تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد السادس والأربعون (سنة 631- 640)
]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الرابعة والستون
الحوادث سنة إحدى وثلاثين وستمائة
[خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائبا]
فيها جاء الكاملُ، واجتمع بإخوته وبصاحب حِمْص الملك المجاهد شيركوه،
وساروا ليدخلوا الروم من عند النَّهرِ الأزرق، فوجدوا عساكر الرُّوم قد
حفظوا الدَّرْبَنْد ووقفوا على رءوسِ الجبال، وسدُّوا الطُّرق
بالحِجارة. وكان الأشرفُ ضيِّق الصَّدر من جهة الكامل، لأنّه طلب منه
الرَّقّة، فقال الكاملُ: ما يكفيه كُرسي بني أميّة؟ فاجتمع شيركوه
بالأشرف، وقال: إن حَكَمَ الكاملُ عَلَى الرُّوم أخذ جميع ما بأيدينا،
فوقع التّقاعد منهما. فلمّا رَأَى الكاملُ ذَلِكَ عَبَر الفرات ونزلَ
السُّويداء، وجاءهُ صاحبُ خَرْتَ بِرْت [1] الأرتقيّ، فقال: عندنا طريق
سهلة تدخل منها فجهَّز الكاملُ بين يديه ابنه الملك الصّالح، وابن أخيه
الملكَ النّاصر دَاوُد، وصوابا الخادم، فلم يرُعْهم إلّا وعلاء الدّين
صاحبُ الروم بالعساكر، وكانَ صوابٌ فِي خمسة آلاف، فاقتتلوا، وأُسِرَ
صوابٌ، وطائفةٌ، منهم الملكٌ المظفّر صاحبُ حماة، وقُتِلَ طائفة وهربَ
الباقون. فتقهقر الكامل ودخل آمد، ثمّ أطلق علاء الدّين صوابا والمظفّر
والأمراء، مكرمين. وأعطى الكامل إذ
__________
[1] وتكتب متصلة أيضا «خرتبرت» قيّدها ياقوت بالفتح ثم السكون، وفتح
التاء المثناة، وباء موحدة مكسورة، وراء ساكنة، وتاء مثناة من فوقها،
وهو حصن يعرف بحصن زياد، في أقصى ديار بكر.
(46/5)
ذاك ولده الصّالح حصن كيفا، واستناب صوابا
بآمد، ورجع إلى الشّام خائبا [1] .
[تسلطن صاحب المَوْصِل]
وفيها تَسَمَّى لؤلؤٌ صاحبُ المَوْصِل بالسَّلْطنة، وضربَ السكّة
باسمه. قاله أَبُو الْحَسَن عَلَى بن أنجب ابن السَّاعي [2] .
[اكتمال بناء المستنصريّة]
قَالَ: وفيها تكاملَ بناءُ المدرسة المستنصريّة ببغداد، ونُقِلَ إليها
الكتبُ وهي مائة وستّون حِمْلًا، وعدّة فقهائها مائتان وثمانية وأربعون
فقيها من المذاهب الأربعة، وأربعةٌ مدرّسون، وشيخُ حديث، وشيخ نحوٍ،
وشيخُ طبّ، وشيخُ فرائض. فرُتِّب شيخُ الحديث أَبُو الْحَسَن ابن
القطيعيّ [3] . ورتّب فِيهَا الخبزُ والطَبيخُ والحلاوةُ والفاكهةُ.
فأنبأني محفوظ ابن البُزُوريّ، قَالَ: تكامل بناءُ المستنصرية وجاءت
فِي غاية الحُسن ونهايته، وخُلِعَ عَلَى أستاذ الدّار العزيزة متولّي
عمارتها، وعلى أخيه عَلَم الدّين أبي جعفر ابن العَلْقَمِيّ، وعلى
حاجبه، وعلى المِعْمار، وعلى مُقَدَّم الصُّنّاع. ونُقِلَ إلى خزانَة
الكتب كثيرٌ من الكتب النّفيسة، فبلَغَني أنّه حُمِلَ إليهَا ما نقله
مائة وستون حمّالا، سوى ما نُقل إليها فيما بعدُ، وأُوقفت، وجُعل
الشيخُ عَبْد العزيز شيخ الصُّوفيّة برباط الحريم، وخازن كُتُب دار
الخلافة، هُوَ وولده ضياء الدّين أَحْمَد ينظران في ترتيبها، فرتّبا
الكتب
__________
[1] انظر خبر الكامل في: مفرّج الكروب 5/ 74- 83، وزبدة الحلب 3/ 266-
268، وتاريخ المسلمين لابن العميد 141 وقال فيه إنّ عدّة من حضر إلى
خدمة الكامل ثلاثة عشر ملكا جميعهم من بني أيوب، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 154، 155، والدرّ المطلوب 311، 312، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 148، 149، والعبر 5/ 123، ودول الإسلام 2/ 136، والسلوك ج 1 ق
1/ 247- 249، والنجوم الزاهرة 6/ 282، 283، وتاريخ ابن سباط 1/ 305،
306، ونهاية الأرب 29/ 198- 201.
[2] انظر خبر صاحب الموصل في: الحوادث الجامعة 32، والعبر 5/ 123،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 149، 150، والعسجد المسبوك 2/ 457، ودولة
الأتابكة في الموصل بعد عماد الدّين زنكي، للدكتور رشيد الجميلي 229،
230 طبعة دار النهضة العربية، بيروت 1975.
[3] هو محمد بن أحمد بن عمر المتوفى سنة 634 هـ. انظر ترجمته ومصادرها
في الوفيات برقم (281) .
(46/6)
أحسنَ ترتيب. وفي بعض الأيّام اتّفق حضورُ
أمير المؤمنين عندهما لينظر، فسلَّم عَلَيْهِ عَبْد العزيز وتلا قوله
تعالى: تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً
25: 10 [1] فخشع المستنصرُ باللَّه أمير المؤمنين، وردَّ عَلَيْهِ
السَّلام، وكلَّمه، وجَبَرَ قلبهُ. وشُرِطَ لكلّ مدرسٍ أربعةُ معيدين،
واثنان وستّون فقيها، وأن يكون بالدّار المتّصلة بالمدرسة [2] ثلاثون
يتيما يتلَّقنون [3] .
[وقفيّة المستنصريّة]
قلتُ [4] : رَأَيْت نُسخة كتاب وَقفَها فِي خمسة كراريس، والوَقف عليها
عدّة رباع وحوانيتُ ببغداد، وعدّة قرى كبار وصغار ما قيمته تسعمائة ألف
دينار فيما يُخال إليّ، ولا أعلمُ وقْفًا فِي الدُّنيا يقاربُ وقفها
أصلا سوى أوقاف جامع دمشق، وقد يكون وقفُها أوسع.
فمِنْ وقفها بمعاملة دُجَيل: قصُر سُمَيْكة [5] ، وهي ثلاثة آلاف
وسبعمائة جريب، والْجَمَد [6] وضياعه كلّها، ومساحتُه ستّة آلاف
وأربعمائة جريب، والأجَمة [7] كلّها، وهي خمسة آلاف جريب وخمسون، ومن
نهر المَلِك بَرَفْطا [8] كلّها، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وناحية
البدو، وهي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون جريبا، وقوسنيثا [9] ، وهي
ثلاثة آلاف جريب ونيّف، وقريةُ يزيد كلّها، وهي أربعة آلاف جريب ومائة
وثمانون جريبا، ومن ذَلِكَ ناحيةُ
__________
[1] سورة الفرقان، الآية 10.
[2] أي دار القرآن المستنصرية.
[3] انظر عن بناء المستنصرية في: الحوادث الجامعة 32- 35، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 150- 152، ودول الإسلام 2/ 136، والبداية والنهاية
13/ 139، 140، والعسجد المسبوك 2/ 458- 460.
[4] القائل هو المؤلّف- رحمه الله-.
[5] سميكة في شمالي بغداد.
[6] الجمد: من ناحية دجيل. (معجم البلدان) .
[7] تعتبر من أراضي الحلّة الآن.
[8] برفطا: بفتح الباء الموحدة والراء، وسكون الفاء. قرية من قرى نهر
الملك.
[9] هكذا بخط المؤلّف- رحمه الله-.
(46/7)
طَبسنى، ومساحتُها ثمانية آلاف ومائة جريب،
ومن ذَلِكَ سُستا، وهي ثلاثة آلاف جَريب وزيادة، وناحيةُ الأرحاء [1] ،
وهي أربعةُ آلاف جريب، ومن ذَلِكَ ناحيةُ البِسطاميّة، وهي أربعةُ آلاف
جريب، والفراشة [2] ، ألفُ جريب، وقرية حد النّهرين، وهي ألفُ جريب
ومائتا جريب، والخطابيّة [3] ، وهي أربعةُ آلاف وثمانمائة جريب، وناحية
بزندي [4] ، وهي ستة آلاف وخمسمائة جريب، ومن ذَلِكَ الشدّاديّة
ومبلغُها عشرون ألفَ جريب ومائتان وخمسون جريبا، وحصنُ بقية [5] ، وهو
أربعة آلاف جريب وثمانمائة، ومن ذَلِكَ فرهاطيا [6] ، ستّة آلاف جريب،
ومن ذَلِكَ حصن خُراسان، وهي خمسة آلاف جَريب وتسعمائة جريب، وما أضيف
إلى ذلك، وهو سبعة آلاف جَريب ومائتا جَريب. ومن أعمال نهر عيسى قريةُ
الجديدة، وهي ألفا جَريب وستّمائة جريب، والقطنية، وهي ستّة آلاف
وأربعمائة جريب، وقرية المنسل، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وميثا،
وهي ألفان وخمسمائة جريب، وقرية الدّينارية، وهي أربعة آلاف وستمائة
جريب، والنّاصريَّة كلّها، وهي تسعة عشر ألف جريب.
فالمرتزقةُ من أوقاف هذه المدرسة عَلَى ما بلغني نحو من خمسمائة نفس،
المدرّسون فمَنْ دونَهم، وبلغني أنَّ تِبْنَ الوقف يكفي الجماعة ويبقى
مُغلُّ هذه القرى مَعَ كَرْي الرِّباع فضلة، فكذا فليَكُن البِرُّ وإلا
فلا.
وحدَّثني الثّقة أنّ ارتفاع وقفِها بلغَ فِي بعضِ السّنين وجاء نيِّفًا
وسبعين ألف مثقال ذهب.
__________
[1] لعلّها «الأرحاء» التي بالقرب من واسط.
[2] لعلّها هي «فراشا» القرية المشهورة من أعمال نهر الملك، والتي
ذكرها ياقوت.
[3] قرية على جانب الصراة، كانت في موضع المحلة التي تسمى الكبش
والأسد، بالقرب من بغداد، وبها قبر إبراهيم الحربي «معجم البلدان» .
[4] وردت من غير نقط في الأصل.
[5] هكذا في الأصل، ولعله بقّة- بالفتح وتشديد القاف واحدة البق: اسم
موضع، قريب من الحيرة، وقيل: حصن كان على فرسخين من هيت، كان ينزله
جذيمة الأبرش- كما ذكر ياقوت في «معجم البلدان» .
[6] هكذا مجوّدة بخط المؤلّف.
(46/8)
وفي خامس رجب يومَ الخميس فُتِحت، وحضر
سائر الدّولَة والقُضاةُ والمدرّسون والأعيانُ، وكان يوما مشهودا.
[عودة ركب العراق]
وفيها سارَ ركبُ العراق، فبلَغَهم أنِّ العرب قد طمُّوا المياه، وعزموا
عَلَى أخذِ الرَّكْبِ، فردَّ بالنّاس قيران الظّاهريّ أميرهم، ووصلَ
أوائلُهم فِي ذي الحجَّة إلى بغداد، وماتَتِ الْجِمالُ والنّاسُ. وكانت
سنة عجيبة. وكانَ معهم تابوتُ مظفّر الدّين صاحب إرْبل ليُدْفَنَ
بمكّة، فعادوا بِهِ ودفنوه بمشهدِ عليّ رضي اللَّه عَنْهُ [1] .
[إقامة الجمعة بمسجد جرّاح]
وفيها أُقيمت بمسجد جرَّاح الْجُمعة بالشَّاغور [2] .
[تعليق حبل بباب جامع دمشق]
وفيها أمر وزيرُ دمشق، وابن جرير أن يُعلَّق ببابِ الجامع حبلٌ، فمن
دخلَ من أصحابِ الحريريِّ، علّق فيه.
__________
[1] انظر خبر الركب العراقي في: الحوادث الجامعة 36، والمختار من تاريخ
ابن الجزري 152.
[2] انظر عن مسجد جرّاح في: البداية والنهاية 13/ 140.
(46/9)
سنة اثنتين وثلاثين
وستمائة
[الشروع فِي بناء جامع العقيبة]
فيها شَرَعَ الملكُ الأشرفُ فِي بناءِ جامع العُقَيْبَة، وكان قبل
ذَلِكَ خانا يقال لَهُ: خان الزّنْجاريّ، فِيهِ الخمورُ والخواطئ،
فأنفقَ عَلَيْهِ أموالا كثيرة [1] .
[وصول رسول من اليمن]
وفيها فِي صفر وَصَلَ إلى الدّيوان العزيز رسولٌ من الأميرِ عمَر بْن
رسول أنّه استولى عَلَى بلادِ اليَمَنِ، وأرسلَ تقادم وتُحفًا [2] .
[ختم المستعصم للقرآن]
وفيها ختم القرآن عبد الله ابن المستنصر باللَّه، وهو المستعصمُ الّذِي
قتلته التّتار، ختم عَلَى مؤدِّبه أَبِي المظفّر عَلِيّ بن النَّيَّار،
فعُمِلت دعوةٌ هائلة غرمَ عليها عشرة آلاف دينار، وأعطى ابن النّيّار
شيئا كثيرا، من ذلك: ألف دينار، وخلع عديدة [3] .
__________
[1] انظر عن بناء جامع العقيبة في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 693، وذيل
الروضتين 163، ونهاية الأرب 29/ 207، 208، والأعلاق الخطيرة 2/ 87، 88،
ووفيات الأعيان 5/ 334، ودول الإسلام 2/ 103، والمختار من تاريخ ابن
الجوزي 156، والعسجد المسبوك 2/ 464، والبداية والنهاية 13/ 143، وصبح
الأعشى 4/ 94، والدارس 2/ 426، وشذرات الذهب 5/ 148، وتاريخ ابن سباط
1/ 308، ومنادمة الأطلال 370.
[2] انظر خبر الرسول في: المختار من تاريخ ابن الجزري 157، والعسجد
المسبوك 464، والعقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية للخزرجي 1/
154، وغاية الأماني في أخبار القطر اليماني لابن القاسم 421.
[3] انظر خبر الختم في: الحوادث الجامعة 41، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 157، والعسجد المسبوك 2/ 464.
(46/10)
[ضرب دراهم بأمر المستنصر باللَّه]
وفيها جلسَ الوزيرُ نصير الدّين بْن النّاقد، واستحضرَ الوُلاة
والتّجار والصّيارف، ثمّ فُرشت الأنطاع، وأُفرغَ عليها الدّراهم التي
ضُرِبت بأمر المستنصر باللَّه، فقامَ الوزيرُ والدّولة خدِمةً لرؤيتها،
ثمّ قَالَ: قد رسمَ مولانا أميرُ المؤمنين بمعاملتكم بهذه الدّراهم
عِوَضًا عن قُراضة الذِّهَب، رِفْقًا بكم، وإنقاذا لكم من التّعامل
بالحرام من الصَّرفِ الرِّبويّ، فأعلنوا بالدّعاءِ والطّاعَة. ثمّ
سُعِّرت كلُّ عشرة بدينارٍ إماميّ، وأُديرت بالعراق، فقال الموفّقُ
أَبُو المعالي القاسم بْن أَبِي الحديد:
لا عَدِمْنا جَميلَ رأيكَ فينا ... أنْتَ باعَدْتَنا عَنِ التّطفيف
ورَسَمْتَ اللُّجِينَ حتّى ألِفْناهُ ... ، وما كانَ قبلُ بالمألوف
ليسَ للجمعِ كانَ منعُكَ للصَّرْفِ ... ، ولكِنْ للِعَدْلِ
والتِّعرِيفِ [1]
[وقعة أهل سبتة مَعَ الفرنج]
وفي ربيع الأوّل كانت وقعة أهلِ سَبْتَة مَعَ الفِرنج، وذلك أنّ
متولّيها اليَنَشْتيّ [2] كَانَ قد بالغ فِي تألُفهم، فكانوا يأتون
بالتّجارات، فكثروا إلى الغاية بسَبْتَة بحيث إنّهم صاروا بها أكثر من
أهلها، فطمعت الفِرنجُ وراموا تملُّكَ البلدِ وأعملوا الحيلة. وكان
لأبي الْعَبَّاس اليَنَشْتيّ ابنان: أحدهما قائدُ البحر، والآخر قائدُ
البرّ. فخرج قائدُ البرّ نوبة بجيشه لأخذِ الخراج من القبائل، فعزَمَ
الملاعينُ عَلَى أمرهم، ولَبِسُوا أسلحتهم وخرجوا، فطلبوا من سقّاءٍ
ماء، فأبى، فقتلوه، وشَرَعوا فِي القتال. وثارَ المسلمون إليهم، والتحم
الحرب، فقتلوا من أهل
__________
[1] انظر خبر الدراهم في: الحوادث الجامعة 40، 41 (دون ذكر الأبيات) ،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 157، 158، والعسجد المسبوك 2/ 475 وفيه
البيتان: الأوّل والثالث، وتاريخ الخلفاء 425، 426، وشذرات الذهب 5/
147- 148.
وفي المختار من تاريخ ابن الجزري، والعسجد المسبوك أبيات أخرى للقاضي
محمد بن أبي الفضل الفقيه الحنفي.
[2] الينشتيّ: نسبة إلى ينشتة من أعمال بلنسية.
(46/11)
الرَّبَضِ خَلْقًا، وسدَّ أَهْل البلد
البابَ فِي وُجوهِهم، ورمَوْهم بالنُّشَّابِ من المرامي، وأسرعَ
الصَّريخ إلى قائد البرِّ، فكرَّ بالجيشِ رَكْضًا، والإفرنجُ قد
مَلَكوا الرَّبَضِ، وسدُّوا بابَهُ الواحد، وهم عَلَى أن يغلقوا
الثّاني، فحملَ الجيشُ عليهم حملة صادقة، فدخلوا عَلَيْهِ، فلم يُفْلِت
منهم إلّا الشّريدُ، ففرُّوا إلى البحر هاربين، وغَنِمَ المسلمون من
الأموال ما لَا يوُصفُ. فذهبَ المُنهزمون واستنجدوا بالفِرنج، ثمّ
أقبلوا فِي هيئةٍ ضخمة من الرجالِ والمراكب وآلاتِ الحصار والمجانيق،
ونازلوا سَبْتة، واشتدَّ الأمرُ، فطلبَ المسلمون المُصالحة، فقالوا:
لَا نُردُّ حتّى يَغْرَموا لنا جميع ما أُخِذَ لنا فِي العام الماضي.
فأُعطَوا جميعَ ذَلِكَ، التزمَ اليَنَشْتيُّ لهم بذلك، وعجَزَ عَنِ
البعضِ، فشَرَعَ فِي مُصادرَة العامّة، فتوغَّلت صدورهم عَلَيْهِ، وقال
لَهُ الأعيانُ: الرأيُ يا أَبَا الْعَبَّاس أن نصالحَ صاحبَ المغرب،
فكأنّه أحسَّ منهم القيامَ عَلَيْهِ، فأجاب عَلى كُرْهٍ، فكاتبوا
الرّشيد عبد الواحد، فبعث أحسَّ منهم القيامَ عَلَيْهِ، فأجاب عَلى
كُرْهٍ، فكاتبوا الرّشيد عَبْد الواحد، فبعثَ جيشا مَعَ وزيره، وفتح
أهلُ سَبْتَة لَهُ البلدَ، وأُسِرَ اليَنَشْتيّ هُوَ وابنه الواحد ثمّ
قُتِلا بالسُّمِّ بِمَرَّاكِشَ، وهربَ ابنهُ الآخر فِي البحرِ، فما
استقرَّ إلّا بعدَنَ. وأمّا الفرنج فنازلوا عَلَى إثرِ ذَلِكَ
بَلَنْسِية، فأخذوها.
(46/12)
سنة ثلاث وثلاثين
وستمائة
[دخول الناصر دَاوُد بغداد]
فِي المحرَّم دخل بغداد الناصرُ دَاوُد بْن المُعظَّم، وتلقّاه الموكبُ
وخُلِعَ عَلَيْهِ قباءُ أطلس وشربوش، وأُعطيَ فَرَسًا بسَرْجِ ذَهَب،
وأُقيمت لَهُ الإقامات. ولمّا مرَّ بالحِلَّة عَمِلَ لَهُ زعيمُها
سماطا عظيما، فقيَلَ: إنّه غَرِمَ عَلَى الدَّعوةِ اثني عشرَ ألفَ
دينار، ولمّا أرادَ التوجُّه، خُلِعَ عَلَيْهِ قباءٌ أسود، وفَرَجيَّة
ممزج، وعمامةُ قصبٍ كُحْلِيَّةٌ مُذهّبَةٌ، وأُعطي فرسا بمشدّة حرير،
يعني الحزام الرقبة، وأُعطي علما، وخَفْتاتين [1] ، وخِيَمًا،
وكُراعًا، وآلاتٍ، وعدَّة أرؤس من الخيل، وبُقَجَ قماشٍ، وخمسة وعشرين
ألف دينار، وذلك بعد الصُّلح بينه وبين عمَّيْه الكاملِ والأشرفِ.
وأُرسلَ فِي حقّه رسولٌ إلى الكامل، وسافرَ فِي رمضان [2] .
[خروج التتار إلى إربل والموصل]
وفي ربيع الأوّل جاء فرِقةٌ من التّتار إلى إرْبل فواقعوا عسكرها،
فقُتِلَ جماعةٌ من التتار، وقُتِلَ من الأرابِلة نفرٌ يسيرٌ. ثمّ إنّ
التتارَ ساقوا إلى المَوْصِل ونهبوا وقَتلوا، فاهتمَّ المستنصر باللَّه
وفرَّقَ الأموالَ والسّلاحَ. فرجعَ التّتارُ ودخلوا الدَّرْبَنْدَ،
وردّ عسكر بغدادَ وكانَ عليهم جمالُ الدّين قشتمر [3] .
__________
[1] هكذا قيّدها المؤلّف هنا- رحمه الله-، وفي المختار من تاريخ ابن
الجزري بخطه أيضا:
«جفتاتين» ، وفي نهاية الأرب 29/ 212 «الجفتاوات» .
[2] انظر عن دخول النّاصر بغداد في: الحوادث الجامعة 43، 44، والمختصر
في أخبار البشر 3/ 157، 158، ومفرّج الكروب 5/ 100- 102، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 161، والعسجد المسبوك 2/ 470، ونهاية الأرب 29/ 211-
213.
[3] انظر عن خروج التّتار في: الحوادث الجامعة 47، ودول الإسلام 2/
103، والعبر 5/ 132، والمختار من تاريخ ابن الجزري 162، ومرآة الزمان ج
8 ق 2/ 699 (حوادث 634 هـ) ، والعسجد المسبوك 2/ 470، والسلوك ج 1 ق 1/
251، وتاريخ الخميس 2/ 414، والبداية والنهاية 13/ 144.
(46/13)
[قضاء القضاة
والتدريس بالمستنصرية]
وفيها عُزِلَ أَبُو المعالي بْن مُقبل عن قضاءِ القُضاة، وتدريسِ
المُستنصرية.
ووَلي التّدريس أَبُو المناقب محمود بْن أَحْمَد الزَّنْجانيّ
الشافعيّ. ثمّ وَلِيَ قضاء القضاة أَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن
اللَّمغانيّ [1] .
[تدريس المالكية بالمستنصرية]
وفيها وصلَ سراجُ الدّين عَبدُ اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن
الشَّرْمَساحيُّ [2] المالكيُّ إلى بغداد بأهِله، فَولِيَ تدريسَ
المالكيّة بالمستنصريّة، وبانَتْ فضائلُه [3] .
[التدريس الحنفي بالمستنصرية]
وفيها وَصَلَ إلى بغداد أيضا شهابُ الدّين أَحْمَد بْن يوسف ابن
الأَنْصَارِيّ الحَلَبيّ الحَنَفيّ، وولِيَ تدريسَ المستنصريّة.
[تعدية الكامل والأشرف إلى الشرق وعودتهما]
وفيها عدَّى الكاملُ والأشرفُ الفرات إلى الشرق، واستعادَ الكاملُ
حرَّانَ والرُّها من صاحب الروم، فأخربَ قلعة الرُّها. ثمّ نَزلَ عَلَى
دُنَيْسَر فأخربها. فجاءه كتابُ صاحب المَوْصِل أنَّ التّتار قد قطعوا
دجلة في مائة طلب [4] ، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدّين ابن
كمال الدّين بْن مُهاجر فقتلوه. فردَّ الكاملُ والأشرف إلى الشّام.
فأتت عساكر الروم والخوارزميّة إلى ماردين فنزل إليهم صاحبها، وأتوا
إلى نَصيبين، فأخربوها، وبدَّعوا، وعَمِلوا فيها أعظَم ممّا فعلَ
الكامل بدُنَيْسَر، فلا حولَ ولا قُوَّة إلّا باللَّه [5] .
__________
[1] انظر خبر القضاء والتدريس في: الحوادث الجامعة 47، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 162، 163، والعسجد المسبوك 2/ 472 و 473.
[2] الشرمساحي: نسبة إلى شرمساح من نواحي مكة المكرّمة.
[3] الحوادث الجامعة 50 (حوادث سنة 634 هـ) .
[4] الطلب: مجموعة من الجيش، وجمعها: أطلاب.
[5] انظر خبر التعدية في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 695، 696، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 158،
(46/14)
قَالَ سعدُ الدّين ابن شيخ الشّيوخ-
وأجازَهُ لنا-: فيها وصلت الأخبارُ من مصر بأنّ فيها وباء عظيما، بحيثُ
إنّه مات فِي شهر نيَّفٍ وثلاثون ألف إنسان [1] .
ثمّ ساق كيفيّة حصار الكامل لحرَّان. وقُتِلَ عليها عددٌ من المسلمين.
وزَحَفَ عليها الكاملُ والأشرفُ مرّات، وجُرِحَ خلقٌ كثيرٌ. ثمّ أخذها
بالأمانِ من نوّاب صاحبِ الروم وأخذَهم فِي القيودِ، وجَرَتْ أمورٌ
قبيحة جدّا.
[آمرية مائة فارس بدمشق]
وفي رمضان كَانَ الملكُ الكامل بدمشق نازلا فِي دار صاحب بَعْلبكَّ
الّتي داخلَ بابِ الفَراديس، فأعطى آمريَّة مائة فارس للصّاحب عمادِ
الدّين عمر ابن الشَّيْخ.
[منازلة صاحب الروم حَران وآمد]
وفي آخر السّنة حَشَدَ صاحبُ الروم وجمعَ ونازلَ حرّان وآمِدَ،
وتعثَّرت الرعيّة بينه وبين أولاد العادل، نسألُ اللَّه اللُّطف. ثمّ
جَرَت أمورٌ [2] .
[أخذ الفرنج قُرْطُبَة]
وفيها أخذت الفرنجُ- لعَنهم اللَّه- قُرْطُبَة بالسّيف، واستباحوها،
فقال لنا أَبُو حيّان [3] : توفّي ابن الربيع [4] بإشبيليّة بعد
استيلاءِ النّصارى عَلَى شرقيّ قرطبة سنة ثلاث وثلاثين.
__________
[ () ] ومفرّج الكروب 5/ 109، 110، وزبدة الحلب 3/ 220، وتاريخ مختصر
الدول 249، وتاريخ المسلمين لابن العميد 141، والدرّ المطلوب 315،
وتاريخ ابن الوردي 2/ 161، ومرآة الجنان 4/ 84، والبداية والنهاية 13/
144، والسلوك ج 1 ق 1/ 251، والنجوم الزاهرة 6/ 293، وتاريخ ابن سباط
1/ 309.
[1] انظر عن الوباء بمصر في: السلوك ج 1 ق 1/ 250.
[2] انظر خبر صاحب الروم في: الحوادث الجامعة 51 (حوادث سنة 634 هـ) .
[3] يعني: أثير الدين أبا حيّان الغرناطي النحويّ المفسر المشهور.
[4] هو أبو سليمان ربيع بن عبد الرحمن بن ربيع القرطبي.
(46/15)
وقال ابن الأبَّار [1] : استولَتِ الرومِ
عَلَى قُرْطُبَة فِي شوّال سنة ثلاث وثلاثين.
قلتُ: هِيَ أكبرُ مدائن الأندلس وما زالت دارَ إسلام من زمِن الوليد
بْن عَبْد الملك إلى أن استولت النّصارى الآن عليها بالأمان.
__________
[1] في كتاب: التكملة لكتاب الصلة 1/ 323 في ترجمة «ابن الربيع» هذا.
(46/16)
سنة أربع وثلاثين
وستمائة
[انخساف مُشرفة بجماعة]
فِي المحرَّم قصد جماعةٌ عيادة مريضٍ ببغداد، فطلعوا وجلسوا عنده عَلَى
مُشِرفةٍ، فانخَسَفَتْ بهم، فماتوا جميعا سوى المريض، وكانوا سبعة [1]
.
[مصرع طير لابن صاحب المَوْصِل]
وفيها صرع الطّير الأميرُ ركنُ الدّين إِسْمَاعِيل ابن صاحب المَوْصِل،
فادُّعِيَ لشرف الدّين إقبالٍ الشَّرابيّ، وبُعثَ بالطّير إلى بغداد،
فقبله، وعُلِّق ببغداد، ونَثر عَلَيْهِ ألفَ دينار فالتقطها رُماةُ
البُنْدُق [2] .
[امتناع الحجّ من العراق]
ولم يَحُجَّ أحدٌ هذا العام من العراق [3] .
[نكبة ركب الشام]
وجرى عَلَى ركْبِ الشامِ نكبةٌ شديدةٌ من العطش قبل ثَجْر وهي عَلَى
دَرْبِ خَيْبر [4] .
__________
[1] انظر خبر الانخساف في: الحوادث الجامعة 50 ولكن من غير عدد للموتى،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 163، والعسجد المسبوك 2/ 474، وقد زاد
ابن الفوطي:
كم من مريض قد تحاماه الردى ... فنجا ومات طبيبه والعوّد
[2] انظر خبر الطير في: الحوادث الجامعة 52، 53، والفتوّة لابن المعمار
(توفي 642 هـ) تحقيق مصطفى جواد وغيره، بغداد 1960- ص 123، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 163.
[3] انظر عن حج العراق في: ذيل الروضتين 165، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 163.
[4] انظر خبر ركب الشام في: ذيل الروضتين 165 و «ثجر» بالفتح ثم
السكون، وراء. وماء لبني القين، بين وادي القرى وتيماء. وقيل ماء لبني
الحارث بن كعب قريب من نجران. والثجر في لغة العرب: معظم الشيء ووسطه،
ويقال لوسط الوادي ومعظمه الثجر. (معجم البلدان 2/ 7) .
(46/17)
[مصالحة الكامل
وصاحب الروم]
وفيها وَقَعَ الصُّلحُ بأمر الخليفة بَيْنَ الكاملِ وبين صاحب الروم
فِي شهر مُحرَّم.
[السَّيل العرِم بدمشق]
وفيها جاءَ بدمشق سيل عَرِم قدرَ قامةٍ وبَسْطَة، خرَّب الخاناتِ،
والدُّورَ الَّتِي بالعُقَيْبَة من شماليِّ بابِ الفَرَج، وذهب للنّاس
شيءٌ كثيرٌ.
[وفاة صاحب حلب]
وفيها مات صاحب حلب الملكُ العزيز [1] .
[وفاة صاحب الروم]
وصاحبُ الروم علاء الدّين [2] .
[عرس بِنْت صاحب المَوْصِل]
وفيها كَانَ عُرس مجاهد الدّين أيبك الدّويْدار الصغير عَلَى بِنْت بدر
الدّين صاحب المَوْصِل. وكان عُرسًا ما شُهِدَ مثلُه. وخَلَعَ عَلَيْهِ
الخليفةُ، وأعطاهُ، ونوَّه باسمه، ومشى فِي رِكابه الأمراء، ووراءه
ألوية الملك. وأُعطيَ أنواعا كثيرة وتُحفًا، واستمرَّ دخوله إلى دار
الخلافة فِي كلّ يوم [3] .
[نزول التتار عَلَى إربل]
وفيها نَزلَ التتارُ عَلَى إرْبل وحاصروها، ونقبوا السّور وأخذوها
عنوة، وقتلوا
__________
[1] هو السلطان محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب. انظر ترجمته ومصادرها في
الوفيات برقم (287) .
[2] هو السلطان كيقباذ بن كيخسرو. انظر ترجمته ومصادرها في الوفيات
برقم (280) .
[3] انظر عن العرس في: الحوادث الجامعة 51، والعسجد المسبوك 2/ 475-
476 وفيه تفصيل وشعر.
(46/18)
وسَبَوْا، وجافَتْ إرْبل بالقتلى. وكان
باتكينُ نائبَ البلد بالقلعة فقاتلهم. ثمّ إنَّ التتارَ نقبوا القلعة،
وجعلوا تحتها سَرَبًا وطُرُقًا، وقلَّت المياهُ عَلَى أهلِ القلعة،
وماتَ بعضهم من العطش، ولم يبقَ إلّا أخذُ القلعة، ثمّ لطفَ اللَّه بمن
بَقِيَ بالقلعة، ورحلتِ التتارُ بمكاسبَ لَا تُحصى [1] .
[الخلاف بين الكامل والأشرف]
وفيها وقع بين الكامل والأشرف، لأنَّ الأشرف طَلَبَ من أخيه الرَّقَّة
فامتنع، وأرسلَ إِلَيْهِ عشرة آلاف دينارٍ عِوَضها، فردَّها. فغضبَ
الكاملُ وقال: يكفيه عِشْرَتُه للمغاني، فتنمَّر الأشرفُ، وبعثَ إلى
حلب والشّرق، فاتفَّقوا معه. وأمّا الكاملُ فإنّه خافَ ومضى إلى مصر،
فلمّا دخل باسَ الأرض شكرا، وقال: رأيتُ روحي فِي قلعتي، أنبأني بذلك
سعدُ الدّين: أنّ ابن عمّه فخر الدّين حكى لَهُ ذَلِكَ [2] .
[الاحتياط عَلَى ديوان الكامل]
وفي ذي القِعْدَة احتاط الأشرفُ عَلَى ديوان الكاملِ الّذِي بدمشق،
وأمر بنفي نوّابه. وختم عَلَى الحواصلِ من غير أن يتصرّف فيها.
__________
[1] انظر خبر إربل في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 699، والحوادث الجامعة 54،
ودول الإسلام 2/ 137، والبداية والنهاية 13/ 145، والعسجد المسبوك 2/
478، والسلوك ج 1 ق 1/ 255، وتاريخ الخميس 2/ 415.
[2] انظر خبر الخلاف في: زبدة الحلب 3/ 226، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/
699، 700، ومفرّج الكروب 5/ 121- 124، والمختصر في أخبار البشر 3/ 158،
159، ونهاية الأرب 29/ 216، 217، والدرّ المطلوب 317، والبداية
والنهاية 13/ 145، والسلوك ج 1 ق 1/ 254، وتاريخ ابن سباط 1/ 310.
(46/19)
سنة خمس وثلاثين
وستمائة
[اختلاف الخوارزمية عَلَى الصالح أيوب]
فيها اختلفتِ العساكُر الخُوارزميَّة الذين من جيش [1] الصّالح نجم
الدّين أيّوب عَلَيْهِ، وهمُّوا بالقبضِ عَلَيْهِ، فهربَ إلى سنْجار،
وتركَ خزائنه فنهبتها الخُوارزميَّة. فلمَّا صار فِي سنجار، سارَ
إِلَيْهِ بدرُ الدّين صاحبُ المَوْصِل وحاصَرَه. فطلبَ منه الصُّلح
فأبى. فبعثَ الملكُ الصالحُ قاضي سِنجار بدر الدّين وحلق لِحيتَهُ
ودلَّاهُ من السُّورِ، فاجتمع بالخُوارزميَّةِ وشَرَطَ لهم كُلَّ ما
أرادوا.
فساقوا من حرّان بسرعة فكبسوا بدر الدّين، فهربَ عَلَى فرسِ النَّوبة،
وانتهبوا خزائنه وثقله، واستَغْنَوْا [2] .
[أخذ صاحب حمص عانة]
وفيها أخذ أسدُ الدّين صاحب حِمْص عانة من صاحبها صُلْحًا، واحتوى
عليها، وجعل لَهُ بها واليا من البلد [3] .
[دخول عساكر الأمراء بغداد]
وفيها وصلَ إِبْرَاهِيم بْن الأمير خضِرِ بْن السُّلطان صلاح الدّين
إلى بغداد في
__________
[1] في الأصل بخط المؤلّف: «حيث» والتصحيح من السياق، حيث كان نجم
الدّين استمال الخوارزميّة بعد وفاة كيقباذ واستخدمهم، وقد أذن له أبوه
الكامل بذلك.
[2] انظر خبر الخوارزمية في: مفرّج الكروب 5/ 190، ومرآة الزمان ج 8 ق
2/ 704، والمختصر لأبي الفداء 3/ 162، ونهاية الأرب 29/ 232، 233،
والدرّ المطلوب 330، والمختار من تاريخ ابن الجزري 166، ودول الإسلام
2/ 138، والعبر 5/ 141، وتاريخ ابن الوردي 2/ 166، ومرآة الجنان 4/ 86،
67، والبداية والنهاية 13/ 150، والسلوك ج 1 ق 2/ 270، والنجوم الزاهرة
6/ 299، 300، وتاريخ سباط 1/ 315.
[3] انظر خبر عانة في: المختار من تاريخ ابن الجزري 166، والعسجد
المسبوك 2/ 481، والحوادث الجامعة 54.
(46/20)
ستمائة فارس، لأنَّ الخليفة كَانَ قد سيَّر
إلى الشّام مالا يستخدم بِهِ جيشا لحرب التتارِ، فدخلها فِي شوّال،
ودخل بعده الملكُ المظفَّر عُمَر، والملك السّعيد غازي ابنا الملك
الأمجد صاحب بَعْلَبَكَّ، ومعهما عساكر نفَّذهُم الكاملُ [1] .
[الصواعق ببغداد]
وفيها كَثُرتِ الصّواعقُ ببغداد فِي تشرين الأول، فوقَعَت صاعقةٌ عَلَى
راكبِ بغلٍ ظاهر السّور فأهلكتهما وأخرى فِي بيتِ يهوديّ، وأخرى عَلَى
نخلة بالمُحوَّلِ، وأخرى فِي ساحةِ المستنصريَّة، الكلُّ فِي ساعة [2]
.
[رسول ملكة الهند]
وفيها قَدِمَ بغداد الرّسولُ من ملكَة الهند بنتِ السّلطان شمس الدّين
ايتامش مملوك السّلطان شهاب الدّين الغُوريّ. وسببُ ملكِها أنَّ أخاها
ركنَ الدّين تملَّكَ فِي السّنة الماضية بعدَ والده، فلم يَنْهَض
بتدبير الرعيّة، وتفرَّقت عَلَيْهِ عساكره.
فقبَضَتْ عَلَيْهِ أخته هذه، وملكت، وأطاعها الأمراء، ولُقّبَت رضيّة
الدُّنيا والدّين [3] .
[قضاء دمشق]
وفيها وَلِيَ قضاء دمشق شمسُ الدّين أَحْمَد الخُوَيّي، وهو أوّل قاضٍ
رتَّبَ مراكزَ الشّهود بالبلد. وكان قبلَ ذَلِكَ يذهب النّاسُ إلى بيوت
العُدول يشهِّدونهم [4] .
[امتناع الحجّ العراقيّ]
ولم يحجَّ أحدٌ أيضا فِي العام من العراق بسبب كسرة التتارِ لعسكرِ
الخليفَة، وأَخْذِ إرْبِل فِي السّنة الماضية [5] .
__________
[1] انظر خبر العساكر في: الحوادث الجامعة 60، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 166، والعسجد المسبوك 2/ 481.
[2] انظر خبر الصواعق في: الحوادث الجامعة 55، والعسجد المسبوك 2/ 480.
[3] انظر خبر الهند في: الحوادث الجامعة 57، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 166، 167.
[4] انظر خبر القضاء في: المختار من تاريخ ابن الجزري 167.
[5] خبر الحج في: المختار من تاريخ 167، والعسجد المسبوك 2/ 481.
(46/21)
[موت الأشرف الكامل]
وماتَ السّلطانانِ الأخوان الأشرف [1] والكامل [2] .
[سلطنة الصالح إِسْمَاعِيل]
ولمّا انقضى عزاءُ الأشرف تسلطَنَ [3] أخوه الصّالح إِسْمَاعِيل أَبُو
الخِيش، ورَكِبَ، وعن يمينه صاحبُ حِمْص الملك المجاهد أسد الدّين،
وحَمَلَ الغاشية عزّ الدّين أبيك المُعَظَّميّ [4] .
[وصول التّتار إلى دقوقا]
وفيها وَصَلَتِ التّتارُ إلى دَقُوقا، وقلِقَ النّاسُ، خصوصا أهلَ
العراق [5] .
[مصادرة الرؤساء بدمشق]
وأخذ أَبُو الخِيش فِي مُصادرة الرُّؤساء بدمشقَ، فصادرَ العَلَمَ
تعاسِيف [6] ، وأولاد ابن مُزهرٍ، وابن عُرَيف البَدَويّ [7] . وأخذَ
أموالَهُم وحَبَسَهم. وأخرج الحريريَّ [8] من قلعة عزّتا [9] ، لكنّه
مَنَعَه من دخول دمشق [10] .
__________
[1] انظر ترجمة (الأشرف) ومصادرها في الوفيات برقم (377) .
[2] انظر ترجمة (الكامل) ومصادرها في الوفيات برقم (364) .
[3] كتب المؤلّف- رحمه الله- فوقها: «حكم» .
[4] خبر السلطنة في: المختار من تاريخ ابن الجزري 167، ومرآة الزمان ج
8 ق 2/ 716.
[5] خبر دقوقا في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 716، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 167.
[6] هكذا في الأصل ونهاية الأرب 29/ 223، والمختار من تاريخ ابن
الجزري. وفي مرآة الزمان:
«يوسف» . وهو «قيصر بن أبي القاسم، ينعت بالعلم، ويعرف بتعاسيف
الأصفوني، كان عالما بالرياضيات، وهو من مواليد أصفون بصعيد مصر» .
(حسن المحاضرة 1/ 233) .
[7] وقع في المطبوع من: مرآة الزمان، والمختار من تاريخ ابن الجزري:
«البدري» ، في نهاية الأرب.
[8] في المرآة: «إسماعيل علي الحريري» ، وفي نهاية الأرب «على الحريري»
.
[9] في المرآة: «قلعة عزاز» .
[10] خبر المصادرة في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 716، 717، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 167، 168، ونهاية الأرب 29/ 223، 224.
(46/22)
[حصار دمشق]
ثمّ جاء عسكرُ الكاملِ صاحبُ مصر إلى قريب دمشق، فحَصَّنَها أَبُو
الخِيش، وقَسَم الأبرجةَ عَلَى الأمراء. وجاءَ عزُّ الدّين أيبك من
صَرْخَد، فأمَرَ بفتح الأبواب. وجاءَ لأجلِ الكاملِ النّاصر دَاوُد
صاحبُ الكَرَك فَنَزل المِزَّة، ونَزَل مجيرُ الدّين، وتقيّ الدّين
ابنا العادل بالقَابُون، وقَدِمَ الكاملُ، فنزل عنَد مسجد القَدَم،
وقُطِعَت المياهُ عَنِ المدينَة، ووقع الحصارُ، وغَلَتِ الأسعارُ،
وسُدَّ أكثرُ أبواب البلدِ. ورَدَّ الكاملُ ماءَ بَرَدَى إلى ثَوْرَى
وغيره. وأحرَقَ أَبُو الخِيش العُقَيْبَةَ والطّواحين لئلَّا يحتميَ
المصريّون. وزَحفَ النّاصرُ دَاوُد إلى باب تُوماءَ، ووُصِلت النّقوبُ،
ولم يبقَ إلّا فتحُ البلد. ثمّ تأخَّر النّاصر إلى وطاة بَرْزَة، جاءَه
أمرُ الكامل بذلك لئلَّا يفتحَ البلدَ عَلَى يدهِ، وأحرق قصَر حَجّاج
والشاغورَ، وتعثَّرَ النّاسُ وتمَّتْ قبائحُ.
ثمّ آلَ الأمرُ إلى أن أُعطي الصّالح إِسْمَاعِيل بَعْلَبَكَّ وبُصْرى،
وأُخِذَت منه دمشقُ. ودخلَ الكاملُ القَلْعَة فِي نصف جُمَادَى الأُولى
وما هَنَّأَهُ الله بها، بل ماتَ بعد شهرين بدمشقَ. فبُهِتَ الخلقُ ولم
يَتَحَزَّنوا عَلَيْهِ لجبروته [1] .
[الوقعة بين النّاصر صاحب الكرك والجواد صاحب دمشق]
ثمّ اجتمع عزّ الدّين أيْبك، وسيفُ الدّين عَلِيّ بْن قلِيج، وعمادُ
الدّين وفخرُ الدّين ابنا شيخ الشّيوخ، والركنُ الهَكّاريّ [2] ،
وتَشَاوَرُوا، فانفصلوا عَلَى غير شيء. وكان الناصرُ دَاوُد بدار سامة،
فجاءَه الركنُ الهكّاريّ فبيَّن له
__________
[1] انظر خبر الحصار في: زبدة الحلب 3/ 233- 235، ومفرّج الكروب 5/
150- 153، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 717، وتاريخ المسلمين لابن العميد
143، والمختصر في أخبار البشر 3/ 160، والدرّ المطلوب 325، ونهاية
الأرب 29/ 224- 226، ودول الإسلام 2/ 139، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 168، وتاريخ ابن الوردي 2/ 165، ومرآة الجنان 4/ 87، والبداية
والنهاية 13/ 148، وتاريخ ابن خلدون 5/ 355، ومآثر الإنافة 2/ 802،
والسلوك ج 1 ق 2/ 256، 257، وتاريخ ابن سباط 1/ 312، 313.
[2] في المختار من تاريخ ابن الجزري- بخط المؤلّف- رحمه الله:
«الهيجاري» ، وكذا في المرآة.
(46/23)
الطّريق [1] ، ونَفَذّ إليه عزَّ الدّين
أيْبك يَقُولُ: أَخرجِ الأموالَ، وأنفِقْ فِي مماليك أبيك، والعوامُ
معك، وتَملكُ البَلَدَ، ويَبقوا محصورينَ فِي القلعَة، فلم يَصِرْ
حالٌ، فأصبحوا واجتمعوا فِي القلعة، وذكروا النّاصر وذكروا الجوادَ،
فكان أضَرَّ ما على النّاصر عماد الدّين ابن الشَّيْخ، لأنَّه كَانَ
يُتِمُّ فِي مجالس الكامل مباحثات، فيُخَطِّئه النّاصر ويَسْتجهلُه،
فحَقَدَ عَلَيْهِ، وكان أخوه فخرُ الدّين يَميلُ إلى النّاصر، فأشارَ
عماد الدّين بالجواد فوافقه الباقون. وأرسلوا أميرا إلى النّاصر دَاوُد
فِي الحال، فقال: أيش قعودُك فِي بلدِ القَوْم؟ فقام ورَكِبَ وازدحمَ
النّاسُ من بابه إلى القلعةِ، وما شَكُّوا أنِّه تسلطن، وساق، فلمّا
تعدَّى مدرسة العماد الكاتب، وخَرَجَ من باب الزّقاق، انعطفَ إلى باب
الفَرَج [2] ، فصاحتِ النّاسُ: لَا، لَا، لَا، وانقلب البَلَدُ، فذهبَ
إلى القابونِ، ووقع بعضُ الأمراء فِي النّاسِ بالدّبابيسِ، فهَرَبُوا،
وسَلْطَنُوا الجواد، وفتحَ الخزائن وبذل الأموال.
قال أبو المظفّر ابن الجوزيّ [3] : فبلغني أنّه فرّق ستمائة ألفِ
دينار، وخلَعَ خمسة آلاف خَلْعة [4] .
[افتقار النّاصر دَاوُد]
وقال سعدُ الدّين بْن حَمُّوَيْه: بلغت النّفقة تسعمائة ألف دينار
وضيّعوا الخزائنَ، وأساءوا التّدبير. وكانت النّفقةُ فِي الطّواشي
عشرين دينارا، وثلاثين دينارا، وللأمير نصفُ ما لأجناده. وبُطِّلَت
الخمورُ والقِحابُ والمكوس، وهمّوا
__________
[1] في المختار من تاريخ ابن الجزري- بخط المؤلّف- رحمه الله: «فجاءه
الركني والهيجاري في الليل وبينا له وجه الصواب» ، ومثله في المرآة.
[2] في المختار من تاريخ ابن الجزري- بخط المؤلّف- رحمه الله: «الفرح»
وهو خطأ.
[3] علّق محققو المطبوع من (تاريخ الإسلام) (الطبقة الرابعة والستون) -
ص 18 في الحاشية رقم (3) بقولهم: (لم نجد هذا النص في المطبوع من
«المرآة» ) .
ويقول الخادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
بلى قد ذكر سبط ابن الجوزي نصّ هذا الخبر في «المرآة» وهو في المطبوع
منه ج 8 ق 2/ 707، 708 وفيه: «فرّق ستة آلاف ألف دينار» .
[4] وزاد السبط: «وبطل المكوس والخمور، ونفى الخواطئ» . والخبر في:
المختار من تاريخ ابن الجزري 169، 170.
(46/24)
بالقبضِ عَلَى النّاصر، فراحَ من القابون،
ووَصَلَ إلى عَجْلون، ثمّ نَزَلَ غَزَّة، واستولى عَلَى السّاحل، فخرج
إِلَيْهِ الجواد فِي عسكر مصر والشّام، وقال للأشرفيّة: كاتُبوه
وطمَّعوه. ففَعَلُوا، فاغتَرَّ، وساق إلى نابلس بخزائنه ومعه سبعمائة
فارس، فأحاطت بهم الجيوشُ، فانهزمَ جريدة، وحازُوا خزائنه وجنائبه
وذخائره، وكانت خزائنه على سبعمائة جَمَلٍ، واستغَنوْا غَنَاءً للأبد،
وافتقر هُوَ [1] .
قَالَ أبو المظفّر [2] : فبلغني أنّ عماد الدّين ابن الشَّيْخ وقَعَ
بسَفطِ جوهرٍ وفصوص [3] ، فاستوهَبَه من الجواد فأعطاه إيّاه [4] .
وتوجّه فخر الدّين ابن الشَّيْخ، وعدَّة أمراء إلى مصر [5] .
[سلطنة العادل]
وفيها سُلْطِن بمصَر الملكُ العادلُ وَلَد الملكِ الكامل، وانضَمَّ
إِلَيْهِ حاشية أَبِيهِ [6] .
[وقعة التّتار والأمير بكلك]
وفي ذي القِعْدة كانت الوقعةُ بينَ التّتار وبين الأمير جمال الدّين
بكلك [7] ، وعدَّة جيشهِ سبعةُ آلاف فارس. وعِدَّة العدوِّ عشرة آلاف
[8] ، فانكسَر المسلمونَ من بعد أن أنْكَوْا وقَتلُوا خَلْقًا من
التتارِ، وكادُوا يَنَتصرون عليهم، ووصل
__________
[1] انظر خبر الناصر في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 708، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 162، 163، ومفرّج الكروب 5/ 192، 193، وزبدة الحلب 3/ 246،
ونهاية الأرب 29/ 230، 231، والمختار من تاريخ ابن الجزري 170،
والبداية والنهاية 13/ 150، وتاريخ ابن الوردي 2/ 167، والسلوك ج 1 ق
2/ 272، 273.
[2] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 708.
[3] في المرآة: «وقع بسفط صغير فيه اثنتي عشرة قطعة من الجوهر وفصوص
ليس لها قيمة» .
[4] المختار من تاريخ ابن الجزري 170.
[5] المختار 170.
[6] انظر عن سلطنة العادل في: مفرّج الكروب 5/ 174، ونهاية الأرب 29/
234.
[7] هو الأمير جمال الدين بكلك الناصري. كما في: الحوادث الجامعة 60.
[8] في الحوادث الجامعة: «خمسة ألف فارس» .
(46/25)
المنهزمون إلى بغداد، وهَلَكَ الأكثرُ،
وعُدِمَ فِي الوقعة مُقدَّمُهم بكلك.
ويقال: إنّه قُتِلَ فِي الوقعة قريبٌ من خمسين أميرا [1]- فإنّا للَّه
وإنّا إِلَيْهِ راجعون-. وكانت التتارُ يعيثون فِي الشّرق، والأمر شديد
بهم [2] .
__________
[1] ذكر ابن الفوطي أسماء بعضهم في الحوادث الجامعة.
[2] انظر خبر التّتار في: الحوادث الجامعة 60، والعسجد المسبوك 2/ 481،
والسلوك ج 1 ق 2/ 273 (باختصار شديد) .
(46/26)
سنة ستّ وثلاثين وستمائة
[حبس الوزير ابن مرزوق]
فِي أوّلها قبض الملك الجوادُ صاحبُ دمشق عَلَى الوزير صفيّ الدّين بن
مرزوق، وأخذ منه أربعمائة ألف درهم، وسُجِنَ بقلعة حِمْص، فبقي ثلاثَ
سنين لَا يرى الضَّوء. وقيل: حُبِسَ اثنتي عشرة سنة، ولكنَّ أسد الدّين
شيركوه. أظهرَ موته [1] .
[ضعف سلطنة الجواد بدمشق]
وفيها تمَّهن الجوادُ وضعُف عن سَلْطَنة دمشق، وقايَضَ الملك الصّالح
نجم الدين أيّوب بْن الكامل بدمشق سنجار وعانة. وكان الجوادُ قد سلَّطَ
عَلَى أهل دمشق خادما [2] يقال لَهُ: النّاصح، فصادَرَهُم، وضرب، وعلّق
[3] .
__________
[1] انظر عن حبس الوزير في: المختار من تاريخ ابن الجزري 173، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 718، والبداية والنهاية 13/ 151، 152. وقد زاد
المؤلّف- رحمه الله- في المختار حكاية فقال: «قال المصنّف شمس الدّين:
حكى لي الشيخ إبراهيم المرزوقي قال: لما تولّى الجواد بقي لا يفعل شيئا
إلا برأي صاحب حمص، فاستشعر الصفيّ بن مرزوق من أسد الدين بعداوة
بينهما منذ استوزره الأشرف قال: فعمل صفيّ الدين تابوت خشب وترك فيه
جواهر وذهب ما قيمته مائتا ألف دينار وأكثر وأظهر أن أحد سراريه ماتت،
وأنه لعزّتها يريد دفنها في داره، وهي اليوم مدرسة النجيلية بقرب
الخوّاصين. وفتح شبّاكا إلى الطريق، ثم أطلع التابوت على أكتاف غلمانه
إلى الجامع، وحضرت النّاس للصلاة عليها، وعمل العزاء وتردّد مقرئ إلى
القبر، وسلّم إليّ صلاح الدين مفتاح القبة.
وبعد أيام مسك وصودر، ثم بعد قليل تخاصم خادمان للصفيّ، فراح الواحد
إلى القلعة، وقال:
«معي بصحبة» ، فوشى بذلك إلى الجواد، فبعث القاضي وأمير جندار وجماعة
ليحضروا التابوت، وكنت في الجامع، فطلبت وفتحت القبة، ثم فتحوا القبر،
وأطلعوا التابوت وفتحوه عند السلطان ثم أطلعت» .
[2] زاد في المختار: «لبنت كرخيّ» .
[3] الخبر في: المختار من تاريخ ابن الجزري 173.
(46/27)
[1] [وأمّا عماد الدّين ابن الشيخ، فإنه
سار إلى مصر، فلامَهُ الملك العادل ابن الكامل، وتوعَّده، لكونه قام
فِي سلطنة الجواد، فقال: أَنَا أمضي إلى دمشق، وأنزلُ بالقلعة، وأبعث
إليك بالجواد. فقَدِم دمشق، ونزلَ بالقلعة، فأمر ونَهي وقال: أَنَا
نائبُ السُّلطان، وقال للجوادِ: تسيُر إلى مصر. فاتّفق الجوادُ
والمجاهد شيركوه عَلَى قتلِ عماد الدّين.
قَالَ أَبُو المظفّر ابن الجوزيّ [2] : ذكر لي سعد الدّين مَسْعُود بْن
تاج الدّين شيخ الشيوخ قَالَ: خَرَجنا من القاهرة فِي ربيع الأوّل،
فودَّع عمادُ الدّين إخوته فقال لَهُ أخوه فخرُ الدّين: ما أرى رواحَكَ
رأيا [3] ، وربّما آذاك الجوادُ [4] . فقال: أَنَا ملَّكْتُه دمشقَ
فكيف يُخالفني؟ قَالَ: صَدَقْتَ، أنت فارقته أميرا، وتعود [5] وقد صار
سُلطانًا [6] ، فكيفَ يسمحُ بالنّزولِ عن السّلطنة؟ وأمّا إذا أبيتَ،
فانزِلْ عَلَى طَبَريَّة وكاتِبْه، فإنْ أجابَ، وإلَّا فتقيُم مكانك،
وتعرِّف العادلَ. فلم يلتفت إلى قول فخر الدّين، وسار [7] .
قَالَ سعد الدّين: فنزلنا المُصَلَّى، وجاءَ الجوادُ فتلقّانا وسارَ
معنا، وأنزلَ عمادَ الدّين فِي القلعةِ [8] . وقَدِمَ أسد الدّين شير
كوه من حِمْص، وبعثَ الملك الجواد لعماد الدّين الذّهبَ والخِلَعَ [9]
، فما وصلني من رشاشِها مطرٌ [10] مع
__________
[1] هنا كتب المؤلّف- رحمه الله- بخطّه: «من هنا إلى آخر قصة عماد
الدين ذكر في ترجمته» . وكتب في أول النص «لا» ، ثم كتب في آخره «إلى»
، وهو يعني أن هذا النص سيتكرّر في ترجمة عماد الدين «عمر بن محمد بن
عمر بن حمويه الجويني» الآتية برقم (423) ويريد حذفه من هنا.
وقد أبقيت عليه لما فيه من زيادة واختلاف عما في الترجمة.
[2] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 721- 724.
[3] في الأصل: «رأي» .
[4] في المرآة: «ابن مودود» .
[5] في المرآة: «وتعود إليه» .
[6] زاد في المرآة: «فتطلب منه تسليم دمشق وتعوّضه الإسكندرية ويقيم
عندكم، فكيف تسمح نفسه بهذا؟» .
[7] في المرآة: «وسار إلى دمشق» .
[8] في المرآة: «بدار المسرّة» .
[9] زاد في المرآة: «والخيل والقماش» .
[10] في المرآة: «قطرة» .
(46/28)
ملازمتي لعمادِ الدّين فِي مرضِه، فإنَّه
ما خَرَجَ من القاهرة إلّا فِي محفةٍ [1] .
ثم إنّ الجواد رَسمَ عَلَيْهِ فِي الباطن ومنعه الركوب، واجتمع بِهِ
وقال: إذا أخذتم منّي دمشق وأعطيتموني الإسكندرية، فلا بُدَّ لكم من
نائب بدمشق فاحسبوني ذَلِكَ النّائب، وإلّا فقد نفَّذتُ إلى الصالح نجم
الدّين أُسَلِّم إِلَيْهِ دمشق، وأذهب إلى سنجار. فقال: إذا فعلت هذا،
أصلحت بين الصالح وأخيه العادل، وتبقى أنت بغير شيءٍ. فقام مغضبا،
وقصَّ عَلَى أسد الدّين ما جرى، فقال لَهُ:
والله لئن اتَّفَقَ الصّالحُ والعادلُ ليتركونا نشحذ فِي المخالي. فجاء
أسدُ الدّين إلى عماد الدّين وقال: مصلحةٌ أن تكتب إلى العادل تستنزله
عن هذا الأمرِ. فقال:
حتّى أروح إلى مقام بَرْزَة وأُصلّي صلاةَ الاستخارَة. فقالَ: تروحُ
إلى بَرْزة وتهربُ إلى بَعْلَبَكَّ؟ فغَضبَ من هذا. ثمّ اتّفق شِيركُوه
والجوادُ عَلَى قتله. وسافرَ شيركوه إلى حمص، ثمّ بعثَ الجوادُ
يَقُولُ: إنْ شئْتَ أن تركَب وتتنزَّه، فاركَبْ، فاعتقد أن ذَلِكَ عن
رضى، فَلَبِسَ فَرَجيَّة وبعَثَ إِلَيْهِ بحصانٍ، فلمّا خَرَجَ من باب
الدّار، وقابله النصرانيُّ بيده قصَّةٌ فاستغاث، فأراد حاجبه أن
يأخذها، فقالَ: لَا، لي مَعَ الصاحب شغلٌ. فقال عماد الدّين: دعوه،
فتقدّم إِلَيْهِ وناوَلَه القصَّة، ثمّ ضَرَبه بسكِّينٍ عَلَى خاصرته
بدَّد مصارينَه، وَوَثَب آخُر يضربه عَلَى ظهره بسكّين، فرُدّ إِلَى
الدّار مَيْتًا. وأخذ الجوادُ جميعَ تَركَتِه، وعَمِلَ محضرا يتضمَّنُ
أنّه ما مَالأ عَلَى قَتْلِه، وبَعَثَ إلى أَبِي، فقال: اطْلَعْ، فجهزِ
ابن أخيك، فجَهَّزْناه، وأخرجناه.
وكانت له جنازة عظيمة، ودفنّاه بقاسيون في زاوية الشّيخ سعد الدّين ابن
حمّويه.
وعاش ستّا وخمسين سنة.
وقد كتب مرّة عَلَى تقويم:
إذا كَانَ حُكْمُ النَّجْمِ لَا شَكَّ واقعا [2] ... فما سَعْيُنا فِي
دَفْعِه بنجيحِ
وإنْ كانَ بالتّدبيرِ يُمكنُ ردُّهُ ... عَلِمْنا بأنّ الكلّ غير صحيح
__________
[1] زاد في المرآة: «كنت كما قيل:
إن يطبخوا يوسعوني من دخانهم ... وليس يبلغنا ما تنضج النار
[2] في المرآة: «واقع» وهو غلط.
(46/29)
قَالَ أَبُو المظفَّر [1] : وحُبِسَ
النَّصْرانيّ أيَّامًا وأطلق] [2] .
[خروج الجواد من دمشق]
وخرج الجواد عن دمشق فتسلَّمها الملكُ الصّالح، وعَبَر فِي أوّل
جُمَادَى الآخرة، والملكُ الجوادُ والملكُ المظفَّر الحمويّ بين يديه
يحملان الغاشية بالنَّوبة، فنزل بالقلعة. ثمّ نَدِمَ الجوادُ حيثُ لَا
ينفعُه النّدمُ، وطلبَ الأمراء وحلَّف جماعة، فعَلِمَ الملكُ الصّالح
فهمّ أنْ يحرِقَ عَلَيْهِ دارَه، فدخل ابن جرير فِي الصُّلح. وخَرَجَ
الجوادُ إلى النَّيْرَب، ووقف الناسُ عَلَى باب النّصر يدعونَ عَلَيْهِ
ويُسَمِّعونه لكونه صادَرَهُم وأساء إِلَيْهِ. فأرسل إِلَيْهِ الصّالح
ليَرُدَّ إلى النّاسِ أموالهم، فما التفتَ، وسافر [3] .
[وزارة ابن جرير ووفاته]
واستوزَرَ الصّالحُ جمال الدّين عليّ بن جرير، وزير الأشرف، فماتَ بعد
أيّام [4] .
[وزارة الإربليّ]
قلتُ: ثمّ وَلِيَ الوزارة بعده- عَلَى ما ذكر سعد الدّين في «جريدته» -
تاج الدّين ابن الوليّ الإربليّ.
[الغلاء بدمشق]
وحصل بدمشق الغلاء، وأبيعت الغرارة بمائتين وعشرين درهما [5] .
__________
[1] في المرآة: «ج 8 ق 2/ 721.
[2] وانظر: المختار من تاريخ ابن الجزري 173، 174، ومفرّج الكروب 5/
198- 201.
[3] انظر عن خروج الجواد في: مفرّج الكروب 5/ 204، والبداية والنهاية
13/ 152.
[4] انظر عن ابن جرير في الوفيات برقم (419) ، والخبر في: ذيل الروضتين
168 وفيه «جرير» .
[5] انظر عن الغلاء في: ذيل الروضتين 168 وفيه «ذلك مائتا درهم وخمسة
وعشرون درهما» .
(46/30)
[توجّه الصالح إلى مصر]
وتوجَّه الملكُ الصّالحُ قاصدا ديارَ مصرَ، وكاتبَ عمَّه عمادَ الدّين
إِسْمَاعِيل صاحبَ بَعْلَبَكَّ ليسير إِلَيْهِ، فسارَ الصّالحُ نجمُ
الدّين إلى نابُلُسَ، واستولى عَلَى بلاد النّاصر دَاوُد فِي شوّال،
فسار الناصرُ إلى مصر، وأقام الصّالحُ ينتظر قُدومَ عمِّه الصّالح
إِسْمَاعِيل. وكان ولدُ أَبِي الخيش وعسكره عند الملك الصّالح، وعمُّه
فِي باطن الأمر قد كاتب ولده ناصر الدين ابن يَغْمور ليحلِّفا لَهُ
الْجُنْد، والأموالُ تُفَرَّقُ بدمشق بدارِ النّجِم بْن سلام، ولم
يَكُنْ أحدٌ يَجْسُرُ أن يُعرّف الملك الصالح لهيبته. وجَبَوْا أسواقَ
البَلَد لأجلِ سُوقيّة العسكر، من كلِّ دُكّان عشرة دراهم [1] .
[سرقة النعل]
وفي شوَّال سُرِقَ النَّعلُ الّذِي بدار الحديث، فشدَّد أولو الأمر
عَلَى القُوّامِ وأهلِ الدّار، فَرَمَوه فِي تُراب.
[استيلاء الفرنج عَلَى قُرْطُبَة]
وحدَّثني أَبُو القاسم بْن عِمران عن غير واحدٍ من مشايخ سَبْتَة: أنّ
الفرِنج استولَوْا عَلَى جميع قُرْطُبَة سنة ستٍّ هذه. وذكر أنّ
استيلاءهم عَلَى شرقيِّها كَانَ فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين- كما ذكرنا-.
قَالَ الأبَّارُ: وفي صفر سنة ستٍّ أخذت الفرِنج بَلَنْسِية بعد حصار
خمسة أشهر.
__________
[1] انظر خبر الصالح في: المختصر في أخبار البشر 3/ 163، 164، ومفرّج
الكروب 5/ 211، 212، ونهاية الأرب 29/ 258- 260.
(46/31)
سنة سبع وثلاثين
وستمائة
[حصار الصالح دمشق]
فِي صفر خرج الملك الصّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل من بَعْلَبَكَّ وقد
تهيّأت لَهُ الأمور كما يريد، وذلك بترتيب وزيره الأمين الطيّب
السَّامرِيّ، بَعَث إلى دمشق الأموالَ والخِلَع ففُرِّقت. ثمّ خَرَجَ
من بَعْلَبَكَّ بالفارس والراجل عَلَى أنّه متوجّه إلى نجدة ابن أخيه
نجم الدّين أيّوب، إلى نابُلُسَ من طريق بانياس، فباتَ بالمَجْدَل.
وسَّرحَ بطاقة إلى نجم الدّين بأنّه واصلٌ إِلَيْهِ، وساق بسحرٍ
وقَصَدَ دمشق، فوصلَ إلى عقبةَ دُمَّر، ووقف. فجاءه صاحبُ حمص أسدُ
الدّين من جهة مَنين، وقصدوا باب الفراديس وهجموا البلد. فنزل الصّالحُ
فِي داره بدرب الشَّعَّارين، ونزلَ أسدُ الدّين بدارِه تجاه العزيزة.
ثمّ أصبحوا من الغد- يوم الأربعاء- فزحفوا عَلَى القلعة، ونقبوها من
عنْد باب الفَرَج- وكان بها الملكُ المغيث عمر ابن الملك الصّالح نجم
الدّين- وكان الصّالحُ عمادُ الدّين يكاتب ابن أخيه ويَعِدُه بالمجيء،
وسيَّر إِلَيْهِ يطلب منه ولده ليصل إلى بَعْلَبَكَّ كي يُقيم عِوَضَه
فِي بَعْلَبَكَّ، فبعَثَ بِهِ إليه. وكان عزّ الدّين أيبك صاحب
صَرْخَدَ قد كاتب الصّالح عماد الدّين واتَّفق معه. ثمّ إنّ الصّالح
عماد الدّين ملك القلعة بالأمان، ثمّ نكثَ وقَبَضَ عَلَى المغيث عُمَر،
وحبسه فِي برجٍ [1] . وخَرِبَت لذلك دارُ الحديث الأشرفيّة ودورٌ
وحوانيتُ من شأن الحصارِ، ونصبَ عَلَى القلعة سبعة مجانيقَ، وأخذوا فِي
النقوب، ثمّ أخذت بالأمان. وبلغ نجم الدّين ما جرى، فسيّر عمَّيْه مجير
الدّين، وتقيّ الدّين، وأيدكين، وألتميش [2] وأنفق فيهم وقال: سوقوا
إلى دمشق قبل أن تؤخذ القلعةُ، فساقوا، فبلغهم أخذ القلعة، فمالوا عن
نجم الدّين
__________
[1] انظر نهاية الأرب 29/ 260، 261.
[2] في نهاية الأرب 29/ 261 «النّميس» ، ومثله في: مرآة الزمان ج 8 ق
2/ 726.
(46/32)
خوفا عَلَى أهليهم وأسبابهم، وانضمُّوا إلى
الصّالح عماد الدّين، وتمَّ لَهُ الدَّسْت.
وبقي الصّالح نجمُ الدّين فِي مماليكه وجاريته أُمّ خليل، فطَمِعَ
فِيهِ أهلُ الغور والقبائل.
واتّفق عودُ الملك النّاصر من مصر عن غير رِضى، فأخبروه بما تمَّ،
فأرسل عسكره، فأحاطوا بالملك الصّالح نجم الدّين وحملوه عَلَى بغلة بلا
مهماز، وأحضروه إلى النّاصر، فاعتقله مكرَّمًا بالكَرَك سبعة أشهرٍ.
فطلب الملكُ العادل أخاه نجم الدّين من الملك النّاصر، وبذل فِيهِ مائة
ألف دينار. وطلبه أيضا عمُّه الملك الصّالح وصاحبُ حمص، فما أجابهم
النّاصر. وأتَّفق معه عَلَى أيمانٍ وعهود، ثمّ خرج بِهِ، وقصدَ مصرَ.
فلمّا بلغ الملوك إخراجُه تألَّموا من النّاصر وعادَوْهُ. واختلفت
عَلَى الملك العادلِ ولدِ الكاملِ عساكرُهُ، وكاتبوا الملكَ الصّالح
أخاه يسألونه الإسراعَ، فوصل إلى بِلْبِيس فِي أواخر ذي القِعْدة، وبها
منصوبٌ مخَيمُ الملكِ العادل، فنزلَ بِهِ.
وذكر أَبُو عَبْد اللَّه الْجَزَريّ [1] وغيره، قصَّة نجم الدّين
أيّوب، قَالَ: بقي فِي غلمانه وطَمَع فِيهِ أهلُ الغور والعُشران [2] ،
وكان مقدَّمَّهم شيخٌ جاهل يقال لَهُ:
تُبَل البَيْسانيّ، فما زالوا وراءه وهو يحمِلُ فيهم، وأخذوا بعض
ثِقْلِه، ثمّ نزل عَلَى سَبَسْطِية [3] . وكان الوزيريّ قد عادَ إلى
نابُلُسَ، فأرسل إِلَيْهِ يَقُولُ: قد مضى ما مضى وما زالت الملوك كذا،
وقد جئت مستجيرا بابن عمّي. ونزل فِي الدّار الّتي للنّاصر بنابُلُس.
ثمّ كُتُب الوزيريّ إلى النّاصر يُخبره الخبرَ. فبعث النّاصر عماد
الدّين ابن موسك، والظّهير ابن سنقر الحلبيّ في ثلاثمائة فارس، فركب
الصّالح نجم الدّين فتلقّاهم، فقالوا: طَيِّبْ قلبَكَ، إلى بيِتكَ
جئتَ. فقال: لَا ينظر ابن عمّي إلى ما فعلت وقد استجرت بِهِ. فقالوا:
قد جارَكَ وما عليكَ بأس.
__________
[1] هو صاحب التاريخ الّذي اختار منه المؤلّف- رحمه الله- وعرف باسم
«المختار من تاريخ ابن الجزري» ، وقد حققه خضير عباس محمد خليفة
المنشداوي، ونشرته دار الكتاب العربيّ ببيروت 1408 هـ/ 1988 م. أما
الخبر المذكور هنا فهو ساقط من المطبوع.
[2] في المرآة: «أهل الغور والقبائل» .
[3] سبسطية: مدينة قرب نابلس.
(46/33)
وأقاموا أيّاما نازلين حولَه، فلمّا كَانَ
فِي بعض اللّيالي صرخ بوقُ النّفير، وقيل:
جاءت الفِرنجُ. فرَكِبَ النّاسُ والعساكُر ومماليكُ الصّالح وساقوا إلى
سَبَسْطية. ثمّ جاءَ ابن موسَك وابن سُنْقُر إِلَيْهِ، فدخل ابن
سُنْقُر إِلَيْهِ، وقال: تطلُعُ إلى الكَرَكِ إلى ابن عمّك، وأخذ سيفه
[1] .
قال أبو المظفّر ابن الجوزيّ [2] : فبلَغني أنّ جاريته كانت حاملا
فأسقطت، وأخذوه إلى الكَرَكِ، فحدَّثني بالقاهرة سنة تسعٍ وثلاثين [3]
قَالَ: أخذوني عَلَى بغلةٍ بلا مِهْمازٍ ولا مِقْرَعةٍ، وساروا بي
ثلاثة أيّام، واللهِ ما كلّمت أحدا منهم كلمة، وأقمت بالكركب أشهرا،
ورسموا عَلَى الباب ثمانين رجلا. وحكى لي أشياء من هذه الواقعة [4] .
ثمّ إنّ الوزيريّ أطلع خزائنه وخيلَه وحواصلَه إلى الصَّلْتِ [5] ،
وبقيت حاشيته بنابلس [6] . ووصل علاء الدّين ابن النابُلُسيّ من مصر من
عند الملكِ العادلِ إلى النّاصرِ يطلُبُ الصّالح، ويُعطيه مائة ألف
دينار، فما أجابَ. فلمّا طالَ مقامُه، استشارَ عماد الدّين ابن موُسَك
وابنَ قلِيج، ثمّ أخرجه، وتحالفا واتَّفقا فِي عيِد الفِطْر. فحدَّثني
الصّالح قَالَ: حَلَّفني النّاصر عَلَى أشياء ما يَقْدِرُ عليها ملوكُ
الأرض [7] ، وهو أن آخذَ لَهُ دمشقَ، وحمص، وحماة، وحلب، أو الجزيرة،
والمَوْصِل، وديارَ بَكْرٍ، ونصفَ ديار مُضَر [8] ، وأُعطيه نصفَ ما
فِي الخزائن من المال والجواهر والخيل والثياب، فحلفت له من تحت القهر
والسّيف.
__________
[1] انظر: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 725- 727، ونهاية الأرب 29/ 261- 263.
[2] في المرآة: 8/ 727 فما بعد.
[3] الّذي في المطبوع من «المرآة» : «646» وكتب في الهامش أنه سنة
(636) في نسخة أخرى.
[4] انظر: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 727 وفيه حكايات أخرى أهملها المؤلّف-
رحمه الله-، وكذلك نهاية الأرب 29/ 263.
[5] الصلت: بلدة في الأردن جنوب عجلون. وهي السّلط أيضا.
[6] إلى هنا الخبر في نهاية الأرب 29/ 364.
[7] انظر نهاية الأرب 29/ 266.
[8] في المطبوع من تاريخ الإسلام (الطبقة الرابعة والستون) ص 26 «ديار
مصر» .
(46/34)
قَالَ: وبَرَزَ العادلُ إلى بِلْبيسَ
يقصِدُ الشّامَ، فاختلف عَلَيْهِ العسكرُ وقَبَضُوه، وأرسلوا إلى
الصّالح نجم الدّين يُعَرَّفونه ويحثُّونه عَلى المجيء، فسار ومعه
الناصرُ وابنُ موسك وجماعة أمراء فقدموا بِلْبِيسَ، فنزل الصّالحُ فِي
مخيَّم أخيه، وأخوه معتقلٌ فِي خَرْكاه [1] من المخيّم. وكان محيي
الدّين يوسف ابن الجوزيّ بمصر وقد خَلَعَ عَلَى الملك العادلِ، وعلى
الوزيرِ الفلك المسيريّ من جهةِ الخليفَة.
وحدَّثني الصّالح نجم الدّين قَالَ: والله ما قصدتُ مجيء الملك النّاصر
معي إلّا خِفْتُ أن تكون معمولة عَلِيّ، ومنذُ فارَقنا غزَّة، تغيَّر
عَلِيّ، ولا شكَّ، إلا أنَّ بعض أعدائي أطمَعَهُ فِي المُلك، فذكر لي
جماعة من مماليكي أنّه تحدَّث معهم فِي قتلي، ولمّا أفرج عنّي، نَدِمَ
وهمَّ بحبسي ثانيا، فرميتُ روُحي عَلَى ابن قليج، فقال: ما كَانَ قصدُه
إلّا انْ نتوجّه أولا إلى دمِشقَ فنأخذها، فإذا أخذناها عُدْنا إلى
مصر.
قَالَ: فلمّا أتَيْنا بِلْبِيس، شَربَ الناصرُ تلكَ اللّيلة، وشَطَحَ
إلى خَرْكاه العادل، فخرج من الخَرْكاه، وقبّل الأرض بين يديه فقال
لَهُ: كيف رَأَيْت ما أشرتُ عليك ولم تقبلْ منّي؟ فقال: يا خوند
التُّوبة. فقال: طيّب قلبك، السّاعة أطلقك. ثُمَّ جاء فدخل على الخيمة
ووقف، فقلتُ: بسم اللَّه اجلس. قَالَ: ما أجلسُ حتّى تُطلقَ العادلَ.
فقلتُ: اقعُدْ- وهو يكرّرُ الحديث- فسكت. ولو أطلقته لضُرِبَتْ رقابُنا
كلّنا. قَالَ: فنامَ، فما صدَّقتُ بنومه، وقمتُ باقي الليل، فأخذتُ
العادل فِي مِحفَّة ودخلتُ بِهِ القاهرة. ثمّ بَعَثتُ إلى النّاصر
بعشرين ألف دينارٍ، فردَّها.
وذكر لي الصّالحُ نجمُ الدّين قول النّاصر لَهُ: بُسْ يدي ورِجلي- يعني
ليلة بِلْبيس- فقلتُ: ما أظنُّ هذا يَبْدُو منه، هُوَ رجلٌ عاقل. فأقسم
باللَّه أنّ هذا وقع [2] .
__________
[1] الخركاه: لفظ تركي بمعنى الخيمة.
[2] إلى هنا في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 728، 729، وعنه ينقل النويري في:
نهاية الأرب 29/ 270.
(46/35)
[الخطبة للعادل
بدمشق]
وأمّا الصّالح إِسْمَاعِيل، فلمّا استقرَّ بقلعَة دمشق خَطَبَ للعادلِ
ابن الكامل صاحب مصر، ثمّ لنفسه [1] . وقَدِمَ عَلَيْهِ عز الدّين أيبك
من صَرْخَد.
[مرض صاحب حمص]
ثمّ قَوِيَ المرضُ بصاحب حِمصْ فسافر إليها [2] .
[حبس الشهاب القوصيّ والوزير الإربليّ]
وفي ربيع الأوّل رفعَ الشهابُ القوُصيّ إلى الصّالح أنَّه يستخلص
الأموالَ من أهل دمشق، فصَفَعَه الصّالحُ وحبسه، وحبس الوزير تاج
الدّين ابن الوليّ الإربليّ، وزير الصّالح أيوب.
[أخذ سنجار من الملك الجواد]
وفيها أخذ صاحبُ المَوْصِل بدر الدّين لؤلؤ سِنجْارَ من الملك الجواد
بموافقةٍ من أهلها، لسوء سيرة الجوادِ فيهم، فإنّه صادَرَهُم. وخَرَجَ
يتصيَّدُ ويحجُّ فِي البرية، فبعثوا إلى بدر الدّين، فجاء وفتحوا لَهُ،
فمضى الجوادُ إلى عانة ولم يبقَ لَهُ سواها، ثمّ باعها للخليفة [3] .
[التدريس بالشامية البرانية]
وفيها درَّس الرفيع عَبْد العزيز الجيليّ بالشاميّة البرانيّة [4] .
__________
[1] مفرّج الكروب 5/ 229.
[2] مفرّج الكروب 5/ 254.
[3] انظر عن سنجار في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 729، والحوادث الجامعة 64،
95 و 69، ومفرّج الكروب 5/ 253، والمختصر في أخبار البشر 3/ 166، ودول
الإسلام 2/ 143، والبداية والنهاية 13/ 154، والعسجد المسبوك 2/ 490،
491، وتاريخ ابن سباط 1/ 320.
[4] انظر عن تدريس الشامية في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 729، 730، ومفرّج
الكروب 5/ 237، والبداية والنهاية 13/ 154.
(46/36)
[إنزال الكامل في
تربته]
وفيها أُنزِلَ الملكُ الكاملُ من القلعة فِي تابوته إلى ترُبته التي
عُمِلتَ لَهُ، وفُتح شبَّاكُها إلى الجامع الأُمَويّ [1] .
[خطابة العزّ بْن عَبْد السلام بدمشق]
وفي ربيع الآخر وَلِيَ خطابة دمشق الشيخ عز الدين عَبْد العزيز بْن
عَبْد السلام، فخَطَبَ خطبة عريَّةً من البِدَع، وأزالَ الأعلام
المذهَّبة، وأقام عِوَضَها سودا بأبيض، ولم يؤذِّن قدَّامَه سوى
مؤذِّنٍ واحدٍ. وعُزِل الّذِي قبله وهو أصيل الدّين الإسْعَرديّ [2] .
[الخطبة لصاحب الروم بدمشق]
وفيها أمرَ الملكُ الصّالح إِسْمَاعِيل خطباء دمشق أن يخطبوا لصاحب
الرّوم معه [3] .
[زيادة الأسعار والسيل المخرّب]
وفيها كانت الزّيادةُ فِي أيّام المشمش، جاء سيلٌ عَرِم هدَّم وخرَّب
[4] .
[ولاية قضاء دمشق]
وفيها وَلِيَ قضاء دمشق بعد تدريسه بالشاميّة القاضي الرفيع، وكان قاضي
بعلبكّ في أيّام الصّالح بها [5] .
__________
[1] انظر عن تربة الكامل في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 730، وذيل الروضتين
169.
[2] انظر عن خطبة العزّ في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 730، وذيل الروضتين
170، والبداية والنهاية 13/ 154، والعسجد المسبوك 2/ 492، والسلوك ج 1
ق 2/ 299.
[3] انظر عن الخطبة لصاحب الروم في: البداية والنهاية 213/ 154،
والسلوك ج 1 ق 2/ 299 و 308 (حوادث 638 هـ) .
[4] انظر عن الزيادة والسيل في: ذيل الروضتين 170، والبداية والنهاية
13/ 154.
[5] انظر عن قضاء دمشق في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 730، وذيل الروضتين
169، 170، ومفرّج الكروب 5/ 237، ونهاية الأرب 29/ 271، والبداية
والنهاية 13/ 155.
(46/37)
[مقاتلة أَبِي الكرم للتتار]
وفيها جاء الخبُر إلى بغداد أنّ رجلا ببخارى يُعرف بأبي الكَرَم لَهُ
أتباع، قَالَ لأصحابه: إنّي قادرٌ عَلَى كسرِ التتار بمن يتبعُني-
بقوّة اللَّه تعالى- من غير سلاح، فَتبِعَهُ طائفةٌ، ونهضوا عَلَى شحنة
البلدِ ومن معه فهربوا، وقَوِيَ أمرُه، وتَبِعَهُ الخَلْق. فبلغ ذَلِكَ
جرماغون ملك التتار يومئذ، فنفَّذ جيشا وشحنه. فخرج لحربهم أَبُو الكرم
فِي أُلوفٍ كثيرةٍ بلا سلاح، وتقدَّم أمامهم فأحجم عنْهُم التتارُ إلّا
واحدا، فأقدم ليجرّب، وحَمَلَ عَلَى أَبِي الكَرَم، فقتلَهُ، وشدَّ
التتار عَلَى النّاس قَتْلًا. ويقال: إنَّ عدّة النّاس كانوا ستّين
ألفا [1] .
[الاحتفال بالعيد فِي بغداد]
وقال ابن السَّاعي: فيها رَفَلَ الخلائقُ ببغداد في الخلع في العيد
بحيث حرز المخلوعُ عليهم بأكثرَ من ثلاثة عشر ألفا.
[امتناع الحجّ العراقي]
ولم يحُجَّ ركبٌ من العراقِ [2] .
[حبس الحريريّ]
وفي المُحرّمِ حَبَسُوا الحريريَّ بعزَّتا لأجل صبيّ من قرائب
القَيْمُريّ، حلقَ رأسَه وصَحِبه.
[قدوم رسول ملك اليمن]
وفيها قَدِمَ رسولُ الأمير الّذِي ملكَ اليمن نور الدّين عُمَر بْن
عَلِيّ بْن رسول التُركمانيّ، إلى الدّيوان العزيز. وهذا وُلِدَ باليمن
وخدَمَ مَعَ صاحبها الملك المسعود أقسيس ابن الكامل، فلمّا مات أقسيس
عَلَت همَّةُ هذا، واستولى على
__________
[1] انظر خبر أبي الكرم في: الحوادث الجامعة 67.
[2] انظر خبر الحج في: العسجد المسبوك 2/ 492.
(46/38)
البلادِ وملَكَها، وقطَعَ خطبة الملكِ
الكاملِ وطردَ نُوَّابه، وخطب لنفسه، وأرسل يطلب من المستنصر باللَّه
تقليدا بسلطنة اليمن. وبقي الملك فِي بنيه باليمن إلى اليوم [1] .
[موت جماعة من أمراء الكامليّة]
وفي ذي القِعْدة كَانَ الصّالح عمادُ الدّين إِسْمَاعِيل قد قبضَ عَلَى
جماعة من أمراء الكامليّة، فحبَسَهُم وضيَّق عليهم فماتوا، وهم: أيبك
قضيب البان، وبَلَبان [2] الدُّنَيْسريّ، وأيبك الكُرديّ، وبلَبَان
المجاهديّ- رحمهم اللَّه [3]-.
[امتناع الحجّ العراقيّ]
ولم يحُجَّ ركبُ العراقِ فِي هذه السّنين للاهتمام بأمر التّتار [4] .
__________
[1] انظر خبر الرسول في: الحوادث الجامعة 65، والعسجد المسبوك 2/ 490.
[2] في السلوك: «سنقر الدنيسريّ» .
[3] انظر خبر الأمراء في: مفرّج الكروب 5/ 238، والسلوك ج 1 ق 2/ 289،
والبداية والنهاية 13/ 155 وفيه «حصن سعيف أربون» .
[4] تقدّم هذا الخبر قبل قليل.
(46/39)
سنة ثمان وثلاثين
وستمائة
[تسليم قلعة الشقيف للفرنج]
فيها سلَّم الملكُ الصّالح أبو الخيش إِسْمَاعِيل قلعة الشَّقيف إلى
الفرِنج، فتملَّكها صاحبُ صيدا، فأنكر عَلَى الصّالح الشيخان: عزُّ
الدّين بن عبد السّلام، وأبو عمرو ابن الحاجب، فعُزلَ عِزُّ الدّين عن
الخطابة، وحبَسَهما بالقلعة. ووَلِيَ الخطابة وتدريسَ الغزاليّة
الخطيبُ العماد دَاوُد بْن عُمَر المقدسيّ خطيبُ بيتِ الأبارِ. ثمّ
أطلقهما بعد مدّة، وأمرهما بلزوم بيتهما [1] .
[كتاب ملك التتار إلى صاحب ميّافارقين]
وفيها قال أبو المظفّر ابن الجوزيّ [2] : قَدِمَ رسولُ ملكِ التّتار
ومعه كتابٌ إلى صاحب ميَّافارِقين شهاب الدّين غازي ابن العادل، وإلى
الملوك، عنوان الكتاب: من نائب ربِّ السماء، ماسحِ وجه الأرض، ملكِ
الشّرق والغرب، ويأمرهم- أعني ملوك الإِسلْام- بالدّخولَ فِي طاعة
القاآن الأعظم. وقال لشهاب الدّين: قد جعلك سلحداره، وأمرَكَ أن تخرِّب
أسوار بلادك. فقال: أَنَا من جُملة الملوك الّذين أُرسِلَ إليهم، فمهما
فعلوا فعلت.
ثمّ قَالَ أَبُو المظفَّر: وكانَ هذا الرَّسُول شيخا لطيفا، مسلما،
أصبهانيّا، حكى لشهاب الدّين عجائب منها، قَالَ: بالقرب من بلادِ
قاقان، قريبا من يأجوجَ ومأجوجَ عَلَى البحر المحيطِ، أقوامٌ ليس لهم
رءوس، وأعينهم [3] في مناكبهم،
__________
[1] انظر خبر الشقيف في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 732، 733، وذيل الروضتين
170، والمختصر في أخبار البشر 3/ 169، والمختار من تاريخ ابن الجزري
176، ودول الإسلام 2/ 143، 144، والسلوك ج 1 ق 2/ 303.
[2] في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 733، 734.
[3] في المختار من تاريخ ابن الجزري 178 «أعنتهم» .
(46/40)
وأفواهُهم فِي الرَّقبة، وإذا رأوا النّاس
هربوا، قَالَ: وعيشُهم من السّمكِ. وهناك طائفة تزرعُ فِي الأرض بزْرًا
يتولدُ منه غنمٌ كما يتولَّد الدّودُ، ولا يعيشُ الخروفُ أكثرَ من
شهرين أو ثلاثةِ، مثل بقاء النّبات. وإنَّ هذه الغنم لَا تتناسلُ.
(وأخبر أنّ عندهم آدميُّ برِّيٌّ، وعلى جسمه شعرٌ كثير. وخيلُ بَريد
لَا تُلْحق) [1] .
[قدوم ولد ملك الخوارزمية إلي بغداد]
[وَفِي [2] ذي الحجّة قَدِمَ بغداد شمسُ الدّين بْن بركات خان بْن دولة
شاه، ولد ملك الخُوارَزميّة، وله عشرُ سنين، فتلقّاه الموكبُ الشريف،
وخُلعِ عَلَيْهِ بشربوش، وأُرْكِبَ فرسا بسرجِ ذهب. ثمّ قَدِمَ بعدَه
ابن كشلي خان أحدُ أمراء الخُوارزميّة، فخلع عَلَيْهِ.
[امتناع الحجّ من بغداد]
ولم يحُجَّ أحدٌ فِي هذا العام من بغداد.
[كسرة الناصر دَاوُد للفرنج]
وفي أوّلها وصَلَ النّاصر دَاوُد من مصر إلى غزّة، فكان بينه وبين
الفرنج وقعةٌ، كسرهم فيها.
[نهْب الركب الشامي]
وفيها وَصَلَ الركب الشّاميّ منهوبين، أخذتهم العربُ بين تَيماءَ
وخيبر.
[القبض عَلَى أمراء للصالح]
وفيها قَبَضَ الصّالح أَيوب عَلَى خمسة أمراء من أمراء دولة أبيه [3]]
[4] .
__________
[1] ما بين القوسين ليس في مرآة الزمان. ولا شك في أن الرسول كذّاب.
وقد جازف سبط ابن الجوزي فقال إنه كان شيخا لطيفا!. والخبر باختصار في:
دول الإسلام 2/ 144، والعسجد المسبوك 2/ 498، 499، والبداية والنهاية
13/ 155، 156.
[2] من هنا كتب على حاشية الأصل.
[3] حتى هنا ينتهي المكتوب على حاشية الأصل.
[4] انظر خبر القبض على الأمراء في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 734، ومفرّج
الكروب 5/ 274، 275،
(46/41)
[انكسار الخوارزمية
أمام الحلبيين]
وفيها سارَ جيشُ حلب ومعهم الملكُ المنصور إِبْرَاهِيم صاحبُ حمص إلى
حرَّان، فعملوا مَعَ الخُوارزميّة مصافّا، فانكسَرَتِ الخوارزميّة،
وقُتِلوا، وأُسِرُوا.
وأخذ المنصور حرَّان، وعَصَت عَلَيْهِ القلعةُ [1] .
[هياج الأمراء بمصر]
وفيها هاجت الأمراء بمصر واختلفوا، فمسَكَ منهم الملكُ الصّالح عدَّةً،
فسكن الوقتُ [2] .
[تسلُّم الروم آمد]
وفيها تسلَّمَ عسكُر الرومِ آمِدَ بعد حصارٍ طويل. وقيل: إنَّهم
اشتَرَوها بثلاثين ألف دينار [3] .
[ظهور البابا التركمانيّ]
وفيها ظهر بالروم الباب التُّرْكُمانيّ، وادَّعى النبُّوة، وكان
يَقُولُ: لا إلهَ إلا الله، الباب وليُّ اللَّه، واجتمع عَلَيْهِ خلقٌ
عظيم. فجهَّز صاحبُ الرومِ جيشا لقتاله، فالتَقَوْا، وقُتِلَ فِي
الوقعة أربعةُ آلافٍ، وقتل البابا- لَا رَحِمهُ الله [4]-.
__________
[ () ] والمختصر في أخبار البشر 167، والمختار من تاريخ ابن الجزري
178، ودول الإسلام 2/ 144.
[1] انظر كسرة الخوارزمية في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 734، ومفرّج الكروب
5/ 291- 293، والمختصر في أخبار البشر 3/ 168، وزبدة الحلب 3/ 258،
ودول الإسلام 2/ 144، والمختار من التاريخ ابن الجزري 176، والسلوك ج 1
ق 2/ 303، ونهاية الأرب 29/ 299، والحوادث الجامعة 79 (حوادث 640 هـ) .
[2] تقدّم الخبر قريبا جدا.
[3] انظر خبر آمد في: مرآة الزمان ج 8 ق 734، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 178، ودول الإسلام 2/ 144.
[4] انظر خبر البابا التركماني في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 733، والمختار
من تاريخ ابن الجزري 177، والسلوك ج 1 ق 2/ 307، 308.
(46/42)
[كسرة عسكر حلب]
وفيها جاء الملكُ الجواد والصالح بْن شيرْكُوه صاحبُ حمص ومعهم جيش من
الخُوارزميّة، وقصدوا حلب، فنازلوا بُزاعة [1] فِي خمسَة آلاف فارس،
فخرج إليهم عسكرُ حلب في ألف وخمسمائة فارس، فكسروا عسكر حلب، وقتلوا،
وأسروا، وقربوا إلى حَيْلان [2] وقطعوا الماء عن حلب. ثم ردُّوا فنهبوا
مَنْبِجَ، وقتلوا أهلَها، ولهذا عُمل المصافّ على حرّان [3] .
__________
[1] بلدة من أعمال حلب، وتكسر الباء أيضا.
[2] بالحاء المهملة المفتوحة وسكون الياء آخر الحروف، من قرى حلب أيضا.
وقد تصحفت في المرآة إلى: «جيلان» بالجيم، وفي المختصر لأبي الفداء إلى
«جبلان» .
[3] انظر خبر كسرة عسكر حلب في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 735، ومفرّج
الكروب 5/ 283- 286، والحوادث الجامعة 75، والمختصر في أخبار البشر 3/
167، والمختار من تاريخ ابن الجزري 176، والسلوك ج 1 ق 2/ 302، وزبدة
الحلب 3/ 248- 262، والدرّ المطلوب 341، وتاريخ ابن الوردي 2/ 170،
وتاريخ ابن خلدون 5/ 356، 357، والنجوم الزاهرة 6/ 321- 325، وتاريخ
ابن سباط 1/ 322، 323.
(46/43)
سنة تسع وثلاثين
وستمائة
[التوسع التتاريّ]
استهلَّت والتتارُ فِي هذه السّنين بأيديهم من الخطا إلى قريب العراق
وإربِل، وغاراتهم تُبَدِّع كلَّ وقتٍ، والنّاسُ منهم فِي رُعبٍ،
وراسلهم إلى الآن المستنصر باللَّه ثلاث مرّات [1] .
[زوال دولة الخوارزميّة]
وأمّا الخوارزميّة فزالت دولتهم، وتمزَّقوا، وقُطشت أذنابُهم، وبقوا
حراميّة، يقتلون ويسبون الحريم، ويفعلون كلَّ قبيحٍ [2] .
[التجاء الملك الجواد إلى الناصر بالكرك]
وفيها قَدِمَ الملكُ الجواد مُلتجئًا إلى السلطان الملك الصّالح أيّوب،
فخافَ منه الصّالح، ونوى أن يُمسكه، فردَّ الجواد من الرمل والتجأ إلى
الملك النّاصر بالكركِ [3] .
[حبْس الجواد]
وفيها قَدِمَ كمال الدّين ابن شيخ الشّيوخ فِي جيشٍ من المصريّين، فنزل
غزَّة. فجهّز النّاصر عسكره مَعَ الجواد، فالتقَوْا، فكسرهم الجواد
وأخذ كمالُ الدّين ابن الشّيخ أسيرا، وأحضر إلى بين يدي النّاصر
دَاوُد، فوبَّخَه، فقال الجوادُ:
لَا توُبِّخه. ثمّ بعد قليلٍ تحيَّل النّاصر من الجوادِ فأمسَكه،
وبَعثَ بِهِ إلى بغداد
__________
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 179.
[2] المختار من تاريخ ابن الجزري 179.
[3] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 736، المختار من تاريخ ابن الجزري 179، دول
الإسلام 2/ 144، البداية والنهاية 13/ 157.
(46/44)
تحت الحَوْطَةِ، فلمّا نزل بنواحي الأزرق
عرفه بطنٌ من العرب فأطلقوه، فالتجأ إلى الملك الصّالح صاحب دمشق، ثمّ
لم يثُبت، وقصدَ الفرِنج، وبقيَ معهم مدّة. ثمّ رجع إلى دمشق فحبسه
الصّالح بحصن عزّتا، وهلك فِي سنة إحدى وأربعين [1] .
[تعمير وتخريب فِي مصر]
وفيها شرع الصّالح صاحبُ مصر فِي عِمارة المدرسة بين القصرين، وفي
عِمارة قلعة الجزيرة، وأخذ أملاك النّاس، وخرَّب نيِّفًا وثلاثين
مسجدا، وقطع ألف نخلة، وغرم عَلَى هذه القلعة دَخْلَ مصر عدّة سنين.
ثمّ أخربها غلِمانُهُ فِي سنة إحدى وخمسين وستّمائة [2] .
[تخلّص الوزير ابن مرزوق من الحبس]
وفيها تخلَّص الوزيرُ صفيّ الدّين إِبْرَاهِيم بْن مرزوق مِنْ حَبْسِ
حمْص بعد أن بقي بِهِ عدّة سنين. وكان الملك الجوادُ وصاحب حِمْص قد
تعصَّبا عَلَيْهِ، وأخذا منه أموالا عظيمة، فيقال: أخذا أربعمائة ألف
درهمٍ [3] .
[دخول العزّ بْن عَبْد السلام مصر]
وفيها دخل الشَّيْخ عزُّ الدّين بْن عَبْد السّلام الشافعيّ إلى ديارِ
مصر، وأقبل عَلَيْهِ السلطان إقبالا عظيما، وولَّاه الخطابة والقضاء،
فعزل نفسه من القضاء مرّتين وانقطع [4] .
__________
[1] انظر خبر حبس الجواد في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 736، 737، ومفرّج
الكروب 5/ 300، 301، ودول الإسلام 2/ 144، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 179، والبداية والنهاية 13/ 157.
[2] انظر خبر العمارة في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 737، ودول الإسلام 2/
144، والمختار من تاريخ ابن الجزري 179، ونهاية الأرب 29/ 281،
والبداية والنهاية 13/ 157، والعسجد المسبوك 2/ 502، والسلوك ج 1 ق 2/
308.
[3] انظر عن الوزير في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 737، والمختار من تاريخ
ابن الجزري 179 و 180 وفيه «أربع مائة ألف دينار» .
[4] انظر عن العزّ في: ذيل الروضتين 171- 172، ونهاية الأرب 29/ 294-
299، والمختار من تاريخ ابن الجزري 180، والبداية والنهاية 13/ 157،
والسلوك ج 1 ق 2/ 308، 309.
(46/45)
[هرب السلطان غياث
الدين من التتار]
وفيها دخل بايجوا وطائفةٌ من التّتار فِي بلادِ الروم فعاثوا، وسفكوا،
وهرب منهم السّلطان غياث الدّين وضَعُف عن المُلْتقى [1] .
[تدريس النظامية]
وفيها وَلِيَ تدريس النظاميّة نجم الدّين عَبْد اللَّه ابن البادَرائيّ
مدرّس مدرسة الْإمَام النّاصر، وخُلِعَ عَلَيْهِ بطرحه [2] .
[صلح المظفَّر غازي والخَوارزميّة]
وفيها أغارَتِ الخَوارزميّة ونَهَبَتْ وسَبَتْ نَصِيبينَ ورأسَ عين
ودُنَيْسَر، وقتلوا عددا كبيرا من المسلمين. ثمّ طلبوا الصُّلح مَعَ
المظفَّر غازي، فحَلَّف لهم وحَلَّفوا لَهُ، ومقدّمهم الكبيُر هُوَ
بركة خان، وهم نحو خمسةِ آلاف فارس. ودونَ بركة خان فِي الرُّتبة
اختيارُ الدّين بردي خان، وقد كانَ أمير حاجب السّلطان جلال الدّين،
وهو شيخٌ داهيةٌ، لَهُ رأيٌ ورُواءٌ، ودونه صاروا خان، شحنة الجمال
الّتي لجلال الدّين خوارَزْم شاه، وهو شيخٌ بطينٌ أبْلَهُ، ثمّ كشلوخان
تربية جلال الدّين، شابٌّ عاقلٌ، وابنُ أختِ جلال الدّين، وبهادر،
وبكجري، وتبلو، وغيرهم من الأمراء.
وهذا بركة خان، شابٌ مليح، أوّل ما طرَّ شاربُه. فتزوّج الملكُ
المظفَّر بابنةِ عمّ بركة خان، وتسلّطت الخَوارَزميّة عَلَى بلادِ
الجزيرة، وبالغوا فِي العيثِ والفسادِ، وخرَّبوا أعمال المَوْصِل حتّى
أُبيعَ الثَّورُ بأربعَة دراهمَ، وقِنطارُ الحديِد بدرهمين ثلاثة،
والحمارُ بثلاثَة دراهم، لكثرة الشيء ولكونه حراما. قَالَ سعد الدّين
هذا كلَّه، وقال:
فِي رمضان نفوا الحريريّة من ميافارقين- وأنا بها- لكثرة إفسادهم أولاد
النّاس [3] .
__________
[1] انظر عن هرب السلطان في: دول الإسلام 2/ 145، والمختار من تاريخ
ابن الجزري 180 وفيه ورد «بانجو» بدل «بايجوا» .
[2] انظر عن النظامية في: الحوادث الجامعة 77.
[3] انظر خبر الصالح في: مفرّج الكروب 5/ 304- 306، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 169، والبداية والنهاية 13/ 157، وزبدة الحلب 3/ 260- 262،
وتاريخ ابن الوردي 2/ 172، والدرّ المطلوب 350، وتاريخ ابن خلدون 5/
357، والسلوك ج 1 ق 2/ 309، وتاريخ ابن سباط 1/ 326، والعسجد المسبوك
2/ 181، 182 (حوادث 640 هـ) .
(46/46)
سنة أربعين وستمائة
[تجهيز جيش مصر لقصد الشام]
فيها عَزَمَ الصّالح صاحبُ مصر عَلَى قصدِ الشّام، فقيل لَهُ: البلادُ
مختلفةٌ، فجهَّزَ الجيشَ وأقام [1] .
[الوقعة بين صاحب ميّافارقين وعسكر حلب]
وفيها كانت وقعةٌ هائلةٌ بين صاحب ميَّافارقين شهاب الدين وبين عسكر
حلب. كانت الخَوارَزميّة قد خرَّبوا بلاد المَوْصِل وقُراها ومارِدينَ.
وحَلَّفوا لصاحب ميَّافارقين وحَلَّفَ لهم، ووافقهم صاحبُ مارِدين.
فجمع صاحبُ ميَّافارقين الخانات، وهم مقدَّمو الخَوارَزميّة وشاوَرَهم،
فقال: لَا بُدَّ من تخريب بَلَد المَوْصِل، وقالوا هُمْ: لَا بُدَّ من
اللّقاء. فلمّا كَانَ فِي المحرَّم رَكِبوا وطلَّبوا من جبلِ مارِدين
إلى الخابور. وساقوا إلى المَجْدَل، ووقف الخانات مَيْمنةً ومَيْسرة،
وغازي صاحب ميَّافارقين فِي القلب. وأقبلَ عسكر حلب فصَدَموا صدمة
رَجُل واحد، فانهزمت الخَوارَزميّة، ورَكِبَ الحلبيون أقفيتهم أسرا
وقَتْلًا، ونَهَبوا أثقالَ غازي وعساكره، وأغنام التُّركمان ونساءهم.
وكانوا خَلْقًا، وأبيع الفرسُ بخمسة دراهم، والشّاةُ بدرهمٍ، ونُهِبَت
نَصيبينُ وسُبِيَ أهلُها. وقد نُهَبِت قبلَها مرارا من المَوَاصِلة
والخَوارَزميّة. ثمّ فعلوا كذلك برأس العين والخابور. وجرت قبائح [2] .
__________
[1] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 738، نهاية الأرب 29/ 330، المختار من تاريخ
ابن الجزري 181، البداية والنهاية 13/ 161.
[2] انظر خبر الموقعة في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 738، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 170، 171، ونهاية الأرب 29/ 300، 301، ومفرّج الكروب 5/ 310،
311، والمختار من تاريخ ابن الجزري 182، ودول الإسلام 2/ 145، والبداية
والنهاية 13/ 161، والعسجد المسبوك 2/ 506، وزبدة الحلب 3/ 262- 265،
وتاريخ المسلمين 154، والدرّ المطلوب 350، وتاريخ ابن خلدون 5/ 357،
والسلوك ج 1 ق 2/ 311، وتاريخ ابن سباط 1/ 327.
(46/47)
[ملْك خلاط]
وفيها مَلَكَ شهابُ الدّين غازي مدينة خِلاط [1] .
[تملّك الفرنج مُرْسِية]
وفي شوَّال قَدِمَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هود مُرْسِية بجماعةٍ من
وجوه الفرِنج، فملَّكَهم مُرْسية صُلْحًا.
[الوباء ببغداد]
وفيها كانَ الوباءُ ببغداد، وزادَتِ الأمراضُ [2] .
[وفاة المستنصر باللَّه]
وتُوُفّي المستنصرُ باللَّه [3] .
[بيعة المستعصم باللَّه]
وبُويع ابنه المستعصمُ باللَّه أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن منصور،
الّذِي استُشهد عَلَى يدِ التّتار [4] .
[موت كمال الدين ابن الشَّيْخ]
وفيها سارَ من مصر الجيشُ لمحاصرة الصّالح إسماعيل، وعليهم كمال الدّين
ابن الشَّيْخ، فمات بغزَّة، فقيل: إنه سُقِيَ السُّمَّ [5] .
__________
[1] انظر عن خلاط في: نهاية الأرب 29/ 301، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 182، ودول الإسلام 2/ 145.
[2] انظر عن الوباء في: الحوادث الجامعة 80، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 183، والبداية والنهاية 13/ 161.
[3] انظر ترجمة المستنصر ومصادرها في الوفيات برقم (691) .
[4] خبر البيعة للمستعصم في المصادر المذكورة آنفا.
[5] انظر عن الكمال في: دول الإسلام 2/ 145، والعسجد المسبوك 2/ 515.
(46/48)
[أخذ عدّة مدن ونهبها]
قَالَ سعد الدّين الْجُوينيّ: وفي المحرَّم أخذت التتارُ أرْزَنَ
الرُّوم [1] ، وقتلوا كلَّ من فيها. وانجفلَ أهلُ خِلاط، وتفرَّقوا
خَوْفًا من التتّارِ. ثمّ حكى كسرة الحلبيين للمظفَّر وللخَوارَزميّة.
ثمّ قَالَ: حكى شخصٌ من أهل نصيبين قَالَ:
نُهِبَت نصيبينُ فِي هذه السّنة سبع عشرة مرَّة [2] : من المَوَاصِلة
والمارِدانيّة والفارِقيّة، ولولا بساتيننا هجَّينا فِي البلاد، فما
شاء الله كان.
__________
[1] مفرّج الكروب 5/ 310، السلوك ج 1 ق 2/ 311.
[2] البداية والنهاية 13/ 161.
(46/49)
[تراجم رجال
هذه الطبقة]
سنة إحدى وثلاثين وستمائة
[حرف الألف]
1- أحمدُ بْن أَحْمَد [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد، المنتجب [2] .
أَبُو الْعَبَّاس الدّمشقيّ.
سمع: أبا القاسم الحافظ، وأبا سعد بن عَصْرون. وسمِعَ بعد ذَلِكَ بمصر
من البوصيريّ.
وهو جدُّ صاحبنا شرف الدّين أَحْمَد بْن نصر اللَّه بْن أُسيدة.
كُتُب عَنْهُ جماعةٌ. وروى عَنْهُ بالإجازة فاطمةُ بِنْت سُلَيْمَان،
والفخر إِسْمَاعِيل بْنُ عساكر، وعليُّ بْن هارون الثَّعلبيُّ.
وتُوُفّي فِي رابعَ عشرَ ذي الحِجَّة.
وأصلُه من صُور.
2- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن نصر.
أَبُو الْعَبَّاس، ابن المركب. القَيْسيُّ، الطّبيبُ.
حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ اللَّخْميّ، والقاسمِ بْن
عساكر.
ومات فِي شَعْبان.
3- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر [4] جعْفَر بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بن عبد
الله.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 375، 376،
رقم 2558.
[2] في التكملة: «المنتخب» بالخاء.
[3] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 118،
والمقتضب من تحفة القادم 89، والوافي بالوفيات 6/ 215 رقم 2682.
[4] انظر عن (أحمد بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 355، 356
رقم 2503.
(46/50)
أَبُو الْعَبَّاس، الحَرْبيُّ، المعروفُ
بابنِ عمَّارة.
سَمِعَ من: عُمَر بْن بُنَيْمان المُسْتَعمل، وعَبْد المُغيث بن زهير.
وحدّث.
وللفخر ابن عساكر، ولمحمد بن يوسف الإربليّ، ومحمد ابن الشيرازيّ، منه
إجازةٌ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
وعمَّارة: بالتّشديد، قيَّدهُ المنذريُّ.
4- أَحْمَد بْن عَبْد السيّد [1] بْن شَعْبان بْن مُحَمَّد بْن جَابرِ
بْن قَحْطان.
الأمير الكبير، صلاح الدّين الإرْبِليُّ.
وُلِدَ ونَشَأَ بإرْبِل، وقَدِمَ مصر. وكان حاجبَ الملك المظفّر الدّين
صاحب إرْبِل، فتغيَّر عَلَيْهِ، وسجَنَه مدّة، ثمّ أطلقَه، فقصد الشام
صُحْبة الملك القاهر أيّوب ابن العادل. فخدم الملك المغيث محمود ابن
العادل. فلما تُوُفّي المغيثُ، دخَلَ مصر، وخدم السلطان الملك العادل،
وعظم عنده، وأحبّه.
وكان فقيها، عالما، أديبا، شاعرا مجوّدا، ظريفا، فصيحا. ثمّ إنَّ
الكامل تغيَّر عَلَيْهِ وحبسَهُ سنة ثمان عشرة، فبقي فِي الحبس خمس
سنين، وعَمِلَ:
ما أمرُ تجنِّيك عَلَى الصَّبِّ خَفِي ... أفنيتُ زَماني بالأسَى
والأسَف
ماذا غضبٌ بقدرِ ذَنْبي فلَقَد ... بالغتَ وما أردت إلّا تلفي [2]
ثمّ أوصلهما لبعض القِيان، فغَّنت بِهِ للملك الكامل فأعجبه وقال:
لِمَنْ هذا؟ قِيلَ: للصلاح الإرْبِليّ. فأطْلَقَه، وعاد إلى منزلته.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد السيد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 692، 693،
ووفيات الأعيان 1/ 184- 187 رقم 76، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر)
2/ ورقة 316 رقم 142، ونهاية الأرب 29/ 205، 206، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 156، وتاريخ ابن الوردي 2/ 160، والوافي بالوفيات 7/ 62- 64
رقم 2999، والمقفى الكبير 1/ 499- 501 رقم 484، وشذرات الذهب 5/ 143.
[2] نهاية الأرب 29/ 205، 206، المقفى الكبير 1/ 500، ووفيات الأعيان
1/ 185.
(46/51)
وله «ديوان» ودو بيت كثيرٌ. وله:
يومَ القيامةِ فيهِ ما سَمِعْتَ بِهِ ... مِنْ كُلَّ هَوْلٍ فَكُنْ
مِنْهُ عَلَى حَذَر
يَكْفيكَ مِنْ هَوْلِه أنْ لَسْتَ تبلُغُهُ ... إلَّا إذا ذُقْتَ
طَعْمَ المَوْتِ بالسَّفرِ [1] .
وكان فِي خدمة الكامل حين قصد الروم، فمَرِضَ بالمُعَسكر وحُمِلَ إلى
الرُّها فمات قبل دخولها، ودُفِنَ بظاهرها فِي ذي الحجّة. وعاشَ
سِتِّين سنة. ثمّ نقله ابنهُ بعد أعوام إلى مصر ودفَنَهُ بتربتِه.
وكان الصاحبُ محيي الدّين ابن الْجَوْزيّ قد توجَّه رسولا إلى مصر،
فانتظروه فتأخر أيّاما، فعمل الصّلاح الإرْبِليّ:
قالُوا الرسولُ أتَى وقالوا إنَّهُ ... ما رَامَ يَوْمًا عن دِمَشقَ
نُزُوحًا
ذَهَبَ الزّمانُ وَمَا ظَفَرتُ بمسلمٍ ... يَرْوي الحديثَ عَنِ الرسوِل
صَحِيحا
5- أَحْمَد بْن عَلِيّ [2] بْن ثَبَات [3] .
الْإمَام، أَبُو الْعَبَّاس، الواسطيُّ، الشّافعيُّ، الفَرَضِيُّ،
الحاسبُ.
وُلِد فِي حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وسَمِعَ ببغداد من أَبِي
طَالِب المبارك صاحب ابن الخَلّ.
وكان بصيرا بالفرائض، والحساب، وصنَّف فِيهِ. وانتفع به جماعة.
توفّي في رجب [4] .
__________
[1] وفيات الأعيان 1/ 168.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في: الحوادث الجامعة 37 وفيه: «أحمد بن ثبات
الهمامي الواسطي» ، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 370 رقم 2538، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 552، 553، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 165
ب، والوافي بالوفيات 7/ 199، 200 رقم 313، والعقد المذهب، ورقة 174،
وتوضيح المشتبه 2/ 87، والأعلام 9/ 98، ومعجم المؤلفين 1/ 181.
[3] في الأصل بضم الثاء المثلّثة، وهو خطأ، والصحيح بالفتح كما قيّده
المنذري، وابن ناصر الدين فقالا: بالثاء المثلّثة المفتوحة والباء
الموحّدة المخفّفة وبعد الألف تاء مثنّاة.
[4] وقال صاحب «الحوادث الجامعة» : كان أحد عدول واسط، وتولّى قضاء
الهمامية مدّة ثم ترك ذلك، وقدم بغداد، وأقام بالمدرسة النظامية نحوا
من أربعين سنة، يقرئ الناس علم الحساب والفرائض، وصنّف في ذلك كتبا،
وكان لا يخرج من المدرسة إلا لصلاة الجمعة، مضى على
(46/52)
6- أحمد ابن الموفّق [1] مُحَمَّد بْن
أَبِي الفتح محمود بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عثمان.
الشرفُ، أَبُو الْعَبَّاس، ابن الصابويّ، المحموديُّ، الشّافعيُّ.
حدَّث بدمشق ومصر عن السّلفيّ، وأَبِي الفتح بْن شاتيل.
روى عَنْه: ابن عمّه الجمالُ محمد بن الصابونيّ، والمحيي محمد ابن
الحَرَستانيّ الخطيبُ، وأخوه عَبْد الصَّمد، وسعدُ الخير بنُ أَبِي
القاسم النابُلُسيّ، وأخوه أَبُو الفَرَج نصرٌ، وإِبْرَاهِيم بْن عثمان
اللّمتونيُّ، وأخوه عليٌ، وأَبُو الْحُسَيْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد
اليُونينيُّ، وجماعةٌ.
قال الحافظ المنذريّ [2] : سَمِعْتُ منه، وتُوُفّي فِي ثالث رمضان
بمصر، وسألتُه عن مولده: فذكر ما يدلُّ تقريبا أنه في سنة تسع وستّين
وخمسمائة.
قلتُ: وكان كريمُ النفسِ، دائمَ البِشْر.
7- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد اللَّه بْن محمد.
الشريف، أبو هاشم، الهاشميّ، العباسيّ، الحَلَبيُّ، الشاعرُ، بدرُ
الدّين.
من ذريةِ صالح بْن عَلِيّ الهاشميِّ الأمير عمِّ المنصور، ولم يَزَلْ
آباؤه بحلب منذ وَلِيَها صالحٌ، ولهم وقفٌ عليهم.
وكان شاعرا مجوِّدًا. تُوُفّي فِي رمضان.
8- أَحْمَد بْن مُسلْمِ [4] بْن أَبِي البدر بْن عَبْد الرزّاق.
أَبُو الْعَبَّاس، الرَّاذانيّ، بغداديّ.
__________
[ () ] ذلك عمره إلى أن توفي، وكان شيخا بارد الكلام جدا، من يسمع
كلامه يخاله أبله، فإذا أملى مسائل الحساب أتى بكل حسن (ص 37) .
[1] انظر عن (أحمد بن الموفق) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 371 رقم
2542، وبغية الطلب لابن العديم 3/ ورقة 3 رقم 179، والمقفى الكبير 1/
637 رقم 613.
[2] في التكملة 3/ 371.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 371 رقم
2543.
[4] انظر عن (أحمد بن مسلم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 364 رقم
2522.
(46/53)
سَمِعَ من أَبِي المكارِم المباركِ بْن
مُحَمَّد الباذرائيّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول.
9- أَحْمَد بْن منظور [1] بْن ياسين.
أَبُو الْعَبَّاس العَسْقلانيُّ، ثمّ الْمَصْريّ، الحريريُّ، التّاجرُ،
كهْلٌ.
سَمِعَ مَعَ زكيّ الدّين عَبْد العظيم من جعْفَر بْن آموسان.
وكَتَبَ عَنْهُ زكيُّ الدّين وقال: ماتَ فِي رجبٍ.
10- أَحْمَد بْن يوسف [2] بْن عَلِيّ.
أَبُو العبّاس الكرديّ، الهكّاريّ، الجنديّ.
حدَّث عن السَّلَفِيَّ.
رَوَى عَنْهُ الزّكيُّ المنذريُّ وسألَه عن مولده: فقال: بدمشق فِي سنة
أربعٍ وخمسين. وله غزواتٌ ورباط. وماتَ فِي الثاني والعشرين من ربيعٍ
الآخر.
وروى عَنْهُ الجمالُ مُحَمَّد بْن الصابونيّ، وغيره.
11- إِسْمَاعِيلُ بْن أَبِي جعْفَر [3] أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَبِي
بَكْر.
أَبُو الْحُسَيْن، القُرْطُبيّ، ثمّ الدّمشقيُّ.
وُلِد بدمشق سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وسَمِعَ من: يحيى الثَّقفيّ،
وعَبْد الرَّحْمَن بْن الخرقيّ، وإسماعيل الجنزويّ، وجماعةٍ.
كتبَ عَنْهُ ابن الحاجب، وغيرُه.
وروى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية، وغيرهما.
وبالإجازة الفخرُ بنُ عساكر، وفاطمةُ بِنْت سُليْمان، والقاضي تقيُّ
الدّين، وابنُ الشيرازيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن منظور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 369، 370
رقم 2537.
[2] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 365 رقم
2526.
[3] انظر عن (إسماعيل بن أبي جعفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 372،
373 رقم 2547، وذيل الروضتين 162.
(46/54)
وكان صالحا، زاهدا، وَرِعًا، تقيَّا،
منقبضا عن الناس. وكان مُقرئًا فصيحا، أمَّ بالكلاسة مدّة. وكان كثير
الوَسْواسِ فِي الطهارة.
قَالَ أَبُو شامة [1] : وفي منتصفِ [2] شوَّال تُوُفّي البُرهانُ
إِسْمَاعِيل بْن أَبِي جعْفَر إمامُ الكلاسَة، وكانت لَهُ جنازةٌ
عظيمةٌ. وكان منقطعا بالمنارَة الشَّرْقيّة.
12- إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن باتكين [4] .
أَبُو مُحَمَّد، الْجَوْهريّ.
شيخٌ صالحٌ بغداديٌ، مُسْنِدٌ.
وُلِد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: هبة اللَّه بْن هلال الدّقّاق، وأَبِي المعالي عُمَر بْن
عَلِيّ الصَّيْرفيّ، وابن البَطِّي، وأَبِي زُرْعَة، ويحيى بْن ثابت،
والقاضي أَبِي عبد الله محمد بْن عبد الله بْن البَيْضاويّ، وأَحْمَد
بْن المُقرَّب، وعَبْد اللَّه بْن سَعد خُرَيْفة، وشُهْدَةَ، وجماعةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أحمد ابن الجوهريّ، وعمر ابن الحاجب، وعزّ الدّين أحمد
الفاروثيّ، والمحبّ ابن النجّار، وابن نقطة.
وأجاز للفخر ابن عساكر، وفاطمة بنتِ سُلَيْمَان، والقاضي الحنبليِّ،
وغيرهم.
ومن مسموعه كتاب «المغازي» لعبد الرزّاق [5] ، سمعه من ابن البَطِّي،
أخبرنا جعْفَر الحكاكُ، أخبرنا محمد بن الحسين الصّنعانيّ، عن
النّقويّ، عن
__________
[1] في ذيل الروضتين 162.
[2] في المطبوع من ذيل الروضتين: «الخامس» ، وسقطت منه كلمة «عشر» .
[3] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 147، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 374 رقم 2554، وسير أعلام
النبلاء 22/ 356، 357 رقم 221، والعبر 5/ 123، 124، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 332، 333، والمعين في طبقات المحدّثين 195 رقم 2069، والوافي
بالوفيات 9/ 165 رقم 4077، والنجوم الزاهرة 6/ 286، وشذرات الذهب 5/
844.
[4] تصحّف في (المعين) إلى: «ماتكين» .
[5] «المغازي» من كتاب «المصنّف» لعبد الرزاق بن همّام الصنعاني
المتوفى سنة 211 هـ. انظر الجزء الخامس من طبعة المكتب الإسلامي،
بيروت.
(46/55)
الدَّبَريّ [1] ، عَنْهُ. وسَمِعَ كتاب
«المغازي» لموسى بْن عُقبة، من ابن المُقرَّب:
أخبرنا أَبُو طاهر ابن الباقلانيِّ. وسَمِعَ كتاب «مُسنِد»
الطَّيَالِسيّ، من ابن البطِّي:
أخبرنا حمد الحدّاد.
سَمِعَ الكتبَ الثلاثة منه أبو العبّاس ابن الْجَوْهريّ.
قَالَ ابن نُقْطة: سَمِعْتُ منه، وسماعه صَحِيح.
وقال غيره: شيخ صالح، ثقة، مسند.
تُوُفّي فِي الرابع والعشرين من ذي القِعْدة. وقد تفرّد بإجازته أبو
نصر ابن الشيرازيّ.
13- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي طَالِب [2] المبارك بْن عبد الخالق.
أبو أحمد، ابن الغضائريّ، البغداديّ.
ولد سنة ستّين وخمسمائة.
وحدّث عن شُهْدة. وكان تاجرا.
روى لنا عَنْهُ بالإجازة إِسْمَاعِيل بنُ عساكر، وابنُ عمِّه البهاء.
مات فِي ربيع الأول.
14- آمنةُ بنتُ الزَّاهد أَبِي عُمَر [3] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن قُدامة.
الصالحةُ، العابدةُ، أمُّ أَحْمَد، المقرئةُ.
كَانَ البناتُ بالدّير [4] يقرأْنَ عليها. وكانت حافظة لكتابِ اللَّهِ.
رَوَتْ بالإجازة عن أَبي الفتح بْن البطيَّ، وابن المقرَّب، وسعدِ
اللَّه بن الدّجاجيّ.
روى عنها: أخوها الشيخ شمس الدّين، والفخر عليّ، والشمس محمد ابن
الكمال.
__________
[1] الدبري هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد، راوي كتب عبد
الرزاق عنه.
[2] انظر عن (إسماعيل بن أبي طالب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 363
رقم 2517.
[3] انظر عن (آمنة بنت أبي عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 371 رقم
2544.
[4] هو دير المقادسة بجبل قاسيون.
(46/56)
قال ابن الحاجب: قرأت القرآن عَلَى والدها.
وقال لي الحافظُ الضياء: ما أعلمُ رأيتُ امرأة ولا رجلا في الخبر
مثلها. وسافرتُ معها إلى مَكّة. وما أظنُّ كاتِبيها [1] كتبا عليها
خطيئة، ولا أعرف لها سيّئة. وكانت كثيرة الصدقة.
ولدت سنة خمسٍ وخمسين بجبلِ قاسِيُون، وتُوفّيت فِي سَلْخ رمضان.
قلتُ: آخر من روى عَنْها بالإجازة القاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وهي
عمَّةُ جدِّه.
وتُوفَيت أختها خديجة بعد جُمُعة.
[حرف الباء]
15- بسَّامُ بْن أَحْمَد [2] بْن حُبَيش [3] بْن عُمَر بْن عَبْد
اللَّه بْن شاكر.
أَبُو الرِّضى، الغافقيُّ، الجيَّانيُّ، نزيلُ مالَقة.
سَمِع من: أَبِيهِ، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخّار، وأبي جعْفَر بْن
مضاءٍ، ويحيى بْن نجبة بْن يحيى، وأبي القاسم بْن بَشْكُوال. وروى أيضا
عن أَبِي زيد السُّهَيْلي، وأَبِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه،
وجماعةٍ.
قَالَ الأبار [4] : وكان من أهلِ الفضلِ، والورع، والعنايةِ بالحديث.
وله حظّ من العربية والشعر. ووَلِيَ القضاء بالمُنكَّب، وغيرها.
وحدَّث. وتُوُفّي فِي عاشر شَعْبان بمالَقة. ووُلِدَ سنة سبعٍ وخمسين
وخمسمائة.
[حرف الثاء]
16- ثابتُ بْن تاوان [5] بْن أَحْمَد.
__________
[1] أي الملكان الكاتبان لأعمال ابن آدم. وفي الأصل: «كاتباها» .
[2] انظر عن (بسّام بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 226،
والوافي بالوفيات 10/ 128 رقم 4589.
[3] تصحّف إلى: «حبيب» في تكملة الصلة.
[4] في التكملة 1/ 226.
[5] انظر عن (ثابت بن تاوان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 366، 367
رقم 2529، وذيل
(46/57)
الْإمَام، نجم الدّين، أَبُو البقاء،
التَّفليسيُّ، الصُّوفيّ.
حدّث عن أبي الفرج ابن الْجَوْزيّ، وغيره.
وكان صوفيّا جليلا، معظَّمًا، نبيلا، لَهُ معرفةٌ بالفقه، والأصول،
والعربية، والأخبار، والشعر، والسُّلوك. وكان صاحب رياضات ومجاهدات.
وكان من كبارِ أصحاب الشَّيْخ شهاب الدين السُّهْرَوَرْدِي وأذِنَ له
أن يُصْلِح ما رَأَى فِي تصانيفه من الخللِ.
قَدِمَ دمشقَ وكان شيخ الأسدية [1] ، وشيخ المُنَيْبع. وله كلام فِي
التّصوّف، وشعرٌ حَسَن.
قَالَ أَبُو شامة [2] : كَانَ كبيرَ المحلَّ، حسن الأخلاق، مشتغلا
بعملي الشريعة والحقيقة.
وقال المنذريُّ [3] : قَدِمَ مصرَ رسولا من الديوان العزيز، ولم يتّفق
لي الاجتماعٌ بِهِ.
قلتُ: وهو مليحُ الكتابة، نسخ الأجزاء، وعُنيّ بالرواية سنة نيَّفٍ
وعشرين، وسَمَّعَ ولدهُ.
وولد سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. وتُوُفّي فِي سابع جُمَادَى الأولى.
روى عَنْهُ الجمال ابن الصابونيّ، وبالإذن البهاء ابن عساكر [4] .
__________
[ () ] الروضتين 162 وفيه: «ناوان» بالنون، وتاريخ إربل 1/ 258- 270
رقم 156، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والنجوم الزاهرة 6/ 286.
[1] هي الخانقاه الأسدية (الدارس 2/ 139) .
[2] في ذيل الروضتين 162.
[3] في التكملة 3/ 366.
[4] أنشد في أبي طالب المكيّ مؤلّف «قوت القلوب» في 15 ربيع الآخر سنة
612:
سقى الله ترب أبي طالب ... من السلسبيل بمزن سكوب
وجازاه بالفضل أسنى الجزاء ... على حسن تأليف «قوت القلوب»
لقاه نضرة دار النعيم ... وأسكنه في جوار الحبيب
كما ضمّن «القوت» سرّ العلوم ... وأودعه كلّ معنى عجيب
إشارته من وراء العقول ... وأسراره من مطاوي الغروب
(46/58)
17- ثعلبُ بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد
الواحد، القاضي، رضيُّ الدّين.
أَبُو العبّاس، الْمَصْريّ، الشّافعيُّ، الفقيهُ، الخطيبُ، العَدْلُ.
تفقَّه عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن حَمُّوَيْه الْجُوَينيّ شيخ الشيوخِ.
وشَهِدَ عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن ابن السُّكّريّ، ومن
بعده.
ووَلِيَ القضاء بالجيزة، والخطابة بالجامع المجاور لضريحِ الشافعيّ.
وتوفّي فِي ذي الحجة.
[حرف الحاء]
18- الْحَسَن بْن أَبِي طَالِب [2] صفيّ الدّين.
__________
[ () ]
ويكشف للمرء عن نفسه ... مكان الهوى وخفايا العيوب
متى خصّ عبد بهذا الكتاب ... وفهّمه الله فهم اللّبيب
فلا مسّه نصب بعده ... ولا مسّه أبدا من لغوب
قال ابن المستوفي: هذه الأبيات كتبها أبو البقاء هذا بخطه على جزء من
كتاب «قوت القلوب» الّذي بيد شيخنا أبي الذهب أميري بن بختيار الأشنهي،
قرأتها على الجزء وسألته عنها، فذكر قائلها وأنشدنيها عنه، ثم غبرت مدة
طويلة فأخذتها عن ثابت نفسه. وثابت هذا شاب صوفي صحب الشيخ أبا عبد
الله عمر بن محمد السهروردي وتآدى بصحبته. ورد إربل موات ونزل بخانقاه
الجنينة، فيه ذكاء وله طبع مؤات في نظم الشعر. وسمع على السهروردي
الحديث.
ومن شعر أبي البقاء ما أنشدته عنه ونقلته من خطه- وكان يكتب حسنا-
قوله:
أعقلوا الأخبار عقل ... الرأي لا عقل الرواية
فكثير من رواها ... وقليل ذو الرعاية
وقوله، وأنشدته عنه ونقلته من خطه أيضا:
يا هادما منذ الولادة عمره ... مهلا فما المهدوم إلّا زائل
إنّ الحياة حكت بناء مائلا ... حتى متى يبقى البناء المائل
ها أنت في نفس السلامة هالك ... إذ بتّ في حال الأمانة راحل
وأنشدت عنه ونقلته من خطه من أبيات:
يشير باللين قوم ... وهم الشداد الغلاظ
لهم قلوب نيام ... وألسن أيقاظ
[1] انظر عن (ثعلب بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 376، 377
رقم 2561، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 53 (8/ 136) ، والعقد
المذهب لابن الملقّن، ورقة 178.
[2] أدرج المؤلّف- رحمه الله- هذه الترجمة في وفيات سنة 632 هـ. ثم
أشار بتحويلها إلى هنا.
(46/59)
البغداديّ، الأديبُ.
جاوَرَ بالمدينة، وكتبَ لصاحبِ المدينة، ثمّ وَزَرَ لَهُ، واشتدَّ
عَلَى قَمْع المفسدين، فوثَبَ عَلَيْهِ جماعةٌ عَلَى باب المسجد
النبويّ فضربوه بأسيافهم وقتلوه داخلَ المسجد فِي آخر سنة إحدى
وثلاثين.
19- الْحَسَن بْن مُحَمَّد [1] بْن سَكَن [2] .
أَبُو عَلِيّ، المَوْصِليّ. شيخٌ، رئيسٌ، أديبٌ، شاعرٌ.
تُوُفّي فِي ذي الحِجّة، وهو فِي عَشْر التّسعين.
20- الْحُسَيْن بْن أَبِي بكرٍ المبارك [3] بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن
مُسلْمِ. الشَّيْخ سراج الدّين.
أَبُو عَبْد اللَّه، الرَّبَعِيُّ، الزَّبيديُّ الأصل، البغداديّ،
الفقيهُ الحنبليُّ، البابصريُّ، الفَرَسيُّ- نسبة إلى ربيعة الفَرَسِ-.
وُلِد سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة تقريبا، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين.
وسَمِعَ من: جدّه، وأبي الوقت السّجزيّ، وأبي الفتوح الطائيِّ، وأَبِي
زُرْعَة المَقْدِسيِّ، وأَبِي حامد الغَرْناطيّ، وأَبِي زيد جعْفَر بْن
زيد الحَمَويّ، وغيرهم.
وأجاز لَهُ أَبُو عَلِيّ الخزَّاز، وغيره.
وحدّث ببغداد، ودمشق، وحلب.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 155.
[2] تصحّف إلى «سكر» في (المختار) .
[3] انظر عن (الحسين بن المبارك) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
(باريس 5921) ورقة 199، والمطبوع 15/ 175، 333، والتكملة لوفيات النقلة
3/ 361 رقم 2512، والإعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، ودول
الإسلام 2/ 136، والعبر 5/ 126، وسير أعلام النبلاء 22/ 357- 359 رقم
222، والمختصر المحتاج إليه 2/ 44، 45 رقم 627، ونهاية الأرب 29/ 203،
204، والوافي بالوفيات 13/ 30، 31 رقم 28، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة
61، والجواهر المضية 1/ 216، والمنهج الأحمد 366، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 188، 189 رقم 306، ومختصره 65، والبداية والنهاية 13/ 133،
وذيل التقييد للفاسي 1/ 517، 518 رقم 1011، والمقصد الأرشد، رقم 377،
والنجوم الزاهرة 6/ 286، وذيل تذكرة الحفاظ 259، والدرّ المنضّد 1/ 365
رقم 1020، وشذرات الذهب 5/ 144، وديوان الإسلام 2/ 405 رقم 1092،
ودائرة معارف البستاني 3/ 132.
(46/60)
وكان فقيها، فاضلا، دَينًا، خيّرا، حسن
الأخلاق، مُتواضعًا، درَّس بمدرسة الوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هبيرة.
وحدَّث عَنْهُ خلقٌ لَا يُحصَوْنَ، منهم: أَبُو عبد اللَّه
الدُّبَيثِيُّ [1] ، والضياءُ، والبِرْزاليُّ، وابن أبي عُمَر، وسالم
بْن ركاب، وعمر بْن محمود الرّقّيّ، ونصر بن عبيد السّواديّ، والشهابُ
أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخَرَزيُّ، والشَّيْخ إِبْرَاهِيم بْن عبد
اللَّه الأُرْمَويُّ، والتقيُّ عُمَر بْن يعقوب الإربليّ، والمنصور
محمود ابن الملك الصالح إسماعيل، والحافظ محمد بن السعيد شاهنشاه ابن
الأمجد، والمفتي تاجُ الدّين عَبْد الرَّحْمَن، والخطيبان: محيي الدّين
محمد ابن الحَرَستاني، وجمال الدّين عَبْد الكافي، ومجد الدّين يوسف
ابن المهتار، ومحيي الدّين يحيى ابن القلانسيّ، ومجدُ الدّين مُحَمَّد
بْن أَحْمَد بْن أَبِي طَالِب الأَنْصَارِيّ، ومحيي الدّين يحيى بْن
عَلِيّ المُوسَويُّ الحُسَينيُّ، وسعدُ الخير ونصرٌ ابنا النابُلُسيّ،
وعلاءُ الدّين عَلِيّ بْن مُحَمَّد المرَّاكِشِيّ، والكمالُ مُحَمَّد
بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر الحَمَويُّ، والرشيدُ عثمانُ بْن
أَبِي الفضل بْن المُحَبَّر الحنبليُّ، والبدُر يوسفُ بْن إِبْرَاهِيم
الزَّرَّاد سِبْطُ ابن الحنبليِّ، والحاجُّ عَبْد الرَّحْمَن بْن
عَبَّاس الخبّاز، والمحيي يحيى بْن أَحْمَد بْن المُعَلِّم، والفخرُ
عُمَر بْن يحيى الكَرَجيُّ، والعماد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
حسّان الخطيبُ، وبدرٌ الأتابكيُّ، والمُعَمرَّ العمادُ أَبُو بَكْر بنُ
هلال بْن عيّاد الحنفيُّ، والصفيُّ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم
الشَّقْراويُّ، والكمالُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الفَرنثيُّ.
وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن اليونينيُّ، والكمالُ عَبْد
اللَّه بْن قوّام، والشمسُ مُحَمَّد بْن هاشم الْعَبَّاسيُّ، والنجمُ
أَبُو تَغْلِب الفاروتيُّ، والعمادُ يوسف ابن الشقاريِّ، والشرف
أَحْمَد بْن عساكر، والأمينُ أَحْمَد بْن رَسْلان، والعمادُ أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن سعد، والعزّ إسماعيل ابن الفرّاء، وعليّ بْن عثمان
اللَّمْتونيُّ، وعليّ، وعمر، وأَبُو بكرٍ بنو ابن عَبْد الدّائم،
ومُحَمَّد بْن نوال الرُّصافيّ، وأَبُو بَكْر بْن عَجْرَمة الحجّارُ،
والشمسُ مُحَمَّد بْن حازم، وعليّ بْن بقاءٍ الزاهدُ، والبدرُ يوسف بْن
عطاء، والعزُّ أحمد ابن العماد، ونصرُ اللَّه بْن عَيَّاش، وأَحْمَد
بْن
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 175.
(46/61)
إِبْرَاهِيم الرُّقوقيُّ، وعُمَر بْن أَبِي
الفتوح الصَّحْراويُّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي الذّكر الصقليّ، والعمادُ
عَبْد الحافظ بن بدران، ويحيى ابن العدل، وأحمد ابن المجاهد، وأَحْمَد
بْن عزيز اليونينيُّ، ومُحَمَّد بْن قايماز الطّحّان، ومحمد بن عليّ
ابن الواسطيِّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر المَقْبُريُّ، وسونج
التّركمانيّ، وعبد الصمد ابن الحّرَسْتانيّ، وعبد الحميد بْن خَوْلان،
وأحمد بْن أَبِي بَكْر الهَمَذَانيّ، ومُحَمَّد بْن يوسف الذهبيُّ،
ونصرُ بْن أَبِي الضّوْءِ الفاميُّ الزَّبَدانيُّ، وعبد الدّائم بْن
أَحْمَد القبّانيُّ، وأَحْمَد بْن زَيْد الجمّالُ، وعيسى بْن أَبِي
مُحَمَّد المغاريُّ، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الثَّعْلَبيُّ، والتّقيُّ
أَحْمَد بْن مؤمن، وسُنْقُر القضائيّ الحَلَبيّ، والشرفُ عُمَر بْن
مُحَمَّد الفارسيّ، والقاضي عَلِيّ بْن أَحْمَد الحنفيُّ، والشهابُ
مُحَمَّد بْن مشرَّف التاجرُ، والمفتي رشيدُ الدّين إسماعيل ابن
المُعَلِّم، والبدرُ حسن بْن أَحْمَد بْن عطاء، وعيسى المُطْعِّمُ،
والقاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان بْن قدامة، وعثمانُ بْن إِبْرَاهِيم
الحِمْصيّ، وأَحْمَد بْن أَبِي طَالِب الحجّارُ، وخديجةُ بِنْت سَعْد،
وهديةُ بنتُ عَبدِ الحميد، وخديجةُ بنتُ الرَّضيِّ، وفاطمةُ بِنْت
الآمِدِيِّ، وخديجة بنتُ المراتبيّ، وفاطمة بنتُ البطائحيّ، وزينبُ
بِنْت الإسعرديّ، وستُّ الوزراء بِنْت المُنَجَّى، وهديةُ بنتُ عسكر،
وفاطمة بِنْت الفرَّاء.
قرأت بخطّ السيف ابن المجد قَالَ: بَقِيَ فِي نفسي عند سفري من بغداد
سنة ثلاثين أنَّني أقدم بلا شيخ يروي «البخاريّ» . ثمّ ذكر قصة ابن
روزبه، وأنه سفَّره فِي سنة ستٍّ وعشرين وأعطوْهُ خمسين دينارا من عند
الصالح العادل، فلما وَصَلَ إلى رأس عينٍ، أرغبوه، فقَعَد وسمعوا منه
«الْبُخَارِيّ» . ثمّ سارَ فأرغَبُوه فِي حرَّان وسَمِعُوا منه الكتاب،
ثمّ فَعَلَ بِهِ أهلُ حَلَب كذلك وحَرِصُوا أن لَا يصلَ إلى دمشق،
وخوَّفوه من حِصَار دمشق، فرَجَعَ إلى بغداد. قَالَ السيفُ: فمَضيتُ
إِلَيْهِ وقد ذاق الكسب، فإنّه حصل لَهُ أكثر من مائة دينار فاشتطَّ
علينا، واشترط جملة ومن يخدمه، ونفقة عند أهلَهُ وتردَّد مَعَ ذَلِكَ،
فكلَّمنا أبا الحسن ابن القطيعيّ فاشترط مثل ذَلِكَ. فمضيتُ إلى أَبِي
عبد الله ابن الزَّبيديِّ، وأنا لَا أطمعُ بِهِ فقال: نستخيرُ اللَّه،
ثم قَالَ: لَا تُعْلِمْ أحدا، وحرَّضَهُ عَلَى التّوجُّه ابنه عُمَر،
وكان عَلَى الشَّيْخ دينٌ نحو سبعين دينارا، فلأجله ذكر أنّه يسافرُ،
فرافقناه. فكان خفيف المؤنة، كثير الاحتمالِ، حسنَ الصُّحبة، كثيرَ
الذِّكر، فنِعْمَ الصاحبُ كَانَ.
