تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد السابع والثلاثون (سنة 541- 550) ]
[الطبقة الخامسة والخمسون]
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
سنة إحدى وأربعين وخمسمائة
[مقتل زنكي]
في ربيع الآخر وثب ثلاثة من غلمان زنكي بن آقْسُنْقُز، فقتلوه وهو يحاصر جِعْبَر، فقام بأمر المَوْصِل ابنُه غازي، وبحلب نور الدّين محمود [1] .
[احتراق قصر المسترشد]
وفيها احترق قصر المسترشد الّذي بناه في البستان، وكان فيه الخليفة، فسَلِم، وتصدّق بأموال [2] .
__________
[1] انظر عن مقتل عماد الدين زنكي في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 284، 285، وكتاب الروضتين 1/ 117، 118، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 55، وج 3 ق 1/ 95، 114، والتاريخ الباهر 73- 76، والكامل في التاريخ 11/ 109- 112، وزبدة الحلب 2/ 281- 285، وبغية الطلب (المصوّر) 8/ 213 أ- 214 ب، و (المطبوع من التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 267، ومفرّج الكروب لابن واصل 1/ 99- 106، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 206، وتاريخ الزمان، وله 159، والمنتظم 10/ 119 و 121 رقم 175 (18/ 48 و 51 رقم 4123) ، وآثار الأول في ترتيب الدول للعباسي 128، 129، 185، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) 33، 37، 151، ووفيات الأعيان 2/ 327- 329، والمختصر في أخبار البشر 3/ 18، ونهاية الأرب 27/ 147، 148، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 114، 115، والعبر 4/ 112، ودول الإسلام 2/ 57، وسير أعلام النبلاء 20/ 189- 191 رقم 123، وتاريخ ابن الوردي 2/ 46، وعيون التواريخ 12/ 407، 408، والدرّة المضيّة 546، ومرآة الجنان 3/ 274، والجوهر الثمين 1/ 208، وتاريخ ابن خلدون 5/ 237، والوافي بالوفيات 14/ 221- 223 رقم 300، والكواكب الدرّية 119- 121، والنجوم الزاهرة 5/ 278، 279، وشذرات الذهب 4/ 128، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 616، وأخبار الدول وآثار الأول للقرماني 279، وتاريخ ابن سباط 1/ 80، 81 (بتحقيقنا) .
[2] انظر عن احتراق قصر المسترشد في: المنتظم 10/ 118، 119 (18/ 48) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 186، 187، والبداية والنهاية 12/ 220، وعيون التواريخ 12/ 407.

(37/5)


[خلاف السلطان والخليفة حول دار الضرب]
وفي رَجب قدِم السّلطان مسعود، وعمل دار ضَرْبٍ، فقبض الخليفة عَلَى الضّرّاب الّذي تسبّب في إقامة دار الضَّرب، فنفذ الشَّحنة وقبض عَلَى حاجب الخليفة، وأربعةٍ من الخواصّ، فغضب الخليفة، وغلّق الجامع والمساجد ثلاثة أيّام، ثمّ أُطلق الضّرّاب، فأطلقوا الحاجب، وسكن الأمر [1] .
[موت ابْنَة الخليفة]
ووقع حائط بالدّار عَلَى ابْنَة الخليفة، وكانت تصلح للزَواج، واشتدّ حُزنهم عليها، وجلسوا ثلاثة أيّام [2] .
[إبطالُ مَكْس حقّ البيع]
وفي ذي القعدة جلس ابن العبّاديّ الواعظ، فحضر السّلطان مسعود، فعرَّض بذِكر حقّ البيع، وما جرى عَلَى النّاس، ثمّ قَالَ: يا سلطان العالم: أنت تَهَبُ في ليلةٍ لمطربٍ بقدْر هذا الّذي يوجد من المسلمين، فاحسبني ذَلكَ المطرب، وهَبْه لي، واجعله شُكرًا للَّه بما أنعم عليك! فأشار بيده: إنّي قد فعلت، فارتفعت الضّجَّة، بالدّعاء لَهُ، ونودي في البلد بإسقاطه، وطيف بالألواح الّتي نُقِش عليها تَرْك المُكُوس في الأسواق، وبين يديها الدّبادب والبُوقات، إلى أن أمر النّاصر لدين اللَّه بقلْع الألواح، وقال: ما لنا حاجة بآثار الأعاجم [3] .
[حجّ الوزير ابن جَهِير]
وحجّ الوزير نظام الدّين بْن جَهِير.
__________
[1] انظر عن الخلاف حول دار الضرب في: المنتظم 10/ 119 (18/ 49) ، والبداية والنهاية 12/ 220، وعيون التواريخ 12/ 407، وتاريخ الخلفاء 438.
[2] انظر عن موت ابنة الخليفة في: المنتظم 10/ 119، 120 (18/ 49) ، والبداية والنهاية 12/ 221.
[3] انظر عن إبطال المكس في: المنتظم 10/ 119، 120 (18/ 49، 50) ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 188، والبداية والنهاية 12/ 221، وعيون التواريخ 12/ 407، وتاريخ الخلفاء 438، 439.

(37/6)


[حَجّ المؤرّخ ابن الجوزي]
قَالَ ابن الجوزيّ: وحججت أَنَا بالزّوجة والأطفال [1] .
[ملْك الفرنج طرابلس المغرب]
وفيها، قَالَ ابن الأثير [2] : مَلَكَت الفرنج طرابُلُسَ المغرب. جهّز الملك رُجار صاحب صَقَلِّية في البحر أسطولا كبيرا، فسار يوما في ثالث المحرَّم، فخرج أهلها، ودام الحرب ثلاثة أيّام، فاتّفق أن أهلها اختلفوا، وخَلَت الأسوار، فنصبت الفرنج السّلالم، وطلعوا وأخذوا البلد بالسّيف واستباحوه، ثمّ نادوا بالأمان، فظهر من سَلِم، وعمّرتها الفرنج وحصّنوها [3] .
[مقتل زنكي]
وفيها قُتِلَ زَنْكي [4] .
[تسلّم صاحب دمشق بعلبكَّ صُلْحًا]
[وفيها] قصد صاحب دمشق بَعْلَبَكّ وحاصرها، وبها نائب زنْكيّ الأمير نجم الدّين أيّوب بْن شاذي، فسلّمها صُلْحًا لَهُ، وأقطعه خُبْزًا بدمشق، وملّكه عدَّة قرى، فانتقل إلى دمشق وسكنها [5] .
[فتوحات عبد المؤمن بالمغرب]
وفيها سار عبد المؤمن بجيوشه بعد أن افتتح فاس إلى مدينة سلا فأخذها،
__________
[1] انظر عن الحج في: المنتظم 10/ 120 (18/ 50) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 203، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 188.
[2] في: الكامل في التاريخ 11/ 108.
[3] وانظر الخبر أيضا في: كتاب الروضتين 1/ 142، والمختصر في أخبار البشر 3/ 18، وتاريخ ابن الوردي 2/ 46، والعبر 4/ 111، وعيون التواريخ 12/ 408، والبداية والنهاية 12/ 221، ومرآة الجنان 3/ 274، وتاريخ ابن سباط 1/ 80، واتعاظ الحنفا 2/ 181.
[4] تقدّم الخبر مفصّلا قبل قليل.
[5] ذيل تاريخ دمشق 287، 288، الكامل في التاريخ 11/ 118، تاريخ الزمان لابن العبري 161، كتاب الروضتين 1/ 124، عيون التواريخ 12/ 408، والبداية والنهاية 12/ 221، تاريخ ابن خلدون 5/ 238، تاريخ ابن سباط 1/ 82.

(37/7)


ووَحَّدَتْ مدينةُ سَبْتَة، فأمّنهم، ثمّ سار إلى مَرّاكُش، فنزل عَلَى جبلٍ قريبٍ منها، وبها إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين، فحاصرها أحد عشر شهرا، ثمّ أخذها عَنْوةً بالسّيف في أوائل سنة اثنتين وأربعين، واستوثق لَهُ الأمرُ ونزلها.
وجاءه جماعةٌ من وجوه الأندلسيّين وهو عَلَى مَرّاكُش باذِلين لَهُ الطّاعة والبَيْعة، ومعهم مكتوبٌ كبيرٌ فيه أسماء جميع الّذين بايعوه من الأعيان. وقد شهد من حضر عَلَى من غاب. فأعجبه ذَلكَ، وشكر هجرتهم، وجهّز معهم جيشا مَعَ أَبِي حفص عُمَر بْن صالح الصّنْهاجيّ من كبار قُوّاده، فبادر إلى إشبيلية فنازلها، ثم افتتحها بالسّيف.
وذكر الْيَسَع بْن حزْم أنّ أهل مَرّاكُش مات منهم بالجوع أيّام الحصار نيِّفٌ عَلَى عشرين ومائة ألف. حدَّثنيه الدّافنُ لهم.
ولمّا أراد فتحها، داخلت جيوش الرّوم الّذين بها أمانا، فأدخلوه من باب أَغْمات، فدخلها بالسّيف، وضرب عنق إسحاق المذكور، في عدَّةٍ من القُوّاد.
قَالَ الْيَسَع: قُتِلَ ذَلكَ اليوم ممّا صحّ عندي نيِّفٌ عَلَى السّبعين ألف رَجُل [1] .
__________
[1] المختصر في أخبار البشر 3/ 19، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 195 (حوادث سنة 542 هـ) ، عيون التواريخ 12/ 408، النجوم الزاهرة 5/ 281، الدرّة المضيّة 541.

(37/8)


سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة
[ولاية ابن هبيرة ديوان الزمام]
فيها ولي أبو المظفَّر يحيى بْن هُبَيْرة ديوان الزّمان [1] .
[مقتل بُزَبَة شِحنة أصبهان]
وفيها سار الأمير بُزَبَة [2] واستمال شِحْنة أصبهان، وانْضاف معه محمد شاه، فأرسل السّلطان مسعود عساكر أَذَرْبَيْجان، وكان بُزَبَة في خمسة آلاف، فالتقوا، فكسرهم بُزَبَة، واشتغل جيشة بالنَّهْب، فجاء في الحال مسعود بعد المصافّ في ألف فارس، فحمل عليهم، فتقنطر الفَرَسُ ببزبة، فوقع وجيء بِهِ إلى مسعود، فوسَّطه، وجيء برأسه فعُلِّق ببغداد [3] .
[وزارة عليّ بْن صَدَقَة]
وعُزِل أبو نصر جَهِير عَن الوزارة بأبي القاسم عليّ بْن صَدَقَة، شافهه بالولاية المقتفي، وقرأ ابن الأنباريّ كاتب الإنشاء عهده [4] .
__________
[1] الإنباء في تاريخ الخلفاء 225، المنتظم 10/ 124 (18/ 55) ، والكامل في التاريخ 11/ 123، الفخري 312- 315، مختصر التاريخ لابن الكازروني 231، تاريخ دولة آل سلجوق 203، البداية والنهاية 12/ 222.
[2] في الكامل 11/ 119 «بوزابة» ، وفي ذيل تاريخ دمشق 294 «بوزبه» ، وفي دول الإسلام 2/ 58 «بزاية» بالباء، وهو بتحريف.
[3] انظر عن مقتل بزبة في: المنتظم 10/ 120 (18/ 55) ، والكامل في التاريخ 11/ 119، وذيل تاريخ دمشق 294، 295، ودول الإسلام 2/ 58، وتاريخ دولة آل سلجوق 201، 202، وزبدة التواريخ 225.
[4] الإنباء في تاريخ الخلفاء 225، المنتظم 10/ 125 (18/ 56) ، الفخري 311، مختصر التاريخ لابن الكازروني 231، خلاصة الذهب المسبوك 276، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 195.

(37/9)


[محاربة سلاركُرد لابن دُبَيْس]
وقدِم سلاركُرْد عَلَى شِحْنكيَّة بغداد، وخرج بالعسكر لحرب عليّ بْن دُبَيْس، فالتقوا، ثمّ اندفع عليّ إلى ناحية واسط، ثمّ عاد وملك الحِلَّة [1] .
[مباشرة أَبِي ألوفا قضاء بغداد]
وباشر قضاءَ بغداد أبو ألوفا يحيى بْن سعيد بْن المرخّم في الدَّسْت الكامل، عَلَى عادة القاضي الهَرَويّ.
وكان أبو ألوفا بئس الحاكم، يرتشي ويُبْطِل الحقوق [2] .
[بروز ابن المستظهر إلى ظاهر بغداد]
وفي رمضان برز إسماعيل بْن المستظهر أخو الخليفة من داره إلى ظاهر بغداد، فبقي يومين، وخرج متنكِّرًا، عَلَى رأسه شَكَّة، وبيده قَدَحٌ، عَلَى وجه التنزّه، فانزعج البلد، وخافوا أن يعود ويخرج عليهم، وخاف هُوَ أن يرجع إلى الدّار، فاختفى عند قومٍ، فأذِنوا لَهُ، فجاء أستاذ دار والحاجب وخدموه وردّوه [3] .
[فتح نو الدين أرتاح]
وفيها سار نور الدّين محمود [4] بْن زَنْكيّ صاحب حلب يومئذٍ ففتح أَرْتاح [5] ، وهي بقرب حلب، استولت عليها الفرنج، فأخذها عَنْوَةً. وأخذ ثلاثة حصون صغار للفرنج، فهابتْه الفرنج، وعرفوا أنّه كبس نطّاح مثل أبيه وأكثر [6] .
__________
[1] انظر عن محاربة سلار بن دبيس في: المنتظم 10/ 125 (18/ 56) .
[2] انظر عن مباشرة أبي الوفاء القضاء في: المنتظم 10/ 125 (18/ 56) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 187 (حوادث 541 هـ) .
[3] انظر عن بروز ابن المستظهر في: المنتظم 10/ 126 (18/ 57) .
[4] في الأصل: «نور الدين بن محمود» وهو وهم.
[5] أرتاح: بالفتح ثم السكون، وتاء فوقها نقطتان، وألف وحاء مهملة، اسم حصن منيع، كان في العواصم من أعمال حلب. (معجم البلدان 1/ 140) .
[6] الكامل في التاريخ 11/ 122، زبدة الحلب 2/ 291، المختصر في أخبار البشر 3/ 19، نهاية الأرب 27/ 153، تاريخ ابن سباط 1/ 82، 83، والروضتين 1/ 132، 133، العبر 4/ 114، دول الإسلام 2/ 58، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 195، وتاريخ ابن الوردي 2/ 47، وتاريخ ابن خلدون 5/ 238، والنجوم الزاهرة 5/ 280.

(37/10)


[أخذ غازي دارا وحصاره ماردين ووفاته]
وفيها سار أخوه غازي صاحب المَوْصِل إلى ديار بَكْر، فأخذ دارا وأخربها ونهبها، ثمّ حاصر ماردين، فصالحه حسام الدّين تِمِرْتاش بْن إيلغازيّ، وزوّجه بابنته، فلم يدخل بها، ومرض ومات، فتزوّجها أخوه قَطْب الدّين [1] .
[الغلاء بإفريقية]
وفيها، وفي السّنين الخمس الّتي قبلها، وكان الغلاء المُفْرِط بإفريقيَّة، وعظُم البلاء بهم في هذا العام حتّى أكل بعضهم بعضا [2] .
[زواج نور الدين محمود]
وفيها تزوّج الملك نور الدّين بالخاتون ابْنَة الأتابك معين الدّين أُنُر، وأرسلت إليه إلى حلب.
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 123، 124، 139 (حوادث 544 هـ) .
[2] الكامل في التاريخ 11/ 124، والعبر 4/ 114، مرآة الجنان 3/ 275، البداية والنهاية 12/ 222، اتعاظ الحنفا 2/ 187.

(37/11)


سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
[هزيمة الفرنج عند دمشق]
فيها جاءت من الفرنج ثلاثة ملوك إلى بيت المقدس، وصلّوا صلَاة الموت، وردّوا عَلَى عكّا، وفرّقوا في العساكر سبعمائة ألف دينار، وعزموا عَلَى قصد الإسلام. وظنّ أهل دمشق أنّهم يقصدون قلعتين بقرب دمشق، فلم يشعروا بهم في سادس ربيع الأوّل إلّا وقد صبّحوا دمشق في عشرة آلاف فارس، وستّين ألف راجل، فخرج المسلمون فقاتلوا، فكانت الرَّجّالة الّذين برزوا لقتالهم مائة وثلاثين ألفا، والخيّالة طائفة كبيرة، فقُتل في سبيل اللَّه نحو المائتين، منهم الفقيه يوسف الفنْدلاويّ [1] ، والزّاهد عبد الرحمن الحلْحُوليّ [2] . فلمّا كَانَ في اليوم الثّاني، خرجوا أيضا، واستُشْهِد جماعة، وقتلوا من الفرنج ما لا يُحصى.
فلمّا كَانَ في اليوم الخامس، ووصل غازي بْن أتابك زنْكي في عشرين ألف فارس، ووصل أخوه نور الدّين محمود إلى حماه رديف لَهُ. وكان في دمشق البكاء والتّضرُّع وفرْش الرّماد أيّاما، وأُخرِج مُصْحَفُ عثمان إلى وسط الجامع.
وضجّ النّساء والأطفال مكشّفين الرّؤوس، فأغاثهم اللَّه.
وكان مَعَ الفرنج قِسّيس ذو لحية بيضاء، فركب حمارا، وعلّق في حلقه الطِّيب، وفي يديه صليبين، وقال للفرنج: أَنَا قد وعدني المسيح أن آخذ دمشق، ولا يردّني أحد. فاجتمعوا حوله، وأقبل يريد البلد، فلمّا رآه المسلمون صدقت نيّتُهم، وحملوا عَلَيْهِ، فقتلوه، وقتلوا الحمار، وأحرقوا الصّلبان، وجاءت
__________
[1] انظر ترجمة في هذا الجزء برقم (187) ، ذيل تاريخ دمشق 298.
[2] انظر ترجمته في هذا الجزء برقم (154) ، ذيل تاريخ دمشق 298.

(37/12)


النّجدة المذكورة، فهزم اللَّه الفرنج، وَقُتِلَ منهم خلْق [1] .
[رواية ابن الأثير عَن انهزام الفرنج]
قَالَ ابن الأثير: [2] سار ملك الألمان من بلاده في خلْقٍ كثير، عازما عَلَى قصد الإسلام، واجتمعت معه فرنج الشّام، وسار إلى دمشق، وفيها مجير الدين أَبَق بْن محمد بْن بُوري، وأتابكه مُعِزّ الدّين أُنُرَ [3] ، وهو الكُلّ، وكان عادلا، عاقِلًا، خيِّرًا، استنجد بأولاد زنْكيّ، ورتّب أمور البلد، وخرج بالنّاس إلى قتال الفرنج، فقويت الفرنج، وتقهقر المسلمون إلى البلد. ونزل ملك الألمان بالميدان الأخضر، وأيقن النّاس بأنّه يملك البلد، وجاءت عساكر سيف الدّين غازي، ونزلوا حمص، ففرح النّاس وأصبح معين الدّين يَقُولُ للفرنج الغرباء:
إنّ ملك الشّرق قد حضر، فإنْ رحلتم، وإلّا سلّمت دمشق إِلَيْهِ، وحينئذٍ تندمون.
وأرسل إلى فرنج الشّام يَقُولُ لهم: بأيّ عقلٍ تساعدون هَؤُلّاءِ الغرباء علينا، وأنتم تعلمون أنّهم إنّ ملكوا أخذوا ما بأيديكم من البلاد السّاحليَّة؟
وأنا إذا رَأَيْت الضَّعْفَ عَنْ حَفْظ البلد سلّمته إلى ابن زنْكي، وأنتم تعلمون أنّه إن مَلَك لا يبقى لكم معه مُقامٌ بالشّام.
فأجابوه إلى التّخلّي عَنْ ملك الألمان، وبذلَ لهم حصن بانياس،
__________
[1] انظر خبر الموقعة في: الكامل في التاريخ 11/ 129- 131، والتاريخ الباهر 88، 89، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 297- 300، والمنتظم 10/ 130، 131 (18/ 63، 64) ، وكتاب الروضتين 1/ 133- 138، والاعتبار لابن منقذ 94، 95، ومفرّج الكروب 1/ 112، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، والمختصر في أخبار البشر 3/ 20، ونهاية الأرب 27/ 150، 151، وزبدة الحلب 2/ 292، وتاريخ الزمان لابن العبري 162، 163، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 197- 199، ودول الإسلام 2/ 58، 59، والعبر 4/ 116- 118، وتاريخ ابن الوردي 2/ 47، 48، وعيون التواريخ 12/ 416، 417، والدرّة المضيّة 549، 550، ومرآة الجنان 3/ 277، 278، والبداية والنهاية 12/ 223، 224، وتاريخ ابن خلدون 5/ 238، 239، والكواكب الدرّية 126- 128، وتاريخ ابن سباط 1/ 87، 88، وتاريخ الخلفاء 439، والإعلام والتبيين للحريري 25- 27.
[2] في الكامل 11/ 129- 131، والتاريخ الباهر 88.
[3] في الأصل بالزاي. ويرد في المصادر: «أنر» بالراء، وسيأتي في التراجم «أنر» بالراء أيضا.

(37/13)


فاجتمعوا بملك الألمان، وخوّفوه من عساكر الشّرق وكثرتها، فرحل وعاد إلى بلاده، وهي وراء القسطنطينيَّة.
قلت: إنّما كَانَ أجل قدومه لزيادة القدس، فلمّا ترحّلوا سار نور الدّين محمود إلى حصن العزيمة، وهو للفرنج، فملكه. وكان في خدمته معين الدّولة أُنُر بعسكر دمشق.
[ظهور الدولة الغوريَّة]
وفيها كَانَ أول ظهور الدّولة الغوريَّة، وحشدوا وجمعوا. وكان خروجهم في سنة سبْعٍ وأربعين [1] .
[هرب رضوان وزير مصر ومقتله]
وفيها نقب الحبس رضوان [2] ، الّذي كَانَ وزير الحافظ صاحب مصر، وهرب عَلَى خيل أُعِدَّت لَهُ، وعبَر إلى الجيزة. وكان لَهُ في الحبْس تسعُ سِنين.
وقد كنّا ذكرنا أنّه هرب إلى الشّام، ثمّ قدِم مصرَ في جمْعٍ كبير، فقاتل المصريّين عَلَى باب القاهرة وهزمهم، وقتل خلْقًا منهم، ودخل البلد، فتفرَّق جَمْعُه، وحبسه الحافظ عنده في القصر، وجمع بينه وبين أهله، وبقي إلى أن بعث الجيش يأتي من الصّعيد بجموع كثيرة، وقاتل عسكر مصر عند. جامع ابن طولون فهزمهم، ودخل القاهرة، وأَرسل إلى الحافظ يطلب منه رسم الوزارة عشرين ألف دينار، فبعثها إِلَيْهِ، ففرَّقها، وطلب زيادة، فأرسل إِلَيْهِ عشرين ألف أخرى، ثمّ عشرين ألف أخرى. وأخذ النّاس منه العطاء وتفرّقوا. وهيّأ الحافظ جَمْعًا كبيرا من العبيد وبعثهم، فأحاطوا بِهِ، فقاتلهم مماليكه ساعة. وجاءته ضربةٌ فقُتل [3] . ولم يستوزر الحافظ أحدا من سنة ثلاثٍ وثلاثين إلى أن مات.
__________
[1] انظر بداية ظهور الغورية في: الكامل في التاريخ 11/ 135.
[2] هو: رضوان بن ولخشي.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 87، النجوم الزاهرة 5/ 281.

(37/14)


[ظهور الدعوة النزاريَّة بمصر]
قَالَ سِبْط الجوزيّ [1] : فيها ظهور بمصر رجلٌ من ولد نزار بْن المستنصر يطلب الخلافة، واجتمع معه خلْق، فجهّز إِلَيْهِ الحافظ العساكر، والتقوا بالصّعيد، فَقُتِلَ جماعة، ثمّ انهزم النّزاريّ، وقتل ولده [2] .
[إبطال الأذان ب «حيّ عَلَى خير العمل» بحلب]
وفيها أمر نور الدّين بإبطال «حيَّ عَلَى خير العمل» من الأذان بحلب، فعظُم ذَلكَ عَلَى الإسماعيليَّة والرَّافضة الّذين بها [3] .
[فتنة خاصّبك السلطان مسعود]
وكان السّلطان مسعود قد مكّن خاصّبَك من المملكة، فأخذ يقبض عَلَى الأمراء، فتغيّروا عَلَى مسعود وقالوا: إمّا نَحْنُ، وإمّا خاصّبك، فإنّه يحملك عَلَى قتْلنا. وساروا يطلبون بغداد، ومعهم محمد شاه ابن السّلطان محمود، فانجفل النّاس واختبطوا، وهرب الشِّحْنَة إلى تِكْريت، وقطع الجسر، وبعث المقتضي ابن العبّاديّ الواعظ رسولا إليهم، فأجابوا: نَحْنُ عبيد الخليفة وعبيد السّلطان، وما فارقناه إلّا خوفا من خاصّبَك، فإنّه قد أفنى الأمراء، فقتل عبد الرحمن بن طويرك، وعبّاسا، وبُزَبَه [4] ، وتَتَر، وصلاح الدّين، وما عَن النَّفس عِوَض. وما نَحْنُ بخوارج ولا عُصاة، وجئتنا لُنصْلح أمرنا مَعَ السّلطان.
وكانوا: ألْبُقُش، وألدكز، وقيمز [5] ، وقرقوب [6] ، وأخو طويرك [7] ، وطرنطاي،
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 199.
[2] ذيل تاريخ دمشق 302، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 199، النجوم الزاهرة 5/ 282.
[3] ذيل تاريخ دمشق 301، كتاب الروضتين 1/ 147، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 199، عيون التواريخ 12/ 418 و 474، النجوم الزاهرة 5/ 282، زبدة الحلب 2/ 293، 294.
[4] في الأصل: «يزيد» .
[5] في الأصل: «منصر» .
[6] في المنتظم: «قرقوت» ، والمثبت يتفق مع الكامل 11/ 132.
[7] في الكامل 11/ 132: «وابن طغايرك» .

(37/15)


وعليّ بْن دُبَيْس [1] . ثمّ دخلوا بغداد، فمدّوا أيديهم، وأخذوا خاصّ السّلطان، وأخذوا الغلّات، فثار عليهم أهل باب الأَزَج [2] وقاتلوهم، فكتب الخليفة إلى مسعود، فأجابه: قد برِئَت ذِمَّة أمير المؤمنين من العهد الّذي بيننا، بأنّه لا يجنِّد، فيحتاط للمسلمين. فجنّد وأخرج السُّرَادقات، وخندق، وسدّ العقود، وأولئك ينهبون في أطراف بغداد، وقسّطوا الأموال عَلَى مَحَالّ الجانب الغربيّ وراحوا إلى دُجَيْل وأخذوا الحريم والبنات، وجاءوا بهنّ إلى الخِيَم.
ثمّ وقع القتال، وقاتلت العامَّة بالمقاليع، وَقُتِلَ جماعة، فطلع إليهم الواعظ الغَزْنَويّ فذمّهم وقال: لو جاء الفرنج لم يفعلوا هذا. واستنقذ منهم المواشي، وساقها إلى البلد، وقبض الخليفة عَلَى ابن صَدَقَة، وبقي الحصار أيّاما، وخرج خلق من العوامّ بالسّلام الوافر، وقاتلوا العسكر، فاستجرّهم العسكر، وانهزموا لهم، ثمّ خرج عليهم كمين فهربوا، وَقُتِلَ من العامّة نحو الخمسمائة.
ثمّ جاءت الأمراء، فرموا نفوسهم تحت التّاج وقالوا: لم يقع هذا بِعلْمنا، وإنّما فعله أَوْباشٌ لم نأمرهم. فلم يَقْبل عُذْرهم. فأقاموا إلى اللّيل وقالوا: نَحْنُ قيامٌ عَلَى رءوسنا، لا نبرح حتّى تعفي عَنْ جُرْمنا.
فجاءهم الخادم يَقُولُ: قد عفا عنكم أمير المؤمنين فأمْضوا. ثمّ سار العسكر، وذهب بعضهم إلى الحِلَّة، وبعضهم طلب بلاده [3] .
[الغلاء والجوع]
ووقع الغلاء، ومات بالجوع والعرْي أهلُ القرى، ودخلوا بغداد يستعطون [4] .
__________
[1] زاد ابن الجوزي: «وابن تتر في آخرين»
[2] باب الأزج: بالتحريك، محلّة معروفة ببغداد.
[3] انظر عن فتنة خاصّ بك في: المنتظم 10/ 131- 133 (18/ 64- 66) ، والكامل في التاريخ 11/ 132- 134، وزبدة التواريخ 225- 228، وتاريخ ابن خلدون 3/ 514- 516.
[4] انظر عن الغلاء والجوع في: المنتظم 10/ 134 (18/ 66) ، والكامل في التاريخ 11/ 137، وذيل تاريخ دمشق 302، والمختصر في أخبار البشر 3/ 20، والعبر 4/ 118، ودول الإسلام 2/ 59، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، وتاريخ ابن سباط 1/ 90.

(37/16)


[وفاة القاضي الزينبي]
ومات قاضي القُضاة الزَّيْنَبيِّ، وقُلِّد مكانه أبو الحسن علي بْن أحمد بْن علي بْن الدّامغانيّ [1] .
[دخول ملك صقلّيّة مدينة المهديَّة]
وفيها الغلاء مستمر بإفريقية، وجلا أكثر النّاس ووجد خلْق في جزيرة صَقَلِّية، وعظُم الوباء. فاغتنم الملعون رُجار صاحب صَقَلّية هذه الشّدَّة، وجاء في مائتين وخمسين مركبا، ونزل عَلَى المَهْديَّة، فأرسل إلى صاحبها الحسين بْن عليّ بْن يحيى بْن تميم بْن باديس: إنّما جئت طالبا بثأر محمد بْن رشيد صاحب فاس، وردّه إلى فارس. وأنت فبيننا وبينك عهدٌ إلى مدَّةٍ، ونريد منك عسكرا يكون معنا.
فجمع الحَسَن الفُقهاء والكبار وشاورهم، فقالوا: نقابل عدوّنا، فإنّ بلدنا حصين.
قَالَ: أخاف أن ينزل البرَّ ويحاصرنا برّا وبحرا ويمنعنا الميرة، ولا يحلّ لي أن أُعطيه عسكرا يقاتل بِهِ المسلمين، وإنِ امتنعتُ قَالَ: نقَضْت. والرأي أن نخرج بالأهل والولد، ونترك البلد، فمن أراد أن ينزح فلْيَنْزَح.
وخرج لوقته، فخرج الخلْق عَلَى وجوههم، وبقي من احتمى بالكنائس عند أهلها، وأخذت الفرنج المهديّة بلا ضربة ولا طعنة، وفإنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون. فوقع النّهب نحو ساعتين، ونادوا بالأمان.
وسار الحَسَن إلى عند أمير عرب تِلْكَ النّاحية، فأكرمه. وصار الإفرنج من طرابُلُس الغرب إلى قرب تونس.
وأمّا الحَسَن، فعزم عَلَى المسير إلى مصر، ثمّ عزم عَلَى المصير إلى عبد المؤمن هُوَ وأولاده، وهو التّاسع من ملوك بني زيري. وكانت دولتهم بإفريقية مائتين وثمان سنين [2] .
__________
[1] انظر عن قضاء الدامغانيّ في: المنتظم 10/ 134 (18/ 66) ، وذيل تاريخ دمشق 303، وتاريخ دولة آل سلجوق 203.
[2] انظر خبر المهديّة في: الكامل في التاريخ 11/ 125 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 3/ 19، والعبر في خبر من غبر 4/ 118، وتاريخ ابن الوردي 2/ 47، والبداية والنهاية 12/ 223، وتاريخ ابن سباط 1/ 87، واتعاظ الحنفا 2/ 188.

(37/17)


سنة أربع وأربعين وخمسمائة
[ارتفاع الغلاء عَنْ بغداد]
في المحرَّم ارتفع عَن النّاس ببغداد الغلاء، وخرج أهل القرى [1] .
[مقتل صاحب أنطاكية]
وغزا نور الدّين محمود بْن زنْكي فكسر الفرنج، وقتل صاحب أنطاكية.
وكانت وقعة عظيمة، قتل فيها ألف وخمسمائة من الفرنج، وأُسِر مثلُهم، وذلّ دين الصّليب [2] .
[فتح فامية]
ثمّ افتتح نور الدّين حصن فامية، وكان عَلَى أهل حماة وحمص منه غاية الضَّرر [3] .
__________
[1] انظر عن ارتفاع الغلاء في: المنتظم 10/ 137 (18/ 71) ، والكامل في التاريخ 11/ 146.
[2] انظر عن مقتل صاحب أنطاكية في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 304، 305، والمنتظم 10/ 137 (18/ 71) ، والكامل في التاريخ 11/ 144، والتاريخ الباهر 98، 99، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، وزبدة الحلب 2/ 298، 299، وتاريخ مختصر الدول 207، وتاريخ الزمان 164، وكتاب الروضتين 1/ 150- 159، وديوان ابن منير الطرابلسي 642، 292، ونهاية الأرب 27/ 155، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، والعبر 4/ 120، 121، ودول الإسلام، 2/ 59، وعيون التواريخ 12/ 421، والدرّة المضيّة 554، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، 49، والبداية والنهاية 12/ 225، والكواكب الدرّية 130، وتاريخ ابن سباط 1/ 91، 92، وتاريخ ابن خلدون 5/ 240.
[3] انظر عن فتح فامية في: الكامل في التاريخ 11/ 149، (حوادث سنة 545 هـ) ، والتاريخ الباهر 100، وزبدة الحلب 2/ 301، وذيل تاريخ دمشق 305، وتاريخ الزمان 163، ونهاية الأرب 27/ 156 (حوادث سنة 545 هـ) ، والروضتين 1/ 159، 160، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، والعبر 4/ 121، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 202، وتاريخ ابن الوردي 2/ 50 (حوادث

(37/18)


[وقوع جوسلين في الأسر]
وكان جوسلين، لعنه اللَّه، قد أَلَهبَ الخلْق بالأَذّية والغارات، وهو صاحب تلّ باشر، وإعزاز، وعينتاب [1] ، والرّاوندان، وبَهَسْنا [2] والبيرة، ومَرْعَش، وغير ذَلكَ، فسار لحربه سِلَحْدار نور الدّين، فأسره جوسلين، فدسّ نور الدّين جماعة من التُّركمان: مَن جاءني بجوسلين أعطيتُه مهما طلب. فنزلوا بأرض عَنْتاب، فأغار عليهم جوسلين، وأخذ امْرَأَةً مليحة فأعجبته، وخلا بها تحت شجرة، فكمن لَهُ التُّركمان وأخذوه أسيرا حقيرا، وأحضروه إلى نور الدّين، فأعطى الّذي أسره عشرة آلاف دينار.
وكان أسْرُه فتحا عظيما. واستولى نور الدّين عَلَى أكثر بلاده [3] .
[وزارة ابن هبيرة]
وفي ربيع الآخر استوزر الخليفة أبا المظفر بْن هُبَيْرة، ولَقَبُه: عون الدّين [2] .
[قصْدُ ألْبقش العراق وطلب السلطنة لملكشاه]
وفي رجب جمع الْبُقُش وقصد العراق، وانضمّ إليه ملك شاه بْن السّلطان محمود، وعليّ بْن دُبَيْس، وطرنْطاي، وخلْق من التُّرْكمان. فلمّا صاروا عَلَى بريدٍ من بغداد، بعثوا يطلبون أن يسلطن ملك شاه، فلم يجبهم الخليفة، وجمع
__________
[ () ] سنة 545 هـ) ، وتاريخ ابن خلدون 5/ 240، وعيون التواريخ 12/ 231، والنجوم الزاهرة 5/ 285.
[1] في الأصل: «عيزاب» ، والتصحيح من المصادر.
[2] تحرّفت إلى «بهستا» في: مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 202.
[3] انظر عن أسر جوسلين في: ذيل تاريخ دمشق 310، والكامل في التاريخ 11/ 144، والتاريخ الباهر 99، و 101، 102، وتاريخ الزمان 165، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، وكتاب الروضتين 1/ 152 و 184، وزبدة الحلب 2/ 299، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، والعبر 4/ 127، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 201، وتاريخ ابن الوردي 2/ 49، 50، ونهاية الأرب 27/ 155 وفيه يسمّيه: «جوستكين» ، وتاريخ ابن سباط 1/ 92، وتاريخ ابن خلدون 5/ 241، وعيون التواريخ 12/ 421، والدرّة المضيّة 555، 556.
انظر عن وزارة ابن هبيرة في: المنتظم 10/ 137 (18/ 71) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، والعبر 4/ 121، وزبدة التواريخ 226، والبداية والنهاية 12/ 225، والجوهر الثمين

(37/19)


العسكر وتهيّأ وبعث البريد إلى السّلطان مسعود يستحثّه، فلم يتحرّك، فبعث إِلَيْهِ عمّه سَنْجَر يَقُولُ لَهُ: قد أخربت البلاد في هوى [ابن] [1] البلنكريّ، فنفّذه هُوَ، والوزير، والجاوليّ، وإلّا ما يكون جوابك غيري.
فلم يلتفت لسَنْجَر، فأقبل سَنْجَر حتّى نزل الرّيّ، فعلم مسعود، فسار إِلَيْهِ جريدة، فترضّاه وعاد. ثمّ قدِم بغداد في ذي الحجَّة واطمأنّ النّاس [2] .
[الحجّ العراقيّ]
وفيها حجّ بالعراقيّين نَظَر الخادم، فمرض من الكوفة فردّ، واستعمل مكانه قَيْماز الأُرْجُوانيّ. ومات نَظَر بعد أيّام [3] .
[الزلزلة ببغداد]
وفي ذي الحجَّة جاءت زلزلة عظيمة، وماجت بغداد نحو عشْر مرّات، وتقطّع بحُلْوان جبلٌ من الزّلزلة. وهلك عالَمٌ من التُّرْكمان [4] .
[وفاة صاحب الموصل]
وفيها مات صاحب المَوْصِل سيف الدّين غازي بْن زنْكيّ، ومَلَك بعده أخوه مَوْدُود. وعاش غازي أربعا وأربعين سنة. مليح الصّورة والشَّكْل، وخلّف ولدا تُوُفّي شابّا، ولم يُعْقِب [5] .
__________
[1] / 208، ووفيات الأعيان، الترجمة رقم 245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 168، 169، وتاريخ ابن خلدون 3/ 516، وعيون التواريخ 12/ 421.
[1] إضافة من المنتظم 10/ 138 (18/ 71) .
[2] انظر عن ألبقش في: المنتظم 10/ 137، 138 (18/ 71، 72) ، والبداية والنهاية 12/ 225، وتاريخ ابن خلدون 3/ 516.
[3] انظر عن الحج العراقي في: المنتظم 10/ 138 (18/ 72) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 200 و 201 (543 و 544 هـ) و 205، والبداية والنهاية 12/ 226.
[4] انظر عن الزلزلة في: المنتظم 10/ 138 (18/ 72) ، والكامل في التاريخ 11/ 146، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 201، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وتاريخ ابن الوردي 2/ 49، والبداية والنهاية 12/ 225، والكواكب الدرّية 131، وكشف الصلصلة عن وصف الزلزلة للسيوطي 184.
[5] انظر عن وفاة صاحب الموصل في: الكامل في التاريخ 11/ 138، والتاريخ الباهر 92- 94،

(37/20)


[الخلاف بين رُجار وصاحب القسطنطينية]
وفيها وقع الخُلْف بين رُجار الإفرنجيّ صاحب صَقَلِّية، وبين صاحب القُسطنطينيَّة. ودامت الحروب بينهم سِنين، فاشتغل رجار عن إفريقية [1] .
__________
[ () ] وذيل تاريخ دمشق 306، 307، وكتاب الروضتين 1/ 167- 170، ووفيات الأعيان 4/ 3، 4، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 207، وتاريخ الزمان له 165، 166، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) 219، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 55، 78، 133، 168، 222، 223، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، ومفرّج الكروب 1/ 116، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 123، 124، والمختصر في أخبار البشر 3/ 21، ونهاية الأرب 27/ 151، والعبر 4/ 123، ودول الإسلام 2/ 60، وسير أعلام النبلاء 20/ 192، 193، رقم 124، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، وعيون التواريخ 12/ 435- 437، ومرآة الجنان 3/ 283، 284، والبداية والنهاية 12/ 227، والدرّة المضيّة 558، وتاريخ ابن خلدون 5/ 238- 240، والكواكب الدرّية 131، والنجوم الزاهرة 5/ 286، واللمعات البرقية في النكت التاريخية لابن طولون 12، وشذرات الذهب 4/ 139، وتاريخ ابن سباط 1/ 90.
[1] الكامل في التاريخ 11/ 145، دول الإسلام 2/ 60.

(37/21)


ومن حوادث سنة أربع وأربعين وخمسمائة
[رواية ابن القلانسي عَن انتصار نور الدين عَلَى صاحب أنطاكية]
قَالَ أبو يَعْلَى التّميميّ في «تاريخه» [1] : كَانَ قد كَثُر فساد الفرنج المقيمين بعكّا، وصور، والسّواحل، بعد رحيلهم عَنْ حصار دمشق، وفساد شروط الهدنة الّتي بين أُنُرَ وبينهم. فشرعوا في العَبَث بالأعمال الدّمشقيَّة، فنهض معين الدّين أُنُر بالعسكر مُغيرًا عَلَى ضياعهم، وخيّم بحَوْران، وكاتَبَ العربَ، وشنّ الغارات عَلَى أطراف الفرنج، وأطلق أيدي التُّرْكمان في نهْب أعمال الفرنج، حتّى طلبوا تجديد الهدنة والمسامحة ببعض المقاطعة، وتردّدت الرُّسُل، ثمّ تقرَّرت الموادعة مدَّة سنتين، وتحالفوا عَلَى ذَلكَ.
ثمّ بعث أُنُر الأميرَ مجاهد الدّين بُزان بْن مامين في جيشٍ نجدة لنور الدّين عَلَى حرب صاحب أنطاكية، فكانت تِلْكَ الوقعة المشهودة الّتي انتصر فيها نور الدّين عَلَى الفرنج، وللَّه الحمد والمِنَّة. وكان جَمعه نحوا من ستَّة آلاف فارس سِوَى الأتباع، والفرنج في أربعمائة فارس، وألف راجل، فلم يَنْجُ منهم إلّا اليسير، وَقُتِلَ ملكهم البلنس [2] ، فحُمِل رأسه إلى نور الدّين. وكان هذا الكلب أحد الأبطال والفُرسان المشهورين بشدَّة البأس، عظيم الخلْقة والتّباهي في الشّرّ.
ثمّ نازل نور الدّين أنطاكية وحاصرها إلى أن ذَلّوا وسلّموها بالأمان. فرتَّب فيها مَن يحفظها، فجاءتها أمداد الفرنج، ثمّ اقتضت الحال مهادنَة من في أنطاكية وموادعتهم.
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 304، 305.
[2] هكذا في الأصل وذيل تاريخ دمشق.

(37/22)


[موت معين الدين أُنُر]
وأمّا معين الدّين أُنُرَ فإنّه مرض، وجيء بِهِ من حَوْران في مِحَفَّةٍ، ومات بدُوسنْطاريا في ربيع الآخر، ودُفن بمدرسته [1] .
[الوحشة بين مؤيّد الدين ومجير الدين]
ثمّ جَرَت واقعة عجيبة. استوحش الرئيس مؤيَّد الدّين من الملك مُجِير الدّين استيحاشا أوجب جمْعَ من أمكنه واقعة من أحداث دمشق والْجَهَلة، ورتّبهم حول داره، ودار أخيه زين الدّولة حَيْدرة للاحتماء بهم، وذلك في رجب. فنفذ مجير الدّين يطيّب نفوسهما، فما وُفِّق، بل جَدّا في الجمْع والاحتشاد من العوامّ والْجُنْد، وكسروا [السجن] وأطلقوا مَن فيه، واستنفروا جماعة من الشّواغرة [2] وغيرهم، وحصلوا في جمْعٍ كثيرٍ امتلأت بهم الطُّرُق. فاجتمعت الدّولة في القلعة بالعُدد، واخرِجت الأسلحة، وفرَقت عَلَى الجند، وعزموا عَلَى الزّحف إلى جمْع الأوباش، ثمّ تمهّلوا حقّنا للدّماء، وخوفا من نهْب البلد، وأَلَحُّوا عَلَى الرئيس وتلطّفوا إلى أن أجاب، واشترط شروطا أُجيب إلى بعضها، بحيث يكون ملازما لداره، ويكون ولده وولد أخيه في الدّيوان، ولا يركب إلى القلعة إلّا مُسْتَدْعيًا إليها.
ثمّ حدث بعد ذَلكَ عَوْد الحال إلى ما كانت عَلَيْهِ، وجمع الجمْع الكثير من الأجناد، والمقدَّمين، والفلّاحين، واتّفقوا عَلَى الزّحف إلى القلعة وحصرها، وطلب من عيَّنَه من أعدائه، فنشبت الحرب، وجُرح وَقُتِلَ جماعة. ثمّ عاد كلّ فريقٍ إلى مكانه.
ووافق ذَلكَ هروب السّلار زين الدّين إسماعيل شِحْنة البلد وأخوه إلى ناحية بَعْلَبَكّ.
ولم تزل الفتنة هائجة، والمحاربة متّصلة، إلى أن أُجيب إلى إبعاد من التمس إبعادَه من خواصّ مُجِير الدّين. ونُهبت دار السّلار وأخيه، وخلع على
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 147 وستأتي ترجمته برقم (201) .
[2] الشواغرة: نسبة إلى الشاغور، بالغين المعجمة، محلّة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة. (معجم البلدان 3/ 310) .

(37/23)


الرئيس وأخيه، وحَلَف لهما مُجير الدّين، وأعاد الرئيس إلى الوزارة، بحيث لا يكون لَهُ في الأمر معترض ولا مُشارِك [1] .
[موت الحافظ لدين اللَّه وخلافة الظافر بمصر]
وأمّا مصر، فمات بها الحافظ لدين اللَّه عبد المجيد العُبَيْديّ، وأقيم بعده ابنه الظّافر إسماعيل. ووَزَرَ لَهُ أمير الجيوش ابن مصال المغربيّ، فأحسن السّيرة والسّياسة. ثمّ اضطربت الأمور واختلفت العساكر، بحيث قُتِلَ خلْقٌ منهم [2] .
[محبَّة الدمشقيّين نور الدين]
وأمّا أعمال دمشق كَحْوران، وغيرها، فعبث بها الفرنج، وأجدبت، الأرض ونزح الفلّاحون، فجاء نور الدّين بجيشه إلى بَعْلَبَكّ ليوقع بالفرنج، ففتح اللَّه بنزول غيثٍ عظيم، فعظُم الدّعاء لنور الدّين، وأحبّه أهل دمشق وقالوا: هذا ببركته وحسن سيرته [3] .
[مصالحة نور الدين ومجير الدين]
ثمّ نزل عَلَى جسر الخشب في آخر سنة أربع، وراسل مُجِير الدّين، والرئيس يَقُولُ: إنّني ما قصدتُ بنزولي هنا طلبا لمحاربتكم، وإنّما دعاني كثرة شكاية أهل حَوْران والعُرْبان. أخذت أموالهم وأولادهم، ولا ينصرهم أحد فلا
__________
[1] الخبر في: ذيل تاريخ دمشق 307، 308، وكتاب الروضتين 1/ 164، 165، وعيون التواريخ 12/ 430، 431.
[2] انظر عن وفاة الحافظ وخلافة الظافر في: ذيل تاريخ دمشق 308، والكامل في التاريخ 11/ 141، 142، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 207، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 86- 89، وكتاب الروضتين 1/ 166، 167، ووفيات الأعيان 1/ 237، و 3/ 235- 237 رقم 407، والمختصر في أخبار البشر 3/ 21، ونهاية الأرب 28/ 307- 310، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، ودول الإسلام 2/ 60، 61، والعبر 4/ 122، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، والدرّة المضيّة 552، ومرآة الجنان 2/ 282، والبداية والنهاية 12/ 226، والوافي بالوفيات 9/ 151 رقم 4057، ومآثر الإنافة 2/ 39، واتعاظ الحنفا 3/ 189 و 193، والمواعظ والاعتبار 1/ 357 و 2/ 167، وتاريخ الخلفاء 439، وحسن المحاضرة 2/ 16، والنجوم الزاهرة 5/ 237- 246 و 288، وشذرات الذهب 4/ 138، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 224- 226، 227، وتاريخ ابن سباط 1/ 91.
[3] ذيل تاريخ دمشق 308، 309، الروضتين 1/ 178، عيون التواريخ 12/ 431.

(37/24)


يَسَعني مَعَ القُدرة عَلَى نُصْرتهم القعودُ عَنْهُمْ، مَعَ عِلْمٍ بعجزكم عَنْ حِفْظ أعمالكم والذّبّ عَنْهَا، والتّقصير الّذي دعاكم إلى الاستصراخ بالإفرنج عَلَى محاربتي، وبذلكم لهم أموالَ الضعفاء من الرَعيَّة ظُلْمًا وتَعَدِّيًا. ولا بدّ من المعونة بألف فارس يُجَرَّد مَعَ مقدَّمٍ لتخليص ثغر عسقلان وغيره.
فكان الجواب: لَيْسَ بيننا وبينك إلّا السّيف. فكثر تعجُّب نور الدّين، وأنكر هذا، وعزم عَلَى الزَّحْف إلى البلد، فجاءت أمطارٌ عظيمة منعته من ذَلكَ [1] .
ثمّ تقرَّر الصُّلْح في أوّل سنة خمسٍ وأربعين، فإنّ نور الدّين أشفق من سفْك الدّماء، فبذلوا لَهُ الطّاعة، وخطبوا لَهُ بجامع دمشق بعد الخليفة والسّلطان، وحلفوا لَهُ. فخلع نور الدّين عَلَى مجير الدّين خِلْعةً كاملة بالطَّوْق، وأعاده مكرّما، محتَرَمًا. ثمّ استدعى الرئيس إلى المخيَّم، وخلع عَلَيْهِ، وخرج إِلَيْهِ المقدَّمون، واختلطوا بِهِ، وردّ إلى حلب [2] .
[مضايقة الملك مسعود تلّ باشر]
وجاء الخبر بأنّ الملك مسعود نزل عَلَى تلّ باشِر وضايقها [3] .
[عودة الحُجّاج وما أصابهم]
ثمّ قدِم حُجّاج العراق وقد أُخِذوا، وحكوا مُصِيبةً ما نزل مثلُها بأحدٍ. وكان رَكْبًا عظيما من وجوه خُراسان وعُلمائها، وخواتين الأمراء خلْق. فأُخِذ جميع ذَلكَ، وَقُتِلَ الأكثر، وسَلِم الأقل، وهُتكَت الحُرَم، وهلك خلْقٌ بالجوع والعطش [4] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 309.
[2] ذيل تاريخ دمشق 309، 310، الروضتين 1/ 178، 179، عيون التواريخ 12/ 431، 432.
[3] ذيل تاريخ دمشق 310.
[4] انظر عن عود الحجّاج في: الكامل في التاريخ 11/ 148، 149 (حوادث سنة 545 هـ) ، وذيل تاريخ دمشق 310، وكتاب الروضتين 1/ 194، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، والعبر 4/ 123، ودول الإسلام 2/ 61، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 206، ومرآة الجنان 3/ 284 (حوادث 545 هـ) ، والبداية والنهاية 12/ 226، وعيون التواريخ 12/ 438، وتاريخ ابن الوردي 20/ 50.

(37/25)


[رحيل مسعود عَنْ تلّ باشر]
وأمّا مسعود، فإنّه ترحّل عَنْ تلّ باشِر [1] .
[مصالحة مجاهد الدين لصاحب دمشق]
وتوجّه مجاهد الدّين بُزَان إلى حصن صرْخد، وهو لَهُ، لترتيب أحواله.
وعرضت لَهُ نَفْرَةٌ من صاحب دمشق ورئيسها، ثمّ طُلِب، واصطلحوا عَلَى شرط إبعاد الحافظ يوسف عَنْ دمشق، فأُبعِد، فقصد بَعْلِبَكّ، فأكرمه متولّيها عطاء [2] .
[اتصال الخلاف في مصر]
وأمّا مصر، فالأخبار واصلة بالخُلْف المستمرّ بين وزيرها ابن مصال، وبين المظفّر ابن السّلار عَلَى الأمر، فسكنت الفتنة. ثمّ ثار الْجُنْد، وجَرَت أمور، وقتل جماعة. نسأل الله العافية [3] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 310، 311، تاريخ دولة آل سلجوق 207، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 206.
[2] ذيل تاريخ دمشق 311 و 321، كتاب الروضتين 1/ 194، 195.
[3] ذيل تاريخ دمشق 311 و 312.

(37/26)


سنة خمس وأربعين وخمسمائة
[الأخبار بما جرى عَلَى الركْب العراقي]
جاءت الأخبار بما جرى عَلَى رَكْب العراق. طمع فيهم أمير مكَّة، واستهون بقَيْماز، وطمعت فيهم العرب، ووقفوا يطلبون رسومهم، فأشار بذلك قَيْماز، فامتنع النّاس عَلَيْهِ، ولمّا وصلوا إلى الغرابيّ خرجت عليهم العرب، فأخذوا ما لا يُحصى، حتّى أنّه أُخِذ من خاتون أخت السّلطان مسعود ما قيمته مائة ألف دينار. وذهب للتّجار أموال كثيرة. واستَعْنَتَ العربُ، وتمزَّق النّاس، وهربوا مُشاةً في البرّيَّة، فمات خلْقٌ جوعا وَعَطَشًا وَبَرْدًا، وطلى بعض النّساء أجسادهنّ بالطِّين ستْرًا للعورة. وتوصّل قَيْماز في نفرٍ قليل [1] .
[الصلح بين نور الدين ومجير الدين]
وفيها كَانَ الصُّلْح. فإنّ نور الدّين نازل دمشق وضايقها، ثمّ اتقى اللَّه في دماء الخلْق، وخرج إِلَيْهِ مُجير الدّين أَبق صاحب البلد، ووزيره الرئيس ابن الصّوفيّ، وخلع عليهما، ورحل إلى حلب والقلوب معه لِما رَأَوْا من دينه [2] .
__________
[1] انظر خبر ركب الحجّاج في: المنتظم 10/ 142، 143 (18/ 77، 78) ، وذيل تاريخ دمشق 310، والكامل في التاريخ 11/ 148، 149، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 205، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، والعبر 4/ 123، ودول الإسلام 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 2/ 50، وعيون التواريخ 12/ 438، ومرآة الجنان 3/ 284، والبداية والنهاية 12/ 226، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لقاضي مكة (بتحقيقنا) 2/ 365، وتاريخ ابن سباط 1/ 92.
[2] العبر 4/ 123، دول الإسلام 2/ 61، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 206.

(37/27)


[مطر الدم باليمن]
قَالَ ابن الجوزيّ: وجاء في هذه السّنة باليمن مطر كلُّه دم، وصارت الأرض مرشوشة، وبقي أثره في ثياب النّاس [1] .
[دفاع الموحّدين عَنْ قرطبة]
وفيها جهَّز عبد المؤمن بْن عليّ ثاني مرَّة جيشا من الموحّدين في اثني [2] عشر ألف فارس إلى قُرْطُبة، لأنّ الفرنج نازلوها في أربعين ألفا ثلاثة أشهر، وكادوا أن يملكوها، فكشف عَنْهَا الموحّدون، ولَطَفَ اللَّه [3] .
[مرض خاصّ بك ومعافاته]
وفيها مرض ابن البلنكريّ، وهو خاصّ بك التُّركمانيّ أتابك جيش السّلطان مسعود. فلمّا عوفي أسقط المُكُوس.
[وفاة مختص الحضرة]
ثمّ مات بعد أيّام ببغداد مختصّ الحضرة مكس البلد، وكان يبالغ في أذى الخلْق ويقول: أنا قد فرشت حصيرا في جهنّم [4] .
__________
[1] انظر عن مطر الدم في: المنتظم 10/ 143 (18/ 78) ، ودول الإسلام 2/ 61، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 206، والبداية والنهاية 12/ 228، والنجوم الزاهرة 5/ 298، والدرّة المضيّة 556 (حوادث 544 هـ) .
[2] في الأصل: «في اثنا» .
[3] انظر عن قرطبة في: الكامل في التاريخ 11/ 150، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وتاريخ ابن الوردي 2/ 50، وتاريخ ابن سباط 1/ 93.
[4] انظر عن وفاة مختص الحضرة في: المنتظم 10/ 143 (18/ 78) .

(37/28)


سنة ستّ وأربعين وخمسمائة
[وعْظ ابن العبّادي بجامع المنصور]
قدِم السّلطان بغداد في رمضان، وسأل الواعظ ابن العبّاديّ أن يجلس في الجامع المنصور. فقيل لَهُ: لا تفعل، فإنّ أهل الجانب الغربيّ [لا] [1] يمكّنون إلّا الحنابلة. فلم يقبل، وضمن لَهُ نقيب النُّقباء الحماية. فجلس في ذي الحجَّة يوم جمعة، وحضر أستاذ دار، والرؤساء، وخلائق، فلمّا شرع في الكلام كثُر اللَّغط والضّجّات، ثمّ أُخِذت عمائم وفُوَط، وجُذِبت السّيوف حول ابن العبَّاديّ، فثبت، وسكن النّاس. ثمّ وعظ [2] .
[أسْرُ جوسلين]
وفيها أسر نور الدّين جوسلين فارس الفرنج وبَطَلَها المشهور، وأخذ بلاده، وهي عزاز، وعينتاب، وتلّ باشر [3] .
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] انظر عن ابن العبّادي في: المنتظم 10/ 145 (18/ 81) ، والبداية والنهاية 12/ 229.
[3] انظر عن أسر جوسلين في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 310، والتاريخ الباهر 101، 102، والكامل في التاريخ 11/ 154، 155، وكتاب الروضتين 181- 184، وتاريخ مختصر الدول 207، 207، ومفرّج الكروب 1/ 123، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، وزبدة الحلب 2/ 302، ونهاية الأرب 27/ 156، والمختصر في أخبار البشر 3/ 23، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 206، وتاريخ ابن الوردي 2/ 50، والبداية والنهاية 12/ 229، وتاريخ ابن خلدون 5/ 241، والكواكب الدرّية 136، 137، والدرّ المنتخب 219، وتاريخ ابن سباط 1/ 194.

(37/29)


ومن سنة ستّ وأربعين وخمسمائة
[تحشُّد عساكر نور الدين قرب دمشق]
في عاشوراء نزل عسكر نور الدّين بعَذْرا ونواحيها، ثمّ قصد من الغد طائفةٌ منهم إلى ناحية النَّيْرَب [1] والسَّهْم، وكمنوا عند الجبل لعسكر دمشق، فلمّا خرجوا جاءهم النذير، فانهزموا إلى البلد وسَلِمُوا. وانتشرت العساكر الحلبيَّة بنواحي البلد، واستؤصلت الزُّرُوع والفاكهة من الأَوْباش، وغَلَت الأسعار.
وتأهّبوا الحفظ البلد. فجاءت رُسُل نور الدّين يَقُولُ: أَنَا أؤثر الإصلاح للرعيَّة وجهاد المشركين، فإنْ جئتم معي في عسكر دمشق وتعاضدْنا عَلَى الجهاد، فذلك المراد.
فلم يُجِيبوه بما يُرضيه، فوقعت مناوشة بين العسكرين، ولم يزحف نور الدّين رِفْقًا بالمسلمين. ولكنْ خربت الغُوطة والحواضر إلى الغاية بأيدي العساكر وأهل الفساد، وعُدِم التّبْن، وعظُم الخطْب، والأخبار متوالية بإحشاد الفرنج، واجتماعهم لإنجاد أهل البلد. فضاقت صدور أهل الدّين. ودام ذَلكَ شهرا، والجيش النُّوريّ في جمْع لا يُحصَى، وأمداده واصلة، وهو لا يأذَن [2] لأحد في التّسرُّع إلى القتال، ولكنْ جُرح خلق [3] ، [4] .
__________
[1] النّيرب: بالفتح ثم السكون، وفتح المراء، وباء موحّدة. قرية مشهور بدمشق على نصف فرسخ. (معجم البلدان 5/ 330) .
[2] في الأصل: «يؤذن» .
[3] ذيل تاريخ دمشق 312- 314، تاريخ الزمان 166، 167.
[4] هي عنجز أو مجدل عنجر المعروفة حاليا بالبقاع. وقد تحرّفت في مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 201 إلى «عين الجسر» : وكذا في عيون التواريخ 12/ 442.

(37/30)


[تحالف الفرنج وعسكر دمشق]
ثمّ ترحّل بهم إلى ناحية الأعوج لقرب الفرنج، ثمّ تحوّل إلى عين الجرّ [1] بالبقاع، فاجتمعت الفرنج مَعَ عسكر دمشق، وقصدوا بُصْرَى لمنازلتها، فلم يتهيّأ لهم ذَلكَ، وانكفأ عسكر الفرنج إلى أعمالهم، وراسلوا مجير الدّين والرئيس المؤيّد يلتمسون باقي المقاطعة المبذولة لهم عَلَى ترحيل نور الدّين، وقالوا: لولا نَحْنُ ما ترحّل [2] .
[غزوة الأسطول الْمَصْرِيّ إلى سواحل الشام]
وورد الخبر بمجيء الأسطول المصريّ، إلى ثغور السّاحل في هيئة عظيمة وهم سبعون مركبا حربيَّة مشحونة بالرجال، قد أُنفِق عليها عَلَى ما قِيلَ ثلاثمائة ألف دينار. فقربوا من يافا، فقتلوا وأسروا، واستولوا عَلَى مراكب الفرنج، ثمّ قصدوا عكّا، ففعلوا مثل ذَلكَ، وقتلوا خلْقًا عظيما من حجّاج الفرنج، وقصدوا صيدا، وبيروت، وطرابُلُس، وفعلوا بهم الأفاعيل. ولولا شغل نور الدّين لأعان الأصطول. وقيل إنّه عرض عسكره، فبلغوا ثلاثين ألفا [3] .
[مصالحة نور الدين وصاحب دمشق]
ثمّ عاد نحو دمشق، وأغارت جنوده عَلَى الأعمال، واستاقوا المواشي، ونزل بدارَيّا، فنوديَ بخروج الْجُنْد والأحداث، فقَلَّ من خرج، ثمّ إنّه قرُب من البلد، ونزل بأرض القَطِيعة، ووقعت المناوشة. فجاء الخبر إلى نور الدّين بتسلّم نائبة الأمير حسن تلّ باشر بالأمان، ففرح، وضُربت في عسكره الكوسات والبُوقات بالبشارة. وتوقّف عَنْ قتال الدّمشقيّين ديانة وتحرُّجًا [2] .
وتردّدت الرسُل في الصُّلْح عَلَى اقتراحاتٍ تردّد فيها الفقيه برهان الدّين البلخيّ، وأسد الدين شيركوه، وأخوه، ثجم وقعت الأيمان من الجهتين، فرحل
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 314، كتاب الروضتين 1/ 201، 202، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 209، 210.
[2] ذيل تاريخ دمشق 315، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 91، نهاية الأرب 28/ 313، كتاب الروضتين 1/ 202، اتعاظ الحنفا 2/ 202.
[3] مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 210.

(37/31)


إلى بُصْرَى لمضايقتها، وطلب من دمشق آلات الحصار، لأنّ واليها سرخاك [1] قد عصى، ومال إلى الفرنج، واعتضد بهم، فتألَّم نور الدّين لذلك، وجهّز عسكرا لقصده [2] .
[الوباء بدمياط]
وفيها كَانَ الوباء المُفْرِط بدِمْياط، فهلك في هذا العام والّذي قبله أربعة عشر ألفا، وخَلَت البُيُوت [3] .
[استنابة مجير الدين بدمشق]
وفي شهر رجب سار صاحب دمشق مجير الدّين أبق في خواصّة إلى حلب، فأكرمه نور الدّين، وقرَّر معه تقريرات أقرَّ بها بعد أن بذل الطّاعة والنّيابة عَنْهُ بدمشق. ورجع مسرورا [4] .
[هزيمة الفرنج أمام التركمان عند بانياس]
وفي شعبان فصدت التُّركمان بانياس، فخرجت الفرنج والتقوا، فعمل السّيف في العدوّ، وانهزم مقدَّمُهم في نفرٍ يسير [5] .
[غارة الفرنج عَلَى البقاع]
وأغارت الفرنج عَلَى قُرى البقاع، فاستباحوها. فنهض عسكر من بَعْلَبَكّ وخلْق من رجال البقاع، فلحِقوا الفرنجَ وقد حبستهم الثّلوج، فقَتلوا خلْقًا من الفرنج، واستنقذوا الغنائم [6] .
[فتح أنطرطوس]
وافتتح نور الدّين أنْطَرَطُوس في آخرها [7] .
__________
[1] في الأصل: «سرخال» باللام، والتصحيح من: الروضتين 1/ 203.
[2] ذيل تاريخ دمشق 315، 316، كتاب الروضتين 1/ 203، مرآة الزمان ج 8، ق 1/ 210.
[3] ذيل تاريخ دمشق 316، كتاب الروضتين 1/ 207.
[4] ذيل تاريخ دمشق 317، كتاب الروضتين 1/ 208، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 211.
[5] ذيل تاريخ دمشق 317.
[6] ذيل تاريخ دمشق 317، 318، مرآة الزمان ج 8، ق 1/ 211، عيون التواريخ 12/ 443.
[7] ذيل تاريخ دمشق 318 (حوادث 547 هـ) .

(37/32)


سنة سبع وأربعين وخمسمائة
[فتح أنطرطوس وغيرها]
جاءت الأخبار بافتتاح أنْطَرَطُوس وقتل من بِها من الفرنج، وأُمِّن بعضُهم وافتتح نور الدّين عدَّة حصون صِغار. وظفر أهل عسقلان بفرنج غزَّة وقتلوا [1] .
[دخول نور الدين دمشق]
ومن سنة سبع وأربعين وخمسمائة، في أوّلها قدِم شيركوه رسولا من نور الدّين، فنزل بظاهر دمشق في ألف فارس، فوقع الاستيحاش منه، ولم يخرجوا لتلقِّيه. وتردّدت المراسلات، ولم يتّفق حال. ثمّ أقبل نور الدّين في جيوشه، فنزل ببيت الآبار وزحف عَلَى البلد، فوقعت مناوشة، ثمّ زحف يوما آخر، فلمّا كَانَ في عاشر صفر باكَرَ الزَّحف، وتهيَّأ لصدْق الحرب، وبرز إِلَيْهِ عسكر البلد، ووقع الطِّراد، وحملوا من الجهة الشّرقيّة من عدّة أماكن، فاندفعوا بين أيديهم، حَتَّى قربوا من سور باب كيسان والدّبّاغة، وليس عَلَى السّور آدميّ، لسوء تدبير صاحب دمشق، غير نفرٍ يسير من الأتراك لا يعوَّل عليهم، فتسرَع بعض الرَّجّالة إلى السّور، وعليه يهوديَّة، فأرسلت إِلَيْهِ حَبْلًا، فصعِد فيه، وحصل عَلَى السّور، ولم يدرِ بِهِ أحد، وتبِعه مَن تَبِعه، ونصبوا علما وصاحوا: نور الدّين يا منصور.
فامتنع الْجُنْد والرّعيّة من الممانعة محبّة في نور الدّين، وبادر بعض قطّاعي الخشب بفأسه، فكسر قفل الباب الشّرقيّ، فدخل العسكر. وفتح باب توما، ودخل الجند، وثمّ دخل نور الدّين، وسرّ الخلق.
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 318، تاريخ الزمان 168، كتاب الروضتين 1/ 215، 216، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 213، عيون التواريخ 12/ 453.

(37/33)


ولمّا أحسّ مجير الدّين بالغَلَبَة، انهزم إلى القلعة، وطلب الأمان عَلَى نفسه وماله، ثمّ خرج إلى نور الدّين، فطيَّب قلبه، وتسرّع الغوغاء إلى سوق عليّ وغيره، فنهبوا، فنودي في البلد بالأمان.
وأخرج مجير الدّين ذخائره وأمواله من القلعة إلى الأتابكيَّة دار جَدّه، ثمّ تقدَّم إِلَيْهِ بعد أيّام بالمسير إلى حمص في خواصّه، وكتب لَهُ المنشور بها [1] .
[إطلاق بُزان من الاعتقال]
وقد كَانَ مجاهد الدّين بُزَان قد أُطلق يوم الفتح من الاعتقال، وأُعيد إلى داره [2] .
[وفاة ابن الصوفي]
ووصل الرئيس مؤيَّد الدّين المسيّب ابن الصُّوفيّ إلى دمشق متمرّضا، فمات ودُفن في داره. وفرح النّاس بهلاكه [3] .
[وفاة السلطان مسعود]
وفيها جاءت الأخبار بموت السّلطان مسعود بباب هَمَذَان.
وذكر ابن هُبيْرة في «الإفصاح» قَالَ: لمّا تطاول عَلَى المقتفي أصحابُ مسعود، وأساءوا الأدب، ولم يمكن المجاهرة بالمحاربة. اتّفق الرأي عَلَى الدّعاء عَلَيْهِ شهرا، كما دعا النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِعْل وذكْوان شهرا [4] ، فابتدأ هُوَ والخليفة سرّا، كلّ واحدٍ في موضعه يدعو سَحَرًا، من ليلة تسعٍ وعشرين من جُمادى الأولى، واستمرّ الأمر كلّ ليلةٍ، فلمّا تكمّل الشّهر، مات مسعود عَلَى سريره، لم يزد عَلَى الشّهر يوما، ولا نقص يوما، فتبارك الله ربّ العالمين [5] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 327، 328 (حوادث سنة 549 هـ) ، مفرّج الكروب 1/ 123، الدرّة المضيّة 561.
[2] ذيل تاريخ دمشق 329 (حوادث سنة 549 هـ.) .
[3] انظر عن موت ابن الصوفي في: ذيل تاريخ دمشق 329 (وفيه سنة 549 هـ.) ، وكتاب الروضتين 1/ 226.
[4] أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع 5/ 42، 43، وانظر: المغازي لعروة 181، والمغازي من تاريخ الإسلام 239.
[5] انظر وفاة السلطان مسعود في: المنتظم 10/ 151 رقم 231 (18/ 88، 89 رقم 4180) ،

(37/34)


[سلطنة ملك شاه]
واتّفق العسكر على سلطنة ملك شاه، وقام بأمره خاصّ بك. ثمّ إنّ خاصّ بك قبض على ملك شاه، وطلب أخاه محمدا من خُوزسْتان، فجاءه وسلَّم إِلَيْهِ السَّلْطَنة. فلمّا استقرّ قتل خاصّبك [1] .
[هرب شحنة بغداد]
وهرب شِحنةُ بغداد لمّا سَمِعَ بموت مسعود. وأمر الخليفة: أيّ مَن تخلَّفَ من الجّنْد عَن الخدمة أُبيح دمَه [2] .
[تدريس ابن النظام]
وأمر الخليفة ابن النّظام أن يمضي إلى مدرستهم، ويدرّس بها من جهة السّلطان [3] .
__________
[ () ] والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 218- 222، والكامل في التاريخ 11/ 160- 163، والتاريخ الباهر 105، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، وكتاب الروضتين 1/ 222، وزبدة التواريخ للحسيني 228- 230، وتاريخ دولة آل سلجوق 208، 209، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 169، ووفيات الأعيان 5/ 200- 202، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 129، والمختصر في أخبار البشر 3/ 23، 24، ونهاية الأرب 27/ 52، والعبر 4/ 128، 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 384- 386 رقم 259، ودول الإسلام 2/ 62، وتاريخ ابن الوردي 2/ 51، وعيون التواريخ 12/ 462- 464، والبداية والنهاية 12/ 230، ومرآة الجنان 3/ 285، 286، وتاريخ ابن خلدون 5/ 45، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 34، والكواكب الدرّية 40، ومآثر الإنافة 2/ 37، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 439، وشذرات الذهب 4/ 145، وأخبار الدول 274، والعراضة في الحكاية السلجوقية لليزدي (طبعة ليدن 1327 هـ. / 1909 م.) ص 128، وتاريخ ابن سباط 1/ 95، والسلاجقة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 75.
[1] انظر عن سلطنة محمد وقتله خاصّ بك في: الكامل في التاريخ 11/ 160- 162، والتاريخ الباهر 105، وكتاب الروضتين 1/ 222، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 208، والمنتظم 10/ 147 (18/ 83، 84) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 209- 211، وزبدة التواريخ 237- 239، وراحة الصدور 372، وجامع التواريخ لرشيد الدين ج 5/ 141- 143، والمختصر في أخبار البشر 3/ 23، 24، ونهاية الأرب 27/ 52- 54، وتاريخ ابن الوردي 2/ 51، وعيون التواريخ 12/ 462، 463، وتاريخ ابن خلدون 3/ 516 و 5/ 69، ومآثر الإنافة 2/ 37، 38، والكواكب الدرّية 140، 141، وتاريخ ابن سباط 1/ 96، والبداية والنهاية 12/ 229.
[2] انظر عن هرب الشحنة في: المنتظم 10/ 147 (18/ 84) .
[3] انظر عن تدريس ابن النظام في: المنتظم 10/ 147 (18/ 84) .

(37/35)


[القبض عَلَى الحَيْص بَيْص]
وقبضوا عَلَى الحَيْص بَيص، وأخرجوه من بيته حافيا مُهانًا، وحُبس في حَبس اللُّصوص [1] .
[ضرب أَبِي النجيب وحبْسه]
ثمّ أُحضِر الشّيخ أبو النجيب إلى باب النّوبيّ، وكُشِف رأسُه، وضُرِب خمسَ دِرَر، ثمّ حُبس [2] .
[أخْذُ البديع الصوفي]
ثمّ أُخذ البديع الصُّوفيّ الواعظ صاحب أَبِي النّجيب، واتُّهم بالرَّفْض، فَشُهِّر وصُفِع [3] .
[احتفالات بغداد بالخليفة]
وبلغَ الخليفةَ أنّ في نواحي واسط تخبيطا، فسار بعسكره وراءه النّاس، وسار إلى واسط، فرتّب بها شِحنةً، ثمّ مضى إلى الحِلَّة، والكوفة، ثمّ عاد إلى بغداد مؤيَّدًا منصورا، فغُلِّقت بغداد، وزيّنت، وعملت القباب، وعمل الذَّهبيّون بباب الخان العتيق قُبَّة، عليها صورة مسعود، وخاصّ بك، وعبّاس، بحَرَكاتٍ تدور، وعُملت قباب عديدة عَلَى هذا النّموذج. وانطلق أهل بغداد في اللّعب والخبال، واللَّهْو إلى يوم عيد النَّحْر [4] .
[ظهور الغوريَّة وامتلاكهم بلْخًا وغَزْنَة]
وفيها كَانَ خروج الغُوريَّة، وحاربهم السّلطان سَنْجَر. وملكهم حسين بْن حسين ملك جبال الغور، وهي من أعمال غَزْنَة. فأوّل ما ملكوا بلْخ، فقاتل سَنْجَر، وأسره وعفا عَنْهُ وأطلقه، فسار حسين إلى غَزْنَة، وملكها بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن محمود بْن سُبُكْتِكِين، فانهزم من غير قتال،
__________
[1] انظر عن حبس الحيص بيص في: المنتظم 10/ 147 (18/ 84) .
[2] انظر عن ضرب أبي النجيب في: المنتظم 10/ 147 (18/ 84) ، وعيون التواريخ 12/ 453.
[3] انظر عن أخذ البديع في: المنتظم 10/ 147 (18/ 84) .
[4] انظر احتفالات بغداد في: المنتظم 10/ 148، 149 (18/ 85) .

(37/36)


وتسلّم علاء الدّين حسين الغوري غَزْنَة، واستعمل عليها أخاه سيف الدّين، وردّ إلى الغور. فلمّا جاء الشّتاء قدِم بهرام، وقام معه أهل غَزْنَة، فقبض عَلَى سيف الدّين وصَلَبَه [1] .
[وفاة بهرام شاه]
ثمّ لم يلبث بهرام شاه أن مات [2] .
[تلقُّب علاء الدين بالسلطان المعظّم]
فأقاموا بعده ولده خسرو شاه، فقصده علاء الدّين حسين، فهرب منه إلى الهاوور سنة خمسين، وملك علاء الدّين غَزْنَة، ونهبها ثلاثة أيّام، وقتل جماعة وبدّع، وتلقّب بالسّلطان المعظَّم. وشال الجتْرَ فوق رأسه عَلَى عادة السّلاطين السَّلْجوقيَّة، واستعمل ابنَيْ أخيه، وهما غياث الدّين أبو الفتح محمد بْن سام، وأخوه السّلطان شهاب الدّين أبو المظفّر محمد، فأحسنا السّيرة في الرَّعية، وأحبّهما النّاس، وانتشر ذكرها، وطال عُمرهما، وملكا البلاد.
[عصيان ابني الأخ عَلَى السلطان]
وأوّل أمرهما أنّهما أظهرا عصيان عمّهما، فبعث إليهما جيشا فهزموه، فسار بنفسه إليهما والتقوا، فأسر عمّهما علاء الدّين فأحسانا إِلَيْهِ، وأجلساه عَلَى التَّخْت، ووقفا في الخدمة، فبكى وقال: هذان صبيّان فعلا ما لو قدرت عَلَيْهِ منهما لم أفعلْه. وزوَّجَ غياثَ الدّين بابنته، وفوَّض إِلَيْهِ الأمورَ من بعده، فلمّا مات استقلّ غياث الدّين بالملك.
ثمّ ملكت الغُزّ غَزْنَة خمس عشرة سنة، وعسفوا وظلموا مدَّة، ثمّ حاربهم غياث الدّين ونُصِر عليهم فافتتح البلاد، وأحسن، وعدل [3] .
وكانت الغُزّ تركمان ما وراء النّهر.
__________
[1] انظر عن ظهور الغوريّة في: الكامل في التاريخ 1/ 164- 170، والمختصر في أخبار البشر 3/ 24، ودول الإسلام 2/ 62، وتاريخ ابن سباط 1/ 97، والبداية والنهاية 12/ 229، وتاريخ ابن الوردي 2/ 51، 52.
[2] المختصر في أخبار البشر 3/ 24، 27، البداية والنهاية 12/ 229.
[3] المختصر في أخبار البشر 3/ 25، 26، دول الإسلام 2/ 62.

(37/37)


[رواية ابن الأثير عَن الغُزّ]
قَالَ ابن الأثير: لمّا تملّكت الخِطَا ما وراء النَّهر، طردوا الغُزّ، فنزلوا بنواحي بلْخ عَلَى مراعيها، واسم مقدَّميهم: دينار، وبختيار، وطوطي، وأرسلان، وجقر، ومحمود، فأراد قُماج نائب سَنْجَر عَلَى بلْخ إبعادهم، فصانعوه، وبذلوا لَهُ مالا، وأقاموا عَلَى حالةٍ حسنة لا يُؤْذون ويقيمون الصّلاة، ويؤتون الزّكاة. ثمّ عاودهم قماج، وأمرهم بالترَّحُّل، فامتنعوا وتجمّعوا، فخرج قماج إليهم في عشرة آلاف، فهزموه، ونهبوا عسكره وأمواله، وأكثروا القتل في العسكر والرّعايا، وأسروا النّساء والأطفال، وقتلوا الفُقهاء، وعملوا العظائم، وخرّبوا المدارس، وانهزم قماج إلى مَرْو.
وأرسل السّلطان سَنْجَر يتهدّدهم، فاعتذروا، وبذل لَهُ مالا، فلم يُجِبْهم، وجمع عساكر من النّواحي، فاجتمع معه ما يلزمه عَلَى مائة ألف فارس، والتقاهم فهزموه، وتبِعوا عسكره قتْلًا وأسْرًا، فصارت قتلى العسكر كالتّلال.
وَقُتِلَ الأمير علاء الدّين قماج وأُسِر السّلطان وجماعة من أمرائه، فضربوا رقاب الأمراء. ونزل أمراء الغُزّ، فقبّلوا الأرض بين يدي سَنْجَر، وقالوا: نَحْنُ عبيدك، ولا نخرج عن طاعتك، مفقد علِمنا أنّك لم تُرِدْ قتالنا، وإنّما حُمِلتَ عَلَيْهِ، فأنت السّلطان، ونحن العبيد، فمضى عَلَى ذَلكَ شهران أو ثلاثة، ودخلوا معه إلى مرْو، وهي كرسيّ المُلْك، فطلبها منه بختيار إقطاعا، فقال: هذه دار المُلْك، لا ينبغي أن يكون إقطاعا لأحد. [1] فصفا لَهُ وأخذه، فلمّا رأى ذلك، ونزل عَنْ سريره، ثمّ دخل خانكاه مرْو، وتاب من الملك، واستولى الغُزّ عَلَى البلاد، وظهر من جورهم ما لم يُسمع بمثله، وولّوا عَلَى نَيْسابور واليا، فعلّق في السّوق ثلاث غرائر، وقال: أريد ملء هذه ذَهَبًا، فثار عَلَيْهِ العامَّة فقتلوه، وقَتلوا من معه، فركبت الغُزّ، ودخلوا بلد نَيْسابور، ونهبوها، وقتلوا الكبار والصّغار، وأحرقوها، وقتلوا القُضاة والعلماء في البلاد كلّها. ويتعذَّر وصْفُ ما جرى منهم عَلَى تِلْكَ البلاد، ولم يسلم منهم شيء سوى هراة ودهستان، فامتنعت بحصانتها.
__________
[1] في الكامل في التاريخ 11/ 164 وما بعدها.

(37/38)


[قصَّة الغزّ برواية أخرى]
وساق بعضُهم قصَّة الغُزّ وفيها طُول.
قَالَ: وفارق السّلطان سَنْجَر جميعُ أمراء خُراسان، ووزيرهُ طاهرُ بْن فخر المُلْك بْن نظام المُلْك، ولم يبق غيرُ نَفَر يسيرٍ من خواصّه [1] ، فلمّا وصلت الأمراء إلى نَيْسابور، أحضروا سليمان شاه بْن محمد ملك شاه، فدخل نيسابور في جُمادَى الآخرة من سنة ثمانٍ وأربعين، وخطبوا لَهُ بالسَّلطنة، وساروا فوَاقعوا الغُزّ، وقتلوا منهم مقتلة. فتجمّعت الغُزّ للمصافّ، فلمّا التقى الْجَمْعان انهزم الخُراسانيّون يقصدون نَيْسابور، وتبِعَتْهم الغُزّ، ودخلوا طُوس، فاستباحوها قتْلًا وسبْيًا، وقتلوا إمامها محمد المارشكيّ، ونقيب العلويّين عليّا المُوسَويّ، وخطيبها إسماعيل بْن عبد المحسّن، وشيخ الشّيوخ محمد بْن محمد. ووصلوا إلى نَيْسابور سنة تسع وأربعين في شوّال، فلم يجدوا دونها مانعا، فنهبوها نهبا، وقتلوا أهلها، حتّى أنّه أُحْصيَ في محلّتين خمسة عشر ألف قتيل.
وكانوا يطلبون من الرجال المالَ، فإذا أعطاهم المال قتلوه. وقتلوا الفقيه محمد بْن يحيى الشّافعيّ، ورثاه جماعة من العلماء، وممّن قُتِلَ الشّيخ عبد الرحمن بْن عبد الصّمد الأكّاف الزّاهد، وأحمد بْن الحسن، والكاتب سِبْط القُشَيْريّ، وأبو البركات بْن الفُرَاويّ، والفقيه الصّبّاغ أحد المتكلّمين، وأحمد بْن محمد بْن حامد، وعبد الوهّاب المُولْقاباذيّ، والقاضي صاعد بْن عبد الملك بْن صاعد، والحسين بْن عبد الحميد الرّازيّ، وخلْق.
وأحرقوا ما بها من خزائن الكُتُب، فلم يسْلَم إلّا بعضُها، وفعلوا ما لا يفعله الكُفّار، وانحلّ أمر السّلطان بالكُلّية، فاجتمع الأمراء، وراسلوا محمود بْن محمد ابن أخت السّلطان سَنْجَر، وخطبوا لَهُ بخُراسان، وأحضروه وملّكوه، وانقادوا لَهُ في شوّال سنة تسعٍ. وساروا معه إلى الغُزّ، وهم يحاصرون هَرَاة، فَجَرت بينهم حروب في أكثرها الظَّفَر للغُزّ. وكان لسَنْجَر مملوك أي أَبَه، ولَقَبُه المؤيَّد، استولى عَلَى نَيْسابور، وطوس، ونَسَا، وأَبِيوَرْد، وأزاح الغزّ، وقتل منهم
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 325.

(37/39)


خلْقًا، وأحسن السّيرة، وعظُم شأنُه، وكُثر جَمْعُه، والتزم بحمل مالٍ إلى خاقان محمود بْن محمد بن أخت سَنْجَر.
[أخذ الفرنج عسقلان]
قَالَ ابن الأثير [1] : وفيها أخذت الفرنج عسقلان، وكانت للظّاهر باللَّه وكان الفرنج كلّ سنةٍ يقصدونها ويحضرونها المصريّون، يرسلون إليها الأسلحة والذّخائر والأموال. فلمّا قُتِلَ ابن السّلار في هذا العام اغتنم الفرنج اشتغالَ المصريّين، ونازلوها، وجدّوا في حصارها، فخرج المسلمون وقاتلوهم وطردوهم، فأيسوا مِن أخْذها، وعزموا عَلَى الرحيل عَنْهَا، فأتاهم الخبر بأنّ أهلها قد اختلفوا، وذلك لأنّهم لمّا قهروا الفرنج داخَلَهُم العجب، وادعى كلّ طائفة أنّ النُّصْرة عَلَى يده، ووقع بينهم خصامٌ عَلَى ذَلكَ، حتّى قُتِلَ بينهم رَجُل، فعظُمت الفتنة، وتفاقم الشّرّ، وتجادلوا، فقُتل بينهم جماعة، وزحفت الفرنج في الحال، فلم يكن عَلَى السّور من يمنعهم، فملكوا البلد، [2] فإنّا للَّه وإنا إليه راجعون.
__________
[1] في الكامل في التاريخ 11/ 188، 189 (حوادث سنة 548 هـ) .
[2] تاريخ الزمان 168 و 169، كتاب الروضتين 1/ 223.

(37/40)


سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
[خروج الغُزّ عَلَى السلطان سنجر]
فيها خرجت التُّرك عَلَى السّلطان سَنْجَر، وهم الغُزّ، يدينون بالإسلام في الجملة، ويفعلون فِعل التّتار. وكان بينهم ملحمة عظيمة، فكُسِر سَنْجَر، واستُبيح عسكره قتْلًا وأسْرًا، ثمّ هجمت الغُزّ نَيْسابور، فَقُتِلَ معظم من فيها من المسلمين، ثمّ ساروا إلى بلْخ، فملكوا البلد، وكانت عدّتهم فيما قِيلَ مائة ألف خرْكاه. ثمّ أسروا سَنْجَر وأحاطوا بِهِ، وذاق الذّلّ، وملكوا بلاده، وبَتّوا الخطبة باسمه وقالوا: أنت السّلطان ونحن أجنادُك، ولو أمِنَّا إليك لمكّناك من الأمر، وبقي معهم صورة بلا معنى [1] .
[محاصرة عسكر المقتفي تكريت]
وبعث المقتفي عسكرا يحاصرون، تِكْريت، فاختلفوا، وخامر ترشك المقتفويّ، واتّفق مَعَ متولّي تِكْريت، وسلكوا درْب خُراسان، ونهبوا وعاثوا، فخرج الخليفة لدفْعهم، فهربوا، فسار إلى تِكْريت، وشاهد القلعة ورجع، ثمّ برز السّرادق للانحدار إلى واسط لدفع ملك شاه، فانهزم إلى خوزستان، فنزل
__________
[1] انظر عن خروج الغزّ على السلطان سنجر في: المنتظم 10/ 152 (18/ 90) ، وذيل تاريخ دمشق 325، والكامل في التاريخ 11/ 176 وما بعدها، وزبدة التواريخ للحسيني 230- 232، وحبيب السير 2/ 511، والمختصر في أخبار البشر 3/ 26، 27، ودول الإسلام 2/ 63، والعبر 4/ 128، وتاريخ ابن الوردي 2/ 53، وعيون التواريخ 12/ 465، ومرآة الجنان 3/ 286، والبداية والنهاية 12/ 230، 231، وراحة الصدور 177- 181، وتاريخ ابن خلدون 5/ 70، 71، والكواكب الدّرية 141، 143، وتاريخ ابن سباط 1/ 98، وتاريخ الخلفاء 440.

(37/41)


الخليفة بظاهر واسط أيّاما، ورجع إلى بغداد [1] .
[نجاة الوزير ابن هُبيرة من الغرق]
وسلِم يوم دخوله الوزير ابن هُبَيْرة من الغَرَق، وانفلقت السّفينة الّتي كَانَ فيها، وغاصوا في الماء، فأعطى للّذي استنقذه ثيابه، ووقّع لَهُ بذَهَبٍ كثير [2] .
[مقتل ابن السلار]
وفيها قُتِلَ العادل عليّ بْن السّلار بمصر [3] .
[تسلُّم الغوريّ هَرَاة]
وفيها حاصر الملك غياث الدّين الغُوريّ مدينة هَرَاة، وتسلّمها بالأمان، وكانت للسّلطان سَنْجَر [4] .
[إصابة شهاب الدين الغوري أمام الهند]
وفيها سار شهاب الدّين الغُوريّ أخو غياث الدّين، فافتتح مدينة من الهند، فتحزَّبت عَلَيْهِ ملوك الهند، وجاءوا في جيشٍ عرمرم، فالتقوا، فانكسر المسلمون. وجاءت شهابَ الدّين ضربةٌ في يده اليُسرى بطُلت منها، وجاءته ضربةٌ أخرى عَلَى رأسه فسقط. وحَجَزَ اللّيل بين الفريقين، والتُمس شهاب الدّين بين القتلى، فحمله أصحابه ونجوا بِهِ، فغضب عَلَى أُمرائه لكونهم انهزموا، وملأ لكلّ واحدٍ منهم مِخْلاة شعير، وحلف لئن [5] لم يأكلوا ليضربنّ
__________
[1] انظر محاصرة تكريت في: المنتظم 10/ 153 (18/ 90) ، والكامل في التاريخ 11/ 189، والعبر 4/ 129.
[2] انظر عن ابن هبيرة في: المنتظم 10/ 153 (18/ 91) .
[3] انظر عن قتل ابن السلار في: ذيل تاريخ دمشق 319، 320، ونزهة المقلتين 64، وأخبار الدول المنقطعة 104، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، ونهاية الأرب 28/ 314، وكتاب الروضتين 1/ 226، 227، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 214، وتاريخ ابن الوردي 2/ 54، واتعاظ الحنفا 2/ 205، والنجوم الزاهرة 5/ 288، والدرّة المضيّة 553.
[4] العبر 4/ 129، دول الإسلام 2/ 63.
[5] في الأصل: «لأن» .

(37/42)


أعناقهم، فأكلوا بعد الْجَهْد. ثمّ نجده أخوه بجيشٍ ثقيل، فالتقى الهندَ ونُصِر عليهم [1] .
[رواية ابن الأثير عَنْ محاربة الهنود لشهاب الدين]
قَالَ ابن الأثير [2] : عاد الهنود، وسارت ملكتهم في عددٍ يضيق عَنْهُ الفضاء، فراسلها شهاب الدّين الغوريّ بأنّه بتزوّجها، فأبت، فبعث يخادعها، وحفظ الهنود المخاضات. فأتى هنديّ إلى شهاب الدّين، فذكر أنّه يعرف مخاضة، فجهَّز جيشا عليهم حسين بْن حرملك الغوريّ الّذي صار صاحب هَرَاة بعد.
وكان شجاعا مذكورا. فسَاروا مَعَ الهنديّ، وكبسوا الهنود، ووضعوا فيهم السّيف، واشتغل الموكّلون بحفْظ المخاضات، فعبر شهاب الدّين في العسكر، وأكثروا القتل في الهنود، ولم ينج منهم إلّا من عجز المسلمون عَنْهُ. وقُتِلت ملكتهم. وتمكّن شهاب الدّين من بلاد الهند، والتزموا لَهُ بحمل الأموال وصالحوه. وأقطع مملوكه قُطْب الدّين أَيْبَك مدينة دهلي، وهي كرسيّ مملكة الهند، وجهّز جيشا، فافتتحوا مواضع ما وصل إليها مسلمٌ قبل، حتّى قاربوا لجهة الصّين [3] .
[تسلّم مجير الدين مفاتيح صرْخد]
ومن سنة ثمانٍ وأربعين، وفي صفر توجّه صاحب دمشق مُجير الدّين، ومعه مؤيَّد الدّين الوزير، فنازل بُصْرى لمخالفته وجوره عَلَى أهل النّاحية، وسلّم إِلَيْهِ مجاهد الدّين مفاتيح صَرْخَد، فأعطاه جملة. ثمّ صالحة سرخَاك نائب بُصْرَى.
[أخْذ الفرنج عسقلان]
وجاءت الأخبار بأنّ نور الدّين يجمع الجيوش للغزو، وليكشف عَنْ أهل عسقلان، فإنّ الفرنج نزلوا عليها في جمْعٍ عظيم، فتوجّه مُجير الدّين صاحب دمشق إلى خدمة نور الدّين، واجتمع بِهِ في أمر الجهاد، وساروا إلى بانياس،
__________
[1] الكامل في التاريخ 11/ 172، 173، العبر 4/ 129، دول الإسلام 2/ 63، 64.
[2] في الكامل في التاريخ 11/ 171 وما بعدها.
[3] الكامل 11/ 171، 172، دول الإسلام 2/ 64.

(37/43)


فبلغهم أخُذُ عسقلان وتخاذُل أهلها واختلافهم [1] .
[الوزارة بدمشق]
وقد مرّ شرح حال الرئيس وتمكَنه من وزارة دمشق، فعرض الآن بينه وبين أخويه عزّ الدّولة وزين الدّولة مشاحنات وشرّ أفضى إلى اجتماعهما بمجير الدّين صاحب دمشق، فأنفذ يستدعي الرئيس للإصلاح بينهم، فامتنع، فآلت الحال إلى أن تمكّن زين الدّولة منه بإعانة مُجير الدّين عَلَيْهِ، فتقرّر بينهما إخراج الرئيس من دمشق، وجماعته إلى قلعة صَرْخد مَعَ مجاهد الدّين بُزان، وتقلّد زين الدّولة الوزارة. فلم يلبث إلّا أشهرا، فظلم فيها وعسف، إلى أن ضرب عنقَه مجيرُ الدّين، وردّ أمرَ الرئاسة والنّظر في البلد إلى الرئيس رضيّ الدّين أَبِي غالب بْن عبد المنعم بْن محمد بْن راشد بْن عليّ التّميميّ.
فاستبشر النّاس قاطبة.
[الغلاء بدمشق]
وكان الغلاء بدمشق شديد، بلغت الغرارة خمسة وعشرين دينارا، ومات الفقراء عَلَى الطُّرُق، فعزم نور الدّين عَلَى منازلتها، وطمع لهذه الحال في تملُّكها [2] .
[رئاسة رضيّ الدين التميمي]
وأمّا رضِيّ الدّين التّميميّ، فإنّه طُلِب إلى القلعة، وشُرف بالخِلَع
__________
[1] انظر عن أخذ الفرنج عسقلان في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 321، 322، والاعتبار لابن منقذ 16، 17، وكتاب الروضتين 1/ 223- 225، والكامل في التاريخ 11/ 188، 189، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 169، ومفرّج الكروب 1/ 126 (حوادث 547 هـ) ، وزبدة الحلب 2/ 303، والأعلاق الخطيرة 2/ 261، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 215، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، والدرّة المضيّة 548، 549 و 562، 563، ودول الإسلام 2/ 63، ومرآة الجنان 3/ 286، والبداية والنهاية 12/ 231، وتاريخ ابن الوردي 2/ 54، وتاريخ ابن سباط 1/ 98، 99، واتعاظ الحنفا 2/ 206، و 209، وقطف الأزهار من الخطط والآثار لأبي السرور (مخطوطة المكتبة الأهلية بباريس رقم 1765) ورقة 3 أ، والإعلام والتبيين للحريري 27.
[2] ذيل تاريخ دمشق 325، 326.

(37/44)


المكمد، والمركوب بالسّخت، والسّيف المحلّى، والتَّرس، وركب معه الخواصّ إلى داره، وكُتِب لَهُ التّقليد، ولُقِّب بالرئيس، الأجلّ، وجيه الدّولة، شرف الرؤساء [1] .
[قتْل متولّي بعلبَكّ]
ونفذ مجير الدّين إلى بَعْلَبَكّ، فاعتقل وقيَّد متولّيها عطاء الخادم، وكان جبّارا، ظالما، غشوما، فسُرَّت بمصرعه النفوس، ونُهبت حواصله، ثمّ ضربت عنقه [2] .
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 326 وفيه: «ولقّب بالرئيس الأجلّ، رضيّ الدين، وجيه الدولة، سديد الملك، فخر الكفاة، عزّ المعالي، شرف الرؤساء» .
[2] ذيل تاريخ دمشق 326.

(37/45)


سنة تسع وأربعين وخمسمائة
[حصار تكريت]
فيها نفذ الخليفة عسكرا، فما أخذوا تِكْريت بعد حصار ومجانيق وتعب، وَقُتِلَ من الفريقين عدَّة، ثمّ رَأَى الخليفة أنّ أخْذها يطول، فرجع بعد أن نازلَها مدَّةَ أيّام. ثمّ بعد شهر عرض جيشه، فكانوا ستَّة آلاف، فجهّزهم لحصارها مَعَ الوزير ابن هبيرة، وأنفق في الجيش نحو ثلاثمائة ألف دينار، سوى الإقامة، فإنّها كانت تزيد عَلَى ألف كرّ، فوصل الخبر بأنّ مسعود بلال جاء في عسكرٍ عظيم إلى شهرابان، ونهبوا النّاس. وطلب ابن هُبيرة للخروج إليهم [1] .
[موقعة الخليفة والسلطان]
وكان مسعود بلال [2] وألْبقش قد اجتمعا بالسّلطان محمد، وحثّاه عَلَى قصْد العراق، فلم يتهيّأ لَهُ، فاستأذناه في التّقدُّم أمامه، فأذِن لهما، فجمعا خلْقًا من التُّركمان ونزلا في طريق خُراسان، فخرج الخليفة إليهما، فتنازلوا [3] ثمانية عشر يوما، وتحصّن التُّركمان بالخركاوات والمواشي. ثمّ كانت الوقعة في سلْخ رجب، فانهزمت ميسرة الخليفة وبعض القلب، كسرهم مسعود الخادم، وتُرْشك. وثبت الخليفة، وضربوا عَلَى خزائنه، وقتلوا خازنه يحيى بْن يوسف
__________
[1] انظر عن محاصرة تكريت في: المنتظم 10/ 156 (18/ 95) ، والكامل في التاريخ 11/ 194، وتاريخ الزمان 170، والمختصر في أخبار البشر 3/ 29، ودول الإسلام 2/ 64، 65، والعبر 4/ 134، 135، وعيون التواريخ 12/ 487، وتاريخ ابن الوردي 2/ 55، ومرآة الجنان 3/ 292، وتاريخ ابن سباط 1/ 100.
[2] في زبدة التواريخ 243: «مسعود البلالي» .
[3] في المنتظم 10/ 156: «فتلازموا» .

(37/46)


الْجَزَريّ، فجاء منكورس [1] ، وأمير آخر، فقبّلا الأرض، وقالا: يا مولانا، ثبت علينا ساعة حتّى نحمل. فقال: لا والله إلّا معكما. ورفع الطّرحة، وجذب السّيف، ولبس الحديد هُوَ وولّى العهد وكُبّرا، وصاح الخليفة: يالَ مُضَر، كذب الشّيطان وفرّ، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ 33: 25 [2] ثلاثة. فحمل العسكر بحملته [3] ، ووقع القتْل، حتّى سُمِع وقْع السّيوف كوقْع المطارق عَلَى السّنادين، وانهزم القوم وسُبِيَ التّركمان، وأُخِذت مواشيهم وخَيْلهم، فقيل: كانت الغنم أربعمائة ألف رأس، وبيعت كلّ ثمانين بدانق [4] .
ثمّ نُودي بردّ من سُبيَ من أولادهم، وأخذ ألْبقشُ أرسلان شاه بْن طُغْرُل، وهرب بِهِ إلى بلده، وانهزم تُرْشك، ومسعود الخادم إلى القلعة. ثمّ أغارا بعد أيّامٍ عَلَى واسط، ونهبوا ما يختصّ بالوزير ابن هبيرة فر [جع] الخليفة إلى القتال، فخرج بالعسكر، فانهزم العدوّ، فأدركهم، ونهب منهم، وعاد منصورا، فخلع عَلَيْهِ الخليفة، ولَقَّبه: سلطان العراق، ملك الجيوش. وعرض الجيش في أُبَّهَة كاملة [5] .
[زلزلة بغداد]
ولمّا كَانَ يوم الفِطْر، جاء مطرٌ، ورعدٌ، وبرق، وزُلْزِلت بغداد من شدَّة الرّعد. ووقعت صواعق، منها صاعقة في التّاج المسترشديّ [6] .
[موت ألبقش]
وجاءت الأخبار بمجيء محمد شاه، وبإيفاده إلى عسكر الموصل
__________
[1] في المنتظم: «منكوبرس» ، وكذلك في زبدة التواريخ 245.
[2] سورة الأحزاب، الآية: 25.
[3] في المنتظم: «بجملته» .
[4] في الأصل: «بداق» ، وفي المنتظم: «كل كبش بدانق» ، وكذلك في: الكامل في التاريخ 11/ 195.
[5] انظر عن الموقعة في: المنتظم 10/ 156، 157 (18/ 95- 97) ، والكامل في التاريخ 11/ 195، 196، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 229، 230، وتاريخ الزمان 170، 171، ودول الإسلام 2/ 65، وزبدة التواريخ 242، 246، ومرآة الجنان 3/ 292.
[6] انظر عن الزلزلة في: المنتظم 10/ 157 (18/ 97) .

(37/47)


يستنجدهم، وإلى مسعود بلال صاحب تِكْريت يستنجد بِهِ، فأخرج الخليفة سُرَادقه، واستعرض الجيش، فزادوا عَلَى اثني عشر ألف فارس، فجاء الخبر بموت ألْبقش، فضعُف محمد شاه وبَطَل، فتسحّب جماعة من أمرائه، ولجئوا إلى الخليفة. وحصل الأمن [1] .
[التجريد إلى همذان]
ثمّ جرّد الخليفة ألفي فارس إلى جهة همذان [2] .
[ظهور دم بنواحي واسط]
وفيها حديث بنواحي واسط ظهورُ دمٍ من الأرض، لا يُعلم لَهُ سبب [3] .
[حال السلطان سنجر في الأسر]
وجاءت الأخبار أنّ السّلطان سَنْجَر تحت الأسر وتحت حكْميَّة الغُزّ، وله اسم السّلطنة، وراتبه في قدْر راتب سائسٍ من سيّاسه، وأنّه يبكي عَلَى نفسه [4] .
[دخول الغُزّ مرو]
ودخلت الغُزّ مرو وغيرها، فقتلوا خلْقًا، ونهبوا، وبدّعوا [5] .
[مقتل الظافر العُبَيديّ]
وفيها قُتِلَ بمصر خليفتُها الظّافر باللَّه العُبَيْديّ وهو شابّ، وأقاموا الفائز صبيّا صغيرا، ووهى أمر المصريّين [6] .
__________
[1] انظر عن موت ألبقش في: المنتظم 10/ 158 (18/ 97) ، والعبر 4/ 35، وزبدة التواريخ 246.
[2] انظر تجريدة همذان في: المنتظم 10/ 158 (18/ 98) .
[3] انظر عن الدم في: المنتظم 10/ 158 (18/ 98) .
[4] انظر عن أسر سنجر في: المنتظم 10/ 158، 159 (18/ 98) ، والعبر 4/ 135.
[5] دول الإسلام 2/ 65.
[6] انظر عن مقتل الظافر في: ذيل تاريخ دمشق 329، والمنتظم 10/ 158 (18/ 98) ، والاعتبار لابن منقذ 7- 9، 18، 21، 28، والكامل في التاريخ 11/ 191، 192، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 170، وكتاب الروضتين 1/ 243، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، 93، وأخبار الدول المنقطعة 106، والمختصر في أخبار البشر 3/ 28، ونهاية الأرب

(37/48)


[ولاية نور الدين مصر]
فكتب المقتفي لأمر اللَّه عهدا لنور الدّين محمود بْن زنْكيّ، وولّاه مصر، وأمره بالمسير إليها، وكان مشغولا بحرب الفرنج، وهو لا يفتر من الجهاد، وما له إلّا أيّاما قد تملّك دمشق في صَفَر، وأخذها من صاحبها مجير الدّين أبق بْن محمد بْن بوري بْن طُغْتِكين.
[أخْذ نور الدين دمشق]
وكانت الفرنج قد ملكوا عسقلان، وطمعوا في دمشق، حتّى أنّهم استعرضوا مَن بها مِن الرّقيق، فمن أراد المُقام تركوه، ومن أراد العَوْد إلى وطنه أُخِذ قهرا من مالكه. وكان لهم عَلَى أهلها كلّ سنة قطيعة، فتجيء رُسُلُهم ويأخذون من النّاس. فراسل نور الدّين مالكها مجير الدّين واستماله، وواصَلَه بالهدايا، وأظهر لَهُ المودَّة حتّى رَكَن إِلَيْهِ، وكان يرسل إِلَيْهِ أنّ فلانا قد بعث إليَّ وكاتبني في تسلُّم دمشق فاحْذَرُه. فكان مجير الدّين يقبض عَلَى ذَلكَ الرجل، ويقطع خبره، إلى أن قبض عَلَى نائبة عطاء بْن حَفّاظ وقتله.
وكان نور الدّين لا يتمكّن مَعَ وجود عطاء من أخْذ دمشق. ثمّ كاتب نور الدّين مَن بدمشق من الأحداث، واستمالهم، ووعدهم، ومنّاهم، فوعدوه بأن يسلّموا إِلَيْهِ البلد، فلمّا وصل نور الدّين إلى دمشق بعث مجير [1] الدّين يستنجد بالفرنج، فتسلّم نور الدّين البلد من قبل أن يَقْدَمُوا، وذلك أنّ نور الدّين حاصرها، فسلّم إِلَيْهِ أهل البلد من ناحية الباب الشّرقيّ، وحصر مجير الدّين في القلعة، وبذل لَهُ إنْ سلّم القلعةَ بلدَ حمص، فنزل، فلمّا سار إلى حمص أعطاه
__________
[28] / 315، 316، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 223، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 90، 92، والعبر 4/ 136، ودول الإسلام 2/ 65، وتاريخ ابن الوردي 2/ 55، والدرّة المضيّة 562، 563- 565، 566، وعيون التواريخ 12/ 480، 484، 485، ومرآة الجنان 3/ 295، والكواكب الدرّية 146، ومآثر الإنافة 2/ 39، واتعاظ الحنفا 3/ 324- 327، والنجوم الزاهرة 5/ 306- 308، وتحفة الأحباب للسخاوي 73، 311، وحسن المحاضرة 2/ 16، وتاريخ الخلفاء 440، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 228، وتاريخ ابن سباط 1/ 100.
[1] في الأصل: «نور» وهو وهم.

(37/49)


عِوَضَها بالِس، فغضب ولم يرض بها، وسار إلى بغداد، فبقي بها مدَّةً، وبنى بها دارا فاخرة بقرب النّظاميَّة [1] .
[انهزام الإسماعيلية أمام الخراسانيين]
وفيها ثارت الإسماعيليَّة، واجتمعوا في سبعة آلاف مقاتل من بين فارسٍ وراجل، وقصدوا خُراسان ليملكوها عند ما ينزل بها من الغُزّ، فتجمَع لهم أمراء من جُنْد خُراسان، ووقع المصافّ، فهزم اللَّه الإسماعيليّة، وقتل رءوسهم وأعيانهم، ولم ينج منهم إلّا الأقلّ. وخَلَت قَلاعهم مِن الحُماة. ولولا أنّ عسكر خُراسان كانوا مشغولين بالغُزّ لَمَلكوا حصونهم، واستأصلوا شأفتهم [2] .
__________
[1] انظر عن ملك نور الدين دمشق في: ذيل تاريخ دمشق 327- 329، والتاريخ الباهر 106- 108، والكامل في التاريخ 11/ 197، 198، وزبدة الحلب 2/ 304، 305، والأعلاق الخطيرة 2/ 47، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 220، 221، ومفرّج الكروب لابن واصل 1/ 304 وفيه أن نور الدين أخذ دمشق سنة 547 هـ. وكذا في: الدرّة المضيّة 561 وهو غلط، وتاريخ مختصر الدول 208، والمختصر في أخبار البشر 3/ 29، وعيون التواريخ 12/ 478، 479، ونهاية الأرب 27/ 160، 161، ومرآة الجنان 3/ 295، والعبر 4/ 135، 136، ودول الإسلام 2/ 65، والبداية والنهاية 12/ 231، 232، والكواكب الدرّية 144- 146، وتاريخ ابن الوردي 2/ 55، وتاريخ ابن خلدون 5/ 241، 242، وتاريخ ابن سباط 1/ 100، 101، واتعاظ الحنفا 2/ 210.
[2] دول الإسلام 2/ 66، 67 (حوادث سنة 550 هـ) .

(37/50)


سنة خمسين وخمسمائة
[دخول الغُزّ نيسابور]
من أوّلها جاءت الأخبار إلى بغداد بدخول الغُزّ التّركُمان نيْسابور، والفتْك بأهلها، فقتلوا بها نحْوًا من ثلاثين ألفا، وكان سنجر معهم، وعليه اسم السّلْطَنَة، وهو في غاية الإهانة بين الغُزّ، ولقد أراد يوما أن يركب، فلم يجد من يحمل سلاحه، فشدّه عَلَى وسَطَه، وإذا قُدّم إِلَيْهِ الطّعام خبّأ منه شيئا لوقت آخر، خوفا من انقطاعه عنه [1] .
[الواقعة بين عسكر التركماني وعسكر الخليفة]
كانت وقعة بين العسكر التُّركمانيّ وبين عسكر الخليفة، فهزموه وتبِعوه، ثمّ خرج لهم كمينٌ فهزمهم، ثمّ أذعن بطاعة الخليفة، وأطلق الأسرى [2] .
[دخول المقتفي الكوفة]
وفيها سار المقتفي إلى الكوفة، واجتاز في سوقها، ودخل جامعها [3] .
[مسير ابن رزّيك إلى القاهرة]
وفي أوّلها سار الصّالح طلائع بْن رُزّيك من الصّعيد عَلَى قصْد القاهرة للانتقام من عبّاس صاحب مصر الّذي قتل الظّافر باللَّه. فلمّا سمع مجيئه خرج
__________
[1] انظر عن دخول الغزّ نيسابور في: المنتظم 10/ 161 (18/ 101) ، والكامل في التاريخ 11/ 201، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 224، والمختصر في أخبار البشر 3/ 29، وتاريخ ابن الوردي 2/ 56، وعيون التواريخ 12/ 465، و 478، وتاريخ ابن سباط 1/ 102.
[2] انظر الوقعة في: المنتظم 10/ 161 (18/ 101) .
[3] المنتظم 10/ 161 (18/ 102) ، العبر 4/ 139، دول الإسلام 2/ 66.

(37/51)


من مصر لقلَّة مَن بقي معه مِن الْجَنْد، وسار نحو الشّام بما معه من الأموال والتُّحف الّتي لا تُحصى، لأنّه كَانَ قد استولى عَلَى القصر، وتحكّم في ذخائره ونفائسه [1] .
[قتل الفرنج صاحب مصر]
فخرجت عَلَيْهِ الفرنج من عسقلان، فقاتلوه وقتلوه، واستولوا عَلَى جميع ما معه، وأسروا ابنه نصرا، وباعوه للمصريّين [2] .
[دخول ابن رُزّيك القاهرة]
وأمّا طلائع فدخل القاهرة بأعلام مسوّدة، وثياب سود في هيئة الحزْن، وعلى الرّماح شعور النّساء مقطّعة حزْنًا عَلَى الظّافر. ثمّ نبش الظّافر من دار عبّاس، ونقله إلى مقبرة آبائه [3] .
[هجوم إفرنج صقلّيّة عَلَى تِنّيس]
وجاءت مراكب الفرنج من صَقَلِّية، فأرسَوا عَلَى تِنِّيس وهجموها، فقتلوا وأسروا، وردّوا بالغنائم، وخاف أهل مصر من استيلاء الفرنج، فإنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، حتّى عزم ابن رُزّيك وزيرُها عَلَى موادعة الفرنج بمالٍ يُحمل إِلَيْهِ من الخزانة، فأوكس ذلك الأمراء، وعزموا على عزله [4] .
__________
[1] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 94 (حوادث سنة 549 هـ.) نزهة المقلتين 72، والمغرب في حلى المغرب 91، نهاية الأرب 28/ 319، العبر 4/ 139، دول الإسلام 2/ 66، اتعاظ الحنفا 215/ 217، النجوم الزاهرة 5/ 289.
[2] أخبار مصر 2/ 94، 95 (حوادث سنة 549 هـ.) كتاب الروضتين 1/ 245، 246، نزهة المقلتين 73، نهاية الأرب 28/ 319، المختصر في أخبار البشر 3/ 28، دول الإسلام 2/ 66، اتعاظ الحنفا 2/ 220، النجوم الزاهرة 5/ 289 و 297، الدرّة المضيّة 567.
[3] أخبار الدول المنقطعة 108، 109، أخبار مصر 2/ 94 (حوادث سنة 549 هـ.) ، نزهة المقلتين لابن الطويل 72، نهاية الأرب 28/ 319، 320، العبر 4/ 139، الدرّة المضيّة 568، واتعاظ الحنفا 2/ 217، 218، النجوم الزاهرة 5/ 291- 293 و 297.
[4] انظر عن مهاجمة تنّيس في: ذيل تاريخ دمشق 331، في (حوادث سنة 549 هـ.) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 223، والكامل في التاريخ 11/ 190، وكتاب الروضتين 1/ 249، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، ودول الإسلام 2/ 66، وتاريخ ابن الوردي 2/ 54، وعيون التواريخ 12/ 480، والدرّة المضيّة 563، وتاريخ ابن سباط 1/ 99 واتعاظ الحنفا 2/ 207.
وقد ورد في المصادر سنة 548 هـ.

(37/52)


[اشتداد شوكة المقتفي]
وأمّا المقتفي لأمر اللَّه، فإنّه عظُم سلطانه، واشتدّت شوكته، واستظهر عَلَى المخالفين، وأجمع عَلَى قصْد الجهات المخالفة لأمره [1] .
[تملّك نور الدين قلاعا بنواحي قونية]
وأمّا نور الدّين، فإنّه سار بجيشه، فملك عدَّة قلاع وحصون بالسّيف وبالأمان من بلاد الروم، من نواحي قونية، وعظمت ممالكه وَبَعُدَ صَيتُه، وبعث إِلَيْهِ المقتفي تقليدا، وأمر بالمسير إلى مصر، ولُقِّب بالملك العادل [2] .
آخر الطبقة الخامسة والخمسين والحمد للَّه رب العالمين
__________
[1] ذيل تاريخ دمشق 332.
[2] ذيل تاريخ دمشق 332، 333، دول الإسلام 2/ 66.

(37/53)


بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صبرا
[تراجم رجال هذه الطبقة]
[سنه احدى وأربعين وخمسمائة]
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن حامد بْن أَحْمَد بْن محمود [1] .
الثقفيّ، أبو طاهر الأصبهانيّ، حفيد الشّيخ أَبِي طاهر.
تُوُفّي في هذه السّنة. قاله عبد الرحيم الحاجّيّ.
قلت: هُوَ والد أَبِي المجد زاهر الثّقفيّ، مِن أعيان طلبة الحديث بأصبهان يلقَّب بالرفيع من بيت علم ورئاسة وجلالة، وله شِعر حَسَن، وخطّ مليح، قرأ الكثير لولده.
قَالَ ابن السّمعانيّ: لمّا قدِمتُ صادفتُه يقرأ لوالده «مُسْنَد أَبِي يَعْلَى» ، عَنْ أَبِي عبد الله الخلّال.
سَمِعَ: القاسم الثّقفيّ، وأبا مطيع.
وُلِد سنة ثمانين تقريبا.
2- أحمد بْن محمد بْن أحمد [2] .
أبو نصر الحَدِيثيّ [3] المعدّل، البغداديّ.
تفقّه عَلَى: أَبِي إسحاق الشّيرازيّ.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته. وهو في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الحديثي) في: المنتظم 10/ 121 رقم 173 (18/ 50 رقم 4121) ، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 207- 209 رقم 106، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 49.
[3] الحديثي: بفتح الحاء وكسر الدال المهملتين وبعدهما الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الثاء المثلّثة. هذه النسبة إلى الحديثة، وهي بلدة على الفرات فوق هيت والأنبار، والنسبة إليها حديثي، وحدثي، وحدثاني. (الأنساب 4/ 84) .

(37/54)


وكان من أوائل شهود قاضي القضاة الزَّيْنبيّ [1] .
تُوُفّي في جُمادى الآخرة. وحضره القضاة والكبار.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وقال: وُلِد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في جُمادى الآخرة، وصلّى عَلَيْهِ ابنه أبو طالب رَوْح. ثنا عَنْ أَبِي الفضل [2] بن طوق [3] .
3- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الإخْوة [4] .
أبو العبّاس البغداديّ، العطّار، الوكيل.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا منصور العُكْبَريْ. وهو آخر من حدَّث بكتاب «المجتَنَى» لابن دُرَيْد، عَن العُكْبَرِيّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وقال: شيخ بهيّ، حَسَن المنظر، خيِّر، متقرِّب إلى أهل الخير، وهو أبو شيخنا عبد الرحيم، وعبد الرحمن.
تُوُفّي في خامس رمضان.
__________
[1] المنتظم.
[2] في تاريخ إربل 1/ 207 «أبو الفضائل» .
[3] وثقه ابن المستوفي، وقال: في كتاب «المعرفة العاشرة» من كتاب «معارف الأدب» إملاء أبي الحسن علي بن فضائل المجاشعي، سماعه عليه في سلخ ربيع الأول سنة خمس وسبعين وأربعمائة. وأجاز له إجازة مطلقة بخطّه في السماع، وكاتب الأسماء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح المعروف بالإربلي. توفي أبو الحسن علي بن فضائل المجاشعي في ربيع الأول سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
وروى ابن السمعاني عن أبي نصر أحمد بن محمد الإربلي، بسنده، عن منصور الفقيه قال:
الكلب أكرم عشرة ... وهو النهاية في الخساسة
ممّن ينازع في الرئاسة ... قبل أوقات الرئاسة
وقال ابن المستوفي: وكتب إليّ محمد بن سعيد الدبيثي، فقال: أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي أبو نصر العدل، ولد بإربل سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وانتقل إلى بغداد وسكنها إلى حين وفاته، وشهد بها عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين يوم السبت عاشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وزكّاه القاضيان أبو القاسم علي بن عبد السيد بن الصباغ، وأبو العباس أحمد بن سلامة الرطبي. قال تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن السمعاني: وكان ثقة صدوقا. (تاريخ إربل 1/ 208، 209) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد العطار) في: سير أعلام النبلاء 2/ 160 رقم 94.

(37/55)


روى عَنْهُ جماعة آخرهم أبو الفَرَج الفتح بْن عبد السّلام الكاتب. عاش ستّا وثمانين سنة.
4- إبراهيم بْن محمد بْن أحمد بْن مالك [1] .
أبو أحمد العاقوليّ [2] ، الوزّان.
شيخ من أهل باب الأَزَج لا بأس بِهِ.
سَمِعَ: عاصم بْن الحَسَن، وجماعة.
وكان مولده في سنة ثلاث وستّين وأربعمائة.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: تُوُفّي في جُمادى الأولى هُوَ وأخوه محمد في يوم واحد.
وروى عَنْهُ: يوسف بْن المبارك الخفّاف. وأجاز لأبي منصور بْن غُنَيْمة، وغيره.
5- إسماعيل بن أبي سعد أحمد بن محمد بْن دُوَسْت [3] .
أبو البَرَكات النّيْسَابُوريّ، الصّوفيّ. شيخ الشّيوخ ببغداد.
ولد سنة خمس [4] وستّين وأربعمائة ببغداد.
وسمع من: أَبِي القاسم عبد العزيز الأَنْماطيّ، وأبي القاسم بْن البُسْريّ، وأبي نصر الزينبي، ورزق الله التميمي، وجماعة.
قال ابن السَّمْعانيّ: كَانَ عَلَى شاكلة حميدة إلى أن طعن في السّنّ، وكان
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] العاقولي: بفتح العين المهملة، وضم القاف وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى دير العاقول، وهي بلدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد، وقد ينسب إليها ب «الدير عاقولي» أيضا.
(الأنساب 8/ 317) .
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي سعد) في: المنتظم 10/ 121 رقم 174 (18/ 50 رقم 4122) ، والكامل في التاريخ 11/ 118، والتقييد 210 رقم 246، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 188، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 336، 337 رقم 342، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 160، 161، رقم 95، والعبر 4/ 111، ومرآة الجنان 3/ 274، والوافي بالوفيات 9/ 85، والنجوم الزاهرة 5/ 280، وشذرات الذهب 4/ 128، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 15.
[4] في الكامل لابن الأثير: سنة أربع وستين وأربعمائة.

(37/56)


وَقورًا، مَهِيبًا، ما عرفت لَهُ هَفْوَة، قرأت عَلَيْهِ الكثير، وكنت نازلا عنده في رِباطه.
قلت: وروى عنه: ابناه عبد الرحيم وعبد اللَّطيف، وعبد الخالق بْن أسد، وأبو القاسم بْن عساكر [1] ، وسِبْطه عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وأحمد بْن الحسن العاقلويّ، وسليمان بْن محمد المَوْصِليّ، وطائفة سواهم.
توفّي في عاشر. جمادى الآخرة، وعمل له عرس على عادة الصّوفيّة، غرم عليه نحو ثلاثمائة دينار.
قَالَ ابن النّجّار: سمعتُ ابن سُكَيْنة يَقُولُ: لمّا حضَرَتْ جدّي الوفاةُ كنت حاضرا، وأولاده حوله، وهو في السّياق، فقالت لَهُ والدتي: يا سيّدي، ما تجد؟
فما قدر عَلَى النُّطْق، فكتب بيده عَلَى يدها: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ 56: 89 [2] ثمّ مات رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] .
6- إسماعيل بْن طاهر [4] .
أبو عليّ المَوْصِليّ، ثمّ البغداديّ.
سَمِعَ أَبَاهُ عَنْ أَبِي الحسن بْن مَخْلَد.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وابن طبرزد.
توفّي سنة إحدى وأربعين في جمادى الأولى.
7- أمين الدّولة [5] .
نائب قلعة صرخد، وقلعة بصرى، واسمه كمشتكين.
أمير جليل، كثير الحرمة. ولّاه على القلعتين الأتابك طغتكين. فامتدّت أيّامه إلى أن تُوُفّي في ربيع الآخر سنة 41. وهو واقف المدرسة الأمينيّة بدمشق.
__________
[1] مشيخة ابن عساكر، ورقة 27 أ.
[2] سورة الواقعة، الآية: 89.
[3] وقال ابن الأثير: وقام في منصبه ولده صدر الدين شيخ الشيوخ عبد الرحيم.
[4] انظر عن (إسماعيل بن طاهر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[5] انظر عن (أمين الدولة كمشتكين) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 215، 252، 255، 261، 270، 289، والكامل في التاريخ 11/ 49.

