آخر من روى عن المَحَامليّ عاليًا سِبْط السِّلَفيّ، وبالإجازة ابن عبد
الدائم. ولعله قد تفرد بالرواية عن مائة شيخ.
ومن شيوخه: البخاريّ، وأبو حاتم، والحسن بن الصّبّاح البزّار، والحسن
الزّعفرانيّ، ومحمد بن المُثنى الزَّمِن، ومحمد بن الوليد البُسريّ،
ومحمد بن عبد الله المخرَّميّ، وطبقتهم.
وأوّل سماعه في سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
قال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعتُ ابن شاهين يقول: حضر معنا ابن
__________
[1] في تاريخه 8/ 19.
[2] تاريخ بغداد 8/ 20.
[3] تاريخ بغداد 8/ 20.
[4] تاريخ بغداد 8/ 22.
[5] تاريخ بغداد 8/ 22.
(24/282)
المظفّر مجلس المَحَامليّ، فقال لي: يا أبا
حفص، ما عدمنا من أبي محمد بن صاعد إلّا عينيه. يريد أن المَحَامليّ في
طبقة ابن صاعد.
أملى المَحَامليّ مجلسًا في ثاني عشر ربيع الآخر من السنة، ثمّ مات بعد
ذلك المجلس بأحد عشر يومًا رحمه الله.
حديثه بعُلُوٍّ عن سِبْط السَّلَفيّ.
490- الحُسين بْن محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو عَبْد الله التّميميّ البقال الدّمشقيّ.
روى عن: أبي زُرْعة الدّمشقيّ، وزكريا خياط السّنّة.
روى عنه: أبو الحسين الرازي، وأبو سليمان بن زبر.
- حرف الخاء-
491- خليل بن إبراهيم الأندلسي [2] .
يروي عن: عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى، وغيره.
وكان عبدًا صالحًا.
- حرف الزاي-
492- زكريّا بن أحمد ابن المحدث يحيى بن موسى ختّ [3] .
أبو يحيى البلخيّ.
ولي قضاء دمشق أيّام المقتدر.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 358.
[2] انظر عن (خليل بن إبراهيم) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 140 رقم 420، وجذوة المقتبس 212 رقم 427، وبغية
الملتمس 290 رقم 724.
[3] انظر عن (زكريا بن أحمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 384، 385، والعبر 2/ 222، وسير أعلام النبلاء 15/
293، 294 رقم 135، والبداية والنهاية 131، 204، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 3/ 398، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 11/ رقم 56، والعقد
المذهب لابن الملقّن 92، وشذرات الذهب 2/ 326، 327، وقضاة دمشق 28،
وطبقات الشافعية لابن هداية الله 64، وديوان الإسلام 1/ 322 رقم 506،
والأعلام 3/ 81.
(24/283)
وحدَّث عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم
الرازيّ، وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري، وعبد الصّمد بن الفضل
البلْخيّ، ومحمد بن الفضل البخاري، ومحمد بن سعد العوفيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الحسين الرّازيّ، وأبو بكر وأبو زُرْعة أبنا أبي دجانة، وأبو
بكر ابن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وخلق
كثير.
وكان من كبار الشّافعيّة وأصحاب الوجوه.
تكرر ذكره في «المهذب» و «الوسيط» .
فمن غرائبه: أنّ القاضي إذا أراد نكاح مَن لا وليّ لها لهُ أن يتولّى
طرَفيّ العقد.
قال الرّافعيّ: يقال إنّه لمّا كان قاضيًا بدمشق تزوَّج امرأة ولّي
أمرها لنفسه.
ومن غرائبه قال: لو شرط في القراض أن يعمل ربُّ المّال مع العامل جاز.
حكاه عنه العّباديّ في الرقم له.
- حرف العين-
493- عبد الله بن باذان [1] .
أبو محمد الإصبهانيّ المقرئ.
قرأ على: محمد بن عبد الرّحيم.
وحدَّث عن: جعفر بن الصّبّاح، وغيره.
وعنه: أبو سنم بن شهدل.
تُوُفّي في شعبان [2] .
494- عبد الله بن يونس بن محمد بن عُبَيْد الله [3] .
أبو محمد القبْريّ الأندلسيّ المرّاكشيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن باذان) في:
غاية النهاية 1/ 410، 411 رقم 1746.
[2] وقع في غاية النهاية 1/ 411: «ما سنة ثلاث وثلاثمائة في شعبان» ،
وهذا غلط، والصحيح:
«سنة ثلاثين» .
[3] انظر عن (عبد الله بن يونس) في:
(24/284)
أصله من قَبْره.
سمع الكثير من: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن عبد السّلام الخشنيّ،
وجماعة.
وسمع النّاس عنه كثيرا.
قال ابن الفرضيّ: ثنا عنه جماعة، وتُوُفّي في رمضان عن 77 سنة.
495- عبد الرحمن بن عبد الله بن هاشم [1] .
أبو عيسى الأنباريّ.
عن: إسحاق بن سيّار النَّصِيُبيّ، وإسحاق بن خالد البالسيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والجراحيّ، وابن الثّلّاج.
496- عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر [2] .
أبو هاشم [3] الحضْرميّ الحمصيّ.
حدَّث في عدّة مدن عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، ومحمد بن عَوْف
الحمصيَّينْ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين، وابن جامع الدّهّان، وابن
الصلت الأهوازيّ، وأبو عَمْر الهاشمي، وابن جُمَيْع الغسانيّ.
قال الخطيب [4] . كان ثقة، مات بالبصرة فيما بلغني، وله بضع وتسعون
سنة.
__________
[ () ] تاريخ علماء الأندلس 1/ 226 رقم 680، وجوه المقتبس 266، 267 رقم
572، وبغية الملتمس 352 رقم 961.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 10/ 289 رقم 5419.
[2] انظر عن (عبد الغافر بن سلامة) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 319 رقم 288، وتاريخ بغداد 11/ 136- 138، وتاريخ
دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 203 أ، 203 ب، والمنتظم 6/ 328 رقم 536،
وسير أعلام النبلاء 15/ 294 رقم 136، والعبر 2/ 222، والبداية والنهاية
11/ 402، وشذرات الذهب 2/ 327.
[3] في المنتظم: «ابن هاشم» وهو وهم.
[4] في تاريخه.
(24/285)
497- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
أَبِي حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيُّ [1] .
أَبُو الْعَبَّاسِ الزَّيَّاتُ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ، وَالْحَسَنَ بْنَ أَبِي الرَّبِيعِ،
وَحَفْصَ بْنَ عَمْرٍو الرَّبَالِيَّ، وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ، وَأَبُو حَفْصِ بْن شَاهِينَ، وَأَبُو
الْفَضْلِ محمد بْنُ الْمَأْمُونِ، وَمحمد بْنُ نَجَاحٍ، وَمحمد بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ.
وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ [2] .
وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْأُولَى.
أخبرنا ابن الْقَوَّاسِ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا،
أَنَا جَمَالُ الْإِسْلَامِ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا
ابْنُ جُمَيْعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا حَفْصُ
بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ» [3] .
498- عبد الملك بن محمد بن بكر السعدي الأندلسي [4] .
سمع الكثير من: ابن لُبانة الأندلسي، وغيره.
وارتحل إلى المشرق، فسمع من: يحيى بن صاعد، وطبقته.
وصنَّف في نصرة مالك.
ومات كهلا.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن أحمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 313، 314 رقم 284، وتاريخ بغداد 10/ 429، 430
رقم 5588، والعبر 2/ 223، وشذرات الذهب 2/ 327.
[2] في تاريخه.
[3] أخرجه أبو داود في الأشربة (3728) باب: في النفخ في الشراب
والتنفّس فيه. والترمذي في الأشربة (1889) باب ما جاء في كراهية النفخ
في الشراب، وإسناده صحيح. وقال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح. ورواه البزّار عن أبي هريرة، وإسناده حسن. (الذهب
الإبريز شرح المعجم الوجيز للقاوقجي- ص 343، 344) . وهو في معجم الشيوخ
لابن جميع بسنده ونصّه 314.
[4] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 273 رقم 820، وجذوة المقتبس 287 رقم 635، وبغية
الملتمس 382، رقم 1073 وفيها كلها: «عبد الملك بن العباس بن محمد بن
السعدي» .
(24/286)
499- عليّ بن الحسن بن سليمّان بن شعيب
الكيسانيّ.
روى عن: جدّه، وغيره.
وكان ثقة، فقيرًا مؤدبًا.
مات في شعبان. قاله ابن يونس.
500- عليّ بن محمد بن عُبَيْد بن عبد الله بن حساب [1] .
أبو الحسن البغداديّ البزاز الحافظ.
سمع: عبّاسًا الدوريّ، والحنينيّ، وأحمد بن أبي غَرْزَةَ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع. وأبو الحُسين بن المتيم، وغيرهم.
قال الخطيب [2] : كان ثقة عارفًا.
تُوُفّي في شوّال. وقد ولد سنة [اثنتين] [3] وخمسين ومائتين.
وروى عن خلْقٍ سوى مَن ذكرنا.
501- عَمْر بن سهل بن إسماعيل [4] .
أبو بكر القرمِيسينيّ الدّيَنَوريّ الحافظ.
سمع: الحسن بن سلّام السّوّاق، وإبراهيم بن أبي العنبس، وأبا قلابة
الرَّقاشي.
وعنه: صالح بن أحمد الهمذانيّ، وابن تركان، والهمدانيّون.
وكان ثقة عارفا بالفنّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عبيد) في:
أخبار الراضي والمتقي 230، ومعجم الشيوخ لابن جميع 324، 325 رقم 297،
وتاريخ بغداد 12/ 73، 74 رقم 6480، والعبر 2/ 223، وسير أعلام النبلاء
15/ 386 رقم 129 و 15/ 356 رقم 179، وتذكرة الحفاظ 3/ 836، وطبقات
الحفاظ 347، وشذرات الذهب 2/ 327.
[2] في تاريخه 12/ 73.
[3] في الأصل بياض، والمستدرك من تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (عمر بن سهل) في:
تذكرة الحفّاظ 3/ 879.