(46/62)
قلت: ولمّا قَدِمَ، فَرحَ السلطانُ الأشرفُ
بقدومه وذلك فِي أثناء رمضان، فأخذه إلى القلعة ولازَمه وسَمِعَ منه
«الصحيح» فِي أيامٍ يسيرةٍ. ثمّ نَزَلَ إلى دار الحديث الأشرفية وقد
فُتِحَت من نحو شهر، فَحَشَد الناسُ لَهُ وتزاحموا عَلَيْهِ وفرغوا
عَلَيْهِ «الصحيح» فِي شوَّال. ثمّ حدّث بالكتاب وب «مسند» الشافعيّ
بالْجَبَل، واشتهرَ اسمه وبعُد صيتُه. ثمّ سافر فِي الحالِ إلى بلده،
فدخل بغداد متمرّضا، وتُوُفّي- إلى رحمةِ اللَّه- فِي الثالث والعشرين
من صفرٍ، ودُفن بمقبُرَة جامع المنصور. وقد حدَّث من بيته جماعةٌ.
[حرف الخاء]
21- خديجة بِنْت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس الحرّانيّ.
سَمِعْت من والدِها «جزء» الحفّار.
كتبَ عَنْهَا ابن الْجَوْهريّ، وغيره. وروى عنها بالإجازة القاضي تقيُّ
الدّين سُلَيْمَان، وسعدُ الدّين، والبهاء ابن عساكر، وغيرهم.
ولا أعلم متى توفّيت، إنّما كَتَبْتُها عَلَى التّخمين هُنا.
22- الخَضِرُ بْن بَدْران [1] بْن بُغْرا [2] .
الأديبُ، أَبُو الْعَبَّاس، التُّرْكيّ، الشَّاعرُ.
من أولاد الأمراءِ المصريّين. وله شعرُ كثيرٌ [3] .
__________
[1] انظر عن (الخضر بن بدران) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 364 رقم
2523، والمقفى الكبير للمقريزي 3/ 793 رقم 1396.
[2] في المطبوع من تاريخ الإسلام (وفيات 631 هـ) ص 50 رقم 22 «بغزا»
بالزاي، والمثبت يتفق مع (المقفى 3/ 793) ، وفي تكملة المنذري: «بغرى»
بالألف المقصورة وقال: بضم الياء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وبعدها
راء مهملة وألف.
[3] ومنه:
عرّج بسكّان الغضا ... وقل لهم معرّضا:
متى ترقّوا في الهوى ... لعاشق لن يغمضا
هجرانكم ما ينقضي ... ووصلكم لا يقتضي
يا قاتلي بهجره ... دون الورى، متى الرضا؟
(46/63)
وكان شيخا كبيرا. عاش ثمانيا وثمانين سنة.
كُتُب عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ، وغيره.
ومات فِي ربيعٍ الأوّل [1] .
[حرف الزاي]
23- زكريا بْن عَلِيّ [2] بْن أَبِي القاسم حسّان بْن عَلِيّ بْن
حُسين.
أَبُو يحيى، السَّقلاطونيُّ، الحَرِيميُّ، الصُّوفيّ، المعروفُ بابن
العُلْبي [3] .
وُلِد فِي أولِ سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِيهِ، ومن أَبِي الوَقْتِ، وأبي المعالي ابن اللّحّاس.
روى عنه: ابن النجّار، والسيف ابن المجد، والشرف ابن النابلسيّ، والمجد
عبد العزيز ابن الخليليّ، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس عبد الرحمن
ابن الزّين، والشهاب الأبرقوهيّ، والعماد إسماعيل ابن الطّبّال شيخ
المستنصرية، وبالإجازة الفخر إسماعيل ابن عساكر، وفاطمةُ بِنْت
سُليمان، وأَبُو نصرٍ مُحَمَّد بن محمد ابن الشّيرازيّ، والقاضي تقيُّ
الدّين.
وكان من صوفية رباط أَبِي النّجيب السُّهْرَوَرْدِي، وكان ساكنا لَا
يكادُ يتكلّم إلّا جوابا.
وقرأتُ بخطّ السيف قَالَ: رأيتُ أسمَه قد أُلحق فِي طبقة «مسند» عبد
[4] .
__________
[ () ]
متى أرى لسوء ... حظّي الوصل منكم أبيضا؟
(المقفى) .
[1] ومولده في سنة 543 هـ.
[2] انظر عن (زكريا بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 362 رقم
2514، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والمعين في طبقات المحدثين 195
رقم 2070، والمختصر المحتاج إليه 2/ 73، 74 رقم 671، والعبر 5/ 124،
وسير أعلام النبلاء 22/ 359، 360 رقم 223، والنجوم الزاهرة 6/ 286،
وشذرات الذهب 5/ 144.
[3] العلبيّ: بضم العين المهملة وسكون اللام، وبعدها باء موحّدة مكسورة
وياء النسب. قال المنذري: وقيّدها بعضهم بفتح اللام. والأول هو
المشهور.
[4] هو «عبد بن حميد» .
(46/64)
وقد كَانَ فِي الآخر يطلبُ عَلَى السماع
أجْرًا، ويُصَرِّحُ بِهِ. فسمِعَ عَلَيْهِ جماعةٌ كتاب «الدّارِميّ»
وكتاب «ذمِّ الكلامِ» وعند إنهائه قَالُوا: قد بَقِيَ منه شيء إلى غدٍ
أو نعطيك شيئا؟ ثمّ لم يعودوا إِلَيْهِ، فكان يشتمهم وينالُ منهم.
قلت: ماتَ فِي أول ربيع الأوّل.
[حرف السين]
24- سعيدُ بْن أَبِي المظفَّر [1] ، البَنْدَنيجيُّ.
عُرِفَ بابن عُفَيْجة.
سَمِعَ من عَبْد الحقِّ.
ومات فِي جُمَادَى الأولى.
25- سُلَيْمَانُ بْن مظفَّر [2] بْن غنائم.
الإمامُ رضيُّ الدّين، أَبُو دَاوُد، الجيليُّ، الشّافعيُّ.
تفقَّه ببغداد بالنظاميّة، ودرَّسَ، وأفتى، وصنَّف، وبَرَعَ فِي
المذهب.
وحدَّث بالإجازة عن الْإمَام النّاصر لدين اللَّه.
وتفقَّه عَلَيْهِ جماعةٌ كثيرة، ونُدِبَ إلى مشيخة الرباط الكبير
فامتنع. وطُلِبَ للقضاء فامتنع.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خلِّكان [3] : كَانَ من أكابر فُضلاءِ
عصره.
وصنَّف كتابا فِي الفقه يدخل فِي خمس عشرة مجلّدة. وعرضت عليه المناصب،
__________
[1] انظر عن (سعيد بن أبي المظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 366
رقم 2528.
[2] انظر عن (سليمان بن مظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 362 رقم
2515، والمختار من تاريخ ابن الجزري 154، وسير أعلام النبلاء 22/ 370
رقم 235، وطبقات الشافعية للأسنوي 1/ 376، 377 وفيه: «سلمان» ، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 56 (8/ 148) ، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة
188 ب، والبداية والنهاية 13/ 141 وفيه: «أبو سلمان بن المظفر» وهو
وهم، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 166 أ، والوافي بالوفيات 15/ 428
رقم 580، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 78، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 2/ 404، 405 رقم 373، وكشف الظنون 1/ 489، ومعجم المؤلّفين
4/ 276.
[3] ذكره في ترجمة شرف الدّين ابن منعة (1/ 109) .
(46/65)
فلم يفعل. وكان ديِّنًا، نيَّفٍ عَلَى
الستّين. وتُوُفّي فِي ثاني ربيع الأول. وكان ملازما لبيته، حافظا
لوقته.
- السيفُ الآمِديّ.
اسمه عَلِيُّ بْن أَبِي عَلِيّ [1] .
[حرف الشين]
26- شهريارُ بْن أَبِي بَكْر [2] بْن أَبِي الكَرَمِ.
أَبُو أَحْمَد، البغداديّ، النَّساجُ، الفقيرُ.
رجلٌ صالحٌ.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن بركة الحلّاج، وعَلِيّ بْن يحيى ابن الطَّرّاح.
كُتُب عَنْهُ ابن الحاجب، وغيره.
ورَّخَهُ المنذريُّ بالسَّنة.
[حرف الصاد]
27- صُهَيْب بْن عبد المُهيمن [3] .
أَبُو يحيى، المرّاكشيُّ.
سَمِعَ «الموطّأ» من أبي بكر ابن الجدَّ، وأَبِي عَبْد اللَّه بْن
زَرْقون.
سَمِعَ منه ابن فَرْتون بفاس.
وقال الأبّارُ: تُوُفّي فِي رمضان.
[حرف الطاء]
28- طالبُ بْن شمائل بن أحمد الغسّانيّ.
المعروف بابن الدّندان الدّارانيّ.
سمع الحافظ ابن عساكر.
وحدَّث عَنْهُ الزّكي البِرْزاليُّ، وغيره. وأجاز لجماعة.
__________
[1] ستأتي ترجمته برقم (45) .
[2] انظر عن (شهريار بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 377،
378 رقم 2564.
[3] انظر عن (صهيب بن عبد المهيمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
769.
(46/66)
تُوُفّي فِي المحرَّم عن اثنتين وثمانين
سنة.
29- طُغْريل [1] ، الأمير الكبير شهابُ الدّين.
أتابَك السلطان الملك العزيز صاحبُ حلب، ومدبِّر دولته.
كَانَ خادما، رئيسا، من كبار الأمراء الظّاهرية. لمّا تُوُفّي أستاذُه،
قام بأمرِ ولده الملكُ العزيز أتمَّ قيام. وحَفِظَ عَلَيْهِ البلاد،
واستمالَ الملكَ الأشرف حتّى أعانهم ودافَعَ عنْهُم.
وكان طُغريلُ صالحا، ديِّنًا، صاحب ليلٍ وبكاءٍ. وكان كثيرَ الصّدقات،
وافرَ الخيرات. كَان الملكُ الأشرف يَقُولُ: إن كَانَ للَّه فِي الأرض
وليُّ، فهو هذا الخادم. ولمّا استعاد الأشرفُ تلَّ باشرٍ، دفعها لَهُ،
وقال: هذه تكونُ برسم صدقاتك، فإنَّك لَا تتصرّف فِي أموال الصغير.
وكان قد طهَّر حلب من الفِسقِ والخمور والمكوس والفُجورِ، قاله أَبُو
المظفَّر الْجَوْزيّ [2] .
تُوُفّي بحلب فِي حادي عشر المحرَّم، ودُفِنَ بباب أربعين [3] .
وقد حدَّث عن الصالح أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الفاسي.
30- طيٌّ الْمَصْريّ [4] .
الفقيرُ الصالحُ، مريدُ الشَّيْخ مُحَمَّد القَرَويّ.
قدِمَ الشام وانقطع إلى العبادة بزاويته بدمشق بناحية عُقْبة الكتّان.
وكان كيِّسًا، لطيفًا، ذا مروءةٍ، صَحِبَه جماعةٌ.
__________
[1] انظر عن (طغريل الأمير) في: التاريخ المنصوري 257، ومرآة الزمان ج
8 ق 2/ 685، ومفرّج الكروب 5/ 72، 73، وزبدة الحلب 3/ 215، 216،
والأعلاق الخطيرة ج 8 ق 1/ 94، 103، 123، 124، ووفيات الأعيان 7/ 100
رقم (383) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 154، ونهاية الأرب 29/ 202،
203، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والعبر 5/ 125، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 154، وتاريخ ابن الوردي 2/ 159، والوافي بالوفيات 16/
457، 458 رقم 493، والنجوم الزاهرة 6/ 286، وشذرات الذهب 5/ 145.
[2] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 685.
[3] وقال ابن خلكان: ودفن بمدرسته الحنفية خارج باب أربعين ... وحضرت
الصلاة عليه ودفنه.
[4] انظر عن (طيّ المصري) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 686، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 155، والبداية والنهاية 13/ 141، والنجوم الزاهرة 6/
285، والدارس 2/ 205.
(46/67)
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [1] : كانت مجالسي
تطيبُ بحضوره.
قلتُ: دُفِنَ بزاويته. ونسبه بعضهم إلى الزَّوكرة [2] والمحال. ولمّا
مَرِضَ، نزل الملك الأشرف فعاده. فلمّا تُوُفّي أوصى السلطان عَلَى
أولاده، وقرَّر ابنه فِي المشيخة. وكان الحريريةُ ينالونَ من طيٍّ
ويؤذونه.
قَالَ العزُّ النّسّابة: مات شابا، وحضره خلقٌ، وخلَّفَ جملة.
[حرف العين]
31- الْعَبَّاسُ، الأميرُ [3] .
أَبُو عبد اللَّه أخو الْإمَام الخليفة المستنصر باللَّه.
تُوُفّي فِي المحرَّم، وغسَّلَهُ عَبْد العزيز بْن دُلف. وعُمِلتَ
فِيهِ المراثي.
32- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد [4] الواعظ.
أَبُو مُحَمَّد، ابن الكمال الأنباريّ صاحب العربية.
ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن شاتيل. وحدَّث.
ومات فِي صفر.
33- عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5]
بْنِ عُفَير.
أَبُو مُحَمَّد، الأُمَويّ، مولاهم، البَلَنْسِيُّ، المحدِّثُ.
سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وحجَّ فسَمِعَ من يونس بن
يحيى الهاشميّ،
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 686.
[2] الزوكرة: لفظة مغربية معناها: النفاق (انظر نفح الطيب: 3/ 328
وتكملة المعاجم العربية- دوزي:
5/ 342) .
[3] انظر عن (العباس الأمير) في: الحوادث الجامعة 35، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 153، والوافي بالوفيات 16/ 659 رقم 710 وفيه: «العباس
الأمير عبد الله» وقالت محققته الدكتورة وداد القاضي (بالحاشية) : كذا
في النسخ جميعا، وهو غريب. ولم يتبيّن لي وجه الصواب فيه.
[4] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمد) في:
التكملة لوفيات النقلة 3/ 360 رقم 2509.
[5] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد
الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 896- 898.
(46/68)
وزاهر بْن رُسْتُم. ودخل العراق وخُراسان
والشام. وسَمِعَ من عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وعُمَر بْن
طَبَرْزَد، والمؤيَّد الطُّوسيّ، والتّاج الكندي، سَمِعَ منه «تاريخ
بغداد» [1] . وسمع «الموطّأ» ، و «صحيح» مُسلْمِ من المُؤيَّد. ثم قفل
إلى المغرب.
وحدّث بتونس.
وتوفّي بعد الثلاثين وستمائة. قاله الأبّار.
34- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الودود [2] بْن مُحَمَّد.
أَبُو السعود، البصْريُّ، المعروفُ بابن الدَّبَّاس.
سَمِعَ من عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن سليخ.
وماتَ فِي ربيع الأول.
35- عَبْدِ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حُسين [3] .
أَبُو مُحَمَّد، العَبْدَريُّ، الغَرْناطيُّ، الكوَّاب.
روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن كَوثر، وأَبِي خَالِد بْن رفاعة.
وتصدَّر لإقراء القرآن.
وكان وَرِعًا، صالحا، خطيبا ببلده.
تُوُفّي عن خمسٍ وسبعين سنة.
ومن الطلبة من سمَّاه: عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مجاهد.
وقد قرأ بالسبع عَلَى الخطيب مُحَمَّد بْن عَرُوس الغرناطيِّ، صاحب
يحيى بْن المخلوف.
قرأ عَلَيْهِ بالرواياتِ عددٌ كبير، منهم: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم
الطّائيّ النَّحْويّ، وأَبُو عَلِيّ الْحَسَنُ بْن أَبِي الأحوص، وأبو
جعفر أحمد ابن الطَّبّاع، وقرأ أيضا عَلَى أَبِي خالدٍ يزيدَ بن رفاعة
تلميذ أبي الحسن ابن الباذش.
__________
[1] وهو للخطيب البغدادي.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الودود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
364 رقم 2521.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن حسين) في: غاية النهاية 1/ 447، 448
رقم 1866.
(46/69)
قال ابن مَسْدي: لم أَلْقَ مثلَه إنفاقا
وتجويدا. وكان يعملُ فِي شبيبتهِ الأكوابَ. وكان خطيبَ غَرْناطةَ.
36- عَبْد اللَّه بْن يُونُس [1] الأرْمَنِيُّ [2] .
الشَّيْخ الزّاهد القُدوة، نزيلُ سَفْح قاسيُون.
وهو من أرْمينيَة الرُّوم، وقيلَ من قُونية. جالَ فِي البلاد، ولَقِيَ
الصُّلحاءَ والزُّهادَ. وكان صاحبَ أحوالٍ ومُجاهداتٍ. وكانَ سَمحًا،
لطيفا، متعفِّفًا، لازما لشأنِه، مطَّرحَ التكلّف. ساحَ مُدَّةً
وبَقِيَ يَتَقَنَّعُ بالمُباحاتِ. وكان متواضعا، سَيِّدًا، كبيرَ
القدر، لَهُ أصحاب ومريدون. ولَا يكاد يمشي إلا وحدَه، ويشتري الحاجةَ
بنفسه ويحملُها. وكانت لَهُ جِنازةٌ مشهودةٌ. وكان قد حَفِظَ القرآنَ،
وكتابَ القُدُوري، فوَقَعَ برجلٍ من الأولياءِ، فدلّه عَلَى الطريق إلى
اللَّه.
وقد طَوَّل أَبُو المظفَّر الْجَوْزيُّ، ترجمتَه [3]- رحمه اللَّه
تعالى-.
وتُوُفّي فِي التّاسع والعشرين من شوَّال.
وزاويتهُ مُطِلَّةٌ عَلَى مقبرةِ الشَّيْخ الموفَّق.
37- عَبْد الحقّ بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عَبْد الحقّ.
أَبُو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، المغربي، المَهْدويُّ، قاضي الجماعة
بمرّاكش وبإشبيليّة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يونس) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 686- 691،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 373 رقم 2549، وذيل الروضتين 162، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 333، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 153، 154، والعبر 5/ 125، والوافي بالوفيات 17/ 695،
96 رقم 586، والبداية والنهاية 13/ 141، 142، ومرآة الجنان 4/ 75،
والنجوم الزاهرة 6/ 285، وشذرات الذهب 5/ 145، 146، والدارس 2/ 196،
والقلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون 1/ 192، 193.
[2] تصحّف النسبة في: العبر 5/ 125، والإعلام 261 إلى: «الأرموي» .
[3] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 686- 691.
[4] انظر عن (عبد الحق بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة
الأزهر) 3/ ورقة 40، الوافي بالوفيات 18/ 58 رقم 53، ونيل الابتهاج
للتنبكتي 184، ومعجم المؤلفين 5/ 92، 93.
(46/70)
وَلِيَ أولا قَضاء غَرْناطةَ، ثمّ وَلِيَ
سنةَ تسع عشرة وستمائة مَرَّاكِش وَقْتًا، وامتْحِنَ فيها بالفتنَة
المُتفاقمةِ حينئذٍ.
قَالَ الأبّار [1] : وكانَ من العلماء المُتَفِّننين، فقيها مالكيّا،
حافظا للمّذْهب، نَظّارًا، بَصيرًا بالأحكام، صَلِيبًا فِي الحقّ،
مَهِيبًا، مُعَظَّمًا. وله كتابٌ فِي الردِّ عَلَى أَبي مُحَمَّد بن
حَزْم، دلِّ عَلَى فَضْلِه علمِه، وأفادَ بوضعِه، ولا أعلمُ لَهُ
رواية.
وذَكر وَفاتَهُ.
38- عَبْد الحميد بنُ أَبِي المكارم [2] عَرَفَة بْن عَلِيّ بْن
الْحسن.
أبو سعد، ابن بُصْلا [3] ، البَنْدَنيجيُّ [4] .
وُلِد سنة نيَّفٍ وستّين [5] .
وسَمِعَ من: عَبدِ الحقِّ اليوسُفيِّ، وشُهْدَةَ.
وكانَ شيخا صالحا، عابِدًا.
مات فِي ذي القَعْدةِ.
39- عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [6] بْن هِبَة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ
بْن الْحُسَيْن، القاضي.
أبو نصرٍ، الدّمشقيُّ، ابن عساكر.
أخو تاج الأمَناء، وفخرِ الدّين. كَانَ ناقصَ الفَضِيلة.
سَمِعَ الكثير من: عَمَّيْه الصّائِن، والحافظِ، وعبدِ الرَّحْمَن بْن
أَبِي العجائز،
__________
[1] التكملة: 3/ الورقة 40.
[2] انظر عن (عبد الحميد بن أبي المكارم) في: تاريخ إربل 1/ 260- 262
رقم 158، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 375 رقم 2555، وتكملة إكمال
الإكمال لابن الصابوني 287.
[3] بصلا: بضم الباء الموحّدة، وسكون الصاد المهملة (المنذري) .
[4] طوّل ابن المستوفي في نسبه، وقال إنه قدم إربل غير مرة، كان ينزل
برباط الجنينة، له رسم على الفقير أبي سعيد كوكبوري بن علي.
[5] وقال ابن المستوفي: مولده سنة أربع وستين وخمسمائة. (تاريخ إربل 1/
261) .
[6] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 370،
371 رقم 2541، وذيل الروضتين 192، والعبر 5/ 126، والإعلام بوفيات
الأعلام 261، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 232، وشذرات الذهب 5/
146.
(46/71)
وأَبِي بَكْر عبدِ اللَّه بْن مُحَمَّد
النُّوقانيّ، وأَبِي نصر عَبدِ الرحيم اليُوسُفيِّ، وأَبِي المعالي بْن
صابر، وأَبِي المفاخر عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن البَيْهقيّ،
وغيرهم.
روى عَنْهُ: الزّكيّ البرزالي، والشهاب القوصيّ، والمجد ابن
الحُلْوانية.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ الشرفُ أَحْمَد بْن عساكر، وأَبُو الفضل مُحَمَّد
بْن يوسف الذهبيُّ، وأَبُو إسحاق إبراهيم ابن المُخَرّميّ. وبالحضورِ
الفَخَرُ إِسْمَاعِيلُ بْن عساكر، والبهاءُ قاسم بن عساكر. وأجاز
للقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، ولجماعةٍ. وكان يُلَقَّبُ بالقاضي.
قرأتُ بخطِّ عمر ابن الحاجب- فِي ترجمة هذا- قَالَ: لم يَكُن عندَه
ممّا عند بيته لَا قليل ولا كثير. وكان يُرمَى برذائلَ لَا تَليقُ
بأهلِ العلم. وكان الغالبُ عَلَيْهِ البَلَه والخواثةَ [1] . وسألتُ
أَبَا عبدِ اللَّه البِرْزاليّ عَنْهُ فقال: ليسَ بثقةٍ.
قَالَ المنُذري [2] : تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من شَعْبان. وقد
[أجاز لي] [3] .
40- عَبدُ السلام بنُ يوسُف [4] بْن عَلِيّ البَرْزِيُّ.
من قرية بَرْزَة [5] .
حدَّث عن أَبِي الفتح عُمَر بْن عَلِيّ بْن حُمُويه.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
رَوَى عَنْهُ الزّكيّ الرزاليُّ، وغيره. وأجاز لطائفة.
وكان أمينا في القرى. وقد صحب الحافظ عبد الغنيّ مديدة.
41- عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن عَبْدُ اللَّه [6] بْن عَلِيِّ بْن عَبْدِ
الباقي.
__________
[1] الخواثة: الاسترخاء.
[2] التكملة: 3/ 370.
[3] في الأصل بياض استدركته من تكملة المنذري.
[4] انظر عن (عبد السلام بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 363
رقم 2518 وفيه: «عبد السلام بن علي» بإسقاط «يوسف» .
[5] برزة: بتقديم الراء وبعدها زاي. قرية من غوطة دمشق.
[6] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
373 رقم 2550.
(46/72)
أبو محمد، ابن الصواف الإسكندريّ.
شيخ صالح، معتبر، مؤدّب ببلده.
ولد في سنة خمسين وخمسين.
وحدّث عن السّلفي.
كُتُب عَنْهُ ابن الحاجب، وغيرُه.
وحدّثني عَنْهُ حفيداه: الشرفُ يحيى، وأَبُو المعالي مُحَمَّد ابنا
أَحْمَد بْن الصوّاف.
وتُوُفّي فِي رابع ذي القَعْدة.
42- عَبْد المُجِير بْن مُحَمَّد [1] بْن عشائر.
أَبُو مُحَمَّد، كمالُ الدّين، القَبِيصيّ، العَدْلُ. شيخٌ مُعَمِّر،
فاضلٌ.
قَرَأَ القراءات بالموصلِ عَلَى يحيى بْن سَعْدون القُرْطُبيّ، وسَمِعَ
منه ومن خطيب المَوْصِل.
قَالَ الزّكيّ المُنذريُّ [2] : كَانَ من القرّاءِ المجوِّدين، وأعيانِ
الفقهاء. توفّي في جمادى الأولى.
قلت: سَمِعَ منه القاضي مجدُ الدّين العَدِيميّ، وغيرُه. وكان عاليَ
الإسنادِ فِي القراءاتِ. ولا أعْلَمُ أحدا مِمَّنْ قرأ عَلَيْهِ.
وقد روى عَنْهُ القراءات بالإجازة عَبْد الصَّمد بْن أَبِي الجيش.
43- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الواحد بن شُنَيْف.
أبو الفرج، الدّارقزّيّ.
حدّث عن مَسْعُود بن مُحَمَّد بْن شنيف.
ومات فِي جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (عبد المجيد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 367
رقم 2531، ومعرفة القراء الكبار 2/ 269 رقم 593، وغاية النهاية 1/ 466،
467.
[2] في التكملة.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 368،
369 رقم 2534.
(46/73)
44- عَلِيّ بنُ حسّان [1] بْن مُحَمَّد.
أَبُو الْحَسَن، الكُتبيُّ. الحنفيُّ.
حدَّث عن: أَحْمَد بْن حمزة ابن الموازينيِّ، والخُشَوعيّ.
وكان فقيها، فاضلا. لَقَبُه موفقُ الدّين.
انتقى لَهُ زكيّ الدّين البِرْزاليُّ «جزءا» .
روى عَنْهُ: أمينُ الدّينِ عَبدُ الصَّمد بْن عساكر، والمجد ابن
الحُلْوانية، ومُحَمَّد بْن عَرَبْشَاه.
تُوُفّي فِي رابع عشر شَعبان.
45- عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ [2] بْن مُحَمَّد بْن سالم التَّغْلِبيُّ.
العلامةُ، المتكلمُ، سيفُ الدّين، الآمِديُّ، الحَنبليُّ، ثمّ
الشافعيُّ.
وُلِد بعد الخمسين وخمسمائة بيسير بآمِدَ، وقرأ بها القراءات عَلَى
الشَّيْخ مُحَمَّد الصّفّارِ، وعَمَّار الآمدِيّ. وحَفِظَ «الهدايةَ»
فِي مذهب أَحْمَد. وقرأ القراءات أيضا ببغداد عَلَى ابن عُبَيْدة.
وقَدِمَ بغداد- وهو شاب- فتفقَّه بها عَلَى أَبِي الفتح بْن المَنِّي
الحنبليّ،
__________
[1] انظر عن (علي بن حسان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 370 رقم 2539.
[2] انظر عن (علي بن أبي علي) في: تاريخ الحكماء للقفطي 240، 241،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 691، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 359، 360 رقم
3508، وذيل الروضتين 161، ووفيات الأعيان 3/ 293، 294، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 155، 156، وسير أعلام النبلاء 22/ 364- 366 رقم 230،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والإعلام بوفيات الأعلام 261، ودول
الإسلام 2/ 136، والعبر 5/ 124، 125، ومفرّج الكروب 5/ 3- 11 (وفيات
630 هـ) ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 160، ومرآة الجنان 4/ 73- 75، والوافي
بالوفيات 12/ ورقة 124- 126، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 60، 61،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 137، 138، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
5/ 129 (8/ 306، 317) ، والبداية والنهاية 13/ 140، 141، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 166 ب، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 175،
وطبقات الشافعية لابن القاضي شهبة 2/ 410- 412 رقم 379، والوفيات لابن
قنفذ 312، 313 رقم 631، ولسان الميزان 3/ 134، وتاريخ الخميس 2/ 414،
والعسجد المسبوك 2/ 462، 463، والنجوم الزاهرة 6/ 285، وتاريخ الخلفاء
464، وحسن المحاضرة 1/ 259، ومفتاح السعادة 2/ 49، وتاريخ الأزمنة
للدويهي 217، وشذرات الذهب 5/ 142- 144، وديوان الإسلام 1/ 76، 77 رقم
83، والأعلام 5/ 153، ومعجم المؤلفين 7/ 155.
(46/74)
وسَمِعَ من أَبِي الفتح بْن شاتيل. ثمّ
انتقلَ شافعيّا وصَحِبَ أَبَا القاسم بْن فَضْلان، واشتغلَ عَلَيْهِ
فِي الخِلاف، وبَرَعَ فِيهِ.
وحَفِظَ طريقةَ الشَّريف، ونَظَرَ فِي طريقةِ أسعد المِيهَنيّ، وغيرهِ.
وتفَّننَ فِي علمِ النَّظر، والفلسفة وأكثرَ من ذَلِكَ. وكان من أذكياء
العالم.
ثمّ دخَلَ الدّيار المصرية وتصدَّرَ بها لإقراء العقلِّياتِ بالجامع
الظافريِّ.
وأعادَ بمدرسة الشافعيّ. وتخرَّجَ بِهِ جماعةٌ. وصنَّفَ تصانيفَ عديدة.
ثمّ قاموا عَلَيْهِ، ونسبُوه إلى فساد العقيدة، والانحلال، والتّعطيل،
والفلسفة. وكتبوا محضرا بذلك.
قال القاضي ابن خلّكان [1] : وضَعُوا خطوطَهم بما يُستباح بِهِ
الدَّمُ، فخَرَجَ مُستخفيًا إلى الشام فاستوطَنَ حماةَ. وصنَّفَ فِي
الأصلين، والمنطقِ، والحكمةِ، والخِلافِ، وكلّ ذَلِكَ مفيد، فمنه:
كتابُ «أبكار الأفكار» فِي علم الكلام، و «منتهى السول فِي علم الأصول»
. وله طريقة فِي الخلاف. وشَرَحَ جدلَ الشريف. وله نحوٌ من عشرين
تصنيفا. ثمّ تحولَ إلى دمشق، ودرَّسَ بالعزيزية مدّة، ثم عُزِلَ عنها
لسببٍ أتُهم فِيهِ. وأقام بطّالا فِي بيته. وماتَ فِي رابع صفر، وله
ثمانون سنة.
وقال أَبُو المظفَّر الْجَوْزيّ [2] : لم يَكُن فِي زمانه مَنْ يُجاريه
فِي الأصلين، وعلم الكلام. وكان يظَهرُ منه رقّةُ قلب، وسرعة دمعة.
وأقامَ بحماةَ، ثم انتقلَ إلى دمشق.
قَالَ: ومن عجيب ما يُحْكَى عَنْهُ، أنّه ماتَتْ لَهُ قِطَّةٌ بحماةَ
فدفَنَها، فلمّا سَكَنَ دمشقَ، أرسلَ، ونَقَلَ عظامَها فِي كيسٍ،
ودَفَنَها فِي تُربة بقاسِيُون. وكان أولادُ الملكِ العادل كلُّهم
يكرهونّهٌ لما اشتُهِرَ عَنْهُ من الاشتغالِ بالمنطقِ، وعلم الأوائلِ.
وكانَ يَدْخُلُ عَلَى المعظَمِ- والمجلسُ غاصٌ بأهِله- فلم يتحرّك له،
__________
[1] في وفيات الأعيان: 3/ 293- 294 باختصار.
[2] في المرآة: 8/ 691.
(46/75)
فقلت لَهُ: قُمْ لَهُ عوضا عني فقال: ما
يقبلُه قَلبي. ومع ذَلِكَ ولَّاه تدريسَ العزيزية. فلمّا ماتَ المعظّم،
أخرجَه منها الأشرفُ، ونادى فِي المدارس: مَنْ ذكرَ غيرَ التفسيرِ
والفقِه، أو تعرَّضَ لكلامِ الفلاسفَة، نَفَيْتُه. فأقامَ السيفُ خاملا
فِي بيته قد طُفِئ أمرُه إلى أن مات، ودُفِنَ بقاسِيون بتربته.
وقال أَبُو مُحَمَّد المنذري [1] : تُوُفّي فِي ثالث صَفَر.
قلتُ: وصنَّفَ «أبكار الأفكار» فِي أصول الدّين، خمس مجلّدات، ثم
اختصرَه فِي مجلّد. وصنَّفَ «الإحكامَ فِي أصول الأحكام» ، أربع
مجلّدات.
ومن تلامذته القاضي صدر الدّين ابن سنيّ الدّولة، والقاضي محيي الدّين
ابن الزّكيّ، وغيرهُما.
وقَدِمَ الشامَ سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وكان شيخُنا القاضي تقيّ
الدّين سُلَيْمَان يَحْكي عن الشَّيْخ شمس الدّين بْن أَبِي عُمَر-
رحمه اللَّه- قَالَ: كنّا نَتَردَّد إلى السيفِ الآمديّ، فَشَكَكْنا
فِيهِ هَلْ يُصلي؟ فتركناهُ وقد نامَ، فعَلَّمنا عَلَى رِجلِه بالحبر،
فبقيت العلامةُ نحوَ يومينِ مكانَها. فعرفنا أنُّه ما كَانَ يتوضّأ-
نسأل الله السلامة-.
وقد حدّث ب «غريب الحديثِ» لأبي عُبَيْد، عن ابن شاتيل [2] .
[حرف الغين]
46- غنائُم بنُ أَبِي القاسم [3] بْن عَلِيّ الخَشّاب، الدّمشقيّ.
يعرف بابنِ المَنْجَنيقيّ.
روَى عن أَبِي المعالي بْن صابر.
روى عَنْهُ الزّكيّ البرزاليّ، وغيره.
__________
[1] في التكملة: 3/ 359.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله- في السير: «قد كان السيف غاية، ومعرفته
بالمعقول نهاية، وكان الفضلاء يزدحمون في حلقته. قال ابن خلكان: سمعت
ابن عبد السلام يقول: ما سمعت من يلقي الدرس أحسن من السيف، كأنّه
يخطب. وكان يعظّمه» (22/ 366) .
[3] انظر عن (غنائم بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 374
رقم 2552.
(46/76)
[حرف الميم]
47- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن جَوْهَر بْن مَطَر.
أبو الْحَسَن، الدّمشقيّ، الفراءُ.
سَمِعَ من الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر.
روى عَنْهُ الزّكيّ البِرْزاليّ، وغيرُ واحد من الطلبة. وبالإجازة
إبراهيم ابن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ، وفاطمةُ بِنْت سُلَيْمَان،
وجماعة.
وتُوُفّي فِي تاسع عشر صفر.
وكان صالحا، مُتَعَبّدًا.
48- مُحَمَّد بنُ خَالِد [2] بْن كرم بْن سالم.
أَبُو خالدٍ، الحربيُّ، المؤذّنُ، البَقّال.
وُلِد فِي شَعْبان سنة تسعٍ وخمسين.
وسَمِعَ من: يحيى بن ثابت، ولا حق، ودهبل ابن كارِه، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ بالإجازةِ القاضيان شهابُ الدّين الخُوَيّي، وتقيُّ
الدّين المقدسيُّ، وغيرهما.
تُوُفّي فِي أول صفر.
49- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن رَوَاحَة.
أَبُو عَبْد اللَّه، الحَمَويُّ، التاجرُ، ابن عمِّ عزّ الدّين عَبْد
اللَّه بْن الْحُسَيْن.
وُلِد سنة ستٍّ وخمسين بحماة. ورَحَل فسَمِعَ من السِّلَفيّ.
روى عَنْهُ مجد الدّين ابن العديم، وغيرُه.
وماتَ بحلبَ فِي صفرٍ.
50- مُحَمَّد بْن عبد اللَّه [3] بْن محمود بْن حُبَيْش.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 360 رقم
2511.
[2] انظر عن (محمد بن خالد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 358، 359 رقم
2506.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 367 رقم
2530، وطبقات النحاة
(46/77)
أَبُو عَبْد اللَّه، الحُسَيْنيُّ،
العَدْلُ، الإسكندريُّ، المالكيُّ، الأديبُ، صاحبُ التصانيفِ.
سَمِعَ من ابن موقا، وعدَّة. صَحِبَ أَبَا الْخَطَّاب بْن دِحية،
ولَقِيَ الكِنْديّ.
لَهُ النظمُ، والنثُر، وله «ديوان» .
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنةَ إحدى وثلاثين. وله خمسون سنة.
ذكرَه ابن العِمادية فِي «تاريخه» : بفتحِ الحاء وتثقيلِ الموحدة، وشين
معجمة.
51- مُحَمَّد بْن عَبدِ اللّطيف [1] بْن يحيى بْن عَلِيّ بْن خطّاب.
الدِّينَوَرِيّ، الخيميُّ، أَبُو الفضْل. شيخٌ بغداديُّ.
حدثَ عن عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل.
وأجازَ لشيوخنا.
52- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] بْن أَبِي بَكْر بْن سالم.
أَبُو عَلِيّ، الأَزَجِيُّ، الحدّادُ.
سَمِعَ من: أَبِي الْحُسَيْن عبدِ الحقّ، وأَبِي هاشم الدُّوشابيّ.
روى عَنْهُ القاضي شهابُ الدّين الخُوَيّي، وغَيْرُهُ بالإجازة.
وماتَ فِي ربيع الآخر.
53- مُحَمَّد ابْن الحافظ أَبِي الْحَسَن [3] عَلَى بْن المُفَضَّل بْن
عَلِيّ بْن مُفَرّجٌ.
أبو الطاهر اللَّخْميّ، المقدسيُّ، ثم الإسكندرانيّ، الفقيه المالكيّ.
وُلِد سنة خمس وستّين وخمسمائة.
__________
[ () ] واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 117.
[1] انظر عن (محمد بن عبد اللطيف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 372
رقم 2547.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 365 رقم 2524.
[3] انظر عن (محمد بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 368 رقم
2532.
(46/78)
وسَمِعَ من: جدِّه أَبِي المكارم، وأبي
طاهرٍ السِّلفِيّ، وبدر الخُداداذيّ، وأبي القاسم محمد بن عليّ بن
العريف، وجماعة كثيرة.
وناب عن والده فِي تدريس الصَّاحبية بالقاهرَة.
روى عَنْهُ: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي العشرين من جُمَادَى الآخرةِ.
54- مُحَمَّد بْن عُمَر [1] بْن يوسف.
الإمامُ، أَبُو عَبْد اللَّه، الأَنْصَارِيّ القُرْطُبيّ، المقرئُ،
المالكيُّ، الزاهدُ، المعروفُ بالأندلس بابن مغايظ.
انتقل به أبوه إلى فاس فَنشأ بها. ثم حَجَّ وسَمِعَ بمكة من أَبِي
المعالي عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه ابن الفُرَاوي. وسَمِعَ
بالإسكندرية من القاضي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضرميِّ، وعبد
الرَّحْمَن بْن موقا. وبمصرَ من الأستاذ أَبِي القاسم بْن فيرّه
الشاطبيّ، ولزمه مدّة وقرأ عَلَيْهِ القراءات. وسَمِعَ من: أَبِي
القاسم البوُصيريّ، وعليّ بْن أَحْمَد الحديثيّ، ومحمد بن حمد
الأرتاحيّ، والمشرف ابن المؤيّد الهَمَذَانيّ.
وكان إماما صالحا، زاهدا، مُجوِّدًا للقراءات، عارِفًا بوجوهها، بصيرا
بمذهب مالك، حاذِقًا بفنونِ العربية. وله يدٌ طُوليّ فِي التفسير.
تخرّج بِهِ جماعةٌ.
وجلسَ بعد موتِ الشاطبيّ في مكانه للإقراء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 358 رقم 2505،
وذيل الروضتين 162، وتكملة الصلة لابن الأبار 1/ 330، ومعجم الشيوخ
الرعينيّ 176، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 333، والعبر 5/ 125، ومعرفة القراء الكبار 2/ 639، 640 رقم
603، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 62، 63، ومرآة الجنان 4/ 75، وطبقات
الشافعية للمطري ورقة 125، والوافي بالوفيات 4/ 361 رقم 2792، وغاية
النهاية 2/ 219، 220 رقم 3324، والمقفى الكبير 6/ 417، 418 رقم 2907،
وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 50، والنجوم الزاهرة 6/
287، وبغية الوعاة 1/ 201، 202، وطبقات المفسرين للسيوطي 39، وطبقات
المفسرين للداوديّ 2/ 219، 220، وشذرات الذهب 5/ 145، وطبقات الحفاظ
والمفسرين 283 رقم 553.
(46/79)
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الأبّارُ: حدَّث
بالقاهرة. وأُخذ عَنْهُ القرآنُ والحديثُ، والعربيةُ. ونُوظر عَلَيْهِ
فِي «كتاب» سِيبَوَيْه. ثم جاورَ بالمدينة. وشُهرَ بالفَضْل والصَّلاح
والوَرَع. وأمَّ بمسجِد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ ابْنُ الطيلَسان: تُوُفّي بمصر ودُفِنَ بقرافَتِها، كذا قَالَ،
وإنَّما مات بالمدينة.
وقال المُنذري [1] : تُوُفّي فِي مستهلِّ صفر. وقرأ القراءات عَلَى
الشاطبي.
وسمع، وحدَّث، وأقرأ، وانتفَعَ بِهِ جماعةٌ. وحجَّ مراتٍ. وأكثرَ
المجاورة عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وبرع فِي التفسير والأدبِ. وكان لَهُ القبولُ التامُ من الخاصّة
والعامّة، مثابرا عَلَى قضاءِ حوائج الناس. سَمِعْتُه يذكر ما يدُلُّ
عَلَى أنّ مولده سنة ثمان أو سبع وخمسين وخمسمائة.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ الزكيّ المنذريّ، والشهابُ القُوصيّ، والمجد ابن
العَديم، وعبد الصَّمد بْن أَبِي الْجَيش، وأَبُو مُحَمَّد الحسنُ
سِبْطُ زيادة، وهو آخِرُ من روى عَنْهُ.
55- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] بْن سعَيِد.
أَبُو عَبْد اللَّه، اليَحْصُبِيُّ الْجَيانيُّ، اللَّوشيّ.
روى عَن: أَبِي بَكْر بْن الجدِّ، وأَبِي عَبْد اللَّه بْن زَرْقون.
وحَجَّ فسَمِعَ بالإسكندرية مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضرميَّ،
وغيرَه.
ووَلِيَ القضاء والخطابة ببلده مدّة، ثم خطابة قُرْطُبَة. وأسمعَ
الناس.
ومات فِي رمضان.
56- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر [3] مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عَبْد
اللَّه بْن مُحَمَّد.
الحافظ، المفيدُ، أَبُو رشيدٍ، الغزَّالُ، الأصبهانيّ.
__________
[1] في التكملة 3/ 358.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 632،
والمقفى الكبير 7/ 20 رقم 3084، وشجرة النور الزكية 179 رقم 585.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 333،
والمعين في طبقات المحدّثين 195 رقم 2071، والعبر 5/ 126، والوافي
بالوفيات 1/ 163 رقم 92.
(46/80)
ولد سنة تسع وستّين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح الخرقيّ، وخليل الدّارانيّ، ومسعودٍ الجمَّال،
وأَبِي المكارم اللَّبان، وأَبِي جعفرٍ الصَّيْدلانيّ، وجماعةٍ من
أصحاب الحداد، وفاطمة الْجُوزَدَانيَّة.
وعُنِيَ بالحديث، وكَتَبَ، وحصَّل الأصولَ. وكانَ محمود الصحبة، حسنَ
الطريقَة، متديّنا. دخلَ خُوارزمَ، فأثرى بها، وكَثُرَ ماله. ثم عاد
إلى أصبهان، وجَمَعَ شيئا كثيرا من الكتب. ثم عاد إلى خُراسان، وعبرَ
النهر. وسَكَنَ بُخاري مدّة إلى أن دخلها العدوّ واستباحوها، فأحرقت
كتبه، وراحت أمواله، وهرب إلى الجبال والشّعاب. فلمّا جعلوا بها شحنة،
عاد أبو رشيد إليها، وبقي يشتري من كتب النهب بأيسر ثمن. وكان يحفظ
ويفهم مع ثقة، ودين، ومروءة.
توفّي ببخارى في شوّال في هذه السنة.
روى عنه سيف الدّين الباخرزيّ، وحافظ الدّين محمد بن محمد البخاريّ شيخ
بخارى، وابن النجّار، وقالَ: قَدِمَ علينا بغدادَ فِي آخر سنة ستّ
وتسعين وخمسمائة، فسمعَ من أصحاب ابن الحُصين. وكُنَّا نَصْطَحِبْ
كثيرا. وسِمعَ بقراءتي، وسمعتُ بقراءته. وكان محمود الصّحبة، متديّنا.
ثم رَحَلَ إلى خُراسان وسمع بها الكثير، وبما وراءَ النهر، وأقامَ بمرو
يقرأ على شيخنا أبي المظفّر ابن السَّمْعاني، ويكتبُ عَنْهُ فلعلَّه
سَمِعَ أكثر ما كَانَ عنده. ثم قدِمَ علينا هراة وكنتُ بها سنة إحدى
عشرة، فأقام نحوا من سنة يكتبُ ويسمعُ ويْحصِّلُ بهمَةٍ وافرةٍ وجدّ
واجتهادٍ شديدٍ، ويكتبُ العاليَ والنازلَ. إلى أن قَالَ: وكانَ يرجعُ
إلى فضْل، وحفظٍ، ومعرفةٍ، وإتقان، وصدقٍ، ومروءةٍ ظاهرةٍ، وديانةٍ،
وصلاحٍ. حَدَّثَنَا أَبُو رشيدٍ ببغداد، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن غانم،
أخبرنا أبو سعدٍ المُطرِّز- فذكر حديثا.
57- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي بَكْر.
أَبُو سَعْد الشَّهْرَستْانيّ الصُّوفيّ.
توفّي بدمشق فِي ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 375 رقم
2556.
(46/81)
يروي عن: أَبِي سعد عَبْد اللَّه بْن عُمر
الصّفّار، ومُحَمَّد بْن فضلِ اللَّه السَّالاري.
وكان صالحا، عارفا، معروفا بتربية الأصحاب والمُريدينَ. وهو من أعيانِ
صُوفية السُّمَيْساطية.
لقبُه: مُنصفُ الدّين.
سمع منه ابن الحاجب، وغيره.
58- مُحَمَّد بْن المبارك [1] بْن أَبِي المظفَّر هبة اللَّه بن محمد
ابن الوزير أَبِي طَالِب مُحَمَّد بْن أيوب.
أَبُو الْحَسَن، البغداديّ، الحاجبُ.
وُلِد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السَّكَن، ومحمد بن إسحاق ابن
الصابئ، وغيرهما.
وكان يُسمّي نفسه عليّا، وهو مشهور بالكنية. وجدُّهم وزير للقائم بأمر
اللَّه.
روى عَنْهُ بالإجازةِ القاضيان ابن الخويّي، والتقيُّ سُلَيْمَان،
وابنُ الشّيرازيّ، وفاطمةُ بنتُ سُلَيْمَان، وجماعة.
وكان صالحا، ديّنا، متعبِّدًا.
تُوُفّي فجاءة فِي الخامسِ والعشرين من صَفَر.
وحدَّث عَنْهُ الفاروثيّ.
59- مُحَمَّد بْن نصر [2] بْن قوَّام بْن وَهْب بْن مُسَلَّم.
العَدْل، شمسُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، الرُّصافيُّ، التاجرُ،
الشاهدُ.
وُلِد سنة سبعٍ وسبعين وخمسمائة بالرُّصَافة.
ودَخَلَ أصبهان مَعَ أخيه للتّجارة، وسَمِعا مَعَ يوسفَ بْن خليل وكانا
يُحسنان إِلَيْهِ وأنزلاه عندهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المبارك) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
(كمبرج) ورقة 166، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 361 رقم 2513.
[2] انظر عن (محمد بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 372 رقم 2546.
(46/82)
رَوَى عن خليلٍ الرَّارانيّ، وغيره.
حَدَّثَنَا عَنْهُ محمد بن قايماز الدّقيقيّ.
قال عمر ابن الحاجب: هُوَ من ذوي اليَسَار، لَهُ دينٌ، وكرمٌ، وتودُّد.
وقال الضياءُ: كانَ خيِّرًا، ذا مُروءة. تُوُفّي فِي شوَّال.
قلت: وهو والد شيخنا الكمالِ عَبْد اللَّه.
60- مُحَمَّد بْن يحيى [1] بن علي بن الفضل بن هبة الله، قاضي القضاة،
محيي الدّين.
أَبُو عَبْد اللَّه، ابن فَضْلان، البغداديّ، الفقيهُ الشافعيُّ، مدرّس
المستنصرية.
وقد ولِيَ قضاء القضاة للإمام النّاصر فِي آخر دولته.
وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وستّين وخمسمائة.
تفقَّه عَلَى والدهِ العلّامة أَبِي القاسم يحيى ابن فَضْلان. وبَرَع
فِي المذهب.
ورحل إلى خُراسان وناظرَ علماءَها. وكان علَّامةً فِي المذهبِ،
والخلاف، والأُصولِ، والمنطقِ، موصوفا بحُسن المناظرة، سمحا، جوادا،
نبيلا. لَا يكادُ يدّخر شيئا. ولما عُزل من القضاء، انقطَعَ فِي داره
يكابدُ فقرا، ويتعفّف ويكتم حالَهُ. ووَلِيَ تدريسَ النّظامية ببغداد.
وتفقّه عَلَيْهِ جماعةٌ.
وقد سَمِعَ من أصحاب أَبِي القاسم بْن بيان الرَّزاز، وأَبِي طَالِب
الزَّينبي.
وولِيَ قضاء القضاة في سنة تسع عشرة وستمائة، ثم عَزَلَه الخليفةُ
الظّاهر بعد شهر من بيعته، ولَزِمَ بيتَه ثمانية أشهر، ثم وَلِيَ نظرَ
المارستان، فَبقِيَ ستة أشهر، وعُزل. ووَلِيَ نظرَ ديوان الجوالي، ثم
وَلِيَ تدريس مدرسة أمّ الناصر لدين
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: الحوادث الجامعة 37- 40، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 162، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 281، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 44 (8/ 107، 108) وفيه: «محمد بن واثق بن
علي» ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 145، ومرآة الجنان 4/ 75، والعبر
5/ 126، والوافي بالوفيات 5/ 200، 201 رقم 2260، والجواهر المضية 2/
396، والعسجد المسبوك 2/ 463، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 422
رقم 392، وشذرات الذهب 5/ 146، 147، وتاريخ علماء المستنصرية للدكتور
ناجي معروف 116- 121.
(46/83)
اللَّه. وذهب رسولا إلى الرُّوم. ثم وَلِيَ
تدريس المستنصرية في رجب من سنة وفاته، فأدركه الموتُ.
تُوُفّي العلامة محيي الدّين ابن فضلان فِي سلخ شوَّال. وكان قوَّالًا
بالحقِّ، متديِّنًا، ازدَحَموا عَلَى نَعْشه- رحمه اللَّه تعالى- فلقد
كَانَ من خيار الحُكّام.
قَالَ عَلِيّ بْن انجبَ عَنْهُ: إنه كتبَ إلى الناصر فِي شأنِ أهلِ
الذمّة: «يُقَبِّل الأرضَ، وينُهي أنّ الأنعامَ تحملُه عَلَى النهوضِ
بمحامدِ الذّكر، فالمأخوذُ من أهل الذمّة فِي العام أجرةٌ عن سكناهم
فِي دارِ السلام، فلا يؤخذُ منهم أقلُّ من دينار، ويجوزُ أنْ يؤْخَذَ
منهم ما زادَ إلى المائة حسب امتداد اليد عليهم. فإنْ رَأَى من الغبطة
الملاحظة لبيت المال أن يضاعف على الشخص منهم ما يؤخذُ فِي السنَة
فللآراءِ الشريفةِ علوُّها» - وساق فصلا طويلا فِي ترقّي الملاعين
عَلَى رقاب المسلمين.
61- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر [1] بْن عثمان بْن إِبْرَاهِيم.
أَبُو عَبْد اللَّه، السَّمرْقَنْديّ، القارئ بالألحانِ.
تُوُفّي فِي صَفَر عن ستَين سنة.
ورَوَى عن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن المأمون.
62- مُحَمَّد بْن أَبِي بكر بن عليّ [2] .
العلامة، نجم الدّين ابن الخبّاز، المَوْصِليّ، الشافعيّ، الفقيه.
كَانَ من كبارِ العلماء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 359 رقم
2507.
[2] انظر عن (محمد بن أبي بكر بن علي) في: عقود الجمان لابن الشعار 6/
ورقة 157، 158، وذيل الروضتين 162، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 107،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 499 رقم 456، وطبقات الشافعية للمطري ورقة
203 ب، 204 أ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 46 (8/ 113) ، والعقد
المذهب، ورقة 180، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 415 رقم 384،
وطبقات النحاة واللغويين، له، ورقة 14، والمقفى الكبير للمقريزي 5/
441، 442 رقم 1923، والنجوم الزاهرة 6/ 286- 288، ومعجم الشافعية لابن
عبد الهادي، ورقة 68، وهدية العارفين 2/ 113، ومعجم المؤلفين 9/ 114.
(46/84)
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قَدِمَ مصر، وأقامَ بها مدّة. وتفقّه عَلَيْهِ جماعة.
وكان موتهُ بحلب فِي سابع ذي الحجّة.
وكان كيِّسًا، لطيفا، متواضعا، بَصيرًا بالمذهب.
63- محمود بْن هَمّام [1] بْن محمود.
الفقيهُ، الإمامُ، الزاهدُ، المحدّث، عفيفُ الدّين، أَبُو الثناءِ،
الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المقرئ، الضرير.
روى عن: يحيى الثَّقفيّ، وإِسْمَاعِيل الْجَنْزَويِّ، وبركاتٍ
الخُشُوعيّ، وعبد الرَّحْمَن ابن الخِرَقيّ، والقاسم بْن عساكر، وابن
طَبَرْزَد، وجماعة. ولازم الحافظ عَبْد الغنيّ كثيرا، وأخذ عَنْهُ
السُّنّة.
قرأتُ بخطِّ الضياء المقدسيِّ: وفي يوم الأحد ثالث عشر ربيع الآخر
تُوُفّي الشيخُ الْإمَام العالم الزّاهد أَبُو الثناء محمود بْن همّام،
ودُفن من يومه بالْجَبَل.
وكان الخَلْق فِي جِنازته كثيرا جدّا. وما رأينا من أئمةِ الشافعية
مثله. ما كَانَ يُداهنُ أحدا فِي الحقِّ، ويتكلّمُ عند مَنْ حضره
بالحقّ من أمير، أو قاضٍ، أو فقيِه.
ولأهل السّنّة كَانَ مُجِدًّا وناصرا، فرحمة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه.
وقرأتُ في ترجمته بخطِّ مُحَمَّد بْن سلَّام: جمعَ اللَّه فِيهِ كلَّ
خلَّةٍ مَليحة، واحتوى عَلَى كلِّ فضيلة مَعَ دماثةِ الأخلاقِ، وطيبِ
الأعراقِ. وكان فقيها، مُحققًا، مدقّقا، حسن الأداء للقرآن. وانتفع به
عالم عظيم. وقرءوا عَلَيْهِ القرآن. وكان طويلَ الروح عَلَى التّلقين.
وكانَ قد جَمَعَ مَعَ هذا الزّهد العظيم، والورع الغزير، كان صائمَ
الدّهر، مُلازمًا للجامعِ، ما كَانَ يخرُجُ منه إلّا بعد العشاء
ليفطَر، ويعود إِلَيْهِ سَحَرًا.
قلتُ: روى عَنْهُ الضياء حكايات. وحدّثنا عنه الشرف ابن عساكر. وأجازَ
للشيخ عَلِيّ القارئ، وفاطمةَ بِنْتِ سُلَيْمَان، وإِبْرَاهِيم بْن
أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمود بن همّام) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 365 رقم
2525، ونكت الهميان 287.
(46/85)
64- المُسَلَّم بْن أَحْمَد [1] بْن عَلِيّ
بْن أَحْمَد.
أَبُو الغنائم، المازنيُّ، النّصيبيّ، ثم الدمشقيّ، ويعرفُ بخطيب
الكَتّانِ.
شيخٌ معمَّرٌ، عالي الروايةِ. وُلِد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الْحَسَن الدّارانيّ، وأَبِي
القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن الحافظ، وأخيه الصّائنِ هبة اللَّه. وذكر
أنَّه دَخَلَ الإسكندرية، وسمع من أَبِي طاهر السِّلَفِيّ.
وكان يخدمُ فِي الضمانِ والمَكْسِ، ثم تَرَكَ ذَلِكَ، وحُسنت حالُهُ،
ولَزِمَ بيته والجامعَ. وافتقرَ وباعَ مُلكَه.
وروى الكثير، روى عَنْهُ: البِرْزاليّ، والقوصيُّ، والمجد ابن
الحلوانية، والحافظ ضياء الدّين، والشرف ابن النابلسيّ، وابنُ
الصابونيّ، وعليّ بْن هارون بمصر.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو الفضل بْن عساكر، وأَبُو الفضل مُحَمَّد
بْن يوسفَ الذَّهبيّ، والخضر بْن عَبْدان الأَزْدِيّ، وفاطمةُ بِنْت
سُلَيْمَان. وبالإجازةِ القاضي تقيُّ الدّين الحنبليُّ، وابن
الشّيرازيّ، وتاجُ العرب بنت علّان، والفخر إسماعيل ابن عساكر.
وتُوُفيّ فِي الثامن والعشرين من ربيع الأوّل.
65- مُقْبِل بْن عُمَر [2] بْن مُهنّا [3] الأزَجيُّ، النّجّارُ.
سَمِعَ من عيسى الدوشابيِّ.
وماتَ فِي ذي الحجّة.
66- مُكْرَمُ بْن مَسْعُود [4] بْن حمَّاد بْن عَبْد الغفّار بْن سعادة
بْن مَعْقِل بن عبد
__________
[1] انظر عن (المسلّم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 364 رقم
2520، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 298، والعبر 5/ 126، وسير
أعلام النبلاء 22/ 362، 363 رقم 228، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333،
والمعين في طبقات المحدّثين 195 رقم 2072، والنجوم الزاهرة 6/ 287،
وشذرات الذهب 5/ 147.
[2] انظر عن (مقبل بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 376 رقم 2559.
[3] وقع في التكملة: «مهيّأ» وهو غلط.
[4] انظر عن (مكرم بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 365، 366
رقم 2527، ومعجم
(46/86)
الحميد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن قاضي
القضاة أحمد بن أبي داود الإياديّ.
ولد سنة ستّ وخمسين وخمسمائة.
ووَليَ القضاءَ ببلاد الرّوم. وقَدِمَ مصرَ وحدَّث عن عبد المنعم ابن
الفراوي.
روى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ.
ومُكْرمُ: مُخفَّفٌ [1] .
توفّي بأبْهَر زنجان فِي السنة.
67- منصورُ بْن زكيِّ [2] بْن منصور بْن مَسْعُود الغزَّالُ.
شيخ بغداديّ.
وُلِد سنة ستٍّ وخمسين.
وسَمِعَ من: عَبْد اللَّه بْن منصور المَوْصِليّ، وَعَبْد اللَّه بْن
أحمد ابن النَّرْسيّ، وعبدِ الحقِّ اليوسفيّ.
رَوَى عَنْهُ ابن النجّار، وقال: لَا بأس بِهِ.
وماتَ فِي ربيع الأوّل.
أجاز لابنِ الشّيرازي. ويقالُ لَهُ: أَبُو منصورٍ.
68- منكورس الفلكيُّ [3] ، الأميرُ الكبيرُ.
ركنُ الدّين، العادليُّ.
ناب فِي الدّيار المصرية للملك العادل، وفي دمشق مرّة. وكان
مُحَتِشمًا، عفيفا، ديِّنًا، خيِّرًا، كثيرَ الصدقاتِ. يجيءُ المؤذّنَ
إلى الجامع وحده وبيده طوّافة [4] وله بجبلِ قاسِيُون ترُبةٌ ومدرسةٌ
وَقَفَ عليهما أوقافا كثيرة.
__________
[ () ] الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 86.
[1] قيّده المنذري.
[2] انظر عن (منصور بن زكي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 363 رقم
2519.
[3] انظر عن (منكورس الفلكي) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 691، 692،
ونهاية الأرب 29/ 204، والمختار من تاريخ ابن الجزري 155، والبداية
والنهاية 13/ 141، وشذرات الذهب 5/ 147.
[4] انظر: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 692.
(46/87)
69- مُوسَى، الملك المُفَضَّل [1] ، قطبُ
الدّين.
ابن السُّلطان صلاحِ الدّين يوسفَ بْن أيّوب بْن شاذي.
أجاز لَهُ العلامةُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن برِّي، ومُحَمَّد
بْن صدقة الحرّانيّ.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
[حرف النون]
70- ناصرُ بْن عَبْد العزيز [2] بْن ناصر بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى.
أَبُو الفتوحِ، الأغماتيُّ الأصلِ، الإسكندرانيُّ، ويعرف بابن السّقطي.
ولد سنة ستين وخمسمائة.
وحدَّث عن: السِّلَفي، وأَبِي الطاهر بْن عَوْف، وغيرهما.
وكانَ رجلا مباركا، صالحا.
مات فِي رابع ذي القِعْدة.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد المعطي الهَمَدانيّ.
71- نصر اللَّه بْن حسّان [3] بْن أَبِي الزّهر [4] .
أَبُو الفتح، الدّمشقيّ، الشروطيُّ، الدَّلالُ.
روى عن: الخُشوعيّ، وغيرِه.
ومات فِي سادس صفرٍ.
[حرف الياء]
72- يحيى بْن حسن [5] بْن حسين، الشريف.
__________
[1] انظر عن (موسى الملك المفضل) في: السلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 249، و
«المفضل» بسكون الفاء وكسر الضاد المعجمة- جوّد المؤلّف- رحمه الله-
تقييده.
[2] انظر عن (ناصر بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 373،
374 رقم 2551، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 213، وشذرات الذهب
5/ 147.
[3] انظر عن (نصر الله بن حسّان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 360 رقم
2510.
[4] الزّهر: بفتح الزاي وسكون الهاء. (المنذري) .
[5] انظر عن (يحيى بن حسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 371، 372 رقم
2545.
(46/88)
أَبُو الفضائلِ، العَلَويّ، الجوانيُّ،
الواسطيّ.
تُوُفّي فِي رمضان عن ستٍّ وثمانينَ سنة، بواسط.
يروي عن أَبِي طَالِب مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكتَّانيّ.
73- يحيى بْن سلمان [1] بْن أَبِي البركات بْن ثابت.
أَبُو البركاتِ، البغداديّ، المأمونيُّ، الصّوّاف.
وُلِد سنة تسع وأربعين.
وسَمِعَ من أَبِي الفَتْح بْن البَطِّي.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة القاضي شهابُ الدّين الخوَيّي، وغيرُهُ.
وبالسماع عزُّ الدّين الفاروتيُّ، وقبلَه محبُّ الدّين ابن النجّار
وقال: كانَ لَا بأس بِهِ، تُوُفّي فِي سادسِ ربيع الأوّل.
74- يحيى بْن منصور [2] بْن يحيى بْن الْحَسَن.
الفقيهُ، أَبُو الْحُسَيْن، السُّليمانيُّ، اليمانيُّ، المقرئُ،
الشافعيّ.
من أعيان شيوخ القاهرة.
قرأ القراءات على أبي الجود. وتفقَّه عَلَى الشهابِ مُحَمَّد بْن محمود
الطُّوسيّ. وقرأ علمَ الكلامِ بالثّغر عَلَى أَبِي الْحَسَن
الْبُخَارِيّ. ولازمَ الحافظَ عَلَى بْن المفضّل مدّة.
ودرَّس بمدرسةِ قاضي قُوص بالقاهرة، وأمَّ بمسجدٍ [3] .
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
75- يوسف بْن حيدرة [4] بن حسن، العلّامة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سلمان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 362، 363
رقم 2516.
[2] انظر عن (يحيى بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 368 رقم
2533، ومعرفة القراء الكبار 2/ 640 رقم 604، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 150 (8/ 358) ، وغاية النهاية 2/ 379، ومعجم الشافعية لابن
عبد الهادي، ورقة 111.
[3] هو المسجد الّذي بالقشاشين بالقاهرة، كما قال المنذري في التكملة
3/ 368.
[4] انظر عن (يوسف بن حيدرة) في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة، والعبر
5/ 127، وسير أعلام النبلاء 22/ 371، 372 رقم 237، وشذرات الذهب 5/
147.
(46/89)
رضيُّ الدّين، أَبُو الحَجّاج، الرَّحْبيّ
[1] .
شيخ الطبِّ بالشام. لَهُ القَدَم والاشتهارُ عند الخاصّ والعامّ. ولم
يزل مُبَجّلًا عندَ الملوكِ. وكانَ كبيرَ النفسِ، عاليَ الهِمَّة،
كثيرَ التّحقيق، حسن السيرة، مُحبًا للخير، عديمَ الأذيَّة.
كانَ أَبُوهُ من الرَّحبة كحَّالًا، فوُلِدَ لَهُ رضيّ الدّين بجزيرة
ابن عُمَر، وأقامَ بنَصيبين مدّة، وبالرّحبة. وقدم بعدَ ذَلِكَ دمشق
مَعَ أَبِيهِ فِي سنة خمس وخمسين وخمسمائة. ثمّ بعد مدّة تُوُفّي
أَبُوه بدمشق، وأقبلَ رضيُّ الدّين عَلَى الاشتغال.
والنّسخ، ومعالجة المرضى. واشتغل على مهذّب الدّين ابن النقاش
ولازَمَه، فنوَّه بذكرِه وقدَّمهُ. ثمّ اتّصل بالسلطان صلاحِ الدّين،
فحسن موقعُه عنده، وأطلقَ لَهُ فِي كلّ شهر ثلاثين دينارا، وأن يكون
مُلازمًا للقلعةِ والبيمارستان. ولم تَزَلُ عَلَيْهِ إلى أيامِ
المعظّم، فنقّصه النّصف، ولم يَزَلْ متردّدا إلى المارستان إلى أن مات.
وقد اشتغلَ عَلَيْهِ خلقٌ كثيرٌ، وطالت أيامه، وبقيَ أطباءُ الشام
تلامذته. ومن جملةِ من قرأ عَلَيْهِ أولا مهذبُ الدّين عَبْد الرحيم.
قَالَ ابن أَبِي أصَيْبعة: حدَّثني رضيُّ الدّين الرَّحبيّ قَالَ:
جميعُ من قرأ عَلِيّ سُعِدُوا، وانتفعَ الناس بهم- ثم سمّى كثيرا منهم
قد تمَيَّزوا- وكان لَا يُقرئ أحدا من أهلِ الذمةِ، ولم يقرئ فِي سائرِ
عُمُرهِ منهم سوى اثنينِ، أحدُهم عمرانُ الإسرائيليُّ، والآخرُ
إِبْرَاهِيم السامريُّ بعد أن تشفّعا وثقّلا عَلَيْهِ، وكلّ منهما
نبغَ، وتميزَ، وكتب. قد قرأتُ عَلَيْهِ في سنة اثنتين وثلاث وعشرين
وستمائة كتبا فِي الطّبّ، وانتفعتُ بِهِ. وكان مُحبًا للتّجارة مغرى
بها. وكان يُراعي مِزاجَه، ويعتني بنفسه، ويحفظُ صحّته. وكان لَا يصعدُ
فِي سُلم، وإذا طُلب لمريضٍ، سألَ عن ذَلِكَ أوّلا. ويطلُعُ إلى
بُستانه يومَ السبت يتنزهُ. وكان الصاحب صفيّ الدّين ابن شكر يَلزَمُ
أكْل الدّجاج، فشحب لونُه، فقال لَهُ رضيّ الدّين يوما: الزم لحمَ
الضأن وقد ظهر لونُك، ألا ترى إلى لوِن هذا اللّحم ولونِ هذا اللّحم؟
قَالَ: فلَزِمه،
__________
[1] تصحّفت النسبة إلى: «الرخّي» بتشديد الخاء المعجمة، في (شذرات
الذهب لابن العماد 5/ 147) وقال: نسبة إلى الرخ ناحية بنيسابور، وذكر
أبا الحجّاج يوسف بن حيدرة.
(46/90)
فصَلَحَ لونُه واعتدلَ مِزاجُهُ، لأنَّ
لحمَ الضأنِ يتولّد منه دمٌ متينُ بخلاف الدّجاج.
وُلِد رضيُّ الدّين الرَّحبيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة أربعٍ وثلاثين،
وعاشَ سبعا وتسعين سنة. وماتَ يوم عاشوراء المحرّم. وكان مرضُه شهرا
ولم يُتَبَيَّنْ تغيُرُ شيءٍ من سمعهِ ولا بصرهِ، وإنما كَانَ فِي
الآخر يعتريه نسيانٌ للأشياء القريبة العهدِ المتجدّدة. وخلَّف ولدين:
شرف الدّين عليَّا، وجمال الدّين عثمان، وكلاهما طبيبٌ فاضلٌ.
76- يونُسُ ابن الخطيب [1] أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي
الفضل بْن زيد الدَّوْلَعيّ.
أَبُو المظفَّر.
حدّث عن: جدِّه لأمّه الخطيب عَبْد الملك بْن زيد الدَّوْلَعيّ، وعبد
اللّطيف ابن شيخ الشيوخ.
وماتَ فِي ذي القِعْدة، قبل أَبِيهِ.
[الكنى]
77- أَبُو الفَرَج المالكيّ [2] .
أحدُ العلماءِ، وصاحبٌ كتاب «الحاوي» .
قَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّه الوادياشيّ: إنه تُوُفّي سنة 31.
وفيها وُلِد الإمام محيي الدّين يحيى النّواويّ.
والقاضي حسامُ الدّين الرّوميُّ الحنفيّ: الْحَسَن بْن أَحْمَد
الرازيّ، باقسَرا.
والقاضي عزُّ الدّين عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عوض
الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (يونس بن الخطيب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 374 رقم
2553.
[2] لم يذكره كحّالة في (معجم المؤلفين) مع أنه من شرطه.
(46/91)
وزينُ الدّين المُنجي بْن عثمان، شيخُ
الحنابلة.
وشمسُ الدّين مُحَمَّد بْن حمزة، أخو القاضي تقيِّ الدّين.
وسعدُ الدين يحيى بْن مُحَمَّد بْن سعد، فِي ربيع الأوّل.
والبهاءُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ابن العجميّ،
فِي رجبٍ.
والشمسُ مُحَمَّد بْن عثمان بْن مشرق [1] ، فِي رمضان.
والأديبُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مفرّج
الإشبيليُّ.
والبدرُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن الصوّاف.
والنّجم أحمد بن إسماعيل ابن التُّبَّلي [2] الحَلبيُّ.
والقاضي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَشِع.
والشيخ عَلَى بْن جعْفَر، مؤذنُ القلعةِ.
والزاهدُ إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن حاتم، ببعلبكّ.
__________
[1] قيده المصنف في كتابه «المشتبه» : 592.
[2] قيده المؤلف في «المشتبه» أيضا فقال: «وبمثناة ثم موحدة ثقيلة:
أحمد بن إسماعيل التّبّلي، تأخر بحلب، وحدث عن ابن رواحة» (ص 108) .
(46/92)
سنة اثنتين وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
78- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن إِسْمَاعِيل بن عمر، ابن الأمير
السلار، بختيار الأتابكيّ، الدّمشقيّ.
الأميرُ، الأديبُ، زينُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس.
من بيت إمرةٍ وتقدُم. وله شعرٌ بديعٌ.
روى عَنْهُ شهابُ الدّين القوصيُّ، وغيرُه.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
انشدَنَا لَهُ نَسيبُه الأديب ناصرُ الدّين أَبُو بَكْر ابن السلار:
أَحِنُّ إلى الوَادِي الّذِي تَسْكُنُونَهُ ... حَنينَ مُحِبٍّ زَالَ
عَنْهُ قَرينُهُ
وَأَشْتَاقُكم شَوقَ العليلِ لِبُرْئِه ... وَقَدْ مَلَّ آسِيهِ
وَقَلَّ مُعِينُهُ
ولَوْلا رضاكم بالعباد لَزُرْتُكُمْ ... زيارةَ مَنْ دُنْيَاهُ أَنتمْ
وَدِينُهُ
وأرْغَمْتُ أَنْفَ البَيْنِ فِي جَمْعِ شَمْلِنَا ... ولكِنْ بِجُهْدِي
فِي رِضاكُم أُعينُهُ
79- أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد العزيز [2] ، العفيفُ.
أَبُو الْعَبَّاس، الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، الْمَصْريّ، الشافعيّ،
المقرئُ، المعروف بابنِ الصَّيْرفيّ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الجودِ. وسمع من أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن
نجا. وأجازَ لَهُ الأثيرُ أبو الطاهر الأنباريّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 382 رقم
2570، والوافي بالوفيات 6/ 216، 217 رقم 2684.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
397، 398، رقم 2614 وفيه: «أحمد بن عبد العزيز» بإسقاط: «علي» .
(46/93)
وأمُ بمسجِد الشارعِ، وأدَّب فِيهِ.
وماتَ فِي سادس عشر شوَّال، وجاوزَ السبعين.
80- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] بْن الْحُسَيْن.
أبو بَكْر ابن الخُرَاسانيّ، الخطاطُ.
سَمِعَ أَبَا الْحُسَيْن عَبْد الحقّ.
روى عَنْهُ ابن النجار، وقال: كَانَ متديّنا، صالحا، عَلَى طريقَة
السلفِ، تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وله سبْعون سنة.
وأجاز لشيخنا أَبِي نصر ابن الشّيرازيّ.
81- أَحْمَد بْن ناصر بْن محمود.
أَبُو إِسْمَاعِيل الخزرجيُّ، الكفرسوسي [2] ، المُعَمرَّ.
سَمِعَ فِي سنة خمس وخمسين وخمسمائة من أَبِي القاسم الحافظ.
وحدَّث فِي هذا العام ببيتِ رأس [3] .
سَمِعَ منه ابن الحُلوانية، وجماعة، وأجاز للبهاء ابن عساكر.
[حرف الجيم]
82- جعْفَر بْن الأسعد [4] بْن أَبِي القاسم بْن سعد.
أَبُو القاسم، الصُّوفيّ، الخيّاط.
ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وطَلَبَ الحديث فِي الكِبَر بعد الثمانين، وسمعَ من: عُبَيْد اللَّه
بْن شاتيل، ونصر الله القزّاز، وأبي الخير القزويني، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 388 رقم
2585.
[2] منسوب إلى كفرسوسيّة، من قرى دمشق.
[3] بيت رأس موضعان، أحدهما قرية ببيت المقدس، وقيل: كورة بالأردن،
والآخر قرية من نواحي حلب والظاهر أنّه حدث ببيت رأس الّذي من نواحي
حلب بدلالة سماع ابن الحلوانية- وهو حلبي- منه.
[4] انظر عن (جعفر بن الأسعد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 296، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 389 رقم 2588، والوافي
بالوفيات 11/ 98 رقم 158.
(46/94)
وروى الكثيرَ بمكة، وحصَّل الأصول
والأجزاء. وكان صوَّامًا، قوَّامًا، تاليا للقرآن، حجَّاجًا. وكان
يُعرفُ بابن الشيعية.
أمَّ بمسجد الظّفريّة مدّة. وكَتَبَ عَنْهُ طلبةُ بغداد.
حدَّث عَنْهُ عزُّ الدّين الفاروثيُّ. وأجاز للفخر إِسْمَاعِيل بْن
عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر محمد ابن الشيرازيّ، وتقيّ الدّين
سُلَيْمَان الحاكم.
وتُوُفّي فِي ثامن جُمَادَى الأولى.
قَالَ ابن النجّار: حصّل الأصول، ونسخ الكثير مَعَ ضعف يده ورداءةِ
خطِّه.
وكان صالحا، وَرِعًا، عفيفا، حافظا للقرآن، كثير التِّلاوةِ والتعبدُّ،
صَدُوقًا.
[حرف الحاء]
83- الحسنُ بْن يحيى [1] بْن صبّاح بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ.
أَبُو صادق، الْقُرَشِيّ، المخزوميُّ، الْمَصْريّ، الكاتبُ، نشء الملك.
قَالَ: ولدتُ فِي العاشر من جُمَادَى الأولى سنة إحدى وأربعين بمصر فِي
زقاق بني جُمَحَ.
سَمِعَ من الفقيه عَبْد الله بْن رِفاعة، وأجاز لَهُ وهو آخرُ أصحابه.
وكان عَدْلًا، ديّنا، صالحا.
روى عَنْهُ: الضياءُ، وابن خليلٍ، والبِرْزاليُّ، وجماعةٌ من الحفاظِ،
وابنه عليّ، وسليمان بن إبراهيم ابن القائد، ومحيي الدّين ابن
الحَرَسْتانيّ الخطيبُ، وأمينُ الدّين عَبْد الصَّمد بْن عساكر، وابنُ
عمّه الشرفُ أَحْمَد، ونصرٌ وسعدُ الخير
__________
[1] انظر عن (الحسن بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 393 رقم
2600، وذيل الروضتين 163، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 333، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2073، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1458، وسير أعلام النبلاء 22/ 372، 373 رقم 238، والعبر 5/
128، والوافي بالوفيات 12/ 304 رقم 276، وذيل التقييد 1/ 512، 513 رقم
1000، والمقفى الكبير 3/ 433 رقم 1203، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات
الذهب 5/ 148.
(46/95)
ابنا النابلسيّ، والشرف يوسف ابن
النابلسيّ، والجمال محمد ابن الصابونيّ، والعلامةُ الجمالُ مُحَمَّد
بْن مالكٍ النَّحْويّ، وأَبُو الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد اليونينيّ،
والعزّ إِسْمَاعِيل ابن الفرّاء، والعزّ أحمد ابن العماد، والشهابُ
مُحَمَّد بْن أَبِي العزّ الأَنْصَارِيّ، وهو آخرُ من حدَّث عَنْهُ
سماعا، ومُحَمَّد بن قايماز الطّحان، والتقيّ ابن مؤمن، والعمادُ
أَحْمَد بْن سعد، وعبد الحميد بْن خَوْلان، ومُحَمَّد بْن مكّي
الْقُرَشِيّ، وأَبُو الحرم بْن مُحَمَّد الأبارُ، وعليّ بْن الزّين بْن
عَبْد الدّائم، وأَحْمَد بْن المجاهد، ومُحَمَّد بْن حازمٍ، وعليّ بْن
بقاء المُلقَن، وعبد الدّائم بْن أَحْمَد الوزانُ، ومُحَمَّد بْن
عَلِيّ الواسطيّ، وعبد الصّمد ابن الحّرَسْتانيّ، ومُحَمَّد بْن سلطان
الحنفيّ، وخلقٌ سواهم.
قَالَ ابن الحاجب: هُوَ شيخٌ ثقةٌ، وقورٌ، مكرمٌ لأهلِ الحديث، كثيُر
التواضعِ.
قَالَ لي: إنّه يبقى ستة أشهرٍ لَا يشربُ الماء، قلتُ: فتركتهُ لمعنى؟
قَالَ: لَا أشتهيه.
وقرأتُ بخطّ الضياء: تُوُفّي شيخُنا أَبُو صادق بدمشق، وحُمِل من يومه
إلى الجبل فدُفِنَ بِهِ. وكان خيِّرًا قلَّ من رأيتُ إلا ويشكره
ويُثْني عَلَيْهِ. وهو آخرُ من روى عن ابن رفاعة- فيما علمت-. تُوُفّي
فِي يومِ الجمعةِ سادس عشر رجب.
قلت: استوطَنَ دمشقَ من بعد السبعين وخمسمائة، وشَهِد بها، أظُنُه
كَانَ من شهود الخزانة بدمشق.
84- الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن هبة اللَّه بْن مَسْلَمَة.
أَبُو القاسم، التَّنُوخيّ، الدمشقيّ.
سَمِعَ من: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم بن عساكر،
وأبي المجد ابن البانياسيّ.
وتُوُفّي فِي شَعْبان.
روى عَنْهُ: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحلوانية، والجمال ابن
الصابونيّ، وعليّ بن محمد المرّاكشيّ.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 395 رقم
2606.
(46/96)
85- الحسين بن الْإمَام الفقيه عتيق [1]
بْن الْحُسَيْن بْن عتيق بْن الْحُسَيْن بْن رشيق بْن عَبْد اللَّه.
الفقيه، العالم، جمال الدّين، أبو عَلِيّ الرَّبَعيّ، الْمَصْريّ،
المالكيُّ.
شهد عند قاضي القُضاة صَدْر الدين عَبْد الملك بْن درباس، فمَن بعدَه.
وسَمِعَ بالإسكندرية من أَبِي الطّاهر بْن عوفٍ، وبمصر من أَبِيهِ.
ودرسَ بالمسجد المعروف بِهِ بالفُسطاطِ مدّة، وأفتى، وصنَّف فِي
المذهب.
وتفقَّه بِهِ جماعةٌ، وكان ديّنا، وَرِعًا.
قَالَ: ولدتُ بالإسكندريةِ فِي ثالث شَعْبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
روى عنه الزكي المنذري وقال [2] : توفي في ثالث وعشرين ربيع الآخر.
وسيأتي غيرُ واحد من بيته. وتُوُفّي أَبُوه فِي سنةِ ثلاثٍ وسبعين
وخمسمائة.
86- وتُوُفّي ابنه الفقيه عَبْد الحميد بْن الْحُسَيْن [3] بعده فِي
شَعْبان من السنة كهلا، ولم يحدّث [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عتيق) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 387، 388
رقم 2584، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 160، والوافي بالوفيات
12/ 421 رقم 380، والديباج المذهب لابن فرحون 105، والإحاطة في أخبار
غرناطة 1/ 480، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 214، 215.
[2] في التكملة 3/ 387.
[3] انظر عن (عبد الحميد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 395
رقم 2605، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 160، 161.
[4] كذا قال، وفيه نظر، لقول المنذري في «التكملة» : 3/ 395: «وحدث» .
وقال المنذري أيضا وتابعه ابن الصابوني في «تكملة إكمال الإكمال» (160-
161) : «مولده مستهل شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة. سمع معنا
بثغر الإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن عماد الحراني، وأبي طالب أحمد
بن عبد الله بن حديد، وجماعة سواهما. وسمع بمصر من القاضي أبي محمد عبد
الله بن محمد بن عبد الله الرمليّ. وتفقّه على مذهب الإمام مالك بن أنس
رضي الله عنه على والده، واشتغل بالأدب» وذكر أن يلقب بعز الدين وأنه
كان فاضلا ذكيا راغبا في تحصيل الفضيلة» .
هذا وقد عجّل المؤلّف- رحمه الله- في ذكر ترجمته هنا، ولم يؤخّره إلى
تراجم حرف العين كما هو معهود.
(46/97)
87- حمزةُ بْن أَحْمَد بْن عُمَر ابن
الزّاهد القُدوة أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
قُدامة.
أَبُو عَبْد اللَّه، المقدسيُّ، الحنبليُّ.
والِد قاضي القضاة تقيِّ الدّين الحنبليُّ.
سَمِعَ الكثير، ولم يُحدَّثَ لأنّه مات قبلَ أوانِ الرواية بقرية
جمَّاعيلَ، فِي جُمَادَى الآخرة فِي حياة والده الجمالُ أَبِي حمزة،
ورُبِّيت أولادُه يتامى، وجاءَ منهم مثل: قاضي القضاةِ، وأخيه المقرئ
ناصر الدّين دَاوُد، والفقيه شمسِ الدّين مُحَمَّد.
[حرف الخاء]
88- خلفٌ بنُ أَبِي المجدِ [1] .
موفَّقُ الدّين الأَنْصَارِيّ، الْمَصْريّ، الشافعيّ، الفقيهُ.
عاشَ بضْعًا وثمانين سنة. وتصدَّر بالجامع الأقمرِ بالتبانين بالقاهرة
مدّة.
وسَمِعَ من أَبِي الجيوش عساكر بْن عَلِيّ، وغيره. وماتَ فِي جُمَادَى
الأولى.
[حرف الدال]
89- داود، الملك الزّاهر [2] ابن السُّلطان صلاح الدِّين يوسُف بن
أيّوب بن شاذي.
__________
[1] انظر عن (خلف بن أبي المجد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 390 رقم
2589، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 235.
[2] انظر عن (الملك الزاهر داود) في: الحوادث الجامعة 43، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 383 رقم 2572، ومفرّج الكروب 2/ 424 و 3/ 379،
والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 121، 122، وزبدة الحلب 3/ 218، 219، ووفيات
الأعيان 2/ 28 رقم 210، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 288، وبغية
الطلب لابن العديم (المصوّر) 7/ 585 رقم 1109، ونهاية الأرب 29/ 209،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 156، والعبر 5/ 128، وتاريخ ابن الوردي 2/
160، ومرآة الجنان 4/ 75 و 84 وفي الموضعين تحرّف اسمه إلى: «الزاهد»
بالدال المهملة، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 31، والوافي بالوفيات،
له 13/ 500، 501 رقم 600، والبداية والنهاية 13/ 333، والعسجد المسبوك
2/ 466، والسلوك ج 1 ق 1/ 250، وشفاء القلوب 266، 267، وتاريخ ابن
الفرات 8/ 161، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 307، والدارس 1/ 581،
والقلائد الجوهرية 145، وترويج القلوب 74، 75 رقم 162، وشذرات الذهب 5/
148، والأعلام 2/ 336.
(46/98)
أَبُو سُلَيْمَان، صاحبُ إلْبِيرَةَ.
ولد بمصر. وأجاز لَهُ عَبْد اللَّه بْن بري النَّحْويّ، وأَحْمَد بن
حمزة بن الموازينيّ، والبوصيريّ.
وكان فاضلا، شاعرا. ملكَ إلْبيَرةَ مدّة طويلة.
مولدهُ بالقاهرة في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وتوفّي بإلبيرة في تاسع صفر، فتملّك إلبيرة صاحبُ حلب ابن شقيقٍ لَهُ.
[حرف الراء]
90- رَتَن الهنديُّ [1] .
الّذِي زَعَموا أنّه صحابيُّ.
ذكرَ النجيب عَبْد الوهّاب الفارسيُّ الصوفيّ: أَنَّهُ تُوُفّي فِي
حدود سنة اثنتين وثلاثين. وذكر النجيبُ: أنّه سمع من الشيخ محمود ولد
بابارتن، وأنّه بقي إلى سنة تسع وسبعمائة. وأنه قَدِمَ عليهم شيرازَ،
فذكر: أَنَّهُ ابن مائة وستّة وسبعين عاما، وأنّه تأهّل ورُزِقَ
أوْلادًا.
قلتُ: من صدقَ بهذه الأعجوبَة وآمَنَ ببقاءِ رتن، فما لنا فِيهِ طبّ،
فليُعْلَمْ أنَّني أوَّل مَنْ كذَّب بذلك، وأنني عاجزٌ منقطعٌ معه فِي
المناظرةِ. وما أبعدُ أن يكون جنيٌّ تبدّى بأرضِ الهند، وادّعى ما
ادّعى، فصدّقوه، لأنَّ هذا شيخُ مُفترٍ كذابٌ كَذَبَ كَذْبةً ضخمة لكي
تنصَلِح خابيةُ الضياع وأتى بفضيحة كبيرة، فو الّذي يُحْلَفُ بِهِ إنَّ
رتن لكذَّابُ قاتلُه اللَّه أنَّى يُؤْفكُ. وقد أفردتُ جزءا فِيهِ
أخبارُ هذا الضال وسمّيته: «كسر وثن رتن» [2] .
__________
[1] انظر عن (رتن الهندي) في: ميزان الاعتدال 2/ 45 رقم 2759، والمغني
في الضعفاء 1/ 230 رقم 2110، وسير أعلام النبلاء 22/ 367، 368 رقم 231،
وفوات الوفيات 1/ 324 رقم 128، والوافي بالوفيات 14/ 99- 102 رقم 123،
ولسان الميزان 2/ 450 رقم 1838.
[2] انظر تفاصيل أوسع في الإصابة لابن حجر: 1/ الترجمة 2759، وفي كتاب:
«الذهبي ومنهجه في (تاريخ الإسلام) للدكتور بشار عواد معروف 213، 214.
(46/99)
[حرف الزاي]
91- زهرة بنت عبد العزيز [1] ابن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد المنذريّ: تُوُفِّيَتْ فِي جُمَادَى الآخرةِ.
ورَوَتْ بالإجازةِ عن أَبِي الْحُسَيْن عَبدِ الحقّ.
92- زَهْرَةُ بنتُ الحافظِ عَبدِ القادر [2] الرُّهاويِّ.
رَوَتْ عن أبيها. قالَهُ المنذريُّ.
[حرف السين]
93- سِت العزّ [3] بنت الرئيس أَبِي الغنائم هِبَةِ الله بن محفوظ بن
صَصْرَى التَّغلبيّ.
أم منُعمٍ.
أجازَ لها عبدٌ الجليل بن أَبِي سعد الهرويّ الراويّ عن بِيبي
الهَرْثمية، ومُحَمَّد بْن أسعد حَفَدَة العطّاري.
وسَمِعَ منها الطلبةُ.
وتوفيتْ فِي رمضانَ، ودُفنت بسَفْحِ قاسِيون.
وهي أختُ الحافظِ.
94- سيدةُ الرؤساءِ [4] بنتُ مُحَمَّد بْن شجاع الحاجيّ البغداديّ.
سَمِعَتْ من تَجَنَّى الوَهبانيةِ.
وماتَتْ فِي صفر.
روى عنها بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (زهرة بنت عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 390،
391 رقم 2593.
[2] انظر عن (زهرة بنت عبد القادر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 400،
401 رقم 2622 وفيه «زهراء» .
[3] انظر عن (ست العز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 397 رقم 2611
وفيه: «سيّدة العز» .
[4] انظر عن (سيدة الرؤساء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 385 رقم
2575.
(46/100)
[حرف الشين]
- شَرَفُ الدّين ابن الفارضِ.
هو عُمَر بْن عَلِيّ. سيأتي إن شاء اللَّه [1] .
[حرف الصاد]
95- صوابٌ، الطّواشيّ [2] الكبيرُ، شمسُ الدّين.
العادليُّ، الخادمُ.
مُقَدَّمُ الجيوشِ العادليةِ، وأحدُ الأبطالِ المذكورينَ، ومن أمراءِ
الدولتين، فكانَ إذا حَمَلَ، يَقُولُ: أَيْنَ أصحاب الخُصَى؟ أسرَهُ
ملكُ الروم، ثم خُلِّصَ.
وقيلَ: إنّه كَانَ لَهُ مائة مملوكٍ خُدَّامٌ، وطلع منهم جماعةٌ
أمراءُ، منهم: الأميرُ بدرٌ الصوابي، والأميرُ شِبلُ الدولةِ الخزندار،
والطّواشيّ السُّهيلي خَزْنَدَار الكرك. وكان لَهُ بِرٌّ وصدقة.
تُوُفّي بحرانَ فِي أواخر رمضان، وكان مقيما بها، وهي مضافةٌ إِلَيْهِ
مَعَ ديارِ بكر وما والاها.
[حرف الظاء]
96- ظافرُ بْن تَمَّام [3] بْن ظافر.
أَبُو الْعَبَّاس الدّمشقيّ، الطّحّانُ.
حدَّث عن أَبِي المعالي بْن صابر، روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره.
__________
[1] برقم (111) .
[2] انظر عن (صواب الطواشي) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 694، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 397، 398 رقم 2613، والتاريخ المنصوري 178، ومفرّج
الكروب 5/ 134، والأعلاق الخطيرة ج 3/ 59، 108، 524، وأخبار الأيوبيين
لابن العميد 142، ونهاية الأرب 29/ 209، 210، والعبر 5/ 128، والمختار
من تاريخ ابن الجزري 159، ومرآة الجنان 4/ 75، ونزهة الأنام لابن
دقماق، ورقة 19، والوافي بالوفيات 16/ 339 رقم 371، والسلوك ج 1 ق 1/
250، والنجوم الزاهرة 6/ 287، وشذرات الذهب 5/ 149.
[3] انظر عن (ظافر بن تمّام) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 396 رقم
2610.
(46/101)
وتُوُفّي فِي شَعْبان.
وأجاز للشيخ عَلَى بْن هارون، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْحَسَن
المُخَرّميّ، ولفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، والقاضي تقيِّ الدّين
الحنبليّ.
وخرَّج عنه البهاء ابن عساكر.
[حرف العين]
97- عَبْد اللَّه بْن آيدغمش [1] بْن أَحْمَد.
أَبُو مُحَمَّد، الدمشقيّ. الزّاهدٌ، المعروف بالمارِدينيِّ.
صحِبَ المشايخَ، وتَزَهَّدَ، وانقطع إليه جماعة، ورُزِق القبولَ خصوصا
من الأمراءِ. وكان كثيرَ الإقدام عليهم والإغلاظِ لهم.
وسَمِعَ من: الحافظ عبدِ الغنيّ، وغيرِه.
ثم جاورَ بمكةَ وبها ماتَ فِي المحرَّمِ.
98- عَبْد اللَّه ابن الأميرِ عَلِيّ [2] ابن الوزير أَبِي منصور
الْحُسَيْن ابن الوزير أَبِي شجاع مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
الرُّوذرَاوَرِيُّ.
ثم البغداديّ.
وُلِد بأصبهان سنةَ خمسٍ وخمسينَ.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن تميم بْن مُحَمَّد اليَزْديِّ.
أجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمة بِنْت سُلَيْمَان، وابن
الشيرازيّ.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأُولى.
كنيته أَبُو منصورٍ.
99- عبدٌ الخالق بْن طرخان [3] بن الحسين.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن آيدغمش) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 381
رقم 2566، والعقد الثمين 3/ ورقة 9.
[2] انظر عن (عبد الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 390 رقم
2590.
[3] انظر عن (عبد الخالق بن طرخان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 386
رقم 2579.
(46/102)
أَبُو مُحَمَّد، الْقُرَشِيّ، الأُمَويّ،
الإسكندرانيُّ، الحَرِيريُّ.
حدَّث عن عَبْد الرَّحْمَن بْن موقا.
ومات فِي ربيع الأول.
وهو والدُ الشرفِ مُحَمَّد، الراويّ عن ابن المُفَضَّل المقدسيِّ.
100- عبدُ السلام ابنُ المُطَهّر [1] ابن قاضي القضاة أَبِي سَعْد
عَبْد الله بن أبي السّري محمد ابن هبة الله ابن المُطَّهَر بْن عَلِيّ
بْن أَبِي عَصْرون.
الفقيهُ، شهابُ الدّين، أَبُو العباسِ، التميميُّ، الدّمشقيّ،
الشافعيّ.
سَمِعَ من: جدِّه أَبِي سَعْد، ومن يحيى الثّقفيّ، وأحمد ابن
الموازينيّ، وجماعةٍ.
وكان فقيها، جليلَ القدرِ، وافرَ الدّيانةِ. تَرَسَّل من حلبَ إلى
بغدادَ وإلى الأطراف. وانقطعَ فِي الآخر بمكانه بالْجَبَل عند حَمَّام
النُّحاس. وكانَ منُهمكًا فِي التمتُّع. كَانَ لَهُ أكثر من عشرين
سرّية حتّى يبست أعضاؤُه وتولّدَت عَلَيْهِ أمراضُ.
روى عَنْهُ: البِرْزاليُّ، والقوصيّ، والمجد ابن الحلوانية، والمجد ابن
أَبِي جرادة الحاكم، وجماعةٌ.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابنُه تاجُ الدّين مُحَمَّد.
وتُوُفّي فِي الثامن والعشرين من المحرّم.
101- عبد الكريم بن عمر [2] ابن شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم ابن
إسماعيل بن أبي سعد النّيسابوريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد السلام ابن المطهر) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 692
(وفيات سنة 631 هـ) ، وفيه «المظفر» وهو تصحيف، وأعاده مصحفا أيضا في
(وفيات 632 هـ) ص 694، والحوادث الجامعة 43، والتكملة لوفيات النقلة 3/
382، 383 رقم 2571، وذيل الروضتين 162 وفيه اسمه:
«عبد الله» ، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 264 أ، والأعلاق
الخطيرة ج 1 ق 1/ 99، والعبر 5/ 128، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 61،
62، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 11، والوافي بالوفيات 18/ 436، 437
رقم 453، والنجوم الزاهرة 6/ 287، وشذرات الذهب 5/ 149.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 398 رقم
2616، والعسجد المسبوك 2/ 467.
(46/103)
ثم البغداديّ، الصُّوفيّ، أَبُو سعدٍ.
وُلِد سنةَ خمسٍ وسبعين.
وحدَّث عن عبيِد اللَّه بْن شاتيل.
وتُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.
102- عبدُ اللطيفِ بنُ أَبِي المظفَّر [1] البغداديّ.
أَبُو طالبٍ، ابْن عُفَيْجَة [2] .
حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن عبدِ الحقّ اليوسفيُّ.
ومات فِي ربيع الآخر.
روى عَنْهُ ابن الشّيرازيّ.
103- عَبْد المولى بْن عَبْد السيّد [3] بْن إِبْرَاهِيم، بدرُ الدّين.
الْقُرَشِيّ، الدمشقيّ، الوكيلُ بمجلس الحكم.
حدّث عن يحيى الثَّقفيّ.
روى عَنه الشهابُ القُوصيّ وقال: مات فِي المُحَرَّمِ.
104- عَبْد الوهّاب بْن محمود [4] بْن الْحُسَن بْن عَلِيّ.
أَبُو مُحَمَّد، الْجَوْهريّ، التاجرُ، البغداديّ، المعروفُ بابنِ
الأهوازي.
سَمِعَ من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المقرب، وأَحْمَد بنِ مُحَمَّد بْن
بَكْرُوس.
وتُوُفّي فِي سابع جُمَادَى الأولى، وقد قاربَ الثمانينَ. قاله
المنذريّ [5] .
قلت: أجاز لكمال الدّين أحمد ابن العطّار، وللفخر إسماعيل بن عساكر،
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن أبي المظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
387 رقم 2583.
[2] هكذا قيّده المنذري.
[3] انظر عن (عبد المولى بن عبد السيد) في: ذيل الروضتين 162.
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن محمود) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/
403، 404 رقم 236، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 389 رقم 2587.
[5] في التكملة 3/ 389.
(46/104)
ولزينبَ بنتِ الإسْعَرْديّ، ولمحمد بْن
يوسُفَ الذَّهبيّ، وابن الشيرازيّ، وفاطمة بنتِ سُلَيْمَان.
وكتبَ عَنْهُ ابْن النّجار [1] ، وغيره.
105- عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عَلِيّ. القاضي، الإمامُ،
الحافظُ.
المتقِنُ أَبُو الْحَسَن، الْجُذاميُّ، الغَرْناطيُّ، ابن القفاص.
رَوَى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن زرقون، وعبدِ الحقّ بْن بونه، وأبي
زيد السّهيليّ، وأبي القاسم بن حبيش، وعِدَّة. واعتنى، وقَيَّدَ، وكتبَ
الكثيرَ.
قال ابن الزّبير [3] : كان ضابطا، فقيها، حافظا جليلا. اختصر كتاب
«الاستذكار» لابن عبد البرّ. روى عنه أبو عليّ بن أبي الأحوص. مات في
ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين عن سبْعٍ وسبعينَ سنة.
106- عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل [4] بْن إِبْرَاهِيم بْن جُبارة، القاضي.
الرئيس، شرفُ الدّين أَبُو الْحَسَن، الكِنْديّ، التُّجَيْبيّ،
السخاويُّ المولِد، المحليُّ الدّارِ، النَّحْويّ، المالكيُّ،
العَدْلُ.
وُلِد فِي أولِ سنةِ أربعٍ وخمسين.
وحدَّث عن السِّلَفيِّ.
وتُوُفّي بالقاهرة فِي خامس ذي الحجّة، قاله الحافظ المنذريُّ [5] ،
وروى عنه هو، وشيخنا التاج العراقيّ.
__________
[1] وقال: وكان شيخا لا بأس به.
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: صلة الصلة لابن الزبير 113، وتكملة
الصلة لابن الأبار 2/ رقم 2617، والذيل والتكملة ج 5 ق 1/ 184، 185 رقم
368، والديباج المذهب 210، والإحاطة 321.
[3] في صلة الصلة 113.
[4] انظر عن (علي بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 398، 399
رقم 2617، ونكت الهميان 208، 209، وبغية الوعاة 2/ 149.
[5] في التكملة 3/ 398.
(46/105)
وكان من أَئِمَّةِ العلم. أضَرَّ بأخرة.
نَظَرَ فِي الديوانِ، وخَدَمَ الدولةَ بالمَحَلَّة.
وله «ديوان» شعرٍ كبير. وكان يقرئُ النَّحْو.
قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ: أَخْبَرَكَ
الأَدِيبُ شَرَفُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالْقَاهِرَةِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصُّورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ
مَرْثَدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «تَجَوَّزُوا فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّ خَلْفَكُمُ الضَّعِيفَ،
وَالْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ» [1] . 107- عَلِيّ بْن الْحُسَن [2]
بْن أَحْمَد بْن رَشِيد [3] .
أَبُو الْحَسَن، الرَّشِيديُّ، البَزَّازُ، الضريرُ.
شيخٌ بغداديّ. سَمِعَ من: عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن البارزيّ [4] ،
ويحيى بْن ثابت البَقَّالِ.
وتُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر.
أجازَ للفخرِ ابن عساكر، ولفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، ولأبي نصرٍ
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المِزِّي.
وقد سَمِعَ منه ابنُ الجوهريّ، وعليّ ابن الأخضر، وجماعة بقراءة الحافظ
محمد ابن النجّار.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 472 من طريق وكيع عن الأعمش بهذا
الإسناد.
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (كمبرج) ورقة 137، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 261- 263
رقم 741، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 387 رقم 2581، وسير أعلام النبلاء
22/ 382 رقم 244.
[3] رشيد: بفتح الراء المهملة وكسر الشين المعجمة (المنذري) .
[4] وقع في المطبوع من تاريخ الإسلام- الطبقة الرابعة والستون- ص 91
«البابرزي» وقال الدكتور بشار بالحاشية: قيّده المنذري كما قيّدناه!
والتصحيح من المصادر بما فيها «التكملة» للمنذري.
(46/106)
وكَتَب لَهُ ابْن النجّار: الشيخُ الصالحُ
[1] .
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
مُحَمَّدٍ الرَّشِيدِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ حُسَيْنٍ
أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ مُدِركٍ، حَدَّثَنَا سعَيِدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي الزِّنادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، قَالَ: كُلُّ اسْتِثْنَاءٍ غَيْرُ مَوْصُولٍ فَصَاحِبُهُ
حَانِثٌ.
108- عَلِيّ بْن عَلِيّ [2] بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن غَنِيمة.
أبو الحسنِ، الوَاسطيُّ، البَزَّازُ عُرِفَ بابن القُطْبِ.
وُلِد بواسط سنةَ خمسٍ وستينَ وسَمِعَ مِنْ أَبِي طالبٍ مُحَمَّد بْن
عَلِيّ الكَتّانيّ.
وتُوُفّي فِي رَجَب.
109- عَلِيّ بْن أَبِي الفتح المبارك [3] بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن
إِبْرَاهِيم.
أَبُو الْحَسَن، الواسطيّ، البَرْجُونيُّ، الفقيهُ، المقرئُ، تقيُّ
الدينِ، ابْن باسويه [4] ، وهو لقبٌ لأحمد.
حَفِظَ القرآنَ عَلَى أَحْمَد بن سالم البرجونيّ، وقرأ بالعشر على أبي
الحسن
__________
[1] وقال ابن النجار: وكان شيخا متميزا أديبا، له نظم ونثر، وعلت سنّه
فأضرّ ولزم منزله إلى حين وفاته، وكان متدينا صالحا. ذكر لي أن جده ابا
العز كان يتولى الحسبة في أيام هارون الرشيد فنسب إليه. (ذيل تاريخ
بغداد 3/ 262) .
[2] انظر عن (علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 392 رقم 2569.
[3] انظر عن (علي بن المبارك) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (كمبرج) ورقة 166، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 394، 395 رقم
2604، وذيل الروضتين 163، وتاريخ دنيسر 71، والإشارة إلى وفيات الأعيان
333، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والعبر 5/ 128، والمعين في طبقات
المحدّثين 196 رقم 2075، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، والمختصر المحتاج إليه
3/ 143، ومعرفة القراء الكبار 2/ 622، 623 رقم 586، وغاية النهاية 1/
562، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 149.
[4] تصحّف في: الإعلام بوفيات الأعلام 261 إلى: «ماسويه» ، وفي: العبر،
إلى «قاسويه» .
(46/107)
عَلِيّ بْن المظفَّر الخطيب، وأَبِي بَكْر
بْن منصور الباقِلانيِّ. وسَمِعَ من أَبِي طالبٍ الكَتَّانيّ،
ومَسْعُود بْن عَلِيّ بْن صدقةَ. وقدم بغدادَ، فَسَمِعَ بها من عُبَيْد
اللَّه بْن شاتيل، ونصر اللَّه القزّاز، وعبد المنعم ابن عَبْد اللَّه
الفُرَاويّ، والحافظ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عثمان الحازميَّ، وابن
بَوْش، وابن كُلَيب، وجماعةٍ.
وقدِمَ دمشقَ وسكنَها، وأقرأ بها، وحدَّث. وكان جَيِّدَ الأداءِ، حسنَ
الأخلاق، ثقة، فاضلا. وقد تفقّه علي أبي طالب صاحب ابن الخل، ويعيش بنِ
صَدَقة.
سَمِعَ منه: الزّكيُّ البِرْزاليُّ، والضياءُ، والسيف، وابن الحاجب،
والقوصيُّ، وابن الحُلْوانية، وجماعةٌ.
وقرأ عَلَيْهِ القراءاتِ علمُ الدّين القاسمُ بْن أَحْمَد الأندلسيُّ،
والتقيُّ يعقوبُ الجرائديُّ، والرشيدُ بْن أَبِي الدُّر، وغيرهم.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أبو القاسم عبد الصمد ابن الحّرَسْتانيّ،
ومُحَمَّد بْن قايماز الطّحّان، والشّهاب بْن مشرّف. وبالإجازة القاضي
تقيّ الدّين سليمان، والفخر إِسْمَاعِيل بنُ عساكر.
وتُوُفّي فِي ثامن شعبانَ، وله ستٍّ وسبعون سنة، ودُفِنَ بمقبرة بابِ
الصغيِر.
ولسعدِ، والمُطَعِّم منه إجازة.
110- عُمَر بْن أَحْمَد [1] بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعد.
الإمامُ، أَبُو حفصٍ، شعرانة، الأصبهانيُّ، المُسْتملي، الحافظُ.
سَمِعَ الكثيرَ، وكتبَ، وانتخبَ، وهو الّذِي رَتَّبَ «مسندَ» الْإمَام
أَحْمَد عَلِيّ أبواب الفقهِ. وصَنَّفَ كتابا فِي ثمانيةِ أسفارٍ
سمَّاهُ «روضةَ المذكرينَ وبَهْجةَ المحدّثين» . وما أحسبه رحل في
الحديث.
__________
[1] لم يذكره كحالة في: معجم المؤلّفين، مع أنه من شرطه. وسيعاد ذكره
ثانية في من عدم بأصفهان.
(46/108)
سَمِعَ: أَبَا جعْفَر الصَّيْدلانيّ،
وعفيفةَ، وأبا الفضائل العَبْدَكويّ، ومحمودَ بْن أَحْمَد الثَّقفيّ،
ومَسْعُود بْن إِسْمَاعِيل الْجُندانيَّ، وأبا القاسمِ الخُوارَزْميَّ
الخطيبَ، وأبا الماجدِ مُحَمَّد بْن حامد الْمَصْريّ، وخلقا سواهم.
كأنَّه عَدِمَ بأصبهان فِي هذا العام- رحمه اللَّه- فِي الكهولة.
روى عَنْهُ بالإجازة جماعةٌ من شيوخنا من آخرِهم ابنُ الشيرازيّ، وابن
عساكر الطبيب.
111- عُمَر بْن عَلِيّ [1] بْن مُرشد بْن عَلِيّ.
الأديبُ البليغُ، شرفُ الدين، أَبُو القاسمِ، الحَمَويُّ الأصلِ،
الْمَصْريّ المولدِ والدّار، ابن الشيخ أَبِي الْحَسَن الفارض.
سَيِّدُ شُعراءِ العصر [2] ، وشيخُ الاتحاديَّة [3] .
وُلِد فِي رابع ذي القَعْدَةِ سنة ستّ وسبعين وخمسمائة بالقاهرة.
وسَمِعَ بِهَا من بهاءِ الدّين القاسم بْن عساكر شيئا قليلا.
وذكره الحافظُ زكيُّ الدّين عبدُ العظيم فِي «معجمه» وقال: سَمِعْتُ
منه من شعره.
__________
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 388، 389 رقم
2586، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 270، ووفيات الأعيان 3/ 454-
456، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 320، والمغرب في حلى المغرب
305، 306، ونهاية الأرب 29/ 210، 211، والمختصر في أخبار البشر 3/ 157
وفيه: «القاسم بن عمر» ، وتابعه ابن الوردي في تاريخه 2/ 161، والإعلام
بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والعبر 5/ 129،
وميزان الاعتدال 2/ 266، وسير أعلام النبلاء 22/ 368، 369 رقم 232،
ومرآة الجنان 4/ 75- 79، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 68- 70، والبداية
والنهاية 13/ 143، والعسجد المسبوك 2/ 469، ولسان الميزان 4/ 317،
والنجوم الزاهرة 6/ 288- 290، وحسن المحاضرة 1/ 246، ومفتاح السعادة 1/
247، وشذرات الذهب 5/ 149، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 266، 267، وروضات
الجنات 505، وديوانه طبعة دار صادر، بيروت 1975، وتاريخ ابن سباط
(بتحقيقنا) 1/ 308.
[2] جاء على حاشية الأصل قرب هذه العبارة بخط أحدهم: «ما فهمت مراده
بإلحاق السيادة له على شعراء العصر وهو يعلم أن فيهم من عبيده أصح منه»
!
[3] الاتحادية: هم القائلون بوحدة الوجود- تعالى الله عما يقولون علوا
كبيرا-.
(46/109)
وقال فِي «الوفيات» [1] : كانَ قد جمعَ فِي
شعره بين الجزالة والحَلَاوةِ.
قلتُ: وديوانُ شعرِه مشهورٌ، وهو فِي غاية الْحَسَن، واللّطافَة،
والبَرَاعةِ، والبلاغةِ، لولا ما شانَهُ بالتصريح بالاتّحاد الملعونِ
فِي ألذِّ عبارة وأرَقِّ استعارةٍ كفالوذج سَمْنُهُ سُمُّ الأفاعي، وها
أَنَا أذكرُ لك منه أبياتا لتشهدَ بصدق دعواي، فإنّه قَالَ- تعالى
اللَّه عمّا يَقُولُ-:
وكُلُّ الْجِهَاتِ السِّتِّ نحوي مُشِيرةٌ ... بِمَا تَمَّ مِنْ نُسْكٍ
وحَجٍّ وَعُمْرَةِ
لَهَا صَلَوَاتي بالمُقَام أُقِيمُها ... وَأَشْهَدُ فيها أنَّها لِيّ
صَلَّتِ
كِلَانا مُصَلّ وَاحِدٌ سَاجِدٌ إلى ... حقيقِتهِ بالْجَمْع فِي كُلِّ
سَجْدَةِ
إلى كَمْ أُوَاخي السِّتْرَ ها قَدْ هَتَكْتُهُ ... وَحلُّ أَوَاخي
الحُجبِ فِي عَقْدِ بَيْعَتي
وَهَا أَنَا أُبْدي في اتِّحاديَ مَبْدَئي ... وأُنْهي انْتِهائي فِي
تَوَاضُع رِفْعَتي
فإنْ لَمْ يجوِّزْ رُؤْيَةَ اثنينِ واحدا ... حِجَاكَ ولم يُثبتْ لِبعد
تَثَبُّتِ
فبي موقفي، لَا بل إليَّ توجُّهي ... ولكِنْ صلاتيَ لي، ومنِّيَ
كَعْبَتي
فَلَا تَكُ مَفْتُونًا بحِسِّكَ مُعْجَبًا ... بنفسِكَ مَوْقُوفًا
عَلَى لَبْسِ غِرَّةِ
وَفَارقْ ضلالَ الفرق فالجمع منتج ... هدى فرقة بالاتّحاد تحدّث
وَصَرِّحْ بإطلاقِ الجمالِ وَلَا تَقُلْ ... بِتَقْييدِه مَيْلًا
لِزُخْرُفِ زينَةِ
فكُلُّ مليح حُسْنُه من جَمالِها ... مُعارٌ لَهُ أو حُسْنُ كُلِّ
مَليحةِ
بها قَيْسُ لُبْنَى هَامَ بَلْ عَاشِقٍ ... كمَجْنُونِ لَيْلَى أو
كُثيِّرِ عَزَّةِ
وما ذَاكَ إلّا أنْ بَدَتْ بمظاهرٍ ... فَظَنُّوا سِوَاها وَهِيَ فيهم
تَجَلَّتِ
وما زِلْتُ إيَّاها، وإيَّايَ لَمْ تَزَلْ ... ولا فَرْقَ بَلْ ذاتي
لذاتي أَحَبَّتِ
وَلَيْسَ مَعي في الملك شيء سواي و ... المعيّة لَم تَخْطُرْ عَلى
أَلْمِعيَّتي
وَهَا «دِحْيةٌ» وَافَى الأَمينَ نبيَّنا ... بصورَتهِ فِي بَدْءِ
وَحْيِ النُّبُوَّةِ
أَجِبْريلُ قُلْ لي كَانَ دِحْيَةُ إذْ بَدا ... لمهدي الهدى في صورة
بشريّة
ومنها:
__________
[1] أي التكملة لوفيات النقلة 3/ 389.
(46/110)
ولا تَكُ مِمَّنْ طَيَّشَتْهُ دُروسُه ...
بِحيثُ استَقَلَّتْ عَقْلَه فاسْتَقَرَّتِ
فثَمَّ وراءَ النَّقْل علمٌ يَدقُّ عن ... مداركِ غاياتِ العُقولِ
السَّليمةِ
تَلَقَّيتُه عَنِّي وَمِنِّي أَخَذْتُه ... ونَفْسي كانَتْ مِنْ عطائي
مُمِدَّتي [1]
ولا تَكُ باللاهي عَنِ اللَّهْوِ جُمْلَةً ... فَهَزْلُ الملاهي جِدُّ
نَفْسٍ مُجِدَّةِ
تَنَزَّهتُ فِي آثارِ صُنْعي مُنَزَّهًا ... عَنِ الشِّرْكِ بالأَغيارِ
جَمْعي وأُلفتي
فبي مجلسُ الأَذْكارِ سَمْعُ مُطالعٍ ... ولي حانةُ الخمَّار عَيْنُ
طَليعَتِي
وما عَقَدَ الزُّنَّار حُكْمًا سِوَى يدي ... وإنْ حَلَّ بالأقرارِ بي
فهْي حَلَّتِ
وإن خَرّ للأحجار فِي البُدِّ عاكفٌ ... فلا تَعْدُ بالإنكارِ
بالعَصَبِيَّةِ
قَدْ عُبِدَ الدينارُ مَعْنًى مُنَزَّهٌ ... عَن العَارِ بالإشراكِ
بالوَثُنِيَّةِ
وما زاغَتِ الأَبْصارُ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ ... وما زَاغَتِ الأَفْكَارُ
فِي كُلِّ نِحْلَةِ
وما حَارَ مَنْ للشَّمسِ عن غرَّةِ صَبَا ... وإشراقُها مِنْ نُورِ
إسفار غرّتي
وإنْ عَبَدَ النَّارَ المجوسُ وما انْطَفَتْ ... كما جاءَ فِي الأخبارِ
فِي ألفِ حُجَّةِ
فما قَصَدُوا غيري وإن كانَ قَصْدُهم ... سوايَ وإنْ لم يُظْهرُوا
عَقْدَ نِيَّةِ
رأَوْا ضَوْءَ نُوري مرّة فتوهّموه ... نارا فضلّوا في الهدى
بالأَشِعَّةِ [2]
تُوُفّي ابن الفارضِ فِي جُمَادَى الأولى، ثاني يوم منه بمصر. وقد
جاورَ بمكة زمانا.
وأنشدنا غير واحد له أنَّه قالَ عند الموت هذين البيتين لمّا انكشف له
الغطاء:
إن كانَ مَنْزِلَتي فِي الحُبِّ عندَكُمُ ... ما قَدْ لَقِيتُ فَقَدْ
ضَيَّعْتُ أَيَامي
أُمْنيَّةٌ وَثِقَتْ نَفْسِي بها زمنا ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام
__________
[1] علّق المؤلّف- رحمه الله- في حاشية نسخته على هذا البيت بقول: «صدق
والله، تلقاه عن خطرات ووساوس فوقع في الهوس» .
[2] القصيدة في ديوانه (طبعة بيروت 1308 هـ) ص 17- 54، و (طبعة القاهرة
1353 هـ) ص 20، وهي معروفة ب «نظم السلوك» أو «التائية الكبرى» ،
ومطلعها:
سقتني حميّا الحب راحة الحب راحة مقلتي ... وكأسي محيا من عن الحسن جلت
(46/111)
112- عُمَر بْن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمّويه.
الشَّيْخ شهابُ الدّين، أَبُو حفص وأبو عبد الله، القرشيّ، التّيميّ،
البكريُّ، الصُّوفيّ، السُّهْرَوَرْدِي، الزاهدُ، العارفُ، شيخُ
العراق- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
وُلِد فِي رجب سنةَ تسع وثلاثين وخمسمائة بسُهْرَوَردْ.
وقدم بغداد- وهو أَمْرَد- فصحِبَ عمَّه الشَّيْخ أَبَا النّجيب عَبْد
القاهر، وأخذَ عَنْهُ التّصوّف والوعظ. وصَحِبَ أيضا الشَّيْخ عبدَ
القادر. وصَحِبَ بالبصرةِ الشيخَ أَبَا مُحَمَّد بْن عَبد.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: معجم البلدان 3/ 204، وذيل تاريخ مدينة
السلام بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 202، ومرآة الزمان ج 8 ق
2/ 679، 680، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 380، 381 رقم 2565، وذيل
الروضتين 163، والجامع المختصر لابن الساعي 99، 145، 259، وأخبار
الزهاد له، ورقة 95- 102، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 192- 194 رقم
96، وعقود الجمان لابن الشعار (نسخة إسطنبول) 5/ ورقة 154، ووفيات
الأعيان 3/ 446- 448، والحوادث الجامعة 42، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 68،
123، 158، 214، ونهاية الأرب 29/ 192 (وفيات 630 هـ) ، وسير الأولياء
للخزرجي 67، ودول الإسلام 2/ 136، والإعلام بوفيات الأعلام 261،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم
2076، والعبر 5/ 129، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، وميزان الاعتدال 2/ 266،
وسير أعلام النبلاء 22/ 373- 377 رقم 239، والمختصر المحتاج إليه 3/
108- 109 رقم 958، وتاريخ ابن الوردي 2/ 161- 163، والمستفاد من ذيل
تاريخ بغداد 209- 210 رقم 161، ومرآة الجنان 4/ 79- 82، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 63، 64 رقم 651، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
5/ 143 (8/ 338- 341) ، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 67، 68، والبداية
والنهاية 13/ 138- 343، (631 هـ و 632 هـ) ، وطبقات الشافعية لابن
كثير، ورقة 166 ب و 167، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 175، وطبقات
الأولياء، له 262، 265، 468، 493، 495، 497، 499، 504- 506، 509، 515،
ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 8، 9، والفلاكة والمفلوكون 120، والعسجد
المسبوك 2/ 467، 468، والنجوم الزاهرة 6/ 283- 285 (في وفيات 631 هـ) ،
والقلائد للتادفي 111، 112، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 2/ 413،
414 رقم 381، وتاريخ الخميس 2/ 414، ولسان الميزان 4/ 317، وحسن
المحاضرة 1/ 246، وشذرات الذهب 5/ 153، 154، وروضات الجنات 505، وكشف
الظنون 126، وإيضاح المكنون 1/ 63، 118، وهدية العارفين 1/ 785، وديوان
الإسلام 3/ 434، 435 رقم 1641، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 440، والأعلام
5/ 62، ومعجم المؤلّفين 7/ 313.
(46/112)
وسِمعَ من: عمَّه، وأبي المظفَّر هِبة
اللَّه ابن الشِّبليّ، وأبي الفَتْح بْن البطِّي، ومَعْمَر بْنِ
الفاخر، وأبي زُرْعَة المقدسيّ، وأَحْمَد بْن المقرّب، وأبي الفتوح
الطّائيّ، وسلامة بن أحمد ابن الصّدر، ويحيى بن ثابت، وخزيفة ابن
الهاطرا، وغيرهم.
و «مشيخته» جزءٌ لطيفٌ اتّصل لنا.
روى عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثيّ، وابن نُقْطَة، والضياءُ، والبرزاليّ،
وابن النجّار، والقوصيّ، والشرف ابن النابلسيّ، والظهير محمود بْن
عُبَيْد اللَّه الزّنجانيّ، والشمس أبو الغنائم بن علّان، والتّقيّ ابن
الواسطيّ، والعزُّ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الفاروثيّ الخطيبُ، والشمس
عبد الرحمن ابن الزين، والرشيدُ مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم، والشهابُ
الأَبَرْقُوهيّ، وآخرون. وبالإجازةِ البَدْرُ حسن بْن الخَلّال،
والكمال أحمد ابن العطّار، والفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، والشمسُ
مُحَمَّد بن محمد ابن الشيرازيّ، والتقيُّ سُلَيْمَان القاضي، وجماعةٌ.
وكنَّاه بعضُهم أَبَا نصر، وبعضُهم أَبَا القاسم.
قَالَ الدُّبَيْثي [1] : قَدِمَ بغدادَ مَعَ عمَّة أَبِي النّجيب.
وكانَ لَهُ فِي الطريقة قدمٌ ثابتٌ، ولسانٌ ناطق. ووَلِيَ عدَّة رُبُط
للصوفية. ونفذَ رسولا إلى عدّة جهات.
وقال ابن النجّار: كَانَ أَبُوه أَبُو جعْفَر قد قدم بغدادَ وتفقَّه
عَلَى أسعدَ المِيهَني. وكان فقيها واعظا، قَالَ لي ابنُه: قُتِلَ
بسُهْرَوَرْد وعُمري ستةُ أشهر. كَانَ ببلدنا شحنة ظالم فاغتالَه
جماعةٌ، وادَّعوْا أن أَبِي أمرَهُم بذلك، فجاءَ غلمانُ المقتولِ
وفَتَكُوا بأبي، فمَضَى العوامُّ إلى الغِلمان فقتلوهم، وثارَتِ
الفتنةُ، فأخذ السلطان أربعة منهم وصلبهم حَتَّى سكنت الفتنة. فَكَبُرَ
قتلُهم عَلَى عمِّي أَبِي النّجيب، ولَبِسَ القَباءَ وقالَ: لَا أُريدُ
التّصوّف. حتى اسْتُرضِيَ من جهة الدّولة.
ثم قَالَ ابْن النجّار فِي الشَّيْخ شهاب الدّين: كَانَ شيخَ وقتِه فِي
علم الحقيقَة، وانتَهَتْ إليهِ الرئاسة فِي تربية المرُيدين، ودعاءِ
الخلقِ إلى اللَّه، وتسليك
__________
[1] «ذيل تاريخ مدينة السلام» الورقة 202 (باريس 5922) ، والمطبوع 15/
293.
(46/113)
طريق العبادة والزّهد. صحب عمّه، وسلك طريق
الرياضات والمُجاهداتِ. وقرأَ الفقَه، والخلافَ، والعربيةَ، وسَمِعَ
الحديث، ثم انقطع ولازم الخلوةَ، وداومَ الصومَ، والذَّكرَ، والعبادة،
إلى أنْ خَطَرَ لَهُ عندَ عُلوِّ سنِّه أنْ يظهرَ للناسِ ويتكلّمَ
عليهم، فعَقَدَ مجلسَ الوعظ بمدرسة عَمَّه عَلَى دجلة، فكان يتكلمُ
بكلامٍ مُفيد من غير تزويق ولا تنميقٍ. وحَضَرَ عنده خلقٌ عظيمٌ.
وظَهَرَ له قبول عظيم من الخاصّ والعامّ، واشتهر اسمه، وقصد من
الأقطار، وظهرت بركاتُ أنفاسِه عَلَى خلقٍ من العُصاة فتابوا. ووصلَ
بِهِ خلقٌ إلى اللَّه، وصار لَهُ أصحابٌ كالنجوم. ونُفذَ رسولا إلى
الشام مرَّات، وإلى السلطان خُوارزم شاه. ورأى من الجاه والحُرْمَة عند
الملوك ما لَمْ يَرَه أحدٌ. ثم رُتِّب شيخا بالرّباط الناصريّ، وبرباط
البسطاميّ، ورباطِ المأمونية. ثمّ أنهُ أَضَرَّ فِي آخرِ عمره
وأُقعِدَ. ومع هذا فما أخلَّ بالأوراد، ودَوام الذّكر وحضورِ الْجُمَع
فِي محفَّة، والمضيِّ إلى الحجِّ، إلى أنْ دَخَل فِي عَشْر المائة،
وضعُفَ، فانقطعَ فِي منزلِه.
قَالَ: وكان تامَّ المروءةِ، كبيرَ النفسِ، لَيْسَ للمالِ عنده قدَرٌ،
لقد حصل له ألوف كثيرة، فَلَم يَدَّخرْ شيئا، وماتَ ولم يُخلِّف
كَفَنًا. وكانَ مليحَ الخَلْقِ والخُلُقِ. متواضعا، كاملَ الأوصافِ
الجميلة. قرأتُ عَلَيْهِ كثيرا وصحِبتُه مدّة، وكان صدوقا، نبيلا. صنفَ
فِي التّصوّف كتابا شرح فِيهِ أحوال القومِ، وحدَّث بِهِ مرارا- يعني
«عوارف المعارف» -.
قَالَ: وأملى فِي آخر عمرِه كتابا فِي الردِّ عَلَى الفلاسفَة، وذَكَر
أَنَّهُ دَخَلَ بغداد بعد وفاة أَبِي الوقتِ المحدثِ.
وقال ابْن نقطة [1] : كَانَ شيخ العراق فِي وقته، صاحب مجاهدة وإيثارٍ،
وطريقةٍ حميدةٍ، ومروءةٍ تامَّةٍ، وأورادٍ عَلَى كِبَر سنِّه.
وقال يوسفُ الدمشقيّ: سمعت وعظ أَبِي جعْفَر- والد السُّهْرَوَرْدِي-
ببغداد فِي جامع القصر، وفي المدرسة النِّظامية، وتولَّى قضاء
سُهْرَوَرْد، وقتل.
__________
[1] في التقييد 399.
(46/114)
وقال ابْن الحاجب: يلتقي هُوَ والإمامُ
أَبُو الفرج ابن الْجَوْزيّ فِي النَّسَب، في القاسمِ بْن النَّضْر بْن
القاسم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْن الْقَاسِمِ بْن مُحَمَّد ابن الصّديق أَبِي بَكْر- رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ-. وقالَ: هُوَ عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه عمُّويه بْن سعد بْن الْحُسَيْن بْن
القاسم بْن النَّضْر [1] .
قلتُ: وقد ذكرْنا نسبَ ابن الْجَوْزيّ فِي ترجمته. أنبأني مَسْعُود بْن
حمُّوَيه:
أنَّ قاضي القضاة بدرَ الدّين يوسف السِّنجاريَّ حَكَى عن الملك الأشرف
مُوسَى أنَّ السُّهْرَوَرْدِي جاءَه رسولا، فقالَ فِي بعض حديثه: يا
مولانا تطلبتُ كتاب «الشفاء» لابن سينا من خزائن الكتب ببغدادَ، وغسلتُ
جميع النُّسخ. ثم فِي أثناءِ الحديث قال: كَانَ السَّنَةَ ببغدادَ مرضٌ
عظيم وموتٌ. فقلتٌ: كيف لَا يكونُ وانتَ قد غَسَلْتَ «الشفاء» منها.
قلت: وقد لبست الخِرْقَةَ بالقاهرة من الشَّيْخ ضياء الدّين عيسى بْن
يحيى الأَنْصَارِيّ السَّبْتيِّ وقال: ألبسنيها الشيخُ شِهابُ الدّين
بمكّة فِي سنة سبع وعشرين وستمائة.
تُوُفّي الشَّيْخ فِي أول ليلةٍ من السنةِ ببغداد [2] .
__________
[1] انظر نسبه مطوّلا في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي.
[2] ومن شعره:
تصرّمت وحشة الليالي ... وأقبلت دولة الوصال
وصار بالوصل لي حسودا ... من كان في هجركم رثى لي
وحقّكم بعد أن حصلتم ... بكل ما فات لا أبالي
وما على عادم أجاجا ... وعندكم أعين الزلال
ونظرة منكم بروحي ... لو بعتم لم يكن بغالي
عليّ ما للورى حزام ... وفي الحشى حبّكم حلالي
وكلّ ما ينبغي ويرجى ... سواكم قطّ ما حلا لي
تقاصرت دونكم قلوب ... فيا له من مورد خلا لي
(تاريخ إربل 1/ 194) .
(46/115)
113- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَمْر [1] بْن
مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
العلامةُ، أَبُو حفص، الفَرَغانيّ، الحنفيُّ.
مدرس الطائفة الحنفية بالمستنصرية. قدم بغداد واستوطنها. ودرَّس،
واشتغل، وأَفْتى. وكان مَعَ تفُّننه بالعلوم صاحب عبادة، وصلاح، ونسك.
وله النظم والنثر.
تُوُفّي فِي هذا العام.
وقد درّس قبل بسنجار، وحدَّث عن الحافظ أَبِي بَكْر الحازميّ، وغيرِه
[2] .
114- عيسى بْن سُلَيْمَان [3] بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك.
أَبُو مُوسَى، الرُّعَينيُّ الأندلُسيُّ، المالَقيُّ، المعروفَ
بالرُّنْدي، لأنه نشأ برُندةَ. وقد كنَّى نفسَه أخيرا: أَبَا مُحَمَّد.
سَمِعَ ببلده من أبي محمد ابن القرطبيّ، وأبي العباس ابن الجيّار،
وبحصن اصطبَّة من إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الخَوْلانيّ. وحجِّ وتوسّع
فِي الرحلةِ، وقدم دمشق فسمع بها الكثير من أبي محمد ابن البنّ،
والموجودين على رأس العشرين وستمائة.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن عمر) في: الحوادث الجامعة 43، وذيل
الروضتين 162، وإنباه الرواة 2/ 331، ووفيات الأعيان 3/ 119، 120،
والعبر 5/ 153، 154، والمختار من تاريخ ابن الجزري 159، ودول الإسلام
2/ 103، والجواهر المضية 2/ 66، 663 رقم 1066 وفيه:
«عمر بن محمد بن الحسين بن أبي أبي عمر» ، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 8/ 338- 341، والبداية والنهاية 13/ 138، 139، والعسجد المسبوك
2/ 466، 467، وبغية الوعاة 2/ 225، 226 رقم 1856، ومفتاح السعادة 2/
355، 356، وشذرات الذهب 5/ 153، 154، والطبقات السنية، رقم 1651،
وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 85، 86.
[2] وقال صاحب «الحوادث الجامعة» : دخل إليه الشيخ محمد بن الرفاعيّ
فصبّحه غلطا وكان مساء، فقال ارتجالا:
أتاني مساء نور عيني ونزهتي ... ففرج عني كربتي وأزاحا
فصبّحته عند المساء لأنه ... بطلعته ردّ المساء صباحا
[3] انظر عن (عيسى بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة
الأزهر) 3/ ورقة 84.
(46/116)
قَالَ الأبارُ: كَانَ ضابطا، مُتْقنًا. كتب
الكثير لكنّه امتُحن فِي صدَره بأَسر العدوّ فذهَبَ أكثرُ ما جَلَبَ.
ووَلِيَ خطابةَ مالَقَةَ. وأجازَ لي. ولم يُمَتَّع، وتُوُفّي فِي ربيع
الأول، وله إحدى وخمسون سنة.
وقال ابنُ الحاجب: ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان محدّثا، حافظا،
متقنا، أديبا، نبيلا، ساكنا، وَقُورًا، نَزِهًا، وافرَ العقلِ، ثقة،
محتاطا فِي نقله، يفتّش عن المشكل. سألتُ عَنْهُ الحافظ الضياءَ، فقال:
خيرٌ عالمٌ مُتيقظٌ، ما فِي طلبةِ زمانةِ مثلُه. وسألت الزكيَّ
البِرزاليَّ عَنْهُ، فقال: ثقةٌ، ثبتٌ، مُحَصلٌ، حَدَّثَنَا من حفظه
أنَّه قَرَأ عَلَى الْإمَام أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ،
أَخبْرَنَا أَبُو مروان عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن قُزمان،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فرج الطلّاع، فذكر حديثا من «الموطّأ» .
قلتُ: مات ابْن قزمان سنة أربع وستّين وخمسمائة، وإِبْرَاهِيم سنة ستٍّ
عشرة.
115- عيسى بْن سَنْجَر [1] بْن بِهْرام بْن خُمارتكين.
حسامُ الدّين، الأربليُّ، الجنديّ، الشاعرُ المُفْلِق، المعروفُ
بالحاجريّ.
وديوانُه مشهورٌ.
حُبسَ مرَّةً بقلعَة إرْبل، ثم خُلِّصَ، ولَبِسَ زيّ الصوفية، واتّصل
بخدمة صاحبِ إرْبل. ثم وَثَبَ عَلَيْهِ شخصٌ قتلَه فِي شوَّال، وله
خمسون سنة.
وغَلَبَ عَلَيْهِ الحاجريُّ لكثرةِ ذكرهِ الحاجرَ فِي شعره.
وكانَ ذا نوادرَ، ومفاكهة، ونحوُه قليل، لكنّ شعره في الذّروة [2] .
__________
[1] انظر عن (عيسى بن سنجر) في: عقود الجمان لابن الشعار 5/ ورقة 240،
ووفيات الأعيان 3/ 501- 505، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، وسير
أعلام النبلاء 22/ 343، 344 رقم 232، والبداية والنهاية 13/ 144،
والعسجد المسبوك 2/ 468، والنجوم الزاهرة 6/ 290، 291، وكشف الظنون
783، 804، وشذرات الذهب 5/ 156، وهدية العارفين 1/ 809، وديوان الإسلام
2/ 159، 160 رقم 773، والأعلام 5/ 103 ومعجم المؤلفين 8/ 25.
[2] له ترجمة جيدة في أربع ورقات من «قلائد الجمان» لابن الشعار: 5/
الورقة 240- 244. ولم
(46/117)
[حرف الغين]
116- غانمُ بْن عَلِيّ [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن عساكر بْن حُسين.
الشَّيْخ، القُدوةُ، الزاهدُ، أَبُو عَلِيّ، الأَنْصَارِيّ،
السَّعْديّ، المقدسيُّ، النابُلُسيُّ.
أحدُ مشايخ الطرقِ. وُلِد بقريةِ بُورينَ من عمل نابُلُس سنةَ اثنتين
وستّين وخمسمائة. وسكن القدس عام أنفذه السلطان من الفرنج سنة ثلاثٍ
وثمانين، وساحَ بالشامِ، ورأى الصالحينَ. وكان زاهدا، عابدا،
مُخْبِتًا، قانتا للَّه، مُؤْثِرًا للخمولِ والانقباضِ، صاحبَ أحوالٍ
وكراماتٍ.
حكى ابنهُ الشَّيْخ عَبْد اللَّه: أنَّ أَبَاهُ أخبره أن رجلا من
الصديقيين اجتمعَ بِهِ ساعة قَالَ: فَلَمَّا وَقَعَتْ يدي فِي يده
انتزعت الدُّنيا من قلبي، ولما نَهَضْتُ قَالَ لي: وَأَمَّا مَنْ خافَ
مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ
هِيَ الْمَأْوى 79: 40- 41 [2] .
فَجَعَلْتُ هذه الآية قدوتي إلى اللَّه، وسلكتُ بها فِي طريقي،
وجعلتُها نصبَ عيني لِكُلِّ شيء قالته في نفسي. فإنْ قَالَتْ لي: كُلْ،
أجوعُ، وإن قالت: نم، سهرت، وإن قالت: استرح، أَتْعَبْتُها.
قَالَ ابنُه عَبْد اللَّه: انقَطَعَ- رحمه اللَّه- تحتَ الصخرةِ فِي
الأقباء السليمانية سنةَ ستينَ، وصَحِبَ الشَّيْخ عَبْد اللَّه
الأُرْمَوِي بقيةَ عمره وعاشا جميعا مصطِحَبْين.
قَالَ: وحجَّ ثلاثَ مرَّات مُحْرمًا من القدس، فقال: رجَعْتُ من الحجِّ
وأنا مريض لَا أستطيعُ الكلامَ، فانطرحتُ فِي البرّيّة، فجاءني مغربيُّ
فسَلم، فأومَأت لَهُ، فقال: قم. فأقامَني وجَعَلَ يدَه تحت جناحي، ثم
سارَ بي يُحدِّثني بما أَنَا فِيهِ وبما يكون منّي، لَا أشكُّ أني سائر
فِي الهواء غيرَ أنِّي قريبٌ من الأرض مقدارَ ساعةٍ، ثم قالَ: أجلسْ
ونَمْ فَنِمْتُ ونامَ معي فاستيقظتُ، فلم أجدْه، ووَجَدْتُ نفسي قريبا
من الشامِ وأنا طيِّبُ، ولم أحتَجَ بعدَ ذَلِكَ إلى طعامٍ ولا شرابٍ
حتّى دخلت بيت المقدس.
__________
[ () ] يرد في المطبوع من «تاريخ إربل» لابن المستوفي.
[1] انظر عن (غنائم بن علي) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والعبر
5/ 129، 130، ودول الإسلام 2/ 136، ومرآة الجنان 4/ 28، والعسجد
المسبوك 2/ 468، والنجوم الزاهرة 6/ 292.
[2] سورة النازعات، الآيتان 40 و 41.
(46/118)
ثم أخذ ولدُهُ عَبْد اللَّه يَصِفُ توكُلَه
وفناءه ومحبّته ورضاه ومقاماته، وأنّ أخلاقَه كريمةٌ وهيبتَه عظيمةٌ،
وأنَّه بَقِيَ عشرينَ سنة بقميصٍ واحد وطاقيةٍ عَلَى رأسه، ثم سأله
الفقراءُ أن يَلْبَسَ جُبَّةً، فلَبِسَ، وأنّه ما لِقيَ أحدا إلا
ابتسمَ لَهُ.
قَالَ: ورأيتُ ابن شير المغربيَّ، وحجَّ سنة، ثم قدم وحضر عند الفقراء،
فقال: كيف كَانَ وصولُ الشَّيْخ؟ قَالُوا: الشَّيْخ ما حجَّ. فقال:
والله لقد سلمتُ عَلَيْهِ عَلَى الجبل وصافحتهُ، ثم أتى إِلَيْهِ وسلّم
عَلَيْهِ، وقال: يا شيخ غانم أما سَلَّمتُ عليكَ بالجبلِ؟ فَتَبسَّمَ
وقال: يا شمسَ الدّين هذا يكونُ بحُسْنِ نظرِك والسكوتُ أَصْلَحَ.
وحكى الشيخُ القُدوة إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الأرمويُّ قَالَ:
حضرتُ مَعَ والدي سماعا حضره الشيخ غانم والشيخ طيّ والشيخ عليّ
الحريريّ، فلمّا تكَلَّمَ الحادي حَصَلَ للشيخ غانم حالٌ، فحملني وقامَ
بي، ودارَ مِرارًا، فَنظَرْت، فإذا بي فِي غير ذَلِكَ الموضع، ورأيتُ
بلادا عجيبة، وأشجارا غيرَ المعهودة، وناسا مُوَشحينَ بوزْرات، حتّى
رَأَيْت شخصا خارجا من باب حديقةٍ وهو يسوقُ بقرة، فهالَني ذَلِكَ.
فلمّا جلس بي الشَّيْخ، قَالَ لَهُ الشَّيْخ طيُّ أو غيره: أيش كانت
وظيفةُ وُلِد الشَّيْخ عليك فِي هذه القومَةِ؟ فلم ينطق. فقال والدي:
الشَّيْخ عَبْد اللَّه فرّج ولدي فِي إقليم الهند وجاء، فسكت الشَّيْخ
غانم. هَذِهِ الحكاية يرويها قاضي القضاة أبو الْعَبَّاس بْن صصريّ،
والشيخ علاء الدّين عَلى ابن شيخنا شمس الدّين مُحَمَّد سِبْطِ
الشَّيْخِ غانم.
وقد أفردَ سيرة الشَّيْخ غانم فِي «جُزءِ» مليحٍ حفيدُ شيخنا شمس
الدّين المذكور المولى الإمامُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد ابن
الشَّيْخ علاء الدّين- أبقاهما اللَّه ورحمهما- وقال: تُوُفّي فِي
غُرَّةِ شَعْبان سنة اثنتين وثلاثين، ودُفَن فِي الحضرة التي بها صاحبه
ورفيقُه الشَّيْخ عَبْد اللَّه الُأرْمَوي بسفحِ قاسِيُون.
[حرف الميم]
117- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن مُحَمَّد بن أحمد بن عبد الملك.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الأندلسي) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
633.
(46/119)
أبو عبد الله، ابن مُشْليُون [1] ،
الأَنْصَارِيّ، الفقيه الأندلُسيُّ.
روى عن أَبِي بكر بن نمارة، وغيره.
أخَذَ عَنْهُ الأَبَّارُ وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل، وله تسعون
سنة.
118- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه، القادسيُّ، الكُتْبِيُّ، صاحب «التاريخ» .
حَدَّث عن عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل الدَّبَّاس، وغيرِه.
