تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد الثاني والخمسون (سنة 691- 700) ]
[الطبقة السبعون]
بِسْمِ الله الرحمنِ الرحيمِ من الحوادث الكائنة فِي هذه الطبقة
سنة إحدى وتسعين وستمائة
ذِكر الكأس السُّماقي
فِي صَفَر أمر نائب دمشق، وهو الشجاعي، بإنزال الكأس السّماقيّ البرّاق من القلعة إلى الجامع، فأُنزِل والمؤذِّنون بين يديه يقرءون، والصبيان يصيحون، إلى أن وضع موضع البرّادة. وقُلعت البَرَّادة.
ولم يكن هذا الكأس مثقوبا، فثقبه المرخمون فِي أيام. وهو كأس كأنّه هناب مُرَحرَح، يسع نحو عشرة أرطال ماء أو أقلّ. وحجره من جنس اللَّوحين اللَّذين عن جنبتي محراب جامع دمشق، حجر أملس بصّاص مانع قليل الوقوع. ثُمَّ أُجري فِيهِ الماء، وسُمّرت المغرفتين [1] مع الركن وشربنا منه. ثُمَّ أخذوه إلى القلعة، وعُمل فِي دار السّلطنة بعد أيام [2] .
تخريب حمّام الملك السعيد
وفيه أُخرب حمّام الملك السّعيد، ولم يكن فِي الشَّام بأسرها حمّام أحسن منه، ومُغَلّه عظيم. وكان بينه وبين باب السّرّ الَّذِي بالقلعة نحو سبعين ذراعا. وأخذوا من حجارة بابا، وحملوها على باب السّرّ. وخرّبوا ما حوله من الدّور وغيرها [3] .
__________
[1] كذا في الأصل، والصواب: «المغرفتان» .
[2] خبر الكأس باختصار في: المقتضي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ.
[3] خبر الحمام في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 17.

(52/9)


بناء باب الميدان بقلعة القاهرة
وفيه كان البناء فِي القلعة والطارمة بجدٍّ وسهر واجتهادٍ عظيم. وبُني باب الميدان بأعمدةٍ كانت فِي القلعة، وعُمِل له حيطان هائلة العرض.
واقتسمت الأمراء عمله، وأقيم فِي زمنٍ يسير بهمّةٍ عالية وسرعة زائدة [1] .
خطبة الخليفة بجامع القلعة
وفي ربيع الأول خطب أمير المؤمنين الحاكمُ بأمر اللَّه يوم الْجُمُعَة بجامع قلعة الجبل خطبة جهاديّة، فقيل هِيَ التي لَقَّنَه إيّاها شيخنا شرف الدّين ابن المَقْدِسيّ [2] .
خطابة دمشق
وفيه ولي خطابة دمشق الشيخ عزّ الدين أحمد ابن الفاروثيّ، وخرج بعد يوم بالنّاس إلى الصَّحراء للاستسقاء. وحضر الشُّجاعيّ النّائب ماشيا إلى مَيْدان الحصى. وذلك فِي وسط آذار. وبعد يومٍ أو يومين حصل للغوطة صقْعةٌ شديدة أعطبت الصّحراء والثّمار ولم يُعْهَد مثلُها من نيِّفٍ وعشرين سنة [3] .
صلاة الاستسقاء
وفي يوم الإثنين بعد جمعة خرج الناس أيضا للاستسقاء إلى قريب مسجد القدم وخطب الفاروثيّ، ومشى إلى ثَمّ نائب السَّلْطنة الشُّجاعيّ والجيش والخلائق وابتهلوا إلى اللَّه، ثُمَّ رزق اللَّه الغيثَ وجاءت الرحمة [4] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 83 أ.
[2] المقتفي 1/ ورقة 184 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 101، ذيل المرآة 4/ ورقة 18.
[3] المقتفي 1/ ورقة 184 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 184 أوب.

(52/10)


التدريس بالقيْمُريّة
وفيه درّس الشَّيْخ صدر الدِّين عبد البر بْن رزين بالقَيْمُرية لسفر مدرسها القاضي علاء الدِّين أَحْمَد بْن قاضي القضاة تاج الدّين ابن بنت الأعز [1] .
عمارة دار السلطنة بقلعة دمشق
وفيه، أعني ربيع الآخر، انتهت عمارة دار السّلطنة بقلعة دمشق، ودخل فيها نحو أربعة آلاف دينار فِي الزّخرفة. وعمل النّائب للسلطان دِهليزًا عظيما إلى الغاية طولُ عموده بضعةٌ وثلاثين ذراعا ست وصْلات، لا يمكن الشخص أن يحضنه، والفلكة الّتي فِي أعلاه كأنها فردة طاحون. وهو من هذه النّسبة.
وتنوع فِي عمل خامه وغرم عليها أموالا.
ونُصب بالميدان ليراه السلطان، فقاسوا المشاقَ حَتَّى انتصب، فجاء هواءٌ عاصف فرماه، فشرعوا فِي عمل دِهليزٍ أصغر منه [2] .
دخول الملك الأشرف دمشق
وفي جُمَادَى الأولى دخل دمشقَ الملك الأشرف [3] ، ثُمَّ صلّى بجامع دمشق يوم الْجُمُعَة بالمقصورة، وأُسرِجت له شموعٌ كثيرة، وخلع على الخطيب عزّ الدِّين الفاروثيّ.
دخول السلطان حلب
وأقام السّلطان بدمشق عشرة أيام، وسار إلى حلب فدخلها في أواخر الشهر بالجيوش [4] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 184 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 184 ب و 185 أ.
[3] خبر دخول دمشق في: التحفة الملوكية 130، وتاريخ سلاطين المماليك 9، ونهاية الأرب 31/ 225، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 101، وعيون التواريخ 23/ 106، ومنتخب الزمان 2/ 369.
[4] المقتفي 1/ ورقة 185 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 101، ذيل المرآة 4/ ورقة 18.

(52/11)


التدريس بالظاهرية
وفيه درس الشَّيْخ صفيُّ الدِّين الهنديّ بالظّاهرية بعد رواح مدرسها ابن بِنْت الأعز إلى مصر [1] .
نكاح الأمير الأعسر
وفيه نكح الأمير شمس الدِّين الأعسر ابْنَة الصّاحب شمس الدّين ابن السلعوس على ألف وخمسمائة دينار.
حبْس الشيخة البغدادية
وفيه حُبست الشيخة البغدادية، وتعصّب عليها جماعة من الأحمدية وأوذيت فصبرت وقالت: أَنَا لا أترك النَّهي عن المُنكَر. ثُمَّ سلّمها اللَّه بحُسن نيتها.
حصار قلعة الروم
وفي ثامن جُمَادَى الآخرة نازل السّلطان وجيوشه قلعة الرّوم وحاصرها شهرا وثلاثة أيام [2] .
تدريس النجيبية
وفيه نزل الفاروثيّ عن تدريس النجيبية للشيخ ضياء الدّين عبد العزيز الطُّوسيّ [3] .
تسمير مؤذن وعبد
وفيه وقع من أخي رئيس المؤذنين البرهان أمرٌ صعْب، وهو أنّه وعبد أسود تحيَّلا فِي النُّزول على حُرَم السلطان الَّذِين تركهم بالقلعة وأحضرا سُلَّمًا
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 185 أ، ذيل المرآة 4/ ورقة 18
[2] المقتفي 1/ ورقة 185 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 101، ذيل المرآة 4/ ورقة 18.
[3] المقتفي 1/ ورقة 185 ب.

(52/12)


وأرادا التسلق منه، ففُطِن لهما وأُخِذا وكوتب فيهما، فجاء الأمرُ بتسميرهما، فسُمِّرا وماتا [1] .
فتح قلعة الروم
وفي حادي عشر رجب فُتحت قلعة الروم بالسَّيف عنْوةً، ودُقّت البشائر وزُيّنت البلاد، وترحل السّلطان، وبقي عليها عسكر الشَّام والشجاعي لعمارتها، وترميم ما تشعث بالمجانيق. فقدِم السّلطانُ حلب وعزل عَنْهَا قراسُنْقُر المنصوريّ، وأمّر عليها سيفَ الدِّين بلَبان الطَّبّاخيّ المنصوريَّ متولي الساحل. وأمر على السواحل طُغْريل الإيغانيّ. وأمر على قلعة الروم الأمير عزَّ الدِّين المَوْصِليّ [2] .
فتح معاقل الأرمن
وفيه فتح الشُّجاعيّ الراكات، وهي معاقل للأرمن على الفُرات، وأخذ منها نحوا من ألف نفس [3] .
إسلام المحقّقِ معيد القَيْمُريّة
وفيه بدت من الْجَمَال المحقّق معيد القيمريّة هفوة في الدّرس، فقام
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 86 أ.
[2] خبر فتح قلعة الروم في: ذيل المرآة 4/ ورقة 18، المقتفي 1/ ورقة 187 أ، التحفة الملوكية 130، 131، زبدة الفكرة 9/ ورقة 176 أ- 177 أ، تاريخ سلاطين المماليك 10، الدرة الزكية 323، نزهة المالك، ورقة 112، والمختصر في أخبار البشر 4/ 26، 27، نهاية الأرب 31/ 226، تاريخ حوادث الزمان 1/ 101- 109، تاريخ الزمان لابن العبري 366، الحوادث الجامعة 470- 474، دول الإسلام 2/ 193، العبر 5/ 371، المختار من تاريخ ابن الجزري 352، تاريخ ابن الوردي 2/ 237، مرآة الجنان 4/ 219، البداية والنهاية 13/ 327، النهج السديد 389، عيون التواريخ 23/ 106، 107، تذكرة النبيه 1/ 149- 153، مآثر الإنافة 2/ 122، تاريخ ابن خلدون 5/ 404. 405، الجوهر الثمين 2/ 110، والنفحة المسكية، ورقة 36، السلوك ج 1 ق 3/ 778، عقد الجمان (3) 110- 125، النجوم الزاهرة 8/ 12، تاريخ ابن الفرات 8/ 135، منتخب الزمان 2/ 369، مشارع الأشواق 2/ 949، تاريخ ابن سباط 1/ 499، تاريخ الأزمنة 272، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 370، شذرات الذهب 5/ 418.
[3] المقتفي 1/ ورقة 188 أ.

(52/13)


مدرس القيمريّة صدر الدين ابن رزين وشكاه، وجرت أمورٌ أوجبت أنّ المحقق أسلم عند القاضي شرف الدِّين الحنبليّ، وحُكم بإسلامه وحُقِن دمُه، وترك إعادة القَيْمُريَّة، وقايض نجم الدِّين الدّمشقيّ إلى إعادة الرّواحية [1] .
أسرى الأرمن
وفي تاسع شعبان دخل السلطان دمشق منصورا والأسرى بين يديه، منهم خليفة الأرمن [2] .
تراجع الجيش عن جبل الجرديين
وأما نائب السّلطنة بيدارا، وسُنقُر الأشقر، وقراسُنقُر، وبكتوت العلائي، وكثيرٌ من الجيش فسار إلى بَعْلَبَك، ثُمَّ إلى جبل الجرديين [3] ، ووافاهم من جهة السّاحل رُكنُ الدِّين طقصو، وعزّ الدّين أيبك الحموي، وفنزلوا على الجبل، فحضر إلى بيدرا مَن فَتَر همته عَنْهُمْ، وتمكّنوا من أطراف الجيش فِي تلك الجبال الوعرة، ونالوا منهم، فرجع الجيش شبْه المقهورين، وحصل للجبليين الطَّمَع والقوّة، ثُمَّ هادنتهم الدّولة، وخلع على جماعة منهم.
وحصل بذلك للعسكر وهْن. ثُمَّ قَدِمَ بيدرا دمشقَ، فعاتبه السّلطان، فتألّم ومرض، وزاره السّلطان، ثُمَّ عُوفي. وعمل السّلطان ختمة بجامع دمشق لعافيته [4] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 188 أ.
[2] المقتفي 1/ ورقة 188 ب، 189 أ، ذيل المرآة 4/ ورقة 26.
[3] جبل الجرديين: جبال الجرد. وهي سلسلة الجبال الغربية من لبنان بين بعلبكّ وساحل البحر.
[4] المقتفي 1/ ورقة 189 أ، نهاية الأرب 31/ 240، والدرة الزكية 338، تاريخ سلاطين المماليك 20، تاريخ حوادث الزمان 1/ 110، 111، عقد الجمان (3) 127- 129، ذيل المرآة 45/ ورقة 31.

(52/14)


وفاة صدرين موقعَين
وليلة نصف رمضان تُوُفّي صدران كبيران موقعان عديما النّظير: فتح الدِّين محمد بن محيي الدّين ابن عَبْد الظّاهر [1] ، ومن الغد تُوُفّي سَعْد الدِّين بْن سَعْد اللَّه الفارقيّ [2] .
الإفراج عن علم الدِّين الدواداريّ
وفي رمضان أُحضر الأمير عَلمُ الدِّين الدواداريّ من حبْس الديار المصرية إلى دمشق، وأنعم عليه السّلطان وأعادَه إلى الإمرة، وأفرج عن أمواله وحواصله. ثُمَّ سار صُحبة الرّكاب الشّريف [3] .
خطابة دمشق
وفيه وُلّي خطابة دمشق موفَّق الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حُبَيش الحمويّ عِوَضًا عن الشَّيْخ عزَّ الدِّين الفاروثيّ، فباشر يوم الْجُمُعَة الثّامن والعشرين من رمضان. وحضر السّلطان يومئذٍ بالمقصورة [4] .
هرب الأمير حسام الدِّين لاجين
وهرب الأمير حسام الدِّين لاجين بسبب مسْك الأمير رُكْن الدِّين طقصو، وخرج السلطان إلى المَرْج فِي طلبه، ونادت المنادية بدمشق على الأمير لاجين [5]
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 190 أ، ب، وانظر عن (ابن عبد الظاهر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 134- 137 رقم 63 وفيه مصادر ترجمته. وستأتي ترجمته في الوفيات.
[2] المقتفي 1/ ورقة 190 ب، وانظر عن (الفارقيّ) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 137- 142 رقم 64 وفيه مصادر ترجمته. وستأتي ترجمته في الوفيات.
[3] المقتفي 1/ ورقة 191 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 191 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 116، والبداية والنهاية 13/ 330، عيون التواريخ 23/ 116، عقد الجمان (3) 133، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 25 و 26.
[5] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، زبدة الفكرة 9/ ورقة 177 ب، التحفة الملوكية 132، تاريخ سلاطين المماليك 21، الدرة الزكية 339، نهاية الأرب 31/ 245، المختصر في أخبار البشر 4/ 27، تاريخ حوادث الزمان 1/ 117، تاريخ ابن الوردي 2/ 339، البداية والنهاية

(52/15)


دخول الشُّجاعيّ دمشق
وفي سابع شوّال دخل الشُّجاعيّ بعسكر دمشق، أتوا من ناحية قلعة الرّوم. وقد فرغوا من أشغالهم [1] .
تقييد الأمير الأعسر
ويومئذٍ قُيَّد شمس الدِّين الأعسر وبُعث إلى مصر [2] .
عزل الشُّجاعيّ
وعُزل الشُّجاعيّ من نيابة دمشق بعز الدِّين الحمويّ [3] .
عودة السلطان إلى مصر
وتوجّه السّلطان إلى مصر فِي عاشر شوال بسَحَر، وبات أهل الأسواق بظاهر البلد مرتين بالشّمع إلى ميدان الحصى [4] .
القبض على حسام الدِّين لاجين
وأما لاجين، فَلَمّا هرب قصدَ بعضَ أمراء العرب بأرض صَرْخد وطلب منه أن يُوصله إلى الحجاز، فقبض عليه، وأتى به إلى السلطان يوم الرابع من شوّال. فقيّده وبعث به إلى مصر [5] .
__________
[ () ] 13/ 330، عيون التواريخ 23/ 117، النفحة المسكية، ورقة 34.
[1] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 118.
[2] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 117.
[3] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 117، 118.
[4] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، تاريخ سلاطين المماليك 21، نهاية الأرب 31/ 243، المختصر في أخبار البشر 4/ 27، تاريخ حوادث الزمان 1/ 118.
[5] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، زبدة الفكرة 9/ ورقة 177، التحفة الملوكية 132، تاريخ سلاطين المماليك 21، الدرة الزكية 339، نهاية الأرب 31/ 245، المختصر في أخبار البشر 4/ 27، تاريخ حوادث الزمان 1/ 117، النفحة المسكية، ورقة 34، وتاريخ ابن الوردي 2/ 339، والبداية والنهاية 13/ 330، وعيون التواريخ 23/ 117، وتاريخ ابن

(52/16)


تقييد سنقر الأشقر
ثم قيّد سنقر الأشقر وبعثَ به أيضا [1] .
نظارة الدواوين
وولي جمال الدِّين بْن صَصْرَى نظر الدّواوين، وأُعفي من ذلك محيي الدّين ابن النّحاس، وعُوِّض بنظر الخزانة. وعُزل أمين الدِّين ابن هلال [2] .
ركْب الحُجَّاج
ويوم تاسع عَشْر شوّال توجّه الركْب وأميرُهُم سيفُ الدِّين باسطي المَنْصُورِيّ [3] .
حبْس خطيب جامع جراح
ويومئذٍ أُمسِك علاء الدّين ابن الجابي خطيب جامع جَرّاح وأخُذ ماله، واتّهم بضرب الزّغل. وكان مغرى بالكيميا فضُرب وحُبس مدّة ثُمَّ أُطلق بعد شهر ونصف [4] .
الإفراج عن الأمير لاجين
وفي ذي القعدة دخل السّلطان مِصْر، وأفرج عن حسام الدّين لاجين، وأعطاه مائة فارس [5] .
__________
[ () ] الفرات 8/ 143، وتذكرة النبيه 1/ 154، وعقد الجمان (3) 133.
[1] المقتفي 1/ ورقة 191 ب، والمصادر المذكورة سابقا.
[2] المقتفي 1/ ورقة 192 أ، نهاية الأرب 31/ 244، تاريخ حوادث الزمان 1/ 120.
[3] المقتفي 1/ ورقة 192 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 122، عيون التواريخ 23/ 119.
[4] المقتفي 1/ ورقة 192 أ.
[5] المقتفي 1/ ورقة 193 ب، زبدة الفكرة 9/ ورقة 177 ب، التحفة الملوكية 134، الدرة الزكية 340، المختصر في أخبار البشر 4/ 29، تاريخ حوادث الزمان 1/ 120، تاريخ ابن الوردي 2/ 238، تاريخ ابن سباط 1/ 501.

(52/17)


توجه جماعة من التتار إلى مصر
وفي ذي الحجّة قدم الشام نحو ثلاثمائة فارس من التَّتار مقفزين، وتوجّهوا إلى القاهرة [1] .
خنق الأميرين سنقر وطقصو
وفي أواخرها، وقيل فِي أول سنة اثنتين أحضر السّلطان بين يديه سُنقُر الأشقر وطقصو فعاقبهما، فأقرّا أنّهما عزما على قتله، وأنّ حسام الدِّين لاجين لم يكن معهم، فأمر بهما فخُنِقا بوَتَرٍ، وأفرج عن لاجين بعد أن كان الوَتَر فِي حلْقه. وقيل خُنق وتُرك بآخر رَمَق، فشفع فِيهِ بيدرا والشُجاعيّ فأطلقه، وأُنزل الآخران إلى البلد فسُلّما إلى أهاليهما. وأُهلك معهما أمراء منهم جرمك، وسُنقران، والهارونيّ [2] .
ذِكر القصيدة التي أنشأها المولى شهاب الدِّين محمود فِي السلطان
وقيل إنها لغيره، فقد سألتُه عَنْهَا فلم يعرِفْها، وإنّما هِيَ لشاعرٍ من تجّار بغداد مات سنة بضع وسبعمائة، سمعها منه ابن منْتاب. وبعد ذَلِكَ ظهرت أنّها للمولى شهاب الدِّين، وأخرجها بالخطّ العتيق، وحدّث بها. سمعها منه العلائيّ، وغيره. وهي:
لك الراية الصَّفْراءُ يقدمُها النَّصْرُ ... فمن كيقُباذٌ إنْ رآها وكيْخُسْرُو
إذا خَفَقَتْ فِي الأفْق هُدْبُ بُنُودِها ... هَوى الشَّرْكُ واستعلى الهُدى وانْجلى الثغرُ
وإنْ نُشرت مثل الأصائلِ فِي وغى ... جلا النَّقْع من لألاء طَلْعتها البدرُ
وإنْ يمّمت زُرْقَ العدي سار تحتها ... كتائبُ خضرٌ دَوحها البِيض والسُّمرُ
كأنّ مثار النَّقْع ليلٌ وخَفْقها ... بُرُوقٌ وأنت البدرُ والفَلَك الْجِتْرُ
فكم وَطئت طَوْعًا وكرْهًا معاقلا [3] ... مضى الدّهر عَنْهَا وهي عانسة بكر
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 195 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 196 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 160 وفيه مصادر ترجمتهما رقم 71 و 72.
[3] في فوات الوفيات: «معاقل» .

(52/18)


وإنْ رُمتَ حصنا سابَقَتْكَ كتائبُ ... من الرُّعب أو جيش [1] تقدّمه النَّصرُ
فلا حصنٌ إلا وهو سجنٌ لأهله ... ولا جسدٌ إلا لأرواحهم قبرُ
قصدت حِمى من قلعة الروم لم يتح ... لغيرك إذا غرّتهم المُغْلُ فاغتروا
وما المُغْل أكفاء فكيف بأرمنٍ [2] ... ولكنّه غزوٌ [3] وكلّهُمُ كُفرُ
صرفت إليهم همة لَوْ صرفتها ... إلى البحر لاستولى عَلَى مده الجزر
وما قلعة الروم التي حزت فَتْحها ... وإنْ عظُمت إلا إلى غيرها جسرُ
طليعة ما يأتي من الفتح بعدها ... كَمَا لاح قبل الشمس فِي الأُفق الفجرُ
محجَّبَة بين الجبال كأنّها ... إذا ما تبدت فِي ضمائرها سترُ [4]
تفاوت نصفاها [5] فللحوت فيهما ... مجالٌ وللنسرين بينهما وَكْرُ
فبعضٌ رسا [6] حتّى علا الماءُ فوقَهُ ... وبعضٌ سما حَتَّى هَمَا دونَه القَطْرُ
أحاط بها نَهران تبرز منهما [7] ... كَمَا لاح يَوْمًا فِي قلائده النَّحْرُ
فبعضهما [8] العذْبُ الفُراتُ وإنه ... لتحصنها [9] كالبحر بل دونه البحرُ
سريع [10] يفوت الطّرْف جريا وحدْه ... كريح سُلَيْمَان التي يومُها شهرُ
منها:
فصبَّحْتَها بالجيش كالروض بهجة ... صوارمُه أنهاره والقنا الزُّهرُ
وأبعدت [11] بل كالبحر والبيض موجُه ... وجردُ المذاكي السّفن والخوذ الدّرُّ
وأغربت بل كاللّيل عُوجٌ سيوفه ... أَهِلَّتُه والنّبلُ أنجُمُهُ الزّهر
__________
[1] في الدرة الزكية، وتاريخ حوادث الزمان: «جيشا» .
[2] في تاريخ حوادث الزمان: «فكيف سواهم» .
[3] في تاريخ حوادث الزمان: «ولكنه عزّ» .
[4] في تاريخ حوادث الزمان: «سرّ» .
[5] في تاريخ حوادث الزمان: «وصفاها» وفي الدرّة الزكية: «مرقاها» .
[6] في الأصل: «رسى» .
[7] في تاريخ حوادث الزمان: «يحيط بهما نهران تبرز فيهما» .
[8] في تاريخ حوادث الزمان: «يعتصمها» .
[9] في تاريخ حوادث الزمان: «لتحصينها» .
[10] في تاريخ حوادث الزمان: «سريعا» .
[11] في فوات الوفيات: «وأبدعت» .

(52/19)


وأخطأت لا بل كالنّهار فشمسُهُ [1] ... مُحيّاك [2] والآصال راياتك الصُّفُر
ليوثٌ من الأتراك آجامُها [3] القنا ... لها كلّ يوم فِي ذرى [4] ظَفَرٍ ظُفرُ
فلا الريح تسري بينهم لاشتباكها ... عليهمُ ولا ينهلّ من فوقهم قَطْرُ
غيوثٌ [5] إذا الحربُ العوان تعرّضت ... لخُطّابها بالنّفس لم يغلها مهرُ
ترى الموت معقودا بهدْب نبالهم ... إذا ما رماها القوس والنّظر الشزرُ
ففي كل سَرْحٍ غصْنٌ بانٍ مُهَفْهفٌ ... وفي كلّ قوس مدّه ساعد بدرُ
فلو وردتْ ماءَ الفُراتِ خيولُهُمُ ... لقيل: هنا قد كان فيما مضى نهرُ
أداروا بها سورا [6] فأضحتِ كخنْصَرٍ [7] ... لدى [8] خاتمٍ أو تحت منطقةٍ خصرُ
كأن المجانيق التي قُمنَ حولها ... رواعد سخطٍ وبلها [9] النّار والصّخرُ
أقامت صلاةَ الحرب ليلا صخورُها ... فأكثرها شَفْعٌ وأقتلها [10] وترُ
لها أسهُمٌ مثل الأفاعي طِوالها ... فواتك [11] إلّا أنّ أفتكها البترُ
سهامٌ حَكَتْ سهم اللحاظ بقتلها [12] ... وما فارقت جفْنًا وهذا هُوَ السِّحرُ
منها:
فبُشراك أرضَيْتَ المسيحَ وأحمدا ... وإنْ غضب التكفُورُ [13] من ذاك والكفرُ
فسِرْ حيث ما تختار فالأرض كلها ... بحكمك والأمصار أجمعها مصر
[14]
__________
[1] في البداية والنهاية: «شموسه» .
[2] في فوات الوفيات: «جيوشك» .
[3] في عيون التواريخ: «آثامها» .
[4] في تاريخ حوادث الزمان: «في ذوي» .
[5] في الدرّة الزكية: «عيون» .
[6] في الدرّة الزكية: «نهر» .
[7] في عيون التواريخ: «كخصر» .
[8] في تاريخ حوادث الزمان: «الّذي» .
[9] في عيون التواريخ: «وبلهار» .
[10] في تاريخ حوادث الزمان: «وأقلها» .
[11] في هامش المخطوط، وتاريخ حوادث الزمان: «قواتل» .
[12] في تاريخ حوادث الزمان: «لقتلها» ، وفي عيون التواريخ: «لفتكها» .
[13] التكفور: مصطلح يطلق على الامبراطور البيزنطي.
[14] راجع القصيدة بكاملها أو بعضها في: تاريخ سلاطين المماليك 17- 20، والدرة الزكية

(52/20)


سنة اثنتين وتسعين وستمائة
نسَب العناكيين
فِي المُحَرَّم حكم بدمشق القاضي حسامُ الدِّين الحَنَفِيّ للعناكيين بصحة نَسَبَهم إلى جَعْفَر بْن أبي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بعد أن سَعَوا وتعبوا [1] .
مشقّة ركْب الحجَّاج
وفي المُحَرَّم جاءت ريح عظيمة على الركْب بمَعان وبْرد ومشقّة [2] .
تدريس الشامية الجوانية
وفيه نزل لصدر الدِّين ابن الوكيل حموه شيخنا التّاج ابن أبي عصْرُون عن تدريس الشاميّة الجوّانية [3] .
تسلُّم قلاع من صاحب سيس
وفيه طلب السلطان من صاحب سيس قلعة بهسنا، ومرعش، وتلّ حمدون. أما بَهَسْنا فكانت للنّاصر صاحب حلب وبها نوّابه، فَلَمّا أخذ هولاكو البلاد كان فِي بَهَسْنا الأمير سيف الدِّين العقرب فباعها لصاحب سيس
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 197 ب. وفي ذيل المرآة 4/ 55 «الأعناكيين» .
[2] المقتفي 1/ ورقة 197 ب وفيه: «وحصلت للحجاج مشقّة عظيمة بمعان بسبب ريح شديد ويرد، ومات بعض الناس، وحملت الريح بعض الجمال الواقفة، وتطايرت العمائم، واشتغل كل امرئ بنفسه، وهلكت الأمتعة والثياب» . والخبر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 151، 152، والبداية والنهاية 13/ 333، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 54.
[3] المدرسة الشامية الجوانية: أنشأتها ست الشام بنت نجم الدِّين أيوب بْن شاذي بْن مَرْوَان سنة 628 هـ. وهي قبليّ المارستان النوري، كانت دارا لست الشام، توفيت ودفنت فيها.
(الدارس 1/ 227، خطط دمشق 126 رقم 58) .

(52/21)


بمائة ألف درهم وسلمها إليه فبقي على المسلمين منها ضَرَر، فأذعن صاحب سيس بتسليمها، وأضعف الحمل مع ذَلِكَ. وتسلّمها نواب السلطان فِي رجب ودُقّت البشائر [1] .
نيابة طرابلس
وفي المُحَرَّم قَدِمَ الدّواداريّ وجماعة أمراء من الدّيار المصرية، وعزّ الدِّين أيبك الخَزْنَدار متوليا نيابة طرابُلُس عِوَضًا عن سيف الدِّين طغْريل الإيغانيّ [2] .
تدريس الرواحية
وسرح إلى حلب ابن مَلي، فوُلّي بعده تدريس الرواحية [3] الشَّيْخ كمال الدِّين ابن الزَّمْلَكانيّ [4] .
طهور أخي السلطان وابن أخيه
وفيها طهر السلطان أخاه الملك النّاصر طال بقاؤه، وابن أخيه مُوسَى ابْن الملك الصّالح، واحتفلوا لذلك بالقاهرة احتفالا زائدا [5] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 199 ب و 200 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 149، تاريخ سلاطين المماليك 22، نهاية الأرب 31/ 249، 250، الدرّة الزكية 340، المختار من تاريخ ابن الجزري 358، دول الإسلام 2/ 148، البداية والنهاية 13/ 332، تذكرة النبيه 1/ 160، عيون التواريخ 23/ 130، عقد الجمان (3) 149- 152.
[2] المقتفي 1/ ورقة 198 أ، تاريخ سلاطين المماليك 23، ذيل مرآة الزمان (مخطوطة طوبكابي سراي (
E) رقم 2907- 2- 3) / ج 3/ ورقة 29 أو 68 أ، نهاية الأرب 31/ 247، عقد الجمان (3) 186، تاريخ حوادث الزمان 1/ 155، السلكو ج 1 ق 3/ 782، تاريخ ابن الفرات 8/ 153، النجوم الزاهرة 8/ 224، تاريخ طرابلس السياسي واحضاري (عصر دولة المماليك) - تأليفنا- 2/ 33 رقم 3.
[3] المدرسة الرواحية: بناها التاجر أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن رواحة الحموي، المتوفى سنة 622 هـ. وهي شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه، شمالي جيرون. (الدارس 1/ 199، خطط دمشق 120 رقم 53) .
[4] المقتفي 1/ ورقة 198 أ.
[5] المقتفي 1/ ورقة 19 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 154، البداية والنهاية 13/ 332، نهاية

(52/22)


عمل دهليز للسلطان
وفيها عُمل للسلطان دهليز جليل أطلس مرزكش بطراز، وغُرِم عليه أموال عظيمة [1] .
ولاية البريد بدمشق
وفيها وُلّي ولاية البريد بدمشق سيف الدِّين أسَنْدُمُر فِي رجب.
الحجّ الشامي
وحج بالناس الأمير بكتاش الطيار [2] .
الزلزلة بفلسطين
وفي صَفَر جاءت زلزلة هدمت وأنكت فِي غزة والرملة والكرك.
وسار من دمشق أميران وعدد من الحجازين والصُّنّاع لإصلاح ما تهدم من أبرجة الكَرَك [3] .
إمساك أزدمر العلائي
وفيها مُسِك الأمير عزَّ الدِّين ازدمر العلائي وقيِّد بدمشق وبُعِث إلى مصر [4] .
سفر سنقر المسّاح إلى مصر
وتوجه من دمشق شمس الدِّين سُنْقر المسّاح بطلب إلى مصر، وجاء على خبزه بدمشق بلبان الحلبيّ، الخزندار [5] .
__________
[ () ] الأرب 31/ 253، 254، الدرة الزكية 343، تاريخ سلاطين المماليك 23، نزهة المالك والمملوك، وثقة 113، عيون التواريخ 23/ 132، 133، عقد الجمان (3) 167، النجوم الزاهرة 8/ 16.
[1] المقتفي 1/ ورقة 199 أ.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 159، عيون التواريخ 23/ 133، عقد الجمان (3) 190.
[3] المقتفي 1/ ورقة 199 أ، نهاية الأرب 31/ 247، تاريخ حوادث الزمان 1/ 155، البداية والنهاية 13/ 333، ذيل المرآة 4/ 56، 57.
[4] المقتفي 1/ ورقة 200 أ، ب، نهاية الأرب 31/ 247، تاريخ حوادث الزمان 1/ 155.
[5] المقتفي 1/ ورقة 200 أ، وب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 155.

(52/23)


سفر صاحب حماة إلى مصر
وفي ربيع الآخر توجه على البريد إلى مصر صاحب حماة وعمّه الملك الأفضل علي.
الحوطة على ابن جرادة
وجاء مملوك لسيف الدِّين طغجي بمرسوم بالحوطة على ابن جرادة، فمُسك ونفِّذ إلى مصر، وأُخذ ماله ونكب [1] .
قراضنة الفرنج بساحل الشَّام
وفيه تردد عَيّارة الفرنج فِي البحر إلى الساحل، وشعثوا بأنْطَرسُوس، وطلعوا إلى صيدا [2] .
خروج السلطان للحرب
وفي جُمَادَى الأولى عزم السّلطان على البيكار [3] ، وتقدّمه الأعسر، فهيأ إقامات ومونة من النّاحية القِبْليّة وقدِم الصّاحب ابن السَّلعوس فِي جُمَادَى الآخرة، ثُمَّ قَدِمَ بعده بيدرا نائب السلطنة، ثمّ السلطان فتنزل بالقصر.
تسلم حصون للأرمن
وفيه تسلم نواب السلطان حصنين للأرمن وهما: كديربرت وأبرما. ثُمَّ تسلموا حصن بكازر [4] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 200 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 201 أ.
[3] البيكار: الحرب.
[4] تاريخ حوادث الزمان 1/ 156، وفي المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 201 أ: «وفي هذا الشهر تسلم الأمير فخر الدين محمود بن قريمان قلعة العلايا من بلاد الروم» ، وفي ذيل المرآة 4/ 57: «بن قرمان» .

(52/24)


الأمر بخراب الشوبك
وقد كان السّلطان فِي مجيئه مرّ بقلعة الشَّوْبَك وبالكَرَك، ثُمَّ بعث جماعة لخراب قلعة الشَّوْبك. ثُمَّ خرج إلى المَرْج [1] .
القبض على حسام الدِّين لاجين وصحبه
وفي رجب دخل دمشق الأمير الكبير حسام الدِّين لاجين وصُحبته الأمير مُهَنّا بْن عِيسَى وإخوته محتاطا عليهم، وذكر أن السّلطان أمر بالقبض عليهم عند سَلَمِيَة لأمرٍ نقمه عليهم [2] .
رجوع السلطان إلى مصر
وفي أثناء رجب رجع السلطان إلى الدّيار المصرية [3] .
تدريس ابن التاج وعزله
ودرّس بعد الشَّيْخ تقيّ الدِّين ابن الواسطي بمدرسة الشَّيْخ أبي عُمَر الفقيه شمس الدّين ابن التّاج، ثُمَّ عُزِل بعد ثمانية أشهر [4] .
نيابة قلعة الروم
وفي رجب مسافر طوغان نائبا على قلعة الروم [5] .
__________
[1] وقال البرزالي في تاريخه: «وفي جمادى الأولى وصلت الأخبار أن السلطان الملك الأشرف على عزم الوصول إلى الشام جريدة في طائفة من الخاصكية والأمراء والمقدّمين، وأنه يبدأ برؤية الكرك وما تهدّم منها، ثم يقدم دمشق. وكان السلطان قد نقم على أهل الكرك ورسم بإخراج جماعة منهم، وأراد أن ينقل إليه من البلاد من يستوطنه غيرهم. وتوجّه الأمير شمس الدين الأعسر إلى بعلبكّ لاستخدام الرجال لذلك» . (المقتفي 1/ ورقة 201 أ) .
[2] المقتفي 1/ ورقة 203 أ.
[3] المقتفي 1/ ورقة 203 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 203 أ.
[5] المقتفي 1/ ورقة 203 ب.

(52/25)


كسوف الشمس
وفي آخر رجب انكسفت الشمس، وصلَّى بجامع دمشق خطيبه موفّق الدِّين الحمويّ، وخطب [1] .
الزام الدواوين بالإسلام
وفي رمضان جاء إلى دمشق مرسوم بإلزام الدّواوين بالإسلام، ومن امتنع يؤخذ منه ألف دينار. فأسلم أربعة فِي ثامن رمضان [2] .
مصادرة الأمير الأفرم أيبك
وفي شوّال بَلَغَنا أنّ السّلطان صادر الأمير عزَّ الدِّين الأفرم أيبك وضيّق عليه، وأخذ منه أموالا كثيرة، وأعطى خبزه للأمير حسام الدّين لاجين المنصوري [3] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 203 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 205 أ.
[3] المقتفي 1/ ورقة 206 أ، الدرّة الزكية 344، تاريخ حوادث الزمان 1/ 156، عيون التواريخ 23/ 133، السلوك ج 1 ق 3/ 785.

(52/26)


سنة ثلاث وتسعين وستمائة
مقتل السلطان الأشرف
فِي ثاني عَشْر المُحَرَّم قُتِل السلطان الملك الأشرف، أقدم عليه نائبة بيدرا، وعطف عليه بالسّيف لاجين [1] .
قلت الأمير بَيْدَرا
ثُمَّ قُتِل بَيْدَرا من الغد [2] .
الحَلْف للملك الناصر مُحَمَّد
وحلفوا للسّلطان الملك النّاصر ناصر الدين محمد بن المنصور، وهو يومئذ ابن تسع سنين [3] .
__________
[1] خبر مقتل الأشرف في زبدة الفكرة 9/ ورقة 180 ب، 181 ب، والتحفة الملوكية 136، وتالي كتاب وفيات الأعيان 70، 71 رقم 107، والمختصر في أخبار البشر 4/ 29، 30، ونهاية الأرب 31/ 259، والدرة الزكية 345، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 113، وتاريخ سلاطين المماليك 24، وتشريف الأيام والعصور 272، والحوادث الجامعة 226، 227، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 190- 193 و 209- 211، والمقتفي 1/ ورقة 208 ب، ودول الإسلام 2/ 194، 195، والعبر 5/ 377، 378، وآثار الأول 77، وذيل مرآة الزمان 4/ 34 و 241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 238، 239، ومرآة الجنان 4/ 222، والوافي بالوفيات 13/ 399- 410 رقم 504، والبداية والنهاية 13/ 334، 335، وتذكرة النبيه 1/ 167 و 168 و 173، وفوات الوفيات 1/ 406 رقم 148، والجوهر الثمين 2/ 108، 109، والنفحة المسكية، ورقة 35، وتاريخ ابن خلدون 5/ 406، ومآثر الإنافة 2/ 124، والسلوك ج 1 ق 3/ 788، وعقد الجمان (3) 203- 213، والنجوم الزاهرة 8/ 3- 40، وحسن المحاضرة 2/ 111، وتاريخ ابن سباط 1/ 501، 502، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 373- 378، وتاريخ الأزمنة 274، والدارس 1/ 443، وشذرات الذهب 5/ 422، وأخبار الدول 200.
[2] خبر بيدرا في تاريخ سلاطين المماليك 25، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 113، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 193.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 192، النفحة المسكية، ورقة 37.

(52/27)


هلاك ابن السلعوس
وهلك الصّاحب ابنِ السلعوس تحت العقوبة المُفْرِطة [1] .
مقتل أمير من أصحاب الشُّجاعيّ
فَلَمّا كان العشرين من صَفَر بلغ المتولي نيابةَ السلطان كَتُبغا أن الشُّجاعيّ يريد قتله فتحرز، وأعلم جماعة من صاغيته الذين يبغضون الشُّجاعيّ ثُمَّ ركب فِي الموكب فقال له أميرٌ: أَيْنَ حسام الدّين لاجين؟
قال: ما هُوَ عندي.
قال بل هُوَ عندك.
ثُمَّ مدّ يده إلى سيفه، فبدره الأزرق مملوك كتبُغا وضربه حلّ كتفَه، فسقط، وذبحوه بسوق الخيل.
انقسام الجيش بين كتبُغا والشجاعي
ثُمَّ قام أكثر الجيش مع كتبُغا، ومالت البرجية وبعض الخاصّكية إلى الشُّجاعيّ لكونه أنفق فيهم فِي الباطن فيما قيل ثمانين ألف دينار، والتزم لهم أن من جاءه برأس أميرٍ فله إقطاعُه. وأن يمسك كتبُغا على السّماط.
قتل بهادُر وآقوش
وفي نصف المُحَرَّم حضر إلى الخدمة الأمير سيف الدِّين بهادُر رأس
__________
[1] خبر ابن السلعوس في: نزهة المالك، والممالك، ورقة 114، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 184 ب، والتحفة الملوكية 139 ونهاية الأرب 31/ 270- 273 والمختصر في أخبار البشر 4/ 31، والمقتفي 1/ ورقة 208 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 193، 194، والمختار من تاريخ ابن الجزري 363، والبداية والنهاية 13/ 338، وعيون التواريخ 23/ 151، 152، والوافي بالوفيات 4/ 86 رقم 1555، وتذكرة النبيه 1/ 173، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 122، وتاريخ ابن الفرات 8/ 166، وعقد الجمان (3) 227، 228، والنجوم الزاهرة 8/ 53، 54، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 379، وشذرات الذهب 5/ 424.

(52/28)


النَّوبة، وجمال الدِّين أقوش المَوْصِليّ الحاجب، فوثب عليهما الخاصّكيّة فقتلوهما، وأحرقوا جثتيهما [1] .
أتابكية العساكر
ورتبوا الحسام أستاذ دار أتابكا للعسكر [2] .
اختفاء لاجين وقراسُنقر
وطلبوا الأمراء المتّفقين مع بَيْدَرا على قتل الأشرف، فاختفى لاجين وقُراسُنْقُر، ولم يقعوا لهم على أثر [3] .
الانتقام من الأمراء
وقبضوا على الأمراء سيف الدِّين نغيه [4] ، وسيف الدِّين ألناق، وعلاء الدِّين ألْطُنْبغا [5] الْجَمْدار، وشمس الدِّين آقسُنْقُر مملوك لاجين، وحسام الدين طرنطاي السّاقي، ومحمد خواجا، وسيف الدِّين أروس فِي خامس صَفَر.
فأمر السّلطان بقطْع أيديهم، ثُمَّ سُمِّروا على الْجِمال، وطيف بهم، ومعهم رأس بيدرا، ثمّ ماتوا [6] .
__________
[1] خبر قتل الأميرين في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 195، والمختار من تاريخ ابن الجزري 363، وعيون التواريخ 23/ 151، وتاريخ ابن الفرات 8/ 184، وتاريخ ابن سباط 1/ 502.
[2] خبر الأتابكية في: التحفة الملوكية 138، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 195 والمختار من تاريخ ابن الجزري 363، والبداية والنهاية 13/ 335، وعيون التواريخ 23/ 151.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 196.
[4] في تاريخ حوادث الزمان: «قرغية» .
[5] في الأصل: «علاء الدين ابن ألطنبغا» .
[6] خبر الانتقام في: تاريخ سلاطين المماليك 29، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 14، ونهاية الأرب 31/ 269، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 196، والسلوك ج 1 ق 3/ 795، 796، والنفحة المسكية، ورقة 38.

(52/29)


مقتل الشُّجاعيّ
ثُمَّ قُتل الشُّجاعيّ [1] بعد أيام كَمَا فِي ترجمته.
خسوف القمر
وفي المُحَرَّم خسِف القمر.
قضاء مصر
وصُرِف من قضاء الدّيار المصرية ابن جماعة بابن بِنْت الأعز [2] .
الإفراج عن الأفرم
وأُفرج عن عزَّ الدِّين الأفرم [3] .
الوزارة فِي مصر
ورُتّب فِي الوزارة تاج الدّين محمد بن فخر الدين ابن حنّا [4] .
__________
[1] خبر الشجاعي في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 185 أ- 186 أ، والدرة الزكية 353، وتاريخ سلاطين المماليك 29- 31، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 114، والمختصر في أخبار البشر 4/ 31، وتاريخ مغلطاي 29، والمقتفي 1/ ورقة 210 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 196- 199، ونهاية الأرب 31/ 273، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، والبداية والنهاية 13/ 335، وعيون التواريخ 23/ 152، وتاريخ ابن الفرات 8/ 179، والسلوك ج 1 ق 3/ 798، وعقد الجمان (3) 228، ومنتخب الزمان 2/ 372.
[2] تاريخ سلاطين المماليك 31، الدرّة الزكية 356، نهاية الأرب 31/ 277، تاريخ حوادث الزمان 1/ 201، المقتفي 1/ ورقة 210 أ.
[3] نهاية الأرب 31/ 278، تاريخ حوادث الزمان 1/ 201، المختار من تاريخ ابن الجزري 365، عيون التواريخ 23/ 155، عقد الجمان (3) 242، المقتفي 1/ ورقة 210 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 210 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 207، البداية والنهاية 13/ 335، عيون التواريخ 23/ 159، عقد الجمان (3) 244.

(52/30)


ولاية دمشق
وفي صَفَر ولي ولاية دمشق عماد الدِّين بْن حَسَن بْن النّشّابيّ عِوَضًا عن عزَّ الدِّين ابن أبي الهيجاء [1] .
إمام محراب الصحابة بالجامع الأموي
وفي صَفَر جُدِّد فِي الجامع إمام زاوية محراب الصّحابة، وهو كمال الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة محيي الدين ابن الزّكيّ، واستمر إلى الآن [2] .
عودة أهل سوق الحريريين
وفي ربيع الأوّل عاد أهل سوق الحريريين إلى سوقهم. وكان ابن جرادة وكيل طغجي قد ألزمهم بسكناهم فِي قَيْسارية القُطْن من السَّنَة الماضية [3] .
حسبة دمشق
فِيهِ قَدِمَ على حسْبة دمشق ونظر ديوان نائب السّلطنة كتْبغا الرئيس شهاب الدِّين أَحْمَد الحَنَفِيّ، ومعه عدّة خِلَع لبسها فِي أيّامٍ متوالية، ولبس خِلْعة الحِسْبة بطرحة، وارتفع شأنه [4] .
وكالة بيت المال بدمشق
وفي رجب قَدِمَ دمشقَ القاضي صدر الدِّين عَبْد البر ابْن قاضي القضاة تقيّ الدين ابن رزين على وكالة بيت المال، فباشر نصف شهر، وأعيد تاج الدين ابن الشيرازيّ [5]
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 210 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 206، المختار من تاريخ ابن الجزري 364، عيون التواريخ 23/ 158.
[2] المقتفي 1/ ورقة 210 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 202، البداية والنهاية 13/ 335.
[3] المقتفي 1/ ورقة 210 ب، 211 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 211 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 202.
[5] المقتفي 1/ ورقة 214 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 206.

(52/31)


موكب السلطان بالقاهرة
وفي رجب ركب السّلطان الملك النّاصر بأَبَّهة المُلْك وشقّ القاهرة، وضربت البشائر بدمشق، وزينوا [1] .
تقاليد الأمراء
وجاء تقليد عزَّ الدِّين الحَمَويّ باستمرار النّيابة، وتقليد الأعسر باستمرار الشّدّ، وتقليد صاحب حماة ببلده [2] .
تدريس المسرورية
وفي شعبان درس بالمسرورية [3] جلال الدِّين أخو القاضي إمام الدّين بعد الركن ابن أفتكين [4] .
تجريدة التقدمة إلى حلب
وفي رمضان جُرد الأمير علم الدِّين الدّواداريّ بتقدمته إلى ناحية حلب [5] .
العفو عن حسام الدين لاجين
وفي آخر رمضان ظهر الأمير حسام الدِّين لاجين من الاختفاء بالقاهرة بوساطة نائب السلطنة كَتْبغا، فدخل به إلى السلطان فأنعم عليه، وأعطاه خبز بكتوت العلائي الّذي توفّي [6] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 214 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 215 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 201.
[3] المدرسة المسرورية: أنشأها الطواشي شمس الدين الخواص مسرور، بباب البريد. وهو صاحب خان مسرور القاهرة. ووقفها سنة 604 هـ. (الدارس 1/ 347) .
[4] المقتفي 1/ ورقة 215 ب، وابن أفتكين هو: ناصح الدين أبو الحسن علي بن مرتفع بن أفتكين الجميزي المصري الدمشقيّ العدلي. (الدارس 1/ 347 و 348) .
[5] المقتفي 1/ ورقة 215 ب.
[6] المقتفي 1/ ورقة 215 ب، 216 أ، تاريخ حوادث الزمان 1/ 207، المختار من تاريخ ابن

(52/32)


الحجّ الشامي
وحجّ بالشّاميين عزّ الدِّين أيبك الطّويل [1] .
نظر الدواوين بدمشق
وفي ذي القعدة ولي نظر الدواوين الصّاحب أمين الدِّين بْن سالم بن مُحَمَّد بْن صَصْرَى عِوَضًا عن ابن عمّه المُتَوَفَّى جمال الدِّين [2] .
القضاء بالشام
وفي ذي الحجّة قَدِمَ قاضي القضاة بدر الدّين ابن جماعة على قضاء الشَّام عِوَضًا عن المُتَوَفَّى القاضي شهاب الدّين ابن الخُوييّ [3] .
إخراج الكلاب من دمشق
وفي ذي الحجّة أخرجت الكلاب من دمشق بأمر ابن النّشابي، وشدّد على البوابين فِي منعهم من الدّخول. ودام منعهم شهرا أو نحوه، ثُمَّ دخلوا [4] .
فتنة عسّاف بدمشق
وفيها كانت فتنة عساف بدمشق ورجْم العوام له، لكونه حمى نصرانيا سبّ النّبيّ صلى الله عليه وآله سلم، فقبض النائب الحَمَويّ على جماعةٍ من العلماء، وضرب الشَّيْخ زين الدِّين الفارقيّ، رحمه اللَّه تعالى، واعتقله مع ابن تيميّة وطائفة بالعذراويّة مدّة، فلا حول ولا قوّة إلا باللَّه العلي العظيم [5] .
__________
[ () ] الجزري 364، عيون التواريخ 23/ 159، تاريخ ابن الفرات 8/ 185.
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 208، عيون التواريخ 23/ 159، عقد الجمان (3) 146، المقتفي 1/ ورقة 216 ب.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 205، المقتفي 1/ ورقة 218 أ، ذيل المرآة 4/ ورقة 99.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 205، المقتفي 1/ ورقة 218 ب، 219 أ.
[4] تاريخ حوادث الزمان 1/ 208، المقتفي 1/ ورقة 219 أ.
[5] تاريخ حوادث الزمان 1/ 202- 205 (بتفصيل موسّع) المقتفي 1/ ورقة 214 أ، البداية

(52/33)


سنة أربع وتسعين وستمائة
سلطنة كَتْبُغا
فِي حادي عَشْر المُحَرَّم تسلطن الأمير ركن الدّين كتبغا التّركيّ، والمغليّ المَنْصُورِيّ، وتسمّى بالملك العادل. وحلف له الأمراء بمصر والشام، وزين له البلاد ودُقّت البشائر، وله نحو خمسين سنة. وهو من سبْي وقعة حمص الأولى التي فِي سنة تسع وخمسين، ثُمَّ صار إلى الملك المنصور، فكان من خواصّه فِي الأيّام الظاهرية. فَلَمّا تسلطن جعله أمير مائة فارس، فشهد وقعة حمص سنة ثمانين أميرا [1] .
الحَلْف للسلطان بدمشق
قَدِمَ فِي التحليف له الأمير سيف الدِّين طُغْجي الأشرفيّ فحلفهم بدمشق [2] .
رَنْك السلطان كَتْبُغا
وكان رَنْكُهُ [3] فِي أيام إمرته هكذا وفي أيّامُ ملكه الرايات الصّفر.
__________
[ () ] والنهاية 13/ 335، 336، عيون التواريخ 23/ 156، 157، ذيل المرآة 4/ ورقة 96- 99.
[1] خبر سلطنة كتبغا في: تاريخ سلاطين المماليك 33، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 114، ونهاية الأرب 31/ 282، وزبدة الفكرة 9/ 181 أ، والتحفة الملوكية 144، والدرّة الزكية 357، والمقتفي 1/ ورقة 220 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 247، والمختار من تاريخ ابن الجزري 369، ودول الإسلام 2/ 149، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، والبداية والنهاية 13/ 338، وعيون التواريخ 23/ 177، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 131، وتاريخ ابن الفرات 8/ 192، والنفحة المسكية، ورقة 39، والسلوك ج 1 ق 3/ 806، وعقد الجمان (3) 267، وتاريخ ابن سباط 1/ 503، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 129.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 248، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 129.
[3] الرنك: كلمة فارسية بمعنى اللون. والكاف تلفظ كالجيم المصرية. وأصبح هذا اللفظ في

(52/34)


أتابكية السلطنة
وجعل أتابكة الأمير حسام الدِّين لاجين، فجاء من مصر المسعوديّ [1] على ديوان لاجين بالشام. وجاء الصّاحب توبة [2] على وزارة الشَّام.
الاستسقاء بدمشق
واستسقي الناس فِي جُمَادَى الأولى مرتين بدمشق بالصّحراء [3] .
الوزارة بمصر
وفي جُمَادَى الأولى ولي الوزارة بمصر الصاحب فخر الدِّين بْن عُمَر بْن الخليليّ. وصُرِف تاج الدّين ابن حِنا [4] .
قضاء العسكر الشامي
وفي رمضان رجع قاضي القضاة نجم الدين ابن صَصْرَى من الدّيار المصريّة بقضاء العسكر الشامي [5] .
__________
[ () ] دولة المماليك يدلّ على الشعار، أو العلامة الخاصة التي يتخذها السلطان أو الأمير رمزا له، ويضربها على النقود أو على سيفه، أو أدواته الأخرى.
[1] هو الأمير بدر الدين لولو المسعودي، (تاريخ حوادث الزمان 1/ 249) ، المقتفي 1/ ورقة 21، ب.
[2] هو تقيّ الدين توبة التكريتي. (تاريخ حوادث الزمان 1/ 250) وستأتي ترجمته في وفيات 689 هـ.
[3] خبر الاستسقاء في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 250، والمقتفي 1/ ورقة 222 ب، 223 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 370، والبداية والنهاية 13/ 339، وعيون التواريخ 23، 178، والسلوك ج 1 ق 3/ 808، 809، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 131.
[4] خبر الوزارة في: تاريخ ابن الجزري 1/ 250، والمقتفي 1/ ورقة 223 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 33، والبداية والنهاية 13/ 339، وعيون التواريخ 23/ 178، وعقد الجمان (3) 273، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 131.
[5] خبر قضاء العسكر في: نهاية الأرب 31/ 287، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 252، والبداية والنهاية 13/ 339، وعيون التواريخ 23/ 179، والسلوك ج 1 ق 3/ 809، والمقتفي 1/ ورقة 226 ب.

(52/35)


الصلاة بمحراب الحنابلة
وفي رمضان استقرت صلاة محراب الحنابلة قبل الخطيب. وكانوا يصلّون بعده، فَلَمّا زاحمهم إمام محراب الصّحابة فِي الوقت، أُذِن لهم فِي التّقدم [1] .
نظارة الجامع الأموي
وفيه عزل تاج الدّين ابن الشيرازيّ من نظر الجامع بالرئيس محيي الدِّين بْن يحيى بن المَوْصِليّ [2] .
اكتمال عمارة الحمّام والمسجد والسوق لنائب دمشق
وفي شوال كملت عمارة الحمام الكبير، والمسجد، والسُّوق، وأكثر الحِكْر الَّذِي أنشأه نائب دمشق عزَّ الدِّين الحَمَويّ بين باب الفراديس ومسجد القصب. وكان يُعرف ببستان الوزير. ورأيته مَبْقَلة كبيرة.
خطابة دمشق
وفي شوال وُلّي خطابة دمشق قاضي القضاة ابن جماعة بعد موت الشَّيْخ شرف الدِّين ابن المقدسيّ [3] .
الحجّ الشامي
وفيها حجّ بالشاميين بهاء الدّين قرا رسلان المنصوريّ [4] .
__________
[1] خبر الصلاة في تاريخ حوادث الزمان 1/ 251، والمقتفي 1/ ورقة 226 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 370، والبداية والنهاية 13/ 339.
[2] خبر النظارة في المقتفي 1/ ورقة 226 ب.
[3] خبر خطابة دمشق في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 252، والمقتفي 1/ ورقة 227 أو 227 ب.
[4] خبر الحج في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 257، 258، والمقتفي 1/ ورقة 227 ب.

(52/36)


مشيخة النورية
وولي مشيخة النوريّة الشَّيْخ علاء الدّين ابن العطّار بعد ابن المَقْدِسيّ [1] .
تولية المدرسة الغزالية والأمينية
وولي الغزالية قاضي القضاة نجم الدِّين صَصْرَى بعد ابن المَقْدِسيّ، ونزل عن الأمينية للقاضي إمام الدِّين القزوينيّ [2] .
كسر النيل وابتداء الغلاء والوباء بمصر
وفي شوال كسر النّيل بديار مصر عن نقصٍ بين، وغلت الأسعار، ووجِل النّاس، ثُمَّ وقع فِيهِم أوائل الوباء، ثُمَّ عظُم فِي ذي الحجة، واستمرّ إلى السَّنَة الآتية [3] .
إسلام ملك التتار
وفيها دخل الإسلام قازران بْنُ أرغون بْن أبغا بْن هولاكو ملك التتار بوساطة نوروز التُركي وزيره ومدبر مملكته وزوج عمته، واسمه بالعربيّ محمود. أسلم فِي شعبان بخُراسان على يد الشَّيْخ الكبير المحدّث صدر الدِّين إِبْرَاهِيم بْن الشَّيْخ سَعْد الدِّين ابن حمّويه الجوينيّ. وذلك بقرب الريّ بعد
__________
[1] خبر المشيخة في: المقتفي 1/ ورقة 227 ب.
[2] خبر التولية في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 252، والمقتفي 1/ ورقة 227 ب، والبداية والنهاية 13/ 339، وعيون التواريخ 23/ 179، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 133.
[3] خبر النيل والغلاء والوباء في: نهاية الأرب 31/ 293، وتاريخ سلاطين المماليك 36، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 183 ب، والتحفة الملوكية 144، 145، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 115، 116، والمختار من تاريخ ابن الجزري 370، وتاريخ ابن الوردي 2/ 344، ودول الإسلام 2/ 196، وعيون التواريخ 23/ 180، والنفحة المسكية، ورقة 39، والسلوك ج 1 ق 3/ 809، وإغاثة الأمة بكشف الغمّة 21- 32، وتاريخ ابن سباط 1/ 505، والبداية والنهاية 13/ 340، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 256، 257، والمقتفي 1/ ورقة 230 ب.

(52/37)


خروجه من الحمّام، وجلس مجلسا عامّا فتلفظ بشهادة الحقّ وهو يبتسم ووجهه يستنير ويتهلل. وكان شابا، أشقر، مليحا، له إذ ذاك بضعٌ وعشرون سنة. وضجّ المسلمون حوله عند ما أسلم ضجة عظيمة من المُغل والعجم وغيرهم، ونثر على الخْلق الذهب واللؤلؤ. وكان يَوْمًا مشهودا. وفشا الإسلام في جيشه بحصر نوروز فإنّه كان مسلما خيرا صحيح الإسلام، يحفظ كثيرا من القرآن والرقائق والأذكار.
ثُمَّ شرع نوروز يلقن الملك غازان شيئا من القرآن ويجتهد عليه. ودخل رمضان فصامه، ولولا هذا القدر الَّذِي حصل له من الإسلام وإلّا كان قد استباح الشَّام لما غلب عليه، فلله الحمد والمِنّة [1] .
__________
[1] خبر إسلام ملك التتار في: تاريخ سلاطين المماليك 34- 36، والدرّة الزكية 361، والمقتفي 1/ ورقة 230 ب، 231 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 254- 256، وتاريخ مغلطاي 34، وعيون التواريخ 23/ 379، وفيه مجرد إشارة، ومنتخب الزمان لابن الحريري 2/ 370، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 134- 136.

(52/38)


سنة خمس وتسعين وستمائة
الغلاء فِي مصر
أُرسل إلى الدّيار المصرية غِلالٌ كثيرة بسبب القحط [1] .
وفي ثامن عَشْر المُحَرَّم كُتب كتاب من مصر فقدِم دمشقَ فِي أواخر الشهر، فِيهِ أنّ الإردب بلغ مائة وعشرين درهما، وأن رطل اللّحم بالدمشقيّ بسبعة دراهم، وأنّ اللبن رطلٌ بدرهمين، والبيض ستّ بيضات بدرهم، ورطل الزَّيت بثمانية دراهم وقلّت المعاش بحيث أنّ البزّاز يبقى عشرين يَوْمًا لا يبيع بدرهم [2] .
وقد أفنى الموت خلقا كبيرا.
توقّف المطر بالشام
وأمّا الشَّام فلم يكن مرخصا، وتوقّف المطر به، وفزع النّاس، واجتمعنا لسماع «الْبُخَارِيّ» ، ففتح اللَّه بنزول الغيث [3] .
أخبار الغلاء والوباء
وفي سْلخ صَفَر جاءت أخبار مصر بالغلاء، وأنّ الخبز كلّ خمس أواقٍ بالدمشقيّ بدرهم. وأنّ جماعة عُزِّروا بسبب بيع لحم الحمير والكلاب مطبوخا.
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 231 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 285.
[2] انظر ما يأتي.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 283، المقتفي 1/ ورقة 232 ب، و 233 ب، ذيل المرآة 4/ 153.

(52/39)


وأما القمح بدمشق فأبيعت الغرارة بمائةٍ وأربعين إلى خمسين درهما.
وبيع اللحم بأربعة دراهم.
وأما الوباء بمصر فيقال أُحصي من مات فِي صَفَر فبلغوا مائة ألف وسبعة وعشرين ألفا، والله أعلم بصحّة ذَلِكَ.
وفي نصف ربيع الأول جاء الخبر من مصر بأن الإردب بمائة وستين درهما، وأن الخبز بالمصريّ كلّ رطْلٍ ونصف بدرهمٍ، وأنّه أُحصي من مات من أول يوم من ربيع الأول إلى اليوم السّادس فبلغوا خمسة وعشرين ألفا [1] .
قدوم فرسان من التتار
وفيه قَدِمَ من الشرق نحوُ مائة فارس من التتار بأهلهم مُقفزين، فسافر بهم الأمير شمس الدِّين قُراسُنقُر المَنْصُورِيّ إلى القاهرة [2] .
غلاء القمح بدمشق
وفي ربيع الآخر وصلت غرارة القمح بدمشق إلى مائة وثمانين درهما [3] .
__________
[1] أخبار الغلاء في: زبدة الفكرة 9/ 191 أ، والدرّة الزكية 363، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 280- 282، والمقتفي 1/ ورقة 231 ب، و 234 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 273، ودول الإسلام 2/ 150، والبداية والنهاية 13/ 343، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 129، والنفحة المسكية، ورقة 39، والسلوك ج 1 ق 3/ 813، وإغاثة الأمة 33، وعقد الجمان (3) 299- 303، ومنتخب الزمان 2/ 371، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 137 و 151.
[2] خبر قدوم التتار في: تاريخ سلاطين المماليك 38- 40، والتحفة الملوكية 146، وزبدة الفكرة 9، ورقة 191 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 33، ونهاية الأرب 31/ 296- 299، والدرّة الزكية 361، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 286- 288 (بتفصيل) ، والمقتفي 1/ ورقة 235 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 375، وتاريخ ابن الوردي 2/ 241، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 128، وتذكرة النبيه 1/ 56، وعيون التواريخ 23/ 195، وتاريخ ابن الفرات 8/ 204، والسلوك ج 1 ق 3/ 812، وعقد الجمان (3) 304، 305، وتاريخ ابن سباط 1/ 506.
[3] المقتفي 1/ ورقة 236 ب، ذيل مرآة الزمان 4/ 154 وفيه: فصلت الغرامة إلى مائة وخمسة وستين درهما.

(52/40)


موت مفسر المنامات بالقاهرة
وفيه بَلَغَنا أن الشهاب مفسر المنامات بالقاهرة تغيّر عليه أميره القائم به الطْبرس، ونهب داره، وطلب ولده الكبير عَبْد الرَّحْمَن، فهرب وألقى بنفسه من مكانٍ عالٍ لينهزم، فبقي أياما ومات. ورسم لشهاب الدِّين بالانتقال إلى الشَّام، فتحوّل بأهله وأولاده [1] .
قتل حرفوش قتل حراس الدروب
وفيها ظهر بدمشق قتلُ جماعةٍ من حُرّاس الدّروب فِي كلّ ليلة واحدٌ أو اثنان، حَتَّى قُتل أكثر من عشرة، فاحترز الوالي وغُلِّقت الدروب وجُدِّدت شرائح فِي أماكن. وخفي الأمر أياما، ثُمَّ ظفروا بحرفوشٍ ناقص العقل، فقُرِّر فاعترف بأنّه كان يأتي الحارسَ وهو نائم فيدق على يافوخه بزلطة فيقتله لوقته فسمروه، ثُمَّ خُنِق [2] .
الوباء بالإسكندرية والقاهرة
وجاءت الأخبار بأن الوباء والمرض بالإسكندرية قد تجاوز الوصف، وأنّ الفَرُّوج أُبيع بها بستّةٍ وثلاثين درهما، وأنّه بالقاهرة بقريب العشرين. وأن البيض بالقاهرة ثلاثة بدرهم. وهلكت الحمير والقطاط والكلاب، ولم يبق حمار للكرّ إلا فِي النّادر [3] .
انخفاض السعر بدمشق
وفي جُمَادَى الأولى انحطّ السعر بدمشق، فبيع القمح غرارة بمائة درهم [4] .
__________
[1] خبر مفسر المنامات في: المقتفي 1/ ورقة 236 ب.
[2] خبر الحرفوش في: نهاية الأرب 31/ 296، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 285، والمقتفي 1/ ورقة 236 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 374، وعيون التواريخ 23/ 194، 195، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 156.
[3] المقتفي 1/ ورقة 237 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 238 ب.

(52/41)


وفاة قاضي القضاة بالقاهرة
وفيه توفي بالقاهرة قاضي القضاة تقيّ الدّين ابن بِنْت الأعزّ، ووليّ القضاء بعده الشيخ تقيّ الدين ابن دقيق العيد [1] .
اشتداد الغلاء بدمشق
وفي جُمَادَى الآخرة اشتدّ الغلاء بدمشق حَتَّى بلغت الغرارة مائة وثمانين درهما. وبيع الخبز عشر أوراق بدرهم. ثُمَّ تناقص شيئا [2] .
الرخص وانحسار الوباء بمصر
وأما مصر فوصلت الأخبار بالرّخص وذهاب الوباء وللَّه الحمد، وأنّ الإردبّ نزل إلى خمسةٍ وثلاثين درهما. ثُمَّ جاءت الأخبار بنزوله إلى خمسةٍ وعشرين درهما [3] .
القحط بالحجاز
وأمّا الحجاز فكان شديد القحط، فيقال إنَّ غرارة القمح بلغت بالمدينة إلى ألف درهم [4] .
تدريس ابن تيمية
وفي شعبان درس بالحنبليّة بعد موت ابن المنجا ابن تيمية شيخنا [5] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 239 أ، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 157.
[2] المقتفي 1/ ورقة 240 ب، وفيه: «وفي جمادى الآخرة وصلت غرارة القمح بدمشق إلى مائة وخمسة وسبعين درهما، ثم قاربت المائتين. ووصلت غرارة الشعير إلى خمسة وسبعين درهما. ثم زادت على المائة. وبيع الخبز عشر أوراق بدرهم وإحدى عشرة أوقية بدرهم، ثم تناقص الأمر في آخر الشهر» .
[3] المقتفي 1/ ورقة 240 ب.
[4] المقتفي 1/ ورقة 240 ب.
[5] المقتفي 1/ ورقة 142 أ.

(52/42)


سفر والدة سلامش
وفي رمضان قدِمت والدة سُلامش بْن الملك الظاهر من بلاد الأشكريّ إلى دمشق، فنزلت بالظاهرية، ثُمَّ توجهت إلى مصر [1] .
وفاة المسعودي أمير الديوان
ومات المسعوديّ الأمير ببستانه، وجاء بعده على ديوان نائب المملكة حسام الدِّين لاجين مملوكه الأمير سيف الدِّين جاغان [2] .
الحجّ الشامي
وحجّ بالشّاميين بهادُر العجميّ [3] .
قدوم السلطان كَتْبُغا إلى دمشق
وفي ذي القعدة قدِم السلطان الملك العادل بالجيش، وزينت دمشق لمجيئه، وصلى بمقصورة الخطابة [4] .
__________
[1] خبر والدة سلامش في: تاريخ سلاطين المماليك 40، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 288، والمقتفي 1/ ورقة 244 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 376، والبداية والنهاية 13/ 343، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 159.
[2] خبر وفاة المسعودي في: المقتفي 1/ ورقة 243 أ، ب.
[3] المقتفي 1/ ورقة 245 ب.
[4] خبر قدوم السلطان إلى دمشق في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 192 أ، ونهاية الأرب 31/ 305، والمختصر في أخبار البشر 4/ 33، والمقتفي 1/ ورقة 247 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 289، 290، والمختار من تاريخ ابن الجزري 376، ودول الإسلام 2/ 151، والدرة الزكية 365، وتاريخ ابن الوردي 2/ 241، والبداية والنهاية 13/ 344، وعيون التواريخ 23/ 195، وتذكرة النبيه 1/ 184، 185، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 128، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 116، وتاريخ ابن الفرات 8/ 212، والنفحة المسكية، ورقة 39، 40، والسلوك ج 1 ق 3/ 816، وعقد الجمان (3) 307، 308، والنجوم الزاهرة 8/ 61، ومنتخب الزمان 2/ 371، وتاريخ ابن سباط 1/ 506، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 391، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 159.

(52/43)


وصف المؤلِّف الذهبي لكَتْبُغا
وكان أسمر، مدور الوجه، صغير العين، قصيرا، فِي ذقنه شعرات يسيرة، وله رقبة قصيرة [1] ، وكان يوصف بالشجاعة والإقدام والدّين التّامّ، وحُسن الخُلق، وسلامة الباطن، والتواضع، وتَرْك الفواحش، وعدم السَّفْك للدماء وقلة الظُّلم. لكنّه كان يَضْعُف عن حمل أعباء المُلْك ويُعوِزُه رأيٌ وحزمٌ، ودهاء، مع ما فِيهِ من التقوى وحُسْن الطَّوِيّة.
تولية وعزل أعيان بدمشق
وقدِم معه الوزير ابن الخليليّ فولّي قضاء الحنابلة القاضي تقي الدِّين سُلَيْمَان وخُلع عليه [2] ، وعلى بقية القضاة، وعلى الوزير تقيّ الدِّين توبة، وعلى قاضي العساكر المنصورة نجم الدِّين، وعلى أخيه الصّاحب أمين الدِّين، وعلى المحتسب شهاب الدِّين الحَنَفِيّ، وعلى الأمراء [3] .
وعُزِل من الوكالة تاج الدّين ابن الشيرازي وصودر، وولي مكانه نجم الدين ابن أبي الطيب [4] .
الترسيم على أسندمر والأعسر
ورُسِّم على أَسَنْدُمُر والي البرّ، وعلى المشدّ شمس الدِّين الأعسر، وعلى جماعةٍ من الدّواوين وصودروا [5] .
__________
[1] هذا الوصف يدل على رؤية المؤلف- رحمه الله- للسلطان عند دخوله دمشق. وعنه ينقل ابن دقماق في النفحة المسكية، ورقة 40.
[2] نهاية الأرب 31/ 305، الدرة الزكية 365، تاريخ حوادث الزمان 1/ 289، 290، المقتفي 1/ ورقة 247 ب، البداية والنهاية 13/ 344، المختار من تاريخ ابن الجزري 376، عيون التواريخ 23/ 195، 196.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 290.
[4] تاريخ حوادث الزمان 1/ 290.
[5] تاريخ حوادث الزمان 1/ 290، المقتفي 1/ ورقة 247 ب، الدرة الزكية 365، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 160.

(52/44)


ولاية البرّ
وولُيّ البرّ علاء الدِّين الجاكي [1] .
مصادرة ابن السلعوس والأعسر
وطُلب من كلّ الدّواوين جامكيّة سنة، وأُخِذ مبلغٌ من شهاب الدّين ابن السَّلعوس، وصودر الوالي ابن النشابيّ. واحتيط على دار الأعسر، وباع فِي المصادرة جملة من أملاكه، حَتَّى صودر المجير الضراب وضُرِب [2] .
عسف ابن الخليلي
وكثر العسف من الصاحب ابن الخليليّ، وداخَلَه ابنُ مزهر ولازمه، وكشف له الأمور، ثُمَّ إنَه سلطه اللَّه عليه، فأخرق به ورسم عليه [3] .
صلاة صاحب حماة وغيره مع السلطان بالمقصورة
وقدمِ صاحب حماة للخدمة، وصلى الْجُمُعَة بالمقصورة إلى جانب السّلطان، وبعده أمير سلاح بدر الدِّين، وعن يسار السلطان الشَّيْخ الكبير حَسَن بْن الحريريّ، وأخواه، ثُمَّ نائب المملكة حسام الدِّين لاجين، ثُمَّ نائب دمشق عزّ الدين ابن الحَمَويّ، ثُمَّ بدر الدِّين بَيْسريّ، ثُمَّ قراسُنْقُر المَنْصُورِيّ، ثُمَّ الحاجّ بهادُر.
وخلع على ابن جماعة خِلْعةً خطب بها، وسلَّم على السلطان. ثُمَّ زار. المُصْحَف، ولعِب من الغد بالكُرة [4] .
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 290، المقتفي 1/ ورقة 247 ب، 248 أ، ذيل المرآة 4/ 160.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 290، المقتفي 1/ ورقة 248 أ، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 161.
[3] المقتفي 1/ ورقة 248 أ.
[4] خبر صاحب حماة في: المختصر في أخبار البشر 4/ 33، ونهاية الأرب 31/ 307، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 291، والمقتفي 1/ ورقة 248 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 377، والبداية والنهاية 13/ 344، وعقد الجمان (3) 309، وتاريخ سلاطين المماليك 40، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 161.

(52/45)


نيابة الشَّام
ثُمَّ استناب على الشَّام سيف الدِّين غُرْلُو مملوكه، وهو شابّ أشقر من أبناء الثّلاثين، وأعطى الحَمَويّ خُبزَ غُرلو بمصر [1] .
وزارة دمشق
وأعطى شهاب الدِّين الحَنَفِيّ وزارة دمشق. وعزل تقيّ الدِّين بْن البيع [2] .
سفر السلطان إلى حمص
وتوجّه السلطان إلى جُوسِيَة بالجيش، وأقام بالبرية أياما. ودخل حمصَ ونزل مرجها [3]
__________
[1] خبر نيابة دمشق في: تاريخ سلاطين المماليك 40، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 192 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 33، ونهاية الأرب 31/ 307، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 291، والمقتفي 1/ ورقة 248 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 377، والبداية والنهاية 13/ 344، وتذكرة النبيه 1/ 185، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 128، والسلوك ج 1 ق 3/ 817، وعيون التواريخ 23/ 196، وعقد الجمان (3) 310، وذيل المرآة 4/ 161.
[2] خبر وزارة دمشق في: نهاية الأرب 31/ 38، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 292، والمقتفي 1/ ورقة 250 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 377، وعيون التواريخ 23/ 196، وعقد الجمان (3) 310، وذيل المرآة 4/ 161.
[3] خبر سفر السلطان في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 192 أ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 116، والمختصر في أخبار البشر 4/ 33، ونهاية الأرب 31/ 308، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 292، والمقتفي 1/ ورقة 250 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 377، والبداية والنهاية 13/ 345، وعيون التواريخ 23/ 196، وتاريخ ابن الفرات 8/ 214، وعقد الجمان (1) 310، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 162 و 189.

(52/46)


سنة ستٍّ وتسعين وستمائة
كتابة السلطان على القصص بدمشق
فِي ثاني المُحَرَّم دخل السلطان زين الدِّين كَتْبُغا دمشقَ راجعا من حمص، ثُمَّ صلى الْجُمُعَة بالجامع، وأخذ من النّاس قَصَصَهم حَتَّى قيل إنه رَأَى شخصا بيده قَصّة فتقدّم بنفسه إليه خُطُوات وأخذها منه. ثم جلس من الغدر بدار العدل، وكتب على القَصَص [1] .
الحسبة بدمشق
ووُلّي حسبةَ دمشق الزّينُ عمرُ أخو الصاحب شهاب الدِّين الحَنَفِيّ [2] .
زيارات السلطان بدمشق
وصلّى السلطان الْجُمُعَة الثانية من المُحَرَّم بجامع دمشق، ثُمَّ مشى [3] إلى عند المكان الملقب بقبر هود فصلّى عنده، وصعِد في هذا اليوم إلى مغارة الدّم وزار، ثُمَّ صلّى الْجُمُعَة الثالثة أيضا بالجامع [4] .
تأمير الملك الكامل
وأعطى الملك الكامل طبل خاناه [5] .
__________
[1] خبر كتابة السلطان على القصص في: التحفة الملوكية 147، ونهاية الأرب 31/ 311، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 329، والمقتفي 1/ ورقة 252 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 380، والبداية والنهاية 13/ 346، وتاريخ ابن الفرات 8/ 221، والسلوك ج 1 ق 3/ 818، ومنتخب الزمان 2/ 371، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 189.
[2] خبر الحسبة في: المقتفي 1/ ورقة 252 أ.
[3] في الأصل: «مشأ» .
[4] المقتفي 1/ ورقة 252 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 329، ذيل المرآة 4/ ورقة 189، 190.
[5] خبر الكامل في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 329، والمقتفي 1/ ورقة 253 أ، ب، والمختار

(52/47)


حبْس أسندمر
وفيه قُيِّد أسَنْدمُر وحُبِس، وولي الشدّ فتح الدّين ابن صبرة [1] .
تفسير الأعسر
ورُسِّم للأعسر بأن يسافر مع الجيش إلى مصر [2] .
ولاية ابن المَوْصِليّ
ووُلّي مُجير الدين ابن الموصليّ وكالة البَيْسريّ، وخلع عليه لذلك [3] .
سفر السلطان من دمشق
وسافر السلطان من دمشق فِي ثاني وعشرين المُحَرَّم [4] .
توديع الصاحب
وخرج القضاة لتوديع الصّاحب [5] .
__________
[ () ] من تاريخ ابن الجزري 380، والبداية والنهاية 13/ 347.
[1] خبر أسندمر في: نهاية الأرب 31/ 311، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 330، والمقتفي 1/ ورقة 253 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 381، وعيون التواريخ 23/ 221، وذيل المرآة 4/ ورقة 190.
[2] خبر الأعسر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 330، والمقتفي 1/ ورقة 253 ب، وذيل المرآة 4/ ورقة 190.
[3] خبر الموصلي في: المقتفي 1/ ورقة 253 ب.
[4] خبر سفر السلطان في: تاريخ سلاطين المماليك 40، 41، والمختصر في أخبار البشر 4/ 34، ونهاية الأرب 31/ 311، 312، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 330، والمقتفي 1/ ورقة 253 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 381، والبداية والنهاية 13/ 347، وتاريخ ابن الفرات 8/ 221، وذيل المرآة 4/ ورقة 190.
[5] هو الوزير فخر الدين بن الخليلي الداريّ. وخبره في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 330، والمقتفي 1/ ورقة 253 ب، والبداية والنهاية 13/ 347، وعيون التواريخ 23/ 221، وذيل

(52/48)


اختباط عسكر السلطان
ولمّا كان سلْخ المُحَرَّم اشتهر بالبلد أنّ الجيش مختبط، وأُغِلق باب القلعة، وتهيأ نائب السّلطنة غرْلُو وجمع الأمراء، وركب بعض العسكر على باب النَّصر، فَلَمّا كان قريب العصر وصل السّلطان الملك العادل إلى القلعة فِي خمسة مماليك فقط.
وكان قد وصل فِي أول النّهار أمير شكار مجروحا، وهو الَّذِي أعلم بالأمر، فدخل الأمراء إلى الخدمة وخُلع على جماعة، واحتيط على نواب نائب السلطنة الحسام لاجين وحواصله بدمشق.
وكان الأمر الَّذِي جرى بقرب وادي فحمة بُكْرة الإثنين ثامن وعشرين المُحَرَّم وهو أنْ حسام الدِّين لاجين قتل الأميرين بتخاص، وبكتوت الأزرق العادليَّين، وكانا شهمْين شجاعين، عزيزين عند العادل، فَلَمّا رَأَى العادل الهَوْشة خاف على نفسه، وركب فرس النِّوْبة، وساق ومعه هَؤُلَاءِ المماليك، فوصل فِي أنحس تقويم، كأنّه مقدم من الحلقة وعليه غبرة، ودوابهم قد شعثت وكَلّتَ، والسعادة قد ولت عَنْهُ [1] .
سلطنة حسام الدِّين لاجين
وأما لاجين فساق بالخزائن، وركب فِي دَسْت المُلْك وساق الجيوش بين يديه وبايعوه، ولم يختلف عليه اثنان، وسلطنوه في الطريق [2] .
__________
[ () ] المرآة 4/ ورقة 190.
[1] خبر الاختباط في: نزهة المالك، ورقة 116، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 331، 332، والمقتفي 1/ ورقة 254 أ، والنفحة المسكية، ورقة 40، ومنتخب الزمان 2/ 371، وذيل المرآة 4/ ورقة 190، 191.
[2] خبر سلطنة لاجين في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 194 أ، والتحفة الملوكية 148، وتاريخ سلاطين المماليك 41، والمختصر في أخبار البشر 4/ 34، ونهاية الأرب 31/ 313، 314، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 116، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 332، 333، والمقتفي 1/ ورقة 255 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 382، ودول الإسلام 2/ 199،

(52/49)


تدبير مصالح السَّلْطَنَة بدمشق
وبعد يومين وصل إلى دمشق زين الدّين غلبك العادليّ ومعه جماعةٌ يسيرة من مماليك العادل. ولزِم شهاب الدِّين الحَنَفِيّ القلعة لمصالح السَّلْطَنَة وتدبير الأمور [1] .
سعر القمح
وكان القمح فِي هذه المدّة بنحو مائةٍ وثمانين درهما [2] .
الخطبة للاجين بالقدس وغزة
وفي ثالث عشر صَفَر اشتهر بدمشق سلطنة الملك المنصور حسام الدّنيا والدّين لاجين. وأنه خُطِب له بالقدس وغزة [3] .
دخول لاجين القاهرة
وكان العادل قد عزم على مراسلته، ثُمَّ بَطَل ذَلِكَ. وأقام هذه المدّة بالقلعة وأمر جماعة وأطلق بعض المكوس. ثُمَّ جاء الخبر بزينة صفد ودقِّ البشائر بها وكذلك الكَرَك ونابلس. فبعث العادل طائفة مع طقصبا النّاصريّ
__________
[ () ] والبداية والنهاية 13/ 348، وعيون التواريخ 23/ 222، وتذكرة النبيه 1/ 194، وتاريخ ابن الفرات 8/ 222، والنفحة المسكية، ورقة 40، والجوهر الثمين 2/ 122، ومآثر الإنافة 2/ 126، والسلوك ج 1 ق 3/ 823، وعقد الجمان (3) 345، والنجوم الزاهرة 8/ 87، ومنتخب الزمان 2/ 371، وتاريخ ابن سباط 1/ 512، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 392، وذيل المرآة 4/ ورقة 191.
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 332، البداية والنهاية 13/ 348، والمقتفي 1/ ورقة 254 أ، وذيل المرآة 4/ ورقة 191.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 332، البداية والنهاية 13/ 348.
[3] خبر الخطبة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 332، والمقتفي 1/ ورقة 255 أ، ذيل المرآة 4/ ورقة 191.

(52/50)


لكشف الأمر، فتوجّهوا فِي ثاني وعشرين صَفَر، فبلغهم فِي اليوم دخول السلطان الجديد القاهرة. فردوا [1] .
اعتراف كَتْبُغا بسلطنة لاجين
واتّفق فِي يوم الرابع والعشرين وصول كجكن والأمراء من الرحبة، فلم يدخلوا دمشق بل نزلوا بقرب مسجد القدم، وأظهر كجكن سلطنة المنصور وأعلن بها. فخرج إليه أمراء دمشق طائفة بعد طائفة. وتوجه أميران إلى القاهرة. فتحقق العادل زوال مُلكه، فأذعن بالطّاعة وقال لهم: يا أمراء، هذا الرجل هُوَ خُشداشيّ، وأنا فِي خدمته وطاعته. وحضر الأمير جاغان الحُساميّ إلى القلعة، فقال له العادل: أَنَا أجلس فِي مكانٍ بالقلعة حتّى تكاتب السّلطان وتفعل ما يرسم به.
فَلَمّا رَأَى الأمراء منه ذَلِكَ تركوه وخرجوا وتجمعوا بباب الميدان، وحلفوا لصاحب مصر. ورُكبت البُرُد بذلك. واحتفظ بالقلعة وبزين الدِّين كَتْبُغا، وغُلّقت أكثر أبواب المدينة. ثُمَّ دُقّت البشائر وزُيّن البلد. واختفى الشهاب الحَنَفِيّ.
ثُمَّ من الغد اجتمع القضاة بدار السّعادة وحلفت الأمراء بحضورهم وحضور سيف الدِّين غرلوا العادليّ النّائب، وأظهر السرور وحلف وقال: أَنَا الَّذِي عينني للنيابة هُوَ السّلطان حسام الدين، وإلا فأستاذي كان استصغرني.
ثُمَّ إنّه سافر هُوَ وسيف الدِّين جاغان [2] .
جلوس لاجين على كرسي السَّلْطَنَة
ثُمَّ وصل كتاب السلطان بأنّه جلس على كرسي المُلْك بمصر فِي يوم الجمعة عاشر صفر [3] .
__________
[1] خبر لاجين بالقاهرة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 333، وتاريخ سلاطين المماليك 42، ونهاية الأرب 31/ 317، 318، والمقتفي 1/ ورقة 255 أ، وذيل المرآة 4/ ورقة 192.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 334، المقتفي 1/ ورقة 25 ب، 256 أ، ب، البداية والنهاية 13/ 348، نهاية الأرب 31/ 318.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 334، المقتفي 1/ ورقة 256 ب، ذيل المرآة 4/ ورقة 193.

(52/51)


الخطبة بدمشق للسلطان لاجين
ويوم مُسْتَهَل ربيع الأول خُطب بدمشق له، وحضر بالمقصورة القضاة والأمير شمس الدِّين الأعسر، وكان قد قَدِمَ، وسيف الدِّين كجكن، وسيف الدِّين أسَنْدمُر، وغيرهم [1] .
خلعة الخلافة للسلطان
وفي تاسع عَشْر صفر كان ركوب السلطان بمصر بالخِلْعة الخليفتية والتّقليد الحاكميّ [2] .
سفر قضاة دمشق
وفي ثامن ربيع الأوّل توجّه من دمشق القاضي إمام الدِّين القزوينيّ، ثُمَّ القاضي حسام الدِّين الحَنَفِيّ، والقاضي جمال الدِّين المالكيّ [3] .
حَلْف كَتْبُغا بالطاعة للسلطان لاجين
وفي حادي عَشْر ربيع الأول وصل الأمير سيف الدِّين جاغان ودخل إلى القلعة هُوَ والحسام أستاذ دار، وكان قد جاء إلى دمشق فِي التّحليف، وسيف الدِّين كجكن، وقاضي القضاة بدر الدِّين فتكلم السّلطان كَتْبُغا مع الأمراء بالتُّركيّ كلاما طويلا، وفيه عتب عليهم، ثُمَّ إنّه حلف يمينا طويلة يقول فِي أولها: أقول وأنا كتبغا المنصوريّ إني راض بالمكان الّذي يُعيّنه السلطان له ولا يُكاتب ولا يُسارر.
وخرجوا من عنده. واشتهر أنّ المكان المعيَّن له صرخد. ولم تذكر في اليمين [4] .
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 335، ذيل المرآة 4/ ورقة 194.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 335، المقتفي 1/ ورقة 257 ب، البداية والنهاية 13/ 349.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 337، المختار من تاريخ ابن الجزري 383.
[4] خبر حلف اليمين في: تاريخ سلاطين المماليك 43، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 195 أ،

(52/52)


تعيين الوزير وناظر الخزائن بدمشق
وجاء مع جاغان تولية الوزارة للصاحب تقيّ الدِّين توبة بَدَل الحَنَفِيّ.
وتولية أمين الدِّين بْن هلال نظر الخزانة، وكان قد باشرها شهرا التّقيّ توبة بعد محيي الدّين ابن النّحاس. وتولية الحسبة لأمين الدِّين يُوسُف الروميّ الإِمَام الحُساميّ صاحب الأيكيّ [1] .
نيابة قبجق دمشق
وفي سادس عَشْر ربيع الأول دخل دمشق الأمير سيف الدِّين قبجق المَنْصُورِيّ على النيابة [2] .
قضاء الشَّام
وفي جُمَادَى الأولى وُلّي قضاءَ الشَّام إمامُ الدِّين القزوينيّ عِوَض ابن جماعة [3] .
__________
[ () ] والتحفة الملوكية 148، ونهاية الأرب 31/ 316 و 320، والمختصر في أخبار البشر 4/ 34، والدرّة الزكية 368، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 337، والمقتفي 1/ ورقة 259 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 383، وعيون التواريخ 23/ 225، وعقد الجمان (3) 350، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 194.
[1] خبر تعيين الوزير والناظر في: نهاية الأرب 31/ 321، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 336، والمقتفي 1/ ورقة 258 أوالمختار من تاريخ ابن الجزري 383، والبداية والنهاية 13/ 349، وعيون التواريخ 23/ 224.
[2] خبر نيابة قبجق في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 194 ب، والتحفة الملوكية 148، ونهاية الأرب 31/ 316 و 320، والدرة الزكية 368، والمختصر في أخبار البشر 4/ 34، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 336، والمقتفي 1/ ورقة 259 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 383، ودول الإسلام 2/ 199، والبداية والنهاية 13/ 349، وأمراء دمشق 67 رقم 212، وعيون التواريخ 23/ 224، وتذكرة النبيه 1/ 194، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 132، والسلوك ج 1 ق 3/ 826، وعقد الجمان (3) 350، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 395، وتاريخ ابن سباط 1/ 512، وإعلام الورى 10 رقم 10، وذيل المرآة 4/ ورقة 195.
[3] تاريخ ابن الجزري 1/ 340، المقتفي 1/ ورقة 261 ب، المختار من تاريخ ابن الجزري 384، وعيون التواريخ 23/ 226.

(52/53)


تدريس القَيْمُريَّة
ووُلّي ابن جماعة تدريس القَيْمُريَّة عِوَض إمام الدِّين [1] .
ولاية الشدّ
ووُلّي الشّدّ جاغان [2] .
سفر توبة والكامل إلى مصر
وممن سافر إلى مصر للهنا، تقيّ الدِّين توبة، والملك الكامل [3] .
نظر الدواوين
ووليّ نظر الدّواوين فخر الدين ابن الشيرجيّ عوضا عن أمين الدين ابن صَصْرَى [4] .
وزارة الأعسر
وسار الأعسر إلى مصر فوُلّي بها الوزارة مع الشّدّ، وسُلِّم إليه ابن الخليلي فصادره [5] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 262 أ.
[2] خبر الشد في: نهاية الأرب 31/ 324، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 339، والمختار من تاريخ ابن الجزري 384، وعيون التواريخ 23/ 226، والمقتفي 1/ ورقة 263 ب.
[3] المقتفي 1/ ورقة 26 أ.
[4] تاريخ حوادث الزمان 1/ 338، المختار من تاريخ ابن الجزري 383، البداية والنهاية 13/ 350.
[5] خير وزارة الأعسر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 338، والمقتفي 1/ ورقة 264 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 383 وفيه (ابن الحنبلي) بدل (ابن الخليلي) . والبداية والنهاية 13/ 349، 350، وعيون التواريخ 23/ 225، وعقد الجمان (3) 358 وفيه قال محققه بالحاشية رقم (1) : «لا يوجد هذا الخبر في النسخة المطبوعة من البداية والنهاية» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : بلى، إن الخبر موجود في النسخة المطبوعة من البداية والنهاية 13/ 349.

(52/54)


نظر الدواوين بدمشق
وفي شعبان قَدِمَ الشريف زين الدين ابن عدنان بنظر الدواوين، وصُرف ابن الشيرجيّ. ثُمَّ جاء توقيعٌ بذلك لأمين الدِّين بْن هلال. وولي مكانه الخزانة أمين الدين ابن صَصْرَى [1] .
الحجّ الشامي
وحجّ بالشاميين الأمير كُرْجي، وحجّ الأميران المطروحيّ، وبهادُر آص [2] .
نظر الخزانة
ثم باشر فخر الدين ابن الشيرجيّ نظر الخزانة بدل ابن صَصْرَى [3] .
إمساك قراسنقر والأعسر
وكان السّلطان حسام الدِّين قد استناب بالدّيار المصرية قُراسُنْقُر ثم قبض عليه فِي نصف ذي القعدة، واستناب مملوكه منكوتمر الحُساميّ، ثُمَّ مُسِك الأعسر فِي ذي الحجّة، واحتيط على حواصلهما [4] .
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 338، المختار من تاريخ ابن الجزري 383، المقتفي 1/ ورقة 264 أ، البداية والنهاية 13/ 350.
[2] خبر الحج في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 343، والمقتفي 1/ ورقة 265 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 384، وعيون التواريخ 23/ 227، وعقد الجمان (3) 367.
[3] خبر الخزانة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 339، والمقتفي 1/ ورقة 266 أ.
[4] خبر إمساك الأميرين في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 339، والتحفة الملوكية 149، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 195 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 43، ونهاية الأرب 31/ 325، والدرة الزكية 369، والمقتفي 1/ ورقة 266 ب، ودول الإسلام 2/ 199، 200، البداية والنهاية 13/ 350، وعيون التواريخ 23/ 229، وتذكرة النبيه 1/ 195، والجوهر الثمين 2/ 122، والنفحة المسكية، ورقة 40، والسلوك ج 1 ق 3/ 829، وتاريخ ابن الفرات 8/ 232، وعقد الجمان (3) 361، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 396.

(52/55)


سنة سبْعٍ وتسعين وستمائة
قضاء بَعْلَبَكَّ
سافر زين الدِّين ابن قاضي الخليل فِي المُحَرَّم إلى بَعْلَبَكَّ على قضائها [1] .
عودة الركب الشامي
ويوم السابع والعشرين من المُحَرَّم دخل الركب الشاميّ بعد صلاة الْجُمُعَة [2] .
قضاء الحنفية بدمشق
وفي صفر ولي قضاء الحنفية بدمشق جلال الدين ابن القاضي حسام الدّين. وأقام والده بمصر فِي صحابة السلطان، فولّاه القضاء، وعزل القاضي شمس الدِّين السُّروجي [3) .]
شفاء السلطان
وفي صَفَر عوفي السلطان وركب، مذُقّت البشائر، وزُينت دمشق. وكان قد وقع وانصدعت رجله [4] .
__________
[1] خبر بعلبكّ في: المقتفي 1/ ورقة 267 ب.
[2] خبر الركب في: المقتفي 1/ ورقة 268 أ.
[3] خبر قضاء الحنفية في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 386، والمقتفي 1/ ورقة 268 ب، والبداية والنهاية 13/ 351.
[4] خبر شفاء السلطان في: تاريخ سلاطين المماليك 44، والدرة الزكية 371، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 386، 387، والمقتفي 1/ ورقة 268 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 388، والبداية والنهاية 13/ 352، والسلوك ج 1 ق 3/ 831، وعقد الجمان (3) 398.

(52/56)


تجديد الْجُمُعَة بالمعظمية
وفي ربيع الآخر جُدّدت إقامة الْجُمُعَة بالمدرسة المعظَّميّة بجبل قاسيون، وخطب بها مدرسها الشيخ شمس الدّين ابن العزّ [1] .
الوزارة بمصر
وفيه قُبض بمصر على الأمير بدر الدِّين بَيْسريّ، وأعيد إلى الوزارة ابن الخليلي [2] .
توجه عسكر مصريّ إلى حلب
وفي جُمَادَى الأولى قَدِمَ عسكر مصريّ عليهم الأمير عَلَم الدِّين الدواداريّ متوجهين إلى حلب [3] ، وحضر معه المحدّث يُوسُف بْن عِيسَى الدمياطيّ طَالِب حديث [4] .
فتح حصون من بلاد سيس
ثُمَّ سار الدّواداريّ وبعض عساكر الشَّام فنازَل ثغر سيس [5] . ووقع
__________
[1] خبر المعظمية في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 388، والمقتفي 1/ ورقة 270 ب.
[2] خبر الوزارة في: نهاية الأرب 31/ 331، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 338، والمقتفي 1/ ورقة 271 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 338، ودول الإسلام 2/ 200، وتاريخ ابن الوردي 2/ 348، والبداية والنهاية 13/ 352، وتذكرة النبيه 1/ 203، والسلوك ج 1 ق 3/ 833، وعقد الجمان (3) 404- 407.
[3] خبر العسكر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 390، والمقتفي 1/ ورقة 272 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 272 أ.
[5] خبر سيس في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 196 أ، ونهاية الأرب 31/ 337، والدرّة الزكية 369، 370، وتاريخ سلاطين المماليك 44، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 390، 391، والمختصر في أخبار البشر 4/ 36، 37، ودول الإسلام 2/ 200، وتاريخ ابن الوردي 2/ 242، 243، والبداية والنهاية 13/ 352، 353، وتذكرة النبيه 1/ 202، وعيون التواريخ 23/ 247، وتاريخ ابن خلدون 5/ 410، والسلوك ج 1 ق 3/ 833، 834، وعقد الجمان (3) 386- 393، وتاريخ ابن سباط 1/ 513، 514.

(52/57)


الحصار إلى أن أُخِذت تلّ حمدون فِي سابع رمضان، ودُقّت البشائر لذلك [1] .
ثُمَّ أخذوا قلعة مَرْعَش [2] ، وقلعة حمّوص [3] فِي أواخر رمضان. ودُقّت البشائر أيضا.
وجاءت عَلَمَ الدِّين الدواداريّ رميةُ حجر فِي رِجله.
الحج الشامي
وحجّ بالنّاس الأمير عزّ الدِّين أيبك الطّويل الحاج [4] .
عودة الملك خضر من بلاد الأشكري
وفي شوال قَدِمَ إلى مصر من بلاد الأشكريّ الملك خضر بْن الملك الظّاهر، وقد كان بعثه إلى هناك الملك الأشرف [5] .
بناء المدرسة المنكودمرية
وفيه فرغوا من بناء المدرسة المنكُودمُرِيّة بالقاهرة، وأُديرت، وجلس بها المدرّسون، وهِيَ داخل باب القنطرة [6] .
__________
[1] فتح حمدون في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 169 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 45، والمختصر في أخبار البشر 4/ 37، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 391، والمقتفي 1/ ورقة 274 أ.
[2] خبر مرعش في: تاريخ سلاطين المماليك 45، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 391، والمقتفي 1/ ورقة 274 أ.
[3] ترد في المصادر: حمّوص وحميص، وحميميص، وغير ذلك. انظر خبرها في: تاريخ سلاطين المماليك 45، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 392، ودول الإسلام 2/ 200، والبداية والنهاية 13/ 352، وعيون التواريخ 23/ 248، وتقويم البلدان 251، والمقتفي 1/ ورقة 274 أ.
[4] خبر الحج في: المقتفي 1/ ورقة 272 ب و 274 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 395، والمختار من تاريخ ابن الجزري 388، وعيون التواريخ 23/ 249، وعقد الجمان (3) 413.
[5] خبر الملك خضر في: تاريخ سلاطين المماليك 45، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 392، والمقتفي 1/ ورقة 274 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 389، والبداية والنهاية 13/ 352، وعيون التواريخ 23/ 248، والذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك، للمقريزي 61.
[6] خبر المدرسة في: المقتفي 1/ ورقة 274 ب، 275 أ.

(52/58)


فتح قلعتين للأرمن
وفيه أخذ المسلمون قلعة حُمَيص وقلعة نُجَيْمة من بلاد الأرمن [1] .
التقليد بقضاء حماة
وفي ذي الحجة جاء تقليدٌ من صاحب حماة بقضائها للخطيب موفَّق الدِّين الحَمَويّ فسافر من دمشق [2] .
خروج عسكر من مصر إلى حلب
ووصل فِي ذي القعدة من مصر بَكْتَمُر السِّلحْدار الظّاهريّ، ثُمَّ المَنْصُورِيّ على ثلاثة آلافٍ قاصدين حلب [3] .
إصابة العسكر فِي الحصار
وأصيب جماعة من العسكر فِي حصار قلاع الأرمن.
خسوف القمر
وفي ذي الحجة انخسف القمر.
إمساك الأمير أيبك
ومُسِك بمصر الأمير عزَّ الدِّين أيبك الحَمَويّ [4] .
ولاية بغداد
وفيها وُلّي بغداد الأميرُ أيدينا المسلم، فمهد العراق، وقمع المفسد، وعدل، وامتدت ولايته.
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 275 أ.
[2] خبر حماة في: المقتفي 1/ ورقة 275 أ.
[3] خبر خروج العسكر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 393، والمقتفي 1/ ورقة 275 أ، والبداية والنهاية 130/ 352، وعيون التواريخ 23/ 248.
[4] خبر الأمير أبيك في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 393، والمختار من تاريخ ابن الجزري 388، ودول الإسلام 2/ 200، والبداية والنهاية 13/ 352، وعيون التواريخ 23/ 248

(52/59)


سنة ثمان وتسعين وستمائة
التشديد على منع المنسحبين من الغزو
وطال أمر الغزاة بالثغور، فتسحب بعض الأجناد وضعُفوا، فجاء الأمر بالتشديد فِي ذَلِكَ. ونصب المشانق تحت القلعة، والأمر برجوعهم ولا يتخلف أحد أبدا. فخرجوا بأجمعهم مع نائب السَّلْطَنَة قبجق فِي نصف المُحَرَّم [1] .
ولاية البر
وفيه عُزل ابن الجاكي من البرّ، وجاء على ولايته حسام الدِّين لاجين المَنْصُورِيّ الصّغير [2] .
عودة الأمير الدواداريّ من الغزو
وفي سلْخ صَفَر قَدِمَ من الغزاة الأمير عَلَم الدِّين الدّواداريّ [3] .
ظهور وديعة نائب غزّة
وفي سنة ثمانٍ ظهرت الوديعة التي عند فخر الدِّين الفزاريّ لعز الدِّين الجناحي الَّذِي كان نائب غزّة، وهي ستون ألف دينار عين وجواهر وغير
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 422، المقتفي 1/ ورقة 276 ب، 277 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 46، والدرّة الزكية 373، ونهاية الأرب 31/ 352، والمختار من تاريخ ابن الجزري 391، والبداية والنهاية 14/ 2، وعيون التواريخ 23/ 264، والسلوك ج 1 ق 3/ 852.
[2] خبر ولاية البر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 423، والمقتفي 1/ ورقة 277 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 391، والبداية، والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 264.
[3] خبر الدواداريّ في: المقتفي 1/ ورقة 278 أ.

(52/60)


ذَلِكَ. مات صاحبها فِي التّجريد بحلب ولم يعلم بها أحد، ولم يخلف وارثا، فحملها المذكور من تلقاء نفسه إلى بيت المال [1] .
الإنكار على ابن تيميّة كلامه فِي الصفات
وفي ربيع الأول قام جماعة من الشافعية المتكلمين فأنكروا على ابن تيميَّة كلامه فِي الصَّفات. وأخذوا فُتْياه الحمَويّة فردّوا عليه وانتصبوا لأذيته، وسعوا إلى القضاة والعُلماء، فطاوعهم جلال الدِّين قاضي الحَنَفِيّة فِي الدّخول فِي القضية، فطلب الشَّيْخ، فلم يحضر. فأمر فنوديَ فِي بعض دمشق بإبطال العقيدة الحموية، أو نحو هذا. فانتصر له الأمير جاغان المشدّ، واجتمع به الشَّيْخ، فطلب منَ سعى فِي ذَلِكَ، فاختفى البعض، وتشفّع البعض، وضرب المنادي ومن معه بالكوافيّين.
وجلس الشَّيْخ على عادته يوم الْجُمُعَة وتكلم على قوله: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 68: 4 [2] . ثُمَّ حضر من الغد عند قاضي القضاة إمام الدِّين، رحمه اللَّه، وحضر جماعةٌ يسيرة، وبحثوا مع الشَّيْخ فِي الحَمويّة، وحاققوه على ألفاظٍ فيها. وطال البحث، وقرئ جميعها، وبقوا من أوائل النّهار إلى نحو ثُلث اللّيل، ورضوا بما فيها فِي الظاهر، ولم يقع إنكارٌ، بحيث انفصل المجلس، والقاضي، رحمه اللَّه، يقول: كلّ من تكلَّم فِي الشَّيْخ فأنا خصمه.
وقال أخوه القاضي جلال الدِّين: كلّ من تكلّم فِي ابن تيمية بعد هذا نعزره. حدّثني بذلك الثقة. لكنّ جلال الدِّين أنكر هذا فيما بعد، ونسبي فيما أظنّ. والذين سَعَوا فِي الشَّيْخ ما أبقوا ممكنا من القذف والسّبّ ورميه التّجسيم. كان قد لحِقهم حسدٌ للشيخ وتألّموا منه بسبب ما هُوَ المعهود من تغليظه وفظاظته وفجاجة عبارته، وتوبيخه الأليم المكيّ المنكي المثير
__________
[1] خبر الوديعة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 443، 444، والمقتفي 1/ ورقة 278، أ، 279 ب.
[2] سورة القلم، الآية 4.

(52/61)


النفوس، ولو سلم من ذَلِكَ لكان أنفع للمخالفين، لا سيما عبارته فِي هذه الفتيا الحَمويّة. وكان غضبه فيها للَّه ولرسوله باجتهاده. فانتفع بها أُناس وانفصم بها آخرون ولم يحملوها. واتّفق أنّ قبل هذا بأيّام أنكر أمر المنجمين، ومشى إلى نائب السَّلْطَنَة سيف الدِّين جاغان، فامتثل أمره، وأصغى إلى قوله واحترمه، وطلب منه كثرة الاجتماع به، فشرِقوا لذلك، وفعلوا الَّذِي فعلوا، واعتضدوا بشيخ دار الحديث.
وبعث جاغان فِي الحال جاندارية فضربوا المنادي وجماعة كانوا معه من أذناب الفقهاء. واحتمى صدر الدّين ابن الوكيل ببدر الدِّين الأتابكيّ واستجار به، واختفى الأمير سالم وغيره، وفرغت الفتنة، ورأى قاضي القضاة إخمادَها وتسكينَها [1]
الإيقاع بأعراب البطائح
وفيها سار غازان إلى بغداد وجهز عسكرا إلى البطائح، فأوقعوا بحراميّة الأعراب بالبطائح، وقتلوا منهم خلقا. وأحسن إلى الرّعية. وأمر بتصفية النقدية وتهدّد فِي ذَلِكَ.
القحط بشيراز
واشتدّ القحط بشيراز.
قصة قبجق وألبكي والسلحدار وذهابهم إلى التتار
كان هَؤُلَاءِ وغيرهم قد توحشت خواطرهم وخافوا على أنفسهم ممّا وقع من منكودمُر احساميّ نائب المملكة، من قيامه فِي إعدامه جماعة من الأمراء المجردين بحلب بالسُمّ، وغير ذَلِكَ. وعلموا أن أستاذه لا يزيل خوفه لمحبته له، واعتماده عليه فِي سائر الأمور، فاتفقوا على أنّ مصلحتهم الدّخول إلى عند قازان لأنهم بلغهم إسلامه. فساروا من حمص فِي ليلة ثامن ربيع الآخر
__________
[1] خبر ابن تيمية في: المقتفي 1/ ورقة 278 أ، ب.

(52/62)


ثلاثتهم والأمير بُزْلار فِي خواصّهم، وساقوا على جهة سَلَميَة من حمص.
ورجع طائفة كبيرة من العسكر [1] .
مقتل السلطان لاجين
فَلَمّا كان بعد عَشْر ليالٍ من مسيرهم، وصل البريد إلى دمشق وجماعة، فأخبروا بقتل السّلطان ونائبة، ومعهم كُتُب من الحسام أستاذ دار، وطُغْجي، وكُرْجي بالواقعة [2] .
السَّلْطَنَة الثانية للناصر
فحلفت الأمراء للسلطان الملك النّاصر، وأُحضر من الكَرَك وملكوه وهذه سلطنته الثانية [3] .
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 48، 49، نزهة المالك والمملوك، ورقة 117، تاريخ حوادث الزمان 1/ 426، 427، منتخب الزمان 2/ 374.
[2] خبر مقتل لاجين في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 200 ب- 202 أ، والتحفة الملوكية 153، وتالي كتاب وفيات الأعيان 132، رقم 210، وتاريخ سلاطين المماليك 50، 51، والحوادث الجامعة 499، والدرّة الزكية 378، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 117، والمختصر في أخبار البشر 4/ 39، 40، والمقتفي 1/ ورقة 279 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 430- 432، ونهاية الأرب 31/ 357، والمختار من تاريخ ابن الجزري 393، ودول الإسلام 2/ 201، والعبر 5/ 389، 390، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والإعلام بوفيات الأعلام 292، وتاريخ ابن الوردي 2/ 245، 246، ومرآة الجنان 4/ 229، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 267، 268، وتذكرة النبيه 1/ 212، ومآثر الإنافة 2/ 125، والجوهر الثمين 2/ 125، والنفحة المسكية، ورقة 42، والسلوك ج 1 ق 3/ 857 و 865، وعقد الجمان (3) 421- 436، والنجوم الزاهرة 8/ 98- 109، وتاريخ ابن سباط 1/ 517، 518، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 398- 401، وتاريخ الأزمنة 277، وشذرات الذهب 5/ 440، وأخبار الدول 201.
[3] خبر سلطنة الناصر في: التحفة الملوكية 155، وتاريخ سلاطين المماليك 53، 54، والدرّ الفاخر 7، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 433، 434، ونهاية الأرب 31/ 370، والمقتفي 1/ ورقة 29 ب، والنفحة المسكية ورقة 44، والمختار من تاريخ ابن الجزري 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وغيره.

