تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد الحادي والخمسون (سنة 681- 690) ]
[الطبقة التاسعة والستون]
بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم ذكْر الحوادث الكائنة فِي هذه السنين العشر عَلَى الترتيب مختصرا
سنة إحدى وثمانين وستمائة
[سلطان دولة المماليك]
سلطان مصر والشام: الملك المنصور.
[صاحب العراق وخُراسان]
وصاحب العراق، وخُراسان، وغير ذَلِكَ: أَحْمَد [1] بْن هولاوو.
[القبض عَلَى بيسري وكشتغدي]
وفي صفر قبض المنصور بمصر عَلَى بدر الدين بَيْسَري، وكُشْتُغْدي الشّمسيّ، فبقيا في السّجن تسعة أعوام [2] .
[تدريس الأمينيّة]
وفيه ولي تدريس الأمينيّة القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [3] .
__________
[1] واسم أحمد: تكدار. واسم أمّه: قنو خاتون، وهي نصرانية. (تشريف الأيام والعصور 4) .
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 141، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 109، نهاية الأرب 31/ 88، دول الإسلام 2/ 184، تاريخ الدولة التركية، ورقة 16 أ، وفيه «بلبان الشمسي الأكستعدي» (حوادث سنة 680 هـ.) ، والبداية والنهاية 13/ 300 وفيه: «بيسري وعلاء الدين السعدي الشمسي» ، عيون التواريخ 21/ 304، السلوك ج 1 ق 3/ 706، والنجوم الزاهرة 7/ 311، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 351، والجوهر الثمين 2/ 95.
[3] ذيل مرآة الزمان 4/ 142- 144، المختار من تاريخ ابن الجزري 308، عيون التواريخ 21/ 304، 305.

(51/5)


[نيابة القضاء]
وفي رجب نابَ فِي القضاء شمس الدّين الأبهريّ [1] .
[تدريس الأمينية والفرّخشاهية]
وَفِي رجب درَّس بالأمينية الشّيْخ علاءُ الدين ابن الزَّمْلكَانيّ [2] بعد موت ابن خَلِّكان.
ودرَّس شمس الدين بْن الحريري بالفَرُّخْشاهيّة بعد موت الجمال يَحْيَى مدرِّسها [3] .
[سلطنة الملك أَحْمَد]
قَالَ قُطْب الدّين [4] : وفي أوائلها تسلطن الملك أَحْمَد وله نحو ثلاثين سنة، فأمر بإقامة شعائر الإِسْلَام، وضرب الجزية عَلَى الذّمّة. ويُقال إنّه أسلم صغيرا وأبوه حيّ [5] .
__________
[1] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 أ.
[2] البداية والنهاية 13/ 300.
[3] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 ب.
[4] في ذيل مرآة الزمان 4/ 145.
[5] تاريخ مختصر الدول لابن العبري 289- 296، وتاريخ الزمان، له 344، وتشريف الأيام والعصور لابن عبد الظاهر 4- 16، والمختصر في أخبار البشر لأبى الفداء 4/ 16، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، 230، والبداية والنهاية 13/ 299، وعيون التواريخ 21/ 303، 304، والدرّة الزكية لابن أيبك 249- 260، وتذكرة النبيه لابن حبيب 1/ 72، وزبدة الفكرة في تاريخ الهجرة لبيبرس المنصوري 9/ ورقة 139 ب، والنهج السديد لابن أبي الفضائل 335، 336، ونهاية الأرب للنويري 27/ 401، 402، ومآثر الإنافة للقلقشندي 2/ 127، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 424، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 479، والفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور، لشافع بن علي (بتحقيقنا) - طبعة المكتبة العصرية بيروت- صيدا 1418 هـ. / 1998 م. - ص 93.

(51/6)


[وزارة مصر]
وفيها ولي الوزارة بمصر نجم الدّين ابن الأصْفُونيّ، وأصْفُون من قُرى قوص [1] .
[قضاء القاهرة]
وولي قضاء القاهرة شهاب الدّين ابن الخُويي [2] .
[زيارة القدس والخليل]
وفيها قدِم رسول الملك أَحْمَد، وهو بهاء الدّين أتابك الروم، وشمس الدّين ابن البتّي الآمِديّ، وقُطْب الدّين الشيرازيّ العلّامة وزاروا القدس والخليل فِي طريقهم. وكان سيرهم فِي اللّيل [3] .
[حريق الأسواق بدمشق]
وفي ليلة الإثنين حادي عشر رمضان احترقت اللّبّادين، والكُتبيّين، والخواتميّين، والزَّجّاجين، وبعض سوق الأساكفة، والمرجانيّين، وما فوق ذَلِكَ، وما تحته من الأسواق والقياسير والفوّارة، وكان حريقا عظيما مَهُولًا، ذهب فِيهِ من الأموال ما لا يُحصى، ولم يحترق فِيهِ أحد. وأصله أنّ دكّان أولاد الجابي كانت إلى جنب دكّان أَبِي، وعملوا مجمرة نارٍ عَلَى العادة، ووُضعت فِي البُوَيب، وخرج الخارج يزعجه، ودفع الكِساء الّذي يكون عَلَى الباب، فرمى المجمرة، وأغلق الدّكّان، وذهب للإفطار، فعملت النّار والنّاس فِي إفطارهم، واشتدّ الدُّخان، وخرجت من الدّار قبل عشاء الآخرة، فعلقت
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 144، عيون التواريخ 21/ 304، السلوك ج 1 ق 3/ 706، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 352،
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 144، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 أ، نهاية الأرب 31/ 87، عيون التواريخ 21/ 304، 305، السلوك ج 1 ق 3/ 706.
[3] ذيل مرآة الزمان 4/ 145.

(51/7)


بالسُّقوف العُتْق والبواري، واشتدّ عملها، وعجزوا عَنْهَا. وجاء الوالي، ونزل ملك الأمراء حسام الدّين لاجين، فأعجزتهم، وقُضي الأمر.
واستمرّت إلى نصف اللّيل، ولولا لُطف اللَّه لاحترق الجامع واجتهدوا فِي إطفائها بكلّ ممكن [1] .
[عمارة الأماكن المحترقة]
ثمّ اهتمّ بذلك محيي الدّين ابن النّحّاس ناظر الجامع اهتماما لا مَزِيد عَلَيْهِ، وشرع فِي عمارته، فبني ذَلِكَ وتكامل فِي سنتين. وبعض ذَلِكَ وقف المارستان الصّغير [2] .
قَالَ شمس الدّين ابن الفخرانيّ: فخر الدين ابن الكُتبي احترق لَهُ كُتُب بعشرة آلاف درهم، وأنّ الشّمس اللَّيثيّ، يعني الفاشوشة، ذهب لَهُ كُتُب ومالٌ فِي الحريق بما يقارب مائة ألف.
قَالَ: وكان مُغَلّ الأملاك المحترقة، يعني الأوقاف، فِي السنة مائة ألف وأربعين ألف درهم.
قلت: وفُرّقت هذه الأسواق، فعملوا سوق تجّار جَيْرون عَلَى باب دار الخشب، وسكن الزّجّاجون عند حمّام الصَّحن، وسكن الذَّهبيّون فِي أماكن إلى أن تكامل البنيان وعادوا.
__________
[1] انظر عن (الحريق) في: دول الإسلام 2/ 184، والعبر 5/ 333، وذيل مرآة الزمان 4/ 146، 147، والبداية والنهاية 13/ 300، وعيون التواريخ 21/ 305، والسلوك ج 1 ق 3/ 709، وتاريخ ابن الفرات 7/ 246، وتاريخ ابن سباط 1/ 481، وتاريخ الأزمنة للدويهي 260، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 111 أ، ونهاية الأرب 31/ 89، ومنتخب الزمان في تاريخ الخلفاء والعلماء والأعيان لابن الحريري 2/ 364، وتذكرة النبيه 1/ 73، 74، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 70.
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 147.

(51/8)


سنة اثنتين وثمانين وستمائة
[قدوم السلطان دمشق]
فِي رجب قدِم السلطان الملك المنصور دمشق [1] .
[مشيخة الإقراء بتربة أمّ الصالح]
وفي صفر ولي مشيخة الإقراء بتربة أمّ الصّالح شيخنا جمال الدّين الفاضليّ، لموت العماد المّوْصِليّ، وحضر عنده قاضي القُضاة ابن الصّائغ، والشيخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وخطب وذكر فضل القرآن و [تلاوته] [2] فِي الْجُمَع، وهل هو بِدْعة.
[حسبة دمشق]
وفيها ولي حسبة دمشق جمال الدّين ابن صَصْرَى، وولي ابن عمّه الإِمَام نجم الدّين ابن صَصْرَى درس العادليّة الصُّغرى، نزل لَهُ عَنْهَا القاضي شرف الدّين ابن المقِدسيّ لمّا ولي الشاميّة الكبرى بعد أخيه [3] .
__________
[1] الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور 114- 116، زبدة الفكرة 9/ ورق 140 ب، التحفة الملوكية 109، نهاية الأرب 31/ 96، تاريخ ابن الفرات 7/ 274، المختصر في أخبار البشر 4/ 18، المختار من تاريخ ابن الجزري 309، دول الإسلام 2/ 185 مرآة الجنان 4/ 231، البداية والنهاية 13/ 301، منتخب الزمان 2/ 363، عيون التواريخ 21/ 321، السلوك ج 1 ق 3/ 715، عقد الجمان (2) 295، تذكرة النبيه 1/ 80.
[2] غير واضحة في الأصل.
[3] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، البداية والنهاية 13/ 302، عيون التواريخ 21/ 327.

(51/9)


[تدريس الرواحيّة]
وولي نجم الدّين البَيْسانيّ نائب القاضي تدريس الرّواحيّة عَوَضًا عَنِ ابن المقدسيّ، لكونه صحّت له الشاميّة [1] .
__________
[1] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 أو 116 أ، المختار من تاريخ ابن الجزري 312، البداية والنهاية 13/ 302، عيون التواريخ 21/ 327.

(51/10)


سنة ثلاث وثمانين وستمائة
[سلطنة حماة]
فيها ولي سلطنة حماة الملك المظفَّر بعد موت المنصور والده [1] .
[السيل الهائل بدمشق]
وفي شعبان ليلة الرابع والعشرين منه نصف اللّيل كانت الزيادة العظمى، توالت الرُّعود والبُرُوق، وأرسلت السّماء عزاليها، وجاء سَيْل هائل، وطلع الماء فوق جسر باب الفَرَج قامة وأكثر، واشتدّ الأمر، وغرق شيءٌ كثير من الخيل والجمال وبني آدم. وذهب للمصريّين شيء كثير، وافتقروا، وراحت خِيَمُهم وأثقالهم، فذكر أستاذ دار بكتاش النِّجميّ أنّه هلك لأستاذه ما قيمته أربعمائة ألف وخمسون ألف درهم، وخربت بيوت كثيرة، وكانت فِي تشرين، فأخذت مصاطب السّفَرْجَل من الغياط [2] .
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 202، 203، زبدة الفكرة 9/ ورقة 151 أ، ب (حوادث سنة 682 هـ.) ، التحفة الملوكية 110، الدرة الزكية 265، 266، المختصر في أخبار البشر 4/ 18 (حوادث سنة 682 هـ) ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 110، 111، البداية والنهاية 13/ 303، النجوم الزاهرة 7/ 314، تذكرة النبيه 1/ 88، درّة الأسلاك 1/ ورقة 77، تاريخ ابن الفرات 8/ 8.
[2] خبر (سيل دمشق) في: تشريف الأيام والعصور 72، والمختصر في أخبار البشر 4/ 18، وتاريخ ابن الوردي 2/ 231، ومرآة الجنان 4/ 198، والدرّة الزكية 262 و 265، والبداية والنهاية 13/ 303، ودول الإسلام 2/ 141، وعيون التواريخ 21/ 342، 343، تذكرة النبيه 1/ 80، وتاريخ ابن الفرات 8/ 7، والسلوك ج 1 ق 3/ 724، وعقد الجمان (2) 309، 310، وتاريخ ابن سباط 1/ 482، 483، وتاريخ الأزمنة 262، وذيل مرآة الزمان 4/ 204، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 119 أ، وزبدة الفكرة 9/ 150 ب، 151 أ (حوادث سنة 682 هـ.) ، ونهاية الأرب 31/ 119، 120، والمختار من تاريخ ابن الجزري 314، 315، والعبر 5/ 342، ومنتخب الزمان 2/ 364، 365.

(51/11)


[زيادة المطر بالصالحيّة]
وجاءت بعدها بأيّام يسيرة زيادة أخرى بدّعت فِي جبل الصّالحيّة.
وحدث فِي الأرض أودية، وجَرَت الحجارة الجمالية، وانطمّت الأنهار، وسخّروا العامّة للعمل فِي الأنهار عند الرَّبْوة، وطلعتُ إلى الرَّبوة يومئذٍ مَعَ أَبِي، فطلع بنا إلى فوق الجنك ولم يعمل شيئا.
[ولاية دمشق]
وَفِي شعبان ولي ولاية دمشق سيف الدّين طوغان المنصوريّ عوض الأمير ناصر الدّين الحرّانيّ، وأعيد الصّارم المطروحيّ إِلَى ولاية البرّ بدل طوغان [1] .
[درس ابن تَيْميّة]
وفيها عمل الدّرس ابن تيميّة شيخُنا بالقصّاعين فِي الحَرَم، وخضع العلماء لحُسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدّين، والشّيخ تاج الدّين [2] ، ووكيل بيت المال زين الدّين [3] ، وزين الدين المُنَجّا، وجماعة.
وجلس بجامع دمشق عَلَى كرسيّ أبِيهِ يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع فِي تفسير القرآن من الفاتحة [4] .
__________
[ () ] وقد شكّك «اليافعي» في أن تكون «الزيادة» من السيل، وظنّ أن الصحيح هو «الزلزلة» ، فوهم في ذلك، حيث قال: «في شعبان كانت الزيادة الهائلة بدمشق بالليل. هكذا هو «الزيادة» في الأصل الّذي وقفت عليه من الذهبي. وما يظهر لي معنى صحيح، ولعلّه «الزلزلة» ، والله أعلم، فخربت البيوت وانطمّت الأنهار» ! ولبعض أهل دمشق في السيل شعر:
لو يدوم السيل يوما واحدا ... لأتى الطوفان كالبحر المحيط
ليس هم من فوق نوح يا سما ... فاقلعي عنهم فهم من قوم لوط
[1] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 119 أ، المختار من تاريخ ابن الجزري 315.
[2] هو تاج الدين الفزاري.
[3] هو زين الدين ابن المرحّل.
[4] ذيل مرآة الزمان 4/ 203، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 116 ب، البداية والنهاية 13/ 303،

(51/12)


قال الجز [ريّ] [1] فِي «تاريخه» [2] : وعمل ابن تيميّة بالسُّكَّريّة درسا حسنا، وكان يوما مشهودا [3] .
[الرخص فِي الحجّ]
قَالَ: وقدم الركْبِ وكان السّعر رخيصا. قَالَ: حَدَّثَني نجم الدّين ابن أَبِي الطّيّب أنّه اشترى غرارة شعير بَعرَفات بخمسةٍ وثلاثين درهما.
[تدريس المقصورة الحنفيَّة]
وفيها درّس بمقصورة الحنفيّة جلال الدّين والد القاضي حسام الدّين بمعلومٍ عَلَى المصالح.
[عزل الدويدار وقتله]
وفيها عُزِل الدّويدار من الشّدّ بالأعسر وقتل [4] .
__________
[ () ] السلوك ج 1 ق 3/ 723 وفيه «طوغار» .
[1] في الأصل بياض.
[2] الخبر ليس في المختار من تاريخ ابن الجزري، وهو في الجزء الضائع من «تاريخ حوادث الزمان» .
[3] عقد الجمان (2) 330.
[4] المختار من تاريخ ابن الجزري 315، البداية والنهاية 13/ 303، عيون التواريخ 21/ 343.