وكان رجلا فاضلا، ذا اعتناءٍ بالتواريخ والحوادث.
أجازَ لتاج الدّين إسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن قُريش
المَخْزُومِيّ، ولفاطمةَ بِنْت سُلَيْمَان الأَنْصَارِيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي التاسع عشر من جُمَادَى الآخرة ببغداد.
وهو منسوب إلى القادسية التي بين سامُرَّاءَ وبغدادَ، لَا قادسية
الكوُفةِ التي كانت بها الوقعة المشهورة.
وقد ذكرنا والده من سنوات [3] .
119- ابن القاضي أبي مُحَمَّد [4] جامع بْن عَبْد الباقي بْن عَبْد
اللَّه بْن عَلِيّ، علاء الدّين.
أَبُو المعالي، التميميُّ، الأندلُسيُّ، ثم الدّمشقيّ.
سَمَّعَه أَبُوه من: بَرَكاتٍ الخُشُوعيِّ، وعبد اللّطيف بْن أَبِي
سعد، والقاسم بْن عساكر، وعمر بْن طَبَرْزَد، وجماعةٍ. وبمصر من عبد
الله بن محمد بن مُجلى، وجماعة. وبحرانَ من عَبْد القادر الرُّهاويِّ
الحافظ. وبحماة، وحلب.
وحدّث.
__________
[1] تصحّف في التكملة إلى: «مليون» .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الكتبي) في: الوافي بالوفيات 2/ 117 رقم
457، ومعجم المؤلفين 9/ 12.
[3] في وفيات سنة 621 رقم (2) .
[4] اسمه: «محمد» انظر عنه في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 399 رقم 2619.
(46/120)
ووالده: - جامع بْن باقي من أصحاب
السِّلفَيّ.
روى عَنْهُ ابْن خليل فِي «معجمه» وغيره.
روى عن مُحَمَّد زكيُّ الدّين البِرْزاليُّ، ومجدُ الدّين ابن
الحُلْوانية.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة بدمشق.
120- مُحَمَّد بْن جعْفَر [1] بْن أَحْمَد، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
المخزوميُّ، الشَّقْريُّ.
سَمِعَ أَبَاهُ، وحجِّ، فأخذَ عن العلامةَ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الحقّ
الإشْبيلي نزيل بِجَايةَ كتابَ «التهجُّد» لَهُ.
ولم يكنْ لَهُ معرفةٌ بالحديث، بل لَهُ حظ مبرور من منظوم ومنثور.
وتُوُفّي فِي شوَّال.
121- مُحَمَّد بْن حسن [2] بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد اللَّه، الأَنْصَارِيّ. من أهل قرطاجنّة عَمَلِ مُرْسِيةَ.
روى عن: خاله أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي العافية، وأَبِي بَكْر بْن
أَبِي جَمْرَة.
ووَلِيَ قضاءَ موضعِه أربعينَ سنة. وكان لَهُ حظٌ من الفقهِ والأدب.
تُوُفّي فِي شوَّال، وله ثمان وسبعون سنة.
122- مُحَمَّد بْن دُلف [3] بْن كرم بْن فارس.
أَبُو الكرم، العُكْبَريّ، القصارُ.
وُلِد سنة إحدى وستّين.
وسمّعه أبوه من: عبد الله بن أحمد ابن النَّرْسيّ، ويحيى بْن ثابت،
ومُسلْمِ بْن ثابت ابن النّخّاس.
وحدّث، ومات في صفر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 634.
[2] انظر عن (محمد بن حسن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 633.
[3] انظر عن (محمد بن دلف) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (شهيد علي) ورقة 42، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 385 رقم 2577.
(46/121)
123- مُحَمَّد بْن أَبِي غالب [1] زُهَير
بْن مُحَمَّد.
وجيهُ الدّين، الأصبهانيُّ، الزاهدُ. يُعرفَ بشعرانة.
سَمِعَ «صحيح» الْبُخَارِيّ من أَبِي الوَقْت بأصبهان.
وطالَ عُمُره. وحدَّث مدّة. وأجازَ فِي سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين
لأهلِ الشام.
وكان شيخا صالحا، عابدا.
أجازَ لمحمد بْن أَبِي العزَّ بن مشرّف، وإبراهيم بن عليّ ابن
الحُبُوبيّ، وفاطمةَ بِنْتِ سُلَيْمَان، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي
الْحَسَن المُخَرّميّ، وللقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وجماعةٍ.
وحدّث عنه القاضي كتابة ب «صحيح» الْبُخَارِيّ.
124- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [2] بْن أَبِي سعْد [3] .
أَبُو عَبْد اللَّه المدينيُّ، الشافعيّ، الواعظ.
وُلِد فِي ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة بمدينة جيّ.
وسمع من: أَبِي القاسم إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الحَماميّ، وأَبِي
الوقتِ السّجزيّ، وأَبِي الخير مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَاغْبَانِ،
وغيرهم.
روى عَنْهُ الضياءُ المقدسيُّ، وابنُ النجّار.
وسَمِعنْا بإجازتِه عَلَى الشّرف أَحْمَد بْن عساكر، وفاطمة بنتِ
سُلَيْمَان، والأمينِ أَحْمَد بْن رسلان، والقاضي تقيِّ الدّين
سُلَيْمَان، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي غالب) في: العبر 5/ 130، وسير أعلام النبلاء
22/ 379 رقم 241، وذيل التقييد 1/ 125 رقم 192، وشذرات الذهب 5/ 155.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
15/ 41، وسير أعلام النبلاء 22/ 378، 379 رقم 240، والإعلام بوفيات
الأعلام 262، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والمعين في طبقات
المحدّثين 196 رقم 2077، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، والعبر 5/ 130،
والوافي بالوفيات 4/ 72 رقم 1526، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 31
(8/ 75) ، وذيل التقييد 1/ 169، 170 رقم 299، والنجوم الزاهرة 6/ 292،
وشذرات الذهب 5/ 155.
[3] في (العبر) : «بن أبي سعيد» ، وهو غلط.
(46/122)
قَالَ ابن النجّار: هُوَ واعظٌ، مُفْتٍ،
شافعيٌ. لَهُ معرفةٌ بالحديثِ وله قَبولٌ عند أهل بلده. وحدّثني عن
أَبِي الوقتِ بجزء بِيبي، وفيه ضَعْف. وبلَغَنا أَنَّهُ قُتِلَ بأصبهان
شهيدا عَلَى يدِ التتارِ فِي أواخر رمضان سنة اثنتين.
قلت: أخذتِ التتارُ أصبهان فِي هذا العام، وسُلِّمت منهم إلى هذا الوقت
وقَتَلُوا بها خَلْقًا لَا يُحْصَوْنَ.
125- مُحَمَّد بْن عبدُ الرشيد [1] بنُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرشيد بْن
نَاصر.
أَبُو الفضل، الأصبهانيُّ.
من بيت العلمِ، والزّهد.
وولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَحْمَد بْن ينال التّرك. وصحب الصُّوفيّة. وكان يعظُ فِي
القرى.
كُتُب عَنْهُ ابْن النجّار، وغيره.
وقال ابْن النجّار بَلَغنا أَنَّهُ قُتِلَ بأصبهان فِي شوَّال.
قلتُ: هذا لم أرَهُ فيمن أجازَ للقاضي تقيّ الدّين.
126- مُحَمَّد بْن عماد [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد
اللَّه بْن أَبِي يَعْلَى.
أَبُو عَبْد اللَّه، الْجَزَرِيّ الحرّانيّ، الحنبليُّ، التاجرُ.
ولد بحرّان يوم الأضحى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وقدِمَ ديارَ مصر وهو مراهقٌ، فَسِمعَ «الخِلَعيّات» من عبد الله بن
رفاعة
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرشيد) في: الوافي بالوفيات 3/ 253 رقم
1274.
[2] انظر عن (محمد بن عماد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (شهيد علي) ورقة 94، والمطبوع 2/ 162، رقم 401، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 383، 384 رقم 2573، والإعلام بوفيات الأعلام 261،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم
2074، والمختصر المحتاج إليه 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 22/ 279- 381
رقم 242، والعبر 5/ 130، والوافي بالوفيات 4/ 229 رقم 1759، وتذكر
الحفاظ 4/ 1458، وذيل التقييد 1/ 204 رقم 383، والعسجد المسبوك 2/ 468،
469 وفيه تصحّف من «عماد» بالدال إلى «عمار» بالراء، والمقفى الكبير
للمقريزي 6/ 402 رقم 2879، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/
155.
(46/123)
الفَرَضيّ. وسَمِعَ بالإسكندريةِ من
السِّلَفِيّ. وببغداد من: أبي الفتح ابن البَطِّيّ، ويحيى بْن ثابت،
وأَبِي حنيفةَ مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه الخطيبيّ، وأبي محمد ابن
الخشّاب، وعبد اللَّه بْن منصور المَوْصِليّ، وسعد الله ابن
الدَّجاجيّ، وأَبِي بَكْر بْن النَّقور، وشُهْدَةَ، وأَحْمَد بْن
المُقَرَب، والأبْلَهِ الشاعرِ، وغيرهم.
وروى بالإجازةِ عن هبة اللَّه بْن أَبِي شريك، وأَبِي القاسم ابن
البَنَّاء، وأَبِي الوَقْت.
وسَمِعَ بمصر أيضا من عَلِيّ بْن نصر الأرْتاحيِّ، عن أَبِي عَلِيّ بْن
نَبْهان.
روى عَنْهُ: ابن النجّار، والزّكيّ المنذريّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد
الخالق بْن طرخان الكِنْديّ، وعطية بْن ماجد، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه
المَنْبِجيّ، وجمال الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشّريشيّ الفقيه،
وعبد المنعم ابن النّجيب عبد اللّطيف الحرّانيّ، وأَبُو مُحَمَّد بْن
غلام الله ابن الشّمعة، والتاجُ عَبْد الغنيّ الجذاميُّ، ومُحَمَّد بْن
عثمان الإربليُّ، وأَبُو العزّ بْن محاسن، وكافور الصوّاف، وطائفة.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفوّيّ، وعليّ بْن
أَحْمَد العَلَويّ، ويحيى بْن أَحْمَد الصوّاف، وآخر مَنْ روى عَنْهُ
هُوَ بالسماع، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان بالإجازةِ.
وكان ثقة، صدوقا، صالحا.
ذكره عمر ابن الحاجبِ فقال: شيخٌ عالمٌ، فقيهٌ، صالحٌ، كثيرُ المحفوظ،
ثقة، حسنُ الإنصات، كثيرُ السّماع. سَمِعَ الكثير بإفادة خاله. وأصوله
بأيدي المحدّثين، وطالَ عمره. وسكن الإسكندرية، ورُحِلَ إِلَيْهِ.
وتُوُفّي فِي عاشرِ صفر بالإسكندرية.
127- مُحَمَّد بْن غَسَّان [1] بْن غافل [2] بْن نجاد [3] بْن غَسَّان
بْن غافِل بْن نجاد بْن ثامر الحنفيُّ، الأميرُ، الأَنْصَارِيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن غسان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 396 رقم
2607، وسير أعلام النبلاء 22/ 381 رقم 243، والمعين في طبقات المحدّثين
196 رقم 2078، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات
الأعلام 261، 262، والمشتبه 2/ 482، والعبر 5/ 131، والجواهر المضية 2/
106، والوافي بالوفيات 4/ 313 رقم 1855، والعسجد المسبوك 2/ 469،
وتوضيح المشتبه 6/ 411، و 9/ 31، والنجوم الزاهرة 6/ 192، والطبقات
السنية 3/ ورقة 547.
[2] تصحّف في (العبر 5/ 131) إلى «عاقل» .
[3] نجاد: بكسر النون كما قيّده المنذري.
(46/124)
الخزرجيُّ، الحمصيُّ، سيف الدّولة، أَبُو
عَبْد اللَّه.
ولد بحمص في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وقدم دمشق- وهو صبيُّ- فسَمِعَ من الصائن هبة اللَّه، والحافظ عَلِيّ
ابني الْحَسَن بْن هبة اللَّه، وأَبِي المظفَّر سعَيِد بْن سهل الفلكي،
وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وعَلِيّ بْن أَحْمَد الحّرَسْتانيّ،
وعَبْد الخالق بْن أسد الحنفيِّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الضياءُ، وابْن خليل، والجمال ابن الصابونيّ، وسعد الخير
النابُلُسي، وأخوه نصرٌ، وعليّ بْن عثمان اللّمتونيّ، وسُلَيْمَان بْن
دَاوُد بْن كسا، والمؤيَّدُ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم الكاتب، والشرفُ
أحمد بن عساكر، وأحمد بن عبد الرحمن المنقذيّ، ومحمد بن حازم، والعزّ
أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطيّ، وآخرون. وآخرُ من روى
عَنْهُ حُضورًا البهاءُ قاسمُ بْن عساكر.
وكان يعيش من ملكه، ويُواظبُ عَلَى الصلاةِ فِي جماعة.
تُوُفّي فِي ثالث عشر شَعْبان.
128- محمود بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن سُفْيَان [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن
عَبْد الوَهّاب ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بْن إِسْحَاق بْن
مَنْدَه.
أَبُو الوفاءِ، العَبْديّ، الأصبهانيُّ.
من بيت الحديثِ والرواية، حدَّث من بيته طائفةٌ كبيرةٌ. وسَمِعَ من:
أَبِي رشيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفَيْج، ومَسْعُود بْن الْحُسَن
الثَّقفيّ، وأَبِي الخير مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَاغْبَانِ، والحسن
الثَّقفيّ، وأَبِي الخير مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَاغْبَانِ، والحسن
بْن الْعَبَّاس الرُّسْتُميّ، وعبد المنعم بْن محمد بن سعدويه، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 400 رقم
2621، وسير أعلام النبلاء 22/ 382، 383 رقم 245، وتذكرة الحفاظ 4/
1458، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 262،
والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2079، ودول الإسلام 2/ 137، والعبر
5/ 131، وتاريخ الخميس 2/ 414، وذيل التقييد 2/ 273، 274 رقم 1608،
والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 155، 156.
[2] تصحّف في (العبر 5/ 131) إلى: «شعبان» .
(46/125)
قَالَ ابْن النجّار: سَمِعَ كتابَ
«المُحْتَضَرين» لابنِ أَبِي الدُّنيا، وكتاب «حلم معاوية» ، وكتاب
«الرَّقَّة والبُكاء» ، وكتاب «المَوْت» ، وكتاب «التَّهَجُّد» لابن
أَبِي الدُّنيا، وكتاب «الإِيمَان» لابن مَنْدَه فِي مُجَلدة، سمعه من
الرّستميّ، عن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَه، عن أَبِيهِ. فأمّا
«التّهجّد» فسَمِعة من مسعود الثّقفيّ. وأمّا «الرّقة» و «المحتضرين»
فسَمِعَه من أَبِي الخير البَاغْبَانِ. وأما «ذكر الموت» و «حلم
معاوية» فسَمِعَهُ من أَبِي عَبْد اللَّه الرُّسْتُميّ بسندهم.
روى عَنْهُ: ابن النجّار، والضّياء، وعبد الصَّمد بْن أَبِي الجيش،
والكمالُ عَبْد الرَّحْمَن المُكَبر شيخُ المستنصرية، وآخرون.
وبالإجازة القاضيان شهابُ الدّين ابن الخويّي، وتقيّ الدّين سليمان،
والشرف ابن عساكر، وأبو الحسين عليّ ابن اليونينيّ، والعماد إسماعيل
ابن الطّبّال، وإبراهيم بن عليّ ابن الحُبُوبيٌ، وفاطمةٌ بنتُ
سُلَيْمَان، والشيخ عَلِيّ بْن هارون القارئ، ومُحَمَّد بْن مُشَرَّف،
والأمين أَحْمَد بن أبي بكر ابن البعلبكّيّ، وإبراهيم بن أبي الحسن
المُخَرّميّ، ومُحَمَّد بْن يوسف الذَّهبيّ، وعِزِّيَّةُ بنتُ محمد
الكفربطنانيّة، وغيرُهم.
وكان مولدُه فِي سنة خمسين أو اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسَمِعَ الكثير،
فمن ذَلِكَ، قَالَ: من مسموعاتي كتب «معرفة الصحابة» للإمام أبي عبد
الله جدي، سمعتُه من أَبِي الخير البَاغْبَانِ سنةَ ستّ وخمسين
وخمسمائة.
قلتُ: وأكثر سماعاتهِ وهو فِي الخامسة، فإنّه كتب: وولادتي في سنة
اثنين وخمسين.
وعُدِمَ فِي أخذِ أصبهان هُوَ، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المدينيّ-
وقد مرَّ-[1] ، ومُحَمَّد بْن زُهَير شعرانة- وقد مَرّ-[2] .
129- وأَبُو بَكْر [3] بن أحمد بن محمد بن الحافظ أبي حامد بن كوتاه.
__________
[1] برقم (124) .
[2] برقم (123) .
[3] من هنا يذكر المؤلّف- رحمه الله- أسماء الذين عدموا عند أخذ أصبهان
دون مراعاة للترتيب المعجمي.
(46/126)
الأصبهانيّ صاحب أَحْمَد بْن ينال.
130- وأَبُو الفتوح مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن أَبِي المَعَاليّ
الوَثابيّ الأصبهانيّ.
الراويّ «مسند» الشافعيّ عن رجاء بْن حامد المَعْدانيّ، عن مكّيّ
السلّار.
وسَمِعَ من جدِّه أَبِي المَعَالي كتاب «الذِّكر» لابن أَبِي الدُّنيا،
بسماعِه من طِرَاد الزَّينبيّ، وسَمِعَ «جامع» التِّرْمِذيّ من شاكرٍ
الأسْوَاريّ: أخبرنا أَبُو الفتح الحدّاد، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن
يَنال، إجازة، أخبرنا ابن محبوب، أخبرنا التّرمذيّ.
وكان مولد فِي سنة أربعٍ وخمسين.
131- وابنه أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
وله سماعات كثيرة من عينِ الشمس الثَّقفيه، وطبقتها.
132- ومُحَمَّد بْن أَبِي سعيد بْن أَبِي الرجاء بدر بْن أَبِي الفتح
الرَّارانيُّ.
أَبُو عَبْد اللَّه.
سَمِعَ شيئا كثيرا بعد الستّين وخمسمائة.
133- والفقيهٌ الحافظُ المحدثُ ظهيرُ الدّين أَبُو مُحَمَّد عَبْد
الأعلى [2] ابْن العلّامة أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي
القاسم ابْن القطَّان الرُّسْتُميّ الأصبهانيُّ.
مُكْثرٌ عن التُّرك وأَبِي مُوسَى المَدِينيّ، وبنيمان بن أبي الفوارس،
وأبي رشيد إسماعيل بن غانم.
وسَمِعَ حضورا «مُسند» الشافعيّ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد
بن ماشاذة.
و «معجمه» ذكر أنّه خمسمائة وخمسون نفسا [3] . وقد ذكرَ أنَّه سَمِعَ
كُتبًا كبارا ك «دلائل النّبوّة» و «حلية الأولياء» لأبي نعيم، و
«معالم السّنن» للخطّابي، وغير ذلك.
وولد سنة ثمان وستّين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (أبي الفتوح محمد) في: العبر 5/ 131.
[2] انظر عن (ظهير الدين عبد الأعلى) في: العبر 5/ 131.
[3] وعبارة المؤلّف- رحمه الله- في (العبر) : «وله معجم فيه عن خمسمائة
وخمسين نفسا» .
(46/127)
134- والزاهدُ صائنُ الدّين أَبُو القاسمِ
جامعُ بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن غانِم الأصبهانيّ المقرئُ الصُّوفيّ
المعروف بيَالَة.
راوي «جزء» لُوَين، عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم بْن
مُحَمَّد الصَّالحانيّ.
135- والشَّيْخ عمادُ الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أحمد بن عبد
الغفّار ابن أميركا.
الذين يروي عن أبي جعفر محمد بْن الْحَسَن الصَّيْدلانيّ.
136- والشَّيْخ جمالُ الدّين أَبُو مُحَمَّد أسعدُ بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن معدان الأصبهانيُّ السِّمْسار.
الّذِي يَرْوي عن القاسمِ بْن الفَضْل الصَّيْدلانيّ.
137- وأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد ابن النجيب أَحْمَد بْن نصر بْن
طاهر الأصبهانيُّ.
الّذِي يروي عن إِسْمَاعِيل بْن غانم.
138- وابنُ عمِّه مُحَمَّد بْن سعيدِ بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر
الأسْوَارِيُّ.
وأحسِبُه ابن عمّ مُحَمَّد- الّذِي قبله.
يَرْوي أيضا إِسْمَاعِيل بْن غانم.
139- والإمام أَبُو نَجيح مُحَمَّد بْن معاويةَ بْن مُحَمَّد بْن
أَحْمَد الأصبهانيّ، المُقْرئُ.
مُقرئُ أهل أصبهان.
لَهُ روايةٌ عن الحافظ أَبِي مُوسَى المدينيّ.
140- وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِبْرَاهِيم الأصبهانيُّ،
المُقرئُ، المُسْتملي.
سَمِعَ أَحْمَد بْن ينال التّرك. وكانَ شَيخًا صالحا.
141- والمحدّث الواعظُ أَبُو الماجد محمد بن صالح بن أحمد ابن المُصلح
أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ الأصبهانيّ، الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (جامع بن إسماعيل) في: العبر 5/ 131، 132.
(46/128)
سَمِعَ من جَدِّ أَبِيهِ المُصلح جميع
«الحِلْية» : أخبرنا الحدّادُ، أخبرنا المُصَنِّف أَبُو نُعَيْم.
وسَمِعَ «صحيح» مُسلْمِ من جدِّه.
- والإمامُ المحدّث أَبُو حفص عُمَر بْن أَحْمَد [1] بْن أَحْمَد بْن
أَبِي سَعْد الأصبهانيُّ، المُستملي شعرانة، الشَّيْخ السِّلَفِيّ.
سَمِعَ وخرَّجَ وكتبَ الكثيرَ وصنَّفَ ورتَّب «مُسند» الْإمَام أَحْمَد
عَلَى أبواب الفقِه والأحكام. وصنَّفَ كتابا آخرَ فِي ثمانِ مجلداتٍ
سمَّاه «روضة المذكّرين وبهجة المحدّثين» . وسَمِعَ من أَبِي جعفر محمد
بن أحمد الصّيدلانيّ، وأبي الفضائل العبد كويّ، ومحمود بْن أَحْمَد
الثَّقفيّ، وطبقتهم.
وقد تفرَّدَ القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان بالرواية بحكمِ الإجازة
المحقّقة عن هؤلاء المذكورين، وعن خَلقُ سواهم أذِنُوا لَهُ ولغيره فِي
الرواية، وكاتُبوه من أصبهان. واستُشْهد سائرُهم بسيفِ التتار الكَفَرة
فِي هذا العام. ومَنْ سلم منهُمْ أضْمرَتْهُ البلاد وانقطعَ خبرُه.
فسبحانَ وارثِ الأرضِ ومَنْ عليها ومُعيدِ من خُلقَ منه إليها.
ولقد كانَتْ أصبهان تكادُ أن تُضَاهي بغداد فِي عُلوِّ الإسناد فِي
زمان أَبِي مُحَمَّد بْن فارس، والطَّبَرانيّ، وأَبِي الشَّيْخ. ثم
كَانَ بعدهم طبقة أخرى في العلوّ وهم: أبو بكر ابن المُقرئ، وغيرُه. ثم
طبقةُ أَبِي عبد اللَّه بْن مَنْدَه العَبْديّ، وأَبِي إِسْحَاق بْن
خرشند قوله، وأبي جعفر ابن المَرْزُبان الأبهريّ، ثم طبقةُ أَبِي بَكْر
بْن مَرْدُوَيْه، وأَبِي نُعَيْم. ثم طبقةُ ابْن رِيذَة، وأَبِي طاهر
بْن عَبْد الرحيم، ورُواةِ أَبِي الشيخ. ثم طبقة أصحاب ابن المقرئ. ثم
أصحاب ابن مَنْدَه. ثم طبقةُ مَنْ بعدَهم هكذا إلى أن سَلَّط اللَّه
عليهم بذنوبهم العدوَّ الكافرَ ليكفَر عنْهُم ويعوّضهم بالآخرة
الباقيةِ. فنسألُ الله العفو والعافية.
وأبو الوفاء محمد ابن مَنْدَه، هُوَ آخِرُ مَنْ روى الحديث- فيما علمت-
من أهل بيتِه، وكان يُلقَبُ بجمالِ الدّين.
__________
[1] تقدّم برقم (110) .
(46/129)
142- محمود بْن عَبْد اللَّه [1] بْن
مُحَمَّد بْن يوسف.
أَبُو الثناءِ، المغربيُّ الأصلِ.
الروميَ المولدِ، الْمَصْريّ الدارِ المُؤَذِّنُ، الحَنَفيُّ، ابْن
المُلثمِ، المعروف بالعجميّ.
قدم مصر في حدود السبعين وخمسمائة.
وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، وهبة اللَّه بْن عَلِيّ
الأَنْصَارِيّ، وجماعة.
وأجاز لَهُ السِّلَفِيّ.
وحَصَّل أصولا، وكُتبًا كثيرة، وأنفقَ عَلَى المحدّثين جُمْلَةً.
روى عَنْهُ الزّكيُّ المنذريُّ، وعمر ابن الحاجب ووَصَفَه بالصلاحِ.
مولده بأقصرا سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وماتَ فِي خامس ربيع الأول.
وقد أذّنَ للسلطان مدّة طويلة.
143- محمودُ بْن عَلِيّ [2] بْن محمود بْن قَرْقين، الأميرُ الفاضلُ.
شمسُ الدّين، أَبُو الثناءِ، الجنديُّ، المقرئُ.
وُلِد بدمشق سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون.
وسَكَنَ بَعْلَبَكَّ واختصَّ بملكها الملك الأمجد.
وكانَ أديبا، مُنشئًا، شاعرا، يَرْجُع إلى ديانةٍ وخيرٍ.
روى عَنْهُ: تاجُ الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي عصرون، ومجد الدّين ابن
العديمِ، ومُحَمَّد بْن يوسف الذَّهبيُّ، وقبلَهم البِرْزاليُّ.
__________
[1] انظر عن (محمود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 386 رقم
2578، والجواهر المضية 2/ 159، والطبقات السنية 1/ ورقة 874.
[2] انظر عن (محمود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 398 رقم
2615، والعبر 5/ 132، وشذرات الذهب 5/ 158.
(46/130)
وكانت وفاتُه فِي شوَّال بمدينة بُصري.
144- المُهَذَّبُ بْن الْحُسَيْن [1] بْن أَبِي غانم مُحَمَّد بْن
الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن زينة.
أَبُو غانم، الأصبهانيّ، الحافظ.
ولد في حدود السبعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي الفتح الخِرَقيّ، وأَحْمَد بْن ينال التُّرك، وأَبِي
[2] مُوسَى الحافظ، ووالده أَبِي ثابت، وطبقتهم. وأكثرَ عن أصحاب أَبِي
عَلَى الحدَادِ كأبي جعْفَر الطَّرَسُوسيّ، وغيره.
وسَمِعَ منه الزّكيّ البزاليّ، وغيرُه.
قَالَ ابنُ نُقْطَةَ: دخلتُ أصبهان وهو بقرية، فلم يُقَدَّر لي
لُقِيُّه. وهو حافظُ، ثِقةٌ. وقيَّد زينة بالكسرِ.
ولا أدري متَى مات، لكنَّه أجازَ للقاضي تقيِّ الدّين سُلَيْمَان في
سنة ثلاثين وستمائة.
145- مُهَلْهِلُ بْن عَبْد اللَّه [3] بْن مُهَلْهِل.
أَبُو السعاداتِ، القَطيعيّ.
سَمِعَ من أَبِي المكارِم المباركِ بْن مُحَمَّد البَادَرَائيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي منتصف جُمَادَى الآخرة.
[حرف النون]
146- ناصُر بْن سعد [4] بْن رشيد.
أَبُو مُحَمَّد، العراقيُّ، الحَرْبويُّ، الكاتبُ المُجَوِّد.
تنقّل فِي الخِدَم. وكتبَ بين يدي الوزير ابن الناقد.
__________
[1] انظر عن (المهذّب بن الحسين) في: سير أعلام النبلاء 22/ 369 رقم
233.
[2] كتبها المؤلّف- رحمه الله- خطأ «أبا» في الموضعين.
[3] انظر عن (مهلهل بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 391 رقم
2596.
[4] انظر عن (ناصر بن سعد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 158.
(46/131)
[حرف الواو]
147- واثِلَةُ بْن بقاء [1] بْن أَبِي نصر بْن عَبْد السلام.
أَبُو الْحَسَن البغداديُّ، الحريميُّ، الملَّاح، المعروف بابن
كَرَّاز.
سَمِعَ من أَبِي عَليّ أَحْمَد بْن الرَّحَبيّ رابع «المحامليات» .
كُتُب عَنْهُ عَبْد اللّطيف بْن بورنداز، وعُمَر ابن الحاجب، والطلبة.
وروى عنه التّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس ابن الزّين، والشِّهابُ
الأبَرْقوهيّ.
وبالإجازةِ الفخرُ بْن عساكر، وغيرُه.
وتُوُفّي فِي السابع والعشرين من رجب. وكانَ صالحا، خيّرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَخْبَرَنَا
وَاثِلَةُ بْنُ كَرَّازٍ بِقِرَاءَةِ ابْنِ نُقْطَةَ الْحَافِظِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا
أَبُو الْمَعَالِي، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عبد الرزاق الفقيه (ح)
وأخبرنا أحمد ابن الْعِمَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِطِّيخٍ [2] ،
وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ خَوْلانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُؤْمِنٍ،
قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَجْمٍ الْوَاعِظُ.
(ح) وَأَخْبَرَتْنَا خَدِيجَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حُضُورًا فِي الرَّابِعَةِ،
قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الْكَاتِبَةُ. قَالا [3] :
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ طَلْحَةَ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
هِبَةَ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا عَمِّي محمد بن
الْعَزِيزِ الدَّينَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ،
قَالا [4] : أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي،
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا
عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ، جَافَى بَطْنَهُ عَنْ فَخِذَيْهِ [5]
.
__________
[1] انظر عن (واثلة بن بقاء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 393 رقم
2601.
[2] هو: محمد بن أبي بكر بن بطيخ الدلّال. أحد شيوخ المؤلّف- رحمه
الله-. (المشتبه 85) .
[3] يعني: ابن نجم الواعظ وشهدة.
[4] الحسين بن طلحة وعاصم بن الحسن.
[5] رواه النسائي 2/ 212 من طريق عبدة بن عبد الرحيم المروزي، أنبأنا
النّضر بن شميل، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي إسحاق، عن
البراء أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان
إذا صلّى جخّى، وسنده جيد.
(46/132)
[حرف الياء]
148- يحيى بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَبْد الأعلى.
أَبُو الفتحِ، الواسطيُّ، الخَطيبُ.
حدثَ عن هِبَة الله بن نصر الله بْن الْجَلخْت.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
149- يحيى بْن مظفّر [2] بْن مُوسَى.
الإمامُ، أَبُو زكريا، الهاشميُّ، الواسطيُّ. المعروفُ بابن
الصَّابونيّ، الواعظُ، الفقيهُ، الشاعرُ.
سَمِعَ الحديثَ، وقال الشعرَ [3] .
150- يوسفُ بْن رافع [4] بْن تميم بْن عُتبة بْن مُحَمَّد بْن عتّاب.
__________
[ () ] وجخى- بجيم ثم خاء معجمة- أي: فتح عضديه، وجافاهما عن جنبيه.
[1] انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 385 رقم
2576.
[2] انظر عن (يحيى بن مظفر) في: تاريخ إربل 1/ 419- 421 رقم 314،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 160، 161.
[3] ومن شعره:
يا من على ضعفي بحور تعمّدا ... ويرى الضلال بقتلتي محض الهدى
ومن الملاحة كلّها في أسره ... قد حازها دون الورى متفرّدا
بجمال وجهك إنه لو يهتدى ... بضيائه والتّيه موسى لاهتدى
وبطرفك الغنج الّذي لولاه ما ... أمسيت مسلوب الرقاد مسهّدا
لا تصغينّ إلى الوشاة فما لهم ... شغل سوى تفريقنا وهم العدي
(تاريخ إربل 1/ 420) و (المختار 161) .
[4] انظر عن (يوسف بن رافع) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 384، 385 رقم
2574، وذيل الروضتين 163، ووفيات الأعيان 7/ 84- 100، وتاريخ إربل 1/
221، ومفرّج الكروب 5/ 89- 91، وزبدة الحلب 3/ 219، والأعلاق الخطيرة ج
1 ق 1/ 95، 102، 107، والمختصر في أخبار البشر 3/ 156، والمعين في
طبقات المحدّثين 196 رقم 2081، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334،
والإعلام بوفيات الأعلام 261، وتذكرة الحفاظ 4/ 1459، والعبر 5/ 132،
وسير أعلام النبلاء 22/ 383- 387 رقم 246، ومعرفة القراء الكبار 2/
619- 621 رقم 584، والمختار من تاريخ ابن الجزري 159، 160، وتاريخ ابن
الوردي 2/ 160، ونثر الجمان 2/ ورقة 66، 67، ومرآة الجنان 4/ 82- 84،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 115- 117، وطبقات
(46/133)
قاضي القضاة، بهاءُ الدّين، أَبُو المحاسِن
وأَبُو العِزِّ، الأَسَدِيّ، الحلبيُّ الأصلِ، المَوْصِليّ المولدِ
والمَنْشَأ، الشافعيّ، الفقيهُ، المعروف بابن شدّاد.
وُلِد فِي رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وحَفِظَ القرآن. ولَزِمَ أَبَا بَكْر يحيى بْن سعدون القرطبي فقرأ عليه
القراءات والعربية، وسمع منه ومن مُحَمَّد بْن أسعدَ حَفَدةِ
العَطَّاريّ، وابن ياسر الجيّانيّ، وأَبِي الفضل خطيبِ المَوْصِل،
وأخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، والقاضي أَبِي الرِّضا سعيدِ بْن
عَبْد اللَّه بْن القاسم الشّهْرُزُوريّ، وأَبِي البركات عَبْد اللَّه
بْن الخَضِر ابن الشّيرجيّ الفقيِه، ويحيى الثَّقفيّ. وببغدادَ من
شُهْدةَ الكاتبة، وأَبِي الخير أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل القَزْويني.
وتفقّه، وتفنَّنَ، وبَرَعَ فِي العلم.
وحدَّث بمصرَ، ودمشق، وحلبَ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الفاسيُّ المقرئُ، والزّكيُّ
المنذريُّ، والكمالُ العَدِيميّ، وابنهُ المجد، والجمال ابن الصابونيّ،
والشهابُ القُوصيّ، ونصر اللَّه وسعدُ الخير ابنا النابُلُسيّ،
والشهابُ الأبَرْقوهيّ، وأَبُو صادقٍ مُحَمَّد بْن الرشيد العطارُ،
وسُنْقُر القضائيّ، وجماعةٌ. وبالإجازة قاضي القضاة تقيُّ الدّين
سُلَيْمَان، وأَبُو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازيّ، وجماعة.
وكان- كما قال عمر ابن الحاجب-: ثقة، حجة، عارفا بأمورِ الدّين،
اشتَهَر اسمُهُ، وسارَ ذكرهُ. وكانَ ذا صلاحٍ وعبادةٍ. وكانَ فِي زمانه
كالقاضي أَبِي يوسف فِي زمانةِ. دَبَّر أمورَ المُلك بحلبَ، واجتمعتِ
الألْسُنُ على مدحه. وأنشأ
__________
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 51 (8/ 360- 362، وطبقات الشافعية
لابن كثير، ورقة 170 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 143، والعقد المذهب
لابن الملقن، ورقة 79، 80، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 18، وغاية
النهاية 2/ 395، 396، وذيل التقييد 2/ 321 رقم 1716، وطبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة 2/ 427، 428 رقم 398، والأنس الجليل 2/ 447، والنجوم
الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 158، 159، والأعلام 9/ 306، وكشف
الظنون 125، 759، 1015، 1275، 1739، 1816، 1898، وهدية العارفين 2/
553، 554، وإيضاح المكنون 2/ 681، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 11 و 3/
328، ومعجم المؤلفين 13/ 299، 300.
(46/134)
دارَ حديثٍ بحلبَ. وصنَّفَ كتاب «دلائل
الأحكام» في أربع مجلّدات.
وحكى القاضي ابن خلّكان [1] ، أنَّ بعض أصحابه حدّثه قَالَ: سَمِعْتُ
القاضي بهاء الدّين يَقُولُ: كُنَّا فِي النّظامية فاتّفق أربعةٌ من
فقهائها أو خمسةٌ عَلَى شرب البَلاذُر، واشتَرَوا قَدَرًا- قَالَ لهم
الطبيبُ- واستعملوه فِي مكانٍ، فَجُنُّوا، ونَفَروا إلى بَعْدِ أيّام
وإذا واحدٌ منهم قد جَاءَ إلى المدرسةِ عُريانًا بادي العورة،
وعَلَيْهِ بقيار كبير بعذبةٍ إلى كعبه، وهو ساكت مُصَمِّمٌ، فقامُ
إِلَيْهِ فقيهٌ، وسألَه عن الحال، فقالَ: اجتمعْنا وشَربنا البّلاذُرَ
فجُنَّ أصْحابي وسَلِمتُ أنا وحدي، وصارَ يُظهِرُ العقلَ العظيمَ،
وهُمْ يَضحَكْونَ وهو لَا يَدْري.
وقال القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [2] : انحدر إلى بغدادَ، وأعادَ
بها، ثم مضى إلى المَوْصِل، فدرَّسَ بالمدرسة التي أنشأها القاضي كمال
الدّين ابن الشَّهْرَزُوري. وانتفعَ بِهِ جماعةٌ. ثم حجَّ سنةَ ثلاثٍ
وثمانين وزارَ الشامَ، فاستحضرَهُ السُّلطان صلاحُ الدّين، وأكْرَمهُ،
وسَألَهُ عن جُزء حديث ليسمع منه، فأخرج لَهُ «جُزءًا» فِيه أذكارٌ من
«الْبُخَارِيّ» فقَرَأه عَلَيْهِ بنفسه. ثم جَمَعَ كتابا مُجَلَّدًا
فِي فضائلِ الجهادِ وقَدَّمَهُ للسُّلطانِ، ولَازَمه فَولاه قضاء
العَسْكر المنصور وقضاء القدس. وكانَ حاضرا موتَ صلاح الدّين. ثم
خَدَمَ بعده ولدَه الملك الظّاهر، فولّاه قضاءَ مملكته، ونَظَر
أوقافَها سنةَ نيفٍ وتسعين. ولم يُرْزَقْ ولدا، ولا كَانَ لَهُ أقاربُ.
واتفقَ أنّ الملكَ الظاهرَ أقطَعَه إقطاعا يَحصُلُ لَهُ منها جُملةٌ
كثيرةٌ، فَتصَمَّدَ لَهُ مالٌ كثيرٌ، فَعَمَّرَ منه مدرسة سنة إحدى
وستمائة، ثم عَمَّرَ فِي جوارها دارَ حديث وبينَهما تُربة لَهُ.
قصدَهُ الطلبةُ واشتغلوا عَلَيْهِ للعلمِ والدّنيا. وصارَ المُشارَ
إِلَيْهِ فِي تدبير الدّولة بحلبَ إلى أن كَبِرَ، واستولَتْ عَلَيْهِ
البروداتُ والضَّعفُ، فكانَ يتمثلُ بهذا:
مَنْ يَتَمنَّ العُمْر فَلْيدَّرعْ ... صَبْرًا عَلَى فَقْد أحْبَابِه
ومَنْ يُعَمَّر يلق في نفسه ... ما يتمنّاه لأعدائه [3]
__________
[1] في وفيات الأعيان 7/ 94.
[2] في وفيات الأعيان 7/ 86- 87.
[3] البيتان لأبي إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر المعروف بقاضي
السلامية، ذكرهما ابن الشعار في
(46/135)
وقال شيخنا ابْن الظاهريَ: ابن شدّاد هُوَ
جدُّ قاضي القضاة بهاءِ الدّين هذا لأمِّه، فُنسِبَ إِلَيْهِ.
وقال الأبرْقُوهيُّ: قَدِمَ مصرَ رسولا غير مرّة آخرها القدمة التي
سَمِعْتُ منه فيها.
وقال ابْن خلّكان [1] : كَانَ يُكَنَّى أولا أَبَا العزِّ فغيَّرها
بأبي المحاسنِ.
وقال: قالَ فِي بعض تواليفِه: أوَّلُ من أخذتُ عَنْهُ شيخي صائنُ
الدّين القُرْطُبيّ، فإنيِّ لازَمتُ القراءة عَلَيْهِ إحدى عشرةَ سنة،
وقرأتُ عَلَيْهِ معظم ما رَوَاهُ من كُتُب القراءاتِ، والحديث،
وشروحِه، والتفسيرِ، وكتب لي خطَّهُ بأنَّه ما قَرَأ عَلَيْهِ أحدٌ
أكثرَ ممّا قرأتُ عَلَيْهِ.
إلى أن قَالَ: ومن شيوخي سراج الدّين مُحَمَّد بْن عَلِيّ الجيّاني
قرأتُ عَلَيْهِ «صحيح» مسلم كلّه بالموصل، و «الوسيط» للواحديّ، وأجازَ
لي سنةَ تسعٍ وخمسين. ومنهم: فخر الدّين أبو الرضا أسعد ابن
الشّهرزوريّ سمعت عليه «مسند» أبي عوانة و «مسند» أبي يعلى، و «مسند»
الشافعيّ، و «سنن» أبي داود، و «جامع» التِّرْمِذيّ. وسَمِعْتُ من
جماعة، منهم: شُهْدَة ببغدادَ.
قَالَ ابْن خلّكان: أعادَ بالنظاميّة ببغداد فِي حدود السبعين. وحجَّ
سنة ثلاثٍ وثمانينَ. وقَدِمَ زائرا بيتَ المقدس، فبالغ فِي إكرامه
صلاحُ الدّين، فَصنَّف لَهُ مُصَنَّفًا فِي الجهادِ وفَضْلِه. وكان
شيخنا وأخذتُ عَنْهُ كثيرا. وكتبَ صاحب إرْبل فِي حقّي وحقِّ أخي كتابا
إِلَيْهِ يَقُولُ: أنت تعلمُ ما يلزَمُ من أمر هذين الوالدين وأنّهما
ولدا أخي، وولدا أخيك، ولا حاجةَ مَعَ هذا إلى تأكيدٍ. فَتَفَضل القاضي
وتَلَقَّانا بالقبولِ والإكرام وأحسن حسب الإمكان، وكانَ بيدِه حلُّ
الأمور وعَقْدُها، ولم يكنْ لأحدٍ معه كلامٌ. ولا يعملُ الطَّواشي
شهابُ الدّين طُغْريل شيئا إلّا بمشورتِه، وكانَ للفقهاء بِهِ حُرمةٌ
تامةٌ وافرةٌ، وطالَ عُمُرُه. وأثّر الهرمُ فِيهِ حتّى
__________
[ () ] ترجمة قاضي السلامية من «عقود الجمان» (1/ الورقة 28) وانظر
الوفيات 7/ 93.
[1] في وفيات الأعيان 7/ 84- 86.
(46/136)
صارَ كالفَرْخ، وضَعُفَتْ حركتُه. ثم
طوَّلَ ترجمتَه وهي ثمان ورقات منها، قَالَ:
وكان القاضي يسلُكَ طريقَ البغادِدَةِ فِي أوْضاعِهم، ويَلْبَسُ زيّهم،
والرؤساءُ يَنْزلُونَ عن دوابِّهم إِلَيْهِ عَلَى قدرِ أقدارِهم [1] .
ثم سارَ إلى مصرَ لإحضارِ ابنةِ الكاملِ لزوجها العزيز، فقَدِمَ وقد
استقَلَّ العزيزُ بنفسه ورَفعُوا عَنْهُ الحَجَر ونَزلَ طغرل إلى
البلد. واستولى عَلَى العزيز جماعةُ شبابٍ يُعَاشرونَه فاشتغلَ بهم،
ولم يَرَ القاضي وَجْهًا يَرْتَضيه، فلازَمَ دارَه إلى أن مات وهو باقٍ
عَلَى القضاء. ولم يبقَ لَهُ حديثٌ فِي الدّولة، فصار يفتحُ بابَهُ
لإسماعٍ الحديثِ كُلَّ يوم، وظهر عَلَيْهِ الخَرَفُ بحيثُ إنه صارَ إذا
جاءَه إنسان، لَا يعرفه، وإذا عاد إِلَيْهِ، لَا يعرفُه، ويسأل عَنْهُ،
واستمرَّ عَلَى هذا الحالِ مُدَيْدَةً. ثمّ مَرِضَ أياما قلائلِ، وماتَ
يوم الأربعاءِ رابع عشر صفر بحلب. وقد صنَّفَ كتابَ «ملجأ الحُكَّام»
فِي الأقضية مجلّدين، وكتابَ «الموجز الباهر» فِي الفقه، وكتابَ «دلائل
الأحكام» فِي مجلّدينِ، وكتابَ «سيرة صلاح الدّين» فجوَّدها [2] .
151- يوسف ابْن الوزير [3] الجليل أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه ابْن
القاضي أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الشَّيبيّ.
الدميريُّ، الْمَصْريّ، الوزيُر العالمُ تاجُ الدّين، أَبُو إِسْحَاق،
المعروف بابن شكر.
ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمصر.
وتفقَهَ، وبَرعَ، وقَرأ الأدبَ، ودَرَّسَ بمدرسة الصاحب والدِه. وأخذ
بدمشق عن تاجِ الدّين أَبِي اليُمن الكِنْديّ. ونابَ عن والده بالشامِ
ومصَر مدّة. وولي وزارة الجزيرة وديارَ بكرٍ مدّة.
تُوُفّي فِي حادي عشر رجب بحَرَّانّ.
روى عنه القوصيّ في «معجمه» شعرا.
__________
[1] وفيات الأعيان 7/ 90، 91.
[2] وفيات الأعيان 7/ 99.
[3] انظر عن (يوسف بن الوزير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 392 رقم
2598، ونهاية الأرب 29/ 210، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 72، 73،
ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 19، 20.
(46/137)
[الكنى]
152- أَبُو بَكْر بْن أَبِي زكري [1] الكُرديّ.
الأميرُ الكبيرُ، سيف الدّين. من كبار الدّولة الكاملية. وله مواقفُ
مشهودةٌ.
ذكرَهُ المُنّذريُّ فِي «الوفيات» فقال [2] : تُوُفّي ليلة ثالث عشر
محرّم ودُفِنَ قريبا من قبرِ ذي النّون الْمَصْريّ- رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ-. قَالَ: وكانَ شجاعا، كريما، عزيزَ النفسِ، عاليَ الهمَّةِ.
وهو أحدُ الأمراءِ المشهورينَ.
وفيها وُلِد المفتي علاءُ الدّين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن خطّاب
الباجيَّ الشافعيّ بدمشق.
والفقيه عمادُ الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ
المكيُّ.
ونجمُ الدّين عُمَر بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي الطَّيْب، الوكيلُ
بالبلادِ الشامية.
وشمسُ الدّين مُحَمَّد بْن منصورِ بْن مُوسَى الحاضريُّ المقرئ.
والزينُ أَحْمَد بْن شمخ بْن ثابت العُرْضيُّ، وأخوه مُحَمَّد توأما.
وخطيبُ جَمَّاعيلَ أيوب بْن يوسف بْن مُحَمَّد الحَنبليُّ.
وعمر بن أبي طالب بن محمد ابن القطانِ.
ويحيى بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السَّفاقُسِيّ الإسكندريّ.
والأمين عبدُ القادر بْن مُحَمَّد الصَّعْبيُّ.
والبهاءُ عَبدُ المحسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابن العديم العقيليّ
الصّوفيّ.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن أبي زكري) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 382
رقم 2569.
[2] التكملة 3/ الترجمة 2569.
(46/138)
سنة ثلاث وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
153- أحمد بن عمر [1] ابن الزّاهد الكبير أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
جمالُ الدّين، أَبُو حمزة وأبو طاهرٍ، المقدسيُّ، الحنبليُّ.
وُلِد فِي رجب سنة تسع وستّين.
رَحَلَ إلى بغدادَ- وهو صبيٌّ- مَعَ بعضِ أقاربه وسَمِعَ من: نصر
اللَّه القزّاز، وعبيد اللَّه بْن شاتيل، وابْن كُلَيب، وعبدِ الخالق
بْن عَبْد الوهّاب، وأبي الفَرَج ابن الْجَوْزيّ. وبدمشقَ من: الخضرِ
بْن طاوس، وأبي المعالي ابن صابر، وأبي المجد ابن البانياسيّ، وابن
صَدَقة الحرّانيّ.
واشتغلَ اشتغالا يَسيرًا، ثم اشتغلَ بالخِدمة، وتعانى ركوبَ الخيلِ
والفُروسية. وحضَرَ مَرَّة مَعَ الغَيَّارة [2] ، فحمل وقَتَلَ
إفرنجيا، وفرسه، فهابةُ الأجنادُ، وصارَ لَهُ بذلك عندهم منزلةٌ.
وتولّى عَلَى قرية جَمَّاعيل مدّة.
روى عَنْهُ: عمُّه الشيخُ شمسُ الدّين، والحافظُ الضياءُ، والشمس محمد
ابن الكمال، والعزُّ أَحْمَد بْن العماد والتقيُّ أَحْمَد بن مؤمن،
وعبد الحميد ابن خولان، وطائفة آخرهم حفيدُه القاضي تقيُّ الدّين-
أبقاه اللَّه.
تُوُفّي الجمالُ أَبُو حمزةَ فِي خامس ربيع الأوّل، ودُفِنَ عند جدِّه
الشَّيْخ أبي عمر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 406، 407 رقم
2633، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 262،
والعبر 5/ 133، والوافي بالوفيات 7/ 264 رقم 3228، والنجوم الزاهرة 6/
296، وشذرات الذهب 5/ 159.
[2] الغيّارة: الذين يغيرون على العدوّ.
(46/139)
154- أَحْمَد بْن أَبِي عَبْد اللَّه [1]
مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن
إِسْمَاعِيل.
أَبُو الْحُسَيْن، الأَنْصَارِيّ، الخزرجيُّ، التلِمْسانيُّ، ثم
الْمَصْريّ، الشَّيْخ موفقُ الدّين.
وُلِد بمصر في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وأدركَ ابْن رفاعةَ، وكان
يُمْكنُه السماعُ منه، لكن كانتِ السُّنَّةُ غامرة ميتة بدولةِ بني
عُبَيْد أصحاب مصر، فلما أزالَ السلطانُ صلاحُ الدّين دولتهم- وللَّه
الحمد- أظهرَ السُّنّةَ والروايةَ والآثارَ وهَلُمَّ جَرًّا. وإنّما
سَمِعَ هذا من البُوصيريّ، وبحرّان من عَبْد القادر الرّهاويّ.
روى عَنْهُ الزّكيّ المنذريّ، وغيره، وقَالَ [2] : تُوُفّي فِي ربيع
الآخر. انقطَعَ فِي آخر عمره بالرِّباط المجاور للجامعِ العتيق وجَمَع
مجاميعَ فِي التصوفِ بعبارةٍ حَسَنةٍ، وله شَعر.
قلتُ: فِي تصوّفه انحرافٌ.
وقد أخَذَ عَنْهُ ابْن مسدي الحافظُ، فقال: غَلَبَ عَلَيْهِ الكلامُ
فِي معنى الباطِن، حتّى ظَهَر عَلَيْهِ من ذَلِكَ كلُّ باطنٍ، ورُبمَّا
تَصْدُر عَنْهُ نفُثاتٌ أوْلَى بها أن تكون سَكَتاتٍ.
155- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَرْب.
أَبُو الْعَبَّاس. قاضي المُحَوَّل، البغداديّ، المقرئ.
ذكرَه ابْن النجّار [3] ، فقال: ذكرَ أَنَّهُ قرأ فِي عمره أربعا
وعشرينَ ألفَ خَتْمةٍ.
ذكر لي عَبْد الصَّمد بْن أَبِي الجيش المقرئ أنّه قرأ عليه القرآن
وأثنى عليه خيرا.
وقالَ: قرأ عَلَى عَبْد الوهّاب بْن شُحانَة، عن عَبْد الوهّاب
الصَّابونيّ.
تُوُفّي فِي رمضان عن خمس وسبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 411
رقم 2645، والوافي بالوفيات 8/ 54، 55 رقم 3464.
[2] في التكملة 3/ 411.
[3] في الجزء المفقود من تاريخه.
(46/140)
156- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
اللَّخْميّ [1] الفقيه.
المحدثُ، الرئيسُ، أَبُو الْعَبَّاس، ابْن الخطيب أَبِي عَبْد اللَّه،
اللَّخْميّ، السَّبْتيُّ، المعروفُ بالعَزَفي [2] .
سَمِعَ الكثير من أَبِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الحجْريّ. وأجازَ
لَهُ ابْن بَشْكُوال، وطائفةٌ.
وله تواليف حسنة. وكان ذا فضل، وصلاح، وجلالة، وإتقانٍ.
أجاز لَهُ: أَبُو القاسم بْن حُبَيْش، وأَبُو مُحَمَّد بْن فِيرُّه
الشاطبيُّ، وعَبْد الحقّ مصنّف «الأحكام» ، وعَبْد الجليل القصريّ.
وهو والدُ صاحبِ سَبْتَة.
قَالَ لي أَبُو القاسم بْن عمرانَ: أخبرني عَنْهُ الوزير أَبُو عَبْد
اللَّه محمد ابن أَبِي عامر الأَشعريُّ المالقيُّ، وأَبُو بَكْر
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المومنائيّ، وأَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي
الربيع، وغيرُهم.
قلتُ: صنَّفَ كتابا فِي مولدِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ وجوَّده. وكان إماما ذا فنونٍ.
وقد ذكرَه ابنُ مسدي فِي «مُعجمه» وأوضح اسمَه، فقال: أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
عَلِيّ بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي عَزَفة، مكينُ المكانةِ فِي العلم
والدّيانة، لَهُ عنايةٌ بالحديث، مُعْلِنٌ [3] فِي فُتياه مذهبَ مالكٍ،
وربّما خالفه. وكان معُتمدَ بلدِه بفقهه وسنده. لَهُ الجاهُ والمالُ.
سَمِعَ من ابْن غاز، ومن أَبِي عبد اللَّه بْن زَرْقون لما وَليَ قضاء
سَبْتَة، ومن السُّهَيْليّ، وجماعة لما وفدوا إلى مَرَّاكِش. وكانَ
فصيحا لَسِنًا، وعلى الرواية مؤتمنا. قَالَ لي: إنّه وُلِد سنة تسعٍ
وخمسين، أخبرنا أَبُو الْعَبَّاس، أخبرنا أَبِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن
أَبِي عَزَفة، أخبرنا القاضي عياض- فذكر حديثا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد اللخمي) في: المشتبه 2/ 453، والوافي
بالوفيات 7/ 349 رقم 3339، وتوضيح المشتبه 6/ 231، 232، ومعجم المؤلفين
1/ 75.
[2] العزفي: بالعين المهملة المفتوحة، والزاي والفاء. (المشتبه،
التوضيح) .
[3] في الأصل: «معلنا» .
(46/141)
قلت: روى عَنْهُ جماعة.
ماتَ فِي رمضان، وله ستٍّ وسبعون سنة.
157- إِبْرَاهِيم بْن مرتفع [1] بْن نصر. أَبُو إِسْحَاق، الحمزيُّ،
الشَّارعيُّ.
الشافعيّ، ويعرف بصفيّ الدّين ابن البُطُونيّ.
سَمِعَ من: القاسم بْن عساكر، وإسماعيل بْن ياسين، وجماعةٍ.
روى عَنْهُ الزّكيّ المنذريُّ وقال: كَانَ من أهل العفَافِ والخير.
ولأهلِ الشارع بِهِ نفَعٌ كثيرٌ. وُلِد سنة ستّين وخمسمائة، وتُوُفّي
فِي جُمَادَى الآخرةِ.
158- إدريسُ بْن الخضر [2] بْن إدريس بْن مُحَمَّد.
أَبُو البهاء. الهَرَويّ الأصل، السّقبانيّ.
سَمِعَ بسَقْبا [3] من الحافظ أَبِي القاسم الدّمشقيّ.
روى عَنْهُ: الزّكيُّ البِرْزاليُّ، والمجدُ ابن الحُلْوانية، وأظُنُّ
ابْن الصابوني.
وقال المنذريّ تُوُفّي فِي هذا السنة.
159- إِسْمَاعِيل بْن عُمَر [4] بْن إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان.
أَبُو الفضل، اللُّرستاني، الصُّوفيّ، نزيلُ دمشقَ.
شيخُ صالح.
روى عن الخُشُوعيِّ، والقاسم. روى عنه ابن الحلوانية. وتوفّي في رمضان.
160- آسية بنت الشّهاب محمد [5] بن خلف بن راجح.
زوجة الحافظ الضياء.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن مرتفع) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 416 رقم
2659.
[2] انظر عن (إدريس بن الخضر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 428 رقم
2687.
[3] سقبا: قرية من غوطة دمشق.
[4] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 418، 419
رقم 2666، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 134، 135.
[5] انظر عن (آسية بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 404 رقم
2623.
(46/142)
نقلت من خطّه: كانت ديّنة خيّرة، حافظة
لكتاب الله. وكانت عندي أربعين سنة وثلاثة أشهر. لم تدخل حمّاما ولا
دخلت المدينة، وكنت أخذتها بذلك فأطاعتني. وكانت تؤثرني على نفسها. وقد
سَمِعَ عليها بالإجازة عن جماعة.
قلت: منهم أَبُو السعاداتِ القزازُ.
روى عَنْهَا الشمس ابن الكمال وغيرُه. وبالإجازة القاضي تقيُّ الدّين.
وتوفّيت فِي المحرَّم.
161- آمنةُ بنتُ الحافظِ عبد العزيز [1] بْن الأخضر.
أمَةُ الرحيمِ.
روتْ عن: شُهْدَةَ، وعَبْد الحقِّ اليوسفيّ.
وتوفّيت في عاشر صفر.
روى عنها أخوها عليّ.
162- أياز، الأمير [2] الكبير، فخر الدّين المعروف بالبانياسيّ [3] .
كان من أمراء الدّولتين العادلية والكاملية. وكان مشهورا بالقوّة في
بدنه ولا سيّما في شبيبته. وكان فيه خير، وله صدقات.
توفّي في ربيع الأول ببلاد الجزيرة.
[حرف الباء]
163- بدر بن أبي الفرج [4] .
أبو القاسم، البغداديّ، المقرئ، التّاجر. سَمِعَ من ابْن كُلَيب،
وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
روى عَنْهُ إجازة أبو نصر ابن الشيرازيّ.
__________
[1] انظر عن (آمنة بنت عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 405
رقم 2627.
[2] انظر عن (أياز الأمير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 408، 409 رقم
2638، ونهاية الأرب 29/ 215، والمقفى الكبير 2/ 321 رقم 852.
[3] تصحّفت هذه النسبة في (المقفى الكبير) إلى: «البانباشي» .
[4] انظر عن (بدر بن أبي الفرج) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 410 رقم
2643.
(46/143)
164- بقيّ بْن مُحَمَّد بْن تقيّ.
أَبُو عَلِيّ الْجُذاميّ، المالقيُّ. من العلماء الأذكياء.
ورَّخه ابْن فَرْتون، وقيَّد جدِّه بتاء مثناة.
أخَذَ عن أَبِي عَلِيّ الرُّنْديّ.
[حرف الجيم]
165- جوديُّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن جوديّ بْن مُوسَى بْن وَهْبُ
بْن عدنان.
أَبُو الكرمِ الأندلسيُّ من أهلِ مدينة وادي آش.
روى عن: أَبِي القاسم السّهيليّ، وأَبِي جعْفَر بْن الحكمِ، ويعقوب بْن
طلحة، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي جَمْرَة، وجماعة.
قَالَ الأبَّارُ: كَانَ راويا مُكثرًا، مُعتنيًا بالحديث. أدَّب
بالقرآن، وعلّمَ بالعربية. أخذَ عَنْهُ أصحابُنا. دخلتُ وادي آش ولم
أره. وتُوُفّي بعد خَدَرٍ أصابه واختلالٍ أعْطَبَهُ [2] سنة ثلاثٍ [3]
وثلاثين أو نحوها.
[حرف الحاء]
166- الحسنُ بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] .
أبو علي، الكتاني [5] المرسي، الرفاء، المقرئ.
قال الأبّار [6] : أخذ القراءات عَن أَبِي مُحَمَّد الشّمُّنْتي [7] .
وسَمِعَ من أَبِي عَبْد اللَّه بْن حَميد، وغيره. وكان صاحبَ فضائل.
__________
[1] انظر عن (جودي بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 250.
[2] في التكملة: «أعقبه» وهو تحريف.
[3] في التكملة: «إحدى» .
[4] انظر عن (الحسن بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
266، والمقتضب من تحفة القادم 158، والوافي بالوفيات 2/ 66، 67 رقم 56،
وبغية الوعاة 1/ 510.
[5] وقع في تكملة ابن الأبار: «الكناني» بالنون، وهو تصحيف بالطباعة.
[6] في التكملة: 1/ 266.
[7] منسوب إلى شمّونت، قرية من أعمال مدينة سالم.
(46/144)
167- الْحَسَن بْن مُحَمَّد [1] بْن
إِسْمَاعِيل.
الأديب، أَبُو عَلِيّ، القَيْلُويي، المؤرِّخُ.
حدَّث عن الأبله الشاعر، وعن عُمَر بْن طَبْرزَد. وعاشَ سبعين سنة.
وهو من قَيْلُوية: بفتح القاف، وضمّ اللام، وسكونِ الواو، ثم ياء
مفتوحة، وتاء تأنيث، قريةٌ بأرض بابل. ولنا قَيْلُويَة النهروان،
وقَيْلُوية بنهر الملك.
وكان هذا أديبا، تاجرا فِي الكتب، سفّارا بها، متودَّدًا، ظريفا، جيّد
المذاكرة، مليح الشعرِ.
روى عَنْهُ: الشهابُ القوصيّ، والزكيُّ المنذريّ.
وكان يُلقَّب بالقاضي، وبعزّ الدّين.
توفّي فِي ثاني عشر ذي القَعْدَةِ بدمشق.
وله «تاريخ» كبير عَمِلَه عَلَى الشهور. وهو صَعْب الكشْف.
قال ابنه عَلِيّ: كَانَ فِي فنَ التّاريخ أوحدَ العصرِ، وفي فنِّ
الأدب. وكتبَ الكثيرَ، من ذَلِكَ «الصِّحاح» فِي اللغةِ ستٍّ نسُخ. وقد
سألتُه: كم مقدارُ ما كتبتَ؟
قَالَ: ألفي مجلّدة ما بين صغيرة وكبير. قَالَ: وكانَ مليحَ المحاضرةِ،
دَيِّنًا، خيِّرًا، سُلَيْم الباطنِ. وُلِد بالنّيل من أعمال بغداد سنة
أربع وستّين وخمسمائة.
[حرف الخاء]
168- الغرز خليل.
من أمراء دمشق، وإليه تُنسَبُ الدَّارُ التي هِيَ اليوم لبلبان
التّتريّ وحمّام الغرز.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في: معجم البلدان 4/ 217، ومرآة الزمان ج
8 ق 2/ 696، وإنباه الرواة 3/ 34، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 422 رقم
2675، وذيل الروضتين 164، وفيه:
«الحسن بن إسماعيل» ، وتاريخ إربل 1/ 341، 342 رقم 239، وتلخيص مجمع
الآداب 1/ 97، 98، والعبر 5/ 133، والوافي بالوفيات 12/ 218، 219 رقم
197، والنجوم الزاهرة 6/ 293، وشذرات الذهب 5/ 159 ولم يذكره كحالة في
معجم المؤلفين مع أنه من شرطه.
(46/145)
تُوُفّي فِي شَعْبان.
[حرف الراء]
169- ربيعُ بْن عبد الرحمن [1] بن أحمد بن عبد الرحمن بْن ربيع.
القاضي، أَبُو سُلَيْمَان، الأشعريُّ، القُرْطُبيّ، قاضي قُرْطُبَة.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم الشَّرَّاط، وأَبِي القاسم أَحْمَد بْن
بَقِيّ. وأجاز لَهُ والده، وأَبُو القاسم بْن بَشْكُوال.
قَالَ الأبَّار: كَانَ صالحا، عَدْلًا فِي أحكامه، نبيهَ القدرِ
والبيتِ. حدَّث بشيء يسير. ونَزَح عن قُرْطُبَة لما استولى الرُّوم-
لَعَنَهم اللَّه- عليها فِي شوَّال فنزل إشبيلية، وتُوُفّي عَلَى إثرِ
ذَلِكَ عن بضعٍ وستّين سنة.
قلتُ: وكان بارعا في اللّغة، عارفا بالحديث والأدب.
وهو أخو أَبِي عامر يحيى، وأَبِي جعْفَر أَحْمَد، رَحِمَهم اللَّه. مرّ
أَحْمَد سنة ستٍّ وعشرين. وسيأتي أَبُو عامر.
170- ربيعةُ بنتُ عَلِيّ [2] بْن مُحَمَّد بْن محفوظ بْن صَصْرى،
التغلبيةُ.
زَوْجَة أمين الدين سالم ابن الحافظ أبي المواهب بن صصريّ.
روت عن أبي الحسين أحمد ابن الموازينيّ.
كُتُب عَنْها ابْن الحاجب، وغيرهُ.
وروى عنها المجد ابن الحُلْوانية.
توفّيت فِي ذي القَعْدَةِ.
[حرف الزاي]
171- زُهرة بنتُ مُحَمَّد [3] بْن أَحْمَد بْن حاضر.
__________
[1] انظر عن (ربيع بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 323.
[2] انظر عن (ربيعة بنت علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 422 رقم
2674.
[3] انظر عن (زهرة بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 414، 415
رقم 2653، والعبر 5/ 133، 134، وتذكرة الحفاظ 4/ 1422، ومرآة الجنان 4/
85، وذيل التقييد 2/ 366 رقم
(46/146)
أمُّ الحياء، الأنباريةُ، ثم البغدادية.
سَمِعَتْ من: أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وأحمد بْن المبارك
المرقّعاتي.
قَالَ ابنُ النجّار: كانت امرأة صالحة منقطعة فِي رباط. ولدت فِي رمضان
سنة أربعٍ وخمسين.
وزُهرة: بالضمّ [1] .
كتبَ عَنْها ابْن النجّار، وابن الْجَوْهريّ. وروى عَنْهَا مُحَمَّد
بْن مكّي بْن أَبِي القاسم، وعزُّ الدّين الفاروثيّ. وبالإجازة فاطمةُ
بِنْت سُلَيْمَان، والقاضي سُلَيْمَان، وإسماعيل بْن عساكر.
وتوفّيت فِي حادي عشر جُمادى الأولى.
وأجازت أيضا لابن الشّيرازيّ، وسَعْد، وابن الشحنة، وغيرهم.
قَالَ ابن النجّار: سَمِعتْ «مسند» مُسَدَّد [2] فِي مجلّدة من يحيى
بْن ثابت، عن أَبِيهِ، عن أَبِي العلاء الواسطيّ، وسمعت كتاب «التاريخ»
و «الرَّجال» لأحمد بْن عَبْد اللَّه العِجلي من يحيى بْن ثابت، عن
أَبِيهِ، عن الْحُسَيْن بْن جعْفَر السَّلماسيّ، عن الوليدِ بْن بَكْر.
172- زينبُ، فخرُ النساء [3] ، ابنةُ الوزير أَبِي الفَرَج مُحَمَّد
بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه ابن المظفَّر ابْن الوزير رئيس
الرؤساء أَبِي القاسم عَلِيّ بن المسلمة.
سمعت من تجنّي الوهبانية.
لأبي نصر ابن الشّيرازيّ منها إجازة.
روى عنها ابْن النجّار، وقال: ماتت في جمادى الآخرة.
__________
[ () ] 1814، وشذرات الذهب 5/ 159.
[1] قيّدها المنذري في التكملة 3/ 415.
[2] هو مسدّد بن مسرهد الأسدي البصري الحافظ المتوفى سنة 128 هـ.
[3] انظر عن (زينب فخر النساء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 417 رقم
2660، والمختصر المحتاج إليه 3/ 261 رقم 1402.
(46/147)
[حرف السين]
173- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد [1] بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد.
أَبُو الرَّبيع، السَّعْديّ، الشارعيّ، الشافعيّ، المقرئُ، المعروف
بابن المُغَربلِ.
قرأ القرآن عَلَى الفقيهِ رسلان بْن عَبْد اللَّه.
وقال ابْن مسدي: أخذ القرآن بالروايات عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم
الكيزانيّ، فهذا آخرُ من روى عَنْهُ فِي الدّنيا. وسَمِعْتُ منه من
شعره.
قلتُ: وسَمِعَ بمكّة من أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن حُميد بْن عمَّار،
وبالشارع من قاسم بْن إِبْرَاهِيم المقدسيِّ. وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من
أَبِي العَبَّاس أَحْمَد بْن الحُطَيْئة، والسّلفيّ.
وولد بالشارع فِي سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة.
روى عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ، وجماعةٌ من المصريّين. ولم أُدرِكْ أحدا
سَمِعَ منه. وروى عَنْهُ بالإجازة سعدٌ، والقاضيان ابْن الخويّي، وابن
حمزة الحنبليّ، وغيرهم.
وهو آخرُ مَنْ حدَّث بمصر عن ابْن عمّار.
تُوُفّي فِي التاسع والعشرين من ذي الحجّة.
174- سُلَيْمَان بن دَاوُد [2] بْن عَلِيّ بْن درع.
أَبُو الربيع، الحربي، النسَّاج.
ولد في حدود الخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من عَلِيّ بْن المبارك بْن نَغْوبا.
روى عَنْهُ بالإجازة: القاضي ابْن الخوييّ، وأَبُو نصر ابن الشيرازيّ
وسعد، والمطعّم.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 427 رقم
2683، وغاية النهاية 1/ 311 رقم 1369.
[2] انظر عن (سليمان بن داود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 423 رقم
2676.
(46/148)
[حرف الصاد]
175- صالحُ ابْن الأمير المكرّم [1] أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بن أحمد
بن حسن ابن اللَّمْطيّ.
الأميرُ، أَبُو التُّقى.
سَمِعَ من: عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وعُمَر بْن طَبَرْزَد،
ومُحَمَّد بْن هبة اللَّه الوكيل، ومنصور الفُراوي، والمؤيّد
الطُّوسيّ، وأَبِي رَوْح عَبْد المعزَّ الهَرَويّ، وأَبِي المظفّر ابن
السَّمْعانيّ، وأَبِي الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن المُعزَّم الهمذانيّ،
وأبي القاسم عبد الصّمد ابن الحّرَسْتانيّ.
وعبر نهر جَيْحُونَ وطوَّفَ البلاد. ولم يحصّل من مسموعاته إلّا
اليسير.
وحدّث.
دفن بتربته بالقرافَة، وقد قاربَ الستّين.
[حرف الطاء]
176- طاهرُ بْن الْحُسَيْن المَحَلِّيُّ، الخطيبُ، الزَّاهدُ، ويُعرفُ
بالجابريّ، خطيبُ جامع القصر.
ذكره القُوصيّ فِي «معُجمه» وأنه مات فِي هذه السنة، وله ثمانون سنة.
[حرف العين]
177- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر [2] عتيق بْن عَلِيّ بْن
إِبْرَاهِيم.
أَبُو مُحَمَّد، المالكيُّ، العدلُ، المعروفُ بابن الزَّيَّات.
وُلِد بمصر فِي حدود سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة.
وولي عقد الأنكحة بمصر، وحسبتها مدّة. وكان كثير التّحرّي.
__________
[1] انظر عن (صالح ابن الأمير المكرّم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
413، 414 رقم 2650، ونهاية الأرب 29/ 214، 215، ونثر الجمان للفيومي 2/
ورقة 35، 36، والوافي بالوفيات 16/ 250، 251 رقم 273، ونزهة الزمان
لابن دقماق، ورقة 21.
[2] انظر عن (عبد الله بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 410
رقم 2642.
(46/149)
سَمِعَ من: أَبِي العَبَّاس أَحْمَد بن
الحُطَيْئة، والشريف عَبْد اللَّه العثمانيّ.
وكان يتمنَّع من التحديث.
وتُوُفّي فِي رابع عشر ربيع الآخر.
سمَّاه المنذريّ فِي «معجمه» .
178- عَبْد الخالق بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن عتيق.
الفقيهُ، وجيهُ الدّين أَبُو مُحَمَّد، التّنّيسيّ المولد،
الإسكندرانيّ الدّار.
تفقّه، وسَمِعَ، وحدَّث عن السِّلَفِيّ، والعثمانيِّ، والفقيِه
إِسْمَاعِيل بْن عوف. ثم تقلبَ فِي الخدم الدّيوانيّة.
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قَالَ الزكيُّ المنذريُّ: كَانَ من أهل الأمانة، والتّحريِّ،
والصَّلاح، والخير.
مضى عَلَى سدادٍ، وأمرٍ جميل. وتُوُفّي فِي ثالث عشر ربيع الأول.
قلتُ: روى عَنْهُ هُوَ، وشيخنا الشّرف يحيى ابن الصوّاف. وبالإجازة
القاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وأَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد
المِزِّي، وسعدٌ، والمُطْعِمُ، وغيرهم.
179- عَبْد الخالق بْن أَبِي المعالي [2] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الواحد.
الإمامُ، بهاء الدّين، أَبُو المكارم، الأرّانيّ، الفقيهُ، الشافعيّ،
الزاهدُ.
درّس بخلاط مدّة. ثم سَكَنَ دمشق. وكان صالحا، وَرِعًا، مُنقبضًا عن
الناس، خبيرا بالمذهب.
تُوُفّي فِي نصف شوَّال، ودفن بقاسِيُون، وشَيَّعَهُ خلقٌ كثير.
وأرّان: إقليم صغيرٌ بين أذربيجان، وأرمينية. ومن مدنه بيلقان وجنزة.
__________
[1] انظر عن (عبد الخالق بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 407
رقم 2634.
[2] انظر عن (عبد الخالق بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
420 رقم 2668، وذيل الروضتين 163، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 139.
(46/150)
180- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد العزيز
[1] بْن مكيّ بْن أَبِي العرب.
أَبُو القاسم، المغربيّ الأصلِ، البغداديّ، التاجرُ.
سَمِعَ: الأسعد بْن يَلْدرك، ومُحَمَّد بْن جعْفَر بْن عقيل، ونصر
اللَّه القزّاز.
وكان تاجرا سفّارا.
روى عَنْهُ الزكيّ المنذريُّ، وقال: قَتَله الكفّارُ- خَذَلَهم اللَّه-
بطريق سِنْجار، فجاء الخبرُ إلى بغدادَ فِي ربيع الْأَوَّل.
181- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي
منصور النَّسَّاج.
أَبُو مُحَمَّد.
شيخ مُعَمَّر، دِمشقيُّ، صالحٌ، خيِّر. كَانَ يسكن بدرب الوزير.
سَمِعَ من: أَبِي تميم سلمان بْن عليّ الخبّاز، والحافظ ابن عساكر.
روى عنه: الزكيّ البرزاليّ عن ابن عساكر، والعزّ ابن الحاجب، والجمال
محمد ابن الصابونيّ، وجماعة.
وأخبرنا عنه الشمس محمد ابن الواسطيّ.
وكمَّل تسعين سنة، وتُوُفّي فِي سابع صفر.
182- عَبْد الكريم بْن خَلَف [3] بْن نَبْهان بْن سلطان بْن أَحْمَد
الأَنْصَارِيّ.
السِّماكيُّ.
خطيبُ زَمَلكا، وُلِدَ بها فِي المحرَّم سنة إحدى وستّين وخمسمائة.
وهو من ذرية أبي دجاجة سماك بْن خرشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
حدَّث عن: الحافظ أَبِي القاسم الدّمشقيّ، وأَبِي بَكْر بن عبد الله بن
محمد النّوقانيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
409 رقم 2639.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 404 رقم
2625.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 427 رقم
2682، وشذرات الذهب 5/ 159، وذيل الروضتين 187، 188 في وفيات 651 هـ،
وسيعاد برقم 351.
(46/151)
رويَ عَنْهُ الزكيُّ البِرْزاليُّ، وغيره.
وبالإجازة القاضي تقيّ الدّين سليمان، ومحمد بن محمد ابن الشيرازيّ.
وكان خيّرا صالحا، ابتُلي بالمرض مدّة.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ذي الحجّة.
183- عَبْد المحسن بْن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ عَلِيِّ بْنِ
عيسى.
أَبُو مُحَمَّد، العُشَيْشيُّ [2] الشاميُّ، ثم الْمَصْريّ، الفاميُّ،
السطحيُّ [3] .
قيِّمُ سطح الجامع العتيق، وصاحب الواعظ أَبِي الْحَسَن بْن نجا،
صَحِبَهُ مدّة، وسَمِعَ منه، ومن أَبِي طاهرٍ السّلفيّ.
ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
روى عَنْهُ زكيّ الدّين المنذريُّ، وابن الْجَوْهريّ، وأهلُ القاهرة.
وبالإجازة تقيّ الدّين سُلَيْمَان.
وما أظنُّه روى غير «جزء» الذُّهليّ.
وكان رجلا صالحا، ديِّنًا. تُوُفِّي فِي الثالث والعشرين من ربيع
الْأَوَّل.
وأجاز أيضا لعيسى الشّجريّ، وسعد السَّكاكريّ.
184- عَبْد المنعم بْن صالح [4] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
أَبُو مُحَمَّد، الْمَصْريّ، المِسْكيُّ، النَّحْويّ.
المعروف بالإسكندرانيّ لسكناهُ بها يُعَلَّم العربية مدّة.
ولد في شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (عبد المحسن بن أبي عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 407، 408 رقم 2636، والمشتبه 1/ 137، وتوضيح المشتبه 2/ 206.
[2] العشيشي: بضم العين المهملة وشينين معجمتين بينهما ياء آخر الحروف
ساكنة.
[3] السّطحيّ: بفتح السين وسكون الطاء المهملتين. قال المنذري: نسبة
يعرف بها من يتولّى خدمة سطح الجامع العتيق بمصر.
[4] انظر عن (عبد المنعم بن صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 411،
412 رقم 2646، والوافي بالوفيات 19/ 219 رقم 202، وبغية الوعاة 2/ 115،
116 رقم 1581.
(46/152)
وأخذ النَّحْو عن العلّامة أَبِي مُحَمَّد
عَبْد اللَّه بْن بَرِّي، وانقطع إِلَيْهِ مدّة حتّى أحكم الفنّ.
وسَمِعَ من حمّاد الحرّانيّ، وروى شيئا من شعره.
وكان مليحَ الخطِّ.
كتبَ عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ وقال [1] : تُوُفّي فِي الثالث والعشرين
من ربيعٍ الآخر.
وروى عَنْهُ ابْن مسدي الحافظ فِي «معجمه» فقال: ومِسْكَةُ: من أعمال
الإسكندريَّة. وكان علَّامة ديارِ مصر أدَبًا، ونحوا، وشيخ مجونها
لَعِبًا ولَهْوًا. لَهُ النوادرُ الغريبة والأُبدُ [2] العجيبةُ. أكثر
عن ابْن برِّي. وكان يذكرُ أنه سَمِعَ من السِّلَفِيّ، ومن العثمانيّ.
روى لنا «ديوان» مُحَمَّد بْن هانئ الأندلُسيِّ بإسنادٍ غريب. قَالَ
لي: إنه وُلِد فِي سنة تسعٍ وأربعين.
185- عَبْد المولى بْن القاسم [3] بْن عَبْد الجبّار.
أَبُو مُحَمَّد، القطيعيُّ.
سمع من: أبي الحسين عبد الحق، ومحمد بن جعْفَر بْن عَقيل.
وماتَ فِي جُمَادَى الأولى.
186- عَلِيّ بْن أَحْمَد [4] بْن محمود، الشَّيْخ عمادُ الدّين.
ابنُ الغَزْنَويّ [5] ، الحنفيّ، الفقيه، نزيل مصر، ومدرّس مدرسة
السّيوفيين.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
187- عَلِيّ بْن سُلَيْمَان [6] بْن إيداش بْن السّلّار، أمير الحاجّ.
__________
[1] في تكملته 3/ 411.
[2] الأبد: بضم الهمزة. الدواهي.
[3] انظر عن (عبد المولى بن القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 415،
416 رقم 2656.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 415 رقم 2654،
والجواهر المضية 1/ 352، 353، وحسن المحاضرة 1/ 219، 220، والطبقات
السنية 2/ ورقة 647.
[5] تصحّفت هذه النسبة في (الجواهر المضية) إلى: «العزيري» .
[6] انظر عن (علي بن سليمان) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 702، 703 (في
وفيات سنة 634 هـ) ،
(46/153)
شجاعُ الدّين، أَبُو الْحَسَن.
رجلٌ صالحُ، كثير العبادةِ والأوراد. حجَّ بالناسِ من الشام نيّفا
وعشرين حجّة. وكانَ الملكُ المعظمُ يحترمُه، ثم كَانَ فِي خدمة ابنه
الملك الناصر بالكَرَك، فبلغه عَنْهُ شيء، فكلَّمه كلاما خَشِنًا،
فتركه وقدم دمشق.
قَالَ ابْن الْجَوْزيّ [1] : حكى لي ذَلِكَ، فقلت: هُوَ ولدك، فقال:
والله ما قلتُ عَنْهُ إلا أَنَّهُ يقرأ المنطق، فقلتُ: الفقهُ أولى
بِهِ كما كَانَ والده.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
188- علي بن عبد الصمد [2] بْن مُحَمَّد بْن مفرّج.
الشَّيْخ عفيفُ الدّين، ابن الرَّمَّاح، الْمَصْرِيّ، الْمُقْرِئ،
النَّحْويّ، الشافعيّ، المعدَّل.
وُلِد سنة سبع وخمسين بالقاهرة.
وسمع من السّلفيّ.
وقرأ القراءات عَلَى أَبِي الجيوش عساكرِ بْن عَلَى، والإمام أَبِي
الجود. وأخذ العربية عن أَبِي الْحُسَيْن يحيى بْن عَبْد اللَّه.
وتصدَّر للإقراء، والعربية بالمدرسة السَّيفية، والمدرسة الفاضلية
مدّة.
وحَمَلَ عَنْهُ جماعةٌ. وشَهِدَ عند قاضي القضاة عبد الرحمن ابن
السُّكّريّ فمن بعده. وكان من محاسن الشيوخ.
__________
[ () ] والتكملة لوفيات النقلة 3/ 452 رقم 2746 (في وفيات سنة 734 هـ)
، وسيعاد في وفيات سنة 734 هـ. وهو الصحيح.
[1] في مرآة الزمان.
[2] انظر عن (علي بن عبد الصمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 415،
ومعجم شيوخ الأبرقوهي، ورقة 102، 103، والإعلام بوفيات الأعلام 262،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، وتذكرة الحفاظ 4/ 1423، والعبر 5/
134، ومعرفة القراء الكبار 2/ 122، 123 رقم 287، وذيل المشتبه للسلامي
23، والوافي بالوفيات 21/ 237 رقم 165، وغاية النهاية 1/ 549 رقم 2245،
والنجوم الزاهرة 6/ 296، وحسن المحاضرة 1/ 499 رقم 69، وبغية الوعاة 2/
175، رقم 1730، وشذرات الذهب 5/ 159.
(46/154)
روى عنه الزكي المنذري وقال [1] : كان حسن
السَّمت، مؤثرا للانفراد، مُقْبلًا عَلَى خُوَيَّصتِه، منتصبا للإفادة،
راغبا فِي الإقراء. اتَّصل بخدمة السُّلطان مدّة ولم يتغيرَّ عن طريقته
وعادته.
قلتُ: قرأتُ القرآن كُله عَلَى النظام مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم
التِّبريزيّ، وأخبرني: أَنَّهُ قرأ عَلَى ابْن الرَّمَّاح. ولم يحدّثني
أحدٌ عَنْهُ.
وآخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بالإجازة القاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من جُمَادَى الأولى.
بل إجازته باقية لابن الشيرازيّ وسَعْد [2] .
189- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الودود الأندلُسيُّ.
خطيبُ مُرْبَيْطَر.
أخذ القراءات عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن واجب. وسَمِعَ من
جماعةٍ.
وأجازَ لَهُ أَبُو الطّاهر إسْمَاعِيل بْن عَوْف من الإسكندرية.
وكان رجلا صالحا.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الأبَّارُ وقال: تُوُفّي فِي ذي
الحجّة.
190- عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر [4] بْن رُوزْبة بْن عَبْد اللَّه.
أبو الْحَسَن، البغداديُّ، القَلَانِسي، الصُّوفيّ، العَطَّارُ.
سَمِعَ «صحيحَ» الْبُخَارِيّ من أَبِي الوَقْت، وسَمِعَ منه «جزء» ابن
العالي.
__________
[1] في التكملة 3/ 415.
[2] هكذا استدرك المؤلّف- رحمه الله- هذه العبارة في آخر الترجمة.
[3] انظر عن (علي بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1904،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 5 ق 1/ 313 رقم 619.
[4] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 409، 410
رقم 2641، والتقييد 419 رقم 561، والإعلام بوفيات الأعلام 262،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 335، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم
1082، والعبر 5/ 134، ودول الإسلام 2/ 137، وسير أعلام النبلاء 22/
387، 388 رقم 247، ونكت الهميان 203، والوافي بالوفيات 12/ ورقة 14،
وذيل التقييد 2/ 230 رقم 1501، والنجوم الزاهرة 6/ 296، وشذرات الذهب
5/ 160، وديوان الإسلام 2/ 353 رقم 1020.
(46/155)
وحدّث ببغداد، وحرّان، وحلب، ورأس عين ب
«الصحيح» مرَّات، وازدَحموا عَلَيْهِ، ووَصَلُه بجملةٍ جيدةٍ من الذهب.
وكان عازما عَلَى المجيءِ من حلبَ إلى دمشقَ، فخَوَّفُوه من حصارِ دمشق
فرَدَّ إلى بغداد فطالَبُوه بما كانوا أعْطَوْه ليذهبَ إلى دمشق، فأعطى
البعضَ وماطَلَ بما بَقِيَ، ثم أضَرَّ فِي أواخر عُمرِه. وكانَ لَا
يُحقَّقُ مولدُه ولكنَّه بلغَ التّسعين.
رَوَى عَنْهُ: عزُّ الدّين عبد الرزّاق الرّسعنيّ، والشريف أبو المظفّر
ابن النابلسيّ، والجمال يحيى ابن الصَّيْرفيّ، وابنهُ الفخرُ مُحَمَّد،
والقاضي شمسُ الدّين محمد ابن العماد الحنبليّ، والزينُ نصر اللَّه بْن
عَبْد المنعم بْن حواري الحنفيّ، والمجدُ عَبْد الرَّحْمَن العَدِيميّ،
والعزُّ أَحْمَد بْن الفاروثيّ، والجمالُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن
أَحْمَد الشَّريشيّ، والأمينُ أَحْمَد ابن الأشْتَري، والسيف عَبْد
الرَّحْمَن بْن محفوظ، والشمسُ عَبْدُ الواسع الأبْهِريّ، والشمسُ حمدُ
بْن عَبْد اللَّه الخابوريُّ، والضياءُ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر
الجعفريّ، والتاج عَلِيّ بْن أَحْمَد الغَرَّافيّ، والرشيدُ مُحَمَّد
بْن أبي القاسم، وأبو الغنائم بن محاسن الكفرابيّ، والجمالُ عُمَر بْن
إِبْرَاهِيم العقيميُّ، ويعقوبُ بْن فضائل، وأحمد ابن السيف سُلَيْمَان
المقدسيّ، وأَبُو الحسن عَلِيّ بْن عَبْد الغنيّ بْن تيمية، ومُحَمَّد
بْن مؤمن الصُّوريّ، والتاجُ مُحَمَّد بْن عَبْد السلام بْن أَبِي
عصرون، وابنُ عَمِّه الشرفُ مُحَمَّد بْن يوسف بْن عَبْد الرَّحْمَن،
وسُنْقُر القضائي الزَّينيُّ، وخلقٌ سواهم.
وكان شيخا حسنا، مليحَ الشيبَة والهيئَة، حلوَ الكلامِ، قَوِيَّ
النَّفسِ عَلَى كِبَرِ السِّنّ. من ساكني رباط الخِلاطيَّة.
سَمِعَ «الصحيح» بقراءةِ يوُسف بْن مُقَلَّد الدّمشقيّ، وكانَ معه بِهِ
ثَبْتٌ صحيحٌ عَلَيْهِ خطُّ أَبِي الوقت.
قَالَ الحافظُ عبدُ العظيم [1] : تُوُفّي فُجَاءةً فِي ليلَة الخامس من
ربيع الآخر، وقد جاوز التّسعين.
__________
[1] في تكملة 3/ 409.
(46/156)
وأجازَ لابن الشّيرازيّ، وابن عساكر،
وسَعْدٍ، والمُطَعِّم، وأحمد ابن الشحنة، وغيرهم.
191- عمرُ بْن حسن [1] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْجُمَيِّل بْن فَرْحِ
[2] بْن خَلَف بن قومس بن مزلال بن ملال بن أحمد بن بدر بن دحية بن
خليفة كذا نسب نفسه.
العلّامة، أبو الخطاب، ابن دِحْيَةَ. الكَلْبيُّ، الدّانيّ الأصلٍ،
السَبْتي.
كَانَ يكتبُ لنفسِه: ذو النسبين بين دحِيةَ والحُسين.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الأبَّار [3] : كَانَ يذكُرُ أَنَّهُ من ولد
دحية الكلبيّ، وأنّه سبط
__________
[1] انظر عن (عمر بن حسن) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 194، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس)
ورقة 97، 98، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 298، وذيل الروضتين 163، وصلة
الصلة لابن الزبير 73، وتاريخ إربل 1/ 162، 242، 258، 393، وعقود
الجمان لابن الشعار 5/ ورقة 291، وتكملة الصلة لابن الأبار رقم 1832،
ومفرّج الكروب 5/ 52، ووفيات الأعيان 3/ 448- 450، وتلخيص مجمع الآداب
5/ 49 رقم 406، ونهاية الأرب 29/ 213، 214، وذيل مرآة الزمان 2/ 422،
425، والإشارة إلى وفيات الأعيان 335، والإعلام بوفيات الأعلام 262،
والمعين في طبقات المحدّثين 196، رقم 2083، وتذكرة الحفاظ 4/ 1420،
ودول الإسلام 2/ 137، والعبر 5/ 134، 135، وسير أعلام النبلاء 22/ 389-
395 رقم 248، وميزان الاعتدال 3/ 186، والمغني في الضعفاء 2/ 463،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 99، 100 رقم 938، والمستفاد من ذيل تاريخ
بغداد 205- 209 رقم 160، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 75، ومرآة الجنان
2/ 84، 85، والوافي بالوفيات 22/ 451- 455 رقم 327، والبداية والنهاية
13/ 144، 145، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 20، 21، وعنوان الدراية
269، وذيل التقييد للفاسي 2/ 236 رقم 1517، وتوضيح المشتبه 7/ 65،
والفلاكة والمفلوكين 88، ولسان الميزان 4/ 292، والنجوم الزاهرة 6/
295، 296، والألقاب للسخاوي، ورقة 54، وبغية الوعاة 2/ 218، وطبقات
الحفاظ 501، وحسن المحاضرة 1/ 166، والبدر السافر، ورقة 40 أ، وشذرات
الذهب 5/ 160، 161، ونفح الطيب 1/ 368، وفهرس دار الكتب المصرية 3/
179، وكشف الظنون 486، 502، 1070، 1161، 1653، 1675، 1718، 1923،
وإيضاح المكنون 1/ 103، 104 و 2/ 465، 691، وهدية العارفين 1/ 786،
ومعجم المؤلفين 7/ 280، 281، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 134 رقم
1102 وفيه: «عمر بن حسان» ، والأعلام 5/ 201.
[2] في الأصل: «فرج» بالجيم، وهو سبق قلم من المؤلف- رحمه الله-
والمثبت هو الصحيح بالحاء المهملة، حيث قيّده في (المشتبه 2/ 502)
وتابعه ابن ناصر الدين في (التوضيح 7/ 65) .
[3] في تكملة الصلة، رقم 1832.
(46/157)
أَبِي البسام الحُسَينيِّ الفاطميِّ. وكان
يُكَنَّي أَبَا الفضلِ، ثم كَنَّى نفسَه أَبَا الْخَطَّاب.
قَالَ: وسمع بالأندلس أبا عبد الله ابن المُجاهد، وأبا القاسم بْن
بَشْكُوال، وأبا بَكْر بن الجد، وأبا عَبْد اللَّه بن زرقون، وأبا
بَكْر بْن خَيْر، وأبا القاسم بْن حُبَيْش، وأبا مُحَمَّد بْن عُبَيْد
اللَّه، وأبا العباس بن مضاء، وأبا محمد بن بونه، وجماعة.
قال: وحدّث بتونس ب «صحيح» مُسلْمِ عن طائفةٍ من هؤلاء. ورَوَى عن
آخرين، منهم: أَبُو عَبْدِ اللَّه بْن بَشْكُوال، وأَبُو عَبْد اللَّه
بْن المُناصف، وأَبُو القاسم بْن دَحْمان، وصالحُ بْن عبدِ الملك،
وأَبُو إِسْحَاق بْن قَرْقُول، وأَبُو العباس بْن سِيد، وأَبُو عَبْد
اللَّه بْن عَميرة، وأَبُو خالد بن رِفاعة، وأَبُو القاسم بْن رُشد
الوَرَّاق، وأَبُو عَبْد اللَّه القُباعيّ، وأَبُو بَكْر بْن مغاور.
وكان بصيرا بالحديثِ مُعتنيًا بتقييدِه، مُكِبًّا عَلَى سماعه، حَسَنَ
الخطِّ معروفا بالضبطِ، لَهُ حظُّ وافرٌ من اللغّةِ، ومشاركةٌ فِي
العربية وغيرها.
وَلِيَ قضاءَ دانية مرّتين، ثم صُرِفَ عن ذِلك لسيرة نُعِتَت عَلَيْهِ،
فَرَحَل منها، ولَقيَ بتلْمسان قاضيَها أَبَا الْحَسَن بْن أَبِي
حَيّون فَحَمَل عَنْهُ.
وحدَّث بتونس أيضا سنة خمسٍ وتسعين. ثم حَجَّ، وكتبَ بالمشرق عن جماعة
بأصبهان ونَيْسابور من أصحاب أَبِي عَلِيّ الحَدَّادِ، وأَبِي عَبْد
اللَّه الفُراويّ وغيرهما. وعادَ إلى مصرَ، فاستأدَبَهُ الملكُ العادلُ
لابِنه الكاملِ- وَليِّ عهدِه- وأسكنَهُ القاهرةَ، فنالَ بذلك دنيا
عريضة. وكان يُسَمِّعُ ويُدَرِّسُ، وله تواليف منها:
كتابُ «إعلام النّصَّ المبين فِي المفاضلة بين أهل صِفّين» . وقد كتب
إليّ بالإجازة سنة ثلاث عشرةَ.
قلت: رَحَلَ وهو كهلٌ فحَجَّ، وسَمِعَ بمصر من أَبِي القاسم
البُوصيريّ، وغيره، وببغداد من جماعةٍ. وبواسط من أَبِي الفتح
المَنْدائيّ، سَمِعَ منه «مسند» أَحْمَد. وسَمِعَ بأصبهان «معجمَ»
الطَّبَرانيّ الكبير من أَبِي جعْفَر الصَّيْدلانيّ. وسَمِعَ
بَنْيسابور «صحيح» مُسلْمِ بعُلُوّ بعد أن حدَّث بِهِ بالمغرب بالإسناد
الأندلسيّ النازل، ثم صارَ إلى دمشقَ وحدَّث بها.
(46/158)
رَوَى عَنْهُ الدُّبيثيُّ وقال [1] : كَانَ
لَهُ معرفةٌ حسنةٌ بالنّحْوِ واللّغةِ، وأنسَةٌ بالحديثِ، فقيها عَلَى
مذهب مالك، وكان يَقُولُ: إنّه حَفِظَ «صحيحَ» مُسلْمِ جميعَه، وأنّه
قرأه عَلَى بعض شيوخ المغرب من حفظه، ويدَّعي أشياءَ كثيرة.
قلتُ: كَانَ صاحبَ فنونٍ، وله يَدٌ طُولي فِي اللُّغة، ومعرفةٌ جيِّدة
بالحديثِ عَلَى ضعْفِ فِيهِ.
قرأتُ بخَطِّ الضياء الحافظ: وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول
تُوُفّي أَبُو الْخَطَّاب عُمَر بْن دِحْية. وكان يتسمّى بذي النسبين
بين دحية والحُسين. لَقِيتُه بأصبهان، ولم أسمع منه شيئا، ولم يُعجبْني
حالُه. وكان كثير الوقيعة في الأئمة.
وأخرني إِبْرَاهِيم السَّنْهُوريَّ بأصبهان: أَنَّهُ دخلَ المغربَ،
وأنَّ مشايخَ المغربِ كَتَبُوا لَهُ جَرْحَه وتضعيفَه. وقد رأيتُ منه
أنا غيرَ شيء ممَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ.
قلتُ: بسببِه بنى السلطان الملكُ الكامل دارَ الحديث بالقاهرة، وجعلَه
شيخها.
وقد سمع منه الإمام أبو عمرو ابن الصلاح «الموطّأ» سنة نيّف وستمائة،
وأخبر به عن جماعة منهم: أَبُو عبد اللَّه بْن زَرْقون بإجازته من
أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخَوْلانيّ، وهو إسنادٌ مليحٌ عالٍ. ولكنْ قد
أسندَه الضياءُ أعلى من هذا والعُهدة عَلَيْهِ. فقرأتُ بخطِّ الحافظِ
عَلَم الدّين [2] أَنَّهُ قرأ بخطِّ ابْن الصلاح- رحمه اللَّه- قالَ:
سمعتُ «الموطأ» عَلَى الحافظ ابن دحية، وحدّثنا به بأسانيد كثيرة جدّا،
وأقربُها ما حدّثه بِهِ الشيخانِ الفقيهانِ: أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن
حُنين الكِنانيّ، والمحدّث أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه بْن خليل القَيْسيّ قالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن فَرَج الطَّلَّاع، وأَبُو بكرٍ خازمُ بْن مُحَمَّد بْن
خازم، قالا: حَدَّثَنَا يونُسُ بْن عَبْد اللَّه بْن مغيث بسنده.
قَالَ الذهبيُّ: أمّا القيسي فحدثَ بفاس ومَرَّاكِش، واستوطَنَ بلادَ
العدوة
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام الورقة 194 (باريس 5922) .
[2] هو صديقه ورفيقه علم الدين القاسم البرزالي المتوفى سنة 739 هـ.
(46/159)
فكيفَ لَقَيه أبنُ دِحْيَة؟ فَلَعلَّه
أجازَ لَهُ. وكذلك ابن حُنَيْن فإنهَّ خَرَجَ عن الأندلسِ ولم يرجعْ بل
نَزلَ مدينة فاسٍ وماتَ سنةَ تسعٍ وستينَ. فبالجهد أن يكونَ لابن
دِحْية منه إجازة. وقوِلهُ: حدَّثني، فهذا مذهبٌ رديءٌ يستعملُه بعضُ
المغاربة فِي الإجازة، فهو تدليسٌ قَبِيحٌ.
وقرأت بخطِّ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الملك القُرْطُبيّ
وقد كَتَبه سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتحتَه تصحيحُ ابن دِحْية:
حدَّثني القاضي أَبُو الخطّاب ابن دحية الكلبيُّ بكتابِ «الموطّأ» عن
أَبِي الْحَسَن عليّ بن الحسين اللّواتيّ، وابن زرقون قالا: حَدَّثَنَا
الثقةُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخولانيّ، حدّثنا أبو عمرو القيشطاليّ
سماعا، حَدَّثَنَا يحيى بْن عُبَيْد اللَّه، عن عمِّ أبيِه عُبَيْد
اللَّه، عن أَبِيهِ يحيى بْن يحيى، عن مالكٍ.
قَالَ ابن واصل [1] : وكَانَ أَبُو الْخَطَّاب مَعَ فَرْطِ معرفتهِ
الحديثِ وحفظِه الكثير لَهُ، مُتّهمًا بالمُجازفَة فِي النقل، وبلَغَ
ذَلِكَ الملكَ الكاملَ، فأمره يُعَلِّق شيئا عَلَى «الشهاب» [2] ،
فعلَّقَ كتابا تكلّم فِيهِ عَلَى أحاديثه وأسانيده. فَلَمَّا وقفَ
الكاملُ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ لَهُ بعد أيام: قد ضاعَ منّي ذَلِكَ
الكتاب فعَلِّقْ لي مثلَه، ففعلَ، فجاء فِي الثاني مُنَاقَضةٌ للأول.
فعَلِم السلطانُ صحّة ما قِيلَ عَنْهُ. فنزلَتْ مرتبُته عندَه وعَزَلَه
من دارِ الحديثِ آخرا ووَلَّى أخاه أَبَا عَمرو- الّذِي نذكُره فِي
العام الآتي.
قَالَ ابنُ نُقْطَة [3] : كَانَ موصوفا بالمعرفةِ والفضلِ، ولم أرَه.
إلّا أنَّه كَانَ يدّعي أشياءَ لَا حقيقة لها. ذكر لي أَبُو القاسم بْن
عَبْد السلام- ثقةٌ- قَالَ: نَزَلَ عندنا ابنُ دحية، فكان يقول: أحفظ
«صحيح» مسلم، و «التّرمذيّ» قَالَ: فأخذتُ خمسةَ أحاديث من
«التِّرْمِذيّ» ، وخمسة من «المُسنِد» وخمسة من الموضوعاتِ فجعلُتها
فِي جُزْءٍ، ثم عَرَضْتُ عَلَيْهِ حديثا من «التِّرْمِذيّ» فقال: ليسَ
بصحيحٍ، وآخر فقال: لَا أعرِفُه. ولم يعرف منها شيئا.
__________
[1] في مفرّج الكروب 5/ 52.
[2] يعني على كتاب «الشهاب» .
[3] قوله ليس في المطبوع من: التقييد.
(46/160)
قلتُ: ما أحسنَ الصدقَ، ولقد أفسدَ هذا
المرءُ نفسَه.
وقال ابنُ خلّكان [1] : عندَ وصولِ ابن دحية إلى إرْبلّ صَنَّفَ
لسلطانِها المظفرِ كتابَ «المولد» وفي آخرِه قصيدةٌ طويلة مَدَحَه بها،
أولها:
لَوْلا الوُشَاةُ وَهُمُ ... أعْدَاؤُنَا مَا وَهِمُوا
ثم ظهرَتْ هذهِ القصيدةُ بعينها للأسعد بْن مَمّاتي فِي «ديوانه» .
قلت: وكذلك نسبه شيءٌ لَا حقيقة.
قرأتُ بخطِّ ابن مسدي: كَانَ أَبُوهُ تاجرا يُعْرَفُ بالكَلْبي- بين
الباء والفاء- وهو اسم موضعٍ بدانيةَ. وكان أَبُو الْخَطَّاب أوَّلًا
يكتب «الكَلْبيّ معا» إشارة إلى البَلَدِ والنَّسَبِ، وإنّما كَانَ
يُعْرَفُ بابنِ الْجُمَيِّل تصغير جَمَل. وكان أَبُو الخطَّابِ
عَلَّامةَ زمانِه، وقد وَلِيَ أولا قضاءَ دَانية.
وقال التقيُّ عُبَيْد الإسْعَرْدي: أَبُو الْخَطَّاب ذو النِّسَبَين،
صاحبُ الفنونِ والرحلةِ الواسعةِ. له المصنّفات الفائقة والمعاني
الرائفة. وكان مُعظَّمًا عندَ الخاصِّ والعام. سُئِلَ عن مولده فقال:
سنة ستّ وأربعين وخمسمائة.
وحُكّي عَنْهُ فِي مولده غيرُ ذَلِكَ. حدَّث عنه جماعة [2] .
__________
[1] في وفيات الأعيان: 3/ 499.
[2] وقال ابن النجار: وذكر أنه سمع كتاب «الصلة» من أبي القاسم ابن
بشكوال، وأنه سمع بالأندلس من جماعة، غير أني رأيت الناس مجمعين على
كذبه وضعفه وادّعائه لقاء من لم يلقه، وسماع ما لم يسمعه، وكانت أمارات
ذلك لائحة على كلامه، وكان القلب يأبى سماع كلامه، ويشهد ببطلان قوله،
دخل ديار مصر، وسكن بالقاهرة، وصادف قبولا من السلطان الملك الكامل،
وسمعت من يذكر أنه كان سوى له الملابس حين يقوم، وكان صديقنا إبراهيم
السنهوري المحدّث صاحب الرحلة إلى البلاد قد دخل بلاد الأندلس وذكر
لمشايخها وعلمائها أن ابن دحية يدّعي أنه قرأ على جماعة من الشيوخ
القدماء، فأنكروا ذلك وأبطلوه، وقالوا: لم يلق هؤلاء ولا أدركهم، وإنما
اشتغل بالطلب أخيرا وليس نسبه بصحيح، ودحية لم يعقب، فكتب السنهوري
محضرا، وأخذ خطوطهم فيه بذلك، وقدم به ديار مصر، فعلم ابن دحية بذلك،
فاشتكى إلى السلطان منه وقال:
هذا يأخذ عرضي ويؤذيني، فأمر السلطان بالقبض عليه، وضرب، وأشهر على
حمار، وأخرج من ديار مصر، وأخذ ابن دحية المحضر وخرّقه، وبنى له
السلطان الملك الكامل دارا للحديث. وكان حافظا ماهرا عالما بقيود
الحديث، فصيح العبارة، تامّ المعرفة بالنحو واللغة، وكان ظاهريّ
(46/161)
192- عُمَر بْن يحيى [1] بْن شافع بْن
جُمعة.
أَبُو عَبْد الغنيّ، النابُلُسي، المُؤَذِّنُ.
شيخٌ مُعَمَّر.
سَمِعَ من الْحَسَن بْن مكِّي المَرَنْديِّ سنةَ تسع وخمسين وخمسمائة
بدمشقَ جزءا من «حديث» الْجُلَّابيّ.
رَوَى عَنْهُ: التّقيّ ابن الواسطيّ، وأخوه مُحَمَّد، وأَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن أبي الفتح، والعزّ أحمد ابن العماد، والشمسُ مُحَمَّد بْن
الكمال، وغيرهم.
وقد سَمِعَ منه الحافظُ الضياء. وخطيبُ كَفْربَطنا الجمالُ مُحَمَّد
الدِّينَوَرِيّ.
تُوُفّي بنابُلُسَ فِي هذه السنة.
193- عوض محمد بْن محمود [2] بْن صافِ بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل.
أَبُو الوفاء، الحِمْيريّ، البُوشِيّ، المالكيّ.
سَمِعَ من أبي المفاخر سعيد المأمونيّ.
__________
[ () ] المذهب، كثير الوقيعة في السلف، خبيث اللسان، أحمق، شديد الكبر،
قليل النظر في الأمور الدينية، متهاونا في دينه.
قال الحافظ أبو الحسن ابن علي بن المفضّل المقدسي: كنا يوما بحضرة
السلطان في مجلس عام وهناك ابن دحية، فسألني السلطان عن حديث فذكرته
له، فقال لي: من رواه؟ فلم يحضرني إسناده وانفصلنا، فاجتمع بي ابن دحية
وقال لي: يا فقيه، لما سألك السلطان عن إسناد ذاك الحديث، لم لم تذكر
له أيّ إسناد شئت؟ فإنه ومن حضر مجلسه لا يعلمون هل هو صحيح أم لا!
وكنت قد ربحت قولك: «لا أعلم» ، وعظمت في عينه، قال: فعلمت أنه جريء
على الكذب.
أنشدني أبو المحاسن محمد بن نصر عرف بابن عنين لنفسه بدمشق يهجو ابن
دحية:
دحية لم يعقب فلم تعتزى ... إليه بالبهتان والإفك
ما صحّ عند الناس شيء سوى ... أنك من كلب بلا شك
(المستفاد 208، 209) .
[1] انظر عن (عمر بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 428 رقم 2684.
[2] انظر عن (عوض بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 412، 413 رقم
2649، وتوضيح المشتبه 1/ 650.
(46/162)
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ، وغيرُه،
قَالَ المنذريُّ [1] : جاوَرَ بمعبدِ ذي النونِ، وصَحِبَ جماعة من
المشايخ. وكانَ أحدَ مشايخ الفُقراءِ المشهورين والصُّلحاءِ
المذكورينَ، مُقبلًا عَلَى خُوَيَّصتهِ وعبادتهِ، وله القَبولٌ التامُّ
من العامة والخاصةِ. وأمَّ بالمسجدِ الّذِي بجزيرة مصرَ مدّة. وبُوش:
بلدةٌ مشهورةٌ بالصّعيدِ الأدنى. وذكر لي ما يَدُلُّ عَلَى أنَّه وُلِد
سنة خمسٍ وخمسين. وتُوُفّي فِي سَلْخ ربيع الآخر.
وقد أجاز لأبي نصر ابن الشّيرازيّ وغيره.
[حرف الكاف]
194- كرم بْن أَحْمَد [2] بْن كرم.
أَبُو مُحَمَّد. الحربيُّ، الذهبيُّ.
حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن عبدِ الحقّ اليوسفيُّ.
وكان لَا بأسَ بِهِ.
تُوُفّي فِي شوَّال.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة القاضي ابن الخُوَييّ، والفخُر إِسْمَاعِيل بن
عساكر، وفاطمةُ بِنْت سُليمان، وأَبُو نصر محمد بن محمد ابن
الشّيرازيّ.
[حرف الميم]
195- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن مُسلْمِ.
الفخرُ، أَبُو عَبْد اللَّه، الإرْبليُّ، الصُّوفيّ.
__________
[1] في تكملته 3/ 413.
[2] انظر عن (كرم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 420 رقم 2669.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ إربل 1/ 214، 215، رقم 115،
وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي رقم 77، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 335، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والمشتبه 1/ 499،
وسير أعلام النبلاء 22/ 395، 396 رقم 249، والمعين في طبقات المحدّثين
197 رقم 2084، والمختصر المحتاج إليه 1/ 23، والعبر 5/ 135، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1423، والوافي بالوفيات 2/ 9، رقم 261، وشذرات الذهب 5/ 161.
(46/163)
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين، وقال مَرَّةً أخرى:
فِي المحرَّم سنةَ ستّين.
ورَوَى عن: يحيى بْن ثابتٍ، وأَبِي بَكْر بْن النَّقُّور، وعليّ بْن
عساكر البطائحيِّ، وشُهْدَةَ الكاتبة، والحسن بْن عَلِيّ
البَطْليَوسِي، وهبة اللَّه بْن يحيى الوكيل، وخُمرتاش مولى أَبِي
الفَرَج ابن رئيس الرؤساء، وتجنّي الوهبانيّة، وغيرهم.
روى عنه: الجمال ابن الصابونيّ، والجمالُ الدِّينَوَرِيّ خطيبُ
كفْربَطْنا، والعمادُ يوسُف ابن الشقاريّ، والشرفُ أَبُو الْحُسَيْن
اليُونينيُّ، والجمالُ أَحْمَد ابن الظّاهريّ، والشرف أَحْمَد بْن
عساكر، وعليّ بْن بَقاء المقرئُ، والعمادُ بْن سعدٍ، وعليّ وعمر وأَبُو
بكرٍ بنو ابن عَبْد الدائم، وعُمَر بْن طرخان المَعَرِّيّ، والتّقيُ
بْن مؤمن، والشمسُ مُحَمَّد بْن يوسف الذّهبيّ، وعيسى بْن أَبِي
مُحَمَّد المَغاري، والمحيي أَبُو بَكْر بْن عَبْد الله ابن خطيب بيتِ
الآبار، ومُحَمَّد بْن مكّي الصقلِّي، وعبد المنعمِ بْن عساكر، وخلقٌ.
وخَرَّج له الزكيُّ البِرْزاليُّ «مشيخة» فِي جزء.
تفرِّدَ بِهِ بمصر مُوسَى بْن عَلِيّ المُوسويّ، حَضَرَهُ فِي الرابعة.
وبَقِيَ بدمشقَ فِي سنة أربع عشرة.
من الرواية عَنْهُ بالحُضور: أَبُو بَكْر بْن عَبْد الدَّائم-
المذكور-، وعيسى المُطْعِمُ، والقاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وبهاءُ
الدّين القاسم بْن عساكر.
قَالَ شيخُنا ابْن الظاهريّ، تُوُفّي بإرْبِل فِي رمضانَ أو شوّال.
ووجدت بخطّ السيف ابن المجد: رَأَيْتُ أصحابنَا ومشايخَنا يَتكلّمونَ
فِيهِ بسبب قلَّة الدّين والمروءة. وكان سماعُه صحيحا.
وقال لي شمس الدّين ابن سامة: إنَّ لقبَه قنور [1] .
وقرأت بخطِّ ابن مسدي: إنه يعرف بالقور. قال: وكان لا يتحقّق مولده،
__________
[1] وفي تاريخ إربل 1/ 215 «قنورا» .
(46/164)
وذكرَ ما يدُلُّ عَلَى أَنَّهُ بعد الخمسين
وخمسمائة، وقال مَرَّةً: ولدتُ بعد ذَلِكَ.
فلهذا امتَنَعُوا من الأخذِ عَنْهُ بإجازات، فإنَّه يذكُر ما يدُلُّ
عَلَى أنّ مولدَه بعدَ تاريخها [1] .
196- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الْإمَام، أَبُو الطاهر، الأَنْصَارِيّ، الجابريّ، الشافعيّ،
المَحَليُّ.
خطيبُ جامع مصر. قدم من المَحَلَّةِ إلى مصرَ، وتفقّه عَلَى التّاج
مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الحَمَويِّ، وغيره. وصَحِبَ الشَّيْخ أَبَا
عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الزّاهد مدّة، وكان من أعيان أصحابه.
وسَمِعَ من الفقيِه إِبْرَاهِيم بْن عُمَر الإسْعَرْديّ، وغيره.
ودَرِّس، وأفاد، وخَطَبَ.
وكان مولدُه ظَنًّا فِي سنةِ أربع وخمسين وخمسمائة.
قَالَ الزكيُّ المنذريُّ [3] : كَتَبْتُ عَنْهُ فوائدَ. وكان من أهلِ
الدّين والوَرَعِ التامِّ عَلَى طريقةٍ صالحة، ذا جدّة فِي جميع أموره،
قاضيا لحقوقِ معارفه، ساعيا في أفعال البرّ، كثير الإجهاد فِي العبادة.
حصَّل كتبا كثيرةٌ وكان لَا يمَنعُها، ورُبَّما أعارَها لمن لَا
يعرِفُه. تُوُفّي فِي سابع ذي القَعْدَةِ- رحمه اللَّه تعالى [4]-.
__________
[1] وقال ابن المستوفي: تحدّث الناس في دينه بما لا يسع ذكره ... ولد
في سنة ستين وخمسمائة ببغداد، وحدّثني أبو الفضل محمد بن الحافظ بدل
ابن أبي المحمّر، أنه وجد بخط والده إبراهيم بن مسلم بن سليمان
الإربلي: «يوم الخميس قبل طلوع الشمس بيسير، بعد إسفار الفجر تاسع شهر
المحرّم من شهور سنة ستين وخمسمائة» ، سافر إلى دمشق في أواخر سنة تسع
وعشرين وستمائة، وحدّث بها وسمعه طلبتها، وكان قد بلغ إلى الغاية من
الفقر فحسنت حاله بها. (تاريخ إربل) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 421، 422،
رقم 2673، ونهاية الأرب 29/ 215، وذيل الروضتين 163، 164 وفيه: «محمد
بن عبد الرحمن» ، ونثر الجمان 2/ ورقة 75، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 20- 25 (8/ 48- 60 رقم 1072، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة
20، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 415، 416 رقم 385، والمقفى
الكبير 5/ 585- 587 رقم 2132.
[3] في التكملة 3/ 421، 422.
[4] جمع فيه الشيخ كمال الدّين أبو العباس أحمد بن عيسى بن رضوان
القليوبي مجلّدة لطيفة سمّاها «العلم الظاهر في مآثر الفقيه أبي
الطاهر» . (المقفى الكبير) وفيه أخبار أخرى.
(46/165)
197- مُحَمَّد بْن رَجَب بْن عَلِيّ.
أَبُو بكر، الحارثيُّ، الفقيهُ، الحنبليُّ.
من أهلِ قريةِ الحارثيّة من أعمالِ نهر عيسى.
سكنَ بغدادَ وتفقَّهَ وسَمِعَ من عَبْد الحق اليوسُفيّ، وأَبِي العزِّ
بْن مواهب الخُرَاسانيّ.
رَوَى عَنْهُ ابن النجّار، وقال: كَانَ مُتَيقّظًا، حَسَن الطريقة،
متديِّنًا. تُوُفّي فِي شَعْبان، وَلَهُ إحدى وثمانون سنة.
198- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد، الشريفُ.
أَبُو شجاع، فخرُ الدّين، الأُمَويّ، العُثمانيُّ، البغدادي، الكاتبُ.
وُلِد ببغداد فِي سنة خمسٍ وستّين، وسَكَنَ الديارَ المصرية.
وحدَّث عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوقا.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المنذريّ، وقال [2] : كَانَ حَسَنَ السَّمْتِ [3]
، كثيرَ التّصوّنِ جدّا، من أعيان الطائفةِ العُثمانية، رَقَّ حالُه،
وانْقَطَعَ إلى العبادة. وتوفّي فِي خامس شَعْبان.
199- مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي زاهر.
أَبُو حامد، البَلَنسيُّ، المُؤَدِّبُ.
أخَذَ القراءات عن أَبِيهِ. وَسَمِعَ من أَبِي العطاء بْن نَذِير، وأبي
عبد الله ابن نسْع، فأكثَر. وأدَّبَ بالقرآنِ.
قَالَ الأبَّارُ [5] : هُوَ مُعَلِّمي، وعنه أخّذتْ قراءةَ نافع،
وسَمِعْتُ منه، وسمع
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي) في التكملة لوفيات النقلة 3/ 418 رقم 2664،
والمقفى الكبير 6/ 330 رقم 2801.
[2] في التكملة 3/ 418.
[3] كتبها المؤلّف- رحمه الله- سهوا «الصمت» .
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الله) في: التكملة الصلة لابن الأبار
2/ 635، والمقفى الكبير 7/ 34 رقم 3101.
[5] في التكملة 2/ 635.
(46/166)
مني كتابَ «مَعْدِنِ اللُّجَين فِي مراثي
الْحُسَيْن» من تأليفي. وكان امرأَ صِدْقٍ ناشِئًا فِي الصلاح،
مُتواضعًا، بارعَ الخطِّ، يكتبُ المصاحفَ، ويَؤُمُّ بمسجد [1] . وأخَذَ
عَنْهُ صاحبُنا أَبُو الحَجّاج بْن عَبْد الرَّحْمَن، وسافرَ ليَحُجَّ
فتوفّي بعِيذاب فِي آخرِ سنة ثلاثٍ هذه.
200- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المُطَهَّر [2] بن سالم بْن شُجاع.
أَبُو الفوارس، الكَلْبيُّ، الفقيهُ الحنفيُّ.
شيخُ دمشقيّ مُتَمَيِّزٌ.
رَوَى عن: يحيى الثَّقفيّ، وعبد الرَّحْمَن الخِرَقيّ، وإسماعيل
الْجَنْزَويّ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ البِرْزاليُّ، والمجدُ ابن الحُلْوانية،
وغيرهما.
وكان عارفا بالحسابِ وكتابة الدّيوان.
تُوُفّي فِي صفر.
201- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي المفاخر [3] سعَيِد بْن
الحُسَيْن.
الشريف، أَبُو بكر، الْعَبَّاسيُّ، المأمونيّ، النَّيْسابوريّ الأصْلِ،
الْمَصْريّ المولِد، المقرئُ عَلَى الجنائزِ.
سَمَّعَهُ أَبُوه من السِّلَفِيّ، وإسماعيل بْن قاسم الزيّات، وجدِّه.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ، وجماعةٌ من الطَّلَبةِ. وَحَدَّثَنَا
عَنْهُ ابنُه مُحَمَّد، والشهابُ الأَبَرْقُوهيّ.
وُلِد فِي أول سنة سبعين وخمسمائة. وتُوُفّي فِي الرابعِ والعشرينَ مِن
ربيع الآخرِ.
__________
[1] العبارة في التكملة: «وصلى بالناس الفريضة في مسجد رحبة القاضي من
داخل بلنسية دهرا طويلا» .
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن المطهّر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
405، 406 رقم 2630، والجواهر المضية 2/ 121، والطبقات السنية 3/ ورقة
618.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أبي المفاخر) في: التكملة لوفيات النقلة
412 2647، والعبر 5/ 135، وشذرات الذهب 5/ 161.
(46/167)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمَأْمُونِيِّ، وَأَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، قَالَا:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَأْمُونِيُّ، أَخْبَرَنَا السَّلَفِيُّ،
أَخْبَرَنَا الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الْجُرْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عِيسَى الْهِلالِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي
رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ وَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا
النَّاسُ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا
حَرُمَ» [1] . 202- مُحَمَّد [2] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد
اللَّه المقرئُ.
الزّاهدُ، أَبُو عَبْد اللَّه، القُرْطُبيّ، المعروف بابن الفِرِّيشيّ-
بتشديد الراء-.
كَانَ معروفا بإجابةِ الدّعوة.
أخَذَ عَنْهُ ابنُ مَسْدي وقالَ: تَلَا بالسبعِ عَلَى أَبِي الْقَاسِم
بْن غالب. وَسَمِعَ من ابن بَشْكُوال، وحَجَّ. وسَمِعَ من يونُسَ
بمكةَ. استُشْهِدَ فِي شوَّال وَقْتَ أخذِ قُرْطُبَة.
203- مُحَمَّد بْن هنديّ [3] بْن يوسف بْن يحيى بْن عَلِيّ بْن حسين
بْن هنديّ القاضي.
زينُ الدّين، أَبُو الفضل، المازنيُّ، الحمصيّ، قاضي حِمْصَ.
صدرٌ جليلٌ، فاضلٌ.
سَمِعَ بدمشقَ من: أَبِي الحسين أحمد ابن الموازينيّ، وأَبِي القاسم
عَبْد الملك الدَّوْلَعيّ، وأَبِي اليُسْر شاكر التَّنُوخيّ، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: المجدُ ابن الحُلْوانيةِ، ونصرٌ وسعدُ الخيرِ ابنا أَبِي
القاسم النابُلُسيَ. وله «مشيخة» فِي جزء خَرَّجها البِرْزاليُّ.
تُوُفّي فِي تاسع عشر ذي القَعْدَةِ، وله نيف وثمانون سنة.
__________
[1] أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (3238) و (3240) .
[2] سبق أن كتب المؤلف- رحمه الله- هذه الترجمة في وفيات سنة 623
بحاشية الورقة 36، وفي تلك الترجمة زيادة نصها: «وفريشة بليدة من أعمال
قرطبة أخذتها الفرنج» .
[3] انظر عن (محمد بن هندي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 423، 424 رقم
2678.
(46/168)
204- مُحَمَّد بْن يحيى [1] بْن أَبِي
المكارم.
الشيخُ شمسُ الدّين، الطّائيّ، الواسطيُّ، الواعظُ.
لَقِيَ جماعة من الفُضلاء والوُعَّاظِ، وبَرَعَ فِي الوعظِ. وقَدِمَ
مصر بعد التّسعين وخمسمائة وسَمِعَ من البُوصيريّ، وجماعةٍ. وحدَّث،
ووَعَظَ، وتَقَدَّمَ عَلَى أقرانِه بالدِّيار المصرية. وحَصَلَ لَهُ
قبولٌ زائد من العامّة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر، وله نيَّفٍ وستّون سنة.
205- مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد [2] ، القاضي.
وجيهُ الدّين، الأَنْصَارِيّ، الْمَصْريّ، الكاتبُ، المعروفُ بابن
السَّدَّار.
مُشارِفُ الأوقاف.
وُلِد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ورَحَل إلى الإسكندرية، وسمع من
السِّلَفيّ.
رَوَى عَنْهُ الزَّكيّ المُنذريّ وقال [3] : تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ ذي
القعدة. وأجاز لسعد، والمطعّم. ومن مسموعه العاشر من «الثَّقَفِيّات» .
206- مُحَمَّد بْن يوسف [4] بْن هَمَّام.
أَبُو الفتح المقدسيُّ، ثم الدَّمشقيّ، الحنبليُّ، نزيلُ بغداد.
وُلِد سنةَ بضعٍ وخمسين وخمسمائة.
ودَخَلَ بغدادَ سنةَ إحدى وثمانين، فسمع الحديثَ من أَبِي السعاداتِ
القَزَّاز وطبقته. وتفقَّه عَلَى أبي الفتح ابن المنيّ. ثم تحوَّل
شافعيّا. ووَلِيَ خزنَ الكتبِ بالنّظامية. وكان متودّدا، مطبوعا،
ديّنا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 409 رقم
2640، والمقفى الكبير 7/ 456 رقم 3550.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 421
رقم 2672، والمقفى الكبير 7/ 421، 422 رقم 3504.
[3] في التكملة 3/ 421.
[4] انظر عن (محمد بن يوسف) في: الوافي بالوفيات 5/ 253 رقم 2332.
(46/169)
أثنى عَلَيْهِ ابن النجّار، وروى عَنْهُ.
وتوفّي فِي شَعْبان.
207- المأمون بْن أَحْمَد [1] بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن حسين ابن الخليفة
المأمون بْن هارونَ الرشيدِ، الشريفُ.
أَبُو مُحَمَّد، الهاشميُّ، المأمونيُّ، البغداديّ، الواعظُ.
كَانَ يتكلَّم فِي الأعزيَة. وله حظٌ من الأدبِ، وصوتُه طَيِّب.
سَمِعَ من: أَبِي الْحُسَيْن عَبْد الحقْ، ومُحَمَّد بْن نَسِيم
العَيْشُونيّ.
وعاشَ ثلاثا وسبعين سنة.
وأجاز: للفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وفاطمة بنت
سليمان، وسعدِ الدّين بْن سَعْد، وعيسى المُطْعِمِ، وأَحْمَد ابن
الشّحنة، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي رابعِ عشر ذي القَعْدَةِ فُجَاءَةً.
208- محمودُ بْنُ خليل بنِ محمود.
أبو الثناءِ، التَّبريزيُّ، ثم البغداديّ، السَّقلاطونيّ.
أمينُ الحكمِ كأبيه. لَعِبَ فِي أموالِ الأيتام، فَحُبِسَ مدّة، ثم
أُخرِجَ، وافْتَقَرَ.
وُجِدَ لَهُ سماعُ كتاب «المصحّفين» للدّارَقُطْنيّ من يحيى بْنِ ثابت،
فرواه مرَّاتٍ.
مات فِي ذي القَعْدَةِ سنة 633، وله إحدى وثمانون سنة.
وقد رَوَى عَنْهُ ابن النجّار. وأجاز لشيخنا أحمد ابن الشحنة.
209- محمود بْن أَبِي العزِّ بْن مواهب ابن الشّطيطيّ.
الموصليّ، الحدّاد.
__________
[1] انظر عن (المأمون بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 423 رقم
2677.
(46/170)
روى «جزء» الأصمّ عن خطيبِ المَوْصِل.
حدَّث عن القاضي شمس الدّين ابن العماد.
مات فِي جُمَادَى الأُولى سنةَ ثلاث.
210- مريمُ بِنْت خَلَف [1] بْن راجح. أمُّ أَحْمَد، المقدسيّة.
امرأة صالحة، كثيرة العبادة والإيثار.
روت بالإجازة عن الحافظِ أَبِي مُوسَى المَدينيّ.
وتُوفيت في صفر.
كتب عنها العزّ ابن الحاجب، وغيرُه.
211- مشهورُ بْن منصور [2] بْن مُحَمَّد.
أَبُو أَحْمَد القَيْسيُّ، الحَوْرانيّ، الفَلَّاحُ بالنَّيْرَب [3] .
سافَرَ فِي خدمَة المحدّث عمادِ الدّين عَلِيّ بْن القاسم بْن عساكر
إلى خُراسانَ، فسَمِعَ من المؤيَّد الطُّوسيّ، وأَبِي رَوْح، وزينبَ
الشَّعْرية.
رَوَى عَنْهُ الشرفُ أَحْمَد بْن عساكر، وغيرُهُ. وتفرَّدَ بالحضور عنه
البهاء ابن عساكر.
تُوُفّي فِي ثالث عشر ذي الحجّة، ودُفِنَ بالنَّيرَب.
[حرف النون]
212- نصر اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] بْن أَبِي المكارم بْن
فِتْيان.
أَبُو الفتح، الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
ابْن أخي الفقيه البهاء.
__________
[1] انظر عن (مريم بنت خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 405 رقم
2629.
[2] انظر عن (مشهور بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 426 رقم
2680.
[3] قرية من قرى دمشق.
[4] انظر عن (نصر الله بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
426 رقم 2679، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 115، 116.
(46/171)
رَوَى عن: أَبِي القاسم بْن عساكر، وأَبِي
سعد بْن أَبِي عَصْرون، وأَبِي نصر عَبْد الرحيم اليُوسُفيّ، والأميرِ
أُسامة بْن مُنْقِذٍ.
ويُعْرَفُ بابنِ الحُكَيِّم، وبابن النّحّاس.
رَوَى عنه: الزكيُّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية، والشرفُ بنُ
عساكر، وجماعةٌ.
وُلِد سنة ستّ وخمسين وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي سابع ذي الحجّة.
213- نصر بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد العزيز بْن بِشْير، القدوةُ.
أَبُو عَمْرو، الغافقيُّ، الأندلُسيُّ، الفَرْغُليِطي [2] ، نزيلُ
قيجاطة [3] ، ويعرف بالشّقوريّ.
قال الأبّار: سَمِعَ من جدِّه لأُمِّه نصر بْن عَلِيّ، وعَبْد اللَّه
بْن سهلٍ الكفيفِ.
وبقُرْطُبة من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِيّ، وأَبِي القاسم
بْن بَشْكُوال. وبمُرْسِيَةَ من أَبِي عَبْد اللَّه بْن عَبْد
الرَّحِيم. وأجازَ لَهُ أَبُو الحَسَن ابن هذيل، وأبو طاهر
السِّلَفِيّ. وتصدَّرَ بقَيْشاطة للإقراء، فأُخذَ عَنْهُ وسُمِعَ منه.
وكان من أهلِ الزُّهدِ والفضلِ، يُشارُ إِلَيْهِ بإجابةِ الدَّعوة.
عُمِّرَ وأسنَّ وأُسِرَ عندَ تَغَلُّب الرُّوم عَلَى قَيْشاطة فِي سنةِ
إحدى وعشرين. ثم تخلصَ بعد ذَلِكَ. وقَدِمَ قرطبة فأخذ عنه أبو القاسم
ابن الطَّيْلَسان، وقال: تُوُفّي بِلُورَقَةَ عامَ ثلاثَة وعشرينَ
وستمائة، ومولده سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
قَالَ: وقالَ ابنُ فَرْقَدَ: كَتَبَ أَبُو عَمْرو الغافقيّ لي ولا بنيّ
مُحَمَّد وأَحْمَد فِي جُمَادَى الأُولى سَنَة سبْعٍ وعشرين وستمائة.
وقال ابنُ فَرْتون: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثلاثين.
__________
[1] انظر عن (نصر بن عبد الله) في: التكملة الصلة لابن الأبار 2/ 748.
[2] هكذا قيدها المؤلف- رحمه الله- بفتح الفاء والمعروف أنها بضم الفاء
كما في «معجم البلدان» و «تكملة ابن الأبار» و «مراصد الاطلاع» .
وفرغليط من عمل شقورة.
[3] ويقال فيها: «قيشاطة» كما سيذكرها المؤلف بعد قليل، فكأن الجيم
فيها معطّشة، قريبة من الشين.
(46/172)
قلتُ: هذا أصحٌ من قولِ ابن الطَّيْلَسان.
214- نصرُ بْن عَبْدِ الرزّاق [1] ابْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن
أَبِي صالح بْن جنكي دُوَستْ، قاضي القضاة.
عماد الدّين، أبو صالح، ابن الحافظ الزّاهد الْإمَام أَبِي بَكْر،
الجيليُّ، ثم البغدادي، الأَزَجِيُّ، الفقيهُ، الحنبليّ.
وُلِد فِي ربيعٍ الآخر سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وأجازَ لَهُ- وهو ابن شهر- أَبُو الفتح ابن البطّي، وأبو محمد ابن
الخشّاب، والمباركُ بْن مُحَمَّد الباذرائيّ، وغيرهم.
وسَمِعَ من: أَبِيهِ، وعليّ بْن عساكر البطائحيّ، وخديجةَ بِنْت
أَحْمَد الهزَّوانيِّ، وشُهْدَةَ بِنْت الإبَريّ، وعبدِ الحقّ
اليُوسُفيّ، ومُسلْمِ بِن ثابتٍ النحّاس، وأَحْمَد بْن المباركِ
المُرَقَّعاتيّ، وسعيدِ بْن صافي الْجَمَّال، وعيسى الدُّوشابيِّ،
ومُحَمَّد بْن بدر الشِّيحيّ، وفاطمةَ بنتِ أَبِي غالب مُحَمَّد بْن
الْحَسَن الماورديّ، وأَبِي شاكر السَّقلاطونيّ، وجماعة.
وتفقَّهَ عَلَى والدهِ، وأَبِي الفتح بْنِ المَنِّي. ودرَّسَ، وأفتى،
وناظَرَ، وبرع في المذهب.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النجّار، والشرف ابن النابلسيّ، والشمس محمد
بن
__________
[1] انظر عن (نصر بن عبد الرزاق) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/
366، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 419، 420 رقم 2667، والحوادث الجامعة
48، وتلخيص مجمع الآداب ج 4، ق 2/ 873 رقم 1295، وسير أعلام النبلاء
22/ 396- 399 رقم 250، والمختصر المحتاج إليه 3/ 211، 212 رقم 1255،
والإعلام بوفيات الأعلام 262، والإشارة إلى وفيات الأعيان 335، والمعين
في طبقات المحدّثين 197، رقم 2085، وتذكرة الحفاظ 4/ 1423، والعبر 5/
136، ودول الإسلام 2/ 137، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 189- 192،
ومختصره 65، والمنهج الأحمد لابن رجب 366، ومرآة الجنان 4/ 85، وتاريخ
الخميس 2/ 415 وفيه: «نصر بن عبد الرزاق» (بتقديم الألف على الزاي) ،
والقلائد الجوهرية للتادفي 45، 46، والعسجد المسبوك 2/ 473، وذيل
التقييد للفاسي 2/ 293 رقم 1658، والمقصد الأرشد، رقم 1175، والنجوم
الزاهرة 6/ 296، والدرّ المنضّد 1/ 365، 366 رقم 1021، وشذرات الذهب 5/
161، 162، وتاج العروس 3/ 44، وروضات الجنات 424، وبهجة الأسرار
للشطنوفي 115.
(46/173)
هامِل، والعزُّ الفاروثيّ، والتاجُ
الغَرَّافيّ، والجمالُ مُحَمَّد ابن الدّبّاب، والجمال محمد البكريّ،
والعلاء ابن بَلَبان النّاصريّ، والشهابُ الْأبَرْقُوهيّ، وآخرون.
وجمعَ لنفسِه أربعينَ حديثا سَمِعْناها من الْأبَرْقُوهيّ. ودَرَّس
بمدرسة جدِّه، وبالمدرسةِ الشاطئِيَّة. وتَكَلَّمَ فِي الوعظِ. وألَّفَ
فِي التصوف. ووَلِيَ القضاءَ للظاهرِ بأمر اللَّه وأوائلِ دولةِ
المستنصرِ باللَّه ثم صُرِفَ.
سئل الضياءُ عَنْهُ فقال: فقيهٌ، خَيِّر، كريمُ النفسِ، ونالته
محْنَةٌ، فإنَّ سنةَ أربعٍ وعشرين صامُوا ببغداد رمضانَ بشهادة اثنين،
ثم ثاني ليلة رُقِبَ الهلالُ فلم يُر، ولاحَ خطأُ الشهودِ، وأفطَر قومٌ
من أصحاب أَبِي صالح، فأمْسكوا ستّة من أعيانهم، فاعترفوا، فعزّزوا
بالدِّرة وحُبسُوا. ثم أُخذ الذين شهَدُوا، فحُبِسُوا وضُربَ كلُّ واحد
خمسين، ثم إنَّ قاضيَ المُحَوَّل أفطر بعد الثلاثين عَلَى حساب ما
شهدوا، فضُربَ، وطيفَ بِهِ. واحتمى أَبُو صالح بالرُّصافةِ فِي بيت
حائكٍ، واجتمع عنده خلقٌ من بابِ الأزَج، فمُنِعوا من الدّخول
إِلَيْهِ، ثم أُطْلِقَ بعد انسلاخ شوَّال. نعم.
وذكره ابنُ النجّار، فقال: قَرَأ الخلافَ عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن
أَبِي عَلِيّ النُّوقانيّ الشافعيّ. ودَرَّس بمدرسة جدِّه. وبُنيِتْ
لَهُ دَكَّةٌ بجامع القَصْرِ للمناظرةِ، وجلسَ للوَعْظِ. وكان لَهُ
قبولٌ تامّ، ويحضرُه خلقٌ كثير. وأُذِنَ لَهُ فِي الدّخول على الأمير
أبي نصر محمد ابن الْإمَام الناصر فِي كلّ جُمُعة لسماع «مُسنِد»
الْإمَام أَحْمَد منه بإجازتِه من أَبِيهِ الناصرِ، فحَصلَ لَهُ بِهِ
أُنسٌ. فلما استخلف، قَلَّده القضاءَ فِي ذي القَعْدَةِ سنة اثنتين
وعشرين، فسارَ السِّيرةَ الحَسَنَةَ، وسلَكَ الطريقةَ المستقيمة،
وأقامَ ناموسَ الشَّرع، ولم يُحاب أحدا فِي دين اللَّه. وكانَ لَا
يمُكِّنُ أحدا من الصِّياح بين يدَيْه. ويمضي إلى الْجُمُعة ماشيا.
ويكتبُ الشُّهود من دواتِه فِي مجلسِه. فلمَّا أفْضَتِ الخلافةُ إلى
المستنصرِ أقرَّه أشهرا، ثم عَزَلَه. رَوَى الكثير.
وكان ثقة مُتحرِّيًا، لَهُ فِي المذهب اليدُ الطُّولي. وكان لطيفا،
مُتواضعًا، مَزَّاحًا، كَيِّسًا. وكان مِقْدامًا رجلا من الرِّجال،
سمعته يَقُولُ: كنتُ فِي دارِ الوزير القُمِّي وهناك جماعةٌ، إذْ دخلَ
رجلٌ ذو هيئةٍ، فقاموا لَهُ وخَدَموه، فقمتُ، وظننته بعضَ الفقهاء،
فقيل: هذا ابنُ كرم اليهوديُّ عاملُ دارِ الضرب، فقلتُ لَهُ: تعالَ إلى
(46/174)
هنا، فجاءَ ووقفَ بين يديَّ، فقلتُ لَهُ:
ويلك، توهّمتك فقيها [1] ، فقمتُ إكراما لذلك، ولستَ- ويلك- عندي بهذه
الصفةِ، ثم كررتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وهو قائم يَقُولُ: اللَّه يحفظُك،
اللَّه يُبقيكَ، ثم قلتُ: اخسَأْ هناك بعيدا عنَّا. فذَهَب.
قَالَ: وحدّثني أنه رُسمَ لَهُ برزقٍ من الخليفةِ، وأنه زارَ- يومئذ-
قبرَ الْإمَام أَحْمَد، فقيلَ لي: دُفِعَ رَسْمُك إلى ابن توما
النَّصْرانيّ، فامضِ إِلَيْهِ فخُذه، فقلت:
والله لَا أمضي ولا أطلبُه، فبَقيَ ذَلِكَ الذّهب عنده إلى أن قُتِلَ-
لعنه اللَّه- فِي السنة الأُخرى، وأُخِذَ الذّهُب من داره فنُفِّذَ
إليّ.
تُوُفّي فِي سادس عشر شوَّال، ودُفِنَ فِي الدِّكةِ التي لقبر الإمام
أَحْمَد بْن حنبل. وقيلَ: بل دُفِنَ معه فِي قبره، تولَّى ذَلِكَ
الرَّعاعُ والعوامُّ، فقُبضَ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وعُوقِبَ
وحُبِسَ. ثم نُبِشَ أَبُو صالح ليلا بعد أيام، ولم يُعلَم أينَ دُفِنَ؟
- رحمه اللَّه-.
قلتُ: وأجازَ لإبراهيم بْن حاتمِ البَعْلَبَكّيّ، وإسماعيل بْن عساكر،
وفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، والبدرِ حسن ابن الخلّال، والقاضي الحنبليّ،
وعيسى المطعّم، وأحمد ابن الشّحنة، وسَعْدِ بْن مُحَمَّد بْن سَعْد،
وأَبِي بَكْر بْن عَبْد الدّائم، وأَبِي نصر بْن مَمَيل [2] ، وغيرهم.
[حرف الياء]
215- يحيى بْن إِسْحَاق [3] بْن حَمّو بْن عَلِيّ، الأمير الجليل.
أَبُو زكريا، الصِّنْهاجي، المَيُورْقيُّ- الّذِي خرج عَلَى بني عبد
المؤمن- ويُعرفُ بابنِ غَانية.
تُوُفّي فِي أواخر شوّال بالبرّيّة بنواحي تلمسان.
__________
[1] في الأصل: «فقيه» .
[2] هو أبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي.
[3] انظر عن (يحيى بن إسحاق) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 420، 421
رقم 2671، والمعجب 273، 275، 314، 317، والغصون اليانعة 151، وسير
أعلام النبلاء 22/ 369 رقم 234، والأعلام 9/ 165.
(46/175)
ذكرَه الحافظُ زكيُّ الدّين عبدُ العظيم
فقال [1] : يُقَالُ: إن خروجه كَانَ من مَيْورْقةَ فِي شَعْبان سنة
ثمانين وخمسِ مائة، واستولى عَلَى بلادٍ كثيرة. وكان مشهورا بالشجاعةٍ
والإقدامِ.
قلت: وقد أقامَ فِي بلاده الدّعوة والخطبة لبني الْعَبَّاس، وقدم
رسولُه إلى العراق يطلُبُ تقليدا بالسَّلْطَنَة، فنُفِّذتْ إِلَيْهِ
الخِلَعُ واللواءُ. وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي الحوادثِ.