(52/63)


[دخول قبجق أرض سنجار] وساقوا خلف قبجق ليرجع مُكَرِّمًا آمنا، ففات الأمر، وعلموا بذلك بأرض سنجار [1] .
اعتقال جاغان ووالي البرّ
ثُمَّ قُيِّد جاغان والحسام لاجين والي البرّ، وأُدخلا القلعة [2] .
ثُمَّ بعد خمسٍ أتى الخبر بقتل طُغْجي وكُرْجي، وطيف برأس كُرْجي الَّذِي قتل السلطان ونائبة منكوتَمُر، وأُلقي طُغْجي على مزبلة [3] .
ودُفن السّلطان عند تُربة ابن عبود، ودُفِن نائبة عند رِجليه.
الإفراج عن جاغان
ثُمَّ بعد أيّام أخرج من الحبس جاغان ووالي البرّ [4] .
أتابكية الجيش
ثُمَّ جاء البريد باستقرار أتابكيّة الجيش للأمير حسام الدّين لاجين أستاذ دار.
__________
[1] خبر قبجق في: تاريخ سلاطين المماليك 49، ونهاية الأرب 31/ 355، وتاريخ حوادث الزمان 1، 427، 428، والمختار من تاريخ ابن الجزري 392، 393، وعيون التواريخ 23/ 266، والنفحة المسكية، ورقة 41.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 432، 433.
[3] خبر طغجي في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 202 أ، والتحفة الملوكية 153، 154، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 117، وتاريخ سلاطين المماليك 51، 52، ونهاية الأرب 21/ 365- 367، والمختصر في أخبار البشر 4/ 40، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 431- 432، والمختار من تاريخ ابن الجزري 494، 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 269، والنفحة المسكية، ورقة 43، والسلوك ج 1 ق 3/ 868، والمواعظ والاعتبار 2/ 397، وعقد الجمان (3) 441- 445، والنجوم الزاهرة 8، 183،
[4] نهاية الأرب 31/ 371، تاريخ حوادث الزمان 1/ 435، البداية والنهاية 14/ 3، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 285.

(52/64)


نيابة السلطان بمصر
وبنيابة المملكة للأمير سيف الدِّين سلّار المَنْصُورِيّ مملوك الملك الصّالح علي بْن الملك المنصور سيف الدِّين [1] .
ركوب السلطان بالقاهرة
وفي جُمَادَى الأولى ركب السلطان بالقاهرة فِي الدَّسْت والتّقْليد الحاكميّ، وقد دخل فِي خمس عشرة سنة [2] .
نيابة الأفرم بدمشق
وفيه قَدِمَ دمشقَ على نيابتها الأمير جمال الدِّين الأفرم المنصوريّ فنزل بدار السعادة. ثُمَّ قَدِمَ طُلْبُه [3] بعد أيام [4] .
ووُلّي الشّدّ أقجبا المَنْصُورِيّ [5] .
وولاية البلد جمال الدِّين إِبْرَاهِيم ابن النحاس [6] .
وولاية بر البلد عماد الدِّين حَسَن ابن النشّابيّ [7] .
__________
[1] خبر نيابة السلطنة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 434.
[2] خبر ركوب السلطان في: التحفة الملوكية 155، ونهاية الأرب 31/ 370، والدر الفاخر 7، وتاريخ سلاطين المماليك 53، 54، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 434، والمختار من تاريخ ابن الجزري 395، والبداية والنهاية 14/ 3، والنفحة المسكية، ورقة 44.
[3] الطلب: اصطلاح عسكري يقصد بن فرق الجيش النظامية. وهي بضم الطاء وسكون اللام.
[4] خبر نيابة الأفرم في: نهاية الأرب 31/ 371، والدرّ الفاخر 7، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 434، والمقتفي 1/ ورقة 280 أ، ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 271، وتذكرة النبيه 1/ 213، ودول الإسلام 2/ 201، والجوهر الثمين 2/ 129، والنفحة المسكية، ورقة 44، وأمراء دمشق في الإسلام 11 رقم 36، وعقد الجمان (3) 452، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 402، وإعلام الورى 10 رقم 11، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 284.
[5] المقتفي 1/ ورقة 280 ب. تاريخ حوادث الزمان 1/ 438.
[6] تاريخ حوادث الزمان 1/ 434.
[7] تاريخ حوادث الزمان 1/ 434، المقتفي 1/ ورقة 280 ب.

(52/65)


وقف رواق الدواداريّ
وفيه وقف الدّواداريّ الرِّواق الَّذِي بداره، وجعل شيخه أَبَا الْحَسَن بْن العَطَّار، ونزل فِيهِ عشرة فقهاء، وعشرة محدّثين، فأُلقي الدّرس بحضرة الواقف فِي جمْعٍ كبير من القضاة والأعيان والأمراء، ومدّ لهم سماطا [1] .
نظر الدواوين
وَفِي جُمَادَى الآخرة وُلّي نظر الدّواوين فخر الدّين ابن الشيرجيّ [2] .
قدوم عسكر من مصر إلى دمشق
وفي رجب قَدِمَ عسكر من مصر عليهم الأمير سيف الدِّين بَلبَان الحُبَيشيّ، وهو شيخ قديم الإمرة [3] .
حبس الأمير كجكن
وفيه مُسِك سيف الدِّين كُجْكُن وحُبس بقلعة دمشق [4] .
وزارة الأعسر
وفي رمضان أُخرج الأعسر من الحبس بمصر ووُلّي الوزارة [5] .
الإفراج عن قراسنقر
وقبل ذَلِكَ فِي شعبان أُخرج الأمير قُراسُنقُر المَنْصُورِيّ من الحبْس، وأُعطي الصُبَيْبَة وبلادها، فتوجّه إليها [6] .
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 282 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 283 أ.
[3] المقتفي 1/ ورقة 283 أ.
[4] خبر كجكن في: نهاية الأرب 31/ 372، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 438، والمقتفي 1/ ورقة 283 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 287، 288.
[5] خبر الأعسر في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 439، 440، والنفحة المسكية، ورقة 44، وذيل المرآة 4/ 289.
[6] خبر قراسنقر في: تاريخ سلاطين المماليك 56، ونهاية الأرب 31/ 372، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 439، ودول الإسلام 2/ 201، والبداية والنهاية 14/ 4، وعيون التواريخ

(52/66)


حجّ المؤلّف
وحجّ بنا الأمير شمس الدِّين العَيْنتابيّ [1] .
تجديد مشهد عثمان بالجامع الأموي
وفي شوّال جُدِّد مشهد عثمان بجامع دمشق، وكان أكثره معطِّلًا بآلاتٍ وخشب، وبعضه بيت للخدم، فحُرّر جميعه وبُيّض، وعُمل له طراز مذهب، وقُرّر له إمامٌ راتب. وذلك فِي مباشرة ناصر الدِّين أَحْمَد بْن عَبْد السلام للنّظر، وصار يجلس به قاضي القضاة للأحكام يوم الْجُمُعَة بعد ذهاب ملك الأمراء. واستمرّ إلى الآن [2] .
وفاة البيسري
وفي ذي القعدة تُوُفّي البَيْسريّ بالْجُبّ [3] .
وفاة صاحب حماة
وتُوُفيّ المظفَّر صاحب حماة [4]
الأخبار بحركة التتار
وفي ذي الحجة كثُرت الأخبار بحركة التّتار وعزْمهم على قصد البلاد، وأن المحرِّك لهمتهم قبجق وبكتَمُر السلحدار [5] .
__________
[ () ] 23/ 271، والجوهر الثمين 2/ 129، والنفحة المسكية، ورقة 44، وذيل المرآة 4/ 289.
[1] خبر الحج في: المقتفي 1/ ورقة 285 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 293.
[2] خبر تجديد المشهد في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 442، والمقتفي 1/ ورقة 285 أ.
[3] انظر عن (البيسري) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 454، 455 رقم 261 وفيه مصادر ترجمته.
[4] انظر عن (صاحب حماة) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 455 رقم 262 وفيه مصادر ترجمته.
[5] خبر التتار في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 205 ب، ونهاية الأرب 31/ 380، 381، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 442، والدرّ الفاخر 13، والنفحة المسكية، ورقة 44، وذيل المرآة

(52/67)


قضاء الحنفية بدمشق
وفيه أُعيد القاضي حسام الدِّين الحَنَفِيّ إلى قضاء دمشق، وأُعيد السُّروجيّ إلى قضاء القاهرة [1] .
نيابة قراسُنقر حماة
وفيه أعطي قَراسُنْقُر حماة، تُوُفّي صاحبها، فسار قراسنقر من الصُّبَيْبَة إليها [2] .
الاعتداء على الركْب الشامي
وفيه كانت على الركْب الشاميّ هَوْشة بمكة، وقُتل جماعة، وجرح نحو ستين نفْسًا، ونُهب من كان منهم داخل مكة.
__________
[ () ] 4/ 291.
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 442، المقتفي 1/ ورقة 286 ب.
[2] المقتفي 1/ ورقة 287 أ.

(52/68)


سنة تسع وتسعين وستمائة
خروج السلطان للقاء العدوّ
فِي أول السَّنَة خرج السلطان بالجيوش من مصر للقاء العدوّ [1] .
التدريس بالظاهرية
وفي صَفَر درس بالظاهريَّة القاضي شمس الدِّين سلمان المَلَطي نائب الحُكم، وليها بعد موت شهاب الدين ابن النّحاس [2] .
تولية الريحانية
وولي الريحانية جلال الدِّين ابن القاضي.
دخول السلطان دمشق
وفي ثامن ربيع الأول دخل السلطان الملك النَّاصر دمشقَ، وزُيّن البلد.
وكان قد طول الإقامة على غزّة. وقَدِم دمشقَ جُفّال حلب وحماة وتلك النّواحي، وقاسوا البرد والوحْل. واشتدّ الأمر، وقوي الزَّرّ، وأقام السلطان فِي القلعة تسعة أيّام، وخرج للملتقى [3] .
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 58، التحفة الملوكية 156، نهاية الأرب 31/ 383، الدر الفاخر 15، المقتفي للبرزالي 2/ ورقة 2، العبر 5/ 391، البداية والنهاية 14/ 6، السلوك ج 1 ق 3/ 882، عقد الجمان (4) 7، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 305.
[2] خبر الظاهرية في: المقتفي للبرزالي 2/ ورقة 4 أ.
[3] خبر دخول دمشق في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 205 ب- 206، والتحفة الملوكية 157، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 461، 462، والبداية والنهاية 14/ 6، وتاريخ سلاطين المماليك 58، ونهاية الأرب 31/ 384، والمقتفي للبرزالي 2/ ورقة 5 أ، ومرآة الجنان 4/ 230، والسلوك ج 1 ق 3/ 885، وعقد الجمان (4) 8، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403، وذيل

(52/69)


وقعة قازان بالخزندار
وعَدَّت التتار الفُرات مع الملك قازان فِي ستين ألفا، وأكثر ما قيل إنهم مائة ألف ولم يصحّ. وكثُر الدّعاء، وقَنَتَ النّاس فِي الصّلوات، وعُمِلت الخِتَم بالجامع.
واجتمعت جيوش [1] الإسلام على حمص، وحضر النّاس لقراءة «الْبُخَارِيّ» بدمشق. وأخذ شيخ دار الحديث الأثر وحمله على رأسه إلى الجامع ومعه القضاة ووضعوه تحت النَّسْر، وحفوا به يدعون ويبتلون يوم الرابع والعشرين من ربيع الأول. وأخذ فقهاء المكاتب الصّغارَ وداروا بهم فِي المساجد يدعون ويستغيثون ربهم تبارك وتعالى. وفعلت اليهود والنصارى ذَلِكَ وحملوا توراتهم وإنجيلهم.
وأمّا الجيش فإنّهم تعبوا للمصافّ، وبقوا ملبسين على الخيل يوم الثلاثاء، فلم يجيئهم [2] أحد، وبلغهم أنّ التّتار بقُرب سَلمَية وأنّهم يريدون الرجوع، وذلك شناعة ومكيدة، فركب السّلطان بكرة الأربعاء وساقوا من حمص إلى وادي الخَزْنَدَار، وقد حميت الشمس، فكانت الوقعة فِي يوم الأربعاء، الخامسة من النّهار، السابع والعشرين من الشهر بوادي الخَزْنَدَار، شمال حمص بشرق، على نحو فرسين [3] من حمص أو ثلاثة. والتحم الحرب، ودام الطَّعْن والضَّرْب، واستمرّ بالتّتار القَتْل، ولاحت أمارات النّصر، وثبت المسلمون إلى عبد العصر، وثبت السلطان والخاصكيّة ثباتا كُلّيًا. وانكسرت ميمنة المسلمين، وجاءهم ما لا قِبَل لهم به لأن الجيش لم يتكامل يومئذ، وكانوا بضعة وعشرين ألفا، وكان العدوّ ثلاثة أمثالهم،
__________
[ () ] مرآة الزمان 4/ ورقة 305.
[1] في الأصل: «جيش» .
[2] في الأصل. والصواب: «فلم يجبهم» .
[3] كذا. والصواب: «فرسخين» .

(52/70)


وشرعوا فِي الهزيمة، وقُضي الأمر. فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون. وأخذت الأمراء السلطان ووَلّوا، وتحيَّزوا وحموا ظهورهم، ومروا على حمص وساروا على درب بعلبكّ إلى طريق البقاع [1] ، ومر خلْق من الجيش منكسرين عليهم كَسْفة وكآبة بدمشق.
وأمّا نَحْنُ فوقعت يوم الخميس الظهر بطاقة مضمونها أن أقجبا المشد وجماعة مجرحين وصلوا إلى قارة [2] ، وأن أمر المصاف متماسك بعد، ولم يدروا ما تم بعدهم، فأخفى أُرْجواش نائب المملكة ذَلِكَ، فما أمسينا حَتَّى أُشهر أن الميمنة انكسرت. ثُمَّ قيل إنَّ الجيش جميعه انكسر، فبِتْنا بليلةٍ اللَّهُ بها عليهم، وفترت الهمم عن الدعاء. ودقت البشائر من الغد تطمينا وتبين كذبُها.
ثُمَّ أرسل أرجَواش الأنهار على خندق البلد. ثُمَّ دقت البشائر عصر يوم الجمعة، فلم يعبأ بها الناس، بل بقوا حائرين فِي هَرَج ومرج. وجاء يومئذٍ خلْقٌ من الْجُنْد والأمراء، قد وقفت خيولهم، وراحت أثقالهم وأموالهم، وتمزقوا، وقد رموا الْجَوْشن. واستشهد فِي المَصَافّ جماعة إلى رحمة اللَّه.
وشرع الناس فِي الهرب إلى مصر. وبات الناس ليلة السبت فِي أمرٍ عظيم، وقد أشرفوا على خطة صعبة.
وبَلَغَنا أن التتار قُتِل منهم خمسة آلاف [3] ، وقيل عشرة آلاف. ولم يقتل من الجيش إلا دون المائتين [4] .
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 463، مرآة الجنان 4/ 230، السلوك ج 1 ق 3/ 888، عقد الجمان (4) 23، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 405 وفيه أن الناصر دخل بعلبكّ وأقام بها أياما فتسامع به العسكر وتراجع إليه قليلا قليلا، قلما تكامل العسكر قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية.
[2] قارة قارا. وهي بين حمص ودمشق.
[3] في تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري 1/ 463 «فقتلوا من التتار نحو خمسة آلاف وأكثر» .
[4] خبر وقعة وادي الخزندار في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 206 أ- 207 ب، (المطبوع 331) ، والتحفة الملوكية 157، 158، ونزهة المالك، ورقة 120، والدر الفاخر 15- 18، وتاريخ سلاطين المماليك 58، 59، ونهاية الأرب 31/ 384، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 462، 463، والمختصر في أخبار البشر 4/ 42، 43، ودول الإسلام 2/ 204، وتاريخ

(52/71)


حدثني ضوء بْن صباح الزَّبِيديّ قال: ما رَأَيْت أنفع من الخاصكية لقد رأيتهم على باب حمص يحملون على التَّتَار عند اصفرار الشمس ويُنْكُون فِي التَّتَار، ثُمَّ يرجعون إلى السلطان.
وقال غيره: ألقى اللَّه الهزيمة فولوا مُدبرين بعد العصر، وبقيت العُدَد والأمتعة مُلقاةً قد ملأت تلك الأرض والرماح والجواشن والخُوَذ [1] .
أما نَحْنُ، فشرع الناس يتحدثون فِي أمر التَّتَار ويذكرون عَنْهُمْ خيرا، وأن ملكهم مُسْلِم، وأن جيشه لم يتبعوا المنهزمين. وبعد تمام الوقعة لم يقتلوا أحدا. وأن من وجدوه أخذوا فَرَسَه وسلاحه وأطلقوه. وكثُرت الحكايات من هذا النَّمط [2] حَتَّى قال إنسان كبير: اسكت، هَؤُلَاءِ خيرٌ من عسكرنا ولا تخدع الناس.
وفي يوم السبت الظهر وقع بالبلد صرخات وصياح مزعج، وخرج الناس، وتهتكت النساء، وقيل: دخل التَّتَار. وازدحم الناس فِي باب الفَرَج، حتى مات نحو العشرة [3] ، منهم النجم البغدادي الَّذِي يقرأ الغزوات تحت قبة عَائِشَة [4] . ثُمَّ سكنت بعد لحظةٍ من غير أصل. فاجتمع أعيان البلد وتحدثوا فِي المصلحة، وهم فخر الدين ابن الشيرجي ناظر البلد، وعز الدين ابن
__________
[ () ] ابن الوردي 2/ 247، 248، ومرآة الجنان 4/ 230، والبداية والنهاية 14/ 6- 12، وتذكرة النبيه 1/ 220، 221، والعبر 1/ 391، والنهج السديد 470، ومآثر الإنافة 2/ 120، وتاريخ ابن خلدون 5/ 413- 415، والسلوك ج 1 ق 3/ 886- 901، ومنتخب الزمان 2/ 376، والنجوم الزاهرة 8/ 117- 128، وتاريخ ابن سباط 1/ 519، 520، وتاريخ الأزمنة 278- 280، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403، 404، والمقتفي للبرزالي 2/ ورقة 5 أو 6 أ، والنفحة المسكية، ورقة 44، وعقد الجمان (4) 9- 23، والحوادث الجامعة 237، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 306، 307.
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 463، الدر الفاخر 17.
[2] تاريخ حوادث الزمان 1/ 463، تاريخ سلاطين المماليك 59، الدر الفاخر 18، العبر 5/ 191.
[3] في تاريخ سلاطين المماليك 59: «نحو من عشرين نفس» ، ومثله في: الدر الفاخر 18.
[4] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 463: «النجم البغدادي المحدث، وصبي معري مقرئ» .

(52/72)


القلانِسيّ، ووجيه الدِّين بْن المُنجّا، وعز الدِّين ابن الزكي، والشريف زين الدين ابن عدنان. وسافر مع الجمال ليلتئذٍ قاضي البلد إمام الدِّين والقاضي المالكي، والمحتسب، وابن النحاس الوالي. وامتلت الطُّرقات بأهل الغوطة والحواضر [1] .
إحراق حبْس باب الصغير
وأحرق أهل حبْس باب الصغير الحبس، وخرجوا كلهم، وكانوا أكثر من مائتين، وكسروا أقفال باب الجابية وخرجوا منه [2] .
المشاورة فِي طلب الأمان من قازان
وأصبح الناس يوم الأحد ثاني ربيع الآخر فِي خَمْدةٍ وحَيْرة، منهم الهارب، بأولاده إلى مصر، ومنهم الطامع فِي عدل التَّتَار، وأنهم مشى بهم الحال نَوْبةَ هولاكو، وهم وملكهم كُفّار، فكيف وقد أسلموا؟
ثُمَّ اجتمع الكبار بمشهد علي، واشتوروا فِي الخروج إلى الملك وطلب الأمان [3] . فحضر ابن جماعة، والفارقيّ، وابن تيمية، والوجيه ابن منجا، والقاضي نجم الدين ابن صصريّ، وعز الدين ابن القلانسي، والصاحب ابن الشيرجي، وشرف الدين ابن القلانسي، وأمين الدين ابن شقير [4] ، وعز الدين ابن الزكي، ونجم الدين ابن أبي الطيب، وشهاب الدِّين الحَنَفِيّ، وغيرهم.
وطلعوا ظُهر يوم الإثنين بهدايا للأكل فِي نحو مائتي نفس، ونودي في البلد
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 463، 464، الدر الفاخر 18، تاريخ سلاطين المماليك 59، نهاية الأرب 31/ 387، البداية والنهاية 14/ 7، السلوك ج 1 ق 3/ 889، عقد الجمان (4) 30، 31.
[2] خبر إحراق الحبس في: الدر الفاخر 18، وتاريخ سلاطين المماليك 59، ونهاية الأرب 31/ 387، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 464، والبداية والنهاية 14/ 7، والمقتفي للبرزالي 2/ ورقة 6 ب.
[3] إلى هنا ينتهى الموجود من: تاريخ حوادث الزمان الّذي قمنا بتحقيقه في الجزء الأول 1/ 464.
[4] في الأصل: «شنقير» ، وهو غلط، والتصحيح من المصادر.

(52/73)


من جهة أرجَواش: لا يباع من عُدَد الْجُنْد شيء، فسلطانكم باق. وأبيعت الخيل [1] والعُدَد بأقل ثمن، وبقي البلد بلا والٍ ولا قاض [2] . أما قاضيه الشافعيّ فهرب هو المالكي. وأما الحَنَفِيّ فشهد المصاف وعُدِم، وأما الحنبلي فإنه أقام بأهل الصالحية ورجوا الخير. وأما محتسب البلد ومشده فهربا، وغلا الخبز. وكثُر الشر والهَرَج. وبقينا كذلك إلى آخر يوم الخميس.
وغلا سِعر الطَّحن وسعر الخُبْز لعدم الطواحين [3] وعدم الحَطَب وقلَته فِي الأفرنة.
وقد كان الشريف القمي بادر إلى المسير إلى التَّتَار فرجع يوم الخميس ومعه أربعة من التَّتَار، على واحدٍ منهم ثياب المسلمين وكَلْوَتَه شاش دُخانيّ، ومروا بالمطررين يجهرون بالشهادتين، والناس يتسلون بإسلامهم ويطمئنون شيئا، فَلَمّا أصبح نهار الجمعة لم يُفتَح للبلد باب. ثُمَّ كُسِر قِفْل باب توما، كسره نائب الوالي الشجاع همام وابن ظاعن. ولم يُذكر فِي الخطبة سلطان ثُمَّ بعد الصلاة وصل إلى ظاهر المدينة جماعة من التَّتَار معهم الملك إِسْمَاعِيل [4] قَرَابَةُ قازان، فنزلوا ببستان الظاهر الَّذِي عند الطُرن [5] ، وحضر معه الفَرَمان من الملك بالأمان، ونادوا فِي البلد: افتحوا حوانيتكم، وطمنوا قلوبكم، وادْعُوا للملك محمود غازان. وقدِم كبراء البلد فذكروا أنهم التقوا
__________
[1] في تاريخ سلاطين المماليك 60 «أبيعت الخيل بدمشق بخمسين وبأربعين الفرس، وبلغ الجوشن الّذي قيمته مائة درهم عشرين درهم» ، وفي الدر الفاخر 19 «وبلغ الجوشن الّذي قيمته مائتي درهم ... »
[2] المقتفي للبرزالي 2/ ورقة 6 ب، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 307.
[3] في تاريخ سلاطين المماليك 61 «وغلي الخبز وأبيع الرطل بدرهمين وغلا طحين الغلة» ، ومثله في ذيل المرآة 4/ 308.
[4] في المقتفي 2/ ورقة 7 أ «الأمير إسماعيل» ومثله في البداية والنهاية 14/ 7، وعقد الجمان (4) 32، النجوم الزاهرة 8/ 123.
[5] في تاريخ سلاطين المماليك 61 «بستان الظاهر بطريق القابون» وكذا في نهاية الأرب 31/ 389، والدر الفاخر 20، والمقتفي للبرزالي 2/ ورقة 8 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 309، والمثبت يتفق مع: البداية والنهاية 14/ 7.

(52/74)


قازان بالنِّبَك فوقف لهم وأكل مما قدموا له. وكان المتكلم الصاحب ابن الشَّيْرجيّ، والّذي دعا للملك الخطيب ابن جماعة. وقالوا لهم: قد بعثنا لكم الأمان قبل أن تجيئوا. وذكروا أن الملك ينزل بالمرج وأنه لا يفتح إلا باب واحد.
وحضر يوم السبت إِسْمَاعِيل ومعه الأمير مُحَمَّد فِي خدمتهما طائفة من التَّتَار إلى مقصورة الخطابة بعد الظُّهر فجلسا بها. وحضر الخطيب، وابن القلانسي، وابن الشَّيْرجيّ، وابن مُنَجّا، وابن صَصْرَى، وطائفة، واجتمع الخلْق لسماع الفَرَمان، قرأه رَجُل من أعوان التَّتَار، وبلغ عَنْهُ المجاهد المؤذن [1] .
[كتاب قازان
وهو: «بقوة اللَّه تعالى. ليعلَمْ أمراء التُّومان والألف [2] والمائة وعمومُ عساكرنا من المغول [3] والتازيكا [4] والأرمن والكُرْج وغيرهم ممن هُوَ داخل تحت طاعتنا [5] . إنَّ اللَّه لما نور قلوبنا بنور الإسلام وهدانا إلى ملة النبي عليه السلام أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبِينٍ 39: 22 [6] . ولما سمعنا أن حكام مصر والشام خارجون عن طرائق الدِّين، غير متمسكين بأحكام الإسلام، وناقضون لعهودهم، حالفون بالإيمان الفاجرة، ليس لديهم وفاء ولا ذمام، ولا
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 61، 62، السلوك ج 1 ق 3/ 889، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 404، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 310.
[2] في تاريخ السلاطين 62 «والألوف» .
[3] في تاريخ السلاطين 62 «عساكرنا المنصورة من المغل» .
[4] التازيكا التازيك. وكان هذا اللفظ يطلق أصلا على العرب والمسلمين عامة، ثم استعمله المغول للدلالة على أهل فارس فقط. (السلوك ج 2/ 1021 حاشية. (
Quatremere.op.11.2.p.152، 3
[5] في تاريخ السلاطين 62 «تحت ربقة طاعتنا» ، ومثله في ذيل المرآة 4/ ورقة 309.
[6] سورة الزمر، الآية 22، وفي الأصل: «في ظلال مبين» .

(52/75)


لأمورهم التئام ولا انتظام. وكان أحدهم إذا تولى سَعى في الْأَرْضِ 2: 205 [1] .
الآية. وشاع أن شعارهم الحَيْف على الرعية، ومد الأيدي الباغية [2] إلى حريمهم وأموالهم، والتخطي عن جادة العدل والإنصاف، وارتكابهم الجور والاعتساف، حَمَلَتْنا الحميَّة الدّينيَّة والحفيظة الإسلامية على أن توجهنا إلى تلك البلاد لإزالة هذا العدوان [3] ، مستصحبين للجم الغفير من العساكر، ونذرنا على أنفسنا إنْ وفَّقنا اللَّهُ تعالى بحَوْله وقوته لفتْح تلك البلاد أنْ نُزيل العدوان والفساد، وبسط العدل فِي العباد [4] ، ممتثلين الأمر المطاع الإلهي إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ 16: 90 [5] الآية.
وإجابة إلى ما ندب إليه الرَّسُول صلى الله عليه وآله سلم: «الْمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حكمهم وأهلهم، وما وَلَّوْا» [6] . وحيث كانت طَويتُنا مشتملة على هذه المقاصد الحميدة، والنُّذور الأكيدة، مَنّ اللَّه علينا بتبلج تباشر النصر المبين [7] ، وأتم علينا سكينته [8] ،
__________
[1] سورة البقرة، الآية 205، وفي تاريخ السلاطين 62 تكملة الآية ... وَالله لا يُحِبُّ الْفَسادَ 2: 205.
[2] في تاريخ السلاطين 62 «العادية» .
[3] في تاريخ السلاطين 62 زيادة: «وإماطة هذا العصيان» .
[4] في تاريخ السلاطين 63 «وبسطنا العدل والإحسان في كافة العباد» .
[5] سورة النحل، الآية 90، وفي تاريخ السلاطين تكملة الآية ... يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 16: 90.
[6] رواه مسلم في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر، والحث على الرّفق بالرعية ... رقم 1827.
ورواه النسائي في آداب القضاة، فضل الحاكم العادل في حكمه، من طريق ابن المبارك، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عمرو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال: «إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور على يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» . قال محمد في حديث: وكلتا يديه يمين. (سنن النسائي 8/ 221، 222) «وما ولوا» بفتح الواو وضم اللام المخففة أي كانت لهم عليه ولاية.
ورواه الإمام أحمد عن سفيان بالسند السابق، وباللفظ المذكور في المتن أعلاه (المسند 2/ 160) .
وكلمة «وما ولوا» ساقطة من: تاريخ سلاطين المماليك 63.
[7] في تاريخ السلاطين 63 زيادة: «والفتح المستبين» .
[8] في تاريخ السلاطين 63: «وأتم علينا نعمته، وأنزل علينا سكينته» .

(52/76)


فقهرنا العدو الطاغية، والجيوش الباغية. فرَّقْناهم أيدي سبإ، ومزقناهم كلَّ مُمزّق، حَتَّى جاء الحق وزهق الباطل [1] ، فازدادت صدورنا انشراحا للإسلام، وقويت نفوسنا بحقيقة الأحكام، منخرطين فِي زُمرة من حُبّب إليهم الإِيمَان [2] ، فَوَجَب علينا رعاية تلك العهود الموثقَّة، والنُّذور المؤكَّدة، فصدرت مراسمنا العالية أن لا يتعرض أحدٌ من العساكر المذكورة على اختلاف طبقاتها بدمشق وأعمالها وسائر البلاد الشامية، وأن يكفوا أظفار [3] التعدي عن أنفسهم وأموالهم وحريمهم وأطفالهم، ولا يحوموا حول حِماهم بوجهٍ من الوجوه، حَتَّى يشتغلوا بصدورٍ مشروحة، وآمال مفسوحة، بعمارة البلاد، وبما هُوَ كل واحد بصدده من تجارة وزراعة. وكان فِي هذا الهرج العظيم وكثرة العساكر تعرِّض بعضُ نفرٍ يسيرٍ إلى بعض الرعايا [4] وأسْرهم، فقتلنا منهم [5] ليعتبر الباقون، ويقطعوا أطماعهم عن النَّهْب والأسْر [6] ، وليعلموا أنا لا نسامح بعد هذا الأمر البليغ البتة، وأن لا يتعرضوا لأحدٍ من أهل الأديان [7] من اليهود والنصارى والصابئة، فإنّهم إنما يبذلون الجزية لتكون أموالهم كأموالنا، ودماؤهم كدمائنا، لأنهم من جملة الرعايا [8] . قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «الإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عنهم» [9] . فسبيل
__________
[1] في تاريخ السلاطين 63: «إن الباطل كان زهوقا» .
[2] في تاريخ السلاطين 63: «وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة» .
[3] في تاريخ السلاطين 63 «إظهار» .
[4] في تاريخ السلاطين 63 «تعرض بعض نفر يسير من السلاحية وغيرهم إلى نهب بعض الرعايا» .
[5] في تاريخ السلاطين 63 «فقتلناهم» .
[6] في تاريخ السلاطين 63 زيادة: «وغير ذلك من الفساد» .
[7] في تاريخ السلاطين 63 زيادة: «على اختلاف أديانهم» .
[8] في تاريخ السلاطين 63 و 64: «فإنّهم إنما يبذلون الجزية عنهم من الوظائف الشرعية لقول علي عليه السلام: إنما يبذلون الجزية ليكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا والسلاطين موصون على أهل الذمة المطيعين كما هم موصون على المسلمين، فإنّهم من جملة الرعايا» .
[9] في تاريخ السلاطين 64 «الإمام الّذي على الناس راع عليهم وكل راع مسئول عن رعيته» .

(52/77)


القضاة والخطباء والمشايخ والعلماء والشُرفاء والأكابر [1] وعامة الرعايا الاستبشار بهذا النصر الهني، والفتح السني. وأخذ الحظ الوافر من الفَرَح والسرور [2] ، مقبلين على الدعاء لهذه الدولة القاهرة، والمملكة الظاهرة [3] .
وكُتِب فِي خامس ربيع الآخر» [4] فَلَمّا فُرغ من قراءته نُثِر عليه ذَهَب وفضة بالمقصورة، ونثر الشريف زين الدِّين نحو عشرة دنانير، وكان واقفا مع المغول على السدة وضجت العامة، ودعوا للملك، وسكن جأشهم بعضَ الشَّيء [5] .
نيابة دمشق لقازان
وجُعل نائب البلد الملك إسماعيل وجلس بالقيمرية. وكان فيه عقل
__________
[ () ] والحديث أخرجه البخاري في الأحكام 8/ 104 عن إسماعيل، حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله سلم قال: «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الّذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعيته على أهل بيت زوجها وولدها وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» . وأخرج نحوه في الاستقراض 3/ 87، 88 باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه.
ورواه مسلم في الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل ... رقم (1829) عن الليث، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله سلم.
وأخرجه أحمد في المسند 2/ 54 و 111.
[1] في تاريخ سلاطين المماليك 64 زيادة: «والمشاهير» .
[2] في تاريخ سلاطين المماليك 64: «وأخذ الحظ الوافر من السرور، والنصيب الأكثر من البهجة والحبور» .
[3] في تاريخ سلاطين المماليك 64 زيادة: «آناء الليل وأطراف النهار» .
[4] في تاريخ سلاطين المماليك 64 زيادة: «سنة تسع وتسعين وستمائة» . وانظر النص في:
نهاية الأرب 31/ 389- 392، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 371- 372، والسلوك ج 1/ 1012 (الملحق 12) ، والدر الفاخر 20- 23، وعقد الجمان (4) 40، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 309- 311.
[5] الدر الفاخر 23، المقتفي 2/ ورقة 7 أ، البداية والنهاية 14/ 7.

(52/78)


وإسلام وقلة شر فِي الجملة. ثُمَّ طلبوا يوم الأحد المال والخيل من العامة [1] .
امتناع قلعة دمشق
وفي عاشر ربيع الآخر قَرُب الجيش من الغوطة، ووقع العبث والفساد، وقتلوا جماعة من أهل البر [2] ، ونهبوا بقايا من فِي الضياع. وقدم قِبْجَق [3] وبكَتَمُر فِي طائفة فنزلوا بالميدان، وتكلموا مع متولي القلعة عَلَم الدِّين أرجَواش المَنْصُورِيّ، وراسلوه فِي تسليم القلعة، وأشاروا عليه بذلك. فلم يقبل وصمَّم [4] . وكانت خِيرة.
ثُمَّ أمروا أعيان البلد بالمشي إليه من الغد، فاجتمعوا به وسألوه، وقالوا: هذا فِيهِ حقْنٌ لدماء المسلمين. فلم يلتفت عليهم، وقد حصن القلعة وهيأ جميع أمورها وسترها، وطلع إليها جماعة كبيرة من البلد [5] .
دخول السلطان القاهرة
ويوم الثاني عَشْر منه دخل السلطان وجمهرة جيشه إلى القاهرة [6] .
تقريع أعيان دمشق
وفي هذا اليوم دخل قبجق إلى البلد وجلس بالعزيزية. وأمر الأعيان بمراجعة أُرْجَواش. فكلموه فلم يُجبهم وأهانهم، ووقفوا كلهم عند باب القلعة، وطلبوا منه رسولا فأبي. فبعثوا من كلمه، فأغلظ لهم وقال: أنتم
__________
[1] نهاية الأرب 31/ 393.
[2] في تاريخ سلاطين المماليك 64 «وقتلوا طائفة برا البلد» .
[3] قبجق قفجق.
[4] نهاية الأرب 31/ 393، الدر الفاخر 23، 24، المقتفي 2/ ورقة 7 ب، النفحة المسكية، ورقة 45، العبر 5/ 392، مرآة الجنان 4/ 230، البداية والنهاية 14/ 7، السلوك ج 1 ق 3/ 890، عقد الجمان (4) 33، النجوم الزاهرة 8/ 125.
[5] تاريخ ابن سباط 1/ 520، تاريخ سلاطين المماليك 64، 65، نهاية الأرب 31/ 393، الدر الفاخر 24، المقتفي 2/ ورقة 7 ب، مرآة الجنان 4/ 230، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 312.
[6] المقتفي 2/ ورقة 7 ب.

(52/79)


منافقون، تلقيتم التَّتَار، وسلمتم إليهم البلد، وجسرتموهم. ومع هذا فهذه بطاقة صاحب مصر، وأنهم اجتمعوا على غزة، وأنهم كسروا الطائفة التي اتبعتهم [1] .
تخريب المقدم بولاي بلاد غزة
وكان المقدَّم بولاي قد ساق وراء العساكر في نحو عشرة آلاف فوصل إلى غزة، وخرب البلاد، وسبى [2] ونهب [3] .
الخطبة لقازان بدمشق
ويوم الخميس ثالث عشر الشهر تحدث الناس بصلاة قازان الجمعة فِي البلد، فقلق الناس، ودربوا الدروب، وردموا خَلَف أبوابها الطين والحجارة.
وكثُر دخول التَّتَار إلى بيوت الناس يفتشون على الخيل ويأخذونها [4] ، ويخطفون ويُؤذون. وبات ليلتئذٍ قبجق عند عز الدين ابن القلانسي. وخطب الخطيب يوم الجمعة بالبلد، وأقام الدعوة للسلطان مظفر الدِّين محمود غازان، ورفع فِي لَقَبه، وذلك بحضرة جماعةٍ من المغول [5] . ثُمَّ صعد بعد الصلاة قبجق وإسماعيل إلى السُّدّة، ودعا عَبْد الغني المؤذن وذكر ألقاب قازان، ثُمَّ قُرئ على الناس تولية قبجق لنيابة الشام [6] ، وأن إليه تولية قضاتها
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 65، نهاية الأرب 31/ 393 و 394، الدر الفاخر 28، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 312، المقتفي 2/ ورقة 7 ب، البداية والنهاية 14/ 7، 8 وفيه: «فإن الشيخ تقي الدين بن تيمية أرسل إلى نائب القلعة يقول له ذلك، لو لم يبق فيها إلا حجر واحد فلا تسلمهم ذلك إن استطعت» .
[2] في الأصل: «وسبا» .
[3] تاريخ سلاطين المماليك 65.
[4] قيل إن التتار أخذوا من دمشق تقدير عشرة آلاف فرس.
[5] وألقابه: «مولانا السلطان، الملك الأعظم، سلطان الإسلام والمسلمين، مظفر الدنيا والدين، محمود غازان» . (نهاية الأرب 31/ 394) ، السلوك ج 1 ق 3/ 891، النجوم الزاهرة 8/ 125.
[6] في تاريخ سلاطين المماليك 66- 68 نسخة الفرمان بتولية سيف الدين قبجق، والخبر في:

(52/80)


ونوابها. وبلّغ النّاس عَبْد الغنيّ، ونثروا على النّاس الذَّهَّب والدّراهم. وحصل فرح ما بتولية قبجق. وتعب قبجق بالتّتار كلّ التّعب، ولكنّه كان شاطرا ذا دهاءٍ ورأيٍ وخبرة، وقد عرف سياستهم. ونزل شيخ الشيوخ الَّذِي لقازان، ولَقَبُه نظام الدِّين محمود بْن علي الشَّيْبَانيّ بالمدرسة العادليّة [1] ، وأظهر العتب على الرؤساء إذا لم يترددوا إليه. وزعم أنّه يصلح أمرهم ويتفق معهم على ما يُفعل فِي أمر القلعة. وأظهر أنّ قبجق وأمثاله من تحت أوامره [2] .
وأما أهل الصالحية فابتلشوا ونشبوا بالقعود. وجاءهم مقدّم وقعد شِحنةً لهم، فأكلهم واستحلبهم. وزوّجه القاضي بصبيّةٍ ولم يكن عنده دفْعٌ عَنْهُمْ.
نهب الصالحية
وشرعت التَّتَار فِي نهب الصّالحية والعبث والفساد، وبقوا كل يوم يقوى شَرّهم ويكثُر عَبَثهم، وأخذوا منها شيئا كثيرا من القموح والغلال والقماش والذّخائر، وقلعوا شبابيك وكسروا وأخرجوا، وأخذَوا بُسُطَ الجامع. والتجأ الناس إلى دير المقادسة [3] ، فانحشروا فِيهِ، فاحتاط بْه التَّتَار فِي ثامن عَشْر الشهر ودخلوه، ونهبوا فِيهِ، وسبوا الحريم والأطفال. فخرج إليهم شيخ المشايخ النظام فِي جماعةٍ من التَّتَار فأدركوهم وردّوا عن الدّير بعض الشَّيء.
وهرب التَّتَار بما حوَوا، وتوجهت فرقة إلى داريا، فاحتمى أهلها بالجامع، فحاصروه وأخذوه ودخلوه ونهبوا وقتلوا، وعثروا أهل داريا (4) .
ولم يزالوا يتدرّجون فِي نهب الخيل وسبي أهله قليلا قليلا، فرقة تذهب
__________
[ () ] المقتفي 2/ ورقة 7، والبداية والنهاية 14/ 8.
[1] المقتفي 2/ ورقة 7 ب، البداية والنهاية 14/ 8.
[2] تاريخ سلاطين المماليك 68، نهاية الأرب 31/ 394، السلوك ج 1 ق 3/ 891، عقد الجمان (4) 40، 41، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 313.
[3] في تاريخ سلاطين المماليك 69 «دير الحنابلة» ومثله في المقتفي 2/ ورقة 7 ب. (4) تاريخ سلاطين المماليك 69، نهاية الأرب 31/ 395، المقتفي 2/ ورقة 7 ب، 8 أ، السلوك ج 1 ق 3/ 892، ذيل مرآة الزمان 4/ 313، 314.

(52/81)


وفرقة تأتي. ونبشوا أطمار القماش والأثاث، وعاقبوا وعذبوا. وكان خاتمة أمرهم الدّير فاستباحوه ولم يتركوا به إلّا العجائز فِي البرد والجوع والعُري.
ودخل الرجال عُراة حُفاة، عليهم خلْقان كأنهم الصعاليك، بل أضعف من الصّعاليك لما هُمْ فِيهِ من آلام العقوبات والجوع وشدّة البرد والسَّهَر وذهاب الأولاد والحريم، فإنّا للَّه وإنا إليه راجعون.
وسارت فرقة إلى المزة، وكان بها أكثر أهلها قد اغتروا وقعدوا فأوطئوهم خوفا ونهبا وتبارا [1] .
دخول ابن تيمية على قازان
وكان الشيخ تقيّ الدين ابن تيمية تلك الأيام يتردد إلى من يرجو نفعه إلى شيخ المشايخ، وإلى العَلَم سُلَيْمَان، وإلى قبجق. ثُمَّ إنّه خرج مع جماعة يوم العشرين من الشهر إلى قازان وهو بتلّ راهط إلى قازان، فأُدخل عليه ولم يمكَّن من إعلام قازان بما يقع من التَّتَار، وخافوا أن يغضب ويقتل أناسا من المغل. وأُذِن له فِي الدّعاء والإسراع. وأشار عليه الوزير سَعْد الدِّين ورشيد الدِّين اليهوديّ مشير الدّولة بأن لا يشكو التَّتَار، ونحن نتولى إصلاح الأمر، ولكن لا بُد من إرضاء المُغْل، فإنّ منهم جماعة كبيرة لم يحصل لهم شيء إلى الآن [2] .
خيانة شيخ المشايخ
وعاد الشَّيْخ إلى المدينة، ثُمَّ من الغد فِي اليوم الثاني والعشرين اشتهر أنّه لا بد من دخول المُغْل إلى البلد والنَّهْب، وظهر ذلك. وجهز شيخ
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 69.
[2] تاريخ سلاطين المماليك 70، نهاية الأرب 31/ 395، 396، المقتفي 2/ ورقة 8 أ، البداية والنهاية 14/ 7 وفيه: «وكلّمه الشيخ تقي الدين كلاما قويا شديدا فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين» ، ذيل مرآة الزمان 4/ 315.

(52/82)


المشايخ ثقله من العادليّة وخرج إلى الأُرْدُو [1] ، وأشار على من يعرِف بالخروج من البلد فأسرع إليه الأعيان وبذلوا فِي فداء البلد الأموال، والتمسوا منه أن يتوسط لهم. وكان شيخنا خبيثا طمّاعا، وربما فعل ذَلِكَ خديعة، وقيل: بل ليّن قازان للمغول. ثُمَّ خرج منه مرسوم فِي جوف اللّيل بأن: من عاودني فِي أمر دمشق يموت.
وأمّا الناس فباتوا فِي ليلةٍ مزعجة، وأصبحوا فِي بلاءٍ شديد وبرد مُفْرط.
وانضمّ جماعة إلى شيخ المشايخ يرومون الاحتماء به، وهو فِي ذَلِكَ مصمّم لا يفرج عَنْهُمْ كُربةً ولا يَرِقّ لمسلم [2] .
إثقال كاهل الدمشقيين بالرسوم
ثُمَّ لَطَفَ اللَّه وبَطَلَ ذَلِكَ. ولكن أُضعِف المقرَّر على النّاس، وجُبيت الأموال، وناب الناسَ فِي الرسم أموال كثيرة، فكان إذا وضع على الإِنْسَان عشرة آلاف يكون ترسيم نحو الألفين. وأخذ هذه الأيام من البلد أكثر من عشرة آلاف فرس [3] وسائر الحمير، ووقع الضَّرْب والتّعليق والعصر. وقُرِّر على سوق الخواصين مائة ألف درهم [4] ، وعلى الرمّاحين مائة ألف وعلى أهل سوق علي ستون ألفا [5] ، وعلى الكبار مثل ابن منجا وابن القلانسيّ سبعون ألفا سبعون ألفا، ويلحقها تتمّة المائة ألف. والطبقة الثانية ثلاثون ألفا ونحو ذَلِكَ [6] . والتزموا المبيت بالجامع بالمشهد الجديد، وأُخرِق بالكبار وضُرِب جماعة من الأماثل، وكثُر النَّهب وتشليح من يتطرف. واشتدّ ذَلِكَ يوم الجمعة ثامن وعشرين الشهر. وكثُرت الضّجة بأعالي الدُّور، وهرب النّاس من
__________
[1] هو مخيم السلطان كما في عقد الجمان (4) 34.
[2] عقد الجمان (4) 35، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 315.
[3] عقد الجمان (4) 48.
[4] في تاريخ سلاطين المماليك 71 «مائة ألف وثلاثين ألف» ، ومثله في السلوك ج 1 ق 3/ 893، وعقد الجمان (4) 35، والمثبت يتفق مع المقتفي 2/ ورقة 8 أ
[5] في تاريخ سلاطين المماليك 71 «مائة ألف درهم» ، والمثبت يتفق مع المقتفي 2/ ورقة 8 أ.
[6] دول الإسلام 2/ 203، عقد الجمان (4) 35

(52/83)


أسطحتهم [1] . وحمل الشيخ شمس الدّين ابن غانم إلى الجامع مريضا، وطُلب منه مائة ألف درهم. وصودر الفامية والقصّابون.
وكان مشدّ المصادرة علاء الدّين أستاذ دار قبحق، والّذي يقرر على النّاس الصَّفيّ السِّنْجاريّ، قَدِمَ مع التَّتَار، والحِنّ والبِنّ أولاد الْجَريريّ [2] . وكثُرت العوانية، وظهرت النفوس الخبيثة بالأذية والمرافعة، ونُهب أهراء الأمراء ودُورهم.
وذكر الشَّيْخ وجيه الدين ابن المنجا أنّ الَّذِي حُمِل إلى خزانة قازان ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف درهم سوى ما مُحق من الرسوم والبرطيل، وسوى ما استخرج لغيره من الكبار، بحيث أنّه اتّصل إلى شيخ الشيوخ ما يقارب ستمائة ألف درهم [3] .
قلت: واشتد البلاء وهلك ناس كثير فِي هذه المصادرة، وافتقروا، وإلى اليوم. وبعضهم ركبه الدَّيْن. وجُبيَ من بعض النّاس على الرءوس والدُّور.
ثُمَّ يوم التّاسع والعشرين نوديَ فِي البلد بإطلاق الطلب، وانصرفت الأعيان إلى بيوتهم.
__________
[1] تاريخ سلاطين والمماليك 71، المقتفي 2/ ورقة 8 أ.
[2] ذكر المؤلف الذهبي رحمه الله في ذيل تاريخ الإسلام 176: الشيخ علي بن محمد ابن الشيخ الكبير الجريريّ شيخ الفقراء، كان أحد الأخوين التوأمين، الملقّبين بالحنّ والبن، وكانا قد دخلا في أذية الناس أيام قازان، فغرق هذا في جامع بلد بعلبكّ بالسيل العظيم الّذي لم يسمع بمثله بعد الطوفان: جاء سيل في صفر سنة سبع عشرة وسبعمائة....» .
وفي تاريخ سلاطين المماليك 72 «الحريري» بالحاء المهملة، وكذا في نهاية الأرب 31/ 397، وعمل الشعراء فيهما:
دهتنا أمور لا يطاق احتمالها ... فسلمنا منها الإله له المنّ
أتتنا تتار كالرمال تخالهم ... هم الجن حتى معهم الحن والبنّ
وانظر أبياتا أخرى فيهما لابن الزملكاني، والكامل الشافعيّ، وابن البيساني، والحريري:
وغيره. (تاريخ سلاطين المماليك 72، 73، الدر الفاخر 30، 31 وفيه «الحريري» أيضا و 32، وعقد الجمان (4) 36، والنجوم الزاهرة 8/ 126) .
[3] دول الإسلام 2/ 204، العبر 5/ 392، مرآة الجنان 4/ 230، البداية والنهاية 14/ 9، السلوك ج 1 ق 3/ 894، عقد الجمان (4) 47، النجوم الزاهرة 8/ 127.

(52/84)


[حصار قلعة دمشق
وفي سلخ الشهر كان قبجق قد سكن بدار السعادة، ويذهب إليها من خان الغرباء، فرموا عليه بالمنجنيق وبالنّار من القلعة، فوقع فيها الحريق [1] ، وابتُدئ يومئذٍ بحصار قلعة دمشق من داخل البلد وخارجه. ودخل المغل للحصار، وملئوا باب البريد إلى الظاهرية الى ناحية الخاتونيّة وحارة البلاطة.
وباتوا هناك. وعُملت هذه الأيام المجانيق للتتار بجامع دمشق، وقُطِّعت لها الأخشاب النفيسة من الغيظة [2] ، وأحضرت الأعواد الكبار إلى الجامع، وبات التُّرك لِحفظها. وكُسِرت دكاكين باب البريد ونُهبت، وتحول فِي اللّيل جميع أهل تلك النواحي من الأسطحة، وذهبت أموالهم وأقواتهم، وتعثروا وقاسوا الشدائد، ولم يبق بذاك الخطّ دَيّار من أهله. ونُهبت دار للسُكَّر يومئذٍ وأبادتها الحرافشة [3] .
إنفاق السلطان فِي شراء الخيل
وأمّا الجيوش فدخلت القاهرة وأنفق فيهم السلطان، وشرعوا فِي شراء الخيل والعُدَد. وغَلَت هذه الأشياء حَتَّى أُبيع الْجَوْشن الَّذِي بعشرة بمائة درهم [4] ونحو ذَلِكَ.
وكانت نفقة عظيمة لم يُعهد مثلها، ولا سيّما فِي الشاميين. ولعلّها تجاوزت ألف ألف دينار، وأُزيحت عِلَل الجيش بكلّ ممكن. واحتفل سلّار لذلك، واجتهد بكلّ ممكن هو وكبار الأمراء، وبعثوا قصادا يكشفون لهم خبر الشام وبذلوا لهم ذهبا كثيرا [5] .
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 8 ب.
[2] كذا. والمراد: «الغيضة» .
[3] تاريخ ابن سباط 1/ 520، المقتفي 82/ ورقة 8 ب و 10 ب، السلوك ج 31/ 892 893، عقد الجمان (4) 41، 42.
[4] في المقتفي 2/ ورقة 8 ب: «يبلغ ثمنه إلى مائتي درهم» .
[5] المقتفي 2/ ورقة 8 ب، النفحة المسكية، ورقة 45، نزهة المالك والمملوك، ورقة 120،

(52/85)


ولزِم النّاس بيوتهم، وخافوا من إلزام التَّتَار لهم بطمّ خندق القلعة وغير ذَلِكَ [1] .
انتهاب دير المقادسة
وفي ثاني جمادى الأولى كان قد تبقى بدير المقادسة بعض الشَّيء وبعض الحريم والرجال والقاضي الحنبليّ، فجاءته فرقة من التتر وحرّروه نَهْبًا وسبْيًا، وأسروا القاضي وأخذوه عريا مكشوف الرأس، وعملوا فِي رقبته حبلا [2] . ثُمَّ هرب أهل الدَّير ودخلوا البلد مَضْرُوبينَ مَسْلوبين، مَنْ يراهم يَبكي أكثر من بُكائهم. ثُمَّ أدخل القاضي تقيّ الدِّين البلد وقد أُسِرَتْ بَنَاته وخلقٌ من أقاربه، ورأى الأهوال. ولعل اللَّه قد رحمه بذلك [3] .
إطلاق التَّتَار النار فِي المدارس
ولمّا رَأَى القلعيون حِصار التَّتَار لهم أطلقوا النّار فِي دار الحديث الأشرفية وما جاورها، والعادلية، ودار المَلِك الكامل ودار بكتوت العلائيّ، وغالب ما حول القلعة. وسلِمت الدّماغية، والعماديّة، والقَيْمازيّة. وبقي الجامع ملان بالغرباء والمساكين والفلاحين كأنه تحت القلعة [4] .
إفساد التَّتَار فِي القرى والضياع
وقيل إنه أُسِر من الصّالحية نحو أربعة آلاف [5] ، ومن باقي الضياع والقدس إلى نابلس إلى البقاع شيء كثير لا يعلمه إلا الله.
__________
[ () ] دول الإسلام 2/ 204، العبر 5/ 392، منتخب الزمان 2/ 376، عقد الجمان (4) 71.
[1] تاريخ ابن سباط 1/ 520، المقتفي 2/ ورقة 11 أ، البداية والنهاية 14/ 9، النجوم الزاهرة 8/ 128، 129، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 405.
[2] عقد الجمان (4) 37.
[3] تاريخ سلاطين المماليك 73، 74، المقتفي 2/ ورقة 11 أ.
[4] تاريخ سلاطين المماليك 74، المقتفي 2/ ورقة 11 أ، دول الإسلام 2/ 203، البداية والنهاية 14/ 9، السلوك ج 1 ق 3/ 895، عقد الجمان (4) 38.
[5] دول الإسلام 2/ 204، منتخب الزمان 2/ 376، البداية والنهاية 14/ 8.

(52/86)


وقيل إنّه قتل بالصّالحية نحو الأربعمائة [1] ، وقُلِع شيء لا يوصف ولا يُحدّ من الأبواب والرُخام والشبابيك وغير ذَلِكَ، من سائر الأمكنة البرانية ومن الأمكنة الجوانيّة الّتي حول القلعة، وأبيع بالهوان. وبقي سائر أهل البلد فِي ثياب ضعيفة، وعلى رءوسهم تخافيف عتيقة خوفا من التّشليح. وتراجع أمر المصادرة والعقوبة إلى حاله. وطُلِب من المدارس مبلغ كبير، نحو المائة ألف، وانعسفت النُّظّار والعمال، وغَلَت الأسعار [2] .
الفَرَمَان بصيانة الجامِع الأموي
وفي هذه الْجُمُعَة قرئ بالجامع فَرَمَانٌ فِيهِ صيانة الجامع وحِفْظ أوقافه.
وأن يُصرف فِي السُّبُل والحجّ ما كان يؤخذ لخزانة السّلاح. وأن تُضرب الدّراهم فضة خالصة [3] .
رحيل قازان عن الغوطة
وفي ثاني عَشْر جُمَادَى الأولى رحل قازان عن الغوطة طالبا بلاده، وتخلف بالقصر نائبة خُطْلُوشاه فِي فرقةٍ من الجيش [4] .
حصار القلعة وإحراق أماكن بدمشق
وفي ثالث عَشْر جُمَادَى الأولى أُمِر أهل العادلية بالخروج منها لأجل حصار القلعة، فخرجوا بمشقة وشدّة، وتركوا معظم حوائجهم وأقواتهم فنهبت [5] .
__________
[1] في دول الإسلام 2/ 204، «نحو الثلاثمائة» ، والمثبت يتفق مع البداية والنهاية 14/ 8.
[2] تاريخ سلاطين المماليك 74، المقتفي 2/ ورقة 11 أ، دول الإسلام 2/ 204، البداية والنهاية 14/ 9.
[3] المقتفي 2/ ورقة 11 ب.
[4] تاريخ سلاطين المماليك 75، المقتفي 2/ ورقة 11 ب، نزهة المالك والمملوك، ورقة 120، 121.
[5] تاريخ سلاطين المماليك 75، المقتفي 2/ ورقة 11 ب.

(52/87)


وفي ثامن عَشْر جُمَادَى الأولى دخل البلد خلق من المُغل وحاصروا القلعة [1] ، ونقبوا عليها من غربيّها. وبقي أهل الظاهرية، وهي ملأى بالنّاس، فِي ضُرٍّ وخوفٍ من يَزَك التَّتَار، وهلكوا من انقطاع الماء، وخافوا لا تفعل بهم التَّتَار كَمَا فعلت بالعادلية وأخرجت أهلها. فهربوا من الأسطحة بمشقّة زائدة.
وأحرقت التَّتَار والكرج والأرمن جامع العقيبة [2] ومارستان الجبل والدَّهْشَة، والمدرسة الصّاحبية والرباط النّاصريّ وأماكن فِي غاية الكَثْرة والحسن.
وأحرقت العادليّة فِي ليلة الحادي والعشرين من جُمَادَى الأولى، فهرب من تبقي بالظاهريّة عند ذَلِكَ [3] .
تقليد النائب والشادّ بدمشق
ويوم الجمعة تاسع عَشْر الشهر قُرئ تقليد قبجق النّيابة [4] ، وتقليد الأمير ناصر الدّين يحيى بن جلال الدّين ابن صاحب خُتَن [5] الشَّدّ، وفيه:
«إننا نرجع إلى بلادنا وقد تركنا بالشام ستين ألفا من جيشنا، وإنا سنعود فِي الخريف لأخذ الدّيار المصرية» [6] .
__________
[1] ذكر البرزالي أن الذين دخلوا من التتار نحو الستة آلاف وأحدق بالقلعة منهم نحو ألف نفس. (المقتفي 2/ ورقة 11 ب) ، منتخب الزمان 2/ 376، المختصر في أخبار البشر 4/ 43.
[2] كذا في الأصل، وهو جامع العقيبة، كما في تاريخ سلاطين المماليك 75، والدر الفاخر 31، والمقتفي 2/ ورقة 11 ب، ودول الإسلام 2/ 203، ومنتخب الزمان 2/ 376، والبداية والنهاية 14/ 8 وفيه «جامع التوبة بالعقيبية» ، السلوك ج 1 ق 3/ 893.
[3] تاريخ ابن سباط 1/ 520، الدرّ الفاخر 31 و 40، المقتفي 2/ ورقة 11 ب، دول الإسلام 2/ 203، البداية والنهاية 14/ 9، عقد الجمان (4) 45.
[4] دول الإسلام 2/ 204، المختصر في أخبار البشر 2/ 43، السلوك ج 1 ق 3/ 895.
[5] ختن: بضم الخاء المعجمة وفتح المثناة من فوق. وهي بلدة ختن القريبة من كاشغر بالتركستان. (معجم البلدان 2/ 403) .
[6] تاريخ سلاطين المماليك 75، نهاية الأرب 31/ 398، 399، المقتفي 2/ ورقة 11 ب، عقد الجمان (4) 46.

(52/88)


رفع الحصار عن القلعة
وفي الثاني والعشرين منه، بَطّل التَّتَار حصار القلعة [1] ومشى النّاس فِي تلك النّواحي وقد بقيت بلاقع من الحريق والخراب وذهاب الأبواب والشبابيك.
وفي الثالث والعشرين بطَلَ عملُ المنجنيق [2] ، فنزل من الغد القَلَعيّة ونشروا الأخشاب وأفسدوها، وظفروا بالشريف القُمّيّ فأسروه وأخذوه إلى القلعة [3] .
خروج التَّتَار من دمشق
ورحل عن البلد النُّوين خُطْلُوشاه وصاحب سيس، وخفّ التَّتَار من البلد جدا. وقُلعت ستائرهم من أماكنها، وتنسم الناس الخير [4] .
وصف المؤلف لباب البريد
وعبرنا فِي باب البريد فإذا هُوَ أنحس من خان فِي منزلةٍ، دكاكينُه بوائك، وأرضه مرصوصة بالزِّبْل سُمْكُ ذراعٍ وأقل. ووصلنا إلى باب النّضر [5] .
ودُقّت البشائر يومئذٍ بالقلعة وجُليت لسلامتها [6] ، وللَّه الحمد.
وخرج يومئذٍ من البلد الصّفيّ السّنْجاريّ، والأمير يحيى.
__________
[1] دول الإسلام 2/ 204، البداية والنهاية 14/ 9.
[2] المقتفي 2/ ورقة 12 أ، البداية والنهاية 14/ 9.
[3] المقتفي 2/ ورقة 12 أ، والشريف القمي هو: الشمس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبِي القاسم المرتضى العلويّ، وكان ممن يلوذ بالتتار، البداية والنهاية 14/ 9.
[4] البداية والنهاية 14/ 9.
[5] تاريخ سلاطين المماليك 76، دول الإسلام 2/ 203، منتخب الزمان 2/ 376.
[6] المقتفي 2/ ورقة 12 أ.

(52/89)


ونودي فِي البلد: أخرجوا غدا للقاء سُلطانكم قبجق فقد دفع اللَّه عنكم العدوّ [1] .
ورجع الأمير سيف الدِّين قبجق، وبَكْتَمُر السِّلَحدار، وأَلْبَكي، وجماعة من الْجُنْد تلفقوا له من البلد وظهروا. وأُخذت له عصائب من تُربة الملك الظاهر رَنْك الملك السعيد قد زالت عَنْهَا السّعادة، فعملت فِي رُمح على رأسه، وسُلِّلَتْ بين يديه سيوفٌ، ونزل فِي القصر. وخرج النّاس إلى الغوطة والجبل ينوحون على مساكنهم من وجهٍ، ويفرحون بسلامتهم من وجه [2] .
اجتماع ابن تيمية بخطلوشاه
وحكى لنا ابن تيمية طُلوعَه إلى خُطْلُوشاه [3] إلى القصر هُوَ والقاضي تقيّ الدين الحنبليّ وغيره. وباتوا بالمنيبع وخاطروا بنفوسهم. وحضر عند خُطْلُوشاه فرآه كهلا، أمرد، أصفَر، كبيرَ الوجه، عليه غضب وزعارة، وأنّه من ذُريّة جنكزخان. ورأى صاحب سِيس واقفا فِي خدمته.
اجتماع ابن تيمية بقازان
وذكر لنا اجتماعه بقازان ودعاءه له بالصلاح، واجتماعه بالوزيرين سعد الدين، ورشيد الدولة الطبيب، والنجيب اليهوديّ الكحّال، وشيخ الشيوخ [4] ، والسيّد القُطْب ناظر الخزانة والأصيل وُلِدَ النّصير الطُّوسيّ ناظر الأوقاف، وهؤلاء متعمّمو التّتار [5] .
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 76، المقتفي 2/ ورقة 12 أ، البداية والنهاية 14/ 9.
[2] البداية والنهاية 14/ 9.
[3] خطلوشاه قطلو شاه.
[4] شيخ المشايخ نظام الدين محمود.
[5] تاريخ سلاطين المماليك 76، الدر الفاخر 32، البداية والنهاية 14/ 7.

(52/90)


مصائب أهل دمشق
وبيعت الكتب وأجزاء الحديث بالهوان، ولم يتورع أحد عن شرائها إلا القليل، وكشطت وقفّيتها وغسل بعضها للورقة، وعُدِم شيء كثير من أصول المحدثين وسماعاتهم [1] . وغلت الأسعار، ووصل القمح إلى ثلاثمائة درهم [2] ، وبيع الزّبيب أوقيتين ونصف بدرهم، ورطل اللّحم بتسعة دراهم، وأوقية الْجُبن بقريب درهم إلى نحو ذَلِكَ [3] .
ركوب قبجق بزيّ السَّلْطَنَة
وبقي قبجق يعمل السَّلْطَنَة ويركب بالشاويشية والعُصابة، ويجتمع له نحو مائة فارس. وأمرّ جماعة. ورأيناهم لابسي الشرابيش [4] . وولي ولاية البلد أستاذ داره علاء الدِّين وجعله أميرا [5] . وجهز نحو ألفٍ من التَّتَار إلى جهة خِرْبة اللّصوص [6] ، وولى شمس الدين ابن الصفيّ السّنْجاريّ حسْبة البلد، وركب بخلعةٍ بطرحة [7] . وفُتحت أبواب المدينة سوى الأبواب التي حول القلعة [8] .
__________
[1] قال البرزالي: «وبيعت الكتب بالأثمان البخسة مع علمهم أنها وقف، وامتلأ السوق من وقف الحافظ عبد الغني والحافظ ضياء الدين، ودار الحديث الأشرفية التي بالصالحية ودار الحديث النورية التي في البلد، وكتب ابن البزوري البغدادي، وكتب المدرسة الشبلية الحنفية. ومن الكتب التي هي ملك لأهل الصالحية. وصار الرجل يرى كتبه تباع ولا يتمكن من شرائها لضعف حالهم وفتور الهمم» . (المقتفي 2/ ورقة 12 ب) وانظر: البداية والنهاية 14/ 8.
[2] في الدر الفاخر 34 «ووصل القمح كل غرارة بثلاث مائة درهم وستين درهما»
[3] المقتفي 2/ ورقة 12 ب، منتخب الزمان 2/ 377، البداية والنهاية 14/ 10، السلوك ج 1 ق 3/ 893، عقد الجمان (4) 46، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 32.
[4] المقتفي 2/ ورقة 16 أ، البداية والنهاية 14/ 9، 10، النجوم الزاهرة 8/ 127.
[5] المقتفي 2/ ورقة 15 ب.
[6] المقتفي 2/ ورقة 16 ب، البداية والنهاية 14/ 10، عقد الجمان (4) 46.
[7] المقتفي 2/ ورقة 16 ب، وهو عبد الباقي السنجاري.
[8] تاريخ سلاطين المماليك 77، الدرّ الفاخر 34، المقتفي 2/ ورقة 12 أ.

(52/91)


ويوم الجمعة رابع جُمَادَى الآخرة صلى الأمير يحيى بالجامع [1] .
ويومئذٍ ضُرِبت البشائر بالقلعة وعلى باب قبجق [2] . وسكن فِي دار بَهَادْر آص.
وفي وسط الشهر نودي فِي دمشق بإدارة الخمر والفاحشة، وجعل ذَلِكَ بدار ابن جرادة بالسبعة. وضُمِّن ذَلِكَ اليوم بنحو الألف [3] .
تجرّؤ القلعية على التَّتَار
وخرج جماعة من القلعة وساقوا إلى عند باب الجابية وهرب منهم التَّتَار، فضربت العوامّ التَّتَار. وحصل بذلك شَوْشة. وغُلّق باب الصغير وقُتِل من التَّتَار جماعة فيما قيل [4] .
وفي العشرين من الشهر، رجع بولاي [5] من الغَوْر بتقدمته، وجاء إلى ظاهر دمشق، وخاف النّاس. وجُبي من البلد لهم جملة [6] . ثُمَّ خرج جماعة من القلعيّة وخلّصوا غنائم التَّتَار، وقتلوا جماعة، وقُتلوا منهم أيضا جماعة واختبط البلد [7] .
فشل الصُلح بين أرجواش والتتار
وفي الثامن والعشرين من الشهر دخل الخطيب بدر الدّين وطائفة إلى
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 16 أ.
[2] البداية والنهاية 14/ 10.
[3] تاريخ سلاطين المماليك 78، نهاية الأرب 31/ 400، الدرّ الفاخر 34، المقتفي 2/ ورقة 17 ب، البداية والنهاية 14/ 10، ذيل مرآة الزمن 4/ ورقة 326.
[4] تاريخ سلاطين المماليك 78، الدرّ الفاخر 35، ذيل المرآة 4/ 326.
[5] بولاي بوليه. (تاريخ سلاطين المماليك 78) .
[6] في المقتفي 2/ ورقة 17 ب «وجبي من المدارس مبلغ وأزعج الناس أياما» البداية والنهاية 14/ 10.
[7] تاريخ سلاطين المماليك 78، الدرّ الفاخر 35، المقتفي 2/ ورقة 18 أ، البداية والنهاية 14/ 10، ذيل المرآة 4/ 326.

(52/92)


القلعة ومعهم نائب الأمير يحيى، وتكلموا مع أرجَواش فِي صُلحٍ يكون بينه وبين نواب التَّتَار وقبجق، فلم يقع اتفاق [1] .
تحليف الأعيان لدولة قازان
وفي ثاني رجب جمع قبجق الأعيان والقُضاة إلى داره، وحلفهم للدولة القازانية بالنُّصح وعدم المداجاة [2] .
تدخل ابن تيمية لفكاك الأسرى
وتوجّه يومئذ بن تيمية إلى مخيم بولاي بسبب الأسرى واستفكاكهم من أصحابه، فغاب ثلاث ليالٍ [3] .
انتهاب جماعة من الرؤساء
ويوم ثالث رجب توجه جماعة من الرؤساء بطلبٍ إلى مخيم بولاي ورجعوا من الغد، فنُهبوا عند باب شرقيّ وأُخذت عمائمهم وثيابهم، ودخلوا.
فطُلبوا فِي اليوم بعينه فاختفى بعضهم وتوجّه البعض [4] .
رحيل بولاي بالأسرى
فسافر بولاي والتّتار وأخذوا معهم بدر الدّين ابن فضل الله، وأمين الدين ابن شنقير [5] ، وعلاء الدّين ابن القلانسيّ، وولد شمس الدّين ابن الأثير. فأطلقوا من عند الفُرات ابن شنقير [6] فتوصل إلى حلب.
__________
[1] خبر فشل الصلح في: تاريخ سلاطين المماليك 78، والدرّ الفاخر 35، والمقتفي 2/ ورقة 18 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 43 وفيه «ارحواش» بالحاء المهملة: ومثله في: تاريخ ابن الوردي 2/ 247، والبداية والنهاية 14/ 10، والنجوم الزاهرة 8/ 128، وذيل المرآة 4/ 327.
[2] خبر التحليف في: تاريخ سلاطين المماليك 78، والدر الفاخر 36، والمقتفي 2/ ورقة 19 أ، والبداية والنهاية 14/ 10، ذيل المرآة الزمان 4/ ورقة 327.
[3] خبر ابن تيمية في 6 تاريخ سلاطين المماليك 78، والدرّ الفاخر 36، والمقتفي 0 2/ ورقة 19 أ، والبداية والنهاية 14/ 10، ذيل المرآة 4/ 327.
[4] المقتفي 2/ ورقة 19 أ، البداية والنهاية 14/ 10.
[5] كذا في الأصل. وفي المصادر: «شقير» نهاية الأرب 31/ 401، وغيره.
[6] كذا في الأصل. وفي المصادر «شقير» نهاية الأرب 31/ 401.

(52/93)


رحيل التتار
وفي رابع رجب طلع النّاس إلى المنابر وأخبروا أنّهم رأوا خلْقًا من التَّتَار رائحين فِي عقبة دمر [1] .
ورحل بولاي إلى بَعْلَبَكَّ والبقاع، ونُظِّفت ضواحي دمشق منهم والبلد وسافر النّاس فِي عاشر رجب إلى القبلة والشمال [2] .
صلاة قبجق بمَقصورة الخطابة
ويومئذٍ صلى قبجق الجمعة فِي جمْعٍ كبير معه بالعُدَد والسلاح فِي مقصورة الخطابة [3] .
رجوع طائفة من التَّتَار إلى الشَّام
ويوم ثالث عَشْر رجب تشوش البلد بسبب رجوع طائفة من التّتار إلى ظاهر باب شرقي، وكان النّاس يتفرّجون فِي غياض السَّفَرْجَل، فرجعوا مسرعين، وشُلّح بعضهم وأخذ بعض الصبيان. ثُمَّ كان هذا آخر العَهْد بالتّتار، وكفى اللَّه أمرهم [4] .
سفر قبجق إلى مصر
وأما قبجق فإنّه يوم نصف رجب انفصل عن البلد هُوَ وأتباعه ومعه عزّ الدين ابن القلانسيّ، وتوجّهوا إلى نحو مصر، فقام أرجَواش بأمر البلد، وأمر بحفظ الأسوار والمبيت عليها بالعُدد، وأنّ من بات فِي داره شُنِق وأغلق
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 19 ب، البداية والنهاية 14/ 10، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 327.
[2] زبدة الكفرة 345، التحفة الملوكية 160، المقتفي 2/ ورقة 19 ب، نزهة المالك والمملوك، ورقة 120، 121، البداية والنهاية 14/ 11، ذيل المرآة 4/ 328.
[3] المقتفي 2/ ورقة 19 ب، البداية والنهاية 14/ 11.
[4] تاريخ سلاطين المماليك 79، الدرّ الفاخر 36، المقتفي 2/ ورقة 20 أ، البداية والنهاية 14/ 11.

(52/94)


أبواب البلد. ثمّ فتح النّاس باب النّصر بعد ارتفاع النّهار، وجَفَل النّاس من الحواضر [1] .
عودة الخطبة لسلطان مصر
فَلَمّا كان يوم الجمعة سابع عَشْر رجب أعيدت الخطبة بدمشق لصاحب مصر بعد ذِكر الحاكم بأمر اللَّه، فضج الناس عند ذَلِكَ وفرحوا. وكان مدّة إسقاط ذَلِكَ مائة يوم [2] .
تخريب ابن تيميّة الخمارات
ويومئذ دار ابن تيمية وأصحابه على ما جُدِّد من الخمارات فبدَّد الخمر، وشق الظروف، وعَزَّر الخمارين. ثُمَّ زُيّن البلد من الغد يوم السبت [3] .
دخول النائب والأمراء دمشق
ويوم عاشر شعبان قَدِمَ الأفرم نائب دمشق بعسكر دمشق، ثُمَّ قَدِمَ أمير سلاح والميسرة المصرية بعد يومين. ثُمَّ دخلت الميمنة وعليها الحسام استاذ دار، ثُمَّ دخل يوم رابع عَشْر شعبان القلب وعليه نائب المملكة سلار. ونزل الكل بالمرج [4] .
__________
[1] تاريخ سلاطين المماليك 80، المختصر في أخبار البشر 4/ 43، 44، الدرّ الفاخر 36، 37، نهاية الأرب 27/ 411- 413، دول الإسلام 2/ 204، تاريخ ابن الوردي 2/ 247، 248، مرآة الجنان 4/ 230، البداية والنهاية 14/ 11، تذكرة النبيه 1/ 220، 221، 23، تاريخ ابن خلدون 5/ 413- 415، مآثر الإنافة 2/ 120، 121، السلوك ج 1 ق 3/ 886- 901، النجوم الزاهرة 8/ 117- 128، تاريخ ابن سباط 1/ 521، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403- 407، تاريخ الأزمنة 278- 280، المقتفي 2/ ورقة 20 ب، منتخب الزمان 2/ 377.
[2] تاريخ سلاطين المماليك 79، نهاية الأرب 31/ 401، المقتفي 2/ ورقة 21 أ، النفخة المسكنة ورقة 45، 46، العبر 5/ 392، منتخب الزمان 2/ 376، البداية ونهاية 14/ 11، السلوك ج 1 ق 3/ 900، عقد الجمان (4) 47، النجوم الزاهرة 8/ 128، ذيل المرآة 4/ 328.
[3] تاريخ سلاطين المماليك 79، نهاية الارب 31/ 401، المقتفى 2/ ورقة 21 أ، البداية والنهاية 14/ 11، السلوك ج 1 ق 3/ 900، عقد الجمان (4) 47، ذيل المرآة 4/ 329.
[4] خبر دخول النائب في: تاريخ سلاطين المماليك 80، والمقتفي 2/ ورقة 23 أ، ب، ونزهة

(52/95)


القضاء بالشام
وفيه وُلّي القضاء بالشام ابن جماعة، وقضاء الحنفية الجريريّ [1] .
تدريس الأمينية
ودرس بالأمينية جلال الدِّين بدلا عن أخيه المُتَوَفَّى إلى رحمة الله [2] .
نظارة الديوان
ووليّ نضر الدّيوان ابن الشيرازيّ عوضا عن المُتَوَفى ابن الشَّيْرجيّ [3] .
ولاية برّ البلد
وولي برّ البلد الأمير عزَّ الدِّين أيبك الدُّويدار النَّجْميّ [4] .
سفر سلّار إلى القاهرة
وفي ثامن رمضان رجع سلار بالجيش إلى القاهرة [5] .
حبْس الشريف زين الدِّين
وفي شوال بُعِث الشريف زين الدِّين بْن عدنان من القاهرة مُقَيّدًا، وحُبس بحبْس باب الصّغير [6] .
__________
[ () ] المالك والمملوك، ورقة 121، البداية والنهاية 14/ 11، السلوك ج 1 ق 3/ 900، 901، النجوم الزاهرة 8/ 130.
[1] نهاية الأرب 31/ 406 وفيه «الحريري» بالحاء المهملة المقتفي 2/ ورقة 23 ب و 24 أ، البداية والنهاية 14/ 11، السلوك ج 1 ق 3/ 901 وفيه «الحريري» ، عقد الجمعان (4) 80.
[2] البداية والنهاية 14/ 11.
[3] المقتفي 2/ ورقة 23 ب، البداية والنهاية 14/ 11، عقد الجمان (4) 80، ذيل المرآة 4/ 330.
[4] المقتفي 1/ ورقة 23 ب، البداية والنهاية 14/ 12، السلوك ج 1 ق 3/ 901.
[5] تاريخ ابن سباط 1/ 521، تاريخ سلاطين المماليك 80، نهاية الأرب 31/ 406، الدرّ الفاخر 39، المقتفي 2/ ورقة 25 أ، نزهة المالك والمملوك، ورقة 121، دول الإسلام 2/ 204، البداية والنهاية 14/ 11 و 12. النجوم الزاهرة 8/ 130.
[6] المقتفي 2/ ورقة 28 ب.

(52/96)


حملة الأفرم على جبال الْجُرْد
وفي شوال توجّه ملك الأمراء الأفرم إلى جبال الجرْد لحربهم، فإنّهم كانوا قد بدّعوا فِي الجيش عقيب الكسْرة وأسروا وقتلوا وسلبوا وما اتقوا ممكنًا. ومع هذا فعامتهم أن يكونوا رافضة، وإلا فبعض النّاس يقول هُمْ زنادقة منحلين من الدِّين، فذلوا ودخلوا فِي الطّاعة وقُهروا، وقُرِّر عليهم مبلغ كبير من المال، والتزموا بردّ جميع ما أخذوه للجُند، وأقطِعت أرضهم [1] .
الأمر بتعلُّم الرمي
وفي ذي القعدة أُلزِم النّاس بتعليق العُدَد، وأُمروا بتعلُّم الرمي [2] ، وجُدّدت الإماجات [3] فِي المدارس والمساجد، ونودي فِي النّاس بذلك.
وأرسل قاضي القضاة إلى جميع المدارس والفقهاء بذلك. وكُتب إلى جميع البلاد الشامية في هذا المعنى [4] .
__________
[1] خبر حملة الأفرم في: تاريخ سلاطين المماليك 81، ونهاية الأرب 31/ 407، 408، والدرّ الفاخر 40، والمقتفي 2/ ورقة 29 أو 29 ب و 30 ب، والبداية 14/ 12، والسلوك ج 1 ق 3/ 902، 903، وعقد الجمان (4) 81- 83، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 332.
[2] خبر الرمي في: نهاية الأرب 31/ 408، والمقتفي 2/ ورقة 30 ب، البداية والنهاية 14/ 12، السلوك ج 1 ق 3/ 903، عقد الجمان (4) 81، ذيل المرأة 4/ 332.
[3] الإماجات: مفردها إماج. وهو لفظ كان شائعا في عصر المماليك معناه: الهدف الّذي يرمى إليه السهم. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 40) .
[4] المقتفي 2/ ورقة 30 ب، البداية والنهاية 14/ 12.

(52/97)


سنة سبعمائة
جلوس الديوان لاستخراج المال
فِي أولها جلس الدّيوان المستخدم لاستخراج أربعة أشهر من جميع الأملاك والأوقاف التي بدمشق وظاهرها. فعظُم ذَلِكَ على النّاس، وهرب غير واحد، واختفي آخرون [1] .
الإرجاف بمجيء التَّتَار
ثُمَّ كثُرت الأراجيف بمجيء التَّتَار، وشرع النّاس فِي الْجَفْل إلى مصر وإلى الحصون [2] .
واشتدّ الأمر فِي صفر وغلا الكراء، وبلغ كراء المحارة خمسمائة إلى مصر [3] . وأبيعت الأمتعة والنّحاس بالهوان. ثُمَّ نوديَ فِي البلد أن لا يسافر أحدٌ إلا بمرسوم [4] .
__________
[1] خبر الديوان في: تاريخ سلاطين المماليك 82، نهاية الأرب 31/ 411، 412، والدرّ الفاخر 44، والمقتفي 2/ ورقة 33 أ، البداية والنهاية 14/ 14، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 392، 393.
[2] تاريخ سلاطين المماليك 83، زبدة الفكرة 349، التحفة الملوكية 160، نهاية الأرب 31/ 412، الدرّ الفاخر 45، المقتفي 2/ ورقة 33 ب وفيه: «مثل الكرك والصبية وحصن الأكراد وصفد وشقيف أرنون وشقيف تيرون وشيزر، وغير ذلك» (2/ ورقة 34 أ) ، دول الإسلام 2/ 205، مرآة الجنان 4/ 234، البداية والنهاية 14/ 14، عقد الجمان (4) 123.
النجوم الزاهرة 8/ 131.
[3] المقتفي 2/ ورقة 34 ب وفيه زيادة: «وبلغ ثمن الحمل ألف درهم وثمن الحمار خمسمائة درهم» ، مرآة الجنان 4/ 234، البداية والنهاية 14 ج 14 وفيه «الحمارة» . و «الحمارة» عربة تجرّها الخيل.
[4] المقتفي 2/ ورقة 34 ب. العبر 5/ 408، البداية والنهاية 14/ 14، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 392، 393.

(52/98)


وجاءت قُصّاد المسلمين بركوب التَّتَار، فاختبط البلد [1] .
ودُقّت البشائر لركوب السلطان من مصر [2] .
ثُمَّ جفل من البلد بيت ابن فضل اللَّه فِي جمْعٍ كبير ثُمَّ بيت قاضي القضاة، وبني صَصْرَى، وبني القلانسيّ، وبني المُنَجّا، وخلق كثير [3] .
وصول السلطان إلى غزة
وفي ربيع الأول فترت الأخبار يسيرا، ووصل السّلطان إلى غزة [4] .
وصول التَّتَار إلى البيرة
فَلَمّا استهلّ ربيع الآخر كثُرت الأراجيف والإزعاج بالتّتار، ووصل بعضهم إلى البيرة، فخرج جيش دمشق كلّه، وعُرضت العامة والعلماء وغيرهم، فبلغوا خمسة آلاف [5] .
ولاية الشدّ بدمشق
ووُلّي الشّدّ بدمشقَ عِوَض أقجبا الأمير سيف الدِّين بَلَبَان الْجَوكنْدار المَنْصُورِيّ الحاجب [6] .
دخول التتار حلب
وفيه عَدّى العدوّ المخذول الفُرات، وقَنَت الخطيب فِي الصلوات واشتد الأمر، ودخلت التَّتَار إلى حلب، وتأخر نائبها إلى حماة، واكتريت المحارة بثلاثمائة. وخرج النّاس هاربين على وجوههم [7] .
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 35 ب.
[2] المقتفي 2/ ورقة 36 أ، البداية والنهاية 14/ 14.
[3] المقتفي 2/ ورقة 36 أ، البداية والنهاية 14/ 14.
[4] عقد الجمان (4) 126، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 409.
[5] المقتفي 2/ ورقة 37 ب، البداية والنهاية 14/ 14، 15.
[6] المقتفي 2/ ورقة 38 أ.
[7] تاريخ سلاطين المماليك 84، المقتفي 2/ ورقة 38 أ، البداية والنهاية 14/ 15.

(52/99)


إبطال جباية المال
ثُمَّ نودي فِي أواخر الشهر بإبطال الجباية، وكان قد جُبيَ الأكثر وبقي كل مُعثِر وضعيف وهارب، وما نفع الله بما استخرجوه من الأموال، وأكلت وتمسّخت [1] .
الاستصحاء فِي الخطبة
واشتدّ المطر والوحْل إلى الغاية، وقاسي المنهمزمون الشّدائد فِي الطّرُق، حَتَّى أنّ الإِمَام استصحى فِي الخطبة [2] .
تراجع جيش السلطان إلى مصر
وساق بتخاص المَنْصُورِيّ إلى السلطان وهو نازل على بدّعرش [3] بقرب قاقون ليخبره بأنّ العدوّ فِي البلاد وقد قرُبوا، فضعف الجيش عن اللّقاء وجنبوا، ورحل السّلطان إلى الدّيار المصرية [4] ، ولم يظهر لمجيئه ثَمَرة، فوجلت القلوب، واختبط البلد، وأيقن النّاس بالهرب أو العطب، واكتريت المحارة بخمسمائة في الوحل العظيم والبرد والشديد والأمطار، وهلك الدّوابّ والنّاس في الطرق [5] .
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 38 ب، البداية والنهاية 14/ 15.
[2] جاء في الدرّ الفاخر 46 «أرسل الله تعالى على التتار من الأمطار والثلوج بحيث أقامت عليهم أحدا وأربعين يوما ليلا ونهارا. وذكر أنه وقع عليهم ثلج أحمر لم يعهدوا بمثله» ، و «استصحى» : دعا بالصّحو. والخبر في: المقتفي 2/ ورقة 38 ب، وانظر تفاصيله في عقد الجمان (24) 127، 128، والنجوم الزاهرة 8/ 132.
[3] منزلة بين القاهرة ودمشق كان ينزل فيها السلطان.
[4] التحفة الملوكية 160، نزهة المالك والمملوك، ورقة 121، وهو ضبط «بدعرش» ، العبر 5/ 408، والنجوم الزاهرة 8/ 131، البداية والنهاية 14/ 15، عقد الجمان (4) 128، 129.
[5] المقتفي 2/ ورقة 38 ب، العبر 5/ 408، 409، المختصر في أخبار البشر 4/ 45، مرآة الجنان 4/ 234، البداية والنهاية 14/ 15، السلوك ج 1 ق 3/ 908، النجوم الزاهرة 8/ 131.

(52/100)


سفر ابن تيمية إلى القاهرة
واستهلّ جُمَادَى الأولى والنّاس فِي حالةٍ اللَّهُ بها عليم، فخرج يومئذٍ شيخنا ابن تيمية إلى المَرْج، واجتمع بنائب السَّلْطَنَة وسكنه وثبته، وأقام عنده يومين، ثُمَّ ساق على البريد إلى السّلطان فلم يُدركه، وفات الأمر، فساق إلى القاهرة ودخلها يوم دخول الجيش [1] .
سفر أهل دمشق وجفلهم
ويوم سابع جُمَادَى الأولى قَدِمَ بكتَمُر السّلحدار فِي ألف فارس، وتيقّن النّاس رجعة المصريين إلى بلادهم. واستمرّوا فِي الكرْي والسَّفَر والجفْل من البلد أُمم عظيمة [2] .
ويوم التّاسع من الشهر أصبح النّاس فِي خوفٍ مفرط، وذلك أنّ والي البلد ابن النّحاس جفل النّاس بنفسه، وصار يمرّ على التّجار فِي الأسواق ويقول: أيش قعودكم؟ ومن قدر على السّفر فليبادر.
ثُمَّ نودي فِي البلد بذلك الظُّهر فصاح النّساء والأولاد، وغُلِّقت الأسواق، وبقي النّاس فِي كآبةٍ وخَمْدَة، وقالوا: عسكر المسلمين قد فرط فِيهِ الأمر، المصريون قد رجعوا، وعسكر الشَّام لا يقوم بمُلْتَقَى قازان لو بيتوا، كيف وهم عازمون على الهرب؟ والنّائب الأفرم من عزمه الملتقى لو ثبت معه الجيش، أمّا إذا خذلوه واندفعوا بين يدي العدو فما حيلته.
وتحدّث النّاس أنّ قازان يركب من حلب إلينا فِي عاشر جُمَادَى الأولى [3] .
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 38 ب، 39 أ، العبر 5/ 409، البداية والنهاية 14/ 15، عقد الجمان (4) 130.
[2] المقتفي 2/ ورقة 39 أ، وفيه زيادة: «وفي بكرة يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى وصل نائب بعلبكّ ومعه جماعة من الرجال» .
[3] المقتفي 2/ ورقة 39 أ، ب، دول الإسلام 2/ 205، البداية والنهاية 14/ 15، 16، النجوم

(52/101)


ازدحام قلعة دمشق بالخلق
ودخل القلعة فِي هذا اليوم خلق كثير بأقواتهم وأموالهم حَتَّى ضاقت بالخلْق، وانزحمت حَتَّى رَضِيَ كثير من النّاس بأن يصح لهم مكانٌ لجلوسهم لا يمكنهم فِيه النّوم. وحاروا فِي أمرهم وبَوْلهم.
ثُمَّ نودي فِي عاشر الشهر: مَنْ قَصْدُه الجهاد فليقعُدْ ويتهيّأ له، ومن هُوَ عاجز فَلْيَنْجُ بنفسه [1] .
هرب الأعيان إلى مصر
ثُمَّ خرج من القلعة خلْقٌ ممّا حلّ بهم من الضَّنْك والويل، وهجوا إلى مصر والقلاع. وسافر من تبقّى في البلاد من الكبار الَّذِينَ جلسوا جرائد.
فسافر قاضي القضاة ابن جماعة، والقاضي نجم الدّين ابن صصرى، والقاضي شمس الدّين ابن الجريريّ، وشرف الدّين ابن القلانسيّ، ووجيه الدين ابن المُنَجّا [2] .
واستناب ابن جماعة فِي القضاء والخطابة التاج الجعبريّ، والبرهان الإسكندرانيّ [3] .
تحريض الأمراء على الثبات
وطلع إلى المَرْج الشَّيْخ زين الدِّين الفارقيّ، والشيخ إِبْرَاهِيم الرقيّ، والشيخ مُحَمَّد بْن قوام، والشيخ شرف الدِّين ابن تيمية وابن حبارة [4] ، وطائفة، وحرضوا الأفرام على الثَّبات، وشكوا إليه ما نزل بالنّاس وما هم فيه
__________
[ () ] الزاهرة 8/ 132.
[1] المقتفي 2/ ورقة 39 ب، العبر 5/ 409، البداية والنهاية 14/ 16، السلوك ج 1 ق 3/ 909.
[2] المقتفي 2/ ورقة 39 ب، دول الإسلام 2/ 205، البداية والنهاية 14/ 16.
[3] المقتفي 2/ ورقة 40 أ.
[4] في البداية والنهاية 14/ 16 «ابن خبارة» .

(52/102)


من الجلاء. فتألَّم لذلك ووعد بخير. ثُمَّ قصدوا الأمير مُهنّا، وساقوا وراءه فِي البريّة مسيرة يومين عن البلد، فاجتمعوا به، وقوّوا عزمه على الرجوع وملتقى العدو مع الأفرم، فأجابهم.
ونالهم فِي البرية خوْف وخرج عليهم حرامية العرب وشهروا عليهم السلاح وسلّمهم اللَّه. ثُمَّ قَدِمَ الأمير عزَّ الدِّين الحَمَويّ بجماعته من صَرْخَد [1] .
الإيقاع بِيَزَك التَّتَار
وفي سابع عشره وقع يَزَك الحَمَويّ على عيارة التَّتَار فنصرهم اللَّه، وقُتِل من التَّتَار نحو المائة [2] ، وقيل أكثر من مائتين، وأسروا من التّتار بضعة عشر نفسا. ووقعت بطاقة بذَلِكَ، وبأنّ الطاغية قازان ردّ من حلب، وأنّه عدّى الفُرات إلى أرضه فِي حادي عَشْر الشهر [3] .
وطلب متولي حماة نجدة ومددا ففرح النّاس وبلعوا ريقهم، والتجئوا إلى اللَّه فِي كشْف ضُرّهم [4] .
تراجع التَّتَار وتخلُّفهم
ثُمَّ وصل البريد في تاسع عَشْر وأخبر بتحقيق ذَلِكَ [5] ، وأن التَّتَار المتخلفين فِي بلاد حلب خَلْقٌ كثير لكنهم في نهاية الضّعف والبرد والثّلوج [6] .
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 40 أ، البداية والنهاية 14/ 16.
[2] دول الإسلام 2/ 205.
[3] المقتفي 2/ ورقة 40 أ، ب، البداية والنهاية 14/ 16.
[4] المقتفي 2/ ورقة 40 ب، دول الإسلام 2/ 205.
[5] حتى هنا في المقتفي 2/ ورقة 40 بن.
[6] تاريخ سلاطين المماليك 83، 84، المختصر في أخبار الشبر 4/ 45، 46، دول الإسلام 2/ 205، العبر 5/ 408، 409، الدر الفاخر 45- 47، تاريخ ابن الوردي 2/ 249، مرآة الجنان 4/ 234 نهاية الأرب 27/ 414، تذكرة النبيه 1/ 233، تاريخ ابن خلدون

(52/103)


الغلاء بدمشق
وغلا اللّحم فِي هذه الجمعة بدمشق حَتَّى بلغ الرطْل تسعة دراهم، وحتى أبيع رأسان بخمسمائة درهم، ونزلت الغلّة بسب الجفل إلى مائة درهم [1] .
واستهل شُباط والأمطار فِي غاية الكَثْرة.
نجاح مهمّة ابن تيميّة فِي مصر للجهاد
وفي الخامس والعشرين من جُمَادَى الأولى وصل كتاب ابن تيمية بأنّه دخل القاهرة فِي سبعة أيام، واجتمع بأركان الدّولة، وحصل بتحريضه وترغيبه وترهيبه خير، وتحرّكت هِمم الأمراء واعتذروا، ونودي فِي القاهرة بالغزاة، وقوي العزم. وأنّه نزل بالقلعة. ثُمَّ وصل إلينا يوم السّابع والعشرين من جُمَادَى الأولى [2] .
ثُمَّ خرج النّاس من القلعة ووقعت الطّمأنينة، والحمد للَّه [3] .
وبَطَّل النّاس القُنُوت فِي ثالث جُمَادَى الآخرة. ومشت الأحوال [4] .
عودة الأفرم والأمراء إلى دمشق
ثُمَّ فِي ثالث عشره دخل الأفرم من المرج بعد أن أقام به أربعة أشهر، ودخل معه بكتَمُر السّلحدار، وعزّ الدِّين الحَمَويّ، وبهاء الدِّين يعقوبا. وشرعَ الجفّال يجيئون من الصّبيبة والحصون [5] .
__________
[ () ] 5/ 415، السلوك ج 1 ق 3/ 908، 909، النجوم الزاهرة 8/ 131، 132، تاريخ ابن سباط 1/ 522، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 409، تاريخ الأزمنة 281، شذرات الذهب 5/ 455، زبدة الفكرة 351، المقتفي 2/ ورقة 40 ب.
[1] المقتفي 2/ ورقة 40 ب، دول الإسلام 2/ 206، العبر 5/ 409، مرآة الجنان 4/ 234.
[2] المقتفي 2/ ورقة 40 ب.
[3] المقتفي 2/ ورقة 41 أ.
[4] المقتفي 2/ ورقة 41 ب.
[5] المقتفي 2/ ورقة 42 أ.

(52/104)


عَيْث التَّتَار بالمراعي بنواحي دربساك
هذا والتّتار نازلون بناحية دَربساك وبغْراس يتنقلون فِي المراعي يعيثون، ولا لهم من يمنعهم ولا من يطردهم. وما جاوزوا الفُرات إلى ثاني رجب [1] .
عودة المجرّدين بحمص
وفي حادي عَشْر رجب دخل الأمراء المجرَّدون بحمص، واستيقن النّاس خروج التَّتَار من الشَّام [2] ، وسلم اللَّه.
الشروط على أهل المذمّة
وفي شعبان قرئِت الشروط على أهل الذّمة بحضور الأفرم والقضاة، وحصل اتّفاق على عزلهم من الولايات، ومنعهم من ركوب الخيل، ومن العَذَبات، ثُمَّ أُلزِموا بلبْس الأصفر والأزرق من العمائم، فبادروا إلى ذَلِكَ.
واستمرّ هذا من حينئذٍ [3] .
دخول أقجبا قلعة دمشق
وفي رمضان دخل سيف الدِّين أقجبا المَنْصُورِيّ القلعة وجعِل شريكا لأرجواش [4] .
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 42 أ.
[2] قال البرزالي: «واستهل رجب وأنا ببعلبكّ ووردت بطاقة إلى هناك بتأخر التتار عن بلاد حماة وحلب، وكان الناس ببعلبكّ يقنتون في الصلوات الخمس» (المقتفي 2/ ورقة 43 أ) .
[3] خبر أهل الذمة في: تاريخ سلاطين المماليك 84- 86، والدرّ الفاخر 47- 51، والمختصر في أخبار البشر 4/ 46، ونهاية الأرب 29/ ورقة 330 أ (31/ 416- 420) ، ودول الإسلام 2/ 206، وتاريخ ابن الوردي 2/ 249، ومرآة الجنان 4/ 234، والبداية والنهاية 14/ 66، وتذكرة النبيه 1/ 233، وتاريخ الخميس 2/ 425، والسلوك ج 1 ق 3/ 909- 913، والنجوم الزاهرة 8/ 132- 135، وتاريخ ابن سباط 1/ 523، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 408، وتاريخ الأزمنة 282، وزبدة الفكرة 352، والتحفة الملوكية 161، والمقتفي 2/ ورقة 45 أ، ومنتخب الزمان 2/ 377، 378، وعقد الجمان (4) 140، 141.
[4] المقتفي 2/ ورقة 45 ب.

(52/105)


ولاية قضاء الحنفية
وفي ذي القعدة وُلّي قضاء الحنفية جلال الدِّين الروميّ موضع ابن الجريريّ، ولاه النائب والوزير الأمير شمس الدِّين الأعسر، وكان قد قَدِمَ ثُمَّ توجّه إلى البلاد الشماليّة يكشفها ورجع بعد شهر [1] .
قدوم رسول قازان
وقدِم رسول الملك قازان فجُهِّز إلى الدّيار المصرية [2] ، والله يجمع كلمة الإسلام في خير وعافية.
وهذا آخر ما قضى اللَّه لي تأليفه من كتاب تاريخ الإِسْلَام، والحمد للَّه عَلَى الإتمام.
والصلاة عَلَى نبينا مُحَمَّد وآله والسلام.
فرغت مِنْهُ فِي جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وسبعمائة قاله محمد بن أحمد بن عثمان
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 46 أ، البداية والنهاية 14/ 16 وفيه «ابن الحريري» بالحاء المهملة.
[2] نهاية الأرب 31/ 426، الدرّ الفاخر 51، المقتفي 2/ ورقة 46 ب، البداية والنهاية 14/ 17.

(52/106)


بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن الحَسَن [1] بْن أَبِي البركات مُحَمَّد بْن الحسن بْن عَبْد الله بْن الجباب.
السعدي.
روى عن مظفر الفويّ.
ومات بالإسكندرية.
2- أَحْمَد بْن سَعْد بْن سُلَيْمَان.
العَدْل، تقيُّ الدِّين ابن البوُريّ، البغداديّ، التاجر.
وُلِدَ سنة خمسٍ وثلاثين وستمائة.
وقدِم دمشق تاجرا، فحدَّث عن: أبي مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أبي السعادات القزّاز، وعلي بن أحمد النّيليّ المؤدِّب.
سمع منه: أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي شوال.
3- أَحْمَد الصّاحب تاج الدِّين ابن المولى شرف الدِّين سَعِيد بْن شمس الدّين محمد ابن الأثير [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب.
[2] انظر عن (ابن الأثير) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 178 أ، ب (المطبوع 291) ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 23 رقم 34، والمختار من تاريخ ابن الجزري 357، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 146، 147 رقم 69، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 192 ب، ونهاية الأرب 31/ 246،

(52/107)


الحلبيّ، الموقع، كاتب السّرْ.
تُوُفّي بغزة ذاهبا إلى القاهرة فِي شوال.
وكان كبير القدر، رفيع الذَّكْر، وزير السّرِّ، عديم الشرِّ.
وبيت ابن الأثير هَؤُلَاءِ غير بيت ابن الأثير الَّذِينَ بالمَوْصل.
تُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي تاسع عَشْر الشهر. ولي كتابة السّرّ بعد فتح الدِّين ابن عَبْد الظاهر شهرا، ولحقه.
ثُمَّ ولى بعده ولده عماد الدِّين إِسْمَاعِيل، وطلب القاضي شرف الدين عبد الوهّاب ابن فضل الله وأشرك بينهما، ثمّ استقلّ ابن فضل اللَّه بمفرده.
وصُرِف عماد الدِّين إلى التوقيع.
4- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [1] بْن أَحْمَد.
الرحبيّ، البطائحي، أبو الْعَبَّاس، شيخ الأحمدية بالقاهرة.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
وقد رُوِيَ عن سِبْط السِّلَفيّ. وقدِم دمشق فِي دَسْت الإكرام والمشيخة، وكان قد ربط الملك الأشرف وراج عليه [2] .
5- أحمد بن الجمال مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يُمْن.
الفَرضي، العدل، شمس الدِّين سِبْط القاضي صدر الدِّين ابن سَنِيّ الدّولة.
له سماع من: الرشيد بْن مَسْلَمَة، ولي خطابة المِزّة مدّة، وشهد تحت الساعات.
تُوُفّي بوادي فحمة فِي شعبان.
__________
[ () ] والبداية والنهاية 13/ 331، وعيون التواريخ 23/ 129، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 113، وتذكرة النبيه 1/ 122 و 158، وتاريخ ابن الفرات 8/ 147، والسلوك ج 1 ق 3/ 781، وعقد الجمان (3) 145، والمنهل الصافي 1/ 300 رقم 160، والنجوم الزاهرة 8/ 24.
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 194 أ.
[2] وقال البرزالي: «وكان كثير السكون لا يتكلم كثيرا» .

(52/108)


6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يونس [1] .
يحوّل إلى هنا من سنة لرر [2] وتسعين.
7- أَحْمَد بْن أبي بَكْر [3] بْن مكي بْن عَبْد اللَّه.
العَدْل شهابُ الدِّين ابن المرحل الشافعيّ، الدّمشقيّ.
تُوُفّي يوم عيد الفطر بدمشق. وكان يشهد تحت السّاعات. وهو والد الفقيه بهاء الدِّين.
8- أَحْمَد بْن يحيى [4] بْن علي.
العَدْل، شهاب الدِّين الحضْرميّ، الدمشقيّ.
تُوُفّي فِي سلْخ المُحَرَّم.
وقد رُوِيَ عن الرشيد بْن مَسْلَمَة.
وتُوُفيّ أخوه الزّين يحيى فِي ربيع الأول، وكان يروي أيضا عن ابن مَسْلَمَة [5] .
9- أَحْمَد بْن يُوسُف [6] بْن يَعْقُوب بْن علي الأستاذ، أبو جَعْفَر الفِهْريّ، اللَّبِليّ [7] . أحد المشاهير بالمغرب. وُلِدَ بلَبَلَة من الأندلس عام ثلاثة عشر وستمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يونس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 195 ب.
[2] لرر: اثنتين.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي بكر) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 357، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 147 بالحاشية، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 192 أ.
[4] انظر عن (أحمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ.
[5] وقال البرزالي: «وكان من العدول تحت الساعات وفيه فضيلة ... رافقته أيضا أشهرا قليلة» .
[6] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: برنامج الوادي آشي، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 147 رقم 70، ولم يذكره كحالة في «معجم المؤلفين» مع أنه من شرطه.
[7] اللبلي: نسبة إلى لبلة، مدينة حسنة متوسطة القدر قديمة في غرب الأندلس، تبعد عن طليطلة مرحلة واحدة، مقدار عشرين ميلا، وتعرف بالحمراء، وبينها بين البحر المحيط ستة أميال. (الروض المعطار 507 و 508) .

(52/109)


وأخذ بإشبيليّة عن: أبي علي الشُّلُوبين، وأبي الحسن بْن الدّباج.
وبلبَلة عن: يحيى بْن عَبْد الكريم الفَنْدَلاويّ.
وببجاية عن: أبي الْحُسَيْن بْن السّراج.
وبتونس عن: أَحْمَد بْن علي البلاطيّ.
وبالإسكندرية عن: السِّبْط، والمُرْسيّ.
وبمصر عن: مُحَمَّد بْن لبّ بْن خيْرة، والزّكي المنذريّ، وابن عبد السّلام.
وبدمشق عن: الشرف الإربليّ، وعن: الخُسْروشاهيّ المتكلم.
ومن تواليفه: كتاب «شرح الفصيح» ، وكتاب «مستقبلات الأفعال» ، وجَمع مشيخة. وله عقيدة صغيرة.
قال أبو عَبْد اللَّه الوادياشيّ: أخذت عَنْهُ سَمَاعًا وإجازة، وانتفعت به.
مات فِي غُرّة المُحَرَّم بتونس، ودُفِن بداره، رحمه اللَّه تعالى.
10- إِبْرَاهِيم بْن أياز [1] .
النّظاميّ، الحَلَبِيّ.
روى عن: يوسف بن خليل.
ومات بمصر في جُمَادَى الآخرة [2] .
11- إِبْرَاهِيم بْن براق [3] بْن طاهر.
الشرف الصّالحيّ.
حدُّث عَنْ: ابن اللَّتّيّ، وجعفر.
ومات في المحرّم. وحدَّث بالحجاز وبظاهر عكّا.
وكان يشهد.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أياز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 أ.
[2] وقال البرزالي: «روى الجزء الدارع عن ابن خليل. ومولده بحلب في عاشر المحرم سنة أربع وثلاثين وستمائة» .
[3] انظر عن (إبراهيم بن براق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 أ، ب.

(52/110)


12- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه [1] بْن عَبْد المنعم بْن أمين الدّولة.
العَدْل، كمال الدِّين، أبو إسحاق الحَلَبِيّ.
رحل مع الحلبيّين إلى بغداد.
وسمع من: أبي إسحاق الكاشْغَريّ، وابن الخازن، وموهوب بْن الجواليقيّ.
وحدَّث بمصر وبها تُوُفّي فِي السّادس والعشرين من المُحَرَّم [2] بالمارستان المَنْصُورِيّ.
وكان له فضيلة. درس بالحلاوية بحلب.
حمل عَنْهُ: سَعْد الدِّين الحارثيّ، وابن سامة، وطائفة.
13- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن أَحْمَد.
الشَّيْخ العابد، زكيُّ الدِّين ابن المَعَريّ، البَعْلَبَكيّ.
وُلِدَ سنة تسعٍ وستمائة.
وسمع حضورا من الشَّيْخ الموفَّق.
قرأتُ ترجمته بخط شيخنا أمين الدِّين مُحَمَّد بْن خولان: زكيّ الدِّين أبو إسحاق من أعيان العدول والعلماء العاملين. صحب الفقيه اليُونيْني وقرأ عليه «المقنع» . وصحب الشَّيْخ محمد بْن الشَّيْخ عَبْد اللَّه اليُونيْني، والشيخ عثمان.
وسمع الكثير على الشَّيْخ البهاء، وابن رواحة. ولم يتزوج قطّ، ولا
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 123، 124، رقم 46، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 114، وتذكرة النبيه 1/ 155، والسلوك ج 1 ق 3/ 781.
[2] مولده سنة عشرين وستمائة بحلب. (المقتفي) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 192 ب، 193 أ، وذيل التقييد 1/ 430 رقم 842، وشذرات الذهب 5/ 418، والديباج للختلي 126، 127، والعبر 5/ 371، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 329، والمنهج الأحمد 405، ومشيخة عبد القادر اليونيني، ورقة 32، والدر المنضد 1/ 435 رقم 1157، وتاريخ بعلبكّ 2/ 19، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 214 رقم 28.

(52/111)


اشتغل بشيءٍ من المكاسب. وكان قَنُوعًا، يقوم اللّيل، ويصوم كثيرا. وغالب أيّامه يقرأ نصف ختمة.
صحبْتُه قريبا من عَشْر سِنين، كِلانا فِي بيتٍ واحد، ولم أعلم أنّه قرأ فِي يومٍ أقل من سُبْعي خَتْمة سوى التّسبيح والأذكار.
وما رأيته نام على جنْبه الأيسر قَطّ.
وقال فِي مرضه الَّذِي مات فيه: قد عملت كَمَا قال اللَّه سبحانه فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ 64: 16 [1] . وقد اتقيت الله ما استطعت، وما أعلم أني فعلت كبيرة قَطّ.
ومات بالإسهال فِي سابع شوّال، رحمه اللَّه تعالى.
14- إبراهيم ابن مجد الدين أبي الفتح نصر الله بن أَحْمَد بْن رسلان.
ابن البَعْلَبَكيّ برهان الدِّين.
مات بصفر.
روى عن ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، وابن المقير.
15- إدريس بْن مُحَمَّد [2] بْن عبد العزيز.
الشريف، أبو الفضل الْحُسَيْنيّ، الإدريسيّ.
مات فِي أول المُحَرَّم [3] بالقاهرة، وهو أخو شيخنا جعفر.
سمع وروى عن ابن باقا [4] .
وكان يمدّ فِي الذهب [5] بالقاهرة.
16- أسماء بِنْت أبي بَكْر [6] بْن يونس.
الدّمشقية، عمّة شيخنا أبي علي بْن الخلال.
__________
[1] سورة التغابن الآية 16.
[2] انظر عن (إدريس بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 أ.
[3] مولده في سنة سبع عشرة وستمائة.
[4] وقال البرزالي: «سمعت منه الأحاديث الأربعة الموافقات من مسند الشافعيّ رضي الله عنه» .
[5] في المقتفي: «في شريط الذهب» .
[6] انظر عن (أسماء بنت أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 أ.