(51/13)


سنة أربع وثمانين وستمائة
[فتح حصن المرقب]
فِي أوّلها خرج الملك المنصور إلى الشّام، ثمّ قصد حصار المَرْقَب فِي صفر، وتقدّمت المجانيق، ونازل الحصن فِي عاشر صفر، فلمّا انتهت ستارة المنجنيق المقابل لباب الحصن سقطت إلى بركةٍ كبيرة كَانَ عليها جماعة من أصحاب عَلَمِ الدّين الدّواداريّ، منهم أستاذ داره، فاستشهدوا، ثمّ طلب الإسْبتار الصُّلَح، فلم يُجبهم السّلطان، ورماهم بالمنجنيق، وهدم بعض الأبرجة، واستمرّ الحصار إلى سادس عشر ربيع الأول، فزحف الجيش عَلَى المَرْقَب، فأذعنوا بتسليمه، وراسلوا بذلك، فأجيبوا، ثمّ رُفعت عَلَيْهِ أعلام السّلطان يوم الجمعة ثامن عشر الشّهر. وجهّز السّلطان معهم من وصَّلهم إلى أَنْطَرَطُوس. وكانت مَرَقية بالقُرب من المَرْقَب عَلَى البحر، وكان صاحبها قد بنى عَلَى البحر بُرجًا عظيما لا يناله النّشّاب، فاتّفق حضور رُسُل صاحب طرابُلُس يطلب رضى السّلطان، فاقترح عَلَيْهِ خراب البرج المذكور وإحضار مَن أسَرَه من الجبليّين الّذين كانوا مَعَ صاحب جُبيل، فأحضر من كَانَ حيّا منهم، واعتذر عن البرج فإنّه لَيْسَ لَهُ. فلم يقبل عُذْره، فقيل إنّه اشتراه من صاحبه بمالٍ وعدّة قُرى وهدمه، وحصل للاستيلاء عَلَى المَرْقَب ومَرَقية وبانياس، وعمّروا ما تشعّث من المرقب، وكان لبيت الإسبتار، ولم يتهيّأ للسّلطان صلاح الدّين فتحُه.
وممّن شَهِد فتْحَه القاضي نجم الدّين ابن الشّيخ، وأخوه العِزّ، وشيخنا العِزّ ابن العماد، وشمس الدّين ابن الكمال، وابنه، وشمس الدّين ابن حمزة.
وبلغني أنّ صلاح الدّين وقف عليهم جمّاعيل عَلَى أن يشهدوا الغزاة مَعَ المسلمين، فلذلك يخرجون في مثل هذه الغزوات [1] .
__________
[1] خبر (فتح المرقب) في: تشريف الأيام والعصور 177- 86، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة

(51/14)


[تزيين دمشق]
وفي ثالث جمادى الأولى قدم السّلطان دمشق، وزُيِّن البلد.
[عزل وتعيين]
وعزل التّقيّ البيّع، وولي الوزارة محيي الدّين ابن النّحّاس [1] . وعزل طوغان من الولاية بعزّ الدّين بْن أَبِي الهيجاء [2] .
[دخول الملك المظفَّر حماة]
وقدِم دمشقَ قبل المَرْقَب الملك المظفَّر تقيُّ الدّين الحَمويّ، فتلقّاه السّلطان، وبعث إلَيْهِ بالخِلعة والغاشية، فركب وحمل بين يديه الغاشية نائب السّلطنة طرنطاي [3] .
[قضاء حلب]
وفيها توجّه عَلَى قضاء حلب الإِمَام شمسُ الدِّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن بَهْرام [4] .
__________
[122] أ، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 346، والمختصر في أخبار البشر 4/ 27، وذيل مرآة الزمان 4/ 239، والبداية والنهاية 13/ 305، وعيون التواريخ 21/ 355، 356، وتذكرة النبيه 1/ 96، 97، والدرّة الزكية 268- 271، وتاريخ ابن الفرات 8/ 17، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، ومآثر الإنافة 2/ 122، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، 728، وعقد الجمان (2) 338، 339، والنجوم الزاهرة 7/ 315- 319، وتاريخ ابن سباط 1/ 486، 487، وتاريخ الأزمنة 263 وفيه أن حصن المرقب في لبنان! وهذا وهم، والصواب أنه في ساحل سورية وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 354، والفضل المأثور 141- 144، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 155، والتحفة الملوكية 113، 114، ونهاية الأرب 31/ 39، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير- القسم السياسي- (تأليفنا) - ص 361، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 16 ب، ونزهة المالك والمملوك ورقة 111، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، ومنتخب الزمان 2/ 365، والجوهر الثمين 2/ 96.
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 259، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 أ، نهاية الأرب 31/ 125.
[2] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 ب، نهاية الأرب 31/ 126، تاريخ ابن الوردي 2/ 232، عيون التواريخ 21/ 356، تاريخ ابن الفرات 8/ 22.
[3] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 أ، منتخب الزمان 2/ 365.
[4] ذيل مرآة الزمان 4/ 259، عيون التواريخ 21/ 356 وفيه «محمد بن محمد بن بهران»

(51/15)


[القحط والظلم في العراق]
واشتدّ القحط بالعراق، وكثُر الظُّلم، ونهبت الأكراد البوازيج، وقتلوا النَّصارى.
[الغارة عَلَى بلاد الجزيرة]
وأغار عسكر الشّام على بلاد الجزيرة وماردين.
[تدريس ابن الوكيل]
وفيها ذكر صدر الدّين ابن الوكيل درسا بالعَذْراويّة، ولي إعادتها. فقال الحجّ تاج الدّين: ذكر خطبة بديعة ودروسا، ثمّ جاء هُوَ وأبوه إلى الحلقة فأعاد ما أورده.
__________
[ () ] (بالنون) ، تذكرة النبيه 1/ 97.

(51/16)


سنة خمس وثمانين وستمائة
[الوزارة بدمشق]
فيها صُرِف ابن النّحّاس من الوزارة، وأُعيد التّقيُّ توبة [1] .
[وظيفة الشدّ]
وفيها أُعيد الدّواداريّ إلى الشّدّ [2] .
[فتح الكَرَك]
وفيها أُخِذت الكَرَك من الملك المسعود خضر بْن الملك الظّاهر رُكن الدّين وذلك فِي صفر، ودُقّت البشائر [3] .
[التدريس بالغزاليّة]
وفيها درّس بالغزاليّة القاضي بدرُ الدّين ابن جماعة، انتزعها من شمس
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 282، نهاية الأرب 31/ 129، البداية والنهاية 13/ 308، عيون التواريخ 21/ 374.
[2] قال البرزالي: «وأعيد الأمير علم الدين الدواداريّ إلى الشد في منتصف المحرّم عوضا عن الأمير شمس الدين الأعسر» . المقتفي 1/ ورقة 126 ب) ، نهاية الأرب 31/ 129، البداية والنهاية 13/ 307، تاريخ ابن الفرات 8/ 35.
[3] خبر (الكرك) في: تشريف الأيام والعصور 38 أوالمختصر في أخبار البشر 4/ 22، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، والبداية والنهاية 13/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 102، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وعقد الجمان (2) 350، 351، وتاريخ ابن الفرات 8/ 35، وتاريخ ابن سباط 1/ 488، والفضل المأثور 139، 140، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 175، والتحفة الملوكية 115 ونهاية الأرب 31/ 132، والدرّة الزكية 277، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 351، ومرآة الجنان 4/ 201، وعيون التواريخ 21/ 373، 374، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، والنجوم الزاهرة 7/ 319، وتاريخ الأزمنة 263، وشذرات الذهب 5/ 390، وذيل مرآة الزمان 4/ 281، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 ب. ونزهة المالك والمملوك، ورقة 111، ومنتخب الزمان 2/ 166.

(51/17)


الدّين إمام الكلّاسة نائب شمس الدّين الأيكي فِي تدريسها. ثمّ وليها الأيكي، وناب عَنْهُ فِي تدريسها جمال الدّين الباجريقيّ.
[زوبعة الغَسولة]
وفي صفر جاءت زوبعة عظيمة بالغَسُولة [1] إلى عيون القصب، فأتلفت أشياء كثيرة للجُنْد المجرَّدين مَعَ بكتوت العلائيّ، بحيث إنّها حملت خرْجًا ملآن نعال خيل [2] .
[استيلاء الفرنج عَلَى جزيرة ميورقة]
وفيها نازلت الفرنج جزيرة مُيُورْقَة، وحاصروها مدّة، ورأس أهلها الحَكَم بْن سَعِيد بْن الحَكَم الَّذِي ذكرنا ترجمة أبِيهِ فِي سنة ثمانين. ثمّ سلّموها صلحا، عَلَى أن يُعطوا عن كلّ آدميٍّ بها سبعة دنانير [3] ، فعجزوا وبقي أكثرهم فِي الأسر. وأمّا الّذين خلّصوا فأعطتهم الفرنج مركبين، فجاءوا مَعَ الحَكَم إلى المَرِيّة ثمّ إلى سَبْتة، فبالغ صاحبها فِي لم شعثهم، وأكثر من الإحسان إليهم.
__________
[1] الغسولة: منزل للقوافل بين حمص وقار بالشام. (معجم البلدان) .
[2] ذيل مرآة الزمان 4/ 281، المقتفي 1/ ورقة 126 ب، وفيه: «وورد كتاب من الأمير بدر الدين بكتوت العلائي إلى نائب السلطنة بدمشق الأمير حسام الدين لاجين يذكر فيه أنه في يوم الخميس رابع عشر صفر وقت العصر حصل بالغسولة إلى جهة عيون القصب غمامة سوداء، وأرعدت، وظهر شبه دخان أسود، وحصل من الدخان صورة هائلة مثل الزوبعة تحمل الحجارة وترفعها كرمية سهم نشاب، وتلاطمت الحجارة، وسمع صوتها من مكان بعيد، واتصل بطرف العسكر، وما صادف شيئا إلّا رفعه من آلات الحرب وغيرها، ومما رفع تطابيق نعال جملة في خرج، ورفع بعض الجمال بأحمالها مقدار رمح، وحمل جماعة من الجند والغلمان، وأهلك شيئا كثيرا، وغابت الزوبعة عن العين إلى جهة الشرق» .
وانظر: نهاية الأرب 31/ 129- 131، وتاريخ ابن الفرات 8/ 37، 38، 103 والسلوك ج 1 ق 3/ 731، وتذكرة النبيه 1/ 102، 103.
[3] دول الإسلام 1/ 187.

(51/18)


[غَرَقَ الحَكَم بْن سَعِيد]
ثمّ إنّ الحَكَم قصد السّلطان أَبَا يعقوب المَرينيّ ليسأله فِي أسرى بلده، فأعطاه جملة، ثمّ جاز إلى غَرْناطة فأعطى ابن الأحمر مالا، ثمّ ركب البحر قاصدا تونس وبجاية يطلب فِي الأسرى، فغرق بِهِ المركب، رحمه اللَّه تعالى.

(51/19)


سنة ست وثمانين وستمائة
[فتح صهيون وبُرْزية]
فِي المحرَّم دخل دمشقَ نائبُ المملكة حسام الدّين طُرُنْطاي فِي تَجَمُّل زائد لا يدخله إلّا ملك، ثمّ سار لحصار صهيون وبُرْزية وانتزاعهما من يد سُنْقُر الأشقر، وتوجّه معه الشّاميّون بالمجانيق، وقاسوا مشقَّةً وشدّة من الأوحال. وتهيّأ سُنْقُر الأشقر للحصار، ونازلة الجيش.
ثمّ توجّه بعد أيّام نائبُ دمشق حسام الدّين لاجين لحصار برزية، فافتتحه بلا كلْفة، ووجد فِيه خيلا لسُنْقُر الأشقر، فلمّا أُخِذ ضعُفَت همّة صاحبه، وأجاب إلى تسليم صهيون عَلَى شروطٍ يشترطها، فأجابه طُرُنْطاي، وحَلَف لَهُ بما وثق بِهِ. ونزل بعد حصار شهر، وأُعين عَلَى نقل ثقله بجمال وظَهْر، وحضر بعياله ورخته فِي صُحْبة طُرُنْطاي إلى خدمة الملك المنصور، ووفى لَهُ طُرُنْطاي، وذبّ عَنْهُ أشدّ ذَبّ، وأُعطي بمصر مائة فارس، وبقي وافر الحُرمة إلى آخر الدّولة المنصوريّة [1] .
__________
[1] خبر (صهيون) في: تشريف الأيام والعصور 149- 153، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 22، ودول الإسلام 2/ 187، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، 234، وذيل مرآة الزمان 4/ 315، ونهاية الأرب 29/ ورقة 270 ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 158 ب، والدرّة الزكية 280، والبداية والنهاية 13/ 309، وعيون التواريخ 21/ 391، وتذكرة النبيه 1/ 108، وتاريخ ابن خلدون 5/ 400، والسلوك ج 1 ق 3/ 734، وعقد الجمان (2) 359، 360، والنجوم الزاهرة 7/ 319، 320، وتاريخ ابن سباط 1/ 489، وتاريخ الأزمنة 264، والتحفة الملوكية 117، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 16 ب، ومنتخب الزمان 2/ 366، والجوهر الثمين 2/ 97، وتاريخ ابن الفرات 8/ 49، 50.

(51/20)


[قضاء الشام]
وفي ربيع الأوّل قدم ابن الخُويّي عَلَى الشّام قاضيا، وناب لَهُ الشّيْخ شَرَفُ الدّين ابن المقدِسيّ [1] .
[التدريس بالرواحيّة]
وفي شعبان درّس صفيّ الدّين الهنديّ بالرّواحيّة [2] .
[شراء السلطان قرية جزرما]
وفيها طُلب السّيف أَحْمَد السّامرّيّ إلى مصر، فطلبوا منه أن يبيع للسلطان قرية جزرما [3] ، فقال: وقَفْتُها.
وكان ناصر الدّين ابن المقدسيّ قد سافر إلى مصر، فتحدّث مَعَ الشُّجاعيّ فِي أمر ابنة الملك الأشرف بْن العادل، وأنّ أبَاهَا خلَّف لها أملاكا فباعَتْها حالَ كَوْنها سفيهة تحت الحَجْر، فتكلّموا فِي ذَلِكَ ليتمّ لهم سَفَهُها وتستعيد الأملاك، ثمّ يرشّدونها، ويشترون منها بعد ذَلِكَ. فعملوا محضرا، فشهد فِيهِ الزَّيْن والد عَبْد الحقّ، وكان يخدمها، وخادم يصبو عن القضيّة، وطشْتدار. ثمّ ذكر القاضي زين الدّين بْن مخلوف أنّ السّلطان شهِد عنده بذلك. ثمّ أحضروا السّامرّيّ، وأثبتوا المحضر فِي وجهه، وأبطلوا ما اشتراه منها، وذلك ربع جِزرما. ثمّ ادَّعَوا عَلَيْهِ بالمُغلّ، فأخذوا منه حصّته بالزّنبقيّة، وهي سبعة عشر سهما، وأخذوا منه مائة ألف درهم، وتركوه مُعْثِرًا. ثمّ طلبوا شريكه فِي جزرما نصر الدّين ابن الوجيه بْن سويد، وشرعوا في طلب رؤساء
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 315، المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 ب، نهاية الأرب 31/ 145، البداية والنهاية 13/ 309، عيون التواريخ 21/ 393، السلوك ج 1 ق 3/ 734، تذكرة النبيه 1/ 109.
[2] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 137 أ، البداية والنهاية 13/ 309.
[3] في ذيل مرآة الزمان 4/ 316 «حزرما» ، وفي المختار من تاريخ ابن الجزري 321 «حزرما» ، ومثله في نهاية الأرب 31/ 148، والمثبت يتفق مع البداية والنهاية 13/ 310 وفيه: «جزر ماء» ، وفي عيون التواريخ 26/ 394 «حزرما» .

(51/21)


دمشق فِي مثل ذَلِكَ. فسار عَلَى البريد عزّ الدّين ابن القلانسيّ، وشمس الدّين بْن يُمْن [1] .
[التدريس بالقوصيّة]
ودرّس بدار الحديث القوصيّة محيمر النواويّ.
__________
[1] ذيل مرآة الزمان 4/ 315، 316، المختار من تاريخ ابن الجزري 320، ونهاية الأرب 31/ 147- 149، تاريخ ابن الفرات 8/ 50، 51، البداية والنهاية 13/ 310، عيون التواريخ 21/ 393، 394.