(24/287)
- حرف الميم-
502- محمد بن أحمد بن صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بْن حنبل [1] .
أبو جعفر الذّهليّ الشيبانيّ.
سمع: أباه، وعمه زهيرًا، وإبراهيم بن خالد الهسنجانيّ.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندونيّ، وأبو بكر الورّاق،
والدَّارَقُطْنيّ.
503- محمد بن أحمد بن عَمْرَوَيْه [2] .
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ البيليّ، بباء موحدَّة، المعدّل.
سمع: عليّ بن الحسن الدرابجردي، ومحمد بن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
وعنه: أبو أحمد محمد بن الفضل، وغيره.
504- محمد بن إبراهيم بن عليّ العلويّ الحسينيّ.
أبو جعفر.
حدث عن النسائي، وغيره بمصر.
505- محمد بن بدر بن عبد العزيز المصري [3] .
قاضيها.
روى عن: عليّ بن عبد العزيز البغويّ.
وولي قضاء مصر.
كتب عنه: أبو الحُسين الرازي، وأبو سعيد بن يونس. وكان أبوه روميًّا
صَيْرفيًّا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 1/ 309 رقم 178.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمرويه) في:
تاريخ بغداد 1/ 326 رقم 231، والإكمال لابن ماكولا 1/ 402، والأنساب 2/
377، واللباب 1/ 201، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 108، وتوضيح المشتبه
1/ 685.
[3] انظر عن (محمد بن بدر) في:
الولاة والقضاة للكندي 486، 488- 490، 533، 540، 542، 546، 550- 552،
557- 562، 564، 7566، 570، 573، وحسن المحاضرة 2/ 90.
(24/288)
وتفقّه على مذهب أبي حنيفة.
وأخذ عن: الطَّحاويّ.
وكان ثقة.
روى «غريب الحديث» لأبي عُبَيْد، عن عليّ، عنه.
وحَّدث بدمشق، وولي قضاء مصر ثلاث مرات.
أخباره في آخر الطبقة.
506- محمد بن خالد بن وهْب بن الصغير [1] .
أبو بكر السهميّ القُرْطُبيّ.
سمع: أباه، ومحمد بن وضّاح.
وكان حافظا للفقه، يعتمد على قول ابن المّاجِشُون.
507- محمد بن رائق [2] .
أبو بكر الأمير ابن الأمير أبي مسلم المعتضديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن خالد) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 49 رقم 1226، وجذوة المقتبس 53، 54 رقم 44،
وبغية الملتمس 72 رقم 103.
[2] انظر عن (محمد بن رائق) في:
أخبار الراضي والمتقي للصولي 230، وتكملة تاريخ الطبري للهمذاني 69،
74، 80، 84، 90، 92- 94، 96، 96 98- 106، 108- 110، 112، 117، 124-
128، 132، 137، 177، وصلة تاريخ الطبري لعريب 125، 128، 136، 137، 142،
149، 150، ومروج الذهب 2663، 3509، 3534، 3599، 3604، 3605، والمحمدون
رقم 284، وولاة مصر للكندي 306- 309، والولاة والقضاة، له 288- 291.
561، ونشوار المحاضرة للتنوخي 19/ 38 و 2/ 55، 121، 221، 222، 336 و 3/
284 و 4/ 75 و 5/ 81، 83 و 6/ 11، و 8/ 25، 134، والفرج بعد الشدّة، له
1/ 31، 221، 230، 232 و 2/ 58، 242، 252 و 4/ 28، 235، وتجارب الأمم 1/
327، 331، 332، 335، 350- 352، 356 وما بعدها، والعيون والحدائق ج 4 ق
2/ 35- 38، 42- 49، 54- 68، 73- 79، 106- 120، 153، والهفوات النادرة
167، والإنباء في تاريخ الخلفاء 84، 159، 163- 165، 169، 170، وتاريخ
حلب للعظيميّ 288، 289، والكامل في التاريخ 8/ 382، 383، وتاريخ
الأنطاكي (بتحقيقنا) 22. 29، 36- 38، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
37/ 511، وديوان المتنبّي، بشرح البرقوقي 1/ 136، وزبدة الحلب 1/ 90،
100، 102، 104، والفخري 282، وتاريخ مختصر الدول 163، 164، ومخصر
التاريخ لابن الكازروني 175، وخلاصة الذهب المسبوك 241، 242، ووفيات
الأعيان 5/ 114- 118، والمختصر-
(24/289)
كان بطلًا شجاعًا مقدامًا، وافر الحُرْمة،
عظيم السَطْوة، عالي الهمّة. قدِم دمشق، وأخرج عنها بدرًا الإخشيديّ،
فأقام أشهرًا، ثمّ توجّه إلى مصر، فالتقى هو ومحمد بن طُغْج الإخشيد
صاحب مصر، فهزمه الإخشيد، ورجع ابن رائق فأقام بدمشق أشهُرًا، ثمّ سار
إلى الموْصِل قاصدًا بغداد، فدخلها وخلع عليه المتّقي للَّه خلعة
الإمارة وألبسه الطَّوْق والسوار، وقلده الأمور.
ثمّ خرج مع المتّقي للَّه إلى المَوْصل لحرب ناصر الدّولة الحسن بن عبد
الله بن حمدان. وجَرَت له أمور طويله. وقُتِل بالموصل كما ذكرنا في
الحوادث.
قال الصوليّ: أنشدنا الأمير محمد بن رائق في فتاه مشرِق:
يَصْفَرُّ لوْني إذا بصُرْتُ به ... خوفًا ويحمرّ وجهه خجلًا [1]
حتّى كأنّ الّذي بوجنته ... من دم قلبي إليه قد نقلا
508- محمد بن عبد الله بن قرن [2] .
أبو عبد الله الفَرَغانيّ الورّاق، المعروف بأخي أرغل.
سكن دمشق، وحدَّث عن: عليّ بن حرب، وعبّاس التّرقفيّ، وعبّاس الدّوريّ،
وأبي قلابة.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الله بن محمد بن أيّوب الحافظ، وشافع ابن
محمد الإسفرائينيّ، وعبد المحسن بن عَمْر الصّفّار، وعبد الوهّاب
الكِلابيّ.
تُوُفّي في ذي القعدة بدمشق.
509- محمد بن عبد الله [3] .
أبو بكر الصّيرفي البغداديّ.
تفقّه على ابن سريج.
__________
[ (-) ] في أخبار البشر 2/ 89، ودول الإسلام 1/ 203، وسير أعلام
النبلاء 15/ 325، 326 رقم 160، والبداية والنهاية 11/ 204، والوافي
بالوفيات 3/ 285، ومآثر الإنافة 1/ 287- 289، 291، 295، والنجوم
الزاهرة 3/ 275، 276، والأعلام 6/ 308.
[1] ورد هذا البيت في (الكامل في التاريخ) 8/ 383 هكذا:
يصفرّ وجهي إذا تأمّله ... طرفي ويحمرّ وجهه خجلا
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن قرن) في:
تاريخ دمشق 37/ 242 (مخطوطة التيمورية) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله الصيرفي) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبادي 69، وتاريخ بغداد 5/ 449، 450 رقم 2977،
وطبقات الفقهاء للشيرازي 91، والأنساب 8/ 361، ووفيات الأعيان 3/ 337،
والكامل في التاريخ 8/ 392،
(24/290)
قيل: كان أعلم النّاس بالأصول بعد
الشّافعيّ. وله كتاب في الشروط في غاية الحُسن.
وله مصنَّفات في أصول المذهب وفروعه.
وكان صاحب وجه.
سمع: أحمد بن منصور الرّماديّ.
روى عنه: عليّ بن محمد الحلبيّ، وسمع منه بمصر.
وتُوُفّي في رجب.
ومن غرائب وجوهه إيجاب الحدّ على مَن وطئ في النكاح بلا وليّ إذا كان
يعتقد تحريم ذلك.
510- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْم [1] .
أبو بكر الحِمْيرَيّ. مولاهم المصريّ النّحويّ المعروف بالملطيّ.
إمام جامع عمرو بن العاص.
روى عن: بكّار بن قُتَيْبة، وإبراهيم بن مرزوق، وجماعة.
وكان ربّما تمنّع من الرواية. وكان يُعلم أولاد الملوك النَّحْو.
تُوُفّي في ربيع الآخر. قاله ابن يونس.
511- محمد بن المحدَّث عبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ.
أبو ذَرّ.
وُجِد مقتولًا بنهر بلْخ في شوّال.
512- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج [2] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن هلال.
__________
[ () ] ومرآة الجنان 2/ 297، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 117،
118 رقم 74.
وشذرات الذهب 2/ 325.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله الحميري) في:
بغية الوعاة 1/ 143، 144 رقم 239.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 50، وجذوة المقتبس للحميدي 63،
وبغية الملتمس للضبيّ 102 وتذكرة الحفاظ 3/ 836، 837، وسير أعلام
النبلاء 15/ 241- 243 رقم 96،
(24/291)
ورحل سنة أربعٍ وسبعين مع قاسم بن أصْبغ
فسمع: أحمد بن أبي خَيْثَمة، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن الْجَهْم
السّمري، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ،
وجعفر بن محمد بن شاكر، وعليّ بن عبد العزيز البغوي، والمطلب بن شعيب
المصريّ، وجماعة.
وكان مفتيًا، فقيهًا، مشاورًا، مالكيًا، حافظًا، ثقة.
صنف كتابًا على «سُنَن أبي داود» كما فعل ابن اصبغ.
وذهب بصره في أواخر أيّامه.
مولده سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وتُوُفّي في منتصف شوّال.
روى عنه: عباس بن أصبغ الحجازيّ، وابنه أحمد بن محمد، وطائفة بالأندلس.
اشتهر ذكره، وولي الصلاة بقُرْطُبة بعد أحمد بن بَقِيّ.
513- محمد بن عُبَيْد الله بن زياد البغداديّ [1] .
أبو أحمد، يُعرف بابن زبورا.