(52/112)


روت عن: ابن اللَّتّيّ، وجعفر الهمْدانيّ.
سمع منها: المزيّ، وابن تيميّة، والبرزاليّ، وجماعة.
وتوفيت في سابع المحرم [1] .
17- إسماعيل بن إلياس [2] بن أحمد.
مجد الدّين التّنوخيّ، الذهبيّ.
رجل صالح، انقطع في بستانه بقصر اللباد مدّة. وما رأيته قطّ.
ذهبت مع أبي غيره مرة يعوده وأقف بالدابة.
حدث عن: ابن المقير، وابن باسويه، وسالم بْن صَصْرَى.
سمع منه: الشَّيْخ عليّ المَوْصِليّ، والبِرزاليّ، والجماعة.
ومات فِي شوال ببستانه.
18- إِسْمَاعِيل ابْن شيخنا بهاء الدِّين مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن البرزاليّ [3] .
أبو طاهر الشافعيّ. شابٌّ، فاضل، دين.
وُلِدَ سنة إحدى وسبعين وحفظ القرآن.
وسمع من: أَحْمَد بْن أبي الخير، والقاسم الإربليّ، والشيخ شمس الدِّين ابن أبي عُمَر، وطائفة مع أخيه الحافظ علم الدّين.
وأسمعه الكتب السّتة و «المسند» كلّه، و «دلائل النُّبُوّة» للبَيْهَقِيّ.
وحفظ أكثر «التّنبيه» .
ومرض بالسّلّ ستّة أشهر، وحصل له فِي المرض إقبال على الطّاعة وملازمة للفرائض، حَتَّى كان يُصّلى إيماء. وقال له والده قبل موته بيوم:
أيش تريد؟ قال: أشتهي أن يغفر اللَّه لي. وأن تقرأ وتهدي إليَّ. فكان أَبُوهُ يقرأ كل يومٍ سُبْعًا ويهديه إليه إلى أن مات أبوه.
__________
[1] وقال البرزالي: «أجازها جماعة من بغداد، وديار مصر، ودمشق، وكانت امرأة صالحة خيرة، وهي زوجة ابن الوزان. سمعت منها أمالي ابن شقران وغير ذلك» .
[2] انظر عن (إسماعيل بن إلياس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 193 ب.
[3] انظر عن (إسماعيل بن البرزالي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 194 ب، 195 أ.

(52/113)


ولما احتضر كان يقرأ معهم بمشقة سورة يس. ثُمَّ قال لوالده: السّاعة أموت فأحضروا المغسل. فقال له أَبُوهُ: إنّه لا يحضر معنا إلا بعد الموت فقال: أَنَا والله ميّتٌ فِي هذه الساعة فأسرعوا. ثُمَّ أُذِّنت العصر فأجاب المؤذِّن وقال: إني والله أحب لقاء الله، وأنا أرواح إلى دار السّعادة. وكرّرها، ثُمَّ قال: هذه دار الشقاء تُتِعب وتقتل، ثُمَّ غمض عينيه ومات فِي ذي الحجّة [1] .
حرف الباء-
19- الفقيه بكران [2] .
خطيب زَمْلَكا.
تُوُفّي بالقرية المذكورة فِي العشرين من المُحَرَّم.
- حرف الجيم-
20- جرمك [3] .
النّاصريّ. من كبار الأمراء.
مات فِي هذه السَّنَة.
21- جَعْفَر بْن القَاسِم [4] بْن جَعْفَر بْن علي بْن جَيْش [5] .
الشَّيْخ رضي الدِّين، أبو الفضل الرَّبَعيّ، الحرانيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ المقرئ المجود، الكاتب المعروف بابن دبوقا.
__________
[1] وقال البرزالي: «وكتب مصحفا كريما بخط حسن، ونسخ غير ذلك» .
[2] انظر عن (الفقيه بكران) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 ب.
[3] انظر عن (جرمك) في: نهاية الأرب 31/ 245، وزبدة الفكرة 291، وتاريخ ابن سباط 1/ 500.
[4] انظر عن (جعفر بن القاسم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 130- 133 رقم 58، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 187 ب، والعبر 5/ 372، ومعرفة القراء الكبار 2/ 706، 707 رقم 675، والمشتبه 1/ 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، والإعلام بوفيات الأعلام 289، وعيون التواريخ 23/ 121- 123، والوافي بالوفيات 11/ 124 رقم 205، وغاية النهاية 1/ 194 رقم 894، ونهاية الغاية، ورقة 37، وعقد الجمان (3) 138- 140، وتوضيح المشتبه 4/ 12، 13، والنجوم الزاهرة 8/ 36، والمنهل الصافي 4/ 369 رقم 846، وشذرات الذهب 5/ 418، وذيل العبر 4/ ورقة 37- 39.
[5] في المقتفي: «حبيش» ، وفي ذيل المرآة: مهملة.

(52/114)


وُلِدَ فِي حدود العشرين وستمائة [1] ، وقرأ القراءات على السَّخاويّ.
وتعانى الكتابة والخدم. ثُمَّ أضرّ فِي آخر عُمُره، وانقطع إلى الإقراء والإمامة بمسجده الَّذِي برأس الخواصين. وكانت حلقة إقرائه عند المكان المعروف بقبر هود من الجامع.
وكان شيخا حَسَنًا، طويلا، مليح الأخلاق، مُوَطَّأ الأكناف، فصيح التّلاوة، له عبادة ومعرفة متوسّطة بالقراءات. وله مشاركة فِي العِلم والأدب [2] .
قرأ عليه البرهان ابن الكحال، وغيره.
وقرأ عليه ببعض الروايات صاحبنا بدر الدِّين ابن بصحان النَّحْويّ.
وروى الحديث عن: السَّخاويّ، وغيره.
سمع منه: البِرزاليّ، وقرأ عليه القرآن أيضا.
وكنت فِي أيامه أقرأ للسُّوسيّ، على الشَّيْخ مُحَمَّد الضّرير.
تُوُفّي فِي السادس والعشرين من رجب.
22- جلال الدِّين الخبازيّ [3] .
واسمه عُمَر بْن مُحَمَّد بْن محمد بن عمر أبو محمد الخجنديّ، الماوراءنهريّ، الحَنَفِيّ. أنبأني الفَرَضيّ أنّه كان فقيها، زاهدا، عابدا، متنسّكا، عارفا بالمذهب صنَّف فِي الفقه والأصلين. ودرس بالعزّيّة الّتي على الشرف بدمشق.
ثُمَّ حجّ وجاور سنة. ثُمَّ ردَّ إلى دمشق، ودرّس بالخاتونية التي على
__________
[1] ورد في هاشم الأصل بخط مختلف: «قال الفرضيّ: مولده بحرّان في يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة 621» .
[2] جاء في الهامش: «لكن حدثني شمس الدين الرقي أنه كان يدخل في السيمياء والسحر» .
[3] انظر عن (جلال الدين الخبازي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 195 ب، والبداية والنهاية 13/ 331، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 35، والجواهر المضية 1/ 398، والدارس 1/ 504- 506، وكشف الظنون 1749 و 2033، والفوائد البهية 151، وشذرات الذهب 5/ 419، ومعجم المؤلفين 7/ 315.

(52/115)


الشرف القِبليّ إلى أن تُوُفّي لخمسٍ بقين من ذي الحجة. ودُفِن بمقابر الصُّوفيّة عن اثنتين وستين سنة.
قلت: درس بخُوارزم، وأعاد بالنّظامية ببغداد. مولده بحلب يوم الجمعة الثاني من رجب سنة أربع وعشرة وستمائة.
حرف الحاء
23- حاتم بْن الْحُسَيْن [1] بْن مرتضى بْن أبي الجود حاتم.
الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي بمصر فِي ربيع الآخر.
وحدَّث عن جَدّه.
سمع منه الفَرَضيّ وكنّاه أَبَا الجود.
24- حَرمة [2] بِنْت تمام بْن إِسْمَاعِيل بْن تمام.
أم مُحَمَّد [3] السُّلَميّة، الدّمشقية.
امرأة صالحة عابدة، ذات أورد وخير.
وُلِدت فِي حدود الستَمائة، وعُمِّرت دهرا. وروت بالإجازة عن: عين الشمس الثقفية، وابن الأخضر، وجماعة.
سمع منها: البرزاليّ، وابن سيد النّاس، والشيخ كمال الدِّين ابن الزَّمْلِكانيّ، وجماعة.
توفيت في شوّال.
__________
[1] انظر عن (حاتم بن الحسين) في: المقتفي للبرازلي 1/ ورقة 183 أ.
[2] انظر عن (حرمة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 193 أ.
[3] في المقتفي: «أم أحمد» .

(52/116)


- حرف الدال-
25- دَاوُد بْن مَسْعُود [1] بْن أبي الفضل.
الأجل، سيف الدّين ابن التبنيّ.
تُوُفّي فِي صَفَر. وكان يجلس عند شبّاك الكامليّة.
روى عَنْهُ ابن اللَّتّيّ.
وكان رجلا عاقلا من أولاد النّاس.
تُوُفّي فِي عَشْر الثمانين [2] .
- حرف السين-
26- سابق الدِّين [3] الميْدانيّ.
من كبار أمراء دمشق.
وكان شيخا تركيا قد شاخ وابيضت لحيته.
وهو معروف بالشجاعة والفُروسيّة.
تُوُفّي فِي شوّال.
وكان عَلَمه أبيض، وداره بقرب حمام كُرْجي.
27- سَعْد اللَّه بْن مروان [4] بْن عَبْد اللَّه بْن خير.
الصدر، الأديب، العلّامة، سَعْد الدِّين الفارقيّ، الكاتب.
كان منشئا، بليغا، وشاعر محسِنًا. وكان عدلا من كبار الموقّعين بالدّيار المصرية.
__________
[1] انظر عن (داود بن مسعود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 أ.
[2] مولده يوم الجمعة ثاني رجب سنة أربع عشرة وستمائة بحلب.
[3] انظر عن (سابق الدين) في: نهاية الأرب 31/ 246، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 192 أ.
[4] انظر عن (سعد الله بن مروان) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 78 رقم 118، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 137- 142 وفيه شعر كثير، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 ب، والعبر 5/ 372، والوافي بالوفيات 15/ 187، وفوات الوفيات 1/ 341 رقم 137، وعيون التواريخ 23/ 125- 128، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 114، وتذكرة النبيه 1/ 157، 158، والسلوك ج 1 ق 3/ 781، وشذرات الذهب 5/ 418، وذيل المرآة 4/ 42- 48.

(52/117)


سمع مع أخيه الشَّيْخ زين الدِّين من: كريمة، وابن رواحة، وابن خليل، وجماعة.
وحدَّث بمصر ودمشق وبها تُوُفّي فِي منتصف رمضان ودُفِن بسفح قاسيون رحمه اللَّه. مات فِي الكهولة.
28- سُلَيْمَان بْن ثابت [1] بْن منيع.
الفقير.
حدّث عن ابن رواج.
ومات بمصر.
29- سُليمان بْن عَبْد اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حمزة.
الشيخ بهاء الدّين، أبو المجد البرهانيّ، الحَمَويّ، سِبْط عليّ بْن الحَبَقْبَق الدمشقيّ.
سمع من: زين الأمناء، وابن غسّان، والنّصاح بْن الحنبليّ، والفخر ابْن الشَّيْرجيّ، وكريمة بِنْت الحَبْقَبق، وأختها صفية.
أخذ عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ [3] ، والجماعة.
ومات فِي أوائل شعبان.
30- سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد [4] .
الفقير، الحريريّ، المغربل، المعروف بالغث.
من مشاهير الفقراء المداخلين للأمراء. وكان يَصْحب الشُّجاعيّ، وله صورة، وفيه مَزْدَكة وقلة خير.
تُوُفّي فِي رمضان، وصُلّي عليه بدمشق عقيب الجمعة. ولعله رحم بذلك.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن ثابت) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 ب.
[2] انظر عن (سليمان بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 188 أ.
[3] وقال البرزالي: «سمعت منه بحماة ودمشق. ومولده في آخر سنة ست عشرة وستمائة أو أول سنة سبع عشرة» .
[4] انظر عن (سليمان بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 189 ب، 190.

(52/118)


مات فِي الكهولة، رَأَيْته وكان مليح الشَّكل.
31- سُنْقُر الأشقر [1] .
الأمير الكبير، الملك الكامل، شمس الدِّين الصّالحيّ. من أعيان البحرية.
حبسه الملك النّاصر بحلب أو غيرها. فَلَمّا استولى هولاكو على الشَّام وجده محبوسا فأخرجه وأنعم عليه وأخذه معه، فبقيَ عند التَّتَار مُكَرَّمًا، وتأهَّل وجاءته الأولاد.
ثُمَّ حرص الملك الظاهر خُشْداشه على خلاصة، فوقع ابن صاحب سيس فِي أسره، فاشترط على والده أن يسعى فِي خلاص سُنْقُر الأشقر.
وجرت فصول قد ذكرناها، ويسرّ اللَّه وخُلّص، وقدِم، فأكرمه الملك الظاهر، وسُرّ بقدومه، وأعطاه مائة فارس.
ثُمَّ وُلّي نيابة دمشق سنة ثمانٍ وسبعين. ثُمَّ تسلطن بدمشق فِي آخر.
السَّنَة. وجرت له أمور ذكرنا أكثرها فِي الحوادث.
وآخر أمره أن الملك الأشرف صلاح الدِّين فِي آخر العام خنقه.
رَأَيْته شيخا أشقر، كبير اللحية، ضخما، سمينا، على عينيه شعرية من الرمد.
وكان بطلا شجاعا كريما محببا إلى الرعية، قليل الأذيّة. خلف عدة أولاد وبعضهم أمراء. وله ابن فِي التَّتَار من مقدَّميهم. وأما رَنْكُه فجاخ أسود بين أبيضين، ثُمَّ فوقه، وتحته أحمر.
__________
[1] انظر عن (سنقر الأشقر) في: نهاية الأرب 31/ 245، وزبدة الفكرة 290، 291، وتاريخ ابن سباط 1/ 500، ومنتخب الزمان 2/ 369، وتالي كتاب وفيات الأعيان 85، 86 رقم 127، والوافي بالوفيات 15/ 49 رقم 856 ودرة الأسلاك 1/ ورقة 182، وتذكرة النبيه 1/ 154، والسلوك ج 1 ق 3/ 781، 782، والدرة الزكية 340، وتاريخ ابن الفرات 8/ 151، والمنهل الصافي 1/ 87- 95 رقم 1123، والدليل الشافي 1/ 327 رقم 1120، والبداية والنهاية 13/ 330.

(52/119)


ومات يوم مات وقد قارب السّبعين أو جاوزها.
وكان مُصافيًا للظاهر وهما أجناد وبينهما ودّ. ثُمَّ كان نظيرا للظاهر فِي أيام المعزّ. ولمّا تملك الظاهر تذكر صُحبته له، واشتاق إليه، وبلغة بقاؤه مع التَّتَار فحرِص على خلاصة كَمَا ذكرنا.
ذكر ذَلِكَ ابن عَبْد الظاهر، فمن جملته أنّ السلطان من جملة ما خاطب الأمراء: يا أمراء لو وقعت في الأسر ما كنتم تفعلون؟ فقبلوا الأرض، وكان ولد صاحب سيس الَّذِي فِي الأسر عزيزا عند أبيه، فَلَمّا أراد السلطان أن يبعثه بالغ فِي إكرامه، وأعطاه من الآلات والنّفائس جملة، وحلفه له. فَلَمّا وصل إلى أبيه طار عقل أبيه فرحا به، ونزل له عن سلطنة الأرمن وانعزل، وبعث يقول للظاهر: قد نزلت عن المُلْك لعتيقك ولدي. ولمّا قرُب وصول سُنْقُر الأشقر خرج الظاهر يتلقاه سرا، وما شعر الأمراء به إلّا وقد خرجا معا من المخيّم.
ثُمَّ أعطاه من الأموال والعُدد والخيل والغلمان ما أصبح به من أكبر الدولة، حَتَّى كأنّه أصيل فِي الإمرة.
ثُمَّ بادر الأمراء بالتّقادم إليه. وبقي السلطان عدّة أيّام يسير إليه كلّ يوم خِلعة بكَلُوتَة زركش وكلابْند ذَهَب وحياصة وفَرَس، وبألف دينار، حَتَّى تعجب الناس. وأقطعه مائة فارس.
وعمل نيابة دمشق ثمّ تسلطن بها، ولم يُطْل ذَلِكَ.
ثُمَّ استولى على صهيون وشَيْزَر وبلاطُنُس وبُرزِية. ثُمَّ أخُذِت منه شَيْزر، وعُوِّض بأنطاكيّة. والتزم بإقامة ستّمائة فارس.
- حرف الشين-
32- شَرَفُ الدِّين ابن خطير [1] .
الروميّ الأمير. من أمراء دمشق فِي الدّولة المنصورية.
__________
[1] انظر عن (ابن خطير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 187 أ.

(52/120)


وكان شابا مليح الشكل، فِيهِ لِعبٌ، وانبساط. فَلَمّا تملّك الأشرف وحاصر عكّا رآه، وخفّ على قلبه، وصار من نُدمائه، فأخذه معه إلى مصر.
ومات شهيدا على قلعة الروم قبل أن يتكهل. وخلف ابنين أحدهما من حجّاب دمشق.
- حرف الطاء-
33- طقصو [1] .
من كبار الأمراء المصريّين. وكان يُذكر فيمن يصلُح للسّلطنة.
وهو حَمُو السلطان حسام الدِّين لاجين.
قتله السلطان الملك الأشرف بمصر، فقيل خنقه لأمر اتّهمه به. وكان من أبناء ستين سنة أو نحوها، فِيهِ شجاعة وخبرة بالأمور وسُؤدُد.
- حرف العين-
34- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [2] بْن مُحَمَّد بْن أبي بَكْر.
الشَّيْخ الإِمَام، مجدُ الدِّين، أبو مُحَمَّد الطَّبَريّ، الْمَكِّيّ، الشافعيّ، المحدّث، المفتي.
وُلِدَ بمكة سنة تسعٍ وعشرين وستمائة.
__________
[1] انظر عن (طقصوا) في: نهاية الأرب 31/ 245 وفيه: «طقصوا» ، وزبدة الفكرة 291، وتاريخ ابن سباط 1/ 500، ومنتخب الزمان 2/ 369 وفيه: «تقصوا» . والوافي بالوفيات 16/ 469 رقم 509، والسلوك ج 1 ق 2/ 782، والمنهل الصافي 6/ 423 رقم 1262، والدليل الشافي 1/ 367 رقم 1259، والبداية والنهاية 13/ 330.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 116 رقم 178، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 143، 144 رقم 66، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 193 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 268- 270 رقم 371، والمعجم المختص 128، 129، رقم 148، والوافي بالوفيات 17/ 586 رقم 492، وعيون التواريخ 23/ 128، 129، والعقد الثمين 5/ 267، وذيل التقييد 2/ 62 رقم 1157، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 115، ودرّة الحجال لابن القاضي 3/ 45، 46 رقم 948، والسلوك ج 1 ق 3/ 751، وعقد الجمان (3) 142، 143، والدليل الشافي 1/ 389، وتاريخ الخلفاء 487، وذيل العبر 4/ ورقة 48، 49.

(52/121)


وسمع من: ابن المقير، وابن الجميزي، وشعيب الزَّعْفَرَانِيّ، وجماعة.
وقدِم دمشق فلحق بها الرشيد بْن مَسْلَمَة، ومكي بْن علان فسمع منهما.
وبرع فِي الفقه، ودرس وأفتى، ووُلّي الإمامة بمكة، ثُمَّ بمسجد النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله سلم.
ثُمَّ قَدِمَ فِي أواخر أيّامه بيتَ المقدس وأمَّ بالصّخرة، فجمع اللَّه الإمامة له فِي المساجد الثلاثة التي لا تُشدُ الرحال إلّا إليها. وأفتى بالأماكن المذكورة.
وكان حَسَن السِّمْت، كثير التّلاوة والتّعبُّد.
كتب عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العَطَّار، والبِرْزاليّ، والجماعة.
وكتب إليَّ بمَرْوياته فِي سنة ثلاثٍ وسبعين.
وتُوُفيّ بالقدس فِي ثامن عَشْر شوال.
35- عَبْد الحكم بْن مظفَّر بْن رشيق.
الرَّبَعيّ، المالكيّ، جلال الدِّين.
وُلِدَ سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمصر.
وله إجازة من بغداد فِي سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
مات فِي جُمَادَى الأولى. وقد أجاز للبِرْزاليّ.
36- عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيم [1] بْن مَنْصُور بْن فَتُّوح بْن يَخْلِف.
ابن شذرات. الشيخ علم الدّين أبو القاسم ابن العماديّة، أخو الوجيه الحافظ.
وُلِدَ سنة أربع وعشرة وستمائة.
وسمع من: ابن عماد «الخلَعيّات» .
وكان فقيها عدلا.
توفي بالإسكندريّة في رمضان [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن سليم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 أ.
[2] ومولده في سنة أربع عشرة وستمائة بالإسكندرية.

(52/122)


37- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد النّصير [1] بْن عَبْد الوهاب بن سالم.
شرف الدّين، الحداميّ، الإسكندراني، المؤدِّب، المعروف بالقاري.
رَجُل صالح، فاضل.
وُلِدَ سنة ثلاث عشرة وستمائة.
وسمع: مُحَمَّد بْن عماد، وابن عِيسَى.
وتُوُفيّ فِي: جُمَادَى الأولى.
سمع منه: البِرْزاليّ [2] ، وابن سيد النّاس.
38- عَبْد الرَّحْمَن بْن علي [3] بْن مَنْصُور.
شهاب الدِّين القصّاع.
عدل، دمشقيّ.
سمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن صبّاح.
ومات فِي صَفَر.
وكان يبيع القِصَع [4] .
39- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن ... [5] بْن هرثمة.
الرصافيّ.
أجاز له ابن الزَّبِيديّ، وجماعة.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
40- عَبْد الرَّحْمَن بْن محفوظ [6] بن هلال.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد النصير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 185 ب.
[2] وقال البرزالي: «روى لنا جزءا من الخلعيات، عن ابن عماد، وهو السادس عشر» .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب.
[4] وقال البرزالي: «روى لنا جزء الحفار قرأته عليه بدكانه بقيسارية القصع» .
[5] بياض في الأصل.
[6] انظر عن (عبد الرحمن بن محفوظ) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 123 رقم 44، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 181 ب، والعبر 5/ 368، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، وشذرات الذهب 5/ 414.

(52/123)


العَدْل، الصّالح، الخير، سيف الدِّين الرَّسْعَنيّ [1] .
روى عن: الفخر ابن تيميّة، والموفَّق الطّالبانيّ، والمجد القزوينيّ، وعبد العزيز بْن هلالة، وجماعة.
وأجاز له علي بْن مُحَمَّد المَوْصِليّ، وعبد العزيز بْن منينا.
سمع منه: المِزّيّ، وابن سيد النّاس، والبِرْزاليّ، وعلاء الدِّين المَقْدِسيّ، وطائفة.
وكان جارنا بدرب الأكفانيين، رحمه اللَّه.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
41- عَبْد الغفار بْن عَبْد اللطيف [2] بْن زين الأُمناء الْحَسَن.
فخر الدِّين، أبو مُحَمَّد بْن عساكر.
سمع من: المُرسي، وجماعة.
وأجاز له ابن المقير: وحدَّث.
ومات فِي ثامن ربيع الآخر [3] .
42- عَبْد المنعم بْن عَبْد اللطيف [4] بْن عَبْد المنعم بْن علي [5] .
نجمُ الدِّين، أبو محمد ابن النجيب بْن الصَّيْقَل الحرانيّ، العَدْل، نزيل الإسكندرية.
وُلِدَ بحران سنة ثمانٍ وستمائة.
وسمع من: الفخر بْن تيمية، والموفَّق بْن قُدامة، والمجد القزويني وابن عماد الحرّاني، والفخر الفارسيّ، وطبقتهم.
وكان رئيسا تاجرا، دينا خيرا.
__________
[1] الرسعني الرسعيني: نسبة إلى مدينة رأس العين، قرب حلب. وهي مشهورة.
[2] انظر عن (عبد الغفار بن عبد اللطيف) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 129 رقم 53، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 184 ب.
[3] وقال البرزالي: «وكان رجلا جيدا، وحدث، وذكر أنه دخل اليمن وحدّث بها» .
[4] انظر عن (عبد المنعم بن عبد اللطيف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 189 ب.
[5] جاء في هامش الأصل: «تقدم عمّه عبد العزيز سنة 86» .

(52/124)


سمع منه الطُلبة. وتفرّد بأجزاء.
وتُوُفيّ بالإسكندرية في الثالث والعشرين من شعبان.
43- عَبْد الوهّاب بْن البدر [1] بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن علي بْن القَاسِم ابن الحافظ ابْن عساكر.
تاج الدِّين، رفيقنا فِي المكتب.
شابٌّ مليح الصورة، كثير الحياء.
سمع من: الفخر بْن الْبُخَارِيّ، وغيره.
ومات فِي ذي القعدة.
44- عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود.
كمال الدِّين النّجميّ، البواب.
سمع: ابن القَطِيعيّ.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
وسمع أيضا من الدّاهريّ.
45- عثمان بْن خضِر [2] بْن غزي [3] بْن عامر.
أبو عَمْرو الأَنْصَارِيّ، الْمَصْرِيّ، المؤدِّب.
روى عن: مُكَرَّم، وابن باقا.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة فِي عَشْر الثمانين [4] .
46- عثمان بْن عَبْد اللَّه [5] بْن علاق بْن طعان.
ضبطه الفَرَضيّ مُشَدَّدًا، أبو عَمْرو المُدلجيّ، النَّحْويّ، الشافعيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن البدر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 194 أ.
[2] انظر عن (عثمان بن خضر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 127 رقم 50، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 ب.
[3] في تاريخ الحوادث: «عديّ» .
[4] ومولده في سنة ست عشرة وستمائة باليانسية.
[5] انظر عن (عثمان بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 192 أ، ب.

(52/125)


وُلِدَ بعد العشرين وستمائة [1] .
وسمع من أبَوي الْحَسَن بْن المقير، وابن الحِمْيريّ.
ومات فِي سادس شوّال.
47- عثمان بْن يُوسُف [2] بْن أبي الفَرَج.
أبو عَمْرو، شَرَفُ الدِّين التُّنوخيّ، خطيب حَرَسْتا.
روى عن: ابن اللَّتّيّ.
ومات فِي رجب عن بضعٍ وسبعين سنة [3] .
48- علي بْن أَحْمَد [4] بْن يحيى بْن الشَّيْخ أبي الْحُسَيْن الزَّاهد.
سمع: ابن اللَّتّيّ، والهَمَدانِيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
49- علي بْن الْحسَن بْن علي.
الحراني، القلانسيّ.
شيخ صالح مُعَمَّر.
قال ابن الخباز: كان من أولياء اللَّه الصالحين.
تُوُفّي يوم سلْخ السَّنَة.
قال: ومولده بحران سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
50- علي بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن عُمَر بْن علي الشَّيْخ معينُ الدِّين الْقُرَشِيّ، الزُّهْرِيّ، الصَّقَلّيّ، الإسكندرانيّ، الكاتب.
__________
[1] وقال البرزالي: ومولده في سنة ثلاث وعشرين وستمائة تقريبا.
[2] انظر عن (عثمان بن يوسف) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 129، 130 رقم 54، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 أ.
[3] ومولده في سنة اثنتي عشرة وستمائة تقريبا.
[4] انظر عن (علي بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 194 أ.
[5] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 189 ب.

(52/126)


روى عن أصحاب السِّلَفيّ.
ومات فِي شعبان بالثغر.
سمع منه: البِرْزاليّ، والرحالة.
ووُلِد سنة اثنتي عشرة وستمائة.
ومن شيوخه جَعْفَر الهمْدانيّ.
51- علي بْن علي بْن سَعِيد.
شمس الدِّين العجليّ، المخرميّ، شيخ رباط الإبريّ.
ولي انظر فِي الوقوف ببغداد.
ومات فِي ذي القعدة ولهُ ستُّون سنة.
52- عليّ بْن مُحَمَّد [1] بْن أَحْمَد.
أبو الْحَسَن الحَلَبِيّ الميناويّ، الزَّجّاج.
شيخ فاضل عدل من عدول مصر. وُلِدَ سنة ثمانٍ وستّمائة بحلب.
وسمع من: أبي الْحَسَن بْن رُوزبة، وغيره.
ومات فِي رجب [2] .
حدُّث عَنْهُ: البِرْزاليّ [3] .
53- علي بْن أبي بَكْر [4] بْن أبي الفتح بْن محفوظ بْن الْحَسَن بْن صَصْرَى.
الشَّيْخ علاءُ الدِّين، أبو الْحَسَن التّغلِبيّ، الدّمشقيّ، العَدْل، الضّرير، من بيت تقدُّم وعدالة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 187 ب.
[2] ومولده في شوال سنة ثمان وستمائة.
[3] وقال: «قرأت عليه بمصر أحاديث من الأربعين لابن المقير، بسماعة منه» .
[4] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 133 رقم 60، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 188 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 389، والإعلام بوفيات الأعلام 289، والعبر 5/ 372، وذيل التقييد 2/ 230، 231 رقم 1503، والنجوم الزاهرة 8/ 36، وشذرات الذهب 5/ 418.

(52/127)


روى «الصحيح» عن: عَبْد الجليل بْن مَنْدوَيْه، وأحمد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ.
وسمع أيضا من: المجد القزوينيّ.
سمع منه: ابن الخباز، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ [1] ، وابن سيد النّاس، وطائفة.
تُوُفّي فِي خامس شعبان [2] . ودُفِن بسفح قاسيون. وكان من أبناء التّسعين. أو داره عند باب توما. وبه ختم السّماع من ابن مندُوَيْه.
- علي بْن أبي القَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن.
مَعِين الدِّين. تقدم ذِكره.
54- عُمَرَ بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن عَبْد الْعَزِيز بْن علي.
أبو حفص بْن الصَّيْرَفيّ، الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: مُكَرَّم، وغيره.
ومات فِي ثامن عَشْر شعبان.
55- عُمَر بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عُمَر بْن يُوسُف خطيب بيت الآبار.
الشَّيْخ خطيب بيت الآبار، نجيب الدِّين.
روى عن عمومته، وعن: الفخر الإرِبليّ، وابن اللَّتّيّ.
طلع إليه الطَّلبة غير مرّة، وسمعوا منه.
مات فِي جمادى الآخرة، وقد كمل إحدى وسبعين سنة [5] .
__________
[1] قال البرزالي: «قرأت عليه المائة المنتقاة من صحيح البخاري، وسمعت منه أحاديث من شرح السّنة للبغوي، وغير ذلك» .
[2] مولده سنة ست وستمائة.
[3] انظر عن (عمر بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 188 ب.
[4] انظر عن (عمر بن عبد الله) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 130 رقم 56، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 ب.
[5] وقال البرزالي: وكان حسن الهيئة، مليح الشكل، فصيح العبارة، كثير التلاوة ... ومولده يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة سنة عشرين وستمائة بجامع قرية بيت الآبار» .

(52/128)


56- عُمَر بْن علي.
أبو الْحَسَن بْن ملّدوف، رشيد الدّين الأزديّ، الإسكندرانيّ.
شيخ مبارك، روى عن أبي القَاسِم بْن الصَّفْراويّ.
كتب عَنْهُ الفَرَضيّ.
وذكروه لي فلم ألْحقه.
57- عُمَر بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بن باقا.
بهاءُ الدِّين.
روى عن: جَدّه.
ومات فِي سادس عَشْر رمضان [2] .
- عُمَر بْن مُحَمَّد.
هُوَ الجلال [3] ، مرّ.
58- عُمَر بْن مكي [4] بْن عَبْد الصمد.
الشَّيْخ الإِمَام، ذو الفنون زينُ الدِّين ابن المرحّل الشافعيّ، وكيل بيت المال بدمشق وخطيبها.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 ب، وذيل التقييد 2/ 253، 254 رقم 1559، و 254 رقم 1560.
[2] ومولده في العشر الأوسط من شعبان سنة إحدى وعشرين وستمائة.
[3] يقصد جلال الدين الخبازي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عمر أبو محمد الخجنديّ، مرّ في حرف الجيم برقم (22) .
[4] انظر عن (عمر بن مكي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 125- 127 رقم 49، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، والإعلام بوفيات الأعلام 289، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 145 (8/ 342) ، والعبر 4/ 373، ومرآة الجنان 4/ 219، والبداية والنهاية 13/ 331، وعيون التواريخ 23/ 120، 121، وتذكرة النبيه 1/ 155، 156، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 113، وتبصير المنتبه 1275، وعقد الجمان (3) 136، والنجوم الزاهرة 8/ 36، وحسن المحاضرة 1/ 419، وشذرات الذهبي 5/ 419، ومعجم المؤلفين 8/ 4، وذيل المرآة 4/ ورقة 35، 36، والمنهل الصافي 8/ 335 رقم 1771.

(52/129)


تفقَّه على الشَّيْخ عزَّ الدِّين بْن عَبْد السّلام، وغيره.
وسمع من: الزكي عَبْد العظيم، وغيره.
وقرأ الكلام والأصوات على شمس الدِّين الخُسْروشاهيّ، وغيره.
ودرس وأفتى. وكان من فُضلاء الوقت. وما أظنّه جاوز السّبعين وانتقل إلى اللَّه فِي ليلة السبت الثالث والعشرين من ربيع الأول، ودُفِن بمقبرة باب الصغير. تقدّم فِي الصلاة عليه الشَّيْخ عزَّ الدِّين الفاروثيّ الَّذِي وُلّي الخطابة بعده وكانت جنازته مشهودة ورأيته قد أجاب فِي «مسألة الاستواء» [1] بالكفّ عن التأويل، والتّمسُّك بما جاء عن السَّلَف، رحمه اللَّه.
- حرف الفاء-
59- فَاطِمَة بِنْت أَحْمَد [2] بْن يحيى ابْن الزَّاهد ابْن الحسين المَقْدِسيّ.
سَمِعت من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ.
وتُوُفيَت فِي سلْخ رجب. وكانت ساذجة بلهاء.
سمع منها غير واحد.
60- فَاطِمَة بِنْت مُحَمَّد بْن البهاء عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ.
أمّ مُحَمَّد. امْرَأَة صالحة، عابدة، سخية، جليلة، من خيار نساء دير الصّالحين. وهي زَوْجَة الكمال أَحْمَد بْن الكمال وأمّ أولاده.
سَمِعت من: جَدّها، وابن الزَّبِيديّ.
وسمعت حضورا من الشمس العَطَّار.
وتُوُفيَت فِي صَفَر وقد نيَّفَتْ على الثمانين.
سمع منها: الطلبة والرّحالة.
__________
[1] ذكرها ابن الجزري باسم: «رسالة في معرفة ارتفاع الشمس بغير آلة» . وبسط الحديث فيها.
(تاريخ حوادث الزمان 1/ 125- 127) .
[2] انظر عن (فاطمة بنت أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 187 ب.

(52/130)


- حرف القاف-
61- قرارسلان [1] .
السّلطان الملك المظفَّر، فخر الدِّين ابن الملك السّعيد نجم الدِّين أبي الفتح إيل غازي بْن أرتق بْن البن بن تمر تاش، صاحب ماردين وابن ملوكها.
ذكرنا والده فِي سنة ثمانٍ وخمسين، وبقي هذا فِي المُلْك ثلاثا وثلاثين سنة، ووُلّي بعده ابنه الملك السّعيد دَاوُد، ثُمَّ ابنه الأخر الملك المنصور نجم الدين غازي، فبقي إلى سنة اثنتين عشرة وسبعمائة [2] . فذكر الأمير شمس الدِّين ابن التّيتيّ، وكان قد وَزَرَ للمظفر، وبعثه رسولا إلى صاحب مصر السّلطان الملك المنصور فاعتقله، قال: تملك المظفَّر بعد أَبِيهِ وحاصره التَّتَار، يعني السّعيد، تسعة أشهر، ولم يِلنْ جانبُه لهم.
وقال: لو أقمت حَتَّى لا يبقى معي أحدٌ ما نزلت إليهم، ولو دخلوا عليّ لَعَجَّلتُ بإهلاك نفسي.
ثُمَّ مات فِي الحصار، فنزل ابنه المظفَّر إليهم، وذكر خدمته المتقدمة وأن أَبَاهُ هُوَ الَّذِي كان يمنعه من الدّخول فِي طاعتهم. فقبلوا ذَلِكَ منه، وأقره هولاكو على مملكة بلده.
قال الشَّيْخ قُطْبُ الدِّين: تُوُفّي فِي هذه السَّنَة.
- حرف الميم-
62- مُحَمَّد شَرَفُ القُضاة [3] .
أبو الفتح ابن فخر القُضاة أبي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الْحُسَيْن، ابن الْحَبّاب، التّميميّ، السَّعْديّ، الأغلبيّ، المصريّ، الكاتب.
__________
[1] انظر عن (قرا رسلان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 196 أ، والبداية والنهاية 13/ 331.
[2] في الأصل: «وستمائة» ، وهو خطأ.
[3] انظر عن (محمد شرف القضاة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 195 أ.

(52/131)


خدم فِي الدّواوين والجهات.
وروى بالإجازة عن: الكِنْديّ، وابن الحَرَسْتانيّ.
وسمع من: عمّ أَبِيهِ ابن البركات عَبْد القوي بْن الْحَبّاب، وعلي بْن مختار.
وكان عسِرًا على الطَّلَبة.
تُوُفّي سَامحه اللَّه فِي السادس والعشرين من ذي الحجّة، وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
سمع منه: البِرْزاليّ، وابن سيد الناس، والطَّلبة.
وحدَّث «بالسيرة» عن أبي البركات.
63- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الظّاهر [1] بْن نَشْوان بْن عَبْد الظاهر.
المولى الصّاحب، فتح الدّين ابن الحذاميّ الرَّوْحيّ، الْمَصْرِيّ. رئيس ديوان الإنشاء ومؤتمن المملكة.
وُلِدَ بالقاهرة سنة ثمانٍ وثلاثين وستمائة.
وسمع من: أبي الْحَسَن بْن الْجُمَّيْزيّ.
وحدَّث، وبرع فِي الأدب والرسائل، وساد فِي الدولة المنصورية بفضائله وعقله ورأيه وهمّته العالية، وتفننه فِي العلوم، والفضائل.
وأقام مُدةً كاتبَ السّرّ وصاحب الدّيوان. وكان السّلطان يعتمد عليه الأمور الجليلة، وثيق به لدينه وتصونه وعقله وسداده. وإلى ترسُّله ونظْمه المنتهى فِي الْحُسْن. ومن شعره:
__________
[1] انظر عن (ابن عبد الظاهر) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 178 أ (291) ، ونهاية الأرب 31/ 245، 246، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 134- 137 رقم 63، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 أ، ب، والعبر 5/ 373، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، والوافي بالوفيات 3/ 366 رقم 1443، وعيون التواريخ 23/ 124، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 112، وتذكرة النبيه 1/ 156، 157، والبداية والنهاية 13/ 331 وفيه: «محمد بن محيي الدين بن عبد الله» ، وتاريخ ابن الفرات 8/ 151، والسلوك ج 1 ق 3/ 781، وعقد الجمان (3) 144- 146، والنجوم الزاهرة 8/ 38، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 370، 371، وشذرات الذهب 5/ 421 (في وفيات سنة 693 هـ.) وذيل المرآة 4/ ورقة 40- 42.

(52/132)


أيا عُود الأَرَاكِ ثملت سُكْرًا ... فهل خلَّفْتَ بعدك من بقايا
وهل فضلت من ريقٍ يسيرٍ ... لرشْفي فالخبايا فِي الزّوايا
فقال: صِرْتَ مثلي ذا ارتشافٍ ... أَنَا ابنُ جلا وطلاعُ الثّنايا
[1] وله:
إنْ شئتَ تنظُرني [2] وتُبصر [3] حالتي ... قابلْ إذا هب النّسيمُ قَبُولًا
لتراه مثلي رِقةً ولطافة [4] ... ولأجل قلبك لا أقول عليلا
فهو الرسول إليك مني ليتني ... كنت اتّخذت مع الرَّسُولِ سبيلا
[5] وله:
ذو قوام يجور [6] منه اعتدال ... كم طعين [7] به من العشاق
سلب القصب لينَها فهي غَيْظي ... واقعات [8] تشكلوه بالأوراق
تُوُفّي فِي منتصف رمضان بقلعة دمشق. ودُفِن بسفح قاسيون، وفُجع به أَبُوهُ.
64- محمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد العزيز بْن عُمَر.
العلامة، جمال الدِّين التِلمسانيّ، الزَّناتيّ، المالكيّ، النَّحْويّ، أبو عَبْد اللَّه، المعروف بابن حافي رأسه.
كان من أئمة العربية بالثَّغر. وكان يحفظ «الإيضاح» لأبي علي
__________
[1] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 137 وفيه: «ذا ارتشاء فأنا» .
[2] في بدائع الزهور: «تبصرني» .
[3] في تذكرة النبيه، ودرة الأسلاك: «وتنظر» .
[4] في النجوم الزاهرة: «تلقاه مثلي رقة ونحافة» .
[5] اقتباس من سورة الفرقان، الآية 27.
والأبيات في: نهاية الأرب 1/ 246، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 136، وتذكرة النبيه 1/ 157، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 112، وعقد الجمان (3) 144، والنجوم الزاهرة 8/ 35، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 371.
[6] في تاريخ حوادث الزمان: «تحور» .
[7] في تاريخ حوادث الزمان: «لم يلين» .
[8] في تاريخ حوادث الزمان: «واقفات» . (1/ 136) .

(52/133)


الفارسيّ. وكان يُقرئ بداره. وقد حدّث عن ابن رَوَاج. وقرأ عليه ابن المنير شيئا من النَّحو.
وُلِدَ بتلمسان سنة ست وستمائة. ولم أظفر بوفاته فكتبته هنا على الظنّ، فاللَّه أعلم [1] .
65- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن غضبان [2] .
القاضي جلال الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الكِنَانيّ، الْمَصْرِيّ المعروف بابن نُعَيْر.
روى عَنْ: مرتضى بْن العفيف.
ومات ببلبيس فِي صَفَر، وله اثنان وثمانون عاما [3] .
وأخذ عَنْهُ الحافظ قُطْب الدِّين.
66- مُحَمَّد بْن عَبْد الحَكَم [4] بْن عَبْد المحسن.
الفقيه، المفتي، أبو عبد الله المصريّ.
ولد سنة خمس عشرة وستّمائة.
وحدَّث عن: ابن الْجُمّيْزيّ.
ومات فِي ذي الحجَّة.
67- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الرحيم بْن مُلهم [5] .
الصّدرُ، عمادُ الدِّين الدّمشقيّ الْقُرَشِيّ، الصائغ، المُعَدَّل.
حضر أجزاء تفرد بسماعها من ابن البنّ.
وسمع من: ابن صبّاح، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللتي، وجماعة.
__________
[1] في هامش الأصل: «قد ذكره المصنف على الصواب والجزم سنة ثلاث وتسعين. يحوّل» .
[2] انظر عن (ابن غضبان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب.
[3] ومولده سنة تسع وستمائة ببلبيس.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الحكم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 195 ب.
[5] انظر عن (ابن ملهم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 133، 134 رقم 61، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 188 ب، وذيل العبر 4/ ورقة 39.

(52/134)


سمع منه: المزيّ، والبرزاليّ، وأبو الفتح اليعمريّ، وطائفة وكان عديم الفضيلة.
تُوُفّي فِي تاسع عَشْر شعبان [1] .
68- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم [2] بْن عَبْد المُنعم بْن الدَّميريّ.
صدر الدِّين، إمام السلطان ابن محيي الدِّين.
تُوُفّي بدمشق فِي رمضان.
وروى عن ابن الْجُمّيْزيّ.
69- مُحَمَّد بْن عثمان [3] بْن مكي بْن عثمان بْن إِسْمَاعِيل.
شَرَف الدِّين السَّعْديّ، الْمَصْرِيّ، الشارعيّ ابن الإِمَام جمال الدِّين بْن أبي عَمْرو.
كان مؤذّنا بقُبة الشافعيّ. وعمِّر دهرا.
وُلِدَ سنة خمسٍ وستمائة، وأجاز له الحافظان أبو نزار ربيعة اليمنيّ، وأبو الْحَسَن المَقْدِسيّ.
وسمع من: عبد العزيز بْن باقا، وغيره.
سمع منه المصريون، والرّحالة.
ومات فِي شوال.
70- مُحَمَّد بْن الشرف أبي الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي الفتوح.
البكري، نجمُ الدِّين أبو بَكْر.
سمع الكثير، وحدَّث عن ابن اللَّتّيّ بمصر.
ولم يرو بدمشق شيئا، وبها مات فِي شوال.
71- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [4] بْن ورد بن عبد الله.
__________
[1] ومولده سنة ثمان عشرة وستمائة.
[2] انظر عن (محمود بن عبد الرحيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 ب، 191 أ.
[3] انظر عن (محمد بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 193 ب.
[4] انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 188 ب.

(52/135)


الفقيه أبو عَبْد اللَّه الدمشقيّ، الشافعيّ، الصُّوفيّ.
سكن مصر برباط الأفرم الكبير.
وحدَّث عن: ابن الزَّبِيديّ، وغيره.
ومات فِي شعبان [1] . وسماعه «للصحيح» فِي الخامسة.
72- مُحَمَّد بْن كمال الدِّين [2] المسلم بْن عَبْد الوهاب بْن مناقب.
العَدْل، نظامُ الدِّين الْحُسَيْنيّ الحَنَفِيّ، الشاهد، أمين الخزانة التي للمصحف بمشهد علي بْن الْحُسَيْن، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
روى عن: أَبِيهِ، ودرع بْن فارس، وعبد العزيز بْن أبيه.
تُوُفّي فِي رمضان.
73- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر [3] بْن دَاوُد بْن أبي بَكْر.
أبو عَبْد اللَّه العماد بْن الهكاريّ، الشافعيّ، نزيل الرملة.
روى عَنْ: يُوسُف بن خليل.
ومات بالرملة فِي جُمَادَى الأولى.
وهو منسوب إلى العمادية من أعمال الموصل.
74- محمود بن قاضي القضاة نجم الدّين عبد الرحمن بْن العَلامَة شَرَف الدِّين بْن أبي سَعْد بْن أبي عصرون [4] .
نور الدِّين.
روى بالإجازة عن: المؤيَّد الطُّوسيّ، وأبي رَوْح الهَرَويّ.
كتب عَنْهُ عَلَم الدِّين، وغيره.
ومات فِي خامس رمضان.
__________
[1] ومولده في رابع رجب سنة ست وعشرين وستمائة بدمشق.
[2] انظر عن (محمد بن كمال الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 أ.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 185 أ، ب
[4] انظر عن (ابن أبي عصرون) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 134 رقم 62، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 190 أ.

(52/136)


75- المسلم بْن عَبْد الوهاب بْن مناقب.
كمال الدِّين الْحُسَيْنيّ، المنقذي.
عن: إِبْرَاهِيم بْن الخُشُوعيّ، وعمر بْن المُنَجّا.
مات فِي رمضان.
76- مُوسَى بْن أَحْمَد [1] بْن مُوسَى.
العَدْل ضياءُ الدِّين الإسنويّ الشُّرُوطيّ [2] .
حدُّث عن: يُوسُف بْن المخيل، وعلي بْن الصّابونيُّ.
ومات بمصر فِي صَفَر [3] .
- حرف النون-
77- نجم الدِّين [4] .
أَبو بَكْر بْن أبي العز بْن مُشَرَّف [5] بْن بيان الدّمشقيّ، التّاجر، الكاتب، الأديب.
شاعر لُغَوي، فصيح، متقعّر فِي حديثه.
تُوُفّي فِي صَفَر، ولم يروِ شيئا.
وقد قرأ كتب الأدب على الشرف الإربلي، الأديب [6] . وأجاز له ابن اللَّتّيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (موسى بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 أ.
[2] وقال البرزالي: «وأصله من بلاد أذربيجان» .
[3] وقال البرزالي: «وكان من العدول المشهورين بالقاهرة، ومولده بها سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة وستمائة. قرأت عليه قطعة من أول الثاني من حديث علي بن حرب، عن ابن المخيلي» .
[4] انظر عن (نجم الدين) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 124 رقم 47، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب، والعبر 5/ 833 وفيه: «ابن الحردان» ، وعيون التواريخ 23/ 120، وعقد الجمان (3) 138، والنجوم الزاهرة 8/ 34، وشذرات الذهب 5/ 419 وفيه: «ابن الحردان» .
[5] في عيون التواريخ: «شرف» .
[6] وقال ابن الجزري: كان من الفضلاء، ويكتب خطا منسوبا طريقة ابن البواب، وهذه فضيلة تامة. وله نظم، فمن ذلك من قصيدة يمدح بها الأمير علم الدين سنجر الدويداري....

(52/137)


- حرف الهاء-
78- هبة اللَّه بْن أَحْمَد [1] بْن هبة اللَّه بْن معد.
القاضي زين الدِّين، أبو القَاسِم الْقُرَشِيّ، الإسكندراني ابن البُوريّ.
مدرس العادليّة ببلده.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
وسمع من: علي بْن مختار، وغيره.
سمع منه الطَّلَبة الَّذِين رحلوا. وقد وُلّي حسبة الثغر فلم تُحمد سيرته.
قَدِمَ القدسَ زائرا فأدركه بها أجَلُه فِي ذي الحُجة.
- حرف الواو-
79- وجيه الدِّين ابن كُويَك [2] .
التكريتيّ، الكاتب.
ساق بفَرَسه وهو داخل من كفر بَطْنا، فرمتَه، فمات لوقته شهيدا، وأظنّها وقعت فوقه، وذلك فِي جُمَادَى الآخرة.
- حرف الْيَاءِ-
80- يَحْيَى بْن أَحْمَد [3] بْن علي بْن ياسين.
مُجيرُ الدِّين ابن المعلّم الحِمْيريّ، الدّمشقيّ.
أحد رُواة «الصحيح» عن ابن الزَّبِيديّ. شيخ جليل، خَيّر.
سمع منه غير واحد.
وتُوُفيّ فِي خامس رجب. وله شِعر حَسَن. وفيه فقر وتواضع.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 145، 146 رقم 68، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 194 أ.
[2] انظر عن (ابن كويك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 185 ب.
[3] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 130 رقم 57، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 ب.

(52/138)


81- يُوسُف بْن عَبْد العظيم [1] بْن يُوسُف بْن علي.
أبو الحَجَّاج بْن الصّناج المنذريّ، الْمَصْرِيّ، الضرير.
سمع من: مُكَرَّم وغيره.
ومات فِي رجب [2] .
82- يُوسُف بْن عَبْد المحسن [3] بْن يُوسُف.
عزَّ الدِّين، أبو العزّ الحمزيّ، الشارعيّ، الواعظ، المعروف بابن الزّيات.
وهو منسوب إلى درب حمزة بالشارع.
سمع: ابن عماد، وابن باقا.
وكتب عَنْهُ المصريون.
مات فِي حادي عَشْر شعبان [4] .
وقد وعظ مدة، وأقرأ الوعظ.
83- يُوسُف بْن يَعْقُوب [5] بْن مهذب [6] .
الفقيه جمال الدِّين الغماريّ، المالكي، الشاهد تحت الساعات.
كان يحفظ «الملخص» للقابسيّ، ونزل بدار الحديث الظاهرية.
ومات في المحرّم
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد العظيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 ب.
[2] ومولده ليلة الجمعة عاشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وستمائة بمصر.
[3] انظر عن (يوسف بن عبد المحسن) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 127 رقم 51، وذيل التقييد 2/ 329، 330 رقم 1732، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 188 ب.
[4] ومولده سنة ثمان وستمائة بالشارع قال البرزالي: قرأت عليه جزءا من الخلعيات عن ابن عماد وهما الثاني والثالث بالجامع الأزهر بالقاهرة، وأحاديث من رباعيات النسائي عن ابن باق بمسجد بخان مسرور» .
[5] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 ب.
[6] في المقتفي: «المهدي» .

(52/139)


84- يونس بْن علي [1] بْن رضوان بْن قرشق [2] .
الصّدرُ الأجل، عمادُ الدِّين الدّمشقيّ.
حدّث عن أبي المجد القزوينيّ. وكان أَبُوهُ والي دمشق ومشدها. وكان هذا شيخا، مَهِيبًا، طويلا، يلبس جبَّة كتابية وعمامة بغرزه.
تُوُفّي فِي العشرين من شوّال.
ودُفِن بتُربة أَبِيهِ التي عند مسجده بالخُريميّين.
- الكنى- 85- أبو بَكْر بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن النقيب الشَّيْخ بدرُ الدِّين الدّمشقيّ، الشافعيّ، الفقيه.
وُلِدَ الإِمَام المفتي شمس الدِّين مُحَمَّد.
كان صالحا، ناسكا، فاضلا، عاملا بعلمه.
روى عَنِ الرشيد العراقيّ، وفرح الحبشيّ.
حدُّث عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العطّار، وابن الخباز.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة. أظنّه فِي عَشْر السّبعين.
وقد أعاد بالإقبالية [4] 86- أبو بكر بن محمد [5] بن ياقوت.
__________
[1] انظر عن (يونس بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 144، 145 رقم 67، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 193 أ، ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 356، 357، والبداية والنهاية 13/ 331، وعيون التواريخ 23/ 129، وذيل العبر 4/ 49- 51.
[2] في المصادر: «قرسق» ، وفي البداية والنهاية: «برقش» .
[3] انظر عن (أبي بكر بن إبراهيم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 130 رقم 55، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 186 أ، ب.
[4] وقال البرزالي: «وكان رجلا صالحا، مباركا، متعبدا منقطعا إلى الخير، كثير السكون، عديم الشر، وكان معيدا بالمدرسة الإقبالية ومقيما بدار الحديث الأشرفية» .
[5] انظر عن (أبي بكر بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 124، 125 رقم 48، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب.

(52/140)


القاضي شَرَفُ الدِّين ابن البُوريّ، الْقُرَشِيّ، الْمَصْرِيّ.
حدُّث عن عَبْد الوهاب بْن رواج [1] .
ومات فِي صَفَر.
87- أبو الحَرَم بْن سالم [2] .
الْقُرَشِيّ، الصالحيّ، الطّحان.
روى عن جَعْفَر الهمْدانيّ.
ومات فِي ربيع الأول.
88- أبو الحَرَم بْن أبي الورد بْن عَبْد اللَّه.
الدّمشقيّ، المغسل.
كان شيخا بهيا، وقرا، مليح الشَّيبة، من كبار المغسلين، وله ثروة.
توفي بسقبا، ودُفِن بمقابر باب توما فِي شعبان.
89- أبو الفضل بْن أبي بَكْر بْن زيتون.
التّونسيّ، واسمه أبو القَاسِم.
قاضي تونس وعالمها.
وُلِدَ سنة عشرين، ورحل فلقي المُرسي، وابن عَبْد السّلام.
وأخذ بتونس عن عَبْد الرحيم بْن طلحة.
وكان بارعا في علم الأصلين.
تُوُفّي فِي سابع عَشْر من رمضان بتونس.
نقلتُه من خط مُحَمَّد بْن جَابِر.
90- أبو القاسم ابن الأيسر.
خطيب قلعة رندة بالأندلس.
شيخ محدّث مُعَمَّر من أهل قرشتينانه من قرى رنده.
__________
[1] وقال البرزالي: حدّث بالقاهرة والقدس الشريف.
[2] انظر عن (أبي الحرم بن سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 183 ب.

(52/141)


يروي عن أبي القاسم بن بقيء، وجماعة.
قال لي أبو عَبْد اللَّه بْن ... [1] قال: أجاز لي هذا وأعطاني نصف دينار.
وتُوُفيّ بعد التّسعين وستمائة.
وفيها وُلِدَ:
شَرَفُ الدين أحمد ابن شيخنا شهاب الدِّين الكفْريّ، وعماد الدّين إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أبي العزّ الحَنَفِيّ.
والقاضي فخر الدِّين مُحَمَّد بْن علي بْن كاتب خطلبك.
__________
[1] غير واضحة في الأصل.

(52/142)


سنة اثنتين وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
91- أَحْمَد بْن علي [1] بْن يُوسُف.
العَدْل، شهاب الدِّين الدمشقيّ، الحَنَفِيّ، سِبْط عَبْد الحق بْن خَلَف الدّمشقيّ. وجدّ المفتي برهان الدِّين ابن قاضي حصن الأكراد.
حدُّث عن: مُوسَى بْن عَبْد القادر، والشيخ الموفَّق.
ونيف على الثمانين.
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والمِزّيّ، وابن مُسْلِم، وابن المهندز، وطائفة.
وتُوُفيّ بقرية بمارع من البقاع فِي الثامن والعشرين من صَفَر. وكان من بقايا الشيوخ رحمه الله. وسكن بمارع.
92- أَحْمَد بْن عُمَر [2] بْن علي بْن حمزة.
الجزريّ، ثُمَّ الحَلَبِيّ، الظاهريّ، زوج خالة شيخنا أبي العبّاس ابن الظاهريّ، وكان فقيرا، ملازما للزاوية الجمالية.
روى عن: الفخر الإربليّ، والعز بن رواحة.
سمع منه: قطب الدّين عبد الكريم، وابن سلمة، والبرزاليّ، وفخر الدين عثمان بن الظاهريّ، وآخرون.
ومات فِي ثاني صَفَر.
93- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر بْن هبة الله بن النّصيبي [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: المقتفي 1/ ورقة 198 ب، والعبر 5/ 374، وشذرات الذهب 5/ 420، وموسوعة علماء المسلمين ق 1/ ج 1/ 343 رقم 193.
[2] انظر عن (أحمد بن عمر) في: المقتفي 1/ 198 أ.
[3] انظر عن (ابن النصيبي) في: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري (بتحقيقنا) 1/ 187، 188 رقم 93، والمقتفي 1/ ورقة 196 ب، والوافي بالوفيات 8/ 56، وذيل التقييد 1/ 388 رقم

(52/143)


الشَّيْخ الأجل، كَمَال الدِّين، أبو الْعَبَّاس الحَلَبِيّ.
وُلِدَ فِي رجب سنة تسعٍ وستّمائة.
وسمع من: الافتخار الهاشمي، وهو آخر من روى عَنْهُ، وأبي مُحَمَّد بْن علوان، وثابت بْن مشرف، ومحمد بْن عُمَر العثمانيّ، وإبراهيم بْن عفان الكاشْغَريّ، وجماعة.
وكان أسند من بقي بحلب.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وعَلَم الدِّين الدّواداريّ، وعلاء الدِّين بْن العطّار، وجمال الدِّين المِزّيّ، وعلم الدِّين البِرْزاليّ، والموفَّق العَطَّار، وأبو عَمْرو بْن الظّاهريّ، وطائفة كبيرة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
أجاز له جماعة منهم المؤيِّد الطُّوسيّ. وسماعه من الافتخار فِي الخامسة.
وهو والد تاج الدِّين مُحَمَّد، الَّذِي روى لنا عن ابن خليل.
مات فِي المحرَّم.
94- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يونس بْن يُوسُف.
المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحدّاد، ابن أخت المجاهد.
حضر على ابن الزَّبِيديّ.
وسمع من: جَعْفَر، وابن اللَّتّيّ.
وتوفي في سلخ السنة.
__________
[ () ] 755، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 117، وتذكرة النبيه 1/ 163، والسلوك ج 1 ق 3/ 787، والنجوم الزاهرة 8/ 40، وشذرات الذهب 5/ 420، 426، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والإعلام بوفيات الأعلام 289، والعبر 5/ 374، ومعجم الشيوخ للذهبي 74 رقم 86، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1477 ولم يذكره الطباخ في: إعلام النبلاء، وهو في ذيل مرآة الزمان 4/ 84.

(52/144)


95- أَحْمَد بْن الشَّيْخ وجيه الدِّين مُحَمَّد بْن عثمان بْن أسعد بْن المُنَجّا [1] .
الإِمَام، الفقيه، الرئيس، شمس الدِّين، مدرس المسمارية.
والد صاحبنا الفقيه الإِمَام عزَّ الدِّين مُحَمَّد.
سمع سنة ستٍّ وخمسين من نجم الدِّين المظفَّر بْن الشَّيْرجيّ. ولم يروِ.
تُوُفّي فِي شوال. وكان مليح الشكل، فاضلا، دينا، عاقلا، منقطعا عن الناس.
96- أَحْمَد بْن الحافظ جمال الدِّين أبي حامد [2] مُحَمَّد بْن علي بْن محمود بْن الصابونيّ.
العَدْل، شهاب الدِّين.
سمعه أَبُوهُ الكثير واعتنى به. وروى اليسير.
وُلِدَ فِي صَفَر سنة ثلاثين وستمائة.
وسمع حضورا من ابن اللَّتّيّ.
وسمع من: جَعْفَر، وأبي نصر بْن الشيرازيّ، ومُكرم.
ورحل به إلى مصر فسمع من: الْحَسَن بْن دينار، وابن الطُّفَيْل، وجده، وجماعة.
وقدِم دمشق وحدّث بها، ولم أدرِ به، فإنّني كنت أسمع الحديث تلك الأيام. ثُمَّ رجع إلى مصر، وأدركه أَجَلُه فِي خامس ذي الحجّة وكان فاضلا، دينا شاعرا، عالما.
سمع منه: المِزّيّ، وابنه، والبِرْزاليّ، والشهاب أَحْمَد بْن النابلسيّ، وجماعة.
97- أَحْمَد بْن أبي الطاهر [3] بْن أبي الفضل.
__________
[1] انظر عن (ابن المنجا) في: المقتفي 1/ ورقة 206 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي حامد الصابوني) في: المقتفي 1/ ورقة 207 أ، وتذكرة النبيه 1/ 161، 162، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 17، والسلوك ج 1 ق 3/ 787.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي الطاهر) في: المقتفي 1/ ورقة 203 أ، والعبر 5/ 374.

(52/145)


تقيُّ الدِّين المَقْدِسيّ، الحنبليّ. رَجُل فاضل، عالي الإسناد، صالح، دين.
روى عن: الشَّيْخ الموفَّق، وغيره كالقزوينيّ، والزَّبِيديّ.
وتُوُفيّ فِي رجب.
روى عَنْه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
عاش سبعا وسبعين سنة.
98- إِبْرَاهِيم بْن دَاوُد [1] بْن ظافر بْن ربيعة.
الشَّيْخ جمال الدِّين، أبو إسحاق العسقلانيّ، الفاضليّ، الدّمشقيّ، المقرئ الشافعيّ.
ولد في صفر سنة اثنتين وعشرين وستّمائة.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، ومُكرم، والسَّخَاويّ، وأبي الْحَسَن بْن الْجُمَّيْزيّ، والفخر الإربليّ، وطائفة كبيرة.
وقرأ القراءات على أبي الْحَسَن السَّخاويّ، وانقطع إليه، ولازمه ثمانية أعوام. وأفرد عليه، ثُمَّ جمع عليه للسبعة سْبع خِتَم، وأخذ عَنْهُ عِلمًا كثيرا من التفسير، والأدب، والحديث.
ثُمَّ طلب بنفسه، وكتب، وقرأ الكثير على التّقي اليَلْداني وطبقته.
وكان قارئ الحديث بالفاضلية، ثُمَّ صار شيخها، وولي مشيخة، تُربة أم الصّالح بعد العماد المَوْصِليّ، وراجع الفنّ.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن داود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 200 ب، وتاريخ حوادث الزمان لابن الجزري 1/ 165- 168 رقم 77، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 24، 25 رقم 35، ومعرفة القراء الكبار 2/ 703، 704 رقم 671، ومعجم الشيوخ للذهبي 106 رقم 131، والمعجم المختص، له 53، 54 رقم 59، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والعبر 5/ 374، والإعلام بوفيات الأعلام 289، ومرآة الجنان 4/ 220، والوافي بالوفيات 5/ 345 رقم 2422، وعيون التواريخ 23/ 138، وغاية النهاية 9/ 14 رقم 49، ونهاية الغاية ورقة 5، وذيل التقييد 1/ 425 رقم 833، وعقد الجمان (3) 195، والنجوم الزاهرة 8/ 40، والمنهل الصافي 1/ 62 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 11 رقم 26، وشذرات الذهب 5/ 420، والمقفى الكبير 1/ 152 رقم 132، وذيل المرآة 4/ 65- 67.

(52/146)


وقرأ عليه جماعة كثيرة منهم الجمال البدويّ والشيخ مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، والشمس العسقلانيّ.
وسمع منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطَّلبة.
وكنا جماعة نجمع للسبعة عليه، وهو في بيته قد أصابه شيء من الفالج، فتُوفيّ قبل أن نُكمل عليه أَنَا وابن نصحان، وابن غدير، وشمس الدِّين الحَنَفِيّ النقيب. ووصلتُ عليه فِي الجمع إلى أواخر القَصص. وكان قد استولى عليه البلْغم وتغير حفظه. وكان شيخا حَسَنًا، بساما، ظريفا، حُلْو المجالسة، حَسَن المشاركة فِي الفضائل، مليح الشّكْل والبِزّة، يشهد على الحكّام، والله يغفر له ويرحمه.
تُوُفّي ليلة الجمعة مستَهَلّ جُمَادَى الأولى. ودُفِن بقاسيون بتُربة شيخه علم الدِّين السَّخاويّ. وقد سَمِعت منه «نُونية» السَّخاويّ فِي التجويد، وأناشيد وفوائد. وأجاز لي جميع ما يجوز له روايته.
99- إبراهيم بن الشَّيْخ القدوة عَبْد اللَّه [1] بْن يُوسُف بْن يونس بْن إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان [2] بْن يَنْكو [3] .
الشيخ الزّاهد، العابد، أبو إسحاق ابن الأرمنيّ، ويقال الأرمويّ، نسبة إلى أرمينية.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن يوسف) في: المقتفي 1/ ورقة 196 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 10 رقم 15، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1477، ودول الإسلام 2/ 148، والعبر 5/ 375، والإعلام بوفيات الأعلام 289، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والوافي بالوفيات 6/ 36 رقم 2469، البداية والنهاية 13/ 333، ومرأة الجنان 4/ 220، 221، وفوات الوفيات 1/ 31، وعيون التواريخ 23/ 133، 134، والسلوك ج 1 ق 3/ 787، 788، وتذكرة النبيه 1/ 163، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 101 ب، وذيل التقييد 1/ 429 رقم 840، والمقتفي الكبير 1/ 238 رقم 273، وتاريخ ابن الفرات 8/ 159، والنجوم الزاهرة 8/ 38، وعقد الجمان (3) 191، والدارس 2/ 196، وشذرات الذهب 5/ 420، وذيل المرآة 4/ ورقة 61.
[2] في البداية والنهاية: «سلمان» .
[3] في المقفى الكبير: «البنكو» .

(52/147)


ولد سنة خمس عشرة وستمائة بجبل قاسيون.
وسمع من: الشَّيْخ الموفّق بْن قُدامة، وابن الزَّبِيديّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: ابن الخباز، وابن العَطَّار، والمِزّيّ، وطائفة.
وكان صالحا، خَيّرا، دينا، كبير القدْر، مقصودا للتّبرُّك والزيارة. له أصحاب ومحبّون، ولهم فِيهِ [1] عقيدة حَسَنة، ولما قَدِمَ الملك الأشرف دمشق من فتح عكّا طلع إليه وزاره، وطلب منه الدّعاء، ووصله. وذلك ليلة الجمعة رابع عَشْر رجب بعد العشاء.
وقد حدُّث بكتاب «الأمر بالمعروف» لابن أبي الدّنيا مرّات، لأنَّه تفرد به، عن الشَّيْخ الموفق.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر المُحَرَّم، وطلع إلى جنازته ملك الأمراء والأمراء والقضاة والعلماء، وحُمِل على الرءوس. وكان من بقايا الشيوخ، رحمه اللَّه.
وله شِعر جيد، فمنه هذه الأبيات السّائرة
سهري عليكَ ألذُّ من سِنَةِ الكَرَى ... ويلذُّ فيك تهتُكي بين الورى
وسوى جمالكَ لا يَرُوق لناظِري ... وعلى لساني غيرُ ذِكْرك ما جرى
وجنات [2] وجهِكَ لو بذلتُ حُشاشتي لمُبَشّري برضاك كنتُ مُقَصّرًا
أَنَا عَبْد حُبّك لا أحولُ عن الهوى ... يَوْمًا وإن [3] لام العذولُ وأكثرا
[4] 100- إِبْرَاهِيم بْن علي [5] بن أحمد بن فضل.
__________
[1] في الأصل: «ولهم فيهم» .
[2] هكذا في الأصل: وفي المصادر: «وحياة» .
[3] في عيون التواريخ: «ولو» .
[4] الأبيات في: فوات الوفيات 1/ 231، والوافي بالوفيات 6/ 36، وعيون التواريخ 23/ 134، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 101 ب.
[5] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 201 ب، 202 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 169، 170 رقم 79، وتالي كتاب وفيات الأعيان 10 رقم 14، والعبر في خبر من غبر 5/ 375، ودول الإسلام 3/ 148، وتذكرة الحفاظ 4/ 177، والإعلام بوفيات الأعلام 289، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، ومرآة الجنان 4/ 221، والمعين

(52/148)


الإِمَام، القُدوة، الزَّاهد، تقيُّ الدِّين مُسْنِد الشَّام، أبو إسحاق بْن الواسطيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ. أحد الأعلام.
وُلِدَ سنة اثنتين وستمائة.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن الحَرَسْتانيّ. وأبي عَبْد اللَّه بْن البناء، وأبي البركات ابن ملاعب، وأبي الفتوح بْن الجلاجليّ، وموسى بْن عَبْد القادر، وابن راجح، والشيخ المُوفَّق، وابن أبي لُقمة، وابن البن، وطائفة سواهم بدمشق.
وأبي مُحَمَّد بْن الأستاذ بحلب.
والفتح بْن عَبْد السّلام، وعلي بْن بوزيدار، وأبي مَنْصُور مُحَمَّد بْن عفيجة، وأبو هُريرة ابن الوسطانيّ، وأبي المحاسن بْن البيّع، وأبي علي بْن الجواليقيّ، والمهذب ابن قُنيذة ومحاسن الخزائنيّ، وأبي مَنْصُور أَحْمَد بْن السّراج، وأبي حفص السّهروَرديّ، وعمر بْن كرم، ومحمد بن أبي الفتح بْن عُصيّة، وياسمين بْنت البيطار، وشرف النّساء بِنْت الآبنوسيّ، وعلي بْن بورنداز [1] ، وطائفة.
وأجاز له: زاهر الثقفي، وأبو الفخر أسعد بْن رَوْح، وجماعة من أصبهان، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنَة، وابن طَبَرْزَد، وابن الأخضر، وطائفة من بغداد، وعبد الرَّحْمَن بْن المعزم من همذان.
__________
[ () ] في طبقات المحدّثين 220 رقم 2285، والمعجم المختص 59، 60 رقم 66، ومعجم شيوخ الذهبي 113، 14 رقم 142، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 329، ومختصره 86، والمنهج الأحمد 405، والمقصد الأرشد، رقم (2) ، والبداية والنهاية 13/ 333، والدرّ المنضد 1/ 435 رقم 1158، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 117، وتذكرة النبيه 1/ 162، والوافي بالوفيات 6/ 66 رقم 2505، وعيون التواريخ 23/ 138، 139، وعقد الجمان (3) 194، 195، والمنهل الصافي 1/ 122، رقم 357، والدليل الشافي 1/ 23 رقم 56، والدارس 2/ 83، وشذرات الذهب 5/ 429، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 68- 72.
[1] في المعجم المختص 59 «نورنداز» بالنون.

(52/149)


وانتهت الرحلة فِي عُلُو الإسناد إليه. وحدَّث بالكثير. وكان فقيها، عارفا بالمذهب.
درس بمدرسة الصّاحب بالجبل، وولي مشيخة الحديث بالظّاهرية، استنابه بها عزَّ الدِّين الفاروثيّ، فباشرها إلى أن مات.
وكان صالحا، عابدا، قانتا، خاشعا، أمارا بالمعروف، قوّالا بالحقِّ، مهيبا فِي ذات اللَّه، خائفا من اللَّه، كثير التّلاوة والأوراد، خشن العَيش.
سَأَلت أَبَا الحَجَّاج الحافظ عَنْهُ قال: أحد المشايخ المشهورين بالعِلْم والعمل والاجتهاد، ومن انتهى إليه فِي آخر عُمره عُلُو الإسناد. ورُحِل إليه من أقطار البلاد.
وسمع الكثير بالشام، والعراق.
قلت: سمع منه: البِرْزاليّ، وابن سيد النّاس، وقُطْب الدِّين الحَلَبِيّ، والمِزّيّ، وابنه والشهاب ابن النابلسيّ، وابن المهندس، وشيخنا ابن تيمية، وإخوته والفخر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد البَعْلَبَكيّ، وأخوه عَبْد اللَّه، وبدر الدِّين بْن غانم، وخلْق كثير.
وُلّي منه إجازة.
وانتقل إلى رحمة اللَّه فِي أواخر يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الآخرة. ودُفِن من الغد بتُربة الشَّيْخ الموفق.
وكان الشَّيْخ عزَّ الدِّين الفاروثيّ مع جلالته وسِنّه يمضي إليه، ويجلس بين يديه، ويقرأ عليه الحديث، رحمهما اللَّه.
وكان على كِبَر السنّ يقرأ بالختْمة فِي رَكْعة.
101- إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد [1] بْن جميل بْن حمْد بْن أَحْمَد بن أبي عطاف بن أحمد.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 205 ب.

(52/150)


المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، البقال.
حدّث عن: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ.
ومات يوم عيد الفِطْر.
102- أفضلية بِنْت عَبْد الحق [1] بْن مكيّ ابن الرّصاص.
أمّ الخير الْقُرَشِيّة الْمَصْرِيّة.
روت بالإجازة عن أبي الفُتُوح بْن الحصْريّ.
وتُوُفيت فِي رجب بالقاهرة.
103- إمام الدِّين [2] .
التّبْريزيّ، المذهبيّ الصوفيّ.
من كبار الصوفية بدمشق، وعلمائهم.
اسمه عَبْد الرّحيم بْن يحيى.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم، رحمه اللَّه.
- حرف الجيم-
104- جلال الدِّين الخبازي.
الفقيه، شيخ الحَنَفِيّة، واسمه: عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر.
إمام كبير، فاضل، دين، ودرّس بخُوارزم، وأعاد بالنظاميّة. وقدِم دمشق فدرس بالعزية البرانية، ثُمَّ درس بمسجد خاتون.
وكان له تصانيف.
تُوُفّي فِي ذي الحجة بدمشق سنة إحدى وتسعين.
- حرف الحاء-
105- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [3] .
القاضي نجم الدّين الكرديّ، المهرانيّ، الشافعيّ.
__________
[1] انظر عن (أفضلية بنت عبد الحق) في: المقتفي 1/ ورقة 203 ب.
[2] انظر عن (إمام الدين) في: المقتفي 1/ ورقة 197 أ، ب.
[3] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في: المقتفي 1/ ورقة 198 ب.

(52/151)


الفقيه مدرس الأكزية والصّلاحية بدمشق، وأحد المعيدين بالأمينية.
تُوُفّي فِي صَفَر.
106- الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه [1] بْن أبي الحَجَّاج.
العَدْل، نجم الدِّين العَدَويّ، الدمشقيّ.
يروي عن: جَعْفَر الهمْدانيّ، وغيره.
وتُوُفيّ فِي رمضان [2] .
وكان شيخا كيسا، ظريفا.
- حرف الخاء-
107- خليفة بْن بدر الدِّين [3] مُحَمَّد بْن خَلَف بْن عقيل.
صارم الدِّين المَنْبِجيّ، ثُمَّ الدمشقيّ، التاجر، والد المولى صارم الدِّين إِبْرَاهِيم، وشمس الدِّين محمود.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
وكان شابا فاضلا، دينا، عاقلا.
تُوُفّي عن اثنتين وثلاثين سنة، وفُجِع به أبواه، رحمه الله.
- حرف الدال-
108- دَاوُد الملك الزّاهر [4] ابن الملك المجاهد أسد الدِّين شِيرَكوه ابن الأمير ناصر الدِّين بْن مُحَمَّد ابْن الملك أسد الدّين شيركوه بن شاذي.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الله) في: المقتفي 1/ ورقة 205 أ.
[2] مولده بحلب في سنة 627 هـ.
[3] انظر عن (خليفة بن بدر الدين) في: المقتفي 1/ ورقة 197 ب.
[4] انظر عن (داود الملك الزاهر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 72 رقم 109، والمقتفي 1/ ورقة 201 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 172، 173 رقم 85، ونهاية الأرب 31/ 255، وتذكرة النبيه 1/ 163 ووقع فيه «الملك الزاهد» (بالدال) ، والبداية والنهاية 13/ 333، والوافي بالوفيات 3/ 471 رقم 575، وتاريخ ابن الفرات 8/ 161، وعيون التواريخ 23/ 139، وعقد الجمان (3) 198، 199.

(52/152)


الحمصيّ، ابن صاحب حمص. من بيت المُلْك والحشمة. وله قُعْدُد فِي النسَب.
وكان شيخا مهيبا كثير التلاوة والتنفل.
روى بالإجازة عن المؤيِّد الطُّوسيّ يسيرا. وهو والد الملك الأوحد.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة. وكان من أبناء الثمانين. وكان يُلقَّب مُجير الدِّين.
وإجازته على سبيل التعميم.
- حرف الراء-
109- رمضان بْن سلامة [1] .
الحداد.
شيخ مُعَمَّر. وُلد بدُنَيْسِر سنة ستمائة، وسمّعوه فِي الكهولة من طُغريل المحسنيّ.
كتب عَنْهُ الأبِيوَرديّ فِي «معجمه» وغيره.
ومات بمصر فِي نصف ذي القعدة.
- حرف السين-
110- سابقان [2] .
واسمه محمود، الشيرازيّ، الفقير، المقيم بالكلاسة.
كان شهما مقداما يُعطيه الأعيان ويهابونه.
مات بالكلاسة، ودُفِن بزاوية القَلَنْدريّة. وهم تولوا أمره بوصيّةٍ منه وحملوه على رِقابهم وعظموه. وكان منهم.
__________
[1] انظر عن (رمضان بن سلامة) في: المقتفي 1/ ورقة 207 أ.
[2] انظر عن (سابقان) في: الأعلاق الخطيرة ق 1/ 34، والمقتفي 1/ ورقة 197 ب، وعيون التواريخ 23/ 139، والمنهل الصافي 9/ 378 رقم 1058، والدليل الشافي 1/ 311 رقم 1055، وعقد الجمان (3) 195، والوافي بالوفيات 15/ 71 رقم 93.

(52/153)


تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
111- سَنْجَر [1] .
الأمير الكبير، عَلَمُ الدِّين الحَلَبِيّ، الكبير. أحد الموصوفين بالشجاعة والفُروسيّة، وشهد عدّة حروب.
رَأَيْته شيخا أبيض الرأس واللحية، من أبناء الثمانين.
وُلّي نيابة دمشق فِي آخر سنة ثمانٍ وخمسين، وتسلطن بها أياما، وتسمّى بالملك المجاهد، ولم يتمّ ذَلِكَ. وبقي فِي الحبْس مدة، ثُمَّ أَخْرَجَهُ الملك الأشرف، وأكرمه ورفع منزلته.
وكان من بقايا الأمراء الصّالحية. وهو الَّذِي حارب سُنْقُر الأشقر وطرده عن مملكة الشَّام.
قال تاج الدِّين فِي «تاريخه» : حدُّثني جُنديّ قال: أتيت بأميرنا الحَلَبِيّ لزيارة الحج إِبْرَاهِيم الحجار، فأنكر عليه كَلُوته المُزَرْكَش وقال: انزعْها، فما أعجب الأمير، فَلَمّا قمنا قال لي: كم يكون سن هذا الشَّيْخ؟ قلت: ثلاثين سنة. قال: ما حلّ ذا يكون شيخا. اللَّه ما بعث نبيا إلا الأربعين سنة.
- حرف الصاد-
112- صفية بِنْت علي [2] بْن أَحْمَد بْن فضل أخت الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الواسطيّ.
روت عن: الشَّيْخ موفّق الدِّين، والشهاب بن راجح.
__________
[1] انظر عن (سنجر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 85، 86 رقم 127، والدرّة الزكية 344، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 188 رقم 94، والمقتفي 1/ ورقة 208 أ، والوافي بالوفيات 15/ 473 رقم 639، والبداية والنهاية 13/ 334، والسلوك ج 1 ق 3/ 787، ومنتخب الزمان 2/ 369، والنجوم الزاهرة 8/ 39، والمنهل الصافي 6/ رقم 1113، والدليل الشافي 1/ 325 رقم 111، وعقد الجمان (3) 199، 200، وتذكرة النبيه 1/ 161، وذيل المرآة 4/ 84، 85.
[2] انظر عن (صفية بنت علي) في: المقتفي 1/ ورقة 207 ب، والعبر 5/ 376.

(52/154)


ولها حضور في سنة أربع وعشرة وستمائة.
وكانت شيخة رباط. وهي والدة الشيختين عَائِشَة وهدية بنتي عَبْد اللَّه ابن مؤمن النّجار.
سمع منها: البِرْزاليّ، وابن النابلسيّ، وجماعة.
ولم أسمع منها.
وتُوُفيَت فِي الثامن والعشرين من ذي الحجة رحمها اللَّه.
وهي آخر من سمع مِن النّاصح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
- حرف العين-
113- عبد الله بن الشَّيْخ عَبْد الظاهر [1] بْن نشوان.
المولى، العالِم، محيي الدِّين الجذاميّ، الْمَصْرِيّ، الكاتب المُنْشئ، والد المرحوم الصّاحب فتح الدِّين.
سمع من: جَعْفَر الهمْدانيّ، وعبد السّلام بْن إِسْمَاعِيل بْن رمضان، ويوسف المخيليّ، وجماعة.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن سيّد الناس، والجماعة.
__________
[1] انظر عن (ابن عبد الظاهر) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 180 ب (المطبوع 294) ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 118، 121 رقم 184، والمقتفي 1/ ورقة 202، 203 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 359، ونهاية الأرب 31/ 256، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 175- 183 رقم 91، والعبر 5/ 376، وتذكرة الحفاظ 4/ 1477، والإعلام بوفيات الأعلام 289، والوافي بالوفيات 17/ 257 رقم 240، وأعيان العصر 1/ 386 (في ترجمة أحمد بن محمود المعروف بابن العطار) رقم 201، والبداية والنهاية 13/ 334، وعيون التواريخ 23/ 140- 148، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 115، 116، وتذكرة النبيه 1/ 164، والسلوك ج 1 ق 3/ 787، وتاريخ ابن الفرات 8/ 162، وعقد الجمان (3) 196- 198، والنجوم الزاهرة 8/ 38، والدليل الشافي 1/ 387 رقم 1331، والمنهل الصافي 7/ 97- 100 رقم 1334، وحسن المحاضرة 1/ 368، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 372، وكشف الظنون 359، وشذرات الذهب 5/ 421، وإيضاح المكنون 2/ 267، وهدية العارفين 1/ 463، وديوان الإسلام 3/ 329، 330 رقم 1504، والأعلام 4/ 98، ومعجم المؤلفين 6/ 74، والمقفى الكبير 4/ 579 رقم 1536، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 73- 82.

(52/155)


وكان بارع الكتابة والإنشاء، له النَّظْم والنَّثر. وكان ذا مُروءة وعصبيّة.
ومن شعره:
ما غبتُ عنكَ لجفوةٍ وملالِ [1] ... يَوْمًا ولا خطر السُّلُوُّ ببالي
يا مانعا [2] جفني المنامَ [3] ومانِحِي ... ثوب السقام وتاركي كالآل [4]
عمّن أخذت جواز منعي ريقك ... المعسول يا ذا المعطف العسال [5]
عن ثغرك النظام، أم عن شعرِك ... الفحّام، أَمْ عن جفْنك الغَزْالِ
فأجابني: أَنَا مالك شَرْع الهَوَى ... والحُسن أضْحى شافعيّ وجمالي
وشقائق النُّعْمَان أَيْنَعَ نَبْتُها ... فِي وجنتي وحماه رشقُ نبالي
فالصبر أَحْمَد بالمحب إذا ابتلاه ... الحب فِي شرح الهَوَى بسؤال
[6] تُوُفّي الصاحب محيي الدِّين بالقاهرة فِي ثالث رجب. وولد فِي المُحَرَّم سنة عشرين.
114- عَبْد اللَّه بْن أبي القَاسِم [7] سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه.
الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، نجم الدِّين.
مات فِي ذي القعدة بحصن الأكراد.
حضر ابن اللَّتّيّ، وابن المُقَيَّر، وسمع كريمة. وحدَّث.
وهو أخو شيختنا فَاطِمَة، ووالد المقرئ علاء الدِّين بْن طُلِيس.
115- عَبْد اللَّه بن علام الله [8] بن إسماعيل.
__________
[1] في المختار: «لحظة وملاك» .
[2] في تاريخ ابن الجزري: «يا مانعي» .
[3] في نهاية الأرب: «طيب المنام» .
[4] الصواب: «كالآلي» .
[5] في تاريخ ابن الجزري: «العالي» .
[6] الأبيات في: نهاية الأرب 31/ 256، وتاريخ ابن الجزري 1/ 176، والمختار من تاريخه 359، وتاريخ ابن الفرات 8/ 162، وذيل المرآة 4/ ورقة 73، 74.
[7] انظر عن (عبد الله بن أبي القاسم) في: المقتفي 1/ ورقة 206 ب.
[8] انظر عن (عبد الله بن علام الله) في: المقتفي 1/ ورقة 206 أ.

(52/156)


أبو مُحَمَّد ابْن الشّمعة.
شيخ مصريّ معروف وهو بكنْيته أعرف، وسمّاه بعضهم: «شاكر اللَّه» .
روى عن: ابن عماد، وعبد القويّ بْن الْحُبَابِ، وأبي القَاسِم بْن الصّفراء، وعبد المحسن ابن الدّجاجيّ، وعبد الغفار النجفيّ، وغيره.
وكتب عَنْهُ الطَّلَبة، ومات فِي تاسع عَشْر شوال.
116- عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور [1] بْن علي.
الإِمَام، مكين الدِّين، أبو مُحَمَّد اللَّخْميّ، الإسكندرانيّ، المقرئ، المعروف بالمكين الأسمر مُقرئ الإسكندريّة.
قرأ القراءات على أبي القاسم الصّفراوي، وغيره.
وطال عمره، وأقرأ جماعة وحدَّث عن أصحاب السِّلَفيّ. ولما مات شيخنا الفاضليّ وتوجَّعْتُ لموته وُصف لي هذا الشَّيْخ، وأنّه قرأ على الصفراويّ، فبقيتُ أتلهف على لُقِيّه، ولم يكن أَبِي يُمكّنني من السَّفر.
وكان شيخا صالحا، عابدا، عارفا بالقراءات.
تُوُفّي فِي غُرّة ذي القعدة عن سنٍّ عالية، رحمه اللَّه.
117- عَبْد الحميد بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
البحديّ، أبو مُحَمَّد الصّالحيّ، الحنبليّ، الصَّحراويّ.
روى عن: أبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وابن الزَّبِيديّ، وكتائب بْن مهدي.
ومات فِي المحرّم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن منصور) في: المقتفي 1/ ورقة 206 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 188، 189 رقم 95 وغاية النهاية 1/ 460 رقم 1916، والمعين في طبقات المحدّثين 221 رقم 2286، ومرآة الجنان 4/ 221، وشذرات الذهب 5/ 421، والوافي بالوفيات 17/ 643 رقم 540، ومعرفة القراء الكبار 3/ 550، 551، ودرة الحجال 3/ 45 رقم 947، والعبر 5/ 376.
[2] انظر عن (عبد الحميد بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 196 أ.

(52/157)


118- عَبْد الحميد بْن فخر الدِّين [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن مخلص الدِّين عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحمن بْن هلال.
العَدْل، الرئيس عزَّ الدِّين.
روى عن: جَدّه المخلص، وعن: ابن اللَّتّيّ، وكريمة.
كتب عَنْهُ: عَلَم الدِّين، وغيره.
ومات فِي ذي القعدة، وهو فِي عَشْر السبعين رحمه اللَّه.
وُلِدَ سنة ثلاثين.
119- عَبْد الرَّحْمَن بْن سالم [2] بْن نصر اللَّه بْن واصل.
القاضي عماد الدِّين الحَمَويّ الشافعيّ.
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وستمائة.
وسمع من: صفيَّة الْقُرَشِيّة، وأبي القَاسِم بْن رواحة.
وناب فِي قضاء بلده عن أخيه العلامة جمال الدِّين.
سمع منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ.
ومات فِي سادس شعبان. وكان شيخ حديث بحماه.
120- عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الحَرَم [3] بْن الخِرَقيّ.
ضياء الدِّين.
حَدَّثَ عن: جَعْفَر، وكريمة.
وكان كثير السماع مع أخيه أبي المحاسن. سمعا بإفادة خالهما ابن شعيب.
ومات في ربيع الآخر عن اثنتين وستّين سنة [4] .
وكان في الآخر يقرأ على الجنائز كأخيه.
__________
[1] انظر عن (عبد الحميد بن فخر الدين) في: المقتفي 1/ ورقة 206 ب.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن سالم) في: المقتفي 1/ ورقة 204 أ.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الحرم) في: المقتفي 1/ ورقة 200 أ.
[4] وقال البرزالي: ومولده تقريبا سنة ثلاثين وستمائة أو سنة تسع وعشرين، ورأيت خطّه في إجازة في سنة تسع وستين وستمائة.

(52/158)


121- عَبْد الرحيم ابْن الشَّيْخ عزَّ الدِّين [1] عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن رواحة.
زين الدِّين الحَمَويّ.
حدُّث عن: أَبِيهِ، وعمه.
وسمع من: أبي بكر محمد بن عمر بن يوسف بن بهروز. وأجاز له الافتخار الهاشميّ.
كتب عنه: البرزاليّ، وغيره.
ومات في ذي القعدة بحماة. وكان مولده بها في سنة ثلاث عشرة وستمائة.
122- عبد الله بن الشيخ جمال الدّين سُلَيْمَان بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد الرَّحْمَن.
نجم الدّين، أبو بكر الأنصاريّ، الدّمشقيّ، والد صاحبنا علاء الدّين علي، وأخو شيختنا فاطمة.
روى حضورا عن: ابن اللَّتّيّ، وكريمة.
وتوفي في سابع ذي القعدة بحصن الأكراد.
وسمع من: كريمة، والسّخاوي، وإبراهيم بن الخشوعيّ.
123- عبد العزيز بن إبراهيم [2] بن نصر بن سعيد.
الصّالحيّ، الرقوقيّ، أخو شيخنا أحمد ابنا أخت شيخنا العزّ بن الفرّاء.
حدّث عن ابن الزَّبِيديّ.
ومات فِي ثاني عَشْر شوّال.
124- عُبَيْد بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبَّاس بن محمد بن موهوب.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عز الدين) في: المقتفي 1/ ورقة 207 أ.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن إبراهيم) في: المقتفي 1/ ورقة 205 ب.
[3] انظر عن (عبيد بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 204 أ، ب، والعبر 5/ 376، وتذكرة الحفاظ 4/ 1476، 1477 رقم 1165، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والمعين في

(52/159)


الحافظ المفيد، تقيُّ الدِّين، أبو القَاسِم الإسعِرديّ.
ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة بإسعِرد. ودخل مصر فِي صِباه مع أَبِيهِ.
وسمع من: علي بْن مختار، والحسن بْن دينار، ويوسف بن المخيليّ [1] ، وعبد الوهاب ابن رواج [2] ، وعلي بْن المُقَيَّر، وطائفة بمصر.
وحمزة بْن أوس الغزاليّ، وسِبط السِّلَفيّ، وجماعة بالثغر منهم هبة اللَّه بْن مُحَمَّد المَقْدِسيّ.
وسمع من جماعة بدمشق، وكتب الكثير، وبرع فِي الحديث والرجال والتّجريح والعالي والنّازل. وخرَّج لجماعةٍ كثيرة، وقرأ الكثير. وكان من العارفين بهذا الشأن، مع الثقة والصدق.
كان شيخنا ابن الظاهريّ يُثْني عليه ويرجّحه على سائر المصريين فِي الحديث.
وسمع منه: ابن الظاهريّ، وولداه، والحارث، وولده، والمِزّيّ، وابن منير الحَلَبِيّ، وابن سيد النّاس، والبِرْزاليّ، وابن سامة [3] ، وخلْق سواهم.
وتُوُفيّ فِي سادس شعبان، وله سبعون سنة.
ورأيت تقيُّ الدّين محمد بن عزّام الإسكندراني بخطّه قد نقل سماع التّقيّ عُبَيْد، والدّمياطيّ، وعيسى السّبْتيّ «للأربعين البلدانية» من المحدّث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محارب القَيسيّ فِي سنة تسعٍ وثلاثين فِي ذي الحجّة بسماعه من السّلفيّ.
__________
[ () ] طبقات المحدّثين 221 رقم 2287، وذيل التقييد 2/ 62، 163، رقم 1356، وتبصير المنتبه 46، والوافي بالوفيات 19/ 429 رقم 426، والمنهل الصافي 7/ 407 رقم 1515، والدليل الشافي 1/ 437 رقم 1509، وطبقات الحفّاظ 514، وشذرات الذهب 5/ 421.
[1] في ذيل التقييد: «المجيلي» وهو غلط.
[2] في ذيل التقييد: «ابن روح» .
[3] في ذيل التقييد: «ابن شامة» .

(52/160)


125- عِيسَى بْن حَسَن [1] بْن أبي مُحَمَّد بْن القاهريّ.
الجلال، أبو مُحَمَّد.
شيخ صالح، دين، عالي الرواية.
حدث عن: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حديد، وحمزة بْن عثمان، والفخر مُحَمَّد الفارسيّ، وعبد العزيز ابن باقا، ومُكرم بْن أبي الصَّقْر، وجماعة.
سمع منه المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والمصريون.
سقط يوم الجمعة الرابع والعشرين من رمضان من جامع ابن عَبْد الظّاهر بالقرافة فمات [2] .
126- عثمان [3] .
الأُخي، الكُتُبيّ، المقرئ على الجنائز.
كان شيخا ضخما، سمينا، جهوريّ الصّوت من سُبْعته الجنائز بدمشق، منقطع فِي دُكّانه بالكُتُبيِين. وكان- عفا اللَّه عَنْهُ- تاركا للصلاة، إلا أنه كثير التّلاوة، فأول من يقرأ فِي السُّبْع الكبير هُوَ وله سُبْع بين العشاءين تحت قبة النَّسْر، ذكر لي أنه قرأ فيه أكثر من ثلاثمائة ختْمة. وكان ليلة الختم يتحيّل فِي شيء من المأكول، ويحمله إلى الفقراء الذين يقرءون معه.
مات فِي المُحَرَّم وقد جاوز السّبعين. وكان أُمّةً بذاته.
127- عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار.
سيف الدِّين ابْن الرّضى المَقْدِسيّ.
وُلِدَ سنة خمس عشرة وستمائة. وسمع حضورا من موسى بن عبد
__________
[1] انظر عن (عيسى بن حسن) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 174، 175 رقم 90، والمقتفي 1/ ورقة 205 أ، ب.
[2] وقال البرزالي: ومولده تقريبا سنة عشر أو سنة إحدى عشر وستمائة بالقاهرة.
[3] انظر عن (عثمان الأخيّ) في: المقتفي 1/ ورقة 198 أ.
[4] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي 1/ ورقة 205 ب، والعبر 5/ 376، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، وذيل التقييد 2/ 197 رقم 1429، وشذرات الذهب 5/ 421.

(52/161)


القادر، والموفّق. وسماعا من: ابن البُنّ، والقزوينيّ، وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وجماعة.
وقد فاتني السّماع منه.
سمع منه: أبو الْعَبَّاس النابلسيّ، والطَّلبة.
ولازم خدمة الشَّيْخ شمس الدِّين. وكان يورق ويشهد ويثبت المكاتيب ويعمل النّقابة. واشترى من ذَلِكَ بُستانًا بكفْربَطْنا. وقيل وُلِدَ فِي رمضان سنة سبْعٍ عشرة.
ومات فِي سادس عَشْر شوال، وورثه أخته وبناته.
128- علي الصّاحب [1] .
المنشئ البارع، بهاءُ الدِّين ابن عِيسَى الإربليّ. وهو علي ابن الأمير فخر الدِّين عِيسَى بْن أبي الفتح، الشَّيْبَانيّ الكاتب.
مترسل مُجِيد، وشاعر مُحسن، ورئيس نبيل. كتب لمتولي إربل ابن صلايا، ثم خدم ببغداد فِي الإنشاء فِي أيام صاحب الدّيوان، ثُمَّ فتر سوقه فِي دولة اليهود، ثُمَّ تراجع بعدهم وسلم، ولم يُنكَب إلى أن مات.
وكان صاحب تجمُّل وحشمة ومكارم، وفيه تشيُّع. ومات فِي عَشْر السبعين ببغداد. وكان أَبُوهُ واليا بإربل.
تُوُفّي الصدر بهاء الدِّين فِي ثالث جمادى الآخرة. وقد أفرد له عزَّ الدِّين حَسَن بْن أَحْمَد الإربليّ ترجمة فِي جزءٍ كبير، وقال له: وُلدتُ في رجب سنة خمس وعشرين وستمائة. وكان أَبُوهُ كُرديًّا واليا بإربل، فحرص على ابنه هذا حَتَّى برع فِي الكتابة وتأدَّب.
__________
[1] انظر عن (علي الصاحب) في: المقتفي 1/ ورقة 202 ب، وفوات الوفيات 2/ 143 رقم 303، وتذكرة النبيه 1/ 161، ودرّة الأسلاك 1/ 117، والوافي بالوفيات 12/ 135، وكشف الظنون 1492 و 1939، وروضات الجنات 396، 397، إيضاح المكنون 1/ 80، 2/ 89، 535، والمخطوطات التاريخية لكوركيس عوّاد 69، 70، وتذكرة المتبحرين 489، وفوائد الرضوية 1/ 314- 319، وهدية العارفين 1/ 714، ومعجم المؤلفين 7/ 163.

(52/162)


قال: اشترى لي أول ما اشتغلت نسخة «بِصحاح الجوهريّ» بأربعمائة درهم، ثُمَّ ندم وقال: لو اشترينا بها فدّان بقر كان أنفع.
ثُمَّ خدمتُ فِي ديوان الإنشاء بإربل أوّل ما بَقَلَ وجهي.
قلت: وله تواليف أدبية مثل «رسالة الطَّيف» ، «والمقامات الأربع» ، وغيرها. وخلف ترِكةً عظيمة بنحوٍ من ألف ألف درهم، فتسلمها ابنه أَبُو الفتح، ومَحَقَها فِي نحوٍ من أربعة أعوام، ومات صُعْلُوكًا بإربِل.
وقال ابن الفُوطيّ: سكن بهاء الدِّين بغداد فِي سنة سبْع وخمسين، وعمر بها دارا جميلة. وكان يتشيع سَمِعت عليه كتابة فِي «فضائل الأئمة» ، روى فِيهِ عن الكمال ابن وضّاح، والشيخ عَبْد الصّمد. مات وعمل ثالثه فتكلم شيخنا عزَّ الدِّين الفاروثيّ، والجلال الكوفيّ.
وتُوُفيّ فِي رابع عَشْر جُمَادَى الآخرة. نقلت من خطّ ابن الفُوطيّ.
129- علي بْن مُحَمَّد [1] بْن المبارك.
الأديب، كمال الدِّين ابن الأعمى، الشاعر، صاحب «المقامة» التي فِي الفقراء المجردين. روى عن ابن اللَّتّيّ، وغيره.
وتُوُفيّ فِي ثالث عَشْر المُحَرَّم [2] . وكان شيخا كبيرا، من بقايا شعراء الدّولة الناصرية [3] انقطع فِي أواخر عُمره بالقليجيّة. وكان مقرئا بالتّربة الأشرفية وغيرها.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: عقود الجمان للزركشي، ورقة 25، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 162- 165 رقم 76، والمقتفي 1/ ورقة 197 أ، والعبر 5/ 376، 377، وفوات الوفيات 3/ 87 رقم 358، وعيون التواريخ 23/ 134- 137، والبداية والنهاية 13/ 333، وفيه: «ظهير الدين محمد بن المبارك بن سالم بن أبي الغنائم الدمشقيّ، المعروف بابن الأعمى» ، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 117، 118، وتذكرة النبيه 1/ 165، 166، والسلوك ج 1 ق 3/ 788) وفيه: «علي بن علي بن محمد بن المبارك بن سالم» ، وعقد الجمان (م) 192- 194، وشذرات الذهب 5/ 421، وذيل المرآة 4/ ورقة 61- 73.
[2] ولد سنة 610 هـ.
[3] له قصائد يمتدح بها رسول الله صلى الله عليه وآله سلم سماها «الشفعية» ، عدد كل قصيدة اثنان وعشرون بيتا.
(البداية والنهاية) .

(52/163)


والأعمى هُوَ نعتٌ لوالده الشَّيْخ ظهير الدِّين النَّحْويّ الضّرير الَّذِي كان خطيب بيت المقدس مرّة.
130- علي بْن محمودُ بْن عَلِيّ بْن محمود بْن قَرْقين [1] .
الأمير ناصر الدِّين. شيخ جليل، مُعَمَّر، من أبناء التّسعين.
أجاز له أَبُو اليُمْن الكِنْديّ. وسمع من: أبي المجد القزويني، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن.
وكان دينا خيِّرًا، حَسَن السيرة، جميل الذِّكر، مُعْتَمَدًا بقلعة بَعْلَبَكَّ.
سمع منه: المِزّيّ، وابن تيميّة، والبِرْزاليّ، والطَّلَبَة.
وحدَّث بدمشق، وبَعْلَبَكَّ.
وتُوُفيّ فِي ثاني شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة وخمسة أشهر. قاله ابن خَوْلان [2] .
131- علي بْن محمود [3] بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الملثّم.
العادليّ، العَدْل زين الدِّين الحَنَفِيّ، عَدْلٌ، خَيّر، مشهور، متميز.
روى عن: ابن المقير، وابن رواج.
ومات بالقاهرة فِي الحادي والعشرين من ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (ابن قرقين) في: المقتفي 1/ ورقة 203 ب، 204، والعبر 5/ 377.
[2] وقال البرزالي بأن وفاته كانت بداره بالقلة من قلعة بعلبكّ، وصلي عليه بجامع بعلبكّ.
ودفن خارج باب سطحا.
ثم قال: سمعت عليه بدمشق جزءا من حديث أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي.
بسماعه من ابن واصل المذكور في ذي القعدة سنة ثمانين وستمائة، بقراءة الشيخ تقيّ الدين ابن تيمية، ثم قرأته عليه بعد أربعة أشهر ببعلبكّ، ثم قرأت عليه في سنة خمس وثمانين ببعلبكّ «الأربعين» التي انتقاها الشيخ شمس الدين ابن أبي الفتح من كتاب «شرح السنة» للبغوي بسماعه من القزويني.
وكان من أعيان العدول وأكابر المعتمدين. ولي (في الأصل: والي) قلّة قلعة بعلبكّ عمره.
وكان ديّنا، كثير الخير، فاضلا في علم الأصطرلاب، ويعرف شيئا من الهندسة وغيرها.
ومولده في الثاني والعشرين من صفر سنة إحدى وستمائة ببعلبكّ.
[3] انظر عن (علي بن محمود) في: المقتفي 1/ ورقة 199 ب.

(52/164)


132- علي بْن السلطان الملك المظفَّر [1] تقيُّ الدِّين محمود بْن المنصور مُحَمَّد بْن تقيُّ الدِّين عُمَر ابْن صاحب حماة.
ويُعرف بالأمير عليّ، وتلقب بالملك الأفضل. وهو أخو السّلطان الملك المنصور مُحَمَّد.
تُوُفّي بدمشق ووُضع فِي تابوت، وصلوا عليه، ثُمَّ سافروا به إلى حماة، فدُفن عند آبائه. رَأَيْته كهلا، خفيف اللحية، بعمامة مدوَّرة. وكان من كبار أمراء حماة. وهو والد الأمير الملك عماد الدِّين متولي حماة يومئذ.
مات فِي ذي الحجة، وحضر الصلاة عليه نائب السَّلْطَنَة الحَمَويّ، والأكابر.
133- عُمَرُ بْن مُحَمَّدُ [2] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن علوان القاضي الفقيه عزَّ الدِّين أبو الفتح ابن قاضي القضاة جمال الدّين ابْن الأستاذ.
الأسَدِيُ، الحَلَبِيّ، الشافعيّ.
وُلِدَ سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وسمع الكثير من الموفَّق عَبْد اللّطيف، ومن: ابن اللَّتّيّ، ويحيى بْن جَعْفَر الدامغانيّ، والعلم بْن الصّابونيّ، والفخر الإربليّ، وجماعة.
وكان فقيها، صالحا، دينا، متزهدا، متميزا. درس بالمدرسة الظّاهرية التي بظاهر دمشق.
__________
[1] انظر عن (علي ابن الملك المظفر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 136 رقم 215 (في ترجمة ابن أخيه الملك المظفر محمود) ، ونهاية الأرب 31/ 257، والمختصر في أخبار البشر 4/ 29، والمقتفي 1/ ورقة 207 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 173 رقم 86، والبداية والنهاية 13/ 334، والوافي بالوفيات 22/ 186 رقم 133، وعيون التواريخ 23/ 139، 140، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 115، وتذكرة النبيه 1/ 163، وتاريخ ابن الفرات 8/ 162، والسلوك ج 1 ق 3/ 787، وعقد الجمان (3) 199، والدليل الشافي 1/ 482 رقم 1673.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 199 ب، والعبر 5/ 377، وذيل التقييد.
2/ 254 رقم 1561 وشذرات الذهب 5/ 42.

(52/165)


وحدّث «بسنن ابن ماجة» و «مسند الحميديّ» ، و «معجم ابن قانع» ، وغير ذَلِكَ.
وسمع منه خلْق، وهو آخر من روى بدمشق «سُنَن ابن ماجة» كاملا.
تُوُفّي فِي الثامن والعشرين من ربيع الأول، ودُفِن بالمِزّة.
- حرف الغين-
134- غُلْبُك [1] .
الأمير الكبير زين الدِّين الفخريّ، من أمراء دمشق.
وقد حج بالناس مرة، وشُكِرت سيرته. وذلك فِي سنة ثمانٍ وثمانين.
- حرف الميم-
135- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن تَرْجَم [2] بْن حازم.
أبو عَبْد اللَّه الْمَازِنِيِّ، الْمَصْرِيّ.
شيخ مبارك، مُسِنّ، مُعَمَّر، عالي الرواية. تفرد برواية التِّرْمِذيّ، عن أبي الحسن علي بن البناء الْمَكِّيّ، وحدَّث به بالقاهرة وسمعه منه جماعة كبيرة.
تُوُفّي فِي التّاسع والعشرين من رجب، وكان من أبناء التسعين.
وسمع من: عَبْد القويّ بْن الحبّاب، وابن باقا.
مولده سنة اثنتين وستمائة.
136- مُحَمَّد بْن علي بْن دَاوُد [3] .
البَعْلَبَكيّ، الدّقاق في القماش. ديّن، خيّر.
__________
[1] انظر عن (غلبك) في: المقتفي 1/ ورقة 208 أ.
[2] انظر عن (ابن ترجم) في: المقتفي 1/ ورقة 203 ب، والعبر 5/ 377، والمعين في طبقات المحدّثين 221 رقم 2288، وتذكرة الحفاظ 4/ 177، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والعقد الثمين 1/ 395، وذيل التقييد 1/ 87 رقم 89، والمقتفي الكبير 5/ 78 رقم 1619، وتبصير المنتبه 1488، وشذرات الذهب 5/ 422.
[3] انظر عن (ابن داود البعلبكي) في: كتاب الديباج للختلي 126، 127

(52/166)


حدّث عن: البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
سمع منه: البِرْزاليّ، والمِزّيّ، وابنه، والشيخ أبو بَكْر الرحبيّ، وطائفة.
وتُوُفيّ فِي الرابع والعشرين من ذي القعدة، وهو فِي عَشْر الثمانين.
137- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن مهيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مجاهر.
الشَّيْخ الجليل محيي الدِّين الرّبعي، الصّقَلّيّ، ثُمَّ المصريّ.
ولد بمصر سنة ثمان وستمائة. وسمع من مُكَرَّم سنة ستّ عشرة.
كتب عَنْهُ الفَرَضيّ، وغيره.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة بمصر. وكان فاضلا، ديِّنًا.
138- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المحدّث نصير الدِّين ابْن العَدْل شمس الدِّين.
الرسْعَنيّ، الحنبليّ.
كان جارنا، وكان شابا مليحا.
سمع من جماعة من أصحاب طبرزد، وقُتِل شهيدا بحَوْران فِي ذي الحجة وله عشرون سنة.
139- مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد.
الإمام أبو عبد الله بن الزَّاهد، الْبَصْرِيّ، الشافعيّ.
تُوُفّي بالبصرة فِي جُمَادَى الأولى. قرأته بخطّ الذُّهَليّ.
140- مُحَمَّد بْن يُوسُف [2] بْن أَحْمَد بْن يُوسُف.
الأجلّ محيي الدِّين ابن الأَنْصَارِيّ، الحَلَبِيّ الكاتب.
كان مع معاناته للكتابة وللخدم شيخ خانقاه سنقر شاه بحلب.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن رواحة، والمؤتمن بن قميرة، وابن خليل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 202 ب.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: المقتفي 1/ ورقة 204 ب.