(51/22)


سنة سبع وثمانين وستمائة
[مصادرة أموال جماعة]
فِي أوّلها طُلب القاضي حسام الدّين الحنفيّ، والتَّقيّ البيّع الوزير، وشمس الدّين بْن غانم، وجمال الدّين بْن صَصْرى، والنَّصير بْن سُوَيد، فراحوا إلى مصر على البريد، فأخذ الشّجاعيّ يتهدّدهم، ويضرب بحضرتهم ليُرعبهم، ثمّ يَقُولُ: ارحموا نفوسكم واحملوا. فيقولون: ما لنا من يُقْرِضنا هنا. فقرِّرْ علينا ما ترسم بِهِ. فلم يقبل، وأحضر لهم تجارا كالمجد معالي الْجَزَريّ، والشّهاب ابن كوتك، والنّجم بْن الدّمامينيّ، وأمرهم بأن يحملوا عن المصادَرين، ويكتبوا عليهم وثائق، فأخذ من عزّ الدّين ابن القلانسيّ مائة وخمسين ألفا، ومن ابن صصريّ أملاكا ودراهم تكملة ثلاثمائة ألف درهم، ومن التّقيّ توبة نحو ذَلِكَ، ومن ابن سُوَيد ثلاثين ألفا، ومن ابن غانم خمسة آلاف درهم، ومن حسام الدّين محتسب البِرْكة ثلاثة آلاف درهم، ومن ابن يُمْن أملاكا بمائةٍ وسبعين ألف درهم [1] .
[الانتقام من الشجاعيّ]
فتعامل هَؤُلَاءِ والمصريّون عَلَى نكاية الشُّجاعيّ، وكان يؤذي الجمال ابن الحُوجريّ الكاتب، فحضر إلى عند طرنطية فقال لَهُ سِرًّا: تقدر ترافع الشُّجاعيّ؟ قَالَ: نعم. فدخل بِهِ إلى السّلطان، فعرفه السلطان، وسأله عن حاله فقال: لم أزل فِي دولة مولانا السّلطان بطّالا ومُصادرًا. فرقّ لَهُ وذَمّ الشُّجاعيّ لكونه لم يستخدمه، فتكلّم ورافع الشُّجاعي، فأصغى إلَيْهِ، وطلب
__________
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 325، وفي تاريخ ابن الفرات 8/ 62 «مائة ألف درهم وتسعين ألف درهم» .

(51/23)


الشّجاعيَّ فَعَصَره بين يديه، فحمل إلى الخزانة فِي يوم واحد سبعة وعشرين ألف دينار، ثمّ باع من بَرْكه وخَيله وكمّل خمسين ألف دينار، وعزله وولّى الوزارة بدر الدّين بَيْدرة. وقدم الدّمشقيّون، وأرضوهم بأن ولّوا نَظَرَ الدّيوان جمال الدّين بْن صَصْرى، وأعطوا الحسْبة لشرف الدّين أَحْمَد بْن الشَّيْرجيّ، وقدِم بعدهم ابن المقدسيّ بالوكالة ونظر الأوقاف [1] .
[قتل نصرانيّ]
وفي رمضان أمسك النّصرانيّ كاتب جكن مَعَ مُسْلمة يشربان بالنّهار، فبذل فِي نفسه جملة، ودافع عَنْهُ مخدومه، فلم ينفع، وأُحرِق بسُوق الخيل، وقُطع من أنف المرأة، وحصل فيها شفاعات لملاحتها [2] .
[صلاة الجمعة بإمامين]
وفيها فِي ربيع الآخر صلّى بالنّاس الجمعة بجامع دمشق خطيبه جمال الدّين ابن عَبْد الكافي، فأحدث فِي الركعة الأولى، فاستخلفه نجم الدّين مؤذّن النّجيبيّ، فتمّم الصّلاة، وصلّى النّاس الجمعة خلف إمامين.
[التدريس بالقيمريّة]
وفي رمضان درّس بالقَيْمُرِيّة القاضي علاءُ الدّين ابن بِنْت الأعزّ، بحُكْم انتقال مدرّسها ابن جماعة إلى خطابه القدس [3] .
__________
[1] التحفة الملوكية 119، نهاية الأرب 31/ 153- 155، السلوك ج 1 ق 3/ 739، تاريخ ابن الفرات 8/ 63، الدرّة الزكية 281، 282، المختار من تاريخ ابن الجزري 326، دول الإسلام 2/ 188، تاريخ الدولة التركية، ورقة 17 أ، البداية والنهاية 13/ 311، عيون التواريخ 21/ 413- 415، الجوهر الثمين 2/ 97.
[2] نهاية الأرب 31/ 158، 159، تاريخ ابن الفرات 8/ 71، البداية والنهاية 13/ 312، عيون التواريخ 21/ 417 وفيه شعر لشهاب الدين محمود يمدح حسام الدين لاجين ويذكر الواقعة 21/ 418، 419.
[3] نهاية الأرب 31/ 157، عيون التواريخ 21/ 419، السلوك ج 1 ق 3/ 745.

(51/24)


[الحسبة بدمشق]
وفيها وُلي شَرَفُ الدّين ابن الشَّيْرجيّ حسَّبة دمشق بعد جمال الدّين بْن صَصْرَى، ثمّ عُزِل بعد أشهر بابن السَّلْعُوس الَّذِي توزَّر [1] .
[تحويل الجسور إلى أسواق]
وفيها أُخِذت عَلَى جسر باب الفراديس دكاكين وأُكْريَت سوقا، ثمّ بعد مُدَيدة عُمل عَلَى جسر باب السّلامة كذلك، ثمّ بعد خمسين [يوما] [2] عُمِل سوقٌ عَلَى جسر باب الفَرَج.
[قضاء المالكيّة بدمشق]
وفيها قدِم جمال الدّين الزَّواويّ قاضيا للمالكيّة [3] .
__________
[1] نهاية الأرب 31/ 157، البداية والنهاية 13/ 312، عيون التواريخ 21/ 416، السلوك ج 1 ق 3/ 745، تاريخ ابن الفرات 8/ 71.
[2] غير واضحة في الأصل.
[3] البداية والنهاية 13/ 312، السلوك ج 1 ق 3/ 745، تذكرة النبيه 1/ 115، تاريخ ابن الفرات 8/ 71.

(51/25)


سنة ثمان وثمانين وستمائة
[فتح طرابلس]
مات البِرِنْس صاحب طرابُلُس إلى لعنة اللَّه، فبادر السّلطان الملك المنصور مُسِرًّا حصارها، وقدم دمشق، وسار فنازلها فِي أوّل ربيع الأوّل، ونصب عليها المجانيق، وحُفِرت النُّقوب، ودام الحصْر إلى أنْ أخذها بالسّيف فِي رابع ربيع الآخر. وغرق خلْق فِي الميناء، وأُخِذ منها ما لا يوصف، سوى ما نجا فِي البحر. ثمّ أُحرِقت وأُخرب سورها [1] .
__________
[1] خبر (فتح طرابلس) في: الفضل المأثور 149، وتاريخ سلاطين المماليك، لمؤرّخ مجهول، نشره زترستين- طبعة ليدن- 1919- ص 248، وتاريخ الزمان لابن العبري 357 وفيه أن الحرب لفتح طرابلس استمرت ثلاثة أشهر! وهذا غير صحيح، فحصارها دام 33 يوما، وتمّ فتحها في اليوم الرابع والثلاثين، وتالي كتاب وفيات الأعيان 130، ووفيات الأعيان لابن خلّكان 5/ 88، وفتوح النصر، لابن بهادر (مخطوط) 2/ ورقة 163، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 172 (وفيه خرم أثناء الحديث عن فتح طرابلس كما هنا!) ، والتحفة الملوكية 120، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23، والدرّة الزكية 383، والمختار من تاريخ ابن الجزري 448، ونهاية الأرب 31/ 47، 48، ومسالك الأبصار ج 8 ق 1/ ورقة 90، 91، ونثر الجمان للفيّومي 2/ ورقة 346 أ، ب، والعبر 5/ 356، ومرآة الجنان 4/ 207، ودول الإسلام 2/ 188، ودرر التيجان لابن أيبك، ورقة 225 أ، والبداية والنهاية 13/ 313، والسلوك ج 1 ق 3/ 347، والإلمام بالإعلام للنويري السكندري 1/ ورقة 699، وتاريخ ابن الفرات 8/ 80، وعقد الجمان (2) 382، وعيون التواريخ ج 12 ق 1/ ورقة 2، ومختصر التواريخ للسلامي 1/ ورقة 359، والنجوم الزاهرة 7/ 321، والمنهل الصافي 3/ ورقة 39، ومشارع الأشواق لابن النّحاس 2/ 948، ودرّة الأسلاك 2/ ورقة 391، وتاريخ ابن الوردي 2/ 234، وتذكرة النبيه 1/ 122- 124، وتاريخ ابن خلدون 5/ 401- 403، ومآثر الإنافة 2/ 122، وقطف الأزهار، للبكري، ورقة 33 أ، ومناهل الصفا، للسيوطي، ورقة 224 أ، وذخيرة الأعلام، للغمري، ورقة 111 أ، وغربال الزمان، لابن الأهدل، ورقة 99 أب، وتاريخ ابن سباط 1/ 491، 492، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 357، وتاريخ الطائفة المارونية 1/ 119، وتاريخ الأزمنة 264، 265، ومصادر أخرى عربية وأجنبية حشدتها في كتابي: لبنان من السقوط بيد الصليبيّين حتى

(51/26)


وكان [فخر المُلْك ابن عمّار قد أناب] [1] ابنَ عمّه، فأضاع الحزم، وتشاغل عن القتال، فسأل أهل الحصن الأمان فأُجيبوا، ولم يزل بيد الفرنج إلى الآن.
وقال قُطْب الدّين [2] : حُكي لي أنّ سبب أخْذ الفرنج لها أنّ ابن صَنْجيل جرى لَهُ أمرٌ أوجب خروجه عن بلاده، فركب البحر ولَجّج فِيهِ، وتوقّفت عَلَيْهِ الرّيح، ثمّ رماه الموج إلى السّاحل، فنزل بساحل طرابُلس، فسيَّر إلَيْهِ ابن عمّار يسأله عن أمره، فأخبره بأنّه نزل يستريح ويتزوَّد، وسأله أن يُخرج إلَيْهِ سُوقًا، فخرج إلَيْهِ جماعة فبايعوه وكسبوا عَلَيْهِ. ثمّ نزل إلَيْهِ أهل جُبَّة بِشري، وهم نصارى فبايعوه وعرّفوه أمرَ طَرابُلُس، وأنّ الرّعيّة نصارى، وأنّ صاحبه متغلّب عَلَيْهِ، وحسّنوا لَهُ المقام، ووعدوه بالمساعدة عَلَى أخْذه، فأقام.
وحضر إلَيْهِ خلقٌ من نصارى البلاد، وعجز ابن عمّار عن ترحيله. ثمّ بنى ابن صَنْجيل الحصنَ المشهور بِهِ الّتي بُنيت طرابُلُس المنصوريّة تحته، وأقام بِهِ، واستولى عَلَى بَرّ طرابُلُس، ولم يزل مُصابرًا لها وكلّما لَهُ يقوى ويكثُر جَمْعُه، ويضعُف أهل البلد، ولا ينجد ابن عمّار أحدٌ.
ثمّ حصل الاتّفاق عَلَى أنّه يخرج منها بجميع ماله إلى عرقة، فخرج
__________
[ () ] التحرير 336- 378، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الجزء الأول، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 149 أوب، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 17 أ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، ومنتخب الزمان 2/ 366، والجوهر الثمين 2/ 98.
[1] في المخطوط نقص يشمل الصفحتين 98 أ، ب، وما بين الحاصرتين إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[2] في ذيل مرآة الزمان 4/ 93، والنص فيه: «وكان ابن صنجيل خرج وركب في البحر فتوقّف عليه الريح ونفذ زاده، وكاد يهلك هو ومن معه، وقرب من طرابلس، فسيّر إلى صاحبها إذ ذاك وسأله أن يأذن له في النزول في أرضه والإقامة في البرّ بمقدار ما يستريح ويتزوّد، فأذن له فنزل بمكان الحصن المعروف به الآن وهو حيث بنيت طرابلس الجديدة، وباع واشترى فنزل إليه أهل جبة بشري وسائر تلك النواحي، وجميعهم نصارى، وأطمعوه في البلد، وعرّفوه ضعف صاحبه وعجزه عن دفعه، فأقام وبنى الحصن المعروف به، وتكثّر بأهل بلاد طرابلس» .

(51/27)


إليها، وأقام بها مدّة ثمّ فارقها. وقوي شأن الفرنج بالسّاحل. ثمّ صلْح أمر ابن صَنْجِيل فِي بلاده الّتي بالبحر، وتوجّه إليها، واستناب عَلَى طرابُلُس بيْمُنْد جدّ صاحبها.
ثمّ مات ابن صَنْجِيل وترك بنتا، فكان بيْمُنْد يحمل إليها كلّ وقتٍ شيئا إلى أن مات، وقام بعده ولده بيْمُند الأعور [1] ، فاستقلّ بمملكتها. وكان شهما شجاعا، وطالت أيّامه، ثمّ تملّك بعده ولده بيْمُنْد [2] ، ولم يزل إلى حين تُوُفّي، وكان جميل الصّورة، جاء إلى التّتار أيّام هولاوو فقدِم بَعْلَبَكّ، وطمع أن يُعطاها، فطلع إلى قلعتها ودارَها [3] ، ونازل الملكُ الظّاهر بلَدَه مرّتين [4] ، وكان ابن بِنْت صاحب سِيس، وبيده أيضا أنطاكية، فهلك وتملّك بعده ابنهُ [5] ، فلم تطُلْ مدّته وهلك، فتملّك بعده «سير تلمية» [6] . وعند ما أُخِذت طرابُلُس قصد الميناء فقيل إنّه غرِق، وقيل نجا [7] .
وذكر القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [8] أنّ الفرنج أخذت طرابلس في
__________
[1] هو «بوهموند بن بوهموند» ، توفي في شهر رمضان سنة 649 هـ.
[2] هو «بوهموند السادس» أمير أنطاكية- طرابلس، مات سنة 673 هـ. ودفن في كنيسة طرابلس. (ذيل مرآة الزمان 3/ 92) .
[3] وقال قطب الدين اليونيني: «كان حسن الشكل، مليح الصورة، رأيته ببعلبكّ في سنة ثمان وخمسين وست مائة، وقد حضر إلى خدمة كتبغانوين، وصعد إلى قلعة بعلبكّ ودارها، وحدّثته نفسه أن يطلبها من هولاكو ويبذل له ما يرضيه، وشاع ذلك عنه ببعلبكّ، فشقّ على أهلها وعظم لديهم، فحصل بحمد الله ومنّته من كسرة التتار في آخر الشهر المذكور ما أمّنهم من ذلك» . (ذيل المرآة 3/ 92) .
[4] كانت الأولى في سنة 666 هـ. / 1268 م. والثانية في سنة 669 هـ. / 1271 م. انظر كتابنا: لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 301 و 314 وما بعد هما. وفيه مصادر كثيرة.
[5] هو «بوهموند السابع» (673- 686 هـ. / 1275- 1287 م) .
[6] في الأصل: «تلمة» ، والتصحيح من المصادر. وهو «برتلميودي أمبرياكو» ابن «جاي» صاحب جبيل. (لبنان من السقوط ... ص 364) .
[7] الأغلب أنه قتل. راجع: لبنان من السقوط ... ص 372 وفيه مصادر عن الموضوع.
[8] عبارة ابن خلكان ليس فيها تحديد للشهر، ونصّها فقط: «أخذها الفرنج سنة ثلاث وخمسمائة، وصاحبها يومئذ أبو علي عمّار بن محمد بن عمّار، بعد أن حوصرت سبع

(51/28)


ثاني عشر ذي الحجّة، وكان صاحبها فخر المُلْك عمّار بْن مُحَمَّد بْن عمّار قد صبر عَلَى محاصرته سبع سِنين، واشتدّ الغلاء، فخرج منها وقصد بغداد طلبا للإنجاد [1] .
وللشهاب محمود أبقاه اللَّه:
علينا لمن أولاك نِعمتَه الشُّكْرُ ... لأنّك للإسلام يا سيفَه الذُّخرُ
ومِنّا لك الإخلاص فِي صالح الدُّعا ... إلى من لَهُ فِي أمر نُصْرتك الأمرُ
ألا هكذا يا وارث [2] الملك فليكن ... جهادُ العِدَى لا ما تَوالى بِهِ الدَّهرُ
فإنْ يكُ قد فاتَتْك بدْرٌ، فهذه ... بما أنزل الرحمن من نصره بدرُ
نَهضْتَ إلى عَلْيا [3] طرابُلُس الّتي ... أقَلّ عناها أنَّ خَنْدَقَها بحرُ
وقد ضمّها كالطَّوْق إلّا بقيّة ... كنحر [4] وأنت السّيفُ لاح لَهُ نحرُ
مُمَنَّعَةٌ بِكْرٌ، وهل فِي جميع ما ... تَمّلكْتَهُ إلّا مُمَنَّعَةٌ [5] بِكْرُ؟
ومن دون سورَيها عُقاب منيعة ... يزلّ إذا ما رام أوطارها الذَّرُ [6]
وما برحت ثغرت [7] ولكن عدا [8] العدي ... عليها بحُكم الدَّهر [9] فانثغر الثغرُ
وكانت بدار العلم تُعرفُ قبل ذا [10] ... فمن أجل ذا للسّيف فِي نظْمها نَثْرُ
وكم مَرّ من دهْرٍ وما مسّها أذى ... وكم راح من عصر وما راعها حصر
__________
[ () ] سنين، والشرح في ذلك يطول» . (وفيات الأعيان 1/ 160) .
[1] راجع (حوادث ووفيات سنة 501 هـ. ص 7 من الكتاب) وص 16. ففيه تفاصيل أخرى.
[2] في المختار من تاريخ ابن الجزري (ص 332) : «مالك» .
[3] في المصادر: «أعلى» .
[4] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «كبحر» .
[5] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «منعة» .
[6] في المصادر: «أوطأها الدر» .
[7] في المصادر: «ثغرا» .
[8] في المختار: «على» .
[9] في المختار: «الله» .
[10] في المصادر: «قبلها» .