216- يحيى ابْن الخليفة الناصر محمد ابن المنصور المؤمنيّ.
المغربيُّ، أَبُو زكريا.
تملَّكَ المغربَ بعد العادلِ عَبْد اللَّه سنةَ أربعٍ وعشرين، فكانت
دولتُه ثلاثةَ أعوامٍ ونصْفًا، وفي بعضها كانَ معَه عَلَى جُملة من
الممالك ابْن عمِّه.
ماتَ يحيى فِي ذي القَعْدَةِ أو شوَّال.
217- يعقوبُ بْن عَلِيّ [2] بْن يوسف.
أبو عيسى، المَوْصِليّ، الحكاكُ، الْجَوْهريّ.
سَمِعَ من خطيب المَوْصِل أَبِي الفضل الطُّوسيّ. وببغداد من: عُبَيْد
الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، ونصر اللَّه القزازِ، وجماعةِ.
وجاوَرَ بمكةَ، وحدَّث بها، وبالمدينة ومصرَ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المنذريُّ، والشرف ابن الْجَوْهريّ، وعثمان بْن
مُوسَى إمامُ الحَطِيم، وغيرهم.
قَالَ المنذريُّ [3] : تُوُفّي فِي الرابعِ والعشرينَ من صفر ببغداد
بالبيمارستان العضديّ.
__________
[1] في التكملة 3/ 421.
[2] انظر عن (يعقوب بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 406 رقم
2631، وتلخيص مجمع الآداب 4، رقم 800.
[3] في التكملة 3/ 406.
(46/176)
قلت: وقيل: أَنَّهُ تُوُفّي بالمدينة سنة
أربعٍ.
218- يوسف بْن جبريل [1] بْن جَميِل بْن مَحْبوب.
أَبُو الحَجّاج، القيسيُّ، اللُّواتيّ، الحَنَفيُّ، البزازُ.
وُلِد فِي حدود سنة سبع وستّين وخمسمائة.
وسَمَّعَهُ أَبُوه الْإمَام أَبُو الأمانة من السِّلَفِيّ، وبدر
الخداداذيّ، وأَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضْرميّ.
وقدم دمشق ولم يَرْوِ بها.
رَوَى عَنْهُ: ابْن النجّار، والزكيُّ عَبْد العظيم، والشهابُ
الْأبَرْقُوهيّ.
وتُوُفّي فِي أواخر شعبانَ.
وفيها وُلِد شيخُنا زينُ الدّين عَبْد اللَّه بْن مروان الفارقيّ، فِي
المحرَّم.
وعزُّ الدّين عبد الْعَزِيز بْن محمد ابن العديم الحنفيّ، قاضي حماة،
في رمضان.
وبدر الدّين محمد بن مسعود ابن التوزيّ.
والشمسُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بن صقر: الحلبيّون، بحلب.
الشيخ يوسف بن قيس بن أبي بكر ابن الشَّيْخ حياة بْن قيس.
والبهاءُ أَبُو القاسم بْن يحيى بْن زَيَّاد، خطيبُ بيتِ لِهيا.
والأمينُ عَبْد اللَّه بْن عبِد الأحدِ بْن شُقَير: الحرانيُّون، بها.
والصّفيّ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الطَّبَريّ، بمكة.
والبدرُ حسنُ بْن عَلِيّ بْن يوسف بْن هود المُرْسيُّ، بها.
وشيخُ تَدْمُرَ عيسى بنُ ثروان. وشيخُ الحرمِ الظهيرُ مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه بْن مَنَعة البغداديّ.
وناصر الدّين محمد بن نوح ابن المقدسيُّ، وله حضورٌ فِي الأولى عَلَى
ابن اللّتّي.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن جبريل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 418 رقم
2665.
(46/177)
سنة أربع وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
219- أَحْمَد بْن أكمل [1] بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد
بْن مطرِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
الشريفُ، أَبُو الْعَبَّاس، الهاشميُّ، العباسيُّ، البغداديّ،
الحنبليُّ، الخطيبُ، العَدْلُ.
وُلِد سنة سبعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي الفتح بْن شاتيل، ووفاءِ بْن اسعدَ، وأَبِي العلاءِ
مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَقِيل.
وحدَّث من بيته غيرُ واحد.
تُوُفّي فِي ربيع الأول.
220- أَحْمَد بْن الخَضِر [2] .
الأميرُ، شهابُ الدّين، الكامليُّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى بالقاهرةِ. وكانَ من كِبارِ الدّولة.
221- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [3] بْن كسا الْمَصْريّ.
الشاعرُ المشهور.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أكمل) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 165، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 436، 437 رقم 2707، والوافي
بالوفيات 6/ 256 رقم 2741، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 201- 204،
ومختصره 67، والمنهج الأحمد 370، والمقصد الأرشد، رقم 12، والدر المنضد
1/ 368 رقم 1027، وشذرات الذهب 5/ 167.
[2] انظر عن (أحمد بن الخضر) في: مرآة الزمان ج 8، ق 2/ 702، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 450 رقم 2736، والمقفى الكبير 1/ 385 رقم 437.
[3] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: الوافي بالوفيات 6/ 404 رقم 2919.
(46/178)
كَانَ مُحْتَشِمًا، ذا ثَروةٍ وله غلمان
ترك.
تُوُفّي فِي صفر بالقاهرة. والأصَحُّ وفاتُه فِي السنَة الآتية [1] .
222- أَحْمَد بْن يوسُفَ [2] بْن أيوب بْن شاذي.
الملكُ المُحسنُ، يمينُ الدّين [3] ، أَبُو العباس، ابن السلطان صلاح
الدّين.
وُلِد سنةَ سبعِ وسبعين.
وسَمِعَ بدمشقَ من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن صدقةَ الحرّانيّ، وحنبلٍ،
وابن طَبَرْزَد، وبمصرَ من أَبِي القاسم البُوصيريِّ، وغير واحد.
وعَنيَ بالحديثِ وطلبه. وكَتَبَ، واستَنْسخَ. وقَرَأ عَلَى الشيوخ.
وكان مليح الكتابة، جيّد النقل، متواضعا، متزهّدا، حَسَنَ الأخلاقِ،
مُفضلًا عَلَى أصحاب الحديث وعلى الشيوخ. وحصِّل الكتبَ النفيسة
والأصولَ المليحةَ، وَوَجَد المحدّثون به راحة عظيمة، وجاها ووجاهة.
وهو الَّذِي كان السبب في مجيء حَنبلِ وابن طَبَرْزَد. وكانَ كثيرَ
التَّحرّي فِي القراءةِ.
وسَمِعَ بمكة من أبي الفتوح ابن الحصريّ، وببغدادَ من عبدِ السلام
الدَّاهريّ.
سُئَل عَنْهُ الضياءُ فقال: سَمِعَ وحَصَّل الكثير، وانتفعَ الخلقُ
بإفادتِه، وطَلَب الحديثَ عَلَى وجههِ.
ووجدتُ بخطّ السيف ابن المجد أنه ينبز بميل إلى التشيّع.
__________
[1] ولهذا سيعاد في السنة التالية برقم (307) .
[2] انظر عن (أحمد بو يوسف) في التكملة لوفيات النقلة 3/ 431، 432، رقم
2693، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر) 3/ 272 رقم 335، ومعجم
البلدان 2/ 522، ومفرّج الكروب 2/ 245، ودول الإسلام 2/ 37، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 335، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والعبر 5/ 136،
137، وتذكرة الحفاظ 4/ 1419، وسير أعلام النبلاء 23/ 17، 18 رقم 10 و
23/ 203، 204، رقم 122، ومرآة الجنان 4/ 85، والوافي بالوفيات 8/ 283،
284 رقم 3705، والمقفى الكبير 1/ 742 رقم 683، ونزهة الأنام لابن
دقماق، ورقة 32، 33، والنجوم الزاهرة 6/ 298، وشفاء القلوب 267، 268،
وشذرات الذهب 5/ 162.
[3] ذكره المؤلّف- رحمه الله- مرتين في: سير أعلام النبلاء 23/ 17، 18
رقم 10 و 23/ 203، 204 رقم 122، ولم يتنبّه إلى التكرار، وكذلك لم
يتنبّه محقّقو الكتاب.
(46/179)
قلتُ: رَوَى عَنْهُ القاضي شمسُ الدّين
أَبُو نصر ابن الشيرازيّ- وهو أكبرُ منه-، والقاضي مجدُ الدّين
العديميّ، وسنقر القضائيّ. وبالإجازةِ: أَبُو نصر مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد المِزِّيُّ.
وتُوُفّي بحلبَ فِي الرابع والعشرينَ مِنَ المحرمِ، وحُمِلَ إلى
الرَّقَّة، فَدُفِنَ بِهَا بقرب قَبْر عَمَّار بْن ياسر.
223- أَحْمَد بْن أَبِي الذَّر [1] بْن معالي بْن أَبِي البَقَاءِ.
أَبُو الْعَبَّاس، القطفتي، المقرئ، والضرير.
وُلِد سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وخمسين.
وسَمِعَ من: يحيى بْن موهوب بْن السِّدَنك.
وماتَ فِي جُمَادَى الأولى.
أجازَ لفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، وعيسى المُطْعِمِ، وجماعةٍ.
224- أَحْمَد بْن أَبِي الغنائم [2] بْن صدقةَ بْن أَحْمَد بْن
الخَضِرِ.
أَبُو الفتحِ الْقُرَشِيّ، الواسطيّ، الزاهدُ، نزيلُ الإسكندرية.
لَقِيَ جماعة من المشايخ بالعراق. وقَدِمَ مصرَ وانتَفَعَ بِهِ طائفةٌ.
وكانَ لَهُ القبولُ التامُّ من العالم.
تُوُفّي فِي شوَّال.
225- إبراهيمُ بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن الحُسَيْن بْن عَبْد
اللَّه.
أَبُو إسحاق، ابن الجبّاب، التّميميّ، السّعديّ، الأغلبيّ، المصريّ،
الزاهد.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي الذرّ) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 445 رقم
2731، وتلخيص مجمع الآداب 2/ رقم 950، وقد جوّد المؤلّف- رحمه الله-
الذّال المنقوطة، أما في التكملة: «الدر» بالدال المهملة.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي الغنائم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 457
رقم 2757، وعقود الجمان 6/ ورقة 69- 71.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
459، 460 رقم 2762، والمقفى الكبير 1/ 211، 212 رقم 235.
(46/180)
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة فِي نصفِ رجب
بمكة.
وسَمِعَ بالإسكندرية من السّلفيّ.
كتب عنه عمر ابن الحاجب، والزكيُّ المنذريُّ. ورَوَى لنا عَنْهُ
بالإجازة أَبُو المعالي الْأبَرْقُوهيّ.
وتُوُفّي فِي خامس ذي القعدة.
وكان أبوه سُنِّيًا لَهُ مَعَ بني عُبيد مواقفُ وأمورُ.
226- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ [1] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن تميم
بْن الْحُسَيْن.
أَبُو إِسْحَاق، التميميّ، الصَّقَلِّي، المَحَلِّيُّ المولدِ والمنشأ،
العدلُ، أمينُ الحكمِ بالمحَلَّةِ.
وُلِد سنة خمسٍ وخمسين.
وسَمِعَ من السِّلَفيّ.
رَوَى عَنْهُ الزَّكيّ المُنذريّ، وغيرُه من المصريّين.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْد القويّ بْن عَبْد الكريم المنذريُّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
227- إِسْحَاق بْن أَحْمَد [2] بْن غانم.
أَبُو مُحَمَّد، العَلْثِيُّ، الحَنبليُّ، الزاهدُ.
سَمِعَ ببغداد من عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل، وغيرِه.
وحدَّث بالعَلْث.
وكانَ صالحا، زاهدا فقيها، عابدا، قَوَّالًا بالحقِّ، أَمَّارًا
بِالْمَعْرُوفِ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائم.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 252،
والمقفى الكبير 1/ 205، 206 رقم 224.
[2] انظر عن (إسحاق بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 441 رقم
2720، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 205- 211 ومختصره 68، والمنهج
الأحمد 371، والمقصد الأرشد، رقم 637، والدر المنضد 1/ 369 رقم 1030،
وشذرات الذهب 5/ 163، والتاج المكلل للقنوجي 232- 236.
(46/181)
تُوُفّي بالعلْثِ فِي ربيع الأوّل.
ذكَره الحافظُ عَبْدُ العظيم فقال [1] : قيلَ إنه لم يَكُنْ فِي زمانهِ
أكثرُ إنْكارًا للمُنْكَرِ منه، وحُبِسَ عَلَى ذَلِكَ مدّة.
وهو ابنُ عم المحدثِ الزاهدِ طلحةَ بْن مظفّر العَلثي- الّذِي مَرَّ
فِي سنة 593.
والعلْثُ: من قُرى بغداد.
وقد سَمِعَ الشيخُ إِسْحَاق أيضا من عَبْدِ الرزاقِ الجيليِّ، وابن
الأخضر، وجماعةٍ.
رَوَى عَنْهُ العمادُ إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الطَّبَّال.
وقيلَ: إنّه مات فِي صفر، ذكَره الفَرَضيُّ.
ورأيتُ لَهُ رسالة فِي ورقاتِ كَتَبها إلى ابن الْجَوْزيّ يُنْكِرُ
عَلَيْهِ خوضَه فِي التأويل، ويُنكرُ عَلَيْهِ ما خاطبَ بِهِ الملائكة
عَلَى طريقِ الوعظِ، فما أقصَرَ، وأبانَ عن فضيلةٍ وَوَرَعٍ- رحمه
اللَّه-.
228- أسعدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن الخضر بْن هبة اللَّه بْن
حُبَيْش.
وجيهُ الدّين، أَبُو التَّمام، التّنوخيُّ، الدّمشقيّ.
رَوَى عن إِسْمَاعِيل الجنزويّ.
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية. وأجاز للقاضي
تقيِّ الدّين الحنبليّ، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ،
وجماعة.
وتُوُفّي فِي ثالثِ صفر.
وكان رئيسا فاضلا، وشاعرا محسنا.
229- إقبالُ بنُ أَبِي مُحَمَّد [3] .
أَبُو عَلِيّ، الحَريميّ المشتري.
__________
[1] في التكملة 3/ 441.
[2] انظر عن (أسعد بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 433
رقم 2698، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 112، 113، وبغية الطلب
لابن العديم (المصوّر) 4/ 67 رقم 466.
[3] انظر عن (إقبال بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 444 رقم
2726.
(46/182)
سَمِعَ من يحيى بْن السَّدَنْك.
ومات فِي جُمَادَى الأولى.
230- أنْجَبُ بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي الْحَسَن
بْن صِيلا.
أَبُو مُحَمَّد، الحربيُّ، الحَماميُّ.
سَمِعَ من قرابتِه أَبِي بَكْر عتيقِ بْن صِيلا فِي سنة اثنتين وستين
وخمسمائة.
رَوَى عَنْهُ بالإجازةِ: القاضيان شهابُ الدّين الخُوَيّي، وتقيُّ
الدّين الحنبليُّ، والفخرُ إسماعيلُ بْن عساكر، وأبو نصر ابن
الشّيرازيّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
[حرف الباء]
231- بركاتُ بْن ظافر [2] بْن عساكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد.
المحدِّثُ، وجيُه الدّين، أَبُو اليُمنِ، الأَنْصَارِيّ، الخَزْرَجيُّ،
الْمَصْريّ، الصَّبَّانُ.
سَمِعَ الكثير من: أبي القاسم البوصيري، وأبي عبد الله الأرتاحي،
وأَحْمَد بْن طارق الكرْكيّ، وفاطمة بنتِ سعدِ الخير، وأَبِي نزارِ
ربيعةَ اليَمَني، وابنِ المُفَضَّل، وخلقٍ كثير. حَتَّى إنه سَمِعَ
مِمَّن هُوَ أصغرُ منه. وكتبَ الكثيرَ.
وحدَّث. وعني بفنِّ الرواية. ولم يزل يَسْمَعُ إلى أن مات.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ، وبالإجازة غيرُ واحد.
وله نظمٌ ونثر، ومعرفةٌ بالطبِّ والهندسةِ.
وُلِد سنة ستين. وتُوُفّي فِي أوّلِ ربيع الآخر.
وذكرَهُ ابْن مسدي فِي «معجمه» فقالَ: كَانَ يستفيد ولا يفيد، ويستعير
ولا
__________
[1] انظر عن (أنجب بن محمد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 274، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 456 رقم 2753، وسيعاد في
وفيات السنة الآتية برقم (322) .
[2] انظر عن (بركات بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 441، 442
رقم 2722، والوافي بالوفيات 10/ 116 رقم 4572.
(46/183)
يُعيدُ. وكان ينظُمُ ويَهْجُو ويَسْتَميحُ
مَنْ يرجو. سمع مني وسمعت منه. مات، فرأيته غير مرَّة [1] ،
ويَقُولُ: لقيت شدّة وما نُظِرَ لي فِي شيءِ. ثم رَأَيْته وقد حسن
زِيُّهُ وقال: رَحِمَني رَبيَّ بصلاتي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
232- بَركةُ بْن أَبِي بَكْر [2] بْن عُمَر بْن ربيع.
أَبُو مُحَمَّد، البغداديّ، العَلَّافُ.
حدَّث عن أَبِي الحُسَيْن عَبْدِ الحقّ.
وماتَ فِي ربيع الأول عن نيَّفٍ وسبعين سنة.
رَوَى عَنْهُ ابْن النجّار.
[حرف الثاء]
233- ثامرُ بْن أَبِي الفتح [3] مسعودِ بْن مُطْلَقِ بْن نصر
اللَّه بْن مُحْرِز.
أَبُو المظفَّر، الرَّبعيُّ، الفَرَسيُّ، الأزجي، الطَّحَّانُ،
البَوَّابُ.
وُلِد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَبِي الفتح بْن البَطِّي.
وكانَ اسمُه قديما يحيى، ثم اشتُهر بثامر.
رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم عَلِيّ بْن بَلَبان «جزءَ» البانياسيّ.
وأجاز للفخر ابن عساكر، وسعدِ الدّين بْن سَعْد، وأَحْمَد بْن
أَبِي طَالِب الشّحنة، وعيسى المُطْعِمِ، وأَبِي نصرٍ محمّد بن
محمد ابن الشّيرازيّ.
وتُوُفّي فِي أواخر المُحَرَّم.
[حرف الحاء]
234- حسين بن مسعود [4] بن بركة.
__________
[1] أي في المنام.
[2] انظر عن (بركة بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 440
رقم 2717.
[3] انظر عن (ثامر بن أبي الفتح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 431
رقم 2692.
[4] انظر عن (حسين بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 456 رقم
2754.
(46/184)
أَبُو عَبْد اللَّه، البغداديّ، البَيِّعُ.
سَمِعَ من: مسلم بن ثابت النّحّاس [1] ، وأَبِي الخيرِ
القَزْوينيِّ.
وأجاز للقاضي شهاب الدّين الخويّي، وللكمال أحمد ابن العَطَّارِ،
وفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان.
وتُوُفّي فِي رابع عشر رمضانَ.
وقد تَفَرَّدَ بإجازتِه أَبُو نصر ابن الشّيرازيّ.
235- حَمْدُ بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن بركةَ بْن أَحْمَد
بْن صديق بْن صرّوف، الفقيهُ.
مَوَفَّقُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، الحرّانيّ، الحنبليُّ.
وُلِد سنة ثلاثٍ أو أربع وخمسين.
رَحَلَ إلى بغداد، وتفقّهَ عَلَى ناصح الإِسلْام أبي الفتح بن
المنّي، وأبي الفرج ابن الْجَوْزيّ.
وسَمِعَ من: عَبْد الحق اليُوسُفيّ، وأَبِي هاشم عيسى الدّوشابيّ،
وتَجَنيِّ الوَهْبانيةِ، وأَبِي الفتح بْن شاتيل، وعبد المُغيث بْن
زُهَير، وغيرهم. وسَمِعَ بِحَرانَ من أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء
الصائغِ، وعبد الوهّاب بْن أَبِي حبّة [3] .
وأعاد بمدرسةِ حَرَّانَ مدّة، وحدَّث بها، وبدمشق.
وكان ثقة، فقيها، صحيح السماع.
__________
[1] النخاس: بالخاء المعجمة. (المشتبه 2/ 634) .
[2] انظر عن (حمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 434، 435
رقم 2702، وتاريخ إربل 1/ 292، 293 رقم 190، وبغية الطلب لابن
العديم (المصوّر) 6/ 525 رقم 908، والإشارة إلى وفيات الأعيان 335،
والإعلام بوفيات الأعلام 262، والعبر 5/ 137، وفيه اسمه: «أحمد» ،
والمشتبه 1/ 314، وتذكرة الحفاظ 4/ 1419، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 201 رقم 309، ومختصره 18، والمنهج الأحمد 370، والمقصد
الأرشد رقم 389، والوافي بالوفيات 13/ 159 رقم 177، والدر المنضد
1/ 368 رقم 1026، وشذرات الذهب 5/ 163 وفيه اسمه: «أحمد» ، و 166،
167.
[3] قيده المنذري فقال: بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة
وفتحها وبعدها تاء تأنيث. التكملة: 3.
(46/185)
روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والشّرف ابن
النابلسيّ، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب الأبرقوهيّ، والبدر أبو
عليّ ابن الخَلَّال، ومُحَمَّد بْن أَبِي الذّكر، وآخرون.
تُوُفّي ابْن صُديْق فِي سادس عشر صفر بدمشق، ودُفن بسَفْح
قاسُيون.
236- حمزةُ- ويُسمى عَبْد الرَّحْمَن- بْن الْحُسَيْن [1] بْن
أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْن حمزةَ بْن عَلِيّ بْن الحسنِ بْن
الْحُسَيْن.
أَبُو طاهرِ، ابْن الموازيني، السُّلَميّ، الدّمشقيّ، العطّار.
حدّث عن: جدِّه، وأَبِي سعد بْن أَبِي عَصُرون، ويحيى الثّقفيّ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ البِرْزاليُّ، والمجدُ ابن الحُلْوانية،
وجماعةٌ. ولم ألْقَ أحدا من أصحابِه.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
وقد أجاز للفخرِ ابن عساكر، والشرفِ المُخَرِّميّ، وجماعة.
237- حيدرِ بْن مُحَمَّد [2] بْن زيد بْن مُحَمَّد، السيد.
أَبُو الفتوح، الحُسيني، نقيب الأشراف بالموصل.
كَانَ صدرا جليلا، محتشما. لَهُ مُصَنف فِي «صفات سيّد البشر» ،
وله شِعر متوسّط.
[حرف الخاء]
238- خديجة بِنْت أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد [3] بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الحميد الحرّانيّ أمّ
مُحَمَّد. امْرَأَة صالحة مسنّة.
سمعتُ من أبيها «جزء» الحفّار.
كتب عنها جماعة.
__________
[1] انظر عن (حمزة بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 451
رقم 2739.
[2] انظر عن (حيدر بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 165.
[3] انظر عن (خديجة بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 461
رقم 2769.
(46/186)
وأجازت للفخر ابن عساكر، وللقاضي شهاب
الدّين الخويّي، وفاطمة بنتِ سُلَيْمَان، وعيسى المُطْعِمِ، وأَبِي
بَكْر بْن عبد الدّائم. وأحمد ابن الشِّحنة، وجماعةٍ.
وتُوُفِّيتْ فِي سادس عشر ذي الحجّة.
قال ابن النجّار: جاوزت الثمانين.
239- الخليلُ بْن أَحْمَد [1] بْن عَلِيّ بْن خليل بْن إِبْرَاهِيم
بْن خليل بْن وشاح.
أَبُو طاهرٍ، الْجَوْسَقي الصَّرْصَريّ، الخطيبُ بها.
وُلِد سنة ثمان وأربعين خمسمائة.
وقرأ القراءات على جماعة.
وسمع من: والده الشَّيْخ أَبِي الْعَبَّاس، وأَبِي الفتح بْن
البطّي، وَعَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمَد السُّلَمِيّ، وشُهدة،
وصدقة بن الحسين الناسخ، والأسعد ابن يَلْدَرك.
وخطَبَ بجامع صَرْصَر الدَّير [2] بعد والدِه. وكان صالحا، عالما،
خيّرا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفرج أيوب بن محمود ابن البَعْلَبَكّيّ،
وأَبُو القاسم عَلِيّ بْن بَلَبان، ومُحَمَّد بْن مؤمن، والجمالُ
أَبُو بَكْر الشّريشيّ، ومُحَمَّد بْن مكّي بْن حامد الأصبهانيّ،
ثم الدّمشقيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الطيبيُّ التاجرُ، ومحفوظُ
بْن الحامضِ.
وأجازَ للقاضيين ابْن الخويّي والحنبليِّ، وسعد الدين بن سعد، وأبي
بكر بن عبد الدّائم، وأبي نصر محمد بن محمد ابن الشّيرازيّ،
وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي العشرين من ربيعٍ الأوّل.
__________
[1] انظر عن (الخليل بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 439،
440 رقم 2715، والإشارة إلى وفيات الأعيان 335، والعبر 5/ 137،
والوافي بالوفيات 13/ 393 رقم 491، والنجوم الزاهرة 6/ 298، وشذرات
الذهب 5/ 163، 164.
[2] وهي المعروفة بصرصر الأدنى، بليدة كانت على جانب السيب الشمالي
وهي في طريق الحاج، وإنما عرفت بصرصر الدير، لأن ديرا كان فيها
يعرف أثره إلى القرن السابع. وثمة صرصر الأعلى من قرى نهر الملك
على جانب السيب الجنوبي. (معجم البلدان) وانظر: التكملة 3/ 440.
(46/187)
240- خليلُ بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن خليل.
أَبُو الصفاء، العقيسيّ، الدّمشقيّ.
شيخُ مُعَمَّر. سَمِعَ فِي كبره من: أَحْمَد بْن وهْب بْن
الزَّنْف، وإلياس بن أحمد المقرئ.
روى عنه: الزّكيّ البزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي صفر.
وكانَ يُقرئ بالجامعِ.
[حرف الراء]
241- رضوانُ بْن عُمَر [2] بْن عَلِيّ بْن خَمِيس.
أَبُو الْجِنان [3] ، الدَّيباجيُّ، الدمشقيُّ، الكاغديّ،
الحلاويّ، الشاعر.
قدم مصر بعد الستمائة، ومدحَ جماعة، وله شعرٌ جيدٌ، رَوَى عَنْهُ
منه زكيُّ الدّين عبدٌ العظيم [4] .
وماتَ فِي نصفِ ربيع الأول.
[حرف السين]
242- سُرخابُ بْن زُرَيْر [5] بْن سُرْخاب بْن أَبِي الفوارس.
الشريفُ، أَبُو المناقب، الحسينيُّ، الدِّينَوَرِيّ، الصُّوفيُّ،
الحنبليّ، نزيلُ دمشق.
حدَّث عن النَّسّابَة أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بن أسعد الجوّانيّ،
والخشوعيّ.
__________
[1] انظر عن (خليل بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 434
رقم 2700.
[2] انظر عن (رضوان بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 438، 439
رقم 2712، والوافي بالوفيات 14/ 130 رقم 167.
[3] تصحّفت كنيته في (الوافي) إلى «أبو الحياء» .
[4] في التكملة 3/ 439، وذكر الصفدي بعضه في (الوافي) .
[5] انظر عن (سرخاب بن زرير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 432 رقم
2694.
(46/188)
روى عنه المجد ابن الحُلْوانية، وغيرهُ.
وبالإجازة القاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي
الْحَسَن المخرميُّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي السادس والعشرين من المحرَّم بدمشق.
243- سعيدُ بْن مُحَمَّد [1] بْن ياسين بْن عَبْد الملك بْن مفرّج.
أَبُو منصور، بْن أَبِي نصر، البغداديّ، البزازُ، السفَّارُ.
فذكرَ أَبُو طَالِب بْن أنجب فِي «تاريخه» : أنَّه حجَّ تسعا
وأربعين حَجَّةً.
قلتُ: كَانَ يَحُجُّ تاجرا.
سَمِعَ من: أَبِي الفتح بْن البَطِّي، وجعفرٍ وتركناز ابني عَبْد
اللَّه بْن مُحَمَّد الدَّامَغانيِّ.
روى عَنْهُ: عزُّ الدّين أحمدُ الفاروثيّ، وأَبُو القاسم بْن
بَلَبان، وغيرهما.
وبالإجازَة القاضيان ابْنُ الخويّي، وتقيُّ الدّين سُلَيْمَان،
والفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وأَبُو نصرٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد
المِزِّي، والقاسمُ بْن عساكر.
تُوُفّي فِي خامس صفر.
قَالَ ابْنُ النجّار: أُسقطت شهادتُه لِسوءِ طريقتهِ وظُلمِه.
244- سعيدُ بْن مُحَمَّد [2] بْن سعَيِد الظَّهِيريُّ.
رَوَى عن: أَبِي منصور بْن عَبْد السّلام، وابن كُلَيْب.
وكانَ شيخًا مَهيبًا، جليلًا.
أجازَ لأبي نصر ابن الشّيرازيّ، وسعد، والمطعّم، وغيرهم.
245- سُلَيْمَان بْن مَسْعُود [3] الطّوسيّ.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 433، 434
رقم 2699، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 335، والعبر 5/ 137، وسير أعلام النبلاء 23/ 5 رقم 1،
والنجوم الزاهرة 6/ 298، وشذرات الذهب 5/ 164.
[2] انظر عن (سعيد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 463 رقم
2773.
[3] انظر عن (سليمان بن مسعود) في: المختار من تاريخ ابن الجزري
164، وشذرات الذهب 5/ 164.
(46/189)
ثمّ الحَلَبيُّ، الشاعرُ.
تُوُفّي بحلبَ فِي صفر.
ومن شِعرِه.
وذي هِيَفٍ فيهِ يَقُومُ لَعَاذِلي ... بِعُذْري إذا ما لامَ لامُ
عذارِهِ
فلا بدر إلّا ما بدا مِنْ جُيُوبِه ... ولا غُصْنَ إلّا ما انثنى
فِي إزارِهِ
246- سُلَيْمَان بْن مُوسَى [1] بْن سالم بْن حَسَّان الحِميريُّ.
الكَلاعيّ، الأندلسيّ، البَلَنسيّ.
هُوَ الحافظ الكبير، أبو الربيع ابن سالم.
وُلِد فِي رمضان سنةَ خمسٍ وستّين وخمسمائة.
وكانَ بقيةَ أعلام الحديثِ بِبَلَنْسيةَ.
ذكرَه أَبُو عَبْد اللَّه الأبَّارُ، فقال [2] : سَمِعَ ببلده
أَبَا العطاء بْن نَذير، وأبا الحَجّاج بْن أيوب. ورَحَلَ، فسَمعَ
أَبَا القاسم بْن حُبَيْش، وأبا بَكْر بن الجد، وأبا عَبْد اللَّه
بن زرقون، وأبا عبد الله ابن الفَخَّار، وأبا مُحَمَّد بْن عُبَيْد
اللَّه، وأبا
__________
[1] انظر عن (سليمان بن موسى) في: تكملة الصلاة لابن الأبار 2، رقم
1991، وتحفة القادم 15، وبرنامج شيوخ الرعينيّ 66، والمرقبة العليا
119، واعتاب الكتّاب 249، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 461، 462 رقم
2770، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 83- 95 رقم 203،
وقضاة الأندلس 119، وصفة جزيرة الأندلس 32، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 335، والمعين في طبقات المحدّثين 197 رقم 2086، والعبر 5/
137، 138، وتذكرة الحفاظ 4/ 1417- 1420 رقم 1135، وسير أعلام
النبلاء 23 ج 134- 139 رقم 99، وفوات الوفيات 2/ 80 رقم 182،
والوافي بالوفيات 15/ 432- 436 رقم 585، ومرآة الجنان 4/ 85، 86،
ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 79، 80، والديباج المذهب لابن فرحون
1/ 385- 388 رقم 8، والوفيات لابن قنفذ 313، 314، والنجوم الزاهرة
6/ 298، وصفة جزيرة العرب للحميري 32، وشذرات الذهب 5/ 164، وشجرة
النور الزكية 1/ 180 رقم 588، والرسالة المستطرفة 198، وكشف الظنون
141، 1706، وإيضاح المكنون 1/ 53، 54، 101، 124، 177، 262، 370،
387، 419، 526، و 2/ 64، 428، 479، 509، 522، 611، 622، 678، وفهرس
المخطوطات المصورة 2/ 27، 28، وفهرس الفهارس 1/ 367، 368، وفهرس
مخطوطات الظاهرية 6/ 44، 45، والأعلام 3/ 99، ومعجم المؤلفين 4/
277، ونفح الطيب 216.
[2] في تكملة الصلة 2/ رقم 1991.
(46/190)
مُحَمَّد بْن بونُهْ، وأبا الوليد بْن
جمُهور [1] ، ونَجبةَ بْن يحيى، وخَلْقًا سواهم.
وأجازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن مَضاء، وأَبُو مُحَمَّد عَبْد
الحقّ صاحبُ «الأحكام» وآخرون. وعُنيّ أتَمَّ عنايةٍ بالتقييدِ
والرواية. وكانَ إماما فِي صناعةِ الحديثِ، بصيرا به، حافظا،
حافلا، عارفا بالجرح والتّعديل، ذاكرا للمواليدِ والوَفَياتِ،
يتقدمُ أهلَ زمانِه فِي ذَلِكَ، وفي حفظ أسماءِ الرجال، خصوصا مَن
تأخرَ زمانُه وعاصَرَه.
وكَتَب الكثيرَ، وكان الخطُّ الّذِي يكتبُه لا نظيرَ لَهُ فِي
الإتقانِ والضّبط، مَعَ الاستبحار فِي الأدَب والاشتهارِ
بالبلاغَة، فَرْدًا فِي إنشاءِ الرسائل، مُجِيدًا فِي النَّظْمِ،
خطيبا، فصيحا، مُفَوَّهًا، مُدْرِكًا، حَسَنَ السَردِ والمساقِ لما
يقولهُ، مَعَ الشارةِ الأنيقةِ والزِّيِّ الحَسَنِ. وهو كَانَ
المُتكلَّمَ عن الملوك فِي مجالِسهم والمُبَيِّنَ عنْهُم لما
يُريدونهَ عَلَى المنبرِ فِي المحافِلِ. وَليَ خطابةَ بَلَنْسِيةَ
فِي أوقاتٍ. وله تصانيفُ مفيدةٌ فِي عِدَّة فنون، ألَّف كتابَ
«الاكتفاء فِي مغازي رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
والثلاثةِ الخلفاء» ، وهو فِي أربعَة مُجلّداتِ، وله كتابٌ حافلٌ
فِي معرفَة الصحابة والتّابعين لم يُكملْهُ، وكتابُ «مصباح
الظُّلَم» يُشْبِهُ «الشهاب» ، وكتابٌ فِي «أخبارِ الْإمَام أَبِي
عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ وسيرتِه» ، وكتابُ «الأربعين» ،
وتصانيفُ سوى ذَلِكَ كثيرةٌ فِي الحديث، والأدب، والخُطَب. وإليه
كانتِ الرحلةُ فِي عصرِه للأخذِ عَنْهُ. أخذتُ عَنْهُ كثيرا،
وانتفعتُ بِهِ فِي الحديث كُلَّ الانتفاعِ، وحَضَّني عَلَى هذا
التاريخ- يعني: تكملة الصلة.
قَالَ: وأَمدَّني من تقييداتِه وطُرَفِه بما شَحنتُه بِهِ.
واستُشهد بكائنة أنيشة عَلَى ثلاثَة فراسخَ من بَلَنسية، مُقبلًا
غيرَ مُدبرٍ، فِي العشرين من ذي الحجّة سنةَ أربعٍ وثلاثينَ. وكان
أبدا يُحدِّثنا أنّ السبعينَ منتهى عمرِه لرؤيا رآها. وهو آخر
الحفاظِ والبُلغاءِ المُترسلين بالأندلس.
قلت: وقد رَوَى عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس ابن الغمازِ قاضي تونس
عدّة دواوين.
قَالَ ابْن الغمّاز: أنشدنا أبو الربيع لنفسه:
__________
[1] وقع في السير «جهور» من غلط الطبع 23/ 235.
(46/191)
قَبَائحُ آثارٍ شَغَلْنَ ظُنُوني ...
وخَوَّفْنَ أفكَاري لِقَاءَ مَنُونِ
وكيفَ اعتِذاري عن ذُنوبي وقُبحِها ... ويأبى لي العذر الجميل
حقيني
عَلَى أنَّ لي من حُسْنِ ظَنِّي بخالقي ... معَاذًا بحِصْنٍ فِي
المَعَادِ حَصينِ
فإنْ أوبَقَتْني سَلِفَاتٌ تَقَدَّمتْ ... فَحُسنُ يَقيني بالإله
يَقيني
قَالَ ابن مسدي: لم ألْقَ مثلَه جلالة، ونُبْلًا، ورِياسةً
وفَضْلًا. وكانَ إماما مُبَرِّزًا فِي فنونٍ من منقولٍ ومعقولٍ،
ومنشورٍ وموزونٍ، جامعا للفضائل. وبَرَع فِي علوم القرآنِ
والتّجويد والأدبِ، فكانَ ابنَ بَجْدتِه، وهو ختامُ الحفّاظِ،
نُدِبَ لديوانِ الأنشاءِ فاستعفى. أخذَ القراءاتِ عن أصحاب ابن
هذيل. رَحَلَ واختصَّ بأبي القاسم بْن حُبَيْش بمُرْسِيَةَ.
أكْثَرْتُ عَنْهُ- رَحِمَهُ اللَّه-.
وقال أَبُو العباس ابن الغمّاز: وله كتابُ «الأربعين» عن أربعينَ
شيخا، وكِتَابُ «الموافقات العوالي» ، و «جزء» المسلسلات.
وقال أَبُو مُحَمَّد المُنذريُّ [1] : فِي العشرين من ذي الحجةِ
تُوُفّي الحافظ أَبُو الرَّبَيع الكلاعيّ الخطيبُ الكاتبُ شهيدا
بيدِ العَدُوِّ- خَذَلَهُ اللَّه- بظاهرِ بَلَنْسيةَ.
ومولده بظاهر مُرْسيَة فِي مُستهلِّ رمضانَ سنةَ خمسٍ وستّين.
سَمِعَ بَبَلنسية من مُحَمَّد بْن جعْفَر النَّحْويّ، وأَبِي
الحَجّاج يوسفَ بْن عَبْد اللَّه، وأَبِي بَكْر أَحْمَد بْن أَبِي
المُطَرَّف، وبمُرسيةَ من أَبِي الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن
حُبَيْش، وبإشْبيلِيةَ، وشاطبَةَ، وغَرْناطةَ، وسَبْتَه،
ومالَقَةَ، ودانيةَ. وجَمَعَ مجاميعَ مفيدة تَدُلُّ عَلَى غزارة
علمه وكثيرة حفظه ومعرفته بهذا الشأنِ. وكتب إلينا بالإجازة من
بلنسية سنة أربع عشرة وستمائة.
[حرف الضاد]
247- الضّحّاكُ بْن أَبِي بَكْر [2] بْن أَبِي الفَرَج.
أَبُو الفَرَج، القطيعيُّ، النجّار، المعروف بابن الأطروش.
__________
[1] في التكملة 3/ 461، 462.
[2] انظر عن (الضحاك بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
454، 455، رقم 2749.
(46/192)
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة ظنّا.
وسَمِعَ من أَبِي المكارمِ المبارك الباذرائيّ.
وتُوُفّي فِي تاسع شَعْبان.
وكانَ صالحا، خيّرا.
سمع منه الكمال ابن الدّخميسيّ، والسيف ابن المَجْد.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ بالإجازة: أَبُو المعالي الأبَرْقُوهيّ،
وفاطمةُ بنتُ سُلَيْمَان، والقاضي تقيُّ الدّين الحنبليُّ، والفخرُ
إسماعيلُ بْن عساكر، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن الشّيرازيّ،
والمُطَعِّمِ، وسعد، وابنُ الشحنةِ.
[حرف العين]
248- عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن الْحُسَيْن.
الواعظُ، أبو طالب، ابن الفخر، غلام ابن المَنيِّ.
تَنَقَّلَ فِي البلاد، ووَعَظَ بالقاهرة مدّة. وما أقام بَبَلدَةٍ
مدّة إلا أُزْعِجَ منها لسوءِ سِيرتِه.
سَمِعَ من ابْن كُلَيب «جزءَ» ابن عَرَفَة.
مات فِي شَعْبان كَهْلًا.
249- عَبْد اللَّه ابن القاضي أَبِي الطّاهر إِسْمَاعِيل [2] بْن
رمضان بن عبد السميع.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
456 رقم 2752، والمنهج الأحمد 375، والذيل على طبقات الحنابلة 2/
215، ومختصره 68، والمقصد الأرشد رقم 501، والدر المنضد 1/ 371،
372 رقم 1035، ولسان الميزان 3/ 260 رقم 1118، وشذرات الذهب 5/
167.
[2] انظر عن (عبد الله بن أبي الطاهر إسماعيل) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 446، 447 رقم 2735.
وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصدر ترجمته في تكملة
المنذري 3/ 446 الحاشية رقم (4) : ذيل ابن رجب، ولسان الميزان لابن
حجر، وشذرات الذهب لابن العماد، فوهم في ذلك، وخلط بين (عبد الله
بن أبي الطاهر إسماعيل) والّذي قبله (عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل
بْن الْحُسَيْن الواعظُ) ، والثاني هو المذكور في تلك المصادر،
فليصحّح.
(46/193)
القاضي، الرئيسُ، أَبُو الفضل،
الإسكندرانيُّ، المالكيُّ، ناظرُ الإسكندرية.
سَمِعَ من السِّلَفِيّ. وحَضَرَ أَبَا مُحَمَّد العُثمانيُّ، وأخاه
أَبَا الطاهر إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن العثمانيّ.
ووَلِيَ النَّظَر مدّة وغير ذَلِكَ مِنَ الخِدَم.
رَوَى عَنْهُ الزّكيُّ المنذريُّ، وسألَه عن مولده فقال: فِي
شَعْبان سنة ستٍّ وستّين. وتُوُفّي فِي الرابع عشر من جُمَادَى
الآخرة. قَالَ: وكانَ مُحبًّا لأهلِ الصلاحِ والخيرِ ساعيا فِي
حوائجهم، مُؤْثِرًا للاجتماع بهم والانقطاع إِلَيْهِم.
قلتُ: أجاز لأبي الفضل مُحَمَّد بْن محمد ابن الشّيرازيّ، والفخرِ
إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمة بنتِ سُلَيْمَان.
250- عَبْد اللَّه بْن صالح [1] بْن عِيسَى بْن عَبْد الملك.
الفقيهُ، أَبُو مُحَمَّد، الْمَصْريّ، المالكيُّ.
تفقةَ عَلَى: أَبِي مُحَمَّد بْن اللَّهيب، وأَبِي المنصور ظافرِ
الأزديّ، وأَبِي البركاتِ هبة اللَّه بْن ثعلب.
ودَخَلَ الإسكندريةَ ورأى الإمامَ أَبَا طاهر السِّلَفِيّ، وحَكَى
عَنْهُ، وعن أَبِي الطّاهر بْن عوف.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ، وقال: كَانَ عَلي طريقةِ أهلِ
العلم والصلاح، مُقْبلًا عَلَى ما يعنيه. مَضَى عَلَى سدادٍ وأمر
جميل. ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وتُوُفّي بالفِرْعَونية من
أعمال الغربية فِي العشرين من جُمَادَى الأولى.
251- عَبْد اللَّه بْن معالي [2] بْن أَبِي بَكْر.
أَبُو بَكْر الديناريّ [3] ، الخياطُ. توفّي ببعقوبا في جمادى
الآخرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 445
رقم 2730.
[2] انظر عن (عبد الله بن معالي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 450
رقم 2737.
[3] في الأصل والمطبوع «الديباتي» ، والتصحيح من: التكملة.
(46/194)
سَمِعَ من شُهْدَةَ، وعبد الحق. لا أعرفُه.
252- عَبْدُ الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن محفوظ.
أَبُو عَلِيّ، البغداديّ، القطانُ.
سَمِعَ من عَبْد الحقّ.
وتُوُفّي فِي أول رجب.
ولا أعرفُه أيضا. فإن كانَ ابن البَزَّازة فقد أجازَ لأبي نصر ابن
الشّيرازيّ.
253- عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان [2] بْن أَحْمَد، القاضي.
أَبُو مُحَمَّد، الكِنانيّ، التَّكريتيُّ، قاضي الكَرَكِ.
سَمِعَ بالمَوْصِل من أَبِي ياسرٍ عَبْد الوهَّاب بْن أَبِي
حَبَّة، وبدمشقَ من إِسْمَاعِيل الْجَنْزَويِّ، وجماعة. وسَمِعَ
الكثيرَ. وكَتَبَ بخطَّه مَعَ الدّين والفضل.
ونابَ فِي القضاءِ بدمشق.
رَوَى عَنْهُ المجد ابن الحُلْوانية، وغيرُه.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة [3] .
254- عَبْد الرَّحْمَن ابنُ العلّامة أَبِي الْحَسَن عَلِيّ [4]
بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مِهْران.
الفقيهُ، صدرُ الدّين، أَبُو القاسم، القَرْمِيسِينيُّ، ثم
الإسكندرانيُّ، الشافعيّ، العَدْلُ، الحاكمُ.
لَهُ أدبٌ وشعرٌ جَيِّدٌ، وفضائلُ. ووَلِيَ الحكمَ بالغربيَّة
مدّة. وخَدَمَ فِي الديوانِ، ودرّس بمصر بزاوية المجد البهنسي
مدّة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
453 رقم 2744.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن حمدان) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 704،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 451، 452 رقم 2740، والوافي بالوفيات
18/ 142، 143 رقم 169، والبداية والنهاية 13/ 146.
[3] له شعر في: الوافي بالوفيات.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
432، 433 رقم 2696.
(46/195)
كتب عَنْهُ الزكيُّ المنذريُّ وقال: كَانَ
عالي الهمَّة، حادَّ القريحة. تُوُفّي فِي صفرٍ.
255- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمود [1] بْن أَبِي منصور.
الشيخُ الصالحُ أَبُو منصورٍ، الدمشقيُّ الحنفيُّ، النّصوليّ.
سَمِعَ من: القاضي أَبِي سعد عَبْد اللَّه بْن أَبِي عَصْرون، وابن
صَدَقَة الحرّانيّ. وببغدادَ من: ذاكر بن كامل، وابن بوش، وابن
كليب. وبمصرَ من: أَبِي القاسمِ البُوصيريّ، وغيرهم.
رَوَى عنه: المجد ابن الحلوانيّة، والمؤيّد عليّ ابن خطيب
عَقْرَباء [2] ، وجماعةٌ. وأجازَ لغير واحد.
وتُوُفّي فِي ثامن ربيع الآخر.
256- عَبْد الرَّحْمَن بْن نجمِ [3] ابْن شرف الْإِسْلَام أَبِي
البركات عَبْد الوهَّاب ابْن الشيخُ الْإمَام أَبِي الفَرَج عبد
الواحد بن محمد بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
443 رقم 2724، والجواهر المضية 2/ 404 رقم 792، والمقفى الكبير 4/
74 رقم 1444، وفيه: «عبد الرحمن بن محمد» ، والطبقات السنية 2/
ورقة 270.
[2] عقرباء: من قرى الجولان.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن نجم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
15/ 245، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 700- 702، والتكملة لوفيات النقلة
3/ 429، 430 رقم 2688، وذيل الروضتين 164، والمعين في طبقات
المحدّثين 197 رقم 2087، والإشارة إلى وفيات الأعيان 335، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1419، ودول الإسلام 2/ 137، والعبر 5/ 138، وسير أعلام
النبلاء 23/ 6، 7 رقم 2، والمختصر المحتاج إليه 3/ 20 رقم 776،
ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 81، والوافي بالوفيات 18/ 291، 292
رقم 342، والمنهج الأحمد لابن رجب 367، والذيل على طبقات الحنابلة
2/ 193- 201، ومختصره 65، والبداية والنهاية 13/ 146، ونزهة الأنام
لابن دقماق، ورقة 23، ومرآة الجنان 4/ 86، وعقود الجمان لابن
الشعار 3/ ورقة 183 ب، وذيل التقييد 2/ 103 رقم 1238، والعسجد
المسبوك 2/ 479، والمقفى الكبير 4/ 80، 81 رقم 1450، والمقصد
الأرشد، رقم 598، والدر المنضد 1/ 367 رقم 1024، والنجوم الزاهرة
6/ 298، وشذرات الذهب 5/ 164- 166، والتاج المكلل للقنوجي 232،
والأعلام 4/ 116.
(46/196)
الإمام، ناصح الدّين، أبو الفرج، ابن
الحنبليِّ، الأَنْصَارِيّ، السَّعْديّ، العبادي، الشّيرازيّ
الأصلِ، الدّمشقيّ، الحنبليُّ، الواعظُ.
وُلِد فِي شوَّال [1] سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. واشتغَلَ بالوعظِ
وبَرَّز فِيهِ.
ورَحَلَ وسَمِعَ من: شُهْدَةَ، وأَبِي الْحُسَيْن عَبْد الحقّ،
ومُسلْمِ بْن ثابت، وأَبِي شاكرٍ يحيى السَّقْلاطونيِّ، وتَجَنِّي
الوَهبانيةِ، ونعمة بنت القاضي أبي خازم محمد ابن الفرّاء، وجماعةٍ
ببغداد. والحافظ أَبِي مُوسَى المدينيِّ، وأَحْمَد بْن أَبِي منصور
التُّرك بأصبهان. وبهَمَذان من عبدِ الغنيِّ بْن أَبِي العلاءِ.
وحدَّث. ووَعَظَ بمصرَ ودمشقَ. وكان لهُ قَبولٌ زائد.
وصنَّف، ودرَّسَ، وأَفتى، وله خطبٌ ومقاماتٌ. وكتابُ «تاريخ
الوعّاظ» وأشياءُ فِي الوعظ.
وكانَ حُلْوَ الكلام، جَيِّدَ الإيراد، شَهْمًا، مَهيبًا،
صَارِمًا. وكان رئيسَ المذهبِ فِي زمانه بالشام. وهو من بيت العلم
والجلالة والسُّؤْدُدَ.
رَوَى عَنْهُ: الدُّبَيثيُّ، والضياء، والبرزاليّ، والزّكيّ
المنذريّ، والجمال ابن الصابونيّ، والشمس ابن الكمال، والشمس ابن
خازم، والعزّ ابن العمادِ، والتقيُّ بْن مؤمن، ونصرُ اللَّه بْن
عَيَّاش، ومُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن بطِّيخ، وأَحْمَد بْن
إِبْرَاهِيم الرُّقوقيُّ، وعَبدُ الحميد بْن خوْلان، وعليُّ بْن
بقاءٍ المُقرئ، ومُحَمَّد بْن عليّ الواسطيّ، والشّهاب مُحَمَّد
بْن مُشَرَّف، وطائفةٌ سواهم. وقد تَفَرَّدَ بالروايةِ عَنْهُ
حضورا أَبُو بَكْر بْن عَبْد الدّائم. وروى عَنْهُ بالإجازةِ
القاضيانِ ابْن الخُوَيِّي، وتقيُّ الدّين بْن أَبِي عُمَر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بِقِرَاءَتِي، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَجْمٍ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُوسَى الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ
حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ (ح) .
__________
[1] كتب تحت لفظ «شوال» رقم 17، وهو ولد في ليلة السابع عشر من
شوال كما نص عليه المنذري في تكملته 3/ 429.
(46/197)
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بن رزين الخياط، حدّثنا الباغنديّ.
قالا: حَدَّثَنَا هِشامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ
خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا
عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ
الأَشْعَرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ
الأَشْعَرِيُّ- وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ
فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ [1] وَالْخَمْرَ
وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ
يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ فَيَأْتِيهِمْ رَجُلٌ لِحَاجَةٍ،
فَيَقُولُونَ لَهُ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا.
فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، وَيَضَعُ الْعَلَمَ عَلَيْهِمْ،
وَيَمْسَخُ آخَرُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ» . أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا [2] عَنْ هِشَامٍ، وَرَوَاهُ
الدُّبَيْثِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» عَنِ النَّاصِحِ. تُوُفّي فِي
ثالثِ المحرَّم بدمشق، ودُفِنَ بسَفح قاسِيُون بتربَتِهم.
257- عَبْد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ أَبِي البقاء [3]
العُكْبَريّ.
أَبُو مُحَمَّد.
سَمِعَ أكثر مصنّفاتِ والدِه أَبِي البقاء عَبْد اللَّه بْن
الْحُسَيْن، وسَمِعَ من ابن كُلَيب.
وتُوُفّي كَهْلًا.
258- عبدُ السلامِ بْن جعْفَر [4] .
أَبُو الغنائمِ التَّكريتيُّ، العَدْلُ.
سَمِعَ ابن شاتيل.
259- عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ [5] بْنِ عُثْمَانَ
المَقْدسيُّ.
__________
[1] في صحيح البخاري: «الحر والحرير» .
[2] البخاري: 7/ 138 في الأشربة، باب: ما جاء فيمن يستحل الخمر
ويسميه بغير اسمه. ووصله أبو داود (4039) ، والبيهقي: 10/ 221
وغيرهم، وهو حديث صحيح.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي البقاء) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 457 رقم 2756.
[4] انظر عن (عبد السلام بن جعفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
441 رقم 2719، والمختار من تاريخ ابن الجزري 164.
[5] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الملك) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 460 رقم 2763، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 216، وشذرات الذهب
5/ 168.
(46/198)
الحَنبليُّ، الفقيهُ، العزَّ.
من كبارِ العُلماء.
تفقَّه عَلَى الشيخِ الموفق، ورَحَلَ إلى أصبهان، وسَمِعَ من:
أَبِي الفخر أسعدَ بْن سعَيِد، وغيرِه.
روى عنه: المجد ابن الحُلْوانية، والشيخ شمسُ الدّين بْن أَبِي
عُمَر.
وأجازَ للشيخِ عَلِيّ بْن هارون، وللشهابِ مُحَمَّد بن مشرّف،
وللشرف إبراهيم ابن المُخَرّميّ، وغيرهِ.
قرأتُ بخطِّ الضياء: وفي يوم الاثنينِ حادي عشر ذي القَعْدَةِ
تُوُفّي الفقيهُ الإمامُ العالمُ أَبُو مُحَمَّد عبدُ العزيز بْن
عَبْد الملك- رحمة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه-.
وكانَ إماما عالما فطنا ذكيّا. وقد ألقَى الدَّرْس مدّة بمدرسةِ
شيِخنا أَبِي عُمَر. وكان ديِّنًا خيّرا. دفن فِي تُربة خال أُمِّه
الشَّيْخ موفّق الدّين.
260- عَبْد الْعَزِيز بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْن عَلِيِّ بْن حمزة بن
فارس.
أبو البركات ابن القُبَّيْطيِّ.
سَمِعَ مَعَ أخيه عبدِ اللّطيف من: شُهْدَةَ، وأَبِي نصرِ عَبْد
الرحيم اليُوسُفيِّ، وابن شاتيل، ومُحَمَّد بْن نَسيم.
وكانَ من أعيان قُرَّاءِ بغدادَ، جيِّدَ الأداء، طيِّبَ الصوتِ.
قرأ القراءاتِ عَلَى عمِّه أَبِي يَعْلَى حَمزة. وأمَّ بمسجدهم
عَلَى باب البَدْرِيّة. وكان فقيها، ديِّنًا، شافعيا، حَسَنَ
السَّمْتِ.
وُلِد سنةَ ثلاثٍ وستّين. وتُوُفّي فِي رابع عشر ربيع الأول.
رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم بْن بَلَبان. وأجازَ للبهاء ابن عساكر.
قَالَ ابْن النجّار: قرأتُ عَلَيْهِ كتابَ «التّذكار» لابن شيطا
بسماعِه من أَبِي نصرٍ عَبْد الرحيم بْن يوسُفَ، عن البَاقَرْحيِّ،
عَنْهُ. وكان صدوقا.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
438 رقم 2711، ومعرفة القراء الكبار 2/ 641 رقم 605، والوافي
بالوفيات 18/ 541، 542 رقم 456، وغاية النهاية 1/ 396.
(46/199)
261- عبدُ العزيز بْن نصر [1] بْن هِبَه
اللَّه بْن سلامة بْن معالي.
أَبُو مُحَمَّد الحرّاني، الحنبليُّ، الصفّار، العَدْلُ، المعروفُ
بابنِ أَبِي الرُّبَع [2] .
سَمِعَ من: أَبِي الفتح أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء.
وأجازَ لَهُ أَبُو الفتح عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخِرَقيّ،
وتَجَنِّي الوَهْبانيةِ، وجماعةٍ.
رَوَى عنه: الحافظ عبد العظيم، وعمر ابن الحاجب، وغيرهما.
وقد سَمِعَ بدمشقَ من الشَّيْخ المُوَفَّقِ.
262- عبدُ القادرِ بْن عَبْد القاهر [3] بْن أَبِي الفَرَج عَبْد
المنعم بْن أَبِي الفَهْم، الفقيهُ.
الإمامُ، ناصحُ الدّين، أَبُو الفَرَج، الحرّانيّ، الحنبليُّ.
تفقَّه بحَرَّان وسَمِعَ بها من ابن طَبَرْزَد، وببغدادَ من يحيى
بْن بَوْش، وابن كُلَيْب، وبدمشقَ من ابنِ صَدَقَة الحرّانيّ،
ويحيى الثَّقفيّ، وعبدِ الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الخِرَقيّ.
وأقرأ، وحدّث، وأفاد، ودرّس، وأفتى.
كتب عنه عمر ابن الحاجب وقال: عُرِضَ عَلَيْهِ قضاءُ حَرَّانَ،
فامتنعَ، وكان مفتيا، صالحا، لم يَكُنْ ببلده مثلُه.
ولد سنة ثلاث وستّين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
462، 463 رقم 2772.
[2] قيده المنذري فقال: بضم الراء المهملة وسكون الباء الموحدة
بعدها عين مهملة. (التكملة:
463) .
[3] انظر عن (عبد القادر بن عبد القاهر) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 437 رقم 2709، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 336، والعبر 5/ 139، وفيه: «عبد القادر بن عبد الظاهر» ،
والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 202- 204، والمختصر 67، والمنهج
الأحمد 371، والمقصد الأرشد، رقم 641، والنجوم الزاهرة 6/ 298،
والدر المنضد 1/ 368، وشذرات الذهب 5/ 167.
(46/200)
ورَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المنذريُّ [1] ،
والنجمُ أَحْمَد بْن حمدان الفقيهُ. وبالإجازَة أَبُو المعالي
الأبَرْقُوهيّ، وغيرُه. وأظُنُّ أن ابْن حمدان تفقهَ عَلَيْهِ.
تُوُفّي فِي حادي عشر ربيع الأوّل بحَرَّان.
رأيتُ شيخنا ابْن تيميةُ يُبالغُ فِي تعظيمِ شأنِه ومعرفتِه
بالمذهب.
263- عبدُ القادر بْن عَبْد اللَّه [2] ابْن الفقيه القدوة
الشَّيْخ عَبْد القادر الْجِيليُّ.
أَبُو مُحَمَّد.
سَمِعَ من أَبِي الحُسَيْن عَبْد الحقَ.
وحدَّث.
وماتَ بسَوادِ بغدادَ فِي ربيع الآخر.
264- عبدُ القادر بْن أَبِي عَبْد اللَّه [3] مُحَمَّد بْن
الْحَسَن.
الإمامُ، شرفُ الدّين، أَبُو محمد، ابن البغداديِّ، الْمَصْريّ،
الشافعيّ.
رَحَلَ من الشام فِي الصِّبى وسَكَنَ القاهرةَ، وتفقَّهَ بها عَلَى
الشهاب مُحَمَّد بْن محمود الطُّوسيّ. ودرَّسَ بجامع السَّرَّاجين،
ثم بالمدرسَة القُطبية إلى حين وفاتِه. وكانَ قد تفقَّه بدمشقَ
عَلَى القُطب مَسْعُود بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُوري، وسمع من
الحافظ ابن عساكر بعضَ مجالِسه.
وولد فِي سنة ثلاثٍ وخمسين.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المنذريّ وقال [4] : كَانَ فقيها حسنا، من
أهل الدّين والعفاف، طارحا للتكلّف مُقبِلًا عَلَى ما يعينه.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من شعبان.
__________
[1] في التكملة 3/ 437.
[2] انظر عن (عبد القادر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 443 رقم 2725، والمنهج الأحمد 1/ 374 وفيه: «عبد القادر بن عبد
الرزاق» ، والدر المنضد 1/ 70 رقم 1032.
[3] انظر عن (عبد القادر بن أبي عبد الله) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 455، 456 رقم 2758، وسير أعلام النبلاء 23/ 25، 26 رقم
18، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 119 (8/ 279) ، والعقد
المذهب لابن الملقن، ورقة 248.
[4] في التكملة 3/ 456.
(46/201)
قلتُ: رَوَى لنا عنه أَحْمَد بْن عَبْد
الكريم الواسطيّ.
وأجاز للقاضي شهاب الدّين ابن الخُوَيّي، ولأحمد بْن أَبِي الغنائم
بْن عَلَّان، وجماعةٍ.
وقال ابنُ مُسْدي: وُلِد بدمشق، وكان رأسا فِي الفتوى، مُشارًا
إِلَيْهِ بالبِرِّ والتَّقْوى. سكن القاهرة.
265- عبد اللّطيف ابن الأديب البارع أَبِي الفتح مُحَمَّد [1] بْن
عُبَيْد الله بن التعَّاويذيِّ.
أَبُو القاسم، البغداديّ، الحاجبُ.
وُلِد سنةَ اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: شُهْدَةَ الكاتبة، وأَبِي الْحُسَيْن عبد الحقّ.
وسَمِعَ من والده ديوانَه.
رَوَى عَنْهُ: السيف ابن المجد، وعبدُ اللطيفِ بْن بُورَنداز،
وجمالُ الدّين أَبُو بَكْر الشَّريشيُّ، وأَبُو القاسم عَلِيّ بْن
بلبان، وأبو عبد الله محمد ابن المُجير الكُتبيُّ، وغيرُهم.
وبالإجازة: الفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وأَبُو نصر مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد الشّيرازيّ، وفاطمةُ بنتُ سُلَيْمَان، ويحيى بْن مُحَمَّد
بْن سعد، وعيسى المُطْعِمِ، وآخرون.
تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من صفر.
266- عبدُ المنعم بْن جماعة [2] بْن ناصر، صائنُ الدّين.
أَبُو مُحَمَّد، الحَمْزيُّ، الشَّارعيُّ.
شيخٌ صالحٌ، خيِّرٌ. صَحِبَ المشايخَ، وسَمِعَ من فاطمةَ بنتِ سعد
الخير وزوِجها ابنِ نجا الواعظ.
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
435 رقم 2703. (
[2] انظر عن (عبد المنعم بن جماعة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
444 رقم 2727، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 94، 95.
(46/202)
حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو المعالي
الأبَرْقُوهيّ.
وتُوُفّي فِي تاسع جُمَادَى الأولى.
267- عبدُ الواحد بْن نِزار [1] بْن عَبْد الواحد البغداديّ.
أَبُو نِزار، التُّسْتَرِيّ. ابْن الْجَمَّال، الرجُل الصالح.
شيخٌ دَيِّن، مُعَمَّر. كانَ يمكنُه السماعُ من ابن الطَّلاية،
والأرمويّ، لأنه وُلِد فِي رمضان سنة ثمانٍ وثلاثين.
سَمِعَ من عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُمَر البَزَّاز، وعمر
الحربيّ، سَمِعَ منهما مَجلسًا من «أمالي» طِرَاد، تَفَرَّد فِي
الدُّنيا بِهِ، وبإجازة المبارك بْن أَحْمَد الكِنديّ.
كتبَ عَنْهُ عمر ابن الحاجب، والقُدَماءُ.
وحدَّث عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن بَلَبان، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد
بْن أَحْمَد البَكريُّ الأصوليّ. وبالإجازَة: الفخرُ إِسْمَاعِيل
بْن عساكر، والقاضيان ابنُ الخُوَيّي وتقيُ الدّين سلمانُ، وسعدُ
الدّين بْن سعد، وعيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المُطْعِمِ، وأَحْمَد
بْن أَبِي طَالِب الحَجَّارُ، وجماعةٌ.
وقال ابن النجّار [2] : سمعنا منه قديما. وهو شيخٌ مُتَيَقِّظٌ لا
بأسَ بِهِ.
تُوُفّي فِي عاشر شَعْبان. وأخوه بركةُ سَمِعَ من هبةِ اللَّه ابن
الطّبر، وقد مرّ سنة ستمائة.
268- عُبَيْد اللَّه بْن بَيْرَم بْن يوسُفَ بْن خُمَرتكين [3] ،
شمسُ الدّينِ.
أَبُو مُحَمَّد، الصُّوريّ، ثم الحَلَبيُّ، المُحَدِّثُ.
وُلِد سنة أربعٍ وسبعين، وعاش ستينَ سنة.
طَلَبَ، وكَتَبَ، وتَعِبَ، وأفادَ، وحَصَّل الأصول.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن نزار) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار
1/ 305، 306 رقم 183، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 455 رقم 2750.
[2] في الذيل 1/ 305.
[3] تكتب: «خمرتكين» و «خمارتكين» .
(46/203)
ورَوَى عن الافتخارِ الهاشميِّ فمن بعدَه.
269- عثمان بْن حسن [1] بْن عَلِيّ بْن الْجُمِّيل مُحَمَّد بْن
فَرْح.
أَبُو عَمْرو، الكَلْبيُّ، السَّبْتي، اللُّغَويّ.
أخو أبي الخطّاب ابن دِحْيَة.
سَمِعَ مَعَ أخيه، ووَحْدَه من جماعةٍ كثيرةٍ منهم: أَبُو القاسم
خَلفُ بْن بَشْكُوال، وأبو بكر بن الجد، وأبو عبد الله بْن
زَرْقُون، وأَبُو الْحَسَن الشقوريُّ، وأَبُو بَكْر بْن خَيْرٍ،
وأَبُو الْحُسَيْن بْن ربيعٍ، وأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه،
وأَبُو القاسم السُّهَيْليُّ.
قَالَ الأبَّار [2] : لكنَّه كَانَ لا يحدّث عن السُّهيليّ ويقعُ
فِيهِ. ومن شيوخِه الذين سَمِعَ منهم: أَبُو مُحَمَّد بْن بُونُهْ،
وأَبُو مُحَمَّد عَبْد المنعم بْن الخلوف.
وحجَّ، وحدَّث بإفريقيةَ، ونَزَلَ القاهرةَ عند أخيه وفي كَنَفِهِ.
ورأَسَ.
قلتُ: ودرَّسَ بعدَه بالكامليَّة. وكانَ مُولَعًا بالتّقعيرِ فِي
كلامه ورسائِله لَهِجًا بذلك.
وَرَّخَه أَبُو شامةَ فِيهَا [3] : ولم يذكره المُنذريُّ.
وقال الأبَّارُ [4] : تُوُفّي سنة خمسٍ أو ستٍّ وثلاثين.
ثم ظَفِرْتُ بوفاتِه، ذكرَها ابنُ واصلٍ فِي ثالث عشر جُمَادَى
الأولى سنة أربعٍ وثلاثين.
وكانَ من كبارِ الأئمة، لكنَّةِ يُتمَقَّتُ بما يستعملُه من اللّغة
في رسائله.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن حسن) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 698، وتكملة
ابن الأبار 3/ ورقة 54، وذيل الروضتين 164، وتذكرة الحفاظ 4/ 1422،
وسير أعلام النبلاء 23/ 26، 27 رقم 19، والعبر 5/ 139، ونثر الجمان
للفيومي 2/ ورقة 82، والوافي بالوفيات 19/ 479 رقم 485، والبداية
والنهاية 13/ 146، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 24، وذيل التقييد
2/ 167، 168 رقم 1365، وبغية الوعاة 2/ 133، وحسن المحاضرة 2/ 159،
وشذرات الذهب 5/ 168.
[2] في تكملة الصلة 3/ ورقة 54.
[3] في الروضتين 164.
[4] في التكملة 3/ ورقة 54.
(46/204)
سَمِعَ «المُلَخَّصَ» للقابسيّ منه أَبُو
مُحَمَّد الْجَزَائِريُّ.
وقد ذكره ابْن نُقْطَة فقال: رأيتُه بالإسكندرية- لمّا قَدِمَ-
والناس مجتمعونَ عَلَيْهِ بالجامع يومَ الْجُمُعَة يُسْمعُهم
«التِّرْمِذيّ» ، فقُلْتُ لرجل: أمِن أصلٍ؟ فقالَ:
قَدْ قَالَ الشيخُ لا أحتاج إلى أصل، اقرءوه من أيّ نُسخةٍ شئْتُم،
فإنيِّ أحفظُه. ثم ظَهَرَ منه كلامٌ قَبِيحٌ فِي ذمِّ مالك
والشافعيّ، وغيرهما. فتركتُ الاجتماعَ بِهِ لذلك.
قلت: نعم كان يسيء الأدَبَ- فِي درسِه- عَلَى العلماء.
قَالَ ابْن مَسْدي: أربى أَبُو عَمْرو عَلِيّ أخيه بكثرةِ
السَّمَاع كما أربى عَلَيْهِ أخوه بالفِطْنةِ، وكَرَم الطباع.
وكانَ مُتَزَهِّدًا، لم يَكُنْ لَهُ أصولٌ. وكان شيخه ابنُ الجدِّ
يَصلُه ويعظَّمُه. ولمَّا بلغه حال أخيه بمصر، نقد إليه، ونزل عليه
إلى أن خرف أخوه فيما أُنهي إلى الكامل فجعلَه عِوَضَه
بالكامليَّة. وكانَ مُتساهلًا يُحدَّثَ من غير أصلٍ. وألَّفَ
«مُنَتخبًا» فِي الأحكامِ. ماتَ فِي جُمَادَى الأولى عن ثمانٍ
وثمانين سنة.
270- عَزِيزةُ بنتُ عبدِ الملك [1] الهاشميةُ.
أُمُّ أَبِي الْعَبَّاس.
المرأةُ الصالحةُ، الزّاهدةُ.
ولدتْ بمُرْسيَةَ، ونشأت بقُرْطُبة، وعُمِّرت بِضْعًا وثمانين سنة.
وقَدِمَت ديارَ مصر وصَحِبَت الشَّيْخ الزّاهد أَبَا إِسْحَاق
إِبْرَاهِيم بْن طريف مدّة وخَدَمَتْهُ، وحَجَّتْ.
وكانَ الشيخُ عتيقٌ وأَبُو الْعَبَّاسِ الرأسُ يُثْنُونَ عَليها
كثيرا.
عَلَّق عنها الحافظُ عبدُ العظيم.
وتُوفَّيت فِي رجبٍ.
271- عَلِيّ بْن أحمد [2] بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدِ.
__________
[1] انظر عن (عزيز بن عبد الملك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 454
رقم 2747 ووقع في المطبوع من تاريخ الإسلام- ص 188 «عزيرة» بزاي ثم
راء، وهو خطأ من الطباعة.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة
الأزهر) 3/ ورقة 75، 76، و (المطبوع) رقم 1905، والذيل والتكملة
لكتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 160- 162 رقم
(46/205)
أَبُو الْحَسَن، ابْن خِيرَةَ،
البَلَنْسيُّ، المُقرئ. خطيبُ بلنسية.
قال الأبّار [1] : أخذ عن أَبِي جعفرٍ طارقِ بْن مُوسَى قراءةَ
وَرْشٍ. وأخَذَ القراءاتِ عن شيخنا أَبِي جعْفَر بْن عَوْن اللَّه.
وسَمِعَ من أَبِي العطاء بْن نَذِير، وغيرِه. وأجازَ لَهُ أَبُو
عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد، وأَبُو مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه، وحجَّ
سنةَ ثمانٍ وسبعين، وجاوَزَ وَسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بن عبد الرحمن الحَضْرميِّ، وحَمَّادٍ الحرّانيّ، وعبد
المجيد بْن دُليل، سَمِعَ منه «سننَ» أَبِي دَاوُد عن أَبِي بكر
الطّرطوشيّ في سنة تسع وخمسمائة، وسَمِعَ من الْإمَام عبدِ الحقّ
بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيليّ بِبِجايةَ، ومن أَبِي حَفْص عُمَر
الميانشيّ بمكّةَ. وانصرَفَ إلى بلدِه وأقامَ عَلَى حاله من
الانقباضِ وحُسْنِ السَّمْت إلى أن قُلِّد الصلاةَ، فَتَولَّاها
أربعينَ سنة لم يُحْفَظ عنهُ سهوٌ فيها إلّا فِي النادرِ. وأقرأ
القرآن وَقْتًا. وحدَّث. وأخَذَ الناسُ عنه. وكان عدلا راجح العقل.
وفي «مشيخته» كثرة. تلوت عليه بالقراءات السبع، وسَمِعْتُ منه
جُلَّ ما عندَه. واختلطَ قبل موته بأزيدَ من عام، وأُخِّر عن
الصلاةِ فِي رجبٍ سنة ثلاثٍ وثلاثين وستمائة لاختلالٍ ظَهَرَ فِي
كلامِه. ولم يُسْمَع منه بعدَ ذَلِكَ شيءٌ. وتُوُفّي فِي أواخرِ
رجب سنة أربع، وكانت جِنازتُه مشهودة حَضَرَها السلطانُ، ونَزَلَ
فِي قبره أَبُو الربيع بْن سالم. وولد سنة خمسين أو إحدى وخمسين
وخمسمائة.
قلتُ: لَقِيه ابنُ الغَمَّاز فقال: سَمِعْتُ منه «سُننَ» أَبِي
دَاوُد، وسَمِعْتُ منه كتابَ «الشّهاب» للقُضاعيّ، بسماعهِ من
الحضْرميّ، بسماعِه من الرازيّ، عَنْهُ.
272- عَلِيّ بْن سُلَيْمَان [2] بْن إيداش [3] بْن السَّلار،
الأميرُ، شُجاعُ الدّين.
أَبُو الحسنِ، الدّمشقيّ، الحنفيّ، أمير الحاجّ.
ورّخه أبو المظفّر ابن الْجَوْزيّ فِي سنةِ ثلاث [4]- كما ذكرنا-
وإنّما توفّي
__________
[ () ] 322، والوفيات لابن قنفذ 313 رقم 634.
[1] في تكملة الصلة (مخطوط) 3/ ورقة 75، 76 (مطبوع) رقم 1905
والتكملة لوفيات النقلة.
[2] انظر عن (علي بن سليمان) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 702، 703، و
3/ 452 رقم 2741.
[3] تصحف في (مرآة الزمان) إلى «اقداش» .
[4] هكذا قال المؤلّف- رحمه الله-، والموجود في (المرآة) : «في سنة
أربع» .
(46/206)
فِي الثالث والعشرين مِن جُمَادَى الآخرَة
سنةَ أربعٍ.
كما وَرَّخه المنذريُّ [1] قَالَ: وحدَّث عن مُحَمَّد بْن حمزة بْن
أَبِي الصقر، والخُشُوعي. وكان مُنقطعًا عن الناسِ، مُحِبًّا
للفقراءِ، تَارِكًا للإقبال عَلَى الدُّنيا.
وحجَّ بالناسِ مرارا- رحمه اللَّه-.
273- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن جعْفَر بْن معالي.
أَبُو الْحَسَن ابْن أَبِي الفَرَج، البصْريّ، ثم البغداديّ،
التاجرُ، المؤدّبُ، المعروفُ بابنِ كُبَّة [3] .
كَانَ يؤدّب الصّبيانَ.
ووُلِد سنة خمسٍ وخمسين.
وسَمِعَ من أَبِي الفتح بْن البطّي.
رَوَى عَنْهُ: ابنُ الدُّبَيْثي [4] ، وعزُّ الدّين أَحْمَد
الفاروثيّ، وعلاء الدّين عَلِيّ بْن بَلَبان، وجمالُ الدين
مُحَمَّد الشريشيّ، وجماعة. وأجازَ للقاضي تقيِّ الدّين، ولعيسى
المُطْعِمِ، وسعدٍ، وفاطمةَ بنتِ جوهر، وأَحْمَد ابن الشِّحْنَةِ،
وأَبِي بَكْر بْن عَبْد الدّائم.
وتُوُفّي فِي نصفِ رجبِ.
274- عَلِيّ بْن أَبِي الفتح [5] بْن يحيى الحكيم.
كمالُ الدّين، أَبُو الْحَسَن، ابن الكناريّ [6] ، الموصليّ،
الطبيب، الصّفّار.
__________
[1] في تكملته 3/ 452.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (كمبرج) ورقة 176، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 453 رقم
2746، والمختصر المحتاج إليه، ورقة 102، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 336، والمشتبه 2/ 542، والنجوم الزاهرة 6/ 298.
[3] كبّة: بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة وفتحها. (المنذري) .
[4] في ذيل تاريخ مدينة السلام، ورقة 176.
[5] انظر عن (علي بن أبي الفتح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 432
رقم 2695، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، والمختصر المحتاج إليه
3/ 151 رقم 1081.
[6] قيده المنذري بضم الكاف وفتح النون وبعد الألف راء مهملة وياء
النسب. (التكملة 3/ 432) .
(46/207)
رَوَى عن خطيب المَوْصِل أَبِي الفضل.
وُلِد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وتُوُفّي بحلب فِي المحرَّم.
رَوَى عَنْهُ: مجدُ الدّين ابن العديم، وشهاب الدّين ابن تَيمية،
وعلاءُ الدّين سُنْقُر القَضَائيُّ.
أَخْبَرَنَا سُنْقُرٌ، أَخبْرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكُنَّارِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ
بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا
الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ، فَإِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا هَبَطْنَا
سَبَّحْنَا.
275- عَلِيّ بْن أَبِي الفَرَج [1] بْن أَبِي منصور بْن عَلِيّ.
أَبُو القاسم، ابن البَعْقُوبيّ.
وُلِد سنةَ خمسٍ وأربعين.
وأجازَ لَهُ الشيخُ عبدُ القادر، وابنُ البَطِّي.
وسَمِعَ فِي الكهولَة من عبدِ المنعم بْن كُلَيب، وجماعةٍ.
تُوُفّي بالمَوْصِل فِي جُمَادَى الأُولى.
276- عُمَر بْن أَبِي البركات [2] بْن هِبة اللَّه.
أَبُو حفص، ابن السَّمين. شيخٌ بغداديُّ.
سَمِعَ من: عَبْد الحقِّ اليوسُفيِّ، وعُبَيْد اللَّه
الشَّاتِيليِّ [3] ، وغيرِهما.
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الأوّل.
[حرف الفاء]
277- فتوحُ بن نوح [4] بن عيسى بن نوح.
__________
[1] انظر عن (علي بن أبي الفرج) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 445،
446 رقم 2732.
[2] انظر عن (عمر بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
439 رقم 2713.
[3] هو عبد الله بن شاتيل.
[4] انظر عن (فتوح بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 460، 461
رقم 2766.
(46/208)
العَدْل، خطيرُ الدّين، أَبُو نصرٍ،
السامانيُّ، الخويّي، نزيلُ دمشقَ.
كَانَ مُخْتَصًّا بخدمةِ العِماد الكاتبِ، فسَمِعَ منه ومن بركات
الخُشُوعيّ، وبواسط من أبي الفتح ابن المَنْدائيِّ، وبمصرَ
والإسكندرية.
رَوَى عَنْهُ: مجدُ الدّين ابن الحلوانية، وغيره.
وحدثنا عنه محمد بن يوسف الذّهبيُّ، وزينبُ بنتُ القاضي محيي
الدّين.
تُوُفّي فِي العشرين من ذي القَعْدَةِ.
278- فَضائلُ بنُ عَلِيّ [1] بْن عَبْد اللَّه بْن شُبَيْل بْن
حسن.
الفقيهُ، أَبُو الوفاءِ، القرشيُّ، المَخْزوميُّ، الأرْسُوفيُّ، ثم
الْمَصْريّ، الشافعيّ، الْجَلاجليّ، المواقيتيّ.
وُلِد تقديرا فِي سنة اثنتين وستّين.
وتَفَقَّه عَلَى أَبِي القاسم عبد الرحمن ابن الورّاق، وقبلَه أيضا
عَلَى جماعة.
وسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه الأرْتاحي، وفاطمةَ بنتِ سعد
الخير، والحافظِ عَبْد الغنيّ، وانقطعَ إِلَيْهِ مدّة.
واشتغلَ بالمواقيتَ وبَرَعَ فيها، ووَلِيَ رئاسة المؤذّنينَ بجامع
القاهرة إلى أن تُوُفّي.
روى عَنْهُ الزكيُّ المُنذريُّ وقال: تُوُفّي فِي الرابع والعشرين
من رجب.
[حرف الكاف]
279- كتائبُ بْن أَحْمَد [2] بْن مَهْديّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
أَبُو أَحْمَد، البانياسيُّ، ثم الصالحيُّ.
من أهلِ جبل الصالحين.
حَدَّث عن: أَبِي المعالي بْن صابر، وأَبِي نصرٍ عَبْد الرَّحيم
بْن عَبْد الخالق.
__________
[1] انظر عن (فضائل بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 454 رقم
2748.
[2] انظر عن (كتائب بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 453 رقم
2745.
(46/209)
وكانَ رَجُلًا خيِّرًا، ديِّنًا.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ البرزاليّ، والضياء بن عبد الواحد، والمجد
ابن الحلوانية، والشمس ابن الكمال، والعزّ أحمد ابن العماد،
وغيرهم.
أنبأنا أبو عبد الله ابن الكمال، أخبرنا الضياءُ الحافظ: سَمِعْتُ
العفيفَ كتائب بْن مَهْديّ بعدَ موتِ الشَّيْخ الموفّق بأيام- وهو
عندنا عدل مأمون ثقة ما عرفنا له زلّة قطّ- يقول: رَأَيْت الشَّيْخ
الموفّق عَلَى حافةِ النهر شرقيَ المدرسة من الناحيةِ القبلية
يتوضّأ، فوقفت بجانب المدرسة، وقلت: لا أنزِلُ أتوضَّأ حتّى
يَفرُغَ، فلمّا تَوَضَّأَ أخذَ قبقابَه ومَشَى عَلَى الماءِ إلى
الجانب الآخرِ ثم لَبِسَ القبقابَ، وصعِدَ إلى المدرسة. ثم حَلَفَ
لي باللَّه لقد رأيتُه وما لي فِي الكذب من حاجةٍ، وكتمتُ ذَلِكَ
فِي حياتِه. فقلتُ: هَلْ رآك؟ قَالَ: لا ولم يكن ثمّ أحدٌ وذلك وقت
الظهر، فقلت: هَلْ كانت رجلاه تغوصُ؟ قَالَ: لا إلا كأنَّه يمشي
عَلَى وِطَاءٍ.
تُوُفّي كتائبُ فِي رجبٍ.
280- كَيْقُباذ بنُ كَيْخُسْرُو [1] بْن قلِج أرسلان.
سلطانُ الروم، الملك علاءُ الدّين.
تُوُفّي فِي شوَّال فِي اليوم السابع منه. وكانَ مَلِكًا، مهيبا،
شُجاعًا، راجحَ العقلِ، سعيدا. كَسَرَ خُوارزْم شاه وعسكر الملكِ
الكاملِ. واستولى عَلَى عِدَّةِ بلادٍ تُجاورُه. وزوَّجَه السلطانُ
الملكُ العادلُ بابنته، وولد له منها.
__________
[1] انظر عن (كيقباذ بن كيخسرو) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 703،
وذيل الروضتين 165، وتاريخ الزمان لابن العبري 283، وتاريخ مختصر
الدول، له 250، وزبدة الحلب 3/ 232، والحوادث الجامعة 53، والدر
المطلوب 317، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، والعبر 5/ 139، ودول
الإسلام 2/ 137، 138، وسير أعلام النبلاء 23/ 24 رقم 16، والمختصر
في أخبار البشر 3/ 158، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 59، 81، 97 و 2/
458، 520، 524، 540، وتاريخ ابن الوردي 2/ 194، وأخبار الأيوبيين
لابن العميد 143، والبداية والنهاية 13/ 146، وصبح الأعشى 5/ 360،
والسلوك ج 1 ق 1/ 254، ومرآة الجنان 4/ 86، والعسجد المسبوك 2/
478، والنجوم الزاهرة 6/ 297، وشذرات الذهب 5/ 168، وتاريخ ابن
سباط 1/ 310.
(46/210)
وكانَ قد تَمَلَّكَ الرومَ قبلَه أخوه
كيكاوس فحَبَسَ أخاه كَيْقُباذ- هذا- فلمّا نَزَلَ بِهِ الموتُ
أحضرَه وفَكَّ قيده، وعَهِدَ إِلَيْهِ بالمُلكِ، وأوصى إِلَيْهِ
بأطفاله.
فطالَتْ أيّامه واتَّسعَتْ ممالكُه. وكانَ يرجعُ إلى عَدْلِ
ونَصَفَةٍ فيما بَلَغَنا.
وهو كَيْقُباذ بْن كَيْخُسْرُو بْن قَلِيج أَرْسَلَان بْن مَسْعُود
بْن قَلِيج أرسلان بْن سُلَيْمَان بْن قتلمِش بْن سلجوق السلجوقيّ.
وتَمَلَّكَ بعدَهُ ولده السلطانُ غِياثُ الدّين كَيْخُسْرو.
[حرف الميم]
281- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عُمَر بْن حسين بْن خَلَف.
الحافظُ، المفيدُ، أَبُو الْحَسَن، البغداديّ، القَطِيعيّ.
وُلِد فِي رجب سنةَ ستٍّ وأربعين.
وسَمَّعه أَبُوه الفقيهُ أَبُو الْعَبَّاس من: أَبِي بكر ابن
الزَّاغونيّ، وأَبِي القاسم نصر بْن نصر العُكْبَريّ، وأَبِي
جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العَبَّاسيّ، وأَبِي الوقت السّجزيّ،
وسلمان الشّحّام، وأبي الحسن ابن الخَلِّ، وجماعةٍ. ثم سَمِعَ
بنفسه عَلَى طبقةٍ بعد هؤلاء.
وعُنيّ بالحديثِ ورَحَلَ فِيهِ، وكَتَبَ، وحصّل. فقرأ بالموصل في
رحلته
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 1/ 57، و (15/ 12) ، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 442، 443
رقم 2723، وتاريخ إربل 1/ 134 رقم 54، والتقييد لابن نقطة 58 رقم
37، ومعجم البلدان 4/ 142، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 226، والمختصر المحتاج إليه 1/ 19، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1419، ودول الإسلام 2/ 138، وسير أعلام النبلاء 23/ 8-
10 رقم 4، والوافي بالوفيات 2/ 130 رقم 474، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 212- 214، والمختصر 68، والمنهج الأحمد 374، ومرآة
الجنان 4/ 86، والوافي بالوفيات 24/ 383 رقم 444، وغربال الزمان
(باريس 1593) ورقة 181، وذيل التقييد للفاسي 1/ 69- 71 رقم 54،
ولسان الميزان 5/ 64، والمقصد الأرشد، رقم 878، والدر المنضد 1/
369، 370 رقم 1061، والنجوم الزاهرة 6/ 298، وشذرات الذهب 5/ 162،
163 و 168، وعلم التأريخ عند المسلمين 622، وتاريخ علماء
المستنصرية 1/ 324، ومعجم المؤلفين 2/ 138 وفيه: «أحمد بن محمد» .
(46/211)
عَلَى يحيى بْن سَعْدون القُرْطُبيّ،
وسَمِعَ منه ومن خطيب المَوْصِل. وَسَمِعَ بدمشقَ من أَبِي المعالي
بن صابر، ومحمد بن أبي الصقر. ثم لزم الشّيخ أبا الفرج ابن
الْجَوْزيّ وأخَذَ عَنْهُ الوعظَ، وقرأ عَلَيْهِ كثيرا من كُتبِه،
ونابَ لولدِه الصاحبِ محيي الدّين فِي الحِسْبة ببابِ الأزَج.
وخَدَمَ فِي أماكنَ.
وجَمَعَ «تاريخا» لبغدادَ ذيَّلَ بِهِ عَلَى «تاريخ» ابْن
السمعانيّ الّذِي ذيَّل بِهِ عَلَى «تاريخ» الخطيبِ، ولم يُتَمّمه
[1] .
وخَدَمَ فِي بعض الجهاتِ، وفتر عن الحديثِ بل تَرَكَه، ثم طالَ
عمرُهُ، وعلا سندُه، وتفرَّدَ فِي زمانِه. وهو أوَّلُ شيخ وَلِيَ
دارَ الحديث بالمُستنصريَّة.
وكانَ يَخْضِبُ بالسوادِ ثم تَرَكَه.
وهو آخرُ مَنْ حدَّث ب «البخاريّ» كاملا بالسماعِ عن أَبِي
الوَقْت. وتفرَّدَ بأجزاء عديدة.
قَالَ ابنُ نُقْطَة [2] : هُوَ شيخ صحيحُ السماع. صنَّفَ لبغداد
«تاريخا» إلا أَنَّهُ ما أظهَره.
قُلتُ: وكانَ عنده أصولٌ لَهُ يُحدَّثَ منها، وكان عَسِرًا فِي
الرواية. رَوَى عَنْهُ: الدّبيثيّ، وابن النجّار، والسيف ابن
المجد، وعزُّ الدّين الفاروثيّ، وجمالُ الدّين الشَّريشيُّ، وأحمد
بن محمد ابن الكسّار، وأَبُو القاسم بْن بَلَبان، والفقيهُ أَبو
العزّ سعيدُ بْن أَحْمَد الطِّيبيّ الشافعيّ، والمجد عَبْد
الْعَزِيز بْن الْحُسَيْن الخليليّ، والتاج عليّ بن أحمد العلويّ
الغرّافيّ، والشهابُ الأبَرْقُوهيّ. وبالإجازة القاضيان ابْن
الخُوَييّ وتقيُّ الدّين سليمان، وأبو عليّ ابن الخلّال، والفخر
إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عمِّه، وعيسى المُطْعِمِ، وسعدُ
الدّين بْن سعد، وأحمد ابن الشّحنة، وأَبُو بَكْر بْن عَبْد
الدّائم، وفاطمةُ بنتُ جوهر، وأَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن
الشّيرازيّ، وجماعة.
__________
[1] سماه: «درة الإكليل في تتمة التذييل» ذكر ابن رجب الحنبلي أنه
رأى أكثره بخطه، ونقل منه كثيرا في كتابه «الذيل على طبقات
الحنابلة» .
[2] في التقييد 58.
(46/212)
وقال ابنُ النجّار: جَمَعَ تاريخا ولم
يَكُنْ مُحَقِّقًا فيما ينقلُه ويقولُه- عفا اللَّه عَنْهُ-
وانفردَ بالروايةِ فِي وقتهِ عن ابن الزاغوانيّ، والعباس ابن
الخلّ، ونصر، والشَّحام. تُوُفّي فِي رابع أو خامس ربيع الآخر.
وأذهبَ كُلَّ عُمُرِه فِي «التاريخ» الّذِي عَمِلَه، طالعتُه،
فرأيتُ كثيرا من الغلطِ والتّصحيفِ، فأوقفتُه عَلَى وجهِ الصواب
فِيهِ، فلم يَفْهَم. وقد نقلتُ عَنْهُ منه أشياءَ لا يَطْمئنُّ
قلبي إليها، والعُهدةُ عَلَيْهِ. سَمِعْتُ عَبْد العزيز بنَ دُلَف
يَقُولُ: سَمِعْتُ الوزير أَبَا المظفّر بن يونس يقول لأبي الحسن
ابن القَطيعيّ: ويلك عمرك تَقْرأُ الحديثَ، ولا تُحسِنْ تَقرأُ
حديثا واحدا صحيحا.
قَالَ ابْن النجّار: وكانَ لُحَنَةً، قليلَ المعرفة بأسماءِ
الرجال. أسَنَّ وعُزِلَ عن الشهادةِ ولَزِمَ منزلَه.
282- مُحَمَّد بْن إدريس [1] بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه الأندلسيُّ الشَّقْريُّ، الشاعرُ المشهورُ
المعروف بمَرْج الكُحْل.
قَالَ الأبَّارُ [2] : شاعرٌ مُفِلقٌ، بديع التّوليد. وقد حُمِل
عَنْهُ «ديوان» شعره.
وسَمِعْتُ منه. كتبَ عَنْهُ الحافظُ أَبُو الربيع بْن سالم، وأَبُو
عَبْد الله ابن أَبِي البقاء.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول. ومن شِعره:
مَثَلُ الرِّزق الّذِي تَطْلُبُه ... مَثَلُ الظِّلِّ الّذي يمشي
معك
أنت لا تُدْرِكُهُ مُتْبِعًا ... وإذا ولَّيتَ عَنْهُ تَبِعَك [3]
قَالَ: وأنشدني أبو محمد بن برطلة، أنشدني ابن مَرْج الكُحْل
لنفسِه:
لَكَ الخيرُ يا مولايَ ما العَبْدُ بامرئٍ ... لديه حُسامٌ، بل
لديه يَرَاعُ
وهل أَنَا إلّا مِثْلُ حَسَّانَ شيمة ... جبان وفي النّظم النفيس
شجاع؟
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تاريخ إربل 1/ 425، وتكملة الصلة
لابن الأبار، رقم 1005، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/
110، وزاد المسافر 27، والوافي بالوفيات 2/ 181 رقم 535، ونفح
الطيب 2/ 403، 539.
[2] في تكملة الصلة.
[3] والبيتان في الوافي بالوفيات 2/ 181.
(46/213)
283- مُحَمَّد بْن الْحَسَن [1] بْن
المبارك بْن سعد الله.
أبو بكر ابن البواب المُقرئ الحَريميُّ.
وُلِد سنةَ أربعٍ وخمسين تقريبا.
وسمع من: أبي عليّ ابن الرَّحَبِيِّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ
العَلَويّ، وعبد الحقِّ اليُوسُفيّ، ولاحِقٍ ودَهْبَل ابني عَلِيّ
بْن كارَة. وأجاز له ابن البطّي، وأبو المعالي ابن اللّحّاس.
كتبَ عَنْهُ جماعةُ. وأجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل ابن عساكر، وفاطمة
بنت سليمان، وأبي نصر ابن الشّيرازيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
284- مُحَمَّد بْن سلامةَ [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عَلي.
أَبُو مُحَمَّد الحرّانيّ العطّار.
وُلِد سنة اثنتينِ وستينَ وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء.
وتُوُفّي فِي منتصف ذي القَعْدَةِ.
285- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي المعالي [3] بْن عَبْد الواحد
البغداديّ الصّائغ.
ويُعرَفُ بابن غَيلان.
سَمِعَ من أَبِي الحُسَيْن عبدِ الحقِّ.
وماتَ فِي صَفَر.
286- مُحَمَّد بن عليّ بن مهاجر [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد
لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 33، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 430
رقم 2690.
[2] انظر عن (محمد بن سلامة) في: المقفى الكبير 5/ 713 رقم 2330.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 423 رقم 2697.
[4] انظر عن (محمد بن علي مهاجر) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 703،
704، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 446 رقم 2733، والمختار من تاريخ
ابن الجزري 164، 165، والوافي بالوفيات 4/ 172،
(46/214)
الصاحبُ، كمالُ الدّين أَبُو الكلام
المَوْصِليّ.
قَدِمَ دمشقَ وسَكَنَها.
وسَمِعَ من يحيى الثَّقفيّ بالمَوْصِل، ومن ابن طَبَرْزَد بدمشقَ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ البرزاليّ، وغيره. وحدّثنا عنه أبو عليّ ابن
الخلّال.
قال نجم الدّين ابن السابق: قَدِمَ ابْن مهاجر دمشق وسكنَ بعقبة
الكَتَّانِ فِي دارِ ابن البانياسيّ، وشَرَعَ فِي الصدقاتِ وشراءِ
الأملاك ليُوقفَها. وكانَ قد اتفقَ مَعَ والدي عَلَى عملِ رصيف
عقبة الكَتَّان، وقال: تجيءُ غدا وتأخُذُ دراهمَ لعمله.
فلمّا أمسى، بَعثَ إِلَيْهِ الملكُ الأشرف خرزة بَنَفسجٍ وقال: هذه
بركةُ السنة.
فأخذها وشمَّها فكانت القاضيةَ، فأصبح مَيْتًا، فوَرِثَهُ
السلطانُ، وأعطوا من تركته ألف درهم، فاشتروا له بها تُربة فِي
سوقِ الصالحيةِ.
قلتُ: فلما كانَ بعد ذَلِكَ بَنَى الصاحبُ تقيُّ الدّين توبةُ بْن
عَلِيّ بْن مهاجر التَّكريتيُّ فِي حيطان البَرِّية خمسة دكاكين
وادَّعى أنَّه ابنُ عمه.
وقال أبو المظفَّر الْجَوْزيّ [1] : بَلَغَ قيمةُ ما خلّف الصاحب
كمال الدّين ثلاثمائة ألف دينارٍ. وأراني الملكُ الأشرفُ مِسْبَحةً
فيها مائة حبةٍ، مثلِ بيضِ الحمام- يعني: من التَّرِكَة-.
تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرَة.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ القُوصيُّ فِي «معجمِه» فقالَ: الوزيرُ كمال
الدّين ابن الشهيد معين الدّين. كانَ من ساداتِ الكرام في زمانه،
مستغنيا بأمواله عن أموال السلطانِ، باذلا إنعامه للإخوانِ،
مُديمًا لهم مدَّ الخِوانِ.
تُوُفّي يوم الْجُمعةِ وهو ساجدٌ فِي صلاةِ الصبح.
287- مُحَمَّد، السلطانُ، الملكُ، العزيز، غياث الدّين [2] .
__________
[ () ] 173 رقم 1711، والبداية والنهاية 13/ 146.
[1] في مرآة الزمان.
[2] انظر عن (الملك العزيز غياث الدين) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/
703، والحوادث الجامعة 53،
(46/215)
ابن السلطانِ الملك الظاهر غازي ابْن
السُّلطان الملك الناصر صلاح الدِّين يوسُف بن أيوب، صاحبُ حَلَب.
وَلِيَ بعدَ والده وله أربع سنين أو نحوها. وجُعل أتابكه
الطُّواشيّ طُغْريل، وأقَرَّ الملكُ العادلُ ذَلِكَ، وأمضاهُ لأجل
الصاحبة والدة العزيز لأنها بنتُ العادلِ، وكانت هي الكُلَّ إلى أن
اشتدّ. وكان فِيهِ عدلٌ، وشفقةٌ، وتَوَدُّدٌ، ومَيْلٌ إلى الدّين.
قَالَ ابن واصل [1] : يكفيه مِنَ المناقب لَهُ رده لكمالِ الدّين
عمر ابن العَجَمي لما طَلَبَ قضاءَ حلب بعد موت ابن شَدَّاد،
وبَذَلَ نحوَ ستين ألفَ درهم فِي القضاء فما التفتَ إِلَيْهِ ولا
وَلَّاه.
توفّي فِي ربيع الأوّل شابّا طَريًّا، وله نيَّفٍ وعشرون سنة.
وخَلَّف ولده الملك الناصرَ يوسُفَ صغيرا، فأقاموه فِي المُلك
بعدَه، نعوذُ باللَّه من إمرةِ الأطفال.
288- مُحَمَّد بْن قَرَاطاي [2] الإرْبلي.
الأميرُ، أَبُو الْعَبَّاس.
كَانَ مليحَ الصورةِ، مَهيبًا، من أمراءِ صاحب إرْبل، فلمَّا ماتَ
صاحبُ إرْبل قَدِمَ- هذا- حلب فأكرمَه الملكُ العزيز وأقطعه خبزا.
__________
[ () ] وتاريخ الزمان لابن العبري 283، وتاريخ مختصر الدول، له
250، ومفرّج الكروب 5/ 114- 117، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1781،
وأخبار الأيوبيين لابن العميد 143، والمختصر في أخبار البشر 3/
158، وذيل الروضتين 165، ونهاية الأرب 29/ 217، والدر المطلوب 318،
والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 122، 201، والإشارة إلى وفيات الأعيان
336، ودول الإسلام 2/ 138، والعبر 5/ 140، وفيه: «محمد بن عبد
الملك الظاهر» ، وسير أعلام النبلاء 23/ 202، 203 رقم 121، وتاريخ
ابن الوردي 2/ 164، والوافي بالوفيات 4/ 306 رقم 1848، ومرآة
الجنان 4/ 86، والبداية والنهاية 13/ 145، ومآثر الإنافة 2/ 83،
والعسجد المسبوك 2/ 478، والسلوك ج 1 ق 1/ 253، والنجوم الزاهرة 6/
297، وشفاء القلوب 340- 342، وتاريخ الأزمنة للدويهي 217، وشذرات
الذهب 5/ 118، وتاريخ ابن سباط 1/ 309.
[1] في مفرّج الكروب 5/ 114.
[2] انظر عن (محمد بن قراطاي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 165
وفيه: «محمد بن قيراطلي» ، والوافي بالوفيات 4/ 353 رقم 1916.
(46/216)
وله شِعرٌ حسن كأخيه، فمنه:
أقدُّك هذا أمْ هُوَ الغُصُنُ الرّطْبُ ... وطَرْفُكَ ذا أمْ هُوَ
الصَّارِمُ العَضْبُ
أيَا بَدْرَ تِمٍّ فيكَ للعينِ نُزْهَةٌ ... وللقلبِ تَعْذِيبٌ
ولكنَّه عَذْبُ
خَفِ الله في قتل الكئيب وعده بالوصال ... عَسَى نارٌ بمُهْجَتِه
تَخْبُو
تُوُفّي فِي رجبٍ بحلبَ شابّا، وله ثمانٍ وعشرونَ سنة إلا شهرين.
289- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن وضّاح.
أَبُو بَكْر، اللَّخْميّ، الأندلُسيّ. خطيبُ مدينة شَقْر.
رَوَى عن أَبِيهِ أَبِي القاسم، وأخَذَ عَنْهُ القراءات.
وسَمِعَ أَبَا إِسْحَاق بْن فَتْحون. وحَجَّ سنة ثمانين وخمسمائة،
وسَمِعَ من الشاطبيُّ قصيدتَه «حِرْزَ الأماني» . وسَمِعَ بِبِجاية
من الحافظِ عَبْد الحقِّ بْن عَبْد الرَّحْمَن. وأجازَ لَهُ
الإمامُ أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيل، وجماعةٌ.
وتصدَّرَ بلده للإقراءِ. وحدَّث بِيَسير.
قَالَ الأبَّارُ [2] : وكانَ رجلا صالحا، لَقِيُته مِرارًا. وُلِد
سنة تسعٍ وخمسين.
وتُوُفّي فِي سادس شهر صفر.
وقال ابن مسدي: حَكَى لي أنَّ ابنَ هُذَيل اشْتَرى لَهُ شيئا
وألبَسَه إياه. قَالَ:
فَفَرحْتُ بِهِ، فقال لأبي: هذا تذكرةُ العهد إذا كَبَر. وسَمِعَ
من ابن هذيل «التَّيسير» بعضه أو كُلَّه فِي سنةِ أربع وستين. ثم
خَرَّج ابن مَسْدي عَنْهُ من ذَلِكَ سندَ الكبير.
وسَمِعَ منه «التّيسير» ابنُ أَبِي الأحوص شيخُ أَبِي حَيَّان
النَّحْويّ.
290- محمد بن يحيى [3] بن قائد- بالقاف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 635،
636، ومعرفة القراء الكبار 2/ 644 رقم 611، وغاية النهاية 2/ 257.
[2] في تكملة الصلة 2/ 236.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقفى الكبير 7/ 446 رقم 3541،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 452، 453 رقم 2743.
(46/217)
أَبُو عَبْد اللَّه، الأُمَويّ العثمانيُّ
المعروفُ بالزَّواوي.
أحدُ الصّلحاءِ المشهورين بمصر. كانَ زاهدا خَيِّرًا مُنْقَطِعًا
عن الناسِ لازما للعُزْلَةِ. كَانَ يَسْكُن القَرَافة.
قَالَ المنذريُّ [1] كتبتُ عَنْهُ فوائدَ.
291- مُحَمَّد بْن يوسُف [2] بْن محفوظ بْن مُحَمَّد بْن عبد
المنعم.
أبو الحسن، ابن الوَرَّاقِ، البغداديّ، الوكيلُ.
شيخٌ مبارَكٌ، حسنُ السَّمْتِ.
رَوَى عن جدِّه محفوظِ، عن أَبِي الْحُسَيْن ابن الطّيُوريّ.
كتبَ عَنْهُ ابنُ الحاجب، وغيرُه.
وُلِد في سنة إحدى وخمسين، وتوفّي في ذين الحِجَّة.
ورَوَى عَنْهُ بالإجازة القاضي الحنبليُّ.
292- محمودُ بْن سالم [3] بْن سلامة، أَبُو القاسم.
التَّكريتيُّ، الشاهدُ.
أحدُ عدول تَكْريت وعلمائِها. لَهُ معرفة بالأدبِ، وشِعرٌ حَسَنٌ
كثيرٌ. ويُلَقَّبُ بالناصح.
سَمِعَ عبد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سُوَيْدَة.
رَوَى عنه بالإجازة بهاء الدّين ابن عساكر.
تُوُفّي فِي أواخر ذي القَعْدَةِ.
أرَّخَه ابنُ النجّار.
293- محمود بْن عَبْد اللّطيف [4] بْن مُحَمَّد بْن سيما بن عامر.
__________
[1] في التكملة.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 174، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 461 رقم
2768.
[3] انظر عن (محمود بن سالم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 461 رقم
2767.
[4] انظر عن (محمود بن عبد اللطيف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
458 رقم 2759، وتكملة إكمال
(46/218)
أَبُو الثناء، السُّلَميّ، الدمشقيّ،
المحتسبُ، فخرُ الدّين، ابن المحتسب أَبِي مُحَمَّد.
رَوَى [عن] [1] : أَبِي سعد بْن عَصْرون، وابن صَدَقَة الحرّانيّ،
وطُغْديّ الأميري، والبهاء ابن عساكر.
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية. وآخِرُ مَنْ
رَوَى عَنْهُ ابنُه عَلِيّ حضورا. وأجازَ لغيرِ واحدٍ.
وتُوُفّي فِي الثامن والعشرين من شوَّال.
294- محفوظُ بْن الْمُبَارَك [2] بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه
بْن بكري.
أبو الوفاءِ، الحَريميُّ، المُسْتعملُ.
سَمِعَ من: أَحْمَد بْن موهوب بن السّدنك، ولا حق بْن كارَة.
وماتَ فِي صفر.
أجازَ لابنِ الشيرازيّ.
295- مُرْتَضى بْن أَبِي الجودِ [3] حاتِم بْن المسلّم بن أبي
العرب.
أبو الحسن، ابن العفيف، الحارثيُّ، الْمَصْريّ، الحْوفيُّ [4] .
وُلِد سنة تسع وأربعين تقريبا بالحوف.
وقرأ القراءات، وسَمِعَ بالإسكندريةِ من السِّلَفِيّ، والقاضي
الحضْرميّ.
وبمصرَ من: عبِد اللَّه بْن بَرِّي، وإسماعيل بْن قاسمٍ الزيات،
وسلامة بن عبد الباقي الأنباريّ، وغيرهم.
__________
[ () ] الإكمال لابن الصابوني 224، والإشارة إلى وفيات الأعيان
336.
[1] إضافة على الأصل.
[2] انظر عن (محفوظ بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 434
رقم 2701.
[3] انظر عن (مرتضى بن أبي الجود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
458، 459 رقم 2760، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 302، 303،
والمعين في طبقات المحدّثين 197 رقم 2088، والإعلام بوفيات الأعلام
262 والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، والعبر 5/ 140، وسير أعلام
النبلاء 23/ 11، 12 رقم 5، وذيل التقييد 2/ 287 رقم 1640، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1419، والنجوم الزاهرة 6/ 399، وشذرات الذهب 5/ 168،
169.
[4] منسوب إلى الحوف، كورة مشهورة قصبتها بلبيس، من مصر. قيدها
المنذري.
(46/219)
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المُنْذريُّ، وابنُ
النّجار، وأَبُو طاهرِ أَحْمَد بْن عَبْد الكريم المُنْذريُّ،
وحفيدُه أَبُو الجود حاتِمُ بْن الْحُسَيْن بْن مرتضى، والشهابُ
أَحْمَد الأبَرْقُوهيّ، والغَرَّافيّ. وآخِرُ من رَوَى عَنْهُ
بالحضور أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُكَرَّم، وجماعةٌ
بالإجازة.
وكانَ من الأئمّة العاملين.
قَالَ الزكيُّ عبدُ العظيمِ [1] : كَانَ عَلَى طريقةٍ حسنة، كثيرَ
التلاوة للقرآنِ فِي اللّيلِ والنهارِ. ووالدُه العفيفَ أحدُ
المُنْقَطِعينَ المشهورين بالخير والصلاح، وله القَبولَ من الناس.
قلتُ: حدَّث مرتضى بدمشق أيضا. وكانَ عنده فِقْهٌ، ومعرفةٌ،
ونَبَاهةٌ.
وكتبَ بخطِّه كثيرا.
وقال التقيُّ عُبَيْد الحافظ: كَانَ فقيرا، صَبُورًا، لَهُ قَبولٌ.
ويَخْتِمُ كلَّ يوم وليلة خَتْمَةً، وله فِي رمضان ستّون خَتمةً.
وتُوُفّي بالشارع فِي ليلة التاسع والعشرين من شوّال.
وكان شافعيّ المذهب.
ولم يذكر المُنْذريُّ عَلَى من قرأ القراءات.
296- مُرهف بْن صارم [2] بْن فلاحِ بْن راشد.
أَبُو المُهَنَّد الْجُذَاميّ، المَنْظُوريّ، السفطيُّ، الشافعيّ،
الزاهدُ.
صَحِبَ الشَّيْخ أَبَا عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ زمانا، وغيرَهُ من
الصالحين. وأمَّ بالمسجِد بزُقاق الطَّبَّاخ بمصر، ثم انقطعَ
بالمسجد الملقب بالأندلسِ الّذِي بالقَرَافَةِ. وكان يُزار
ويُتَبَرَّكُ بلقائِه. وله شعر حسن.
__________
[1] في التكملة 3/ 434.
[2] انظر عن (مرهف بن صارم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 463 رقم
2774، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 212، 213.
(46/220)
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ وقال [1]
: كَانَ مُتواضعًا، حَسَنَ المحاضرَة، مُنبسطَ الوجِه، أحدَ
المشهورينَ بالصَّلاحِ والخير. ذَكَرَ ما يَدُلُّ عَلَى أنَّ
مولدَه فِي سنةِ ثمانٍ وأربعين.
ومنظُور: فخذ من جذام.
وسفط: قرية مشهورةٌ تُعْرَفُ بَسفْط نَهْيَا بجيزةِ الفُسطاط.
وبديار مصرَ سبعة عشرَ موضعا تسمى سفط.
297- مسعودُ بْن يُرنقش [2] .
الأميرُ، بدرُ الدّين، النجميُّ.
حدَّث عن أبي الحسن عليّ بن محمد ابن الساعاتي الشاعر.
رَوَى عَنْهُ زكيُّ الدّين عبدُ العظيم وقالَ: وُلِد بتَكريت سنةَ
تسعٍ وأربعينَ وخمسمائة، وماتَ فِي ربيع الأوّل بالشَّوْبك.
298- مُظَفَّرُ بْن عَبْد اللَّه [3] بْن مُظفر بْن أَبِي البركات.
أَبُو المنصورِ، الهاشميُّ، العباسيُّ، الأرْبِلي، الواعظُ ويعرف
بالشريفِ العباسيِّ.
تفقّه بإرْبِل عَلَى مذهبِ الشافعيّ. واشتغلَ بالوعظِ.
وسَمِعَ من: الفقيه عُمَر بْن مُحَمَّد العاقِلي [4] ، وذاكرِ بْن
كامل.
وحدَّث بمصرَ ودمشقَ. ووَعَظَ بجامع مصر.
وتُوُفّي بإرْبِل فِي شوّال.
__________
[1] في التكملة 3/ 463.
[2] انظر عن (مسعود بن يرنقش) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 435،
436 رقم 2705.
[3] انظر عن (مظفر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 459
رقم 2761، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 156 (8/ 373) ، والعقد
المذهب لابن الملقن، ورقة 263، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي،
ورقة 83.
[4] في تكملة المنذري: «العاملي» .
(46/221)
كتب عنه الزّكي المنذريّ [1] ، عمر ابن
الحاجب. ورَوَى عَنْهُ بالإجازة البهاءُ بْن عساكر.
299- مكّيّ بْن عُمَر [2] بْن نعمة بْن يوسُفَ بْن سَيْف بن عساكر.
الفقيُه، أَبُو الحرم، ابن الزاهدِ المُقرئ أَبِي حفص، الرُّؤبيُّ،
المَقْدِسيُّ، ثم الْمَصْريّ، الحنبلي، البَنَّاءُ. أحدُ العالمين
بمذهبِ الْإمَام أَحْمَد.
سَمِعَ من: والدهِ، والعلامةِ عبد اللَّه بْن بَرِّي، وأَبِي
الفتحِ محمود الصابونيّ، والبُوصيريّ، وخَلْقٍ كثير. وبمكةَ من
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الهَرَويّ، ويونُسَ الهاشميِّ، وجماعة.
وله مجاميعُ فِي الفقه، وغيرِه. وتَخَرَّجَ بِهِ جماعةٌ. وأمَّ
بالمسجد المعروف بِهِ بدربِ البَقَّالينَ بمصرَ. وكان يبني
ويأْكُلُ من كسبِ يده.
والرُّؤبيُّ: نسبة إلى رُؤْبَةَ جَدِّهم.
رَوَى عَنْهُ: ابن النّجّار، والزكيُّ المُنْذريُّ، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي العشرين من جُمَادَى الآخرةِ.
وأَبُوه من الرواة عن أَبِي الفتح الكَرُوخيّ.
وكانَ مولدُ مَكّي فِي رمضانَ سنةَ ثمانٍ وأربعين.
300- مُوَفَّقُ بْن مُحَمَّد [3] بْن حُسين، القاضي.
أَبُو المؤيّد الخُوارَزْميَّ، الحنفيّ، الأصولي، الصُّوفيّ.
كَانَ فقيها، عارفا بالنظرِ والْجَدَل، قَيِّمًا بالمناظرة، مليح
النظم والنثر. ولي القضاء للسلطان جلالٍ الدّين خوارزم شاه ثم
استعفى، وقَدِمَ بغداد.
__________
[1] في التكملة 3/ 459.
[2] انظر عن (مكي بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 450 رقم
2738، والمنهج الأحمد 374، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 264،
ومختصره 68، والمقصد الأرشد رقم 1160، والدر المنضد 1/ 370، 371
رقم 1033، وشذرات الذهب 5/ 169.
[3] انظر عن (موفق بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 165.
(46/222)
تُوُفّي بمصر فِي سنتنا هذه.
ذكره أَبُو عبد الله ابن الجزريّ.
301- المؤمّل ابن الكامل [1] أبي الفوارس شجاع ابن أمير الجيوش
شاور.
القاضي، العدل، أوحدُ الدّين، أَبُو المكارم، السَّعْديّ،
الشافعيّ.
شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الرحمن ابن السُّكّريّ فمَن بعدَه.
ومولدُه فِي حدودِ سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وأدْرَكَ دولة جدِّه.
قَالَ المُنْذريُّ: كَانَ من أهلِ الدّين والخَيْر، مُقْبِلًا
عَلَى ما يعنيه عَلَى طريقةٍ حَسَنةٍ.
[حرف النون]
302- ناصرُ بْن أَبِي المفاخر [2] بْن ناصر الهاشميُّ.
البغداديّ، النَّقَّاشُ، أَبُو المنيع.
حدَّث عن عيسى بْن أَحْمَد الدُّوشابيّ.
وماتَ فِي ربيع الأول.
303- ناصرُ بْن عَبْد اللَّه [3] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَبُو عَلِيّ المصريُّ، العَطَّارُ، نزيل مَكّة.
شيخٌ صالح مُسِنٌّ.
قَالَ المُنْذريُّ [4] : بَلَغَنَا أَنَّهُ وَقَفَ ستّين وَقْفةً.
حدَّث عن الفقيه مُحَمَّد بْن عَلِيّ القَلَعِي، وعليِّ بْن حُميد
الطرابُلُسي المُقرئ. ولنا منه إجازةٌ. حججتُ ولم يتَّفِقْ لي
السماعُ منه.
__________
[1] انظر عن (المؤمل بن الكامل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 460
رقم 2765.
[2] انظر عن (ناصر بن أبي المفاخر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
440 رقم 2718.
[3] انظر عن (ناصر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 462،
والعقد الثمين 7/ 316، وذيل التقييد 2/ 292 رقم 1653.
[4] في التكملة 3/ 462.
(46/223)
[ناصرُ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد
الرَّحْمَن.
الْمَصْريّ، العطارُ، الزاهدُ، المجاورُ، أَبُو أَحْمَد.
ذكرَه القطب ابن القَسْطَلَّاني فِي شيوخِه الصُّوفيّة. وقال: ذُكر
لي أنّه حَجَّ ستينَ حَجَّةً، وسَمِعَ «الْبُخَارِيّ» من عَلِيّ
بْن عَمَّار، وعمّر ستا وتسعين سنة. قَالَ:
قَرَأَت عَلَيْهِ، وسَمِعْتُ منه، وكانَ مشغولا بما يَعنيِه. ماتَ
بمكةَ فِي أوائلِ سنة أربعٍ وثلاثين- رَحِمَه اللَّه-.
سَمِعَ منه الرشيد العَطَّارُ] [1] .
304- نجمُ بْن أَبِي الفَرَج [2] بْن سالم.
الفقيُه، أَبُو الثُّريّا، الكِنَانيّ، الْمَصْريّ، الشافعيّ.
سَمِعَ من: عبد اللَّه بْن بَرِّي، وعَشِير بْن عَلِيّ المُزارع،
وفارسِ بْن تُركيّ الضرير.
وتَصَدَّرَ بالجامعِ العتيق، وأعادَ بالمدرسة السَّيفية، وصنَّفَ
فِي الفقِه. وكان فقيها حسنا من أهل الخَير والصيانة.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ [3] .
وولدَ فِي حدودِ سنةِ تسعٍ وخمسين.
وتُوُفّي فِي ثامن ربيع الأول.
305- نصر بْن مُحَمَّد [4] بْن عَلِيّ.
أبو الفتوح، ابن القبّيطيّ.
__________
[1] ما بين الحاصرتين كتبه المؤلّف- رحمه الله- على هامش نسخته
بخطه بعد الترجمة رقم (276) والصحيح أن تكتب هنا.
[2] انظر عن (نجم بن أبي الفرج) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 436
رقم 2706، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 356، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 8/ 387، 388، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 266،
ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 97.
[3] في تكملته 3/ 436.
[4] انظر عن (نصر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 437، 438
رقم 2710.
(46/224)
أخو عبدِ العزيز المذكورِ آنفا، وعبدُ
اللّطيف الّذِي فِي سنةِ إحدى وأربعين.
وُلِد سنة ستّ وستّين.
وسمع من: شُهْدَةَ، وعُبَيْد اللَّه بْن شاتيل، ونصر اللَّه
القَزَّاز.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي الفَرَج ابن الدّبّاب، وغيره.
وسمع عنه: العزّ عمر ابن الحاجب، والشرف أحمد ابن الْجَوْهريّ.
ورَوَى عَنْهُ بالإجازة: القاضي شهابُ الدّين ابن الخويّي، وفاطمة
بنت سليمان، وأبو عليّ ابن الخلّال، والبهاء ابن عساكر، ومحمد ابن
الشّيرازيّ.
وكان يَتَعانى الكتابةَ.
تُوُفّي فِي نصفِ ربيع الأوّل.
ومن مسموعاتِه «عوالي» طِرَاد عَلَى شُهْدَةَ الكاتبةِ.
[حرف الهاء]
306- هبةُ اللَّه بْن الْحَسَن [1] .
أَبُو القاسم، البغداديّ، المُقرئ، المعروفُ بالأشْقَر. إمامُ مسجد
ابْن حَمْدي.
كَانَ من أعيان القُرَّاءِ بالرواياتِ. ورُتِّب خازنا بالدّيوانِ
العزيز.
307- هبةُ اللَّه بْن عُمَر [2] بْن الْحسن.
أبو بَكْر، الحربيُّ، القَطَّانُ، ويُعْرَفُ بابن كمالَ الحَلَّاج.
سَمِعَ من: هبة اللَّه بْن أَحْمَد الشِّبْلي، وكمالَ بنت الحافظ
أبي محمد ابن السَّمرْقَنْديّ- وهو آخِرُ مَنْ حدَّث عَنْهُمَا-،
وأَبِي المعالي محمد ابن اللّحّاس.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في: المنهج الأحمد 370، والذيل
على طبقات الحنابلة 2/ 211، ومختصره 68، والمقصد الأرشد، رقم 1193،
والدر المنضد 1/ 368 رقم 1025.
[2] انظر عن (هبة الله بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 444،
445 رقم 2729، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، والمعين في طبقات
المحدّثين 197 رقم 2089، والعبر 5/ 140، 141، وسير أعلام النبلاء
22/ 12، 13 رقم 6، والنجوم الزاهرة 6/ 299، وشذرات الذهب 5/ 169.
(46/225)
روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وغيره.
وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبو المعالي
الأبرقوهيّ، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عساكر، وابن
الشّحنة، وابنُ سَعْد، والمُطَعِّمِ، وفاطمةُ بِنْت سُليمان،
وأَبُو نصرٍ مُحَمَّد بْن محمد المزّي.
وكتب عنه السيف المقدسيّ، والكمال ابن الدّخميسيّ.
وكان فيه دين، صلاح، وخشوع.
توفّي في العشرين من جمادى الأولى عن نيَّفٍ وثمانينَ سنة.
[حرف الياء]
308- ياسمينُ بنتُ سالمِ [1] بْن عَلِيّ بْن سلامة ابْن البيْطار.
أمُّ عَبْد اللَّه، الحَرِيميَّةُ.
سَمِعْتُ من أبي المظفّر هبة الله ابن الشّبليّ- وهي آخرُ مَنْ
رَوَى عَنْهُ- وهي أختُ ظَفَر.
رَوَى عنها: علاءُ الدّين عَلِيّ بن بلبان، وجمال الدين أبو بكر
الشريشي، وتقيّ الدّين إبراهيم ابن الواسطيّ، وشمس الدّين عبد
الرحمن ابن الزّين. ومن القدماء أبو عبد الله ابن الدُّبَيْثي،
وغيرُه. وبالإجازَة القاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وسعدُ الدّين
بْن سعد، وعيسى المُطْعِمِ، والفخرُ إسماعيل ابن عساكر، وابنُ
عمِّه بهاءُ الدّين قاسم، وأَحْمَد بْن أَبِي طَالِب، وأَبُو بَكْر
بْن عَبْد الدائم، وجماعة.
وتُوفيَّت يومَ عاشوراء [2] .
309- يحيى بْن أحمد بن محمد الأنصاريّ.
__________
[1] انظر عن (ياسمين بنت سالم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 430
رقم 2689، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، والمعين في طبقات
المحدّثين 197 رقم 2090، والعبر 5/ 141، والمختصر المحتاج إليه 2/
273 رقم 1440، وسير أعلام النبلاء 22/ 13، 14 رقم 7، والعسجد
المسبوك 2/ 479، والنجوم الزاهرة 6/ 297، 298، وشذرات الذهب 5/
169.
[2] في المختصر المحتاج إليه 2/ 273 توفيت بعد سنة أربع وثلاثين
وستمائة.
(46/226)
السَّعْديّ، الأميرُ، أَبُو الْحُسَيْن،
الدّانيّ.
سَمِعَ من: صِهره أَبِي بَكْر بْن أَبِي حَمْزَة، وأَبِي الخطّاب
بْن واجب، وخَلْقٍ.
وعُني بالحديثِ مَعَ حظٍّ من البَلاغَة والأدبِ والشِّعرِ.
وَلِيَ شاطِبةَ من قِبَل مُحَمَّد بْن يوسف بْن هُود.
وماتَ فِي شَعْبان عن خمسٍ وخمسين سنة.
310- يوسُفُ بْن أَحْمَد [1] بْن عَلِيّ بْن حُسَيْنِ.
أَبُو المظفَّر، الحَلاويّ، البغداديّ الحنبليّ، الفقيُه، الصالحُ.
رَوَى عن أَبِي الفتح بْن شاتيل.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة: الفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمةُ
بِنْت سُليمان، وأبو نصر محمد ابن الشّيرازيّ، وسعدُ الدّين بن
سعد، وعيسى المُطْعِمِ، وجماعة.
تُوُفّي فِي العشرين من ربيع الأوّل، وقد بَلغَ الستّين.
[الكنى]
- أَبُو الفَرَج القَطيعيُّ.
يُسمَّى الضَّحَّاكَ، وقد تَقَدَّمَ [2] .
وفيها وُلِدَ القاضي زين الدّين عَلِيّ بْن مخلوق المالكيّ.
وعزُّ الدّين محفوظ بن معتوق ابن البُزُوريّ، التاجرُ، المُؤرِّخُ.
وبدرُ الدّين مُحَمَّد بْن فضل اللَّه الكاتبُ.
والشهابُ أَبُو بَكْر أَحْمَد بن محمد الدّشتيّ، بحلب.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 439 رقم
2714، والمنهج الأحمد 371، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 204،
ومختصره 68، والمقصد الأرشد، رقم 1256، والدر المنضد 1/ 369 رقم
1029.
[2] برقم (247) .
(46/227)
والزّين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن
الشّيرازيّ، فِي أوَّلِ المحرَّم.
والقطبُ محمود بْن مَسْعُود الشّيرازيّ، صاحبُ التصانيفِ، في صفر
بكازَرُون.
والشهابُ أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر القَرَافي الصُّوفيّ.
والزّينُ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن طرْخان المَشْهَديُّ.
وأبو محمد عبد الله بن عمر ابن الإمام بهاء الدين ابن الْجُمّيزيّ.
ويوسفُ بْن مُحَمَّد بْن مُزَيْبِل المَخْزوميُّ الشاهدُ.
ونَخْوةُ بنتُ مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر ابن النَّصيبيّ.
وعُبَيْد الجمل، وهو: عَبْدُ الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد
المَقْدسيُّ الفقيرُ.
وعبدُ الحميدِ بْن سُلَيْمَان بْن معالي المغربيُّ المعدّلُ،
بحلبَ.
(46/228)
سنة خمس وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
311- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد.
أَبُو الْعَبَّاس، الحَرِيميُّ، الواعظُ، عُرِفَ بابن الزّبّال.
ولد سنة ستّين وخمسمائة.
وحدَّث عن النقيبِ أَحْمَد بْن عَلِيّ العَلَويّ.
كتب عنه السيف ابن المجد، والكمالُ الدّخميسيّ.
وأجاز للقاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان بْن حمزة، وفاطمةَ بنتِ
سُلَيْمَان، وابن سعد، وأَبِي بَكْر بْن عَبْد الدّائم، وعيسى
المطعّم، وأحمد ابن الشّحنة، وغيرهم.
وكانَ كثيَر الصمْت، قليلَ المخالطة للناس.
والزّبّال: بباء موحدة [2] .
توفّي في التاسع والعشرين من رجب.
312- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [3] بْن حُمَيْد بْن إِبْرَاهِيم بْن
مُهَلهل.
أَبُو الْعَبَّاس، الْقُرَشِيّ، المَخْزوميُّ، البِلبيسيُّ،
الشافعيّ، الأديبُ، الشاعرُ المعروف بابن كسا [4] .
وُلِد سنة سبع وستّين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 2824،
والوافي بالوفيات 6/ 201 رقم 2662.
[2] قيّده المنذري.
[3] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 475
رقم 2798، والوافي بالوفيات 6/ 404 رقم 2919، والمقفى الكبير 1/
389، 390 رقم 442.
[4] انظر تكملة المنذري.
(46/229)
وتفقَّهَ، وقالَ الشِعرَ الْجَيِّدَ. وسافر
الكثيرَ. واشتغلَ بدمشق. وذكرَ بدمشق.
وذكر أنّه اجتمعَ بالفخر الرّازيّ صاحب التصانيفِ بخُوارزم. وكان
لَهُ أُنسٌ بالنظرياتِ والخِلافياتِ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
وحدَّث بشيءٍ من شعره [1] .
313- أَحْمَد بْن عَلِيّ [2] بْن أَحْمَد. أَبُو عَبْد اللَّه،
الأوانيّ [3] .
شاعرٌ مُحْسِنٌ، تُوُفّي فيها. فمن شِعره:
سَلُوا مَنْ كَسَا جِسْمي نَحَافةَ خصْرِه ... وكَلَّفَني فِي
الحُبِّ طَاعَة أَمْرِهِ
يُبَدِّلُ نُكْر الوَصْل منه بعُرْفِه ... لَدَيّ وعُرْفَ الهَجْر
منه بنُكْرِهِ
فما تُنْعَمُ اللذَّاتُ إلّا بوَصْلِهِ ... ولا تَعْظُم الآفاتُ
إلا بهَجْرِهِ
فَأقْسمُ بِالمُحْمَر مِنْ وَرْدِ خَدِّه ... يَمينًا
وبِالمُبْيَضِّ مِنْ دُرِّ ثَغْرهِ
لَقَد كِدْتُ لولا ضَوْءُ صُبْحِ جَبينِهِ ... أتيه ضَلالًا فِي
دَيَاجي شَعرِهِ
314- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أبي جعْفَر [4] أَحْمَد بْن أَبِي
الْحَسَن بْن الباذش.
أَبُو جعْفَر، الأَنْصَارِيّ، الغَرْناطيُّ، المُقرئ.
قرأ بالروايات عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن كَوْثر.
عَرَضَ عَلَيْهِ الخَتْمَةَ ابنُ مسدي وقال: ماتَ سنةَ بِضْعٍ
وثلاثين. ولم يُعَقِّبْ.
وجَدُّه هُوَ مؤلف «الإقناع» فِي القراءات.
315- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفَهْم [5] عَبْد الوهّاب
ابن الشّيرجيّ.
شرف الدّين، أبو الفتح، ابن فخرِ الدين، الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ.
حدَّث عن الخُشُوعيّ.
__________
[1] ذكر المقريزي بعض شعره في (المقفى الكبير) .
[2] انظر عن (أحمد بن علي الأواني) في: المختار من تاريخ ابن
الجزري 171.
[3] في المختار: «الديواني» .
[4] انظر عن (أحمد بن علي بن أبي جعفر) في: غاية النهاية 1/ 83 رقم
378.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي الفهم) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 486، 487 رقم 2826.
(46/230)
وماتَ فِي شَعْبان.
316- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] .
الشيخُ أَبُو حجَّة. القُرْطُبيّ، القيْسيُّ.
أخَذَ القراءات عن عبد الرحمن ابن الشَّرَّاطِ.
وكانَ من العُبَّادِ، بُلِيَ بالأسر.
وماتَ فِي هذا الحدود عن نيَّفٍ وسبعين سنة [2] .
317- أَحْمَد بْن يوسف [3] بْن مُحَمَّد.
أَبُو جعفرٍ الدَّلَّالُ. نزيلُ بَلَنسية.
سَمِعَ: أَبَا العطاء بْن نذير، وأبا عبد الله بْن نوح الغافقيّ،
وأبا زكريا الدمشقيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار
1/ 123، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 8 ق 2/ 484، 485
رقم 747، وغاية النهاية 1/ 109 رقم 501، و 1/ 128، 129 رقم 604،
وبغية الوعاة 1/ 167، وإيضاح المكنون 1/ 286، وروضات الجنات 87،
ومعجم المؤلّفين 2/ 153، 154.
[2] تكاد مصادر ترجمته تجمع على وفاته في سنة 643 هـ وقد ذكره ابن
الجزري مرتين في (غاية النهاية) ، فقال في الأولى إنه توفي سنة 643
هـ. (1/ 109 رقم 501) وقال في الثانية: مات في حدود سنة خمس
وثلاثين وستمائة (1/ 129 رقم 604) .
وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان من كبار الأستاذين مقرئا
متقدّما في صنعة التجويد، حسن الأخذ على القراء، محدّثا حافظا،
مشهور الفضل، من أهل الزهد والورع والتواضع وصحة الباطن نحويا
محقّقا يتعاطى نظم شعر ساقط غاية في الضعف والرداءة، واختصر
التبصرة لمكي في القراءات اختصارا حسنا، وصنف كتابا في الأحكام
الشرعية جمع فيه ما اجتمع عليه صحيحا البخاري ومسلم من أحاديث
الأحكام وسمّاه: «منهج العبادة» ، وكتاب «تفهيم القلوب بآيات علّام
الغيوب» ، و «تسديد اللسان لذكر أنواع البيان» في النحو، وأقرأ
القرآن وأسمع الحديث ودرّس النحو بقرطبة إلى أن دخلها الروم فانتقل
إلى إشبيلية وأقرأ بها وقدم إلى الصلاة والخطبة بجامع حصن الوادي
من أحوازها. ثم فصل عنها راكبا البحر مؤثرا التحول إلى سبتة وركب
في جوادة فامتحن هو وأهله وأولاده بالأسر واحتمل إلى منورقة أو
إحدى جهاتها ففداه أهلها وهو قد أشفى على الهلاك لما لقيه من شدّة
التنكيل والتعذيب نفعه الله فمكث بميورقة نحو ثلاثة أيام وتوفي سنة
ثلاث وأربعين وستمائة، وقيل إنه توفي على ظهر البحر قبل وصوله إلى
منورقة ومولده سنة اثنتين وستين وخمسمائة. (الذيل والتكملة) .
[3] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 120-
122.
(46/231)
قَالَ الأبَّارُ: وكانَ ثَبْتًا، وَرِعًا،
بَصيرًا بالفرائضِ والشروطِ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرَة، ولَه
سبْعٌ وستّون سنة. وبعدَ وفاتهِ فِي رمضان نازلَ الفرنج- لعنهم
اللَّه- بَلَنسيةَ وأخذوها صلحا بعد حِصَار خمس أشْهُرٍ مَلَكُوها
فِي صفر سنةَ ستٍّ.
318- إِبْرَاهِيم بْن تَرْجَم [1] بْن حَازِم.
أَبُو إِسْحَاق، المازنيُّ، الْمَصْريّ، الضرير، المُقرئ،
الشافعيّ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الجودِ. وسَمِعَ من: إِسْمَاعِيل بْن
ياسين، والبُوصِيريِّ.
صَحِبَ أَبَا عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الزّاهدَ. وتفقَّهَ،
وتصدَّر بالجامعِ العتيقِ، وأَمَّ بالمدرسةِ الفاضلية. وكانَ ذا
مُروءةٍ وخَيْرٍ.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ [2] .
وتُوُفّي فِي السابع والعشرين من جُمَادَى الأولى.
319- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [3] بْن غالب.
أَبُو إِسْحَاق، الأَنْصَارِيّ، المُرْسيُّ، نزيلُ المَريَّة.
أخَذَ عن أَبِي مُوسَى الْجُزُوليّ إملاءَه عَلَى «الْجُمِل»
المترجم «بالقانون» .
وصَحِبَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن عماد. وأقْرأ القرآن والنحو.
ورَوَى الحديث.
وكانَ صالحا. وَرِعًا، مُنْقبضًا. لم يدخل الحَمَّام أربعينَ سنة.
- الأسعدُ، الطبيبُ المشهور بالديارِ الْمَصْريه.
أسمُه عَبْد العزيز [4] .
320- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم [5] بْن أبي غالب.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن ترجم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 479
رقم 2808، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 365، والمقفى الكبير
1/ 122، 123 رقم 86.
[2] في التكملة 3/ 479.
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
169.
[4] سيأتي برقم (348) .
[5] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
482 رقم 2815.
(46/232)
أَبُو عَبْد الله، الأزَجيّ.
ظَهَرَ سماعُه بعد مَوْته من أَبِي الْحُسَيْن عبدِ الحقّ.
وأجازَ لَهُ أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن المُعَمَّر، وجماعةٌ.
ومات فِي أول رجبٍ.
321- إسماعيلُ بْن عَلِيّ [1] بْن يوسف.
سِراجُ الدّين، أَبُو الطّاهرِ، الحِمْيَريُّ، المَهدَويُّ،
الكاتبُ.
قَدِمَ مصر، واشتغلَ، ولَقِيَ أَبَا الخير سلامةَ بْن عَبْد الباقي
النَّحْويّ، والنَّسّابة أَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن أسعد الجوانيّ.
ورحلَ إلى بغدادَ وكَتبَ عَلَى ابن البَرَفطي مدّة.
وكَتَبَ عَنْهُ ابن الدُّبَيثيّ أناشيدَ [2] . وعادَ إلى مصر
وانقطع بالقَرَافةِ. كتبتُ عَنْهُ من شعره، قالَه المنذريُّ [3] .
وتُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.
322- الأنجبُ بْن أَبِي السعادات [4] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الرحمن.
أبو حمد الْبَغْدَادِيّ، الحمّاميّ [5] ، ويُسمي أيضا مُحَمَّدًا.
قَالَ ابْن النّجار: حدَّث بالكثير، وقَصَدَهُ الغُرباء. وكان
سماعه صحيحا.
وكان شيخا لا بأسَ بِهِ، حسنَ الأخلاق، عزيزَ النفس مَعَ فَقْرِه،
يلقَى المحدّثين بوجهٍ طَلْقٍ، ويَصْبُر عَلَى طولِ قراءتهم
وإبرامِهم.
قلتُ: وُلِد فِي المحرَّم سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد
لابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 247 أ، والتكملة لوفيات النقلة 3/
492 رقم 2839، والوافي بالوفيات 9/ 170، 171 رقم 4082، والمقفى
الكبير 2/ 128، 129 رقم 779.
[2] انظر تاريخه، ورقة 247.
[3] في التكملة 3/ 492.
[4] انظر عن (الأنجب بن أبي السعادات) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد لابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 274، والمطبوع 15/ 147،
والتقييد لابن نقطة 216 رقم 259، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336،
والمعين في طبقات المحدّثين 197 رقم 2091، وسير أعلام النبلاء 23/
14، 15 رقم 8، والمختصر المحتاج إليه 1/ 257، 258، والعبر 5/ 142،
ودول الإسلام 2/ 105، والوافي بالوفيات 9/ 409 رقم 4339، وذيل
التقييد 1/ 486 رقم 952، والنجوم الزاهرة 6/ 301، وشذرات الذهب 5/
170.
[5] بتشديد الميم. (المنذري) .
(46/233)
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المعالي
ابن اللَّحَّاس، وأَبِي زُرْعَة، وأَحْمَد بْن المُقَرَّب، ويحيى
بن ثابت، وسعد الله بن الدَّجاجيّ.
وأجاز له مسعود الثقفيّ، والحسن بن العباس الرّستميّ.
وكان شيخا حسنا، مُحبًا للروايَة، حَسَنَ الإخلاقِ.
سمع منه أبو العباس ابن الْجَوْهريّ «المنتقَى» من سبعِه أجزاء
المُخَلِّص بسماعه من ابْن اللَّحَّاس عن كتابة ابْن البُسْريّ عن
المخلِّص، وسَمِعَ منه جميعَ «سُنن» ابْن ماجةَ بسماعهِ من أَبِي
زُرْعَة.
وقال ابْن نُقْطَة [1] : سَمِعَ «سننَ» ابْن ماجة من أَبِي زرعة، و
«مسند» الحميديّ من سعد الله ابن الدَّجاجيّ، وكان سماعُه صحيحا.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ ابْن النجّار، وعزُّ الدّين الفاروثيّ، وجمالُ
الدّين أبو بكر الشّريشيّ، وجمال الدّين محمد ابن الدَّبَّاب،
وعلاءُ الدّين بْن بَلَبان، وتقيُّ الدّين إبراهيم ابن الواسطيّ،
والشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والمجد عبد العزيز ابن الخليليّ،
ومُحَمَّد بْن مكّي الأصبهاني، والشهابُ الأبَرْقُوهيّ، وسُنْقُر
القضائيُّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي السعادات، وطائفة آخرهم ابنُ ابن
عمِّه الشَّيْخ أَحْمَد بْن أَبِي طَالِب بْن أَبِي طَالِب بْن
أَبِي بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحَمَّاميّ.
ورَوَى عَنْهُ بالإجازَة الفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، والقاضيان
ابْن الخوييّ، وتقيّ الدّين الحنبليّ، وعيسى المُطْعِمِ، ويحيى بْن
سَعْد، وأَحْمَد بْن أَبِي طَالِب الحَجَّار، وأَبُو بَكْر بْن
عَبْد الدّائم، وأَبُو نصر المِزيُّ، وجماعةٌ.
وقال التقيُ عُبَيْد: حدَّث الأنْجب بالكثير من ذَلِكَ: «حلية
الأولياء» لأبي نُعَيْم بسماعِه من ابْن البَطِّي.
وقال المُنْذريُّ [2] : تُوُفّي بالمارستان العَضُدي فِي تاسع عشر
ربيع الآخر- رحمه الله.
__________
[1] في التقييد 216.
[2] في التكملة 3/ 470، 471.
(46/234)
323- الأوْحَد الكِرْماني.
أَبُو حامد، ابْن أَبِي الفخار.
من مشايخ الصوفية وأعيانهم، لَهُ أتباعٌ ومُريدون.
عاشَ خَمْسًا وسبعين سنة. وتُوُفّي ببغداد فِي شعبان- رحمه الله-.
[حرف التاء]
324- توران شاه [1] ابنُ الأميرِ عَبَّاس الحَلَبيُّ.
المعروف بالشيخ شمس الدّين، الزاهدُ.
كَانَ من أحسنِ الناس صورة، فزَهِدَ فِي صِبَاه، وصَحِبَ الشَّيْخ
عَبْد اللَّه اليُونينيُّ، ولَزِمَ العبادة فَبَنى لَهُ أَبوه
الزاوية المعروفة بظاهرِ حلبَ. وكان صاحبَ أحوالِ ورياضاتٍ وجدَّ.
وكان يسمّى عَروسَ الشام. وبَلَغنا أَنَّهُ عَمِلَ خَلْوةً أربعينَ
يوما بوقية تمرٍ فخَرَجَ ومعه ثلاثُ تمراتٍ.
وقال الشيخُ سُلَيْمَان الجعبريُّ: ما رأيتُ شَيخًا أصبر عَلَى
حَمْل الأذى من الشَّيْخ شمس الدّين بْن عَبَّاس.
وقال الشيخ خضر ابن الأكحل: ما رَأَيْت شيخا أكرم أخلاقا من
الشَّيْخ شمس الدّين بْن عباسٍ، كانَ يُطْعمُ الفقراءَ، ويَخْضَعُ
لهم، ويُبَاسطُهم، وكانَ صاحب حلب يجيءُ إلى عنده، فما كَانَ
يَلْتفتُ عَلَيْهِ وما يُصَدق متَى يُفارقُه. وكان يَمُدُّ
للفقراءِ الأطعمةَ والحلاواتِ.