(37/57)


ولمّا مات توثّب مملوكه أَلْتُنْتاش فتملّك بُصْرى، وصَرْخد، وانتصر بالفرنج وحالفهم، فسار لحربهم نائب دمشق معين الدّين أُنُرْ فهزمهم، وانهزم معهم إلى بلادهم ألْتُنْتاش.
ونازل أُنُرَ قلعتي بُصْرَى وصَرْخَد، فافتتحهما.
- حرف الباء-
8- بختيار بْن عبد الله [1] .
أبو الحَسَن [2] الهنْديّ [3] ، عتيق أَبِي بَكْر محمد بْن منصور السّمعانيّ.
سَمِعَ ببغداد، وأصبهان، وهَمَذَان كثيرا مَعَ مولاه.
وحدَّث عَنْ: أَبِي سعد محمد بْن عبد الملك الأَسَديّ، وأبي سعد محمد بْن عبد الكريم بْن خُشَيش.
روى عَنْهُ: أبو سعد ابن مُعْتِقِه [4] ، وقال: تُوُفّي ثاني صَفَر.
9- بختيار بْن عبد الله [5] .
الهِنديّ، أبو الحَسَن الصّوفيّ، عتيق القاضي أَبِي منصور محمد بْن إسماعيل البُوشَنْجيّ.
رحل مَعَ مولاه إلى بغداد، وسمع: أبا نصر محمد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحسن.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وأبو سعد السّمعانيّ [6] .
وقد سمّاه مولاه بعد العتْق: عبد الرحيم بن عبد الرحمن [7] .
__________
[1] انظر عن (بختيار بن عبد الله) في: الأنساب 12/ 351.
[2] في الأنساب كنيته: «أبو محمد» .
[3] زاد في الأنساب: «الفصّاد» .
[4] أي ابن السمعاني صاحب «الأنساب» وقال: سمعت منه شيئا يسيرا.
[5] انظر عن (بختيار بن عبد الله الصوفي) في: الأنساب 12/ 351، واللباب 3/ 394.
[6] وهو قال: من أهل فوشنج، شيخ صالح، سديد السيرة، سافر مع سيّده إلى العراق، والحجاز، وكور الأهواز.
[7] سيأتي بهذا الاسم في وفيات هذه السنة برقم (35) .

(37/58)


قَالَ أبو سعد [1] : رحل إلى بغداد، والحجاز، والبصرة، وأصبهان وعُمّر، وهو شيخ، صالح، متعبّد، متخلّ عَن الدّنيا.
سَمِعَ أيضا بالبصرة من أَبِي عليّ التُّسْتَريّ، وانتخبتُ عَلَيْهِ ببوشنج ثلاثة أجزاء.
وحُمل من بُوشَنْج إلى هَرَاة، ونزل في دار الحافظ أَبِي النّضْر الفاميّ، وكانت محطَّ رِحال الشّيوخ الطّارئين، وقُرئ عَلَيْهِ كتاب «السُّنَّة» للّالكائيّ. وكان شيخا متيقّظا، قد ناطح الثّمانين.
تُوُفّي ببُوشَنْج في سنة إحدى أو سنة اثنتين وأربعين [2] .
- حرف الحاء-
10- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن علي [3] .
أبو محمد الأَسْتِراباذيّ، الحنفيّ، الفقيه، قاضي الرّيَ.
قدِم بغداد سنة ستٍّ وسبعين، وتفقه عَلَى قاضي القُضاة أَبِي عبد اللَّه الدّامغانيّ حتّى برع في الفقه.
وسمع من: أَبِي نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وابن خيرون، وطِراد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ بالرّيّ، تُوُفّي أواخر جُمادى الآخرة بها.
ووُلِد في جُمادى الأولى سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة.
وكان يرى الاعتزال، وفيه بُخْل، فقالوا فيه:
وقاضٍ لنا خبز رَبُّهُ ... ومذهبُهُ أنّه لا يرى [4] .
__________
[1] قوله هذا ليس في (الأنساب) وهو في (معجم شيوخه) .
[2] في الأنساب: توفي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وخمسمائة. وتابعه ابن الأثير في (اللباب 3/ 394) .
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في: الجواهر المضيّة 2/ 80، 81 رقم 474، والطبقات السنية، رقم 719 وله ذكر في (الأنساب 1/ 216) .
[4] الجواهر المضيّة، الطبقات السنيّة. وقال القرشي: وشهد عند قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الدافعاني في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربعمائة، فقبل شهادته، واستنابه أقضى القضاة أبو سعد محمد بن نصر الهروي، في قضاء حريم دار الخلافة في سنة

(37/59)


11- الحسين بْن الحسن بْن أَبِي نصر بْن يوسف المَرْوَرُوذيّ [1] .
أبو محمد الصّائغ، المعروف بالحاجّيّ.
دخل بغداد، وسمع مَعَ أَبِي بَكْر السَّمْعانيّ من ثابت بْن بُنْدار، وبهَمَذَان من: مكّيّ بْن بَحِيرَة الحافظ، وعبد الرحمن الدُّونيّ.
وبأصبهان من: أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد.
تُوُفّي في العشرين من رمضان.
روى عَنْهُ: أبو سعد.
12- حنبلُ بْن عليّ بْن الحسين بْن الحَسَن [2] .
أبو جعفر البخاريّ، ثمّ السّجْستانيّ، الصُّوفيّ.
قدِم هَراة، وأدرك بها شيخ الإسلام أبا إسماعيل، وصحِبه، وسمع منه.
ومن: أَبِي عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، وأبي نصر التّرياقيّ، ونجيب بْن ميمون، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي سعيد الأزْديّ.
وببغداد من: ابن طلحة النّعاليّ، وابن البَطِر، وأبي بَكْر الطُّرَيْثِيثيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن عساكر [3] ، وأبو رَوْح عبد المعزّ، وجماعة. وأجاز لعبد الرحيم بن السّمعانيّ.
__________
[ () ] اثنتين وخمسمائة. وحدَّث ببغداد. سمع منه أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي، وروى عنه في «معجم شيوخه» .
قال السمعاني: الحسن بن محمد، قاضي الري، ومن مفاخرها في الفضل والعلم والرزانة.
بهيّ المنظر، فصيح العبارة، حسن المحاورة، كثير المحفوظ، عارف بآداب القضاء.
[1] انظر عن (الحسين بن سعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني. و «المرورّوذي» : بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، بعدها الألف واللام، وراء أخرى مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى مروالروذ، وقد يخفّف في النسبة إليها فقال: المروذي أيضا. هذه بلدة حسنة مبنيّة على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا. والوادي بالعجمية يقال له: الرود، فركّبوا على اسم البلد الّذي ماؤه في هذا الوادي والبلد اسما وقالوا: مروالروذ.
(الأنساب 11/ 253) .
[2] انظر عن (حنبل بن علي) في الأنساب 7/ 47، والتقييد 259، 260 رقم 319، والعبر 4/ 112، وسير أعلام النبلاء 20/ 273 رقم 182، والنجوم الزاهرة 5/ 280 وفيه تصحّف اسمه إلى «حسن» ، وشذرات الذهب 4/ 128.
[3] انظر مشيخته، ورقة 49 ب.

(37/60)


وكان شيخا، كيّسا، ظريفا، حدَّث بمَرْو، وهَرَاة. وولد بسجستان في سنة أربع وستّين وأربعمائة.
ورحل وهو ابن بضْع عشرة سنة.
وتُوُفّي بهَرَاة في السّابع والعشرين من شوّال.
- حرف الخاء-
13- خَلَفُ بْن محمد بْن أَبِي الحسن بْن أَبِي الحسين بْن مروان [1] .
البُوسَنْجيّ، أبو عليّ المحتسب. نزيل هَرَاة.
كَانَ يخدم جمال الإسلام أبا الحسن الدّاوديّ، وسمع منه مجلسين.
وأجاز لعبد الرحيم بْن السّمعانيّ. وعُمّر دهرا طويلا.
وآخر من روى عَنْهُ أبو رَوْح الهَرَويّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: [2] وجدنا له مجلسين من أمالي الدّاوديّ، وقرأناهما.
وُلِد في غرَّة ربيع الأوّل سنة ثلاثين وأربعمائة، وكان صالحا معمَّرًا، رحمه اللَّه.
- حرف الزاي-
14- زنكيّ بن آقسنقر [3] .
__________
[1] انظر عن (خلف بن محمد) في: التحبير 1/ 266 رقم 184، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 52 ب.
[2] في التحبير.
[3] انظر عن (زنكي بن آقسنقر) في: المنتظم 10/ 121 رقم 175 (18/ 51 رقم 4123) ، والكامل في التاريخ 11/ 110- 112، 118، والتاريخ الباهر لابن الأثير 3/ 26، 55، 56، 66، 74- 84، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 187، 189، 190، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 281- 286، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 251- 272، وكتاب الروضتين لأبي شامة 1/ 27- 46، ووفيات الأعيان 2/ 327- 329، ومفرّج الكروب لابن واصل 1/ 99- 107، وتاريخ دولة آل سلجوق 186، 187، والمختصر في أخبار البشر 3/ 12، 14، 16، 18، والعبر 4/ 112، والأعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 189- 191 رقم 123، ودول الإسلام 2/ 57، وتاريخ ابن الوردي 2/ 46، 47، والدرّة المضيّة 545- 547، والوافي بالوفيات 14/ 221- 223، رقم 300، والبداية والنهاية

(37/61)


الملك عماد الدّين صاحب المَوْصل، ويُعرف أَبُوهُ بالحاجب قسيم التُّركيّ، وقد تقدَّم ذِكره.
وزنكيّ فوّض إِلَيْهِ السّلطان محمود بْن محمد بْن ملك شاه السّلْجوقيّ ولاية بغداد وشرطتها في سنة إحدى عشر وخمسمائة، ثمّ نقله إلى الموصل، وسلّم إِلَيْهِ ولده فَرُّوخ شاه الملقّب بالخفاجيّ ليربّيه، ولهذا قِيلَ لَهُ أتابَك [1] . وذلك في سنة اثنتين وعشرين [2] .
واستولى عَلَى البلاد، وقوي أمره، وافتتح الرُّها في سنة تسعٍ وثلاثين.
وترقَّت بِهِ الحال إلى أن ملك الموصل، وحلب، وحماه، وحمص، وبَعْلَبَكّ، ومدائن كثيرة يطول تَعْدادها [3] .
وسار بجيشه إلى دمشق وحاصرها، ثمّ استقرّ الحال عَلَى أن خُطِب لَهُ بدمشق. واسترجع عدَّةَ حصون من الفرنج، مثل كفرطاب و [افتتح] [4] الرها.
وكان بطلا، شجاعا، صارما. وقد نازَل قلعة جَعْبَر [5] ، وصاحبها يومئذٍ عليّ بْن مالك، فحاصرها، وأشرف عَلَى أخْذها، فأصبح يوم الأربعاء خامس ربيع الآخر مقتولا. قتله خادمه [6] غيلة وهو نائم [7] ، ودُفن بصِفّين عند الرَّقَّة. وسار
__________
[12] / 221، وتاريخ ابن خلدون 5/ 52، 55، 67، 158، 223، 224، 236، 237، والنجوم الزاهرة 5/ 278، 279، وشذرات الذهب 4/ 128، وأخبار الدول للقرماني (الطبعة الجديدة) 2/ 172، 253، 254، 480، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 388، وديوان ابن منير الطرابلسي (جمعنا) 33، 34، 37، 41- 45، 47، 74، 151، 194، 195، 199، 201، 203، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 616، ومختصر تنبيه الطالب وإرشاد الدارس 18، 19.
[1] الأتابك: كلمة مركّبة من: «أتا» بالتركية وهو الأب. و «بك» وهو الأمير.
[2] بغية الطلب 251، 252.
[3] أحصاها ابن العديم في: بغية الطلب 252.
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من (سير أعلام النبلاء 20/ 190) .
[5] قلعة جعبر: على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين. (معجم البلدان 2/ 142) .
[6] قيل اسمه: «يرنقش» . (بغي الطلب 267) .
[7] وقيل إنه شرب ونام، فانتبه، فوجد يرنقش الخادم وجماعة من غلمانه يشربون فضل شرابه فتوعّدهم ونام، فأجمعوا على قتله، فقتله يرنقش المذكور.
وقال ابن العديم: سمعت والدي- رحمه الله- يقول: إنّ حارس أتابك كان يحرسه في الليلة التي قتل بها بهذين البيتين:

(37/62)


ولده الملك نور الدّين محمود، فاستولى عَلَى حلب، واستولى ولده الآخر سيف الدّين غازي أخو قُطْب الدّين مَوْدود الأعرج عَلَى الموصل.
قَالَ ابن الأثير [1] : نزل أتابَك زنكيّ عَلَى حصن جَعْبر المُطِلّ عَلَى الفُرات، وقاتَله مَن بها، فلمّا طال أرسل إلى صاحبها ابن مالك العُقَيليّ رسالة مَعَ الأمير حسّان المَنْبِجيّ، لمودَّةٍ بينهما في معنى تسليمها، ويبذل لَهُ القطاع والمال، ويتهدّده إن لم يفعل، فما أجاب، فَقُتِلَ أتابَك بعد أيّام، وثب عَلَيْهِ جماعة من مماليكه في اللّيل، وهربوا إلى القلعة، فدخلوها، فصاح أهلها وفرحوا بقتله [2] ، فدخل أصحابه إِلَيْهِ.
حدَّثني أَبِي، عَنْ بعض خواصّه قَالَ: دخلت إِلَيْهِ في الحال وهو حيّ، فظنّ أَنّى أريد قتْله، فأشار إليَّ بإصبعه يستعطفني، فقلت: يا مولانا مَن فعل هذا؟ فلم يقدر عَلَى الكلام، وفاضت نفسه.
قَالَ [3] : وكان حَسَن الصّورة، أسمر، مليح العينين، قد وَخَطَه الشَّيْب، وزاد عمره عَلَى السّتّين، وكان صغيرا لمّا قُتِلَ أَبُوهُ. وكان شديد الهَيْبة عَلَى عسكره ورعيّته، وكانت البلاد خرابا من الظُّلم ومجاورة الفرنج، فعمَّرها.
حكى لي والدي قال: رأيت الموصل وأكثرها خراب، بحيث يقف الْإِنْسَان قريب محلَّة الطّبّالين، ويرى الجامع العتيق، ودار السّلطان، ولا يقدر أحد أن يصل إلى جامع إلّا ومعه من يحميه، لبُعْده عَن العمارة، وهو الآن في وسط العمارة [4] .
وكان شديد الغيرة، لا سيما على نساء الأجناد، ويقول: إنْ لم نحفظْهُنّ
__________
[ () ]
يا راقد الليل مسرورا بأوّله ... إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا
لا تأمننّ بليل طاب أوّله ... فربّ آخر ليل أجّج النارا
(بغية الطلب 268) .
[1] في الكامل 11/ 109.
[2] هذا يخالف ما جاء في (بغية الطلب 268) من أن الخادم نادى أهل القلعة: «شيلوني فقد قتلت السلطان» ، فقالوا له: «اذهب إلى لعنة الله، قد قتلت المسلمين كلّهم بقتله» .
[3] الكامل 11/ 110.
[4] الكامل 11/ 111.

(37/63)


بالهيبة، وإلّا فَسَدْن، لكثرة غَيْبة أزواجهنّ.
قَالَ [1] : وكان من أشجع خلْق اللَّه. أمّا قبل أن يملك، فيكفيه أنّه حضر مَعَ الأمير مودود صاحب الموصل مدينة طبريَّة، وهي للفرنج، فوصلت طعنته إلى باب البلد، وأثّر فيه. وحَمَل أيضا عَلَى قلعة عُقْر الحميديَّة، وهي عَلَى جبلٍ عالٍ، فوصلت طعنته إلى سورها. إلى أشياء أُخَر.
وأمّا بعد ملْكه، فكان الأعداء محدقين ببلاده، وكلّهم يقصدها، ويريد أخْذَها، وهو لا يقنع بحفْظها، حتّى أنّه لا ينقضي عَلَيْهِ عامٌ إلّا وهو يفتح من بلادهم.
قَالَ: وقد أتينا عَلَى أخباره في كتاب «الباهر» [2] في تاريخ دولته وأولاده.
وكان معه حين قُتِلَ الملك ألْب أرسلان بْن السّلطان محمود، فركب يومئذٍ، واجتمعت حوله العسكر، وحسّنوا لَهُ اللَّهْو والشُّرْب، وأدخلوه الرَّقَّة، فبقي بها أيّاما لا يظهر، ثمّ سار إلى ماكِسِين [3] ، ثمّ إلى سَنْجار، وتفرّق العسكر عَنْهُ، وراح إلى الشرق، ثمّ ردّوه، وحُبِس في قلعة الموصل. وملك البلاد غازي بْن زنكي، واستولى نور الدّين عَلَى حلب وما يليها. ثمّ سار فتملّك الرُّها، وسبى أهلها، وكان أكثرهم نصارى [4] .
وقال القاضي جمال الدّين بْن واصل [5] : لم يخلّف قسيمُ الدّولة آقسُنْقُر مولى السّلطان ألْب أرسلان السَّلْجوقيّ [6] ولدا غير أتابَك زنكيّ، وكان عمره حين قُتل والده عشر سِنين. فاجتمع عَلَيْهِ مماليك والده وأصحابه. ولمّا تخلّص كرْبُوقا من سجن حمص بعد قتل تُتُش، ذهب إلى حَرّان، وانضمّ إِلَيْهِ جماعة، فملك حَرّان، ثمّ ملك الموصل وقرَّبَ زنكيّ، وبالغ في الإحسان إِلَيْهِ، وربّاه.
__________
[1] الكامل 11/ 112.
[2] التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية 74- 84.
[3] ماكسين: بكسر الكاف. بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة. (معجم البلدان 5/ 43) .
[4] الكامل 11/ 113.
[5] في مفرّج الكروب 1/ 99.
[6] في الأصل تصحّفت النسبة إلى: «السجلوقي» .

(37/64)


- حرف السين-
15- سعد اللَّه بْن أحمد بْن عليّ بْن الشّدّاد [1] .
أبو القاسم البغداديّ.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن أسد الحنفيّ.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
16- سعد الخير بْن محمد بْن سهل بْن سعد [2] .
أبو الحَسَن الأنصاريّ، البَلَنْسيّ [3] ، المحدّث.
رحل إلى أن دخل الصّين، ولهذا كَانَ يكتب الأندلسيّ، الصّينيّ.
وكان فقيها، متديِّنًا، عالما، فاضلا.
سَمِعَ ببغداد: أبا عبد الله النعالي، وابن البطر [4] ، وطراد بن محمد.
وسمع بأصبهان: أبا سعد المطرِّز. وسكنها وتزوّج بها. ووُلِدت لَهُ فاطمة، فسمّعها حضورا «معجم» الطَّبَرانيّ، وغير ذَلكَ، «ومُسْنَد أَبِي يَعْلَى» .
وسمع بالدّون [5] «سُنَن النَّسائيّ» من الدُّونيّ، وحصّل الكثير من الكُتُب الجيّدة.
وحدَّث ببغداد، وسكنها مدّة بعد انفصاله عن أصبهان.
__________
[1] انظر عن (سعد الله بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (سعد الخير بن محمد) في: المنتظم 10/ 121 رقم 176 (18/ 51 رقم 4124) ، والأنساب 2/ 297، 298، ومعجم البلدان 1/ 491، واللباب 1/ 176، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 192، 193، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1727، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 158- 160 رقم 93، والعبر 4/ 112، 113، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 120، 121، وعيون التواريخ 12/ 411، ومرآة الجنان 3/ 274، والبداية والنهاية 12/ 221، 222، والوافي بالوفيات 15/ 189، 190 رقم 213، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 220، 221، وشذرات الذهب 4/ 128.
[3] البلنسي: بفتح الباء الموحّدة واللام، وسكون النون. نسبة إلى بلنسية، بلدة بشرق الأندلس من بلاد المغرب.
[4] تحرّفت في (المنتظم) بطبعتيه إلى «ابن النظر» .
[5] الدّون: قرية من أعمال الدينور.

(37/65)


روى عنه: ابن عساكر [1] ، وابن السمعاني، وأبو موسى المَدِينيِ، وعبد الخالق بْن أسد ووصفه بالحِفْظ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو الفَرَج بْن الجوزيّ، وبنته فاطمة بِنْت سعد الخير، وعمر بْن أَبِي السّعادات بْن صرما.
وقال ابن الْجَوْزيّ [2] : سافر وركب البحار، وقاسي الشّدائد، وتفقَّه ببغداد عَلَى أَبِي حامد الغزّاليّ، وسمع الحديث.
وقرأ الأدب عَلَى أَبِي زكريّا التّبْريزيّ. وحصّل كُتُبًا نفيسة وقرأتُ عَلَيْهِ الكثير، وكان ثقة.
تُوُفّي في عاشر المحرَّم ببغداد.
قلت: آخر من روى عنه بالإجازة: أبو منصور بن عفيجة.
وأورد ابن السّمعانيّ في «الأنساب» [3] حكاية غريبة فقال: سمّع بناته إلى أن رُزق ابنا سمّاه جابرا، فكان يُسمعه بقراءتي. واتّفق أنّه حمل إلى الشيخ أَبِي بَكْر قاضي المرستان شيئا يسيرا من عود بغداد، وجد الشّيخ منه رائحة، فقال:
ذا عود طِيب. فحَمَلَ إِلَيْهِ منه نزْرًا قليلا، ثمّ دفعه إلى جاريته، فاستحيت الجارية أن تُعْلِم الشّيخَ بِهِ لقلّته، فلمّا دخل عَلَى الشّيخ قَالَ: يا سيّدنا، وصل العُود؟ قَالَ: لا. فطلب الجارية فسألها، فاعتذرت لقلّته، وأحضرته، فقال لسعد الخير: أهُوَ هذا؟ قَالَ: نعم. فرمى بِهِ الشّيخ وقال: لا حاجة لنا فيه.
ثمّ طلب منه سَعْد الخير أن يسمّع لابنه جزء الأنصاريّ، فحلف الشّيخ أن لا يُسمعه إيّاه إلّا أن يحمل إِلَيْهِ سعد الخير خمسة أَمْناء [4] عُود. فامتنع سعد الخير، وألحّ عَلَى الشيخ أن يكفّر عَنْ يمينه، فما فعل. ولا حمل هُوَ شيئا.
ومات الشّيخ، ولم يسمّع ابنه الجزء.
__________
[1] مشيخة ابن عساكر، ورقة 70 ب.
[2] في المنتظم 10/ 121 (18/ 51) .
[3] ج 2/ 297.
[4] الأمناء: جمع المنا، وهو كيل أو ميزان يوزن به. (القاموس المحيط) .

(37/66)


- حرف الشين-
17- شافع بْن عبد الرّشيد بْن القاسم [1] .
أبو عبد الله الْجِيليّ.
سكن بالكَرْخ، وتفقّه عَلَى إلْكِيا الهَرّاسيّ، ورحل إلى أَبِي حامد الغزّاليّ فتفقّه عَلَيْهِ. وكانت لَهُ حلقة بجامع المنصور للمناظرة. وكلّ جمعة يحضرها الفُقهاء.
سَمِعَ بالبصرة: أبا عُمَر النّهاوَنْديّ القاضي. وبطَبَس: فضل اللَّه بْن أَبِي الفضل الطَّبَسيّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: سألته عن مولده، فقال: دخلت بغداد سنة تسعين وأربعمائة ولي نيِّفٌ وعشرون سنة.
وتُوُفّي في العشرين من المحرَّم.
وقال ابن الْجَوْزيّ [2] : كنت أحضر حلقته وأنا صبيّ، فألقى المسائل.
قلت: هذا من أئمَّة الشّافعيَّة.
- حرف الصاد-
18- صاعد بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي عثمان [3] .
الشيخ أبو العلاء [4] الشُّعَيْثيّ [5] ، المالينيّ، شيخ خيِّر.
سَمِعَ: أبا إسماعيل الأنصاريّ، وأبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد الجوهريّ، وبيبى بنت عبد الصّمد.
__________
[1] انظر عن (شافع بن عبد الرشيد) في: المنتظم 10/ 121، 122، رقم 177 (18/ 51 رقم 4126) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 161، 262 رقم 96، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 225، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 329، وفيه: «شافع بن عبد الله» ، والبداية والنهاية 12/ 222، والوافي بالوفيات 16/ 76 رقم 94.
[2] في المنتظم 10/ 121 (18/ 51) .
[3] انظر عن (صاعد بن أبي الفضل) في: التحبير 1/ 335، 336 رقم 281، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 53 ب.
[4] في التحبير: «أبو القاسم» .
[5] في ملخص تاريخ الإسلام: «الشعشعي» وهو تصحيف.

(37/67)


وكان فقيها فاضلا، قديم المَوْلد. وُلِد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وآخر من سَمِعَ منه رَوْح بْن المعزّ الهَرَويّ.
- حرف الظاء-
19- ظاهر بْن أحمد بْن محمد [1] .
أبو القاسم البغداديّ، المساميريّ، البزّاز.
شيخ صالح، مُكْثِر.
سَمِعَ من: رزق اللَّه التّميميّ، وطِراد الزَّيْنبيّ، وابن البَطِر، وطائفة.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، ويوسف بْن المبارك، ومحمد بْن عليّ بْن القُبَيطيّ.
وكان معمَّرًا.
20- ظَفَرُ بْن هارون بْن ظَفَر [2] .
أبو الفتوح الهَمَذَانيّ.
أصله مَوْصِليّ.
سَمِعَ: ثابت بْن الحسين التّميميّ.
كتب عَنْهُ السّمعانيّ وقال: مات في جُمادى الأولى عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة [3] .
- حرف العين-
21- عائشة بِنْت عبد الله بْن عليّ البلْخيّ، ثمّ البُوشَنْجيّ [4] .
أمّ الفضل، صالحة، معمَّرة.
سَمِعْتُ: أباها أبا بَكْر البلْخيّ، وأبا الحسن الدّاوديّ، وأبا منصور كلار.
__________
[1] انظر عن (ظاهر بن أحمد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 171 رقم 106.
[2] انظر عن (ظفر بن هارون) في: التحبير 1/ 357 رقم 302، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) ورق 49 ب و 53 ب.
[3] مولده سنة 458 هـ.
[4] انظر عن (عائشة بنت عبد الله) في: التحبير 2/ 422، 423 رقم 1171، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 1294، وأعلام النساء 3/ 157.

(37/68)


كتب عَنْهَا السّمعانيّ وقال: ماتت سابع ذي الحجَّة [1] .
22- عبّاس [2] .
شِحْنة الرَّيّ.
دخل في الطّاعة، وسلّم الرّيّ إلى السّلطان مسعود. ثمّ إنّ الأمراء اجتمعوا عند السّلطان ببغداد، وقالوا: ما بقي لنا عدوّ سوى عبّاس، فاستدعاه السّلطان إلى دار المملكة في رابع عشر ذي القعدة وقتله، وأُلقي عَلَى باب الدّار. فبكى النّاس عَلَيْهِ لأنّه كَانَ يفعل الجميل، وكانت لَهُ صَدَقات.
وقيل: إنّه ما شرب الخمر قطّ، ولا زنى، وإنّه قتل من الباطنيَّة- لعنهم اللَّه- ألوفا كثيرة، وبنى من رءوسهم منارة.
ثمّ حمل ودفن في المشهد المقابل لدار السّلطان. قاله ابن الجوزيّ [3] .
23- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عبد الله [4] .
الإمام أبو محمد المقرئ، النَّحْويّ، سبط الزّاهد أبي منصور الخيّاط،
__________
[1] مولدها قبل سنة 460 بفوشنج.
[2] انظر عن (عباس) في: المنتظم 10/ 123 رقم 180 (18/ 52، 53 رقم 4128) ، والكامل في التاريخ 11/ 76، 77، 82، 89، 104، 116- 119، 132، وزبدة التواريخ 217- 224، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 193، وتاريخ دولة آل سلجوق 176، 177، 182، والبداية والنهاية 12/ 222، والوافي بالوفيات 16/ 659، 660 رقم 711، والنجوم الزاهرة 5/ 279.
[3] في المنتظم.
[4] انظر عن (عبد الله بن علي) في: المنتظم 10/ 122 رقم 178 (18/ 51، 52 رقم 4126) ، والأنساب 5/ 225، ونزهة الألبّاء 298، 299، وخريدة القصر (قسم العراق) 1/ 83، 84، ومناقب الإمام أحمد 530، والكامل في التاريخ 11/ 118، والتقييد 325 رقم 389، وإنباه الرواة 2/ 122، 123 رقم 332، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 193، 194، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1728، والعبر 4/ 113، والإعلام بوفيات الأعلام 222، ومعرفة القراء الكبار 2/ 403- 406، وسير أعلام النبلاء 20/ 130- 133 رقم 80، ودول الإسلام 2/ 57، 58، وتلخيص ابن مكتوم 94، وعيون التواريخ 12/ 411، والبداية والنهاية 12/ 222، ومرآة الجنان 3/ 86، والوافي بالوفيات 17/ 331، 332 رقم 482، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 209- 212، وغاية النهاية 1/ 434، 435 رقم 1817، والنشر في القراءات العشر 1/ 83، 84، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 337- 339، وكشف الظنون 52، 206، 338، 1344، 1499، 1582، وشذرات الذهب 4/ 128- 130، وهدية العارفين 1/ 455، 456، ومعجم المؤلفين 6/ 86.

(37/69)


وإمام مسجد ابن جَردة، وشيخ القرّاء بالعراق.
ولد في شعبان سنة أربع وستّين وأربعمائة، وتلقّن القرآن من أَبِي الحسن بْن الفاعوس.
وسمع من: أَبِي الحسين بْن النَّقُّور، وأبي منصور محمد بْن محمد العُكْبَريّ، وطِراد الزَّيْنبيّ، ونصر بْن البَطِر، وثابت بْن بُندار، وجماعة.
وقرأ العربيّة على أبي الكَرَم بْن فاخر.
وسمع الكُتُب الكبار، وصنَّف المصنّفات في القراءات مثل «المبهج» ، و «الكفاية» ، و «الاختيار» ، و «الإيجاز» [1] .
وقرأ القرآن عَلَى جدّه، وعلى: الشّريف عبد القاهر بْن عبد السّلام المكّيّ، وأبي طاهر بْن سِوار، وأبي الخطّاب بْن الجرّاح، وأبي المعالي ثابت بْن بُنْدار، وأبي البركات محمد بْن عُبَيد اللَّه الوكيل، والمقرئ المعمّر يحيى بْن أحمد السِّيبِيّ [2] صاحب الحمّاميّ، وابن بدران الحلْوانيّ، وأبي الغنائم محمد بن عليّ الزّينبيّ، وأبي العزّ القلانسيّ، وغيرهم.
وتصدّر للقراءات والنّحو، وأمّ بالمسجد المذكور سنة سبع وثمانين وأربعمائة إلى أن تُوُفّي.
وقرأ عَلَيْهِ خلْق وختم ما لا يحصى. قاله أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ، [3] وقال:
قرأتُ عَلَيْهِ القرآن والحديث، الكثير، ولم أسمع قارئا قطّ أطيب صوتا منه ولا أحسن أداء عَلَى كِبَر سِنّه. وكان لطيف الأخلاق، ظاهر الكياسة والظّرافة وحُسْن المعاشرة للعوامّ والخاصّ.
قلت: وكان عارفا باللّغة، إماما في النَّحْو والقراءات وعِلَلها، ومعرفة رجاله، وله شعر حسن.
__________
[1] زاد الذهبي: «القصيدة المتحدة» ، و «الروضة» ، و «المؤيّدة للسبعة» ، و «الموضحة في العشرة» ، و «التبصرة» .
[2] السّيبي: بكسر السين المهملة. نسبة إلى سيب. قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. وقد تصحّفت هذه النسبة إلى «السبتي» في (معرفة القراء الكبار 2/ 407) .
[3] في المنتظم 10/ 122 (18/ 51، 52) .

(37/70)


قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ متواضعا، متودّدا، حَسَن القراءة في المحراب، خصوصا في ليالي رمضان. وكان يحضر عنده النّاس لاستماع قراءته. وقد تخرَّج عَلَيْهِ جماعة كثيرة، وختموا عَلَيْهِ القرآن. وله تصانيف في القراءات. وخولف في بعضها، وشنّعوا عَلَيْهِ، وسمعتُ أنّه رجع عَنْ ذَلكَ، والله يغفر لنا وله. وكُتبت عَنْهُ، وعلقت عَنْهُ من شعره. ومنه:
ومن لم تؤدّبه اللّيالي وصَرْفها ... فما ذاك إلّا غائب العقْل والحسن
يظنّ بأنّ الأمر جارٍ بحُكْمه ... وليس له عِلم، أَيُصْبِحُ أَوْ يُمْسي [1]
وله:
أيّها [الزّائرون] [2] بعد وفاتي ... جَدَثًا ضمّني ولَحْدًا عميقا
سَتَروْني الَّذِي رأيتُ من الموتِ ... عيانا وتسلكون الطّريقا [3]
وقال الحمد بْن صالح الجيليّ: سار ذِكره في الأغوار والأنجاد. ورأس أصحاب الإمام أحمد، وصار أوحد وقته، ونسيج وحده، ولم أسمع في جميع عمري مَن يقرأ الفاتحة أحسن ولا أصحّ منه. وكان جمال العراق بأسره، وكان ظريفا كريما، لم يُخَلِّف مثله في أكثر فنونه [4] .
قلت: قرأ عَلَيْهِ القراءات: شهاب الدّين محمد بْن يوسف الغَزْنَويّ، وتاج الدّين أبو اليُمْن الكَنْديّ، وعبد الواحد بْن سلطان، وأبو الفتح نصر اللَّه بْن عليّ بْن الكيّال الواسطيّ، والمبارك بْن المبارك بْن زُرَيق الحدّاد، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحلّيّ المعروف بابن الكال [5] المقرئ، وصالح بْن عليّ الصَّرْصَريّ، وأبو يَعْلَى حمزة بْن عليّ بْن القُبيطيّ، وأبو أحمد عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وزاهر بْن رُسْتَم نزيل مكَّة.
وحدَّث عنه: محمود بن المبارك بن الذّارع، ويحيى بن طاهر الواعظ،
__________
[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 210، 211.
[2] في الأصل بياض، والمستدرك من: نزهة الألبّاء وغيره.
[3] البيتان في نزهة الألبّاء 299، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 211.
[4] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 210، غاية النهاية 1/ 435.
[5] في الأصل: «البكال» . والمثبت عن تبصير المنتبه 3/ 118 وهو بكاف بعدها ألف ثم لام.
وتحرّفت في (معرفة القراء 2/ 404) إلى: «الكيال» .

(37/71)


وإسماعيل بْن إبراهيم بْن فارس السِّيبيّ، وعبد اللَّه بْن المبارك بْن سُكَيْنَة، وعبد العزيز بْن مَنِينا، وتلميذه الكِنْديّ، وعليه تلقَّن القرآنَ وعِلم العربيَّة.
وتُوُفّي في ثامن وعشرين ربيع الآخر. وصلّى عَلَيْهِ الشّيخ عبد القادر.
قَالَ ابن الجوزيّ [1] : قد رَأَيْت أَنَا جماعة من الأكابر، فما رَأَيْت أكثر جمعا من جَمْعه [2] .
قَالَ عبد الله بْن حريز القُرَشيّ: ودُفن مِن الغد بباب حرب عند جدّه عَلَى دكَّة الإمام أحمد. وكان الْجَمْع كثيرا جدّا يفوق الإحصاء، وغُلِّق أكثر البلد في ذَلكَ اليوم [3] .
24- عبد الله بْن عليّ بْن عبد العزيز بْن فَرَج [4] .
الغافقيّ، القُرْطُبيّ، أبو محمد.
عَنْ: أَبِي محمد بْن رزق، وعبد اللَّه محمد بْن فَرَج، وأبي عليّ الغسّانيّ.
قَالَ ابن بشكوال: كان فقيها، حافظا، متيقّظا.
__________
[1] في المنتظم 10/ 122 (18/ 52) .
[2] وزاد ابن الجوزي: وكان الناس في الجامع أكثر من يوم الجمعة.. كان تقدير الناس من نهر معلّى إلى قبر أحمد، وغلّقت الأسواق.
[3] وقال ابن الأنباري: وسمعت عليه كتاب سيبويه وشرحه لأبي سعيد السيرافي، وكلاهما عن أبي الكرم بن الفاخر، وكان قد تفرّد براوية شرح كتاب سيبويه وبأسانيد عالية لم تكن لغيره، وكان شيخا متودّدا، متواضعا، حسن التلاوة والقراءة في المحراب، خصوصا في ليالي شهر رمضان.
وكان الناس يجتمعون إليه لاستماع قراءته، في كل ليلة من ليالي الشهر لحسنها وجودتها.
وكانت له تصانيف كثيرة في علم القراءات. وتخرّج عليه خلق كثير، وكان يقول: لو قلت: إنه ليس مقريء بالعراق إلّا وقد قرأ عليّ أو على جدّي، أو قرأ على من قرأ علينا، لكنت أظنّني صادقا. (نزهة الألبّاء) .
قال ابن نقطة: كان شيخ العراق يرجع إلى دين وثقة وأمانة، وكان ثقة صالحا من أئمة المسلمين. (التقييد) .
أورد ابن رجب جملة من شعره في (الذيل على طبقات الحنابلة) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: قال ابن النجار: قرأ الأدب على أبي الكرم بن فاخر، ولازمه نحوا من عشرين سنة، قرأ عليه فيها كتاب سيبويه، وشرحه للسيرافي، و «المحتسب» لابن جني، و «المقتضب» للمبرّد، و «الأصول» لابن السرّاج، وأشياء. قرأت ب «المبهج» له على أبي أحمد بن سكينة. (سير أعلام النبلاء 20/ 133، 134) .
[4] انظر عن (عبد الله بن عليّ) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 296 رقم 651.

(37/72)


توفي رحمه الله في ربيع الآخر.
25- عبد الله بْن نصر بْن عبد العزيز بْن نصر [1] .
أبو محمد المَرَنْدِيّ [2] .
دار في الآفاق، وأخذ عَن الأئمة، وأفنى أكثر عمره في الأسفار، وتفقّه ببغداد عَلَى أسعد الميهني، ثم سكن مرْو.
وكان بارِعًا في الأدب.
أخذ عَنِ: الأبيوردي الأديب، وله شعر حسن.
توفي في يوم عاشوراء. قاله ابن السمعاني.
26- عبد الباقي بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي [3] .
الأَنْصَارِيّ، البزّاز، أبو طاهر.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ أحد الشّهود المعدّلين، سمّعه أَبُوهُ من نصر بْن البَطِر، وطبقته. سمعنا بقراءته عَلَى أبيه «مغازي» الواقديّ. وكان سريع القراءة.
ولد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
ومات في رمضان.
27- عبد الحقّ بْن غالب بْن عبد الملك بْن غالب بْن تمّام بن عطيّة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن نصر) في: التحبير 1/ 381 رقم 334، والأنساب 522 أ، ونزهة الألبّاء 281، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 54 ب، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 430، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 241.
[2] في الأصل: «المربدي» . وقد ضبطها ابن السمعاني: بفتح الميم والراء، وسكون النون.
[3] انظر عن (عبد الباقي بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] انظر عن (عبد الحق بن غالب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 386، 387، رقم 830، وبغية الملتمس للضبيّ 376، والمعجم لابن الأبّار 250- 262 رقم 340، وصلة الصلة لابن الزبير 2، 3، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 109، وخريدة القصر (قسم المغرب) 3/ 490- 497، والمغرب 2/ 117، 118، وسير أعلام النبلاء 19/ 587، 588 رقم 337 و 20/ 133 (دون رقم) ، والديباج المذهب 2/ 57- 59، والوفيات لابن قنفذ 263 رقم 496 و 279 رقم 541، وبغية الوعاة 2/ 73، 74، وطبقات المفسّرين للسيوطي 16، 17، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 260، 261، ونفح الطيب 1/ 679، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 118، 119، وفوات الوفيات 2/ 256، والوافي بالوفيات 18/ 66، 67 رقم 61، وكشف الظنون 439 و 1613، وهدية العارفين 502 وفيه: «عبد الحق بن أبي بكر بن غالب» ، وشجرة النور الزكية

(37/73)


الإمام الكبير، قُدْوة المفسّرين، أبو محمد بْن الحافظ النّاقد الحُجَّة أَبِي بَكْر المحاربيّ، الغَرْناطيّ، القاضي.
أخذ عن: أبيه، وأبي عليّ الغسّانيّ الحافظ، ومحمد بْن الفَرَج الطّلاعيّ، وأبي الحسين يحيى بْن البَيَاز، وخلْق سواهم.
وكان فقيها، عارفا بالأحكام، والحديث، والتّفسير، بارع الأدب، بصيرا بلسان العرب، ذا ضبْطٍ وتقييد، وتحرٍّ، وتجويد، وذهنٍ سيّال، وفكرٍ إلى موارد المُشْكل ميّال. ولو لم يكن لَهُ إلّا تفسيره [1] الكبير لكَفَاه.
وكان والده من حفّاظ الأندلس، فاعتنى بِهِ، ولحِق بِهِ المشايخ. وقد ألّف برنامجا ضمّنه مَرْوِيّاته.
وُلِد في سنة ثمانين وأربعمائة.
حدَّث عَنْهُ: أولاده، والحافظ أَبُو القاسم بْن حُبَيْش، وأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّه السّبتيّ، وأبو جعفر بْن مضاء، وعبد المنعم بْن الفَرَس، وأبو جعفر بْن حَكَم، وآخرون.
مات بحصْن لُورقة في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وولي قضاء المَرِيَّة في سنة سبْعٍ [2] وعشرين وخمسمائة. وكان يتوقّد ذكاء، رحمه اللَّه.
قَالَ الحافظ ابن بَشْكُوال [3] : تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين [4] .
وقال: كَانَ واسع المعرفة، قويّ الأدب. متفنّنا في العلوم، أخذ النّاس عنه.
__________
[1] / 129، ومقدّمة فهرس ابن عطية، تحقيق أحمد أبو الأجفان وأحمد الزاهي، بيروت 1980.
[1] اسمه: «المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» .
[2] في سير أعلام النبلاء: «تسع» .
[3] في الصلة 2/ 387.
[4] قيل توفي سنة 541 و 542 و 546 هـ.

(37/74)


28- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الرّحيم بْن أَبِي حامد [1] .
الخطيب، أبو عبد الله الدّارِميّ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ [2] : كَانَ فاضلا، صالحا، ورِعًا، عابدا، كَانَ ينوب عَنْ خطيب هَرَاة.
وسمع من: بِيبي، وكلاب، وعبد اللَّه بْن محمد الأنصاريّ، وأبي عبد الله العُمَيْريّ، وأبي بَكْر الغُورجيّ [3] ، وجماعة.
وحدَّث.
وتُوُفّي بهَرَاة في المحرَّم.
روى عَنْهُ: أبو رَوْح [4] في مشيخته، وبالإجازة: أبو المظفّر بْن السّمعانيّ.
وظنّي أنّ أَبَاهُ روى عَنْهُ أيضا.
وكان مولده سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة [5] .
29- عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الملك بْن غَشَلْيان [6] .
المحدِّث، أبو الحَكَم الأنصاريّ، السَّرَقُسْطيّ.
لَهُ إجازة من القاضي أَبِي الحسن الخِلَعيّ، وجماعة عَلَى يد أَبِي عليّ الصّدَفيّ.
وسمع من: الصَّدَفيّ، وجماعة. حتّى إنّه سَمِعَ من ابن بَشْكُوال.
وقال ابن بَشْكُوال: أخذتُ عَنْهُ، وأخذ عنّي كثيرا. وكان من أهل المعرفة والذّكاء واليَقَظَة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الرحيم) في: التحبير 1/ 397، 398 رقم 351، والتقييد 339 رقم 411، وفيه قال محقّقه بالحاشية (411) : «لم نعثر عليه» ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 55 أ.
[2] في التحبير، بتصرّف طفيف.
[3] الغورجي: نسبة إلى غورج قرية على باب هراة، وأهل هراة يسمّونها غورة. وأبو بكر الغورجي هذا هو راوي «جامع الترمذي» ، عن عبد الجبار الجراحي. توفي سنة 481 هـ.
[4] هو: عبد المعزّ بن محمد الصوفي. (التقييد) .
[5] وقال ابن نقطة: وسماعه صحيح.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الملك) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 352 رقم 755 وقد ضبط «غشليان» بكسر الشين المعجمة.

(37/75)


سكن قُرْطُبة، وبها تُوُفّي في رمضان.
قلت: آخر من روى عَنْهُ في الدّنيا بالإجازة: محمد بن أحمد بن صاحب الأحكام، شيخ سَمِعَ منه ابن سيسريّ، وبقي إلى سنة 714.
30- عبد الرحمن بْن عُمَر بْن أَبِي الفضل [1] .
أبو بَكْر البصْريّ، ثمّ المَرْوَرُّوذِيّ، شيخ صالح، حَسَن السّيرة، مُعَمَّر.
وهو آخر مَن سَمِعَ مِن القاضي حسين بْن محمد الشّافعيّ المَرْوَرُّوذيّ صاحب التّعليق. سَمِعَ منه مجلسا من أماليه.
وسمع من: شيخ الإسلام أَبِي إسماعيل الأنصاريّ.
وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة سنة إحدى وأربعين.
أجاز لأبي المظفَّر بْن السَّمعانيّ.
31- عبد الرحمن بْن عُمَر بْن أحمد [2] .
أبو مسلم الهَمَذَانيّ، الصُّوفيّ، العابد.
مات في شوّال عَنْ سبْعٍ وسبعين سنة [3] .
أجاز لَهُ محمد بْن عثمان القُومسانيّ [4] .
32- عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن سليمان.
أبو القاسم، وأبو زيد التُّجَيْبيّ، ابن الأديب الأندلسيّ، نزيل أُورِيُولة [5] ، ووالد الشيخ أَبِي عبد الله.
أخذ بمُرْسِية عَنْ: أَبِي محمد بْن أَبِي جعفر تلْمَذَ لَهُ. ولقي بالمريّة: أبا
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: معجم الشيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: الأنساب 3/ 395، والتحبير 1/ 400، 401 رقم 354، ومعجم البلدان 2/ 151، و 4/ 691، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 55 أ.
[3] وكان مولده سنة 464 هـ.
[4] وقال ابن السمعاني: وقال لي: سرقت أصولي. (التحبير 1/ 401) . وقال في (الأنساب) :
سمعت منه شيئا يسيرا بهمذان في النوبة الثانية منصرفي من بغداد.
[5] أوريولة: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء مضمومة، ولام، وهاء. مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحية تدمير، بساتينها متّصلة ببساتين مرسية. (معجم البلدان 1/ 280) .

(37/76)


القاسم ابن ورد، وأبا الحسن بن موهب الجذاميّ.
وحجّ سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسمع بمكَّة من الحسين بْن طحّال.
وأخذ القراءات عَنْ أَبِي عليّ الحَسَن بْن عبد الله. [باشر القضاء و] [1] وليه مُكْرَهًا.
وكان خاشعا، متقلّلا من الدّنيا، لَهُ بضاعة يعيش من كسْبها. وكان إذا خطب بكى وأبكى، وكان فصيحا، مشوَّهًا.
ثمّ إنّه أُعْفي من القضاء بعد شهرين من ولايته.
وبعد الأربعين وفاته.
33- عبد الرحمن بْن عيسى بْن الحاجّ [2] .
أبو الحَسَن القُرْطُبيّ، المَجْريطيّ [3] .
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس.
وولي قضاء رَنْدَة.
أخذ عَنْهُ القراءات ابنه يحيى القاضي.
34- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى [4] .
أبو القاسم الأُمَويّ، الأشْبيلي، النَّحْويّ، المعروف بابن الرّمّاك.
روى عَنْ: أَبِي عبد اللَّه بْن أَبِي العافية، وأبي الحَسَن بْن الأخضر، وأبي الحسين بْن الطّراوة.
وكان أستاذا في صناعة العربيَّة، محقّقا، مدقّقا، متصدّرا للإقراء بها، قائما عَلَى «كتاب» سِيبَوَيْه. قَلَّ مشهورٌ من فُضَلاء عصره إلّا وقد أخذ عَنْهُ.
قَالَ أبو عليّ الشّلوبينيّ: ابن الرّماك عليه تعلّم طلبة الأندلس الجلّة.
__________
[1] ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل لاقتضاء السياق.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عيسى) في: غاية النهاية 1/ 376 رقم 1598.
[3] المجريطي: بفتح أوله وسكون ثانيه، وكسر الراء، وياء ساكنة، وطاء. قال ياقوت: بلدة بالأندلس. (معجم البلدان 5/ 58) وأقول: هي اليوم مدريد عاصمة إسبانيا.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 562، وسير أعلام النبلاء 20/ 175 رقم 111، والوافي بالوفيات 18/ 234 رقم 285، وبغية الوعاة 2/ 87.

(37/77)


أخذ عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خَيْر، وأبو إسحاق بْن مَلْكُون، وأبو بَكْر بْن طاهر المحدّث، وأبو العبّاس بْن مَضَاء، وآخرون.
وتُوُفّي كهلا.
35- عبد الرحيم بْن عبد الرحمن [1] .
أبو الحسن الكِنْديّ، الصُّوفيّ، مولى أَبِي منصور محمد بْن إسماعيل اليَعْقوبيّ.
مرّ «بختيار» . تقدَّم.
36- عبد الرحيم بْن محمد بْن الفضل [2] .
الأصبهانيّ الحدَّاد.
تُوُفّي في شوَّال.
37- عبد الكريم بْن خَلَف بْن طاهر بْن محمد بْن محمد [3] .
أبو المظفَّر الشَّحّاميّ، النَّيْسابوريّ.
من بيت الحديث والعدالة [4] .
سَمِعَ: الفضل بْن المُحِبّ، وأبا إسحاق الشّيرازيّ الفقيه لمّا قدِم عليهم، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وجماعة كثيرة.
وكان مولده في سنة ستّ وستّين وأربعمائة، ومات في سلْخ جُمادى الأولى بنَيْسابور [5] .
روى عَنْهُ: جماعة.
وممّن روى عَنْهُ بالإجازة: عبد الرحيم بن السّمعانيّ.
__________
[1] تقدّم باسم «بختيار بن عبد الله الهندي الصوفي» برقم (9) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن خلف) في: التحبير 1/ 475، 476 رقم 444، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 157 ب، 158 أ، والمنتخب من السياق 336 رقم 1111.
[4] وقال ابن السمعاني: من بيت الحديث، وكان أحد العدول عند القاضي، والناس كانوا يتكلمون فيه- ومن الّذي ينجو من ألسنة الناس-؟
[5] وقال عبد الغافر: توفي بعد الأربعين وخمسمائة.

(37/78)


38- عبد الكريم بْن عبد المنعم بْن أَبِي القاسم القُشَيْريّ [1] .
أبو محمد بْن أَبِي المظفَّر النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: عبد الواحد، وعليّ بْن الحمْد المَدِينيّ، المؤدّب.
وببغداد: أبا القاسم بْن بيان.
حدَّث، وتُوُفّي رحمه اللَّه في الثّالث والعشرين من شعبان.
39- عبد المحسن بْن غُنَيْمة بْن أحمد بْن فاحة [2] .
أبو نصر البغداديّ.
شيخ صالح، ديّن، خيّر.
سَمِعَ: أبا عبد الله النّعاليّ، وابن نبهان، وشُجاعًا الذُّهْليّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: تُوُفّي فِي المُحرّم.
- حرف الميم-
40- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن خَلَف بْن بيش [3] .
أبو عبد الله العبْدَريّ، الأندلسيّ، الأثريّ.
إمام مشاوَر، لَهُ إجازة من أَبِي عبد الله الخَوْلانيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بلبيس.
وتُوُفّي في صفر.
41- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر [4] .
الطوسي، أخو خطيب الموصل.
سَمِعَ: النِّعاليّ، وابن البَطِر.
وعنه: ابن أخيه.
وكان فقيها شافعيّا، مناظِرًا.
مات في المحرّم.
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (عبد المحسن بن غنيمة) في: المنتظم 10/ 122 رقم 179 (18/ 52 رقم 4127) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.

(37/79)


42- محمد بْن أحمد بْن مالك [1] .
العاقوليّ.
عَنْ: طِراد، وابن البَطر.
وعنه: ابن هُبَل الطَّبيب.
43- محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي بَكْر بْن عبد الجبّار [2] .
النّاقديّ [3] ، الجراحيّ [4] ، المَرْوَزِيّ، السّاسيانيّ [5] .
وساسيان محلَّة بمرْو، شيخ صالح [6] .
قرأ عَلَيْهِ أبو سعد السّمعانيّ «صحيح البخاريّ» بسماعه من أَبِي الخير محمد بْن موسى الصّفّار، وقال: تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين [7] .
44- محمد بْن الحسن بْن محمد بْن سَوْرة [8] .
أبو بَكْر التّميميّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: الفضل بْن أَبِي حرب، وأحمد بْن سهل السّرّاج، وابن خَلَف.
تُوُفّي في جُمادَى الأولى.
45- محمد بْن طِراد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [9] .
أَبُو الحسين العبّاسيّ، الزَّيْنَبيّ، نقيب الهاشميّين ببغداد.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: الأنساب 6/ 8، 9، واللباب 2/ 92.
[3] الناقدي: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى الناقد وهو الصيرفي الّذي ينقد الذهب. (الأنساب 12/ 21) .
[4] في الأنساب 6/ 8 «الحزامي» ، والمثبت يتفق مع (اللباب 2/ 92) .
[5] الساسياني: بالألف بين السينين المهملتين الثانية منهما مكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة بمرو خارجة عنها عند المصلّى يقال لها:
سكة ساسيان. (الأنساب، اللباب) .
[6] زاد ابن السمعاني: سديد، راغب في الخير.
[7] وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة.
[8] لم أجده.
[9] انظر عن (محمد بن طراد) في: المنتظم 10/ 123 رقم 182 (18/ 53 رقم 4130) ، والكامل في التاريخ 11/ 118، والبداية والنهاية 12/ 222، والوافي بالوفيات 3/ 169. وهو مذكور في سير أعلام النبلاء 20/ 76) دون ترجمة.

(37/80)


سمع: عمّه أبا نصر، وأباه، وأبا القاسم بْن البُسْريّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وهو أخو الوزير أَبِي القاسم عليّ.
ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وكان كثير الحجّ، صدرا، نبيلا، مُسْنِدًا.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنَة، وعمر بْن طَبَرْزَد، وجماعة.
وبالإجازة أبو القاسم بْن صَصْرَى.
وتُوُفّي في شعبان. ودُفن بداره بباب الأزَج، وبقي في النّقابة ثمان عشرة سنة.
46- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الله [1] .
أبو بَكْر الكِشْمَرْدِيّ [2] .
سَمِعَ: الحسين بْن السّرِيّ، وثابت بْن بُنْدار.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ [3] ، وابن عساكر في مُعجميهما.
وكان صالحا.
تُوُفّي في رجب ببغداد.
47- محمد بْن عليّ بْن عبد الله [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عليّ) في: الأنساب 10/ 435، 436، واللباب 3/ 99 وفيهما «عبيد الله» .
[2] الكشمردي: بكسر الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الميم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى كشمرد. قال ابن السمعاني: وظنّي أنه اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[3] وهو قال: شيخ صالح، كثير الرغبة إلى الخير، وحضور مجالس العلم.. سمعت منه أحاديث يسيرة.
[4] انظر عن (محمد بن عليّ العراقي) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 86، 364، 374، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 233، 234 رقم 60، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 88، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 368- 369 رقم 335 وفيه: «أبو سعيد محمد بن علي بن عبد الله الحلّوي الجاواني العراقي» ويكنّى أيضا «عبد الله» ، و 2/ 214، 215 رقم 836، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 127 أوالوافي بالوفيات 4/ 155 رقم 1688، وبغية الوعاة 1/ 182، 183 رقم 306، والقاموس المحيط، وشرحه، وكشف

(37/81)


__________
[ () ] الظنون 342، 825، 927، 1187، 1255، 1256، 1667، 1941، وإيضاح المكنون 1/ 484 و 2/ 134، 595، وهدية العارفين 2/ 95، ومعجم المؤلفين 11/ 23، والأعلام 7/ 166.
وقال السيد «محيي الدين علي نجيب» في تعليقة على «طبقات الفقهاء الشافعية» لابن الصلاح 1/ 233 بالحاشية:
«ذكره السبكي بعد ما ذكر محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن حمدان، أبو سعيد الجاواني الحلوي العراقي، وقال: يكنى أيضا أبا عبد الله، ثم قال: فلا أدري هل هو هذا أو غيره.
وترجم له الإسنوي مرتين ولم يتنبّه محقّقه لتكراره، ففي المرة الأولى جعلهما واحدا- ما يظهر للمتأمّل في ترجمته- ثم ترجمه في الموضع الثاني بأخصر من الموضع الأول ولم يتنبّه إلى تقدّمه، والّذي يظهر من صنيع المؤلّف أنهما واحد، فقد ذكر بعض مسموعات أبي سعيد الحلوي في ترجمة الطرقي هنا، ويؤيّده ما نقله ابن المستوفي في «تاريخ إربل» 1/ 86 من خط المترجم أنه أجاز لعتيق بن علي الإربلي، ثم قال: وكتب العبد المذنب محمد بن علي الحلّوي العراقي في سلخ جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة، فهما واحد إن شاء الله، فتأمّل، والله أعلم» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إنني بعد التأمّل في مختلف المصادر التي تناولت صاحب هذه الترجمة، وجدت أن المحقّق الفاضل السيد «محيي الدين» أصاب في احتمال أن الجاواني الحلّوي هو العراقي المترجم له هنا، ولكن فاته الإشارة إلى الاختلاف في تاريخ الولادة والوفاة.
فأبو سعيد الجاواني الحلّوي مولده في سنة 468 وتوفي سنة 560 هـ.
والعراقي صاحب الترجمة مولده بحدود سنة 480 وتوفي سنة 541 هـ.
والسيّد «محيي الدين علي نجيب» يضع سنة 480 تقريبا لمولده، ووفاته بعد سنة 559 هـ.
وفي الوافي بالوفيات، وبغية الوعاة، ومعجم المؤلفين، وفاته سنة 561 هـ.
والّذي في كشف الظنون (ص 342) توفي تقريبا سنة 510 هـ. وكذلك في (ص 825) و (927) و (1667) وفي (ص 1187) توفي سنة 561 هـ. وكذا (ص 1255) ، ومثله في إيضاح المكنون 1/ 484، وهدية العارفين 2/ 95، وهو اختلاف واضح كما ترى يجدر التنبيه إليه.
وفي حقيقة الأمر أنّ مادّة الترجمة مستقاة في الأساس من مصدرين، الأول هو «معجم شيوخ ابن السمعاني» ولم يطبع بعد. والثاني «تاريخ إربل» لابن المستوفي، ولم أجد فيه ترجمة مفردة لا لمن ينسب «الجاواني» ، ولا لمن ينسب «العراقي» ، علما بأن الأول «الجاواني الحلّي» يرد في سياق تراجم أخرى من «تاريخ إربل» ، مع أن السيوطي ينقل ترجمة «الحلّي» عنه، ولم أجد له ترجمة في المطبوع.
فهو يرد بالحلّي في ثلاثة مواضع:
1- في ترجمة عتيق بن علي بن علوي بن يعلى، رقم (24) .
قال الإربلي: «وسمع عتيق بن علي بن علوي: محمد بن علي الحلّي العراقي الواعظ، وجدت

(37/82)


__________
[ () ] ذلك بخط الحلّي، وحكايته، «قرأ عليّ الخطب المعروفة ببني نباتة- رحمهم الله- من هذا الكتاب وغيره، صاحبه القاضي- وذكر ألقابا تركت ذكرها- أبو بكر عتيق بن علي بن علوي الإربلي، وأذنت له أن يرويها عنّي مع ما شرحت له من غريب فيها سألني عنه، بروايتي عن الشيخ الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن القيسي القطيعي، بروايته عن أبيه، - وكانا من المعمّرين- برواية أبيه عن الإمام عبد الرحيم بن نباتة، وابنه أبي طاهر- رحمهما الله- وكتب العبد المذنب محمد بن علي الحلّوي العراقي في سلخ جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة» . (تاريخ إربل 1/ 86) .
2- في ترجمة عبد الكريم البوازيجي، المتوفّى سنة 611 هـ، رقم (259) .
وهو أبو محمد عبد الكريم بن أحمد بن محمد البوازيجي، شيخ ضرير ... سمع أبا عبد الله محمد بن علي العراقي الحلّي. (تاريخ إربل 1/ 364) .
3- في ترجمة سعد البوازيجي، رقم (279) .
وهو أبو مسعود سعد بن عبد العزيز الضرير المقرئ البوازيجي، صحب أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الحلّي الواعظ. (تاريخ إربل 1/ 374) .
وفي «بغية الوعاة» للسيوطي 1/ 182 رقم 306:
«محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي جابر أحمد بن الهيجاء بن حمدان العراقي الحلّي، أبو سعيد.
قال ابن المستوفي في «تاريخ إربل» : إمام عالم بالنحو والفقه، له كتب مصنّفة، شرح المقامات، وكان أخذها عن مؤلّفها. وله «الذخيرة لأهل البصيرة» ، و «البيان لشرح الكلمات» ، و «المنتظم في سلوك الأدوات» لم يذكر فيه من النحو طائلا، و «مسائل الامتحان» ، ذكر فيه العويص من النحو. وله فصول وعظ ورسائل.
أقام بإربل، ورحل إلى بلاد العجم، ومات في خفتيان، وحمل فدفن بالبوازيج.
وكان سمع من محمد بن الحسن البرصيّ، وسمع منه أبو المظفّر بن طاهر الخزاعي. قال- أعني أبو المظفر-: وحدّثني في ذي الحجّة سنة ست وخمسمائة أنه سمع «تفسير» الكلبي، عن ابن عباس، عن أبي علي القطيعي» .
وقال الإسنوي في الترجمة الأولى، رقم (335) :
أبو سعيد، ويكنى أيضا أبا عبد الله، محمد بن علي بن عبد الله الحلّوي الجاواني العراقي.
وجاوان: بالجيم، قبيلة من الأكراد، سكنوا الحلّة.
قال أبو سعد ابن السمعاني: كان فقيها، فاضلا مبرّزا، مناظرا، ورعا، زاهدا، تفقّه ببغداد على الغزالي، والشاشي، والكيا الهراسي، وسمع من خلائق كثيرين، وحدّث، وقرأ «المقامات» على مؤلّفها الحريري، وسكن البوازيج.
وصنّف «شرحا على المقامات» ، وله أيضا «عيون الشعر» ، و «الفرق بين الراء والعين» .
ومن شعره:
دعاني من ملامكما دعاني ... فداعي الحبّ في البلوى دعاني
أجاب له الفؤاد ونوم عيني ... وسارا في الرفاق وودّعاني

(37/83)


__________
[ () ]
فطرفي ساهر في طول ليلي ... وقلبي في يد الأشواق عاني
فكيف يصيخ للعذّال سمعي ... ولا عقلي لديّ ولا جناني
قال ابن النجّار: بلغني أن مولده سنة ثمان وستين وأربعمائة ولم يؤرّخ وفاته.
وقال غيره: مات في حدود سنة ستين وخمسمائة، عن ثنتين وتسعين سنة. ولم يؤرّخ أيضا ابن الصلاح وفاته، ونقل في مولده عن السمعاني شيئا مخالفا لما نقله ابن النجار» . (طبقات الشافعية 1/ 367- 369) .
وقال الإسنوي في الترجمة الثانية، رقم (836) :
«أبو عبد الله، محمد بن علي بن عبد الله البغدادي، المعروف بالعراقي.
كان فاضلا فقيها، مبرّزا، مناظرا، ورعا، زاهدا، ولد في حدود سنة ثمانين وأربعمائة، وسمع الكثير ببغداد، وتفقّه على الغزالي، والهرّاسي، والشاشي، وخرج إلى البوازيج فسكنها.
نقله ابن الصلاح، عن ابن السمعاني، ولم يؤرّخ وفاته» . (طبقات الشافعية 2/ 214، 21) .
وذكره ابن الصلاح في طبقاته، فقال:
«محمد بن علي بن عبد الله العراقي، أبو عبد الله. من أهل بغداد، سكن البوازيج.
قال أبو سعد: كان فاضلا، فقيها، مبرّزا، مناظرا، تفقّه على الغزالي، والهرّاسي. وأبي بكر الشاشي، وصحب الأئمّة، وخرج إلى البوازيج وسكنها.
سمع ببغداد: أبا حامد محمد بن محمد الغزالي، وأبا نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي، وأبا الوفاء علي بن عقيل الحنبلي، وأبا بكر محمد بن المظفّر الشامي، وأبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني، وأبا الخطاب الكلوذاني، وأبا بكر محمد بن أحمد الشاشي، وجماعة سواهم.
لم يتفق لي الاجتماع به، ورأيت جزءا من حديثه مع أبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدمشقيّ بمرو، انتخب هو من مسموعاته عن هؤلاء الشيوخ وغيرهم، وكتب عنه من شعره وشعر غيره مقطّعات، وكان لقيه بإربل، وكان العراقيّ قدمها في حاجة.
وكان مولده في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
وشاهدت بخط الأخ ابن الأنماطي: رأيت فهرست مسموعات الشيخ أبي سعيد الحلّوي في جزء عليه خطّه ما مثاله: كتاب «تفسير» الرّمّاني، عن أبي العزّ ابن كادش، عن أبي محمد الجوهري، عن مصنّفه، وكتاب «أدب الدين والدنيا» . و «الأحكام السلطانية» ، قرأتهما على الإمام أبي علي الحسن بن أحمد القطيعي، عن مصنّفها الماوردي، رحمه الله، وكتاب مكحول بن الفضل النسفي، سمعته من أبي حامد محمد بن محمد الغزالي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وكان ابن مائة وخمس عشرة سنة، عن مصنّفه مكحول بن الفضل النسفي، وهذا عجيب» . (طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 233، 234) .
وذكره الصفدي باسم «الجاواني الحلّوي شارح المقامات» ، وكنيته: أبو سعيد، وأبو عبد الله.
وأرّخ وفاته سنة 561 هـ.
وقال: وأورد له العماد الكاتب:
أفديك بالعين الصحيحة فالمريضة لا تساوي

(37/84)


الإمام أبو عبد الله العراقي، البغداديّ، نزيل البَوَازيج [1] .
من كبار أئمَّة الشّافعيَّة القائمين عَلَى المذهب.
تفقّه عَلَى: إلْكِيا الهرّاسيّ، وأبي حامد الغزّاليّ، وأبي بَكْر الشّاشيّ.
وأخذ عَنْ: أَبِي الوفاء بْن عقيل، وأبي بَكْر بْن المظفّر الشّاميّ.
لقيه المحدّث أبو الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدّمشقيّ بإربل، وسمع منه جزءا ومَقَاطع مِن شِعْره.
وكان العراقيّ قد قدِم إرْبِلَ لحاجة.
مولده في حدود الثّمانين وأربعمائة، وبقي إلى بعد الأربعين وخمسمائة.
48- محمد بْن عليّ بْن محمد [2] .
أبو جعفر المَرْوَزِيّ، الدّرقيّ.
فقيه، صالح، معمَّر.
أخذ عَنْ: أبي القاسم الدّبّوسيّ.
وعنه: السّمعانيّ، وغيره.
__________
[ () ]
إنّي أقيكم بالمحاسن ... لا أقيكم بالمساوي
(الوافي بالوفيات 4/ 155 رقم 1688) .
وذكر السبكي أبا سعيد الجاواني الحلّوي، وقال: ومن شعره:
سلام على عهد الهوى المتقادم ... وأيامنا اللاتي بجرعاء جاسم
ودار ألفنا الوجد فيها ومسكن ... نعمنا به مع كلّ حوراء ناعم
مرابع أنسي في الهوى ومنازل ... للهو الصّبا والوصل راسي الدعائم
(طبقات الشافعية الكبرى 4/ 88) .
وذكر السيوطي له:
عباد الله أقوام كرام ... بهم للخلق والدنيا نظام
أحبّوا الله ربّهم فكلّ ... له قلب كئيب مستهام
سقاهم ربّهم بكئوس أنس ... فلذّ لهم برؤيته المقام
(بغية الوعاة 1/ 883) .
[1] البوازيج: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وكسر الزاي بعد الألف وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى البوازيج وهي بلدة قديمة على الدجلة فوق بغداد دون سرّ من رأى. (الأنساب 2/ 321) .
[2] لم أجده.

(37/85)


49- محمد بن فضل الله [1] .
أبو الفتح بن مخمخ البنجديهيّ [2] ، الفقيه، العابد.
سمع من: أبي سعيد البغويّ الدّبّاس.
ومات ببنج ديه [3] في جمادى الآخرة عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة [4] .
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ.
50- محمد بْن محمد بْن عبد الرحمن [5] .
أبو الفتح النَّيْسابوريّ، الخشّاب، الكاتب.
سمع: أبا القاسم بن هوازن القُشَيريّ، وفاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، والفضل بْن المحبّ.
قَالَ أبو سعد: لِقيته بأصبهان، وله شعر رائق، وخطّ فائق.
قلت: هو آخر من حدَّث بأصبهان عَن القُشَيريّ وزوجته بِنْت الدّقّاق رحمه اللَّه [6] .
51- محمد بْن محمد بْن أحمد بن أحمد [7] السّلّال [8] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن فضل الله) في: التحبير 2/ 210، 211، رقم 854، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 235 ب.
[2] رسمت في الأصل «البنجديهي» . وفي (التحبير) : «فخمج المدوي» .
ورسمها في (الأنساب 515 ب) : «المدوني» ثم ذكر نسبتها إلى «مدوى» إحدى القرى الخمسة التي يقال لها بنج ديه. والصحيح ما أثبتناه: «البنجديهي» .
[3] في الأصل: «بنج ديه» .
[4] وكانت ولادته سنة 468 هـ.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الخشاب) في: الأنساب 5/ 120، وسير أعلام النبلاء 20/ 77 (دون رقم) ، والوافي بالوفيات 1/ 165، والنجوم الزاهرة 5/ 280.
[6] ذكر الصفدي وفاته في سنة 540 هـ. (الوافي) .
[7] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في: المنتظم 10/ 123 رقم 181 (18/ 53 رقم 4129) ، والأنساب 4/ 36، واللباب 1/ 334، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 75، 76، رقم 46، ولسان الميزان 5/ 364 رقم 1188، والنجوم الزاهرة 5/ 280.
[8] في الأصل: «العسال» ، والمثبت عن المصادر. وقد تصحّفت النسبة في (لسان الميزان) إلى «السلار» .

(37/86)


أبو عبد الله الكَرْخيّ، الورّاق، الحبّار [1] .
كَانَ يبيع الحبر في دكّان عند باب النُّوبيّ.
سمع: أبا جعفر بن المسلمة، وعبد الصَّمد بْن المأمون، وجابر بْن ياسين، وأبي بَكْر بْن سياوش [2] الكازَرُونيّ، وأبي الحسن بْن البيضاويّ، وأبي عَلِيّ بْن وشاح.
وتفرّد بالرّواية عَنْ هَؤُلّاءِ الثّلاثة، وطال عمره، وتفرّد.
وُلِد في رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ في خُلُقه زَعارَّة، وكنّا نسمع عَلَيْهِ بجّهْد. وهو مُتَّهَم، معروف بالتّشيُّع.
قَالَ أبو بَكْر محمد بْن [عبد] الباقي: بيت السّلّال معروف في الكرْخ بالتّشيُّع.
وقال الحافظ ابن ناصر: كنت أمضي إلى الجمعة وقد ضاق وقتُها، فأراه عَلَى باب وكأنّه فارغ القلب، لَيْسَ عَلَى خاطره من الصّلاة شيء.
قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعمر بن طَبَرْزَد، وأبو الفَرَج بْن الجوزيّ [4] ، ومحمد بْن أَبِي عبد الله بْن أبي فتح النّهْروانيّ، ومحمد بْن عَبْدة البروجِرْديّ، وسليمان المَوْصليّ، وأخوه عليّ، والنّفيس بْن وهْبان، وآخرون.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وله أربعٌ وتسعون سنة.
روى عَنْهُ بالإجازة أبو منصور بْن عُفَيْجة. وأبو القاسم بْن صَصْرَى.
52- محمد بْن محمد بْن الفضل بْن دلّال [5] .
أبو منصور الشَّيْبانيّ، الباجِسْرائيّ [6] ، ثمّ البغداديّ، الحافظ.
__________
[1] في الأصل: «الخباز» ، والتصحيح عن (الأنساب 4/ 36) .
[2] في المنتظم: «سيائوس» .
[3] المنتظم.
[4] وقال في (المنتظم) : سمعت منه، وكان شيخنا ابن ناصر لا يرضى عنه في باب الدين.
[5] لم أجده، وهو في «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار، في الجزء الّذي لم يصلنا.
[6] الباجسرائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وكسر الجيم، وسكون السين المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى باجسرى، وهي قرية كبيرة بنواحي

(37/87)


سَمِعَ الكثير، وقرأ، وكتب، وعُني بهذا الشّأن وكان سريع القراءة، جيّد التّحصيل.
سَمِعَ: طِراد بْن محمد، وابن البَطِر، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: أبو اليُمْن الكِنْديّ.
تُوُفّي فِي شَعْبان وله إحدى وثمانون سنة.
ذكره ابن النّجّار.
53- المبارك بْن أحمد بْن محبوب [1] .
أبو المعالي المحبوبيّ [2] ، أخو أَبِي عليّ البغداديّ.
سَمِعَ من: طِراد الزَّيْنَبيّ، ونصر بْن البَطِر، وجماعة.
وكان شيخا صالحا، خيّرا.
تُوُفّي في نصف رجب.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابن الجوزيّ.
54- المبارك بْن المبارك بْن أحمد بْن المحسّن بْن كيلان [3] .
أبو بَكْر الكيْلانيّ [4] ، السِّقْلاطْونيّ [5] ، البابَصْرِيّ، من أهل باب البصرة
__________
[ () ] بغداد على عشرة فراسخ منها قريبة من بعقوبا. (الأنساب 2/ 17) .
[1] لم أجده. وهو في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[2] المحبوبي: بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وضم الباء الموحّدة، وفي آخرها باء أخرى، بعد الواو. هذه النسبة إلى محبوب وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب 11/ 159) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] في لسان العرب: «السقلاطون» : ضرب من الثياب. قال أبو حاتم: عرضته على روميّة، وقلت لها: ما هذا؟ فقالت: «سجلاطس» . قلت: ويقال سجلاط أيضا.
وفي (المعرب) للجواليقي: «السجلاط» : الياسمين.. ويقال للكساء الكحلي سجلاطي، وعن الفراء: السجلاط شيء من صوف تلقيه المرأة على هودجها، وفي بعض النسخ: على وجهها.
وقال غيره: هي ثياب كتّان موشية، كأنّ وشيها خاتم، وهي- زعموا- بالرومية سجلاطس، فعرّب وقيل: سجلاط.
قال حميد بن ثور:
تخيّرن إمّا أرجوانا مهدبا ... وإمّا سجلاط العراق المختّما
وفي (شفاء الغليل) : «سجلاط: يا سمين، وقناع من صوف، أو ثياب بكتان، وخزّ سجلاطي، رومية معرّبة. (انظر: معجم الألفاظ والتراكيب المولّدة في شفاء الغليل- ص 287) .

(37/88)


من أهل السّتْر والصَّلاح.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وثابت بْن بُنْدار.
وتُوُفّي في رجب وقد قارب السّتّين.
55- مسلم بْن الخضِر بْن قسيم [1] .
أبو المجد الحَمَويّ، من شعراء نور الدّين.
لَهُ شِعر في «الخريدة» [2] .
فمن شعره:
أهلا بطَيْف خيالٍ جاءني سَحَرًا ... فقمت واللّيل قد شابتْ ذَوَائبُه
أقبّل الأرضَ إجلالا لزَوْرَتهِ ... كأنّما صَدَقَتْ عندي كواذبُه
ومودع القلب من نار الجوى حرقا ... قضى بها قبل أن تُقْضى مآربُه
نكاد من ذِكْر يوم البَيْنِ تحرقُه ... - لولا المدامع- أنفاس تغالبه [3]
__________
[ () ] وفي (غرائب اللغة العربية) : «سجلاط، وسجلاطس: ثياب كتاب موشية، وكأنّ وشيها خاتم مزدان بصور صغيرة» .
[1] انظر عن (مسلم بن الخضر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) مجلّد 9 ج 17، و (مخطوطة التيمورية) 41/ 376- 379، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 433- 480، والكامل في التاريخ 11/ 24، وأخبار الملوك، للملك المنصور الأيوبي (مخطوط) ورقة 192 أ، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 24، و 23، ومفرّج الكروب لابن واصل 1/ 82، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) 22، 39، 61، 75، 281، ومرآة الزمان (مخطوط) 10/ 502، 3: 5، (والمطبوع) ج 8 ق 1/ 194، 195، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 280- 282 رقم 249، وعيون التواريخ 12/ 408، 409، وفيه: «مسلم بن خضير» ، وإيضاح المكنون 1/ 530، وهدية العارفين 2/ 432، ومعجم المؤلفين 12/ 233، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا 206- 219.
[2] قسم شعراء الشام ج 1/ 433- 480.
[3] وأورد ابن عساكر قصيدة لابن قسيم قالها في الأتابك زنكي وهو قد ظفر على الإفرنج، أولها:
بعزمك أيّها الملك العظيم ... تذلّ لك الصعاب وتستقيم
رآك الدهر منه أشدّ بأسا ... وشحّ بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوس ... فأول ما يفارقها الجسوم
ولو أضمرت للأنواء حربا ... لما طلعت لهيبتك الغيوم
أيلتمس الفرنج لديك عفوا ... وأنت بقطع دابرها زعيم
وكم جرّعتها غصص المنايا ... بيوم فيه يكتهل العظيم
فسيفك في مفارقهم خضيب ... وذكرك في مواطنهم عظيم
وقال من قصيدة في الملك العادل محمود بن زنكي:

(37/89)


__________
[ () ]
يا صاح هل لك في احتمال تحيّة ... تهدي إلى الملك الأغرّ جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابة ... ويغيض من ماء الوجوه معينة
فهنالك الأسد الّذي امتنعت به ... وبسيفه دنيا الإله ودينه
فمن المهنّدة الرقاق لباسه ... ومن المثقّفة الدقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه ... كالرمح دلّ على القساوة لينه
ووراء يقظته أناة مجرّب ... للَّه سطوة بأسه وسكونه
ولابن قسيم شعر في هجاء ابن منير الطرابلسي، وكان ابن منير كتب إلى الشيخ تقي الدين الحموي قصيدة مطلعها:
قل لابن يحيي مقال غير غو ... اشهد من الآن أنني حموي
فكتب ابن قسيم الجواب:
يا شاعرا أدعت أنامله ... درّ القوافي كتابه النبوي
ولو كشفناك لم تكن حلبيّا ... في مذهب ولا حموي
لو كان إبليس قبل لاح له ... آدم من نقش فصّك الغروي
لخرّ ما شئت ساجدا وعنا ... للَّه طوعا وكان غير غوي
فأيّ وجه رآك ناظره ... فأزور، لا مقبل به وزوي
والدهر قد مات حادثة ... خوفا، فأنّى يكون غير سو؟
وكتب ابن قسيم إلى ابن منير قصيدة وأنفدها إليه بحلب، مطلعها:
سرى طيف الأحبّة من بعيد ... فعوّضنا السّهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكلّ واد ... إليّ كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوق ... يجسّده على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك ترمي ... بطرفكم في مخارم كلّ بيد
رحلت عن الشّام بنا فشيمي ... وميض البرق من جبلي زرود
أحبّك في البعاد وفي التداني ... وأذكرك القديم من العهود
وقال في جواب كتاب ابن منير، وشعره على الوزن والقافية:
بعثت الكتاب فأهلا به ... يسرّ النواظر تنميقه
لئن أخجل الروض موشيّه ... لقد فضح الدّرّ منسوقه
قريب الصناعة تجنيسه ... نفيس البضاعة تطبيقه
وواصلني بعد طول الجفا ... كما وصل الصّبّ معشوقه
فزايل جفني تأريقه ... وعاود غصني، توريقه
وبتّ أراقب مسطوره ... كما راقب النجم عيّوقه
فلما بدت لي ألفاظه ... تستّر فكري وتلفيقه
وكاسد نقصي أخشى يرام ... في سوق فضلك تنفيقه
أما خاف يهتك مستورة ... أما خاف يظهر مسروقه؟
(انظر: ديوان ابن منير 281- 283) .

(37/90)


56- مسعود بْن أَبِي غالب بْن التُّرَيْكيّ [1] .
السّقْلاطُونيّ.
سَمِعَ: محمد بْن عبد الواحد الأزرق في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وسمع منه في هذا العام، بقراءة أخيه أَبِي البقاء محمد.
57- المفضَّل بْن أحمد بْن نصر بْن عليّ بْن أَبِي الحُسَيْن أحمد بْن محمد بْن فاذشاه [2] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ.
سَمِعَ: أبا عبد الله الثّقفيّ، وأبا بَكْر بْن ماجة الأَبْهَرِيّ.
وتُوُفّي بهَمَذَان في جُمادى الأولى.
كتب عَنْهُ: الحافظ أبو سعد، وعبد الخالق بْن أسد.
58- المَهْديّ بْن هبة اللَّه بْن مَهْدِيّ [3] .
أبو المحاسن الخليليّ، القَزْوينيّ.
إمامٌ، زاهد، عابد، ورِع، قوّال بالحقّ، نزل بنواحي مَرْو.
وقد تفقّه عَلَى أسعد المَيْهنيّ، وقرأ المقامات بالبصرة على المصنّف، ثمّ نزهّد، وصحِب يوسف بْن أيّوب مدَّة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [4] : حدَّثنا عَنْ محيي السُّنَّة البغويّ.
ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وتوفّي بقرية جيرنج في شعبان.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (المهدي بن هبة الله) في: التدوين في أخبار قزوين 4/ 126، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 317.
[4] وهو قال: إمام فاضل، ورع، متديّن، دائم العبادة، كثير التلاوة، قوّال بالحق، داع إليه، مبالغ في الوضوء والنظافة.

(37/91)


- حرف النون-
59- نصر بْن أسعد بْن سعد بْن فضل اللَّه بْن أحمد [1] .
المَيْهَنيّ، الصُّوفي [2] .
سمع: أبا الفضل محمد بْن أحمد العارف في سنة بضْعٍ وستّين [3] .
أخذ عَنْهُ: أبو سعد، وقال: مات في المحرَّم.
- حرف الواو-
60- وجيه بْن طاهر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يوسف بْن محمد بْن المَرْزُبان [4] .
أبو بَكْر الشّحّاميّ، أخو زاهر.
من بيت الحديث والعدالة بنَيْسابور.
رحل بنفسه إلى هَرَاة أو إلى بغداد.
ومولده في شوّال سنة خمس وخمسين وأربعمائة [5] .
سَمِعَ: أبا القاسم القُشَيْريّ، وأبا حامد الأزهريّ، وأبا المظفَّر محمد بْن إسماعيل الشّحّاميّ، وأبا نصر عبد الرحمن بْن محمد بْن موسى التّاجر، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وأبا صالح المؤذّن، ووالده أبا عبد الرحمن الشّحّاميّ، وشيخ الحجاز عليّ بْن يوسف الْجُوَيْنيّ، وشبيب بْن أحمد البستيغيّ،
__________
[1] انظر عن (نصر بن أسعد) في: التحبير 2/ 343 رقم 1055، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 274 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 157 أ.
[2] كنيته في (التحبير) : «أبو الفضيل» ، وفي (معجم الشيوخ) : «أبو الضياء» . ولم يذكر المؤلّف كنيته هنا، ولا ابن الملّا في (ملخص تاريخ الإسلام) .
[3] قال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا، صوفيا، خفيفا.. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة، فإنه سمع من الرؤاسي في سفر سنة ست وستين.
[4] انظر عن (وجيه بن طاهر) في: المنتظم 10/ 124 رقم 184 (18/ 53، 54، رقم 4132) ، والمنتخب من السياق 472، 473 رقم 1609، وتكملة الإكمال (مخطوط) ورقة 249 ب، والتقييد لابن نقطة 471، 472، رقم 637، والمعين في طبقات المحدّثين، 160 رقم 1729، والإعلام بوفيات الأعلام 222، والعبر 4/ 113، وسير أعلام النبلاء 20/ 109- 111 رقم 67، ودول الإسلام 2/ 58، والبداية والنهاية 12/ 222، والنجوم الزاهرة 5/ 280، وشذرات الذهب 4/ 130.
[5] المنتظم.

(37/92)


وأبا سهل الحفْصيّ، وأبا المعالي عُمَر بْن محمد بن الحسين البسطاميّ، وأخته عائشة بِنْت البسْطاميّ، ومحمد بْن يحيى المزكّي، وأبا القاسم إسماعيل بْن مَسْعَدَة، الإسماعيليّ، وطائفة بنَيْسابور.
وبهَرَاة: شيخ الإسلام، وبِيبي الهَرْثَميَّة، وعاصم بْن عبد الملك الخليليّ، وأبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد الجوهريّ، وأبا العلاء صاعد بْن سيّار، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، وعطاء بْن الحَسَن الحاكم، وجماعة بَهَراة.
وعبد الرحمن بْن محمد بْن عفيف البُوشَنْجيّ، وأبا سعد محمد بْن محمد الحجْريّ ببوشنج.
وأبا نصر محمد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وأبا الحسين الصّاحبيّ ببغداد.
وأبا نصر محمد بْن وَدْعان الموصليّ بالمدينة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن عساكر، وأبو الفضل محمد بْن أحمد الطّبسيّ، ومحمد بن فضل الله السّالاريّ، ومنصور الفراويّ، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وزينب الشَّعْرِيَّة، ومجد الدّين سعيدِ بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم الشّهْرُزُوريّ، والقاسم بْن عبد الله الصّفّار، وأبو النّجيب إسماعيل بْن عثمان الغازي، وأبو سَعْد عبد الواحد بْن عليّ بْن حمُّوَيْه الْجُوَيْنيّ، وآخرون.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ: كتبت عَنْهُ الكثير، وكان يُمْلي في الجامع الجديد، بنَيْسابور كلّ جمعة في مكان أخيه زاهر. وكان كخير الرجال، متواضعا، أَلُوفًا، متودّدا، دائم الذِّكْر، كثير التّلاوة، وصُولًا للرحِم، تفرَّد في عصره بأشياء، ومرض أسبوعا [1] .
__________
[1] زاد ابن السمعاني: ومن مسموعه كتاب «الزهريات» من ابن أبي حامد الأزهري، و «رسالة» القشيري، سمعها من المؤلّف. انظر: التقييد لابن نقطة 472.
وقال عبد الغافر الفارسيّ: سديد، فاضل، كثير العبادة، قارئ لكتاب الله ورثه عن أسلافه، مواظب عليه، سمع الكثير، ورحل إلى هراة وغيرها، وحج، وسمع بالعراق، وتولّى الخطابة بأرباع نيسابور مع التذكير على سيرة السلف، وهو مشتغل بما يعينه.
سمعنا معا من عبد الحميد البحيري. (المنتخب 473) .
وقال ابن الجوزي: من بيت الحديث، وكان يعرف طرفا من الحديث.. وسمّعه أبوه الكثير، ورحل بنفسه إلى بغداد وهراة، وسمع الكثير، وكان شيخا صالحا صدوقا، حسن السيرة، منوّر الوجه والشيبة، سريع الدمعة، كثير الذكر، ولي منه إجازة بمسموعاته ومجموعاته. (المنتظم) .

(37/93)


وتُوُفّي في ثامن عشر جُمادى الآخرة. ودُفن بجنب أبيه وأخيه.
- حرف الياء-
61- يحيى بْن خَلَف بْن النّفيس [1] .
أبو بَكْر، المعروف بابن الخلوف، الغرناطيّ، المقرئ، الأستاذ.
لقي من المقرءين: أبا الحسن العبْسيّ، وخازم بْن محمد، وأبا بَكْر بْن المفرّج البَطَلْيُوسيّ، وأبا القاسم بْن النّحّاس، وأبا الحسن بْن كرز، وعيّاش بْن خَلَف.
ومن المحدّثين: ابن الطّلّاع، وأبا عليّ الغسّانيّ، وأبا مروان بْن سرّاج، فسمع من بعضهم، وأجاز لَهُ سائرهم.
وحجّ فسمع «صحيح مسلم» بمكَّة، من أَبِي عبد الله الحسين الطَّبَريّ، ودخل العراق، فسمع من: أَبِي طاهر بْن سِوار المقرئ، وبالشّام من أَبِي الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ.
وأقرأ النّاس بجامع غَرْناطَة زمانا، وطال عُمره، واشتهر اسمه وحدَّث، وأقرأ النّاس، وكان بارعا فيها، حاذِقًا بها، مَعَ التّفنُّن، والحِفْظ، ومعرفة التّفاسير، والجلالة والحُرْمة.
حدَّث عَنْهُ: أبو عبد الله النُّميريّ، ويقول فيه: يحيى بْن أَبِي سعيد، وأبو بَكْر بْن رزق، وأبو الحَسَن بْن الضّحّاك، وأبو عبد الله محمد بْن عبد الرحيم بْن الفَرَس، وابنه عبد المنعم بْن محمد، وابنه عبد المنعم بْن يحيى بْن الخَلُوف، وأبو القاسم القَنْطريّ، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله بْن عروس.
وتُوُفّي بغَرْناطة في آخر العام.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن خلف) في: بغية الملتمس للضبيّ 501، 502، رقم 1471، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 2040، ومعجم شيوخ الصدفي 323، وصلة الصلة 176، ومعرفة القراء الكبار 1/ 500 رقم 449، وغاية النهاية 2/ 369، 370، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 362، 363. وهو في سير أعلام النبلاء 20/ 77 بدون ترجمة.

(37/94)


وكان مولده في أوّل ستّ وستّين وأربعمائة.
ترجمه الأَبّار.
ومن بقايا الرُّواة عَنْهُ: أحمد بْن عبد الودود بْن سمجون، بقي إلى سنة ثمانٍ وستّمائة.
62- يحيى بْن زيد بْن خليفة بْن داعي بْن مَهْديّ بْن إسماعيل [1] .
أبو الرِّضا العَلَويّ، الحَسَنيّ، السّاويّ، شيخ الصُّوفيَّة بساوة.
ديّن صالح، خيّر، متودّد، متواضع، جميل.
سَمِعَ بأصبهان: أبا سعد المطرِّز، وأبا منصور بْن مَنْدوَيْه، وأبا عليّ الحدّاد.
وتُوُفّي في شعبان عَنْ بضْعٍ وسبعين سنة.
روى عَنْهُ أبو سعد السّمعانيّ [2] .
63- يحيى بْن عبد الله بْن أَبِي الرجاء محمد بْن عليّ التّميميّ [3] .
أبو الوفاء الأصبهانيّ.
تُوُفّي في الخامس والعشرين من رمضان. وكان فاضلا، نبيلا، معدَّلًا، عالِمًا بالشّروط.
روى عَنْهُ: أبو موسى المَدِينيّ، والسّمعانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد الجبّار بْن عبد الله بْن بُرزة، وأبا طاهر النّقّاش.
64- يحيى بْن موسى بْن عبد الله [4] .
أبو بَكْر القرطبي.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن زيد) في: التحبير 2/ 375 رقم 1100، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 283 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 57 أ، 57 ب.
[2] وقال: علويّ ديّن، فاضل، صالح، خيّر، جميل الأمر، شيخ الصوفية بساوة، وله بها رباط يخدم فيه، وكان علويّا صوفيا، نظيفا، متودّدا، متواضعا، متخلّقا بالأخلاق الحسنة ... لقيته بالكرج أولا، وكتبت عنه بها، ثم كتبت عنه بساوة منصرفي من العراق. وكانت ولادته ليلة النصف من ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربعمائة بآمل طبرستان.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الله) في: التحبير 2/ 376، 377 قم 1102، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 57 ب.
[4] انظر عن (يحيى بن موسى) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 673 رقم 1486.

(37/95)


روى عَنْ: محمد بْن فَرَج، وأبي عليّ الغسّانيّ.
وكان رجلا صالحا، طاهرا، مُقبِلًا عَلَى ما يعنيه.
روى عَنْهُ ابن بَشْكُوال فوائد أَبِي الحسن بْن صخْر، بسماعه من عبد العزيز بْن أَبِي غالب القَرَويّ، عَنْهُ، وقال: تُوُفّي في عقب صفر.

(37/96)


سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
65- أحمد بْن الحُصَيْن بْن عبد الملك بْن عطاف [1] .
القاضي، أبو العبّاس العُقَيْليّ، الجيّانيّ [2] .
طلب العِلم وهو ابن ستّ عشرة سنة [3] ، وهذا يندر في المغاربة، ورحل
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحصين) في: الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، قسم 1/ 97 و 99 رقم 120.
[2] وقال المراكشي: منتيشيّ الأصل.
[3] هكذا هنا. وقال المراكشي: وكان شيخا حسن الخلق والخلق، وقور المجلس، وكثير البرّ، كبير الجاه، قديم النجابة، ابتدأ بطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، حريصا على إفادته، مكرما لطلبته، موالي الإحسان إليهم، متمكّن الجدّة، أعلى أهل عصره همّة في اقتناء الكتب وأشدّهم اعتناء بها. ينتخبها ويتخذ لأعلاقها صوانا وحفائظ، وجمع منها في كل فنّ الكثير النفيس، وكتب بخطه النبيل غير شيء، وكان بصيرا بعقد الشروط، نزه النفس، ظاهر السراوة في أحواله كلها، حسن الوساطة للناس فيما يرجعون إليه به من أمورهم، وشوور بغرناطة ثم بقرطبة، واستمرّ على ما وصف من حاله عامّة عمره، فلما كانت الفتنة التي أثارها أبو [جعفر] حمدين داخله في بعض أموره، وتصرّف معه تصرّفا أنكره بعض الناس عليه، والله أعلم بنيّته ومتجاوز بفضله عن سيئاته.
ووقفت على أسماء بعض شيوخ أبي الحسن ابن مؤمن الأندلسيين وقد ذكره فيهم بخطه، وكتب بها من مستقرّه مدينة فاس إلى شيخه الراوية أبي القاسم ابن بشكوال بقرطبة، مطالعا له بهم ليعرّفه بما عنده من أحوالهم، فكتب أبو القاسم بخطه على معظمهم ما عنده فيهم، وكتب على أبي جعفر هذا ما نصّه: يسقط. وقد روى عنه أبو محمد الحجري وهو القائل: ما حملت إلا عن الشيوخ الأعلام الذين ليس فيهم ما يقال، ولقد سمعت عن رجل من شيوخي شيئا قليلا، فلم أذكره. يعني ترك الرواية عنه.
وتكلّم أبو جعفر ابن عبد الرحمن البطروجي في روايته عن أبي عبد الله ابن فرج، فتحامى بعض الناس الرواية عنه من طريقه تلك.
مولده بجيّان سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.

(37/97)


إلى قُرْطُبة، فسمع من: أَبِي محمد بْن عتّاب، وأبي الأصبغ بن بْن سهل.
وسمع بإشبيليّة من: أَبِي القاسم الهوزنيّ.
وسكن غَرْناطَة، وأفتى بها، وحدَّث.
روى عَنْهُ: أبو محمد بْن عُبَيْد اللَّه الحَجْريّ.
66- أحمد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] أبو الحسن بْن أَبِي موسى بْن الآبنُوسيّ [2] ، الفقيه الشّافعيّ، الوكيل.
وُلِد سنة ستٍّ وستّين وأربعمائة، وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، ورزق اللَّه، وجماعة كثيرة.
وتفقّه عَلَى القاضي محمد بْن المظفَّر الشّاميّ، وعلى أَبِي الفضل الهَمَذَانيّ.
ونظر في عِلْم الكلام والاعتزال. ثم فتح اللَّه لَهُ بحسن نيّته، وصار من أهل السُّنَّة.
روى عَنْهُ: بنته شرف النّساء وهي آخر من حدَّث عَنْهُ، وابن السّمعانيّ، وابن عساكر، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وسليمان الموصليّ، وآخرون.
قال ابن السّمعانيّ: فقيه، مفت، زاهد. يعرف المذهب والفرائض.
اعتزل عن النّاس، واختار الخمول، وترك الشّهرة، وكان كثير الذّكر. دخلت عليه، فرأيته على طريقة السّلف من خشونة العيش، وترك التّكلّف.
وقال ابن الجوزيّ [3] : صحب شيخنا أبا الحسن بن الزّاغوني، فحمله
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 126 رقم 185 (18/ 57 رقم 4133) ، والعبر 4/ 114، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 162، 163، رقم 97، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، ومرآة الجنان 3/ 275، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 39، والوافي بالوفيات 7/ 114، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 109، وشذرات الذهب 4/ 130.
[2] الآبنوسي، بمدّ الألف، وفتح الباء الموحّدة أو سكونها، وضم النون، وفي آخرها السين المهملة بعد الواو. هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب البحري يعمل منه أشياء.
(الأنساب 1/ 93) .
[3] في المنتظم.

(37/98)


على السّنّة بعد أن كَانَ مُعْتزليًّا، وكانت لَهُ اليد الحَسَنَة في المذهب، والخلاف، والفرائض، والحساب، والشُّروط. وكان ثقة، مصنّفا، عَلَى سَنَن السَّلَف، وسبيل أهل السُّنَّة في الاعتقاد. وكان يُنابذ مَنْ يخالف ذَلكَ من المتكلّمين.
وله أذْكار وأوراد من بكرةٍ إلى وقت الظُّهْر، ثمّ يُقرأ عَلَيْهِ من بعد الظّهر.
وكان يلازم بيته، ولا يخرج أصلا. وما رأيناه في مسجد، وشاعَ أنّه لا يصلّي الجمعة، وما عَرَفْنا عَنْهُ في ذَلكَ.
وتُوُفّي في ثامن ذي الحجَّة.
قلت: وأجاز لأبي منصور بْن عُفَيْجَة، ولأبي القاسم، يعني ابن سعد.
67- أحمد بْن عبد الخالق بْن أَبِي الغنائم [1] .
الهاشميّ، أبو العبّاس.
سَمِعَ مجلسا من طِراد.
روى عنه: الفضل بن عبد الخالف الهاشميّ.
68- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عبد الباري [2] .
أبو جعفر البِطْرَوْجِيّ، ويقال البطروشيّ [3] ، بالشّين، الحافظ.
أحمد الأئمَّة المشاهير بالأندلس.
أخذ عَنْ: أَبِي عبد الله الطَّلَّاعيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ، وأبي الحسن العبْسيّ [4] ، وخازم بْن محمد، وخَلَف بْن مدبّر، وخَلَف بْن إبراهيم الخطيب المقرئ، وجماعة.
وأكثر عَنْ أَبِي عبد الله الطَّلّاعيّ. وقرأ القراءات بقرطبة على عيسى بن خيرة.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 82، ومعجم البلدان 1/ 447، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1730، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 116- 118 رقم 71، وتذكرة الحفاظ 4/ 1293، 1294، والعبر 4/ 114، ومرآة الجنان 3/ 275، والوافي بالوفيات 7/ 38، 39، وشذرات الذهب 4/ 130.
[3] البطروجي أو البطروشي: بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، وسكون الواو، وشين معجمة.
نسبة إلى بطروش: بلدة بالأندلس، وهي مدينة فحص البلّوط.
[4] في تذكرة الحافظ 4/ 1293 «القيسي» وهو تصحيف.

(37/99)


وناظر في «المدَوَّنَة» [1] عَلَى عبد الصّمد بْن أَبِي الفتح العَبْدَريّ، وفي «المستخرَجَة» [2] عَلَى أَبِي الوليد بْن رشد. وعرض «المستخرجة» مرَّتين عَلَى أَصْبغ بْن محمد.
وأجاز لَهُ أبو المطرّف الشّعبيّ، وأبي داود الهَرَويّ، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة، وأبو عبد الله بْن عَوْن، وأبو أسامة يعقوب بْن عليّ بْن حزْم.
وكان إماما عاقلا [3] ، عارفا بمذهب مالك، بصيرا، حافظا، محدّثا، عارفا بالرجال، وأحوالهم، وتواريخهم، وأيامهم، وله مصنَّفات مشهورة.
وكان إذا سُئل عَنْ شيء فكأنّما الجواب عَلَى طَرَف لسانه، ويُورِد المسألة، بنصّها ولفْظها لقوَّة حافظته، ولم يكن للأندلس في وقته مثله، لكنّه كَانَ قليل البضاعة من العربيَّة رثّ الهيئة، خاملا لخفَّةٍ كانت بِهِ. ولذلك لم يلحق بالمشاهير، ولا ولّوه شيئا من أمور المسلمين، وعسى كَانَ ذَلكَ خيرا لَهُ، رحمه اللَّه.
روى عَنْهُ «الموطّأ» : أبو مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عُبَيْد اللَّه الحَجْريّ، وخَلَف بْن بَشْكُوال الحافظ،: وأخوه محمد بْن بَشْكُوال، وأبو الحسن محمد بْن عبد العزيز الشَّقُوريّ [4] ، ومحمد بْن إبراهيم بْن الفَخّار، ويحيى بْن محمد الفِهْريّ البَلَنْسيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال [5] : كَانَ من أهل الحِفظ للفقه، والحديث، والرجال، والتّواريخ، مقدَّمًا في ذلك على أهل عصره.
__________
[1] المدوّنة: أشهر كتب المالكية في الفقه، تأليف أبي سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي، واسمه عبد السلام، لقّب بسحنون. توفي سنة 240 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في الجزء المتضمّن حوادث ووفيات 231- 240 هـ. من هذا الكتاب ص 247- 249 رقم 249.
[2] وهي: «المستخرجة من الأسمعة المسموعة غالبا من الإمام مالك بن أنس مما ليس في المدوّنة» . في الفقه المالكي. تأليف أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد العزيز العتبي. ولهذا تعرف أيضا بالعتبية. توفي سنة 255 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في حوادث ووفيات 251- 260 هـ. من هذا الكتاب، ص 234، 235 رقم (393) .
[3] في الأصل: «غافلا» ، والتصحيح من: الوافي بالوفيات.
[4] الشّقوريّ: نسبة إلى شقورة. ناحية بقرطبة. (الأنساب 7/ 366، 367) .
[5] في الصلة 1/ 82.

(37/100)


وتُوُفّي لثلاثٍ بقين من المحرَّم.
وهو قُرْطُبيّ، أصله من بطروش.
69- أحمد بن أبي الحسين بْن الباذِش [1] .
الإمام أبو جعفر بْن عليّ بْن أحمد بْن خَلَف الأنصاريّ، الغَرْناطيّ.
روى عَنْ: أبيه، وأبي عليّ الصَّدفّي، وابن عَتّاب، وطبقتهم فأكثر، وتفنّن في العربيَّة- وكان من الحفّاظ الأذكياء. خطب بغَرْناطَة، وحمل النّاس عَنْهُ.
واشتهر اسمه.
مات في هذا العام ببلده كهْلًا أو في الشّيخوخة [2] .
70- أحمد بْن عليّ بن عبد الواحد [3] .
أبو بكر بن الأشقر، البغداديّ، الدّلّال.
وُلِد سنة [سبْعٍ] [4] وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا الحسن بْن المهتدي باللَّه، وأبا محمد الصَّرِيفِينيّ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ.
روى عنه: أبو سعد السّمعانيّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، وأبو بَكْر محمد بْن المبارك بْن عتيق، وعبد اللَّه بْن يحيى بْن الخزّاز الخريميّ، وعمر بْن الحسين بْن المِعْوَجّ، وتُرْكُ بْن محمد العطّار، وفاطمة بنت المبارك بن قيداس،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الحسن) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 82 رقم 189، وغاية النهاية 1/ 83 رقم 376، وشجرة النور الزكية 1/ 132 رقم 387، وله ذكر في سير أعلام النبلاء 20/ 168 دون ترجمة، وأخبار غرناطة للسان الدين الخطيب 77، 78، والديباج المذهب 42، وكشف الظنون 140، 1192، وروضات الجنات 71، 72، ومعجم المؤلفين 1/ 316.
[2] وقال ابن الجزري: أستاذ كبير، وإمام محقّق، محدّث ثقة، مفنّن، ألّف كتاب «الإقناع» في السبع، من أحسن الكتب، ولكنه ما يخلو من أوهام نبّهت عليها في كتابي «الأعلام» ، وألّف كتاب «الطرق المتداولة في القراءات» حرّر أسانيده وطرقه ولم يكمله لمفاجأة الموت، ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين وخمسمائة، وقيل: سنة ثنتين وأربعين.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: المنتظم 10/ 126 رقم 186 رقم 186 (18/ 57، 58 رقم 4134) ، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1730، والعبر 4/ 115، وسير أعلام النبلاء 20/ 163 رقم 98، وشذرات الذهب 4/ 131.
[4] في الأصل بيات، والمثبت عن (المنتظم) .

(37/101)


وإسماعيل بْن إبراهيم السّيبيّ الخبّاز، وأحمد بْن سلمان بن الأصفر، وعبد الملك بْن أَبِي الفتح الدّلّال، وآخرون.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [1] : كَانَ خيِّرًا، صحيح السّماع.
تُوُفّي في ثامن صفر.
71- أحمد بْن عليّ بْن أحمد بْن يحيى بْن أَفْلَح بْن رزقون بْن سحْنُون [2] .
المُرْسِيّ، الفقيه، المالكيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي داود بْن البيار، وابن أخي الدّوش.
وَسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفرج الطّلّاعيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ.
وقرأ لورش على أبي الحسن بن الجزّار الضّرير صاحب مكّيّ.
وتصدَّر للإقراء بالجزيرة الخضراء، وأخذ النّاس عَنْهُ. وكان فقيها، مشاوَرًا، حافظا، محدّثا، مفسّرا، نَحْويًّا [3] .
روى عَنْهُ: أبو حفص بْن عكبرة، وابن خَيْر، وأبو الحسن بْن مؤمن، وجماعة آخرهم موتا أحمد بْن أَبِي جعفر بْن فُطَيْس الغافِقيّ، طبيب الأندلس، وبقي إلى سنة 613.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين، وقيل: تُوُفّي في حدود سنة خمسٍ وأربعين.
72- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاطب [4] .
__________
[1] في المنتظم.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في: فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير 433، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 54، 55، ومعجم شيوخ الصدفي 33، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 1/ 295- 297 رقم 380، ومعرفة القراء الكبار 1/ 501 رقم 450، والديباج المذهب 1/ 219، وغاية النهاية 1/ 83، وبغية الوعاة 1/ 339، وطبقات المفسّرين للسيوطي 14، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 53، 54، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 212، 213 رقم 46 وفيه: «زرقون» بتقديم الزاي.
[3] وقال المراكشي: استقضي بكورة أركش فحمدت سيرته، واشتدّت وطأته على أهل الفساد والدعارة، ثم صرف عن القضاء ولازم الإقراء وإسماع الحديث بمسجد الرّمانة من الجزيرة الخضراء، وقد كان قبل يقرئ بمسجدها الجامع وبمسجد الرايات منها. (الذيل والتكملة) .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الباجي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 52، وفيه: «خاطب»

(37/102)


أبو العبّاس الباجيّ.
كَانَ رأسا في اللّغة والنّحو، مع الصّلاح والزّاهد [1] .
أخذ عَنْ: عاصم بْن أيّوب، وجماعة.
وعاش نحوا من ثمانين سنة رحمه اللَّه.
73- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز [2] .
أَبُو البقاء بْن الشّطْرَنْجيّ، البغداديّ، العُمَريّ.
كَانَ يكتب العمر مجاورا بمكَّة.
سَمِعَ: مالكا البانياسيّ، وأبا الحَسَن الأنباريّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان.
روى عَنْهُ: محمد بْن معمَّر بْن الفاخر، وثابت بْن محمد المَدِينيّ.
تُوُفّي في رمضان أو في شوّال.
74- أحمد بْن محمد بْن غالب [3] .
أبو السّعادات، العطاري [4] ، الكَرْخيّ، الخزّاز، البيِّع.
سَمِعَ: عاصم بْن الحَسَن، وأبا يوسف القَزْوينيّ، المعتزليّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن عليّ بْن حَراز، ويوسف بْن المبارك الخفّاف.
وله شِعر مليح، ومعرفة بالكلام.
عاش ثمانيا وثمانين سنة.
75- أحمد بْن محمد بْن محمد [5] .
__________
[ () ] بالعجمة، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 2/ 452، 453 رقم 672، وبغية الوعاة 1/ 371 رقم 725 وفيه «خاطب» بالمعجمة، وهو تحريف.
[1] وقال المراكشي: كان من جلّة النحاة وحذّاقهم، ذا حظّ صالح من رواية الحديث، حافظا للفقه، زاهدا، ورعا، فاضلا، تصدّر لتعليم العربية واللغات عمره كلّه، وأسمع الحديث أحيانا إلى أن توفي. (الذيل والتكملة) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن غالب) في: الأنساب 8/ 477، واللباب 2/ 246.
[4] العطاردي: بضم العين، وفتح الطاء، وكسر الراء، والدال المهملات. هذه النسبة إلى عطارد وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد البخاري) في: المنتظم 10/ 126، 127 رقم 187 (18/ 78 رقم 4135) .

(37/103)


أبو المعالي بْن أَبِي اليُسْر [1] البخاريّ، الفقيه.
تفقَّه عَلَى والده.
وسمع منه، ومن غيره وأفتى وناظر وأملى الحديث، وكان حسن السيرة.
توفي في وسط السنة بسرخس، وحُمِل إلى بخارى.
76- أحمد بْن ما شاء اللَّه [2] .
أبو نصر السِّدْرِيّ [3] .
سَمِعَ: أبا الفضل بْن خَيْرُون.
وحدَّث.
وكان مستورا من أهل القرآن والسُّنَّة ببغداد.
وتُوُفّي في ثالث صَفَر.
روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل، ومحمد بْن حسين النّهْروانيّ.
77- إبراهيم بْن خَلَف بْن جماعة بْن مَهْديّ.
أبو إسحاق البكْريّ، بَكْر بْن وائل.
من الأندلس، من أهل دانية.
سَمِعَ: أبا داود المقرئ، ومحمد بْن يوسف بْن خليفة، وأبا عليّ الصَّدَفيّ. وولي قضاء بلدة سنة تسعٍ وعشرين، وعزل سنة ثلاثين وخمسمائة.
وولي قضاء شاطبة مدَّة. وكان حَسَن السّيرة، ثقة، معتنيا، بالحديث.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن عيّاد، وعليم بْن عبد العزيز،. وأبو بَكْر بْن مفوَّز.
وتُوُفّي في رجب، وغسّله وصلّى عَلَيْهِ أبو عبد الله بْن سعيد الدّانيّ. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستّين وأربعمائة.
78- إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين اللّمتونيّ [4] .
__________
[1] في المنتظم بطبعتيه: «ابن أبي اليسر» بالباء الموحّدة.
[2] لم أجده.
[3] السّدري: بكسر السن، وسكون الدال، وكسر الراء المهملات. هذه النسبة إلى السّدر، وهو ورق شجرة النّبق، تغسل به الشعور في الحمّامات ببغداد، ويقال لمن يبيعه ويطحنه:
السّدري. (الأنساب 7/ 57) .
[4] انظر عن (إسحاق بن علي) في: البيان المغرب 4/ 99، 105، 108، 125، 126.

(37/104)


ولي نيابة مَرّاكُش لأخيه تاشفين، وهو صبيّ حدَث، فَقُتِلَ أخوه سنة تسعٍ وثلاثين، فانضمّت العساكر إلى هذا وملّكوه، فقصده عبد المؤمن، وحاصر مَرّاكُش أحَدَ عشر شهرا، ثمّ أخذها عَنْوةً لمّا اشتدّ بها القحط. وأخرج إسحاق إلى بين يدي عبد المؤمن، فعزم أن يعفو عَنْهُ لأنّه دون البلوغ، فلم توافق خواصُّه، فخلّى بينهم وبينه، فقتلوه، وقتلوا معه سير بن الحجّاج أحد الشّجعان المذكورين.
وكان إسحاق آخر ملوك بني تشافين.
79- أسعد بْن عبد الله بْن حُمَيْد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصّمد [1] .
أبو منصور بْن المهتدي.
شيخ جليل، شريف، معمّر.
ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، وكان يمكنه السّماع من أَبِي طالب بْن غَيْلان، وابن المُذْهِب. ثمّ كَانَ يمكنه أن يسمع بنفسه من أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ، والجوهريّ، وإنّما سَمِعَ وقد تكهَّل من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وطاهر بْن الحسين.
وهو أخو الشّيخ أَبِي الفضل محمد شيخ الكنديّ.
وقال ابن السّمعانيّ: شيخ بهيّ المنظر، أضرَّ في آخر عمره، وكان منسوبا إلى الصّلاح.
قَالَ ابن الجوزيّ في كتابه «المنتظم» [2] : كَانَ النّاس يُثنُون عَلَيْهِ.
وقال ابن السّمعانيّ: قَالَ لي: حَمَلوني إلى أَبِي الحسن القَزْوينيّ، فمسح يده عَلَى رأسي، فمن ذَلكَ الوقت ما أوجعني رأسي ولا اعتراني صُداع. ورأيته وأنا منتصب القامة في هذا السّنّ.
قلت: روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد، وعمر بْن طَبَرْزَد، ويوسف بْن المبارك، والخفّاف، وغيرهم.
وتُوُفّي في رمضان، وله مائة وبضْعُ سِنين.
__________
[1] انظر عن (أسعد بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 127 رقم 188 (18/ 58 رقم 4136) ، والبداية والنهاية 12/ 223.
[2] 10/ 127 (18/ 58) .

(37/105)


قَالَ ابن الْجَوزيّ: [1] وُلِد سنة ثلاثٍ أو أربع وثلاثين وأربعمائة.
وقال عبد المغيث بْن زُهَيْر: أنشدني أسعد بْن عبد الله بْن المهتدي باللَّه:
سَمِعْتُ أبا الحسن القَزْوينيّ يُنشد:
إنّ السلامة في السُّكُوتِ ... وفي مُلازمة البيوت
فإذا تحصّل ذا وذا ... فاقنع إذا بأَقَلّ قُوت
- حرف الدال-
80- دَعْوَانُ بْن عليّ بْن حمّاد بْن صَدَقَة [2] .
أبو محمد الْجُبّيّ، الضّرير، المقرئ.
وُلِد بجُبَّة، قرية [عند العقر في طريق] [3] خراسان من بغداد، في سنة ثلاثٍ وستّين. وقدِم بغداد. وسمع من: رزق اللَّه التّميميْ، ونصر بْن البَطِر [4] ، وجماعة.
وقرأ القراءات عَلَى: عبد القاهر العبّاسيّ، وأبي طاهر بْن سِوَار.
وتفقّه عَلَى أَبِي سعد المخرَّميّ.
وحدَّث، وأقرأ، وأفاد النّاس. وكان يعيد الخلاف بين يدي أَبِي سعد شيخه. وكان خيِّرًا، ديّنا، مُتَصَاوِنًا، عَلَى طريق السَّلَف.
تُوُفّي فِي السّادس والعشرين من ذي القِعْدة [5] .
__________
[1] في المنتظم.
[2] انظر عن (دعوان بن علي) في: المنتظم 10/ 127، 128 رقم 189 (18/ 58، 59، رقم 4137،) ومعجم الأدباء 11/ 112، 113، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 196، والإعلام بوفيات الأعلام 222، ومعرفة القراء الكبار 1/ 501، 502 رقم 451، والعبر 4/ 115، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، وعيون التواريخ 12/ 412، 413، ونكت الهميان 150، 151، والوافي بالوفيات 14/ 18 رقم 14، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 212 رقم 99، وغاية النهاية 1/ 280، رقم 1260، وعقد الجمان (مخطوط) 16/ 171، وشذرات الذهب 4/ 131 وفيه:
«عوان» وهو تصحيف.
وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 20/ 168 دون ترجمة.
[3] في الأصل بياض، وما بين القوسين من المنتظم.
[4] تحرّف في المنتظم إلى «ابن النظر» .
[5] وثّقه ابن الجوزي.

(37/106)


قرأ عَلَيْهِ: منصور بْن أحمد الجميليّ الضّرير، وجماعة.
وقال عبد الله بْن أَبِي الحسن الْجُبّائيّ: رَأَيْت دَعْوان في النّوم، فقال:
عُرضت عَلَى اللَّه خمسين مرَّة، وقال لي: أيش عملتَ؟ قلت: قرأت القرآن وأقرأته.
فقال لي: أَنَا أتولّاك، أَنَا أتولّاك [1] .
- حرف الذال-
81- ذَكْوان بْن سيّار بْن محمد بْن عبد الله [2] .
أبو صالح الهَرَويّ، الدّهّان. أخو أَبِي العلاء صاعد بْن سيّار الحافظ.
سمّعه أخوه مِن محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ أجزاء يحيى بْن صاعد.
وكان يُلَقَّب بأميرجَهْ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وأبو رَوْح الهَرَويّ.
وبالإجازة أبو المظفّر بْن السّمعانيّ.
تُوُفّي سابع ذي الحجَّة.
- حرف السين-
82- سعيد بْن خَلَف بْن سعيد [3] .
أبو الحسن القُرْطُبيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس، وغيره.
وسمع من: أَبِي عبد الله الطّلّاع، وخازم بْن محمد، وأبي عليّ الغسّانيّ، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء وتعليم النَّحْو.
أخذ عَنْهُ: أبو عليّ والد الحافظ أَبِي محمد القُرْطُبيّ، وغيره.
وقرأ عَلَيْهِ إبراهيم بن يوسف المعاجريّ.
__________
[1] انظر تعليق المرحوم عبد الخالق حسّونة على هذا في (معجم الأدباء 11/ 112 بالحاشية) .
[2] لم أجده.
[3] لم أجده. ولم يذكره ابن الجزري في طبقات القراء.

(37/107)


- حرف الطاء-
83- طاهر بْن زاهر بْن طاهر [1] .
أبو يزيد [2] الشّحّاميّ، النَّيْسابوريّ، السّرُوجيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وعبد الملك بْن عبد الله الدَّشْتيّ.
مات في شوّال، وله ستّون سنة [3] .
84- طلْحةُ الأندلس [4] .
أحد الأبطال الموصوفين.
جاء إلى الموحّدين وخَدَمهم، ثمّ نفَّرته أخلاقهم، فكان يأخذ المائة راجل فيغير بها عَلَى تيملك، وينْكي فيهم، وكان شَهْمًا شجاعا، فهابته المصامدة.
ثمّ كَانَ في حصار مَرّاكُش بها، فلمّا افتتحها عبد المؤمن وبذل فيها السّيف تطلَّبَ طلحة فوجدوه في برج، فقاتل حتّى قتل جماعة، فأتوه بأمانٍ بخطّ عبد المؤمن، فسلَّم نفسه، وأتوه بِهِ، فقال أبو الأحسن، شيخ من العشيرة: أَنَا أتقرَّب بدمه.
فقال طلحة: ألم يَنْهكم المهديّ عَنْ إضاعة المال، وعليَّ ما يساوي مالا كثيرا، وقد أمركم المهديّ، فكيف تفسدوه بالدّم.
فقال أبو الأحسن: حلّوا ثيابه وجرّدوه.
فأخرج في الحال سكّينا من قَلَنْسُوَته [5] ، ووثب بها عَلَى أَبِي الأحسن والسّيف في يده، فلم يُغْنِ عَنْهُ. وقتله طلْحة، فقتلوه، وماتا جميعا.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن زاهر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 125 أ، والتحبير 1/ 344، 345، رقم 291، والمنتخب من السياق 268 رقم 874، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 59 أ.
[2] في التحبير، والمعجم: «أبو سعيد» .
[3] وقال ابن السمعاني: كان أحد المعدّلين، سديد السيرة. كتبت عنه بنيسابور، وكانت ولادته في شهور سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
[4] لم أجده.
[5] في الأصل: «قلنسته» .

(37/108)


- حرف العين-
85- عبد الله بن أحمد بن عُمَر [1] .
أبو محمد القَيْسيّ، المالِقيّ، المعروف الوحِيديّ [2] ، القاضي.
روى عَنْ: أَبِي المطرّف الشّعبيّ، وأبي الحسين العَبْسيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ.
وكان من أهل العلم والفهم. ولي قضاء مالقة مدّة حمد فيها.
وتوفّي عن بضع وثمانين وسنة [3] .
قال فيه أليسع بن حزم: طول علا، أظهره سبوقه، وعلق فصل نفقت أبدا سوقُه، فلا تُعجزه المَحَاضر، ولا يقطعه المُحَاضر، فمن ذا الّذي يجاريه في الحديث والسُّنَن، ومعرفة الصّحيح والحَسَن. كنّا نقرأ عَلَيْهِ «صحيح مسلم» ، فيُصلحه من لفْظه، ونجد الحقّ موافِقًا لحفظه، وإذا وقع غريب، وذكر اختلاف المحدّثين فيها مَعَ اللُّغَويّين.
86- عَبْد الله بْن عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الهادي ابن شيخ الإسلام [4] .
الأنصاريّ، أبو المعالي الهَرَويّ.
شابٌ فاضل، مليح الوعْظ، لم يكن أهل بيته مثله في عصره، رَحَل بِهِ أَبُوهُ، وسمع المُسْنَد من ابن الحُصَيْن.
وبمكَّة من: عبد الله بْن محمد بْن غزال.
وبأصبهان من: فاطمة، وجعفر الثّقفيّ.
وبهَرَاة من: أَبِي الفتح نصر بْن أحمد الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 296 رقم 652، وبغية الملتمس للضبي 229 رقم 902، والوافي بالوفيات 17/ 49 رقم 43.
[2] في الأصل: «الوجدي» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[3] في الصلة، والوافي وفاته كما هنا سنة 542 هـ. وفي البغية: توفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من المحرم سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
[4] لم أجده.

(37/109)


كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: سَمِعَ منّي الكثير، وخرج معي إلى بُوشَنْج، وكتبنا جميعا.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وله ثمان وثلاثون سنة.
87- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَلِيّ بن خلف [1] .
أبو محمد اللّخميّ، المعروف بالرّشاطيّ [2] ، الأندلسيّ، المربّي، الحافظ، مصنِّف كتاب «اقتباس الأنوار والْتماس الأزهار في أنساب الصّحابة [3] ورُواة الآثار» . وهو عَلَى أسلوب «الأنساب» لابن السّمعانيّ.
وقد ذكرناه في الطّبقة [الماضية] وأنّه تُوُفّي في حدود الأربعين، ثمّ وقعتُ بوفاته في يوم الجمعة العشرين من جُمادى الأولى من سنتنا هذه، وأنّه استُشْهِد عند تغلُّب العدوّ عَلَى المَرِيَّة، رحمه اللَّه [4] .
88- عَبْد اللَّه بْن علي بْن سعيد [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن علي الرشاطي) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 297 رقم 653، وبغية الملتمس للضبيّ 349 رقم 943، ومعجم البلدان 3/ 45، والمطرب 61، 120، والمعجم لابن الأبّار 227- 233، ووفيات الأعيان 3/ 106، 107 رقم 352، ومعجم الصدفي 217- 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 258- 260 رقم 175، وتذكرة الحفاظ 4/ 1307، 1308، والبداية والنهاية 12/ 223 وفيه: «عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن أحمد بن عمر» ، ونفخ الطيب 4/ 462، وكشف الظنون 134، وتاج العروس 5/ 143 (مادة: رشط) ، وهدية العارفين 1/ 456، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 133، ومعجم المؤلفين 6/ 90.
[2] الرّشاطي: بالفتح وبالضم. فمن قال بالفتح يقول: أحد أجداده اسمه رشاطة، فنسب إليه.
ومن قال بالضم يقول: نسب إلى حاضنة كانت له أعجميّة تدعى برشاطة، أو كانت تلاعبه فتقول: رشاطة، فنسب إليها. (شرح القاموس- مادّة: رشط) .
وقال ياقوت: الرشاطي نسبة إلى رشاطة، أظنها بلدة بالعدوة.
وقال ابن خلّكان: هذه النسبة ليست إلى قبيلة ولا إلى بلد، بل ذكر (الرشاطي) في كتابه المذكور (اقتباس الأنوار) أن أحد أجداده كانت في جسمه شامة كبيرة، وكانت له حاضنة أعجمية، فإذا لاعبته قالت له: رشطالة، وكثر ذلك منه، فقيل له: الرشاطي.
[3] في سير أعلام النبلاء 20/ 259 لم يذكر كلمة «الصحابة» .
[4] ومولده في جمادى الآخرة سنة 466 هـ.
[5] انظر عن (عبد الله بن علي) في: الأنساب 10/ 173، واللباب 2/ 267، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 125، 126، رقم 822، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 321 رقم 951، والوافي بالوفيات 17/ 337، 338 رقم 289، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 145 رقم 30.