(51/29)


ففاجاتها [1] بالجيش كالموج فانثنَتْ ... تميدُ وقد أربى عَلَى بحرها البرُ
فظلّت لدى بَحْرَيْن أنكاهما لها [2] ... وأقتلُهُ العذْبُ الَّذِي جرّه مِصْرُ [3]
ومنها:
كأنّ المجانيق الّتي أوترت ضُحى ... عليها لها فِي شُمّ أبراجها وَترُ
أصابعُها تُومِي إليهم ليسجدوا ... فتقبّل منها دون سكّانها [4] الْجُدُرُ
ويُمطرها من كلّ قَطْر حجارة ... لقد خاب قومٌ جادَهُم ذَلِكَ القَطْرُ
تخلَّقَ وجْهُ السُّور منهم كأنّما ... غَدَت وعليها فِي الّذي [5] فَعَلْتَ نذرُ
ومنها:
وأطلقتَ فيها طائر السَّيفِ. فاغْتَدَى ... وليس لَهُ إلّا رءوسهم وَكْرُ
ولاذُوا بباب البحر منك فما نجا ... إلَيْهِ سوى مَن جرّه من دمٍ [6] نهرُ
ولم ينج إلّا من يخبّر قومه ... ليدروا وإلّا من تغمَّده الأسرُ
فللَّه كم بيضٍ وسُمْرٍ كواعب ... عَلَى رغمهم قد حازت البيض والسُّمرُ
وفي هُلْكهم يوم الثُّلاثاء إشارةٌ [7] ... إلى أنّ فِي الدّارَين بثلثهم [8] خُسْرُ
ومنها:
وماذا بِهِ يُثْني عليك مُفَوَّهٌ ... ولا قدره يأتي بذاك ولا قدر
ولكنْ دعاءٌ وابتهالٌ بأنّه ... يعزّ عَلَى زعم الأعادي لك النّصر [9]
__________
[1] في المختار: «فقد جئتها» .
[2] في المختار: «لك» . وفي المصادر: «أنجاهما لها» .
[3] في المختار: «نصر» .
[4] في المصادر: «ساكنها» .
[5] في المصادر: «بالذي» .
[6] في المختار: «من جر من دمهم» .
[7] في المصادر: «بشارة» .
[8] في المصادر: «تثليثهم» .
[9] الأبيات وغيرها في: المختار من تاريخ ابن الجزري 332، 333، ونثر الجمان للفيّومي

(51/30)


وهي بضعةٌ وستّون بيتا انتقيتها.
وعمل قصيدة فِي ملك الأمراء لاجين [1] ، وقصيدة فِي ملك الأمراء بلَبان الطّبّاخيّ [2] .
وذكر سيف الدّين ابن المحفّدار [3] أنّ عدّة المجانيق الّتي نُصبت عليها تسعة عشر منجنيقا، ستّة إفرنجية والباقي قُرابُغا. والّذي تسلّمناه من الأسرى ألف ومائتا أسير. وقُتِل عليها من الأمراء عزّ الدّين مَعن، ورُكن الدّين منكورس الفارقانيّ [4] ، ومن الحلقة خمسة وخمسون نفْسًا.
وقال: عرض سُورها مسير ثلاثة خيّالة [5] .
__________
[ () ] (مصوّر بدار الكتب المصرية، رقم 1746 تاريخ) ج 2/ ورقة 320 أ، 321 ب، وعيون التواريخ (مصوّر بدار الكتب المصرية، رقم 949 تاريخ) ج 12 ق 1/ ورقة 2- 6، وكنز الدرر لابن أيبك (مصوّر بدار الكتب المصرية، رقم 4409 تاريخ) ورقة 558، ودرّة الأسلاك في دولة الأتراك، لابن حبيب الحلبي، (مصوّر بدار الكتب المصرية، رقم 6170 ح) ج 1/ ورقة 95- 99، والنجوم الزاهرة 7/ 323، 324، وشعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام، لمحمد علي الهرفي- 185، 186، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير- ص 507- 510 وفيه (61 بيتا) .
[1] مطلع القصيدة في نثر الجمان 2/ ورقة 132 أ:
خير فتح جرت به الأعلام ... ما غدا للحسام فيه انتظام
[2] مطلعها:
كذا فليكن من حلّ أمرا وأبرما ... إذا حلّ طورا لم يطعه تهدّما
انظر الأبيات في كتابنا: «لبنان من السقوط بيد الصليبيين» ص 511- 513.
[3] في المختار 328 «الجمقدار» .
[4] زاد في الدرة الزكية 283 «بكجا العلائى» .
[5] في المختار 328، وفتوح النصر في تاريخ ملوك مصر، لابن بهادر المؤمني- مصوّر بدار الكتب المصرية، رقم 2399 تاريخ، ج 2/ ورقة 163، البداية والنهاية 13/ 313، السلوك ج 1 ق 3/ 747 ويقال: مناجيق إفرنجية أو شيطانية أو قرابغا: وهي ضرب من أنواع المناجيق. ويقال: «قُوابُغا» بالواو. وقرا: بالتركية بضم القاف تعني أسودا، وبغا: بضم الباء، تعني: الشيطان.
وانظر: الدرّة الزكية 283، 284 وقال ابن أيبك إن أباه طلع إلى طرابلس فرأى سورها قال: «وكانت أشبه المدن بإسكندرية» . وتاريخ ابن الفرات 8/ 80.

(51/31)


[تاريخ طرابلس قبل الفتح]
ونقل العدْل شمس الدّين الْجَزَريُّ فِي «تاريخه» [1] قَالَ: قدم بطْريق وجماعته فِي أيّام عَبْد الملك بْن مروان فطلب أن يقيم بطرابلُس ويؤدّى الجزية، فأُجيب. فلبث بها مدّة سنتين، وتوثَّب بها، فقتل طائفة من اليهود، وأسر طائفة من الْجُنْد، وهرب لمّا لم يتمّ لَهُ الأمر فظفر بِهِ عَبْد الملك فصلبه. ثمّ لم تزل فِي أيدي المسلمين إلى أنْ ملكها ابن عمّار [2] ، إلى أن مات سنة اثنتين وتسعين [3] وأربعمائة، ومَلَكها بعده أخوه فخرُ المُلْك. فَلَمَّا أخذت الفرنج أنطاكية في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، نزل الملك صَنْجيل بجُموعه عليها، واسمه ميمون [4] ، نازلها فِي سنة خمسٍ وتسعين، وعمّر قبالتها حصنا [5] ، وضايقها مدّة، ثمّ خرج صاحبها يستنجد في سنة إحدى وخمسمائة، فاستناب ابن عمّه [6] أَبَا المناقب [7] ، ورتّب معه سعدَ الدّولة فتيان بْن الأعزّ [8] ، فجلس يوما فشرع يهذي ويتجنّن، فنهاه سعد الدّولة فرماه بالسّيف فقتله، فأمسكه الأمراء [9] ، ونادوا بشعار الأفضل أمير الجيوش سلطان
__________
[1] المختار من تاريخه 329.
[2] هو جلال الملك علي بن محمد بن عمّار.
[3] في الأصل وفي المختار: «اثنتين وسبعين» وهذا وهم، والصواب ما أثبتناه. انظر كتابنا:
لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين- القسم السياسي- ص 178 بالمتن والحاشية.
[4] هو «ريموند دي سان جيل «الصنجيلي» .
[5] انظر عن الحصن في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية- القسم السياسي- ص 211- 214 وفيه مصادر كثيرة عن بنائه.
[6] في تاريخ سلاطين المماليك 247 «عمّه» .
[7] وقيل: «ذو المناقب» . (الكامل في التاريخ (بتحقيقنا) 8/ 558 طبعة دار الكتاب العربيّ 1977) .
[8] وقيل: «ابن الأغر» (الدرّة الزكية 285) ، ووقع «ابن الأعسر» في (الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 109) ، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الفرات 8/ 77.
[9] وسجن في حصن الخوابي. (ذيل تاريخ دمشق 161، مرآة الزمان (مخطوط) ج 12 ق 3/ 260 ب، الكامل في التاريخ 8/ 558، تاريخ سلاطين المماليك 247) .

(51/32)


مصر، وحموا البلد إلى أن مات صَنْجِيل [1] . ثمّ ما زال جُنده يحاصرونها إلى أنْ أخذوها فِي ذي الحجّة سنة اثنتين، وتولّاها السّرْدانيّ [2] ، مُقدَّم منهم، فوصل بعد مدّة تيران [3] بْن صَنْجِيل ومعه طائفة من جُند أبِيهِ، وقالوا للسّردانيّ: هذا ولد صَنْجِيل، وهو يريد مدينة والده يعني الحصن. فقام السّردانيّ ورفسه، فأخذه أعوانه وداروا بِهِ عَلَى أعيان الفرنج، فرحموه، وتذكّروا الأيْمان الّتي حلفوها لأبيه، وقالوا: إذا كَانَ غدا فاحضرْ، ونحن نتكلّم مَعَ السّردانيّ.
فلمّا حضر عنده كلّمه، فصاح عليه السّردانيّ، فقاموا كلّهم عَلَيْهِ وخلعوه، وملّكوا الصَّبيّ، فأقام ملِكًا إلى أن قتله بَزْواج فِي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة [4] . واستخلف عَلَى البلد ولده القُومص بدران [5] إلى أن
__________
[1] المراد ب «صنجيل» هنا «وليم جوردان» ابن أخت «ريموند الصنجيلي» ، فهو الّذي كان يحاصر طرابلس أثناء عودتها لحكم الفاطميين بعد حركة أبي المناقب. فقد مات «ريموند» في سنة 498 هـ. قبل أن يخرج ابن عمّار من طرابلس بثلاث سنوات. فتابع «وليم» الحصار حتى سنة 502 هـ. حيث قتل على يد أحد الفرنج وهو في الطريق إلى عرقة.
فتولّى قيادة حصار طرابلس من بعده «برتراند» وهو الابن الأكبر لريموند الصنجيلي. (راجع كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين- القسم السياسي- طبعة دار الإيمان- طرابلس 1414 هـ. / 1994 م. ص 231- 234) .
[2] «السرداني» هو «وليم جوردان» وقد سبق أنه مات قبل سقوط طرابلس. ورواية ابن الجزري فيها وهم.
[3] هكذا في الأصل. وهو «برتراند» .
[4] هذا وهم من ابن الجزري الّذي ينقل عنه المولّف- رحمهما الله- فالذي قتله «بزواج» في سنة 531 هـ. هو «پونز «
Pons الّذي يسمّى في المصادر العربية: «بنص» . أمّا الّذي استخلفه الفرنج بعد «السرداني» فهو «برتراند بن ريموند الصنجيلي» وهذا مات سنة 505 هـ. / 1112 م. وفيها يقول «ابن القلانسي» : «وفي الثاني من شعبان ورد الخبر بهلاك بدران (برتراند) بن صنجيل صاحب طرابلس بعلّة لحقته وأقام ابنه في الأمر من بعده وهو طفل صغير كفله أصحابه ودبّروا أمره مع طنكري (تنكريد) صاحب أنطاكية» . (ذيل تاريخ دمشق 181) وانظر كتابنا: لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير- القسم السياسي- طبعة دار الإيمان- طرابلس 1417 هـ. / 1997 م. - ص 19 و 37- 39.
[5] كذا. وهذا وهم. ويقصد به «برتراند» وقد سبق القول إنه مات سنة 505 هـ. / 1112 م.

(51/33)


أسره الأتابك زنكي بْن آقسُنْقُر بقرب بَعْرين [1] ، ثمّ فَدَى نفسه بمالٍ وعاد إلى طرابُلُس [2] .
ثمّ وثبت عَلَيْهِ الإسماعيليّة قتلوه [3] ، وولي بعده ريمُنْد [4] وهو صبيّ.
ثمّ إنّه حضر الوقعة مَعَ السّلطان نور الدّين فِي سنة تسع وخمسين عَلَى حارِم [5] ، فأبقى عَلَيْهِ صلاح الدّين لأنّه كَانَ مُهادنًا للمسلمين [6] .
[هرب ابن الجزري من مصادرة الشجاعي]
قَالَ الْجَزَري [7] : وفيها احتاط الشجاعيّ بدمشق عَلَى حواصل التّقيّ البيّع وصادره، ثمّ طرح أملاكه وأخشابه عَلَى الرؤساء بثلاثة أثمان، وهرب جماعة من المصادرة منهم أَبِي وإخوتي، وغبْنا عن البلد شهرا، وتغيّب عزّ الدّين ابن القلانسيّ.
__________
[1] الّذي أسره الأتابك زنكي عند بعرين هو «ريموند الثاني» ابن «پونز» «بنص» . وذلك في شهر شوال 531 هـ. / 1137 م. انظر: ذيل تاريخ دمشق 259، والكامل في التاريخ 9/ والحروب الصليبية لوليم الصوري 3/ 136- 139، وتاريخ الحروب الصليبية لرنسيمان 2/ 234 و 325، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 47، 48.
[2] المصادر السابقة.
[3] كان مقتل «ريموند الثاني» في آخر سنة 546 هـ. / 1152 م. انظر: الحروب الصليبية لوليم الصوري 3/ 345، 346، تاريخ الحروب الصليبية 2/ 536- 538، الشرق الأوسط والحروب الصليبية للعريني 1/ 630، لبنان من السقوط بيد الصليبيين 72، 73.
[4] هو «ريموند الثالث» .
[5] حارم: بكسر الراء. حصن حصين وكورة جليلة تجاه أنطاكية (معجم البلدان) .
وكانت الوقعة في شهر رمضان/ آب (اغسطس) 1165 م. فوقع «ريموند الثالث» أسيرا.
(انظر حوادث ووفيات 551- 560 هـ.) من «تاريخ الإسلام» (حوادث سنة 559 هـ.) ص 41 وفيه مصادر كثيرة عن الموقعة، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين- ص 93.
[6] قال ابن كثير: «هادن قومس طرابلس السلطان وصالحه وصافاه، حتى كان يقاتل ملوك الفرنج أشدّ القتال وسبى منهم النساء والصبيان» . (البداية والنهاية 12/ 319) .
[7] في المختار 330، 331، وقد اختصر المولّف- رحمه الله- نصّه. وانظر: عيون التواريخ 23/ 21.