تُوُفّي فِي رجب.
[حرف الحاء]
325- الحسن بن عبد العزيز [2] بن إسماعيل.
__________
[1] انظر عن (توران شاه) في: الوافي بالوفيات 10/ 444 رقم 4935،
وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) قسم 2 ج
2/ 14، 15 رقم 304.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد العزيز) في: معرفة القراء الكبار 2/ 621
رقم 585، وغاية النهاية 1/ 242، 243، وبغية الوعاة 1/ 535، وطبقات
المفسرين للداوديّ 1/ 150، 151، وفيها
(46/235)
أَبُو عَلِيّ، التُّجَيْبيّ، الأندلُسيُّ،
القَشْتَلْيُوني، البَلَنْسيُّ.
وقَشْتَلْيُونة: من عمل بَلَنْسيةَ.
وُلِد سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمائة.
ذكَرَهُ أَبُو عبد الله الأبَّارُ، فقال [1] : أَخَذَ القراءاتِ
عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل، وأجازَ لَهُ إجازة عامة فِي
جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وستّين. وكانَ يكتُبُ المصاحف. وسَكَنَ
تونُسَ وأقرأ بها القرآن. ورأيتُ الآخذ عَنْهُ فِي سَلْخ شَعْبان
سنة خمسٍ وثلاثين وعلى أثرِ ذَلِكَ تُوُفّي بتونُس لأنِّي
قَدِمتُها رسولا من قبل والي بَلَنسية فِي منتصف السنة التي بعدها،
فلم أجدْه.
326- الْحَسَن بْن مُحَمَّد [2] بْن الْحَسَن بْن فاتح.
أَبُو عَلِيّ البَلَنْسيُّ، الشَّعَّارُ.
لقي أبا الحسن ابن النَعمة، واخَذَ عَنْهُ القراءاتِ السَّبْعَ،
وأجازَ لَهُ، وأخذها أيضا عن أيّوب بْن غالب صاحبِ ابن هُذَيل.
وسَمِعَ من وَهْب بْن نذير «صحيحَ» الْبُخَارِيّ، ومن ابْن نوح
الغَافقيِّ.
وحَجَّ. وتَعانَى التّجارة. وجلسَ أخيرا للإقراءِ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عبد الله الأبّار، وقال: توفّي يوم الأضحى، وله
أربع وثمانون سنة.
327- حسن بْن عَبْد اللَّه [3] الدُّجيليّ.
الشيخُ الصالح المعروف بشُلَيل.
من مشايخ الفقراءِ بالعراق، لَهُ زاويةٌ ومريدون. وكان ساذَجًا
سَليمَ الصَّدر، كثيرَ الصلاةِ، وللناس فِيهِ اعتقادٌ. وكانَ
يَمُدُّ الكَسْرَةَ ويحضُرُ سماعَ الفقراءِ. ولا يَدَّخر شيئا. وقد
جاوَزَ السبعين.
__________
[ () ] كلها: «الحسين» ، والمثبت يتفق مع: تكملة الصلة لابن الأبار
1/ 266، 267.
[1] في تكملة الصلة 1/ 266.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 267.
[3] انظر عن (حسن بن عبد الله) في: المختار من تاريخ ابن الجزري
172.
(46/236)
وتُوُفّي فِي شوَّال، وشيَّعَه خلائق.
328- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ [1] بْن الْحُسَيْن بْن هبَة اللَّه
ابْن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن
المُسْلمَة.
أَبُو مُحَمَّد البغداديّ، الصُّوفيّ.
شيخُ مُحْتَشِم، أصيلٌ، دَيِّنٌ، صالحٌ. يَنْسخُ ويأْكُلُ من
كَسْبه.
وُلِدَ فِي شَعْبان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي الفتح بْن البطي، وأبي بَكْر بْن المُقَرَّب.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن بَلَبان، وعزُّ الدين أَحْمَد
الفاروثيّ، وغيرهما. وبالإجازة فاطمة بنت سليمان، وأبو علي ابن
الخلّال، وأبو نصر ابن الشّيرازيّ، وجماعةٌ.
وتُوُفّي فِي ثالث رجب.
[حرف الخاء]
329- خطلبا، الأميرُ [2] ، صارمُ الدّين التِّبْنينيُّ [3] .
كَانَ غازيا مُجاهدًا، ديّنا، كثيرَ الرباط والصدقاتِ.
تُوُفّي بدمشق فِي شعبانَ، ودُفِنَ بتُربة جهاركس بالجبلِ، وهو
الّذِي أنشأها ووَقَفَ عليها من ماله- والله يرحمه-.
[حرف الزاي]
330- زينبُ بنتُ مُحَمَّد بن أحمد بن عبد الرحمن الزّهريّة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 483 رقم
2817، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337، والإعلام بوفيات الأعلام
263، والمعين في طبقات المحدّثين 197 رقم 2092، والعبر 5/ 142،
143، وسير أعلام النبلاء 23/ 20 رقم 13، والنجوم الزاهرة 6/ 301،
وشذرات الذهب 5/ 170.
[2] انظر عن (خطلبا الأمير) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 705، ونهاية
الأرب 29/ 237، والوافي بالوفيات 13/ 347 رقم 149، والبداية
والنهاية 13/ 151.
[3] التبنيني: نسبة إلى تبنين بلدة وحصن بجبل عامل شرقي مدينة صور.
وقد تصحفت هذه النسبة إلى: «التنيسي» في (الوافي بالوفيات) .
(46/237)
البَلَنسيةُ، المدعوَّةُ عزيزةَ بنتَ ابْن
مُحْرز.
ولدت سنة نيَّفٍ وخمسين.
قَالَ الأبَّارُ: سَمِعت من جدّها لأمِّها أَبِي الْحَسَن بْن
هُذَيل كتابَ «التقصي» لابن عَبْد البرِّ. وكانت امرأة صالحة. وقد
أخَذَ عنها يسيرا.
وكان خَطُّها ضعيفا. عُمِّرَتْ وبَلَغت الثمانين. وتوفيت فِي نصف
جُمَادَى الأولى.
[حرف العين]
331- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَلِيّ بْن مواهب.
أَبُو مُحَمَّد، الأَنْصَارِيّ، البغداديّ، الصُّوفيّ الصالحُ،
المعروف بابنِ الزَّرَّاد.
قَدِمَ مصر غير مرّة وسَمِعَ بها من إِسْمَاعِيل بْن ياسين، وفاطمة
بِنْت سعد الخير، وببغداد من أبي محمد ابن الأخضر. وذكر أَنَّهُ
سَمِعَ من والده أَبِي إِسْحَاق، وهو من شيوخ الحافظ الكبير أَبِي
سعد ابن السمعانيّ حدّثه عن أَبِي النَّرْسيّ.
وُلِد عَبْد اللَّه ببغداد سنة ستٍّ وستّين، وتُوُفّي بها فِي ثالث
ذي القَعْدَةِ.
332- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَبُو مُحَمَّد، الثَّقفيّ، الأندلُسيُّ، البيَّاسيُّ، المالكيُّ،
الفقيهُ، الكاتبُ، نزيلُ القاهرة.
ولد ببيّاسة سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
لَقِي أَبَا القاسم السُّهَيْليّ، وجماعة من الفضلاء، وقدم مصر
وتولّى بها ولاياتٍ.
وكان أديبا فاضلا، إخباريا. له شعر حسن.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
491 رقم 2836.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 478
رقم 2806، والوافي بالوفيات 17/ 51 رقم 46، والمقفى الكبير 4/ 433
رقم 1510.
(46/238)
كَتَبَ عَنْهُ الحافظُ عَبْد العظيم،
وغيره، وقال [1] : توفي في جمادى الأولى.
333- عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَلْوان بن عَبْد اللَّه بن علوان بن رافع.
قاضي حلب، زينُ الدين، أَبُو مُحَمَّد، ابْن الأستاذ، الأسدي أسد
خزيمة، الشافعيّ.
وُلِد بحلب فِي ربيع الأول سنة ثمانٍ وسبعين.
وسَمِعَ من يحيى الثَّقفيّ. وتفقّه.
ونابَ فِي القضاء عن ابن شدَّاد، ثم ولي بعده قضاء القضاة،
والتّدريس، وترسَّل إلى الدّيوان العزيز. وكان صدرا معظّما جامعا
للفضائل. لَهُ عنايةٌ بالحديث والسماع.
حدَّث ببغداد، وحلبَ، ودمشق، ومصر.
وقد اختصرَ ابن النجّار ترجمته وأبلغ، فقال: كَانَ كامل الأوصاف،
لَهُ أيادٍ يعجزُ عن حصرها قلمي، ويقصُرُ عن شرحها كلمي. كَانَ
ثقة. وما رأت عيناي أكمل منه [3] .
__________
[1] في التكملة 3/ 478.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 487، 488 رقم 2828، وذيل الروضتين 166، والتاريخ المنصوري 124،
ومفرّج الكروب 5/ 196، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 103، والعبر 5/
143، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337، والمشتبه 1/ 19، والمستفاد
من ذيل تاريخ بغداد 142- 144 رقم 98، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة
95، 96، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 58 (8/ 155، 156) ،
والوافي بالوفيات 17/ 246، والبداية والنهاية 13/ 151، والعقد
المذهب لابن الملقن، ورقة 241، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 211،
والمقفى الكبير 4/ 423، 424 رقم 1506، والنجوم الزاهرة 6/ 301،
وشذرات الذهب 5/ 170.
[3] انظر: المستفاد من ذيل تاريخ بغداد وفيه: «سمع بنفسه كثيرا،
وكتب بخطه، وحصّل بهمة وافرة، وتفقّه على مذهب الإمام الشافعيّ على
أبي المحاسن يوسف بن رافع قاضي حلب، وصحبه، وعني به عناية شديدة
بما رأى من نجابته وفهمه وذكائه، واتخذه ولدا وصاهره، وصار معيدا
لمدرسته وله نيّف وعشرون سنة. ثم ولي التدريس بعدة مدارس، ونبل
مقداره، وتقدّم عند الملوك والسلاطين، وعلا به جاهه وارتفع شأنه،
وروسل به إلى ملوك الشام ومصر، ثم إنه ناب في
(46/239)
قلت: روى عنه القاضي مجد الدّين ابن
العديم، وعلاء الدّين سُنْقُر الزَّينيُّ، مولاه، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي سادس عشر شَعْبان بحلب، وكانت جنازته مشهودة.
334- عَبْد اللَّه بْن عُمَر [1] بْن علي بْن عُمَر بْن زيد.
الشَّيْخ، أَبُو المنجَّى، ابْن اللَّتِّيِّ، البغداديّ،
الحَرِيميُّ، الطاهريُّ، القزَّازُ.
وُلِد بشارع دار الرَّقيق فِي العشرين من ذي القعدة سنة خمس
وأربعين وخمسمائة.
__________
[ () ] القضاء بحلب مدة حياة القاضي، فلما توفي ولي القضاء، وأرسل
رسولا إلى دار الخلافة، فقدم علينا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين
وستمائة، وأكرم مورده، وجمع له فقهاء مدينة السلام بدار الوزارة،
وأحضر وتكلم مع الفقهاء، وكانت له معرفة حسنة بالحديث ويد باسطة في
الأدب، وكان محبّا لأهل الدين والصلاح، وكان حسن الخلق والخلق،
لطيفا، مزّاحا، طيّب المعاشرة، حلو المحاضرة، مقبول الصورة، اجتمعت
به عند شيخنا أبي اليمن الكندي ثم بحلب مرات كثيرة، وله عليّ أياد
يعجز عن حصرها قلبي، ويقصّر عن شرحها كلمي، سمعت منه بحلب وسمع
مني، وحدّث ببغداد، وكان ثقة نبلا، ما رأت عيناي أكمل منه.
أنشدني القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأسدي لنفسه
ببغداد، وذكر أنه اجتمع ببعض أصدقائه وأخصّائه من أهل حلب بحمص
متوجّها إلى دمشق، فكتب إليه من حلب:
إلى الله أشكو ما وجدت من الأسى ... بحمص وقد أمسى الحبيب مودعا
وأودع في العين السهاد وفي الحشا ... اللهيب وفي القلب الجوى
والتصدّعا
للَّه أيام تقضّت بقرية ... فيا طيبها لو دمت فيها ممتّعا
ولكنها عما قليل تصرّمت ... فأصبحت منبت السرور مفجّعا
وقد كان ظني أن عند فقولنا ... إلى حلب ألقى من الهمّ مفزعا
فأنشدت بيتي شاعر ذاق طعم ما ... شربت بكاسات الفراق تجرّعا
فلا مرحبا بالربع لستم حلوله ... ولو كان مخضرّ الجوانب ممرعا
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها ... إذا لم يكن شملي وشملكم معا
[1] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 477
رقم 2804، وتاريخ إربل 1/ 40، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337،
والإعلام بوفيات الأعلام 263، والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم
2093، والعبر 5/ 143، وسير أعلام النبلاء 23/ 15- 17 رقم 9،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 149، 150، ودول الإسلام 2/ 140، وذيل
تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 217، ورقم 784، والمستفاد من ذيل
تاريخ بغداد 144 رقم 99، والمشتبه 1/ 159، والوافي بالوفيات 17/
372، 373 رقم 305، وذيل التقييد 2/ 43- 46 رقم 1132، والنجوم
الزاهرة 6/ 301، وشذرات الذهب 5/ 171، وتاج العروس للزبيدي، مادّة:
«حرم» .
(46/240)
وسمع بإفادة عمّه محمد بن عليّ ابن
اللّتّيّ من سعيد بن أحمد ابن البنّاء في الخامسة، ومن: أبي الوقتِ
السِّجْزي، وأَبِي الفتوح الطائيّ، وأَبِي المعالي محمد ابن
اللَّحَّاس، وعمر بْن عَبْد اللَّه الحربيِّ، والحسن بن جعفر
المتوكّلي، وأبي الفتح بْن البطّي، وأَحْمَد بْن المقرَّب، ومقبل
بْن أَحْمَد بْن الصَّدْر، وعمر بْن بُنَيْمان، وأخيه [1] أَحْمَد،
والمفتي أَبِي عبد اللَّه الرُّسْتَميّ، وأَبِي القاسم فورجة،
وإِسْمَاعِيل بْن شَهْريار، وعليّ بْن أَحْمَد اللَّبادُ، وأَبِي
جعْفَر مُحَمَّد بْن الْحَسَن الصَّيْدلانيّ، وأَبِي عاصم قيس بْن
مُحَمَّد السُّوَيقيّ من أصبهان. وفاتته إجازة أَبِي الفضل
الأُرمويّ وطبقته [2] .
قَالَ ابْن نقطة: سماعه صحيحٌ. وله أخٌ قد زوَّرَ لعبد اللَّه
إجازاتٍ من ابن ناصر، وغيره، وإلى الآن ما علمتُه رَوَى بها شيئا
وهي باطلةٌ. فأما الشيخُ فشيخ صالح لا يدري هذا الشأن البَّتة.
قلتُ: وكان قد سَمِعَ كتاب «ذمِّ الكلام» لشيخ الإِسلْام من أَبِي
الوقت بفوت كرَّاس. ولا أعلمه حدّث إلا ب «منتقى» ابن النابلسي له
وهو جزء ضخم.
وأنا أتعجَّب كيف فوَّت ابْن الْجَوْهريّ والطلبةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ
[3] ؟.
ورَوَى الكثير ببغداد، وحلب، ودمشق، والكَرَكِ. واشتهر اسمُه وعلا
سنده، وتفرَّد فِي الدُّنيا.
قَالَ ابْن النجّار: وبه خُتِمَ حديث أَبِي القاسم البَغَوِيّ
بعُلُوّ. قَالَ: وكان سماعُه صحيحا [4] .
قلتُ: أقْدَمَه الشام معه المفيد أَبُو الْعَبَّاس ابن
الْجَوْهريّ، قَدِمَ فِي ذي القَعْدَةِ من سنة ثلاثٍ وثلاثين فنزل
بِهِ ببستانهم بِجَدَيا [5] . وسَمَّعَ عليه قبل كل أحد
__________
[1] في الأصل: «وأخوه» .
[2] انظر: ذيل التقييد 2/ 44- 46 ففيه ذكر أسماء الشيوخ وسنوات
الإجازة منهم.
[3] انظر «سير أعلام النبلاء» : 23/ 15- 17.
[4] انظر: المستفاد 144.
[5] بفتحتين وياء آخر الحروف وألف مقصورة، من قرى دمشق.
(46/241)
أبا عليّ ابن الخلَّالِ وإخوته. ثم حدَّث
بالكثير بالصالحية وبالبلد غير مرَّة. وذَهَبَ إلى الكَرَكِ،
طَلَبَهُ الملك الناصر فسمَّع عَلَيْهِ أولاده وأهل الكرك، وأنعم
عَلَيْهِ، وأقامَ بالكَرَكِ مدّة. ثم رجع إلى دمشق، وحدَّث بخان
الصارم بظاهرِ دمشق.
وذهب إلى حلب، فحدّث بها فِي ذي القَعْدَةِ وذي الحجّة من سنة
أربعٍ. وسافر إلى بغداد. وقد حصَّل جملة صالحة من صِلات الناصرِ
وأهلِ حلبَ. ازدَحم عَلَيْهِ الطلبة، وجلسَ بين يديه الحُفاظُ
والأئمةُ.
حدَّث عَنْهُ: ابن النجّار، وأَبُو عبد الله الدّبيثي، والضياء،
والشرف ابن النابُلُسيّ، والشمسُ مُحَمَّد بْن هامِل، والجمال
مُحَمَّد ابن الصابونيّ، والضياء عليّ ابن البالسيّ، والنَّجْمُ
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السَّبتيّ، والشمسُ مُحَمَّد بن عبد الوهّاب
الحنبليّ، والشّهاب أحمد بن الخرزيّ [1] ، والجمال أحمد ابن
الظاهريّ، والشريف أبو الْحُسَيْن اليونينيُّ، وأَبُو القاسم بْن
بَلَبان، والمجدُ يوسف ابن المِهْتار، والبهاءُ مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم النَّحْويّ، والعزُّ بْن عَبْد الحقّ، وأَبُو حامدٍ
المُكَبِّرُ، وعيسى المغاري، وعيسى المُعَلِّمُ وعيسى المُطْعِمِ،
وأَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن المنقذيّ، وعَلِيّ بْن هارون
القارئُ، وخطيبُ بعلبكَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الوهّاب
السُّلَميّ، والفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، ومُحَمَّد بْن قايماز
الدَّقيقيّ، والزينُ مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ الذهبيُّ،
ومُحَمَّد بْن يوسف الذهبيّ، وداود بْن حمزة، وأخوه القاضي أَبُو
الربيع، وإِبْرَاهِيم بْن عليّ ابن الحبوبيّ، وعمر بْن إِبْرَاهِيم
الْجُنديّ، والصَّدْرُ بْن مكتومِ، وعَبْد الأحد ابن تيميّة،
وزينبُ الإسْعرديّ، وهديةُ بنتُ الهرَّاسِ، وزينبُ بنتُ شكْرٍ،
وأَحْمَد بْن أَبِي طَالِب الحجَّارُ، والقاسم بْن عساكر، وخلقٌ
كثير.
وتُوُفي ببغداد فِي رابع عشر جُمَادَى الأولى.
وكان شيخا صالحا، مباركا، خاليا من العلم.
335- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يُوسُف [2] ، خطيبُ بيت الآبارِ.
نجيبُ الدّين، أبو حامد، ابن خطيب بيت الآبار، المقدسيّ، العدل.
__________
[1] هو من شيوخ الذهبي بالإجازة، وقد قيّده في: «المشتبه» : 156.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 469، 470 رقم 2731.
(46/242)
كَانَ مشهورا بالخيرِ والأمانة.
وُلِد سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة.
وحدَّث عن: القاضي أَبِي سعد بْن عصرون، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن
بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزويّ، وجماعة.
روى عنه المجد ابن الحلوانية، وجماعة. وأجاز لأبي نصر ابن
الشّيرازيّ.
وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ ستُّ الفقهاء بِنتُ أخيه.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
336- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف [1] .
أبو مُحَمَّد، التُّجيبيُّ، الأندلُسيُّ.
ولد بعد الخمسين وخمسمائة.
وذَكَرَ أَنَّهُ سَمِع من أَبِي عَبْد اللَّه ابن الفخَّار، وأنّه
رَأَى أَبَا زيد السهيليَّ.
وقَدِمَ مصرَ وسَكَنها. وأدّب الصّبيان بالشّارع. وكان فِيهِ دينٌ،
وخيرٌ، ونزَاهةُ نفسٍ، وله سمتٌ حَسَن. وقد قدم مصرَ بعد الثمانين،
ثم عاد إلى المغرب، ثم قَدِمَ.
كَتَب عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
337- عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفخر [2] مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر
عَبْد الوارث ابْن قاضي القضاة أَبِي الفضائل هبةِ اللَّه بْن
عَبْد اللَّه بْن الحُسَيْن.
الشيخُ، أَبُو الْحُسَيْن، الأَنْصَارِيّ، الْمَصْريّ، الشافعيّ،
الصُّوفيّ، المعروفُ بابن الأزْرق.
وُلِد بالقاهرة سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن أَبِي الضوء التُّونسيِّ، والفقيه أبي
القاسم محمود ابن محمد القزوينيّ. وصحب الصوفية.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 470 رقم 2793.
[2] انظر عن (عبد الله بن أبي الفخر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
490 رقم 2834.
(46/243)
وحدَّث. وتُوُفّي فِي شوَّال.
338- عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود [1] بْن مَطَر.
الشَّيْخُ المُعَمَّر، الصالحُ، أَبُو مُحَمَّد، الرُّوميُّ،
الصُّوفيّ.
وُلِد فِي ذي القَعْدَةِ سنة أربعين وخمسمائة.
وصحب ببغداد الشَّيْخ أَبَا النَّجيب السُّهْرَوَرْدِي ولعلَّه
آخِرُ أصحابه.
كتبَ عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ وقال: تُوُفّي فِي صفر بمصر.
339- عَبْد اللَّه بنُ المظفَّر [2] ابْن الوزير أَبِي القاسم
عَلَى بْن طِراد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
أَبُو طَالِب، الهاشميُّ، الزَّيْنَبيّ، البغداديّ.
وُلِد فِي شَعْبان سنة تسعٍ وخمسين.
وسَمِعَ من: أبي الفتح ابن البطِّي، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد
السكنِ، ويحيى بْن ثابتُ، وأَبِي بَكْر بْن النَّقُور، وشُهْدَةَ.
وهو من بيت شَرَفٍ، ووِزارةٍ، ونِقَابةٍ.
رَوَى عَنْهُ: علاءُ الدّين بْن بَلَبان، وجمالُ الدّين أَبُو
بَكْر الشَّريشيّ، وعزّ الدّين أَحْمَد الفاروثيّ، وآخرونَ.
وبالإجازة: القاضيان أبو عبد الله ابن الخُوَييّ، وأَبُو الرّبيع
المقدسيُّ، والفخرُ بْن عساكر، وفاطمةُ بِنْت سُليمان، وأَبُو نصرٍ
محمد بن مُحَمَّد المزّي، والسعدُ [3] بْن سعد، وعيسى المُطْعِمِ،
وأحمد ابن الشّحنة، وجماعة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر رمضان.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
467، 468 رقم 2783، وتحفة الأحباب للسخاوي 213، 214.
[2] انظر عن (عبد الله بن المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
467، 468 رقم 2783، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337، والعبر 5/
143، والعسجد المسبوك 2/ 484، والنجوم الزاهرة 6/ 301، وشذرات
الذهب 5/ 171.
[3] يعني «سعد الدين» .
(46/244)
340- عَبْد اللَّه بْن منصور [1] بن أبي
طالب.
أبو الفتح ابن السَّيَّافِ، البغداديّ، الإسْكافُ.
وُلِد سنة إحدى وخمسين.
وسَمِعَ- وهو كبير- من: أَبِي ياسر عَبْد الوهّاب بْن أَبِي حبَّة،
والمباركِ بْن عَلِيّ ابن أخي الحريص، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن
عَلِيّ المُقرئ.
تُوُفّي فِي شَعْبان.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة: القاضيان ابن الخُوَييّ، وتقيُّ الدّين
الحنبليّ، وسعدُ الدّين بْن سعد، وجماعةٌ.
وكتبَ الحديثَ. وكان رجلا خيِّرًا.
341- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد [2] بْن إِبْرَاهِيم البغداديّ.
الصُّوفيّ، المُطَرِّزُ.
حدَّث عن عبيِد اللَّه بْن شاتيل.
وتُوُفّي فِي صفر.
342- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [3] بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن
أَحْمَد بْن الْحَسَن ابْن جَابرِ.
أَبُو بَكْر، الدِّينَوَرِيّ، ثم البغداديّ.
سَمِعَ من: وفاء بْن البَهيِّ، وعُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد
السَّرَّاج بْن حَمْتِيش- بشين معجمة-.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
343- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [4] بْن عَبْد الْجَبَّار.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 488
رقم 2829، و 3/ 513 رقم 2889 (في وفيات سنة 636 هـ) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
467 رقم 2782.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 466
رقم 2780.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
466 رقم 2780، والإشارة إلى
(46/245)
الإمامُ، رَضِيُّ الدّين، أَبُو مُحَمَّد،
المَقدسيُّ، الحنبليُّ، المقرئ، والد السيف ابن الرَّضِيّ.
شيخُ صالح، تالٍ لكتابِ اللَّه، كثيرُ الخيرِ والعبادة، يُلَقِّنُ
بالجبلِ احتسابا للَّه تعالى من نحو أربعين سنة. خَتَمَ عَلَيْهِ
القرآن خلقٌ كثير.
وحدَّث عن: يحيى الثَّقفيّ، وأَبِي الحسين أحمد ابن المَوازينيِّ،
وابن صَدَقَة الحرّانيّ، وجماعةٍ من الشاميِّين، وهبةِ اللَّه
البُوصيريّ، وإسماعيل بْن ياسين، وجماعهٍ من المصريّين.
قال عزّ الدّين ابن الحاجب: كَانَ رفيقي إلى مَكّة. وكَتَبَ كثيرا.
أراه يتلو القرآن، وفي أكثر ليله يَدْعُو اللَّه تعالى
ويتَهَجَّدُ، سَأَلت عَنْهُ الضياء فقال: إمامٌ ديِّن، يقرئُ الناس
احتسابا.
قلتُ: رَوَى عنه لنا بنته خديجة، والشمس محمد ابن الواسطيّ، والعزّ
أحمد ابن العِمادِ، والتقيُّ سُلَيْمَان الحاكم، وغيرهم.
قَالَ الضياءُ: تُوُفّي فِي ليلة الخميس ثاني صفر. وكان يُلِّقن
القرآن احتسابا.
حدَّثني ولدهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد قَالَ: كنَّا عنده قبل
موته، فإذا هُوَ كأنه ينظر إلى أحد ويَبَشُّ إِلَيْهِ كأنَّهُ يريد
القيام لَهُ، فقلنا لَهُ فِي ذَلِكَ، فقال: جاءني رجلٌ حسن الوجه،
ووصفه، فقال: أَنَا أُونِسُك فِي قبرك قَالَ: وكان قبل ذَلِكَ قد
صار لِفَمِه رائحة، فطابَتْ رائحةُ فمِهِ، ولما وَضَعْناه فِي قبره
وجدنا لَهُ رائحة طيبة، أو كما قَالَ.
344- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي القاسم [1] بْن غنائم بْن يوسف.
__________
[ () ] وفيات الأعيان 337، والعبر 5/ 144، والوافي بالوفيات 18/
239 رقم 290، والنجوم الزاهرة 6/ 301، وشذرات الذهب 5/ 171.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 493 رقم 2842، والمغرب في حلى المغرب 352، والمختار من تاريخ
ابن الجزري 171، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 97، وفوات الوفيات 2/
282- 287، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 32، 33، والوافي بالوفيات
18/ 220 رقم 267، والمقفى الكبير 4/ 51 رقم 1438، وديوان الإسلام
4/ 257،
(46/246)
الأديبُ، بدرُ الدين، الكناني،
العسقلانيُّ، ابنُ المُسِجِّف [1] ، الشاعر.
ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي الرابع والعشرين من ذي الحجةِ، ودُفن عند والده
بالمِزَّةِ.
وكان أديبا، شاعرا، ظريفا، خليعا، - عفا اللَّه عَنْهُ-.
قَالَ سعدُ الدّين بْن حمُّويه: تُوُفّي فُجاءةً. وظهر لَهُ
خمسمائة ألف درهم، فأخذها ابْن ممدود- يعني الجوادُ صاحبُ دمشق-
وله أختُ عمياءُ فقيرةٌ منعها حقَّها. وكان ابْن المُسجِّف يتجرُ،
وله رسوم عَلَى الملوك. وأكثُر شعرِه فِي الهجو، سَلَكَ طريق
الشَّرَفِ بْن عُنَين.
345- عَبْد الرحيم بْن عَلِيّ [2] بْن أَحْمَد بْن أَبِي مَسْعُود.
الرئيسُ، أَبُو جعْفَر، ابْن الناقد، البغداديّ.
وُلِد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وحدَّث بالإجازة عن أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن غبرة،
وابن البطّي.
ومات فِي صفر، وله سبعٌ وثمانون سنة.
346- عَبْد الرزّاق بْن عَبْد الوهّاب [3] بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ
بْن عُبَيْد اللَّه.
شيخُ الشيوخ، صدرُ الدّين، أَبُو الفضائل، ابْن الإمامِ أَبِي
أَحْمَد بْن سُكَينة، البغداديّ، الصُّوفيّ.
وُلِد فِي جُمَادَى الآخرة سنة تسع وخمسين.
وسمع من أبي الفتح بْن البطّي حضورا، ومن: شُهْدَةَ، وجدِّه
لأُمِّه أبي
__________
[ () ] 258 رقم 2012، والأعلام 3/ 323.
[1] قيّده المنذري 3/ 493.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 468
رقم 2785.
[3] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد الوهاب) في: ذيل تاريخ مدينة
السلام بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) 2/ ورقة 160، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 478، 479 رقم 2807، والإشارة إلى وفيات الأعيان
337، والعبر 5/ 144، والمختصر المحتاج إليه 3/ 63 رقم 856، وسير
أعلام النبلاء 23/ 19، 20 رقم 12، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة
33، 34، والوافي بالوفيات 18/ 408 رقم 417، والعسجد المسبوك 2/
483، والنجوم الزاهرة 6/ 301، وشذرات الذهب 5/ 171.
(46/247)
القاسم عَبْد الرحيم بْن إِسْمَاعِيل بْن
أَبِي سعد.
وحدَّث ببغداد ودمشق.
وكان شيخا جليلا، لَهُ رواءٌ ومنظرٌ. وهو من بيت رواية ومشيخةٍ.
كتب عَنْهُ الكبار. وحدَّث عَنْهُ: البِرْزاليُّ، وعلاءُ الدّين
بْن بَلَبان، وسعدُ الخير ونصرُ اللَّه ابنا أَبِي الفَرَج
النابُلُسيّ، والشرفُ أَحْمَد بْن عساكر، وجماعةٌ.
ووَلِيَ مشيخة رباط جدِّه أَبِي القاسم. ورُوسل بِهِ إلى الأطراف.
ورَوَى عَنْهُ بالإجازة: الفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وأَبُو نصر
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
وتُوُفّي فِي الثاني والعشرين من جُمَادَى الأولى.
347- عَبْد العزيز بْن عَلِيّ [1] بْن المظفَّر بْن أَبِي المعالي.
أَبُو مُحَمَّد، البغداديّ، الصُّوفيّ، النَّعَّالُ، ويُعرف بابن
المُنَقِّي.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن عقيل، وعُبَيْد اللَّه بْن
شاتيل، والقَزَّازِ.
تُوُفّي فِي رجب.
أجاز لأبي نصر ابن الشّيرازيّ، وغيره.
348- عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن [2] .
الحكيمُ، أسعدُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد، الْمَصْريّ، رئيسُ
الأطباءِ بالدّيار المصرية.
سَمِعَ من القاسم بْن عساكر. وشَهِدَ عَلَى القضاة.
وتُوُفّي فِي سابع ذي القَعْدَةِ بالقاهرة.
وأخَذَ الطبَّ عن أَبِي زكريا البَيَّاسيّ. وخَدَمَ الملكَ المسعود
أقسيس مدّة باليمن. وحَصَّل أموالا. وعاشَ خمسا وستين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 486
رقم 2823.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن أبي الحسن) في: عيون الأنباء 2/ 133،
134، وذيل الروضتين 163، والوافي بالوفيات 18/ 472 رقم 498.
(46/248)
وكانَ أَبُوه طَبيبًا أيضا.
وللأسعدِ كتابُ «نوادر الألبّاء فِي امتحان الأطبّاء» [1] .
349- عَبْد القادرِ بْن أَبِي الفضل [2] عُبَيْد اللَّه بْن
أَحْمَد بْن هِبَة اللَّه.
الشريفُ، الخطيبُ، أَبُو طَالِب، ابْن المنصوريّ، الهاشميّ،
البغداديّ.
سَمِعَ ابن شاتيل.
وتُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.
350- عَبْد الكافي بْن أَبِي عَبْد اللَّه [3] مُحَمَّد بْن عَبْد
الرَّحْمَن.
الصالحُ، أَبُو مُحَمَّد، السَّلاويّ، المالكيُّ.
وُلِد بمكّة، ونَشَأ بالإسكندرية وسَمِعَ من السِّلَفيّ.
رَوَى عَنْهُ الزَّكيّ المُنذريّ وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
ورَوَى عَنْهُ بالإجازة جماعة.
قَالَ ابْن مُسْدي: مَنَعَه الأشرف ابن البيسانيّ من الإسماعِ
لغيره، وأغلقَ عَلَيْهِ. فسمِعنا منه من خَلَف الباب.
351- عَبْد الكريم بْن خَلَف [4] بْن نَبْهان.
الخطيب، الصالحُ، أَبُو مُحَمَّد، الأَنْصَارِيّ، السماكيُّ،
الخرشيُّ، خطيبُ زمَلْكا.
رَوَى عن: أَبِي القاسم بْن عساكر، ومحمد بْن أَبِي الْعَبَّاس
النَّوقانيِّ.
رَوَى عَنْهُ: زكيُّ الدّين البِرْزاليُّ، وغيرُ واحد. وبالإجازة
القاضي تقيُّ الدّين الحنبليُّ، وإبراهيم ابن المُخَرّميّ،
وغيرُهما.
مَرِضَ مدّة، وتُوُفّي فِي هذه السنة.
__________
[1] انظر عيون الأنباء.
[2] انظر عن (عبد القادر بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 492، 493 رقم 2840.
[3] انظر عن (عبد الكافي بن أبي عبد الله) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 469 رقم 2789.
[4] تقدّمت ترجمته في وفيات 633 هـ برقم 182.
(46/249)
ورَخَّه أَبُو شامة هكذا [1] .
وقد مَرَّ فِي سنة ثلاثٍ.
352- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد [2] بْن الْحُسَيْن بْن الخَضِر
بْن عَبْدان.
أَبُو الفضلِ، الأَزْدِيّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ من مُحَمَّد بْن حمزة بْن أَبِي الصّقر.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ البِرْزَاليّ.
353- عَليّ بْن أَبِي بَكْر [3] مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بركة بْن
أَبِي الرَّيَّان.
المُؤدِّبُ، البغداديّ، الوَرَّاقُ.
أخو عُمَر شيخ الأبرقوهيّ.
ولد بعد الخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن شنيف المقرئ،
ودهبل ابن كارَةَ.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر جُمَادَى الأولى.
قال المحبّ ابن النجّار: كَانَ شيخا لا بأسَ بِهِ.
قلت: روى عنه بالإجازة القاضي شهاب الدّين ابن الخوييّ، وأبو نصر
محمد بن محمد ابن الشّيرازيّ، وغيرهما.
354- عَلِيّ بْن المبارك [4] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن
غُنَيْمَة بْن فائق.
أَبُو الحسن، البغداديّ.
__________
[1] ذكره أبو شامة في ترجمة ابنه أبي المكارم عبد الواحد المتوفى
سنة 651 هـ. وقال: توفي الخطيب المذكور في ذي الحجة سنة ثلاث
وثلاثين وستمائة هكذا وجدت في تاريخ وفاته وقيل في سنة خمس وثلاثين
وستمائة. (ذيل الروضتين 187، 188) .
[2] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
482 رقم 2814.
[3] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار
(باريس) ورقة 10 والتكملة لوفيات النقلة 3/ 476 رقم 2803.
[4] انظر عن (علي بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 475
رقم 2800.
(46/250)
الوكيل، المُديُر- يعني مدير الإسجالاتِ
عَلَى شهُود الحَكَم- كانَ وكيلا، شُرُوطيَّا بارِعًا فِي
الحُكومات.
وُلِد سنة ثمانٍ وخمسين.
وسَمِعَ من: يحيى بْن ثابت بْن بُنْدار، وعَبْد الحقّ اليوسُفيّ.
وأجاز لفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، وكمال الدين أَحْمَد ابن العطّار،
وأبي عليّ ابن الخَلَّال، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وغيرهم.
وماتَ فِي مُسْتَهَلّ جُمَادَى الأولى.
355- عَلِيّ بْن نصر الله [1] بْن جمالِ الأئمَة أَبِي القَاسِم
عَلِيّ بْن أَبِي الفضائل الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد.
الفقيُه، الرئيسُ، عزُّ الدّين، أَبُو الْحَسَن، الكِلابيُّ،
الدّمشقيّ، الشافعيّ، المعروف بابن الماسح- والماسحُ: هُوَ أَبُو
الفضائل-.
ووَلِيَ العزُّ الوِكَالةَ السلطانيةَ بحرَّان. وانقطعَ إلى شيخ
الشيوخ صدرِ الدّين أَبِي الْحَسَن بْن حَمُّويه مدّة. ووَلِيَ
التدريسَ بالجامعِ الظافريّ بالقاهرةِ إلى أن تُوُفّي بالقاهرة فِي
تاسعِ جُمَادَى الأولى.
[حرف الغين]
356- غُضَيْبَةُ بنتُ عِنَان [2] بْن حُمَيْد.
أمُ الْحَسَن، السّعديَّةُ، المصرية، وتُدعى عزيّة وعزيزة [3] .
زوجة مرتضى ابن العفيف حاتمِ.
سَمَّعَها زوجها من: مُنْجِبِ بْن عبد الله المرشديّ، وأبي القاسم
عبد الرحمن بن محمد السّبتيّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (علي بن نصر الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 476
رقم 2801، وذيل الروضتين 166، والوافي بالوفيات 22/ 274 رقم 201.
[2] انظر عن (غضبية بنت عنان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 465،
466 رقم 2776.
[3] وقع في المطبوع من تاريخ الإسلام (وفيات 635 هـ) ص 233 «عزيرة»
بالزاي ثم الراء المهملة، وهو خطأ.
(46/251)
رَوَى عنها الحافظ عَبْد العظيم، وقالَ:
توفيت فِي ثالث عشر المحرَّم.
وهي بضمِّ الغين، وفتح الضاد، المعجمتين [1] .
[حرف الفاء]
357- فخرُ النساءِ [2] بِنْت عَلِيّ بْن ثابت بْن عَلِيّ
الباجِسْرائيُّ.
روت عن جدّها أبي المظفّر يحيى ابن الخيمي.
سَمِعَ منها ابنُ النجّار.
رَوَى لنا عنها بالإجازةِ: الفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، والقاضي
تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وابن الشّحنة، والمطعّم، وابن عَبْد
الدائم، وسعد.
توفّيت فِي صَفَر.
[حرف القاف]
358- قِلج رسلان [3] بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن شاهنشاه بْن أيوب.
الملك الناصر ابن المنصور، صاحبُ حَماةَ.
مَلَكَ بعدَ أَبِيهِ وبَقيَ فِي الأمر سنواتٍ تسعا. ثم أخَذَ أخوه
الملكُ المظفَّر منه حماةَ بإعانةِ الملك الكامل. ثم بَقيتْ لَهُ
قلعةُ بَعْرين، ثم أُخِذَت منه. فسافَر إلى مصرَ، فأُعطي بها خبزَ
مائتي فارس، ثم بدا منه كلامٌ فَجٌّ فحَبَسَهُ الكاملُ بقلعَة
الْجَبَل إلى أن ماتَ قبلَ وفاةِ الكامل بأيَّام قليلة.
[حرف الميم]
359- محاسنُ بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ، الأديبُ الشهيرُ.
شهابُ الدّين، الحَلَبيُّ، الشَّوّاءُ.
__________
[1] وقيّد «عزيزة» و «عزية» و «عنان» بالحروف أيضا.
[2] انظر عن (فخر النساء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 468 رقم
2786.
[3] انظر عن (قلج رسلان) في: مفرّج الكروب 4/ 89، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 129، والوافي بالوفيات 24/ 272 رقم 283، وشفاء
القلوب 396، 397، وترويج القلوب 53.
(46/252)
كوفيُّ الأصل. بديعُ النظُمِ.
ماتَ بحلبَ فِي صَفَر سنةَ خمسٍ وقد كَمَّل السبعين.
360- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز
بن عبد الملك ابن أحمد بن عبد الله ابن البَاجي.
القاضي، أَبُو مروان، اللخميُّ، الإشبيليُّ، الأندلُسيُّ.
قاضي الجماعةِ بإشْبِيليَةَ.
سَمِعَ الكثيرَ من أَبِي بَكْر بْن الجدِّ الفِهْريّ، وغيرِه.
وأجازَ لَهُ والدهُ أَبُو عُمَر، وأَبُو القاسم السّهيليّ، وجماعة.
ووَلِيَ قضاءَ إشْبِيلِيَةَ وخطابتَها مدّة طويلة.
قَالَ الأبَّارُ [2] : لم يَكُنْ من أهلِ العناية بالرِّواية.
امتُحِنَ فِي الفتنَة عند مقتلِ ابْن أخيه متولّي إشبيلِيَة أَبِي
مَرْوان أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد عَلَى يَدَيْ أَبِي
عَبْد اللَّه بن الأحمر في سنة إحدى وثلاثين وستمائة. ورَحَلَ
للحجَّ فِي سنة أربعٍ وثلاثين، فدَخَلَ دمشقَ من مَرْسَى عَكَّا،
وسَمِعَ من أَبِي نصر ابن الشّيرازيّ. وحَجَّ وعادَ إلى مصرَ،
فتوفّي بها فِي ربيعٍ الآخرِ.
قَالَ المُنْذريُّ [3] : فِي الثامن والعشرينَ منه. وكانَ من
أعيانِ أهل الأندلُسِ، مشهورا بالصلاح والدين، مُقْبلًا عَلَى أمرِ
آخرِته، فارّا بدينهِ من الفتنِ، راغبا عن صُحبة أهلِ الدُّنيا.
وقال أبو شامة [4] : فِي سنة أربع قَدِمَ القاضي أَبُو مروان
مُحَمَّد بْن أحمد بن عبد الملك اللّخمي الإشبيليُّ، من بيتٍ كبيرٍ
يُعْرَفُ ببيتِ الباجي، قدم في البحر
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 637،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 474، 475 رقم 2797، وسير أعلام النبلاء
23/ 29 رقم 22، والوافي بالوفيات 2/ 118 رقم 459، والمقفى الكبير
5/ 210، 211 رقم 1763.
[2] في التكملة: 2/ 637- 638.
[3] في التكملة: 3/ 474، 475.
[4] في ذيل الروضتين: 164، 165.
(46/253)
إلى عَكَّا. وجَدُّهم أَبُو عَبْد الملك
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه من شيوخ أَبِي عمُر بْن عَبْد البَر.
قلتُ: أجازَ لشيخنا أَبِي نصر ابن الشّيرازيّ.
361- مُحَمَّد بْن رشيدِ [1] بْن محمود بْن أَبِي القاسم.
رشيدُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، النَّيْسابوريّ، العطَّارُ،
الصُّوفيّ، الكاتبُ المجوِّدُ.
كتبَ الناسُ عَلَيْهِ بجامعِ دمشقَ.
وحدَّث عن المؤيدَّ الطّوسيّ، وزينبَ الشعرية.
أجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وللشيخ عليّ بن هارون،
ولإبراهيم ابن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ، وفاطمةُ بِنْت
سُلَيْمَان، وجماعة.
وتُوُفّي فِي تاسع ربيع الآخر.
362- مُحَمَّد بْن عَبْد الكافي [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
تاجُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، الحنفيُّ، الْمَصْريّ.
حدَّث عن البُوصيريُّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي شَعْبان.
363- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن شَبيب بْن سالم.
أَبُو عَبْد اللَّه، القَزَّازُ، الحَلَبيُّ.
سَمِعَ من شُهْدَةَ.
وعنه مجد الدّين ابن العديم.
وتُوُفّي بحلبِ فِي ربيع الأول.
364- مُحَمَّد السلطان الملك الكامل [3] ناصر الدين، أبو المعالي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن رشيد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 470 رقم
2792.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الكافي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
487 رقم 2827.
[3] انظر عن (السلطان الملك الكامل) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 705-
709، وعقود الجمان
(46/254)
وأَبُو المُظَفَّر، ابْن السلطانِ الملكِ
العادل سيف الدّين أبي بكر محمد بن أيوب ابن شاذي، صاحب مصر.
وُلِد بمصر سنة ستٍّ وسبعين وخمسمائة.
وأجاز له العلامة عبد الله بن بري، وأَبُو عَبْد اللَّه بْن
صَدَقَة الحرّانيّ، وعبد الرحمن ابن الخِرَقيّ.
قرأتُ بخطِّ ابْن مَسْدي فِي «معجمه» : كَانَ الكاملُ مُحِبًّا فِي
الحديث وأهلهِ، حَريصًا عَلَى حفظِه ونَقْله، وللعلمِ عنده سوقٌ
قائمةٌ على سوق. خرّج له أبو القاسم ابن الصَّفْراويّ «أربعين
حديثا» وسَمِعَها جماعةِ. وحَكَى عَنْهُ ابن مَكْرَم الكاتبُ أن
أَبَاهُ العادلَ استجازَ لَهُ السِّلَفِيّ قبل موت السِّلَفِيّ
بأيامٍ.
قَالَ ابْن مسدي: ثم وَقَفْتَ أَنَا عَلَى ذَلِكَ. وأجاز لي ولا
بني.
قلتُ: وتَمَلَّك الديارَ المصريّة أربعين سنة، شَطْرها فِي أيام
والده.
وقيلَ: بل وُلِدَ فِي ذي القَعْدَةِ سنة خمسٍ وسبعين.
قَالَ المُنْذريُّ [1] : أنشأ دارَ الحديثِ بالقاهرة وعَمرَّ
القُبَّة عَلَى ضريح الشافعيّ، وجَرَّ [2] الماءَ من بِرْكة
الحَبَش إلى حوض السّبيل والسِّقايةِ، وهما عَلَى باب القُبَّة
المذكورة. ووقف غير ذَلِكَ من الوقوف على أنواع من أعمال البرّ
بمصر
__________
[ () ] لابن الشعار 7/ ورقة 240، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 485
رقم 2822، والحوادث الجامعة 58، وذيل الروضتين 166، ومفرّج الكروب
5/ 153- 171، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 250، ووفيات الأعيان
5/ 79- 92، والأعلاق الخطيرة ج 8 ق 2/ 520- 525، 534، وسير
الأولياء للخزرجي 35، ونهاية الأرب 29، 227، 228، وأخبار الأيوبيين
لابن العميد 144، والدر المطلوب 326- 328، ودول الإسلام 2/ 138،
139، والعبر 5/ 144، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337، وسير أعلام
النبلاء 22/ 127- 131 رقم 85، ومرآة الجنان 4/ 90- 93، والوافي
بالوفيات 1/ 193، والبداية والنهاية 13/ 149، ومآثر الإنافة 2/ 81،
وشفاء القلوب 317- 320، وتاريخ الأزمنة للدويهي 218، وبدائع الزهور
ج 8 ق 1/ 268، وتحفة الناظرين 168، والأعلام 7/ 250، والنجوم
الزاهرة 6/ 227، وحسن المحاضرة 2/ 33، والسلوك ج 1 ق 2/ 194- 261،
وشذرات الذهب 5/ 171- 173.
[1] في التكملة: 3/ 485.
[2] في التكملة: «وأجرى» .
(46/255)
وغيرها. وله المواقفُ المشهودة [1] فِي
الجهاد بدِميْاطَ المدّة الطويلة، وأنفقَ الأموالَ الكثيرة.
قلتُ: وأنشأ بالغربِ مدينة كبيرة جدا، وجعَلَها دارَ ملكه، وأسكنها
جيشَه.
ومن شِعرِه كَتَبَه من دِمياط:
يا مُسْعِفي إنْ كُنْتَ حَقًّا مُسْعِفي ... فَارْحَلْ بغَيرِ
تَقيُّدٍ وتَوَقُّفِ
واطوِ المَنَازلَ والديار ولا تُنخْ ... إلا عَلَى بابِ المَليكِ
الأشرفِ
قَبِّل يَدَيْه لا عَدِمتَ وقُل لَهُ ... عَنِّي بِحُسْنِ
تَعَطُّفٍ وتَلَطُّفِ
إنْ تَأْتِ صِنْوَكَ عن قَريبٍ تَلْقَه ... ما بينَ حَدِّ
مُهَنَّدٍ ومُثَقَّفِ
أو تُبْطِ عن إنجادِه فَلِقاؤه ... يَوْمَ القيامةِ فِي عِراصِ
المَوْقفِ [2]
وكافحَ العَدُوَّ المخذولَ بَرًّا وبحرا ليلا ونهارا، يَعْرِفُ
ذَلِكَ مَنْ شاهده. ولم يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حتى أعزَّ اللَّه
الإِسلْام وأهلَه وخَذَلَ الكفرَ وأهلَه. وكانَ مُعَظِّمًا
للسُّنَّةِ النَّبوية راغبا فِي نشرِها والتمسُّكِ بها، مؤُثِرًا
للاجتماع مَعَ العلماء والكلامِ مَعهم حَضَرًا وسَفَرًا [3] .
وقالَ غيره: كان الملك الكامل فاضلا عادلا، شهما، مهيبا، عاقلا،
مُحِبًّا للعلماء يُباحِثهم ويفهمُ أشياء. وله شعرٌ حَسَن،
واشتغالٌ فِي العلم.
وقيلَ: إنَّه شكَا إِلَيْهِ ركبدارٌ أستاذهُ بأنَّه استخدمه ستةَ
أشهرٍ بلا جامكيَّة [4] ، فأنزلَ أستاذَه من فرسه، وألبَسَه ثيابَ
الركبْدار، وألبسَ الركبدار ثيابَه، وأمَرَه بخدمَة الركبدار،
وحَمْلِ مداسةِ ستةَ أشهر. وكانت الطّرق آمنة فِي زمانِه. وقد
بَعُثَ ابنه الملك المسعود أقسيس، فافتتحَ اليمنَ والحجازَ وماتَ
قبله، ووَرِثَ منه أموالا عظيمة. وكانت رايته صفراء.
__________
[1] في التكملة: «المشهورة» .
[2] الأبيات في: الحوادث الجامعة- ص 58.
[3] تكملة المنذري 3/ 485.
[4] الجامكية: الراتب.
(46/256)
وفيه يَقُولُ البهاء زهيرٌ:
بكَ اهتزَّ عطفُ الدّين فِي حُلَلِ النّصر ... ورُدَّت عَلَى
أعقابها ملّة الكفر
يقول فيها:
وأقسم إن ضاقت بنو الأصفرِ الكَرَى ... لَمَا حَلمَتْ إلّا
بأَعْلامِكَ الصفرِ
ثلاثة أعوام أقمت وأَشْهُرًا ... تُجاهدُ فيهم لا بِزَيدٍ وَلا
عَمْرو
ولَيلَةَ نَفْر للعَدوِّ رأيتُها ... بكثرةِ مَنْ أَردَيتُه ليلةَ
النَّحْرِ
فَيَا لَيْلةً قد شرّف اللَّه قَدْرَها ... فَلا غَروَ إنْ
سَمَّيتْها لَيلَةَ القَدْرِ
وهي من غُرَرِ القصائدِ.
ولمّا بَلغَتْهُ وفاةُ أخيهِ الأشرفِ سارَ إلى دمشق وقد تملَّكَها
أخوهُ الصّالحُ فحاصَرَه وأخَذَها منه ومَلَكَها واستقرّ بقلعتها
فِي جُمَادَى الأولى من السّنة، فلم يُمَتَّعْ بها، وعاجَلَتْهُ
المَنِيَّةُ، وماتَ بعد شهرين بالقلعةِ فِي بيتٍ صغير، ولم يشعْر
أحدٌ بموتِه، ولا حَضَرهُ أحدٌ من شدّة هيبته. مَرِضَ بالسُّعال
والإسهال نيّفا وعشرين يوما، وكان فِي رجله نِقْرسٌ ولم يتحزنِ
الناس عليه، ولَحِقَتهم بَهتةٌ لمّا سَمِعُوا بموته. وكان فِيهِ
جَبَروتٌ. ومن عدِله الممزوجِ بالعَسفِ أنَّه شَنَقَ جماعةٌ من
الأجنادِ عَلَى آمِد فِي أكيالِ شعير أخذوه، وكذا لمّا نَزَل دمشق،
بَعَثَ صاحبُ حِمْص رجالَه نَجدةً لإسماعيل، عُدَّتُهم خمسون نفسا،
فأخذهم وشنَقَهم كلَّهم.
ذكرَ شمسُ الدّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْجَزَرِيّ [1] : أنَّ
عمادَ الدّين يحيى البصراويّ الشريفَ قَالَ: حكى لي الخادمُ الّذِي
للكامل قَالَ: طلب منّي الكاملُ طِستًا [2] حتى يتقيّأ، فأحضرتهُ.
وكان الملكُ الناصرُ داودُ عَلَى الباب ليعودَ عمَّه، فقلت: دَاوُد
عَلَى الباب. فقال: ينتظر موتي؟! وانزعج، فخرجت، وقلت: ماذا وقتك،
السُّلطانُ منزعج. فنَزَلَ إلى دار سامة، وكان نازلا بها، ودَخَلْت
إلى السلطانِ، فرايتُه قد قضى والطَّسْتُ بين يديه وهو مَكْبُوبٌ
عَلَى المِخَدَّةِ.
__________
[1] قول الجزري ليس في المطبوع من: المختار من تاريخه. وهو في: سير
أعلام النبلاء 2/ 130.
[2] في الأصل: «طست» .
(46/257)
قَالَ ابن واصل [1] : حكى لي طبيبه قَالَ:
أصابه لمّا دخل قلعة دمشق زكامٌ، فدخل الحمَّام، وصبَّ عَلَى رأسه
ماء شديد الحرارة اتّباعا لقول مُحَمَّد بْن زكريّا الرازيّ في
كتاب سمّاه «طبّ ساعة» قالَ: من أصابه زكام، فصبّ عَلَى رأسه ماء
شديد الحرارة، انحلَّ زكامه لوقته. وهذا لا ينبغي أن يعمل عَلَى
إطلاقه. قَالَ:
فانصَبَّ من دماغه مادةٌ إلى فم مَعِدَتِه فتورَّمت، وعَرضَتْ لَهُ
حمّى شديدة، وأراد القَيْء، فنهاهُ الأطباء وقالوا: إن تقيَّأ
هَلَكَ، فخالفهم وتقيّأ فهلك لوقته.
قالَ ابن واصل [2] : وحكى لي الحكيم رَضِيَ الدّين قال: عرضت له
خوانيق فانفقأت، وتقيّأ دما كثيرا ومدّة، وأراد القيء أيضا، فنهاه
أَبِي موفّق الدّين إِبْرَاهِيم وأشار به بعض الأطبّاء، فتقيّأ،
فانصَبَّتْ بقيَّةٌ المادّة إلى قصبَة الرئة، وسدَّتها فمات.
قَالَ ابنُ واصل [3] : استَوْزَرَ فِي أوّل ملكه وزير ابنه صفيّ
الدّين ابن شُكْر، فلمَّا مات لم يستَوْزرْ أحدا، بل كَانَ يباشر
الأمور بنفسه. وكان مَلِكًا جليلا، مَهِيبًا، حازما سديد الآراء
حَسَن التّدبير لممالِكه، عَفيفًا، حَليمًا، عُمِرَت فِي أيامه
ديارُ مصر عِمارةً كبيرة. وكانت عنده مسائلُ غريبةٌ من الفقِه
والنّحو يوردها، فمن أجاب، حَظِيَ عنده.
قَالَ المُنْذريُّ [4] : تُوُفّي بدمشق فِي الحادي والعشرين من
رجب.
قلتُ: دُفِنَ بالقلعة فِي تابوت، ثم نُقِلَ سنة سبعٍ وثلاثين إلى
تُربة بنيت له إلى جانب السّميساطية، وفتح لها شباكٌ وبابٌ إلى
الجامع الأُمَويّ. وخلَّف وَلَديْنِ: الملك العادل أَبَا بَكْر
والملك الصالح أيوب، والصاحبة.
365- مُحَمَّد بْن محمود [5] بْن يحيى، أَبُو عليّ، البغداديّ.
__________
[1] في مفرّج الكروب 5/ 154.
[2] المصدر نفسه.
[3] مفرّج الكروب 5/ 157.
[4] في التكملة 3/ 485.
[5] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 466 رقم
2777.
(46/258)
الحَماميّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وخمسين.
وحدَّث عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن النّرسيّ.
روى عنه أبو عبد الله ابن النجّار، وغيره.
وأضرَّ فِي آخرِ عمره.
وتُوُفّي فِي أوّل صفر.
366- مُحَمَّد بْن مَسْعُود [1] بْن بهروز [2] .
الطبيبُ، المُعَمَّرُ، أَبُو بَكْر البغدادي.
حدَّث أن جدِّه قَدِمَ من العَجَم إلى بغداد فِي طلب علم الطبِّ.
وسَمِعَ هُوَ بإفادة خاله يحيى ابن الصّدر من أبي الوقت «مسند» عبد
[3] ، و «الدّارميّ» ، وكتاب «ذمِّ الكلام» [4] . وسَمِعَ من:
أَبِي الفتح بْن البَطّي وأَبِي زُرْعَة، وأَحْمَد بن علي ابن
المعمّر الحسيني. وتفرّد بالسماع ببغداد من أَبِي الوقت.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المظفَّر ابن النابُلُسي، وأَبُو القاسم بْن
بَلَبان، وأَبُو بَكْر الشَّريشيّ، والرشيدُ أَبُو عَبْد اللَّه
بْن أَبِي القاسم، وأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الغرَّافيّ،
وأخوه مُحَمَّد، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم
الفاروثيّ، والمجدُ مُحَمَّد بْن خَالِد بْن حمدون، والعمادُ
أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشقرُ خطيبُ الحرم، وأَبُو
الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ بْن أَبِي البَدْر، وأخته
سِتُّ الملوك،
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 488،
489 رقم 2831، والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2094، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 337، والإعلام بوفيات الأعلام 263، ودول الإسلام
2/ 140 وفيه: «أبو بكر بن محمد بن مسعود» وهو غلط، والعبر 5/ 145،
وسير أعلام النبلاء 23/ 30، 31 رقم 23، والوافي بالوفيات 5/ 24 رقم
1987، والبداية والنهاية 13/ 151، وذيل التقييد 1/ 266 رقم 522،
وتوضيح المشتبه 1/ 619، وعقد الجمان 18/ ورقة 212، والنجوم الزاهرة
6/ 302، وشذرات الذهب 173، 174.
[2] تصحّف في: المعين في طبقات المحدّثين 198، وشذرات الذهب 9/
173) إلى: «مهروز» ، وفي دول الإسلام إلى: «ميرور» .
[3] هو عبد بن حميد.
[4] لشيخ الإسلام الأنصاري.
(46/259)
وعبد اللَّه بْن أَبِي السعادات، ويوسف بْن
صَعْنيِن، وطائفةٌ.
وأجاز للقاضيين: أَبِي عَبْد اللَّه ابن الخوييّ، وأَبِي الربيع
سُلَيْمَان بْن حمزة، والفخرِ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وللشيخ
عَلِيّ بْن هارون، وفاطمة بنت سليمان، وسعد بن محمد بن سعد، وعيسى
بْن عَبْد الرَّحْمَن المُطْعِمِ، وأَبِي بكر بن عبد الدّائم، وابن
الشّيرازيّ، وفاطمة بنتِ جَوْهر البعلبَكِّيَّةِ، وأَحْمَد بْن
أَبِي طَالِب ابن الشّحنة.
تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ رمضان، وقد جاوَزَ التّسعين.
367- مُحَمَّد بْن مُوسَى [1] بْن مُهَيَّا بْن عيسى بْن أَبِي
الفتوح.
أَبُو عَبْد اللَّه، اللّخميّ، الإسكندرانيّ.
سمع من أبي طاهر السّلفيّ. وحدَّث.
ومُهَيَّا: بالياء [2] .
قَالَ المُنْذريُّ [3] : تُوُفّي فِي هذه السنة، ولنا منه إجازة.
ومُهَنّا- بالنّون- كثيرٌ.
368- مُحَمَّد بْن نصر [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن
محفوظ بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن.
الشرفُ أَبُو عَبْد اللَّه، الْقُرَشِيّ، الدمشقيُّ، الفقيهُ.
ابنُ ابنِ أخي الشيخ أَبِي البيان.
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
وسمع من الحافظ ابن عساكر. وحدّث.
__________
[1] انظر عن (محمد بن موسى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 493، 494
رقم 2843، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 329، 330، والمقفى
الكبير 7/ 220 رقم 3284.
[2] قيّده المنذري.
[3] في التكملة 3/ 493.
[4] انظر عن (محمد بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 484، 485
رقم 2820، والعبر 5/ 145، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337، والوافي
بالوفيات 5/ 128 رقم 2134، والنجوم الزاهرة 6/ 302، وشذرات الذهب
5/ 174.
(46/260)
وكان فاضلا، أديبا، شاعرا، صالحا،
مُنْقطعًا عن الناس.
رَوَى عَنْهُ: ناصر الدّين مُحَمَّد بْن عربشاه، وأمينُ الدّين
عبدُ الصَّمد بْن عساكر، وابنُ عمِّه الشرفُ أَحْمَد بْن هبة
اللَّه، والمجد ابن الحُلْوانية، وسعدُ الخير النابُلُسيُّ، وأخوه
نصرُ اللَّه، ومُحَمَّد بْن يوسف الذهبيّ، وجماعةٌ.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر رجب.
ورَوَى عَنْهُ من القدماء الزكيَّانِ البِرْزاليُّ والمُنْذريُّ
[1] .
وذكره ابْن الحاجب فقال: إمامٌ زاهدٌ، وَرعٌ، كثيرُ الذكِر، لَهُ
مؤلّفاتٌ عَلَى لسان القوم فِي الطريقة. وكان شيخ رباط عمِّه.
369- مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه
بْن يحيى بْن بُنْدار بْن مَمِيل [3] .
القاضي، شمسُ الدّين، أَبُو نصرٍ، ابْن الشّيرازيّ، الدّمشقيّ،
الشافعيّ.
وُلِد فِي ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وأجازَ لَهُ: أَبُو الوقت السِّجْزيُّ، ونصر بْن سيّار الهرويّ،
وجماعة.
__________
[1] في التكملة 3/ 484، 485.
[2] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 709،
710، وذيل الروضتين 166، والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2095،
والإعلام بوفيات الأعلام 263، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والعبر 5/ 145، ودول الإسلام 2/ 274،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 170، 171، وسير أعلام النبلاء 23/
31- 34 رقم 24، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 117، 118، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 43 (8/ 106، 107) ، وطبقات الشافعية
الوسطى له، ورقة 3129، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 168 أ،
والبداية والنهاية 13/ 151، والوافي بالوفيات 5/ 157، 158 رقم
2187، وغاية النهاية 2/ 274، وذيل التقييد 1/ 273، 274 رقم 543،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 421، 422 رقم 396، ونثر الجمان
للفيومي 2/ ورقة 95، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 176، ونرهة
الأنام لابن دقماق، ورقة 30، وعقد الجمان 18/ ورقة 210، والعسجد
المسبوك 2/ 484، والنجوم الزاهرة 6/ 302، ومعجم الشافعية لابن عبد
الهادي، ورقة 65، وقضاة دمشق 68، وشذرات الذهب 5/ 174.
[3] تصحّف اسم «مميل» إلى: «جميل» بالجيم في: البداية والنهاية 13/
151.
(46/261)
وسمع من: أبي يعلي ابن الحُبُوبيّ، والخطيب
أَبِي البركات الخَضِرِ بْن شِبْل الحارثيّ، وأبي طاهر إبراهيم ابن
الحصنيّ، والصّائن هبة الله ابن عساكر، وأخيه الحافظِ أَبِي
القاسم، فأكثر عَنْهُ، وعَلِيّ بْن مَهْديّ الهلاليّ، وأَبِي
المكارم عَبْد الواحد بْن هلال، وأَبِي المعالي مُحَمَّد بْن حمزة
ابن الموازينيّ، ومُحَمَّد بن بَرَكة الصِّلْحِيّ، وداود بن
مُحَمَّد الخالديّ، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ البطليوسي،
وأبي المظفّر محمد بن أسعد ابن الحكيم العراقيّ، وجماعة.
وحدَّث بمصر والقدس ودمشق. وطالَ عمرهُ، وتفرَّد عن أقرانه.
رَوَى عَنْهُ البِرْزاليُّ، وابن خليل، والمُنْذريُّ وقال [1] :
وَلِيَ الحَكَم بالبيت المُقدَّسِ، وغيره. ودرَّس، وأفْتى. وهو
آخرُ من حدَّث عن الفقيه أَبِي البركات الحارثيّ، والصائن، وأَبِي
طاهر الحِصْنيّ. وانفردَ بروايةِ أكثر من مائتي جزء من «تاريخ
دمشق» .
ومَمِيل بالفارسية: مُحَمَّد.
وذكره ابنُ الحاجب فقال: أحدُ قضاة الشام استقلالا بعد نيابة.
قلتُ: استقلَّ بالقضاءِ مَعَ مشاركة غيره مُدَيْدةً. ثمّ لمّا
استقلَّ بالقضاء القاضيان الشمسانِ ابنُ سنيّ الدّولة، والخويّي،
عرضت عَلَيْهِ النيابةُ، فامتنع. ثم عُزِلَ فِي سنة تسع وعشرين
بالعماد ابن الحّرَسْتانيّ، ثم عُزِلَ العمادُ فِي سنة إحدى
وثلاثين، ووُلِّيَ ابنُ سنيّ الدّولة.
وكان ابنُ الشّيرازي يُدرِّس بمدرسةِ العمادِ الكاتب ثم تَرَكها،
ثم درَّس بالشامية الكُبرى [2] . وكان رئيسا، نبيلا، ماضيَ
الأحكام، عديمَ المحاباةِ، يستوي عنده الخَصْمانِ فِي النظر
والإقبالِ عليهم. وكان ساكنا، وقورا، مليحَ الشَّيبَة، حُلْوَ
الشكلِ، يُزجي غالبَ زمانه فِي نشرِ العِلْمِ وإلقاءِ الدَّرسِ
عَلَى أصحابه.
__________
[1] في التكملة 3/ 480.
[2] هي المدرسة الشاميّة الشافعية بنتها بالعقيبة والدة الملك
الصالح إسماعيل، كما في: «الدارس» 1/ 277 وغيره.
(46/262)
أخذ الفقه عن القطب النَّيْسابوريّ، وأَبِي
سعد بْن أَبِي عصرون- فيما أُرى-.
رَوَى عَنْهُ: الشرف ابن النابلسيّ، والجمال ابن الصابونيّ، وأبو
الحسين ابن اليونينيّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي الذِّكر الصّقلِّيّ،
وخديجةُ بنتُ يوسف الحماميّ، والشرفُ عبدُ المنعم بْن عساكر،
والشرفُ أَحْمَد بْن عساكر، والشهابُ مُحَمَّد بْن مشرّف، وأَبُو
مُحَمَّد ظافر النابُلُسيُّ، ومُحَمَّد بن عليّ ابن الواسطيّ،
وأحمد ابن العمادِ عَبْد الحميد، ومُحَمَّد بْن يوسف الذهبيّ،
وطائفةٌ سواهم.
وتفرَّد بالحضور عَنْهُ حفيده أَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد،
وأَبُو مُحَمَّدٍ القاسم بْن عساكر.
وتُوُفّي فِي ثاني جُمَادَى الآخرة.
370- مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح [1] بْن حسين.
أَبُو عَبْد اللَّه، الحَرِيميُّ، الباقلانيُّ.
سَمِعَ من: دَهْبَل بْن كاره، وأخيه لاحِق، وعبد المغيث بْن
زُهَير، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي رجبٍ.
371- مُحَمَّد بْن أَبِي الفضل [2] بْن زيد بْن ياسين بْن زَيْدُ.
الخطيبُ، الإمامُ، جمالُ الدّين.
أَبُو عبد اللَّه، التغلبيُّ، الأرقَميُّ، الدَّولَعيُّ [3] ،
الشافعيّ، خطيبُ دمشق.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الفتح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 486
رقم 2825.
[2] انظر عن (محمد بن أبي الفضل) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 710،
711، وذيل الروضتين 166، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 477، 478 رقم
2805، والإشارة إلى وفيات الأعيان 337، ودول الإسلام 2/ 138، وفيه:
«جمال الدين بن محمد» وهو غلط، والعبر 5/ 146، وسير أعلام النبلاء
23/ 24، 25 رقم 17، والوافي بالوفيات 4/ 327 رقم 1884، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 168 أ، والبداية والنهاية 13/ 150، 151،
والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 78، ونزهة الأنام لابن دقماق،
ورقة 30، وعقد الجمان 18/ ورقة 211، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 2/ 419، 420 رقم 389، والنجوم الزاهرة 6/ 302، ومعجم الشافعية
لابن عبد الهادي، ورقة 70، وشذرات الذهب 5/ 174.
[3] تصحّف في (مرآة الزمان) إلى: «العدولي» .
(46/263)
وُلِد بقرية الدَّولّعيَّة من قُرى
المَوصْل فِي سنة خمسٍ وخمسين ظنَّا.
وقَدِمَ دمشق شابّا، وتفقَّه عَلَى عمِّه خطيب دمشق ضياءِ الدّين
عَبْد الملك الدَّوْلعيّ وسَمِعَ منه، ومن: أَبِي عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن صَدَقَة، وشيخِ الشيوخ صدرِ الدّين عَبْد
الرحيم بْن إِسْمَاعِيل، والخُشُوعيِّ.
ووَلِيَ الخطابة من بعد عمِّه وطالت مدّته.
روى عَنْهُ: المجد ابن الحُلْوانيّة، والجمال ابن الصابونيّ،
وغيرهما.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ خادمُه الجمالُ سُلَيْمَان بْن أَبِي الْحَسَن
الشاهد.
وتُوُفّي فِي رابع عشر جُمَادَى الأولى، ودُفِنَ بمدرسته التي
بِجَيْرونَ- رحمه اللَّه-.
قَالَ أبو شامة [1] : وكان المعظم قد منعه من الفتوى مدّة. ولم
يحجَّ لحرصه عَلَى المنصب. ووَلِيَ بعده الخطابة أخٌ لَهُ جاهلٌ.
وقال غيره: كَانَ ذا سمتٍ وناموسٍ. وكان يُفخِّمُ كلامه. وكان
شديدا عَلِيّ الرافضةِ. درَّس مدّة بالغزاليّةِ.
372- المباركُ بْن عَلِيّ [2] بن الحسين.
أبو عليّ ابن المُطَرِّزِ، الحَرِيميُّ، القزَّازُ.
سَمِعَ من: النقيب أَحْمَد بن عليّ الحسينيّ، وأبي الفتح محمد ابن
البطِّي، ودَهْبَل بْن كارَه، وأخيه لاحقٍ.
رَوَى عنه: الشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والتّقيّ ابن الواسطيّ،
وغيرهما.
وبالإجازة القاضيان ابْن الخُوييّ، وتقيُّ الدّين بْن أَبِي عُمَر،
وسعدُ الدّين بْن سعد، وعيسى السّمسار، وأحمد ابن الشّحنة،
وجماعةٌ.
وتُوُفّي فِي رابع عشر ربيع الأول.
373- محمود بْن عُمَر [3] بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بن شجاع،
الشّيبانيّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 166.
[2] انظر عن (المبارك بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 468،
469 رقم 2787.
[3] انظر عن (محمود بن عمر) في: عيون الأنباء 703- 710، وسيعاد في
وفيات سنة 637 هـ برقم (509) .
(46/264)
الحانويّ، الحكيم، سديد الدّين، أبو
الثّناء، ابن زُقَيْقَة [1] ، الطبيبُ.
والِد المُحَدِّث أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد. كَانَ من رءوس علماء
الطبِّ، ومن كبار الشعراء. نظم عدّة كُتُب فِي الطبِّ رَجْزًا فِي
غاية السُّهولة والجزالة. ولازَمَ الفخر الماردينيّ، وهو مُحَمَّد
بْن عَبْد السلام، وتخرَّج عَلَيْهِ فِي الطبِّ والفلسفة.
وكان لسديد الدّين يدٌ فِي الكُحْلِ والجراح، ويدٌ فِي التَّنجيم.
وقد رَوَى عَنْهُ المُوفقُ بْن أَبِي أصيبعة [2] الكثير من النثر
والنظم، وصَحِبَه مدّة، وأثنى عَلَيْهِ وعلى علومه وقال: أخبرنا
سديدُ الدّين من لفظه، حدّثني الفخر الماردينيّ، حدّثنا موهوب ابن
الْجَوَاليقيّ، حَدَّثَنَا أَبُو زكريا التَّبريزيُّ، فذكر حديثا.
وُلِد بمدينة حيني [3] ونشأ بها، وعاش إحدى وسبعين سنة. وأقامَ
بخِلاط مدّة وبميَّافارقين، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وستمائة،
فأنعم عَلَيْهِ الأشرفُ، ورتَّبَ لَهُ جامكية إلى أن مات فِي هذه
السنة.
374- المُسْلِمُ بْن عبد الوهاب [4] بن مناقب بْن أحمد بْن عَلِيّ
بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عليّ بن أحمد بن الحسين بن محمد بن
إِسْمَاعِيل المُنقذيّ بْن جعْفَر الصادق.
الشريفُ، أَبُو الغنائم، العَلَويّ، الحسينيُّ، المُنَقِيُّ،
الدمشقيُّ، الشُّروطيُّ.
سَمِعَ من: ابْن صَدَقَة الحرّانيّ، وأَبِي يَعْلَى حمزة بْن
الْحَسَن الأَزْدِيّ، وإسماعيل الْجَنْزَويِّ، وأَبِي الفوارسِ
الحسنِ بْن عَبْد اللَّه بْن شافع.
رَوَى عنه: المجد ابن الحُلْوانية، والفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر،
وابنُ عمِّه بهاءُ الدّين القاسم.
تُوُفّي فِي حادي عشر رجب.
__________
[1] قيّده المؤلّف- رحمه الله- في المشتبه 1/ 322.
[2] وقع في المطبوع من: تاريخ الإسلام (وفيات 635 هـ) ص 247
«أشيبعة» بالشين.
[3] يقال: «حيني» و «حاني» وهي من مدن ديار بكر.
[4] انظر عن (المسلم بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
484 رقم 2819، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 297، وسير
الأولياء 144، والجواهر المضية 2/ 173.
(46/265)
375- مكتوم بن أحمد [1] بن محمد بن سليم
بْن مُجَلِّي.
أَبُو السرِّ، القَيْسيُّ، السُّوَيديُّ، الحَوْرانيُّ، الشافعيّ.
رَوَى عن: ابن صَدَقَة الحرّانيّ، وإِسْمَاعِيل الْجَنْزَويِّ،
وجماعة.
وسَمَّعَ أولاده يوسف وعَبْد اللَّه.
وكان مولده فِي ذي الحِجَّة سنة خمسِ وخمسين وخمسمائة
بالسُّوَيْداءِ من قرى حَوْران، لا السّويداء التي عَلَى مرحلتين
من طيبة، ولا التي بقرب حرَّان.
قَدِمَ دمشق فِي شبيبته وسَكَنها، وتفقَّه عَلَى الخطيب عَبْد
الملك الدَّوْلَعيّ.
وقرأ القرآن وأتقنه، ولقنَ بجامع دمشق مدّة.
وكان صالحا، متودّدا.
وسَمِعَ أيضا من: أَبِي اليُسر شاكرِ بْن عَبْد الله، وأَبِي
المظفَّر أسامة بنِ مُنْقِذ.
وكان من جُملة الفقهاء الشافعية.
وهو جدُّ المعمِّر صدرِ الدّين إِسْمَاعِيل.
رَوَى عَنْهُ حفيده هذا، والفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وابنُ
عمِّه البهاءُ قاسمٌ، وغيرهم.
وأجاز لجماعةٍ من شيوخنا. تُوُفّي فِي رجب.
376- مَكْرَم بْن مُحَمَّد [2] بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
بْن سلامة بْن أَبِي جميل، الشيخُ نجمُ الدّين.
أَبُو المفضَّل، ابْن الْإمَام المُحَدِّثُ أَبِي عَبْد اللَّه بْن
أَبِي يَعْلَى بْن أَبِي عَبْد الله
__________
[1] انظر عن (مكتوم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 483،
484 رقم 2818، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 200، 201.
[2] انظر عن (مكرم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 482، 483
رقم 2816، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 313، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 338، والإعلام بوفيات الأعلام 263، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 206، 207 رقم 1244، وسير أعلام النبلاء 23/ 34، 35 رقم 25،
ودول الإسلام 2/ 140، والعبر 5/ 146، والمعين في طبقات المحدّثين
198 رقم 2096، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 232، 233 رقم 177،
وذيل التقييد 2/ 290 رقم 1649، والنجوم الزاهرة 6/ 302، وشذرات
الذهب 5/ 174، 175.
(46/266)
القرشيّ، الدّمشقيّ، التاجر، السّفّار،
المعروفُ بابن أَبِي الصقْر.
وُلِد بدمشق فِي رجب سنة ثمانٍ وأربعين.
وسَمِعَ من: حسّان بْن تميم الزّيات، وحمزة بْن أَحْمَد بْن
كروَّس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الْحَسَن الدّارانيّ، والوزير
سعيد بْن سَهْل الفلكي، وأَبِي يَعْلَى حمزة ابن الحُبُوبيّ،
والصائن هبة اللَّه بْن عساكر، وعَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مقاتل،
وعَلِيّ بْن أَحْمَد الحّرَسْتانيّ، وأَبِي المعالي بنِ صابر.
وحدَّث فِي تجاراته إلى بغداد وحلب ومصر بهنَّ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد المُنْذريُّ [1] : كَانَ يَقْدَمُ مصر كثيرا
للتّجارة.
وقال عمر ابن الحاجب: كَانَ يُواظِبُ عَلَى الخَمْسِ فِي جماعةٍ،
ويشتغلُ بالتجارةِ. وكان كثيرَ المجونِ مَعَ أصحابه. ولم يكن
مُكْرِمًا لأهلِ الحديث بل يتعاسرُ عليهم.
قلت: رَوَى عَنْهُ ابن خليل، والبِرْزاليُّ، والمُنْذريُّ،
والضِّياءُ، وخلقٌ من المتقدّمين والمتأخّرين، وأَبُو حامد ابن
الصّابونيّ، وأبو المظفّر ابن النابُلُسيّ، وأَبُو عَبْد اللَّه
بْن هامل، وأَبُو المجد ابن العديم الحاكم، وأبو عليّ ابن
الخلَّالِ، وعبد المنعم بْن عساكر، وابن عمِّه الفخرُ إسماعيلُ،
وابن عمِّه الشرف أَحْمَد، والمؤيّدُ عليّ ابن الخطيب، وعَلِيّ بْن
عثمان اللَّمْتُوني، ومُحَمَّد بْن مكّي الْقُرَشِيّ، وأَبُو
الْحُسَيْن اليُونينيّ، ومُحَمَّد بْن يوسف الذَّهبيّ، وسُنْقُر
القضائيّ، والبهاءُ أيّوب بْن أَبِي بَكْر الحنفيّ، والشهابُ
مُحَمَّد بْن مشرّف البزّاز، وموسى بْن عَلِيّ الموسويّ الشاهد.
وأما الصدر إسماعيل بن يوسف بن مكتوم، فإنه سَمِعَ منه «الموطّأ»
لكن خبَّط فِي اسمه كاتب الأسماء، فصحَّف يوسف بيونس، فبَقِيَ فِي
النفسِ شيءٌ، وهو إن شاء اللَّه هُوَ.
تُوُفّي مَكْرَم فِي ثاني رجب بدمشق ودفن على والده بمقبرة باب
الصغير.
__________
[1] في التكملة 3/ 482.
(46/267)
377- مُوسَى، السلطانُ الملكُ الأشرف [1] ،
مُظَفَّرُ الدّين.
أَبُو الفتح، شاه أرمن، ابن الملك العادل أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن
أيّوب.
وُلِد بالقصرِ بالقاهرة سنةَ ستٍّ وسبعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من عُمَر بْن طَبَرْزَد. وسَمِعَ «صحيح» البخاريّ من أبي
عبد الله ابن الزُّبَيْدِيّ.
رَوَى عَنْهُ الشهابُ القُوصيُّ، وغيرُه.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن اليُونينيّ بأربعين حديثا
خُرِّجتْ لَهُ.
أعطاهُ أَبُوه أوَّلَ شيء القدس، ثم أعطاهُ حَرَّانَ والرُّها.
وجهّزه أخوه الملك المعظمُ بالخيل والمماليك. وسارَ وتَنَقَّلَتْ
بِهِ الأحوال، وجرت له أمور أشرنا إلى أخبارها فِي الحوادث. وكسرَ
المواصلةَ، وكَسَرَ الخَوارَزميّة والروم. ولُقَّب شاه أرمن
لتَملُّكه مدينة خِلاط، وهي قَصبةٌ أرْمينيةَ. وتملّك دمشق سنة
ستٍّ وعشرين وأخذها من الناصر دَاوُد ابن المعظم، فأحسن إلى أهلها
وعَدَلَ فيهم وأزالَ عنْهُم بعضَ الْجَوْرِ وأحبّوه. وكان فِيهِ
دينٌ، وخَشيةٌ، وعفةٌ فِي الجملة، وسخاءٌ مُفرط حتّى لقد قَالَ
ابنُ واصل [2] : كَانَ يُطِلقُ الأموالَ الجليلة ولم يسمع أنّ أحدا
من
__________
[1] انظر عن (السلطان الملك الأشرف) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 711-
717، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 465 رقم 2775، وذيل الروضتين 165،
ووفيات الأعيان 5/ 330- 336 رقم 720، والحوادث الجامعة 105، 106،
وزبدة الحلب 3/ 233، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 250، وتاريخ
الزمان، له 284 وفيه اسمه: «عيسى» ، ومفرّج الكروب 5/ 137- 146،
والأعلاق الخطيرة (انظر فهرس الأعلام) 3/ 731، وأخبار الأيوبيين
لابن العميد 143، ونهاية الأرب 29/ 218- 222، والدر المطلوب 317،
318، و 320- 325، والمختصر في أخبار البشر 3/ 159، 160، وسير أعلام
النبلاء 22/ 122- 127 رقم 84، والمختار من تاريخ ابن الجزري 167،
والعبر 5/ 146، ودول الإسلام 2/ 138، والإشارة إلى وفيات الأعيان
338، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 86- 92، وتاريخ ابن الوردي 2/
165، ومرآة الجنان 4/ 87، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 169 أ،
ب، والبداية والنهاية 13/ 146- 148، والعسجد المسبوك 2/ 482،
وتاريخ ابن خلدون 5/ 254، ومآثر الإنافة 2/ 82، والسلوك ج 1 ق 1/
256، والنجوم الزاهرة 6/ 300، 301 وشفاء القلوب 290- 299، وتاريخ
الأزمنة للدويهي 217، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 311، 312،
وشذرات الذهب 5/ 175- 177، وديوان الإسلام 1/ 45، 46 رقم 37،
والأعلام 8/ 280.
[2] في مفرّج الكروب 5/ 138 وما بعدها.
(46/268)
الملوكِ والعُظماء- بعد آل البرمك- فَعَلَ
فِعلَه فِي العطاءِ. ومن سعادتِه أَنَّهُ عاد أخوه الأوحدُ بخِلاط،
فتماثَلَ ودخل الحَمَّام، فأراد الأشرف الرجوع إلى حَرَّان، فقالَ
لَهُ طبيبُ الأوحد: اصبر، فإنّ الأوحد مَيَّتٌ. فأقامَ ليلة وماتَ
الأوحدُ، فاستولى عَلَى مملكةِ خِلاطَ جميعها.
قلت: إلّا أَنَّهُ كَانَ منهمكا فِي الخمر والملاهي. وكَانَ مَليحَ
الشكلِ، حُلْوَ الشمائلِ، وافرَ الشجاعةِ، يُقالُ: إنّه لم تُكْسَر
لَهُ رايةٌ قطُّ. وكان يحبُّ الفُقراءَ والصالحين، ويتواضع لهم،
ويَزُورهم ويَصِلُهم، ويُجيزُ الشعراءَ. وكان فِي رمضان لا
يُغْلِقْ بابَ القلعةِ، ويُخرجُ منها صحون الحَلْواء إلى أماكن
الفقراء. وكان ذكيَّا، فَطِنًا، يُشاركُ فِي الصنائعِ، ومحاسُنه
كثيرةٌ، اللَّه يسامحُهُ.
قَالَ أَبُو المظفَّر [1] : وكان يحضرُ الملكُ الأشرف مجالسي
بخِلاطَ وحَرَّانَ ودمشقَ، وكان عفيفًا. ولمّا كنتُ عنده بخِلاطَ
قَالَ لي: والله ما مَدَدْتُ عيني إلى حريم أحدٍ لا ذكرٍ ولا أنثى.
ولقد جاءتني عجوزٌ من عند بيت شاه أرمن صاحبِ خِلاطَ بورقة، فذكرتُ
أنّ الحاجب عليّا [2] قد أخذَ ضَيْعَتَها، فكتبتُ بإطلاقِها، فقالت
العجوز: هِيَ تسألُ الحضورَ بين يديك، فعندها سرٌ، فقلتُ: بسم
اللَّه، فقامت وغابتْ ساعة ثم جاءت بها، فإذا هِيَ امرأةٌ ما رأيتُ
أحسن من قدّها، ولا أظرفَ من شكلِها، كأنَّ الشمس تحتَ نِقابها،
فخَدَمتُ، ووقَفْتُ، فقُمتُ لها، وقُلتُ: أنتِ فِي هذا البلدِ وما
أعلم بكِ؟ فسَفَرَتْ عن وجهٍ أضاءَتْ منه المَنْظرةُ، فقلتُ:
استتِري، فقالت: ماتَ أَبِي صاحبُ هذه المدينة، واستولى بُكْتُمر
عَلَى البلاد، وكانَ لي ضيعة أعيشُ منها أخذها الحاجبُ عَلِيّ، وما
أعيش إلّا من عمل النَّقْش وأنا فِي دور الكراء. فبَكَيتُ وأمرتُ
لها بقماش، وأن يُصلحَ دار لسكناها، وقلتُ: بسم اللَّه. فقالت
العجوزُ: يا خَوَنِد ما جاءت إلى خدمتك إلّا حتى تحظَى بك الليلةَ.
فساعةَ سَمِعْتُ كلامها، أوقع اللَّه فِي قلبي تغيُّرَ الزمان، وأن
يملكَ خِلاطَ غيري وتحتاج بنتي إلى أن تَقْعُدَ مثل هذه القِعْدَة
فقلت: مُعَاذ اللَّه، والله ما
__________
[1] في مرآة الزمان: 8/ 711، 712.
[2] في مرآة الزمان: 8/ 714.
(46/269)
هُوَ من شيمتي، ولا خلوتُ بغير محارمي،
فخُذيها وانصرفي كريمة. فقامتْ باكية وهي تَقُولُ: صانَ اللَّه
عاقبتَك كما صُنْتَني.
وحدّثني قَالَ: ماتَ لي مملوكٌ بالرُّها، وخَلَّف ولدا لم يكن فِي
زمانه أحسنُ منه، وكان من لا يدري يتَهَّمني بِهِ، وكنت أُحبُّه،
وهو عندي أعزُّ من الوَلَد، وبَلَغَ عشرين سنة، فضرب غلاما لَهُ
فمات، فاستغاثَ أولياؤه وأثبتوا أَنَّهُ قتَلَه وجاءوا يطلبون
الثَأرَ، فاجتمعَ عليهم مماليكي وقالوا: نَحْنُ نُعطيكم عشرَ
دِيَاتٍ، فأبَوْا، فطردوهم فوقفوا لي، فقلتُ: سلّموه إليهم،
فسلّموه فقتلوه. خِفْتُ اللَّه أن أمنعهم حقَّهم لغرض نفسي.
قال أبو المظفَّر [1] : وقضيَّته بحرانَ مشهورةٌ مَعَ أصحابِ
الشَّيْخ حياة لمّا بَدَّدُوا المُسكر من بين يديه، وكان يَقُولُ:
بها نُصِرتُ.
قَالَ أَبُو المظفَّر: لمّا فارَقْتُ دمشقَ وطلعت إلى الكرك، أقمت
عند الناصر، فكُنْتُ أتردّدُ إلى القدس من سنة ستٍّ وعشرين إلى سنة
ثلاثٍ وثلاثين. ثم جرت أسبابٌ أوجبت قُدومي دمشقَ، فسُرَّ بقدومي
وزَارني وخَلَعَ عَلِيّ، فامتنعتُ من لُبسِها، فقال: لا باللَّه
ألْبَسْها ولو ساعة، ليَعلَم الناسُ أنك قد رَضيتَ وزالت الوحشةُ.
وبعث لي بغلَه الخاص وعشرَه آلاف درهم، وأقمتُ بدمشق- إلى أن
تُوُفّي- فِي أرغدِ عيشٍ معه.
وحدّثني الفقيهُ مُحَمَّد اليُونيني قَالَ [2] : حكى لي فقيرٌ صالح
قَالَ: لمّا مات الأشرفُ رأيتُه فِي المنام وعليه ثيابٌ خُضْرٌ وهو
يَطيرُ مَعَ الأولياءِ، فقلتُ: أيش تعملُ مَعَ هؤلاء وأنت كنتَ
تفعلُ وتصنَعُ؟ فتبسَّمَ وقال: الجسدُ الّذِي كَانَ يفعلُ تِلكَ
الأفاعيل عندَكم والروح التي كانت تُحِبُّ هؤلاء قد صارتْ معهم.
قَالَ: وقيل: إنّ هذه الأبياتَ من نظْمِه كتبَ بها إلى الْإمَام
الناصر:
العبدُ موسى طوره لمّا غدا ... بغداد آنس عندها نار الهدى
__________
[1] في مرآة الزمان: 8/ 714.
[2] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 716.
(46/270)
عَبْدٌ أعَدَّ لَدَى الإلهِ وَسيلةً ...
دِينًا ودُنْيا أحْمدًا ومُحَمَّدا
هذا يقُومُ بنصرِه فِي هذه ... عندَ الخطوبِ وذاك شافِعُه غَدَا
وممّا أنشدَه الملكُ الأشرف:
لَوْلا هَيَفُ القَدِّ وغُنْجٌ المُقَلِ ... ما كنت تجرّعت كؤوس
العذلِ
فِي حُبِّ مُقَرطَقٍ من التركِ يلي ... أمري وأنا لَهُ وإن أصبحَ
لي
وقال أَبُو المظفَّر [1] : كُنتُ أغشى الأشرف فِي مرضه لمّا أحسِّ
بوفاته فقلتُ لَهُ: استعدَّ للقاءِ اللَّه فما يضرُّك؟ قَالَ: لا،
والله، بل يَنْفَعُني. ففَرَّق البلادَ، وأعتقَ مائتي نفسٍ من
مملوك وجارية، ووقف دار فرّخ شاه التي يقال لها: دارُ السعادة،
وبستانَ النَّيْرَبِ عَلَى ابنته، وأوصى لها بجميعِ الجواهر.
وقال سعد الدّين بْن مَسْعُود بْن حَمُّويَه فِي «تاريخه» : وقَفَ
دارَ السعادة عَلَى ابنته، وبستانَه بالنَّيْرَبِ، وأوصى لها بجميع
الجواهر، وأعتَقَ مائتي مملوك ومائتي جارية. وفي آخرِ ذي الحجّة
غُشِيَ عَلَيْهِ حتّى ظَنُّوا أَنَّهُ قد مات، فجاءوا بِهِ إلى
القلعة من النَّيْرَبِ وقد أفاقَ.
قَالَ ابنُ واصل [2] : خَلَّف بنتا واحدة تَزَوجها ابنُ عمّها
الملكُ الجواد يونسُ لمّا تملَّكَ دمشقَ، فلمّا مَلك عمُّه الصالح
إِسْمَاعِيل دمشق ثانيا، فسخ نكاحها منه، لأنّه حلف بطلاقها فِي
أمرٍ وفَعَلَهُ، ثم تزوّجها ثانية الملكُ المنصور وهي معه إلى
الآن.
قلتُ: وقد أنشأ جامعَ العُقَيبة وكان حانة.
قَالَ أبو المظفَّر الْجَوْزيّ [3] : جلست فِيهِ لمّا فرغ، فحضر
وبكى، وأعتقَ كثيرا من المماليكِ. وأنشأ بالقلعةِ مسجد أَبِي
الدَّرداء، وأنشأ مسجدَ بابِ النصر، ومسجدَ القصبِ، ومسجد جرّاح،
وجامعَ بيت الآبار، ودار الحديث، وأخرى
__________
[1] في المرآة.
[2] في مفرّج الكروب: 5/ 145.
[3] في مرآة الزمان: 8/ 714.
(46/271)
بالجبل. ولم يخلف ولدا ذكرا. وأنشأ دارَ
السعادة، وبالنَّيْرَبِ الدّهشة، وصُفَّة بُقراط.
ومن حسنات الأشرفِ قَالَ ابْن واصل فِي «تاريخه» [1] : وَقَعَت
بدمشق فتنةٌ بين الشافعية والحنابلة بسببِ العقائد، وتعصّب الشيخ
عزّ الدّين ابن عَبْد السلام عَلِي الحنابلة، وجرى بِذَلِك خبط
طويل حَتَّى كتب عزّ الدّين إِلَى الأشرف يقع في الحنابلة، وذكر
النّاصح ابن الحنبليّ وعرض بأنه ساعدَ عَلَى فتح بابِ السَّلامة
لعسكر الملكِ الأفضل والملك الظاهر لمّا حاصرا العادلَ بدمشق.
فكتبَ الأشرف بخطِّه- وقد رَأَيْته-: يا عزَّ الدّين الفتنةُ
ساكنةٌ، فلعن الله مثيرها. وأمّا حديثُ بابِ السَّلامة فكما قَالَ
الشاعر:
وجُرمٌ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ ... فَحَلَّ بِغَير جَانِيهِ
العَذَابُ
قَالَ: وقد تابَ الأشرفُ فِي مرضه، وأظْهرَ الابتهال والاستغفار
والذِّكّر إلى أن تُوُفّي تائبا، وخُتِمَ لَهُ بخير.
وقالَ ابْن الْجَوْزيّ [2] : مَرِضَ الملكُ الأشرف في رجب سنة أربع
وثلاثين وستمائة مَرَضَيْنِ مختلفين فِي أعلاه وأسفلِه، فكانَ
الجرائحيّ يُخرج العظام من رأسه وهو يسبحُ اللَّه تعالى ويَحمَده،
واشتدَّ بِهِ ألمه، فلَمَّا يئسَ من نفسه، قَالَ لوزيره ابن جرير:
فِي أي شيء تكفّنوني؟ فما بَقي فِي قوةٌ تحملُني أكثرَ من غدٍ
فقالَ: عندنا فِي الخِزانَة نصافي فقال: حاشَ اللَّه أن أُكَفَّنَ
من الخِزانَة. ثم نَظَرَ إلى ابن موسك الأمير فقالَ: قمُ وأحضرْ
وَديعتي. فقامَ وعاد وعلى رأسِه مِئزرُ صُوفٍ، ففَتحه فإذا فِيهِ
خِرَقٌ من آثارِ الفقراء. وطاقياتُ قومٍ صالحين مثل الشَّيْخ
مَسْعُود الرُّهاويّ، والشيخ يونس البيطار، وفي ذَلِكَ إزارٌ عتيق
يُساوي نصفَ درهم أو نحوه فقالَ: هذا يكون عَلِي جسدي أتَّقي بِهِ
حرَّ جهنم، فإنّ صاحبَه كَانَ من الأبدالِ، كَانَ حبشيا أقام بجبل
الرُّها مدّة يَزْرعُ قطعةَ أرضٍ زعفرانا، ويتقوتُ منها
__________
[1] مفرّج الكروب: 5/ 141، 142.
[2] في مرآة الزمان: 8/ 715.
(46/272)
وكنتُ أزوره فأعرض عَلَيْهِ المال فيمتنع،
فهو وهبني هذا الإزار وقال لي: أحرمتُ فِيهِ عشرين حَجَّةً.
قلتُ: وأمّا تعظيمُه للفقيه مُحَمَّد اليُونينيّ فأمرٌ زائدُ،
كَانَ عنده بالقلعةِ وهو فِي سماع «الْبُخَارِيّ» ، فتوضأ الفقيهُ
مرَّةً، فقام ونقض تخفيفته وقدّمها إلى يديه ليتنشّف بها أو ليَطَأ
عليها- أَنَا أشكّ- حدّثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونينيّ.
وقد سارَ مَرةً إلى بَعْلَبَكَّ، فبدأ قبل كلّ شيء، فأتى دار
الفقيه، ونَزَلَ فَدَقَّ البابَ، فقيل: من ذا؟ فقال: مُوسَى.
قال أبو المظفّر ابن الْجَوْزيّ [1] : ماتَ فِي يوم الخميس رابع
المحرَّم ودُفِنَ بالقلعَة. قَالَ: وكان آخر كلامه لا إله إلّا
اللَّه، ونُقلِ إلى تُربته بعدَ أربعة أشهر.
وقال سعدُ الدّين فِي «تاريخه» : كَانَ مرضُه دماملَ فِي رأسه
ومَخْرجِه. تَنَسَّر جُرْحُه [2] ، ودَوَّد، ووَقَعَ منه لحم.
وأظهرَ الناسُ عَلَيْهِ حُزْنًا عظيمًا. ولَبِسَ أجنادُه وحاشيتُه
البلاسات [3] والحُصَر، وجاءَه نساؤهم إلى بابِ القلعة يَنْدُبْنَ
ويَبْكِينَ.
وغُلقْتِ الأسواقُ.
[حرف النون]
378- ناصرُ بْن نصر [4] بْن قوام بْن وَهْب.
العدلُ، الأجلُّ، أمينُ الدّين، الرّصافيّ، التاجر.
ولد سنة سبع وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ بأصبهان من خليلٍ الرارانيّ بإفادةِ شمس الدّين ابن خليل.
رَوَى عَنْهُ: زكيُّ الدّين البِرْزاليُّ، وشهابُ الدّين القوصي،
ومجد الدّين ابن الحلوانيّة، وغيرهم.
__________
[1] في مرآة الزمان: 8/ 715.
[2] تنسّر الجرح: انتشرت مدّته لانتقاضه.
[3] البلاسات: غليظ النسيج، كما في معجم دوزي: 1/ 423.
[4] انظر عن (ناصر بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 485 رقم
2821.
(46/273)
وتُوُفّي فِي رجب بدمشق.
[حرف الهاء]
379- هبةُ اللَّه بْن عَبْد اللَّه [1] بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه
بْن عَبْد القادر.
الخطيبُ، الشريف أَبُو القاسم، الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ،
المعروف بابن المنصوريّ، نَقيبُ بني هاشم، وخطيبُ جامع المهديّ.
أجازَ لَهُ الشَّيْخ عَبْد القادر الجيليُّ، وابنُ البطّي.
وسَمِعَ فِي كبره من: يحيى بْن بَوْش، وابن كُلَيْب.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
كتب عنه عمر ابن الحاجب.
وأجازَ لغيرِ واحدِ من المتأخّرين منهم القاسم بْن عساكر.
380- هبةُ اللَّه بْن عَلِيّ [2] بْن جَرَّاح بْن الْحُسَيْن.
القاضي، الرئيسُ، أَبُو القاسم، الْمَصْريّ، الكاتبُ.
وُلِد فِي ذي الحجّة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من السلفيِّ. وحدَّث.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ عَبْد العظيم وقال: تقلّب فِي الخِدَم
الدّيوانية بمصرَ، وغيرها. وماتَ بقلعةَ الشَّوْبَك فِي الثالث
والعشرين من ذي الحجّة، وحُمِلَ بعد دفنِه ونُقل إلى القاهرة.
[حرف الياء]
381- يحيى بْن المظفَّر بْن عَمَّار.
أَبُو القاسم، البزّاز.
رَوَى عن أبي زُرْعَة. وبالإجازة من أبي الكرم الشَّهْرَزُوري،
لكنْ زوّر ذلك له
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
481 رقم 2811، والمختار من تاريخ ابن الجزري 172.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 493
رقم 2841.
(46/274)
ولدُه. قاله ابْن النجّار، قَالَ: وَلُمت
ابنَه فما نَفَعَ. وما أظُنُّ سَمِعَ منه غير ابنه.
382- يحيى بْن هبة اللَّه [1] بْن الْحَسَن بن يحيى بن محمد بن علي
ابن صَدَقَة.
قاضي القضاةِ، شمس الدين، أَبُو البركاتِ، ابْن سنيّ الدولة،
الدمشقيّ، الشافعيّ.
والد قاضي القضاة صدرِ الدين أَحْمَد، ويُعرف بيتُهم بأولاد
الخيَّاطِ الشاعر المشهور.
وُلِد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وتفقّه عَلَى القاضي أَبِي سعد بْن أَبِي عصرون، واشتغلَ بالخِلافِ
عَلَى القُطب النَّيْسابوريّ، والشرف ابن الشّهرزوري. وسمع من: أبي
الحسين أحمد ابن الموازيني، ويحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد
الرحمن بن عَلِيّ الخِرَقيّ، والخُشُوعيِّ. وسَمَّعَ ولدَهُ من
الخُشُوعي معَه.
ووَلِيَ قضاء الشام وحُمِدت سيرتُهُ. وكانَ إماما فاضلا، مَهيبًا،
جليلا.
حدَّث بمكة، والقدسِ، ودمشق، وحمص.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشرف ابن عساكر، وابن عمِّه
الفخرُ إِسْمَاعِيل، وجماعة.
وتُوُفّي في خامس ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن هبة الله) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 717،
718، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 491، 492 رقم 2831، وذيل الروضتين
166، 177، ونهاية الأرب 29/ 237، والعبر 5/ 147، ودول الإسلام 2/
140، والإعلام بوفيات الأعلام 263، والإشارة إلى وفيات الأعيان
338، وسير أعلام النبلاء 23/ 27، 28 رقم 20، ونثر الجمان للفيومي
2/ ورقة 96، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 547، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 5/ 105 (8/ 358، 359) ، وطبقات الشافعية لابن كثير،
ورقة 170 أ، والبداية والنهاية 13/ 151، وفيه «يحيى بن بركات بن
هبة الله بن الحسن» ، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 79، ونزهة
الأنام لابن دقماق، ورقة 13، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 2/
426، 427 رقم 397، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 211، والنجوم
الزاهرة 6/ 301، وشذرات الذهب 5/ 177، 178، وقضاة دمشق 68.
(46/275)
383- يوسف بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن عَلِيّ.
الأديبُ البارعُ، شهاب الدّين، أبو المحاسن، ابن الشّوّاء،
الكوفيُّ الأصلِ، الحَلَبيّ، الشاعرُ المشهور.
ديوانه فِي أربعِ مجلّدات، وتَقَعُ لَهُ معانٍ بديعة.
تُوُفّي فِي المحرَّم وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
ومن شعره فِي صَبيٍّ مليح وقد خُتِنَ:
أمُعَذِّبي كَيْفَ اسْتَطَعْتَ عَلَى الأَذَى ... جَلَدًا
وأَجْزَعُ ما يكونُ الرِّيمُ
لو لم تَكُنْ هذي الطهارةُ سُنَّةً ... قَدْ سَنَّها مِنْ قَبْلُ
إِبْرَاهِيم
لَفَتكْتُ جُهْدي بالمُزَيِّنِ إذْ غَدا ... فِي كَفَّه مُوسى
وأنْتَ كليمُ
وله:
بنَفْسي وعَيني رأسُ عينٍ ومَنْ فيها ... وَبيضُ السَّوَاقي حَوْلَ
زُرْقِ سَوَاقيها
إذا رَاقَني منها جَواري عُيونِها ... أراقَ دمي منها عيونُ
جَواريها
384- يوسف بْن مُحَمَّد [2] بْن عَلِيّ بْن خليفة.
أَبُو الحَجّاج، القُضاعيُّ، الأُنْديُّ، نزيلُ بَلَنْسية.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، وأبا الْحَسَن بْن
النقرات، وجماعة.
وأخذ العربية عن أبي ذر الخشني، وأبي بَكْر بْن زيدان. وبَرَعَ فِي
النَّحْو، وجَلَسَ لإقرائه عامَة عُمُره.
وكانَ دَيِّنًا، خيِّرًا، مُقْبِلًا عَلَى شأنِه، يُؤْثرُ
العُزْلَةَ.
قَالَ الأبَّارُ: أخذتُ عنه جملة من كتب النحو واللّغة. وأجاز لي.
وتوفّي
__________
[1] انظر عن (يوسف بن إسماعيل) في: وفيات الأعيان 7/ 231- 237،
والعبر 5/ 147، والمختار من تاريخ ابن الجزري 171- 172، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 338، ومرآة الجنان 4/ 89، 90، والنجوم الزاهرة
6/ 302، وشذرات الذهب 5/ 178، 179.
[2] انظر عن (يوسف بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة
الأزهر) 3/ ورقة 145.
(46/276)
- وبَلَنسيَة محاصرةٌ- فِي شهر ذي
القَعْدَةِ سنة خمس، وعمُره ثمانٍ وسبعونَ سنة.
[الكنى]
385- أَبُو بَكْر بْن حديدِ [1] بنِ طاهر البغداديّ، البُزُوريّ.
الصُّوفيّ.
عاش نيّفا وسبعين سنة.
ورَوَى عن نصرِ اللَّه القزَّاز، وغيره.
386- أَبُو بَكْر بْن هشام [2] بْن عَبْد الله بْن هشام بْن
سعَيِد.
أَبُو يحيى، الأَزْدِيّ، القُرْطُبيّ، الأديبُ.
رَوَى عن أبيه أبي الوليد. وأجاز له ابن بَشْكُوال.
ورَّخة الأبَّارُ وقال: كَانَ كاتبا بليغا، وشاعرا مُجَوِّدًا.
وفيها وُلِدَ سعد الدّين سعد اللَّه بنُ مروان الفارقيُّ
المُوَقِّع.
وضياءُ الدّين إسماعيل بن عمر ابن الحَمَويِّ الكاتب.
والمُحيي أَبُو بَكْر بنُ عَبَّاس بْن جعوان.
والشمسُ عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد
اللَّه الحنبليّ.
والكمالُ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن هلال.
وأبو بكر بن محمد بن مَنيع الشطاريّ.
وشيخُ الشيعةِ الشيخُ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الهَمَذَانيّ
السَّكاكينيّ، فِي رجب.
والشمسُ عبد القادر بن يوسف ابن الحَظِيريِّ الكاتب، فِي صفر.
والجمالُ عبدُ الغنيّ بْن منصور الحرّانيّ المؤذّنُ.
والمُحيي يحيى بْن مكّي بن عبد الرزّاق.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن حديد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 476
رقم 2802.
[2] انظر عن (أبي بكر بن هشام) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
222.
(46/277)
والشيخ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عطاف
النشارُ.
والعزّ إبراهيم ابن الملك الحافظ.
والشيخُ عَلِيّ بْن عُمَر الواني، يروي عن ابن رَواج.
وشهابُ الدّين إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن باجوك، فِي ذي
القَعْدَةِ.
والمجدُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد
الأسْفَرايينيّ.
والقاضي شمسُ الدّين أَحْمَد بْن عَلِيّ بن الزّبير الجيليّ.
(46/278)
سنة ست وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
387- أَحْمَد بْن صَدَقَة [1] بْن المظفَّر.
أَبُو المظفَّر، البغداديّ، الصُّوفيّ، عُرِفَ بابن الطّاهريّ نسبة
إلى طاهر بْن الْحُسَيْن الخُزاعيّ.
حدَّث عن عَبْد المنعم بْن كُلَيب.
أجازَ للقاسمِ بْن عساكر، وأقرانِه.
388- أَحْمَد بْن عَبْد القويّ [2] بْن أَبِي الحَسَن بْن ياسين
القَيْسرانيّ.
أَبُو الرّضا، ابْن المُحَدِّثُ المفيد الفاضل أَبِي مُحَمَّد،
الْمَصْريّ، الكُتُبيّ، المُجَلِّد.
سَمَّعَهُ أَبُوه من: إِسْمَاعِيل بْن قاسم الزّيات، والعلامَة
عَبْد اللَّه بْن بَرِّي، وعَشِير بْن عَلِيّ المُزارع، وأَبِي
الجيوش عساكرِ المُقرئ، وجماعةٍ.
رَوَى عَنْهُ الزَّكيّ المُنْذِريّ، وَقَالَ: وُلِدَ سنةَ سبعين،
وتُوُفّي فِي الخامس والعشرين من رجب، والجمال ابن الصابونيّ،
وولده أَحْمَد، وسُلَيْمَان بْن أَبِي الهَكَّاريّ.
ولم ألقَ مَنْ يَرْوي عَنْهُ فيما عَلِمت.
389- أَحْمَد بْن عَلِيّ [3] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 506 رقم
2868.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد القوي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 511
رقم 2882.
[3] انظر عن (أحمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 508، 509
رقم 2875، وذيل الروضتين 167، وسير الأولياء للخزرجي 56، 70، 71،
والإعلام بوفيات الأعلام 264، والإشارة إلى
(46/279)
الشيخُ، أَبُو الْعَبَّاس، القَسْطَلانيّ،
ثم الْمَصْريّ، الفقيهُ، المالكيّ، الزاهدُ.
تلميذُ الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد
الْقُرَشِيّ، صحبةُ دهرا، وجَمَعَ من كلامِه كتابا حسنا. وسَمِعَ
من العلّامة عَبْد الله بْن برِّي. وأجازَ لَهُ أَبُو طاهرٍ.
السّلفيّ، وغيرُه.
ووَلِيَ التدريسَ بمدرسة المالكية بمصر. ثم توجَّهَ إلى مكةَ
وجاوَر بها، وحدَّث بها وبمصر.
وولد فِي سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ وقال [1] : كانَ قد جمع بين
الفقِه والزُّهدِ وكثرةِ الإيثار مَعَ الإقتار والانقطاعِ التّامِّ
عن مخالطة الناس. تُوُفّي بمكة فِي مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرة.
ورَوَى عَنْهُ: مجد الدّين ابن العديم وولداه تاجُ الدّين وقُطْبُ
الدّين أَبُو بَكْر، وغيرُهم.
390- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [2] بْن أَبِي الكَرَم بْن عَلِيّ.
أَبُو إِسْحَاق، البغداديّ، الخيَّاطُ، الصُّوفيّ، سِبْطُ يحيى بْن
بَوْش.
سَمِعَ من جدِّه، ومن عَبْد المنعم بْن كُلَيب.
وتُوُفّي فِي سَلْخ ربيع الآخر.
سمعنا بإجازتِه من القاضي تقيِّ الدّين، وغيرِه.
391- إِبْرَاهِيم بنُ شُعيب [3] ابن الشَّيْخ أَبِي الْعَبَّاس
أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي الفتح.
__________
[ () ] وفيات الأعيان 338، وتذكرة الحفاظ 4/ 1323، والعبر 5/ 148،
ومرآة الجنان 4/ 94، والوافي بالوفيات 7/ 238 رقم 3193، والعقد
الثمين 3/ 105، وذيل التقييد 1/ 347 رقم 686، والديباج المذهب 67،
68، والمقفى الكبير 1/ 533 رقم 521، والنجوم الزاهرة 6/ 314، وحسن
المحاضرة 1/ 215، وشذرات الذهب 5/ 179، ونيل الابتهاج 63.
[1] في التكملة 3/ 509.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 504.
[3] انظر عن (إبراهيم بن شعيب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 520
رقم 2904، والمقفى الكبير 1/ 171 رقم 163.
(46/280)
أَبُو إِسْحَاق، العَريشيُّ الأصلِ،
الرِّشيديُّ المولِد، الإسكندرانيُّ الدّارِ، المالكيُّ.
حدَّث عن جدِّه، وأبيِه بأناشيد.
كتب عنه زكيّ الدّين المنذريّ، وغيره، وقال [1] : كَانَ جدُّه من
أصحاب الفقيِه أَبِي بَكْر الطَّرَطُوشيِّ، فسَكَنَ ثغر رَشيِد.
وُلِد إِبْرَاهِيم فِي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وعاشَ ثمانية
وثمانين عاما.
392- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه [2] بْن مُحَمَّد.
أَبُو إِسْحَاق، الكَلْبيُّ، البَلَنسيُّ، المعروف باليابري.
قَالَ الأبَّارُ [3] : كَانَ ثقة، تاجرا. حجّ وسَمِعَ «الموطّأ»
سنة ثمانين [4] من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد
الرَّحْمَن الحضْرميّ. وحدَّث.
393- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ [5] بْن حامد بْن قُنْبُر- بضمِّ
القافِ والباءِ- بْن هندي.
أَبُو إِسْحَاق، البغداديّ، الحنبليّ.
سَمِعَ من: نصر اللَّه القَزّاز، وعبدِ المُغيث بْن زُهَير، وجماعة
كثيرة.
وتُوُفّي فِي شَعْبان.
أجازَ لابن الشّيرازيّ، والمُطَعِّمِ، وسَعْدٍ.
394- أرتق [6] ابن الملك أرْسلان بْن ألبي بْن تمرتاش بْن أيل
غازي، الأرتقي.
__________
[1] في التكملة 3/ 520.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
169، 170، والمقفى الكبير 1/ 234، 235 رقم 262.
[3] في تكملة الصلة 1/ 169، 170.
[4] هكذا في الأصل بخط المؤلّف- رحمه الله-، وفي تكملة الصلة لابن
الأبار: في صفر سنة ثمان وثمانين. وفي المقفى للمقريزي: وحل حاجّا
ولقي بالإسكندرية أبا عبد الله محمد بن الحضرميّ في صفر سنة ثمانين
وخمسمائة فسمع منه.
[5] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 512
رقم 2885، والمشتبه 2/ 535، وتوضيح المشتبه 7/ 250.
[6] انظر عن (أرتق) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 730، والحوادث
الجامعة 61، 62، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 544، 557، 558، ومفرّج
الكروب 5/ 217، ودول الإسلام 2/ 141،
(46/281)
التُركمانيّ، صاحبُ مارِدِين، الملك
المنصور، ناصر الدّين.
وَلِيَ مارِدينَ بعد أخيه حُسام الدّين أيل غازي وهو دونَ البلوغ.
وكان أتابكهُ مملوكَ أخيه وزوجَ أمِّه، فلما تَمَكَّنَ قَتَلَهُما
سنة ستمائة واستقامَ أمرُه.
وكانَ عادلا، حسن السّيرة، يصومُ الخميس والاثنين، ويتركُ الخمرَ
فِي الثلاثَة أشهر. فقَتَله مماليكه بمواطأةٍ من ولِد ولده ألبي
غازي بْن نجم الدّين غازي بْن أُرْتُق. وكانَ شديدَ المحبَة لهذا
إلّا أنَّه كَانَ قد أبعد والدَه بحيثُ إنّه حَلَقَ رأسه
وتَفَقَّر، فغضب أَبُوه عَلَيْهِ وحَبَسَهُ. فلمّا قُتِلَ، أخرجه
ابنُه وحَلَف لَهُ وقامَ بأمرِ سلطنته. ذكر ذَلِكَ ابْن الْجَوْزيّ
[1] وغيره. وكَانَ قتله فِي وسط ذي الحجّة، فلمّا تمكّن الملك
السعيد غازي قبضَ عَلَى ولدِه وحَبَسه إلى أن مات.
395- اسعدُ بنُ أَبِي الغنائِم [2] المُسَلَّم بن مكي بن خلف بن
المسلم بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلَّان.
أَبُو المعالي، ابنُ الرئيسِ الأمين، القَيسيُّ، الدّمشقيّ،
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا القاسم بْن عساكر، وعليّ بْن هبة اللَّه بْن
خلدون الواعظَ، وأبا الفهم بْن أَبِي العَجائز، والفضلَ بْن
الْحُسَيْن البانياسيّ، وأبا المفاخر عَلِيّ بْن مُحَمَّد
البَيْهقيّ، وجماعة.
وكان عَدْلًا مُتمَيزًا، يَشْهدُ تحتَ الساعات. وهو أكبرُ من أخيه
السديدِ.
رَوَى عَنْهُ: الشهاب القوصيّ، والمجد ابن الحلوانيّة، والبدر ابن
الخلّال، وتاج العرب بنت ابن أخيه المسلّم، وغيرُهم. وبالإجازةِ
القاضي شهابُ الدّين
__________
[ () ] وسير أعلام النبلاء 23/ 46 رقم 32، والعبر 5/ 148، 149،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 338، والوافي بالوفيات 8/ 336 رقم
2763، والعسجد المسبوك 2/ 485، 486، والسلوك ج 8 ق 2/ 283، والنجوم
الزاهرة 314، وشذرات الذهب 5/ 180، وسيعاد في التالية.
[1] في مرآة الزمان: 8/ 730.
[2] انظر عن (أسعد بن أبي الغنائم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
510، 511 رقم 2881، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 302، وسير
أعلام النبلاء 23/ 61، 62 رقم 43، والإشارة إلى وفيات الأعيان 338،
والعبر 5/ 149، والمقفى الكبير 2/ 82 رقم 740 وفيه: «السلم» وهو
تصحيف «المسلّم» والنجوم الزاهرة 6/ 314، وشذرات الذهب 5/ 180.
(46/282)
الخُوَييّ، ومُحَمَّد بْن عثمان بْن
مُشْرِق [1] .
لَقَبُه تاجُ الدّين.
تُوُفّي فِي رجب، وله ستٍّ وسبعون سنة.
وقد حدَّث بمصر، وبها سَمِعَ منه الحافظُ عَبْد العظيم [2] .
[حرف الباء]
396- بَدَلُ بنُ أَبِي المُعَمَّر [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي
نصر.
أَبُو الخير، التَّبريزيُّ، المُحَدِّثُ، المفيدُ.
وُلِد سنة اثنتين وخمسين ظنّا [4] .
وقَدِمَ دمشق وهو شابٌ فسَمِعَ بها من: الْإمَام أَبِي سعد بْن
عَصْرونَ، ويحيى الثَّقفيّ، وأَحْمَد بْن حمزة ابن المَوَازيني.
ولازَمَ بهاءَ الدّين القاسم بْن عساكر وسَمِعَ منه بدمشق وبمصر
فأكثر عَنْهُ. ثم رَحَلَ إلى أصبهان فسَمِعَ من أَبِي المكارم
اللَّبَّان، وَمُحَمَّد بن أَبِي زيد الكراني، وأبي جعْفَر
الصّيدلانيّ، وجماعةٍ. ووَصَل إلى نَيْسابور، فسمع من أبي سعد
الصّفّار، وعبد الرحيم ابن الشّعريّ وأختِه زينبَ. ورَحَلَ إلى
مصر، فَسِمعَ من البُوصيريّ، وغيره.
وعُنِيَ بالحديثِ، وكتبَ الكثيرَ، وخطّه رديء، وكان من أهل الفضل
والدّين. سكن إرْبل ووَلِيَ مشيخةَ دارِ الحديث بها. وخَرَّجَ
مجاميعَ وفوائد. فلمّا
__________
[1] قيّده المؤلّف- رحمه الله- في «المشتبه» : 592.
[2] في التكملة: 3/ 511.
[3] انظر عن (بدل بن أبي المعمّر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
504، 505 رقم 2865، وتاريخ إربل 1/ 144- 151 رقم 59، وتلخيص مجمع
الآداب 4/ 676، والإشارة إلى وفيات الأعيان 338، والإعلام بوفيات
الأعلام 263، والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2097، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1424، والعبر 5/ 149، وسير أعلام النبلاء 23/ 62، 63 رقم
44، والوافي بالوفيات 10/ 100 رقم 455، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 8/ 156 و 370، والمقفى الكبير 2/ 570 رقم 1012، والنجوم
الزاهرة 6/ 314، وكشف الظنون 363، وشذرات الذهب 5/ 180.
ولم يذكره كحالة في (معجم المؤلّفين) مع أنه من شرطه.
[4] وقال ابن المستوفي إنه سأله عن مولده فقال في سنة خمس وخمسين
وخمسمائة. (تاريخ إربل/ 143) .
(46/283)
أخذتِ الكَفَرةُ التتارُ إرْبِل، نزحَ إلى
حلب وأقام بها إلى حين وفاته.
رَوَى عَنْهُ: محيي الدّين بْن سُرَاقة، وشهابُ الدّين القُوصيُّ،
ومجد الدّين ابن العَدِيم، وظهيرُ الدين محمودُ الزَّنجانيّ.
وبالإجازة القاضي تقيُّ الدين الحنبليّ، والفخرُ بنُ عساكر، وأَبُو
نصر ابن الشّيرازيّ.
تُوُفّي بَدَلٌ فِي خامس جُمَادَى الأولى [1] .
وكانَ- مَعَ كثرة طلبِه- مُزْجَى البِضاعةِ [2] .
[حرف الجيم]
397- جعْفَر بْن عَلِيّ [3] بْن أَبِي البركات هبة اللَّه بْن
جعْفَر بْن يحيى بْن أَبِي الْحَسَن بْن مُنير بْن أَبِي الفتح.
أَبُو الفضل، الهَمَدانيّ، الإسكندرانيّ، المُقرئ، المُجَوِّدُ،
المُحَدِّثُ الفقيه، المالكيّ.
__________
[1] في «تكملة المنذري» : (3/ 504: «الثالث من جمادى الأولى» .
[2] وقال ابن المستوفي: شيخ ديّن فاضل مشهور في علم الحديث، نقّال
كان بإربل مقيما يحكّ المرجان، ثم سافر إلى دمشق في سنة خمس
وثمانين وخمسمائة، واشتغل بالحديث وسماعه، ورحل إلى أصبهان
ونيسابور وأخذ عن رجالهما، وسمع الكثير وكتب الكثير وورد إربل فهو
مقيم بها، وله من الفقير أبي سعيد كوكبوري بن علي إيجاب يصله في
أوقاته. أخبرني أنه ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. ثم ولّاه دار
الحديث التي أنشأها- أدام الله السلطان- بإربل، فهو شيخها عليه
الحديث بها. صنّف عدّة مصنّفات، واختصر كتاب «تاريخ دمشق» لابن
عساكر، وله كتاب تاريخ صغير، وجمع كتابا في أحوال النبيّ صلّى الله
عليه وسلّم، يدخل كما قال في ستين جلدا، فقلت له:
هذا مما لا يعرّج عليه أحد لطوله، فلو اختصرته، فشرع في اختصاره،
فهو يكتبه. (تاريخ إربل 1/ 143، 144) .
[3] انظر عن (جعفر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 500، 501
رقم 2855، وذيل الروضتين 167، ومعجم شيوخ الأبرقوهي، ورقة 30، 31،
والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2098، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 338، والإعلام بوفيات الأعلام 263، وتذكرة الحفاظ 4/ 1424،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 623، 624 رقم 588، وسير أعلام النبلاء 23/
36- 39 رقم 26، والعبر 5/ 149، ودول الإسلام 2/ 141، والوافي
بالوفيات 11/ 117 رقم 197، والبداية والنهاية 13/ 153، وغاية
النهاية 1/ 193 رقم 891، وذيل التقييد 1/ 496، 497 رقم 970،
والمقفى الكبير 2/ 37 رقم 1073، وعقد الجمان 18/ ورقة 220، والنجوم
الزاهرة 6/ 314، وحسن المحاضرة 1/ 215، وشذرات الذهب 5/ 180.
(46/284)
وُلِد فِي عاشر صفر سنة ستٍّ وأربعين
وخمسمائة.
وقرأ الفقه، وقَرَأ بالروايات للسبعة، ويعقوبَ عَلَى الْإمَام
الصالح أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَفِ اللَّه بْن عطية
الْقُرَشِيّ الإسكندرانيّ المُؤَذِّنِ صاحب ابن الفَحَّام.
ثم سَمِعَ الحديث وله أربعٌ وعشرون سنة من السِّلَفِيّ. ونَسخَ،
وقابَل، وحَصَّل الفوائد. وسَمِعَ من: أَبِي مُحَمَّد العثمانيّ،
وأَحْمَد بْن جعْفَر الغافقيِّ، وأَبِي يحيى اليَسَع بْن عيسى بن
حزم الغافقيّ، وأبي الطاهر بن عوف الزّهريّ، وعبد الواحد بْن عسكر،
وابنِ عَطِيَّة شيخِه، والقاضي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن
الحضرميّ، وغيرهم.
وأجازَ لَهُ جماعةٌ كثيرة من الأندلسِ، وأصبهان، وهَمَذان.
وأمَّ بمسجد النّخلة، وأقرأ بِهِ مدّة. وحدَّث ببلدِه، وبمصرَ،
ودمشق. وكتبَ الكثيرَ ورواه.
روى عنه: أبو عبد الله ابن النجّار، وأَبُو بَكْر بْن نُقْطَة،
والسيف بْن قدامة، وابن الحلوانيّة، والكمال أحمد ابن الدّخميسيّ.
وأخذ عَنْهُ القراءات الشيخُ عَلِيّ الدّهّان، وغيره.
وحدّثنا عنه: أبو الحسين ابن اليُونينيّ، وأَبُو المعالي
الأبَرْقُوهيّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن المتّيجي [1]
النّجّار، والعزّ أحمد ابن العماد، والقاضي أَبُو الربيع
سُلَيْمَان بْن حمزة، وأخواه مُحَمَّد وداودُ، والقاضي أَبُو حفص
عمرُ بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عوض، ومحمد بن عليّ ابن
الواسطيّ، وأَحْمَد بْن مؤمن، ونصر اللَّه بْن عَيَّاش، وأَبُو
القاسم بْن عُمر الهوّاريّ، وأَبُو عليّ ابن الخَلَّال، ومُحَمَّد
بْن يوسف الذّهبيّ، وأَبُو بَكْر بْن عَبْد الدّائم الأصَمُّ،
وزينبُ بنتُ شُكْر، وهديَه بِنْت عسكر، وعَبْد الرَّحْمَن بْن
جماعة الإسْكندراني- وهو آخرُ مَنْ بقي بها من أصحابه- والفخرُ
إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وعيسى المُطْعِمِ، وطائفة سواهم.
__________
[1] قيّده المصنّف في «المشتبه» : 616 وهو منسوب إلى متّيجة قبيلة
من البربر.
(46/285)
قَالَ المُنْذريُّ [1] : أقرأ، وانتفَع
بِهِ جماعةٌ. وكانَ بُعِثَ إليها ليَحْضُرَ إلى مصر، فتَوجه من
بلده إلى مصر، ومعه جملة من مسموعاته، وأقامَ بالقاهرة مدّة،
وحدَّث بها.
قلتُ: سَمِعَ منه بها الكثير: سَعْدُ الدّين عَبْد الرَّحْمَن بن
عليّ ابن القاضي الأشرف.
قَالَ: ثم توجَّهَ إلى دمشق، وأقامَ بها، وحدَّث بها بالكثيرِ، ولم
يزَلْ بها إلى حينِ وفاته.
قلتُ: رَوَى الكثيرَ بالبلدِ، وبالصالحية، والقابون، وأقام بها
تسعة أشهر أو نحوها أقدمه الشّرف أحمد ابن الْجَوْهريّ إلى دمشقَ،
وقامَ بواجب حقِّه.
قَالَ ابْن نُقْطَة: سَمِعْتُ منه. وكانَ ثقة صالحا، من أهلِ
القرآن.
وقال المُنْذريُّ [2] : تُوُفّي ليلة السادس والعشرين من صفر
بدمشق، ودُفِنَ بمقابر الصوفية.
قلت: لو كانَ لَهُ من يعتني بِهِ، لأخذَ لَهُ إجازة القاضي أَبِي
الفضل الأُرْمَوي، وطبقتهِ.
[حرف الحاء]
398- حامدُ بنُ أَبِي العميد [3] بْن أميري بْن ورشي بْن عُمَر.
أَبُو الرّضا، القَزْوِينيّ، المُفتي، الفقيهُ، الشافعيّ، شمس
الدّين، ويُكَنَّي أيضا أَبَا المظفَّر.
وُلِد بقزوين سنة ثمانٍ وأربعين.
__________
[1] في التكملة: 3/ 501.
[2] في التكملة: 3/ 500.
[3] انظر عن (حامد بن أبي العميد) في: الأعلاق الخطيرة ج 8 ق 108،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 323، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
8/ 140.
(46/286)
تفقّه، وقرأ شيئا من الخلاف عَلَى القُطب
النَّيْسابوريّ. وكان إماما، فقيها بارِعًا، رئيسا.
سَمِعَ من: شُهْدَةَ بنتِ الإبَرِي، وخطيبِ المَوْصِل، ويحيى
الثَّقَفيّ.
روى عنه: مجدُ الدِّين ابن العديم وأَبُوه. وبالإجازة القاضي تقيُّ
الدّين سُلَيْمَانُ، وغيرهما.
ومات بحلب.
وأَبُو نصر [1] مُحَمَّد بْن المزّي. ورَوَى عَنْهُ أيضا سماعا
شهابُ الدّين عَبْد الحليم بْن تيميَّة.
وقيلَ: وُلِدَ سنة ستٍّ وأربعين. وقَدِمَ الشامَ سنة ستٍّ وسبعين
مَعَ القُطْبِ النَّيْسابوريّ. ووَلِيَ قضاءَ حِمْصَ، ثم دَرَّس
بحلبَ. وكان من كبارِ الأئمةِ بحلبَ.
وكانَ ابنهُ عمادُ الدّين مدرِّسًا.
399- حَسَّانُ بنُ أَبِي القاسم [2] عَبْد الرَّحْمَن بْن حَسَّان
بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد.
الفقيهُ، أَبُو عَلِيّ، الْجُهَنيُّ، المَهْدَويُّ، المغربيُّ، ثم
الإسكندرانيُّ، المالكيُّ، الطبيبُ.
حدَّث عن السِّلَفِيّ. وقرأ الأصولَ، والطبِّ وبَرَعَ فِي ذَلِكَ.
سَمعْنا بإجازتِه من شمسِ الدّين عبد القادر ابن الحظيريّ.
تُوُفّي فِي أواخرِ رجبِ.
ورَوَى عَنْهُ: المجد ابن الحُلْوانية، وابن العماديّة [3] ، وغير
واحد.
400- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه [4] بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد
اللَّه بن حسّون.
__________
[1] هكذا في الأصل، وكأن المؤلّف- رحمه الله- استدرك ذلك بعد قليل.
[2] انظر عن (حسان بن أبي القاسم) في: الوافي بالوفيات 11/ 362 رقم
527، والمقفى الكبير 3/ 273 رقم 1038، والتكملة لوفيات النقلة 3/
511 رقم 2883.
[3] يعني: أبا الفتوح منصور بن سليم الإسكندراني المتوفى سنة 673
هـ.
[4] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
498، 499 رقم 2849، والوافي
(46/287)
عمادُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه،
الْقُرَشِيّ، الفُوِّيُّ، الشافعيّ، خطيبُ فوَّةَ.
وُلِد سنة أربع وستينَ وخمسمائة ببلد سخَا.
ووَلِيَ القضاءَ ببعضِ الأعمال. وأرسلَ ولدَهُ مُحَمَّدًا- شيخنا-
إلى الإسكندريّة فسَمِعَ «الخِلَعيّات» من ابنِ عماد.
حدَّث عن الفقيه أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن سلامة.
رَوَى عَنْهُ الحافظُ زكيّ الدّين شيئا من شِعرِه وقال [1] :
تُوُفّي فِي سادس صفر.
وخرَّجَ عَنْهُ ابن مسدي، وقال: سَمِعَ من البُوصيريّ، وحَمَّادٍ
الحرّانيّ.
وكانَ مُتَصَدرًا بجامع مصر.
[حرف الخاء]
401- خَالِد بْن مَسْعُود [2] بْن أَبِي نصر.
أَبُو بَكْر، الأزَجيُّ، البَقَّالُ، المعروف بابنِ المَشْهدَية.
وُلِد سنة ثمان وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَبِي الْحُسَيْن عَبْد الحقّ اليُوسُفيّ.
وماتَ ببْعُقوبا فِي صَفَر.
[حرف الذال]
402- ذاكرُ بنُ عَبْد الوَهَّاب [3] بْن عَبْد الكريم بْن
المُتَوَّج.
أَبُو الفضلِ، الأَنْصَارِيّ، السَّقْبَانيّ.
سَمِعَ من الحافظِ أَبِي القاسم بْن عساكر.
__________
[ () ] بالوفيات 12/ 416 رقم 371، والمقفى الكبير 3/ 515 رقم 1240.
[1] في التكملة: 3/ 498.
[2] انظر عن (خالد بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 499 رقم
2851.
[3] انظر عن (ذاكر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 505،
506 رقم 2867، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 140.
(46/288)
وماتَ بسَقْبَا [1] فِي جُمَادَى الأولى.
رَوَى عَنْهُ: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية،
والطلبة.
وَكَتَبَ عَنْهُ ابْنُ الْحَاجِبِ وَقَالَ: شَيْخٌ أميٌ، لا يكادُ
يعرف ما الناس فِيهِ، ذاكرتُه فيما كنتُ أسمعُ بِهِ من الوقائع
التي بين أهل كفر بطنا وسَقْبا وقتَ فرطِ الجوز، وما يَجْري من
السبّ واللعن لعداوة المذهب، فإنّ أهل كفر بطنا حنابلةٌ، وأهلٌ
سَقْبا أشاعرةٌ، فقلتُ: ماذا الّذِي يتمّ بينكم وبين أهل كفر بطنا
من اللعنة، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
«لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا» [2] ؟ أَنَا أحدثك، هؤلاء
يَدْعونا إلى سبَّ أَبِي الْحَسَن وهو ابن عمِّ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كما عَلِمْتَ- وزوجُ بنتِه، فكيفَ
يجوزُ لنا لعنتهُ؟ وإلّا ما ثمّ شيء آخر، ولذا نَلْعنَهم.
قلتُ: أفلا يكونُ سَبُّهم لأبي الْحَسَن الأشعريِّ لتعصُّبكم
فِيهِ؟ فقال: ومن هُوَ أَبُو الْحَسَن الأشعريُّ؟ فَعَرفْتُ أنَّهُ
جاهل بما يَقُولُ.
[حرف السين]
403- سونج بْن صيرم [3] .
الأميرُ جمالُ الدّين.
من كبارِ أُمراء الدّولة الكاملية. لَهُ مدرسة بقربِ الجامع الكبير
بالقاهرة.
تُوُفّي فِي صفر.
وأعتقَ عند موته الأرقَّاء وتصدَّق.
[حرف الطاء]
404- طُغْريل التّركيّ [4] ، الشّبلي، الحساميّ.
__________
[1] سقبا: قرية من غوطة الشام.
[2] رواه أحمد 1/ 405، والبخاري في «الأدب المفرد» (312) ،
والترمذي (1978) من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «ليس المؤمن بالطعّان، ولا
باللّعان، ولا الفاحش، ولا البذي» . وسنده قوي، وصححه ابن حبان
(408) ، والحاكم 1/ 12، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن
غريب.
[3] انظر عن (سونج بن صيرم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 500 رقم
2854، والوافي بالوفيات 16/ 43 رقم 56، وتذكرة النبيه 338،
والمواعظ الاعتبار 2/ 36، 80، 387.
[4] انظر عن (طغريل التركي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 502 رقم
2860، وتكملة إكمال الإكمال
(46/289)
أَبُو سعَيِد.
رَوَى عن الخُشوعي.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر، ودُفن بقاسِيون.
رَوَى عَنْهُ ابن الحُلْوانية، وغيره.
[حرف العين]
405- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عيسى بْن مَغْنين.
أَبُو مُحَمَّد، العَجيْسيُّ، المُتَّيْجيُّ.
وُلِد فِي آخر سنة إحدى وخمسين ظنا.
وقَدِمَ الإسكندرية فِي حياة السِّلَفِيّ، وسَمِعَ من: عَبْد
المجيد بْن دُلَيل، والقاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد
الرحمن الحضْرميّ، وجماعةٍ.
وعَجِيسَة: قبيلة بالمغرب. ومُتَّيْجَة: ناحيةٌ وولاية بالمغرب [2]
.
تُوُفّي فِي ثامن شَعْبان.
سَمِعْتُ من حفيده إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن.
406- عَبْد اللَّه بْنُ عَبْد الوَهَّاب [3] بْن مُحَمَّد بْن
عَبْد الغنيّ.
أَبُو القاسم، الطَّبَريّ، ثمّ البغداديّ، المقرئ.
سمّعه أبوه من: أَبِي السعادات نصر اللَّه القزّاز، وأَبِي الخير
القَزْوِينيّ.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة: أبو نصر ابن الشّيرازيّ، وسعدُ الدّين،
والمُطَعِّمِ.
407- عَبْد اللَّه بنُ أَبِي غالبٍ [4] هبة اللَّه بْن أَبِي الفتح
عبد الله السامريّ.
__________
[ () ] لابن الصابونيّ 233.
[1] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في: معجم البلدان 4/ 413،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 512 رقم 2884، وتكملة إكمال الإكمال
لابن الصابوني 331، والمشتبه 2/ 615، وتوضيح المشتبه 8/ 277.
[2] انظر: التكملة، والمشتبه، والتوضيح.
[3] انظر عن (عبد الله بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 501 رقم 2856.
[4] انظر عن (عبد الله بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
512، 513 رقم 2886.
(46/290)
أَبُو الفتحِ، المؤدِّب.
سَمِعَ من خمرتاش الرّؤسائيّ [1] . وأجازَ لَهُ عَبْد الحقّ،
وشُهْدَةَ.
رَوَى عَنْهُ البهاءُ فِي «معجمه» ، وابن النجّار فِي «تاريخه» .
تُوُفّي فِي شَعْبان.
408- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي طاهر [2] إسحاق بن العلّامة أبي
منصور موهوب بن أحمد ابن الْجَواليقيّ.
أَبُو بكرٍ، البغداديّ، المُقرئ.
شيخ صالح، خيرٌ.
وُلِد سنة نيَّفٍ وستّين.
وسَمِعَ بنفسه من عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل، ومُحَمَّد بْن
المطَّهر العَلَويّ. وحدَّث.
وقد تقدم أخوه أَبُو عَلِيّ الْحَسَن [3] .
رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم بْن بَلَبان، وغيره. وبالإجازة: القاضي
شهابُ الدّين الخُوَييّ، وفاطمةُ بِنْت سُلَيْمَان، والمطعّم،
وأَبُو نصر مُحَمَّد بن محمد ابن الشّيرازيّ، وجماعة.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ذي الحجّة.
409- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المجيد [4] بْن إِسْمَاعِيل بْن
عثمان بْن يوسف بْن الْحُسَيْن بن حفص.
__________
[1] تصحّف في التكملة 3/ 513 إلى: «الرؤاس» .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 517 رقم 2900.
[3] في الطبقة الماضية، في وفيات سنة 625، برقم (297) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد المجيد) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 503، 504 رقم 2863، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 205 ب،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 338، والإعلام بوفيات الأعلام 263،
والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2099، ودول الإسلام 2/ 141،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1424، والعبر 5/ 150، وسير أعلام النبلاء 23/ 41،
42 رقم 28، ومعرفة القراء الكبار 2/ 622- 626 رقم 589، والوافي
بالوفيات 18/ 174 رقم 218، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 37، 38،
وغاية النهاية 1/ 373، والنجوم الزاهرة 6/ 314، وحسن المحاضرة 1/
251، وشذرات الذهب 5/ 180.
(46/291)
الإمام، جمال الدّين، أبو القاسم، ابن
الصّفراويّ، الإسكندرانيُّ، المالكيُّ، المُقرئ، المفتي.
وُلِد بالإسكندريّة فِي أول يوم من سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة.
وقرأ القراءات عَلَى أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف
اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عطيّة الْقُرَشِيّ، وعَلَى أَبِي
الْعَبَّاس أَحْمَد بْن جعْفَر الغافقيِّ، وأَبِي يحيى اليَسَع بْن
عيسى بْن حَزْم، وأَبِي الطيِّبِ عَبْد المنعم بْن الخلوف.
وتفقَّه عَلَى العلّامة أَبِي طَالِب صالح بْن إِسْمَاعِيل بْن
بِنْت مُعافي.
وسَمِعَ: السِّلَفِيّ، وأبا الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن عوف، وأبا
مُحَمَّد العثمانيّ، وجماعة.
وكان من الأئمّة الأعلام انتهت إِلَيْهِ رئاسة الإقراء والفتوى
ببلده، ونزل الناسُ بموته- فِي القراءات- درجة. وهو آخرُ من قرأ
عَلَى الأربعة المذكورين.
حدَّث ببلده، وبمصر، والمنصورة.
قرأ عَلَيْهِ: الرشيدُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّر، والمكينُ
عَبْد اللَّه بْن منصور الأسمر، والشرف يحيى بن أحمد ابن الصّوّاف،
وأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عمران الدُّكاليّ، وجماعةٌ.
وممَّن قرأ عَلَيْهِ بعض القراءات: أَبُو الفضل يوسف بْن حسن
القابسيّ، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن عطيَّة،
والنظام محمد بن عبد الكريم التّبريزيّ.
قرأتُ القرآن عَلَى النظام، والدُّكاليّ، وحدَّثاني أنهما قرءا
عَلَيْهِ.
وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ القابسي، وابن عطيَّة، وأَبُو الهدى عيسى بْن
يحيى السَّبْتي، وأَبُو الْحُسَيْن ابن الصوّاف.
وممَّن رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن منصورٍ المالكيُّ
الورّاق، والمفتي أَبُو مُحَمَّد عبدُ القادر بْن عَبْد العزيز
الحجريّ الحاكم، وأَبُو مُحَمَّد عَبْد المعطي بنُ عَبْد النَّصير
الأَنْصَارِيّ، وعمر بْن عَلِيّ بْن الكدّوف، وجماعة.
وسَمِعْنا بإجازته عَلَى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن سيما،
ومُحَمَّد بْن عثمان بْن مُشْرِق، وابن الحظيريّ.