(37/110)


أبو محمد القَصْريّ [1] ، الشّافعيّ، الفقيه.
قَالَ ابن عساكر [2] : أدرك أبا بَكْر الشّاشيّ، وأبا الحسن الهَرّاسيّ، وعلّق المذهب والأصول عَلَى أسعد المِيهَنيّ.
وسمع: أبا القاسم بْن بَيَان، وجماعة.
وقدَم دمشق، وسمعتُ درسه، وسمعتُ منه. وانتقل إلى حلب، وتُوُفّي بها، رحمه اللَّه [3] .
89- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سهل [4] .
أبو المعالي العدويّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ بنَيْسابور: أبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا الحسن بْن الأخرم.
مات في شعبان.
أخذ عَنْهُ السّمعانيّ [5] .
90- عبد الرحمن بْن طاهر بْن سعيد بْن أَبِي سعيد بْن أَبِي الخير [6] .
أبو القاسم المِيهَنيّ [7] . شيخ رباط البِسْطاميّ ببغداد، كان له سكون ووقار.
__________
[ () ] وسيعاد في السنة التالية برقم (153) ، وذكر هناك: يحوّل. أي إلى هنا.
[1] القصري: بالفتح ثم السكون. نسبة إلى القصر موضع على ساحل البحر بين حيفان وقيسارية.
(الأنساب) .
[2] في تاريخ دمشق. انظر المختصر.
[3] وقال ابن السمعاني: فقيه مناظر، فاضل، سديد السيرة، حميد الأمر.. كتبت عنه بحلب نسخة الحسن بن عرفة، وتوفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة بحلب.
وقال ابن عساكر: توفي سنة أربعين وخمسمائة.
«أقول» : وفي القولين هو من المتوفين في الطبقة السابقة، ولذا ينبغي أن يحوّل إليها.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سهل) في التحبير 1/ 375 رقم 325، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 60 أ.
[5] وهو قال: شيخ صالح، سديد السيرة.. سمعت منه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في الخامس من رجب سنة سبع وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
[6] لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[7] الميهني: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الهاء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بن سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .

(37/111)


سَمِعَ بنَيْسابور أبا المظفَّر موسى بْن عِمران، وأبا الحسن المدينيّ، وجماعة.
قال أخوه أبو الفضل أحمد بْن طاهر: وُلِد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الأوّل ببغداد.
91- عبد الرحمن بْن عليّ بْن الموفَّق [1] .
الفقيه، أبو محمد النُّعَيْميّ، المَرْوَزِيّ.
من جِلَّة فقهاء مَرْو.
تفقّه عَلَى أَبِي المظفَّر السّمعانيّ، وسمع منه ومن أَبِي سعد عبد العزيز القائنيّ.
مات في ربيع الأوّل.
عَنْهُ: أبو سعد.
92- عبد الرحيم بْن محمد بْن الفَرَج [2] .
ابو القاسم بْن الفَرَس الأنصاريّ، الغَرْناطيّ.
قرأ القرآن عَلَى موسى بْن سليمان، وطبقته.
وقرأ الفقه عَلَى جماعة، وارتحل إلى أَبِي داود، وابن الدّوش فأخذ عَنْهُمَا القراءات. وسمع من جماعة. وتصدَّر للإقراء بجامع المَرِيَّة، ثمّ عاد إلى بلده، ولازم الإقراء، والفُتْيا، وخطَّة الشُّورَى، وارتحل إِلَيْهِ القرّاء، وانتفعوا بِهِ. وكان محقّقا، عارِفًا بالقراءات وعِلَلِها.
روى عَنْهُ: ابنه أبو عبد الله، وأبو القاسم القَنْطريّ، وأبو العبّاس بْن اليتيم، وأبو جعفر بْن حَكَم، وأبو الحَجّاج الشّعريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عليّ النعيمي) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 246، 247.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: بغية الملتمس للضبيّ 372، 373، ومعجم شيوخ الصدفي 256، 257، ومعرفة القراء الكبار 1/ 502، 503، وغاية النهاية 1/ 383 رقم 1634.

(37/112)


فلمّا وقعت الفتنةُ في غَرْناطَة عند زوال الدّولة اللّمتونيّة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، خرج إلى المُنَكَّب [1] ، فأقرأ بها إلى أن تُوُفّي في شعبان، وله 75 سنة.
93- عبد [السيّد] [2] بْن عليّ بْن الطّيّب [3] .
أبو جعفر ابن الزَّيْتُونيّ.
تفقّه عَلَى أَبِي الوفاء بْن عقِيل، ثمّ انتقل حنفيّا، واتّصل بنور الهدى الزَّيْنبيّ، وقرأ عَلَيْهِ الفقه، وعلى خَلَف الضّرير عِلم الكلام، وصار داعية إلى الاعتزال، ثمّ اشتغل عَنْ ذَلكَ بمشارفة المارستان [4] .
وتُوُفّي في شوّال.
94- عبد الملك بْن محمد بْن عُمَر [5] .
التّميميّ، الأندلسيّ، أبو مروان، من أهل المَرِيَّة، ويُعرف بابن وَرْد.
كَانَ فقيه، مُفْتيًا [6] .
لقي: أبو عليّ الغسّاني، والصّدفيّ.
__________
[1] المنكّب: بالضم ثم الفتح، وتشديد الكاف وفتحها، وباء موحّدة. بلد على ساحل جزيرة الأندلس من أعمال إلبيرة، بينه وبين غرناطة أربعون ميلا. (معجم البلدان 5/ 216) .
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (عبد السيد بن عليّ) في: المنتظم 10/ 128 رقم 191 (18/ 59 رقم 4139، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، والجواهر المضيّة 2/ 424، 425 رقم 814، والطبقات السنية، رقم 1245، وهدية العارفين 1/ 573، ومعجم المؤلفين 5/ 232.
[4] المنتظم. وقال ابن النجار: وما أظنّه روى شيئا. وكان شيخا يعرف علم الكلام، وصنّف فيه مصنّفا. (الجواهر 2/ 425) .
[5] انظر عن (عبد الملك بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1709، ومعجم الصدفي 249 رقم 229، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 36، 37 رقم 87.
[6] وقال المراكشي: وكان فقيها، حافظا للمسائل، متحقّقا بالرأي، مشاورا، بصيرا بالفتيا، ويذكر أنه كان أوقف على المسائل خاصة من أخيه.
قال في سنة 540 إنه أتاه في النوم شيخ عظيم الهيئة، فأخذ بعضديه، من خلفه وهزّه هزّا عنيفا حتى رعبه وقال له: قل:
ألا أيّها المغرور ويحك لا تنم ... فلله في ذا الخلق أمر قد انبرم
فلا بدّ أن يرزوا بأمر يسوءهم ... فقد أحدثوا جرما على حاكم الأمم

(37/113)


وتُوُفّي في هذه السّنة ظنّا. قاله الأبّار.
95- عليّ بْن عبد السّيّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ [1] .
أبو القاسم بْن العلّامة أَبِي نصر ابن الصّبّاغ، البغداديّ، العدْل الشّاهد.
سَمِعَ كتاب «السّبعة» لابن مجاهد من الصَّرِيفِينيّ، وسمع منه غير ذَلكَ. ومن:
والده، وطِراد الزَّيْنبيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وابن عساكر [2] ، وابن طَبَرْزَد، والمؤيَّد ابن الإخوة الأصبهانيّ، وآخرون.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ كبير، مُسِنّ، ثقة، صالح، صَدُوق، حَسَن السّيرة. وُلِد سنة إحدى وستّين وأربعمائة، وتُوُفّي في رابع عشر جُمادَى الأولى.
قلت: آخر من روى عَنْهُ بالإجازة أبو القاسم بْن صَصْرَى.
96- عمّار بْن طاهر بْن عمّار بْن إسماعيل [3] .
أبو سعد الهَمَذَانيّ.
رحل في شبيبته، وتفرّج في مصر، والشّام، والعراق.
وسمع بالقدس من مكّيّ بْن عبد السّلام الرُّمَيْليّ كتاب «فضائل بيت المقدس» .
قرأ عَلَيْهِ الكتاب أبو سعد السّمعانيّ، بهَمَذَان، وبها مات في ذي العقدة عَنْ سنٍّ عالية.
97- عُمَر بْن أحمد بْن حسين [4] .
أبو حفص الهَمَذَانيّ، الصُّوفيّ، الورّاق، المقرئ.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد السيد) في: المعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1733، والإعلام بوفيات الأعلام 222، والعبر 4/ 115، وسير أعلام النبلاء 20/ 167، 168، رقم 102، ومرآة الجنان 3/ 275، وشذرات الذهب 4/ 31.
[2] في الأصل: «ابن شاكر» . وانظر: مشيخة ابن عساكر، ورقة 145 أ.
[3] لم أجده، ولعله في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[4] انظر عن (عمر بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 167 ب، والتحبير 1/ 515 رقم 499، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 51 أ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 248 رقم 163.

(37/114)


مَعَ ببغداد من أَبِي الحسين بْن الطُّيُوريّ، وبأصبهان من غانم البرجيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر.
وتُوُفّي بهَمَذَان في جُمادى الآخرة [1] .
98- عُمَر بْن ظَفَر بْن أحمد [2] .
أبو حفص المَغَازِليّ، البغداديّ، المقرئ، المحدِّث.
وُلِد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، ومالكا البانياسيّ، وطِرادًا الزَّيْنبيّ، وابن البَطِر، وخلقا كثيرا.
روى عَنْهُ: ابن عساكر [3] ، وابن السّمعانيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [4] ، وجماعة.
وطلب بنفسه: ونسخ، وحصّل، وجوَّد القرآن.
وقرأ بالروايات عَلَى: أحمد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ صاحب الأهوازيّ.
قرأ عَلَيْهِ: يحيى بْن أحمد الأَذَنيّ، وغير واحد.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ: شيخ صالح، خيِّر، حَسَن السّيرة، صحِب الأكابر وخَدَمهم، وهو قيّم بكتاب اللَّه. ختم عَلَيْهِ القرآن خلْقٌ في مسجده، وكتبتُ عَنْهُ الكثير.
وأظهر المبارك بْن كامل المفيد في الجزء السّادس من المخلّصيّات،
__________
[1] في التحبير: شيخ صالح مكثر، له رحلة إلى بغداد وأصبهان.
وفي ملخص تاريخ الإسلام: قرأ بدمشق على أبي عليّ الوخشي، وسكن السميساطية. روى عنه ابن عساكر. توفي سنة 541 هـ.
وفي مختصر تاريخ دمشق: كان شيخا صالحا يؤم في بعض المساجد.
[2] انظر عن (عمر بن ظفر) في: مشيخة ابن الجوزي 135، 136، والمنتظم 18/ 60 رقم 4140، والمعين في طبقات المحدّثين 160 رقم 1734، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 170، 171 رقم 105، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، ومعرفة القراء الكبار 1/ 499 رقم 448، والعبر 4/ 115، والوافي بالوفيات 22/ 490 رقم 347، وغاية النهاية، 1/ 593 رقم 2410، وشذرات الذهب 4/ 131.
[3] مشيخة ابن عساكر، ورقة 311 ب.
[4] مشيخة ابن الجوزي 135، 36، المنتظم 18/ 60 وقال: وكان ثقة وله سمت المشايخ.

(37/115)


سماع عُمَر عَلَى ورقة عتيقة، من أَبِي القاسم بْن البُسْريّ، فشنَّع أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ عَلَيْهِ، وقال: ما سَمِعَ عُمَر من ابن البُسْريّ شيئا. وذكر أنّ الطّبقة الّتي أثبت اسم عُمَر معهم شاهدها في نسخة أخرى، وما كَانَ عُمَر معهم.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ سِنّ عُمَر يحتمل ذَلكَ، فإنّ ابن البُسْريّ مات ولعُمَر ثلاث عشرة سنة.
تُوُفّي في حادي عشر شعبان، وقد روى عَنْهُ بالإجازة عبد الوهّاب السّمعانيّ.
- حرف الفاء-
99- فاطمة خاتون [1] .
بنت السّلطان محمد بن ملك شاه، زَوْجَة أمير المؤمنين المقتفي.
تُوُفّيت في ربيع الآخر ببغداد، وعُمل لها العزاء ثلاثة أيّام، وجلس الأعيان.
100- الفضل بْن زاهر بْن طاهر الشّحّامي [2] .
أبو الفتح.
كبير مشهور بنَيْسابور.
سَمِعَ: نصر اللَّه الخشناميّ، وابن الأخْرم.
عاش ثلاثا وخمسين سنة [3] .
__________
[1] انظر عن (فاطمة خاتون) في: المنتظم 10/ 128 رقم 193 (18/ 60 رقم 4142) ، والكامل في التاريخ 11/ 123.
[2] انظر عن (الفضل بن زاهر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 191 أ، والتحبير 2/ 19، 20 رقم 616، وتاريخ دمشق (مخطوطة الطاهرية) مجلّد 1 ج 8/ 213.
[3] قال ابن السمعاني: كان من بيت الحديث وأهله، وكان شيخا، وقورا، صالحا، رزينا، ثابتا، ساكنا، مشتغلا بما يعنيه، وكان عليه الاعتماد بنيسابور في كتبه الصكاك، وبيته بيت العدالة والتزكية.. كتبت عنه بنيسابور في الرحلة الثانية، وفي الانصراف عن العراق، وكان والده خرّج له جزءا من الفوائد عن شيوخ الذين سمعه عنهم. وكانت ولادته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة بنيسابور.

(37/116)


- حرف الميم-
101- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفتح حسن [1] .
أبو عبد الله الطّرائفيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، مستور. سَمِعَ «صفة المنافق» من أَبِي جعفر ابن المسلمة [2] ، وأجاز لَهُ: ابن المسلمة، وأبو القاسم بْن المأمون، وأبو بَكْر الخطيب. كتبتُ عَنْهُ.
وكان مولده تقريبا في سنة خمسين وأربعمائة، وتُوُفّي في ذي الحجَّة.
قلت: سَمِعَ منه الفتح بْن عبد السّلام الجزء المذكور، وهو آخر من روى عَنْهُ.
102- محمد بْن أحمد بْن طاهر [3] .
أبو بَكْر الإشبيليّ، القَيْسيّ.
أكثر عَنْ أَبِي عليّ الغسّانيّ، واختصّ بِهِ.
وسمع من: عبد العزيز بْن أَبِي غالب القَيْروانيّ، وأبي الحسن العبْسيّ.
وعُني بالحديث.
أخذ عَنْهُ النّاس، وعُمِّر دهرا.
وتُوُفّي في جُمادى الأولى وله ثلاثٌ وتسعون سنة [4] .
103- محمد بْن أحمد بْن أَبِي بَكْر [5] .
أبو بَكْر الصَّدَفيّ، الخُراسانيّ، النّجّار، الجوجانيّ [6] . نزيل وإمام رباط
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الطرائفي) في: المنتظم 10/ 129 رقم 194 (18/ 60 رقم 4143) ، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1735، وسير أعلام النبلاء 20/ 174 رقم 109، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294.
[2] زاد ابن الجوزي: فحسب، لم يوجد له سماع غيره.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن طاهر) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 589، 590 رقم 1296.
[4] مولده في سنة 449 هـ.
[5] لم أجده.
[6] هكذا بالجيمين في الأصل. وقد وردت هذه النسبة في (تاريخ جرجان 463 و 464، 465) ، ويرد الجوخاني: بضم الجيم وسكون الواو وفتح الخاء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى جوخان، وهي لغة أهل البصرة، ويقال للموضع الّذي يجمع فيه التمر إذا جني من النخلة: جوخان، وهي كالكدس للحبوب. (الأنساب 3/ 350) .

(37/117)


إسماعيل بْن أَبِي سعد.
سَمِعَ بمكَّة شيئا سنة أربعٍ وخمسين.
روى عَنْهُ: عبد الخالق بن أسد، وأبو سعد السّمعانيّ، وقال: كَانَ رفيقي في سفرة الشّام، وخرجنا صُحْبةً إلى زيارة القدس، وما افترقنا إلى أن رجعنا إلى العراق، وكان نِعْم الرّفيق، شيخ صالح، قيِّم بكتاب اللَّه، دائم البكاء، كثير الحزْن. جاور بمكَّة مدَّة.
وتُوُفّي سابع ربيع الأوّل وله ثمانون سنة.
104- محمد بْن سعد بْن محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو الفتح الأَسَدَابَاذيّ [2] .
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا ... [3] موسى بْن عِمران، وأبا نصر عبد الله بْن الحسين بنَيْسابور.
وكان يذكر أنّه سَمِعَ «الكامل» [4] لابن عديّ، من كامل بْن إبراهيم الجنْديّ، عَنْ حمزة السَّهْميّ، عَنْهُ.
روى عَنْهُ: أبو سعد، وابنه أبو المظفَّر وقال: تُوُفّي بمَرْو في جُمادى الأولى.
105- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَهْلُون [5] .
أبو السّعادات الصَّرِيفينيّ [6] ، سِبْط أَبِي محمد بن هزارمرد الصّريفينيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] الأسدآباذي: بفتح الألف والسين والدال المهملتين، والباء المنقوطة بواحدة بن الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت من العراق. (الأنساب 1/ 224) .
[3] بياض في الأصل.
[4] هو: الكامل في الضعفاء.
[5] لم أجده.
[6] الصّريفيني: بفتح الصاد المهملة، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والفاء بين الياءين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى صريفين، قريتين إحداهما من أعمال واسط، والأخرى صريفين بغداد.

(37/118)


روى عَنْ جدّه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن الحسين العراقيّ نزيل ... [1] .
وأجاز لمحمد بْن يوسف الغَزْنَويّ في المحرَّم في هذا العام.
ولا أعلم حتى مات.
106- محمد بْن عبد الغفّار بْن عبد السّلام [2] .
أبو الفتح [3] الغياثيّ، الماهانيّ، المَرْوَزِيّ.
سَمِعَ: أبا سعيد عبد الله بْن أحمد الظّاهريّ.
وعنه: السّمعانيّ وقال: مات في عاشر جُمادى الأولى [4] .
107- محمد بْن عبد الغفّار بْن محمد بْن سعيد [5] .
أبو الفضل القاشانيّ [6] ، المعدَّل.
تُوُفّي بأصبهان في جُمادى الأولى. قاله أبو مسعود الحاجّيّ.
سَمِعَ ابن شكروَيْه.
108- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن الطّيّب [7] .
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الغفار) في: التحبير 2/ 158، 159 رقم 789، والأنساب 414 أ، واللباب 2/ 184، والجواهر المضيّة 2/ 84.
[3] ويقال: «أبو الوفاء» .
[4] وقال ابن السمعاني أيضا: كان شيخا مسنّا، مشهورا، من بيت العلم، عمّر العمر الطويل حتى أقعد في بيته. سَمِعَ أبا سعيد عبد الله بْن أحمد بن محمد الطاهريّ، رواية «جامع» معمر بن راشد، قرأت عليه جزءا من ذلك. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة. (التحبير) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد الغفار) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 222 أ، والتحبير 2/ 160 رقم 790.
[6] في التحبير: «القاساني» بالسين المهملة. وفي معجم البلدان 4/ 13 «قاسان» ناحية بأصبهان.
ولم ترد «القاساني» في (الأنساب) .
[7] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: الأنساب 3/ 400، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) : باب الجلّابيّ، والجلّابي، والتقييد، له 90، 91 رقم 91، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1736، والإعلام بوفيات الأعلام 222، وسير أعلام النبلاء 20/ 171- 173 رقم 157، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294 (دون ترجمة) ، والعبر 4/ 115، والمشتبه في الرجال 1/ 195، وتوضيح المشتبه (مخطوط) مجلّد ورقة 167 ب، وتبصير المنتبه 380، ولسان الميزان 5/ 293، وشذرات الذهب 4/ 131.

(37/119)


القاضي أبو عبد الله بْن الْجُلّابيّ [1] ، الواسطيّ، يعرف بالمغازليّ [2] .
سمّعه أبوه من: أَبِي الحسن محمد بْن محمد بْن مخلد الأزديّ، والحسين بْن أحمد بْن موسى الغَنْدَجانيّ [3] ، وأبي عليّ إسماعيل بْن محمد بْن كُماري، وأبي يَعْلَى عليّ بْن عبد الله بْن العلّاف، وأبي منصور محمد بْن محمد الْعُكْبَرِي قدِم عليهم، وجماعة.
وسمع ببغداد من: أَبِي عبد الله الحُمَيْديّ.
وأجاز لَهُ: أبو غالب بْن بِشْران النَّحْويّ، وأبو بَكْر الخطيب، وأبو تمّام عليّ بْن محمد بْن الحَسَن القاضي صاحب محمد بْن المظفَّر الحافظ.
وطال عُمره وتفرَّد في وقته.
وكان مولده في سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ من بيت الحديث، متودّد [4] إلى النّاس، حَسَن المجالسة. كَانَ ينوب عَنْ قاضي واسط، انحدرت إليه قاصدا في سنة ثلاث وثلاثين، وسمعتُ منه الكثير، من ذَلكَ «مُسْنَد الخلفاء الراشدين» لأحمد بْن سِنان، وكتاب «البِرّ والصِّلَةِ» لابن المبارك، يرويه عَن الغَنْدَجانيّ، عَن المخلّص.
وقدِم بغدادَ بعد العشرين وخمسمائة، وحدَّث بها، وكان شيخنا أحمد بْن الأغْلاقيّ يرميه بأنّه ادّعى سماع شيءٍ لم يسمعه، وأمّا ظاهره فالصّدق والأمانة.
وهو صحيح السَّماع والأصول. وقلت: وروى عَنْهُ أيضا: أبو الفتح محمد بْن أحمد المندائيّ [5] ،
__________
[1] بضم الجيم وتشديد اللام ألف، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى الجلّاب.
(الأنساب) .
وقد تحرّفت هذه النسبة في (لسان الميزان) إلى «الحلاي» ، وفي (شذرات الذهب) إلى «الحداني» .
[2] تحرّفت هذه النسبة في (لسان الميزان) إلى «المغازي» .
[3] الغندجاني: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة والجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى غندجان وهي بلدة من كور الأهواز من بلاد الخوز. (الأنساب 9/ 179) .
[4] في الأصل: «متودّدا» .
[5] لم تذكر نسبته في الأنساب.

(37/120)


والحَسَن بْن مكّيّ المَرَنْديّ [1] ، وأبو المظفَّر عليّ بْن عليّ بْن نغوبا، وأبو المكارم عليّ بْن عبد الله بْن فضل اللَّه بْن الْجَلَخْت، وأبو بَكْر أحمد بْن صَدَقة بْن كُلَيْز الغدّانيّ [2] ، وآخرون.
وتُوُفّي في رمضان.
والْجُلّابيّ: مختلف في ضمّة وفتحه، فقال أبو طاهر بن الأنماطيّ: قَالَ لنا شيخنا أبو الفتح المانْدائيّ: هُوَ الْجَلّابيّ، بفتح الجيم بلا شكّ. فراجعتُه، فغضب وقال: كان ينوب عن والدي في القضاء وأنا أَخْبَر بِهِ.
قَالَ ابن الأنْماطيّ: وسألت عَنْهُ الشّريفَ ابنَ عبد السّميع، فقال: لا أعرفه إلّا بالضّمّ. وتعجَّب من قول أَبِي الفتح.
قلت: والصّحيح الضّمّ، لأنّي رأيته مضبوطا بخطّ والده عليّ في غير موضع فيما جمعه من «ذيل تاريخ واسط» ، وبخطّ جماعةٍ في سياق السّماع لهذا التّاريخ عَلَى مؤلّفه بالضّمّ.
وكذا قيّده ابن نُقْطَة، وغيره. ولم يذكروا فيه خلافا. فأمّا الْجَلّابيّ بالفتح.
فهو:
- أبو سعيد أحمد بْن عليّ [3] الفقيه.
فاضل، سمع منه أبو سعد السّمعانيّ شيئا بخُراسان [4] .
109- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن السَّكَن [5] .
أبو غالب بن المفرّج البغداديّ، الحاجب، صاحب باب النّوبيّ.
__________
[1] المرندي: بفتح الميم والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى مرند، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة معروفة، (الأنساب 11/ 250) .
[2] في الأصل: «الغدّاني» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 20/ 172.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: الأنساب 3/ 399، 400.
[4] وقال: كان أبو سعيد شيخا فقيها، فاضلا، صالحا، سكن بليدة خيوة، ولقيته بها. ذكر لي أنه سمع كتاب «الآداب المضافة إلى السنن» من شيخ القضاة أبي علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي.
كتبت عنه ثلاثة أحاديث بخيوة، وكانت ولادته في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
[5] لم أجده.

(37/121)


متودّد إلى النّاس، راغب في الخير، محبّ للرواية.
سمع: الخطيب أبا الحسن الأنباريّ، وأبا سعد بن الكوّاز.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر وله ستٌّ وسبعون سنة.
110- محمد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو عَبْد اللَّه الأُمَويّ، من أولاد سليمان بن النّاصر لدين الله.
سمع من: ابن مروان بن سِراج، ومحمد بن الفَرَج الكَلاعيّ.
وكان مقدَّمًا في مذهب مالك، عارفا به، وقد عَمِي.
111- محمد بن محمد بن معمّر بن يحيى [2] .
أبو البقاء بْن طَبَرْزَد.
وكان اسمه: المبارك، فسمّى نفسه محمد. وهو أحد من عُني بالحديث، وجمْعه ونسْخه.
سَمِعَ النّاس بإفادته من أَبِي الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وأبي بَكْر بْن القاضي، وخلْق.
قَالَ ابن النّجّار: قَالَ عُمَر بْن المبارك بْن شهلان: لم يكن أبو البقاء بْن طَبَرْزَد ثقة، كَانَ كذّابا يضع النّاس أسماءهم في الأجزاء، ثمّ يذهب فيقرأ عليهم. علِم بذلك شيخنا عبد الوهّاب، وابن ناصر، وغيرهما.
قلت: وسمع أخاه عَنْهُ الكثير. وله شِعر مقارِب.
تُوُفّي في جُمادى الأولى وله نحوٌ من أربعين سنة، سامحه اللَّه.
112- محمد بْن محمد بْن أَبِي إسماعيل [3] .
السّعْديّ، السَّرْخَسيّ.
سَمِعَ: أبا حامد الشُّجاعيّ.
كتب عَنْهُ السّمعاني بسَرْخَس وقال: مات في رمضان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الأموي) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 589 رقم 1295.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن معمر) في: ميزان الاعتدال 4/ 30 رقم 8144، ولسان الميزان 5/ 368، 369 رقم 1197.
[3] لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .

(37/122)


قِيلَ: عاش مائة سنة وستِّ سِنين.
113- محمد بن المظفّر بن عليّ بن المسلمة [1] .
أبو الحَسَن بْن أَبِي الفتح بْن الوزير أَبِي القاسم.
وُلِد سنة أربعٍ وثمانين، وسمع من: جعفر السّرّاج، وغيره.
وحدَّث، وانزوى وتصوّف. وأقبل عَلَى الطّاعة. ولزِم المراكبة. وجعل داره الّتي بدار الخلافة رباطا للصُّوفيَّة.
تُوُفّي في تاسع رجب، وتقدَّم في الصَّلاة عَلَيْهِ الوزير أبو عليّ بْن صَدَقَة.
114- المبارك بْن خَيْرون بْن عبد المُلْك بْن الْحَسَن بْن خَيْرون [2] .
أبو السُّعُود.
سَمِعَ: عمّ أبيه أبا الفضل بْن خَيْرُون، ومالكا البانياسيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو الفرج بن الجوزي، وغيره.
وتوفي في المحرَّم.
وكان رحمه اللَّه صحيح السّماع خيّرا. قاله أبو الفَرَج.
115- محمود بْن محمد بْن عبد الحميد بْن أَبِي بَكْر [3] .
أبو القاسم بْن أَبِي بَكْر الحدّاديّ، الرّازيّ، الواعظ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن محمد بْن صاعد النَّيْسابوريّ، القاضي.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وقال لِقيته بالرَّيّ وله نحوٌ من سبعين سنة، وقد دخل بغداد غير مرَّة.
116- محمشاد بْن محمد بْن محمشاد بْن محمد [4] .
أبو القاسم العبْديّ، النَّيْسابوريّ، الرجل الصّالح.
سَمِعَ: أبا بَكْر بن خلف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المظفّر) في: المنتظم 10/ 129 رقم 195 (18/ 61 رقم 4144) ، والكامل في التاريخ 11/ 123 وانظر 11/ 118 بالحاشية.
[2] انظر عن (المبارك بن خيرون) في: المنتظم 10/ 129 رقم 196 (18/ 61 رقم 4145) .
[3] لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[4] انظر عن (محمشاد بن محمد) في: التحبير 2/ 329، 330، رقم 1037، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 61 ب.

(37/123)


تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَالَ السّمعانيّ: بتّ عنده ليلة، فما نام تِلْكَ اللّيلة أحياها في الصّلاة.
والذِّكْر، [1] رحمه اللَّه.
- حرف النون-
117- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد القويّ [2] .
الفقيه أبو الفتح المصِّيصيّ [3] ، ثمّ اللّاذِقيّ، ثمّ الدّمشقيّ. الشّافعيّ،
__________
[1] وزاد ابن السمعاني: كتبت عنه بنيسابور سنة ثلاثين، ولم يكن قرأ عليه أحد الحديث قبلي، وذلك أن ابنه عبد العزيز كان يسمع معي الحديث، فوجدت اسم أبيه في أمالي أبي بكر بن خلف، فانتخبت أوراقا، وقرأت عليه تلك الأوراق ... وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربعمائة.
[2] انظر عن (نصر الله بن محمد) في: حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 173، 174، وذيل تاريخ دمشق 295، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 431 و (44/ 424، 425) ، وتبين كذب المفتري 330، والأنساب (المصوّر) 595، ومعجم السفر للسلفي (المصوّر) ق 2/ 406، 407، ومعجم البلدان 5/ 6، واللباب 3/ 221 و 398، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 132، والمنتظم 10/ 129 رقم 197 (18/ 61 رقم 4146) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 75، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 123، 124 رقم 79، والعبر 4/ 116، ودول الإسلام 2/ 58، وسير أعلام النبلاء 20/ 118، 119 رقم 72، والإعلام بوفيات الأعلام 222، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1737، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 319، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 431، 432، والبداية والنهاية 12/ 223، ومرآة الجنان 3/ 275، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 334 رقم 301، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 102، وشذرات الذهب 4/ 131، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) القسم الثاني- ج 5/ 16، 17 رقم 1311.
[3] المصّيصيّ: قال ابن المسعاني: بكسر الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصادين المهملتين، الأولى مشدّدة. هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام يقال لها المصيصة ... واختلف في اسمها، والصحيح الصواب المشدّدة بكسر الميم.
ولما أمليت ببخارى: حدّثنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي ثم الدمشقيّ، حضر المجلس الأديب الفاضل أبو تراب علي بن طاهر الكرميني التميمي، فلما فرغت من الإملاء قال لي: المصيصي بفتح الميم من غير تشديد، فقلت: كان شيخنا وأستأذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يروي لنا كذا، كما تقول في هذه النسبة، ولكن ما وافقه أحد على هذا. ورأيت في كتب القدماء بالتشديد والكسر، وكذلك سمعت شيوخي بالشام، خصوصا فقيه أهل الشام أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيصي. فأخرج الأديب الكرميني ديوان الأدب للفارابي وفيه: المصيصة بلاد. فقلت: لا أقبل منه، فإنّ الفارابيّ من أهل بلادكم، والمصيصة بساحل الشام، ولعلّه غلط. وأهل تلك البلاد لا يذكرونها

(37/124)


الأصوليّ، الأشعريّ، نسبا ومذهبا. كذا قَالَ الحافظ ابن عساكر.
وقال: نشأ بصور، وسمع بها من: أَبِي بَكْر الخطيب، وعَمْرو بْن أحمد العطّار الآمِديّ، وعبد الرحمن بْن محمد الأبْهَريّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وتفقّه عَلَيْهِ.
وسمع بدمشق: أبا القاسم بْن أَبِي العلاء، وغيره.
وببغداد: عاصم بْن الحَسَن، ورزق اللَّه بْن عبد الوهّاب.
وبأصبهان: أبا منصور محمد بْن عليّ بْن شكروَيْه، ونظام المُلْك الوزير.
وبالأنبار: أبا الحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر.
وقرأ بصور عِلم الكلام عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن عتيق القَيْروانيّ. ثمّ سكن دمشق.
قَالَ: وكان متصلّبا في السُّنَة، حَسَن الصّلاة، متجنّبا أبواب السّلاطين.
وكان مدرّس الزّاوية الغربيَّة بالجامع الأُمويّ بعد وفاة شيخه الفقيه نصر.
وقد وقف وُقُوفًا عَلَى وجه البِرّ.
وكان مولده باللّاذقيَّة في سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة. وهو آخر من حدَّث.
بدمشق عَن الخطيب.
وقال ابن السّمعانيّ في «ذيله» : إمام، مفتي، فقيه، أُصُولي، متكلِّم، خيّر، ديّن، بقيَّة مشايخ الشّام. كتبتُ عَنْهُ. وكان يشتهي أن يتحدّث وأقرأ عليه.
__________
[ () ] إلّا بالتشديد وكسر الميم.
وكنت قد سمعت أبا المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي المعيد بنيسابور مذاكرة يقول:
سمعت الإمام أبا علي الحسن بن محمد بن تقي المالقي الأندلسي الحافظ يقول في هذه النسبة: إني دخلت هذه البلدة وسمعت أهلها يقولون بالفتح والتخفيف، والكسر والتشديد.
ولما سمع ذلك أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ ببغداد مني أنكر غاية الإنكار وقال: هذه البلدة لا تعرف إلّا بالتشديد وكسر الميم. وهكذا رأيناه في غير موضع بخط أبي بكر الخطيب الحافظ. وأبو علي المالقي لما دخلها كان قد استولى الفرنج عليها ولم يبق فيها أحد من المسلمين، فعن من سأل؟ ومن ذكر له هذا؟ فالأكثرون على الكسر والتشديد. (الأنساب 11/ 351، 352) .

(37/125)


وكان متيقّظا، حَسَن الإصْغاء. وانتقل من صور إلى دمشق سنة ثمانين وأربعمائة.
وقال ابن عساكر [1] : تُوُفّي ليلة الجمعة ثاني ربيع الأوّل ودُفن بعد صلاة الجمعة بباب الصّغير.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه القاسم بْن عساكر، وابن السّمعانيّ، ومكّيّ بْن عليّ العراقيّ، وأبو الفَرَج جابر بْن محمد بْن اللّحية الحمويّ، وعسكر بن خليفة الحمويّ، والخطيب أبو القاسم بْن ياسين الدَّوْلَعيّ، ويوسف بْن مكّيّ الحارثيّ، وولده نصر اللَّه، والخضِر بْن كامل المعبّر، وزينب بِنْت إبراهيم القَيْسيّ، وأحمد بْن محمد بْن سيّدهم الأنصاريّ، وأبوه، وأبو القاسم عبد الصّمد بْن الحَرَسْتانيّ، وهبة اللَّه بْن الخضِر، وابن طاوس.
وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو المحاسن بْن أَبِي لُقْمة، روى عَنْهُ العاشر من «الرّقائق» [2] لخَيْثَمَة [3] .
118- نور عزيز بِنْت مسعود بْن أحمد بْن السَّرْنَك [4] .
أخت أَبِي الغنائم محمد. امْرَأَة صالحة من بيت حديث.
__________
[1] في تاريخ دمشق 44/ 425.
[2] هو «الرقائق والحكايات» لخيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي، المتوفى سنة 343 هـ. انظر ترجمة خيثمة ومصادرها التي حشدتها في حوادث ووفيات (331- 350- هـ) ص 275- 280.
وقد نشرت الجزء العاشر من «الرقائق والحكايات» في كتاب بعنوان: «من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي» عن مخطوطة الظاهرية، مجموع 82/ 3 قسم 10، ومخطوطة مكتبة تشستر بيتي بأيرلندة الجنوبية، رقم 3495/ 2 قسم 10، وصدر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ/ 1980 م. انظر: ص 159- 197.
[3] وقال السلفي: كان كبير فقهاء الشافعية بدمشق هو وابن الشهرزوريّ، وكلاهما من تلامذة نصر بن إبراهيم المقدسي. وابن الشهرزوريّ أكبر وأسند، ونصر الله أزكى وأسند. وسألت نصر الله عن مولده فقال: ولدت سنة 448 في إحدى الجمادين باللاذقية، ودخلت أصبهان سنة 482، وسمعت بها من ابن شكرويه، وسليمان، والنظام الوزير. ولم أسمع ببغداد على غير أبي محمد التميمي، ودخلت مصر غير مرة فلم أسمع بها شيئا، وسمعت على أبي بكر الخطيب بصور وأنا صبيّ مع أبي القاضي أبي عبد الله سنة 456. (معجم السفر ق 2/ 406، 407) .
[4] لم أجدها.

(37/126)


روت عَن ابن الأخضر الأنباريّ.
ماتت فِي شوّال.
- حرف الهاء-
119- هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن سوار [1] .
الوكيل أبو الفوارس، ابن المقرئ الأستاذ أَبِي طاهر.
شيخ مطبوع، متودّد، محتَرم، قيّم بالوكالة والدَّعَاوَى وكتابة الوثائق والمحاضر.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومالكا البانياسيّ، وعاصم بْن الحسين، وأبا يوسف القَزْوينيّ، وأبا الفوارس الزَّيْنَبيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في رابع عشر شوّال.
قَالَ ابن الجوزيّ: كَانَ ثقة، أمينا، توحّد في علم الشُّروط. وأخوه محمد بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين.
120- هبة اللَّه بْن الفَرَج [2] .
أبو بَكْر الهَمَذَانيّ، المعروف بابن أخت الطّويل.
شيخ صالح خيّر، مُكْثِر، مشهور.
سَمِعَ من: عليّ بْن محمد بْن عبد الحميد الجريريّ، ويوسف بْن محمد القُومسانيّ، وعَبْدُوس بْن عبد الله، وبكر بْن حِيد، وسُفْيان بْن الحسين بْن فنْجُوَيْه.
روى «سُنَن أَبِي داود» بعُلُوّ. وعُمّر تسعين سنة.
وكان الحافظ أبو العلاء يَقُولُ: هُوَ أحبّ إليّ من كلّ شيخ بهمذان.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في: المنتظم 10/ 130 رقم 199 (18/ 62 رقم 4148) .
[2] انظر عن (هبة الله بن الفرج) في: التحبير 2/ 362- 364 رقم 1083، ومشيخة ابن عساكر، ورقة 237 أ، ومعجم البلدان. (طبعة لا يبزك 1866) 3/ 538، والتقييد 477، 478 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 20/ 163، 164 رقم 99، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 62 أ.

(37/127)


وذكره السّمعانيّ في «التّحبير» [1] وأثنى عَلَيْهِ، وقال: قال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وقال لأبي العلاء: وُلِدتُ سنة ثلاثٍ.
ومن مسموعاته كتاب «مكارم الأخلاق» لابن لال، سمعه من أَبِي الفَرَج الجريريّ، بسماعه منه.
قلت: روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، والحافظ أبو العلاء الهَمَذَانيّ، وأولاده أحمد، وعبد الغنيّ، ووائلة، والمؤيَّد ابن الإخْوة، وأبو القاسم بْن عساكر، وجماعة.
وتُوُفّي في شعبان.
121- هبة اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمزة [2] .
أبو السّعادات بن الشّجريّ [3] ، العلويّ، والنّحوي، النّقيب.
__________
[1] فقال: كان شيخا صالحا، خيّرا، سديد السيرة، مكثرا من الحديث، عمّر العمر الطويل، حتى حدّث بالكثير واشتهرت رواياته وفوائده. وكان يسكن بمحلّة ظفراباذ.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي) في: المنتظم 10/ 130 رقم 198 (18/ 61، 62 رقم 4147) ، ونزهة الألبّاء 299- 302، ومعجم الأدباء 19/ 282- 284، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) 1 باب: السجزيّ والشجري، وإنباه الرواة 3/ 356، 357، ووفيات الأعيان 6/ 45- 50، وإشارة التعيين 57، والبدر السافر (مخطوط) ورقة 219، والعبر 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294 (دون ترجمة) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 194- 196 رقم 126، وتلخيص ابن مكتوب 407، 408، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 248، 249، ومسالك الأبصار (مخطوط) مجلّد ج 4/ 280- 282، وفوات الوفيات 2/ 110، وعيون التواريخ 12/ 413- 415، ومرآة الجنان 3/ 275- 277، والبداية والنهاية 12/ 223، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 280- 282، والنجوم الزاهرة 5/ 281، وبغية الوعاة 2/ 324، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 162، 174، وشذرات الذهب 4/ 132- 134، وروضات الجنات 231، وهدية العارفين 2/ 505، وديوان الإسلام 3/ 177 رقم 1285، ومعجم المطبوعات العربية 134، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 165، والأعلام 8/ 74، ومعجم المؤلّفين 13/ 141.
[3] قال ياقوت: نسب إلى بيت الشجري من قبل أمّه. (معجم الأدباء 19/ 282) .
وقال ابن خلّكان: والشجري:، بفتح الشين المعجمة والجيم، وبعدها راء. هذه النسبة إلى شجرة، وهي قرية من أعمال المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وشجرة أيضا اسم رجل. وقد سمّت به العرب ومن بعدها، وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء وغيرهم، ولا

(37/128)


ولد سنة خمسين وأربعمائة.
أحد الأئمَّة الأعلام في علم اللّسان.
قرأ عَلَى الشّريف أَبِي المعمّر يحيى بْن محمد بْن طباطبا النَّحْوي، وقرأ الحديث في كُهولته عَلَى: أَبِي الحسين بْن المبارك بْن الطُّيُوريّ، وأبي عليّ بْن نبهان، وغيرهما.
وطال عمره، وانتهى إِلَيْهِ عِلم النَّحْو، وناب في النّقابة بالكرْخ، ومُتِّع بجوارحه وحواسّه [1] . وأظنّه أخذ الأدب أيضا عَنْ أَبِي زكريّا التّبْريزيّ.
قرأ عَلَيْهِ التّاج الكِنْدي كتاب «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، و «اللّمع» لابن جنّي، وتخرّج به طائفة كبيرة.
وصنّف التّصانيف في العربيّة.
قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه: متّع بجوارحه إلى آخر وقت، وكان نحويّا، حسن الشّرح، والإيراد، والمحفوظ. وقد صنّف أمالي قرئت عليه، فيها أغاليط، لأنّ اللّغة لم يكن مضطلعا فيها.
قال ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه [2] ، وكان فصيحا، حُلْو الكلام، حَسَن البيان والإفهام. دُفن يوم الجمعة السّابع والعشرين من رمضان بداره بالكرخ [3] .
__________
[ () ] أدري إلى من ينتسب الشريف المذكور منهما، هل نسبته إلى القرية، أم إلى أجداده كان اسمه شجرة؟ والله أعلم. (وفيات الأعيان 6/ 50) .
وقال السيوطي: أما ابن الشجري النحو فإلى شجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرهم.
(لب اللباب) .
[1] المنتظم. وزاد ابن الجوزي: وكان يجلس يوم الجمعة بجامع المنصور مكان ثعلب ناحية الرباط يقرأ عليه.
[2] وقال في «الذيل» : اجتمعنا في دار الوزير أبي القاسم علي بن طرار الزينبي وقت قراءتي عليه الحديث، وعلّقت عنه شيئا من الشعر في المدرسة، ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءا من أمالي أبي العباس ثعلب النحويّ.
[3] وحكي أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري النحويّ في كتابه الّذي سمّاه «مناقب الأدباء» أن العلّامة أبا القاسم محمود الزمخشريّ لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري ومضينا معه إليه، فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي:
واستكبر الأخبار قبل لقائه ... فلما التقينا صغّر الخبر الخبر
ثم أنشده بعد ذلك:

(37/129)


وعن أَبِي السّعادات بْن الشّجريّ قَالَ: ما سَمِعْتُ في المدْح أبلغ من قول أَبِي فِراس:
وأَمامكَ الأعداءُ تَطْلُبُهُم ... ووراءك القُصّاد في الطَّلَبِ
فإذا سَلَبْتَهُم وقفتَ لهم [1] ... فَسُلِبْتَ ما تحوي من السّلب [2]
__________
[ () ]
كانت مساءلة الركبان تخبرنا ... عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر
ثم التقينا فلا والله ما سمعت ... أدنى بأحسن مما قد رأى بصري
فقال العلّامة الزمخشريّ:، روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم وله أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: «يا زيد، ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي، غيرك» . قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب. كيف يستشهد الشريف بالشعر، والزمخشريّ بالحديث وهو رجل أعجمي؟
قال ابن خلكان: وهذا الكلام، وإن لم يكن عين كلام ابن الأنباري، فهو في معناه لأني لم أنقله من الكتاب، بل وقفت عليه منذ زمان وعلق معناه بخاطري، وإنما ذكرت هذا لأن الناظر فيه قد يقف على كتاب ابن الأنباري فيجد بين الكلامين اختلافا، فيظنّ أني تسامحت في النقل.
وكان بين أبي السعادات وبين أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا البغدادي الحريمي الشاعر المشهور تنافس جرت العادة بمثله بين أهل الفضائل، فلما وقف على شعره عمل فيه قوله:
يا سيّدي، والّذي يعيذك من ... نظم قريض يصدأ به الفكر
مالك من جدّك النبيّ سوى ... أنك ما ينبغي لك الشعر
(وفيات الأعيان) .
[1] في المنتظم: «فإذا سلبت وقفته لهم» .
[2] قال: وما سمعت في الذمّ أبلغ من بيت لمسكويه:
وما أنا إلّا المسك قد ضاع عندكم ... يضيع وعند الأكرمين يضوع
(المنتظم) .
وقال ابن الأنباري:
وكان وقورا في مجلسه، ذا صمت، لا يكاد يتكلّم في مجلسه بكلمة إلّا وتتضمّن أدب نفس، أو آداب درس. ولقد اختصم إليه رجلان من العلويين، وفجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف: يا بنيّ، احتمل، فإن الاحتمال قبر المعايب.
وهذه كلمة حسنة نافعة، فإنّ كثير من الناس تكون لهم عيوب، فيغضّون عن عيوب الناس، ويسكتون عنها، فتذهب عيوب لهم كانت فيهم. وكثير من النّاس يتعرّضون لعيوب الناس، فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم.
وكان الشريف ابن الشجري أنحى من رأينا من علماء العربية، وآخر من شاهدنا من حذّاقهم وأكابرهم. (نزهة الألباء 300- 302) .
وقال ياقوت: كان أوحد زمانه، وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة واشعار العرب وأيامها

(37/130)


122- هَمَّام بْن يوسف.
أبو محمد العاقوليّ، ثمّ الأزجيّ، والوكيل عند القضاء.
سَمِعَ. الخطيب أبا الحسين الأنباريّ.
وعنه: أبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
- حرف الياء-
123- يحيى بْن علي بْن محمد بْن زُهَير [1] .
أبو القاسم السُّلَميّ، الدّمشقيّ، المعدّل، محتسب دمشق.
سَمِعَ: عبد المنعم الكُرَيْديّ، وأبا القاسم النّسيب، وأبا طاهر الحِنّائيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن عساكر [2] ، وقال: مات في رمضان، وأخلف مالا عظيما وذخائر. وورثه السّلطان. وكان مقتِّرًا عَلَى نفسه في الأكل واللّبْس، عفا اللَّه عَنْهُ.
__________
[ () ] وأحوالها، متضلّعا من الأدب كامل الفضل ... أقرأ النحو سبعين سنة.. وصنّف «الأماليّ» وهو أكبر تصانيفه وأمتعها، وأملاه في أربعة وثمانين مجلسا، و «الانتصار» على ابن الخشّاب، ردّ فيه عليه ما انتقده من الأمالي، وكتاب «الحماسة» ضاهى به حماسة أبي تمّام، و «شرح التصريف الملوكي» ، و «شرح اللمع» لابن جنّي النحويّ، وكتاب «ما اتفق لفظه واختلف معناه» وغير ذلك.
ومن شعره:
لا تمزحنّ، فإن مزحت فلا يكن ... مزحا تضاف به إلى سوء الأدب
واحذر ممازحة تعود عداوة ... إنّ المزاح على مقدّمة الغضب
وقال:
هل الوجد خاف والدموع شهود ... وهل مكذب قول الوشاة جحود؟
وحتى متى تفني شئونك بالبكا ... وقد حدّ حدّا للبكاء لبيد
وإني وإن لانت قناتي لضعفها ... لذو مرّة في النائبات شديد
وقال:
وتجنّب الظلم الّذي هلكت به ... أمم تودّ لو أنّها لم تظلم
إيّاك والدنيا الدنيّة إنّها ... دار إذا سالمتها لم تسلم
(معجم الأدباء 19/ 282- 284) .
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 286 أ، والتحبير 2/ 383، 384، رقم 1106، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 288 رقم 161.
[2] في تاريخه.

(37/131)


124- يحيى بْن المعتزّ بْن أسعد [1] .
أبو القاسم العُتْبيّ، من ذُرّيَّة عُتْبة بْن غَزْوان. شيخ من أهل نَيْسابور.
سَمِعَ: أحمد بْن سهل السّرّاج، وابن خَلَف.
أخذ عَنْهُ السّمعانيّ، وأرّخه [2] .
125- يوسف بْن عليّ بْن محمد [3] .
أبو الحَجّاج القُضاعيّ، الأُنْديّ [4] . نزيل المَرِيَّة، ويُعرف بالقفّال، وبالحدّاد. حجّ، ودخل العراق وسمع من أَبِي القاسم بن بيان، وأبيّ النّرسيّ [5] ، وأبي طلب الحسين بْن محمد الزَّيْنَبيّ.
وسمع «صحيح مسلم» من إسماعيل بْن عبد الغافر الفارسيّ، عَنْ والده، ومن الحريريّ «مقاماته» . وكتب الكثير، وقفل إلى الأندلس سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
ثمّ ترحّل من الأندلس، ثمّ عاد إليها سنة ستّ عشرة وسكن المريّة، وحدَّث بالكثير.
روى عَنْهُ: أبو الحسن رَزِين العَبْدريّ، وأبو محمد، وأبو الطّاهر ابني العثماني، وخطيب الموصل، وأبو الوليد بْن الدّبّاغ، وأبو القاسم بْن بَشْكُوَال، وأبو عبد الله بْن عبد الرحيم بْن النَّرْسيّ، وأبو القاسم بْن حُبَيْش، وأبو محمد بْن عُبَيد اللَّه الحَجْرِيّ، وخلْق سواهم.
قَالَ أبو عبد الله الأَبَّار: كَانَ صدوقا، صحيح السّماع، ليس عنده كبير علم
__________
[1] انظر عن (يحيى بن المعتز) في: التحبير 2/ 385 رقم 1108، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 62 ب.
[2] وقال: شيخ من بيت العلم والأدب.. كتبت عنه شيئا يسيرا.
[3] انظر عن (يوسف بن علي) في: معجم البلدان 1/ 364، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) باب: الأندي والأبّدي، وسير أعلام النبلاء 20/ 186، 187 رقم 121.
[4] الأندي: بضم الهمزة وسكون النون. نسبة إلى أندة. وهي مدينة من أعمال بالنسبة بالأندلس.
[5] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. هذه النسبة إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدّة من القرى. (الأنساب 12/ 69) .

(37/132)


ولا ضبْط. استُشهد يوم غَلَبة العدوّ الملعون عَلَى المَرِيَّة في العشرين من جُمادَى الأولى وَقُتِلَ يومئذٍ خلق كثير.
عاش خمسا وثمانين سنة.
126- يوسف بْن يَبْقَى بْن يوسف بْن معسود بن عبد الرحمن بن يسعون [1] .
أبو الحجّاج التّجيبيّ، الأندلسيّ، المريّي، النّحويّ، المعروف بالشّنشيّ.
صاحب الأحكام بالمريّة.
سمع من: أبي عبد الله محمد بن فَرَج، وأبي عليّ الغسّانيّ، وأبي الوليد العبْسيّ، وأبي الحسين بْن سرّاج، وجماعة.
وعُني بالعربيَّة وبرع فيها. وله كتاب «المصباح في شرح أبيات الإيضاح» [2] ، دلّ عَلَى تبحُّرهِ في النَّحْو. وإمامته.
حدَّث وأقرأ، وطال عمره [3] .
روى عَنْهُ: عُلَيْم بْن عبد العزيز، وأبو عبد الله بن حميد، وأبو العبّاس ابن اليتيم، وأبو عُبَيد اللَّه، وآخرون.
وكان حيّا يُرزق في هذا العام، وانقطع خبره بعده [4] ، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يبقى) في: بغية الملتمس للضبيّ 497 رقم 1454، وتكملة الصلة لابن الأبّار 732، 733، ومعجم أصحاب الصدفي 316، 317، وبغية الوعاة 2/ 363 رقم 299، وكشف الظنون 213، ومعجم المؤلفين 13/ 342 وورد في الأصل: «سبعون» ، والتصحيح من المصادر.
[2] في بغية الوعاة: «المصباح في شرح ما اعتمّ من شواهد الإيضاح» .
[3] وقال ابن الزبير: كان أديبا، نحويّا، لغويا، فقيها، فاضلا، حسن الخطّ والوراقة، من جلّة العلماء وعلية الأدباء، عريقا في الآداب واللغة، متقدّما في وقته في إقراء ذلك والمعرفة به، وبعلم العربية، مع مشاركة في غير ذلك.
[4] قال السيوطي: مات في حدود سنة أربعين وخمسمائة. وبها ورّخه كحّالة.

(37/133)


سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
- حرف الْألف-
127- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن المبارك بْن أحمد [1] .
أبو المكارم بْن الشَّهْرُزُوريّ [2] ، البغداديّ.
من أولاد المحدّثين.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر، وأحمد بْن عبد القادر اليُوسُفيّ.
وعنه: ابن عساكر، والسّمعانيّ.
وكان يؤم بأمير الحاجّ نظر.
تُوُفّي في رجب.
128- أحمد بْن عليّ بْن الفضْل بْن الإمام أَبِي محمد بْن حزْم [3] .
الأندلسيّ، القُرْطُبيّ، أبو عَمْرو، الكاتب، الأديب.
توفّي بالأندلس، قاله الأبّار [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في: مشيخة ابن عساكر، ومعجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] الشهرزوريّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وضم الراء، والزاي، وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى شهرزور وهي بلدة بين الموصل وزنجان، بناها زور بن الضحّاك، فقيل:
«شهرزور» يعني: بلدزور. (الأنساب 7/ 417) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 54، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ ق 1/ 314 رقم 406.
[4] وكان من جلّة الأدباء، وبرعة الكتبة، نبيه البيت، عريقا في الجلالة، نحريرا. توفي في نحو الثلاثة والأربعين وخمسمائة.
قال المراكشي: وتقدّم أن أحمد بن علي بن حزم [رقم 386] يروي عن شريح، ولا يبعد عندي أن يكون هذا، والله أعلم.

(37/134)


129- أحمد بن أبي العز محمد بن المختار بْن محمد بْن عبد الواحد بْن المؤيَّد باللَّه [1] .
أبو تمّام العبّاسيّ، الهاشميّ، البغداديّ، المعروف بابن الخُصّ [2] ، أخو أَبِي الفضل المختار.
كَانَ تاجرا سَفّارًا، ركب البحار، ودخل الهند، وما وراء النّهر، وكثُر ماله، وطال عُمره، وسكن خُراسان.
وكان مولده في حدود سنة خمسين وأربعمائة أو قبلها.
وسمع: أبا جعفر بن المسلمة، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وغيرهما.
وهو آخر من حدَّث بخُراسان عَن ابن المسلمة بجزء صفة المنافق.
حضر عَلَيْهِ هذا الجزء أبو المظفَّر عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، بقراة والده، وقال: هُوَ أوّل شيخ حضرتُ عنده لقراءة الحديث.
وتُوُفّي بنَيْسابور في خامس ذي القعدة.
وروى عَنْهُ أيضا: القاسم الصّفّار، وإسماعيل القارئ.
130- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن بشّار [3] .
الإمام أبو بَكْر البوشنجيّ، المعروف بالخرجرديّ [4] ، نزيل نيسابور.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي العزّ) في: المنتظم 10/ 134 رقم 209 (18/ 67 رقم 4150) ، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1738، والإعلام بوفيات الأعلام 223، والعبر 4/ 119، وسير أعلام النبلاء 20/ 173 رقم 108، وشذرات الذهب 4/ 135.
[2] في المنتظم: «الخضر» ، والمثبت يتفق مع سير أعلام النبلاء.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقم 24 أ- 25 أ، والتحبير 2/ 448- 450 رقم 10 (بالملحق) ، والأنساب 5/ 78 وفيه: «أحمد بن محمد بن بشار» ، ومعجم البلدان 2/ 357، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 50 وفيه:
«أحمد بن محمد بن بشار» .
[4] الخرجرديّ: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء، وكسر الجيم، وسكون الراء الأخرى، وكسر الدال المهملة. هذه النسبة إلى خرجرد، وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة. قال ابن السمعاني:
سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن محمد الخرجردي يقول غير مرة: ذكر صاحب كتاب «المسالك والممالك» فيه: مدائن فوشنج أربع: خرجرد، وفلجرد، وفوشينج، وذكر أخرى نسيتها.
(الأنساب 5/ 77، 78) .

(37/135)


إمام متفنّن، ورِع، تفقَّه بمَرْو عَلَى أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ [1] ، وبهَرَاة عَلَى الشّاشيّ.
وبرع في الفقه، وسمع الكثير، وحدَّث.
تُوُفّي في رمضان بنَيْسابور.
وصَفَه السّمعانيّ بالعبادة والعِلم، وأنّه كتب تصانيف جدّه جميعها، وتخلّى للعبادة [2] .
131- أحمد بْن محمد بْن الفضل [3] .
أبو العلاء الأصبهانيّ، المحدِّث، المعروف ببنحِك.
تُوُفّي في صفر.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ حافظا، متقنا، وَرِعًا، وقورا، نَزِهًا، وبالغ في الطّلب، ونسخ بخطّه «الصّحيح» المليح كثيرا.
سَمِعَ: أبا عليّ الحدّاد، وطبقته.
استفدتُ منه الكثير، ومات كُهْلا.
132- إبراهيم بْن محمد بْن نبهان بْن محرز [4] .
أبو إسحاق الغَنَويّ [5] الرَّقّيّ، الصُّوفيّ، الفقيه، الشّافعيّ.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة [6] .
وسمع: أبا محمد الشِّيحيّ، وأبا محمد بْن السّرّاج، وغيرهم.
__________
[1] علّق عليه الخلاف والأصول، وكتب تصانيفه بخطّه.
[2] وما كان يخرج إلا أيام الجمعات. وكان مولده سنة 463 هـ.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الفضل) في: مشيخة ابن السمعاني.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: المنتظم 10/ 134 رقم 200 (18/ 66، 67 رقم 4149) ، والكامل في التاريخ 11/ 137، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1739، والإعلام بوفيات الأعلام 223، والعبر 4/ 119، وتذكرة الحفاظ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 175، 176، رقم 112، وعيون التواريخ 12/ 420، ومرآة الجنان 3/ 279، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 200، والوافي بالوفيات 6/ 118، والبداية والنهاية 12/ 224، وفيه تحرّف اسم «نبهان» إلى «ثهار» ، وشذرات الذهب 4/ 135.
[5] نسبة إلى: غني بن أعصر.
[6] المنتظم، الكامل.

(37/136)


وتفقَّه عَلَى: الأستاذ أَبِي بَكْر الشّاشيّ، وأبي حامد الغزّالي. وكتب كثيرا من مصنَّفات الغزّاليّ، وقرأها عَلَيْهِ، وصحِبه مدَّة [1] .
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [2] : رأيته وله سَمْتٌ وصَمْت، وعليه وَقار وخشوع. قلت: روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وحدَّث عَنْهُ بخُطَب ابن نُباتة.
وروى عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرْزَد، وآخرون.
وتُوُفّي في رابع عشر ذي الحجَّة ببغداد، وله خمسٌ وثمانون سنة إلّا أشْهُرًا.
قَالَ ابن طَبَرْزَد: أَنَا أبو إسحاق بْن نبهان: ثنا الحُمَيْديّ قَالَ: قرأت عَلَى القُضاعيّ: أخبركم أحمد بْن عُمَر بْن محمد بْن عَمرو، الْجِيزيّ قراءة: أَنَا زيد بْن محمد بْن خَلَف القُرَشيّ، نا ابن أخي ابن وهب، ثنا عمّي، فذكر حديثا.
كَانَ قدوم ابن نبهان من الرّقّة إلى بغداد إلى في سنة إحدى وثمانين.
قَالَ ابن ناصر: قدِم الخطيب أبو القاسم يحيى بْن طاهر بْن محمد بْن عبد الرحيم بْن محمد بْن نُباتَة إلى بغداد في سنة أربعٍ وثمانين ليتّجر من نظام المُلْك أدرارا، فقال: إنّ الخُطَب سَمَاعي من أَبِي، عَنْ جدّي. ولم يكن معه كتابٌ ولا أصل، فقرأ عَلَيْهِ هذا الشّيخ، يعني أبا إسحاق الغَنَويّ، الخُطَبَ من نسخةٍ جديدة غير مقروءة، ولا عليها سَماعٌ لأحد. ولم يكن سِبْط ابن نُباتة هذا كبيرا في العُمر، ولا يعرف العربيَّة، ولو كَانَ لَهُ سماع لم يسبقني إِلَيْهِ أحد. ثمّ أثنى ابن ناصر عَلَى أَبِي إسحاق الغَنَويّ، ووصفه بالدِّين والصِّدْق.
133- إسماعيل بْن أَبِي نصر بْن عَبْدِيل [3] .
الأصبهانيّ، الشّاعر.
ذكره العماد في «الخريدة» فقال: كَانَ من أشعر شُعراء أصبهان وأَفْوَههم.
لم يُعْهَد بعد أبي إسماعيل الطّغرائيّ من عرف مجراه.
__________
[1] وقال ابن الأثير: وروى «الجمع بين الصحيحين» للحميدي، عن مصنّفه. (الكامل 11/ 137) .
[2] في المنتظم.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي نصر) في: خريدة القصر (قسم شعراء العراق) .

(37/137)


مات بفارس سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وأربعين وخمسمائة.
134- أسعد بْن محمد بْن موسى [1] .
أبو منصور الفُوشَنْجيّ [2] .
فاضل، عالِم، سَمِعَ: أبا عامر الأزْديّ، وعبد الرحمن بْن محمد بْن عفيف كلاز.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في ذي القعدة [3] .
135- أميرك بْن إسماعيل بْن أميرك [4] .
أبو الفتوح العَلَويّ، الهَرَويّ.
سَمِعَ: إلياس بْن نصر، وعبيد بْن ميمون الواسطيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
مات في ثاني وعشرين شوّال.
- حرف الباء-
136- بقاء بْن عليّ بْن خطّاب [5] .
أبو المُعَمَّر البغداديّ، الرّقّاق، السّاكينيّ، ابن أخت أَبِي نصر أحمد بْن عُمَر بْن الفَرَج الإبَريّ.
حدَّث عَنْ: طِراد الزَّيْنبيّ، وغيره.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ ستّين سنة.
عَنْهُ: ابن عساكر، وابن سكينة.
__________
[1] انظر عن (أسعد بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 51 أ، والتحبير 1/ 122، 123 رقم 47، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 63 ب.
[2] في الأصل: «القوسنجي» .
[3] وقال أيضا: كان إماما حسن السيرة، كثير المحفوظ ... دخلت عليه داره، وسمعت عليه شيئا يسيرا، وذكر لنا أن أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارميّ صنّف كتابا حسنا سمّاه: «لا معارض له» وقال. أورد فيه كل حديث لا معارض. ولم أكن سمعت بذكر هذا الكتاب عن غيره.
[4] انظر عن (أميرك بن إسماعيل) في: التحبير 1/ 128، 129 رقم 53، والمختار من ذيل السمعاني، ورقة 151، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 63 ب.
[5] انظر عن (بقاء بن علي) في: مشيخة ابن عساكر.

(37/138)


- حرف الثاء-
137- ثابت بْن زيد بْن القاسم [1] .
أبو البَرَكات بْن جوالق النّحّاس. ثمّ البزّاز.
حدَّث عَنِ: الحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ.
وتُوُفّي في جُمادَى الآخرة.
- حرف الحاء-
138- الحافظ لدين اللَّه [2] .
قِيلَ: مات في جُمَادَى الآخرة عَلَى الصّحيح، وقيل: سنة أربعٍ كما سيأتي.
139- الحَسَن بْن مسعود بْن الحَسَن [3] .
أبو عليّ ابن الوزير، الدّمشقيّ، الحافظ.
أصله من خُوارَزْم.
كَانَ جدّه الحَسَن وزير المُلْك تاج الدّولة تُتُش [4] ، وتزيَّا أبو عليّ بزيّ الْجُنْد مدَّةً، ثمّ اشتغل بالفِقه والحديث، ورحل قبل سنة عشرين وخمسمائة إلى بغداد، وسمع، ودخل إلى أصبهان، وأدرك بها حديث الطَّبَرانيّ بعُلُوّ.
وكتب عَنْ: فاطمة الْجُوزدانيَّة [5] . وتوجَّه إلى نَيْسابور، ومَرْو، وبلْخ، والهند، وسمع الكثير، وعني: بهذا الشّأن.
__________
[1] لم أجده.
[2] ستأتي ترجمته باسم «عبد المجيد» في وفيات السنة التالية برقم (220) .
[3] انظر عن (الحسن بن مسعود) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ج 1/ 284، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1740، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 177 رقم 113، وميزان الاعتدال 1/ 523، والوافي بالوفيات 12/ 269، 270، والجواهر المضيّة 2/ 91، ولسان الميزان 2/ 256، والطبقات السنية، رقم 732، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 253.
[4] تحرّف في (لسان الميزان) إلى «حسين» .
[5] الجوزدانية: بضم الجيم، وسكون الواو والزاي، وبعدها الدال المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها: كوزدان، وهي قرية على باب أصبهان كبيرة. (الأنساب 3/ 362) .

(37/139)


قَالَ ابن السّمعانيّ [1] : حافظ، فَطِن، لَهُ معرفة بالحديث، والأنساب. وقال لي: وُلِدتُ في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين وأربعمائة.
وتُوُفّي بمَرْو في سابع المحرَّم.
وقال ابن عساكر [2] : كان يُحدِّث من غير مقابلة بسماعه، واستوطن مَرْو، وتفقَّه بها لأبي حنيفة عَلَى أَبِي الفضل الكِرْمانيّ.
وأملى بجامع مَرْو.
ومن شِعر أَبِي عليّ.
أَخِلّائي إنْ أصبحتم في دِياركم ... فإنّي بمَرْو الشّاهجان غريبُ
أموتُ اشْتياقًا ثمّ أحيى تَذَكُّرًا ... وبين التّراقي والضُّلُوع لهيبُ
فما في موتِ الغريبِ [3] صَبابَةٌ ... ولكن بقاءه في الحياة عجيبُ
140- الحسين بْن إبراهيم بْن الحسين بْن جعفر [4] .
الحافظ، المجوَّد، أبو عبد الله الْجُوزْقانيّ، وجُوزْقان [5] ، من قرى هَمَذَان.
لَهُ مصنَّف في الموضوعات ما قصّر فيه. وروى فيه عَن الدّونيّ فمَن بعده.
وعليه بنى ابن الْجَوزيّ كتابه في «الموضوعات» ، ومنه أخذ كثيرا.
__________
[1] في معجم شيوخه.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 253.
[3] في التهذيب: «فما عجب موت الغريب» .
[4] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في: معجم البلدان 2/ 184، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) باب: الجورقاني والجورقاني والخوزياني، واللباب 1/ 307، وتذكرة الحفاظ 4/ 1308، 1309، وسير أعلام النبلاء 20/ 177، 178 رقم 114، والوافي بالوفيات 12/ 315، ولسان الميزان 2/ 269- 271، وطبقات الحفاظ 413، وشذرات الذهب 4/ 136، وإيضاح المكنون 2/ 261، وهدية العارفين 1/ 313، والرسالة المستطرفة 111، ومعجم المؤلفين 3/ 306، ومعجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين 77 رقم 1050.
[5] هكذا بالضم، وسكون الواو والراء وفتح القاف كما قال ابن السمعاني (الأنساب 3/ 356) وتابعه ابن الأثير (اللباب 1/ 307) .
أما ياقوت فقال: الجوزقاني- بالزاي- والجوزقان جيل من الأكراد يسكنون أكناف حلوان ينسب إليهم أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم.
أما ابن نقطة فذكره في باب «الجوزقاني» - بالزاي- ولكنه قال: بفتح الجيم والراء (!) والقاف.
انظر تعليق العلّامة اليماني في حاشية الأنساب 3/ 356، 357 رقم (5) .

(37/140)


قَالَ ابن شافع: مات، فَبَلَغَنَا خبرُه في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
أدركه أجَلُه في السَّفَر [1] .
141- حَمْدُ بْن أَبِي الفتح [2] .
الأصبهانيّ.
عَنْ: عبد الرحمن بْن مَنْدَهْ، وأبي المظفَّر الكَوْسج.
وعنه: ابن السّمعانيّ [3] .
مات في رجب رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
142- خَضِرُ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عُبَيد اللَّه بْن أحمد بْن عَبْدان [4] .
الأزْدِيّ، الدّمشقيّ، أبو القاسم الصّفّار.
سَمِعَ: والده، وأبا القاسم المصِّيصيّ، وأبا عبد الله بْن أَبِي الحديد، وعليّ بْن أحمد بْن زُهير، ونصر بْن إبراهيم الفقيه، وسهل بْن بِشْر، وأجاز لَهُ عبد العزيز الكتّانيّ.
قَالَ ابن عساكر [5] : كتبت عَنْهُ، وكان شيخا سليم الصَّدْر.
وُلِد في شوّال سنة خمس وستّين وأربعمائة. ومات في نصف شعبان
__________
[1] وقال ابن النجار: كتب، وحصّل، وصنّف، وأجاد تصنيف كتاب «الموضوعات» . حدّثنا عنه عبد الرزاق الجيلي.
وحدّث عنه بالكتاب ابن أخته نجيب بن غانم الطّيان في سنة 582 (سير أعلام النبلاء 20/ 178) .
[2] انظر عن (حمد بن أبي الفتح) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 96 ب، والتحبير 1/ 246 رقم 158، ومعجم البلدان (طبعة لا يبزك 1866) 2/ 233.
[3] وقال عنه: شيخ مستور، صالح.
[4] انظر عن (خضر بن الحسين) في: التحبير 1/ 263، 264، رقم 181، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 71 رقم 24، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 222 رقم 140، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) ورقة 164 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 164.
[5] في تاريخ دمشق.

(37/141)


قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه القاسم، وأبو المحاسن بْن أَبِي لُقْمَة، وجماعة [1] .
- حرف الذال-
143- ذو النُّون بْن أَبِي الفَرَج بْن عليّ [2] .
المِيهَنيّ [3] الصُّوفيّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن زاهر الطُّرَيْثِيثيّ [4] .
وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ وقال: مات في ذي الحجَّة ببغداد.
- حرف السين-
144- سلطان بْن عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن منقذ [5] .
الأمير أبو العساكر الكِنانيّ، صاحب شَيْزَر [6] .
وُلِد بأطْرابُلُس في سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة [7] .
وسمع بشَيْزَر «صحيح البخاريّ» من أَبِي السّمْح إبراهيم الحيفيّ.
وله شعر حسن [8] .
__________
[1] وروى عنه أيضا أبو سعد بن السمعاني وقال: شيخ صالح صدوق، حسن السيرة. كتبت عنه أجزاء بدمشق. (التحبير) .
[2] انظر عن (ذو النون) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] الميهني: بكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الهاء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد. (الأنساب 11/ 580) .
[4] الطّريثيثي: بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء المثلّثة بين الياءين، وفي آخرها مثلّثة أخرى. هذه النسبة إلى طريثيث وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية: «ترشيز» . (الأنساب 8/ 238) .
[5] انظر عن (سلطان بن علي) في: ديوان ابن منير الطرابلس (بعنايتنا) 27، 36، 119، والاعتبار لأسامة بن منقذ 40، 49، 53، 66، 71، 100، 108، 110، 118، 126، 129، 142، 162، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 89، وبغية الطلب (المصوّر) 2/ 80، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 157- 160، والكامل في التاريخ 11/ 219، 220، والمختصر في أخبار البشر 3/ 32، وتاريخ ابن الوردي 2/ 58، وفوات الوفيات 1/ 26، والوافي بالوفيات 15/ 297، 298 رقم 416، وعيون التواريخ 12/ 433، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 187، والأعلام 3/ 166.
[6] شيزر: حصن وبلدة على العاصي، جنوبي حماه.
[7] في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 187 ولد سنة 404 وهو خطأ.
[8] منه ما قاله يوصي به أولاده:

(37/142)


__________
[ () ]
أبنيّ لست بعالم ما أصنع ... بكم، أأجمع شملكم أم أصدع
ما قطع الأرحام جاهلكم بما ... أبداه، بل كبدي بذلك يقطع
أصبحت أعمى بل أصمّ بكلّ ما ... أمسيت انظر منكم أو أسمع
وإذا يئست من الصلاح بفعلكم ... أمّلت أصلكم الزّكيّ فأطمع
وأقول: جدّكم أجلّ القوم من ... سلجوق تاج الدولة المتورّع
أضحى لأمر الله متّبعا وإن ... أضحى له كلّ الخلائق يتبع
وأبوكم من ليس ينكر أنه ... النّدب الكميّ الألمعيّ الأروع
زاد الجيوش برأيه وبسيفه ... عن شيزر فتفرّقوا وتصدّعوا
قد ردّ عنها القرم والإفرنج و ... الأتراك والأعراب حين تجمّعوا
أوصيكم بتقى الّذي أعطاكم ... ملكا تذلّ له الملوك وتخضع
وبحفظ بعضكم لبعض ما غدا ... نجم يعود بأفقه أو يطلع
لا تشمتوا بكم الوشاة وحاذروا ... أقوالهم فهي السّمام المنقع
(تاريخ دمشق 16/ 89، وفوات الوفيات 1/ 26 (بتحقيق محمد عبد الحميد) ، وعيون التواريخ 12/ 432، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 187) .
وقد صحبه الشاعر أحمد بن منير الطرابلسي وأقام عنده بشيزر مدّة، وذكر الأمير أبو الفضل إسماعيل بن سلطان فقال: عمل والدي طستا من فضّة، فعمل ابن منير أبياتا كتبت عليه، من جملتها:
أيا صنو مائدة لأكرم مطعم ... مأهولة الأرجاء بالأضياف
جمعت أياديه إلى أيادي الألّاف ... بعد البذل للألّاف
ومن العجائب راحتي من راحة ... معروفة المعروف بالإتلاف
وأنشده مجد العرب العامري في شيزر سنة 524 هـ:
لمعت وأسرار الدجى لم تنشر ... نار كحاشية الرداء الأحمر
فعلمت أن وراءها من عامر ... غيران يفرح بالنزيل المقتر
يا أخت موقدها، وما من موقد ... فوق الثنيّة والكثيب الأعفر
لسواي عندي من سوامكم قرى ... وقراي قبلة ناظر أو محجر
فارعي- رعاك الله- مسعفة به ... ضيفا، متى يرع يوما يشكر
وافى يؤمّك راكبا جنح الدّجى ... متقلّدا ضوء الصباح المسفر
وهي طويلة. (خريدة القصر 2/ 156- 160) .
وقال الصفدي: كان شجاعا ذا سياسة ورياسة وحزم، فاضلا، شاعرا، روى الحديث، وولي شيزر، وهو شاب، فكان في حكم الكهول وشجاعة الشّبان. حكى ابن أخيه أسامة أن أبا عساكر قال لجماعة هو منهم: تعلمون لم صارت آمال الشيوخ أقوى من آمال الشباب؟ قلنا:
لا. قال: لأن الشيوخ أمّلوا أشياء وطالت أعمارهم فصار لهم إدراك ما أمّلوا عادة، فلذلك قويت آمالهم.
ومن شعره ما كتب به إلى أخيه أبي سلامة مرشد في معنى مغيض الدمع إلى الأحشاء:
لي مقلة إنسانها غرق ... وحشا بنار الشوق تأتلق

(37/143)


تُوُفّي في شوّال بشَيْزر.
145- سهل بْن محمد بْن أحمد بْن حسين بْن طاهر [1] .
أبو عليّ الأصبهانيّ، الحاجّيّ، المقرئ.
__________
[ () ]
وتفيض أنفاسي فيتبعها ... دمعي فقلبي منهما شرق
يا مهجة شغف الغرام بها ... عجبا بماء العين تحترق
إن كنت أقوى غير مجدكم ... فيدي عن العلياء تفترق
أدعوك مجد الدين دعوة من ... أنت المراد وطرفه الأرق
(الوافي 15/ 298، عيون التواريخ 12/ 432) .
وحكى الوجيه بن أبي القاسم الحنيك قال:
كان ابن منير مقيما بشيزر في جوار صاحبها أبي العساكر سلطان، فخلع عليه ابنه يوما ثوبا فاخرا، واتفق أنه دخل ذلك اليوم مع أبي العساكر إلى الحمّام، فأخذ رجله يحكّها، فدخل عليه حاجبه، وقال له: الأمير فلان ولدك يطلب منك الثوب الفلانيّ، وأشار إلى ثوب فاخر له، فقال له، أعطه، وقل له: لا تعطه لنحس آخر. ثم ارتأى على نفسه رأي ابن منير، فاعتذر إليه وقال له: والله ما خطر لي أنك ها هنا! فرمى برجله وقال: والله إنك أمير نحس. فاحتملها ابن منقذ منه ولم يبد له ما يكره.
(بغية الطلب 2/ 80) .
وقال ابن الأثير: إنّ أبا المرهف نصر بن علي بن المقلّد أراد أن يستخلف أخاه أبا سلامة مرشد بن علي على حصن شيزر، فلم يقبل، فولّاه أخاه الأصغر سلطان، واصطحب مرشد وسلطان أجمل صحبة مدّة من الزمان، فأولد مرشد عدّة أولاد ذكور، وكبروا وسادوا، منهم: عزّ الدولة أبو الحسن علي، ومؤيّد الدولة أسامة وغيرهما، ولم يولد لأخيه سلطان ولد ذكر إلى أن كبر، فجاءه أولاد ذكور، فحسد أخاه على ذلك، وخاف أولاد أخيه على أولاده، وسعى بينهم المفسدون فغيّروا كلّا منهما على أخيه، فكتب سلطان إلى أخيه مرشد أبيات شعر يعاتبه على أشياء بلغته عنه، فأجابه بشعر في معناه، أوّله:
ظلوم أبت في الظلم إلّا تماديا ... وفي الصدّ والهجران إلّا تناهيا
شكت هجرنا والذنب في ذنبها ... فيا عجبا من ظالم جاء شاكيا
وأورد ابن الأثير بقيّة القصيدة، ثم قال: فلما توفي مرشد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة قلب أخوه لأولاده ظهر المجنّ، وبادأهم بما يسوءهم، وأخرجهم من شيزر، فتفرّقوا، وقصد أكثرهم نور الدين وشكوا إليه ما لقوا من عمّهم، فغاظه ذلك، ولم يمكنه قصده والأخذ بثأرهم وإعادتهم إلى وطنهم لاشتغاله بجهاد الفرنج، ولخوفه أن يسلّم شيزر إلى الفرنج.
(الكامل 11/ 219، 220) .
[1] انظر عن (سهل بن محمد) في: معرفة القراء الكبار 1/ 503 رقم 453، وغاية النهاية 1/ 320 رقم 1402، ومعجم المؤلفين 4/ 284.

(37/144)


شيخ كبير، فاضل، مُكْثِر من الحديث، أديب، خيِّر، مبارَك.
سَمِعَ: أبا القاسم يوسف بْن جُبَارة الهُذَليّ، وإسماعيل بْن مَسْعدَة الإسماعيليّ، ونظام المُلْك الوزير، وأبا المظفَّر منصور بْن محمد السّمعانيّ، ومحمد بْن أحمد بْن ماجة الأَبْهَريّ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ.
وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقيل: وُلِد بعد سنة خمسين وختم خلْقًا كثيرا.
وكان شيخ القرّاء بأصبهان. وهو آخر من حدَّث عَن الهُذَليّ، مصنِّف «الكامل في القراءات» .
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو موسى المَدِينيّ، [1] ، وقال: هُوَ مؤدِّبي، وكان من الطِّراز الأوّل.
تُوُفّي في نصف شعبان.
- حرف الشين-
146- شاهنشاه بْن أيّوب بْن شاذي بْن مروان بْن يعقوب [2] .
الأمير أكبر الإخوة، وأقدم بني أيّوب وفاة.
وهو والد المَلِكين: المظفّر تقيّ الدّين عُمَر صاحب حماة، وعزّ الدّين فرّوخ شاه، والد صاحب بَعْلَبَكّ الملك الأمجد.
قُتِلَ في الوقعة الكائنة بظاهر دمشق بين الفرنج خذلهم اللَّه وبين المسلمين كما نذكره في الحوادث، وذلك في ربيع الأوّل وفُجِع بِهِ أَبُوهُ نجم الدّين.
__________
[1] وقرأ عليه القاضي أسعد بن الحسين اليزدي بأصبهان إفرادا سنة 532 هـ. (غاية النهاية) .
[2] انظر عن (شاهنشاه بن أيوب) في: وفيات الأعيان 2/ 452، ومفرّج الكروب 1/ 113، ومرآة الجنان 3/ 280، وتاريخ ابن الوردي 2/ 28، والدرّة المضيّة 551، والبداية والنهاية 12/ 224، والوافي بالوفيات 16/ 93، 94 رقم 108، وترويح القلوب 48، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 299.

(37/145)


- حرف الصاد-
147- صاعِد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين [1] .
أبو القاسم السّهْلُويّ [2] ، السَّرْخَسيّ.
شيخ كبير، ورِع، فاضل.
وُلِد بسَرْخَس في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة.
وسمع بسَرْخَس من: أَبِي الحسن محمد بْن محمد بْن زيد الحُسينيّ.
قدِم عليهم، وسمع من أَبِي الخير محمد بْن موسى الصّفّار.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [3] ، وغيره.
وتُوُفّي بسَرْخَس سنة 43 [4] .
148- صالحُ بْن شافع بْن صالح بْن حاتِم [5] .
أبو المعالي الْجِيليّ.
كَانَ أَبُوهُ فقيها حنبليّا، سكن بغداد ووُلِد لَهُ بها صالح وغيره.
وصالح: عالِم، فاضل، مليح الكتابة، شاهِد، متودِّد، حَسَن الشِّكل.
سَمِعَ: أبا الحسين بْن الطُّيُوريّ، وأبا منصور محمد بْن أحمد الخيّاط.
وجدتُ وفاته في رجب.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج محمد بْن عليّ بْن القُنَّبيطيّ، وابنه الحافظ أحمد.
__________
[1] انظر عن (صاعد بن محمد) في: الأنساب 7/ 199 والتحبير 1/ 337، 338 رقم 283 وملخص تاريخ الإسلام 8/ 40 ب و 64 أ.
[2] السّهلويّ: بفتح السين المهملة وسكون الهاء، وضم اللام وفي آخرها ياء مثنّاة من تحتها. هذه النسبة إلى سهل. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 198) .
[3] وهو قال: سمعت منه الحديث بسرخس سنة ثمان وعشرين، ثم منصرفي من العراق سنة ثمان وثلاثين. سمعت منه أيضا. (الأنساب) .
[4] وهكذا في الأنساب 7/ 199، أما في التحبير: مات يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. (1/ 338) .
وفي ملخص تاريخ الإسلام وردت سنة وفاته في روايتين: 8/ ورقة 40 ب: سنة 539 هـ، وفي 8/ ورقة 64 ب: سنة 543 هـ.
[5]- انظر عن (صالح بن شافع) في: المنتظم 10/ 134 رقم 202 (18/ 67 رقم 4151) ، والوافي بالوفيات 16/ 258 رقم 287، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 213، وشذرات الذهب 4/ 135.

(37/146)


149- صالح بْن كامل بْن أَبِي غالب [1] .
أبو محمد الظّفَريّ، البقّال.
سَمِعَ: أبا الحسن بْن منجَاب الشَّهْرُزُوريّ، وأبا القاسم بْن بيان.
وكان اسمه قديما: المبارك، فغيَّره بصالح.
سَمِعَ منه: أخوه أبو بَكْر المفيد، وابن السّمعانيّ.
- حرف العين-
150- عبّاد بْن سَرْحان بْن مسلم بْن سيّد النّاس [2] .
أبو الحَسَن المَعافِريّ، الأندلسيّ، الشّاهد.
سكن العُدْوَة. وكان مولده في سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة.
وسمع من: طاهر بْن مُفَوَّز بشاطبة، وحجّ، ودخل بغداد، وسمع من:
رزق اللَّه بْن عبد الوهّاب التّميميّ، والمبارك بْن الطَّبَريّ، وأجاز لَهُ أبو عبد الله الحُمَيْديّ.
وسمع بمكَّة من: الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ.
قَالَ ابن بَشْكُوال: قدِم قُرْطُبَة [3] ، فسمعنا منه. وكانت عنده فوائد. وكان يميل إلى مسائل الخلاف ويدّعي معرفة الحديث ولا يُحسِنه، عفا اللَّه عَنْهُ.
تُوُفّي بالعدْوة في نحو سنة ثلاثٍ وأربعين.
151- عبد الله بن الحسن بن أحمد بن الحَسَن بْن أحمد بْن قَسَاميّ [4] .
أبو القاسم الحريميّ [5] ، والمعدّل، الفقيه، الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (صالح بن كامل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبّاد بن سرحان) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 452، 453 رقم 972.
[3] في سنة عشرين.
[4] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في: المنتظم 10/ 135 رقم 203 (18/ 67 رقم 4152) ، والاستدراك لابن نقطة، باب: قسامي، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 215، 216 رقم 102 وفيه «عبد الله بن الحسين» .
[5] الحريمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى قبيلة وموضع.
وصاحب الترجمة منسوب إلى الحريم الطاهري محلّة كبيرة ببغداد بالجانب الغربي منها.
(الأنساب 4/ 125) .

(37/147)


سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وأبا الحُصَين العاصميّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ وأثنى عَلَيْهِ، وسأله عَنْ مولده فقال: سنة اثنتين وسبعين [1] وأربعمائة.
وتُوُفّي في سادس ذي القعدة. وحدَّث بالنَّعْت في مكَّة، وكان يُفْتي.
قَالَ ابن النّجّار: ثنا عَنْهُ أحمد بْن عبد الملك المقرئ [2] .
وقَسَاميّ: بفتح ثمّ كسْر. قيّده ابن نقطة.
152- عبد الله بْن سعيد بْن محمد [3] .
أبو المحاسن البَنجَدِيهيّ [4] ، الخَمْقَريّ [5] . وهي نسبة إلى خمس قرى بحذف السّين، والخمس قرى هِيَ بَنْجَدِيه، من أعمال مَرْو.
كَانَ رجلا فاضلا، عالما.
روى عَنْ: هبة اللَّه بْن عبد الوارث الشّيرازيّ.
روى عنه أبو سعد السّمعانيّ [6] .
__________
[1] في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 215 «اثنتين وتسعين» . والمثبت يتفق مع (المنتظم) .
[2] وقال ابن الجوزي: كان صدوقا، فقيها، مفتيا، مناظرا، وروى عنه حكاية في غير موضع من كتبه.
وقال ابن السمعاني: فقيه، فاضل على مذهب أحمد، حسن الكلام في المسائل، جميل الصورة، مرضيّ الطريقة، متواضع، كثير البشر، راغب في الخير.
وقال ابن شافع: كان فقيها، مفتيا، مناظرا، صدوقا، أمينا، ذكره شيخنا- يعني ابن ناصر- وأثنى عليه. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: التحبير 1/ 368 رقم 315، والأنساب 5/ 178، واللباب 1/ 386.
[4] قال ياقوت: بنج ديه: بسكون النون: معناه بالفارسية الخمس قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مروالروذ ثم من نواحي خراسان، عمّرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحالّ بعد أن كانت واحدة مفردة.. وقد تعرّب فيقال لها: فنج ديه، وينسبون إليها فنجديهي، وقد نسب إليها السمعاني خمقرى من الخمس قرى نسبة، وقد يختصرون فيقولون: بندهي.
[5] الخمقري: بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم وفتح القاف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى خمس قرى، ويقال لها بنج ديه، وهي خمس من القرى مجتمعة، وهي: أيفان، ومرست، ومدو، وكريكان، وبهونة، فقيل له: خمس قرى، والنسبة إليها خمقرى. (الأنساب) .
[6] وهو قال: كان من المشهورين بالفضل والتقدم، وكانت له معرفة بالتأريخ، وكان ذا رأي وحزم وعقل ... كتبت عنه بمرو ثم لقيته بخمس قرى. (الأنساب) .

(37/148)


153- عبد الله بن علي بن سعيد [1] .
أبو محمد القَيْسَرانيّ، القصْريّ، الفقيه.
فاضل، إمام، ديِّن، فصيح، مُناظِر، من كبار فُقهاء النّظاميَّة.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن بَيان.
وقد مرّ في سنة اثنتين وأربعين.
وقال ابن السّمعانيّ: بنى ابن العجميّ بحلب لَهُ مدرسة، ودرَّس بها، وكتبتُ عَنْهُ بها جزء ابن عَرَفَة. وقال لي: وُلِدت بقَيْساريَّة. والقصْر الّذي انتسب لَهُ بُلَيْدة بين عكّا وحَيْفا عَلَى السّاحل.
قَالَ: ومات بحلب في سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وأربعين. يُحَوَّل.
154- عبد الرحمن بْن عبد الله الحلْحُوليّ، الحلبيّ [2] .
سافر وأقام بمصر مدَّة. ثمّ سكن دمشق. وكان من كبار الصّالحين والعُبّاد.
وحلْحُول: قرية بها قبر يونس [3] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما يُقال، وهي بين القدس، والخليل. أقام بها سبْع سِنين، بنى [4] بها مسجدا، وتعبَّد فيه بين الفرنج، وسمعنا أنّهم كانوا يتبرّكون بِهِ، ويعتقدون فيه.
ثمّ انتقل إلى دمشق.
قَالَ ابن عساكر: مضيت إِلَيْهِ غير مرَّة، وانتفعت بروايته وبكلامه، وما رَأَيْت بالشّام في فنّه مثله. واستشهد بظاهر دمشق في وقعة الفرنج، رحمه الله.
__________
[ () ] وقال في التحبير: «وكان تاركا لما لا يعنيه» .
[1] تقدّم في وفيات السنة السابقة برقم (88) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 298، ومعجم البلدان 2/ 290، وتوضيح المشتبه (مخطوط) ج 1/ ورقة 144 أ، وهو مذكور في سير أعلام النبلاء 20/ 180 دون ترجمة.
وانظر تعليق العلّامة اليماني على الأنساب 4/ 191.
وسير ذكره في ترجمة «يوسف بن الفندلاوي» في آخر وفيات هذه السنة برقم (187) .
[3] انظر: الزيارات للهروي 29.
[4] في الأصل: «بناء» .

(37/149)


155- عبد الرحمن بْن محمد بْن أميروَيْه بْن محمد [1] .
العلّامة أبو الفضل الكَرْمانيّ [2] ، شيخ الحنفيَّة بكَرْمان في زمانه.
تفقّه بمَرْو عَلَى القاضي محمد بْن الحسين.
تزاحم عَلَيْهِ الطَّلَبَة، وتخرَّج بِهِ الأصحاب. وانتشرت سيرته في الآفاق، وصار معظَّمًا عند الخاصّ، والعامّ. وكان في رمضان يقرءون عَلَيْهِ التّفسير والحديث.
سَمِعَ: أَبَاهُ بكرْمان، وشيخه القاضي الأَرْسَابَنْدِيّ [3] ، وأبا الفتح عُبَيد اللَّه بْن أَرْدَشِير [4] الهُشَاميّ.
سَمِعَ منه أبو سعد السّمعانيّ، وبالَغَ في تعظيمه، وقال: وُلِد سنة سبْعٍ وخمسين، ومات في الحادي والعشرين من ذي القعدة بمدرسة القاضي الشّهيد سنة 543 [5] .
156- عبد الرَّحْمَن بن محمد بن حسن بن طوق [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه) في: معجم شيوخ ابن السمعاني 142 أ، والتحبير 1/ 405، 406 رقم 359، والأنساب 10/ 401، والكامل في التاريخ 11/ 137، واللباب 3/ 37، وسير أعلام النبلاء 20/ 206 رقم 130، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 33، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 64 ب، والجواهر المضيّة 2/ 388- 390- رقم 781 وطبقات المفسّرين للسيوطي 64، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 281، 282، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 283، 284، وفيه: «عبد الله» ، والطبقات السنية، رقم 1191، وكشف الظنون 1/ 96، 211، 345، 569 و 2/ 1220، 1414، 1635، والفوائد البهية 91، 92، والأعلام 4/ 103، وهدية العارفين 2/ 519، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 298، 299، ومعجم المؤلفين 5/ 172.
[2] الكرماني: قال ابن السمعاني: بكسر الكاف وقيل بفتحها وسكون الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدان شتّى، مثل: خبيص، وجيرفت، والسّيرجان، وبودسير، يقال لجميعها كرمان، وقيل بفتح الكاف، وهو الصحيح، غير أنه اشتهر بكسر الكاف.
[3] في الأصل: «الأرشابيذي» . وفي أصل التحبير، ومشيخة ابن السمعاني، والجواهر المضية، والطبقات السنية، وطبقات الداوديّ: «الأردستاني» ، والمثبت عن المطبوع من التحبير، والأنساب، واللباب، والفوائد البهية.
[4] في الأصل: «عبد الله بن أردشير» .
[5] أرّخ ابن السمعاني وفاته في (الأنساب) سنة 544 هـ. ومن تصانيفه: «الجامع الكبير» ، و «التجريد» في الفقه في مجلّد، وشرحه في ثلاث في ثالث مجلّدات، وسمّاه «الإيضاح» .
[6] لم أجده.

(37/150)


أبو القاسم البغداديّ.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر، وغيره.
وكان ضعيفا في دِينه.
روى عَنْهُ، أبو سعد السّمعانيّ.
157- عبد الرحيم بْن قاسم بْن محمد [1] .
أبو الحسن القَيْسيّ، الأندلسيّ، الحجازيّ، الفَرَجيّ، من أهل مدينة الفَرَج.
روى عَنْ: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وخازم بْن محمد، ومحمد بْن المورَة، وغيرهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال: كَانَ من أهل المعرفة والفَهْم والذّكاء والحِفظ، قويّ الأدب، كثير الكتب، ديِّنًا فاضلا، صاحب ليل وعبادة وكثرة بكاء، حتّى أثّر ذَلكَ بعينيه.
تُوُفّي في شعبان.
قَالَ ابن مَسْدِيّ: آخر من روى عَنْهُ بالسّماع الخطيب أبو جعفر بن يحيى الحميريّ. وأجاز أبو جعفر لي، ومات سنة إحدى عشرة وستمائة.
قلت: بل مات سنة عشر بقُرْطُبة.
158- عبد الرشيد بْن محمد بْن خليل [2] .
أبو محمد البُوشَنْجيّ.
سَمِعَ: عبد الرحمن بْن عفيف كلاز.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في محرَّم أو صَفَر سنة ثلاثٍ وأربعين.
159- عبد العزيز بْن محمد بن بشكولة [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن قاسم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 389 وفيه «عبد الرحيم بن محمد بن قاسم» ، والمثبت يتفق مع النسخة الأوربية.
[2] انظر عن (عبد الرشيد بن محمد) في: التحبير 1/ 444 رقم 409، وملخص تاريخ الإسلام، ورقة 65 أ.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في: التحبير 1/ 463، 464، رقم 433، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 65 أ.

(37/151)


المِيهَنيّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ من العارف أَبِي الفضل محمد بْن أحمد الميْهنيّ كتاب «المرض» لابن أَبِي الدّنيا، عَن الصَّيْرفيّ، عَن الصّفّار، عَنْهُ.
قرأه عَلَيْهِ السّمعانيّ وقال: مات في جُمادَى الآخرة [1] .
160- عبد القادر بْن جَنْدَب بْن سَمُرَة [2] .
أبو محمد الصُّوفيّ، الهَرَويّ.
صالح عابد، خيّر، من مُرِيدي شيخ الإسلام أَبِي إسماعيل، كَانَ يسكن برباطه.
سَمِعَ: محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ، وأبا إسماعيل شيخه.
ووُلِد بعد سنة ستّين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعاني، وأبو رَوْح عبد المعزّ.
وبالإجازة: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وأخوه هُوَ سَمُرَة بْن جَنْدَب يروي أيضا عَنْ محمد بْن أَبِي مسعود.
روى عَنْهُ: أبو رَوْح.
تُوُفّي عبد القادر ثالث عشر ربيع الأوّل.
161- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [3] .
أبو المظفَّر بْن الصّبّاغ، بغداديّ.
سَمِعَ من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وابن البَطِر، وحَمْد الحدّاد.
وحدّث.
__________
[1] وهو قال: شيخ صوفي، حسن السيرة، كثير العبادة من الصوم والصلاة، مشتغل بما يعنيه، قليل المخالطة.. كتبت عنه بميهنة، وسمعت منه كتاب «المرض والكفّارات» لابن أبي الدنيا، بروايته عن العارف، عن الصيرفي، عن الصفّار، عن المصنّف. وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربعمائة.
[2] انظر عن (عبد القادر بن جندب) في: التحبير 1/ 471 رقم 439، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 65 أ.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: المنتظم 10/ 135 رقم 204 (18/ 67، 68 رقم 4153) .

(37/152)


تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
162- عليّ بْن الحسين بْن محمد [1] .
أبو عبد الله الطَّابَرانيّ [2] ، الصُّوفيّ، النّقّاش.
سَمِعَ بطُوس من: أَبِي عليّ الفضل بْن محمد الفارَمْذِيّ.
وبالرَّيّ: البيّاضيّ.
وبهَمَذَان: شيروَيْه الدَّيْلَميّ.
وعنه: السّمعانيّ.
163- علي بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن علي [3] .
قاضي القُضاة، أبو القاسم، الأكمل ابن نور الهُدى أَبِي طالب الزَّيْنبيّ، الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ.
وُلِد سنة سبْعٍ وسبعين وأربعمائة.
سَمِعَ من: أبيه، وعمّه طِراد، وابن البَطِر، وأبي الحسن العلّاف، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الفتح بْن عبد السّلام.
وكان للمسترشد إِلَيْهِ مَيْل، فوعده بالنّقابة، فاتّفق موت الدّامغانيّ، فطُلِب مكانه، فناله [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] الطّابرانيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بعد الألف، وفتح الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى (طابران) وهي إحدى بلدتي طوس. وقد تخفّف ويسقط عنها الألف.
ولكن النسبة الصحيحة إليها الطابرانيّ. (الأنساب 8/ 167) .
[3] انظر عن (علي بن الحسين الزينبي) في: المنتظم 10/ 135، 136 رقم 205 (18/ 68، 69 رقم 4154) ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 303، والكامل في التاريخ 11/ 146، وتاريخ دولة آل سلجوق 203، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 225، والفخري 308، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، والعبر 4/ 119، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 207، 208، رقم 131، ودول الإسلام 2/ 59، وعيون التواريخ 12/ 419، والبداية والنهاية 12/ 225، والوافي بالوفيات 21/ 51 رقم 22، والجواهر المضيّة 2/ 568، والنجوم الزاهرة 5/ 282، والطبقات السنية للتميمي، رقم 1484، وشذرات الذهب 4/ 135.
[4] المنتظم. وفي الأصل: «فتأله» .

(37/153)


ذكره ابن السّمعانيّ فقال: كَانَ غزير الفضل، وافر العقل، لَهُ سُكُون، ووقار، ورزانة، وثبات. ولي قضاء القُضاة بالعراق في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وقرأتُ عَلَيْهِ جزأين.
قَالَ أبو شجاع محمد بْن عليّ بْن الدّهّان: يُحكى أنّ الزَّيْنبيّ منذ ولي القضاء ما رآه أحد إلّا بطرحة [1] وخفاف حتّى زوجته. ولقد دخلت عليه في مرض موته وهو نائم بالطّرحة.
قلت: هذا تكلّف وبأو زائد.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ [2] : كان رئيسا، ما رأينا وزيرا ولا صاحب منْصبٍ أوقر منه، ولا أحسنَ هيبة وسَمْتًا [3] . قلّ أنْ سُمِع منه كلمة. وطالت ولايتُه، فأحكم [4] الزّمان، وخدم الرّاشد، وناب في الوزارة. ثمّ استوحش من الخليفة، فخرج إلى الموصل، فأسِر هناك. ووصل الراشد إلى الموصل وقد بلغه ما جرى ببغداد من خلْعه فقال لَهُ: اكتب خطَّك بإبطال ما جرى، وصحَّة إمامتي. فامتنع، فتواعده زنكي، وناله بشيء من العذاب، وأذن في قتْله، ثمّ دفع اللَّه عَنْهُ. ثمّ بُعِث من الدّيوان لاستخلاصه، فجيء بِهِ، فبايع المقتفي، وناب في الوزارة لمّا التجأ [5] ابن عمّه الوزير عليّ بْن طِراد إلى دار السّلطان. ثمّ إنّ المقتفي أعرض عَنْهُ بالكُلّيَّة.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [6] : وقال لي: النّقيب الطّاهر، جاء إليَّ فقال: يا ابن عمّ، انظر ما يصْنَع معي، فإنّ الخليفة مُعْرِضٌ عنّي. فكتبت إلى المقتفي، فأعاد الجواب بأنّه فعل كذا وكذا، فعذرتُه، وجعلت الذّنْب لابن عمّي.
ثمّ جعل [7] ابن المرخّم مناظِرًا لَهُ، ومناقضا ما يبني، والتّوقيعات تصدر
__________
[1] الطرحة: نوع من الأكسية، تشبه الطيلسان، كان المدرّسون يضعونها فوق العمامة. (دوزي- معجم مفصّل في أسماء الألبسة عند العرب- 254- وما بعدها) .
[2] في المنتظم.
[3] زاد في المنتظم: «وصمتا» .
[4] في المنتظم: «فأحكمه» .
[5] في الأصل: «التجى» .
[6] في المنتظم.
[7] في الأصل: «ثم حصل» .

(37/154)


بمراضي ابن المرخّم، وسخطان الزَّيْنبيّ، ولم يبق لَهُ إلّا الاسم، فمرض وتُوُفّي يوم عيد النَّحْر، وصلّى عَلَيْهِ ابن عمّه نقيب النّقباء طلْحة بْن عليّ. ودُفن بمشهد أَبِي حنيفة إلى جانب والده. وخَلَّف جماعة بنين ماتوا شبابا. وعاش ستّا وسبعين [1] سنة [2] .
164- عليّ بْن أَبِي الوفاء سعد بْن عليّ بْن عبد الواحد بْن عبد القاهر بْن أحمد بْن مُسْهِر [3] .
مهذّب الدّين، أبو الحسن المَوْصِليّ، الشّاعر.
صدْرٌ، رئيس، وشاعر مُحسِن. مدح الملوك الكُثُر، وتنقَّل في المناصب الكبار ببلده. وديوانه في مجلّدتين.
ومن شِعْره:
إذا ما لسانُ الدّمع نَمَّ عَلَى الهَوَى ... فليس بسرٍّ ما الضّلوعُ أجنّت
فو الله ما أدري عشيَّةَ ودَّعَتْ ... أَنَاحَتْ حماماتُ اللِّوى أَمْ تغنَّتِ
وأعجب من صبري القَلُوصُ الّتي سَرَتْ ... بَهوْدجكِ المزحوم كيف [4] استقلّت
أعاتبُ فيك اليَعْمُلاتِ عَلَى السَّرَى ... وأسأل عنكَ الرّيحَ من حيث هَبّتِ
أُطْبِقُ أَحْنَاء الضُّلُوع عَلَى جَوًى [5] ... جميع وصبر مستحيل مشتّت [6]
__________
[1] في الأصل: «ستا وستين» ، وهو غلط. والتصحيح عن المنتظم. وقد ولد في سنة 470 هـ.
[2] وقال ابن الجوزي: وحدّثني أبو الحسن البراندسي عن بعض العدول أن رجلا رأى قاضي القضاة في المنام، فقال لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: غفر لي، ثم أنشد:
وإن امرأ ينجو من النار بعد ما ... تزود من أعمالها لسعيد
قال: ثم قال لي: امض إلى أبي عبد الله- يعني ابن البيضاوي القاضي- وهو ابن قاضي القضاة، وأحد أوصيائه فقل له: لم تضيّق صدر «غصن» و «شهيّة» - يعني سراريه؟ فقال الرجل: وما عرفت أسماء هذه قط، فمضيت، وقلت ما رأيت. فقال: سبحان الله، كنا البارحة في السّحر نتحدّث في تقليل ما ينوبهنّ. (المنتظم) .
[3] انظر عن (علي بن أبي الوفاء) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 2/ 271- 278، ووفيات الأعيان 3/ 391- 395 رقم 477، وسير أعلام النبلاء 20/ 234 رقم 152، ومرآة الجنان 3/ 278، 279، والوافي بالوفيات 21/ 129- 133 رقم 73، وعيون التواريخ 12/ 446، 447، وكشف الظنون 1/ 768، والأعلام 4/ 290، ومعجم المؤلفين 7/ 99.
[4] في وفيات الأعيان 3/ 394: «أنّى» .
[5] في الوفيات: «النوى» .
[6] وفيات الأعيان، خريدة القصر، الوافي بالوفيات.

(37/155)


وله:
ولمّا اشتكيتَ اشتكى كلُّ ما ... عَلَى الأرض، واعتلّ شرقٌ وغربُ
لأنّك قلبٌ لجسم الزّمانِ ... وما صحَّ جسمٌ إذا اعتلَّ قلبُ [1]
165- عليّ بْن محمد بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد بن جعفر [2] .
أبو الحسن البحريّ. من شيوخ نَيْسابور.
من بيت الرواية.
حدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن سنان، وغيره.
ذكره ابن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» ، وأنّه مات في ذي الحجَّة [3] .
166- عُمَر بْن أَبِي غالب بْن بُقَيْرة [4] .
أبو الكرم البغداديّ، البقّال.
سَمِعَ: ثابت بْن بُنْدار.
كتب عَنْهُ السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في شوّال، وصلّيت عليه ببغداد.
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 393، الوافي بالوفيات 21/ 131.
ومن محاسن شعره قوله في صفة فهد:
وكلّ أهرت بادي السّخط مطّرح ... الحياء جهم المحيّا سيّئ الخلق
والشمس مذ لقّبوها بالغزالة ... أعطته الرشا حسدا من لونها اليقق
ونقّطته حباء كي يسالمها ... على المنايا نعاج الرمل بالحدق
هذا ولم يبرزا مع سلم جانبه ... يوما لناظره إلّا على فرق
وهذه الأبيات مع أنها جيّدة مأخوذة من أبيات الأمير أبي عبد الله محمد بن أحمد السرّاج الصوري- وكان معاصره- وهي من جملة قصيدة:
شثن البراثن في فيه وفي يده ... ما في الصوارم والعسّالة الذبل
تنافس الليل فيه والنهار معا ... فقمّصاه بجلباب من المقل
والشمس منذ دعوها بالغزالة لم ... تبرز لناظره إلّا على وجل
انظر: الخريدة 2/ 276، ونهاية الأرب 9/ 253، ووفيات الأعيان 3/ 392، والدرّة المضيّة 8/ 603، 604، وعيون التواريخ 12/ 446، 447، سير أعلام النبلاء 20/ 235.
[2] انظر عن (علي بن محمد البحيري) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقم 83 أ، والتحبير 1/ 584، 585 رقم 571، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.
[3] ومولده في سنة 467 هـ.
[4] انظر عن (عمر بن أبي غالب) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.

(37/156)


167- عيسى بْن يوسف بْن عيسى بْن عليّ [1] .
أبو موسى بْن الملْجوم، الأَزْديّ، الفانيني.
سَمِعَ من: أبيه قاضي القُضاة أَبِي الحَجّاج يوسف، وأبي الفضل النَّحْويّ، وأبي الحَجّاج الكلْبيّ.
وبأَغْمات [2] من: أَبِي محمد عبد الله اللَّخْميّ سِبْط أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
ودخل الأندلس فسمع من: أَبِي عليّ، وابن الطّلّاع، وخازم بْن محمد.
وكان جمّاعة للكُتُب، ابتاع من أَبِي عليّ الغسّانيّ أصله بسُنَن أَبِي داود الّذي سمعه من أَبِي عُمَر بْن عبد البَرّ.
روى عَنْهُ: ابنه عبد الرحيم، وأبو محمد بْن ماتح.
وتُوُفّي في رجب، رحمه اللَّه، وله سبْعٌ وستّون سنة.
- حرف الفاء-
168- فضل اللَّه بْن أحمد بْن المحسّن [3] .
أبو البدر الطُّوسيّ.
وكان حَسَن السّيرة، جميل الأمر، متواضعا، كثير الخير.
سَمِعَ: أبا عليّ الفضل الفارَمْذِيّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الكِنْديّ، وأبا تُراب المراغيّ.
سَمِعَ منه: أبو سعد السّمعانيّ بطُوس.
تُوُفّي في آخر يوم من السّنة وله سبعون سنة [4] . وهو من طَابران قَصَبة طُوس.
169- الفضل بْن يحيى بْن صاعد بْن سيّار بن يحيى [5] .
__________
[1] انظر عن (عيسى بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] أغمات: بفتح الهمزة، وسكون الغين المعجمة. ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش، وهي مدينتان متقابلتان. (معجم البلدان 1/ 225) .
[3] انظر عن (فضل الله بن أحمد) في: التحبير 2/ 26 رقم 622، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.
[4] مولده في سنة 473 هـ.
[5] انظر عن (الفضل بن يحيى) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني، ورقة 191 ب، والتحبير

(37/157)


أبو القاسم الكِنَانيّ، الهَرَويّ، الحنفيّ.
ولي قضاة هَرَاة مدَّة. وكان عالما، كريما، متودِّدًا.
سَمِعَ من: جَدّه أَبِي العلاء، وأبي عامر الأزْديّ، ونجيب بْن ميمون.
كتبتُ عَنْهُ الكثير، قاله أبو سعد السّمعانيّ، [1] فمن ذَلكَ: «الزّهد» لسعيد بْن منصور، بإسناد هَرَوِيٍّ، إلى أحمد بْن نجدة، عَنْهُ.
مات في نصف ذي الحجَّة وقد نيَّف عَلَى السّبعين [2] .
- حرف الميم-
170- محمد بْن الحسين بْن أَبِي القاسم [3] .
أبو بَكْر الطَّبَريّ، الشّالوسيّ [4] الصُّوفيّ، الواعظ. وشالوسا من قُرى طَبَرِسْتان.
كَانَ مليح الوعظ، خيِّرًا، حريصا عَلَى طلب الحديث.
سَمِعَ: نصر اللَّه الخُشْناميّ [5] ، فمَن بعده.
سَمِعَ منه: السّمعانيّ [6] ، وقال: مات في المحرّم [7] .
__________
[2] / 21- 23- رقم 619، والتقييد 425 رقم 569، ومعجم البلدان 3/ 840 (طبعة لا يبزك 1866) ، والجواهر المضيّة 2/ 699 رقم 1107، والطبقات السنية، رقم 1708.
[1] وهو زاد: من بيت العلم والقضاء، والتقدّم. ولي القضاء بهراة مدّة، وكان في نفسه فاضلا، عالما، حسن العشرة، متواضعا، كريما، مليح الأخلاق، متودّدا ... لقيته أوّلا بمرو منصرفي من أهل العراق، وقرأت عليه حديثا واحدا من مشيخة صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقيّ، ثم لما رحلت إلى هراة كتبت عنه الكثير ... وعلّقت عنه أقطاعا من شعره.
[2] وكان مولده سنة 473 هـ. بهراة.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين بن أبي القاسم) في: التحبير 2/ 121، 122 رقم 739، ومعجم البلدان 3/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.
[4] الشالوسي: بفتح الشين المعجمة، واللام المضمومة بعد الألف، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى «شالوس» ، وهي قرية كبيرة بنواحي آمل طبرستان. (الأنساب 7/ 260) .
[5] في الأصل: «الحسنامي» .
[6] وهو قال: لقيته أولا بمرو، وكان يحضر مجالس الحديث، ويسمع ويكتب، ويواظب، على كبر السّنّ والشيخوخة، ثم خرجت إلى العراق، وسافر هو إلى مرو وبلخ، ولما دخلت آمل صادفته وقد رجع إليها فكتبت عنها بها.
[7] وكانت ولادته سنة 477 هـ.

(37/158)


171- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أحمد [1] .
الإمام أبو بَكْر بْن العربيّ، المَعَافِريّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ، الحافظ.
أحد الأعلام.
وُلِد في شعبان سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة.
قَالَ ابن بَشْكُوال [2] : أخبرني أنّه رحل مَعَ أبيه إلى المشرق سنة خمسٍ وثمانين، وأنّه دخل الشّام ولقي بها: أبا بَكْر محمد بْن الوليد الطُّرْطُوشيّ، وتفقّه عنده. ولقي بها جماعة من العلماء والمحدّثين. وأنّه دخل بغداد، وسمع بها من طِراد الزَّيْنبيّ.
ثمّ حجّ سنة تسعٍ وثمانين، وسمع من الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ.
وعاد إلى بغداد، فصحِب أبا بكر الشّاشيّ، وأبا حامد الغزّاليّ، وغيرهم،
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن العربيّ) في: مطمح الأنفس 71- 73، والصلة لابن بشكوال 2/ 590، 591 رقم 297 پ، وبغية الملتمس للضبيّ رقم 179، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 105- 107، وبرنامج الرعينيّ 116، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 428، وجذوة الاقتباس 160، والمغرب في حلى المغرب 1/ 254، 255، ووفيات الأعيان 4/ 296، 297، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 326 رقم 284، وملء العيبة للفهري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 530، 531، والعبر 4/ 125، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294- 1298، ودول الإسلام 2/ 61، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1741، والإعلام بوفيات الأعلام 224 (في وفيات سنة 546 هـ) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 197- 204 رقم 128، والوافي بالوفيات 3/ 330 رقم 1388، ومرآة الجنان 3/ 279، 280، والبداية والنهاية 12/ 228، 229، والمرقبة العليا 105- 107، والديباج المذهب 2/ 252- 256، والوفيات لابن قنفذ 279 رقم 543، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 110- 113 رقم 2553، والنجوم الزاهرة 5/ 302، وطبقات المفسّرين للسيوطي 34، وتاريخ الخلفاء، له 442، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 162- 166، وأزهار الرياض 3/ 62، 86- 95، ونفخ الطيب 2/ 25- 43 رقم 8، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 43 ب، وكشف الظنون 553، 559، وشذرات الذهب 4/ 141، وهدية العارفين 2/ 90، وإيضاح المكنون 1/ 105، 145، 224، 279، وسلوة الأنفاس 3/ 198، ومعجم المطبوعات العربية لسركيس 174، 175، وشجرة النور الزكية 1/ 136- 138، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 275، 276، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 237، والأعلام 7/ 106، وبرنامج القرويين 1/ 173، 188، وديوان الإسلام 3/ 355، 356، رقم 1543، ومعجم المؤلفين 10/ 242، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 160 رقم 1046.
[2] في الصلة 2/ 590.

(37/159)


وتفقّه عندهم. ثمّ صدر عَنْ بغداد، ولقي بمصر، والإسكندريَّة جماعة، فاستفاد منهم وأفادهم، وعاد إلى بلده سنة ثلاثٍ وتسعين بعِلمٍ كثير لم يدخله أحدٌ قبله ممّن كانت لَهُ رحلة إلى المشرق.
وكان من أهل التّفنّن في العلوم، والاستبحار فيها، والجّمْع لها، مقدَّمًا في المعارف كلّها، متكلِّمًا في أنواعها، نافذا في جميعها، حريصا عَلَى آدابها ونشرها، ثاقب الذّهن في تمييز الصّواب منها. يجمع إلى ذَلكَ كلّه آداب الأخلاق مَعَ حُسْن المعاشرة، ولِين الكَنَف، وكثْرة الاحتمال، وكَرَم النَّفْس، وحُسْن العهد، وثَبَات الودّ. واستُفْتيَ ببلده، فنفع اللَّه بِهِ أهلَها لصرامته وشدّته، ونفوذ أحكامه.
وكانت لَهُ في الظّالمين سَوْرةٌ مرهوبة. ثمّ صُرِف عَن القضاء، وأقبل عَلَى نشر العِلْم وبثّه.
قرأتُ عَلَيْهِ، وسمعت منه بإشبيليّة، وقُرْطُبة كثيرا من روايته وتواليفه.
وتُوُفّي بالعدْوة، ودُفن بفاس في ربيع الآخر.
قَالَ ابن عساكر [1] : سَمِعَ أبا الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ، وأبا الفضل بْن الفُرات، وأبا البركات أحمد بْن طاوس، وجماعة.
وسمع ببغداد: نصر بْن البَطِر، وأبا طلْحة النِّعَالِي، وطِراد بْن محمد.
وسمع ببلده من خاله الحسن بْن عُمَر الهَوْزَنيّ [2] ، يعني المذكور سنة اثنتي عشرة.
قلت: ومن تصانيفه: كتاب «عارضة الأَحْوَذِيّ في شرح التِّرْمِذيّ» [3] ، وكتاب «التّفسير» في خمس مجلّدات كبار، وغير ذَلكَ من الكُتُب في الحديث، والفقه: والأُصُول.
__________
[1] تاريخ دمشق، المختصر 22/ 326.
[2] الهوزني: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هوزن، وهو بطن من ذي الكلام من حمير نزلت الشام. والهوزن في العربية: الغبار. (الأنساب 12/ 355) .
[3] طبع بمصر سنة 1931 م. في (13) مجلّدا. ثم طبع في الهند سنة 1299 هـ.

(37/160)


وورّخ موتَه في هذه السّنة أيضا الحافظ أبو الحَسَن بْن الفضل، والقاضي أبو العبّاس بْن خَلِّكان [1] .
وكان أَبُوهُ رئيسا، عالما، من وزراء أمراء الأندلس، وكان فصيحا، مفوَّهًا، شاعرا، تُوُفّي بمصر في أوّل سنة ثلاثٍ وتسعين.
روى عَنْ أَبِي بَكْر: عبد الرحمن وعبد اللَّه ابني [2] أحمد بْن صابر، وأحمد بْن سلامة الأبّار الدّمشقيّون. وأحمد بْن خَلَف الكَلاعيّ قاضي إشبيلية، والحَسَن بْن عليّ القُرْطُبيّ الخطيب، والزّاهد أبو عَبْد الله محمد بْن أحمد بْن المجاهد، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْجَدّ الفِهْريّ، ومحمد بْن أحمد بْن الفخّار، ومحمد بْن مالك الشَّرِيشيّ، ومحمد بْن يوسف بْن سعادة الإشبيليّ، ومحمد عليّ الكُتاميّ، ومحمد بْن جابر الثّعلبيّ، ونجيَّة بْن يحيى الرُّعَينيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن جُمْهُور، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن علّوش نزيل مَرّاكُش، وأبو زيد عبد الرحمن بْن عبد الله السُّهَيْليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عبد الرحمن بْن ربيع الأشعريّ، وعبد المنعم بْن يحيى بْن الخلوف الغَرْناطيّ، وعليّ بْن صالح بْن عزّ النّاس الدّانيّ، وعليّ بن أحمد بن الشَّقُوريّ، وأحمد بْن عُمَر الخَزْرجيّ التّاجر.
وروى عَنْهُ خلْق سوى هَؤُلّاءِ، وكان أحمد من بلغ رُتبة الاجتهاد، وأحد من انفرد بالأندلس بعُلُوّ الإسناد.
وقد وجدتُ بخطّي أنّه تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، فما أدري من أين نقلته.
ثمّ وجدت وفاته في سنة ستٍّ في «تاريخ ابن النّجّار» ، نقله عَن ابن بَشْكُوال، والأوّل الصّحيح إن شاء اللَّه.
وذكر ابن النّجّار أنّه سَمِعَ أيضا من مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد الفارسي بمصر، ومن أَبِي الحسن القاضي الخِلَعيّ، وبالقدس من مكّي الرُّمَيْليّ. وقرأ كتب الأدب ببغداد عَلَى أَبِي زكريّا التِّبريزيّ، وقرأ الفقه والأصلين عَلَى الغزّاليّ، وأبي بَكْر الشّاشيّ، وحصّل الكُتُب والأصول، وحدّث
__________
[1] وفيات الأعيان 4/ 297.
[2] في الأصل: «ابنا» .

(37/161)


ببغداد عَلَى سبيل المذاكرة، فروى عَنْهُ: أبو منصور بْن الصّبّاغ، وعبد الخالق المَوْصِليّ.
وروى الكثير ببلده، وصنَّف مصنَّفات كثيرة في الحديث، والفقه، والأصول، وعلوم القرآن، والأدب، والنَّحْو، والتّواريخ، واتّسع حاله، وكثُر إفضاله، ومدحه الشّعراء. وعمل عَلَى إشبيلية سورا من ماله، وولي قضاءها، وكان من الأئمَّة المقتدى بهم.
وقد ذكره الْيَسَع بْن حزْم، وبالغ في تعظيمه، وقال: وليَ القضاء فمُحِن، وجرى في أعراض العابرة [1] فلحن [2] ، وأصبح يتحرّك بإثارة [3] الألسنة، ويأبى بما أجراه القدرُ عَلَيْهِ النّومُ والسِّنَة، وما أراد إلّا خيرا [4] ، نصب الشّيطان [5] عَلَيْهِ شباكه، وسكَّن الإدبار حراكه، فأبداه للنّاس صورة تبدو [6] ، وسورة تُتْلَى [7] ، لكونه تعلَّق بأذيال المُلْك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السّلاطين وحرْبهم [8] ، بل داهن.
ثمّ انتقل إلى قُرْطُبة مُكَرَّمًا، حتّى حُوِّل إلى العُدْوة، فقضى بما قرأت [9] .
قرأت بخطّ ابن مَسْديّ في «مُعْجَمه» : أَخْبَرَنَا أبو العبّاس أحمد بْن محمد بْن مفرّج النباتي [10] بإشبيليّة:
سَمِعْتُ الحافظ أبا بَكْر بْن الجدّ وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية أبو بَكْر بْن المرجّى، وفلان، وفلان، وحضر معهم أبو بَكْر بْن العربيّ، فتذاكروا
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 201، وتذكرة الحفاظ 4/ 1296: «أعراض الإمارة» .
[2] تحرّفت في التذكرة إلى «فلحق» بالقاف في آخرها.
[3] في السير: «وأصبح تتحرك بآثاره» .
[4] في الأصل: «خير» .
[5] في السير: «السلطان» ، والمثبت يتفق مع التذكرة.
[6] في السير، والتذكرة: «صورة تذمّ» .
[7] في التذكرة: «وسورة تبلى» .
[8] في السير: «وحزبهم» ، والمثبت يتفق مع التذكرة.
[9] في السير، والتذكرة: «فقضى نحبه» .
[10] في الأصل: «الفاتي» ، وفي التذكرة: «البناني» ، والتصحيح من السير.