(51/34)


[مصادرة نجم الدين الجوهري]
ثمّ طالبوا نجم الدّين عبّاس الجوهريّ بمُغَلّ ضيعةٍ كَانَ اشتراها من بنت الأشرف بالبقاع، فأعطاهم جوهرا قيمته ثمانون ألف درهم، فقالوا: نَحْنُ نريد دراهم وألحّوا عَلَيْهِ، فنزل إلى مدرسته وحفر فِي دِهليزها فأخرج لَهُ خونجاه [1] ذهب مرصّعة بجواهر، فقوّمت بأربعمائة ألف [2] .
[القبض عَلَى التقيّ توبة وإطلاقه]
ثمّ سافر السّلطان من دمشق فِي شعبان والقلوب فِي غاية الألم منه، وأخذ معه التّقيّ توبة مقيّدا إلى حمراء بَيْسان، فمرّ طرنطاي وكتْبُغا عَلَى الزَّرَدْخاناه وبها التّقيّ توبة، فلم يكلّموه، فصاح وشتم وقال: وا لكم يا أولاد الزّنا، أَنَا ضيّعتُ دنياي وآخرتي لأجلكم، وأنا شيخ كبير فِي القيد، وقد أخذوا جميع ما أملك، هذا جزاء خدمتي؟ فضحكوا، ثمّ إنّهم كلّموا السّلطان فِيهِ وضمنوه أنّه لا يهرب، فأطلقه وأخذوه. ولم يكن الشّجاعيّ حاضرا [3] .
[الحسبة بدمشق]
قَالَ شمس الدّين [4] : وفي أوّل السّنة سافر ابن السَّلعُوس إلى مخدومه الملك الأشرف، فاستناب عَنْهُ فِي الحِسْبة تاجَ الدّين ابن الشّيرازيّ.
وفي ربيع الآخر وُلّي الحسبة الجمالُ يوسف أخو الصّاحب تقيّ الدّين،
__________
[1] خونجاه: أو خونجة: منضدة صغيرة توضع على الصحاف. أو صينية من الخشب والمعدن تقدّم عليها الأواني والصحون والأكواب وغير ذلك. (تكملة المعاجم العربية، لدوزي 4/ 244) .
[2] وزاد ابن الجزري: «فسبكوها فجاءت سبعة آلاف دينار» . (المختار 330، 331) ، عيون التواريخ 23/ 22.
[3] المختار 331، نهاية الأرب 31/ 164، 165، عيون التواريخ 23/ 22، 23، السلوك ج 1 ق 3/ 748.
[4] في المختار 331.

(51/35)


فلمّا احتاطوا عَلَى تقيّ الدّين أعادوا ابْن الشّيرازيّ إلى الحسبة مستقلا [1] .
[ركب الشام]
وفيه حجّ برَكْب الشّام زين الدّين غلبك [2] .
[وعظ ابن البُزُوري]
وفيها قدم دمشق الواعظ نجمُ الدّين ابن البُزُوريّ ووالدُه، ووعظ عَلَى باب مشهد عليّ مرّات، وحضره الخلق. وكان رأسا في الوعظ [3] .
__________
[1] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 ب، المختار 331، البداية والنهاية 13/ 314.
[2] المختار 332، عيون التواريخ 23/ 23.
[3] ومن أخبار هذه السنة ما ذكره «البرزالي» : «في عاشر جمادى الآخرة وقع حريق في مشهد علي رضي الله عنه بجامع دمشق في خزانة المصحف الكريم والستر الّذي عليها، وتداركوه سريعا، وسلّم الله تعالى» . (المقتفي 1/ ورقة 152 أ) .

(51/36)


سنة تسع وثمانين وستمائة
[ثورة عرب الصعيد]
فيها ثارت عرب الصَّعيد، فسار لتسكين الأهواء نائب السّلطنة طرنطاي، فسكّنهم، وأخذ خلقا من أعيانهم رهائن، وأخذ سائر أسلحتهم وأكثر خيولهم، وأحضر الجميع إلى القاهرة. فكانت أسلحتهم عدّة أحمال [1] .
[عودة الأفرم من السودان]
وفيها عاد عزّ الدّين أيْبك الأفرم من بلاد السّودان برقيقٍ كثير وفيل صغير [2] .
[التدريس بالدولعية والظاهرية]
وفيها درّس الشّيخ صفيّ الدّين الهنديّ بالدَّولعيَّة، وعلاء الدّين ابن القاضي تاج الدّين ابن بِنْت الأعزّ بالظّاهرية بعد خنق رشيد الدّين الفارقيّ.
[التدريس بالتقوية والعِمادية]
ودرّس تقيّ الدّين ابن الزّكيّ بالتَّقويّة بالخِلْعة والطَّيْلَسان من جهة صاحب حماة، ودرّس بدر الدّين أَبُو اليُسر ابن الصّائغ بالعماديّة.
[خطابة ابن المرحّل بالجامع الأموي]
وفي جمادى الآخرة رتِّب خطيبا بالجامع الأمويّ العلّامة زين الدّين ابن المرحّل الوكيل، فتكلّموا فِيهِ، حتّى قَالُوا إنّه يلْحن في الفاتحة، ولا يحفظ
__________
[1] نهاية الأرب 31/ 167، السلوك ج 1 ق 3/ 751، تاريخ ابن الفرات 8/ 90.
[2] النجوم الزاهرة 7/ 324.

(51/37)


الختْمة، وأشنعوا [1] عَلَيْهِ، ثمّ استمر وأوذي من تكلّم فِيهِ، واستمرّ فِي الخطابة، وكان من بُلغاء الخطباء، وكبار الأئمة، فاستقرّ عَلَى رغم من ناوأه [2] .
[قضاء الحنابلة بدمشق]
وفيه وُلّي القضاء شَرَفُ الدّين الْحَسَن بْن الشَّرف الحنبليّ بعد ابن عمّه القاضي نجم الدّين [3] .
[تدريس الجوزية]
ووُلّي تدريس الجوزيّة القاضي تقيّ الدين سُلَيْمَان، والخطابة بالجبل ولد المُتَوفي القاضي نجم الدّين.
[الأجناد بطرابلس]
وفيها قُرِّرت الأجناد بأطْرابُلُس، واستُخدِم بها ستّمائة فارس [4] .
[إمساك جرمك الناصري]
وفيها مُسِك الأمير سيف الدّين جرمك النّاصريّ [5] .
ومُسِك شمس الدّين ابن السَّلعُوس، وحُبس مُدَيدة، ثم أفرج عَنْهُ بمصر، ولزِم بيته، وسار مَعَ الركْب المصريّ وحجّ [6] .
__________
[1] في الأصل: «واسنقنوا» .
[2] البداية والنهاية 13/ 317.
[3] البداية والنهاية 13/ 317، السلوك ج 1 ق 3/ 751، تاريخ ابن الفرات 8/ 91.
[4] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 161 أ، نهاية الأرب 31/ 168، والسلوك ج 1 ق 3/ 751، تاريخ ابن الفرات 8/ 90 وفيه: «جهز الملك المنصور سيف الدين قلاوون الأمير سيف الدين التقوي إلى طرابلس واستخدم معه ستمائة فارس بطرابلس المحروس، وهو أول جيش استخدم بها، وكان الجيش قبل ذلك بالحصون» .
[5] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 أ، تاريخ ابن الفرات 8/ 91، 91.
[6] المقتفي 1/ ورقة 160 أ، ب، البداية والنهاية 13/ 317.

(51/38)


[نظر الجامع الأموي]
وفيها ولي نظر الجامع وجيه الدّين ابن المُنَجّا [1] .
[شنق ابن المقدسي]
وفيها قُبض عَلَى ناصر الدّين ابن المقدِسيّ، واعتقُل بالعَذْراويّة، ثمّ شنق نفسه، والظّاهر أنّه شُنِق لأنّه طلب إلى مصر، فخافوا من مرافعته وبتّوه.
وكان ظالما مرافعا، فقيها فِي فتح أبواب الشّرّ والحِيَل، سامحه اللَّه [2] .
[نيابة غزّة]
وفيها ولي نيابة غزّة أحد أمراء دمشق عزّ الدّين المَوْصليّ [3] .
[حريق درب اللبّان]
وفي رجب وقع حريق كبير بدرب اللّبّان، واتّصل بدرب الوزير بدمشق، واحترقت دار صاحب حماة بحماة، وعملت النّار فيها يومين. وكان هُوَ فِي الصَّيد، وراح فيها من الأموال والمتاع ما لا يوصف [4] .
[التدريس بأمّ الصالح]
وفيها درّس بأمّ الصّالح بعد ناصر الدّين ابن المقدسيّ إمام الدّين القزوينيّ الّذي ولّي القضاء [5] .
__________
[1] البداية والنهاية 13/ 317.
[2] عيون التواريخ 23/ 40 و 42، 43، تاريخ ابن الفرات 8/ 92، 93.
[3] تاريخ ابن الفرات 8/ 93.
[4] البداية والنهاية 13/ 317.
[5] المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 162 أ، البداية والنهاية 13/ 317 وفيه: «القونوي» بدل «القزويني» .

(51/39)


[قتل تجار المسلمين بعكا]
وفيها قدِم عكّا طائفةٌ من الفرنج غُتْمٌ، فثاروا بها، وقتلوا من بها من التّجّار المسلمين [1] .
[تدريس الرواحية]
ودرّس بالرّواحيّة البدر أَحْمَد بْن ناصر الدّين المقدسيّ المشنوق بعد والده، ولم يكن أهلا لذلك، بل فعلوا ذَلِكَ تطييبا لقلبه [2] .
[قطع الأخشاب بالبقاع]
وفي شوّال توجّه الأمير المُشدّ شمس الدّين الأعسر إلى وادي مربّين [3] من البقاع لقطع الأخشاب للمجانيق، فقطع منها ما يحار فِيهِ النّاظر من عِظَمه وطُوله، وجرّها إلى دمشق، وسُخّرت الأبقار والرّجال، وقاسي الخلْق مَشَاقًا لا توصف [4] . وهي خشب صَنَوْبر، غرِم عَلَى كلّ عُودٍ منها جملة، حتّى قَالَ من لَهُ خبرة من وُلاة النّواحي: ناب العود منها خمسون ألفا [5] .
__________
[1] خبر (إفرنج عكا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 162 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 336، ودول الإسلام 2/ 143، والسلوك ج 1 ق 3/ 753، 754، وعقد الجمان (3) / 10 و 55، وتاريخ ابن الفرات 8/ 93، وتاريخ ابن سباط 1/ 493، وتاريخ الأزمنة 266، والفضل المأثور 173، والتحفة الملوكية 122، ونهاية الأرب 31/ 171، وتشريف الأيام والعصور 177، وعيون التواريخ 23/ 47، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 22، والنجوم الزاهرة 7/ 324، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 382، 383، ومنتخب الزمان 2/ 366.
[2] المقتفي 1/ ورقة 162 أو 163 ب.
[3] في الأصل: «مرتّين» ، والصواب ما أثبتناه، عن المقتفي 1/ ورقة 163 ب. وعيون التواريخ 23/ 45، وفيه وادي مربين في جبل لبنان، والسلوك ج 1 ق 3/ 754، ونهاية الأرب 31/ 171 في الأصل المخطوط منه، وفي المطبوع ورد «مريين» وهو غلط، وقال ابن الفرات في تاريخه 8/ 93: وادي مربين بين جبال عكار وبعلبكّ.
[4] وقال البرزالي: «ومدحه علاء الدين الكندي بقصيدة ذكر ذلك فيها» .
[5] وقال النويري: «وأخبرني جماعة أثق بأخبارهم، في سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وأنا يوم ذاك بالقرب من هذا الوادي، أن به عودا قائما طوله أحد وعشرون ذراعا بذراع العمل، ودوره كذلك، وأنهم حقّقوا ذلك، بأن صعد رجل إلى أعلاه، ودلّى حبلا إلى الأرض من أعلاه، وأداروا الحبل عليه، فجاء سواء، لا يزيد ولا ينقص» . (نهاية الأرب 31/ 169)

(51/40)


[وفاة السلطان قلاوون]
وفيها خرج من دمشق المحمل والسّبيل مَعَ الزُّوباشيّ، وعزم السّلطان عَلَى الحجّ، فلمّا بلغه نكْث أهل عكّا غضب واهتمّ لغزوهم، وضرب الدَّهْليز بظاهر القاهرة. وأخذ فِي التأهُب، وخرج إلى الدَّهليز وهو متوعَّك فِي شوّال، ثمّ مرض ومات فِي ذي القعدة [1] .
[استخدام أخشاب البقاع بدار السلطنة والجامع الأموي]
وجاب الأخشاب المذكورة إلى المِزّة، ثمّ شُحِطت إلى الميادين [2] ، وكانت منظرا مُهولًا، وقد رُبّع سفْل العُود وسُفّط، وهو نحو ذراع وثلث
__________
[ () ] ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لا شك في أن هذا الوصف ينطبق على شجر الأرز، وهو في الجبال بين بعلبكّ وجبال الظنيين.
[1] انظر عن (المنصور قلاوون) في: تشريف الأيام والعصور 177- 82 أوالفضل المأثور 175- 177، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23، 24، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 29 رقم 10 و 1/ 39 رقم 21، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 129 رقم 206، والدّرة الزكية 8/ 301- 303، ودول الإسلام 2/ 188، 189، والعبر 5/ 363، ومرآة الجنان 4/ 208، ونهاية الأرب 29/ ورقة 48 (المطبوع 31/ 173) ، وآثار الأول 76، وتاريخ ابن الوردي 2/ 235، والبداية والنهاية 13/ 317، 318، وتذكرة النبيه 1/ 135، وفوات الوفيات 2/ 269 رقم 354، وتاريخ ابن خلدون 5/ 403، ومآثر الإنافة 2/ 124، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 97، والسلوك ج 1 ق 3/ 754- 756، وعقد الجمان (3) 12- 21، والنجوم الزاهرة 7/ 292- 343، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 ب، والتحفة الملوكية 122- 125، ونزهة المالك والمملوك، للعباسي (مخطوطة لندن) ورقة 112، وتاريخ الدولة التركية، لمورّخ مجهول (مخطوطة لندن) ورقة 18 ب، 19 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والنور اللائح والدرّ الصادح، لابن القيسراني (بتحقيقنا) 59، 60، ومختصر تاريخ الإسلام، ورقة 307 ب، وعيون التواريخ 23/ 63، والجوهر الثمين لابن دقماق 2/ 92- 104، ومنتخب الزمان لابن الحريري 2/ 366، والمواعظ والاعتبار 2/ 238، ومورد اللطافة لابن تغري بردي 42- 44، وتاريخ ابن سباط 1/ 493، 494، وتاريخ الخلفاء 482، وتاريخ الأزمنة 266، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 360- 363، وشذرات الذهب 5/ 409، وأخبار الدول 199، 200، والوافي بالوفيات 24/ 266- 271 رقم 281، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 164 أ- 165 أ.
[2] المقتفي 1/ ورقة 165 ب.

(51/41)


بالنّجار وأكثر. ثمّ رأوا أنّها لا تنفع للمنجنيق، فلمّا ولي الشّجاعيّ نيابة دمشق أدخل بعضها فِي عمارة دار السّلطنة بالقلعة، ثمّ نشر بعضها، وعُمِل منه أبواب الجامع الّتي فِي الرّواق الثالث [1] .
[إمساك نائب الخزندار ومخدومه بدمشق]
وفي ذي القعدة أمسك الأمير بدر الدّين المسعوديّ بدمشق نائب الخَزْندار، وأمسك مخدومه طرنطاي فِي ذي القعدة فِي أواخره بمصر، وبُسِط عَلَيْهِ العذاب إلى أن تلفِ [2] .
[الخطبة للسلطان الأشرف]
وخُطب للملك الأشرف صلاح الدّين يوم تاسع عشر ذي القعدة بدمشق [3] .
[وكالة بيت المال بدمشق]
ثمّ جاء مرسوم لتاج الدّين ابن الشّيرازيّ بوكالة بيت المال مُضافًا إلى الحسْبة [4] .
[إكرام الأمير بكتوت]
وطُلِبَ الأمير بكتوت العلائيّ إلى مصر وأُكرم [5] .
[تهنئة صاحب حماة للسلطان]
وتوجَّه صاحب حماة إلى مصر مهنّئا في ذي الحجّة [6] .
__________
[1] الخبر ينفرد به المولّف- رحمه الله-
[2] المقتفي 1/ ورقة 165 ب. و 166 أ، دول الإسلام 2/ 189.
[3] المقتفي 1/ ورقة 165 أ.
[4] المقتفي 1/ ورقة 165 ب.
[5] السلوك ج 1 ق 3/ 759، تاريخ ابن الفرات 8/ 103.
[6] المقتفي 1/ ورقة 166 ب.

(51/42)


[تدريس التقويّة]
وخُلِعَ عَلَى مُعين الدّين ابن المغُيْزل وولّاه تدريس التّقويّة.
[البلاء بالعراق]
واشتدّ البلاء بالعراق بدولة اليهود الّتي من سعد الدّولة الطّبيب، وآذوا الرّعيّة.
[خراب الحجّاج بمكة]
وخرِب للحجّاج قيمةٌ كبيرة بمكّة، وقتل نحو أربعين نفسا.