سمع: أبا بكر بن أبي الدّنيا، وتمتام، وجعفر بن محمد بن كزال.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
514- محمد بن عَمْر بن حفص [2] .
أبو جعفر الْجُورجيري الإصبهانيّ.
سمع: إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن الفيض، ومسعود بن يزيد
القطّان، ومحمد بن عاصم الثقفي، وحجاج بن يوسف بن قتيبة، وإبراهيم ابن
عبد الله الجمحيّ.
__________
[ () ] والعبر 2/ 223، ومرآة الجنان 2/ 297، 298، والوافي بالوفيات 4/
37، والديباج المذهب 320، وطبقات الحفاظ 347، 348، وشذرات الذهب 2/
327، 328، والرسالة المستطرفة 30.
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 332 رقم 825.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 272، والأنساب 3/ 356، وسير أعلام النبلاء 15/
271، 272 رقم 210، والعبر 2/ 223، وشذرات الذهب 2/ 328.
(24/292)
وعنه: الحافظ ابن إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو
بَكْر بْن المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعثمان البرجميّ، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
يقع حديثة عاليًا في «الثقفيّات» .
515- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة [1] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
سمع من: عمّه محمد بن عَمْر الحافظ.
ورحل، فسمع من: حماس بن مروان بالقيروان.
وكان عارفا بمذهب مالك، حافظا له.
ولي قضاء البيرة، وله مصنَّف في الفقه.
وكان جاهلا بالآثار عائبا لأهلها. لم يكن بالمرضيّ.
516- محمد بن يوسف بن بشر بن النَّضْر بن مِرداس [2] .
أبو عبد الله الهَرَوِيّ الحافظ، الفقيه الشّافعيّ.
أحد الرحّالين في العلم.
سمع: محمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ، والربيع المُراديّ، وأحمد بن
البَرْقيّ، ومحمد بن عَوف الحمصي، والحسن بن مُكْرم، والعبّاس بن
الوليد البيروتيّ، وخلقا سواهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 51، 52 رقم 1231، وجذوة المقتبس 98 رقم 163،
وبغية الملتمس 144 رقم 311 وفيه: مات بالإسكندرية سنة ثلاثين وقيل سنة
إحدى وثلاثين وثلاثمائة، والديباج المذهب 251، ومعجم المؤلفين 12/ 107،
108. وسيعيده المؤلف- رحمه الله- في الطبقة التالية، مرتين، برقم (31)
و (208) .
[2] انظر عن (محمد بن يوسف الهروي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 97، وتاريخ بغداد 3/ 405، 406، والإكمال
لابن ماكولا 4/ 227، والأنساب 389 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)
10/ 8 و 36/ 530 و 39/ 367 و 43/ 495، و (مخطوطة الظاهرية) 16/ 71 ب-
72 ب، ومعجم البلدان 3/ 402، والعبر 2/ 223، 224، وتذكرة الحفاظ 3/
837، 838، وسير أعلام النبلاء 15/ 252- 254 رقم 105، ومرآة الجنان 2/
298، والبداية والنهاية 11/ 204، والوافي بالوفيات 5/ 246، وغاية
النهاية 2/ 284، وطبقات الحفاظ 348، وشذرات الذهب 2/ 328، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 49، 50 رقم 1650.
(24/293)
وعنه: الطَّبَرانيّ، والزبير بن عبد الواحد
الأسداباذيّ، وعبد الواحد ابن أبي هاشم المقرئ، وأبو بكر الأبْهَريّ،
وآخرون.
تُوُفي في رمضان، وقد كمّل المّائة وتجاوزها بأشهر.
وآخر من حدَّث عنه: أبو بكر بن أبي الحديد.
وثقه الخطيب [1] .
- حرف الهاء-
517- هارون بن عبد الملك بن عبد الله القَيْسي الأندلسي.
يروي عن: بَقِيّ بْن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
وكان رجلًا صالحًا. مذكورٌ في «تاريخ ابن الفَرَضّي» [2] .
وهو قُرْطُبيّ. أرّخه ابن يونس أيضًا.
الكنى
518- أبو صالح العابد [3] .
وإليه يُنْسَب مسجد أبي صالح الّذي بين الجسر الغيديّ والفواخير.
صحِبَ: أبا بكر بن سيّد حَمْدَوَيْه.
حكى عنه: الموحّد بن إسحاق، وعليّ بن القجّة، وأبو بكر محمد بن داود
الدُقّيّ، وغيرهم.
واسمه مفلح بن عبد الله. ساحَ بجبل لبنان في طلب العبّاد. قال: رأيتُ
في جبل اللُّكّام رجلًا عليه مُرَقَّعة جالسًا على حجر، فقلتُ: يا شيخ
ما تصنع هاهنا؟
__________
[1] في تاريخه.
[2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هو غير
مذكور في: تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ.
[3] انظر عن (أبي صالح) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 19/ 41 أ، 41 ب، ودول الإسلام 1/ 203،
والعبر 2/ 224، وسير أعلام النبلاء 15/ 84، 85 رقم 50، ومرآة الجنان 2/
298، والبداية والنهاية 11/ 204، 205، والنجوم الزاهرة 3/ 275، والدارس
في تاريخ المدارس 2/ 102، 103، والقلائد الجوهريّة 1/ 167، وشذرات
الذهب 2/ 328.
(24/294)
قال: انظر وأرعى.
قلت: ما أرى بين يديك إلّا الحجارة، فما تنظر وترعى؟! فتغيّر وقال:
أنظر خواطر قلبي، وأرعى أوامر ربيّ. فبحقّ الّذي أظهركَ عليَّ إلا جُزت
عنّي.
فقلت له: كلمني بشيء أنتفع به حتّى أمضي.
قال: مَن لزم الباب أثبت في الخدم، ومن أكثر الذنوب أكثر النَّدم، ومَن
استغنى باللَّه أمِن العدم [1] .
وروى عنه الدُّقيّ قال: الجسم لباس القلب، والقلب لباس الفؤاد، والفؤاد
لباس الضمير، والضمير لباس السّرّ، والسّرّ لباس المعرفة.
ورّخ موتَه ابن زَبْر.
- أبو يعقوب النّهرجوريّ.
اسمه إسحاق.
مرّ [2] .
__________
[1] تاريخ دمشق 19/ 41 أ.
[2] برقم (483) .
(24/295)
من كان حيًا في هذا الوقت ولم أعرف تاريخ
وفاتِه فكتبتهم تخمينًا لا يقينًا
- حرف الألف-
519- أحمد بن جعفر بن عبد ربه الكاتب [1] .
حدَّث في سنة ثلاثين عن: عَمْر بن شَبَّة.
روى عنه: أبو القاسم بن الثّلّاج، وأبو الفتح بن مسرور.
520- أحمد بن خالد بن مُصْعَب الحزَوَّريّ.
آخر من حدَّث بالرّيّ عن محمد بن حُمَيْد الرازيّ.
وسمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهليّ.
آخر من حدَّث عنه علي بن عَمْر الفقيه بالرّيّ.
521- أحمد بن كَيْغَلَغ الأمير [2] .
وليَ نيابة دمشق. ثمّ وليَ سنة إحدى وعشرين نيابة.
وجَرَت بينه وبين محمد بن تكين حروب.
وله شعر جيّد.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن جعفر) في:
تاريخ بغداد 4/ 69 رقم 1689.
[2] انظر عن (أحمد بن كيغلغ) في:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 56، 58، 64، 70، 93، و 279، 282، وتاريخ
دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) ص 154، 155 رقم 91،
ووفيات الأعيان 5/ 62، 63، وأمراء دمشق في الإسلام 6 رقم 16، والوافي
بالوفيات 7/ 301، 302 رقم 3287، وتبصير المنتبه 1/ 258، والكامل في
التاريخ 7/ 540، 541، 552 و 8/ 93، 182، 200، 228، 229، والعيون
والحدائق ج 4 ق 2/ 36، 140، 141.
(24/296)
522- أحمد بْن مطرف البُسْتيّ القاضي [1] .
روى عن: أحمد بن عُبَيْد الله النَرْسيّ، وعبد الله بن أبي مسرة.
وعنه: عليّ بن أحمد الرفاء السّامريّ.
523- أحمد بن يعقوب [2] .
التّائب المقرئ، المحقّق أبو الطّيّب الأنطاكيّ.
رأى أحمد بن جُبَيْر، وقرأ على أصحابه.
واعتمد على أبي المغيرة عُبَيْد الله بن صدقة، فقرأ عليه بخمس روايات.
ثمّ قرأ على محمد بن حفص الخشّاب صاحب السُوسي.
وسمع من: أبي أُميّة الطّرسوسيّ، وعثمان بن خرّزاذ، وعدّة.
قال الدّانيّ: له كتاب حَسنٌ في القراءات السَّبْع، وهو إمام في هذه
الصّناعة. ضابط بصير بالعربية.
روى عنه القراءة: عليّ بن محمد بن بِشْر، وعُبَيْد الله بن عَمْر
البغداديّ، ومبارك بن عليّ.
نا أحمد بن أبي عبد الملك، نا عليّ بن محمد، نا أحمد بن يعقوب التّائب
برواية وَرْش.
وقال بعض أصحابه: لم يكن بعد ابن مجاهد أحفظ منه لحروف القرآن وعلمه.
كان إمام أهل الشّام في زمانه في القراءة.
وقد ذكر التائب في كتابه أنه أدرك أحمد بن جُبَيْر وسِنُّه نحو
العشرين، ولم أقرأ عليه.
524- أحمد بن يونس الضبي الإصبهانيّ [3] .
عن: سميّه أحمد بن يونس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مطرّف) في:
تاريخ بغداد 5/ 171 رقم 2619.
[2] انظر عن (أحمد بن يعقوب) في:
غاية النهاية 1/ 151 رقم 700 وفيه: توفي بأنطاكيّة سنة أربعين
وثلاثمائة. أقول: إن صحّ ذلك فيجب أن تحوّل ترجمته من هنا إلى الطبعة
التالية، فليراجع.
[3] انظر عن (أحمد بن يونس) في:
تاريخ بغداد 5/ 224 رقم 2701.