(37/162)


حديث المَغْفَر [1] ، فقال ابن المُرَجّى: لا يُعرف إلّا من حديث مالك، عَن الزُّهْريّ. فقال ابن العربيّ: قد رويته من ثلاثة عشر طريقا، غير طريق مالك.
فقالوا لَهُ: أفِدنا هذه الفوائد، فوعدهم، ولم يُخْرج لهم شيئا. وفي ذَلكَ يَقُولُ خَلَفُ بنُ خَير الأديب:
يا أهل حمصَ [2] ومَن بها أُوصيكُمُ ... بالبرّ والتَّقْوَى وصيَّةً مُشْفِقِ
فخُذُوا عَن العربيّ أسْمارَ الدّجى ... وخُذُوا الرّوايةَ عَنْ أمام متّقي
إنّ الفتى حُلْوُ الكلام مهذّبٌ ... إنْ لم يجِدْ خَبَرًا صحيحا يَخْلُقِ [3]
قلت: هذه الحكاية لا تدل عَلَى ضعف الرجل ولا بدّ.
172- محمد بْن عبد الرحمن بْن إبراهيم بْن يحيى [4] .
أبو الحسن بن الوزّان، صاحب الصّلاة بجامع قُرْطُبَة.
روى عَنْ: أَبِي عبد الله محمد بْن فَرَج.
وكان أديبا، فاضلا، معتنيا بالعلم والرواية، ثقة، ثبتا، طويل الصّلاة، كثير الذّكر.
__________
[1] وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل، فقال: ابن خطل متعلّق بأستار الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقتلوه» .
رواه البخاري في المغازي 8/ 13، باب: أين ركّز النبي صلّى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح. وفي الحج، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وفي الجهاد، باب قتل الأسير وقتل الصبر. وفي اللباس، باب: المغفر.
ومسلم، في الحج، رقم (1357) باب: جواز دخول مكة بغير إحرام.
والموطأ 1/ 423 في الحج. باب جامع الحج.
وأبو داود في الجهاد (2685) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام.
والترمذي في الجهاد (1693) باب ما جاء في المغفر.
والنسائي في الحج 5/ 201، باب دخول مكة بغير إحرام.
وأخرجه الحافظ الصوري، عن القاضي التنوخي بسنده في (الفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب) - تحقيقنا- ص 134 وما بعدها.
والخطيب البغدادي في: موضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 199.
وأبو يعلى الخليلي في: الإرشاد 1/ 11.
وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 8/ 373.
[2] يقصد بها إشبيلية بالأندلس، فهي كانت تسمّى حمص أيضا.
[3] التذكرة 4/ 1296، 1297، السير 20/ 202، نفخ الطيب 1/ 156.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 591 رقم 1298.

(37/163)


توفي رحمه الله في جمادى الآخرة.
173- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الطفيل بن الحسن بن عظيمة [1] .
الإشبيليّ، الأستاذ، المقرئ.
رحل وأخذ القراءات عَن ابن الفحّام بالثَّغْر، وأبي الحسين بْن الخشّاب بمصر.
أخذ عنده ولده عَيّاش.
وله قصيدة في القراءات، وكتاب «الغنية» .
روى عَنْهُ: أبو مروان الباجي، وأبو بَكْر بن خير.
وقد حدَّث عَنْ أَبِي عليّ الغسّانيّ، وطبقته.
تُوُفّي في صفر سنة 43، قاله ابن [الأبّار] [2] .
174- محمد بْن عليّ [3] .
أبو غالب البغداديّ، المكبّر، المعروف بابن الدّاية.
سَمِعَ: « [صفة] [4] المنافق» من ابن المسلمة، وسماعه صحيح، ثُبّت في سنة أربعٍ وستّين بخطّ طاهر النيْسابوريّ.
وتُوفي في المحرّم، قاله أبو سعد.
قلت: روى عَنْهُ: حمزة ومحمد ابنا عليّ بْن القنَّبِيطيّ، وسليمان وعليّ ابنا المَوْصِليّ، وجماعة آخرُهم الفتْح بْن عبد السّلام.
وعاش تسعا وثمانين سنة.
وكان أَبُوهُ فرّاشا في بيت رئيس الرؤساء [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الإشبيلي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] بياض في الأصل.
[3] انظر عن (محمد بن علي المكبّر) في: المنتظم 10/ 136 رقم 206 (18/ 69 رقم 4155) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 174، 175 رقم 110.
[4] في الأصل بياض.
[5] قال ابن النجار: هو أبو غالب، لا يعرف اسم جدّه. كان أبوه فرّاشا في بيت رئيس الرؤساء، أمّه داية لهم، فربّي معهم، وسمع مع الأولاد على أبي جعفر ابن المسلمة، وغيره، وسمع منه

(37/164)


175- محمد بْن عليّ بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ [1] .
أبو بَكْر الكابُليّ [2] .
روى عَنْ: عبد الجبّار بْن عبد الله بْن برزة الواعظ بأصبهان.
روى عَنْهُ: أبو موسى بْن المَدِينيّ، وقال: تُوُفّي في العشرين من صَفَر سنة ثلاثٍ وأربعين.
وقال: قِيلَ إنّ مولده سنة ثلاثٍ أو أربعٍ أو ستٍّ وأربعين وأربعمائة. وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو بَكْر أحمد بْن أَبِي نصر الخِرَقيّ.
176- محمد بْن أَبِي بَكْر عَمْرو بْن محمد بْن القاسم [3] .
أبو غالب الشّيرازيّ، من شيوخ أَبِي موسى المَدِينيّ.
هُوَ نَسَبه.
وذكره أبو سعد السّمعانيّ فسمّى جدّه محمد: «أحمد» . وكذا قَالَ عبد الرحيم الحاجّيّ في «الوَفَيَات» .
تُوُفّي يوم عيد الفِطر.
وقال ابن السّمعاني: كَانَ شيخا، عالما، صالحا، سديد السّيرة، سَمِعَ:
المظفَّر البزاني، وابن شكرويه، وجماعة.
ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
وقال أبو موسى: كن خازن كُتُب الصّاحب.
177- محمد بْن عليّ بْن محمد بن خشنام [4] .
__________
[ () ] الحفّاظ والكبار، وكان يكبّر في الجامع خلف الخطيب، وكان سماعه صحيحا.
[1] انظر عن (محمد بن علي الكابلي) في: الأنساب 10/ 301، 302، والتحبير 2/ 185، 186 رقم 820، والباب 3/ 18، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 76 ب.
[2] الكابلي: بضم الباء الموحّدة. نسبة إلى كابل. وهي عاصمة أفغانستان حاليا.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 233 أ، والتحبير 2/ 202، 203 رقم 843، وفيه: «مُحَمَّد بن عَمْرو بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن علي المرزبان بن شهريار الشيرازي الخازن» .
[4] انظر عن (محمد بن علي الملحمي) في: التحبير 2/ 187، 188، رقم 823، والأنساب 11/ 465، 466، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 67 ب.
وورد في (التحبير) : «خوشنام» .

(37/165)


المَرْوَزِيّ، المُلْحَمِيّ [1] ، الصُّوفيّ [2] .
شيخ معمّر، عاش بضْعًا وتسعين سنة، فيه خير ودين.
سُمع منه سنة أربعٍ وستّين، من عبد العزيز بْن موسى القصّاب [3] عَن الدّهّان، عَنْ فاروق الخطّابيّ.
روى عَنْهُ: السّمعانيّ [4] ، وعبد الرّحيم.
178- محمد بْن علي بْن محمد بْن علي [5] .
أبو العزّ البُسْتيّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ بمَرْو، وغيرها جماعة، وسافر الكثير، وسلك البوادي عَلَى التّجريد والوحدة.
وحدَّث عَنْ: موسى بْن عِمران، وجماعة، حتّى إنّه روى عن السّفليّ.
قَالَ السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ بمَرْو وبشاوَر، وكان شيخنا إسماعيل بْن أَبِي سعد يسيء الثّناء عَلَيْهِ.
وُلِد سنة 471، ومات في ثاني ذي القعدة.
179- محمد بْن محمد بْن الطّبْر [6] .
أبو الفرج القصريّ، الضّرير، المقرئ.
__________
[1] الملحميّ: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما. (الأنساب) .
[2] زاد في (التحبير) : «الكواز» .
[3] في الأصل: «القطان» .
[4] وهو قال: كان شيخا صالحا، عفيفا، مستورا، مكتسبا، كثير الرغبة في مجالس الخير والعمل، عمّر العمر الطويل، ووجد شيخنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب سماعه في كتاب «السنن» لأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، عن أبي عمر عبد العزيز بن موسى القصاب المعلّم، بقراءة جدّي الإمام أبي المظفّر في سنة أربع وستين وأربعمائة، عن أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ، عن فاروق. قرأت عليه من أول الكتاب قدر ورقتين، ولا حدّث بشيء إلا ذلك القدر. ولم يحدّثنا عن شيخه إلا هو. وكانت ولادته تقديرا سنة ست أو سبع وأربعين وأربعمائة بمرو.
[5] انظر عن (محمد بن علي البستي) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.
[6] لم أجده.

(37/166)


عن: ابن طلحية النِّعاليّ، وابن البَطَر، وجماعة.
وعنه: أبو سعْد السَّمْعانيّ، وأبو القاسم بْن عساكر، وعليّ بْن أحمد بْن وهْب.
شيخ ابن النّجّار، وهو صالح خيّر لا بأس بِهِ، يؤمّ بمسجد.
تُوُفّي في جُمادَى الآخرة وأنّما أضرّ بأخَرَة.
180- المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الحسين بْن أَبِي طاهر [1] .
أبو بَكْر الخفّاف، البغداديّ، الظَّفَريّ، المفيد. كَانَ يفيد الغُرباء عَن الشّيوخ.
سَمِعَ الكثير، وأفْنَى عُمره في الطَّلَب. وسمع العالي والنّازل. وأخذ عمّن دبّ ودَرَج، وما يدخل أحد بغدادَ إلّا ويبادر ويسمع منه.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وهو سريع القراءة والخطّ، يشبه بعضه بعضا في الرّداءة. وكان يدور معي عَلَى الشّيوخ.
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بَيَان، وأبا عليّ بْن نبهان، وعليّ بْن أحمد بْن فتحان الشّهرزوريّ، فمن بعدهم.
سمعت منه وسمع منّي، وقال لي: وُلِدتُ في سنة تسعين وأربعمائة.
تُوُفّي في تاسع وعشرين جُمادى الأولى.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : أبو بَكْر المفيد، يُعرف أَبُوهُ بالخفّاف، سَمِعَ خلقا كثيرا، وما زال يسمع العالي والنّازل، ويتتبّع الأشياخ في الزّوايا، وينقل السّماعات، فلو قِيلَ: إنّه سَمِعَ من ثلاثة آلاف شيخ لما رُدَّ القائل.
وانتهت إِلَيْهِ معرفة المشايخ، ومقدار ما سمعوا والإجازات لكثرة دربته في
__________
[1] انظر عن (المبارك بن كامل) في: المنتظم 10/ 137 رقم 208 (18/ 70 رقم 4157) ، والكامل في التاريخ 11/ 136، والعبر 4/ 119، 120، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 299، 300 رقم 203، ومرآة الجنان 3/ 279، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 414، 215 رقم 101، ولسان الميزان 5/ 11، 12، وكشف الظنون 199، وشذرات الذهب 4/ 135، 136، وهدية العارفين 2/ 2، والأعلام 6/ 151، ومعجم المؤلفين 8/ 173.
[2] في المنتظم.

(37/167)


ذَلكَ. وكان قد صحِب هَزَارسبَ [1] بْن عَوَض، ومحمود الأصبهانيّ، إلّا أنّه كَانَ قليل التّحقيق فيما ينقل من السّماعات، لكونه، يأخذ عَنْ ذَلكَ ثمنا، وكان فقيرا إلى ما يأخذ، ولكن كثير التّزويج والأولاد [2] .
181- المبارك بْن المبارك بْن أَبِي نصر بْن زُوما [3] .
أبو نصر البغداديّ، الحنْبليّ، الرّفاء، ثمّ تحوَّل شافعيّا وتفقّه عَلَى أَبِي سعد المِيهنيّ. وبرع في المذهب، وكان من الصُّلحاء العُبّاد [4] .
سَمِعَ من: أُبَيّ النَّرْسيّ، وطبقته.
وحدَّث.
ومات كهْلًا، رحمه اللَّه.
182- منير بْن محمد بْن منير [5] .
أبو الفضل النَّخَعيّ [6] ، الرّازيّ، واعظ.
سَمِعَ ببغداد: عاصم بْن الحَسَن، ومالك البانياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، وجماعة.
روى عَنْهُ: عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وغيره.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ عَلَى التَّرِكات، وسمعت جماعة يسيئون الثّناء عليه. كتبت عنه.
__________
[1] في الأصل: «هزارست» ، وورد في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 214 «هزارست» ، وفي.
شذرات الذهب «هزاراست» .
[2] وقال ابن النجار: أفاد الطلبة والغرباء، وخرّج التخاريج، وجمع مجموعات، منها كتاب «سلوة» الأحزان» نحو ثلاثمائة جزء وأكثر، وحدّث بأكثر ما جمعه، وبقليل من مرويّاته، وسمع من الكبار والقدماء.
وكان صدوقا مع قلّة فهمه ومعرفته، وخرّج لنفسه معجما لشيوخه.
[3] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: المنتظم 10/ 136، 137 رقم 207 (رقم 207 (18/ 69، 70 رقم 4156) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 299 وفيه: «روما» .
[4] وقال ابن الجوزي: وتفقّه على شيخنا الدينَوَريّ، وتفقّه على أسعد ثم على ابن الرزّاز، وبرز في الفقه، ثم أخرج من المدرسة إخراجا عنيفا.
[5] لم أجده.
[6] النّخعيّ: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها العين المهملة. هذه النسبة إلى النّخع، وهي قبيلة من العرب نزلت الكوفة. (الأنساب 12/ 60) .

(37/168)


وتُوُفّي في ذي القعدة. ووُلِد في سنة خمسٍ وستّين.
183- موسى بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي زيد [1] .
أبو عبد الله الفَرْغَانيّ [2] ، الصُّوفيّ.
قدِم بغدادَ، وحجَّ كثيرا. وكان شيخا صالحا، خَدُومًا، ذكر أنّه سَمِعَ من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، ولم يظهر لَهُ شيء.
تُوُفّي بدمشق في صَفَر.
- حرف الياء-
184- ياقوت [3] .
أبو الدُّرّ الرُّوميّ، التّاجر، السّفّار، عتيق عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن البخاريّ.
سَمِعَ معه من ابن هَزَارْمُرْد الصَّرِيفِينيّ كتاب «المُزاح والفُكاهة» للزُّبَير، وسمع مجالس المخلّص.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شيخا ظاهره الصّلاح والسّداد، لا بأس بِهِ، حدَّث بالعراق ودمشق، ومصر.
وقال ابن عساكر [4] : قدِم دمشقَ، ومصر، مرّات للتّجارة، ولم يكن يفهم شيئا، وتُوُفّي بدمشق في شعبان.
قلت: روى عَنْهُ: ابن عساكر، وولده القاسم، وابن السّمعانيّ، وأبو المواهب بْن صَصْرَى، ومحمد بْن وهْب بْن الزَّنْفِ [5] ، والحسين بْن كامل
__________
[1] لم أجده.
[2] الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين أحدهما فرغانة وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون.
والثاني: فرغان قرية من قرى فارس.
[3] انظر عن (ياقوت) في: الأنساب 6/ 188، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 198، 199 رقم 96، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1742، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 170 رقم 115، والعبر 4/ 120، ومرآة الجنان 3/ 280، والنجوم الزاهرة 5/ 283، وشذرات الذهب 4/ 136.
[4] في مشيخته، ورقة 239 ب.
[5] الزّنف: بفتح الزاي وسكون النون وآخره فاء، (الإستدراك: باب الدّنف، والزّنف) .

(37/169)


المعبّر، وعقيل بن بْن الحسين بْن أَبِي الجنّ، وأحمد بْن وهْب بْن الزَّنْفِ، وعبد [الرحمن] [1] بْن سلطان بْن يحيى القُرَشيّ، وعبد الرحمن بْن إسماعيل الجنْزَويّ، وعبد الرحمن بْن عبد الواحد بْن هلال، وعبد الصّمد بْن يونس التَّنُوخيّ، وطائفة سواهم.
185- يحيى بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد [2] .
أبو جعفر بْن الزوّال.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنَبيّ، وعامر بْن الحَسَن.
وعنه: ابن سُكَيْنَة، ويوسف بْن المبارك بْن كامل.
مات في ربيع الأَوَّل. قاله ابن النجّار.
186- يحيى بْن محمد بْن سعادة بْن فصّال [3] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحسن العبْسيّ، وأبي القاسم بْن النّخّاس.
وحجَّ فسمع من رزين بْن مغرب كتاب «تجريد الصّحاح» وكتاب «فضائل مكَّة» .
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن بَشْكُوال، وأبو خَالِد المَرَوانيّ، وأبو الحَسَن بْن مؤمن، وأبو القاسم الشّرّاط.
187- يوسف بن دوناس بن عيسى [4] .
__________
[1] في الأصل بياض. والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
[2] لم أجده. وهو في (ذيل تاريخ بغداد) لابن النجار، في الجزء الّذي لم يصلنا.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (يوسف بن دوناس) في: تاريخ دمشق، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 298 (في المتوفين سنة 542 هـ.) ، ومعجم البلدان 4/ 277، 278، وفيه تحرّف اسم «دوناس» إلى «درناس» ، واللباب 2/ 442، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 200، 201، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 28/ 80، 81 رقم 61، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 209، 210، رقم 133، والعبر 4/ 120، ومرآة الجنان 3/ 280، والبداية والنهاية 12/ 224، 225، وفيه تحرّف اسم «دوناس» إلى «درناس» ، والنجوم الزاهرة 5/ 282 تحرّف فيه أيضا إلى «درناس» وشذرات الذهب 5/ 136 وفيه تحرّف إلى «دوباس» .

(37/170)


أبو الحَجّاج الفِنْدَلاويّ [1] ، المغربيّ الفقيه المالكيّ، الشّهيد، إن شاء اللَّه.
قدِم الشّام حاجّا، فسكن بانياس مدَّةً، وكان خطيبا بها، ثمّ انتقل إلى دمشق، ودرَّس بها الفقه، وحدَّث «بالموطّأ» .
أنبأنا المسلم بن محمد بن عَن القاسم بْن عساكر: أَنَا أَبِي أَنَا أبو الحَجّاج الفِنْدَلاويّ: أنبا محمد بْن عبد الله بْن الطّيّب الكلْبيّ، أنبا أَبِي، أنبا عبد الرحمن الخِرَقيّ، أَنَا عَلِيّ بْن محمد الفقيه، فذكر حديثا.
قَالَ الحافظ ابن عساكر [2] : كَانَ الفِنْدَلاويّ حَسَن الفاكهة، حُلْو المحاضرة، شديد التّعصُّب لمذهب أهل السُّنَّة، يعين الأشاعرة، كريم النّفس، مطّرحا التّكلُّف، قويّ القلب. سَمِعْتُ أبا تُراب بْن قيس [3] يذكر أنّه كَانَ يعتقد اعتقاد الحَشَويَّة، ويبغض الفِنْدَلاويّ لردّه عليهم، وأنّه خرج إلى الحجّ، وأسر في الطّريق، وألقي في جبّ، وألقي عليه صخرة، وبقي كذلك مدَّة يُلْقى إِلَيْهِ ما يأكل، وأنّه أحسّ ليلة بحسّ، فقال: من أنت؟ فقال: ناولْني يدك. فناوله يده، فأخرجه من الْجُبّ، فلمّا طلع إذا هُوَ الفِنْدَلاويّ، فقال: تُبْ ممّا كنت عَلَيْهِ.
فتاب عَلَيْهِ.
قَالَ ابن عساكر: وكان ليلة الختْم في رمضان يخطب رَجُل في حلقة الفِنْدَلاويّ بالجامع ويدعو، وعنده أبو الحسن بْن المسلم الفقيه، فرماهم خارجٌ من الحلقة بحجر، فلم يُعرف. وقال الفِنْدلاويّ: اللَّهمّ اقطَعْ يدَه. فما مضى إلّا يسير حتّى أُخذ قُصَيْر [4] الرّكابيّ من حلقة الحنابلة ووُجِد في صندوقه مفاتيح كثيرة تفتح الأبواب للسّرقة، فأمر شمس الملوك بقطْع يديه، ومات من قطعهما.
__________
[1] الفندلاوي: بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة. نسبة إلى فندلاو. (اللباب) . قال ياقوت: أظنه موضعا بالمغرب. (معجم البلدان) . وقد تحرّفت النسبة إلى «الفندلاوي» بالقاف، في شذرات الذهب.
[2] في تاريخ دمشق، المختصر.
[3] هو أبو تراب بن قيس بن حسن البعلبكي كما في تاريخ دمشق.
[4] في تاريخ دمشق: «خضير» .

(37/171)


قُتِلَ الفِنْدَلاويّ يوم السّبت سادس ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ بالنَّيْرَب [1] مجاهدا للفرنج. وفي هذا اليوم نزلوا عَلَى دمشق، فبقوا أربعة أيّام، ورحلوا القلّة العَلَف والخوف من العساكر المتواصلة من حلب، والموصل نجدة.
وكان خروج الفِنْدَلاويّ إليهم راجلا فيمن خرج.
وذكر صاحب «الرَّوضتين» أنَّ الفِنْدَلاويّ قُتِلَ عَلَى الماء قريب الرّبوة، لوقوفه في وجوه الفرنج، وترك الرجوع عَنْهُمْ، اتّبع أوامر اللَّه تعالى وقال بِعْنا واشتري. وكذلك عبد الرحمن الحلحوليّ الزّاهد، رحمه اللَّه، جرى أمرُه هذا المجرى.
وذكر ابن عساكر أنّ الفندلاويّ رئي في المنام، فقيل لَهُ: أين أنت؟
فقال: في جنّات عدن عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 37: 44 [2] . وقبره يُزار بمقبرة باب الصّغير من ناحية حائط الْمُصَلَّى، وعليه بلاطة كبيرة فيها شرْحُ حاله.
وأمّا عبد الرحمن الحلحوليّ [3] فقبره في بستان الشّعبانيّ، في جهة شرفه، وهو البستان المُحاذي لمسجد شعبان المعروف الآن بمسجد طالوت.
وقد جَرَت للفِنْدَلاويّ، رحمه اللَّه، بحوث، وأمور، وحِسْبة مَعَ شرف الإسلام ابن الحنبليّ في العقائد، أعاذنا الله من الفتن والهوى.
__________
[1] النّيرب: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، وباء موحّدة. قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ في وسط البساتين. قال ياقوت: أنزه موضع رأيته، يقال فيه مصلّى الخضر. (معجم البلدان 5/ 330) .
[2] في سورة الصافات، الآيتين 43 و 44: في جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 37: 43- 44.
[3] تقدّمت ترجمته برقم (154) .

(37/172)


سنة أربع وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
188- أَحْمَد بْن الوزير نظام المُلْك الحَسَن بْن عليّ بْن إسحاق [1] .
أبو نصر الطُّوسيّ، الصّاحب، الرّئيس.
سكن بغداد عند مدرسة والده، وكان وزيرا، في دولتي الخليفة والسّلطان، وآخر ما وَزَرَ للمسترشد باللَّه في رمضان سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وعُزِل بعد ستَّة أشهر، ولزِم منزله، ولم يتلبَّس بعدها بولاية.
وآخر من روى عَنْهُ حفيده الأمير داود بْن سليمان بْن أحمد.
وكان صدرا، بهيّ المنتظر، مليحَ الشَّيْبة، يملأ العين والقلب، قعد عَن الأشغال، وكان جليس يَمْنَة.
وحدَّث عَنْ: أبيه، وأبي الفضل الحسناباذيّ، وغيرهم، وأبو الفضل كان عبد الرّزّاق الرّاوي، عَن الحافظ ابن مَرْدَوَيْه، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وذكره في «معجمه» ، وقال: تُوُفّي في الخامس والعشرين مِن ذي الحجة، ودُفِن بداره. عاش تسعا وسبعين سنة.
189- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن نظام الملك) في: المنتظم 10/ 138، 139 رقم 209 (18/ 72 رقم 4158) ، والكامل في التاريخ 11/ 147، والفخري 306، وسير أعلام النبلاء 20/ 236 رقم 153، والبداية والنهاية 12/ 226، والوافي بالوفيات 6/ 321.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله البهوني) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 14 أ، والتحبير 2/ 444، 445 رقم 5 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 1/ 517، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 38، 39، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 68 ب.

(37/173)


أبو نصر البَهْوَنيّ [1] . وبَهْوَنَة: من قرى مَرْو.
إمام فاضل، لكن اختلط في آخر عمره واختلّ.
سَمِعَ: هبة اللَّه بْن عبد الوارث الشّيرازيّ، وأبا سعيد محمد بْن عليّ البَغَويّ.
ذكره ابن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» [2] ، وقال: تُوُفّي في ربيع الآخر [3] .
190- أحمد بْن عبد الباقي بْن الجلّا [4] .
أبو البَرَكات، أمين القاضي ببغداد.
حدَّث عَنْ: نصر بْن البَطِر.
وعنه: ابن السّمعانيّ، وإبراهيم بْن سُفْيان بْن مَنْدَهْ.
وكان مقرئا، مجوِّدًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
191- أحمد بْن علي بْن أَبِي جعفر بْن أَبِي صالح [5] .
الإمام، أبو جعفر البَيْهَقيّ، النَّحْويّ، المفسّر، المعروف ببو جَعَفْرَك.
نزيل نَيْسابور، وعالِمها.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ إماما في القراءة، والتّفسير، والنَّحْو، واللّغة، وصنَّف
__________
[1] البهوني: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والنون. نسبة إلى بهونة: اسم لإحدى القرى من بنج ديه.
[2] ورقة 14 أ.
[3] وزاد في التحبير: ولد في العشرين من شعبان سنة ست وستين وأربعمائة.. كان إماما فاضلا، متفنّنا، مناظرا، مبرّزا، عارفا بالأدب واللغة، مليح الشعر، نظر في علوم الأوائل وحصّل منها طرفا، مع حسن الاعتقاد، وسرعة الدمعة والمواظبة على الصلاة. سمعت منه كتاب «فضيلة العلم والعلماء» من جمع هبة الله الشيرازي بروايته عنه. وكان قد اختلّ في آخر عمره واختلط وخفّ دماغه.
[4] لم أجده. ولعلّه في معجم شيوخ ابن السمعاني.
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن أبي جعفر) في: معجم الأدباء 4/ 49- 51، وإنباه الرواية 1/ 89، 90، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، وسير أعلام النبلاء 20/ 208، 209 رقم 132، والوافي بالوفيات 7/ 214، 215، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 188، وطبقات المفسّرين للسيوطي 4، وبغية الوعاة، له 1/ 46، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 54، 55، وكشف الظنون 269، 1619، 2052، وروضات الجنات 71، وهدية العارفين 1/ 84، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 239.

(37/174)


المصنَّفات المشهورة.
وسمع: أحمد بْن محمد بْن صاعد، وعليّ بْن الحسين بْن العبّاس الصَّنْدليّ.
وولد في حدود السّبعين وأربعمائة.
وذكره جمال الدّين القفْطيّ في «تاريخ النَّحْويّين» [1] فقال: صنَّف التّصانيف المشهورة، منها كتاب «تاج المصادر» . وظهر لَهُ تلامذة نُجباء. وكان لا يخرج من بيته إلّا في أوقات الصّلاة. وكان يُزار ويُتَبَرَّك بِهِ.
تُوُفّي رحمه اللَّه بلا مرض في آخر يوم من رمضان، وازدحم الخلْق عَلَى جنازته.
192- أحمد بْن عليّ بْن حمزة بْن جبيرة [2) .] أبو محمد البَصْلانيّ [3] ، ويُعرف بطفان [4] .
طلب بنفسه، وكتب عَنْ: ابن البَطِر، والنِّعالي، وعاصم بْن الحَسَن، وطِراد.
وقال ابن النّجّار: روى اليسير لسوء طريقه، وقُبْح أفعاله. كَانَ ينجّم ويتمسخر عَلَى العرب، ويحضر مجالس اللهو، فتركوه.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن عساكر، والمبارك بْن كامل، ونور العين بنت المبارك.
قال ابن ناصر: متروك، لا تجوز الرّواية عَنْهُ.
وقال ابن شافع: مات في رجب [5] .
__________
[1] إنباه الرواة بأنباه النّحاة 1/ 89، 90.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن حمزة) في: المغني في الضعفاء 1/ 48 رقم 366، وميزان الاعتدال 1/ 123 رقم 493، ولسان الميزان 1/ 232، 233 رقم 727، و 728 وفيه:
«أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة ويعرف بابن البصلاني» .
[3] البصلاني: بفتح الباء الموحّدة، والصاد المهملة، واللام ألف وبعدها النون. هذه النسبة إلى البصلية وهي محلّة على طرف بغداد. (الأنساب 2/ 236) .
[4] هكذا في الأصل. وفي لسان الميزان 1/ 233: «طعان» .
[5] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمري» : إنّ من أطرف ما وقفت

(37/175)


193- أحمد بْن محمد بْن الحسين [1] .
القاضي، أبو بَكْر الأرّجانيّ [2] ، ناصح الدّين، قاضي تُسْتَر [3] ، وصاحب الدّيوان الشّعر المشهور.
كَانَ شاعر عصره، مدح أمير المؤمنين المسترشد باللَّه.
وسمع من أَبِي بَكْر بْن ماجة الأَبْهريّ حديث لُوَيْن [4] .
روى عَنْهُ جماعة منهم: أبو بَكْر محمد بْن القاسم بْن المظفّر بْن الشَّهْرُزُوريّ، وعبد الرحيم بن أحمد بن الإخْوَة، وابن الخشّاب النَّحْويّ، ومنوجهر بْن تُرْكانشاه، ويحيى بن زيادة الكاتب.
__________
[ () ] عليه للمؤلّف الذهبي- رحمه الله- ما ذكره في (ميزان الاعتدال) ، فبعد أن ذكر: «أحمد بن علي بن حمزة» قال: تركه بعض الحفّاظ، ولا أعرفه، لكن وجدته هكذا بخطّي في «المغني» ! فكيف لا يعرفه وقد ذكره هنا؟
وذكره ابن حجر مرتين، الأولى باسم: «أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة» هكذا. (رقم 727:) ، والثانية باسم: «أحمد بن علي بن حمزة» ، ثم قال: «وهذا هو الّذي قبله بعينه، فهو أحمد بن علي بن حمزة بن جبير» . (هكذا) في الأولى: جبيرة، وفي الثانية: جبير. (لسان الميزان 1/ 232 و 233) .
[1] انظر عن (أحمد بن محمد الأرّجاني) في: المنتظم 10/ 139، 140 رقم 210 (18/ 72- 74 رقم 4159، والأنساب 1/ 174، ومعجم البلدان 1/ 144، وخريدة القصر (قسم العراق) 1/ 141، 187، 188 و 2/ 190، والكامل في التاريخ 11/ 147، ووفيات الأعيان 1/ 151- 155، وبدائع البدائه لابن ظافر 378 رقم 472، والتذكرة الفخرية للإربلي 16، 168، 183، 260، والمختصر في أخبار البشر 2/ 49، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 210، 211 رقم 134، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، ودول الإسلام 2/ 60، والعبر 4/ 121، وتاريخ ابن الوردي 2/ 77، 78، وعيون التواريخ 12/ 422- 430، والبداية والنهاية 12/ 226، 227، ومرآة الجنان 3/ 281، 282، والوافي بالوفيات 7/ 373- 378، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 51، 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 110- 112، والنجوم الزاهرة 5/ 285، وتاريخ الخلفاء 442، ومعاهد التنصيص 3/ 41- 46، وشذرات الذهب 4/ 137، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 33، 34، وهدية العارفين 1/ 84، وديوان الإسلام 1/ 102 رقم 130 وانظر ديوانه، طبعة المطبعة الجديدة، بيروت 1307 هـ. بتصحيح أحمد عباس الأزهري. وطبعة 1317 هـ. ببيروت، نشره عبد الباسط الأنسي.
[2] سيأتي التعريف بهذه النسبة في آخر الترجمة.
[3] تستر: بضم أوله وسكون ثانيه، وفتح ثالثه. وهي مدينة مشهورة بخوزستان. (معجم البلدان 2/ 29) .
[4] هو الحافظ أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. توفي سنة 246 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في حوادث ووفيات (241- 250 هـ) ص 438، 439 رقم 437.

(37/176)


وأصله شيرازيّ. وكان في عنفوان شبابه بالمدرسة النّظاميَّة بأصبهان، وناب في القضاء بعسكر مُكْرَم. والّذي جُمِع من شِعره لا يُكَوِّن العُشْر منه.
قَالَ العِماد في «الخريدة» [1] : لمّا وافيت عسكر مُكْرَم [2] لقيتُ بها ولد رئيس الدّين محمدا، فأعارني إضْبارةً كبيرة من شِعر والده. مَنْبتُ شجرته أَرَّجان، ومواطن [3] أُسرته تُسْتَر، وعسكر مُكْرَم من خُوزِسْتان. وهو وإن كَانَ في العجم مولده، فمن العرب محتِده، سَلَفُه القديم من الأنصار، لم يسمح بنظيره سالِف الأعصار، أوْسِيّ الأسّ خَزْرَجِيُّه، قسِيُّ النُّطْق إِيادِيُّه، فارسيُّ القلم، وفارس ميدانه، وسليمان برهانه، من أبناء فارس، الّذين نالوا العِلم المعلَّق بالثُّرَيّا. جمع بين العُذوبة والطّيب في الطّيب والرّيّا.
وله:
أَنَا أشعر الفُقهاء غير مُدَافَعٍ ... في العصر، أو أَنَا أفْقَهُ الشُّعَراءِ
شِعري إذا مات قلتُ دَوَّنَهُ الوَرَى ... بالطَّبْع لا بتكلُّفِ الإلْقاءِ
كالصَّوت في حُلَلِ الْجِبال إذا علا ... للسَّمْع هاجَ تجاوبَ الأصْداءِ [4]
وله:
شاوِر سِوَاكَ إذا نابَتْكَ نائبةٌ ... يوما، وإن كنتَ من أهلِ المشُوراتِ
فالعينُ تَنظر منها [5] ما دَنَا [6] ونَأَى [7] ... ولا ترى نفسها إلّا بمرآة [8]
__________
[1] انظر ج 1/ 141.
[2] عسكر مكرم: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء المخفّفة، وميم. بلد مشهور من نواحي خوزستان. (معجم البلدان 4/ 123) .
[3] في الخريدة: «موطن» ، ومثله في وفيات الأعيان 1/ 152.
[4] وفيات الأعيان 1/ 152، النجوم الزاهرة 5/ 285، معاهد التنصيص 3/ 42 وفيه ورد البيت الأول على هذا النحو:
أنا أفقه الشعراء غير مدافع ... في العصر، لا بل أشعر الفقهاء
[5] في وفيات الأعيان: «فالعين تلقى كفاحا» ، ومثله في: معاهد التنصيص، والوافي بالوفيات 7/ 378.
[6] في الأصل: «ما دنى» .
[7] في المعاهد: «ما نأى ودنا» .
[8] وفيات الأعيان 1/ 152، معاهد التنصيص 3/ 45، الوافي بالوفيات 7/ 378.

(37/177)


وله:
ولمّا بلوتُ النّاسَ أطلبُ عندهُم ... أخا ثِقَةٍ عند اعتراض الشّدائدِ
تطلَّعتُ في حالَيْ رَخاءٍ وشِدَّةٍ ... وناديتُ في الأحياء: هَلْ من مُساعِدِ؟
فلم أرَ فيما ساءني غيرَ شامِتٍ ... ولم أرَ فيما سَرَّني غيرَ حاسِدِ
مُتِّعْتُما [1] يا ناظِريَّ بنظْرةٍ ... وأوردتْما قلبي أشرَّ [2] المواردِ
أعينيّ كفّا عن فؤادي فإنّه ... كمن البغْي سعْيُ اثنينِ في قتْلِ واحدِ [3]
وله يمدح خطير الملك محمد بن الحسين بن وزير السّلطان محمد السَّلْجُوقيّ:
طَلَعَتْ نجومُ الدّين فوق الفَرْقَد ... بمحمّدٍ، ومحمّدٍ، ومحمدِ
نبيُّنا الهادي وسُلْطانِ الوَرَى ... ووزيره المولى الكريم المُنْجِدِ
سَعْدان للأفلاك يَكْنفانها ... والدّين يكنفُهُ ثلاثةُ أَسعدِ
بكتاب ذا، وبسيفِ ذا، وبرأي ذا ... نُظِمَتْ أُمورُ الدّين بعد تبدُّدِ
فالمعجزاتُ لمُفْتَرٍ، والباتراتُ ... لمُعتَدٍ، والمكرُماتُ لمُجْتَدِي
للَّه دَرُّ زَمانِه من ماجدٍ ... ملِك أغرّ من المكارم أصْيدِ
وله:
ما جُبْتُ آفاقَ البلادِ مطوِّفًا ... إلّا وأنتُم [4] في الوَرَى مُتَطَلّبي
سعيي إليكم في الحقيقة، والَّذي ... تجدون عنكم فهو سعْيُ الدّهرِ بي
أنحوكمُ ويردُّ وجهي القَهْقَرَى ... عنكم بسَيْري [5] مثلُ سَيْر الكوكَبِ
فالقَصْدُ نحو المشرِق الأقصى لكُم ... والسّيْر رأي العين نحو المغرب [6]
__________
[1] في الديوان والمصادر: «تمتّعتما» .
[2] في الأصل: «شرّ» ، والتصويب من المصادر.
وفي الكامل: «أمّر» .
[3] الديوان، والمنتظم 10/ 139 (18/ 73، 74) ، والكامل في التاريخ 11/ 147، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وعيون التواريخ 12/ 424، والبداية والنهاية 12/ 227 وباختلاف بعض الألفاظ.
وورد في معاهد التنصيص 3/ 45 البيتان الأخيران فقط، ومثله في: الوافي بالوفيات 7/ 378.
[4] في الأصل: «وثمّ» .
[5] في وفيات الأعيان: «فسيري» .
[6] وفيات الأعيان 1/ 153.

(37/178)


وله:
رثى لي وقد ساويته في نحو له ... خياليَ لمّا لم يكن لي راحِمُ
فدلَّسَ بي حتّى طرقْتُ مكانَهُ ... وأوْهَمتُ إلْفي أنّه بيَ حالمُ
وبِتْنا ولم يشْعُرْ بنا النّاسُ ليلة ... أَنَا ساهِرٌ في جفْنِه، وهْوَ نائمُ [1]
وله، وقد ناب عَن القاضي ناصر الدّين عبد القاهر بْن محمد بتُسْتَر، وعسكر مُكْرَم:
ومِن النّوائب أنّني ... في مثل هذا الشّغل نائبْ
ومِن العجائب أنَّ لي ... صبرا عَلَى هذي العجائبْ [2]
وله:
أَحُبُّ المرء ظاهِرُهُ جميلٌ ... لصاحِبِهِ وباطنُهُ سليمُ
مودّتُهُ تدومُ لكلّ هَوْلٍ ... وهل كلُّ مودّتُهُ تدومُ؟ [3]
وله:
وهل دُفِعتُ إلى الهمومِ تَنُوبُني ... منها ثلاثُ شدائد، جُمِعْنَ لي
أسَفٌ عَلَى ماضي الزّمانِ، وحَيْرَةٌ ... في الحال، وخشيَةُ المستقبلِ
ما إنْ وصَلْتُ إلى زمانٍ آخِرٍ ... إلَّا بَكيْتُ عَلَى الزّمان الأوَّلِ
وله:
حيث انتهيتَ من الهجرانِ لي فقِفْ ... ومن وراء دمي بِيضُ الظّبا [4] فخفِ [5]
يا عابثا بعداتِ الوصْلِ يُخْلِفُها ... حتّى إذا جاء ميعاد الفِراق يَفي
اعدِلْ كَفَاتِنِ قَدّ منك معتدِلٍ ... واعْطف كمائلِ غصن [6] منك منعطفِ
ويا عذولي ومَن يصْغي إلى عذلٍ ... إذا رَنَا أحور العينين لا تقف [7]
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 153، الوافي بالوفيات 7/ 374.
[2] وفيات الأعيان 1/ 152، الوافي بالوفيات 7/ 373، 374، معاهد التنصيص 3/ 42.
[3] وفيات الأعيان 1/ 154، الوافي بالوفيات 7/ 374.
[4] في عيون التواريخ: «سمر القنا» .
[5] في المنتظم: «فجف» .
[6] في عيون التواريخ: «كسائل صدغ» .
[7] في عيون التواريخ: «أحور العينين ذو هَيف» .

(37/179)


تَلَوَّم قلبي إنْ أصماه وناظره ... فيمَ اعتراضُك بين السّهم والهدف
سلوا عقائك هذا الحيّ أيَّ دمٍ ... للأعيُن النّجْل عند الأَعْيُن الذُّرُفِ
يستوصفون لساني عَنْ محبّتهم ... وأنت أصْدَقُ، يا دمعي، لهم فَصِفِ
ليست دموعي لنار الشّوق [1] مطفئة ... ، وكيف؟ والماء باد واللهب خَفِي
لم أَنْس يومَ رحيلِ الحيّ موقفَنَا ... والعِيسُ تَطْلُع أُولاها عَلَى شُرُفِ
وفي المحامل تَخْفَى [2] كلّ آنسةٍ ... أن ينكشف سجْفُها [3] للشّمس تنكسِفِ
يبين عَنْ مِعْصمٍ بالوهْم مُلْتزِم ... منها، وعن مبْسَم باللّحظ مُرْتَشِفِ
في ذمَّة اللَّه ذاك الركْب [4] إنّهم ... ساروا وفيهم حياةُ المُغرَم الدّنف
فإن أعش [5] بعدهم فردا فوا عجبا [6] ، ... وإن أمت هكذا وجدا [7] فيا أَسَفي [8]
وله:
قلبي وشِعري أبدا للوَرَى ... يصبح كلّ وحِماه مُباح
ولملوك العصر فيما أرى ... نهْب، وهذا لوجوه الملاح
الحُسْن للحسناء سيتجمع ... والحظّ الأمتع عند القباح
وله:
قِفْ يا خيالُ وإنْ تَسَاوينا ضَنا ... أَنَا منك أَولّى بالزّيارة مُوهنا
نافستُ طَيْفي في خيالي ليلة ... في أنْ يزورَ العامريَّةَ أيُّنا
فَسَرَيْتُ أعتجرُ الظَّلامَ إلى الحِمَى ... ولقد عناني من أُمَيْمَة ما عنا
وعقلْتُ راحلتي بفضْل زِمامِها ... لمّا رأيتُ خِيامَهُم بالمُنْحَنَى
لمّا طرقْتُ الحيَّ قالتْ خِيفةً: ... لا أنت إنْ عَلِم الغيورُ ولا أنا
فدنوت طوع مقالها مختفيا ... ورأيت خطب القوم عندي أهونا
__________
[1] في الديوان: «لنار الهمّ» .
[2] في الديوان، والمنتظم، وعيون التواريخ: «وفي الحدوج الغوادي» .
[3] في عيون التواريخ: «وجهها» .
[4] في الديوان: «الرهط» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، وعيون التواريخ.
[5] في الديوان: «فان أعن» .
[6] في الديوان والمنتظم: «فيا عجبا» . وفي عيون التواريخ: «فيا حزني» .
[7] في عيون التواريخ: «شوقا» .
[8] الديوان 267 وما بعدها، المنتظم 10/ 140 (18/ 74) ، وعيون التواريخ 12/ 423، 424.

(37/180)


سَتَرت مُحَيّاها مخافَةَ فِتْنَتي ... بَبَنَانها عنّي، فكانت أفْتَنا
وتجرَّدتْ أعطافُها من زِينةٍ ... عَمْدًا، فكان لها التّجرُّد أَزْيَنا
قَسَمًا بما زار الحجيجُ وما سَعَوْا ... زُمَرًا، وما نَحَرُوا عَلَى وادي مِنَا [1]
ما اعْتاد قلبي ذِكْرَ مَنْ سَكَن الحِمَى ... إلّا اسْتَطَارَ ومَلّ صدْري مَسْكَنا
وله:
لو كنتُ أجهلُ ما عملتُ، لَسَرَّني ... جهْلي، كما قد ساءني ما أعلمُ
كالصّعْوِ [2] يَرْتَع في الرّياض، وإنّما ... حُبِس الهَزَارُ لأنّه يترنَّمُ [3]
وله:
سِهامُ نَواظرٍ تُصْمي الرّمايا ... وهنَّ من الحواجب في حَنَايا
ومن عَجَب سهامٌ لم تفارقْ ... حَنَاياها وقد جرحتْ [4] حشايا
نهيتُكَ لا [5] تناضِلْها فإنّي ... رميتُ فلم يُصِبْ قلبي [6] سِوايا
جعلتُ طليعتي طرْفي سَفاها ... فدلّ عَلَى مَقَاتِلِي الخفايا
وهل يُحمَى حريمٌ [7] من عدوٍّ ... إذا ما الجيشُ خانتْه الرّمايا
هَزَزْنَ من القُدودِ لنا رِماحًا ... فخلَّينا القلوبَ لها ردايا [8]
ولي نَفَسٌ إذا ما أَشتدّ [9] شوقا ... أطار القلبَ من حُرَقٍ شظايا
ومحتَكِمٍ عَلَى العُشّاق جورا ... وأين من الدُّمى عدْلُ القضايا
يُرِيك بوَجْنَتَيه الوردَ غضّا ... ونورَ الأُقْحُوان من الثّنايا
ولا تَلُمِ المتيَّم في هواهُ ... فَعَدْلُ [10] العاشقين من الخطايا [11]
__________
[1] هكذا، وهي: «منى» .
[2] الصعو: العصفور الصغير.
[3] وفيات الأعيان 1/ 154.
[4] في الوافي: بالوفيات: «وقد أصمت» .
[5] في الوافي: «نهيتك أن» ، ومثله في التذكرة الفخرية.
[6] في الوافي: «سهمي» ، ومثله في: التذكرة الفخرية.
[7] في الأصل: «وهل يحمي حريمه» .
[8] في الوافي تحرّفت إلى: «درايا» .
[9] في الوافي: «امتدّ» .
[10] في الوافي: «فلوم» .
[11] الوافي بالوفيات 7/ 374، 375، وبعضها في: المنتظم، والأبيات الثلاثة الأولى فقط في

(37/181)


تُوُفّي الأرّجانيّ بتُسْتَر في شهر ربيع الأوّل، وأرّجان: بُلَيدة من كُوَر الأهواز، بشدّ الرّاء. ضبطها صاحب «الصّحاح» [1] .
واستعملها المتنبّي مخفَّفةً في قوله:
أَرَجَانَ أيَّتُها الْجِيَادُ، فإِنَّهُ ... عَزْمِي الّذِي يَذَرُ الوَشِيجَ مُكَسَّرَا [2]
194- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أُبيّ [3] الأمير أبو الفضل الفراتيّ الخونجانيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا عَمْرو عبد الله بْن عُمَر البَحِيريّ.
وكان مولده في سنة خمس وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في أواخر شوّال.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [5] ، وابنه عبد الرحيم.
__________
[ () ] التذكرة الفخرية للإربلي 168، 169.
وهي في الديوان 1554.
[1] الصحاح في اللغة للجوهري. كما ضبطها هكذا الحازمي في كتابه «ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه» . (وفيات الأعيان 1/ 155) .
وقيّدها ابن السمعاني في (الأنساب) ، وياقوت في (معجم البلدان) ، وابن الأثير في (اللباب) ، والمنذري في (التكملة لوفيات النقلة) بتشديد الراء المفتوحة.
وأنشد أبو علي الفارسيّ شاهدا لذلك قول الشاعر:
أراد الله أن يخزي بجيرا ... فسلّطني عليه بأرّجان
وقال ابن سيده: وخفّفه بعض متأخّري الشعراء، فأقدم على ذلك لعجمته. (توضيح المشتبه 1/ 186) .
[2] البيت في ديوان المتنبّي، بشرح البرقوقي 2/ 270.
وانظر: وفيات الأعيان 1/ 155، وتوضيح المشتبه 1/ 187.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الفراتي) في: الأنساب 5/ 224، و 420 ب، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 21 أ، ب، والتحبير 2/ 447، 448 رقم 8 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 2/ 487، 488، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 70 ب.
[4] في الأصل ومعجم شيوخ ابن السمعاني: «الخوجاني» .
وفي ملخص تاريخ الإسلام: «الجرجاني» .
والمثبت عن: التحبير، ومعجم البلدان، وفيهما: «خونجان: قصبة أستوا من نواحي نيسابور، وأهلها يسمّونها خوشان» .
[5] وهو قال: من أولاد العلماء، وكان فاضلا، ولي القضاء بقصبة خوجان وحمدوا سيرته.

(37/182)


195- أحمد بْن يحيى بْن عليّ [1] .
أبو البَرَكات السِّقْلاطُونيّ [2] ، الفقيه، المعروف بابن الصّبّاغ.
روى عَنْ: أَبِي نصر الزَّيْنبيّ.
سَمِعَ منه: ابن الخشّاب، والمبارك بْن عبد الله بْن النَّقُّور.
تُوُفّي في هذه السّنة تقريبا، أو بعدها.
196- إبراهيم بْن محمد بْن أحمد الْجَاجَرْميّ [3] .
ثمّ النَّيْسابوريّ، الفقيه.
يؤمّ بجامع نَيْسابور نيابة [4] .
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وجماعة.
197- إبراهيم بْن يحيى بْن إبراهيم بْن سعيد [5] .
أبو إسحاق بْن الأمين، القُرْطُبيّ.
قَالَ ابن بَشكُوال: أكثر عَنْ جماعة من شيوخنا، وكان من جِلَّة المحدّثين، وكبار المُسْنِدين، والأدباء المتفنّنين، من أهل الدّراية والرّواية.
أخذتُ عَنْهُ وأخذ عنّي، وكان من الدّين بمكان.
وولد في سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قلت: لَهُ استدراك عَلَى كتاب «الإستيعاب» [6] .
198- أسعد بن عليّ بن الموفّق بن زياد [7] .
__________
[1] لم أجده.
[2] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (54) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد الجاجرمي) في: الأنساب 3/ 160، 161، والتحبير 1/ 75، 76 رقم 6، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 37 أ، ومعجم البلدان 2/ 92.
و «الجاجرمي» : بفتح الجيمين، وسكون الراء، وكسر الميم. نسبة إلى جاجرم: بلدة بين نيسابور وجرجان.
[4] وقال ابن السمعاني: كان فقيها عفيفا، منزويا في المسجد الجامع الجديد، وينوب عن عبد الجبار بن محمد البيهقي إمام جامع نيسابور في الصلوات في الإمامة.. وكانت ولادته في سنة تسع وستين أو سبعين وأربعمائة، بشكّ فيه بجاجرم، إن شاء الله. (التحبير) .
[5] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 100 رقم 227.
[6] كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لابن عبد البرّ.
[7] انظر عن (أسعد بن علي) في: العبر 4/ 121، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم

(37/183)


الرّئيس، أبو المحاسن، الزِّياديّ [1] ، الهَرَويّ، الحنبليّ.
ثقة، صدوق، صالح، عابد، سديد السّيرة، دائم الصّلاة والذِّكْر، مستغرق الأوقات بالعبادة. وكان يسرد الصّوم.
وصفه ابن السّمعانيّ، وغيره، بهذا. وكان يسكن قديما مالين.
سَمِعَ «منتخب مُسْنَد عبد» ، من جمال الإسلام أبي الحسن الدّاوديّ و «صحيح البخاريّ» و «مسند الدّارميّ» أيضا. ووُلِد في رابع عشر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: الحافظان: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو الفتح محمد بْن عبد الرحمن الفاميّ، وعبد الجامع بن عليّ المعروف خخّة، وآخرون.
وروى عَنْهُ بالإجازة المؤيّد الطُّوسيّ، وأبو المظفَّر السّمعانيّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع: أبو رَوْح عبد المعزّ الهَرَويّ، فأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بن محمد، أنا أسعد بْن عليّ بْن الموفّق، بقراءة أَبِي عليّ ابن الوزير في سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة، أنا أبو الحسن الدّاوديّ، فذكر حديثا عَنْ عبد بْن حُمَيْد.
199- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن المهديّ بْن إبراهيم [2] .
أبو الغنائم الهاشميّ، العَلَويّ، الحسينيّ، الموسويّ، الأصبهانيّ.
نشأ ببغداد.
وسمع: أبا الخطّاب بْن البَطِر، وأبا عبد الله النّعاليّ الحافظ، وثابت بْن بُنْدار.
وحدَّث.
وتُوُفّي ببلاد فارس في هذه السّنة أو بعدها.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
__________
[1743،) ] وسير أعلام النبلاء 20/ 212 رقم 135، والجواهر المضيّة 1/ 385، ومرآة الجنان 3/ 283، والطبقات السنية، رقم 471، وشذرات الذهب 4/ 138.
[1] الزّيادي: بكسر الزاي وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 6/ 325) .
[2] لم أجده.

(37/184)


200- آمنة بِنْت شيخ الشّيوخ إسماعيل بْن أحمد بْن محمد النّيْسابوريّ [1] .
أمّ عبد الرحمن، صاحبة أَبِي منصور عليّ بْن عليّ بْن سُكَيْنَة.
كانت صالحة، عابدة، قانتة، خيّرة، كثيرة النّوافل. حجّت غير مرَّة.
وروت عَنْ رزق اللَّه التّميميّ بالإجازة.
أخذ عَنْهَا: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفّيت في ربيع الأوّل.
201- أُنُر [2] .
الأمير مُعين الدّين، مدبّر دول أستاذه طُغْتِكين بدمشق.
وكان عاقلا، خيّرا، حَسَن السّيرة والدّيانة، موصوفا بالرّأيّ والشّجاعة، مُحِبًّا للعلماء والصّالحين، كثير الصَّدَقة والبِرّ، وله المدرسة المُعِينيَّة [3] بقصر الثّقفيّين، ولقبره قبَّة بالعوينة خلف دار بطّيخ [4] ، وقبليّ الشّاميّة.
__________
[1] لم أجدها.
[2] انظر عن (أنر) في: ديوان ابن منير (جمعنا) 28، 36، 37، 72، 97، والاعتبار لابن منقذ 44، 82، 107، 135، 137، 139، 140، 142، 195، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 306- 309، والكامل في التاريخ 11/ 147، والتاريخ الباهر 88- 90، وكتاب الروضتين 1/ 163، 164، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 202، 203، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 229، 230 رقم 148، والعبر 4/ 121، 122، ودول الإسلام 2/ 60، وتاريخ ابن الوردي 2/ 77، وعيون التواريخ 12/ 430- 432، والوافي بالوفيات 9/ 410، 411، والنجوم الزاهرة 5/ 286، وشذرات الذهب 4/ 138، ومختصر تنبيه الطالب 107.
وقد ضبطه الصفدي بفتح الهمزة وضم النون وبعدها راء.
وفي النجوم ضبط بضم الهمزة والنون. وقال محقّقه: كذا وجد مضبوطا بالقلم في هامش الأصل.
وقال النعيمي في (الدارس 1/ 452) إن الذهبي كتب على (أنر) على الألف ضمّة وفتح النون وصحّ عليها وجعل الراء مهملة، فليحرّر.
[3] المدرسة المعينية: أنشأها معين الدين أنر في شهور خمس وخمسين وخمسمائة. قاله عز الدين. (انظر منادمية الأطلال 204) .
وقال الذهبي: في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. انظر: الدارس 1/ 451، وقال النعيمي:
المدرسة المعينة بالطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية.
[4] قال النعيمي: واسمه مكتوب على بابها فلعلّه نقل من ثمّ إليها. (الدارس 1/ 452) .

(37/185)


وكان لَهُ أثر حَسَن في ترحيل الفرنج عَنْ دمشق لمّا حاصرها ملك الألمان، ونزلوا بالميادين.
وقد تزوَّج الملك نور الدين محمود بْن زنكي بابنته عصْمة الدّين خاتون في حياته.
تُوُفّي معين الدّين في ربيع الآخر، وأغفله ابن عساكر كغيره من أعيان المتأخّرين [1] .
- حرف الثاء-
202- ثابت بْن أَبِي تمّام عُمَر بْن أحمد [2] .
أبو منصور الكُتُبيّ، الواسطيّ.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن بيان، وابن نَبْهان.
ووُلِد في سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.
وتُوُفّي ببغداد في ليلة السّابع والعشرين من رمضان.
كتب عَنْهُ: أبو سعد بْن السّمعانيّ، وأحمد بْن منصور الكازْرُونيّ، وغيرهما.
- حرف الحاء-
203- الْحَسَنُ بْن سعيد بْن أحمد [3] .
الإمام أبو عليّ القُرَشيّ، الأُمَويّ، الْجَزَريّ.
قدِم بغداد، وتفقّه بها في مذهب الشّافعيّ.
وسمع من: عبد العزيز بْن عليّ الأنْماطيّ، وأبي القاسم بْن البُسْريّ، وعمر بْن عُبَيْد اللَّه البقّال، وغيرهم.
وولي قضاء جزيرة ابن عُمَر، ثمّ سكن آمِد.
قَالَ ابن عساكر: سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال: سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
__________
[1] وقال ابن منقذ: وكان- رحمه الله- أسرع الناس إلى فعل خير وكسب مثوبة. (الإعتبار 82) .
[2] انظر عن (ثابت بن أبي تمّام) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (الحسن بن سعيد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 186 رقم 120، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 210، والوافي بالوفيات 12/ 27.

(37/186)


وقال يوسف بْن محمد بْن [مقلَّد] [1] : مات بفنك في أوائل رمضان سنة 44. سَمِعْتُ منه.
قلت: هذا كَانَ من بقايا المُسْنِدِين، ضاع في تِلْكَ الدّيار.
204- الحَسَن بْن عبد الله بْن عُمَر [2] .
أبو عليّ بْن أَبِي أحمد بْن العرجاء [3] ، المالكيّ.
تلا بالسَّبْع عَلَى والده صاحب ابن نفيسٍ، وأبي مَعْشَر.
قَالَ أبو عليّ: وحدَّثني بالقراءات إجازة أبو معشر الطَّبَريّ.
قرأ عَلَيْهِ بالسَّمَع: أبو الحسن عليّ بْن أحمد بْن كوثر المحاربيّ بمكَّة الْمُتَوَفَّى بالأندلس سنة تسعٍ وثمانين. كانت قراءته عَلَيْهِ وعلى ابن رضا في سنة أربع وأربعين وخمسمائة [4] .
- حرف الخاء-
205- خليفة بْن محفوظ [5] .
أبو الفَوَارِس الأنباريّ، المؤدّب، الأديب.
صالح، عالم، مطبوع، مقرئ.
سَمِعَ: أبا طاهر بْن أَبِي الصَّقْر، وأبا الحسن الأقطع.
وعنه: السّمعانيّ [6] ، وابن عساكر.
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من سير أعلام النبلاء 20/ 186.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في: معرفة القراء الكبار 1/ 487 رقم 432، وغاية النهاية 1/ 217 رقم 991.
[3] العرجاء هي أبيه أبو علي القيرواني، وإنما قيل لأبيه ابن العرجاء لأن أمه كانت فقيهة عرجاء عابدة تقعد في المسجد الحرام في صف بعد صف ابنها في نسوة يتبرّكن بها. (غاية النهاية) .
[4] وقال المؤلّف- رحمه الله- في معرفة القراء: وبقي إلى حدود سنة خمسمائة بمكة، وبقي أبو علي هذا إلى حدود الأربعين وخمسمائة.
وقال ابن الجزري: وطال عمره حتى بقي إلى سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وهو آخر من روى عن أبي معشر فيما أحسب.
[5] انظر عن (خليفة بن محفوظ) في: التحبير 1/ 272، 273 رقم 193، ومختار ذيل السمعاني، ورقة 197، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 71 أ.
[6] وهو قال: كان شيخا، فاضلا، صالحا، زاهدا، يعلّم الصبيان القرآن، والأدب، والخط، وكان متودّدا، متواضعا، مقبول الأخلاق، خفيفا، ظريفا، رضيّ السيرة ... سمعت منه كتاب

(37/187)


أرّخه ابن النّجّار [1] .
- حرف السين-
206- سعدُ بْن عليّ بْن أَبِي سعد بْن عليّ بْن الفضل [2] .
أبو عامر الْجُرْجانيّ، الواعظ، المعروف بالعَصّاريّ، نسبة إلى عصر البُزُور، وكذلك أهل جُرْجان يُنْسَبون.
كَانَ إماما فاضلا، فيه صَلاح، وزُهد، وخير.
سافر الكثير، ودخل البلدان. ودخل بغداد قبل الخمسمائة، فسمع من:
جعفر السّرّاج، والمبارك بْن الطُّيُوريّ، وأبي غالب بْن الباقِلّانيّ.
ومن: أَبِي سعد المطرِّز، وأبي عليّ الحدّاد.
وقبلها من أَبِي مطيع بأصبهان.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه «حلْية الأولياء» لأبي نُعَيْم بمَرْو.
وآخر ما لقيته بنَيْسَابور سنة أربع وأربعين.
وقال لي: وُلِدتُ بجُرْجَان في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.
قلت: وروى عَنْهُ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
207- سَلْمانُ بْن جَرْوان بْن حسين [3] .
أبو عبد الرحمن الماكِسيني [4] . وهي قريبة من الرَّحْبة.
قدِم بغداد، وكان صالحا، حافظا للقرآن، يعمل البواري.
سَمِعَ من: أَبِي سعد بْن خُشَيْش، وشجاع الذّهليّ.
__________
[ () ] «محاسبة النفس» لأبي بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي.
[1] وقال ابن السمعاني: وكانت ولادته ظنّا وتخمينا منه في سنة خمس وستين وأربعمائة، ووفاته بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بالأنبار.
[2] انظر عن (سعد بن علي) في: الأنساب 8/ 463 وفيه: «أحمد بن علي بن أبي سعيد» .
[3] انظر عن (سلمان بن جروان) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 207 رقم 105.
[4] الماكسيني: بفتح الميم، وكسر الكاف، والسين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ماكسين، وهي مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن طوق بنواحي الرقّة. (الأنساب 11/ 91) .
وزاد ابن المستوفي إلى نسبته: «البوراني» .

(37/188)


وحدَّث.
وتُوُفّي بإربِل في ربيع الأوّل [1] .
- حرف الصاد-
208- صخْرُ بْن عُبَيْد بْن صخْر بْن محمد [2] .
أبو عُبَيْد الطُّوسيّ.
سَمِعَ: أبا الفتح نصر بْن عليّ الحاكميّ، ومحمد بْن سعيد الفَرّخْردانيّ [3] ، وأبا شُرَيح إسماعيل بْن أحمد الشّاشيّ.
حدَّث بطوس، وبنّيْسابور.
ووُلِد في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وتُوُفّي بالطّابَرَان في ذي القعدة سنة أربعٍ هذه، وله اثنتان وتسعون سنة وأشهُر.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وولده عبد الرحيم، وغيرها.
- حرف العين-
209- عبدان بن رزين بن محمد [4] .
__________
[1] وقال ابن المستوفي: ذكر ذلك أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن السمعاني، ووجدت في آخر كلامه جزءا فيه من حديث الليث بن سعد، ومسند عمّار بن حديث البغوي، سماع سلمان بن جروان وولده على أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي في رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الحرّاني أنّ ابن جروان سمع الكثير بنفسه، وحصّل الكتب، وسكن بغداد بدرب القصّارين نحو باب الشام.. وسمع معه بنوه: أبو البركات، وأبو الفرج، وحمزة، وأختهم أم الفضل كتاب «صحيح» الترمذي.
وقال ابن الدبيثي: هو من أهل بغداد، كان نزل درب القصّارين نحو باب الشام.
[2] انظر عن (صخر بن عبيد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] هكذا، ولم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (عبدان بن رزين) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 166 ب، والتحبير 1/ 512، 513 رقم 494، والمشتبه في الرجال 1/ 316، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 71 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 287، 288 رقم 287 وقد ورد في الأصل:
«زرّين» بتقديم الزاي، وتشديد الراء. وكذا في: مختصر تاريخ دمشق، والمشتبه 1/ 316، أما في التحبير «رزين» بتقديم الراء.

(37/189)


أبو محمد الأَذَرْبَيْجانيّ، الدُّويَنيّ [1] ، المقرئ، الضّرير.
قدِم دمشقَ في صِباه وسكنها.
وسمع من: الفقيه نصر المقدسيّ، وأبي البركات بْن طاوس المقرئ.
ولقي جماعة.
قَالَ ابن عساكر [2] : كَانَ ثقة خيّرا يسكن دويرة حمد، ويصلّي بالنّاس في الجامع عند مرض البدلسيّ.
قلت: روى عَنْهُ الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو المحاسن محمد بْن أَبِي لُقْمَة.
ومات في رجب.
وقع لي جزء من روايته.
210- عبد الله بْن عبد الباقي [3] .
أبو بَكْر التّبّان، الحنبليّ، الفقيه.
كَانَ أُميًّا لا يكتب.
تفقّه عَلَى: ابن عقيل.
وناظرَ، وأفتى، ودرّس.
وسمع من: أَبِي الحسين بْن الطُّيُوريّ.
211- عبد الله بْن عليّ بْن سهل [4] .
أبو الفتوح الخركوشيّ [5] ، نسبة إلى سكّة بنيسابور.
__________
[1] في الأصل: «الدوني» ، والمثبت عن المصادر، نسبة إلى: «دوين» : بلدة من آخر بلاد أذربيجان. ضبطها ابن السمعاني بضم الدال، وكسر الواو. وضبطها ياقوت بفتح الدال.
[2] في تاريخ دمشق.
[3] انظر عن (عبد الله بن عبد الباقي) في: المنتظم 10/ 140 رقم 211 (18/ 74 رقم 4160) ، وشذرات الذهب 4/ 139.
[4] انظر عن (عبد الله بن علي) في: الأنساب 5/ 102، والتحبير 1/ 371، 372 رقم 320، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 71 ب.
[5] الخركوشي: بفتح الخاء، وسكون الراء، وضم الكاف. نسبة إلى خركوش وهي سكة بنيسابور.

(37/190)


قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ صالح، عفيف، نظيف، ثقة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن زاهر النّوْقانيّ، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وعثمان بن محمد بن المَحْمِيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وغيرهم.
رحلتُ إِلَيْهِ بابني عبد الرحيم، وأكثرتُ عَنْهُ، وقرأتُ عليه أكثر تاريخ يعقوب الفسويّ، عن النّوقانيّ.
مولده في سنة ستّ وستّين وأربعمائة، وتوفّي في الثّاني والعشرين من شوّال.
قلت: روى عَنْهُ المؤيَّد الطُّوسيّ أيضا.
212- عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن عليّ [1] .
أبو الفضل بْن السّراف، البَنْجَدِيهيّ [2] .
قَالَ السّمعانيّ: شيخ صالح، تالٍ للقرآن.
سَمِعَ بمَرْو: محمد بْن أبي عمران الصّفّار، وبمروالرّوذ: عبد الرّزّاق بن جسّان المنيعيّ.
وولد في حدود الخمسين وأربعمائة، وعُمِّر دهرا.
وتُوُفّي في رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وأبوه.
وقال: كتبت نيِّفًا وتسعين ختْمة، وتلوت أربعة عشر ألف ختْمة.
213- عبد الرحمن بْن يوسف بْن عيسى [3] .
أَبُو القَاسِم بْن الملجوم، الأزْديّ، الفاسيّ.
أجاز لَهُ أبو عبد الله بن الطلاع، وأبو علي الغسّانيّ.
وكان يسرد «تفسير العزيزيّ» و «غريب الحديث» لأبي عبيد من حفظه.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] البنجديهيّ: نسبة إلى بنجد ديه، أي القرى الخمس.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.

(37/191)


روى عَنْهُ: ابن أخيه عبد الرحيم بْن عيسى.
214- عبد الرحمن بْن الموفّق بْن أَبِي نصر [1] .
الهَرَويّ، الدّيُوقَانيّ [2] ، الحنفيّ [3] .
سَمِعَ من: بِيبي الهَرْثَمِيَّة، وجماعة.
مات في ثاني صفر عَنْ سبْعٍ وثمانين سنة.
روى عَنْهُ: السّمعانيّ.
215- عبد السّلام بْن محمد بْن عبد الله بْن اللّبّان [4] .
أبو محمد التَّيْميّ، الأصبهانيّ، المعدَّل.
سَمِعَ: المظفّر البراثيّ [5] ، وأبا عيسى بْن زياد.
وعنه: السّمعانيّ، وورّخه في المحرَّم [6] .
216- عبد السّلام بْن أَبِي الفتح بْن أَبِي القاسم [7] .
أبو الفتح الخبّاز الهَرَويّ.
شيخ صالح، حدَّث عَنْ: بِيبي الهَرْثميَّة.
ومات في سلْخ جُمادى الأولى. قاله السّمعانيّ.
روى عَنْهُ أبو روح.
وبالإجازة أبو المظفّر السّمعانيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن الموفق) في: التحبير 1/ 416، 417 رقم 373، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.
[2] لم أجد هذه النسبة.
[3] لم يذكره ابن أبي الوفاء القرشي في (الجواهر المضية) مع أنه حنفي.
[4] انظر عن (عبد السلام بن محمد) في: التحبير 1/ 450 رقم 417، والأنساب 11/ 8، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.
[5] في التحبير: «المطهر البزاني» .
وفي الأنساب: «المسهر بن عبد الواحد البزاني» .
[6] وقال: أحد العدول المتميّزين، وكان فاضلا عالما، وكان ممن يراجع في كتابة الصكوك وتحمل الشهادة من المشاهير.
[7] انظر عن (عبد السلام بن أبي الفتح) في: التحبير 1/ 452، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.

(37/192)


127- عبد الصّمد بْن عليّ [1] .
أبو الفضل النَّيْسابوريّ، الصُّوفيّ داود.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وعثمان بْن محمد بْن المَحْمِيّ.
مات في جُمادَى الآخرة في عَشْر الثّمانين.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، [2] وغيره.
218- عبد العزيز بْن خَلَف بْن مدير [3] .
أبو بَكْر الأَزْديّ، القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: أبيه، وأبي الوليد الباجيّ، وأبي العبّاس العذريّ. مولده سنة سبع وستّين.
وتوفّي بأرلش [4] .
هكذا ترجمة ابن بشكوال.
وآخر من روى عنه بالسّماع: خطيب قرطبة أبو جعفر بن يحيى الحميريّ.
219- عبد الغنيّ بن محمد بن سعيد [5] .
أبو القاسم الزّينبيّ.
وتوفّي في شوّال وهو كهل.
220- عبد المجيد الحافظ لدين الله [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن علي) في: معجم الشيوخ ابن السمعاني ورقة 154 ب، والتحبير 1/ 460، 461 رقم 429، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 أ.
[2] وقال: شيخ صالح متميّز، يحفظ أشعارا كثيرة حسنة. كتبت عنه بنيسابور، وسألته عن ولادته فقال: ولدت بنيسابور في جمادى الآخرة سنة سبعين وأربعمائة.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن خلف) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 374 رقم 801.
[4] في الصلة: «أركش» بالكاف. والمثبت عن الأصل يتفق مع (نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 749) وفيه: أرلش وشنت جيلي هما على نهر رودنو، ومدينة شنت جيلي على اثني عشر ميلا من البحر.
[5] انظر عن (عبد الغني بن محمد) في: المنتظم 10/ 140، 141 رقم 212 (18/ 74، 75 رقم 4161) وفي الطبعتين: «عبد الغني بن محمد بن سعد» .
[6] انظر عن (عبد المجيد الحافظ لدين الله) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 308، والكامل في التاريخ 11/ 141، 142، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 88، 89، والمنتفى من تاريخ مصر 112- 131، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 207، والمغرب في حلى المغرب 86-

(37/193)


أبو الميمون بن محمد بن المستنصر باللَّه معد بن الظاهر علي بن الحاكم العبيدي، صاحب مصر.
بُويع يوم مقتل ابن عمّه الأمر بولاية العهد وتدبير المملكة، وحتّى يولد حَمْلٌ للآمر، فغلب عَلَيْهِ أبو عليّ أحمد بْن الأفضل بْن بدر الجماليّ أمير الجيوش. وكان الآمر قد قتل الأفضل، وحبس ابنه أحمد، فلمّا قُتِلَ الآمر وثب الأمراء فأخرجوا أحمد، وقدّموه عليهم. فسار إلى القصر، وقهر الحافظ، وغلب عَلَى الأمر، وبقي الحافظ معه صورة من تحت حُكْمه، وقام في الأمر والمُلك أحسن قيام وعَدَل، وردَّ عَلَى المصادَرين أموالهم، ووقف عند مذهب الشّيعة، وتمسّك بالاثني عشر، وترك الأذان بحيِّ عَلَى خير العمل.
وقيل: بل أقرّ «عَلَى خير العمل» ، وأسقط محمد وعليّ خير البشر، والحمد للَّه. كذا وجدت بخطّ النّسّابة.
ورفض الحافظَ لدين اللَّه وأهل بيته وأَبَاهُ، ودعا عَلَى المنابر للإمام المنتَظَر صاحب الزّمان عَلَى زعْمهم. وكتب اسمه عَلَى السّكَة. وبقي عَلَى ذَلكَ إلى أن وثب عَلَيْهِ واحدٌ من الخاصَّة، فقتله بظاهر القاهرة في المحرَّم سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة. وكان ذَلكَ بتدبير الحافظ. فبادر الأجناد والدّولة إلى الحافظ، وأخرجوه من السّجن، وبايعوه ثانيا، واستقلّ بالأمور.
__________
[89،) ] ووفيات الأعيان 1/ 237 و 3/ 235- 237 رقم 407، وكتاب الروضتين 1/ 166، 167، وأخبار الدول المنقطعة للأزدي 94- 101. ونزهة المقلتين لابن الطوير 27، 30- 36، 40، 42، 78، 119، 122، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 203، والمختصر في أخبار البشر 3/ 21، ونهاية الأرب 28/ 307- 310، وتاريخ دولة آل سلجوق 207، ودول الإسلام 2/ 60، 61، والعبر 4/ 122، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، والدرّة المضيّة 552، وعيون التواريخ 12/ 432، 433، ومرآة الجنان 2/ 282، والبداية والنهاية 12/ 226، وشرح رقم الحلل 130، 142، والوافي بالوفيات 9/ 151 رقم 4057، والجوهر الثمين 261، 262، والمؤنس 71، ومآثر الإنافة 2/ 39، وتاريخ ابن خلدون 4/ 71- 74، واتعاظ الحنفا 3/ 189، 193، والمواعظ والاعتبار 1/ 357 و 2/ 167، والنجوم الزاهرة 5/ 237- 246، 288، وحسن المحاضرة 2/ 16، وتاريخ الخلفاء 439، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 91، وشذرات الذهب 4/ 138، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 224- 226، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 246، وتاريخ الأزمنة للدويهي 145، وقطف الأزهار من الخطط والآثار لأبي السرور (مخطوط) ورقة 32 ب.

(37/194)


وكان مولده بعسقلان سنة سبْعٍ وستّين. وسبب ولادته بها أنّ أَبَاهُ خرج إليها في غلاء مصر. وسبب تَوْليته أنّ الآمر لم يخلِّف ولدا، وخلَّفَ حَمْلًا، فماج أهل [مصر] ، وقال الْجُهّال: هذا بيت لا يموت الإمام منهم حتّى يخلّف ولدا وينصّ عَلَى إمامته. وكان الآمر قد نصّ لهم عَلَى الحَمْل، فوضعت المرأة بنتا، فبايعوا حينئذٍ الحافظ. وكان الحافظ كثير المرض بالقولَنج، فعمل لَهُ شيرماه الدَّيْلمي طَبْل القُولَنْج الّذي وجده السّلطان صلاح الدّين في خزائنهم، وكان مرَكَّبًا من المعادن السّبعة، والكواكب السّبعة في إشراقها، وكان إذا ضربه صاحب القُولَنْج خرج من باطنه رِيح وفسا، فاستراح من القُولَنْج.
تُوُفّي في الخامس من جُمادى الأولى، وكانت خلافته عشرين سنة إلّا خمسة أشهر، وعاش بِضْعًا وسبعين سنة.
وكان كلّما أقام وزيرا حكم عَلَيْهِ، فيتألّم ويعمل عَلَى هلاكه.
ولي الأمر بعده ابنُه الظّافر إسماعيل، فَوَزَرَ لَهُ ابن مصّال أربعين يوما، وخرج عَلَيْهِ ابن السّلّار فأهلكه.
221- عثمان بْن عليّ بْن أحمد [1] .
أبو عَمْرو، المعروف بابن الصّالح المؤدِّب.
كَانَ يؤدِّب بمسجد ويؤمّ بِهِ.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، والفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجانيّ، وابن طلْحة النّعاليّ.
سَمِعَ منه: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو محمد بْن الخشّاب، وسعد بْن هبة اللَّه بْن الصّبّاغ.
شيخ لابن النّجّار، حدَّث في هذا العام ببغداد.
222- عفاف بِنْت أَبِي العبّاس أحمد بن محمد بن الإخوة العطّار [2] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (عفاف بنت أبي العباس) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 269 أ، والتحبير 2/ 425، 426 رقم 1179، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 72 ب، وأعلام النساء 3/ 288.

(37/195)


سمعت من: أبي عبد الله النّعّاليّ، و [أمة] [1] الرحمن بنت ابن الجنيد الّتي روى عَنْ عبد الملك بْن بِشْران.
روى عَنْهَا: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفّيت في نصف ذي الحجَّة.
223- عليّ بْن خَلَف بْن رضا [2] .
أبو الحسن الأنصاريّ، البَلَنْسيّ، المقرئ، الضّرير.
روى عَنْ أَبِي [داود] [3] المقرئ، وأخذ عَنْهُ التّفْسير، وحجّ وأقرأ بمكَّة.
وبها أخذ عَنْهُ أبو الحسن بْن كوثر القراءات في هذه السّنة [4] .
224- عليّ بْن سليمان بْن أحمد بْن سليمان [5] .
أبو الحسن المُراديّ، الأندلسيّ، القُرْطُبيّ، الشَّقُوريّ [6] ، الفَرغُلِيطيّ.
وفرغليط [7] من أعمال شَقُّورَة، الفقيه الشّافعيّ، الحافظ.
خرج من الأندلس في سنة نيِّفٍ وعشرين، ورحل إلى بغداد، ودخل خُراسان. وسكن نَيْسابور مدَّة.
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] في الأصل: «رمتا» ، والتصحيح من:
صلة الصلة لابن الزبير 90، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1850، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي، كالسفر الخامس، ق 1/ 206، 217 رقم 409، وغاية النهاية 1/ 541 رقم 3217.
[3] في الأصل بياض، استدركته من المصادر.
[4] وقال ابن الجزري: مات في حدود الخمسين وخمسمائة. (غاية النهاية) .
[5] انظر عن (علي بن سليمان) في: الأنساب 7/ 366، 367 (الشقوري) و 9/ 278 (الفرغليطي) ، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1851، ومعجم البلدان 4/ 254، والتقييد 407 رقم 541، واللباب 2/ 223، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة السفر 5 ق 1/ 217 رقم 444، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1744، وسير أعلام النبلاء 20/ 187 رقم 122، وتذكرة الحفاظ 3/ 1306، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 224 رقم 922، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 433، والوافي بالوفيات 21/ 145 رقم 87، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 326، 327 رقم 292.
[6] الشّقّوري: بفتح الشين، وضم القاف. نسبة إلى شقورة: ناحية بقرطبة.
[7] ضبطها ابن السمعاني بالظاء المعجمة في الآخر. وضبطها ياقوت في (معجم البلدان) بالطاء المهملة. وهكذا وردت في الأصل والمصادر.

(37/196)


وتفقّه عَلَى الإمام محمد بْن يحيى الغزّاليّ، وسمع مصنَّفات البَيْهقيّ، وغير ذَلكَ من: أَبِي عبد الله الهراويّ، وهبة اللَّه السَيّديّ أَبِي المظفَّر بْن القُشَيْريّ، وطائفة.
وكتب الكثير بخطّه.
وصحَب عبد الرحمن الأكّاف، الزّاهد.
وقدِم دمشقَ بعد الأربعين وخمسمائة، وفرح بقدومه الحافظ ابن عساكر، لأنّه أقدم معه جملة من مسموعاته الّتي اتّكل ابن عساكر في تحصيلها عَلَى المُرَاديّ، وحدَّث بدمشق «بالصّحيحين» .
قَالَ ابن السّمعانيّ: كنتُ آنَسُ بِهِ كثيرا، وكان أحد عُبّاد اللَّه الصّالحين، خرجنا جملة إلى نوقان لسماع «تفسير الثّعلبيّ» فلمحت منه أخلاقا وأحوالا قَلّ ما تجتمع في أحدٍ من الورِعين. وعلّقْت عَنْهُ.
وقال ابن عساكر: نُدِبَ للتّدريس بحماه، فمضى إليها، ثمّ نُدِب إلى التّدريس بحلب، فمضى ودرّس بها المذهب بمدرسة ابن العجميّ. وكان شيخا، صَلْبًا في السُّنَّة.
تُوُفّي بحلب في ذي الحجَّة، وقال لابن السّمعانيّ: مولدي قبل الخمسمائة بقريب.
روى عَنْهُ: القاسم بْن عساكر، وأبو القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وجماعة.
225- عليّ بْن عثمان بْن محمد بْن الهَيْصَم بْن أحمد بْن الهَيْصَم بْن طاهر [1] .
أبو رشيد الهَرَويّ، الهَيْصَميّ، الواعظ، الضّرير.
شيخ الكرّاميَّة ومقدّمهم، وإمامهم في البدعة.
كَانَ متوسّعا في العِلم، بارع الأدب.
سَمِعَ من: محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن عثمان) في: التحبير 1/ 572- 574 رقم 559، والمشتبه في الرجال 2/ 546، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 73 أ.

(37/197)


وعنه: السّمعانيّ [1] ، وقال: مات في ذي القعدة. ومولده سنة ستّين وأربعمائة.
226- عليّ بْن المفرّج بْن حاتم [2] .
أبو الحسن المقدسيّ، جدّ الحافظ عليّ بْن الفضل.
سَمِعَ من القاضي الرشيد المقدسيّ.
وفيها وُلد الحافظ المذكور.
227- عليّ بْن أَبِي بَكْر بْن الحسين بْن أَبِي مَعْشَر [3] .
أبو الحَسَن البَغَويّ، المقري، الصُّوفيّ.
سَمِعَ: محمد بْن عليّ بْن أَبِي صالح الدّبّاس، وهبة اللَّه الشّيرازيّ، ومحمد بْن أحمد بْن عبد الملك العبْدَريّ.
مات في شعبان عَنْ تسعين سنة.
228- عِياض بْن موسى بْن عِياض بْن عَمْرو بْن موسى بْن عِياض بْن محمد بْن موسى بْن عِياض [4] .
__________
[1] وقال: مقدّم الكرّامية وإمامهم، كان فاضلا غزير الفضل، كثير المحفوظ، جليل القدر، حسن النظم والنثر، سريع الإنشاد، له تصانيف كثيرة في الأصول والأدب والترسّل وغيرها ... كتبت عنه بهارة في النوبة الأولى، وسمعت منه الجزء الأول من حديث مصعب بن عبد الله الزبيري.
[2] لم أجده.
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (عياض بن موسى) في: قلائد العقيان 255- 258، والصلة لابن بشكوال 2/ 453، 454 رقم 974، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 101، وفهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير 474، 487، 497، 512، والخريدة (قسم الأندلس والمغرب) 2/ 173- 175، وبغية الملتمس للضبيّ 437 رقم 1269، وإنباه الرواة 2/ 363، 364، وتكملة الصلة لابن الأبار 694، والمعجم، له 294- 298 رقم 279، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 43، 44، ووفيات الأعيان 3/ 483- 485، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وملء العيبة للفهري 2/ 92، 190، 222، 331، 363، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1745، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 212- 218، رقم 136، ودول الإسلام 2/ 61، والعبر 4/ 222، 123، وتذكرة الحفاظ 4/ 1304- 1307، ومعجم الوادي آشي 211- 214، وتاريخ ابن الوردي 2/ 49، 50، وعيون التواريخ 12/ 433، 435، ومرآة الجنان 3/ 282، والبداية والنهاية 12/ 225، والإحاطة في أخبار غرناطة 4/ 222- 230، والديباج المذهب 2/ 46- 51، والوفيات لابن قنفذ 280 رقم 544، والنجوم الزاهرة 5/ 285، وتاريخ

(37/198)


اليَحْصُبيّ، القاضي، أبو الفضل السّبْتيّ. أحد الأعلام.
وُلِد بسَبْتَة في النّصف من شعبان سنة ستّ وسبعين وأربعمائة. وأصله من الأندلس، ثمّ انتقل أحد أجداده إلى مدينة فاس، ثمّ من فاس إلى سَبْتَة.
أجاز له الحافظ أبو عليّ الغسّانيّ، وكان يمكنه لُقِيَّه، لكنّه إنّما رحل إلى الأندلس بعد موته، فأخذ عَنْ: القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن حَمْدين، وأبي الحسين سِرَاج بْن عبد الملك، وأبي محمد بْن عَتّاب، وهشام بْن أحمد، وأبي بحر بْن العاص، وطبقتهم.
وحمل الكثير عَنْ أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة. وعُني بلقاء الشّيوخ والأخذ عَنْهُمْ.
وتفقَّه عَلَى الفقيه أَبِي عبد الله محمد بْن عيسى التّميميّ، القاضي، السَّبْتيّ، والقاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله المَسِيليّ.
وصنَّف التّصانيف المفيدة، واشتهر اسمُه، وسار عِلْمه.
قَالَ ابن بَشْكُوال [1] : هُوَ من أهل التّفنُّن في العِلْم، والذّكاء، والفَهْم، استُفتى بسَبْتَة مدَّةً طويلة، حُمِدت سيرتُه فيها، ثمّ نُقِل عَنْهَا إلى قضاء غَرْنَاطة، فلم يُطْل أمرُه بها. وقدِم علينا قُرْطُبَة، وأخذنا عَنْهُ.
وقال الفقيه محمد بْن حمادة السَّبْتيّ، رفيق القاضي عِياض فيه: جلس
__________
[ () ] الخميس 2/ 405، وتاريخ الخلفاء 442، وطبقات الحفاظ 480، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 149، وجذوة الاقتباس 277، وأزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقري، ونفح الطيب، له 7/ 333- 335، وكشف الظنون 127، 158، 248، 395، 577، 1052، 1186، 1211، 1779، 1961، وشذرات الذهب 4/ 138، 139، وتاج العروس 1/ 216 (مادّة: حصب) ، وأجلى المساند 31، وروضات الجنات للخوانساري 506، 507، وهدية العارفين 1/ 805، وإيضاح المكنون 2/ 243، 244، وسلوة الأنفاس 1/ 51، وديوان الإسلام 3/ 272، 273 رقم 1418، وفهرس الفهارس 2/ 183- 189، ومعجم المطبوعات 1397، وشجرة النور الزكية 1/ 140، 141، والفهرس التمهيدي 386، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 266- 275، وتاريخ الفكر الأندلسي 283، وعلم التأريخ عند المسلمين 137، 410، 537، 560، 575، 605، 612، 633، 17، والأعلام 5/ 99، ومعجم المؤلّفين 8/ 16، والرسالة المستطرفة 106، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 137 رقم 1048 و 262 رقم 398.
وانظر مقدّمة كتابه «الغنية» ففيه مصادر أخرى لترجمته، و «ترتيب المدارك» ، وغيره.
[1] في الصلة 2/ 453.

(37/199)


للمناظرة وله نحوٌ من ثمانٍ وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمسٌ وثلاثون سنة، فسار بأحسن سيرة، كَانَ هيِّنًا من غير ضَعْف، صَليبًا في الحقّ. تفقّه عَلَى أَبِي عبد الله التّميميّ، وصحِب أبا إسحاق بْن جعفر الفقيه.
ولم يكن أحد بسَبْتَة في عصرٍ من الأعصار أكثر تواليف من تواليفه، لَهُ كتاب «الشِّفا في شرف المُصْطَفَى» [1] وكتاب «ترتيب المَدَارِك وتقريب المسالك في ذِكْر فُقَهاء مذهب مالك» [2] ، وكتاب «العقيدة» ، وكتاب «شرح حديث أمّ زرع» [3] ، وكتاب «جامع التّاريخ» الّذي أربى على جميع المؤلّفات، جَمَعَ فيه أخبار ملوك الأندلس، وسَبْتَة، والمغرب، من دخول الإسلام إليها، واستوعب فيه أخبار ملوك الأندلس وسَبْتَةَ وعُلمائها. وكتاب «مَشَارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار الموطّأ والبخاريّ ومسلم» [4] .
قَالَ: وحاز من الرئاسة في بلده ومن الرِّفْعة ما لم يصِل إِلَيْهِ أحدٌ قطُّ من أهل بلده، وما زاده ذَلكَ إلّا تواضعا وخشية للَّه تعالى.
وله من المؤلّفات الصّغار أشياءُ لم نذكرها.
وقال القاضي ابن خَلِّكان [5] : هُوَ إمام في الحديث في وقته، وأعرف النّاس بعلومه، وبالنَّحْو، واللّغة، وكلام العرب، وأيّامهم، وأنسابهم. ومن تصانيفه كتاب «الإكمال في شرح مسلم» ، كمّل به كتاب «المعلّم» للمازريّ.
ومنها: «مشارق الأنوار» في تفسير غريب الحديث، يعني الكتاب المذكور آنفا، وكتاب «التّنبيهات» فيه فوائد وغرائب. وكلّ تواليفه بديعة.
__________
[1] مجلّد. وهو مطبوع عدّة طبعات، آخرها بتحقيق جمال السيروان وزملاؤه، نشرتها مكتبة الفارابيّ 1972.
[2] مطبوع في 4 أجزاء، بتحقيق الدكتور أحمد بكير محمود، ونشرته دار مكتبة الفكر في ليبيا ودار مكتبة الحياة في بيروت 1965.
[3] واسمه الكامل: «بغية الرائد فيما في حديث أم زرع من الفوائد» ، حقّقه صلاح الدين الإدلبي، ومحمد الشرقاوي، ومحمد الحسن أجانف. وطبع في المغرب 1975.
[4] طبع في جزءين بمجلّد واحد، ونشرته المكتبة العتيقة ودار التراث سنة 1333 هـ. بعنوان:
«مشارق الأنوار على صحاح الآثار» .
[5] في وفيات الأعيان 3/ 483.

(37/200)


لَهُ شِعْرٌ حَسَن، فمنه ما رواه عَنْهُ أبو عبد الله محمد بْن عِياض قاضي دانية:
انظُرْ إلى الزَّرْع وخَامَاتِهِ ... تحكي وقد ماسَتْ أمام الرِّياحْ
كتيبة خضراء مهزُومةً ... شقائقُ النّعْمانِ فيها جِراحْ [1]
وقال ابن بَشْكُوال: [2] تُوُفّي بمَرّاكُش مُغَرِّبًا عَنْ وطنه في وسط سنة أربع [3] .
وقال ابنه محمد في ليلة الجمعة نصف اللّيل، التّاسعة جُمَادى الآخرة، ودُفن بمَرّاكُش.
وتُوُفّي ابنُه في سنة خمسٍ وسبعين.
وشيوخ عِياض يقاربون المائة [4] .
وقد روى عَنْهُ خلْقٌ كثير، منهم: عبد الله بن محمد الأشيري [5] ، وأبو جعفر بْن القَصِير الغَرْناطيّ، وأبو القاسم خَلَف بْن بَشْكُوَال، وأبو محمد بْن عُبَيْد اللَّه، ومحمد بْن الحسن الجابريّ.
229- عيسى بْن هبة اللَّه بْن هبة اللَّه بْن عيسى [6] .
أبو عبد الله بْن البغداديّ، النّقّاش.
ظريف، كيِّس، خفيف الرُّوح، صاحب نوادر وشِعْر رقيق، وحكايات موثّقة.
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 484، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، سير أعلام النبلاء 20/ 216، عيون التواريخ 12/ 434، والديباج المذهب 2/ 50، 51، النجوم الزاهرة 5/ 286، وشذرات الذهب 4/ 134.
[2] في الصلة 2/ 454.
[3] علّق محقّقا سير أعلام النبلاء 20/ 217 بالحاشية (4) على ذلك بالقول: «أي: وخمسمائة» .
وقد أوضح ابن بشكوال أنه توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة» .
[4] راجع شيوخه في كتابه «الغنية» بتحقيق ماهر زهير جرار، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1402 هـ. / 1982 م.
[5] الأشيري: بكسر ثانية، وياء ساكنة، وراء. نسبة إلى أشير: مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر. (معجم البلدان 1/ 202) .
[6] انظر عن (عيسى بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 141 رقم 213 (18/ 75 رقم 4162) .
والكامل في التاريخ 11/ 147، وفوات الوفيات 2/ 236، وعيون التواريخ 12/ 435، والبداية والنهاية 12/ 227.

(37/201)


قد رَأَى النّاس، وعاشر الظُّرفاء، وطال [1] عمره، وسار ذكره.
ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا الحسن الأنباريّ، الخطيب.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ بجهد، فإنّه كان يَقُولُ: ما أَنَا أهلٌ للتّحديث. وعلّقت عَلَيْهِ من شِعْره.
وقال ابن الْجَوزيّ: [2] كَانَ يحضر مجلسي كثيرا، وكتبت إِلَيْهِ يوما برُقْعةٍ، خاطبته فيها بنوع احترام، فكتب إليّ:
قد زِدْتَني في الخطب حتّى ... خشيتُ نَقْصًا من الزّيادة
فاجعلْ خطابي خطابَ مثلي ... ولا تغيّر عليَّ عادة [3]
ومن شعره:
إذا وجد الشّيخ من [4] نفسه ... نشاطا فذلك موتٌ خَفِي
أَلَسْتَ تَرى أنّ ضوءَ السِّراجِ ... لَهُ لَهَبٌ قبل أن يَنْطفي؟ [5]
قلت: روى عَنْهُ أبو اليُمْن الكِنْديّ كتاب «الكامل» للمبرّد، وغير ذَلكَ.
وتُوُفّي في جمادى الآخرة.
وهبة الله مرّتين، وعليها صحّ بخطّ الحافظ الضّياء.
- حرف الغين-
230- غازي بْن زنكيّ بن آقسنقر التّركيّ [6] .
__________
[1] في الأصل: «وقال» .
[2] في المنتظم 10/ 141 (18/ 75) .
[3] البيتان في: المنتظم، والكامل في التاريخ 11/ 147، وعيون التواريخ 12/ 435، وفوات الوفيات 2/ 236، والبداية والنهاية 12/ 227.
[4] في المنتظم: «في» .
[5] المنتظم، عيون التواريخ.
[6] انظر عن (غازي بن زنكي) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 306، 307، والتاريخ الباهر 92- 94، والكامل في التاريخ 11/ 138، وكتاب الروضتين 1/ 167- 270 وديوان ابن منير (جمعنا) 219، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 207، وتاريخ الزمان، له 165، 166، والأغلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 55، 78، 133، 168، 222، 223، وتاريخ دولة آل سلجوق

(37/202)


السّلطان، سيف الدّين بْن الأتابَك عماد الدّين، صاحب المَوْصِل.
لمّا قُتِلَ والدُه أتابَك عَلَى قلعة جعبر اقتسم والداه مملكته، فأخذ غازي المَوْصل وبلادَها، وأخذ نور الدّين محمود حلب ونواحيها. وكان مَعَ أتابَك عَلَى جَعْبَر ألْب رسلان بْن السّلطان محمود السَّلْجوق، وهو السّلطان، وأتابَكه هُوَ زنْكي، فاجتمع الأكابر والدّولة، وفيهم الوزير جمال الدين محمد الأصبهانيّ المعروف بالجواد، والقاضي كمال الدّين الشَّهْرُزُوريّ ومَشَيا إلى مخيّم السّلطان ألْب رسلان، وقالوا: كَانَ عماد الدّين، رحمه اللَّه، غلامك، والبلاء لك، وطمّنوه بهذا الكلام. ثمّ إنّ العسكر افترق، فطائفة توجّهت إلى الشّام مَعَ نور الدّين، وطائفة سارت مَعَ ألْب رسلان، وعساكر الموصل وديار ربيعة إلى المَوْصِل. فلمّا انتهوا إلى سَنْجار، تخيّل ألْب رسلان منهم الغدْرَ فتركهم وهرب، فلحِقوه، وردّوه، فلمّا وصل إلى المَوْصِل، أتاهم سيف الدّين غازي، وكان مقيما بشَهْرُزُور، وهي إقطاعه. ثمّ إنّه وثب عَلَى ألْب رسلان، وقبض عَلَيْهِ، وتملّك المَوْصِل [1] .
وكان مُنْطَوِيًا عَلَى خيرٍ وديانةٍ، يحبّ الْعِلْمَ وأهله، وفيه كَرَم، وشجاعة، وإقدام.
وبنى بالمَوْصِل مدرسة [2] .
ولم تَطُلْ مدّته حتّى تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وقد جاوز الأربعين. وتملّك بعده أخوه قطب الدّين مودود.
__________
[207،) ] ومفرّج الكروب 1/ 116، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 269، 279، 280، 292، 377، 383، 384، ووفيات الأعيان 4/ 3، 4، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 123، 124، والمختصر في أخبار البشر 3/ 21، ونهاية الأرب 27/ 151، والعبر 4/ 123، ودول الإسلام 2/ 60، وسير أعلام النبلاء 20/ 192، 193، رقم 124، وتاريخ ابن الوردي 2/ 48، وعيون التواريخ 12/ 435- 437، ومرآة الجنان 3/ 283، 284، والدرّة المضيّة 555، والبداية والنهاية 12/ 227، وتاريخ ابن خلدون 5/ 238- 240، والكواكب الدرّية 131، والنجوم الزاهرة 5/ 286، واللمعات البرقية في النكت التاريخية لابن طولون 12، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 90، وشذرات الذهب 4/ 139، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 174، 474.
[1] الكامل في التاريخ 11/ 112، 113، وفيات الأعيان 4/ 3، 4.
[2] سيأتي القول فيها.

(37/203)


وخلّف ولدا صبيّا، فانتشا، وتزوَّج ببنت عمّه قُطْب الدّين، ومات شابّا ولم يُعْقِب.
وكان غازي مليح الصّورة، حَسَن الشَّكْل، وافر، الهَيْبَة، وكان يمدّ السِّماط غَداءً وعَشاءً. ففي بكرةٍ يذبح نحو المائة رأس. وهو أوّل من حُمِل فوق رأسه السَّنْجَقُ في الإقامة، وأوّل من أمر الأجناد أن يركِّبوا السّيفَ في أوساطهم، والدبّوس تحت رُكَبِهم [1] .
ومدرسته من أحسن المدارس، وَقَفَها عَلَى الشّافعيَّة والحنفيَّة [2] .
وبنى أيضا رِباطًا للصُّوفيَّة. وقد وصل الحيض بيص [3] بألف دينار، سوى الخلع على قصديته الرّائيَّة [4] . قاله ابن الأثير [5] .
- حرف الميم-
231- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد [6] .
أبو عبد الله المقرئ، الورّاق.
إمام جامع هَرَاة.
سَمِعَ: أبا إسماعيل الأنصاريّ، وعبد الأعلى [7] بْن المليحيّ. وكان صالحا، عفيفا.
مات في رجب عن اثنتين وسبعين سنة [8] .
__________
[1] الكامل 11/ 138، كتاب الروضتين 1/ 65، البداية والنهاية 12/ 227.
[2] الكامل 11/ 138، 139، كتاب الروضتين 1/ 65.
[3] هو شهاب الدين أبو الفوارس سعد بْن مُحَمَّد بْن سعد بْن صَيْفي التميمي الشاعر المشهور بحيص وبيص. توفي سنة 574 هـ.
[4] التي أولها:
إلام يراك المجد في زيّ شاعر ... وقد نحلت شوقا فروع المنابر
وهي في ديوانه 2/ 316 بتحقيق مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر.
[5] في التاريخ الباهر 93، والكامل 11/ 139.
[6] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 202 أ، والتحبير 2/ 80 رقم 683.
[7] في الأصل: «عبد الأعلا» .
[8] وقال ابن السمعاني: كان شيخًا صالحًا، عفيفًا، سديد السيرة.. كتبت عنه بهراة.

(37/204)


232- محمد بْن جعفر بْن عبد الرحمن بْن صافي [1] .
أبو بَكْر، وأبو عبد الله اللَّخْميّ، القُرْطُبيّ.
أصله جيّانيّ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي محمد عبد الرحمن بْن شعيب، وخازم [2] بْن محمد.
وروى عَنْ: أَبِي مروان بْن سِراج، وأبي محمد بْن عَتّاب.
وتصدَّر للإقراء بقُرْطُبَة، وأقرأ النّاس بغَرْنَاطَة أيضا وبَلَنْسِية.
وكان صالحا، زاهدا.
تُوُفّي بوَهْران وقد قارب الثّمانين. قاله الأَبَّار.
233- محمد بْن سليمان بْن الحسن بْن عَمْرو [3] .
أبو عُبَيْد اللَّه، الإمام الفُنْدِينيّ [4] ، المَرْوَزِيّ، وفُنْدِين: من قرى مَرْو.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ فقيها، زاهدا، ورِعًا، عابداً، متهجّدا، تارِكًا للتكلُّف.
تفقّه على الإمام عبد الرحمن الرّزّاز، وسمع منه، ومن: أَبِي بَكْر محمد بْن عليّ بْن حامد الشّاشيّ، وأبي المظفّر السّمعانيّ.
وولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
تُوُفّي في العشرين من المحرَّم بفندين.
روى عنه: عبد الرحمن السّمعانيّ.
234- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عبد الرحمن بن العاص [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في: غاية النهاية 2/ 109 رقم 2891.
[2] تحرّف في غاية النهاية إلى «حازم» بالحاء المهملة.
[3] انظر عن (محمد بن سليمان) في: التحبير 2/ 133، 134، رقم 768، ومعجم البلدان 4/ 278، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 70، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 277، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 74 ب.
[4] الفنديني: بضم الفاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فندين وهي قرية قديمة بمرو على خمسة فراسخ. (الأنساب 9/ 336) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد) في: بغية الوعاة 1/ 153 رقم 256.

(37/205)


أبو عبد الله بْن أَبِي زيد الفَهْميّ، القرطبيّ، ثمّ المريّيّ.
روى عَنْ: أَبِي الوليد العُتْبيّ، وأبي تميم بْن بقيَّة، وجماعة.
وأجاز لَهُ خازم بْن محمد.
وكان عالما بالنَّحْو، منتصبا لإقرائه، مشارِكًا في الأصول والكلام، مَعَ فضلٍ وعبادة.
روى عَنْهُ: ابن بَشْكُوال، وابن رزق، وابن حُبَيْش [1] ، وغيرهم. وكان حيّا يُرزَق في هذا العام [2] . ترجَمَه الأبّار.
235- محمد بْن عبد الرحمن بْن عليّ [3] .
الحافظ أبو عبد الله النّميريّ، الغرناطيّ.
كتب عَنْ أَبِي محمد بْن عَتّاب، وطبقته.
قَالَ ابن بشكوال: هو صاحبنا، أخذ عَنْ جماعة من شيوخنا، وكان من أهل العناية الكاملة بتنفيذ العِلْم والسُّنن، جامعا لها، ثقة ثَبْتًا، عالما بالحديث والرجال.
تُوُفّي بغَرْناطَة رحمه اللَّه.
236- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [4] .
أبو الفضل المغازليّ، التّاجر، المعروف بالصّائن، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: ابن ماجة الأَبْهَريّ، وأبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم، ورزق اللَّه، وغيرهم.
وكان شيخا صالحا، ملازما للجماعات، صائنا، مشتغلا بالتّجارة.
ورد بغداد مَعَ خاله أَبِي سهل بْن سعدوَيْه.
ووُلِد في سنة ثمان وستّين وأربعمائة.
__________
[1] سمع عليه ولم يجز له.
[2] في البغية: مات بعد الثلاثين وخمسمائة.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن علي) في: الصلاة لابن بشكوال 2/ 591، 592 رقم 1299.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 222 ب، والتحبير 2/ 163- 165 رقم 795.

(37/206)


روى عنه: ابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وجماعة.
فَمِنْ حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ إجازة، أنا أبو الفضل محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ إِمْلاءً، أَنَا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلا تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي إِنَّكُمُ الَّذِينَ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلا أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسِكُمْ. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْتَقِصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي. يَا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي،: فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ منهم منا سَأَلَ، لَمْ يَنْتَقِصْ ذَلِكَ مِنِّي شَيْئًا، إِلا كَمَا يَنْتَقِصُ الْبَحْرَ أَنْ يُغْمَسَ فِيهِ الْمَخِيطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ» . قَالَ سَعِيدٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَيْسَ لأَهْلِ الشَّامِ حَدِيثًا أشرف من حديث أبي ذرّ. م [1] عَنِ الصَّغَانِيِّ، فَوَافَقَنَاهُ بِعُلُوٍّ.
تُوُفّي المغازليّ بنَيْسابور في العشرين من جمادى الأولى [2] .
__________
[1] أخرجه مسلم في البرّ والصلة والآداب (2577) باب تحريم الظلم.
[2] وقال ابن السمعاني: شيخ صالح ساكن وقور، مشتغل بما يعنيه من المحافظة على الجمعة والجماعات ومجالس الخير والكسب من التجارة، وكان يسافر إلى خراسان بالتجارة ... لقيته

(37/207)


237- محمد بْن عليّ بْن الحَسَن [1] .
أبو بَكْر الكَرَجيّ [2] .
رحل فسمع بأصبهان من: أَبِي عليّ الحدّاد، وغانم البُرْجيّ.
وبهَرَاة من: عيسى بْن شُعَيب السِّجْزيّ، والمختار بْن عبد الحميد، وأبي عطيَّة جابر بْن عبد الله الأنصاريّ، وطائفة.
وكتب الكثير، وقدِم بغداد فسمع منه: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد الحنفيّ.
وكان صالحا، عفيفا، متودِّدًا.
تُوفّي في رمضان ببُوشَنْج عَنْ ستّين سنة.
238- محمد بْن عليّ بْن حدّانيّ [3] .
أبو بَكْر الباقِلّانيّ.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ.
وعنه: يوسف بْن كامل.
عاش نيِّفًا وثمانين سنة.
239- محمد بْن محمد بْن أحمد بن القاسم [4] .
__________
[ () ] أولًا بنيسابور، وكتبت عنه مجلسا من إملاء أبي منصور بن شكرويه، وخرجنا من نيسابور إلى أصبهان صحبة واحدة فقرأت عليه بسمنان، وخوار الري، وقاشان. ولما دخلت أصبهان كان ابن خاله عبيد الله بن سعدويه يحمل أجزاء من سماعاته وفيها سماع أبي الفضل المغازلي، فكنت أقرأها عليهما. ومن جملة ما قرأت عليهما: كتاب «تاريخ أصبهان» لأبي بكر بن مردويه، بروايتهما عن أبي الخير بن ررا، عنه. وجزء لوين، والأخير من حديث أبي بكر النيسابورىّ، وأجزاء كثيرة. ثم قدم علينا مرو تاجرا سنة إحدى وأربعين، وأعدت ما كنت قرأت عليه بأصبهان من الأجزاء. وسمعت ولدي عنه، إلّا «تاريخ» أبي بكر بن مردويه، وخرج من عندنا إلى نيسابور، وخرجت إلى نيسابور سنة أربع وأربعين، وكان بها إلى أن توفي.
[1] انظر عن (محمد بن علي الكرجي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] الكرجي: بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان. (الأنساب 10/ 379) .
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (محمد بن محمد الرسولي) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 97.

(37/208)


أبو السّعادات بْن الرّسوليّ، البغداديّ، الفقيه.
تفقّه عَلَى إِلْكِيا الهَرَّاسيّ. وله شِعْر وفضيلة.
وسمع من: جعفر السّرّاج، وابن نُباتة.
لكنه كَانَ كثير الكلام، يقع في النّاس.
توفّي بأسفرايين غريبا.
240- محمد بْن محمد بْن خليفة [1] .
أبو سعيد الصّوفيّ. [2] حدَّث عَنْ: أَبِي عبد الرحمن طاهر الشّحّاميّ.
وكان فقيها، واعظا، كثير المحفوظ.
روى عَنْهُ المؤيَّد الطُّوسيّ في أربعيّة.
241- محمد بْن محمد بْن خليفة [3] .
اسم خليفة: منصور بْن دُوَسْت، من أهل نَيْسابور.
حدَّث أيضا عَنْ: أَبِي بَكْر بْن خَلَف، وأحمد بْن سهل السّرّاج. وأملى مجالس. قاله السّمعانيّ وأخذ عَنْهُ.
ثمّ قَالَ: مات في جُمادَى الأولى.
242- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن الطّيّب [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن خليفة الصوفي) في: التحبير 2/ 220، 221 رقم 864، ومخلص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 75 أ.
[2] وقال ابن السمعاني: هكذا قرأت نسبه في الإجازة القديمة لي، كان مقرئا، فقيها، واعظا، صوفيا، ظريفا.. سمعت منه في الرحلة الأولى، ثم لما رجعت من العراق صادفته وهو يملي، فاستعرت من بعض أصحاب الحديث جزءا من أماليه فقرأت عليه أحاديث عالية ونازلة كافّة، ما كان يعرف شرط التحديث. وقدم علينا مرو بعد رجوعي من نيسابور، وعقد المجلس في موضعي فأحسن وأبكي الحاضرين. وسمعت أن أبا حامد الغزالي كان يقول: من أراد أن ينظر إلى صورة التصوّف فلينظر إلى أبي سعيد بن خليفة.
وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربعمائة بنيسابور.
وتوفي ليلة الجمعة السادس عشر من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، سقط من جمل في طريق سمنقان ومات فحمل إلى سمنقان.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن خليفة) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.
[4] لم أجده.

(37/209)


أبو الفتح الكاتب.
سَمِعَ: عبد الواحد بْن فهد العلّاف.
وعنه: مكّيّ بْن الفرّاء.
مات مجذوما، رحمه اللَّه.
243- مُحَمَّد بْن مسعود بْن عَبْد الله بْن مسعود [1] .
أبو بَكْر بْن أبي ركب الخشنيّ، الجنّاويّ، المقرئ، النَّحْويّ، العلّامة.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن موسى، وأبي الحسن بْن شفيع، وجماعة.
وأخذ العربيَّة والآداب عَنْ: ابن أَبِي العافية، وابن الأخضر، وابن الأبرش.
وروى عَنْ: أَبِي الحسن بْن سِرَاج، وأبي عليّ بْن سُكَّرة، وابن عَتّاب، وجماعة.
قال الأبّار: تقدّم في صناعة العربيّة، وتصدّر لإقرائها، وولي بأخرة خطابة غرناطة. وكان من جلّة النّحاة وأئمّتهم. شرح «كتاب» سيبويه، ولم يتمّه،. وكان حافظا للغريب واللّغة، متصرّفا في فنون الأدب مع الجدّ والصّلاح، وله شعر.
توفّي في نصف ربيع الأوّل عَنْ خمسٍ وستّين سنة.
أخذ عَنْهُ: أبو عبد الله بْن حُمَيْد، وابنه أبو ذَرّ الخُشَنيّ.
244- المبارك بْن عبد الوهّاب بْن محمد بْن منصور بْن زُرَيْق [2] .
القزّاز، الشَّيْبانيّ، البغداديّ، أبو غالب المُسَدِّيّ [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ صالح.
سَمِعَ الكثير، وحصّل بعض الأصول.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وطِرادًا الزّينبيّ، وأبا طاهر الباقلّانيّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (المبارك بن عبد الوهاب) في: الأنساب 11/ 305، واللباب 3/ 209.
[3] المسدي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وكسر الدال المهملة المشدّدة. هذه النسبة إنما تقال لمن يعمل السداد ببغداد للثياب السقلاطونية.

(37/210)


وكان حريصا على التّحديث. واتّفق أنّ أبا البقاء بْن طَبَرْزَد أخرج سماعه في جزء ابن كرامة، عَن التّميميّ، وسمَّع لَهُ بخطّه، وقرأ عَلَيْهِ، فطُولب بالأصل، فتعلَّل وامتنع، فشنَّع الطَّلَبة عَلَى أَبِي البقاء، وظهر أمره. ثمّ بعد ذَلكَ أخرج أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنديّ سماعه بخطّ من يوثَق بِهِ والطّبعة الّذين سمّع أبو البقاء معهم جماعةُ مَجَاهيل لا يُعْرَفون، ففرح أبو البقاء حيث وجد سماعه، فقلت لَهُ: لا تفرح، فإنَّ الآن ظهر أنّ التّسميع الأوّل كَانَ باطلا حيث ما وجد الأُصول. واتَّفق أنّ الشّيخ أقرّ أنّ الجزء كَانَ لَهُ، وأنّ أبا البقاء أخذه، ونقل له فيه.
وتوفّي في شعبان.
245- مُحلَّى بْن الفضل بْن حَسَن [1] .
أبو الفَرَج الحمصيّ، المَوْصِليّ، التّاجر، السّفّار.
سكن بنَيْسابور مدَّةً، وحدَّث عَنْ: أَبِي عليّ نصر اللَّه الخُشْناميّ، وغيره.
تُوُفّي بمَرْو.
246- مُلَيْكة، وقيل ملكة، بِنْت أَبِي الحسن بْن أَبِي محمد [2] .
النّيسابوريّة.
امرأة صالحة، ثقة، مستندة.
سمع نصف جزء من مُسْنَد السَّرَّاج من الفضل بن عبد الله بن المحبّ.
ومات في ثامن جُمادى الآخرة، ولها نيّفٌ وثمانون سنة.
روى عَنْهَا عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
وقع لنا مِن روايتها.
247- منصور بْن عليّ بْن عبد الرحمن [3] .
أبو سعد الحجريّ، البوشنجيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجدها.
[3] انظر عن (منصور بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 266 أ، والتحبير 2/ 315 رقم 1013.

(37/211)


إمام ورِع، صالح [1] .
روى عَنْ: عبد الرحمن بْن عفيف كلار، وأحمد بْن محمد العاصميّ.
وتُوُفّي في سلْخ ذي القعدة [2] .
248- موسى الطّواشيّ [3] .
أبو السّداد الحَبَشيّ، الخَصِيّ [4] ، مولى الوزير نظام المُلْك.
ذكره ابن النّجّار في «تاريخه» فقال: سَمِعَ أبا نصر الزَّيْنبيّ. وبمصر:
القاضي أبا الحسن الخِلَعيّ.
وسكن بغداد برِباط الزَّوْزَنيّ.
روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، ومحمد بْن عسير.
وبقي حتّى سَمِعَ منه: أبو محمد بْن الخشّاب في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. قلت: لم يذكره السّمعانيّ في «الذَّيْلِ» ، وأخشى لا يكون وقع غلط في بقائه إلى هذه السّنة، فيُراجع الأصل.
- حرف النون-
249- نصر بْن أحمد بْن نظام الملك الوزير أَبِي عليّ الحسن بْن إسحاق [5] .
الأمير أبو الفضل ابن أخي المسمّى باسم أبيه، من أهل الطّابران.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ شيخا كثير الصَّدقة، جوادا، من بيت وزارة. رأيته بطوس وقد قعد بِهِ الدّهر، ولازم بيته. كتبتُ عَنْهُ.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: من بيت الحديث وأهله، كان إماما فاضلا، صالحا، عفيفا، ورعا، كثير الخير، جميل الأمر.
[2] في التحبير: «مات سنة أربعين وخمسمائة» .
[3] ترجمة (مواشى الطواشي) في الجزء الّذي لم يصلنا من: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار.
والطواشي هو الخادم.
[4] الخصيّ: بفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها الصاد المهملة والياء. هذا الاسم لجماعة من الخدّام الخصيان. (الأنساب 5/ 137) .
[5] انظر عن (نصر بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 274 أ، والتحبير 2/ 342، 343 رقم 1054.

(37/212)


سَمِعَ: أبا إسحاق الشّيرازيّ، الفقيه لمّا قدِم نَيْسابور، وشيروَيْه، بْن شهردار بهَمَذَان.
ودخل بغداد حاجّا بعد الخمسمائة.
وقال لي: ولدت سنة ستّ وستّين وأربعمائة بطُوس، وبها تُوُفّي في حادي عشر رمضان.
قلت: لم ينبّه السّمعانيّ عَلَى أنّه ابن أخي أحمد المذكور في هذه السّنة.
والظّاهر أنّه أسنّ من ابن عمّه.
وقد روى عَنْهُ أبو المظفَّر عبد الرحيم السّمعانيّ.
250- نصر بْن الحَسَن بْن إبراهيم بْن نوح [1] .
أبو الفُتَوح النَّيْسابوريّ، الغَضَائِريّ [2] ، المقرئ.
وُلِد سنة بضْعٍ وستّين وأربعمائة.
وسمع من: فاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، والسّيّد ظَفَر ابن الدّاعيّ العَلَويّ، والحسن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهم.
ومن شيوخه أيضا: طاهر بن سعيد الميهنيّ، وأبو تراب المراغيّ.
سكن مِيهَنَة مدَّةً، ثمّ سكن نَسَا.
قَالَ ابن السّمعانيّ: مقريء فاضل، حَسَن التّلاوة كثير العبادة والخير والنّظافة، مبالغ في الطّهارة. كان يضع الطّرق للأ [لحان] [3] الرّقيقة. وأكثر المسمَّعين بخُراسان غلمانه. يعني كَانَ يعرف الموسيقى.
سَمِعَ منه: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ في هذه السّنة.
251- نظر [4] .
__________
[1] انظر عن (نصر بن الحسن) في: الأنساب 9/ 156 وفيه: «نصر بن الحسين» .
[2] الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الغضارة وهو إنا يؤكل فيه الطعام.
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من (الأنساب) .
[4] انظر عن (نظر) في: المنتظم 10/ 141، 142 رقم 214 (18/ 76 رقم 4163) ، والكامل في التاريخ 11/ 146، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 205، وعيون التواريخ 12/ 437، والبداية والنهاية 12/ 228 وفيه تصحّف إلى «قطز» .

(37/213)


الأمير أبو الحسن الكماليّ، الجيوشيّ.
حجّ نيِّفًا وعشرين مرَّة أميرا عَلَى الركْب العراقيّ.
وكان مشكورا، كثير الخير، مَهِيبًا.
سَمِعَ: ابن طلحة النّعاليّ، وابن البَطِر.
روى عَنْهُ: أحمد بْن الحسن العاقوليّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه في ذي القعدة.
- حرف الهاء-
252- هبة اللَّه بْن القاسم بْن مَنْصُور [1] .
أبو الوفاء البغداديّ، البُنْدار.
شيخ مستور، مُسِنّ.
روى عَنْ: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبي سعد بن خشيش.
توفّي في رجب.
__________
[1] لم أجده.

(37/214)


سنة خمس وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
253- أحمد بْن إبراهيم بْن محمد [1] .
أبو العبّاس الأصبهانيّ، المعروف بصلاح.
حجّ نُوَبًا، وجاور مُدَّة. وكان كثير العبادة والخير.
أثنى عَلَيْهِ ابن السّمعانيّ، وقال: سَمِعَ بقراءتي كثيرا، وكتبتُ عَنْهُ شِعرًا.
أغارت العرب عَلَى الحُجّاج في أوائل المحرَّم، فهلك جماعة، منهم صلاح هذا.
254- أحمد بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن عَلِيّ [2] .
أبو نصر ابن الصُّوفيّ.
روى عَنْ جدّه أَبِي بَكْر بْن النّجّار مجلسا بروايته، عَنْ أَبِي عليّ بْن المُذْهِب.
وعاش ستّين سنة.
255- إبراهيم بْن سهل بْن إبراهيم بْن أَبِي القاسم [3] .
أبو إسحاق المسجديّ، السُّبْعيّ [4] .
نَيْسابوريّ صالح. سمّعه أَبُوهُ من أَبِي الحسن المَدِينيّ المؤذّن، وطائفة.
توفّي في رابع جمادى الأولى [5] .
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (إبراهيم بن سهل) في: الأنساب 7/ 32.
[4] السّبعي: بضم السين المهملة وسكون الياء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة.
[5] قال ابن السمعاني: سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور.

(37/215)


256- أسعد بن محمد بن أحمد [1] .
الأنصاريّ الثّابتيّ، أبو سعد المروزيّ، الفقيه، نزيل بنجديه.
روى عَنْ: أَبِي سعيد محمد بْن عليّ البَغَويّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ الحافظ [2] .
257- إسماعيل بْن الحسن بْن إسماعيل [3] .
أبو عطاء الشَّيْبانيّ، الهَرَويّ، القَلانِسيّ، المستملي. شيخ صالح، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: أبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد الجوهريّ، وأبا إسماعيل عبد الله ابن محمد الأنصاريّ، والحافط عبد الله بْن يوسف الْجُرْجانيّ.
وببغداد: أبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ.
ووُلِد في سنة سبْعٍ وستّين وأربعمائة.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وابنه، وأبو رَوْح عبد المعزّ.
تُوُفّي في شعبان.
258- إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن المهديّ بْن إبراهيم [4] .
المُوسَوِيّ.
تُوُفّي في سنة 4 أو 5 وأربعين [5] .
259- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن الحَسَن [6] .
__________
[1] انظر عن (أسعد بن محمد) في: الأنساب 3/ 129، والتحبير 1/ 119، 120 رقم 44، واللباب 1/ 192، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 76 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 203.
[2] وقال ابن السمعاني: كان فقيها عالما حسن الكتاب، كثير التحصيل، تردّد إلى والدي رحمه مدّة بمرو وكان ساكنا مشتغلا بما يعنيه، لازم منزله ويعتقد فيه الناس.. وكان يحضر مجلس وعظي ببنج ديه، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة، ووفاته في شهر ربيع الأول وقيل الآخر من سنة أربعين وخمسمائة بكالسمت مروالروذ المعروفة ببنج ديه.
[3] انظر عن (إسماعيل بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] لم أجده.
[5] هكذا في الأصل.
[6] انظر عن (إسماعيل بن محمد القزّاز) في: المنتظم 10/ 143 رقم 215 (18/ 78 رقم 4164) .

(37/216)


أبو الفتح بْن أَبِي غالب الشَّيْبانيّ، القزّاز.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وثابت بْن بُنْدار، وَعَلِيًّا، الرَّبَعيّ، والمبارك بْن عبد الجبّار، وجماعة.
ثنا عَنْهُ: عبد الملك بْن أَبِي الفتح الدّلّال.
وهو أخو أَبِي منصور القزّاز.
قَالَ السّمعانيّ: شابّ صالح، كتبت عَنْهُ، ومات في ربيع الأوّل ودُفِن بباب حرب.
- حرف الحاء-
260- الْحَسَنُ بْن ذي النُّون بْن أَبِي القاسم [1] .
الواعظ المشهور، أبو المفاخر الشُّغْريّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: عبد الغفّار الشِّيُروِيّيّ [2] .
وكان فقيها، أديبا، واعظا، وعظ ببغداد في جامع القصر مدَّة، وأظهر التَّحَنْبُل وذمّ الأشاعرة، وبالغ. وهو كَانَ السّبب في إخراج أَبِي الفتوح الإسْفَرائينيّ من بغداد. ومال إِلَيْهِ الحنابلة. ثمّ بان أنّه مُعْتَزِليّ يَقُولُ بخلْق القرآن، بعد أن كَانَ يُظهر ذمّ المُعْتَزِلة.
ثمّ قلعه اللَّه من بغداد، وهلك بغُرْبة، رحم اللَّه المُسلمينَ.
قَالَ ابن النّجّار: روى عَنْهُ: عليّ بْن أَبِي الكَرَم القطّان، ويحيى بْن مُقْبِل بْن الصَّدْر، وأبو الفَرَج بن الجوزيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن ذي النون) في: المنتظم 10/ 143، 144، رقم 216 (18/ 78، 79 رقم 4165) ، والكامل في التاريخ 11/ 153، وعيون التواريخ 12/ 439، والبداية والنهاية 12/ 228، والنجوم الزاهرة 5/ 298، وشذرات الذهب 5/ 140.
[2] الشّيرويي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الراء، وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى شيرويه. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 7/ 466) .
[3] وهو قال: كان فقيها، أديبا، دائم التشاغل بالعلم لا يكاد يفتر، وكان يقول: إذا لم تعبد الشيء خمسين مرة لم يستقرّ.
أنشدنا الحسن بن أبي بكر النيسابورىّ:
أهوى عليّا وأيمان محبّته ... كم مشرك دمه من سيفه وكفا

(37/217)


ومات في جُمَادَى الأولى.
261- الحسن بْن محمد بْن عُمَر [1] .
العميد، أبو الفُتُوح النَّيْسابوريّ، المستوفي، يُعْرف بحلْمه. ترك الدّيوان ولزِم الخير والانقطاع.
وحدَّث عَنْ: عليّ بْن أحمد المَدَينيّ.
روى عَنْهُ، ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم، وتُوُفّي في جُمادى الأولى.
262- الحسين بْن جَهِير [2] .
ناصح الدّولة، أستاذ دَار المسترشد.
سَمِعَ من: أَبِي الحَسَن بْن العلّاف.
وهو ابن أخي الوزير أَبِي القاسم.
263- الحسين بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن يوسف [3] .
الرّئيس أبو عليّ النّيْسابوريّ الشّحّاميّ.
كَانَ يخدُمُ الخاتون [في] [4] العراق، وتردّد معها في نواحي الإقليم.
وكان مكثِرًا من الحديث.
روى عَنْ: الفضل بْن عبد الله بْن المُحِبّ، والصّرّام، وأبي بَكْر بْن خَلَف، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ.
وكان مولده في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
روى عنه: ابن السّمعانيّ، وولده أبو المظفّر.
قال أبو المظفّر: سَمِعْتُ منه «صلاة الضُّحَى» للحاكم، وجزءين من
__________
[ () ]
إن كنت- ويحك- لم تسمع مناقبه ... فاسمع مناقبه من هل أتى وكفى
وأنشدنا أيضا:
مات الكرام ومرّوا وانقضوا ومضوا ... ومات من بعدهم تلك الكرامات
وخلفوني في قوم ذي سفه ... لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (الحسين بن علي) في: العبر 4/ 123، 124، وفيه: «الحسن» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 223، ومرآة الجنان 3/ 284، وشذرات الذهب، 4/ 139، 140.
[4] في الأصل بياض.