(52/167)


ومات فِي شعبان وله ثلاثٌ وخمسون سنة. وكان أَبُوهُ فخر الدِّين فقيها إماما، وكان جَدّه العلّامة شهاب الدِّين شيخ الحنفية بحلب، وأحد من درس بالمستنصريّة ببغداد.
141- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر [1] بْن غُنَيم بْن حَمَّاد.
شمس الدِّين الحرانيّ، نزيل مصر. كان بزازا فِي الخليع.
وُلِدَ سنة إحدى وعشرين. وروى عن: الموفَّق عَبْد اللطيف بْن يُوسُف.
سمع منه المصريون.
ومات فِي العشرين من صَفَر بمصر.
- حرف النون-
142- نبا بْن علي [2] بْن هاشم بْن الْحَسَن.
الأمير الكبير، شمس الدِّين، ابن الأمير نور الدِّين، ابن المحفدار الْمَصْرِيّ.
جعله الملك المنصور أمير جَنْدار. وكان دينا، كثير المُرُوءة. صلّى العشاء وقرأ سورة هَلْ أَتى 76: 1 [3] ، وسَجَدَ فمات. وذلك فِي صَفَر بداره بمصر.
ومات فِي عَشْر السّبعين. قاله شمس الدِّين الجزريّ.
143- النّعمان بن حسن [4] بن يوسف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 198 ب، والمقفى الكبير 5/ 444 رقم 1927.
[2] انظر عن (نبا بن علي) في: نهاية الأرب 31/ 255، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 168، 169 رقم 78، والمختار من تاريخ ابن الجزري 360 وفيه: «بنأ» وهو غلط، ذيل المرأة 4/ ورقة 67.
[3] أول سورة الدهر.
[4] انظر عن (النعمان بن حسن) في: نهاية الأرب 31/ 257، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 174 رقم 88، وتاريخ ابن الفرات 8/ 164، والسلوك ج 1 ق 3/ 787، وعقد الجمان (3) 195، 196، وحسن المحاضرة 2/ 121، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 372، والدليل الشافي

(52/168)


قاضي القُضاة، مُعِزّ الدِّين الخطيبيّ، الحَنَفِيّ قاضي القاهرة.
ناب أولاد عن الصّدر سُلَيْمَان، ثُمَّ وُلّي بعده، وقدِم دمشق لقضاء الجيوش المنصورة. ورجع وتُوُفيّ بالقاهرة [1] .
- حرف الياء-
144- يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عُقاب.
أَبُو يَعْقُوب الحذاميّ الشاطبيّ، المقرئ، الزَّاهد.
قرأ بالسَّبْع على أصحاب نوح الغافِقيّ.
سمع منه أبو عَبْد اللَّه الوادياشي، وقال: مات فِي صَفَر سنة اثنتين.
ومولده سنة ثلاث عشرة.
تُوُفّي بتونس وكانت جنازته مشهودة. أكثرَ عن أبي الْحَسَن علي بْن قُطْرال.
سمع منه: البرزاليّ، والمصريّون.
ومات في العشرين من صفر بمصر.
145- يوسف بن أبي بكر [3] بن عثمان.
الحرانيّ، الصوفيّ.
شيخ معمر. روى عن: السّاوي.
ومات في ربيع الآخر، وله تسعون سنة. وهو والد العفيف الصوفيّ، الهندازة.
__________
[ () ] 2/ 761 رقم 2591، والمقتفي 1/ ورقة 208 أ.
[1] في حاشية المخطوط: «ولي القضاء بعد وفاة الصدر بالشام بزمن عند إعادة الشمس المالكيّ.
إلى ولاية القضاء.
[2] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في: برنامج الوادي آشي 57 (19) ، ورحلة العبدري 171، والوافي بالوفيات 29، 30 رقم 37، وغاية النهاية 2/ 392، وتوضيح المشتبه 6/ 303، ودرّة الحجال 2/ 495 رقم 1447.
[3] انظر عن (يوسف بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 199 أ، ب.

(52/169)


- الكنى- 146- أبو محمد بن عبد الوهاب [1] بن محاسن.
الجمال ابن النّحايليّ.
شيخ معمر من أبناء التّسعين. ورأيته. روى عن: شمس الدِّين عُمَر بْن المُنَجّا، وابن أبي جَعْفَر.
سمع منه البِرْزاليّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي ربيع الأوّل بدمشق.
وفيها وُلِدَ:
الفقيه البارع فخر الدِّين مُحَمَّد بْن علي الْمَصْرِيّ، أو فِي سنة إحدى.
وعماد الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الزَّمْلكانيّ، القاضي.
والإمام زَين الدِّين مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الخطيب ابن المرحل.
__________
[1] انظر عن (أبي محمد بن عبد الوهاب) في: المقتفي 1/ ورقة 199 أ.

(52/170)


سنة ثلاث وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
147- أَحْمَد بْن أقوش [1] .
شهاب الدِّين إمام السّلطان، وأحد الموصوفين بالتّطريب في التّلاوة ومعرفة الأنعام والموسيقى.
مات فِي ذي الحجة.
148- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن الأشقر.
الشَّيْخ عماد الدِّين الخريميّ، الحنبلي، خطيب جامع الحريم.
وُلِدَ سنة عشرين، وقدِم دمشق، وحدَّث عن: ابن بهروز، والأغرّ بْن العليق. وكان صالحا، خَيّرًا.
تُوُفّي ببغداد فِي رجب.
149- أَحْمَد بْن عَبْد الواحد [2] محيي الدِّين ابْن الطَّرَسُوسيّ.
الحَلَبِيّ، من أعيان بلده.
سمع معنا، وكان شيخا ساكنا، مَهيبًا.
تُوُفّي فِي ذي القعدة بالمِزّة، وخلّف ولدين من فُضلاء الحنفية.
وقد باشر ديوان الجامع نيابة عن ابن النحاس.
150- أَحْمَد بْن الشَّيْخ شمس الدِّين مُحَمَّد بْن الكمال عَبْد الرحيم [3] .
المحدّث، موفق الدِّين، خازن كتب الضّيائية، وقارئ الحديث بها.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أقوش) في: المقتفي 1/ ورقة 219 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 368.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الواحد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 237 رقم 112 وفيه:
«أحمد بن عبد الوهاب بن الطرسوسي» ، والمقتفي 1/ ورقة 218 أ.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الرحيم) في: المقتفي 1/ ورقة 218 ب.

(52/171)


سمع وكتب وعني بالحديث، وحصل الأجزاء. وصار له فَهْم ومعرفة لقوة ذكائه وجَودة فَهْمه واعتنائه.
وكان شابا حسنا، دَيِّنًا، مطبوع العِشْرة، كريم الشمائل، مُحبَّبًا إلى الناس. رَأَيْته مرة واحدة. وقد درس بالضّيائية أيضا.
مات فِي ذي الحجّة ولم يُكمل الثلاثين. وقد سمع من ابن عَبْد الدائم فمن بعده. وقرأ على أبيه بكفربطنا. وما كأنه حدُّث.
151- أَحْمَد بْن مرتفع [1] .
أمين الدّين، رئيس المؤذنين بالجامع الجديد بمصر.
روى عن نبا بْن هجّام.
ومات فِي رمضان.
152- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن عَرَفَة.
الشَّيْخ نجمُ الدِّين الهاشميّ، البغداديّ، ابن المحفَّدار، ويعرف بابن الكندران.
سمع: القَطِيعيّ، وعلي بْن كبة، والمبارك بْن علي المطرّز.
وعنه: أبو الْعَبَّاس الكازرونيّ [2] .
153- أَحْمَد بْن محمد بن الحسن [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مرتفع) في: المقتفي 1/ ورقة 215 ب، وفيه: «أحمد بن محمد بن مرتفع بن قراتكين» .
[2] كرره المصنف- رحمه الله- بعد ترجمة «إدريس بن محمد» الآتية، وقال: «أحمد بن محمد بن علي ابن المحفدار، أبو العباس الهاشميّ، البغداديّ.
ولد سنة تسع وعشرة. وسمع من القطيعيّ، وعلي ابن كبّة، ونصر الجيليّ، وطبقتهم.
ومات في رجب» .
[3] انظر عن (أحمد بن الغماز) في: الوافي بالوفيات 7/ 386 رقم 3379، والوفيات لابن قنفذ 334، 335 رقم 693، وتاريخ الدولتين للزركشي 38 و 44، 45 و 53، والذيل والتكملة لكتابي الموصل والصلة ق 1 ج 1/ 409، وعنوان الدراية 119- 121، والديباج المذهب 76- 79، وتاريخ قضاة الأندلس للمراكشي 122، 123، وغاية النهاية 1/ 110، وذيل التقييد 1/ 381 رقم 742، والمقتفى الكبير 2/ 221 رقم 2289، وتبصير المنتبه 1059،

(52/172)


ابن الغمّاز. قاضي الجماعة بتونس.
كان إماما، محدثا فقيها، مقرئا، كبير القدر. يُكنَّى أَبَا الْعَبَّاس. وكان والده من زُهّاد بَلَنْسِية وفُقهائها.
ولد أبو العباس سنة تسع وستمائة، وسمع الكثير من أبي الربيع بْن سالم. وطال عُمُره. وأكثر عَنْهُ أهل تونس، منهم الإِمَام أبو عَبْد اللَّه بْن جَابِر الوادياشي، وذكر لي أنه أكثر عَنْهُ، وأنّه مات سنة ثلاثٍ هذه. وأنه مُكثِر عَنْهُ يوم عاشوراء. وقال: سَمِعت منه «التّيسير» بسماعه من ابن سالم، وأبي الْحَسَن بْن سلمون. وقرأها مع علي بْن صاحب الصلاة تلميذ ابن هُذيل.
وكان أعلى أهل المغرب إسنادا فِي القرآن رحمه اللَّه. وله معرفة بالفقه.
والحديث.
قرأ عليه بالسّبْع. وله شِعر جيد.
154- إِبْرَاهِيم بن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن سالم بْن أبي المواهب الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ ابن صَصْرَى.
الصّاحب، جمال الدِّين التَغلبِيّ، الدّمشقيّ، ناظر الدّواوين.
وُلّي حسبة دمشق مدة، ثُمَّ وُلّي الديوان. وكان عاقلا، رئيسا، متمولا، مَهيبًا، عارفا، خبيرا، ذا رأى وصراحة وكفاءة، إلا أنه كان ظالما، سامحه اللَّه وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حاضِراً 18: 49 [2] .
تُوُفّي ليلة الجمعة فِي شوّال فِي عَشْر الخمسين، أو جاوزها بقليل.
__________
[ () ] والدليل الشافي 1/ 73 رقم 253، ونيل الابتهاج ج 14، والمنهل الصافي 2/ 82 رقم 255، وشجرة النور الزكية، رقم 673.
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 35 رقم 48، والمقتفي 1/ ورقة 217 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 232 رقم 109، وعيون التواريخ 23/ 169، وعقد الجمان (3) 252.
[2] سورة الكهف، الآية: 49.

(52/173)


155- إدريس بْن مُحَمَّد [1] بْن أبي الفَرَج المفرج [2] بْن الْحُسَيْن بْن إدريس بْن مُزيْز [3] .
الشَّيْخ الإِمَام، المحدَّث تقيُّ الدِّين، أبو مُحَمَّد الحَمَويّ.
سمع من: أبي القَاسِم بْن رواحة، وأخيه النّفيس، وصفية القُرشية، والموفق بْن يعيش النَّحْويّ، ومدرك بْن حُنَيش، والقاضي أبي إسحاق.
إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المنعم، وهذه الطّبقة.
وكتب الأجزاء، وعني بالحديث وتميز فِيهِ.
روى عَنْهُ: شيخنا الدّمياطيّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وذكره المحدّث جمال الدِّين ابن الصابونيّ فِي كتاب «تكملة إكمال الإكمال» في مزيز، ومريز، وقال: مُرَير، بمهملتين، الفقيه أبو طَالِب مدرك بْن أبي بَكْر [4] بْن مُرير الحَمَويّ، الشافعيّ. تفقَّه ببغداد، وكان فِيه ذكاء مُفْرِط، وولي تدريس الأكزية بدمشق وعقود الأنكحة. وسمع من أبي المحاسن يُوسُف بْن رافع قاضي حلب. ثُمَّ ذكر إدريس بْن مُزَيْز.
قلت: تُوُفّي فِي العشرين من ربيع الآخر بحماة.
وقد سَمِعت من أولاده ستّ الدّار، وتاج الدِّين أحمد، وزين الدين عبد الرحيم.
__________
[1] انظر عن (إدريس بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 211 ب، 212 أ، وتكملة إكمال الإكمال 288- 290 رقم 285، والمشتبه 2/ 478، والعبر 5/ 378، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والمعين في طبقات المحدّثين 221 رقم 2290، وتذكرة النبيه 1/ 170، وذرّة الأسلاك 1/ ورقة 121، 122، وشذرات الذهب 5/ 423، وتوضيح المشتبه 1/ 318 و 8/ 137.
[2] في المقتفي: ابن أبي الفرح المفرح. (بالحاء المهملة) .
[3] في شذرات الذهب: «مريد» . وهو غلط. وقد ضبطه ابن الصابوني فقال: مزيز: بضم الميم وفتح الزاي المعجمة بواحدة من فوقها، المفتوحة، بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وزاي آخر الحروف. (تكملة إكمال الكمال 288) .
[4] تكملة إكمال الكمال 287 رقم 284.

(52/174)


وقد حدُّث بدمشق فِي سنة ثمانين. وقد صنَّف كتاب «الأحكام» [1] .
رَأَيْته بخطّه.
156- أَحْمَد بْن يونس [2] بْن أَحْمَد بْن بركة.
المحدث الصالح، العالِم، شهابُ الدِّين، أبو الطّاهر الإربليّ، الصُّوفيّ.
ولد بالقاهرة في سنة إحدى وأربعين وستمائة.
وسمع من: أَبِي الْحَسَن بْن الحِمْيَريّ، وصالح المُدْلجيّ، والحافظ زكيّ الدِّين عَبْد العظيم، ومحمد بْن عبد العزيز الإدريسيّ، والصَّدر البكريّ، وجماعة.
ثُمَّ إِنَّهُ طلب الحديث بنفسه فِي سنة ستين، وأكثر عن أصحاب البُوصيريّ.
ورحل إلى دمشق فأكثر عن ابن عَبْد الدائم، وأصحاب الخُشُوعيّ فمن بعدهم. وجمع لنفسه «معجما» ، ونسخ الكثير وحصل ورجع. ثُمَّ قَدِمَ دمشق وحدَّث.
وروى عَنْهُ: النجم بْن الخبّاز، والمِزّيّ وطائفة.
وقرأ عليه عَلَم الدِّين البِرْزاليّ «صحيح مُسْلم» بروايته عن صالح المُدلْجيّ. ونزل فِي السُّمَيْساطيّة. ثُمَّ رجع إلى القاهرة فأقام يسيرا وتُوُفيّ فِي ثالث عَشْر المُحَرَّم، رحمه اللَّه.
157- إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر [3] بْن إِبْرَاهِيم بْن عبد العزيز بْن عُمر.
العَدْل، المرتضى، الأمين، مجدُ الدِّين، أبو إسحاق الْقُرَشِيّ، الْجَزَريّ، التّاجر، والد صاحبنا العَدْل الرئيس شمس الدِّين صاحب «التّاريخ» .
__________
[1] ومع ذلك لم يذكر صاحب الترجمة في: معجم المؤلفين، ولا في المستدرك عليه.
[2] انظر عن (أحمد بن يونس) في: المقتفي 1/ ورقة 209 أ، ب.
[3] انظر عن (إبراهيم بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 210 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 365، 366، وتالي وفيات الأعيان 30، 31، والوافي بالوفيات 5/ 338.

(52/175)


ولد سنة تسع وستمائة بالجزيرة العُمريّة، وأكثر التَّرحال فِي التّجارة إلى العراق، والهند، واليمن، والنّواحى. ودخل أكثر من سبعين مدينة. وصحب الشَّيْخ علي الحبار [1] مدة، ثُمَّ استوطن دمشق من سنة أربع وخمسين. ووُلِد له جماعة أولاد، أكبرهم سِنًّا وقدْرًا المولى شمس الدِّين، أبقى اللَّه حياته.
وعمل بزازا بالرّماحين. وكان خَيّرًا صالحا، صَدوقًا، ديِّنًا، مقبول القول، حَسَن البِزّة، وافر الحُرْمة.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر صَفَر، ودُفِن بمقبرة باب الصّغير، رحمه اللَّه تعالى.
158- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور.
الرئيس الفقيه، أبو إسحاق الأصبحيّ، ويُعرف بابن الرشيد التّونسيّ.
ناب فِي القضاء وأخذ عن: أَحْمَد بْن معاوية، وعبد الرحيم بْن طَلْحَة.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن جَابِر الوادياشيّ وقال: تُوُفّي فِي المُحَرَّم سنة ثلاثٍ وتسعين.
159- إسحاق بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن سُلْطان.
أبو إِبْرَاهِيم البَعْلَبَكيّ، الكتانيّ.
سكن دمشق، وحدَّث بها عن البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
وكان رجلا خيرا، صالحا، تاليا لكتاب اللَّه.
سَمِعت منه أَنَا وابن الخباز، والمِزّيّ، وابن النّابلسيّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة. وكان إمام مسجد. وكان من أبناء الثمانين، رحمه الله.
__________
[1] ورد مهملا في المقتفي: «الحار» .
[2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في: معجم شيوخ الذهبي 129 رقم 164، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 237 رقم 111، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا- ق 2 ج 1/ 386 رقم 256، والمقتفي 1/ ورقة 218 أ، والعبر 5/ 378.

(52/176)


160- آمنة بِنْت التّقي مُحَمَّد [1] بْن البهاء عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ.
حضرت جَدّها، وسمعت «الصحيح» من ابن الزَّبِيديّ. وحدَّثت.
وتُوُفيّت فِي رجب [2] . لم أسمع منها، وهي زَوْجَة السيف بْن المجد.
وكانت من العوابد.
- حرف الباء-
161- بكْتَاش [3] .
الأمير بدرُ الدِّين، أستاذ دار ملك الأمراء حسام الدِّين لاجين المَنْصُورِيّ.
مات فِي هذه السَّنَة.
162- بكتوت [4] .
العلائيّ، الأمير الكبير بدر الدِّين. أمير محتشم، من أكبر أمراء [5] دمشق.
ثُمَّ انتقل إلى الدّيار المصرية، وعَلَت رُتبته فِي الدولة الأشرفية.
ومات كهْلًا بمصر فِي جمادى الآخرة.
163- بيدار [6] .
__________
[1] انظر عن (آمنة بنت التقي محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 213 ب.
[2] مولدها في وسط ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
[3] انظر عن (بكتاش) في: الوافي بالوفيات 10/ 188، والدليل الشافي 1/ 193، والمنهل الصافي 3/ 386 رقم 676، والمقتفي 1/ ورقة 219 أ.
[4] انظر عن (بكتوت) في: نهاية الأرب 31/ 280، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 231 رقم 106، والمختار من تاريخ ابن الجزري 366، والوافي بالوفيات 10/ 200 رقم 4280، والمنهل الصافي 2/ 411 رقم 687، والدليل الشافي 1/ 196 رقم 686، وشذرات الذهب 5/ 424، وتاريخ ابن الفرات 8/ 188، والمقتفي الكبير 2/ 474 رقم 940، وعقد الجمان (3) 253، والمقتفي 1/ ورقة 212 ب، والعبر 5/ 378، وذيل المرآة 4/ ورقة 118.
[5] بالأصل: «أمير» .
[6] انظر عن (بيدرا) في: زبدة الكفرة 9/ 297 (المطبوع) ، والنفحة المسكية 92، 3،

(52/177)


المَقَرّ العالي، نائب المملكة الأشرفية، بدر الدِّين. كان من أعزّ الناس عند أستاذه السلطان الملك المنصور. وكان من كبار المقدّمين فِي دولته. فَلَمّا تملك الملك الأشرف جعله أتابك. وكان يرجع إلى دِين وعدْل. ثُمَّ خرج على مخدومه وساق إليه وقتله، ورجع تحت عصائب السَّلْطَنَة، وحلفوا له، ووعدوه بالمُلْك، فلم يتمّ له الأمر، وقتلوه من الغد فِي ثالث عشر المُحَرَّم.
ولم يتكهل.
- حرف التاء-
164- تاج الدِّين ابن الحَيْوان [1] .
هُوَ الإِمَام البارع، أبو يُوسُف موسى بْن مُحَمَّد المَرَاغِيّ، الشافعيّ. كان فقيها، مناظرا، عارفا بالأصول والفقه.
تُوُفّي فجأة بدمشق. رَأَيْته يشتغل بالنّاصرية، وكان معيدها.
وخلف ولدين فاضلين ماتا شابَّيْن. ومات هُوَ فِي صَفَر. ورأيته شيخا مربوعا، كبير اللحية.
- حرف الحاء-
165- حافظ الدين [2] .
__________
[ () ] والحوادث الجامعة 27، ونزهة المالك، ورقة 114، وتاريخ سلاطين المماليك 29، ونهاية الأرب 31/ 269، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 196، والدليل الشافي 1/ 208 رقم 732، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والعبر 5/ 378، والنجوم الزاهرة 8/ 53، ومنتخب الزمان 2/ 370، والمقتفي الكبير 2/ 562 رقم 1009، ومرآة الجنان 4/ 222، والبداية والنهاية 13/ 334، 335، وتالي كتاب وفيات الأعيان 58 رقم 88، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 375، 376، والمنهل الصافي 3/ 493 رقم 734.
[1] انظر عن (ابن الحيوان) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 226 رقم 99، والمقتفي 1/ ورقة 210 ب، والبداية والنهاية 13/ 336 وفيه: «المعروف بأبي الجواب» ، وعقد الجمان (3) 147، والدارس 1/ 161 وفيه: «ابن الجواب» ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 114.
وسيعيده المؤلف- رحمه الله- باسم «موسى بن محمد تاج الدين» (رقم 199) دون ترجمة.
[2] انظر عن (حافظ الدين) في: الجواهر المضية 2/ 121 رقم 375، والدليل الشافي 2/ 688 رقم 2357.

(52/178)


شيخ بُخاري. هُوَ العَلامَة: أبو الفضل، مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن نَصْر ابن القلانِسيّ، الْبُخَارِيّ، الحَنَفِيّ. وُلِدَ فِي حدود سنة خمس عشرة وستمائة.
وسمع من المحدث أَبِي رشيد الغزال وتفقَّه على شمس الأئمة الكردريّ.
روى لنا عَنْهُ أَبُو العلاء الفَرَضيّ، وقال: كان إماما، زاهدا، قانتا، مدرسا، عارفا بالفقه، والأصلين، والتّفسير، سخيا، جوادا، مشفقا على الطَّلبة حجّ ودخل الشَّام وعاد إلى بلاده.
تُوُفّي فِي شعبان.
قال: وكان على قاعدة السَّلَف عِلمًا وعملا، قد جزّأ الليل، فالثُّلُث الأول للراحة، والثاني للعبادة، والثالث لمطالعة العلم. وكان يتلألأ وجهه نورا، فلم تر عيناي مثله فِي سَمْته وحُسن طريقته. قرأ سائر العلوم على شمس الأئمَّة مُحَمَّد بْن عَبْد السّتار الكَرْدَريّ.
وسمع منه، ومن: عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المحبوبيّ، وأبي رشيد الغزال، وغيرهم. وكان شيخ الإسلام ببلاد المشرق، رحمة اللَّه عليه.
166- الْحَسَن بْن عِيسَى [1] بْن حَسَن.
الشَّيْخ نجم الدِّين ابن أخي قاضي القُضاة برهان الدِّين الخضِر الزرْزاريّ، السّنْجاريّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ.
روى عن: السّاوي، وسِبط السِّلَفيّ.
ومات في رجب.
167- حسين بن داود [2] .
المجود، شمس الدين الشّهرزوريّ، الكاتب. شيخ معمر جاوز التّسعين.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عيسى) في: المقتفي 1/ ورقة 213 أ، ب.
[2] انظر عن (حسين بن داود) في: المقتفي 1/ ورقة 213 أ، وذيل المرآة 4/ ورقة 115.

(52/179)


وحدّث عن التّاج بْن أبي جَعْفَر، ومحمد بْن أبي العجائز.
وكتب عليه جماعة منهم العلامة شرف الدّين أحمد بن المقدسيّ.
وتوفي بجبل قاسيون فِي رجب.
- حرف الخاء-
168- خليل بْن قلاوون [1] .
السّلطان الملك، الأشرف، صلاح الدِّين وُلِدَ السّلطان الملك المنصور سيف الدِّين، الصالحيّ النَّجميّ. جلس على تخْت المُلْك فِي ذي القعدة سنة تسعٍ وثمانين وستمائة. واستفتح المُلك بالجهاد، وسار فنازل عكّا وافتتحها، ونظَّفَ الشَّام كلّه من الفرنج. ثُمَّ سار فِي السَّنَة الثانية فنازل قلعة الروم، وحاصرها خمسة وعشرين يَوْمًا، وافتتحها.
وفي السَّنَة الثالثة جاءته مفاتيح قلعة بَهْنَسَا من غير قتال إلى دمشق، ولو
__________
[1] انظر عن (خليل بن قلاوون) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 180 ب، 181 أ (والمطبوع 295، 296، والتحفة الملوكية 136، وتالي كتاب وفيات الأعيان 70، 71 رقم 107، ونهاية الأرب 31/ 259، والدرّة الزكية 345، والنفحة المسكية 90، 91، والجوهر الثمين 20/ 108، 109، ونزهة المالك، ورقة 113، وتاريخ سلاطين المماليك 24، وآثار الأول 77، وذيل مرآة الزمان 4/ 34 و 241، وتشريف الأيام والعصور 272، والمقتفي 1/ ورقة 208 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 190- 193 و 209- 211، ودول الإسلام 2/ 194، 195، والعبر 5/ 377، 378، والحوادث الجامعة 226، 227، ومنتخب الزمان 2/ 370، والمختار من تاريخ ابن الجزري 360- 363، وتاريخ ابن الوردي 2/ 238، 239، ومرآة الجنان 4/ 222، والبداية والنهاية 13/ 334، 335، والوافي بالوفيات 13/ 399- 410 رقم 504، وفوات الوفيات 1/ 406 رقم 148، وأمراء دمشق 30، ومآثر الإنافة 2/ 124، وتذكرة النبيه 1/ 167، 168 و 173، وتاريخ ابن خلدون 5/ 406، والجوهر الثمين 2/ 108، 109، والسلوك ج 1/ ق 3/ 788، وعقد الجمان (3) 203- 213، والنجوم الزاهرة 8/ 3- 40، وتاريخ ابن سباط 1/ 501، 502، وحسن المحاضرة 2/ 111، وتاريخ الأزمنة 274، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 373- 378، والدارس 1/ 443، وشذرات الذهب 5/ 422، وأخبار الدول 200، والدليل الشافي 1/ 292 رقم 1006، والمنهل الصافي 5/ 270- 280 رقم 1009، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والمقفى الكبير 3/ 793 رقم 1397، وعيون التواريخ 23/ 160- 162، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 102 ب، ومرآة الجنان 4/ 222، ونزهة الناظر 285- 386.

(52/180)


طالت حياته لأخذ العراق وغيرَها. فإنّه كان بطلا شجاعا، مِقدامًا، مَهيبًا، عالي الهمّة يملأ العين، ويُرِجف القلب. رَأَيْته مرّات، وكان ضخما، سمينا، كبير الوجه، بديع الجمال، مستدير اللحية، على صورته رَوْنق الحُسْن وهيبة السَّلْطَنَة.
وكان إلى جوده وبذله للأموال في أعراضه المنتهى. وكان مخوف السَّطْوة، شديد الوطْأة، قوي البطْش، تخافه الملوك فِي أمصارها والوحوش العادية فِي آجامها. أباد جماعة من كبار الدّولة. وكان منهمكا على اللّذات لا يعبأ بالتّحرّز على نفسه لفط شجاعته، وما أحسبه بلغ ثلاثين سنة. ولعلّ اللَّه عزّ وجلّ قد عفا عَنْهُ وأوجب له الجنة على كثرة ما فرط فِي جنْب اللَّه، نسأل اللَّه العفو والعافية.
ولمّا كان فِي ثالث المُحَرَّم توجه من القاهرة هُوَ ووزيره الصّاحب الكبير شمس الدِّين وأمراء دولته. فَلَمّا وصل إلى الطَّرّانة فارقه الوزير إلى الإسكندرية فقدِمها وعسف وصادر، ونزل السّلطان بأرض الحمّامات للصيد، وأقام إلى يوم السبت ثاني عَشْر المُحَرَّم، فَلَمّا كان وقت العصر وهو بتروجة حضر نائب السّلطنة بيدارا، وجماعة أمراء، وقد كان السلطان أمره بُكْرةً أن يمضي بالدهليز ويتقدّم، وبقي هو يتصيّد، وليعود إلى الدهليز عشية، فأحاطوا به وليس معه إلا شهاب الدِّين ابن الأشلّ أمير شكار، فابتدره بَيْدَرا فضربه بالسّيف قطع يده، وضربه حسام الدِّين لاجين على كتفه حلّها، وصاح: «من يُريد المُلْك هذه تكون ضربتُه» ، يشير إلى بَيْدَرا، فسقط السلطان ولم يكن معه سيفٌ فيما قيل: بل كان فِي وسطه بند مشدود. ثُمَّ جاء سيف الدِّين بهادر رأس التوبة فأدخل السيف من أسفله فشقّه إلى حلقه. وتركوه طريحا فِي البرية، والتفُوا على بَيْدَرا وحلفوا له. وساق تحت العصائب يطلب القاهرة، وتسمّى فيما قيل بالملك الأوحد. وبات تلك الليلة وأصبح يسير، فَلَمّا ارتفع النّهار إذا بطُلْبٍ كبير قد أقبل، يقدمه الأميران: زين الدِّين كَتْبُغا وحسام الدِّين أستاذ يطلبون بَيْدَرا بدم أستاذهم، وذلك بالطّرانة، فحملوا عليه، فتفرق عنه

(52/181)


أكثر من معه، فقُتِل فِي الحال، وحُمِل رأسه على رمح، وجاءوا إلى القاهرة فلم يمكنهم الشّجاعيّ من التّعدية، وكان نائبا للسلطان فِي تلك السَّفرة، فأمر بالشواني والمراكب كلها فرُبطت إلى الجانب الآخر، ونزل الجيش على الجانب الغربيّ، ثُمَّ مشت بينهم الرسُل على أن يقيموا فِي السَّلْطَنَة أخا السلطان، وهو المولى السلطان الملك النّاصر، أيّده اللَّه. فتقرر ذَلِكَ، وأجلسوه على التّخت السلطاني فِي يوم الاثنتين رابع عَشْر المُحَرَّم بأنْ يكون أتابكه كَتْبُغا ووزيره الشُّجاعيّ. واختفى حسام الدِّين لاجين وغيره ممّن شارك فِي قتل السلطان.
قَالَ شمس الدِّين الْجَزَريّ فِي «تاريخه» [1] : حَدَّثَنِي الأمير سيف الدِّين أبو بَكْر بْن المحفدار قال:
كان السلطان، رحمه اللَّه، قد نفّذني بُكرةً إلى بَيْدَرا بأن يتقدَّم بالعسكر، فَلَمّا قلت ذَلِكَ نفر فِيّ وقال: السمع والطاعة، كَم يستعجلني. ثُمَّ إني حملت الزَّرَدْخاناه والثقل الَّذِي لي، وركبت قبلهما أَنَا ورفيقي الأمير صارم الدِّين الفخري ورُكن الدِّين أمير جَنْدار عند الغروب سائرين، وإذا بَنجّابٍ، فقلنا: أَيْنَ تركتَ السلطان؟ فقال: يطول اللَّه أعمارُكم فِيهِ. فبُهتْنا، وإذا بالعصائب قد لاحت، ثُمَّ أقبل الأمراء وفي الدَّسْت بَيْدَرا، فجئنا وسلَّمنا، ثُمَّ سايَرَه أمير جَنْدار فقال: يا خَونْد، هذا الَّذِي تمّ كان بمشورة الأمراء؟ قال:
نعم. أنا قتلته بمشورتهم وحضورهم، وها هُمْ حضور. وكان من جملتهم حسام الدِّين لاجين، وبهادُر رأس النَّوبة، وشمس الدِّين قراسُنْقُر، وبدر الدِّين بَيْسريّ. ثُمَّ شرع بَيْدَرا يعدد ذنوبه وهناته وإهماله لأمور المسلمين، واستهتاره بالأمراء، وتوزيره لابن السَّلعوس.
ثُمَّ قال: رأيتم الأمير زين الدِّين كَتْبُغا؟
قلنا: لا.
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 192.

(52/182)


فقال له أمير: يا خَوْند كان عنده عِلْم من هذه القضية؟
قال: نعم، هُوَ أول من أشار بها.
فَلَمّا كان من الغد جاء كَتْبُغا فِي طُلْب نحو ألفين من الخاصكية وغيرهم والحسام أستاذ الدار، ثُمَّ قوس كتبغا وقصد بيدرا وقال، يا بيدار أَيْنَ السلطان؟ ثُمَّ رماه بالنّشاب، ورموا كلهم بالنّشاب فقتلوه وتفرق جَمْعه، وسيروا رأسه إلى القاهرة.
قال: فلمّا رأينا ذَلِكَ التجأنا إلى جبل واختلطنا بالطُّلْب الَّذِي جاء، فعرفنا بعضُ أصحابنا فقال لنا: شُدوا بالعجلة مناديلكم فِي رقابكم إلى تحت الإبط، يعني شعارهم.
قال ابن المحفدار: وسألت شهاب الدِّين الأشل: كيف كان قتْل السلطان؟ قال: جاء إليه بعد رحيل الدهليز الخبر أن بَترُّوجَة طَير كثير، فقال لي: امش بنا حَتَّى نسبق الخاصكية، فركِبنا وسِرنا، فرأينا طيرا كثيرا، فرمى بالبندق، وصرع كثيرا، ثُمَّ قال: أَنَا جيعان، فهل معك شيء تُطعمني؟ فقلت:
ما معي سوى فَرُّوجة ورغيف فِي سولقي. قال: هاتِه فناولته فأكله ثُمَّ قال:
أمسك فرسي حَتَّى أبول. قال: فقلت: ما فيها حيلة أنت راكب حصان، وأنا راكب حُجْرة وما يتَفقان. فقال: انزل أنت واركب خلفي، وأركَبُ أَنَا الحُجْرة، وهي تقف مع الحصان إذا كنت فوقه. فنزلت وناولته لجامها، وركبت خلفه، ثُمَّ نزل هُوَ وجلس يُريق الماء، وجعل يولع بذكَرَه ويمازحني، ثُمَّ قام وركب حصانه، ومسلك لي الحُجْرة حَتَّى ركبت وإذا بغُبارٍ عظيم فقال لي: سُقْ واكشف الخبر. فسقت فإذا بَيْدَرا والأمراء، فسألتهم عن سبب مجيئهم، فلم يردوا عليّ وساقوا إلى السلطان، فبدأه بَيْدَرا بالضّربة فقطع يده، وتمّمه الباقون. ثُمَّ بعد يومين طلع والي تَرَّوجة وغسلوه وكفنوه، ووضعوه فِي تابوت، ثُمَّ سيروا من القاهرة الأمير سَعد الدِّين كوجَبَا الناصري فأحضر التابوت، ودُفِن فِي تُربة والدته. وكان من أبناء الثلاثين.

(52/183)


- حَرف السين-
169- سَنْجَر [1] .
الأمير الكبير، عَلَمُ الدِّين الشُّجاعيّ، المَنْصُورِيّ. كان رجلا طويلا، تام الخلْقة، أَبِيض اللون، أسود اللّحية، عليه وقار وهَيبة وسكون، وفي أنفه كِبَر، وفي أخلاقه شراسة، وفي طبيعته جَبَروت وانتقام وظُلْم. وله خبرة تامّة فِي السّياسة والعمارات والرأي. وُلّي شدّ الدّيار المصرية، ثُمَّ الوزارة، ثُمَّ وُلّي نيابة دمشق، فلطف اللَّه بأهلها، وقلّل من شرّه بعض فوليها سنتين، ثُمَّ صُرف بعز الدِّين الحَمَويّ، وانتقل إلى مصر عالي الرُتْبة، وافر الحُرمة. ولقد كان يعرض فِي تجمُّل وهيبة لا تنبغي إلا لسلطان. ولما قَدِمَ من قلعة الروم كان دخوله عَجَبًا. طلب جارنا يونس الحريريّ وأمره أن يعمل له سناجق أطلس أبيض، وفيه عُقاب أسود، فعملها على هيئة سناجق السَّلْطَنَة.
قال لي يونس: عملناها عرض أربعة أذرُع بالجديد، فِي طول تسعة أذرع.
قلت: كان منها فوق كوساته خمسة صفا واحدا. وهي فِي غاية الحُسن واللَّمَعَان، ولها طرر مقصوصة محررة، أظن فيها: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً 48: 1
__________
[1] انظر عن (سنجر) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 185 أ- 186 أ، (والمطبوع 300- 302) ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 31، ونهاية الأرب 31/ 273، والدرة الزكية 353، وتاريخ سلاطين المماليك 29- 31، والمقتفي 1/ ورقة 210 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 196- 199، والبدآية والنهاية 13/ 335، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، ومنتخب الزمان 2/ 370، والنفحة المسكية 95، 96 رقم 30، وتاريخ ابن الفرات 8/ 179، وعيون التواريخ 23/ 152، وتاريخ مغلطاي 29، والسلوك ج 1 ق 3/ 798، وعقد الجمان (3) 228، والدليل الشافي 1/ 325 رقم 1114، والمنهل الصافي 6/ 80 83 رقم 1117، ونزهة المالك، ورقة 114، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 383، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والنجوم الزاهرة 8/ 51، والحوادث الجامعة 227، وتالي كتاب وفيات الأعيان 90، 91 رقم 132، وتذكرة النبيه 1/ 172، والوافي بالوفيات 15/ 475- 478 رقم 643.

(52/184)


[1] . وكان رَنْكُهُ قبل ذَلِكَ أحمر فِي بياض. وتعجَّبَ النّاس وقالوا: هذه لا تكون إلا لسلطان.
وكان له من الخيل المسوّمة والممالكى التُّرْك والزّينة والذَّهب والرَّخْت وغير ذَلِكَ شيء كثير.
وكان شجاعا، مَهِيبًا، جبَارًا، من رجال العالم، ولولا جوره لكان يصُلح للمُلْك.
وكان له فِي الجملة مَيْل إلى أهل الدِّين وتعظيم للإسلام، وعمل الوزارة فِي أول الدّولة الناصرية أكثر من شهر. ثُمَّ قُتِل شر قِتْلة. عصى فِي القلعة، وجرت أمور، فَلَمّا كان يوم الرابع والعشرين من صَفَر عجز وطلب الأمان.
فلم يُعطوه أمانا، وطلع إليه بعض الأمراء وقال: انزل إلى عند السلطان الملك.
النّاصر. فمشى معهم، فضربه واحد منهم طير يده، ثُمَّ طيّر آخر رأسه، وعُلّق رأسُه فِي الحال على سور القلعة. ودُقّت البشائر، ثُمَّ طافت المشاعلية برأسه فِي الأسواق وجبوا عليه والناس يشتمونه لظُلمه وعسفه، فلا قوة إلا باللَّه، ومات وقد قارب الخمسين.
- حرف العين- 170- عَائِشَة [2] بِنْت الجمال عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك بْن عثمان.
أمّ عَبْد اللَّه المقدسيّة. زَوْجَة شيخنا نصر اللَّه بْن عياش. وأمّها هِيَ زينب بِنْت مكيّ.
سَمِعت من أَبِي المجد القزوينيّ.
سمع منها: البِرْزاليّ، والطلبة.
__________
[1] سورة الفتح، الآية: 1.
[2] انظر عن (عائشة) في: المقتفي 1/ ورقة 211 أ.

(52/185)


وتُوُفّيَتْ فِي ثالث ربيع الآخر.
171- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن [1] بْن أبي مُحَمَّد.
الشَّيْخ رشيد الدِّين، أبو مُحَمَّد القاهريّ الضرير.
شيخ صالح خَيّر. سمع من: أبي طَالِب بْن حديد. والفخر الفارسيّ، وابن باقا. وهو أخو عِيسَى المذكور عام أول.
توفي في جمادى الآخرة.
كتب عَنْهُ الجماعة، وهو آخر من روى عن ابن حديد بالسَّماع.
172- عَبْد اللَّه بْن علي بْن منجد [2] .
الأديب البارع، تقيُّ الدِّين السُّروجي.
له نظْم جيد سائر.
173- عَبْد الحق بْن عَبْد اللَّه [3] بْن علي بْن مَسْعُود بْن شمايل.
الإِمَام، أبو مُحَمَّد البغداديّ، الصَّيْدلانيّ، خطيب جامع فخر الدّولة ابن المطَّلب ووالد الشَّيْخ العَلامَة الكبير صفيّ الدِّين عَبْد المؤمن، أحسن اللَّه إليه.
وُلِدَ فِي سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
وروى عَنْهُ: عَبْد الحميد بْن بنيمان سِبْط أبي العلاء.
كتب عَنْهُ أبو العلاء الفرضيّ، وعبد الرّزاق الفوطيّ مؤرّخ العراق، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 237 رقم 113، والمقتفي 1/ ورقة 212 ب.
[2] انظر عن (ابن منجد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 241- 244 رقم 118، والوافي بالوفيات 17/ 342 349 رقم 294، وفوات الوفيات 2/ 196- 206 رقم 225، وعيون التواريخ 23/ 170- 176، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 130، والسلوك ج 1 ق 3/ 804، وعقد الجمان (3) 250- 252، والدليل الشافي 1/ 387 رقم 132، والمنهل الصافي 7/ 100 رقم 1335، وذيل المرآة 4/ 124- 128 وفيه «عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن ماجد» .
[3] انظر عن (عبد الحق بن عبد الله) في: المقتفي 1/ ورقة 218 أ، ب.

(52/186)


وتُوُفيّ فِي أول ذي الحجة.
174- عَبْد الحميد بْن أَحْمَد [1] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فارس.
العَدْل، مكينُ الدِّين ابن الزَّجّاج العلثي، البغداديّ، الحنبليّ.
ولد سنة عشرين وستمائة، وقدِم دمشق للحجّ سنة أربعٍ وثمانين.
وحدث عن: ابن روزبه، والقَطِيعيّ، والحسن بْن الأمير السيد، والأنجب الحماميّ، وابن بهروز، وجماعة [2] .
مات في أولها إن شاء الله [3] .
175- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
العدل، نجم الدين المراغيّ، ثم المصريّ.
توفي في شعبان، وقد سمع منه البِرْزاليّ، وغيره بالقاهرة عن ابن خليل.
176- عَبْد الكافي بْن عَبْد القادر [5] بْن خَلَف بْن نبهان.
الأَنْصَارِيّ، السَّماكيّ، الزَّمْلكانيّ، شمسُ الدِّين.
مات بزمْلَكا فِي ذي القعدة. وكان معمَّرًا، عابدا، ثقة.
177- عَبْد الملك بْن معالي [6] بْن مفضل.
كَمَال الدِّين الْجَزَريّ، ثُمَّ الواسطيّ. نزيل مصر.
روى عن: ابن المُقَيَّر، وابن رواج.
__________
[1] انظر عن (عبد الحميد بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 208 أ، ب.
[2] وقال البرزالي: وكان رجلا صالحا دائم الذكر، كثير التلاوة، ملازما لقيام الليل، مليح المحاصرة، شديدا في إنكار المنكر، من أعيان عدول بغداد.
[3] ذكر البرزالي في أول وفيات سنة 693 هـ. انه توفي في أوائل هذه السنة أو في أواخر قبلها. ثم وقف بعد مدة على تاريخ وفاته، فكتب على الحاشية: «ثم تحققت أن ابن الزجاج هذا توفي ليلة الأربعاء سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وستمائة» .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 215 ب.
[5] انظر عن (عبد الكافي بن عبد القادر) في: المقتفي 1/ ورقة 217 ب.
[6] انظر عن (عبد الملك بن معالي) في: المقتفي 1/ ورقة 212 ب.

(52/187)


وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخرة.
178- عَبْد الواحد بْن عثمان [1] بْن عَبْد الواحد.
ابن قاضي نابلس، الرئيس نجم الدِّين، سِبْط ابن جرير الوزير.
روى عن ابن اللَّتّيّ، وغيره.
ومات يوم عاشوراء.
179- علاء الدِّين الأعمى [2] .
الرُكنيّ، الأمير الزَّاهد. قيل: اسمه إيدُغْدِيّ.
ناظر أوقاف القدس، ومنشئ العمارات والرُبَط، وغير ذَلِكَ بالقدس، والخليل، والمدينة النّبوية.
كان من أحسن النّاس سيرة، وأحمدهم طريقة. انغمرت الأوقاف فِي أيامه وتضاعف المُغَلّ، واشتهر ذِكره.
وتُوُفيّ إلى رحمة اللَّه بالقدس فِي شوال، وصُلّي عليه بدمشق صلاة الغائب.
180- عُمَر بْن عبد العزيز الشّماع.
موفق الدِّين.
مات بالثغر عن ثمانين سنة فِي صَفَر.
سمع من: أبي البركات مُحَمَّد بْن يحيى الْمَصْرِيّ، وطائفة.
- حرف الفاء-
181- فخر الدين ابن لقمان [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن عثمان) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 211 رقم 96، والمقتفي 1/ ورقة 209 أ.
[2] انظر عن (علاء الدين الأعمى) في: زبدة الفكرة (المطبوع) 9/ 303، 304، والدليل الشافي 1/ 166 رقم 595، والمنهل الصافي 3/ 163، 164 رقم 596، والمقتفي 1/ ورقة 216 ب، 217 أو 219 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 367 وفيه اسمه: طبرس الركني.
[3] انظر عن (ابن لقمان) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 8، 9 رقم 9، ونهاية الأرب

(52/188)


الوزير الكاتب، شيخ الإنشاء، واسمه إِبْرَاهِيم الإسْعرْديّ [1] .
ولد سنة اثنتين عشرة وستمائة، وبرع فِي الرسائل والأدب، ورُزق السّعادة والتّقدُّم فِي الدُّوَل، وطال عُمُره. رَأَيْته شيخا بعمامة صغيرة.
وقد حدُّث عن: ابن رواجٍ.
كتب عَنْهُ البِرْزاليّ، والطَّلَبَة.
وتُوُفّي فِي الثالث والعشرين من جُمادي الآخرة بمصر. وصلّيَ عليه صلاة الغائب بالنية.
وقد وُلّي وزارة الصّحبة للملك السعيد، ثُمَّ وَزَرَ مرَّتين للملك المنصور، وأصله من المعدن من بلاد إسعِرْد. وكان قليل الظُّلْم، فِيهِ إحسان إلى الرعيّة. وكان إذا عُزل من الوزارة يأخذ غلامه الحرمدان خلْفه، ويُبكر إلى ديوان الإنشاء ما كأن جرى شيء.
ولما افتتح الملك الكامل آمِد كان ابن لُقمان شابا يكتب على عَرَصة الفتح بها، وينوب عن النّاظر. وكان البهاء زهير كبير الإنشاء للكامل، فاستدعى من ناظر آمد حوائج بكاتب الرسالة نزل إليه بخطّ ابن الملقن، فأعجب البهاء زهير خطّه وعبارته، فاستحضره وأخذه.
- حرف الكاف- 182- كافور الصوّاف [2] .
عتيق ابن الفويّ. شيخ مبارك.
__________
[ () ] 31/ 279، 280، والمختار من تاريخ ابن الجزري 366، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 228- 230 رقم 104، والبداية والنهاية 13/ 337، وفيه: «أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد البناني المصري» . والوافي بالوفيات 6/ 97 رقم 2527، وتذكرة النبيه 1/ 172، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 121، وفوات الوفيات 1/ 43 رقم 14، وعيون التواريخ 23/ 163- 165، وتاريخ ابن الفرات 8/ 186، والسلوك ج 1 ق 3/ 804، والمنهل الصافي 1/ 136 رقم 13، والدليل الشافي 1/ 24 رقم 62، والنجوم الزاهرة 8/ 50، وعقد الجمان (3) 254- 256، وحسن المحاضرة 2/ 333، والمقتفي 1/ ورقة 212 ب، 213 أ.
[1] وقع في السلوك ج 1 ق 3/ 804 «الإسودي» .
[2] انظر عن (كافور الصواف) في: المقتفي 1/ ورقة 212 أ.

(52/189)


روى عن: ابن عماد، وغيره.
كتب عَنْهُ: عامة الطَّلَبَة. وتُوُفيّ بمصر فِي الرابع والعشرين من ربيع الآخر وله ثلاثٌ وثمانون سنة وكان بسوق الأنماطيين.
183- كِنْدي بْن عُمَر [1] بْن كِنْدي بْن سَعِيد بْن علي.
العَدْل، الصّالح، تاج الدِّين، أبو مُحَمَّد الكِنْديّ، الدّمشقيّ، عامل الأيتام.
أخو زينب شيخنا.
حدّث عن: كريمة، والضّياء.
سمع منه: البِرْزاليّ، وغيره.
وتُوُفيّ فِي أوائل السَّنَة بحصن بلاطُنُس [2] .
184- كيختو بْن هولاكو [3] .
ملك التَّتَار. تسلطن بعد هلاك أرغون ابن أخيه أبغا فِي سنة تسعين، وأقام بالروم مدّة، ومالت طائفة إلى أخيه بَيْدو فملّكوه، وجرى بينهم خُلْف.
ثُمَّ قوي بيدو وتملك العراق وخُراسان، وقاد الجيوش، وجبى الأموال. وسار كلٌّ منهما لقصد الآخر فالتقوا. وقُتل كيختو في هذه السنة، واحتوى بيدو
__________
[1] انظر عن (كندي بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 209 ب.
[2] ومولده في المعشر الثاني من ذي الحجة سنة سبع عشرة وستمائة بدمشق.
[3] انظر عن (كيختو بن هولاكو) في: زبدة الفكرة 9/ 306، 307، والدرة الزكية 356، والمختصر في أخبار البشر 4/ 31، 32، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 240، 241 رقم 117، والمختار من تاريخ ابن الجزري 367، ودول الإسلام 2/ 145 وفيه «كنجتو» ، وهو خطأ، وتاريخ الزمان لابن العبري 367- 372، وعيون التواريخ 23/ 170، والسلوك ج 1 ق 3/ 804 (في وفيات 694 هـ.) وتاريخ ابن الفرات 8/ 185، ومنتخب الزمان 2/ 370 وفيه «كنجاتوني» ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 239، 240، وتذكرة النبيه 1/ 182، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 123، وتاريخ الخميس 2/ 425، والنجوم الزاهرة 8/ 52، وتاريخ ابن سباط 1/ 504 وفيه: «كنحتوا» ، والدليل الشافي 2/ 563 رقم 1932، والحوادث الجامعة 28 (سنة 694 هـ.) والوافي الوفيات 24/ 378، 379 رقم 434، وذيل المرآة 4/ ورقة 123، 124. وسيعاد برقم (248) .

(52/190)


على الأمر، لكنْ خرج عليه قازان بْن أرغون، وكان متسلما ثغر خُرَاسَان عاصيا على الرجلين، فَلَمّا بلغه قتل كيختو جمع الجيوش وطلب المُلك.
وكان كيختو له مَيْلٌ نحو المسلمين وإحسان إلى الفقراء، بخلاف بيدو، فإنّه كان يميل إلى النّصارى، وقيل إنه تنصَّر. وكلاهما ماتا على الشِّرْك والكفر باللَّه.
- حرف الميم-
185- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الخليل [1] بْن سعادة بْن جعْفَر.
قاضي القُضاة، ذو الفنون، شهاب الدين، أبو عبد الله ابن قاضي القُضاة شمس الدِّين الخُوَيّي [2] الشافعيّ، قاضي دمشق وابن قاضيها.
وُلِدَ فِي شوّال سنة ستٍّ وعشرين بدمشق، واشتغل فِي صِغره. ومات
__________
[1] انظر عن (ابن الخليل) في: تالي كتاب وفيات الأعيان: 6، 7 رقم 4، والمقتفي 1/ ورقة 216 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 232- 235 رقم 108، ومعجم شيوخ الذهبي 459، 460 رقم 672، والمعجم المختص 93 رقم 109، والمعين في طبقات المحدثين 221 رقم 2291، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والعبر 5/ 379، ومرآة الجنان 4/ 222 «وفيه: شهاب الدين ابن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل ... » وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 500، والبداية والنهاية 13/ 337، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 120، وتذكرة النبيه 1/ 66 و 170- 172، وفوات الوفيات 2/ 368 رقم 389، وعيون التواريخ 23/ 166- 169، والوافي بالوفيات 2/ 137 رقم 487، وذيل التقييد 1/ 44 رقم 19، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 8، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 47- 49 رقم 485، وتاريخ ابن الوردي 2/ 239، وتاريخ ابن الفرات 8/ 189، والسلوك ج 1 ق 3/ 4، 8، وحسن المحاضرة 1/ 543، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 945- 947 رقم 13، والمقتفي الكبير 5/ 166 رقم 1716، وبغية الوعاة 1/ 10، والدارس 1/ 237، وعقد الجمان (3) 147- 149، والدليل الشافي 2/ 591 رقم 2031، وكشف الظنون 134 و 155 و 1862 و 1269 و 1273 و 1719 و 1818، ونزهة النظار في قضاة الأمصار لابن الملقّن 206، ورفع الإصر، ورقة 90 ب، وشذرات الذهب 5/ 423، وقضاة دمشق 79، والأنس الجليل 466، وروضات الجنات 203، والأعلام 6/ 219، ومعجم المؤلفين 8/ 258، وذيل المرآة 4/ ورقة 119- 121.
[2] خوي: بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وتشد الياء آخر الحروف. نسبة إلى بلد كبير مشهور بأذربيجان.

(52/191)


والده وله إحدى عشرة سنة فبقي منقطعا بالعادليَّة. ثُمَّ أدمن الدّرس والسّهر والتكرار مدّة بالمدرسة، وحفظ عدّة كُتب وعَرَضَها، وتنبّه وتميّز على أقرانه.
وسمع فِي صَغره من: ابن اللَّتّيّ، وابن المُقَيَّر، والسَّخاويّ، وابن الصّلاح.
وأجاز له خلْق من أصبهان، وبغداد، ومصر، والشام.
وخرَّج له تقيُّ الدِّين عُبَيْد الحافظ معجما حافلا. وخرَّج له أَبُو الحَجّاج الحافظ أربعين متباينة الإسناد.
وحدَّث بمصر ودمشق. وأجاز له عُمَر بْن كرم، وأبو حفص السُّهْرَوَرْديّ، ومحمود بْن مَنْده، وهذه الطّبقة.
ولم أسمع منه، بل مشيت إليه، وشهد فِي إجازتي من الحاضرين بالقراءات، وامتحنني في أشياء من القراءات، وأعجبه جوابي وتبسِّم. وكان يحبّ أرباب الفضيلة ويُكرمهم، ويلازم الاشتغال فِي كِبَره. ويصنف التصانيف. وكان على كثرة علومه من الأذكياء الموصوفين، ومن النُّظّار المنصفين. يبحث بتُؤَدَة وسكينة، ويفرح بالفقيه الذكيّ ويتألفه، وينوَه باسمه.
وكان حَسَن الأخلاق، حُلْو المجالسة، دينا، متصوِّنًا، صحيح الاعتقاد، مع كثرة نظره فِي الحكمة والعقليات.
وقد صنَّف كتابا فِي مجلد كبير يشتمل على عشرين فنّا من العِلم، وشَرَح «الفصول» لابن مُعْطٍ، ونظم «علوم الحديث» لابن الصّلاح، و «الفصيح» لثعلب، و «كفاية المتحفظ» . وقد شرح من أول «ملخص» القابسيّ خمسة عَشْر حَدَّثَنَا فِي مجلّد، فلو تمّ هذا الكتاب لكان يكون أكبر من «التّمهيد» وأحسن.
وله مدائح فِي النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله سلم. وشِعره جيّد فصيح. وكان يحبّ الحديث وأهله ويقول: أَنَا من الطَّلَبة.
دوس وهو شابّ بالدماغية، ثُمَّ وُلّي قضاء القدس قبل هولاكو وأيامه.

(52/192)


ثُمَّ انجفل إلى القاهرة فولي قضاء المحلة والبَهْنَسا، ثُمَّ قَدِمَ الشَّام على قضاء حلب. ثُمَّ رجع وعاد إلى قضاء المحلة. ثُمَّ وُلّي قضاء القُضاة بالديار المصريّة بعد الثمانين.
وُلّي قضاء القاهرة والوجه البحريّ، اقتطع له من ولاية الوجيه البَهْنسيّ.
وأقام البَهْنَسيّ على قضاء مصر والوجه القبلي إلى أن تُوُفّي، فتولّى موضعه تقيُّ الدِّين عَبْد الرَّحْمَن بْن الأعزّ إلى أن نقل ابن الخُوَيّي إلى الشام، ومات الحضر السّنْجاريّ، فجمع قضاء الديار المصرية لابن عَبْد الرَّحْمَن الأعزّ بكماله.
ثُمَّ نُقل إلى قضاء الشَّام عند موت القاضي بهاء الدِّين ابن الزكيّ.
سمع منه: الفَرَضيّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، والخَتَنيّ، وعلاء الدِّين المَقْدِسيّ، والشهاب بْن النّابلسيّ.
روى «صحيح الْبُخَارِيّ» بالإجازة نَوبة عكا.
وسمع منه خلق. وكان ربعة من الرجال، وأسمر، مَهيبًا، كبير الوجه، فصيح العبارة، مستدير اللّحية، قليل الشَيْب.
تُوُفّي فِي بُستان صيَّف فِيهِ بالسهَّم يوم الخميس الخامس والعشرين من رمضان. وصُلّي عليه بالجامع المظفريّ بين الصلاتين، ودُفِن عند والده بتُربته بالجبل.
وقد سَأَلت شيخنا المِزّيّ عَنْهُ، فقال: كان أحد الأئمة الفُضَلاء فِي عدّة علوم.
وكان حَسَن الخُلُق، كثير التّواضع، شديد المحبة لأهل العلم والدين.
وقد استوفى أخباره مجد الدِّين ابن الصَّيْرَفيّ فِي «معجمه» وقال: كان علامة وقته وفريدَ عصره. وأحد الأئمة الأعلام.
وكان جامعا لفنون من العلم كالتّفسير، والأصلين، والفِقه، والنّحو، والخلاف والمعاني، والبيان، والحساب، والفرائض، والهندسة، ذا فضل كامل، وعقلٍ وافر، وذهن ثاقب، رحمه اللَّه.

(52/193)


ومن شِعره لمّا تخلف عن الركْب بمكة ثُمَّ أصبح ولحِق بهم:
إنّ كان قصدُك يُفضي إلى عَدَمي ... فنظرةٌ منك لا تغلو بسفك دمي
يلذّ لي فيك ما يُرضيك من تَلَفي ... وحُسن حالي من برئي ومن سقمي
كُنْ كيف شئتَ فما لي قَطُّ عنك غِنى ... أنت المحكّم فِي الحالات فاحتكمِ
كم شدة فرّجت باللُّطف منك وقد ... سألتك اللُّطْفَ فِي داجٍ من الظُلَمِ
وذكر القصيدة.
186- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر.
الإِمَام، أبو عَبْد اللَّه بْن الدّراج التِّلِمْسانيّ، الأَنْصَارِيّ.
نشأ بسَبْتَة يتيما، فكفِله الغَرَفيّ صاحب سبْتة. وكان أحسن أقرانه فِي زمانه. قرأ القراءات على أَبِي الْحَسَن بْن الحصار، والنَّحْو على أَبِي الحُسين بْن أبي الربيع.
وسمع «الْبُخَارِيّ» من أبي يَعْقُوب المجسانيّ، عن ابن الزَّبِيديّ. قال لي أبو القَاسِم بْن عِمْرَانَ: كان شيخنا ابن الدراج روضة معارف، متفننا فِي العلوم. ولاه أمير المغرب أَبُو يَعْقُوب المَرِينيّ قضاء سلا.
مات فِي رمضان فِي سنة ثلاثٍ وتسعين كهلا.
187- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن منور.
ابن شيخنا، الصُّوفيّ.
سمع يُوسُف الساوي.
مات بمصر فِي ذي القعدة.
188- مُحَمَّد بْن إسرائيل [1] بن يوسف.
شمس الدّين الدمشقيّ، المعمار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسرائيل) في: المقتفي 1/ ورقة 217 ب.

(52/194)


قال البِرْزاليّ: ثنا عن ابن اللَّتّيّ.
ومات فِي ذي القعدة.
189- مُحَمَّد بْن شاهنشاه [1] .
الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه ابن شاهنشاه بْن أيّوب بْن شاذي، الملك الحافظ، غياث الدِّين.
وُلِدَ بدمشق أو ببَعْلَبَكَّ فِي سنة ستّ عشرة وستمائة، وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من ابن الزَّبِيديّ، وحدَّث به. وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وكان أميرا جليلا، متميزا، فاضلا، نسخ الكثير بخطه المنسوب. وكان يتردَّد إلى أملاكه بجسرين، وخلف عدة أولاد، وتُوُفيّ فِي شَعْبان.
190- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن عبد العزيز بْن عُمَر.
إمام النَّحْو، محيي الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الزَّناتيّ، الكُملانيّ، المالكيّ، ويُعرف بحافي رأسه.
مولده سنة ستٍّ وستمائة بتاهرْت بظاهر تلمسان.
سمع من: أبي القَاسِم الصَّفراويّ، وابن رواج، وجماعة. وتصدّر للعربية زمانا.
أخذ عنه تاج الدّين الفكهانيّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن شاهنشاه) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 152 رقم 247، ونهاية الأرب 31/ 280، والمقتفي 1/ ورقة 214 ب، 215 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 232 رقم 107، ومرآة الجنان 4/ 222، والبداية والنهاية 13/ 337، والوافي بالوفيات 3/ 147 رقم 1097، وتاريخ ابن الفرات 8/ 189، وذيل التقييد 1/ 129 رقم 203، وتذكرة النبيه 1/ 172، وعيون التواريخ 23/ 166، وعقد الجمان (3) 254، والدليل الشافي 1/ 627 رقم 2158، وشذرات الذهب 5/ 424، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 127، والمقتفي الكبير 5/ 716 رقم 2339، والعبر 5/ 379، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 25 رقم 1015، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 118، 119.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: الوافي بالوفيات 3/ 364 رقم 1442، والدليل الشافي 2/ 644 رقم 2215، وبغية الوعاة 15/ 138 رقم 228.

(52/195)


تُوُفّي فِي رمضان بالإسكندريّة، وتخرج به خَلْقٌ كثير.
أخذ هُوَ النَّحْو عن أبي مُحَمَّد عَبْد المنعم بْن صالح التَّيْميّ تلميذ ابن بري، وعن أَبِي زَيْدُ عَبْد الرَّحْمَن بْن الزيات، تلميذ مُحَمَّد بْن قاسم بْن قنْداس، وابن قنْداس من أصحاب الْجُزوليّ، وأبي ذر الخُشَنيّ.
وأخذ حافي رأسه أيضا عن نحْويّ الثغر عَبْد العزيز بْن مخلوف الإسكندرانيّ الجرّاد.
ولُقِّب بحافي رأسه لحُفْرة فِي دماغه. وقيل: كان فِي رأسه شيء شبه ح.
وقيل: لأنَّه كان أول أمره مكشوف الرأس. وقيل: لأنَّه رُئس بالثغر فأعطاه ثيابا جُدُدًا لبدنه، فقال هُوَ: هذا لبدني ورأسي حافي. فأمر له بعمامة.
فلزِمه ذَلِكَ.
ومن شِعره:
ومعتقد أن الرئاسة فِي الكِبر ... فأصبح مملوكا بها وهو لا يدري
يجرّ ذيول العُجْب طَالِب رفعةٍ ... ألا فاجبوا من طَالِب الرفْع بالجرِّ
191- مُحَمَّد بْن الشَّيْخ الزَّاهد العارف أبي عَبْد اللَّه بْن الشَّيْخ القُدوة عَبْد اللَّه بْن الشَّيْخ الكبير غانم [1] بْن علي.
النّابلسيّ، المَقْدِسيّ، أبو عَبْد اللَّه الشافعيّ.
قَدِمَ دمشق، وتفقَّه مدّة على الشَّيْخ تاج الدِّين الفزاريّ.
وأفتى ببلده مدة إلى حين وفاته. وكان إماما صالحا، زاهدا، قُدْوة، كبير القدر. له فقراء ومريدون، وأمره مُطاع، وحُرمته عظيمة، مع التواضع والمروءة والصّفات الجميلة. وانتقل إلى رضوان اللَّه فِي يوم الأحد الرابع عشر من ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (ابن غانم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 227 رقم 101، والمقتفي 1/ ورقة 211 ب، وعيون التواريخ 23/ 162، 163، والوافي بالوفيات 3/ 369 رقم 1445، وعقد الجمان (3) 249، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 115.

(52/196)


192- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد.
العَنْسيّ، أبو عَبْد اللَّه السَّبْتيّ.
وُلِدَ سنة أربع وستمائة.
قال ابن رُشَيْدٌ الحافظ: لا يوثق بقوله إلا أنْ يوجد شيء من روايته بخطّ غيره.
مات فِي ربيع الآخر من العام عن تسعٍ وثمانين سنة. أجاز لابن جَابِر التّونسيّ.
193- مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد [1] بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف.
المحدّث، الإِمَام، الصّالح، المفيد، نجمُ الدِّين، أبو بَكْر الْقُرَشِيّ، الْمَصْرِيّ. أحد الطَّلَبة المشهورين.
سمع: النجيب عَبْد اللطيف، وابن علاق، وابن عزُّون، وأصحاب البُوصِيريّ، فَمَن بعدهم.
وبدمشق ابن عَبْد الدّائم، وطبقته.
ودخل اليمن، وجاور مدّة. وكتب الكثير وحدَّث.
عاش خمسين سنة.
روى عَنْهُ قُطْب الدِّين فِي «معجمه» .
ومات فِي رجب بمكة. وهو أخو شيخنا مُحَمَّد المؤدِّب.
194- مُحَمَّد بْن عبد العزيز [2] بْن أبي عَبْد اللَّه بْن صدقة.
شيخنا، شمس الدين، أبو عبد الله الدّمياطيّ، ثم الدمشقيّ، المقرئ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الحميد) في: المقتفي 1/ ورقة 213 أ.
[2] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: المقتفي 1/ ورقة 210 أ، ب، والعبر 5/ 379، ومعرفة القراء الكبار 2/ 707- 709 رقم 676، والأعلام بوفيات الأعلام 290، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380، ومعجم الشيوخ للذهبي 518، 519 رقم 770 ومرآة الجنان 4/ 222، وغاية النهاية 2/ 173، ونهاية الغاية، ورقة 242، والنجوم الزاهرة 8/ 54، وحسن المحاضرة 1/ 505، وشذرات الذهب 5/ 424، والوافي بالوفيات 3/ 263.

(52/197)


وُلِدَ فِي حدود العشرين [1] وستمائة. وقرأ القراءات على أَبِي الْحَسَن السَّخاويّ، ولازم خدمته، وسمع منه.
ومن: التاج بْن أبي جَعْفَر، وأبي ألوفا عَبْد الملك بْن الحنبليّ، وغيرهم. وحفظ «الرائية» و «الشاطبية» . وكان ذاكرا للقراءات ذِكْرًا حسنا، طويل الروح، حَسَن الأخلاق. وكنت أعرف صورته من الصِغَر، فَلَمّا انقطعت آمالنا من الفاضليّ عُرِّفت أنه قرأ على السَّخاويّ، فأتيته إلى حلقته، وحدّثته فِي أن يجلس للجماعة، فأجاب- وجلس لنا طرفي النّهار بالكلاسة، فكمّلت عليه القراءات أَنَا وابن نصحان الدّمشقيّ، وابن غدير الواسطيّ. وأفرد عليه جماعة، وتُوُفيّ والشيخ شمس الدِّين الحَنَفِيّ الزنجيليّ يجمع عليه ولم يكمل.
وسمع منه: ابن الخباز، والبِرْزاليّ، وابن سامة، وسليمان بْن حمزة الجامي المقرئ، وجماعة.
وكان شيخا لطيف القدّ، قصيرا، أسمر، صغير اللّحية، حَسَن البِزّة، له مِلْك ودراهم.
أقرأ الجماعة احتسابا بلا معلوم ولا عوَض، والله يسامحه ويُثيبه.
وحصل له عُسْر البَوْل، ومات شهيدا. ولما أيس من نفسه نزل لي عن حلقة إقرائه، وهي من جملة الحِلَق السّبعين. ونزل لسليمان عن السُّبع المجاهديّ.
وخلف ولدا من أبرع النّاس خطا، وأقلَهم فِي الدّيانة حظا.
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من صَفَر، ودفناه بمقابر الصوفية.
وقد رويت عنه في المجلد الأول من كتابنا.
195- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك [2] بْن عَبْد الحق بْن عَبْد الوهاب بْن الشَّيْخ أَبِي الفَرَج.
أبو عَبْد اللَّه بْن أبي ألوفا ابن الحنبليّ، الدمشقيّ.
__________
[1] وقال البرزالي: ومولده سنة إحدى وعشرين وستمائة أواثنتين وعشرين.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: المقتفي 1/ ورقة 218 ب.

(52/198)


روى عن أبيه «الأربعين» السِّلَفيّة.
وكان له دكّان بالحريريين.
تُوُفّي يوم عيد النَّحر.
196- مُحَمَّد بْن عثمان [1] بْن أبي الرجاء.
الوزير الكبير، الصّاحب، الأثير، شمس الدِّين التُّنوخيّ، الدمشقيّ، التّاجر، ابن السَّلعوس، وزير الملك الأشرف.
كان فِي شبيبته يسافر فِي التجارة. وكان أشقر، سمينا، أبيض، معتدل القامة فصيح العبارة، حُلْو المنطق، وافر الهيبة والتُّؤدَة، سديد الرأي، خليقا للوزارة كامل الأدوات، تامّ الخبرة، زائد الحُمق جدّا، عظيم التّيه والبأو.
وكان جارًا للصّاحب تقيُّ الدين بن البيع، فصاحَبَه ورأى منه الكفاءة، فأخذ له حسبة دمشق. ذهبتُ إليه مع الذهبيين ليحكم فيهم، فأذاقنا ذلا وقهرا. ثم ذهب إلى مصر وتوكّل للملك الأشرف فِي دولة أَبِيهِ فجرت عليه نكبة من السّلطان، ثُمَّ شفع مخدومه فِيهِ، فأُطلق من الاعتقال. وحجّ إلى بيت اللَّه، فتملّك فِي غيبته مخدومه الملك الأشرف، وعين له الوزارة. وكان مُحِبًّا فِيهِ، معتمدا عليه، فعمل الوزارة فِي مستحقّها. وكان إذا ركب تمشي الأمراء والكبار فِي خدمته. ودخل دمشق يوم قدومهم من عكا فِي دَسْتٍ عظيم وكبكبة من القُضاة والمفتين والرؤساء والكُتّاب، فلم يتخلف أحد. وكان الشُّجاعيّ فمن دونه يقفون بين يديه، وجميع أمور المملكة منوطة به. وإذا
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 152- 154 رقم 248، والحوادث الجامعة 226 و 229، ونهاية الأرب 31/ 270- 273، ومنتخب الزمان 2/ 370، والمقتفي 1/ ورقة 208 ب، 209 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والعبر 5/ 390، والبداية والنهاية 13/ 378 و 380، والوافي بالوفيات 4/ 86 رقم 1555، والسلوك ج 1 ق 3/ 797، 798 و 804، وتذكرة النبيه 1/ 173، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 121، والمقتفي الكبير 6/ 204 رقم 1660، والنجوم الزاهرة 8/ 53، 54، والدليل الشافي 2/ 652، 653 رقم 2243، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 379- 381.

(52/199)


ركب ركب فِي عدّة مماليك ورؤساء وأمراء، ولا يكاد يرفع رأسه إلى أحدٍ ولا يتكلم إلّا الكلمة بعد الكلمة، قد قتله العجب، وأهلكه الكِبْر، فنعوذ باللَّه من مقت اللَّه. وكان صحيح الإسلام. جيد العقيدة. فِيهِ ديانة وسُنّة فِي الجملة.
فارق السّلطان كَمَا ذكرنا، وسار إلى الإسكندرية فِي تحصيل الأموال، وفي خدمته مثل الأمير عَلَم الدِّين الدّواداريّ، فصادر متولي الثغر وعاقبه، فلم ينشب أن جاءه الخبر بقتل مخدومه، فركب لليلته منها هُوَ وكاتبه الرئيس شَرَف الدِّين ابن القيسرانيّ- وقال للوالي: افتح لي الباب حَتَّى أخرج لزيارة القباريّ. ففتح له وسافر. وبلغني فيما بعد أن الوالي عرف الحال وشتم الوزير، ثُمَّ أَخْرَجَهُ فِي ذلّة، صحّ- وجاء إلى المَقْس ليلا، فنزل بزاوية شيخنا ابن الظاهريّ، ولم ينم مُعظم اللّيل. واستشار الشَّيْخ فِي الاختفاء، فقال له:
أَنَا قليل الخبرة بهذه الأمور.
وأُشير عليه بالاختفاء، فقوى نفسه وقال: هذا لا نفعله، ولو فعله عامل من عمّالنا لكان قبيحا. وقال: هُمْ محتاجون إليَّ، وما أنا محتاج إليهم. ثم ربك بُكرةً ودخل فِي أُبّهة الوزارة إلى داره، فاستمرّ بها خمسة أيام، ثُمَّ طُلب فِي اليوم السادس إلى القلعة، وأنزل إلى البلد ماشيا، فسُلَّم من الغد إلى عدوّه مشدّ الصُّحبة الأمير بهاء الدِّين قراقوش، سلمه إليه الشُّجاعيّ، فقيل إنّه ضربه ألفا ومائة مِقْرعة، ثُمَّ سُلِّم إلى الأمير بدر الدِّين المسعوديّ مُشدّ مصر يومئذٍ حَتَّى يستخلص منه، فعاقبه وعذبه، وحمل جملة، وكتب تذكرة إلى دمشق بسبعة آلاف دينار مودعة عند جماعة، فأُخذت منهم.
ثُمَّ مات من العقوبة فِي تاسع صَفَر، وقد أنتَن جسمه، وقُطع منه اللّحم الميت قبل موته، نسأل اللَّه العفو والعافية.
ومات فِي عَشْر الخمسين أو أكثر.
197- مُحَمَّد بن محمد بن عقيل [1] .
__________
[1] انظر عن (ابن عقيل) في تاريخ حوادث الزمان 1/ 227 رقم 102، والمقتفي 1/ ورقة 212 أ، والعبر 5/ 380، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 104 أ، وتذكرة النبيه 1/ 173، والوافي

(52/200)


الأجلّ، فخر الدِّين ابن الصدر بهاء الدِّين ابن التّنبي [1] ، الكاتب.
روى عن: الشَّيْخ الموفَّق بْن قُدامة، والعَلَم السَّخاويّ.
وكتب الخطّ المليح على طريقة ابن البواب. ولم يتفق لي السّماع منه.
وتُوُفيّ بالجاروخية فِي جُمَادَى الأولى.
وقد أقام بالمدرسة الضيائية لمدة أيام، ثُمَّ انتقل منها إلى الجاروخية.
وكان قد كتب على الوليّ. وكان منعزلا منقبضا.
198- مُحَمَّد بْن أبي طاهر [2] بْن عَبْد الوهاب.
ويُعرف بالدار القُطْبيّة، الشَّيْخ بدر الدِّين أبو عَبْد اللَّه الشّيخيّ، الحلبيّ، الصوفيّ، المروزيّ الأصل. ويعرف بابن شحتان.
تُوُفّي بخانكاه سَعِيد السُّعداء.
وحدَّث عن يُوسُف بْن خليل.
ومات فِي ذي القعدة.
199- مُوسَى بن محمد [3] .
__________
[ () ] بالوفيات 1/ 205، والمشتبه 2/ 117، وتوضيح المشتبه 2/ 66، وذيل المرآة 4/ ورقة 115.
[1] النبي: بكسر أوله، وفتح النون المشددة- وقيل بكسرها- وكسر الموحدة. نسبة إلى قرية قرب قنسرين من حلب.
[2] انظر عن (محمد بن أبي طاهر) في: المقتفي 1/ ورقة 217 ب.
[3] هكذا ورد في الأصل. وهو قد تقدمت ترجمته باسم: تاج الدين ابن الحيوان» برقم (164) ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» ذكر البرزالي ترجمته، في المقتفي 1/ ورقة 210 ب فقال: «وفي عشيّة الجمعة الثالث والعشرين من صفر توفي الشيخ الإمام العلّامة مفتي المسلمين، تاج الدين موسى بن الشيخ فخر الدين محمد بن مسعود المراغي، الشافعيّ، المعروف بابن الحيوان، فجأة، وصلي عليه يوم السبت بجامع دمشق، ودفن بمقابر باب الصغير، رحمه الله تعالى. وكان من مشايخ الشافعية وفضلائهم، يعرف الفقه والأصول والنحو، وله ذهن جيد. وكان مواظبا على الإقراء بالمدرسة الناصرية كان معيدا بها، ومدرسا بالإقبالية. ومولده في منتصف صفر سنة ثمان وعشرين وستمائة» .
وانظر عنه في البداية والنهاية 13/ 336، 337، وعقد الجمان (3) 147، ومصادر أخرى

(52/201)


تاج الدِّين.
200- مؤنسة [1] .
الخاتون، المعمَّرة، ابْنَة السلطان الملك العادل بْن أَبِي بَكْر بْن أيّوب بْن شاذي. آخر أولاد أبيها موتا.
روت بالإجازة عن: عفيفة الفارقانية، وعين الشمس الثقفية.
سمع منها: ابن سيد النّاس، وابن جندب، وأولاد ابن الظّاهريّ، والطَّلَبة.
وتُوُفيت فِي الرابع والعشرين من ربيع الآخر بالقاهرة. وقد قاربت التسعين. وفي إجازتها عن عين الشمس تعميم لأن فِي الاستدعاء:
وللموجودين من نسل أيوب بن شاذي.
وكان مولدها سنة ثلاث وستمائة.
- حرف النون-
201- نَسَبُ بِنْت يُوسُف [2] بْن الأطالسيّ [3] .
روت بالإجازة عن أبي الْحَسَن القَطِيعيّ، وغيره.
وماتت بالقاهرة يوم موت بِنْت العادل أيضا.
قال عَلَم الدِّين: قرأت عليها جزءا خرجه لها سعد الدين بن الحارثيّ.
__________
[ () ] ذكرتها في ترجمته المتقدمة.
[1] انظر عن (مؤنسة) في: المقتفي 1/ ورقة 212 أ، والبداية والنهاية 13/ 337 وفيه:
«مؤنس» ، ودار القطبية، ودار إقبال، وعيون التواريخ 23/ 176 ووقع فيه: «مون» ، وذيل التقييد 2/ 394، 395 رقم 1886، والسلوك ج 1 ق 3/ 904، والمواعظ والاعتبار 2/ 368، والدليل الشافي 2/ 755 رقم 2575، وعقد الجمان (3) 256- 258، والأعلام النساء 5/ 127.
[2] انظر عن (نسب بنت يوسف) في: المقتفي 1/ ورقة 212 أ.
[3] في المقتفي: «الأطلسي» .

(52/202)


- حرف الياء-
202- يَعْقُوب بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
عزَّ الدِّين ابن قاضي اليمن الدمشقيّ.
ولد في سنة ست وعشرة وستمائة.
وحدَّث عن: ابن اللَّتّيّ.
ومات بحصن الأكراد فِي هذه السَّنَة.
203- يونس بْن علي [2] بْن مرتفع بْن أفتكين.
الشَّيْخ ركن الدِّين، أبو الفضائل الحِمْيريّ، الدمشقيّ، الْمَصْرِيّ الأصل، الشافعيّ، مدرس المسروريّة.
صدر جليل متميز.
روى عن: النّاصح بْن الحنبليّ، وابن اللَّتّيّ، ومُكرم.
وتُوُفيّ فِي شهر رجب [3] .
رَأَيْته وحدثته مرّة. وأجاز لي مَرْويّاته.
وكان ينوب عن القُضاة فِي مصالحة الجوائح، ونفذني أبي إليه فِي طلب جائحة بستان فقضى لنا.
- الكنى-
204- أبو القَاسِم بْن حَمَّاد بْن أبي بَكْر.
الخطيب، المعمّر، المقرئ، أبو الفضل الحضرميّ، المهدويّ، اللبيديّ.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن إسماعيل) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 245 رقم 124، والمقتفي 1/ ورقة 219 أ.
[2] انظر عن (يونس بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 227، 228 رقم 103، وتالي كتاب وفيات الأعيان 174 رقم 288، والمقتفي 1/ ورقة 213 ب، 214 أ، وعيون التواريخ 23/ 163، وعقد الجمان (3) 249، وذيل المرآة 4/ ورقة 115.
[3] ومولده في سنة 621 هـ.

(52/203)


لازم القاضي يحيى بْن مُحَمَّد البرقيّ وانتفع به، وأخذ عَنْهُ القراءات وغيرها.
وأخذ عن: أبي القَاسِم بْن علي بْن البراء، وعبد الرحيم بْن طَلْحَة.
قرأ عليه: أبو عَبْد اللَّه الوادياشيّ، وسمع منه.
كُفّ بصره بآخرة، ومات فِي آخر العام. وكان مولده فِي أواخر سنة ستمائة وكان من علماء تونس، رحمه اللَّه.
وفيها وُلِدَ:
بدر الدِّين مُحَمَّد بْن يحيى بْن الفُوَيْرة، والتّوم [1] : عماد الدِّين، وبهاء الدِّين بْن مُحَمَّد بْن شيخنا شمس الدِّين مُحَمَّد بْن أبي الفتح.
__________
[1] هكذا في الأصل: والصواب: «التوأم» .

(52/204)


سنة أربع وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
205- أحمدُ بْن أَحْمَد بْن نعمة [1] بْن أَحْمَد.
الإِمَام، العَلامَة، أقضى القُضاة، خطيب الشَّام، شَرَف الدِّين، أَبُو الْعَبَّاس. النّابلسيّ، المَقْدِسيّ، الشافعيّ، بقية الأعلام.
كان إماما، فقيها، محققا، مُتقنًا للمذهب والأصول والعربية والنّظر، حاد الدهن، سريع الفهم، بديع الكتابة، إماما فِي تحرير الخطَ المنسوب.
درس بالشامية الكبرى، وناب فِي الحكم عن ابن الخُوَيّي، وكان من طبقته فِي الفضائل. وولي دار الحديث النورية. ثُمَّ وُلّي الخطابة. ثُمَّ مات حميدا، فقيدا، سعيدا.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد بن نعمة) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 10 رقم 13، والمختصر في أخبار البشر 4/ 32، والمقتفي 1/ ورقة 225 ب، 226 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 262- 265 رقم 133، والعبر 5/ 380، والمختار من تاريخ ابن الجزري 372، ودول الإسلام 2/ 150، والمعين في طبقات المحدّثين 221 رقم 2292، ومعجم شيوخ الذهبي 24 رقم 11، والمعجم المختص 12- 14 رقم 7، وطبقات الشافعية الوسطى، للسبكي، ورقة 23، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 15 رقم 1043، والبداية والنهاية 13/ 341، وعيون التواريخ 23/ 181- 184، وفوات الوفيات 1/ 57 رقم 23، والوافي بالوفيات 6/ 231 رقم 2705، وذيل التقييد 1/ 288 رقم 575، وتذكرة النبيه 1/ 178 ودرة الأسلاك 1/ ورقة 124، 125، والسلوك ج 1 ق 3/ 810، 811، وتاريخ ابن الفرات 8/ 201، وعقد الجمان (3) 285- 288، والمنهل الصافي 1/ 299 رقم 120، وبغية الوعاة 1/ 294، والدارس 1/ 111، وشذرات الذهب 5/ 424، وإيضاح المكنون 1/ 172، ومعجم المؤلفين 1/ 156، والدليل الشافي 1/ 38 رقم 119، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 938، 939 رقم 2، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 16- 18 رقم 458، والمقتفي الكبير 1/ 361 رقم 423، ومرآة الجنان 4/ 225، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 140- 142.

(52/205)


ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ظنّا، بالقدس إذا توكا [1] خطيبها.
وأجاز له الفتح بْن عَبْد السلام. وأبو علي بْن الجواليقيّ، وأبو حفص السُّهْرورْدِيّ، وأبو الفضل الدّاهريّ.
وسمع من: السَّخاويّ، وابن الصّلاح، وعتيق السّلمانيّ، والتّاج القُرْطُبيّ، وطبقتهم.
وكان له حلقة إشغال وفتوى عند باب الغزالية.
تخرَّج به جماعة من الأئمة، وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشَّيْخ تاج الدِّين.
وأذِن لجماعة فِي الفتوى. وصنَّف كتابا فِي أُصُول الفقه، جمع فِيهِ بين طريقتي الفخر الرازيّ والسيف الآمِديّ.
وكان متواضعا، متنسكا، كيس [2] ، حَسَن الأخلاق، لطيف الشمائل، طويل الروح على التّعليم. وكان ينشئ الخطيب ويخطب بها.
وتفقَّه على الشَّيْخ عزَّ الدِّين بْن عَبْد السّلام بالقاهرة. وكان متين الدّيانة، حَسَن الاعتقاد، سَلَفيّ النِّحْلَة.
ذكر لنا الشَّيْخ تقيُّ الدِّين بْن تيمية أنّه قال قبل موته بثلاثة أيام: اشهدوا أني على عقيدة أَحْمَد بْن حنبل.
قرأت عليه أربعين حديثا من مَرْوِيّاته.
وتُوُفيّ فِي رمضان عن نيّفٍ وسبعين سنة.
206- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن عُمَر بْن الفَرَج بْن أَحْمَد بْن سابور بْن علي بن غنيمة.
__________
[1] كذا بالأصل، ولعل الصواب: «إذ كان هو» .
[2] الصواب: «كيسا» .
[3] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 9 رقم 10 (وفيه وفاته سنة 695 هـ.) والمقتفي 1/ ورقة 229 أ، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1475، ومعرفة القراء الكبار 2/ 691، والمعين في طبقات المحدّثين 221 رقم 2293، والإشارة إلى وفيات الأعيان

(52/206)


الإمام، المقرئ، الواعظ، المفسر، الخطيب، شيخ المشايخ عزّ الدّين، أبو العباس بن الإمام الزَّاهد أبي مُحَمَّد المُصْطَفَويّ، الفاروثيّ، الواسطيّ، الشّافعيّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ بواسط فِي السادس والعشرين [1] من ذي القعدة سنة أربع عشرة.
وستمائة.
وقرأ القراءات على والده وعلى: الْحُسَيْن بْن أبي الْحَسَن بْن ثابت الطّيبيّ، عن أبي بَكْر ابْن الباقِلانيّ.
وقدِم بغداد سنة تسعٍ وعشرين.
وسمع من: عُمَر بْن كرم الدينَوَريّ، والشيخ شهاب الدِّين عُمَر السُّهْرَوَرْديّ، ولبس منه خرقة التّصوُّف، وأبي الْحَسَن القَطِيعيّ، وأبي علي الْحَسَن بْن الزُّبيديّ، وأبي المُنَجي بْن اللَّتّيّ، وأبي صالح الجيليّ، وأبي الفضائل عَبْد الرزّاق بْن سُكَيْنَة، والأنجب بْن أبي السعادات، وأبي الْحَسَن بن روزبه، والحسين بن علي ابن رئيس الرؤساء، وعلي ابن كبة، وأبي بَكْر بْن بهروز، وسعيد بْن ياسين، وأبي بَكْر بْن الخازن، وأبي طَالِب بْن القُبيّطيّ، وطائفة سواهم.
وسمع بدمشق من: التّقي إسماعيل بن أبي اليسير، وجماعة.
__________
[ () ] 381، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والعبر 5/ 381، ومرآة الجنان 4/ 223، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 3، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة 22 ب، وطبقات فقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 937، 938 رقم 1، والبداية والنهاية 13/ 342، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 143، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 15، 16 رقم 457، وغاية النهاية 1/ 34، وفوات الوفيات 1/ 55، 56، والوافي بالوفيات 6/ 219، وتذكرة النبيه 1/ 183، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 126، وذيل التقييد 1/ 292 رقم 582، والمقتفى الكبير 1/ 350 رقم 410، والسلوك ج 1 ق 3/ 811، وعقد الجمان (3) 290، 291، والحظ الألحاظ 85، والنجوم الزاهرة 8/ 76، والدارس 1/ 355، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 28، 29، وشذرات الذهب 5/ 425.
[1] في ذيل التقييد 1/ 92 «في العشرين» .

(52/207)


وروى الكثير بالحَرَمين، والعراق، ودمشق.
وسمع منه خَلْقٌ كثير، منهم: أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، فسمع منه بقراءته وقراءة غيره «صحيح الْبُخَارِيّ» وكتابي عبد والدّارميّ، و «جامع التّرمذيّ» ، و «مسند الشافعيّ» ، و «معجم الطبرانيّ» ، و «سنن ابن ماجة» ، و «المستنير» لابن سوار، و «المغازي» لابن عقبة، و «فضائل القرآن» لأبي عُبَيْد، ونحوا من ثمانين جزءا به.
ولبس منه الخِرقة خَلْقٌ.
وقرأ عليه القراءات جماعةٌ، منهم: الشَّيْخ جمال الدِّين إِبْرَاهِيم البدويّ، والشيخ أَحْمَد الحرانيّ، والشيخ شمس الدِّين الأعرج، وشمس الدِّين بْن غدير.
وكان فقيها، سَلَفيًّا، مُفتيًا، مدرسا، عارفا بالقراءات ووجوهها، وبعض عِللها، خطيبا، واعظا، زاهدا، عابدا، صوفيا، صاحب أوراد، وأخلاق وكَرَم وإيثار ومروءة وفُتُوَّة وتواضع، وعدم تكلف. له أصحاب ومريدون يقتدون بآدابه وينتفعون بصُحبته فِي الدّنيا والآخرة، ويَسَعهم بخُلُقه وسخائه وبسْطه وحِلْمه وماله وجاهه. وكان كبير القدر، وافر الحُرمة، له القَبول التّام من الخاصّ، والعام. وله محبته في القلوب، ووقع في النفوس.
قدم من الحجاز، بعد مجاورة مدة، سنة تسعين، فسمع من ابن الْبُخَارِيّ، وابن الواسطيّ.
وكان حَسَن القراءة للحديث، فولي مشيخة الحديث بالظاهرية والإعادة بالنّاصرية، وتدريس النّجيبية. ثُمَّ وُلّي خطابة البلد بعد زين الدِّين ابن المرحل، فكان يخطب من غير تكلّف ولا تلعثُم. ويخرج من الجمعة وعليه السواد، فيمشي بها، ويشيع جنازة، أو يعود أحدا، ويعود إلى دار الخطابة.
وله نوادر وسجع وحكايات حُلْوة فِي لبْسه وخطابة وخطابته، وكان ظريفا، حُلْو المجالسة، طيب الأخلاق.
وكان الشُّجاعيّ نائب السَّلْطَنَة قائلا به، معظما له. وكان هُوَ يمشي إليه إلى دار السّعادة. وكان بعض الزُّهّاد يُنكر ذَلِكَ عليه.

(52/208)


ثُمَّ إنه عُزل عن الخطابة بموفق الدِّين ابن حُبيش الحَمَويّ، فتألم لذلك وترك الجهات، وأودع بعض كُتُبه، وكانت كثيرة جدا، وسار مع الركب الشاميّ سنة إحدى وتسعين فحجّ، وسار مع حجاج العراق إلى واسط.
وكان لطيف الشكل، صغير العمامة، يتعانى الرداء على ظهره وكان قد انحنى وانتحل واندك من كثرة الجماع فِي الشيخوخة. وخلف من الكُتُب ألفين ومائتي مجلَّدة.
تُوُفّي بواسط فِي بُكرة يوم الأربعاء سنة أربعٍ فِي مُستهل ذي الحجّة، وصُلّي عليه بدمشق صلاة الغائب بعد سبعة أشهر.
وسألت الشَّيْخ علي الواسطيّ الزَّاهد عن نسبته المصطفويّ، فقال: كان والده الشَّيْخ محيي الدِّين الفاروثيّ يذكر أَنَّهُ رَأَى النَّبيّ صَلَّى الله عليه وآله سلم فِي النوم، ووافاه فلهذا كان يكتب المصطفويّ.
وَحَدَّثَنَا ابن مؤمن المقرئ أنّه سمع الشَّيْخ عزَّ الدِّين لما قَدِمَ عليهم واسط وقيل له: كيف تركت الأرض المقدسة وجئتَ؟ فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله سلم يقول لي: تحول إلى واسط لتموت بها وتُدفَن عند والدك. قال لي ابن مؤمن: وآخر درس عمله عمله بداره، فطلب إليه الفقهاء، وأنا حاضر، فبقي يلقي الكلمات من درسه ثُمَّ يغيب من قوة الضعف. وبقي يطلب إليه الفقهاء ويودّعهم ويقول: قد عرض لنا سَفَر فاجعلونا فِي حِلّ.
وبقينا نعجب من سفره وقد كبر وضعف، فَلَمّا كان بعد ثلاثة أيام أو نحوها تُوُفّي إلى رحمة اللَّه، وعُدّ ذَلِكَ من كراماته.
ثُمَّ حَدَّثَنِي ابن مؤمن قال: نا القدوة علي الواسطيّ قال: قال لنا الشَّيْخ قبل موته بنحو أسبوع: قد عزمت على السَّفر إلى شيراز فِي يوم كذا. وأظنني فِي ذَلِكَ اليوم أموت. فاتّفق موته فِي ذَلِكَ اليوم.

(52/209)


207- أَحْمَد بْن الزين إِبْرَاهِيم [1] بْن أَحْمَد بْن عثمان بن القوّاس.
الدّمشقيّ، العَدْل، شمس الدِّين.
كان ثقة، خَيّرًا حَسَن السَّمْت.
روى عن: الرشيد بْن مَسْلَمَة.
ومات فِي شعبان.
208- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن عَبْد المطلب.
الدّمشقيّ، الفقير، المعروف بالجازور.
روى عن: الشرف المُرسي، والصَّدْر البكريّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابن الخباز، والبِرْزاليّ.
وكان شيخا صالحا، قانعا باليسير، لازما لمجالس الحديث.
تُوُفّي فِي أواخر العام. 209- أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ [3] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الزين إبراهيم) في: المقتفي 1/ ورقة 225 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي 1/ ورقة 230 أ.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 191 أ، و (المطبوع 9/ 309) ، والمقتفي 1/ ورقة 223 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 273، 274 رقم 147، والعبر 5/ 382 (في ترجمة أبيه) ، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1474، والمعين في طبقات المحدّثين 221 رقم 2294، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والإعلام بوفيات الأعلام 2900، والعبر 5/ 382 (في ترجمة أبيه) ، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1474، والمعين في طباقت المحدّثين 221 رقم 2294، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والإعلام بوفيات الأعلام 2900، والعبر 5/ 382، ومعجم شيوخ الذهبي 37 رقم 34، والمعجم المختص 22، 23 رقم 20، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 8 (8/ 18) ، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة 28 ب، ومرآة الجنان 4/ 224، وتاريخ ابن الوردي 2/ 343، وطبقات الشافعية للإسنويّ، رقم 796، والبداية والنهاية 13/ 340، 341، والوافي بالوفيات 7/ 135 رقم 3064، وعيون التواريخ 23/ 191، وتذكرة النبيه 1/ 176، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 127، والعقد الثمين 3/ 61 رقم 57، وذيل التقييد 1/ 46، 47 رقم 25، والسلوك ج 1 ق 3/ 810، وعقد الجمان (3) 284، 285، والنجوم الزاهرة 8/ 74، والمنهل الصافي 1/ 342 رقم 188، والدليل الشافي 1/ 54 رقم 184، ولحظ الألحاظ بذيل تذكرة الحفاظ 84، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 18- 20 رقم 459، ومعجم طبقات الحفاظ 54، وتاريخ الخلفاء 487، وهدية العارفين 1/ 101، وديوان الإسلام 4/ 160، 161 رقم 1877، والرسالة المستطرفة

(52/210)


شيخ الحَرَم، مُحبّ الدِّين، أبو الْعَبَّاس الطَّبَريّ، الْمَكِّيّ، الشافعيّ، الفقيه، الزَّاهد، المحدث.
وُلِدَ سنة خمس عشرة وستمائة.
وسمع من: ابن المُقَيَّر، وشُعيب الزَّعفرانيّ، وابن الْجُميزيّ، والمُرسي، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حرمي العَطَّار، وجماعة.
وتفقَّه ودرس وأفتى، وكان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز.
صنَّف كتابا كبيرا إلى الغاية فِي الأحكام رَأَيْته فِي ستّ مجلدات، وتعب عليه مدة. ورحل إلى اليمن، وأسمعه للسلطان صاحب اليمن.
روى عَنْهُ الدّمياطيّ قصيدة من نظمه، وابن العطّار، وابن الخباز، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته. وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخرة. وهو والد قاضي مكَّة جمال الدِّين مُحَمَّد، وجدّ قاضيها نجم الدِّين.
210- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن [1] .
الشَّيْخ جمال الدِّين المحقق. فقيه، مدرس، مناظر، جيد المشاركة فِي الأصول والعربية. بارع فِي معرفة الطّب. وكان معيدا فِي المدارس الكبار.
وحدَّث عن الكمال ابن طَلْحَة، وغيره.
وله نوادر وحكايات، وفيه دهاء وذكاء. والله يسامحه وإيانا.
تُوُفّي فِي رمضان.
__________
[132،) ] والأعلام 1/ 159، ومعجم المؤلفين 1/ 298، والمعجم الشامل للتراث العربيّ المطبوع 3/ 492، 493، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 939 رقم 3، والمقتفي الكبير 1/ 516 رقم 503، ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 146، 147.
[1] انظر عن (ابن الحسين) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 25 رقم 37، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 265، 266 رقم 234 والمقتفي 1/ ورقة 226 أ، والوافي بالوفيات 7/ 136 رقم 3065، والبداية والنهاية 13/ 342، وعيون التواريخ 23/ 184، 185، وعقد الجمان (3) 291، وشذرات الذهب 5/ 426، والعبر 5/ 382، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 142.

(52/211)


وكان معيدا بالقَيْمُريَّة، ومدرسا بالفرخشاهية، ومدرس الطّبّ بالدخوارية، وطبيبا بالمارستان.
ومات فِي مُعتَرَك المنايا.
211- أحمد بن عبد الرحمن بن العز [1] محمد بن الحافظ عَبْد الغني.
الفقيه الصالح عزَّ الدِّين المَقْدِسيّ الحنبلي، حدُّث عن: كريمة، والضياء مُحَمَّد حضورا.
وتُوُفيّ فِي رمضان.
وكانت أمه عَائِشَة بِنْت المجد تبكي عليه وتدعو له.
212- أَحْمَد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن كِنْديّ [2] .
نجم الدِّين الشاهد.
تُوُفّي بدمشق كهلا.
213- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح [3] .
شهاب الدِّين العُرضيّ، الشاهد، إمام مسجد الرحبة.
تُوُفّي فِي ربيع الأول، وقد شاخ، وأم بالمسجد بعده ابنه شمس الدِّين.
214- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [4] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيّ بْن قريش.
الإِمَام، المحدّث تاج الدِّين، أبو الطّاهر الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، الْمَصْرِيّ، الشافعيّ.
__________
[1] انظر عن (ابن العز) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 142.
[2] انظر عن (ابن كندي) في: المقتفي 1/ ورقة 221 ب، 222 ب.
[3] انظر عن (ابن صالح) في: المقتفي 1/ ورقة 222 أ.
[4] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: زبدة الكفرة (المطبوع) 9/ 309 وفيه: «تاج الدين إسماعيل بن إبراهيم بن يونس» ، والمقفى الكبير 2/ 72 رقم 730، والدليل الشافي 1/ 120 رقم 417، والمنهل الصافي 2/ 375 رقم 419، والوافي بالوفيات 9/ 64 رقم 3981، ودرة الحجال 1/ 211 رقم 299، وشذرات الذهب 5/ 426، والمقتفي 1/ ورقة 224 ب، 225 أ، والعبر 5/ 382.

(52/212)


من جِلّة الشيوخ وفُضَلائهم. طلب الحديث وسمع من: جَعْفَر الهمْدانيّ، وابن المُقَيَّر، وابن رواج، وطائفة.
وحدَّث عَنْهُ: الدمياطيّ فِي «معجمة» .
وسمع منه المصريون والرحالة.
وتُوُفيّ فِي الثامن والعشرين من رجب، وقد نيف على الثمانين.
وكان صاحب عبادة وزهادة، رحمه الله. كتب ما لا يوصف حتّى «الصحيحين» و «المسند» و «المعجم» للطبرانيّ.
215- إسماعيل بن هبة الله [1] بْن أبي غانم محمد بْن هبة الله بن أبي جرادة.
الشيخ فخر الدين، أبو صالح العقيليّ، الحلبيّ، ابن العديم بشيخ خانكاه القدم بحلب.
ولد سنة سبع عشرة وستمائة.
وروى عن: زين الأُمَناء، وسيف الدّولة ابن غسان، وعبد الرحيم بْن الطُّفَيْل، وغيرهم.
وحدَّث بدمشق وغيرها.
مات فِي ثالث عَشْر المُحَرَّم بحلب.
وقد حجّ فِي صِغره فسمع فِي الطّريق.
216- آمنة [2] بنت المنتخب محمد بن قاضي القُضاة زكيّ الدِّين بْن الطاهر ابْن قاضي القُضاة محيي الدين مُحَمَّد بْن الزركيّ القرشيّ.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن هبة الله) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 275 رقم 149، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 127، وتذكرة النبيه 1/ 175، 176، والمنهل الصافي 2/ 429 رقم 455، والدليل الشافي 1/ 130 رقم 454، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 487 رقم 271، والمقتفي الكبير 2/ 185 رقم 785، والمقتفي 1/ ورقة 219 ب، 220 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 147.
[2] انظر عن (آمنة) في: المقتفي 1/ ورقة 225 ب.

(52/213)


حضرتْ جزءا فِي الثالثة على عمّة أبيها فَاطِمَة بْنت محيي الدِّين المذكور فِي سنة، أربعٍ وثلاثين قَالتْ: أخبرتنا جدتي لأبي آمنة بِنْت مُحَمَّد بْن الرّان قَالتْ: أَنَا جدي لأميّ القاضي أبو المفضل يحيى بْن علي الْقُرَشِيّ.
وأجاز لها أيضا القاضي شمس الدِّين ابن الشيرازي، وغيره.
وتُوُفّيَتْ فِي رمضان.
217- إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر [1] البغداديّ، نزيل دمشق.
سمع ابن قُمَيرة ببغداد، واليَلْدانيّ بدمشق.
وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر.
- حرف الباء-
218- بكتوت الأذرعي [2] الأمير الكبير بدر الدِّين. وُلّي شدّ دمشق فِي أيام الظاهر، وُعزل فِي أيام السّعيد. وولي شدّ الصُّحبة للملك المنصور. وهو الَّذِي ضيق على قاضي القُضاة وابن الصّائغ كَمَا مرّ.
وكان ظالما جبارا، لا يتبرطل ولا يتطَبب.
مات في ربيع الآخرة.
219- بيليك.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 222 أ.
[2] انظر عن (بكتوت الأذرعي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 270 رقم 139، والمختار من تاريخ ابن الجزري 372، ونهاية الأرب 31/ 290، والمقتفي 1/ ورقة 221 ب، والوافي بالوفيات 10/ 20 رقم 4681، وعيون التواريخ 23/ 189، 190 وفيه: «بكتوت الأقرعي» وتاريخ ابن الفرات 8/ 201، وعقد الجمان (3) 295 وفيه: «بكتوت الأقرعي» ، والمنتهل الصافي 3/ 411 رقم 686، وفيه: «الأفرعي» بالفاء، والدليل الشافي 1/ 196 وفيه:
«الأفرمي» ، والمقتفي 1/ ورقة 221 ب، وفيه «الأقرعي» ، وكذا في ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 144، 145.

(52/214)


فتى الأمير جمال الدِّين أيْدُغْدي، العزيزيّ.
يروي عن سِبْط السِّلَفيّ.
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف التاء
220- تمّام بن مُحَمَّد [1] بْن إِسْمَاعِيل.
العَدْل، كمال الدِّين السُّلَميّ، الدمشقيّ، الحَنَفِيّ، نقيب القاضي الحَنَفِيّ.
شيخ ديِّن، خَيّر، مُسِنّ.
سمع: مُحَمَّد بْن غسّان، وإبراهيم بن خليل.
روى عَنْهُ: ابن الخباز، والطلبة.
وسمعتُ منه. وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.
- حرف الجيم-
221- جَابِر بْن مُحَمَّد [2] بْن قاسم بْن حسّان.
الإِمَام، أبو مُحَمَّد الأندلُسيّ، الوادي آشي، المقرئ، نزيل تونس.
والد صاحبنا أَبِي عَبْد اللَّه.
مولده سنة عَشْر وستمائة.
ورحل سنة بضعٍ وثلاثين فحجّ ودخل الشَّام والعراق، وقرأ لأبي عَمْرو على السَّخاويّ، وسمع منه «الشاطبية» .
وسمع من: ابن القُبيطي، وعز الدِّين عَبْد الرزاق المحدّث.
ورجع إلى الأندلس. ثم استوطن تونس قبل السّبعين.
__________
[1] انظر عن (تمام بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 228 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 158 رقم 204.
[2] انظر عن (جابر بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 276، 277 رقم 152، والدليل الشافي 1/ 233 رقم 805، والمنهل الصافي 4/ 203 رقم 807، والوافي بالوفيات 11/ 33 رقم 62، وغاية النهاية 1/ 189 رقم 869، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 148، 149.

(52/215)


سمع منه ولده جملة صالحة.
وتُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة أربعٍ وتسعين، رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
222- خاتون [1] بِنْت الملك الأشرف مُوسَى بْن الملك العادل أبي بَكْر بْن أيوب.
التي أثبتوا عدم رُشْدها، وصادروا السَّامريّ بسببها.
وكانت زَوْجَة الملك المنصور محمود بْن الصّالح أبي الجيش، وأُمّ ولديه.
تُوُفّيَتْ فِي هذه السَّنَة.
- حرف الدال-
223- دَاوُد بْن علي [2] بْن مُحَمَّد.
العَدْل، عماد الدِّين اللَّخْميّ، ابن سِبْط الورّاق.
أحد الشهود.
سمع من: ابن الْجُمّيْزيّ.
وحدَّث. ومات فِي ذي الحجة [3] .
- حرف السين-
224- ستّ الأهل [4] .
بِنْت المولى الرئيس أمين الدّين عبد المحسن ابن حمّود الحلبيّ، الكاتب.
__________
[1] انظر عن (خاتون) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 272 رقم 143، والمختار من تاريخ ابن الجزري 373، ونهاية الأرب 31/ 291، والبداية والنهاية 13/ 342، 343، وتالي كتاب وفيات الأعيان 71 رقم 108، والوافي بالوفيات 13/ 237 رقم 285، وذيل المرآة 4/ ورقة 145، 146.
[2] انظر عن (داود بن علي) في: المقتفي 1/ ورقة 229 ب.
[3] ومولده سنة 614 هـ.
[4] انظر عن (ست الأهل) في: المقتفي 1/ ورقة 221 أ.

(52/216)


روت بالإجازة شيئا يسيرا عن أصحاب أبي الوقت.
وتُوُفّيَتْ فِي صَفَر بدمشق.
وهي والدة العَدْل شَرَف الدِّين ابن الصابونيّ.
225- سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الحقّ بْن خَلَف.
صَدْرٌ الدِّين الحنبليّ، الشاهد، أخو الشَّيْخ عزَّ الدِّين بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الحق.
روى عن جَعْفَر الهمْدانيّ.
سمع منه غير واحد، وكان من شهود العُقَيبة.
تُوُفّي فِي صَفَر.
226- سونج بْن مُحَمَّد [2] بْن سونج بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم.
أبو علي التُّركمانيّ، الدّمشقيّ، الفقير.
سمع «الصحيح» من ابن الزَّبِيديّ، وسمع الصّحاح الأخر من المشايخ الاثني عَشْر ابن الصّلاح، والسّخاويّ، وغيرهما.
وكان فقيرا نظيفا، له شَعَر محلول، وفيه دين.
سَمِعت منه بالنَيرب وجامع دمشق.
وتُوُفيّ فِي شوال عن أربعٍ وسبعين سنة.
- حرف الشين-
227- شمس الدِّين الكردي.
الشافعيّ، الأقطع. قاضي غزة.
تُوُفّي فِي رجب. وولي الحكم بعده تقيّ الدّين حرمي الخليليّ.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 261 رقم 128، والمقتفي 1/ ورقة 220 ب.
[2] انظر عن (سونج بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 226 ب.

(52/217)


228- شريف بْن يُوسُف [1] بْن مكتوم.
شَرَف الدِّين الزُّرَعيّ، التّاجر، أخو أَحْمَد وعثمان.
رووا عن ابن اللَّتّيّ.
وتُوُفيّ هذا فِي صَفَر. يوصف بصلاح.
- حرف الظاء-
229- ظافر بْن أبي غانم [2] بْن سيف.
شهاب الدِّين الأرفاديّ، الشاعر.
روى عن: الرشيد بْن مَسْلَمَة.
كتب عَنْهُ من القدماء الأَبِيوَرديّ، ومن المتأخرين البِرْزاليّ وطبقته.
ومات فِي المُحَرَّم بمصر.
مولده سنة سبْعٍ وعشرين، ولَقَبُه فتح الدِّين.
وسمع من: عثمان بْن مكيّ الشارعيّ، وإسماعيل بْن صارم. وله أبيات ورحلة إلى دمشق.
- حرف العين-
230- عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف [3] بْن مُحَمَّد.
شمس الدِّين ابن الشَّيْخ مجد الدِّين ابن المهتار الدّمشقيّ، نقيب القاضي عزّ الدّين ابن الصائغ، وأمين سكّة الحُكم.
سمع من: مكيّ بْن علان، والرشيد العراقيّ، وطائفة.
ومات فِي المحرم وله أربع وخمسون سنة.
__________
[1] انظر عن (شريف بن يوسف) في: المقتفي 1/ ورقة 220 أ، ب.
[2] انظر عن (ظافر بن أبي غانم) في: الوافي بالوفيات 16/ 528 رقم 568، 532 رقم 574، والمنهل الصافي 7/ 46 رقم 1798، والدليل الشافي 1/ 377 رقم 1295، والمقتفي 1/ ورقة 219 ب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 148.

(52/218)


231- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوسَى.
جلال الدِّين أبو القَاسِم.
سمع من: ابن عماد، وابن شدّاد، وابن باقا، وطائفة.
سمع منه: حبيب.
ولم أعرف وفاته.
232- عَبْد الصّمد [1] ابن القاضي الخطيب عماد الدِّين عَبْد الكريم ابن القاضي جمال الدِّين بْن أبي القاسم ابن الحرَسَتانيّ.
الأَنْصَارِيّ، الزَّاهد، العالم، أبو القَاسِم، جمال الدّين.
ولد سنة تسع عشرة وستمائة. وسمع من: زين الأمناء، وابن صباح، وابن الزَّبِيديّ، وابن باسوَيْه الواسطي، وجماعة.
وكان فقيرا، صالحا، خيِّرًا، فارغا عن الدّنيا، قانعا باليسير، فِيهِ وَلَهٌ، وبَلَهٌ، وله حالٌ وكشْف، يمشي ويحدّث نفسه. وللنّاس فِيهِ عقيدة. وكان على ذهنه أشياء مفيدة.
وكان الشَّيْخ زين الدِّين الفارقيّ يتغالى فِيهِ. وذكر عَنْهُ غير مرة كرامة منها أنه أخبره بكسرة التَّتَار سنة ثمانين قبل وقوعها.
سَمِعت منه أَنَا، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وأحمد بْن النابلسيّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر. وقد سمع بمصر من عَبْد الرحيم بْن الطُّفَيْل.
أيضا.
وناب فِي الإمامة بالجامع عن والده، وحضر المدارس. ثُمَّ فرغ عن هذه الأشياء.
233- عبد الجبار.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 262 رقم 131، والمقتفي 1/ ورقة 222 ب، والبداية والنهاية 13/ 340، وعقد الجمان (3) 283، 284، والوافي بالوفيات 18/ 446 رقم 470، والعبر 5/ 383، وشذرات الذهب 5/ 426.