(24/297)
وعنه: ابن المظفر، والدّارقطنيّ.
شيخ، محله الصدق.
525- أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله [1] .
أبو عيسى الصَّيْرفيّ.
عن: أحمد بن مُلاعِب، وعبد الله بن رَوْح المدائنيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع.
526- أحمد بن عليّ بن عيسى [2] .
أبو عبد الله الرّازيّ.
قدِم بغداد، وحدَّث عن: موسى بن نَصْر، وأبي حاتم محمد بن إدريس
الرّازيَّيْن.
وعنه: عَمْر الزيات، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وأبو القاسم عُبَيْد
الله الصيدلانيّ.
بَقِي إلى سنة سبْعٍ وعشرين.
527- إبراهيم بن محمد بن عُبَيْد بن جُهَيْنَة [3] .
أبو إسحاق الشَّهْرَزُوريّ الحافظ.
سمع: أبا زُرْعة بالرّيّ، والحسن بن محمد الزّعفرانيّ ببغداد، وعمرو بن
عبد الله الأوْديّ بالكوفة، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ بمكّة،
ومحمد ابن عَوْف بحمص، والعبّاس بن الوليد ببيروت، والربيع بن سليمان
بمصر، وخلقا كبيرا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 176 رقم 124، وتاريخ بغداد 5/ 44 رقم 2402.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في:
تاريخ بغداد 4/ 309 رقم 2100.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 269 أ، 269 ب، و (مخطوطة التيمورية)
4/ 420- 423، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 287، والتدوين في أخبار قزوين 2/
126، وسير أعلام النبلاء 1/ 249، 250 رقم 103 وتذكرة الحفاظ 3/ 846،
وطبقات الحفاظ 350، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/
259 رقم 57.
(24/298)
وكان من العالمين المكثرين.
روى عنه: أهل الرّيّ، وقزوين أحمد بن عليّ بن حُبَيْش الرازيّ، وأبو
بكر بن يحيى الفقيه، وعليّ بن أحمد، وأحمد بن الحسن القزوينيان، وعمر
بن أحمد بن شجاع وغيرهم [1] .
528- إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء [2] .
أبو إسحاق الأنصاري الصَّرَفْنديّ.
سمع: بكّار بن قتيبة، وأبا أمية الطرسوسي، وجماعة.
وعنه: شهاب الصُّوريّ، وابن جُمَيْع، وعبد الله بن عليّ بن أبي
العجائز.
وصرفنده: حصنٌ بالساحل.
529- إبراهيم بن نَصْر بن عنبر الضّبي السَّمَرْقَنديّ.
سمع: عليّ بن خَشْرم، ومحمد بن عليّ بن حسن بن شقيق.
وعنه: أبو سعيد بن رُمْح النسويّ، ومحمد بن أحمد بن مُتّ الأشتيخنيّ،
وإسماعيل بن حاجب الكشّانيّ.
تُوُفّي في حدود العشرين أو بعدها.
530- إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صالح [3] .
أبو إسحاق بن الحكميّ الأستراباذيّ.
__________
[1] قال الخليل الحافظ: إنه كان يدخل قزوين مرابطا.. وروى بقزوين من
كتاب «الكبير» للشافعي،.. وحدّث بقزوين سنة ثمان وتسعين ومائتين.
(التدوين) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق) في:
الولاة والقضاة للكندي 505، 506، ومعجم الشيوخ لابن جميع 214، 215 رقم
173، والأنساب 352 أ، وبتحقيق محمد عوّامة 8/ 56، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 4/ 137، و 5/ 491 و 23/ 122، 123، و 36/ 530، و 10/ 239
(بتحقيق محمد أحمد دهمان) ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 198، واللباب 2/ 239،
ومعجم البلدان 3/ 402، وسير أعلام النبلاء 15/ 560، 561 رقم 334،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 211، 212 رقم 10.
[3] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 119 رقم 407، والمغني في الضعفاء 1/
87 رقم 708، وميزان الاعتدال 1/ 247 رقم 938، ولسان الميزان 1/ 434 رقم
1346 وفيه:
إسماعيل بن محمد أبو إسحاق الحكمي، عن الزيادي ... وهذا وهم.
(24/299)
عن: أحمد بن منصور الرماديّ، وسعدان بن
نَصْر.
وعنه: محمد بن جعفر المستغفريّ، وأبو أحمد بن عديّ.
قال جعفر المستغفريّ: متهم بالكذب، لا يُحْتَجّ بحديثه.
531- إسماعيل بن هارون البزاز [1] .
عن: الحسن بن أبي الربيع، وجماعة.
وعنه: الدّارقطنيّ، ومحمد بن أحمد بن عبدان.
- حرف الثاء-
532- ثواب بن يزيد بن ثواب [2] .
أبو بكر الموصليّ.
عن: محمد بن أحمد بن المُثَنّى، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي
يَعْلَى.
وعنه: ابن عديّ، وابن المقرئ، وأبو بكر بن شاذان.
وحدَّث بمصر، ومكّة.
- حرف الجيم-
533- جعفر بن سليمان- أبو أحمد المشحلائيّ [3] الحلبيّ.
سمع الحروف من أبي شعيب السُّوسيّ. وهو آخر أصحابه وفاةً.
روى عنه القراءة: أبو الطّيّب عبد المنعم بن غلْبُون، وعبد الله بن
مبارك.
وهو من قرية مشحلايا [4] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن هارون) في:
تاريخ بغداد 6/ 301 رقم 3341.
[2] انظر عن (ثواب) في:
تاريخ بغداد 7/ 148 رقم 3602.
[3] لم ترد هذه النسبة في كتب الأنساب.
[4] هكذا في الأصل، وفي: معجم البلدان 5/ 132: مشحلا: بالحاء المهملة،
والقصر: قرية من نواحي عزاز من أعمال حلب. يقال إن فيها قبر داود عليه
السلام.
(24/300)
534- جعفر بن محمد بن عليّ الهمدانيّ [1] .
المعروف بالمليح.
روى عن: أبي حاتم الرازيّ، وهلال بن العلاء، وابن ديزيل، وأحمد بن محمد
بن يحيى بن حمزة، وخلق كثير.
روى عنه: أبو يعلى عبد الله بن محمد الصَّيْداويّ، وأحمد بن عُتْبَة
الْجَوْبريّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ.
- حرف الحاء-
535- الحسن بن محمد بن سعدان [2] .
أبو عليّ العرزميّ.
كوفيّ.
سمع: الحسن بن علي بن عفان.
وعنه: عَمْر الكتانيّ، وابن الْجُنْديّ، والدَّارَقُطْنيّ في سُننِه،
وجماعة.
536- الحسن بن عليّ بن يحيى [3] .
أبو عليّ البَجَليّ الشعرانيّ الطَّبَرانيّ المقرئ.
عن: أحمد بن شيبان الرّمليّ، ومحمد بن خَلَف العسقلانيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن أبي الحديد السُّلميّ، وآخرون.
537- الحسن بن الوليد بن موسى الكِلابيّ [4] .
الدّمشقيّ المعدّل المعروف بابن الأبرش.
روى عن: بكّار بن قُتَيْبة القاضي، وأبي زُرْعة الدّمشقيّ، وجماعة.
روى عنه: ابنه عبد الوهّاب الكلابيّ، وصالح بن عبد الله المستملي.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 239، 240 رقم 195.
[2] انظر عن (الحسن العرزميّ) في:
تاريخ بغداد 7/ 418 رقم 3975.
[3] لم يذكره ابن الجزري في: غاية النهاية. وهو في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 236.
[4] انظر عن (الحسن بن الوليد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 255.
(24/301)
538- الحُسين بن عيسى العرقيّ [1] .
أبو الرّضا.
روى عن: يوسف بن بحر، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وجماعة.
روى عنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو بكر بن شاذان، وعلي بن محمد ابن
إسحاق الحلبي.
539- الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي [2] .
ابن البقال، أبو عبد الله.
روى عن: أبي زرعة البصريّ.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وغيره.
540- الحسين بن محمد بن أحمد [3] .
أبو عبد الله قاضي طرابلس.
روى عن: أنس بن السَلْم، وغيره.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وقد روى عن عبد الرحمن بن جبير، عن سفيان بن عُيَيْنَة.
وحدَّث في سنة ثمانٍ وعشرين.
541- الحُسين بن محمد بن عبد الله بن عبادة.
أبو القاسم العِجْلي الواسطي.
حدَّث ببغداد عن: هلال بن العلاء، وأحمد بن عبد الوهّاب الحوطيّ، وأبي
أسامة الحلبيّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عيسى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 260، 261 رقم 220، والإكمال 6/ 317، والأنساب
389 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 179 و 36/ 282، وتهذيب
تاريخ دمشق 4/ 349، ومعجم البلدان 4/ 109، وإعلام النبلاء، بتاريخ حلب
الشهباء 4/ 65، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/
157، 158 رقم 499.
[2] انظر عن (الحسين بن محمد الدمشقيّ) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 358.
[3] انظر عن (الحسين بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 10/ 272 و 11/ 182، 183، وتهذيب تاريخ
دمشق 4/ 351، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 165
رقم 508.
(24/302)
وعنه: أبو حفص الكتاني، ويوسف القواس.
ثقة.
- حرف الدال-
542- دينار بن بنان بن دينار الرملي الجوهري [1] .
الشاهد.
حدث عن: جعفر بن سليمان النَّوفليّ، والحسن بن جرير الصُّوريّ،
وغيّرهما.
وعنه: عَمْر بن عبد الله الرّمليّ، وأبو الحُسين الكَرْخيّ.
وبنان: بنون ثقيلة، من «الإكمال» [2] ، وغيره.
- حرف السين-
543- سعيد بن الحُسين الدّرّاج الزّاهد [3] .
كان كبير القدر.
صحِب إبراهيم الخوّاص.
وبقي إلى بعد العشرين وثلاثمائة.
- حرف العين-
544- العبّاس بن الفضل بن حبيب [4] .
أبو الفضل السّامرّيّ الحافظ، ويعرف بالدّبّاج.