(37/218)


حديث أَبِي العبّاس السّرّاج عَن ابن المُحِبّ، وجزءا انتخبه مسلم عَلَى أَبِي أحمد محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، وغير ذَلكَ.
تُوُفّي ليلة نصف شعبان بمَرْو.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ السَّمْعَانِيِّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُرَاوِيُّ قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الصَّرَّامُ، نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسْنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الحلبيّ، ثنا الهيثم بن الحميد، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَإِذَا قَوْمٌ يُصَلُّونَ صَلَاةَ الضُّحَى، فَقَالَ: «صَلَاةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، كَانَ الْأَوَّابُونَ يُصَلُّونَهَا حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» [1] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، ثَابِتُ الْإِسْنَادِ.
- حرف الزاي-
264- زاهر بْن أحمد بْن محمد بْن أَبِي الحسن [2] .
الفقيه أبو عليّ البشاريّ، السّرْخسيّ.
فقيه، مستور، صالح، متميّز.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا منصور محمد بْن عبد الملك المظفَّريّ.
تُوُفّي بسَرْخَس في شوّال.
وأجاز لعبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
كتبناه لاسمه الموافق لأبي عليّ راوي «موطّأ» أَبِي مصعب.
وقد حدّث عنه: أبو سعد [3] .
__________
[1] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (143) و (144) باب صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال، وأحمد في المسند 2/ 265، 505 و 4/ 366، 367، 471، 375، 419.
[2] انظر عن (زاهر بن أحمد) في: التحبير 1/ 287 رقم 215، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 293 رقم 1183، والوافي بالوفيات 14/ 167، 8 د 1 رقم 230، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 76 ب.
[3] وهو قال: كان شيخا صالحا، سديد السيرة، من بيت الحديث وأهله ... سمعت منه بسرخس في سنة ثمان وعشرين أحاديث، ثم سمعت منه جزءا من حديث رافوكة في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.

(37/219)


- حرف السين-
265- سليمان بْن سعيد [1] .
أبو الربيع العبْدَرِيّ، الدّانيّ، القاضي، المعروف باللُّوشِيّ [2] .
سَمِعَ من: أبيه، وأبي داود المقرئ، وأبي عليّ الصَّدَفيّ.
وولي قضاء دانية عشرة أعوام، وصرف سنة أربعين وخمسمائة.
وكان فاضلا، جبّارا، عَلَى غَفْلةٍ كانت فيه.
تُوُفّي في ربيع الآخر بدانية.
- حرف الصاد-
266- صافي [3] .
أبو سعيد الْجَمَاليّ، عتيق أَبِي عليّ بن جردة.
سمع: أبا عليّ بن البنّاء، وأبا الحسين بن النّقور.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وجدنا لَهُ مجالس من أمالي أبي عليّ بن البنّاء، ومن أمالي ابن أَبِي الفوارس، فقرأتُ عَلَيْهِ منها. وكان شيخا مليح الشَّيْبة، حَسَن المشاهدة. وكان شيخنا ابن ناصر يَقُولُ: إنّ صافي كَانَ غلاما آخر لابن جَردة.
فأُخبر صافي بذلك، فحضر يوما دار أَبِي منصور الجواليقيّ، ونحن نسمع منه، ومن ابن ناصر، وسعد الخير «غريب الحديث» لأبي عُبَيْد، فقال لابن ناصر:
سَمِعْتُ أنّك تَقُولُ إنّ هذه الأجزاء ليست سماعي على ابن البنّاء، وكان لسيّدي غلام آخر باسمي. وما الأمر كما تظنّ، ما كَانَ لَهُ غلامٌ اسمه صافي غيري، وأنا أذكر أبا عليّ بْن البنّاء، وكنت أقرأ عَلَيْهِ القرآن والعِلْم، ولست ممّن يشتهي الرّواية ويتشوَّف بها.
فعلم الحاضرون صِدْقَه، واعتذر ابن ناصر إليه، ورجع [4] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن سعيد) في: معجم شيوخ الصدفي 303، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، بقية السفر الرابع 69 رقم 166.
[2] في معجم الصدفي: اللوشي: بين الجيم والشين. وفي الذيل: بشين معقود.
[3] انظر عن (صافي) في: المنتظم 10/ 144 رقم 217 (18/ 79، 80 رقم 4166) ، والأنساب 3/ 298، والوافي بالوفيات 16/ 245، 246 رقم 267.
[4] المنتظم.

(37/220)


تُوُفّي في ربيع الأوّل، في الثّالث والعشرين منه.
قلت: وروى عَنْهُ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ، وغيره.
- حرف العين-
267- عَبْد الله بْن علي بْن محمد [1] .
أبو البَرَكات الكَرْخيّ، النَّهْرِيّ.
سَمِعَ: عاصم بْن الحَسَن، وعبد الواحد بْن فهد العلّاف.
وعنه: ابن مشتف، وعمر بْن طَبَرْزَد، وغيرهما.
قَالَ ابن الدَّبِيثيّ: مات في شوّال سنة خمسٍ.
268- عبد الله بْن محمد [2] .
أبو القاسم البَنْدِيهيّ [3] ، الخَمْقَرِيّ [4] .
سَمِعَ: أبا سعد محمد بن عليّ البَغَويّ، الدّبّاس.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ [5] .
مات في ذي الحجَّة.
269- عبد الله بْن هبة اللَّه بْن السّامريّ [6] .
أبو الفتح الحنْبليّ.
مُكْثِر من الرواية.
روى عَنْ: أَبِي سعد بْن خُشَيْش، وغيره.
وتُوُفّي في المحرّم [7] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التحبير 1/ 377، 378 رقم 328، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 76 ب.
[3] البنديهي البنجديهي، نسبة إلى بنديه.
[4] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[5] وهو قال: من بيت الحديث وأهله، وكان من أهل العلم ... سمعت منه بمرست، وكانت ولادته في حدود سنة سبعين وأربعمائة تقديرا.
[6] انظر عن عبد الله بن هبة الله) في: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 219 رقم 106.
[7] مولده في 12 ذي الحجة سنة 485، وحدّث باليسير.

(37/221)


270- عَبْد الباقي بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن عليّ بْن النَّرْسيّ [1] .
أبو البَرَكات الأَزَجيّ، المعدّل، المحتسب.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ مُسِنّ، بَهيّ المنظر، به طرش.
وجدنا له ثلاثة أجزاء عَنْ أَبِي القاسم عبد الله بْن الحَسَن الخلّال، قرأناها عَلَيْهِ. وقال لي: وُلِدتُ في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في عاشر شعبان.
قلت: سمعنا عَلَى أَبِي النّداء بْن الفرّاء جزءا من حديث ابن صاعد.
بسماعه من أَبِي القاسم بْن صَصْرَى، والطّبقة بخطّ الحافظ الضّياء، بإجازته من عبد الباقي النَّرْسِيّ، بسماعه من القاضي أَبِي يَعْلَى، وفرحتُ بذلك، فلمّا انتبهت في الحديث بان لي أنّ هذا غَلَط وأنّ عبد الباقي وُلِد بعد موت أَبِي يَعْلَى بسنة.
271- عبد الرحمن بْن أحمد بْن خَلَف بْن رضا [2] .
أبو القاسم القُرْطُبيّ، خطيب قُرْطُبة.
روى القراءات عَنْ أَبِي القاسم بْن مُدير.
وسمع «الموطّأ» من أبي عبد الله محمد بن فرج.
وسمع أيضا من: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وأبي الحسن العبْسيّ.
وتأدّب بأبي الوليد مالك العُتبيّ واختصّ بِهِ. وبرع في الآداب وشُوور في الأحكام. وكان محمودا في جميع ما نواه، رفيع القدر، عالي الذِّكْر.
تُوُفّي عاشر جُمادَى الآخرة. قاله ابن بَشْكُوال.
قَالَ: وتُوُفّي أَبُوهُ وهو حمل له في سنة سبعين وأربعمائة.
قلت: أخذ عَنْهُ القراءات أبو بَكْر بْن سَمْحُون، وحسن بْن عليّ بْن خَلَف، وعُبَيْد اللَّه بْن الصَّيْقَل، وعبد الرحمن بْن الشّرّاط.
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن أحمد) في: المشتبه في الرجال 2/ 638، والوافي بالوفيات 18/ 14 رقم 13.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 352، 353 رقم 756.

(37/222)


272- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن الإخوة [1] .
أخو عبد الرحيم، أبو القاسم البغداديّ، العطّار.
سَمِعَ: أبا عبد الله النِّعَاليّ، وابن البَطِر، وجماعة.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر.
273- عبد الرحمن بْن أَبِي رجاء [2] .
أبو القاسم البَلَويّ، الأندلسيّ، اللّبسيّ، نسبة إلى قرية من قرى وادي آش.
أخذ القراءات بغَرْنَاطة عَنْ: أَبِي الحسن بْن كرْز، وجماعة.
وحجّ سنة سبْعٍ وتسعين، فأخذ القراءات عن أبي عليّ بن أبي العرجاء.
وسمع من أَبِي حامد الغزّاليّ، وأجاز لَهُ.
وأخذ بالمَهْدِيَّة عَنْ: عليّ بْن محمد بْن ثابت الخَوْلانيّ الأقْطع، وانصرف إلى الأندلس، وتصدَّر للإقراء.
أخذ عَنْهُ: ابنه عبد الصّمد، وأبو القاسم بْن حُبَيْش، وأبو القاسم بْن بَشْكُوال.
قَالَ الأبّار: وكان زاهدا، صُوفّيًا، مُجَاب الدّعوة. خرج عَن المَرِيَّة في سنة إحدى وأربعين قبل تغلُّب الروم عليها بعامٍ، ونزل وادي آش إلى أن تُوُفّي بِهِ وله ثمان وسبعون سنة.
274- عبد الغنيّ بْن أحمد بْن محمد [3] .
أبو اليمن الدّارميّ، البوشنجيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي رجاء) في: تكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ج 3/ ورقة 8، ك وبغية الملتمس للضبيّ 363. رقم 1013، ومعرفة القراء الكبار 2/ 522، 523 رقم 465، وغاية النهاية 1/ 368، 369 رقم 1567.
[3] انظر عن (عبد الغني بن أحمد) في: التحبير 1/ 468، 469 رقم 435، ومعجم البلدان 2/ 950 (طبعة لا يبزك 1866) ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 أ.
[4] زاد في التحبير: «الزندجاني الصوفي المعروف بكردياز، من أهل الزندجان، إحدى قرى فوشنج» .

(37/223)


شيخ صالح عفيف.
سَمِعَ: أبا إسماعيل عبد الله الأنصاريّ، وأبا عطاء عبد الرحمن الجوهريّ.
وولد سنة بضع وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في ثامن عشر رجب.
روى عَنْهُ بالإجازة: عبد الرحيم السّمعانيّ.
275- عبد الكريم بْن محمد بْن أَبِي منصور [1] .
أبو القاسم الدّامغانيّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ من أهل الفضل والإفضال [2] .
وُلِد في ربيع الأوّل سنة 453، ودخل نَيْسابور، وتفقّه مدَّة عَلَى إمام الحرمين، وكتب بها عن: أَبِي القاسم إسماعيل النُّوقانيّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ.
وبجُرْجان عَنْ: كامل بْن إبراهيم الخَنْدقيّ، والمظفَّر، بْن حمزة التّميميّ.
كتبتُ عَنْهُ بالدّامغان عند توجّهي إلى أصبهان، وعُمِّر دهرا.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
تُوُفّي النّوقانيّ سنة 479، وكان آخر من حدَّث عَن النّوقانيّ.
276- عبد الملك بْن عَبْد الوهاب بْن الشَّيْخ [3] .
أَبِي الفَرَج الشّيرازيّ، ثمّ الدّمشقيّ، القاضي الأوحد، بهاء الدّين ابن الحنبليّ، شيخ الحنابلة ورئيسهم بدمشق.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في: الأنساب 6/ 166، والتحبير 1/ 480، 481 رقم 450، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 261، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 529، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 أ.
[2] وقال في التحبير: كان عالما فاضلا، فقيها، حسن السيرة، جميل الأمر، سخيّ النفس، مكرما للغرباء، ورد نيسابور وأقام فيها مدة يتفقّه على الإمام أبي المعالي الجويني، ثم عاد إلى بلده وولي الحكومة بها، وحمدت سيرته فيها، وكان من أهل السنّة على خلاف عقيدة ناحيته ...
كتبت عنه بالدامغان، وأقمت عنده يوما واحدا، وكان أخرج إلينا شدّة من مسموعاته.
[3] انظر عن (عبد الملك بن عبد الوهاب) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 311، وكتاب الروضتين 1/ 195، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 207، وعيون التواريخ 12/ 439، والبداية والنهاية 12/ 228، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 219 رقم 105.

(37/224)


قَالَ حمزة بْن القَلانِسِيّ [1] : مات في رجب.
قال: وكان إماما، مناظرا، مُفْتيًا عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وأحمد بْن حنبل.
تفقّه بخُراسان مدَّة، [2] وكان يوم دفْنه في جوار جدّه وأبيه يوما مشهودا بكثْرة العالَم والباكِين حول سريره.
277- عبد الملك بْن عليّ بْن محمد بْن حسن [3] .
الإمام، أبو سعد القُرَشيّ، الزُّهْريّ، العَوْفيّ، الأيُّوبي، الأَبِيَورْديّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ إماما، صالحا، زاهدا، عفيفا. روى عَنْ أبيه بأَبِيوَرْد، وبها وُلِد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
وتوفّي في أحمد الرّبيعَيْن.
روى عَنْهُ: عبد الرّحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه عَنْهُ.
278- عبد الملك بْن أَبِي نصر بْن عُمَر [4] .
الفقيه أبو المعالي الجيليّ، الفقير، نزيل بغداد.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ: [5] كَانَ فقيها، صالحا، خيِّرًا، عاقلا، كثير التّعبُّد، يأوي المساجد.
حجّ في هذا العام، فأغارت العرب على الحُجّاج، فتوصّل وأقام بفِيد [6] .
وتُوُفّي في هذه السّنة.
__________
[1] في ذيل تاريخ دمشق 311.
[2] زاد ابن القلانسي: وكان فصيح اللسان بالعربية والفارسية، حسن الحديث في الجدّ والهزل.
[3] انظر عن (عبد الملك بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] انظر عن (عبد الملك بن أبي نصر) في: المنتظم 10/ 144، 145 رقم 218 (18/ 80 رقم 4167) وفي الطبعتين «ابن أبي نضر» (بالضاد المعجمة) ، ومرآة الزمان ج 78 ق 1/ 207، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 262، والبداية والنهاية و 12/ 228.
[5] في المنتظم.
[6] وقال ابن السمعاني: فقيه، صالح، دين خيّر، عامل بعلمه، كثير العبادة والصلاة، ليس له مأوى معلوم ومنزل مشهور يسكنه، يبيت بأيّ موضع اتفق.
وقال: إنه سمعه مذاكرة يقول: سمعت أرباب القلوب تقول: من عرف أنّ جميع اللّذّات المتفرقة على الأعضاء تنطوي تحت هذه اللذة، ثم أنشأ يقول:
كانت لقلبي أهواء مفرّقة ... فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي
يظلّ يحسدني من كنت أحسده ... فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلا بحبّك يا ديني ودنياي

(37/225)


279- عثمان بْن إسماعيل بْن أحمد [1] .
أبو بَكْر الخفّاف، من المَزكّين المشهورين بنَيْسابور.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ صالحا، خيِّرًا، سَمِعَ: هبة اللَّه بن أحمد البرويّيّ [2] ، والقاضي أبا نصر أحمد بْن محمد بْن صاعد، وغيرهما.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بنَيْسابور في ربيع الأوّل [3] .
280- عليّ بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [4] .
أبو الحَسَن البغداديّ، الأحدب، المؤدّب، المقرئ.
قَالَ أبو سعد: شيخ، صالح، فاضل، عارف بالأدب. دخلت مكتبه وذاكَرْتُه، فقال: سَمِعْتُ من رزق اللَّه التّميميّ، وطِراد الزَّيْنبيّ، ولكنّ أصولي نُهِبت. فعلّقت عَنْهُ شِعْرًا [5] .
وقال: وُلِدت سنة أربعٍ وسبعين وأربعمائة، وتُوُفّي في تاسع عشر شعبان سنة خَمسٍ هذه.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن إسماعيل) في: التحبير 1/ 546، 547 رقم 532، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 أ.
[2] البرويي: بفتح الموحّدة، والراء، وكسر الواو وياء مثنّاة. نسبة إلى برويه اسم لرجل اشتهر من أولاد جماعة.
وقد تحرّفت في الأصل إلى: «البردي» ، وفي ملخص تاريخ الإسلام إلى «الهروي» .
[3] وكان مولده في سنة 457 هـ.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 17/ 153، 154 رقم 637.
[5] وقال: سمعته يقول أنشدت بيتا، وبيته:
كأن لم يكن بيني وبينكم هوى ... ولم يك موصولا بحبلكم حبلي
قال: فأجزته:
ولم يجتمع في الدهر يوما وليلة ... بشملكم ما نتن (؟) في مجمع شملي
وقال الأحدب يرثي ميتا له:
ولست براض بالبكاء بتتي (؟) ... عليك إلى أن أمزج الدمع بالدم
فلو أن جفني دائما ببكائه ... على قدر حزن تستحقينه عمي
وإني بمثل الكأس بعد شارب ... كما شرب المأمون من أرن أدم
فلا بليت تلك العظام فإنّها ... بقية جسمي لم يدنّس بمأثم

(37/226)


281- عليّ بْن دُبَيْس الأَسَديّ [1] .
أمير العرب، وصاحب الحلّة.
كان شجاعا، جوادا، مُمَدَّحًا، كبير الشّأن.
يُقال إنّه سُقِيَ السُّمّ. وقيل: مات في القُوَلنْج.
وولي بعده ابنه مُهَلْهَل.
282- عليّ بْن أَبِي سعد بْن حسين [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ، الأقْراصيّ، الحلاويّ.
شابّ صالح، ديِّن، خيِّر، عابد.
روى عَنْ: جعفر السّرّاج.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ أحاديث.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
283- عمر بن عبّاد بن أيّوب [3] .
أبو حفص اليَحْصُبيّ، الشُّرَيشيّ.
حجّ، وسمع: أبا عبد الله الرّازيّ بالإسكندريَّة، ورزين بْن معاوية بمكَّة.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خير ب (تجويد الصّحاح) لرزِين.
وحدَّث عَنْهُ: عبد الحقّ الإشبيليّ، وعبد اللَّه بْن حُمَيْد بالإجازة.
وتُوُفّي في ذي الحجّة. قاله الأبّار.
284- عمر بن محمد بن طاهر [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن دبيس) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 301، والكامل في التاريخ 11/ 105، 122، 133، 143، 152، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 207، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وتاريخ ابن الوردي 2/ 50، وعيون التواريخ 12/ 440، والوافي بالوفيات 21/ 102، رقم 49، وتاريخ ابن خلدون 4/ 623- 625، والنجوم الزاهرة 5/ 299، والأعلام 4/ 287.
[2] انظر عن (علي بن أبي سعيد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (عمر بن عبّاد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] لم أجده.

(37/227)


أبو حفص الفَرْغانيّ [1] ، الترْكيّ.
شيخ صالح، نزل فاشان، إحدى قرى مَرْو.
سَمِعَ ببُخَارَى: بَكْر بْن محمد الزّرَنجريّ، وبمَرْو: المؤمّل بْن مسرور.
وحدَّث.
- حرف الفاء-
285- فاطمة بِنْت محمد بْن عبد الله [2] .
أمّ الفُتُوح القَيْسيَّة الأصبهانيَّة. صالحة، خيّرة، معمّرة.
كتب عَنْهَا: السّمعانيّ، وقال: سَمِعَت من عائشة بنت الحسن الوركانيّة.
مات في رمضان.
286- فضل اللَّه بْن جعفر [3] .
السّيّد أبو المعالي الحَسَنّي، المَرْوَرّوذِيّ.
ارتحل إلى بلْخ، وسمع مسند الهيثم الشّاشيّ من أَبِي القاسم أحمد بْن محمد الزّياديّ.
وكان زاهدا، خيِّرًا [4] .
مات في رمضان.
__________
[1] الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون. نسبة إلى فرغانة ما وراء النهر.
[2] انظر عن (فاطمة بنت محمد) في: التحبير 2/ 433، رقم 1190، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 ب، وأعلام النساء 4/ 107.
[3] انظر عن (فضل الله بن جعفر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 192 ب، والتحبير 2/ 26، 27 رقم 623، والتقييد لابن نقطة 425، 426 رقم 570، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 ب.
[4] وقال ابن السمعاني: كان علويا زاهدا، حسن السيرة، متصوّفا (لعلّ الصحيح: متصوّنا) ، وكان رحل إلى بلخ وسمع «مسند أبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، إما الكلّ أو البعض ...
سمعت منه أحاديث يسيرة. وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة أو بعدها. (التحبير) .

(37/228)


- حرف الميم-
287- محمد بْن أحمد بْن أميركا [1] .
أبو عبد الله الجيليّ [2] ، نزيل الدواليب [3] عَلَى وادي مرو.
[شدا قليلا] [4] من الفقه.
وسمع من: أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ، ومحمد بْن إسماعيل بْن عُبَيد اللَّه المؤدّب.
ومولده بمرْو في سنة سبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في نصف المحرّم.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وغيره.
288- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بن محمد بن تولة [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن أميركا) في: الأنساب 3/ 415 و 6/ 181، والتحبير 2/ 57- 59 رقم 659، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 77 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 95، 96.
وقد ذكره ابن السمعاني مرتين، الأولى في نسبة «الجيلي» فسمّاه:
«أبوه عبد الله أحمد بن أبي حامد محمد بن أميرك الجيلي، قاضي القرينين والدواليب. شيخ نظيف متميّز. قرأ على جدّي، وصحب والدي، كتبت عنه مرو ونواحيها وبالدولاب، وتوفي بدولاب الخازن في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة» . (3/ 415) .
وفي الثانية:
«أبو عبد الله محمد بن أبي حامد أميركا بن أبي فيركا الجيلي الروذباري القاضي، من أهل مرو، أصله من جيلان طبرستان، ووالده ولي القضاء بالروذبار بنواحي مرو وهي الدواليب بين تركدر وجيرنج، ثم ولي القضاء بها بعده أو بعده الله هذا أكثر من ثلاثين سنة، وكان قد رأى جدّي الإمام وتفقّه على والدي رحمهما الله، وكان حسن الخط مليحه، شدا طرفا من الأدب وقليلا من الفقه، وكان مشتغلا بما يعنيه من نسخ الكتب بخطه ومطالعتها. سمع جدّي الإمام أبا المظفّر السمعاني، وأبا الفتح محمد بن عبيد الله الأديب وغيرهما. كتبت عنه بمرو وبالروذبار بدولاب الخازن، ومات بها، في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة» قبل سنة ست» . (6/ 181، 182) .
[2] الجيلي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان- ويقال لها: كيل وكيلان فعرب ونسب اليها وقيل: جيلي وجيلاني.
[3] في الأصل: «الدوليب» .
[4] بياض في الأصل. والمستدرك من (الأنساب 6/ 181) .
[5] لم أجده.

(37/229)


أبو بَكْر الأصبهانيّ، القصّاب.
روى عَنْ: جدّه أَبِي بَكْر عبد الواحد، وإبراهيم بْن عُمَر بْن يونس.
روى عَنْهُ: أبو موسى المَدِينيّ، وقال: مات في جُمَادَى الأولى، وكان مولده في سنة ثلاث وستّين وأربعمائة.
289- محمد بْن أَبِي بَكْر بْن رَيْحان [1] .
أبو الفتح الهَرَويّ، الدّلّال، النّشّابيّ، الزَّمِن، كانت لَهُ عَجَلَة يركبها ويسيّرها إمّا بنفسه وإمّا بغيره.
سَمِعَ: أبا إسماعيل الأنصاريّ، ومحمد بْن عليّ العُمَيْريّ.
وتُوُفّي في هذه السّنة أو في سنة ستّ.
290- محمد بْن الحسن بْن تميم بن الحسن بن محمد [2] .
أبو عبد الله بْن أَبِي غسّان الطّائيّ، الزَّوْزَنيّ.
أحد المشهورين بالعِلْم والأدب.
حدَّث بنَيْسابور، وبغداد عَنْ: محمد بْن عبد الرحمن الخطيبيّ الزَّوزنيّ، الرّاوي عَن الحسن بْن أحمد المَخْلَدِيّ.
وحدَّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن خَلَف، وأبي القاسم الحسن بْن محمد الخوافيّ، وأملي مجالس، وله شِعْر جيّد.
وقد سَمِعَ منه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بْن عساكر، وأبو سعد ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
قَالَ أبو سعد: ولم يكن حَسَن السَّمْت [3] .
قرأنا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْن عبد الكريم: أنشدنا أبو عبد الله بْن أَبِي غسّان لنفسه مِن لفظه:
سرّي وسنّي بعد الشَّيْب قد بَطَلا ... والعينُ والأنْفُ من وجه به انهملا
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني، ورقة 208 أ، والتحبير 2/ 106، 107 رقم 716.
[3] عبارته في (التحبير 2/ 107) : «ولم يكن له سمت الصالحين» .

(37/230)


ورعْشَةٌ لزِمَت نفسي بجُملتِها ... وجُملةٌ صَيَّرَتْني في الوَرَى مَثَلا
ولست أزْعُم أَنّ الشَّيْب يظلمني ... بعد الثّمانين لا واللهِ قد عدلا
تُوُفّي في غُرَّة المحرَّم، وهو في عَشْر التّسعين، فإنّه وُلِد في أوّل سنة تسعٍ وخمسين [1] .
291- مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن حمدون [2] .
الأديب أبو نصر.
من كُتّاب الإنشاء ببغداد. وله شِعر ورسائل.
روى عَنْ: أَبِي عبد الله بْن البُسْريّ.
وعنه: المبارك بْن كامل.
مات في ذي الحجّ، وله ثمان وخمسون سنة.
292- محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن علي بْن مُحَمَّد بن عمر [3] .
أبو بكر بن أبي حامد الدّينوريّ، ثمّ البغداديّ، البيّع.
من أهل باب المراتب.
قال أبو سعد: كان من أولاد المياسير، وكان شيخا متودّدا، مطبوعا، كيّسا، غير أنّه يلعب بالحَمَام.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، ورزق اللَّه التّميميّ، وابن طلْحة النّعاليّ.
سمعتُ منه أجزاء، وقال لي: وُلدت في المحرَّم سنة خمسٍ وسبعين.
قلت: فيكون سماعه من أبي نصر حضورا.
__________
[1] وقال ابن السمعاني: كان إماما فاضلا، لطيف الطبع، رقيق الشعر، كثير المحفوظ.. لقيته أولا بنيسابور سنة ثلاثين، ولم يتفق لي السماع منه، ثم كتبت عنه سنة أربع وأربعين. وكانت ولادته غرّة المحرّم سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: الإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 221، 222، رقم 139، والعبر 4/ 124، والنجوم الزاهرة 5/ 300، وشذرات الذهب 4/ 140.

(37/231)


روى عَنْهُ: ابن أخيه محمد بْن هبة اللَّه شيخ الأَبَرْقُوهيّ، وغير واحد.
وتُوُفّي في ثلاث وعشرين المحرّم.
293- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْن دُوَسْت [1] .
أبو عُمَر النَّيْسابوريّ، الحاكم.
وُلِد سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا المظَفَّر موسى بْن عِمران الصُّوفيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأحمد بْن محمد بْن صاعد، وأبا تُراب عبد الباقي بْن يوسف.
وحدَّث بمَرْو.
قَالَ أبو سعد: كَانَ من بيت الحديث، وسكن مدَّةً بسرخس، وكانوا يقعون فيه، ويسئون الثّناء عَلَيْهِ، بكونه عَلَى أبواب القُضاة، وأنّه يزوّر، ولكنّ سماعه صحيح [2] .
تُوُفّي في ثامن عشر ورمضان.
قلت: روى عنه: هو، وابنه عبد الرحيم، وغيرهما.
أخبرنا أحمد بْن عساكر، عَن ابن السّمعانيّ: أَنَا أبو عُمَر، أَنَا موسى بْن عِمران، أَنَا أبو الحسن العَلَويّ، نا أبو حامد بْن الشّرْقيّ، فذكر حديثا.
294- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن مسلمة [3] .
أبو بَكْر القُرْطُبيّ. أحد رؤساء البلد.
أكثر عَنْ: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وأبي الحسن العَبْسيّ.
وأجاز لَهُ أبو عبد اللَّه بْن فرج.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي النيسابورىّ) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 229 ب، ومذكور في (الإكمال 3/ 337 بالحاشية) نقلا عن (الإستدراك) لابن نقطة، عن (التحبير 2/ 188، 189 رقم 824) .
[2] عبارة ابن السمعاني في (التحبير) : من أولاد العلماء والفضلاء والمحدّثين. جدّة الأعلى أبو سعد بن دوست من مفاخر خراسان، وأبو عمر هذا كان شيخا خفيفا، صحيح السماع، غير أن الألسنة متفقة على أنه يزوّر على باب دار الحكام ... كتبت عنه بنيسابور، ثم بسرخس ثم بمرو.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 592 رقم 1300.

(37/232)


وكان فاضلا، سَرِيًّا، عالي القدر، متصاونا، طويل الصّلاة، كثير الذِّكْر، مُسارِعًا في الخيرات.
تُوُفّي في جُمادى الأولى. قاله ابن بَشْكُوال.
259- المبارك بْن أحمد بْن بَرَكَة [1] .
أبو محمد الكِنْديّ، البغداديّ، الخبّاز [2] .
شيخ صُعْلُوك، ديِّن، يخبز بيده ويبيعه [3] .
سَمِعَ الكثير مَعَ عبد الوهّاب الأنْماطيّ.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وطِراد بن محمد.
وولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة [4] .
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعمر بن طَبَرْزَد، وجماعة.
وأجاز لأبي منصور بْن عُفَيْجَة، وغيره.
وتُوُفّي في خامس شوّال.
296- محفوظ [5] بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحمد بْن الحسين بْن صَصْرَى [6] .
أبو البَركات التّغْلبيّ، الدّمشقيّ، من رؤساء البلد وأعيانهم.
وُلِد في حدود سنة خمس وستّين وأربعمائة، وعاش ثمانين سنة.
وسمع سنة ستٍّ وثمانين من نصر اللَّه بْن أحمد الهَمَذَانيّ، جزءا، رواه
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 439، 440، رقم 584، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 222 (دون ترجمة) ، والعبر 4/ 124، ومرآة الجنان 3/ 284، والنجوم الزاهرة 5/ 300.
[2] تحرّفت في (النجوم) إلى: «الحبار» .
[3] وقال ابن نقطة: وكان مكثرا من السماع، وسماعه صحيح.
[4] التقييد.
[5] في الأصل: «محمود» والتصويب من المصادر.
[6] انظر عن (محفوظ بن الحسن) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 568، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 312 وفيه تصحّفت (صصريّ) إلى (مصري) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 24/ 115 رقم 87، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) قسم 2 ج 3/ 172 رقم 863.

(37/233)


عنه أبو القاسم بن عساكر [1] ، وقال: توفي في ذي الحجَّة، ودُفِن بباب تُوما.
وقال حمزة التّميميّ [2] : كَانَ مشهورا بالخير والعفاف، وسلامة الطَّبْع.
297- محمود بْن غانم بْن أَبِي الفتح أحمد بْن محمد [3] .
أبو الفُتُوح الأصبهانيّ، الحدّاد، جدّه البّيِّع. أخو أَبِي عبد الله.
سَمِعَ من: جدّه، وزرق اللَّه التّميميّ.
سافر إلى ديار مصر في طلب مالٍ ورِثه من بعض أقاربه.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: تُوُفّي في غرَّة صَفَر.
298- مساعد بْن أحمد بْن مساعد [4] .
أبو عبد الرحمن الأصْبَحيّ، الأندلسيّ، الأُورْيُوليّ، المعروف بابن زعوقة.
روى عَنْ أَبِي عبد الله الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ «صحيح مسلم» .
وسمع في رحلته من جماعة.
وبالأندلس من: أَبِي عمران بْن أَبِي تليد، وأبي عليّ الصَّدَفيّ.
وسمع النّاس منه لعُلُوّ سِنّه.
قَالَ الأبّار: وكان من أهل المعرفة، والصّلاح، والوَرَع.
روى عنه: عَبْد المنعم بْن الفَرَس، وَأَبُو القاسم بْن بَشْكُوال وغَفَل عَنْ ذكره في «الصِّلَة» ، وأبو الحَجّاج الغَرْناطيّ.
وكان مولده في سنة ثمان وستّين وأربعمائة [5] .
299- مُكْرَم بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي جميل [6] .
__________
[1] وهو قال: سمعت منه خبرا واحدا، وقرأت عليه في داره بباب توما أنّ أبا القاسم نصر المؤدّب أخبره في شهر رمضان سنة 486 وسألته عن مولده فقال: لا أحقّقه غير أنه كان عند موت أبي سنتان وكان أبي بعد خروج منزو من دمشق بأيّام. (تاريخ دمشق) .
[2] في ذيل تاريخ دمشق 312.
[3] انظر عن (محمود بن غانم) في: معجم شيوخ السمعاني.
[4] انظر عن (مساعد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار،: وشجرة النور الزكية 1/ 141 رقم 413.
[5] في الأصل: «سنة ثمان وستين وأربعين وأربعمائة» وهو وهم.
[6] انظر عن (مكرم بن حمزة) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 265 أ، والتحبير 2/ 312،

(37/234)


أبو المفضّل بْن أَبِي الصَّقر القُرَشيّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا الحسن بْن الموازينيّ.
وحدَّث باليسير [1] .
قَالَ ابن عساكر: كَانَ يدخل في العمالات، ولم يكن مَرْضيًّا.
قلت: وفي هذه السّنة كانت وفاته بدمشق. وهو عمّ نجم الدّين مُكْرَم شيخ شيوخنا، رحمهم اللَّه.
- حرف النون-
300- نابت بْن مُفَرّج بْن يوسف [2] .
أبو الزَّهْراء، الخثْعميّ، الشّاعر البَلَنْسيّ، نزيل مصر.
تفقّه بها عَلَى مذهب الشّافعيّ، وله شِعْر في الذُّرْوة.
ورَّخ السِّلَفّي موته في رجَبْ بمصر سنة خمس.
- حرف الياء-
301- يحيى بْن أحمد بْن بَقِيّ [3] .
أبو بَكْر الطُّلَيْطُليّ، ثمّ الإشْبيليّ.
قَالَ الأَبّار: كَانَ يتقدَّم أدباء عصره تفنُّنًا في الآداب وتصرُّفًا في النَّظْم.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر عبد الله بْن طلْحة، ومحمد بْن جابر.
302- يحيى بْن عبد الغفّار بْن عبد المنعم بْن إسماعيل [4] .
أبو الكَرَم الدّمشقيّ، الخاطب.
سَمِعَ ببغداد من رزق اللَّه التّميميّ كتاب «النّاسخ والمنسوخ» لهبة اللَّه.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وأبو المواهب بْن صَصْرَى، وأخوه أبو القاسم بن صصرى وهو آخر من روى عَنْهُ، وسماعة منه في رجب من هذه السّنة.
__________
[313] رقم 1006.
[1] قال ابن السمعاني: سمعت منه قدر ورقتين من حديث يوسف الميانجي، بروايته عن شيخه..
وكانت ولادته قبل سنة خمسمائة بدمشق.
[2] انظر عن (نابت بن مفرّج) في: معجم السفر للسلفي (مصوّرة دار الكتب المصرية، ق 2) .
[3] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] انظر عن (يحيى بن عبد الغفار) في: مشيخة ابن عساكر.

(37/235)


سنة ست وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
303- أحمد بْن المبارك بْن عبد الباقي بن محمد بْن قَفَرْجَل [1] .
أبو محمد القطّان، المقرئ، أخو أَبِي القاسم أحمد. وكان أبو محمد الأصغر.
سَمِعَ من: طِراد، وأبي الحَسَن بْن أيّوب، وأبي طاهر أحمد بْن الحسن الكَرَجيّ.
وعنه: المبارك بْن كامل، وأحمد بْن طارق الكَرَكيّ.
مات في شوال.
304- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عثمان الحسين بْن عثمان [2] .
أبو المعالي بْن المَذَاريّ [3] .
وُلِد في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا عليّ بن البنّاء الفقيه.
وقال: أنّه سَمِعَ من أَبِي الحسين بن النَّقُّور.
وكان محلّه الصّدق. وهو رجل من أهل البيوتات.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [4] : كَانَ سماعه صحيحا، وقرأتُ عليه كثيرا من حديثه.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: المنتظم 10/ 145 رقم 219 (18/ 81، 82 رقم 4168) ، والأنساب 11/ 212.
[3] المذاري: بفتح الميم، والذال المعجمة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى مذار، وهي قرية بأسفل أرض البصرة. (الأنساب 11/ 211) .
[4] في المنتظم.

(37/236)


وروى عَنْهُ أيضا: عبد الخالق بْن أسد، وأبو سعد بْن السّمعانيّ، وابن سُكَيْنَة، وأحمد بْن العاقُوليّ، وأحمد بْن أزهر، وجماعة من المتأخّرين.
وتُوُفّي في الثامن والعشرين من جُمادى الأولى.
والمَذَار قرية تحت البصْرة، قريبة من عَبَّادان، سكنها أَبُوهُ زمانا، فنُسِب إليها.
305- أَحْمَد بْن محمد بْن عُبَيْد الله بْن سهل [1] .
أبو الفتوح النّيسابوريّ، البزّاز.
سَمِعَ من: عبد الجبّار بْن سعد بْن محمد البَحِيريّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
306- إبراهيم بْن أحمد بْن محمد بْن الحسين بْن أحمد بْن سهل [2] .
أبو إسحاق البلْخيّ، الضّرير، الواعظ.
شيخ صالح من أهل العِلم، قدِم بغداد، وسمع من: جعفر السّرّاج، والحسن بْن محمد بْن عبد العزيز النَّكليّ [3] ، وأبي غالب الباقِلّانيّ.
وحدَّث ببلْخ.
سَمِعَ منه: أبو عليّ بْن الوزير الدّمشقيّ.
وتُوُفّي في ربيع الآخر ببلْخ.
307- إبراهيم بْن الشّيخ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سعيد بْن الفَرَس [4] .
أبو إسحاق الدّانيّ.
حجّ مَعَ والده، وقرأ عَلَيْهِ.
وقرأ عَلَى أَبِي عليّ بْن العرجاء بجميع ما في كتاب «متون العروس» لأبي مَعْشَر، وفيه ألف وخمسمائة وخمسون رواية وطريقا، وقرأ عَلَيْهِ جزءين ونصف من الختمة بداخل الكعبة. وذلك في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] لم أجد هذه النسبة.
[4] انظر عن (إبراهيم بن أبي عبد الله) في: المقفّى الكبير للمقريزي 1/ 295 رقم 343.

(37/237)


وسمع «صحيح البخاريّ» .
وتُوُفّي في آخر السّنة، قبل أبيه بأشهر.
308- إبراهيم بْن مروان [1] .
الإشْبيليّ.
حجّ، وسمع من: ابن الحُصَيْن ببغداد.
وحدَّث بإشبيليّة.
- حرف الباء-
309- بوشتكين بْن عبد الله [2] .
الرّضْوانيّ، البغداديّ.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وغيره.
روى عَنْهُ: جماعة آخرهم الفتح بْن عبد السّلام.
- حرف الجيم-
310- جعفر بْن محمد بْن يوسف [3] .
أبو الفضل الشّنْتَمَرِيّ.
ولي قضاء شنت مريّة [4] .
روى عَنْ أبيه، عَنْ جدّه أَبِي الحَجّاج يوسف الأعلام جميع رواياته وتصانيفه.
روى عَنْهُ: أبو محمد بْن عَبْدان، وابن خَيْر.
وكان فقيها، مُشاوَرًا، مفتيا، كاتبا، شاعرا.
استشهد بشنتمريّة.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] لم أجده.
[4] شنت مريّة: بفتح الميم وكسر الراء وتشديد الياء. قال ياقوت: وأظنه يراد به مريم بلغة الإفرنج.
وهو حصن من أعمال شنت بريّة. (معجم البلدان 3/ 367) .

(37/238)


311- الْجُنَيْد بْن يعقوب بْن حَسَن [1] .
أبو القاسم الْجِيليّ [2] ، الحنبليّ.
وُلِد بجِيلان، واستوطن بغداد.
تفقَّه وتأدّب، وكتب العلم.
وسمع: رزْق اللَّه التّميميّ، وأبا الحسن الهَكّاريّ [3] .
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر.
مات في جُمادى الآخرة [4] .
312- جرجي الإفْرَنجيّ [5] .
وزير الملك رُجّار [6] المتغلّب عَلَى مملكة صَقَلِّية.
كَانَ بطلا شجاعا، من دُهاة النَّصارَى. سار في البحر وأخذ المَهْديَّة من المسلمين. ثمّ سار في البحر بالجيوش، فحاصر القُسْطنطينيَّة، ودخل فم الميناء، وأخذ عدَّة شواني، ورمى أصحابه بالنّشّاب في قصر الملك. وجَرَت لَهُ مع صاحب القسطنطينيَّة عدَّة حروب يُنْصَر في جميعها عَلَى ملك القسطنطينيَّة.
وكان لا يُصْطَلَى لَهُ بنار، فهلك بالبواسير والحصى في ستٍّ هذه، وفرح النّاس لموته، والله الحمد على هلاكه.
__________
[1] انظر عن (الجنيد بن يعقوب) في: مشيخة ابن عساكر، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 216- 219 رقم 104.
[2] الجيلي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرّقة وراء طبرستان ويقال لها: كيل وكيلان فعرّب ونسب إليها وقيل: جيلي وجيلاني. (الأنساب 3/ 414) .
[3] الهكّاري: بفتح الهاء والكاف المشدّدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الهكّارية وهي بلدة وناحية عند جبل. وقيل: جبال وقرى كثيرة فوق الموصل من الجزيرة. (الأنساب 12/ 336) .
[4] قيل ولد سنة 450 وقيل 451، وقال ابن النجار: كان فاضلا ديّنا، حسن الطريقة. جمع كتابا كبيرا في استقبال القبلة ومعرفة أوقات الصلاة.
وقال ابن السمعاني: شيخ صالح، حسن السيرة.
وقال أبو العباس بن لبيدة عنه: كان صادقا، زاهدا، ثبتا، لم يعرف عليه إلا خيرا.
[5] انظر عن (جرجي الإفرنجي) في: الكامل في التاريخ 11/ 125- 127، 145.
[6] في الأصل قيّد بالزاي وتشديد الجيم. والتصحيح من الكامل.

(37/239)


- حرف الحاء-
313- الحَسَن بْن محمد بْن الحسين [1] .
أبو عليّ الرّاذانيّ [2] . نزيل بغداد.
سَمِعَ من: المبارك بْن عبد الجبّار بْن الطُّيُوريّ.
وتفقّه عَلَى: أَبِي سعيد المخرّميّ.
ووعظ، وسمع الكثير.
وتُوُفّي فجأة في رابع صَفَر.
314- الحسين بْن إسماعيل بْنِ الحَسَن بْن علي [3] .
أبو عبد الله بْن النّعمانيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
شيخ صالح، من بيت الحديث.
سَمِعَ: أبا القاسم الواحديّ، وابا بكر بن خلف، وأبا السنابل هبة الله بْن أَبِي الصَّهْباء.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ [5] ، وابنه عبد الرحيم.
وتُوُفّي في العشرين من المحرَّم.
وروى عَنْهُ: عُمَر العليميّ، والمؤيَّد، الطُّوسيّ، والقاسم الصّفّار.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد الراذاني) في: المنتظم 10/ 146 رقم 220 (18/ 82 رقم 4169) ، والأنساب 6/ 37، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 220، رقم 108، وشذرات الذهب 4/ 143.
[2] الراذاني: بفتح الراء والذال المعجمة بين الألفين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى راذان، وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 6/ 36) .
[3] انظر عن (الحسين بن إسماعيل) في: التحبير 1/ 226، 227 رقم 130، وتكملة الإكمال (مخطوط) ورقة 140 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 79 أ، 79 ب.
[4] في التحبير، وتكملة الإكمال: «العماني» ، والمثبت يتفق مع ملخص تاريخ الإسلامي.
[5] وهو قال: واعظ: حسن السيرة، متودّد. وسمع منه أبو الحسن بن عبدوس الحرّاني الفقيه جزءا فيه أجوبة عن مسائل وردت من الموصل، تتضمّن عدّة مسائل من أصول الدين، أجاب عنها في كرّاس، بجواب حسن موافق لمذهب أهل الحديث.
وذكر عبد المغيث الحربي في بعض مؤلفاته فتيا من فتاويه، في تحريم السماع. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
وقال ابن الجوزي: وكان موته فجأة، فإنه دخل إلى بيته ليتوضّأ لصلاة الظهر، فقاء فمات.
وكان قد تزوّج وعزم تلك الليلة على الدخول بزوجته، (المنتظم) .

(37/240)


315- الحُسين بْن مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد بْن حَمْدي [1] .
أبو عبد الله الخِرَقيّ، الشّاهد.
سَمِعَ: أبا عبد الله النِّعَاليّ. وحدَّث.
تُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف الخاء-
316- خَلَف بْن عبد الكريم بن خلف بن طاهر بن محمد بْن محمد [2] .
أبو نصر النَّيْسابوريّ، الشّحّاميّ.
سَمِعَ: عبد الجبّار بْن سعيد بْن محمد البَحِيريّ، وأبا عليّ نصر اللَّه الخُشْناميّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم وقال: تُوُفّي في المحرَّم، ودُفِن عند الشّحّاميّين.
- حرف السين-
317- سعد بْن الرّضا بْن يزيد [3] .
أبو محمد الهاشميّ، الجعفريّ، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: عبد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وطِراد الزَّيْنبيّ.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في جُمادى الآخرة وله ثمانون سنة.
318- سعد بْن محمد بْن محمود بْن المشّاط [4] .
أبو الفضائل الرّازيّ، المتكلّم، الواعظ.
قَالَ أبو سعد السَّمعانيّ [5] : لَهُ يدٌ باسطة في علم الكلام، وكان يذبّ عَن الأشعريّ، وله قوَّةٌ في الْجِدال. وكان يعِظ ويتكلَّم في مسائل الخلاف، لقيته
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (سعد بن الرضا) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[4] انظر عن (سعد بن محمد) في: التحبير 1/ 295، 296، رقم 228، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 79 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 221، والوافي بالوفيات 15/ 181 رقم 248.
[5] في التحبير 1/ 295، 296.

(37/241)


بالرَّيّ، وكان يلبس الحرير، ويخْضِب بالسّواد، ويحمل معه سيفا مشهورا.
وسمعت أنّ طريقته ليست مُرْضِيَّة [1] .
سَمِعَ من أبيه «حلْية الأولياء» ، بسماعه من أَبِي نُعَيْم.
وسمع من: أَبِي الفَرَج محمد بْن محمود القَزْوينيّ.
وقال لي: وُلِدتُ سنة 479.
وتُوُفّي بالرَّيّ في خامس عشر رمضان.
319- سعيد بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي نصر بْن الشّعريّ [2] .
النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: عثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف.
وعنه: أبو المظفَّر عبد الرحيم السّمعانيّ.
تُوُفّي في صفر.
- حرف الشين-
320- شجاع بْن عليّ بْن حسن [3] .
أبو المظفَّر الشُّجاعيّ، السَّرْخَسيّ، البنّاء.
رَجُل صالح. وهو أصغر من أخويه عبد الصّمد، والحسن.
سَمِعَ: محمد بْن عبد الملك المظفَّريّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الدّغُوليّ.
مولده قبل السّبعين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [4] ، وقال: مات فجأة في شوّال سنة ستّ وأربعين.
__________
[1] وزاد في (التحبير) : ولما دخلت داره لم أر به سمت الصالحين، وسمعت منه شيئا يسيرا منصرفي من العراق.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (شجاع بن علي) في: التحبير 1/ 325 رقم 266، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 79 ب.
[4] وهو قال: كان شيخا صالحا، من بيت العلم، غير أنه لم يكن يعرف شيئا ... سمعت منه أحاديث يسيرة في الرحلة الأولى إلى سرخس سنة ثمان وعشرين.

(37/242)


321- شُكْرُ بْن أَبِي طاهر أحمد بْن أَبِي بَكْر [1] .
أبو زيد الأَبْهريّ، الأصبهانيّ، المؤدّب، الأديب.
سَمِعَ: أبا عبد الله الثّقفيّ، الرئيس.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
- حرف الصاد-
322- صافي [2] .
أبو الفضل، مولى ابن الخِرَقيّ. بغداديّ، مقرئ، مجوِّد، صالح، متعبّد. وله إسناد عالي في القراءات، فإنّه قرأ عَلَى رزْق اللَّه التّميميّ، ويحيى بْن أحمد السِّيبيّ.
وسمع: مالك بْن أحمد البانياسيّ، وغيره.
واحترقت كُتُبُه.
قَالَ السّمعانيّ: سَمعْتُهُ يَقُولُ: سَلُوا القلوب عَن المَوَدّات، فإنّها لا تقبل الرّشا.
سمعتُ منه أحاديث. وتُوُفّي أظنّ في سنة ستٍّ وأربعين، ولم يبق إلى سنة سبْع، رحمه اللَّه.
- حرف العين-
323- عبد الله بْن أحمد بْن عَمْرُوس [3] .
أبو محمد الشِّلبيّ [4] ، الأندلسيّ، المالكيّ. كَانَ فقيها، حافظا، مشاوَرًا، لغويّا، فاضلا.
__________
[1] انظر عن (شكر بن أبي طاهر) في: التحبير 1/ 326 رقم 269، وتكملة الإكمال (مخطوط) ورقة 79 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 80 أ.
[2] انظر عن (صافي) في: معرفة القراء الكبار 1/ 503، 504، رقم 454، وغاية النهاية 1/ 331، والوافي بالوفيات 16/ 244، 245 رقم 265.
[3] لم أجده.
[4] الشّلبيّ: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحّدة، قال ياقوت: هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس يتلفّظون بها. وقد وجدت بخط بعض أدبائها شلب، بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين باجة ثلاثة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي قاعدة ولاية أشكونية،

(37/243)


سَمِعَ: أبا الحسن بْن مُغيث، وأبا بَكْر بْن العربيّ.
324- عبد الله بْن خَلَف بْن بَقِيّ [1] .
القيسي، البَيَّاسيّ [2] ، أبو محمد.
أخذ القراءات عَنْ: ابن البَيّاز، وابن الدّوش.
وحجّ فلقي ابن الشّحّام. وبمكَّة عبد الله بْن عُمَر بن العرجاء صاحب ابن نفيس، وعبد الباقي بْن فارس، فحملَ عَنْهُمُ القراءات، وبرع فيها وتصدّر ببلده.
وتلا عَلَيْهِ: أبو بَكْر محمد بن حَسْنُونَ، وغير واحد.
وكان زاهدا، صالحا، مجاهدا.
تُوُفّي بعد الأربعين.
325- عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْد الرحمن [3] .
أبو سعيد [4] الرّازيّ، الحصيريّ [5] ، الضّرير.
سَمِعَ «سُنَن ابن ماجة» من أَبِي منصور محمد بْن الحسين المقوّميّ.
وسمع: واقد بْن الخليل القَزْوينيّ، والفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجانيّ، وعبد الواحد بْن إسماعيل الرّويانيّ الفقيه، وجماعة سواهم.
__________
[ () ] وبينها وبين قرطبة عشرة أيام للفارس المجدّ، بلغني أنه ليس بالأندلس بعد إشبيلية مثلها، وبينها بين شنترين خمسة أيام، وسمع ممن لا أحصي أنه قال: قلّ أن ترى من أهلها من لا يقول شعرا ولا يعاني الأدب، ولو مررت بالفلّاح خلف فدّانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه وأبي معنى طلبت منه. (معجم البلدان 3/ 357، 358) .
[1] انظر عن (عبد الله بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 827، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الرابع 221، 222 رقم 378، وغاية النهاية 1/ 418 رقم 1766.
[2] البيّاسي: بفتح الباء الموحّدة، وياء مشدّدة، نسبة إلى بيّاسة، مدينة كبيرة بالأندلس معدودة في كورة جيّان، بينها وبين أبّدة فرسخان، وزعفرانها هو المشهور في بلاد الغرب، دخلها الروم سنة 542، وأخرجوا عنها سنة 552 هـ. (معجم البلدان 1/ 87 پ 5) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: التحبير 1/ 395- 397 رقم 350، والأنساب 4/ 157 (بالحاشية) ، والتقييد 342 رقم 419، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 436، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 80 أ.
[4] في التحبير: «أبو سعد» .
[5] في طبقات السبكي تصحفت إلى «الخضيري» ، وفي طبقات الإسنوي: «الحضيري» .

(37/244)


روى عنه: أبو سعْد السَّمْعانيّ [1] ، وأبو القاسم بْن عساكر.
وكان فقيها، صالحا، خيِّرًا.
روى عَنْهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، بالإجازة.
تُوُفّي فِي شوّال، وله أربعٌ وثمانون سنة.
326- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الحَسَن بن أحمد بن عبد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن أَبِي الحديد [2] ، واسمه الحسين بْن أَبِي القاسم.
السُّلَميّ: أبو الحسين الدّمشقيّ، خطيب دمشق.
سَمِعَ: جدّه أبا عبد الله، وأبا القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ، وابن الفُرات.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وابنه القاسم، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وغيرهم.
وتوفّي في جمادى الآخر، وله اثنتان وثمانون سنة [3] . وخطب بعده ابنه الفضل.
وروى عَنْهُ أبو سعد السّمعانيّ فقال: شيخ، صالح، سليم الجانب، سديد السِّيرة: سمعتُ منه أجزاء، ودخلتُ داره المليحة، ورأيت نعْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معه.
دُفِن بمقبرة باب الصّغير.
327- عبد الرحمن بْن عبد الجبّار بن عثمان بن منصور [4] .
__________
[1] وهو قال: إمام صالح، ديّن، حسن السيرة، مشتغل بما يعنيه ... أضرّ على كبر السّنّ، وهو على طريقة أهل العلم.. انتخب عليه من شيوخه الأصبهانيين جزءا، وكانت ولادته في سنة اثنتين وستين وأربعمائة بالري.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 316، 317، وتاريخ دمشق، وكتاب الروضتين 1/ 207، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 211، 212، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 277 رقم 196.
[3] وقال ابن أبي الحديد إنه ولد سنة أربع وستين وأربعمائة، وذكر قبل ذلك أنه ولد سنة اثنتين وستين. (تاريخ دمشق) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الجبار) في: العبر 4/ 124، والمعين في طبقات المحدّثين

(37/245)


أبو النَّصْر [1] الفاميّ، الحافظ الهَرَويّ.
وُلِد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهَرَاة.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ حسن السّيرة، جميل الطّريقة، دمِث الأخلاق، كثير الصّدقة، والصّلاة، دائم الذّكْر، متودّدا، متواضعا، لَهُ معرفة بالحديث والأدب، يُكرم الغُرباء، ويفيدهم عَن الشّيوخ.
سَمِعَ: أبا إسماعيل عبد الله بْن محمد الأنصاريّ، وأبا عبد الله العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، وأبا عامر الأزديّ.
وورد بغداد حاجّا، فسمع من ابن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن النّجّار. كتبتُ عَنْهُ بهَرَاة ونواحيها. وكان ثقة، مأمونا.
مات في الخامس والعشرين من ذي الحجَّة.
قلت: وروي عَنْهُ الحافظ ابن عساكر [2] ، وأبو رَوْح الهَرَويّ، وجماعة.
وجمع «تاريخ هَرَاة» . وليس بمستوعِب. ولَقَبُه: ثقة الدّين.
328- عبد الرحمن بْن عبد الصّمد بْن أَبِي سعيد [3] .
أبو سعيد القائنيّ [4] ، النَّيْسابوريّ، المقرئ، مقدّم القرّاء، وشيخهم، وإمامهم.
قرأ عَلَى الإمام أَبِي الحَسَن الغزّال وتلْمَذَ لَهُ وحده، وخدمه مدَّة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إماما، فاضلا، صالحا، ورعا، كثير العبادة،
__________
[162] رقم 1747، وتذكرة الحفاظ 4/ 1308، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 297 رقم 202، ومرآة الجنان 3/ 284، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، 246 وفيه: «عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عثمان» ، النجوم الزاهرة 5/ 301، وطبقات الحفاظ 470، وشذرات الذهب 4/ 140.
[1] هكذا بالصاد المهملة، ومثله في: تذكرة الحفاظ، والعبر، والشذرات.
وفي السير 20/ 297 «النضر» بالضاد المعجمة.
[2] في مشيخته، ورقة 107 ب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الصمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 246 وفيه توفي سنة 547 هـ..
[4] القائني: بفتح القاف، والياء المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قاين، وهي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان. (الأنساب 10/ 36) .

(37/246)


وعُمِّر حتّى رحلوا إِلَيْهِ في عِلْم القراءات، فظهر لَهُ أصحاب وتلامذة.
وقد سَمِعَ من: المعتز بْن أَبِي مسلم البيهقي، وأبي بَكْر محمد بْن المأمون علي المتولي، وعلي بْن أحمد المديني، ونصر اللَّه الخشنامي.
ولد في رجب سنة خمس وسبعين وأربعمائة. وكان أَبُوهُ من قاين.
روى عَنْهُ: أبو سعد، وابنه عبد الرحيم.
وتوفي في شوال أو ذي القعدة.
329- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم [1] .
أبو القاسم الغسّانيّ، الدّمشقيّ، السّمسار.
كَانَ رجلا خيّرا.
وروى عَنْهُ: ابن عساكر [2] ، وابنه القاسم [3] .
تُوُفّي في ربيع الآخر.
330- عبد الرحمن بْن محمد بْن سهل بْن المحبّ [4] .
أبو البركات النَّيْسابوريّ.
نظيف، شريف، متودّد.
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وعبد الغفّار الشّيروييّ، وأبا سعيد القُشَيْريّ، وعمر الرُّؤاسيّ الحافظ.
وحدَّث.
مات في ثالث ذي القعدة في ذِكرٍ وخير، وله ستّون سنة.
331- عبد الفتّاح بْن أميرجة بن أبي سعيد [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الواحد) في: التحبير 1/ 400 رقم 353، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 80 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 298 رقم 211.
[2] وهو قال: كان خيّرا مواظبا على الجماعة، فيه ذكاء ومعرفة.
[3] وقال ابن السمعاني: سمعت منه أربعة أحاديث. وكان ولادته في حدود سنة سبعين وأربعمائة.
[4] لم أجده.
[5] انظر عن (عبد الفتاح بن أميرجة) في: التحبير 1/ 469، 470 رقم 437، والأنساب 11/ 413، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 46 ب.

(37/247)


الصَّيْرفيّ، الهَرَويّ [1] ، أبو الفتح [2] ، نزيل مَرْو.
شيخ صالح، بهيّ المنظر.
سَمِعَ من: أَبِي إسماعيل عَبْد الله بْن محمد الأنصاريّ.
روى عَنْهُ: ابن السمعاني [3] ، وولده عبد الرحيم.
توفي في غُرَّة رمضان [4] .
332- عبد الملك بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن علي بْن إسحاق بْن العبّاس [5] .
الطُّوسيّ، أبو المكارم، ابن أخي نظام المُلْك.
محتشما، بذولا، كريما، من رِجال العلم.
سَمِعَ: عليّ بْن أحمد المَدِينيّ، وعبد الغفّار الشّيرويّي.
تُوُفّي بطُوس في رجب.
وقد كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [6] ، وابنه عبد الرحيم.
333- عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الباقي بن أبي جرادة [7] .
__________
[1] زاد في الأنساب: «المعيّر» .
[2] في الأنساب: «أبو النجيب» .
[3] وهو قال في (التحبير) : كان شيخا، صالحا، ظريفا، راغبا في الخير ... اتفق أني وجدت مجلسا من إملاء الأنصاري عنه، فنقلت سماعه وحملت المجلس إلى مرو، وقرأت عليه ذلك المجلس، فسمع جماعة منه. وكتاب ولادته بهراة في حدود سنة سبعين وأربعمائة.
وقال في الأنساب: سمعت منه مجلسا من إملائه بمرو، ولم يقرأ عليه أحد الحديث قبلي.
[4] في التحبير ذكر وفاته في هذه السنة 546 هـ. أما في الأنساب فقال: مات بمرو في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة.
[5] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرزاق) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 100، 101 رقم 28.
[6] وهو قال أنشدنا من حفظه ببغداد لبعضهم:
سلام عليكم ها فؤادي لديكم ... ثوى لكم ثاو فثاو لديكم
وإنّي أشم المسك من مدرج الصبا ... إذا ما الصّبا مرّت فهبت عليكم
وبي مرض والنار ذا العذب أنّتي ... فيا ليت شعري هل سبيل إليكم؟
وقال ابن السمعاني: كان رجلا من الرجال، بذولا، سخيّ النفس، شهما. ورد بغداد وكتب بها وأقام مدّة، ثم خرج إلى الحجاز ... كتبت عنه بمرو وبلخ، وسألت عن مولده فقال: في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
[7] انظر عن (عليّ بن عبد الله) في: التحبير 1/ 569- 571 رقم 555، ومعجم الأدباء 14/ 5،

(37/248)


أبو الحسن العُقَيْليّ، الحلبيّ، المعروف بالأنطاكيّ لسُكْناه بحلب عند باب أنطاكية.
ذكره ابن السّمعانيّ [1] ، وقال: عزير الفضل، وافر [2] العقل، دمِث الأخلاق، لَهُ معرفة بالأدب، والحساب، والنّجوم، وله خطّ حَسَن. رأيته بحلب، وقد قدِم بغداد سنة سبْع عشرة وخمسمائة. وكتب عَنْ جماعة.
وسمع بحلب من: عبد الله بْن إسماعيل الحلبيّ، وهو أجْوَد شيخٍ لَهُ، وأبا الفُتْيان محمد بْن سلطان بْن حَيُّوس.
وقرأتُ عَلَيْهِ الأجزاء في منزله، وعلّقت عَنْهُ قصائد، وخرجت من عنده يوما فرآني، بعض الصّالحين، فقال: أين كنت؟ قلت: عند أَبِي الحسن بْن أَبِي جرادة، قرأتُ عَلَيْهِ شيئا من الحديث.
فأنكر عليَّ وقال: ذاك يُقرأ عَلَيْهِ الحديث؟! قلت: هل هُوَ إلّا متشيّع يرى رأيي الحسين. فقال: ليته اقتصر عَلَى هذا، بل يَقُولُ بالنّجوم، ويرى رأي الأوائل.
قَالَ: وسمعت بعض الحلبيّين بدمشق يتّهمه بمثل هذا.
وقال أبو الحسن: وُلِدتُ في سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
تُوُفّي ظنّا سنة ستٍّ وأربعين.
قَالَ: وقرأت عليه «الموطّأ» لابن وهب بروايته عَنْ أَبِي الفتح بْن الجلِّيّ عبد الله بْن إسماعيل، عَنْ أَبِي الحسن بْن الطُّيُوريّ، عَن القاضي أَبِي محمد الصّابونيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الكريم، عَنْهُ.
334- عليّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السّمّاك [3] .
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنَبيّ، ورزْق الله التّميميّ، وجماعة.
__________
[ () ] وإنباه الرواة 2/ 285- 287، وتلخيص ابن مكتوم 142، والوافي بالوفيات 21/ 210، 411 رقم 133، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 80 ب.
[1] في التحبير 1/ 569- 571.
[2] في الأصل: «وافل» .
[3] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.

(37/249)


قَالَ ابن السَّمْعانيّ: كَانَ يحضر معنا مجالس الحديث، ويسمع عَلَى كِبَر السِّنّ.
قَالَ لي: ولدت سنة أربع وستّين وأربعمائة.
وقال ابن الْجَوْزيّ [1] : كَانَ ثقة من أهل السُّنَّة الْجِياد. روى لنا عَنْ: أَبِي الفضل بْن الطَّيِّب.
قلت: وروى عَنْهُ: عبد الخالق بْن أسد، وعبد الرّزّاق الْجِيليّ، ويوسف بْن المبارك، وجماعة.
وتُوُفّي في شوّال.
335- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء [2] .
أبو الفَرَج بْن أَبِي خازم بْن القاضي أَبِي يَعْلَى الحنبليّ.
سَمِعَ: أبا عبد الله النِّعَاليّ فمَن بعده.
وتُوُفّي في ثاني عشر رمضان. وصلّى عَلَيْهِ ولده القاضي أبو القاسم عُبَيْد اللَّه.
كتب عَنْهُ ابن السّمعانيّ أحاديث.
336- عليّ بْن مُرْشد بْن عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن مُنْقِذ [3] .
عزّ الدّولة، أبو الحَسَن الكِنانيّ، الشَّيْزَريّ.
وُلِد بشَيْزَر، وكان أكبر إخوته، في سنة سبع وثمانين وأربعمائة. وكان ذكيّا، شاعرا، جُنْديًا.
دخل بغداد، وسمع من: قاضي المرستان أبي بكر، وغيره.
__________
[1] هكذا، وأظنّه وهم، أراد ابن السمعانيّ. فابن الجوزي لم يترجم له.
[2] لم أجده. ولم يذكره ابن رجب في (الذيل على طبقات الحنابلة) . وهو في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[3] انظر عن (علي بن مرشد) في: الإعتبار 97، والأنساب 7/ 469، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 548- 551، والمنازل والديار 1/ 52، 53، 148، 149، 283، 284، و 2/ 113، 118، 119. ومعجم الأدباء 5/ 214- 220، واللباب 2/ 225، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 1/ 268، وعيون التواريخ 12/ 444، والوافي بالوفيات 22/ 191، 192 رقم 140، والنجوم الزاهرة 5/ 301.

(37/250)


وله إلى أخيه أسامة:
لقد حمل الغادون عنك تحيَّةً ... إليَّ كنشْر المِسْك شيبت بِهِ الخمرُ
فيا ساكنا قلبي على خَفَقَانِهِ ... وطَرْفي وإن رواه من أدمُعي بحرُ
لك الخير همّي مذْ نأيتَ مروِّعٌ ... وصبْري غريبٌ لا يُنَهْنِهَه الزَّجْرُ
[1] ولو رام قلبي سلْوةً عنك صدَّهُ ... خلائقُكَ الحُسْنَى وأفعالُكَ الغرّ
كأنّ فؤادي كلّما مرّ راكبٌ ... إليك جناحٌ رام نهضا بِهِ كسْرُ [2]
استُشْهِد عزّ الدّولة بعسقلان في هذه العام [3] .
337- عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن رهموَيْه [4] .
أبو الحَسَن الأَزَجيّ [5] .
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا جعفر محمد بْن أحمد البخاريّ قاضي حلب.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ، وكان لَهُ تقدّم وثروة. وسماعه صحيح.
تُوُفّي في سادس ذي القعدة.
__________
[1] جاء في هامش الأصل قرب هذه الأبيات: هنا هو المجلد الخامس عشر من تجزئة المؤلف بخطه.
[2] وأنشد له ابن السمعانيّ:
ودّعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأنّ الدمع يدّخر
وضلّ قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فيا ويح ما آتي وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر مبتغيا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
ووصل الأمير علي بن مرشد من شيزر إلى بعلبكّ فأقام عند معين الدين أنر، فقال:
لأشكرنّ النوى والعيس إذ قصدت ... بي معدن الجود والإحسان والكرم
فصرت في وطني إذا سرت عن وطني ... فمن رأى صحّة جاءت من السقم؟
وقد ندمت على عمر مضى أسفا ... إذا لم أكن لك جاراً فيه في القدم
فأسلم ولا زلت محروس العلا أبدا ... ما لاحت الشهب في داج من الظلم
[3] وقال أسامة عن أخيه: إنه كان من فرسان المسلمين، يقاتل للدين لا للدنيا، وكان من علماء المسلمين وفرسانهم وعبّادهم. (الإعتبار 18) .
[4] انظر عن (علي بن هبة الله) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[5] الأزجي: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج وهي محلّة كبيرة ببغداد. (الأنساب 1/ 197) .

(37/251)


338- عليّ بْن يحيى بْن رافع بْن عافية [1] .
أبو الحسن النّابُلُسيّ، المؤذّن بمنارة باب الفراديس.
سَمِعَ: أبا الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ، وأحمد بْن عبد المنعم الكريديّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: القاسم بْن عساكر، ووالده. وقال: كَانَ ملازما للحضور في حلقتي، وسقط من المنارة في جمادى الآخرة، فبقي ثلاثة أيّام ومات، رحمه اللَّه تعالى.
339- عُمَر بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ذَرّ [2] .
أبو سعد المحموديّ، الطّالْقانيّ، ثمّ البلْخيّ.
ولد ببلْخ سنة سبْعٍ وخمسين وأربعمائة.
وسمع: الحافظ أبا عليّ الحَسَن بْن عليّ الوَخْشيّ، ومنصور بْن محمد البِسْطاميّ، وغيرهما.
وهو آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ فاضلا، عالما، صالحا، كثير التّهجُّد والعبادة، لطيف السَّمْع [2] .
تُوُفّي في أواخر [3] رمضان.
قلت: وأجاز لعبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وروى عَنْهُ الإفتخار الهاشميّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (علي بن يحيى) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 186 رقم 124.
[2] انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 524، 525 رقم 511، والأنساب 11/ 173، والعبر 4/ 124، والإعلام بوفيات الأعلام 124.
[3] عبارة ابن السمعاني في (التحبير) : ولد القاضي الحميد، ولي القضاء ببلخ مدّة، وحمدت سيرته في ولايته بخلاف أبيه، وكان فاضلا، كثير المحفوظ، من بيت العلم والقضاء والتقدم، وكان ممن له العبادة الكثيرة والقيام بالليل على الدوام، لطيف الطبع، يراعي حقوق الأصدقاء ... كتبت عنه ببلخ، وسألته عن ولادته.

(37/252)


- حرف الفاء-
340- الفَرَج بْن أحمد بْن محمد بْن الخُراسانيّ [1] .
أبو عليّ البغداديّ، الخَريميّ، ويُعرف بابن الأُخُوَّة [2] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: شابّ فاضل، ديِّن، لَهُ معرفة كاملة باللّغة والآداب.
سَمِعَ: أبا الحسين بْن الطُّيُوريّ، وأبا الحسن بْن العلّاف [3] .
كتبت عَنْهُ، وتُوُفّي في رابع عشر جُمَادَى الآخرة.
- حرف الميم-
341- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل [4] .
الإمام أبو بَكْر المِهْرجَانيّ [5] ، الإسْفَرَائينيّ، البيِّع.
فقيه صالح، سَمِعَ: الحَسَن بْن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الواحد بن
__________
[1] انظر عن (الفرج بن أحمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 186- 194 وفيه: «الفرج بن محمد» .
[2] هكذا قيّدها العلّامة محمد بهجت الأثري في الخريدة، بتشديد الواو.
[3] وقال العماد الكاتب: المؤدّب البغدادي. من الشعراء المشهورين. مشهود له بالفضل الوافر، وحدّة الخاطر، واختراع المعاني الأبكار، وافتراع بنات الأفكار، كان أوحد عصره، في نظمه ونثره. سلس اللفظ، رائق المعنى، سلس الأسلوب، ذو الدّرّ الجلوب، والبشر الخلوب.
وأورد مقطّعات كثيرة من شعره، ومنه:
خليليّ، صبع الليل ليس يحول ... وما للنجوم الطالعات أفول
خليليّ، قوما، فانظرا: هل لديكما ... لقلبي إلى قلب الصباح رسول؟
لعلّ به مثل الّذي بي من الهوى ... فتخفيه عني دقّة، ونحول
ولما التقينا بن «لبنان» ف «النّقا» ... وقد عزّ صبر يا «أميم» جميل
ولاحت أمارات الوداع، وبيننا ... أحاديث، لا يشفى بهنّ غليل
بكيت إلى أن حنّ نضوي صبابة ... ورقّ وجيف للبكا وذميل
وقال الهوى: للبين فيه بقية ... وقال الغواني: إنه لقتيل
وله:
يا حامل السيف الصّقيل مجرّدا ... في جفنه المعشوق، لا في جفنه
الله في كلف الفؤاد كئيبه ... والنار بين ضلوعه من حزنه
وسجنته في ناظريك تعمّدا ... لتميته، وحويته في سجنه
[4] لم أجده.
[5] المهرجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الواو، وفتح الجيم، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان. (الأنساب 11/ 535) .

(37/253)


القشيريّ، وغيرهما.
وولد سنة سبعين وأربعمائة، وخرج ليحجّ فتُوُفّي بالكوفة في ذي القعدة.
قال عبد الرحيم بن السمعاني: سمعت منه جزءا. قَالَ: أنبا الحَسَن السَّمَرْقَنْديّ، أَنَا منصور بْن نصر الكاغذيّ، فذكره.
342- محمد بْن أحمد بْن عُمَر بْن بكران [1] .
أبو الفتْح الأنباريّ، ابن الخلّال.
إمام جامع الأنبار.
قرأ الحديث عَلَى أَبِي الحَسَن الأنباريّ، الأقطع.
وسمع من: أَبِي طاهر بْن أَبِي الصَّقْر.
وكان مولده في سنة خمس وستّين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو القاسم عبد الله بْن محمد بْن النّفيس الأنباريّ، وغيره.
343- محمد بْن أحمد بْن مكّيّ بْن الغريب [2] .
أبو السَّعادات المقرئ، الضّرير.
كَانَ طيّب الصّوت، عارفا بالألحان، مشهورا.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
344- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن هشام.
أبو عبد الله الخَزْرَجيّ، الأنصاريّ، الْجَيّانيّ، المعروف بالبغداديّ لسُكْناه بها.
أخذ عن: أَبِي عليّ الغسّانيّ، وحجّ ودخل بغداد ولقي: إلْكِيا أبا الحسن، وأبا بَكْر الشّاشيّ، وأبا طالب الزَّيْنبيّ.
وكان فقيها، مشاوَرًا، فاضلا.
حدَّث عَنْهُ: أبو عبد الله النُّمَيْريّ، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله بْن حُمَيْد، وعبد الرحمن بْن الملْجوم، وغيرهم.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.

(37/254)


ومولده في سنة سبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي بفاس في ذي الحجَّة، وكان قد قدمها، وحدّث بها.
345- محمد بْن إدريس بْن عُبَيْد اللَّه [1] .
أبو عبد الله البَلَنْسيّ، المخزوميّ.
لقي أبا الوليد الوقشيّ ولازمه.
وصحِب: أبا محمد الرّكليّ، وأبا عبد الله بْن الجزّار.
ومع من: عبد الباقي بن بزال، وخليص بن عبد الله.
قال الأبّار: كان متحقّقا بالحديث، واللّغة، والأدب.
روى عَنْهُ: أحمد بْن سليمان، وعليّ بْن إدريس الزّناتيّ، وأبو محمد بْن سُفْيان.
346- محمد بْن أسعد بْن عليّ بْن الموفّق [2] .
أبو الفتح الهَرَويّ.
سَمِعَ: محمد بْن نصر السّاميّ، وغيره.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ. [3] 347- محمد بْن إسماعيل بْن أميرك بْن أميرك بْن إسماعيل بْن جعفر بْن القاسم بْن جعفر بْن محمد بْن زيد بْن عليّ بْن رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحسين [4] .
السّيّد أبو الحسن العَلَويّ، الحسينيّ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ عالما زاهدا، كثير الخير، سُنّيًّا، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: شيخ الإسلام، وأبا عطاء الجوهريّ، وأبا سهل الواسطيّ.
سمعتُ منه الكثير بهراة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن أسعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 204 أ، والتحبير 2/ 88 رقم 694.
[3] وهو قال: جدّة أبو القاسم كان من المحدّثين، ووالده أبو المحاسن شيخ وقته، سمعناه منه الكثير، وأبو الفتح هذا كان كهلا خيّرا، سمع أبا نصر محمد بن مضر بن بسطام السامي. (في المطبوع من التحبير: الشامي) ، سمعت منه شيئا يسيرا في النوبة الأولى ببيت والده.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 204، والتحبير 2/ 90، 91 رقم 697.

(37/255)


ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وتُوُفّي بهَرَاة في ذي القعدة.
قلت: أَنَا ابن عساكر، عَنْ أَبِي رَوْح، أَنَا الإمام أبو الحسن محمد بْن إسماعيل بْن أميرك الحسينيّ، أَنَا أبو عامر الأزْديّ، فذكر حديثا.
348- محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي قُدَامة [1] .
الأمير أبو قُدَامة القُرَشيّ، الهَرَويّ.
صدر معظَّم، سَمِعَ إسماعيل بْن عبد الله الخازميّ، ونجيب الواسطيّ.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [2] .
كَانَ مولده في رجب سنة سبعين.
349- محمد بْن زيادة اللَّه [3] .
أبو عبد الله بْن الخلّال المُرْسيّ، والد القاضي أَبِي العبّاس.
قَالَ الأبّار: سَمِعَ من أَبِي عليّ بْن سُكَّرة. وكان شيخا جليلا، معظَّمًا.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
- مُحَمَّد بْن عَبْد الله [4] .
أبو بَكْر بْن العربيّ. مَرّ.
350- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد [5] .
العلّامة أبو عبد الله البخاريّ، الواعظ، المفسّر.
قَالَ السمعانيّ: كَانَ إماما متقنا. قِيلَ إنّه صنَّف في التّفسير كتابا أكثر من ألف جزء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التحبير 2/ 110 رقم 723، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 82 أ.
[2] وهو قال: كتبت عنه بهراة ومن جملة ما كتبت عنه كتاب «الجواهر» لشكر، بروايته عن الخازمي.
[3] انظر عن (محمد بن زيادة الله) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 543 هـ.، برقم (171) .
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: التحبير 2/ 153، 154، رقم 782، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 82 أ، والوافي بالوفيات 3/ 232، وتاج التراجم 42، والجواهر المضيّة 2/ 76، وطبقات المفسّرين للسيوطي 36، وكشف الظنون 454، 458، وهدية العارفين 2/ 91، والفوائد البهية 175، 176، ومعجم المؤلفين 10/ 133.

(37/256)


وأملى في آخر عمره عَنْ: أَبِي نصر أحمد بْن عبد الرحمن الربغذمونيّ [1] ، ولكنّه كَانَ مجازفا متساهلا [2] .
مات في جمادى الآخرة. كتب إليَّ بالإجازة.
351- محمد بْن عبد الخالق بْن عزيز بْن أحمد [3] .
أبو النّور [4] المُضَرِيّ، الأصبهانيّ.
سَمِعَ حضورا من أَبِي عَمْرو بْن مَنْدَهْ.
مولده في حدود سنة سبعين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ.
352- محمد بْن محمد بْن حسين بْن صالح.
العلّامة، زين الأئمَّة، أبو الفضل البغداديّ، الفقيه، الحنفيّ، الضّرير.
سَمِعَ: أبا الفضل بْن خَيْرُون، وأبا طاهر أحمد بْن الحسن الكَرْخيّ، وغيرهما.
وعنه: ابنه إسماعيل، ويوسف بْن المبارك الخفّاف.
وكان من كبار الحنفيَّة. درَّس بمشهد أَبِي حنيفة نيابة عَنْ قاضي القُضاة أَبِي القاسم الزّينيّ. ثمّ درّس بالغياثيَّة.
وكان صالحا، ديِّنًا.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
353- محمد بْن الموفّق بْن محمد [5] .
__________
[1] في الأصل: «الربغدموي» .
[2] وقال ابن السمعاني: كتب إليّ أبو الفضل مسعود بن محمود الطرازي قال: كنا ليلة معه- يعني مع الزاهد- بائنا في موضع، وكان من الغد يوم إملائه، فقال لنا: هل معكم جزء من الحديث؟ فقلنا: وما نفعل به؟ قال: أملي منه. قلنا: وأيش ينفعك ذلك، وليس في ذلك الجزء سماعك؟ فقال: لا حاجة إلى السماع إذا صحّ لك أن الحديث مسموع لشيخ يجوز لك أن تروي عنه كتابا هذا معناه. كتب إليّ الإجازة، ولم ألحقه ببخارى لأنه توفي.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الخالق) في: التحبير 2/ 155 رقم 784، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 182 أ.
[4] هكذا في الأصل، ونسخة خطيّة من التحبير. أما في المطبوع منه: «أبو الفوز» .
[5] انظر عن (محمد بن الموفق) في: التحبير 2/ 241 رقم 896، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 82 ب.

(37/257)


أبو الفتح الْجُرْجانيّ.
عدل عالم.
سَمِعَ: العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون.
وعنه: السّمعانيّ [1] .
354- منصور بْن حاتم [2] .
أبو القاسم الهَرَويّ، رَجُل صالح.
سَمِعَ: محمد بْن أَبِي مسعود الفارسيّ، وأبا عطاء الجوهريّ.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بَهَراة في شعبان.
- حرف النون-
355- نصر اللَّه بْن منصور بْن سهل [3] .
أبو الفُتُوح الدُّوِينيّ [4] ، الْجَنْزِيّ [5] .
ودُوِين: بُلَيْدة من آخر بلاد أَذَرْبَيْجان من جهة الرّوم.
__________
[1] وهو قال: كان شيخنا عالما، متميّزا، من أهل الخير والدين، سمع الكثير وعمّر.. انتخبت عليه جزءا عن شيوخه، وسمعت عليه في النوبة الأولى، وكانت ولادته في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وخمسمائة.
«أقول» : هكذا ورد في المطبوع من التحبير، والصحيح: «وكانت وفاته» .
[2] انظر عن (منصور بن حاتم) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (نصر الله بن منصور) في: الأنساب 5/ 275.
[4] الدّويني: بضم الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. (الأنساب) .
[5] الجنزي: بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الزاي المكسورة. هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة من ثغرها. (الأنساب 3/ 323، 324) .
وقد أثبتها العلّامة المعلمي في (الأنساب) : «الحيريّ» بالحاء والياء والراء. وقال بالحاشية (3) : «اضطربت النسخ والمراجع في نقط هذه الكلمة، وربّما كان الصواب (الحيريّ) والحيرة محلّة بنيسابور، وسيأتي أنه سكن نيسابور، فلعلّه نزل تلك المحلّة، والله أعلم» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لم يصب العلّامة المعلمي في تعليقه هنا ووهم، كما أن صاحب الترجمة لم يسكن نيسابور للإقامة، بل سمع بها ثم انتقل عنها وسكن بلخ وبها توفي كما في ترجمته.
وما أثبتناه «الجنزي» هو الصحيح، فقد قال ابن السمعاني إنها بلدة من بلاد أذربيجان، كما تقدّم. فليصحّح ويحرّز.

(37/258)


كَانَ فقيها، صالحا، مستورا، لَقَبُه: كمال الدّين.
قدِم بغداد وتفقَّه بها بالنّظاميَّة عَلَى أَبِي حامد الغزّاليّ.
وسمع بنَيْسابور من: أَبِي الحَسَن المَدِينيّ، وأبي بَكْر أحمد بْن سهل السّرّاج، وعبد الواحد بْن القُشَيْريّ، وغيرهم.
وحدَّث ببلْخ. كتب عنه أبو سعد السمعاني، وقال: مات ببلْخ في أواخر رمضان. وقد انتخبتُ عَلَيْهِ جزأين.
356- نوشتكين بْن عبد الله [1] .
الرّضْوانيّ، مولى أَبِي الفَرَج مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رضوان المراتبيّ.
قَالَ السّمعانيّ: شيخ صالح، متودّد، كثير الذِّكْر، أصابته علَّة أقعدته في بيته. وقرأت عَلَيْهِ الجزء الثّالث من انتقاء البقّال عَلَى المخلّص، وكان يكتب اسمه أنوشتكيَن، بألِف.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسريّ، وعاصم بْن الحَسَن، وغيرهما.
روى عَنْهُ: عبد الخالق بْن أسد، وأبو سعد السّمعانيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، والفتح بْن عبد السّلام.
وبالإجازة أبو منصور بْن عُفَيْجَة، وأبو المحاسن محمد بْن لُقمة، وغير واحد.
وقد سَمِعَ أيضا من الإمام أَبِي إسحاق الشّيرازيّ.
وقع لنا الجزء الأوّل من فوائده.
وتُوُفّي في سادس عشر ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيِّ [2] : أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ السَّيِّدِ الْأَنْصَارِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وستّمائة، وبالمزّة، أنا نوشتكين الرّضوانيّ في
__________
[1] انظر عن (نوشتكين بن عبد الله) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، والنجوم الزاهرة 5/ 301.
[2] توفي سنة 699 هـ. انظر عنه: معجم شيوخ الذهبي 2/ 531- 533 رقم 793، والمعين في طبقات المحدّثين 224، وتذكرة الحفاظ 4/ 1489، والعبر 5/ 403، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 453.

(37/259)


كِتَابِهِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نُهِينَا أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وأمّه.
رواه مسلم [1] عن يَحْيَى بْنِ هُشَيْمٍ، وَسَقَطَ مِنْ سَمَاعِنَا لَفْظَةُ:
عَنْ.
- حرف الهاء-
357- هبة اللَّه بْن عبد الواحد بْن أَبِي القَاسِم عَبْد الكريم بْن هَوَازن [2] .
أبو الأسعد [3] القُشَيريّ، النَّيْسابوري، خطيب نَيْسابور، وكبير القُشَيريَّة في وقته.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ [4] : كَانَ يرجع إلى فضلٍ وتمييز، ومعرفةٍ بعلوم القوم، ظريف، حَسَن الأخلاق، متودّد، سليم الجانب [5] .
ورد بغداد حاجّا، وسمع «جزء ابن غرفة» من ابن نبات حضورا من جدّه.
وسمع من: جدّته فاطمة بِنْت الدّقّاق، وأبيه، وعمّيه أبي سعيد، وأبي
__________
[1] في البيوع (1523) باب تحريم بيع الحاضر للبادي.
[2] انظر عن (هبة الرحمن بن عبد الواحد) في: التحبير 2/ 368- 371 رقم 1091، والأنساب 10/ 156، والمنتخب من السياق 479 رقم 1629، والتقييد لابن نقطة 480 رقم 651، والعبر 4/ 825، 126، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1748، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 180- 182 رقم 116، ودول الإسلام 2/ 61، وتذكرة الحفاظ 4/ 1309، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 251- 253، ومرآة الجنان 3/ 284، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 329، ولسان الميزان 6/ 187، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 140، 141، والأعلام 9/ 55.
[3] وقال عبد الغافر الفارسيّ: والغالب المعروف من اسمه أسعد، اشتهر به تخفيفا. (المنتخب) .
[4] في التحبير 2/ 369.
[5] زاد ابن السمعاني: «سخيّ النفس، عمّر العمر الطويل حتى حدّث بالكثير، وانتشرت رواياته، وأحضر مجلس جدّه، وقرئ عليه أجزاء من حديث الخفّاف وسمعها، وحضر مجالس من أماليه. وحدث به طرش سنين في أواخر عمره، فبعضها كان يحدّث من لفظه، وبعضها كان القارئ يقرأ عليه بصوت رفيع جهوريّ» .

(37/260)


منصور، وأبي صالح المؤذّن، وأبي نصر عبد الرحمن بْن عليّ التّاجر، وأبي سهل الحفْصيّ، ومحمد بن عبد العزيز الصفّار، وأبي بَكْر محمد بْن يحيى بْن إبراهيم المزكّي، وأبي الفتح نصر بْن عليّ الحاكميّ، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ، وطائفة سواهم.
قلت: وحدَّث «بمُسْنَد أَبِي عَوَانَة» ، عَنْ عبد الحميد بْن عبد الرحمن البَحِيريّ، عَنْ أبي نعيم الأسفرايينيّ، عنه.
وسمع «سنن أبي داود» ، عن نصر الحاكم و «صحيح البخاريّ» من أَبِي سهل الحفْصيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [1] ، وابنه أبو المظفَّر عبد الرحيم، وأبو القاسم بْن عساكر [2] ، والمؤيَّد بْن محمد الطُّوسيّ، والمؤيَّد بْن عبد الله القُشَيْريّ، والقاسم بْن عبد الله بْن عُمَر الصّفّار، وسمعنا منه «مُسْنَد أَبِي عَوَانَة» ، وأبو رَوْح المطهَّر بْن أَبِي بَكْر البَيْهقيّ، وأبو الفُتُوح محمد بْن محمد بْن محمد البكْريّ، وآخرون.
ومولده في العشرين من جُمَادَى الأولى سنة ستّين وأربعمائة. وسمع في الخامسة من جدّه أَبِي القاسم. وأملى مجالس كثيرة. ولم يقل في شيء منها ولا في الأربعين السّباعيّات: أبا جدّي حضورا.
وقد سَمِعَ أيضا من: الزّاهد عبد الوهّاب بْن عبد الرحمن السُّلَمّي، والسّيّد أَبِي الحسن محمد بْن محمد بْن زيد العَلَويّ، وأبي سعد عبد الرحمن بْن منصور بْن رامِش، وإسماعيل بْن عبد الله الخشّاب، وشبيب بن أحمد البستيغيّ [3]
__________
[1] وقال: سمعت منه الكثير في النوب الثلاث، فمن جملة ما سمعت منه كتاب «عيون الأجوبة في فنون الأسولة» من جمع أبي القاسم القشيري، بروايته عنه. وكتاب «بستان العارفين» لأبي الفضل الطبسي، وكتاب «فضائل الصحابة ومناقبهم» لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبيّ.
وكتاب «تاريخ جرجان» للسهمي، ومن كتاب «السنن» لأبي داود. سمعت منه عدّة أجزاء بروايته عن أبي فتح الحاكمي. وسمعت منه خمسة أجزاء ضخمة من حديث أبي العباس السّراج. (التحبير) .
[2] مشيخة ابن عساكر، ورقة 238.
[3] البستيغي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من

(37/261)


وروى بالإجازة عَنْ: أَبِي نصر محمد بْن محمد الزَّيْنبيّ، وغيره.
وسماعه ل «صحيح البخاريّ» في سنة خمس وستّين وأربعمائة من الحفْصيّ، عَن الكُشْمِيهَنيّ [1] .
وكان أسند من بقي بخُراسان وأعلاهم رواية [2] .
قَالَ أبو سعد: [3] وكانت الرحلة إِلَيْهِ، وظهر بِهِ صَمَم، ومع ذَلكَ كَانَ يسمع إذا رفع القارئ صوتَه.
وسمعت أصحابنا يقولون: إنّه ادّعى سَمَاع الرّسالة من جدّه، وما ظهر لَهُ عَنْ جدّة إلّا أجزاء من حديث السّرّاج، ومجالس من أماليه، وكتاب «عيون» الأجْوِبة في فنون الأَسْوِلَة» .
تُوُفّي في ثالث عشر شوّال، ودُفِن من الغد.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو سَعْدٍ هِبَةُ الرَّحْمَنِ إِمْلَاءً، أَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، نَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَاسَرْجِسِيُّ [4] ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ» [5] . تَفَرَّدَ بِهِ بَكْرٌ [6] ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
__________
[ () ] فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الغين المعجمة. هذه النسبة إلى بستيغ وهي قرية بسواد نيسابور. (الأنساب 2/ 207) .
[1] الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء، وفي آخرها النون.
[2] وقال عبد الغافر الفارسيّ: اختلف مع الأقارب إلى درس إمام الحرمين. (المنتخب) .
[3] قوله ليس في التحبير، ولا الأنساب، ولعلّه في (الذيل) .
[4] الماسرجسي: بفتح الميم، والسين المهملة، وسكون الواو، وكسر الجيم، وفي آخرها سين أخرى. هذه النسبة إلى ما سرجس. وهو اسم للجدّ. (الأنساب 7/ 78) .
[5] أخرجه. ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 465) وقال: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الثوريّ غير بكر بن بكار.
[6] وهو بَكْر بْن بكّار أبو عَمْرو القَيْسيّ الْبَصْرِيّ: انظر ترجمته ومصادرها وأقوال العلماء فيه، في الجزء (حوادث ووفيات 201- 210 هـ.) ص 79، 80 رقم 55 من هذا الكتاب.

(37/262)


- حرف الياء-
358- يوسف بْن عَبْد العزيز بْن يوسف [1] بْن عُمَر بْن فِيرَّة [2] .
الحافظ، أبو الوليد، ابن الدّبّاغ، اللَّخْميّ، الأندلسيّ، الأُنْدِيّ [3] ، نزيل مُرْسِية.
قَالَ ابن بَشْكُوال [4] : روى عَنْ أَبِي عليّ الصَّدَفيّ كثيرا، ولازَمَه طويلا.
وأخذ عَنْ جماعة من شيوخنا، وصحبنا عند بعضهم. وكان من أجلّ أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث، وأسماء الرجال، وأزمانهم، وثقاتهم، وضُعفائهم وأعمارهم، وآثارهم، ومِن أهل العناية الكاملة بتقييد العِلْم، ولقاء الشّيوخ. لقي منهم كثيرا، وكتب عَنْهُمْ، وسمع منهم، وشوور في الأحكام ببلده، ثمّ خطب بِهِ وقتا. وقال لي مولده في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابن بَشْكُوال، والوزير أبو عبد الملك مروان بْن عبد العزيز التُّجَيْبيّ البَلَنْسِيّ، وأحمد بْن أَبِي المطرِّف البَلَنْسِيّ، وأحمد بْن سَلَمَةَ الدَّوْرَقيّ، ومحمد بْن الشّيخ أَبِي الحسن بْن هُذَيْل، وآخرون.
وله جزء صغير في تسمية طبقات الحفّاظ، وعاش خمسا وستّين سنة.
رَأَيْت برنامجه، وفيه كُتُب كثيرة من مرويّاته [5] .
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد العزيز) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 682، 683 رقم 1510، وبغية الملتمس للظبّيّ 491، 492 رقم 1446، ومعجم البلدان 1/ 264، والإستدراك لابن نقطة، باب: الأندي والأبدي، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1749، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 220، 221 رقم 138، والعبر 4/ 126، وتذكرة الحافظ 4/ 1310- 1312، والمشتبه في الرجال 1/ 5، وفيه وفاته سنة 544 هـ.، ومرآة الجنان 3/ 285، وتبصير المنتبه 1090، وتوضيح المشتبه 1/ 126 وورد في نسختيه المخطوطتين وفاته سنة 544 هـ.، والنجوم الزاهرة 5/ 302، وطبقات الحفاظ 485، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 142، وهدية العارفين 2/ 552، وفهرس الفهارس 1/ 308، ومعجم المؤلفين 13/ 309، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 190 رقم 1052.
[2] فيرّه: بكسر الفاء وسكون الياء وضم الراء المشدّدة، آخرها هاء. (المشتبه 2/ 514) .
[3] الأندي: بنون ساكنة قبلها همزة مضمومة. مدنية من أعمال بلنسية بالأندلس. (معجم البلدان 1/ 264، المشتبه 1/ 5، توضيح المشتبه 1/ 126، تبصير المنتبه 1090) .
[4] في الصلة 2/ 682.
[5] وقال ابن الزبير: هو أحد الأئمة المهرة المتقنين، ومن جهابذة النّقّاد. أعتمده الناس فيما قيّده، وكان سمحا مؤثرا على قلّة ذات يده، نزه النفس، ولي خطابة مرسية، ثم قضاء دانية. (تذكرة

(37/263)


359- يوسف بْن عُمَر الحربيّ [1] .
الزّاهد، العابد، أبو يعقوب الحربيّ [2] ، المقرئ.
والد يعقوب، وعبد المحسن.
زاهد، ورِع، قَوّال بالحقّ، بقيَّة سَلَف.
روى عن: أحمد بن عبد القادر بن يوسف.
روى عنه: أحمد بن طابق، وعمر بْن أحمد المقرئ، وغيرهما.
قَالَ مرَّةً: ما يعرف المتكبّر إلّا متكبّر، مثلُه.
مات في ذي الحجّة.
قلت: يمكن أن يعرفه بأنّه كَانَ متكبِّرًا وتاب.
360- يحيى بْن أحمد بْن بدر [3] .
أبو القاسم المَوْصِليّ.
سَمِعَ: ابن طَلْحة النِّعاليّ، والطُّرَيْثيثيّ.
وعنه: محمد الخشّاب.
361- يحيى بْن المظفَّر بْن محمد [4] .
أبو المواهب الكاتب.
سَمِعَ: أبا نصر الزَّيْنبيّ، وأبا منصور بْن عبد العزيز العُكْبَرِيّ.
وعنه: أبو شُجاع بْن القزون.
مات في ربيع الآخر، وله ستّ وثمانون سنة.
__________
[ () ] الحفاظ 4/ 1310، سير أعلام النبلاء 20/ 221) .
[1] لم أجده.
[2] الحربيّ: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة، هذه النسبة إلى محلّة الحربيّة وهي معروفة بغربيّ بغداد. (الأنساب 4/ 99) .
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.

(37/264)


سنة سبع وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
362- أحمد بْن إسحاق بْن أحمد بْن إسحاق بْن أَبِي دُلَف [1] .
الفقيه، أبو دُلَف الطُّوسيّ، الرّزّانيّ. ورَزّان: عَلَى فرسخين من طُوس.
فقيه، إمام، عارف بالمذهب، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: أبا منصور محمد بْن عليّ الكَرَاعيّ، ويحيى بْن عليّ الحلوانيّ.
وتُوُفّي كهلا في أواخر رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
363- أحمد بْن جعفر بْن عبد الله بْن جحّاف [2] .
أبو محمد المَعَافِريّ، البَلَنْسِيّ.
سَمِعَ من: أبي داود المقرئ، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
وولي قضاء بَلَنْسِيَة، وحُمِدت سيرته.
وكان من سَرَوات الرجال وعُلَمائهم [3] .
364- أحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحسين [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن جعفر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 55، 56، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 84، 85 رقم 95 وفيه: «أحمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن جعفر بن عبد الرحمن بن جحاف» .
[3] قال ابن الأبّار: «والمراكشي: استقضي ببلده مرتين مكث فيهما خمس عشرة سنة، حميد السيرة، مرضيّ الطريقة، وكان من سروات الرجال يجمع إلى وسامة المنظر وحسن الشارة ونباهة السلف الحلم والأناة واللّين والتّؤدة وخفض الجناح، واحتمال أذى الخصوم، والصبر عليهم والرّفق بهم، وله في ذلك أخبار مأثورة، وحمله كان أغلب عليه من علمه.
[4] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في: سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 79، 80 رقم

(37/265)


أبو محمد بْن الأغلاقيّ، الواسطيّ، المقرئ، الزّاهد.
سَمِعَ من: أَبِي المعالي بْن شاندة [1] ، وأبي البركات أحمد بْن نفيس، ونصر بْن البَطِر، وأحمد بْن يوسف.
وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الخطّاب بْن الجرّاح. وكان يُقرئ النّاسَ، ويُقصد للتّبرُّك.
روى عَنْهُ: عبد الوهاب بْن سُكَيْنَة.
وقد سَأَلَ السِّلفيُّ خميسا، عَنْ أَبِي محمد الآمديّ هذا، فقال: متحقّق بالسّنّة، صاحب مسجد لا يُعاب بشيء [2] .
وقال السّمعانيّ: ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة، وكتبت عنه بواسطة.
قلت: مات في العشرين من شوّال، وشيّعه الخلْق، رحمه اللَّه.
365- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن جعفر [3] .
أبو الفتح الخُلْميّ، وخُلْم [4] : من نواحي بلْخ.
تفقّه ببُخَارَى مدَّةً، وكان صالحا، متصوّنا. كانت إِلَيْهِ ببلْخ التّزكية، وكان ينوب عَنْ قاضيها.
وحجّ سنة سبْع عشرة.
وسمع ببغداد من: أَبِي سعد بْن الطُّيُوريّ.
وسمع بمكَّة، وببُخَارى، وكان مولده سنة 475.
وتُوُفّي في صفر.
__________
[55،) ] ومشيخة ابن عساكر، ورقة 8 أ، وغاية النهاية 1/ 76 رقم 339 وفيه: «أحمد بن عبد الله» .
[1] شاندة: هو أبو المعالي محمد بن عبد السّلام بن عُبَيْد الله بن أحموله الأصبهاني. توفي سنة نيّف و 480 هـ. (انظر: سؤالات السلفي 55 رقم 12) .
[2] سؤالات السلفي 80.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الخلمي) في: المشتبه في الرجال 1/ 268.
[4] خلم: بضم الخاء المنقوطة بواحدة وسكون اللام. (الأنساب 5/ 164) .
وقد ذكر ابن السمعاني في مادّة: «الخلمي» : أبا بكر محمد بن محمد الخلمي الحاج الملقّب بشيخ الإسلام. وقال: توفي في شعبان سنة 547 هـ.. وسيأتي برقم (394) .

(37/266)


366- أحمد بن منير [1] .
الطّربلسيّ، الشّاعر.
يأتي في سنة ثمانٍ.
وقيل: تُوُفي سنة سبْعٍ.
367- إبراهيم بْن صالح [2] .
أبو إسحاق بن السّمّاذ [3] المراديّ، الأندلسيّ، المربّي [4] .
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحسن بْن شفيع، وعلي بْن محمد البُرْجيّ.
وسمع من: أبي عليّ بن سكّرة.
وحجّ وأخذ بالإسكندرية عَن الطُّرْطُوشيّ، والرّازيّ صاحب السُّداسيّات.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي جمرة [5] .
تُوُفّي بلُورقَة [6] .
- حرف التاء-
368- تَمِرْتاش بْن إيلغازي بْن أُرْتُق [7] .
الأمير حسام الدّين التّركمانيّ، الأرتقيّ، صاحب ماردِين، وميّافارقِين.
ولي الملك بعد والده، فكانت مدّته نيّفا وثلاثين سنة [8] .
__________
[1] سيأتي في وفيات سنة 548 هـ. برقم (418) .
[2] انظر عن (إبراهيم بن صالح) في: المقفى الكبير للمقريزي 1/ 182، 183 رقم 172.
[3] في الأصل: «البيماذ» ، والتصحيح من (المقفّى) .
[4] المريّيّ: بفتح الميم وكسر الراء، وياء مشدّدة مكسورة، نسبة إلى مدينة المريّة.
[5] وقال المقريزي: فلما عاد من رحلته تصدّر للإقراء ببلده. ثم ولي القضاء والخطبة بلورقا، وأسمع. وكان وقورا، إماما في صنعة الإقراء.
[6] وقال المقريزي: مات في لورقا سنة سبع وأربعين. وقيل: سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
[7] انظر عن (تمرتاش بن إيلغازي) في: الكامل في التاريخ 11/ 175، وذيل تاريخ دمشق 329، وتاريخ دولة آل سلجوق 223، والأعلام الخطيرة 54، 121، 133، 148، 432، 434، 435، 437، 438، 440، 442، 444، 445، 512، 543، 555، 556، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 205- 207، 228، 229، 223، 62، 63، وتاريخ ابن الوردي 2/ 53، وعيون التواريخ 12/ 472 (وفيات 548 هـ.) ، والنجوم الزاهرة 5/ 300، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 2/ 345، وأخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 468، 470، 471، والإمارات الأرتقية في الجزيرة والشام للدكتور عماد الدين خليل 277- 292.
[8] اختلف في تاريخ وفاته، ففي الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 442 توفي سنة 448 هـ. وفي

(37/267)


وولي بعده ابنه نجم الدّين النبيّ، والمُلْك في عَقِبه إلى اليوم [1] .
- حرف الجيم-
369- جامع بْن عبد الرحمن بْن إبراهيم بْن أَبِي نصر [2] .
أبو الخير النَّيْسابوريّ، الصُّوفيّ، السّقّاء، الرّامِ.
كَانَ يعلّم الشُّبّان الرَّميّ، وكان صالحا، مستورا.
سَمِعَ: أبا سعيد محمد بْن عبد العزيز الصّفّار، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا بَكْر محمد بْن يحيى المزكّي.
روى عَنْهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وغيرهما.
وُلِد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي سنة سبْعٍ أو ثمانٍ وأربعين.
قَالَ عبد الرحيم: سمعتُ منه كتاب «الأمثال والاستشهادات» للسُّلَميّ، عَن الصّفّار، عَن السُّلَميّ، وكتاب «طبقات الصُّوفيَّة» ، عَن السُّلَميّ المصنِّف، وكتاب «مِحَن مشايخ الصُّوفيَّة» ، عَنْ محمد بْن يحيى المزكّي، عَنْ مصنّفه السّلميّ.
370- الجنيد بن محمد [3] .
__________
[ () ] الصفحة 556 منه توفي سنة 547 هـ.، وورّخه ابن القلانسي في سنة 549 هـ.، وكذا في تاريخ دولة آل سلجوق 223، وفي النجوم الزاهرة 5/ 300، توفي سنة 545 هـ.، وفي معجم الأنساب لزامباور 2/ 345 ينتهي حكمه في سنة 547 هـ. وبها ورّخ الدكتور عماد الدين خليل وفاته في: الإمارات الأرتقية 277 وما بعدها.
[1] أي إلى العهد الّذي صنّف به المؤلّف الذهبي- رحمه الله- هذا الكتاب.
[2] انظر إلى (جامع بن عبد الرحمن) في: الوافي بالوفيات 11/ 40، 41، وهو مذكور في سير أعلام النبلاء 20/ 185 دون ترجمة، وفيه اسمه: «جامع بن عبد الملك» .
[3] انظر عن (الجنيد بن محمد) في: التحبير 1/ 167- 171 رقم 90، والأنساب 5/ 269 و 10/ 37، واللباب 1/ 489، والمختار من ذيل السمعاني (مخطوط) ورقة 169، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 436، 437 رقم 152، وسير أعلام النبلاء 20/ 272، 273 رقم 181، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 54- 57، والوافي بالوفيات 11/ 203، 204، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 365، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 132 ب، 123 أ، وملخّص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ 83 ب، 84 ب.

(37/268)


أبو القاسم القائنيّ [1] ، نزيل هَرَاة.
تُوُفّي في شوّال في هذه، وقيل سنة ستّ.
وقد تقدَّم ذِكره [2] . فيُحوَّل إلى هنا، لأنّه ظهر لي أنّ سنة ستٍّ وهْم وكان إماما، ورِعًا، متعبّدا. وكان شيخ الصُّوفيَّة في رباط فيروزاباد بظاهر هَرَاة أربعين سنة [3] .
سَمِعَ بطَبَس أبا جعفر محمد بْن أحمد الحافظ، وبأصبهان: أبا بَكْر بْن ماجة الأبْهَريّ، وسليمان الحافظ، وبمَرْو: أبا المظفَّر السّمعانيّ، وأبا منصور بْن شكروَيْه، وبهَرَاة: محمد بْن عليّ العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه جماعة كُتُب [4] .
ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
قَالَ: وتُوُفّي في رابع عشر شوّال.
وقد أورده ابن النّجّار في «تاريخه» فقال: كَانَ فقيها، فاضلا، محدّثا، صدوقا، موصوفا بالزُّهد والعبادة، تفقّه عَلَى أَبِي المظفّر السَّمعانيّ، وسمع الكثير، وحصَّل الأصول، وحدَّث بجميع ما سَمِعَ.
سَمِعَ بقاين: الحسن بن إسحاق التّونيّ [5] .
__________
[1] تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[2] لم يذكر في وفيات سنة 546 هـ. ولا في وفيات هذه الطبقة كلها.
[3] التحبير 1/ 167، 168.
وزاد ابن السمعاني: «ومقدّمهم، وما كان يعرف أحد منهم لأنه ما كان يتقدّم عليهم، ويعاشرهم معاشرة واحد منهم، ولا يخصّ نفسه بشيء دونهم، ولا يظهر أنه يعلم شيئا من العلم البتّة، حتى يظنّه من يراه من جملة الصوفية، وكان متواضعا، سخيّ النفس، مكرما للغرباء» .
[4] وهي: «تقريع الخلف مما يؤثر من شمائل السلف» لأبي الحسن الفارسيّ، و «الوصية بانتهاز الفرصة قبل الغصة» للفارسي، و «منامات الشيخ» لابن باكويه الشيرازي، و «بستان العارفين» للطبسي، و «الوصايا والمواعظ» له، و «فضائل الصحابة» و «الخمسون للمتصوفة» له، و «ديوان» ، أبي عبد الرحمن النيلي النيسابورىّ، و «مقامات أهل الصفوة من المستورين المتشبّهين من العقلاء بالمجانين» لأبي الحسن الفارسيّ، و «جزء من فوائد أبي الفتح المطهّر بن محمد بن البيّع» ، وجزء من فضائل بسم الله الرحمن الرحيم» من جمع أبي محمد السمرقندي.
[5] التوني: بضم التاء المثنّاة وسكون الواو، وكسر النون. نسبة إلى تون: بليدة عند قاين يقال لها

(37/269)


وبطَبَس: الحافظ محمد بْن أحمد بْن أَبِي جعفر.
وبنَيْسابور: وبهَرَاة، وأصبهان.
روى عَنْهُ: ابن ناصر، وابن عساكر.
- حرف الحاء-
371- الحسين بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي سعد [1] .
أبو الفتح النَّيْسابوريّ، القُمّاصِيّ، [2] ، نسبة إلى بيع القُمص.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، خيِّر.
سَمِعَ: أبا الحسن أحمد بْن محمد الشُّجاعيّ، وعبد الواحد بْن القُشَيْريّ.
وببغداد: أبا القاسم بْن بيان.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وسأله عَنْ نسْبته، فقال: كَانَ جدّي يبيع القمصان. ومولديّ في سنة خمسٍ وسبعين [3] .
وقال: تُوُفّي إن شاء اللَّه بنَيْسابور في سنة سبْعٍ وأربعين، رحمه اللَّه.
- حرف الراء-
372- رزق اللَّه بْن الإمام أَبِي الحسن محمد بْن عبد الملك بْن محمد [4] .
الكَرَجيّ، أبو مَعْشَر.
ورد بغداد مَعَ والده.
وسمع: أبا الحسن بْن العلّاف، وابن بيان.
وبنَيْسابور: عبد الغفّار بْن محمد الشّيرويّيّ.
مات بهراة في ربيع الآخر [5] .
__________
[ () ] تون قهستان. (الأنساب 3/ 112) .
[1] انظر عن (الحسين بن أبي القاسم) في: الأنساب 10/ 222، 223.
[2] القمّاصيّ: بفتح القاف وتشديد الميم وفي آخرها الصاد المهملة.
[3] وقال ابن السمعاني: لقيته ببغداد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع بقراءتي أجزاء من أَبِي سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، ثم لما انصرفت من العراق كتبت عنه بنيسابور.
[4] انظر عن (رزق الله بن أبي الحسن) في: المنتخب من السياق 224 رقم 702.
[5] قال عبد الغافر: فاضل، صوفي، مواظب على تحصيل الحديث والسماع والكتابة، عارف ببعض طرق الحديث. سمع بالجبال وبخراسان، ودخل نيسابور مرّات.

(37/270)


- حرف السين-
373- سعد بْن المعتزّ بْن الفضل بْن محمد [1] .
الرّئيس، أبو الوفاء، الإسْفَرَائينيّ، من رؤساء بلده.
سَمِعَ: محمد بْن الحسين بْن طلْحة المِهْرَجانيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وكان مولده في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.
374- سعيدة بِنْت زاهر بْن طاهر بْن محمد [2] .
أمّ خَلَف الشّحّاميَّة.
صالحة، عالمة. تفرَّدت بأشياء. وسمّعها أبوها، وهي إن شاء اللَّه أكبر أولاد زاهر.
سَمِعْتُ من: جدّها، ومن: عبد الرحمن بْن رامش، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف.
ووُلِدت سنة ثمانٍ [3] وستّين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وقيل إنّها لمّا مرضت كانت تقرأ سورة الكهف، فلمّا بلغت إلى قوله: لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا 18: 107 [4] ماتت، وذلك في سابع رمضان.
روى عَنْهَا: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
375- سُفيانُ بْن إبراهيم بْن أَبِي عَمْرو عبد الوهّاب بْن الحافظ أبي عبد الله بن مندة [5] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (سعيدة بنت زاهر) في: التحبير 2/ 411 رقم 1150، والمنتخب من السياق 250 رقم 800، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 84، وأعلام النساء 2/ 195، 196 وفيه تصحّف اسم «زاهر» إلى «ذاهد» .
[3] في التحبير والمنتخب: ولدت سنة ثمان أو سبع وستين وأربعمائة.
[4] الآية 107 من سورة الكهف.
[5] لم أجده.

(37/271)


أبو محمد الفَيْدِيّ [1] ، الأصبهانيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ صالح، كثير الصّلاة.
سَمِعَ: أبا عبد الله الثّقفيّ، وأحمد بْن عبد الرحمن الذَّكْوانيّ، وجماعة.
وببغداد: أبا الخطّاب بْن البَطِر. وقال: قرأت عَلَيْهِ ثلاثة عشر جزءا من فوائد ابن مردَوَيْه.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل بأصبهان.
376- سهل بْن عبد الرحمن بْن أحمد بْن سهل بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدان [2] .
أبو القاسم السّرّاج، الزّاهد، النَّيْسابوريّ، نزيل طُوس.
تفقّه عَلَى: أَبِي نصر بْن القُشَيْريّ، وبرع في الفقه، والكلام، واللّغة. ثمّ اشتغل بالعبادة، ولزِم العُزْلة.
سَمِعَ أبا الحسن عليّ بْن أحمد المؤذّن، ونصر اللَّه الخُشْناميّ، وأبا عليّ بْن نبهان، وابن بيان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: ورد علينا مَرْو، فسمعتُ منه «مُسْنَد الشّافعيّ» ، بروايته عَن الخُشْناميّ، عَن الحِيريّ.
وتُوُفّي، رحمه اللَّه، بالرَّيّ، في أوّل ذي القعدة.
- حرف العين-
377- عاصم بْن خَلَف بْن محمد بْن عتّاب [3] .
أبو محمد التّجيبيّ، البلنسيّ.
__________
[1] الفيدي: بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى فيد، وهي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية العراق. (الأنساب 9/ 359) .
ووردت في الأصل «الفيذي» بالذال المعجمة.
[2] انظر عن (سهل بن عبد الرحمن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[3] انظر عن (عاصم بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1948، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 101، 102 رقم 183.

(37/272)


روى عَنْ: صهره أَبِي الحسن بْن واجب.
وتفقّه بأبي محمد عبد الله بْن سعيد الوجديّ.
وأخذ عَنْ أَبِي محمد البَطَلْيُوسيّ.
قَالَ الأَبّار: وكان لَسِنًا، فصيحا، جَزْلًا، مَهِيبًا، صَادعًا بالحقّ، مُقِلًّا، صابرا، غلب عَلَيْهِ عِلم الرّأي. ودرس «المدوّنة» دهره.
وتُوُفّي في سجن بَلَنْسِيَة، وقد بلغ السّبعين.
378- عبد الله بْن أَبِي مطيع أحمد بْن محمد بْن مُظَفَّر [1] .
أبو بَكْر الهَرَويّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ شيخا، مُسِنًّا، جلْدًا، من أولاد العلماء.
سَمِعَ «البخاريّ» من: أَبِي الخير محمد بْن موسى الصّفّار.
وسمع من: نظام المُلْك أَبِي عليّ.
ووُلِد في جُمادى الأولى سنة ستٍّ وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في نصف صفر.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
379- عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن أحمد بْن سَهْل بْن أَحْمَد بْن سهل بْن أَحْمَد بْن عَبْدُوس [2] .
أبو القاسم الْجُرْجانيّ، الشَّجَرِيّ، الصّوفيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ.
قَالَ أبو سعد: كَانَ صالحا، مُكْثِرًا من الحديث، حريصا عَلَى طلبه.
يختصّ بالشّمّاسيَّة، ويصلّي عندهم. ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وكتب بخطّه عَنْ جماعةٍ من أصحاب الحِيريّ مَعَ والدي.
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وأبا سعيد القُشَيْريّ، والفضل بْن عبد الواحد التّاجر.
وحجّ سنة إحدى وخمسمائة.
وسمع: أبا سعيد بن خشيش، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي مطيع) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.

(37/273)


وسمع بشِيراز: أبا شجاع محمد بْن سَعْدان، وجماعة.
وأخرج جزءا وقال: سَمعْتُهُ من أَبِي نصر الزَّيْنَبيّ. فقلت: لا تَقُلْ هذا، فإنّك ما لحِقْتَه، ولعلّك سَمعْتُهُ من أَبِي طالب الحسين أخيه.
وقلت لَهُ: ترجع عَنْ هذا القول؟ فكان متوقّفا في الرجوع. والظّاهر أنّه ما تعمّد الكذِب في هذا القول.
وكان قد انتقل إلى مسجدٍ وخلا لنفسه، ولا يدخل البلد إلّا في بعض الأوقات.
قلت: روى [عَنْهُ] أبو نصر السّمعانيّ، وهو والد عبد الرحيم، وزينب الشّعريَّة.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أو ثمانٍ وأربعين. قاله أبو سعد.
380- عبد الرّزّاق بْن عليّ بْن الحسين بْن عبد الرّزّاق [1] .
أبو بَكْر الكَرْمانيّ، ثمّ الهَمَذَانيّ، إمام، فقيه، فاضل، عارفِ بالفقه واللّغة.
سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بَيَان، وأبا عليّ بْن نبهان الكاتب.
وولد بكرمان سنة ثمانين وأربعمائة.
وتُوُفّي، رحمه اللَّه في جُمَادى الآخرة.
381- عبد المعزّ بْن عطاء بْن عُبَيْد اللَّه [2] .
المعدّل، أبو المظفَّر الهَرَويّ، الشُّرُوطيّ.
كَانَ يُضرب بِهِ المَثَل في حُسْن كتابة السِّجِلّات والوثائق [3] .
سَمِعَ: أبا سهل نجيبا الواسطيّ، وأبا عَطاء بْن المليحيّ.
توفّي في خامس رجب [4] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (عبد المعزّ بن عطاء) في: التحبير 1/ 474، 485 رقم 457، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 84 ب.
[3] وقال ابن السمعاني: كان شيخا فاضلا، ثقة، عدلا، صدوقا.
[4] وكانت ولادته في سنة 474 هـ. بهراة.

(37/274)


382- عبد المولى بْن محمد بْن أَبِي عبد الله [1] .
الفقيه، أبو محمد المهّدَويّ اللّبْنِيّ، بالسُّكُون [2] . ولبْنة من قرى المَهْدِيَّة.
قَالَ شيخنا أبو حامد بْن الصّابونيّ، فيما أجاز لنا: سَمِعَ من جماعة ببغداد، ومكَّة، والشّام، ومصر، وحدَّث عَن الفقيه نصر بْن إبراهيم المقدسيّ بمصر، وبها تُوُفّي في سنة سبْعٍ وأربعين.
سَمِعَ منه: ابنه الفقيه محمد، والشّيخ عليّ بْن إِبْرَاهِيم ابن بِنْت أَبِي سعْد.
وتُوُفّي ابنه سنة أربعٍ وتسعين.
383- عليّ بْن نجا بْن أسد [3] .
مؤذّن مئذنة [4] العروس بدمشق.
سَمِعَ: سهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وقال: تُوُفّي في صَفَر. ورأيته يبوّل غير مرَّة عند الحوض، مكشوف العَوْرة.
384- عِمران بْن عليّ [5] .
أبو موسى الفاسيّ، المغربيّ، الضّرير، الفقيه المالكيّ، المقرئ.
جال في الآفاق، ودخل مصر، والشام، واليمن، وفارس، وخُراسان، ووراء النّهر.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ، وسمع بقراءتي، وكان قد حُبِّب إِلَيْهِ التَّطْواف في الأقاليم. ومات ببلخ.
__________
[1] لم أجده، وذكر المؤلّف- رحمه الله- ابنه القاضي محمد في (المشتبه 2/ 562) .
[2] قال في المشتبه: بالسكون والخفّ.
[3] انظر عن (علي بن نجا) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 183، 184 رقم 120.
[4] في الأصل: «مأذنة» .
[5] لم أجده.

(37/275)


- حرف الغين-
385- غالب بْن أحمد بْن المسلم [1] .
أبو نصر الأَدَميّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا الفضل بْن الفرات، وأبا الحسين بْن زهير.
وعنه: ابن عساكر، وابنه القاسم.
- حرف اللام-
386- لوط بْن عليّ [2] .
الأصبهانيّ، أبو مطيع الخبّاز.
سَمِعَ: أبا مطيع المصريّ، وغيره.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [3] .
لعلّه تُوُفّي في هذا العام.
- حرف الميم-
387- محمد بْن إسماعيل بْن الحافظ أَبِي صالح أحمد بْن عَبْد المُلْك [4] .
النَّيْسابوريّ، المؤذّن، الإمام أبو عبد الله.
إمام كبير، فاضل، مُنَاظِر، فقيه.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن أحمد المَدِينيّ.
ومولده في سنة ثمانين وأربعمائة.
وقد انتقل بِهِ أَبُوهُ إلى كَرْمان فسكنها.
__________
[1] انظر عن (غالب بن أحمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 199 رقم 66.
[2] انظر عن (لوط بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 196 أ، والتحبير 2/ 47 رقم 650.
[3] وقال: كان كهلا، صالحا، من أولاد المحدّثين ... سمعت منه مجلسا من أمالي أبي سعيد النقاش. وكانت ولادته بعد سنة ثمانين وأربعمائة، وتوفّي بعد سنة ست وأربعين وخمسمائة، فإنه كتب الإجازة لأولادي في هذه السنة.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المنتظم 10/ 149 رقم 224 (18/ 86 رقم 4173) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 66، 67.

(37/276)


قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [1] : قدِم إلى بغداد رسولا من صاحب كَرْمان في سنة ستٍّ وثلاثين. وقدِم رسولا إلى السّلطان في سنة أربعٍ وأربعين.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة سبْعٍ بكَرْمان.
وقد سَمِعَ منه ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم بنَيْسابور لمّا قدِمَها بعد الأربعين.
قَالَ ابن النّجّار: روى عَنْهُ عبد الواحد بْن سلطان.
388- محمد بْن جعفر بْن خيرة.
أبو عامر، مولى ابن الأفْطَس، البَلَنْسِيّ.
سَمِعَ: أبا الوليد الوقْشيّ، ولازَمَه. وقد تُكلِّم في روايته عَنْهُ لِصِغَره.
وسمع من: أَبِي داود، وطاهر بْن مفوَّز.
وولي خَطابة بَلَنْسِية مدَّةً. وطال عُمره، وجمع كُتُبًا كثيرة.
حدَّث عَنْهُ: أبو القاسم بْن بَشْكُوال، وأبو عبد الله بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي جمرة، وعبد المنعم بْن الفَرَس.
وتُوُفّي في ذي القعدة رحمه اللَّه، وقد قارب المائة.
389- مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [2] .
الأستاذ، المقرئ، أبو عبد الله الدّانيّ، المعروف بابن غلام الفَرَس، وبابن الفَرَس. وهو لَقَبُ رجلٍ من تُجّار دانية.
أخذ أبو عبد الله القراءات عَنْ: أبي داود، وأبي الحسن بن الدوش، وأبي
__________
[1] في المنتظم.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: بغية الملتمس للضبيّ 70، وإنباه الرواية 3/ 105، 106، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 475، ومعجم شيوخ الصدفي 164، 165، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر السادس 163- 166، والعبر 4/ 126، ومعرفة القراء الكبار 1/ 505، 506 رقم 456، والمعين في طبقات المحدّثين 162، رقم 1750، والإعلام بوفيات الأعلام 124، وتلخيص ابن مكتوم 201، ومرآة الجنان 3/ 285، وغاية النهاية 2/ 221، 222، رقم 2939، والمقفّى الكبير للمقريزي 5/ 562، 563 رقم 2092، وتبصير المنتبه 1075، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 144، وشجرة النور الزكية 1/ 142 رقم 414 وهو في سير أعلام النبلاء 10/ 185 دون ترجمة.