(46/292)
وقد درَّس، وأفتى، وتخرَّج عَلَيْهِ جماعةٌ
نبلاء فِي القراءات، والفقه. وخرَّج لنفسه «مشيخة» .
وكانَ صاحبَ ديانةٍ، وعدالةٍ، وجلالةٍ. وعاشَ اثنتين وتسعين سنة
وأشهرا.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
410- عبدُ العزيز بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَبْد اللَّه.
أَبُو مُحَمَّد، الْمَصْريّ، الأبزاريُّ، التّمّار، المعروف
بالحِكْمة.
وُلِد سنة ستين أو إحدى وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَبِي القاسم البُوصيريّ وطبقته، فأكثر.
وحصَّل كُتبًا حَسَنة. وكان يؤْثرُ الطَّلَب والسماع عَلَى معاشه.
وكان عَلَى طريقةٍ حسنة.
رَوَى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والمجد ابن الحُلْوانية، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي سابع جُمَادَى الآخرة.
411- عَبْد العظيم بْن عَبدِ القويّ [2] بْن فُرَيْج.
أَبُو مُحَمّد، الْمَصْريّ، الخرَّازُ- بخاء معجمة وراء ثم زاي-.
سمع الأرتاحي، وعمر بن طبرزد. وحدَّث.
ومات بدمشق.
412- عبدُ القادر بْن عثمان [3] بْن أَبِي البركات بْن عَلِيّ بْن
رزق اللَّه بْن عَبْد الوهّاب التميميِّ.
أَبُو مُحَمَّد، البغداديّ.
شيخُ صالح، مُعمَّر، من بيت مشيخة وعِلْمٍ.
وُلِد فِي رابع صفر سنة خمسٍ وثلاثين.
__________
[1] في الأصل بخط المؤلف- رحمه الله-: «عبد الرحمن» ، والتصويب من:
التكملة لوفيات النقلة 3/ 509 رقم 2876، وتكملة إكمال الإكمال لابن
الصابوني 374، وتوضيح المشتبه 2/ 382.
[2] انظر عن (عبد العظيم بن عبد القويّ) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 505 رقم 2866.
[3] انظر عن (عبد القادر بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
514 رقم 2892.
(46/293)
ولو سمَّعَه أَبُوه لصارَ مسندَ الدُّنيا،
فإنّه أدركَ إجازة القاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الباقي
الأنصاري، وأبي القاسم ابن السَّمرْقَنْديّ، وأدركُ السّماع من
أصحاب أَبِي جعْفَر بْن المُسْلِمَة، وابن هَزَارْمَرْد
الصّريفينيّ. ولكن ذهبَ تعميرُه ضَياعًا.
وقد صَحِبَ الشَّيْخ عبد القادر الجيليّ، وذكر أنّه سَمِعَ منه.
ومات فِي رمضان- رحمه اللَّه-.
413- عَبْد الواحدِ بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن الْحَسَن بْن نصر
اللَّه بْن عَبْد الواحد.
أَبُو منصور. ابن الحصين، الشَّيْبانيّ، البغداديّ، ثم
المَوْصِليّ.
وُلِد بالموصل فِي سنة إحدى وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ حضورا من أَبِي الفضلِ خطيبِ المَوْصِل.
وحدَّث ببغداد.
وهو من بيتِ رئاسةٍ وفضيلةٍ. وكان أديبا، كاتبا، بديعَ الخطِّ،
مليحَ الشِّعْر.
كتَب الكثير بخطِّه. ويعرف بابنِ الفقيه.
رَوَى عَنْهُ ابن النجّار [2] .
414- عَبْد الواحد بن بركات [3] بن إبراهيم الخشوعيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن إبراهيم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن
النجار 1/ 188- 190 رقم 95، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 508 رقم
2874، والحوادث الجامعة 63، 64، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 3/ 223
رقم 2189، وعقود الجمان لابن الشعار 4/ ورقة 157- 164، وفوات
الوفيات 2/ 413، 414، والوافي بالوفيات 18/ 247، 248 رقم 222، ونثر
الجمان للفيومي 2/ ورقة 105، 106، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة
37، والعسجد المسبوك 2/ 486- 488.
[2] وقال: اشتغل بالأدب وقال الشعر الحسن، المليح المعاني الجيد
المباني، وكتب خطا مليحا، وقدم بغداد وسكن المحوّل، كتبت عنه شيئا
من نظم، ووجدنا سماعه في جزء من ابن الطوسي فقرأناه عليه، وذكر لنا
أنه سمع منه، وكانت له أصول ضاعت، وكان غزير الفضل، أديبا بليغا،
ظريف النظم والنثر. (ذيل تاريخ بغداد 1/ 188) وفيه شعر.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن بركات) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
500 رقم 2852.
(46/294)
الدّمشقيّ. رَوَى عن أَبِيهِ أَبِي طاهر.
سَمِعَ منه بعض الطلبة.
وماتَ فِي صفر.
415- عُثمانُ بن سُلَيْمَان [1] بن أَحْمَد. أَبُو عَمْرو،
البغداديّ.
المُطَرِّزِ، الزّاهد، شيخ رباط رئيس الرؤساء بالقَصْر، ويقالُ
لَهُ: عثمانُ القَصْرِ.
صحِبَ عَبْد الغنيّ بن نُقطة الزاهد. وسَمِعَ من: ذاكرِ بن كامل،
وعمر بن أَبِي بَكْر التَّبَّان، وعبد المنعم بن كُلَيب.
وكان الناسُ يعتقدون فِيهِ ويَرْجُون بركَتَه.
قَالَ ابن النجّار [2] : كَانَ ساكنا، حَسَنَ الأخلاق، مُتواضعًا.
صارَ لَهُ أتباعٌ ومريدون، فاتَّخذ زاوية بالحَريم [3] ، وخَدَمهُ
أبناءُ الدُّنيا، وجاءته العطايا والصِّلاتُ ففرَّقها عَلَى
أصحابه، فكَثُرَ أتباعُه، وعمَّر مَوْضِعًا كبيرا أضافَهُ إلى
زاويته. واستغنى جماعةٌ من أتباعه، وصاروا يُنفِّذونَ التجاراتِ
للتكسُّب. وهو مَعَ هذا يُعطيهم من الصدقاتِ ولم يدَّخرْ لنفسه
شيئا. وكان مُدِيمًا للصلاة والصيام ويَلَبَسُ الخَشنَ الوَسِخَ.
وما أظنُّه تَزوَّج قطُّ. وكان ربَّما يطعمُ أبناء الدُّنيا الشيء
اللطيف، ويطعم الفقراء دونه. سَمِعَ الحديث منه آحادُ الطلبَة.
تُوُفي فِي السادسِ والعشرين من جُمادى الأولى وقد ناطحَ السبعين-
رحمه اللَّه-.
قلتُ: أجازَ للقاضي الحنبليّ، وابن عَبْد الدّائم، وابن سعد،
والمطعّم، وأحمد ابن الشّحنة، وجماعةُ.
416- عثمانُ بنُ أَبِي نصر [4] بن منصور بن هلال.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن سليمان) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/
206، 207 رقم 432، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 507 رقم 2871، وأخبار
الزهاد لابن الساعي، ورقة 94، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 2/ 207.
[3] هي الحرم الظاهري محلّة معروفة ببغداد.
[4] انظر عن (عثمان بن أبي نصر) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار
2/ 243، 244 رقم 1470،
(46/295)
أَبُو الفَرَج وأَبُو الفتوح، المَسْعوديّ،
المعروف بابن الوتَّارِ، الواعظُ، الحنبليّ.
وُلِد فِي حدود الخمسين وخمسمائة.
وتفقَّه عَلَى الْإمَام أَبِي الفتح نصر بن فتيانِ بن المَنِّي،
وسَمِعَ منه ومن:
عيسى الدُّوشابيّ، وعَبْد اللَّه بن عَبْد الرزاق السُّلَميّ،
ومُسلْمِ بن ثابت النَّخاسِ، وشهدة الكاتبةِ، وخديجة
النَّهروانيَّة.
وتكلَّم فِي مسائل الخلاف. وناظرَ، ودرَّس، وأفتى، ووعظ. وكان
مطبوعا، حَسَنَ الأخلاقِ.
رَوَى عَنْهُ ابن النجّار [1] ، والشَّريشيّ، وغيرهما. وبالإجازة:
القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر بن عساكر، وعيسى
المُطْعِمِ، وسعد الدّين بن سعد، وأحمد ابن الشّحنة، وأَبُو بَكْر
بن أَحْمَد بن عَبْد الدّائم، وجماعة.
وهو من أهلِ المسعودة وهي محلَّةٌ بِشْرقي بغداد [2] .
تُوُفّي فِي السابع والعشرين من جُمادى الأولى.
ورَوَى لنا عَنْهُ تاج الدّين الغرَّافيّ.
417- عزيزُ بن عَبْد الملك [3] بن مُحَمَّد بن خطَّاب.
أَبُو بَكْر، رئيسُ مُرْسيَة.
ذكره أَبُو عَبْد اللَّه القُضاعيُّ الأبَّارُ، فقال: أخذ عن أَبِي
مُحَمَّد بن حَوْط اللَّه، وغيره. وأجاز لَهُ أَبُو القاسم بنُ
سَمَجُون [4] ، وجماعةٌ. ونَظَرَ في العلوم على
__________
[ () ] والتكملة لوفيات النقلة 3/ 507، 508 رقم 2873، والمنهج
الأحمد 375، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 117، رقم 321 وفيه:
«عثمان بن نصر» ، وهو غلط، ومختصره 69، والوافي بالوفيات 19/ 513،
514 رقم 526، والمقصد الأرشد، رقم 692، والدر المنضد 1/ 372، 373
رقم 1037 وفيه: «عثمان بن نصر» ، والنجوم الزاهرة 6/ 314، وشذرات
الذهب 5/ 180، 181.
[1] انظر: ذيل تاريخ بغداد 2/ 243.
[2] من نواحي المأمونية. (تكملة المنذري 3/ 508) .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الملك) في: تكملة الصلة لابن
الأبار (نسخة الأزهر) 3/ ورقة 92.
[4] قيّده المؤلف- رحمه الله- في «المشتبه» 369.
(46/296)
تفاريقها، وتحقَّق بكثير منها، مَعَ بلاغةٍ
فِي النظمِ والنثر. وكان من رجالات الأندلِس وأهل الكمال. زَهِدَ
فِي أولِ أمره، وأقبل عَلَى الآخرَة، ثم مالَتْ بِهِ الدُّنيا.
وقدّم لولاية مُرْسيَة، فلم تُحمد سيرتُه، فعُزل عنها، ثم صارت
إِلَيْهِ رئاستُها آخرا فدبَّرها ودعا لنفسه. قُتِلَ بعد صلاة
التّراويح فِي رمضان، وعاش سبعا وستّين سنة.
418- عَسْكُر بن عَبْد الرحيم [1] بن عسكر بن أُسامة بنِ جامع بن
مُسلْمِ.
أَبُو عَبْد الرحيم، العَدَويُّ، النَّصيبيُّ.
شيخُ أهلِ نَصِيبين، وُلِدَ بها فِي سنة خمسٍ وستّين وخمسمائة. وهو
من بيت مشيخةٍ وصلاح. وكان جدِّه عسكرٌ من أهل الدّين والحديث.
وهذا ذكره ابن الحاجب، فقال: شيخ زاهدٌ، عابدٌ، يقصدهُ الفقراءُ من
البلاد، وله برّ ومعروف، وفيه صلاحٌ وجهاد، ومعرفةٌ بكلام القوم.
رَحَلَ وسَمِعَ من: عَبْد العزيز بن منينا، وسُلَيْمَان
المَوْصِليّ، وإِسْمَاعِيل بن سعد اللَّه بن حَمْدي. وسَمِعَ
بهمذان من عَبْد البرِّ بن أَبِي العلاء الهَمَذَانيّ، وبمصر من
أصحاب عَبْد اللَّه بن رفاعة، وبالموصل وحرَّان. وسَمِعَ معنا.
وكان يطوفُ ويكتُبُ بنفسه. وهو حريصٌ عَلَى الحديث. وله إجازة من
الحافظين أَبِي بَكْر الحازميّ وأبي الفرج ابن الْجَوْزيّ. وكان
كثيرَ التواضعِ، جوادا عَلَى الإضافة.
وقال المُنْذريُّ [2] : حدَّث ببغداد ونصيبين ودمشق. وجَمَعَ
مجاميع. ولنا فِيهِ إجازةٌ. وتُوُفّي فِي المحرَّم [3] .
__________
[1] انظر عن (عسكر بن عبد الرحيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
495، 496 رقم 2847، وتاريخ إربل 1/ 216- 218 رقم 118، والعبر 5/
150، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339، والنجوم الزاهرة 6/ 315،
وشذرات الذهب 5/ 181.
[2] في التكملة 3/ 496.
[3] وقال ابن المستوفي: ورد إربل غير مرة، وكنت أحب أن أجتمع به،
فوقع ذلك في آخر قدماته، ورحل مع أبي إسحاق الماراني إلى خراسان في
ثاني عشر جمادى من سنة أربع عشرة وستمائة.
... ومن جملة مسموعات عسكر «شامل الإرشاد في الحثّ على الجهاد»
ووصف الشهيد وما له في الآخرة من الموعد والأمن من الوعيد» ،
وأيضا: «طراز المجالس» و «الوصية في اتخاذ الراحة
(46/297)
419- عَلِيّ بن جُرَيْر [1] ، الصاحبُ،
الوزيرُ الأجلُّ.
جمالُ الدّين، الرَّقّيّ.
وَزَرَ للأشرف في آخر أيامه، ووَزَرَ للصالح إِسْمَاعِيل شهرا.
ومَرِضَ يومين، ومات فِي أواخر جُمَادَى الآخرة، ودُفِنَ بمقابرِ
الصُّوفية.
420- عَليّ بن عَبْد الوَهَّاب [2] بن عَليّ بن أَحْمَد.
أَبُو الْحَسَن، الدُّوَوي، الصُّوفيّ.
سَمِعَ من شُهْدَةَ، وجماعةٍ.
والدُّوَوِيّ- بواوين-: نسبة إلى حَمْل الدواة [3] .
تُوُفّي فِي الثامنِ والعشرين من شوَّال.
رَوَى عَنْهُ ابن النجّار وقال: لا بأس بِهِ.
421- عَلِيّ بْن عَلِيّ [4] بْن عَبْد اللَّه بْن ياسين بن نجم.
أَبُو الْحَسَن، الكنانيّ.
العَسْقلانيّ الأصلِ، التِّنِّيسيّ المولد، الْمَصْريّ المنَشْأ،
المُقرئ، المعروفُ بابن البلَّان.
وُلِد سنة بضعِ وخمسين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على أبي الجود، وقرأ العربيَّة عَلِيّ عَبْد اللَّه
بن برِّي، ولَزِمَه مدّة، وسَمِعَ منه ومن المشرف بن عليّ
الأنماطيّ.
__________
[ () ] وخدمة الفقراء» ، «شامل الإرشاد» ست مجلّدات، و «طراز
المجالس» جزء، و «الوصية» جزء، وغير ذلك من الأشعار. وذكر له
مقطعات.
[1] انظر عن (علي بن جرير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 510 رقم
2878، وذيل الروضتين 168 وفيه: «علي بن حريز» وهو تصحيف، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 724، ونهاية الأرب 29/ 251، والعبر 5/ 150،
والبداية والنهاية 13/ 153 وفيه: «عليّ بن حديد» وهو تصحيف.
[2] انظر عن (عليّ بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
516 رقم 2896، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 325.
[3] تكملة المنذري 3/ 516.
[4] انظر عن (علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 516 رقم
2897، ومعرفة القراء الكبار 2/ 636 رقم 597، وغاية النهاية 1/ 554،
555، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 218، وحسن
المحاضرة 1/ 499.
(46/298)
وتصدّر بالجامع العتيق بمصر. وأمّ بمسجد
سوق وردان. ودخل بغداد ودمشق. وكان ثقة، متحرّيا، صالحا، ديّنا،
كثير التّلاوة.
والبلّان: هو قيّم الحمّام [1] .
توفّي في ثامن عشر ذي القعدة.
422- عليّ بن أبي غالب [2] بن أحمد بن حميدان.
أبو البدر، الأزجيّ، الدقّاق.
روى عن شُهْدَةَ.
رَوَى عَنْهُ: العلّامة أَبُو بَكْر الشَّريشيّ، والفقيهُ أَبُو
الْحَسَن الغرَّافي.
وأجازَ لأبي عَلِيّ بن الخلَّالِ، وأَبِي نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد
ابن الشّيرازيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
423- عُمَر، الرئيسُ [3] ، الصاحبُ، شيخُ الشيوخ.
عمادُ الدّين، أَبُو الفتح ابن العلّامة شيخ الشيوخ صدرِ الدّين
أَبِي الْحَسَن محمد ابن شيخ الشيوخ عماد الدِّين أَبِي الفَتْح
عُمَر بن عليّ ابن الزاهد الكبير أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن
حمُّوية، الحَمُّوئي، الْجُوَينيُّ الأصلِ، الدّمشقيّ المولدِ
والوفاة.
__________
[1] المنذري 3/ 516.
[2] انظر عن (علي بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 510
رقم 2879.
[3] انظر عن (عمر الرئيس) في: مرآة الزمان ج. ق 2/ 721- 724،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 506، 507 رقم 2870، وذيل الروضتين 167،
168، والأعلاق الخطيرة ج 8 ق 1/ 202، ومفرّج الكروب 5/ 198- 202،
وتلخيص مجمع الآداب 34/ رقم 1160، والعبر 5/ 150، 151، وسير أعلام
النبلاء 23/ 97- 99 رقم 73، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 173، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
8/ 342، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 167، أ، ب، ونثر الجمان
للفيومي 2/ ورقة 103، 104، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 175،
176، وعقد الجمان 18/ ورقة 220، 221، والعسجد المسبوك 2/ 489،
والنجوم الزاهرة 6/ 313، 314، وشذرات الذهب 5/ 181.
(46/299)
ولد في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
ونشأ بمصر، وسَمِعَ بها من الأثير أَبِي الطاهر محمد بن بنان، وأبي
الفضل الغزنوي.
ولُقِّبَ بعد وفاة أَبِيهِ بشيخ الشيوخ، ووَلِيَ مناصبَ والده:
التّدريس بمدرسة الشافعيّ، وبمشهد الْحُسَيْن، وخانقاه سعيد
السعداء. وحدَّث بدمشق، والقاهرة.
كَانَ صدرا معظَّمًا، نبيلا. قامَ بسَلْطَنة الملك الجواد بدمشق
عند موتِ الملك الكامل.
قَالَ الإمامُ أَبُو شامة [1] : وفِي السادس والعشرين من جُمَادَى
الأولى قَفَزَ ثلاثة عَلَى عماد الدين عُمَر ابن شيخ الشيوخ داخلَ
قلعةِ دمشقَ، فقَتَله أحدُهم.
وكانَ من بيتِ التصوفِ والإمرةِ. من أعيانِ المتعصبين لمذهب
الأشْعَري.
وقالَ سعدُ الدّين فِي «الجريدة» : نزَل عمادُ الدّين من المحفّة
فِي المصلّى ليركبَ فرسا، وكُنتُ أفتحُ شاش علم عماد الدّين، فأخذه
الملك الجواد منّي وقال: هذا يُلْزِمُني خِدمةَ المولى عماد الدّين
لأنَّه هُوَ جعَلني من اليَأسِ، وكان السببَ فِي ملكي لدمشق.
وقال أَبُو المظفَّر الْجَوْزيّ [2] : كَانَ عمادُ الدين هُوَ
السبب فِي إعطاءِ دمشق للجواد، فلما مَضَى إلى مصر لامَهُ الملك
العادل ابن الكاملِ، فقال: أَنَا أمضي إلى دمشق وأبعثُ بالجوادِ
إليك، وإن أمتنعَ أقمتُ نائبا عنك. فقَدِمَ دمشقَ، ونَزَلَ
بالقلعةِ، وأمَرَ ونَهي، وقال: أَنَا نائبُ السُّلطان، وقال
للجوادِ: تسيرُ إلى مصر.
فتألّم الجواد، وأراد قتله. وكان العمادُ منذ خرج من مصر مريضا فِي
محفّة، فتلقاهُ الجواد إلى المصلّى وأرسلَ إِلَيْهِ بالأموال
والخِلعَ. وقال لَهُ فيما قَالَ:
اجعلوني نائبا لكم بدمشق، وإلّا فأنا أسلّم بدمشق إلى الملك الصالح
أيّوب بن الكامل، وآخذُ منه سِنْجار. فقال: إذا فعلتَ ذَلِكَ
نُصلحُ نَحْنُ بين الأخوين، وتَبقى أنت بلا شيء. فغَضبَ، وجَهزَ
عَلَيْهِ فداويَّة. فذكَر لي سعدُ الدّين مسعود
__________
[1] في ذيل الروضتين: 167، 168.
[2] في مرآة الزمان: 8/ 721- 723.
(46/300)
ابن شيخ الشَّيوخ تاج الدّين، قَالَ:
خَرَجنا من القاهرة فِي ربيع الأوّل، فودّع عمادُ الدّين إخوته،
وقالَ لَهُ أخوه فخرُ الدّين: ما أرى رواحَكَ مصْلحةً. وربّما آذاك
الجوادُ، فقال: أَنَا ملَّكْتُه دمشقَ فكيف يُخالفني؟ فقالَ:
صَدَقْتَ، أنت فارَقْتَه أميرا وتعودُ إِلَيْهِ وقد صارَ سلطانا
فكيفَ يسمحُ لنفسه بالنزول عن السلطنة؟ وإذا أتيتَ فانزِلْ عَلَى
طَبَريَّة وكاتِبْه، فإنْ أجابَ، وإلَّا فتقيمُ مكانَك وتُعرِّف
العادل. فلم يقبل، وسارَ فنزلنا بالمصلّى، وجاءَ الجوادُ للقائنا
وسارَ معنا، وأنزلَ عمادَ الدّين فِي القلعةِ. وعادَ أسدُ الدّين
من حمص إلى دمشق. وبعثَ الجواد لعماد الدّين الذهبَ والخلَعَ، وما
وَصَلني من رشاشِها مطرٌ مَعَ مُلازمتي لَهُ فِي مرضِه، فإنَّه ما
خَرَجَ من القاهرة إلّا فِي محفةٍ. ثم إنّ الجواد رَسمَ عَلَيْهِ
ومَنَعَه فِي المخالي، فجاءَ أسدُ الدّين إلى ابن الشَّيْخ وقال:
المصلحة أن تكتب إلى العادل تستنزِلهُ عن هذا.
فقالَ: حتى أروحَ إلى بَرْزَة وأُصلّي صلاةَ الاستخارَة فقالَ:
تروحُ إلى بَرْزَة، وتهربُ إلى بَعْلَبَكَّ. فغَضِبَ وانفصلا عَلَى
هذا ثم اتّفقوا عَلَى قتله. وسافر أسدُ الدين إلى حمصَ ثم بَعَثَ
إلى الجوادُ يَقُولُ: إنْ شئْتَ أن تركَب وتتنزَّه، فاركب.
فاعتقد أنّ ذَلِكَ عن رضا، فلَبِسَ فَرْجية كانَ خَلَعها عَلَيْهِ،
وبعَثَ إِلَيْهِ بحصانٍ، فلمّا خَرَجَ من باب الدّار، إذا شخص بيده
قصّة، واستغاث، فأراد حاجبه أن يأخذها منه، فقال: لي مَعَ الصاحب
شغلٌ. فقال عماد الدّين: دعوه فتقدّم وناوله القصّة وضربه بسكّين
في خاصرته بدّد مصارينه، وجاء آخر فضربه بسكّين عَلَى ظهره، فرُدّ
إِلَى الدّار مَيْتًا. وأخذ الجوادُ جميعَ تركتِه، وعَمِلَ
مَحْضَرًا أنّه ما مَالأ عَلَى قَتْلِه، وبَعَثَ إلى أَبِي فقال:
اطْلَعْ، فجهزِ ابن أخيك. فجَهَّزْناه وأخرجْناه وخيَّطْنا
جراحاتِه ودفَنَّاه فِي زاويَة الشَّيْخ سعد الدّين ابن حَمُّويَه
بقاسِيُون. وكانت لَهُ جِنازةٌ عظيمة.
ومن شِعره:
ولَمَّا حَضَرْنا والنفوسُ كَأنَّها ... لِفَرْطِ اتَحادٍ بينَنَا
جَوْهرٌ فَرْدٌ
وقامَ لنا سَاقٍ يُدير مع الدّجى ... كؤوس اقتراب ما لشارِبها حدُّ
فَيا رَبِّ لا تَجْعَلْ حَرامًا حلالَها ... فَيُصْبِحَ حَدًّا
مِنْ تناوُلِها البعد
(46/301)
424- عُمَر بن مُحَمَّد بن عيسى [1] بْن
مُحَمَّدِ بْنِ عيسى بن أَحْمَد.
الأميرُ، مجدُ الدّين، أَبُو حفصٍ، الكُرديُّ، أخو الفقيه عيسى
الهَكَّاري.
سَمِعَ من عساكر بن عَلِيّ بمصر، ومن ابن مُوقَّى بالإسكندرية.
وحدَّث عن السِّلَفِيّ بإنشاد.
وكانَ من كِبَار الدّولة وله مواقفُ مشهورةٌ.
ولد سنة ستّين وخمسمائة، وتُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من ذي
الحجّة.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ، والمصريّون. وكان مشهورا بأخي
الفقيه عيسى.
أجازَ لمحمدِ بن مُشرْق الخَشَّاب، وغيره.
[حرف الفاء]
425- فاطمةٌ بنتُ أَبِي بَكْر [2] بن مواهبِ بن عَبْد الملك بن
زنكي.
سَمِعَتْ من الْحَسَن عَلِيّ بن شِيرَوَيْهِ.
وتُوفّيت فِي رمضانَ ببغداد.
426- فَضْلانُ بن طَالِب [3] بن مُفْلح.
أَبُو نَصرٍ. الأزَجيّ، الوزانُ. سَمِعَ أَبَا الْحُسَين عَبْد
الحقّ، وغيرَهُ.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
[حرف الميم]
427- مُحَمَّد ابنُ الْإمَام القدوة أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم
[4] بن عيسى بن رُوبِيل الفقيهُ.
الحافظُ، القاضي، المُحَدِّثُ، المُقرئ، أَبُو عَبْد الله،
الأنصاريّ، البلنسيّ.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
518 رقم 2902.
[2] انظر عن (فاطمة بنت أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
513، 514 رقم 2890.
[3] انظر عن (فضلان بن طالب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 500 رقم
2853.
[4] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
639، 640.
(46/302)
ذكرَهُ أَبُو العباسِ الغمَّازُ فِي
«مشيخته» ، وأنه أخذ عن أَبِي عَبْد اللَّه بن نوح، ومُحَمَّد بن
سعَيِد المُراديّ، وأَبِي الخَطَّابِ بن واجب، وابن اليتيمِ
الأندرشيِّ، وسَمَّى عدّة، وَلِيَ قضاءَ دانِيَةً وخَطابَتها.
تلوتُ عَلَيْهِ برواياتٍ. وأخّذتُ عَنْهُ كثيرا. ماتَ فِي المحرمَّ
عامَ ستة.
428- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الجليل
بن غالب.
أبو عبد الرحمن، الخزرجيّ، الأندلسيّ، الألشيّ.
وألش: بليدة من عمل مرسية.
قال الأبّار: سَمِعَ من أَبِي بَكْر بن أَبِي جَمْرَة، وأَبِي يحيى
بن إدْريس، وأَبِي مُحَمَّد بن غلبُون، وخلقٍ سواهم. وأجازَ لَهُ
جماعةٌ. وكانَ من أهل المعرفةِ والدِّرايةِ والمُناظرةِ، بَصيرًا
بالحديثِ. وَلِيَ قضاءَ المَريَّةِ، فحُمدت سيرتُه. وتُوُفّي
بغَرْناطةَ- وقد طُلِبَ للقضاء بها- فِي صفر. وعاش إحدى وخمسين
سنة.
429- مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل [2] بن مُحَمَّد بن خلْفُون.
أَبُو بَكْر، الحافظُ الأَزْدِيّ، الأندلسيُّ، الأوْنَبِيُّ، نزيلُ
إشبيلية.
قَالَ الأبَّارُ [3] : وُلِد سنة خمس وخمسين. وسَمِعَ من أَبِي
بَكْر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون. وأَبِي بَكْر النَّيّار،
وجماعةٍ. وكانَ بَصِيرًا بصناعةِ الحديث، حافظا للرجال، متقنا. وله
كتابُ سَمَّاه «المُنتقى فِي رجال الحديث» فِي خمسة أسفارٍ، وله
كتابُ «المفهم فِي شيوخ الْبُخَارِيّ ومُسلْمِ» ، وكتابٌ فِي علوم
الحديث، وغير ذلك. ووَلِيَ القضاءَ ببعض النواحي، فشُكِرَ فِي
قضائه. أخذَ عَنْهُ جماعةٌ، وكان أهلا للأخذِ عنه. توفّي في ذي
القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن محمد) في: تكملة الصلة لابن
الأبار 2/ 640، 641.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
643، 644 رقم 1013، وتذكرة الحفاظ 4/ 1400، والوافي بالوفيات 2/
218 رقم 611، وطبقات الحفاظ 492، وإيضاح المكنون 1/ 119 و 2/ 530،
وهدية العارفين 2/ 114، وديوان الإسلام 2/ 251 رقم 897، وشجرة
النور الزكية 1/ 181، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 198، وعلم التأريخ
عند المسلمين 718.
[3] في تكملة الصلة 2/ 643، 644.
(46/303)
430- مُحَمَّد بن الْحَسَن [1] بن أَبِي
الفائز مُحَمَّد بن أَبِي يَعْلَى يحيى بن عبدِ المتكبر ابن
المُهتدي باللَّه.
الشريفُ، أَبُو المُنَجَّى، الهاشميُّ، خَطيبُ جامع المنصور.
سَمِعَ من عثمان بن مُحَمَّد بن قُدَيره.
وتُوُفّي يومَ عَرَفَة.
431- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن يوسُفَ [2] بن مُطَرِّف.
أَبُو بَكْر، الأُمَويّ، المالقيُّ.
رَوَى عن: أَبِي إِسْحَاق بن قرقول، والقاسم بن حمكان، وأبي عبد
الله ابن الفَخَّار، وجماعةٍ.
قالَ الأبَّارُ: وَلِيَ خُطَّةَ الشُّورى ببلدِه، فحمدت سيرتُه.
وحدَّث وتُوُفّي فِي ربيع الآخر عن أربع ثمانين سنة.
432- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن خَضِر [3] بن هارون.
أَبُو عَبْد اللَّه، الغَسَّانيّ، المالَقيُّ، المعروف بابن عسكر.
سمع من: أبي الحجّاج ابن الشَّيْخ، وأَبِي القاسم بن سَمَجُون،
وجماعةٍ بعدهما.
قَالَ الأبَّارُ: وَلِيَ قضاءَ مالَقَةَ مرّتين. وكانَ فقيها
مُجِيدًا، حافظا للغة، أديبا بَليغًا، لَهُ مصنفاتٌ مفيدةٌ منها:
«أربعون حديثا» التزمَ فيها موافقةَ اسم شيخه اسمَ الصحابيّ وما
أرَاه سبُق إلى ذَلِكَ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة وله نيفُ
وستون سنة.
433- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن سُلَيْمَان [4] بن رفاعة.
أَبُو بَكْر، الشريشيُّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 517 رقم
2899.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
666.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن خضر) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
641، 642.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبار
2/ 646.
(46/304)
رَوَى عن: أَبِي بَكْر بن زهر، وأَبِي محمد
بن عبيد الله.
وكان عدلا، خسن السّمت. يشارك في الطبّ والأدَبِ.
434- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد [1] .
أَبُو القاسم الأَنْصَارِيّ، الشَّاطبيّ، المعروفُ بالولي [2] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا عَبْد اللَّه بن سعادة وأخَذَ عَنْهُمَا
القراءات، وأبا الخطابِ بن واجب، وجماعة.
وتصدَّرَ للإقراءِ، وأُخِذَ عَنْهُ.
435- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسن [3] .
أبو الفضل ابن السَّبَّاك، البغداديّ، الوكيل عند القضاة.
وُلِد سنة نيّف وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المعالي محمد ابن اللَّحَّاس،
وعمرَ بن بُنَيْمان. ومن مسموعه «المُنتقى من سبعةِ أجزاء
المُخَلِّص» سَمِعه من ابن اللحاس.
روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم
الفاروثيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بن أَحْمَد الشَّريشيّ، وسُنْقُر
القضائي الحَلَبيُّ، وآخرون.
وأجازَ للفخر بن عساكر، والقاضي تقيِّ الدّين سُلَيْمَان، وفاطمةَ
بنتِ سُلَيْمَان، وعيسى المُطْعِمِ، وابن سَعْد، وأَبِي بَكْر بن
عَبْد الدّائم، وابن الشّحنة، وفاطمةَ بنتِ البطائحيّ، ومحمد بن
محمد ابن الشّيرازيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار
2/ 645.
[2] هكذا في الأصل مجوّدا بخطّ المؤلّف- رحمه الله- وفي «تكملة ابن
الأبار» 2/ 645: «الوليي» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن الحسن) في: ذيل تاريخ بغداد لابن
الدبيثي 15/ 76، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 502 رقم 2861، وسير
أعلام النبلاء 23/ 42، 43 رقم 29، والمختصر المحتاج إليه 1/ 132،
133، والعبر 5/ 151، وتذكرة الحفاظ 4/ 1424، 1425، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 339، والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2100، وذيل
التقييد 1/ 221، 222 رقم 427، والنجوم الزاهرة 5/ 181.
(46/305)
قَالَ ابن النجّار: كَانَ لا بأسَ بِهِ.
وقال ابن الحاجب: كَانَ منسوبا إلى الدَّهاءِ وكثرة الشرِّ فِي
الحكومات.
وكانَ ربيبَ أزهرَ ابن السَّبَّاك وهو الّذِي سمّعه.
قلتُ: ماتَ فِي سابع عشر ربيع الآخر.
436- مُحَمَّد بن الْمُبَارَك [1] بْن الْمُبَارَك بْن هِبةِ
اللَّه.
أَبُو البقاء، بن بكري، الحريميّ، الصّوفيّ.
روى عنه أبي شاكر يحيى السَّقْلاطونيّ.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
أجاز للبهاء ابن عساكر.
437- مُحَمَّد بن محمودِ [2] بن حُسين.
أَبُو عبد الله، ابن العَلَّافِ، الأزَجيُّ.
سَمِعَ ابن بَوْش، وابن كُلَيْب. وحدّث.
روى عنه بالإجازة محمد ابن الشّيرازيّ.
438- مُحَمَّد بن يحيى [3] بن إِبْرَاهِيم.
أَبُو عَبْد اللَّه، الخَزْرجيّ الأَنْصَارِيّ، الغرناطيّ، ويُعرف
بابنِ الحَلَّاء [4] .
قرَأ عَلَى جماعةٍ. وسَمِعَ من أَبِي خَالِد بن جماعةٍ.
وتصدَّرَ للإقراء. ووَلِيَ الخطَابةَ.
وعاش سبعا وخمسين سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 517
رقم 2898، والوافي بالوفيات 4/ 382 رقم 1935.
[2] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 502 رقم
2858.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 644.
[4] في المطبوع من «تكملة ابن الأبار» (2/ 644) «الجلّاء» -
بالجيم- وقد جوّد المؤلّف- رحمه الله- إهمال الحاء، لكنه لم يذكره
في «المشتبه» .
(46/306)
439- مُحَمَّد بْن يُوسُف [1] بْن مُحَمَّد
بْن أبي يُدَّاس [2] .
الحافظ، الرَّحَّالُ، زكيُّ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه،
البِرْزاليُّ، الإشبيليُّ.
ذكرَ أن مولدَه تقريبا في سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
وقدم الثغر سنة اثنتين وستمائة، فحُبِّبَ إِلَيْهِ سماعُ العلمِ
وكتابتُه، فسَمِعَ من الحافظ ابن المُفَضَّل، وعبد اللَّه بن عَبْد
الجبّار العُثمانيّ. وبمصر من عبد الله بن محمد بن مُجَلِّي
القاضي، وجماعةٍ. وحَجَّ فسِمعَ من زاهرِ بن رُسْتُم، ويونس
الهاشميّ. وجاوَرَ سنةَ أربعٍ. وقدم دمشق سنة خمس وستمائة، فسمع
بها من التاج الكنديّ، وأخضر بن كاملٍ. ثم رَجَعَ إلى مصر، ثم ردَّ
إلى دمشق، ورحل إلى خُراسان وبلاد الْجَبَل، وسَمِعَ بأصبهان من
عين الشمس الثقفية، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن
الْجُنَيْد، ومُحَمَّد بن أَبِي طاهر بن غانم بن خَالِد، وطائفة.
وبَنْيسابور منصورَ بن عَبْد اللَّه الفراوي، والمؤيَّد بن
مُحَمَّد الطُّوسيّ، وزَينبَ الشَّعْريَّة. وجماعة. وبِمَرو من
أَبِي المظفَّر عَبْد الرّحيم ابن السَّمْعانيّ وجماعةٍ.
وبِهَرَاة من أَبِي رَوْح عَبْد المعزّ، وجماعةٍ. وبهمذان من عَبْد
البَرِّ بن أَبِي العلاء، وجماعة. وببغداد من أَبِي مُحَمَّد بن
الأخضر، وأَحْمَد بْن الدَّبيقيّ، وعَبْد العزيز بْن مَنِينا،
وطائفةٍ. وبالرَّيَّ، والموصل، وتَكْريت، وإرْبِل، وحلب، وحرّان.
وعاد
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 514، 515
رقم 2893، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ 643، 644 رقم 1662، وذيل
الروضتين 168، وتاريخ إربل 1/ 300 رقم 202، وتكملة إكمال الإكمال
لابن الصابوني 176، وتلخيص مجمع الآداب 3/ 250، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 339 وفيه: «محمود» وهو غلط، والإعلام بوفيات الأعلام 264،
والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 1201. وتذكرة الحفاظ 4/ 1423،
والعبر 5/ 151، والمختصر المحتاج إليه 2/ 10، وسير أعلام النبلاء
23/ 55- 57 رقم 37، والوافي بالوفيات 5/ 252 رقم 2331، ومرآة
الجنان 4/ 94، والبداية والنهاية 13/ 153، وذيل المشتبه للسلامي
46، 47، والمقفى الكبير 7/ 510، 511، والنجوم الزاهرة 6/ 314،
وطبقات الحفاظ 250 رقم 1105، ودرّة الحجال في أسماء الرجال لابن
أبي حجلة 2/ 298 رقم 838، وشذرات الذهب 5/ 182، وهدية العارفين 2/
113، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 86، وديوان الإسلام 1/ 291 رقم
451، وفهرس مخطوطات التيمورية 3/ 30، وعلم التأريخ عند المسلمين
619، والأعلام 8/ 24، وإيضاح المكنون 2/ 509، ومعجم المؤلّفين 12/
135.
[2] وقع في (العبر 5/ 151) : «بداس» بالباء الموحّدة، وفي
(الشذرات) : «يداش» .
(46/307)
إلى دمشق بعد خمس سنين، فاستوطنها وأكثر
بها، وكَتَبَ عَمَّن دَبَّ ودَرجَ بخطِّه المليح، ونسخ شيئا كثيرا
لنفسه وللناس. وخَرَّجَ لعددٍ كثير من شيوخ دمشق. وأمَّ بمسجد فلوس
بطرف ميدان الحصا، وسَكَنَه.
وكان مطبوعا، حَسَنَ الأخلاق، بشوشَ الوجه، مُتواضعًا، سَهْلَ
العارية، كثيرَ الاحتمالِ. وَلِيَ مشيخةَ مشهد عُروة.
وحدَّث بالكثيرِ. ولم يَفْتَر عن السماع، وسَمَّعَ ولده يوسف شيئا
كثيرا سنةَ بضع وعشرين وبعدها.
قَالَ الزكيُّ المُنْذريُّ [1] : وفي ليلة الرابع عشر من رمضان
تُوُفّي الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه البِرْزاليُّ بمدينة حماةَ
ودُفِنَ بها، وهو فِي سِنَّ الكهولة. قَالَ: وكتبَ الكثير، وخرَّجَ
عَلَى جماعة من الشيوخ. وكانَ يحفظُ ويُذاكِرُ مذاكرة حَسنة.
وصَحِبنا مدّة عند شيخنا الحافظِ أَبِي الْحَسَن المُقْدِسيّ
بالقاهرة. وسَمِعْتُ منه وسَمِعَ منّي.
قلت: روى عنه الجمال محمد ابن الصّابونيّ، وعُمَر بن يعَقوبَ
الإرْبليُّ، والقاضي أَبُو المجد ابن العديم، والجمالُ مُحَمَّد بن
واصل، والشرفُ بن عساكر، ومُحَمَّد بن يوسُفَ الذهبيُّ، وأَبُو
عَلِيّ ابن الخَلَّال، وجماعةٌ.
وبِرْزالة: قبيلةٌ بالمغرب.
440- محمود بن أَحْمَد [2] بن عَبْد السيِّد بن عثمانَ، العلّامةُ.
__________
[1] في التكملة 3/ 514.
[2] انظر عن (محمود بن أحمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 720، 721،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 499 رقم 2850، وذيل الروضتين 161،
وتكملة الصلة لابن الأبّار 127- 129، والإشارة إلى وفيات الأعيان
339، والإعلام بوفيات الأعلام 263، ودول الإسلام 2/ 142، والعبر 5/
152، وسير أعلام النبلاء 23/ 53، 54 رقم 36، ونهاية الأرب 29/ 251،
ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 102، 103، والبداية والنهاية 13/ 152،
153، والجواهر المضية 2/ 155، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 36،
وذيل التقييد للفاسي 2/ 273 رقم 1606، والعسجد المسبوك 2/ 488،
489، وعقد الجمان للعيني 18/ 219، 220، والنجوم الزاهرة 6/ 313،
وتاج التراجم لابن قطلوبغا 69، وطبقات الفقهاء المنسوب لطاش كبرى
زاده 107، والطبقات
(46/308)
جمالُ الدين، أَبُو المحامِد،
الْبُخَارِيّ، الحَصِيريّ، التّاجريّ.
شيخ الحنفيّة.
ولد سنة ستّ وأربعين وخمسمائة.
وتفقَّهَ ببخارى عَلَى جماعة. ولو سَمِعَ فِي صغره لصارَ مُسْنِدَ
أهل الشام فِي زمانه، وإنّما سَمِعَ وهو كَهْلٌ لما مَرَّ
بَنْيسابور من أَبِي سعد عَبْد اللَّه بن الصفار، ومن منصورِ بن
عَبْد اللَّه الفراويّ، والقاضي أَبِي الفضائلِ إِبْرَاهِيم بن
عَلِيّ بن حَمَك المُغِيثيِّ، والمؤيَّد بن مُحَمَّد الطُّوسيّ،
وغيرهم.
وحدَّث. ودرَّسَ، وأفتى، وناظَرَ، وتفقَّهَ بِهِ طائفةٌ كبيرة.
وكانَ مَعَ بَراعتِه فِي المذهب دَيِّنًا، صالحا مُتواضعًا،
جامِعًا للعلمِ والعملِ، كبيرَ القدرِ، وافرَ الحُرمَة. وَلِيَ
تدريسَ المدرسةِ النُّورية سنة إحدى عشرة وستمائة وإلى أن مات.
ونسبته بالحصيري إلى محلّة ببخارى يُنسج فيها الحُصرُ.
رَوَى عَنْهُ: زكيّ الدّين البرزاليّ، ومجد الدّين ابن الحلوانيّة،
ومجد الدّين ابن العديم، وجمال الدّين ابن الصابوني. وبالإجازةِ
القاضيان ابن الخَوييّ وتقيُّ الدّين سُلَيْمَان.
وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ فاطمةُ بنتُ إِبْرَاهِيم البطائحيّ- وهي آخر
مَنْ رَوَى عَنْهُ- سَمِعْتُ منه «صحيح» مُسلْمِ.
تُوُفّي فِي ثامن صفر ودُفِنَ بمقابر الصُّوفيّة، وازدَحَم الخلقُ
عَلَى جنازتِه وحَمَلَه الفقهاءُ عَلَى الأصابع- رحمه اللَّه-.
وابنُ حَمَك روى عن هبة اللَّه السَّيَّدي «الموطّأ» .
441- مُوسَى بن يوسُفَ [1] بن ريس، أَبُو عمران. الشَّارعيّ.
العطَّارُ.
رَوَى عن القاسم بن إبراهيم المقدسيّ.
__________
[ () ] السنية 3/ ورقة 773- 809، وشذرات الذهب 5/ 182، وطبقات
الزيله لي، ورقة 31، والفوائد البهية 205 وفيه وفاته سنة 637 هـ.
[1] انظر عن (موسى بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 506 رقم
2869، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 168.
(46/309)
روى عَنْهُ الحافظُ عبدُ العظيم، وقال [1]
: تُوُفّي فِي سابع عشر جُمَادَى الأولى.
[حرف النون]
442- ناصرُ بنُ الأفضِل [2] بن أَبِي الحارث بن مُحَمَّد بن عَبْد
اللَّه.
أَبُو هاشم، الهاشميُّ، العباسيُّ، الدُّوشابيّ.
من وُلِد مُحَمَّد الملقب بدُوشاب بن عَلِيّ بْن عِيسَى بْنُ
مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ البغداديّ الصُّوفيّ.
عاشَ ثنِتين وثمانين سنة. وحدَّث عن عَبْد الحقّ، وعبيد اللَّه بن
شاتيل.
ومات فِي ربيع الأول.
رَوَى عَنْهُ القاضي تقيّ الدّين كتابة، ثم البهاء ابن عساكر،
وعيسى السِّمْسار، وابنُ سعد.
443- نَذِيرُ بنُ وَهْب [3] بن لُبّ بن عَبْد الملك.
أَبُو عامر، الفِهْريّ، البَلَنْسي، المُقرئ.
أَخَذَ القراءات عَنْ أَبِيهِ، وسَمِع منه ومن أَبِي القاسم بن
حُبيش، وأَبِي عَبْد اللَّه بن حَمِيد. وأجازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن
بن هذيل.
وتفقَّه عَلَى أَبِي بَكْر بن أَبِي جَمْرَة.
قَالَ الأبَّارُ [4] : عُني بعقد الشَّروط، فلم يَكُنْ أحدٌ
يُدانيه فيها. وكان قائما عَلَى كتاب «الكامل» للمُبرِّد. وولي
قضاء بعض الكور، ثم قضاء دانية. وسَمِعْتُ منه كثيرا. وتُوُفّي
بدانية فِي شَعْبان.
__________
[1] في التكملة 3/ 506.
[2] انظر عن (ناصر بن الأفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 501،
502 رقم 2857.
[3] انظر عن (نذير بن وهب) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 636،
637 رقم 598، وغاية النهاية 2/ 334.
[4] في تكملة الصلة 2/ 759.
(46/310)
[حرف الهاء]
444- هارونُ بن الْعَبَّاس [1] بن حَيْدرة بن بَدْر.
أَبُو جعْفَر، الهاشميُّ، الرَّشيديّ، الواسطيُّ، العَدْلُ.
رَوَى عن أَبِي طَالِب مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكتَّانيّ، وجماعة.
وقَدِمَ، فسمع من ابن كُلَيْب.
وسكن بغداد وخَطَبَ بها ببعضِ الجوامعِ. وكان ديِّنًا، متواضعا،
حَسَنَ الطريقة.
تُوُفّي فِي رمضان.
وللبهاء ابن عساكر منه إجازةُ.
[حرف الياء]
445- ياسمينُ بنتُ عَبْد الرحيم [2] بن أَبِي خازم [3] مُحَمَّد بن
أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفرّاء.
أمَةُ الرحيم.
سِبْطَة أَبِي الفتح بن شاتيل، رَوَتْ عَنْهُ.
وتُوفّيت فِي رابع صفر.
446- يحيى بنُ عَبْد اللَّه بن هاشم بن الْحَسَن.
أَبُو الفضل، العباسيُّ، الحَلَبيّ.
سَمِعَ يحيى الثقفيّ.
وعنه أبو المجد ابن العديم.
ومات فِي ذي القَعْدَةِ.
447- يوسُفَ بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرحمن.
__________
[1] انظر عن (هارون بن العباس) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 515
رقم 2894.
[2] انظر عن (ياسمين بنت عبد الرحيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
498 رقم 2848.
[3] خازم: بالخاء المعجمة. قيّده المنذري.
[4] انظر عن (يوسف بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار
(نسخة الأزهر) 3/ ورقة 145، 146.
(46/311)
أَبُو الحَجّاج بنُ أَبي الفتح،
البَلَنْسي، المعروف بابنِ المُزَيِّنَة.
قَالَ الأبَّارُ: سَمِعَ معنا من أَبِي عَبْد اللَّه بن نوح،
وأَبِي عَبْد اللَّه بن سعادة، وأَبِي الْخَطَّاب بن واجب، وأَبِي
سُلَيْمَان بن حَوْط اللَّه، وأَبِي عَبْد اللَّه بن زلَّال.
وانفرد بلُقيِّ جماعةٍ، منهم: أَبُو القاسم الطّرسونيّ، وأَبُو
الْحَسَن بن يَبْقَى. ومَهَرَ فِي علم العربية، وجلسَ لإقرائها نحو
عشرين سنة. وكان مُعتنيًا بالرواية، مُشاركًا فِي الفقه، مَعَ
الصلاح والذّكاء. ووَلِيَ قضاء بَلَنْسية سنةَ ثلاثٍ وثلاثين.
وسَمِعْتُ منه. وتُوُفّي بشاطبة فِي جمادى الآخرة.
448- يوسُفُ بن عَبْد الوهّاب [1] بن زيد.
أَبُو الحَجّاج، الثعلبيُّ [2]- بثاء مثلثةٍ- الدّمشقيّ.
روى عن أحمد بن حمزة ابن المَوَازينيّ.
ومات فِي ربيع الآخر.
449- يوسُفُ بن عُمَر [3] بن أَبِي بَكْر.
أَبُو يعقوب، ابن صُقَيْر، الواسطيّ، الصُّوفيّ، المُحَدِّثُ.
سَمِعَ الكثير من: هبة الكريم بن سُلَيْمَان الزّاهد، وهبَة اللَّه
بن عَلِيّ بن قسّام، وسُلَيْمَان بن محمد العكبريّ الزّاهد، وأبي
طَالِب المُحتسب، وهبة اللَّه بن الْجَلَخت، وأَبِي [4] هاشم
الدُّوشابيّ، وأَبِي [5] الْحُسَيْن عبدِ الحقّ، وتَجَنِّي
الوهبانيةِ، وخلقٍ [6] .
قَالَ ابنُ النجّار: كَانَ حافظا لحديثه، عارفا بأحوال شيوخه،
صدوقا،
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
502 رقم 2859.
[2] هكذا بخط المؤلّف وقد جوّد ضبطها. أما في تكملة المنذري:
التغلبي: بفتح التاء ثالث الحروف وسكون الغين المعجمة.
[3] انظر عن (يوسف بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 503 رقم
2862، وشذرات الذهب 5/ 182.
[4] كتبها المؤلّف- رحمه الله- سهوا: «أبا» .
[5] كتبها المؤلّف- رحمه الله- سهوا: «أبا» .
[6] كتبها سهوا: «خلقا» .
(46/312)
فاضلا، مُتدينًا. وُلِد تقريبا سنة خمسٍ
وخمسين وخمسمائة، ومات فِي تاسع عشر ربيع الآخر من السنة بواسط.
[الكنى]
450- أَبُو القاسم بن مُحَمَّد [1] بن أَبِي القاسم بن صِيلا [2]
الحمامي، الحربيُّ.
سَمِعَ عتيق بن عَبْد العزيز بن صِيلا.
وتوفّي فِي ثاني رجب.
أجاز للفخر بن عساكر، وفاطمة بِنْت سُلَيْمَان، وسعد بن مُحَمَّد
بن سعد، وعيسى المطعّم، وأحمد ابن الشّحنة، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد
المزِّي، وجماعةٍ.
وفيها وُلِد الرَّضيُّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
الطَّبَريّ، إمامُ المقام.
والشرف يحيى بن مُحَمَّد بن عَلِيّ المكّي.
والحافظُ عزُّ الدّين أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن
الْحُسَيْنيّ، بمصر في شوّال.
والجمال عليّ بن يحيى ابن الشَّاطبيّ.
ومُحَمَّد بن أَحْمَد الكركريَّة، كلاهما فِي رجب بدمشق.
والشمسُ عُمَر بن عَبَّاس بن جعوان.
والشرف عبد الله بن عمر بن غمش الحلبيّ.
والشرف حسن ابن الكمالِ عَلِيّ بن شجاع الْعَبَّاسي.
والشمسُ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبِي بَكْر، أخو المُحبِّ.
والشهاب أحمد ابن العفيف محمد بن عمر الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (أبي القاسم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
510 رقم 2880.
[2] قيّده المنذري.
(46/313)
والشرفُ عَبدُ العزيز بن عَبْد الرَّحْمَن
بن هلال.
وعَلِيّ بن إِبْرَاهِيم المعرّي، تربية الشاطبيّ.
والشمسُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن قاضي اليمن، المُجَلِّد.
والتاجُ أَحْمَد بن عَلِيّ بن دقيق العيد.
والشمس مُوسَى بن عَبْد العزيز بن جعْفَر البعلبكّيّ.
والموفّق عبد السلام ابن التاجِ عَبْد الخالق البَعْلَبَكّيّ، فِي
رجب.
وأَبُو السعود مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد القويّ
المُنْذريُّ.
والشرفُ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن محمد بن سعيد ابن القلانسيّ.
والسراجُ عَبْد اللّطيف بن رشيد التَّكْريتيّ، بها.
وفيها ظنّا شمسُ الدّين مُحَمَّد بن أحمد ابن الدّباهيّ.
والشمس مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد المعافريُّ
المالَقيُّ، ثم الكركيّ، تقريبا.
والنورُ محمود بنُ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أَبِي الرَّضا
البَعْلَبَكّيّ، الشاهد، ببعلبكّ فِي أواخر السنة.
وشيخ المقرءين بمصر تقيُّ الدّين مُحَمَّد بن أَحْمَد الصّائغ، في
جمادى الآخرة.
(46/314)
سنة سبع وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
451- أَحْمَد بْن الخليل [1] بْن سعادة بْن جعْفَر بن عيسى.
قاضي القضاة بالشام، شمسُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس، الخُوَيي،
الشافعيّ.
وُلِد في شوّال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. ودخل خراسان وقرأ بها
الأصول والكلام عَلَى فخر الدّين ابن الخطيب، والفقه عَلَى
الرافعيِّ. وقرأ علم الجدلِ على علاء الدّين الطّاووسيّ. وسَمِعَ
من المؤيَّد الطُّوسيّ، وبدمشق من ابن الزُّبَيْدِيّ، وابن صباح.
وكان فقيها، إماما، مُناظرًا، خبيرا بعلم الكلامِ، أستاذا فِي
الطبِّ والحكمةِ ديِّنًا، كثير الصلاة والصيام. وله كتابٌ فِي
النحو، وكتاب في الأصول، وكتاب فيه رموز حكمية.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الخليل) في: عقود الجمان لابن الشعار 1/ ورقة
149 ب، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 730، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 537
رقم 2941، والتاريخ المنصوري 122، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة
2/ 171، وذيل الروضتين 169، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر) 2/
148 رقم 66، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 106- 109، ونهاية
الأرب 29/ 272- 274، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339، والإعلام
بوفيات الأعلام 264، والعبر 5/ 152، 153، وسير أعلام النبلاء 23/
64، 65 رقم 47، وتذكرة الحفاظ 4/ 1415، والمشتبه 1/ 193، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 500، 501، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة
165 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 155، والوافي بالوفيات 6/ 375،
376 رقم 2878، ونثر الجمان لليافعي 2/ ورقة 112، 113، ومرآة الجنان
4/ 222، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 16، 17 رقم 1044، وطبقات
الشافعية الوسطى له، ورقة 26 ب، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 40،
وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 83، وطبقات
الشافعية، له 2/ 401 رقم 370، والمقفى الكبير للمقريزي 5/ 166، 167
رقم 1716 في ترجمة ابنه محمد، وتبصير المنتبه 1/ 376، وتوضيح
المشتبه 2/ 545، وعقد الجمان 18/ ورقة 232، 233، والنجوم الزاهرة
6/ 316، والقضاة الشافعية للنعيمي 65، 66، وشذرات الذهب 5/ 183،
ومعجم المؤلّفين 1/ 216.
(46/315)
قَالَ الموفّقُ أَحْمَد بن أَبِي
أُصَيْبِعة [1] : قرأتُ عَلَيْهِ كتاب «التبصرة» لابن سَهْلان.
وقال الرشيدُ الفارقيّ: أنشدني القاضي شمسُ الدّين الخُوَييّ لنفسه
فِي قاضي خُوَى:
وقاضٍ لنا ما مضى حُكْمُه ... وأحكامُ زَوْجِته ماضِيَه
فيا لَيْتَه لم يَكُنْ قاضيا ... ويا لَيْتَها كانَتِ القاضيَه
وله كتابٌ فِي العَروض، وفيه يَقُولُ الإمامُ أَبُو شامة [2] :
أحمدُ بنُ الخليلِ أرْشَدَه اللَّه ... لما أرْشَد الخليلَ بنَ
أَحْمَد
ذاكَ مُستخرِجُ العروضِ وهذا ... مُظهَر السِّرِ منه والعودُ
أَحْمَد
سَمِعَ منه: تاجُ الدّين بن أَبِي جعْفَر مَعَ تقدّمه، والعزّ عمر
ابن الحاجب، والمعين إبراهيم القرشيّ، والجمال محمد ابن الصابونيّ.
ورَوَى عنه ولده قاضي القضاة شهابُ الدّين مُحَمَّد.
وخُوَى: من مدن أذْرَبيجان.
تُوُفّي فِي سابع شَعْبان، ودُفِنَ بسفح قاسِيُون. ومات بحمَّى
الدِّقِّ.
452- أَحْمَد بن أَبِي اليُسر [3] شاكر بْن عَبْد اللَّه بْن
مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان التَّنوخي، المَعَرِّي.
القاضي الأجلُّ، صفيُّ الدّين، أَبُو العلاء.
سَمِعَ من أَبِي القاسم بن عساكر الحافظ فِي سنة خمسٍ وستّين.
وأجازَ لَهُ أَحْمَد بن المقرّب. وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: المجدُ ابن الحُلْوانية، ومُحَمَّد بن يوسف الإربليّ
الذّهبيّ، وغيرهما.
__________
[1] في عيون الأنباء: 2/ 171.
[2] في ذيل الروضتين: 169.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي اليسر) في: بغية الطلب لابن العديم
(المصور) 2/ 191 رقم 102، وسير أعلام النبلاء 23/ 70 دون ترجمة.
(46/316)
حدَّث بدمشق وبالمعرَّة.
وهو عمُّ الشيخِ تقيّ الدّين بن أَبِي اليُسر.
حدَّث فِي هذا العام، ولا أعلمُ متَى تُوُفّي.
453- أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُمَر.
الْإمَام، أَبُو جعْفَر، المالقيّ [1] ، النَّباتي.
حدَّث عن: ابن الجدِّ، وأَبِي عَبْد الله بن الفخار، وطائفةٍ.
ورَحَلَ، فحجَّ، وسَمِعَ.
وكان عارفا بالنبات، خيِّرًا، مؤثرا، معلِّمًا للخير.
قال ابنُ فَرْتون: اجتمعت بِهِ فِي سنة خمسٍ وثلاثين وستمائة وهو
فِي عشر الثّمانين [2] .
454- أَحْمَد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن واجب.
أَبُو الْحَسَن، القيسيُّ، البَلَنسيُّ [3] .
سَمِعَ من ابن عمِّه أَبِي الْخَطَّاب بنِ واجب، وأَبِي العطاء بن
نَذير. وأجاز لَهُ السِّلَفِيّ.
ومولده سنة سبعين وخمسمائة.
ووَلِيَ قضاء بلده وخطابته، وكان من أطيب الناس صوتا بالقرآن.
قَالَ الأبَّارُ [4] : سَمِعْتُ منه جلَّ ما عنده. وتُوُفّي
بسَبْتَة فِي ربيع الآخر.
455- أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مفرّج [5] .
__________
[1] انظر عن (المالقي) في: برنامج شيوخ الرعينيّ 142، والذيل
والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 2/ 476، 477 رقم 717.
[2] وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان شيخا فاضلا سنيّا ظاهريّ
المذهب مقتصدا في أحواله ديّنا مؤثرا، حسن المشاركة في حوائج الناس
مبادرا إلى قضائها، ممتع المحاضرة، ذاكرا للآداب.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد البلنسي) في: تكملة الصلة لابن الأبار
1/ 122، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 2/ 473، 474
رقم 714، والديباج المذهب لابن فرحون 56.
[4] في التكملة: 1/ 122.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن مفرج) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
2/ 14 مادّة (الزهري
(46/317)
الحافظُ، أَبُو الْعَبَّاس [1] ،
الأندلُسيّ، الإشبيليُّ، الأُمَويّ، الحَزْميُّ الظاهريُّ، ويعرفُ
بابن الروميَّةِ، النّباتيّ، العشّاب [2] ، الزُّهْريّ [3] .
ولد سنة إحدى وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه بن زَرْقون، وأَبِي بَكْر بن
الجدِّ الفِهْريّ، وأَبِي مُحَمَّد أَحْمَد بن جُمهور، ومُحَمَّد
بن عَلِيّ التُّجيبيّ، وأَبِي ذَرّ الخُشَنيّ. ثم حجَّ، ورَحَلَ
إلى العراق وغيرها. وسَمِعَ من أصحاب الفُراويّ، وأَبِي الوقتِ.
قَالَ الأبَّارُ [4] : كَانَ ظاهريّا مُتعصبًا لابن حَزْم بعد أن
كَانَ مالكيّا. وكان بصيرا بالحديث ورجاله، وله مجلدٌ مفيدٌ فِيهِ
استلحاق عَلَى «الكامل» لأبي أَحْمَد بن عديّ [5] . وكانت لَهُ
بالنبات والحشائشِ معرفةٌ فاقَ أهلَ العصرِ فيها، وقعد في دكّان
لبيعها.
__________
[ () ] والزهري) ، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 530، 531 رقم 2928،
وتكملة الصلة لابن الأبار 121، 122 رقم 304، وعيون الأنباء لابن
أبي أصيبعة 2/ 81، ومختصر القدح المعلّى لابن سعيد الأندلسي 181
(وفيه وفاته سنة 631 هـ) ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة
ج 1 ق 2/ 487- 518 رقم 758، وبغية الطلب لابن العديم (المصور) ج 3/
7 رقم 184، والمعين في طبقات المحدّثين 198 رقم 2102، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1425، والمشتبه 1/ 339، وسير أعلام النبلاء 23/ 58، 59
رقم 40، والوافي بالوفيات 8/ 45 رقم 3451، والإحاطة في أخبار
غرناطة لابن الخطيب 1/ 88، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 191- 193
رقم 69، وتوضيح المشتبه 1/ 610 و 2/ 335 و 4/ 319، وتبصير المنتبه
لابن حجر 662 وفيه: «أحمد بن أحمد بن محمد بن مفرج» ، ونفح الطيب
1/ 634، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 614، 615 رقم 597، وطبقات
الحفاظ للسيوطي 498 رقم 1106، وشذرات الذهب 5/ 184، وتاج العروس
للزبيدي 3/ 250 (مادّة: زهر) ، والتاج المكلل للقنوجي 322، 323،
والرسالة المستطرفة للكتاني 145، ودائرة المعارف الإسلامية
(الملحق) 397، وكشف الظنون 1382، 1419، 1741، وإيضاح المكنون 1/
303. 308 و 2/ 298، 534، وفهرس المخطوطات المصورة 1/ 27، 88، ومعجم
طبقات الحفاظ المفسرين 60 رقم 1104.
[1] وقال ابن عبد الملك في: الذيل والتكملة ج 8 ق 2/ 487: وكناه
أبو العباس بن فرتون أبا جعفر وتفرّد بذلك.
[2] وقال ابن عبد الملك: ابن العشّاب وابن الروميّة وهي أشهرهما
وألصقهما به وكان يكرهها ويقلق لها فشهر بالعشّاب وبالنباتي.
[3] الزّهري: بفتح الزاي. قيّده ابن نقطة في (إكمال الإكمال 2/ 14)
فقال فيه: الزهري منسوبا إلى الزهر فيما يحفظ من مشتبه النسبة مع
الزهري.
[4] في تكملة الصلة 1/ 121، 122.
[5] سمّاه: «الحافل في تكملة الكامل» .
(46/318)
وسَمِعَ منه جُلُّ أصحابنا. وتُوُفّي فِي
ربيع الآخر.
وقال الحافظُ عَبْد العظيم [1] : سَمِعَ ببغداد. ولقيتهُ بمصرَ بعد
عودِه.
وحدَّث بأحاديث من حفظه بمصر، ولم يتَّفق لي السماعُ منه. وجَمَعَ
مجاميع.
قلتُ: لَهُ كتابُ «التذكرة» فِي معرفة مشيخته، واختصر «كامل» ابن
عَدِيِّ، وألّف كتاب «المُعْلِم بما زاد الْبُخَارِيّ على مسلم» .
قال أحمد بن فَرْتون فِي «تاريخه» قَالَ [2] : وأفردَ بعضُ أصحابه
لَهُ سيرة. ثم ذَكَرَ أَنَّهُ تُوُفّي فجاءة فِي سَلْخ ربيعٍ
الأوّل، ورثاهُ ناسٌ من تلامذته.
وروى عنه: أبو بكر المؤمنانيّ، وأَبُو إِسْحَاق البَلّفيقي [3] .
وكتب عَنْهُ ابن نُقطة وقال [4] : كَانَ ثقةُ، حافظا، صالحا.
والزَّهْريّ: بفتح أوله [5] .
456- إِبْرَاهِيم بن عثمان [6] بن عَلِيّ بن عَبْد اللَّه.
ركن الدّين، أَبُو إِسْحَاق، الحمويُّ، ثم الدّمشقيّ، الفقيهُ،
الحنفي.
شيخ ديِّنٍ، فاضلٌ، زاهدٌ، خيِّرٌ.
سَمِعَ من أَبِي سَعْد بن أَبِي عصرون. وأقامَ بحلب مدّة.
رَوَى عَنْهُ الصاحب أبو القاسم ابن العديم وأولاده: أَبُو المجدِ،
وشُهدةُ، وخديجةُ، وسُنْقُر القضائيّ، وغيرهم.
__________
[1] في التكملة 3/ 531.
[2] هكذا كرّر المؤلّف- رحمه الله- كلمة «قال» ، ولا داعي للثانية.
[3] قيّده الحافظ ابن حجر في «التبصير» وابن ناصر الدين في
«التوضيح 1/ 593» عند الكلام على البلقيني وقال: «بالفتح وتثقيل
الكلام وكسر الفاء وبالقاف بدل النون إبراهيم بن خلف البلفيقي
الزاهد ذكره ابن مسدي في معجمه» ، وانظر تعليق العلامة المعلّمي
اليماني رحمه الله على «الأنساب:
2/ 292» ، وقد تصحّف في تذكرة الحفاظ (4/ 1426) إلى «البلفقي» .
[4] في إكمال الإكمال 2/ 14.
[5] أورد ابن عبد الملك فهرس شيوخه مطوّلا في (الذيل والتكملة)
استغرق عدّة صفحات، وفيه أيضا أسماء مصنّفاته.
[6] المرجّح أن ترجمته في الجزء المفقود من (بغية الطلب) لابن
العديم. ولم يذكره ابن أبي ألوفا القرشي في (الجواهر المضية) مع
أنه من شرط كتابه عن الأحناف.
(46/319)
وتُوُفّي فِي شوَّال وله سبعٌ وستّون سنة-
رحمه اللَّه-.
وكان أَبُوه زكيُّ الدّين أبو عَمْرو فقيها، فاضلا.
وقد سَمِعَ الرُّكنُ أيضا بالقاهرة من البُوصيريّ، والأرتاحيّ.
وسَكَنَ بجبلِ قاسِيُون مدّة.
قَالَ ابن الحاجب: وكان عنده تقشُّفٌ زائد.
457- إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد [1] بن إِبْرَاهِيم.
أَبُو إِسْحَاق، البَطَلْيَوْسيُّ، المعروف بالأعْلَم، النحويُّ،
نزيلُ إشبِيليَةَ.
روى عن أبيه، وأبي الحسن بن سُلَيْمَان المُقرئ واختَصَّ بِهِ، وعن
أَبِي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد بن عُبَيْد اللَّه.
وأقرأ القرآن والنَّحْو. وله شروحُ في «الإيضاح» ، و «الجمل» ، و
«الأمالي» .
قال الأبّار: توفّي سنة سبعٍ وثلاثين أو نحوها. ولم يكن بالضابط.
458- أرْتَق [2] ، ناصر الدّين.
صاحبُ مارِدِين.
تُوُفّي فِي هذه السنة.
وأخُته هِيَ زوجةُ الملكِ المعظَّم التي بَنَتِ المدرسةَ عند الجسر
الأبيض، ولم تُدفن بها، لأنَّها رجعت بعد موتِ المعظّم إلى ماردين.
مات أرتَق بمارِدِين، خَنَقه ابنُه وهو سكران.
وقد مَرَّ فِي العام الماضي، فتحرّر السنة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
170.
[2] انظر عن (أرتق) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 730، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 166، 167، والحوادث الجامعة 115، والعبر 5/ 148،
149، وتاريخ ابن الوردي 2/ 169، والوافي بالوفيات 8/ 336 رقم 3763،
وسير أعلام النبلاء 13/ 46 رقم 32، والعسجد المسبوك و 2/ 485، 486،
والنجوم الزاهرة 6/ 314 و 315، وتاريخ الأزمنة للدويهي 220، وتاريخ
ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 322، وشذرات الذهب 5/ 180، وقد تقدّم في
السنة السابقة برقم (394) .
(46/320)
459- أسعدُ بن مُحَمَّد [1] بن الْحُسَيْن
بن الخضر بن عَبْدان.
زينُ الأُمناء، أَبُو المعَالي، الأَزْدِيّ، الدّمشقيّ، الكاتبُ.
حدّث عن والدِه.
وتُوُفّي بالمَحَلَّةِ من ديار مصرَ فِي أوّل جُمَادَى الأولى.
460- إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم [2] بن عثمان.
عفيفُ الدّين، الصَّبْرِيُّ، الزِّفتاويُّ، الشافعيّ.
سَمِعَ من البُوصيريّ.
وأدَّبَ الصِّبيانَ مدّة. وكان مقرئا بقُبَّةِ الشافعيّ.
رَوَى شيئا من شِعره.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى وله ستٌّ وثمانون سنة.
461- إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن غازي [3] بن عَلِيّ.
الفقيهُ، أَبُو أَحْمَد، النميريُّ، المارِدينيُّ، الحنفيُّ،
المعروفُ بابنِ فلّوس.
كَانَ ذا بصرٍ بالكلام، والمنطقِ، والطبِّ، والنَّحْو. ودَرَّسَ
بمصر ثم درِّسَ بدمشقَ بالعزيّة التي عَلِيّ الشّرف الشماليّ.
وتُوُفّي فِي صفر.
وابنُه أَحْمَد مُحَدَّث معروف.
462- إِسْمَاعِيل بن أَبِي الْحَسَن [4] مُحَمَّد بن يحيى بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (أسعد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 531 رقم
2929.
[2] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
532 رقم 2930.
[3] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم بن غازي) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 525 رقم 2917، والجواهر المضية 1/ 144، والوافي بالوفيات
9/ 66، 67 رقم 3985، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة
108، والمقفى الكبير للمقريزي 2/ 71، 72 رقم 729، والمنهل الصافي
لابن تغري بردي 2/ 377 رقم 422، وحسن المحاضرة 1/ 200، والطبقات
السنية 1/ ورقة 575، 576، وسلّم الوصول لحاجّي خليفة، ورقة 188،
والقلائد الجوهرية لابن طولون 477.
[4] انظر عن (إسماعيل بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
524 رقم 2911، وسير أعلام
(46/321)
أَبُو البقاء، البغداديّ، المُقرئ،
المُؤَدِّبُ.
شيخُ صالح، ديِّنٌ، ثِقةٌ، مشهور.
سَمِعَ من: أَبِي الفوارسِ سعدِ بن مُحَمَّد الحَيْص بَيْص، وأَبِي
الخيرِ أحمد بن إسماعيل القزوينيّ.
وحدّث ب «مسند» إِسْحَاق بن راهَوَيْه عن القَزْوِينيّ.
رَوَى عَنْهُ: جمال الدّين ابن الشَّريشيّ، وابنُ بَلَبان،
ومُحَمَّد بن أَبِي بَكْر القَزْوِينيّ الفقيهُ، والرشيدُ مُحَمَّد
بن أَبِي القاسم، والعماد ابن الطَّبَّال.
ومات فِي عاشر المحرَّم.
[حرف الثاء]
463- ثابتُ بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن محمد ابن
الخُجَنْدِيِّ.
ثم الأصبهانيّ، الصدرُ، الإمامُ، علاءُ الدّين، أبو سعد.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وسَمِعَ «صحيح» الْبُخَارِيّ حضورا من أَبي الوقت السِّجْزِيّ فِي
سنة إحدى وخمسين، وسَمِعَ من أَبِي الفضل محمودِ بن مُحَمَّد بن
أَبِي بَكْر الشَّحَّام.
وهو آخرُ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَ أَبِي الوَقْت. وكان بأصبهان إلى أن
دخلها التتار بالسيف في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، فسلِمَ
وذَهَبَ إلى شيراز، فأقام بها إلى أن ماتَ فِي هذا العام. كذا
ذكرَه الحافظ أبو محمد المنذري [2] .
__________
[ () ] النبلاء 23/ 70 دون ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339،
والنجوم الزاهرة 6/ 316.
[1] انظر عن (ثابت بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 547، 548
رقم 2958 وفيه: «ثابت بن أحمد» وهو خطأ، والمعين في طبقات
المحدّثين 199 رقم 2103، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339، والإعلام
بوفيات الأعلام 264، وسير أعلام النبلاء 23/ 59، 60 رقم 41، والعبر
5/ 153، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1494، والوافي بالوفيات 10/ 471
رقم 4982، وذيل التقييد 1/ 494 رقم 966، والنجوم الزاهرة 6/ 316،
وشذرات الذهب 5/ 183.
[2] في التكملة 3/ 547، 548.
(46/322)
رَوَى عَنْهُ بالإجازة القاضي تقيُّ الدين
الحنبلي، وجماعةٌ.
[حرف الجيم]
464- جوهرةُ بنتُ وَهْبٍ الكِبْرِيتيّ [1] .
تُوفّيت ببغداد فِي صَفَر.
وحدَّثت عن أَبِي نصرٍ مُحَمَّد بن المُبارَكِ بن جَابرِ الراويّ،
عن أَبِي عَلِيّ بن نَبْهان.
[حرف الحاء]
465- الْحَسَن بنُ معَالي [2] بنِ مَسْعُود.
أَبُو عَلِيّ، الحِلِّيُّ، النَّحْويّ، شيخُ العربيّة فِي وقتِه
ببغداد.
قرأ عَلَيْهِ جماعةٌ. ونفَّذ صُحبةَ المؤيَّد أَبِي عبد الله
الحسين ابن الأمير عليّ ابن الخليفة الناصر إلى تُسْتَر حين
صُيِّرَ مَلِكَها، ليُعلِّمَهُ النَّحْو. وقد نَسَخَ بِخَطِّه
كُتبًا نفيسة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى وله سبعونَ سنة.
وكان ذا تفنّن فِي العلوم، قالَه ابنُ البُزُوريّ [3] .
وقالَ ابنُ النجّار: أَبُو عَلِيّ الباقِلّانيّ الحِلِّي اشتغَلَ
عَلَى يوسف بن إِسْمَاعِيل اللَّمْغانيّ [4] ، والمجيزِ محمودٍ
البغداديّ، وأبي البقاء العكبريّ، وبرع في عدّة
__________
[1] انظر عن (جوهرة بنت وهب الكبريتي) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 525 رقم 2915 وفيه تصحّفت النسبة إلى: «التكريتي» .
[2] انظر عن (الحسن بن معالي) في: معجم الأدباء 9/ 198، 199 رقم
18، وفيه: «الحسن بن أبي المعالي» والحوادث الجامعة 72 وفيه: «علي
بن أبي المعالي» ، وتلخيص مجمع الآداب ج 8 ق 3/ 151، والجواهر
المضية 2/ 93 رقم 484، وبغية الوعاة 12/ 526 رقم 1090، والوافي
بالوفيات 12/ 273، 274 رقم 246، والطبقات السنية، رقم 734.
[3] وقع في المطبوع من تاريخ الإسلام (وفيات 637 هـ) ص 303
«البزوي» بسقوط الراء، أظنّه من الطباعة.
[4] تصحّفت النسبة إلى: «الدامغانيّ» في: معجم الأدباء 9/ 199،
وبغية الوعاة 1/ 526، وفي الوافي
(46/323)
علوم، وحازَ قَصَبَ السَّبقِ. سَمِعَ من
مَسْعُود ابن النّادر، وابن كُلَيب. وكان مُتواضعًا، صَدوقًا،
خارقَ الذكاءِ [1] .
466- الْحَسَن بن سَيْفِ [2] بن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي
الفتح بن مُكَثِّر [3] بنِ يَعْلَى بن عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد.
أَبُو عَليّ، المُنْذريُّ، الأندلُسيُّ الأصلِ، الْمَصْريّ،
الوَرَّاقُ، المُقرئ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الْجُيوشِ عساكرِ بن عَلِيّ، وسَمِعَ
منه، وبمكةَ من عُمر الميانشي.
__________
[ () ] بالوفيات 12/ 273 «اللامغاني» بلام ألف.
[1] من الجدير بالذكر أن ترجمة (الحسن بن معالي) وردت في (معجم
الأدباء لياقوت 9/ 198، 199) مع أن ياقوت توفي سنة 626 هـ. وهذا
توفي بعده بأحد عشر عاما. مما يدلّ على أن أحد النسّاخة للمعجم
أضاف الترجمة، والأرجح أنه نقلها عن «ابن النجار» ، وهي، بعد ذكر
اسمه: «ولد سنة ثمان وستين وخمسمائة، وهو أحد أئمة العربية في
العصر، سمع من أبي الفرج بن كليب وغيره، وقرأ العربية على أبي
البقاء العكبريّ، واللغة على أبي محمد بن المأمون، وقرأ الكلام
والحكمة على الإمام نصير الدين الطوسي، وانتهت إليه الرئاسة في هذه
الفنون وفي علم النحو، وأخذ فقه الحنفية عن أبي المحاسن يوسف بن
إسماعيل الدامغانيّ (كذا) الحنفي، ثم انتقل إلى مذهب الإمام
الشافعيّ، وكان ذا فهم ثاقب وذكاء وحرص على العلم، وكان كثير
المحفوظ، وكتب الكثير بخطه، ذا وقار مع التواضع ولين الجانب، لقيته
ببغداد سنة سبع وثلاثين وستمائة وكان آخر العهد به» .
ونقل الصفدي، والسيوطي قريبا من هذه الترجمة، ولكن السيوطي قال:
«قال ابن النجار والقفطي» .
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لم أجد لصاحب الترجمة ذاكرا في كتاب «إنباه الرواة» للقفطي.
وقال الصفدي: ومن شعره، وقد أمره بعض أصدقائه بطلاق امرأته لما
كبرت:
وقائل لي وقد شابت ذوائبها ... وأصبحت وهي مثل العود في النحف
لم لا تجدّ حبال الوصل من نصف ... شمطاء من غير ما حسن ولا ترف
فقلت: هيهات أن أسلو مودّتها ... يوما ولو أشرفت نفسي على التلف
وأن أخون عجوزا غير خائنة ... مقيمة لي على الإتلاف والسّرف
يكون منّي قبيحا أن أواصلها ... جنّي وأهجرها في حالة الحشف
(الوافي بالوفيات 12/ 274) و (الحوادث الجامعة 72) .
[2] انظر عن (الحسن بن سيف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 537، و
538 رقم 2943.
[3] هكذا قيّده المنذري بالحروف.
(46/324)
وحَجَّ مَرَّات. ووَرَّقَ بالقاهرة مدّة
طويلة للناس، وبها ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من شَعْبان.
رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ المُنْذِريّ، والشهابُ الأبَرْقُوهيّ،
وغيرهما.
467- الْحُسَيْن بن أَبِي السعادات [1] أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن
شاكر.
أَبُو مُحَمَّد، الواسطي، النَّهْرُبانيّ [2] .
سَمِعَ من أَبِي طَالِب الكَتَّانيّ، وحدَّث عَنْهُ ببغداد.
ومات فِي شوَّال.
أجازَ لقاسمِ بن عساكر، والمُطَعِّمِ، وجماعة.
468- الْحُسَيْن بن يوسُف [3] بن الحَسَن بن عَبْد الحقّ.
أَبُو عَلِيّ، الصَّنْهاجيُّ، الشاطبيُّ، ثم الإسكندرانيُّ،
الكُتُبيُّ، الناسخُ.
وُلِدَ بالإِسكندرية فِي المُحرَّم سَنَة إحدى وستّين وخمسمائة.
وسمع من:
السلفي، وأبي الطاهر بن عوف الفقيه، وأَبِي القاسم مخلوفِ بن جارة،
وأَبِي الطَّيْب عبدِ المنعمِ بن الخلوف، وغيرهم.
وحدَّث بالإسكندريّة، ومصرَ.
وكانَ فاضلا، مُتيقِّظًا، كَتَبَ الكثيرَ بخطِّه.
وهو أخو المُحَدِّثُ أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن عَبْد الجبّار
العُثماني لأُمِّه.
رَوَى عنه: الزّكيّ المنذريّ [4] ، والتاج الغرّافيّ، والمجد ابن
الحُلْوانيَّةِ.
وأجازَ لابنِ مُشْرِق، وابنِ الشّيرازيّ.
تُوُفّي في الخامس والعشرين من ذي القِعْدَة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي السعادات) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 540 رقم 2950.
[2] قيّده المنذري وقال: «والنّهربانيّ والنهربيني: نسبة إلى
نهربين قرية من قرى بغداد» .
[3] انظر عن (الحسين بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 546
رقم 1272، وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 23/ 70 دون ترجمة.
[4] التكملة 3/ 546.
(46/325)
وكان يلقّب بالنّظام. وهو أقدم شيخ
للدّماطيّ مَوْتًا.
[حرف الخاء]
469- الخَضِر بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن الخَضِر بنِ عَبْد
الرَّحْمَن بن عَلِيّ بن الْحَسَن.
العَدْلُ، فَخْرُ الأمناءِ، أَبُو عَبْد الله، ابن الدّواتيّ،
الدمشقيّ، الأديبُ.
وُلِد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: الحافظ أبي القاسم بن عساكر، وأَبي طاهر الخُشُوعيّ،
وجماعةٍ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ البِرْزاليُّ، والمجدُ الحُلْوانيّ،
وغيرهما.
وتُوُفّي فِي رمضانَ بدمشقَ.
أجازَ للقاضي تقيِّ الدّين سُلَيْمَان، ولعليِّ بنِ هارون القارئِ،
ومُحَمَّد بن مُحَمَّد المِزِّي، ولإبراهيمَ بن أَبِي الْحَسَن
المُخَرّميّ، وجماعة.
470- الخياطُ العَجَميّ [2] ببغداد.
كَانَ أعرجَ، قَصيرًا، لَهُ حَدَبةٌ. وكانَ أستاذا فِي الخياطةِ.
عَمِلَ أشياءَ عجيبة بَديعةً. وأُقِفل عَلَيْهِ صندوقٌ وعنده
تفصيلَه، ثم أصبحَ وقد خاطَه قَبَاءً وطَواه.
وكانَ مذمومَ السيرَة، فجَرَحَ جارا لَهُ، فماتَ، فأُخِذَ وصُلِبَ
في سنة 37.
[حرف السين]
471- سالم بن الحافظ أبي المواهب [3] الْحَسَن بْن هِبَةُ اللَّه
بْن محفوظ بْن الْحَسَن بْن محمد.
__________
[1] انظر عن (الخضر بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
539 رقم 2946، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 137، 138.
[2] وردت هذه الترجمة في جذاذة طيارة بخط المؤلّف- رحمه الله-، ولم
أجد مصدرا لترجمته.
[3] انظر عن (سالم بن أبي الموهب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
533 رقم 2933، والإشارة إلى وفيات الأعيان 339، الإعلام بوفيات
الأعلام 264، والعبر 5/ 153، وسير أعلام النبلاء 23/ 60، 61 رقم
42، والوافي بالوفيات 15/ 79 رقم 104، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة
115، 116، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 42، والنجوم الزاهرة 6/
316، وشذرات الذهب 5/ 184.
(46/326)
الرئيسُ، أمينُ الدّين، أَبُو الغنائم،
ابنُ صَصْرى، التَّغْلبيُّ، البَلَديُّ الأصلِ، الدمشقيّ،
الشافعيّ، المُعْدلُ.
شهِدَ عَلَى القُضاةِ وله عشرون سنة، ورَحَلَ بِهِ والده وله خمس
سنين، فأسمعَه من: أَبِي الفَتْح بن شاتِيل، ونصرِ اللَّه
القَزَّاز، وأَبِي العلاء مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عقيل، وأبي
الفَرَج مُحَمَّد بن أحمد بن نَبهان، وأَحْمَد بن المبارك بن
دُرِّك، وشيخِ الشيوخ عَبْد الرحيم بن إِسْمَاعِيل، وابنِ بَوْش،
وطائفةٍ. وسَمِعَ بدمشق من: أَبِي طالبٍ الخَضِرِ بن طاووس،
والأمير أسامةَ بن مُنْقِذ، وعَبْد الرزاق النّجّار، ويحيى
الثّقفيّ، والفضل بن الْحُسَيْن البانياسيّ، وغيرهم.
وحَفِظَ القرآنَ، وتفقَّهَ، وقرأ فِي الأدبِ شيئا.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ البرزاليّ في حياته، والشهاب القوصيّ، والمجد
ابن الحُلْوانية، وسعدُ الخيرِ بنُ أَبِي الفَرَج النابُلُسيُّ،
وطائفة.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ الشّرف أَحْمَد بن عساكر، وأبنُ عمِّه الفخرُ
إِسْمَاعِيل، ومُحَمَّد بن يوسُفَ الذّهبيّ، وأبو عليّ ابن
الخَلَّال، وأَبُو بَكْر بنُ عَبْد الدائم- وهو آخِرُ مَنْ حدَّث
عَنْهُ-.
قَالَ القُوصيّ فِي «معجمه» : أخبرنا القاضي الرئيسُ العَدْلُ
أَبُو الغنائم بمنزله المجاور لي بَدرْبِ زَكري. وكانَ جميلَ
الصُّحبةِ والمُعاشرةِ، فَكِهَ المُحاضرةِ، حَسَنَ المحاورة
والمجاورةِ. حُمِدت سيرتُهُ فيما تَوَلَّاه من المارستانات
والمواريثِ.
قلتُ: تُوُفّي فِي ثالث جُمَادَى الآخرة عن ستّين سنة، ودُفِنَ
بتربته بسفح قاسِيون.
[حرف الشين]
472- شير كوه [1] ، السلطان، الملك المجاهد، أسد الدّين.
__________
[1] انظر عن (شيركوه) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 535 رقم 2937،
ومرآة الزمان ج 8
(46/327)
أَبُو الحارث، صاحبُ حِمْصَ، وُلِد الأمير
ناصر الدّين مُحَمَّد ابن السلطان الملك المنصور أسد الدّين شير
كوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب.
ولد بمصر سنة تسع وستّين وخمسمائة.
وأعطى السلطان صلاح الدّين حمص بعد موت والده في سنة إحدى وثمانين،
فملكها ستّا وخمسين سنة.
وسَمِعَ بدمشقَ من أَبِي الفضلِ بن الحسين ابن البانياسيّ. وأجازَ
لَهُ العلَّامةُ عَبْد اللَّه بن بَرّي، وجماعةٌ.
وحدَّث بدمشقَ وحِمْصَ.
وشَهِدَ غزاةَ دمياطَ، ورابَطَ عليها. وسكن المنصورةَ إلى انقضاء
الغزاة، واستنقاذ دِمياطَ. وكان شَهْمًا، مَهيبًا، بَطَلًا،
شُجاعًا، مِقدامًا، مَعْروفًا بالشَّجاعةِ.
قَرَّرَ الحَمَام فِي نواحي بلادِه لنقلِ الأخبار. وكانَتْ بلادُه
طاهرة من الخمرِ والمكوس. ومنع النساء من الخروج من أبواب حمص مدّة
إمرته عليها خوفا أن يأخُذَ أهلُ حِمْصَ أهاليهم ويَنْزَحونَ عنها
لفسقِه وجَوْرِه. وله أخبارٌ فِي الظُّلم والتعذيبِ والاعتقالِ.
إلا أَنَّهُ كَانَ لا يَشْربُ الخمرَ أبدا، ويلازِمُ الصلاةَ فِي
أوقاتِها، ولا يُقْبِلُ عَلَى اللهْوِ، بل هِمَّتُه فِي مصالح
مُلْكِه. وكان ذا رَأْي ودَهاء.
وكانَ الملكُ الكامل قد استوحَشَ منه واتَّهمه بأنَّه أَوقع بينَه
وبين الأشرف، فلما
__________
[ () ] ق 2/ 731، 732، وذيل الروضتين 169، والحوادث الجامعة 72،
ومفرّج الكروب 5/ 254- 256، ووفيات الأعيان 2/ 480، 481 رقم (59) ،
والأعلاق الخطيرة ج 8 ق 1/ 191، وأخبار الأيوبيين لابن العميد 151،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 165، ونهاية الأرب 29/ 254، 255،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 339، 340، والإعلام بوفيات الأعلام
264، ودول الإسلام 2/ 143، والعبر 5/ 153، وسير أعلام النبلاء 23/
39- 41 رقم 27، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 111، 112، وتاريخ ابن
الوردي 2/ 179، والوافي بالوفيات 17/ 216، 217 رقم 242، والبداية
والنهاية 13/ 154، 155، ومآثر الإنافة 2/ 84، ونزهة الأنام لابن
دقماق، ورقة 40، والعسجد المسبوك 2/ 496، 497، والسلوك ج 1 ق 2/
291، وتاريخ ابن خلدون 5/ 356، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 235،
236، والنجوم الزاهرة 6/ 316، وشفاء القلوب 231، 232، وتاريخ ابن
سباط (بتحقيقنا) 1/ 319، 120، وتاريخ الأزمنة للدويهي 219، وشذرات
الذهب 5/ 184، وترويح القلوب 37 رقم 5 وفيه وفاته في رجب سنة 636
هـ.
(46/328)
ماتَ الأشرفُ وتملَّك الكاملُ دمشقَ تِلكَ
الشهرين، طلبَ من شيركوه مالا عظيما، فبَعث إِلَيْهِ نساءه يشفعن
فيه، فما أجاب وقال: لا بدّ من المال، فأيس وهَيَّأ الأموال، ولم
يَبْقَ إلا تَسييرُها فأتَتْه بطاقةٌ بموتِ الكامل، فجاء وجلسَ عند
قبر الكامل وتَصَرَّفَ فِي أموالِه وخيله.
مات بها بحمص فِي تاسع عشر رجب.
وشيركوه: لفظةٌ أعجميَّةٌ تعني أسدَ الْجَبَلِ، فإنّ «شير» أسد، و
«كوه» جبل.
ولمّا مَرِضَ أعْطى حمص لولده الملك المنصور إِبْرَاهِيم، وفَرَّق
باقي بلادِه وأمواله عَلَى أولاده. وكانَ لَهُ بكلّ بلدٍ تجارةٌ.
ولمّا ماتَ قبضَ ابنهُ المنصور عَلَى أخيه الملكِ المسعودِ صاحب
الرَّحْبَة.
[حرف الصاد]
473- صالحُ بْن شافع [1] بْن صالح بْن حاتِم.
الشَّيْخ، أَبُو المعالي، الْجِيليُّ، ثم البغداديّ الدّار.
سَمِعَ من والده. وأجازَ لَهُ أَبُو الفتح بنُ البَطِّي، وأَبُو
بَكْر بن النَّقُّور.
من بيتِ الفقِه والحديث.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
474- صَفيَّةُ بنتُ أَبِي القاسم [2] عبدِ العزيز بن هِبةِ اللَّه.
أمُّ عُثمانَ، الأزَجيَّةُ، الواعظةُ.
رَوَتْ عن الشيخِ عَبْد القادر، وابنِ البَطِّي بالإجازة.
وسَمِعْتُ من عبدِ المنعم بن كليب.
[حرف العين]
475- عَبْد الله بن إقبال الخزيميّ [3] .
__________
[1] انظر عن (صالح بن شافع) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 532، 533
رقم 2932.
[2] انظر عن (صفية بنت أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
540 رقم 2949.
[3] هكذا ذكره المؤلّف- رحمه الله- دون ترجمة، وهو في: التكملة
لوفيات النقلة 3/ 526 رقم
(46/329)
476- عبدُ اللَّه بنُ صَدَقَة [1] بنِ
مُحَمَّد بن يوسُف.
أَبُو مُحَمَّد، الأَنصاريُّ، الخَزْرَجيُّ.
حدَّث بدمشقَ عن أَبِي القاسمِ البُوصيريّ، وبها ماتَ
بالمارِسْتان.
وكان من المقرءين المجوّدين.
روى عنه أبو المجد ابن الحلوانيّة، وبالإجازة البهاء ابن عساكر.
477- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن
العربيّ المَعَافريُّ.
الإشبيليُّ، أَبُو مُحَمَّد.
رَوَى عن: أَبِيهِ، وأبي الْحَسَن نَجَبَةَ بنِ يحيى.
وسَمَا بنفسِه وببيته وتَلَبَّسَ بالدّنيا. ولم يَكُنْ يَعْرِفُ
الحديث.
وتُوُفّي بمرَّاكِش.
أخذ عَنْهُ أبو إسحاق ابن الكِمَاد.
478- عبدُ الحميدِ بْن عَبْد الرشيدِ [3] بْن عَلِيّ بْن بُنَيْمان
[4] .
القاضي، أَبُو بكرٍ، الهَمَذَانيّ، الشافعيّ، الحدادُ، سِبْطُ
الحافظِ أَبِي العلاء الهَمَذَانيّ.
ولد سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من جدِّه وله أربع سنين سُنَنَ أبي مسلم الكجّي بروايته عن
أبي
__________
[ () ] 2919، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 133، و «الخزيمي»
: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي. انظر توضيح المشتبه 3/ 206.
[1] انظر عن (عبد الله بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 540،
541 رقم 2951.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
901.
[3] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الرشيد) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 544 رقم 2952، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340، وسير أعلام
النبلاء 23/ 66، 67 رقم 49، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 533 رقم
1237، والوافي بالوفيات 18/ 73 رقم 75، وطبقات الشافعية لابن كثير،
ورقة 166 أ، وذيل التقييد 2/ 87 رقم 1263، والعقد المذهب لابن
الملقن، ورقة 174، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 44.
[4] تصحّف في (ذيل التقييد 2/ 87) إلى: «بينمان» بتقديم الياء آخر
الحروف على النون.
(46/330)
عليّ الحدّاد، و «جامع» معمر، وهو جزءان
بروايته عن الحدّاد، وغانم البُرْجيّ، قالا: أخبرَنا أبو نعيم.
وسمع ببغداد من شُهْدَةَ «اختيار» خَلَف بن هشام، وسَمِعَ من: عبيد
الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زُهير، وجماعةٍ.
وهو ابنُ عاتكةَ بنتِ الحافظ أَبِي العلاء.
وتفقَّه ببغداد، وأعادَ بالنظاميَّةِ، ونابَ فِي القضاءِ بالجانب
الغربيّ عن أخيه أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بن عَبْد الرشيد.
وكان صالحا، وَرِعًا، دَيِّنًا، زاهدا عَلَى طريقة السلف. وكانَ
كثيرَ المحفوظِ. قَدِمَ دمشقَ، وحدَّث بها في سنة إحدى وعشرين
وستمائة، ونَزَلَ بالغَزالية بالجامعِ. ثم رَجَعَ إلى بغداد،
ووَلِيَ قضاءَ الجانبِ الشرقيِّ، وكانَ محمود الولايةِ.
رَوَى عَنْهُ: عِزُّ الدّين أَحْمَد الفاروثيُّ، وعلاءُ الدّين ابن
بَلَبان، وجمالُ الدّين أَبُو بَكْر الشَّريشيّ، والخطيبُ عبدُ
الحقِّ بن عَبْد اللَّه بن شمائل، وغيرُهم.
وأجازَ لأبي عليِّ الخلّال، وابنِ الشّيرازيّ، وفاطمة بنت سليمان،
والقاضي شهاب الدّين ابن الخَوَييّ.
وتُوُفّي فِي سابع شوَّال.
وفِي هذا العام أجازَ لابنِ سعد، والبجَّديُّ، وبنتِ مؤمن، وستِّ
الفقهاءِ بنتِ الواسطيّ.
وممَّن سَمِعَ عَلَيْهِ: إِسْمَاعِيل بنُ الطَّبَّال، وعبد اللَّه
بن أَبِي السعادات شَيْخًا المستنصرية.
479- عبدُ الرَّحْمَن بن أَبِي السعود [1] مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن
جعْفَر.
أَبُو القاسم، البصريّ.
ولد سنة سبعين.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي المسعود) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 532 رقم 2931.
(46/331)
وسمع بالبصرةِ من أَبِي الْحُسَيْن المبارك
بن عَبْد الله، وغيره.
وأجازَتْ لَهُ شُهْدَةَ.
وماتَ في جمادى الأولى.
480- عبد الرحيم ابن المُحَدِّثُ يوسُفَ [1] بْن هِبَةِ اللَّه بْن
محمود بْن الطُّفيل.
أَبُو القاسم، الدّمشقيّ، ثم المِصريُّ، الصُّوفيّ، ويُعْرفُ بابنِ
المُكَبِّس [2] .
سَمِعَ- أو أجازه- بدمشق من: الوزير أَبِي المظفَّر سعيدِ بْن سهل
الفلكي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأَبِي البركات الخَضِرِ
بن شِبْل الخطيب، وأبي المعالي محمد بن حمزة ابن المَوَازينيّ،
وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بن بركةَ الصِّلْحيّ، وجماعة، وبالإسكندرية
من السِّلَفِيّ، وأَبِي الطاهرِ بن عوف، وجماعةٍ. وبمصرَ مِنْ:
عَلِيّ بن هبِه اللَّه الكامليّ، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الرَّحَبيّ،
وعثمانَ بْن فَرَج العَبْدَريّ، وعَبْد اللَّه بْن بَرِّي
النّحْويّ، وإسماعيل بْن قاسم الزّيات، وجماعةٍ.
وولد بدمشق فِي عاشر صفر سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة.
ومن مسموعاتِه من السِّلَفِيّ «معجم» أبِي بَكْر الذّكوانيّ، و
«جزء» عَلِيّ بن حَرْب رواية العَبَّادانيّ، وغير ذَلِكَ.
روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والمجد ابن الحلوانيّة، والعلاء ابن
بلبان، والجمال محمد ابن الصابونيّ، وابنُه أَحْمَد، والتاجُ
الغَرَّافيّ، والشهابُ الأبَرْقُوهيّ، والضياءُ عيسى السَّبْتيّ،
ويوسُفُ بن كوركيك.
وأجازَ لابن الشّيرازيّ، والمُطَعِّمِ، وسعدٍ، وغيرِهم.
وسَمِعَ منه ابنُ مَسْدي وقال: لم تَكُنْ حاله مَرْضيَّةً، لكنّ
سماعه صحيح.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
546، 547 رقم 2957، والمعين في طبقات المحدّثين 199 رقم 2104،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 340، والإعلام بوفيات الأعلام 264،
وسير أعلام النبلاء 23/ 43، 44 رقم 30، والعبر 5/ 153، وذيل
التقييد 2/ 113، 114 رقم 1256، والنجوم الزاهرة 6/ 317، وشذرات
الذهب 5/ 184.
[2] قيّده المنذري، فقال: بضم الكاف وكسر الباء الموحدة وتشديدها
وسين مهملة. (التكملة 3/ 532) .
(46/332)
وهو آخر من حدّث عن الفلكي وسماعُه منه فِي
ربيع الآخِر سنة ستّين وخمسمائة.
طَلَّقَ زوجتَه، ولَزِمَ بيتَه. فأكثرتُ عَنْهُ، واستوعبتُ لولدي
عَلَيْهِ.
تُوُفّي فِي رابع ذي الحجّة.
481- عبدُ السيدِ بن عَبْد الرَّحْمَن [1] بن عَبْد السيِّد بن
صَدَقَة.
أَبُو العزّ، البغداديّ، الحَرْبيُّ.
عرف بابن البُورَانِيّ وهو نسبة إلى عمل البواريّ.
وُلِد سنة ثمانين.
وسَمِعَ من: أَبِي منصور بن عبد السلام، وفارس بن أبي القاسم
الحَفَّار.
وحدَّث.
482- عَبْد العزيز بن بركاتِ [2] بن إِبْرَاهِيم بن طاهر.
أَبُو مُحَمَّد الخُشُوعيّ، الدّمشقيّ، الحَنفيُّ.
إمامُ الرَّبْوَة.
حدَّث عن: أَبِي القاسم بن عساكر، وأَبِي الفَرَج يحيى الثَّقفيّ،
وغيرهما.
روى عنه: المجد ابن الحلوانيّة، والمجد ابن العديم، والشرفُ
أَحْمَد بن عساكر، وابنُ عمِّه الفخر إسماعيل، والبدر حسن ابن
الخَلَّال، والشمسُ مُحَمَّد بن يوسُفَ الإرْبِليّ.
وأجازَ لابن الشّيرازيّ، ولبهاء الدّين ابن عساكر.
وتُوُفّي فِي ثامن ربيعٍ الآخر.
483- عبدُ العزيز بن دلف [3] بن أبي طالب.
__________
[1] انظر عن (عبد السيد بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 536 رقم 2939، وتوضيح المشتبه 1/ 644.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن بركات) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
528 رقم 5924، والعبر 5/ 157، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340،
وشذرات الذهب 5/ 189، وله ذكر في سير أعلام النبلاء 23/ 70 دون
ترجمة.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن دلف) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
(باريس 5921) ورقة 149،
(46/333)
أو مُحَمَّد، البغداديّ، المُقرئ، الناسخُ،
الخازنِ.
وُلِد فِي حدود الخمسين وخمسمائة.
وقرأ بالروايات عَلَى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بن عساكر البطائحيّ
وهو من آخر أصحابه أو آخرُهم، وعلى أَبِي الحارث أَحْمَد بن سعَيِد
العَسْكريّ، ويعقوبَ بن يوسُفَ الحربيّ، وأَحْمَد بن أحمد ابن
القاصِّ، وسَمِعَ منهم ومن أَبِي عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّد
الرَّحَبيّ، وخديجةَ بنتِ النِّهْرَوَانيّ، وشُهْدَةَ الكاتبة، ولا
حق بن كارَه، وعُبَيْد اللَّه بن شاتيل، وجماعةٍ كثيرة.
وكان عَدْلًا، ثِقَةً، فاضلا، صالحا، كثيرَ التَّلاوةِ والصومِ
والخيرِ والسَّعْيِ فِي مصالح الناس والشفاعةِ لهم. وكان لَهُ صورة
كبيرة ببغداد روى عنه ابن النجّار في «تاريخه» وقال: كَانَ كثيرَ
العبادة، دائمَ الصلاةِ والصومِ، سَعَّاءَ فِي مصالح الناس. لم
تَرَ العيونُ مِثْلَه.
وروى عَنْهُ الرشيدُ بن أَبِي القاسمِ، وغيرهُ. وبالإجازة أَبُو
المعالي الأبَرْقُوهيّ، وفاطمةُ بنتُ سُلَيْمَان، ويحيى بن سعد،
والقاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وجماعةٌ.
ومن مسموعِه كتابُ «المُوَطأ» من طريق القعنبيّ، سمعه من شهدة، و
«جزء الغُرباء» للآجُرِّي، سَمِعَه من أَبِي الْحُسَيْن عبدِ
الحقّ، و «ستّ مجالس» أبي جعفر
__________
[ () ] والمطبوع 15/ 258، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 526 رقم 2920،
والحوادث الجامعة 71، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 492 رقم 713، ومعجم
شيوخ الأبرقوهي 84، 85، والإعلام بوفيات الأعلام 264، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 340، وسير أعلام النبلاء 23/ 44- 46 رقم 31،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 50، 51 رقم 828، والمعين في طبقات
المحدّثين 199 رقم 2105، وفيه: «أبو محمد بن عبد العزيز» وهو غلط،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 626، 627 رقم 590، والعبر 5/ 157، والوافي
بالوفيات 18/ 480 رقم 504، والمنهج الأحمد 375، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 217- 220 رقم 323، ومختصره 69، ونزهة الأنام لابن
دقماق، ورقة 44، وذيل التقييد للفاسي 2/ 126 رقم 1282، وغاية
النهاية 1/ 393 رقم 1674، والعسجد المسبوك 2/ 493، 494، ونهاية
الغاية، ورقة 98، والمقصد الأرشد، رقم 617، والنجوم الزاهرة 6/
317، والدر المنضد 1/ 373، 374 رقم 1039، وشذرات الذهب 5/ 184،
185، والتاج المكلّل للقنوجي 237، وتاريخ المستنصرية 2/ 69- 73.
(46/334)
ابن البَختريّ سَمِعَها من شُهْدَةَ،
«ومحاسبة النفس» لابنِ أَبِي الدُّنيا، عنها [1] ، وغير ذَلِكَ.
ووَلِيَ خِزانهَ الكُتُبِ المُستنصريَّةَ، وغيرها.
تُوُفّي فِي السادس والعشرين من صَفَر.
وقرأ عَلَيْهِ بالروايات الشيخُ عبدُ الصّمد.
484- عبد العزيز ابن الشيخ أبي طاهر [2] المبارك بن المبارك ابن
المَعْطُوش.
أَبُو القاسم.
وُلِد سنة ثمانٍ وخمسين.
وسَمِعَ: أَبَاهُ، ولاحقَ بن كارَه، وعبدَ الخالقِ بن البُنْدار،
وجماعة متأخرين.
ماتَ فِي المحرَّم، وقلَّ ما رَوَى.
485- عبدُ الواحد بن مُحَمَّد [3] بن بقيّ- بموحّدة- بن مُحَمَّد
بن تقيّ- بمثنّاة- الْجُذَاميّ.
أَبُو عَمْرو.
رَوَى عن عتيقِ بن خَلَفِ، وأَبِي عَلِيّ الرُّنْدي، وغيره [4] .
وماتَ بمَرَّاكِش.
وهو خالُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْد اللَّه الطّنجاليّ.
486- عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [5] بْن عَبْد اللَّه بْن خلف بن وهب،
الفقيه.
__________
[1] أي عن شهدة.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 524، 525 رقم 2914.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: صلة الصلة لابن الزبير 26،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 8 ق 68، 69 رقم 145.
[4] وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان مقرئا مجوّدا محدّثا، ماهرا
في علم العربية، ورعا ناسكا فاضلا سنّيا، كتب بخطه الكثير، وعني
بالعلم طويلا، وتوفي بمرّاكش لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب.
[5] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/
7، 8 رقم 516، والتكملة
(46/335)
جمالُ الدين، أَبُو الْحَسَن، الْقُرَشِيّ،
المَخْزوميُّ، الْمَصْريّ، البُوشي، المالكيُّ، العَدْلُ.
سَمِعَ بالإسكندرية من: أَبِي الطاهر بن عوف، والقاضي أَبُو عَبْد
اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضْرميّ، وأخيه أَبِي
الفضل. وبمصرَ من البُوصيري.
وتفقهَ ببغداد عَلَى أَبِي عَلِيّ يحيى بن الربيع. وحدَّث ببغداد.
وعادَ إلى مصرَ، وتصدَّرَ بالجامع العتيق، وشَهِدَ عَلَى القضاة.
وبُوش: من الصعيد الأدنى.
روى عنه: الزكيّ المنذريّ [1] ، والجمال ابن الصابونيُّ، وغيرُهما.
وكان فقيها، مُناظرًا، عارِفًا بمذهبِ مالك.
487- عَلِيّ بن أَحْمَد [2] بن الْحَسَن بن إِبْرَاهِيم
التُّجِيبي.
الإمامُ، أَبُو الْحَسَن، الحراليُّ [3] الأندلُسيُّ.
وحَرالةُ: قريةُ من أعمال مُرْسيَة.
وُلِد بمرّاكش. وأخذَ العربيةَ من أَبِي الْحَسَن بن خروف، وأبي
الحجّاج بن نمر.
__________
[ () ] لوفيات النقلة 3/ 534 رقم 2936، وتوضيح المشتبه 1/ 650،
651.
[1] التكملة 3/ 534.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 287،
وعنوان الدراية للغبريني 143- 156 رقم 31، وتاريخ إربل 1/ 431،
وملء العيبة للفهري 2/ 51، 64، 296، 297، 299، 301، 306- 308،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 340، وميزان الاعتدال 3/ 114 رقم 5785
وفيه: «مات بحماة قبل الأربعين وستمائة» ، والعبر 5/ 157، وسير
أعلام النبلاء 23/ 47 رقم 33، ومرآة الجنان 4/ 100، والعسجد
المسبوك 2/ 495، 496، والوفيات لابن قنفذ 314 رقم 637، ولسان
الميزان 4/ 204 رقم 536، والنجوم الزاهرة 6/ 317، وطبقات المفسرين
للسيوطي 22، وطبقات المفسرين للداوديّ 3868، 387 رقم 338، ونفح
الطيب 2/ 187- 190 رقم 115، وكشف الظنون 89، 215، 1061، 1082،
1241، 1565، 1768، وشذرات الذهب 5/ 189، وإيضاح المكنون 2/ 523،
650، وهدية العارفين 1/ 707، 708، وديوان الإسلام 2/ 177، 178 رقم
800، وتاج العروس 7 ج 277، ونيل الابتهاج للتنبكتي 201، 202،
وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 527 وملحقه 1/ 735، والأعلام 4/ 256،
ومعجم المؤلّفين 7/ 13، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 255 رقم 338.
[3] تصحّفت هذه النسبة إلى: «الحراني» (بالنون) في: ميزان
الاعتدال، ولسان الميزان، وشذرات الذهب.
(46/336)
وحجَّ، ولَقِيَ العلماءَ، وجالَ فِي
البلاد، وتغربَ. وشاركَ فِي فنون عديدة.
ومالَ إلى النظريات وعلمِ الكلام. وأقامَ بحَماة، وبها مات.
وله «تفسيرٌ» فِيه أشياءُ عجيبةُ الأسلوب. ولَمْ أتحقَّقْ بَعْدُ
ما كَانَ ينطوي عَلَيْهِ من العقدِ. غيرَ أَنَّهُ تكلَّمَ فِي علم
الحروف والأعداد وزَعَم أَنَّهُ استخرجَ علمَ وقتِ خروج
الدَّجَّال، ووقتِ طلوعِ الشمس من مَغْربها، ويأجوج ومأجوج.
وتكَلَّم ووَعَظَ بحماةَ. وصَّنف فِي المنطقِ، وفي الأسماءِ
الحُسنى، وغير ذَلِكَ. وله عبارةٌ حلوة إلى الغاية وفصاحةٌ وبيان.
ورأيتُ شيخنا المجدَ التونسي يتَغالى فِي «تفسيره» ، ورأيتُ غيرَ
واحدٍ مُعَظِّمًا لَهُ، وجماعة يتكلمونَ فِي عقيدتِه. وكانَ من
أحلمِ الناس بحيثُ يُضْرَبُ بِهِ المثلُ. وكان نازلا عند قاضي حماة
ابن البارزي- رحمه اللَّه-.
حكى لنا القاضي شَرَفُ الدّين ابن البارزيّ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ
بحماةَ، قَالَ: وكانت زوجتُه تؤذيه وتشتمه وهو يتبسّم ويدعو لها.
وأنَ رجلا راهنَ جماعةٌ عَلَى أن يحرجه، فقالوا: لا تَقْدِرُ،
فأتاه وهو يَعِظُ وصاحَ، وقالَ: أنت كَانَ أبوك يهوديا وأسلم!
فنزلَ من الكرسيّ إِلَيْهِ، فاعتقدَ الرجلُ أَنَّهُ غَضِبَ وأنَّه
تَمَّ لَهُ ما رامَه حتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ، فقلعَ فرجية عَلَيْهِ
وأعطاهُ إيّاها، وقال: بَشَّرَك اللَّه بالخيرِ الّذِي شهِدْتَ
لأبي بأنه ماتَ مُسلمًا.
وكان شيخُنا ابنُ تيميَّة، وغيرُه يَحُطُّ عَلَى كلامه ويقول:
تصوّفه على طريقة الفلاسفة [1] .
__________
[1] وقال ابن النجار: قدم علينا بغداد شابا طالبا للعلم ونزل
بالمدرسة النظامية متفقّها، وكان يحضر عند شيخنا أبي أحمد ابن
سكينة فسمع منه الحديث. علّقت أحاديث يسيرة سمعها من أبي القاسم
البوصيري ولنا من البوصيري إجازة، وكان صالحا ديّنا حسن الطريقة،
ولما دخلت مصر في سنة إحدى وعشرين وستمائة صادفته هناك شيخا مهيبا
يشهد عند الحكام فيقبلون شهادته. (ذيل تاريخ بغداد.
وأرّخ ابن الأبار وفاته في شهر شعبان سنة 638 هـ.
ومن شعره مما قاله في القاهرة في جارية له سوداء اسمها «رشيقة» :
وهويت نجلاء العيون غريرة ... لا تثني نحو الوصال توحّشا
(46/337)
488- عَلِيّ بن حازم [1] البغداديّ،
المُقرئ.
هُوَ الشيخُ عَلِيّ الأبْله.
كَانَ آية فِي حفظِ القُرآنِ وجَوْدَةِ أدائِه. وكان من تمكُّنِه
من حفظِ القُرآن يقرأ السورة معكوسة للآياتِ كأسرع ما يكون [2] .
وكانَ فِيهِ بَلَهٌ فِي حديثِه وحركاتِه.
كَانَ يقرأ عَلَيْهِ إنسان فحرّكه فوجده ميتا.
489- عَلِيّ بن معالي [3] ، العلّامةُ، شيخُ النَّحْو.
ابنُ الباقِلاني، الحِلِّيُّ، المتكلمُ، الحنفيُّ، ثم الشافعيّ.
من فضلاء زمانه ببغداد. وله نظم.
__________
[ () ]
مثل الغزالة نالها صيّادها ... فلها نفار جهالة عمّا يشا
مهلا أغصن البان ميلي للجنا ... عطفا وعودي للتأنّس يا رشا
فبديع شخصك من فؤادي صنعه ... وأنيق لونك من سويداه نشا
إن كنت غصن نقا فروضك ناظري ... أو ظبية فكناسها منّي الحشا
أرشيقة الأوصاف حسنا كاسمها ... ومليحة الأعطاف كالبان انتشا
ما لي سواك وما لغيرك قيّم ... غيري فكوني لي أكن لك ما تشأ
وأنشد لنفسه:
بأبي من له من البذل منع ... وله في الوصال لمحة صدّ
يلبس الأنس معلّما منه ... يخفي الدّنوّ في طيّ بعد
ويبلّ الأوام منه بكأس ... مازجا سورة العقار بشهد
فله في جنيّ التواصل معنى ... جمع الضّدّ فيه لطفا بضدّ
[1] انظر عن (علي بن حازم) في: الحوادث الجامعة 70 وفيه «خازم»
بالخاء المعجمة، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 144، والعسجد
المسبوك 2/ 492، 493.
[2] قال صاحب الحوادث الجامعة: واختير له مرة على سبيل الامتحان،
سورة الرحمن والقمر والجن، فقرأ الثلاث السور معكوسا دفعة واحدة،
من كل سورة آية، وكان يقرأ من أي سورة شاء، آية من أولها وآية من
آخرها، ويختمها وسطها.
[3] هو نفسه: «الحسن بن معالي» الّذي تقدّم برقم (465) ، وقد أصاب
الدكتور بشار في تعليقه على ترجمته (انظر المطبوع من: تاريخ
الإسلام- ص 303) .
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن الخطأ في الأساس من كتاب: «الحوادث الجامعة» ص 72 فهو الّذي
سمّى المترجم له: «علي بن معالي» ، وعنه نقل المؤلّف- رحمه الله-
دون أن يفطن أنه هو «الحسن بن معالي» وأن كنيته «أبو علي» .
(46/338)
كَبِرَ وشَاخَ. تُوُفّي سنة سبْعٍ.
[حرف القاف]
490- قَشْتَمُر، الأميرُ [1] ، جمالُ الدّين.
الناصريُّ، المستنصريّ. مَقَدَمُ الجيوشِ الإماميةِ.
كَانَ أميرا، جليل القدرِ، مَهيبًا، وَقُورًا، كَثيرَ الصدقاتِ
والمعروفِ.
تُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ، وكانَ يوما مشهودا، غَسَّلَه الإمامُ
نجمُ الدّين عَبْد اللَّه الباذرائيّ الشافعيّ وساعَدَه عَلَى
غسلِه المُقرئ عبدُ الصَّمد بن أَبِي الجيشِ. وشيَّعَه الكافّةُ.
ودُفِنَ بتربته.
وكانَ أكبرَ الدّولة المستنصرية، كَانَ حولَه من الغِلْمان
والخَدَمِ المُحلِّلينَ الشعور نحو خمسمائة نفس.
[حرف اللام]
491- ليثُ بن عَلِيّ [2] بن محمود بن أَبِي نصر بن خليل.
أَبُو الفرج، ابن السقَّاءِ، البغداديّ، البُوقِيُّ، السِّمْسار.
كَانَ يصنَعُ البُوقّ.
سَمِعَ من: أَحْمَد بن المبارك بن دُرّك، وعبيد الله بن شاتيل،
ونصر الله القزاز.
أبو الفرج [3] .
تُوُفّي فِي ثامن ربيع الأول.
ويقال له: سبط خليل السّقّاء.
__________
[1] انظر عن (قشتمر الأمير) في: الحوادث الجامعة 69، 70، ودول
الإسلام 2/ 143 وفيه تصحّف إلى: «قشتم» ، والعبر 5/ 172، والعسجد
المسبوك 2/ 497.
[2] انظر عن (ليث بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 526، 527
رقم 2921، وتوضيح المشتبه 1/ 465.
[3] كتبها المؤلّف- رحمه الله- في الأصل موصولة بنصر الله القزّاز.
وقد أصاب الدكتور بشّار حين نبّه إلى هذا الوهم ففصل الكنية عن
القزّاز. (انظر المطبوع من تاريخ الإسلام- ص 317 الحاشية 2) .
(46/339)
وقد أجاز للفخر ابن عساكر، وفاطمةَ بِنْت
سُلَيْمَان، وأَبِي نصرٍ مُحَمَّد بن محمد ابن الشّيرازيّ، وعيسى
بن معالي، وأَبِي بَكْر بن عَبْد الدّائم، وابن سعد، والقاضي تقيِّ
الدّين سُلَيْمَان، وأَحْمَد بن أَبِي طَالِب الحَجَّار، وجماعة.
ورَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم عَلِيّ بن بَلَبان، وغيرُه.
[حرف الميم]
492- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَدِيّ بن حسن بن أَبِي العلاء.
زينُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، السَّلْمانيُّ، ثمّ الدمشقيّ،
الصالحيُّ، الوكيل، الفقيهُ.
كَانَ مُختصًا بخدمة بني سَنِيّ الدّولة.
وحدَّث عن يحيى الثَّقفيّ، وغيرُه.
روى عنه البهاء ابن عساكر كتابة.
وتُوُفّي فِي غُرَّةِ رجبٍ.
ذكرَه ابنُ الحاجب فِي «معجمه» .
493- مُحَمَّد بن أَحْمَد، أَبُو عَبْد اللَّه، اللَّخميُّ [1] .
السَّلاويّ، الفقيهُ.
أخَذَ بمدينة سَلا عن أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان
بْن حَوْط اللَّه الحافظِ.
وتفقهَ بالقاهرة عَلَى التّاج مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأرْمَويّ.
وتُوُفّي بالقاهرة فِي صفر.
494- مُحَمَّد بن جبريل [2] بن المغيرة بن سُلطان بن نعمة.
القاضي، عمادُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، المعروفُ بابن أخي
العلم، الْمَصْريّ، الشافعيّ، الكاتبُ، العَدْلُ.
قَالَ المُنْذريُّ [3] : ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وسمع من
أبي
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد اللخمي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
525 رقم 2916.
[2] انظر عن (محمد بن جبريل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 536،
537 رقم 2940، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 235.
[3] في التكملة 3/ 536، 537.
(46/340)
المفاخر سعيدٍ المأمونيّ، وعساكر المُقرئ.
وتقَلَّبَ فِي الدّواوين. وكان مشهورا بالأمانَة. تُوُفّي فِي خامس
شعبان.
روى عنه المجد ابن الحُلْوانية.
495- مُحَمَّد بْن الحَسَن [1] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن
إِبْرَاهِيم، الأديبُ.
العالمُ، شمسُ الدّين، أبو عبد الله، ابن الكريم، البغداديّ،
الكاتبُ، الماسحُ، الحاسبُ، المُحَدِّثُ.
قَالَ مولدي فِي صفر سنة تسع وسبعين. وحفظتُ القرآن عَلَى السراج
عَبْد الرَّحْمَن بن البَزَن. وتَفَقَّهْتُ فِي مذهب الشافعيّ
عَلَى الزَّيْنِ أَبِي بَكْر الهَمَذَانيّ، ثم فِي الخلاف عَلَى
الرَّضيِّ مُحَمَّد بن ياسين. وسَمِعْتُ ببغداد عَلَى جدّي
مُحَمَّد بن عَلَى، والحافظِ يوسُفَ بن أَحْمَد الشّيرازيّ- وهو
ابنُ عمّ جدّي المذكور- وعلى أبي الفرج ابن الْجَوْزيّ، ويحيى بن
بَوْش، وعبدِ المنعم بن كُلَيب. ثم سَمَّى جماعة. واشتغلتُ
بالعربية والحساب عَلَى أَبِي البقاء، وسَمِعْتُ عَلَيْهِ مُعظمَ
مصنفاتِه. ثم بالحسابِ والمساحة عَلَى والدي أَبِي منصور، والصاحب
كمالِ الدّين دَاوُد بن يونُس. وخدمت بالأعمال السّلطانيّة ببغداد
إِلَى آخر سنة تسع وستمائة.
ثُمَّ قدمت دمشق، وخَدَمتُ الملكَ المُعظّمَ فِي سنة تسع عشرة فِي
المساحة والكشفِ. وَلي من المؤلّفات «أنس المسافر» مجلّد، كتابٌ
فِي صناعة الطبيخ، كتابُ «نهج الوضاحة فِي المساحة» ، كتابُ فِي
الحساب. وغير ذَلِكَ.
قلتُ: وكَتَبَ الكثيرَ من الأجزاء. وله شعرٌ جَيِّدٌ.
رَوَى عَنْهُ: الشهابُ مُحَمَّد بن مُشَرَّف، والقاضي تقيُّ الدّين
سليمان، والبهاء قاسم الطبيب، والمجد ابن الحلوانية، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
(شهيد علي) ورقة 33، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 538 رقم 2944،
وعقود الجمان لابن الشعار (وفيات 630 هـ) ، وتلخيص مجمع الآداب ج 4
ق 2/ 983، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340، والعبر 5/ 153، 154،
والعسجد المسبوك 2/ 494، والنجوم الزاهرة 6/ 317، وشذرات الذهب 5/
185، وله ذكر في:
سير أعلام النبلاء 23/ 70 دون ترجمة.
(46/341)
مات فِي رجب.
496- مُحَمَّد بن أَبِي المعالي [1] سعيدِ بن يحيى بن عَلِيّ بن
الحَجّاج ابن مُحَمَّد، الحافظُ الكبيرُ، المؤَرِّخُ.
أَبُو عَبْد اللَّه، الدُّبَيْثيّ، ثم الواسطيّ، الشافعيّ،
العَدْلُ.
وُلِد فِي رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ بواسط من: أَبِي طالبٍ مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكَتّانيّ،
وهبةِ اللَّه بن عَلِيّ بن قَسَّام، وهبةِ اللَّه بْن نصرِ اللَّه
بْن الْجَلَخْت، وعليّ بن المبارك الآمديَّ، وطبقتِهم.
وقرأ القراءات بها عَلَى أصحاب أَبِي العزّ القَلانِسيّ كأبي بكر
ابن الباقِلانيّ، وأَبِي الْحَسَن عليّ بن المظفَّر خطيبِ شافيا.
وقرأ الفقه والعربية.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي المعالي) في: عقود الجمان لابن الشعار 7/
ورقة 64، وتاريخ إربل 1/ 194، 195 رقم 97، والتكملة لوفيات النقلة
3/ 528، 529 رقم 5925، والحوادث الجامعة 71، ووفيات الأعيان 4/
394، 395، والإعلام بوفيات الأعلام 264، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 340، والمعين في طبقات المحدّثين 199 رقم 2106، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1414- 1417، والعبر 5/ 154، ودول الإسلام 2/ 143، وسير
أعلام النبلاء 23/ 68- 70 رقم 50، والمختار من تاريخ ابن الجزري
175، ومعرفة القراء الكبار 2/ 627، 628 رقم 591، والمستفاد من ذيل
تاريخ بغداد 13، 14 رقم 9، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 541- 544
رقم 500، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 26 (8/ 61، 62) ،
وطبقات الشافعية الوسطى، له، ورقة 78 ب، وفوات الوفيات 1/ 34،
والوافي بالوفيات 3/ 102- 104 رقم 1040، والبداية والنهاية 13/
105، ومرآة الجنان 4/ 94، 95، وغاية النهاية 2/ 145، 146، ونهاية
الغاية، ورقة 236، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 416، 417 رقم
386، وطبقات النحاة واللغويين، له، ورقة 120، 121، وتبصير المنتبه
2/ 568، وتوضيح المشتبه 4/ 23، والنجوم الزاهرة 6/ 317، وطبقات
الحفاظ 496، 497، وكشف الظنون 88، 309، وشذرات الذهب 5/ 185، 186،
وهدية العارفين 2/ 114، وديوان الإسلام 2/ 304 رقم 964، ومفتاح
السعادة 1/ 211، والتاج المكلّل للقنوجي 130، والرسالة المستطرفة
للكتاني 131، 132، وعلم التأريخ عند المسلمين 622، والأعلام 6/
139، وفهرست الخديوية 5/ 145، وفهرس المخطوطات المصورة 2/ 137 و 3/
154، ومعجم المؤلّفين 10/ 40، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 168
رقم 1100.
وانظر مقدّمة الدكتور بشار عوّاد معروف في الجزء الأول من: ذيل
تاريخ مدينة السلام بغداد للدبيثي، بتحقيقه، ومقدّمته في الجزء
الأول من كتاب: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثيّ،
بتحقيقه.
(46/342)
ثم رَحَلَ إلى بغداد فِي حدودِ الثمانين،
وسمع من: أبي الفتح عبيد الله ابن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي
العلاء مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عقيل، وأبي الفَرَج مُحَمَّد بن
أَحْمَد بن نَبهان، وعبد المُنْعم بنِ عبد الله ابن الفراويّ، وأبي
العزّ محمد بن محمد ابن الخراسانيّ، وعبد الجبّار ابن الأعرابيّ،
والحافظِ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن مُوسَى الحازميِّ، وعبد اللَّه
بن أَحْمَد بن حَمْتيس السرَّاج، وعَبْد المُغيثِ بن زُهير، وخلقٍ
كثيرٍ بعدهم ببغداد، والحجاز، ومصرَ، والمَوْصِل.
وقرأ ببغداد القراءات عَلَى جماعةٍ. وقرأ الفقهَ عَلَى أَبِي
الحسين بن هبة الله ابن البُوقيّ. وعَلَّق الأصولَ والخِلافَ.
وعُنيَ بالحديث ورجاله. وصنفَ «تاريخا» كبيرا لواسط، وصنَّفَ
«تاريخا» ذيّل بِهِ عَلَى «الذّيل» لأبي سَعْد السمعانيّ [1] . وله
شِعر جيّد.
وكان من المُعدَلين الأعيانِ ببغداد، وعُزِل من العدالةِ،
والعَدَالةُ ببغداد منصبٌ كالقضَاء والفُتيا.
فذكَرَ ابنُ النجّار فِي ترجمته: أَنَّهُ وَلِيَ الإشرافَ عَلَى
الوقف العام مدّة، ثم إنّه استعفى من الشهادة ضَجَرًا، فأُجيبَ،
فانقطَع فِي منزله مُنعكِفًا عَلَى إقراءِ القرآنِ ورواية الحديثِ.
سُئِلَ عَنْهُ الحافظُ الضياءُ، فقال: هُوَ حافظ.
وقال ابن نُقْطَةَ: لَهُ معرفةٌ وحِفظُ.
وقال ابن النجّار: سكن بغداد، وحدّث ب «تاريخ واسط» وبتذييل «تاريخ
بغداد» له، وب «معجمه» . وقلَّ أنْ يَجْمَع شيئا إلّا وأكثُره
عَلَى ذهنِه. وله معرفةٌ تامَّةٌ بالأدبِ والشعر. وهو سَخيُّ
بكتبِه وأصوله. صَحِبْتُه عدَّةَ سنينَ، فما رأيتُ منه إلّا
الجميلَ والدِّيانة وحسنَ الطريقةِ.
__________
[1] قال ابن المستوفي: ألّف كتابا مذيّلا على تاريخ أَبِي سَعْد
عَبْد الكريم بن مُحَمَّد بْن السمعاني المذيّل على تاريخ بغداد
الّذي ألّفه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وذكر فيه ما لم
يذكره ابن السمعاني، ممن أغفله أو كان بعده، كذا حدّثني به.
(46/343)
قَالَ: هُوَ أحدُ الحُفَّاظِ المكثرين ما
رأتْ عينايَ مثَله فِي حفظِ التواريخ والسِّير وأيامِ الناس- رحمه
اللَّه-.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ هُوَ، والشّرف أحمد ابن الْجَوْهريّ، وابن
نُقْطةَ، والزكيُّ البِرْزاليُّ، وأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بن
مُحَمَّد الكازَرُونيُّ ثم البغداديّ، وعزُّ الدّين الفاروثيّ،
وجمالُ الدّين أَبُو بَكْر الشَّريشيّ، وتاج الدّين أبو الحسن
الغرّافيّ، وجماعةٌ سواهم.
وسَمِعَ منه من شيوخه أَحْمَد بن طارق الكَرْكيّ، وأَبُو طَالِب بن
عَبْد السميع. وأجازَ للقاضي تقيِّ الدّين سُلَيْمَان، وغيره.
وقد وجدتُ سماعَه من القَزَّازِ فِي سنةِ ستّ وسبعين وخمسمائة فِي
ربيع الأول بجزء الآدميّ وما معه من حديث الفتون.
ولابنِ الدُّبيثيّ ممّا رَوَاهُ عَنْهُ ابنُ النجّار فِي «تاريخه»
وانقطَعتْ إجازتُه اليومَ.
قَالَ:
إذا اختارَ كُلُّ الناسِ فِي الدينِ مَذْهبًا ... وصوَّبهُ رأيا
ودَقَّقَهُ فِعْلا
فإنِّي أرى عِلْمَ الحديثِ وأهْلَهُ ... أحَقَّ اتِّباعًا بَلْ
أسَدَّهُمُ سُبْلا
لِتَرْكِهمُ فِيهِ القِياسَ وكَوْنِهمْ ... يَؤُمُّونَ ما قَالَ
الرسولُ وما أمْلَى
أنشدَني أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بن أَحْمَد الحُسينيّ، أنشدنا أَبُو
عَبْد اللَّه الدُّبيثيُّ لنفسِه:
عِلْمُ الحديثِ فَضيلةٌ تحصيلها ... بالسّعي والتّطواف فِي
الأمْصار
فإذا أرَدْنَ حُصُولَها بإجازةٍ ... فَقَدِ استَعَضْتَ الصُّفْرَ
بالدّينارِ [1]
قَالَ ابن النجّار: أضرَّ ابن الدُبيثيّ بأخرة. وتُوُفّي فِي ثامن
ربيع الآخر ببغداد، ولقد ماتَ عديم النظيرِ فِي فنه.
__________
[1] انظر شعرا له في: تاريخ إربل 1/ 195، والحوادث الجامعة 71،
ووفيات الأعيان 4/ 394، والمستفاد 13.
(46/344)
497- مُحَمَّد بن طَرْخان [1] بن أَبِي
الحَسَن عَليّ بن عَبْد اللَّه.
تقيُّ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، السُّلَميّ، الدمشقيّ،
الصالحيّ، الحنبليّ.
وُلِد بجبل قاسيون في سنة إحدى وستّين وخمسمائة.
وسمع من: أبي المعالي بن صابر، وأبي المجد ابن البانياسيّ، ويحيى
الثَّقفيّ، وابنِ صَدَقَة الحرّانيّ، وأَبِي الحسين ابن
المَوَازينيّ، والخُشُوعيّ، وطائفة.
وخَرَّجَ لَهُ الشيخُ الضياءُ أربعين حديثا، وخرَّجَ هُوَ لنفسه
«مشيخة» كبيرة.
وكانَ شيخا فاضلا، فقيها، حَسَنَ الطريقة، مُتَوَدِّدًا إلى الناس.
رَوَى عَنْهُ: الضياءُ المَقدسيُّ، والمجدُ ابن الحلوانية، والفخر
ابن البخاريّ، وأبو علي ابن الخلّال، والعزّ أحمد ابن العماد،
والشرف أحمد ابن عساكر، وابنُ عمِّه الفخرُ إِسْمَاعِيل، والتقيُّ
أَحْمَد بن مؤمن، والشمس محمد بن عليّ ابن الواسطيّ، وجماعةٌ.
وتُوُفّي فِي تاسع المحرَّم بسَفْح قاسِيون.
وقد سَمِعَ بالحجاز واليمن من غير واحد. وسمَّع ولدَه أَبَا بَكْر.
498- مُحَمَّد بن أَبِي المعالي [2] عَبْد اللَّه بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن صابر.
أَبُو طالبٍ، السُّلَميّ، الدمشقيّ، الزاهدُ، ويُعرَفُ بابن
سَيِّدَةَ [3] .
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا طاهر الخُشُوعي بدمشقَ. وإسماعيل بن ياسين،
وغيره بمصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن طرخان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 523 رقم
2910، وذيل الروضتين 168، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340،
والإعلام بوفيات الأعلام 264، والعبر 5/ 154، وسير أعلام النبلاء
23/ 70 دون ترجمة، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 217 رقم 322،
والعسجد المسبوك 2/ 495، والنجوم الزاهرة 6/ 317، وشذرات الذهب 5/
186.
[2] انظر عن (محمد بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
523 رقم 2909، وذيل الروضتين 168، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340،
والإعلام بوفيات الأعلام 264، والعبر 5/ 154، 155، والوافي
بالوفيات 3/ 352 رقم 1432، والنجوم الزاهرة 6/ 317، وشذرات الذهب
5/ 186.
[3] هكذا قيده المنذري.
(46/345)
وهو من بيتِ الحديث والرِّواية، كان جَدُّه
أَبُو القاسم مُحَدَّث الشام فِي وقتِه، سَمِعَ ما لا يُوصَفُ كثرة
وأخذَ عَنْهُ السِّلَفِيّ، وابنُ عساكر. وكان أَبُوه عَبْد اللَّه
من بقايا المسندين بدمشق رَوَى عَنْهُ الحافظ أَبُو سعد
السَّمعانيّ مَعَ تقدَّمِه وذكره فِي «تاريخ بغداد» .
وكانَ أَبُو طَالِب مشهورا بالصلاحِ، والدّين، والفضيلةِ عَلَى
طريقة الصوفية.
وله كلامٌ فِي الطريقِ، وكانَ مليحَ الشكلِ، كريمَ النفسِ،
مُطَّرحًا للتكلُّف، يَخْضبُ بالحِنَّاءِ. وكانَ كثيرَ الأسفارِ،
ثم صارَ شيخا للحديثِ بالعزيَّة التي عَلَى الشَّرف.
رَوَى عَنْهُ ابنُ الحُلْوانية فقالَ: أخبرنا الشيخُ العابدُ
الوَرع شيخُ الطائفة، ثم ذكر حديثا. وسعدُ الخيرِ بنُ أَبِي
الفَرَج النابُلُسي، وأَبُو عَلِيّ ابنُ الخَلَّال، والشرفُ
أَحْمَد بن عساكر، وابنُ عمِّه الفخرُ، وأَبُو الفضل مُحَمَّد
الذهبيُّ، وأبو المحاسن ابن الخرقيّ، والجمال عبد الله الجزائريّ،
والعلاء ابن البَقَّال، وجماعةٌ.
تُوُفّي فِي سابع المحرَّم بدمشق.
وكانت لَهُ دنيا وثروةٌ فأبادَها وتَزَهَّدَ، وجاوَرَ مدّة. ثم
لَمَّا قَدِمَ أَبُو حفص السُّهْرَوَرْدِي دمشقَ، لَبِسَ منه
وصَحِبهُ إلى بغداد وسَمِعَ بها من أبي أحمد عبد الوهاب بن
سُكَيْنَة.
قَالَ ابنُ النجّار: لم أرَ إنسانا كاملا غيرَه، اجتمعتُ بِهِ
كثيرا ببغداد ودمشقَ وبيتَ المقدس. وهو زاهدٌ عابد، وَرعٌ، تقيُّ،
كثيرُ الصلاةِ والصيامِ، كتبَ بخطِّه الكثير.
499- مُحَمَّد بن عَبْد الكريم [1] بْن يحيى بْن شُجاع بْن
عَيَّاش.
رشيدُ الدين، أَبُو الفضلِ، القَيْسيُّ، الدّمشقيّ، المحتسب،
المعروف بابن الهادي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
534 رقم 2935، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340، والعبر 5/ 155،
وسير أعلام النبلاء 23/ 70 دون ترجمة، والوافي بالوفيات 3/ 281 رقم
1323، والعسجد المسبوك 2/ 495، والنجوم الزاهرة 6/ 317.
(46/346)
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا القاسم عَلِيّ بن
الْحُسَيْن الحافظَ، وأبا المعالي بن صابر.
وكانَ عارفا بأمور الحسبةِ. لَهُ هيبة ووقار، وفيه عفّة وكَرَم.
ترك الحِسْبةَ مدّة، ثم وَلِيَها فِي دولَة الناصر دَاوُد.
رَوَى عَنْهُ: الزّكيّ البِرْزاليُّ، والمجد ابن الحلوانية، وسعد
الخير النابلسيّ، وأبو عليّ ابن الخلّال، وأمير الحاجّ أبو المحاسن
يوسف ابن الشقاريّ، وجماعةٌ.
وُلِد فِي صفر سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وتُوُفّي فِي سادس
جُمَادَى الآخرة.
أنبأني سعدُ الدين ابن حَمُّويَه: أنّ الرشيدَ حَكَى لَهُ أَنَّهُ
كَانَ يدورُ يوما فِي البلدِ أيامَ الملك العادلِ، فوقفَ عَلَى
إنسانٍ ونهاه عن البخْسِ فِي الوزنِ، قَالَ:
فقامَ إليّ بسِكِّينٍ، وقال: أَنَا غلامُ دارِ الدعوة تهدِّدني؟
فشَمَّرتُ أكمامي، ونَزَلْتُ عن البَغْلةِ، ولَكَمْتُه فِي رأسِه
رَمَيْتُه وأخذتُ السكين من يده وكتّفتُه وحَبَسْتُه. قال:
ولم يُخْرجه إلّا بعد شفاعَة ألّا يُقيمَ فِي المدينةِ.
500- مُحَمَّد ابنُ الأمير عُثمان [1] ابن الأمير علّكان.
الأميرُ أَبُو عَبْد اللَّه، الكُرْدي.
كَانَ شابّا، ديِّنًا، خيّرا. قُتِلَ بظاهرِ غَزَّةَ مُقْبلًا غيرَ
مُدْبرِ فِي وقعةٍ بين الملوك. وعاشَ ثلاثينَ سنة.
وهو ابنُ بنتِ الأميرِ سيفِ الدّين يازكوج الأسديّ.
501- محمد بن مُحَمَّد [2] بْن أبي علي بْن أَبِي نصْر.
فخرُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، النّوقانيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 530 رقم
2927، والمقفى الكبير 6/ 215 رقم 2671.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 527، 528
رقم 2923، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 353، 354، وسير
أعلام النبلاء 3/ 70 دون ترجمة، وفوات الوفيات 4/ 192، وتوضيح
المشتبه 1/ 459 و 9/ 132، والمقفى الكبير 7/ 125- 127 رقم 3216.
(46/347)
سَمِعَ ببغداد من: شُهْدَةَ الكاتبةِ،
وعبدِ المنعم الفُرَاويّ، وأَبِي القاسم عَبْد الرحيم بن أَبِي سعد
الصُّوفيّ شيخ الشيوخ، وأَبِي الثَّناء مُحَمَّد بن مُحَمَّد
الزَّيتونيّ، وجماعة. وسَمِعَ بَزْنجان من عُمَر بنِ أَحْمَد
الخطيبيّ.
وقَدِمَ مصرَ، وسكن بمدرسة الشافعيّ.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ وقال [1] : سألتُه عن مولدِه
فقالَ: فِي تاسع ذي القَعْدَةِ سنة تسع وأربعين بطُوس. قَالَ: وكان
شيخا صالحا، حَسَنَ السَّمْت، مُشْتَغلًا بنفسِه. وأبوه هُوَ
الْإمَام أَبُو المفاخر النَّوْقانيّ أحدُ الفُضَلاءِ المذكورين.
ونُوقَان: من قرى نَيْسابور.
ورَوَى عَنْهُ أيضا المجد ابن الحُلْوانية. وأجازَ لمحمد بن
مُشْرقِ.
وتُوُفّي فِي سادس ربيع الآخر.
502- مُحَمَّد بنُ منيرِ [2] بنِ البِطريق.
فصيحُ الدّين، العِجْليّ، البغداديّ، الْجَزَريُّ، الشاعرُ،
الأديبُ.
سَمِعَ منه الزكيُّ المُنْذريُّ شِعرًا لَهُ بالقاهرة، وكَنَّاه
أَبَا بَكْر [3] .
تُوُفّي بدمشقَ فِي سادس جُمادى الآخرة.
503- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن
قرناص.
أَبُو عَبْد اللَّه، الخُزاعيّ، الطَّاهريّ، الحَمَويُّ.
وُلِد سنة ستٍّ وخمسين بحمَاه.