(52/219)


جمال الدِّين، قاضي القُضاة ببغداد بعد قضاء البصرة. وُلّي سنة وتعلل.
رجع إلى البصرة فمات بها.
وكان قد عُزل قاضي بغداد عزَّ الدِّين أَحْمَد بْن الزنجاني عَنْهَا بهذا لأجل ضرره.
234- عَبْد الكافي [1] ابن شيخنا شمس الدِّين عَبْد الواسع بْن عَبْد الكافي.
الأَبْهريّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الصُّوفيّ، محيي الدِّين.
روى عن: التّاج بن أبي جعفر، وتقيّ الدّين ابن الصّلاح.
ومات بحلب فِي ذي القعدة.
سمع منه البِرْزاليّ. وكان شاهدا.
235- عَبْد الوليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن رافع.
الشَّيْخ الزَّاهد، أبو نصر اليُونينيّ. خطيب يُونين.
شيخ صالح، زاهد، فقيه حنبليّ، من أصحاب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحيّ. سمع من: ابن اللَّتّيّ، وابن صباح، وأبي القَاسِم بْن رواحة.
وكان حَسَن الصوت، حَسَن العَيش. فِيهِ فقر وتعفف، وترْك للخُلْف.
تفقَّه بالمسمارية مُدّةً، وولي خطابة يُونين نيفا وأربعين سنة، وبها تُوُفّي فِي رمضان.
سَمِعت منه.
236- عَبْد المحمود بْن إلياس.
البزاز، عتيق الأسعد الباذنينيّ.
شيخ صالح سمع من نصر بْن عبد الرّزاق.
__________
[1] انظر عن (عبد الكافي) في: المقتفي 1/ ورقة 228 أ
[2] انظر عن (عبد الولي بن عبد الرحمن) في: المقتفي 1/ ورقة 225 ب، وذيل المرآة 4/ ورقة 142.

(52/220)


مات ببغداد فِي جُمَادَى الأولى.
237- عَبْد الوهاب بْن أَحْمَد [1] بْن سحنون.
الخطيب، الطّبيب، البارع، مجد الدِّين خطيب النيرب.
روى عن: خطيب مردا. وله شِعر وأدب وفضائل.
تُوُفّي فِي شوّال.
وكان من فُضلاء الحنفية. درس بالمدرسة الدّماغية. وعاش خمسا وسبعين سنة. وكان طبيب مارستان الجبل.
238- عزَّ الدِّين [2] ابن عزَّ الدِّين.
القَيْمُري، الأمير. أحد أمراء دمشق.
حج بالنّاس فِي سنة ثلاثٍ وثمانين. وكان فِيه عقل وجودة.
تُوُفّي فِي صَفَر.
239- عثمان بْن أَحْمَد [3] بْن مَنْصُور بْن شخيّان.
الخُراسانيّ. من صوفية القاهرة.
روى عن الساوي، والسبط.
روى عن الساوي، والسِّبْط.
[مات] يوم عَرَفَة.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 117 رقم 179، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 266- 268 رقم 135، والمقتفي 1/ ورقة 228 أ، والعبر 5/ 383، وفوات الوفيات 2/ 417- 419، وعيون التواريخ 23/ 185- 189، وتذكرة النبيه 1/ 181، 182، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 127، وعقد الجمان (3) 288- 290، وشذرات الذهب 5/ 426، ومعجم الأطباء لأحمد عيسى 281، والدليل الشافي 1/ 432 رقم 1491، والمنهل الصافي 7/ 379 رقم 1497، والبداية والنهاية 13/ 341، 342، والوافي بالوفيات 19/ 294- 296 رقم 275، والدارس 1/ 518، 519، وذيل المرآة 4/ ورقة 142، 143.
[2] اسمه: «محمد بن محمد القيمري» . وهو في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 144.
[3] انظر عن (عثمان بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 229 ب.

(52/221)


240- عسّاف [1] ابن الأمير أَحْمَد بْن حجي.
زعيم آل مري. أعرابي شريف، مُطاع. وهو الَّذِي حمى النّصرانيّ الَّذِي سبّ، فدافع عَنْهُ بكلّ ممكن. وكان هذا النصراني لعنه اللَّه بالسُّوَيداء وقع منه تعرض للنبيّ صلى الله عليه وآله سلم، فطلع الشيخان زين الدِّين الفارقيّ، وتقيّ الدِّين ابن تيميّة فِي جمْع كبير من الصُلَحاء والعامّة إلى النّائب عزَّ الدِّين أيْبَك الحَمَويّ، وكلماه فِي أمر الملعون، فأجاب إلى إحضاره وخرجوا، فرأى النّاس عسّاف، فكلّموه فِي أمره، وكان معه بدويّ، فقال: إنه خيرٌ منكم. فرَجَمَتْه الخلق بالحجارة. وهرب عساف، فبلغ ذَلِكَ نائبَ السَّلْطَنَة، فغضب لافتتان العوامّ.
وإلا فهو مُسْلِم يحبّ اللَّه ورسوله، ولكن ثارت نفسه السبعية التركيّة، وطلب الشيخ، فأخرق بهما، وضربا بين يديه، وحُبسا بالعذراوية، وضرب جماعة من العامة، وحبس منهم ستة، وضرب أيضا والي البلد جماعة، وعلق جماعة.
ثُمَّ سعى نائب السَّلْطَنَة كَمَا لقن فِي إثبات العداوة بين النّصرانيّ وبين الَّذِين شهدوا عليه من السُّوَيدا ليخلّصه بذلك. وبلغ النّصرانيَّ الواقعةُ فأسلم، وعقد النائب مجلسا، فأحضر القاضي ابن الخُوَيّي وجماعة من الشافعية، واستفتاهم فِي حقْن دمه بعد الإسلام، فقالوا: مذهبنا أنّ الإسلام يحقن دمه.
وأحضر الشَّيْخ زين الدِّين الفارقيّ، فوافقهم، فأُطلق. ثُمَّ أحضر الشَّيْخ تقيّ الدِّين، فطيب خاطره، وأطلقه والجماعة بعد أن اعتقلوه عدّة أيام ثُمَّ أُحضر النّصرانيّ إلى دمشق فحبس، وقام الأعسر المُشدّ فِي تخليصه، فأُطلق وشقّ ذَلِكَ على المسلمين.
وأما عساف فقتله بقرب المدينة النبويّة فِي ربيع الأول من هذه السَّنَة ابنُ أخيه جمّاز بْن سليمان، وفرح النّاس.
__________
[1] انظر عن (عساف) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 270، 271 رقم 140، والبداية والنهاية 13/ 335، 336 و 340، وعيون التواريخ 23/ 190، وعقد الجمان (3) 296، والنجوم الزاهرة 8/ 74، والمنهل الصافي 1/ 246، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 145.

(52/222)


وكانت القصّة فِي رجب سنة ثلاثٍ وتسعين، وحينئذٍ صنَّف شيخنا ابن تيمية كتاب «الصّارم المسلول على شاتم الرَّسُول» ، وهو مجلد.
241- عَليّ ابن قاضي القُضاة زكيّ الدِّين [1] الطّاهر ابن قاضي القُضاة محيي الدِّين مُحَمَّد بْن الزّكيّ.
الْقُرَشِيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ الشَّيْخ، قُطْب الدِّين.
وُلِدَ سنة خمس عشرة وستمائة.
قال علم الدّين: روى لنا عن علي بن حجّاج البتلهيّ، ومحمد بْن طرخان الصالحيّ.
وتُوُفيّ فِي الخامس والعشرين من شعبان، ودُفِن بتُربتهم بسفح قاسيون.
242- علي بْن عثمان [2] بْن يحيى بْن أَحْمَد.
الشَّيْخ الصّالح، أبو الْحَسَن اللّمتُونيَّ الصّنْهاجيّ، المغربيّ، ثُمَّ الدمشقيّ، الشّوا، ثُمَّ أمينُ القُضاة على السجن.
ولد في سنة ثلاثين وعشرين وستمائة.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ. والفخر الإربليّ، ومُكَرَّم بْن باسوَيْه، وابن غسان، وأبي نصر بْن عساكر، والمسلّم المازنيّ، وطائفة.
وروى الكثير. وكان إنسانا مباركا، قرأت عليه عدة أجزاء. توفي فِي سادس عَشْر ذي القعدة. وهو أخو إِبْرَاهِيم بْن عثمان.
243- علي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن بهرام [3] .
الحاجب الأوحد، شمس الدِّين الخالديّ، البغداديّ، ابن مشرف العرض. كان أَبُوهُ مشرف عرض الجيوش فِي دولة المستعصم.
__________
[1] انظر عن (علي بن زكي الدين) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 262 رقم 132، والمقتفي 1/ ورقة 225 أ.
[2] انظر عن (علي بن عثمان) في: المقتفي 1/ ورقة 228 أ، ب، والعبر 5/ 383.
[3] انظر عن (ابن بهرام) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 148 وفيه: «عبد الله» .

(52/223)


ولد علي في رمضان سنة عشر وستمائة.
وسمع «الْبُخَارِيّ» على ابن القَطِيعيّ، وسمع «مشارق الأنوار» على الصَّنْعانيّ.
أجاز للبِرْزاليّ.
مات فِي ثالث جُمَادَى الآخرة ببغداد.
244- علاء الدِّين التُّركيّ [1] .
الضرير. شيخ، صالح، زاهد، له زاوية بالمِزة.
تُوُفّي فِي ربيع الأول. وخَلَفَه فِي الزاوية عتيقة الشيخ بدر الدين لولو.
245- عمر ابن الأمير أبي زَكَرِيّا [2] يحيى بْن عَبْد الواحد بن عمر.
الهنتاتيّ، المستنصر باللَّه بالمؤيد به، أَبُو حفص، سلطان إفريقية، وابن سلطانها، وأخو سلطانها إِبْرَاهِيم. تملكها بتونس، وقتل الدّعيَّ الَّذِي عليها، الَّذِي ذكرناه فِي سنة ثلاثٍ وثمانين.
مات فِي ثاني وعشرين ذي الحجّة سنة أربع. وكان حَسَن السيرة، فِيهِ خَيّر ونهضة وكفاءة ودين. عهد بالمُلْك إلى ولده عَبْد اللَّه، فَلَمّا احتضر أشار عليه الشَّيْخ أبو محمد المرجانيّ بأن يخلعه لصِغر سِنّه، فقبِل منه وخلعه، وقال فلِمَن أولي؟ فأشار عليه بولد الواثق، وهو مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد الملقب بأبي عصيدة الّذي توفي سنة تسع وسبعمائة فولاه الأمر بعده.
246- عيسى [3] .
__________
[1] انظر عن (علاء الدين التركي) في: المقتفي 1/ ورقة 21 ب.
[2] انظر عن (عمر بن أبي زكريا) في: تاريخ حوادث الزمن 1/ 276 رقم 151، وعقد الجمان (3) / 293، والنجوم الزاهرة 8/ 75، والدليل الشافي 1/ 507 رقم 1765، وذيل المرآة 4/ ورقة 148، والمنهل الصافي 8/ 335، 336 رقم 1772، وتاريخ الدولتين 53، والمؤنس 140.
[3] انظر عن (عيسى بن الجناحي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 273 رقم 146، والمختار من تاريخ ابن الجزري 373.

(52/224)


الأمير شَرَف الدِّين ابن الجناحيّ.
ناب فِي الشدّ عن الأمير عَلَم الدِّين الدَّواداريّ، وزار القدس فتُوُفيّ به فِي ذي الحجّة، ولم يتكهْل.
- حرف الفاء-
247- فخر الدِّين.
الخلخاليّ، الصُّوفيّ، الزَّاهد.
إمام عارف، كبير القدْر.
تُوُفّي بالسُّمَيْساطيّة فِي ربيع الأول.
- حرف الكاف-
248- كيختو بْن هلاكو [1] بْن تولي.
المُغليّ، سلطان الشرق.
ملكوه بعد موت أرغون فِي ربيع الأول سنة تسعين وأقام بالروم مُدَّة.
كاتبَتْه الأمراء، فسار وجلس على التّخت، وأمر بقتل جماعة، واستناب على البلاد. واختلف الجيش عليه، ومالت فرقة إلى ابن أخيه بايدو، وملكوه واستولى على العراق وغيرها، فسار لحربه كيختو، وعمل مصافا، فقتل كيختو. ويقال: بل قبض الأمراء على كيختو، وطلبوا بايدو، فأقبل وتملّك.
وقُتِل كيختو وله نحوٌ من ثلاثين سنة. وذلك فِي سنة أربع وتسعين.
وكان بايدو من كبار دولة كيختو فبعثه إلى العراق وليوقع بالأعراب الحرامية، فما قدر عليهم، بل نهب السواد، وسبَى الذرية، وأسر جُنده الفلاحين، وعمل كل قبيح ورجع. فغضب عليه كيختو وحبسه ثلاثة أيام وأطلقه، فخرج مُضمرًا للشّر.
وكان كيختو له ميل إلى المسلمين، ويحب الفقراء.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في السنة السابقة برقم (184) .

(52/225)


- حرف الميم-
249- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عَبْد اللَّه.
المفتي، جمال الدِّين، ابن الشَّيْخ الإمام محبّ الدِّين الطَّبَريّ، قاضي مكَّة.
روى عن: ابن الْجُمّيْزيّ. وكان متقنا للفقه والعربية.
أصابه فالج مدة، ومات فِي ذي القعدة أو قبلها بعد أَبِيهِ بيسير أو قبله.
روى لنا عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن العَطَّار.
وأجاز لنا مَرْوِيّاته. وعاش ثمانيا وخمسين سنة.
تُوُفّي فِي ذي القعدة، وله شِعر [2] . وهو والد القاضي نجم الدِّين.
250- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن أبي الفَرَج.
أبو عَبْد اللَّه الحِمْيريّ، الدمشقيّ، المَقْدِسيّ الأصل، القواس.
سمع: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، والإربِليّ، والهَمْدانيّ.
ومات فِي صَفَر.
فاتني السماع منه.
251- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن منور بْن شخيان.
الصُّوفيّ، أخو علي من مشيخة ابن حبيب.
توفي يوم عرفة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 228 ب، والعبر 3/ 382 (في ترجمة أبيه) ، والوافي بالوفيات 2/ 141 رقم 492، وذيل التقييد 1/ 46، 47 رقم 25، والعقد الثمين 1/ 294، والدليل الشافي 2/ 588 رقم 2021.
[2] وقال الفاسي قاضى مكة: «وكان فقيها فاضلا، له نظم حسن، وتأليف في المناسك سمّاه «التشويق إلى البيت العتيق» ، ونظم «كفاية المتحفظ» ، وغير ذلك. ولي قضاء مكة سنين كثيرة بعد القاضي عمران الشيبانيّ ... ومولده في سنة ست وثلاثين وستمائة» . (ذيل التقييد 1/ 47) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: المقتفي 1/ ورقة 220 ب.

(52/226)


روى عن السِّبْط، وغيره.
252- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن مري بْن ربيعة.
الشَّيْخ شَرَفُ الدِّين ابن حليمة المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحنبلي.
له سماع من: المؤتمن بن قميرة، وغيره، وجماعة.
ولم يحدّث فيما أعلم.
ومات فِي رجب.
253- مُحَمَّد بْن علي بْن مَنْصُور [2] بْن محمود.
العماد المقدسيّ الصّالحيّ، القطاع.
سمع من: جَعْفَر الهمْدانيّ.
وحضر على الإربِليّ.
ومات فِي ثامن صَفَر.
254- مُحَمَّد بْن عمار [3] .
الرهاويّ، الواعظ فِي الأعزية.
شيخ فاضل، شيعيّ، على ذهنه أشياء مفيدة، وعلى كلامه رونق.
تُوُفّي فِي ربيع الأول بدمشق.
255- مُحَمَّد بْن عُمَر [4] بْن أَحْمَد بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن يحيى بن أبي جرادة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المقتفي 1/ ورقة 224 أ.
[2] انظر عن (ابن منصور) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 261 رقم 129، والمقتفي 1/ ورقة 220 ب.
[3] انظر عن (محمد بن عمّار) في: المقتفي 1/ ورقة 221 ب.
[4] انظر عن (محمد بن عمر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 154 رقم 249، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 268، 269 رقم 136، والمقتفي 1/ ورقة 219 ب، 220 أ، والعبر 5/ 384، والجواهر المضيّة 2/ 100، وتذكرة النبيه 1/ 181، وكشف الظنون 832، والوافي بالوفيات 4/ 263 رقم 1800، والدليل الشافي 2/ 666 رقم 2290، وشذرات الذهب 5/ 427، وهدية العارفين 2/ 138، ومعجم المؤلفين 11/ 76، ومختارات من المخطوطات العربية

(52/227)


المولى الصّاحب، العالم، البارع، جمال الدِّين، أبو غانم ابن الصّاحب العَلامَة كمال الدِّين ابن العديم العُقَيليّ، الحلبيّ، الحَنَفِيّ، الكاتب.
حضر على الحافظ أبي عَبْد اللَّه البِرْزاليّ.
وسمع من: ابن رواحة، وابن قُمَيْرة، وابن خليل، وجماعة بحلب.
ورحل به والده قبل الخمسين مع الدّمياطيّ إلى بغداد، وأسمعه من شيوخ بغداد. وطلع من أذكياء العالم، وتفقَّه وتأدب. وشارك فِي الفضائل.
وبرع فِي كتابة الخط المنسوب. وسكن حماة. وحدَّث بها. وكان من سَرَوات بني العديم.
تُوُفّي بحماة فِي حادي عَشْر ذي الحجة. وكانت له جنازة مشهودة، مشى فيها السّلطان الملك المظفر فمن دونه، ودفن بتربته بعَقَبة نقيرين.
وهو والد قاضي القُضاة نجم الدِّين عُمَر، أيده اللَّه.
وكان بارعا فِي الفرائض وفي علم الهندسة.
256- مُحَمَّد بْن العماد محمد بن العزيز مُحَمَّد بن الإِمَام العَلامَة البليغ عماد الدِّين الأصبهانيّ [1] ، الكاتب.
هُوَ الإِمَام الفاضل، شمس الدِّين الشافعيّ، الدمشقيّ. ولدَ الشَّيْخ شَرَف الدِّين، والمولى عزَّ الدِّين.
كان فقيها، إماما، عارفا بالمذهب. درس وأعاد وأفاد.
وحدّث عن ابن المُقَيَّر، وابن رواحة.
وتُوُفيّ بجبل قاسيون بمنزلة فِي صَفَر، رحمه اللَّه.
وقيل: تُوُفّي سنة خمس، فيحرر.
__________
[ () ] النادرة في مكتبات تركيا 4 رقم 12، والمقفى الكبير 6/ 405 رقم 2886، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 143، 144.
[1] انظر عن (الأصبهاني) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 165 (وفيات سنة 695 هـ.) وسيعاد برقم (364) .

(52/228)


257- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سالم بْن يُوسُف بْن صاعد بْن السَّلْم [1] .
القاضي الجليل، جمال الدِّين، ابن القاضي نجم الدِّين، سفير الدولة ابْن قاضي القُضاة شمس الدِّين الْقُرَشِيّ، النّابلسيّ، الشافعيّ، قاضي نابلس وابن قاضيها.
إمام جليل، متميز، فاضل، رئيس. ولد سنة عشرين وستمائة.
وسمع بالقدس من أبي على الأوقيّ «مشيخة الفَسَويّ» وغيرها.
وكان قاضي نابلس مدة، وأضيف إليه فِي آخر عُمره قضاء القدس.
سَمِعت منه بقراءة الشَّيْخ علي المَوْصِليّ، وأبي الحَجَّاج المِزّيّ لما قَدِمَ علينا فِي سنة ثلاثٍ وتسعين بدار الحديث النورية.
تُوُفّي فِي عاشر ربيع الآخر.
258- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد العظيم بْن عَبْد اللّطيف.
الإِمَام، زين الدِّين التُّنوخيّ، المعروف بالزَّين المَعَرّيّ.
نشأ بحلب وتفقَّه بها، وانتقل إلى القاهرة. وكان فقيها بارعا، متفننا مجموع الفضائل. أضرّ فِي آخر عُمُره.
وحدث عن: إِبْرَاهِيم بْن خليل.
ومات في سلخ المحرّم بمصر [3] .
__________
[1] انظر عن (ابن صاعد بن السلم) في: المقتفي 1/ ورقة 222 أ، والعبر 5/ 384، ومعجم شيوخ الذهبي 560، 561 رقم 832، والوافي بالوفيات 1/ 205 رقم 131، والمقفى الكبير 7/ 12 رقم 3079، والدليل الشافي 2/ 688 رقم 2356، وشذرات الذهب 5/ 427.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: ذيل طبقات الفقهاء الشافعين للعبادي 104، 105.
[3] وقال العبادي: «صنف تصانيف منها «كتاب الأقصى الغريب في علم البيان» ، مدحه العلّامة حجة العرب بهاء الدين بن النحاس بقوله:
هذا البيان وما سواه منهم ... فهو الصباح وذاك ليل مظلم.
سبق الورى فضلا محرر لفظه ... سبقانا (؟) خرّ دونه المتقدم (؟)

(52/229)


259- مُحَمَّد بْن نجيب الدِّين محاسن [1] بْن الْحَسَن السُّلَميّ، الدمشقيّ.
أجاز له عُمَر بْن كرم، وعبد السّلام الداهريّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي صَفَر.
260- مُحَمَّد بْن نصر [2] بْن تروس بْن قسطة.
الشَّيْخ الأجلّ، شمس الدِّين الدمشقيّ.
سمع من: الإربِليّ، وابن المُقَيَّر.
وأجاز له أبو الْحَسَن القَطِيعيّ، وجماعة.
وحدَّث. وتُوُفيّ فِي غرة شعبان.
261- مُحَمَّد الشاب [3] .
أمين الدِّين، ولدَ الرئيس مجد الدِّين يُوسُف بْن مُحَمَّد القباقبي، الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ الكاتب بديوان الجيش.
وكان مليح الصورة، لطيف الشمائل، عاقلا. عاش ستّا وعشرين سنة، وفُجع به أَبُوهُ، ورثاه صاحبنا الإِمَام نجم الدِّين علي بْن دَاوُد الْقُرَشِيّ بقصيدةٍ أولها.
اسعدي يا حمام قلبا عميدا ... لدروس الفراق أضحى مُعيدًا
تُوُفّي فِي ثامن عَشْر ذي الحجّة. 262- محفوظ بْن عُمَر [4] بْن أبي بَكْر بْن خليفة.
الشَّيْخ تقيُّ الدِّين، أبو الخَطَّاب البغداديّ، القطفتيّ، الحنبليّ، التّاجر، المعروف بابن الحامض.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محاسن) في: المقتفي 1/ ورقة 221 أ.
[2] انظر عن (محمد بن نصر) في: المقتفي 1/ ورقة 225 أ.
[3] انظر عن (محمد الشاب القباقبي) في: المقتفي 1/ ورقة 230 ب.
[4] انظر عن (محفوظ بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 229 ب، والعبر 5/ 384.

(52/230)


وُلِدَ ببغداد سنة أربع عشرة تقريبا.
حدّث عن: أبي الفضل عَبْد السّلام الدّاهريّ، وأبي علي الْحَسَن بْن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، وخليل الْجَوْسقيّ.
وتُوُفيّ يوم الجمعة يوم النّحر بمصر.
كتب عنه المصريّون.
وتفرد بعدة أجزاء.
263- محفوظ بْن معتوق [1] بْن أَبِي بَكْر بْن عُمَر.
الصدر، الرئيس، المؤرخ، الأديب، عزّ الدّين، أبو بكر ابن البُزُوريّ، البغداديّ، التّاجر، الشافعيّ.
مولده بعد سنة ثلاثين بيسير.
سمع من: أبي طَالِب العبيطيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللطيف بْن أبي سَعْد الصُّوفيّ، وغيرهما.
وحدَّث بدمشق، وسمعنا منه.
وكان شيخنا محتشما، جليلا، وسيما، مَهيبًا، حَسَن الصورة رفيع البِزّة.
من كبار التّجار وأُولي الثروة وأرباب العدالة والمروءة.
له مشاركة حَسَنة فِي العِلم. وصنف «تاريخا» كبيرا ذيل به على «المنتظم» لابن الْجَوْزِيّ، رأيت منه ثلاث مجلدات سلمت فِي خزانته التي بتُربته بسفح قاسيون، وكان فيها جملة مفيدة.
وكان يحضر مجالس وعظ ابنه الشَّيْخ الواعظ العَلامَة نجم الدِّين معتوق بجامع دمشق. وكان قد غاب سِنين متطاولة فِي التّجارة ودخل إلى الهند وإلى الصّين. فاتفق أنّه حجّ سنة بضع وثمانين، وحجّ ابنه، فالتقيا بالموقف، فلم يكد يعرف أحدهما الآخر من طول الغيبة.
__________
[1] انظر عن (محفوظ بن معتوق) في: المقتفي 1/ ورقة 220 ب، والعبر 5/ 383، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والدليل الشافي 2/ 573 رقم 1968، وشذرات الذهب 5/ 423، وتاريخ علماء بغداد لابن رافع 167، 168، ومعجم المؤلفين 8/ 189.

(52/231)


تُوُفّي شيخنا فِي ثامن صَفَر ودُفِن بتُربته.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مَحْفُوظٌ، أنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّطِيفِ، أنا أَبُو الْمَعَالِي الْبَاجِسْرَائِيُّ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ الزَّاهِدُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، أنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله سلم عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ عَامَ خَيْبَرَ» [1] . 264- محمود بْن مُحَمَّد بْن صديق.
أبو الثناء التّبريزي، الحدّاد، بدار الحجارة.
شيخ صالح مبارك. كان سكن ببرزة. وولد بتبريز سنة ستّ عشرة وستّمائة.
وسمع من: ابن المُقَيَّر، والتّاج القُرْطُبيّ، ويوسف بْن خليل.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره.
ومات بالجبل بالمارستان القَيْمُريّ.
265- مجاهد الدِّين ابْن شهوان.
أحد أمراء الحلقة الدّمشقية.
تُوُفّي فِي صَفَر كهلا. وهو والد الأمير العالم ناصر الدِّين.
__________
[1] رواه الحميدي في مسندة 1/ 22 رقم 37 تحت عنوان: أحاديث عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: حدثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا الزهري، أخبرني حسن وعبد الله ابنا محمد بن علي عن أبيهما أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله سلم نهى عن نكاح المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر، ولا يعني نكاح المتعة. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن النهي عن نكاح المتعة كان في يوم الفتح، وفي حجة الوداع.
راجع: مسند أحمد 3/ 404 من طريق معمر، عن الزهري، عن ربيع بن سبرة، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله سلم نهى عن متعة النساء يوم الفتح. وعن الزهري قال: تذاكرنا عند عمر بن عبد العزيز المتعة متعة النساء، فقال ربيع بن سبرة:
سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله سلم في حجة الوداع ينهى عن نكاح المتعة. وانظر: السنن الكبرى للبيهقي 7/ 202، وفتح الباري لابن حجر 9/ 133.

(52/232)


266- مظفَّر بْن الطّراح [1] .
الصّاحب فخر الدِّين، متولي واسط، صدرٌ معظَّم، مهيب، وافر السطوة والناموس. مهد البلاد وعمرها. وخافتة الدعار. وولي عدة ولايات، وله نظْمٌ وأدب [2] .
عاش نحوا من ستين سنة. وقدِم أخوه قِوام الدِّين إلى دمشق.
عُذِّب فخر الدِّين وقُتِل، رحمه اللَّه.
267- مقرَّب بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن مقرَّب بْن عَبْد الكريم الكِنْديّ.
الإسكندرانيّ، البزّاز، ويُسمّى أيضا مُحَمَّدًا.
سمع: مُحَمَّد بْن عماد، وابن الصّفراويّ، وعدد من أصحاب السِّلَفيّ.
باعتناء أَبِيهِ الحافظ أسعد الدِّين.
وسكن فِي آخر عُمره مصر وحدَّث بها.
كتب إليَّ بالإجازة، وثنا عَنْهُ عُمَر بْن حبيب.
وتُوُفيّ فِي آخر العام، وأظنّه جاوز السبعين.
268- مُوسَى بْن أبي الفتح [4] بْن أبي بَكْر بْن جراح.
الشَّيْخ نجم الدِّين الكِنَانيّ، العسقلانيّ، ثُمَّ النابلسيّ.
وُلِدَ فِي حدود العشرين وستمائة.
وسمع بدمشق من: جَعْفَر الهمْذانيّ، وأحمد بْن سلامة الحرانيّ.
وببغداد من: أبي بَكْر بْن الخازن، وعلي بْن معالي، وغيرهما.
سمع منه: ابن الخباز، والفَرَضيّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ.
وتوفي بنابلس فيما أحسب.
__________
[1] انظر عن (مظفر بن الطراح) في: الحوادث الجامعة 229، 230، والدليل الشافي 2/ 735 رقم 2509، والأعلام 8/ 163.
[2] انظر شعره في: الحوادث الجامعة 230.
[3] انظر عن (مقرّب بن عبد الرحمن) في: معجم شيوخ الذهبي 618 رقم 923.
[4] انظر عن (موسى بن أبي الفتح) في: المقتفي 1/ ورقة 230 أ.

(52/233)


269- موفَّق الدِّين مساعد.
الشافعيّ، الفقيه، أحد الأئمة.
أعاد بالبادرائية مدة. ثُمَّ وُلّي تدريسها فلم يتم ذَلِكَ وعُزل، فانتقل إلى حماة واشغل.
وكان ذا زُهد وانقطاع وتقشُّف.
تُوُفّي فِي ذي القعدة، رحمه اللَّه.
- حرف الياء-
270- ياقوت المسعوديّ [1] .
الخادم الطواشيّ، افتخار الدِّين، مُشدّ دار الطّراز بالقاهرة.
حدّث عن فخر القُضاة أَحْمَد بْن الْحبّاب.
ومات فِي ذي الحجة.
271- يُوسُف بْن علي [2] بْن مهاجر.
الصدر الكبير، جمال الدِّين التكريتيّ، التّاجر، البيع. أخو الصّاحب تقيُّ الدِّين توبة.
شيخ جليل ذو حُرمة وهيبة. وُلّي حسبة دمشق مُدَيدة.
وتُوُفيّ فِي ليلة الجمعة ثامن رمضان.
وهو والد صاحبنا الأمير الأجل علاء الدِّين وأخيه.
272- يُوسُف بْن عُمَر بْن علي بن رسول [3] .
__________
[1] انظر عن (ياقوت المسعودي) في: المقتفي 1/ ورقة 229 ب، 230 أ.
[2] انظر عن (يوسف بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 272، 273 رقم 144، والوافي بالوفيات 29/ 262، 263 رقم 125، والبداية والنهاية 13/ 343، وعيون التواريخ 23/ 190، وعقد الجمان (3) 291، والدليل الشافي 2/ 804 رقم 2705، والمقتفي 1/ ورقة 225 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 146.
[3] انظر عن (ابن رسول) في: نهاية الأرب 31/ 289، 290، والدرّة الزكية 358، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 190 ب (والمطبوع 9/ 308) ، والمقتفي 1/ ورقة 224 ب، وتاريخ حوادث

(52/234)


السلطان، الملك، المظفَّر، شمس الدِّين، والد السلطان الملك المنصور نور الدِّين، صاحب اليمن وابن صاحبهما قتل أبوه سنة ست وأربعين، فقام بالأمراء هُوَ، وتملك بعده ولده الملك الأشرف ممهّد الدِّين، فما أسنى، وتملك بعده الملك المؤيِّد هِزَبْر الدِّين صاحب اليمن الآن ابن الملك المظفَّر صاحب الترجمة.
وكان نور الدِّين عُمَر مقدَّم جيوش الملك المسعود أقسيس صاحب اليمن ولدَ السلطان الملك الكامل صاحب مصر. فَلَمّا مات أقسيس بمكة غلب نور الدِّين على المُلْك وأطاعته الأمراء، وتملك اليمن نيِّفًا وعشرين سنة. ثُمَّ تملك بعده المظفَّر، فامتدت أيامه، وبقي فِي المُلْك سبعا وأربعين سنة وأشهرا. وتُوُفيّ فِي رجب بقلعة تِعزّ وقد نيف على الثمانين. وكان ملكا هُمامًا، سَمْحًا، جوادا، عفيفا عن أموال الرعية، كافا لجُنْده عن الأذية.
وكان مقصدا للوافدين، موئلا للقاصدين، حُكي لنا أنّه جمع لنفسه جزءا فِيهِ أربعون حديثا بأسانيد فِي التّرغيب والتّرهيب. وله مسموعات من مشايخ اليمن بنزول.
وقد حجّ سنة تسعٍ وخمسين.
وضبط القاضي تاج الدِّين عَبْد الباقي اليمني عمره أربعا وسبعين سنة
__________
[ () ] الزمان 1/ 259- 261 رقم 126، والمختار من تاريخ ابن الجزري 371، والعبر 5/ 384، ودول الإسلام 21/ 150، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والإعلام بوفيات الأعلام 290، وتاريخ ابن الوردي 2/ 344، ومرآة الجنان 4/ 225- 227، والبداية والنهاية 13/ 341، وتذكرة النبيه 1/ 176، 177، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 124، وتاريخ ابن الفرات 8/ 202، وعيون التواريخ 23/ 180، والعقود اللؤلؤية 1/ 475، وغاية الأماني 1/ 275، والسلوك ج 1 ق 8103 «وفيه «محمد بن عمر» ، وعقد الجمان (3) 293- 295، والنجوم الزاهرة 8/ 71، والدليل الشافي 2/ 804 رقم 2706، وشذرات الذهب 5/ 427، ومآثر الإنافة 2/ 86، 98، 115، 126، والوافي بالوفيات 29/ 263، 264 رقم 127، والسمط الغالي الثمن 241 وما بعدها، وبهجة الزمن في تاريخ اليمن لليماني 88- 100، والعقد الثمين 7/ 488، 489، وبلوغ المرام 45، ومصادر تاريخ اليمن 396، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 138- 140.

(52/235)


وثمانية أشهر وعشرة أيام. قال: ومدة ملكه ستٌّ وأربعون سنة وعشرة أشهر وأحد عَشْر يَوْمًا. وخلف من الأولاد: الأشرف عُمَر، والمنصور أيوب، والمؤيد داود، والواثق إِبْرَاهِيم، والمسعوديّ.
273- يُوسُف بْن أبي مُحَمَّد بْن أبي الفتوح [1] .
الشَّيْخ، المقرئ، تقيُّ الدِّين، أبو الحَجَّاج المَقْدِسيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ.
شيخ مسن فاضل.
ولد سنة أربع وستمائة. ولو سمع فِي صِغره لكان من كبار المُسِندين، قرأ القراءات على الرشيد عَبْد الظاهر بْن نشوان.
وحدَّث عن: أبي الْحَسَن بْن الجميزيّ.
سمع منه: شيخنا ابن تيمية، والبرزاليّ، وجماعة.
وسكن بالعزيزية مدّة، ثم سكن جبل الصّالحية. وأَمّ بالرباط النّاصريّ.
ثُمَّ عُزل فِي الآخر لضرره وصممه وضعفه.
وكان كثير التلاوة، عالي الإسناد فِي القراءات. وما علمت أحدا قرأ عليه.
وهو والد شيخنا محيي الدِّين مُحَمَّد.
تُوُفّي فِي سادس ذي الحجة. وبقي ابنه الآخر إلى سنة بضع وثلاثين وسبعمائة بمصر. وتفرد بإجازة ابن رواج، وغيره.
- الكنى-
274- أبو بَكْر بْن إلياس [2] بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن هارون.
الفقيه، المعمَّر، الصّالح، عزَّ الدِّين الحُمَيْديّ، الكرديّ، الرسعَنيّ، الحنبليّ.
روى عن: الفخر ابن تيمية، والمجد القزوينيّ.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن أبي الفتوح) في: المقتفي 1/ ورقة 228 ب، 229 أ.
[2] انظر عن (أبي بكر بن إلياس) في: المقتفي 1/ ورقة 230 أ، والعبر 5/ 385.

(52/236)


سمع منه: البِرْزاليّ، وابن سيد النّاس، وابن حبيب، وجماعة.
وكان فقيها بالقاهرة بالمدرسة الصّالحية، وساكنا بمسجد فِي الشارع.
فِيهِ دِين وورع، وتُوُفيّ فِي السَّنَة قبل رجب.
275- أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبَّاس بْن أبي المكارم [1] .
الصَّدْر الكبير، نجم الدِّين التّميميّ، الجوهريّ.
شيخ كبير، مُسِنّ، محتشم، كثير الأموال، بارز العدالة.
تُوُفّي فِي سابع عَشْر شوّال، ودُفِن بالتُّربة التي أنشأها بمدرسة إلى جانب داره، وخلف أولادا.
276- أبو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن ميمون [2] .
القاضي بدر الدِّين السُّوسيّ، المالكيّ.
تقنطر به فَرَسُه بناحية صيدا، فمات فِي شوال [3] .
من أعيان الفقهاء.
ناب بدمشق ودرس، وله سماع من ابن عَبْد الدائم.
277- أبو الرجال بن مري [4] بن بختر.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي المكارم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 146.
[2] انظر عن (ابن ميمون) في: المقتفي 1/ ورقة 227 أ.
[3] وقال البرزالي: وقع وهو راكب فرسا من شاهق بأرض قرية قيتولا من قرى شوف بني الميداني، من عمل صيدا، وكان وقوعه وقت الظهر، ومات وقت العصر، وحمل من القرية المذكورة إلى قرية جميع من إقليم التّفاح من عمل صيدا، فدفن بها يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة. وبين القرية التي مات بها والقرية التي دفن بها كما بين دمشق والكسوة. وكان رجلا فاضلا من أعيان المالكية، وباشر القضاة في بعض الأعمال الشامية عن الحاكم الشافعيّ.
[4] انظر عن (أبي الرجال بن مري) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 269 رقم 137، والعبر 5/ 385، ومرآة الجنان 4/ 227، والبداية والنهاية 13/ 340، وتذكرة النبيه 1/ 180، 181، وعيون التواريخ 23/ 189 وفيه «ابن بحير المنيني» ، وعقد الجمان (3) 283، والنجوم الزاهرة 8/ 76، والدليل الشافي 2/ 828 رقم 2787، وشذرات الذهب 5/ 428، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381 والإعلام بوفيات الأعلام 290، والمقتفي 1/ ورقة

(52/237)


المَنِينيّ، الزَّاهد.
شيخ صالح، زاهد، عابد، قانت، فقيه، صادق، صاحب حال وكشف.
وكان قد اشتهر ذِكره وبعُد صيته، وطلع النّاس إلى زيارته والتبُّرك وصار من أعيان شيوخ الوقت.
وكان خيَّرًا، متواضعا، فارغا من التكليف، عديم التّصنُّع.
لم تتفق لنا زيارته، رحمه اللَّه، وقد زرت قبره، وهو مدفون إلى جانب شيخه الشَّيْخ جندل.
تُوُفّي يوم الثلاثاء عاشر المحرّم بمنين [1] ، وطلع خَلْقٌ كثير من البلد لشهود جنازته، وعاش ثمانين سنة أو أكثر. وكان سماعاتيا.
278- أبو الفهم بْن أَحْمَد [2] بْن أبي الفهم بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم.
السُّلَميّ، الدمشقيّ.
سمّاه بعض الطَّلَبة تماما. وكان شيخا عاقلا، ساكنا، فقير الحال، قانعا، رث الهيئة.
وُلِدَ فِي ذي الحجّة سنة إحدى وعشرة وستمائة.
وسمع من: جَدّه لأمه إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن علي الدّمشقيّ، والشيخ الموفَّق، وابن صباح، وكريمة الْقُرَشِيّة، وغيرهم.
وسمع بمصر من: عَبْد الوهاب بْن رَواج.
وحدَّث بالقاهرة ودمشق.
سَمِعت منه أَنَا وابن الخباز، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وابن المظفَّر النابلسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن المِزّيّ، وفنا بن كيكلديّ، وطائفة.
__________
[219-) ] ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 144 وفيه: «أبو الرجا» .
[1] منين: بفتح الميم وكسر النون. قرية قرب دمشق.
[2] انظر عن (أبي الفهم بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 222 ب، والعبر 5/ 185، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، وشذرات الذهب 5/ 428.

(52/238)


وكان يُعرف بابن النّميس، ويسكن بنواحي باب توما.
توفي في أحد الربعيين.
وفيها وُلِدَ:
الفقيه المحدّث صلاح الدِّين خليل بْن كيكلدي بْن العلائيّ، والفقيه جمال الدِّين مُحَمَّد بْن شيخنا كمال الدِّين الشريشيّ، والإمام بهاء الدِّين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خليل الْقُرَشِيّ.
والإمام عزَّ الدِّين عبد العزيز ابن قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة، والتّاج أَحْمَد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن السكاكريّ، الشّروطيّ.

(52/239)


سنة خمس وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
279- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن حيدرة بْن عالي.
القاضي الأجل، عَلَمُ الدِّين ابن القماح الْقُرَشِيّ، الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر عن خمسٍ وستين سنة.
سمع: المُرسي، وطائفة.
280- أَحْمَد بْن جبريل [2] بْن مَرْزا بْن عِيسَى.
أبو الْعَبَّاس الهذبانيّ، الإربليّ [3] ، المقرئ.
روى عن: إِبْرَاهِيم بْن الخير.
وسمع بدمشق ومصر. وكان صالحا، كثير التلاوة تلقّن بالمقس.
وتُوُفيّ فِي ربيع الأول.
281- أَحْمَد بْن حمدان [4] بْن شَبِيب بْن حمدان بْن شَبِيب بْن حمدان بن محمود.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 315، 316 رقم 179، وعيون التواريخ 23/ 206، 207، وعقد الجمان (3) 330، 331، والمقتفي الكبير 1/ 346 رقم 407، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 173، 174.
[2] انظر عن (أحمد بن جبريل) في: المقتفي 1/ ورقة 235 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 378.
[3] وقع في المختار: «الإبلي» .
[4] انظر عن (أحمد بن حمدان) في: المقتفي 1/ ورقة 233 أ، ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 323، 324 رقم 184، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والمستدرك من كتاب العبر 1/ 552، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 331، ومختصر الذيل 87، والمنهج الأحمد 405، وعيون التواريخ 23/ 219، والوافي بالوفيات 6/ 360 رقم 2863، وتذكرة النبيه 1/ 186، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 130، وتاريخ ابن الفرات 8/ 215، والمقصد الأرشد.

(52/240)


العَلامَة البارع، بقية المشايخ، مُسْند الوقت، نجم الدِّين أبو عَبْد اللَّه الحرانيّ، الحنبليّ. شيخ الحنابلة، ومصنف «الرعاية» فِي الفقه.
وُلِدَ فِي عاشر رمضان سنة ثلاث وستمائة بحرّان.
وسمع من الحافظ عَبْد القادر خمسة عَشْر جزءا، ومن الشَّيْخ فخر الدِّين ابن تيمية، وابن رُوزبه، وأبي علي الأوقيّ، وابن صبّاح، وابن غسان، وجماعة.
وتَفَقَّه وبرع فِي المذهب، ودرس وأفتى وناظَرَ. وكان من كبار أصحاب الشيخ المجد.
وصنف «الرعاية الكبرى» و «الرعاية الصُّغرى» وحشاهما بالروايات الغريبة التي لا تكاد توجد فِي الكُتُب، لكثرة اطلاعه وتبحُّره فِي المذهب.
وكانت له يد طُولى فِي الأصول، والخلاف، والجبر، والمقابلة. وله قصيدة طويلة فِي السُّنَّة.
وسكن بالقاهرة ودرس بها وأشغل. وكنت أتحسر على لُقِيّه. وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وكان أَبُوهُ من فقهاء حرّان.
روى عَنْهُمَا الدّمياطيّ فِي «معجمه» .
وروى عن شيخنا خَلْقٌ منهم: القاضي سَعْد الدِّين الحارثيّ، وولده، وجمال الدِّين المِزّيّ، وعَلَم الدِّين البِرْزاليّ، وزين الدِّين ابن حبيب، وفتح الدِّين ابن سيّد النّاس، وقُطب الدِّين عَبْد الكريم، وشمس الدِّين ابن شامة.
وكان متواضعا، مطّرحا للتكلف، دينا، ثقة. انتفع به المصريّون.
__________
[ () ] رقم 37، وعقد الجمان (3) 336، 337، والمنهل الصافي 1/ 272، والدليل الشافي 1/ 45 رقم 152، ولحظ الألحاظ 91، وحسن المحاضرة 480، والدر المنضد 1/ 436 رقم 1161، وشذرات الذهب 5/ 428، وذيل التقييد 1/ 310 رقم 614، والمعين في طبقات المحدثين 222 رقم 2295، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والمقتفي الكبير 1/ 384 رقم 435 وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 185.

(52/241)


وتُوُفيّ فِي سادس صَفَر.
282- أَحْمَد بْن عَبْد الباري [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الكريم.
شهاب الدِّين، الصّعيديّ، المؤدب، أبو العباس. أحد شيوخ الإسكندرية.
وُلِدَ فِي صَفَر سنة اثنتي عشرة وستمائة بالإسكندرية.
وقرأ القراءات على أَبِي القَاسِم بْن عِيسَى.
وسمع على أبي القَاسِم بْن الصَّفراويّ، وأبي الفضل الهمْدانيّ.
وسمع الكثير، وعني بالحديث. وكان شيخا صالحا، خيِّرًا، ورعا، له مسجد يوم به ويؤدب فِيهِ. وكان من بقايا الشيوخ.
سمع منه الرحالة.
وتُوُفيّ فِي أوائل السَّنَة.
وقرأ أيضا على الصفروايّ، وكان شديد الوسواس.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
283- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حمزة [2] .
صدر الدِّين الحارثيّ، المالكيّ. ولد سنة ثمان عشرة وستمائة.
وسمع من: مُحَمَّد بْن عماد، والصَّفْراويّ.
ومات فِي أوائل السنة. قاله مُحَمَّد بْن صالح الأطرابُلُسيّ صاحبنا. وكان كاتبا مجودا بالإسكندرية.
284- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بن مناقب بن أحمد.
الشريف محيي الدِّين، أبو الفضائل الْحُسَيْنيّ، المنقذي، الدمشقيّ، خازن المصحف بمشهد عليّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الباري) في: المقتفي 1/ ورقة 238 ب، والمقتفي الكبير 1/ 453 رقم 460، والدليل الشافي 1/ 52 رقم 175.
[2] انظر عن (ابن حمزة) في: المقتفي 1/ ورقة 238 ب.

(52/242)


حضر على درع بْن فارس العسقلانيّ.
وسمع من: ابن اللَّتّيّ، وابن غسان، وابن صبّاح، ومُكرم، وابن الشيرازيّ، وتفرَّد ببعض مَرْوِيّاته. وهو آخر من روى عن درع.
سَمِعتُ منه جزءين.
وتُوُفيّ فِي السابع والعشرين من ذي الحجَّة، ودُفِن بمقابر باب الصغير.
285- أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم [1] بْن أبي عَبْد اللَّه.
المحدّث، شهاب الدِّين ابْن المقشرانيّ.
سمع الكثير بعد الثمانين، وحصل ونعت. وخطّه رديء وكان فِيهِ تواضع وتودّد وإفادة.
تُوُفّي فِي صَفَر. وله رحلة إلى دمشق.
286- أَحْمَد بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد القويّ.
أبو طاهر المنذريّ، الْمَصْرِيّ، ويُعرف بابن السَّمِيدَع. وأخو أَبِي السعود، ومحمد وعبد القويّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وعشرين.
وسمع من: ابن باقا، ومرتضى بْن حاتم، وجماعة.
بقي إلى هذه السَّنَة.
287- أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن أَحْمَد.
التُّنوخيّ، القُرْطُبيّ.
روى عن ابن رواج بالثّغر.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
288- أَحْمَد بْن نصير [2] بْن نبا بْن سُلَيْمَان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحيم) في: المقتفي 1/ ورقة 234 أ، ب.
[2] انظر عن (أحمد بن نصير) في: معجم شيوخ الذهبي 83 رقم 99 وفيه: «أحمد بن نضر بن بناء» ، وتذكرة الحافظ 4/ 1504، والوافي بالوفيات 7/ 185، والمنهل الصافي 1/ 375، وفيه: «عبد النصير» ، والدليل الشافي 1/ 570، والمعجم المختص 43- 45 رقم 47 وفيه:
«أحمد بن النصير» .

(52/243)


الشَّيْخ، المحدّث، شهاب الدِّين، أبو البركات ابن الدُّفُوفيّ [1] .
الْمَصْرِيّ، المقرئ.
وُلِدَ سنة عشرين وستمائة.
وسمع من: عبد الوهاب بن رواج، وابن الْجُمّيْزيّ، وابن الْحباب، وسِبْط السِّلَفيّ، ومن بعدهم من أصحاب البُوصيريّ، وغيره.
وعني بالحديث. وكتب ونسخ الكثير. وكان من المشهورين بالطلب. وضبْط الأسماء. وكان نقيبا بالطاهرية والمنصورية للطلبة، ونسخ كتابا كبارا، منها «حُلْية الأولياء» ، لأبي نُعَيْم. وروى عوالي مسموعاته. وسمعت منه أَنَا وسائر الطلبة، وخطّة طريقة حسنة معروفة، صحيحة.
تُوُفّي ليلة الجمعة حادي عَشْر رمضان.
289- أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الطاهريّ.
الفقيه الحَلَبِيّ، ابن خالة شيخنا جمال الدِّين.
وكان عنده بالزّاوية.
وحدَّث عن يُوسُف بْن خليل.
سمع منه: البرزاليّ، وجماعة.
290- أحمد ابن علي بْن عَبْد الكريم [2] بْن علي بْن أبي القَاسِم.
الشَّيْخ، الزَّاهد، المعمّر، أبو الْعَبَّاس الأثريّ المَوْصِليّ.
شيخ كان بدرب القلى، فِيهِ خَيّر وصلاح. ذكر أنه وُلِدَ سنة أربعٍ وتسعين وخمسمائة، ولبس الخرقة من القاضي أَبِي صالح نصر بْن عَبْد الرزاق الجيليّ فِي سنة أربع عشرة وستمائة. ولو سمع حينئذٍ من شيوخ بغداد لكان مسند وقته.
__________
[ () ] وقد كتب في الأصل فوقها: «عبد النصير» .
[1] هكذا في الأصل بالفاء. وفي المعجم المختص، ومعجم الشيوخ: «الدقوقي» بالقاف.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن عبد الكريم) في: عقد الجمان (3) 328، والمقتفي 1/ ورقة 243 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 171.

(52/244)


تُوُفّي يوم الجمعة السادس والعشرين من شعبان، وشيعه الخلْق. ودُفِن بمقبرة باب الصغير.
لبس منه عَلَم الدِّين البِرْزاليّ الخرقة.
291- أَحْمَد بْن عُمَر [1] بْن إِسْمَاعِيل.
شهاب الدِّين، أبو الْعَبَّاس النصيبيّ، الصوفيّ، الموقت بالمقدس.
وُلِدَ سنة تسعٍ وثلاثين وستمائة بمَلَطْية. وقدِم مصر فِي صغره.
وسمع من: ابن الْجُمّيْزيّ، والسِّبط.
وكان دينا، خيرا، عاقلا خبيرا بالمواقيت.
تُوُفّي فِي شعبان.
سمع منه أَبُو الْحَسَن بْن العَطَّار، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
292- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
الإِمَام، الحافظ، الشريف، السيد عزّ الدين، أبو القاسم ابن الإِمَام الشريف أبي عَبْد اللَّه العَلوي، الْحُسَيْنيّ، الْمَصْرِيّ، ويُعرف بابن الحَلَبِيّ.
نقيب الأشراف بالديار المصرية.
وُلِدَ سنة نيفٍ وثلاثين وستمائة.
وسمع من فخر القُضاة ابن الحباب.
ثُمَّ سمع من الزّكي المنذريّ فأكثر، ومن: الرشيد العَطَّار، وعبد الغني بْن بنين، والكمال الضرير، وطبقتهم ومن بعدهم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 243 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 231 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 324، 325 رقم 185، وذيل مرآة الزمان 11/ ورقة 152، والوافي بالوفيات 5/ 44 رقم 3449، وعيون التواريخ 23/ 219، والسلوك ج 1 ق 3/ 831 (في وفيات 696 هـ.) ، والمنهل الصافي 2/ 119 رقم 274، والدليل الشافي 1/ 78 رقم 272، وعقد الجمان (3) 337، وحسن المحاضرة 1/ 357، وكشف الظنون 220، وشذرات الذهب 5/ 430، ومعجم المؤلفين 2/ 117، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2296، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والمستدرك على العبر 18، والمقتفي الكبير 1/ 586 رقم 567، وأعيان العصر 1/ 344، 345 رقم 136 وفيه وفاته سنة 696 هـ.

(52/245)


وأجاز له ابن رواج، وابن الْجُمّيْزيّ، والسِّبط، وصالح المُدْلجيّ، وخلق كثير. وطلب الحديث على الوجه. وكان ذا فهم وإتقان. وخرج التّخاريج المفيدة، وله «وفيات» ذيَّل بها على شيخه المنذريّ إلى سنة أربعٍ وسبعين وستمائة.
هذا الَّذِي اتّصل بنا، ولعلّه ذيل إلى حين وفاته ولم نره.
سمع منه سائر الطَّلَبة، وتُوُفيّ إلى رحمة اللَّه فِي سادس المُحَرَّم بالقاهرة.
293- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] ابْن الشَّيْخ الفقيه أبي مُحَمَّد بْن عَبْد القادر بْن أبي عَبْد اللَّه ابْن البغداديّ.
زين الدِّين، أبو الْعَبَّاس الْمَصْرِيّ.
حضر على جَدّه مجلسا لابن عساكر.
وكان عدلا شُرُوطيًّا.
تُوُفّي فِي ربيع الأول.
294- أَحْمَد بْن هبة اللَّه [2] بْن أَحْمَد بْن نصر اللَّه بْن علي بْن المفرج بْن مَسْلَمَة.
العَدْل، عماد الدِّين، أبو الْعَبَّاس الدّمشقيّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وعشرين وستمائة.
وروى عن جَعْفَر الهمْذانيّ. وكان يشهد بسوق القمح.
تُوُفّي يوم سْلخ السَّنَة.
295- أَحْمَد بْن أبي بَكْر بْن النّجم مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بن أَحْمَد بن خلف.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 235 ب.
[2] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: عقد الجمان (3) 330، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 176.

(52/246)


البلْخيّ، ثُمَّ الدمشقيّ.
سمع حضورا من ابن اللتي، وابن المقيرة، وسماعا من السَّخاويّ.
وحدَّث. وُلِدَ سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
ومات فِي ذي الحجة بدمشق. وطلبناه فلم نقع به.
296- إِبْرَاهِيم بْن الضياء [1] مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم بْن مُحَمَّد.
القزوينيّ، ثُمَّ الحَلَبِيّ، شهاب الدِّين الصُّوفيّ. نزل القاهرة.
حدُّث عن أَبِيهِ.
وتُوُفيّ فِي ذي الحجة، وقد شاخ.
297- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرزاق [2] بْن أبي بَكْر بْن رزق اللَّه بْن خَلَف.
الفقيه العَدْل، برهان الدِّين، أبو إسحاق الرسَعنيّ، الحَنَفِيّ، المعروف بابن المحدّث، أخو الشمس، ابن المحدّث العَلامَة عزَّ الدِّين.
وُلِدَ سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
وسمع من: والده، وغيره.
وكتب عَنْهُ البِرْزاليّ شيئا من نظْمه. وكان يشهد تحت الساعات.
تُوُفّي فِي سادس عَشْر رمضان.
298- أرغون العادليّ [3] .
الْجَمْدار، سيفُ الدِّين. من أمراء دمشق.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن الضياء) في: المقتفي 1/ ورقة 249 ب، والمقتفي الكبير 1/ 317 رقم 377.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرزاق) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 312 رقم 174، وعيون التواريخ 23/ 204، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 4 رقم 3، وعقد الجمان (3) 329، والمنهل الصافي 1/ 103 رقم 47، والدليل الشافي 1/ 20 رقم 46، والطبقات السنية 1/ 237 رقم 49. والمقتفي 1/ ورقة 244 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 176- 180.
[3] انظر عن (أرغون العادلي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 380، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 173.

(52/247)


بقي فِي الآمدية يسيرا، ومات بدار ابن أتابك فِي شوّال شابّا.
299- إسحاق بْن عَبْد الْجَبَّار [1] بْن أبي الفتح بْن عَبْد الرَّحْمَن.
العَدْل، مَعِين الدِّين، أبو الطّاهر السّنْجاريّ، الحَنَفِيّ، قاضي المَقْس.
وُلِدَ سنة أربع عشرة بسَنْجار.
وروى «جزء أَبِي الْجَهْم» عن السّراج بْن الزَّبِيديّ.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
300- الأسعد بْن السديد [2] .
الماعز القِبطيَ. أسلم فِي الدولة الأشرفية. وكان مستوفي الديار المصريّة، وله خبرة تامة ومكانة كأبيه.
مات فِي المُحَرَّم.
301- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد المنعم [3] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يُوسُف.
شمس الدِّين، أبو الطّاهر الخيميّ، الأَنْصَارِيّ، الْمَصْرِيّ.
ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة.
وروى عن: ابن باقا، ومرتضى بْن العفيف.
وكان خطيبا بالقرافة الصُغرى، وصوفيا بالخانكاه. وفيه خَيّر ودين.
وهو أخو الشهاب بْن الخَيميّ الشاعر.
سمع منه الطَّلَبة.
ومات فِي ربيع الآخر في تاسع عشر.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن عبد الجبار) في: المقتفي 1/ ورقة 231 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 186، 187.
[2] انظر عن (الأسعد بن السديد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 164، 165 رقم 275 وفيه اسمه «هبة الله» ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 296 رقم 159، والمقتفي 1/ ورقة 232 أ، والدليل الشافي 1/ 118 رقم 412، والمنهل الصافي 2/ 370، 371 رقم 415، والنجوم الزاهرة 8/ 79، والوافي بالوفيات 9/ 45 رقم 3951، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 164.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عبد المنعم) في: المقتفي 1/ ورقة 237 أ، والوافي بالوفيات 9/ 153، وذيل التقييد 1/ 468، 469 رقم 910.

(52/248)


302- أمَة الآخِر [1] بِنْت النّاصح عَبْد الرَّحْمَن بْن نجم بْن الحنبليّ.
تُوُفّيت فِي شوّال.
وهي آخر من مات من إخوتها.
ولم ترو شيئا. واسمها فرد.
303- أمينة بِنْت مُحَمَّد بْن عَبْد الحقّ بْن خَلَف.
وُلِدت سنة سبْعٍ وعشرين، وخدمتْ جَدّها وسمِعتْ منه.
وماتت فِي شعبان.
304- أيبك الأفرم [2] .
الأمير الكبير، عزَّ الدِّين الصّالحيّ، الساقي.
سمع من عَبْد الوهاب بْن رواج.
وحدَّث. وكان من كبار الدولة المصرية، له أموال وأملاك وخبز جيد.
وفيه خبرة وشجاعة.
صلَّينا عليه فِي ثالث عَشْر ربيع الآخر بدمشق صلاة الغائب يوم الجمعة.
ومات بالقاهرة.
305- إيل غازي [3] .
__________
[1] انظر عن (أمة الآخر) في: المقتفي 1/ ورقة 246 ب.
[2] انظر عن (أيبك الأفرم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 13 رقم 19، ونهاية الأرب 31/ 308، 309، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 296- 299 رقم 161، والمقتفي 1/ ورقة 235 أ، والوافي بالوفيات 9/ 478 رقم 4438، وعيون التواريخ 23/ 197، 198، وتذكرة النبيه 1/ 191، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 129 أ، وعقد الجمان (3) 338، 339، وتاريخ ابن الفرات 8/ 215، والمنهل الصافي 3/ 130 رقم 575، والدليل الشافي 1/ 161 رقم 574، والنجوم الزاهرة 8/ 80، والمقتفي الكبير 2/ 328 رقم 863.
[3] انظر عن (إيل غازي) في: الدرة الزكية 366، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 295 رقم 153، والمختار من تاريخ ابن الجزري 378، والوافي بالوفيات 10/ 19 رقم 4471، وعيون التواريخ 23/ 197، وعقد الجمان (3) 343، والنجوم الزاهرة 8/ 79، والمنهل الصافي 3/ 189 رقم 614، والدليل الشافي 1/ 171 رقم 612، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 163.

(52/249)


الملك السّعيد، صاحب ماردين، ابن الملك المظفَّر بْن السعيد. قال شمس الدِّين الْجَزَريّ [1] : تُوُفّي فِي هذه السَّنَة، وتملك بعده أخوه الملك المنصور نجم الدِّين غازي.
قال: ولَقَبُه شمس الدِّين.
- حرف الباء-
306- باسطي.
ويقال بالألف واللّام. الأمير الكبير سيف الدِّين المَنْصُورِيّ. من أمراء دمشق.
وقد حجّ سنة إحدى وتسعين بالركْب. وكان يَخْضِب.
307- بيليك أبو شامة [2] .
الأمير الكبير، بدرُ الدِّين، أبو أَحْمَد المحسني [3] ، الصّالحيّ، الحاجب.
عمل الحجابة للمنصور مدة، وأُعطي بدمشق خبزا بعد التسعين. ثُمَّ أعيد إلى القاهرة. وكان عاقلا خبيرا، له مَيل إلى الخير، وفيه دين.
روى عن: ابن المُقَيَّر، وابن رواج، وابن الْجُمّيْزيّ.
ومات وهو فِي عَشْر السّبعين في تاسع المحرّم. ولم يتفق لي السّماع منه.
__________
[1] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 295.
[2] انظر عن (بيليك أبي شامة) في: نهاية الأرب 31/ 309، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 296 رقم 156، والمقتفي 1/ ورقة 232 أ، والوافي بالوفيات 10/ 368 رقم 4864، وعيون التواريخ 23/ 220، وتاريخ ابن الفرات 8/ 216، وعقد الجمان (3) 339، 340، والمنهل الصافي 3/ 11 رقم 747، والنجوم الزاهرة 8/ 79، والدليل الشافي 1/ 211 رقم 745، والمقفى الكبير 2/ 583 رقم 1020، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 164 و 187.
[3] في نهاية الأرب 31/ 309 «الحسني» .

(52/250)


- حرف الجيم-
308- جمال الدِّين الأصبهانيّ [1] .
شيخ الشيوخ بالقاهرة، ومدرس الشريفية.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
309- جبريل بْن أبي الْحَسَن [2] بْن جبريل بْن إِسْمَاعِيل.
المحدّث، المُسِند، أمين الدِّين، أبو الأمانة، العسقلانيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ.
وُلِدَ سنة عَشْر وستمائة. وطلب بنفسه.
وسمع من: ابن المُقَيَّر، والعَلَم بْن الصابونيّ، وابن الْجُمّيْزيّ، وطبقتهم ورحل إلى دمشق، وأدرك أصحاب الحافظ ابن عساكر.
وكان محدّثا، نبيها، عارفا، جيد المشاركة فِي العِلم. وقد أعاد بالظاهرية عند الدّمياطيّ.
وكتب عَنْهُ الجماعة. وأجاز لي باستدعائي.
وتُوُفيّ فِي رابع عَشْر ربيع الأول، رحمه اللَّه.
310- جَعْفَر بْن علي [3] بْن جَعْفَر بْن حَسَن.
شَرَفُ الدِّين العامريّ، المَوْصِليّ.
سمع بقوله من السُّهْرَوَرْديّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن رواج، وجماعة.
وكتب عَنْهُ الدّمياطيّ شِعرًا.
أجاز لعَلَم الدِّين فِي ذي القعدة من سنة أربعٍ وانقطع خبره في سنة خمس.
__________
[1] انظر عن (جمال الدين الأصبهاني) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 296 رقم 160.
[2] انظر عن (جبريل بن أبي الحسن) في: المقتفي 1/ ورقة 235 ب، والدليل الشافي 1/ 241 رقم 830، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 187.
[3] انظر عن (جعفر بن علي) في الدليل الشافي 1/ 245 رقم 843.

(52/251)


- حرف الحاء-
311- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه [1] ابْن الشَّيْخ القُدوة الزَّاهد أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن قدامة.
قاضي القضاة، شَرَف الدِّين، أبو الفضل، ابن الخطيب شَرَف الدِّين أبي بَكْر المَقْدِسيّ، الصالحيّ الحنبليّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وثلاثين وستمائة.
وسمع من: ابن قُمَيْرة، وابن مَسْلَمَة، والمُرسي، واليَلْدانيّ، وجماعة.
وقرأ الحديث بنفسه على الكَفْرطابيّ، وغيره.
وتَفَقَّه على الشَّيْخ شمس الدِّين عمّه، وصحِبه مدة، وبرع فِي المذهب.
وكان مليح الشكل، مديد القامة، حَسَن الهيئة، له شَيب يسير، وفيه لُطف ومكارم وسيادة ومروءة، مع الدِّين والعِلم والصّيانة والأخلاق الزكية، وحُسْن السيرة فِي الأحكام.
سمع منه: عَلَمُ الدِّين البِرْزاليّ، وغيره.
وتُوُفيّ إلى رحمة الله في ليلة الثاني والعشرين من شوّال بالجبل، وشيعه ملك الأمراء والقُضاة والكُبراء. وكانت جنازته مشهودة. ودُفِن بمقبرة جَدّه.
وقد درّس بمدرسة جدّه وبدار الحديث الأشرفية، وولي القضاء بعد
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عبد الله) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 313، 314 رقم 176، والمقتفي 1/ ورقة 246 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، والإعلام بوفيات الأعلام 290، 291، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 334، ومختصر الذيل 87، والمنهج الأحمد 406، وعيون التواريخ 23/ 204، 205، وتذكرة النبيه 1/ 189، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 129، والوافي بالوفيات 12/ 93 رقم 2297، والسلوك ج 1 ق 3/ 817، وعقد الجمان (3) 325، والمقصد الأرشد رقم 337، والمنهل الصافي 5/ 89، 90 رقم 905، والدليل الشافي 1/ 264 رقم 903، والنجوم الزاهرة 8/ 77، والقلائد الجوهرية 1/ 158، 159، والدارس 1/ 524، وشذرات الذهب 5/ 432، والمستدرك على العبر 51/ 555، والبداية والنهاية 13/ 345، 346 وفيه «الحسين» وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 172.

(52/252)


نجم الدِّين ابن الشَّيْخ. وهو والد صاحبنا الفقيه شَرَف الدِّين أَحْمَد حفظه اللَّه.
- حرف الخاء-
312- خديجة [1] بِنْت الشَّيْخ شمس الدِّين مُحَمَّد بْن العماد إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الواحد المَقْدِسيّ.
والدة الإِمَام موفّق الدِّين عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الآتي ذِكره، ومات قبلها فِي ربيع الآخر من السَّنَة.
تروي جزءا عن الكاشْغري حضورا. وهي أخت شيختنا زينب.
سمع منها: البِرْزاليّ، وغيره.
وماتت فِي سادس رجب بالقاهرة.
- حرف الراء-
313- رمضان بْن عَبْد اللَّه [2] بْن يُوسُف.
الشَّيْخ الصّالح، المقرئ، أبو مُحَمَّد الآمِديّ.
وُلِدَ بآمد سنة نيِّفٍ وعشرين.
وسمع بدمشق من: النجم بْن البلْخيّ، والصدر البكريّ.
وحدَّث. وكتب الطَّلَبة عَنْهُ قديما لأجل اسمه.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر ربيع الأول.
وكان من جماعة الرباط الناصريّ. وفيه عقل وديانة.
- حرف الزاي- 314- زينب بنت علي [3] بن أحمد بن فضل.
__________
[1] انظر عن (خديجة) في: المقتفي 1/ ورقة 241 أ.
[2] انظر عن (رمضان بن عبد الله) في: المقتفي 1/ ورقة 235 أ.
[3] انظر عن (زينب بنت علي) في: المقتفي 1/ ورقة 21 ب، ومرآة الجنان 4/ 228 وفيه:

(52/253)


الشيخة الزّاهدة، العابدة أم مُحَمَّد بِنْت الواسطيّ.
وُلدت، أظنّ، فِي سنة خمسٍ وستمائة، وسمعت سنة إحدى عشرة من الشَّيْخ الموفّق جزءا سمعناه منها. وهي والدة شيخنا الشمس ابن الزّراد. وكان أخوها الشَّيْخ تقيُّ الدِّين مع جلالته يقصد زيارتها والتبرُّك بها.
وكانت قليلة المثل، رضي الله عنها.
توفيت فِي خامس المُحَرَّم.
- حرف السين- 315- ستّ الأمناء [1] آمنة بِنْت أبي طَالِب عقيل بْن حمزة بْن عليّ.
أمّ صديق، بِنْت ابن الشُقَيشقة الشَّيبانيّ، الصفار.
عمّة المحدّث الكبير نجيب الدِّين.
سَمِعت من أخيها مظفَّر، ومن كريمة وصفية ابنتي عَبْد الوهاب، وجَهْمة بِنْت مَسْلَمَة.
وكان أخوها يروي عن الحافظ ابن عساكر.
سمع منها: عَلَم الدِّين، والطلبة. وفاتني السّماع منها.
وتُوُفّيَتْ فِي ذي الحجة. وكانت كبيرة.
316- ستّ الفقهاء [2] بِنْت الإِمَام عَبْد الرزاق الرسعَنيّ.
أخت الشمس.
رَوَت عن ابن رُوزبة.
317- السّراج الوراق [3] .
__________
[ () ] «بنت علي الواسطي أم محمد» ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 187.
[1] انظر عن (ست الأمناء) في: المقتفي 1/ ورقة 249 ب.
[2] انظر عن (ست الفقهاء) في: المقتفي 1/ ورقة 240 ب.
[3] انظر عن (السراج الوراق) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 117 رقم 180، وفوات الوفيات 2/ 213 رقم 234، وتذكرة النبيه 1/ 109 و 187، 188، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 131، وشذرات الذهب 5/ 431، والدليل الشافي 1/ 504 رقم 1754.

(52/254)


الْمَصْرِيّ. الأديب المشهور، رفيق أَبِي الْحُسَيْن الجزار.
مات بمصر فِي جُمَادَى الأولى. اسمه عُمَر بن مُحَمَّد بْن حَسَن. وشِعره سائر.
عاش ثمانين سنة. مدح أكابر.
318- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد [1] بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد.
عماد الدِّين المرجانيّ. أحد شيوخ الإسكندرية.
وُلِدَ بعد العشرين.
وروى عن: مُحَمَّد بْن عماد، وجعفر.
روى عنه: البرزاليّ. وكان أبوه من أئمّة الثغر وقضاته.
319- سليمان بن إبراهيم [2] بن بدران ابن القائد.
شهاب الدّين الصّالحيّ، الحنفيّ، المعروف بالشركسيّ.
سمع من: ابن الزّبيدي، والفخر الإربليّ، وابن صباح، والنّاصح، وجماعة. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين.
وتوفي في حادي عشر صفر.
320- سليمان بن همام [3] بن مرتضى.
القاضي وجيه الدين ابن البياع المصريّ، العدل.
روى عن: جَعْفَر الهمْدانيّ.
وتُوُفيّ فِي الخامس والعشرين من صَفَر بالقاهرة.
وأبوه لَقَبُه نصير الدِّين أبو العزائم الْقُرَشِيّ الْجُشيّ.
321- سُلَيْمَان بْن يُوسُف [4] بْن أبيّ.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: المقتفي 1/ ورقة 239 أ.
[2] انظر عن (سليمان بن إبراهيم) في: المقتفي 1/ ورقة 233 ب، 234 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 164.
[3] انظر عن (سليمان بن همام) في: المقتفي 1/ ورقة 234 ب.
[4] انظر عن (سليمان بن يوسف) في: المقتفي 1/ ورقة 234 أ.

(52/255)


العَدْل فخر الدِّين الهكاريّ.
وُلِدَ سنة ثمان وستمائة.
وكان من عدول مصر.
سمع هُوَ وابنه العَدْل موفق الدِّين من سِبْط السِّلَفيّ.
سمع منه علم الدِّين.
تُوُفّي الفخر فِي صَفَر.
322- سُلَيْمَان بْن أبي الدُّرّ [1] .
الشَّيْخ الحريريّ، الرَّقيّ. صحِب الحريريّ مدة وتجرد.
وكان فِيهِ ديانة وعدالة. ويلبس الفُرجيّة وعلى رأسه قُبع ذلك.
وهو سِبْط الرّقيّ صاحب القبة التي بآخر سوق الجبل وينُزل منها إلى طريق عين الكرش.
تُوُفّي فِي شوال وقد نيَّف على السبعين.
وكان له سماع من ابن البرهان، والرشيد العَطَّار. وكتب فِي الإجازات.
323- سيّدة بِنْت مُوسَى بْن عثمان بْن درباس المارانيّ.
أم مُحَمَّد، شيخة صالحة، معمَّرة، كنت أتلهّف على لقيّها، ورحلتُ إلى مصر وعلمي أنّها باقية، فدخلتُ فوجدتُها قد ماتت من عشرة أيام.
وقد أجاز لها فِي سنة تسعٍ وستمائة أبو الْحَسَن علي بْن هُبَل الطّبيب، وأبو محمد بن الأخضر، وسُليمان المَوْصِليّ، وأَحْمَد بْن الدَّبيقيّ، وعَبْد العزيز بْن مَنِينا، وجماعة.
وسمعت جزءا من مسمار بْن العُويس. وتفردت بالرواية عن هَؤُلَاءِ.
روت بالإجازة عن عين الشمس الثقفية، وغيرها. وعرفتُ عُلُوّ روايتها من ثَبت أبي القَاسِم بْن حبيب لما قَدِمَ علينا، فإنّه سمع منها فِي سنة ثلاثٍ وتسعين هُوَ وأبو الفتح والمصريّون.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أبي الدر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 312، 313 رقم 175، والمختار من تاريخ ابن الجزري 380 وفيه «سلمان» .

(52/256)


توفيت يوم الجمعة سادس رجب وأنا بوادي فحمة.
- حرف الشين-
324- شَبِيب بْن حمدان [1] بْن شَبِيب بْن حمدان بْن شَبِيب بْن محمود.
الأديب، العالم، الطبيب، الكحّال، البارع، تقيُّ الدِّين، أبو عَبْد الرَّحْمَن الحرانيّ الشاعر، نزيل القاهرة. أخو الشَّيْخ نجم الدِّين.
وُلِدَ بعد العشرين وستمائة بيسير، أو فيها.
وسمع من: ابن روزبه، والفخر الإربليّ.
كتب عَنْهُ: الدّمياطيّ، والقدماء.
وكان فِيه شهامة وقوة نفْس، وله أدب وفضائل. وقد عارض «بانت سعاد» بقصيدةٍ طنّانة يقول فيها:
أبادَ بي وخدُها البيد فقربها ... طرفي وقربها وجناء شمليل
__________
[1] انظر عن (شبيب بن حمدان) في: المقتفي 1/ ورقة 237 أ، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 132 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 301- 306 رقم 164، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 332، والمنهج الأحمد 405، والوافي بالوفيات 16/ 107- 111 رقم 121، وفوات الوفيات 2/ 98 رقم 190، وعيون التواريخ 23/ 198- 201، وذيل التقييد 2/ 16 رقم 1074، وعقد الجمان (3) 326، 327، والمنهل الصافي 6/ 215- 217 رقم 1181، والدليل الشافي 1/ 342 رقم 1175، وحسن المحاضرة 1/ 260، والدرّ المنضد 1/ 436 (ورقم 1161) ، وشذرات الذهب 5/ 428 وقد أضافت الصديقة الفاضلة الأستاذة «نبيلة عبد المنعم داود» في تحقيقها لكتاب «عيون التواريخ» المصادر التالية باعتبارها لصاحب الترجمة، وهي: كتاب دول الإسلام، وتذكرة النبية، ودرة الأسلاك، وتاريخ ابن الفرات، ولحظ الألحاظ.
ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المصادر التي ذكرتها الأستاذة «نبيلة» هي للإمام العلّامة نجم الدين أبي عبد الله أحمد بن حمدان بن شبيب الحراني الحنبلي، وهو توفي أيضا بالقاهرة في السنة نفسها 695 هـ. والّذي يظهر أنه أخ لشبيب صاحب الترجمة أعلاه. وهو فقيه وشيخ مذهب الحنابلة، وله مصنف كتاب «الرعاية» في الفقه. أما «شبيب» فيلقب ب «تقي الدين» ، وهو من مواليد سنة 620 أو بعدها، وكنيته «أبو عبد الرحمن» ، ووصف باطبيب الكحال، كما كان شاعرا، فليراجع ويصحّح.

(52/257)


إلى النبيّ رسول الله إنَّ له ... مجدا تَسَامى فلا عرضٌ ولا طولُ
مجدٌ كبا الوهْمُ عن إدراك غايته ... ورد عقل البرايا وهو معقولُ
مطهر شرَّف اللَّه العبادَ به ... وساد فخرا به الأملاكَ جبريلُ
طُوبَى لِطيبةَ بل طُوبى لكلّ فتى ... له بطِيب ثراها الْجَعْدِ تقبيلُ
تُوُفّي التّقيّ شَبِيب الكحّال بالقاهرة فِي الثامن والعشرين من ربيع الآخر.
- حرف الظاء-
325- ظهير الدِّين الغوريّ.
الصُّوفيّ، حُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ الحَنَفِيّ. من كبار الصُّوفيّة بالسُّمَيساطيّة، وله معرفة بالفقه والعربية. وله مشاركة فِي الحديث والتّاريخ. ولم يزل حريصا على العِلم والتّحصيل فِي الشيخوخة.
تُوُفّي فِي سلخ رمضان فِي عَشْر السّبعين. وهو والد الفقيه شمس الدِّين الغوريّ.
- حرف العين-
326- عَائِشَة بِنْت إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن ... [1] سمعت عثمان ابن خطيب العراق. تُوُفّيَتْ فِي جُمَادَى الآخرة.
327- عَائِشَة بِنْت مُحَمَّد [2] .
أخت شيخنا جمال الدِّين ابن الظّاهريّ. أم موسى.
صالحة، عابدة، وصائمة الدّهر، متواضعة، تخدم الفقراء. ولها إجازة من ابن الزَّبِيديّ.
وسمعت من أَحْمَد بْن سلامة الحرانيّ، النّجّار، وغيره.
__________
[1] هكذا في الأصل بياض.
[2] انظر عن (عائشة بنت محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 233 أ.

(52/258)


وحدّثت مرّات. ومات فِي صَفَر.
روى عَنْهَا: البِرْزاليّ، وابن حبيب.
328- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [1] .
الباعشقيّ. الشَّيْخ الزَّاهد، الصالح.
تُوُفّي بمصر.
وقد روى الحديث، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
329- عبد الله بن الشَّيْخ نجم الدِّين [2] عَبْد الرَّحْمَن ابْن العَلامَة نجم الدِّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن راجح.
الإِمَام، الفقيه، المحقق، موفَّق الدِّين المَقْدِسيّ، الحنبليّ، سِبْط الشَّيْخ العَلامَة شمس الدِّين مُحَمَّد بْن العماد.
وُلِدَ بالقاهرة، وتَفَقَّه وبرع وتميز. ولو عاش لساد الطائفة.
سمع الكثير مع الحافظ سَعْد الدِّين، وغيره.
وكان فِيه صلاح ومروءة.
وتوفي شبابا فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
330- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن قوَّام بْن وَهْب [3] .
العدلُ، الصالح، الزَّاهد، كمال الدِّين، أَبُو محمد الرصافيّ، ثم الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 299، 300 رقم 163، والمقتفي 1/ ورقة 236 ب، و 238 أ، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2297، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والوافي بالوفيات 3/ 251 رقم 236، والنجوم الزاهرة 8/ 77، وشذرات الذهب 5/ 432، والمختار من تاريخ ابن الجزري 378، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 166 وفيه «الباعشيقي» .
[2] انظر عن (عبد الله ابن نجم الدين) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 378، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 166.
[3] انظر عن (ابن قوام بن وهب) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 314 رقم 178، وعيون التواريخ 23/ 205، وذيل التقييد 2/ 64، 65 رقم 1161، وعقد الجمان (3) 330، وشذرات الذهب 5/ 430، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، والمستدرك على العبر 20، والمقتفي 1/ ورقة 247 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 172.

(52/259)


حدّث في العالم الماضي بشرح السُّنّة «ومعالم التّنزيل» للبَغَوي، عن القزويني. وسمعنا منه فِي هذه السَّنَة «صحيح الْبُخَارِيّ» عن ابن الزَّبِيديّ.
وروى أيضا عن: عمّه أبي الفتح ناصر، ووالده، وأبي مُوسَى عبد الله ابن الحافظ. وكان من خيار الشيوخ دِينًا وأمانة وصيانة ورزانة. وقد شهد على القُضاة من قديم.
وسمع منه سائر الطَّلَبة.
وُلِدَ فِي رجب سنة خمس عشرة وستمائة. وتُوُفيّ بُكرة الجمعة سابع ذي القعدة، فقيل إنّه صلّى وسجد للَّه ومات.
331- عَبْد البرّ [1] ابن قاضي القُضاة تقيُّ الدِّين مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن رزين.
القاضي العالم، صَدْر الدِّين، الشافعيّ، مدرس القَيْمُريَّة بدمشق.
كان شابا متواضعا، متوددا، يحبّ العشرة، وفيه ذكاء ومعرفة.
تُوُفّي فِي سابع رجب، رحمه اللَّه وسامحه.
332- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحليم [2] بْن عِمْرَانَ.
الشَّيْخ الإِمَام، المحدَّث، المقرئ، الفقيه صَدْر الدِّين، أبو القَاسِم الأوسيّ، الدُّكاليّ، المالكيّ، الملقَّب بسحنون.
كان إماما، فقيها، مُفتيًا، متفننا، كثير الفضائل، قويّ العربيّة، زعِر الأخلاق.
وُلِدَ سنة ست عشرة، وقيل: سنة عَشْر، وهو أشبه. وقدِم الإسكندرية فِي عُنْفوان شبابه، وقرأ بها على أبي القَاسِم الصفراويّ، وسمع منه.
__________
[1] انظر عن (عبد البرّ) في: الوافي بالوفيات 18/ 31 رقم 25، وشذرات الذهب 5/ 431، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 168.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الحليم) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 382، ومعرفة القراء الكبار 2/ 694، والوافي بالوفيات 18/ 157 رقم 198، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 390، والمقتفي 1/ ورقة 245 ب.

(52/260)


ومن: علي بْن مختار العامريّ، وعبد الوهاب بْن رواج، وجماعة.
وقرأ الحديث على الشيوخ.
سألت أَبَا الحَجَّاج الكلبيّ عَنْهُ، فقال: شيخ جليل، فاضل، صاحب سُنّة. لقيته بالإسكندرية، سنة أربعٍ وثمانين.
قلت: وقرأت عليه ختمة لوَرْش وحفص. وسمعت منه أَنَا، وابن الظاهريّ، والمِزّيّ، وابن سيد الناس، والبرزاليّ، وطائفة.
وتوفي وأنا بالإسكندرية في رابع شوال. وقد سمع عليّ الختمة فِي أحد عَشْر يَوْمًا.
333- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الوهاب [1] بْن خَلَف بْن بَدْر.
قاضي القُضاة، تقيُّ الدّين، أبو القاسم ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين العَلامي، الْمصْرِيّ الشافعي، المعروف بابن بِنْت الأعزّ [2] . وكان جَدّه لأمه يُعرف بالقاضي الأعز. والعَلاميّ، بالتّخفيف، وهي نسبة إلى قبيلة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الوهاب) في: المقتفي 1/ ورقة 239 أ، نهاية الأرب 31/ 299، 300، وزبدة الفكرة (المطبوع) 9/ 312، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 322، 323 رقم 182، والمختار من تاريخ ابن الجزري 375، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 64 (8/ 172) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 151، والبداية والنهاية 13/ 346 وفيه «العلائي» ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 241، ومرآة الجنان 4/ 228 وفيه: «توفي ابن بنت الأغر قاضي الديار المصرية تقي الدين عبد الرحيم، ابن قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب الشافعيّ» وفوات الوفيات 2/ 279- 282، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 132، وتذكرة النبيه 1/ 192، وعيون التواريخ 23/ 201 و 218، ودول الإسلام 2/ 198، ورفع الإصرار 2/ 327- 329، والسلوك ج 1 ق 3/ 817، وعقد الجمان (3) 336، والنجوم الزاهرة 8/ 82، 83، والدليل الشافي 1/ 401 رقم 1382، والمنهل الصافي 7/ 188- 191 رقم 1386، وحسن المحاضرة 1/ 415 و 2/ 168، وتاريخ ابن سباط 1/ 507، وبدائع الزهور ج 1 ق 9/ 393، وشذرات الذهب 5/ 341، وطبقات الفقهاء الشافعين لابن كثير 2/ 342، 943 رقم 7، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 32- 34 رقم 471، والأعلام 4/ 88، والوافي بالوفيات 18/ 179- 182 رقم 226 وفيه «بن خليفة» ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 167 و 186.
[2] جاء في هامش الأصل بالخط نفسه: الأعزّ المنسوب إليه عبد الرحمن وأخويه ووالدهم عبد الوهاب هو الأعزّ وزير الملك الكامل بن أبي بكر بن أيوب. وكان الأعز جدا لقاضي القضاة.
تاج الدين عبد الوهاب لأمه، فلذلك قيل له ابن بنت الأعز. وعلامة: قبيلة من لخم» .

(52/261)


سمع من الرشيد العَطَّار، وغيره. وتَفَقَّه على ابن عَبْد السلام، وعلى والده.
وكان فقيها، إماما، مُناظرًا، بصيرا بالأحكام، جيد، العربيّة، ذكيا نبيلا، رئيسا، شاعرا، محسِنًا، فصيحا، مفوَّهًا، وافر العقل، كامل السُّؤْدُد، عالي الهمّة، عزيز النفس.
روى عَنْهُ الدّمياطيّ فِي «معجمه» شيئا من نظْمه.
تُوُفّي فِي سادس عَشْر جُمَادَى الأولى كهلا، وولي القضاء بعده شيخ الإسلام تقيُّ الدّين ابن دقيق العيد.
وقد كان عمل الوزارة ثُمَّ استعفى منها. وقد درس بأماكن كبار، وولي مشيخة السعيدية.
مولده فِي ثاني عَشْر رمضان سنة تسعٍ وثلاثين وستمائة. نقلتُه من خطّ الحافظ سَعْد الدّين الحارثيّ، رحمه الله. وهو عزيز الموجود، أعني ذِكر مولده فإنّه كان لا يُخبر به أحدا.
334- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [1] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن القاضي الأشرف بهاء الدّين ابن القاضي الفاضل.
البيسانيّ الأصل، الْمَصْرِيّ.
روى عن: جَعْفَر الهمْدانيّ، وعبد الصمد الغضاريّ، ويوسف بْن المخيليّ، ويوسف بْن جبريل بْن محبوب، وجماعة.
وحضر على ابن باقا. وتفرَّد بعدة أجزاء. وكان من المكثرين.
وكان خازن الكتب التي بمدرسة جَدّه.
سمع منه الجماعة.
وتُوُفيّ يوم الأحد مستهل رجب.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن علي البيساني) في: الوافي بالوفيات 18/ 198 رقم 240، وحسن المحاضرة 1/ 385، وشذرات الذهب 5/ 431، والمقتفي 1/ ورقة 241 أ.

(52/262)


ومن غرائب الاتفاق أن فِي هذا الوقت تُوُفّي بدمشق رَجُل باسمه واسم أبيه وجدّه، وهو:
335- عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [1] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الفقيه، العَدْل، جمال الدِّين الشّهرزُوريّ، الشّاهد، رحمه اللَّه.
336- عَبْد الرحيم بْن عَبْد المنعم [2] بْن خَلَف بْن عَبْد المنعم.
الشَّيْخ، الإِمَام، المُسِند، محيي الدِّين، أبو الفضل ابن الدّميريّ، اللَّخْميّ، الْمَصْرِيّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستمائة.
وسمع سنة عَشْر من: الحافظ أبي الْحَسَن علي بْن المفضل.
وسمع من: أبي طَالِب أَحْمَد بْن حديد، وابن أبي الفخر الْبَصْرِيّ، والزين ابن فتح الدّمياطيّ، وإسماعيل بْن ظافر العُقيليّ، وتفرَّد بالرواية عن هَؤُلَاءِ.
والفخر الفارسيّ، وابن باقا، والقاضي زين الدِّين، وعبد الصمد بْن الغضاريّ، ومُكَرَّم الْقُرَشِيّ، ومرتضى بْن حاتم.
ولبس الخِرْقة من الشَّيْخ شهاب الدِّين السُّهْرَوَرْديّ.
وكان من كبار المسندين. فاتني لقيّهُ. وقد سمع منه خَلْقٌ.
وتُوُفيّ فِي سلْخ المُحَرَّم فِي عَشْر المائة.
337- عَبْد الصمد.
الفقيه، خطيب سقبا.
توفي في شوال بالقرية.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن علي الشهرزوريّ) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 379.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد المنعم) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 381، 382، والوافي بالوفيات 18/ 330، 331 رقم 390، وحسن المحاضرة 1/ 385، وشذرات الذهب 5/ 431، والمقتفي 1/ ورقة 232 ب.

(52/263)


338- عَبْد اللطيف ابْن الشَّيْخ عزَّ الدِّين [1] بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد السلام.
السُّلَميّ، الدمشقيّ، الشافعيّ، الفقيه محيي الدِّين.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وعشرين وستمائة، وروى عن ابن اللَّتّيّ.
ثُمَّ طلب الحديث بنفسه بالقاهرة، وقرأ على الشيوخ. وكان أفضل إخوته.
قرأ الفقه والأصول وتميز. وكان يعرف تصانيف والده معرفة حسنة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر بالقاهرة.
339- عَبْد المنعم بْن أبي بَكْر [2] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمود.
القاضي جلال الدِّين، أبو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، الْمَصْرِيّ، ثُمَّ الشاميّ، الشافعيّ.
وُلِدَ سنة تسع وعشرة وستمائة بالقاهرة.
وروى لنا مجلس معْمر عن ابن المُقَيَّر.
وحدَّث بالقدس ودمشق والصَّلْت.
وكان شيخا وقورا، مَهيبًا، فاضلا، عارفا بالمذهب، حَسَن الدّيانة، محمود السيرة. وُلّي خطابة صفد، وولي القضاء. بالصّلت وبعجلون
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن عز الدين) في: المقتفي 1/ ورقة 237 أ، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 131 (8/ 312) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 199، والوافي بالوفيات 19/ 119 رقم 105، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 38 رقم 475 (سنة 695 هـ.) ، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 943، 944 رقم 9، وذيل التقييد 2/ 148 رقم 1322، وأعيان العصر 2/ 120، والدليل الشافي 1/ 428 رقم 1478، والمنهل الصافي 7/ 358 رقم 1484، والدرر الكامنة 3/ 19 رقم 2494 وفيه «عبد اللطيف بن بلبان خليفة الشيخ عمر» ، وحسن المحاضرة 1/ 420، وشذرات الذهب 5/ 434، وهدية العارفين 1/ 616، وأعيان العصر (المطبوع) 3/ 162، 163 رقم 1035 وفيه وفاته سنة 696 هـ. وقيل: سنة خمس.
[2] انظر عن (عبد المنعم بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 370 ب، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 133، ومعجم المؤلفين 6/ 193، وذيل المرآة 4/ ورقة 166.

(52/264)


وبالقدس. وناب فِي القضاء بدمشق عن قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة.
ثُمَّ عاد إلى القدس وتُوُفيّ بها فِي الحادي والعشرين من ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
رَأَيْتُ له كتابا فِي الفقه علّقه على «التنبيه» .
340- عثمان بْن أبي الفتح [1] بن إِسْمَاعِيل.
فخر الدِّين الخُوَيّيّ، الصُّوفيّ، الشاهد.
نزيل القاهرة.
روى عن: يُوسُف السّاوي.
ومات فِي المُحَرَّم.
أخذ عَنْهُ ابن حبيب.
341- عَرَبِشاه الروميّ [2] .
الَّذِي كان بداريا، وله هناك أراضي مطلقة من أيّام الملك النّاصر، الحَلَبِيّ.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم. وكان من أبناء الثمانين.
342- علي بْن حَسَن [3] بْن بدر بْن حفاظ بْن بركات.
أبو الْحَسَن الصّالحيّ، الصحراويّ.
شيخ مُسِنّ، كان يسكن بالعُقَيبة.
روى عن: الفخر الإربليّ، وابن الّتي، وابن المُقَيَّر.
سمع منه: البِرْزاليّ، وفخر الدِّين المقاتليّ.
ولم أقع به.
تُوُفّي فِي ليلة السّابع والعشرين من رمضان وقد نيف على السبعين.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن أبي الفتح) في: المقتفي 1/ ورقة 232 أ.
[2] انظر عن (عربشاه الرومي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 295، 296 رقم 155، والمقتفي 1/ ورقة 232 أ، وعيون التواريخ 23/ 197، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 163، 164.
[3] انظر عن (علي بن حسن) في: المقتفي 1/ ورقة 245 أ.

(52/265)


وقد أجاز لي. 343- علي بْن حمزة [1] بْن عَبْد الرّزاق.
أبو الْحَسَن المحجي، الصّالحيّ، الملقب بالفَلْو.
روى عن ابن اللَّتّيّ.
وتُوُفيّ بجبل قاسيون فِي العشرين من جُمَادَى الأولى.
344- علي ابْن الشرف [2] عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سلامة.
المَقْدِسيّ، الصالحيّ، شَرَف الدِّين، نقيب القاضي الحنبليّ.
سمع من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وغيره.
وسمع الكثير بنفسه، ولازم الطلب.
ضُرِب بالدّبابيس ليلة ظهور الحرامية بسوق الخيل، ثُمَّ مات بعد ليلة رحمه اللَّه ليلة عيد الأضحى وهو كهل.
345- علي بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور [3] بْن أبي القَاسِم بْن مختار بْن أبي بَكْر.
القاضي الأوحد، زين الدِّين، أبو الحسن ابن القاضي أبي المعالي الجذامي [4] ، الإسكندرانيّ، المالكيّ. أخو القاضي العَلامَة ناصر الدِّين ابن المنير [5] .
صدر جليل محتشم، وافر الحُرمة، مليح الصورة، حَسَن البزة، كامل الفضيلة.
__________
[1] انظر عن (علي بن حمزة) في: المقتفي 1/ ورقة 239 أ.
[2] انظر عن (علي بن الشرف) في: المقتفي 1/ ورقة 249 ب، 250 أ.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن منصور) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 325 رقم 187، والمقتفي 1/ ورقة 250 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 384 رقم 554، والوافي بالوفيات 22/ 142، 143 رقم 89، والمشتبه 2/ 507، والديباج المذهب 214، وحسن المحاضرة 1/ 317، والبدر السافر 29 ب، وتبصير المنتبه 1325، ونيل الابتهاج 203.
[4] في الأصل: «الحذامي» بالحاء المهملة.
[5] سيأتي ابن المنير في السنة التالية برقم (421) .

(52/266)


وُلّي قضاء الثغر مدة، ودرس وأفتى وصنَّف. وُلِدَ فِي ربيع الأول سنة تسعٍ وعشرين وستمائة.
وروى لنا «الأربعين السِّلَفيّة» عن يُوسُف بْن المخيليّ. وحدَّث بمكة والثغر، وبه تُوُفّي يوم عيد الأضحى.
وقيل: مات سنة ستٍّ فِي ذي الحجة.
346- علي بْن مُحَمَّد [1] بْن عبد السلام.
المكيّ، مؤذن الحرم.
روى عن المُرسي.
وقعت صاعقة على قبة زمزم فاستشهد، رحمه اللَّه، فِي رجب.
347- علي بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل بْن فيض.
أبو الْحَسَن الباعشيقيّ.
شيخ صالح ثقة.
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستمائة. وكان أَبُوهُ قاضي باعشيقا، وهي من أعمال المَوْصِل.
قَدِمَ بغداد فِي شبيبته، وسمع: أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن شفتين، وأبا طَالِب بْن القُبَّيْطيّ.
ودخلتُ مصر، فقيل لي هُوَ باقٍ فلم أظفر به. أظنّه مات فِي هذه السَّنَة.
348- عُمَر بْن مُسْلِم [2] بْن عُمَر بْن ناصر.
أبو حفص الصّالحيّ، الحجّار، البناء.
كان يحضر الحصارات مع الملك الظاهر.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 323 رقم 183، والبداية والنهاية 13/ 343، والمقتفي 1/ ورقة 242 أ.
[2] انظر عن (عمر بن مسلم) في: المقتفي 1/ ورقة 245 أ.

(52/267)


وحدَّث عن: ابن الزَّبِيديّ، وابن صباح، والإربليّ، وابن اللَّتّيّ.
وكان إنسانا مباركا.
تُوُفّي بقرية جديا فِي ثاني شوّال.
سمع منه الطَّلَبة. ولم أسمع منه.
- حرف الكاف-
349- كثير بْن عُمَر.
الفقيه الإِمَام، زين الدِّين السُّلَميّ.
من كبار فقهاء الشامية.
وكان يقرئ المبتدءين.
توفّى في رجب.
350- كيكلدي بن ... [1] .
الحلبيّ.
يروي عن إِبْرَاهِيم بْن خليل ونحوه.
ومات فِي رجب.
- حرف اللام-
351- لؤلؤ المسعوديّ [2] .
الأمير الكبير، بدر الدِّين.
تُوُفّي ببستانه الَّذِي بالمِزّة إلى جانب حمامه.
وكان أميرا محتشما، خبيرا بالسّياسة والظلم. ولي نيابة نائب السلطنة
__________
[1] الاسم غير واضح في الأصل.
[2] انظر عن (لؤلؤ المسعودي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 311 رقم 171، والمختار من تاريخ ابن الجزري 379، والبداية والنهاية 13/ 345، وعيون التواريخ 23/ 203، وعقد الجمان (3) 337، والدليل الشافي 2/ 568 رقم 1948، والوافي بالوفيات 24/ 409 رقم 483، وتاريخ ابن الفرات 8/ 177، والمقتفي 1/ ورقة 243 أ، ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 171.

(52/268)


طُرُنْطاي بدمشق مدة. ثُمَّ وُلّي الشّد بمصر فِي الدولة الأشرفية. ثُمَّ قَدِمَ دمشق على نيابة نائب السَّلْطَنَة إذ ذاك حسام الدِّين لاجين المَنْصُورِيّ، فمات فِي شعبان كهلا.
- حرف الميم-
352- مُحَمَّد ابْن فخر الدِّين أَحْمَد تعاسيف.
سِبْط المولى فخر الدّين ابن الشيرجيّ.
شابّ، مليح، حلوا الشمائل، عاقل، رئيس، مشتغل، من أبناء عشرين سنة.
وتُوُفّي فِي الرابع والعشرين من ذي الحجةِ.
وتُوُفيّ يومئذ شابّ مليح من ملاح وقته بدمشق مُحَمَّد بْن بدر الدِّين ابن طُلَيْس صهر والي المدينة ابن النّشابيّ، ففُجع بهما الآباء، رحمهما اللَّه. وكانا قد جمعا بين الملاحة والحياء والحُريّة.
353- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللطيف.
العَلامَة، المصنف، ذو الفنون، شمس الدِّين الْقُرَشِيّ، الكيشي. مدرِّس النظاميّة ببغداد.
اتفق مولده بكيش سنة خمس عشرة وستمائة. وكان موته بشيراز، وله ثمانون سنة.
354- مُحَمَّد بْن مجد الدِّين [1] بْن الْحَسَن بْن الشَّيْخ تاج الدِّين علي بْن أَحْمَد ابْن القسطلانيّ.
الإِمَام تقيُّ الدِّين، خطيب جامع عُمَرو بْن العاص.
وُلّي بعد قُطْب الدِّين عَبْد الباقي الأَنْصَارِيّ.
وعاش اثنتين وخمسين سنة.
وروى عن السّبط.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مجد الدين) في: المقتفي 1/ ورقة 238 أ.

(52/269)


وتُوُفيّ فِي ثالث جُمَادَى الأولى.
355- مُحَمَّد بْن سَنْجَر [1] .
المحدّث، المفيد، الصّالح أبو عُمَر العجميّ، الجنديّ.
شابٌّ من أولاد الأجناد. ديِّن متواضع، من طلبة الحديث.
قَدِمَ دمشق غير مرَّة، وسمعت بقراءته. وكان حريصا على الطَّلَب.
نسخ الكثير بخطّة. وسمع سنة بضعٍ وثمانين ولم يحدِّث.
ومات فِي أول السَّنَة، رحمه اللَّه.
سمع من: غازي الحلاويّ، وخلْق.
356- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد.
المَقْدِسيّ، أبو عَبْد اللَّه، المعروف أَبُوهُ بالتقيّ ابن الناصح.
سمع من: جَعْفَر، وكريمة.
وحدَّث. وتُوُفيّ بحصن الأكراد.
ذكره البِرْزاليّ فِي شيوخ الإجازة.
357- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن سلطان بْن جامع.
الفقيه، عماد الدِّين، ابن الفقيه ركن الدِّين التّميمي، الدمشقيّ، الحنفيّ، إمام مسجد البياطرة وأحد العدول، وجدّ صاحبنا المحدّث أمين الدِّين الواني لأمه.
وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وسمع من والده، ومن: أبي صادق بْن صبّاح، والقاضي شمس الدِّين ابن سَنيّ الدولة، وغيرهم.
وشاخ وانقطع بالمنزل مدّة.
سَمِعت منه جزءا من «الخلعيات» . وتُوُفيّ فِي الثامن والعشرين من صفر، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سنجر) في: المقتفي 1/ ورقة 231 أ.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي 1/ ورقة 234 ب.

(52/270)


358- مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام [1] بْن المطهّر بْن العلامة شرف الدين بْن أَبِي سعد بن أبي عُصْرُون.
الشَّيْخ، الإِمَام، المُسْنِد، تاج الدِّين، أبو عَبْد اللَّه بْن القاضي شهاب الدِّين، التّميمي الشافعيّ.
وُلِدَ فِي المُحَرَّم سنة عَشْر وستمائة بحلب، وبها نشأ واشتغل، وقرأ الفقه.
وسمع من: أبي الْحَسَن بْن روزبه، ومُكَرَّم بْن أبي الصَّقْر، والعَلَم بْن الصابونيّ، ووالده شهاب الدِّين، والعز بْن رواحة، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي القَاسِم الصوريّ.
وأجاز له المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد المُعِزّ الهَرَويّ، وزينب الشعريّة، والقاسم بْن الصَّفّار، وأبو المظفَّر عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ، وأخوه مُحَمَّد، وشهاب الحاتميّ، وأحمد بْن شيروَيْه الدِّيلميّ، وإسماعيل بْن عثمان القارئ، والافتخار الهاشميّ الحَلَبِيّ، والمُحبّ أبو البقاء العُكْبَريّ، وسعيد بْن الرزّاز، وأحمد بْن سلمان بْن الأصفر، وطائفة.
ودرس بالشاميّة الجوانية بدمشق مدّة، وكان يورد الدرس إيرادا مليحا، وكان فِيهِ جودة وتواضع. وهو من كبار شيوخنا المُسنِدين.
سمعتُ منه عدّة أجزاء. وقد حدُّث: «بصحيح مُسْلِم» و «الموطأ» وغير ذلك.
توفي في سلخ ربيع الأول، ودُفِن من الغد بتُربتهم عند حمّام النّحاس.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 299 رقم 162، والمقتفي 1/ ورقة 236 أ، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2297، والإشارة إلى وفيات الأعيان 381، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والوافي بالوفيات 3/ 256، رقم 1282، والنجوم الزاهرة 8/ 77، والدليل الشافي 2/ 637 رقم 2190، وشذرات الذهب 5/ 432، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 947 رقم 15، وتذكرة النبيه 1/ 189، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 130، والدارس 1/ 303، والسلوك ج 1 ق 3/ 818، وذيل المرآة 4/ ورقة 165.

(52/271)


359- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن عَبْد الغفار.
النَّهاوَنديّ، ثُمَّ الْمَكِّيّ.
سمع من ابن الْجُمّيْزيّ بمكة.
مات فِي المُحَرَّم، ودُفِن بالمُعَلّى وله سبْعٍ وسبعون سنة [أو] اثنتان وثمانون سنة [1] .
360- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك [2] بْن عُمَر.
الشَّيْخ الإِمَام، الزَّاهد، العابد، القُدوة، شَرَف الدِّين الأرزونيّ [3] .
شيخ مشهور بالصلاح، تامّ الشكل، أسمر، مَهيب، جليل، قليل الشَّيْب، مليح العمامة والبِزَّة، صاحب سمعت وهَدْي ووقار. صحِب الكبار وتعبِّد وانقطع. وكان صحيح البنْية، مُحكَم التركيب. إذا رآه الشخص أعتقده كهلا، فإذا تميزه رآه كبير السِّنّ كامل العقل، إلا أنّه كان يقول إنّه جاوز المائة، وذاك بعيد، لكنّه كان من أبناء الثمانين. وكان له زوايا فِي أماكن.
تُوُفّي فِي ثالث جُمَادَى الآخرة، ودُفِن إلى جانب قبر الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الواسطيّ بتُربة الشَّيْخ الموفَّق.
وكانت جنازته مشهودة، رحمه اللَّه. وذكر لي أنّه سمع الحديث فِي صِباه فأخذتُ خطّه فِي الإجازة.
وكانت وفاته ببيت لهيا.
361- محمد بن الفخر [4] عثمان بْن علي.
الإِمَام، الأديب شَرَف الدّين ابن بنت أبي سعد.
__________
[1] كذا بالأصل، كتبها وشطب عليها.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 306 رقم 166، والمقتفي 1/ ورقة 239 ب، 240 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، وشذرات الذهب 5/ 432.
[3] في الإشارة: «الأزروني» وهو خطأ مطبعي.
[4] انظر عن (محمد ابن الفخر عثمان) في: المقتفي 1/ ورقة 232 أ.

(52/272)


من فقهاء الشَّباب. له فضائل. لقبه شَرَف الدِّين.
مات فِي المُحَرَّم.
362- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
الإسكندرانيّ، المغازليّ.
روى عن جَعْفَر، ويوسف بْن المخيليّ.
وتُوُفيّ فِي أول السَّنَة. وكان ثقة صالحا.
عاش ثمانيا وستّين سنة، ولقِيه الفَرَضيّ.
363- مُحَمَّد بْن علي [1] بْن أَحْمَد.
الشَّيْخ عماد الدِّين ابن القسطلانيّ.
روى عن: ابن المُقَيَّر، وغيره.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن حبيب.
تُوُفّي في هذا العام فِي أوائله. وهو وُلِدَ تاج الدين.
364- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حامد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَلي بْن محمود بْن هبة اللَّه [3] .
الإِمَام شمس الدِّين ابن العَدْل عماد الدِّين بْن القاضي عزيز الدِّين ابن العماد الكاتب، الأصبهانيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الشافعيّ.
سمع من: ابن المُقَيَّر، وكريمة، وابن رواحة، والسّخاويّ، وعبد العزيز بْن الدّجاجيّة، وشيخ الشيوخ بْن حمّويه.
وكان فقيها، عارفا بالمذهب، مُدرّسًا، فاضلا، حَسَن الدّيانة، له حلقة بجامع دمشق، للإشغال. وأعاد بمدارس بني الزكيّ.
سمع منه: علم الدّين، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي 1/ ورقة 238 ب.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 234 أ.
[3] كتب بحذاء هذه الترجمة على هامش المخطوط: «تقدم سنة 4» (انظر رقم 256) .

(52/273)


ومات ليلة الجمعة رابع عَشْر صَفَر بمنزلة بسفح قاسيون، رحمه اللَّه.
365- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي الحرم.
المحدّث، شمس الدِّين الحنبليّ، المعروف بالقلانسيّ.
رَجُل صالح، خَيّر، متواضع. حجّ غيره مرة، واختصّ بالحافظ سَعْد الدِّين الحارثيّ القاضي.
وسمع الكثير.
وتُوُفيّ أَبُوهُ فِي هذه السَّنَة قبله. ورأيته مع الشهود بالقاهرة وسلّمت عليه، وسافر إلى دمشق فتوفي بها فِي رمضان.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن غزون، وأحمد بْن القاضي زَيْدُ الدّين علي بْن علاق، وأبي البركات، وأحمد بْن النّحّاس.
سمع زين الدِّين بْن حبيب، وغيره.
366- مُحَمَّد بْن أبي العلاء [1] مُحَمَّد بْن علي بْن المبارك.
شيخنا، الإِمَام العالم، شيخ القرّاء، موفَّق الدِّين أبو عَبْد اللَّه الأَنْصَارِيّ، الربانيّ، النصيبيّ، الشافعيّ، الصُّوفيّ، نزيل بَعْلَبَكَّ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستمائة بنصيبين.
قرأ على والده، ودخل الدّيار المصريّة، فقرأ بمصر على السديد عِيسَى ابن أبي الحَرَم مكيّ صاحب الشاطبيّ، وبالإسكندرية على الشيخ جمال الدّين أبي عمرو بن الحاجب، وسمع منه «مقدّمته» وغير ذلك.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي العلاء) في: ذيل مرآة الزمان (المخطوط) 3/ ورقة 94 ب، 95 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 326، 327 رقم 188، والمقتفي 1/ ورقة 250 ب، ومعرفة القراء الكبار 2/ 710، 711 رقم 677، ومعجم شيوخ الذهبي (المخطوط) 2/ ورقة 74، ومقدمة سير أعلام النبلاء 1/ 21، وغاية النهاية 2/ 244، 245 رقم 3425، والمقتفى الكبير 7/ 110 رقم 3200، ولحظ 92، والنجوم الزاهرة 8/ 78، وشذرات الذهب 5/ 433، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 165، 166، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، والإعلام بوفيات الأعلام 291.