(37/277)


الحسين بْن يحيى بْن أَبِي زيد بْن البياز، وأبي الحسن بْن شفيع.
وسمع من: أبي علي بن سكرة، وأبي محمد بن أَبِي جعفر.
وحجَّ سنة سبْعٍ وعشرين، فسمع من: أبي طاهر السّلفيّ، وأبي شجاع البسطاميّ.
ذكره الأبّار [1] قال: تصدّر بعد الثّلاثين وخمسمائة للإقراء، والرواية، وتعليم العربيَّة، وكان صاحب ضبْطٍ وإتقان، مشاركا في علوم جمّة يتحقّق منها بعلم القرآن والأدب. وكان حسن الضّبط والخطّ، أنيق الوراقة. رحل النّاس إليه للسّماع منه والقراءة عليه، وولي خطابة دانية. وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
قلت: قرأ عَلَيْهِ جماعة منهم محمد بْن عليّ بْن أَبِي العاص النفزيّ شيخ الشّاطبيّ، وأبو جعفر أحمد بْن عليّ الحصّار شيخ عَلَم الدّين القاسم اللُّورَقيّ، وعبد اللَّه بْن يحيى بْن صاحب الصّلاة، ويوسف بْن سليمان البَلَنْسيّ، وأبو الحجّاج يوسف بن عبد الله الدّانيّ.
390- محمد بن خلف [2] .
أبو الحسن الغسّانيّ، اللّبليّ [3] ، الشّلبيّ [4] .
أخذ القراءات عَنْ: إسماعيل بْن غالب، وأبي القاسم بْن النّخّاس، وسمع منه، ومن: ابن شِيرِين.
وعُنِي بالفقه، وشوّوِر في الأحكام، وولي قضاء شِلْب.
وتُوُفّي في جَمادى الآخرة.
391- محمد بْن علي بْن المبارك [5] .
أبو المفضّل الواسطيّ، ثمّ البغداديّ، الحمّاميّ، الصّائغ.
__________
[1] في تكملة الصلة 1/ 475.
[2] انظر عن (محمد بن خلف) في: المقفّى الكبير للمقريزي 5/ 632 رقم 2230.
[3] اللّبليّ: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة. (معجم البلدان 5/ 10) .
[4] الشلبي: بكسر الشين المعجمة وسكون اللام. نسبة إلى مدينة شلب. وقد تقدّم التعريف بها.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن المبارك) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.

(37/278)


سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وأبا طاهر بْن الباقِلّانيّ.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة.
392- محمد بْن علي بْن الحسن بْن سَلْم بْن العبّاس [1] .
الخصيب، التّميميّ، الأَزَجيّ.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وابن طلحة النِّعاليّ، وغيرهما.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ، وأحمد بْن الحسن العاقوليّ.
وهو ابن عمّ الخصيب ابن المؤمَّل تُوُفّي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة.
393- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسُف بْن مُحَمَّد [2] .
القاضي، أبو الفضل الأُرْمَويّ [3] ، الفقيه، الشّافعيّ. من أهل أُرْمِية.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة ببغداد.
وسمّعوه من: أَبِي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين بْن المهتديّ باللَّه، وعبد الصّمد بْن المأمون، وأبي بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وجابر بْن ياسين.
وتفرّد بالرّواية عَنْهُمْ بالسّماع.
وسمع أيضا من: أَبِي الحسين بْن النَّقُّور، وأبي نصر الزَّيَنْبيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ فقيه، إمام، متديّن، ثقة، صالح، حَسَن الكلام في المسائل، كثير التّلاوة للقرآن.
تفقَّه عَلَى الشّيخ أَبِي إسحاق الشّيرازيّ.
وقال ابن الجوزيّ [4] : سَمِعْتُ منه بقراءة شيخنا ابن ناصر، وقرأت عليه
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (محمد بن عمر) في: المنتظم 10/ 149 رقم 225 (18/ 85 رقم 4174) ، والأنساب 1/ 191، 192، ومعجم البلدان 1/ 159، والكامل في التاريخ 11/ 175، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 183- 185 رقم 119، ودول الإسلام 2/ 62، والعبر 4/ 127، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 33، 34، ومرآة الجنان 3/ 285، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 92، والوافي بالوفيات 4/ 245، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 112، 113، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وشذرات الذهب 4/ 145.
[3] الأرمويّ: نسبة إلى أرمية، بضم الهمزة وسكون الراء وفتح الميم، وهي من بلاد أذربيجان.
[4] في المنتظم 10/ 149 (18/ 86) .

(37/279)


كثيرا، من حديثه. وكان فقيها. تفقه عَلَى أَبِي إسحاق. وكان ثقة، ديّنا، كثير التّلاوة.
وكان شاهدا فَعُزِلَ.
وتُوُفّي في رجب.
قلت: في رابعه.
وقد حدَّث عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن عساكر [1] ، وابن السّمعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد، وعمر بْن طَبَرْزَد، وإبراهيم بْن هبة اللَّه بْن البُتَيت، والقاضي أبو المعالي أسعد بْن المُنَجّى [2] ، ومحمد بْن عليّ بْن الطُرّاح، والمبارك بْن صَدَقَة الحاسب، ويونس بْن يحيى الهاشميّ، والشّيخ عُمَر بْن مسعود البزّاز، وعليّ بْن يحيى الحماميّ ابن أخت ابن الْجَوْزيّ، وزاهر بْن رستم، وعبد اللّطيف بْن أَبِي النَجيب الشّهْرُزُوريّ، وعثمان بْن إبراهيم بْن فاس السِّيبيّ، وأخوه إسماعيل، وشجاع بْن سالم البيطار، وأبو اليُمْن زيد بْن الحسين الكِنْديّ، وداود بْن مُلاعِب، وأخته حفْصَة، وسِبْط الأُرْمَوِيّ، يوسف بْن محمد بْن محمد بْن عُمَر، وموسى بْن سعيد ابن الصَّيْقَليّ الهاشميّ، وإسماعيل بْن سعد اللَّه بْن حمدي، وعبد الرحمن بْن عبد الغَنِيّ الغسّال الحنبليّ، والمظفَّر بْن غَيْلان الدّقّاق، وسعيد بن محمد الرّزّاز، وبزغش عتيق ابن حمدي، وأبو الفتح أحمد بْن عليّ الغَزْنويّ الحَنَفيّ، ويحيى بْن محمد بْن عبد الجبّار العَوْفيّ، ومسمار بْن العُوَيس النَّيَّار، وعبد الرحمن بْن المبارك بْن المشتري، وأحمد بْن يوسف بْن صرما.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع الفتْح بْن عبد السّلام.
وكان أسند من بقي بغداد. ولي في شبيبته قضاء دير العاقول مدَّة.
394- محمد بْن محمد بْن محمد [3] .
أبو بَكْر الخُلْميّ [4] ، الحنفيّ، المعروف بدِهْقان خُلْم. إمامٌ كبير من أهل
__________
[1] في مشيخته، ورقة 204 أ.
[2] في الأصل: «المنجا» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد الخلمي) في: الأنساب 5/ 165، والمنتظم 10/ 150 رقم 226 (18/ 86، 87 رقم 4175) .
[4] تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم 365) .

(37/280)


بلْخ، انتهت إِلَيْهِ رئاسة أصحاب أَبِي حنيفة ببلْخ. وكان إمام الجامع ببلْخ.
وكان مولده في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إمامًا فاضلًا، مُفْتِيًا، مناطرا، حَسَن الأخلاق، حجّ سنة ستٍّ وعشرين. وسمع ببلْخ من جماعة. حضرتُ بمجلس إملائه ببلْخ.
ومات في ثاني شعبان، ودُفِن بداره.
395- محمد بْن المحسّن بْن أحمد [1] .
أبو عبد الله السُّلَمّي، الدّمشقيّ، الأديب، المعروف بابن المَلَحيّ. ومَلَح قرية بحَوْران. ويقال ابن الملحي بالتّخفيف. كَانَ أَبُوهُ قد غلب عَلَى حلب ووليها مدَّة، وكان معه بها. ثمّ سكن دمشق.
ولقي جماعة من الأدباء. وسمع عدَّة دواوين. وكان شرّيبا للخمر، قاله الحافظ ابن عساكر.
وقد سَمِعَ من: جعفر السّرّاج، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان. وكتب لي بخطّه جزأين، يعني شِعرًا وفوائد.
396- محمد بْن منصور بْن إبراهيم [2] .
أبو بَكْر القصْريّ.
سَمِعَ من: ثابت بْن بُنْدار، وأبي طاهر بْن سِوَار.
وقرأ القراءات.
وكان حافظا، مجوِّدًا، متفنِّنًا. وكان يُطالع «تفسير النّقاش» ويورد منه. قاله ابن الْجَوْزيّ.
وقال: كانت لَهُ شَيْبة طويلة تَعْبُر سُرّتَه.
تُوُفّي في سابع شعبان.
وقال ابن النّجّار: قرأ بالرّوايات عَلَى ابن سِوَار، وثابت بْن بُنْدار، وكان عالما بالقراءات، لَهُ حلقة بجامع المنصور يفسّر فيها كلّ جمعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المحسّن) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، وكتاب الروضتين 1/ 222.
[2] انظر عن (محمد بن منصور) في: المنتظم 10/ 150 رقم 227 (18/ 87 رقم 4179) .

(37/281)


قرأ عليه وجماعة.
وروى عَنْهُ: عبد الرحمن بْن عبد السّيّد.
قَالَ أبو محمد بْن الخشّاب: سَمِعَ بالسَّنَد، ورأى الشّيخ أبا بَكْر القصْريّ، فكأنّه قد رآهم.
وعاش سبعين سنة. ومات رحمه اللَّه تعالى.
397- محمد بْن منصور بْن عبد الرحيم [1] .
أبو نصْر بْن الحُرْضِيّ [2] ، النَّيْسابوريّ، الأُشْنانيّ.
شيخ صالح، من أبناء المياسير والنِّعَم، فضربه الزّمان وافتقر.
وكان مولده في ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم القُشَيْريّ، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وأحمد بْن محمد البسّاميّ الأديب، والفضل بْن المحِبّ، وعثمان المَحْميّ، وأبا بَكْر محمد بْن يحيى المزكّي.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه بنَيْسابور أربعة مجالس لأبي القاسم القُشَيْريّ، وثلاثة مجالس المَخْلَديّ، وكتاب «التّاريخ للصّوفيَّة» ، جمْع السُّلَميّ، رواه لنا عَنْ محمد بْن المزكّي، عَنْهُ.
وتُوُفّي في خامس شعبان.
أخبرنا أحمد بْن عساكر، عَنْ عبد الرحيم بْن أَبِي سعد، أَنَا محمد بْن منصور الحُرْضيّ، ثنا أبو القاسم القُشَيْريّ إملاء، أَنَا أبو عبد الله بْن باكوَيْه الشّيرازيّ: سَمِعْتُ أبا الطَّيْب بْن الفرِّخان قَالَ: قَالَ الْجُنَيْد: يَقْبُح بالفقير أن تكون عَلَيْهِ خِلْقان وسرُّه متشوّف للعالم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في: التحبير 2/ 239، 240 رقم 983، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1752، والإعلام بوفيات الأعلام 224، والمشتبه في الرجال 1/ 225، والعبر 4/ 127، وسير أعلام النبلاء 20/ 258 رقم 174، ومرآة الجنان 3/ 285، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 86 أ، وتبصير المنتبه 2/ 494، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وشذرات الذهب 4/ 145.
[2] الحرضي: بضم الحاء، وسكون الراء، وكسر الضاد. نسبة إلى بيع الحرض وشرائه. والحرض أي الأشنان، وحرض الرجل ثوبه إذا صبغه بالإحريض أي العصفر. (تاج العروس 5/ 19 مادّة حرض) .

(37/282)


قلت: وروى عَنْهُ: زينب الشّعريَّة.
398- مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي بن المطَّلب [1] .
أبو عبد الله، ابن الوزير أَبِي المعالي، الكَرمَانيّ.
سَمِعَ: ابن طلْحة النِّعَالِيِّ، وثابت بْن بُنْدار، وأبا عبد الله بْن البُسْريّ، وجماعة. وحدَّث.
قَالَ: ابن السّمعانيّ: قرأتُ عَلَيْهِ أحاديث، وكان متشيّعا.
تُوُفّي في المحرَّم ببغداد.
وروى عَنْهُ أبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
399- محمد بْن يحيى بْن خليفة بْن ينق [2] .
أبو عامر الشّاطبيّ.
قَالَ الأَبّار: قرأ عَلَى محمد بْن فرح المِكْناسيّ.
وسمع من: أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة.
وأخذ بقُرْطُبة عَنْ: أَبِي الحسن بْن سِراج. ومَهَرَ في الأدب، والعربيَّة، وبلغ الغاية من البلاغة، والكتابة، والشّعر.
ولقي أبا العلاء بْن زهر، فأخذ عَنْهُ عِلْم الطّبّ ولازَمَه وساعده الجدّ، وبَعُد صِيتُه في ذَلكَ، مَعَ المشاركة في عدَّة علوم.
وكان رئيسا، معظَّمًا، جميل الرواء.
وله تَصْنيف كبير في الحماسة، وتصنيف آخر في ذكر ملوك الأندلس، والأعيان والشّعراء.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله المِكْناسيّ.
وعاش بضْعًا وستّين سنة.
وتُوُفّي في آخر العام.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 150 رقم 228 (18/ 87 رقم 4177) .
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لابن الأبّار 198، والوافي بالوفيات 5/ 196، وبغية الوعاة 1/ 261 وفي الأخيرين: «نيق» بتقديم النون.
وورد في سير أعلام النبلاء 20/ 185 دون ترجمة.

(37/283)


400- محمد بْن يحيى بْن محمد بْن أَبِي إسحاق بْن عَمْرو بْن العاص [1] .
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأندلسيّ، اللُّرّيّ. ولُرِّيَّة [2] من عمل بلنسية.
أخذ عن مشيخة بلده، ثمّ نزح عَنْهُ في الفتنة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
وسكن جَيَّان سبعة أعوام.
وأخذ القراءات عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الصّبّاغ.
وكان قصد أبا داود سنة ستّ وتسعين، فلقيه مريضا مرض الموت.
وسمع من: أبي محمد البطليوسيّ.
وأقرأ النّاس. وكان ذا بصر بالتّجويد.
ترجمه الأبّار، وقال: روى عَنْهُ شيخنا أبو عبد الله بْن نوح الغافِقيّ، وأبو عبد الله بْن الحسين الأُنْدِيّ.
تُوُفّي في شوّال، وقد قارب الثّمانين.
401- محمد بْن يونس بْن محمد بْن مغيث [3] .
أبو الوليد القُرْطُبيّ.
من بيت العِلم والجلالة.
سَمِعَ من: أَبِي عليّ الغسّانيّ، ومحمد بْن فَرَج، وأبي الحسن العَبْسيّ، وخازم بْن محمد.
وأكثر عَنْ والده. وكان صالحا، خيِّرًا، كثير الذّكر، والصّلاة، طويلها.
وكان إمام جامع قُرْطُبَة. وقد شوِّور في الأحكام.
مات في شعبان. ومولده في أول سنة ثمانين.
وسمع وله خمس عشرة سنة.
402- محمد بن أبي أحمد بن محمد [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 478، ومعرفة القراء الكبار 2/ 520 رقم 463، وغاية النهاية 2/ 277 رقم 3529.
[2] لرّيّة: بضم اللام، وكسر الراء وتشديد الياء.
[3] انظر عن (محمد بن يونس) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 592 رقم 1301.
[4] انظر عن (محمد بن أبي أحمد) في: الأنساب 12/ 157، والتحبير 2/ 255، 256 رقم 911، ومعجم البلدان 5/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 86 ب.

(37/284)


أبو الفتح الحضِيريّ [1] . صالح، كثير التّلاوة، ضرير.
سَمِعَ: أبا الخير بْن أَبِي عِمران الصّفّار.
أخذ عَنْهُ: ابن السّمعانيّ [2] .
ومات في ذي القعدة عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة بقرْيته.
403- المبارك بْن هبة اللَّه بْن سليمان [3] .
أبو المعالي بْن الصّبّاغ، البغداديّ، الواعظ، المعروف بابن سُكرة، المحدِّث.
سَمِعَ الكثير، وأفاد.
وأخذ عَنْ: أَبِي سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبي طالب عبد القادر بْن يوسف، وطبقتهما.
وتُوُفّي في ربيع الآخر عَنْ: سبْعٍ وخمسين سنة.
404- مدبّر بْن عَلِيِّ بْن أَحْمَدَ بْن عليّ [4] .
أبو بَكْر التّميميّ، الخُراسانيّ، المقرئ بالألحان بأصبهان بين يدي الوعّاظ.
كان صالحا، مستورا.
__________
[1] في الأنساب، والتحبير: «الحصيري» بالصاد المهملة. والمثبت يتفق مع: معجم البلدان، والملخص، والأصل.
[2] وهو قال: قرأت عليه بعض «الصحيح» للبخاريّ، وسألته عن ولادته فقال: تقديرا سنة اثنتين وأربعمائة. (التحبير) وفي نسبته زيادة: «النّوسي» أو «النّوشي» . قال ابن السمعاني:
«النّوسي» : بفتح النون، وسكون الواو، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى نوس، وهي قرية بمرو. واختص بهذه التسمية ثلاث قرى، إحداها: نوس بايه المعروفة بنوس كارنجان، والثانية: نوس فراهينان، قريتان، متصلتان، والثالثة: نوس مخلدان عند مرغوم.
ويقال بالعجمية لكل واحدة منها: نوج، بالجيم. وأبو الفتح من أهل نوس كارنجان.
(الأنساب) . وفي (التحبير) : «نوس كنارنجان» . وفي (معجم البلدان) : نوش، ويقال: نوج بالجيم. وقال: قال في التحبير: «محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحضيري أبو الفتح النوشي بالرحمة من أهل قرية نوش كناركان. وأقول: الموجود في التحبير: «محمد بن أبي أحمد» . وليس فيه: «المعروف بالرحمة» .
[3] انظر عن (المبارك بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 88 رقم 4179 (18/ 151 رقم 230) .
[4] انظر عن (مدبر بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.

(37/285)


سَمِعَ: أبا مطيع المصريّ، وأبا العبّاس بْن أشته.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في ذي الحجَّة. كتبَ إليَّ بذلك معمّر بن الفاخر.
405- مسعود بن محمد بن ملك شاه [1] .
السّلطان غياث الدّين، أبو الفتح، السَّلْجُوقيّ.
سلّمه والده السّلطان محمد في سنة خمس وخمسمائة إلى الأمير مودود صاحب المَوْصل ليربّيه. فلمّا قُتِلَ مودود وولي الموصل الأمير آقسُنْقُر البُرْسُقيّ، سلّمه والده إِلَيْهِ أيضا، ثمّ سلّمه من بعده إلى خُوشْ بَك صاحب الموصل أيضا، فلمّا تُوُفّي والده وتملَّك بعده ولده السّلطان محمود، حسّن خُوش بَك للسّلطان مسعود الخروجَ عَلَى أخيه، وطمّعه في السّلْطَنَة. فجمع مسعود العساكر، وقصد أخاه، فالتقيا بقرب هَمَذَان في سنة أربع عشرة، أو في أواخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فكان الظَّفَر لمحمود. ثمّ تنقلت الأحوال بمسعود، وآل بِهِ الأمر إلى السّلطنة، واستقلّ بها في سنة ثمانٍ وعشرين. ودخل بغداد، واستوزر الوزير شرف الدّين أنوشروان بْن خَالِد وزير المسترشد باللَّه.
قَالَ ذَلكَ ابن خَلِّكان [2] ، وقال: كان سلطانا، عادلا، ليّن الجانب، كبير
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمد) في: المنتظم 10/ 151 رقم 231 (18/ 88، 89 رقم 4180) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 152، 161، 196، 208، والكامل في التاريخ 11/ 160- 163، والتاريخ الباهر 105، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 218- 222، وذيل تاريخ دمشق 319، وكتاب الروضتين 1/ 222، 223، وزبدة التواريخ 228- 230، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 169، ووفيات الأعيان 5/ 200- 202، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 129، والمختصر في أخبار البشر 3/ 23، 24، ونهاية الأرب 27/ 52، والعبر 4/ 128، 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 384- 386 رقم 259، والإعلام بوفيات الأعلام 224، ودول الإسلام 2/ 62، وتاريخ ابن الوردي 2/ 51، وعيون التواريخ 12/ 462- 464، والبداية والنهاية 12/ 230، ومرآة الجنان 3/ 285، 286، والجواهر الثمين 207، 208، وتاريخ ابن خلدون 5/ 45، والكواكب الدرّية 140، ومآثر الإنافة 2/ 37، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 34، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 439، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 95، وأخبار الدول 274، وشذرات الذهب 4/ 145، والعراضة في الحكاية السلجوقية لليزدي (طبعة ليدن 1327 هـ. / 1909 م.) ، والسلاجقة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 75.
[2] في وفيات الأعيان 5/ 200.

(37/286)


النَّفْس، فرَّق مملكته عَلَى أصحابه، ولم يكن لَهُ من السّلطنة غير الاسم، ومع هذا فما ناوأه أحمد إلّا وظَفَر بِهِ. وقتل خلقا من كبار الأمراء، ومن جملة مَن قتل الخليفتين المسترشد والرّاشد، لأنّه وقع بينه وبين المسترشد وحشة قبل استقلاله بالمُلْك، فلمّا استقلّ استطال نوّابه عَلَى العراق، وعارضوا الخليفة في أملاكه، فتجهَّز وخرج لمحاربته، وكان السّلطان مسعود بهَمَذَان، فجمع جيشا عظيما، وخرج للقائه، فتصافّا بقرب هَمَذَان، فكُسِر جيش الخليفة وانهزموا، وأسِر الخليفة في طائفةٍ من كبار أمرائه، وأخذه مسعود أسيرا، وطاف بِهِ معه في بلاد أَذَرْبَيْجان، فقتل على باب مراغة كما ذكرنا.
ثمّ أقبل مسعود عَلَى اللَّهْو واللّذّات، إلى أن حَدَثَ لَهُ علَّة القَيْء والغَثَيَان، واستمرّ بِهِ ذَلكَ إلى أن مات في جُمادى الآخرة. ثمّ حُمِل إلى أصبهان ودُفِن.
وعاش خمسا وأربعين سنة.
قَالَ ابن الأثير [1] : كان كثيرا المزاح، حَسَن الأخلاق، كريما، عفيفا عَنْ أموال الرعيَّة، من أحسن السّلاطين سيرة، وأَلْيَنهم عريكة.
قلت: وجرت بينه وبين عمّه سَنْجَر منازعة، ثمّ تهادنا، وخُطِب لَهُ بعد عمّه ببغداد قبل سنة ثلاثين.
وقد أبطل في آخر أيّامه مُكُوسًا كثيرة، ونشر العدْل.
وقد استقلّ بدَسْت الخلافة في أيّام المقتفي، واتّسع ملكُه، ودانت لَهُ الأُمم. وكان فيه خيرٌ في الجملة ومَيْل إلى العلماء والصُّلَحاء، وتواضع لهم.
قَالَ ابن النّجّار: أَنَا محمد بْن سعيد الحافظ، أنبأنا عليّ بْن محمد النَّيْسابوري، أَنَا السّلطان مسعود، أَنَا أبو بَكْر الأنصاريّ، فذكر حديثا من جزء الأنصاريّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ بطلا، شجاعا، ذا رأيٍ وشهامة، تليق بِهِ السّلْطَنة. سمّعه عليّ بْن الحسن الغزنويّ الواعظ من القاضي أبي بكر.
__________
[1] في الكامل 11/ 160، 161.

(37/287)


سَمِعَ منه جماعة.
وتُوُفّي في جُمادى الآخرة.
406- المُظَفَّرُ بْن أردشير بْن أَبِي منصور [1] .
أبو منصور العبّاديّ، المَرْوَزِيّ، الواعظ، المعروف بالأمير.
كَانَ من أحسن النّاس كلاما في الواعظ، وأرشقهم عبارة، وأحلاهم إشارة، بارِعًا في ذَلكَ مَعَ قلَّة الدّين.
سَمِعَ من: نصر اللَّه بْن أحمد الخُشْناميّ، وعبد الغفّار الشِّيرُوِيّي، والعبّاس بْن أحمد الشّقّانّي، ومحمد بْن محمود الرشيديّ، وجماعة.
ووعظ ببغداد في سنة نيِّفٍ وعشرين وخمسمائة. ثمّ قدِمهَا رسولا من جهة السّلطان سَنْجَر سنة إحدى وأربعين، فأقام نحوا من ثلاث سِنين يعقد مجلس الوعظ بجامع القصر وبدار السّلطان، وظهر لَهُ الْقَبُولُ التّامّ من المقتفي لأمر اللَّه ومن الخواصّ. وأملى بجامع القصر.
روى عَنْهُ: عبد العزيز بْن الأخضر، وحمزة بْن القُبِّيطيّ، وأبو جعفر بْن المُكّرَّم، وغيرهم.
وكان يُضرب بِهِ المَثَل في الوعظ.
وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: لم يكن موثوقا في دينه، وطالعت رسالة بخطّه جَمَعَهَا في إباحة شُرْب الخمر. وكان يلقّب قطب الدّين.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : كَانَ يعظ، فوقع مطر، فلجأ الجماعة إلى ظلّ العقود والْجُدُر، فقال: لا تفرّوا [3] من رشاش ماء رحمة، قطر عن سحاب
__________
[1] انظر عن (المظفر بن أردشير) في: المنتظم 10/ 150، 151 رقم 229 (18/ 87، 88 رقم 4178) ، والأنساب 8/ 337، 338، واللباب 2/ 310، ووفيات الأعيان 4/ 300، وتاريخ دولة آل سلجوق 217، وفيه «قطب الدين العبادي» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 231، 232 رقم 150، وميزان الاعتدال 4/ 131 رقم 8603، والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6296، وعيون التواريخ 12/ 463، 464، والبداية والنهاية 12/ 230، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 310، ولسان الميزان 6/ 51، 53 رقم 194، والنجوم الزاهرة 5/ 303.
[2] في المنتظم 10/ 150 (18/ 87) .
[3] هكذا في الأصل. وفي المنتظم: «لا تفرّقوا» .

(37/288)


رحمه [1] . ولكن فرّوا من شرار نار اقتدح من زناد الغضب.
ثمّ قَالَ: ما لكم لا تعجبون، ما لكن لا تطربون؟
فقال قائل: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ 27: 88 [2] .
فقال: التّمالك عَن المرح عند تملُّك الفَرَح قدْح في القرح [3] .
قَالَ ابن الجوزيّ [4] : وكان مثل هذا الكلام المستحسن يندر [5] في كلامه، وإنّما كَانَ الغالب عَلَى كلامه ما لَيْسَ تحت كبير مَعْنَى. وكُتِب ما قاله في مدَّة جلوسه، فكان مجلّدات كثيرة. ترى المجلّد من أوّله إلى آخره، لَيْسَ فيه خمس كلمات كما ينبغي، وسائرها لا معنى لَهُ. وكان يترسّل بين السّلطان والخليفة، فتقدَّم إِلَيْهِ أن يصلح بين ملك شاه بْن محمود وبين بدر الجوهريّ، فمضى وأصلح بينهما، وحصل لَهُ منهما مال كثير، فأدركه أجَلُه في تِلْكَ البلدة، فمات في سلْخ ربيع الآخر بعسكر مُكْرَم. وحُمِل إلى بغداد ودُفن في دكَّة الْجُنَيْد. ورثة ولدُه، ثمّ تُوُفّي، وعادت الأموال الّتي جمعها للسّلطان. وفي ذَلكَ عبرة.
وقال ابن السّمعانيّ: لم يكن لَهُ سيرة مَرْضِيَّة، ولا طريقة جميلة. سَمِعْتُ من أثق بِهِ، وهو الفقيه حمزة بْن مكّيّ الحافظ ببروجرد قال: كنت معه بأذربيجان، وبقيناه مدَّةً، فما رأيته صلّى العشاء الآخرة. كَانَ إذا احضر السّماع، وأرادوا أن يُصلّوا يَقُولُ: الصّلاة بعد السّماع. فإذا فرغوا السّماع كَانَ ينام.
ولمّا تُوُفّي حكى لي بعضُهم أنّه وجد في كُتُبه رسالة بخطّه في إباحة الخمر.
وقال ابن النّجّار: من وعْظه قولُه: لا تظنّوا أنّ الحيّات تجيء إلى القبور من خارج. إنّما أفعالكم أبقى لكم، وحيّاتكم ما أكلتم من الحرام أيّامَ حياتكم.
وعاش ستّا وخمسين سنة.
__________
[1] في المنتظم: «نعمة» .
[2] سورة النمل، الآية 88.
[3] هكذا. وفي المنتظم: «قدح في القدس» .
[4] في المنتظم.
[5] في المنتظم: «يبدر» .

(37/289)


قَالَ أبو المظفَّر بْن الْجَوزيّ: [1] حكى جماعة من مشايخنا قَالَ: جلس المظفّر بْن أردشير بالتّاجيَّة بعد العصر، وأورد حديث «ردّت الشّمس» لعليّ كرّم اللَّه وجهه، وأخذ في فضائله، فنشأت سحابة غطّت الشّمس، وظنّ النّاس أنّها غابت، فأومأ إلى الشّمس وارتجل:
لا غربي يا شمسُ حتّى ينتهي ... مَدْحي لآل المُصْطَفَى ولنجلِهِ
واثْنِي عِنَانَكِ إن أَرَدْتِ ثناءَهُم ... أَنَسِيتِ إذ كَانَ الوقوفُ لأجلِهِ
إنْ كَانَ للمولَى وقوفٌ فلْيَكُنْ ... هذا الوقوفُ لخَيْلِهِ ولرَجْلِهِ.
فطلعت الشّمس من تحت الغيم، فلم يُدرى ما رُمي [عَلَيْهِ] من الأموال والثّياب.
407- المنصور بْن محمد بْن الحاجّ داود بْن عُمَر [2] .
أبو عليّ اللّمْتُونيّ، الصَّنْهاجيّ، الأمير.
سَمِعَ بقُرْطُبة من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن العاص، وبُمْرسِية من: أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة.
وكان من رؤساء لمتُونَة وأُمرائهم، موصوفا بالذّكاء، عارفا بالحديث والآثار. جمع من الكتب النّفيسة ما لم يجمعْه أحد. وكان متولّيا عَلَى بَلَنْسِية ليحيى بْن عليّ بْن [غانية] [3] أيّام كونه بها نحوا من أحد عشر عاما.
وعاش ستّين سنة. وهو فخر صَنْهاجَة ما لهم مثله. قال الأَبّار.
408- موسى بْن الخليفة المقتدي عبد الله بْن محمد [4] .
العبّاسيّ، أخو المستظهر باللَّه.
وُلِد في سنة اثنتين وسبعين. وعاش خمسا وسبعين وسنة.
توفّي في ذي القعدة.
__________
[1] قول ابن الجوزي ليس في المنتظم. وأظنّ أن المؤلّف- رحمه الله- وهم به، لأنه لم يقل ذلك في سير أعلام النبلاء 20/ 232 بل عزا القول إلى مجهول فقال: وقيل.
[2] انظر عن (المنصور بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] بياض في الأصل. والمستدرك من: البيان المغرب 67 وغيرها.
[4] انظر عن (موسى بن المقتدي) في: الكامل في التاريخ 10/ 116.

(37/290)


- حرف الهاء-
409- هبة اللَّه بْن سعد بْن طاهر [1] .
أبو الفوارس الطَّبَريّ، الفقيه، سِبْط الإمام أَبِي المحاسن الرُّويانيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ شيخ من أهل آمُل طَبَرِسْتان، لَهُ معرفة بالمذهب، حافظٌ لكتاب اللَّه، كثير التّلاوة، دائم الذِّكْر، سريع الدّمْعة، كَانَ رئيس آمُل، ثمّ درّس بالنّظاميَّة بآمُل. وأملى الحديث. كتبتُ عَنْهُ بآمل. وقال لي: ولدت سنة سبعين وأربعمائة.
سَمِعَ من: جدّه أَبِي المحاسن، وطاهر بْن عبد الله الخُوزيّ، الصُّوفيّ، وأبي عليّ الحدّاد، وأبي سعد المطرّز.
وسمعته يَقُولُ: سَمِعْتُ جدّي أبا المحاسن عبد الواحد يَقُولُ: الشُّهرة آفة، وكلٌّ يتحرَّاها، والخمول راحة، وكلٌّ يتوقّاها.
- حرف الياء-
410- يعقوب البغداديّ [2] .
الكاتب.
كَانَ غاية في حُسْن الخطّ وجَوْدته.
تُوُفّي في جُمادَى الآخرة، قاله ابن الجوزيّ [3] .
411- يوسف بْن إبراهيم بْن مرزوق [4] .
أبو يعقوب المقدسيّ، الفهيبيّ، من قرية بيت جيزين.
كَانَ فقيها، ورِعًا، عابدا، صالحا.
قدِم بغدادَ في سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
ودخل مرْو فسكنها إلى أن مات بها.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن سعد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2] انظر عن (يعقوب البغدادي) في: المنتظم 10/ 152 رقم 232 (18/ 89 رقم 4181) ، والكامل في التاريخ 11/ 175، والبداية والنهاية 12/ 230.
[3] في المنتظم.
[4] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 28/ 67 رقم 53) .

(37/291)


وسمع بنيْسابور: سهل بْن إبراهيم المسجديّ، وجماعة.
وبمَرْو: محمد بْن عليّ بْن محمود الكَراعيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ [1] : سَمِعَ معنا بمَرْو «شُعَب الإيمان» للبَيْهَقيّ عَلَى زاهر الشّحّاميّ. وكان نِعْم الصَّديق.
ولد في حدود التّسعين وأربعمائة. ولم أسمع منه.
وثنا أبو القاسم الدّمشقيّ بها: حدَّثني يوسف بْن إبراهيم بْن مرزوق لفظا، أنبا محمد بْن عليّ بقرية زولاب، أَنَا جدّي أبو غانم.
ح وأناه [2] عاليا أبو منصور محمد المذكور، أَنَا جدّي، أَنَا أبو العبّاس النّضريّ، ثنا الحارث، ثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريح، فذكر حديثا [3] .
__________
[1] في الذيل، كما في تاريخ دمشق.
[2] اختصار: «وأخبرناه» .
[3] وقال ابن السمعاني: ولما قربت وفاته، وكنت غائبا بهراة في رحلتي الثانية إليها أوصى بأكثر كتبه أن توضع في الخزانة النظامية، وتكون موقوفة على المسلمين ممن ينتفع بها. وشيء منها وضع في الخزانة التي عملها أبو الفضل الكرماني. وأوصى بالأجزاء المتفرّقة التي حصّلها ونسخها أن تكون عندي، وفي يدي، والله تعالى يرحمه، ويغفر له، فإنه كان نعم الصديق.
وكان قليل المخالطة والمجالسة مع الناس. وفي أكثر الأوقات في مدرسة السلطان. وكان يردّ الباب على نفسه ويشتغل، إمّا بالعبادة، أو المطالعة. وكان يزورني وأزوره في بعض الأوقات.
ونقل ابن عساكر عن ابن السمعاني قوله: ومات سنة أربعين وخمسمائة. (انظر: مختصر تاريخ دمشق) .

(37/292)


سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
412- أحمد بْن أبي سهل بْن محمد بن يزداد [1] .
أبو عبد الله القائنيّ، الفارسيّ، الصُّوفيّ. من أهل هَرَاة.
صالح، كثير العبادة.
سَمِعَ: أبا عطاء عبد الرحمن بْن محمد المالينيّ.
ولد سنة ستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في هذا العام، أو بعده.
413- أحمد بْن العبّاس بْن أحمد [2] .
الشَّقَّانيّ [3] ، النَّيْسابوريّ.
شيخ صالح.
سَمِعَ: عثمان المَحْمِيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف.
وحدَّث.
414- أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن أحمد بْن إبراهيم [4] .
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] انظر عن (أحمد بن العباس) في: الأنساب 7/ 361.
[3] الشّقّاني: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون. قال ابن السمعانيّ:
وسمعت صاحبي أبا بكر محمد بن علي بن عمر البروجرديّ يقول: سمعت الإمام محمدا الشّقّاني يقول: بلدنا «شقّان» بكسر الشين، ثم قال: ثمّ جبلان، وفي كل واحد منهما شقّ يخرج منه ماء الناحية، فقيل لها: الشّقّان، والنسبة الصحيحة إليها بالكسر، واشتهر بالفتح.
(الأنساب 7/ 359) .
[4] لم أجد مصدر ترجمته.

(37/293)


أبو المظفَّر بْن النَّرْسِيّ.
ولي حسْبَة بغداد، ثمّ ولي قضاء باب الأَزَج معها.
وحدّث عن: الحسين بْن البُسْريّ.
روى عَنْهُ: عبد العزيز بْن الأخضر.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وله 88 [1] سَنَة.
415- أحمدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد [2] .
الخطيب البَنْجَدِيهيّ.
سَمِعَ: أبا سعيد الدّبَّاس.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ.
416- أحمد بْن أَبِي غالب بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ [3] .
أبو العبّاس ابن الطّلّايَة [4] البغداديّ، الورّاق، الزّاهد.
ولد سنة اثنتين وستّين وأربعمائة، وقرأ القرآن، وروى اليسير من الحديث.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ كبير، أفنى عُمره في العبادة، وقيام اللّيل والصّوم عَلَى الدّوام. ولعلّه ما طرف ساعة من عُمره إلّا في عبادة، رضي الله عنه. وانحنى حتّى بقي لا يتبيّن قيامُه من ركوعه إلّا بيسير. وكان حافظا مرّاتٍ في مسجده بالعتّابِيّين [5] . وسألته: هل سمعت شيئا؟
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] لم أجد مصدر ترجمته.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي غالب) في: الأنساب 8/ 37، والمنتظم 10/ 153 رقم 233 (18/ 91 رقم 4182) ، ومناقب الإمام أحمد 531، والكامل في التاريخ 11/ 190، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 215- 217، والإعلام بوفيات الأعلام 255، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1753، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 260- 263 رقم 177، والعبر 4/ 129، 130، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 65، ومرآة الجنان 3/ 286، 287، وعيون التواريخ 12/ 466، 467، والوافي بالوفيات 7/ 277، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 224 رقم 112، والنجوم الزاهرة 5/ 304، وشذرات الذهب 4/ 145، 146.
[4] تحرّفت في (مناقب الإمام أحمد) إلي: «الطلابة» . قال الدمياطيّ، والصفدي إن والدته كانت تطلي الورق عند عمله بالدقيق المعجون بالماء رقيقا قبل صقله، فاشتهرت بذلك. (المستفاد بن الوافي) .
[5] محلّة ببغداد. (الأنساب 8/ 37، المشتبه 2/ 441) ، وفي الأصل: «بالعتابين» .

(37/294)


فقال: سَمِعْتُ من أَبِي القاسم عبد العزيز بْن عليّ الأنماطيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وما ظفرنا بسماعه، لكن قرأتُ عَلَيْهِ «الرَّدّ عَلَى الْجَهْميَّة» لأبي عبد الله نفْطوَيْه، سمعه من شيخ متأخِّر يقال له أبو العبّاس بْن قُرَيش، وحضر سماعه معنا شيخنا أبو القاسم بْن السَّمَرَقَنْديّ.
وقال أبو المظفّر بْن الْجَوْزيّ [1] : سَمِعْتُ مشايخ الحربيَّة يحكون عَنْ آبائهم.
وأجدادهم أنّ السّلطان مسعود لمّا دخل بغداد، كَانَ يحبّ زيارة العُلماء والصّالحين، فالتمس حضور ابن الطَّلّاية إِلَيْهِ، فقال لرسوله: أَنَا منذ سِنِين في هذا المسجد أنتظر داعي اللَّه في النّهار خمس مرّات.
فعاد الرَّسُول، فقال السّلطان: أَنَا أَوْلَى بالمَشْي إِلَيْهِ. فزاره من الغد، [فرآه] يصلّي الضُّحى، وكان يصلّيها بثمانية أجزاء، فصلّى معه بعضها.
فقال لَهُ الخادم: السّلطان قائم عَلَى رأسك.
فقال: وأين مسعود؟
قَالَ: ها أنا.
قَالَ: يا مسعود اعدِل، وادْعُ لي. اللَّه أكبر. ثمّ دخل في الصّلاة.
فبكى السّلطان، ورقم بخطّه بإزالة المُكُوس والضّرائب، وتاب توبة صادقة.
قلت: روى عَنْهُ الجزء الّذي قَالَ إنّه سمعه من عبد العزيز الأنْماطيّ، وهو التّاسع من «المخلّصيّات» تخريج ابن البقّال، جماعة. وظهر سماعه لَهُ بأجرة [2] خلْقٍ منهم: يونس بْن يحيى الهاشميّ، وأحمد بْن الحسن بْن هلال بْن العربيّ، وشُجاع بْن سالم البيطار، ومحمد بْن عليّ بْن البَلّ الدُّوريّ، وسعيد بْن المبارك بْن كَمُّونَة [3] ، وعُبَيْد اللَّه بْن أحمد المنصوريّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، وأحمد ابن سلمان بن الأصفر، وبزغش عتيق ابن حمدي، وريحان بن تيكان الضّرير،
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 216.
[2] هكذا في الأصل، ولعلّها: «بإجازة» .
[3] في الأصل: «مونة» .

(37/295)


ومظفَّر بْن أَبِي يَعْلَى بْن جحشُوَيْه، وعبد الرحمن بْن أَبِي سعد بْن نُمَيْرَة [1] ، وعبد اللَّه بْن محاسن بْن أَبِي شَرِيك، وعبد الخالق بْن عبد الرحمن الصّيّاد، وعبد السّلام بْن المبارك البَرْدَغُوليّ، وأحمد بْن يوسف بْن صرْما.
وآخر من روى عَنْهُ: المبارك بْن عليّ بْن أَبِي الْجُود، شيخ الأَبَرْقُوهيّ.
تُوُفّي في حادي عشر رمضان. وكان لَهُ يومٌ مشهود مثل يوم أَبِي الحسن بْن القَزْوينيّ الزّاهد. وحمل على الرّؤوس، ودُفِن إلى جانب أَبِي الحسين بْن سَمْعون. ولم يخلف بعده مثلَه في زُهده وعبادته.
417- أحمد بْن أَبِي المختار [2] .
أبو العبّاس بْن جبْر.
من أولاد أمراء البَطَائح. وله شِعْر فائق.
قدِم بغدادَ، ومدح المستظهر، والمسترشد.
مات في شعبان.
418- أحمد بْن مُنِير بْن أحمد بن مفلح [3] .
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 262 «تميرة» بالتاء المثنّاة.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (أحمد بن منير) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 462- 465 و 5/ 115، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ج 1/ 76- 96، و (قسم شعراء العراق) ج 3 ق 1/ 135، 136، وبغية الطلب (مصوّرة معهد المخطوطات) 2/ 75- 81، و 4/ 234، 235، و 8/ 151، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 322، والأنساب 1/ 300، وكتاب الروضتين 1/ 50- 57، 83، 84، 89، 99، 100- 103، 106، 107، 114، 115، 123، 127، 128، 131، 144، 147، 149، 156، 163، 168، 169، 176، 177، 181- 183، 190- 194، 196- 220، 203- 205، 210- 221- 228- 238، 254- 258، 277، 278 وج 1/ ق 2/ 347، 356، 358، 677، 678، والكامل في التاريخ 11/ 149، 150، 163، 164، 208، 209، 305، 306، والتاريخ الباهر 100، 101، 104، 106، 109، 110، 127، 131، 190، 191، ووفيات الأعيان 1/ 156- 160 والأعلاق الخطير ق 2/ 343، 344، وديوان الصبابة لابن أبي حجلة 2/ 160، وأخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء للملك الأيوبي (مخطوطة ليدن) ورقة 177- 183، ب، 185 أ- 187 ب، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 280، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 218، ومعجم الأدباء 8/ 126، 127، و 16/ 32، ومسالك الأبصار (مخطوط) 4/ 321 (في ترجمة ملك النحاة) والبديع في نقد الشعر لأسامة بن منقذ 71، والدرّ النفيس للنواحي

(37/296)


__________
[ () ] (مخطوطة المعهد) ورقة 196، ومراتع الغزلان في وصف الحسان من الغلمان (مخطوطة دار الكتب المصرية) ورقة 19، ورياض الألباب ومحاسن الآداب (مخطوطة الأزهر) رقم 247 أدب (ومكتبة أباظة) رقم 63 ب، والتذكرة للنواجي (مخطوط) ورقة 72 ب، وحلبة الكميت، له 239، وبدائع البدائه 152، 257، وجمهرة الإسلام ذات النثر والنظام لابن رسلان (مخطوط بدار الكتب المصرية) ورقة 82- 84، وخلاصة السيرة الجامعة المنسوب لنشوان بن سعيد (مخطوط بدار الكتب المصرية) ورقة 99 ب- 101 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ 383، ومعجم البلدان 1/ 50، و 2/ 129 و 3/ 220 و 4/ 386، ونهاية الأرب 2/ 53، 78، 79، 224، 225، ولمح الملح (مخطوط) ورقة 12 و 41، والتذكرة الفخرية للإربلي 194، 195، 196، 233- 235، 400، 401، وملحقات وفيات الأعيان 1/ 459، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، وسير أعلام النبلاء 20/ 223، 224، رقم 143، والعبر 4/ 130، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وتاريخ ابن الوردي 2/ 85، والدرّ المطلوب لابن أبيك 389، والوافي بالوفيات 8/ 193- 197، والبداية والنهاية 12/ 231، ومرآة الجنان 3/ 287، وذيل تاريخ بغداد 1/ 491، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 201، ونزهة الأبصار لابن درهم 2/ 459- 463، وعيون التواريخ 12/ 341، 342، 467- 470، وصبح الأعشى 1/ 183، وطراز المجالس للخفاجي 237، والنجوم الزاهرة 5/ 299 (في وفيات 545 هـ.) ، والغيث المسجم للصفدي 2/ 168، وثمرات الأوراق لابن حجّة الحموي 2/ 44- 48، 290، وخزانة الأدب، له 182- 185- 237، وتزيين الأشواق لداود 2/ 183- 187، وتاريخ الخلفاء 442، وتأهيل الغريب لابن حجّة 139، وذخائر القصر لابن طولون (مخطوطة التيمورية) ورقة 19 أ، وسلوة الغريب لابن معصوم (في مجلّة المورد العراقية) عدد 2 مجلّد 8/ 153، 154، وسلك الدرر للمرادي 1/ 248، وأمل الآمل للعاملي 1/ 38، 39، والكشكول للبحراني 1/ 420- 425، وكشف الظنون 769، وشذرات الذهب 4/ 146، 147، وروضات الجنات 72، 73، ومجموع مخطوط في الأدب للوائلي البشاري (مخطوطة آل الزيني بطرابلس) ورقة 1 و 32- 35، ونفحات الأزهار للنابلسي 261، ومجموع مخطوط في الأدب للبارودي (مخطوطة المحامي عمر مسقاوي بطرابلس) ورقة 421- 423، والكواكب الدرّية للجسر (مخطوط بمكتبتي) ورقة 91، 98، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 232، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 100- 102، وبلوغ الأرب للمطران جرمانوس مطر (مخطوطة الأحمدية بحلب) ورقة 310، وتراجم علماء طرابلس وأدبائها لنوفل 13- 16، والغدير للأميني 4/ 331، 336، وذيل ثمرات الأوراق للأحدب الطرابلسي 2/ 224، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 20، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 47، وثلاث رسائل للشهاب الحجازي 79، 80، ومجموع مزدوجات لجماعة سادات 80، 81، والحياة الأدبية في عصر الحروب الصلبية للدكتور أحمد بدويي 139، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا (في مواضع كثيرة) ، وشعر الجهاد في الحروب الصلبية في بلاد الشام، للدكتور محمد علي الهرفي 255- 288، والروض الفتيق الفائق ومؤنس الكئيب العاشق لابن داود الهمذاني 298، والحروب الصليبية وأثرها في الأدب العربيّ للكيلاني 271، والقدس في شعر القرن السادس الهجريّ للدكتور ناظم رشيد (مجلّة المورد) عدد 1 مجلّد 11 (1982) ص 7، وزبدة

(37/297)


أبو الحسين الأطْرابُلُسيّ، الشّاعر، المشهور بالرَّفَّاء. صاحب الدّيوان المعروف [1] .
وُلِد بأطْرابُلُس سنة ثلاثٍ وسبعين وأربعمائة. وكان أَبُوهُ يُنْشِد في أسواق طرابُلُس، ويغنّي. فنشأ أبو الحسين، وتعلّم القرآن، والنَّحْو، واللّغة.
وقال الشِّعْر الفائق، وكان يُلقَّب مهذَّب الدّين، ويقال لَهُ: عين الزّمان.
قَالَ ابن عساكر [2] : سكن دمشق، ورأيته غير مرَّة. وكان رافضيّا خبيثا، خبيث الهَجُو والفُحْش، فلمّا كثُر ذَلكَ منه سجنه الملك بُوري بْن طُغْتِكِين مدَّةً، وعزم عَلَى قطْع لسانه، فاستوهبه يوسف بْن فيروز الحاجب، فوهبه لَهُ ونفاه، فخرج إلى البلاد الشّماليَّة [3] .
وقال غيره [4] : فلمّا ولي ابنه إسماعيل بْن بُوري عاد إلى دمشق، ثمّ تغيَّر عَلَيْهِ لشيءٍ بَلَغَه عَنْهُ، فطلبه وأراد صلْبَه، فهرب واختفى في مسجد الوزير أياما، ثمّ لحِق بحماه، وتنقّل إلى شَيْزَر، وحلب. ثمّ قدِم دمشقَ في صُحبة السّلطان نور الدّين محمود، ثمّ رجع مَعَ العسكر إلى حلب، فمات بها.
وقال العماد الكاتب [5] : كَانَ شاعرا، مجيدا، مكثرا، هجّاء، معارضا
__________
[ () ] الحلب 2/ 300، وكنوز الذهب في معرفة تاريخ حلب لأبي ذرّ الحموي (مصوّرة معهد المخطوطات) ورقة 53، ومفرّج الكروب لابن واصل، 1/ 122، والمختصر في أخبار البشر 3/ 24، وأوراق تشتمل على حلّ رموز القصيدة في ذكر مدّة الخلفاء الراشدين فمن بعدهم لمؤلّف مجهول (مجموع مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 1779، تاريخ، ورقة 24، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 324، وديوان الإسلام 4/ 285 رقم 2050، والأعلام 1/ 260، ومعجم المؤلفين 2/ 184، والحياة الثقافية في طرابلس الشام (تأليفنا) ص 104- 190، والشاعر أحمد بن منير الطرابلسي (من جمعنا) طبعة دار الجيل، بيروت، ومكتبة السائح، طرابلس، 1986، وفيه مصادر أخرى.
[1] جمعت أكثر من (1800) بيت من شعره المتناثر في عشرات المصادر وأصدرته بعنوان «ديوان ابن منير الطرابلسي» ، والديوان مفقود.
[2] في تاريخ دمشق 4/ 642.
[3] تاريخ دمشق 16/ 89، وانظر: ديوان ابن منير 27، 28 و 34، 35 و 36.
[4] انظر الديوان 36، 37.
[5] في الخريدة (قسم شعراء الشام) ج 1.

(37/298)


للقَيْسَرانيّ [1] في زمانه، وهما كَفَرسَيْ رِهان، وجوادَيْ مَيْدان. وكان القَيْسرانيّ سنِّيًا متورِّعًا، وابن منير غاليا متشَيّعًا. وكان مقيما بدمشق إلى أن أحْفَظ أكابرها، وكدَّر بهَجْوه مواردها ومصادرها، فأوى إلى شَيْزَر، وأقام بها. ورُوسل مِرارًا في العَوْد إلى دمشق، فأبي، وكتب رسائل في ذَمّ أهلها.
واتَّصل في آخر عمره بخدمة نور الدّين، ووافى [2] إلى دمشق رسولا من جانبه قبل استيلائه عليها.
ومن شِعْره:
أحلى الهوى ما تُحِلُّهُ [3] التُّهَمْ ... باح بِهِ العاشقون أو [4] كتموا
ومُعْرِضٌ صرَّحَ الوُشاةُ لَهُ ... فعلَّموه قتلي وما علموا
يا ربّ خُذْ لي من الوُشاةِ إذا ... قاموا وقُمْنا إليك [5] نحتكمُ
سَعَوْا بنا لا سَعَتْ بهم قَدَمٌ ... فلا لنا اصطلحوا [5] [6] ولا لهُمُ [7]
وله:
وَيْلي من المُعْرِضِ الغَضْبان إذْ نقل ... الواشي إِلَيْهِ حديثا كُلُّهُ زُور
سَلَّمْتُ فازْوَرَّ يَزْوي [8] قوسَ حاجِبهِ [9] ... كأنّني كأس خَمْرٍ وهْوَ مخْمُور [10]
وشِعْره سائر.
وتُوُفّي سنة ثمان، وقيل: سنة سبْعٍ. لا، بل في جُمادَى الآخرة سنة ثمان.
__________
[1] ستأتي ترجمته في وفيات هذه النسبة برقم (472) .
[2] في الأصل: «ووافا» .
[3] في أعيان الشيعة: «تحلله» .
[4] في التذكرة الفخرية: «أم» .
[5] في الخريدة: «لديك» .
[6] في المصادر: «أصلحوا» .
[7] انظر: ديوان ابن منير 95، 96.
[8] وفي ديوان الصبابة 2/ 160: «يثني» ، وفي ذيل تاريخ بغداد 1/ 420: «يلوي» .
[9] ورد هذا الشطر في الكواكب الدرّية للشيخ حسين الجسر- ص 98:
«فأزورّ عني يثني قوس حاجبه» .
[10] البيتان من جملة أبيات في الخريدة، وغيره. انظر الديوان لنا 89، 90 رقم 12.

(37/299)


419- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الدّواتيّ [1] .
أبو إسحاق الأصبهانيّ.
سَمِعَ: أبا منصور بْن شكروَيْه، وأبا عبد الله الثّقفيّ، ورزق اللَّه التّميميّ.
من شيوخ السّمعانيّ.
420- أسعد بْن أحمد بن يوسف [2] .
الإمام، الخطيب، أبو الغنائم اليامنجيّ، الخُرَاسانيّ.
تُوُفّي في المحرّم، أو في صَفَر.
وروى عَنْ: عُمَر بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الخليل البَغَويّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
- حرف الباء-
421- بِهرام شاه ابن الملك مسعود بْن إبراهيم بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين [3] .
سلطان غَزْنَة.
قَالَ ابن الأثير: مات في رجب من هذه السّنة. وقام بالمُلْك بعده ولده نظام الدّين خسرو شاه.
وكانت ولاية بِهْرام شاه ستّا وثلاثين سنّة.
وكان عادلا، حَسَن السّيرة، محِبًّا للعُلماء، جامعا للكُتُب، تُقرأ بين يديه، ويفهم، ويدْري.
- حرف الجيم-
422- جعفر بْن أَبِي طَالِب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عوانة [4] .
__________
[1] لم أجده. ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[2] انظر عن (أسعد بن أحمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 202، 203.
[3] انظر عن (بهرام شاه سلطان غزنة) في: الكامل في التاريخ 11/ 188، وزبدة التواريخ 55، 181- 184.
[4] انظر عن (جعفر بن أبي طالب) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 207.

(37/300)


أبو الفخر القائنيّ، الشّافعيّ. قاضي غُورَج [1] ، وهي قرية كبيرة عَلَى باب هراة.
سمع جزاءة من حديث عليّ بْن الْجَعْد، من أَبِي صاعد يَعْلَى بْن هبة اللَّه الفُضَيْليّ.
وسمع من شيخ الإسلام أَبِي إسماعيل.
روى عَنْه: أبو سعد السمعاني، وابنه عبد الرحيم، وقال: كَانَ مولده في صفر سنة 459. وتُوُفّي بغورج في أثناء هذا العام.
- حرف الحاء-
423- الحَسَنُ بْن عليّ بْن الحَسَن بْن محمد [2] .
أبو عليّ البخاريّ، ثمّ المَرْوَزِيّ، القطّان، الطّبيب.
كَانَ فاضلا، عالما بالطّبّ، واللّغة، والآداب وعلوم الفلاسفة ومذاهبهم، ويميل إليهم. وكان يجلس في دُكّانٍ، ويطبّب، ويؤذي النّاس ويشتمهم.
وكان سَمِعَ الحديث عَلَى كِبَر سِنّه، وقد جلس ليسمع «فضائل القرآن» من أَبِي القاسم عبد الله بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ.
وروى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
قُتِلَ بمَرْو في وقعة الغُزّ في وسط رجب، وله ثلاث وثمانون سنة.
424- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحمد [3] .
أبو عليّ السَّنْجَبَسْتيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
فقيه، صالح، معمّر.
__________
[1] غورج: بالضم ثم السكون ثم فتح الراء، وجيم، وأهل هراة يسمّونها غورة. (معجم البلدان 4/ 216) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في: الأنساب 7/ 163، ومعجم البلدان 3/ 263، وسير أعلام النبلاء 20/ 230، 231، رقم 149.
[4] السّنجبستي: بفتح السين المهملة وسكون النون، وفتح الجيم والباء، وسكون السين الثانية، وكسر التاء المثنّاة من فوقها. نسبة إلى سنج بست، وهو منزل معروف بين نيسابور، سرخس يقال له: سنك بست.

(37/301)


ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف.
وسمع ببُوشَنْج خمسة أجزاء من عبد الرحمن بْن محمد كلار صاحب ابن أَبِي شُرَيْح. وتُوُفّي في غرَّة ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد الرحيم السّمعانيّ.
425- الحسن بْن محمد بْن أَبِي جعفر [1] .
القاضي، أبو المعالي البلْخيّ، الشّافعيّ، تلميذ محيي السُّنَّة البَغَويّ.
روى عَنْهُ أبو سعد السّمعانيّ، وأثنى عَلَيْهِ في سيرته وأحكامه، وقال: مات رحمه اللَّه في رمضان بالدّزَق [2] العليا من أعمال مَرْو [3] .
426- حَمْدين بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن حمدين [4] .
الثّعلبيّ، القُرْطُبيّ، أبو جعفر، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.
سَمِعَ: أَبَاهُ.
وولي القضاء سنة تسعٍ وعشرين بعد مقتل أَبِي عبد الله بن الحاجّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد بن أبي جعفر) في: التحبير 1/ 211، 212 رقم 118، ومعجم البلدان 2/ 454، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 252، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 89 ب، وشذرات الذهب 4/ 148.
[2] في الأصل: «الدرق» بالراء المهملة، والتصويب من (معجم البلدان) وفيه قال ياقوت: أصله ذره يزيدون فيه القاف إذا أرادوا النسبة، وهي قرى في عدّة مواضع، منها: دزق حفص بمرو، ودزق شيرازا بمرو أيضا، ودزق باران، ودزق مسكين، كل هذه بمرو الشاهجان. ودزق العليا: من قرى مروالروذ.
[3] وقال ابن السمعاني: ولي القضاء بها، وكان من صالحي القضاة، كثير الخير، فقير اليد عن أموال المسلمين، سخيّ النفس، مكرما لأهل العلم.. سمعت منه «الأربعين الصغير» له، وكنت نازلا عنده في داره مدّة مقامي بالدزق قريبا من عشرة أيام. وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربعمائة أو بعدها، (التحبير 1/ 211، 212) .
[4] انظر عن (حمدين بن محمد) في: الحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 204، 206، 211- 214، 218، 219، 227، 229، 230، 241، 242، 251، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 286، 287 رقم 771، وبقية الملتمس للضبي 261 رقم 685، وفيه توفي سنة 543 بغرناطة، والإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين الخطيب 4/ 245، 346، وسير أعلام النبلاء 20/ 243، 244 رقم 159، ونفخ الطيب 3/ 37، والوافي بالوفيات 13/ 167، 168 رقم 192، وشجرة النور الزكية 1/ 142.

(37/302)


وكان من بيت حشمةٍ وجلالة. صارت إِلَيْهِ الرئاسة عند اختلال أمر الملثّمين، وقيام ابن قَسِيّ عليهم بغرب الأندلس، وهو حينئذٍ عَلَى قضاء قُرْطُبة، ودُعي لَهُ بالإمارة في رمضان سنة تسعٍ وثلاثين، وتسمّى بأمير المسلمين المنصور باللَّه، ودُعي لَهُ عَلَى أكثر منابر الأندلس.
ويقال إنّ مدَّة دولته كانت أربعة وعشرين يوما، وتعاوَرَتْه المِحَن، فخرج إلى العُدْوة، في قصصٍ طويلة. ثمّ قفل، وترك مالقَة، إلى أن تُوُفّي في هذا العام.
وأمّا ابن قَسِيّ، فإنّه خرج بغرب الأندلس، واسمه أحمد، وكان في أول أمره يدعي الولاية. وكان ذا حِيَل وشَعْبَذَة، ومعرفة بالبلاغة، وقام بحصن مارتلة.
ثمّ اختلف عَلَيْهِ أصحابه، ودسّوا عَلَيْهِ من أخرجه من الحصن بحيلة، حتى أسلموه إلى الموحدين، فأتوا به عبد المؤمن، فقال لَهُ: بلغني عنك أنّك دعيت إلى الهداية.
فكان من جوابه أن قال: أليس الفجر فجرين، كاذب وصادق؟ فأنا كانت الفجر الكاذب.
فضحك عبد المؤمن وعفا عَنْهُ، ولم يزل بحضرته إلى أن قتله صاحبٌ لَهُ.
427- حَيْدَرَةُ بْن المفرّج بْن الحَسَن [1] .
الوزير زَيْن الدّولة ابن الصُّوفيّ، أخو الرئيس الوزير مُسَيَّب.
لم يزل إلى أن عمل عَلَى أخيه وقَلَعَه من وزارة صاحب دمشق مُجير الدّين، ووُلّي في منصبه، فأساء السّيرة، وظلم، وعَسَف، وارتشى، ومُقِت في العام الماضي والآن. وبلغ ذَلكَ مجير الدّين، فطلبه إلى القلعة عَلَى العادة، فعدل بِهِ الْجُنْدَاريَّة إلى الحَمّام وذُبح صبْرًا، ونصِب رأسُه على حافّة الخندق [2] .
__________
[1] انظر عن (حيدرة بن المفرّج) في: تاريخ دمشق، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 307، 321، 324، والتاريخ الباهر 59، 88، 106، 108، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 191 (في ترجمة أبق بن محمد) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 209، 215، وسير أعلام النبلاء 20/ 242 رقم 157، والوافي بالوفيات 13/ 227 رقم 274، والنجوم الزاهرة 5/ 300.
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 324.

(37/303)


- حرف الخاء-
428- خاصّ بَك التُّرْكُمانيّ [1] .
صبيّ نَفَقَ عَلَى السّلطان مسعود وأحبّه، وقدّمه عَلَى جميع الأمراء. وعظُم شأنه، وصار لَهُ من الأموال ما لا يُحصى، فلمّا مات مسعود خطب لملكشاه، وقال لَهُ: إنّي أريد أن أقبض عليك، وأُنْفِذ إلى أخيك محمد، فأخبره بذلك ليأتي فنسلّمه إليك، وتحوز المُلْك. فقال: افعل. فقبض عَلَيْهِ، ونفّذ إلى أخيه إلى خُوزسْتان بأنّي قد قبضت عَلَى أخيك، فتعال حتّى أخطب لك، وأسلّم إليك السّلطنة. فعرف محمد خُبْثه، فجاء إلى هَمَذَان، وجاء النّاس إِلَيْهِ يخاطبونه في أشياء، فقال: ما لكم معي كلام، وإنّما خطابكم مَعَ خاصّ بَك فمهما أشار بِهِ فهو الوالد والصّاحب، والكلّ تحت أمره.
فوصل هذا القول إلى خاصبَك فاطمأنّ. فلمّا التقيا خدمه خاص بَك، وقدّم لَهُ تُحَفًا وأموالا، فأخذ الكلّ، وقتل خاصبَك.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : ووُجِد لَهُ ترِكَةٌ عظيمة، من جُملتها خمسون ألف ثوب أطلس.
وَقُتِلَ في هذا العام.
- حرف الراء-
429- رُجّار [3] .
ملك الفرنج المتغلّب على صقلّيّة.
__________
[1] انظر عن (خاص بك) في: المنتظم 10/ 153، 154، رقم 234 (18/ 191، 92 رقم 4183) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 206، 208- 213، والكامل في التاريخ 11/ 162، 163، والتاريخ الباهر 105، وعيون التواريخ 12/ 462، 463، والوافي بالوفيات 13/ 244، رقم 297، والسلوك ج 1 ق 1/ 38.
[2] في المنتظم.
[3] انظر عن (رجا) في: الكامل في التاريخ 11/ 185، 187، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، والعبر 4/ 130، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، والوافي بالوفيات 14/ 105- 107 رقم 130، وشذرات الذهب 4/ 147، والمكتبة الصقلّيّة 15، 26، 29، 41، 63، 71، 151، 276، 278، 281، 285، 289، 295، 299، 370، 414، 416، 447، 454، 457، 463، 484، 497، 502، 533، 657.

(37/304)


ملك عشرين سنة، وعاش ثمانين سنة، وهلك بالخوانيق في أوائل ذي القعدة.
وكان في أوّل هذا العام قد جهّزا أُصْطولًا إلى مدينة بُونة، وقدّم عليهم مملوكه فيليب المهدويّ، فحاصرها، واستعان بالعرب، فأخذها في رجب، وسبي أهلها، غير أنّه أغضى عَنْ طائفةٍ من العلماء والصّالحين، وتلطّف في أشياء. فلمّا رجع إلى صَقَلِّية قبض عَلَيْهِ رُجّار لذلك. ويقال إنّ فيليب كَانَ هُوَ وجميع خواصّه مسلمين في الباطن، فشهدوا عَلَيْهِ أنّه لا يصوم مَعَ الملك، فجمع لَهُ الأساقفة والقُسُوس، وأحرقه في رمضان، فلم يُمهَلْ بعده. وتملّك بعده ابنُه غُلْيَالْم [1] ، فاختلّت دولتهم في زمانه [2] .
- حرف الزاي-
430- زياد بْن عليّ بْن الموفَّق بْن زياد [3] .
الرّئيس، أبو الفضل الزّياديّ، الهَرَويّ، الحنفيّ.
كَانَ خيّرا، صالحا. قِيلَ إنّه ما فاته الصّلاة في جامع هَرَاة نحوا من أربعين سنة.
سَمِعَ: أبا عطاء بْن المَلِيحيّ.
وبأصبهان: أبا الفتح الحدّاد، وغيره.
وُلِد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي رحمه اللَّه في جُمادَى الآخرة.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ.
__________
[1] وهو: وليم.
[2] وقال الصفدي: وهو الّذي استقدم الشريف الإدريسي صاحب كتاب «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» من العدوة إليه ليضع له شيئا في شكل صورة العالم. فلما وصل إليه أكرم نزله وبالغ في تعظيمه. فطلب منه شيئا من المعادن ليصنع منه ما يريد. فحمل إليه من الفضّة الحجر وزن أربع مائة ألف درهم. فصنع منها دوائر كهيئة الأفلاك، وركّب بعضا على بعض. ثم شكّلها على الوضع المخصوص، فأعجب بها رجّار.
وقد طوّل في ترجمته.
[3] انظر عن (زياد بن علي) في: الجواهر المضيّة 2/ 214 رقم 602، والطبقات السنية، رقم 898.

(37/305)


- حرف السين-
431- سعيد بْن محمد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سعيد بْن أبي الخير [1] .
أبو طاهر الميهنيّ، الصّوفيّ. نزيل مَرْو.
شيخ رباط يعقوب.
سَمِعَ من: أَبِي الفتح، وعُبَيْد اللَّه الهشاميّ.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سمعتُ بمَرْو جزءا من حديث أَبِي الموجّه الفَزَاريّ. وعُوقِب في وقعة الغُزّ، وبقي عليلا إلى أن مات في ثامن شعبان. وله سبْعٌ وستّون سنة.
- حرف الظاء-
432- ظريفة بِنْت أَبِي الحسن [2] بْن أَبِي القاسم.
أمّ محمد الطَّبَريَّة، مِن أهل آمل طَبَرِسْتان.
كانت عالمة، صالحة، عفيفة. سكنت بلْخ.
وروت عَنْ: أَبِي المحاسن عبد الواحد الرُّويَانيّ.
تُوُفّي في سلْخ ربيع الآخر.
- حرف العين-
433- عبد الله بْن عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [3] .
أبو محمد بْن أَبِي بَكْر الأندلسيّ، الشِّلْبيّ المولد، الإشبيليّ المنشأ. من بيت العِلم والوزارة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: صرف عُمره في طلب حتّى حصل لَهُ ما لم يحصل
__________
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2] في الأصل: «الحسين» . والتصحيح من: التحبير 2/ 421، رقم 1167، وتكملة الإكمال، ورقة 110 ب، وأعلام النساء 2/ 366.
[3] انظر عن (عبد الله بن عيسى) في: المنتظم 10/ 54 رقم 235 (18/ 92 رقم 4184) ، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ 834، 835، ومعجم ابن الأبّار 235، وأخبار وتراجم أندلسية للسلفي 57، 58، وسير أعلام النبلاء 20/ 297 رقم 201، والوافي بالوفيات 17/ 396 رقم 329، ونفخ الطيب 2/ 136، 137، 650.

(37/306)


لغيره. وولي القضاء بالأندلس مدَّة. ثمّ حجَّ، وجاور سنة، وقدِم بغدادَ فأقام بها، ثمّ وافى خراسان. واجتمعت به بهارة، فوجدته بحرا لا ي [نزف] [1] في العلوم من الحديث، والفقه، والنَّحْو، وغير ذَلكَ. وسمعتُ بقراءته، وسمع بقراءتي.
ثمّ قدِم علينا مَرْو، وكثُرت الفوائد منه.
سَمِعَ بالأندلس: الحسن بْن عُمَر الهَوْزَنيّ، وأبا بحر بْن العاص، وأبا الوليد محمد بْن ظَريف القُرْطُبيّ.
وببغداد: هبة اللَّه بْن الطَّبر، ويحيى بْن البنّاء، وأبا بَكْر محمد بْن عبد الباقي الأنصاريّ.
وبهَمَذَان: أبا جعفر الحافظ. وبنَيْسابور: أبا القاسم الشّحّاميّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ الأَبّار [2] : وسمع وروى بالإجازة عَنْ: أَبِي عبد الله الخَوْلاني، وولي قضاء شِلْب. وكان من أهل العلم بالأصول، والفروع، والحِفْظ للحديث والعربيَّة، مَعَ الزُّهد والخير. وامتُحِن بالأمراء في قضاء بلده بعد أن تقلّده تسعة أعوام، لإقامته الحقّ، وإظهاره العدْل، حتّى أدّى ذَلكَ إلى اعتقاله. ثمّ سرح وحجّ سنة سبْعٍ وعشرين، ودخل العراق، وخُراسان. وطار ذِكره في هذه البلاد، وعظُم شأنه.
قَالَ ابن السّمعانيّ: قَالَ لي مولده في سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
قَالَ: وتُوُفّي في الخامس والعشرين من شوّال سنة ثمانٍ وأربعين بهَرَاة.
قلت: وقيّد أبو عبد الله الأَبّار وفاته في جُمادَى الآخرة سنة إحدى وخمسين، وهو وهْم.
وقد روى عنه: ابن السّمعاني، وولده عبد الرحيم.
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من سير أعلام النبلاء.
[2] في تكملة الصلة 2/ 834.

(37/307)


وقال عبد الرحيم: هُوَ عبدُ الله بْن عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سليمان بْن محمد بْن أَبِي حبيب الأنصاريّ، الخزْرَجيّ.
434- عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن أيّوب بْن القاسم.
أبو محمد القُرَشيّ، الفِهْريّ، الشّاطبيّ. شيخ، مُسْنِد كبير.
أجاز لَهُ في سنة سبعين وأربعمائة أبو العبّاس بْن دِلْهاث العُذْريّ.
وسمع «الموطّأ» من: طاهر بْن مُفَوَّز.
وسمع من: أبيه، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
حدَّث عَنْهُ: ابنه، وأبو الحَجّاج صاحب الأحكام.
وتُوُفّي رحمه اللَّه يوم عاشوراء المحرّم بِدّانية.
435- عبد الخالق بْن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف [1] .
المفيد، أبو الفَرَج البغداديّ.
شيخ، محدّث، فاضل، حَسَن الخطّ، كثير الضَّبْط، خيِّر، متواضع، متودّد، مُحْتَاط في قراءة الحديث.
سَمِعَ الكثير، وكتب، وحصّل لنفسه. وصفه بهذا وبأكثر منه أبو سعد السّمعانيّ.
وقال السِّلَفيّ، كَانَ من أعيان المسلمين فضلا، وَدِينًا، ومروءة، وَثَبْتًا.
سَمِعَ معي كثيرا، وبه كَانَ أُنْسي ببغداد، ولمّا حججت أودعت كُتُبي عنده.
وقال السّمعانيّ: سَمِعَ أَبَاهُ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا عبد الله النِّعالي، ونصر بْن البَطِر، فمَن بعدهم.
وسمع بالأهواز، وأصبهان، وسمعتُ منه الكثير، وقال لي: ولدت سنة أربع وستّين وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (عبد الخالق بن أحمد) في: المنتظم 10/ 154 رقم 236 (18/ 92 رقم 4185) ، والتقييد لابن نقطة 378، 379 رقم 487، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1754، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 279، 280 رقم 187، والعبر 4/ 130، 131، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وشذرات الذهب 4/ 148.

(37/308)


قلت: روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن السّمعانيّ، وابن الْجَوْزيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو بَكْر عبد الله بْن مبادر، وعبد الوهّاب بْن عليّ بن الأُخُوَّة، وعبد السّلام بْن المبارك البَرْدغُوليّ.
وتُوُفّي في الرابع والعشرين ومن المحرَّم [1] .
436- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ.
شيخ صالح، حَسَن السّيرة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: صحِب أبا الوفاء أحمد بْن عليّ الفَيْرُوزاباذيّ مدَّةً طويلة، وسافر معه إلى الشّام.
وسمع من: عليّ بْن أحمد بْن يوسف الهَكَّاريّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
437- عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن [3] .
العلّامة أبو محمد النِّيهيّ [4] ، المَرْوَرُّوذِيّ، شيخ الشّافعية، وتلميذ محيي السُّنَّةِ البَغَويّ.
سَمِعَ: البَغَويّ، وعبد اللَّه بْن الحَسَن [الطَّبَسيّ] [5] ، وعبد الرّزّاق بْن حسّان المَنِيعيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وعدّة.
__________
[1] وقال ابن النجار: روى الكثير، وجمع لنفسه مشيخة في أربعة عشر جزءا، وكان صدوقا فاضلا متديّنا، كتب بخطّه كثيرا، ولم يزل يطلب ويفيد إلى حين وفاته. روى عنه الحفّاظ. أحسن ابن ناصر الثناء عليه وعلى بيته. (السير 20/ 280) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: الأنساب 12/ 189، والتحبير 1/ 392- 394 رقم 348، ومعجم البلدان 5/ 340، واللباب 3/ 253، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 91 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 325 رقم 290، وشذرات الذهب 4/ 148، وانظر: الذيل على طبقات ابن الصلاح 2/ 770.
[4] النّيهيّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار، صغيرة.
[5] في الأصل بياض، والمستدرك من المصادر.

(37/309)


وتخرّج به أئمّة بمروالرّوذ.
وأخذ عَنْهُ السّمعانيّ وقال: مات رحمه اللَّه في شعبان [1] .
438- عبد الرحمن بْن عُمَر بْن محمد بْن أَبِي مَعْشَر [2] .
أبو القاسم الغَزْنَوِيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
سَمِعَ من: القاضي أَبِي نصر محمد بْن محمد الماهانيّ، وطبقته بإفادة أَبِي بَكْر محمد بْن منصور السّمعاني.
روى عَنْهُ، عبد الرحيم السّمعانيّ.
ومات، بعد أن عاقَبَتْه الغُزّ بأنواع العقوبات، في شوّال.
439- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن جبريل [3] .
الفقيه، أبو نصر الخطيبيّ، الخَرْجِرْديّ [4] .
سكن بمَرْو، وتفقّه مدَّةً بنَيْسابور، وهَرَاة، ومَرو، وبرع في الفقه. وكان يحفظ كثيرا من النُّتَف والطُّرَف.
وكان صالحا، عفيفا، متعبّدا.
سَمِعَ من: أَبِي نصر عبد الرحيم بْن القُشَيْريّ، والفضل بْن محمد الأَبِيوَرْديّ وخرّج لنفسه جزءين عَنْ جماعة.
وروى عَنْهُ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: أحرقه الغزّ في رجب. وكان
__________
[1] وقال ابن السمعاني: إمام، فاضل، ديّن، حافظ للمذهب، مصيب في الفتاوى، راغب في الحديث ونشره، حسن الأخلاق.. وكان مبارك النفس، كثير الصلاة والعبادة. جمع بين العلم والعمل.. وقرأت عليه كتاب «المعجم الصغير» لأبي القاسم الطبراني، وحضرت مجالس أماليه بمروالرّوذ مدّة مقامي بها، وورد مرو سنة ثلاث وأربعين، وحدّث ب «المعجم الصغير» .
(الأنساب) .
وقال ابن قاضي شهبة: وله كتاب في المذهب وقف عليه ابن الصلاح، وانتخب منه غرائب.
(طبقات الشافعية) .
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الخطيبيّ) في: الأنساب 5/ 77، 78، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 47، 248، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 211، 212.
[4] الخرجرديّ: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء، وكسر الجيم، وسكون الراء الأخرى. وكسر الدال المهملة. نسبة إلى خرجرد، وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة. (الأنساب) .

(37/310)


في المنارة، فأحرقوا المنارة، فاحترق فيها جماعة.
440- عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الأُخُوَّة [1] .
البغداديّ، اللُّؤْلُؤيّ، أبو الفضل بْن أَبِي العبّاس، وأخو عبد الرحمن.
نزل أصبهان وسكنها.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ فاضل، يَعرف الأدب، وله شِعْر رقيق، صحيح القراءة وَالنَّقْلِ. قرأ كثيرا بنفسه، وَنَسَخَ بخطّه ما لا يدخل تحت الحدّ، مليح الخطّ، سريعه.
سافر إلى خُراسان، وسمع بها. وسمّعه خاله أبو الحسن بْن الزّاغُونيّ الفقيه من: أَبِي عبد الله النِّعَاليّ، ونصر بْن البَطِر، ومَن دونهما.
وكتب إليّ جزءا بخطّه بأصبهان. وسمعتُ منه.
سمعتُ يحيى بْن عبد الملك المكّيّ، وكان شابّا صالحا، يَقُولُ: أفسد عليَّ عبد الرحيم ابن الأُخُوَّة سماع «معجم» الطَّبَرانيّ. حضرت دار بعض الأكابر، وكان يقرأ فيها «المعجم الكبير» عَلَى فاطمة الجوْزدَانيَّة، وكان يقرأ في ساعةٍ جزءا أو جزءين، حتّى قلت في نفسي: لعلّه يقلب ورقتين. فقعدت يوما قريبا منه، وكنت أُسارِقُه النَّظَر، فعمل كما وقع لي من تَرْك حديث وحديثين، وتصفّح ورقتين، فأحضرت معي نسخة، وقعدت أُعارِض، فما قرأ في ذَلكَ المجلس إلّا شيئا يسيرا، وظهر ذَلكَ للحاضرين، وَثَقُلَ عَلَيْهِ ما فعلت، فانقطعتُ وتركت سماع الكتاب، أو كما قَالَ. وأنا فما رَأَيْت منه إلّا الخير.
وسمعتُ بقراءتي جزءا، وسمع ولده بقراءتي الكثير، والله أعلم.
وتُوُفّي بشِيراز في شعبان.
قَالَ ابن النّجّار: ورحل، وسمع من عبد الغفّار الشّيرويّيّ، وعدّة. وأكثر
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في: خريدة القصر (قسم شعراء العراق) 1/ 126 وج 3 مجلّد 1/ 138- 215، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 280، 281 رقم 188، وميزان الاعتدال 2/ 603، والوافي بالوفيات 18/ 322، 323 رقم 375، وفوات الوفيات 2/ 309، 310، ولسان الميزان 4/ 3 وفيه تحرّف «ابن الإخوة» إلى «ابن الأفوه» .

(37/311)


عن أبي عليّ الحدّاد فمن بعده. وكتب ما لا يدخل تحت الحدّ، وكان مليح الخطّ، سريع القراءة.
رَأَيْت بخطّه كتاب «التّنبيه» لأبي إسحاق الشّيرازيّ، فذكر في آخره أنّه كتبه في يَوْمٍ واحد [1] . وكانت لَهُ معرفة بالحديث والأدب. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة.
441- عبد العزيز بْن بدر [2] .
أبو القاسم [3] القصْريّ [4] ، قصر كنكور [5] .
سَمِعَ: أبا غالب أحمد بْن محمد الهَمَذَانيّ، ومحمد بْن نصْر الأعمش.
مات في المحرَّم في عَشْر الثّمانين.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [6] .
__________
[1] وكان يقول: كتبت بخطّي ألف مجلّدة.
ومن شعره:
ما الناس ناس فسرّح إن خلوت بهم ... فأنت ما حضروا في خلوة أبدا
ولا يغرّنك أثواب لهم حسنت ... فليس حاملها من تحتها أحدا
القرد قرد وإن حلّيته ذهبا ... والكلب كلب وإن سمّيته أسدا
ومنه:
أنفقت شرخ شبابي في دياركم ... فما حظيت ولا أحمدت إنفاقي
وخير عمري الّذي ولّى وقد ولعت ... به الهموم فكيف الظّن بالباقي
ومنه:
ولما التقى للبين خدّي وخدّها ... تلاقي بهار ذابل وجنى ورد
ولفّت يد التوديع عطفي بعطفها ... كما لفّت النكباء ما يستي رند
وأذرى النوى دمعي خلال دموعها ... كما نظم الياقوت والدّرّ في عقد
وولّت وبي من لوعة الوجد ما بها ... كما عندها من حرقة البين ما عندي
[2] انظر عن (عبد العزيز بن بدر) في: الأنساب 10/ 174، والتحبير 1/ 462، 463، ومعجم البلدان وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 أ.
[3] في معجم البلدان: «أبو سعد» .
[4] زاد في الأنساب، والتحبير، ومعجم البلدان: «الولاشجردي» أو «الولاشجردي» .
[5] في الأصل: «كنور» . وقد سمّي قصر اللصوص لأنه سرقت فيه دوابّ المسلمين، وهو قصر شيرين.
[6] وقال: كان شجاعا، عالما، فاضلا، كثيرا المحفوظ، حسن المحاورة، مليح المعاشرة، بهيّ المنظر.. سمعت منه بكنكور، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة. (التحبير) .

(37/312)


442- عبد المغيث بْن محمد بْن أحمد بْن المطهَّر [1] .
أبو تميم العبْديّ، الخطيب، الصّالح، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: حَمْد بْن ولكيْز [2] ، والمطهَّر البزّانيّ.
قَالَ السّمعانيّ: مات في صَفَر عَنْ أربعٍ وثمانين سنة [3] .
443- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سهل بْن القاسم بْن أَبِي منصور بْن ماح [4] .
أبو الفتح الكَرُوخيّ [5] ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، ديِّن، خيِّر، حَسَن السّيرة، صَدُوق، ثقة. قرأتُ عَلَيْهِ «جامع» التِّرْمِذِيّ، وقُرئ عَلَيْهِ عدَّة نُوَب ببغداد وكتبَ نسخة بخطّه ووقفها.
وسمع: أبا إسماعيل عبد الله بْن محمد الأنصاريّ، وأبا عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، وأبا نصر التِّرْيَاقيّ، وأبا بَكْر الغُورَجيّ، وأبا المظفَّر عُبَيْد اللَّه الدّهّان، وأبا عطاء، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد المغيث بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 160 أ، والتحبير 1/ 485 رقم 458، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 أ.
[2] في ملخص تاريخ الإسلام: «لكيزة» .
[3] وقال: من بيت الحديث وأهله، كان شيخا صالحا، ثقة، صدوقا، من أهل الخير. ولي الخطابة بقرية لاذان.. وكانت ولادته سنة أربع وستين وأربعمائة.
[4] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 154، 155 رقم 237 (18/ 392، 93 رقم 4186) ، والأنساب 10/ 409، ومعجم البلدان 5/ 458، والتقييد لابن نقطة 355، 356 رقم 446، والاستدارك، له، باب: رماح وماخ، والإعلام بوفيات الأعلام 225، والمشتبه في الرجال 2/ 563، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1755، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 273- 275 رقم 183، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، والعبر 4/ 131، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 81- 85، ومرآة الجنان 3/ 288، والعقد الثمين 5/ 501، 502، والوفيات لابن قنفذ 281 رقم 548، ولب اللباب للسيوطي 221، وشذرات الذهب 4/ 148 و «ماح» بالحاء المهملة، كما في الأصل، والإستدراك، والمشتبه، وغيره. وقد تصحّف في (الأنساب 10/ 409) إلى «ماخ» بالخاء المعجمة، وكذلك في (التقييد 355) و (ذيل تاريخ بغداد 1/ 81) مع أن النسخ الخطية من الذيل بالحاء المهملة. انظر الحاشية.
[5] الكروخي: بفتح الكاف، وضم الراء، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى الكروخ وهي بلدة بنواحي هراة على عشرة فراسخ منها. (الأنساب) .
وقد تصحّفت في (تذكرة الحفاظ 4/ 1313) إلى «الكروجي» بالجيم.

(37/313)


ووجدوا سماعة في أُصول المؤتَمَن السّاجيّ، وأبي محمد بْن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهما.
وكنت أقرأ عَلَيْهِ «جامع» أَبِي عيسى، فمرض، فنفذ لَهُ بعض من كَانَ يحضر معنا السّماع شيئا من الذّهب، فما قبل، وقال: بعد السّبعين واقتراب الأجل آخُذُ عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا؟! وردّه مَعَ الاحتياج إِلَيْهِ.
ثمّ انتقل في آخر عُمره إلى مكَّة، وجاوَرَ بها حتّى تُوُفّي. وكان ينسخ التِّرْمِذيّ بالأُجرة ويأكل منها [1] .
وقال لي: وُلِدتُ في ربيع الأوّل سنة اثنتين وستّين وأربعمائة بهَرَاة.
وكَرُوخ: عَلَى عشرة فراسخ من هَرَاة.
وقال الحافظ ابن نُقْطَة [2] : كَانَ صُوفيًّا، وحدَّث بالجامع عَنْ أَبِي عامر الأزْديّ، وأحمد بْن عبد الصّمد التّاجر، وعبد العزيز بْن محمد التّرْياقيّ، سوى الجزء الأخير لَيْسَ عند التّرْياقيّ، وأوّل الجزء: مناقب ابن عبّاس. وقد سَمِعَ الجزء المذكور من أَبِي المظفَّر عُبَيْد اللَّه بن عليّ الدّهّان. قَالُوا: أَنَا عبد الجبّار الْجَرّاحيّ، عَن المحبوبيّ، عَن التِّرْمِذِيّ.
وقد سَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَليّ العُمَيْريّ، وشيخ الإسلام، وحكيم بْن أحمد الإسْفَرَايينيّ.
وثنا عَنْهُ: أبو أَحْمَد عَبْد الوَهَّاب بْن سُكَيْنَة، وَعُمَر بْن طَبَرْزَد، وأبو بَكْر المبارك بْن صَدَقَة الباخَرْزِيّ، وعبد العزيز بْن الأخضر، وأحمد بْن عليّ الغَزْنَوِيّ، وعليّ بْن أَبِي الكَرَم المكّيّ ابن البنّاء خاتمة أصحابه. وهؤلاء الجماعة سمعوا منه كتاب «الجامع» لأبي عيسى.
وقال الحافظ يوسف بْن أحمد البغداديّ: هُوَ مِن جملة مَن لَحِقَتْهُ بركةُ شيخ الإسلام. ولازَمَ الفقر والورع إلى أن تُوُفّي بمكَّة في خامس وعشرين ذي الحجَّة، بعد رحيل الحاجّ بثلاثة أيّام [3] .
__________
[1] التقييد 356.
[2] في التقييد 355.
[3] التقييد 356.

(37/314)


قلت: كذا ورَّخ ابن السّمعانيّ، وغيره.
وقد روى عَنْهُ خلْق من المغاربة والمَشَارقة، منهم: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، والخطيب عبد الملك بْن ياسين الدَّوْلَعيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو القاسم عبد المُعزّ بْن عبد الله الهَرَوِيّ الأنصاريّ، وعبد السّلام بْن مكّيّ القيّاريّ، والمبارك بْن صَدَقة الباخَرْزِيّ، وزاهر بْن رستم، وعبد الملك بْن المبارك الحريميّ، ومحمد بن معالي ابن الحلاويّ الفقيه، وأحمد بْن يحيى بْن الدَّبِيقيّ، وثابت بْن مُشَرِّف البنّاء.
444- عبد الملك بْن عبد الله بْن عُمَر بْن محمد [1] .
الشّريف العُمَريّ، مِن ذرِّيَّة سالم بْن عبد الله بْن عُمَر الهَرَويّ. سكن أرجاه [2] واستوطنها، وهي من ناحية خابران.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شريفا، فاضلا، عالما، متواضعا، حَسَن السّيرة.
قدِم علينا مَرْو قبل وقعة الغُزّ. وكان بمَرْو حين الوقعة، وعذّبوه بأنواع العقوبة.
وتُوُفّي في شعبان، وولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وسمع: محمد بْن عليّ العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، والحافظ عبد اللَّه بْن يوسف الجرجاني.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
445- عبد الواحد بْن محمد بْن عبد الجبّار بْن عبد الواحد [3] .
الإمام أبو محمد التّوثيّ، المَرْوَزِيّ. وتُوث: من قُرى مَرْوَ [4] .
كَانَ فقيها، مُسِنًّا، صحِب أبا المظفَّر السّمعانيّ، وتفقّه عَلَيْهِ مُدَّة.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: عمّر العمر الطّويل حتّى قارب المائة.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: الأنساب 9/ 58، ومرآة الجنان 3/ 288.
[2] لم يذكرها ياقوت في المعجم.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: التحبير 1/ 495، 496 رقم 473، ومعجم البلدان 2/ 55، 56، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 269، وطبقات الشافعية للإسنويّ، 1/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 ب.
[4] على خمسة فراسخ منها. وقد يقال لها توذ (بالذال) . (الأنساب 3/ 103) وهي بضم أوله، وفي آخره ثاء مثلّثة.

(37/315)


سمع: محمد بن الحسن المهر بند قسانيّ [1] ، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وجدّي الأعلى [2] أبا المظفَّر شيخه.
وحملني والدي إِلَيْهِ إلى قريته لأسمع منه، فسمعت منه. وهلك في وقعة الغُزّ في خامس شعبان. وكان مولده في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
446- عبد الوهّاب بْن عبد الباقي بْن مدلّل [3] .
أبو الفَرَج البغداديّ، الغزّال [4] .
سَمِعَ من: طِرَاد، وأبي طاهر بْن سِوَار.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [5] .
447- عتيق بْن نصر بْن منصور [6] .
الطّبيب، الأستاذ، موفّق الدّين، أبو نصر ابن العَيْن زَرْبيّ [7] .
اشتغل بالطِّبّ، والفلسفة ببغداد، وَمَهَرَ فيها وفي التّنْجيم، ثمّ سكن مصر، وخدم الخلفاء الباطنيَّة. ونال دُنيا واسعة، وصنَّف كُتُبًا كثيرة في الطِّبّ، والمنطق، والدِّيَات. وتخرَّج بِهِ جماعة. وكان في صِباه منجِّمًا.
وقرأ مَعَ ذَلكَ العربيَّة، وكتب الخطّ المليح.
تُوُفّي في هذه السّنة.
448- عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن المقرئ [8] .
__________
[1] في الأصل: «المهر بدقسامي» .
[2] في الأصل: «الأعلا» .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الباقي) في: ذيل تاريخ بغداد 15/ 341، 342 رقم 210.
[4] من أهل سوق العزل.
[5] وقال: شيخ بهيّ المنظر، حسن الشيبة. قرأت عليه وسألته عن مولده فقال: في محرّم سنة تسع وسبعين وأربعين. قرأت في كتاب التأريخ لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه، قال:.. سمعنا منه، وكان شيخا خيّرا، مقلّا، وسماعه صحيح، وكان من أهل السّنّة.
[6] لم أجده.
[7] العين زربي: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون والزاء المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحّدة. هذه النسبة إلى «عين زربة» وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
[8] لم أجد مصدر ترجمته.

(37/316)


أبو الحَسَن البغداديّ، الخيّاط، أخو أَبِي نصر محمد.
سمع من: طِرَاد، والنِّعَاليّ.
وعنه: يوسف بْن كامل.
مات سنة ثمانٍ فِي ذي القعدة.
449- علي بْن الْحسَن بْن محمد [1] .
أبو الحَسَن البلْخيّ، الحنفيّ، الفقيه.
سَمِعَ بما وراء النّهْر، وسمع بمكَّة من زَيْن العَبْدريّ، وتفقَّه عَلَى جماعة. ووعظ بدمشق، ثمّ درَّس بالصّادريَّة [2] وتفقّه عَلَيْهِ جماعة.
وجُعِلت لَهُ دار الأمير طَرْخان مدرسة [3] ، وقامت عَلَيْهِ الحنابلة لأنّه أظهر خلافهم، وتكلَّم فيهم.
ورُزق وجاهة من النّاس. وكان كثير التّبذُّل، لا يَدَّخِرُ شيئا.
وتُوُفّي في شعبان بدمشق. وإليه تُنْسَب المدرسة البلْخيَّة الّتي داخل المدرسة الصّادريَّة.
وكان يلقَّب برهان الدّين. وكان معظَّمًا في الدّولة. ودرَّس أيضا بمسجد خاتون، وأقبلت عَلَيْهِ الدّنيا، فما التفت إليها.
قِيلَ إنّ نور الدّين حضر مجلسَ وعْظِه بالجامع، فناداه: يا محمود. وهو الّذي قام بإبطال «حيَّ عَلَى خير العمل» من الأذان بحلب. وقد أخذ جُلّ عِلْمه ببُخَارَى عَن البُرهان بْن مازة.
وقدِم دمشقَ، ونزل بالصّادريَّة، ومدرّسها عليّ بن مكّيّ الكاسانيّ، وناظر
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في: كتاب الروضتين لأبي شامة 1/ 91، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 276 رقم 184، والعبر 4/ 131، وعيون التواريخ 12/ 474، ومرآة الجنان 3/ 288، والجواهر المضية 2/ 560- 562، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 481، والنجوم الزاهرة 5/ 301، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 94، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 345، والطبقات السنية، رقم 1475، ومختصر تنبيه الطالب 80، 87، 94، 95، وشذرات الذهب 4/ 148، والفوائد البهية 120، 121.
[2] وهي مدرسة حنفية. انظر الدارس 1/ 413 و 2/ 255.
[3] انظر: مختصر تنبيه الطالب 94، 95.

(37/317)


في الخلافيّات. ثمّ حجّ وجاور، وَأَمَّ بمكَّة. ثمّ إنّ الكاسانيّ قَالَ لأصحابه:
كاتِبُوه ورغِّبُوه في الرجوع. ثمّ إنّه قدِم دمشقَ وتسلَّم المدرسة، وكَثُر أصحابه.
ووجّه من أحضر كُتُبَه من خُراسان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: روى عَنْ أَبِي المعين المكحوليّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحسن النَّسَفيّ.
كتبتُ عَنْهُ.
450- عليّ بْن الحسن بْن محمد [1] .
أبو الحسن الطُّوسيّ، الطَّابَرَانيّ، الصُّوفيّ، المقرئ.
كَانَ عارفا بالقراءات.
سَمِعَ من: أحمد بْن عبد الجبّار النَّيْسابوريّ، وغيره.
روى عَنْهُ: حفيده المؤيَّد بْن محمد الطُّوسيّ، وهو ضَبَطَ موته [2] .
451- عليّ بن السّلّار [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن الطوسي) في: التحبير 1/ 566 رقم 551، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 178 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 93 أ.
[2] وقال ابن السمعاني: سكن نيسابور في المسجد المطرّز، وكانت له القراءة والختمة والإمامة، في الصلوات الثلاث التي يهجر فيها، وكان فاضلا، عالما بالقراءات، ورواياتها، حسن الإقراء، سديد السيرة، جميل الأمر، عفيفا، نظيفا، نزه النفس، تلمذ للمقرئ أبي الحسن بن الغزال وقرأ عليه، ثم صار يقرئ الناس، وظهر له الأولاد والأصحاب، وكان مأمون الصحبة.
سمع علي بن عبد الملك بن محمد المقرئ وجماعة من المشايخ المتأخرين. سمعت منه أحاديث يسيرة. وكنت أتبرّك به وأستريح بلقائه. (التحبير) .
[3] انظر عن (علي بن السلّار) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، 320، والإعتبار لابن منقذ 18، 19، والكامل في التاريخ 11/ 184، 185، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ونزهة المقلتين لابن الطوير 57- 59- 61- 66، 72، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، وكتاب الروضتين 1/ 226، 227، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 102- 107، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 214، 215، ووفيات الأعيان 3/ 416- 419، رقم 485، والمختصر في أخبار البشر 3/ 39، والعبر 4/ 131، ودول الإسلام 2/ 63، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 281- 283 رقم 189، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، وعيون التواريخ 12/ 475، والدرّة المضيّة 552، والبداية والنهاية 12/ 231، ومرآة الجنان 3/ 288، 289، والوافي بالوفيات 21/ 138، 139 رقم 82، واتعاظ الحنفا 3/ 204- 207، وحسن المحاضرة 2/ 205، والنجوم الزاهرة 5/ 299 (في وفيات 545 هـ.) ، وشذرات الذهب 4/ 149.

(37/318)


الوزير أبو الحَسَن الكُرْديّ، العَبْديّ، الملقّب بالملك العادل سيف الدّين، وزير الخليفة الظّافر العُبَيْديّ، صاحب مصر.
كَانَ كُرْديًّا، زرْزاريًّا فيما قِيلَ، وتربّي في القصر بالقاهرة. وتنقّلت بِهِ الأحوال في الولايات بالصّعيد وغيره إلى أنّ وُلّي الوزارة في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وقد كَانَ الظّافر استوزر نجم الدّين سليم بْن مَصّال في أوّل دولته، وكان ابن مَصّال من كبار أمراء دولته، ثمّ تغلّب عَلَيْهِ ابن السَّلَّار، فعدّى ابن مَصّال إلى الجيزة في سنة أربع وأربعين، عند ما سَمِعَ بقدوم ابن السّلّار من ولاية الإسكندريَّة طالبا الوزارة ليأخذها بالقَهْر، فدخل ابن السَّلّار القاهرَة، وغلب عَلَى الأمور، وتولّي تدبير المملكة. ونُعِت بالعادل أمير الجيوش. فحشر ابن مَصّال وَجَمَعَ عسكرا من المغاربة وغيرهم، وأقبل، فجرّد ابن السّلّار لحربه جيشا، فالتقوا، فكُسِر ابن مَصّال بدَلاص [1] من الوجه القَبْليّ، وَقُتِلَ، وأُخذ رأسُه ودُخِل بِهِ القاهرة عَلَى رُمْحِ في ذي القعدة من السّنة.
وكان ابن السَّلّار شَهْمًا، شجاعا، مِقدامًا، مائلا إلى أرباب العِلْم والصّلاح، سُنّيًّا، شافعيّا. وُلّي ثغر الإسكندريَّة مدَّةً، واحتفل بأمر أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وزاد في إكرامه وبنى لَهُ المدرسة العادليَّة، وجعله مدرّسَها، وليس بالثّغر مدرسة للشّافعيّة سواها، إلّا أنّه كَانَ جبّارا، ظالما، ذا سَطْوة، يأخذ بالصّغائر والمحقَّرات. فممّا نقل ابن خَلِّكان [2] في ترجمته عَنْهُ لمّا كَانَ جُنْديًّا دخل عَلَى الموفّق بْن معصوم التِّنِّيسيّ متولّي الدّيوان، فشكى لَهُ غرامة لزِمَتْه في ولايته بالغربيَّة، فقال: إنّ كلامك ما يدخل في أُذُني. فحقدها عَلَيْهِ. فلمّا وزر اختفى الموفَّق، فنودي في البلد: إنّ من أخفاه فَدَمُهُ هَدَر. فأخرجه الّذي خبَّأه، فخرج في زِيّ امْرَأَة، فعُرف، وأخُذِ، فأمر العادل بإحضار لوح خشبٍ، ومِسْمارٍ طويل، وعُمِل اللَّوحُ تحت أُذُنه، وضُرِب المِسْمار في الأُذُن الأخرى حتّى تسمَّر في اللّوح، وصار كلّما صرخ يَقُولُ لَهُ: دخل كلامي في أذنك أم لا؟
__________
[1] دلاص: بفتح أوله وآخره صاد مهملة. كورة بصعيد مصر على غربيّ النيل، تشتمل على قرى وولاية واسعة. (معجم البلدان 2/ 459) .
[2] في وفيات الأعيان 3/ 416.

(37/319)


وكان قد وصل من إفريقيَّة أبو الفضل عبّاس بْن أَبِي الفُتُوح بْن يحيى بْن تميم بْن المُعِزّ بْن باديس الصَّنْهاجيّ، وهو صبيّ مَعَ أُمّه، فتزوَّج بها العادل قبل الوزارة، وأقامت عنده مدَّةً، وتزوَّج عبّاس، وجاءه ولد، فسمّاه نصرا، فأحبّه العادل، وعزَّ عنده. ثمّ إنّ العادل جهّز عبّاسا إلى الشّام بسبب الجهاد، وفي صُحْبته أُسامة بْن مُنْقِذ، فلمّا قدِم بُتُلْبَيْس تذاكر هُوَ وأُسامة طِيب الدّيار المصريّة، وكرِها البيكار والقتال، وأشار عَلَيْهِ أُسامة، عَلَى ما قِيلَ، بقتل العادل، وأن يستقلّ هُوَ بالوزارة، وتقرَّر الأمر بينهما أنّ ولده نصرا يباشر قتْل العادل إذا نام.
وحاصل الأمر أنّ نصرا قتل العادل عَلَى فراشه في سادس المحرّم بالقاهرة.
ونصر المذكور هُوَ الّذي قتل الخليفة الظافر إسماعيل بْن الحافظ أيضا في العام الآتي.
452- عليّ بْن مِعْضاد [1] .
الدّمشقيّ، الدّبّاغ، المقرئ بالألحان، الطُّفَيْليّ.
روى عَنْ: أَبِي عبد اللَّه بْن أَبِي الحديد.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه القاسم.
453- عُمَر بْن عليّ بْن الحسين [2] .
أبو حفص البلْخيّ، الأديب. ويُعرف بأديب شيخ، ويلَّقب أيضا بالشّيخيّ [3] .
سمع: أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، ومحمد بْن حسين السِّمِنْجَانيّ [4] .
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: قرأتُ عَلَيْهِ «الشّمائل» للتِّرْمِذِيّ ببلْخ.
مات في جمادى الأولى سنة 8 [5] .
__________
[1] انظر عن (علي بن معضاد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 178 رقم 112.
[2] انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 526 رقم 513، والأنساب 7/ 446، ومعجم البلدان وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 93 ب.
[3] زاد في التحبير: «الطوركي» .
[4] في الأصل: «السمعاني» . والمثبت عن: الأنساب 7/ 150 و 446، وسمنجان: بكسر السين والميم، وسكون النون والجيم. بليدة من طخارستان وراء بلخ. وهي بين بلخ وبغلان.
[5] هكذا. أي 548 هـ. وقال ابن السمعاني: يسكن سكة طورك. شيخ أديب، صالح، عفيف،

(37/320)


- حرف الفاء-
454- أبو الفتوح ابن الصّلاح [1] .
الفيلسوف. ورَّخ موته فيها أبو يَعْلَى حمزة في «تاريخه» [2] وقال: كَانَ غاية في الذّكاء وصفاء الحسّ، والنّفاذ في العلوم الرياضيّة الطّبّ، والهندسة، والمنطق، والحساب، والنّجوم، والفقه، والتّواريخ، والآداب، بحيث وقع الإجماع عَلَيْهِ بأنّه لم يُرَ مثله في جميع العلوم. وكان لا يقبل من الوُلاة صِلَة.
قدِم دمشقَ في أوائل العام من بغداد، ومات [3] .
455- الفضل بْن سهل بْن بِشْر بْن أحمد [4] .
الإسْفَرَائينيّ، الدّمشقيّ، أبو المعالي بْن أَبِي الفُتُوح، ويُعرف بالأثير الحلبيّ.
وُلِد بمصر ونشأ ببيت المقدس. وسافر إلى العراق، وخراسان تاجرا. وله شعر وسط.
__________
[ () ] فقير، قانع ... وكانت ولادته في رجب إما سنة ست أو سبع وستين وأربعمائة. ببلخ، الشك منه.
[1] انظر عن (أبي الفتوح ابن الصلاح) في: تاريخ دولة آل سلجوق 225، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 323.
[2] ذيل تاريخ دمشق 323.
[3] وقيل فيه:
سررت أبا الفتوح نفوس قوم ... رأوك وحيد فضلك في الزمان
حويت علوم أهل الأرض طرّا ... وبيّنت الحليّ من البيان
دعيت الفيلسوف. وذاك حقّ ... بما أوضحت من غرر المعاني
ووافاك القضاء بعيد دار ... غريبا ما له في الفضل ثان
فأودعت القلوب عليك حزنا ... يعضّ عليه أطراف البنان
لئن بخل الزمان عليّ ظلما ... بأني لا أراك ولن تراني
فقد قامت صفاتك عند مثلي ... مقام السمع مني والعيان
سقى جدثا به أصبحت فردا ... ملاك الغيث يهمي غيروان
[4] انظر عن (الفضل بن سهل) في: المنتظم 10/ 155 رقم 238 (18/ 93 رقم 4187) ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 276 رقم 109، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وتذكرة الحافظ 4/ 1313، وميزان الاعتدال 3/ 352 رقم 6729، وسير أعلام النبلاء 20/ 226 رقم 145، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 215- 217، ولسان الميزان 4/ 442 رقم 1352، وكشف الظنون 1189، وهدية العارفين 1/ 819، ومعجم المؤلفين 8/ 68.

(37/321)


سَمِعَ بدمشق: أَبَاهُ، وأبا القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ.
وأجاز لَهُ أبو بَكْر الخطيب الحافظ، وأقام بحلب مدَّة فنُسب إليها، ووعظ بها.
وكان مليح الخطّ. وداخَلَ الشّيخَ أبا الفتح الإسْفَرائينيّ، وزعم أنّ بينه وبينه قرابة. وكان قد سَمِعَ من أبيه كتاب «السُنَن الكبير» للنَّسائيّ، الْقَدْرَ الّذي سمعه أَبُوهُ بمصر. وحدَّث بأكثر «تاريخ بغداد» ومكَّة عَن الخطيب إجازة.
قَالَ السّمعانيّ: سمعتهم يتّهمونه بالكذِب في حكاياته، وسماعه صحيح [1] .
قلت: روى عَنْهُ ابن السّمعانيّ، والحافظ ابن عساكر، وجماعة.
وآخر من روى عنه بالإجازة: أبو الحسن بن المقير.
تُوُفّي في رجب ببغداد.
- حرف اللام-
456- اللَّيْثُ بْن أحمد بْن أَبِي الفضل [2] .
أبو الفضل البَغَويّ. وقيل: اسمه صالح [3] .
شيخ من أهل القرآن والعبادة.
سَمِعَ «جامع التِّرْمِذِيّ» من أَبِي سعيد محمد بْن علي بْن أَبِي صالح.
روى عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: عُدِم في إغارة الغزّ وهو في عشر التّسعين [4] .
__________
[1] وقال ابن الجوزي: حكى شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد الصوفي قال: كان عندي الشيخ أبو محمد المقرئ، فدخل الأثير الحلبي، فجعل يثني على أبي محمد، وقال: من فضائله أن رجلا أعطاني مالا، فجئت به إليه، فلم يقبله، فلما قام قال أبو محمد: والله ما جاءني بشيء ولا أدري ما يقول، والحمد للَّه الّذي لم يقل عنده وديعة لأحد. (المنتظم) .
[2] انظر عن (الليث بن أحمد) في: التحبير 2/ 45 رقم 646، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 195 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 أ.
[3] وقيل: «محمد» ، وقيل المعروف عبدوسه. وفي المعجم «مدوسه» .
[4] وزاد: شيخ صالح من أهل القرآن والستر، كثير العبادة والخير، أضرّ في آخر عمره.. سمعت منه «الأربعين» . التي انتخبتها من «الجامع» ، وكانت ولادته بعد سنة ستين وأربعمائة.

(37/322)


- حرف الميم-
457- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ بْن مجاهد [1] .
أبو سعد الخُسْرُوشَاهيّ [2] ، المَرْوَزِيّ.
تفقّه عَلَى الإمام أَبِي المظفَّر السَّمْعانيّ، والفقيه محمد بْن عبد الرّزّاق الماخوانيّ. وكان شيخا، صالحا، سليم الجانب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: مات بعد وقعة الغُزّ بمرو في رجب [3] .
458- مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بن الخليل بن أحمد [4] .
الإمام أبو سعد الخليليّ، النّوقانيّ [5] .
ولد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر بن خلف الشّيرازيّ.
روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: توفي في أواخر المحرّم بنوقان.
قَالَ أبو سعد في «التّحبير» [6] : هُوَ من أهل نوقان طُوس، إمام، حافظ، فقيه، مفسّر، أديب، شاعر، واعظ، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: محمد بْن سعيد الفرخزاذيّ [7] ، وأبا الفضل محمد بن أحمد
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في: الأنساب 5/ 129، والتحبير 2/ 65، 66 رقم 668، ومعجم البلدان 2/ 441، وملخص تاريخ الإسلام، 8/ ورقة 94 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 486.
[2] الخسروشاهيّ: بضم الخاء، وسكون السين، وفتح الراء. هكذا ضبطها ابن السمعاني. أما ياقوت فضبطها بضم الراء. وهي نسبة إلى خسروشاه إحدى قرى مرو على فرسخين منها.
[3] وقال أبو سعد بن السمعاني: سألته عن ولادته فقال: ولدت يوم الإثنين وقت العصر الثاني عشر من المحرّم من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة مرو.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن الخليلي) في: معجم شيوخ ابن السمعانيّ، ورقة 200، والتحبير 2/ 69- 71 رقم 672، والأنساب 5/ 189، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 63.
[5] النّوقاني: قال ابن السمعانيّ: بفتح النون، وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. وقال ياقوت: بضم النون. وهي نسبة إلى نوقان، إحدى بلدتي طوس. (الأنساب 1/ 161) .
[6] ج 2/ 70.
[7] في الأصل: «الفرخارادي» ، والتحرير من: التحبير.

(37/323)


العارف. كتبتُ عَنْهُ بنوقان في المرّات الأربع. وكان من مَفَاخِر خُراسان [1] .
459- محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي جعفر [2] .
أبو بَكْر الزَّوْزَنيّ [3] ، الأديب. من أهل مَرْو.
كَانَ فقيها، صالحا، أديبا، ديّنا، قرأ الفقه [4] .
وسمع من: عبد لغفّار الشّيرُوِيّيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
وعُدِم في وقعة الغُزّ [5] .
460- محمد بْن الحَسَن بْن محمد [6] .
أبو نصر المَرْوَزِيّ، الأديب.
ثقة، خيّر، تخرَّج بِهِ جماعة.
سَمِعَ: محمد بْن الفضل الخرقيّ، وعبيد الله بن محمد الهشاميّ، وكامكار المَرْوَزِيَّين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال، مات في رجب في معاقبة الغُزّ، وله ستٌّ وثمانون سنة.
461- محمد بْن أَبِي سعيد بْن محمد [7] .
أبو بَكْر المَرْوَزِيّ، الذّرغانيّ [8] . البزّاز، الفقيه، شريك أبي بكر محمد بن
__________
[1] زاد ابن السّمعانيّ: فمن جُملة ما سمعت منه كتاب «الشفقة والوصل» لابن فنجويه الثقفي، وكتاب «أخلاق النبي صلّى الله عليه وسلم» لابن رستم الأصبهاني، وكتاب «المرض والكفارات» لابن أبي الدنيا.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن الزوزني) في: التحبير 2/ 113، 114 رقم 727، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 أ.
[3] الزّوزنيّ: نسبة إلى زوزن، بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور.
[4] زاد ابن السمعاني: كثير المحفوظ، قانعا باليسير، حسن السيرة، جميل الأمير. تفقّه على والدي رحمه الله، وسمع الحديث منه.. سمعت بقراءته عن جماعة من الشيوخ، وكتبت عنه.
وكان سريع القراءة، مجيدا. وكانت ولادته يوم الخميس التاسع من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
[5] وقال ابن السمعاني: ولا يدري أقتل صبرا؟ أو مات في العقوبة؟ ولم يعرف له خبر.
[6] لم أجده.
[7] لم أجده.
[8] لم أجد هذه النسبة.

(37/324)


[1] السّمعانيّ. قرأ قطعة من الفِقْه عَلَى: أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ، ثمّ أقبل عَلَى جمّع الدّنيا. وكان يشرب الخمر ويرى رأي الأوائل عَلَى ما قِيلَ.
وكان مظلما، وكان مولده سنة نيّف وخمسين وأربعمائة.
وكان يروّض نفسه ويُداريها بالأغذية.
سَمِعَ: أبا الفتح عُبَيْد اللَّه الهشاميّ، وإسماعيل بْن محمد الزّاهريّ.
قُتِلَ تحت عقوبة الغُزّ في رجب. قاله عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وحدَّث عَنْهُ.
462- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن بُكَيْر [1] .
أبو عليّ الفارقيّ [2] ، ثمّ الكرْخيّ، التّاجر.
حدَّث بمَرْو عَنْ أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان.
تُوُفّي بنواحي جُوَيْن [3] ، فِي شَعْبان.
463- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صالح [4] .
البِسْطاميّ، أبو عليّ الفقيه، المعروف بإمام بغداد.
قَالَ السَّمعانيّ: كَانَ فقيها، مُناظِرًا، وشاعرا مجوّدا، تفقّه على الكيا الهرّاسيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] الفارقيّ: بفتح الفاء، والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى ميّافارقين غير أن الأشهر في هذه النسبة على التخفيف، وقيل لهذه البلدة ميّافارقين لأنّ ميّا بنت أدّ هي التي بنت المدينة، وفارقين هو خندق المدينة بالعجمية يقال لها: باركين، فقيل:
ميافارقين. وقيل: ما بني منه بالصخر فهو بناء أنوشروان، وما بني بالآجرّ فهو بناء أبرويز، وهي من بلاد الجزيرة قريبة من آمد. (الأنساب 9/ 218) .
[3] جوين: بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون الياء المثنّاة من تحتها ونون. اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسمّيها أهل خراسان كويان، فعرّبت فقيل جوين.
حدودها متّصلة بحدود بيهق من جهة القبلة، وبحدود جاجرم من جهة الشمال، وقصبتها أزاذوار. (معجم البلدان 2/ 192) .
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن محمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 76، وعيون التواريخ 12/ 475، 476 وفيه: «محمد بن صالح» بدل «بن أبي صالح» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 253، وطبقات الشافعية لابن كثير 124 ب، وشذرات الذهب 4/ 149.

(37/325)


وسمع من: أَبِي الحسن بْن العلّاف.
وتُوُفّي في رجب ببلْخ، ولم يحدِّث [1] .
464- مُحَمَّدِ بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي تَوْبَة [2] .
أبو الفتْح الكُشْمِيهَنيّ [3] ، الخطيب، المَرْوَزِيّ. شيخ الصُّوفيَّة بمَرْو، وآخر من روى في الدّنيا عَنْ أَبِي الخير محمد بْن أَبِي عمران، سَمِعَ منه «صحيح البخاريّ» . وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: تُوُفّي في الثّالث والعشرين مِن جُمادَى الأولى، وسمعت منه كتاب «الصّحيح» مرّتين.
__________
[1] ومن شعره:
إذا كنت في دار القناعة ثاويا ... فذلك كنز في يديك عتيد
وإن ساءك الآتي بما لا تريده ... فذلك همّ لا يزال يزيد
(طبقات السبكي) ومن شعره:
على تلك العراص يجرّ جرّا ... من الأنواء أنواع التحايا
ديار كنت ألفها وأغشى ... بها هيفاء واضحة الثنايا
فغيّر أنسها صرف الليالي ... وبدّل أهلها بالقرب نايا
غدت أيامها سودا وكانت ... ليالينا بهم بيضا وضايا
وبتّ الدهر حبل الوصل لما ... تواصلت النوائب والرزايا
وقال:
ما محنة إلّا لها غاية ... في تناهيها تفضيها
فاصبر فإنّ السعي في دفعها ... قبل التناهي زائد فيها
(عيون التواريخ) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الكشميهني) في: التحبير 2/ 150- 152 رقم 780، والتقييد 79 رقم 68، والعبر 4/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1757، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 251، 252 رقم 170، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 ب، ومرآة الجنان 3/ 291، 292، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 77، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 351، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 124 ب، 125 أ، والجواهر المضيّة 2/ 76، 77، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وشذرات الذهب 4/ 150.
[3] الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى ما وراء النهر. (الأنساب 10/ 436) .

(37/326)


وقال ابن نُقْطَة [1] : سَمِعَ منه «صحيح البخاريّ» جماعة منهم ابنه أبو عبد الرحمن محمد بْن محمد، وشريفة بِنْت أحمد بْن عليّ العيَّاريّ، ومسعود بْن محمود المَنِيعيّ.
وقال: قَالَ أبو سعد [2] : كَانَ شيخ مَرْو في عصره، تفقّه عَلَى جدّي وصاهَرَهُ عَلَى بِنْت أخيه [3] . لم أر في شيوخ الصُّوفيَّة مثله. وكان لي مثل الوالد للمودَّة الأكيدة. سَمِعَ من الجدّ، ومن: أَبِي الفضل محمد بْن أحمد العارف المِيهَنيّ، وهبة اللَّه بْن عبد الوارث.
سمعتُ منه الكثير، وأضرّ في الآخر. ومولده في ذي القعدة سنة إحدى وستّين.
إلى أن قَالَ السَّمْعانيّ: كَانَ عالما، حَسَن السّيرة، جميل الأمر، سخيّا، مُكْرِمًا للغُرباء [4] . وكان سماعة للصّحيح سنة إحدى وسبعين بقراءة الحافظ أَبِي جعفر الهَمَذَانيّ، وعمره تسع سِنين.
465- محمد بْن عبد الكريم بن أحمد [5] .
__________
[1] في التقييد 79.
[2] في التحبير.
[3] في التحبير: «بنت أخيه» .
[4] وزاد ابن السمعاني: داهيا في الأمور، كيّسا، فطنا، مبالغا في الاحتياط في خدمة الصوفية، وما كان يقبل من أهل العسكر شيئا من أموالهم. خدم الصوفية والمجتازين قريبا من خمسين سنة.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التحبير 2/ 160- 162 رقم 791، والأنساب 7/ 28، ومعجم البلدان 3/ 377، واللباب 2/ 99، وطبقات الفقهاء الشافعية 1/ 212، 213 رقم 48، وتاريخ حكماء الإسلام 141- 144، ووفيات الأعيان 4/ 273- 275، وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة 27 أ، 27 ب، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 398، والعسجد المسبوك، المنسوب للخزرجي (مصوّرة كلية الآداب بجامعة بغداد) ورقة 68 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 286- 288 رقم 194،: والعبر 4/ 132، ودول الإسلام 2/ 64، والمشتبه في الرجال 1/ 348، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 78، 79، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 3/ 27، ومرآة الجنان 3/ 289، 290، وعيون التواريخ 12/ 476، 477، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 106، 107، والوافي بالوفيات 3/ 278، 279، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 125 أ، وتاريخ ابن الوري 2/ 85، 86، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 330، و 331 رقم 297، ولسان الميزان

(37/327)


أبو الفتح بْن أَبِي القاسم الشَّهْرَسْتَانيّ [1] ، المتكلِّم، ويلقَّب بالأفضل. كَانَ إماما، مبرِّزًا في عِلم الكلام والنَّظَر، تفقَّه عَلَى أحمد الخَوَافيّ [2] ، وبرع في الفِقْه، وقرأ الكلام والأُصول عَلَى أَبِي نصر بْن القُشَيْريّ، وأخذ عَنْهُ طريقة الأَشْعَريّ.
وقرأ الكلام أيضا عَلَى الأستاذ أَبِي القاسم الأنصاريّ. وصنَّف كتاب «الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ» [3] ، وكتاب «نهاية الإقدام» ، وغير ذلك.
وكان كثير المحفوظ، مليح الوعظ. دخل بغداد سنة عشر وخمسمائة، وأقام بها ثلاث سنين، ووعظ بها، وظهر له قبول عند العوامّ [4] .
وقد سَمِعَ بنَيْسابور من: أَبِي الحسن عليّ بن أحمد المدينيّ، وغيره.
قَالَ ابن السّمعانيّ [5] : كتبت عَنْهُ بمَرْو، وقال لي: وُلِدتُ بشهرسْتان في سنة سبْعٍ [6] وستّين وأربعمائة، وبها تُوُفّي في أواخر شعبان. غير أنّه كان متّهما
__________
[5] / 263، 264، رقم 907، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وتاريخ الخلفاء 442، وروضات الجنات 186- 188، والجواهر المضيّة 2/ 35، وتبصير المنتبه 2/ 719، وشذرات الذهب 4/ 147، ومفتاح السعادة 1/ 264، 265، وكشف الظنون 57، 291، 472، 1097، 1703، 1821، 1987، وهدية العارفين 2/ 791 وديوان الإسلام 3/ 159 رقم 1263، ومعجم المطبوعات لسركيس 1153، 1154، والأعلام 6/ 215، ومعجم المؤلفين 10/ 187.
[1] الشّهرستاني: نسبة إلى شهرستان. وفي (التحبير) : «شهرستانة» . بليدة بخراسان قرب نسا مما يلي خوارزم.
قال ابن خلّكان: وهي مركّبة. فمعنى شهر: مدينة، ومعنى، ستان: الناحية، فكأنه قال: مدينة الناحية.
[2] الخوافي: نسبة إلى خواف، ناحية من نواحي نيسابور. وقد تحرّفت النسبة في (لسان الميزان) إلى: «الجواني» ، وفي (مفتاح السعادة) إلى «الحوافي» بالحاء المهملة.
[3] وهو مطبوع مشهور. قال السبكي: وهو عندي خير كتاب صنّف في هذا الباب، ومصنّف ابن حزم وإن كان أبسط منه إلّا أنه مبدّد ليس له نظام، ثم فيه من الحطّ على أئمّة السّنّة ونسبة الأشاعرة إلى ما هم بريئون منه ما يكثر تعداده، ثم ابن حزم نفسه لا يدري علم الكلام حقّ الدراية على طريق أهله.
[4] طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 213 نقلا عن (الذيل) لابن السمعاني.
[5] في التحبير 2/ 162.
[6] هكذا في الأصل: «سبع» ومثله في (وفيات الأعيان 4/ 274) وقال ابن خلّكان: «هكذا وجدته بخطّي في مسوّداتي، وما أدري من أين نقلته» ! وفي جميع المصادر: «تسع» .