ورَوَى عن عبدِ العزيز بن عبد الواحد ابن القُشَيريّ، عن هبةِ
الرَّحْمَن.
رَوَى عَنْهُ مجدُ الدّين العديميّ وقال: توفّي في رجب.
__________
[1] في التكملة 3/ 528.
[2] انظر عن (محمد بن منير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 533، 534
رقم 2934، وذيل الروضتين 169، والوافي بالوفيات 5/ 79، 80 رقم
2077، والمقفى الكبير 7/ 303 رقم 3383 وفيه:
«منيّر» بتشديد الياء آخر الحروف.
[3] التكملة 3/ 533.
(46/348)
ورَوَى عَنْهُ ابن مسدي فقال: كبيرُ بلدِه،
وصدرُ محتده. سَمِعَ من أَبِي هاشم بن ظَفَر.
504- مُحَمَّد بن ياقوت [1] بن عَبْد اللَّه.
أَبُو بَكْر، الروميّ، البغداديّ، الصُّوفيّ.
عتيقُ أَبِي الْحَسَن الْجَازريّ من جَازِرَةَ: قريةٌ من قرى
النَّهروان.
سَمِعَ: أَبَا الفَتْح بنَ البَطِّيّ، وأبا منصور عَبْد الوهّاب
بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر الطُّوسيّ، وأبا
الْحُسَيْن عَبْد الحقّ اليوسفيّ.
أجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمة بِنْت سليمان، وسعد
الدين بن سعد، وأَبِي بَكْر بن عَبْد الدّائم، والقاضي تقيِّ
الدّين الحنبليّ، وعيسى المطعّم، وأحمد ابن الشّحنة، وجماعة.
وتُوُفّي فِي العشرين من رمضانَ.
وَرَّخهُ ابنُ النجّار، ورَوَى عَنْهُ حديثا.
505- مُحَمَّد بن يوسُف [2] ابن الفقيه سعيدِ الدَّوْلة عَبْد
المعطي بن منصور.
الفقيه، تاج الدّين، ابن المَخيليّ [3] ، الإسكندرانيُّ،
المالكيُّ.
توجَّه رسولا إلى حِمْص، فأدركه أجلُه فِي ربيع الآخرِ فِي حياة
والده.
تفقّه عَلَى الحافظ أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بن المُفَضَّل.
وتَصَدَّرَ بالإِسكندريَّةِ، ودَرَّسَ، وأفتى. وتقَلبَ فِي الخِدَم
الدّيوانية.
وعاشَ خمسين سنة.
كتبَ عنه الزكيّ المنذريّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ياقوت) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 539،
540 رقم 2948.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 529، 530
رقم 2926، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 115، ونزهة الأنام لابن
دقماق، ورقة 42، والمقفى الكبير 7/ 501 رقم 3595.
[3] قيّده المنذري.
(46/349)
506- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر [1] بْن
عَلِيّ بْن سلمان.
الفقيهُ، رشيدُ الدّين، النَّيْسابوريّ، الحَنفيُّ.
تفقَّهَ عَلَى مذهب أَبِي حَنيفهَ. وسَمِعَ من: أَبِي الجيوش عساكر
بن عَلِيّ، وأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن
المسعوديَّ، والبُوصيريِّ، وجماعةٍ. وبدمشق من الخُشُوعيّ.
ودَرَّس بها. وحدَّث.
وذَكَرَ أَنَّهُ وُلِد بَنْيسابور فِي سنة تسعٍ وخمسين.
وكانَ من كبارِ الحنفية.
رَوَى عَنْهُ: المجدُ ابن الحُلْوانية، ومُحَمَّد بن يوسف
الذهبيُّ، وسِبْطهُ مُوسَى بن عليّ الحسينيّ.
تُوُفّي فِي خامس ذي القَعْدَةِ.
وأجازَ للقاسم بن عساكر.
وقد وَلِيَ قضاء الكركِ، والشَّوبك. ثم درّس بالمعينيَّة.
وقد تفقَّهَ بخُراسان عَلَى الرُّكن المغيثيّ. وبمكةَ عَلَى
مُحَمَّد بن مَكْرَم الكِرْمانيّ. وبمصر عَلَى الفقيهِ ندَى بنِ
عَبْد الغنيّ. وبدمشق عَلَى البرهانِ مسعود الحنفيّ. ورَوَى عَنْهُ
بالإجازةِ القاضيان ابنُ الخُوَييّ وتقيُّ الدّين سُلَيْمَان،
وإِبْرَاهِيم بن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ.
507- مُحَمَّد الزَّيلعي، الأسودُ.
أَبُو عَبْد اللَّه، الزاهدُ. إمامُ المدرسة النظامية.
كَانَ صالحا، عابِدًا، خاشعا، قانتا، قليلَ النومِ، لَيِّن
الكلمةَ، مُتواضعًا.
تُوُفّي فِي صفر، وحُمِلَ عَلَى الرءوس وازدحموا على نعشه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 545،
546 رقم 2954، والعبر 5/ 155، والجواهر المضية 2/ 36، والمقفى
الكبير 5/ 432 رقم 1904، والطبقات السنية 3/ ورقة 139، وشذرات
الذهب 5/ 186.
(46/350)
508- المبارَكُ بن أَحْمَد [1] بن أَبِي
البركاتِ المبارك بنِ موَهوب بنِ غَنيمةَ بن عَلِيّ، الصاحبُ
الرئيس.
شرف الدّين، أبو البركات، ابن المستوفي، اللّخميّ، الإرْبليّ،
الكاتبُ.
وُلِد بإرْبِل فِي سنة أربع وستّين وخمسمائة.
قرأ القرآن والأدبَ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن يوسف
البَحْرانيّ، وأَبِي الحرم مَكي بن ريَّان الماكِسينيَّ. وسَمِعَ
من: عَبْد الوهّاب بن أَبِي حبَّة، والمبارك بن طاهر الخُزَاعي،
وحنبلِ بْن عَبْد اللَّه، وعُمَر بْن طَبَرْزَد، وعبد اللّطيف بن
أَبِي النجيب السُّهْرَوَرْدِي، وأَبِي المعالي نصرِ اللَّه بن
سلامة الهِيتيّ، وخلقٍ كثير من القادمين إلى إرْبِل.
وأجازَ لَهُ جماعة. وكتبَ العالي والنازلَ. وعُنِيَ بالتّاريخ
والأخبار وأيام الناس. وجَمَعَ لإرْبِل «تاريخا» حَسَنًا فِي خمس
مجلّدات [2] . وكان بيتُه مجمعَ الفُضلاء بإربل. وكان كثيرَ
المحفوظِ، مليحَ الخطِّ، حَسَنَ الإيراد، جيدَ النظمِ والنثرِ.
وله إجازةٌ من أَبِي جعفرٍ الصَّيْدلانيّ، وقد أجازَ لشيخنا ابن
الشّيرازيّ.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أحمد) في: عقود الجمان لابن الشعار 6/
ورقة 18 ب- 37 أ، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 522 رقم 2908،
والحوادث الجامعة 17، وذيل الروضتين 168، وتكملة إكمال الإكمال
لابن الصابوني 4، 5، ووفيات الأعيان 4/ 147- 152 رقم 554، وإنسان
العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 309، والمعين في طبقات المحدّثين 199
رقم 2107، والإشارة إلى وفيات الأعيان 340، والإعلام بوفيات
الأعلام 264، وسير أعلام النبلاء 23/ 49- 52 رقم 35، والعبر 5/
155، 156، والمختار من تاريخ ابن الجزري 175، ونثر الجمان للفيومي
2/ ورقة 113- 115، ومرآة الجنان 4/ 95- 97، والبداية والنهاية 13/
139، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 40- 42، والعسجد المسبوك 2/
495، وعقد الجمان 18/ 233، 234، والنجوم الزاهرة 5/ 187، وهدية
العارفين 2/ 3، ودول الإسلام 4/ 294 رقم 2066، والأعلام 5/ 269،
ومعجم المؤلّفين 8/ 170.
[2] نشر منه الدكتور سامي بن السيد خماس الصقار الجزء الثاني فقط،
وهو المسمّى: «نباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل» ، باعتباره
القسم الأول، وصدر عن وزارة الثقافة والإعلام العراقية سنة 1980،
سلسلة كتب التراث رقم (99) .
(46/351)
وَلِيَ نظرَ الدّيوان بإرْبِل، ونزحَ
عَنْها بعد استيلاء التتار عليها إلى المَوْصِل فأقام بها. ووَلِيَ
والده أَبُو الفتح الاستيفاءَ بإرْبِل مدّة، وكذا والدهم أَبُو
البركات كانَ مستوفيا بها.
وقالَ ابن خَلِّكان [1]- رحمه اللَّه-: كَانَ شرفُ الدّين رئيسا،
جليل القَدْرِ، مُتواضعًا، واسعَ الكرم، مُبادرًا إلى رِفادةِ مَنْ
يَقَدمُ البلدَ، ومُتَقرِّبًا إلى قلبِه بكلّ ما يقدُر عَلَيْهِ.
وكان جَمَّ الفضائل، عارِفًا بعدةِ فنون منها: الحديثُ وفنونه
وأسماؤه وما يتعلقُ بِهِ. وكان ماهرا فِي فنونِ الأدب من النَّحْو،
واللّغة، والبيانِ، والشعرِ، والعَروضِ، وأيَّام العرب. وكان بارعا
فِي علم الدّيوان وحسابهِ وقوانينه. صنَّفَ كتابِ «النظام فِي شرح
ديوان المتنبّي وديوان أَبِي تمّام» جاءَ فِي عشرِ مُجلدات، وله
كتاب «المُحَصَّل فِي نسبة أبيات المُفَصل» فِي مجلّدين. سَمِعْتُ
منه كثيرا، وسَمِعْتُ بقراءته عَلَى المشايخ الواردين شيئا كثيرا.
قَالَ ابنُ الشّعار فِي كتاب «قلائد الجمان» - بعد أن بالغَ فِي
وصف الصاحب أبي البركات وفضائله ومكارمه [2]-: وكان محافظا على عمل
الخير والصلاح، مواظبا على الصلاة والعبادة، كثير الصوم، دائم
الذّكر، متتابع الصدقات. وله ديوان شعر أجاد فيه. خرج من مسجده
ليلا إلى داره، فوثب عليه شخص فضربه بسكّين في عضده، فأحضر مزيّنا
وقمّطها بلفائف وسلم. وكتب إلى مظفّر الدّين صاحب إربل:
يا أيُّها المَلِكُ الّذِي سَطَواتُه ... مِنْ فَعْلها يَتَعَجَّبُ
المِرِّيخُ
آياتُ جُودِكَ مُحْكَمٌ تَنْزيلُها ... لا ناسخٌ فيها ولا مَنْسوخُ
أشْكُو إلَيْكَ وما بُليتُ بِمثْلِها ... شَنْعَاءَ ذِكْرُ
حَديُثها تاريخُ
هِيَ ليلةٌ فيها وُلِدْتُ وشاهدي ... فيما ادَّعَيْتُ القِمْطُ
والتمريخُ
خرجت من إربل سنة ستٍّ وعشرين وشرف الدّين فِي رتبةٍ دون الوزارة،
ثم
__________
[1] في وفيات الأعيان: 4/ 147- 152 بتصرف.
[2] في الجزء 6/ الورقة 18 فما بعد.
(46/352)
وليها فِي أوّل سنة تسعٍ وعشرين. فلمّا
صارت إربل للخليفة، لَزِمَ بيته. ولما أُخِذَت إربل سَلِمَ هُوَ
بالقلعَة، ثم سَكَن المَوْصِل، وأقامَ بها فِي حُرمة وافرةٍ،
واقتنى من الكتب النفيسة شيئا كثيرا. ومات فِي خامس المحرَّم.
قلت: ومن شعره وهو عذبٌ رائقٌ:
ومُخَنَّثِ الأعْطافِ ميَّاسِ الخُطا ... حُلوِ الصّبا مُتناسبِ
التركيبِ
عاتَبتُه فتورّدت وجناته ... مِنْ حَرِّ أنفاسي ونار لَهيب
وشكَوتُ ما ألْقَى فأعرضَ مُغْضبًا ... فَرَجعْتُ عنهُ بذِلَّةِ
المَكْروُبِ
يا مَنْ تَبيتُ قَريرةً أجفانُه ... حاشَاكَ مِنْ قَلَقي وطُول
نحيبي
أتَنَامُ عن سَهَري وأنتَ مُعَلِّلي ... وتمَلُّ مِنُ سقَمي وأنْتَ
طبيبي
وأقلُّ ما ألقاهُ من ألم الهوى ... أنّي أموت وأنت لا تَدْري بي
وله:
رَعَى اللَّه ليلاتٍ تقضَّت بقربكم ... قصارا وحيّاها الحيا وسقاها
فما قُلْت إيهٍ بعدها لمسامرٍ ... مِنَ الناسِ إلّا قالَ قَلْبِي
آها
509- محمود بن عُمَر [1] بن مُحَمَّد بن إبراهيم بن شجاع، الحكيمُ،
الأستاذ البارعُ، سديدُ الدّين، الشَّيْبانيّ، المعروفُ بابن
زُقيقة.
والدُ المُحَدِّثُ أَحْمَد.
كَانَ مَعَ تقدُّمه فِي الطّب أديبا، شاعرا متميّزا.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة بدمشق، وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الموفقَّ أَحْمَد بن أَبِي أُصَيبعة، والشهاب
القُوصيّ.
ومرَّ فِي العام الماضي [2] .
[حرف النون]
510- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد بن عبد الكريم بن
عبد الواحد.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (373) .
[2] الصحيح مرّ في سنة 635 هـ.
[3] انظر عن (نصر الله بن محمد) في: معجم البلدان 25/ 79، وإكمال
الإكمال لابن نقطة، ورقة 3،
(46/353)
الصاحب، ضياء الدّين، أبو الفتح، ابن
الأثير، الشَّيْبانيّ، الْجَزَرِيّ، الكاتب، مُصنِّفُ «المثل
السائر فِي أدبِ الكاتبِ والشاعر» .
وُلِد بجزيرة ابنِ عُمَر فِي سنة ثمانٍ وخمسين. وانتقلَ منها مَعَ
أَبِيهِ وإخوته إلى المَوْصِل، فنشأ بها، وحَفِظَ القرآن، وسَمِعَ
الحديث، وأقبل عَلَى العربيّة واللغاتِ والشعر حتّى برع فِي
الأدبيات، فإنّه قَالَ فِي أول كتاب «الوشي المرقوم» لَهُ:
حَفِظْتُ من الأشعار القديمة والمحدثة ما لا أُحصيه كثرة، ثم
اقتصرتُ بعد ذَلِكَ عَلَى شعر أَبِي تمَّام والبُحْتريّ والمتنبّي،
فحَفِظْتُ هذه الدّواوين الثلاثة، وكنتُ أكرِّرُ عليها حتى تمكّنت
من صوغ المعاني، وصار الإدمان لي خُلُقًا، وطبْعًا.
ذكره القاضي ابنُ خلِّكان وقال [1] : ثم إنّه قصد السلطان صلاح
الدّين سنة سبع وثمانين، فوصَّله القاضي الفاضل بخدمة صلاح الدّين،
فأقام عنده أشهرا، ثم بَعَثَه إلى ولده الملك الأفضل ليكون عنده
مُكْرَمًا، فاستوزَرَه. فلمّا تُوُفّي صلاحُ الدّين واستقلَّ
الأفضلُ بدمشق، ردَّ الأمور إلى ضياء الدّين، فأساء فِي الناس
العِشْرة وهمُّوا بقتله فأخرجه الحاجبُ محاسن مستخفيا فِي صندوق
وسار معه إلى مصر. ولمّا قَصَدَ الملك العادل مصر، وأخذها من ابن
أخيه، وخرج من مصر، لم يخرج ابنُ الأثير فِي خدمته، لأنّه خاف
عَلَى نفسه، فخرج متنكّرا. ولما أُخذِتِ دمشق من الأفضل، واستقر
بسميساط، راحَ إِلَيْهِ ابن الأثير وأقامَ عنده، ثم فارقه
__________
[ () ] وذيل الروضتين 169، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 535 رقم
2937، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 4- 6، ووفيات الأعيان 5/
389- 397 رقم 763، والحوادث الجامعة 72، وذيل مرآة الزمان 1/ 64،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 441، والإعلام بوفيات الأعلام 264،
ودول الإسلام 1432، والعبر 5/ 156، وسير أعلام النبلاء 23/ 72، 73
رقم 120، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 117، 118، ومرآة الجنان 4/
97- 100، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 238، 239 رقم 184، والعقد
المذهب لابن الملقن، ورقة 166، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 43،
والألقاب لابن حجر، ورقة 3، والعسجد المسبوك 2/ 496، والنجوم
الزاهرة 6/ 318، وبغية الوعاة 2/ 351، وشذرات الذهب 5/ 187، 188،
وديوان الإسلام 1/ 165، 166 رقم 245، وتاريخ الخميس 2/ 415، ومفتاح
السعادة 1/ 221، 222، وروضات الجنات 458، والأعلام 8/ 31.
[1] في وفيات الأعيان 5/ 389- 394 بتصرّف.
(46/354)
في سنة سبع وستمائة، واتَّصلَ بالملك
الظاهر صاحب حَلَبَ، فلم يَنتظمْ أمرُه، فذَهَبَ مُغاضِبًا إلى
المَوْصِل، واستقر بها، وكتب الإنشاء لصاحبها ناصر الدّين محمود
ابن عزّ الدّين مَسْعُود، ولأتابكه بدر الدّين لؤلؤ. وله يدٌ طولى
فِي الترسُّل، وكان يُعارضُ القاضي الفاضل فِي رسائله، فإذا أنشأ
رسالة، أنشأ مثلها وكانت بينهما مكاتباتٌ ومحارباتٌ. وأنشأ فِي
العصا: هذه لمبتدأ ضعفي خَبَر ولقوس ظهري وَتَر وإن كَانَ إلقاؤُها
دليلا عَلَى الإقامة، فإنّ حَمْلَها دليلُ عَلَى السَّفْر.
وقال ابن النجّار [1] : حازَ قَصَبَ السَّبْقِ فِي الإنشاء. وكان
ذا رأي ولسانٍ وعارضة وبيان. قَدِمَ بغداد رسولا غير مرَّة، ورَوَى
بها كتاب «المثل السائر» لَهُ.
ومَرِضَ بها أياما وماتَ فِي ربيع الآخر.
وقال غيره: كَانَ بينه وبين أخيه عزّ الدّين عَلِيّ مجانبةٌ شديدة
ومقاطعة.
511- نصرُ اللَّه بن أَبِي المعالي [2] نصر اللَّه بن أَبِي الفتح
سلامة بن سالم.
أَبُو الفتح، الهِيتي معينُ الدّين، الشافعيّ، الشاعرُ، نزيلُ مصر.
وُلِد يوم عاشوراء سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. ومَدَحَ الملوكَ
والوزراء.
تُوُفّي فِي نصف شوَّال.
وأبوه مُحَدَّث فاضل معروف.
[حرف الياء]
512- ياقوتٌ الروميُّ [3] ، الأتابكيُّ، المَوْصِليّ.
شاعرٌ محسن، رشيقُ القولِ.
توفّي بالموصل في جمادى الآخرة.
__________
[1] قوله بتصرّف في: المستفاد- ص 238 لابن الدمياطيّ، وفيه بيتان
من الشعر.
[2] انظر عن (نصر الله بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 545 رقم 2953.
[3] انظر عن (ياقوت الرومي) في: البداية والنهاية 13/ 157.
(46/355)
513- يحيى بن المبارك [1] بن عَلِيّ ابن
شيخ الحنابلة المبارك بن عَلِيّ بن الْحُسَيْن بن بُنْدار
المُخَرّميّ.
الرئيسُ، عزُّ الدّين، البغداديّ، والدُ صاحب الدّيوان فخر الدّين.
كَانَ كاتبا فِي أعمال السواد، وناظرا كيِّسًا، حُمَيْد السيرة.
مات فُجاءةُ فِي رمضان عن نيفٍ وثمانين سنة.
514- يوسُف بن أَحْمَد [2] بن نجم بن عَبْد الوهّاب ابن الحنبليّ.
أَبُو المظفَّر، الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
سمع: يحيى الثّقفيّ، وعبد الرحمن ابن الخِرَقيّ، وعبد المنعم بن
كُلَيب.
وعاشَ خمسا وستّين سنة.
وماتَ بالغورِ فِي شَعْبان وحُمِلَ إلى جبل قاسِيُون فدُفِنَ
بتربتهم.
515- يوسفَ بن إِسْمَاعِيل [3] ابن القاضي الأكرم أَبِي مُحَمَّد
عَبْد الجبّار بن شبل بن عَلِيّ.
القاضي، الرئيسُ، جمالُ الدّين، أَبُو الحَجّاج، الْجُذاميّ،
الصُّوَيْتيُّ، المَقدسيُّ الأصلِ، ثم الْمَصْريّ، الكاتب.
سَمِعَ من القاسم بن عساكر.
ووَلِيَ ديوانَ الجيوش المنصورة مدّة. وتوجَّه إلى اليمن، فأقام
بها مدّة وعاد.
وحدَّث.
كتبَ عَنْهُ من شعره الحافظُ عَبْد العظيم وقال: وُلِد فِي سنة
إحدى وسبعين وخمسمائة.
وهو أخو الضياء محمد.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن المبارك) في: الحوادث الجامعة 72، 73.
[2] انظر عن (يوسف بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 537 رقم
2942.
[3] انظر عن (يوسف بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 538،
539 رقم 2945، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 118، ونزهة الأنام لابن
دقماق، ورقة 44.
(46/356)
[الكنى]
516- أَبُو الكرم العجمي، الصُّوفيّ [1] .
مارقٌ، نصّابٌ، متحيِّلُ، بالشعوذة. ظهر ببخارى وأراهم الخوارق،
فكان يأمر من يرميه بسهمٍ فتثقُلُ يده ويعجزُ، فكثُر جَمْعُه،
واستباح اليهود، واستفحل شأنه، وقال: أَنَا قادرٌ عَلَى قتل
المُغْل بنفسي بقدرة اللَّه بلا سلاح. وشدّ عَلَى شحنة بخارى فقتله
في عدّة من المغل، فعظُم عَلَى جرماغون، وجهَّز لحربه، فَبرَزَ
أَبُو الكرم فِي ألُوفٍ من الناس بلا سلاح، فالتقى الجمعان، فأحجمت
عَنْهُ المُغْل، فقال مقدَّم: أَنَا أريد أن أجرِّب، ثم شدّ عَلَى
أَبِي الكرم طيرَ رأسه، وحملت المغلُ فحصدوهم، فيقال: قتلوا ستّين
ألفا، وذلك فِي سنة سبعٍ وثلاثين وستّمائة.
وولد فيها شمسُ الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن التيبتي
الآمديّ، بمصر فِي المحرَّم.
وناصرُ الدّين محمد بن يوسف ابن المِهْتار، فِي رجب بدمشق.
والشمسُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابْن العجميّ،
بحلب.
والشمس محمد ابن الخطيبِ جمال الدّين عَبْد الكافي الرَّبَعيّ.
والبدرُ مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن أَبِي القاسم
الهكّاريّ، بحلب.
والجمالُ يوسُف بن مُحَمَّد الإعزازيّ المنشد.
والأمينُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الرَّقّيّ الشاهد،
بجبل قاسيون.
وعيسى بن عَبْد الرَّحْمَن بن أَحْمَد المَعَري، ببعلبكّ.
والعمادُ أَحْمَد ابن الشيخ شمس الدّين ابن العماد الحنبليّ،
ببغداد.
والنجمُ عَبْد الرحيم بن عليّ ابن الحبَّال البَعْلَبَكّيّ.
والمعينُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد
الشاهدُ.
والشيخُ عُبَيْد الرَّحْمَن بن عَبْد الواحد الصالحيّ الجمل فِي
رمضان. وقيل:
سنة أربع.
__________
[1] هذه الترجمة كانت في الأصل مكتوبة على ورقة طيارة ملصقة بين
الترجمتين رقم (457) و (458) فنقلتها إلى هنا.
(46/357)
سنة ثمان وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
517- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن إِبْرَاهِيم بن فارس بن
عَبْد العزيز، القاضي، الوزيرُ.
نجيبُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس، التَّميميُّ، السَّعْديّ،
الأهْتَمِيّ، الصَّفْوانيّ، الخالديُّ، الإسكندرانيُّ، المالكيّ.
تفقّه عَلَى: أَبِي القاسم مخلوفِ بن جارة، وأَبِي الفضل أَحْمَد
بن عَبْد الرَّحْمَن الحضرميّ، وابن المُفَضَّل الحافظ.
وسَمِعَ من عَبْد المجيد بن دُلَيل، وجماعةٍ. وحدَّث.
وتقلَّبَ فِي الخدَمِ الدّيوانية بمصرَ، ودمشق، والجزيرةِ، ووَلِيَ
نظر الدّيوان بدمشق.
رَوَى عَنْهُ الحافظ عَبْد العظيم [2] وقال: [وسألته عن مولده
فقال] : ولدت في سنة ستّ وستّين وخمسمائة بالإسكندرية، وبها
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ربيع الأول.
وهو والدُ الكمالِ إِبْرَاهِيم بن فارس الكاتبُ المُقرئ، وأخيه
عَبْد اللَّه، ولهما سماعٌ من الكِنْديّ.
518- أَحْمَد بن صالح [3] بن أحمد بن طاهر.
أبو العباس، السّجستانيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 552،
553 رقم 2967، والوافي بالوفيات 6/ 255 رقم 1737، وسير أعلام
النبلاء 23/ 74 دون ترجمة.
[2] في التكملة 3/ 553، وما بين الحاصرتين منه.
[3] انظر عن (أحمد بن صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 556 رقم
2974.
(46/358)
رَوَى بالإجازة عن السِّلَفِيّ، وأَبِي
الطّاهر بن عوف، سَمِعَ أَبُوه منهما واستجاز لَهُ.
وحدَّث بدمشق وحرَّان.
رَوَى عنه: مُحَمَّد بن يوسف الذهبيّ، وأَبُو إِسْحَاق الفاضليُّ،
وعبد اللَّه بن يحيى الجزائريّ. وبالإجازة أَبُو المعالي
الأبَرْقُوهيّ، والعمادُ محمد ابن البالِسيّ.
وتُوُفّي بدمشق فِي ثالث جُمَادَى الأولى.
519- أَحْمَد بن مُحَمَّد بن طلحة [1] بن الْحَسَن بن طلحة.
أَبُو بَكْر، البغداديّ.
سَمِعَ: يحيى بن بَوْش، وعبد المنعم بن كُلَيب، وطائفة. وقدم مصر
وحدَّث بها.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المُنْذريُّ [2] ، وابن النجّار، وغيرهما.
وماتَ ببغداد فِي ثالث ربيع الآخر عن بضعٍ وستّين سنة.
وأجازَ للقاضي سُلَيْمَان.
قَالَ ابنُ النجّار: كتبَ بخطَّه كثيرا بهمّة وجدّ واجتهاد، وقرأ
الفقيه عَلَى مذهب أَحْمَد. وتكلَّمَ فِي مسائل الخلاف. وحصَّلَ
طَرَفًا صالحا من الأدب. ثم صارَ حاجبا لمحيي الدّين ابن الجوزيّ.
وقد خرّج لنفسه «السّباعيات» و «معجما» لشيوخه. وهو ثقةٌ، نَزِهٌ،
محبوبٌ إلى الناس. ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
520- أَحْمَد بن مُحَمَّد بن محمود [3] بن المعزِّ بن إسحاق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن طلحة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
554 رقم 2969، والمقتضب من تحفة القادم 157، واختصار القدح المعلّى
79، والمغرب في حلى المغرب 2/ 364، والمنهج الأحمد 376، والذيل على
طبقات الحنابلة 2/ 220، ومختصره 70، والوافي بالوفيات 8/ 46، 47
رقم 3457، والمقصد الأرشد، رقم 1043، والدرّ المنضد 1/ 374 رقم
1040، وشذرات الذهب 55/ 202.
[2] في التكملة 3/ 554.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن محمود) في: تاريخ إربل 1/ 177، 178
رقم 81، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 550 رقم 2961، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 341، والإعلام بوفيات الأعلام
(46/359)
أَبُو عَلِيّ، الحرّانيّ، ثم البغداديُّ،
الصُّوفيّ، ابن القاضي أَبِي الفتح.
سمَّعهُ أَبُوه من: أَبِي الفتح مُحَمَّد بن البطّي، وأَحْمَد بن
المقرَّب، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّكَن، ويحيى بن ثابت،
وأَبِي طَالِب بن خُضَير، وأَبِي المكارم الباذرائيّ، وغيرهم.
وكان من صوفية رباط شُهْدَةَ. وقد سافرَ وأقامَ بالمَوْصل مدّة.
رَوَى عَنْهُ: ابن النجّار، وأَبُو القاسم بن بَلَبان، وجمال
الدّين الشّريشيّ، ومجد الدّين ابن الحُلْوانية، وعزُّ الدّين
الفاروثيّ، وجماعةٌ. وبالإجازة القاضيان ابن الخُوييّ وتقيّ الدّين
الحنبليّ، والفخرُ بن عساكر، وفاطمة بِنْت سُلَيْمَان.
ووَلِيَ أَبُوه قضاء باب الأزجِ.
تُوُفّي أَبُو عَلِيّ فِي سَلْخ المحرَّم.
قَالَ ابن النجار: شيخٌ حسنُ الهيئة، متوددٌ، لطيف الأخلاق.
521- أحمد ابن الشهاب مُحَمَّد [1] بْن خَلَف بْن راجح بْن بلال بن
هلال بن عيسى.
القاضي، العلّامة، نجمُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس، المَقدسيُّ،
الحنبليّ، ثم الشافعيّ.
وُلِد ليلة نصف شَعْبان سنة ثمانٍ وسبعين.
وسَمِعَ من يحيى الثَّقفيّ، وابن صَدَقَة الحرّانيّ في الخامسة،
ومن: عبد
__________
[ () ] 265، والمعين في طبقات المحدّثين 199 رقم 2108، وسير أعلام
النبلاء 23/ 73، 74 رقم 53، والعبر 5/ 158، والنجوم الزاهرة 6/
340، وشذرات الذهب 5/ 189.
[1] انظر عن (أحمد بن الشهاب محمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 735،
636، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 563 رقم 2994، وذيل الروضتين 171،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 341، والإعلام بوفيات الأعلام 265،
والعبر 5/ 158، وسير أعلام النبلاء 23/ 75، 76 رقم 54، ونثر الجمان
للفيومي 2/ ورقة 123، 124، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 448 رقم
404، والوافي بالوفيات 8/ 25 رقم 3424، والبداية والنهاية 13/ 156،
وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 165 ب، 166 أ، والعقد المذهب لابن
الملقن، ورقة 174، وعقد الجمان 18/ ورقة 242، 243، والنجوم الزاهرة
6/ 340، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 403 رقم 371، وشذرات
الذهب 5/ 189، والدارس 1/ 318، وإيضاح المكنون 2/ 505، ومعجم
المؤلّفين 2/ 99.
(46/360)
الرَّحْمَن بن عَلِيّ الخِرَقيّ، وإسماعيل
الْجَنْزَويِّ، وغيرهم.
واشتغل أولا عَلَى الشمس أَحْمَد بن عَبْد الواحد المَقدسيُّ
الْبُخَارِيّ. ثم سافرَ إلى بغداد مَعَ الضياء وله سبع عشرة سنة،
فسمع من ابن الْجَوْزيّ، وغيره.
وسافر إلى همذان إلى الركن الطاووسيّ الأصوليّ فلازمه مدّة حتى صار
معيده، وسَمِعَ بها من أَبِي العزَّ عَبْد الباقي بن عثمان
الهَمَذَانيّ، وغيره. ثم سافر هُوَ وأخوه إِبْرَاهِيم إلى بخارى
واشتغلا بها مدّة. وبَرَعَ هُوَ فِي علم الخِلافِ وصار لَهُ صيتٌ
بتلك الديارِ ومنزلةٌ رفيعة. وتفقّه فِي مذهبِ الشافعيّ وأتقنه.
ومن جملة محفوظاته: كتابُ «الجمع بين الصحيحين» للحميديّ.
قال زكيّ الدّين المنذريّ [1] : تقدّم في الخلاف، وناظر. وكان له
اعتناء بحفظ «الجمع بين الصحيحين» .
وقال الضياء: من وقت قدومه إلى دمشق لم يَزَلْ يَشْغَلُ الناس،
ويذكرُ الدروس فِي التفسير، والحديث، والخلاف، وغير ذَلِكَ.
وحَفِظَ «الصحيحين» .
وكان لا يكادُ يقعُدُ بلا اشتغال. وهو ممَّن يقومُ الليل، ويُداومُ
عَلَى صلاة الضحى صلاة حسنة طويلة. قَالَ: وسَمِعْتُ أَنَّهُ يقرأ
كلّ ليلة ثُلُثَ القرآن. وسَمِعْتُ عُمَر بن صَوْمع يذكُر أَنَّهُ
رَأَى الحقَّ فِي النوم، فسأله عن النجم، فقال: هُوَ من المقرّبين.
فذكرت التعصبَ عَلَيْهِ لمّا أثبتَ رؤية الهلال فقال: ما يضُرُّه
وهذا ما يقضي إلّا بالحقِّ أو ما معناه.
وقال العزّ ابن الحاجب: كَانَ إماما وَرِعًا، مُعظمًا لفضله وبيته،
عديم النظير فِي فنِّه، بالغَ فِي طلب العلم. وكان وافرَ الحظِّ من
الخلاف. وكان سليم الباطن، ذا سمعت، ووقار، وتعبُّدٍ. كثرت
التشانيعُ عَلَى وكلاء مجلسه وما يعلمونه فِي المحاضِر، وأشرفَتْ
بعضُ الحقوق عَلَى الضَّيَاع من فتح أبواب الرُّشا، فصُرِفَ عن
القضاء، وربّما اطلع عَلَى بعض ذَلِكَ وسامح.
قلت: غابَ عن دمشق ثلاث عشرة سنة. وأخذ عن نجم الدّين الكبرى
__________
[1] في التكملة 3/ 573.
(46/361)
الزّاهد. وذكرَ أَنَّهُ رَأَى الحقَّ تعالى
إحدى عشرة مرَّة ورأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
بضعا وأربعين مرّة. وقد ساق ذَلِكَ كلّه الضياءُ فِي ترجمته فمنها:
قَالَ: رأيتُ كأنِّي أسمعُ كلامه سبحانه يَقُولُ: إن سهامَنا ستصيب
من أراك بسوءٍ.
قَالَ: ورأيتُ كأنه تعالى يَقُولُ: ادنُ مني مَرْحبًا بالحاكمِ
الفاضلِ، أوصيك بالقاضي الخُوييّ.
ورأيتُ فِي سنة ثمانٍ وعشرين كأني أسمعُ من الحقّ تعالى: أَنَا عنك
راضٍ، فهل أنت عنيِّ راضٍ؟
وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وإذا هُوَ يَقُولُ: تعالَوا فانظروا ماذا أمرني بِهِ ربّي؟
فدَنَوْتُ منه، فإذا بيده لوحٌ فِيهِ خطٌ بالكوفيّ: يا مُحَمَّد،
إنّك لن تطيعني حتّى تتبع رضايَ فِي سَخَطِك.
قَالَ: ورأيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بخوارزم فقلتُ: يا
رسول اللَّه، لماذا أنزلَ اللَّه فِي التّوراة والإنجيل والقرآن
وسائر الكتب: «إنَّ اللَّه في السماء» وأرى أكثر الناس يُنكرون
ذَلِكَ؟ قَالَ: ومن يُنكُر ذَلِكَ؟ الأمرُ كذلك.
قَالَ: ورأيته فسمعته عَلَيْهِ السلام يَقُولُ: لَيْسَ أحدٌ أقرب
إليّ من مؤمن آلِ فِرْعون، فحكيتُه للشيخ نجم الدّين الكُبْرى،
فقال: المرادُ بمؤمنِ آل فرعون الّذِي يَقُولُ الحقّ، ويظهره عند
غلبَة الباطل وظُهور الكُفر كما فعل مؤمن آل فرعون.
وقال: رأيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بدِهِسْتان، فقال
لي: من لم يَرْوِ عنّي حديثا عذِّب. فقلت:
كيفَ يروي عنك، يراك هكذا فيسمع منك؟ قال: لا، بل يَقُولُ:
حَدَّثَنَا فلان قَالَ:
حَدَّثَنَا فلان، وذكر إسنادا فِيهِ إجازة، ثم ذكرَ متنه خطبة لم
أحْفَظها.
قَالَ الضياء: ولمَّا تولَّى المدرسة العذراوية [1] رَأَى القاضي
صدرُ الدّين سُلَيْمَان الحنفيّ- رحمه اللَّه- فِي النوم كأنَّ
الإمامَ أحمد يدرّس فيها، فيفسّر به.
__________
[1] انظر عنها في: الدارس 1/ 373 و 548.
(46/362)
وذكرَ درسا فِي مدرسة الشَّيْخ أَبِي عُمَر
وهو حنبليّ. وقرأ عَلَى شيخنا موفقِ الدّين كتابَ «المُقنع» ،
وكتبَ لَهُ خطَّه عَلَيْهِ ما لم يكتبْهُ لغيره فِي سنة ثلاث عشرة.
قَالَ: ثم دَرَّس بالعذراوية، ودرَّسَ بالصارمية التي بحارةِ
الغُرباء ودرّس بمدرسة أُمَّ الصالحِ إِسْمَاعِيل، وبالشامية
البرانية. وماتَ وهو مدرسٌ بالعذراوية، بها.
قلتُ: وناب فِي القضاء عن القاضي جمالِ الدّين الْمَصْريّ، والقاضي
شمسِ الدّين الخويّيّ، والقاضي عماد الدّين عبد الكريم ابن
الحرستانيّ الخطيب، والقاضي شمس الدّين ابن سَنِيِّ الدّولة،
والرفيع الجيلي نابَ عَنْهُ إلى أن مات.
قَالَ أَبُو شامة [1] : كَانَ يُعْرفُ بالحنبليّ. وكانَ فاضلا،
دَيِّنًا، بارعا فِي علم الخلافِ، وفقِه الطريقة، حافظا «للجمع بين
الصحيحين» للحُميديّ.
وقرأتُ وفاتهَ بخطِّ الضياء فِي يوم الجمعة خامس شوَّال ودُفِنَ
ليومه بالجبل، وكان الجمع في جنازنه كثيرا. قَالَ: وكانَ أوحدَ
عصرِه فِي علم الخلاف. وكان مجتهدا في الخير لا سيما فِي آخر عمره.
قلت: وصنَّف طريقتَه فِي الخلاف وهي مجلّدان، وكتابَ «الفصول
والفروق» ، وكتابَ «الفروق» ، وكتاب «الدلائل الأنيقة» وغير
ذَلِكَ.
رَوَى عنه الحافظ الضياء حديثا واحدا، والمجد ابن الحلوانية،
والشرف ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والبدر حسن ابن
الخلّال، والشمس محمد ابن الكَمَال، ومُحَمَّد بن يوسف الذّهبيُّ،
والعمادُ بن بدران.
وانفردَ بإجازتِه القاسمُ بن عساكر الطبيب.
522- إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد [2] بن الْحَسَن.
الأميرُ الأجَلُّ، مكرّم الدّين، ابن اللّمطيّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 171.
[2] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 553،
554 رقم 2968.
(46/363)
من بيتٍ مشهور.
وُلِدَ فِي حدودِ سَنة خمسٍ وأربعين.
وسَمِعَ من الفقيه أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بن الحطَيئة.
ووَلِيَ عدةَ ولايات بالوجِه القِبْلي، والوجه البحريّ.
رَوَى عَنْهُ الحافظُ عبدُ العظيم وقال: تُوُفّي بالصعيد فِي
السابع والعشرين من ربيع الأول.
[حرف الجيم]
523- جبريُل بن عَبْد اللَّه [1] ، الزاهد.
مريدُ الشَّيْخ عُبَيْد اللَّه الإخميميّ الزاهد.
من شيوخ الصعيد، لَهُ أحوالُ ومقامات. وانتفع بصحبته جماعةٌ من
الصالحين.
تُوُفّي بمُنْيَة بني خَصِيب فِي رابع جُمَادَى الأولى- رحمه
اللَّه.
524- جَهْمَةٌ بنتُ المُفَرِّج [2] بن عَلِيّ بن المفَرِّج بن
عُمَرو بن مَسْلَمَة.
أمُّ الفتيان، أختُ الرشيد أَحْمَد.
ولدت فِي سنة ثمانٍ وأربعين أو نحو ذَلِكَ.
وأجاز لها أَبُو الوقت السجزيُّ، ومَسْعُود بن عَبْد الواحد بن
الحُصَيْن، وجماعة.
روى عنها: المجد ابن الحُلْوانية، ونصر اللَّه وسعد الخير ابنا
النابُلُسي.
ولشيخنا البهاء ابن عساكر إجازةٌ منها.
وتوفّيت فِي ثالث عشر صَفَر.
[حرف الحاء]
525- الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن وزير.
زينُ الدّين، أَبُو المعالي، الصّوفي.
__________
[1] انظر عن (جبريل بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 556
رقم 2975، والوافي بالوفيات 11/ 45 رقم 86، والمقفى الكبير 2/ 12
رقم 1054.
[2] انظر عن (جهمة بنت المفرّج) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 550
رقم 2972.
(46/364)
من أهل واسط. كانَ يُلِّقنُ.
سَمِعَ من ابن بَوْش، وغيره فِي الكِبَر.
تُوُفّي فِي رمضانَ. ذكرَه ابنُ النجّار. ورَوَى عَنْهُ بالإجازة
البهاء ابن عساكر.
[حرف الخاء]
526- خليفةٌ بن سُلَيْمَان [1] بن خليفة بن مُحَمَّد، الفقيهُ.
أَبُو السرايا، الْقُرَشِيّ، الشُّرُوطيّ، الحنفيُّ.
وُلِد سنة ستٍّ وستّين.
وحدَّث بحلب عن ابن صَدَقَة الحرّانيّ.
رَوَى عَنْهُ القاضي مجد الدّين العقيليّ.
تُوُفّي- رحمه اللَّه- فِي شوَّال.
وذكرَه الصاحبُ فِي «تاريخ حلب» [2] : وأنَّه تفقَّه بالعَجَم.
وكتب الحُكم بين يدي والدي، ثم بين يدي ابن شدَّاد. ثم درَّسَ
بمدرسة الجاولي، ثم بمدرسة الأتابِك طُغرك. وكانَ لا يُحَرِّر
مولدَه.
[حرف السين]
527- سعدُ بن أبي منصور سَعِيد بن مُحَمَّد ابن العلّامة أَبِي
منصور ابن الرّزاز البغداديّ.
أَبُو مُحَمَّد.
سَمِعَ حضورا من عُبَيْد اللَّه بن شاتيل. وحدَّث.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
528- سعيدُ بن عَلِيّ [3] بن أَبِي الفتح المباركِ بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن علي بْن بكري.
__________
[1] انظر عن (خليفة بن سليمان) في: الأعلاق الخطيرة ج 1/ ق 1/ 114،
116، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر) 7/ 146 رقم 105.
[2] بغية الطلب 7/ 146.
[3] انظر عن (سعيد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 564، 565
رقم 2997.
(46/365)
أَبُو الرِّضا، الحَرِيميُّ، الصُّوفيّ.
وُلِد سنة ثلاثٍ وخمسين.
وسَمِعَ من: أَبِي الفتح البَطِّي، وأَبِي المكارم مُحَمَّد بن
أَحْمَد الطاهريّ، وَأَبِي عَليّ أَحْمَد بن مُحَمَّد الرَّحبي،
وَأَبِي شجاعِ أَحْمَد، ويحيى ابني موهوب بن السَّدَنك، وغيرهم.
ذكرَه المُنْذريُّ وقال: تُوُفّي فِي حادي عشر شوَّال. ولنا منه
إجازةٌ.
قلت: لم أعرِفْه بَعْدُ.
529- سعيدُ بن مُحَمَّد [1] بن سَعيد بن جَحْدر، القاضي.
بهاء الدّين، أَبُو منصور، الأَنْصَارِيّ، الخَزْرَجيّ،
الْجَزَرِيّ، الصُّوفيّ، الشافعيّ، الحاكمُ.
وُلِد بجزيرة ابن عُمَر فِي سنة تسعٍ وأربعين.
وسَمِعَ فِي كبره من محمود بن نصر ابن الشعّار.
ونَزَلَ بخانقاه سعَيِد السعداء مدّة، ووَلِيَ القضاء ببعضِ بلاد
الصعيد.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المنذريّ، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما.
وبالإجازة القاضي شهاب الدّين ابن الخويّيّ، والفخرُ إِسْمَاعِيل
بن عساكر، وأَبُو نصر محمد ابن الشّيرازيّ، وسعدُ، والمُطَعِّمِ.
وتُوُفّي- إلى رحمة الله- ليلةَ السابع والعشرين من رمضان.
530- سُلَيْمَان بن أَبِي بَكْر [2] بن أميرك، العلامةُ، عَلَم
الدّين.
أَبُو الربيع، النَّيْسابوريّ الأصلِ، الحَمَويُّ المولدِ،
الْمَصْريّ الدارِ، الحنفيُّ.
كَانَ مُدرّسًا بالقاهرَة بمدرسةِ يازكوج الأَسَدِيّ، ومدرسة حارة
الدَّيْلم، ومسجد الشهاب الغَزْنويّ.
وحدَّث عن: أَبِي عَبْد الله الأرْتَاحيّ، والعمادِ الكاتب.
__________
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 562 رقم
2992.
[2] انظر عن (سليمان بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 566
رقم 3000، والوافي بالوفيات 15/ 55 رقم 502.
(46/366)
وكان ديِّنًا، خيِّرًا، عارفا بالمذهب.
تُوُفّي في ذي القَعْدَةِ.
[حرف الشين]
531- شَمْخُ بن ثابتِ [1] بن عنان بن وافد- بالفاء-.
أَبُو عَلِيّ العُرْضيّ، السِّنْبِسيّ، خطيبُ داريَّا.
فقيهُ شافعيّ، فصيحٌ، قادرٌ عَلَى صَوْغِ الخطب.
سَمِعَ بخُراسانَ من: مُحَمَّد بن فضل اللَّه السَّالاريّ،
ومُحَمَّد بن أَحْمَد الْبُخَارِيّ الخُوارَزْميَّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنُه الخطيبُ، والمجد ابن الحلوانيّة، وأبو عليّ
ابن الخلّال، وغيرهم. وبالإجازة العماد محمد ابن البالِسيّ،
وإِبْرَاهِيم بن أَبِي الْحَسَن المُحرميّ.
قرأتُ وفاتَه بخطِّ الضياءِ فِي عاشر رمضان.
532- شمسُ الدّين بن برق.
أحمد أمراءِ دمشقَ. وكانَ والي البَرِّ.
ذكروا أَنَّهُ كاتب صاحب مصر، وأنّ كمال الدّين ابن شيخ الشيوخ
لمّا وَصَلَ إلى دمشق اعتنقه وسلّم عَلَيْهِ وبالغَ، فقَبض
عَلَيْهِ الصالحُ إِسْمَاعِيل ونفذَه إلى بَعْلَبَكَّ، فشُنِقَ بها
فِي جُمَادَى الأولى من السنة. نَقَلَه تاجُ الدّين عبدُ الوهّاب.
[حرف الصاد]
533- صالحُ بْن خَلَف [2] بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بن أَحْمَد.
الفقيهُ، أَبُو التُّقَى الجهنيّ، الْمَصْريّ، الشافعيّ، المُقرئ،
والدُ شيخنا أبي عبد الله محمد.
__________
[1] انظر عن (شمخ بن ثابت) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 341
وفيه: «سمح» (مهمل) ، والوافي بالوفيات 16/ 179 رقم 210، والنجوم
الزاهرة 6/ 340.
[2] انظر عن (صالح بن خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 564 رقم
2995.
(46/367)
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الجوادِ. وتفقّه
وسَمِعَ من المتأخّرين. وأسمع ولده من ابن باقا.
وتصدَّرَ بالجامع الظافريّ مدّة.
وكان شيخا صالحا، فاضلا.
تُوُفّي فِي شوَّال بِبلْبِيس.
[حرف العين]
534- عَبْد اللَّه بن رافعِ [1] بن تَرْجَم بن رافع.
أَبُو مُحَمَّد، الشارعيُّ، الشافعيّ.
شيخٌ صالح، خيِّرُ، مشهور بزيارة قبور الصالحين ومعرفة مواضعها
لَهُ نَهْمَةٌ فِي ذَلِكَ، وقَصْدٌ صالح.
رَوَى عَنْ أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد السّبيي.
روى عَنْهُ الحافظُ عبدُ العظيم وقال: تُوُفّي فِي ثاني عشر
شَعْبان. ولقبُه الشيخُ عابد- بباء موحّدة-، عاشَ بَضعًا وسبعين
سنة.
وأجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل بن عساكر، وأَبِي نصر مُحَمَّد بن
الشّيرازيّ.
535- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ عَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّد.
الأديبُ، أَبُو مُحَمَّد، ابن الهَرَويّ، البغداديّ.
ذكرَهُ ابن النجّار فقالَ: من أولادِ المحدّثين. قرأ الأدبَ، وقال
الشعرَ وغَلَبَ عَلَيْهِ المجونُ والخلاعةٌ والفُحْشُ والسُّخْفُ.
وجمعَ مقاماتٍ فِي الهزل. وكان متُهتكًا. سيِّئ الطريقةِ. ماتَ فِي
ثامن جُمَادَى الأولى، وله إحدى وسبعون سنة.
روى عنه ابن النجّار شعرا.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن رافع) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 559،
560 رقم 2986، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 230، 231.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 556،
557 رقم 2977، والوافي بالوفيات 17/ 577، 578 رقم 483، والعسجد
المسبوك 2/ 499، 500، ولسان الميزان 2/ 343.
(46/368)
536- عَبْد اللَّه بن يوسُف [1] بن
أَحْمَد.
أَبُو حمد، البَلَنسيّ، المُقرئ.
سَمِعَ من: أَبِي عَبْد الله بن نوح الغافقيّ.
وأخذ القراءات عن: أبي جعفر ابن الحَصَّار، وأَبِي عَبْد اللَّه بن
سعادة، وأَبِي عَلِيّ بن زُلَّال. وتفقَّهَ، ونُوظرَ عَلَيْهِ فِي
كتب الرأي.
وولي خطابة بلنسية مدّة إلى أن أخذتها الفرنج صُلْحًا فِي سنة ستٍّ
وثلاثين، فَنَزحَ إلى دانيَةَ ووَلِيَ خَطابتها، ثم انتقلَ إلى
مُرْسِيةَ وبها تُوُفّي. ذكره الأبَّارُ.
537- عَبْد الحميد بن الْحَسَن [2] بن يحيى بن عَلِيّ.
القاضي، رشيدُ الدّين، أَبُو المكارم، التّميميّ، المصريّ،
المعدّل.
حدّث بدمشق عن البوصيريّ.
وأدركه الأجلُ بقَطنَا [3] فِي أولِ شَعْبان.
رَوَى عَنْهُ المجد ابن الحُلْوانية.
538- عَبْد الرَّحْمَن بن عبدِ المؤمن [4] بن عَبْد اللَّه بن
أَبِي طَالِب.
أَبُو عَلِيّ، السُّلَميّ، المَوَازينيّ، الطّرائفيّ، العطارُ،
المعروف بِزُرَيْق الصَّيْدلانيّ.
حدَّث عن: أَبِي القاسم بن عساكر المؤرّخ، وأَبِي المواهبِ بن
صَصْرى.
رَوَى عنه: الزكيَّان البرزاليّ والمنذريّ، والمجد ابن الحلوانية،
والبدر ابن الخَلَّال، وجماعةٌ.
وكان عَطَّارًا فِي سوق الكبير.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
901.
[2] انظر عن (عبد الحميد بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
559 رقم 2985.
[3] في الأصل: «بقطيا» ، والتصحيح من: التكملة.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد المؤمن) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 5547 رقم 2978.
(46/369)
وتُوُفّي فِي رابع عشر جُمَادَى الأولى.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقَلانِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ، أَخبْرَنَا الْفُرَاوِيُّ وَزَاهِرٌ قَالا: أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أَخبْرَنَا الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي
جَدِّي، وَشُجَاعٌ، وَمَحْمُودٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ
عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا
يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ وَلَكِنْ
لِيَقُلْ: اللَّهمّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي،
وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» أَخْرَجَاهُ
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ [1] . 539- عَبْد الرحيم ابن الفقيه
أَبِي الحَجّاج [2] يوسُف بن مُحَمَّد ابن الشَّيْخ.
أَبُو مُحَمَّد، البَلَويّ، المالَقيُّ.
أخذَ عن: أَبِيهِ، وأَبِي مُحَمَّد القُرْطُبيّ، وعبد الحقّ بن
مُحَمَّد.
وأجاز لَهُ: عَبْد الوهّاب بن عَلِيّ، وأَبُو الْعَبَّاس بن مِقدام
الرّعينيّ.
مولده سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
وَلِيَ خَطابةَ مالَقَة.
أخذَ عَنْهُ ابنُ فَرْتون وورَّخَه.
540- عَبْد المُعطي بن محمود [3] بن عبد المعُطي بن عَبْد الخالق.
أَبُو مُحَمَّد، الإسكندرانيّ، اللَّخْميّ، المالكيّ، الضرير،
الرجلُ الصالح.
سَمِعَ من عَبْد المجيد بن دُليل.
وعاشَ خَمْسًا وسبعين سنة.
وكان لَهُ بالإسكندرية رباطٌ مشهور وانتفعَ بصحبته جماعة. وله
فوائد ومجاميع.
__________
[1] أخرجه البخاري (5671) و 6351) ، ومسلم (2680) ، والترمذي (971)
، وأبو داود (3108) و (3109) ، والنسائي 4/ 3.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن أبي الحجّاج) في: تكملة الصلة لابن
الأبار (نسخة الأزهر) 3/ ورقة 20.
[3] انظر عن (عبد المعطي بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
566 رقم 3001.
(46/370)
وتُوُفّي بمكةَ فِي أواخر ذي الحجّة- رحمه
اللَّه.
541- عفيفةُ بنتُ أَبِي منصور [1] مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الفَرَج
الدّقّاق.
أمّ سارة، البغداديّة.
أجازَ لها: أَبُو زُرْعَة، ومَعْمَرُ بن الفاخر، وأَحْمَد بن
المُقرب، وجماعة.
وتوُفّيت فِي المحرَّم.
542- عَلِيّ بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بن العالي بن جَوْشن.
أَبُو الْحَسَن، الْقُرَشِيّ، الشارعيّ، المُقرئ، الشافعيّ،
الْجَبَّاس- بجيم وباء موحدة-.
قرأ القراءات عَلَى فارس بن تركيّ الضرير وصَحِبه مدّة.
وكان كثَيرِ التِّلاوةِ يختمُ فِي كلّ ليلةِ جمعةٍ بالقَرَافَة
خَتْمة، وفي كلّ ليلة ثلاثاء بمشهد نفيسة- رحمها اللَّه- خَتْمةً
وبمشهد زيد كلّ ليلةِ سبتٍ خَتمةً، أقامَ عَلَى هذا مدّة. وكان
لَهُ قبولُ تامٌ من الناس، وانتفعَ بِهِ جماعةٌ فِي حفظ القرآن.
وعاش نيّفا وثمانين سنة. وماتَ فِي ثاني ربيع الأول.
543- عَلِيّ بن مختار [3] بن نصر بن طُغان [4] .
جمالُ المُلك، أَبُو الْحَسَن، العامريّ، المَحَلِّيُّ المولدِ،
الإسكندرانيُّ، المعروف بابن الْجَمَل [5] .
وُلِد فِي أول سنة ثمان وأربعين.
__________
[1] انظر عن (عفيفة بنت أبي منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
549 رقم 2970.
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 551 رقم
2964.
[3] انظر عن (علي بن مختار) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 560، 561
رقم 2988، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 251، 252، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 341، والإعلام بوفيات الأعلام 265، والمعين في
طبقات المحدّثين 199 رقم 2109، والعبر 5/ 158، وسير أعلام النبلاء
23/ 76، 77 رقم 56، والمشتبه 2/ 421، والوافي بالوفيات 22/ 189 رقم
136، والعسجد المسبوك 2/ 501، وتوضيح المشتبه 6/ 30، والنجوم
الزاهرة 6/ 340، وشذرات الذهب 5/ 189.
[4] تصحّف إلى: «طعان» بالعين المهملة في: الشذرات.
[5] تصحّف في: الشذرات إلى: «الجبل» .
(46/371)
وسَمِعَ من: السِّلَفِيّ، والشريف أَبِي
مُحَمَّد العثمانيّ.
وحدَّث غيرَ مرّة، رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المُنْذريُّ [1] ، والمجد
ابن الحُلْوانية، وشيخنا الشرفُ الدِّمْياطيّ، وخديجةُ بنتُ
غَنيِمة البغدادية، والزين محمد بن عبد الوهّاب ابن الجبّاب
الكاتب، وأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن عِمران الدّكالي
سُحْنُون، وأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن مخلوف بن جماعةٍ،
وشرفُ القضاة أَبُو الفتح محمد ابن الشيخ أبي الفضل أحمد بن محمد
ابن الجبّاب، وأبو صادق محمد ابن الرشيد العطّار، وآخرون.
وبالإجازة شمسُ الدّين عبدُ القادر ابن الحَظيري، وسعدُ الدّين بن
سعد، والقاضي تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، والقاضي شهابُ الدّين
الخُوَييّ.
وهو من أولاد أمراء الدّولة العبيدية.
سمع قطعة صالحة من السّلفيّ.
وتُوُفّي فِي ثامن عشر شَعْبان.
544- عُمَر ابن الملك الأمجد [2] بهرام شاه بن فرّوخ شاه.
الملكُ المظفَّر، تقيُّ الدّين.
تُوُفّي فِي ربيع الأول بدمشق.
وله شِعر جيدُ.
545- عُمَر بن مظفّر [3] بن سعَيِد، القاضي.
رشيدُ الدّين، أَبُو حفص، الفِهْريّ، الفُوِّيّ، الْمَصْريّ،
الشاعر، الكاتب.
تقَلَّبَ فِي الخِدَم الدّيوانية، وكانَ شاعرا مُحْسِنًا، مدَحَ
الملوك والوزراء.
وكان كثيرَ المحفوظِ، حلوَ النادرةِ.
__________
[1] في التكملة 3/ 561.
[2] انظر عن (عمر بن الأمجد) في: ذيل الروضتين 170.
[3] انظر عن (عمر بن مظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 556 رقم
2976، وفوات الوفيات 2/ 237، 238.
(46/372)
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ [1] ،
وغيره.
وعاشَ خمسا وسبعين سنة. تُوُفّي فِي سابع جُمَادَى الأولى.
546- عوضُ بن فُخَيْر [2] بن رمضان.
أَبُو القاسم الْقُرَشِيّ، الفِهْريّ، الفُوِّيّ، ثم الْمَصْريّ،
الأديبُ، الشاعر، ويُعرفُ بالأديبِ القَطان.
صَحِبَ الأديب إِسْمَاعِيل العَطَّار.
روى عنه من شعره الزّكيّ المنذريّ، الأديبُ، الشاعر، ويُعرفُ
بالأديبِ القَطان.
صَحِبَ الأديب إِسْمَاعِيل العَطَّار.
رَوَى عَنْهُ من شعره الزّكيّ المُنْذريُّ وقال: كَانَ مُحِبًّا
للفضيلة، كثيرَ الشغفِ بمعرفةِ التواريخ، والوفيات، والوقائع.
تُوُفّي فِي العشرين من رمضان عن أربعٍ وثمانين سنة.
[حرف اللام]
547- لُبّ بنُ عُمَر بن جرّاح.
أَبُو عيسى الأنصاريّ، المرّاكشيّ.
أخذ كتابي «النجم» و «الكواكب» للإقْليشي عن ابن كَوْثر. وتلا
بالسبع بسَبْتَةَ عَلَى أَبِي زكريّا الهَوْرَنيّ.
تُوُفّي فِي شوَّال. قاله ابنُ فَرْتون.
[حرف الميم]
548- مُحَمَّد بن أَحْمَد [3] بن يَعْلَى.
أَبُو عَبْد اللَّه، الهاشميّ، المالقيُّ، المُعَمَّر، المالكيّ،
الضريرُ، نزيل الإسكندرية، ويُعْرَفُ بالغزال.
ذكرَ أَنَّهُ وُلِد بمالَقَة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وأنّه سمع
«الأحكام
__________
[1] في التكملة 3/ 556.
[2] انظر عن (عوض بن فخير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 562 رقم
2991.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 558 رقم
2982.
(46/373)
الكبرى» من عَبْد الحقّ ببِجَايَةَ، وأنّه
سَمِعَ من السِّلَفِيّ بالإسكندرية.
كتبَ عَنْهُ الزكيُّ عبدُ العظيم، وذكرَه فِي «معجمه» . وتُوُفّي
فِي جَمادى الآخرَة.
549- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [1] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد
اللَّه. الشيخ، محيي
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/
152، 153 رقم 387، وطبعة أخرى (بيروت) 15/ 58، وعقود الجمان في
شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي 2328) ج 7/
ورقة 179، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 736، والتكملة لوفيات النقلة 3/
555 رقم 2972، وذيل الروضتين 170، وتاريخ إربل 4081، وتكملة الصلة
لابن الأبار 2/ 652، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/
693، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 154، ونهاية الأرب 29/ 281،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 341، والإعلام بوفيات الأعلام 265،
وسير أعلام النبلاء 23/ 48، 49 رقم 34، والعبر 5/ 198، 199، وميزان
الاعتدال 3/ 609، 660 رقم 7984، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 28
رقم 21، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 124، 125، وطبقات الأولياء
لابن الملقن 469، 470 رقم 153، وتلخيص مجمع الآداب 5/ 848، وفوات
الوفيات 3/ 435 رقم 484، والوافي بالوفيات 4/ 173- 178 رقم 1713،
والبداية والنهاية 13/ 156، وغاية النهاية 2/ 208 رقم 3277، والعقد
الثمين للفاسي 2/ 160- 199 رقم 322، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة
50- 53، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 243، 244، والعسجد المسبوك 2/
500، 501، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 348- 355 رقم 2830، ولسان
الميزان 5/ 311- 315 رقم 1038، ومرآة الجنان 4/ 100، 101، ونفح
الطيب 2/ 161 رقم 113، وعنوان الدراية 97 رقم 156، والنجوم الزاهرة
6/ 339، وروضات الجنات 192، وطبقات المفسرين للسيوطي 38، وشذرات
الذهب 5/ 190، ومفتاح السعادة 1/ 232، 233، وكشف الظنون 14، 58،
82، 107، 168، 181، 182، 196، 252، 352، 381، 396، 438، 494، 533،
631، 650، 688، 722، 738، 795، 844، 849، 852، 869، 874، 879، 882،
883، 887، 894، 900، وصفحات كثيرة أخرى، وإيضاح المكنون 1/ 73، 84،
134، 152، 161، 177، 209، 228، 230، 266، 360، 363، 368، 401، 414،
423، 427، 428، 459، 465، 566، 598، 605 وصفحات كثيرة أخرى، وهدية
العارفين 2/ 114- 121، وديوان الإسلام 3/ 356- 358 رقم 1544، وفهرس
الفهارس للكتاني 1/ 233- 235، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 571، وطبقات
المفسرين للداوديّ 226- 272، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 220،
وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 221، وفهرست الخديوية 4/ 234 و 5/
371، وعقود الجواهر لجميل العظم 13- 39، والمجدّدون في الإسلام
للصعيدي 275- 282، وتاريخ فلاسفة الإسلام للطفي جمعة 275- 303،
والأعلام 6/ 281، ومعجم المؤلّفين 11/ 40، 41، وملء العيبة للفهري
2/ 302، 303، وتاريخ الخلفاء 464، وآثار البلاد وأخبار العباد 269،
497، ومعجم
(46/374)
الدّين، أَبُو بَكْر، الطائيُّ، الحاتميُّ،
الأندلُسيّ، المُرْسيُّ، المعروف بابن العَرَبيّ.
ويعرف أيضا بالقُشَيريّ، لتصوُّفه، صاحبُ المصنفاتِ، وقدوةُ أهلِ
الوحدة [1] .
وُلِد فِي رمضان سنة ستّين وخمسمائة بمرسية.
وذكر أَنَّهُ سَمِعَ بمُرْسية، وأنه سَمِعَ بقُرْطُبة من أَبِي
القاسم خلفِ بن بَشْكُوال، وبإشْبيلِيةَ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد
بن خَلَف بن صاف. وقد سَمِعَ بمكة من زاهر بن رُسْتُم كتاب
التِّرْمِذيّ، وسَمِعَ بدمشق من أَبِي القاسم عبد الصمد ابن
الحرَسْتانيّ القاضي، وبالموصل، وبغدادَ، وسكَنَ الرومَ مدّة.
قرأتُ بخطّ ابن مَسْدي يَقُولُ عن ابن العربيّ: ولقد خاض فِي بحر
الإشاراتِ، وتحَقَّقَ بمجالِ تِلْكَ العبارات، وتكوّن فِي تِلْكَ
الأطوار حتّى قضى ما شاءَ من لباناتِ وأوطارٍ، فضَربتْ عَلَيْهِ
العلميةُ رَواقها، وطَبَّقَ ذكرُه الدُّنيا وآفاقها، فجالَ
بمجالها، ولَقِيَ رجالَها. وكان جميلَ الْجُملةِ والتفصيلِ،
مُحَصَّلًا للفنونِ أحصنَ تحصيلٍ، وله فِي الأدب الشَّأو الّذِي لا
يُلْحَقُ. سَمِعَ ابن الجدَّ، وابنَ زَرْقُون، ونَجَبةَ بن يحيى.
وذكر أَنَّهُ لَقِيَ ببِجايةَ عَبْد الحقّ- وفي ذَلِكَ نظرُ- وأنَّ
السِّلَفِيّ أجاز لَهُ- وأحسبها العامّة- وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من
أَبِي الخير أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل الطّالقانيّ.
قلتُ: هذا إفكُ بينٌ ما لَحِقَهُ أبدا.
قَالَ ابن مسدي: وله تواليف تَشْهَدُ لَهُ بالتقدُّم والإقدام
ومواقفِ النهايات فِي مزالق الأقدام. وكانَ مُقتدرًا عَلَى الكلام،
ولعلَّة ما سَلِمَ من الكلام، وعندي من أخباره عجائبُ. وكان
ظاهريَّ المذهبِ فِي العبادات، باطنيَّ النظرِ فِي الاعتقادات،
ولهذا ما ارتبتُ في أمره والله أعلم بسرّه.
__________
[ () ] طبقات الحفاظ والمفسرين 281 رقم 541، وانظر: الدر الثمين في
مناقب الشيخ محيي الدين الّذي قدّم له الدكتور صلاح الدين المنجد
ففيه مصادر ومراجع أخرى، والقاموس الإسلامي لأحمد عطية الله 5/
330- 333، وسير الأولياء للخزرجي 47.
[1] أي القائلين بوحدة الوجود.
(46/375)
ذكرَه أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبيْثيُّ
فقال [1] : أخذَ عن مشيخة بلده، ومال إلى الآداب، وكتبَ لبعض
الوُلاةِ، ثم حَجَّ ولم يَرْجعْ، وسَمِعَ بتلك الدّيار. ورَوَى عن
السِّلَفِيّ بالإجازَة العامة. وبَرَعَ فِي علم التّصوّف وله فِيهِ
مصنّفات كثيرة. ولقيَه جماعةٌ من العلماء والمتعبّدين وأخذوا
عَنْهُ.
وقالَ ابنُ نُقْطَة: سَكَنَ قونِيةَ ومَلَطْيَةَ مدّة. وله كلام
وشعر غير أنّه لا يُعْجبُني شِعره.
قلت: كأنَّه يُشير إلى ما فِي شِعره من الاتحادِ وذِكْر الخَمْر
والكنائسِ والملاح، كما أنشدنا أَبُو المعالي مُحَمَّد بن عليّ عن
ابن العربيّ لنفسه:
بذي سَلَم والدَّيْرُ من حاضرِ الحِمى ... ظِبَاءُ تُرِيكُ
الشَّمْسَ فِي صورةِ الدُّمي
فأرقُبُ أفْلاكًا وأخدُمُ بِيعةً ... وأحْرُسُ روضا بالربيع
مُنَمنما
فوَقْتًا أُسمَّى راعيَ الظَّبْي بالفَلا ... ووَقتًا أُسمَّى
رَاهبًا ومُنَجِّما
تَثَلَّثَ مَحْبُوبي وَقَدْ كَانَ واحدا ... كما صَيَّروا الأقنامَ
بالذاتِ أقْنما
فلا تُنْكِرن يا صاحِ قولي غَزالةٌ ... تُضيءُ لغِزْلان يَطُفْنَ
على الدّماء
فللظَّبْي أجيادا وللشمس أوجُهًا ... وللدُّمية البَيْضاءِ صَدرًا
ومِعْصَما
كما قد أعرت للغصونِ ملابسا ... وللروضِ أخْلاقًا وللبرقِ مَبْسِما
ومن شِعره فِي الحقِّ تعالى:
ما ثَمَّ ستِرُ ولا حِجَابٌ ... بل كلُّه ظاهرٌ مُبيَّن
وله:
فما ثَمَّ إلا اللَّه ليسَ سواهُ ... فكُلُّ بصيرٍ بالوجدِ يَراهُ
وله:
لقد صارَ [2] قَلْبي قابِلًا كُلَّ صُورةٍ ... فمرعى لغزلان ودير
لرهبان [3]
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 152، 153 (15/ 58) .
[2] في لسان الميزان 5/ 313 «حار» وهو تصحيف.
[3] في لسان الميزان «الرهباني» وهو غلط. (بإضافة أل التعريف) .
(46/376)
وبيتُ لأوْثانٍ [1] وكعبةُ طائفٍ ...
وألْواح تَوْراةٍ ومُصْحفُ قُرآنِ
أدِينُ بدِينِ الحُبِّ أَيْنَ تَوجَّهَتْ ... ركائبُه فالحُبُّ
ديني وإيماني
وله من قصيدة:
عَقَدَ الخلائقُ فِي الإلهِ عقائدا ... وأنا اعتقَدَتُ جَميعَ ما
اعتقدُوه [2]
هذا الرجل كَانَ قد تصوّف، وانعزلَ، وجاعَ، وسَهرَ، وفُتحِ
عَلَيْهِ بأشياء امتَزَجَتْ بعالم الخيال، والخطرات، والفكرة،
فاستحكم بِهِ ذَلِكَ حتّى شاهد بقوّة الخيالِ أشياءَ ظنّها موجودة
فِي الخارج. وسَمِعَ من طَيش دماغِه خِطابًا أعتقده من اللَّه ولا
وجودَ لذلك أبدا فِي الخارج، حتّى أَنَّهُ قَالَ: لم يكُن الحقُّ
أوقَفني عَلَى ما سطَّره لي فِي توقيع ولايتي أمور العالم، حتّى
أعلمني بأني خاتمُ الوِلايةِ المحمّدية بمدينة فاس سنة خمسٍ
وتسعين. فلمّا كانت ليلة الخميس فِي سنة ثلاثين وستمائة أوقَفني
الحقُّ عَلَى التّوقيع فِي ورقة بيضاء، فرسمتُه بنصّه: هذا توقيع
إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزَلَ لَهُ رِفَده وما
خَيَّبْنا قصدَه، فلينهضْ إلى ما فُوِّض إِلَيْهِ، ولا تَشْغَلْه
الوِلايةُ عن المُثولِ بين أيدينا شَهرًا بشهرٍ إلى انقضاء العمر.
ومن كلامِه فِي كتاب «فُصوص الحَكَم» [3] قَالَ: اعلَمْ أنّ
التنزيه عند أهل الحقائق فِي الجنابِ الإلهي عينُ التّحديد
والتّقييد، فالمُنزه، إمَّا جاهلٌ وإمّا صاحب سوء أدب، ولكن إذ
أطلقاه، وقالا بِهِ، فالقائل بالشرائع المؤمنُ إذا نزَّه ووَقَف
عند التنزيه، ولم يرَ غيرَ ذَلِكَ، فقد أساء الأدب، وأكذبَ الحقّ
والرُّسلَ وهو لا يَشْعر، وهو كمنْ آمنَ ببعضٍ وكفرَ ببعض، ولا
سيَّما وقد عَلِمْ أنَّ ألسنة الشرائع الإلهية إذا
__________
[1] في لسان الميزان «وبيتا لأصنام» .
[2] وقال ابن النجار: أنشدني أبو عبد الله محمد بن العربيّ لنفسه
بدمشق:
أيا حايرا ما بين علم وشهوة ... ليتّصلا، ما بين ضدّين من وصل
ومن لم يكن يستنشق الريح لم يكن ... يرى الفضل للمسك الفتيق على
الزيل
(المستفاد 38) .
[3] انظر «الفصوص» 1/ 68 و 72 و 78 و 83.
(46/377)
نطقت في الحقّ تعالى بما نطقت بِهِ إنّما
جاءتْ بِهِ فِي العموم عَلَى المفهوم الأوَّل وعلى الخصوص عَلَى
كلّ مفهوم يُفَهمُ من وجوهِ ذَلِكَ اللّفظ بأيّ لسان كَانَ فِي
موضع ذَلِكَ اللّسان، فإنَّ للحقِّ فِي كلّ خلقٍ ظُهورًا، فهو
الظاهرُ فِي كلّ مفهوم، وهو الباطنُ عن كلّ فهم، إلّا عن فهم مَنْ
قَالَ: إنّ العَالَمَ صورتُه وهُويَّتُه وهو الاسمُ الظاهر، كما
أَنَّهُ بالمعنى روحُ ما ظهر فهو الباطنُ، فنسبته لما ظهر عن صُوَر
العالمِ نسبةُ الروح المدبِّرةِ للصورة، فتوجد فِي حَدَّ
الُإِنْسَان مثلا باطنة وظاهرة، وكذلك كلُّ محدود، فالحقُ محدودُ
بكل حدٍّ، وصُوَرُ العالمِ لا تنضبطُ، ولا يُحاط بِها، ولا
يُعْلَمُ حدودُ كلّ سورة منها إلّا عَلَى قدر ما حصلَ لكلّ عالم من
صوره، ولذلك يُجهل حدُّ الحقِّ، فإنّه لا يُعلم حدُّه إلّا بعلم
حدِّ كلّ صورة وهذا مُحال. وكذلك من شَبَّههُ وما نَزَّهَهُ، فقد
قيَّده وحدّده وما عَرَفَه. ومَن جمعَ فِي معرفتِه بينَ التنزيِه
والتشبيه، وصفهُ بالوَصفين عَلَى الإجمال، لأنّه يَستحيلُ ذَلِكَ
عَلَى التفصيل، كما عرَّفَ نفسَه مجملا لا عَلَى التّفصيل. ولذلك
رَبَطَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ معرفةَ الحقِّ
بمعرفة النّفس، فَقَالَ: «مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ»
[1] . وقال تعالى:
سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وَفي أَنْفُسِهِمْ 41: 53- وهو
عينك- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ 41: 53- أي للناظرين- أَنَّهُ
الْحَقُّ 2: 26 [2] من حيثُ إنّك صورته، وهو روحُك، فأنت له
كالصورة الجسيمة لك، وهو لك كالرُّوحِ المُدبِّر لصورةِ جسدك، فإن
الصورةَ الباقيةَ إذا زالَ عنها الرُّوح المُدبر لها لم تبق إنسانا
ولكن يقال فيها: إنها صورةٌ تُشبِهُ صورةَ الُإِنْسَان، فلا فرق
بينها وبين صورة من خشب أو حجارة ولا ينطبق عليها اسم إنسان إلا
بالمجاز لا بالحقيقة. وصورة العالم لا يتمكن زوال الحقّ عنها أصلا،
فحدُّ الأُلوهيَّةِ لَهُ بالحقيقة لا بالمجاز كما هُوَ حَدُّ
الُإِنْسَانِ.
إلى أن قَالَ فِي قوله [تعالى] [3] : وَقالُوا لا تَذَرُنَّ
آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْراً 71: 23
__________
[1] قال الشيخ شعيب الأرنئوط: موضوع كما قال شيخ الإسلام ابن
تيمية، وسئل عنه الإمام النووي في «فتاويه» فقال: إنه ليس بثابت،
وقال الزركشي في «الأحاديث المشتهرة» : وقال ابن السمعاني في
«القواطع» : إنه لا يعرف مرفوعا، وإنما يحكي عن يحيى بن معاذ
الرازيّ، وقال السيوطي:
ليس بصحيح انظر «الحاوي» 2/ 451- 452. (المطبوع من تاريخ الإسلام-
ص 356) .
[2] سورة فصلت، الآية 53.
[3] إضافة على الأصل.
(46/378)
[1] قال: فإنّهم إذا تركوهم جَهِلوا من
الحقِّ عَلَى قدر ما تركوا من هؤلاء فإنَّ للحقّ فِي كلّ معبود
وَجْهًا يَعرفُه مَنْ يعرفه، ويَجهلُه من يجهلُه من المحمّديّين
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ 17: 23 [2] أي:
حَكَمَ، فالعالمِ يَعلمُ مَنْ عَبَد، وفي أيِّ صورة ظهرَ حتى
عُبِدَ، وإنّ التفريقَ والكثرة كالأعضاء فِي الصورة المحسوسة،
وكالقوى المعنوية فِي الصورة الروحانية، فما عُبِدَ غيرُ اللَّه في
كل معبود. إلى أن قَالَ: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ 71: 25 [3] فهي التي
خَطَت بهم فغرقوا فِي بحارِ العلم باللَّه، وهو الحيرة
فَأُدْخِلُوا ناراً 71: 25 [4] فِي عين الماءِ فِي المحمّديّين
وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ 81: 6 [5] سَجَّرتَ التنورَ: إذا
أوقدته فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ من دُونِ الله أَنْصاراً 71: 25 [6]
فكان الله عين أنصارهم، فهلكوا فيه إلى الأبد فلو أخرجهم إلى
السّيف [7]- سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجَة الرفيعة، وإن
كانَ الكُلُّ للَّه وباللَّه، بل هُوَ اللَّه. وقال فِي قولِه: يَا
أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ 37: 102 [8] فالوالد عينُ أَبِيهِ، فما
رأى يَذْبَحُ سوى نفسِه، وفداه بذبح عظيم، فظهرَ بصورة كَبْش مَنْ
ظهر بصورة إنسان، لا بل بحكم ولد مَنْ هُوَ عين الوالد، وَخَلَقَ
مِنْها زَوْجَها 4: 1 [9] فما نَكَحَ سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد
والأمر واحد فِي العدد. وفيه:
فيَحمَدُني وأحمدُه ... ويعبدُني وأعبدُه
ففي حالٍ أُقِرُّ بِهِ ... وفي الأعيانِ أجحدُه
فيعرفُني وأنِكرُه ... وأعرِفُه فأَشْهَدُه
وقال: ثم تَمَّمَها مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بما
أخبرَ بِهِ عن الحقّ تعالى بأنّه عين السمع
__________
[1] سورة نوح، الآية 23.
[2] سورة الإسراء، الآية 23.
[3] سورة نوح، الآية 25.
[4] السورة والآية نفسها.
[5] سورة التكوير، والآية 6.
[6] سورة نوح، الآية 25.
[7] كتب في حاشية الأصل: «يعني الساحل» .
[8] سورة الصافات، الآية 102.
[9] سورة النساء، والآية 1.
(46/379)
والبصر واليد والرِّجْل واللّسانِ، أي:
هُوَ عين الحواسَّ. والقُوى الروحانية أقربُ من الحواسّ، فاكتفى
بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهولِ الحدّ.
إلى أن قَالَ: وما رأَينا قطُّ من عَبَد اللَّه فِي حقّه تعالى فِي
آية أنزلها أو إخبار عَنْهُ أوصله إلينا فيما نرجع إِلَيْهِ إلّا
بالتّحديد، تنزيها كَانَ أو غير تنزيه، أوَّلُه العَماءُ الّذِي ما
فوقَه هواء وما تحته هواء فكان الحقُّ فِيهِ قبل أن يخلُقَ الخلقَ.
ثم ذكر أَنَّهُ استوى عَلَى العرش فهذا أيضا تحديد، ثم ذكرَ
أَنَّهُ ينزلُ إلى السماء الدُّنيا فهذا تحديد، ثم ذكر أَنَّهُ فِي
السماء وأنّه فِي الأرض وأنّه معنا أيَنما كُنّا إلى أن أخبرنا
أَنَّهُ عَيْننا ونحن محدودون فما وَصَفَ نفسَه إلّا بالحدّ.
وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 [1] حدّ أيضا- إن أخذنا
الكاف زائدة لغير الصفة، وإن جعلنا الكاف للصفة قد حدّدناه. وإن
أخذنا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 عَلَى نفي المثلِ تحقّقنا
بالمفهوم، وبالخبر الصحيح أَنَّهُ عينُ الأشياءُ، والأشياءُ
محدودة، وإن اختلفت حدودُها، فهو محدود بحدّ كلّ محدود، فما تحدُّ
شيئا إلّا وهو حدّ للحقِّ، فهو الساري فِي مُسمَّى المخلوقات
والمبُدعات، ولو لم يكنِ الأمرُ كذلك ما صحّ الوجودُ، فهو عين
الوجود. وذكر فصلا من هذا النمط. تعالى اللَّه عمَّا يَقُولُ
عُلوًّا كبيرا. أستغفرُ اللَّه، وحاكي الكفرِ ليسَ بكافرٍ.
قَالَ الشَّيْخ عزّ الدّين بن عَبْد السلام فِي ابن العربيّ هذا:
شيخُ سوءٍ، كَذاب، يَقُولُ بِقدم العالم ولا يُحَرِّمُ فرجا. هكذا
حدَّثني شيخنا ابن تيميّة الحرّاني به عن جماعةٍ حدّثوه عن شيخنا
ابنِ دقيق العيد أَنَّهُ سَمِعَ الشَّيْخ عزّ الدّين يَقُولُ
ذَلِكَ. وحدّثني بذلك المقاتليّ، ونقلُته من خطِّ أَبِي الفتح بن
سَيِّد الناس أَنَّهُ سَمِعَه من ابنِ دقيق العيد.
قلتُ: ولو رَأَى كلامَه هذا لحكمَ بكُفرِه، إلّا أن يكونَ ابنُ
العربيّ رجع عن هذا الكلام، وراجعَ دين الإِسلْام، فعليه من اللَّه
السلام.
وقد تُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ربيع الآخر.
__________
[1] سورة الشورى، الآية 11.
(46/380)
ولابن العربيّ توسُّع فِي الكلام، وذَكاءٌ،
وقوةٌ حافظةٌ، وتدقيق فِي التّصوّف، وتواليفُ جمةٌ فِي العِرْفان.
ولولا شطحاتٌ فِي كلامه وشعره لكانَ كلمةَ إجماع، ولعلَّ ذَلِكَ
وَقَعَ منه فِي حال سكرِه وغيبته، فنرجو لَهُ الخيرَ [1] .
550- مُحَمَّد بن جعْفَر [2] بن أَحْمَد بن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد الله، الأَنْصَارِيّ، الصُّوليّ، المالكيّ.
ولد بصول قبل الستّين وخمسمائة.
وصَوْل: من الصعيد الأدنى.
وسمع من أَبِي البركات هبةِ اللَّه بْن عَبْد المحسن.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ شعرا وقال: تُوُفّي فِي ثاني عشر
المحرَّم.
551- مُحَمَّد بْن سَعِيد [3] بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد ابن
الرّزّاز.
أَبُو سعد، البغداديّ.
حَضَرَ فِي الرابعة عند عُبَيْد اللَّه بن شاتيل. وصارَ عَدْلًا،
ووَلِيَ وَكالةَ أولادِ الخليفة. وحدَّث.
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى، ودُفِنَ عند أَبِيهِ وأجداده.
552- مُحَمَّد ابن القاضي عَبْد اللَّه [4] ابن القاضي السعيد
عَلِيّ بن عثمان، القاضي شرفُ الدّين.
أَبُو الحسن، المخزوميّ، الشافعيّ، العدل.
__________
[1] كتب المؤلّف في حاشية نسخته بلاغا بسماع بعض الفضلاء لهذه
الترجمة عليه سنة 731 هـ وهذا نصه: «سمع ترجمة ابن عربي مني محمد
ابن المحب ابن المحب عبد الله بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن
الناصح، وأحمد بن غازي الحجازي، ومحمد بن أبي بكر محمد بن أبي بكر
بن عبد الدائم سنة إحدى وثلاثين» . وانظر ما ذكره المؤلّف- رحمه
الله- في: ميزان الاعتدال 3/ 659، 660، والحافظ ابن حجر في: لسان
الميزان 5/ 311- 315.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 549 رقم
2959.
[3] انظر عن (محمد بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 557 رقم
2979، والوافي بالوفيات 3/ 101، 102 رقم 1038.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 565،
566 رقم 2999.
(46/381)
سَمِعَ من البوصيريّ، وإسماعيل بن ياسين،
والأرْتاحيّ، وجماعةٍ كثيرة.
وشهد عَلَى القضاة، وتَقَلَّب فِي الخِدَمِ.
وحدَّث بمصر والشام.
وعاش خمسين سنة. وتُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ بغزّة.
553- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
[2] بْن عَلْوان بن عَبْد اللَّه بن عَلْوان بن رافع، قاضي القضاة.
جمالُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، ابنُ الأستاذ، الأسديّ،
الحلبيّ، الشافعيّ.
وُلِد بحلب في سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: جدِّه لأمِّه عَبْد الصَّمد بن ظَفَر، ويحيى
الثَّقفيّ، وأَبِي [3] الفتح عُمَر بن عَلِيّ الجوينيّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر وحلب.
ونابَ عن أخيه القاضي زين الدّين عَبْد اللَّه، فلمّا تُوُفّي
وَلِيَ القضاء.
وكانَ من النُّبلاء العلماء يرجعُ إلى فضلٍ، ودين وسُؤْددٍ.
رَوَى عنه: الجمال محمد ابن الصابونيّ، والمجد ابن العديم الحاكم،
والشهاب الأبَرْقُوهيّ، وجماعة.
وقَدْ سَمِعَ في سنة تسع وستّين بقراءة الحافظ عَبْد القادر
الرُّهاوي عَلَى جدِّه المهذّب عَبْد الصَّمد الخامس عشر من
«الأفراد» للدّارَقُطْنيّ: أخبرنا طاهر بن عبد الرحمن ابن العجميّ
سنة عشرين وخمسمائة، أخبرنا أَبُو طاهر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن
سعدون الموصليّ بحلب سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أخبرنا الدّار
الدّارقطنيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
550، 551 رقم 2963، ومفرّج الكروب 5/ 280، 281، وزبدة الحلب 3/
249، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 107، والوافي بالوفيات 3/ 234 رقم
1243، والمقفى الكبير 6/ 31، 32 رقم 2417، وله ذكر في سير أعلام
النبلاء 23/ 74 دون ترجمة.
[2] في: تكملة المنذري 3/ 550 «عبيد الله» والمثبت يتفق مع المصادر
ومع ترجمة والده «عبد الرحمن» في وفيات سنة 623 هـ رقم 183.
[3] في الأصل: «أبا» وهو سهو.
(46/382)
تُوُفّي جمالُ الدّين فِي صفر بحلب.
وقد رَوَى سعدُ الخير النابُلُسيّ، عَنْهُ عن القُطب مَسْعُود بن
مُحَمَّد.
554- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن مسعود [1] بن الحسين ابن
الحِلِّي.
أَبُو عَبْد اللَّه، البغداديّ.
سَمِعَ من: أَبِي السعاداتِ القزَّاز، وطاعنٍ الزُّبَيْريّ.
وكان كاتبا متصرفا، مُتميزًا، حسن الطريقة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
أجاز للقاضي شهاب الدّين ابن الخويّيّ، والبدر حسن ابن الخلّال،
وزينب بنت الإسعرديّ، ومحمد ابن الشّيرازيّ، والبهاء بن عساكر.
555- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك [2] بْن يُوسُف بْن محمد بن قدامة.
الْإمَام، أَبُو يوسُفَ، الجمَّاعيليُّ.
رَوَى عن يحيى الثَّقفيّ.
رَوَى لنا عَنْهُ العمادُ عبدُ الحافظ بن بدران.
قَالَ الحافظ الضياءُ: تُوُفّي فِي المحرّم بجمّاعيل. قال: وقال لي
بشارةُ عتيقُ أَبِي حمزة: تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة سبع، والله
أعلم.
556- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عَبْد الوهّاب بن خُلَيْف [3] بن عَبْد
القويّ.
الشَّيْخ الجليل، أَبُو البركات، الْجُذامي، السَّعْديّ،
الإسكندرانيّ.
من بيتِ حِشْمَة وتقدُّم.
ولد سنة خمس وستّين وخمسمائة.
وحدّث عن السّلفيّ ببلده وبمصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن مسعود) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 558 رقم 2981.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 559 رقم
2984، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 121، والمقفى الكبير
للمقريزي 6/ 318 رقم 2784.
[3] في المقفى: «خلف» ، والمثبت يتفق مع المصادر.
(46/383)
روى عَنْهُ الحافظُ عبدُ العظيم وقال [1] :
تُوُفّي فِي التّاسع والعشرين من جُمَادَى الآخرة.
ورَوَى عنه الجمال ابن الصابونيّ وقال [2] : سَقَطَ عَلَيْهِ جدارٌ
فقتله.
557- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن محفوظ [3] بن تميم بن إِسْمَاعِيل.
الشيخُ الجليل، أَبُو البركات، الأَنْصَارِيّ، الإسكندرانيّ،
المعروف بابن تاجر عينة.
وُلِدَ سَنَة تسعٍ وأربعين.
وحدَّث عن: السِّلَفِيّ، وعبد العزيز بن فارس الشّيبانيّ.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والتاج الغرّافيّ، وجماعة.
وقد توفّي في شعبان.
558- محمد بْنُ عُمَرَ [4] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن أبي العجائز.
أبو عبد الله، الأزديّ، الدّمشقيّ.
من بيت كبير قديم. رقّ حاله وافتقر، وصار يخدم القضاة، ويقف بين
أيديهم.
حدّث عن: أَبِي القاسم بن عساكر الحافظ، وأَبِي بَكْر عبدِ اللَّه
بْن مُحَمَّد النُّوقانيّ.
روي عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريّ وقال: كَانَ شيخا صالحا، حدَّث من
أهلِ بيته جماعةٌ.
قلتُ: وقد حدَّث الحافظ أَبُو القاسم عن جدِّه أَبِي الفهم عبد
الرحمن.
__________
[1] في التكملة 3/ 559.
[2] في تكملة إكمال الإكمال 121.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن محفوظ) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
561 رقم 2989، والمقفى الكبير 6/ 329، 330 رقم 2900، وله ذكر في
سير أعلام النبلاء 23/ 74 دون ترجمة.
[4] انظر عن (محمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 562، 563
رقم 2993، وله ذكر في:
سير أعلام النبلاء 23/ 74 دون ترجمة.
(46/384)
وممن روى عن محمد: المجد ابن الحلوانيّة،
والبدر ابن الخلّال. وأجاز لأبي المعالي ابن البالسيّ، وتقيِّ
الدّين سُلَيْمَان الحاكم، وإِبْرَاهِيم بن أَبِي الْحَسَن
المُخَرّميّ، والشيخ عَلِيّ القارئ.
وتُوُفّي فِي رابع شوَّال.
559- مُحَمَّد بن لُؤيّ [1] .
أَبُو منصور البغداديّ، الأديب.
من شعراء الدّيوان العزيز.
وكان مُسنًّا، عاشَ تسعين سنة. وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
وله من قصيدة:
لا نَفْعَ فِي عَذْلي [2] وعندي منهمُ ... خوِفَ التَّفرُّقِ
مُقِعدٌ ومُقيمُ
ولقد أُراني ذا اشتياقٍ بعدَهُم ... إنْ هَبَّ من أرضِ الغُوَيْر
نُسيمُ
هَلْ عندكمُ تِرْياقُ [3] مَنْ هُوَ فِي الهَوَى ... بِلحاظِ آرامِ
الخُدورِ سَليمُ [4]
560- مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
عبد الله ابن الحاجّ.
أَبُو القاسم، التُّجيبيّ، القُرْطُبيّ.
سَمِعَ من: نَجَبة بن يحيى، وابن غالب. وتُوُفّي بإشْبيلية فِي
عَشْر السبعين فِي صَفَر.
561- مُحَمَّد بن أَبِي المظفّر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عَبْد الله.
المعروف بالصدر، ابن الهَرَوي.
بغداديّ، شاعرٌ، وخليعٌ ماجنٌ، لَهُ يدٌ طولى في النظم والنثر،
والجدّ
__________
[1] انظر عن (محمد بن لؤيّ) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 2/ 173، 174 رقم 416، والمختصر المحتاج إليه 1/ 109،
والوافي بالوفيات 4/ 379 رقم 1924.
[2] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 174 «عذل» .
[3] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 174 «درياق» .
[4] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 174 أبيات أخرى.
(46/385)
والهزل. وسلك في شعره أسلوب ابن حَجّاج فِي
الفُحْشِ فِي بعض الأوقات. وله «مقامات» مليحة.
تُوُفّي فِي تاسع جُمَادَى الآخر.
562- محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهَروي.
الإسكافي، نزيلُ جبلِ قاسِيُون.
حدّث عن أَحْمَد بْن حَمْزَة الموازينيّ.
كتبَ عَنْهُ عُمَر ابن الحاجب.
وحدَّث عَنْهُ ابنُ الحُلْوانية، وغيره.
وتُوُفّي بعد الحج بخَيْبَر فِي المحرَّم.
563- مظفرُ بن أَبِي القاسم [1] عُبَيْد اللَّه بن المبارك بن
إِبْرَاهِيم بن مختار.
العدلُ، الرئيسُ، أَبُو نصر، ابن السِّيبيّ، البغداديّ، الأزجيُّ،
الدّقّاق.
أسمَعَه أَبُوهُ من: نصرِ اللَّه القزَّاز، وذاكرِ بن كامل،
وجماعة.
وحَضَرَ ابن شاتيل.
وهو من بيتِ حديثٍ وعدالةٍ.
قَالَ ابنُ النجّار: لم يكن محمود الطريقة. تُوُفّي فِي ثامن عشر
ربيع الأول.
أجاز لسعد الدّين، وللبجّديّ، وبنتِ مؤمن.
564- ممدودُ بنُ عَبْد اللَّه الرَّبابيّ، القوَّالُ، البغداديّ.
كَانَ أستاذا فِي الطَّرَبِ وعلم الموسيقى. لم يكن فِي وقته مثله.
وكان طيِّب الصوت، بعيد الصِّيتِ، ظريفا، خفيفا، لطيفا، لَهُ
حِشْمةٌ ودُنيا.
تُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ، وله سبعون سنة، ودُفِنَ بداره.
565- مواهبُ بنُ أَبِي الرِّضا [2] مُحَمَّد بن المبارك بن عَبْد
الرحمن بن عصيّة- بالضم، والأصحّ بالفتح [3]-.
__________
[1] انظر عن (مظفّر بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
552 رقم 2966.
[2] انظر عن (مواهب بن أبي الرضا) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
554، 555 رقم 2971.
[3] المنذري.
(46/386)
أَبُو بَكْر، البغداديّ.
سَمِعَ من عَبْد المغيث بن زُهَير.
مات فِي ربيع الآخر.
[حرف الهاء]
566- هبة اللَّه بْن أَحْمَد [1] بْن أَبِي الفتح ابن الدّخني.
بغداديّ. رَوَى عن فارسِ الحفارِ.
567- هبةُ اللَّه بْن عَلِيّ [2] بْن أَبِي البَرَكات هبةِ اللَّه.
أَبُو البركات أخو الْإمَام أَبِي الفضل جعفرٍ الهَمَدانيّ.
رَوَى عن السِّلَفِيّ بالإجازة.
[حرف الياء]
568- يوسُفُ بنُ سلمان [3] بن قاسم.
أَبُو الحَجّاج، القَلُوسَنيُّ، الصَّعيديّ، الزّاهد، مُريدُ
الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ.
كَانَ أحد مَنْ يشارُ إليه بِقَلُوسَنَا [4] بالصلاح والكرامات،
وله أتباعٌ. وكان من أبناء الثمانين.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
569- يوسفُ بنُ عَبْد المنعم [5] بْن نعمة بْن سُلطان بن سرور بن
رافع بن حسن.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 551،
552 رقم 566.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 566،
567 رقم 3002.
[3] انظر عن (يوسف بن سلمان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 558،
559 رقم 2983.
[4] انظر: معجم البلدان 4/ 168.
[5] انظر عن (يوسف بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
564 رقم 2996، والمنهج الأحمد 376، والذيل على طبقات الحنابلة 2/
221، ومختصره 69، والمقصد الأرشد، رقم 1267، والدر المنضد 1/ 374
رقم 2041، وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 23/ 74 دون ترجمة.
(46/387)
الفقيهُ، تقيُّ الدّين، أَبُو عَبْد
اللَّه، المقدسيُّ، ثم النابُلُسيُّ، الحَنْبليُّ.
وُلِد ببيتِ المقدس تقديرا فِي سنة ستٍّ وثمانين.
وقَدِمَ دمشقَ وسَمِعَ بها من: عمر بْن طَبَرْزد، وأبي اليُمْن
الكنْدي، وأبي القاسم ابن الحّرَسْتانيّ، وستّ الكَتَبةِ بنتِ
الطَّرَّاح، وطائفةٍ.
وتفقَّه عَلَى الشَّيْخ المُوَفَّقِ. وكتبِ الخطَّ المنسوب.
وكان إمامَ الجامع الغربيّ بنابُلُس. وفيه دينٌ، وعبادة، وخير. كتب
عنه عمر ابن الحاجب، وغيره. وتُوُفّي فِي عاشر ذي القَعْدَةِ.
وفيها ولد العماد محمد بن عليّ ابن البالسيّ العَدْلُ، فِي صفر.
والبهاءُ مُحَمَّد بن يوسف ابن البِرْزاليُّ العَدْل، فِي رجب.
وأَبُو الوليد مُحَمَّد بن أحمد بن محمد ابن الحاجّ القُرْطُبيّ
المالكيّ.
والعمادُ عَلِيّ بن عَبْد العزيز ابن السّكّريّ، الخطيب المصريّ.
والفتح محمد ابن محيي الدّين عَبْد اللَّه بن عَبْد الظّاهر
الموقّع.
والعفيف محمد بن عبد المحسن ابن الدَّواليبيّ الواعظُ، شيخ
المستنصرية.
والعفيفُ عبدُ الخالق بن أبي عليّ ابن الفارع الحَمَويّ، فِي رجب.
وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد الحُسينيّ الناسخ، أخو
التّاج الغرَّافيّ، بالإسكندرية.
والنجمُ عَبْد اللطيف بن عَبْد العزيز بن تيميَّة.
والصلاحُ صالحُ بن أَحْمَد القوَّاسُ البَعْلَبَكّيّ الشاعر.
وإسماعيل بن صالح بن هاشم ابن العَجَميّ الحلبيُّ الفقيهُ.
والشيخ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مَنَعَة الصالحيّ.
والمجدُ مُحَمَّد بن عُمَر بن محمد ابن العماد الكاتب، فِي
جُمَادَى الأولى.
والفتحُ عبدُ الوهّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابن
البلخيّ الحنفيّ، بحلب.
(46/388)
سنة تسع وثلاثين
وستمائة
[حرف الألف]
570- أَحْمَد بن أسفنديار [1] بن الموفق.
أَبُو الْعَبَّاس، البُوشَنْجيّ [2] ، الواعظُ، شيخُ رباط
الأرجوانية.
كَانَ أديبا، شاعرا، مفوّها.
تُوُفّي فُجاءةً فِي ذي القَعْدَةِ.
571- أَحْمَد بن الْحُسَيْن [3] بن أَحْمَد بن معالي بن منصور.
العلَّامة شمسُ الدّين، أبو عبد الله، ابن الخبَّاز، الإرْبليُّ
الأصلِ، المَوْصِليّ، النَّحْويّ، الضريرُ، صاحبُ التصانيف.
كَانَ أستاذا بارِعًا فِي النَّحْو واللُّغة والعَرُوض والفرائض.
وله شعرٌ رائق.
تُوُفّي فِي رجب فِي عاشره بالموصل، وله خمسون سنة.
وله:
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أسفنديار) في: عقود الجمان لابن الشعار 1/
ورقة 218، وتاريخ إربل 1/ 338 رقم 234، والتكملة لوفيات النقلة 3/
590 رقم 3054، ووفيات الأعيان 2/ 206، والمشتبه 1/ 61، والوافي
بالوفيات 6/ 248 رقم 2727، والبداية والنهاية 13/ 158، وعقد الجمان
18/ ورقة 247.
[2] في البداية والنهاية: كنيته: أبو الفضل، وتصحّفت النسبة إلى:
«البوسنجي» بالسين المهملة.
[3] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: ذيل الروضتين 172 وفيه: «الشمس
بن الخباز» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 341، والعبر 5/ 159،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 181، ومرآة الجمان 4/ 101، ونكت
الهميان 96، والبداية والنهاية 13/ 157، والعسجد المسبوك 2/ 504،
والنجوم الزاهرة 6/ 342، وبغية الوعاة 1/ 354 رقم 560 (سنة 637 هـ)
، وروضات الجنات 85، وكشف الظنون 155، 1563، 1801، 1918، 1964،
1989، وشذرات الذهب 5/ 202، 203، وهدية العارفين 958، وديوان
الإسلام 2/ 252 رقم 898، والأعلام 1/ 117، ومعجم المؤلفين 1/ 200.
(46/389)
سَقَتِ الغُصُونُ الرَّاحَ من حركاتها ...
وتعلِّمِ الملكانِ مِنْ لَحَظاتِها
سمراءُ تُحمى بالملاحَة، طَرفُها ... كسنانِها، وقوامُها كقَناتِها
يا مَنْ غَرَسْنَ لها المودة فِي الحَشَى ... وسقيتها من أدمْعي
لنباتها
لا تَحْسَبي طُولَ النَّوى يُنْسِي الهَوى ... حتَّى ترُدَّ النفس
عن صَبواتِها
572- أَحْمَد ابنُ تاج الدّولة عَبْد اللَّه ابن الوزير أَبِي
الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المظفَّر
ابن رئيس الرؤساء الوزير أَبِي القاسم ابن المُسْلِمة.
أَبُو الفضل، البغداديّ.
كَانَ يُعاشِرُ الفُقراء ويَسْلُكُ مَنْهَجَهُم. وكانَ يَقْرأُ
بصوتٍ طيبٍ.
تُوُفّي فِي رجب.
573- أَحْمَد بن يعقوب [1] بن عَبْد اللَّه بن عَبْد الواحد.
أَبُو الْعَبَّاس، البغداديّ، المارستانيُّ، الصُّوفيّ، قيِّمُ
جامع المنصور.
وُلِد فِي حدود سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وسمع: أبا المعالي محمد بن محمد ابن اللَّحّاس، وعُمَر بن
بُنَيْمان البقّال، وأبا عَلِيّ أحمد بن محمد الرَّحَبِيِّ،
ومُحَمَّد بن أسعد العطَّاريّ حفدة، وخديجة بِنْت النِّهْرَوَانيّ،
وشهدة بِنْت الإبريّ، وأبا الفَرَج مُحَمَّد بن أَحْمَد الدّقّاق،
وغيرهم.
وكانَ شيخا صالحا، معمَّرًا، عالي الإسناد.
رَوَى عَنْهُ: المجدُ ابن الحُلْوانية، والفاروثيّ، وأَبُو القاسم
بن بَلَبان، وأَبُو الفضل محمد بن أبي الفرج ابن الدبَّاب، وأَبُو
بَكْر مُحَمَّد بن أَحْمَد الشَّريشيّ، وعَبْد اللَّه بنُ أَبِي
السعاداتِ، وأَبُو الْحَسَن عليّ بن أحمد الحسينيّ الغرافيّ،
وجماعة.
وبالإجازة القاضيان ابن الخُوَيّيّ، وتقيّ الدين سُلَيْمَان،
والفخرُ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمةٌ بِنْت سُلَيْمَان، وابنُ
سعد، وعيسى المُطْعِمِ، وأَحْمَد بن الشّحنة، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يعقوب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 592 رقم
3059، والإشارة إلى وفيات الأعيان 341، والإعلام بوفيات الأعلام
265، والمعين في طبقات المحدّثين 199 رقم 2110، والعبر 5/ 159،
وسير أعلام النبلاء 23/ 77- 79 رقم 57، والنجوم الزاهرة 6/ 344،
وشذرات الذهب 5/ 203.
(46/390)
قَالَ ابن نُقطة: هُوَ ابن الحُبَيق.
سَمِعْتُ منه، وسماعُه صحيح. وكانَ رجلا صالحا. تُوُفّي فِي الثالث
والعشرين من ذي الحجّة.
قلتُ: ومن مسموعه كتابُ «التَّقوي» لابن أَبِي الدُّنيا على ابن
اللّحاس بإجازته من أبي القاسم ابن البسريّ.
وسمع منه ابنُ الجوهريّ نسخة الكجِّي عن القَعْنَبيّ، بسماعه من
جعفر ابن الدّامغانيّ، عن ابن سِوار، وابن المُقَيَّر، عن مُحَمَّد
بن الْحُسَيْن الحرّاني، عن ابن ماسي، عَنْهُ. وسَمِعَ منه الجزء
الثاني عشر من «مُسند» الحارث بن أَبِي أُسامة، بسماعه من عُمَر بن
بُنَيمان فِي سنة ستٍّ وخمسين وخمسمائة: أخبرنا الطُّرَيثيثيُّ،
أخبرنا الْحُسَيْن بن شجاع، عن ابنِ خلَّاد، عَنْهُ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ
يَعْقُوبَ أَخْبَرَهُمْ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
الصُّولِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو
الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَنْتَ
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْتَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَأَنْتَ
الْفَارُوقُ تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَنْتَ
يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْكَافِرِينَ»
[1] . مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] .
574- أرسلان [3] شاه بْن أَبِي بَكْر بْن أيّوب بْن شاذي السلطانُ.
__________
[1] أخرجه البزار (2522) .
[2] انظر عنه في: تهذيب الكمال للمزّي 26/ 36- 38 رقم 5432 وفيه
أقوال العلماء في تضعيفه.
[3] ألحق المؤلّف- رحمه الله- هذه الترجمة في حاشية الأصل ضمن
وفيات سنة 640 هـ ثم طلب تحويلها إلى هنا، حيث قال: «الملك الحافظ
نور الدّين أرسلان شاه ابن العادل يقدّم إلى هنا من العام الآتي» .
وقال الدكتور بشار عواد معروف في المطبوع من تاريخ الإسلام (ص 369،
370) :
«والملاحظ أنه ذكر وفاته سنة 640 في سير أعلام النبلاء (22/ 133)
فلعلّ الأمر تبيّن له بأخرة» .
وأوافق ما قاله الدكتور بشار، حيث أجمعت المصادر على وفاته سنة 639
هو منها: مفرّج الكروب 5/ 308، وزبدة الحلب 3/ 263، والأعلاق
الخطيرة ج 3 ق 1/ 118، 119، والدر
(46/391)
الملك الحافظ نور الدّين ابن السلطان
الكبير الملك العادل الأيوبي صاحب جَعْبَر.
ملك قلعة جَعْبَر دَهْرًا طويلا، وكانَ بها خزائنُ عظيمةٌ من المال
لوالده، فلمّا توليَّ أخوه [1] أخذَها منه، فلَمَّا كَانَ فِي
أواخر أمرِه وخافَ من الخَوارَزميّة لأنهم شعَّثوا بلاده، وخاف من
ابنه أن يسلّم إليهم القلعة، فأرسل إِلَى أخته صاحبة حلب ليُسلمَ
إليها قلعةَ جَعْبَر وبالس، وأن تعوضَه بمدينة عِزاز، ففعلَ ذَلِكَ
وتسلمَ الحلبيون قلعةَ جَعْبَر. وقَدِمَ الملك الحافظ إلى حلب
واجتمعَ بأخته وتسَلَّم نوابُه بلدَ عِزاز [2] وقلعتها، فَسَمِعَتِ
الخَوارَزميّة وأغاروا عَلَى جَعْبَر وبالس، وعثّروا أهلَها ثم
إنَّه سكنَ عِزاز، فُتوفي بها وحُمِلَ تابوتُه إلى حلبَ ودُفن
بالفردوس.
575- إِسْحَاق بن طَرْخان [3] بن ماضي بن جَوْشن.
الفقيهُ، تقيُّ الدين، أَبُو الفداء، ابنُ الفقيه العالم أَبِي
مُحَمَّد، اليمنيُّ الأصلِ، الدمشقيّ، الشاغوري، الشافعيّ.
سَمِعَ والده فِي سنة أربع وخمسين من أَبِي يَعْلَى حمزةَ بن
أَحْمَد ابن كَرَوَّس الثُلُثَ الأخير من كتاب «البَسْمَلة» لسُليم
الفقيه [4] وأجاز لَهُ الباقي. وحدَّث بهذا الكتاب مراتٍ عديدة.
وكانَ شيخا فاضلا، حَسَنَ الطريقة، يَؤُمُّ بمسجدٍ بالشاغور.
رَوَى عَنْهُ: الشرف أَبُو المظفّر ابن النابلسيّ، والمجد ابن
الحُلْوانية، والشهاب القُوصيُّ، والشهابُ أَحْمَد بن مُحَمَّد ابن
الخرزيّ، والشرف ابن عساكر، والبدر
__________
[ () ] المطلوب 347، والمختصر في أخبار البشر 3/ 169، 170، وتاريخ
ابن الوردي 2/ 171، والوافي بالوفيات 8/ 342 رقم 3772، والعسجد
المسبوك 2/ 515، وشفاء القلوب 321، 322، وتاريخ ابن سباط
(بتحقيقنا) 1/ 326، وترويح القلوب 60.
[1] أي الملك المعظّم.
[2] يقال: عزاز وإعزاز.
[3] انظر عن (إسحاق بن طرخان) في: التكملة لوفيات النقلة 5853 رقم
3041، والإشارة إلى وفيات الأعيان 341، 342، والإعلام بوفيات
الأعلام 265، والمعين في طبقات المحدّثين 199 رقم 2111، والعبر 5/
159، وسير أعلام النبلاء 23/ 79، والنجوم الزاهرة 6/ 344، وشذرات
الذهب 5/ 203،
[4] هو أبو الفتح سليم بن أيوب الرازيّ المتوفى سنة 447 هـ. وقد
ألّف كتابه في مدينة صور.
(46/392)
ابن الخَلَّال، والشرفُ عبدُ المنعم بن
عساكر. وبالحضور العماد محمد ابن البالِسيّ. وآخر من رَوَى عَنْهُ
الشرف مُحَمَّد بن داود ابن خطيب بيت الأبَّارُ.
تُوُفّي بالشاغور فِي عاشر رمضان.
وهو آخِرُ مَنْ رَوَى عن ابنِ كَرَوَّس.
576- إِسْحَاق بن يعقوب [1] بن عثمان.
الفقيهُ، جمالُ الدّين، المراغيّ، الشافعيّ.
تفقّه بمَراغةَ عَلَى والده. وبالموصل على ابن يونُس مدّة.
وصَحِبَ الشَّيْخ صدر الدّين أَبَا الْحَسَن بن حَمُّوَيْه بمصر
وأعادَ لَهُ مدّة.
ووَلِيَ تدريسَ جامع الإسكندرية.
وكانَ إماما فاضلا. لَهُ تعليقٌ فِي الخلاف.
تُوُفّي فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى بالقاهرة، وقد نَيَّف عَلَى
السبعين- رحمه اللَّه تعالى-.
577- أسعدُ ابنُ القاضي عَبْد الغنيّ [2] بن أسعد بن عَبْد الغنيّ
بن أسعد.
القاضي الجليل، نفيسُ الدّين، أَبُو الكرم، ابن قادُوس، العدويّ،
الْمَصْريّ.
شيخٌ مُعَمَّر. وُلِد بمصر فِي رجب سنة ثلاثٍ وأربعين.
وسَمِعَ من: الشريف أَبِي الفُتُوح الخطيبِ، وأَبِي الْعَبَّاس
أَحْمَد بن الحُطَيئة- وهو آخِرُ أصحابهما-، وأَبِي الْحَسَن عليّ
بن عبد الرحيم ابن العصّار، وعبد اللَّه بن بَرّي، ومُحَمَّد بن
عَلِيّ الرَّحَبِيِّ، وغيرهم.
وبالإسكندرية من: عبدِ المجيد بن دُليل، والقاضي مُحَمَّد بن عَبْد
الرَّحْمَن الحَضْرَميّ، وأَبِي طاهر السِّلَفِيّ، لكن لم يُظْهِرْ
سماعَه منه إلّا قُبَيْلَ موتِه ولم يُحدَّثَ عنه. سمع الأول من
«الثّقفيات» .
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن يعقوب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 578
رقم 3023، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 174.
[2] انظر عن (أسعد بن عبد الغني) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 594
رقم 3061، وسير أعلام النبلاء 79، والعبر 5/ 159، 160، والمقفى
الكبير 2/ 78 رقم 735، وشذرات الذهب 5/ 203.
(46/393)
وكان كثيرَ التَّلاوةِ للقرآن.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المنذريّ [1] ، والمجد ابن الحُلْوانية،
وابنُ مسدي، وأثنى عَلَيْهِ فِي «معجمه» . وبالإجازة القاضي شهاب
الدّين ابن الخُوييّ، وغيرُه.
ولم أسْمَعْ عَلَى أحدٍ من أصحابهِ لا بالسماع ولا بالإجازة.
تُوُفّي فِي التاسع والعشرين من ذي الحجّة بالإسكندرية.
578- إِسْمَاعِيل بن سعدِ [2] السعود بن أَحْمَد بن هشام.
أَبُو أُميّة الأُمَويّ، الأندلُسي، اللَّبليُّ، نزيلُ إشْبيليةَ.
رَوَى عن أَبِي الوليدِ والدِه، وعن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن خَلَف
بن صافٍ، وأخذَ عَنْهُ القراءات، وسمع منه «صحيح» الْبُخَارِيّ.
وسَمِعَ «صحيح» مُسلْمِ بقُرْطُبة من أَبِي بَكْر بن خَيْر.
وكانَ مولده فِي سنة ثمانٍ وخمسينَ.
وماتَ ابن صافٍ سنةَ خمسٍ وثمانين، وهو من كبارِ أصحاب أَبِي
الْحَسَن شُرَيح.
وَلِيَ أبو أميّة قضاء مرّاكش فِي الفتنة. ثم أنصرَف إلى
إشْبيِليةَ.
قَالَ الأبّار: أخذ عنه أصحابنا. وتوفّي سنة تسع. قلت: كتابتُها
تَحتملُ العامين- فاللَّه أعلم-.
579- إِسْمَاعِيل بن ظفر [3] بْن أحمد بن إِبْرَاهِيم بن مفرّج بن
منصور ابن ثعلب بن عنيبة- ثانيه نون-.
__________
[1] التكملة 3/ 594.
[2] انظر عن (إسماعيل بن سعد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 187.
[3] انظر عن (إسماعيل بن ظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 586
رقم 3044، وذيل الروضتين 171، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر)
4/ 170 رقم 513، والمعين في طبقات المحدّثين 199 رقم 2112،
والإعلام بوفيات الأعلام 265، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342،
والعبر 5/ 160 وفيه:
«المظفر» وهو «تصحيف» ، وسير أعلام النبلاء 43/ 81، 82 رقم 60،
وذيل طبقات الحنابلة 2/ 224، 225 رقم 329، ومختصره 69، والمنهج
الأحمد 376، وذيل التقييد 1/ 464، 465 رقم 900، والمقصد الأرشد،
رقم 260، والنجوم الزاهرة 6/ 344، والدر المنضد 1/ 376، 377 رقم
1045، وشذرات الذهب 5/ 203، 204.
(46/394)
الرجلُ الصالح، أَبُو الطاهرِ،
المُنْذريُّ، النابُلُسي، ثم الدّمشقيّ، الحنبليُّ، المُحَدِّثُ.
من وَلِد النُّعْمان بن المنذر ملكِ عرب الشام.
وُلِد بدمشق فِي سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
وسَمِعَ بمصر من: أَبِي القاسم البُوصيريّ، وأَبِي عَبْد اللَّه
الأرْتاحيّ، وإِسْمَاعِيل بن ياسين، وجماعة. ورَحَلَ إلى العراق،
فسَمِعَ من: المبارك بن المعطوش، وأبي الفرج ابن الْجَوْزيّ،
وعَبْد اللَّه بن أَبِي المجد. ودَخَلَ أصبهان، فسمع من: أبي
المكارم اللَّبَّان، وَمُحَمَّد بن أَبِي زيد الكراني، وأبي جعفر
الصيدلاني، وطائفةٍ. وَرحَلَ إلى خُراسان وأدركَ أَبَا سعد عَبْد
اللَّه بن عُمَر الصفّار، وسَمِعَ منه ومن منصور الفراويّ،
والمؤيَّد. وبحرّان: عَبْد القادر الحافظ، وانقطعَ إِلَيْهِ مدّة
وأكثر عَنْهُ. وجاوَرَ سنة بمكة لأجلِ ابنِ الحُصرِيّ.
وكانَ كثيرَ الأسفار، فقيرا، قانعا، ديّنا، صالحان، له كرامات.
قال عمر ابن الحاجب: كَانَ عبدا صالحا، ذا مُروءَةٍ، مَعَ فقر
مدقع، صاحب كرامات.
قلت: حدَّث بدمشق، وحَرَّان، وبغداد.
وعُنِيَ بالحديث، وكَتَبَ بخطِّه الكثيرَ وهو خطٌ رديء فِيهِ
سُقْمٌ.
قَالَ الحافظُ الضياء: وهو رجلٌ ديِّن، خيِّرُ، اعتنى بطلب الحديث
وجَمْعه.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ هو، والزكيّان البرزاليّ، والمنذريّ [1] ،
والمجد ابن الحُلْوانية، والعمادُ إِبْرَاهِيم بْن الماسح،
والحسامُ عَبْد الحميد اليونينيّ، والبدر حسن ابن الخلّال، والعماد
إسماعيل ابن الطّبّال، والنّجم موسى الشّقراويّ، والشمس محمد ابن
الواسطيّ، والعزّ أحمد ابن العمادِ، والفخرُ إِسْمَاعِيل بن عساكر،
والقاضي تقيُّ الدّين سليمان. وبالحضور العماد محمد ابن البالِسيّ.
وماتَ بجبل قاسِيُون فِي رابع شوَّال.
__________
[1] التكملة 3/ 586.
(46/395)
[حرف الجيم]
580- جعْفَر بن مُحَمَّد [1] بن هبة اللَّه.
أَبُو الفضلِ، الخُلْديّ، البغداديّ، الصُّوفيّ، ساكنُ ديارِ مصر.
قالَ ابنُ مسدي: لقيتُه، فذَكَرَ لي أَنَّهُ سَمِعَ «الْبُخَارِيّ»
من أَبِي الوقت، وأنَّ لَهُ سماعاتٍ كثيرة من أَبِي زُرْعَة،
وغيره. ورَحَلَ إلى السِّلَفِيّ، وأنّ أثباته مُودعة، وأنّه ولد
سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فقرأتُ عَلَيْهِ بالإجازة العامّة من
أَبِي الوقت. مات بقوص سنة تسعٍ وثلاثين [2] .
قلت: هذا كذَّاب.
581- جعْفَر بن مكّيّ [3] بن عَلِيّ بن سعَيِد.
الحاجبُ، الرئيس، أَبُو مُحَمَّد، فخر الدّين، البغداديّ، المُقرئ،
الشافعيّ، الشاعرُ.
قرأ القراءات، وتفقّه، وقَرَأ الأصلين، والخلافَ، والعربية. وله
شعرُ كثيرُ مدوّن في مجلّدتين.
وكانَ خازنَ كتبِ النظاميَّة، ثم صَار حاجبا بباب المراتب، ثم عزل
ثم أعيد،
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 546 رقم
2955 (في وفيات سنة 637 هـ) وميزان الاعتدال 1/ 415 رقم 1520،
ولسان الميزان 2/ 124، 125 رقم 531.
[2] ورّخ المنذري وفاته في: العشر الأوسط من ذي القعدة سنة 637 هـ.
وقال: بلغني أنه حدّث بقوص، وكانت له عبارة حسنة، وكلام على طريقة
التصوّف. اجتمعت به مرات بمصر، وسمعت من كلامه، وأجاز لي.
(التكملة) .
وقد ورّخ المؤلّف- رحمه الله- وفاته بسنة 627 هـ في (ميزان
الاعتدال 1/ 415) وتابعه الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 2/ 124)
.
بينما ورّخه هنا سنة 739 هـ. والله أعلم في أيّ سنة كانت وفاته على
الصحيح.
[3] انظر عن (جعفر بن مكي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 96، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 572، 573
رقم 3009، والحوادث الجامعة 77، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 3/ 140،
141 رقم 235، والمختار من تاريخ ابن الجزري 180، والوافي بالوفيات
11/ 154 رقم 242، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 45 (8/ 138) ،
والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 130، والعسجد المسبوك 2/ 502،
503.
(46/396)
ثم عُزِلَ، ثم صارَ من حُجَّابِ المناطق،
وقُدمَ عَلَى سائر شعراء الدّيوان العزيز.
وتُوُفّي فِي ثاني صفر.
وقد حدَّث عن عُمَر بن بكرون. وعاشَ سبعا وستّين سنة.
ومن شعره:
كم سامني أبرق الوادي وأجرعه ... شوقا ظَلِلْت غَداةَ البَيْنِ
أجْرَعُه
وكمْ يُسَمِّعُني فِيهِ العَذُولُ عَلَى ... حُبِّي لَهُ ظالما ما
لَسْتُ أسمَعُه
بانَ الحبيبُ ولَمَّا يُقْضَ لي وَطَرٌ ... فبان عنّي لَمّا بانَ
مَوْضعُه
تَخَلَّفَ الْجِسمُ عَنْهُ يومَ كاظمةٍ ... لكنَّ قلبي المُعَنَّى
سارَ يَتْبَعُه [1]
[حرف الحاء]
582- حَرَمِي بن محمود [2] بن عَبْد اللَّه بن زيد بن نعمة.
الصالح، أَبُو الحَرَم، الرُّؤْبيُّ- ورُؤْبَةُ: بالضم، قريةٌ
بالشام- الْمَصْريّ المولدِ والدّارِ، الطّحان.
وُلِد قبل الستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من عَبْد اللَّه بن عَبْد الرَّحْمَن البَلَنْسي بمصر، ومن
الشريف أَبِي الفضل عَبَّاس بن الْحُسَيْن الْعَبَّاسي الطَّبَريّ
بمكة.
رَوَى عَنْهُ زكيُّ الدّين المُنذِريّ وَقَالَ [3] : تُوُفِّي فِي
العشرين من صفر.
583- الْحَسَن بن إِبْرَاهِيم [4] بْن هبة الله بن دينار.
__________
[1] وله شعر في: الحوادث الجامعة 77.
[2] انظر عن (حرمي بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 574 رقم
3013، والمقفى الكبير للمقريزي 3/ 265 رقم 1129.
[3] في التكملة 3/ 574.
[4] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 581
رقم 3031، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، والمعين في طبقات
المحدثين 200 رقم 2119، والعبر 5/ 160، وسير أعلام النبلاء 23/ 79
دون ترجمة، والمقفى الكبير 3/ 283، 284 رقم 1142، والنجوم الزاهرة
6/ 344، شذرات الذهب 5/ 204.
(46/397)
أَبُو عَلِيّ الْمَصْريّ، السِّمْسار،
الصائغُ.
وُلِد سنة خمسين.
وسَمِعَ من السِّلَفِيّ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المنذريّ [1] ، والكمال ابن العديم الصاحب،
وابنُه أَبُو المجد الحاكم، والمجد ابن الحلوانية، والجمال محمد
ابن الصابونيّ، وولدُه الشهابُ أَحْمَد، والعلاءُ بن بَلَبان،
والضياءُ عيسى السَبتي، ومُوفقيَّة الْمَصْريّة، وجماعة.
وبالإجازةِ أبو نصر محمد ابن الشّيرازيّ، والشمس عبد القادر ابن
الحظيريّ، وغيرهما.
وماتَ فِي ثامن عشر جُمَادَى الآخرة.
584- الْحَسَن بن عَلِيّ [2] بن أَبِي السعود.
الأدُيبْ، أَبُو مُحَمَّد، الكوفيّ، نزيلُ القاهرة.
لَهُ قصيدةٌ نونية فِي القراءات رواها عَنْهُ شيخُنا الدِّمْياطيّ
أَبُو مُحَمَّد وقالَ:
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة بالقاهرة [3] .
__________
[1] في التكملة 3/ 581.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 579 رقم
3027، والجواهر المضية 1/ 198، والوافي بالوفيات 12/ 173 رقم 151،
والمقفى الكبير 3/ 348، 349 رقم 1174، والطبقات السنية 3/ 79 رقم
694.
[3] وقال المقريزي: مولده بالكوفة في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس
وسبعين وخمسمائة، وأخذ القراءات، السبع، وعلّم الآداب بالموصل عن
أبي الحزم مكي الفارقيّ، وقدم القاهرة وشرح شعر المتنبي، وقال
الشعر.
توفي بدار الحديث الكاملية بالقاهرة ... وحبّس كتبه بالكاملية.
ومن شعره قوله:
كلّ حسن وجمال في الورى ... فعنك يروى وإليك يسند
فالحسن موقوف عليك مرسل ... إليك مقطوع به لا يجحد
ومرسل دمعي ودائي معضل ... والصبر مرفوع ووجدي مسند
وقوله:
صدّ إن شئت أو فمل ... أنت للنفس مالك
قد تفرّدت بالجمال ... وعزّ المشارك
إن يوما أراك فيه ... ليوم مبارك
(46/398)
585- الْحُسَيْن بن أَحْمَد [1] بن
الخَضِر.
أَبُو عَبْد اللَّه، الحربيّ، البزّاز.
شيخ صالح. حدَّث عن عَبْد المغيثِ بن زُهير.
وماتَ فِي ربيع الآخر.
[حرف الراء]
586- ربيعةُ بن أَبِي الجوادِ [2] حاتم بن سنان بن بِشْر.
أبو مُحَمَّد، الرَّمْليّ، ثم الْمَصْريّ، المُجَلِّد، الكُتُبيّ.
سَمِعَ من: قاسم بن إِبْرَاهِيم المَقدسيُّ، وأَبِي القاسم هبة
اللَّه البوصيريّ.
وأمَّ بمسجدِ عبدِ اللَّه بمصر.
روى عنه: الزّكيّ المنذريّ [3] ، والمجد ابن الحُلْوانية، وجماعةٌ.
تُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.
587- رشيدُ الدّين ابن الصّوريّ [4] الطّبيب، أبو منصور، ابن أَبِي
الفضل بن عَلِيّ.
وُلِد سنة ثلاثٍ وسبعين بصور، ونشأ بها.
__________
[ () ]
ونهارا تغيبه ... أسود اللون حالك
وظلاما تخيّله ... في النور سالك
وقوله:
ومهفهف كالغصن قام، وقد دجا ... الليل البهيم، ينير بالمصباح
ناديته: أطفئ السراج، فإنّ لي ... من وجهك الميمون ألف صباح
وقوله:
والّذي خصّك بالحسن ... وأعطاك الملاحة
ليس لي بدر إلّا ... أن أرى وجهك راحة
(المقفى الكبير 3/ 348، 349) .
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 576
رقم 3019.
[2] انظر عن (ربيعة بن أبي الجواد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
590 رقم 3055.
[3] التكملة 3/ 590.
[4] انظر عن (رشيد الدين ابن الصوري) في: عيون الأنباء لابن أبي
أصيبعة 2/ 216، والوافي بالوفيات 14/ 125 رقم 160.
(46/399)
واشتغلَ عَلَى موفقِ الدّين عَبْد العزيز،
والموفقِ عبد اللّطيف بن يوسف.
وطبّ بالقدسِ مدّة. وخَدَمَ الملكَ العادل، ثمّ عَظُمَ عند
المُعَظَّم، وتَمَكَّنَ منه ومن ابنه الناصر، وفَوَّضَ إِلَيْهِ
ابنُه رئاسةَ الأطباء.
وكانَ لَهُ حلقةُ إشغالٍ.
تُوُفّي بدمشق فِي أول رجب.
[حرف السين]
588- سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم [1] بن هبة اللَّه بن رَحْمة.
الفقيهُ، المُحَدِّثُ، الزاهدُ، أَبُو الربيع، الإسْعِرْدي، خطيبُ
بيت لِهْيا.
وُلِد بإِسْعرد فِي سنةِ سبع وستّين وخمسمائة.
وطلبَ الحديثَ بدمشق لمّا قَدِمها، وتخرّج بالحافظ عبدِ الغنيّ،
وسَمِعَ منه ومن الخُشُوعي، وجماعةٍ. وبمصر من: البوصيريّ، وابن
ياسين، وفاطمةَ بنتِ سعد الخير، والأرتاحيّ. وبالإسكندرية من عَبْد
الرَّحْمَن بن مُوَقَّى.
وكتبَ الكثيرَ بخطِّه وهو طريقةٌ معروفة فيها تكويف.
وكانَ صالحا، ثقة، خَيِّرًا. أسمعَ بنتَه زينب الكثيرَ، وهي أحدُ
مَنْ رَوَى «صحيح» الْبُخَارِيّ بالقاهرة عاليا.
رَوَى عَنْهُ الشهاب القوصيّ، والمجد ابن الحُلْوانية، والشرفُ أبو
الْحُسَيْن اليونينيّ، والبدرُ حسن ابن الخَلَّال، وأَبُو إِسْحَاق
إِبْرَاهِيم بن حاتم، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن طيٍّ، وجماعة.
وبالإجازة: العمادُ ابن البالِسيّ، ومُحَمَّد بن مُشْرِق، وغيرهما.
وماتَ فِي الثاني والعشرين من ربيعٍ الآخر ببيت لِهْيا.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
576، 577 رقم 3020، والمعين في طبقات المحدّثين 200 رقم 2114،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، والإعلام بوفيات الأعلام 265،
والعبر 5/ 160، والمشتبه 1/ 26، والمنهج الأحمد 376، والذيل على
طبقات الحنابلة 2/ 223، ومختصره 69، والمقصد الأرشد، رقم 438،
وتوضيح المشتبه 1/ 223، والنجوم الزاهرة 6/ 344، والدر المنضد 1/
376 رقم 1044، وشذرات الذهب 5/ 204 وله ذكر في:
سير أعلام النبلاء 23/ 79 دون ترجمة.
(46/400)
[حرف الشين]
- شمسُ الدين ابن الخبَّاز النَّحْويّ.
أَحْمَدُ، تقدم [1] .
[حرف العين]
589- عَبْد اللَّه بْن المبارك [2] بْن أَحْمَد بن أَحْمَد.
أَبُو مُحَمَّد البَقَّالُ، البغداديّ.
حدَّث عن عبدِ المنعم بن كُلَيب.
وعاشَ ثمانين سنة.
وتُوُفّي فِي نصفِ ربيع الأول.
590- عَبْد اللَّه بن مَعَدّ [3] بن عَبْد العزيز بن عَبْد الكريم.
الفقيهُ، جمالُ الدّين، أبو محمد، ابن البُوري، الدِّمْياطيّ،
الشافعيّ، المدرسُ بالإسكندرية بمدرسة السِّلَفِيّ.
ولد سنة أربع وستّين وخمسمائة ظنّا.
وتفقَّه، ودرَّسَ، وتقلَّبَ فِي الخِدَمِ الدّيوانية.
وحدَّث بدمشق عن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن موقّى.
روى عنه: المجد ابن الحلوانيّة، والبدر ابن الخلّال، وغيرهما.
وولي التّدريس بالإسكندرية إلى أن تُوُفّي.
ماتَ بالقاهرة فِي عاشر جُمَادَى الآخرة.
591- عَبْد الحميد بْن مُحَمَّد [4] بْن أَبِي بَكْر بن ماضي بن
وُحَيْش بن عَلِيّ، الفقيه.
__________
[1] برقم (571) .
[2] انظر عن (عبد الله بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
576 رقم 3018.
[3] انظر عن (عبد الله بن معدّ) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 579،
580 رقم 3028، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 72، 73، وتوضيح
المشتبه 1/ 633.
[4] انظر عن (عبد الحميد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
581، 582 رقم 3032، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، وسير أعلام
النبلاء 79 دون ترجمة، والنجوم الزاهرة 6/ 344.
(46/401)
أَبُو مُحَمَّد، المَقدسيُّ، الحنبليّ.
حدَّث عن يحيى الثقفيّ.
وجلس لإقراء القرآن، وانتفع بِهِ خلقٌ بالْجَبَل. وكانَ من أهل
الدّين والصلاح.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، وأبو عليّ ابن الخَلَّال، والعمادُ
عَبْد الحافظ، ومُحَمَّد بن عَلِيّ الواسطيّ، وغيرهم.
تُوُفّي في الثّاني والعشرين من جُمَادَى الآخرة.
592- عَبْد الرَّحْمَن بن مُقبل [1] بن الْحُسَيْن بن عَلِيّ،
العلامةُ.
قاضي القضاة، عمادُ الدّين، أَبُو المعالي، الواسطيّ، الشافعيّ.
وُلِد بواسط سنة سبعين، وتفقَّهَ بها.
وقرَأ القرآنَ وجوَّدَهُ فتفقّه عَلَى ابنِ البُوقي، وعلى:
المُجيرِ البغداديّ، وأَبِي القاسم بن فَضْلان، وابن الربيع.
وبَرَعَ فِي المذهب، وأعادَ وأفْتى، ودَرَّسَ، ونابَ فِي القضاءِ
عن أَبِي صالح الجيليُّ، ثم وَلِيَ بعده قضاءَ القضاةِ فِي سنة
أربعٍ وعشرين. ووَلِيَ تدريسَ مذهبِه بالمستنصريّة إحدى وثلاثين.
ثم عُزِل من الكل فِي شَعْبان سنةَ ثلاثٍ وثلاثين، ولَزِمَ بيتَه،
ونسَكَ، وتعبَّد، ثم وُليَ مشيخةَ رباط المرزُبانية فِي سنة خمسٍ
وثلاثين إلى أن مات.
وحدَّث عن عبدِ المنعم بن كُلْيب.
ماتَ فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة عن سبعين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن مقبل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
591، 592 رقم 3057، وسير أعلام النبلاء 23/ 104، 105 رقم 79،
والعبر 5/ 161، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 553 رقم 1259، ومرآة
الجنان 4/ 101، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 71 (8/ 187 رقم
1171) ، والوافي بالوفيات 18/ 285 رقم 337، والبداية والنهاية 13/
158، 159، والعسجد المسبوك 2/ 505، والعقد المذهب لابن الملقّن،
ورقة 175، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 248، وشذرات الذهب 5/ 204
وفيه «نفيل» بدل «مقبل» وهو تصحيف، وتاريخ علماء المستنصرية 1/
210- 212.
(46/402)
وكانَ من عُقلاء العلماءِ.
593- عَبْد الرحيم بن أَبِي أَحْمَد [1] عَبْد الوهّاب بن عَلِيّ
بن عَلِيّ بن سُكينة.
عونُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد.
شيخُ رباط العميد، وناظر وقفه. وكانَ لَهُ اتصالٌ بالدّولة.
ووَلِيَ وَكالةَ شرفِ الدّين إقبال الشَّرَابيّ وكانَ مَقْصِدًا
فِي قضاء الحوائج، ذا مُروءةٍ وتوددٍ، وحُسن عشرة.
تُوُفّي فِي شَعْبان كهلا.
594- عَبْد السِّيدِ بن أَحْمَد [2] بن عَبْد السيد بن أَبِي سعد
بن مُحَمَّد.
أَبُو مُحَمَّد، الضَّبيِّ، البَعْقُوبيّ، خطيبُ بَعْقُوبا.
سَمِعَ من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المُرَقَّعاتيّ،
وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو المعالي الأبَرْقُوهيّ، وغيرُه. وبالإجازة
القاضيان ابن الخُوييّ وتقيُّ الدّين سُلَيْمَان، والفخرُ بن
عساكر، وأَبُو بَكْر بن عَبْد الدّائم، وعيسى المُطْعِمِ، وسعدُ
الدّين بن سعد، والشهابُ أَحْمَد بن أَبِي طَالِب، وغيرهم.
تُوُفّي ببَعْقُوبا فِي ثاني عشر صفر وله تسعٌ وسبعون سنة.
595- عَبْد العظيم بن عبد المنعم [3] بن يحيى بن الْحَسَن بن
مُوسَى.
أَبُو مُحَمَّد، التّيميّ، البَكْريّ.
ذكَرَ أَنَّهُ من وَلَد نوحِ بن طلحةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْر الصّدّيق- رضي الله عنه-.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أبي أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 584 رقم 3039، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 3/ 980 رقم 1450، وأخبار
الزهاد لابن الساعي، ورقة 94، والعسجد المسبوك 2/ 504.
[2] انظر عن (عبد السيد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
573، 574 رقم 3011، والعبر 5/ 161، وسير أعلام النبلاء 23/ 79 دون
ترجمة، وشذرات الذهب 5/ 204.
[3] انظر عن (عبد العظيم بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 571. 572، رقم 3006.
(46/403)
ولد بعد السبعين وخمسمائة بالصعيد. وصَحِبَ
الصالحين، ودَخَلَ المغربَ وذَكَرَ أَنَّهُ سَمِع من أَبِي عَبْد
اللَّه محمد ابن القَطَّان بِمكْنَاسَةَ.
كتبَ عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ فوائدَ وقالَ: كانَ صالحا، حَسَنَ
الطريقة، لَهُ قَبولٌ تامٌ بدَهْر يُوط [1] ، وبها ماتَ فِي
المحرَّم.
596- عبدُ الغنيّ ابن شيخ حَرَّان [2] وخطيبها فخر الدّين أَبِي
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الخَضِرُ بن مُحَمَّد بن الخَضِر بن
عَلِيّ بن تيميّة.
الخطيبُ، سيفُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد، والدُ شيخنا العَدْلِ أَبِي
الْحَسَن عَلِيّ.
سَمِعَ من والده، ومن عَبْد القادر الرُّهاوي.
ووَلِيَ الخطابةَ بعد أَبِيهِ.
وُلِد سنة إحدى وثمانين، وتُوُفّي فِي سابع عشر المحرَّم.
597- عبدُ اللطيف بن أَحْمَد [3] بن مكّي بن رجاء.
أَبُو طَالِب، التيميُّ، البغداديّ، الخيَّاطُ.
حدَّث عن أَبِي السعادات نصرِ اللَّه القَزَّاز.
وماتَ فِي صفر.
598- عبدُ المجيدِ ابنُ تاجِ الدّين الْحَسَن [4] بن أَبِي الفتوح
عَبْد اللَّه بْن هبةِ اللَّه بْن المظفَّر ابن رئيس الرؤساء.
ابن أخي الوزير أَبِي الفَرَج.
وُلِد سنة ستٍّ وستّين ببغداد.
__________
[1] هكذا في الأصل. وفي تكملة المنذري: «ديروط» ، وهو كذلك في
(معجم البلدان 2/ 73) .
[2] انظر عن (عبد الغني ابن شيخ حرّان) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 570، 571 رقم 3005، والعبر 5/ 161، وسير أعلام النبلاء 23/ 79
دون ترجمة، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 222 رقم 326، ومختصره 69،
والمنهج الأحمد 376، والمقصد الأرشد، رقم 672، والدر المنضد 1/
375، 376 رقم 1042، وشذرات الذهب 5/ 204، 205.
[3] انظر عن (عبد اللطيف بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
575 رقم 3014.
[4] انظر عن (عبد المجيد بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
585 رقم 3042.
(46/404)
وسَمِعَ من أَبِي الخير أَحْمَد بن
إِسْمَاعِيل القزوينيّ. وأجاز له أبو الحسن عَبْد الحقّ،
وشُهْدَةَ.
وهو من بيتِ حِشْمَه ووِزارةٍ.
أجازَ للقاضي تقيِّ الدّين سُلَيْمَان، وعيسى المطعّم، وأحمد ابن
الشّحنة، وسعد الدّين، وجماعة.
وتوفّي في رمضان.
599- عبدُ المنعم بنُ رضوان [1] بن سيّدهم بن مَناد.
زين الدّين، أَبُو مُحَمَّد، الكُتَامِيّ، الْمَصْريّ، الشَّارعيّ،
الشافعيّ، المُقرئ.
وُلِد ظنّا فِي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وقرأ بالرواياتِ عَلَى
الشيوخ.
وسَمِعَ من: عَلِيّ بن هبةِ اللَّه الكامليّ، وعثمانَ بن فَرَج
العَبْدَرِيّ، وإِسْمَاعِيل بن ياسين، وجماعة.
وأجازَ لَهُ أَبُو القاسم بن حُبَيْش الحافظ، وأَبُو زيد
السُّهَيليّ من المغرب.
وكانَ إمامَ مسجد فندق مسرور.
روى عنه: الزّكيّ المنذريّ، والمجد ابن الحلوانيّة، والشهاب
الأبرقوهيّ، والشرف الدّمياطيّ، وجماعة.
وكانَ صالحا، خيِّرًا كوالده.
تُوُفّي فِي ثاني عشر جُمَادَى الآخرة.
600- عبدُ الواحدِ الدمشقيّ [2] .
الزاهدُ- رحمه اللَّه تعالى-.
قَالَ الإمامُ أَبُو شامة [3] : أقام قسّا راهبا بكنيسةِ مريم
سبعين سنة، ثم أسلمَ
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن رضوان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
580 رقم 3029.
[2] انظر عن (عبد الواحد الدمشقيّ) في: ذيل الروضتين 172، والبداية
والنهاية 13/ 158.
[3] في ذيل الروضتين 172.
(46/405)
قبل موته بأيام، وأخذته الصوفية إلى
السُّمَيْساطية وأقامَ بِهَا أياما، وماتَ وكانتَ لَهُ جنازةٌ
حَفْلَةٌ.
601- عثمانُ بن سعَيِد [1] بن كثير.
الإمام شمس الدّين، أبو عمرو، الصّنهاجيّ، الفاسيّ.
قَدِمَ مصرَ فِي صباه وسَكَنها.
وسَمِعَ من: عَشِير بن عَلِيّ المُزارع، وهبة اللَّه البوصيريّ،
وغيرهما. وتفقَّه عَلَى الشهابِ مُحَمَّد بْن محمود الطُّوسيّ،
ومَهَرَ فِي مذهبِ الشافعيّ.
ووَلِيَ قضاءَ قُوص، وتصدَّرَ بالجامع العتيقِ بمصر، ووَلِيَ وكالة
القاهرةِ ومصرَ مدّة، ودَرَّسَ بالجامع الأقمر.