__________
[1] انظر عن (دينار بن بنّان) في:
الإكمال لابن ماكولا 1/ 366، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 184،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 242 رقم 579.
[2] ج 1/ 366.
[3] انظر عن (سعيد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 9/ 105 رقم 4701.
[4] انظر عن (العباس بن الفضل) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 353 رقم 336، وتاريخ بغداد 12/ 153 رقم 6621،
وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 521، والمطبوع (عبادة بن أوفى- عبد
الله بن ثوّب) 214، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 254، 255، و (مخطوطة
الظاهرية) 8/ 482 ب، وسير أعلام النبلاء 15/ 295 رقم 138.
(24/303)
أكثر التّطواف، وحدَّث عن: محمد بن إسماعيل
التِّرْمِذيّ، والكُدَيْميّ، وطبقتهما.
روى عنه: محمد بن عبد الله الشَّيْبانيّ، ومحمد بن موسى السَّمْسار،
وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ، وآخرون.
قال أبو الحُسين الرازيّ: هو شيخ حافظ، كتبت عنه بدمشق [1] .
545- العبّاس بن عبد الله بن محمد بن عصام [2] .
أبو الفضل المُزَنيّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
عن: هلال بن العلاء، وعبّاس الدّوريّ، وعبد الكريم الدّيرعاقوليّ، وبكر
ابن سهل الدِّمْياطيّ، وخلق.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الأبَنْدُونيّ، وأبو زُرْعة أحمد بن
الحُسين، وجماعة.
قال عبد الرحمن بن أحمد الأنماطيّ: كان كذابًا أفّاكًا. اسْتُعْدِيَ
عليه بقزوين، وقدِم علينا همدان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وقال الخطيب: لم يكن ثقة.
546- عبد الله بن أحمد بن وُهَيْب الدّمشقيّ [3] .
أبو العبّاس بن عَدبّس.
عن: أبي أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وابن إسحاق الجوزجانيّ، والعبّاس بن
الوليد ابن مزيد.
547- عبد الله بن عليّ [4] .
أبو بكر الخلّال.
__________
[1] تاريخ دمشق 214.
[2] انظر عن (العباس بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 155 رقم 6628.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 9/ 384، 385 رقم 4969، والإكمال لابن ماكولا 6/ 151،
والأنساب 386 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 291، واللباب 2/ 327، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 168، 169 رقم 848.
[4] انظر عن (عبد الله بن علي) في:
تاريخ بغداد 11، 12 رقم 5122.
(24/304)
حدَّث ببغداد عن: عبّاس التَّرْقُفيّ،
ومحمد بن عبد الملك الدقيقيّ، وأحمد بن مُلاعب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وجماعه.
548- عبد الله بن الفضل بن جعفر [1] .
أبو محمد الوراق، ورّاق الدَّيْرعاقوليّ.
عن: الحُسين بن محمد بن أبي معشر، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الله ابن
محمد بن شاكر.
وعنه: موسى السّرّاج، وأحمد بن الفَرَج، وأبو القاسم بن الثّلاج.
مستقيم الحديث.
549- عبد الله بن المغلِّس الأندلسيّ الدّمشقيّ الزّاهد.
كان عالمًا عابدًا مُجاب الدّعوة. بِهِ يضرب المثل في الفضل والعبادة
ببلده. وله ذُرّيّة بوَشّقة.
550- عبد العزيز بن موسى [2] .
أبو القاسم البغداديّ بدُهْن.
سمع: عليّ بن حرب، وأبا عُتْبَة الحمصي، وقعنب بن المحرر.
وعنه: ابنه أحمد، وابن الشخير، والدَّارَقُطْنيّ، والقوّاس.
وثقه الخطيب.
551- عُبَيْد الله بن أحمد بن يعقوب بن نَصْر [3] .
أبو طالب الأنباريّ. أحد شيوخ الشيعة. ويعرف بابن أبي زيد. كان
إخباريًّا علامة. صنف كتاب «الخطّ والقلم» .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الفضل) في:
تاريخ بغداد 10/ 43 رقم 5171.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن موسى) في:
تاريخ بغداد 10/ 455 رقم 5617.
[3] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 198، ولسان الميزان 4/ 95، 96، ومجمع الرجال 4/
119، 120 وفيه: مات أبو طالب بواسط سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وهدية
العارفين 1/ 647، وإيضاح المكنون 1/ 44، 130 و 2/ 38، 54، 272، 282،
284، 292، 475، ومعجم المؤلفين
(24/305)
وروى عن: إسحاق بن موسى الرمليّ، ومحمد بن
حنيفة بن ماهان، وثعلب، ويوسف القاضي.
وعنه: محمد بن زُهير بن أخطل، وعليّ بن عبد الرحيم بن دينار الواسطيّ،
وأبو الحسن أحمد بن الْجُنْديّ.
552- عثمانٍ بن جعفر بن محمد بن حاتم [1] .
أبو عَمْرو بن اللبان الأحول.
بغداديّ، ثقة.
سمع: محمد بن الوليد البُسْريّ، وحفص بن عَمْرو الرّباليّ، وعباد بن
الوليد العنْبريّ، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وعمر بن شَبّة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو الحسن بن
الْجُنْديّ، ومحمد بن جُمَيْع الغسانيّ.
وقع لي حديثه بعُلُوّ.
وقد أرّخ ابن قانع موته سنة 324 [2] .
553- عثمانٍ بن مروان [3] .
أبو القاسم النهاونديّ شيخ الصُّوفيّة.
أكثر السّياحة، وصحب أبا سعيد الخرّاز أربع عشرة سنة [4] ، والجنيد،
وسمنون.
__________
[ () ] 6/ 237، وطبقات أعلام الشيعة (القرن الرابع) 160، 161، وفيه
أيضا وفاته سنة 356 هـ.
ولم يذكره الأمين في: أعيان الشيعة.
أقول: إن صحّ وفاته في سنة 356 هـ. فيجب أن تحوّل ترجمته من هنا إلى
الطبقة السادسة والثلاثين.
[1] انظر عن (عثمان بن جعفر) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 343 رقم 324، وتاريخ بغداد 11/ 297 رقم 6080،
والمنتظم 6/ 287 رقم 452.
[2] تاريخ بغداد، والمنتظم.
[3] انظر عن (عثمان بن مروان) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 27/ 238، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 282 رقم 1008.
[4] يقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»
إن ابن عساكر ذكر في تاريخه أن عثمان النهاوندي اجتاز بصيداء في
سياحته، وأقام ببغداد دفعات، ولقي أبا سعيد
(24/306)
أخذ عنه: أبو بكر النّقّاش، وابن مِقْسَم،
وأبو عبد الله البروجرديّ، وعمر ابن زمبل.
ودخل الشّام.
روى المّاليني، عن الحارث بن عديّ، عنه.
وقال قيس بن عبد العزيز: ورد عليّ ابن مردان، فاجتمع عليه جماعة من
الصُّوفيّة ومعهم قوّال، فاستأذنوه، فأذن لهم. فأنشد القوّال قصيدة
فتواجدوا، ولم يتحرّك ابن مردان رحمه الله تعالى.
554- عُرْس بن فهْد [1] .
أبو جابر الأزديّ الموصليّ.
عن: عليّ بن حرب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنّى.
وعنه: أبو الفضل الشيبانيّ، وأبو بكر بن أبي موسى الهاشميّ، وعيسى بن
الوزير، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ.
وثقه الخطيب [2] .
555- عليّ بن الحسن بن هارون السقطي [3] .
بغداديّ.
سمع: ابن عَرَفَة، والحسن الزَّعْفرانيّ.
وعنه: الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وجماعة.
حدَّث سنة إحدى وعشرين. وكان ثقة.
__________
[ (-) ] الخرّاز في سنة 272 هـ. وصحبه 14 سنة، وتوفي ببيت المقدس سنة
286 هـ.
وهذا يعني أنّ هذه الترجمة يجب أن تحوّل من هنا وتتقدّم إلى الطبقة
التاسعة والعشرين.
[1] انظر عن (عرس بن فهد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 355 رقم 339، والإكمال لابن ماكولا 6/ 83،
والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 254 و «عرس» : بضم العين المهملة.
[2] لم أجده في تاريخه.
[3] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 381 رقم 6246.
(24/307)
556- عليّ بن محمد بن سختويه بن نَصْر.
الحافظ أبو الحسن النَّيْسابوريّ.
سمع: تَمْتَام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضُّريْس، وطبقتهم.
أكثر عنه أبو أحمد الحاكم.
557- عليّ بن محمد بن أبي سليمان أيّوب بن حجْر [1] .
أبو الطّيّب الرّقّيّ ثمّ الصُّوريّ.
سمع: أباه، ومؤمّل بْن إهاب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والرّبيع
المؤذّن، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن أحمد المَلَطيّ، وأحمد بن محمد بن هارون البَرْدَعيّ،
وعبد الله بن محمد بن أيوب القطّان، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصُّوريّ،
وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن جُمَيْع، وجماعة.
وثقه ابن عساكر [2] .
558- عليّ بن محمد بن أحمد بن فور.
أبو الحسن النَّيْسابوريّ الورّاق.
سمع: أحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وطبقتهما.
وعنه: بِشْر بن محمد القاضي، ومحمد بن حامد البزاز.
قيل: تُوُفّي سنة عشرين، وقيل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن أبي سليمان) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 325، 326 رقم 298، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ
(مخطوطة المتحف البريطاني) 105 ب، وتاريخ بغداد 3/ 331، والإكمال 7/
250، والأنساب 8/ 201، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 366 و 412 و
9/ 388 و 10/ 395، و 29/ 10 و 38/ 213. وتهذيب التهذيب 9/ 432، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 358، 359 رقم 1116.
[2] في تاريخ دمشق 38/ 213.
(24/308)
559- عَمْر بن يوسف الزَّعْفرانيّ [1] .
حدَّثَ عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، والحَسَن بْن محمد بن الصّبّاح،
وسعدان ابن نَصْر.
وعنه: يوسف القوّاس، وأبو حفص بن الزيات.
وكان ثقة. تأخر موته.
560- عَمْرو بن عُصَيْم بن يحيى الصُّوريّ [2] .