(52/274)


وسمع ببَعْلَبَكّ من الشَّيْخ الفقيه وصحِبه، واستوطن بَعْلَبَكَّ وصار شيخها فِي التّصوُّف والقراءات. وأمَّ بمسجد كبير له بابان بسوق التُّجّار ببَعْلَبَكّ.
وكان يجلس فِي بعض الأيام ويروي للعامّة أحاديث من حِفْظه.
وقَلّ من رأيت بفصاحته على كثيرة مَن رَأَيْت من القرّاء، ومنه تعلّمت التّجويد، وقرأت عليه ختمة للسبعة فِي أحدٍ وخمسين يوما ببَعْلَبَكّ فِي سنة ثلاثٍ وتسعين. وكان إماما فاضلا، عارفا بالقراءات معرفة جيدة، وله مشاركة فِي الفقه والنّحو والأدب. وكان شيخ الإقراء بالجامع، وشيخ الصوفيّة بالخانكاه. وله حُرمة وصورة.
وقرأ عليه القراءات جماعة من أهل بَعْلَبَكَّ، ورحل إليه العَلَم طَلْحَة رفيقنا وقرأ عليه، وهو اليوم شيخ القراءات والعربية بحلب.
أنشدني شيخنا موفق الدِّين لنفسه:
قرأتُ القُرآن وأقرأتُه ... وما زلت مُغْري به مُغْرمًا
وطفْتُ البلاد على جَمْعِه ... فصِرتُ به فِي الورى مكرما
وألفيت إلفي بطلابه ... فيا نعم ما زادَني أَنْعُما
ويا فَوز مَن لم يزلْ دأبُه ... وما أجزَل الأجرَ ما أعظَما
وللَّه أَحْمَدُ مهما أعش ... وفي الموت أسأل أن يرحما
وأصفي الصَّلاة نبيّ الهُدَى ... ومَن فَوقَ كلّ سماء سما
وأُفشي السّلامَ على آلِه ... وأصحابه والرضى عَنْهُمَا
[1] تُوُفي فِي الحادي والعشرين من ذي الحجة ببَعْلَبَكّ.
367- مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن أبي طَالِب.
الكتانيّ، الصالحيّ. فقير مبارك، رَأَيْته وكلمناه فِي السّماع منه فقال:
روحوا إلى الشَّيْخ ناصر الملقن اقرأوا. فضحِكنا منه. وكان فيه وله وسلامة باطن.
__________
[1] الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 326، ومعرفة القراء الكبار 2/ 711.

(52/275)


روى جزءا من «الخلعيات» عن ابن صبّاح.
وهو أخو العفيف أبي بَكْر النّحّات الآتي فِي الكِنى [1] .
تُوُفّي فِي رجب.
368- مُحَمَّد بْن يَعْقُوب [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن طارق بْن سالم.
الإِمَام العَلامَة، الصّاحب محيي الدّين، أبو عبد الله ابن القاضي الإِمَام بدر الدِّين ابْن النّحاس الأسَدِيُ، الحَلَبِيّ، الحَنَفِيّ.
وُلِدَ بحلب سنة أربع عشرة فِي شوّال.
وسمع من القاضي بهاء الدِّين ابن شداد، وجدّه لأمّه موفق الدِّين يعيش شيئا يسيرا.
ولم أجده سمع من ابن روزبه، ولا من الموفَّق عَبْد اللطيف، ولا هذه الطبقة. وكأنّه كان مُكِبًّا على الفقه والاشتغال.
وسمع فِي سنة اثنتين وأربعين ببغداد، وجالس بها العلماء، وناظر وبان فضله.
وسمع من: أبي إسحاق الكاشغري، وأبي بَكْر بْن الخازن.
وسمع بماردين من: الحافظ النّشتبريّ.
وحجّ سنة خمسٍ وأربعين مع بني عمّه.
وسمع من: شُعيب الزّعفرانيّ، وغيره.
وكان صدرا معظما، جليلا، وجيها، إماما، فقيها، مفتيا، محققا،
__________
[1] برقم (383) .
[2] انظر عن (محمد بن يعقوب) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 154، 155 رقم 250 وفيه وفاته: في المحرّم سنة ست وتسعين وستمائة، ونهاية الأرب 31/ 327، والمقتفي 1/ ورقة 242 أ، و 251 ب، والمعين في طبقات المحدثين 222 رقم 2299، ودول الإسلام 2/ 198، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والوافي بالوفيات 5/ 224 رقم 2297، والبداية والنهاية 13/ 346، وتذكرة النبيه 1/ 190، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 129، 130، وعقد الجمان (3) 225، والدليل الشافي 2/ 712 رقم 2434، والنجوم الزاهرة 8/ 110، والدارس 1/ 524 و 545، وشذرات الذهب 5/ 432.

(52/276)


متبحرا فِي المذهب وغوامضه، موصوفا بالذّكاء، وحُسْن المناظرة. انتهت إليه.
رئاسة المذهب بدمشق.
ودرس بالريحانيّة والظاهرية. وولي قضاء الحنفيّة بحلب فِي الدّولة الظاهرية، وسلِم من التَّتَار، واستوطن دمشق، فعومل بالإكرام والاحترام لعِلمه ورئاسته وخبرته وأمانته، وولي الوزارة مرّة، وولي نظر الخزانة. وولي نظر الدّواوين، وولي نظر الأوقاف والجامع.
وكان معمارا مهندسا، أمينا، كافيا، مَهيبًا، مَخْوفًا. وكان موصوفا بحسن الإنصاف فِي البحث. وكان يقول: أَنَا على مذهب أبي حنيفة فِي الفروع، وعلى مذهب الإمام أَحْمَد فِي الأصول. وكان يحبّ الحديث والسُّنَّة والسَّلَف، ويُطنب فِي وصف الشَّيْخ عَبْد القادر. وقد وُلّي إمرة الحاجّ من دمشق فِي سنة خمسٍ وسبعين، فساسَ الركْبَ وحُمِدت إمرته.
قرأت عليه «جزء البانياسيّ» .
وسمع منه: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والفرضيّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وابن تيمية، وابن حبيب، والمقاتليّ، وأبو بَكْر الرحبيّ، وابن النابلسيّ، وآخرون.
وتُوُفيّ عشية نهار الإثنين سلْخ ذي الحجّة، ودُفِن بتُربته بالمِزّة من الغد، وحضره نائب السَّلْطَنَة والقضاة والأعيان.
369- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن عَبْد المالك بْن مالك.
شمس الدِّين الحرانيّ، القطان.
شيخ صالح، مُحبّ للحديث.
سمع من: ابن اللَّتّيّ، وابن رواحة، وابن خليل بحلب.
ومات فِي هذا العام بصفد.
سمع منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وغيرهما.
370- محمود بْن مُحَمَّد [1] بْن أحمد بن مبادر بن ضحّاك.
__________
[1] انظر عن (محمود بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 242 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 610، 611 رقم 910، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، وتذكرة النبيه 1/ 188، ودرّة الأسلاك

(52/277)


الإِمَام، المقرئ، الزَّاهد، العابد، شَرَف الدِّين، أبو البناء التادفيّ.
ولد بتاذف فِي سنة أربع وعشرين وستمائة، وهي من أعمال حلب.
وسمع من: ابن رواحة، وابن خليل، وجماعة.
وكان يسمع فِي الشيخوخة للفائدة.
وقد سمع حضورا فِي سنة ستٍّ وعشرين على أبي إسحاق الصريفينيّ الحافظ بتاذف. وكان صالحا، زاهدا، قانتا للَّه معِيبًا، كبير القدْر، منقطع القرين، صاحب جَدّ وعملٍ وصدق. وكان يزور القدس كلّ سنة ماشيا. وكان قانعا متعفِّفًا، شريف النّفس، فقيها، عالما.
قرأت عليه جزءا واحدا.
وتُوُفيّ فِي سلْخ رجب.
وكان يجلس فِي البلد بالقَيْمُريَّة، ويلازم التّلاوة سرّا بين الصلاتين بجامع الجبل.
371- المُنَجّا بْن عثمان [1] بن أسعد بْن المُنَجَّا بْن بركات بْن المؤمَّل.
الإِمَام، العَلامَة، مفتي المسلمين، زين الدّين، أبو البركات ابن الصّدر المُرتَضَى، عزَّ الدِّين، ابن الإِمَام الكبير العَلامَة، الوجيه، التُّنوخيّ، المَعَرّيّ الأصل، الدمشقيّ، الحنبليّ.
__________
[ () ] 1/ ورقة 130، والسلوك ج 1 ق 3/ 813، وشذرات الذهب 5/ 433.
[1] انظر عن (المنجّا بن عثمان) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 155 رقم 251، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 310، 311 رقم 170، ودول الإسلام 2/ 151، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2300، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، والإعلام بوفيات الأعلام 290، وتاريخ ابن الوردي 2/ 345، والبداية والنهاية 13/ 345 وفيه: «زين الدين أبو البركات بن المنجي ... » ، وتذكرة النبيه 1/ 190، 191، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 129، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 332، ومختصره (ج) ، والمنهج الأحمد 406، وعيون التواريخ 23/ 203، والمقصد الأرشد، رقم 1162، والسلوك ج 1 ق 3/ 867، وعقد الجمان (3) 323، وتاريخ ابن سباط 1/ 507، والدر المنضد 1/ 437، 438، رقم 1163، والدارس 2/ 73، والدليل الشافي 2/ 743 رقم 2536، وشذرات الذهب 5/ 433، والمقتفي 1/ ورقة 242 أ، ب، وأعيان العصر 5/ 449، 450 رقم 1873 وفيه وفاته سنة 696 هـ. وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 170.
وفي الأصل: «المنجّى» .

(52/278)


وُلِدَ فِي عاشر ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة. وحضر على جَعْفَر الهمْدانيّ، وابن المُقَيَّر، وسالم بْن صَصْرَى.
وسمع من: السَّخاويّ، والتاج القُرْطُبيّ، والرشيد بْن مَسْلَمَة.
وتَفَقَّه على أصحاب جَدّه، وعلى أصحاب الشَّيْخ الموفَّق. وقرأ الأصول على كمال الدِّين التّفليسيّ وغيره.
وبرعَ فِي المذهب، ودرس وأفتى وصنّف. وانتهت إليه رئاسة المذهب تفقَّه عليه: ابن الفخر وابن أَبِي الفتح، وابن تيمية، وجماعة من الأئمة.
قرأت بخط شيخنا ابن أبي الفتح: كان رحمه الله إماما فِي الفقه، خبيرا بعلم الأصول والعربية، مشاركا فِي غير ذَلِكَ.
شرح كتاب «المقنع فِي الفقه» شرحا حسنا فِي أربع مجلدات، وفسر الكتاب العزيز ولكنّه لم يبيضه، وألقاه جميعا دروسا. وشرعَ في شرح «المحصول» ولم يُكمله، واختصر نصفه. وكان له فِي الجامع حلقة للإشغال والفتوى نحو ثلاثين سنة متبرعا لا يتناول على ذلك معلوما.
وكانت له أوراد، منها صوم الإثنين والخميس والذَّكْر من حين يُصلّي الصُّبح إلى أن يُصلّي الضحى. وله مع الصلوات تطوّع كبير. ويصلي الضحى ويطليها جدّا. وكان له فِي آخر الليل تهجُّد كثير وتيقُظ وذِكر.
وكان له إيثار كبير يُفطر الفقراء عنده فِي بعض الليالي، وفي شهر رمضان كله. وكان مع ذَلِكَ حَسَن الأخلاق، لطيفا مع المشتغلين، مليح المجالسة. سمع «صحيح مُسْلِم» على العَلَم السَّخاويّ ومن حضر معه على ما بين فِي نسخة ابن عساكر.
قلت: أجاز لي مَرْوِيّاته سنة سبْعٍ وسبعين، وقصدته لأسمع منه فقال لي: تعالى وقتا آخر. فاشتغلت ولم يُقدَّر لي السماع منه. وكان مليح الشكل، حَسَن البزَّة، كثير التّطهُّر والنّظافة. وكان غالب أوقاته فِي الجامع وفي بيت المئذنة.

(52/279)


وكان يجلس للإشغال إلى العمود الثاني الغربيّ الَّذِي تحت النّسر. توفي إلى رحمة الله في يوم الخميس رابع شعبان بين الصلاتين.
وتوفيت زوجته بالليل ليلة الجمعة، وهي أم أولاده، حفظهم اللَّه، نَسَب إليها بِنْت صدر الدِّين الخُجَنْديّ وصُلّيَ عليهما معا عقيب الجمعة بجامع دمشق، وشيّعهما الخلْق، وكانت جنازة مشهودة ودُفنا بتُربته بسفح قاسيون التي شماليّ الجامع المظفريّ.
وكان معروفا بالذّكاء وصحّة الذّهن، وجودة المناظرة، وطُول النَّفَس فِي البحث، وله ملك وثروة وحُرمة وافرة.
وقد سُئل الشَّيْخ جمال الدِّين ابن مالك أن يشرح ألفيته فِي النَّحْو فقال:
زين الدِّين ابن المُنجَّى [1] شرحها لكم.
وكان قد قرأ النَّحْو على ابن مالك، وبرع فِيهِ ومحاسنه كثيرة.
372- مُوسَى بْن مُحَمَّد [2] بْن مُوسَى.
الشَّيْخ المحدِّث وجيه الدِّين، أبو القاسم الأنصاريّ، النفزيّ، الْمَصْرِيّ، أحد من عُني بهذا الشأن وتجرَّد له، وتعب فِي الطَّلَب.
وسمع الكثير بمصر والشام وكتب الكثير، وقرأ بنفسه. وصار له نبَاهة ومعرفة متوسطة لكثرة ما سمع.
وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخرة بالقاهرة. وكان قد صار من جملة الشهود.
وسمع بعد السّتين وستمائة من: الرشيد، وطبقته، والنّجيب، وابن عَزُّون، وابن علاء، والشيخ، وخلق.
373- موسى بن القاضي نجم الدِّين [3] مُحَمَّد بْن سالم بْن صاعد بن السّلم.
__________
[1] هكذا في الأصل.
[2] انظر عن (موسى بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 240 ب.
[3] انظر عن (موسى ابن نجم الدين) في: عقد الجمان (3) 330، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 176.

(52/280)


القاضي شَرَف الدِّين، قاضي نابلس [1] وابن قاضيها، وأخو شيخنا قاضيها. وُلّي القضاء بعد أخيه.
ومات فِي ذي الحجة. وكان مُكَرِمًا للنّاس، مُفضلًا كأخيه.
- حرف النون- 374- نجاح بْن خليل [2] أبو مُحَمَّد، عتيق عِيسَى بْن شهاب المحليّ، بوّاب المسرورية بالقاهرة.
روى عن ابن رواج.
ومات فِي ثالث عَشْر ربيع الأول.
375- نصر اللَّه بْن عَبْد اللَّه [3] بْن عَبْد القويّ بْن نصر.
العَدْل، فتح الدِّين ابن الأطروش الْمَصْرِيّ، الشاهد.
روى أيضا عن ابن رواج.
ومات فِي ثاني عَشْر ربيع الأول.
376- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد [4] بْن عَيَّاش بْن حامد بْن خُليف بْن عيّاش.
الشَّيْخ ناصر الدِّين، أبو الفتوح الصّالحيّ، الحنبلي، السكاكينيّ بدار الحجارة.
وُلِدَ فِي مُسَتَهلّ سنة سبْع عشرة وستمائة.
وأجاز له الشَّيْخ الموفَّق، وأبو مُحَمَّد بْن أبي لُقمة، وابن البنّ.
وسمع: أَبَا المجد القزوينيّ، وأبا القَاسِم بْن صَصْرَى، وابن غسّان،
__________
[1] في عقد الجمان: «قاضي طرابلس» . وهذا غلط.
[2] انظر عن (نجاح بن خليل) في: المقتفي 1/ ورقة 235 أ، ب.
[3] انظر عن (نصر الله بن عبد الله) في: المقتفي 1/ ورقة 235 أ.
[4] انظر عن (نصر الله بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 314 رقم 177، ومعجم شيوخ الذهبي 627 رقم 938، والمعجم المختص 289 رقم 369، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 464، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، والمنهج الأحمد 406، وذيل التقييد 2/ 296 رقم 1664، والمقصد الأرشد، رقم 1179، والدرّ المنضد 1/ 439 رقم 1165، وشذرات الذهب 5/ 434، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 172.

(52/281)


وابن صباح، وابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، والإربليّ، وأبا مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ، والبهاءَ عَبْد الرَّحْمَن، والجمال أَبَا حمزة، وجماعة.
ورحل سنة تسعٍ وثلاثين، وسمع: ابن المُقَيَّر، وابن الْجُمّيْزيّ بمصر، وأبا الرضا التّسارسيّ، ويوسف بْن المخيليّ، وعبد الوهاب بْن رواج، والظهير مُحَمَّد بْن الْحبَابِ، وابن محارب القيسيّ، وابن ياقوت، والسِّبْط بالإسكندرية.
وحدَّث بالكثير، فروى عَنْهُ ابن الخباز: حَدَّثَنَا فِي مشيخته التي حدُّث بها فِي سنة اثنتين وستِّين وستمائة، وكان شيخا صالحا، خَيّرًا متنسّكا، متزهدا، مليح الشِّيبة، بَشوش الوجه، حُلْو المحاضرة، متوددا.
وقد قرأ بعض سماعاته على الشيوخ، وكان محبّا للحديث ويحفظ متونا [1] كثيرة.
سمعتُ منه جماعة أجزاء.
وتُوُفيّ إلى رحمة اللَّه فِي ليلة الجمعة سلْخ شوّال.
- حرف اللام ألف-
377- لاجين النُّوبيّ.
سابق الدِّين المسعوديّ، الفراش.
خدم فرّاشا بالشام. وحدَّث بمصر عن ابن رواج.
سمع منه: البِرْزاليّ، وابن حبيب.
- حرف الياء-
378- يُوسُف بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْدَان بْن يُوسُف.
البكريّ، الدمشقيّ، جمال الدِّين، المعروف بابن نقيب الفتيان.
__________
[1] في الأصل: «ويحفظ متون» .
[2] انظر عن (يوسف بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 245 ب.

(52/282)


وُلِدَ فِي رجب سنة ثلاثين.
وأجاز له الإربليّ، ومُكَرَّم، وجماعة.
وسمع حضورا من ابن اللَّتّيّ.
وحدَّث.
روى عَنْهُ ابن الخباز، وغيره.
وأجاز لي ولأولاد قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة، ولأحمد ابن قاضي القُضاة شَرَف الدّين الحنبليّ، ولمحمد ابن جمال الدِّين ابن الفُوَيْرة، ولعبد اللَّه بْن شمس الدِّين المهندس، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي ثاني عَشْر شوّال. وكان يُعرف بالكُرباج المؤدِّب.
- الكنى-
379- أبو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن مَنْصُور بْن جامع.
المحدث الفقيه، مجد الدِّين الكِنَانيّ، المَوْصِليّ، نزيل دمشق.
شيخ صالح، زاهد، ناسك، فاضل محدّث، كثير السماع فِي كُبَره، كثير المطالعة، جيد التّحصيل.
سمع «جزء ابن عرَفَة» من مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن البرنيّ.
وسمع بدمشق من: ابن عَبْد الدّائم، وابن أبي اليُسْر، وأصحاب ابن طَبْرزَد فمن بعدهم.
أَمَّ بالمدرسة العادلية مُدّة، ثُمَّ وُلّي مشيخة الفاضلية بعد الفاضليّ.
وكنتُ أُسلِّم عليه ويعجبني سَمْته وهَدْيُه وتواضعه. وأجاز لي، وما أراني سَمِعت منه.
وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الأولى وقد نيَّف على السّبعين، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عبد الرحمن) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 306 رقم 165، والمقتفي 1/ ورقة 239 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 167.

(52/283)


380- أبو بَكْر بْن عَبَّاس [1] بْن عجرمة بْن أبي مَنْصُور بْن الحجان.
الصالحيّ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستمائة. وكان من رواة «صحيح الْبُخَارِيّ» ، عن ابن الزَّبِيديّ.
وسمع منه الجماعة. وسمعت منه حديثين. وكان رجلا مباركا.
تُوُفّي فِي مُستَهَلّ جُمَادَى الأولى.
381- أبو بَكْر بْن عُمَر [2] بْن علي بْن سالم.
الإِمَام، العَلامَة، رَضِيّ الدِّين القُسَنْطينيّ، الشافعيّ، النَّحْويّ.
وُلِدَ سنة سبع وستمائة.
وسمع بيت المقدس، وبه نشأ، من: أبي العلاء الأوقيّ.
وبمصر من: يُوسُف بْن المخيليّ. وابن المُقَيَّر، وابن عوف الزُّهْرِيّ.
وأخذ العربية عن زين الدِّين يحيى بْن مُعطي، وجمال الدِّين أبي عَمْرو بْن الحاجب.
وسمع من ابن مُعطٍ الفقيه، وصاهره وتزوج بابنته. وكان من كبار أئمة العربيّة بالقاهرة.
حَدَّثني شيخنا البدر التّادفيّ أنّه بحث على رضيّ الدِّين القسنطينيّ مدة فِي «كتاب سيبوَيْه» .
وقد سمع منه جماعة كثيرة.
وكان صالحا، خيرا، متنسّكًا، ساكنًا، متواضعًا، له معروفة تامّة بالفقه، ومشاركة فِي الحديث، وحُرمة وجلالة.
أضرَّ بأخرة، وتُوُفيّ إلى رحمة الله فِي شوّال.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عباس) في: المقتفي 1/ ورقة 237 ب، وذيل المرآة 4/ 166.
[2] انظر عن (أبي بكر بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 245 ب، 246 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 676 رقم 1019، والمعجم المختص 306، 307 رقم 390، ولحظ الحاظ 92، 93، وشذرات الذهب 5/ 434، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 176.

(52/284)


وقيل: تُوُفّي فِي رابع عَشْر ذي الحجة والأوّل أصحّ.
سمعتُ منه جماعة أجزاء، وقد حدّثني عَنْهُ أَبُو العلاء، الفَرَضيّ فِي سنة ثلاثٍ وتسعين. ثُمَّ لقِيتَه بَعْدُ.
382- أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد [1] بْن غانم بْن علي.
النّابلسيّ، شيخ الزاوية. من بيت المشيخة والصّلاح.
وُلّي المشيخة بَعْد موت أولاد عمّه.
وقد سمع الحديث بدمشق من ابن عَبْد الدائم، وغيره.
وتُوُفيّ فِي حادي عَشْر جُمَادَى الآخرة.
383- أَبُو بَكْر بْن يَعْقُوب [2] بْن أبي طَالِب.
الكتانيّ والدُه، الحجّار النّحّات. ويلقّب بالعفيف.
وهو أخو مُحَمَّد المذكور آنفا.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين.
وروى عن: ابن الزّبيديّ، وغيره.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وقد حدُّث عَنْهُ ابن الخبّاز.
ومات فِي السادس والعشرين من رمضان.
384- أَبُو مُحَمَّد بْن أبي جَمْرة [3] .
المغربيّ، المالكيّ، الزَّاهد.
شيخ فاضل، صالح، قوّال بالحقّ، مشهور بالقاهرة.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 240 أ، ب.
[2] انظر عن (أبي بن يعقوب) في: المقتفي 1/ ورقة 244 ب.
[3] انظر عن (ابن أبي جمرة) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 193 ب (المطبوع 312) وفيه:
«عبد الله بن سعد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي» ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 307 رقم 168، والبداية والنهاية 13/ 246 وفيه «ابن أبي حمزة» ، وعيون التواريخ 23/ 202، وعقد الجمان (3) 324، وحسن المحاضرة 1/ 523، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 390، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 168 وفيه: «ابن أبي حمزة» .

(52/285)


تُوُفّي فِي ذي القعدة، وصُلّي عليه بدمشق صلاة الغائب، رحمه اللَّه.
385- أبو الغنائم بْن محاسن [1] بْن أَحْمَد بْن مكارم.
الحرّاني، الكفّرابيّ، المعمار، بدر الدِّين.
وُلِدَ سنة أربع عشرة وستمائة بحرّان.
وسمع من: جَدّه لأمه القاضي جمال الدِّين أبي بَكْر بْن نصر الحَرّانيّ، وأبي المجد القزويني، وأبي الحسن بن روزبة، وحَمْد بْن صُديق، وابن المُقَيَّر، والمرجّى بْن شُقَيرة، وغيرهم.
سمعنا منه بقراءة المِزّيّ وتُوُفيّ فِي العشرين من ذي الحجّة بمنزله بالقصّاعين، ودُفِن بمقابر الصوفيّة.
386- ابن جرادة [2] .
كان جمالا، وبدَت منه زَلّة فشُقّ مِنْخَراه، ثُمَّ ضمن خانا، ثُمَّ ضمن دار الطّعم، وضمن الركوة بدمشق، واحتشم، وحصل الأموال، وتوكّل لطُغْجي.
وكان مشرِقيّا. ضخما، سمينا، يتعمم بالعسراء، ويركب الخيل المسومة يظلم والنّاس يدعون عليه. وقد بنى دارا فاخرة بناحية السبعة، سكنها بعده الأمراء.
ومات بالقاهرة، وكان قد طُلب إليها.
وقد تُوُفّي فِي هذه السَّنَة جماعة ليسوا بالمشهورين، وضبطهم الشَّيْخ عَلَمُ الدِّين في وفياته [3] .
__________
[1] انظر عن (أبي الغنائم بن محاسن) في: المقتفي 1/ ورقة 250 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 382، وذيل التقييد 2/ 265 رقم 1594، وشذرات الذهب 5/ 434، ومعجم شيوخ الذهبي 686 رقم 1038، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 176 ب.
[2] انظر عن (ابن جرادة) في: المقتفي 1/ ورقة 247 ب.
[3] راجع المقتفي 1/ 231 أ- 252 أ.

(52/286)


وفيها وُلِدَ:
المرحوم بهاء الدِّين مُحَمَّد بْن الحافظ عَلَم الدِّين البِرْزاليّ، وشمس الدِّين مُحَمَّد بْن المحيي يحيى بْن القباقبيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن شيخنا البرهان الإسكندريّ.

(52/287)


سنة ستٍّ وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
387- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَبْد الضّيف بْن مُصْعَب.
الصدر، نور الدِّين، أبو الْعَبَّاس الخزرجيّ، الدمشقيّ.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
قرأ القرآن على السَّخاويّ. وروى الحديث عن التقيّ اليَلْدانيّ.
وله أدب قوي وفضيلة، وشِعر جيّد [2] وفصاحة.
وكان رئيسا محتشما، فِيهِ زعارة وقوة نفْس. أفادني مسألة فِي النَّحْو.
وتُوُفيّ فِي العشرين من شوال ببستانه بسطرا، الله يسامحه.
388- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [3] بْن الْحَسَن.
القاضي، العالم، شهاب الدِّين، ابن الأجل بهاء الدِّين ابن محبوب البَعْلَبَكيّ، الشافعيّ. أحد الإخوة السّتة، وقاضي كَرْك نوح وأبو قاضيه.
وُلِدَ فِي سنة ثمان وعشرين وستمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 28، 29، رقم 39، وفيه:
«أحمد بن عبد الضيف..» ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 363- 365 رقم 208، والمقتفي 1/ ورقة 265 ب، 266 أ، وعيون التواريخ 23/ 240- 243، وتذكرة النبيه 1/ 197، 198، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 13، وعقد الجمان (3) 375، 376، وشذرات الذهب 5/ 434، وأعيان العصر 1/ 152، 153 رقم 65، والوافي بالوفيات 6/ 221، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 216 وفيه: «أحمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف» .
[2] انظر منه في تالي كتاب وفيات الأعيان 28.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 363 رقم 207، والمقتفي 1/ ورقة 265 ب. وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 286 رقم 111، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 316.

(52/288)


وكان دينا، صالحا، كثير التّلاوة، جيّد الفضيلة، حَسَن الأخلاق والتّواضُع.
تُوُفّي بدمشق فِي شوّال.
389- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الأوحد [1] .
شهاب الدِّين، الْقُرَشِيّ، الحَنَفِيّ، المعروف بابن الأوحَد، وبابن الكعكيّ.
روى عن: كريمة.
وتُوُفيّ فِي ثاني المُحَرَّم بمارستان نور الدِّين.
390- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الْحُسَيْن [2] .
ناصح الدِّين الزَّبِيديّ، الصُّوفيّ، خازن الكُتُب السُّمَيساطيّة.
سمع من أصحاب ابن طَبَرْزَد. وطلب بنفسه. وكان يعيرنا الأجزاء بسهولة.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل وهو فيما أحسب فِي عشْر السّبعين.
391- أَحْمَد بْن عَبْد الكريم [3] بْن غازي بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه.
الشَّيْخ زين الدِّين، أبو الْعَبَّاس الاغلاقيّ، الواسطيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ.
وُلِدَ سنة عَشْرٍ وستمائة بالقاهرة.
وسمع من: عَبْد القويّ بْن الجباب، وعبد الغفار بْن شجاع المحلي، ونصر بْن جَرْو، والقاضي زين الدِّين علي بْن يُوسُف الدّمشقيّ، وعبد العزيز بْن باقا، وجعفر الهمْدانيّ، وهبة اللَّه بْن الواعظ، ومُكَرَّم بْن أبي الصَّقْر، وعبد القادر بن أبي عبد الله البغداديّ.
__________
[1] انظر عن (ابن الأوحد) في: المقتفي 1/ ورقة 252 ب.
[2] انظر عن (ابن أبي الحسين) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 201.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الكريم) في: المقتفي 1/ ورقة 257 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 83، والمستدرك من العبر 23، وتذكرة الحفاظ 4/ 1480، وذيل التقييد 1/ 339 رقم 667.

(52/289)


وكان إمام مسجد، وينوب فِي الحسبة بالقاهرة، وكلمته مسموعة.
سمعتُ منه عدّة أجزاء.
وقال عَلَم الدِّين. قرأت عليه أحاديث. وفي صَفَر تُوُفّي.
392- أَحْمَد بْن عُمَر [1] بْن إلياس بْن خضر.
شهاب الدِّين الرّهاويّ، التّاجر بقَيسارية الشُّرْب.
اشتغل وسمع الكثير، وأسمع أولاده، وتميز. وشهد على القُضاة، وله تحصيل جيد، وحُسن سيرة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
393- أَحْمَد بْن غازي [2] بْن علي شير.
التقيّ، التُّركُمانيّ، الحَنَفِيّ، الشاهد بالعُقَيبة.
رَجُل خَيّر، فاضل.
روى عن الحافظ الضياء جزءا.
وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر عن بضعٍ وستّين سنة.
394- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن عبد الله.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 261 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن غازي) في: المنهل الصافي 2/ 57 رقم 238، والدليل الشافي 1/ 68 رقم 636، والمقتفي 1/ ورقة 261 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 202، 203.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في: نهاية الأرب 31/ 327، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 347 رقم 197، والمقتفي 1/ ورقة 259 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، والمستدرك على العبر 23، (51/ 559) ، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2301، والإعلام بوفيات الأعلام 291، ودول الإسلام 2/ 200، ومعجم شيوخ الذهبي 72، 73 رقم 84، وتذكرة الحفاظ 4/ 1479، 1480، والوافي بالوفيات 8/ 36، رقم 3441، وعيون التواريخ 23/ 228، 229، وغاية النهاية 1/ 122 رقم 7564، وذيل التقييد 1/ 386 رقم 750، والسلوك ج 1 ق 3/ 830، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 134، وتذكرة النبيه 1/ 196، وحسن المحاضرة 1/ 357، وطبقات الحفاظ 515، والدليل الشافي 1/ 78 رقم 274، والمنهل الصافي 2/ 121- 123 رقم 276، وإعلام النبلاء 4/ 488 رقم 274، والأعلام 1/ 221، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 59 رقم 1133، وأعيان العصر 1/ 340- 342 رقم

(52/290)


شيخنا الحافظ، القُدوة، الزَّاهد، جمال الدِّين، أبو الْعَبَّاس ابن الشَّيْخ القدوة مُحَمَّد الظاهريّ، الحَلَبِيّ، مَوْلَى الملك الظاهر صاحب حلب.
وُلِدَ فِي شوّال سنة ستٍّ وعشرين وستمائة.
وسمع سنة إحدى وثلاثين وبعدها من: الفخر الإربليّ، وابن اللَّتّيّ، والموفق يعيش، وابن رواحة، وابن خليل، وابن قُمَيْرة، وخلْق بحلب.
وكريمة، والضياء، وابن مَسْلَمَة، وخلق بدمشق.
وصفية الْقُرَشِيّة، وجماعة بحماة.
وعبد الخالق بْن أنجب النشتبريّ بماردين.
وعبد الرزّاق بْن أَحْمَد بْن أبي الوفاء، وإبراهيم بْن الْحَسَن الزّيات، وأحمد بْن سلامة النّجار بحران.
وشُعيب الزَّعفرانيّ، وابن الْجُمّيْزيّ، والمُرسي وجماعة بمكة.
ويوسف الساوي، وأحمد بْن الْحُبَابِ، وخلق كثير بمصر.
وهبة اللَّه بْن روين الإسكندرانيّ، وطائفة بالإسكندرية.
وسمع بحمص، وبَعْلَبَكَّ، والقدس، وغير ذَلِكَ.
وعني بهذا الشأن أتم عناية، وتعِب وحصل، وكتب ما لا يوصف كثرة.
وكانت له إجازات عالية من أَبِي الْحَسَن القطيعيّ، وزكريا العُلبيّ، وابن رُوزبَة، وأبي حفص السُّهْرَوَرْديّ، والحسين بْن الزَّبِيديّ، وإسماعيل بن فاتكين، والأنجب الحماميّ، وطبقتهم.
وخرج لنفسه أربعين حديثا فِي أربعين بلدا. وانتقى على شيوخ مصر والشام، وخرَّج لأصحاب ابن كُلَيب، ثم لأصحاب ابن طَبَرْزَد والكِنْديّ، ثُمَّ لأصحاب ابن البُنّ، وابن الزَّبِيديّ، حَتَّى أنّه خرج لتلميذه ومريده الشَّيْخ شعبان. وكان عجبا فِي حُسن التّخريج وجودة الانتخاب، لا يلحقه أحد في
__________
[ () ] 173، وشذرات الذهب 5/ 435، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 361، 362 رقم 220، والمقتفي الكبير 1/ 600 رقم 580، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 201.

(52/291)


ذَلِكَ. وقد قرأ القراءات بحلب على الشَّيْخ أبي عَبْد اللَّه الفاسي. وتَفَقَّه على مذهب أبي حنيفة. وسمع من نحو سبعمائة شيخ.
وكان ديِّنًا، خَيّرًا رضيّ الأخلاق. عديم التّكلّف بريّا [1] من التّصنع، محببا إلى الناس، ذا سُكَيْنَة ووقار وشكل تامّ، ووجه نورانيّ، وشَيْبة بيضاء منيرة كبيرة مستديرة، ونفْس شريفة كريمة، وقَبُول تامّ وحُرمة وافرة. والله يرحمه ويجزيه عنّا الخير، فلقد أفاد الطَّلَبة وأعانهم بكُتُبه وأجزائه. وقلّ من رَأَيْت مثله. بل عُدم ولم يزل متشاغلا بالحديث، مُغريّ به لنفسه، ثُمَّ لأولاده، إلى أن تُوُفّي ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الأوّل بزاويته الجمالية الّتي بالمَقْس. وبه افتتحتُ السّماع فِي الدّيار المصريّة، وبه اختتمتُ، وعنده نزلت، وعلى أجزائه اتكّلْت.
وقد سمع منه عَلَمُ الدِّين أكثر من مائتي جزء، 395- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن جَعْفَر [2] .
الصّدرُ، الأديب، الرئيس، سيف الدِّين السامريّ [3] ، التاجر، نزيل دمشق.
شيخ متميز، متموّل، ظريف، حُلْو المجالسة، مطبوع النّادرة، جيّد الشِعر، طويل الباع فِي المديح والهجاء. وكان من سَرَوات النّاس ببغداد، فقدِم الشَّام بأمواله، وحظي عند الملك النّاصر يُوسُف وامتدحه، وعمل أُرجوزة مستفيضة فِي الحطّ على الدّواوين. وله من مطلع قصيدة:
__________
[1] في الأصل: «بري» .
[2] انظر عن (ابن جعفر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 25- 28 رقم 38، ونهاية الأرب 31/ 327، والمقتفي 1/ ورقة 264 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 385، 386، والوافي بالوفيات 8/ 66 رقم 3488، والبداية والنهاية 13/ 351، وتذكرة النبيه 1/ 199، 200، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 134، والسلوك ج 1 ق 3/ 831، والمقتفى الكبير 1/ 112 رقم 594، وعقد الجمان (3) 369- 372، والمنهل الصافي 2/ 148، 149 رقم 287، وفوات الوفيات 1/ 134 رقم 52، والدليل الشافي 1/ 81 رقم 285، والدارس 1/ 72، وأعيان العصر 1/ 347 ... 349 رقم 178، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 204- 214.
[3] في نهاية الأرب 31/ 327 «الساوي» .

(52/292)


أترى وميضَ البارق الخّفّاقِ ... يُهدي [1] إلى أهل الحِمَى أشواقي
ولعل أنفاس النسيج إذا سرى ... يحكي تحية [2] مُغرم مشتاق
[3] وله:
مَنْ سُرَّ مَنْ رَأَى ومَن أهْلُها ... عند اللطيف الراحم الباري
وأيُّ شيء أَنَا حَتَّى إذا ... أذنَبْتُ لا يغفر أوزاري
يا ربّ ما لي غير سبّ الورى ... أرجو به الفوز من النّارِ
وكان مزاحا كثير الهزل لا يكاد يحمل هما مع أن الصاحب بهاء الدِّين ابن جني صادره وأخذ منه نحو ثلاثين ألف دينار عند ما قَدِمَ أخوه نور الدولة السامريّ من اليمن. ونكب في دولة الملك المنصور وطلبه الشُّجاعيّ إلى مصر وأخذت منه حزرما وغيرها وتمام مائتي ألف درهم.
وكان يسكن هذه الدّار المليحة التي وقَفَها رباطا ومسجدا، ووقف عليها باقي أملاكه.
وروى عَنْهُ الدّمياطيّ في «معجمه» ، وذكره أنه يُعرف بالمقري.
ومات فِي عَشْر الثّمانين فِي شعبان، ودُفِن فِي إيوان داره.
396- أَحْمَد بْن مظفر [4] .
كَمَال الدِّين ابن الحظيريّ، التّاجر. رَجُل مُعَمَّر، متميز، فِيهِ فضيلة ومكارم وعُزلة عن النّاس.
وُلِدَ سنة ثمان وستمائة. وقال إنّه سمع «المقامات» على ابن القُبيطيّ.
تُوُفّي في المحرم بدمشق.
__________
[1] في عقد الجمان 3/ 371 «قائدي» .
[2] في عقد الجمان 3/ 371 «لوعة» .
[3] البيتان في: فوات الوفيات 1/ 137، وعقد الجمان (3) 371، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 205.
[4] انظر عن (أحمد بن مظفر) في: المقتفي 1/ ورقة 253 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 200.

(52/293)


397- إِبْرَاهِيم بْن عبد العزيز [1] بْن أَحْمَد بْن يُوسُف بْن يحيى بْن كامل.
الإِمَام، أبو إسحاق، وبرهان الدِّين المَقْدِسيّ، الأباريّ. خطيب أرزونا.
روى عن: الفخر الإربليّ.
وتُوُفيّ فِي شعبان عن ستٍّ وسبعين سنة، فاتني الأخْذ عَنْهُ.
398- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [2] بْن عثمان بْن الخضِر.
الشَّيْخ بهاء الدِّين ابن الأرزنيّ، الكاتب.
شيخ متميز، مليح الكتابة، حَسَن الفضيلة.
طلب مدة، وكتب الكثير. وسمع من أصحاب الخُشُوعيّ، وحدَّث ببعض الحصون.
وتوفي في رجب به بحلب.
399- أزدمر العلائيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد العزيز) في: المقتفي 1/ ورقة 264 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 36 رقم 51 وفيه: «بهاء الدين إبراهيم بن الأرزني الكاتب. كان من وجوه الكتاب والرؤساء، وفيه فضيلة تامّة وكتابة مليحة. رتب في الأيام الظاهرية في مقابلة الاستيفاء بدمشق، وصرف في واقعة السكر، فتوجّه إلى خدمة الأمير سيف الدين الطباخي بعد فتوح حصن الأكراد. وأقام عنده إلى أن فتحت طرابلس في سنة ثمان وثمانين وستمائة. واستقر كاتب درج، وكان فيه خير كثير، فلما انتقل الأمير سيف الدين المذكور إلى النيابة بحلب في سنة إحدى وتسعين وستمائة، توجّه بهاء الدين إلى خدمته وأقام بحلب، ثم توجّه إلى الحجاز، وعاد وتوفي في رجب سنة ست وتسعين وتسعمائة» .
ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : يحتمل أن صاحب الترجمة هو المذكور في تالي كتاب وفيات الأعيان، للاتفاق في الاسم: «إبراهيم» ، و «أرزونا» ونسبة «الأرزني» إليها، وهي قريبة من حصن الأكراد، وسنة الوفاة. والله أعلم.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 36 رقم 51، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 349 رقم 203، والمقتفي 1/ ورقة 263 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 203.
[3] انظر عن (أزدمر العلائي) في: نهاية الأرب 31/ 327، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 365 رقم 209، والمقتفي 1/ ورقة 266 ب، والوافي بالوفيات 8/ 370 رقم 3802، وعيون التواريخ 23/ 243، 244، وعقد الجمان (3) 381، والنجوم الزاهرة 8/ 110، والمنهل الصافي 2/ 347 رقم 395، والدليل الشافي 1/ 113 رقم 393، والمقتفي الكبير 2/ 35 رقم 708،

(52/294)


الأمير الكبير، عزَّ الدِّين، أخو الحاجّ علاء الدِّين طيبرس.
شيخ تركيّ، مهيب، شجاع، شرس الأخلاق، قليل الفهم.
توفي في ذي القعدة بداره التي عند مئذنة فيروز. ودُفِن بتُربة له إلى جانب داره، وحضره ملك الأمراء والدولة.
400- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الواحد بْن إِسْمَاعِيل بْن سلامة بن علي بْن صَدَقة.
العَدْل، الرئيس، نفيسُ الدِّين الحرانيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، ناظر الأيتام.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وعشرين. وسمع «الموطأ» من مُكَرَّم، وحدَّث.
وسمع بنفسه من ابن مَسْلَمَة، وغيره. وله دار مليحة بالرصيف وقَفها دار حديث، فولي مشيختها القاضي تاج الدِّين الجعْبريّ. وقرأ بها الشَّيْخ عَلَم الدِّين، ونزل بها الشَّيْخ أبو الْحَسَن الختنيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي رابع ذي الحجة.
- حرف الباء-
401- بهادُر العجميّ [2] الأمير الكبير، سيف الدِّين المَنْصُورِيّ.
شابٌ حَسَن الشكل، مليح الجملة، موصوف بالدّيانة والأخلاق الرضية.
حجّ بالنّاس في السنة الماضية، وشكروه.
__________
[ () ] وأعيان العصر 1/ 483 رقم 241، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 218.
[1] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: البداية والنهاية 13/ 351، والوافي بالوفيات 9/ 212 رقم 4118، والمنهل الصافي 2/ 428 رقم 454، والدليل الشافي 1/ 130 رقم 453، والدارس 1/ 114، وشذرات الذهب 5/ 435، والمقتفي 1/ ورقة 266 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 218.
[2] انظر عن (بهادر العجمي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 348 رقم 200، والمقتفي 1/ ورقة 260 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 385، وعيون التواريخ 23/ 229، وأعيان العصر 2/ 59 رقم 476، وذيل مرآة الزمان ج 4/ ورقة 202.

(52/295)


تُوُفّي بالدَيماس فِي ربيع الآخر.
- حرف الجيم-
402- جَعْفَر ابْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن حَجُّون بْن مُحَمَّد بْن حمزة.
الإِمَام، المفتي، ضياء الدِّين، أبو الفضل الصَّعيديّ، الحُسينيّ، الشافعيّ.
أفتى بضعا وأربعين سنة، ودرس بمشهد الْحُسَيْن وبمدرسة زين التّجار.
وبرع فِي المذهب وناظر.
وُلِدَ فِي أواخر سنة ثمان عشرة وستمائة.
وسمع وهو شابّ من: أبي الْحُسَيْن بْن الْجُمّيْزيّ، وأبي القَاسِم السِّبْط. سمعتُ منه.
ومات فِي عَشْر ربيع الأول بمصر.
- حرف الحاء-
403- حَسَن [2] .
الشَّيْخ نجمُ الدِّين الكاتب. دمشقيّ فاضل، كتب لصاحب صهيون، ثُمَّ كتب لأولاده من بعده. ثُمَّ تزهد فِي سنة أربع وثمانين وستمائة.
ومات فِي هذه السَّنَة. لا أعرفه، ولكني رَأَيْت المولى شمس الدِّين الْجَزَريّ ذكر ترجمته فِي «تاريخه» فِي كرّاسٍ كامل، وبالغ فِي وصفه بالزُّهد
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 258 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 163، 164 رقم 213، والمعجم المختص 82، 83 رقم 93، وتذكرة الحفاظ 4/ 1480 گ، ونهاية الأرب 31/ 326، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 35، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة 153 ب، وتذكرة النبيه 1/ 196، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 134، وطبقات الشافعية 3/ 26، 27 رقم 467، والسلوك ج 1 ق 3/ 830، والمقتفى الكبير 3/ 63 رقم 1083، وشذرات الذهب 5/ 435، وأعيان العصر 2/ 156 رقم 538 وفيه: «جعفر بن محمد بن عبد الكريم..» ، والوافي بالوفيات 11/ 150.
[2] انظر عن (حسن) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 387.

(52/296)


والأحوال والعرفان، وأنّ له كرامات. ثُمَّ سَرَد شيئا من حقائقه على نموذج النجم ابن خِلِّكان. وهو بعبارة ركيكة، ومَعانْ ردية. ويفسّر معاني الحروف، ومعنى مُنْكَر ونكير، نسأل اللَّه السلامة.
- حرف الخاء-
404- خليفة بْن الشَّيْخ أمين الدِّين عَبْد اللَّه بْن عَبْد الأحد بْن شُقَير [1] .
الصدر: شهاب الدِّين الحرانيّ، التاجر.
كان أرأس إخوته وأحسنهم شكلا، مع فضيلةٍ ومكارم وأخلاق حسنة.
سمع من ابن عَبْد الدائم، وما حدُّث.
تُوُفّي فِي صَفَر بدمشق. وكانت له جنازة حفِلة، رحمه اللَّه.
- حرف الدال-
405- دانيال بْن منكل [2] بْن صرفا.
القاضي ضياء الدِّين أبو الفضائل التُّركُمانيّ، الكَرَكيّ، قاضي الشَّوْبك.
شيخ متميز، مليح الهيئة، تامّ الشكل، مجموع الفضائل. وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستمائة.
وسمع من ابن اللَّتّيّ بالكَرَك. وقدِم دمشق فقرأ القراءات على السخاويّ.
__________
[1] انظر عن (ابن شقير) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 346 رقم 195، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 201.
[2] انظر عن (دانيال بن منكل) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 366 رقم 211 وفيه: «منكلي» ، ومثله في: المقتفي 1/ ورقة 265 أ، ب، ومعرفة القراء الكبار 2/ 713، 714 رقم 680، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والمستدرك من العبر 51/ 561، ومنتخب المختار، رقم 47، وذيل التقييد 1/ 527 رقم 1030، وغاية النهاية 1/ 278 رقم 1247، وتبصير المتنبه 3/ 1213، وشذرات الذهب 5/ 435، والوافي بالوفيات 13/ 455 رقم 549، وتاريخ علماء بغداد للسلامي 51- 54، وأعيان العصر 2/ 340، 341 رقم 641 وفيه: «منكلي» ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 242

(52/297)


وسمع من: كريمة وجماعة.
ورحل فسمع ببغداد من: ابن الخازن، وعبد اللَّه بْن عُمَر بن النّحال، وهبة الله ابن الدوامي، وإبراهيم بْن الخير، وجماعة.
وبحلب من: ابن خليل، وبمصر من: يُوسُف السّاوي، وابن الْجُمّيْزيّ.
وولي قضاء الشَّوْبك مدة، ثُمَّ سكن دمشق. وولي القضاء بأماكن.
وخرّج له شمس الدِّين ابن جعوان أربعين حديثا وقرأها عليه.
وسمع منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطلبة.
وكتب عَنْهُ الحافظ جمال الدِّين ابن الصابونيّ فِي سنة سبْعٍ وأربعين قطعة من شِعر السَّخاويّ.
وحدَّث بالكثير، ثُمَّ عاد إلى قضاء بلده. ولم ألقه.
تُوُفّي فِي رمضان بالشَّوْبك، وقيل فِي شعبان.
- حرف السين-
406- سالم بْن أَحْمَد [1] بْن سالم بْن سيف بْن عون.
العَدْل، فخرُ الدّين ابن السلالمي [2] الْقُرَشِيّ، الدّمشقيّ، الخشاب.
سمع من: أبي القَاسِم بْن صَصْرَى، ومن: الرشيد بْن مَسْلَمَة.
وكان من شهود القيامة ومن عدول القُضاة.
فاتني الأخذ عَنْهُ. وسمع منه: البِرْزاليّ، وغيره.
وعاش ثمانين سنة، ومات فِي صَفَر.
407- سُنْقُر [3] .
الحاجّ علاء الدِّين التُّركيّ، الخَزْنَدَار، عتيق الأمير جمال الدّين
__________
[1] انظر عن (سالم بن أحمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 346 رقم 193، والمقتفي 1/ ورقة 257 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 200، 201.
[2] هذا في الأصل.
[3] انظر عن (سنقر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 381 رقم 215، والمقتفي 1/ ورقة 259 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 242.

(52/298)


أيدُغْدي، العزيزيّ. كان من أمراء الحلقة المصرية، وفيه دين وعقل. وكان يتردّد إلى شيخنا ابن الظاهريّ، وأوصى له بمبلغ.
وحدَّث عن: سِبْط السِّلَفيّ بحر الهذليّ.
تُوُفّي بالقاهرة فِي حدود صَفَر.
- حرف الشين-
408- الشمس الحلبيّ.
النقيب، واسمه أَحْمَد. شيخ ضخم، أبيض الشيبة، له رواه ومنظر.
عمل النّقابة لابن الصائغ ولابن الخُوَيّيّ. وجلس فِي الآخر يشهد بمسجد البياطرة.
وتُوُفيّ فِي ذي القعدة، وقد أسنّ.
- حرف الصاد-
409- صالح بْن سَلْمان [1] .
الشَّيْخ تقيُّ الدِّين المغربيّ، المالكيّ.
رَجُل مبارك ابتُليَ بالفالج مدة.
وكان قد سمع من: الزَّين خَالِد، وابن عَبْد الدّائم، وطائفة.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ربيع الأول، ودُفِن بمقبرة باب الصغير، رحمه اللَّه.
- حرف الطاء-
410- طَلْحَة بْن مُحَمَّد [2] بْن علي بْن وهب.
__________
[1] انظر عن (صالح بن سلمان) في: المقتفي 1/ ورقة 258 ب.
[2] انظر عن (طلحة بن محمد) في: ذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي 101، 102، والوافي بالوفيات 16/ 485 رقم 529، والمقتفي الكبير 4/ 33 رقم 1424، والدليل الشافي 1/ 369 رقم 1266، وأعيان العصر 2/ 622 رقم 832، والطالع السعيد 272، والمنهل الصافي 6/ 431، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 244.

(52/299)


القاضي العالم، وَليُّ الدِّين، ابن العَلامَة قاضي القُضاة تقيُّ الدِّين ابن دقيق العيد، الشافعيّ.
ناب فِي الحكم عن: والده.
وتُوُفيّ شابا فِي ربيع الأول.
- حرف العين-
411- عَبْد الخالق بْن عَبْد السلام [1] بْن سَعِيد بْن عَلْوان.
القاضي، الإِمَام، تاج الدِّين، أبو مُحَمَّد، المَعَرّيّ الأصل، البَعْلَبَكيّ، الشافعيّ، الأديب.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّمائة.
وحدَّث عن: الشَّيْخ الموفَّق، والبهاء عَبْد الرحمن، والمجد القزوينيّ، والكاشغريّ، والعز ابن رواحة، والتقيّ أبي أَحْمَد علي بْن أَحْمَد بْن واصل الْبَصْرِيّ، وأحمد بْن هِشَام اللّبْليّ، والزكيّ أَبِي عَبْد اللَّه البِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز له أبو اليُمْن الكِنْديّ. وروى الكثير، وتفرد في زمانه، ورحل إليه. وحدث ب «سنن ابن ماجة» بدمشق. وسمعاه منه ببَعْلَبَكَّ، وأكثرتُ عنه.
وهو من جلّة شيوخي علماء ودينا وصلاحا وعُلُوّ إسناد وتواضعا، وأدبا ومروءة. وله ترسُّل وشِعر جيد. وُلّي قضاء بَعْلَبَكَّ وحمدت مسيرته. وكان.
__________
[1] انظر عن (عبد الخالق بن عبد السلام) في: إثبات صفة العلوّ لابن قدامة 30، وتاريخ حوادث الزمان/ 382، 383 رقم 218، والمعين في طبقات المحدّثين 222 رقم 2302، وتذكرة الحفاظ 4/ 1480، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ودول الإسلام 2/ 200، ومعجم شيوخ الذهبي 281، 282 رقم 390، والمعجم المختص 134 رقم 155، والمستدرك على العبر 5/ 555، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والمختصر المحتاج إليه 2/ 137 (في ترجمة: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي) ، والوافي بالوفيات 18/ 92 رقم 97، وأعيان العصر 3/ 20، 21 رقم 926، والنجوم الزاهرة 8/ 11، وذيل التقييد 2/ 118، 119 رقم 1267، وشذرات الذهب 5/ 435، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 159- 161- رقم 473 وفيه مصادر أخرى، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ العاشر، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 244.

(52/300)


صاحب أوراد وتهجُّد وبكاء من خشية اللَّه. وحضرت درسه بالأمينية وهو ابن نيِّفٍ وتسعين سنة.
تُوُفّي ليلة الأربعاء تاسع المُحَرَّم، وشيّعه خَلْقٌ كثير، ودُفِن بمقبرة باب سطْحا.
وممن حدُّث عَنْهُ: أبو الْحُسَيْن اليُونِينيّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن أبي الفتح، وأبو الحَجَّاج المِزّيّ.
وقد رويت أَنَا عَنْهُ فِي حياته.
412- عَبْد السلام بْن مُحَمَّد [1] بْن مزروع بْن أَحْمَد.
الإِمَام، المحدِّث، القُدوة، عفيفُ الدِّين، أبو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ، الحنبليّ.
وُلِدَ بالبصرة سنة خمس وعشرين وستمائة.
وحدَّث عن: المؤتمن بْن قُمَيْرة، وفضل الله الجليليّ.
وجاور بالمدينة أكثر عُمره. وحج أربعين حجّة متوالية.
وكان من محاسن الشيوخ علما وعملا.
وله شِعر حَسَن.
سمع منه البِرْزاليّ خمسة أجزاء، ووصفه بالسّودد والحِفظ والفضل والعقل.
وتُوُفيّ فِي الثالث والعشرين من صفر.
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 361- 363 رقم 206، والمقتفي 1/ ورقة 264 ب، 1265 أ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1481، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 334، ومختصر الذيل 87، والمنهج الأحمد 406، والبداية والنهاية 35013، ودرةّ الأسلاك 1/ ورقة 134، وعيون التواريخ 23/ 238- 240، وتذكرة النبيه 1/ 198.
199، والسلوك ج 1/ ق 3/ 831، وعقد الجمان (3) 373- 375، والمقصد الأرشد، رقم 676، والدرّ المنضد 1/ 439 رقم 1166، وشذرات الذهب 5/ 435، 436، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والنجوم الزاهرة 8/ 77، والوافي بالوفيات 18/ 435 رقم 449، والعقد الثمين 5/ 429، 430، وتاريخ علماء بغداد 93- 95، والتحفة اللطيفة 3/ 236، 237، وأعيان العصر 3/ 64، 65 رقم 979، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 214- 216.

(52/301)


413- عَبْد القادر بْن مُحَمَّد [1] بْن أبي الكرم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلَوي بْن عَلَوي بْن جَعْفَر.
القاضي الأجلّ، تاج الدِّين ابن القاضي عزيز الدِّين العُقَيليّ، السّنْجاريّ، الحَنَفِيّ.
وُلِدَ بدمشق فِي سنة ثلاثٍ وعشرين وستمائة.
وسمع «الصّحيح» من ابن الزَّبِيديّ.
وسمع من الإمامين جمال الدِّين الحصْريّ، وتقي الدِّين ابن الصّلاح.
وولي قضاء الحفيّة بحلب، ونظر الأوقاف العصرونيةّ.
وقدِم دمشق فِي آخر عُمره، وحدَّث بها بالمائة البُخاريّة، ولم يتفق لي أن أسمع منه، ورجع إلى حلب فتُوُفيّ فِي الثامن والعشرين من شعبان.
414- عَبْد الكريم بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن عَبْد الواحد.
نجم الدّين ابن صدقة الكاتب، ابن عمّ النفيس. واقف النّفيسية.
خدم في جهات الظلمة.
ومات بصافيتا في ربيع الآخر.
وقد سمع من الرشيد بْن مَسْلَمَة.
وطلب الحديث فسمع من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وابن عَبْد الدّائم، والطّبقة.
وحفظ «التّنبيه» ثم دخل في التصرف.
__________
[1] انظر عن (عبد القادر بن محمد) في: الجواهر المضية 2/ 450 رقم 846، وأعيان العصر 2/ 150، والوافي بالوفيات 19/ 42 رقم 36، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 133، وتذكرة النبيه 1/ 198، والسلوك ج 1 ق 3/ 830، والنجوم الزاهرة 8/ 110، والدليل الشافي 1/ 422 رقم 1453، والطبقات السنية، رقم 1291، والدارس 2/ 530، وفيه: «تاج الدين عبد القادر بن السنجاري» ، والمقتفي 1/ ورقة 265 أ، وأعيان العصر 3/ 119 رقم 1010، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 216.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن عبد الرحمن) في: الوافي بالوفيات 19/ 78 رقم 75، والمقتفي 1/ ورقة 261 ب، وأعيان العصر (المصوّر) 1/ 110، و (المطبوع) 3/ 135 رقم 1024.

(52/302)


415- عَبْد الواحد بْن كثير [1] بْن ضرغام.
الشَّيْخ المقرئ، جمال الدِّين الْمَصْرِيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، نقيب السُّبْع الكبير، والغزالية.
قرأ على السَّخاويّ، وحدَّث عَنْهُ. ونسي القراءات، فلهذا لم يقرأ عليه أحد.
وكان شيخا قصيرا، مسندا، له مسجد بداخل باب شرقيّ.
توفي في آخر رجب.
وقد روى عنه ابن الخباز فِي «مشيخته» . وسمعت منه.
416- عثمان بْن مُحَمَّد [2] بْن منيع بْن عثمان بْن شاذي.
شمس الدِّين المؤذن، ابن البُشطاريّ.
وُلِدَ بعد الأربعين بالقاهرة.
وسمع من: ابن رواج، والمُرسي.
وقدِم علينا مع السّلطان، وسمعنا منه. وكان موصوفا بطِيب الصَّوت ومعرفة الموسيقى.
تُوُفّي بقوص فِي رجب أو شعبان. وعمل المؤذنون بدمشق عزاءه فِي سادس رمضان.
417- عثمان بْن مُوسَى [3] بْن رافع بْن منهال.
أبو عَمْرو اليُونينيّ، الزّاهد، فقيه قرية نَبْحَا [4] من أعمال بعلبكّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن كثير) في: البداية والنهاية 13/ 350، 351، وعقد الجمان (3/ 369، والبداية والنهاية 13/ 350، 351، ومعجم شيوخ الذهبي 338 رقم 484، والمقتفي 1/ ورقة 263 ب.
[2] انظر عن (عثمان بن محمد) في: أعيان العصر 2/ 143، والوافي بالوفيات 19/ 507 رقم 515، والمقتفي 1/ ورقة 264 ب.
[3] انظر عن (عثمان بن موسى) في: المقتفي 1/ ورقة 269 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 348 رقم 500، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 312 رقم 668.
[4] نبحا: بفتح النون وسكون الموحدة، وحاء مهملة. قرية بقضاء الهرمل. (موسوعة المدن

(52/303)


سمع: أَبَا القَاسِم بْن رواحة، وإسماعيل بْن ظفر.
سمع منه: ابن أبي الفتح، والبِرْزاليّ، وابن النّابلسيّ، وأنا، وطائفة.
وكان شيخا، مُقرئًا، صالحا، وقورا، حَسَن السّمْت.
تُوُفّي فِي أوّل ربيع الآخر ببَعْلَبَكَّ، وعاش أربعا وسبعين سنة.
418- عثمان بْن يُوسُف [1] بْن مكتوم بْن موهوب.
أبو عَمْرو السُّلَميّ، الزَّرَعيّ.
وُلِدَ سنة أربعٍ وعشرين.
وحدث عن: ابن اللَّتّيّ.
وكان بحَوْران وبها مات فِي أواخر هذه السَّنَة.
419- العلاء بن الليث.
الشيخ الفقير بيشروش الحريرية وكبيرهم.
صحِب الشَّيْخ، وكان من أبناء الثمانين، وحجّ مرّاتٍ كثيرة.
تُوُفّي فِي صَفَر رحمه اللَّه.
420- علي بْن سَعِيد [2] .
الزّوليّ، الرجل الصّالح.
سمع الكثير فِي الكهولة. وكان ديّنا، خيرا، متعففا، شيخا طُوالًا.
أحسبه كرديا. وكان يبيع فِي الكتب والكراريس يوم الجمعة ويرتفق بذلك.
تُوُفّي فِي ربيع الأَوّل. وقد نَيَّفَ على السّبعين.
421- علي بن محمد ابن المنير.
فيه اختلاف.
__________
[ () ] والقرى اللبنانية 459) ، وقد وقع في معجم شيوخ الذهبي: «سحا» وهو غلط.
[1] انظر عن (عثمان بن يوسف) في: المقتفي 1/ ورقة 267 ب.
[2] انظر عن (علي بن سعيد) في: المقتفي 1/ ورقة 259 ب.

(52/304)


مذكور فِي سنة خمس [1] .
422- عُمَر بْن عَبْد اللَّه [2] بْن عُمَر بْن عوض.
قاضي القُضاة، عزَّ الدِّين، أبو حفص المَقْدِسيّ، الحنبليّ.
وُلِدَ سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
وسمع من: جَعْفَر الهمْدانيّ، والضياء أَحْمَد.
وحضر ابن اللَّتّيّ.
وانتقل إلى القاهرة، فسمع بها من: عَبْد الوهّاب بْن رواج، وسِبرة السِّلَفيّ. وتَفَقَّه بها على الشَّيْخ شمس الدِّين ابن العماد، وبَرَع فِي المذهب ودرس وأفتى، وتزوج بابنة الشَّيْخ زينب والدة قاضي الحنابلة اليوم.
سَمِعت منهما معا. وكان مشكور السّيرة، محمود الأحكام، متثبتا فِي القضايا، ممن يُركن إلى إثباته لدِينه وثباته. وكان أبيض الرأس واللّحية سمينا، تامّ الشكل، كامل العقل.
تُوُفّي فِي صَفَر.
423- عِيسَى بْن يحيى [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود.
__________
[1] لم يذكر في وفيات سنة 695 هـ. بل ذكره اليونيني في وفيات هذه السنة 696 هـ.
ج 4/ ورقة 202 وقال إن كتابا وصل من الإسكندرية يفيد بوفاته.
[2] انظر عن (عمر بن عبد الله) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 380 رقم 213 وص 383، 384 رقم 219، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ومستدرك العبر 5/ 25، ومعجم شيوخ الذهبي 400، 401 رقم 578، والعبر 5/ 387، والإعلام بوفيات الأعلام 291، وتذكرة الحافظ 4/ 1481، والبداية والنهاية 13/ 350، وذيل التقييد 2/ 242 رقم 1527، والسلوك ج 1 ق 3/ 830، والنجوم الزاهرة 8/ 111، والدليل الشافي 1/ 498 رقم 1731، وعقد الجمان (3) 369، ودرّة الحجال 3/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 397 (في وفيات سنة 697 هـ.) ، وشذرات الذهب 5/ 436، والمقتفي 1/ ورقة 257 أ، ب. وأعيان العصر 3/ 632 رقم 1270، والوافي بالوفيات 22/ 503، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 244، والمنهل الصافي 8/ 290، 291 رقم 1738.
[3] انظر عن (عيسى بن يحيى) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 349 رقم 204، والمستدرك على العبر 51/ 566 (26) ، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والمعين في طبقات المحدّثين 222

(52/305)


الشيخ، المحدّث، الإِمَام، ضياءُ الدِّين، أبو الهُدَى الأَنْصَارِيّ، السَّبْتيّ [1] ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ بسَبْتَة سنة ثلاث عشرة وستمائة، وقدِم فِي الصِّبى واستوطن القاهرة. وسكن دمشق مدة فِي الدولة النّاصريّة.
وحدّث عن: أبي القَاسِم الصَّفْراويّ، ويوسف بْن المخيليّ، وعلي بْن المُقَيَّر، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّفَيْل، والحسن بْن إِبْرَاهِيم بْن دينار، وحمزة بْن عُمَر الغزال، وابن الصابوني وطائفة.
وخرج له التّقيّ عبيد «أربعين تساعيات» أبدالا، سمعتها منه.
وكان مليح القراءة للحديث، حسن المعرفة، كبير الحرمة. ألبسني الخرقة، وذكر لي أنه لبسها بمكة من الشَّيْخ شهاب الدِّين السُّهْرَوَرْديّ، وأنشدني فِي ذَلِكَ أبياتا حسنة، يذكر فيها أنه ما رَأَى مثل الشَّيْخ فِي العرفان.
وكان متواضعا، بساما، متنسكا بزِيّ الصوفية والفقهاء.
تُوُفّي فِي تاسع عَشْر رجب بالقاهرة فجأة. وكان لشيخنا الدمياطيّ رفيقا وصديقا.
- حرف الفاء-
424- فضل اللَّه ابْن إمام الدِّين [2] عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
__________
[ () ] رقم 2303، وتبصير المنتبه 716، وشذرات الذهب 5/ 436، والإشارة إلى وفيات الأعيان.
383، والمقتفي 1/ ورقة 264 أ، وأعيان العصر 3/ 712، 713 رقم 1306 وفيه:
«عيسى بن أحمد بن مسعود بن خلف» ، وقال محققوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» ، مع أنهم أضافوا بعد ذلك أنه في نسختين أخريين: عيسى بن أحمد بن محمد بن مسعود! وقد أعاد الصفدي ترجمته 3/ 729 رقم 1324 فسمّاه كما هو أعلاه، والنجوم الزاهرة 8/ 111، وذيل مرآة الزمان ج 4/ ورقة 203.
[1] في المعين: «السيبي» ، وهو خطأ.
[2] انظر عن (فضل الله بن إمام الدين) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 347، 348 رقم 199، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 202، والمقتفي 1/ ورقة 260 أ، ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 385، والوافي بالوفيات 24/ 56 رقم 55، وأعيان العصر 4/ 41 رقم 1346 وفيه

(52/306)


القاضي بدر الدِّين عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
قَدِمَ دمشق ليحجّ فنزل بتُربة أمّ الصّالح عند ابني أخيه القاضي إمام الدِّين والخطيب جلال الدِّين، فحصل له ضَعْف وانزعاج من السّفر، ولم يمكنه الحجّ، فَلَمّا عاد رفقتُه من الحج هَمّ بالعَود إلى الروم فلم يمكن، وكان فِي شيخوخته يُكرّر على «الوجيز» .
وكان له حلقة. أقرأ بتبريز، ثُمَّ وُلّي قضاء ينكسار، بلدة بالروم. وكانت له خبرة بالحساب وغير ذَلِكَ وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر، وشيعه الخلق لأجل ابَني أخيه. وكان ينطوي على دين وخير وعبادة.
- حرف الميم-
425- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْن عَبْدِ الباقي [1] .
العَدْل، الخطيب، مُعين الدِّين، أبو المعالي ابن الصّواف الإسكندرانيّ، المالكيّ، الشُّرُوطيّ.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
وسمع «أربعي السِّلَفيّ» من جَدّه، قرأتُها عليه. وهو أخو شيخنا شَرَف الدِّين يحيى.
وكان شيخا جليلا، حَسَن البِزّة، أبيض اللحية، تامّ الشكل. ينوب فِي خطابة الثغر، ويعقد الوثائق.
تُوُفّي فِي العشر الأوسط من ربيع الآخر.
__________
[ () ] ذكر محققوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمته» !
[1] انظر عن (ابن عبد الباقي) في: المقتفي 1/ ورقة 261 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 461، 462 رقم 676، والوافي بالوفيات 2/ 141، والمقتفي الكبير 5/ 206 رقم 1757، وأعيان العصر 4/ 235، 236 رقم 1446.

(52/307)


426- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عَبْد اللَّه.
ابن التُّليل، شَرَف الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الأندلسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
محدّث صالح. وُلِدَ سنة تسع عَشَرة وستمائة ظنّا.
وسمع من: السَّخاويّ، وشيخ الشيوخ بْن حمّوَيْه، وابن الصّلاح. ولم يدلوني عليه بالقاهرة، وبها مات فِي ثامن عَشْر ربيع الأول. ويُعرف أيضا بابن صُمادح. كان يذكر أنّه من أولاد صاحب المَرِيّة المعتصم بْن صادح.
روى عَنْهُ الحافظ عَبْد الكريم فِي «تاريخه» .
427- مُحَمَّد بْن بركة [2] بْن أبي الْحَسَن بْن أبي البركات.
الشَّيْخ أبو عَبْد اللَّه بْن الشمعيّ، البغداديّ، الخريميّ.
شيخ متعفف، قانع باليسير، دين.
سمع ببغداد من: إِبْرَاهِيم بْن الخير، وابن المني، وابن قُمَيْرة، ومحمد بن أبي السهل الواسطيّ.
أفادنا السماع منه أَبُو العلاء الفَرَضيّ، وذهب بنا إلى بيته بالعُقَيبة.
وتُوُفيّ فِي هذه السَّنَة وهو فِي عَشْر السّبعين.
428- مُحَمَّد بْن بلغزا [3] بْن بلغزا بْن دارة بْن رستم.
الشَّيْخ قمر الدِّين البَعْلَبَكيّ، الحنبليّ.
رَجُل عامي، دين، مُكثِر عن البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
وُلِدَ فِي نصف جُمَادَى الآخرة، سنة ثلاث عشرة.
وسمع منه جماعة من الكبار ببعلبكّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الأندلسي) في: المقتفي 1/ ورقة 259 أ.
[2] انظر عن (محمد بن بركة) في: المقتفي 1/ ورقة 267 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 486، 487 رقم 713.
[3] انظر عن (محمد بن بلغزا) في: معجم شيوخ الذهبي 487، 488 رقم 416، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 255 رقم 979 وفيهما: «بلغز» ، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ الثامن عشر.

(52/308)


وكتب إليَّ بوفاته شيخنا أَبُو الْحُسَيْن فِي رابع المُحَرَّم.
429- مُحَمَّد بْن جوهر [1] بْن مُحَمَّد.
أبو عَبْد اللَّه التلْعفريّ، المقرئ، المجود، الصُّوفيّ.
وُلِدَ بتلعفر سنة خمس عشرة وستمائة.
وقرأ على أبي إسحاق بْن وثيق لأبي عَمْرو، وأخذ عَنْهُ التّجويد ومخارج الحروف.
وسمع بحلب من: ابن رواحة، وابن خليل، والصّلاح مُوسَى بْن راجح، وغيرهم.
وقدِم علينا دمشق فنزل بالخانكاه، وجلس للإقراء والتّلقين فِي سنة تسعين.
وقرأتُ عليه مقدّمته فِي التّجويد، وجزءا من الحديث.
وكان شيخا ظريفا، فِيهِ دُعابة وحُسن محاضرة.
تُوُفّي بالسُّمَيساطية فِي صَفَر.
430- مُحَمَّد بْن حازم [2] بْن حامد بْن حَسَن.
الإِمَام الصالح، شمسُ الدِّين، أبو عَبْد اللَّه، ابن الشَّيْخ القدوة حازم.
أوّل سماعه حضور فِي الخامسة من أبي القَاسِم بْن صَصْرَى.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، والنّاصح بْن الحنبليّ، وسيف الدّولة بْن غسّان، والفخر الإربليّ، وابن اللَّتّيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جوهر) في: المقتفي 1/ ورقة 255 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 489 رقم 718، والوافي بالوفيات 2/ 314، وشذرات الذهب 5/ 436، وأعيان العصر 4/ 395 رقم 1542.
[2] انظر عن (محمد بن حازم) في: المقتفي 1/ ورقة 267 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 489، 490 رقم 719، وتذكرة الحفاظ 4/ 1481، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، والمستدرك من العبر 27 (51/ 563) ، والإعلام بوفيات الأعلام 291، وذيل التقييد 1/ 113، 114 رقم 154، وشذرات الذهب 5/ 436، وأعيان العصر 4/ 395، 396 رقم 1543، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 242.

(52/309)


وأكثر عن الحافظ الضياء.
وكان شيخا زاهدا، وقورا، عالما، فقيها، حنبليّا، نورانيّ الوجه، ظاهر الجلالة، كثير القدر. روى «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي هذه السَّنَة.
وقد حدُّث عَنْهُ ابن الخباز فِي «معجمه» سنة اثنتين وستِّين.
وسمع منه جماعة من رفاقنا. وسافر لزيارة المسجد الأقصى، فأدركه الأجَل بعد عَوده بنابلس فِي ثامن عَشْر ذي الحجّة، رحمه اللَّه.
431- مُحَمَّد بْن عاصم بْن عُبَيْد اللَّه.
أبو عَبْد اللَّه الرُنْديّ، الأندلسيّ.
طَالِب نبيه، له فَهْم وعناية بالرّواية. رَأَيْته وسلّمت عليه بالقاهرة، وكان كهلا، قد سمع سنة نيَّفٍ وثمانين وبعدها. وكتب الأجزاء توفي في هذه السنة.
432- محمّد بن عبد الباقي [1] بن عبد الرحمن.
المحدّث الرئيس قطب الدين الأنصاريّ، المصريّ.
محدّث، عارف، فهم، جيّد التّحصيل، سريع الكتابة.
لم أجتمع به.
وبلغني أنه يصنف ويجمع، وله طيلسان وبزة جميلة. وكان أَبُوهُ عزَّ الدِّين خطيب مصر. ورأيت خطّه مليحا معلقا فِي آخر الفَرَضيّ، وأحسبه سمع قبل الثّمانين. ومات ولم يروِ.
433- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] بن عَبْد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الباقي) في: المقتفي 1/ ورقة 267 ب.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 348، 349 رقم 202، والمقتفي 1/ ورقة 263 ب، وتذكرة النبيه 1/ 196، 197، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 133، والسلوك ج 1 ق 3/ 830، وشذرات الذهب 5/ 437، وأعيان العصر 5/ 135 رقم 1739، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 203.

(52/310)


الرئيس، ضياءُ الدِّين، أبو المعالي الحلبيّ، الكاتب، المعروف بابن النّصيبيّ.
وُلِدَ فِي خامس صَفَر سنة ثمانِ عشرة.
وسمع من الكاشغريّ حضورا.
وسمع من: ابن روزبه، وعبد اللطيف بْن يُوسُف، والقاضي يُوسُف بْن شداد، وابن اللَّتّيّ وابن رواحة، وطائفة.
وطلب الحديث بنفسه، وتَفَقَّه ودرس بعصرونية حلب.
وروى الكثير. وولي المناصب الكبار، ووزر لصاحب حماة. وأجاز لي هُوَ وأخوه مَرْوِيّاتهما.
وتُوُفيّ بحلب فِي رجب.
434- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن بركات بْن يُوسُف بْن بطيخ [1] شيخ متعفف. رثّ الحال، دلال فِي سوق الرحبة.
وُلد بين سَنْجَار ورأس عين فِي حدود العشرين وكان أَبُوهُ معمارا للملك الأشرف، فقدم دمشق فِي خدمته.
وسمع مُحَمَّد من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، والنّاصح بْن الحنبليّ.
وكتب عَنْهُ الطَّلَبة.
وسمعت منه. ومات فِي صَفَر فِي أواخره. وكان دينا مصليا.
435- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر [2] بْن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس.
__________
[1] انظر عن (ابن بطيخ) في: معجم شيوخ الذهبي 596، 597 رقم 887، وشذرات الذهب 5/ 437.
[2] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 382 رقم 217 وفيه:
«العسقلاني المكيّ» . وله شعر، وتذكرة النبيه 1/ 201، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 134، والمقتفي 1/ ورقة 267 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 597 رقم 888، والعقد الثمين 2/ 59، والوافي بالوفيات 2/ 264، والنجوم الزاهرة 8/ 111، والدليل الشافي 2/ 582، وشذرات الذهب 5/ 437، وأعيان العصر 4/ 353، 354 رقم 1522.

(52/311)


الإِمَام رضيُّ الدِّين، أبو عَبْد اللَّه، المعروف بابن خليل الْمَكِّيّ، الشافعيّ.
شيخ الحَرَم، والد صاحبنا المحدّث عَبْد اللَّه أسعده اللَّه.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وثلاثين وستمائة فِي أيام التّشريق بمِنى.
وروى عن: ابن الْجُمّيْزيّ، وغيره.
وكان فقيها، عالما، مُفتيًا، ذا فضائل ومعارف وعبادة وصلاح، وحُسن أخلاق.
تُوُفي فِي الحادي والعشرين من ذي الحجة.
وقد سمع منه: ابن العَطَّار، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته.
436- مُسَيَّب ابْن الشَّيْخ علي [1] .
الحريريّ. شيخ مبارك من أولاد المشايخ.
تُوُفّي بقرية بُسر فِي ربيع الآخر، واحتفل الفقراء لموته، وعملوا السّماع والطّعام على عادتهم.
- حرف النون-
437- نوروز [2] .
نائب السَّلْطَنَة لغازان.
كان دينا مسْلمًا، عالي الهمّة. حرص بغازان حَتَّى أسلم وملكه البلاد، ثُمَّ فسد ما بينهما، فقتل غازان أخو نوروز وأعوانه، وجهز لقتاله خطْلُوشاه النُّوِين، فتقلل جمْع نوروز، واحتمى بِهَرَاة، فقاتل عَنْهُ أهلها لدينه، ثُمَّ عجزوا عن نُصرته، وأسِر نوروز، ثُمَّ قُتِل وبعث برأسه إلى الملك.
__________
[1] انظر عن (مسيب بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 348 رقم 201، والبداية والنهاية 13/ 350 وفيه «شيث» وهو غلط، وعيون التواريخ 23/ 229، وذيل المرآة 2/ 202.
[2] انظر عن (نوروز) في: البداية والنهاية 13/ 351، والوافي بالوفيات 27/ 184، 185 رقم 142، والسلوك ج 1 ق 3/ 873، 874، والدليل الشافي 1/ 762 رقم 2596، وأعيان العصر 5/ 523، 524 رقم 1918 وفيه ذكر محقّقوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» !

(52/312)


- حرف الياء-
438- يحيى بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الصَّمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن حَيْدَرة.
الفقيه محيي الدِّين، أبو المفضل السُّلَميّ، الزَّيدانيّ، الشافعيّ، المعروف بابن العَدْل.
وُلِدَ بدمشق فِي سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
وروى لنا عن: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ.
وحدَّث بالزّبدانيّ، ودمشق.
ودرّس بمدرسة جدّه العَدْل، وكان متواضعا، متزهدا، سليم الباطن.
حدُّث عَنْهُ ابن الخباز من سنة اثنتين وستِّين وستمائة.
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم.
439- يُوسُف بْن عَبْد اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن عطاء بْن حَسَن.
العَدْل، الجليل، بدر الدِّين، أبو المحاسن ابن قاضي القُضاة شمس الدِّين الأذرعيّ، الحَنَفِيّ، ثُمَّ الصّالحيّ.
فقيه، فاضل، عاقل، مهيب.
وُلِدَ سنة تسع عشرة وستمائة بالصّالحية.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وجمال الدّين ابن الحصيريّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 254 أ، ومرآة الجنان 4/ 228، ومعجم شيوخ الذهبي 645 رقم 966، وشذرات الذهب 5/ 437.
[2] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 31 رقم 43، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 346 رقم 196، والمقتفي 1/ ورقة 258 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 656 رقم 986، والعبر 5/ 388، وتذكرة الحفاظ 4/ 1481، والوافي بالوفيات 29/ 235، 236 رقم 105، وأعيان العصر 3/ 354، وذيل التقييد 2/ 322 رقم 1718، والدليل الشافي 2/ 803 رقم 2702، والجواهر المضيّة 2/ 228 رقم 714، والفوائد البهية 228، وشذرات الذهب 5/ 437، وأعيان العصر (المطبوع) 5/ 643 رقم 1985، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 201 وقد تكرر مرتين.

(52/313)


وحدَّث عَنْهُ: ابن الخبّاز، وغيره.
وسمعت منه مع الفَرَضيّ.
تُوُفّي فِي ثالث عَشْر ربيع الأول، ودُفِن عند والده.
440- يُوسُف بْن هلال [1] بْن أبي البركات.
أبو الفضل الحَلَبِيّ، الفقيه.
أديب عالم. بلغني أن له أُرجوزة فِي الخلاف بين أبي حنيفة والشافعيّ [2] . ومات فِي عَشْر السْبعين فِي المُحَرَّم بالقاهرة.
441- يُوسُف بْن هبة اللَّه [3] .
الإسرائيلي، المسْلم، الشَّيْخ جمال الدِّين الحَلَبِيّ، الطيب، الفاضل، المعروف فِي القاهرة بالصَّفديّ، لأنه سكن صفد مدة. له كلام جيد على
__________
[1] انظر عن (يوسف بن هلال) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 385، والوافي بالوفيات 29/ 354 رقم 185 وأعيان العصر 5/ 671، 672 رقم 2008، وذيل المرآة 4/ ورقة 201، 202.
[2] وقال الصفدي: أخبرني العلّامة أثير الدين من لفظه قال: كان فيه تعبّد واعتكاف في شهر رمضان بجامع الحاكم، وكان مؤثرا للفقراء يطبّهم ويبرّهم بالشراب والطعام الّذي يواتيهم في مرضهم. أنشدنا لنفسه بالكاملية يوم الأحد التاسع للمحرم سنة إحدى وثمانين وست مائة:
بكمال حسنك يا مخاطب ذاتي ... بلوائح أخفى من اللحظات
أنعم علي بترك ما هو عكس ما ... قد جلّ عن حصر وعن كلمات
يا قهوة مني إلى شربتها ... عندي إذا حضرت على الأموات
ارتجّت الأرضون ثم تشقّقت ... عن كل ميت فيه كل حياة
هي روح سرّ السر فهي إذا بدت ... تستغرق الأرواح في الأوقات
من دونها موت وفيها عشية ... فالروح أول فقدة يا آت
ماذا أقول وما أصرح واصفا ... قد قلت في الحركات والسكنات
فوصفت ظاهرها بما أظهرته ... والستر في سري ولا بصفات
[3] انظر عن (يوسف بن هبة الله) في: الوافي بالوفيات 29/ 353 رقم 184، وأعيان العصر 3/ 363 (المطبوع 5/ 671 رقم 2007) .

(52/314)


[آيات] [1] من كتاب لديه يدل على ذكائه واطّلاعه. قد كتبه الشَّيْخ أبو بَكْر بْن شَرَف، وهو الَّذِي أرّخ وفاته.
- الكنى-
442- أبو تغلب [2] بْن أَحْمَد بْن أبي تغلب بْن أبي الغيث.
الشَّيْخ نجمُ الدِّين الفاروثيّ.
وُلِدَ فِي شوّال سنة خمسٍ وستمائة ببغداد. ولو سمع بها فِي صِغره لروى لنا عن الحافظ ابن الأخضر وطبقته.
وقد سمع بنفسه، وروى «صحيح الْبُخَارِيّ» عن ابن الزَّبِيديّ» .
وسمع أيضا من: ابن باسوَيْه، ويوسف الساوي.
وكان شجاعا، صالحا، خَيّرًا. أظنه كان يتبحر. قرأتُ عليه أحاديث من الْبُخَارِيّ ومات فِي سادس المُحَرَّم بدمشق. وابنه من قرّاء السّبع قلانسيّ.
وفيها ولد:
الشيخ بهاء الدّين محمد ابن إمام المشهد، والأخَوَان التّوم [3] : عماد الدِّين عُمَر، وشمس الدِّين مُحَمَّد، ابنا خطيب بيت الآبار موفّق الدّين محمد بن عمر.
__________
[1] الإضافة من: الوافي بالوفيات. وهي في الأصل غير واضحة.
[2] انظر عن (أبي تغلب) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 345 رقم 190، والمقتفي 1/ ورقة 252 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 684 رقم 1034، وشذرات الذهب 5/ 437، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 200.
[3] هكذا في الأصل، والصواب: «التوأم» .

(52/315)


سنة سبْعٍ وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
443- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن مكارم.
الدّمشقيّ، القلانسيّ.
فقير صُعْلُوك.
سمع مع ابن الخلّال من: ابن اللَّتّيّ، وجعفر الهمْدانيّ، وكريمة.
سمع منه البِرْزاليّ.
وتُوُفيّ فِي رجب أَوْ قبله.
444- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن عَبْد المنعم بْن نِعمة بْن سلطان بْن مسرور.
الشَّيْخ، الإِمَام الكبير، شهاب الدِّين المَقْدِسيّ، النابلسيّ، الحنبليُّ، مفسر المنامات.
وُلِدَ بنابلس فِي ثالث عَشْر شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في: المقتفي 1/ ورقة 272 ب، 273 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: أعيان العصر 1/ 258- 262 رقم 123، والمقتفي 1/ ورقة 275 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 410 رقم 242، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ومستدرك العبر 51/ 566: والبداية والنهاية 13/ 353، والوافي بالوفيات 7/ 48، رقم 2983، وفوات الوفيات 1/ 87 رقم 41، وعيون التواريخ 23/ 256، 257، والمنهج الأحمد 407، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 336، ومختصر الذيل 88، وتذكرة النبيه 1/ 210، والسلوك ج 1 ق 3/ 85، وعقد الجمان (3) 416، والنجوم الزاهرة 8/ 113، 114، والمقصد الأرشد. رقم 83، والدر المنضد 1/ 440، 441 رقم 1171، وشذرات الذهب 5/ 437، وكشف الظنون 231، ومعجم المؤلفين 1/ 266، والمقفى الكبير 1/ 479 رقم 463، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 257، 258.

(52/316)


وسمع من عمّه التّقيّ يُوسُف فِي سنة ستٍّ وثلاثين. ومن الصّاحب محيي الدِّين يُوسُف بْن الْجَوْزِيّ.
وسمع بمصر من: ابن رواج، والساوي، وابن الْجُمّيْزيّ.
وبالإسكندرية من سِبْط السِّلَفيّ.
وروى الكثير بدمشق والقاهرة. وكان إليه المُنتهى فِي تعبير الأحلام. قد اشتهر عَنْهُ فِي ذَلِكَ عجائب وغرائب، ويخبر صاحب المنام بغيبات لا يقتضيها المنام أصلا. وبعض النّاس يعتقدون فِيهِ الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: ذَلِكَ مستنبط من المنامات، وبعضهم يقول: ذَلِكَ كهانات أو إلهامات. ولكلٍّ منهم فِي دعواه شُبَه وعلامات.
حَدَّثني الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن تيميّة أن الشهاب العابر كان له رثي من الْجِنّ يخبره بالمغيبات. والرجلُ فكان صاحب أوراد وصلوات، وما برح على ذَلِكَ حَتَّى مات.
وله الباع الطويل فِي التّعبير. صنَّف فِي ذَلِكَ مقدّمة سماها «البدر المنير» قرأها عليه عَلَم الدِّين البِرْزاليّ. وسمعنا منه أجزاء. وكان عارفا بالمذهب.
وقد ذُكر لتدريس الجوزية لما قَدِمَ علينا، ونزل بها. وكان شيخا حَسَن البِشْر، وافر الحُرمة، مُعظَّمًا فِي النّفوس. أقام بمصر مُدّة، وقام له بها سوق، وارتبط عليه جماعة. ثُمَّ رُسِم بتحويله من القاهرة.
تُوُفِّي فِي التاسع والعشرين من ذِي القِعْدَة ودُفِن بمقابر باب الصغير.
وحضر للصلاة عليه ملك الأمراء والقضاة والخلق، والله أعلم بسريرته.
445- أحمد بن عبد الرّزاق [1] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرزاق) في: الحوادث الجامعة 234، والدليل الشافي 1/ 53 رقم 180، وأعيان العصر 1/ 265 رقم 127، والوافي بالوفيات 7/ 58، والمنهل الصافي 1/ 336.

(52/317)


الخالديّ، الوزير، صاحب ديوان الممالك الغازانية.
قُتِل هُوَ وأخوه القُطْب، وأخوهما زين الدِّين. وكان ظالما عسُوفًا، نسأل اللَّه العفو.
446- أَحْمَد بْن عثمان [1] بْن قايماز بْن أبي مُحَمَّد.
عَبْد اللَّه التُّركُمانيّ، الفارقيّ الأصل، الدمشقيّ، الذّهبي المعروف بالشهاب، والّذي، أحسن اللَّه جزاءه.
وُلِدَ سنة اثنتين وأربعين وستمائة بدمشق، وبلغ الحُلُم فِي سنة هولاكو، وبَرَع فِي صنعة الذَّهب المدقوق وتميز فيها.
وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي سنة ستٍّ وستِّين وستمائة على المقداد القَيْسيّ، عن سَعِيد بْن الرزاز، عن أبي الوقت. وأجاز له تقيُّ الدِّين ابن أبي اليُسر، وجمال الدِّين بْن ملك، وجماعة.
وسمع معي ببَعْلَبَكَّ من التّاج عَبْد الخالق، وزينب بِنْت كندي، وجماعة. وقد استفك من عكا مرتين، وأعتق غلامين وجارية، وأرجو أن اللَّه قد أعتقه من النّار بذلك وببره وصَدَقته ومُروءته، وخوفه من اللَّه، ولُزُومه للصّلوات، ورحمته للضعيف، وصحة إيمانه، وثناء سائر من يعرفه عليه يوم جنازته ظاهرا وباطنا فيما علمت.
وقد حج سنة ثمانٍ وسبعين حجة الإسلام.
وتُوُفيّ صُبيح يوم الجمعة سْلخ ربيع الآخر، وصلى عليه قاضي القُضاة بدر الدين الخطيب، وشيّعه إلى المُصلّى الشماليّ جَمْع مبارك، منهم شيخنا ابن تيمية، وشيخنا برهان الدِّين الإسكندريّ ودفناه بالجبل بتُربةٍ اشتراها لنفسه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في: أعيان العصر 1/ 283 رقم 138، والوافي بالوفيات 7/ 179، والمنهل الصافي 1/ 385، والدليل الشافي 1/ 59 رقم 201، والمقتفي 1/ ورقة 271 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 57، 58 رقم 60، وأعيان العصر 1/ 283 رقم 138.

(52/318)


قرأتُ على والدي- رحمه اللَّه- بالرّبوة سنة خمس وتسعين، عن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، أن أَبَا طاهر الخُشُوعيّ أخبرهم: أَنَا هبة اللَّه الأمين، أنا أبو بَكْر الحافظ، أَنَا علي بْن مُحَمَّد الواعظ، نا سُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ: سمعتُ زَكَرِيّا الساجي قال: كنا نمشي فِي أزِقّة البصرة إلى باب بعض المحدّثين فأسرعنا، وكان معنا رَجُل ماجن مُتَّهمٌ فِي دِينه فقال: ارفعوا أرجُلكم عن أجنحة الملائكة ولا يكسروا. كالمستهزئ. فما زال موضعه حَتَّى جفت رِجلاه وسقط.
447- أَحْمَد بْن عثمان بْن أبي الرجاء [1] .
الرئيس شهابُ الدِّين ابن السَّلعوس، التُّنوخيّ، الدّمشقيّ، أخو الصّاحب شمس الدِّين.
رَجُل عاقل ديّن، ثقيل السَّمع، مُحِبَ لسماع الحديث، كثير البِرّ والصَّدقة.
وُلّي نظر الجامع، ورُزق الجاه العريض فِي دولة أخيه. ثُمَّ ذهب ذَلِكَ وعاد إلى حاله.
وسمع من ابن عَبْد الدّائم. وبالإسكندرية فِي تجارته من عثمان بْن عوف.
وسمع من البِرْزاليّ.
وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الأولى، رحمه اللَّه. ومات كهلا.
448- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [2] بْن عقبة بن هبة الله بن عطاء.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي الرجاء) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 401، 402 رقم 235، والمقتفي 1/ ورقة 271 ب، والبداية والنهاية 13/ 353، والوافي بالوفيات 7/ 179 رقم 3120، وعقد الجمان (3) 380 (في وفيات 696 هـ.) ، والمنهل الصافي 1/ 387 رقم 206، والدليل الشافي 1/ 59 رقم 202، والمقفى الكبير 1/ 525 رقم 513، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 270.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 404 رقم 239، والبداية والنهاية

(52/319)


القاضي، الإِمَام، صدر الدِّين ابن الشَّيْخ محيي الدِّين البُصْراويّ، الحَنَفِيّ.
وُلِدَ سنة تسعٍ وستمائة ببُصرى، ودرّس وأفتى، وأعاد بمواضع وولي قضاء حلب مُديدة، ثُمَّ عُزِل. وكان له كفاية بدمشق. ثُمَّ إِنَّه قبل موته سافر إلى مصر وتوصل إلى أن حصل تقليدا بقضاء حلب على مذهب أبي حنفية.
وقدِم دمشق فأدركه الموت. وتعجَّب النّاس من حرصه فِي هذا السّنّ، مع أنه مَكْفيّ.
تُوُفّي بالجبل فِي شهر رمضان.
449- إِسْمَاعِيل بْن أبي بَكْر [1] بْن صدّيق.
الفقيه، المقرئ، شهاب الدِّين الدّمشقيّ، الشافعيّ، المعروف بالخيوطيّ.
وُلِدَ سنة ثلاث عشرة وستمائة.
وسمع بمصر من ابن الْجُمّيْزيّ، وغيره.
وبدمشق من: ابن قُمَيْرة، وابن الصّلاح.
وتَفَقَّه، ونزل فِي المدارس. وكان صالحا، خَيّرًا، متنسكا.
سَمِعت منه، ومات فِي رجب.
- حرف الباء-
450- البرهان الختنيّ.
__________
[ () ] 13/ 353، والوافي بالوفيات 5/ 311 رقم 2383، وتذكرة النبيه 1/ 205، 206، ودرّة الأسلاك ج 1/ ورقة 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 850، والنجوم الزاهرة 8/ 113، والمنهل الصافي 1/ 31 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 5 رقم 3، وعقد الجمان (3) 415، وشذرات الذهب 5/ 48، والمقفى الكبير 1/ 35 رقم 8، والمقتفي 1/ ورقة 273 ب، 274 أ، وأعيان العصر 1/ 46، 47 رقم 3، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 271.
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 273 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 146 رقم 189.

(52/320)


الحَنَفِيّ، الصُّوفيّ، واسمه عبد العزيز بْن مُحَمَّد.
شيخ إمام، فاضل، زاهد، كبير القدر، صاحب عبادة وقناعة وتقلُّل وزهادة. وكان من كبار أهل السُّمِيساطيّة.
تُوُفّي فِي ربيع الأول، رحمه اللَّه.
- حرف التاء-
451- التكريتيّ.
أحد أمراء دمشق المنصورية.
رَأَيْته تركيا، مليح الشكل، لم يتكهَّل، واسمه شمس الدّين سنقر.
وقد ولي أستاذيّةدار الملك السَّعيد.
تُوُفّي فِي الغزاة بحلب.
- حرف الجيم-
452- جِبْريل بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن جِبْريل بْن سيد الأهل بْن رافع.
أَبُو الأمانة المَقْدِسيّ، ثُمَّ الشارعيّ العَطَّار، الحطّاب.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين أو أربع وعشرين وستمائة.
وسمع من: عبد العزيز بْن باقا ومُكرم، ومرتضى ابن العفيف.
وحدَّث سنة بضعٍ وخمسين، فسمع منه الأبِيوَرديّ، وخرّج عَنْهُ فِي «معجمه» .
وسمع منه: شيخنا ابن الظّاهريّ، والطَّلَبة.
ثُمَّ سمع منه: قُطْب الدِّين، وابن سامة، والبِرْزاليّ.
ثُمَّ أدركتُه وسمعتُ منه جملة من النَّسَائيّ. وكان شيخا، دينا، خَيّرًا، متواضعا، له دكان للعطر والسدر، وله مسجد يؤمّ به. وبلغنا موتُه فِي هذه
__________
[1] انظر عن (جبريل بن إسماعيل) في: المقتفي 1/ ورقة 272 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 162 رقم 210، وشذرات الذهب 5/ 438.

(52/321)


السَّنَة، وقيل: تُوُفّي فِي السَّنَة الماضية، وكأنه أشبه، فإنّي وجدت أنه توفي بعد ابن الأغلاقيّ بمدّةٍ ليست بالطويلة.
453- جوزة [1] .
أمّ يحيى، عتيقة النّجم مُحَمَّد بْن أبي بَكْر البلْخيّ. عجوز صالحة، مؤثرة للفُقهاء، كريمة النّفس. حَجّتْ سبع مرّات، وقل أن تهيأ هذا لامرأة.
وسَمِعَ منها عَلَمُ الدِّين باللّجون.
وسمع منها بقراءة الشَّيْخ علي بْن نفيس جزءا روته عن مولاها.
توفيت فِي أحد الجمادين.
- حرف الحاء-
454- الْحَسَن بْن علي [2] بْن أبي الْحَسَن بْن مَنْصُور.
الشَّيْخ الصالح، الزّاهد، بقية المشايخ، ابن الشيخ الطائفة الحريريّ.
وُلِدَ سنة إحدى وعشرين وستمائة. وكان شيخ الطائفة الحريرية.
وكان مَهيبًا، مليح الشيبة، حَسَن الأخلاق، له مكانة عند النّاس وحُرمة زائدة. قَدِمَ مرات من قرية بُسر إلى دمشق.
وبها تُوُفّي فِي عاشر ربيع الآخر.
455- الْحَسَن بْن مظفر [3] بْن عَبْد المطَّلب بْن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد.
__________
[1] انظر عن (جوزة) في: المقتفي 1/ ورقة 272 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 165 رقم 216.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 400، 401 رقم 234، والمقتفي 1/ ورقة 270 ب، والبداية والنهاية 13/ 353، وتذكرة النبيه 1/ 207، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 138، وتالي كتاب وفيات بالأعيان 65 رقم 99، والنجوم الزاهرة 8/ 113، والمنهل الصافي 5/ 104 رقم 914، والدليل الشافي 1/ 266، وعقد الجمان (3) 415، وأعيان العصر 2/ 209 رقم 579، والوافي بالوفيات 12/ 62.
[3] انظر عن (الحسن بن مظفر) في: معجم شيوخ الذهبي 172، 173 رقم 226، والوافي بالوفيات 12/ 273، وأعيان العصر 2/ 252 رقم 588.

(52/322)


الشريف، العَدْل، شمس الدِّين، أبو مُحَمَّد الحُسَنيّ، المنقذيّ، الدّمشقيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ عشرة وستمائة.
وروى عن: الفخر الإربليّ، وأبي نصر ابن الشيرازيّ، وعبد العزيز بْن الدّجاجيّة، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ.
وسمعتُ منه.
ناب فِي الحسبة مُدَيدة، وشهد تحت السّاعات. وابتُلي بالبلغم، فكان إذا مشى يعدو بغير اختياره، ثُمَّ يسقط، ثُمَّ يستريح ويقوم.
- حرف الزاي-
456- زكيُّ الدِّين ابن اللبَّان.
شيخ متميز، يلبس القباء، ويتعانى الشدّ. وكان فِيهِ جودة وخير. وهو من أصحاب القاضي ابن الصائغ.
457- زين الدِّين ابن شَرَف الدِّين بْن الشَّيْخ حَسَن بْن عَدِيّ بْن أبي البركات.
العدويّ. من مشايخ العدويّة.
تُوُفّي بمصر، وصلّوا عليه صلاة الغائب بدمشق فِي ربيع الآخر.
458- زينب بِنْت جَابِر [1] بْن حبيب الخباز.
أم مُحَمَّد الصالحية.
عجوز صالحة، تخدم النّاس، وتلوذ بالمرادويين.
روت عن: ابن اللَّتّيّ.
روى عَنْهَا ابن الخبّاز فضبط وفاتها في شعبان.
__________
[1] انظر عن (زينب بنت جابر) في: المقتفي 1/ ورقة 273 ب.

(52/323)


- حرف السين-
459- سَعْد الكازرونيّ [1] .
الصُّوفيّ، الزَّندبوشيّ، المقيم بمقصورة الخطابة.
فقير، مليح، فِيهِ دين وصلاح ومروءة وخدمة.
تُوُفّي فِي ربيع الأول فِي عَشْر السّتين.
460- سُلَيْمَان بْن دَاوُد [2] بْن سلمان بْن حُميد بْن ماجد بْن طرفان بْن يُوسُف بْن خَالِد بْن كسا.
الضّياء، أبو الربيع البلبيسيّ.
ولد سنة ثمان عشرة ببليس.
وسمع بدمشق من: سيف الدولة بْن غسان، والنّاصح ابن الحنبليّ، ومُكَرَّم، والإربليّ، وابن صباح، وجماعة.
وكانت حرفته الكتابة على باب الوُلاة ببلبيس.
وسمع منه: البِرْزاليّ، والفَرَضيّ، وأنا، وجماعة.
وكان أَبُوهُ من أهل العلم.
بلغنا موته فِي هذه السَّنَة.
461- سَنْجَر الْمَصْرِيّ [3] .
الأمير الكبير، عَلَمُ الدِّين. من أمراء دمشق.
- حرف الشين-
462- شاورشيّ المنصوريّ [4] .
__________
[1] انظر عن (سعد الكازروني) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 398، 399 رقم 227، والمقتفي 1/ ورقة 269 ب، وفيه: «سعيد» .
[2] انظر عن (سليمان بن داود) في: معجم شيوخ الذهبي 216 رقم 297.
[3] انظر عن (سنجر المصري) في: المقتفي 1/ ورقة 271 ب، وأعيان العصر 2/ 472 رقم 742، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 271.
[4] انظر عن (شاورشي المنصوري) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 390

(52/324)


الأمير سيف الدِّين. من أمراء دمشق.
كان يسكن بدرب كسك.
مات بحلب فِي الغَزَاة فِي ذي القعدة.
463- شاه ستٍّ [1] ابْنَة الشَّيْخ شمس الدِّين أبي الغنائم المسلم بْن مُحَمَّد بْن علّان.
القَيْسيّ.
وُلِدت فِي حدود سنة ثمان عشرة وستمائة.
وروت لنا عن عمّ أبيها مكي بْن عِلان، وسمعت من حَموها سالم بْن صَصْرَى.
وهي والدة الإِمَام قاضي القُضاة نجم الدِّين أَحْمَد بْن صَصْرَى.
توفيت فِي العشرين من المُحَرَّم. وكُنيتها أم أَحْمَد. وكانت صالحة خيَّرة، كثيرة البرّ. وكُفّ بَصَرُها مدّة.
464- شُهْدة بِنْت مُحَمَّد [2] بْن حسان بْن رافع بْن سُمير.
العامريَّة، أمَة الرَّحْمَن.
وُلِدت فِي حدود سنة ثمانٍ وعشرين.
وسمعت من: جَعْفَر الهمْدانيّ. وحضرت الإربليّ.
وأجاز لها ابن باقا، ومحمد بْن عماد.
وسمعت أيضا من والدها خطيب المصلى أبي عَبْد اللَّه القصر حجّاجي.
سمعت منها جزءين. وقد حدّثت سنة نيّف وستّين.
توفيت في أوائل السنة.
__________
[1] انظر عن (شاه ست) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 396 رقم 221، والمقتفي 1/ ورقة 268 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 239، 240، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 252.
[2] انظر عن (شهدة بنت محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 272 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 241 رقم 332، وأعلام النساء 2/ 313.

(52/325)


- حرف الصاد-
465- صُبيح الحبشي [1] .
المقرئ، فتى صَوَاب المالقي، ثُمَّ الْمَصْرِيّ.
وُلِدَ فِي حدود سنة خمسٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من: ابن المُقَيَّر، وابن رواج.
وكان مؤذنا بمسجد بالحُسينيّة.
سمعتُ منه، ومات فِي ثاني عَشْر صَفَر، رحمه اللَّه.
466- صُنْبُغا [2] .
شهد غزوة سيس فجُرح، وجاء إلى دمشق فمات بها فِي سابع ذي الحجّة. وكان أحد الأمراء.
- حرف الطاء-
467- الطّقْصُبا النّاصريّ [3] .
الأمير الكبير، علاءُ الدِّين سَنْجَر، التُّركيّ. شيخ عاقل مهيب، موصوف بالشجاعة.
روى عن سِبْط السِّلَفيّ. وكان من قُدماء أمراء دمشق. أصابه زيار فِي حصار قلاع الأرمن فِي ركبته فحمِل إلى حلب فمات قبل أن يقدمها، وحصلت له الشهادة إن شاء اللَّه.
توفي في آخر رمضان، ودفن بحلب.
__________
[1] انظر عن (صبيح الحبشي) في: المقتفي 1/ ورقة 268 ب.
[2] انظر عن (صنبغا) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 390.
[3] انظر عن (الطقصبا الناصري) في: تذكرة النبيه 1/ 206، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 850، والمنهل الصافي 3/ 50 رقم 532، والدليل الشافي 1/ 150، والنجوم الزاهرة 8/ 98، وأعيان العصر 1/ ورقة 62 أ، والوافي بالوفيات 9/ 360، والمقتفي 1/ ورقة 274 أ، وأعيان العصر (المطبوع) 1/ 599 رقم 326.

(52/326)


- حرف الظاء-
468- الظهير ابن الفقاعيّ.
هُوَ محمود بْن عثمان بْن محمود الدّمشقيّ، الذهبيّ، التّاجر، السفار.
شيخ ضخم، طُوال، حَسَن البِزَّة، من أهل سوقنا. له دكان، وصناع. وكان يُدير دكان الفُقّاع التي تحت السّاعات، وله ثروة.
مرض مدة وتُوُفيّ فِي ذي الحِجّة وهو فِي عَشْر الثمانين.
- حرف العين-
469- عَائِشَة بِنْت المجد عيسى [1] بن الإمام مُوَفَّق الدِّين عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة.
الصّالحة، العابدة، المُسنِدة، المعمَّرة، أم أَحْمَد المَقْدِسيّة، الصّالحيّة.
وُلِدت فِي سنة إحدى عشرة وستمائة، وأجاز لها القاضي أبو القَاسِم ابن الحَرَسْتانيّ، وجماعة.
وسمعت من: أبيها، والشهاب ابن راجح، والعز مُحَمَّد بْن الحافظ، وغيرهم حضورا.
وسمعت من جدّها، وغيره. وتفردت بأجزاء يسيرة.
وسمعت أيضا من: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، والسّراج أبي عَبْد اللَّه بْن الزَّبِيديّ، والضياء المَقْدِسيّ.
حدُّث عَنْهَا ابن الخباز فِي حياتها. وسمع منها عامة الطَّلَبة: المقاتليّ، وابن النابلسيّ، والمُحِبّ، وأنا، ويوسف الدّمياطيّ.
__________
[1] انظر عن (عائشة بنت عيسى) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 402، 403 رقم 237، والمقتفي 1/ ورقة 273 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ومستدرك العبر 31، ومرآة الجنان 4/ 229، ومعجم شيوخ الذهبي 414، 415 رقم 605، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 464، والنجوم الزاهرة 8/ 113، وشذرات الذهب 5/ 438، وأعلام النساء 3/ 184، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ التاسع والعشرون.

(52/327)


تُوُفّيَتْ فِي تاسع عَشْر شعبان. وكانت قد ثقُل سمعها وما نأخذ عَنْهَا إلا بكُلفة. وهي أخت الحافظ السيف.
470- عَبْد اللَّه التُّركيّ.
الشَّيْخ جمال الدِّين الزراديّ، المقرئ، المجوِّد، الضرير.
قرأ القراءات على الزواويّ، وغيره.
وكان مقرئا بالظاهرية، وغيرها.
تُوُفّي فِي جمَادَى الأولى.
471- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللطيف [1] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن وَريدَة.
الشَّيْخ المعمَّر، كمال الدِّين، أبو الفَرَج البغداديّ، الحنبليّ، المقرئ، البزاز، المكبر والده بجامع القصر. شيخ دار الحديث المستنصريّة، ويلقَّب بالكمال الفُوَيْرة، من الفروهية.
انتهى إليه عُلُو الإسناد فِي عصره. وُلِدَ قبل سنة ستمائة أو فيها.
وسمع من: أَحْمَد بْن صَرْما، وأبي بَكْر بْن زَيْدُ بْن يحيى البيع، وأبي الوفاء محمود ابن مَنْده، قَدِمَ عليهم، والمهِذّب بْن قنيدة، وعمر بْن كرم، ومحمد بْن الْحَسَن بْن أُشنانة، وأبي الكرم علي بْن يُوسُف بْن صبوخا، ويعيش بْن مالك، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صالح الجليليّ، وأبي صالح نصر بْن عَبْد الرزاق الجيليّ، وسعيد بْن ياسين، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حرب النَّرْسيّ، ومحمد بْن أبي جَعْفَر ابن المهتدي باللَّه.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد اللطيف) في: المعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2304، ومعرفة القراء الكبار 2/ 555، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، والإعلام بوفيات الأعلام 291، ومرآة الجنان 4/ 229، والمستدرك من العبر 51/ 567، وتاريخ علماء بغداد 83، 84، والوافي بالوفيات 18/ 159، 160 رقم 204، وعقد الجمان (3) 379 (سنة 696 هـ.) وشذرات الذهب 5/ 438، والمقتفي 1/ ورقة 276 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 292، 293 رقم 411، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 464، وأعيان العصر 3/ 28، 29 رقم 936، وغاية النهاية 1/ 372.