(51/43)


سنة تسعين وستمائة
[سلطان مصر ووزيره ونائبة]
دخلت وسلطان الإِسْلَام الملك الأشرف، وقد فوَّض الوزارة إلى الصّاحب شمس الدّين ابن السَّلْعُوس وهو فِي الحجّ، ثمّ وَصَلَتْه الأخبار فأسرع المجيء عَلَى الهُجُن [1] ، ونائب المملكة بدر الدّين بيدرا [2] .
فتح عكّا
ولمّا استقرّ السّلطان فِي المُلْك اهتمّ بإتمام ما شرع فِيهِ والدُه من قصْد عكّا. فسار بالجيوش من مصر فِي ثالث ربيع الأوّل، ونزل عليها فِي رابع ربيع الآخر، وهو خامس نَيْسان، وجاءت إلَيْهِ جيوش الشّام بأسرها، وأُمم لا يحصيهم إلّا اللَّه تعالى، من المُطَّوِّعة والمتفرّجة والسُّوقيّة، فكانوا فِي قدر الْجُنْد مرّات.
ونصب عليها خمسة عشر منجنيقا إفرنجيا، منها ما يرمي بقنطار بالدّمشقيّ، ومن المجانيق القُرابُغا وغيرها. وشرعوا فِي النّقوب، واجتهدوا
__________
[1] التحفة الملوكية 125 د وزبدة الفكرة 9/ ورقة 168 أ، ب، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، ونهاية الأرب 31/ 187- 191، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 41، وعيون التواريخ 23/ 69، وعقد الجمان (3) 52- 54، والدرّة الزكية 306، تاريخ ابن سباط 1/ 494، 495، دول الإسلام 2/ 189، مرآة الجنان 4/ 209، منتخب الزمان 2/ 367، عيون التواريخ 23/ 47، السلوك ج 1 ق 3/ 760، 761، تاريخ ابن الفرات 8/ 106.
[2] تاريخ ابن سباط 1/ 494، المختصر في أخبار البشر 4/ 24، تاريخ ابن الوردي 2/ 235، الدرة الزكية 306، تذكرة النبيه 1/ 136، زبدة الفكرة 9/ ورقة 167 ب. التحفة الملوكية 125، دول الإسلام 2/ 189، مرآة الجنان 4/ 209، منتخب الزمان 2/ 367، الجوهر الثمين 2/ 106.

(51/44)


فِي الحصار، ووقع الْجِدّ من الفريقين، وأنجد أهلها صاحبُ قبرس بوكه بْن سيروك بنفسه. وليلة قدومه عليهم أشعلوا نيرانا وشمعا عظيما فَرَحًا بِهِ، فأقام عندهم ثلاثة أيّام ثمّ ركب البحر وأقلع لما شاهد من هول ما أحيط بهم، ولما رَأَى من ضَعْفهم وانحلال أمرهم. وشرع أهلها فِي الهرب فِي البحر، ولم يزل الأمر فِي جدِّ حتّى هدمت المجانيق شُرُفات الأبراج، وكملت النّقوب عليها، وعلّقت الأسوار، وأُضرمت فِي أسافلها النّار، واستشهد عليها خلْقٌ من المسلمين، وثبت الفرنج ثباتا كُلّيًا.
وعند مُنازلتها نودي فِي دمشق: من أراد أن يسمع «الْبُخَارِيّ» فلْيحضر إلى الجامع. فاجتمع خلْقٌ وقرا فِيهِ الشّيْخ شرف الدّين الفزاريّ، وحضر قاضي القضاة ونائبة، ونجم الدّين بْن مكيّ، وعزّ الدّين الفارُوثي، وكان السّماع عَلَى جماعة [1] .
[إمساك نائب دمشق]
وفي ثامن جمادى الأولى حصل تشويش عَلَى عكّا، وهو أنّ الأمير عَلَم الدّين الحَمَويّ أَبُو خرص [2] أتى إلى نائب دمشق لاجين فقال: السّلطان يريد أن يمسكك. فخاف، وجمع ثِقْله وطُلُبَه فِي اللّيل، وشرع فِي الهروب، فشعر بِهِ عَلَم الدّين الدّواداريّ، فجاء وردّه وقال: باللَّه لا تكن سبب هلاك المسلمين، فإنّ الفرنج إنْ علموا بهروبك قووا عَلَى المسلمين. فرجع. ثمّ طلبه السّلطان من الغد، وخلع عَلَيْهِ وطمّنه، ثمّ أمسكه بعد يومين وقيّده وبعث بِهِ إلى مصر، وأمسك معه ركن الدّين تقصوه وهو حموه، وأمسك
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 58، المختار من تاريخ ابن الجزري 318، المقتفي 1/ ورقة 170 ب و 173 ب، البداية والنهاية 13/ 322.
[2] وفي المختصر في أخبار البشر 4/ 26 «أبو خرص» ، وفي تاريخ ابن سباط 1/ 498 «أبو جرص» ، والمثبت يتفق مع المقتفي 1/ 73 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 151 ب وفيه قد جوّد. وفي المختار من تاريخ ابن الجزري 338 «أبو خرص» ، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الفرات 8/ 118، 119.

(51/45)


قبلهما بيومين ثلاثة أَبَا خرص وقيّده، واستناب عَلَى دمشق علَمَ الدّين الشُّجاعيّ [1] .
[دخول عكا]
ثمّ هيّأ السّلطان أسباب الزّحف، ورتّب كوسات عظيمة، فكانت ثلاثمائة حِمْل، وزحف عليها سَحَر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى بسائر الجيش.
وكان للكوسات أصوات مَهُولة، وانقلبت لها الدّنيا فحين لاصق الجيش الأسوار هرب الفرنج، ونُصبت الأعلام المشرفيّة عَلَى الأسوار مَعَ طلوع الشّمس، وبُذِل السّيف، ولم يمض ثلاث ساعات من النّهار إلّا وقد استولى المسلمون عليها، ودخلوها من أقطارها، وطلب الفرنج جهة البحر، فقُتل من أدرك منهم، وأسهل القتْل والأسر والسَّبْي عَلَى سائر أهلها. وعَصَت الدِّيوية والإسْبِتار والأرمن فِي أربعة أبرجة شواهق فِي وسط البلد، فحُصروا فيها، ثمّ طلبوا الأمان من الغد، فأمّنهم السّلطان وسيّر لهم سنجقا، فنصبوه عَلَى برُجهم، وفتحوا الباب، فطلع إليهم الأجناد وبعض الأمراء، وتعرّضوا لهم بالنَّهْب وأخْذ النّساء، فغلّق الفرنج الأبواب، ورموا السَّنْجق، وقتلوا طائفة من الْجُنْد، وقتلوا الأمير آقْبُغا المنصوريّ. وعاودهم الحصار، ونزل إسْبتار الأرمن بالأمان عَلَى يد زين الدّين كتبُغا الَّذِي تسلْطن.
وفي اليوم الثالث من الفتح طلب الدّيويّة الأمان، وكذا الاسبتار، فأمّنهم السلطان، وخرجوا، ثمّ نكث، وقتل منهم فوق الألفين، وأسر مثلهم، وساق إلى باب الدِّهليز فوق الألف من نسائهم وصبيانهم. فلمّا رَأَى من تبقّى فِي أحد الأبرجة ما جرى تحالفوا عَلَى الموت، وامتنعوا من قبول الأمان، وقاتلوا
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 173 أ، التحفة الملوكية 129، المختصر في أخبار البشر 4/ 26، المختار من تاريخ ابن الجزري 338، 339، دول الإسلام 2/ 189، تاريخ ابن الوردي 2/ 236، البداية والنهاية 13/ 323، السلوك ج 1 ق 3/ 767.

(51/46)


أشدّ قتال، وتخطّفوا خمسة من المسلمين ورموهم من أعلى البرج، فسلم واحدٌ ومات أربعة. وأُخِذ هذا البرج يوم الثّلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى بالأمان. وكان قد نُقب وعلْق من نواحيه، فلمّا نزل منه وحوّل أكثر ما فِيهِ سقط عَلَى جماعة من المتفرّجين والّذين ينهبون فهلكوا.
ثمّ عزل السلطان الحريم والولدان، وضرب رقاب الرّجال ولم يف لهم، وهذا مكافأة لفعلهم حين أخذوا عكّا من السّلطان صلاح الدّين فإنّهم- أعني الفرنج- أمّنوا من بها من المسلمين، ثمّ غدروا بهم، وقتلوا أكثرهم، وأسروا الأمراء وباعوهم فسلّط اللَّه عَلَى ذرّياتهم من انتقم منهم وغدر بهم جزاء وفاقا، فيا للَّه العجب. وأعجب من ذَلِكَ أنّ الفرنج أخذوا عكّا فِي يوم الجمعة سابع عشر شهر فِي الثّالثة من النهار من شهر جمادى الآخرة، كما ذكرناه فِي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ثمّ افتتحها المسلمون بعد مائة سنة وثلاث سنين إلا شهر واحد [1] .
[تاريخ عكا قبل الفتح]
وفي سنة سبع وستّين وأربعمائة افتتح أمير التُّركمان عكّا، ثمّ عادت إلى
__________
[1] خبر (فتح عكا) في: الفضل المأثور 177، 178، وتاريخ الزمان 366، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 168 ب، 171 ب، والتحفة الملوكية 126، 127، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، 25، وتاريخ حوادث الزمان، لابن الجزري 1/ 45، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339- 341، والدرّة الزكية 308- 322، وتاريخ سلاطين المماليك 1- 7، ودول الإسلام 2/ 189- 191، والعبر 5/ 364، 365، ونهاية الأرب 31/ 197 وما بعدها، وتاريخ ابن الوردي 2/ 235، 236، ومرآة الجنان 4/ 209، والبداية والنهاية 13/ 320، 321، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومآثر الإنافة 2/ 122، والجوهر الثمين 2/ 110، وعيون التواريخ 23/ 71، 72، وتاريخ ابن خلدون 5/ 404، والسلوك ج 1 ق 3/ 764- 767، وعقد الجمان (3) 54- 67 و 72- 75، ومشارع الأشواق لابن النحاس 2/ 948، 949، والنجوم الزاهرة 8/ 5- 11، وتاريخ ابن سباط 1/ 495- 498، وتاريخ الأزمنة 267، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 368، 369، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113 و 119، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 أ- 171 أو 173 ب، 174 أ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، ومنتخب الزمان 2/ 367.

(51/47)


الفرنج فمَلَكَتْها، ثمّ فِي سنة اثنتين وثمانين جهّز أمير الجيوش بدر الدّين الجماليّ نصيرَ الدّولة الْجُيُوشيّ فِي جيش من مصر فافتتح صور وعكّا، ونزل عَلَى بَعْلَبَكّ، ثمّ فِي سنة ستّ وتسعين وأربعمائة نزل عَلَى عكّا بغدوين ملك القدس، لعنه اللَّه، فحاصرها وأخذها بالسّيف، فدامت فِي يد الفرنج إلى أنْ أخذها السّلطان صلاح الدّين في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، ثمّ أُخِذت منه سنة سبْعٍ وثمانين.
[استيلاء الفرنج عَلَى صور]
وأخذت الفرنج صور بعد حصارٍ طويل بالأمان فِي سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
فتح صور
لمّا نازل الملك الأشرف عكّا جهّز الأمير عَلَمَ الدّين الصّوابيّ والي بَرّ صَفّد إلى جهة صور، لحفظ الطُّرُق وتعرُّف الأخبار. فلمّا أُخذت عكّا وأحرقت وأُضرمت النّيران فِي جَنَبَاتها، وعلا الدُّخان، وهرب أهلها فِي البحر، علم أهل صور ذَلِكَ، فهربوا وأخْلُوا البلد، وكانت حصينة منيعة لا تُرام، فدخلها الصّوابيُّ، وكتب بالبشارة إلى السّلطان فجهّز لَهُ رجالا وآلة ليخرّبوها، ويخرّبوا حيفا.
وبقي بصور من تأخّر من أهلها، فاستغاثوا، وسلّموها بالأمان للصّوابيّ، وآمنهم. ولم يكن السّلطان يطمع بها، فيسَّر اللَّه بما لم يكن فِي الحساب.
وكان لها فِي يد الفرنج نحوٌ من مائتي سنة، بل من مائة واثنتين وسبعين سنة. وقد أُخذ منها رُخام كثير، وجعلت دكّا [1] .
__________
[1] خبر (فتح صور) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 172 أ، والتحفة الملوكية 128، والمقتفي، للبرزالي 1/ ورقة 173 ب، 174 أ، ونهاية الأرب 31/ 199، والدرّة الزكية 310، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 45، 46، والمختار من تاريخ

(51/48)


[نيابة صفد]
وأمسك السّلطان عَلَى عكّا نائب صفد علاء الدّين آيدغديّ الألْدكْزيّ، وولّى مكانه علاء الدّين أيدكين الصّالحيّ [1] .
[نيابة الكَرَك]
وطلب نائب الكَرَك رُكن الدّين بيبرس الخطَّابيّ الدُّوَيْدار، وولّى مكانه جمال الدّين آقوش الأشرفيّ. ثمّ بعد عشرين سنة ولي هذا نيابة دمشق، وذاك نيابة مصر، فلم تطُل أيّامُهما.
[تزيين دمشق]
وفي خامس شهر جمادى الآخرة رحل السّلطان عن عكّا وقد تركها دكّا، وشرع الصّاحب تقيّ الدّين وشمس الدّين الأعسر المُشَدّ بدمشق فِي عمل القباب والزّينة، وحصل لذلك من الاحتفال ما لا مزيد عَلَيْهِ. ودخل دمشق دخولا ما شُهد مثله من الأعمار، وأمامه الأسرى عَلَى الخيل يحملون أعلامهم منكَّسَة، ورماحا فيها شعَف رءوس القتلى، وذلك فِي ثالث عشر جمادى الآخرة، فأقام بدمشق خمسة وثلاثين يوما [2] .
__________
[ () ] ابن الجزري 339، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومنتخب الزمان 2/ 317، والإعلام والتبيين بخروج الفرنج الملاعين 71، والبداية والنهاية 13/ 321، والنجوم الزاهرة 8/ 8، 9، وتاريخ الأزمنة 268، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 386، 387، ودول الإسلام 2/ 191 وفيه: «وكان بصور خلق من العوام فلم يقتلوا» . ومرآة الجنان 4/ 209، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113.
[1] المقتفي 1/ ورقة 175 ب.
[2] خبر (زينة دمشق) في: الدرّة الزكية 311، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 46، وعقد الجمان (3) 65، والنجوم الزاهرة 8/ 13، والمقتفي 1/ ورقة 174 ب، 175 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339، 340، ودول الإسلام 2/ 191، ومنتخب الزمان 2/ 368، والسلوك ج 1 ق 3/ 767.

(51/49)


فتح صيدا
سار عسكر دمشق فنازلوا صيدا، وأمّا ملك الأمراء الشُّجاعيّ فأتى فِي خدمة السّلطان، ثمّ رجع إلى صيدا، ثمّ افتتحها، فاستولى من بها من المقاتلة عَلَى برج، وتحصّنوا بِهِ، وكان لا يصل إلَيْهِ حجر منجنيق، فضايقه الشّجاعيّ فِي ثامن رجب، وفتحه يوم السّبت خامس عشر رجب، بحكم الّذين فِيهِ نزلوا منه وانتقلوا إلى الجزيرة المجاورة لصيدا، ثمّ إنّهم أحرقوا الجزيرة بما فيها فِي ثامن عشر رجب، وساروا فِي البحر إلى قبرس. ثمّ علّق المسلمون أبراج القلعة وأحرقوها ودكّوها [1] .
[الاستيلاء عَلَى مراكب الفرنج عند البترون]
وكانت الشّواني الإسلاميّة قد حضرت من اللّاذقية، فلما وصلت إلى ميناء البَتْرُون مرّ بها الّذين هربوا من صيدا فِي المراكب، وظنّوها للفرنج، فعرّجوا إليهم، ثمّ تبيّن لهم أنّهم مسلمون، فهربوا، فتبعهم الأمير بلبان التَّقَويّ بالشّواني، فاستولى عليهم قتْلًا وأسْرًا ونهبا، واستنقذ الّذين معهم من الأسرى، وكان ذَلِكَ من غرائب ما اتّفق [2] .
فتح بيروت
كَانَ أهل بيروت متمسّكين بالهدنة، لكنْ بدا منهم شيء يسير، وهو
__________
[1] خبر (فتح صيدا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 172 أ، والتحفة الملوكية 128، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ونهاية الأرب 31/ 199، والدرة الزكية 310، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 46، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339، والبداية والنهاية 3/ 321، وتذكرة النبيه 1/ 137، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، وتاريخ بيروت 23، والإعلام والتبيين 71، 72، والنجوم الزاهرة 8/ 10، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 387، 388، ودول الإسلام 2/ 191، ومرآة الجنان 4/ 209، ومنتخب الزمان 2/ 368، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113 و 121.
[2] ينقل المؤلّف- رحمه الله تعالى- هذا الخبر. عن ذيل مرآة الزمان لليونيني ج 4/ ورقة 5.