(37/328)


بالمَيْل إلى أهل القلاع، يعني الإسماعيليَّة، والدّعوة إليهم والنُّصْرة لطامَّتهم.
وقال في «التّحبير» [1] : هُوَ من أهل شَهْرسْتان، كَانَ إماما أُصوليًّا، عارفا بالأدب والعلوم المهجورة، وهو مُتَّهَمٌ بالإلحاد والمَيْل إليهم، غال في التّشيّع [2] .
__________
[ () ] وقال الأستاذة منيرة ناجي سالم في تحقيقها للتحبير 2/ 162 بالحاشية (3) .
«في ن. م. عن ذيل ابن السمعاني: قال ابن السمعاني: سألته عن مولده، فقال سنة 479 هـ. وكذلك ورد مثل هذا التاريخ في (لسان الميزان ج 5 ص 263) ، بينما جاء في (معجم البلدان، وملخص تاريخ الإسلام) كما في التحبير» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» .
إن ما جاء في المطبوع من التحبير، وفي معجم البلدان هو سنة «تسع» ، على خلاف ما يوحي كلام الأستاذة منيرة من وجود اختلاف بين المصادر حول تاريخ السنة، فليراجع.
[1] ج 2/ 160، 161.
[2] وقال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في (تاريخ خوارزم) في: دخل خوارزم واتّخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحوّل إلى خراسان، وكان عالما حسنا، حسن الخط والحفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيّب المعاشرة.. ولولا تخبّطه في الاعتقاد، ومطله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيرا ما كنا نتعجّب من وفور فضله، وكمال عقله، كيف مال إلى شيء لا أصل له، واختار أمرا لا دليل عليه لا معقولا ولا منقولا، ونعوذ باللَّه من الخذلان والحرمان من نور الإيمان، وليس ذلك إلّا لإعراضه عن نور الشريعة، واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات، فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذّبّ عنهم. وقد حضرت عدّة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ: قال الله، ولا قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم ولا جواب عن المسائل الشريعة، والله أعلم بحاله. وخرج من خوارزم سنة 510، وحجّ في هذه السنة، ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية، وظهر له قبول عند العوام، وكان المدرّس بها يومئذ أسعد الميهني، وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم قرّبه أسعد لذلك. سمعت محمد بن عبد الكريم يقول: سئل يوما في محلّة ببغداد عن سيّدنا موسى، عليه السلام، فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من جانب الطور نارا، خرجنا نبتغي مكة حجّاجا وعمّارا، فلما بلغ الحياة حاذى جملي جارا، فصادفنا بها ديرا ورهبانا وخمّارا. وكان قد صنّف كتبا كثيرة في علم الكلام، منها: كتاب نهاية الإقدام، وكتاب الملل والنّحل، وكتاب غاية المرام في علم الكلام، وكتاب دقائق الأوهام، وكتاب الإرشاد إلى عقائد العباد، وكتاب المبدإ والمعاد، وكتاب شرح سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية. وكتاب الأقطار في الأصول. ثم عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في سنة 549 أو قريبا منها، ومولده سنة 469 (معجم البلدان 3/ 377) .
وقال السبكي: وفي تاريخ شيخنا الذهبي أن ابن السمعاني ذكر أنه كان متّهما بالميل إلى أهل القلاع يعني الإسماعيلية والدعوة إليهم والنصرة لطامّاتهم، وأنه قال في (التحبير) إنه متّهم بالإلحاد والميل إليهم، غال في التشيّع. انتهى مختصرا. فأمّا (الذيل) فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني، فإن تصانيف أبي الفتح دالّة على خلاف ذلك، ويقع لي أنّ هذا دسّ على ابن السمعاني في كتابه (التحبير) وإلا فلم يذكره

(37/329)


ثم ذكر نحْوًا ممّا تقدَّم، لكن قَالَ في مولده سنة تسعٍ، بَدَل سبْع. والله أعلم.
466- محمد بْن عُمَر بْن محمد بْن عليّ [1] .
الإمام أبو الفتح الشّيرازيّ [2] ، السَّرْخَسِيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
فقيه، فاضل، مُنَاظِر، شاعر. سَمِعَ بنفسه من جماعة كأبي نصر محمد بْن محمد الماصَانيّ، ومحمد بْن عبد الواحد الدّقّاق، وأبي بَكْر عبد الغفّار الشِّيرُوِيّيّ.
قُتِلَ في عاشر رجب بمَرْو فيمن قُتِلَ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
467- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سهل بن أبي طلحة [3] .
__________
[ () ] في (الذيل) . لكن قريب منه قول صاحب (الكافي) : لولا تخبّطه في الاعتقاد وميله إلى أهل الزيغ والإلحاد لكان هو الإمام في الإسلام، وأطال في النيل منه. (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 79) .
وقال القزويني: وكان رجلا فاضلا، متكلّما، ويزعم أنه انتهى إلى مقام الحيرة، وهو القائل:
لقد طفت في تلك المعاهد كلّها ... وصيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلّا واضعا كفّ حائر ... على ذقن أو قارعا سنّ نادم
(آثار البلاد 398) وانظر: وفيات الأعيان 4/ 274 و 275.
وقد تعجّب الحافظ ابن حجر من عدم ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- للشهرستاني في (ميزان الاعتدال) ، فقال: هو على شرط المؤلّف ولم يذكره. والعجب أنه يذكر من أنظاره من ليست له رواية أصلا، ويترك هذا وله رواية، فإنه حدّث عن علي بن أحمد المدائني، وغيره.
فقال تاج الدين السبكي في طبقاته: لم أقف في شيء من تصانيفه على ما نسب إليه من ذلك لا تصريحا ولا رمزا، فلعلّه كان يبدو منه ذلك على طريق الجدل، أو كان قبله أشرب محبّة مقالتهم لكثرة نظره فيها. والله أعلم. (لسان الميزان 5/ 263، 264) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: التحبير 2/ 174 رقم 809، والأنساب 7/ 460، ومعجم البلدان 3/ 382، وتكملة الإكمال، ورقة 92 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 95 أ.
[2] في الأصل: «الشيرازي» ، والتصويب من: الأنساب وغيره. وهو بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الراء، وكسر الزاي في الآخر. هذه النسبة إلى «شيرز» وهي قرية كبيرة بنواحي سرخس.
[3] انظر عن (محمد بن محمد السنجي) في: الأنساب 7/ 166، والمنتظم 10/ 155 رقم 240 (18/ 93، 94 رقم 4189) ، والتقييد لابن نقطة 105 رقم 114، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1756، وتذكرة الحفاظ 4/ 1312، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير

(37/330)


الحافظ أبو طاهر بْن أَبِي بَكْر المَرْوَزِيّ، السِّنْجيّ [1] ، المؤذّن، الخطيب.
وُلِد بقرية سَنْج العُظْمَى في سنة ثلاث وستّين وأربعمائة أو قبلها. وسمع الكثير، ورحل إلى نَيْسابور، وبغداد، وأصبهان، وتفقَّه أولا عَلَى الإمام أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ.
وعلى: عبد الرحمن الرّزّاز.
وكتب الكثير، وحصّل.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كان إماما، ورعا، متهجّدا، متواضعا، سريع الدّمْعة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وأبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ، الفقيه، وعليّ بْن أحمد المَدِينيّ، ونصر اللَّه بْن أحمد الخُشْنَاميّ، وفَيْدَ بْن عبد الرحمن الشّعرانيّ الهَمَذَانيّ، والشّريف محمد بْن عبد السّلام الأنصاريّ، وثابت بْن بُنْدار، وجعفر السّرّاج، وأبا البقاء المعمّر الحبّال، وعبد الملك ابن بنته لمّا حَجّ، وأبا بَكْر أحمد بْن محمد الحافظ ابن مردوَيْه، وأبا سعد المطرّز، وعبد الرحمن بْن حَمْد [2] الدُّونيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد النَّيْسابوريّ صاحب عبد الغافر الفارسيّ، وخلْقًا سواهم. [3] وكان من أخصّ أصحاب والدي في الحَضَر والسَّفَر.
سَمِعَ الكثير معه، ونسخ لنفسه ولغيره، وله معرفة بالحديث. وهو ثقة، ديِّن، قانع بما هُوَ فيه، كثير التّلاوة. وحجّ مَعَ والدي، وكان يتولّى أموري بعد والدي. وسمعتُ من لفْظه الكثير. وكان يلي الخطابة بمَرْو في الجامع الأقدم.
وتُوُفّي في التّاسع والعشرين من شوّال.
قلت: سَمِعَ منه: عبد الرحيم بن السّمعانيّ «سنن النّسائيّ» ، «وصحيح
__________
[ () ] أعلام النبلاء 20/ 284، 285، رقم 192، والمشتبه في الرجال 1/ 349، والعبر 4/ 132، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 100، وطبقات الشافعية للإسنويّ 3/ 152، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 125 أ، ومرآة الجنان 3/ 291، وطبقات الحفاظ 472، وشذرات الذهب 4/ 150.
[1] السّنجيّ: بالسين المهملة، والنون الساكنة والجيم.
[2] وقد تصحّفت النسبة في (تذكرة الحفاظ) إلى «السبحي» بالباء الموحّدة والحاء المهملة.
[3] تحرّف في (تذكرة الحفاظ) إلى: «أحمد» .

(37/331)


مسلم» ، وكتاب «الرِّقاق» لابن المبارك، بروايته لَهُ عَنْ إسماعيل الزّاهريّ، عَنْ إسماعيل بْن ينال المحبوبيّ، وكتاب «حيلة الأولياء» لأبي نُعَيْم، وكتاب «الأحاديث الألف» لشيخه الإمام أَبِي المظفّر عبد الجبّار بْن السّمعانيّ، وأشياء أُخَر.
468- محمد بْن محمد بْن محمد بْن خَلَف [1] .
العدْل، أبو نصر البلْخيّ.
سَمِعَ من: أحمد بْن محمد الخليليّ.
قَالَ السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ ببلْخ. ووُلد في سنة اثنتين وسبعين، وله إجازة من القاضي الخليل بْن أحمد السِّجْزِيّ [2] .
مات في صَفَر.
469- محمد بْن محمد بْن منصور [3] .
أبو سعد المَرْوَزِيّ، الغزّال، الغازي.
قُتِلَ في وقعة الغُزّ بمَرَو.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ. ثنا أبو الفتح عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَزْدَشير بْن محمد الهشاميّ، أَنَا جدّي، فذكر حديثا [4] .
470- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الخير [5] .
أبو بَكْر الصُّوفيّ، الشِّيرازيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
حدَّث عَنْهُ عبد الرحيم السَّمْعانيّ. ومن كُهُول شيوخه.
وقتل في وقعة الغزّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد البلخي) في: التحبير 2/ 227، 228 رقم 876، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 240 أ.
[2] وقال ابن السمعاني: كان من العدول الموثوقين، وكان شيخا صالحا، سديد السيرة.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن منصور) في: التحبير 2/ 230 رقم 880، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 241 ب.
[4] وقال أبو سعد بن السمعاني: كان شيخا صالحا، صائنا، مستورا، من بيت الخير والعلم.
سمعت منه جزءا، وكانت ولادته تقديرا سنة تسعين أو إحدى وتسعين وأربعمائة على ما ذكره.
[5] انظر عن (محمد بن محمد الصوفي) في: الكامل في التاريخ 11/ 181.

(37/332)


471- محمد بْن المفضّل بْن سيار بْن محمد [1] .
أبو عبد الله الهَرَويّ، الدّهّان، وهو أميرجة.
سَمِعَ بإفادة عمّه صاعد بْن سَيّار من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَليّ العميري، والقاضي أَبِي عامر الأزْديّ، وأبي عطاء عبد الأعلى بْن عبد الواحد المليجيّ، ونجيب بْن ميمون، وجماعة.
وحدَّث بمَرْو، وهَرَاة.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه «جامع التِّرْمِذيّ» ، وسمعتُ منه «درجات التّائبين» لإسماعيل بْن المقري، بروايته عَنْ أَبِي عطاء المليجيّ، عَنْهُ. ووُلِد في سنة خمسٍ وسبعين.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة بمَرْو.
وترجمة أَبِي نصر أخيه في سنة 557.
472- محمد بْن نصر بْن صغير بْن خالد [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن المفضل) في: التحبير 2/ 237، 238 رقم 890، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 243 أ.
[2] انظر عن (محمد بن نصر بن صغير) في: ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا) ، انظر فهرس الأعلام 326، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 322، والأنساب 10/ 291، والتحبير 2/ 242- 244، رقم 898، وتاريخ دمشق، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 96- 160، ومعجم الأدباء 19/ 64- 81، والتاريخ الباهر 92، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 213، 214 في وفيات 547 هـ، وكتاب الروضتين (في مواضع كثيرة) ، ووفيات الأعيان 4/ 458- 461، ومسالك الأبصار (مخطوط) 10/ 470، 471، وأخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء للملك الأيوبي (مخطوط) رقم 336، ورقة 177 أ، وجمهرة الإسلام ذات النثر والنظام لابن رسلان الشيزري (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 9223 أدب) ورقة 83، وبدائع البدائه لابن ظافر الأزدي 257، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) ج 7/ 64، 65 و 8/ 160، وتكملة إكمال الإكمال للصابوني 241، 242، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 276، 277 رقم 302، والإعلام بوفيات الأعلام 225، ودول الإسلام 2/ 64، والعبر 4/ 133، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، وسير أعلام النبلاء 20/ 224- 2426 رقم 144، والتذكرة الفخرية للإربلي 243، 373، والوافي بالوفيات 5/ 112- 121، وعيون التواريخ 12/ 467، 471 و 480 483 (وفيه وفاته 547 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 231، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، 85، ومرآة الجنان 3/ 287، 288، والعسجد المسبوك (مخطوط) ورقة 68 أ، وصبح الأعشى 2/ 31، والكواكب الدرّية في السيرة النورية لابن قاضي شهبة 75 وما بعدها، وخزانة الأدب

(37/333)


أبو عبد الله القَيْسَرانيّ، الأديب، صاحب الدّيوان المشهور، وحامل لواء الشِّعْر في زمانه.
وُلِد بعكّا، ونشأ بقَيْساريَّة فنُسِب إليها. وسكن دمشق وامتدح الملوك والكبار. وتولّى إدارة السّاعات الّتي عَلَى باب الجامع، وسكن فيها في دولة تاج المُلوك وبعده.
ثمّ سكن حلب مدَّةً، وولي بها خزانة الكُتُب. وتردَّد إلى دمشق، وبها مات. وقد قرأ الأدب عَلَى توفيق بْن محمد. وأتقن الهندسة، والحساب، والنّجوم.
وصحِبَ أبا عبد الله بْن الخيّاط الشّاعر، فتخرَّج بِهِ في الفرائض، وانطلق لسانُه بشِعْرٍ أرَقّ من نسيم السَّحَر، وألذّ من سماع الوَتَر.
ودخل بغداد، ومدح صاحب ديوان إنشائها سديد الدّولة محمد بْن الأنباريّ.
ومن شِعره:
مَن لقلْب يألَفُ الفَكَرا ... ولِعَينٍ ما تذوق كَرَا
ولصَبٍّ بالغرامِ قَضَى ... ما قضى من حُبّكم [1] وَطَرَا
ويْحَ قلبي من هَوى قمر ... أنكرتْ عيني له القمرا
__________
[ () ] لابن حجّة الحموي 175، والنجوم الزاهرة 5/ 202، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 768، وشذرات الذهب 4/ 150، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 388، وديوان الإسلام 4/ 47 رقم 1722، وقلادة النحر بأعيان وفيات الدهر لابن أبي مخرمة (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 4410 تاريخ) ج 4/ 158، والفهرس التمهيدي 301، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 48، وذيله 1/ 455، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 237، والأعلام 7/ 347، ومعجم المؤلفين 12/ 77، والحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية للدكتور احمد بدوي 141- 148، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 266، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا 158- 185، وصدى الغزو الصليبي في شعر ابن القيسراني للدكتور محمود إبراهيم، نشر المكتب الإسلامي بدمشق ومكتبة الأقصى بعمّان 1971، وشعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام للدكتور محمد علي الهرفي 224- 254، وكتاب «محمد بن نصر القيسراني حياته وشعره» لفاروق أنيس جرّار، نشرته دار الثقافة والفنون في عمّان 1974، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 334، 335.
[1] في تاريخ دمشق: «من وصلكم» .

(37/334)


حالَفَتْ أجفانَهُ سِنَة ... قتلتْ عُشّاقَه سَهَرا
يا خليليَّ اعْذُرا دَنِفًا ... يصْطَفي في الحبّ مَن غَدَرَا
وذَرَاني من مَلامِكُما ... إنّ لي في سَلْوتي نَظَرا [1]
وله [2] :
سقى اللَّه بالزَّوْراء من جانب الغرب ... مها وردت ماء الحياة من القلبِ
عفائف إلّا عَنْ مُعَاقَرَة الهَوَى ... ضعائف إلّا عَنْ مغالبةِ الصَّبِّ
تظلّمت من أجفانِهنّ إلى النَّوَى ... سِفَاهًا، وهل يُعْدَى البِعادُ عَلَى القُربِ
ولمّا دنا التّوديعُ قلتُ لصاحبي ... حَنَانَيْكَ، سِرْ بي عَنْ ملاحَظَة السِّرْبِ
إذا كانت الأحداق نوعا من الظُّبَى ... فلا شكّ أنّ اللَّحْظ ضَرْبٌ من الضَّرْبِ
تقضّي زماني بين بين وهجرة ... فحتّام لا يصحوا فؤادي من حُبِّ
وأهوى الّذي أهوى لَهُ البدرُ ساجدا ... أَلَسْتَ تَرى في وجهه أثَرَ التُّرْبِ
وأَعجب ما في خمر عينيهِ أيّها ... يُضاعف سُكْري كُلَّما أقْلَلْتُ شُرْبي
وما زال عُوّادي يقولون: من بِهِ ... وأَكتُمُهُم حتَى سألتُهُم: مَن بي
فصرت إذا ما هزّني الشَّوْقُ هزَّةً ... أُحِيل عَذُولي في الغرام عَلَى صَحْبي
وعند الصبي منّا حديثٌ كأنَّه ... إذا دار بين الشّرب رَيْحانة الشُّرْب
تنمُّ عَلَيْهِ نفحةٌ بالبليّة ... نمت من ثناياها إلى البارد العَذْبِ
تُراحُ لها الأرواحُ حتّى تظنّها ... نسيمَ جمال الدّين هبّ عَلَى الرَّكْبِ
وخرج إلى مديح الوزير جمال الدّين أَبِي المحاسن عليّ بْن محمد.
ومن شِعْره:
يا هِلالًا لاح في شَفَقٍ ... أَعْفِ أَجْفاني من الأرَقِ
فُكَّ قلبي يا معذّبه ... فهو من صدغيك في حنق [3]
__________
[1] وردت الأبيات الأربعة الأولى في تاريخ دمشق، مختصر تاريخ دمشق 23/ 267، وكلها في خريدة القصر 1/ 76.
[2] ورد ثلاثة أبيات منها في: معجم الأدباء 19/ 77 وهي الثالث والرابع والخامس. وورد البيت السابع في وفيات الأعيان 4/ 460، والبيتان الرابع والخامس في الوافي بالوفيات 5/ 114، والبيت السابع 5/ 121، وكلها في الخريدة.
[3] البيتان في الخريدة.

(37/335)


وله في خطيب:
شُرِحَ المنبرُ صدْرًا ... لِتَلَقِّيك رحيبا
أتُرَى ضَمَّ خطيبا ... منكَ، أمْ ضُمِّخ طِيبا؟ [1]
قَالَ ابن السّمعانيّ [2] : هُوَ أشعر رَجُل رأيته بالشّام، غزير الفضل، لَهُ معرفة تامَّة باللّغة والأدب، وله شِعْر أرقُّ من الماء الزُّلال. سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال لي:
سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعكّا.
وقال الحافظ ابن عساكر [3] : لمّا قدِم القَيْسَرانيّ دمشق آخر قدمة نزل بمسجد الوزير ظاهر البلد، وأخذ لنفسه طالَعًا، فلم ينفعه تنجيمه، ولم تَطُلْ مدّتُه. وكان قد أنشد والي دمشق قصيدة، مدحه بها يوم الجمعة، فأنشده إياها وهو محموم، فلم تأتِ عَلَيْهِ الجمعة الأخرى. وكنت وجدتُ أخي قاصدا عيادته فاستصحبني معه، فقلت لأخي في الطّريق: إنّي أظنّ القيسرانيّ سيلحق ابن منير كما لحق جرير الفرزدق. فكان كما ظننتُ. ولمّا دخلنا عَلَيْهِ وجدناه جالسا، ولم نر من حاله ما يدلّ عَلَى الموت. وذكر أنّه تناول مُسْهِلًا خفيفا. فَبَلَغَنَا بعد ذلك
__________
[1] قال ابن خلّكان: وهذا الجناس في غاية الحسن. ثم وجدت هذين البيتين لأبي القاسم بن زيد بن أبي الفتح أحمد بن عبيد بن فضل الموازيني الحلبي المعروف أبوه بالماهر، وأن ابن القيسراني المذكور أنشدهما للخطيب ابن هاشم لما تولّى خطابة حلب فنسبا إليه، ورأيت الأول على هذه الصورة، وهو:
قد زها المنبر عجبا ... إذ ترقّيت خطيبا
(وفيات الأعيان 4/ 459) .
وقال ابن العديم الحلبي: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي فيما أذن لي في روايته عنه قال: أخبرنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن نصر بن صغير القيسراني في كتابه قال: وقال لي أبو عبيد الله يعني ابن الخياط: رأيت ابن الماهر بطرابلس وهو يعمل أشعارا ضعيفة ركيكة، وكان يعتمد الجناس المركّب فلا يأتي بشيء، فعمل أبياتا يهنّي بها إنسانا تولّى الخطابة فقال بعد ذكر المنبر:
أتُرَى ضَمَّ خطيبا منكَ ... أمْ ضُمِّخ طِيبا؟
فأحسن والله وأتى بالعجب. قال أبو عبد الله يعني ابن الخياط: فلما لقيت أبا الفتيان بحلب حكيت له الحكاية وأنشدته هذه البيت، فقال لي: والله إن عمري أسلك هذه الطريقة ما وقع لي مثله. (بغية الطلب 7/ 46، 65) .
[2] في التحبير 2/ 243.
[3] تاريخ دمشق، بغية الطلب 7/ 64، 65.

(37/336)


أنّه عمل معه عملا كثيرا، فمات ليلة الأربعاء الثّاني والعشرين من شعبان، ودُفِن بباب الفراديس.
قلت: وفي أولاده جماعة وزراء وفُضلاء.
473- محمد بْن يحيى بْن منصور [1] .
العلّامة أبو سعد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ محيي الدّين، تلميذ الغزاليّ.
تفقّه عَلَى: أَبِي حامد الغزاليّ، وأبي المظفَّر أحمد بْن محمد الخَوَافيّ.
وبرع في الفقه، وصنَّف في المذهب والخلاف. وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الفُقهاء بنَيْسابور. ورحل الفقهاء إلى الأخْذ عَنْهُ من النّواحي. واشتهر اسمه.
وصنّف كتاب «المحيط في شرح الوسيط» ، وكتاب «الإنتصاف [2] في مسائل الخلاف» أو درّس بنظاميَّة نَيْسابور. وتخرَّج بِهِ أئمَّة.
قَالَ القاضي ابن خَلِّكان [3] : هُوَ أستاذ المتأخَرين، وأوحدهم عِلْمًا وزُهدًا.
سَمِعَ الحديث سنة ستٍّ وتسعين من أَبِي حامد أحمد بْن عليّ بْن عَبْدُوسَ، وكان مولده سنة ستٍّ وسبعين بطُرَيْثِيث. ويُنسب إليه من الشّعر بيتان وهما:
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التحبير 2/ 252، 253، رقم 908، والكامل في التاريخ 11/ 178، 181، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 95، ووفيات الأعيان 4/ 223، 224، ودول الإسلام 2/ 64، والإعلام بوفيات الأعلام 225، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1758، وفيه: «محيي الدين محمد بن يحيى بن أبي منصور» ، والعبر 4/ 133، وسير أعلام النبلاء 20/ 312- 315 رقم 208، وعيون التواريخ 12/ 477، ومرآة الجنان 3/ 290، 291، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 197، 198، والوافي بالوفيات 5/ 197، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 559، 560، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 332، 333، رقم 299، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 151، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 205، 206، وكشف الظنون 1/ 174 و 2/ 2008، وروضات الجنات 186، وهدية العارفين 2/ 91، والأعلام 8/ 7، وديوان الإسلام 4/ 135 رقم 1843، ومعجم المؤلفين 12/ 111، والكنى والألقاب للقمّي 3/ 144، 145.
[2] في الأصل: «التصاف» . والمثبت عن سير أعلام النبلاء 20/ 313.
[3] في وفيات الأعيان 4/ 223.

(37/337)


وقالوا: يصيرُ الشِّعْرُ [1] في الماء حيَّةً ... إذا الشَّمْسُ لاقَتْه فما خِلْتُهُ حقّا [2]
فلمّا الْتَوَى صُدْغَاهُ في ماء وجهِهِ ... وقد لَسَعا قلْبي تَيَقَّنتُهُ صِدْقا [3]
ولعليّ بْن أَبِي القاسم البَيْهَقيّ فيه يرثيه وقد قتلته الغُزّ:
يا سافكا دَمَ عالِمٍ مُتَبَحِّرٍ ... قد طال في أقْصى الممالكِ صيتُهُ
باللَّه قُلْ لي يا ظَلُومُ ولا تَخَفْ ... من كَانَ مُحيي الدّينِ كيف تُمِيتُهُ؟ [4]
وممّا قِيلَ فيه:
وفاةُ [5] الدّين والإسلام تُحيى [6] ... بمُحيي الدّين مولانا ابن يحيى
كأنّ اللَّه ربَّ العرشِ يُلقي ... عَلَيْهِ حين يُلْقي الدّرْسَ وَحْيا [7]
قَتَلَتْه الغُزْ، قاتَلَهَم اللَّه، حين دخلوا نَيْسابور في رمضان، دسّوا في فيه التّراب حتّى مات، رحمه اللَّه.
وقال السّمعانيّ [8] : سنة تسعٍ في حادي عشر شوّال بالجامع الجديد قَتَلَتْه الغُزّ لمّا أغاروا عَلَى نَيْسابور.
قَالَ: ورأيته في المنام، فسألته عَنْ حاله، فقال: غُفِر لي.
وكان والده من أهل جَنْزَة [9] ، فقدِم نَيْسابور، لأجل القُشَيْريّ، وصحِبَه مدَّة، وجاور، وتعبّد. وابنه كان أنْظَرَ الخُراسانيّين في عصره.
وقد سَمِعَ من: نصر الله الخشناميّ، وجماعة.
__________
[1] في الأصل: «بالشعر» .
[2] في وفيات الأعيان، والوافي بالوفيات، وشذرات الذهب: «فما خلته صدقا» .
[3] وفيات الأعيان 4/ 224، سير أعلام النبلاء 20/ 315، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 26، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 4/ 151.
[4] وفيات الأعيان 4/ 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 314، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 37، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 4/ 151.
[5] هكذا في الأصل هنا وأصل سير أعلام النبلاء. وفي المصادر: «رفاة» .
[6] في الأصل: «تحيا» .
[7] وفيات الأعيان 4/ 223، طبقات الشافعية الكبرى 7/ 27، والوافي بالوفيات 5/ 197.
[8] في التحبير 2/ 253.
[9] جنزة: بالفتح اسم أعظم مدينة بأرّان، وهي بين شروان وأذربيجان، وهي التي تسمّيها العامّة كنجة. بينها وبين بردعة ستة عشر فرسخا. (معجم البلدان 2/ 171) .

(37/338)


قَالَ: وكتبتُ عَنْهُ رحمه اللَّه.
474- محمود بْن الحسين بْن بُنْدَار بْن محمد [1] .
أبو نَجِيح بْن أَبِي الرّجاء الطَّلْحيّ [2] ، الأصبهانيّ، الواعظ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وُلِد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وسمع: مكّيّ بْن منصور الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عبد الله السّوذَرْجانيّ، وأبا مطيع محمد بْن عبد الواحد.
وورد بغداد، وسمع الكثير بقراءته عَلَى ابن الحُصَيْن، وطبقته. وله قبولٌ تامٌّ في الوعظ عند العامّة. وهو شيخ، ومتودّد، مطبوع، كريم، حريص عَلَى طلب الحديث. كتبت عَنْهُ، وكتب عنّي.
وتُوُفّي في سَلْخ ربيع الآخر.
قلت: وروى عَنْهُ: ابن عساكر، وأبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
475- محمود بْن كاكوَيْه بْن أَبِي عليّ [3] .
أبو القاسم المَرْوَرُّوذِيّ.
وُلِد سنة ستّين وأربعمائة.
وحدّث ب «جامع» أَبِي عيسى، عَنْ عمّه أَبِي عَبْد الله مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه العلاويّ، عَن الجرّاحيّ.
وتُوُفّي في أحد الرَّبيعَيْن أو الجمادين.
476- منير بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأستاذ [4] .
كَانَ يخدمهم، ويحصّل الأموال، ويُنْفق عليهم.
__________
[1] انظر عن (محمود بن الحسين) في: المنتظم 10/ 155 رقم 241 (18/ 94 رقم 4190) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 304 وفيه «محمود بن الحسن» ، وشذرات الذهب 4/ 151.
[2] الطّلحيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء والمهملة. هذه النسبة إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. (الأنساب 8/ 246) .
[3] انظر عن (محمود بن كاكويه) في: التقييد لابن نقطة 443، 444 رقم 592، و 106 رقم 116 في ترجمة شيخه «محمد بن محمد بن العلاء» .
[4] لم أجده.

(37/339)


حدَّث عَنْ: أَبِي الفتح ناصر البيّاضيّ.
وَقُتِلَ صبرا بمَرْو في فتنة الغُزّ في رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
- حرف النون-
477- ناصر بْن حمزة [1] .
أبو المناقب بْن طَبَاطَبَا العلويّ، الأصبهانيّ.
سَمِعَ جزء لُوَيْن من ابن ماجة الأَبْهَرِيّ.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في ربيع الآخر [2] .
478- نَصْر بْن أحمد بْن مُقَاتِل [3] بْن مَطْكُود [4] .
أبو القاسم السُّوسيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ من: جدّه. وأبي القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ، وأبي عبد الله بْن أَبِي الحديد، وسهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ.
روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، والحافظ أبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم، وطُرْخان بْن ماضي الشّاغوريّ، وآخرون.
قَالَ ابن عساكر [5] : كَانَ شيخا مستورا، لم يكن الحديث من شأنه.
تُوُفّي في تاسع عشر ربيع الأوّل.
قلت: وهو راوي جزء عليّ بْن حرب، رواية البلديّين [6] .
479- النُّعْمان بْن محمد بن النّعمان [7] .
__________
[1] انظر عن (ناصر بن حمزة) في: التحبير 2/ 337 رقم 1047، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 97 أ.
[2] وكانت ولادته قبل سنة ثمانين وأربعمائة.
[3] انظر عن (نصر بن أحمد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 125، 126 رقم 83، والعبر 4/ 134، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1759، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 248 رقم 163، وشذرات الذهب 4/ 151.
[4] في الأصل: «مطلود» . باللام. وفي مختصر تاريخ دمشق «مظكود» بالظاء المعجمة.
[5] في تاريخ دمشق.
[6] ذكر له ابن عساكر أبياتا عن أبي الفرج سهل بن بشر، بسنده إلى منصور الفقيه.
[7] انظر عن (النعمان بن محمد) في: الأنساب 2/ 11، 12، والتحبير 2/ 348 رقم 1061،

(37/340)


أبو سهل الباجْخُوسْتي [1] ، وهي من قُرى مَرْو.
شيخ صالح، متعبّد، خيِّر، فلّاح يأكل من زراعته. ثمّ عجز ولزِم بيته.
روى عَن الأديب كامكار المحتاجيّ.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سمعتُ منه أوراقا.
تُوُفّي في أواخر رمضان، وله نيِّفٌ وثمانون سنة.
- حرف الهاء-
480- هِبة اللَّه بْن الحُسين بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله [2] .
أبو القاسم بْن أبي عبدا للَّه بْن أَبِي شَرِيك البغداديّ، الحاسب.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا الحسين بْن النَّقُّور.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ، وكان عَلَى التَّرِكات. وكانت الألسنة مُجْمِعَة عَلَى الثّناء السّيّء عَلَيْهِ. وكانوا يقولون إنّه ليست لَهُ طريقة محمودة، وقال لي وُلِدتُ في صَفَر سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
تُوُفّي فيما بين أواخر صفر وأوائل ربيع الأوّل [3] .
قلت: روى عَنْهُ: أبو الفُتُوح محمد بْن عليّ الجلاجليّ، والحافظ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ، والفتح بْن عبد السّلام، وآخرون.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَرِيكٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن زيد بن خلاد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ حَاجًّا أَوْ
__________
[ () ] ومعجم البلدان 1/ 313، واللباب 1/ 82.
[1] الباجخوستيّ: بفتح الباء، وسكون الجيم، وضم الخاء، وسكون السين المهملة. نسبة إلى باجخوست قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها.
وفي (معجم البلدان) : على فرسخين من مرو، وبفتح الجيم.
[2] انظر عن (هبة الله بن الحسين) في: الأنساب 4/ 19، والعبر 4/ 134، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1760، وميزان الاعتدال 4/ 292، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 257، 258 رقم 173، ومرآة الجنان 3/ 292، وشذرات الذهب 4/ 152.
[3] في (الأنساب) توفي سنة 547 هـ.

(37/341)


معتمرا وخلفه فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» [1] . 481- هبة الكريم بْن خَلَف بْن الْمُبَارَك بْن البَطِر [2] .
أبو نصر بْن الحنبليّ، البغداديّ، البَيِّع.
تفقّه عَلَى أسعد المِيهَنيّ، ثمّ ترك الفِقْه، واشتغل بالكَسْب والتّجارة.
سَمِعَ قريبة أبا الخطّاب بِهِ البَطِر.
روى عَنْهُ: أبو سعد بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في ثامن ربيع الآخر.
- حرف الياء-
482- يحيى بْن الحسين بْن سعيد [3] .
أبو زكريّا الغَزْنَويّ [4] ، الصُّوفيّ.
سافر من غَزْنَة إلى خُراسان، والعراق، والشّام، وركب البحار.
وسمع بسِجِسْتَان من: أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار.
وبكَرْمان: أبا غانم أحمد بْن رضوان.
روى عَنْهُ: عبد الكريم بْن السّمعانيّ، وقال: مات رحمه اللَّه في أواخر السّنة، وقد جاوز السّبعين.
483- يوسف بن محمد بن فارّو [5] .
أبو الحَجّاج الأنصاريّ، الأندلسيّ.
نشأ بجَيَّان [6] ، وقدِم العراق، ودخل خُراسان. وسمع الكثير ونَسَخ وجَمَع.
__________
[1] إسناده ضعيف لتدليس ابن جريج. قال الشيخ شعيب الأرنئوط: أورده السيوطي في «الجامع الكبير» ص 770 ونسبة للبيهقي في «الشّعب» . وأخرجه دون قوله «أو حاجّا أو معتمرا» من حديث زيد بن خالد: البخاري (2843) ، ومسلم (1895) ، وأبو داود (2509) ، والترمذي (1628) و (1631) ، والنسائي 6/ 46، وأحمد 4/ 115، و 116 و 5/ 192، والدارميّ 2/ 209، وابن ماجة (2759) .
[2] انظر عن (هبة الكريم بن خلف) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 322.
[3] لم أجد مصدر ترجمته.
[4] الغزنوي: بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة المعجمة وفي آخرها النون المفتوحة. هذه النسبة إلى غزنة، وهي بلدة أول من بلاد الهند. (الأنساب 9/ 142) .
[5] انظر عن (يوسف بن محمد) في: معجم البلدان 2/ 195.
[6] جيّان: بالفتح، ثم التشديد، وآخره نون. مدينة لها كورة واسعة بالأندلس تتصل بكورة البيرة

(37/342)


وسمع مع ابن عساكر، وابن السّمعانيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شابّا، صالحا، ديِّنًا، خيِّرًا، حريصا عَلَى طلب العِلم، مُجِدًّا في السَّماع، صحيح النَّقْل، حَسَن الخطّ، لَهُ معرفة بالحديث.
كتب عنّي وكتبت عَنْهُ.
وكان حَسَن الأخلاق، متودّدا، متواضعا، يفيد النّاس ويُسْمِعُهم ويقرأ لهم. ثمّ دخل بلخ، وصار إمام مسجد رانجوم إلى أن مات.
وقال لي: وُلِدتُ سنة بِضْعٍ وتسعين وأربعمائة. وقد أسره الفَرَنْج وقاسي شدائد، وخلّصه اللَّه.
تُوُفّي ببلْخ في سلْخ ذي القعدة [1] .
قلت: لم يذكره أبو عبد الله الأَبّار.
الكنى
484- أبو الحسين بْن عبد الله بْن حمزة [2] .
المَقْدِسيّ، الزّاهد. من أُولي المقامات والكرامات.
قد جمع الضّياء المقدسيّ جزاء من أخباره، فسمعه منه ابنا أخَوَيه:
الفخر بْن عليّ البخاريّ، والشّمس محمد بْن الكمال.
وقال: حدَّثني الإمام عبد الله بْن أَبِي الحسين الجيّانيّ، بأصبهان قَالَ:
مضيت إلى زيارة الشّيخ أَبِي الحسين الزّاهد بحلب، ولم تكن نيّتي صادقة في زيارته، فخرج إليَّ وقال: إذا جئت إلى المشايخ فلْتَكُنْ نيّتُك صادقة في الزّيارة.
وقال: كَانَ لي شَعْرٌ قد طال، وكنت قد حلقْته قبل ذَلكَ، فقال لي أبو الحسين: إذا كنت قد جعلت شيئا للَّه فلا ترجع فيه.
__________
[ () ] مائلة عن البيرة إلى ناحية الجوف في شرقي قرطبة. (معجم البلدان 2/ 195) .
[1] في معجم البلدان توفي سنة 545 هـ.
[2] انظر عن (أبي الحسين بن عبد الله) في: دول الإسلام 2/ 64، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1761، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 380- 384 رقم 258، والعبر 4/ 134، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 219، 220، وفيه «أبو الحسن» ، ومرآة الجنان 3/ 292، وشذرات الذهب 4/ 152.

(37/343)


سَأَلت خالي أبا عُمَر عَن الشّيخ أَبِي الحسين، وقلت لَهُ: هل رأيته يأكل شيئا؟ قَالَ: رأيته يأكل خَرُّوبًا، يمصّه ثمّ يرمي بِهِ. ورأيته يأكل بَقْلًا مسلوقا.
قَالَ: ونقلت من خطّ الإمام أَبِي سعد السّمعانيّ قَالَ: سَمِعْتُ سِنَان بْن مُشيّع الرَّقّيّ يَقُولُ: رَأَيْت أبا الحسين المقدسيّ برأس العين، في موضعٍ قاعدا عُريانًا، وقد اتّزر بقميصه، ومعه حمار، والنّاس قد تكابّوا عَلَيْهِ، فجئت وطالعته، فأبصرني وقال: تعال: فتقدَّمتُ، فأخذ بيدي وقال: نَتَوَاخَى؟ قلت:
ما لي طاقة.
فقال: أيْش لك في هذا. وآخاني.
وقال لواحدٍ من الجماعة: حماري يحتاج إلى رَسَن، بِكَمْ رسَنَ؟
قَالُوا: بأربعة فلوس.
فقال لواحدٍ، وأشار بيده إلى موضع في الحائط: فإنّي جزت هاهنا وقتا، وخبّأت ثمّ أربع فلوس، اشتروا لي بها حَبْلًا. فأخذ الرجل الأربع فلوس من الحائط.
ثمّ قَالَ: أريد أن تشتري لي بدينار سمك.
قلت لَهُ: كرامة، ومن أين لك ذهب؟
قَالَ: بلى. معي ذهب كثير.
قلت: الذّهب يكون أحمر.
قال: أحمر. قال: أَبْصِر تحت الحشيش، فإنّي أظنّ أنّ لي فيه دينارا.
وكان ثمَّ حشيش، فنحّيت الحشيشَ، فخرج دينار وازن، فاشتريت لَهُ بِهِ سَمَكًا [1] . فنظّفه بيده، وشواه، ثمّ قلاه، ثمّ أخرج منه الجلْد والعَظْم، وجعله أقراصا، وجفّفه، وتركه في الْجُراب، ومضى.
وكان قُوتُه مِن ذا. وله كذا وكذا سنة ما أكل الخبز.
وكان يسكن جبال الشّام، ويأكل البلُّوط والخرنوب.
قَالَ: وقرأت بخطّ أَبِي الحَجّاج يوسف بْن محمد بن مقلّد الدّمشقيّ أنّه
__________
[1] في الأصل: «سمك» .

(37/344)


سَمِعَ من الشّيخ أَبِي الحسين أبياتا من الشِّعْر بمسجد باب الفراديسي، ثمّ قَالَ:
وهذا الشّيخ عظيم الشّأن، يقعد نحو خمسة عشر يوما لا يأكل إلّا أكلة واحدة، وأنّه يتقوّت من الخرنوب البرّيّ، وأنّه يجفِّف السّمك ويدقّه، ويَسْتَفُّه.
وحدَّثني الإمام يوسف بْن الشّيخ أَبِي الحسين الزّاهد المقدسيّ أنّ رجلا كَانَ مَعَ الشّيخ، فرأى معه صُرَّة يَسْتَفُّ منها، فمضى الشّيخ يوما وتركها، فأبصر الرجل ما فيها، فإذا فيها شيء مرّ، فتركها. فجاء الشّيخ، فقال لَهُ: يا شيخ ما في هذه الصرَّة؟ فأخذ منها كَفًّا وقال: كُل.
قَالَ: فأكلته، فإذا هُوَ سُكّر مَلْتُوت بقلْب لَوْز.
وَأَخْبَرَنَا أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ، عَنْ والده قَالَ: سمعتُ الشّيخ عبد الواحد بْن عبد الملك الزّاهد بالكَرْخ يَقُولُ: سمعتُ أبا الحسين المقدسيّ، وكان صاحب آيات وكرامات عجيبة، وكان طاف الدّنيا، يَقُولُ: رَأَيْت أعْجميًا بخُراسان يتكلَّم في الوعظ بكلامٍ حَسَن.
قلت: في أيّها رَأَيْت؟ قَالَ: في مَرْو، واسمه يوسف، يعني يوسف بْن أيّوب الزّاهد.
قَالَ عبد الواحد: ورأيته في غير الموسم، يعني أبا الحسين، بمكَّة مرّات، فسلّمت عَلَيْهِ، فعرفني وسألني، فقلت لَهُ: أيْش هذه الحالة؟ فقال: اجتزت هاهنا، فأردت أن أطوف وأزور.
قَالَ: وحدَّثني أبو تَمّام أحمد بْن تُرْكي بْن ماضي بْن معرّف بقرية دجانية، قَالَ: حدَّثني جدّي قَالَ: كنّا بعسقلان في يوم عيدٍ، فجاء أبو الحسين الزّاهد إلى امرأةٍ معها خُبْزٌ سُخْن، فقال: يا أُمَّ فلان، نشتهي من هذا الخبز السُّخْن لزوجك. وكان في الحَجّ. فناولتْه رغيفين، فلفّهما [1] في مِئْزَر، ومضى إلى مكَّة، فقال: خُذ هذا من عند أهلك. وأخرجه سُخْنًا، ورجع.
فقالوا إنّهم رأوه ضَحْوةً بعسقلان، ورأوه ذَلكَ اليوم بمكَّة فجاء الرجل من الحَجّ، فلقي أبا الحسين، فقال: ما أنت أعطيتني رغيفين؟! قَالَ: لا تفعل قد اشتبه عليك.
__________
[1] في الأصل: «فلفها» .

(37/345)


وحدّثني قَالَ: حدّثني جدّي قَالَ: كَانَ أبو الحسين بعسقلان فوصّوا البوّابين أن لا يخلّوه يخرج لئلّا تأخذه الفِرَنج، فجاء إلى باب، وعمل أبو الحسين طرف قميصه في فيه، وسعى من الباب.
قَالَ: فإذا هُوَ في جبال لبنان.
قَالَ: فقال في نفسه: ويْلَك يا أبا الحسين، وأنت ممّن بلغ إلى هذه المنزلة! أو كما قَالَ.
وسمعت الإمام الزّاهد أحمد بْن مسعود القُرَشي اليَمَانيّ: حدّثني أَبِي قَالَ: قَالَتِ الفرنج: لو أنّ فيكم رجلا آخر مثل أَبِي الحسين لاتَّبعناكم عَلَى دينكم.
مرّوا يوما فإذا هُوَ راكبٌ عَلَى سَبُعٍ، وفي يده حيَّة، فلمّا رآهم نزل ومضى.
وقال أبو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ الزّاهد عبد الواحد بالكرج قال: سمعنا الكُفّار يقولون: الأُسُود والنُّمور كأنّها نِعم أَبِي الحسين المقدسيّ.
قَالَ الضّياء: وقد سمِعْنا لَهُ غير ذَلكَ من مَشْيِ الأسد معه.
وحكى لَهُ الضّياء، فيما رواه، أنّه عمل مرَّةً حلاوة من قُشُور البِطِّيخ، فعرف حلاوة من أحسن الحلاوة.
وقال: حدّثني الإمام عبد المحسّن بْن محمد بْن الشّيخ أَبِي الحسين:
حدّثني أَبِي قَالَ: كَانَ والدي يعمل لنا الحلاوة مِن قُشور البِطِّيخ ويسوطها بيده.
قَالَ: فعمِلْنا بعد موته من قُشور البِطّيخ، فلم تنعمل، فقالت أمّي: بقيت تُعْوِزُ المِغْرَفَة. تعني يَدَه.
حدّثني الإمام عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار: حدَّثني جمال الدّولة سُنْقُر بْن اليمانيّ قَالَ: جاء الشّيخ أبو الحسين عندنا مرَّةً إلى سوق العرب، فقلنا لَهُ: يا شيخ ما تُطْمعنا حلاوة.
قَالَ: هاتوا إليَّ مِرْجَل. فجِئنا لَهُ بمِرْجَلٍ، فجمع قُشور البِطّيخ وتركه فيه،

(37/346)


وأوقد تحته، وجعل يسوطه بيده، فصار حلاوة ما رأينا مثلَها، لا قراضيَّة ولا صابونيَّة.
قَالَ: وسمعت عبد الله بْن عبد الجيّار البَدَويّ بديرةٍ بظاهرة القدس:
حدّثني عيسى المصريّ، قَالَ: جاء أبو الحسين إلى حلب، فقال لَهُ رَجُل: تنزل عندي.
قَالَ: عَلَى شرط أنزل أين أردت.
فقال: نعم.
فجاء فنزل في الحشّ.
حدّثني الحاجّ نجم بْن سعد بدجانية قَالَ: حدَّثني الشّيخ أحمد بْن مسعود اليَمَانيّ قَالَ: جاء أبو الحسين إلى أَبِي وأنا صبيّ، فقال: يا شيخ قُلْ للجماعة يُعْطوني جردي من العِنَب. فجاء ذا بسَلّ عِنَب، وذا بسلّ، حتّى صار منه شيء كثير، فقال لي: تعالَ اعصُرْه. قَالَ: فبقيت أَطَأُهُ حتّى ينعصر، وجعله في قِدْرٍ، وغلى عَلَيْهِ، فصار دبْسًا، وجاء إلى خرْقٍ في الأرض، وصبّه فيه، ويقول:
امْضِ إلى أخي الفلانيّ في البلد الفُلانيّ، ويسمّي أصدقاءه حتّى فرغ منه.
وحدَّثني خالي الزّاهد أبو عُمَر، قَالَ: كَانَ أبو الحسين يأتي إلى عندنا، وكان يقطع البطّيخ ويطبخه، واستعار منّي سِكِّينًا يقطع بها البِطِّيخ فَجَرَحَتْه فقال:
ما سِكّينُك إلّا حمقاء.
ومشى هُوَ وسالم أبو أحمد وعمّي إلى صَرْخَد، ومعه رجلٌ مصريّ، فحمّله إلى رأسه جَرَّةً صغيرة فيها ماء بِطّيخ مطبوخ، وفي يده شربة أيضا. فلمّا وصلوا إلى الغَوْر انكسرت الشّرْبة، وبقيت تِلْكَ عَلَى رأسه، فانعفر رأسُه منها.
فلمّا وصلوا إلى حَوْران قَالَ: هاتِ حتّى نزرع البِطّيخ. فقلبها في الأرض.
سَمِعْتُ خالي أبا عُمَر: حدّثني خالي إسماعيل قَالَ: جاء أبو الحسين إلى عندي مرَّةً، فقال: اطبخوا لي طبيخا. فطبخنا، فأخذه ومضى إلى الْجَبَل، وجاء إلى زردة فصبَّه فيها.
قَالَ الضّياء: والحكايات عَنْهُ في طبْخه لماء البِطّيخ مشهورة.

(37/347)


قَالَ: ذكر أنّ النّار كَانَ يدخلها وحملها في ثوبه. سَمِعْتُ الحاجّ حَرَميّ بْن فارس بالأرض المقدّسة قَالَ: حدّثتني امرأةٌ كبيرة من قريتنا أنّ أختها كانت زَوْجَة أَبِي الحسين الزّاهد، فذكرت عَنْهُ أنّه دخل تَنُّورًا [1] فيه نار، وخرج منه.
قَالَ: وسمعت الزّاهد عبد الحميد بْن أحمد بْن إسماعيل المقدسيّ: حدّثني أَبِي أنّه رَأَى أبا الحسين يوقد نارا يطبخ رِبًّا، ومعه سلّ يسقي فيه، أظنّه قَالَ بيده، ثمّ يبدّد النّار، ويأتي بالماء في السّلّ، فيقلبه عَلَى الرِّبّ.
حدَّثني الإمام أبو عبد الله محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بقرية مَرْو، أَنَا أبو يوسف حَسَن قَالَ: كنت مَعَ أَبِي الحسين الزّاهد، فجئنا إلى قريةٍ، وإذا عندهم نار عظيمة، فقال: اعطوني من هذه النّار. فجاءوا إِلَيْهِ بقطعة جرّة فملئوها فقال:
صُبُّوها في مِلْحَفَتي. فصبّوها في مِلْحَفَتِه، فأخذها ومضى.
وحدَّثني آخر هذه الحكاية عَنْ أَبِي يوسف.
وحدَّثني الإمام أبو أحمد محمد بْن أحمد بْن إسماعيل المقدسيّ قَالَ:
سَمِعْتُ مشايخ من أهل بلدنا، أنّ أبا الحسين كَانَ يجيء إلى الأَتُون وهم يوقّروه، فيقول: دَعُوني أدفأ. فيعبُرُ فيه، ويخرج من الموضع الّذي يخرجون منه الرّماد، وهو ينقض ثيابه من الرّماد، ويقول: دفِيت.
سَمِعْتُ الإمام أبا الثّناء محمود بْن هَمّام الأنصاريّ: حدَّثني الحافظ يوسف قَالَ: كَانَ بدمشق أبو عبد الله الطَّرائفيّ رَجُل لَهُ معروف قَالَ لي: أشتهي الشّيخ أبا الحسين يدخل بيتي.
فقلت لَهُ، فقال: نعم، ولكنْ إن كَانَ عنده للأتان موضِع. فقلت للطّرائفيّ، فقال:
نعم.
فبقي سنة، ثمّ قَالَ لي يوما: ألا تمضي بنا إلى عند الرّجل الّذي وعدْناه؟
فمضيت وهو عَلَى حماره، فدخلنا الدّار، وللطّرائفيّ أُخْتٌ مُقْعَدَة، فقال لَهُ عَنْهَا، فقال: ائتني بماءٍ من هذا البئر. فجاءه بماءٍ في قدح، فرقي فيه، ثمّ قال:
__________
[1] في الأصل: «تنور» .

(37/348)


رشّ منه عليها.
قَالَ: فرشّ عليها، فقامت، وجاءت وسلّمت عَلَى الشّيخ.
هذا معنى ما حكاه لي.
وحدّثني الإمام الزّاهد يوسف بْن الشّيخ أَبِي الحسين الزّاهد: حدَّثتني أمّي أنّ أَبِي كَانَ يصلّي مرَّةً في البيت، فرأت السّقْف قد ارتفع، وقد امتلأ البيت نورا.
سَمِعْتُ خالي الإمام مُوَفَّق الدّين يَقُولُ: حُكي أنّ الشّيخ أبا الحسين كَانَ راكبا مرَّةً عَلَى حمار عند غباغب، وهو مُمَدّد عَلَى الحمار، فرآه رجل فقال:
أقتل هذا وآخذا حماره. فلمّا حاذاه أراد أن يمدّ يده إِلَيْهِ، فيبست يداه، فمرّ أبو الحسين وهو يضحك منه، فلمّا جاوزه عادت يداه. فسأل عَنْهُ، فقيل لَهُ: هذا الشّيخ أبو الحسين.
قَالَ الضّياء: وكان فيما بلغني ينزع سراويله فيلبسه للحمار. فإذا رآه النّاس تعجّبوا وقالوا: أيْش هذا؟ فيقول: حتّى توارى عَوْرة الحمار. فيضحكون منه.
وبلغني أنّه فعل هكذا [1] بحمارة، وكان ينقل عَلَيْهِ حجارة لعمل شيءٍ من قلعة دمشق، وكان النّاس يتفرّجون عَلَيْهِ، فجاء رَجُل عَلَى بغْلة فعرفه، فنزل وجاء إِلَيْهِ، وأظنّه قبّل رِجْلَيه، فقال: ما تركْتَنَا نكسب الأجْرَ، وما كَانَ أحدٌ يعرفنا.
وسمعت خالي أبا عُمَر يَقُولُ: حدَّثني أبو غانم الحلبيّ قَالَ: دخلت امْرَأَة الشّيخ أَبِي الحسين إلى عند امْرَأَة السّلطان، فأعطتها شِقَّة حرير، فجاء أبو الحسين فعملها سراويل للحمار.
سَمِعْتُ عُمَر بْن يحيى بْن شافع المؤذّن: حدَّثني عبد الغنيّ، رَجُل خيِّر، بمصر قَالَ: جاء أبو الحسين إلى عندنا، فخرج فرأى حمّالا قفص معه فُخّارًا قد وقع وتكسّر، فجمعه فقال: يا شيخ أيش نفع جَمْعُه؟ فأتى معه إلى صاحبه وحطّه عَنْهُ، فإذا كلّه صحيح.
__________
[1] في الأصل: «فعل من هكذا» .

(37/349)


وقبر أَبِي الحسين بحلب يُزار عند مقام إبراهيم.
وأخبرني ولده أبو الحَجّاج يوسف أنّه فيما يغلب عَلَى ظنّه تُوُفّي والده سنة ثمانٍ وأربعين قَالَ: تُوُفّي بعد أخْذ عسقلان بسنة.
أنشدنا شهاب الشّذيانيّ: أَنَا أبو سعد السّمعانيّ، أَنَا يوسف بْن محمد الدّمشقيّ: أنشدني أبو الحسين الزّاهد:
ما لنفسي ما لها ... قد هوت في مطالها
كلّما قلت قد دنا ... وتجلّى صلالها
رجعت تطلب الحرامَ ... وتأبى حلالها
عاتِبُوها لعلّها ... تَرْعَوي عَنْ فِعالها
وأَعْلِمُوها بأنّ لي ... ولها من يسألها

(37/350)


- سنة تسع وأربعين وخمسمائة
- حرف الألف-
485- أحمد بْن الحسن بْن أحمد بْن يحيى بْن يحيى [1] .
أبو عبد الرحمن النّيسابوريّ، الكاتب، والشّاعر.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعثمان بْن محمد المَحْمِيّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم وقال: كَانَ ينحل بعض الأجزاء ويُثْبت اسمه، ويدّعي أشياء لم يسمعها والدي.
قرأنا عَلَيْهِ، إنّما هُوَ من الأُصُول.
تُوُفّي في شوّال مقتولا بعد أن عاقَبَتْه الغُزّ. وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وروى عَنْهُ أيضا: المؤيَّد الطُّوسيّ.
وقد أغارت الغُزّ عَلَى مَرْو في شوّال، فقتلوا، وعذّبوا، وصادروا، ونهبوا.
كما فعلوا عام أوّل. وكذا فعلوا بنَيْسابور، وهَرَاة وطُوس، وَقُتِلَ خلق كثير، فلا قوَّة إلّا باللَّه.
486- أحمد بْن الحسن بْن محمد بْن أحمد الآمِديّ [2] .
المحدّث، أبو حامد التّنّيسيّ [3] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن الحسن التنيسي) في: الأنساب 3/ 96.
[3] التّنّيسيّ: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق، وكسر النون المشدّدة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين غير المعجمة، بلدة من بلاد ديار مصر في وسط البحر والماء بها محيط، وهي كور من الخليج وسمّيت بتنيس بن حام بن نوح.

(37/351)


فقيه، فاضل.
سَمِعَ الكثير بنفسه، ورحل. وكان مولده بتنّيس في حدود الخمسمائة وتُوُفّي بآمُل طَبَرِسْتان كهلا.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
487- أحمد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ [1] .
أبو الفضل الصُّوفيّ، مولده بميهنة في سنة أربع وستّين وأربعمائة، وسمع بنَيْسابور: أبا جعفر بْن عِمران الصُّوفيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا الحسين الواسطيّ، وأبا الحسن المَدِينيّ.
وحدَّث ببغداد.
وروى كُتُب الواحديّ عَنْهُ بالإجازة. ونزل برِباط الشّيخ إسماعيل بْن أَبِي سعد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: سافر الكثير، وخدم المشايخ والصُّوفيَّة. وهو ظريف الخلَّة، حسَنَ الشّمائل، متواضع.
تُوُفّي في ثامن رمضان، ودُفِن عَلَى دكَّة الْجُنَيْد.
قلت: وروى عَنْهُ: أبو اليُمْن الكِنْديّ، والفتح بْن عبد السّلام. وجماعة.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: أبو الحسن بْن المُقَيَّر.
488- أحمد بْن عبد الرحمن بْن ربيع [2] .
الأشْعريّ، أبو عامر القُرْطُبيّ. جدّ آل بني الرّبيع.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس.
ولازم أبا بَكْر بْن العربيّ مدَّةً، وتفقّه بِهِ.
روى عَنْهُ: ولده عبد الرحمن المتوفّى سنة خمس وثمانين [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن طاهر) في: سير أعلام النبلاء 20/ 196، 197 رقم 127.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 34، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 1/ 203 رقم 277.
[3] قال المراكشي: كان بقرطبة حيّا سنة ست عشرة وستمائة.

(37/352)


489- أحمد بْن الحافظ عبد الغافر بْن إسماعيل بْن أَبِي الحسين عبد الغافر الفارسيّ [1] .
شيخ، صالح، عالم.
سمع: نصر الله الخشناميّ، والشّيروييّ.
مات في عُقوبة الغُزّ في شوّال، وله ستّون سنة بنَيْسابور. قاله السّمعانيّ.
490- أحمد بْن عبد الملك بْن محمد [2] .
أبو عُمَر الأنصاريّ، الإشبيليّ، المعروف بابن أَبِي مروان.
حافظ كبير، ذكره أبو عبد الله بْن الأَبّار [3] ، فقال: سَمِعَ من: شُرَيْح بْن محمد، وأبي الحكم بْن حَجّاج، ومفرِّج بْن سعادة.
وكان حافظا، محدّثا، فقيها، ظاهريّ المذهب. وله مصنَّف في الحديث سمّاه «المُنْتَخَب المُنْتَقَى» ، وعليه بنى [4] كتابه أبو محمد عبد الحقّ في الأحكام.
وكان عبد الحقّ تلميذه. استشهد إلى رحمة اللَّه ورضوانه بلَبْلة عند ثورة أهلها والتّغلُّب عليهم في شعبان.
قلت: وكان ابن قريوته أبا جعفر [5] .
491- أحمد بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن السّمين [6] .
__________
[ () ] «أقول» : وعلى هذا ينبغي أن تؤخّر هذه الترجمة إلى وفيات القرن التالي!.
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: التكملة لابن الأبّار 1/ 58، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، ق 1/ 265، 266 رقم 346.
[3] في التكملة 1/ 58،.
[4] في الأصل: «بنا» .
[5] وقال المراكشي: وكان محدّثا حافظا لأسانيد الحديث ومتنه، يستظهر من كتب الحديث جملة منها صحيح مسلم، حتى ليؤثر عنه أنه نسخ منه نسخا من حفظه ذاكرا لأسماء الرجال وتواريخهم وتعديلهم وتجريحهم، مميّزا لهم، بذّ في ذلك كله أهل عصره، حتى كان يقال فيه: ابن معين وقته. وكان أبو محمد بن جمهور يقول فيه: كان بخاريّ زمانه.
وقال أبو العباس ابن خليل: سألته أن يملي عليّ كتابا في رجال الحديث، فأملى عليّ من ذلك كثيرا دون تأمّل في كتاب ولا استمداد من ديوان. ثم إنه نقّر بعد عن صحّة ما أملاه، فوافق ما قيّده المحقّقون والحفّاظ المتقدّمون من أصحاب التواريخ في أسماء الرجال وأحوالهم.
[6] انظر عن (أحمد بن علي) في: لسان الميزان 1/ 228 رقم 711.

(37/353)


أبو المعالي البَغداديّ، الخبّاز.
سَمِعَ الكثير، ونسخ بخطّه عَنْ: نصر بْن البَطِر، وابن طلْحة النّعاليّ، وجماعة.
قال ابن السّمعانيّ: كتبت عنه جزءا، وسألته عَنْ مولده، فقال: سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في رابع عشر رمضان. وصلّى عَلَيْهِ أبو جعفر، ثمّ الشّيخ عبد القادر.
قَالَ ابن النّجّار: كَانَ قليل العِلم، وفيه غَفْلَة. روى لنا عَنْ: ابن سُكَيْنَة، وابن الأَخضر، وأبي الفَرَج بْن القُبَّيْطيّ، ويحيى بْن الحسين الأُوَانيّ.
قال ابن ناصر: كاذب، لا يجوز السّماع منه.
492- أحمد بْن أَبِي الفضل العبّاس بْن أحمد بْن محمد بْن أحمد [1] .
الإمام، أبو الحَسَن [2] الشَّقَّانيّ [3] ، الحَسْنَويّ، النَّيْسابوريّ.
شيخ، صالح.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا بَكْر محمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، وأبا عبد الرحمن الشّحّاميّ.
ووُلِد في سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه، فقال: تُوُفّي في أواخر السّنة، وقيل:
سنة ثمانٍ في كائنة الغُزّ، قاتَلَهم اللَّه.
493- أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن بِشْر [4] .
أبو محمد النُّوقانيّ.
فقيه، صالح، خيِّر. أُحْرِق في معاقبة الغُزّ في رمضان وهو صائم، والله يكافئ من ظلمه على بغيهم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الفضل) في: الأنساب 7/ 361.
[2] في الأنساب: «أبو العباس» .
[3] الشّقّاني: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون.
[4] لم أجده.

(37/354)


494- إبراهيم بْن عتيق بْن أَبِي العَيْش [1] .
البَلَنْسِيّ، المقرئ، أبو إسحاق.
قال الأبّار. أخذ عن أبي داود.
وأقرأ النّاس ببلده، وحملوا عنه.
توفّي بشاطبة.
495- إبراهيم بن مهديّ بن عليّ بن محمد بن قلنبا [2] .
الإمام أبو الحسين الإسكندريّ.
قال أبو سعد السّمعانيّ: كان إماما، فاضلا، بارعا، مناظرا، منقبضا عَن النّاس. ورد خُراسان في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة.
قلت: وإليه يُنسب جزء ابن قلنبا، أظنّه انتقاه من روايات السِّلَفيّ. رواه جعفر الهَمَذَانيّ، عَن السِّلَفيّ.
496- إسماعيل بْن جامع بْن عبد الرحمن بْن سَوْرة [3] .
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
سكن بلْخ، وولي الأعمال الكبار، واتّصل بالدّولة. وكان يُحبَس ويُطْلَق، واتّصل بعسكر الغُزّ، وقدِم مَرْوَ معهم، وشرع في مصادرة المسلمين وأَذِيّتهم.
وكان يَقُولُ: إنّي صائم ولا أُفْطِر إلّا عَلَى الحلال.
وقد سَمِعَ من: أَبِي عَمْرو المَحْمِيّ، وأبي بكر بن خلف.
ترجمه عبد الرحمن بْن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» ، وقال: حملني والدي إِلَيْهِ، وقرأ عَلَيْهِ جزءا، وتَرْك الرّواية عَنْهُ أولى. وصُلِب ببلْخ في أواخر ربيع الأوّل. صلبه الغُزّ بإشارة السُّلطان سَنْجَر.
قلت: روى عنه: أبو سعيد الصّفّار، والمؤيَّد الطُّوسيّ سمعا منه أربعين حديثا خرّجت له.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عتيق) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (إسماعيل بن جامع) في: التحبير 1/ 86- 88 رقم 15، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 99 ب.

(37/355)


ومن مشايخه: عبد الرحمن الواحديّ، وعبد الباقي المَرَاغِيّ وإسماعيل بْن عبد الله السّاويّ.
497- إسماعيل الظّافر باللَّه [1] .
أبو منصور بْن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر باللَّه معد بن الظاهر علي بن الحاكم المصريّ، العُبَيْديّ، أحد الخلفاء المصريّين، الشّيعة، الخارجين على الإمام.
قام بالأمر بعد أبيه الحافظ، وبقي في الخلافة خمس سِنين.
ووَزَرَ لَهُ سليم بْن مصّال الأفضل إلى أن خرج على ابن مصّال العادل ابن السَّلَّار واستأصله، وتمكَّن من المملكة إلى أن قتله ابن ابن امرأته نصر بْن عبّاس سنة ثمانٍ [2] ، كما ذكرنا.
وقام بعده في الوزارة أَبُوهُ عبّاس.
ثمّ إنّ نصرا وأباه وَثَبا عَلَى الظّافر فقتلاه، وأخفياه، وجحداه في سلْخ شعبان، وأجلسا مكانه ولده الفائز عيسى. والظّافر كَانَ شابّا، صبيًّا، لعّابًا، له
__________
[1] انظر عن (إسماعيل الظافر باللَّه) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 308، 320، 322، 329، 330، 361، والمنتظم 10/ 158 (18/ 98) ، والإعتبار 7- 9، 18، 21، 28، ونزهة المقلتين لابن الطوير 53/ 56، 59، 60، 62، 66، 67، والكامل في التاريخ 11/ 191، 192، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 208، وتاريخ الزمان، له 170، والمغرب في حلي المغرب 89- 91، 97، 221، 257، 361، وكتاب الروضتين 1/ 243، وأخبار الدول المنقطعة 98، 102، 107- 109، 117، والمختصر في أخبار البشر 3/ 28، ونهاية الأرب 28/ 315- 317، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، 93، ووفيات الأعيان 1/ 237، 238 و 3/ 110، 416، 419، 491، 493، 494، و 7/ 158، 206، 220، 312، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، والمنتقى من أخبار مصر 147، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 223، ودول الإسلام 2/ 65، والعبر 4/ 136، وتاريخ ابن الوردي 2/ 55، والدرّة المضيّة 562، 563- 565، 566، وعيون التواريخ 12/ 480، 484، 485، والإعلام بوفيات الأعلام 226، ومرآة الجنان 3/ 295، والكواكب الدريّة 146، والجوهر الثمين 263، 264، والمؤنس 71، واتعاظ الحنفا 3/ 324- 327، والمواعظ والاعتبار 1/ 375، والوافي بالوفيات 9/ 151- 153 رقم 4057، وحسن المحاضرة 2/ 16، وتاريخ الخلفاء 440، وتحفة الأحباب للسخاوي 73، 311، والنجوم الزاهرة 5/ 306- 308، وتاريخ ابن خلدون 4/ 74، 75، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 100، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 227، 228، وأخبار الدول 2/ 247.
[2] راجع الحوادث.

(37/356)


نهمة في الجواري والأغاني، وكان يَأْنَس بنصر بْن عبّاس، فدعاه إلى دار أبيه ليلا، فجاء متنكّرا لم يعلم بِهِ أحد، وهذه الدّار هِيَ اليوم المدرسة السّيُوفيَّة، فقتله وطمره. وقيل: كَانَ ذَلكَ في نصف المحرَّم، وقيل: في سَلْخه.
وكان من أحسن النّاس صورة، عاش اثنتين وعشرين سنة، وكان نصر أيضا في غاية الملاحة، وكان الظّافر، يحبّه، فقتله نصر بأمر أبيه، ثمّ ركب عبّاس من الغد إلى القصر.
فقال: أين مولانا؟ ففقدوه، وخرج إِلَيْهِ أَخَواه جبريل ويوسف.
فقال: أين هُوَ مولانا؟
فقال: سَلْ ولدك، فإنّه أعلم بِهِ منّا.
فقال: أنتما قتلتماه. وأمَرَ بهما فضُرِبت رِقابهما. ثمّ جَرَت أمور ستأتي.
498- إسماعيل بْن عبد الله بْن أَبِي سعد [1] .
أبو طاهر التُّونيّ [2] ، خادم مسجد عَقِيل بنَيْسابور.
كَانَ صالحا، خيّرا، خدم الإمام أبا نصر محمد بْن عبد الله الأَرْغيانيّ أكثر من ثلاثين سنة، وسمع معه الكثير. وقدِم بغداد معه حاجّا سنة عشر وخمسمائة.
ومولده بتون.
ودخل نَيْسابور وهو مُراهق، وسمع بها: أبا عليّ نصر اللَّه الخُشْناميّ، وعبد الغفّار الشّيُروِيّيّ.
قُتِلَ بنَيْسابور، بعد أن عُوقب وأُخذ منه ألف دينار، في رمضان.
- حرف الباء-
499- ألْبُقش [3] .
مقدّم جيش. جاء هُوَ ومسعود بلال إلى شهربان، فنهبوا وبدّعوا، ثمّ
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في: الأنساب 3/ 109.
[2] التّوني: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى تون، وهي بليدة عند قاين يقال لها تون قهستان.
[3] انظر عن (البقش) في: المنتظم 10/ 156، 157، 159، رقم 242 (18/ 96- 98 رقم 4191) ، والكامل في التاريخ 11/ 195، 196 وفيه: «ألبقش كون خر» .

(37/357)


حاربهم المقتفي لأمر اللَّه بنفسه في هذه السّنة.
ثمّ مات البقش في رمضان، وتصرّف في ولايته قَيْمَاز السُّلْطانيّ.
- حرف الحاء-
500- حامد بْن أَبِي الفتح أحمد بْن محمد [1] .
الحافظ، أبو عبد الله المَدِينيّ، من كبار الطَّلَبَة.
سَمِعَ: الحدّاد، وأبا زكريّا بْن مَنْدَهْ، وابن الحُصَيْن، وابن فارس.
وعنه: السّمعانيّ، وولده عبد الرحيم، وعبد الخالق بْن أسد.
وكان صالحا، ورِعًا، إماما، زاهدا. مات في شعبان بِيَزْد.
أرّخه أبو موسى المَدِينيّ.
501- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ [2] .
أَبُو عَلِيٍّ البَطَلْيُوسيّ [3] ، الأندلسيّ.
ورد نيسابور قبل العشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي نصر عبد الرحيم بْن القُشَيْريّ، والأديب أحمد بْن محمد المَيْدانيّ، وسَهْل بْن إبراهيم المسجديّ.
وبالإسكندريَّة: أبا بَكْر محمد بْن الوليد الطُّرْطُوشيّ.
سَمِعَ منه: أبو يوسف السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بنَيْسابور سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين. فَوَهِم. وسيأتي في سنة 68.
502- الحسين بْن أَبِي الأسعد هبة الرحمن بْن عبد الواحد بن القشيريّ [4] .
روى عن: الشّيرويّيّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: الأنساب 2/ 241، 242.
[3] البطليوسيّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بطليوس وهي مدينة من مدن الأندلس من بلاد المغرب.
[4] لم أجده.

(37/358)


وعنه: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: عاقَبَتْه الغُزّ بالنّار فهلك.
503- الحسين بْن محمد بْن الفضل بْن عليّ بْن طاهر [1] .
التَّيْميّ. أبو الْمُرَجَّى الأصبهانيّ، البقّال، المعروف بجُوجي.
أخو الإمام الكبير إسماعيل.
ولد سنة تسع وستّين وأربعمائة.
وسمّعه أخوه من عبد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو موسى المَدِينيّ وقال: تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل، ودُفن عَنْ والده.
قلت: وحجّ، وسمع من رزق اللَّه التّميميّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ.
504- الحسين بْن محمد بْن الحسين [2] .
السّيد أبو عليّ العَلَويّ، الطَّبَريّ، نزيل هَرَاة.
سَمِعَ: أبا الفتح عبد الله بْن أحمد الدّبّاس، وأبا المحاسن عبد الواحد الرُّويَانيّ.
وكان يستملي عَلَى المشايخ. وتُوُفّي في المحرَّم.
505- حمزة بْن محمد بْن بَحْسُول بْن فَتْحان [3] .
أبو الفَتْح الهَمَذَانيّ، نزيل هَرَاة مدَّةً، ثمّ انتقل إلى بلْخ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: عارف بطُرق الحديث، سافر الكثير، ودخل بغداد، وسمع: أَبَا القاسم بْن بيان، وأبا عليّ بْن نبهان، وبأصبهان من: غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد.
وعقد مجلس الإملاء ببلْخ.
وسمع أهل هَرَاة بقراءته كثيرا.
وتُوُفّي ببلْخ في ربيع الأوّل.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] لم أجده.

(37/359)


- حرف الراء-
506- رقية بِنْت سعد اللَّه بْن أسعد بن سعيد بن الشيخ أبي سعيد المِيهَنيّ [1] .
أم الرّضا.
سَمِعْتُ بإسْفَرَايين: محمد بْن الحسين بْن طلْحة الإسْفَرَايينيّ.
وبساوَة من: محمد بْن أحمد الكامِخيّ.
وعنها: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفِّيَت في رمضان وقت دخول الغُزّ مِيهَنَة، سجدت فوقعت ميتَّة.
- حرف السين-
507- سالم بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن محمد بْن حفص بْن بَكْر بْن سالم بْن عَبْد الله بْن عُمَر [2] .
أبو الفتح العَدَويّ، العُمَريّ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شيخا، صالحا، عفيفا، من بيت الحديث.
سَمِعَ: أَبَاهُ أبا عاصم بْن أَبِي الفتح، وأبا عبد الله الحسين الكُتُبيّ، وأبا العلاء صاعد بْن سَيّار، وأبا عطاء بْن أَبِي عُمَر المَلِيحيّ، والحافظ عبد الله بْن يوسف الجرجانيّ.
ومولده سنة ستّ وسبعين وأربعمائة بهَرَاة.
وتُوُفّي في شوّال.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبو رَوْح.
508- سعد بْن سعد اللَّه بْن أسعد بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سعيد فضل اللَّه المِيهَنيّ [3] .
أبو بَكْر بْن أَبِي سعيد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، جميل الطّريقة، كثير العبادة. سافر به
__________
[1] لم أجدها.
[2] انظر عن (سالم بن عبد الله) في: الأنساب 9/ 58، 59.
[3] لم أجده.

(37/360)


أَبُوهُ إلى العراق. وسمع منه جماعة.
سَمِعَ من: جدّ أبيه سعيد، ومن أَبِي الفضل محمد بْن أحمد بْن الحَسَن العلّاف، وعبد الرحمن بْن أَبِي صالح النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أحمد الكامِخيّ، ومحمد بْن المظفَّر الشّاميّ، ورزق اللَّه التّميميّ، وجماعة.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة تسع وستّين وأربعمائة، وتُوُفّي قتيلا في ذي الحجَّة بأيدي الغُزّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وأبوه.
- حرف العين-
509- عائشة بِنْت أحمد بْن منصور بْن محمد بْن القاسم الصّفّار [1] .
النَّيْسابوريَّة أخت الإمام عُمَر.
قَالَ ابن السّمعانيّ: امْرَأَة صالحة كثيرة الخير.
سَمِعْتُ: أبا المظفَّر موسى بْن عِمران، وابا بَكْر بن خلف، وأبا السنابل هبة اللَّه القُرَشيّ، وجماعة كثيرة.
ومولدها في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
روى عَنْهَا ابني، وغيره. وفُقِدت في أيّام الغارة في نصف شوّال.
510- العبّاس بْن محمد بْن أَبِي منصور [2] .
أبو محمد الطَّابَرَانيّ، الطُّوسيّ، العصّاريّ، والواعظ، ولَقَبُهُ: عناسَة [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ [4] : شيخ صالح، سكن نيسابور، وكان يعظ بعض
__________
[1] انظر عن (عائش بنت أحمد) في: أعلام النساء 3/ 7.
[2] انظر عن (العباس بن محمد) في: التحبير 1/ 602- 604 رقم 593، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 186 أ، ومعجم البلدان 4/ 3، 4، والتقييد لابن نقطة 109 رقم 123 وفيه:
«محمد بن محمد أبو العباس» ، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1762، والمشتبه في الرجال 2/ 463، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 100، وتبصير المنتبه 1011.
وهو في: سير أعلام النبلاء 20/ 288، 289 رقم 195، وقال محقّقاه بالحاشية: «لم نعثر على مصادر ترجمته» !.
[3] هكذا في الأصل. وفي التحبير، وطبقات السبكي: «عباسة» . وفي معجم البلدان «عباية» .
[4] في التحبير 1/ 603.

(37/361)


الأوقات، وتفرّد برواية «الكشف والبيان في التّفسير» للأستاذ أَبِي إسحاق الثّعالبيّ، بروايته عَن القاضي محمد بن سعيد الفرّخزاديّ، عَنْهُ [1] .
وسمع: أبا الحسن المَدِينيّ، وأبا عثمان إسماعيل الأبريسميّ.
ولد قبل السّبعين وأربعمائة.
وروى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، والمؤيَّد الطُّوسيّ وهو سِبْطُه، وأبو سعد الصّفّار.
وعُدِم في نَوْبة الغُزّ في شوّال بنَيْسابور، رحمه اللَّه، وقد قارب السّبعين [2] .
511- عبد الله بْن أحمد بْن المفضَّل بْن الأيْسَر [3] .
أبو البَرَكَات البغداديّ، الكاتب.
سَمِعَ: مالك بْن أحمد البانْياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان.
وتُوُفّي في عاشر صفر.
روى عَنْهُ: أبو سعد السَّمعانيّ، وعمر بْن طَبَرْزَد، وغيرهما.
512- عبد الله بْن محمد بن الفضل بن أحمد [4] .
__________
[1] زاد ابن السمعاني: وعمّر العمر الطويل حتى مات من يرويه، وتفرّد هو برواية هذا الكتاب بنيسابور، وقرئ عليه مرّات عدّة. وكانت ولادته في شهور سنة ستين وأربعمائة بطوس.
وقال في (معجم الشيوخ) : ولما انصرفت من العراق سنة سبع وثلاثين كان جماعة يقرءون عليه فختم الكتاب عليه عند قبر مصنّفه، وحضرت الختم وسمعت المجلس الأخير.
[2] وقال السبكي: مما أنشده ابن السمعاني في (التحبير) في ترجمة العباس بن محمد المعروف بعباسة:
لا تعرض فيما قضى ... واشكر لعلّك ترتضي
اصبر على مرّ القضا ... إن كنت تعبد من قضى
وذكر أبياتا أخرى. وكل ذلك لم يرد في التحبير: وقد روى أبو سعد السمعاني هذين البيتين من الشعر في ترجمته في معجم شيوخه، الورقة 186، ولعلّ السبكي أخذها عن المعجم فوهم ونسبها إلى التحبير، وربما اعتمد السبكي على النسخة الأصلية للتحبير. (انظر حاشية التحبير، رقم 998) .
[3] لم أجده.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد الفراوي) في: التقييد 325، 326 رقم 390، والإعلام بوفيات الأعلام 226، والعبر 4/ 136، 137، ودول الإسلام 2/ 66، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1763، وسير أعلام النبلاء 20/ 227، 228 رقم 146، ومرآة الجنان 3/ 295، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 153.

(37/362)


أبو البركات ابن فقيه الحرم كمال الدّين أَبِي عبد الله الصّاعديّ، الفُرَاويّ [1] ، النَّيْسابوريّ، صفيّ الدّين.
سَمِعَ من: جدّه الفضل، وجدّه لأمّه أَبِي عبد الرحمن طاهر الشّحّاميّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، والرئيس عثمان بْن محمد المَحْمِيّ، وأبي نصر محمد بْن سهْل السّرّاج، وفاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، وأبي المظفَّر موسى بْن عِمران الصُّوفيّ، والحسن بْن أحمد السَّمَرْقَنْديّ، والحَسَن بْن عليّ البُسْتيّ الفقيه، وأبي القاسم عبد الرحمن بْن أحمد الواحديّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وآخرون.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وحفيده منصور بْن عبد المنعم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن عبد الله الصّفّار، وزينب الشِّعْريَّة، وآخرون.
قَالَ ابن السّمعانيّ: إمام، فاضل، ثقة، صدوق، ديّن، حَسَن الأخلاق، لَهُ باعٌ طويل في الشُّرُوط وكتب السِّجِلّات، لا يجري أحدٌ مجراه في هذا الفنّ.
وهو إمام مسجد المُطَرّز.
وقال عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ من لفْظه «معرفة علوم الحديث» للحاكم، بسماعه من ابن خَلَف، عَنْهُ.
وسمعت منه «مُسْنَد أَبِي عَوَانَة» ، بروايته من أوَّله إلى فضائل المدينة، عَنْ أَبِي عَمْرو المْحميّ، ومن ثَمّ إلى فضائل القرآن، بروايته، عَنْ أَبِي الفضل الصّرّام، ومن فضائل القرآن إلى آخر الكتاب، من فاطمة بِنْت الدّقّاق، برواية الثّلاثة، عَنْ عبد الملك، عَنْ أَبِي عَوَانَة.
وُلِد في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ومات في ذي القعدة من الجوع بنَيْسابور.
513- عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المظفر ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة [2] .
__________
[1] الفراوي: ضبطها ابن السمعاني وابن الأثير بضم الفاء. وضبطها ياقوت. بفتحها. وهي نسبة إلى فراوة: بليدة من أعمال نسا بينها وبين دهستان وخوارزم.
[2] انظر عن (عبد الله بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 159 رقم 243 (18/ 99 رقم 4192) ،

(37/363)


أبو الفُتُوح، أستاذ دار الخليفة المقتفي.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [1] : لَهُ صَدَقات، وأعطية، ومُجَالسة للفقراء، والصُّوفيَّة، وإنفاقٌ عليهم.
وولي بعده ابنه عضُد الدّين محمد.
514- عبد الأعلى [2] بْن عزيز بْن أَبِي الفخر [3] .
السّيّد، الشّريف، أبو يَعْلَى العَلَويّ، الحُسَينيّ، المالِينيّ، الهَرَويّ. سِبْط عبد الهادي بْن شيخ الإسلام الأنصاريّ.
كَانَ مفضَّلًا، جوادا، سخيّ النَّفْس.
سَمِعَ: أبا عبد الله العُمَيْريّ، وأبا عطاء المليحِيّ.
سَمِعْتُ منه بمَرْو. قاله عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
515- عبد الجبّار بْن أَبِي سعد بْن أَبِي القاسم [4] .
أبو الفَتْح الدّهّان، الهَرَويّ، الطَّبيب.
شيخ مُسِنّ. سَمِعَ من: بِيبي الهَرْثَمِيَّة أحاديث ابن أَبِي شُرَيْح. وُلِد سنة إحدى وستّين.
وتُوُفّي بهَرَاة في السّادس والعشرين من ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
516- عبد الحكيم بن مظفّر [5] .
أبو نصر الكرجيّ [6] .
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 11/ 200.
[1] في المنتظم.
[2] في الأصل: «عبد الأعلا» .
[3] انظر عن (عبد الأعلى بن عزيز) في: التحبير 1/ 419 رقم 377 وفيه «عبد الأعلى بن عبد العزيز» والمثبت يتفق مع نسخة خطّية من التحبير، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 أ.
[4] لم أجده.
[5] انظر عن (عبد الحكيم بن مظفّر) في: الأنساب 10/ 381، 382.
[6] الكرجي: بالتحريك. وزاد ابن السمعاني في نسبه: «الفحفحي» ووصفه بالأديب.

(37/364)


مات في المحرَّم عَنْ إحدى وتسعين سنة.
روى «جزء لوين» عن ابن ماجة.
وعنه: السَّمْعانيّ.
517- عبد الخالق [1] بْن زاهر بْن طاهر بْن محمد [1] .
أبو منصور الشّحّاميّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: جدّه، وأبي عَمرو المَحْمِيّ، وأبي بَكْر بْن خَلَف، وأبي القاسم عبد الرحمن بْن أحمد بالواحديّ، ومحمد بْن إسماعيل التَّفْلِيسيّ، والفضل بْن أَبِي حرب الْجُرْجَانيّ، وأحمد بْن سَهْل السّرّاج، وعبد الملك بْن عبد الله الدّشْتيّ، وهبة اللَّه بْن أَبِي الصَّهْباء، وأبي المظفَّر موسى بْن عِمران، ومحمد بْن عليّ بْن حسّان البُسْتيّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وطائفة سواهم.
وولد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
روى عنه: ابن عساكر [2] ، وابن السمعاني، وابنه عبد الرحيم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن الصّفّار، وجماعة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ ثقة، صدوقا، حَسَن السّيرة، والمُعَاشرة، لطيف الطَّبْع. مُكْثِرًا من الحديث. ولمّا كبر كَانَ يستملي للشّيوخ والأئمَّة بنَيْسابور كوالده وجدّه. ولمّا شاخ كَانَ يُملي في موضع أبيه وجدّه، بجامع المَنِيعيّ. وفُقِد في وقعة الغُزّ، فلا يُدرى قُتِلَ أو هلك من البَرْد في شوّال بنَيْسابور.
ثمّ سَمِعْتُ بعد ذَلكَ أنّه أُحرق.
قلت: أنبأني أبو العلاء الفَرَضيّ أنّه مات في العُقُوبة والمطالبة، وقد وقع لنا من حديثه أربعينان. وكان متميّزا في الشّرُوط.
518- عبد الرحمن بْن عبد الصّمد بن أحمد بن أحمد [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الخالق بن زاهر) في: التقييد 379 رقم 488، والعبر 4/ 137، ودول الإسلام 2/ 66، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 254، 255 رقم 171، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1764، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 153، 154.
[2] في مشيخته، ورقة 104 ب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الصمد) في: الأنساب 1/ 335، 336، والتحبير 1/ 398-

(37/365)


أبو القاسم بْن الأكّاف [1] ، من أهل نَيْسابور.
سَمِعَ: أبا سعد الحِيريّ، وأبا بَكْر الشّيرِويّيّ.
وكان إماما، ورِعًا، فقيها، مُناظِرًا، مُفِيدًا، قانعا باليسير، كبير القدْر.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [2] : لمّا استولى الغُزّ عَلَى نَيْسابور قبضوا عَلَيْهِ، وأخرجوه ليعاقبوه، فشفع فيه السّلطان سَنْجَر، وقال: كنت أمضي إِلَيْهِ متبرّكا بِهِ، ولا يمكّنني من الدّخول عَلَيْهِ، فاتركوه لأجلي. فتركوه. فدخل شَهْرسْتَان وهو مريض، فبقي أيّاما ومات، رحمه اللَّه [3] .
519- عبد الرحمن بْن محمود بْن إبراهيم [4] .
أبو المَعاليّ، الفاسيّ، نزيل مَرْو. شيخ جَلْد، حَسَن الصّلاة. كَانَ يخدم بيت السّمعانيّ.
سمع: سهل بن محمد الشّاذْياخيّ، وأبا بَكْر الشّيرُوِيّيّ، وإسماعيل بْن البَيْهَقي. وحدَّث، روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
تُوُفّي في شعبان.
520- عبد الرحمن بْن مكّيّ بْن يحيى [5] .
أبو المطهَّر، الهَمَذَانيّ، الأديب.
تخرَّج بِهِ جماعة. وسمع من: عَبْدُوس بْن عبد الله.
__________
[400] رقم 352، والمنتظم 10/ 159 رقم 244 (18/ 99 رقم 4193) ، والكامل في التاريخ 11/ 200، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 223، 224، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 246، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 113، 114، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 ب.
[1] الأكاف: من يعمل أكاف البهائم وهي برذعة الحمار ونحوه. (الأنساب) .
[2] في المنتظم 10/ 59 (18/ 99) .
[3] وقال ابن السمعاني: إمام ورع، عالم، عامل بعلمه، يضرب به المثل في دقيق الورع، حسن السيرة والديانة، والتجنب عن السلطان والأمور التي تشين العلم وأهله، وكان يعظ وعظا نافعا مفيدا. وهو قانع بالحلال الموروث عن والده.. وكان في حال شبيبته يتكلم في المسائل الخلافية ويحسن فيها. ثم اشتغل بالعبادة والعزلة وقلّة المخالطة.. وقرأ الكثير بنفسه على شيوخنا ومن لم نلحقهم. سمعت منه أحاديث يسيرة من لفظه في منزله. (التحبير) .
[4] لم أجده.
[5] لم أجده.

(37/366)


روى عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: مات في رجب عَنْ إحدى وثمانين سنة.
521- عبد الملك بْن بوانة بْن سعيد بْن عصام [1] .
أبو مروان العُبْدرِيّ، الغَرْنَاطيّ، المعروف بابن بيطار. نزيل مالقة.
سَمِعَ من: ثَمَال بْن عطيَّة، وأبي محمد بْن عَتّاب، وأبي جعفر البَطْرُوجيّ، وجماعة.
وكان عارفا بصناعة الحديث، معتنيا بالآثار. ولي قضاء مالقة.
وقد روى عَنْهُ: أبو القاسم السُّهَيْليّ، وأبو عبد الله بْن الفخّار.
وتُوُفّي سنة تسعٍ وأربعين، وقيل: سنة ثلاثٍ، وقد جاوز السّبعين.
522- عبد المؤمن بْن عبد الجليل بْن عليّ بْن بُنَان [2] .
الأصبهانيّ، أبو نصر.
سَمِعَ جزء لُوَيْن، عَن ابن ماجة الأَبْهَرِيّ.
مات في المحرَّم [3] .
523- عبد الواسع بْن عبد الرحمن بْن مُوَفَّق بْن عبد الله [4] .
الواعظ، أبو مُوَفَّق.
ساق ابن السّمعانيّ نَسَبَه إلى سَرِيّ السَّقَطيّ، وقال: كَانَ واعظا متميّزا، من أهل هَرَاة.
سَمِعَ: حاتم بْن محمد المحموديّ، وأبا عطاء المليحيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الآخر وله سبعون سنة [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن بوانة) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1712، ومعجم الصدفي 250 رقم 230، وبغية الملتمس للضبيّ 376 رقم 1060، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 15، 16 رقم 21.
وفي المصادر: «عبد الملك بن بونة» من غير ألف بعد الواو.
[2] انظر عن (عبد المؤمن بن عبد الجليل) في: التحبير 1/ 493 رقم 470، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 162 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 ب.
[3] قال ابن السمعاني: لم يتفق أني سمعت منه شيئا.. وكتب إليّ الإجازة.
[4] انظر عن (عبد الواسع بن عبد الرحمن) في: التحبير 1/ 500 رقم 477، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 101 ب.
[5] كانت ولادته في ذي الحجة سنة 85 هـ.

(37/367)


524- عُبَيْد [اللَّه] [1] بْن المظفَّر [2] .
أبو الحَكَم الباهليّ، الأندلسيّ، الطّبيب، الشّاعر، الأديب، نزيل دمشق.
كَانَ ماهرا بالطِّبّ، خليعا، ماجنا، لَهُ مَرَاثٍ في قومٍ لم يموتوا عَلَى طريق اللَّعِب، وكان مُدْمِنًا للشّرْب، يجلس بجيرون للطَّبّ، وسكن بدار الحجارة، وكان كثير المدائح في رؤساء دمشق.
تُوُفّي في ذي القعدة.
وكان يلعب بالعُود.
ولِعِرْقِلَة [3] الشّاعر يهجوه:
لنا طبيبٌ شاعرٌ أَشِر ... أراحنا من وجهه اللَّه
ما عاد في بكرةِ يومٍ فتى ... إلّا وفي بابيه رثّاه
وديوانه موجود، وقد سمّاه: «نهج الوضاعة» ، وفيه أشياء ظريفة مضحِكَة من الهَجْو والغَزَل. وله مقصورة في المجون كصريع الدِّلاء.
525- عَرَفَةُ بْن محمد [4] .
أبو الفتوح [5] السّمرقنديّ [6] .
__________
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من مصادر ترجمته.
[2] انظر عن (عبيد الله بن المظفّر) في: ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا) 277، 284، 285، وخريدة القصر (قسم شعراء المغرب والأندلس) ج 4 ق 1/ 369- 382، ومعجم البلدان 2/ 327 وفيه: «عبد الله» ، ووفيات الأعيان 3/ 123- 125، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 240 رقم 472، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 366 رقم 351، وعيون التواريخ 12/ 480- 484، وشذرات الذهب 4/ 135، ونفح الطيب 2/ 17، و 7/ 15- 21، وكشف الظنون 771، 1993، وهدية العارفين 1/ 456، ومعجم المؤلفين 6/ 246، 247.
[3] هو أبو الندى حسّان بن نمير بن عجل الكلبي المعروف بعرقلة الدمشقيّ، أو الأعور، أو الكلبي. ولد سنة 486 بدمشق وتوفي بها سنة 567 هـ. انظر: ديوان ابن منير (من جمعنا) 62 وفيه مصادر ترجمته.
[4] انظر عن (عرفة بن محمد) في: التحبير 1/ 605 رقم 594 وفيه: «عرفة بن علي بن محمد السمذي النيسابورىّ» ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 186 أ، 186 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 أ.
[5] في معجم الشيوخ: «أبو الفتح» .
[6] هكذا هنا وملخص تاريخ الإسلام. وفي التحبير ومعجم الشيوخ: «السمّذي» .

(37/368)


روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ [1] .
وعنه: المؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن الصّفّار، وغيرهما [2] .
526- علي بْن محمد بْن عبد العزيز بْن الحافظ أَبِي حامد بْن محمد بْن جعفر [3] .
أبو الحَسَن المَرْوَزِيّ، الشّاوانيّ [4] ، من قرية شاوان.
تفقه على: أبي المظفر السمعاني، وسمع منه.
ومن: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وجماعة.
وعنه: السّمعانيّ [5] .
مات في ربيع الأول عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة.
527- عليّ بْن محمد بْن يحيى [6] .
أبو الحسن الدّرينيّ [7] .
__________
[1] وزاد في التحبير: أبا المظفّر موسى بن عمران الأنصاريّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي. وقال: شيخ صالح، نظيف الثياب، جميل الأمر، من أهل الخير.. سمعت منه.
وتوفّي ليلة الأحد الخامس عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وقال في معجم الشيوخ: سمعت منه كتاب الأربعين للحاكم أبي عبد الله الحافظ، بروايته عن ابن خلف، عنه.
[2] ورّخ ابن السمعاني وفاته في سنة 539 هـ. وهنا في ملخص تاريخ الإسلام 549 هـ.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن عبد العزيز) في: التحبير 1/ 585، 586، رقم 572، والأنساب 7/ 272، 273، ومعجم البلدان 3/ 249.
[4] الشاواني: بفتح الشين المعجمة، والواو بين الألفين، وبعدها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، يقال لها شاوان، على ستة فراسخ.
[5] وهو قال: وكان لا يعرف شيئا، بل صحب الأئمة. وكان مزّاحا مطايبا، عمّر العمر الطويل حتى صار لا يتماسك، وكنت آنس به، وكان يحضر مع السواد والرساتيق، وكان بحيث لا يتماسك ويبدر منه ما يقبح ذكره. قرأت عليه مجالس من أمالي جدّي في البلد، وبقرية كوردروقوت.
وكانت ولادته في سنة ثلاث وستين وأربعمائة. (الأنساب) وقال في التحبير: وكان من الفتانين الشطارين، وعمّر العمر الكبير حتى مات أقرانه.
[6] انظر عن (علي بن محمد بن يحيى) في: المنتظم 10/ 160 رقم 246 (18/ 100 رقم 4195) ، والكامل في التاريخ 11/ 200، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 1/ 144، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 24، ووفيات الأعيان 2/ 478 (في ترجمة شهدة بنت الإبري) ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي 1/ 48 (بالحاشية) ، والمشتبه في الرجال 1/ 200، وتبصير المنتبه 575، والوافي بالوفيات 22/ 153، 154 رقم 98.
[7] في الكامل: «الدويني» . وهو تصحيف.

(37/369)


كَانَ يخدم أبا نصر الإبَرِيّ، فزوّجه بنته شُهْدَة الكاتبة.
وسمع من: طِراد، وأبي عبد الله النِّعَاليّ، وابن البَطِرِ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابن عساكر، وغيرهما.
قَالَ ابن السّمعانيّ: ثمّ عَلَتْ درجته، وصار خِصِّيصًا بالمقتفي لأمر اللَّه، يشاوره، ويُدْنيه، ويراجع في الأمور. وكان متودّدا متواضعا، كبير القدْر، يُعرف بثقة الدّولة ابن الأنباريّ. وقد بنى مدرسة ووَقفها عَلَى الفُقهاء.
تُوُفّي في شعبان، ودُفِن بداره [1] .
528- عليّ بن محمد بن عتيق [2] .
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ، المطرّز. نزيل مَرْو.
أديب فاضل، ساكن، وقور، علّم أولاد الأمير ابن العباديّ.
وحدّث عن: نصر اللَّه الخشنامي.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: قتلته الغُزّ في شوّال.
529- عليّ بْن محمد بْن أَبِي عُمَر [3] .
البغداديّ، الدّبّاس، البزّاز. ويُعرف بابن الباقِلّانيّ.
وُلِد سنة سبعين.
وسمع من: رزق اللَّه التَّميميّ، وطِراد بْن محمد، وابن البَطِر.
روى عَنْهُ: أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وغيره.
وتُوُفّي في شوّال.
تفقّه بابن عقيل.
__________
[1] ومن شعره:
ألا هل لأيام الصّبا من يعيدها ... فيطرب صبّ بالغضا يستعيدها
وهل عذبات الدّوح من رمل حاجر ... يميل إلى نوحي مع الورق عودها
سقى الله أيامي بها كل مزنة ... تصوب ثراها بالحيا وتجودها
وردّ ليالينا بجرعاء مالك ... فقد طال ما ابيضّت من العيش سودها
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (علي بن محمد الدبّاس) في: المنتظم 10/ 160 رقم 245 (18/ 99 رقم 4194) .

(37/370)


530- عليّ بْن ناصر بْن محمد [1] .
أبو الحَسَن النّوقانيّ، الفقيه الشّافعيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: مصيب في الفتاوى، كثير العبادة. تفقّه بِهِ جماعة [2] .
وروى جزءا عَنْ: عليّ بْن حمزة النّوقانيّ.
مات في رمضان عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة.
531- عُمَر بْن عليّ بْن سهل [3] .
أبو سعد الدّامغانيّ، المعروف بالسّلطان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إماما مُنَاظِرًا، فَحْلًا، واعظا، حَسَن الباطن والظّاهر، رقيق القلب، سريع الدّمعة [4] .
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا تُراب عبد الباقي المَرَاغيّ، والحسن بْن أحمد السَّمَرْقَنْدي الواعظ، وأحمد بْن محمد الشّحّاميّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، لقِيه بمَرْو.
وكان قد تفقَّه بأبي حامد الغزاليّ.
تفقه عَلَيْهِ القُطْب النَّيْسابوريّ مفتي دمشق.
وقيل: توفّي سنة ثمان.
__________
[1] انظر عن (علي بن ناصر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 84 أ، 184 ب، والتحبير 1/ 594، 595 رقم 582، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 284، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 495.
[2] عبارته في التحبير: إمام فاضل، حافظ لمذهب الشافعيّ رحمه الله، مصيب في الفتاوى، حسن السيرة، كثيرة العبادة، واجتمع عليه جماعة من الفقهاء البلديين والغرباء، وتفقهوا عليه واقتبسوا منه، وأظهر بركته عليهم.. وكتبت عنه كتب «الأربعين» للحسن بن سفيان. وكانت ولادته بنوقان في رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، هكذا ذكر لي لما سألته.. قيل إنه مرارته انشقّت من خوف الغزّ وإحاطتهم بالمشهد ونزولهم به.
وقال في معجم الشيوخ: كيّس، حادّ الخاطر. متصرّف في الفقه، اشتهر بذلك.
[3] انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 525 رقم 512، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 290، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 51، 52، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورق 124 أ.
[4] وزاد: سمعت منه بنيسابور شيئا يسيرا. (التحبير) .

(37/371)


532- عَمْرو بْن زكريّا بْن بَطّال [1] .
أبو الحَكَم البَهْرانيّ، اللَّبْلِيّ [2] .
أخذ القراءات عَنْ: شُرَيْح، والعربيَّة عَنْ: أَبِي الحسن بْن الأخضر.
وسمع الكثير من القاضي أَبِي بَكْر بْن العربيّ.
وولي القضاء والخطابة بِلَبْلة.
روى عَنْهُ: أبو العبّاس بْن خليل، ويحيى بْن خَلَف الهَوْزَنيّ، وأبو محمد بْن جمهور، وجماعة.
وَقُتِلَ في الوقعة الكائنة عَلَى لَبْلَة في هذا العام.
- حرف الفاء-
533- فاتك [3] بْن موسى بْن يعيش [4] .
أبو محمد المخزوميّ، المَنْصَفيّ [5] ، ومَنْصَف: من قُرَى بَلْنِسية.
سَمِعَ: بَرَكَة بْن الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ، وأبي بَكْر الطُّرْطُوشيّ.
وكان صالحا، زاهدا، مُجَاب الدّعوة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن بحر، وطارق بْن موسى، والقُدَماء.
ثمّ حجّ في آخر عُمره، وجاور بمكَّة حتّى مات.
534- الفضل بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي نصر [6] .
أبو محمد النّيسابوريّ، السكّاف [7] التّاجر، المقرئ.
روى عنه: نصر الخشناميّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] اللّبليّ: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية. (معجم البلدان 3/ 10) .
[3] وردت هذه الترجمة في الأصل قبل ترجمة «عائشة بنت أحمد بن منصور» التي تقدّمت برقم (509) ، وقد أخّرتها إلى هنا حسب ترتيب الحروف.
[4] لم أجده.
[5] المنصفي: بالفتح ثم السكون، وفتح الصاد.
[6] لم أجده.
[7] في الأصل: «الكافر» .

(37/372)


وعُدِم في وقعة الغُزّ.
وعنه: عبد الرحيم.
535- فضل اللَّه بْن المفضَّل بْن فضل اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم [1] .
أبو بَكْر حفيد الإمام الزّاهد أَبِي سعيد المِيهنيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: لم يبق من عشيرته أقرب إلى الشّيخ منه. وكان شيخا ظريفا، بهيّ المنظر، خرّاجا ولّاجا.
سَمِعَ: أبا طاهر سعيد، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وأبا المظفَّر موسى بْن عِمران الصُّوفيّ.
قلت: روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
وقتلته الغُزّ بِمِيهَنة، فماتَ في الضَّرْب والعقوبة في ذي الحجة [2] .
- حرف الميم-
536- محمد بن أحمد بن الْجُنَيْد بْن محمد [3] .
أبو بَكْر الزّاهد، خطيب مِيهَنَة.
إمام، ورِع، مُصِيب في الفتاوى.
سَمِعَ: جدّه، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وسعيد بْن أَبِي سعيد المِيهَنيّ، وأبا سهل عبد الملك الدَّشتيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وغيره.
قتلته الغُزّ بِمِيهَنَة في ذي القعدة سنة تسعٍ، وهو ابن بضْعٍ وثمانين سنة [4] .
__________
[1] انظر عن (فضل الله بن المفضّل) في: التحبير 2/ 30، 31 رقم 627، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب.
[2] وكانت ولادته في سنة 461 بميهنة.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد الجنيد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني 198 أ، والتحبير 2/ 59، 60 رقم 660، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب.
[4] وقال ابن السمعاني: كان إماما فاضلا، ورعا، متديّنا، كيّسا، فهما، ذكيا، حسن الأخلاق، متواضعا، متودّدا. تفقّه على الإمام عبد الكريم بن يونس الأزجاهي، وعلّق عليه المذهب، وعمّر العمر الطويل، وجاوز التسعين، وكانت الخطابة إليه بميهنة. وله رحلة إلى نيسابور..
كتبت عنه في النوب الثلاثة، وكانت ولادته في الثاني من صفر سنة ثلاث وستين وأربعمائة.

(37/373)


537- محمد بْن إبراهيم بْن مكّيّ [1] .
أبو طاهر الأصبهانيّ، الطَّرَازيّ [2] .
صالح، خيِّر، روى الكثير.
سَمِعَ: أحمد، وشجاعا ابني المَصْقَليّ، ومحمود بْن جعفر.
قَالَ السّمعانيّ [3] : قرأتُ عَلَيْهِ «معرفة الصّحابة» لابن مَنْدَهْ من ابني المَصْقِليّ.
مولده في سنة ستّين وأربعمائة [4] .
ومات في جُمادّى الأولى.
538- محمد جامع بْن أَبِي نصر بْن إبراهيم [5] .
أبو سعد [6] النَّيْسابوريّ، الصّيرفيّ، خيّاط الصّوف.
__________
[ () ] (التحبير) .
وقال في (معجم شيوخه) : ولما دخلت ميهنة أول نوبة دخلتها في شوال سنة تسع وعشرين وكان غائبا عنها إلى قرية كاريزان على نصف فرسخ من ميهنة فمضيت إليها وقرأت عليه أوراقا من حديث الأصمّ بروايته عن أبي سعيد الصيرفي، عنه، وسمعت جميع كتاب «التوبة» لأبي بكر بن أبي الدنيا.
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التحبير 2/ 52، 53 رقم 655، والأنساب 8/ 224، ومعجم البلدان 3/ 524، واللباب 2/ 84، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب.
[2] الطّرازي: بفتح الطاء والراء المهملتين، وكسر الزاي المعجمة في آخرها. هذه النسبة إلى طراز وهي بلدة على حدّ ثغر التّرك.
[3] قوله في الأنساب 8/ 224.
[4] وقال في التحبير: كان شيخا صالحا، سديدا، راغبا في الرواية والتحديث، وكان أكثر الأوقات فارغا قاعدا في الجامع بأصبهان، مستعدّا للقراءة عليه حتى كنّا نقول له: محمد بن أبي نصر ابن أبي القاسم الفارغ.. وكانت له إجازة عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. كتبت عنه بأصبهان، وقرأت عليه «معرفة الصحابة» جميعه لأبي عبد الله بن مندة، عن الأخوين، عنه. وقرأت عليه جميع كتاب «الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع» لأبي بكر الخطيب، بروايته عن المصنف إجازة، وقرأت عليه جزء لوين أيضا بروايته عن الأخوين، عن الأبهري، عن الخروري. وكتاب «المنهاج» تصنيف معمر بن أحمد الأصبهانيّ، عن شجاع بن علي المصقلي، عنه.
[5] انظر عن (محمد بن جامع) في: التحبير 2/ 103، 104 رقم 713، والعبر 4/ 137، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 102 ب، وسير أعلام النبلاء 20/ 245 رقم 160، والنجوم الزاهرة 5/ 319.
[6] في العبر: «أبو سعيد» .

(37/374)


قال ابن السمعاني: كان شيخا، صالحا، مكثرا، صاحب أُصُول.
سَمِعَ: فاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، وأبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا المظفَّر موسى بْن عِمران، وإسماعيل بْن زاهر النّوقانيّ، ومحمد بْن سهْل السّرّاج، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم، والمؤيَّد الطُّوسيّ، وعمّه محمد بْن عليّ بْن حَسَن.
وُلِد في رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.
وتُوُفّي في سابع ربيع الآخر.
لَهُ أربعون حديثا، وهو من أحفاد أَبِي بَكْر بْن مِهْران المقرئ. سَمِعَ «سُنَن الصُّوفيَّة» من ابن خَلَف، بسماعه من السّلميّ، «تاريخ أهل الصَّفْوَة» بالسَّنْد.
539- محمد بْن الحسن بْن سعد [1] .
أبو بَكْر السَّعْديّ، البخاريّ، نزيل هَرَاة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شيخا، عفيفا، مستورا، نظيفا، مشتغلا بما يعنيه.
رحل إلى العراق، وخُراسان.
وسمع: أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثيثيّ ببغداد، وعبد الرحمن بْن حَمْد الدُّونيّ، ومكّيّ بْن بُجَيْر بهَمَذَان، وأبا الفتح الأَبّار بأصبهان.
وكان مولده سنة سبعين.
وتُوُفّي في أوّل رجب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم، وأبوه.
540- محمد بْن الخليل بن فارس [2] .
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن الخليل) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 476، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1765، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 294 رقم 198، والعبر 4/ 137، ومرآة الجنان 3/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 154، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم

(37/375)


أبو العشائر القَيْسيّ، الدّمشقيّ، المعروف بالكُرْديّ.
صحِب الفقيه أبا الفتح المقدسيّ مدَّةً، وسمع منه، ومن: أَبِي القاسم بْن أَبِي العلاء، وأبي عبد الله بْن أَبِي الحديد.
ثمّ تشاغل بأعمال السَّلْطَنَة. ثمّ سكن بَعْلَبَكّ، وخدم صاحبها، ثمّ قدم دمشق.
روى عنه: الحافظ ابن عساكر [1] ، وابنه القاسم، وابن أخيه زين الأمناء أبو البَرَكَات، وغيرهم.
تُوُفّي في سادس ذي الحجَّة ببعلبكّ.
وقع لي جزء زَيْن الأُمُناء، عَنْهُ في الخامسة.
541- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد [2] .
الواعظ، المعمّر، أبو الفتح الهَرَويّ، الصُّوفيّ، الملقّب بالشّيرازيّ.
ولد سنة سبع وأربعين وأربعمائة [3] .
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ يسكن قرية بهَرَاة يقال لها: نُبَاذَان [4] . وكان قد بلغ مائة سنة أو جاوزها. وكان صالحا يعِظ ويذكّر بقرى هَرَاة.
وكان من أصحاب شيخ الإسلام عبد الله الأنصاريّ.
وسُئل عَن الشّيرازيّ، فقال: كنت أحبّ الشّيراز، وهي نوع من اللَّبَن.
قَالَ: وكنت آكُل منه كثيرا، فلقَّبَني الصّبيان بالشّيرازيّ.
سَمِعَ: شيخ الإسلام، وبِيبي الهَرْثَمِيَّة، وأبا سعد محمد بْن الحسين الحَرَميّ، وهبة اللَّه بن الشّيرازيّ الحافظ.
__________
[ () ] الثاني) ج 4/ 5 رقم 1000.
[1] وقال: سمعنا منه شيئا يسيرا. (تاريخ دمشق) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التحبير 2/ 145، 146 رقم 774، والأنساب 7/ 451، واللباب 2/ 39، والعبر 4/ 137، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ، والعسجد المسبوك، ورقة 69 أ.
[3] في الأنساب 7/ 451: وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
[4] نباذان: بضم النون، وباء موحّدة، وألف، وذال معجمة، بعدها ألف ونون. وترد في المصادر مصحّفة. وهي في الأصل: «نياذان» .

(37/376)


قلت: تُوُفّي في سابع ربيع الأوّل [1] .
وحدَّث عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
542- محمد بْن عبد الصَّمَد بْن الطَّرَسُوسيّ [2] .
القاضي فخر الدّين، أبو منصور الحلبيّ.
كَانَ ذا هَيْئة ومُرُوءة ظاهرة، لَهُ أمرٌ نافذ في تصرُّفه في أعمال حلب، وأَثَر صالح في الوقوف. ثمّ انعزل، ومات في وسط سنة تسعٍ.
وفي ذرّيته فقهاء و [أدباء] [3] بحلب، ثمّ بدمشق.
543- محمد بْن عبد الواحد بْن عبد الصّمد [4] أبو الوفاء الأصبهانيّ: السِّمْسار، الفقيه، الشّافعيّ.
شيخ، صالح، وَقُور.
سَمِعَ: أبا منصور بْن شكرُوَيْه، وابن ماجة، ورزق اللَّه.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [5] .
544- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر [6] .
أبو جعفر الأصبهانيّ، القطّان، يعرف بويرج.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ.
صالح، راغب في السّماع. كتب عَنْهُ السّمعانيّ [7] ، وقال: مات في جمادى الأولى.
__________
[1] ورّخه في (التحبير) في سنة 549 هـ. أما في (الأنساب) فقال: مات سنة تسع أو ثمان وأربعين وخمسمائة.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الصمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 355.
[3] في الأصل بياض.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: التحبير 2/ 163 رقم 794، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ.
[5] وهو قال: سمعت منه أحاديث.
[6] انظر عن (مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر) في: التحبير 2/ 167 رقم 798، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 223 أ.
[7] وقال: كان يسمّع أولاده معنا.. سمعت منه شيئا يسيرا، وسمع مني.

(37/377)


545- محمد بْن عُمَر بْن أحمد [1] .
أبو منصور بْن البَيِّع الهَمَذَانيّ.
سَمِعَ: أَبَاه أبا حفص الملقَّب بقُدْوة الأئمَّة، وأبا الفتح عَبْدُوسًا.
مات في شعبان عَنْ 72 سنة [2] .
546- محمد بْن عليّ بْن هارون بْن الشّريف [3] أبو جعفر المُوسَوِيّ، النَّيْسابوريّ، النّسَابة، البارع.
كَانَ من غُلاة الشَّيعة، ثمّ تحوَّل شافعيّا، وترضّى عَن الصّحابة، وتأسَّف عَلَى ما سَلَف منه، وصحِب محمد بْن يحيى الفقيه [4] .
وسمع الكثير. قاله السّمعانيّ، وأخذ عَنْهُ. وقال: قُتِلَ في وقعة الغُزّ بنيسابور في شوّال، عَنْ بضعٍ وستّين سنة.
547- محمد بْن الفضل بْن عليّ [5] .
المارِشْكيّ [6] . ومارِشْك من قرى طوس.
إمام مبرّز، مفت، حَسَن السّيرة، من نُجَبَاء أصحاب الغزاليّ.
سَمِعَ: أبا الفتيان الرّؤاسيّ، ونصر اللَّه بْن أحمد بن الخشنامي.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: مات من الخوف يوم عيد الفِطْر بطوس في وقعة الغزّ [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: التحبير 2/ 169 رقم 802، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ.
[2] قال ابن السمعاني: شيخ عالم، متميّز، من أولاد المحدّثين.. كتبت عنه بهمذان شيئا يسيرا.
وكانت ولادته يوم الأحد التاسع والعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة بهمذان.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن هارون) في: التحبير 2/ 199 رقم 837، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 232 أ، 232 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 103 أ.
[4] هو محمد بن يحيى الجنزي. قال ابن السمعاني: لقيته معه بمرو، وسمع الحديث الكثير، وكنت لقيته بنيسابور وكتب الإجازة. وذكر أن ولادته كانت يوم السبت الثالث من صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
[5] انظر عن (محمد بن الفضل) في: التحبير 2/ 205، 206 رقم 847، والأنساب 11/ 68، 69، ومعجم البلدان 5/ 39، واللباب 3/ 79، والكامل في التاريخ 11/ 181، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 95، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 234.
[6] المارشكي: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها الكاف.
[7] وقال ابن السمعاني: برع في الفقه، وكان مصيبا في الفتاوى، حسن الكلام في المسائل،

(37/378)


548- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ فضل اللَّه المِيهَنيّ [1] .
أبو المكارم. شيخ صالح، سَمِعَ الكثير، وحصّل الأصُول.
سمع من: جدّه طاهر، وعبيد الله الهشاميّ، وسليمان بن ناصر الأنصاريّ، النّيسابوريّ.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: عُوقب وخرج في رمضان، ومات من ذَلكَ [2] .
549- محمد بْن هبة اللَّه بْن الحسين بْن عليّ [3] .
أبو بَكْر الْجَعْفَريّ، العُكْبَريّ، يُعرف بابن المندوف.
بغداديّ، صالح، ديِّن، خيِّر.
سَمِعَ: أبا عبد الله بْن السّرّاج.
روى عَنْهُ: أبو سعد السَّمْعانيّ، وقال: وُلِد في سنة ستٍّ وستّين.
وتُوُفّي في رجب.
550- محمد بْن الهيثم بْن محمد بْن الهيثم [4] .
أبو سعيد السُّلَميّ، الأصبهانيّ.
حجّ سنة ثمانٍ وتسعين، وسمع من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، وغيره.
وسمع ببلده وحدَّث. وكان بارِعًا في اللّغة، والأدب، مليح الخطّ. لازَمَ منزله.
تُوُفّي في شعبان، وهو في عشر التّسعين.
__________
[ () ] وكان عارفا بالأصول.. سمعت منه أحاديث يسيرة بطوس، ورأيته بمرو غير مرّة، وتكلّمت معه في المسائل. (الأنساب) .
وقال في (التحبير) : كان إماما فاضلا، مفتيا، مصيبا، مناظرا، فحلا، أصوليّا، حسن السيرة، جميل الأمر، كثير العبارة.
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن طاهر) في: التحبير 2/ 221 رقم 865، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 238 ب.
[2] قال ابن السمعاني: كان شيخا صائنا، خدوما، حسن الأخلاق.. كتبت عنه بسرخس، ثم بميهنة، وكانت ولادته سنة تسع وسبعين وأربعمائة بميهنة.
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.

(37/379)


أثنى عَلَيْهِ الحافظ أبو موسى، وروى عَنْهُ.
551- محمد بْن يحيى بْن منصور [1] .
العلّامة أبو سعد النَّيْسابوريّ.
الفقيه الشّافعيّ.
مرّ في عام 48.
552- محمد بْن يوسف بْن عُمَيْرَة [2] .
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأُورِيُوليّ [3] .
أخذ القراءات عَنْ: محمد بْن فَرَج المِكْناسيّ، وأبي القاسم بْن النّحّاس، وشُرَيْح.
وتفقّه عَلَى: أَبِي محمد بْن أَبِي جعفر، وسمع منه.
ومن: أَبِي عليّ الصَّدَفيّ، وجماعة.
وكان عالما، متفنّنا.
حدَّث عَنْهُ: أبو عبد الله بْن عبد الرحمن المِكْناسيّ.
553- محمد بْن الحسن بْن عُمَر [4] .
أبو بَكْر الفرّاء، الخبّاز. بغداديّ، صالح.
سَمِعَ: ثابت بْن بُنْدار، والحسين بْن البُسْريّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد بْن السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في شعبان.
554-[المبارك] [5] بْن أحمد بْن عبد العزيز بْن المعمَّر بن الحسن [6] .
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (473) .
[2] لم أجده.
[3] الأوريولي: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء مضمومة، ولام، وهاء. مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحية تدمير. (معجم البلدان 1/ 280) .
[4] لم أجده.
[5] في الأصل بياض.
[6] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: المنتظم 10/ 160 رقم 247 (18/ 100 رقم 4196) ، والتقييد لابن نقطة 440 رقم 585، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1766، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 260 رقم 176، ومرآة الجنان 3/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وكشف الظنون 2019، وشذرات الذهب 4/ 154.

(37/380)


أبو المعمّر الأنصاريّ، الأَزَجيّ، الحافظ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: سَمِعَ الكثير بنفسه، وتعانى في جمْعه ونسْخه، ودار عَلَى الشّيوخ. وكان سريع القراءة، جميل الأمر، لَهُ أَنَسَة بالحديث من كثرة ما قرأ.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر، وأبا عبد الله النِّعَاليّ، وجماعة كثيرة من أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان، وأبي القاسم بْن بِشْران.
وكتب لي جزءا بخطّه عَنْ شيوخه، وجمع لنفسه مُعْجَمًا في خمسة أجزاء ضخمة، سَمعْتُهُ منه. وأفادني عَنْ جماعة، وقال لي: وُلِدتُ في ذي القعدة سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة.
قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وآخرون.
وتُوُفّي في رمضان في حادي عشره.
وثّقه ابن نقطة، وقال: ثنا عَنْهُ جماعة.
555- المُظَفَّر بْن سلطان [1] .
أبو الوفاء الدّمشقيّ، النّجّار.
روى عَنْ: سهل بْن بِشْر الإسْفَرَائينيّ، وأبي البَرَكَات أحمد بْن طاوس.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه القاسم.
تُوُفّي في رجب.
556-[مسعود] [2] بْن أحمد بْن أَبِي عليّ نَصْر اللَّه بْن أحمد بْن عثمان [3] .
أبو بَكْر الخُشْناميّ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ من: جدّه، والفضل بْن عبد الواحد التّاجر، وأبي عليّ الجاجَرْميّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
__________
[1] انظر عن (المظفّر بن سلطان) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 176.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (مسعود بن أحمد) في: التحبير 2/ 296 رقم 977، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 259 ب.

(37/381)


قُتِلَ في فتنة الغُزّ في شوّال [1] .
557- المُسَيَّب [2] بْن أَبِي الذَّوَّاد المفرّج بْن الحَسَن [3] .
الكِلابيّ ابن الصُّوفيّ، رئيس دمشق ومدبّرها.
لَهُ ذِكْر في الحوادث، وأنّه امتنع بدمشق وجيّش، واستخدم الأحداث، حتّى لاطَفَه صاحب دمشق، ثمّ عزله ناحية، ثمّ أبعده إلى صَرْخَد. فلمّا تملّك نور الدّين دمشقَ قدِمَها متمرِّضًا، ثمّ مات.
وكان ظالما، جبّارا، كذا قَالَ أبو يَعْلَى حمزة بْن أسد التّميميّ في «تاريخه» [4] وهو مؤيَّد الدّولة ابن الصُّوفيّ وزير دمشق في دولة مجير الدّين أبق.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، ودُفن بداره بدمشق، وسُرَّ النّاس بموته، فإنّه كَانَ ظالما.
558- المُطَّلِب بْن أحمد بْن الفضْل [5] .
الشّريف، أبو الكنديّ، القُرَشيّ، الأُمَويّ، الهَرَويّ، خطيب هَرَاة.
سَمِعَ: أحمد بْن أَبِي عاصم الصَّيْدلانيّ.
وعنه: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وتُوُفّي بهَرَاة في رمضان.
559-[المظفَّر] [6] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهير [7] .
__________
[1] قال ابن السمعاني: كان مشتغلا بالعلم في أيام شبابه، وعقد له مجلس الوعظ بحضور الأئمة، ثم اختلّ حاله في آخر عمره حتى اشتغل بالاكتساب، ونسج الثياب العتابية.. وسمعت منه كتاب «الأقران» لأبي عبد الله محمد بن يعقوب المعروف بالأخرم.
وكانت ولادته في 12 من ربيع الأول سنة 498 بنيسابور.
[2] في الأصل بياض. والمثبت عن ترجمة أخيه «حيدرة بن المفرّج» التي تقدّمت برقم (427) .
[3] انظر عن (المسيّب بن أبي الذواد) في: ذيل تاريخ دمشق 261، 277، 278، 307- 311، 314، 315، 319، 321، 324، 328، 329، وسير أعلام النبلاء 20/ 242، 243 رقم 158، والبداية والنهاية 12/ 232، ومرآة الزمان ج 8 15/ 209، 215، ومرآة الجنان 3/ 296، وديوان ابن منير الطرابلسي (جمعنا) 27.
[4] ذيل تاريخ دمشق 328.
[5] لم أجده.
[6] بياض في الأصل.
[7] انظر عن (المظفّر بن علي) في: المنتظم 10/ 160 رقم 248 (18/ 100 رقم 4197) ، والعبر

(37/382)


أبو نصر الوزير بْن الوزير أَبِي القاسم.
كَانَ مُعْرِقًا في الوزارة. ولي أستاذ داريَّة المسترشد باللَّه، وولي الوزارة في أوّل دولة المقتفي، وعُزِل سنة اثنتين وأربعين. وكانت وزارته سبْع سِنين.
سَمِعَ: أبا عبد الله الحَسَن بْن عليّ البُسْريّ، وأبا الحسين العلّاف، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، ومحمد بْن عليّ الدُّوريّ شيخ لابن النّجّار.
وُلِد في حدود سنة 487.
وتُوُفّي في سادس ذي الحجَّة.
560- منصور بْن محمد بْن منصور [1] .
أبو نصر الهلاليّ، الباخَرْزِيّ، الفقيه.
سكن المدرسة البَيْهَقِيَّة بنَيْسابور.
وقال أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ فقيها، صالحا، ورِعًا، كثير العبادة، مُكْثِرًا من الحديث.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وموسى بْن عِمران الأنصَاريّ، وأبا تُراب عبد الباقي المَرَاغيّ.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه أربعة أجزاء من «تاريخ الحاكم» ، عَنْ موسى، عَنْهُ. وولد في سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
قُتِلَ في وقعة الغُزّ في شوّال.
وروى عَنْهُ المؤيَّد الطُّوسيّ أيضا.
561- المُوَفَّق بْن محمد بن عمر [2] .
__________
[4] / 138، وسير أعلام النبلاء 20/ 283 رقم 190، وعيون التواريخ 12/ 486، والنجوم الزاهرة 5/ 318، وشذرات الذهب 4/ 154.
[1] انظر عن (منصور بن محمد) في: التحبير 2/ 320، 321 رقم 1020، ومعجم البلدان 4/ 398، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 253، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 125 ب.
وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 104.
[2] انظر عن (الموفّق بن محمد) في: التحبير 2/ 324 رقم 1026، وملخص تاريخ الإسلام

(37/383)


الإمام أبو المعالي بن الصّحّاك الطُّوسيّ، الشُّرُوطيّ.
إِلَيْهِ كَانَ كتابة السِّجِلّات بطُوس [1] .
سَمِعَ: عُبَيْد اللَّه بْن طاهر الرَّوَقيّ [2] ، وأبا سعد الحَسَن بْن عبد الله القطّان.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: وُلِد في حدود الثّمانين وأربعمائة، وقتلته الغُزّ بطُوس في رمضان.
- حرف النون-
562- نصر بْن محمود بْن عليّ [3] .
أبو الفضائل القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الصّائغ.
سَمِعَ من: الفقيه نصر المقدسيّ، وعليّ بْن زهير ... [4] وكان صالحا، كثير التّلاوة.
روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم.
563- نصر بْن المظفَّر بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد بْن يحيى بْن خَالِد بن برمك بن آذروندار [5] .
ويقال: آذر بندار.
أبو المَحَاسِن البَرْمكيّ، الهَمَذَانيّ، الْجُرْجانيّ الأصل، البغداديّ المولد، المعروف بالشّخص العزيز.
وهو أخو أَبِي الفُتُوح الفَتْح.
سأله ابن السّمعانيّ عَنْ مولده، فقال: بلغت في سنة الغَرَق، وهي سنة
__________
[8] / ورقة 104 ب.
[1] وكان شيخا عالما، فاضلا، عدلا، ثقة، صدوقا.
[2] الرّوقي: بفتح الراء والواو، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى قرية بنواحي طوس يقال لها:
روه. (الأنساب 6/ 186 بالمتن والحاشية) .
[3] انظر عن (نصر بن محمود) في: مشيخة ابن عساكر.
[4] في الأصل بياض.
[5] انظر عن (نصر بن المظفّر) في: الأنساب 2/ 169، والتقييد 465 رقم 625، والعبر 4/ 138، وسير أعلام النبلاء 20/ 263، 264 رقم 178، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1767، والإعلام بوفيات الأعلام 226، والنجوم الزاهرة 5/ 319، وشذرات الذهب 4/ 154.