(52/328)


وأجاز له: عمر بن طَبْرزَد، وعبد الوهاب بْن سُكَيْنَة، والحسين بْن شُنيف، ومحمد بْن هبة اللَّه الوكيل، وعبد العزيز الأخضر، وخلْق.
وقرأ للسبعة على فخر الدِّين مُحَمَّد بْن أبي الفَرَج المَوْصِليّ الفقيه صاحب ابن سعدون القرطبيّ، وسمع منه كتابي «التيسير» و «التّجريد» فِي القراءات.
وروى الكثير، وعُمِّر دهرا طويلا، وكنت في سنة أربع وتسعين وسنة خمسٍ أتلهف على لُقِيّه وأتحسر، وما يمكنني الرحلة إليه المكان الوالد ثُمَّ الوالدة.
ذكره الفَرَضيّ فقال: شيخ جليل، ثقة، مُسِند، مُكثر. وُلِدَ سنة ثمانٍ أو تسعٍ وتسعين.
قال: وسمع على أَبِي الوفاء محمود «كتاب الموت» و «كتاب الرقّة والبكاء» لابن أبي الدنيا وسمع «صفة المنافق» للفريابيّ، على ابن صرما، و «جزء أَبِي الجهم» على ابن قُنيدة، وجزء «عقلاء المجانين» على ابن أبي حرب، وكتاب «الإقناع» فِي القراءات الشواذ على عمر بْن كرم، عن جَدّه عَبْد الوهاب الصابونيّ، عن أبي العزّ القلانسيّ، عن أبي علي، عن الأهوازيّ، وكتاب «الهداية» لأبي الخطّاب، على النجم يعيش الأنباريّ، أَنَا سَعْد اللَّه بْن الدّجاجيّ، عن المصنِّف.
ثُمَّ ذكر الفَرَضيّ عدةّ أجزاء تركتها.
شاخ الكمال الفُوَيرة وانهرم، وتغيَّر قبل موته بأشهر. وقد أذن لي فِي الرواية عَنْهُ بجميع مَرْوِيّاته. وكتب بيده فِي ربيع الأوّل، فِي حال استقامته، من هذا العام وأجاز معي لمحمد بْن البِرْزاليّ رحمه اللَّه، ولأولاده قاضي القضاة بدر الدّين ابن جماعة، ولمحمد ابن الإِمَام كمال الدِّين الشّرِيشيّ، ولأولاد شمس الدِّين ابن الفخر الخمسة، ولمحمد بْن جمال الدِّين ابن الفُوَيرة، ولفخر الدِّين المقاتليّ، ولابن عمتي مُحَمَّد بْن الطّحان، وخلْق سواهم.

(52/329)


مات فِي ذي الحجّة.
472- عَبْد الرحيم بْن خَلَف [1] بْن أبي يَعْلَى بْن خَلَف.
البور، أبو خَلَف الحارثيّ، المِزّيّ. شيخٌ أُميّ.
روى «تاريخ من نزل المِزّة» عن عمّه خطاب.
وسمع منه الجماعة.
وما تهيأ لي السماع منه.
473- عبد العزيز بْن أبي القَاسِم [2] بْن عثمان.
الشَّيْخ عزَّ الدِّين، أبو مُحَمَّد البابصريّ، البغداديّ، الحنبليّ، الصُّوفيّ، الأديب.
من أعيان أهل السّميْساطيّة.
وُلِدَ سنة أربعٍ وثلاثين وستمائة. وسمع «مشيخة الباقرحي» على ابن الأجل فِي سنة إحدى وستِّين وستمائة بسماعة من ذاكر بْن كامل.
وسمع بدمشق من أصحاب ابن طَبْرزَد. وكان عارفا بالفقه، بصيرا بالأدب والشعر وأيّام الناس. ضعف بصرُه، وطلب من الجماعة أن يسمعوا عليه. فسمع منه: البِرْزاليّ، وابن الصَّيْرفيّ، وصديقة الإِمَام شمس الدِّين ابن الفخر وأولاده، وأنا.
فروى لنا جزءا نازل الإسناد عن إِبْرَاهِيم بْن أبي الفاخر، عن مُحَمَّد بْن مقبل ابن المنيّ، وأنشد الجماعة لنفسه، ونحن نسمع، في ضوء بصره:
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن خلف) في: المقتفي 1/ ورقة 276 ب.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن أبي القاسم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 404- 409 رقم 240، والمنهج الأحمد 407، وعيون التواريخ 23/ 251- 256، وتذكرة النبيه 1/ 208، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 139، والمقصد الأرشد رقم 799، وعقد الجمان (3) 377 (في وفيات 696 هـ.) والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 338، 339، والوافي بالوفيات 18/ 538 رقم 540، والمقتفي 1/ ورقة 274 ب، وأعيان العصر 3/ 102 رقم 990، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 271.

(52/330)


قعدتُ فِي منزلي حزينا ... أبكي على فقْد نور عيني
عاندني الدهرُ فِيهِ حَتَّى ... فرق ما بينه وبيني
وبان عصرُ الشباب عني ... فصرتُ أبكي لفقد دين
[1] وأنشدنا لنفسه:
سماع الحديث عن المصطفى ... به قد رجوتُ حصول الشفا
فعنه أخذت الهُدَى والتُّقى ... ومنه عرفتُ الرّضا وألوفا
ونقل الحديث بلفظ الرّواة ... كؤوس تُدار لشُرب الصفا
وقارئنا قارئ مُطربٌ ... وبالدار أسماعَنا شنفا
وأهلُ الحديث هُمُ الأولياء ... وهم، شَهِدَ اللَّهُ، أهل ألوفا
فلا ترغبن إلى غيرهم ... وإن موّه القول أو زخرفا
[2] وهي نحو من عشرين بيتا.
تُوُفّي العزّ البابصريّ فِي سابع عَشْر شوّال.
474- عَبْد الكريم بْن عساكر بْن سَعْد أخي مكتوم ابني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليم.
زين الدِّين القَيْسيّ، الشافعيّ، إمام الباذرائية. والد الشرف عِيسَى الشاهد.
وسمع من قاضي القُضاة شمس الدِّين يحيى بْن سَنِي الدولة، وإسماعيل بْن ظفر، وجماعة.
ولم يحدث.
تُوُفّي فِي شعبان. رَأَيْته، وكان ثقيل السّمع.
475- عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد [3] بْن محمد بن نصر الله.
__________
[1] الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 405، وعيون التواريخ 23/ 252، وتذكرة النبيه 1/ 208، وذيل المرآة 4/ ورقة 272- 276.
[2] الأبيات بزيادة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 408، 409.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن محمد) في: أعيان النصر 3/ 141، 142 رقم 1029، ومعجم شيوخ الذهبي 328 رقم 469، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 397 رقم 222، والمقتفي

(52/331)


الصدر، العالم، شَرَف الدِّين، أبو السّماح العبديّ، الحَمَويّ، الشافعيّ، ابن المغيزل، وكيل بيت المال بحماة.
شيخ مميز، كريم النفس، له همّة وسعْى، وفيه خدمة وتودد.
وُلِدَ بحماة سنة ستّ عشرة وستمائة. وسمع ببغداد من أبي إسحاق الكاشْغَريّ، وأبي بَكْر بْن الخازن، وأبي القَاسِم بْن قُمَيْرة.
وسمع ببلده من أبي القَاسِم بْن رواحة.
وحدَّث بدمشق وحماة. سَمِعت منه «جزء البانياسيّ» .
وتُوُفيّ بحماة فِي رابع عَشْر المُحَرَّم.
476- عَبْد اللطيف بْن نصر [1] بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بن ناصر ابن الشَّيْخ أبي سَعِيد.
الميهنيّ، الشيخي، شيخ الشيوخ بالبلاد الحلبية، وابن الشَّيْخ بهاء الدِّين.
يُكنّى أَبَا مُحَمَّد ويُلقّب بالنّجم.
سمع من جدّه لأمه حامد ابن أميري، وعبد الحميد بْن بنَيْمان، ويحيى بْن الدامغانيّ، وأبي الْحَسَن بْن روزبه، وغيرهم.
وُلِدَ بحمص في سنة تسعٍ وستمائة، واستوطن حلب، وحدَّث بها وكتب إلينا بمَرْوِيّاته.
تُوُفّي فِي أوائل السَّنَة فجأة، غصّ بلُقْمة. وكان مولده اتفاقا يوم الإثنين ثاني عَشْر ربيع الأول.
__________
[ () ] 1/ ورقة 268 أ، وتذكرة النبيه 1/ 208، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 139، وعقد الجمان (3) 380 (في وفيات 396 هـ) ، وشذرات الذهب 5/ 438، وذيل المرآة 4/ ورقة 252.
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن نصر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 400 رقم 231، والمقتفي 1/ ورقة 270 أ، وتذكرة النبيه 1/ 205، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 850، وإعلام النبلاء 4/ 532، وأعيان العصر 2/ 121، والوافي بالوفيات 19/ 118 رقم 103، ومعجم شيوخ الذهبي 1/ 415 رقم 471، وأعيان العصر (المطبوع) 3/ 166 رقم 1039.

(52/332)


477- علي بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن سَعْد بْن عَبْد اللَّه.
أبو الْحَسَن المَقْدِسيّ.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وعشرين. وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، وجعفر، والجمال أَبِي حمزة.
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم قاله ابن الخباز.
478- علي بْن إِسْمَاعِيل [1] تاج الدِّين، ابن الصّاحب مجد الدِّين بْن كُسَيْرات المخزوميّ، الكاتب.
شابّ مليح، تامّ الشكل، ظاهر الرئاسة، لَهُ اشتغال ونظم [2] ، وفيه مروءة. وسمع كثيرا مع البِرْزاليّ، وكان بينهما مودة وصُحبة فِي الحجّ. وخدم.
مدة بطرابُلُس، وبها تُوُفّي فِي ذي الحجة وله ثمانٍ وعشرون سنة.
479- علي بْن عَبْد الواحد [3] بْن أَحْمَد بْن الخضِر.
الرئيس علاء الدِّين ابن السابق الحَلَبِيّ.
نزيل دمشق، شيخ جليل متميز، من رؤساء الدّولة الناصرية. وخدم فِي الجهات. وولي نظر مارستان نور الدّين.
ومات على نظر العشر والوكالة فِي صَفَر. وكانت له جنازة حفلة.
__________
[1] انظر عن (علي بن إسماعيل) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 35 رقم 49، (في ترجمة أبيه) وتاريخ حوادث الزمان 1/ 412 رقم 244، وعقد الجمان (3) 379 (في وفيات 696 هـ.) والمقتفي 1/ ورقة 276 أ، والدرر الكامنة 3/ 92، وأعيان العصر 3/ 284 رقم 1120، واسمه بالكامل: علي بن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي القاسم بْن أبي طالب بن سعيد بن علي بن سعيد بن كسيرات المخزومي. وله نظم.
[2] له شعر في: تاريخ حوادث الزمان، وعقد الجمان.
[3] انظر عن (علي بن عبد الواحد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 397 رقم 223، والمقتفي 1/ ورقة 269 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 13 رقم 585، وتذكرة النبيه 1/ 146، والوافي بالوفيات 21/ 291، 292 رقم 189، والدارس 1/ 191 و 193، 194، وشذرات الذهب 5/ 417، وأعيان العصر 3/ 458 رقم 1185، وذيل مرآة الزمان 4/ 252، 253، والمنهل الصافي 8/ 101 رقم 1606.

(52/333)


480- عُمَر بْن أَبِي بَكْر [1] بْن يُوسُف بْن يحيى.
العَدْل، موفّق الدِّين، ابن خطيب بيت الأَبَّار، إنسان خَيّر، منقطع عن النّاس، مُلازِم للجماعات والذَّكر. وقد كان قبل ذَلِكَ يخدم فِي الدواوين.
وشهد على القُضاة.
روى عن: الإربليّ، وابن اللَّتّيّ، وجماعة.
سمعنا منه، ومات فِي عاشر ربيع الأول.
481- عُمَر بْن أبي طَالِب [2] مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي طَالِب.
ناصر الدِّين، أَبُو حفص الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المعروف بابن القطان.
شيخ مبارك أعرج، كنت أراه بالجامع. وما سَمِعت منه.
سمع من: كريمة، وخاطب المِزّيّ، وجماعة.
وُلِدَ سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وتُوُفِّي فِي ثامن شعبان.
حدُّث عَنْهُ البِرْزاليّ، وأبو بَكْر الرحبيّ.
- حرف الفاء-
482- فاخرة [3] بِنْت أبي صالح عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَبْد الرحيم بْن العجميّ.
روت عن: أبي القَاسِم بْن رواحة. ولنا منها إجازة.
توفيت بشيزر فِي السادس والعشرين من ربيع الآخر.
483- الفاخريّ [4] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي بكر) في: الوافي بالوفيات 22/ 441 رقم 313، والمقتفي 1/ ورقة 270 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 407، 408 رقم 591.
[2] انظر عن (عمر بن أبي طالب) في: المقتفي 1/ ورقة 273 أ.
[3] انظر عن (فاخرة) في: المقتفي 1/ ورقة 271 ب.
[4] انظر عن (الفاخري) في: نهاية الأرب 31/ 349 واسمه: «بلبان» . قال النويري إنه: أمير نقباء العسكر المنصورة بالأبواب السلطانية، وكانت وفاته في رابع عشر ربيع الآخر.

(52/334)


الأمير سيف الدِّين.
تُوُفّي بالقاهرة فِي ربيع الأول.
- حرف الكاف-
484- كُوجَبَا النّاصري [1] .
الأمير سَعد الدِّين، متولي الإسكندريّة.
روى لنا أحاديث عن النّجيب عَبْد اللّطيف. وكان خَتَن شيخِنا ابن الظاهريّ على ابنته.
تُوُفّي بمصر فِي حادي عشر جمادى الأولى. وكان من أبناء السبعين.
- حرف الميم-
485- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد.
الفقيه العَدْل، أبو عَبْد اللَّه التّجيبيّ، المُراكِشيّ المعروف بالدكربه.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وستمائة بمُرّاكِش. فأجاز له سنة عَشْر أَبُو مُحَمَّد بْن حوط الله وأخذه عن والده، ومحمد بْن عَبْد الْجَبَّار البسوسيّ، وعبد الرحمن بن إسماعيل الحداد، وطائفة.
وقال أبو عبد الله الوادياشيّ: لقيته فأجاز لي بخطّه.
ومات بتونس فِي أول جُمَادَى الأولى سنة سبْعٍ.
486- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أبي بَكْر بْن يونس.
مجير الدِّين ابن الخلال، ابن عم شيخنا البدر بْن الخلّال، الدمشقيّ.
كان يعاني التّجارة والسّفر ومخالطة الدولة.
__________
[ () ] والمختار من تاريخ ابن الجزري 390، والسلوك ج 1 ق 3/ 850.
[1] انظر عن (كوجبا الناصري) في: نهاية الأرب 31/ 349 وفيه: «كوجا» ، والسلوك ج 1 ق 3/ 850 والدليل الشافي 2/ 562 رقم 1929، وعقد الجمان (3) 419، والوافي بالوفيات 24/ 375 رقم 427، ومعجم شيوخ الذهبي 440- 442 رقم 641، والمختار من تاريخ ابن الجزري 390، 391، وأعيان العصر 4/ 162 رقم 1405.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 396 رقم 220، والمقتفي 1/ ورقة 267 ب.

(52/335)


لقيه البِرْزاليّ بالقاهرة، وسمع منه «مشيخة العماد عَبْد اللَّه بْن النّحاس» ، بسماعه منه.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم بقرية يَبْرودة، ونقل فدُفِن بتُربة جدّ والدته العماد بْن النّحاس، وقد نيف على الخمسين.
487- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه.
الفقيه، زين الدِّين الغسانيّ، النديم، الشافعيّ، قاضي تدمُر.
وُلِدَ بتدمر سنة اثنتي عَشْرة، وقدِم دمشق فتفقّه بها، وأخذ عن ابن الصلاح، وتَفَقَّه عليه. وذكر أنّه سمع منه.
وكان متقنا للفرائض، جيد الفقه.
تُوُفّي بتدمر. قاله البِرْزاليّ فِي شيوخه بالإجازة.
488- مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن مبادر [1] .
الشَّيْخ القُدوة العراقيّ، المعروف بالزّياتيني: صاحب زاوية وفقراء.
أجاز فِي هذا العام. كان صائما يوم عرفة فحضر مجلس ابن السّهروردي وحوله الفقراء وهو يتلو فَلَمّا وعظ ابن السُّهْرَوَرْديّ مال الشَّيْخ قليلا فحُمِل إلى زاويته ميتا، ودُفِن يوم النّحر، وكان يوما مشهودا.
قال ولده الشَّيْخ أَحْمَد: مولد أبي فِي شعبان سنة أربعٍ وعشرين وستمائة ويقال له أيضا مُحَمَّد الزّياتين.
489- مُحَمَّد بْن حمزة [2] بْن أَحْمَد بْن عمر بن القدوة الشيخ أبي عمر.
__________
[1] انظر عن (ابن مبادر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 421 رقم 247، وفيه: «بن مبارز» ، والحوادث الجامعة 234 وفيه: «محمد بن الزياتين» ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 275 وفيه «ابن مبارز بن محمد المعروف بالزتاتيتي» .
[2] انظر عن (محمد بن حمزة) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 398 رقم 225، والمقتفي 1/ ورقة 269 أ، والدليل الشافي 2/ 617 رقم 2118 وفيه وفاته سنة 699 هـ، والوافي بالوفيات 30/ 26 رقم 896، ومعجم شيوخ الذهبي 492، 493 رقم 724، والمعجم المختص 227، 228 رقم 276، ودرة الحجال 2/ 299، وأعيان العصر 4/ 418 رقم 1560 و 5/ 150 بلفظ «ابن أبي عمر» ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 253.

(52/336)


الإمام الصالح، شمس الدِّين، أَبُو عَبْد اللَّه المَقْدِسِيّ، الحَنْبَلِيّ.
وُلِدَ فِي نصف شعبان سنة إحدى وثلاثين. وسمع حضورا من: ابن اللَّتّيّ، وجعفر الهمْدانيّ.
وسمع من: كريمة، والضياء، وجماعة.
وتَفَقَّه ودرس وأتقن المذهب، وقرأ الحديث بدار الحديث الأشرفية التي بالسَّفح مدة. وكتب الخطّ المنسوب. وكان صالحا خَيّرًا، أمارا بالمعروف، داعية إلى السُّنَّة والأثر، مُحِطًا على المبتدِعة والمخالفين. ناب فِي القضاء عن أخيه مُدَيدة قبل موته.
سمعتُ منه: وتُوُفيّ فِي الخامس والعشرين من صَفَر، رحمه اللَّه.
490- مُحَمَّد بْن خَلَف [1] بْن مُحَمَّد بن عقيل.
الشيخ بدر الدّين المنجيّ، التّاجر، السفار.
رَجُل جيد، رئيس، متموّل، معروف بالدّين والعقل والثقة. وكان يحضر معنا مجالس الحديث. ويسمّع أولاد ابنه خليفة.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة، ودُفن بمقبرة باب الصغير، وهو فِي مُعْتَرك.
المنايا.
491- مُحَمَّد بْن سالم [2] بْن نصر الله بن سالم بن واصل.
__________
[1] انظر عن (محمد بن خلف) في: المقتفي 1/ ورقة 276 أ، والوافي بالوفيات 4/ 46 رقم 940، والدليل الشافي 2/ 619 رقم 2125، والمختار من تاريخ ابن الجزري 390، وأعيان العصر 4/ 421 رقم 1564 وفيه ذكر محققوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» !
[2] انظر عن (محمد بن سالم) في: أعيان العصر 4/ 446- 449 رقم 1572، والمقتفي 1/ ورقة 274 ب، والمختصر في أخبار البشر 4/ 38، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 409، 410 رقم 241، والإعلام بوفيات الأعلام 291، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ومستدرك العبر 51/ 566، وتارخ ابن الوردي 2/ 244، ونكت الهميان 250، والوافي بالوفيات 3/ 85 رقم 1004، وتذكرة النبيه 1/ 206، 207، ودرّة الأسلاك 1. ورقة 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 851، والنجوم الزاهرة 8/ 13 أوالدليل الشافي 2/ 622 رقم 2137، وبغية الوعاة 1/ 108، 109 رقم 179، وتاريخ ابن سباط 1/ 516، وكشف الظنون 61، وغيرها، وشذرات الذهب 5/ 438، 439، وإيضاح المكنون 1/ 430، وهدية العارفين

(52/337)


قاضي حماة، جمال الدِّين الحَمَويّ، الشافعيّ، أحد الأعلام.
وُلِدَ بحماة فِي ثاني شوّال سنة أربع وستمائة وعُمّر دهرا طويلا. وبرع فِي العلوم والحكمة والفلسفة والرياضيات والأخبار وأيام النّاس. وصنَّف ودرس وأفتى وأشغل، وبعُد صيته، واشتهر اسمه. وكان من أذكياء العالم.
وُلّي القضاء مدة طويلة. وحدَّث عن الحافظ زين الدِّين البِرْزاليّ بدمشق وببلده، وتخرج به جماعة. وما زال حريصا على الاشتغال، وغلب عليه الفِكر حتى صار يذهل عن أحوال نفسه وعمَّن يجالسه.
تُوُفّي يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال. ودُفِن بتُربته بعَقَبَة نقيرين [1] عن أربعٍ وتسعين سنة.
492- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [2] بْن معالي بْن أبي سَعِيد.
المقرئ الصّالح، بدرُ الدِّين ابن المَعَرّيّ، الحَلَبِيّ.
وُلِدَ فِي صَفَر سنة تسع وعشرة وستمائة. وسمع بحلب ومصر ودمشق من: ابن المُقَيَّر، والسّخاويّ، وكريمة، وشيخ الشيوخ بْن حَمُّوَيْه، وابن الْجُمّيْزيّ، وابن خليل، وجماعة.
وكان شيخا نظيفا، منوَّرًا، لطيفا، متنسكا، عفيفا، كثير التّلاوة، مليح الكتابة، من خيار النّاس.
__________
[ () ] 2/ 938، وديوان الإسلام 4/ 382 رقم 2187، والأعلام 6/ 133، ومعجم المؤلفين 10/ 17، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 947 رقم 14، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 50، 51 رقم 487، ونكت الهميان 250، وفهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد 2/ 153، وفهرس المخطوطات المصورة للطفي 2/ 258، وذيل المرآة 4/ 257.
[1] في الأصل: «بقيرين» .
[2] انظر عن (محمد بن سليمان) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 399 رقم 230، والمقتفي 1/ ورقة 270 أ، والمقتفى الكبير 5/ 698 رقم 2314، ومعجم شيوخ الذهبي 501، 502 رقم 740، والمعجم المختص 232، 233 رقم 285، وبرنامج الوادي آشي 142، والنجوم الزاهرة 8/ 113، وشذرات الذهب 5/ 439، والعبر 3/ 390، ودرة الحجال 2/ 300.

(52/338)


سمع منه الطَّلَبة. وتُوُفيّ فِي منتصف ربيع الأول، رحمه اللَّه.
493- مُحَمَّد بْن صالحُ [1] بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ.
شَرَف الدِّين، أبو عَبْد اللَّه بن أبي النقاء الْجُهَنيّ، الْمَصْرِيّ.
سمع من: ابن باقا، وجعفر الهمْدانيّ.
وكان من قرّاء سُبْع الظاهرية، وله مسجد بدرب مُلوخيا، وفيه دين وتواضع.
سَمِعت منه. ولما قَدِمَ المحدّث يُوسُف الدّمياطيّ أخبرني بموته، ولم يعرف مَتَى تُوُفّي. وكان مَقْدَم يُوسُف فِي جُمَادَى الآخرة.
494- مُحَمَّد بْن علي [2] .
الأمير شهاب الدِّين العُقَيليّ، نائب الدّواداريّ فِي شدّ النّاس.
قُتِل فِي أواخر السَّنَة، وكان قد شاخ وأسنّ. ثُمَّ سُمِّر قاتله.
495- مُحَمَّد بْن علي [3] بْن مُحَمَّد.
ابن المَلاق الرقيّ، الفقيه، القاضي، بدر الدِّين الحَنَفِيّ.
سمع من بكْبِرس الخليفتي [4] «الأربعين الودعانية» ، سمعها منه الدواداريّ بالرحبتين، وأجاز للدّماشقة سنة سبعٍ وتسعين، وبها مات فِي رمضان.
ومولده فِي أول سنة تسع عشرة وستمائة.
496- مُحَمَّد بْن أبي بَكْر [5] بْن محمد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن صالح) في المقفى الكبير 5/ 725 رقم 2355، ومعجم شيوخ الذهبي 502 رقم 741، والعبر 3/ 390، وشذرات الذهب 5/ 439.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي 1/ ورقة 276 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 390.
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 420 رقم 246، وأعيان العصر 4/ 575، والوافي بالوفيات 4/ 192.
[4] هو بكيرس بن يلنقج. توفي سنة 652 هـ. (الوافي بالوفيات 10/ 187) .
[5] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 403، 404 رقم 238، والمقتفي 1/ ورقة 273 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 383، ومستدرك العبر 34،

(52/339)


العَلامَة شمس الدِّين الفارسيّ، العجميّ، المعروف بالإيجيّ [1] .
مولده سنة 629. شيخ فاضل، متفنّن، عارف بالأصول والكلام والعقليات، موصوف بالذّكاء وحل المشكلات. حضرت حلقة إقرائه يَوْمًا مع شيخنا مجد الدِّين، وقرأ عليه هُوَ والخطيب جلال الدِّين وغير واحد. فرأيته رجلا عالما، متواضعا، مُطّرِحًا التكلُّف، صوفيّ الطريقة، سُمْعته أكبر من حقيقته. وبلغني أنّهم بالغوا فِي احترامه لما قَدِمَ الشَّام، وولي تدريس الغزالية. ثُمَّ ناب بها الشَّيْخ شمس الدِّين إمام الكلاسة، وسار إلى مصر فولي بها مشيخة الشيوخ وأشغل بها. ثُمَّ قَدِمَ دمشق ونزل بتُربة أمّ الصّالح. وهو ضعيف الرجلين من ألمٍ به.
تُوُفّي فِي ثالث رمضان ودُفِن بمقابر الصوفية من جنوبها إلى جانب الشَّيْخ شملة، وشهِدتُ جنازته وكانت حفِلة. وأظنّه مات فِي عَشْر السّبعين.
وقد قال مرة بحضرة محيي الدِّين ابن النّحاس: لم يكن أَحْمَد من المجتهدين. فغضبت الحنابلة، وعمل الشهاب محمود تلك الأبيات السائرة.
497- مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم بْن أبي الزّهر [2] .
المشدّ شمس الدِّين الملقب بالغزال. مُشدّ ديوان الجامع.
تُوُفّي فِي شعبان، وله ابن جُنْديّ.
498- مَسْعُود الحبشيّ.
__________
[ () ] والبداية والنهاية 13/ 353، وأعيان العصر 4/ 351- 353 رقم 1520، وعيون التواريخ 23/ 250، 251، وتذكرة النبيه 1/ 209، ودرة الأسلاك 1. ورقة 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 851، وعقد الجمان (3) 377 (في وفيات 696 هـ.) وشذرات الذهب 5/ 439، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 46، 47 رقم 484، وطبقات الشافعية للإسنويّ 58، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 46، ومرآة الجنان 4/ 229، وحسن المحاضرة 1/ 314، والدارس 1/ 422، ومعجم المؤلفين 9/ 118، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 270، 271.
[1] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 403 «الأيكي» .
[2] انظر عن (ابن أبي الزهر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 402 رقم 236، والمقتفي 1/ ورقة 273 أ.

(52/340)


المقرئ، الصُّوفيّ. من فقراء مقصورة الحلبيين بالجامع.
وكان صالحا صادقا. تلقّن القرآن على باب المقصورة، ثُمَّ حج وجَاوَرَ بمكة وتُوُفيّ بها.
وسمعنا بموته فِي هذا العام.
- حرف النون-
499- نَسَب خاتون [1] بِنْت الملك الجواد مظفر الدِّين يونس بْن ممدود الملك العادل.
شيخة مسنة جليلة. ولي أبوها سلطنة دمشق.
وكتبت مشيخة رباط بلدق. وكانت تزور الحنابلة فسمعت من:
إِبْرَاهِيم بْن خليل، وخطيب مردا.
قرأ عليها عَلَمُ الدِّين نسخة أَبِي مُسْهر.
وماتت فِي ربيع الأوّل.
- حرف الياء-
500- يحيى بن أسعد [2] محيي الدِّين الواسطيّ، الدمشقيّ، المعروف بابن البيع.
كتب فِي الإجازات، وله إجازة من عُمَر بْن كرم [3] ، والموفق عَبْد اللطيف. تُوُفّي ببيروت فِي أوائل السنة.
__________
[1] انظر عن (نسب خاتون) في: نهاية الأرب 31/ 350، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 400 رقم 232، والمقتفي 1/ ورقة 270 أ، ب، وعقد الجمان (3) 381 (في وفيات 696 هـ.) ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 253 وأعيان العصر 6/ 501 رقم 1911 وفيه ذكر محققوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة لها» !
[2] انظر عن (يحيى بن أسعد) في: المقتفي 1/ ورقة 268 ب وفيه: «يحيى بن أسعد بن عبد الوهاب» .
[3] أجازه فيها من بغداد في سنة 628 هـ.

(52/341)


501- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن محيي الدِّين.
الشمّاع، خادم سجادة الخطيب بدمشق.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة. وكان من أبناء السبعين.
وهو والد الأمين محمد الشّماع.
- الكنى-
502- أبو الْحَسَن [2] .
الشَّيْخ القُدوة، العالِم، ولدَ الشَّيْخ القُدوة عَبْد اللَّه بْن الشَّيْخ غانم الزَّاهد بْن علي بْن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ، النّابلسي.
كان فقيها، فاضلا، دينا، ساكنا، متقشفا، متواضعا، خيرا له مشاركة حَسَنة فِي الفضائل، وشِعر رائق، وتفكر واعتبار. وله سَمْت حَسَن وجلالة.
سمع من: ابن عَبْد الدّائم، وعمر الكرمانيّ الواعظ.
سمع منه: البِرْزاليّ، وغيره شيئا من نظْمه.
وكان مولده بنابلس فِي شوّال سنة أربعْ وأربعين وستمائة.
وتُوُفيّ فِي رابع ذي القعدة بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون رحمه اللَّه. وهذه الكلمة المشهورة له:
هِيَ النظرة الأولى سَرَت [3] فِي مفاصلي شُغلتُ بها في الحبّ عن كلّ شاغل وأصبحت من ليلى حليف صَبابَةٍ شئوني لا تخفى على كلّ عاقل [4]
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: المقتفي 1/ ورقة 272 ب.
[2] انظر عن (أبي الحسن) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 412- 420 رقم 245، وعيون التواريخ 23/ 257، وتذكرة النبيه 1/ 208، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 139 وعقد الجمان (3) 378 (وفيه وفاته سنة 396 هـ.) ، والمقتفي 1/ ورقة 275 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 259- 269.
[3] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 413 «جرت» ، ومثله في ذيل مرآة الزمان 4/ 260.
[4] البيت في عقد الجمان:

(52/342)


أنزّه طرْفي أن يرى [1] فِي خيامها ... سواها وسمعي عن حديث العواذلِ
وأكتم ما بي من هواها صيانة ... فيظهر تأثير الهوى فِي شمائلي
لها بالحمى عن إثم الحمى [2] منزل ... أعظمه من دون [3] تلك المنازل
أجيرتنا [4] بالخيف إن دام هجركم ... ولم تسمحوا لي منكم بالتّواصل
ألا فابعثوا لي من حِماكم رسالة ... تكون إلى قلبي أحبّ [5] الرسائلِ
ولا تبعثوها فِي النسيم فإنّني ... أغار عليه من نسيم الأصائل [6]
ومن شعره:
بين [العقيق وبين وادي] [7] الأجرع ... أفنيت ما أبقيت أدمعي
وحلفت لأحبابٍ يوم ترحّلوا ... إني رجعت فلم أجد قلبي معي
وفيها وُلِدَ: المولى صلاح خليل الصّفديّ، وتقيّ الدِّين عَبْد الرَّحْمَن بْن الشَّيْخ كمال الدِّين مُحَمَّد بْن الزَّملكانيّ، وظهير الدِّين إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْجَزَريّ قارئ الحديث، ومحمد ابن شيخنا يُوسُف المِزّيّ، والسيد شهاب الدِّين الْحُسَيْن الأمويّ، الحسينيّ، الأديب.
__________
[ () ]
وأصبحت في وجدي فريد صبابة ... جنوني لا يخفى على كل عاقل
[1] في عقد الجمان: «أن أرى» .
[2] في عقد الجمان: «أيمن الحمى» . وفي تاريخ حوادث الزمان: «أيمن الحيّ» .
[3] في عقد الجمان: أعظمه من بين» وفي تاريخ حوادث الزمان: «أعظمته من دون» .
[4] في تاريخ حوادث الزمان «أجيراننا.»
[5] في عقد الجمان: «أعزّ» .
[6] الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 413، وعيون التواريخ 23/ 258، 259، وعقد الجمان (3) 378، وذيل المرآة 4/ ورقة 260.
[7] ما بين الحاصرتين بياض في الأصل، والمستدرك من: تاريخ حوادث الزمان 1/ 415، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 262 وفيه: «بين العقيق» .

(52/343)


سنة ثمان وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
503- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فِراس بْن علي بْن معروف.
العَدْل، زين الدّولة، ابن فخر الدّولة ابن نجيب الدّولة ابن العسقلانيّ، الكاتب، متولي نظر بانياس.
تُوُفّي بها فِي شوال، ونُقِل إلى مقبرة باب الصغير. وكان زوج ابْنَة المولى جمال الدِّين بْن صَصْرَى، وقد ناب عَنْهُ فِي حسبة دمشق لما غاب.
504- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن مَنْصُور المحدّث نجم الدِّين الحلبيّ، المعروف بابن البتليّ، وبابن الخلال.
وُلِدَ بحلب سنة إحدى وثلاثين.
وسمع من: ابن رواحة، وابن خليل، وجماعة.
ولازم السِّماع مع الدّمياطيّ فأكثر وكتب الطّباق، وقرأ بنفسه.
وكان من عدول حلب.
قرأ عليه البِرْزاليّ «جزء علي بْن حرب» ، برواية العبادانيّ، وأجاز لنا مَرْوِيّاته.
تُوُفّي بحلب فِي شوال.
505- أحمد شاه [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في: المقتفي 1/ ورقة 285 أ، ب، والدليل الشافي 1/ 40 رقم 127، وأعيان العصر 1/ 173 رقم 82، والوافي بالوفيات 6/ 255، والمنهل الصافي 1/ 240.
[2] انظر عن (أحمد شاه) في: المقتفي 1/ ورقة 278 ب.

(52/344)


أمير من أمراء حلب.
تُوُفّي بها.
506- أَحْمَد بن صالح [1] بن ثامر.
الفقيه العدل، كَمَال الدِّين ابن القاضي تاج الدِّين الْجَعْبريّ.
سمع من النّجيب عبد اللطيف. ولم يحدّث.
وكان شابا عاقلا، وقورا، ذا أمانةٍ وعدالة، لم يبلغ الأربعين.
تُوُفّي يوم عرفة.
507- إِبْرَاهِيم بْن علي [2] بْن حُسَيْن.
الشَّيْخ الحجار، الصرخديّ، الخالديّ. أحمد مشايخ دمشق الذين اشتهر شأنهم. كانت له زاوية بالعُقَيبة، فالتزم أن لا يخرج منها إلا لصلاة الجمعة بالعُقَيبة. وكان لا يدخل البلد، ولا يمضي إلى أحد، ولا يأكل الخبز، خاصة، ولا يشرب الماء، بل ما يقوم مقامهما. وحصلت له دكان جيدة، فجدّد [3] له الدولة زاوية هائلة بالمِزّة، وعملوا أكثرها. فتُوُفيّ بها ولم يفرح بفراغها فِي سابع ذي القعدة.
508- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن إِبْرَاهِيم.
أبو إسحاق ابن الحاجّ التجيبيّ، القُرْطُبيّ، الفقيه، المحدّث.
أخذ عن: والده، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم، وأحمد بْن مفرح النّباتيّ، وابن الدّباج، والشّلوبين، وخلق.
وأجاز له أبو الربيع بن سالم.
ولد سنة خمس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن صالح) في: المقتفي 1/ ورقة 287 أ.
[2] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 454 رقم 260، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 301.
[3] كذا، والصواب: «فجدّدت» .

(52/345)


ومات في ربيع الآخر.
سمع منه: أبو عبد الله الوادياشيّ.
كأنّه عمّ أَبِي الوليد شيخنا.
509- أَيْبَك [1] .
الأمير عزَّ الدِّين المَوْصِليّ، المَنْصُورِيّ، نائب طرابُلُس.
كان دينا، عاقلا، مَهيبًا، وَقُورًا، مجاهدا، مُرابطًا، جميل السيرة. من خيار الأمراء، رحمه اللَّه.
تُوُفّي بطرابُلُس فِي أوائل صَفَر.
- حرف الباء-
510- بَيْسَريّ [2] .
الأمير الكبير، بدرُ الدِّين الشمسيّ، الصالحيّ، من أعيان الدّولة
__________
[1] انظر عن (أبيك) في: زبدة الفكرة (المطبوع) 9/ 322، وتالي كتاب وفيات الأعيان 16 رقم 23، وتاريخ سلاطين المماليك 57، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 445، 446 رقم 250، والمقتفي 1/ ورقة 278 أ، والدرّ الفاخر 9/ 13، ودرر التيجان وغرر تواريخ الزمان (مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 4409 تاريخ) ورقة 600 و 601، وتاريخ ابن الفرات 8/ 199، والوافي بالوفيات 9/ 478، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 144، و 601، وتاريخ ابن الفرات 8/ 199، والوافي بالوفيات 9/ 478، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 144، وذيل مرآة الزمان 3/ ورقة 68 أو 148 أ، والسلوك ج 1 ق 3/ 879، وتذكرة النبيه 1/ 215، والمنهل الصافي 3/ 48 رقم 577، والنجوم الزاهرة 8/ 183، والدليل الشافي 1/ 162 رقم 576، وتاريخ طرابلس 2/ 33 رقم 4، والمقتفي الكبير 2/ 327 رقم 861، وعقد الجمان (3) 417، وأعيان العصر 1/ 644 رقم 352.
[2] انظر عن (بيسري) في: الدرّ الفاخر 13، وتاريخ سلاطين المماليك 57، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 205 ب (والمطبوع 9/ 329) ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 454، 455 رقم 261، ودول الإسلام 2/ 201، والعبر 5/ 387، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والوافي بالوفيات 1/ 364 رقم 4859، وتذكرة النبيه 1/ 214، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 144، والسلوك ج 1 ق 3/ 880، والمواعظ والاعتبار 2/ 69، 70، وعقد الجمان (3) 483- 485، والنجوم الزاهرة 8/ 185، 186، والمنهل الصافي 3/ 51 رقم 471، والدليل الشافي 1/ 209 رقم 739، والمقفى الكبير 2/ 576 رقم 1016، والبداية والنهاية 14/ 5، ونهاية الأرب 31/ 377، 388، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 1- 3.

(52/346)


الموصوفة بالشجاعة، وأحد من كان يُذكر للسلطنة. وكان من كبار أمراء الدولة الظاهرية.
جرت له فصول وتنقّلات، وقبض عليه الملك المنصور. وبقي في السجن تسع سنين. وثم أَخْرَجَهُ الملك الأشرف وأعطاه خبزا، وأعاد رُتبته واستمَّر على ذَلِكَ. ثُمَّ قبض عليه الملك المنصور لاجين. ثُمَّ قام فِي المُلك ثانية السلطان الملك ناصر [1] فلم يُخرجه. ثُمَّ تُوُفّي بقلعة الجبل بالْجُبّ فِي آخر شوال، أو بعد أيام. وعُمِل له عزاء بالجامع بدمشق تحت النَّسْر. وحضر ملك الأمراء والقُضاة والدّولة، وله دار كبيرة بين القصرين. وكان محتشما، كثير المماليك والتّجمُّل. رَأَيْته شيخا تُركيًّا، أبيض اللّحية، من أبناء السّبعين.
رَأَيْته فِي سنة تسعين وبعد ذَلِكَ.
511- بدر الحبشيّ [2] .
الصوابيّ، الخادم، الطواشي، الأمير، بدر الدِّين، أبو المحاسن. وهو منسوب إلى الطواشي صواب العادليّ.
كان موصوفا بالشجاعة والرأي فِي الحرب، والعقل والرزانة، والفضل والديانة، والبرّ والصَّدقة والإحسان إلى أصحابه وغلمانه. وكان أميرا مقدَّمًا من أكثر من أربعين سنة، وخُبْزُه مائة فارس.
قرأت عليه جزءا سمعه من ابن عبد الدّائم. وقد حج بالناس غير مرة.
وكان كبيرا مُسِنًّا، بصاص السواد مهيبا، نيف على الثمانين، ومات
__________
[1] كذا. والصواب: «الملك الناصر» .
[2] انظر عن (بدر الحبشي) في: نهاية الأرب 31/ 377، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 447 رقم 254، وعيون التواريخ 23/ 274، والدليل الشافي 1/ 183 رقم 642، والمنهل الصافي 3/ 243، 244 رقم 643، والمقفّى الكبير 2/ 406 رقم 916، والنجوم الزاهرة 8/ 183، وأعيان العصر 2/ ورقة 97 أ، والوافي بالوفيات 10/ 95، والدرة الزكية 277، والقلائد الجوهرية 1/ 294، وشذرات الذهب 5/ 441، والعبر 5/ 387، ومعجم شيوخ الذهبي 153، 154 رقم 199، وأعيان العصر 1/ 680 رقم 388، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 295.

(52/347)


فجأة بقرية الخيارة ليلة تاسع جُمَادَى الأولى، ودُفِن بتُربته التي بناها بلحف الجبل شماليّ النّاصريّة.
- حرف التاء-
512- توبة بْن علي [1] بْن مهاجر بْن شجاع بْن توبة.
الصّاحب الكبير، تقيُّ الدِّين، أبو البقاء الربعيّ، التكريتيّ، المعروف بالبيَّع.
وُلِدَ يوم عَرَفَة بعَرَفة سنة عشرين وستمائة، وتعانى التّجارة والسَّفر.
وكان يعرف السلطان فِي حال إمرته ويعامله ويخدمه. وولي البياعة وتنقلت به الأحوال. ثُمَّ لما تسلطن مخدومه الملك المنصور ولّاه وزارة الشَّام مدة، ثُمَّ عزله، ثم وُلّي وصودر غير مرة، ثُمَّ يسلمه اللَّه. وكان مع ظلمه فِيهِ مروءة، وحُسن إسلام، وتقرّب إلى أهل الخير، وعدم خُبث. وله همّة عالية، ونفْسٌ أبيَّة، وفيه سماحة وكرم وبسط، وحُسن أخلاق، ومُزاح، وعدم جبروت.
وكان يقتني الخيل المسوَّمة، ويبتني الدُّور الحسنة، ويشتري المماليك الملاح. وقد عمَّر لنفسه تُربة كبيرة تصلُح الملك، وبها دُفن، وصلوا عليه بسوق الخيل، وحضره ملك الأمراء والقُضاة والكبراء فِي ثامن ذي الحجّة.
- حرف الجيم-
513- جَعْفَر بْن علي [2] بْن جَعْفَر بْن الرشيد.
__________
[1] انظر عن (توبة بن علي) في: أعيان العصر 2/ 139- 142 رقم 524، والمقتفي 1/ ورقة 282 ب، وتالي كتاب وفيات 60 رقم 90، ونهاية الأرب 31/ 380، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 451، 452 رقم 257، والعبر 5/ 387، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والبداية والنهاية 14/ 5، والوافي بالوفيات 10/ 438 رقم 4930، وفوات الوفيات 1/ 261 رقم 90، وعيون التواريخ 23/ 278، وتذكرة النبيه 1/ 217، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 145، والسلوك ج 1 ق 3/ 881، وعقد الجمان (3) 475، 476، والنجوم الزاهرة 8/ 185، والمنهل الصافي 4/ 179 رقم 802، والدليل الشافي 1/ 229 رقم 800، وشذرات الذهب 5/ 451، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والمقتفي الكبير 2/ 622 رقم 1036، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 299.
[2] انظر عن (جعفر بن علي) في: الوافي بالوفيات 11/ 117 رقم 198، والمنهل الصافي

(52/348)


الشَّيْخ المعمر، شَرَفُ الدِّين المَوْصِليّ، المقرئ وُلِدَ بالموصل فِي سادس عَشْر ذي القعدة سنة أربعٍ وستمائة. وكان سخيّا، فاضلا، حَفَظةً للأخبار والشعر والأدب.
قال علم الدِّين البِرْزاليّ: ذكر لي أنه سمع من السُّهْرَوَرْديّ كتابه «العوارف، بالموصل. وأنه سمع بدمشق من: ابن الزَّبِيديّ، وبمصر من: ابن الجميزيّ، وبالثغر من: ابن رواج.
وقد روى عَنْهُ الدّمياطيّ فِي «معجمه» شِعرًا، وقال فِيهِ: المعروف بابن الْحَسَن الْبَصْرِيّ.
تُوُفّي فِي العشرين من جُمَادَى الأولى بدمشق.
514- جلال الدِّين النّهاوندي [1] .
قاضي صفد، واسمه عثمان بْن أبي بَكْر.
تُوُفّي بصفد فِي المُحَرَّم. وُلّي قضاءها من أول ما فُتِحت، وبقي فِي القضاء أربعا وثلاثين سنة.
- حرف الزاي-
515- زكيُّ الدِّين زكري [2] بْن محمود.
البصْرَويّ، الحَنَفِيّ، الفقيه، مدرس الشبلية، ومدرس الفرُّخشاهيّة.
لم يلبث فِي تدريس الشِبْليّة إلا أربعين يَوْمًا، ومات فِي رجب ودُفِن بسفح قاسيون.
__________
[ () ] 4/ 268 رقم 845، والدليل الشافي 1/ 245 رقم 843، وعقد الجمان (3) 481، 482، والمقتفي 1/ ورقة 281 ب، وأعيان العصر 2/ 155، 156 رقم 537.
[1] انظر عن (جلال الدين النهاوندي) في: المقتفي 1/ ورقة 277 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 294.
[2] انظر عن (زكيّ الدين زكري) في: أعيان العصر 2/ 381 رقم 668، والدارس 1/ 413.

(52/349)


حرف السين-
516- سالم بْن مُحَمَّد [1] بْن سالم بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن محفوظ بْن صَصْرَى [2] .
القاضي، الرئيس، الزَّاهد، أمين الدِّين، أبو الغنائم التّغْلبيّ، الدمشقيّ الشافعيّ.
صدر كبير، وكاتب خبير، ومحتشم نبيل، له عقل وافر، وفضل ظاهر، وجلالة وسُؤدُد، وأصالة محتد. وكان مَهيبا، تامّ الشكل، حَسَن الهيئة، على جانب وجهه شامة كبيرة حمراء جميلة.
وُلِدَ سنة أربع وأربعين وستمائة. وثنا عن مكي بْن علان. وسمع أيضا من: خطيب مردا، والرشيد العَطَّار، والرضى بْن البُرهان، وإبراهيم بْن خليل، وجماعة.
وُلّي نظر الخزانة، ونظر الديوان الكبير، وغير ذَلِكَ. ثُمَّ تنظف من ذَلِكَ كلّه، وحجّ إلى بيت اللَّه، وجاور عنده، ثُمَّ قَدِمَ دمشق فِي أوائل هذه السَّنَة، ولزِم منزله، وأقبل على شأنه حَتَّى تُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي بُكرة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة بداره. وكانت جنازته مشهودة. ودُفِن بتُربتهم بسفح قاسيون، وكثُر التأسُّف عليه. وكان رأسا فِي صناعة الدّيوان، مشكورا، موصوفا بالأمانة التّامة. طاهر اللسان، ظاهر الصّيانة والعدالة.
__________
[1] انظر عن (سالم بن محمد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 83 رقم 123، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 456، 457 رقم 266، والمقتفي 1/ ورقة 288 أ، والبداية والنهاية 14/ 5، 6، الوافي بالوفيات 15/ 9 رقم 121، والسلوك ج 1 ق 3/ 882، وعقد الجمان (3) 476، والمنهل الصافي 5/ 380 رقم 1061، والدليل الشافي 1/ 311 رقم 1058، ومعجم شيوخ الذهبي 210 رقم 287، وأعيان العصر 2/ 394 رقم 682، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 302.
[2] في عقد الجمان: «الصرصري» ، وهو غلط.

(52/350)


517- سُلَيْمَان بْن قايماز [1] .
الكافوريّ، الحَلَبِيّ، الفقير، أبو الربيع. رَجُل خير مقيم بالمدرسة الأتابكية ظاهر حلب.
سمع من: أبي القَاسِم بْن رواحة. ووُلِدَ سنة إحدى وعشرين وستمائة.
قَدِمَ علينا للحجّ، ونزل بين الفقراء بمقصورة الحلبيين، فسمعنا منه.
وكان والده عتيق كافور مَوْلَى السلطان نور الدِّين.
تُوُفّي بحلب فِي رابع عَشْر ربيع الأول.
518- سمنديار بْن خضر بْن سمنديار.
الجعبريّ. شيخ صالح، قانع باليسير، مقيم بالجبل.
سمع الكثير مع الشَّيْخ علي المَوْصِليّ من: ابن عَبْد الدّائم، وعمر الكرمانيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
519- سُنْقُر بْن عَبْد اللَّه.
الموغانيّ، المحدّث، أبو سَعِيد.
رَجُل نبيه، مفيد، عاقل، متواضع، من طلبة القاهرة.
سمع وتعب وكتب.
ومات فِي شعبان بالشارع.
- حرف الطاء-
520- طغجي [2] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن قايماز) في: معجم شيوخ الذهبي 218، 219 رقم 301، وأعيان العصر 2/ 452 رقم 724.
[2] انظر عن (طغجي) في: زبدة الكفرة 9/ 325، والتحفة الملوكية 153، 154، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 117، وتاريخ سلاطين المماليك 51، 52، ونهاية الأرب

(52/351)


الأمير سيف الدِّين الأشرفيّ.
كان من أحسن التُّرْك، وأطرفهم شكلا. وكان خليل مولاه خليل. فأمره وقدّمه، وأعطاه الأموال والنّفائس، وخوله. ثُمَّ كان أميرا فِي دولة العادل المنصور فخاف من القتل أو الحبس، فشارك فِي زوال دولة المنصور لاجين، وقام وقعد لحَيْنه. ثُمَّ عمل نيابة السَّلْطَنَة أربعة أيام بعد قتْله لاجين. ثُمَّ قَدِمَ القاهرة الأمير بدر الدّين أمير سلاح من البيكار [1] فتلقاه فَتَبَاله عليه أمير سلاح وقال: كان للسلطان عادة أنّه يطلع ويتلقّانا. فقال: وأين السلطان، قد قتلناه.
فعرج بفرسه عَنْهُ وقال: إليك عنّي، أكُلَّما قام سلطانٌ وثَبْتُم عليه! فاعتوَرَه أعوان السلطان الَّذِي قُتل بالسيوف فقتلوه بظاهر القاهرة، ورُمي على مزبلة، وحَجَّه الخلق للفُرجة والعِبرة. ثُمَّ دُفن بتُربته يوم منتصف ربيع الآخر، وقد نيف على الثلاثين.
- حرف العين-
521- عَبْد الحافظ بْن بدران [2] بن شبل بن طرخان.
__________
[ () ] 31/ 365- 367 وفيه: «طقجي» بالقاف، والمختصر في أخبار البشر 4/ 40، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 430- 432، والمختار من تاريخ ابن الجزري 394، 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 269، والسلوك ج 1 ق 3/ 868، والمواعظ والاعتبار 2/ 397، وعقد الجمان (3) 441- 445، والنجوم الزاهرة 8/ 183، والدليل الشافي 1/ 365 رقم 1251، والنفحة المسكية 104 رقم 36، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والمقفّى الكبير 4/ 21 رقم 1415، والمنهل الصافي 6/ 414، 415 رقم 1254، والوافي بالوفيات 16/ 452 رقم 386، وتذكرة النبيه 1/ 212، والعبر 5/ 387، والدرة الزكية 377، وشذرات الذهب 5/ 440، وأعيان العصر 2/ 604، 605 رقم 820.
[1] البيكار: الحرب.
[2] انظر عن (عبد الحافظ بن بدران) في: المقتفي 1/ ورقة 288 أ، ب، والعبر 5/ 388، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2305، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ومعجم شيوخ الذهبي 278 رقم 384، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 341، وذيل التقييد 2/ 116، رقم 1262، وشذرات الذهب 5/ 442، والوافي بالوفيات 18/ 57، 85 رقم 51، وأعيان العصر 3/ 18، 19 رقم 921، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 302، 303.

(52/352)


الزَّاهد الحنبليّ، القُدوة، المُسْنِد، الرحالة، أبو مُحَمَّد عماد الدِّين النابلسيّ، المَقْدِسيّ، شيخ نابلس.
قَدِمَ دمشق فِي صِباه، وسمع الكثير من الشَّيْخ الموفَّق، وموسى بْن عَبْد القادر، وابن راجح، وأحمد بْن طاوس، وزين الأُمناء، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وابن الزَّبِيديّ، وجماعة.
وأجاز له أبو القَاسِم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبو البركات بْن ملاعب.
وتفرد بأشياء، وقُصِد للسماع والزّيارة والتّبرُّك. وبني بنابلس مدرسة وجدد طهاره.
وكان كثير التّلاوة والأوراد، لازما لبيته الَّذِي بجنب مسجده. وقيل إنّه تعاطى الكيمياء مدّة ولم تصح له. قرأت عليه عشرة أجزاء. ورحل إليه قبلي ابن العَطَّار، والبِرْزاليّ، وسمعا منه. وزار القدس وسمع منه: ابن مسلم، وابن نعمة، وجماعة.
وتُوُفيّ بنابلس فِي الرابع والعشرين من ذي الحجةِ، ودُفن بتُربته التي بزاويته بطور عسكر، وقد شارف التّسعين. وأول سماعه فِي سنة خمس عشرة وستمائة.
522- عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن رافع بْن منهال بْن عِيسَى.
الفقيه، الزَّاهد، العابد، حُسام الدِّين اليُونينيّ، الحنبليّ، مُريد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحيّ، وفقيه قرية عَمِشْكا وخطيبها.
شيخ عالم، صالح، عابد، دائم الذِّكر والتّلاوة والمراقبة، كثير الصّيام، قليل الكلام، حَسَن السّمت، صاحب أوراد وتهجد وخوف.
__________
[1] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الرحمن) في: الوافي بالوفيات 18/ 84، 85 رقم 86، والمقتفي 1/ ورقة 283 ب، والمنهج الأحمد 408، والمقصد الأرشد، رقم 649، والدر المنضد 1/ 449 رقم 1174، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 158 رقم 471، ومعجم شيوخ الذهبي 280 رقم 386.

(52/353)


صحِب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم، ثُمَّ صحِب الشَّيْخ الفقيه.
وروى لنا عن إِسْمَاعِيل بْن ظفر.
وسمع منه: البِرْزاليّ، وابن النّابلسيّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي أواخر اليوم المنصف لشعبان بقريته. وكان قد عمل فِي الكرم بيده، ثُمَّ جاء وصلّى بالنّاس العشاء، ثُمَّ صلى بهم مائة ركعة صلاة النّصف التي رُويَ فِيها حديث واهٍ، وأصبح ضعيفا، وتوفي إلى رحمة الله بسهولة عن نيِّفٍ وسبعين سنة.
523- عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان [1] بْن طرخان.
نفيس الدِّين، قيّم مشهد السّيدة نفيسة.
روى عن: العلم ابن الصّابونيّ، وابن الْجُمّيْزيّ.
قرأت عليه «الأربعين» السِّلَفيّة.
ومات يوم عاشوراء بالمشهد.
524- عَبْد الملك بْن عليّ [2] بن عبد الملك.
الكفربطنانيّ [3] القواس. شيخ مطبوع، متفقر.
كان فِي شبابه يزمزم للفقراء.
روى عن: عبد العزيز الكفربطنانيّ.
سمع منه البِرْزاليّ، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
525- علي بْن شعبان.
الفامي بجيرون تحت الدَّرج، المقرئ.
رَجُل خَيّر، صالح صادق ملازم للصلوات في جماعة. وفيه ورع وعقل.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن سليمان) في: المقتفي 1/ ورقة 277 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 287 رقم 402.
[2] انظر عن (عبد الملك بن علي) في: المقتفي 1/ ورقة 287 ب.
[3] في المقتفي: «الكفر بطناوي» ، وهما واحد.

(52/354)


قرأ القراءات على الزّواويّ وتَفَقَّه. ثُمَّ لزِم المعيشة والفامية مدّة. ثُمَّ بطل وحج، وجاور سنة أو أكثر. ثُمَّ قَدِمَ دمشق. ثُمَّ حَج.
وتُوُفيّ فِي هذه السَّنَة كهلا رحمه اللَّه، بمكة.
526- علي بْن رافع بْن علي.
السُّلَميّ، المفعليّ، ثُمَّ الصالحيّ.
سمع: ابن الزَّبِيديّ، وجماعة.
وحدَّث.
قال ابن الْخبّاز: مات فِي رجب سنة ثمانٍ ببيروت.
527- علي بْن عثمان [1] بْن يُوسُف بْن عَبْد الوهاب.
الرئيس، علاءُ الدين ابن العَدْل شَرَف الدِّين الدمشقيّ، التغلبيّ [2] الكاتب، ابن السّائق.
شيخ جليل، بديع الخطّ، له فضل وأدب وشِعر. نسخ كُتُبًا كثيرة.
روى عن: الرشيد بْن مَسْلَمَة. وكان متخلّيا مُنقطعًا عن النّاس، متدينا.
حصل له صَمَم، فكان إذا حُدِّث يُكتب له فِي الأرض أو فِي الهواء فيعرف.
تُوُفّي فِي رمضان، وكان من أبناء السّبعين.
وتقدَّم فِي عام اثنتين وثمانين أخوه نجم الدِّين مُحَمَّد.
528- علي بْن مُحَمَّد [3] بْن علي بْن بقاء.
الشَّيْخ الزَّاهد، العابد، المقرئ، البَرَكة، أبو الْحَسَن البغداديّ، ثُمَّ الصّالحيّ، الملقن بجامع الصّالحية.
__________
[1] انظر عن (علي بن عثمان) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 452 رقم 258، والوافي بالوفيات 21/ 299، 300 رقم 200، والمقتفي 1/ ورقة 284 أ، وأعيان العصر 3/ 461 رقم 1188.
[2] في تاريخ حوادث الزمان: «البعلي» .
[3] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 284 ب، والعبر 5/ 388، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، وذيل التقييد 2/ 214 رقم 1465، وشذرات الذهب 5/ 442، ومعجم شيوخ الذهبي 382، 383 رقم 550، وأعيان العصر 3/ 504، 505 رقم 1215، والنجوم الزاهرة 8/ 189.

(52/355)


ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة. ورأى الشَّيْخ الموفَّق.
وسمع من: ابن صباح، والنّاصح، وابن الزَّبِيديّ، ومحمد بْن غسّان، والجمال أبي حمزة، وابن اللتيّ، وكريمة، وجماعة.
وخرَّج له البِرْزاليّ مشيخة. وكان صالحا، خيرا، كبير القدر، مُجْمَعًا على صلاحه وحُسن طريقه وتعقفه.
روى عن ابن الخبّاز حديثا فِي سنة اثنتين وستين وستمائة. وسمعنا منه وتُوُفيّ إلى رضوان اللَّه فِي رابع شوال.
529- علي بْن محمد [1] بن أبي عابد مري بن ماضي.
المَقْدِسيّ، ثُمَّ الصّالحيّ، الفلاح بحواكير الصّالحيّة. رَجُل جيد أُمّي.
حج وحدَّث عن جَعْفَر الهمْدانيّ.
تُوُفّي فِي ثامن عَشْر صَفَر. وكان من أبناء السبعين.
530- العماد الرام.
شيخ قاعة النُّشّاب. شيخ مطبوع، يكبر بالعربة التي بالكشك ويعلم الرَّمْي. واسمه عَبْد السلام بْن أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام الدمشقيّ ابن المصلّي، كان يذكر أنّه سمع من أبي الْحُسَيْن الصّابونيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
531- عُمَر بْن عَبْد المنعم [2] بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بن غدير.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 278 أ.
[2] انظر عن (عمر بن عبد المنعم) في: المقتفي 1/ ورقة 285 ب، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2306، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والعبر 5/ 388، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، ومعجم شيوخ الذهبي 402، 403، رقم 582، والوافي بالوفيات 22/ 520 رقم 371، والدليل الشافي 1/ 500 رقم 1740، والنجوم الزاهرة 8/ 189، وشذرات الذهب 5/ 442، ودرة الحجال 2/ 413، وأعيان العصر 3/ 639، 640 رقم 1277، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ السابع عشر، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 301، والمنهل الصافي 8/ 300، 301 رقم 1747.

(52/356)


الشَّيْخ المعمَّر، مُسْنِد الشَّام، ناصر الدِّين، أبو حفص الطائيّ، الدمشقيّ ابن القوّاس.
وُلِدَ سنة خمسٍ وستمائة، وسمع حضورا فِي سنة تسعٍ وستمائة من أبي القَاسِم بْن الحَرَسْتانيّ، وسنة عَشْر من أبي يَعْلَى حمزة بْن أبي لُقمة، وسنة بضعٍ وعشرين من أبي نصر بْن الشّيرازيّ، وكريمة.
وأجاز له سنة ثمانٍ وستمائة: أبو اليُمن الكِنْديّ، وابن الحَرَسْتانيّ، وعبد الجليل بْن منْدوَيْه، وداود بْن ملاعب، ومحمد بن عبد الله بن البناء، ومحمد بْن علي الجلاجليّ، وأحمد بْن مُحَمَّد سيدهم، وهبة اللَّه بْن طاوس، وتاج الأُمناء أَحْمَد بْن عساكر، وأبو الفتوح بْن البكريّ، وخلق كثير.
وحجّ في سنة عثمان وعشرين وستمائة. وكان دينا خيرا، أبيض الرأس واللّحية، أبيض اللّون بحُمرة، منوَّر الوجه، رقيق المحاسن، جميل الصورة، حَسَن الأخلاق، دائم البِشْر، مُحِبًّا للحديث وأهله، مليح الإصغاء، صحيح الحواس، كثير التّودُّد.
له بستان بغربيل يقوم بكفايته.
وقد روى الكثير فِي أواخر عُمره. قرأت عليه كتاب «المبهج» فِي القراءات، وكتاب «السبعة» لابن مجاهد، وكتاب «الكفاية» فِي القراءات السّت عن الكنديّ. وخرجت له «مشيخة» صغيرة. وخرَّج له أبو عَمْرو المقاتليّ.
«مشيخة» بالسّماع والإجازة. وأكثرنا عَنْهُ.
وسمع منه خلْق منهم: المِزّيّ، وولده، والبِرْزاليّ، وابن سامة، والشيخ علي المَوْصِليّ، والنّابلسي سِبْط الزين خَالِد، وأبو بَكْر الرحبيّ، وأبو الفَرَج عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارثيّ، والشمس السرّاج سِبْط ابن الحُلوانيّة، ومحمد بْن البدر بْن القواس، (وشهاب الدِّين ابن عُدَيسة، ومحمد بْن الشَّيْخ مُحَمَّد الكنْجيّ، وابن تيمية وأخوه، وصدر الدِّين ابن الوكيل، وولده مُحَمَّد وشمس الدِّين مُحَمَّد بْن اللبان، والزين عُمَر الغزاويّ، وبدر الدِّين ابن غانم، ومحبّ

(52/357)


الدِّين عَبْد اللَّه بْن المحبّ، وأخوه مُحَمَّد، وبهاء الدِّين يُوسُف بْن جُملة، وابن المهندس، وولده عَبْد اللَّه، والأمين عَبْد اللَّه الرّهاويّ الكُرَيديّ، وبرهان الدِّين إِبْرَاهِيم الزُّرَعيّ الحنبليّ، وأبو بكر ابن الشيخ محمد بن قوم، وعماد الدِّين ابن الزَّمْلَكانيّ، وعمّه علاء الدِّين. وعمر ابن شيخ السلاميّة، وابن عمّته أَحْمَد بْن علي الحصنيّ، ومحمد بْن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البيانيّ، وبنو شمس الدِّين ابن الفخر الأربعة، ومحيي الدين المقريزيّ، ومحمد بن عَبْد الغالب الماكسينيّ، والصفيّ عَبْد الكريم بْن المخلص، وابن خالي إِسْمَاعِيل، وخالته فَاطِمَة، وبنتها ستّ المُنَى) [1] .
تُوُفّي فِي ثاني ذي القعدة بدمشق بمنزله بدرب محرز، ودُفِن بسفح قاسيون رحمه اللَّه.
532- عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أبي الفتوح.
عماد الدِّين، أبو هاشم بْن البُنْدار العباسيّ، الجوهريّ، البغداديّ.
سمع من: ابن سقيرة، وأبي مَنْصُور ابن الهنيّ.
أخذ عَنْهُ: ابن سامة، وأبو الْعَبَّاس بْن الكازرونيّ.
وقال البِرْزاليّ: أجاز لنا سنة سبْعٍ وتسعين.
وُلِدَ سنة عشرين وستمائة.
- حرف الفاء-
533- فصيح الدِّين الماردينيّ.
الحَنَفِيّ، مدرس الشبلية.
اشتغل بحلب وبالروم مدة طويلة. ودرس وأفتى، ووليّ القضاء ببعض الروم. ثُمَّ قَدِمَ دمشق وقد شاخ، فبقي مُدَيدة، ودرس بالسّلمية. وتُوُفيّ سلْخ جُمَادَى الأولى ودُفِن بالجبل اسمه أحمد.
__________
[1] ما بين القوسين ضرب عليها بخط في الأصل.

(52/358)


534- فَاطِمَة بِنْت حُسَيْن [1] بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الآمِديّ، المؤذن.
أمّ مُحَمَّد. وأمّها خديجة بنت الزين أحمد بن عبد الدائم. وهي زَوْجَة الزَّاهد الشَّيْخ علي الملقن. امْرَأَة صالحة عابدة، مُبتلاة بالزّمانة.
روت «صحيح الْبُخَارِيّ» عن ابن الزَّبِيديّ.
وروت عن الفخر الإربليّ، وغيره.
تُوُفّيَتْ فِي المُحَرَّم. سَمِعت منها.
- حرف القاف-
535- قرارسلان [2] .
الأمير الكبير، بهاء الدِّين المَنْصُورِيّ، السيفيّ.
من المقدمين الكبار بدمشق. وكان مليح الصورة، تام الخلقة، سمينا، شجاعا. لما هرب قبجق إلى التَّتَار تكلَّم هُوَ فِي الأمور وأمر ونهى. وقد حجّ بالناس من قريب.
تُوُفّي فِي مُستهلّ جُمَادَى الأولى، ودُفِن بتُربةٍ له بمقابر باب توما.
- حرف الكاف-
536- كرجي [3] .
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت حسين) في: المقتفي 1/ ورقة 277 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 326، 427 رقم 624، وبرنامج الوادي آشي 173، وأعلام النساء 4/ 43.
[2] انظر عن (قرارسلان) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 446 رقم 253، والسلوك ج 1 ق 3/ 881، وعقد الجمان (3) 487، وزبدة الفكرة (المطبوع) 9/ 317، والدليل الشافي 2/ 536 رقم 7839، والوافي بالوفيات 24/ 211 رقم 225، والدرّة الزكية 383، والمقتفي 1/ ورقة 280 أ، ب، وأعيان العصر 4/ 87 رقم 1366، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 295.
[3] انظر عن (كرجي) في: زبدة الفكرة 9/ 325، والتحفة الملوكية 153، 154، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 117، وتاريخ سلاطين المماليك 51، 52، ونهاية الأرب 31/ 365-

(52/359)


الأمير سيف الدِّين الَّذِي قتل الملك المنصور حُسام الدِّين.
شجاع جريء، قويّ البطْش، ظالم النّفس. قتلوه يوم قتلوا طُغجيّ، وطيف برأسه فِي القاهرة فِي منتصف ربيع الآخر.
- حرف الميم-
537- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن محمود بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
الرئيس الفاضل، زين الدِّين، أَبُو عَبْد اللَّه العُقَيْليّ، القلانِسيّ، الدمشقيّ، الكاتب.
قرأ القرآن على السَّخاويّ، وعرض عليه القصيد. وسمع منه ومن:
عتيق السلمانيّ، ومكي بْن علان.
وكان شيخا متميزا، متواضعا، كاتبا، متصرفا. فِيهِ دين وخير. وكان صديقا لشيخنا الفاضليّ من الصِّغَر.
وُلِدَ فِي ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة. وكان إمام مسجد.
سَمِعت منه «الشاطبية» بقراءة ابن غدير. وقرأ لنا عليه البِرْزاليّ أربعة أجزاء.
وهو والد الشَّيْخ جلال الدِّين نزيل القاهرة، وابنه الآخر ناظر خزانة دمشق.
__________
[ () ] 367- والمختصر في أخبار البشر 4/ 40، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 430- 432، والمختار من تاريخ ابن الجزري 394، 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23، 269، والسلوك ج 1 ق 3/ 868، والمواعظ والاعتبار 2/ 397، والنفحة المسكية 104، 105 رقم 37، وعقد الجمان (3) 441- 445، والنجوم الزاهرة 8/ 183، والدليل الشافي 2/ 556 رقم 1905، وشذرات الذهب 5/ 440، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والوافي بالوفيات 24/ 333، رقم 357، ودرة الأسلاك 1/ رقم 148، وأعيان العصر 4/ 157 رقم 1400.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 447 رقم 255، والوافي بالوفيات 2/ 141 رقم 495، وعيون التواريخ 23/ 274، وعقد الجمان (3) 477، ودرة الحجال 2/ 263 رقم 755، والمقتفي 1/ ورقة 281 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 472، رقم 693، وغاية النهاية 2/ 94، والدرر الكامنة 3/ 454، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 295، 296.

(52/360)


قال عزَّ الدِّين ابن القلانسيّ الصّغير: تُوُفّي فِي تاسع جُمَادَى الأولى.
538- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الشَّيْخ أبي عُمَر المَقْدِسيّ.
خطيب الجبل، سَعْد الدِّين، ولدَ القاضي نجم الدِّين ابن الشَّيْخ.
شاب ذكيّ، سريع الحِفظ، من أبناء العشرين. خطب مدة، وتُوُفيّ فِي ذي الحجة، فولي الخطابة بعده أخوه.
539- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نَصْر.
الإِمَام، العَلامَة، حُجّة العرب، بهاء الدِّين، أَبُو عَبْد اللَّه بْن النّحاس الحَلَبِيّ، النَّحْويّ. شيخ العربية بالدّيار المصرية. ولد في سلخ جمادى الآخرة سنة سبْعٍ وعشرين وستمائة بحلب.
وسمع من: ابن اللَّتّيّ، والموفق يعيش النَّحْويّ، وأبي القَاسِم بْن رواحة، وأبي الحَجَّاج بْن خليل، ووالده.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 457 رقم 268، والمقتفي 1/ ورقة 288 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 303.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 143، رقم 231، ونهاية الأرب 31/ 380، والمقتفي وتاريخ حوادث الزمان 1/ 448- 450 رقم 256، والوافي بالوفيات 2/ 11- 15، رقم 265، وفوات الوفيات 3/ 294- 297 رقم 429، وعيون التواريخ 23/ 275- 277، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 129، وعقد الجمان (3) 478، 479.
ودرّة الحجال 2/ 261 رقم 751، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 265، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 200، وغاية النهاية 2/ 46، وبغية الوعاة 1/ 13، 14 رقم 17، والبدر السافر 69، وشذرات الذهب 5/ 442، وتذكرة النبيه 1/ 217، 218، والسلوك ج 1 ق 3/ 881، وأعيان العصر 4/ 194- 201 رقم 1427، وكشف الظنون 1344، وهدية العارفين 2/ 139، والأعلام 5/ 297، ومعجم المؤلفين 8/ 219، وديوان الإسلام 4/ 343 رقم 2133، والدليل الشافي 2/ 579، 580 رقم 1990، ومرآة الجنان 4/ 229، ودول الإسلام 2/ 153، والعبر 5/ 389، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والنجوم الزاهرة 8/ 183، وذيل التقييد 1/ 94 رقم 104، والمعين في طبقات المحدثين 222، والمقتفي الكبير 5/ 51 رقم 1578.
وقد وقع مني خطأ عند تحقيق كتاب «تاريخ حوادث الزمان» 1/ 448 رقم 256، فقلت إن مصادره مذكورة في ترجمته في أول وفيات سنة 696 هـ. ص 344 رقم 189، والصواب أن صاحب الترجمة أعلاه هو غير المتوفى سنة 695 وذكر في أول سنة 696 هـ. فليصحح.

(52/361)


وقرأ القرآن على أَبِي عَبْد اللَّه الفاسي. وأخذ العربية عن جمال الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرون. ودخل الدّيار المصرية لمّا خربت حلب. وقرأ القراءات على الكمال الضريرة وأخذ عن بقايا شيوخها. ثُمَّ جلس للإفادة، وتخرَّج به أئمة وفُضلاء فِي الأدب.
وكان من أذكياء بني آدم، وله خبرة بالمنطق وإقليدس. وهو مشهور بالدّين والصّدق والعدالة، مع اطّراح التكلُّف، وترْك التَجمُّل، وصِغر العمامة.
وقد رَأَيْته يمشي باللّيل فِي قَصَبة القاهرة بقميص وعلى رأسه طاقية فقط.
وكان حَسَن الأخلاق، مُحبَّبًا إلى تلامذته. فِيهِ ظُرْف النُّحاة وانبساطهم. وكان له صورة كبيرة. وكان بعض القُضاة إذا انفرد بشهادة حكموه فيها وُثُوقًا بدينه.
وكان يتحدث فِي تعليمه وخطابه بلُغة عامّة الحلبيين، لا يتقعر فِي عبارته.
وكان معروفا بحلّ المشكلات والمعضِلات، واقتنى كُتُبًا نفيسة كثيرة. وأظنه لم يتزوَّج قَطّ.
قال عَلَمُ الدِّين البِرْزاليّ: كان له أوراد من العبادة، وله تصدير بمصر والقاهرة.
قلت: قرأت عليه «جزء بيبى» وتُوُفيّ فِي سابع جُمَادَى الأولى، وشيّعه الخلق إلى القرافة الصُّغرى، ودُفِن عند والدته، وصلّوا عليه بدمشق صلاة الغائب. وقال الحافظ عَبْد الكريم فِي «تاريخه» : كان شيخ النُّحاة فِي وقته، وله مشاركة فِي العلوم.
وكان كثير التلاوة للقرآن، كثير الذِّكر والصلاة. ثقة، حُجّة، ديِّنًا، صالحا، سريع الدّمعة، متوددا، يسعى فِي مصالح النّاس. صحِبتُه مدّة، وعرضتُ عليه «ألْفِيَة ابن مالك» . وسمعت عليه «ديوان المتنبي» ، بسماعه من الشَّرف الإربليّ، عن الكِنْديّ.
540- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: معجم شيوخ الذهبي 455 رقم 662، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 296- 299.

(52/362)


أبو الفتح ابن المحدّث برهان الدِّين ابن الشوا [1] الْقُرَشِيّ.
سمّعه أَبُوهُ من عثمان ابن خطيب القرافة حضورا.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وجماعة.
وكان من جملة الشهود. روى لنا حديثين.
ومات فِي شوّال.
541- مُحَمَّد بْن سالم [2] .
القاضي مجاهد الدِّين الشافعيّ، الفقيه. وُلّي قضاء بُصْرَى وقضاء أذرعات. ومات بدمشق فِي ثاني عَشْر جُمَادَى الأولى.
542- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [3] بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن.
العَلامَة، الزَّاهد، الورع، جمال الدِّين أَبُو عَبْد اللَّه البلْخيّ الأصل، المَقْدِسيّ الحَنَفِيّ المفسر المعروف بابن النّقيب. أحد الأئمة.
ولد سنة إحدى عشرة. ودخل القاهرة ودرس بالعاشورية، ثُمَّ تركها وأقام بالجامع الأزهر مدة. وكان صالحا، زاهدا، عابدا، متواضعا. عديم التكّلُّف.
أنَّكَر على الشُّجاعيّ، مرة إنكارا تامّا بحيث هابه وطلب رضاه. وكان
__________
[1] في المعجم: «ابن النشو» .
[2] انظر عن (محمد بن سالم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 296.
[3] انظر عن (محمد بن سليمان) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 205 ب، (والمطبوع 9/ 329) ، وفيه: «جمال الدين محمد بن حسن بن النقيب» ، ومعجم شيوخ الذهبي 498، 499 رقم 735، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 458 رقم 270، والبداية والنهاية 14/ 4، والعبر 5/ 389، وأعيان العصر 4/ 453، 454 رقم 1579، والوافي بالوفيات 3/ 136، وفوات الوفيات 2/ 430 رقم 415، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 144، والسلوك ج 1 ق 3/ 881، ودول الإسلام 2/ 201، 202، وعقد الجمان (3) 473، 474، وشذرات الذهب 5/ 442، والدليل الشافي 2/ 625 رقم 2150، والمعين في طبقات المحدّثين 223/ رقم 2307، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والمقفى الكبير 5/ 689 رقم 2298، وتذكرة النبيه 1/ 215، والمقتفي 1/ ورقة 277 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 303.

(52/363)


الكبار يتردّدون إلى زيارته ويطلبون دعاءه. وقد صرف همَّته أكثر دهره إلى التّفسير، وصنف فِيهِ كتابا حافلا [1] ، جمع فِيهِ خمسين مصنفا. وذكر أسباب النزول، والقراءات، والإعراب، واللغات، والحقائق، وعِلم الباطن على ما بلغني، ولم أره بعد، وقيل لي إنّه فِي خمسين مجلدة [2] . وما أحسبه بيضه.
وكان الرجل موصوفا بكثرة النَّقل وسعة الدّائرة.
سَمِعت منه من حديث علي بْن حرب قال: أنبا يُوسُف بْن المخيليّ.
وسمع منه: البِرْزاليّ، وابن سامة.
ثُمَّ خرج بعدي من القاهرة، وقدِم إلى القدس فتُوُفّي به فِي المُحَرَّم عن سبْعٍ وثمانين سنة.
543- مُحَمَّد بْن الشجاع بْن حسان.
شمس الدِّين الجريريّ، التّاجر بالخواصين.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى عن نحو ثمانين سنة أو أكثر. وخلَّف ثروة وأملاكا.
544- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [3] بْن مَسْعُود بْن مُحَمَّد.
الرئيس شمس الدِّين، الأجلّ، جمال الدِّين اليزديّ، الكاتب.
تُوُفّي ببيروت، وحُمِل فِي تابوت فدُفن بقاسيون فِي ذي الحجّة.
لم يتكهل، وكان يشهد على القُضاة، ويخدم فِي الجهات.
545- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم [4] بْن إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه.
القاضي كمال الدِّين، ولدَ قاضي حماة نجم الدين ابن البارزيّ، الحمويّ.
__________
[1] هو بعنوان «التحبير والتحرير في أقوام علماء التفسير» . (زبدة الفكرة) .
[2] في الهامش: «صوابه أنه في تسعة وتسعين مجلدة» .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: المقتفي 1/ ورقة 286 ب.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في: المقتفي 1/ ورقة 283 أ، وأعيان العصر 4/ 505 رقم 1614، والوافي بالوفيات 3/ 248، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 299.

(52/364)


فقيه، إمام، مدرس، متزهد.
وُلِدَ سنة إحدى وأربعين وستمائة. وسمع حضورا من جَدّه، ومن صفية الْقُرَشِيّة. وحدَّث.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
546- مُحَمَّد بْن عُمَر [1] بْن أبي بَكْر.
البانياسيّ، شابٌّ، ذكيّ، متيقظ، قرأ القراءات وبرع فيها. وقرأ الفقه والعربية. وله شِعر جيد وإفادات فِي القراءات.
ومات صغيرا لم يبلغ العشرين أو بلغها، لكنّه لم تطلع لحيته.
وسمع معي، وكان عاقلا هادئ الطبقة. نزل فقيها بالظاهرية وغيره.
ومات فِي ربيع الْأَوَّل.
547- مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عُمَر.
التّاجر تقيّ الدِّين ابن ال ( ... ) [2] البغداديّ.
سمع من: ابن روزبه وابن القُبِّيطيّ.
أخذ عَنْهُ: الفَرَضيّ، وابن سامة.
وكان ثقة مَهِيبًا. تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
548- مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن حواري.
الإِمَام شمس الدِّين ابن الخشّاب، صهر القاضي حسام الدِّين الحَنَفِيّ.
مدرس مدرسة القصّاعين. وقد درس قبلها بالشّبلية.
تُوُفّي فِي سلْخ ربيع الأول.
549- مُحَمَّد بْن محمود [3] بْن عَبْد اللّطيف بْن مُحَمَّد بْن سِما.
شمس الدِّين ابن فخر الدين السّلميّ، الدمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي 1/ ورقة 278 ب.
[2] كلمة مطموسة في الأصل.
[3] انظر عن (محمد بن محمود) في: المقتفي 1/ ورقة 282 ب، 283 أ.

(52/365)


روى عن والده. وأجاز له الفتح بْن عبد السّلام، وجماعة ومحمود بن مندةأ وتوفي في جمادى الآخرة. وكان ضعيفا فِي الشهادة.
عاش ستا وسبعين سنة. وكان من شهود القيامة.
550- المبارز [1] .
واسمه عَبْد اللَّه بْن الظّهير بْن سُنْقُر الحَلَبِيّ، الفقيه الحريريّ.
كان من أولاد الأمراء، وأنفق أموالا كثيرة، وتَفَقَّه.
تُوُفّي فِي صَفَر بدمشق.
551- مجد الدين الْجَزَريّ [2] .
الفقيه، النَّحْويّ، الصُّوفيّ، واسمه عَبْد الرحيم بْن أبي بَكْر.
كان من كبار النُّحاة، وله حلقة إشغال، وفيه عِشرة وانطباع، فابتُلي بحُبّ شابّ، وقويت عليه السّوداء، وفسدت مخيلته، فأغلق عليه الخانقاه الشهابية، وطلع إلى السِّطح فألقى نفسه إلى الطريق فمات. نسأل اللَّه العافية.
وذلك فِي يوم الجمعة وقت الصّلاة.
555- محمود بْن مُحَمَّد [3] بْن القاضي شَرَف الدِّين أبي طَالِب عَبْد اللَّه ابن زين القضاة عبد الرحمن بن سلطان ابن القاضي زكيّ الدِّين يحيى بْن علي بْن عبد العزيز.
العَدْل، شهاب الدِّين، الْقُرَشِيّ، الزَّكَويّ، الدمشقيّ، الشاهد، الصوفيّ بخانقاه خاتون.
__________
[1] انظر عن (المبارز) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 445 رقم 249، والمقتفي 1/ ورقة 278 أ.
[2] انظر عن (مجد الدين الجزري) في: بغية الوعاة 2/ 91 رقم 1517.
[3] انظر عن (محمود بن محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 283 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 611 رقم 911.

(52/366)


ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وروى لنا عن ابن اللَّتّيّ. وكان ساكنا منقبضا عن النّاس، من شهود تحت السّاعات.
تُوُفّي فِي السادس والعشرين من رجب.
553- محيي الدِّين ابن المَوْصِليّ.
واسمه يحيى بْن عُمَر. صدر كبير، متميز، من أصحاب البغلات.
وُلّي نظر صفد، ونظر البرّ، ونظر الجامع.
وسمع مع أولاده من ابن عبد الدّائم. وهو عم المولى أمين الدين محفوظ.
تُوُفّي فِي منتصف شوال.
554- محيي الدِّين مُحَمَّد بْن عماد الدِّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ محيي الدِّين ابْن العربيّ.
مدرس مقصورة الخضِر، التي تُعرَف بحلقة ابن صاحب حمص. وزوج بِنْت القاضي بهاء الدِّين ابن الزّكيّ.
تُوُفّي بطرابُلُس. وكان ذهب إليها متفرّجا فجاء خبره فِي ذي القعدة.
555- الملك المظفَّر [1] تقيُّ الدِّين محمود بْن الملك المنصور مُحَمَّد بْن المظفَّر محمود بْن المنصور مُحَمَّد بْن تقيُّ الدِّين عُمَر بْن شاهنشاه بْن أيّوب.
__________
[1] انظر عن (الملك المظفر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 136 رقم 215، ونهاية الأرب 31/ 379، والدرّ الفاخر 7، والمقتفي 1/ ورقة 287 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 41، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 455 رقم 262، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والعبر 5/ 389، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ودول الإسلام 2/ 202، وتاريخ ابن الوردي 2/ 246، ومرآة الجنان 4/ 229، وتذكرة النبيه 1/ 214، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 142، ومآثر الإنافة 2/ 83، والسلوك ج 1 ق 3/ 881، والبداية والنهاية 14/ 5، وعقد الجمان (3) 489، والنجوم الزاهرة 8/ 189، ومنتخب الزمان 2/ 374، وتاريخ ابن سباط 1/ 519، وشفاء القلوب 453، وترويج القلوب 55، والدليل الشافي 2/ 728 رقم 2486، ومنتخب الزمان 2/ 374، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 302.

(52/367)


صاحب حماة، وابن ملوكها. وُلّي سلطنة حماة بعد والده بعهدٍ من السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون، فبقي بها خمس عشرة سنة.
وكان شابّا مقارب السيرة، محبَّبًا إلى الرّعيَّة، قليل الأذية، حَسَن الطويّة.
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة، ودُفِن عند آبائه بحماة، فأعطيت حماة لقراسنقر المنصوريّ. ثم بعد السبعمائة تحول إلى نيابة حلب، وأعطيت حماة للعادل زين الدِّين كَتْبُغا، فلم تطُلْ مدّته، وتُوُفيّ، فناب بها قبجق المَنْصُورِيّ.
556- المعيني [1] .
هُوَ الأمير جمال الدِّين أقوش نائب البيرة.
وُلّي البيرة من نحو أربعين سنة. وكان خَيّرًا، عاقلا، حازما، قد ضبط الثغر وعرف أحواله.
تُوُفّي في أواخر السنة.
557- منكوتمر [2] .
الأمير سيف الدِّين الحساميّ، التُّركيّ، نائب السَّلْطَنَة قُتِل صبرا فِي بُكرة الجمعة حادي عَشْر ربيع الآخر. وكان قد أسرف فِي استئصال كبار الأمراء، وجهل وغرّته السلامة، فدُهي من حيث لا يحتسب.
وكان شابا لم يتكهل. وله مدرسة بالقاهرة. قتلوه بعد سلطانه.
558- مُوسَى بن سنجر [3] .
__________
[1] انظر عن (المعيني) في: أعيان العصر 1/ 575 رقم 310، والدرر الكامنة 1/ 400، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 3- 3 وفيه: «المغيثي» .
[2] انظر عن (منكوتمر) في: العبر 5/ 390، والإعلام بوفيات الأعلام 292، والنجوم الزاهرة 8/ 100- 103، والدليل الشافي 2/ 746 رقم 2546، وشذرات الذهب 5/ 440، وأعيان العصر 5/ 455، 456 رقم 1880، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 399.
[3] انظر عن (موسى بن سنجر) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 456 رقم 265، والمقتفي 1/ ورقة 287 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 621 رقم 928.

(52/368)


الأمير جمال الدِّين، أَبُو مُحَمَّد بْن الأمير الكبير، علم الدين الدّواداريّ، الصّالحيّ.
روى عن: ابن علاق، والنّجيب عَبْد اللّطيف.
وولد بالقاهرة، ونشأ بها. وقرأ لنا عليه البِرْزاليّ جزءا.
تُوُفّي فِي رابع عشر ذي الحجّة، وفجع به أبوه.
- حرف النون-
559- النظام ابن الحصيريّ [1] .
هُوَ القاضي أبو الْعَبَّاس، ابْن العَلامَة جمال الدِّين محمود بْن أَحْمَد الْبُخَارِيّ، الحصيريّ، الحَنَفِيّ.
وُلّي تدريس النورية مدة، وأفتى، وولي نيابة الحكم مدة.
وكان ذكيا فاضلا، طلْق العبارة، من فُضلاء الحنفية.
تُوُفّي فِي ثامن المُحَرَّم. ودُفِن يَوْمَ الجمعة بمقابر الصوفيّة عند والده.
- حرف اللام ألف-
560- لاجين [2] .
__________
[1] انظر عن (النظام بن الحصيري) في: العبر 5/ 387، والوافي بالوفيات 8/ 165، وأعيان العصر 1/ 387 رقم 202، والبداية والنهاية 14/ 4، والمنهل الصافي 2/ 210، وعقد الجمان (3) 473، وشذرات الذهب 5/ 440.
[2] انظر عن (لاجين السلطان) في: الدرة الزكية 378، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 200 ب- 202 أ (المطبوع 9/ 323، 324) ، والتحفة الملوكية 153، والحوادث الجامعة 499 (236) ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 132 رقم 210، ونهاية الأرب 31/ 357، ونزهة المالك، ورقة 117، وتاريخ سلاطين المماليك 50، 51، والمختصر في أخبار البشر 4/ 39، 40، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 428- 430 و 446 رقم 252، والمختار من تاريخ ابن الجزري 393، ودول الإسلام 2/ 201، والعبر 5/ 389، 390، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والإعلام بوفيات الأعلام 292، وتاريخ ابن الوردي 2/ 245، 246، ومرآة الجنان 4/ 229، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 267، 268، وتذكرة النبيه 1/ 212، والجوهر الثمين 2/ 125، والنفحة المسكية 102- 104، ومآثر الإنافة 2/ 125، والسلوك ج 1 ق 3/ 857 و 865، وعقد الجمان (3) 421- 436، والنجوم

(52/369)


السّلطان، الملك المنصور، حسام الدِّين المَنْصُورِيّ، السَّيفيّ.
أمره أستاذه عند ما تملك، ثُمَّ بعثه نائبا على قلعة دمشق، فَلَمّا تسلطن بدمشق سُنْقُر الأشقر ودخل القلعة قبض عليه، فلما انكسر سنقر أخرجه لأمير عَلَمُ الدِّين الحَلَبِيّ، ثُمَّ رتبه فِي نيابة السَّلْطَنَة بمقتضى مرسوم سلطانيّ. ودخل فِي خدمته إلى دار السّعادة. وو تقرر فِي نيابة دمشق، فعملها إحدى عشرة سنة، ثُمَّ عزله الملك الأشرف بالشُّجاعيّ.
وكان جيد السيرة، مُحبَّبًا إلى الدمشقيّين، فِيهِ عقل زائد وسكون، وشجاعة مشهورة، وديانة وإسلام.
وكان شابّا لما وُلّي دمشق، أشقر، فِي لحيته طول يسير وخفّة، ووجهه رقيق مُعْرِق، وعليه هيبة. وهو تام القامة أو دون ذَلِكَ، وفي قدّه رشاقة.
وقد جرت له فصول وأمور، وخُنِق بين يدي الملك الأشرف، ثُمَّ خُلّي فإذا فِيهِ روح. ثُمَّ ثابت إليه نفسه بعد الإياس فرق له السّلطان وأطلقه، وأحسن إليه وردّه إلى رُتبته.
وقد ذكرنا من أخباره فِي دولة الأشرف.
وقيل إنه إنما قام على الأشرف وشارك في قتله لكونه تحرَّش بأهله بِنْت طقصو، فعزّ ذَلِكَ على لاجين. ولما قتل السلطان هُوَ وبيدرا ساق عند ما قتِل بَيْدَرا واختفى، وتنقل فِي بيوتٍ، وقاسي جوعا وخوفا. ثُمَّ أجاره كَتْبُغا وأحسن إليه، ودخل به إلى السلطان الملك الناصر وقرّر معه أن يُحسن إليه ويخلع عليه، ففعل ذَلِكَ، السّلطان وحلُم عَنْهُ، وأعطاه خبزا، فَلَمّا تملك كَتْبُغا جعله نائب سلطنته، وقدّمه على جيوشه، فتجازاه بأن وثب عليه، وقتل غلاميه
__________
[ () ] الزاهرة 8/ 98- 109، وتاريخ ابن سباط 1/ 517، 518، وتاريخ الأزمنة 277، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 398- 401، وشذرات الذهب 5/ 440، وأخبار الدول 201، والدليل الشافي 2/ 566 رقم 1940، وتاريخ الخلفاء 481، ومنتخب الزمان 2/ 373، وأعيان العصر 4/ 165- 176 رقم 1412، وتحفة ذوي الألباب 2/ 181، وإعلام الورى 8، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 294، 295.

(52/370)


وعضُديه وفارسيه بتخاص والأزرق، ثُمَّ تغافل عَنْهُ لِما له من الأيادي البليغة، وهرب كَتْبُغا على فرس النَّوبة، فِي خمسة مماليك، والتجأ إلى دمشق، وزال مُلكه. واستاق لاجين الخزائن والعساكر بين يديه، وساق تحت العصائب، وما دخل غزّة إلّا وهو سلطان، وأطاعته الأمراء.
ولم يختلف فيه اثنان، ولا انتطح فيها عنزان، وزُيّنت له الإقليمان.
وتملك فِي أول صَفَر، وجلس على سرير المُلك بمصر فِي يوم الجمعة عاشر صَفَر سنة ستٍّ وتسعين، وبعث على نيابة دمشق قبجق خُشداشه، وجعل نائبة للدّيار المصرية قراسُنْقُر إلى أن تمكن وقبض عليه فِي ذي القعدة، وأقام في نيابة الملك مملوكه منكودُمر، فشرع يُحسّن له القبض على الأمراء لِيصْفى الوقت له، وهو لا يكاد يخالفه، فأمسك البَيْسريّ، وقراسُنْقُر المَنْصُورِيّ، وعزّ الدِّين أيْبك الحَمَويّ، وسقى جماعة. وبسبب ذَلِكَ هرب قبجق، وبكتمر، وألبكي، وبُزلار إلى التَّتَار. ولم يخرج إلى الشَّام مدة مُلكه، وبقي فِي الآخر يقلِّل من الركوب ويتخوف من الأمراء. ولما كان يوم الخميس عاشر ربيع الآخر ركب فِي موكبه وهو صائم، فَلَمّا كان بعد عشاء الآخرة قُتِل. عمل عليه جماعة من الأشرفيّة خوفا منه وأخْذًا بثأر أستاذهم، فقرأت بخطّ ابن أبي الفتح قال: نقلت من خطّ القاضي حُسام الدِّين الحَنَفِيّ، قُتِل السّلطان الشهيد حُسام الدِّين أبو الفتح لاجين الملك المنصور في آخر السّاعة الثالثة من ليلة الجمعة الثاني عشر من جمادى الآخرة فِي قلعة القاهرة، قتله سبعة أنفُس على غِرّة منه، لأنّه كان مُنكَبًّا على اللعب بالشطرنج، وما عنده إلا أَنَا، وعبد اللَّه الأمير، وبريد البدويّ، وإمامه مجير الدين ابن العسّال، ولما نظرت رأيت ستة سبعة سيوف تنزل عليه.
قلت: بلغني أن الَّذِي ضربه أولا على كتِفه بالسَيف الأمير سيف الدِّين كُرْجي مقدَّم البُرجيّة، ثُمَّ أسرع كُرْجي وطُغجي فِي الحال إلى دار منكوتمر، فدقوا عليه الباب وقالوا: السّلطان يطلبك. فنكرهم وخاف وقال: قتلتموه قال كُرْجي: نعم يا مأبون، وجئنا نقتلك، فاستجار بطُغْجي، فأجاره وحلف

(52/371)


له، فذهبوا به إلى الْجُبّ فأنزلوه. فقيل إنَّ عزَّ الدِّين الحَمَويّ والأعسر وغيرها شتموه فِي الجبّ لأنَّه كان سبب حبْسهم. ثُمَّ مضى طُغْجي إلى داره، فاغتنم كُرْجي غيبته، وجاء فِي جماعةٍ، فأخرجوا منكوتمر بصورة أنهم يقيّدونه، فذبحوه ونهبوا داره، واتفقوا فِي الحال على أن يعيدوا إلى السَّلْطَنَة المولى الملك النّاصر، وأن يكون سيف الدِّين طُغْجي نائبة. وحلفوا له على ذَلِكَ. ثُمَّ أصبحوا يحلّفون الأمراء، وأرسلوا سلار، وهو يومئذٍ أمير صغير، لإحضار الملك الناصر من الكَرَك. ثُمَّ عمل طُغْجي نيابة السَّلْطَنَة من الغد، وركب فِي الموكب، ومَدّ السماط كأنهم ما عملوا شيئا. ووصل الأمير بدر الدِّين بكتاش الفخريِ أمير سلاح من غزوته من الشَّام، فبلغه الأمر ببلبيس، فانزعج لذلك، وساق إليه جماعة أمراء وعرفوه أنّ الّذي جرى لم يكن بأمرهم. فاتفقوا على قتل طُغْجي وكُرْجي، فقتلا يوم الثلاثاء الآتي. وذلك أنّ أمير سلاح لما دخل خرج لتلقيه طُغْجي وسلم عليه، وبكى شيئا.
ثُمَّ قال أمير سلاح: كان لنا عادة من السّلطان إذا قدِمْنا يتلقّانا، وما أعلم ذنبي.
فقال: ما عرفتَ ما جرى؟ قُتِل السّلطان.
قال: من الّذي قتله؟
فقال أمير: قتله كُرْجي وطُغجي.
فأظهر الإنكار وقال: كلّ ما قام للإسلام ملك تقتلونه، تأخَّر عني. ثُمَّ ساق عَنْهُ فأحس طُغْجي بالأمر وخاف، وهمز فرسه وساق، فانقضّ عليه أميرٌ فمسكه بدَبُوقته وقتله هُوَ وأميرٌ آخر، وقُتِل مع طُغْجي ثلاثة. ثُمَّ ساق الموكب إلى تحت القلعة، وكان كُرجي بها يحفظها، فأُعلم بما جرى، فألبس البُرجيّة السلاح، وركب فِي أكثر من ألف فارس، فركبت الأمراء والحلقة، وأكثر الجيش فِي خدمة أمير سلاح، وبقوا إلى الرابعة، ثُمَّ حملوا على البُرجيَّة فهزموهم.
وقيل: إنّ كرجي حمل وساق معتقدا أن أصحابه يحملونه معه، فتخلّوا

(52/372)


عَنْهُ، وجاء فارس فضربه حلّ كتِفه، وقتلوا معه نُغية الكرمونيّ، السّلَحدار، وقُتل يومئذ جماعة، وطلبوا السلطان من الكَرَك، وبقي يعلم على الكُتُب ثمانية أمراء: سلّار، والشاشنكير، وبكتَمُر أمير جَنْدار، وجمال الدِّين أقوش الأفرم، والحسام أستاذ دار، وكُرْت، وأَيْبَك الخَزْنَدَار، والأمير عَبْد اللَّه، فعلموا ثمان علائم على كُتُب بطيبة قلبٍ قبْجَق وبكتمر السّلَحْدار، بناء منهم على أنَهم بحمص، ولم يعرفوا برواحهم إلى التَّتَار.
وقُتِل السلطان حسام الدِّين وهو فيما أرى فِي عشْر الخمسين أو جاوزها بيسير.
- حرف الياء-
561- ياقوت المستعصمي [1] .
المجود، صاحب الخطّ المنسوب. روميّ الجنس، نشأ بدار الخلافة، وأحبّ الكتابة والأدب. فَلَمّا أُخِذت بغداد سلِم، وحصل خطوطا منسوبة لابن البوّاب وغيره. وكان يعرفها بخزانة كُتُب الخلفاء. فجود عليها، وعني بذلك عناية لا مزيد عليها، وقويت يده، وركبت أسلوبا غريبا فِي غاية القوة. وصار إماما يُقتدى به. وكان رئيسا وافر الحُرْمة ببغداد، كثير التّجمُّل والحشمة.
كتب عليه أولاد الأكابر. وكتب بخطّه الكثير. وله شِعر جيد. وقد كتب على الزّكيّ عَبْد اللَّه بْن حبيب، وصفيّ الدِّين عَبْد المؤمن صاحب الموسيقى.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن سامة الحافظ، وعَلَم الدِّين سنجر الكاتب الياقوتيّ، فمنه:
__________
[1] انظر عن (ياقوت المستعصمي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 175 رقم 291، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 458، 459 رقم 271، والحوادث الجامعة 236، 237، والمقتفي 1/ ورقة 289 أ، والعبر 5/ 390، ودول الإسلام 2/ 202، والبداية والنهاية 14/ 6، وفوات الوفيات 4/ 263 رقم 567، وتذكرة النبيه 1/ 219، ومنتخب الزمان 2/ 374، وعقد الجمان (3) 479- 481، والنجوم الزاهرة 8/ 187، والدليل الشافي 2/ 773 رقم 2616، وشذرات الذهب 5/ 443، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 145، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 303، 304.

(52/373)


صدقتم فِيّ الوُشاة وقد مضى ... فِي حبكم عُمري وفي تكذيبها
وزعمتم أني مللتُ [1] حديثكم ... مَن ذا يملّ من الحياة وطيبها
[2] وله:
تُجدّد الشمسُ شوقي كلما طلعتْ ... إلى مُحيّاكِ يا سمعي ويا بَصَري [3]
وأسهر اللّيل ذا أنس بوحشته ... إذْ طِيب ذِكرك فِي ظلماته سَمَري
وكلّ يوم مضى لا أراك به ... فلست محتسبا ماضيه من عمري
ليلي نهارٌ إذا ما دُرتَ فِي خَلَدي ... لأن ذِكركَ نور القلب والبصرِ
[4] .
تُوُفّي الشَّيْخ جمال الدِّين أبو الدُرّ ياقوت ببغداد فِي هذه السَّنَة.
562- يُوسُف بْن دَاوُد [5] بْن عِيسَى بْن أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أيوب.
الشَّيْخ، الملك الأوحد نجم الدِّين، أبو المحاسن، ابن السّلطان الملك النّاصر صلاح الدِّين، صاحب الكَرَك.
وُلِدَ سنة ثمان وعشرين وستمائة بقلعة الكرك.
__________
[1] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 459 «أني ملك» .
[2] البيتان في: الحوادث الجامعة 237، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 459، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 304.
[3] في عقد الجمان: «ويا قمري» .
[4] الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 459، والبداية والنهاية 14/ 6، وتذكرة النبيه 1/ 59، وعقد الجمان (3) 480، والنجوم الزاهرة 8/ 188، والمقتفي 1/ ورقة 289 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 303.
وانظر مقطعات أخرى لياقوت في: الحوادث الجامعة 236، 237.
[5] انظر عن (يوسف بن داود) في: نهاية الأرب 31/ 379، 380، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 455، 456 رقم 263، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والعبر 5/ 390، ومعجم شيوخ الذهبي 655 رقم 985، والبداية والنهاية 14/ 5، وتذكرة النبيه 1/ 218، والسلوك ج 1 ق 3/ 881، ذيل التقييد 2/ 320، 321 رقم 1715، وعقد الجمان (3) 483، والنجوم الزاهرة 8/ 189، والدليل الشافي 2/ 801 رقم 2696، وشذرات الذهب 5/ 443، وشفاء القلوب 423، وترويج القلوب 74، وأعيان العصر 5/ 623 رقم 1980، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 302، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 300، 301.

(52/374)


وسمع من: أبي المُنَجّا بْن اللَّتّيّ، وغيره.
وكان شيخا مهيبا، جليلا، رئيسا، عاقلا، من أُولي الفضل والدّيانة.
وكان يحلق رأسه، ويلبس بزيّ الرؤساء.
روى عَنْهُ الدمياطيّ فِي «معجمه» ، وسمع منه: البِرْزاليّ، والمقاتليّ، والطلبة.
وقرأت عليه «جزء أَبِي الجهم» . وكان فِيهِ إيثار وإحسان.
أقام بدمشق وأقام بالقدس.
تُوُفّي فِي رابع ذي الحجّة، وشيعه الخْلق، ودُفِن برباطه شماليّ مسجد بيت المقدس.
563- يُوسُف بْن علي [1] بْن رسلان.
الشَّيْخ أبو الفضل الواسطيّ، المقرئ.
وُلِدَ فِي حدود العشرين وستمائة ببغداد. ونشأ بواسط فقرأ بها القرآن على الكرجيّ بْن شُقيرة، وسمع منه. وعلى: الشريف ابن الدّاعي، وابن خالوَيْه، وهم من أصحاب أبي بَكْر بْن الباقلّانيّ.
وأقام عند الباذرائيّ يُقرئ ابنه وحاشيته. ثُمَّ قَدِمَ دمشق فِي صحابته وأقام بها.
وكان إمام مسجد على باب الجابية. سَمِعت منه بقراءة الشَّيْخ علي المَوْصِليّ.
وتُوُفيّ فِي الحادي والعشرين من رمضان.
564- يُوسُف بْن مُحَمَّد [2] بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم.
القاضي، الإِمَام، الصدر، شهاب الدين ابن النّحاس الأسديّ، الحلبيّ، الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن علي) في: معجم شيوخ الذهبي 658 رقم 989.
[2] انظر عن (يوسف بن محمد) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 459، 460 رقم 273، والبداية والنهاية 14/ 5، والسلوك ج 1 ق 3/ 882، وعقد الجمان (3) 474، 475، والدليل الشافي 2/ 806 رقم 2713، وأعيان العصر 5/ 662، 663 رقم 1996.

(52/375)


وُلِدَ بحلب ونشأ بها وتَفَقَّه، وخَلَف أَبَاهُ فِي تدريس الظّاهرية والرَّيْحانيّة. وولي فِي أيام والده نظر الخزانة. وولي بعد موت أَبِيهِ نظر الجامع. وكان فِيه خبرة وأمانة وعقل.
تُوُفّي ببستانه بالمِزّة فِي ثالث عَشْر ذي الحجّة، وهو فِي آخر الكهولة.
565- يونس بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن سُلَيْمَان.
الإِمَام، بدرُ الدِّين الصَّرْخَديّ، خطيب صَرْخد. شيخ مُعَمَّر، فقيه، أديب، شاعر، أقام مدة بمدرسة الكُشُك منقطعا متقنعا باليسير.
ثُمَّ طُلِب فِي أواخر عُمُره إلى خطابة صَرْخد، فسار إليها. وذكر أنّه سمع من أبي إسحاق الصَّرِيفينيّ.
روى عَنْهُ ابن الخباز قطعة من شِعره يقول فيها:
ظَمِئتْ إلى سَلْسالِ حُسنكَ مُقْلةٌ ... رويت مَحَاجرها من العَبَراتِ
تشتاق روضا من جمالك طالما ... سرحت به وجَنَتْ من الوَجنات
حجبوك عن عيني وما حجبوك عن ... قلبي ولا منعوني [2] من خطراتي
[3] تُوُفّي فِي هذه السَّنَة وله أربعٌ وثمانون سنة.
__________
[1] انظر عن (يونس بن إبراهيم) في: المقتفي 1/ ورقة 288 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 460 رقم 274، وتذكرة النبيه 1/ 216، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 145، وعقد الجمان (3) 482، 483، والدليل الشافي 2/ 809، 810 رقم 2725، والجواهر المضية 2/ 275 رقم 735، وبغية الوعاة 2/ 365 رقم 2205، وأعيان العصر 5/ 678، 679 رقم 2012، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 304.
[2] في تاريخ حوادث الزمان: «ولا منعوك» ، ومثله في المقتفي 1/ ورقة 288 ب، وذيل المرآة.
[3] الأبيات بزيادة في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 460، وتذكرة النبيه 1/ 217، وعقد الجمان (3) 482، 483، والمقتفي 1/ ورقة 288 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 304.

(52/376)


- الكنى-
566- أبو بَكْر [1] .
الشَّيْخ الكرديّ، الزَّاهد، المقيم بدار الحديث الأشرفية.
رَجُل مَهيب، مليح الصورة، مُزرَّع بالشّيب، كبير القدر، له حالٌ وكشف.
وكان شيخ دار الحديث يتأدب معه ويحترمه. رَأَيْته يسأل شيخنا برهان الدِّين عن مسألة بدار الحديث. وكان به آلام فِي جسده، ثُمَّ قوي به ذَلِكَ وانقطع وهو صابر محتسب.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم، وشيعناه مع شيخنا ابن تيمية إلى الجبل.
567- أبو المحاسن بْن أبي الحَرَم [2] بْن أبي المحاسن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن المسلم.
اسمه مُحَمَّد. الشَّيْخ المقرئ بدر الدِّين بْن اللَّخْميّ ابْن الخِرقيّ، الدّمشقيّ.
افتقر وصار يقرأ على الجنائز. وكان قد قرأ على السَّخاويّ، وسمع منه، ومن: جَعْفَر الهمْدانيّ، وكريمة، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ، وتاج الدِّين بْن حمويه، وجماعة كثيرة بإفادة خاله جمال الدِّين بْن شُعَيب الذهبيّ.
سمع منه: البِرْزاليّ، والمقاتليّ، والنّابلسيّ، وابن نصحان، وجماعة.
سَمِعت منه «شرح الرائية» للسَّخاويّ وغير ذَلِكَ.
تُوُفّي فِي ثاني عشر ذي القعدة وله ثلاث وسبعون سنة.
568- أبو يعقوب المغربي [3] .
__________
[1] انظر عن (أبي بكر الكردي) في: المقتفي 1/ ورقة 277 أ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 294.
[2] انظر عن (أبي المحاسن بن أبي الحرم) في: المقتفي 1/ ورقة 286 أ.
[3] انظر عن (أبي يعقوب المغربي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 459 رقم 272، والبداية

(52/377)


الصُّوفيّ، العارف نزيل القدس.
له كلام فِي الحقيقة والعرفان، وله أصحاب. وكان يوصف بالصلاح ويُقصد بالزّيارة.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم.
قال أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ: زرته مع شيخنا تاج الدِّين، رحمه اللَّه، ودعا لنا، وتكلَّم مع الشَّيْخ في أن الحقيقة ليست منافية للشريعة. وذكر قصة مُوسَى والخضِر، وأن مُوسَى نظر إلى الظاهر، وخفي عليه الباطن، فَلَمّا عَلَمُ حصل الوفاق.
قلت: سَأَلت شيخنا ابن تيمية عَنْهُ فقال: كان من الاتّحادية. حَدَّثَنِي من سمعه يقول هذا القول ويكرره: الوجود واحد وهو اللَّه، ولا أرى الواحد، ولا أرى اللَّه.
وفيها وُلِدَ:
المحدّث عفيف الدِّين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المطرّز بْن المَدِينيّ، وبدر الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن نعمة النّابلسيّ، وفخر الدِّين عثمان بْن أبي بَكْر الحَرَّانيّ، ابن المغربل، والصلاح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سيف الحَرَّانيّ.
__________
[ () ] والنهاية 14/ 5، وعقد الجمان (3) 474، والمقتفي 1/ ورقة 277 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 294.