(51/50)


أنّهم آووا المنهزمين من الفرنج، وأمرهم عَلَمُ الدّين الشّجاعيّ بضمّ مراكبهم إلى مراكب المسلمين، فخافوا وامتنعوا، فأمر الشّجاعيّ الأميرَ التَّقَويّ بحفظ الميناء وضبْط مائه من المراكب، وجاء الشُّجاعيّ بالجيش من جانب البرّ، فدخل المدينة وأخرجهم منها، واستولى عَلَى القلعة وما فيها. وذلك فِي الثّالث والعشرين من رجب.
وكانت القلعة امتنعت عَلَيْهِ قليلا، فوقع الحديث مَعَ كليام النّائب بها، فأجاب وسلّم، وأسر كلّ من كَانَ بالبلد والقلعة من الخيّالة والمقاتلة. وكانت من القلاع المنيعة، فهدمها الشُّجاعيّ [1] .
فتح جُبَيْل
وكان صاحبها عند الملك المنصور نَوْبةَ طرابُلُس، وبقي بجُبَيل، فلمّا أُخِذت عكّا رسم لَهُ بأن يخرّب قلعة جُبَيل، ثمّ ندب الأمير عَلَمَ الدّين الدّواداريّ فسار إليها وأخرب أسوارها، وأذهب حصانتها، وهدمها [2] .
فتح عثليث
وهو حصن مشهور يُضرب لحصانته المثل، والبحر يكتنفه من جميع
__________
[1] خبر (فتح بيروت) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ، ونهاية الأرب 31/ 212، وتاريخ سلاطين المماليك 1، وتاريخ حوادث الزمان 54، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، والدرّة الزكية 312، ومنتخب الزمان 2/ 368، وعيون التواريخ 23/ 81، والبداية والنهاية 13/ 321، وتاريخ بيروت 23، 24، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، وتاريخ ابن الفرات 8/ 121، والإعلام والتبيين 72، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، والنجوم الزاهرة 8/ 10، ومرآة الجنان 4/ 209.
وقد ذكر البطريرك الماروني «إسطفان الدويهي» تبريرا لفعلة الأمير سنجر من قتله لأهل بيروت من الفرنج فقال إنهم كانوا عملوا حيلة على أمراء الغرب التنوخيين الذين يسكنون بالقرب منهم حتى أوقعوهم وقتلوا أكثرهم غدرا، فكان ما فعله الأمير سنجر انتقاما للأمراء التنوخيين. (تاريخ الأزمنة 268، 269، لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 389) .
[2] خبر (جبيل) في: تاريخ سلاطين المماليك 2، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 55، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومنتخب الزمان 2/ 367، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، ودول الإسلام 2/ 197.

(51/51)


جهاته، ولم يحدّث الملوك أنفسهم بقصده. وكان السّلطان قد جرّد من عكّا بدرَ الدّين رمتاش التُّركمانيّ بجماعةٍ من التركمان للنزول حوله عَلَى بُعدٍ ليحصل الأمن من جهته من أحدٍ يخرج منه. ونودي [عَلَى] الجلّابة والمسافرين. فأُخذت عكّا وغيرها والتُّركمان مكانهم، فلمّا بلغ أهل عثليث أخُذُ عكّا وصور وصيدا وبيروت، أحرقوا أموالهم ومتاعهم وما لم يقدروا عَلَى حمْله، وعرقبوا دوابّهم، وهربوا فِي البحر، وأخْلوا الحصنَ ليلة أوّل شعبان [1] .
[فتح أنطرسوس]
وأمّا أهل أنطرسوس لمّا بلغهم ذَلِكَ عزموا عَلَى الهرب فجُرِّد الأمير سيف الدّين الطَّبّاخيّ إليها، فلمّا أحاط بها ليلة خامس شعبان ركبوا فِي البحر وهربوا إلى جزيرة أرواد، وهي بالقرب منها [2] .
[تكليف مقدّمي الجرد وكسروان خفر بلادهم]
وفي غضون ذَلِكَ استحضر الشّجاعيّ مقدّمي جبل الْجِرْد والكُسْرُوان، فلمّا حضروا بين يديه أخذ سلاحهم ودَرّكهم خَفْرَ بلادهم، وتوثّق منهم، ثمّ خلع عليهم، وأخذ منهم رهائن.
[تكسير تمثالين ببعلبكّ]
ثمّ قدم الشّجاعيّ بَعْلَبَكّ فِي أواخر شعبان، وطلع إلى قلعتها، وأمر بكسر صنمين من الرُّخام كانا قد وُجدا فِي بعض الحفائر فِي نهاية التّحرير
__________
[1] خبر (عثليث) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 179 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 5، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 54، 55، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومنتخب الزمان 2/ 368، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، ودول الإسلام 2/ 191، ومرآة الجنان 4/ 209.
[2] خبر (فتح أنطرسوس طرسوس) في: تاريخ سلاطين المماليك 2، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 52، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومنتخب الزمان 2/ 368، والمقتفي 1/ ورقة 178 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، ومرآة الجنان 4/ 209.

(51/52)


والإتقان وبراعة الصَّنعة، فكان إذا حضر أحدٌ من الأكابر أحضروا الصَّنمين للفُرْجة عَلَى تِلْكَ الصّنعة. فلمّا زار الشّجاعيّ مقام إِبْرَاهِيم أحضر الوالي تِلْكَ [1] الصّنمين فرآهما وأمر بتكسيرهما، فكُسَّرا فِي الحال. وهذه تدلُ عَلَى حُسْن دين الشّجاعيّ، وإنْ كَانَ ظالما. ثمّ دخل دمشق فِي السابع والعشرين من شعبان [2] .
[القبض عَلَى علم الدين الدواداريّ]
وفي نصف رمضان قُبض عَلَى عَلَم الدّين الدّواداريّ، وبُعِث بِهِ إلى مصر [3] .
وجاءت الأخبار بالإفراج والرِّضى عَنِ الأمراء الكبار: تقصو، وحسام الدّين لاجين النّائب، وشمس الدّين سُنْقُر، وبدر الدّين بَيْسريّ، وشمس الدّين سُنْقُر الطّويل المنصوريّ، وبدر الدّين خضر بْن جواد بْن القَيْمُرِيّ [4] .
[العمارة بقلعة دمشق]
وفي شوّال شرع الشّجاعيّ بعمارة الطّارمة والقُبّة الزّرقاء ودُور الحريم بقلعة دمشق، فحشد الصُّناع، وحشر الرّجال، وعمل عمارة الجبابرة، وقلع لذلك عدّة أعمدة من سوق الفراء الَّذِي بَطَرَف الفُسْقار، وحفر الأرض وراء الأعمدة، وإذا العمود منها نازل فِي الأرض بقدر ظهوره مرّة أخرى ونصف، وهو عَلَى قاعدة متينة، وتعجّب النّاس من ذَلِكَ، ولم يعلموا ما السّبب فِي نزولها فِي الأرض. ثمّ إنّها جُرّت بدواليب وآلات، وعبروا بها من باب السّرّ،
__________
[1] كذا.
[2] انفرد المؤلّف- رحمه الله- بهذا الخبر.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 57، عيون التواريخ 23/ 71، المختار من تاريخ ابن الجزري 341، البداية والنهاية 13/ 323، السلوك ج 1 ق 3/ 768.
[4] خبر (الإفراج عن الأمراء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 179 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 2، والدرّة الزكية 312، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 55، ومنتخب الزمان 2/ 369، والمختار من تاريخ ابن الجزري 341، ودول الإسلام 2/ 192، وعيون التواريخ 23/ 81، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، 770، وتاريخ ابن الفرات 8/ 122، 123.

(51/53)


ونقبوا لها فِي السّور فِي البدنة، وهي أكبر من أعمدة الجامع، فأقيمت وعمُل عليها القَبو الَّذِي بين يدي القُبّة. وعسّف الصُّنّاع، واستحثّهم بنفسه، وبنى بنيانا خشنا جاهليّا، وزخرفه، ودخل فِيه أقلّ من ثلاثة آلاف [1] دينار. وقد سهرتُ فِي عمله ليالي مَعَ أَبِي رحمه اللَّه. وتكامل جميعه فِي سبعة أشهر.
وكان الدّهّانون يعملون فِي المقرفص والأساس لم يرتفع بعد، وجلب لذلك الرّخام المفتَخَر من عكّا وصور وبيروت وتلك الدّيار. وخرّب حمّام الملك السّعيد الّذي تجاه باب السّرّ، ولم يكن لَهُ نظير فِي الحُسْن، وخرّب الأبنية الّتي من جسر الزّلابيّة إلى قرب باب الميدان، وذهبت أملاك النّاس وتعثّروا.
وكان هذا المكان مليح [2] ويُعرف بالمسابح، وعلى النّهر العابر إلى خندق القلعة دُور حَسَنة، وفي النّهر مركب يركب فِيهِ الشّباب للفُرْجة، وقد ركبتُ فِيهِ مَعَ جدّي العَلَم وأنا ابن خمسِ سنين، وأعطى الّذي فِي المركب أجْره [3] .
[غضب السلطان عَلَى بعض خواصّه]
وكان السّلطان لمّا قدم دمشق انبسط هُوَ أو بعض خواصّه الملاح عَلَى نائب القلعة أرجواش فقال: وقعنا فِي الصّبيانيّة. فغضب السّلطان وأمر بشنقه، وألبس عَباءة ليُشنق فيها. ثمّ شفعوا فِيهِ، فحُبِس مدّة، ثمّ أُطْلع من الحبْس ولزِم بيته بلا خُبز.
ثمّ خلع عَلَيْهِ فِي رمضان، وأُعطى خُبزُه، وأعيد إلى نيابة القلعة، ورتْب معه بالقلعة الأمير أسندمر المنصوريّ، وأنزل الباسطيّ إلى البلد.
[تولية ابن جماعة قضاء مصر]
وفي رمضان طلب القاضي بدر الدّين ابن جماعة قاضي القدس وخطيبه
__________
[1] في الأصل: «ألف» .
[2] كذا. والصواب: «مليحا» .
[3] دول الإسلام 2/ 191، البداية والنهاية 13/ 323، منتخب الزمان 2/ 368، عيون التواريخ 23/ 84، السلوك ج 1 ق 3/ 775.

(51/54)


عَلَى البريد مُكرَمًا، وولّاه الصّاحب ابن السّلْعُوس قضاء الدّيار المصريّة وعدّة مدارس، ولم يترك لقاضي القُضاة تقيّ الدّين ابن بِنْت الأعزّ سوى المدرسة الشّريفيّة [1] فقط [2] .
[إبطال عمائم النساء وشُرب الحشيش والخمر بدمشق]
وفيها أمر الشّجاعيّ فنودي فِي دمشق بإبطال العمائم للنساء، وأن لا تزيد المرأة على المقنّعة، وبإبطال صباغات النّساء، وأن لا يخرجن إلى المقابر، وغير ذَلِكَ، وأن لا يأكل أحد حشيشة، ولا يشرب خمرا، وتوعّد عَلَى ذلك. وكان ذا هيئة وسطوة ومرهبة، فتأدَّب البلد، وكانت هذه من حسناته [3] .
[موت ملك التتار]
وفيها هلك أرغون ملك التّتار [4] .
__________
[1] جاء في هامش المخطوط: « ... المدرسة الشريفية، بل أخذت منه أيضا ودرّس بها غيره» .
[2] خبر (ابن جماعة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ، وتاريخ سلاطين المماليك 9، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 56، وتذكرة النبيه 1/ 142، 143، وعيون التواريخ 23/ 81، والسلوك ج 1 ق 3/ 771، وتاريخ ابن الفرات 8/ 125، والمختار من تاريخ ابن الجزري 341، والبداية والنهاية 13/ 322.
[3] تاريخ حوادث الزمان 1/ 59، المختار من تاريخ ابن الجزري 343، المقتفي 1/ ورقة 179 أدول الإسلام 2/ 192، البداية والنهاية 13/ 322، منتخب الزمان 2/ 368، عيون التواريخ 21/ 82، 83.
[4] انظر عن (أرغون) في: تاريخ سلاطين المماليك 9، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 173 أ، والتحفة الملوكية 129، والدرّة الزكية 322، والعبر 5/ 366، ودول الإسلام 2/ 146، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 96، 97، رقم 41، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 116، وتذكرة النبيه 1/ 141، والوافي بالوفيات 8/ 350 رقم 3784، والبداية والنهاية 13/ 324، وتاريخ ابن الوردي 2/ 327، وعيون التواريخ 23/ 103، 104، والمختصر في أخبار البشر 4/ 26، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، وعقد الجمال (3/ 104- 106، والمنهل الصافي 2/ 310 رقم 369، والنجوم الزاهرة 8/ 29، ومنتخب الزمان 2/ 369، وشذرات الذهب 5/ 411، وتاريخ الزمان 365 و 367، ومآثر الإنافة 2/ 128، والتاريخ الغياثي

(51/55)


[ولاية برّ دمشق]
وفيها أعيد طوغان إلى ولاية البرّ بدمشق [1] .
[خطبة ابن المرحّل أمام السلطان]
ومن غريب الاتّفاقات أنّ السّلطان قدم دمشقَ وأراد النّزول يوم الجمعة إلى الجامع، فطُلب لَهُ من يخطب غير الخطيب ابن المرحّل لكراهيتهم لَهُ، وشكوه إلى الصّاحب، فطُلب الزّين الفارقيّ، فامتنع لعدم التّهيّؤ، وطُلِب إمام الكلّاسة، فتغيّب، فخطب ابن المرحّل.
[زيارة ابن الأُرْمَوي]
وزار السّلطان الشّيْخ إِبْرَاهِيم بْن الأُرْمَويّ بالجبل بعد العشاء.
[إطلاق رُسُل عكا الفرنج]
ولمّا دخل السّلطان مصر أطلق رُسُل عكّا الّذين كانوا معوَّقين بالقاهرة.
[إطلاق أسرى بيروت]
وجاءه رسول الأشكريّ، فأطلق السّلطان للرسول أسرى بيروت، وكانوا ستّمائة وثلاثين فنسا [2] .
[إظهار أمر الخليفة]
وأخرج من كَانَ فِي الْجُبّ من الأمراء، وأخرج الخليفة الحاكم بأمر اللَّه، وكان فِي أيّام أبِيهِ خاملا لم يطلب أَبُوه منه تقليدًا بالمُلْك ولا انفعل
__________
[ () ] 47، والحوادث الجامعة 457، وجامع التواريخ مجلّد 2 ج 2/ 147، وتاريخ الخميس 2/ 425، وتاريخ ابن سباط 1/ 498.
[1] عيون التواريخ 23/ 80.
[2] في دول الإسلام 2/ 192 «ستمائة» فقط، ومثله في منتخب الزمان 2/ 369.