سمع: مؤمّل بن إهاب، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ، والحسن بن اللَّيث.
وعنه: أحمد بن عُتْبَة الْجَوْبريّ، وأبو يعلى ابن أبي كريمة، وأبو
المفضّل محمد الشَّيْبانيّ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع.
مولده سنة 239.
- حرف الْقَافِ-
561- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُلْبُل الزَّعْفرانيّ [3] .
عن: أبي زُرْعة، وعبّاس الدُّوريّ، وطبقتهما.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، والقوّاس، وصالح بن أحمد الحافظ
وقال: صدوق.
- حرف الميم-
562- محمد بْن إبراهيم بْن الفضل.
أبو بكر النَّيْسابوريّ المعمّريّ الفحّام.
__________
[1] انظر عن (عمر بن يوسف) في:
تاريخ بغداد 11/ 228 رقم 5962.
[2] انظر عن (عمرو بن عصيم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 356 رقم 340، والفوائد المنتقاة والعرائب الحسان
للعلوي (بتحقيقنا) ص 43، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 40،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 395، 396 رقم 1175.
[3] انظر عن (القاسم بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد 12/ 446 رقم 6922.
(24/309)
سمع: محمد بن يحى الذُّهْليّ.
وعنه: محمد بن محمد بن محمش.
563- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن أبي خنْبَش [1] .
أبو بكر البَعْلَبَكّيّ القاضي.
سمع: عبد الله بن الحُسين المصّيصيّ، ويحيى بن أيوب العلّاف المصريّ.
وعنه: أبو محمد بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وأبو بكر أَحْمَد بن الحسين
بن مِهران المقرئ، وغيّرهما.
564- محمد بن أحمد بن أبي مهزول [2] .
أبو الحسن المصّيصيّ المعدّل.
سمع: يوسف بن مسلّم.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن جُمَيْع.
565- محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان [3] .
أبو جعفر الرمليّ الخلّال.
سمع: أحمد بن عبد الله بن البَرْقيّ، وأبا أُميّة، ومحمد بن حماد
الظهرانيّ.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الحُسين
بن جُمَيْع، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد البعلبكي) في:
المؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 60 ب،
والإكمال لابن ماكولا 2/ 342، وتاريخ دمشق مخطوطة التيمورية) 36، 376،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 87، 88 رقم 1301.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي مهزول) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 61 رقم 2.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 62 رقم 3، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/
385، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 101، 102، رقم
1305.
(24/310)
566- محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت
البغداديّ [1] .
أبو الحسن الصّفّار.
حدَّث بدمشق عن: أبي قِلابة الرَّقاشيّ، والكُدَيْميّ.
وعنه: أبو بكر الرَّبَعَيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيّرهما.
ولم يذكره الخطيب في تاريخه.
567- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ [2] .
أبو بكر المُزَنيّ البغداديّ، نزيل الرّقّة.
حدّث عن: أبي حفص الفلّاس، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما.
وعنه: الطَّبرانيّ، ومحمد بن المظفّر، وعليّ بن لؤلؤ الورّاق.، قال
الخطيب: تُوُفّي بعد العشرين وثلاثمائة.
568- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم.
أبو الحسن المَرْوَزِيّ.
سمع: عليّ بن حُجْر.
روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الْجُرْجانيّ، وطاهر بن محمد بن
سَهْلَوَيْه النَّيْسابوريّ، والحسن بن أحمد المخلّديّ، ومحمد بن
الحُسين العلويّ، وهذا أعلى سندٍ عند البَيْهقيّ.
569- محمد بن إسماعيل بن سَلَمة الإصبهانيّ [3] .
سمع: عَمْرو بن عليّ الفلّاس، وغيره.
وهو من كبار شيوخ أبي عبد الله بن مندة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 385، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 102 رقم 1306.
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 1/ 254 رقم 77.
[3] انظر عن (محمد الأصبهاني) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 262.
(24/311)
570- محمد بن بَدْر [1] .
القاضي أبو بكر، مولى يحيى بن حكيم، الكتّانيّ، المصريّ، والفقيه
الحنفيّ. كان أبوه روميًا صَيرفيًا مُوسرًا، خلف لمحمد مائة ألف دينار
سوى الأملاك، ولمحمد يومئذٍ عشرون سنة. فكتب الحديث والفقه، ولازم
الطَّحاويّ، وتعلم الفروسية ولزِم الرباط.
وسمع من: عليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبي الزِّنْباع روْح بن
الفَرَج، وأبي يزيد القراطيسيّ.
وكان من محبته للقضاء قد جلس قاضيًا في بستان وعدَّل جماعة، ووقف عن
قوم على سبيل النُّزْهة، وخدم القضاه مدّةً.
ثمّ رامَ الشهادة أيام الكُرَيْزيّ إبراهيم بن محمد، وأيّام أبي
عثمانٍ، فتعذرت عليه. وكانت له تجارة ببغداد، فكتب إلى من يثق به يسعى
له في القضاء في سنة ستّ عشرة وثلاثمائة. فعلم بذلك أبو عثمانٍ، فكتب
إلى أخيه يستنجد به، وكتب محضرًا يتضمَّن القدْح في محمد بن بدْر، فكتب
فيه كبارًا وأئمّة، وفيه أنهم لا يعلمون أباه خرج من الرِّقّ إلى أن
مات [2] . وأطلق في محمد بن بدْر كلّ قول، وأسجله أبو عثمانٍ أحمد بن
إبراهيم عليه وحكم بفسقه.
واستتر حينئذٍ محمد بن بدر. فقام معه القاضي أبو هاشم المقدسيّ، وأخذه
ليلا إلى تكين أمير مصر، وحدثه بأمره، فطلب المحاضر والسّجلّات، فستر
بعضها. وكان تكين سيّئ الرأي في أبي عثمانٍ.
ثمّ تمشَّت حال ابن بدر، وولي القضاء ابن زَبْر، فداخَلَه وعدّله عنده
الفقيه أبو بكر بن الحدّاد. وبذل جملةً من الذَّهَب.
وكان ذا هيبة جميلة وتجمّل وافر وغلمان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن بدر) في:
الولاة والقضاة للكندي 486، 488- 490، 523، 540، 542، 543، 546، 550-
552، 557- 562، 564، 566، 570، 572، 573، وولاة مصر، له 11/ 15، وحسن
المحاضرة 2/ 90.
[2] الولاة والقضاة 543 نقلا عن: رفع الإصر (المخطوط) 49 ب.
(24/312)
ولمّا قدِم ابن قُتَيْبة على القضاء قام
ابن بدر بأمره، وفرش له الدّار الّتي يسكنها، فكتب قُتَيْبة إلى محمد
بن الحسن بن أبي الشوارب يشكره [1] .
وكان قُتَيْبة حاكمًا من قِبل محمد ومحمد مقلّد من جهة الخليفة الرّاضي
باللَّه.
ثمّ إن ابن أبي الشوّارب هذا كتب بالعهد على قضاء مصر إلى محمد بن بدر،
فجاء العهد وأمر مصر إلى وزيرها محمد بن عليّ المادرائيّ، وأميرها أحمد
بن كَيَغْلَغ. وأحمد من تحت أمر المادرائيّ ونهيه. فامتنع المادرائيّ
من قبول الكتاب، فذهب إليه أبو عبد الله بن الطَّحاويّ وقال: لو كان
أبي حيًا لجاءَك في أمره. فأذن له، فتأخر عنه طائفة من كبار العدُول،
فعدل خلقًا في عدتهم، واستقامت أحواله.
وكان مبالغًا في إكرام الأيتام والنّظر لهم. وكان لا يتأخر عن قضاء
حقوق الشُهود الّذين تأخروا عنه. يعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم.
فلمّا استولى الإخشيد على مصر تلقاه محمد بن بدر، ثمّ عُزِل، ثمّ ولي،
ثمّ عُزل ثمّ ولي ثالثًا [2] .
وكان مليح الخطّ، عارفًا بالقضاء، كثير السّلام على النّاس في الطُرُق.
مات سنة ثلاثين وله 66 سنة. وقد مرَّ من أخباره.
571- محمد بن بِشْر بن موسى بن مروان [3] .
أبو بكر القراطيسيّ الأنطاكيّ.
حدَّث بدمشق، وبغداد عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، والحَسَن بْن محمد
الزَّعْفرانيّ، والربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولانيّ، وعنه. الدّار
الدارقطني، وأبو الفتح القواس، والكلابي.
مات بعد العشرين بيسير.
__________
[1] الولاة والقضاة 546، 547 نقلا عن: رفع الإصر 13 ب.
[2] الولاة والقضاة 552.
[3] انظر عن (محمد بن بشر) في:
تاريخ بغداد 2/ 90 رقم 483.
(24/313)
572- محمد بن ثابت بن أحمد [1] .
أبو بكر الواسطي.
حدث ببغداد عن: شعيب الصريفينيّ، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ.
وعنه: ابن شاهين، وابن جميع، والكتّانيّ.
وكان ثقة.
573- محمد بن جعفر بن رباح الأشجعيّ الكوفيّ.
سمع: عليّ بن المنذر الطريقيّ.
وعنه: محمد بن عبد الله الْجُعْفيّ.
574- محمد بن الحسن بن أحمد بن الصّبّاح [2] .
أبو بكر بن أبي الذَّيّال الثّقفيّ الإصبهاني الزّاهد.
إمام مسجد سوق الصاغة بدمشق. ثمّ سكن بيت المقدس.
سمع: إبراهيم بن فهد، وعثمانٍ بن خُرَّزَاذ، والحسن بن جرير الصُّوريّ.
وعنه: محمد بن أحمد بن يوسف الْجُندريّ، وعَمْر بن داود بن سَلَمُون،
وأبو بكر بن أبي الحديد.
صحِب سهل بن عبد الله الإصبهانيّ ببلده.
575- محمد بن الحُسين [3] .
أبو جعفر الْجُهَنيّ الهَمَدانيّ الطّيان.
رحل وسمع: محمد بن الْجَهْم، ويحيى بن أبي طالب.