(52/378)


سنة تسع وتسعين وستمائة
- حرف الألف-
569- أَحْمَد بْن زَيْدُ [1] بْن أبي الفَضْل.
الصالحيّ، الفقير المعروف بالجمال، بتشديد الميم.
سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» بفَوْت.
أخذ عَنْهُ الجماعة.
وتُوُفيّ يوم الجمعة ثاني عَشْر جُمَادَى الأولى بالجبل.
سَمِعت منه ميعادا من «الصّحيح» .
570- أَحْمَد بْن زَيْدُ بْن طريف [2] .
الفقيه، المحقق، جمال الدين العرمانيّ، الشافعيّ. أحد أصحاب الشَّيْخ شَرَف الدِّين المَقْدِسيّ. كان متعينا للتدريس والفتوى.
عاش نيفا وأربعين سنة. وتُوُفيّ ببستان على ثورا فِي آخر السَّنَة.
571- أَحْمَد بْن الفقيه أبي الربيع سُلَيْمان [3] بِن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَطَّاف.
المقرئ الصالح، أبو الْعَبَّاس المَقْدِسيّ، ثُمَّ الحَرَّانيّ، ثُمَّ الصالحيّ.
سكن أَبُوهُ. وكان من كبار الحنابلة بحرّان، فوُلد له هُوَ بها فِي سنة خمس عشرة وستمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن زيد) في: المقتفي 2/ ورقة 3 أ، والعبر 5/ 393، ومعجم شيوخ الذهبي 31 رقم 22، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1487، وبرنامج الوادي آشي 115.
[2] انظر عن (ابن طريف) في: المقتفي 2/ ورقة 33 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي الربيع سليمان) في: المقتفي 2/ ورقة 15 ب، والعبر 5/ 393، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والمقفى الكبير 1/ 393 رقم 447، وشذرات الذهب 5/ 443، ومعجم شيوخ الذهبي 32، 33 رقم 24، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487.

(52/379)


وسمع من والده، ومن: أبي المجد القزوينيّ، وأبي الْحَسَن بْن روزبه.
سمعنا منه «جزء ابن عَرَفَة» وشيئا من الْبُخَارِيّ. وكان شيخا صالحا، حَسَن السَّمْت، مقيما نحو أربعين سنة بتربة تقيّ الدين عباس بن العادل.
وقد حدّث «بصحيح الْبُخَارِيّ» .
ومات فِي أيام التّتار بداخل دمشق، بعد أن أخذت بناته وأهله وسُلِب فيمن سُلِب. وهذه خاتمة خَيّر.
572- أَحْمَد بْن الوالي [1] .
الأمير عَلَمُ الدِّين بْن سَنْجَر الحَرَّانيّ.
تُوُفّي فِي رمضان.
573- أَحْمَد بْن شمخ [2] بْن ثابت بْن عنان.
خطيب داريا، زين الدِّين، ابن خطيبها الفقيه أبي علي السّنبسيّ، العُرضيّ، ثُمَّ الدارانيّ.
وُلِدَ بداريا فِي صَفَر سنة اثنتين وثلاثين.
وسمع من: أَبِيهِ، وعبد العزيز الكفرطابيّ.
وحضر شعبان بْن الحمصيّ، ومحمود بْن حضير، وابن زُهر الدّارانيَّيْن.
وكان له شُهرة ووجاهة. وحصل له تمحيص وشهادة. وقتله التَّتَار يوم أخْذهم داريا فِي ربيع الآخر، وقتلوا أكثر رجالها أو كثيرا منهم، لكونهم امتنعوا بالجامع.
574- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [3] بْن عُمَر بْن عوض بْن خَلَف بْن راجح.
التقيّ، المَقْدِسيّ، الصالحيّ. أخو القاضي عزَّ الدِّين عُمَر، والشرف مُحَمَّد بْن رُقيّة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الوالي) في: المقتفي 1/ ورقة 26 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن شمخ) في: المقتفي 2/ ورقة 9 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 35 رقم 28 وفيه: «سمج» وهو غلط.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 24 أ، ب.

(52/380)


توفي في شعبان.
575- أحمد بن القُدوة الزَّاهد عَبْد اللَّه بْن عبد العزيز بْن مَهَاد [1] .
الفقيه، الزَّاهد، المقرئ، شهاب الدِّين، أبو الْعَبَّاس اليُونينيّ، البَعْلَبَكيّ، الحَنَفِيّ.
وُلِدَ سنة عشرين وستمائة.
وسمع حضورا من البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن ظَفَر.
وكان من فقهاء الظاهرية، ويسكن بالجبل بخطّ المعظّمية. وفيه دين وتواضع وفقر.
سمعنا منه، وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ربيع الآخر شهيدا. عذبه التَّتَار ورفسوه فمات، رحمه اللَّه، بالجبل.
- أَحْمَد بْن عَبْد الواحد.
يأتي [2] .
576- أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب [3] بْن خَلَف بْن محمود بن بدر.
__________
[1] انظر عن (ابن مهاد) في: المقتفي 2/ ورقة 9 ب، والعبر 5/ 393، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وذيل التقييد 1/ 322 رقم 641، وشذرات الذهب 5/ 443، وبرنامج الوادي آشي 97، ومشيخة محيي الدين عبد القادر اليونيني، ورقة 33، وتاريخ بعلبكّ 2/ 39، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 322 رقم 164، وابن مهاد: بفتح الميم والهاء المخففتين، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 337.
[2] برقم (689) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الوهاب) في: نهاية الأرب 31/ 809 ولم يرد سوى اسمه، ففي ترجمته نقص في الأصل، وتالي كتاب وفيات الأعيان 121 رقم 185، والمقتفي 2/ ورقة 10 ب، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 10 (8/ 23) ، والوافي بالوفيات 7/ 163 رقم 3096، وتذكرة النبيه 1/ 228، 229، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 149، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي 104، وعقد الجمان (4) 94- 98، والسلوك ج 1 ق 3/ 904، والمنهل الصافي 1/ 378، والدليل الشافي 1/ 58 رقم 198، والمقفى الكبير 1/ 519 رقم 507، وشذرات الذهب 5/ 444، وأعيان العصر 1/ 279، 280 رقم 135، وفوات الوفيات 1/ 106،

(52/381)


القاضي الأوحد، علاءُ الدِّين، ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين ابن القاضي الأعزّ أبي القَاسِم العلاميّ، المصريّ، الشافعيّ، ابن بِنْت الأعزّ.
وُلِدَ فِي العشْر الأوسط من شعبان سنة ثمانٍ وأربعين وستمائة، بالقاهرة. وكان إماما، عالما، فاضلا، رئيسا، نبيلا، أديبا، شاعرا، ماهرا، فهما، عالما بالفقه والأصول. ومناظرا، بحّاثا، ذا ذهن ثاقب، ودرس صائب.
جمع بين الرئاسة والوجاهة، والفضيلة التّامة فِي أنواع العلوم، رحمه اللَّه.
قَدِمَ دمشق وولي تدريس الظاهرية والقَيْمُريَّة. وكان مليح الشكل، لطيف الشمائل، يتحنك بطيلسانه، ويركب البغلة. وكان أسود اللّحية. ثُمَّ عاد إلى الديار المصرية وأقام بها مُدَيدة.
وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر. وكان ظريفا، ثبتا، فصيحا، محتشما، ذا مكارم. وله نظْم جيد. ولم يرو شيئا. وقد وُلّي حسبة القاهرة، ودرس بالقُطبيّة والهكارية، وهو أخو الأخَوين: قاضي القُضاة صدر الدِّين، وقاضي القُضاة نور الدِّين عَبْد الرَّحْمَن.
577- أَحْمَد بْن عثمان [1] بْن مفرج.
الحماميّ، القيّم.
كان خَيّرًا، متواضعا، خَدُومًا، وكُسِرت رِجله فلزِم العبادة ومسجد الحنابلة. وكان يحضر معنا السّماع. ولم نسمع منه. وظهر له سماع من أبي القَاسِم بْن رواحة فِي سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وسمع من ابن المُقَيَّر. وحدَّث.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن النّابلسيّ.
ومات فِي ثالث ربيع الآخر عن بضعٍ وثمانين سنة. وقد سافر إلى بغداد وغيرها ورأى النّاس.
__________
[ () ] وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 585، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 337- 341.
[1] انظر عن (أحمد بن عثمان) في: المقتفي 2/ ورقة 7 أ، وأعيان العصر 1/ 286، 287 رقم 141.

(52/382)


578- أَحْمَد بْن علي [1] بْن مُحَمَّد بْن قيصر.
البغداديّ، الحمصانيّ، سِبْط ابن البُليبل شيخ من أهل الصّالحية.
روى عن: ابن اللَّتّيّ، وجعفر الهمْدانيّ.
لم ألقْه. مات فِي رجب.
579- أَحْمَد بْن عَبْد [2] .
الفقيه الصَّرْخَديّ.
مات فِي رجب.
580- أَحْمَد بْن فرح [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
الإِمَام، الحافظ، الزَّاهد، بقية السَّلَف، شهاب الدِّين، أبو الْعَبَّاس.
اللَّخْميّ، الإشبيليّ الشافعيّ.
وُلِدَ فِي ثالث ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة بإشبيليّة، وأسر فِي أخذ الفرنج إشبيلية سنة ستّ وأربعين، وخلصه الله، وقدم الديار،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 20 أ، والعبر 5/ 393.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد) في: المقتفي 1/ ورقة 29 أ، وفيه «عيد» بالمثناة من تحت.
وقال البرزالي: مات في شوال في عشرة الوسط، نقيب الفقهاء بالعذراوية، وكان رجلا جيدا، ولم يحدّث.
[3] انظر عن (أحمد بن فرح) في: المقتفي 2/ ورقة 16 ب، والعبر 5/ 393، 394 وفيه «فرج» ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1486، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385 وفيه «فرج» ، والإعلام بوفيات الأعلام 292 وفيه «فرج» ، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 940 رقم 4 وفيه: «فرج» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 26 رقم 1052 «فرح» ، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2308 «فرح» وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 143، ومرآة الجنان 4/ 231 وفيه «فرج» ، والوافي بالوفيات 7/ 286 رقم 3266، والسلوك ج 1 ق 3/ 904، والمقفى الكبير 1/ 561 رقم 550، وعقد الجمان (4) 98- 100 «فرح» ، وذيل التقييد 1/ 366 رقم 711 «فرح» ، والمنهل الصافي 2/ 59، 60 رقم 240 وفيه «فرج» ، والدليل الشافي 1/ 69 رقم 238، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 443، ودرة الحجال 1/ 36 رقم 41، ومعجم شيوخ الذهبي 64 رقم 69، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 342، 343.

(52/383)


المصرية سنة بضعٍ وخمسين، فتفقّه بها على الشيخ عزّ الدين ابن عَبْد السلام قليلا وسمع منه ومن شيخ الشيوخ شَرَف الدِّين الأَنْصَارِيّ، الحَمَويّ، والمعين أَحْمَد بْن زين الدِّين، وإسماعيل بْن عزُّون، والنَّجيب بْن الصَّيْقَل، وابن علّاق، وطائفة.
وبدمشق من: شيخ الوقت ابن عَبْد الدائم، وعمر الكَرمانيّ، وفِراس العسقلانيّ، وخلْق.
وعُني بالحديث وأتقن ألفاظه ومعانيه، وفقْهه، حَتَّى صار من كبار الأئمة، وذلك مُضافٌ إلى ما فِيهِ من الورع والصّدق والنُّسُك والديانة والسَّمْت الْحَسَن والتعفّف، وملازمة الاشتغال، والإفادة. وكان فقيها بالشاميّة وبها يسكن، وله حلقة للإشغال بُكْرةً بجامع دمشق.
عُرضت عليه مشيخة دار الحديث النورية فامتنع.
وكان رجلا مَهيبًا، مديد القامة يعتمّ بكرّ وهو بزيّ الصُّوفيّة. سمعتُ عليه واستفدتُ منه. وله قصيدة مليحة غَزَليّة فِي صفات الحديث، سمعتها منه، أوّلها:
غرامي صحيح والرجاء فيك مُعْضِل [1] ... وحُزني ودمعي مرسَل مسَلسَلُ
وهي عشرون بيتا [2] سمعها منه شيخانا: الدّمياطيّ، واليُونينيّ سنة بضعٍ وستّين. وسمع منه: البِرْزاليّ، والمقاتليّ، والنّابلسيّ، وأبو مُحَمَّد بْن أبي الوليد وكان من الزم الطَّلَبة له.
وكان مقيما بالشامية، ولم يسَلم بظاهر البلد مكان سواها، فَلَمّا اشتدّ به الإسهال دخل البلد للتّداوي، فأقام يومين وعبر إلى اللَّه تعالى بتُربة أم الصّالح فِي ليلة الأربعاء تاسع جُمَادَى الآخرة. وشيّعه الخلْق إلى مقابر الصوفيّة.
__________
[1] في طبقات فقها الشافعيين 2/ 940 «مفصل» .
[2] الأبيات في ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 342، 343.

(52/384)


581- أَحْمَد بْن القَاسِم [1] بْن جَعْفَر بْن دبوقا.
شهاب الدِّين، أخو الشَّيْخ المقرئ رضيّ الدِّين.
تُوُفّي فِي شعبان، ودُفِن بالصّالحية.
582- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبَّاس بْن جَعْوان [2] .
الإِمَام، المحقق الزَّاهد، شهاب الدِّين الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. أخو الحافظ شمس الدِّين.
روى «جزء ابن عَرَفة» ، عن ابن عبد الدائم. وسمع مع أخيه كثيرا، وأقبل على الفقه فبرع فِيهِ وأفتى، وانقطع وانقبض عن الناس. رَأَيْته رجلا أسمر، تامّ الشكل، مَهيبًا، متنسّكا، متقشفا.
تُوُفّي ببيته فِي الناصرية بدمشق فِي الثاني والعشرين من شعبان. وكان من تلامذة النّواويّ رحمهما اللَّه.
مات فِي الكهولة.
583- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي الفتح [3] مُحَمَّد بن أحمد.
الشيخ أبو العباس ابن المجاهد المَقْدِسيّ، الصّالحيّ، الحداد.
وُلِدَ فِي حدود العشرين وستمائة أو قبلها.
وسمع من: أبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وابن الزُّبَيْديّ، والإربليّ، والنّاصح بْن الحنبليّ، وابن اللَّتّيّ، وكتائب بْن مَهدي، وابن جزيّ الرقيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن القاسم) في: المقتفي 2/ ورقة 24 ب.
[2] انظر عن (ابن جعوان) في: المقتفي 2/ ورقة 24 أ، والعبر 5/ 394، وأعيان العصر 1/ 226 رقم 114 وفيه «أحمد بن العباس بن جعوان» وأعاده ثانية على الصحيح كما هو أعلاه- ج 1/ 379 رقم 192، والمنهل الصافي 1/ 328، وشذرات الذهب 5/ 444، والوافي بالوفيات 7/ 11.
[3] انظر عن (ابن أبي الفتح) في: المقتفي 2/ ورقة 14 ب، 15 أ، والعبر 5/ 394، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، وشذرات الذهب 5/ 444، ومعجم شيوخ الذهبي 78، 79 رقم 93.

(52/385)


وأجاز له الشَّيْخ الموفَّق، وابن أبي لُقْمة.
سمعنا منه، ووجد مقتولا، رحمه الله بالجبل في أواخر جمادى الأولى.
584- أَحْمَد بْن أبي بَكْر [1] مُحَمَّد بْن حمزة بن منصور.
الطبيب الفاضل، نجم الدين، أبو العباس الهمدانيّ، ثُمَّ الدمشقيّ، المعروف بالحنبليّ [2] .
طبيب مارستان الجبل. وُلِدَ سنة خمسٍ أو ستٍّ وعشرين.
ومات بدُوَيرة حمْد. وولي مشارفة الجامع فِي هذه السَّنَة ببغداد بعد أخيه لأمّه الشمس الحنبليّ.
وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، والحصيريّ.
قرأتُ عليه بلا كتاب.
585- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] .
ناصر الدِّين الحَلَبِيّ. الخيّاط. من فقهاء الشامية.
تُوُفّي فِي شوال.
586- أَحْمَد بْن مفضل [4] بْن عيسى.
الفاضل، الأديب، شمس الدين ابن أخي الصّاحب جمال الدِّين ابن مطروح، الأَنْصَارِيّ، الشاعر، الضّرير.
تُوُفّي فِي السابع والعشرين من رمضان كهلا. وله شعر كثير، فمنه:
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي بكر) في: المقتفي 2/ ورقة 26 ب، والعبر 5/ 394.
[2] في العبر: «الحنيبلي» .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 28 ب.
[4] انظر عن (أحمد بن مفضل) في: المقتفي 2/ ورقة 26 أ، ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 45 رقم 68، وتذكرة النبيه 1/ 222، 223، وعقد الجمان (4) ، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 151، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 366- 368.

(52/386)


رُوَيد الهوى كم ذا يريق دمي عمدا ... ويفني [1] وجودي فِي أُهَيْل الحِمى وجدا.
وُلّي بالكثير الفرد أنّه وامق ... تذيب الحديد والحجر الصلد [2]
وكم وقفة لي بالغَور [3] ورامه ... أبثّ غراما [4] جاوز الوصف والحدّا
وهي جلدي عن حمل ما أنا واجد ... و (جاز) [5] الهوى ظلما ولم يألُني جهدا
أيدمي فِي الحبّ تمنع خد ... أقود منها فقد قتلت عمدا
فتاة [6] وعد الوصل بطل صيبها [7] ... وكم (أنجزت) [8] بالصدّ عشّاقها وعدا
587- أَحْمَد بْن محسن [9]- بالتشديد- بْن مَلِيّ بْن حَسَن بْن عتيق بْن مَلِيّ.
العالم، البارع، الكبير، الدّين، المعروف بابن مَلِيّ الأَنْصَارِيّ.
البَعْلَبَكيّ، الشافعيّ، المتكلِّم.
وُلِدَ سنة سبع عشرة ببعلبكّ.
__________
[1] في تذكرة النبيه: «ويغني» .
[2] في تذكرة النبيه: «تذيب الحديد الصلب والحجر الصلد» .
[3] في تذكرة النبيه: «بالغدير» وفي ذيل المرآة: «بالغدير» .
[4] في الأصل: «غرام» .
[5] في الأصل بياض. والمثبت من ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 367.
[6] في تذكرة النبيه: «وخود» .
[7] في التذكرة: «تمطل صبها» ، ومثله في ذيل المرآة.
[8] في الأصل بياض. والمثبت عن التذكرة 1/ 223، وذيل المرآة.
[9] انظر عن (أحمد بن محسن) في: المقتفي 2/ ورقة 18 ب، أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والعبر 5/ 394، 395، والإعلام بوفيات الأعلام 292، ومرآة الجنان 4/ 231، وفيه: «نجم الدين أحمد بن مكي» ، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 941 رقم 5، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 31 رقم 1055، والوافي بالوفيات 7/ 305 رقم 3294، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبادي 126 والترجمة ناقصة من أولها وقد سقطت في تنضيد الطباعة، وتذكرة النبيه 1/ 230، 231، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 150، والمقفى الكبير 1/ 572 رقم 560، وعقد الجمان (4) 108، والمنهل الصافي 2/ 65- 67 رقم 245، والدليل الشافي 1/ 70 رقم 243، وشذرات الذهب 5/ 445، وأعيان العصر 1/ 312، 313 رقم 160، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 386 وفيه: «مكي» .

(52/387)


وسمع من: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وأبي المجد القزوينيّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن رواحة.
واشتغل بدمشق، وأخذ العربيّة عن أبي عَمْرو بْن الحاجب، والفقه عن ابن عَبد السلام، والحديث عن الزكيّ المنذريّ، والأصول عن جماعة، والفلسفة والرفْض عن جماعة.
ودرّس، وأفتى، وناظَرَ، وأشغل، وتخرَّج به الأصحاب. وكان مُتبحّرًا فِي العلوم، كثير الفضائل، أسدا فِي المناظرة، فصيح العبارة، ذكيا، متيقظا، فارها، حاضر الحجة، حاد القريحة، مِقدامًا، شجاعا. أشغل مدة بدمشق ومدّة بحلب. ودخل مصر غير مرة. وكان شهما جريئا، مشتلقا يخلّ بالصّلوات ويتكلم فِي الصّحابة، نسأل اللَّه السّلامة. وكان يقول فِي الدّرس:
عيّنوا آية حَتَّى نتكلَّم عليها. ثُمَّ يعيّنون ويتكلّم على تفسيرها بعبارة جزْلة كأنما يقرأ من كتاب.
قرأ عليه البِرْزاليّ «موطّأ القعَنبيّ» ، وغير ذَلِكَ. وسمع منه الطَّلَبة. ولم أسمع منه. وكان عارفا بالحكمة والطّلب ومذهب الأوائل. وكانت وفاته فِي جُمَادَى الأولى بقرية بخعون من جبل الضنيين [1] ، وبلغني عَنْهُ عظائم.
__________
[1] وردت ترجمة «أحمد بن محسن» ناقصة من أولها، ولم يبق منها سوى تاريخ وفاته، وذلك في طبعة سيئة جدا من كتاب: ذيل طبقات الفقهاء، الشافعيين للعبادي، بتحقيق د. أحمد عمر هاشم ود. محمد زينهم محمد عزب- ص 126 بقي منها ما يلي:
«وتوفي بالشام في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وستمائة بقرية بجعون (كذا) ، وهو جبل الطبين (كذا) وهي قرية بجبل لبنان. ويحسّن (كذا) بتشديد السين المهملة، وملي بلام، وعبق (كذا) بفتح العين المهملة وبالياء الموحّدة والقاف» .
كما وردت ترجمته في طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير، وهو بتحقيق الدكتورين أيضا، والتحقيق رديء جدا، وفيه:
«مات في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وسبعمائة (كذا) بقرية تجعون (كذا) من جبل المصيصي (كذا) ... » .
وجاء في المنهل الصافي 2/ 67 «جبل الظنين» ، ومثله في: عقد الجمان (4) 108.

(52/388)


588- أَحْمَد بْن مكي بْن عثمان.
المَوْصِليّ، ثُمَّ الصّالحيّ، النّساج. أحد من كتب فِي الإجازات، وحدَّث. قال ابن الخباز: سمع من ابن اللَّتّيّ. واستُشهد فِي ربيع الآخر، وبقي أياما على سطح لم يُعلم به.
589- أَحْمَد بْن مُوسَى [1] بْن مُحَمَّد.
فخر الدِّين ابن المفتي تاج الدِّين ابْن الحيوان المراغي، ثُمَّ الدمشقيّ، الشافعيّ. مدرس الإقباليّة.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم شابا.
590- أَحْمَد بْن هبة اللَّه [2] ابْن تاج الْأمناء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن عساكر.
شيخنا، المُسْنِد الجليل، شَرَف الدِّين، أبو الفَضْل.
وُلِدَ سنة أربع عشرة وستمائة، وأجاز له المؤيِّد الطُّوسيّ، وأبو رَوْح الهَرَويّ، وزينب بِنْت الشعريّ، وأبو المظفَّر بْن السَّمْعانيّ، والقاسم بْن الصَّفّار، وطائفة من الخُراسانيّين.
وسمع من: عمّ أَبِيهِ زين الأمناء، والقزوينيّ، وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى، وعزّ الدِّين ابن الأثير، وابن صباح، وابن غسّان، وابن الزَّبِيديّ، والمسلم المازنيّ، ومحمد بْن المحاور، ومُكَرَّم، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الشَّيْرجيّ، وابن إيداش السلّار، وابن أَبِي يداس البِرْزاليّ، وعبد الرزّاق بْن سُكَيْنَة، وطائفة سواهم.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن موسى) في: المقتفي 2/ ورقة 2 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: المقتفي 2/ ورقة 13 ب، و 14 أ، والعبر 5/ 395، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، والبداية والنهاية 14/ 13، والإعلام بوفيات الأعلام 292، وذيل التقييد 1/ 406 رقم 796، وغاية النهاية 1/ 146، وعقد الجمان (4) 91، والنجوم الزاهرة 8/ 192، والمنهل الصافي 2/ 254 رقم 333، والدليل الشافي 1/ 95 رقم 331، وشذرات الذهب 5/ 445، ومعجم شيوخ الذهبي 83، 84 رقم 101، والمعجم المختص 45 رقم 48، وأعيان العصر 1/ 407، 408 رقم 215، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 341.

(52/389)


وسمع الكثير وأسمعه. وحدَّث «بالصحيحين» مرّات، «وبمُسْنَد أبي يعلى» ، و «مسند أبي عوانة» ، و «مسند أبي العباس السّراج» و «تفسير البغويّ» بفوت، و «موطّأ أبي مصعب» ، و «الزهد» للبيهقيّ، و «مشيخة أبي المظفَّر السَّمْعانيّ» ، وأجزاء كثيرة لا يمكن ضبطها، و «رسالة القُشَيْريّ» .
وأكثرت عَنْهُ أَنَا، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، والمقاتليّ، والخَتنيّ، والنّابلسيّ.
وسمع منه خَلْقٌ كثير. وانتهى إليه عُلُو الإسناد بدمشق.
وكان شيخا مهيبا، تُركيّ الأم، فِيهِ خَيّر وإيثار وعدالة، وعنده عامية خرَّج له ابن المهندس «مشيخة» فِي أربعة أجزاء وسمعها منه أهل البلد وأهل الجبل. وكانت له قاعة كيسة عند المعينيّة، فاحترقت فيما احترق حول القلعة، فانتقل إلى درب الأكفانيين، وقاسي مشقّة ومصادرة. وتُوُفيّ وهو قاعد، ولم يليّن مفاصله، فبقي مقرفصا على النّعش، وصلّينا عليه بالجامع وشيعه عدد كثير، وخرجنا به من نقب فِي السور بقرب باب النّصر، وهي أول جنازة أخرجت على العادة. وقبل ذَلِكَ كان النّاس يُخرجون أمواتهم كيف جاء بحسب الحال. ودفناه بتُربة بني عساكر التي فِي أول مقابر الصُّوفيّة يوم الخامس والعشرين من جُمَادَى الأولى.
591- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن أبي عَمْرو [1] .
البرهان، الْمَصْرِيّ، الإسكندرانيّ، تلميذ العفيف التِّلمِسانيّ، وكان يبالغ فِي تعظيمه. وكان يشهد بسوق القمح، ويبخل عن نفسه، ويقتر عليها، فمات على حصيرٍ وهو فِي حال ضنْك. وقد سمع الكثير من أصحاب الخُشُوعيّ مع ابن جعوان، وغيره.
وخلَّف جملة من المال.
تُوُفّي بالرواحية في المحرم.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي عمرو) في: المقتفي 2/ ورقة 2 أ، ب.

(52/390)


592- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن راجح بْن بلال [1] .
الشَّيْخ عماد الدِّين ابن القاضي نجم الدِّين المَقْدِسيّ، الصالحيّ، الحنبليّ، الماسح.
عدلٌ، خَيّر، خبير بقسمة الأرضين. أقامه القُضاة لذلك.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من: والده، وإسماعيل بْن ظفر، والضياء الحافظ.
وحضر على ابن الزَّبِيديّ بعض «الْبُخَارِيّ» . وأجاز له عُمَر بْن كرم، وأبو الوفاء محمود بْن مَنْده، وجماعة.
سمعنا منه. وهو ابن بِنْت الشَّيْخ العماد. سُلب وذهب أهله وقماشه، ودخل البلد فقيرا، وقاسي الجوع، وشحذ مُتَخفيًّا. ثُمَّ طلع الجبل، وقَرُب الأجل، فتُوُفيّ فِي الرابع والعشرين من رجب، ووقع أجره على اللَّه.
593- إِبْرَاهِيم بْن شُعيفات [2] .
الجمال الفاكهانيّ. صاحب مخازن وثروة ودائرة.
مات فِي أيّام من ذي القعدة.
594- إِبْرَاهِيم بْن عنبر [3] .
الماردانيّ، قيم الماردانيّة ثُمَّ قيّم التُّربة الأسَدية ومؤذّنها.
وُلِدَ فِي رجب سنة ستٍّ وعشرين. وثنا عن ابن اللَّتّيّ.
تُوُفّي فِي أوائل ربيع الآخر بالجبل. وكان أبوه عبدا حبشيا.
595- إِبْرَاهِيم بْن نصر اللَّه [4] بْن الشَّيْخ الزاهد إبراهيم بن سعد الله بن جماعة.
__________
[1] انظر عن (ابن راجح بن بلال) في: المقتفي 2/ ورقة 21 أ، ب، والعبر 5/ 395، والمقفّى الكبير 1/ 39 رقم 13، ومعجم شيوخ الذهبي 99 رقم 121، وشذرات الذهب 5/ 445.
[2] انظر عن (إبراهيم بن شعيفات) في: المقتفي 2/ ورقة 30 ب.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عنبر) في: المقتفي 2/ ورقة 8 ب، والعبر 5/ 396، ومعجم شيوخ الذهبي 117 رقم 147، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وبرنامج الوادي آشي 118.
[4] انظر عن (إبراهيم بن نصر الله) في: المقتفي 2/ ورقة 5 ب.

(52/391)


صاحبنا جمال الدِّين الحَمَويّ ابن أخي قاضي القُضاة.
كان شابا مليحا، تامّ الشكل، له فضيلة وعقل، وفيه حُسن عشرة. وكان يشهد تحت السّاعات.
تُوُفّي فِي ربيع الأول، وله خمسٌ وعشرون سنة، سامحه اللَّه وإيانا.
596- إِبْرَاهِيم بْن يحيى [1] بْن يُوسُف بْن طرخان.
الفقيه برهان الدِّين، الكِنانيّ، العسقلانيّ، الحنبليّ، المعروف فِي مصر بالغزاوي. وُلِدَ بغزة سنة ثلاثٍ وعشرين وستمائة واشتغل بالقاهرة، وسمع بها من: عَبْد الوهاب بْن رواج، ويوسف السّاوي، وابن الْجُمّيْزيّ، وجماعة وكان عدلا صالحا، عالما، مقرئا، يشهد بين القصرين.
وعُمي فِي أواخر عُمُره. لم ألقه. ومات فِي المُحَرَّم.
597- إِبْرَاهِيم بْن أبي الْحَسَن [2] بْن عَمْرو بْن مُوسَى بْن عُمَيْرة.
أبو إسحاق المرداويّ، الصالحيّ، الفرّاء ابْن عمّ عزَّ الدِّين إِسْمَاعِيل بْن الفراء، وكان من أقرانه.
أصابه ارتعاش وفالج مدة.
سمع من: الشَّيْخ الموفَّق، والمجد القزوينيّ، والجمال أبي حمزة، وكريمة، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
روى عَنْهُ ابن الخباز فِي سنة اثنتين وستِّين فِي «معجمه» .
وسمع منه جماعة كثيرة. ومات شهيدا فِي وقعة الصّالحية.
598- إِبْرَاهِيم العجمي.
مؤذن بيت لِهْيا.
قام مع التّتار فشنق.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: المقتفي 2/ ورقة 3 أ، ب.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أبي الحسن) في: المقتفي 2/ ورقة 14 ب، والعبر 5/ 395.

(52/392)


599- أقوش [1] .
الأجلّ، حسام الدِّين، أبو الحمد الافتخاريّ، الشبليّ.
رَجُل جيّد، متميّز، مشكور، حَسَن الخطّ، له اعتناء بالفضيلة وبالخطوط المنسوبة وتحصيلها.
وحدَّث قديما مع أستاذه الطّواشي شِبل الدّولة كافور الصَّفَويّ خزندار قلعة دمشق. وكان ينظر فِي وقف التُّربة الكامليّة.
سمع بالقاهرة من: ابن رواج، والسّاوي، وجماعة.
وسمع بدمياط كتاب «الناسخ والمنسوخ» للحازميّ من الجلال الدّمياطيّ.
وسمع بدمشق من. ابن المؤتمن بْن قُمِيرة، وابن مَسْلَمَة.
وسمع منه الطَّلَبة. وقرأتُ عليه «الناسخ والمنسوخ» .
مولده بالكُرج فِي سنة ثلاثين وستمائة تقريبا. وتُوُفيّ بدمشق فِي ثالث عَشْر ذي القعدة.
600- إمام الدِّين [2] .
هُوَ قاضي الشَّام، أبو المعالي عُمَر بْن القاضي سَعْد الدِّين بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إمام الدِّين عُمَر بْن أَحْمَد ابن مُحَمَّد القزوينيّ، الشافعيّ.
وُلِدَ بتبريز سنة ثلاثٍ وخمسين وستمائة، واشتغل فِي العجم والروم.
وقدِم دمشق فِي الدّولة الأشرفية هُوَ وأخوه الخطيب جلال الدين فأكرم
__________
[1] انظر عن (أقوش) في: المقتفي 2/ ورقة 30 أ، والوافي بالوفيات 9/ 325، وأعيان القصر 1/ ورقة 53 أ، وذيل التقييد 1/ 484، 485 رقم 948، والدرر الكامنة 1/ 426، والدليل الشافي 1/ 146 رقم 518، والمنهل الصافي 3/ 30، 31 رقم 519، ومعجم شيوخ الذهبي 146، 147 رقم 190، وبرنامج الوادي آشي 125، وأعيان العصر (المطبوع) 1/ 560 رقم 304.
[2] انظر عن (إمام الدين) في: البداية والنهاية 14/ 13، والدليل الشافي 1/ 499 رقم 1733، والعبر 5/ 402.

(52/393)


مورده وعومل بالاحترام والإجلال لرياسته وفضله وعِلمه. وكان تامّ الشكل، مُسمنًا، وسيما، جميلا، حَسَن الأخلاق، متواضعا، فاضلا، عاقلا. درس بدمشق بعدة مدارس، ثُمَّ وُلّي القضاء فِي سنة ستٍّ وتسعين، وصُرف القاضي بدر الدِّين، فأحسن السيرة، وداري الناس، وساسَ الأمور. ولما بلغه خبرُ الهزيمة ركب وانجفل إلى القاهرة، فدخلها وأقام بها جمعة، وتُوُفيّ، وشيّعه خَلْقٌ.
وقد صلّوا عليه بعد ذَلِكَ بمدة صلاة الغائب فِي تاسع شعبان. وكانت وفاته فِي الخامس والعشرين من ربيع الآخر، وله ستٌّ وأربعون سنة.
601- الأمين المنجم [1] .
واسمه سالم المَوْصِليّ. شيخ متميز فِي النجوم وحلّ الأزياج وحسابها، وعمل التّقاويم والفسار [2] .
مات بدمشق فِي ذي القعدة.
602- أيّوب بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن قُدَامة بْن مِقْدام بْن نصر.
نجم الدِّين، أبو عَبْد اللَّه الجماعيليّ، المَقْدِسيّ، الحنبليّ، خطيب جمّاعيل، والد صاحبنا تقيُّ الدِّين عَبْد اللَّه الجمّاعيليّ، المقرئ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من: خطيب مردا، وعلي بْن صالح شيخ.
أجاز له الصَّيْدلانيّ. روى عَنْهُ: ابن الخباز، وغيره.
وكان فقيها مباركا، له مدة يخطب بالقرية. رَأَيْته وقد جاء يسلم على شيخنا ابن تيمية.
__________
[1] انظر عن (الأمين المنجّم) في: المقتفي 2/ ورقة 31 ب.
[2] كذا في الأصل.

(52/394)


تُوُفّي فِي أواخر السَّنَة بجماعيل.
603- أيوب بْن أبي بَكْر [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن طارق بْن سالم.
الإِمَام، العلم، بهاءُ الدِّين، أبو صابر بْن النّحاس الأسَدِيُ، الحَلَبِيّ، الحَنَفِيّ، مدرس القليجيَّة، وشيخ الحديث بها.
وُلِدَ سنة سبْعٍ عشرة وستمائة.
وسمع من: مُكَرَّم، والموفَّق يعيش، وابن رواحة، وابن خليل، وجماعة بحلب.
وقال لنا إنّه سمع من ابن روزبه «صحيح الْبُخَارِيّ» .
وسمع ببغداد من: أبي إسحاق الكاشغري، وأبي بَكْر بن الخازن، وأبي بَكْر بْن النّحال، وابن العليق، وفضل اللَّه الجيليّ، وابن السَّكَن، وغيرهم.
وسمع بالقاهرة من يُوسُف الساوي، وغيره. وبمكة من: شُعيب الزعفرانيّ، وبهاء الدين ابن الْجُمّيْزيّ.
وقدِم دمشق من حلب فقيرا، فنزل بالخانكاه مُدّة. ثُمَّ أُعطي تدريس القليجية.
وكان شيخا فاضلا، مطبوعا، حَسَن الأخلاق، صحيح الاعتقاد، كثير المسموع، مُحبًّا للحديث. روى «سنن الدار الدّارقطنيّ» ، وأشياء كثيرة.
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر شوّال، ودفن بمقابر الصّوفية.
__________
[1] انظر عن (أيوب بن أبي بكر) في: المقتفي 2/ ورقة 27 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والعبر 5/ 396، والإعلام بوفيات الأعلام 393، والوافي بالوفيات 10/ 36، وذيل التقييد 1/ 483 رقم 944، والمقفى الكبير 2/ 377 رقم 894، وعقد الجمان (4) 104، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والمنهل الصافي 3/ 224، 225 رقم 630، والدليل الشافي 1/ 177 و 178 ورقم 629، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، وشذرات الذهب 5/ 445، وأعيان الشيعة 1/ 185، ومعجم شيوخ الذهبي 148، 149 رقم 192، والدارس 1/ 571، والمعجم المختص 76 رقم 89، وأعيان العصر 1/ 672، 673 رقم 380، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 368.

(52/395)


- حرف الباء-
604- بلال المغيثيّ [1] .
الطُّواشيّ، الأمير الكبير، حُسام الدِّين، أبو المناقب الحبشيّ، الْجَمْدار، الصالحيّ. كان لالا الملك الصالح على دار السّلطان الملك المنصور. ثُمَّ جعله الملك العادل يتكلّم فِي أمر السلطان الملك الناصر وينظر فِي مصالحه.
وهو كبير الخدام المقيمين بالحرم النبويّ، وله أموال طائلة وغلمان وحُرمة فِي الدولة.
حدث بدمشق ومصر. وقرأت عليه جماعة أجزاء يرويها عن ابن رواج، وكان فِيه دين وبِرّ وصدقات.
حضر المَصَافّ وردّ، فأدركه أجَلُهُ بالسّوادة، وحُمل إلى قطيَة فدُفن بها فِي تاسع ربيع الآخر. وكان من أبناء التّسعين. وكان ضخما، مهيبا، تامّ الشكل، حالك السواد.
- حرف الجيم-
605- جاغان [2] .
الأمير الكبير، سيف الدِّين المَنْصُورِيّ، الحُساميّ.
كان فِيهِ دين وعقل. وكان أشقر، مليح الشكل. مات قبل الكهولة بأرض البلقاء فِي شوال، وصلوا عليه صلاة الغائب.
__________
[1] انظر عن (بلال المقتفي) في: العبر 5/ 396، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، والمقفى الكبير 2/ 481 رقم 949، وعقد الجمان (4) 16، وشذرات الذهب 5/ 446، والمقتفي 2/ ورقة 9 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 154، 155 رقم 200، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487.
[2] انظر عن (جاغان) في: نهاية الأرب 31/ 409، وعقد الجمان (4) 117، والمقتفي 2/ ورقة 27 ب، والمقفّى الكبير 3/ 10 رقم 1050، والعبر 5/ 396 وفيه: «جاعان» بالعين المهملة، وأعيان العصر 2/ 150 رقم 533، والوافي بالوفيات 11/ 39، وشذرات الذهب 5/ 446.

(52/396)


606- جمال الدِّين ابن الهنديّ [1] .
الفقيه العَدْل، أَحْمَد بْن محمود الشافعيّ.
تُوُفّي بمسجده شماليّ العُقَيْبة. وكان ثقة أمينا، من أبناء السبعين.
تُوُفّي فِي شعبان. وهو والد بدر الدِّين وأخويه.
- حرف الحاء-
607- حازم بْن عَبْد الغني [2] بْن حازم.
الجماعيليّ، التّاجر، حافظ للقرآن، كثير التّلاوة، وهو خَتَن القاضي تقيُّ الدِّين ابن سُلَيْمَان على بِنْته الكبرى.
مات يوم عاشوراء بالجبل.
608- حبيبة بنت الكمال أحمد بن الكمال عَبْد الرحيم.
أخت الضّياء وزينب.
أجاز لها السِّبْط، وسمعتْ من خطيب مردا، وإبراهيم بْن خليل.
وهي زَوْجَة الشهاب أَحْمَد بْن النّاصح.
تُوُفّيَتْ قبله بيسير، وحدَّثت.
609- الْحَسَن بْن أحمد [3] بن الحسن بن أنوشروان [4] .
__________
[1] انظر عن (جمال الدين الهندي) في: المقتفي 2/ ورقة 23 أ.
[2] انظر عن (حازم بن عبد الغني) في: المقتفي 2/ ورقة 2 ب.
[3] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 64 رقم 65، وتذكرة النبيه 1/ 204 و 227، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 141 و 148، والمنهل الصافي 5/ 63- 65 رقم 887، والدليل الشافي 1/ 259 رقم 885، والبداية والنهاية 14/ 13، والسلوك ج 1 ق 3/ 906، والمقفى الكبير 2/ 303 رقم 1147، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والدرر الكامنة 2/ 10 رقم 1492، وعقد الجمان (4) 89، 90، والعبر 5/ 397، ومعجم شيوخ الذهبي 168 رقم 218، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1487، والدارس 1/ 512، 513، وأعيان العصر 2/ 186- 188 رقم 559، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 342.
[4] وفي معجم شيوخ الذهبي 168 «الحسن بن أحمد بن شروان» .

(52/397)


قاضي القُضاة، حسامُ الدِّين، أبو الفضائل ابن قاضي القُضاة تاج الدِّين أبي المفاخر، الرازيّ، ثُمَّ الروميّ، الحَنَفِيّ.
وُلِدَ فِي ثالث عَشْر المُحَرَّم سنة إحدى وثلاثين وستمائة بأقصرا، إحدى مدن الروم، وولي قضاء مَلَطْية أكثر من عشرين سنة. ثُمَّ نزح إلى الشَّام سنة خمسٍ وسبعين وستمائة خوفا من التَّتَار، فأقام بدمشق، ثُمَّ وُلّي قضاءها فِي سنة سبْعٍ وسبعين بعد الصدر سُلَيْمَان، وامتدت أيامه إلى أن تسلطن حسام الدِّين لاجين، فسار إليه سنة ستٍّ وتسعين، فأقبل عليه، وأحبّ مُقامه عنده لمودّةٍ بينهما من أيام نيابته على دمشق، وولاه القضاء بالدّيار المصريّة، ووليّ ابنه جلال الدِّين مكانه بدمشق، وبقي معظَّمًا، وافر الحُرمة، فَلَمّا زالت دولة حُسام الدِّين لاجين قَدِمَ القاضي حُسام الدِّين إلى دمشق فِي ذي الحجّة سنة ثمانٍ وتسعين على مناصبه وقضائه بدمشق وعزل ولده.
وكان مجموع الفضائل، كثير المكارم، متوددا إلى النّاس، له أدب وشِعر، وفيه خَيّر ومروءة وحشمة. حضرتُ مجلسه فجرى شيء من الكلام، فرأيته يرجّح طريقة السّلف ويصوبها. ثُمَّ إنه خرج فِي الغَزَاة وشهد المَصافّ [1] ، وكان آخر العهد به.
والأصحّ أنّه لم يُقتَل فِي المَصَافّ، وكثُرت الأخبار بمروره مع المنهزمين بناحية جبل الْجُرْديّين [2] ، وأنه أُسِر وبِيع للفرنج، وأُدخل إلى قبرس هُوَ وجمال الدين المطروحيّ [3] الحاجب.
وقيل إنّه تعاطى الطّلب والعلاج، وأنّه جلس يطبب بقبرس وهو فِي الأسر، ولكن لم يثبُت ذَلِكَ، فاللَّه أَعلم بما صار إليه [4] .
__________
[1] يريد وقعة غازان التي جرت في سنة 699 هـ.
[2] جبل الجرديين: هي أعالي جبال لبنان التي كان يسكنها في ذلك الوقت النصيرية والدروز والطوائف الأخرى من غير السّنة، واتّهموا بأنهم كانوا متعاونين مع الفرنج ضد المسلمين.
(راجع في ذلك كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ 2/ 91 وما بعدها.)
[3] في المنهل الصافي 5/ 65 «جمال الدين الطوخي» .
[4] وقال ابن حجر: ثم شاع في سنة 735 هـ. أن الخبر جاء إلى ولده جلال الدين أن والده

(52/398)


610- الْحَسَن بْن حمزة [1] .
العَدْل، المرتضى، بدرُ الدِّين الْحُسَيْنيّ، الشريف.
من أعيان شهود تحت السّاعات.
تُوُفّي فِي المُحَرَّم بالجبل. وخرج قاضي القُضاة إمام الدِّين وشهد دفنه.
611- الْحَسَن بْن علي [2] بْن عِيسَى بْن الْحَسَن.
الإِمَام، المحدّث، شَرَف الدِّين ابن الصَّيْرَفيّ، اللَّخْميّ، الْمَصْرِيّ.
شيخ الحديث بمدرسة الفارقانيّ، فقيه، محدّث مفيد، صدوق، خَيّر، دين، متواضع، حَسَن الأخلاق، مليح الشَّيبة.
سمع من: عَبْد الوهاب بْن رواج، وأبي الْحَسَن ابن الْجُمّيْزيّ، ويوسف السّاوي، وفخر القُضاة ابن الْحُبَابِ، والمؤتمن بْن قُمَيرة، والزّكي عَبْد العظيم، والرشيد العطار. وبالإسكندرية من: سبط السّلفيّ، وجماعة.
__________
[ () ] حي بقبرس وأنه يطلب ما يفتك به من الأسر، ولكن سكنت القضية وتبين أنها زور مفترى، ولا شك أنه عاش إلى بعد السبعمائة. (الدرر الكامنة 2/ 10) .
وقال ابن تغري بردي: وقيل إنه لما دخل إلى قبرس كان الملك ضعيفا، فطبّه إلى أن تعافى. وكان وعده أنه إذا تعافى يطلقه، فلما تعافى الملك مرض هو بالإسهال إلى أن مات رحمه الله تعالى. (المنهل الصافي 5/ 65) . وهو ينقل عن اليونيني الّذي قال: كذا حكى أحد أجناد نائب السلطنة بالإسكندرية، وذكر أنه ورد إلى إسكندرية مركب من قبرص وفيه إفرنج ونصارى مستعربة، وكان فيهم واحد يعرف القاضي حسام الدين وهو أخبر بأسره، وأنه لم يعرفهم أنه قاضي بل إنه حكيم، وإنه حيّ عندهم، وعقيب ذلك توفي إلى رحمة الله. (ذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 342) .
[1] انظر عن (الحسن بن حمزة) في: المقتفي 2/ ورقة 2 ب.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 32 ب، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1488، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2310، والوافي بالوفيات 12/ 160، والسلوك ج 1 ق 3/ 909، والمنهل الصافي 5/ 102، 103 رقم 912، والدليل الشافي 1/ 265 رقم 910، وشذرات الذهب 5/ 448، والعبر 5/ 397، ومعجم شيوخ الذهبي 171، 172 رقم 223، والمعجم المختص 86 رقم 99، وبرنامج الوادي آشي 102، وأعيان العصر 2/ 207 رقم 574، وحسن المحاضرة 1/ 162.

(52/399)


سَمِعت منه، وتُوُفيّ فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة، وهو فِي عَشْر الثمانين أو نيَّف عليها.
612- الْحَسَن بْن علي [1] بْن يُوسُف بْن هود.
الشَّيْخ، الزَّاهد الكبير، بدر الدِّين، أبو عليّ، ابن هُود المُرسيّ. أحد الكبار فِي التصوف على طريقة أهل الوحدة، أعاذنا اللَّه من ذَلِكَ.
قال عَلَمُ الدِّين البِرْزاليّ [2] : سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين وستمائة بمُرسية.
وذكر أن أَبَاهُ كان نائب السَّلْطَنَة بمُرسِية عن أخيه الخليفة المُلقّب بالمتوكل أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن هود صاحب الأندلس.
قلت: وحصل لهذا المرء زُهد مُفْرِط، وفراغ عن الدنيا، وسكرة عن إياه، وغفلة مُتتابعة، فسافر وترك الحشمة وتغرَّب، وصحِب ابن سبعين واشتغل بالفلسفة والطبّ وتُرَّهات الاتّحادية، وزُهْديّات الصوفية، وخلط هذا بهذا.
وحجّ ودخل اليمن، وقدِم الشَّام، رَأَيْته مرّات، وكان أشقر، أزرق، ذا شيبة وهَيبة وسكون وفنون، وتلامذة، وزبون، وعلى رأسه قبع ذلك. وكان غارقا فِي الفِكر، قليل الصلاة، متواصل الأحزان، عديم اللذّة كأنّه فاقد، وفيه انقباض عن النّاس وسكوت متواصل، وقد حُمِل مرّة إلى وإلى البلد وهو سكران، أخذوه من حارة اليهود فأحسن الوالي به الظّن وسرّحه.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 65، 66 رقم 100، وفيه: «أبو علي الحسن بن هود المغربي» ، والمقتفي 2/ ورقة 24 ب، والعبر 5/ 397، والإعلام بوفيات الأعلام 293، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، وفوات الوفيات 1/ 345 رقم 122، وتذكرة النبيه 1/ 231، 232، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 150، والمقفى الكبير 3/ 432 رقم 1201، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، وعقد الجمان (4) 109- 113، وشذرات الذهب 5/ 447، وأعيان العصر 2/ 200- 205 رقم 571، والوافي بالوفيات 12/ 156.
[2] في المقتفي 2/ ورقة 24 ب.

(52/400)


وقال بعض النّاس: إنما سقاه اليهود ليغضوا منه بذلك خُبثَا منهم.
قال الشَّيْخ تاج الدين في «تاريخه» : وفي سنة خمسة [1] وثمانين تحدّث النّاس أنّ ابن هود وُجد سكرانا، فلا حول ولا قوة إلا باللَّه. وقيل إنّه أُخذ إلى الوالي فاعترف، ثُمَّ سرحه وأُخرج من الأندلسية.
وقال شيخنا عماد الدِّين الواسطيّ، وكان من أكبر المُحِطّين عليه لِما رَأَى منه: أتيته وقلت له: أريد أن تسلكني. فقال لي: من أي الطُّرُق تريد أن تسلك؟ من المُوسَويّة أو المحمدية؟ أي أن كلّ المِلَل توصل إلى اللَّه.
وقال: كان إذا طلعت الشمس استقبلها وصلب على وجهه، لا أدري ما يقصد بذلك. وله أبيات مشهورة فِي الاتحاد، وهي:
عِلْمُ قومي بي جَهْلُ يقول فيها:
أَنَا رب، أَنَا عَبْد ... أَنَا بعضٌ، أَنَا كلُّ
أَنَا دنيا، أَنَا أخرى ... أَنَا هَجْرٌ، أَنَا وَصْلُ
أَنَا معشوقٌ لذاتي ... لست عن الدهر أسلو
[2] وقد صحِبه العفيف عِمْرَانَ الطبيب، والشيخ سَعِيد المغربيّ، وغير واحد من هَؤُلَاءِ، اللَّهمّ يا مثبّت القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
__________
[1] كذا بالأصل. والصواب: «سنة خمس» .
[2] القول في أعيان العصر، والوافي بالوفيات:
علم قومي بي جهل ... إنّ شأني لأجل
أنا عبد، أنا ربّ ... أنا عزّ، أنا ذلّ
أنا دنيا، أنا أخرى ... أنا بعض، أنا كلّ
أَنَا معشوقٌ لذاتي ... لست عن الدهر أسلو
فوق عشر دون تسع ... بين خمس لي محل

(52/401)


وكان له مشاركات جيدة فِي العلوم.
تُوُفّي فِي السادس والعشرين من شعبان، وصلّى عليه قاضي القُضاة بدر الدِّين ابن جماعة، ودُفِن بسفح قاسيون.
وكان يعجبني سَمْتُه وصمْته، ولعله رجع وأناب.
613- حَسَن بْن هارون [1] بْن حَسَن.
الفقيه الصالح، نجمُ الدِّين الهَذبانيّ، الشافعيّ، أحد أصحاب الشَّيْخ محيي الدِّين النّواويّ.
دين، خَيّر، ورع، قانع، متتبع، عندهُ فوائد كثيرة، وطلبٌ للعلم.
سمع من: ابن عَبْد الدائم، وجماعة. ولم يحدث.
تُوُفّي فِي تاسع شعبان، وهو كهل.
614- الحكميّ [2] .
الأجلّ، عزَّ الدِّين، مملوك الأمير عَلَمُ الدِّين أرجواش.
شابٌّ حَسَن، عاقل، عزيز عند مخدومه، نزل المدينة من جهة أرجواش، وعمل ولاية أياما.
تُوُفّي فِي رمضان.
- حرف الخاء-
615- خضر بن دانيال [3] .
__________
[1] انظر عن (حسن بن هارون) في: طبقات الشافعية الكبرى 9/ 408، والوافي بالوفيات 12/ 283، والمنهل الصافي 5/ 144 رقم 935، والدليل الشافي 1/ 271 رقم 933، والمقتفي 2/ ورقة 22 ب، وأعيان العصر 2/ 255 رقم 588 مكرّر.
[2] في المقتفي 2/ ورقة 26 أ «الحكيمي» .
[3] انظر عن (خضر بن دانيال) في: المقتفي 2/ ورقة 24 أ.

(52/402)


زين الدِّين الزّراديّ، المقرئ، الضّرير.
تُوُفّي فِي شعبان. وكان يخيط الثياب، ويدخل الخياط فِي الإبرة وهو أعمى.
616- خضر بْن علي [1] بْن أقجا.
الأمير الأجل، شمس الدِّين الأوشريّ.
روى عن الشرف الإربليّ، والنّظام عَبْد اللَّه بْن البانياسيّ.
تُوُفّي فِي وسط العام.
617- خطاب بْن مُحَمَّد [2] بْن زنطار بْن حريز بْن رافع.
مَعِين الدِّين اللَّخْميّ، الأشرفيّ، خازن النعل الّذي بدار الحديث.
روى لنا عن: فَرح الحبشيّ، وعثمان بْن خطيب القرافة.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وأربعين، وتُوُفيّ فِي خامس شعبان.
وكان عاقلا له خبرة بالأمور.
618- خديجة بِنْت أَحْمَد [3] بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن شُكر.
زَوْجَة الشمس مُحَمَّد بْن العماد عَبْد الحميد المَقْدِسيّ.
روت عن جَعْفَر الهمْدانيّ.
وتُوُفّيَتْ بالبلد عند البغدادية فِي الثامن والعشرين من جمادى الأولى.
619- خديجة بِنْت التّقي مُحَمَّد [4] بْن محمود بن عبد المنعم المراتبيّ، الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (خضر بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 33 أ.
[2] انظر عن (خطاب بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 22 ب.
[3] انظر عن (خديجة بنت أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 13 ب.
[4] انظر عن (خديجة بنت التقيّ محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 15 أ، والعبر 5/ 397، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومرآة الجنان 4/ 231، ومعجم شيوخ الذهبي 187 رقم 249، وبرنامج الوادي آشي 172، والنجوم الزاهرة 8/ 193.

(52/403)


أمّ مُحَمَّد، عجوز صالحة، عابدة، خيرة كثيرة التّلاوة، خَيّر نساء الدير.
رَوَت عن: ابن الزَّبِيديّ، والإربليّ.
وهي بِنْت الزَّاهدة حبيبة بِنْت الشَّيْخ أبي عُمَر.
سمعنا منها وتُوفَّيت فِي التاسع والعشرين من جُمَادَى الأولى فِي عَشْر الثمانين.
620- خديجة بِنْت يُوسُف [1] بْن غُنَيْمة بْن حُسَيْن.
العالمة، الفاضلة، أمَة العزيز البغدادية ثُمَّ الدمشقيّة.
وتُعرف ببنت القيم. كان أبوها قيم حمّام، فحرص عليها لمّا رَأَى نجابتها، وأسمعها الكثير، وعلّمها الخطّ والقرآن والوعْظ وغير ذَلِكَ. وكانت تعِظ النّساء، ثُمَّ تركت ذَلِكَ ولِزمت بيتها. وهي زَوْجَة الحاجّ محمود الذّهبيّ.
وُلِدت سنة ثمانٍ وعشرين وستمائة، وسمعت من: مُكَرَّم، وابن الشّيرازي، وابن اللَّتّيّ، وابن المُقَيَّر، وكريمة.
وبمصر من: علي بْن مختار العمريّ، وأبي الحسن بن الجميزيّ.
وحدّثت بدمشق والعلاء وتَبُوك، وجوّدت على الوليّ، وابن الشوا، والرضي التونسيّ، والنّجّار، لكن لم تقو يدها. وقرأت مقدمتين فِي العربية أو أكثر، وأعربت على النُّحاة. وقرأ لنا عليها البِرْزاليّ، أبقاه اللَّه، «مقامات الحريريّ» .
وكانت قد تفردت بها بدمشق.
توفيت في مستهل شعبان.
__________
[1] انظر عن (خديجة بنت يوسف) في: العبر 5/ 398، ومرآة الجنان 4/ 231، والوافي بالوفيات 13/ 296، 297 رقم 360 ودرة الحجال 1/ 264 رقم 399، وشذرات الذهب 5/ 447، وأعلام النساء 1/ 339 و 345، والمقتفي 2/ ورقة 22 أ.

(52/404)


- حرف الراء-
621- الرشيد أوْحَشْتَني [1] .
المسلمانيّ، كاتب البيوتات.
دُفن فِي ذي الحجة بتُربته بمقبرة باب شرقيّ.
622- رضوان بْن أَحْمَد [2] بْن عُبَيْد.
السّوادي المقرئ، الرجل الصّالح. كان يلقن بدار الحديث وبالجامع احتسابا.
روى لنا «جزء الوخشيّ» ، عن ابن الأوحد.
تُوُفّي فِي رمضان، وقد نيف على الستّين.
- حرف الزاي-
623- الزُّوَيرانيّ [3] .
الأمير عزَّ الدِّين أيبك الحاجب.
تُوُفّي بنواحي عسقلان فِي شعبان، وقد جاوز السّبعين.
624- زينب بِنْت إِسْمَاعِيل [4] بْن المحبّ مُحَمَّد بْن عُمَر الحَرَّانيّ.
أم أَحْمَد.
سَمِعت من: خطيب مردا، ومحمد بْن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل.
__________
[1] انظر عن (الرشيد أوحشتني) في: المقتفي 2/ ورقة 30 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 383 واسمه «فرج الله» .
[2] انظر عن (رضوان بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 25 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 195، 196 رقم 262.
[3] انظر عن (الزويراني) في: المقتفي 2/ ورقة 22 أ.
[4] انظر عن (زينب بنت إسماعيل) في: المقتفي 2/ ورقة 18 ب.

(52/405)


وحدّثت.
توفيت في جمادى الآخرة.
625- زينب بِنْت عُمَر [1] بْن كِنْدي بْن سَعِيد بْن علي.
أمّ مُحَمَّد بِنْت الحاجّ زكيّ الدِّين الدمشقيّ، زَوْجَة ناصر الدِّين ابن قرقر، معتمد قلعة بعلبكّ. امرأة صالحة، خيرة، لها بر وصَدَقة. بَنَت رباطا ووقَفَت أوقافا، وعاشت فِي خيرٍ ونعمة، وحجّت، وروت الكثير، وتفردت فِي الوقت.
أجاز لها المؤيِّد الطُّوسيّ، وأبو رَوْح الهَرَويّ، وزينب الشعريّة، والقاسم بْن الصَّفّار، وأبو البقاء العُكْبَريّ، وعبد العظيم بْن عَبْد اللطيف الشرابيّ، وأحمد بْن ظَفَر بْن هُبَيرة.
حدُّثت بدمشق وبَعْلَبَكَّ.
وتُوُفّيَتْ فِي التّاسع والعشرين من جمادى الآخرة بقلعة بَعْلَبَكَّ عن نحو تسعين سنة.
سمع منها: أبو الْحُسَيْن اليُونينيّ وأولاده وأقاربه، وابن أبي الفتح وابناه، والمِزّيّ وابنه الكبير، والبِرْزاليّ، وابن النابلسيّ، وأبو بَكْر الرحبيّ، وابن المهندس، وأحمد ابن الدُربيّ، وأبي، وخالي، وخلْق من أهل بَعْلَبَكَّ.
__________
[1] انظر عن (زينب بنت عمر) في: العبر 5/ 398، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2311، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، والوافي بالوفيات 15/ 66 رقم 83، وشذرات الذهب 5/ 448، والمقتفي 2/ ورقة 18 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 204 رقم 277، وأعيان العصر 2/ 388، 389 رقم 673، وذيل التقييد 2/ 371 رقم 1827، وصلة الخلف للروداني 4/ 354، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وأعلام النساء 2/ 101، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 5/ 180- 182 رقم 1551 ولها ذكر في: الوفيات لابن رافع السلامي 2/ 45 و 87، والسلوك ج 2 ق 2/ 365، وإنباء الغمر 1/ 109، والدرر الكامنة 1/ 194 و 2/ 12 و 97، و 3/ 4 و 11 و 92، وذيل تذكرة الحفاظ 385، وشذرات الذهب 6/ 250، وسير أعلام النبلاء 7/ 328 و 8/ 165 و 200 و 10/ 513 و 11/ 399، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ السادس والعشرون.

(52/406)


قرأ عليها ابن سامة «صحيح مُسْلِم» ، وقرأتْ علينا من أول «الصحيح» إلى أوّل النّكاح، وسمعت ما بقي على ابن عساكر. وسمعت منها عدّة أجزاء رحمها اللَّه.
626- زين الدِّين ابن القصّاع [1] .
الدمشقيّ. واسمه مُحَمَّد بْن الشرف إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل.
شهد على القُضاة. وكان من عدول القيمة.
تُوُفّي فِي شوّال.
627- زين الدِّين ابن المغيزل [2] .
هُوَ الخطيب أبو عَبْد اللَّه بْن الشَّيْخ تاج الدِّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُغَيْزل الحَمَويّ، خطيب الجامع الأسفل.
سمع من شيخ الشيوخ عبد العزيز.
وتُوُفيّ بحماة فِي المُحَرَّم.
- حرف السين-
628- سالم بْن ناصر [3] .
الفقيه شَرَف الدِّين، قاضي قارا وخطيبها. فصيح، مفوَّه، شاعر، فِيهِ مكارم ومروءة.
أقام بقارا مدة، وبها تُوُفّي فِي الرابع والعشرين من رمضان.
629- سَعْد اللَّه بْن عقبة.
الحنفيّ.
__________
[1] انظر عن (ابن القصّاع) في: المقتفي 2/ ورقة 27 ب.
[2] انظر عن (ابن المغيزل) في: المقتفي 2/ ورقة 3 أ، وأعيان العصر 1/ 362، 363 رقم 185، والوافي بالوفيات 8/ 124.
[3] انظر عن (سالم بن ناصر) في: تذكرة النبيه 1/ 226، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 150، والوافي بالوفيات 15/ 92 رقم 123، والمقتفي 2/ ورق 26 أ، وأعيان العصر 2/ 396 رقم 684.

(52/407)


هلك فِي الجبل بالبرد والعذاب.
له إجازة من ابن الزَّبِيديّ.
630- سَعِيد الدِّين الكاسانيّ [1] .
الفَرَغانيّ، الصُّوفيّ، شيخ خانكاه الطاحون.
رَأَيْته شيخا مزرَّع الشَّيب.
مات بالخانكاه فِي سابع عَشْر ذي الحجّة. وكان من رءوس الاتحادية، فاضل فِي فنّه، بصير بأقوال القوم.
قرأ هُوَ والأيْكيّ على الشَّيْخ صدر الدِّين القُونويّ هذا العلم. وهو قرأ على ابن العربيّ. وقد شرح قصيدة ابن الفارض فِي السّلوك فِي مجلَّدتين، واسمه مُحَمَّد بْن أَحْمَد، واشتهر بالشيخ سَعِيد.
631- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد [2] بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عساكر.
صاحبنا شمس الدِّين.
سمع معناه الكثير على والده. وسمع قبلي من جماعة، وورث أَبَاهُ وعاش بعده أياما، فورثه ابن عمّ أَبِيهِ الشَّيْخ الفخر بْن عساكر.
تُوُفّي فِي ثالث رجب. وكان من أبناء الثلاثين.
632- سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه [3] بْن علي بْن مَنْصُور بْن رطلين.
الفقيه العالم، جمال الدِّين، أبو مَنْصُور البغداديّ، الحنبليّ. وُلِدَ فِي حدود الثلاثين وستمائة. وكان من فقهاء المدارس. وفيه ديانة ومروءة، وله بيت بالجوزية.
__________
[1] انظر عن (الكاساني) في: العبر 5/ 398، والمقتفي 2/ ورقة 32 ب، والوافي بالوفيات 2/ 140، ومعجم المؤلفين 8/ 310، وأعيان العصر 4/ 235 رقم 1445 وفيه: «سعد الدين» .
«الكاساني» : نسبة إلى كاسان، مدينة كبيرة في أول بلاد تركستان وراء نهر سيحون. (معجم.
البلدان) .
[2] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 19 أ.
[3] انظر عن (سليمان بن عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 19 أ.

(52/408)


قرأ عليه أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ «كرامات الأولياء» للخلّال، بسماعه عن عزّ بْن العُلَّيق.
تُوُفّي فِي رجب.
633- سَنْجَر [1] .
الأمير الكبير، العالِم، المحدّث، عَلَمُ الدِّين، أبو مُوسَى التُّركيّ، البرلي [2] ، الدُّوَيْداريّ، الصالحيّ. وُلِدَ سنة نيَّفٍ وعشرين وستمائة، وقدِم من التّرْك فِي حدود الأربعين وستمائة. وكان مليح الشكل، مهيبا، كبير الوجه، خفيف اللّحية، صغير العَين، ربعَةً من الرجال، حَسَن الخَلْق، والخُلُق.
فارسا، شجاعا، ديِّنًا، خيِّرًا، عالما، فاضلا، مليح الخطّ، حافظا لكتاب اللَّه. قرأ القرآن بمكة على الشَّيْخ جبريل الدّلاصيّ، وغيره. وحفظ:
«الإشارة» فِي الفقه لسُليم الرّازيّ، وهي فِي أربعة كراريس. وحصل له عناية.
بالحديث وبسماعه سنة بضعٍ وخمسين.
فسمع الكثير، وكتب بخطه، وحصل الأصول. خرج المِزّيّ جزءين «عوالي» ، وخرج له البِرْزاليّ «معجما» فِي أربعة عَشْر جزءا، وخرج له ابن الظاهريّ قبل ذلك شيئا.
__________
[1] انظر عن (سنجر) في: نهاية الأرب 31/ 409، وتألي كتاب وفيات الأعيان 87 رقم 128، والعبر 5/ 399، والمعين في طبقات المحدّثين 223 رقم 2312، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، والإعلام بوفيات الأعلام 92، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، والوافي بالوفيات 15/ 479- 482 رقم 644، وتذكرة النبيه 1/ 229، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 147، وذيل التقييد 2/ 12، 13 رقم 66، 1، وعقد الجمان (4) 114، 115، والمنهل الصافي 6/ 68- 72 رقم 1109، والدليل الشافي 1/ 324 رقم 1105، والنجوم الزاهرة 8/ 193، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، والمقتفي 2/ ورقة 20 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 219، 220 رقم 302، والمعجم المختص 106، 107 رقم 124، وموسوعة علماء المسلمين ق 2/ ج 2/ 127، 128 رقم 443، وأعيان العصر 2/ 460- 464 رقم 734، والدارس 1/ 50، 51، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 344.
[2] في بعض المصادر: «البرنلي» .

(52/409)


وحج ستّ مرّات. وكان يُعرف عند المكّيين بالسّتُوريّ لأنّه أول من سار بكسوة البيت بعد أخْذ بغداد من الدّيار المصرية.
وقبل ذَلِكَ كانت تأتيها الأستار من الخليفة.
وحجَّ مرَّةً هُوَ واثنان من مصر على الهُجن. وكان من أمراء الحلقة فِي الأيام الظاهرية، ثُمَّ أُعطي إمرته بحلب، ثُمَّ قَدِمَ دمشق وولي الشدّ مُدّة. ثُمَّ كان من أصحاب سُنْقُر الأشقر، ثُمَّ مُسِك، ثُمَّ أعيد إلى رُتبته وأكثر، وأُعطيّ خبزا وتقدمة على ألف، وتنقّلت به الأحوال، وعَلَت رُتْبتُه فِي دولة الملك المنصور لاجين، وقدّمه على الجيش فِي غَزَاة سيس. وكان لطيفا مع أهل الصلاح والحديث، يتواضع لهم ويحادثهم ويؤانسهم ويَصِلهم، وله معروف كثير، وأوقاف بالقدس ودمشق.
وكان مجلسه عامرا بالعلماء والأعيان والشعراء. وقد مدحه جماعة.
كبيرة، ودُوِّنت مدائحه فِي مجلّدتين وفيها قِطَع مونقة.
وسمع الكثير بمصر والشام والحجاز.
وروى عن: الزكي عَبْد العظيم، والرشيد العَطَّار، والكمال الضّرير، وابن عَبْد السلام، والشرف المُرسي، وعبد الغني بْن بنين، وإبراهيم بْن بشارة، وأحمد بْن حامد الأرتاحيّ، وإسماعيل بْن عَزُّون، وسعد اللَّه بْن أبي الفُضَيْل التُّنوخيّ، وعبد اللَّه بْن يُوسُف بْن اللّمط، وعبد الرَّحْمَن بْن يوسف المنبجي، ولا حق الأرتاحيّ، وأبي بَكْر بْن مكارم، وفاطمة بِنْت الملثّم بالقاهرة، وفاطمة بِنْت الحزام الحِمْيريّة بمكة، وابن عَبْد الدّائم، وطائفة بدمشق، وهبة اللَّه بْن زُوين، وأحمد بْن النّحّاس بالإسكندرية، وعبد اللَّه بْن علي بْن معزوز بمُنْية بني خصيب، وبأنطاكيّة، وحلب، وبَعْلَبَكَّ، والقدس، وقوص، والكَرَك، وصفد، وحماة، وحمص، وينبُع، وطيبة، والفيّوم، وجدة. وقل من أنجب من التُّرْك مثله.
وقد سمع منه خَلْقٌ بدمشق والقاهرة. وشهد الوقعة وهو ضعيف، ثُمَّ التجأ بأصحابه إلى حصن الأكراد فتُوُفيّ به ليلة الجمعة ثالث رجب.

(52/410)


634- سَنْجَر [1] .
الجمال، عَلَمُ الدِّين، مَوْلَى الأمير جمال الدِّين أيدُغْديّ، العزيزيّ.
يروي «جزء الذُّهْليّ» ، عن السِّبْط. قُتِل يوم المصافّ هُوَ ورفيقه أيدكين الجمالي العزيزيّ أحد من سمع المُرسي، والأمير منكُبَرس الجماليّ العزيزيّ.
- حرف الشين-
635- شجاع الدِّين مُحَمَّد بْن شَهْري [2] .
الكرديّ، الأمير، نائب بَعْلَبَكَّ.
شيخ كبير من أبناء الثمانين.
تُوُفّي ببعلبكّ فِي رجب. وكان عاقلا محمود السّيرة، قليل الشرّ، ضبط بَعْلَبَكَّ من التَّتَار، وامتنع عليهم بإعانة أهلها، فلم يقدروا عليها.
636- شمس الدِّين الحُنَيْبليّ [3] .
مُشْرف الجامع المعمور. كهل، حَسَن الشكل، له هيبة وصورة.
سمع من: ابن عَبْد الدّائم، وعمر الكرمانيّ. ولم يرو. واسمه مُحَمَّد بْن الظهير يحيى بْن محمود الأصبهانيّ الأصل، الدمشقيّ.
وعُرف بالحُنَيْبليّ لأنه أخو الأخَوَين: النّجم، والشهاب ابني الحنبليّ لأمهما.
تُوُفّي رابع ربيع الأوّل.
637- الشمس الأحول [4] .
كاتب مصطبة الوالي. أكثر الفضول، وتعاون أيام التّتار، فلمّا انقلعوا مُسِك وشُنِق فِي ثالث شوّال، هُوَ وكاتب يهوديّ.
__________
[1] انظر عن (سنجر العزيزي) في: المقتفي 2/ ورقة 6 أ.
[2] انظر عن (ابن شهري) في: المقتفي 2/ ورقة 19 ب، وأعيان العصر 4/ 474 رقم 1594.
[3] انظر عن (شمس الدين الحنيبلي) في: المقتفي 2/ ورقة 4 ب، وفيه: «الحنبلي» .
[4] انظر عن (الشمس الأحول) في: المقتفي 2/ ورقة 27 أ.

(52/411)


ثُمَّ شُنق بعد يومين إِبْرَاهِيم مؤذّن بيت لِهْيا [1] لقيامه وشرّه.
وسُمِّر الشريف القُمّيّ [2] ، وابن العَوْني البرد دار [3] ، وابن خطليشيّ المِزّيّ [4] ، وقُطِع لسان ابن ظاعن [5] من نقباء الوالي، وقُطِعت يد الدُلدرميّ [6] ورِجله، وكُحِّل الشجاع [7] همام فمات بعد يوم، ومات الدلدرميّ بعد ثلاثٍ، وكُحِّل مَنْدُوة [8] الجنديّ الكرديّ وليس له ذنْبٌ إلا قيامه فِي خدمة قبجق.
638- شمس الدِّين ابن الصائغ [9] .
الأَنْصَارِيّ، الدمشقيّ، الكاتب، عَبْد اللَّه بْن الشَّيْخ عماد الدِّين عبد العزيز.
كان أشقر، سمينا، رئيسا، يخدم فِي ديوان الخاص. وله عقل ومروءة، وفيه محافظة على الصّلوات وديانة.
وسمع من: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليُسر. وما حدّث.
قال أبو مُحَمَّد البِرْزاليّ: حَدَّثني ثقة رآه فِي النّوم فسأله: ماذا لقيت؟
فقال: كلّ خير.
__________
[1] المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[2] المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[3] المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[4] المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[5] المقتفي 2/ ورقة 27 أ، وفيه: «ابن ضاعن» .
[6] المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[7] المقتفي 2/ ورقة 27 أ.
[8] المقتفي 2/ ورقة 27 أ، وفيه كحّل وقطع لسانه.
[9] انظر عن (شمس الدين ابن الصائغ) في: المقتفي 2/ ورقة 4 أ.

(52/412)


مات كهلا.
639- شهاب الدِّين [1] .
إمام مغارة العزيز بجبل قاسيون، وشيخ زاوية ابن المحاور.
شيخ حَسَن، عاقل، فاضل، من فقهاء الظاهريّة والغزالية.
غصّ فمات فجأة فِي نصف شعبان، رحمه اللَّه.
- حرف الصاد-
640- صَدَقة بْن علي [2] بْن حُسَيْن بْن عبد العزيز بْن هلالة المقرئ محبّ الدِّين اللَّخْميّ، الإشبيليّ، الطبيريّ.
شيخ عالم قرأ القراءات، وروى عن: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وابن البرهان.
وله حلقة بجامع دمشق. وأظنّه ابن حبشية.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة وله أربعٌ وسبعون سنة. وكان مولده بإشبيليّة.
641- صدّيق بْن مُحَمَّد [3] بْن صدّيق.
الفلاح ببيت الأَبَّار. شيخ أمي جاهل، بلغني أنّه يتهاون بالصّلاة، فلم أسمع منه.
روى عن: الإربليّ، وغيره.
تُوُفّي بالمدينة بعد رواح التَّتَار.
642- صفيَّة بِنْت عبد الرحمن [4] بن عمرو العزّاء.
__________
[1] انظر عن (شهاب الدين) في: المقتفي 2/ ورقة 23 ب.
[2] انظر عن (صدقة بن علي) في: المقتفي 2/ ورقة 18 أ، ب.
[3] انظر عن (صديق بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 17 أ.
[4] انظر عن (صفية بنت عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 14 ب، والعبر 5/ 399، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والمعين في طبقات المحدّثين 224 (بالحاشية) ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 246، 247 رقم 340، ومرآة الجنان 4/ 231، وذيل التقييد 2/ 379 رقم 1849، والنجوم الزاهرة 8/ 193، وشذرات الذهب 5/ 449، وأعلام النساء 2/ 341.

(52/413)


أخت شيخنا عزَّ الدِّين. سمعنا منهما جزءا.
رويا عن الشَّيْخ الموفَّق. وكان فيها خَيّر وصلاح، وهي دابة بالجبل.
توفّيت بالجبل بعد دخول أهل الجبل إلى البلد شهيدة بالبرد والجوع عن سبْعٍ وثمانين سنة. وسماعها فِي الخامسة.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل وصفية قالا: أنا ابن قُدامة، أنا أبو الفتح مُحَمَّد، أنا رزق اللَّه، أنا ابن بشران، أنا ابن البَخْتَرِيّ، ثنا يحيى بْن أبي طَالِب، أَنَا عَبْد الوهاب، أنا طَلْحَة بن عمرو، عن ابن طاووس، أنّ أَبَاهُ كان يصوم بعد الفِطْر.
ستة أيام ويقول: تعدل صيام السَّنَة، ثلاثين بعشرة أشهر، وستة أيام بشهرين.
643- صواب الطّواشيّ [1] .
شمس الدِّين الحبشيّ، خادم القاضي شَرَف الدِّين عَبْد الرَّحْمَن، ثُمَّ قاضي القُضاة نجم الدِّين ابن صَصْرَى.
سمع من: خطيب مَرْدا، وإبراهيم بْن خليل، وابن البرهان.
وحدَّث. وكان من أبناء السّبعين فيما أحسب.
تُوُفّي فِي ثالث عَشْر جُمَادَى الآخرة.
- حرف الطاء-
644- الطيار [2] .
الأمير الكبير، بدر الدِّين بكتاش. من كبار الأمراء المنصورية بدمشق.
أدرَكَتْه طلائع التَّتَار بفلسطين، ومعه حريمه وأصحابه، فثبت وأبلى بلاء حسنا، وقاتل حَتَّى قُتِل، وحصل له خاتمة خَير، فإنّه كان مُسرفًا على نفسه.
وكان من أبناء الستّين. وقد حجّ بالنّاس مرة سنة اثنتين وتسعين.
__________
[1] انظر عن (صواب الطواشي) في: المقتفي 2/ ورقة 17 أ.
[2] انظر عن (الطيار) في: المقتفي 2/ ورقة 10 أ، والعبر 5/ 399.

(52/414)


645- طَلْحَة بْن الخضِر [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن الْحَسَن بْن عليّ.
وعليّ هُوَ القاضي الزّكيّ بْن المنتجب الْقُرَشِيّ، قاضي قُضاة دمشق. وُلِدَ شمس الدِّين طَلْحَة بعد الأربعين.
وسمع من: مكيّ بْن علّان، والصَدْر البكريّ.
سمعنا منه: وتُوُفيّ فِي الرابع والعشرين من رجب.
- حرف العين-
646- عبد الله ابن العزّ أَحْمَد [2] ابْن العماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي.
تقيّ الدِّين المَقْدِسيّ، الحنبليّ، النقيب. وُلّي نقابة القاضي الحنبليّ بعد التَّتَار، وقبل موته بشهر.
وحدّث عن: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وغيره.
وعاش ثمانيا وأربعين سنة.
وسمع من: جَدّه، وأخي جدّه محمد.
وكان مليح الخطّ، نسخ الكثير وتَفَقَّه.
ومات فِي ثاني عَشْر شعبان.
647- عَبْد اللَّه ابْن الفقيه عَبْد الولي [3] بْن جبارة بن عبد الوليّ.
__________
[1] انظر عن (طلحة بن الخضر) في: المقتفي 2/ ورقة 21 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 250 رقم 344، وأعيان العصر 2/ 622 رقم 831، والوافي بالوفيات 16/ 486 رقم 531، والدليل الشافي 1/ 368، رقم 1265، والمنهل الصافي 6/ 431 رقم 1268.
[2] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 23 أ، وأعيان العصر 2/ 695 رقم 857.
[3] انظر عن (عبد الله بن عبد الولي) في: المقتفي 2/ ورقة 9 أ، وأعيان العصر 2/ 695 رقم 880، والوافي بالوفيات 17/ 302، وشذرات الذهب 5/ 449، والدليل الشافي 1/ 386 رقم 1330 وفيه: عبد الله بن عبد الوالي ... ، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 343 رقم 451، والمنهل الصافي 7/ 97 رقم 1333، والمنهج الأحمد 409، وذيل طبقات الحنابلة

(52/415)


الإِمَام تقيُّ الدِّين، عَبْد اللَّه المَقْدِسيّ، الحنبليّ، الصالحيّ. إمام، مُفْتٍ، مدرس، صالح، عارف بالمذهب، متبحر فِي الفرائض والْجَبْر والمقابلة، كبير السّنّ.
تُوُفّي فِي العشر الأوسط من ربيع الآخر بالجبل، رحمه اللَّه.
648- عَبْد اللَّه بْن علي بْن سوندك [1] بْن كيار.
الفقيه، الأديب، كمال الدين الكركيّ.
شيخ فاضل، أديب، لُغَويّ، من نُقباء السُّبْع.
سمع الكثير مع الشَّيْخ علي المَوْصِليّ. وله أسمعة قديمة.
وروى نسخة أبي مسهر، عن ابن خليل. وأول سماعه سنة تسعٍ وأربعين.
تُوُفّي فِي رجب بالمارستان.
649- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [2] .
الشَّيْخ أبو مُحَمَّد المُرْجانيّ. مشهور بكُنْيته.
سيأتي إن شاء اللَّه [3] .
650- عَبْد الحميد بْن رضوان [4] بْن إِسْمَاعِيل.
جمال الدِّين العامريّ. المعروف بالبسطيّ.
سمع من عتيق السّلمانيّ حديث ابن راهويه. ولم يحدث.
ومات في جمادى الأولى ودفن بالبلد بداره.
__________
[ () ] 2/ 343، ومختصر الذيل 89، والمقصد الأرشد، رقم 521، والدرّ المنضد 444 رقم 1179.
[1] انظر عن (ابن سوندك) في: المقتفي 2/ ورقة 19 ب، 20 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 263 رقم 362، والمعجم المختص 123 رقم 141، وبرنامج الوادي آشي 146، والوافي بالوفيات 17/ 340.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 33 أ، ودول الإسلام 2/ 205.
[3] برقم (760) وسأذكر مصادر ترجمته هناك.
[4] انظر عن (عبد الحميد بن رضوان) في: المقتفي 2/ ورقة 15 أ، ب.

(52/416)


651- عَبْد الدّائم بْن أَحْمَد [1] بْن علي بْن ربح.
الشيخ الصّالح، أبو أحمد المحجيّ، الصّالحيّ، القبانيّ.
رَجُل جيد، متواضع.
سمع: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللّتّيّ، وابن المقير، والإربليّ، والعلم ابن الصابونيّ، وجعفرا الهمْدانيّ، وجماعة.
حدُّث عَنْهُ ابن الخبّاز فِي «معجمه» سنة اثنتين وستّين. وعاش إلى هذا الوقت، وسمعنا منه. وكان وزّانا بسوق الجبل.
تُوُفّي فِي تاسع جُمَادَى الأولى بالجبل.
652- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه [2] بْن الشَّيْخ أبي الْحَسَن علي بْن الْحُسَيْن ابن المُقَيَّر.
المقرئ، الزَّاهد، المجاهد، أبو جَعْفَر البغداديّ، الملقّن على باب الغزالية، الخياط.
وُلِدَ سنة تسعٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من: أبي جَعْفَر بْن السيديّ، وإبراهيم بْن الخيّر، وابن قُمَيْرة، وابن المَنّي، وغيرهم ببغداد.
وأجاز له جَدّه، وأبو المنجا ابن اللتي، النّاصح ابن الحنبليّ، ومكرم، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الدائم بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 12 ب، 13 أ، والعبر 5/ 399، 400، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 282، 283 رقم 392، وذيل التقييد 2/ 119، 120 رقم 1270، والنجوم الزاهرة 8/ 192.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: المقتفي 2/ ورقة 6 ب، والعبر 5/ 406، والمنهج الأحمد 409، والعبر 5/ 406، والمعجم المختص 360، وبرنامج الوادي آشي 148، وتاريخ علماء بغداد 81، وذيل التقييد 2/ 83 رقم 1195، وشذرات الذهب 5/ 454، والدرّ المنضّد 1/ 443 رقم 1177.

(52/417)


وروى الكثير. وكان ملازما للسّماع مع الشَّيْخ علي. وكان شيخا صالحا.
خشن العيش، حريصا على تسميع صبيان حلقته، فكان يحصل لهم القرآن والحديث. خرج فِي الجيش وحضر المَصَافّ، واستشهد فِي ربيع الأول عن سبعين سنة.
653- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [1] بْن صَوْمع.
أبو مُحَمَّد الدير قانونيّ، ثُمَّ الصّالحيّ، سِبْط الزين ابن عَبْد الدّائم.
رَجُل صالح، خَيّر، شهيد.
روى عن: ابن اللَّتّيّ، وجعفر الهمْدانيّ، والضياء المقدسيّ.
وسمع منه الجماعة. ووجدنا له بعد موته حضورا في «البخاريّ» .
ضربت عنقه بالصّالحية ولم يتفق دفنه لشدّة البلاء. وكان صائما من أيام. وكان قد جاوز السّبعين.
654- عبد الرحمن بن محمد [2] بن علي.
المؤرخ، المحدّث، أبو زيد الأنصاري، الأسعديّ، القيروانيّ، المعمر.
صاحب «تاريخ القيروان» [3] . وُلِدَ بها سنة خمسٍ وستمائة فِي ذي الحجّة.
وأخذ عن عَبْد الرحيم بْن طَلْحَة، وعبد السّلام بْن عَبْد الغالب الصُّوفيّ، وطائفة. وأجاز له ابن رواج، وابن الجميزيّ، وسبط السّلفيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: المقتفي 2/ ورقة 13 ب، ومعجم شيوخ الذهبي 298 رقم 421، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وأعيان العصر 3/ 35 رقم 945 وفيه قال محققوه بالحاشية: «لم نقف على ترجمة له» !، وذيل التقييد 2/ 90 رقم 1214.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: أعيان العصر 3/ 39 رقم 951، والوافي بالوفيات 18/ 261، والدليل الشافي 1/ 405 رقم 1395 وفيه ولد سنة 685 وتوفي سنة 732 هـ.
وكشف الظنون 1/ 301، والأعلام 4/ 105، وهدية العارفين 1/ 526، ونيل الابتهاج 163، 164، ومعجم المؤلفين 5/ 185 وفيه وفاته سنة 689 هـ، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 388 وفيه: «عبد الرحمن بن علي بن محمد» .
[3] هو: معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان. وقد طبع.

(52/418)


وخرّج أربعين تساعيّات بالإجازة.
سمع منه مُحَمَّد بْن جَابِر الوادياشيّ. ومن خطّه نقلت ترجمته.
مات ببلده فِي نصف ربيع الآخر سنة تسعٍ وتسعين.
655- عَبْد الرحيم بْن الوزير صفيّ الدِّين إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرزوق.
العسقلانيّ، التاجر، السفّار.
سمع من: كريمة، والسّخاويّ، وجماعة.
وأجاز للبرزاليّ.
تُوُفّي بمقدشوه.
656- عَبْد الرحيم بْن عُمَر [1] بْن عثمان.
الإِمَام، المفتي، الزّاهد، جمال الدِّين، أبو مُحَمَّد الباجُرْبَقي [2] ، المَوْصِليّ، الشافعيّ. شيخ فقيه، محقق نقال، طويل، مَهيب ساكن، كثير الصلاة، وملازم للجماعة والإشغال، له حلقة تحت النَّسْر إلى جانب البرادة.
وكان لازما لشأنه حافظَا للسانه منقبضا عن الناس على طريقة واحدة وقد أشغل بالموصل وأفاد. ثُمَّ قَدِمَ دمشق فِي سنة سبْعٍ وسبعين بأولاده، فخطب بجامع دمشق نيابة، ودرّس بالغزاليّة نيابة، وولي تدريس الفتحية،
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عمر) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 122 رقم 186، والمقتفي 2/ ورقة 27 أ، والعبر 5/ 400 وفيه: عبد الله بن عمر، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، وفيه «عبد الرحيم بن عمرو» ، والإعلام بوفيات الأعلام 293: وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 943 رقم 8، ومرآة الجنان 14/ 14، وتذكرة النبيه 1/ 228 وفيه: «عبد الرحيم بن عبد المنعم بن عمر» ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 150، والبداية والنهاية 14/ 14، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 72، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 35، 36 رقم 473، وأعيان العصر 3/ 52، 53 رقم 968، والوافي بالوفيات 18/ 330، والدارس 1/ 244، وشذرات الذهب 5/ 449، وعقد الجمان (4) 93، وعيون التواريخ 23/ 287، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 368.
[2] في الأصل: «الباجريقي» ، ومثله في: البداية والنهاية 14/ 14.

(52/419)


وحدَّث «بجامع الأصول» لابن الأثير، عن واحدٍ، عن المصنف. وله نظْمٌ، ونثْر وسَجَع ووعظ. قد نَظَم كتاب «التعجيز» وعمله برموز.
وهو والد الشَّيْخ المشهور مُحَمَّد بْن الباجُرْبَقي [1] الَّذِي حكم المالكيّ بقتله لزندقته وضلاله.
تُوُفّي الشَّيْخ جمال الدِّين فِي خامس شوّال، وصلينا عليه عَقِيب الجمعة رحمه اللَّه.
وقد وُلّي قضاء غزة سنة تسعٍ وسبعين.
657- عبد العزيز ابْن فخر الدِّين عَبْد الرحيم [2] بْن الشَّيْخ مخلص الدِّين عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحمن بْن الشَّيْخ أبي المكارم بْن هلال.
الأَزْدِيّ، العَدْل، الجليل، شَرَف الدِّين.
وُلِدَ سنة ستٍّ وثلاثين.
وروى عن: جَدّه، وعن السَّخاويّ، وابن أبي جعفر، وجماعة.
وشهد على القضاة، وتكلّم في القيم.
توفي في شعبان.
658- عبد العزيز بن محمد [3] بْن عَبْد الحقّ بْن خَلَف بْن عبد الحقّ.
العدل، الإمام، الفقيه، أبو محمد الدّمشقيّ، الشافعيّ، الشّروطيّ.
ولد سنة خمس وعشرين في شعبان. وسمع من: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، وأبي صادق بْن صباح، والإربِليّ، وجعفر الهمدانيّ، وجماعة.
__________
[1] في الأصل: «الباجريقي» .
[2] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحيم) في: المقتفي 2/ ورقة 24 ب وفيه «عبد العزيز بن عبد الرحمن» .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في: المقتفي 2/ ورقة 17 ب، والعبر 5/ 400، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 320، 321 رقم 457، والمعجم المختص 148 رقم 175، وأعيان العصر 3/ 106 رقم 995، وذيل التقييد 2/ 133، 134 رقم 1295، والنجوم الزاهرة 8/ 193.

(52/420)


وأجاز له جماعة من بغداد، وتَفَقَّه، وشارك فِي العلوم والفضائل، وتميّز، ودرّس بالمدرسة الأسَديّة. وكان من كبار عُدول القُضاة وأخبرهم.
وأحسنهم كتابة.
سمع منه الجماعة، وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من جُمَادَى الآخرة بالمدرسة الناصريّة.
659- عبد العزيز بْن يحيى [1] بْن علي بْن أبي بَكْر.
عزَّ الدِّين الشاطبيّ، ثُمَّ الدمشقيّ، المقرئ، نقيب الغزَاليَّة والسُبْع.
وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين، وحضر على ابن مَسْلَمَة، والرشيد العراقي، وجماعة.
وسمع من: خطيب مرْدا، واليَلْدانيّ، وفَرح الحبشي.
وكتب فِي الإجازات، ولم يحدّث.
تُوُفّي فِي صَفَر.
660- عبد العزيز ابْن قاضي القُضاة محيي الدين يحيى [2] بن قاضي القُضاة محيي الدِّين مُحَمَّد بْن الزّكيّ.
القاضي، الرئيس، عزَّ الدِّين، أبو مُحَمَّد الْقُرَشِيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ، مدرس العزيزية والتَّقَويّة. وأحد من وُلّي نظر الجامع غير مرّة.
كان صدرا، رئيسا. محتشما، مليح الشكل. درس وأفتى، وتصدَّر فِي المجالس، وعُيِّن للقضاء.
قرأ عليه البِرْزاليّ نسخة أبي مُسِهر، بروايته حضورا عن إِبْرَاهِيم بن خليل.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن يحيى) في: المقتفي 2/ ورقة 4 أ.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن يحيى) في: المقتفي 2/ ورقة 32 أ، والعبر 5/ 400، ومرآة الجنان 4/ 231، وأعيان العصر 3/ 107 رقم 997، والوافي بالوفيات 18/ 565، وعقد الجمان (4) 21، وشذرات الذهب 5/ 405، والدارس 1/ 167، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 382.

(52/421)


مولده فِي العشرين من رمضان سنة أربعٍ وخمسين.
وتُوُفيّ فِي حادي عَشْر ذي الحجّة، ودُفِن بتُربتهم بالجبل.
661- عَبْد اللّطيف بْن عبد العزيز [1] ابْن الشَّيْخ مجد الدِّين عَبْد السّلام بْن عَبْد اللَّه.
ابن تيمية الخطيب، العَدْل، نجم الدِّين الحَرَّانيّ، الحنبليّ.
روى عن جَدّه، وعن: عِيسَى بْن سلامة، وابن عَبْد الدائم.
وخطب بحرّان سنوات. وكان خيِّرًا، عدْلًا، مشكورا، متحرزا.
توفي في رمضان عن إحدى وستِّين سنة. وكان أشقر، طويلا، لم يِشنه شَيْب. ودُفِن بمقابر الصُّوفيّة إلى جانب عمّه الإمام شهاب الدِّين ابن تيمية.
662- عَبْد المؤمن بْن حَسَن [2] .
الأجل، أمين الدِّين، النصيبيّ، التّاجر بسوق علي.
عدْلٌ، خَيّر، ملازم لمجالس الذِكْر. سمع أولاده كثيرا فِي حدود.
السّبعين، وسمع منهم.
كتب عَنْهُ الدّمياطيّ مع جلالته فِي كتاب «العِقْد المثمّن» .
تُوُفّي فِي صفر [3] .
663- عبد الوهاب الأسود [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن عبد العزيز) في: المقتفي 2/ ورقة 25 أ، وأعيان العصر 3/ 163 رقم 1036، والوافي بالوفيات 19/ 118، والدليل الشافي 1/ 428 رقم 1478، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 312 رقم 1215، وحسن المحاضرة 1/ 196، والمنهل الصافي 7/ 358 رقم 1484، والمنهج الأحمد 409، والمقصد الأرشد، رقم 652، والدرّ المنضد 1/ 445 رقم 1184.
[2] انظر عن (عبد المؤمن بن حسن) في: المقتفي 2/ ورقة 3 ب.
[3] وقال البرزالي: وكان مشكورا ويتجر في مال الأيتام، ولم يعرف عنه إلا الأمنة والجودة والتردد إلى مجالس الحديث والقراءة، وكان أسمع أولاده كثيرا وسمع معهم، وكتب عنه الشيخ شرف الدين الدمياطيّ شعرا لأجل موافقة اسمه لاسمه فإنه جمع من اسمه عبد المؤمن.
[4] انظر عن (عبد الوهاب الأسود) في: المقتفي 2/ ورقة 3 ب، وأعيان العصر 3/ 190 رقم

(52/422)


ابن الشَّيْخ زين الدِّين عُمَر الوكيل، أخو الشَّيْخ صدر الدِّين. وأُمّه حبشية.
تفقَّه وحفظ وحضر المدارس، ثُمَّ تَمَفْقَر وتجرَّد وحجَّ وجَرَد العالم.
تُوُفّي شابا فِي صَفَر، ودُفن عند أبيه.
664- عَبْد الولي بْن علي [1] بْن أَحْمَد بْن أبي الغنائم.
عماد الدِّين ابن السّماقيّ، الطحّان، الصّالحيّ.
خَيّر، ديِّن، له بِرٌّ وصدقة.
روى لنا عن ابن اللَّتّيّ.
ومات فِي وسط الشّدة فدفُن ببستان القطّ داخل دمشق.
665- عَبْد الولي بْن أَحْمَد [2] بْن مشهور.
الشَّيْخ الصالح، إمام مسجد حُميص.
روى عن ابن عَبْد الدائم.
سمع منه عَلَمُ الدِّين.
وتُوُفيّ يوم الأضحى.
666- عُبَيْد اللَّه ابْن الجمّال [3] أَبِي حمزة أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن قدامة.
المَقْدِسيّ، جمال الدين أبو مُحَمَّد العلاف، عمّ قاضي القُضاة تقيّ الدِّين سُلَيْمَان.
وُلِدَ فِي حدود الثلاثين [4] .
__________
[ () ] 1058، والوافي بالوفيات 19/ 317.
[1] انظر عن (عبد الولي بن علي) في: العبر 5/ 400، ومعجم شيوخ الذهبي 340 رقم 487، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، وشذرات الذهب 5/ 450.
[2] انظر عن (عبد الولي بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 32 أ.
[3] انظر عن (عبيد الله بن الجمال) في: المقتفي 2/ ورقة 16 أ، والعبر 5/ 401، ومعجم شيوخ الذهبي 341، 342 رقم 489، وبرنامج الوادي آشي 146، وشذرات الذهب 5/ 450.
[4] قال البرزالي: سألته عن مولده فقال: أنا من أقران ابن أخي الشمس بن حمزة، ومولد

(52/423)


وسمع من: جَعْفَر، وكريمة، والضياء.
أخذ عَنْهُ الجماعة. وكان دينا، مواضعا، يتسبب لعياله. وكان قد دخل البلد، ثُمَّ بادر بالخروج عند رحيل العدوّ، فأدركه أجَلُه في ثاني جمادى الآخرة. سَمِعت منه خمسة أحاديث.
667- العِزّ بْن صَدَقة [1] .
الكاتب. وهو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن إِسْمَاعِيل الحَرَّانيّ، ثُمَّ الدمشقيّ.
رئيس متميز، متمول، يخدم فِي الجهات.
روى عن: مكيّ بْن علان، وابن مسْلَمة.
ومات في جمادى الآخرة عن خمسٍ وستِّين سنة.
668- علي بْن إِبْرَاهِيم [2] ابْن الخطيب يحيى بْن عَبْد الرزاق بْن يحيى.
العَدْل، المُسِند، مؤيد الدِّين، أبو الْحَسَن الزَّبِيديّ، المَقْدِسيّ، ثُمَّ الدمشقيّ، ابن خطيب عَقْرَبا.
وُلِدَ فِي رجب سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وسمع من: جدّة، والنّاصح بْن الحنبليّ، وابن غسّان، والإربِليّ، وابن اللَّتّيّ، والقاضي ابن الشيرازيّ، وسالم بْن صَصْرَى، ومحمد بْن نصر الْقُرَشِيّ.
وحج فسمع بالمدينة النبويّة من النّجم بْن سلام.
وكان رجلا دَيِّنًا، متوددا، متواضعا. وُلّي مخزن الأيتام، وناب فِي نظر الجامع وغير ذَلِكَ، وشهد على القُضاة.
تُوُفّي فِي منتصف رجب.
__________
[ () ] المذكور في نصف شعبان سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
[1] انظر عن (العزّ بن صدقة) في: المقتفي 2/ ورقة 17 ب.
[2] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: المقتفي 2/ ورقة 20 أ، ب، والعبر 5/ 401، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ومعجم شيوخ الذهبي 354 رقم 509، وأعيان العصر 3/ 245 رقم 1099، وشذرات الذهب 5/ 450، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 344- 347.

(52/424)


669- علي بْن أَحْمَد [1] بْنِ عَبْدِ الدّائم بْن نعمة بْن أَحْمَد.
الشَّيْخ أبو الْحَسَن المَقْدِسيّ، الصالحيّ. قيم جامع الجبل.
شيخ صالح، عابد، كثير التّلاوة. انقطع وأصابه زمانة، وكان لا يبرح المصحف بين يديه، فقيل إنّه يتلو كلّ يوم ختمة. وابتُلي قبل الموت بالتّتار، وعذبوه وحموا له شيخا، ووضعوه على فَرْجه، ومات شهيدا فِي العذاب، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عن نحو ثمانين سنة أو أزيد.
سمع من: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وابن صبّاح، والزَّبِيديّ، وابن غسّان، ومُكَرَّم، والإربِليّ، وأبي مُوسَى بْن الحافظ، وجماعة بدمشق.
ولزِم جعفرا الهمْدانيّ ونسخ عَنْهُ أجزاء بخطٍّ وحش. ورحل إلى بغداد وسمع من الكاشْغَريّ، وجماعة.
وجوّد القرآن بواسط. ثم رجع وسكن بَعْلَبَكَّ فِي خيمة الشَّيْخ الفقيه.
وأجاز له ابن راجح، ومسمار ابن العُوَيْس، وجماعة. وتفرَّد برواية أجزاء، فمن ذَلِكَ الرابع من حديث ابن البَخْتَريّ، تفرد به عن الكاشغريّ، و «جزء الدّقيقيّ» .
670- علي بن الصدر بهاء الدِّين [2] بْن عَبْد اللَّه بْن محبوب.
البَعْلَبَكيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، المولى علاء الدِّين الكاتب.
إنسان عاقل، دين، خبير بالكتابة، حَسَن المشاركة فِي العلم. خدم فِي ديوان ابن أتابك وغيره. وكانت أمّه حبشية.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 13 أ، والعبر 5/ 401، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 355 رقم 511، والمعجم المختص 157، 158 رقم 192، وبرنامج الوادي آشي 159، وأعيان العصر 3/ 254 رقم 1106، وذيل التقييد 2/ 176 رقم 1383، والنجوم الزاهرة 8/ 192، ودرة الحجال 3/ 229، وشذرات الذهب 5/ 451، والمنهج الأحمد 409، والمقصد الأرشد، رقم 700، والدرّ المنضد 1/ 443 رقم 1178، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ الثاني عشر.
[2] انظر عن (علي بن بهاء الدين) في: المقتفي 2/ ورقة 26 أ.

(52/425)


تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من رمضان، وقد قارب الخمسين.
671- علي بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن عَبْدُوس.
الشَّيْخ أبو الْحَسَن ابن الحلاوي الحَرَّانيّ، الزَّاهد، الصُّوفيّ، خال شيخنا ابن تيمية.
روى عن عِيسَى الخياط. وصحِب المشايخ وتجرد وسافر، ولقي الكبار، وحفظ عَنْهُمْ كثيرا من أخبار الصّوفية وآدابهم. وأنفق ماله فِي وجوه الخير، واختل عقله مرة من الذِكْر والعبادة، وعولج ثُمَّ تماثل وكان مقيما بالخانكاه الأسَديّة.
تُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي سادس عَشْر رمضان.
روى عنه البرزالي.
672- علي بن الشَّيْخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
المَقْدِسيّ. شابٌّ، محسن، وفقيه، متقِن، حَسَن الدّيانة والتواضع، مطرح للتكلُّف، مقتصد فِي لباسه وأموره. درس بحلقة الحنابلة بجامع دمشق وبمدرسة جَدّه أبي عُمَر. وأمّ مدّة بالجامع المظفَّريّ، وأصيب مع النّاس بحريمه وماله، وتوجه إلى الشرق فِي تخليص أهله هُوَ وجماعة من المقادسة وغيرهم، فخرجت عليهم فرقة من التَّتَار فقتلتهم فِي سادس عَشْر ذي القعدة بديار بَكْر.
673- علي بْن مطر [3] بن ربح بن حميد.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 25 ب، 26 أ.
[2] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي 2/ ورقة 31 ب، والمنهج الأحمد 409، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 343، ومختصر الذيل 89، والمقصد الأرشد، رقم 731، والدرّ المنضد 1/ 444 رقم 181.
[3] انظر عن (علي بن مطر) في: المقتفي 2/ ورقة 14 ب، وتذكرة الحفاظ 4/ 1487، والعبر

(52/426)


أَبُو الْحَسَن المحجيّ، الصّالحيّ، الفاميّ، البقال.
فقير، دين، متواضع، متعفِّف، مبارك خاشع.
روى عن: ابن الزَّبِيديّ، وابن اللَّتّيّ، والإربليّ.
سمعنا منه. وقد حدّث بعد السّتين. وهو عمّ عبد الدّائم القبانيّ وأصغر منه. قُتِل شهيدا بعد الشّدائد بالصّالحية عن أربعٍ وسبعين سنة.
674- عماد الدِّين ابن النّشّابيّ [1] .
الأمير، والي دمشق، واسمه حَسَن بن علي بْن مُحَمَّد.
تعلَّم الصّياغة، وخدم جنْديًّا، وتقلبت به الأحوال، وولي ولايات بالبرّ.
ثُمَّ وُلّي ولاية دمشق مدة، ثُمَّ وُلّي ولاية البرّ. ثُمَّ أعطي الطبل خاناه. وكان شاطرا، كافيا، ناهضا فِي ولايته، له خبرة بالأمور ومعرفة بسياسة البلد. وكان من أبناء الخمسين أو أقلّ.
تُوُفّي بالبقاع، وحُمِل فدفُن بسفح قاسيون بتُربة مليحة فِي شوال.
675- عماد الدِّين ابْن الأثير [2] .
هُوَ إِسْمَاعِيل ابْن الصدر تاج الدِّين أَحْمَد بْن سَعِيد ابْن الأثير الحَلَبِيّ، الكاتب. وُلّي كتابة الدّرْج بعد والده بالدّيار المصرية مُدّة، ثُمَّ تركها دِينًا وتورُّعًا، وله خُطَبٌ مدوَّنة. وهو الّذي علّق «شرح العُمدة» عن الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن دقيق العيد.
عدم في الوقعة.
__________
[ () ] 4/ 401، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 389 رقم 561 وفيه:
«علي بن مظفر ... » ، وذيل التقييد 2/ 223 رقم 1485، والنجوم الزاهرة 8/ 192، وشذرات الذهب 5/ 451.
[1] انظر عن (ابن النّشابي) في: المقتفي 2/ ورقة 29 أ، والدليل الشافي 1/ 265 رقم 909، وشذرات الذهب 5/ 447.
[2] انظر عن (عماد ابن الأثير) في: 2 لمقتفي 2/ ورقة 6 أ، ب، والوافي بالوفيات 9/ 90 رقم 4007، والسلوك ج 1 ق 3/ 905، والنجوم الزاهرة 8/ 190، والدليل الشافي 1/ 123 رقم 427.

(52/427)


676- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن حُسَيْن بْن سلامة بْن الْحُسَيْن.
الإِمَام، الأديب، المُسنِد، المعمر، جمال الدِّين، أبو حفص الأَنْصَارِيّ، العقيميّ [2] ، الرسْعَنيّ. وُلِدَ برأس عين سنة ستٍّ وستمائة. وذكر لنا أنّ الكِنْديّ أجاز له، وأنّ الاستدعاء كان بخط الشَّيْخ الموفَّق، رحمه اللَّه.
وأن الإجازة ذهبت منه أيّام هولاكو، فسمعنا عليه بها.
وسمع من: المجد القزوينيّ، وأبي الْحَسَن بْن رُوزبة، وأبي الْحَسَن بْن رواحة. وقدِم دمشق فِي شبيبته، وأشغل.
وسمع من: أبي عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْديّ، وعبد السلام بْن أبي عُصْرُون، ومحمود بْن قرقين، والضياء الحافظ.
وتنزل بالمدرسة الشامية، إذا مدرسها القاضي شمسُ الدِّين أَبُو نصر بْن الشيرازيّ، وقرأ العربية وبرع فِي الشِعْر والتّرسُّل. وكان يُذكر فِي الأيام الناصرية، ويُعدّ من الشعراء. وقد كتب عَنْهُ الصّاحب كَمَال الدِّين ابن العديم برأس عين. وبقي إلى هذا الوقت، وتنقل فِي الخدم. وكان موصوفا بالدين والأمانة والصّيانة والعدالة، وله حُرمة ومخالطة للعلماء.
قال الشَّيْخ كمال الدِّين ابن الزَّمْلكانيّ عَنْهُ: انتهت إليه مشيخة الشعر وفنونه. وتنقل فِي الخدم السّلطانية.
__________
[1] انظر عن (عمر بن إبراهيم) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 122، 123 رقم 187، والمقتفي 2/ ورقة 28 ب، 29 أ، والعبر 5/ 401، 402، والمعين في طبقات المحدّثين 224 رقم 2313، وتذكرة الحفاظ 4/ 1488، والإشارة إلى وفيات الأعيان 387، والإعلام بوفيات الأعلام 293، ومعجم شيوخ الذهبي 396، 397 رقم 571، وتذكرة النبيه 225، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 151، والنجوم الزاهرة 8/ 194، والدليل الشافي 1/ 492 رقم 1708، وشذرات الذهب 5/ 451، وعقد الجمان (4) 105- 107، والوافي بالوفيات 22/ 413 رقم 292، وعيون التواريخ 23/ 279- 283، ومشيخة عبد القادر اليونيني، الشيخ السادس عشر، وذيل مرآة الزمان 4/ ورقة 374- 379، والمنهل الصافي 8/ 260، 261 رقم 1715.
[2] العقيمي: نسبة إلى عقيمة، وهي قرية كبيرة مقابلة سنجار.

(52/428)


قلت: وروى عَنْهُ الدّمياطيّ فِي «معجمه» .
يا راكبا نحو الغوير مغرورا فذكر أبياتا.
وروى عَنْهُ: ابن الخباز، وابن الصَّيْرَفيّ، والمقاتليّ، وطائفة.
ومن شعره:
أغُصن النّقا أين القدود الموايس ... وأين الظّباء النّافرات الأوانس
لقد درست أظلالهن وهل تُرَى ... يهيج الشّجا إلا الطلول الدوارس
وعندي دواعي [1] جمّة لفراقهم ... على أنّني من ذَلِكَ الوصل آيس
مهاة كناس [2] فارقته فما لها ... شبيه سوى ما مثلته الكنائس
بجفني [3] على آثارهم مطلقٌ دمي ... ودمعي وقلبي للصّبابة حابس
أبي بيننا [4] إلا جماحا وقسوة ... تذوب لمرماها [5] نفوس نفائس
تُوُفّي الأديب جمال الدِّين ابن العقيميّ، وعقيمة قرية كبيرة مقابلة سَنْجَار، فِي السابع والعشرين من شوال، وقد جاوز ثلاثا وتسعين سنة.
677- عُمَر بن أحمد [6] بن عبد الدائم بن نعمة.
الحاجّ الصالح، أبو حفص الفاميّ، المعروف باللاويّ، ابن الشيخ زين الدين المقدسيّ.
__________
[1] في الأصل: «دواع» ، والمثبت عن عيون التواريخ.
[2] في الأصل: «كنائس» .
[3] في عيون التواريخ: «تجفني» .
[4] في الأصل: «أتى بينا» . والمثبت عن عيون التواريخ.
[5] في عيون التواريخ 23/ 283 «تذوب لملقاها» . والأبيات في: ذيل المرآة 4/ 377، 378.
[6] انظر عن (عمر بن أحمد) في: المقتفي 2/ ورقة 13 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 385، ومعجم شيوخ الذهبي 398 رقم 574، وبرنامج الوادي آشي 157، وذيل التقييد 2/ 232 رقم 1509، ودرّة الحجال 3/ 195.

(52/429)