(37/384)


ستّ وستّين وأربعمائة.
ونشأ ببغداد، ثمّ سكن هَمَذَان.
سَمِعَ: أبا الحسين بْن النَّقُّور، وإسماعيل بْن مَسْعَدَة الإسماعيليّ ببغداد، وعبد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وأبا عيسى بْن عبد الرحمن بْن زياد، وسليمان بْن إبراهيم الحافظ بأصبهان.
وانفرد بأكثر مسموعاته، وقصده النّاس.
قَالَ أبو سعد: هُوَ شيخ مُسِنّ، كَانَ يصلّي ببعض الأتراك، وكان يُلَقَّب بشخص.
قرأت عَلَيْهِ كتاب «الاستئذان» لابن المبارك.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وأبو العلاء الهَمَذَانيّ، وابنه عبد البَرّ بْن أَبِي العلاء، وداود بْن معمّر بْن الفاخر، ومحمد بْن أحمد الرُّوذَرَاوَريّ، وأحمد بْن شهريار بْن شِيرُوَيْه، وعبد الهادي بْن عليّ الواعظ، ووكيع بْن مانكديم، وعبد الجليل بْن منْدُوَيْه، وجماعة.
قَالَ ابن النّجّار: أكْثَر الأسفارَ، ودخل إلى خُرَاسان، وبخارى، وسَمَرْقَنْد، وكاشْغَر، والسِّنْد. ووصل إلى دمشق، وبقي ليلة القدر سنة تسعٍ وأربعين.
وقيل: تُوُفّي في ربيع الآخر سنة خمسين [1] .
564- نصر بْن موسى بْن شبرق [2] .
البغداديّ، البيّع، المعروف بالرّفّاء.
روى عَنْ: جعفر السّرّاج، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر النّاقداريّ، وأحمد بْن صالح الْجِيليّ.
- حرف الواو-
565- وهْب بْن سليمان بْن أحمد بْن الزّلق [3] .
__________
[1] التقييد 465.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (وهب بن سليمان) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 385 رقم 227.

(37/385)


الفقيه أبو القاسم السُّلَميّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
تفقَّه عَلَى جمال الإسلام أَبِي الحَسَن، وأعاد بالأمينيَّة.
وسمع: أبا الحسن، وأبا الفضل ابني المَوَازِينيّ، وهبة اللَّه بْن الأكْفانيّ.
وقرأ بالرّوايات عَلَى محمد بْن إبراهيم النَّسَائيّ.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر، وجماعة.
وتُوُفّي في رمضان وله إحدى وخمسون سنة [1] . وهو والد محمد وأحمد.
- حرف الهاء-
566- هاشم بْن فُلَيْتَة بْن قاسم بْن أَبِي هاشم [2] .
العَلَويّ، الحَسَنيّ، أمير الحَرَمَيْن.
تُوُفّي في ذي الحجَّة أيّام الموسم بمكَّة. وقام بعده ولده قاسم، فبقي إلى سنة ستٍّ وخمسين، فظلم وعسَف، فعُزل، وولي بعده عمّه عيسى.
567- هبة اللَّه بْن سعد الله بن أسعد بن سعيد بن الشيخ أَبِي سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ [3] .
أبو محمد بْن أَبِي سعيد، أخو أَبِي بَكْر سعيد.
كيّس، ظريف، خفيف الرّوح، خَدُوم.
سَمِعَ: محمد بْن أحمد العارف، ومحمد بْن الحسين بْن طلْحة المِهْرَجَانيّ، ومحمد بْن أحمد الكامِخيّ، وقاضي بغداد محمد بْن المظفَّر الشّاميّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
وتُوُفّي بِمِيهَنَة في رمضان وقد قارب الثّمانين.
__________
[1] مولده في سنة 498 هـ.
[2] انظر عن (هاشم بن فليتة) في: الكامل في التاريخ 11/ 103.
[3] لم أجده.

(37/386)


- سنة خمسين وخمسمائة
- حرف الألف-
568- أحمد بْن الحُسَيْن بْن عبد الرحمن بْن عبد الرّزّاق [1] .
أبو الفتح العَبْسيّ، الشّاشيّ، الخِرْقانيّ، الفَرَابيّ [2] .
شيخ، صالح، سديد السّيرة، أديب.
روى بالإجازة عَن السّيّد محمد بْن محمد بْن زيد الحَسَنيّ.
قَالَ أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه كتاب «العُقُوبات» ، وهو ثلاثة عشر جزءا، وكتاب «شرف الأوقات» ، وكتاب «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» ، وكتاب «الفِتَن» ، وكتاب «غُرر الأنساب في شرف الرَّسُول والأصحاب» ، وكتاب «أدب المشروب والمأكول» ، وكتاب «مذهب خيار الأمَّة في معالم السُّنَّةِ» ، وكتاب «تحفة العالِم وفرحة المتعلّم» ، وكتاب «الأربعين» والجميع من مصنَّفات السّيّد رحمه اللَّه.
وُلِد بخرقان سنة تسع وستّين [3] وأربعمائة.
وتُوُفّي بقرية فَرَاب في منتصف ذي الحجَّة.
569- أحمد بْن محمد بْن محمد بْن سليمان [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الشاشي) في: الأنساب 9/ 249.
[2] الفرابي: بفتح الفاء والباء المنقوطة من تحت بنقطة واحدة. نسبة إلى فراب على ثمانية فراسخ من سمرقند بسفح الجيل، عند قرية تسمّى «سكي» .
[3] في الأنساب: «خمس وستين» .
[4] انظر عن (أحمد بن محمد الحويزي) في: المنتظم 10/ 161، 162 رقم 249 (18/ 102 رقم 4198) ، ومعجم البلدان 2/ 327، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 224، 225، وعيون التواريخ 12/ 487، 488، وشذرات الذهب 4/ 155، ومعجم البلدان 2/ 327.

(37/387)


أبو العبّاس الحويزيّ [1] . وحويزة: بليدة بخوزستان.
قدِم بغداد، وتفقّه بالنّظاميَّة وتأدَّب، وقال الشِّعْر. ثمّ خدم في الدّيوان، وترقِّت حاله، وارتفعت منزلته، وصار عاملا عَلَى نهر المُلْك، فلم تُحمد سِيرتُه، وظَلَم في السّواد، وعَسَف.
وكان عابدا، قانتا، متهجّدا، كثير البكاء والخُشُوع والأوراد. وربما أتاه الأعوان فقالوا: إنّ فلانا قد ضربناه ضربا عظيما، فلم يحمل شيئا وهو عاجز.
فيبكي ويقول: يا سبحان اللَّه، قطعتم عليَّ وِرْدي واصلوا الضَّرب عَلَيْهِ. ثمّ يعود إلى وِرْده. ولا يخون في مال الدّولة، بل يتحرّى الأمانة حتّى في الشّيء اليسير.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [2] : كأنّه طمع بذلك أن يَرْقَى إلى مرتبةٍ أعلى [3] من مرتبته، وكنت في خَلْوة حمّام، وهو في خَلْوةٍ أخرى، فقرأ نَحْوًا من جزءين.
هجم عَلَيْهِ ثلاثةٌ من الشّرَاة فضربوه بالسّيوف، فجيء بِهِ إلى بغداد، فمات بعد ويْلات. وذلك في شعبان. وحُفَظ قبرُهُ من النَّبْش.
وظهر في قبره عَجَب، وهو أنّه خُسِف بقبره بعد دفْنه أذْرُعًا، وظهر من لعْنه وسبّه [4] ما لا يكون لِذِمّيّ.
قلت: روى عَنْهُ أبو جعفر عبد الله المظفَّريّ، رئيس الرؤساء جملة من شِعره، ومنه قوله:
الصَّبُّ مغلوبٌ عَلَى آرائه ... فَذَرُوهُ معشَرَ عاذِلِيه لِدَائِهِ
متى يُرَجَّى اللّائمون سلْوةً ... باللّوم وهو يزيد في إغرائهِ
ما كنت أبخل بالفؤاد عَلَى اللَّظَى ... لولا حبيب حَلّ في حَوْبائهِ
ولقد سكنت إلى مصاحبه الضّنا ... لمّا حمدت إليه حسن وفائه [5]
__________
[1] الحويزي: بضم الحاء المهملة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى حويزة وهي قرية كبيرة بنواحي البصرة في وسط طريق الأهواز.
[2] في المنتظم.
[3] في الأصل: «أعلا» .
[4] في الأصل: «من بيت سلعته» .
[5] وقد هجاه أبو الحكم عبيد الله بن المظفّر الباهلي الأندلسي فقال:
رأيت الحويزيّ يهوى الخمول ... ويلزم زاوية المنزل
لعمري! لقد صار حلسا له ... كما كان في الزمن الأول

(37/388)


570- أحمد بْن مَعَدّ بْن عيسى بْن وكيل [1] .
الزّاهد أبو العبّاس، التُّجَيْبيّ، الأُقْلِيشيّ [2] ، ثمّ الدّانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ أبا بَكْر، وليس بالمشهور، وسمع من: صِهْره طارق بْن يَعيش، وأبا العبّاس بْن عيسى، وتلمَذَ لَهُ، وأبا الوليد بْن الدّبّاغ، وجماعة.
وحجّ، فسمع بمكَّة من الكَرُوخيّ [3] .
وكان من الأئمَّة والعلماء العاملين. لَهُ عدَّة مصنَّفات.
روى عَنْهُ: الوزير أبو بَكْر بْن سُفْيان، وغيره.
وكان كثير البكاء، والخشْية، والعُزُوب عَن الدّنيا، عارِفًا باللّغة، والعربيَّة، والحديث، كبير القدْر.
سَمِعَ الكثير بالإسكندريَّة من السِّلَفيّ.
ومِن شِعْره:
أسِيرُ الخطايا عند بابِكَ واقِف ... لَهُ عَنْ طريق الحقّ قلبٌ مُخَالِف
قديما عصى عَمْدًا، وجَهْلًا، وغرَّةً ... ولم يَنْهَهُ قلبٌ من اللَّه خائف
تَزِيدُ سنُوهُ وهو يزداد ضِلَّةً ... فها هو في ليل الضّلالة عاكف
__________
[ () ]
يدافع بالشعر في أوقاته، ... وإن جاء طالع في «المجمل»
(معجم البلدان 2/ 327 وقد ورد فيه: «عبد الله بن المظفر» وهو تصحيف) .
[1] انظر عن (أحمد بن معدّ) في: معجم البلدان 1/ 237، وإنباه الرواة 1/ 136، 137 رقم 84، وتكملة الصلة لابن الأبّار 60- 62، والذيل والتكملة للمراكشي، السفر الأول ق 2/ 543- 550 رقم 837، وأخبار وتراجم أندلسة 64، والعبر 4/ 139، وسير أعلام النبلاء 20/ 358 رقم 248، وتلخيص ابن مكتوم 23، ومرآة الجنان 3/ 296، والوافي بالوفيات 8/ 183، 184، والديباج المذهب 1/ 246، 247، وعيون التواريخ 12/ 490، والعقد الثمين 3/ 182، 185، والنجوم الزاهرة 5/ 321، وبغية الوعاة 1/ 392، ونفح الطيب 2/ 598 600، وسلّم الوصول 152، وكشف الظنون 171، 186، 218، 988، 1032، 1050، 1523، 1930، وشذرات الذهب 4/ 154، 155، وتاج العروس (مادّة: قلش) 4/ 340، وإيضاح المكنون 1/ 451، 452 و 2/ 316، وهدية العارفين 1/ 85، وديوان الإسلام 1/ 144، 145 رقم 204، ومعجم المطبوعات لسركيس 627، 629، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 276، 277، وشجرة النور الزكية 1/ 142، 143، ومعجم المؤلفين 2/ 181.
[2] الأقليشي: بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام. منسوب إلى أقليش، وهي بلدة من أعمال طليطلة بالأندلس. ويقال: الأقليجي، بالجيم.
[3] هو عبد الملك بن عبد الله. تقدّمت ترجمته برقم (443) .

(37/389)


فطلع صُبْح الشَّيْب والقلبُ مظلمٌ ... فما طاف فيه من سَنَا الحقّ طائف
ثلاثون عاما قد تولّت كأنّها ... حلومٌ نَقَضَت أو بُرُوقٌ خواطف
وجاء المَشِيبُ المُنْذِر [1] المرءَ أنّه ... إذا رحلت عَنْهُ الشّبيبةُ تالف
فيا أيُّها الخَوّان [2] قد أدبر الصِّبى ... وناداك من سنّ الكُهُولة هاتف
فجدْ بالدُّموع الحُمْر حُزْنًا وحَسْرةً ... فدمْعُكَ يُنْبي أنَّ قلبَكَ آسف [3]
قَالَ الأبّار [4] : تُوُفّي بقوص سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وخمسمائة [5] .
571- إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد [6] .
__________
[1] في الأصل: «مشيب منذر» .
[2] في الذيل والتكملة 1 ق 1/ 546: «فيا أحمد الخوان» .
[3] الأبيات وغيرها في: الذيل والتكملة 1 ق 1/ 546- 549.
[4] في تكملة الصلة 62.
[5] ومن شعره:
كان حقّي ألّا أذكّر غيري ... وأنا ما كفيت شرّي وضيري
غير أنّي برحمة الله ربّي ... أرتجي أن يفيدني كلّ خير
وله:
تتحدّر العبرات من أحداقه ... فترى لها في خدّه آثارا
ولربّما امتزجت دما من قلبه ... حتى كأنّ الدمع يطلب ثارا
(إنباه الرواة) .
وقال المراكشي: كان مفسّرا للقرآن العظيم، عالما. عاملا، محدّثا، رواية، عدلا، بليغا، فصيحا، شاعرا، مجوّدا، أديبا، متصوّفا صالحا، فاضلا، ورعا، غزير الدمعة، بادي الخشية والخشوع، كثير اللزوم لمطالعة كتب العلم، عاكفا على التقييد، صنّف في علوم القرآن والحديث، وله إنشاءات في سبل الخير والرقائق نظما ونثرا يلوح فيها برهان صدقه. قال أبو بكر أحمد بن محمد بن سفيان: كنّا ندخل عليه فنجده جالسا والكتب قد أحاطت به يمينا وشمالا، وكنا نحضر عنده للسماع عليه فكان القارئ يقرأ ويضع أبو العباس يده على وجهه ويبكي حتى يعجب الناس من بكائه.
ومن تصانيفه: «النجم من كلام سيّد العرب والعجم» ، و «الكوكب الدّرّي» ضاهى بها «الشهاب» للقضاعي، و «الغرر من كلام سيّد البشر» ، و «ضياء الأولياء» وهو في أسفار عدّة ومعشرات زهدية وفصول زهدية على حروف المعجم نظما ونثرا على طريقة «ملقى السبيل» للمعرّي.
(الذيل والتكملة) .
[6] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في: الأنساب 8/ 463، 464، والعبر 4/ 139، وسير أعلام النبلاء 20/ 271 (مذكور دون ترجمة) ، وشذرات الذهب 4/ 155.

(37/390)


أبو عثمان العصائديّ [1] ، النّيسابوريّ.
روى عن: أَبِي سعيد بْن رامِش، وأبي عبد الرحمن طاهر الشّحّاميّ، وأصحاب أَبِي بَكْر الحِيريّ.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه أبو المظفر، وجماعة.
ولد بعد السّتّين وأربعمائة [2] بنَيْسابور.
وتُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة خمسين.
وكان ذا رأيٍ سديد، وعقل، وفِكْر.
- حرف الحاء-
572- الحسن بْن أحمد بْن محبوب [3] .
أبو عليّ البغداديّ القزّاز.
شيخ صالح، سَمِعَ الكثير من: طِراد، وأبي طلْحة النِّعَاليّ، ونصر بْن البَطِر، والطَّبَقَة.
وكان يغسّل الموتى في المارِسْتان العَضُديّ.
روى عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وابن الأخضر، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [4] ، وجماعة.
وتُوُفّي في المحرَّم، وقد جاوز الثّمانين.
وكتب وخرَّج مَعَ الصِّدْق والدّين والتّلاوة.
573- الحسن بْن أحمد بْن أبي الفضل [5] .
النّيسابوريّ، الصّوفيّ، المعروف بجانا.
__________
[1] العصائدي: بفتح العين والصاد المهملتين، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى عمل العصيدة.
وقد تحرّفت نسبته في (شذرات الذهب) إلى: «الغضائري» .
[2] في الأنساب: سنة خمس وستين.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد بن محبوب) في: المنتظم 10/ 162 رقم 250 (18/ 102، 103 رقم 4199) .
[4] وقال: قرأت عليه كثيرا من حديثه.
[5] لم أجده.

(37/391)


شيخ ظريف، عفيف، كثير العبادة. من مشهوري الصُّوفيَّة.
سَمِعَ: هبة اللَّه بْن أَبِي الصَّهْباء، ومحمد بْن عبد الحميد المقرئ، وغيرهما.
وتُوُفّي في المحرَّم أيضا.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السَّمْعانيّ.
- حرف الخاء-
574- الخَضِر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [1] .
أبو الفضائل [2] السُّلَمّي، المعروف بابن الدّارِميّ [3] .
سَمِعَ: الحَسَن بْن عليّ بْن صَصْرَى، وأحمد بْن عبد المنعم الكُرَيْديّ، وغيرهما بدمشق.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن عساكر [4] ، وقال: تُوُفّي في شعبان [5] .
575- الخليل بْن أحمد [6] .
السَّكُونيّ، اللَّبَليّ [7] .
قَالَ ابن فَرْتُون: ديِّن، فاضل، متواضع، حافظ للفروع، مفت.
__________
[1] انظر عن (الخضر بن عبد الرحمن) في: التحبير 1/ 264 رقم 182، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 101 ب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 71، 74 رقم 28، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 166، 167.
[2] في التحبير، والمعجم: «أبو المفضل» .
[3] هكذا في الأصل. وفي: مختصر تاريخ دمشق، والتهذيب: «الدواتي» .
[4] وقال: كتبت عنه ثلاثة أحاديث.
[5] في تهذب تاريخ دمشق 5/ 167: توفي في جمادى الأولى سنة خمسين وخمسمائة، ودفن في مقبرة مسجد شعبان.
أقول: إن المؤلّف وهم بقراءة عبارة ابن عساكر فاختلط عليه «مسجد شعبان» ب «شهر شعبان» ، ولذا قيّد وفاته فيه. فليراجع.
وقال ابن السمعاني: كتبت عنه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
ووفاته بعد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، فإنّي كتبت عنه في المحرّم سنة ست.
[6] لم أجده.
[7] اللّبلي: بفتح أوله، ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة قصبة كورة بالأندلس. وقد تقدّمت.

(37/392)


أَمّ بِلَبْلَةَ، وأقرأ القرآن، والنَّحْو، واللُّغة، والفِقْه، والحديث.
حدَّث عَنْ: ابن السّيّد، وأبي محمد بْن عَتّاب.
لقيت حفيده أبا الفضل محمد بْن أحمد بْن الخليل، فروى لي عَنْ أبيه، عَنْ جدّه في سنة 635.
- حرف السين-
576- سعيد بْن أَبِي غالب أحمد بْن الحسين بْن أحمد بْن البنّاء [1] .
أبو القاسم البغداديّ.
شيخ، صالح خيِّر، من أولاد الشّيوخ.
سَمِعَ: أبا القاسم بن البُسْريّ، وأبا نصر الزينبي، وعاصم بْن الحَسَن، وجماعة.
ووُلِد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، وعبد الرحمن بْن عُمَر بْن الغزّال، الواعظ، وعبد اللَّه بْن محاسن الحربيّ، وعليّ بْن المبارك الأَزَجيّ الصّائغ، ورَيْحان بْن تيكان الضّرير، والحسين بْن أحمد الغزّال، وموسى بْن الشّيخ عبد القادر، وأبو العبّاس محمد بْن عبد الله الرّشيديّ المقرئ، وعليّ بْن محمد بْن المهنّد السّقّاء، وعبد الرحمن بْن المبارك بْن المشتري [2] ، وثابت بْن مشرّف البنّاء، وصالح بْن القاسم بْن كوّار [3] ، وظَفَر بْن سالم البيطار، والفتح بْن عبد السّلام الكاتب، ومِسْمار بْن العُوَيْس، وخلْق آخرهم موتا ابن اللُّتَّيّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: أبو الحسن بْن المُقَيَّر.
تُوُفّي رابع عشر ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن أبي غالب) في: المنتظم 10/ 162 رقم 251 (18/ 103 رقم 4200) ، ودول الإسلام 2/ 67، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1768، والإعلام بوفيات الأعلام 226، وسير أعلام النبلاء 20/ 264، 265 رقم 179، والنجوم الزاهرة 5/ 321، وشذرات الذهب 4/ 155.
[2] في الأصل: «الشنتري» .
[3] في الأصل: «كوز» .

(37/393)


577- سعيد بْن الحسين بْن إسماعيل بْن أَبِي الفضل [1] .
أبو سعد النَّيْسابوريّ، الرِّيوَنْدِيّ [2] ، الجوهريّ.
شيخ صالح.
قَالَ ابن السّمعانيّ: قَالَ لي: وُلِدتُ سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
سَمِعَ: الفضل بْن عبد الله بْن المُحِبّ المفسّر، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيليّ، وأبا سعد إسماعيل بْن عَمْرو البَحِيريّ، وغيرهم.
وسمع ببغداد من: أَبِي القاسم بْن بَيَان. كتبتُ عَنْهُ.
وتوفّي في حدود الخمسين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ: ابن عساكر، وعبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
578- سليمان بْن عبد الرحمن بْن أحمد بْن عثمان [3] .
أبو الربيع العَبْدَريّ، الأندلسيّ.
سَمِعَ: أبا عليّ الصَّدَفيّ، وجماعة.
وحجّ، فسمع كتاب «غريب الحديث» من: أَبِي عبد الله بْن منصور بْن الحَضْرميّ، بروايته عَنْ أَبِي بَكْر الخطيب إجازة.
أخذ عَنْهُ أبو عُمَر بن عبّاد، وأثنى عليه وقال: ثقة، من أهل العلم بالأصول، والحديث، والطّبّ، احترف بِهِ بقُرْطُبة، ثمّ نزل كورة ألش [4] خطيبا بها.
وتوفّي في هذا العام وقد بلغ السّبعين.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن الحسين) في: المعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1769.
[2] الرّيونديّ: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى ريوند وهي اسم لأحد أرباع نيسابور، وهي قرى كثيرة، قيل هي أكثر من خمسمائة قرية، وربّما زاد. (الأنساب 6/ 212) .
[3] انظر عن (سليمان بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1983، ومعجم شيوخ الصدفي 304، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الرابع 72 رقم 184.
[4] ألش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة. اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير.
(معجم البلدان 1/ 245) .

(37/394)


- حرف الشّين-
579- شافع بْن عليّ بْن أَبِي الحسن [1] .
أبو الفُتُوح الشّعريّ: فقيه، صوفيّ، نظيف.
سَمِعَ: القاضي أبا الحسين المبارك بْن محمد الواسطيّ، ونصر اللَّه الخُشْناميّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السَّمْعانيّ.
- حرف العين-
580- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن محمد بْن الحسن [2] .
أبو القاسم ابن الخلّال البغداديّ. من أولاد المحدّثين.
سَمِعَ: ابن خَيْرُون، ونصر بْن البَطِر.
وُلِد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
قال أحمد بْن صالح الْجِيليّ: كَانَ نِعْم الرجل، لا بأس به.
توفّي في أوّل في الحجَّة.
قلت: روى عَنْهُ: أبو شجاع محمد بْن المقرون، وابن الأخضر.
581- عبد الفتّاح بْن عطاء بْن عُبَيْد اللَّه [3] .
أبو المعالي، الصَّيْرفيّ، الهَرَويّ. عدْل، عالم، مليح الخطّ.
سَمِعَ: أبا عطاء عبد الأعلى المَلِيحيّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، ومحمد بْن الحَسَن النّهاوَنْدي، وطائفة.
وُلِد سنة سبعين وأربعمائة.
وُتُوُفّي في صَفَر بَهَرَاة.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بن السّمعانيّ، ووالده.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (عبد الفتاح بن عطاء) في: التحبير 1/ 470 رقم 438، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 106 ب.

(37/395)


582- عبد الكريم بْن بدر [1] .
أبو المكارم المُشْرِقيّ [2] ، الكوفيّ، منسوب إلى الأمير مشرق السّامانيّ.
ولي قضاء كوفن [3] ، وكان يخلّ بالصّلاة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وأبا المظفَّر السّمعانيّ.
وعنه: السّمعانيّ [4] ، وابنه عبد الرحيم.
مات في المحرَّم بأَبِيوَرْد عَنْ ثمانين سنة.
583- عبد المعزّ بْن بِشْر بْن محمد بْن بِشْر بْن عبد الله بْن محمد [5] .
الواعظ أبو العبّاس المُزَنيّ، النّتليّ، الهَرَويّ.
سَمِعَ: أبا عامر الأَزْديّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، وعبد الأعلى بْن أَبِي عمر المليحيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم، وأبوه.
وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة، وله 74 [6] . وزمِنَ بأخرة.
584- عُبَيْد اللَّه بْن حمزة بْن حمزة بْن محمد بن المجدّر بْن أحمد بْن القاسم بْن جُمَيْع بْن موسى الكاظم بْن جعفر الصّادق [7] .
السّيّد، أبو القاسم العَلَويّ، المُوسَوِيّ، الهَرَويّ، أخو عليّ.
ذكره السّمعانيّ، فقال: زاهد، ورِع، متعبّد، كثير العبادة والمجاهدة.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن بدر) في: التحبير 2/ 472، 473 رقم 441، والأنساب 11/ 330، 331، ومعجم شيوخ السمعاني، ورقة 157 أ، والمشتبه في الرجال 2/ 592، 593.
[2] المشرقي: بضم الميم، وسكون الشين المعجمة، وكسر الراء، وفي آخرها القاف.
[3] كوفن: بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد.
[4] وقال: كان من بيت العلم والحديث.. لقيته بكوفن في انصرافي من نسا إلى مرو ولم تكن معه أصول بما سمع وكان سماعه في أصول بمرو، ووجدت سماعه في كتاب الرقاق لابن مبارك عن الزاهريّ. سمعت منه الكتاب بمرو ولا أحبّ الرواية عنه لأنّي سمعت بأنه كان يخلّ بالصلوات، والله يعفو عنه. وكانت ولادته تقديرا في سنة سبعين وأربعمائة. (الأنساب) .
[5] انظر عن (عبد المعزّ بن بشر) في: التحبير 1/ 483، 484، رقم 455، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 159 ب.
[6] وكانت ولادته يوم النحر وقت صلاة العيد في ذي الحجة سنة 476 بهراة.
[7] لم أجده.

(37/396)


وضيء الوجه، قليل الكلام، مشتغل بما يعنيه، لم نر في العَلَويَّة، مثله.
كَانَ يسكن في رِباطٍ لَهُ بظاهر باب خشك، فسمع: أبا عامر بْن محمود بْن القاسم الأَزْديّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ.
وقال لي: ولدتُ في سنة ستّ وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي رحمه اللَّه يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي القعدة.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه عبد الرحيم، وأبو رَوْح عبد المعزّ، وطائفة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ الْمُوسَوِيُّ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، أَنَا الْجَرَّاحِيُّ، أَنَا الْمَحْبُوبِيُّ، نَا أَبُو عِيسَى: ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ [1] أَهْلُهُ وَمَالُهُ» [2] . سَقَطَ مِنْهُ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بُدَّ مِنْهُ.
585- عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن هشام [3] .
أبو محمد، وأبو مروان، الحضْرميّ، الإشبيليّ، ويُعرف بعُبَيْد.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي القاسم بْن النّحّاس، وأبي الحَسَن عَوْن اللَّه، وغيرهما.
وسمع من: أبي محمد بن عتّاب.
__________
[1] قال أبو عبد الله: يتركم أعمالكم، وترتب الرجل إذا قتلت له قتيلا أو أخذت له مالا.
[2] أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة 1/ 138 باب: وقت العصر، ومسلم (200/ 626) باب:
التغليظ في تفويت صلاة العصر. وأبو داود في الصلاة (414) ، والترمذي في الصلاة (175) باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل، والنسائي في الصلاة 1/ 238 باب صلاة العصر في السفر، والمواقيت 1/ 255، وابن ماجة في الصلاة (685) باب المحافظة على صلاة العصر، ومالك في وقت الصلاة (20) باب جامع الوقوت، وأحمد في المسند 2/ 8، 13، 27، 48، 54، 64، 75، 76، 102، 124، 145، 148، و 5/ 469.
[3] انظر عن (عبيد الله بن عمر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 933، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 117، ومعرفة القراء الكبار 2/ 521، 522، وغاية النهاية 1/ 490، 491، رقم 2040، وبغية الوعاة 320، وكشف الظنون 1709، وإيضاح المكنون 2/ 547، وهدية العارفين 1/ 649، وأخبار مكناس لابن زيدان 4/ 492، ومعجم المؤلفين 6/ 242.
ويرد: «عبيد الله بن عمرو» بالواو.

(37/397)


وأَحْكَم العربيَّة. وكان شاعرا، فاضلا جوّالا. تصدَّر بمَرّاكُش للإقراء والتّعليم مدَّةً، ثمّ سكن مُرْسِيَة، وخطب بها. وله تصانيف مفيدة، منها «الإفصاح في اختصار المصباح» ، و «شرح مقصورة ابن دُرَيْد» ، وكتاب «قراءة نافع» .
حدَّث عَنْهُ: أبو ذَرّ الخُشَنيّ، واختصّ بِهِ. وأخذ عَنْهُ القراءات والنَّحْو: أبو عُمَر بْن عيّاد، وابنه أبو عبد الله.
وكان مولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة. وكان حيا في هذه السنة.
586- علي بن محمد بْن أحمد [1] .
الخطيب، أبو الحسن الرُّوذْرَاوَرِيّ المُشْكانيّ، الخطيب بمُشْكان [2] ، وهي من قُرى رَوذرَاوَر عَلَى ستّ فراسخ من هَمَذَان.
مولده في رمضان سنة ستّ وستّين وأربعمائة بمُشْكان. وقدِم عليهم سنة ستٍّ وسبعين القاضي أبو منصور محمد بْن الحَسَن بْن محمد بْن يونس النَّهاوَنْديّ، فسمعوا منه «التّاريخ الصّغير» للبخاريّ، بسماعه من ابن زِنْبِيل النَّهَاوَنْدِيّ في حدود سنة أربعمائة. وحدَّث ببغداد بالكتاب، بقراءة ابن السّمعانيّ.
وسمعه منه: الحافظ أبو العلاء العطّار، وابنه عبد البَرّ، وأبو القاسم بْن عساكر، وطائفة كبيرة.
وحدَّث عَنْهُ، أبو القاسم بْن الحَرَسْتَانيّ إجازة.
وسماعه لَهُ بقراءة المحدِّث حمزة الرُّوذرَاوَرِيّ، وهو صدوق.
آخر من رحل إِلَيْهِ: الحافظ يوسف بْن أحمد الشّيرازيّ في ربيع الآخر سنة خمسين، وسمع منه.
ثمّ قَالَ: وفيها مات رحمه الله [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد المشكاني) في: الأنساب 11/ 334، 335، ومعجم البلدان 5/ 135، واللباب 3/ 217، 218، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1770، وسير أعلام النبلاء 20/ 311، 312 رقم 207، وشذرات الذهب 4/ 155.
[2] مشكان: بضم الميم وسكون الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون. قرية من أعمال روذراور قرية منها من نواحي همذان.
[3] وقع في الأنساب 11/ 335: «توفي في حدود سنة أربعين وخمسين مائة بروذراور!» .

(37/398)


587- عليّ بْن معصوم بْن أَبِي ذَرّ [1] .
أبو الحسن المغربيّ، الفقيه، نزيل إسْفَرَايين. وبها تُوُفّي.
كَانَ إماما، فقيها، بارعا، علّامة في الحساب.
تفقّه عَلَى الفَرَج بْن عُبَيْد اللَّه الخُوَيّي، وأفتى وأفاد.
قَالَ ابن السّمعانيّ فيه ذَلكَ، وقال: كتبتُ عَنْهُ شيئا. وتُوُفّي في شعبان بإسْفَرَايين.
588- عليّ بْن نصر بْن محمد بْن عبد الصّمد [2] .
أبو الحَسَن الفَنْدُورَجيّ [3] ، وهي قرية من نواحي نَيْسابور.
وسمع من: عبد الغفّار الشّيْروِيّيّ، وغيره.
وكان كاتبا، منشئا، لُغَويًا، شاعرا، فصيحا. كَانَ ينشئ الكُتُب من ديوان الوزارة بخُراسان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: علّقت عَنْهُ.
وتُوُفّي في حدود سنة خمسين [4] .
__________
[ () ] وقال ابن السمعاني: وكان شيخا، عالما، بهيّا، حسن المنظر، مليح الشيبة، مطبوع الأخلاق، متودّدا. قدم علينا بغداد في سنة اثنتين وثلاثين في صحبة رئيس روذراور، ونزل بنواحي باب الأزج.
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (علي بن نصر) في: التحبير 1/ 595، 596، رقم 583، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 184 ب، والأنساب 9/ 335، 336 وفيه: «علي بن نضر» (بالضاد) ، ومعجم الأدباء 15/ 98- 101 رقم 26، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة، ورقة 225 أ، 225 ب، وبغية الوعاة 2/ 211.
[3] الفندورجي: بفتح الفاء، وسكون النون، وضم الدال المهملة، وسكون الواو، وفتح الراء، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فندورجة. (الأنساب) .
وقال ياقوت: بضم الفاء. (معجم البلدان 4/ 278) .
وورد في التحبير: «الفندورجي» .
[4] وكانت ولادته في سنة 489 بنيسابور.
ومن شعره:
تحيّة مزن يتحف الروض سحرة ... بصوب الحيا في كل يوم عليكم
فجسمي معي لكنّ قلبي أكرموا ... بلطفكم مثواه فهو لديكم
وأورد ابن السمعاني مجموعة أبيات من شعره في معجم شيوخه، ونقلها ياقوت في (معجم الأدباء) .

(37/399)


589- عُمَر بْن عثمان بْن الحسين بْن شعيب [1] .
أبو حفص الْجَنْزيّ، الأديب.
من أهل ثغر جَنْزَة.
أحد الأعلام في الأدب والشِّعْر.
قدِم بغداد، وصحِب الأئمَّة، ولازَم الأديب أبا المظفَّر الأَبِيوَرْدِيّ، مدَّة ثمّ رجع إلى جَنْزَة.
ثمّ عاد إلى بغداد، وذاكَرَ الفُضَلاء، وبرع في العِلْم حتّى صار علّامة زمانه، وأوحد عصره. قاله ابن السّمعانيّ.
وقال أيضا: كَانَ غزير الفضل، وافر، العقل، حَسَن السّيرة، متودِّدًا، كثير العبادة، سخيّ النّفس. صنّف التّصانيف، وشرع في إملاء تفسيرٍ لو تمّ لكان لا يوجد مثله.
سَمِعَ بهَمَذَان كتاب «السُّنَن» للنَّسَائيّ، وكتاب «يوم وليلة» من عبد الرحمن بْن حَمْد الدّونيّ، اجتمعتُ معه بسرخس، وقدِم علينا مَرْو غير مرَّة.
وشاعت تصانيفه في الآفاق.
وتُوُفّي في رابع عشر ربيع الأوّل.
ووُلِد في حدود سنة بضْعٍ وسبعين.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنه عبد الرحيم [2] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن عثمان) في: التحبير 1/ 521، 522، رقم 509، والأنساب 3/ 324، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 169 أ، ومعجم البلدان 2/ 132، ومعجم الأدباء 16/ 62- 67 رقم 6) ، واللباب 1/ 241، والتقييد 395 رقم 516، وإنباه الرواة 2/ 329، 330، ومجمع الآداب ج 4 ق 1/ 507، وطبقات المفسّرين 2/ 6، وبغية الوعاة 2/ 221، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 260 رقم 386.
[2] وذكره أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي في كتاب «الوشاح» فقال: هو إمام في النحو والأدب لا يشقّ فيهما غباره، ومع ذلك فقد تحلّى بالورع ونزاهة النفس، لكنّ الزمان عانده، وما بسط في أسباب معاشه يده، جاس خلال الديار، وقال: أدركت زمان الأشجّ، ورأيت مصلّاة في طنجة المغرب، إلّا أني لم أمكث حتى أراه، وأدّب بنيسابور أولاد الوزير فخر الملك، ثم ارتحل من نيسابور في شهور سنة خمس وأربعين وخمسمائة للهجرة ثم لم يعد إليها، وقضى نحبه بعد انتقاله من نيسابور بأيام قلائل. وأنشد له قصيدة واحدة في مدح الإمام محمد بن حمّويه، منها:

(37/400)


- حرف الفاء-
590- الفضل بْن محمد بْن إبراهيم [1] .
أبو محمد بْن الزّياديّ، السَّرْخَسيّ، قاضي سَرخس.
فقيه، عابد، متزهّد. تارك للتّكلُّف، متودّد.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبتُ عَنْهُ مجلسا من إملائه، وكان عنده عَنْ أَبِي منصور محمد بْن عبد الملك المظفَّرِيّ، وأبي ذَرّ عبد الرحمن بْن أحمد الأديب.
وقال لي: وُلِدتُ سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وتُوُفّي في سادس عشر شوّال [2] . جاءني نعيُه وأنا بنسف.
__________
[ () ]
ألم تذكرا ربعا بعسفان عامرا ... وبيضا يودّعن الأحبّة خرّدا
يشعّثن بالعنّاب ضغث بنفسج ... ويضربن بالأسروع خدّا مورّدا
كأنّ النّوى لم تلق غير جوانحي ... ومقلتي العبري مرادا وموردا
وقال ابن السمعاني: وأنشدني لنفسه:
أحاوي عيسى إن بلغت مقامي ... فبلّغ صحابي لا عدمت سلامي
وخبّرهم عمّا أعاني من الجوى ... ومن لوعتي في هجرهم وسقامي
وقال لهم: إنّي متى ما ذكرتكم ... غصصت لذكراكم بكل طعام
وإنّ دموعي كلّما لاح كوكب ... ترقرقت في خدّي كصوب غمام
وإن هبّ من أرض الحبيب نسيمه ... تغلغل أحشائي وهاج غرامي
وإن غرّدت وهنا حمامة أيكة ... أحنّت بنوحي لحن كلّ حمام
وله:
قالت: وخطتك شيبة كالعين ... كم تذرف عيناك ذروف العين
قد قلت لها: أيا سواد العين ... يزداد من الثلوج ماء العين؟
وله أبيات يعزّي فيها الكمال المستوفي بزوجته، منها:
إذا جلّ قدر المرء جلّ مصاب ... وكلّ جليل بالجليل يصاب
يروح الفتى في غفلة عن ماله ... ويشغله عنه هوى وشباب
فلم يتفكّر أنّ من عاش ميّت ... وأنّ الّذي فوق التراب تراب
وهي طويلة. (معجم الأدباء) .
[1] انظر عن (الفضل بن محمد) في: الأنساب 6/ 336، 337، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 294.
[2] وقال ابن السمعاني في (الأنساب) : إمام سرخس في عصره، وكان مسنّا كبيرا، جليل القدر، فقيها ... كتبت عنه شيئا يسيرا بسرخس، وحضرت مجلس إملائه في مسجد المربعة. ثم قال:
توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بسرخس.

(37/401)


591- فضل اللَّه بْن المعمَّر بْن أَبِي شكر [1] .
أبو سعيد الأصبهانيّ، الجوهريّ. نزيل بغداد.
كَانَ يسكن المُعِيديَّة.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، والقاسم الثّقفيّ الرئيس.
وكان يعمل في ديوان الخاتون.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ.
وتُوُفّي في شوّال.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم.
- حرف الميم-
592- محمد بْن إسماعيل بْن سعيد بْن عليّ [2] .
أبو منصور اليَعْقُوبيّ، البُوسَنْجيّ، الواعظ، الصُّوفيّ.
سكن هَرَاة، ووعظ بها. وكان لَهُ أتباع من الصُّوفيَّة يُنفق عليهم من الفُتُوح.
قَالَ ابن السّمعانيّ: غير أنّ النّاس يُسِيئون الثّناء عَلَيْهِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد الرحمن بْن محمد بْن عفيف كلار.
وتُوُفّي بقرية نابر [3] في سلْخ رجب.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ [4] ، وابنه عبد الرحيم.
593- محمد بْن الحَسَن بْن محمد [5] .
أبو عبد الله البَلَديّ، البَنْجَدِيهيّ [6] ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ: أبا سعيد البغويّ، الدّبّاس.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التحبير 2/ 91، 92 رقم 698، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 204.
[3] في التحبير: «نابر من نواحي ماراباذ» .
[4] وقال: سمعت منه جزءا واحدا، من حديث علي بن الجعد.
[5] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التحبير 2/ 109، 110 رقم 722.
[6] تفدّم التعريف بهذه النسبة. وانظر: معجم البلدان 1/ 498.

(37/402)


ومات في عَشْر الثّمانين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ أبو سعد [1] .
594- محمد بْن عبد الباقي بْن محمد بْن فِرْطاس [2] .
أبو سعد البغداديّ، البيِّع، المقرئ.
قرأ القراءات، وطلب الحديث، وسمع بنفسه من: ابن بَيَان، وابن نَبْهان، وأُبَيّ النَّرْسِيّ، وأبي سعد بْن الطُّيُوريّ، وطائفة.
ولم يزل يسمع إلى آخر شيء.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، وغيره.
وما في رجب سنة خمسين، وله ستٌّ وستّون سنة، رحمه اللَّه.
595- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو عَبْد اللَّه النَّحْويّ، الحليّ، ويُعرف بابن حُمَيْدَة.
نحْويّ، بارع، حاذق بالفَنّ، بصير باللّغة، شاعر. لَهُ «شرح أبيات الْجُمَل» ، وكتاب «شرح اللُّمَع» ، وكتاب في التّصريف، وكتاب «شرح المقامات» ، إلى غير ذَلكَ.
قرأ عَلَى أَبِي محمد بْن الخشّاب.
وتُوُفّي شابّا فيما أظنّ.
596- محمد بْن عليّ بْن الحسن [4] .
أبو المظفَّر بن الشّهرزوريّ، الفرضيّ.
__________
[1] وقال: شيخ صالح، متميّز، راغب في الخير وأهله.. كتبت عنه بمرو، وكان ولادته قبل سنة ثمانين وأربعمائة بسنين.
[2] لم أجده.
[3] انظر عن (محمد بن علي الحلّي) في: معجم الأدباء 18/ 252، 253، والوافي بالوفيات 4/ 153، 154، وبغية الوعاة 1/ 33، 34، وكشف الظنون 604، 931، 1388، 1435، 1563، 1788، وهدية العارفين 2/ 92، وروضات الجنات 188، ومعجم المؤلفين 10/ 303.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: المنتظم 10/ 163 رقم 253 (18/ 104 رقم 4202) .

(37/403)


من شيوخ بغداد، وُلِد سنة تسعٍ وسبعين وأربعمائة.
سَمِعَ: ابن طلْحة النِّعَاليّ، وأبا الفضل بْن خَيْرُون، وغيرهما.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، ديِّن، خيِّر، ثقة، لَهُ معرفة تامَّة بالفرائض، والحساب، انفرد بذلك في وقته.
وكان يسكن درب نُصَيْر، وله دُكّان بالرَّيْحَانيّين يبيع فيها العِطْر، ويعلّم النّاسَ الفَرَائض والحساب. وخرج إلى المَوْصِل لِدَيْنٍ رَكِبَهُ، وبقي بها مدَّة، وخرج إلى أَذَرْبَيْجان، ومات بها.
كتبتُ عَنْهُ.
وتُوُفّي بمدينة خِلاط في رجب.
قلت: روى عَنْهُ: يوسف بْن كامل، والقاضي يوسف بْن إسماعيل اللّمغانيّ.
597- مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام [1] .
أبو الفَتْح بْن أَبِي الحَسَن البغداديّ، الكاتب.
من بيت رئاسة ورواية. وولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وسمّعه أَبُوهُ من: رزق التّميميّ، وأبي الفضل بْن خَيْرُون، وأبي عبد الله الحُمَيْديّ، وابن طلْحة النِّعَاليّ، وطِراد، ونصر بْن البَطِر.
وخرَّج لَهُ أَبُوهُ مشيخة. وحدَّث.
تُوُفّي في سلْخ صفر.
قلت: روى عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرَزْد، وابن الأخضر، وجماعة آخرهم حفيده الفتح بْن عبد الله بْن عبد السّلام.
وَأَخْبَرَنَا الأَبَرْقُوهيّ، عَن الفتح، عَنْهُ بالجزء الأوّل من حديث سعدان بْن نصر، وكان صَدُوقًا.
598- محمد بْن ناصر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن عُمَر [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن هبة الله) في: الإعلام بوفيات الأعلام 226، والعبر 4/ 140، وسير أعلام النبلاء 20/ 271، مذكور دون ترجمة) ، وشذرات الذهب 4/ 155.
[2] انظر عن (محمد بن ناصر) في: الأنساب 7/ 209، والمنتظم 10/ 162، 163 رقم 252

(37/404)


الحافظ، أبو الفضل السُّلاميّ.
تُوُفّي أَبُوهُ شابا، ومحمد صغير، فكفله [1] جدُّه لأنّه أبو حكيم الخَبْرِيّ [2] ، وسمّعه شيئا يسيرا، وحفّظه القرآن.
وكان مولده ليلة نصف شعبان سنة سبْعٍ وستّين وأربعمائة.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن البُسْريّ، وأبا طاهر محمد بْن أحمد بْن أَبِي المظفَّر، وعاصم بْن الحسين، ومالكا البانياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، ورزق اللَّه التّميميّ، وطِراد بْن محمد الزَّيْنَبيّ، وأبا عبد الله بْن طَلْحَةَ، وابن البَطِر، وخلقًا مِن أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان ومن بعدهم، وخلْقًا من أصحاب ابن غَيْلان، والجوهريّ.
وعُنِي بطلب الحديث أتمّ عناية، لكنّه لم يرحل.
وتفقّه عَلَى مذهب الشّافعيّ، وقرأ الأدب واللّغة عَلَى أَبِي زكريّا التّبْرِيزيّ.
ولازم أبا الحسين بْن الطُّيُوريّ فأكثر عَنْهُ، ثمّ خالَطَ الحنابلة ومالَ إليهم.
وانتقل إلى مذهب أحمد لمنامٍ رآه.
قَالَ تلميذه أبو الفَرَج بْن الجوزيّ [3] : كَانَ حافظا، ضابطا، ثقة، متفنّنا [4] ،
__________
[ () ] (18/ 103، 104 رقم 4201) ، ومناقب الإمام أحمد 530، 531، واللباب 2/ 161، ووفيات الأعيان 4/ 293، 294، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 225، 226، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1771، والإعلام بوفيات الأعلام 226، ودول الإسلام 2/ 67، وتذكرة الحفاظ 4/ 1292، وسير أعلام النبلاء 20/ 265- 271 رقم 180، والعبر 4/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1289- 1293، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 38- 40 رقم 30، والبداية والنهاية 12/ 233، ومرآة الجنان 3/ 296 و 297 (وقد ذكر مرتين) ، وعيون التواريخ 12/ 488، 489، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 225- 229 رقم 113، والنجوم الزاهرة 5/ 320، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 163، وشذرات الذهب 4/ 155، 156، وهدية العارفين 2/ 92، وإيضاح المكنون 2/ 560، والرسالة المستطرفة 160، والأعلام 7/ 343، ومعجم المؤلفين 12/ 72.
[1] في الأصل: «فكلفه» ، وهو غلط.
[2] الخبري: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء الموحّدة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى خبر، وهي قرية بنواحي شيراز من فارس. (الأنساب) وهو: عبد الله بن إبراهيم الخبري الشافعيّ الإمام الفرضيّ. توفي سنة 476 هـ. وقيل في غيرها. وقد تقدّم. «وأقول» : ضبطه محقّقا (سير أعلام النبلاء 20/ 265) بضم الخاء. وهو غلط.
[3] في المنتظم 10/ 163 (18/ 103) .
[4] في المنتظم: «متقنا» .

(37/405)


من أهل السُّنَّة، لا مَغْمَزَ فيه. وهو الَّذِي تولّى تسميعي الحديث. فسمعت بقراءته «المُسْنَد» للإمام أحمد، وغيره من الكُتُب الكبار والأجزاء.
وكان يُثَبّت لي ما أسمع، وعنه أخذت عِلْم الحديث. وكان كثير الذِّكر، سريع البكاء.
ذكره ابن السّمعانيّ في «المُذَيَّل» فقال: كَانَ يحبّ أن يقع في النّاس [1] .
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [2] : وهذا قبيحٌ من أَبِي سعد، فإنّ صاحب الحديث ما يزال يجرّح ويعدّل. فإذا قال قائل: إن هذا وقوع في الناس دلّ عَلَى أنّه لَيْسَ بمحدِّث، ولا يعرف الجرح من الغيبة. و «مذيّل» ابن السّمعانيّ ما سمّاه إلّا ابن ناصر، ولا دلّه عَلَى أحوال الشّيوخ أحدٌ مثل ابن ناصر، وقد احتجّ بكلامه في أكثر التّراجم، فكيف عوَّل عَلَيْهِ في الْجَرْح والتّعديل، ثمّ طعن فيه؟ ولكنّ هذا منسوبٌ إلى تعصُّبُ ابن السّمعانيّ عَلَى أصحاب أحمد. ومن طالَعَ كتابه رَأَى تعصُّبه البارد وسوء قَصْده. ولا جَرَم لم يُمتّع بما سمِع، ولا بلغ رُتْبة الرواية [3] .
انتهى كلام ابن الجوزيّ.
قلت: يا أبا الفَرَج، لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتيَ مثلَه. فإنّه عليك في هذا الفصل مؤاخذات عديدة، منها أنّ أبا سعد لم يقُلْ شيئا في تجريحه وتعديله، وإنّما قَال: إنّه يتكلّم في أعراض النّاس. ومن جرّح وعدّل لم يسمّ في عرف أهل الحديث أنّه يتكلَّم في أعراض النّاس، بل قَالَ ما يجب عَلَيْهِ، والرجل فقد قَالَ في ابن ناصر عبارتك بعينك الّتي سَرَقْتَها منه وصَبَغْتَه بها. بل وعامَّة ما في كتابك «المنتظم» من سنة نيّف وستّين وأربعمائة إلى وقتنا هذا مِن التّراجم، إنّما أَخَذْتَهُ من «ذيل» الرجل، ثمّ أنت تتَفَاجَمُ عَلَيْهِ وتتفاحج.
ومَن نظر في كلام ابن ناصر في الجرح والتعديل أيضا عرف عترسته
__________
[1] المنتظم.
[2] في المنتظم.
[3] وزاد ابن الجوزي: «بل أخذ من قبل أن يبلغ إلى مراده، ونعوذ باللَّه من سوء القصد والتعصب» .

(37/406)


وتعسُّفَه في بعض الأوقات.
ثمّ تَقُولُ: فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس دلّ عَلَى أنّه لَيْسَ بمحدِّث، ولا يعرف الجرح من الغَيْبة، فالرجل قَالَ قوله، وما تعرّض لا إلى جرحٍ ولا غَيْبة حتّى تُلْزِمَه شيئا [1] ما قاله. وقد علِم الصالِحُون بالحديث أنّه أعلم منك بالحديث، والطُّرق، والرجال، والتّاريخ، وما أنت وهو بسواء. وأين من أضنى عُمره في الرحلة والفنّ خاصَّة وسمع من أربعة آلاف شيخ، ودخل الشّام، والحجاز، والعراق، والجبال، وخُراسان، وما وراء النّهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة، وصنَّف التّصانيف الكثيرة، إلى من لم يسمع إلّا ببغداد، ولا روى إلّا عَنْ بضعةٍ وثمانين نفْسًا؟! فأنت لا ينبغي أن يُطْلَق عليك اسمُ الحِفْظ باعتبار اصطلاحنا، بل باعتبار أنّك ذو قوَّةٍ حافِظَة، وعلْمٍ واسع، وفنون كثيرة، واطّلاعٍ عظيم. فغفر اللَّه لنا ولك.
ثمّ تنسبه إلى التّعصُب عَلَى الحنابلة، وإلى سوء القَصْد، وهذا- والله- ما ظَهَر لي من أَبِي سعد، بل، والله، عقيدتُهُ في السُّنَّة أحسن من عقيدتك، فإنّك يوما أشْعَرِيّ، ويوما، حنبليّ، وتصانيفك تُنْبئ بذلك. فما رأينا الحنابلة راضين بعقيدتك، ولا الشّافعية، وقد رأيناك أخرجت عدَّة أحاديث في الموضوعات، ثمّ في مواضع أخر تحتجّ بها وتحسّنها. فخلنا مساكتة [2] .
قَالَ أبو سعد، وذكر ابن ناصر: كَانَ يسكن درب الشّاكريَّة، حافظ، ديِّن، ثقة، متقِن، ثَبْت، لُغَوِيّ، عارف بالمُتُون والأسانيد، كثير الصّلاة والتّلاوة، غير أنّه يحبّ أن يقع في النّاس. كَانَ يطالع هذا الكتاب، ويُخشى عَلَيْهِ ما يقع لَهُ من مَثَالبهم، والله يغفر لَهُ. وهو صحيح القراءة والنَّقْل. وأوّل سماعه من أَبِي الصَّقْر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقال أبو عبد الله بْن النّجّار: كانت لابن ناصر إجازات قديمة من جماعةٍ، كأبي الحسين بْن النَّقُّور، وابن هَزَارمَرْد الصَّرِيفِينيّ، والأمير ابن ماكولا الحافظ، وغيرهم. أخذها لَهُ ابن ماكولا في رحلته إلى البلاد.
__________
[1] في الأصل: «شيء» .
[2] انظر ما قاله المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 20/ 268.

(37/407)


قلت: وقرأت بخطّ الحافظ الضّياء: أجاز لأبي الفضل بْن ناصر: أبو نصر ابن ماكولا، وأبو القاسم عليّ بْن عبد الرحمن بْن عُلَيَّك في سنة ثمان وستّين وأربعمائة، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الصّرّام، وأبو صالح أحمد بْن عبد الملك المؤذّن، وفاطمة بِنْت أَبِي عليّ الدّقّاق، والفضل بْن عبد الله بْن المُحِبّ، وعبد الحميد بْن عبد الرحمن البَحِيريّ، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ.
قلت: ولعلّه تفرّد بالإجازة عَنْ بعض هَؤُلّاءِ.
وقال ابن النّجّار: كَانَ ثقة، ثَبْتًا، حَسَن الطّريقة، متديّنا، فقيرا، متعفّفا، نظيفا، نَزِهًا. وَقَفَ كُتُبَه، وخَلَّف ثيابه وثلاثة دنانير. وكانت ثيابه. [خِلَقًا مغسولة] [1] . ولم يُعْقِب. وسمعت مشايخنا ابن الْجَوْزيّ، وابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر يُكْثِرون الثّناء عَلَيْهِ، ويصِفُونَه بالحِفْظ، والإتقان، والدّيانة، والمحافظة عَلَى السُّنَن، والنوافل.
وسمعت جماعة من شيوخي يذكرون أنّ ابن ناصر، وأبا منصور ابن الجواليقيّ كانا [2] يقرءان الأدب على أبي زكريّا التّبريزيّ، ويسمعان الحديث، فكان النّاس يقولون: تخرَّج ابن ناصر لُغَوِيَّ بغداد، وابنُ الْجَوَاليقيّ مُحَدِّثَها، فانعكس الأمر.
قلت: قد كَانَ ابن ناصر مُبَرزًا في اللّغة أيضا.
وقال ابن النّجّار: قرأت بخطّ ابن ناصر، وأخبرنيه يحيى بْن الحسين عَنْهُ سماعا من لفظه قَالَ: بقيت سِنين لا أدخل مسجد الشّيخ أَبِي منصور، يعني الخيّاط المقرئ، واشتغلت بالأدب عَلَى أَبِي زكريّا التّبْرِيزيّ، فجئت في بعض الأيّام لأقرأ عَلَى أَبِي منصور الحديث، فقال: يا بُنيّ، تركت قراءة القرآن، واشتغلت بغيره، عُدْ إلينا لتقرأ عليَّ، ويكون لك إسْناد، ففعلت وعُدْت إلى المسجد، وذلك في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. وكنت أقرأ عَلَيْهِ، وأسمع منه الحديث. وكنت أقول في أكثر وقتي: اللَّهمّ بَيِّن لي أيَّ المذاهب خير. وكنت مِرارًا قد مضيت لأقرأ عَلَى القَيْروانيّ المتكلّم كتاب «التّمهيد» للباقِلّانيّ، وكأنّ
__________
[1] في الأصل بياض. وما أضفته بالاستناد إلى: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 226.
[2] في الأصل: «كان» .

(37/408)


إنسانا [1] يردّني عَنْ ذَلكَ، حتّى كَانَ في بعض اللّيالي رأيتُ في المنام كأنّي قد دخلت إلى المسجد عند شيخنا أَبِي منصور، وهو قاعد في زاويته، وبجَنْبِه رجلٌ عَلَيْهِ ثيابُ بياضٍ، ورداء عَلَى عِمامته يشبه الثّياب الرّيفيَّة، دُرّيُّ اللّون، وعليه نورٌ وبَهاء، فسلّمت، وجلست بين أيديهما، ووقع في نفسي لَهُ هيبةٌ، وأنّه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما جلست التفتَ إليَّ الرجل، فقال لي: عليك بمذهب هذا الشّيخ، عليك بمذهب هذا الشّيخ، عليك بمذهب هذا الشّيخ.
فانتبهت مرعوبا، وجسمي يرجف ويرعد، فقصصت ذَلكَ عَلَى والدتي، وبكّرت إلى الشّيخ لأقرأ عَلَيْهِ، فحكَيْتُ لَهُ ذَلكَ، وقصصت عَلَيْهِ الرؤيا، فقال لي: يا ولدي، ما مذهب الشّافعيّ الّذي هُوَ مذهبك إلّا حَسَن، ولا أقول لك.
اتْرُكْ مذهبك، ولكن لا تعتقد اعتقاد الأشْعريّ.
فقلت: ما أريد أن أكون نصفين، فإنا أُشْهِدُك وأُشْهِد الجماعةَ أنّني منذ اليوم عَلَى مذهب أحمد بْن حنبل في الأُصُول والفُروع.
فقال لي: وفَّقك اللَّه.
ثمّ أخذت من ذَلكَ الوقت في سماع كُتُب أحمد بْن حنبل ومسائله، والتَّفَقُّه عَلَى مذهبه، وسماع مُسْنَدِه. وذلك في شهر رمضان من سنة ثلاثٍ وتسعين وأربعمائة.
قَالَ: وسمعتُ شيخنا عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة غير مرّة بقول: قلت لشيخنا ابن ناصر: أريد أن أقرأ عليك «شرح ديوان المتنبّي» لأبي زكريّا، وكان يرويه عَنْهُ، فقال: إنّك دائما تقرأ عليَّ الحديث مَجّانًا. وهذا شِعْر، ونحن نحتاج إلى دفْع شيءٍ من الأجر عَلَيْهِ، لأنّه لَيْسَ من الأمور الدّينيَّة. فذكرت ذَلكَ لأبي، فأعطاني خمسة دنانير، فدفعتها إِلَيْهِ، وقرأت عَلَيْهِ الكتاب.
قلت: روى عنه: ابن عساكر [2] ، وابن السمعاني، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وقال: سَمِعَ معنا كثيرا، وهو شافعيّ المذهب، أشْعَرِيّ المعتَقَد، ثمّ انتقل إلى مذهب أحمد في الأُصول والفُروع، ومات عليه. وكان هو وأبو منصور الجواليقيّ
__________
[1] في الأصل: «وكأن إنسان» .
[2] في مشيخته، ورقة 217 أ.

(37/409)


رفيقين يقرءان اللّغة عَلَى أَبِي زكريّا التّبْريزيّ اللُّغَويّ. وكان ابن ناصر لَهُ مَيْلٌ إلى الحديث، وله جودة حفظٍ وإتقان، وحُسْن معرفة، وكلاهما ثقة، ثَبْت إمام.
وروى عَنْهُ أبو موسى المَدِينيّ، وقال فيه: الأديب أبو الفضل بْن ناصر الحافظ، مقدَّم أصحاب الحديث في وقته ببغداد.
وروى عَنْهُ: عبد الرّزّاق الْجِيليّ، وأبو محمد بْن الأخضر، وعبد الواحد بْن سلطان، ويحيى بْن الربيع الفقيه، ومحمد بْن عبد اللَّه البنّاء، ويحيى بْن مظفَّر السّلاميّ، وعُبَيْد اللَّه بْن أحمد المنصوريّ، وعبد اللَّه بْن المبارك بْن سُكَيْنَة، وعبد الرحيم بْن المبارك ابن القابلة، ومحمود بْن أَيْدِكِين البوّاب، ومحمد بْن عليّ بْن البلّ الواعظ، ومحمد بْن معالي بْن غُنَيْمة الفقيه، ومحمد بْن أَبِي المعالي بْن موهوب ابن البنّاء الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن الحَسَن الوزّان، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وعبد الرحمن بْن عبد الغنيّ بْن الغسّال، وعبد الرحمن بْن سعد اللَّه الطّحّان، وإسماعيل بْن مظفّر بن الأقفاحي، وعبد الرحمن بْن عُمَر بْن الغزّال، وداود بْن مُلاعِب، وعبد العزيز بْن أحمد ابن النّاقد، وموسى بْن عبد القادر الْجِيليّ، وأبو الفتح أحمد بْن عليّ الغُزْنَوِيّ، ومِسْمار بْن عُمَر بْن العُوَيْس، وعبد الرحمن بْن المبارك بن المُشْتَريّ، وعمر بْن أَبِي السّعادات بْن صرما، وثابت بْن مُشَرف، وأحمد بْن ظَفَر بْن هُبَيْرة، وأبو جعفر محمد بْن عبد الله بْن مكرَّم، وأحمد بْن يوسف بْن صرما، وعبد السّلام بْن يوسف العبريي، وأبو منصور محمد بْن عبد الله بْن عُفَيْجَة.
وآخر من روى عَنْهُ: أبو محمد الحَسَن بْن الأمير السّيّد العلويّ، وبقي إلى سنة ثلاثين وستّمائة.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة في الدّنيا ابن المُقَيّر.
تُوُفّي ابن ناصر ليلة ثامن عشر شعبان.
قَالَ ابن الجوزيّ [1] : وحدَّثني أبو بَكْر بْن الحُصريّ الفقيه قَالَ: رَأَيْت ابن ناصر في المنام، فقلت لَهُ: يا سيّدي، ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غُفِر لي، وقال لي: قد غفرت لعشرة من أصحاب الحديث في
__________
[1] في المنتظم 10/ 163 (18/ 104) .

(37/410)


زمانك، لأنّك رئيسُهم وسيّدُهُم.
قرأتُ بخطّ الحافظ أَبِي بَكْر بْن مُسْدِي المجاور في «مُعْجَمه» قَالَ: قرأتُ عَلَى ابن المُقَيّر، عَن ابن ناصر قَالَ: كتب إليَّ عبد الواحد بْن أحمد المَلِيحيّ قَالَ: أَنَا ابن أَبِي شُرَيْح، فذكر حديثا.
قلت: عندي «الْجَعْديّات» نسخة قديمة مكتوبة عَن ابن أَبِي شُرَيْح وكلّها سماع غير واحد، عَن المَلِيحيّ، منه، ولكنّ هذا من تخبيطات ابن مُسْدِي، لأنّ المَلِيحيّ، مات في سنة ثلاثٍ وستّين قبل مولد ابن ناصر بأزيد من أربع سنين.
599- محمد بْن نصر بْن منصور بْن عليّ بْن محمد [1] .
أبو بَكْر [2] العامريّ، الصُّوفي، المَدِينيّ، الخطيب الدِّهقان، خطيب سَمَرْقَنْد.
قَالَ أبو سعد: كَانَ إماما، زاهدا، تفقّه عَلَى: أَبِي الحسين عليّ بْن محمد البَزْدَوِيّ [3] ، وسمع: أبا عليّ الحسن بْن عبد الملك النَّسَفيّ القاضي، والسّيّد أبا المعالي محمد بْن محمد بْن زيد العَلَويّ، والملك العالم أبا الفتح نصر بْن إبراهيم الخاقان.
وعُمّر دهرا.
وذكر عُمَر بْن محمد النَّسَفيّ الحافظ أنّه وُلِد سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني، وقال: تُوُفّي في الرابع والعشرين من شعبان.
وقال في «التّحبير» [4] : يقال جاوز المائة، وسمعتُ منه «دلائل النُّبُوَّة» للمستغفريّ. أَنَا أبو عليّ النَّسَفيّ، عَنْهُ، وسمع، وكتب الإملاء في سنة أربعٍ وستّين وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصر) في: التحبير 2/ 245، 246 رقم 900، والأنساب 11/ 208، 209، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 109 أ، والجواهر المضيّة 2/ 136، 137.
[2] في الأنساب: «أبو المعالي» .
[3] في الأنساب: «البرجدي» : وعاد فذكر «البزدوي» .
[4] ج 2/ 245، 246.

(37/411)


600- المبارك بْن الحسن بْن أحمد بْن عليّ بْن فتحان بْن منصور [1] .
الإمام، أبو الكَرَم بْن الشَّهْرُزُورِيّ، البغداديّ، المقرئ. شيخ القرّاء، ومصنِّف «المصباح الزّاهر في العَشْرة البواهر» في القراءات.
قَالَ أبو سعد: شيخ صالح، ديِّن، خيِّر، قيّم بكتاب اللَّه تعالى، عارف باختلاف الرّوايات والقراءات، حَسَن السّيرة، جيّد الأَخْذ عَلَى الطّلّاب. لَهُ روايات عالية.
سَمِعَ الحديث من: أَبِي القاسم إسماعيل بْن مَسْعَدَة، ورزق اللَّه التّميميّ، وأبي الفضل بن خيرون، ويراد الزَّيْنَبيّ، وجماعة كبيرة.
وله إجازة من: أَبِي الحسين بْن المهتدي باللَّه، وأبي الغنائم عبد الصّمد ابن المأمون، وأبي الحسين بن النَّقُّور، وأبي محمد الصَّرِيفِينيّ.
كتبتُ عَنْهُ، وذكر أنّ مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
قلت: وقرأ بالرّوايات عَلَى: عبد السّيّد بْن عَتّاب، والزّاهد أَبِي عليّ الحَسَن بْن محمد بْن الفضل الكِرمانيّ صاحب الحسين بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه الرّهاويّ، والشّريف عبد القاهر بْن عبد السّلام العبّاسيّ، ورزق اللَّه التّميميّ، ويحيى بْن أحمد السِّيبيّ، ومحمد بْن أَبِي بَكْر القَيْروانيّ، وأحمد بْن المبارك الأكْفانيّ، وأبي البَرَكات محمد بْن عبد الله الوكيل، ووالده الحسن.
قرأ عَلَيْهِ خلْق، منهم: عُمَر بْن أحمد بن بكرون النّهروانيّ، ومحمد بن
__________
[1] انظر عن (المبارك بن الحسن) في: الأنساب 7/ 720، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ج 3 ق 2/ 53، والمنتظم 10/ 164 (18/ 104 رقم 4203) ، ومعجم البلدان 3/ 342، ومعجم الأدباء 6/ 227، 228، وتلخيص مجمع الآداب 5/ 315، والإعلام بوفيات الأعلام 226، والمعين في طبقات المحدّثين 164 رقم 1772، وتذكرة الحفاظ 4/ 1292، ودول الإسلام 2/ 67، والعبر 4/ 141، وسير أعلام النبلاء 20/ 289- 291 رقم 196، ومعرفة القراء الكبار 1/ 506- 508 رقم 457، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 222، 223، ومرآة الجنان 2/ 296، وغاية النهاية 2/ 38- 40 رقم 2652، والنشر في القراءات العشر 1/ 0، وعقد الجمان (مخطوط) 16/ 261، والنجوم الزاهرة 5/ 322، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 822، وشذرات الذهب 4/ 157، وهدية العارفين 2/ 2، وديوان الإسلام 4/ 61، 62 رقم 1743، والأعلام 5/ 269، ومعجم المؤلفين 8/ 171.

(37/412)


محمد بْن هارون الحلّي ابن الكمال، وصالح بن علي الصرصري، وأبو يعلى حمزة بْن القُبِّيطيّ، وأبو الفضل عبد الواحد بْن سُلْطان، ويحيى بْن الحسين الأُوَانيّ الضّرير، وأحمد بْن الحسين بْن أَبِي البقاء العاقُوليّ، وزاهر بْن رستم إمام المقام بمكَّة، وعبد العزيز بن أحمد بن النّاقذ المقرئ، ومُشَرّف بْن عليّ الخالص الضّرير، وعليّ بْن أحمد بْن سعيد الواسطيّ، الدّبّاس، وأبو العبّاس محمد بْن عبد الله الرّشِيديّ الضّرير.
وروى عَنْهُ الحديث: محمد بْن أَبِي المعالي الصُّوفيّ ابن البنّاء، وأسعد بْن عليّ، وعليّ بْن صُعْلُوك، والفَتْح بْن عبد السّلام، وآخرون.
ولم يخلِّف بعده في عُلُوّ سَنَده في القراءات مثلَه، فإنّه قَالَ: قرأت لقالون عَلَى رزق الله التّميميّ، وقرأ على الحمّاميّ في سنة أربع عشرة وأربعمائة.
وقرأتُ لوَرش عَلَى أَبِي سعد أحمد بْن المبارك قَالَ: قرأت بها إلى سورة «سَبَأ» عَلَى الحمّاميّ. وقرأتُ للدُّوريّ، عَلَى رزق اللَّه، ويحيى بن أحمد بن السِّيبيّ، وأبي الفتح عليّ، وأبي نصر أحمد بن عليّ الهاشميّ، وأخبروني أنّهم قرءوا عَلَى الحمّاميّ. وقرأتُ بها عَلَى ابن عَتّاب، والوكيل، وثابت بْن بُنْدار، وابن الجرّاح قَالُوا: قرأنا عَلَى أَبِي محمد الحسن بْن الصَّقْر الكاتب، وقرأ هُوَ والحمّاميّ عَلَى زيد بْن أَبِي بلال، بسَنَدْه.
تُوُفّي أبو الكَرَم في الثّاني والعشرين من ذي الحجَّة، ودُفِن إلى جانب الحافظ أَبِي بَكْر الخطيب.
601- مُجَلِّي بْن جميع بن نجا [1] .
__________
[1] انظر عن (مجلّي بن جميع) في: معجم البلدان 2/ 194، واللباب 1/ 318، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 95، ووفيات الأعيان 4/ 154 رقم 156، وسير أعلام النبلاء 20/ 291 (مذكور دون ترجمة) ، ومرآة الجنان 3/ 302، 303، وفيه «محلى» وهو تحريف، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 30- 303، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 488، 489، والوافي بالوفيات (مخطوط) 11/ 113، 114، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 328، 329، رقم 295، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 124 ب، واتعاظ الحنفا 3/ 127، 223، 228، وحسن المحاضرة 1/ 228، وكشف الظنون 30، 359، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 206، 207، وشذرات الذهب 4/ 162، وإيضاح المكنون 2/ 557، وهدية العارفين 1/ 313، والفهرس التمهيدي 448، وديوان الإسلام (انظر فهرس الأعلام) 4/ 467 رقم

(37/413)


قاضي القُضاة أبو المعالي القُرَشيّ، المخزوميُّ، الأَرْسُوفيّ [1] الأصل، المصريّ، الفقيه الشّافعيّ. ولي قضاء ديار مصر في سنة سبْعٍ وأربعين بتفويضٍ من العادل ابن السّلّار سلطان مصر ووزيرها.
وقد صنَّف كتاب «الذّخائر» في الفقه، وهو من الكُتُب المعتبرة، جمع فيه شيئا كثيرا من المذْهَب [2] .
عُزِل قبل موته، وتُوُفّي رحمه اللَّه في ذي القعدة.
ذكره ابن خَلِّكان.
- حرف النون-
602- ناصر بْن عبد الرحمن بْن محمد [3] .
أبو الفتح القرشيّ، الدّمشقيّ، كالمعروف بابن الراشِن [4] النّجار.
سَمِعَ: أبا القاسم بْن أَبِي العلاء، ونصر بْن إبراهيم الفقيه، وصَحِبَه مدَّة وخَدَمَه.
تُوُفّي في ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وغيره.
603- نصر بْن عبّاس بْن أَبِي الفُتُوح بْن يحيى بْن تميم بن المعزّ بن باديس [5] .
__________
[1486] (وهو لم يذكر تحت هذا الرقم) ، ومعجم المؤلفين 8/ 178، وفهرس مخطوطات التاريخ بالمكتبة الظاهرية بدمشق 695.
[1] الأرسوفيّ: بالفتح ثم السكون، وضم السين المهملة، وسكون الواو، وفاء. نسبة إلى أرسوف، مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا. (معجم البلدان 1/ 151) .
[2] وقال ابن خلّكان: وفيه نقل غريب ربّما لا يوجد في غيره.
[3] انظر عن (ناصر بن عبد الرحمن) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 26/ 101 رقم 59.
[4] الراشن: لم أجد هذه النسبة. ولعلّه من الروشن: أي النافذة، فكأنّه كان نجّارا للرواشن.
[5] انظر عن (نصر بن عباس) في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92- 94، ونزهة المقلتين لابن الطوير 60، 63- 68، 73، والمغرب في حلى المغرب 90، 91، والإعتبار لأسامة 18- 23، 26- 29، 93، والكامل في التاريخ 11/ 184، 191، 192، ووفيات الأعيان 1/ 237، 417 و 2/ 526 و 3/ 417، 418، 419، 491- 493، وأخبار الدول المنقطعة 103، 105، 106، 108، واتعاظ الحنفا 3/ 55، 199، 204، 206، 208، 213- 217، 220، 221، 244، والدرّة المضيّة 553، 554، 557- 560، 564، 566، 567.

(37/414)


الصَّنْهاجيّ، الأمير ابن الأمير، اللَّذين قتلا الظّاهر باللَّه العُبَيْديّ، المصريّ.
ذكرت أخبارهما في ترجمة الظّافر، والفائز، وغيرهما استطرادا.
وقد قتل في هذه السّنة.
- حرف الواو-
604- وكيع بْن إبراهيم بْن أَبِي سعد [1] .
أبو بَكْر المزارع، البغداديّ.
أسمعه خاله عليّ بْن أَبِي سعد الخبّاز كثيرا من أَبِي طالب بْن يوسف، وطبقته.
روى عَنْهُ: ثابت بْن مُشَرّف، وأحمد بْن حمزة بْن المَوَازِينيّ.
- حرف الهاء-
605- هارون بْن المقتدي باللَّه [2] .
عمّ أمير المؤمنين المقتفي.
توفّي في الثّالث والعشرين من شوّال.
ومنشّيء الأمراء والدّولة، فلمّا حُمِل في المركب كَانَ الجميع قياما في السُّفن إلى أن وصلوا بِهِ التُّرَب.
وتُوُفّي وله نحوٌ من سبعين سنة أقلّ أو أكثر.
- حرف الياء-
606- يحيى بن إبراهيم السّلماسيّ [3] .
أبو زكريّا الواعظ.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (هارون بن المقتدي باللَّه) في: المنتظم 18/ 104، 105، رقم 4204 وترجمته غير موجودة في طبعة حيدرآباد.
[3] انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في: المنتظم 10/ 164 رقم 255 (18/ 105 رقم 4205) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 270، 280 (مذكور دون ترجمة) ، والمختصر المحتاج إليه لابن الدبيثي 3/ 237 رقم 1333.

(37/415)


كنت قد ذكرته في سنة ثمانٍ لكونه حدَّث بدمشق، ولم أظفر بوفاته، ثمّ ظفرت بها في شعبان سنة خمسين بسَلَمَاس [1] . قاله ابن الدَّبِيثيّ في «تاريخه» [2] ، واستدركه عَلَى ابن السّمعانيّ لأنّه ما ذكره.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [3] : قدِم بغداد ووعظ بها، وكان لَهُ القبول التّامّ، ثمّ غاب عَنْهَا نحوا من أربعين سنة، ثمّ قدِم.
وسمعنا منه قراءة شيخنا ابن ناصر، ثمّ رحل عَنْ بغداد فتُوُفّي بسَلَمَاس.
وآخر من روى عَن السَّلَمَاسيّ بالإجازة: أبو الحسن بْن المُقَيَّر.
__________
[1] سلماس: بالتحريك. من بلاد أذربيجان على مرحلة من خويّ.
[2] في المختصر المحتاج إليه 3/ 237.
[3] في المنتظم.

(37/416)


ذِكْر المُتَوَفّين في عَشْر الخمسين
- حرف الألف-
607- أحمد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن عليّ [1] .
القاضي أبو الخَطّاب الطَّبَريّ، ثمّ البخاريّ.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، هُوَ أستاذي في علم الخلاف.
قلت: هذا القول يدلّ عَلَى أنّه بقي إلى عَشْر السّتّين وخمسمائة فإنّ أبا المظفَّر إنّما اشتغل بعد الخمسين.
ثمّ قَالَ: جمع بين شرف النَّسَب والعِلْم، وحاز قَصَب السَّبْق في عِلْم النَّظَر، وتفقّه على والده، وعلى الإمام البرهانيّ، وسمع منها، ومن: محمد بْن عبد الواحد الدّقّاق.
ووُلِد سنة 497.
608- أحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد [2] .
الشَّيْخ أَبُو الفضل النَّيْسابوريّ، الخبزبارائيّ [3] .
جليل، نبيل.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ، وغيره.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في: التحبير 2/ 443 رقم (بالملحق) ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 6 أ، ومعجم البلدان.
[3] في التحبير: «الجيزاباذي أبو الجيرآباذي العطار الصيدلاني، ويقال أبو عبد الله» .

(37/417)


609- أحمد بْن ثُعْبان بْن أَبِي سعيد بْن حَرَز [1] .
أبو العبّاس الكلْبيّ، الأندلسيّ، نزيل إشبيلية.
ويُعرف بابن المكّيّ، لطُول سُكْناه بمكَّة.
أدرك أبا مَعْشَر الطَّبَريّ وصحِبَه طويلا، وسمع منه كتاب «التّلخيص في القراءات» . وتصدَّر للإقراء بإشبيليّة، وطال عُمره، وكثُر الانتفاع بِهِ.
أخذ عَنْهُ: ابن رزق، وابن خَيْر، وابن حُمَيْد، وغيرهم.
قال الأبّار [2] : توفّي بعد الأربعين وخمسمائة [3] .
610- أحمد بن سعيد بن الإمام أبي محمد بْن حَزْم [4] .
القُرْطُبيّ الظّاهريّ، أبو عُمَر الفقيه.
كَانَ عَلَى مذهب جَدّه، وكان عارفا بِهِ، مصمِّمًا عَلَيْهِ، صليبا فيه، عارفا بالنَّحْو والشِّعْر.
تُوُفّي رحمه اللَّه بعد امتحانٍ طويلٍ من الضَّرْب والحبْس وأخْذ أمواله لِما نُسِب إِلَيْهِ من الثّورة عَلَى السّلطان، وذلك بعد الأربعين. نسأل اللَّه العاقبة.
611- أحمد بْن عبد الله بْن مرزوق [5] .
أبو العبّاس الأصبهانيّ.
فقيه، متودّد، من أصحاب إسماعيل بْن محمد بْن الفضل الحافظ.
سَمِعَ: غانما البُرْجيّ، وأبا سعيد المطرِّز، وأبا عليّ الحدّاد،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ثعبان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 51، والعقد الثمين 3/ 22، وغاية النهاية 1/ 44، والذيل والتكملة للمراكشي، السفر الأول 1/ 78، 79 رقم 88.
و «حرز» بفتح الحاء المهملة والراء، وفي آخره الزاي.
[2] في تكملة الصلة 1/ 51.
[3] وكان من جلّة المقرءين وكبار المجوّدين، متقدّما في حسن الضبط وجودة الأخذ على القراء وإفادة التعليم، وعمّر وامتدّ أمد الانتفاع به والاستفادة منه، وانفرد في الأندلس بالرواية عن أبي معشر.
[4] انظر عن (أحمد بن سعيد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 51، والوافي بالوفيات 6/ 391، رقم 2905، والذيل والتكملة، السفر الأول، ق 1/ 121- 123 رقم 167.
[5] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن مرزوق) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 141، 142 رقم 161، والوافي بالوفيات 7/ 117، 118 رقم 3045.

(37/418)


وببغداد: أبا عليّ بْن المَهْديّ، وأبا سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبا طالب اليُوسُفيّ.
وبشيراز: أبا منصور عبد الرحيم بْن أحمد الشّرابيّ الشّيرازيّ، شيخ تفرّد بالسّماع من أَبِي بَكْر محمد بن الحسين بن أَبِي اللّتّ الشّاهد الشّيرازيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعيد بْن السّمعانيّ، وداود بْن يونس الأنصاريّ، وغيرهما.
وكان مولده في سنة 476 [1] .
روى الشّيخ الموفّق، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ [2] .
612- أحمد بْن عبد الجبّار بْن محمد بْن أحمد بْن أَبِي النّضْر [3] .
الشّيخ أبو نصر البَلَديّ، النَّسَفيّ.
حدَّث بالكثير.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ ثقة، صالحا. سَمِعَ «صحيح البخاريّ» ، و «صحيح البجيريّ» ، و «أخبار مكَّة» للأَزْرَقيّ. وهو مُكْثِر.
قَالَ عبد الرحيم بْن أَبِي سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه صحيح عَمْرو بْن محمد بْن بُجَيْر، بروايته عَنْ جدّه محمد بْن أحمد البَلَديّ، إلّا قدْر جزأين فبالإجازة.
قَالَ: أنبا أبو نصر محمد بْن يعقوب بْن إسحاق السّلاميّ، عَنْ محمد بْن أحمد الكَرمينيّ، عَنْهُ، قَالَ: وسمعت لَهُ «أخبار مكَّة» عَنْ: جدّه، عَنْ أَبِي المعالي المكحوليّ، عَنْ هارون بْن أحمد الأسْتِرابَاذِيّ، عَنْ إسحاق بن أحمد
__________
[1] في الوافي بالوفيات 7/ 118: وكان مولده سنة ست وثمانين.
[2] وقال ابن عساكر: كان يروي كتاب «الترغيب والترهيب» ، فجلست معه لما شرع في التحديث به حرصا مني علي معارضة نسختين مرة ثانية، فكان إذا أخطأ في قراءته رددت عليه، فيشقّ عليه. ولقد جاء في نسخته حديث من حديث سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، فسقط منه ذكر سهيل، عن أبيه، فرددت عليه، فأراد أن يماري فيه. فقلت: هذا لا يخفى على الصبيان، ولم أعد للحضور معه.
قدم دمشق وحدّث بها سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وكان قدم بغداد سنة 515 وتفقّه بالنظاميّة، ثم قدم إليها سنة 536 وحدّث بها، ثم قدم إليها مرة ثالثة بعد سنة 540 وحدّث بها.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الجبار) في: الأنساب 2/ 289.

(37/419)


الخُزَاعيّ، عَن المصنِّف.
ومولده في سنة ثمانين وأربعمائة.
وسمعنا منه بنَسَف.
قلت: ويجوز أن يكون عاش إلى بعد السّتّين وخمسمائة.
وقال أبو سعد: تركته حيّا سنة إحدى وخمسين.
613- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحُسَيْن [1] .
أَبُو محمد بْن الآمِديّ، الواسطيّ.
شيخ صالح، خيّر، كثير التّلاوة، لَهُ عِلْم ومعرفة وفَهْم.
سَمِعَ: نصر بْن البَطِر.
وحدَّث.
614- أحمد بْن محمد بْن عبد الجليل بْن إسماعيل [2] .
الفقيه أبو نصر السَّمَرْقَنْديّ، الإبْرِيسَميّ.
شيخ، فاضل، صالح.
سَمِعَ: إسحاق بْن محمد النّوحيّ، الخطيب، وغيره.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه كتاب «تنبيه الغافلين» لأبي اللّيث نصر بْن محمد بْن إبراهيم السَّمَرْقَنْديّ، بروايته عَن النّوحيّ، عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن التِّرْمِذِيّ، المقرئ، عَنْهُ.
ووُلِد في حدود سنة 477.
615- أحمد [3] بْن ياسر بْن محمد بْن أحمد [4] .
أبو عبد الله البَنْجَدِيهيّ، المَرْوَزِيّ، المقرئ.
وُلِد تقريبا سنة سبعين وأربعمائة، وحمله والده إلى بغْشُور، فسمع بها «جامع» التِّرْمِذِيّ، من أَبِي سعيد محمد بْن أَبِي صالح البغويّ.
__________
[1] لم أجده.
[2] لم أجده.
[3] في الأصل: «محمد» والتحرير من سياق التراجم.
[4] لم أجده.

(37/420)


وسمع ببَنْجَدِيه من: أَبِي القاسم هبة اللَّه الشّيرازيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
616- أحمد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين [1] .
القاضي أبو نصر النَّيْسابوريّ، النّاصحيّ.
من بيت القضاء والعِلْم.
سَمِعَ: أبا بَكْر محمد بْن محمد التَّفْلِيسيّ، وأبا بَكْر بْن خَلَف.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
- حرف التاء-
617- ألْتُنْتَاش [2] .
الأمير، مملوك الأمير أمين الدّولة صاحب بُصْرَى وصَرْخَد، وواقِف الأمينيَّة بدمشق.
لمّا تُوُفّي أمين الدّولة كَانَ هذا نائبا عَلَى قلعة بُصْرَى، فاستولى عليها وعلى صَرْخَد، واستعان بالفِرَنْج، فنجدوه، فسار لقتاله الأمير معين الدّين أنر بعسكر دمشق، فالتقاهم، فكسرهم وانهزم معهم أَلْتُنْتَاش. ونازل معين الدّين بُصْرَى وصَرْخَد، فأخذهما بعد شهرين في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
ثمّ ترك ألْتُنْتاش الفِرَنج، وقدِم دمشقَ بوجهٍ مُنْبَسِط، وقد كَانَ أذَى أخاه خطْلخ وكحلّه وأبعده، فجاء المسكين إلى دمشق، فلمّا قدِم ألْتُنْتاش حاكَمَه أخوه وكحّله بالشَّرع قصاصا، فبقيا أعْمَيَيْن.
وقرَرَ معين الدّين في القلعتين أجنادا، ثمّ صارتا بعد للملك نور الدّين.
مات أَلْتُنْتاش في هذه السّنة.
- حرف الحاء-
618- الحسين بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي سعد [3] .
أبو الفتح النّيسابوريّ، القاضي، مقرئ، صالح، خيّر.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (ألتنتاش) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 289، 290.
[3] لم أجده.

(37/421)


سمع: أبا الحسن أحمد بن محمد الشجاعي.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
619- الحسين بْن محمد بْن محمد بْن نصر [1] .
أبو عليّ الأنصاريّ، الخَزْرَجيّ، النَّسَفيّ، الأديب.
سَمِعَ بنَسَف: طاهر بْن الحسين، وأبا بَكْر محمد بْن أحمد البَلَديّ، وبسَمَرْقَنْد: أبا القاسم عبد الله الكِسَائيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم. وقال: ووُلِد في حدود السّبعين وأربعمائة.
620- حيدر بْن زيرك [2] .
أبو تُراب الجوبَاريّ [3] ، النَّسَفيّ.
سَمِعَ من: مولاه الإمام أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد البلديّ في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة «أخبار مكَّة» للأزرقيّ.
وكان عبدا، صالحا.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
- حرف السين-
621- سُكَيْنَة بِنْت الحافظ عبد الغافر بْن إسماعيل بْن عبد الغافر بْن محمد [4] .
أمّ سَلَمَةَ النَّيْسابوريَّة، امْرَأَة عبد الخالق بْن زاهر الشّحّاميّ.
امْرَأَة، صالحة، خيّرة.
سَمِعت من: جدّها إسماعيل، وأبي بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبي نصر بْن رامش.
ومولدها سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (حيدر بن زيرك) في: التحبير 1/ 258 رقم 173، وملخّص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 111 أ.
[3] في الأصل: «الخوباري» بالخاء. والمثبت عن: التحبير.
[4] لم أجده.

(37/422)


روى عَنْهَا: عبد الرحيم السّمعانيّ.
622- سعيد بْن الحَسَن [1] .
أبو سعد النَّيْسابوريّ، الرِّيوَنْدِيّ، الجوهريّ.
صالح، عفيف، سَمِعَ: الفضل بْن المُحِبّ، وإسماعيل بْن مسعدة.
ولد سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
كتب عَنْهُ: ابن السّمعانيّ، وطائفة.
623- سليمان بْن يحيى بْن سعيد [2] .
الأستاذ أبو داود المَعَافِريّ، القُرْطُبيّ، المقرئ، المجوّد. ويُعرف بأبي داود الصّغير [3] .
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي داود، وأبي الحسن بْن الدّوش، وأبي الحسين بْن البَيَاز، وأبي الحسين الخُضَرِيّ، وأبي عبد الله محمد بْن المفرِّج، وروى عَنْهُمْ.
وعن: القاسم بْن عبد العزيز، وخلف بن مدير.
وتصدّر للإقرار بقرطُبة، ولتعليم العربيَّة.
قَالَ أبو عبد الله الأَبّار: كَانَ مُقرئًا، محقِّقًا، ماهرا.
تُوُفّي بعد الأربعين.
أخذ عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خَيْر، وأبو الحسن بن الضّحّاك، وأبو القاسم القنطريّ، وأبو زيد السُّهَيْليّ، وابن الخَلُوق الغَرْنَاطيّ، وغيرهم.
624- سليمان بن محمد بن ملك شاه بْن ألْب أرسلان [4] .
السَّلْجُوقيّ، المدعو شاه، أخو السّلطان مسعود.
قَالَ ابن الدَّبِيثيّ: قدِم بغدادَ في أيّام المقتفي، وخُطِب لَهُ بالسَّلْطنة عَلَى
__________
[1] لم أجده.
[2] انظر عن (سليمان بن يحيى) في: الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، بقية السفر الرابع 96، 97 رقم 206.
[3] وكان قديما يكنى أبا الربيع. قال: فلما قرأت على أبي داود الهاشمي قال لي: تكنّ بكنيتي، فكان ذلك.
[4] انظر عن (سليمان بن محمد) في: الكامل في التاريخ 11/ 205، 254، 266- 268، وزبدة النّصرة 240، والوافي بالوفيات 15/ 424، 425 رقم 574.

(37/423)


منابر العراق، ونُثِر عَلَى الخُطباء عند ذِكْره الدّنانير، ولُقِّب غياث الدّنيا والدّين، وأُعطِي الأعلام والكوسات، وخرج متوجّها نحو الجبل.
ولقي ملك شاه بن محمد، فجرى بينهما حربٌ نُصِر فيه سليمان، وعاد إلى بغداد عَلَى طريق شَهرْزُور، فخرج إِلَيْهِ عسكر من المَوْصِل، فظفروا بِهِ [1] .
وحُبِس بالموصل حتّى مات بها [2] .
- حرف العين-
625- عَبْد الله بْن طاهر بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن فارس [3] .
أبو المظفَّر البغداديّ، الخيّاط، التّاجر.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، فاضل، عالم، صائن، ثقة، حَسَن السّيرة، متواضع. لَهُ أَنَسَة بالحديث، يحفظ الأجزاء والكتب التي سمعها والطرق، وأسماء شيوخه. تغرَّب عَنْ بغداد، ودخل خُراسان، والهند. وسكن لَوْهَوْر [4] ، وتأهّل بها. وكان يسافر عَنْهَا ويعود.
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وسمع: الحسين بْن البُسْريّ، وثابت بْن بُنْدار، وجعفر السّرّاج، والمبارك بْن عبد الجبّار، وأبا بَكْر أحمد بْن عليّ الطُّرَيْثيثيّ، وأبا غالب الباقِلّانيّ.
وبأصبهان: أبا القاسم البُرْجيّ، والحدّاد.
وبنَيْسابور أبا بَكْر الشّيرُوِيّيّ.
وقدِم علينا بلْخَ في مدَّة مُقامي بها، وذلك في سنة ستٍّ وأربعين. وقرأت عليه.
__________
[1] الكامل 11/ 254 (حوادث سنة 555 هـ.) .
[2] وكان موته في سنة 556 هـ. (الكامل 11/ 266) . وينبغي لهذه الترجمة أن تحوّل من هنا إلى وفيات الطبقة التالية.
[3] لم أجده.
[4] هكذا ضبطها في الأصل. وفي الأنساب: لوهوور: بفتح اللام، وضم الهاء بين الواوين، ثم واو ثالثة، وفي آخرها الراء. (11/ 43) وهي مدينة لاهور المعروفة الآن بالباكستان. وانظر معجم البلدان.

(37/424)


قلت: روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
626- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الكَرمانيّ [1] .
أبو القاسم.
نَيْسابوريّ، صالح. وهو أخو عبد الوهّاب الّذي يأتي سنة تسعٍ وخمسين.
شيخ، صالح، أديب، سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف، وأبا القاسم الواحديّ، وأبا تُراب المَرَاغيّ.
سَمِعَ منه: أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ بنَيْسابور سنة نيِّفٍ وأربعين وقال:
كانت ولادته في ربيع الأوّل سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
627- عبد الرحمن بْن الحسن [2] .
الشَّجَريّ.
مرّ في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
628- عبد الرحمن [3] بْن موفور بْن زياد بْن محمد.
أبو الفضل الحنفيّ، الهَرَويّ.
شيخ صالح.
روى عَنْهُ: شيخ الإسلام الأنصاريّ، وعبد الأعلى [4] بْن المَلِيحيّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم، وأبوه.
629- عبد الرحمن بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين.
القاضي أبو سعيد النّاصحيّ، النّيسابوريّ.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو المَحْمِيّ، وأبي بَكْر بْن خلف.
__________
[1] لم أجده.
[2] في الأصل: «عبد الله بن الحسين الشعري» ، والتصحيح من ترجمته التي تقدّمت برقم (379) .
[3] لم يذكره ابن أبي الوفاء القرشي في (الجواهر المضيّة) مع أنه حنفيّ.
[4] في الأصل: «الأعلا» .

(37/425)


وعنه: عبد الرحيم، وأبوه.
630- عبد الرّشيد بْن عثمان [1] .
أبو محمد المالِينيّ، الفاميّ.
سَمِعَ: محمد بْن علي العُمَيْريّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي بعد الأربعين.
وقد حدَّث ببغداد [2] .
631- عبد السّلام بْن أحمد بْن إسماعيل بْن محمد [3] .
أبو الفتح الهَرَويّ، الإسكاف، المقرئ، ولَقَبُه: بكَيْرة [4] .
قَالَ ابن السمعاني: كَانَ شيخا، صالحا، سديد السيرة، جميل الأمر، كثير العبادة [5] .
سَمِعَ: محمد بْن أَبِي مسعود القلُوسيّ، والفُضَيْل بْن يحيى الفُضَيْليّ، وأبا إسماعيل عبد الله الأنصاريّ.
قَالَ: ووُلِد في ربيع الأوّل سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
قلت: ولم يؤرّخ لَهُ وفاة.
وقال ابن نُقْطة،: حدَّث عَنْ أَبِي المظفَّر عبد الله بْن عطاء بكتاب التِّرْمِذيّ.
وقال عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه نسخة مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وثمانية أجزاء من حديث ابن صاعد، بسماعه من القلُوسيّ، عَن ابن أَبِي شُرَيْح.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ. وأبوه أبو سعد، وأبو الضّوء شهاب الشّذيانيّ،
__________
[1] انظر عن (عبد الرشيد بن عثمان) في: التحبير 1/ 444 رقم 408، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 111 ب.
[2] زاد ابن السمعاني: شيخ صالح: سمعت منه حديثا واحدا في الرحلة الأولى إلى هراة، وسألته عن ولادته فقال: ولدت في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة بهراة. وتوفي بها سنة أربعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: التحبير 1/ 447، 248 رقم 413، والتقييد 353 رقم 441، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 111 ب.
[4] في التحبير: «بكبرة» بالباء الموحّدة.
[5] وزاد: سريع الدمعة، راغبا إلى الخيرات وحضور مجالس العلم، عاملا بما يسمع. زجّى عمره في صحبة الصالحين والأكابر، وعمّر العمر الطويل، حتى حدّث بما سمع. قرئ عليه الكثير.

(37/426)


ونصر بْن عبد الجامع الفاميّ، وحمّاد بْن هبة اللَّه الحَرَّانيّ، وأبو رَوْح عبد المعزّ الهرويّ، وآخرون.
وبقي إلى حدود الخمسين وخمسمائة. ولعلّه هلك في دخول الغُزّ هَرَاة.
632- عبد الكريم بْن عبد الوهّاب بْن إسماعيل [1] .
الْجُوَيْنيّ، أبو المظفّر، القاضي بجُوَيْن [2] .
سَمِعَ: أبا الحسن المؤذّن المَدِينيّ، وطبقته.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم.
وكان مولده بحَيْراباذ [3] بعد السّبعين وأربعمائة.
633- عبد الكريم بْن محمد بْن حامد بْن مكّيّ [4] .
أبو منصور النَّيْسابوريّ، الخيّام، الصُّوفيّ، الواعظ.
قَالَ أبو سعد: كَانَ أَبُوهُ من مشاهير الوُعّاظ والمحدّثين. كَانَ شيخا، صالحا، واعظا، مُكْثِرًا من الحديث، صُوفيًّا.
سافر مَعَ والده إلى العراق والجبال، سَمِعَ بنَيْسابور: الفضل بْن المُحِبّ، وأبا سعيد شبيبا، وأبا المظفَّر موسى بْن عِمران.
وأجاز لي ولابني عبد الرحيم من زَنْجان في سنة ستٍّ وأربعين، وتُوُفّي بعد هذا التّاريخ، ووُلِد سنة ثلاثٍ وستّين.
634- عبد الواحد بْن محمد بْن خَلَف بْن بَقِيّ [5] .
أبو محمد القيسيّ، الفقيه، نزيل دانية.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن عبد الوهاب) في: الأنساب 3/ 387، 388.
[2] تقدّم التعريف بها.
[3] في الأصل: «بخيرآباذ» بالخاء المعجمة. والتصحيح من: الأنساب، ومعجم البلدان (بالحاء المهملة) وهي إحدى قرى جوين وقصبتها.
[4] لم أجده، ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[5] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1802، ومعجم شيوخ الصدفي 266، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الخامس، ق 1/ 69 رقم 146.

(37/427)


قَالَ الأَبّار: هُوَ من ثغر بُنُشْكُلَة [1] ، واشتهر بالنّسبة إليها. وسمع من: أَبِي محمد البَطَلْيُوسيّ، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة، وابن محمد بْن عَتّاب، وجماعة.
وكان فقيها، حافظا، مشاوَرًا، مُفْتيًا، درّس، وأقرأ الفِقه [2] .
وتُوُفّي في حدود الخمسين.
635- عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن الحسين [3] .
أبو القاسم الحُسَيْنيّ، الأسْتُوائيّ [4] ، الْجُرْجانيّ، الخُراسانيّ.
ذكره ابن السّمعانيّ فقال: كَانَ شيخا، معمَّرًا، صالحا، كثير التّلاوة والعبادة.
وقد رَأَى الشّيخ أبا القاسم كركان. وسمع بطُوس من: الفضل بْن محمد الفارْمَذِيّ، وببغداد: أبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، وجماعة. لقِيتُه بجُرْجان، وكان أصَمَّ، فقرأتُ عَلَيْهِ بصوتٍ رفيع. وقد جاوز المائة.
قَالَ بعض أقربائه ما دلّ على أنّ مولده بعد أربعين وأربعمائة.
636- عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن الفَرَج [5] .
الغَرْناطيّ، أبو محمد بْن الفَرَس.
سَمِعَ من: أَبِي داود بْن نجاح، وغيره.
وعنه: ابن أخيه محمد بْن عبد الرحيم القاضي.
637- عُبَيْد الله بن إبراهيم بن أبي بكر [6] .
__________
[1] في الأصل: «بشكلة» والتصحيح من المصادر، ومن (نزهة المشتاق للإدريسي 2/ 555) وفيه:
«ومن رابطة كشطالي غربا إلى قرية يانة قرب البحر ستة أميال، ومنها إلى حصن بنشكلة ستة أميال، وهو حصن منيع على ضفة البحر» .
[2] وقال المراكشي: وكان فقيها، حافظا، ذاكرا للمسائل، عرف بذلك وتصدّر لتدريسها ونوظر فيها عليه. وكان أنيق الوراقة، كتب بخطّه الكثير، وقفت على خطّه بنقله «البيان والتحصيل» لابن رشد من أصله سنة تسع عشرة وخمسمائة.
[3] لم أجده، ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[4] الأستوائي: بضم الألف وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين أو ضمّها وبعدها الواو والألف، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى.. (الأنساب 1/ 221) .
[5] لم أجده.
[6] انظر عن (عبيد الله بن إبراهيم) في: الأنساب 3/ 64، 65.

(37/428)


الإمام أبو بَكْر النَّسائيّ، التّفْتازانيّ [1] ، وتفتازان، من قرى نَسَا قَالَ السّمعانيّ: كَانَ إماما، مُفْتِيًا، مفسِّرًا، محدّثا، واعظا، مشتغلا بالعبادة، يتولّى الحَرْث والحَصَاد والدَّرْس بنفسه، ويأكل من كَدِّه.
سَمِعَ بنَيْسابور: نصر اللَّه الخُشْناميّ، وعليّ بْن عبد الله بْن أَبِي صادق، وإسماعيل بْن عبد القاهر، وصاعد بْن سَيّار الحافظ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وأبوه.
638- عليّ بْن محمد بْن الحسين بْن عقيل [2] .
أبو الحسن السّاويّ [3] ، سبط المدبر، بغداديّ، متكلّم.
روى عن: مالك البانْياسيّ.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السّمعانيّ، وقال: كَانَ يعرف الكلام والْجَدَل، وله يدٌ باسطة فيه. وكان يقع في الصّالحين والأخيار.
- حرف الكاف-
639- كوثرناز بِنْت مُضَر بْن إلياس التّميميّ البالكيّ [4] .
الهَرَويَّة، أَمَةُ الرحمن. امْرَأَة صالحة، خيّرة، عفيفة.
سَمِعت: جدّها أبا عُمْرو البالكيّ، وشيخ الإسلام الأنصاريّ.
ووُلدَت في حدود السّبعين.
سَمِعَ منها: عبد الرحيم بَهَراة.
- حرف الميم-
640- محمد بْن أحمد بن عثمان [5] .
__________
[1] التفتازاني: بالتاءين المنقوطتين باثنتين من فوقهما وبينهما الفاء والزاي بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى تفتازان وهي قرية كبيرة بنواحي نسا في الجبل.
[2] لم أجده، ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[3] السّاوي: بفتح السين المهملة، وفي آخرها الواو بعد الألف. نسبة إلى ساوة بلدة بين الريّ وهمذان. (الأنساب 7/ 19) .
[4] لم أجدها.
[5] لم أجده.

(37/429)


النَّوقَاني [1] ، الطُّوسيّ، أبو عثمان المقرئ.
أَنَا ابْنُ عَسَاكِرٍ: أَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيمِ كِتَابَةً: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بِنَوْقَانَ، أَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْفَرَّخْزَادِيُّ، أَنَا ابْنُ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحَمْنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ: «ابنو مِنْبَرًا» . فَسُوِّيَ لَهُ مِنْبَرٌ. وَإِنَّمَا كَانَتْ عَتَبَتَيْنِ، فَتَحَوَّلَ مِنَ الْخَشَبَةِ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَنَّتْ، وَاللَّهِ، الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْوَالِهِ، وَأَنَا، وَاللَّهِ، فِي الْمَسْجِدِ أَسْمَعُ ذَلِكَ. فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَمَشَى إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا، فَسَكَنَتْ.
641- محمد بْن إسماعيل بْن أحمد بْن إبراهيم [2] .
أبو سعد السّامانيّ [3] ، النَّيْسابوري.
شيخ مستور.
سَمِعَ: أبا القاسم الفُضَيْل بْن المُحِبّ، وعبد الباقي المَرَاغيّ، وأبا بَكْر التَّفْلِيسيّ. وُلِد سنة 464. وهو مذكور في شيوخ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
642- محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي بَكْر أحمد [4] .
المَرْوَزِيّ السّاسيانيّ [5] . وساسيان: محلَّة بظاهر مَرْو.
كَانَ شيخا، صالحا، متميّزا. سَمِعَ «صحيح البخاريّ» من أَبِي بَكْر بْن أَبِي عِمران الصّفّار. قاله عبد الرحيم، وسمع منه.
643- محمد بْن أَبِي أحمد بْن محمد [6] .
أبو الفتح المَرْوَزِيّ، الحُضيريّ، المقرئ.
__________
[1] النوقاني: بفتح النون عند ابن السمعاني، وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. وعند ياقوت بضم النون الأولى. نسبة إلى نوقان وهي إحدى بلدتي طوس.
[2] لم أجده.
[3] الساماني: بفتح السين المهملة. هذه النسبة إلى جماعة من ملوك سامان. (الأنساب 7/ 12) .
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل الساسياني) في: الأنساب 7/ 8، 9.
[5] الساسياني: بالألف بين السينين المهملتين الثانية منهما مكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
[6] لم أجده.

(37/430)


فقيه، صالح، عابد، كثير التّلاوة.
من شيوخ عبد الرحيم.
قَالَ: سَمِعَ من أَبِي الخير الصّفّار أيضا.
644- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] .
الإمام أبو الفتح الحَمْدُويي [2] ، البَنْجدِيهيّ، المَرْوَزِيّ، الفقيه.
تفقّه عَلَى: أَبِي بَكْر محمد بْن السّمعانيّ.
وسمع من: القاضي أَبِي سعيد محمد بْن علي بْن أَبِي صالح البَغَويّ، وإسماعيل بن أحمد بن البَيْهَقيّ، وهبة اللَّه بْن عبد الوارث الحافظ، وغيرهم.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: لقِيته بالدرق السُّفلَى، وسمعت منه جميع التِّرْمِذِيّ، ووُلِد سنة بضع وستين وأربعمائة، وكان فقيها، زاهدا، نظيفا، حَسَن السَّمْت [3] ، رحمه اللَّه تَعَالَى.
645- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [4] .
أبو عَبْد اللَّه الْجُوَيْنيّ، البخاريّ، المعكانيّ، الفقيه، الواعظ.
وُلِد بقرية معكان [5] ، من أعمال بخارى، في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وسمع من: عليّ بْن محمد بْن حِذَام البخاريّ، صاحب منصور بن نصر الكاغذيّ في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: التحبير 1/ 148- 150 رقم 778، والأنساب 4/ 211، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 123، 124، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 434.
[2] في الأصل: «الحمدويني» . والمثبت من (الأنساب 4/ 215) وفيه: الحمدوييّ: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وضم الدال المهملة وفي آخرها المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى حمدويه وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
[3] وقال أبو سعد السمعاني: وكان فقيها نظيفا محتاطا في الوضوء، وغسل الثياب، حسن السمت، كثير الذكر.. وكانت ولادته تقديرا في سنة سبع وستين وأربعمائة بمسدوة إحدى القرى الخمس. (التحبير) .
[4] لم أجده.
[5] لم يذكرها ياقوت في معجمه.

(37/431)


روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
646- محمد بن الحسين بن الحسين بْن الحسين [1] .
أبو غانم الأصبهانيّ، المعدّل، المحدّث، ويُعرف بزينة.
قَالَ السّمعانيّ: لَهُ فَهْم وكياسة. سَمِعَ من والدي الكثير بأصبهان، ونسخ بخطّه. خرّج له الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التّيميّ.
سمع من: جدّه لأمّه أبي بكر محمد بن الحسن بن سليم، وأبي بكر محمد بن عليّ بن جولة، وابن أشتة، وعبد الرحمن الدّونيّ، وأصحاب أبي عبد الله الجرجانيّ.
سمعت منه، وسمع منه: أبو القاسم الدّمشقيّ، وغيره ببغداد.
647- محمد [2] بْن هبة اللَّه بْن العلاء [3] .
الحافظ أبو الفضل البُرُوجِرْديّ [4] ، تلميذ ابن طاهر المقدسيّ.
سَمِعَ: أبا محمد الدّونيّ، ومكّيّ بْن بُجَيْر، ويحيى بْن مَنْدَهْ.
قال السّمعانيّ: أوّل ما لقيته كنت أنسخ بجامع بُرُوجِرْد، فدخل شيخ رثّ الهيئة، ثمّ قَالَ: أيش تكتب؟
فكرهت جوابه، فقلت: الحديث.
فقال: كأنّك تطلب الحديث؟ قلت: بلى. قَالَ: من أين أنت؟ قلت: من مرو.
قَالَ: عمّن يروي البخاريّ من أهل مَرْو؟ قلت: عن عبدان، وصدقة، وعليّ بن حجر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التحبير 2/ 117، 118 رقم 732، ومعجم البلدان 1/ 404، 405، وسير أعلام النبلاء 20/ 319 رقم 212، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 9 أ، وطبقات المفسّرين للسيوطي 29.
[2] وردت هذه الترجمة والتي قبلها مباشرة بعد ترجمة «يحيى بن عبد الله بن فتوح الداني» الآتية برقم (657) ، فجرى تقديمهما إلى هنا انسجاما مع التسلسل الألفبائي.
[3] لم أجده. ولعلّه في (الذيل) لابن السمعاني.
[4] البروجردي: بضم الباء والراء، وبعدها الواو، وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد، وهي بلدة حسنة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان. (الأنساب 2/ 174) .

(37/432)


قال: ما اسم عبدان؟ قلت: عبد الله بْن عثمان.
فقال: لِم قِيلَ لَهُ عَبْدان. فتوقّفت، فتبسّم، فنظرت إِلَيْهِ بعين أخرى، وقلت: يذكر الشّيخ. فقال: كنيته أبو عبد الرحمن، فاجتمع في اسمه وكنْيته العَبْدان، فقيل: عَبْدان.
فقلت: عمّن هذا؟ فقال: سَمِعْتُ من محمد بْن طاهر المقدسيّ.
ثمّ بعد ذَلكَ انتخبت عَلَيْهِ. وسمعت منه.
قلت: لم أر لَهُ ذِكر وفاةٍ ولا مولد. فكتبته هنا عَلَى التّوهُّم.
648- مالك بْن وهْب [1] .
أبو عبد الله الإشبيليّ، المتكلِّم.
قَالَ الْيَسَعُ بْنُ حزْم فيه: الفقيه، الأديب، الورع، المتواضع، إمامٌ في فنون، ومخرج جواهر البلاغة من درجها المكْنُون، وعقل تتعلّم منه العقول، وذِهن انصَقَلَ بِهِ كلُّ مصقول، وأدبٌ بارع، وشِعْرُ، لا يُجَارَى.
إلى أن قَالَ: نظره في عِلْم الشّريعة والحديث والتّفاسير نظر مَن اتّسَع.
وكان قد نزل من قلب أمير المسلمين عَلَى منزلة، يخلو بِهِ إذا خلا، ويتحلّى بأدبه البارع إذا تحلّا. أحلّه محلّ المُطاع الّذي من عصاه عصا، ومن أطاعه أطاع، حتّى بنى لَهُ قصرا يدخل إِلَيْهِ من خوصته، لتبين مكانه لرتبته.
ومع هذا فكان يتواضع في لبسه، ويبتذل في حوائجه، ويبدو في أكثر أوقاته في صورة الباكي عَلَى الذَّنْب، النّادم، أدرك أبا عبد الله بْن مُعَاذ، فأكثر عَنْهُ وأخذ عَنْهُ الهندسة. أدركتُه رحمة اللَّه.
قلت: وكان أشار عَلَى ابن تاشفين باعتقال ابن تُومَرْت.
649- المبارك بْن ثابت بْن عليّ [2] .
أبو طالب البغداديّ الذّهبيّ.
__________
[1] انظر عن (مالك بن وهب) في: الحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 76، 77 وفيه «مالك بن وهيب» ، والمعجب 185، 186، وأخبار المهدي بن تومرت 68 (تحقيق ليقي بروقنسال، باريس 1928) للبيدق، ووفيات الأعيان 3/ 320 و 5/ 49، 50، 52 وفيه «مالك بن وهيب» .
[2] لم أجده.

(37/433)


سَمِعَ من: حَمْد بْن أحمد الحدّاد.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
650- محمود بْن أحمد بْن عليّ بْن الفَرَج [1] .
الإمام أبو المحامد السّمرقنديّ، السّغديّ [2] ، والسّاغرجيّ [3] ، أحد الأعلام ذكره السّمعانيّ في «الذَّيْل» فقال: إمام، بارع، مبرّز في أنواع الفقه والتّفسير، والحديث، والأصول، والمتّفق، والمفترق، والوعْظ حَسَن السّيرة، كثير الخير والعبادة، بهيّ المنظر.
قَالَ لي: أوّل ما كتبت الحديث سنة إحدى وتسعين وأربعمائة [4] .
سَمِعَ: يوسف بْن صالح، والحَسَن بْن عطاء السُّغْديّ، وأبا إبراهيم إسحاق بْن محمد النّوحيّ، وميمون المكحوليّ، وعليّ بْن أحمد الكَلَاباذيّ.
كتبت عَنْهُ بسَمَرْقَنْد، وقرأت عَلَيْهِ «تنبيه الغافلين» ، بروايته عَن النّوحيّ، عَنْ سِبْط التِّرْمِذِيّ، عَنْ مؤلّفه.
وقال لي: ولدت سنة ثمانين وأربعمائة [5] .
651- محمود بن خلف [6] .
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التحبير 2/ 272- 274 رقم 940، والأنساب 7/ 9، 10، واللباب 3/ 242، والجواهر المضية 2/ 156، وطبقات المفسّرين 41، وتاج التراجم 69، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 290 رقم 619.
[2] السّغدي: بضم السين المهملة، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى السّغد.
[3] تصحفت في الجواهر المضيّة إلى «الساغوجي» بالواو. وقال محقّقه بالحاشية: الساغوجي:
نسبة إلى ساغوج قرية من قرى الصغد على خمسة فراسخ من سمرقند. وقال: كذا ذكره المؤلّف في النسب. والصحيح ما جاء في الأنساب، ومعجم البلدان 3/ 11، واللباب 1/ 522.
[4] وقال في الأنساب: صار شيخ الإسلام بسمرقند، وكان فاضلا مفتيا، مصيبا، وعارفا بالمتفق والمختلف، كثير العبادة.
[5] الأنساب 7/ 9، 10.
[6] انظر عن (محمود بن خلف) في: التحبير 2/ 280، 281، والأنساب 11/ 43، ومعجم البلدان 4/ 372، واللباب 3/ 73.

(37/434)


أبو القاسم اللهاوريّ [1] ، ثمّ الإسْفَرائينيّ.
قَالَ السّمعانيّ: تفقّه عَلَى جدّ أَبِي المظفّر. وسمع: أبا بَكْر بْن خَلَف بنَيْسابور، وعبد الرّزّاق بْن حسّان المَنِيعيّ، وجماعة.
وقال: مات سنة نيّفٍ وأربعين [2] .
652- محمود بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [3] .
أبو الشُّكْر البابَصْريّ، الشُّرُوطيّ.
كَانَ لَهُ حانوت مقابل باب النّوبيّ للشُرُوط، وله شِعْر فائق مدوُّن.
روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل وهو أَسَنّ منه بكثير، ومحمد بْن عليّ بْن إبراهيم الكاتب. ومات شابّا.
ومن شِعره:
أفدي الّذي بِتُّ من هَواهُ ... إِلَيْهِ دون الأنام أشْكُو
كاتبُ خطٍّ لَهُ عِذَار ... لَيْسَ لمن يحتويه سَبْكُ
خطّان ما استُجْمِعا بشخصٍ ... إلّا وستْر المحبّ هتْكُ
هذا مراد عَلَى بياضٍ ... وذاك ورد عَلَيْهِ مسْكُ
- حرف النون-
653- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الموفَّق بْن أَبِي المظفَّر بْن عبد الواحد [4] .
الفقيه، أبو الفُتُوح الكِسائيّ، الهَرَويّ.
سَمِعَ: نجيب بْن ميمون الواسطيّ، وأبا عطاء المَلِيحيّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: أبو المظفَّر عبد الرحيم وقال: تُوُفّي بعد سنة ستّ وأربعين.
__________
[1] اللهاوري: لوهوري: نسبة إلى لوهور مدينة كبيرة من بلاد الهند، وهي المعروفة الآن بلاهور.
(الأنساب، اللباب) .
[2] وفي الأنساب: فقيه، مناظر. تفقّه على جدّي الإمام أبي المظفّر السمعاني وسمع منه ومن غيره. سمعت منه شيئا يسيرا بأسفرايين، وكان قد سكنها، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.

(37/435)


654- نصر بْن مهديّ بْن محمد [1] .
السّيد أبو الفتح العَلَويّ، الحُسَيْنيّ، الوَنَكيّ [2] ، الرّاوي، المعدّل.
الفقيه الزَّيْديّ.
سَمِعَ: طاهر بْن الحسين السّمّان، وسليمان بْن داود الغَزْنَويّ بمرو.
وورد بغداد حاجّا. وسمع بها أبا يوسف عبد السّلام القَزْوِينيّ.
قَالَ أبو سعد: كتبت عَنْهُ بالرَّيّ، وقال لي: ولدت سنة ثمان وستّين وأربعمائة.
- حرف الهاء-
655- هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ [3] .
أبو المظفّر المدير بين يدي قاضي القضاة الزَّيْنبيّ.
سمّعه أَبُوهُ من ابن طلْحة النِّعَاليّ، وجماعة.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ.
656- هَمّام بْن يوسف بْن أحمد [4] .
العاقُوليّ أبو محمد.
سَمِعَ: أبا الحسن بْن الأخضر الأنباريّ، وغيره.
وكان يخدم القُضاة.
كتب عَنْهُ ابن السّمعانيّ.
- حرف الياء-
657- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن فتوح.
أبو زكريّا الحضْرميّ، الدّانيّ. ويُعرف بابن صاحب الصّلاة.
روى عَنْ: أَبِي محمد بْن البطَلْيُوسيّ، وغيره.
وكان أديبا، لغويّا.
__________
[1] انظر عن (نصر بن مهدي) في: الأنساب 12/ 291، 292.
[2] الونكيّ: بفتح الواو والنون وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى ونك وهي إحدى قرى الريّ.
[3] لم أجده.
[4] لم أجده.

(37/436)


روى عَنْهُ: ابنه الأُستاذ أبو محمد عَبْدُون.
وتُوُفّي في حدود الخمسين.
الكنى
658- أبو الحسين بْن المَوْصِليّ، الأندلسيّ.
الرئيس، العالم. أحد أكابر الأندلُسِيّين وقاضي إشبيلية. قصد حضرة أمير المسلمين يستعطفه في مصالح ثغور الجزيرة، فأكرمه واحترمه، واعتمد عَلَيْهِ، وقضى أشغاله، وقال: فهل لك من حاجة تخصّك؟
قَالَ: يا أمير المؤمنين، إنّ اللَّه قد وسَّع عليّ فيما رزق.
وقد كَانَ خرج من غَزَاةٍ فأُسِر، فلمّا جنّ عَلَيْهِ اللّيل أتاه روميّ فقال: أنت ابن الْمَوْصِلِيِّ؟ قَالَ: لا.
قَالَ الْيَسَع: فحدَّثني قَالَ: أنكرتُ خوفا من التّغالي، لأنّي كنت أحصل في سهْم الملك، ولا أخرج بأقل من خمسين ألفا، وربّما عُذّبت لأوقع إليهم بلدا.
فقال لي الرّوميّ ما أوجب اعترافي، وقال: لا تَنَمْ، أَنَا أخلّصك. فأركبني في وسط اللّيل، ووجَّه معي صاحبا لَهُ تواعَدَ معه إلى موضعٍ، ثمّ تلاقينا في آخر اللّيل. ثمّ أصبح عَلَى باب حصن المسلمين فدخلته. ففرح بي أهله لمّا عرفوني، فقلت: أريد الوفاء لهذا الصّاحب المجمل، فجعل الرجال يأتي بالدّنانير، والمرأة بالسِّوار والعِقْد. وقد أخفيت الرّوميّ شفقة عليه، ثمّ أتيته فأرضتيه، وقلت: هذا ما حضر، فلعلَّك أنْ تقدم إشبيلية. فقدم بعد أشهر، فدفعت إليه تتمّة ألف دينار، وانفصل يشكر ويحمد.
تمت الطبقة من تاريخ الإسلام للذهبي

(37/437)


(بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذه الطبقة من موسوعة مؤرّخ الإسلام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، الملقّب شمس الدين، المتوفّى بدمشق سنة 748 هـ. «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» ، وقام بمقارنة نصّها وضبطه، وتخريج أحاديثها، وتوثيق مادتها، والإحالة إلى مصادرها، والتعليق عليها بقدر الإمكان، وصنع فهارسها، خادم العلم، راجي عفو ربّه، الحاج أبو غازي، الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، ووافق الانتهاء من تحقيق هذه الطبقة عند أصيل يوم الإثنين 15 من محرّم الحرام 1414 هـ. الموافق 5 من تموز (يوليو) 1993 م. وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة الفيحاء طرابلس الشام، المحروسة بعناية الله ثغرا ورباطا للإسلام والمسلمين. ومن يتوكّل على الله فهو حسبه) .

(37/438)