وكتب الكثير.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ثابت) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 90 رقم 35، وتاريخ بغداد 1/ 284 وفيه: محمد بن
أحمد بن ثابت (رقم 129) و 2/ 110 رقم 505، والمنتظم 7/ 80.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 347- 350، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 149، 150 رقم 1376.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
المغني في الضعفاء 2/ 571 رقم 5432، وميزان الاعتدال 3/ 522 رقم 7415،
ولسان الميزان 5/ 138، 139 رقم 463.
(24/314)
وعنه: ابن المظفّر، وأحمد بن إبراهيم بن
فراس المكّيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن البوّاب، وغيرهم.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
وأما حمزة السَّهْميّ فقال: سألت أبا محمد بن غلام الزُّهْريّ، وأبا
بكر بن عديّ المِنْقَريّ عنه فقالا: ليس بالمرضيّ. وحكيا عنه أنه قال:
كان عندنا بهمدان بَرْد شديد، وكان على سطحنا مُري في آنية فانكسرت
الآنية وانصبّ المُرِيّ، فجمد حتّى صار مثل الجلْد، فقطعت منه خُفّين
ولبستهما وركبتُ به إلى السّلطان.
قال حمزة: ورأت له أحاديث مُنَكرة الإسناد والمتن لا أصل لها.
576- محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة.
أبو عليّ قاضي بيت لَهْيا [1] .
سمع: جدّه لأمّه أحمد بن محمد بن يحيى، ونوح بن عَمْرو بن جويّ.
وعنه: عليّ بن عَمْرو الحريريّ، وشافع بن محمد الإسفرائينيّ، وأبو محمد
بن ذَكْوان، وأبو بكر بن المقرئ.
مات بعد العشرين.
577- محمد بن داود [2] بن بنّوس.
أبو السّريّ الفارسيّ ثمّ البَعْلَبَكّيّ.
حدَّث عن: أبي المضاء محمد بن الحسن بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وعليّ
بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.
وعنه: أبو محمد بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وأحمد بن جَحّاف الأزديّ.
وبَقِي إلى بعد سنة عشرين وثلاثمائة.
578- محمد بن سليمان بن أيّوب.
أبو عليّ البصريّ المالكيّ، شيخ الدّارقطنيّ.
__________
[1] بيت لهيا: بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة، كذا يتلفّظ
به، والصحيح بيت الإلاهة. وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق. (معجم البلدان
1/ 522) .
[2] في الأصل: «محمد بن نوح» وهو وهم، والتصويب من:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 599 و 32/ 131 و 37/ 479، 480 و
483، ومعجم البلدان 5/ 287، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي 4/ 179 رقم 1406.
(24/315)
سمع: أحمد بن عبده، وأبا الأشعث العجليّ،
وطبقتهما. ورحل النّاس إليه.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وزاهر السَّرخسيّ، وعبد الواحد بن شاه، وجماعة.
وكان صدوقًا.
579- محمد بن العبّاس بن سُهيل الخصيب الضّرير [1] .
روى عن: لُوَيْن، وأبي هشام الرفاعيّ، وجماعة.
وعنه: أبو القاسم بن الثّلّاج.
وكان غير ثقة، يضع الحديث.
بَقِي إلى بعد العشرين وثلاثمائة ببغداد.
580- محمد بن العبّاس بن عَبْدة [2] .
أبو بكر الأصبهانيّ.
نزل بغداد، وحدَّث عن: يونس بن حبيب.
وعنه: محمد بن المظفّر، وعمر بن بِشران.
وثقه بعض الحُفّاظ.
581- محمد بن العبّاس بن مهدي [3] .
أبو بكر الصائغ.
سمع: عبّاسًا الدُّوريّ، وطبقته.
روى عنه: عبد الله بن عثمان الصّفّار، وابن جُمَيْع.
وثقه الخطيب.
وتُوُفّي قبل الثلاثين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن العباس بن سهيل) في:
تاريخ بغداد 3/ 113 رقم 1122، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 3/ 72
رقم 3052، والمغني في الضعفاء 2/ 596 رقم 5659، وميزان الاعتدال 3/ 590
رقم 7730، ولسان الميزان 5/ 214 رقم 747.
[2] انظر عن (محمد بن العباس بن عبدة) في:
تاريخ بغداد 3/ 114 رقم 1123.
[3] انظر عن (محمد بن العباس) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 134، 135 رقم 87، وتاريخ بغداد 3/ 115 رقم 1130.
(24/316)
582- محمد بْن عَبْد الله بْن العبّاس بْن
محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب [1] .
الأمويّ. مولاهم أبو الفضل الفقيه.
ولي القضاء ببغداد في خلافة المتّقي للَّه.
583- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم [2] .
أبو بكر الأسَديّ الأكفانيّ.
بغداديّ نبيل، ثقة.
سمع: أحمد بن عبد الجبّار العُطَارِديّ.
وعنه: ابنه القاضي أبو محمد عبد الله، وغيره.
وقد روى أيضًا عن فُوران صاحب الإمام أحمد.
- محمد بن عبد الملك التّاريخيّ.
في الطبقة المّاضية.
584- محمد بن عثمانٍ بن سمعان.
أبو بكر الواسطي المعدّل.
كان محدّثا حافظا.
سمع من بحشل «تاريخ واسط» .
روى عنه: أحمد بن بيريّ، وعليّ بن الحسن الصِّلْحيّ.
585- محمد بن عُزَيْر [3] .
أبو بكر السّجستانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الشوارب) في:
تاريخ بغداد 5/ 449 رقم 2976.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 5/ 450 رقم 2978.
[3] انظر عن (محمد بن عزير) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 5، وفيه «محمد بن عزيز» بالزاي المكرّرة، ونزهة
الألبّاء 215، 216، وسير أعلام النبلاء 15/ 216، 217 رقم 80، والوافي
بالوفيات 4/ 95، وبغية الوعاة 72، 73، ومعجم المؤلّفين 1/ 292.
(24/317)
مصنّف «غريب القرآن» . وهو كتابٌ نفيس قد
أجاد فيه.
قيل: إنه كان يقرأه على أبي بكر بن الأنباريّ ويُصلح له فيه.
ويقال إنه صنفه في خمس عشرة سنة.
وكان رجلًا صالحًا فاضلًا.
روى عنه هذا الكتاب: أبو عُبَيْد الله بن بُطَّة، وعثمانٍ بن أحمد بن
سمعان الرّزّاز، وأبو أحمد عبد الله بن الحُسين السّامرّيّ المقرئ،
وغيرهم.
وكان ببغداد.
ذكره ابن النّجّار وما ذكر له وفاةً، وقال: لا أدري قدِم إلى سِجِسْتان
أو أصله منها. والصحيح في اسم أبيه عُزيْر. هكذا رأيته براء بخطّ ابن
ناصر الحافظ، وذكَرَ أنّه شاهده بخط يده، وبخطّ غير واحدٍ من الّذين
كتبوا كتابه عنه، وكانوا متقنين.
قال: وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنّه رأى نسخةً بغريب القرآن
بخطّ مصنفه وفي آخرها: وكتب محمد بن عُزيْر، بالرّاء المهملة.
وحكى أبو منصور بن الجواليقيّ، عن أبي زكريا التّبريزيّ قال: رأيت بخطّ
ابن عُزيْر، وعليه علامة الرّاء غير المعجمة.
وقال الحافظ عبد الغنيّ في «المختلف» : محمد بن عُزيْز بمعجمتين.
قلت: والأول أصحّ، والثاني تصحيف لا يكاد يعرف النّاسُ سواه.
وقيل: كان أبوه يُسمَّى عُزَيْرًا وعزيزًا، فاللَّه أعلم.
وقال ابن ناصر. ملكت نسخة «بكتاب الملاحن» ، وقد كتبها عن ابن دُرَيْد
في سنة عشر وثلاثمائة، وكتب في آخرها: وكتب محمد بن عُزيْر، بالراء،
السّجِسْتانيّ.
قال ابن ناصر: وقد كتب النسخة عن المصنف، وفيه الترجمة تأليف محمد بن
عُزيْر بالراء غير مُعْجَمَةٍ. وكذلك رأيت نسخة بخطّ محمد بن نَجْدَة،
وكان في غاية الإتقان، خطّه حُجَّة، محمد بن عُزير السِّجستانيّ،
الأخيرة راء غير معجمة.
(24/318)
قلت: إنّما جسر الدَّهْماء على النُّطق
بالزاي تقييده الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وعبد الغنيّ، والخطيب، والأمير
[1] ، له بزاي مكرَّرة [2] .
586- محمد بن عليّ بن الحُسين [3] .
أبو جعفر، وأبو عيسى التّخاريّ [4] بنقتطين.
سمع: أحمد بن ملاعب، وغيره.
وكتب عنه: الدَّارَقُطْنيّ.
587- محمد بن عيسى بن محمد [5] .
أبو حاتم الوسقنديّ [6] الرازيّ.
وثقه الخليليّ في «الإرشاد» وقال: سمع: أبا حاتم الرّازيّ، ومحمد بن
أيّوب، والحارث بن أبي أسامه، ومحمد بن غالب، وعليّ بن عبد العزيز
البغويّ.
وعنه: عليّ بن عَمْر الفقيه، ومحمد بن إسحاق الكيسانيّ، وغيرهما.
588- محمد بن قارن بن العبّاس.
أبو بكر الرّازيّ.
سمع: أبا زُرْعة، والمنذر بن شاذان، وأحمد بن منصور الرّماديّ.
وله تصانيف.
__________
[1] في الإكمال 7/ 5.
[2] جاء في الهامش: ث. خطأ هؤلاء خير من صواب غيرهم.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 3/ 78 رقم 1056، والإكمال لابن ماكولا 1/ 449، والأنساب 3/
27، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 53، وتوضيح المشتبه 386.
[4] التخاري: بضم التاء ثالث الحروف وفتح الخاء المعجمة والراء بعد
الألف. قال ابن السمعاني: هذه النسبة إلى تخار، ولا أدري هو منسوب إلى
طخارستان فأبدل من الطاء والله أعلم.