ولد بفاس في سنة خمس وستّين وخمسمائة ظنّا.
وتُوُفّي بالقاهرةِ فِي جُمَادَى الأولى.
602- عَلِيّ بن حيدرة [2] بْن مُحَمَّد بن القاسم بن مَيْمون بن
حمزة بن الْحُسَيْن، الشريف، العَدْلُ.
أَبُو الْحَسَن، الْحُسَيْنيّ، الْمَصْريّ، ويُعْرَفُ بابن سُكَّر.
سَمِعَ من: الشريف يونُسَ بن يحيى الهاشميّ، وغيرِه.
وشَهِدَ عند أَبِي القاسم عبدِ الملك بن دِرْباس ومن بعده.
وهو من بيتِ جلالةٍ ونُبلٍ.
وسُكَّر: بسين مهملة، وكاف مُثَقَّلة.
توفي في جمادى الآخرة.
603- علي بن عبد الصَّمد [3] بن عَبْد الجليل بن عَبْد الملك.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 578 رقم
3024، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 146، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 8/ 325، 326، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 168، وحسن
المحاضرة 1/ 192.
[2] انظر عن (علي بن حيدرة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 580، 581
رقم 3030، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 196، 197.
[3] انظر عن (علي بن عبد الصمد) في: ذيل الروضتين 171، والعبر 5/
161، وسير أعلام النبلاء
(46/406)
الفقيهُ، بدرُ الدّين، أَبُو الْحَسَن،
الرازيّ، ثم الدمشقيّ، الأديبُ، المؤدِّبُ.
ذكرَ أنَّه وُلِد فِي سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ ثمانين حديثا للآجُرِّيّ من السِّلَفِيّ.
وكان يؤدِّبُ بمكتبِ جاروخ جوار العادلية. ولَهُ سِعْر لا بأسَ
بِهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله البرزاليّ، وأبو العباس ابن
الحلوانية، وأبو عليّ ابن الخلّال، وأبو المحاسن ابن الخرقيّ، وأبو
بكر عبد الله ابن الصائن العامريّ، وغيرهم. ورَوَى عَنْهُ
بالحضورِ: العمادُ محمد ابن البالسيّ، ومحمد بن أحمد ابن
الكَرْكَريَّةِ. وأجازَ لجماعة.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
وحضور الاثنين منه فِي حادي عشر هذا الشهر ومات عَلَى إثر ذَلِكَ.
ورَّخَ وفاتَه الإمامُ أَبُو شامة [1] .
604- عَلِيّ بن أَبِي بَكْر [2] بن مُحَمَّد بن محمود.
أَبُو الْحَسَن، الصُّنْهاجيَ، الإسكندرانيّ، العابرُ، ويُعْرَفُ
بابنِ الطَّبيبَة.
وُلِدَ سَنَة سبْعٍ وخمسين.
وسَمِعَ من أَبِي طَالِب أَحْمَد بن المُسَلَّم بن رجاء.
وله شِعرٌ حسن، ومعرفة بالتعبير. وفيه خير وصلاح. أضَرَّ بأخرة.
ومات فِي سادس عشر شوَّال.
605- عُمَر بن وفاءِ [3] بن يوسف بن غَنِيمة.
أَبُو الوفاء، الحربيّ.
شيخ لا بأس به.
__________
[ () ] 23/ 79 دون ترجمة.
[1] في ذيل الروضتين 171.
[2] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 588
رقم 3048.
[3] انظر عن (عمر بن وفاء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 572 رقم
23007.
(46/407)
سمع محمد بن المبارك ابن الحَلاويّ قَالَ:
أخبرنا مُحَمَّد بن عَبْد السلام الأَنْصَارِيّ إجازة.
606- عَيَّاش بْن مُحَمَّد [1] بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن عَيَّاش.
أَبُو بَكْر، القُرْطُبيّ، الأَنْصَارِيّ، ويُعْرَفُ بالشنتياليّ
المُقرئ.
أخذَ القراءات عن أَبِيهِ، وعن جدَّه لأمِّه أَبِي القاسم بنِ
غالب. وسمع من أبي العبّاس ابن الحاجّ.
ووَلِيَ خطابةَ قُرْطُبَة.
مات بمالَقَة هُوَ والشيخُ أَبُو عامرٍ يحيى بن الربيع فِي يومٍ
واحد، فِي ربيع الأول.
[حرف الغين]
607- غياثُ بن أفضل [2] بن الأشرفِ بن أَبِي المظفَّر بن أَبِي
المكارمِ.
الشريفُ، أبو المظفَّر، الْعَبَّاسيُّ، المتوكّلُيّ، الحَرِيميُّ.
سَمِعَ من: أَبِي شاكر يحيى السقلاطونيّ، ولاحقِ بن كارَه، وعبدِ
المُغيثِ بن زُهَير.
وهو بكنيته أشهرُ.
وقيل: إنّ المحدِّثين سمَّوْه وسَمِعُوا منه.
أجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل بن عساكر، والبدر ابن الخَلَّال، وفاطمةَ
بنتِ سُلَيْمَان، وجماعة.
[حرف القاف]
608- قاسمُ بن عَبْد اللَّه [3] بن أَحْمَد بن جمهور.
__________
[1] انظر عن (عيّاش بن محمد) في: تكملة الصلاة لابن الأبار (نسخة
الأزهر) 3/ ورقة 91، 92 وفيه وفاته سنة 640 هـ.
[2] انظر عن (غياث بن أفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 582 رقم
3033.
[3] انظر عن (قاسم بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
(نسخة الأزهر) 3/ ورقة 102 وفيه
(46/408)
أَبُو عبيد، القَيْسي، الأندلُسيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بن الجدِّ.
وعالْجَ الشُّرُوط. وبَقِيَ إلى قبل الأربعين وستمائة.
609- قايماز، الأميرُ [1] ، مجاهدُ الدّين.
أَبُو المظفَّر، المُعَظَّميّ، الشمسي، أَبُو فُصَيْد [2] .
مَوْلَى الملك المعظّم شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شاذي بن
مَرْوان.
كانَ والي البحيرةِ، وغيرِها. وحُمِدَت سيرتُه وعفتُه. كَانَ
موصوفا بالشجاعةِ والإقدامِ. لَهُ حُرْمةٌ وقدَمٌ.
وُلِد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَبِي طاهر السِّلَفِيّ.
وَحَدَّثَ بدمشقَ وَمِصْر.
رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ المُنْذِريّ [3] ، والمجد ابن الحُلْوانية،
والعلاءُ بن بَلَبان، وطائفةٌ سواهم. وبالإجازة العماد محمد ابن
البالِسيّ.
وتُوُفّي فِي سَلْخ شوَّال.
[حرف الميم]
610- مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] بْنِ عُمَرَ بْنِ
عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه، الأَنْصَارِيّ، الأوْسيُّ، القُرْطُبيّ،
الضرير، المعروف بابن الصّفّار.
__________
[ () ] توفي قبل سنة 640 هـ.
[1] انظر عن (قايماز الأمير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 588 رقم
3049، والعبر 5/ 162، وسير أعلام النبلاء 23/ 89 دون ترجمة، وتلخيص
مجمع الفوائد 5/ رقم 143، وشذرات الذهب 5/ 205.
[2] في تكملة المنذري 3/ 588 «ابن فصيد» .
[3] التكملة 3/ 588.
[4] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
647، 648، ومعرفة القراء الكبار 2/ 644، 645 رقم 612، وغاية
النهاية 2/ 182.
(46/409)
قَالَ الأبَّارُ [1] : سَمِعَ أَبَا القاسم
بن بَشْكُوال، وأبا بَكْر بن الجد، وأبا عَبْد اللَّه بن زَرْقُون،
وأبا محمد بن عُبَيْد اللَّه الحَجْريّ، وجماعة. وسكَن مَرَّاكِش،
وأخذَ القراءات عن أبي القاسم ابن الشَّرَّاط، وغيره. وأقرأ.
وتَجَوَلَ كثيرا فِي الفتنة، ثم استقرَّ بتونس، وبها لقيتُه
وصَحِبتُه طويلا وسَمِعْتُ منه. وادَّعى الإكثارَ عن شيوخه،
فاسَتَرَبْتُ. وكان يقرئُ العربية، ويُسْمعُ الحديث، وله مشاركةٌ
فِي النظُم. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة وقد نيَّفٍ عَلَى
السبعين.
611- مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه [2] بْنِ إِبْرَاهِيم بن قَسُّوم.
أَبُو بَكْر، الإشبيليّ.
مُصنِّف كتابِ «مجالس [3] الأبْرَار فِي معاملةِ الْجَبَّار»
يشتملُ عَلَى أخبار صُلَحاء إشْبيلية.
رَوَى عَنْهُ الحافظ أبو بكر ابن سيدِّ الناس.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
612- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [4] بْنِ
عَبْدِ المجيد.
أَبُو عَبْد اللَّه، البغداديّ، الصُّوفيّ، المعروفُ بالمصريّ.
وُلِد سنة ثمانين. وسَمِعَ من: أَبِي منصور عَبْد اللَّه بن عَبْد
السلام، وذاكرِ بن كامل، وابن كُليب، وطائفةٍ.
وكانَ إماما فاضلا، مُتَفَنِّنًا، عارفا بالفقهِ، والخلافِ،
والنَّحْو، صاحب أدبِ وشعرٍ، ولطفٍ ونوادرَ، وفيه مُروءةٌ وأخلاقٌ.
طلبَ بنَفْسِه، وأكثرَ عن أصحابِ ابن الحُصين، وقاضي المارستان.
وكان ثقة متقنا.
__________
[1] في تكملة الصلة 3/ 647، 648.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة 3/ 645، ومعجم
المؤلفين 10/ 194.
[3] في التكملة والمعجم: «محاسن» .
[4] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في:
ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 58،
والتكملة لوفيات النقلة 3/ 589 رقم 3051، والوافي بالوفيات 3/ 353،
354 رقم 1434.
(46/410)
رَوَى عَنْهُ ابنُ النجّار فِي «تاريخه»
[1] ، وجمالُ الدين أَبُو بَكْر الشِّريشيّ.
وبالإجازة القاضي شهابُ الدّين الخويّيّ، والعماد ابن البالسيّ،
وغيرهما.
تُوُفّي فِي ثالث ذي القَعْدَةِ، وقيل: فِي خامسة.
وأظُنُّ المحبَّ أدركه.
613- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ [2] بْن الْحُسَيْن بن
عَبْد الخالق.
القاضي، الرئيس، عزُّ الدّين، أبو عبد الله، ابن الصاحب صفيّ
الدّين، ابن شكر، الشّيبيّ، المالكيّ.
سمع من: الحافظ ابن المُفَضَّل. وأجازَ لَهُ الخُشُوعيُّ، وجماعةٌ.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
614- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الحَسَن [3] بْنِ عَلِيّ
بن أَبِي القاسم بن صَدَقَة بن حفصٍ.
قاضي القضاة، شرفُ الدّين، أَبُو المكارم، ابن القاضي الرشيد أبي
الحسن.
__________
[1] وهو قال: وقد سمعت منه كثيرا برباطه، له معرفة بالفقه والخلاف
وقرأ القرآن بالروايات وحصّل من اللغة والنحو طرفا صالحا وكتب خطا
جيدا، وله نظم مليح، وكان أظرف أهل زمانه وألطفهم أخلاقا وأوسعهم
صدرا وأتمهم مروءة، وأنشدني لنفسه.
أيّها المعرض عني ... صل ودع عنك التجنّي
قد رمت عيناك سهما ... فأصاب القلب مني
(الوافي بالوفيات 3/ 354) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 570 رقم 3003.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الحسن) في: التكملة لوفيات
النقلة 3/ 590، 591 رقم 3056، والمغرب في حلى المغرب 1/ 256، 257،
ونهاية الأرب 29/ 282- 293، وسير أعلام النبلاء 23/ 105، 106 رقم
80، والعبر 5/ 162، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 544، و 545 رقم
501، والوافي بالوفيات 3/ 352، 353 رقم 1433، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 5/ 26 (8/ 63- 66 رقم 1077) ، ونثر الجمان للفيومي
2/ ورقة 13، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 167 ب- 168 ب،
والعسجد المسبوك 2/ 505، 506، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/
418 رقم 387، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 176، وحسن المحاضرة
2/ 119، وشذرات الذهب 5/ 181، 182 و 205.
(46/411)
ابن القاضي أبي المجد، ابن الصَّفْراويّ،
الإسكندرانيّ، ثم الْمَصْريّ، الشافعيّ، المعروفُ بابن عَيْنِ
الدّولة.
وُلِد بالإسكندرية فِي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وقَدِمَ القاهرةَ فِي سنة ثلاثٍ وسبعين، فكتب لقاضي القُضاة صَدْر
الدّين عَبْد الملك بْن دِرْباس، ثم نابَ عَنْهُ فِي القضاءِ سنةَ
أربع وثمانين وخمسمائة. وقد حكم بالإسكندرية من أعمامهِ وأخوالِه
ثمانيةُ أنفس. وناب في القضاء أيضا عن قاضي القضاة ابن أَبِي
عَصْرون، وعن زين الدّين عَلِيّ بن يوسف الدّمشقيّ، وعن عمادِ
الدّين عَبْد الرَّحْمَن ابن السُّكّريّ. ثم استقلَّ بالقضاءِ
بالقاهرةِ فِي سنة ثلاث عشرة وستمائة. ووَلِيَ قضاءَ الدّيار
المصرية وبعضِ الشامية فِي سنة سبع عشرة.
قَالَ ذَلِكَ الحافظُ زكيّ الدّين وقال [1] : كَانَ عارفا
بالأحكام، مُطَّلعًا عَلَى غوامضها. وكتبَ الخطَّ الجيدَ. وله
نظْمٌ ونثر. وكان يَحفَظُ من شِعرِ المتقدِّمين والمتأخرينَ
جُملةً. وتُوُفّي فِي تاسع عشر ذي القَعْدَةِ.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ حكاية فِي «معجمه» وقالَ: سَمِعَ من والده،
ومن أَبِي الطاهرِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بنان شِعْرًا، وسَمِعَ
من قاضي القضاة ابن درباس.
وقد ذكره القاضي جمال الدّين ابن واصل [2] وقالَ: عُزِلَ عن قضاءِ
مصر بالقاضي بدرِ الدّين السِّنْجَاريّ فِي سنة ثمانٍ وثلاثين.
وبقي شرف الدّين ابن عين الدّولة قاضيا بالقاهرَة وبالوجه البحريّ.
قلتُ: ثم عاشَ بعد ذَلِكَ أشهرا ومات.
قَالَ: وكانَ فاضلا فِي الفقهِ، والأدبِ، والشُّروطِ، عفيفا،
نَزِهًا. وكانَ يحفظُ كثيرا من علم الأدب. ونقل المصريّون عنه
كثيرا من النوادر والزّوائد، وكان يقولها بسكون وناموس.
ومن شعره:
__________
[1] في التكملة 3/ 591.
[2] في مفرّج الكروب 5/ 298.
(46/412)
وُلِيتُ القَضاءَ وَلَيْتَ القَضَاءَ ...
لم يَكُ شيئا تَوَلَّيْتُهُ
فَأوْقَعَنِي فِي القَضَاءِ القَضَا ... وَمَا كُنْتُ قِدْمًا
تَمَنَّيْتُه [1]
615- مُحَمَّد بن عَبْد العزيز [2] بن يحيى بن أَحْمَد بن عَلَى.
أَبُو عَبْد الله، ابن أَبِي بَكْر، البغداديّ، الخَرَّازُ- بخاء
معجمة ثم راء-.
شيخ صالح، مُسِنُّ جاوَزَ الثمانين.
وحدَّث عن: أَحْمَد بن عَلِيّ بن المُعَمَّر العَلَويّ، وأبي
عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّد الرَّحَبِيِّ، وعبد الحقّ.
وحدّث من بيته جماعة.
وتوفّي فِي نصف ذي القَعْدَةِ، قاله المُنْذريُّ [3] .
ورَوَى عَنْهُ ابن النجّار. وبالإجازة ابنُ عساكر، وابن
الشّيرازيّ، وسعدٌ، والمُطَعِّمِ، وطائفة.
616- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَبِي العزِّ [4] سلطان بن سالم.
أَبُو عَبْد اللَّه، الشَّيْبانيّ، الصُّوفيّ، الواعظُ.
حدَّث عن ابن كُلَيب.
ومات فِي ثاني عشر ربيع الأول.
617- مُحَمَّد بن عَلِيّ بن سعَيِد [5] بن أَبِي نصر.
الأستاذُ، أَبُو عَبْد الله، الحُصَيْنيّ، البغداديّ، النَّحْويّ،
الضريرُ.
من أئمّة العربيةِ، أخذَ عن أَبِي البقاء.
وسَمِعَ من: عبدِ الوهابِ بن سكينة، وابن الأخضر.
__________
[1] الأبيات في: طبقات الإسنوي، وطبقات ابن قاضي شهبة، والشذرات.
[2] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
589 رقم 3053، والمختصر المحتاج إليه 1/ 80.
[3] في التكملة 3/ 589.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن أبي العز) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 576 رقم 3017.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
587 رقم 3046، والمشتبه 1/ 166، والعسجد المسبوك 2/ 505، وطبقات
النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 44.
(46/413)
ودَرَّسَ النَّحْو بالمستنصريّة، وانتفعَ
بِهِ جماعةٌ.
وماتَ فِي شوَّال.
وحُصَيْن: من قُرى نهر عيسى بالعراق [1] .
618- مُحَمَّد بن عيسى بن مُعْتَصر.
أَبُو عَبْد اللَّه، المغربيُّ.
رَوَى عن: أَبِي ذرّ الخُشَني، وأَبِي مُوسَى الْجُزُوليِّ.
وكان يُشارك فِي فنون.
قُتِلَ بِمَرَّاكِش.
619- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عيسى، الأديبُ.
أَبُو عَبْد اللَّه، الفاسيُّ، المالكيّ.
وَلِيَ القضاءَ بأماكن من المغرب.
وحدَّث عن: أبي بكر بن أبي جمرة، ونجبة بن يحيى، وطائفة.
وعاش سبعين سنة.
620- محمد بن يحيى [2] بن مظفّر بن عليّ بن نعيم.
__________
[1] تكملة المنذري 3/ 587، وقال الملك الأشرف الغساني: وكان مشتغلا
بعلم الأدب حصّل منه طرفا صالحا، وكابد من الفقر شدائد، وكان ذكيا
مقبول الصورة خيّرا عاقلا متواضعا، صحيح الذهن، وطلب إلى دار
الخلافة، وكان يقرأ عليه بعض الجهات الخاصة، وأنعم عليه بمال خطير
فملك دارين، وترمّقت حاله، وكثر ماله وصار ذا جاه عريض وقول مسموع
وشفاعة مقبولة.
(العسجد المسبوك 2/ 505) .
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، 176، والجامع المختصر لابن الساعي
9/ 219، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 955، والتكملة لوفيات النقلة 3/
586، 587، رقم 3045، والعبر 5/ 162، وسير أعلام النبلاء 23/ 107،
108 رقم 82، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 499، 450، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 44 (8/ 108، 109 رقم 1100) ، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 168 ب، والبداية والنهاية 13/ 158،
والوافي بالوفيات 5/ 207، 208 رقم 2271، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 63
رقم 231 (في ترجمة أبيه) ، وتوضيح المشتبه 1/ 439 و 2/ 186، وعقد
الجمان للعيني 18/ ورقة 248، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة
70، وشذرات الذهب 5/ 205، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 205،
206.
(46/414)
القاضي، العالم، أبو بكر، البغداديّ،
الشافعيّ، المعروف بابن الحبير- بضمّ الحاء المهملة-.
ولد سنة تسع وخمسين.
وسمع من: شهدة، وعَبْد اللَّه بْن عبد الصمد السّلميّ، ومحمد بْن
نسيم العيشونيّ، وأبي الفتح بْن المنّي.
وحدَّث، رَوَى عَنْهُ لنا أبو الْحَسَن الغَرَّافيّ.
وكانَ إماما عارفا بالمذهب بصَيرًا بدقائقه، دَيِّنًا، خيِّرًا،
كثيرَ التَّلاوةِ والحجِّ، صاحبَ ليلٍ وتَهجُّدٍ. وكانت لَهُ يدٌ
طولى فِي الجدلِ والمناظرةِ.
تفقّه عَلَى أَبِي الفتح بن المَني الحنبليّ، وعلى المُجيرِ أَبِي
القاسم محمودِ بن المبارك البغداديّ، وأَبِي المفَاخرِ
النَّوْقانيّ. وتأدّب على أبي الحسن ابن العَصَّار، وغيره.
وكانَ حَنْبليًا فِي أوائل أمرِه ثمّ تحوَّلَ شافعيا. ونابَ فِي
القضاءِ عن أَبِي عَبْد اللَّه بن فَضْلان. ثم وَلِيَ تدريس
النظاميّة في سنة ستّ وعشرين وستمائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْفَقِيهُ، أَخْبَرَتْنَا
شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا طِرَادٌ، أَخْبَرَنَا هِلالٌ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَشْعَثِ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلا [1] أَتَى الْمَسْجِدَ- وَالنَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ-
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَصَلَّيْتَ يَا فُلانُ» ؟ قَالَ: لا قَالَ: «قُمْ فَارْكَعْ» [2]
. تُوُفّي فِي سابع شوَّال. قاله ابن النجّار وقد رَوَى عَنْهُ،
ووَصَفه بالعلم والعمل، فأطنبَ.
أجاز للبهاء ابن عساكر.
__________
[1] الرجل هو: «سليك بن عمرو أو ابن هدبة الغطفانيّ» . الثقات لابن
حبان 3/ 179.
[2] صحيح. وأخرجه البخاري (930) ، ومسلم (875) ، وأبو داود (1115)
من طرق عن عماد بن زيد، بهذا الإسناد.
(46/415)
621- مُحَمَّد بن يوسف [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه، المَنْبِجيّ الصُّوفيّ.
تُوُفّي بمَعْبَدِ ذي النّون الْمَصْريّ.
وحدَّث عن البوصيريّ.
مات فِي رمضان.
622- مكيُّ بن أَحْمَد [2] بن عَلِيّ.
أَبُو الْجَرَم، المكناسيّ الورّاق.
رَوَى عن: عَبْد المجيد بن مُحَمَّد الكِركْنِتي [3] ، وغيره.
623- مكِّي بن دَاوُد [4] بن هلال.
أَبُو الحرَمِ السَّعْديّ، الْجَزَرِيّ، نبيةُ الدّين، المالكيّ.
مدرّسُ المالكية بمصر.
فقيهٌ، إمامٌ. لَهُ شِعْرٌ وأدب.
وقد سمع من الحافظ ابن المُفَضَّل.
وهو منسوبٌ إلى جزيرة الفسْطاط.
تُوُفّي فِي تاسع ربيع الأول.
624- منصور بن حَبَاسَة [5] .
القاضي وجيه الدّين الإسكندرانيّ، التاجرُ، العَدْلُ.
من أعيانِ التّجّار وذوي الثروة.
لَهُ ببلده مدرسةٌ معروفة، ورباط.
تُوُفّي فِي ثاني ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 584 رقم
3040.
[2] انظر عن (مكي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 595 رقم
3063.
[3] في الأصل بخط المؤلف- رحمه الله- «الكركتني» بتقديم التاء
المثنّاة على النون، وهو خطأ، والنسبة إلى «كركنت» بكسر الكاف،
بلدة معروفة على ساحل البحر من جزيرة صقلّيّة.
[4] انظر عن (مكي بن داود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 575، 576
رقم 3016.
[5] انظر عن (منصور بن حباسة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 588،
589 رقم 3050.
(46/416)
625- مُوسَى بْن يونس [1] بْن مُحَمَّد بْن
مَنَعة بْن مالك.
العلامةُ، كمالُ الدّين، أَبُو الفتح، المَوْصِليّ، الشافعيّ.
أحدُ الأعلام.
وُلِد فِي صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بالموصل.
وتفقّهَ عَلَى والده. ثمّ توجهَ إلى بغداد، فتفقهَ بالنظاميّة
عَلَى مُعيدها السديدِ السَّلماسيّ بالخلافِ والأصول.
وقرأ العربيّة بالمَوصْل عَلَى الْإمَام يحيى بن سعدون، وببغداد
عَلَى الكمالِ عَبْد الرَّحْمَن الأنباريّ.
وتميزَّ، وبَرَعَ فِي العلم. ورَجَعَ إلى المَوْصِل، وأقبلَ عَلَى
الدّروس والاشتغالِ والاستبحار من العلوم حتّى اشتهرَ اسمُه،
وبَعُدَ صِيتُه، ورَحَلَ إِلَيْهِ الطلبةُ، وتزاحموا عَلَيْهِ.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [2]- وهو من بعضِ تلامذته-:
انثالَ عَلَيْهِ الفقهاءُ، وجَمعَ من العلوم ما لم يَجمعْه أحد،
وتفرّد بعلم الرياضيّ.
__________
[1] انظر عن (موسى بن يونس) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 583، 584
رقم 3038، وذيل الروضتين 172، وفيه: «الكمال بن يونس» وهو غلط،
وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 410، ووفيات الأعيان 5/ 311- 318
رقم 747، والحوادث الجامعة 78، والمختصر في أخبار البشر 3/ 170،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، والعبر 5/ 162، 163، و 85- 87 رقم
63، ودول الإسلام 2/ 145، وتاريخ ابن الوردي 2/ 171، 172، ومرآة
الجنان 4/ 101- 104، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 129، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 570، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 157،
158 (8/ 378- 386 رقم 1278، والبداية والنهاية 13/ 158، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 169 ب، 170 أ، والعقد المذهب لابن
الملقّن، ورقة 79، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 55، وطبقات
الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 425، 426 رقم 396، والعسجد المسبوك 2/
503، 504، والفلاكة والمفلوكون للدلجي 84، وعقد الجمان للعيني 18/
ورقة 226، 227، والنجوم الزاهرة 6/ 342- 344، وتاريخ ابن سباط
(بتحقيقنا) 1/ 325، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 92،
ومفتاح السعادة 2/ 214، وشذرات الذهب 5/ 206، 207، وإيضاح المكنون
1/ 75، وهدية العارفين 2/ 479، وديوان الإسلام 4/ 412 رقم 2231،
والأعلام 7/ 332، ومعجم المؤلفين 13/ 51، وسيعاد في وفيات سنة 640
هـ برقم (694) .
[2] في وفيات الأعيان 5/ 311.
(46/417)
قَالَ [1] : وقيل: إنّه كَانَ يُتقنُ أربعة
عشر [2] فنّا من العلوم. وكان الحنفية يقرءون عَلَيْهِ مذهبهم،
ويَحِلُّ مسائلُّ «الجامع الكبير» أحسنَ حلّ. وكذلك أهل الذّمّة
يقرءون عَلَيْهِ التوراةَ والإنجيل، ويَشرحُها لهم شرحا، يعترفون
أنّهم لا يجدونَ مَنْ يُوَضِّحُها لهم مثله. وكذلك فِي كُلُّ فنٍّ
متَى أخِذَ معه فيه يُوهم أَنَّهُ لا يَعرف سواه لجَودةِ معرفتهِ
بِهِ. وبالجملةِ فأخبارُ فضلهِ فِي جميع العلوم مشهورةٌ حتّى إنَّ
الأثيرَ مفضلَ بن عُمَر الأبْهري- عَلَى جلالَة قَدْره فِي العلم
ومَا لَهُ من التّصانيف كالتعليقةِ فِي الخلافِ والزّيج- يَجْلِسُ
بين يديه، ويَقرأ عَلَيْهِ والناسُ- يومَ ذاك- يشتغلونَ فِي تصانيف
الأثير. وسُئِل الشيخُ كمالُ الدّين عن الأثير ومنزِلته فِي
العلوم، فقال: ما أعلمُ! فقيلَ: وكيفَ وهو فِي خدمتك منذ سنين
عديدةٍ واشتغلَ عليك؟ فقالَ: لأنِّي مَهما قلتُ لَهُ تَلَقَّاه
بالقَبولِ، وما جاذَبني فِي مَبحثٍ قَطُّ حتّى أعلمَ حقيقةَ
فَضْلِه. ولمّا حَجَّ الشيخُ قَالَ الأثير- لمّا بلغه أنّهم لم
ينصفوه من دار الخلافة-: والله ما دَخَلَ بغداد مثل أبي حامد
الغزّاليّ، وو الله ما بينه وبين الشَّيْخ نسبة.
قَالَ ابنُ خَلِّكان [3] : وكان الشيخُ يَعرِفُ الفقهَ، والأصلين،
والخلافَ، والمنطقَ، والطبيعيَّ، والإلهيَّ، والمجسطيّ، وإقْلِيدس،
والهيئة، والحساب، والجبر، والمقابلة، والمساحة، والموسيقى معرفة
لا يُشاركه فِيهَا غيره. وكان يُقرئُ «كتابَ سِيبوَيْه» ، و
«المفصّل» للزَّمخشريَّ. وكان لَهُ فِي التفسيرِ، والحديثِ،
وأسماءِ الرجال يدٌ جيّدة. وكانَ يحفظُ من التاريخُ والأخبارِ شيئا
كثيرا.
وله شعرٌ حسن. وكان الأثيرُ يَقْرأ عَلَيْهِ فِي المجسطيّ، وهي
لفظةٌ يونانية، أي:
التّرتيب. وكانَ شيخُنا تقيّ الدّين ابن الصلاح يُبالغُ فِي
الثناءِ عَلَيْهِ، ويعُظِّمه، فقيلَ لَهُ يوما: من شيخُه؟ فقال:
هذا الرجل خلقَه اللَّه عالما، لا يُقال: عَلَى مَنِ اشتغل؟ فإنّه
أكبر من هذا.
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 311، 312.
[2] في وفيات الأعيان: «أربعة وعشرين» .
[3] في وفيات الأعيان: 5/ 312.
(46/418)
وطوّل ابن خَلِّكان ترجمته، ثم قَالَ [1] :
ومن وَقَفَ عَلَى هذه الترجمة، فلا ينسُبْني إلى المُغالاةِ، فمن
كَانَ فاضلا وعَرَف ما كانَ عَلَيْهِ الشيخُ، عَرَف أنِّي ما
أعرتُه وصفا، ونعوذُ باللَّه من الغُلُوِّ.
ثم إنّ القاضي- رحمه اللَّه- أنصفَ، وقال [2] : كَانَ- سامحه
اللَّه- يُتَّهم فِي دينه لكونِ العلومِ العقليةِ غالبة عَلَيْهِ.
وعَمِلَ فِيه العمادُ المغربيّ وهو عمرُ بن عَبْد النّور
الصُّنْهاجي النَّحْويّ.
أجِدَّك أن قد جاءَ بعد التّعبّس ... غزال بوَصْلٍ لي وأصْبَحَ
مُؤْنسي
وعاطَيْتُه صَهْباءَ مِنْ فيهِ مَزْجُها ... كرِقَّةِ شِعْري أو
كدينِ ابن يونسِ [3]
وللعماد هذا فِيهِ- وقد حضر درسَ الشَّيْخ جماعةٌ بالطَّيَالسة-:
كما كمال الدين للعلمِ والعُلَى ... فهيهاتَ سَاعٍ فِي مَعَاليك
[4] يَطْمَعُ
إذا اجتَمَعَ النُّظَّارُ فِي كلِّ مَوْطِن ... فغايَةٌ كلِّ أنْ
تَقُول ويَسْمَعُوا
فلا تَحْسَبُوهم من عنادٍ [5] تطيلسوا ... ولكن حياء واعترافا
تَقَنَّعوا
وقال الموفَّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة فِي «تاريخ الأطباء»
[6] لَهُ فِي ترجمة كمالِ الدّين [7] : هو علَّامةُ زمانِه، وأوحدُ
أوانِه، وقُدْوةُ العلماءِ، وسَيِّدُ الحكماء، أتقنَ الحِكَمةَ-
يعني الفلسفة- وتمَّيزَ فِي سائرِ العلوم، كَانَ يُقرئُ العلومَ
بأسرِها، وله مصنَّفاتٌ فِي نهايةِ الجودة، ولم يزل مُقيمًا
بالموصل. وقيل: إنّه كان يعرف علم السّيماء، وله كتاب «تفسير
القرآن» ، وكتاب «شرح التنبيه» [8] وكتاب «مُفردات ألفاظ القانون»
وكتاب فِي الأصول، وكتاب «عيون المنطق» ، وكتاب «لُغَزٌ فِي
الحكمة» ، وكتاب في «النجوم» .
__________
[1] في وفيات الأعيان: 5/ 314.
[2] في وفيات الأعيان: 5/ 316- 317.
[3] البيتان في: المختصر لأبي الفداء، وتاريخ ابن الوردي.
[4] في وفيات الأعيان: «مساعيك» .
[5] في وفيات الأعيان: «غناء» .
[6] استدرك المؤلّف- رحمه الله- على قوله هذا فكتب في حاشية الأصل:
«إنما الشرح لولده» .
[7] وهو عيون الأنباء: 2/ 337.
[8] في وفيات الأعيان: 5/ 77.
(46/419)
قال ابنُ خَلِّكان [1] : تُوُفّي بالموصل
فِي رابع عشر شَعْبان. ولمّا تردَّدْتُ إِلَيْهِ، وَقَعَ فِي نفسي
أنْ جاءني ابنُ سَمَّيْتُه باسمِه، فرُزقت ولدي الأكبرِ فِي صفر
سنة إحدى وخمسين بالقاهرة- يعني كمالَ الدّين مُوسَى خطيبَ
كَفَرَبْطنا- قَالَ:
وعجِبتُ من موافقته لَهُ فِي تاريخ المولد فبينهما مائة سنة كاملة.
قَالَ المَوفقُ عَبْد اللّطيف: ولمّا كان سنة خمس وثمانين وخمسمائة
حيثُ لم يبقَ ببغداد مَنْ يملأ عيني، ويحِلُّ ما يُشْكلُ عَلَى،
دخلتُ المَوْصِل، فلم أجدُ فيها بُغيتي، لكنْ وجدتُ الكمالَ بن
يونس جيّدا فِي الرياضيات والفقهِ مُتَطرفًا من باقي أجزاء
الحكمةِ. قد استغرقَ عقلَه ووقَته حبّ الكيمياء، وعَمِلَها حتّى
صار يَستْخفُّ بكل ما عداها.
وقال أَبُو شامة [2] : تُوُفّي فِي نصف شَعْبان.
[حرف النون]
626- نصرُ بن عَلِيّ [3] بن عَبْد الله بن المبارك بن نغوبا.
أَبُو القاسم، الواسطيّ.
وُلِد سنة سبعٍ وخمسين وخمسمائة. وتُوُفّي فِي هذه السنة.
وله إجازةُ أَبِي الفتح بن البَطِّي، وقد حدَّث عَنْهُ بها.
قلتُ: سَمِعَ شيخُنا سُنْقُر القضائي ببغداد سنةَ أربعٍ وثلاثين
«جزء» البانِيَاسيّ عَلَى خمسةٍ مجتمعين أحدهم ابن نَغُوبا. ولم
يُسَمَّ فِي الطبقةِ، بل كتبوه ابن نَغُوبا فقط، والظاهرُ أَنَّهُ
هذا، لأنَّا لم نَعْرفْ أحدا كَانَ حيّا فِي سنةِ أربعٍ وثلاثين من
أولاد ابن نغوبا لَهُ سماع أو إجازة إلّا هو.
__________
[1] وهو في عيون الأنباء: 2/ 337.
[2] في ذيل الروضتين 172.
[3] انظر عن (نصر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 575 رقم
3015، وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 23/ 80.
(46/420)
[حرف الهاء]
627- هَوَّاش بن رَزِينِ [1] بن نُمَيْر.
أَبُو قايماز، الفَرْمِيّ، الطِّينيّ، المُعَمَّر.
شيخٌ صالح طاعنٌ فِي السنِّ.
تُوُفّي فِي صفر بدمياط.
قَالَ الحافظُ زكيُّ الدّين: عَلَّقْتُ عَنْهُ بالطِّينة عَلَى
بحيرة تِنِّيس فوائد فِي سنة أربعٍ وثلاثينَ، فحدّثني أنَّ لَهُ من
العُمُر مائة وستّ سنين، وأنَّ مولِدَه بالفَرْما، وأنَّ لَهُ
بالطيْنَة سبعين إلا سنة. قَالَ: ولم تَزلِ الفَرْمَا عامرة حتى
خرَّبها شاوِر، فرأيت الفَرْمَا أَنَا فِي سنة أربعٍ وثلاثين خالية
وعليها سُورٌ وأبراجٌ.
[حرف الْيَاءِ]
628- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] بْنِ أحمد بن عبد الرحمن
بن ربيع بن أَحْمَد بن ربيع.
أَبُو عامرٍ، الأشعريُّ، القُرْطُبيّ.
كَانَ من أجَلَّ أهل بيتِه وأعلمِهم.
رَوَى عن: أَبِيهِ، وخَلَفِ بن بَشْكُوال، وأَبِي بَكْر بن الجدّ،
وأَبِي عبدِ اللَّه بن زَرْقُون، وطائفة.
لَهُ مصنفاتٌ كلاميَّةٌ.
ولِيَ قضاءَ قُرْطُبَة، وخَرَجَ منها سنةَ ثلاثٍ وثلاثين حينَ
تَغَلَّب عليها العدوُّ، وكان قَيِّمًا بِعِلْمِ الكلامِ يُقْرئُه،
ويُقرئُ الفقَه وأصوله.
وُلِد سنة ثلاثِ وستّين، ومات فِي ثامن عشر ربيعٍ الأوّل [3] .
__________
[1] انظر عن (هوّاش بن رزين) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 573 رقم
3010.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار
(نسخة الأزهر) 3/ ورقة 135، 136، وله ذكر في: سير أعلام النبلاء
23/ 80.
[3] هكذا هنا، وسيعاد في وفيات سنة 640 هـ برقم (698) .
(46/421)
روى عنه: ابنه أبو الحسين محمد، وأبو عليّ
ابن الأحوص، وأبو جعفر ابن الطَّبَّاع.
تُوُفّي بمالَقةَ.
629- يَسارُ بن خَلَف [1] بن سراج، الفقيهُ.
عفيفُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه، القيسيُّ، الدمشقيّ، الشاغوريّ،
الشافعيّ.
وُلِد بحوران، وقَدِمَ دمشقَ، فتفقَّه، وجَوَّدَ المذهبَ.
وسَمِعَ من: يحيى الثقفيّ، والخشوعيّ، وجماعة.
روى عنه: الشهاب القوصيّ، والمجد ابن الحلوانية، وجماعة.
وتُوُفّي فِي تاسع صفر.
وكانَ يشهدُ ويحضُر المدارسَ.
630- يوسُفُ بن يحيى [2] بن البركات.
أَبُو المظفَّر، البغداديّ، البزّاز.
وُلِد سنة ثلاثٍ وستّين.
وسَمِعَ من تَجَنِّي الوَهْبَانية.
أجازَ لابنِ سعد، وللبِجَّديِّ، وبنتِ مؤمن، وجماعة.
[الكنى]
631- أَبُو بَكْر بن أَحْمَد [3] بن مَعْبَد الكُرَيْديُّ.
الحربيّ.
سَمِعَ من أَبِي الفتحِ بن البَطِّي.
وولد في حدود الخمسين وخمسمائة.
وكانَ شيخا صالحا، خيّرا، سَمَّاه الطلبة تمَّامًا.
__________
[1] انظر عن (يسار بن خلف) في: ذيل الروضتين 171 وفيه: «العفيف بن
يسار» ، وهو غلط.
[2] انظر عن (يوسف بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 587، 588
رقم 3047.
[3] هو «تمّام» ، انظر عنه في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 579 رقم
3026، والمشتبه 2/ 551 وفيه:
«أبو بكر بن أحمد بن بدران» ، وتوضيح المشتبه 7/ 323.
(46/422)
وتُوُفّي فِي خامس جُمَادَى الآخرة.
632- أَبُو بَكْر بن جعْفَر [1] بن حسنٍ الباهيُّ- وباها: قريبةٌ
من القاهرة-.
المالكيّ، العابرُ، الرجلُ الصالح.
كَانَ إماما فِي تعبيرِ الرؤيا مُقَدمًا فيها.
تُوُفّي بباها وحُمِلَ، فدُفن بقربِ قبرِ الليثِ- رحمه اللَّه- فِي
صفر.
633- أَبُو غالبِ بنُ خَضِرِ [2] بنِ نحرير الصالحيّ.
الشاوي.
حدَّث عن أَبِي الحسين أحمد ابن المَوَازيني.
ومنهم من يُسميه غالبا.
سَمِعَ منه: التاج بن أبي جعفر، والمجد ابن الحُلْوانية، وغيرُهما.
وأجاز للقاضي تقيِّ الدّين الحنبليّ.
وماتَ فِي شعبان.
وفيها وُلِد شيخُنا القاضي بدرُ الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن
جماعة الكِنانيّ، فِي ربيع الآخر.
والقاضي شرفُ الدّين حسن بن عبد الله ابن الشيخ أَبِي عُمَر
الحَنْبليّ.
والقاضي بهاءُ الدّين يوسف بن محمد بن محمد ابن الأستاذ الحلبيّ.
والنورُ عَلِيّ بن عَبْد العظيم بن سُلَيْمَان العَلَويّ الرَّسّي،
بمصر. سَمِعَ ابنَ رواج.
ووكيلُ بيتِ المالَ بمصرَ مجدُ الدّين عيسى بن عمر ابن الخَشَّاب.
والعمادُ أَبُو بَكْر بنُ مَكِّي بنِ أبي الخوف، بدمشق، قاضي سرمين
[3] .
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن جعفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 574
رقم 3012.
[2] انظر عن (أبي غالب بن خضر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 583
رقم 3036.
[3] بليدة من أعمال حلب.
(46/423)
وشهاب الدّين غازي ابن الملك الناصر داود
ابن المعظّم.
وزينُ الدّين عَبْد الرَّحْمَن بن نصر بن عبيد الحنفيّ.
والعماد محمد ابن التّقيّ يعقوب ابن الجرائديّ.
والبدرُ مُحَمَّد بن عتيق الأَنْصَارِيّ الشاهدُ.
وأَحْمَد بن عُمَر النَّصِيبي، المُوَقِّتْ بالقدس.
والكمالُ محمد بن نصر الله بن إسماعيل ابن النّحّاس، بقاسيون.
والشرف إسماعيل ابن الخطيب محيي الدّين محمد ابن الحّرَسْتانيّ.
والبدرُ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الزُّبَيْر الجيليّ الأصمُّ.
والركنُ عُمَر بن مُحَمَّد بن يحيى العُتْبِيّ الإسْكندري.
والبهاءُ إِبْرَاهِيم بن عَبْد الرَّحْمَن بن نوح المَقدسيُّ
الكاتب.
والعفيفُ مُحَمَّد بن عبد المحسن ابن الخرّاط، شيخ المستنصرية.
(46/424)
سنة أربعين وستمائة
[حرف الألف]
634- أَحْمَد بن ثَنَاء [1] بن أَحْمَد.
أَبُو العباسِ، ابنُ القرطبان، الحربيُّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بن المبارك ابن الحَلاويّ.
وعنه ابن النجّار وقال: مات فِي المحرَّم وقد بلغَ الثمانين.
قلتُ: أظنُّ للقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان بن حمزة منه إجازة.
وأجاز لابن الشّيرازيّ، والمُطَعِّمِ، وسعدٍ، وابن الشّحنة.
وهو أَحْمَد بن أَبِي حامد ثناء.
635- أَحْمَد بن عَبْد الملك [2] بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بن
سعد.
الشَّيْخ، زينُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس، المَقدسيُّ، الحنبليّ،
الناسخُ، الشُّرُوطيُّ، المُحَدِّثُ.
سَمِعَ: يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن عَلِيّ
اللَّخْميّ، وإِسْمَاعِيل الْجَنْزَويِّ، وجماعة بدمشق.
والبوصيريّ، وإسماعيل ابن ياسين، وجماعة بمصر. وأبا الفرج ابن
الجوزي، والمبارك بن المعطوش، وعبد الله بن أَبِي المجد، وجماعة
ببغداد.
وكانَ مليحَ الخَطِّ، فاضلا، فقيها. سُئِل عَنْهُ الضياءُ فقال: ما
عرفنا منه إلّا الخير.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن ثناء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 597 رقم
3069، والوافي بالوفيات 6/ 283 رقم 2779.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: العبر 5/ 164 وفيه: «الزين بن
عبد الملك» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، وشذرات الذهب 5/
207، وله ذكر في سير أعلام النبلاء 23/ 85.
(46/425)
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والتّاج عبد
الرحمن شيخ الشافعية، وأخوه الشرف خطيب دمشق، والبدر ابن الخلّال،
والشمس محمد ابن الواسطيّ، والعزّ أحمد ابن العماد، وجماعةُ.
وبالحضورِ ابن البالِسيّ.
وتُوُفّي فِي تاسع عشر رمضان، وله ثلاثُ وستّون سنة.
وهو والد الشمس عَبْد الرَّحْمَن.
636- أَحْمَد بْن عَلِيّ [1] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن شُكْر
[2] .
أَبُو الْعَبَّاس، الأندلُسيّ، المُقرئ.
قَالَ الأبَّارُ [3] : رَحَلَ، وأخَذَ القراءاتِ عن أَبِي الفضل
جعْفَر الهَمَدانيّ، وسَمِعَ من أَبِي القاسم بن عيسى. وسَكَنَ
الفيُّوم، واختصر «التيسيرَ» [4] ، وصنفَ شرحا «للشاطبيّة» [5] .
وتُوُفّي في حدود الأربعين وستمائة.
637- أَحْمَد بن الْمُبَارَك [6] بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه
بْن بَكْري.
أَبُو بَكْر بن أَبِي المعالي، الحَرِيميُّ.
سَمِعَ من أَبِي شاكر السقلاطونيّ.
كتبَ عَنْهُ ابنُ النجّار وقال: لا بأسَ به. توفّي في المحرّم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عليّ) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 123،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 320، 321 رقم 412،
والوافي بالوفيات 7/ 238 رقم 3194، وغاية النهاية 1/ 87 رقم 394،
والمقفى الكبير 1/ 542 رقم 525، وبغية الوعاة 1/ 150، وحسن
المحاضرة 1/ 287، ومعجم المؤلّفين 2/ 20.
[2] تصحّف في تكملة الصلة 1/ 123 إلى: «سكن» .
[3] في تكملة الصلة.
[4] وقال ابن عبد الملك في (الذيل والتكملة ج 1 ق 1/ 320) :
«وسمّاه التذكير» .
[5] زاد ابن عبد الملك: وشرح القصيدة المسمّاة ب: «حرز الأماني
ووجه التهاني» في القراءات السبع نظم أبي القاسم، ويقال: أبو محمد
قاسم بن فيّره الشاطبي شرحا جيدا أفاد به.
[6] انظر عن (أحمد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 597
رقم 3070، وسيعاد في الكنى برقم (700) .
(46/426)
قلتُ: ومن مسموعه السابع من «حديث» ابن
السَّمَّاك عَلِيّ أَبِي شاكر. أجازَ لابن الشّيرازيّ ورَوَى
عَنْهُ بالإجازةِ.
638- أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
محمد بن حمويه.
الصاحبُ الجليل، مُقَدّمُ الجيوش الصالحية، كمالُ الدّين، أَبُو
الْعَبَّاس، ابن الشيخُ الْإمَام صدرِ الدّين أَبِي الْحَسَن،
الْجُوَينيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصُّوفيّ، الشافعيّ.
وُلِد بدمشقَ سنةَ أربعٍ وثمانين.
وأجازَ لَهُ: الخشوعيّ، وأبو الفرج ابن الْجَوْزيّ. وسَمِعَ من
جماعة.
وحدَّث.
ودرَّسَ بمدرسة الشافعيّ، وبالنّاصريّة المجاورَة للجامع العتيق،
ومشيخةِ الشيوخ، وغير ذَلِكَ. ودخَلَ فِي أمورِ الدّولة، وكانَ
نافذَ الأمر، مطاعَ الكلمة هُوَ وإخوته.
وكان أخوه معينُ الدّين هُوَ وزيرَ الصالح حِينئذٍ. وفي العام
الماضي جرَّد الصالح نجم الدّين عسكرا عليهم كمالُ الدّين لحرب
النّاصر دَاوُد، فالتقاه بجبلِ القدس. واقتتلوا أشَدَّ قتالٍ،
فانكسرَ المصريّون، وأسَرَ الناصرُ جماعة منهم مقدَّمُ الجيش كمالُ
الدّين فمنَّ الناصرُ عليهم وأطْلقَهم.
قلتُ: ثمّ إنَّ كمال الدّين خرَجَ من الدّيار الْمِصْريّة
بالعساكرِ لحصار الصالح إِسْمَاعِيل بدمشقَ فأدركه أجلُه بغَزَّة،
ودُفِنَ بها فِي ثاني عشر صفر.
639- أَحْمَد بن مُحَمَّد [2] ابن القاضي أَبِي العباس أحمد.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 598 رقم
3072، وذيل الروضتين 172 وفيه: «كمال الدين بن أحمد بن شيخ الشيوخ
صدر الدين بن حمويه» ، وسير أعلام النبلاء 23/ 85 دون ترجمة،
والوافي بالوفيات 8/ 74 رقم 3496، والعسجد المسبوك 2/ 515، والنجوم
الزاهرة 6/ 345.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد) في: تاريخ إربل 1/ 433، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 600 رقم 3076، وبغية الوعاة 1/ 360، 361 رقم 700،
والأعلام 1/ 210، وإيضاح المكنون 1/ 82،
(46/427)
الفقيهُ، الإمامُ، تاجُ الدّين، أَبُو
الْعَبَّاس، البكريُّ، الشَّريشيّ، الصُّوفيّ، المالكيّ،
الأُصُوليُّ.
لَهُ مصنفاتٌ فِي الأصولِ [1] والنظرِ ويدٌ فِي الطبِّ والشعر [2]
.
وقد دخَلَ بغدادَ، ولقيَ بها الشيخُ شهابَ الدّين
السُّهْرَوَرْدِي.
قَالَ المُنْذريُّ [3] : تُوُفّي بالفَيُّومِ فِي عاشر ربيع الآخر.
640- أَحْمَد بن نجمِ [4] بن أَحْمَد بن أَبِي بَكْر.
أَبُو الْعَبَّاس، البغداديّ، الخيَّاط.
رجلٌ صالحٌ. سمَّعَهُ أَبُوه كثيرا من المتأخّرين.
وحدّث عن عبد المغيث بن زهير.
__________
[ () ] 144، ومعجم المؤلّفين 2/ 76.
[1] ذكر السيوطي أسماء مؤلّفاته وهي: كتاب توحيد الرسالة، ورسالة
التوجيه في أصول الدين، وكتاب أسرار أصول الدين، وكتاب أسرار
الرسالة، وكتاب الأسرار، وكتاب أسنى المواهب، وكتاب شرح المفصّل في
النحو، وكتاب شرح الجزولية في النحو، وكتاب صحبة المشايخ، وكتاب
أنوار السّراية وسراية الأنوار، نظم، وكتاب عوارف الهدى وهدى
العوارف، وكتاب في السماع. (بغية الوعاة 1/ 361) .
[2] ومن شعره:
لو لم تكن سبل الولاء بعيدة ... لا تنتحى إلّا بعزمة ماجد
لتوارد الضدّان أرباب العلا ... والأرذلون على مجر واحد
(تاريخ إربل 1/ 433، بغية الوعاة 1/ 361 وفيه: «على محلّ» ) .
وقال أيضا:
تكلّفني كتمان أمر صبابتي ... وفي مقلتي عنوانها ودليلها
وتخشى عليها إن شهرت بحبّها ... مقالة أهل الحيّ أنّي خليلها
فتهجرني والهجر لا شكّ قاتلي ... وإن متّ قالوا: إن هذا قتيلها
وقالوا: أما تشفي فؤادك من جوى ... وروحك من بلوى مذيب غليلها
فقلت لها: إن الصبابة حكمها ... مع السّقم ألّا يستفيق عليلها
وعندي إذا حدّثت نفسي سلوة ... غرام يوافيها وشوق يحيلها
وبايعتها طوعا فلست أقيلها ... ولو أنها جارت ولا أستقيلها
(تاريخ إربل 1/ 433) .
[3] في التكملة 3/ 600.
[4] انظر عن (أحمد بن نجم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 601 رقم
3081.
(46/428)
أجاز للقاسم بن عساكر، وسعد الدّين،
والبجّديّ، وطائفة.
توفّي في شهر ربيع الآخر.
641- أَحْمَد بن أَبِي القاسم [1] بن عِنان.
الفقيهُ الصالح، أَبُو الْعَبَّاس، المَيْدُوميُّ، المالكيُّ.
كَانَ من أعيانِ أصحاب أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بن سلامة
المالكيّ.
واشتغلَ بعلوم النظرِ، وتصدَّرَ بالجامع الأزهر، وأخذَ عَنْهُ
طائفةٌ. ووَلِيَ خطابةَ منية الشِّيرَج [2] بظاهر [3] القاهرة،
وأمَّ بمسجد الصاغةِ بالقاهرة، وكان عَلَى طريقَة السّلف، مُطرِح
التكلفِ، حَسَنَ التفهيمِ.
وُلِد بمَيْدُوم من كورة بوش.
وماتَ بالقاهرَة فِي سابع ذي الحجّة، ودُفِنَ بسفح المُقَطَّم
بقُربِ قبرِ كافور الإخشيديّ.
قَالَ المُنْذريُّ [4] : كتبتُ عَنْهُ فوائدَ.
ورَوَى عَنْهُ الدِّمْياطيّ وبحثَ عَلَيْهِ «المَنْخُول»
للغزّاليّ.
642- إِبْرَاهِيم بنُ بركات [5] بْن إِبْرَاهِيم بْن طاهر بْن
بركات بن إِبْرَاهِيم بن عليّ.
أبو إسحاق، الخشوعيّ، الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
613 رقم 3107.
[2] منية الشيوخ: بلدة كبيرة طويلة. قال ياقوت: بينها وبين القاهرة
فرسخ أو أكثر قليلا على طريق القاصد إلى الإسكندرية. (معجم البلدان
5/ 218) ، وذكرها ابن دقماق في: (الانتصار لواسطة عقد الأمصار 2/
47) وقال هي: «منية الأمراء» .
[3] في التكملة للمنذري 3/ 613 «منية الشيخ ظاهر» ، وهو غلط.
[4] في التكملة 3/ 613.
[5] انظر عن (إبراهيم بن بركات) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 102،
103 رقم 77، وذيل الروضتين 172، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342،
وسير أعلام النبلاء 23/ 102، 103 رقم 77، والعبر 5/ 194، وذيل
التقييد 1/ 421، 422 رقم 826، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 25،
والنجوم الزاهرة 6/ 346، والدليل الشافي 1/ 106، وشذرات الذهب 5/
207.
(46/429)
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِيهِ أَبِي طاهر، وأَبِي المكارم عَبْد الواحد بْن
مُحَمَّد بْن هلال- وهو آخرُ من سَمِعَ منه-، وأَبِي القاسم بن
عساكر الحافظ، وأبي الفهم بن أبي العجائز، وأبي المعالي بن صابر،
والخضر بن طاوس، وعبد الرّزّاق النّجّار، ويحيى الثّقفيّ، وغيرهم.
وكان مكثرا عن الحافظِ أَبِي القاسم- لعلَّه سَمِعَ منه أكثرَ
أماليه وكثيرا من مصنفاته-. وخرَّج لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه
البِرْزاليُّ «مشيخة» .
رَوَى عَنْهُ: الحافظُ الضياء- وقالَ: ما عَلِمْتُ فِيهِ إلّا
الخيرَ- وابنُ الحُلْوانية، والشيخ تاجُ الدّين الفَزاريُّ،
ومُحَمَّد بن مُحَمَّد الكَنْجيُّ، وأَبُو عَلِيّ ابن الخَلَّال،
وأَبُو الفضل الذهبيُّ، وأَبُو الفِداءِ بن عساكر، ويوسفُ بن
عُبادة البَقَّال، وأَبُو الْحَسَن عليّ بن أحمد ابن البَقَّال،
وخلقٌ سواهم.
وحَضَرَ عَلَيْهِ العمادُ مُحَمَّد ابن البالِسيّ. وأجازَ لجماعةٍ
تأخَّروا.
عاشَ اثنين وثمانينَ سنة، وتُوُفّي فِي سَلْخ رجب بدمشق.
وله جماعةُ إخوة. ولَقَبُه زكيُّ الدّين.
643- إِبْرَاهِيم بن عُمَر [1] بْن أَحْمَد بْنُ عُمَر بْن سالم.
أَبُو إِسْحَاق، الحربيّ، المعروف بابن الدُّرْدَانَة.
وُلِد سنة اثنتين وخمسمائة.
وسَمِعَ بنفِسه من: أَبِي منصور بنِ عَبْد السلام، وفارسِ بنِ
أَبِي القاسم الحَفَّار، وأَبِي الفرج ابن الْجَوْزيّ، وطبقتهم.
وأجازَ لَهُ أَبُو الفتح بن البَطِّيّ، وأَبُو بَكْر بن النّقور،
وجماعةٌ.
سَمِعْنا بإجازته من العماد محمد ابن البالِسيّ، وجماعةِ.
ورَوَى عَنْهُ ابن النَّجَّار فِي «تاريخه» وقال: عُزِلَ عن
الشهادَة لجهلِه.
توفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 601،
602 رقم 3082، وسير أعلام النبلاء 23/ 85.
(46/430)
644- آسية بِنْت عَبْد الواحد [1]
المقدسيّة.
أمّ أَحْمَد، أخت الحافظ الحجّة ضياء الدّين.
نقلت وفاتها من خطّ أخيها في السادس والعشرين من رجب، وقال:
كَانَتْ ديّنة، خَيْرَةَ، كثيرة الصلاة والصيام، حافظة لكتاب
اللَّه، وكانت تلقّن النساء.
قلتُ: روت بالإجازة عن أَبِي الفتح بْن شاتيل، وأبي السعادات
القزّاز.
وولدت سنة سبع وسبعين.
وهي والدة الحافظ الزّاهد سيف الدّين أحمد ابن المجد.
وقرأت بخطّ ابْن الحاجب قالَ: قالَ الضياء: توصف بالدّين والخير
وما في زمانها مثلها، لا تكاد تخلي قيام اللّيل.
قلتُ: روى عنها الشمس ابن الكمال، وعائشة بِنْت المجد- وهي أمّها-
وبالإجازة القاضي تقيّ الدّين سليمان، وغيره.
[حرف الباء]
645- باتكين، الأميرُ [2] .
أَبُو الفضلِ [3] الخَليفتي الناصريُّ.
قَدِمَ بغداد صبيّا في سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتأدَّب، وأحَبَّ
الفضيلةَ، وتنقلَتْ بِهِ الأحوالُ إلى أن أُمِّرَ وأُقْطِعَ
البصرةَ فِي الأيام الناصريَّةِ فأثَرَ بها الأثارَ الجميلة،
وبَنَى بها المدارسَ، وجدَّدَ جامعها، وبَنَى المارستان والرباطَ،
ووَقَفَ عَلَى ذَلِكَ الأوقافَ، وبنى قُبةً عَلَى قبرِ طلحة-
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وبَنَى سُورًا عَلَى البصرَة وحَصَّنَها،
وعَدَلَ فِي الرعية، واشتهرَ ذكرُه. ثمّ طلب وولّي سلطنة
__________
[1] انظر عن (آسية بنت عبد الواحد) في: العبر 5/ 164.
[2] انظر عن (باتكين الأمير) في: تاريخ إربل 1/ 408، ومرآة الزمان
ج 8 ق 2/ 699، والحوادث الجامعة 91، 92، والجامع المختصر لابن
الساعي 75، 76، ووفيات الأعيان 3/ 172، وتلخيص مجمع الآداب 2/ 716،
والوافي بالوفيات 10/ 66، 67 رقم 4505، والعسجد المسبوك 2/ 513،
514، وشرح نهج البلاغة 2/ 370 و 3/ 382، والأعلام 2/ 3.
[3] في الحوادث الجامعة كنيته: «أبو المظفر» .
(46/431)
أرْبِل، فَتوَجَّهَ إليها، وعَدَلَ فِي
أهلها. وكان يرجعُ إلى دينِ وخيرٍ. وآثارُه جميلةٌ كثيرة- اللَّه
يرحمه- فلمّا أخذتِ التتارُ إرْبِل، قَدِمَ بغداد ولَزِمَ منزلَه
إلى أن تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من شوَّال.
أنبأني بأمرِه ابنُ البُزُوريّ.
646- بَدْرانُ بنُ شِبْل [1] بن طَرْخان.
أَبُو مُحَمَّد، المَقدسيُّ، الحنبليّ، الشيخُ الصالحُ.
سَمِعَ بدمشق من: الخُشُوعي، وعُمَر بنِ طَبَرْزَد.
وولد فِي حدودِ سنة سبعين بقرية زيتا من أعمال قَيْساريَّةَ.
وحدَّث.
وهو والدُ شيخنا عبدِ الحافظ.
قُتِلَ فِي جملة مَنْ قُتل بنابُلُس إذْ دَخَلها الفِرنج
واستباحوها وقتلوا بها خَلْقًا كثيرا، والأمر للَّه.
[حرف التاء]
647- تُركان خاتون [2] ، الجهة الأتابكية.
بنت السلطان عزّ الدّين مسعود ابن قطب الدين مودود بن زنكي بن
آقسنقر، زوجهُ الملكِ الأشرف مظفرِ الدّين مُوسَى.
تُوفيت فِي ربيع الأول ودُفِنَتْ بتربتها.
[حرف الجيم]
648- جمالُ النساء [3] بنتُ أَبِي بَكْر أَحْمَد بن أبي سعد ابن
الغرّاف.
__________
[1] انظر عن (بدران بن شبل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 614 رقم
3110.
[2] انظر عن (تركان خاتون) في: العبر 5/ 164، 165، والوافي
بالوفيات 10/ 380، 381، والبداية والنهاية 13/ 161، 162، والدارس
1/ 129، وأعلام النساء 1/ 171.
[3] انظر عن (جمال النساء) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 603 رقم
3087، والعبر 5/ 165، ومرآة الجنان 4/ 104، والوافي بالوفيات 11/
179، 180 رقم 264، وشذرات الذهب 5/ 207،
(46/432)
أمُّ الخير، البغداديةُ.
سمَّعها أبوها من: أَبِي الفتح بنِ البَطِّيّ، وأَبِي المظفرِ
أَحْمَد بن مُحَمَّد الكاغدَيّ، وشجاعِ بن خليفة الحربيّ، وغيرهم.
وكانت امرأة صالحة من أهلِ الحربية. حَجَّت غيرَ مرّة. ورَوَت.
وكان أبوها يروي عن هبةِ اللَّه بن الحُصين.
أجازتْ للفخر إِسْمَاعِيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضيين
ابن الخُوييّ وتقيِّ الدّين سُلَيْمَان، وأبي بَكْر بن عَبْد
الدّائم، وابن سعد، وابن الشّحنة، والبجَّديّ، وجماعةٍ.
وتُوفَّيت فِي التاسع والعشرين من جُمَادَى الأولى.
والغَرَّاف: بغين معجمة [1] . وسَمِعَ منها ابنُ النّجّار.
[حرف الحاء]
649- حُسامُ بنُ مُرْهَف [2] بن إِسْمَاعِيل.
الفقيه، أبو المهنّد، الفزاريّ، الْمَصْرِيّ، الشافعيّ.
قَالَ المُنْذريُّ: قرأ القراءاتِ، وسَمِعَ معنا من جماعة.
وتصدَّرَ بالجامع الظافريّ، وأمَّ بالمدرسَة الفاضليّة. تُوُفّي
فِي ذي الحجّة.
650- حَمْدُ بنُ شُكْر [3] ، بهاءُ الدّين.
أَبُو الثناءِ، الزِّفتاويّ، الْمَصْريّ، العَدْلُ.
شَهِدَ عَلَى القضاة، وتَفَقَّه.
وماتَ فِي ذي الحجّة.
__________
[ () ] وأعلام النساء 1/ 169.
[1] وتشديد الراء وفتحها وبعد الألف فاء. (المنذري) .
[2] انظر عن (حسام بن مرهف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 613 رقم
1308.
[3] انظر عن (حمد بن شكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 612، 613
رقم 3106.
(46/433)
[حرف الذال]
651- ذاكرُ بنُ هبةِ اللَّه بنِ عَبْد الوهّاب بن أَبِي حَبَّة.
أَبُو البدر، الدَّقَّاقُ.
سَمِعَ من: جدِّه، وأحمدَ بن السَّدَنك.
وعنه ابنُ النّجّار.
ماتَ فِي عَشْرِ الثمانين.
[حرف السين]
652- ست العَجَم بنتُ إِبْرَاهِيم بن أَبِي طاهر بركات بن
إِبْرَاهِيم بن طاهر الخُشُوعي.
سَمِعْتُ من جدِّها.
وحدّثت بالرَّبوة.
سَمِعَ منها: العزّ ابن الحاجب، والمجد ابن الحلوانية. وحضر عليها
العماد ابن البالِسيّ.
وتُوفّيت فِي شوَّال.
653- ستُّهُم بنتُ بركاتِ [1] بن إِبْرَاهِيم الخُشُوعي.
عمَّةُ ستٍّ العجم.
تَرْوي عن والدِها.
وتُوفَيت أيضا فِي هذه السنة.
654- سعيدةُ بنتُ عَبْد الملك [2] بن يوسف بن قُدامة.
أمُّ أَحْمَد، المقدسيَّةُ، أختُ مُحَمَّد، وقد تقدّم.
امرأة خيّرة مباركة.
__________
[1] انظر عن (ستّهم بنت بركات) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 615
رقم 3112.
[2] انظر عن (سعيدة بنت عبد الملك) في: العبر 5/ 165.
(46/434)
روت بالإجازة عن أَبِي مُحَمَّد العثمانيّ
الدِّيباجيّ.
روى لنا عنها أبو عليّ ابن الخلّال، وغيره. وأجازت للعماد محمد ابن
البالِسيّ، وغيره.
وتُوفّيت فِي رجب بقاسِيون.
655- سَهْلُ بنُ مُحَمَّد [1] بن سَهْل بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن
إِبْرَاهِيم بن مالك.
أَبُو الْحَسَن، الأَزْدِيّ، الغَرْناطيُّ.
سَمِعَ من: خاله أَبِي عَبْد اللَّه بن عَرُوس، وأَبِي بَكْر يحيى
بن مُحَمَّد بن عَرُوس خالِ والدته، وأَبِي الْحَسَن بْن كَوثر،
وأَبِي خَالِد بْن رفاعة، وأَبِي مُحَمَّد بن الفَرَس. ورحلَ إلى
مُرسية، وَسَمِعَ من أَبِي الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن
حُبَيْش، وأَبِي عَبْد اللَّه بن حَمِيد. ولَقِيَ بمالَقَة أبا
القاسم السّهيليّ، وأبا عبد الله ابن الفخار. وسمع أيضا من أَبِي
بَكْر بن الجدّ، وأَبِي الْعَبَّاس بن مَضَاء، وجماعةٍ.
قَالَ الأبَّارُ [2] : وكانَ من جِلّة العلماءِ الأدباء والأئمةِ
البُلغاء الخطباء مَعَ التفنُّن فِي العلوم. وكان رئيسا فِي بلدِه
جوادا محسنا معظما. نَالَتْهُ فِي الفتنة محنةٌ، وغُرِّبَ عن
غَرْناطةَ إلى مُرْسِيةَ، وأُسْكِنَها مدّة إلى أن هَلَكَ مُحَمَّد
بن يوسف بن هُود سنة خمسٍ وثلاثين بالمَرِيَّة، فسُرِّحَ أَبو
الْحَسَن إلى بلدهِ. رأيتُه بإشبيليةَ سنة سبع عشرة. وأجاز لي
مرويّاتِه وتواليفَه. وتُوُفّي عن إحدى وثمانين سنة.
ومِمَّنْ روى عنه ابن مسدي المهلّبيّ وعظّمه [3] .
__________
[1] انظر عن (سهل بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 2007
(طبعة مدريد) ، وبرنامج شيوخ الرعينيّ 59، واختصار القدح المعلّى
60، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 101- 124 رقم 229،
والمغرب في حلى الغرب 2/ 105، ومسالك الأبصار 11/ ورقة 482،
والوافي بالوفيات 19/ 23 رقم 28، والديباج المذهب 125، وزاد
المسافر، رقم 23، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 124، وبغية
الوعاة 1/ 605 رقم 1287، ونفح الطيب (في مواضع متفرقة) .
[2] في تكملة الصلة، رقم 2007.
[3] طوّل ابن عبد الملك في ترجمته، وتتضمّن مجموعة من شعره.
(46/435)
656- سيدةُ بنتُ عَبدِ الرحيم [1] بن أَبِي
النجيب عبدِ القاهر بن عَبْد اللَّه السُّهْرَوَرْدِي.
زوجةُ الشَّيْخ شهابِ الدّين السُّهْرَوَرْدِي.
وُلِدت فِي سنة ثلاثٍ وستّين.
وسَمِعْتُ من تَجَنِّي الوَهْبانيةِ. وحدثت.
وأجازَتْ للقاضي تقيِّ الدّين، ولسعد الدّين، وأبي بَكْر بن عَبْد
الدّائم، وعيسى بن معالي، وأحمد ابن الشّحنة، والبجّديّ، وبنتِ
الواسطيّ، وجماعةٍ.
وكانَ فيها صلاحٌ، وخيرٌ، وتعبُدٌ.
توفّيت فِي سادس عشر رجب.
[حرف الشين]
657- شُعبةُ ابن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد [2] بن سعَيِد
بن يحيى.
أبو المعالي، ابن الدّبيثيّ، الواسطيّ، ثم البغداديّ.
سمَّعَهُ أَبُوه من: يحيى بن بَوْش، وعبدِ المنعم بن كُلَيْب،
وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى.
658- شِيرين الهنديةُ [3] ، مولاةُ أَبِي بكرٍ مُحَمَّد بن تميم
البنْدَنيجيّ.
توفّيت فِي ذي الحجّة.
سَمِعَ منها: الرفيعُ الهَمَذَانيّ، وولداه مُحَمَّد وأَحْمَد،
وغيرُهم ببغداد.
أخبرنا أَحْمَد، أخبرنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن تميم وفتاتُه
شيرين وغيرهما، قَالُوا:
أخبرنا ابنُ كُلَيب، أخبرنا ابنُ بيان، أخبرنا مُحَمَّد بن
مَخْلَد، حدّثنا الصّفّار، حَدَّثَنَا الحسنُ بنُ عَرَفَة،
حَدَّثَنَا جريرُ، عن مغيرة، عن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أولُ مَنْ
أسلم أبو بكر- رضي الله عنه-.
__________
[1] انظر عن (سيدة بنت عبد الرحيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
606 رقم 3093.
[2] انظر عن (شعبة بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 602 رقم
3085، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 356.
[3] انظر عن (شيرين الهندية) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 613،
614 رقم 3109.
(46/436)
[حرف الضاد]
659- الصاحبةٌ ضيفةٌ خاتون [1] بنتُ السلطان الملك العادل.
زوجةُ الملكِ الظاهر صاحبِ حلب، وأمُّ العزيزِ صاحب حلب، وجدَّةُ
الناصرِ سلطان الشام.
كانت ملكة جليلة عاقلة.
توفّيت فِي جُمَادَى الأولى بحلب، وبها ولدت فِي سنة إحدى وثمانين
وخمسمائة حينَ كانت لوالدها العادل.
وقد تَزَوجَ الظاهرُ قبلها بأختها غازية، فوَلَدت منه ابنا مات
صغيرا، ثم ماتت فزوَّجهُ العادل بهذه. ولما مات ولدها العزيز،
تصَرفت تصرفَ السلاطين ونَهَضَتْ بالمُلك أتمَّ نهوض بعدلٍ،
وشَفَقةٍ، وبَذْلٍ، وصدقةٍ، وعَقلٍ، وحَذلقة.
قَالَ ابنُ واصل [2] : أزالتِ المظالَم والمكوسَ فِي جميع بلاد
حلب. وكانت تُؤْثِرُ الفقراءَ والعلماء، وتحملُ إليهم الصدقاتِ
الكثيرة، وما قصدَها أحدٌ إلّا رَجَعَ بخيرٍ محبورا. ولمّا تُوفيت
غُلِّقت أبوابُ حلب ثلاثة أيام، ثم أشهَد الناصرُ صلاح الدّين
عَلَى نفسِه بالبلوغ وله يومئذٍ ثلاثَ عشرةَ سنة، وأمَرَ، ونَهى،
وجلس فِي دارِ العَدْل. والإشارة والرأي إلى جمال الدّولة إقبال،
والوزير القِفْطِيّ.
[حرف العين]
660- عائشةُ بنتُ الْإمَام المستنجد باللَّه [3] يوسف ابن المقتفي.
__________
[1] انظر عن (الصحابة ضيفة خاتون) في: مفرّج الكروب 5/ 312، 313،
وزبدة الحلب 3/ 262، وأخبار الأيوبيين لابن العميد 154، والأعلاق
الخطيرة ج 1 ق 1/ 26، 95 وج 3 ق 1/ 119، 201 وق 2/ 465، 467، 469،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 171، ونهاية الأرب 29/ 301، والدر
المطلوب 351، وتاريخ ابن الوردي 2/ 172، وترويح القلوب 108، وشفاء
القلوب 328، 329، والدارس 2/ 268.
[2] في مفرّج الكروب 5/ 312، 313.
[3] انظر عن (عائشة بنت المستنجد باللَّه) في: الحوادث الجامعة 93،
والعبر 5/ 165، والوافي بالوفيات 16/ 608 رقم 156، والعسجد المسبوك
2/ 514، وشذرات الذهب 5/ 208.
(46/437)
السيّدة المكرّمة المدعوةُ
بالفَيْرُوزَجيَّهِ.
مُسِنَّة مُعَمَّرة، ذاتُ دين وصلاح. أدركتْ خِلافةَ أبيها،
وأخيها، وابن أخيها الناصر، وابن ابن أخيها الظاهر، وابنِ هذا
المستنصر باللَّه، وحفيدة المستعصم، وماتت فِي ذي الحجّة. وشيَّعها
كافةُ الدولة. وتكلّم الوُعاظُ.
وعُمِّرت نحوا من ثمانين سنة- رحمها اللَّه- وبَنَت ببغداد رباطا.
661- عبدُ اللَّه بن رَيْحان [1] بن تيكان بن مُوسَك.
أَبُو مُحَمَّد، الحربيّ.
سَمِعَ من: أَبِي الحُسَيْن عَبْد الحقّ، وغيرِه.
وماتَ فِي جُمَادَى الآخرة.
أجازَ للبِجَّديّ ورفاقِه.
662- عبد الله بن عبد الملك بن مظفر بن غالب.
أَبُو مُحَمَّد، الحربيّ.
سمَّعه أَبُوه من: أَبِي الفتح بنِ شاتيل، وأَبِي منصورِ بن عَبْد
السلام، وجماعةٍ. ثم سَمِعَ هُوَ الكثيرَ بنفسه.
وكانَ رجلا صالحا، من أولادِ المحدّثين.
ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتُوُفّي فِي رجب.
رَوَى عنه بالإجازة: بهاءُ الدّين محمد ابن البرزاليّ، وعماد
الدّين محمد ابن البالِسيّ، وسعدٌ، والبِجَّدِيُّ، وهديةُ بِنْت
عَبْد اللَّه بن مؤمن.
سَمِعَ «الشكر» من ابن شاتيل.
663- عبدُ الحميدِ بن مُحَمَّد [2] بن سَعْد.
أَبُو محمد، المرداويّ، الطّيّان، الصالحيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن ريحان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
603، 604 رقم 3088.
[2] انظر عن (عبد الحميد بن محمد) في: العبر 5/ 165.
(46/438)
حدَّث عن يحيى الثَّقفيّ.
وسُئِلَ عَنْهُ الضياءُ، فقالَ: ثقةٌ أمينُ.
رَوَى عَنْهُ: ابنُ الحُلْوانية، والشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب
شرف الدين، وأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عَلِيّ الواسطيّ.
وبالحضور العماد ابن البالِسيّ.
وأجاز لجماعةُ.
وتُوُفّي فِي رجبٍ.
664- عبدُ الدّائم ابن العلّامة عَبْد اللَّه [1] بْن بَرِّي بْن
عَبْد الجبّار.
أَبُو القاسم، المَقدسيُّ الأصلِ، الْمَصْريّ، الكاتبُ بديوان
الزكاة.
وُلِد فِي سنة ثمانٍ وستّين وخمسمائة تقديرا.
وسَمِعَ من: أَبِيهِ، والشريفِ أَبِي المفاخر المأمونيّ.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد العظيم، والحافظُ أَبُو مُحَمَّد
الدِّمْياطيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي حادي عشر رمضان.
665- عَبْد الرَّحْمَن بنُ إِسْمَاعِيل [2] الأَزْدِيّ.
أَبُو القاسم، ابن الحَدَّاد، التُّونُسيُّ.
قَالَ الأبَّارُ: أخذَ عن أَبِي مُحَمَّد بن أَبِي القاسم
المؤدِّي، وعليِّ بن اليَسَع، وعبد الولي بن المناصف. ولَقِيَ بمكة
أَبَا حفص المَيَانَشي، وبمصر أَبَا القاسم بنَ جارة، وأَبَا
القاسم بن فيرّه الشاطبيّ، وبالإسكندرية أبا الطاهر ابن عوف،
فسَمِعَ منهم. وسَكَنَ إشْبيلِيةَ وَقْتًا وتصدَّر لإقراء العربية.
تُوُفّي بمَرَّاكِش فِي حدود الأربعين وستمائة، وقد عُمِّرَ.
666- عَبْد الرَّحْمَن بنُ يحيى [3] بن أَبِي الْحَسَن بن ياقوت.
أَبُو القاسم، الإسكندراني، الصّوفيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الدائم بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 608 رقم 3099.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إسماعيل) في: الوافي بالوفيات 18/ 113
رقم 127، وبغية الوعاة 2/ 78.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
604 رقم 3089.
(46/439)
حدَّث عن عَبْد الرَّحْمَن بن مُوَقِّي.
667- عَبْد الرزّاق بن أَبِي القاسم بن عَلِيّ بن دادا.
أَبُو بَكْر، البغداديّ، النصريّ، الخبّاز.
سَمِعَ عَبْد الحقّ بن يوسف.
كتبَ عَنْهُ ابن النجّار.
وعاشَ ثلاثا وثمانين سنة.
مات فِي جُمَادَى الآخرَة سنةَ أربعين.
668- عبدُ العزيز بن أَبِي القاسم [1] عبدِ المنعم بن إِبْرَاهِيم
بن يحيى.
الأجلّ، عماد الدّين، أبو محمد، ابن النقّارِ، الْمَصْريّ،
الشافعيّ، الكاتب، أخو الرشيدِ عبدِ المحسن.
كَانَ عَلَى ديوانِ الحشرية [2] بمصر إلى أن مات.
وُلِد فِي سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة.
وسمع من السلفي.
روى عنه: الزكي المنذري [3] ، والعلاء بن بلبان، والشرف
الدّمياطيّ، والمجد ابن الحلوانية، والقاضي أبو المجد ابن العديم،
ومُوفقيَّهُ بنتُ وَرْدان.
تُوُفّي فِي التاسع والعشرين من رمضانَ.
669- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد [4] بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه
بْن أَبِي الحَرَم.
أَبُو مُحَمَّد، الصالحيُّ، المعروفُ بابنِ الدَّجاجية، وبابن
أبيه.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 608، 609 رقم 3100، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 348،
349، وسير أعلام النبلاء 23/ 85 دون ترجمة.
[2] ديوان الحشرية: هو الديوان الخاص بتركات من لا وارث له.
[3] في التكملة 3/ 609.
[4] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
596 رقم 3067، وذيل الروضتين 172، وتكملة إكمال الإكمال لابن
الصابوني 403، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، والعبر 5/ 165،
وسير أعلام النبلاء 23/ 85 دون ترجمة، وعقد الجمان 18/ ورقة 254،
والنجوم الزاهرة 6/ 346، وشذرات الذهب 5/ 208، وتاج العروس 2/ 39.
(46/440)
وُلِد سنة أربعٍ وستّين.
وسَمِعَ من الحافظ ابن عساكر.
وكان شيخا حَسَنًا ملازما لحِلَقِ الذكرِ والصلاة.
روى عنه: أبو عليّ ابن الخَلَّال، والشريفُ حسن بن المظفَّر
المُنْقذيّ، والفخرُ إسماعيل ابن عساكر، والنجمُ أَحْمَد بن
صَصَرَى الكاتب، وأَبُو محمد ظافر النابلسيّ. وبالحضور العماد ابن
البالسيّ، والبهاء ابن عساكر.
وتُوُفّي فِي الخامس والعشرين من المحرَّم.
670- عَبْد العزيز بن مكّي [1] بن أَبِي منصور سَلْمان بن طِرَاد
بن كَرْسا [2] .
أَبُو مُحَمَّد، البغداديّ، الحَريريّ.
شيخُ طاعنُ فِي السِّنِّ، مُسندٌ.
سَمِعَ من: أَبِي الفتح بْن البَطِّي، وأَحْمَد بن عَلِيّ
العَلَويّ، وأَحْمَد بن بُنَيْمان، ولاحق بن كاره، وأَبِي
الْحُسَيْن عَبْد الحقّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: القاضي تقيّ الدّين سليمان، وأبو نصر ابن
الشّيرازيّ، وسَعْدٌ، والمطعمُ، وهديةُ بنتُ عَبْد اللَّه بن مؤمن.
وآخرون بالإجازة.
قَالَ ابنُ النجّار: كتبتُ عَنْهُ، ولا بأسَ بِهِ. جاوز الثمانين.
671- عبدُ القادر بنُ ذاكر بن كامل.
أَبُو بَكْر، الخَفَّاف، الأعرجُ.
شيخٌ بغداديٌ يؤمُّ بمسجدٍ، ويُلَقنُ القرآن. وطالَ عُمُره. لم
يَعْتنِ بِهِ أَبُوهُ فِي السماع، فإنه وُلِد فِي سنة ستٍّ وخمسين،
وأدركَ الكبارَ وأكثرُ ما عنده إجازةُ يحيى بن ثابت. وسَمِعَ من
أَبِيهِ.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن مكي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 601
رقم 3080، والعبر 5/ 165، وسير أعلام النبلاء 23/ 85 دون ترجمة،
وشذرات الذهب 5/ 208.
[2] قيّده المنذري في التكملة 3/ 601.
(46/441)
تُوُفّي فِي ثالث عشر شَعْبان.
أجازَ لسعدٍ، وهديةَ بنتِ مؤمن، وسُتَيت بِنْت الواسطيّ، وغيرهم.
672- عبدُ القاهرِ بن المطهّر بن أَبِي عَلِيّ الْحَسَن بن عَبْد
القاهر بن شجاع.
العَدْلُ، زينُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد، ابن ثُمامة، الكَلْبيّ،
الدّمشقيّ، الشُّرُوطيّ، الأديبُ.
وُلِد سنة ستٍّ وخمسين وخمسمائة.
وتفقَّهَ عَلَى القطبِ النَّيْسابوريّ، والفخرِ الأُرْمَويّ. وأخذَ
الأدبَ عن فتيان الشاغوريّ. وقالَ الشِّعر الوَسَط. وسَمِعَ من
يحيى الثَّقفيّ.
رَوَى عَنْهُ: الشهابُ القوصيّ، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن
الخَلَّال، وجماعةٌ.
وَلِيَ فِي صدرِ عمره ديوانَ زُرَع، وما سَلِم من آفاتِ الخِدَم.
ثم كَتَبَ الشُّرُوط ببابِ الجامع.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة أبو نصر ابن الشّيرازيّ.
673- عبدُ القويّ بنُ أَبِي العِزِّ عَزُّون [1] بن دَاوُد بن
عَزُّون بن اللَّيْث.
أَبُو مُحَمَّد، الأَنْصَارِيّ، الْمَصْريّ، المُقرئ، الشافعيّ،
والدُ إِسْمَاعِيل وشيخنا محمد.
ولد سنة سبع وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ بنفسه من: هبةِ اللَّه البُوصيريّ، وإِسْمَاعِيل بن ياسين،
والغَزْنَويِّ، والقاسم بن عساكر، وطائفة. ورَحَلَ، فسمع بالثغر من
حَمَّاد الحرّانيّ، وغيره.
وبدمشق من الخُشُوعيّ، وغيرِه. وبحلبَ، والمَوْصِل.
وتفقَّهَ وقرأ القراءات على أبي الجود اللّخميّ.
__________
[1] انظر عن (عبد القوي بن عزّون) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
611، 612 رقم 3104، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 258- 261،
ومعجم شيوخ الأبرقوهي 90، 91، ومعرفة القراء الكبار 2/ 642 رقم
608، وغاية النهاية 1/ 399 وفيه: «عزوز» وهو تصحيف، وحسن المحاضرة
1/ 500.
(46/442)
وأمَّ بمسجد جهارِكس. وكانَ فاضلا، عالما،
ديِّنًا، متصوّنا، مُتَحَرِّيًا.
رَوَى عَنْهُ: الحافظانِ المُنْذريُّ [1] والدّمياطيّ، وأَبُو
المعالي الأبَرْقُوهيّ، وغيرهم. وما أظُنُّ إجازتَه إلّا قد
انقطعت.
توفّي- هو والعلم ابن الصابونيّ في يوم واحد- فِي رابعٍ عشر
شوَّال.
674- عبدُ الكريم بن غازي [2] بن أَحْمَد.
الفقيهُ، تاجُ الدّين، أَبُو نصر، ابن الأغْلاقيّ، الواسطيُّ
المولدِ، الْمَصْريّ الدّار، الشافعيّ، المُقرئ، الضريرُ.
والد شيخنا أَحْمَد.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الجودِ. وسمع من البوصيريّ. وتفقهَ عَلَى
مذهبِ الشافعيّ. وحدَّث.
وتَصدَّر بالجامع الظافريّ. وأعادَ، وأفادَ. وكانَ فاضلا، ديِّنًا،
حادَّ القَريحةِ.
تُوُفّي فِي نصف رجب.
675- عبدُ الملك ابنُ الشَّيْخ الزّاهد ذيَّال.
استُشهدَ عَلَى يدَ الفِرنج- لعَنَهم اللَّه- بَديْر أَبِي القرطام
من الأرضِ المقدّسة فِي ربيع الآخر.
حَكَى عَنْهُ الحافظ الضياء حكايات.
676- عبدُ الواحد بن أَبِي العلى إدريسُ [3] بن يعقوب بن يوسُف بن
عبد المؤمن بن عليّ.
__________
[1] في التكملة 3/ 612.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن غازي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
605 رقم 3091، ومعرفة القراء الكبار 2/ 641 رقم 606، وذيل التقييد
2/ 146 رقم 1318، وغاية النهاية 1/ 403، وحسن المحاضرة 1/ 500.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن إدريس) في: المعجب 417، 418، ودول
الإسلام 2/ 145، والعبر 5/ 165، 166، وسير أعلام النبلاء 22/ 343،
ومرآة الجنان 4/ 104، والوافي بالوفيات 19/ 250، 251 رقم 226،
ومآثر الإنافة 2/ 87، 88، والحلل الموشية 125، وشذرات الذهب 5/
308، والاستقصاء 1/ 201.
(46/443)
صاحب المغربِ وأميرُ المؤمنين بِهِ،
الملقَّبُ بالرَّشيدِ، ابنُ المأمون.
ولِيَ الأمرَ سنة ثلاثين بعد أَبِيهِ. وكانَ أَبُوهُ قد قَطَعَ
خطبةَ المهدي ابن تومرت، فأعادَ ذكرَها الرشيدُ، واستمالَ بها
قلوبَ جماعةٍ. وبَقيَ إلى أن تُوُفّي غَريقًا فِي صِهْريج بستانٍ
لَهُ بمَرَّاكِش وكَتَمُوا موتَه شهرا. ووَلِيَ بعده أخوه السعيدُ
عَلِيّ بنُ إدريس، فقيل: إنه صُنعَ لَهُ مركبُ فِي قصرِه، فكان
ينزِلُ فِيهِ هُوَ وإماؤه، فقَدِمْنَ بالمركب فانقلبَ بِهِنَّ،
فغَرِقوا.
677- عَلِيّ بن إِبْرَاهِيم البغداديّ البُزُوري.
شيخُ صالح، مُعتبر، كثير البرِّ والصَّدَقَة والمُروءةِ، راغبٌ فِي
الخيرات، لَهُ حَجَّاتٌ عديدة. وفُوِّضَ إِلَيْهِ سبيلُ أمير
المؤمنين المستنصر باللَّه، فحُمِدَت فِيهِ سيرتُه. ولمّا حضرَهُ
الموتُ تصدّق بثلث ماله. أنبأني بذل نسيبه أبو بكر ابن البُزُوريّ
وقال: تُوُفّي فِي المحرَّم، وصَلَّى عَلَيْهِ الخَلْقُ العظيم.
678- عَلِيّ بن مُحَمَّد [1] بن إلياسَ بن عَبْد الرَّحْمَن.
العَدْلُ، بهاءُ الدّين، أَبُو الحسن، ابن الشّيرجِيِّ،
الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
حدَّث عن الخُشُوعي.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول.
كتبَ عَنْهُ: الزكيُّ البِرْزاليُّ، والعزّ ابن الحاجب.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بن يوسف الذَهبيُّ.
679- عَلِيّ بْن محمود [2] بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحمد بْن
عثمان.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 5993 رقم
3075.
[2] انظر عن (علي بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 609، 610
رقم 3102، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 97، 98، وتلخيص مجمع
الآداب ج 4 ق 1/ 606 رقم 883، والمعين في طبقات المحدّثين 200 رقم
2116 وفيه: «علم الله بن علي» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342،
والإعلام بوفيات الأعلام 266، وسير أعلام النبلاء 23/ 82، 83، رقم
61، والعبر 5/ 166، والمشتبه 1/ 131، والوافي بالوفيات 22/ 182 رقم
127، وذيل التقييد 2/ 222 رقم 1482، وتبصير المنتبه 380، والنجوم
الزاهرة 6/ 346، وشذرات الذهب 5/ 208.
(46/444)
علمُ الدّين، أَبُو الْحَسَن، ابنُ العارف
الزّاهد أبي الفتح، ابن الصابونيّ، المحموديُّ، الْجَوِّيثيُّ،
الصُّوفيّ.
وُلِد سنة ستٍّ وخمسين وخمسمائة بالْجُوِّيثِ وهي حاضرُ كبيرُ
بظاهر البصرة بيَنهما دِجْلةُ.
واستجازَ لَهُ والده جماعة من الكبار، وتفرَّدَ بالرواية عن بعضهم،
أجازَ لَهُ أَبُو الحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن بِنْت أَبِي
سَعْد الْمَصْريّ، وأَبُو المطهرِ القاسمُ بن الفضل الصَّيْدلانيّ،
وأَبُو جعْفَر مُحَمَّد بن الْحَسَن الصَّيْدلانيّ، وأَبُو طاهر
الخَضِرُ بن الفضلِ المعروف بِرجل، ومعمر بن الفاخر، وأبو مسعود
عبد الرحيم الحاجيّ، وأبو الفتح بن البطّي.
وأسمعه أبوه من السِّلَفِيّ، ومنه.
رَوَى عَنْهُ: ابنُه الجمالُ مُحَمَّد، وحفيدُه الشهابُ أَحْمَد بن
مُحَمَّد، والضياء مُحَمَّد، والزكيُّ عبدُ العظيم [1] ، والشرف
عبدُ المؤمن، والضياء السَّبْتيّ، والتَّقيّ بن مؤمن، والتاجُ بن
أَبِي عَصْرون، والشرفُ بن عساكر، وعليّ بن بقاء المقرئ الوزّان،
والشمس محمد ابن الواسطيّ، وعبدُ الرَّحْمَن ومُحَمَّد ابنا
سُلَيْمَان المَشْهَديّ، وسنقر القضائيّ، والجمال محمد ابن
السَّقَطي، وآخرون.
وإجازتُه موجودةُ لجماعة.
ووَلِيَ مشيخةَ الصوفية ببعضِ الرُّبط.
وكان عَدْلًا، جَليلًا، مُتواضعًا، كيّسا واسعَ الرواية.
حدَّث بمصر، ودمشق، وحلب.
وأمَّ بالسَّلطانِ الملكِ الأفضل عَلِيّ بالشام مدّة. ووَلِيَ
مشيخةَ جامعِ الفِيَلة، وبالرِّباط الخاتونيّ. وله سَفَراتٌ عديدة
من الشام إلى مصرَ، ثم سكنها إلى أن تُوُفّي بها بالرَباطِ
المجاورِ للستّ نفيسة فِي ثالث عشر شوَّال.
وقد انفرد بالسماع منه شمس الدّين ابن الشّيرازيّ.
__________
[1] التكملة 3/ 610.
(46/445)
680- عَلِيُّ بن النفيس [1] بن أَبِي
منصور.
أَبُو الْحَسَن، البغداديّ، المعروفُ بابنِ المَقدِسيِّ،
الإجازاتيّ، ويُعْرُف أيضا بابن المكبّر.
سمع ببغداد، ومصر، ودمشق.
وحدَّث.
وَعُنِيَ بالسماعِ وسعى فِي حمل الإجازات سنين وسافر بها فعُرِف
بالإجازاتيّ.
تُوُفّي بالقاهرة فِي المحرَّم [2] .
681- عَلِيّ بن أَبِي طَالِب [3] بن عَلِيّ.
كمالُ الدّين، ابن الشَّوَّاء، الكاتبُ المُجَوِّد صاحب الخطّ
المنسوب.
تُوُفّي فِي هذا العام.
682- عُمَر بن عَبْد العزيز [4] بن أَبِي الرِّضا أحمد بن مسعود
ابن الناقد.
أَبُو الفضلِ، البغداديّ.
أمين القاضي، ويُعْرَفُ أيضا بابن الْجَصَّاص.
وُلِد سنة سبعٍ وستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: تَجَنِّي الوهْبَانِيَّة، وعُبَيْد اللَّه بن شاتِيل،
وغيرهما.
وكان رجلا جيدا، مشكورا.
__________
[1] انظر عن (علي بن النفيس) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 599 رقم
3073، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 322، وتاريخ إربل 1/
460، 461 رقم 337.
[2] وقال ابن المستوفي: ضعيف الحال ... وذكر أنه سافر إلى
الإسكندرية على رجليه مرتين معه كيس فيه استجازات بخلق كثير، أيّ
بلد دخله أخذ منه خطوط من به من أرباب الحديث. ورد إربل غير مرة:
وآخرها في رجب من سنة ثمان وعشرين وستمائة، وسافر فيه، ثم وردها في
رجب سنة ثلاثين وستمائة، لما هو عليه. (تاريخ إربل) .
[3] انظر عن (علي بن أبي طالب) في: معجم الأدباء 13/ 255- 257،
وإنباه الرواة 2/ 283 رقم 462، والوافي بالوفيات 21/ 154 رقم 103
وبغية الوعاة 2/ 170 رقم 171.
[4] انظر عن (عمر بن عبد العزيز) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار
(باريس 5922) ورقة 107، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 609 رقم 3101.
(46/446)
كتبَ عَنْهُ محبُّ الدّين عَبْد اللَّه
المَقدسيُّ، وغيره.
وأجاز للعماد محمد ابن البالِسيّ، وأقرانه.
وتُوُفّي فِي عاشر شوَّال. وهو من بيت حديث.
وللقاضي، وابن سعد، وابن الشحنةِ، والمُطَعِّمِ، والبِجَّديّ،
وبنتِ الواسطيّ، وابنِ العماد الكاتب، منه إجازةٌ.
[حرف الميم]
683- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم.
الإمامُ، سيفُ الدّين، أبو المحامد، الزّنجانيّ.
شيخ جليل.
حدّث ب «إكرام الضيف» للحَرْبيّ، عن أَبِي جعْفَر الصَّيْدلانيّ
بحلب فِي رمضان سنة أربعين.
سَمِعَ منه: عَبْد اللَّه بن أَحْمَد التّاذفيّ، وعباس بن بزوان
[1] ، وفتح الدّين ابن القيسرانيّ.
ومات بعد السماع بأسبوع في رابع شوّال، وله سبع وسبعون سنة.
684- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خلف.
أبو عبد الله الأنصاريّ، البلنسيّ.
سمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله بن نوح، وأخذ عنهما
القراءات والعربية. وسمع أيضا من أبي الخطّاب بن واجب.
ثم زَهِدَ وأقبلَ عَلَى العلمِ، وبَرَع في التّفسير، وجلس لذلك
بجامع بلنسية وقتا.
__________
[1] بزوان: بفتح الموحّدة وسكون الزاي. (المشتبه 1/ 122، التوضيح
2/ 97) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله البلنسي) في: تكملة الصلة لابن
الأبار 2/ 651، 652، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/
304، 305، ومعرفة القراء الكبار 2/ 645 رقم 613، وغاية النهاية 13/
178، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 159- 160.
(46/447)
وأخذ عَنْهُ القراءاتِ جماعةٌ. وصنَّفَ
كتاب «نسيم الصبا» فِي الوعظِ عَلَى طريقةِ البَغادِدة [1] ،
وكتابا فِي الخطب [2] .
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الأبَّارُ [3] : كتبتُ عَنْهُ، وصَحِبتُه
طويلا. أقام بشاطِبَة حالَ حصارِ بَلَنسْيةَ، لأنّه كَانَ وُجَّه
إلى مُرْسِيةَ لاستمدادِ أهلها. وتُوُفّي بأوريُولَة فِي رجب،
وأزدَحَم الخلقُ عَلَى نعشِه حتّى كسروه. وولد سنة أربع وسبعين
وخمسمائة.
685- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
ابن المهتدي باللَّه، الشريفُ، أَبُو الحسنِ، الهاشميُّ، العباسيّ،
البغداديّ، العَدْلُ.
وُلِد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بن نسيم العَيْشُونيّ، وأَبِي العِزِّ
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مواهب.
وهو من بيتِ خَطابةٍ وجلالةٍ.
كتبَ عَنْهُ أَبُو الفتح ابن الحاجب، وغيرُه. وله شِعر.
وكان مُتَوددًا، كريما، مُتواضِعًا، رئيسا.
رَوَى لنا عَنْهُ بالإجازة: أَبُو المعالي ابن البالِسي، ومُحَمَّد
البجّديّ، وبنتُ الواسطيّ، وغيرُ واحد.
وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من صفر.
قَالَ ابنُ النجارِ: خَدَمَ فِي الأعمالِ، وعُزل من الشهادة مرارا.
__________
[1] قال ابن الأبار: إنها على طريقة ابن الجوزي. (تكملة الصلة) .
[2] اسمه: «بغية النفوس الزكية في الخطب الوعظية» .
[3] في تكملة الصلة 2/ 651، 652.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الله العباسي) في: ذيل تاريخ الإسلام
بغداد 2/ 30، 31 رقم 238، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 599 رقم 3074،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 64، والوافي بالوفيات 3/ 314، 315 رقم
1363، والمقفى الكبير 6/ 126 رقم 2571.
(46/448)
686- مُحَمَّد بن أَبِي الفَرَج [1] عَبْد
الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابن الشَّيْخ أَبِي طَالِب عَبْد القادر
بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
أَبُو الْحَسَن، اليوُسُفي، البغداديّ.
ولد سنة تسع وستّين وخمسمائة فِي ذي الحجّة.
وسَمِعَ حضورا من: شُهْدَةَ، وأَبِي الْحُسَيْن عَبْد الحقٌ.
كتبَ عَنْهُ الضياءُ عليّ ابن البالِسيّ بمكةَ، وغيرُه.
وأجازَ للفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمة بِنْت سليمان، والبدر
ابن الخَلَّال، والبِجديَّ، وبنتِ مؤمن، وجماعة.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
687- مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ [2] بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد
بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بن أبي عيسى ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم ابن
الرشيد.
الشريفُ، المُسْنِدُ، أَبُو الكرمِ، المُتَوَكِّلي، البغداديّ،
المعروفُ بابنِ شُفْنين.
وُلِد سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: عمّه أَبِي تمَّام عبدِ الكريم بن أَحْمَد الهاشميّ،
وأَبِي نصر يحيى بن السّدنك.
وأجاز له: أبو بكر ابن الزّاغونيّ، وأَبُو القاسم نصرُ بن نصر
العُكْبَريّ، وأَبُو الوقت، وأبو المظفّر محمد بن أحمد ابن
الرُّيْكيُّ، ومُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه الرُّطَبِيّ، وأَحْمَد
بن مُحَمَّد بن عَبْد العزيز الْعَبَّاسيُّ، وجماعةٌ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الفرج) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 612
رقم 3105.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
604، 605 رقم 3090، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، والإعلام
بوفيات الأعلام 266، والمعين في طبقات المحدّثين 200، رقم 2117،
والعبر 5/ 166، وسير أعلام النبلاء 23/ 84، 85 رقم 62، والوافي
بالوفيات 4/ 68 رقم 1519، والنجوم الزاهرة 6/ 346، وشذرات الذهب 5/
209.
(46/449)
وكان شيخا جَليلًا، سَريًا. حَسَنَ
الطريقة، جيدَ الفضيلة، عالي الإسنادِ.
رَوَى عَنْهُ: ابنُ النّجّار فِي «تاريخه» وأثنى عَلَيْهِ، وجمالُ
الدّين الشَّريشيّ، ومجد الدّين ابن العَديم.
وسَمِعَ منه: ابنُ الحاجبِ، وابنُ المجدِ، والطلبةُ. وبالإجازة:
القاضيان ابنُ الخُوَيِّيّ وتقيُّ الدّين الحنبليّ، وبهاء الدّين
البرزاليّ، والعماد ابن البالسيّ، وعيسى المطعّم، وابن سعد، وأحمد
ابن الشّحنة. والبجِديُّ، وبنتُ الرَّضيِّ، وبنتُ مؤمن، وآخرون.
تُوُفّي فِي رابع رجب.
شُفْنِين: لَقَبُ عُبَيْد اللَّه.
688- مُحَمَّد بن عَليّ بن خُطْلُخ [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه، البغداديّ، الصُّوفيّ، الخَيَّاطُ.
سَمِعَ حضورا من تَجَنِّي، وعبدِ الحقّ. وسَمِعَ من عُبَيْد اللَّه
بن شاتيل.
رَوَى عَنْهُ جمالُ الدّين الشَّريشيّ، وغيره. وبالإجازةِ
إِسْمَاعِيل بن عساكر، وابنُ سعد، وأحمد ابن الشّحنة، وعيسى
السمسار، والعماد ابن البالِسيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ جُمَادَى الأولى.
وتوفّي سميّه ابن خطلخ [2] في سنة ستّ عشرة وستمائة [3] .
689- محمّد بن معن [4] بن سلطان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي بن خطلخ) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد لابن الدبيثي 2/ 151، 152 رقم 386، والتكملة لوفيات النقلة
3/ 602 رقم 2083، والمختصر المحتاج إليه 1/ 102 وفيه وفاته سنة 616
هـ.
[2] وقع في المطبوع من: تاريخ الإسلام- ص 426 «خطلج» .
[3] راجع تعليق الدكتور بشار في الحاشية رقم (334) من: ذيل ابن
النجار 2/ 151، 152.
[4] انظر عن (محمد بن معن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 614 رقم
3111، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 420 رقم 390، والمقفى
الكبير 6/ 477، 478 رقم 2998 وفيه: «محمد بن
(46/450)
أَبُو عَبْد اللَّه، الدّمشقيّ،
الصَّيْدلانيّ، والفقيهُ، الشافعيّ.
حدَّث عن الحافظ أَبِي المواهب الحسِن بن صَصْرَى.
ودرَّسَ بالمدرسة الظاهريّة الّتي بظاهرِ دمشق.
أخبرنا عنه شرف الدّين الفزاريّ، والفخر ابن عساكر.
690- معالي بن أَبِي الخير [1] سَلَامة بن عَبْد اللَّه بن عَلِيّ
بن صَدَقَة.
أَبُو الفضل، الحرّانيّ، العَطَّارُ، الحنبليُّ، العَدْلُ،
التاجرُ، المعروف بابن سويطلة.
ولد سنة ستّ وستّين وخمسمائة تقريبا بحَرَّان.
وسَمِعَ بأصبهان من: أَبِي الفتح عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد
الخِرَقيّ، وأَحْمَد بن يَنَال التُّرك.
وأجازَ لَهُ: أَبُو سَعْد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الصائغُ،
وأَبُو مُوسَى المديني، وأبو الفتح بن شاتيل، وجماعةٌ.
وكان من كِبار التّجّار بحَرَّان.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ عبدُ العظيمِ، وأثنى عَلَيْهِ، والنَّجمُ بن
حَمْدان الفقيُه، وعبد المنعم ابن النّجيب عبد اللّطيف، وعليّ ابن
السّيف بن تيميّة، والتّقيّ إبراهيم ابن الواسطيّ، وعبد الملك ابن
العتيقة.
وتوفّي فِي شَعْبان.
وماتَ أخوه حمد قبله.
691- مكيُّ بن أَبِي طاهرِ [2] بن أَبِي العزِّ بن حمدون.
__________
[ () ] أبي الغنائم بن معن» وهو غلط، ومعجم الشافعية لابن عبد
الهادي، ورقة 60، وهدية العارفين 2/ 121، وكشف الظنون 359، وإيضاح
المكنون 2/ 608، والدارس 1/ 344- 346، ومعجم المؤلّفين 13/ 430
وفيه وفاته سنة 604 هـ وهو غلط.
[1] انظر عن (معالي بن أبي الخير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
607، 608 رقم 3098، وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 23/ 8) 85 دون
ترجمة.
[2] انظر عن (مكي بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 605،
606 رقم 3092.
(46/451)
أَبُو الحَرَم، الطَّيْبيّ، الكُتُبِيّ،
الأديبُ.
وُلِد سنة ستّين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي الْحُسَيْن عبدِ الحقّ، وعُبَيْد اللَّه بن
شاتيل، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي سادس عشر رجب.
رَوَى عَنْهُ ابن النّجّار.
وأجازَ لابنِ الشّيرازيّ، وجماعةٍ.
692- منصورٌ المستنصرُ باللَّه [1] . أميرُ المؤمنين، أَبُو جعفرٍ.
ابنُ الظاهر بأمر اللَّه أمير المؤمنين محمد ابن النّاصر لدين الله
أبي العباس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن ابن المستنجد يوسف
ابن المقتفي الهاشميّ، العباسيُّ، البغداديّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وثمانين وخمسمائة. وأمّه جارية تركية.
__________
[1] انظر عن (المستنصر باللَّه) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 739،
740، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 607 رقم 3095، وذيل الروضتين 172،
وتاريخ الزمان 288، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 253، والحوادث
الجامعة 80، 81، ومفرّج الكروب 5/ 315- 321، والفخري لابن طباطبا
330، وأخبار الأيوبيين لابن العميد 153، 154 (وفيات سنة 639 هـ) ،
ومختصر التاريخ لابن الكازروني 258- 265، وإنسان العيون لابن أبي
عذيبة، ورقة 249، وتاريخ گزيدة 397، 398، وآثار البلاد وأخبار
العباد 236، 302، 314، 316، 495، والمختصر في أخبار البشر 3/ 171،
172، ونهاية الأرب 23/ 321، والدر المطلوب 348، والإعلام بوفيات
الأعلام 266، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، 343، ودول الإسلام
2/ 145، 146، والعبر 5/ 166، 167، وسير أعلام النبلاء 23/ 155- 168
رقم 105، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 285- 289، وتاريخ ابن
الوردي 2/ 173، والمختار من تاريخ ابن الجزري 183، ومرآة الجنان 4/
104، والبداية والنهاية 13/ 159، 160، وكشف المحجّة لثمرات المهجة
لابن طاووس 146، ومآثر الإنافة 2/ 78- 88، وتاريخ الخميس
للدياربكري 2/ 415، والعسجد المسبوك 2/ 506، 507، والجوهر الثمين
218، 219، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 2/ 311، 312، ونثر الجمان
للفيومي 2/ ورقة 133، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 248- 251، وشفاء
الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي (بتحقيقنا) 1/ 194، 198، 390، و
2/ 312، 362، والنجوم الزاهرة 6/ 345، 346، وتاريخ الخلفاء 493-
496، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 327، 328، وتاريخ الأزمنة
للدويهي 221، وأخبار الدول للقرماني 180، وتحفة الناظرين 134،
وشذرات الذهب 5/ 209.
(46/452)
بُوِيعَ بعدَ موت أَبِيهِ فِي رجب سنة ثلاث
وعشرين.
قال ابن النجّار: فنشر العدلَ فِي الرعايا، وبَذَلَ الإنصافَ فِي
القضايا، وقَرَّبَ أهلَ العلمِ والدّين، وبنَى المساجدَ والرُّبط
والمدارسَ والمارستانات، وأقامَ منارَ الدينِ، وقَمَعَ المتمرِّدة،
ونَشَرَ السُّنَنَ، وكَفَّ الفِتَنَ وحَمَلَ الناسَ عَلَى أقومِ
سَنَنِ، وقامَ بأمر الجهاد أحسنَ قيام، وجَمَعَ الجيوش لنُصْرةِ
الإِسلْام، وحَفِظَ الثُّغورَ، وافتتحَ الحُصون. إلى أن قَالَ:
وكان أبيضَ، أشقرَ الشَّعْرِ، ضَخْمًا، قصيرا، وَخَطَّهُ الشيبُ،
فخَضَبَ بالحِنَّاء، ثم تَرَكَ الخِضَابَ.
وقال المُوَفَّق عبدُ اللطيف: بُويعَ أَبُو جعْفَر، وسارَ
السِّيرةَ الجميلةَ، وعَمَّرَ طرق المعروف الداثرة، وأقام شعائر
الدينِ ومنارَ الإسلامِ، وعَمَّرَ بسخَائِه وبَذْلِه.
واجتمعَتِ القلوبُ عَلَى حُبِّه والألسنةٌ عَلَى مدحِه. ولم يَجِدْ
أحدٌ من المتعنّتة فِيهِ مَعَابًا قد أطبقوا عَلَيْهِ. وكان جدُّه
الناصرُ يُقِّربُه ويُحِبُّه ويُسميه القاضي لعقله وهديه وإنكارِه
ما يجدُ من المُنكَرِ. والناسُ معه اليوم فِي بُلَهْنِيَةٍ هنيّة،
وعيشةٍ مَرْضيَّةٍ.
وسيرَّ إِلَيْهِ خُوارزم شاه يَلْتَمِسُ منه سَرَاوِيلَ الفُتُوة،
فسيَّره إِلَيْهِ مَعَ أموال جمَّةٍ وتُحَفٍ، وفيما سيَّر إِلَيْهِ
فرسُ النَّوبة، فسُرَّ بذلك وابتهجَ، وقبَّلَ الأرض مراتٍ شكرا
للَّه عَلَى هذه المنزلَة التي رُزِقَها وحُرِمَها أَبُوهُ، ثم
إنّه أذْعَنَ بالعبوديَّةِ والطاعةِ.
وقال ابنُ واصل [1] : بَنَى المستنصرُ عَلَى دِجْلةَ من الجانب
الشرقيّ ممّا يلي دارَ الخلافةِ مدرسة ما بُنِيَ عَلَى وجه الأرضِ
أحسنُ منها ولا أكثُر وقفا، وهي بأربعة مدرّسين على المذاهب
الأربعة، وعمل فيها بيمارستانا كبيرا ورتَّبَ فيها مَطْبَخًا
للفُقهاءِ، ومزملة للماءِ الباردِ، ورَتَّبَ لبيوتِ الفقهاءِ
الحُصُرَ، والبُسُطَ، والفَحْمَ، والأطعمةَ، والوَرَقَ، والحِبْرَ،
والزَّيتَ، وغيرَ ذَلِكَ. وللفقيه- بعد ذَلِكَ- فِي الشهر ديناران،
ورَتَّبَ لهم حَمَّامًا، ورَتَّبَ لهمِ بالحمَّام قَومَةً. وهذا ما
سُبق إِلَيْهِ. وللمدرسةِ شبابيك عَلَى دِجْلة. وللخليفةِ
مَنْظَرةٌ مُطِلَّةٌ عَلَى المدرسةِ يَحضُر فيها الخليفةٌ،
ويَسَمعُ الدّرسَ [2] إلى أن قالَ: واستخدمَ عساكرَ عظيمة لم
يستخدم
__________
[1] في مفرّج الكروب 5/ 316، 317.
[2] قال الدكتور بشار: ما زالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا، وقد
كتب الأستاذ الدكتور ناجي معروف
(46/453)
مثلَها أَبُوهُ ولا جدُّه، وكانت تزيدُ
عَلَى مائة ألفٍ وعشرين ألفَ فارسٍ، وأكثرَ منَ ذَلِكَ، كذا قَالَ
ابنُ واصل [1]- وكان ذا هِمَّةٍ عاليةٍ، وشَجاعةٍ وإقدامٍ عَظيمٍ،
قصدت التتار البلاد فلقيهم عسكره فهزموا التتار هزيمة عظيمة. وكان
له أخ يُقَالُ لَهُ الخَفَاجي فِيهِ شَهامةٌ زائدةٌ، كانَ يَقُولُ:
إنْ وُلِّيتُ لأعْبُرَنَّ بالعساكر نهرَ جَيْحون، وآخذُ البلادَ من
أيدي التتار استأصِلُهم. فلمّا ماتَ المستنصرُ لم يَرَ الدُّويدارُ
ولا الشَّرابيّ تقليدَ الخَفاجيّ خَوفًا منه، وأقاما أَبَا أَحْمَد
للِينةِ وضَعْفِ رأيه، ليكونَ لهما الأمرُ ليُنفذَ اللَّه أمرَه
فِي عُبَادة.
وقد رَثَاه الناصرُ داودُ بقصيدةٍ فائقةٍ مَطْلَعُها:
أيا رَنَّةَ الناعي عَبَثْتِ بَمسْمَعِي ... وأجَّجْتِ [2] نارَ
الحُزنِ ما بَيْنَ أضْلُعِي
وأخْرَسْتِ منِّي مِقْوَلًا ذا بَراعةٍ ... يَصُوغُ أفَانِين
القَريضِ المُوشَّع
نَعَيْت إليَّ البَأْسَ والْجُودَ والحِجَى ... فَأوْقَفْتِ آمالي
وأجْرَيْتِ أدْمُعي [3]
وقال الحافظُ عبدُ العظيمِ [4] : مولدُه فِي صفر سنة ثمانٍ
وثمانين، وتُوُفّي فِي العشرين من جُمَادَى الأولى.
قَالَ: وكانَ راغبا فِي فعل الخير، مجتهدا فِي تكثير أعمالِ
البِرِّ وله فِي ذَلِكَ آثارُ جميلةٌ كثيرة، وأنشأ المدرسة
المعروفة بِهِ، ورَتَّبَ فيها من الأمور الدّالَّةِ عَلَى تفقُّدِه
لأحوالِ أهل العلم وكثرةِ فكرتِه فيما يقضي براحتهِم وإزاحةِ
عِللهم ما هُوَ معروفٌ لمن شاهده وسَمِعَ بِهِ.
وأنبأني ابنُ البُزُوريّ أَنَّهُ تُوُفّي يومَ الجمعة عاشر
جُمَادَى الآخرة، وكذا قَالَ ابنُ النّجّار فِي «تاريخه» ، وغيرهُ.
وهو الصحيحُ. وقولُ المنذريّ وَهْم.
قَالَ ابنُ البُزُوريّ: تُوُفّي بُكْرةً عن إحدى وخمسين سنة وأربعة
أشهر وسبعة
__________
[ () ] رحمه الله فيها وفي علمائها كتابا فخما في مجلدين، طبع ثلاث
مرات.
[1] في مفرّج الكروب 5/ 317.
[2] في مفرّج الكروب: «فأجّجت» .
[3] انظر القصيدة- وهي طويلة- في: مفرّج الكروب 5/ 318- 321.
[4] في التكملة 3/ 605، 606.
(46/454)
أيام. وكُتِمَ يومئذٍ موتهُ فخَطَبوا لَهُ
يومئذٍ، فحضرَ شرفُ الدّين إقبال الشَّرابيّ ومعه جَمْعٌ من
الخَدَم إلى التّاج الشريف، وحَضَروا بين يدي ولدِه أَبِي أَحْمَد
عَبْد اللَّه، فَسَلَّم عَلَيْهِ إقبال بإمرَة المؤمنين، واستدعاهُ
إلى سُدَّةِ الخلافةِ، ثمّ عَرَفَ الوزيرُ، وأستاذُ الدّار ذَلِكَ،
واسْتكْتماه إلى اللّيل. ثم استدُعيّ الوزيرُ، فجاء من باب
السِّرِّ الّذِي بدارِ الأمير علاء الدّين الدُّويدار المقابل
لداره، واستدعي- وهو عاجزٌ- فِي مِحَفَّةٍ، وأحضر أيضا مؤيَّدُ
الدّين مُحَمَّد ابن العَلْقَميّ أستاذُ دار، فمَثَلا بينَ يَدي
السُّدّة، فقبّلا الأرض وهنّئاه بالخلافَة، وعَزَّياه بالمستنصرِ
وبايَعاه. وأحْضِرَ جماعةٌ من الأسرةِ الشريفَة من أعمامِه وأولادِ
الخُلفاء، ثم خَرَجَ الوزيرُ وسَلَّم إلى الزّعماء والوُلاةِ
مَحَالَّ بغداد، وأمر أن لا يركبَ أحدٌ من الأمراءِ من داره. وفي
بُكرةِ السَّبْتِ رَأَى الناسُ أبوابَ الخلافةِ مُغْلَقةً، وجلسَ
عبدُ اللطيف بن عَبْد الوَهَّاب الواعظُ وأخبرَ بوفاةِ الخليفة
وجلوس ولدِه المُستعصم باللَّه- ومولده سنة تسع وستمائة- ثم لمّا
ارتفع النهار، استدعي الأعيان للبَيْعَةِ وجلسَ الوزيرُ لعَجزِه،
ودونَه بمرقاة أستاذ الدّار، وكانَ يأخُذُ البيعةَ عَلَى الناسِ،
وصورتُها.
«أبايعُ سيِّدَنا ومولانا أمير المؤمنينَ عَلَى كتاب اللَّه وسنةِ
رسوله واجتهادِ رأيه الشريف وأن لا خليفة للمسلمين سواه» .
فبايَعَ النَّاسُ عَلَى درجاتِهم. ثم أسْبلت السَّتارةُ. وبايعَ من
الغدِ الأمراءُ الصغارُ والمماليكُ الميامينُ، ثم بايعَ فِي اليوم
الثالث مَنْ تَبقَّى من الأمراءِ والتّجّارُ وبياضُ الناس. ثم جلسَ
المَلأ للعزاءِ بالمستنصرِ، وتكلّمَ المحتسبُ جمالُ الدّين أَبُو
الفَرَج عبدُ الرَّحْمَن ابن محيي الدّين يوسف ابن الإمام أبي
الفرج ابن الْجَوْزيّ، وتكلَّم الشُّعراءُ فأوَّلُ مَنْ أوردْ
مقدمهم صفيُّ الدُّين عَبْد اللَّه بن جميل حاجبُ المخزن بقصيدته
التي يَقُولُ فيها:
عَزَّ العَزَاءُ وأعوزَ الإلمامُ ... واسْتَرجَعَتْ ما أعطتِ
الأيَّامُ
فَدَعِ العُيونَ تَسُحُّ بَعْد فِراقِهم ... عِوَضَ الدُّموعِ دما
فَلَيسَ تُلامُ
بانُوا فلا قَلْبي يَقِرُّ قَرَارُه ... أسَفًا ولا جَفْني
القرِيحُ يَنَامُ
فَعَلى الذين فقدتُهُم وعَدِمْتُهُم ... مِنِّي تحيةُ مُوجَعٍ
وسَلامُ
(46/455)
ثم أنشدَ الشعراءُ وعَزَّوا بالمستنصرِ،
وهَنَّئوا بالمُستعصِمِ. ثم بَرَزَت مطالعةٌ عَلَى يد إقبالٍ
الشرابيّ فِي كيسٍ، وبَسْمَل الخَدَمُ بينَ يديها، فقرأها الوزيرُ،
ثم قَرَأها أستاذُ الدّارِ عَلَى الناسِ قائما خُلاصتُها التأسِّي
والتَّسَلِّي والوعدُ بالعَدْلِ والإحسانِ.
قلتُ: بلغَ ارتفاعُ وقوفِ المستنصريةِ فِي بعضِ الأعوام نيّفا
وسبعين ألفَ مِثْقال، وتليها فِي الكِبَر وكثرةِ الرَّيْع
المنصوريةُ بالقاهرة وبها ضريحُ السُّلطان فِي قُبَّةٍ عظيمة، وبها
دارُ جُملة القُري الموقوفة عَلَى المدرسة المستنصرية ما مساحتُه
مائة ألف جَريب، وخمسون ألفَ جَريب سوى الخاناتِ والرِّباع، وغير
ذَلِكَ.
ويقرُبُ من وقِفها وقوفُ جامع دمشق وهي أكثرُ منه وُقوفًا. لكن
اليومَ ما يدخُلُ المستنصريَّة عُشرُ ذَلِكَ، بل أقَلُّ بكثير [1]
.
693- منصورُ بنُ عَبْد اللَّه [2] بن جامع بن مُقَلَّد.
الشيخُ شرفُ الدّين، أَبُو عَلِيّ، الأَنْصَارِيّ، الدَّهْشوريّ،
الْمَصْريّ، المقرئ، الضَّريرُ.
قرأ القراءاتِ عَلَى أَبي الجودِ، وعلى أَبِي عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بن عُمَر القُرْطُبيّ- صاحب الشّاطبيّ- وقرأ بدمشق بكتابِ
«المُبهج» [3] عَلَى أَبِي اليُمن الكِنْديّ.
وسَمِعَ من عُمَر بن طَبَرْزَد، وغيره. وتصدرَ للإقراءِ بالفَيُّوم
مدّة.
وقرأ عَلَيْهِ جماعةٌ منهم الرشيدُ بنُ أَبِي الدُّرّ.
تُوُفّي فِي هذا العام أو فِي الّذِي بعدَه. قاله المُنْذريُّ [4]
.
ودَهْشور: من أعمال جِيزة الفُسطاطِ.
__________
[1] انظر «وقفية المستنصرية» في: حوادث سنة 631 هـ. من هذا الجزء.
[2] انظر عن (منصور بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 615
رقم 3113، ومعرفة القراء الكبار 2/ 643 رقم 609، وغاية النهاية 2/
313، وبغية الوعاة 1/ 238، وحسن المحاضرة 1/ 500، وله ذكر في سير
أعلام النبلاء 23/ 85 دون ترجمة.
[3] لسبط ابن الخياط.
[4] في التكملة 3/ 615.
(46/456)
694- مُوسَى، العلامةُ، كمالُ الدّين [1] .
ابنُ يونسُ، المَوْصِليّ.
ذكرَ المُنْذريُّ وفاتَه فِي رابع شَعْبان من هذه السنة.
وقد ذكرناه فِي سنةِ تسعٍ.
قَالَ: وقرأ شيئا من الأدب عَلَى أَبِي بَكْر يحيى بن سَعْدون
القُرْطبيّ. وبَرَعَ فِي فنونٍ من العمل، ودرَّسَ فِي عدَّةِ مدارس
بالموصل. وحدَّث عن والده.
[حرف الهاء]
695- هاشمُ، الشريفُ [2] ، علاء الدّين.
أَبُو نَضْلَة، العَلَويّ، البغداديّ.
رسولُ الخلافةِ المُعَظَّمة.
قَالَ المُنْذريُّ [3] : تُوُفّي بالقاهرة فِي عاشر ربيع الآخر.
696- هبة اللَّه بنُ أَبِي بَكْر [4] بن شُنَيْف بنِ نجم.
أَبُو الفضل، البغداديّ، دلّال الكتب.
حدّث عن عُبَيْد اللَّه بن شاتيل.
وعاشَ تِسْعًا وستّين سنة.
كانَ قبيحَ السِّيرةِ. وقد حدَّث.
ولابن الشّيرازيّ، وقاسم بنِ عساكر منه إجازةٌ.
[حرف لام ألف]
697- أبو بكر لافظ.
__________
[1] تقدّمت ترجمته ومصادرها في وفيات السنة الماضية (639 هـ) برقم
(625) وانظر تعليق الدكتور بشار على طبعته من تاريخ الإسلام (وفيات
640 هـ) ص 432.
[2] انظر عن (الشريف هاشم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 600 رقم
3077، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1659.
[3] في التكملة 3/ 600.
[4] انظر عن (هبة الله بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
600، 601 رقم 3079.
(46/457)
ابن أحمد بن بدر الحربيّ، ابن الكُرَيْديّ.
قَالَ ابنُ النّجّار: شيخٌ مُسنٌّ. سَمِعَ أجزاء من «حِلْية
الأولياء» من ابنِ البَطِّيّ، قرأتُ عَلَيْهِ منها. ولعلَّه جاوَزَ
التسعينَ. ماتَ فِي جُمَادَى الآخرة.
[حرف الْيَاءِ]
698- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ أحمد بن عبد الرحمن
بن ربيع.
القاضي، أَبُو عامرٍ، الأشْعريُّ، القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا الْحُسَيْن، وأبا القاسمِ بنَ بَشْكُوال.
وأجازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن زرْقون، وأَبُو بَكْر بن
الجدِّ.
قَالَ الأبَّارُ: كَانَ إماما فِي علم الكلام وأصولِ الفقه ماهرا،
نُوظِرَ عَلَيْهِ فِي كُتُب أَبِي المعالي الْجُوَيْني كتابُ
«الشامل» وكتاب «الإرشاد» وغير ذَلِكَ. وله تواليفُ فِي ذَلِكَ.
وكانَ يُقَرأُ عَلَيْهِ «صحيح» الْبُخَارِيّ، وغيره تَفَهُّمًا.
ووَلِيَ قضاءَ قُرْطُبَة إلى أن أخذتْها الرومُ فِي سنة ثلاثٍ
وثلاثين، فَنَزَحَ عنها، فوَلِيَ قضاءَ غَرْناطةَ. وتُوُفّي
بمالَقَةَ مَعْزُولًا من فالجٍ أصابَه وأقعدَه. وعاشَ سَبْعًا
وسبعين سنة.
وكانَ أجلَّ أهلِ بيِته.
وأمَّا شيخنا أَبُو حيَّان فقالَ: تُوُفّي فِي ربيعٍ الأول سنةَ
تسعٍ وثلاثين. رَوَى عَنْهُ ابنُه القاضي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد،
وأَبُو عَلِيّ بن أبي الأحوص، وأبو جعفر ابن الطَّبَّاع.
699- يحيى بنُ عَلِيّ [2] بن أَحْمَد بن غالب.
زَيْنُ الدّين، أَبُو زكريا، الحَضْرميُّ، الأندلُسيّ، المالَقيّ،
النَّحْويّ، الأديبُ.
وُلِد سنة سبْعٍ أو ثمان وسبعين بمالقة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار
(نسخة الأزهر) 3/ ورقة 135، 136، وقد مرّ برقم (628) .
[2] انظر عن (يحيى بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 602، 603
رقم 3086، وذيل الروضتين 172، وله ذكر في: سير أعلام النبلاء 23/
85 دون ترجمة.
(46/458)
وسَمِعَ من: الحافظِ أَبِي مُحَمَّد،
وأَبِي سلمانَ ابني حَوْط اللَّه. وبمصر من ابن المُفَضَّل
الحافظِ. وبنيسابور من: المؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بن عَبْد
اللَّه الصّفّار. وبدمشق من التاج الكِنْديّ، وجماعةٍ. وقرأ عَلَى
الشيوخ.
وأقرأ الناسَ القراءات والعربية. وله شعرٌ جيّد.
رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخ زينُ الدّين الفارقيُّ، والشّيخ تاجُ
الدّين الفَزَاريّ، وأخوه الخطيب شرف الدّين، والفخر ابن عساكر،
وجماعة. وبالحضور أبو المعالي ابن البالِسيّ.
وأدرَكَه أجلَهُ فِي وسط جُمَادَى الأولى.
وحدّث ب «صحيح» مُسلْمِ.
[الكنى]
700- أَبُو بَكْر ابن الشيخِ [1] أَبِي المعالي الْمُبَارَك بْن
الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن محمد بن بكري البغداديّ.
شيخٌ صالح.
حدّث عن أَبِي شاكر يحيى بن يوسف السقلاطونيّ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
ولأبيه روايةٌ عن أَبِي بَكْر بن الأشقرِ.
هذا اسمه «أَحْمَد» وقد ذُكر [2] .
701- أَبُو بَكْر بن وَرْدَة [3] الحرّبيّ.
الحَلَاويُّ.
ماتَ فِي المحرَّم.
سَمِعَ من مُحَمَّد بن المبارك الحلاويّ سنة ثلاث وثمانين
وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر ابن الشيخ) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 597
رقم 3069.
[2] تقدّم برقم (637) .
[3] انظر عن (أبي بكر بن وردة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 596
رقم 3066.
(46/459)
أجاز للبِجديّ، وابن سَعْد، وبنتِ مؤمن.
702- أَبُو القاسم بْن مُحَمَّد [1] بْن أبي القَاسِم بْن مُحَمَّد
بن القِير الحَرِيميّ.
البَوَّابُ.
سَمِعَ من: أَبِي عَليّ أَحْمَد بن مُحَمَّد الرَّحَبيّ.
رَوَى لنا عَنْهُ بالإجازة سُلَيْمَان بن حمزة الحاكم، وغيره.
تُوُفّي فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى.
703- أَبُو القاسم بن أَبِي الْحَسَن [2] بن أَبِي القاسم الحربيّ.
الحَاجيِّ، المَالِحَانيّ.
سَمِعَ من أَبِي بَكْر عتيق بن صِيلَا.
والمَالِحَاني: هُوَ الّذِي يبيع السّمك المالح.
روى عنه: القاضيان ابنُ الخُوَيِّيّ، وتقيُّ الدّين سُلَيْمَان،
وغيرهما.
وقالَ ابن النّجّار: لا بأسَ بِهِ. تُوُفّي فِي عاشر صفر وقد
قارَبَ الثمانين.
أجازَ للبِجَّديّ، ورفاقِه.
وفيها وُلِد من المشاهير القاضي بهاءُ الدّين يوسف ابن القاضي محيي
الدّين يحيى ابن محيي الدّين محمد ابن الزّكيّ القرشيّ، بدمشق.
وقطب الدّين موسى ابن الشيخُ الفقيِه ببَعْلبَكَّ.
والشرفُ عَبْد اللَّه ابنُ الشَّيْخ شمس الدِّين عَبْد الرَّحْمَن
بْن أَبِي عمر، بخلف فيه.
وتاج الدّين محمد ابن فخرِ الدّين مُحَمَّد بن عَلِيّ الْمَصْريّ،
ابن جنّي.
ومُحَمَّد بنُ عَلِيّ بن عَبْد اللَّه الحلبيّ العجويّ.
__________
[1] انظر عن (أبي القاسم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/
597، 598 رقم 3071.
[2] انظر عن (أبي القاسم بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة
3/ 597، 598 رقم 3071.
(46/460)
والمُنْتَجَبُ عَلِيّ بن عَلِيّ
الزَّكَويُّ.
والحسنُ بنُ أَحْمَد بن مظفّر الحظيريّ، بكنبايت.
ومحمودُ بنُ أَحْمَد بن يوسف البَعْلَبَكّيّ، بدمشق.
ومُحَمَّد بنُ عثمان بن عَبْد الملك الْمَصْريّ النّجّار.
(46/461)
المُتوفَّوْنَ بعد الثلاثين
704- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن سالم.
أَبُو عَبْد اللَّه، الحدَّادُ.
سَمِعَ من أَبِي هاشم الدُّوشابيِّ «جزء» التَّرْقُفي أو بعضه.
رَوَى عَنْهُ بالإجازة أَبُو نصر ابن الشّيرازيّ.
705- المباركُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُفَيْجَة.
أَبُو البركاتِ، البَنْدَنيجيّ. من أولادِ الشيوخ.
سَمِعَ أَبَا الْحُسَيْن بن يوسف.
أجاز لابن الشّيرازيّ، وعيسى المطعّم، وأحمد ابن الشّحنة، وسَعْد.
706- أَبُو بَكْر بنُ مَسْعُود بنِ أَبِي نصر البغداديّ.
ابنُ المشهديَّة.
سَمِعَ من عَبْد الحقّ بن يوسف.
أجازَ لابن الشّيرازيّ.
707- أَبُو بَكْر بنُ حديدِ بنِ طاهر البُزِوريّ.
وسمَّوْه واثقا.
سَمِعَ من نصرِ اللَّه القزازِ.
أجازَ لابن الشّيرازيّ.
708- مُحَمَّد بن جَابرِ [1] بن عَلِيّ.
أَبُو بَكْر، الأَنْصَارِيّ، الإشبيليّ، السَّقَطيّ.
رَوَى عن: نَجَبَة بن يحيى، وأبي ذَرّ الخُشَنيّ، وجماعة.
وكان محدّثا، مفسّرا، مقرئا، نويّا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جابر) في: بغية الوعاة 1/ 68 رقم 115.
(46/462)
توفّي سنة نيّف وثلاثين وستمائة [1] .
709- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن.
أَبُو عَبْد اللَّه، ابن الحُصْنيّ، الحمويّ، الصُّوفيّ.
سَمِعَ عَبْد الرّزّاق بن نصر النّجّار، وغيره.
وحدَّث بدمشق، ومصر. وكان من صوفية الخانقاه السعيدية.
روى عنه: الشرف ابن عساكر، والحافظ الدّمياطيّ، وغيرهما. وأجاز
للعماد ابن البالسيّ، وغيره.
بقي إلى قريب الأربعين.
__________
[1] في (البغية) نقلا عن ابن الزبير: ولد في سنة سبع وستين
وخمسمائة، ومات بإشبيليّة سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
(46/463)
وممن كان بعد الثلاثين وستمائة حيّا
710- السديدُ بنُ أَبِي البيان [1] اليهوديُّ.
الْمَصْريّ، الطبيبُ. اسمه داودُ بنُ سُلَيْمَان بن إسرائيل بنِ
أَبِي الطَّيْب.
وُلِد سنة ستٍّ وخمسين وخمسمائة.
وكان مُحقِّقًا للطبِّ ماهرا فِيهِ، بارِعًا فِي الأدويَة
المُفرَدةِ والمركّبة.
قَالَ المُوَفقُ بنُ أَبِي أصَيبْعة [2] : لقد شاهدتُ منه حيثُ
كنّا نُعالْجُ المَرْضَى بالبيمارستان النّاصريّ بالقاهرة من حُسنِ
تأتِّيه لمعرفة الأمراض وتحقيقها، وذكر مداواتها، والاطلاعِ عَلَى
ما ذكره جالينوسُ فيها ما يَعجزُ عَنْهُ الوصفُ. وكان أقدرَ الناسِ
عَلَى تركيب الأدوية ومعرفة مقاديرها. أخذ الطّبّ عن الرئيسِ هبة
اللَّه بنِ جُمَيع اليهوديّ، وأَبِي الفضائل ابن الناقد. وخَدَمَ
السُّلْطانَ الملكَ العادل. وعاشَ فوقَ الثمانين. وله كتاب
«الأقراباذين» فِي غايةِ الحُسن.
711- فتح الدّين ابن الجمالِ عثمان [3] بن أَبِي الحوافر
الدّمشقيّ.
ثم الْمَصْريّ، الطبيبُ.
من كبارِ الأطبَّاء يقرُبُ من والدِه. خَدَمَ الملكَ الكاملَ بعدَه
ابنُه الصالحُ نجمُ الدّين أيّوب، وتُوُفّي فِي دولتهِ.
وهو والدُ شهابِ الدّين طبيب السلطان الملك الظاهر ورئيس الأطباءِ
فِي الدّولة الظاهريّة.
712- عمرُ بنُ الخَضِر [4] بنِ اللمش بن أُلْدُزْمش بنِ إسرائيل.
__________
[1] انظر عن (السديد بن أبي البيان) في: عيون الأنباء 2/ 115،
(وطبعة أخرى 584) ، والوافي بالوفيات 15/ 127 رقم 180.
[2] في عيون الأنباء 2/ 115 (584) .
[3] انظر عن (فتح الدين بن عثمان) في: عيون الأنباء 2/ 115، 116
(585) .
[4] انظر عن (عمر بن الخضر) في: عقود الجمان لابن الشعار 5/ ورقة
360، والوافي بالوفيات
(46/464)
الحافظُ، العالِمُ، الحكيمُ، كمال الدّين،
أَبُو حفص، التُّرْكيّ، ثم الدُّنَيْسَريُّ، الشافعيّ.
سَمِعَ: عَبْد المنعم بن كليب، وأبا الفرج ابن الْجَوْزيّ،
والمباركَ بنَ المعطوش، وطبقتهم ببغداد. وأبا حَفْصِ بنَ طَبَرْزَد
بإرْبِل. وجعفرَ بنَ مُحَمَّد الْعَبَّاسي بِدُنَيْسَر.
وكان مولدُه فِي سنة أربعٍ وسبعين وخمسمائة.
سَمِعَ منه جماعةٌ كثيرة بدُنَيْسَر ومارِدِين.
رَوَى عَنْهُ ابنُه أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بنُ عُمَر.
وكانَ عارفا بالطبِّ. مجموعَ الفضائلِ. جمعَ «تاريخا» لدُنَيْسَر.
713- عبدُ الكافي بنُ حسينِ بنِ مُحَمَّد.
أَبُو مُحَمَّد، الْقُرَشِيّ، الصَّقَلِّيّ، ثم الدّمشقيّ،
المُقرئُ.
سَمِعَ: أَبَا القاسم الحافظ، وأبا الْحُسَيْن أحمد ابن
المَوَازينيّ، والمفضّل بن حَيْدَرة، وعبد اللَّه بن عبدِ الواحد
بن شواش، والخُشُوعيَّ، وطائفة.
وخرَّجَ لَهُ الزكيُّ البِرْزاليُّ «مشيخة» .
حدَّث عَنْهُ: ابنُ الحلوانية، وابن عربشاه، وأبو عليّ ابن
الخَلَّال. وأجازَ لابنِ البالِسيّ.
714- عبدُ العزيز بن عليّ بن المظفّر ابن المُنقَّى.
شيخُ بغداديّ.
سَمِعَ بعض «مشيخة» الفَسَويّ من أبي السّعادات القزّاز.
أجاز للبهاء ابن عساكر، والشمس ابن الشّيرازيّ.
715- عبدُ الرّزّاق بنُ أَبِي القاسم بنِ عليّ دادا.
أبو بكر الخبّاز.
__________
[22] / 458 رقم 333، وتاج العروس (مادّة: «دنيسر» ) ، وعلم التأريخ
عند المسلمين 264.
(46/465)
من مَحَلَّةِ النَّصْرية ببغداد.
وُلِدَ سَنَة سبْعٍ وخمسين.
وسَمِعَ من أَبِي الْحُسَيْن اليُوسُفي.
أجاز لابن الشّيرازيّ، والقاسمِ بن عساكر، وجماعةٍ.
716- عَلِيّ بنُ الأنجبِ [1] بنِ ما شاء اللَّه حسن.
أَبُو الْحَسَن، الْجَصَّاصُ، الحنبليُّ، الفقيهُ.
كانَ رَأْسًا فِي معرفةِ مسائل الخلاف [2] .
سَمِعَ من شُهْدَةَ، وعبدِ الحقّ. وأنحدرَ، فَقَرأ بواسط عَلَى ابن
الباقِلانيِّ.
كتب عَنْهُ ابنُ الشّيرازيّ [3] .
717- محمد بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الواحد الْبَغْدَادِيّ.
أبو بَكْر.
سمع عَبْد الحقّ اليوسفيّ.
أجاز لابن الشّيرازيّ.
718- مُحَمَّد بن بُزْغُش.
مولى أنوشتكين الْجَوْهريّ.
قَالَ: أخبرنا عَلِيّ بن أنوشتكين الْجَوْهريّ، أخبرنا أُبَيُّ
النَّرْسيّ.
أجاز لابن الشيرازيّ.
719- مُغِيثُ بنُ أَحْمَد بْن أبي بَكْر بْن مُحَمَّد بْن يوسف بن
مُحَمَّد بن يُونُسَ بنِ مُغيثٍ.
__________
[1] انظر عن (علي بن الأنجب) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/
208- 210 رقم 688، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 230 رقم 336.
[2] قال ابن النجار: علّقنا عنه شيئا يسيرا من الحديث والأناشيد،
وهو فاضل كبير المحفوظ، دمث الأخلاق، مليح المحاورة، لطيف الطبع،
ظريف. (ذيل تاريخ بغداد 3/ 209) .
[3] قال ابن النجار: سألت ابن الجصّاص عن مولده فقال: في أول سنة
ست وستين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى
الأولى، من سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
وأرّخ ابن رجب وفاته في: سادس عشر جمادى الأولى سنة 642 هـ.
(46/466)
القاضي، أَبُو يونُس، القُرْطُبيّ.
من بيتِ العلم والخلافةِ بقُرْطُبة.
رَوَى عن أبيه، وأبي الوليد بن رشد- وهو جدّه لأمّه- وعن أبي جعفر
بن يحيى الحميري، وطائفة.
لقيه ابن فرتون بسبتة في سنة خمس وثلاثين وستمائة، ولم يذكر له
وفاة.
720- أبو بَكْر بْن عُمَر بْن علي بْن مقلّد الدّمشقيّ.
الفقاعيّ.
سمع من السّلفيّ، ومن: المسعوديّ، وابن ياسين.
مولده في رجب سنة ستّ وخمسين.
وأجاز في إجازة ابن الحاجب سنة ثلاثين في «مشيخة» البهاء عنه.
[يليه حوادث ووفيات 641- 650 هـ]
(46/467)
(بعون الله وتوفيقه، ثم تحقيق هذه الطبقة
من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرخ الإسلام الإمام
الحافظ شمسُ الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عثمان بن قايماز
الدمشقيّ الذهبي، المتوفى سنة 748 هـ- رحمه الله تعالى-، وقد أنجز
تحقيقها العبد الفقير إلى الله، خادم العلم، وطالبه، وراجي عفو
ربّه، الحاج أبو غازي «عمر بن عبد السلام تدمري» الأستاذ الدكتور،
ممثّل لبنان في الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في
اتحاد المؤرخين العرب، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة
اللبنانية، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، وقام بضبط نصها،
والتعليق عليها، ووثّق مادّتها، وأحال إلى مصادرها، ووضع فهارسها،
وافق الفراغ من ذلك في غرة ذي الحجة ظهر الاثنين من سنة 1415 هـ. /
الموافق الأول من شهر أيّار (مايو) سنة 1995 م. وذلك بمنزله بساحة
الملك الأشرف خليل بن المنصور قلاوون- النجمة سابقا- من مدينة
طرابلس الشام المحروسة. والحمد للَّه وحده) .
(46/468)
|