[5] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
معجم البلدان 5/ 376.
[6] الوسقندي: بفتح الواو وسكون السين المهملة، وفتح القاف، وسكون
النون، ودال من قرى الريّ. (معجم البلدان) .
(24/319)
589- محمد بن القاسم بن كوفيّ الكرّانيّ
الإصبهانيّ.
من كبار شيوخ ابن مَنْدَه.
سمع من: يحيى بن واقد الطائيّ النَّحْويّ، ومحمد بن عاصم الثقفيّ.
590- محمد بن موسى [1] .
الأستاذ أبو بكر الفَرَغانيّ الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة.
نشأ بواسط، واستوطن مرْو. وكان من أكابر تلامذة الْجُنَيْد والنُّوريّ.
قيل: لم يتكلم أحدٌ في أصول التّصوّف قبله. وكان عالمًا لشريعة
الإسلام، وله كلام نافع.
ومن كلامه: قد ابتُلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق
الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءات.
591- محمد بن موسى بن إسحاق [2] .
الفقيه أبو عبد الله السَّرْخسيّ الحنفيّ.
ولاه القاهر باللَّه قضاء الديار المصرية فسارَ إليها وأقام بها. قدِم
في سنة اثنتين وعشرين، وعُزِل أبو عثمانٍ أحمد بْن إبراهيم بْن حماد.
قال ابن زولاق: كان حافظًا لقول أبي حنيفة، عفيفًا عن الأموال ستيرًا.
وقفَ عن قبول جماعة، وعن كثير من الأحكام. حُدِّثت أنه قال للشهود: كم
هذا المجيء في كل يوم، أما لكم معايش؟ سبيلكم أن لا تجيئوا إلا لحاجة
أو شهادة.
وكان يحب المذاكرة بالعلم، وكان ذا صلاح وورع. وحُفظ عنه أنه قال:
ما وصلتُ إلى مصر حتّى علمت أنّي مصروف لأنيّ لا أصلح للذي وُلِّيُته.
وكانت ولايته سبعة أشهر وأيّام.
ورجع إلى بغداد، وولي بعده ابن بدر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن موسى) في:
تاريخ بغداد 3/ 244 رقم 1329.
[2] انظر عن (محمد بن موسى) في:
الولاة والقضاة للكندي 486، 548- 550، 557 560، وحسن المحاضرة 2/ 90.
(24/320)
592- محمد بن يعقوب بن الحَجّاج التَّيْميّ
[1] .
أبو العبّاس البصريّ المعدّل المقرئ.
قرأ على: محمد بن وهْب الثّقفيّ، وأبي الزَّعْراء عبد الرحمن بن
عَبْدوس، وغيّرهما.
وحدَّث عن: أبي داود السِّجسْتانيّ.
قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وعليّ بْن محمد بْن خُشْنام
المّالكيّ، وأبو أحمد السّامريّ، وآخرون.
وانفرد بالإقامة في بلده. وكان بصيرًا بقراءة يعقوب، عدلًا حُجّةً
مشهورًا [2] .
593- محمود بن محمد.
أبو العبّاس الرافقيّ.
كان يسكن مدينة بُغراص [3] من الثّغر.
سمع: أحمد بن عبد الرحمن الكُزْبُرانيّ [4] ، وعبد الله بن الهيثم
العبديّ.
- حرف النون-
594- نَصْر بن أحمد [5] .
أبو القاسم البصْريّ، الشاعر المعروف بالخُبْزرُزِّيّ.
قرئ عليه ديوانه ببغداد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
غاية النهاية 2/ 282 رقم 3542.
[2] قال ابن الجزري: وفي بعد العشرين وثلاثمائة.
[3] هكذا قيّدها في الأصل، وهي: بغراس: بفتح أوله، وبالسين مكان الزاي،
مدينة في لحف جبل اللّكّام، بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ، على يمين
القاصد إلى أنطاكية من حلب، في البلاد المطلة على نواحي طرسوس. (معجم
البلدان 1/ 467) .
[4] الكزبراني: بضم الكاف وسكون الزاي وضم الباء الموحّدة وفتح الراء
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كزبران، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب
إليه. (الأنساب 10/ 415) .
[5] انظر عن (نصر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 296 رقم 7271، والأنساب 5/ 40- 42، واللباب 1/ 419،
420، وبدائع البدائه 348 رقم 403، وص 350 رقم 407، وثمار القلوب 355،
478، 600، وأمالي المرتضى 1/ 575، وخاص الخاص 141.
(24/321)
روى عنه: المُعَافَى الجريريّ، وأبو الحسن
بن الْجُنْديّ، وجماعة.
- حرف الهاء-
595- هارون بْن إبراهيم بْن حماد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل الأزْديّ
القاضي [1] .
من بيت العلم والقضاء ببغداد.
ولي ببغداد قضاء الديار المصرية، فبعث إلى مصر كتابه باستنابه أبي عليّ
عبد الرحمن بن إسحاق الجوهريّ، فحكم على الدّيار المصرية من جهته نحوًا
من سنة، ثمّ صرفه وبعث من جهته أخاه أبا عثمانٍ أحمد بن إبراهيم بن
حمّاد، وذلك في حياة والدهما. فدخل أبو عثمانٍ مصر في ربيع الآخر سنة
314، وقُرئ عهده بالجامع، وقرئ عهد أخيه من قِبَل المقتدر. وأكرمه
متوليّ مصر تكين لأُبُوَّته، فنظر في القضاء والأوقاف والمواريث. وكان
كثير الحياء.
والخجل، قليل الكلام جميل الصُّورة. وقد حدَّث بمصر عن: إبراهيم
الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. ولم يزل يتولّى القضاء إلى آخر
سنة ستّ عشرة وثلاثمائة فعُزِل أخوه بابن زَبْر.
وقد حدَّث أخوه هارون، صاحب التّرجمة، عن: عباس الدّوريّ، وطبقته.
روى عنه: الطّبرانيّ.
ومات أبوهما سنة 23. كما ذكرنا.
الكنى
596- أبو بكر بن أبي سَعْدان الزّاهد [2] .
شيخ الصّوفيّة محمد بن أحمد.
__________
[1] انظر عن (هارون بن إبراهيم) في:
تاريخ بغداد 14/ 20 رقم 7368، والولاة والقضاة للكندي 482- 484، 525-
527، 542، 558، 571، وحسن المحاضرة 2/ 90.
[2] انظر عن (أبي بكر بن أبي سعدان) في:
طبقات الصوفية للسلمي 420- 423 رقم 20، وحلية الأولياء 10/ 377، رقم
650، وتاريخ بغداد 4/ 361، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 137.
(24/322)
ويقال: أحمد بن محمد بن أبي سعْدان
البغداديّ، العارف. ذكره السُّلميّ في تاريخه مختصرًا وقال: لم يكن في
زمانه أعلم بعلوم هذه الطائفة منه.
وكان أستاذ شيخنا أبي القاسم الرّازيّ. سمعتُ أبا القاسم يقول: سمعتُ
ابن صُديق وأبا العبّاس الفَرَغانيّ يقولان: لم يبقَ في هذا الزمان
لهذه الطائفة إلّا رجلان: أبو عليّ الرُّوذَبَاريّ، وأبو بكر بن أبي
سعْدان. وأبو بكر أفهمهما [1] .
597- أبو بكر بن طاهر الأبْهريّ [2] .
هو محمد، وقيل: عبد الله بن طاهر الطّائيّ، أوحد مشايخ أبهر. كان في
أيّام الشّبْليّ، ويتكلّم على علم الظّاهر وعلم الحقيقة، وكان مقبولًا
على جميع الألسنة.
كتب الحديث الكثير ورواه. قال ذلك فيه السُّلميّ [3] . ثم قال: سمعتُ
محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان يقول: سمعتُ أبا بكر بن طاهر يقول،
وسُئِل عن السّماع، فقال: لذةٌ كسائر الّلّذات.
قال مهديّ بن أحمد: ما نفعني صُحبة شيخٍ كما نفعني صحبة أبي بكر عبد
الله بن طاهر الأبْهريّ. سمعتُ منصور بن عبد الله: سمعتُ ابن طاهر
يقول: عطاياه لا تحمل إلّا مطاياه [4] .
وقيل: سُئِل ابن طاهر عن الحقيقة، فقال: كلّها عِلم.
فسُئِل عن العلم، فقال: كله حقيقة [5] .
وقال إبراهيم بن شيبان: ما رأى ابن طاهر مثل نفسه.
__________
[1] طبقات الصوفية 420.
[2] انظر عن (أبي بكر بن طاهر) في:
طبقات الصوفية للسلمي 391- 395 رقم 12، وحلية الأولياء 10/ 351، 352
رقم 622، والرسالة القشيرية 36، ومعجم البلدان 1/ 106، والمنتظم 7/
324، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 32، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 198.
[3] في طبقات الصوفية 391.
[4] قارن بحلية الأولياء 10/ 352.
[5] طبقات الصوفية 394 رقم 11.
(24/323)
آخر الطبقة الثالثة والثلاثين من تاريخ
الإسلام ومن خط مؤلّفه نقلت.. وللَّه الحمد يتلوه وقائع الطبقة الرابعة
والثلاثين (بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام
ووفيات المشاهير والأعلام» للمؤرّخ شمس الدين الذهبي- رحمه الله-، وضبط
نصّه، وتخريج أحاديثه وأشعاره، والإحالة إلى مصادره، وتوثيق مادّته،
على يد الفقير إليه تعالى طالب العلم وخادمه، الحاج أبي غازي، عمر عبد
السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، أستاذ التاريخ الإسلامي في
الجامعة اللبنانية، وذلك بعد عصر يوم الاثنين الواقع في السادس من شهر
ربيع الآخر 1412 هـ. الموافق للرابع عشر من شهر تشرين الأول (أكتوبر)
1991 م.
بمنزلة بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام، حرسها الله وحفظها ثغرا
ورباطا للإسلام والمسلمين، والحمد للَّه الّذي بنعمته تتمّ الصالحات) .
(24/324)
|