(51/56)


لذلك، فظهر الخليفة وصلّى للمسلمين [1] . وبايعه الملك الأشرف بإشارة الوزير [2] .
[خطبة الخليفة]
وفي نصف شوّال خطب بالنّاس يوم الجمعة أمير المؤمنين الحاكم بأمر اللَّه، وذكر فِي خطبته توليته للملك الأشرف أمرَ الإِسْلَام، فخطب يومئذٍ بالخطبة الّتي خطب بها فِي أوّل سنة إحدى وستّين، وهي مليحة، من إنشاء مؤدَّبه ومُفقِّهه الإمام شرف الدّين ابن المقدسيّ، فلمّا فرغ من الخطبة صلّى بالنّاس قاضي القضاة ابن جماعة [3] .
[قراءة الختمة والحضّ عَلَى أخذ بغداد]
وفي رابع ذي القعدة عُملت الخِتَم لتمام السّنة من موت السّلطان الملك المنصور بتُربته، وحضر الفُقهاء والدّولة، ونزل السّلطان وقت الختْم والخليفة الحاكم بأمر اللَّه، وخطب الخليفة، وذكر بغداد، وحرّض على أخذها، وكان قد وخطبه الشَّيْب وعليه السَّواد. وأُنفِق فِي هذا المُهمّ مبلغٌ عظيم، واحتفل لَهُ [4] .
[قراءة الختمة بدمشق]
وأمّا دمشق فإنّ الشّجاعيّ جمع النّاس بالميدان، ونصب مخيّم عظيم
__________
[1] كذا بالأصل، والأصح بالمسلمين.
[2] خبر (الخليفة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 180 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 56، 57، والمختار من تاريخ ابن الجزري 341، وتذكرة النبيه 1/ 141، ومنتخب الزمان 2/ 369، والسلوك ج 1 ق 3/ 773، 774، تاريخ الخلفاء 482، وتاريخ ابن الفرات 8/ 128.
[3] انظر المصادر السابقة حول خطبة الخليفة.
[4] تاريخ حوادث الزمان 1/ 58، والمختار من تاريخ ابن الجزري 342، المقتفي 1/ ورقة 180 ب، دول الإسلام 2/ 192، السلوك ج 1 ق 3/ 774، تاريخ الخلفاء 482، تاريخ ابن الفرات 8/ 129.

(51/57)


سلطانيّ، ومُدّ سماط هائل، وخُتمت الختْمة، وتكلَّم الوعّاظ، فتكلّم أوّلا فريد الوقت عزّ الدّين الفاروثيّ، وتكلّم بعده الواعظ نجم الدّين ابْن البُزُوريّ، وحضر أمُمٌ وخلائق، وكانت ليلة مشهودة، وعُملت خلوات كثيرة [1] .
[إمساك أميرين بدمشق]
وفي شوّال مُسِك الأميران بهاء الدّين قُرارسلان، وجمال الدّين أقوش الأفرم الصّغير الَّذِي صار نائبا، وحُبسا بقلعة دمشق [2] .
[توسعة الميدان بدمشق] .
وفي ذي الحجة وسّع الشّجاعيّ المَيْدان من شماليّه، وعمل فِي حائطه للأمراء والعامّة، وعمل فِيهِ الشّجاعي بنفسه، وتقاسموه، ففرغ فِي يومين مَعَ ضخامة حائطه [3] .
ووصل الأمراء الثّلاثة عَلَى أخباز الّذين مسكوا من دمشق، والثّلاثة هُمْ رُكْن الدّين الجالق، والمسّاح، وعزّ الدّين أزدمر العلائيّ. وُعُملت سلالم عظيمة وأظهروا قصْد بغداد [4] .
[حجّ الشاميين]
وحجّ بالشّاميّين الأمير بدر الدّين الصّوابىّ الخادم [5] .
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 58، المختار من تاريخ ابن الجزري 342، المقتفي 1/ ورقة 178، ب، السلوك ج 1 ق 3/ 774.
[2] نهاية الأرب 31/ 222، تاريخ حوادث الزمان 1/ 60، المختار من تاريخ ابن الجزري 342، البداية والنهاية 13/ 323، عيون التواريخ 23/ 83، تذكرة النبيه 1/ 140، السلوك ج 1 ق 3/ 774، تاريخ ابن الفرات 8/ 128.
[3] نهاية الأرب 31/ 222، تاريخ الزمان 1/ 60، المختار من تاريخ ابن الجزري 343، البداية والنهاية 13/ 323، المقتفي 1/ ورقة 179 أ، تاريخ ابن الفرات 8/ 129، تذكرة النبيه 1/ 40.
[4] تاريخ حوادث الزمان 1/ 58، المختار من تاريخ ابن الجزري 343، تذكرة النبيه 1/ 141، منتخب الزمان 2/ 369، تاريخ ابن الفرات 8/ 128.
[5] المقتفي للبرزالي 1/ 181 ب، تاريخ حوادث الزمان 1/ 61، عيون التواريخ 23/ 84،

(51/58)


[ما قِيلَ فِي فتح عكا]
وعملت الشّعراء القصائد فِي فتح عكّا، فمن ذَلِكَ كلمة المولى شهاب الدّين محمود:
الحمدُ للَّه زالت [1] دولةُ الصُّلْبِ ... وعَزّ بالتُّرْك [2] دينُ المصطفى العربيّ
هذا الّذي كانت الآمالُ لو طَلَبَتْ ... رؤياه فِي النّوم لاسْتَحْيَتْ من الطّلَب
ما بعد عكّا وقد هُدَّت [3] قواعِدُها ... فِي البحر للشِّرْك [4] عند البرَّ [5] من أَرَبِ
عقيلةٌ ذَهَبَتْ أيدي الخُطُوب بها ... دَهْرًا وشدّت [6] عليها كَفّ مغتصِبِ
لم يبق من بَعْدها للكُفْر إذ خَربتْ [7] ... فِي البرّ والبحر ما يُنْجي سِوَى الهَرَبِ
أُمُّ [8] الحروب فكم قد أنشأتْ فِتَنًا ... شاب الوليدُ بها هَوْلًا ولم تَشِبِ
سوران برٌّ وبحرّ حول ساحتها ... دارا وأدنا هما أَنْأَى [9] من السُّحُبِ [10]
ففاجَأَتْها جنودُ اللَّه يَقْدُمُها ... غضبانُ للَّه لا للمُلْك والنَّشَب
كم رَامَها ورَمَاها قبله مِلكٌ ... جَمُّ الجيوش فلم يَظْفَرْ ولم يصب [11]
__________
[ () ] المختار من تاريخ ابن الجزري 343.
[1] في تاريخ سلاطين المماليك 5، وعيون التواريخ 23/ 72، وفوات الوفيات 1/ 410، وعقد الجمان (3) 72 «ذلّت» .
[2] في عقد الجمان: «وعزّ بالقول» .
[3] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 61 «وقد هدمت» .
[4] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 61: «المشرك» .
[5] في عقد الجمان (3) 73 «عند الدين» .
[6] في تاريخ حوادث الزمان: «سدّت» .
[7] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «إذا خربت» . وفي فوات الوفيات: «مذ خربت» .
[8] في تاريخ سلاطين المماليك، وفوات الوفيات: «أمّا» .
[9] في عيون التواريخ 23/ 73 «أناس» .
[10] في المصادر: «القطب» . وفي المختار من تاريخ ابن الجزري:
«وأدناهما أنأى من القطب للسحب»
[11] في فوات الوفيات: «ولم يجب»

(51/59)


لم يُلْههِ مُلْكُهُ بلْ فِي أوائله ... نال الّذي لم يَنَلْهُ النّاسُ فِي الحِقَبِ
فأصبَحتْ وهي فِي بحرين مائلة [1] ... ما بين مضطرم نارا ومُضْطَرب
جيشٌ من التُّرْكَ تَرْكُ [2] الحرب عندهم ... عارٌ وراحتُهُمْ ضَرْبٌ من النَّصَب [3]
يا يوم عكّا لقد أنْسَيْتَ ما سَبَقت ... بِهِ الفتوح وما قد خطّ في الكتب
لم يبلغ النُّطْقُ حَدّ [4] الشُّكْر فيك فما ... عسى يقوُم بِهِ ذو الشَّعر والخُطب
كانت تمنّي بك الأيّام عن أُمَم [5] ... فالحمد للَّه شاهدناك عن كَثَبِ [6]
وأَطْلعِ اللَّه جيشَ النْصر فابتَدَرَتْ ... طلائعُ [7] الفتْح [8] بين السُّمْرِ [9] والقُضُبِ
وأشْرَف المصطفى الهادي البشيرُ عَلَى ... ما أسلَفَ الأشرفُ السّلطانُ من قُرب
فقَرَّ عَيْنًا بهذا الفتْح وابتهَجَتْ ... ببشْرهٍ [10] الكعبةُ الغرّاءُ فِي الحُجُب
وسار فِي الأرض مَسْرَى الرّيح سُمْعَتُهُ ... فالبرُّ فِي طَرَب والبحرُ فِي حَرَبِ [11]
وخاضت البيضُ فِي بحر الدّماء [12] فما ... أبدت من البيض إلّا ساقَ مُخْتَضِبِ
وغاص [13] زرق القنا في زرق أعينهم ... كأنّها شَطَنٌ تهوي إلى قُلُبِ
أجرت إلى البحر بحْرًا من دِمائهمُ ... فراح كالرّاح إذ غَرْقَاهُ كالحَبَبِ [14]
بُشراك يا ملك الدُّنيا لقد شَرفَتْ ... بك الممالك واستعلت على الرتب [15]
__________
[1] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 62 «مائلة» .
[2] «ترك» ساقطة من المختار من تاريخ ابن الجزري 345.
[3] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 62 «من الوصب» . وفي فوات الوفيات: «ضرب من الضرب» .
[4] في الحوادث الجامعة: «بعد» ، وفي الدرّة الزكية: «جهد» .
[5] في فوات الوفيات: «مبعدة» .
[6] في فوات الوفيات: «فالحمد للَّه نلنا ذاك عن كثب» .
[7] في الحوادث الجامعة: «طوالع» .
[8] في الدرّة الزكية: «الفجر» . وفي فوات الوفيات: «النصر» ، ومثله في عقد الجمان.
[9] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «السحر» .
[10] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 63 «بنشره» ، وفي فوات الوفيات: «بفتحه» .
[11] في الدرّة الزكية: «فالبرّ في طلب والبحر في هرب» . وفي فوات الوفيات: «في كرب» .
[12] في المختار من تاريخ ابن الجزري «بحر الرماد» .
[13] في الدرّة الزكية، وعيون التواريخ: «وغاص» .
[14] الحبب: الفقاقيع التي تعلو وجه الخمر عند مزجها بالماء. (القاموس المحيط) .
[15] في نهاية الأرب 31/ 206 «على الوثب» . وفي تذكرة النبيه 1/ 138 «على الشهب» .

(51/60)


ما بعد عكّا وقد لانت [1] عريكتها ... لديك شيءٌ تُلاقية عَلَى تَعَب [2]
أدركْتَ ثأرَ [3] صلاح الدّين إذ عُصِيَتْ [4] ... منه لسرٍّ طواهُ اللَّه فِي اللَّقَبِ
باتَتْ [5] وقد جاوَرَتْنا ناشِزًا وغَدَت ... طَوْعَ الهَوَى فِي يَدي جيرانها [6] الْجُنُب
وجالت النّار فِي أرجائها وعَلَتْ ... فأطفأتْ ما بصدر الدّين من كُرَبِ
أضحت «أَبَا لهبٍ» تِلْكَ البُرُوج وقد ... كانت بتعليقها حمّالةَ الحَطبِ
وأفلت البحرُ منهم من يخبّر مَنِ ... يَلقاه من قومه بالوَيْل والحَربِ
وتمّتِ النّعمةُ العُظْمَى وقد كملتْ [7] ... بفتح صور بلا حصْرٍ ولا نَصَبِ
لمّا رأتْ أُخْتَها بالأمس قد خَرَبتْ ... كَانَ الخرابُ لها [8] أعْدَى من الْجَرَب
إنْ لم يكنْ ثَمّ لونُ اليمّ [9] مُنْصَبغًا ... بها إليها وإلّا ألسن [10] اللهب
فاللَّه وأعطاك مُلْكَ البحرِ [11] وابتدأتْ [12] ... لك [13] السّعادةُ ملك البرّ فارتقب [14]
__________
[1] في الحوادث الجامعة: «ما بعد عكة إذ لانت» .
[2] في الحوادث الجامعة: «يلاقيه على نصب» .
[3] في الحوادث الجامعة: والمختار من تاريخ ابن الجزري: «أدركت شأن» .
[4] في الحوادث الجامعة: «والمختار من تاريخ ابن الجزري، وتاريخ سلاطين المماليك، ونهاية الأرب، وعيون التواريخ: «إذ غضبت» . وفي تاريخ حوادث الزمان، وفوات الوفيات: «إذ عصبت» . والمثبت يتفق مع الدرّة الزكية.
[5] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 65، والدرّة الزكية: «بانت» ، وفي تاريخ ابن الفرات:
«ماتت» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.
[6] في المختار 345 «جوانبها» .
[7] في المختار، والدرّة الزكية، ونهاية الأرب، وتاريخ ابن الفرات 8/ 118 «ملكت» .
[8] في المختار 346، والحوادث الجامعة 224 «بها» .
[9] في المختار: «إن لم يكن لون اليمّ» ، وفي نهاية الأرب: «ثم كون البحر» . وفي تاريخ حوادث الزمان 1/ 66 «لون البحر» .
[10] في نهاية الأرب 31/ 208 «الألسن» .
[11] في تاريخ سلاطين المماليك، والدرة الزكية، والحوادث الجامعة، والمختار من تاريخ ابن الجزري: «ملك البر» .
[12] في فوات الوفيات، «إذ جمعت» .
[13] في المختار، والحوادث الجامعة: «بك» .
[14] في فوات الوفيات: «ملك البر والعرب» . وفي تاريخ حوادث الزمان 1/ 66 «ملك البحر» .

(51/61)


فمن كَانَ مبدؤه عكّا وصور معا ... فالصّين أدنى إلى كفَّيْهِ من حَلَبِ [1]
وله من قصيدةٍ أخرى فِي عكّا مدح بها الشّجاعيّ:
الشَّرْك انجلى وانْجَلَتْ ظُلُماتُهُ ... والدّين قرّ وأشرقت قَسَمَاتُه
والنّصر ألْوت بالفِرَنْج رياحه [2] ... من بعد ما فَتكَتُ بهم نَسَماتُه [3]
هذا الّذي كانت تحيله المنى ... وتحيله قدم العِدَى وثباتُه
هذا الَّذِي كَانَ الرّجاء ببعضه ... بعد النُّفوس ولا تصحّ عداته
هبّ الزّمان من الكرى من بعد ما ... طالت سنيُّ رقادِه وسِناتُه
ما كَانَ يحسُّن أن يجاور نا العِدى ... لو زال عن جَفْن الجهاد سُباتُه
والآن قد ذهَبَتْ بحمد اللَّه ... عَنْ أرض الشّام عِداتُنا وعِداتُه
وتفرّقت أيدي سَبَأ وسِباهمُ ... جُمعتْ برغمهم لنا أشتاتُه
منها:
بانوا فما بكت السّماءُ عليهم ... فِي رَبْعهم بل أُحرِقَتْ عَرَصاتُه
ونَمَى إلى صور الحديثُ ببحرهم ... إذ خُلِّقت بدمائهم صفحاتُه
وهي مائة وخمسون بيتا.
__________
[1] القصيدة أو بعضها في: الحوادث الجامعة 223، 224، وتاريخ سلاطين المماليك 5- 7، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 61- 66، والمختار من تاريخ ابن الجزري 344- 346، والدرة الزكية 315- 320، وتاريخ مغلطاي 4- 7، ونهاية والأرب 31/ 203- 208، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 92 أ، وتذكرة النبيه 1/ 138، 139، وفوات الوفيات 1/ 410- 413، وعيون التواريخ 23/ 72- 79، والبداية والنهاية 3/ 322، وعقد الجمان (3) 72- 74، وتاريخ ابن الفرات 8/ 115- 118.
[2] في المختار: «رماحه» .
[3] المثبت يتفق مع المختار. أمّا في المصادر الأخرى: «بسماته» .

(51/62)


بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صبرا قَالَ الإِمَام الحافظ، إمام القرّاء والمحدّثين، شمس الدين الذهبي:
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
1- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن محمد بْن الجبّار بْن طلحة بْن عُمَر.
الفقيه، المدرّس، أَبُو الْعَبَّاس بن الأشْتَريّ [2] ، الحلبيّ، الشّافعيّ.
وُلِد بحلب سنة خمس عشرة وستّمائة.
وسمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن عُلْوان، والموفّق عَبْد اللّطيف، وقاضي القُضاة أَبِي المحاسن ابن شدّاد، وأبي المجد القزوينيّ، وأبي الْحَسَن بْن رُوزبة، وأبي المنجّا بن اللّتّيّ، والإربليّ، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 165، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 109، والعبر 5/ 334، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والوافي بالوفيات 7/ 124، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومعجم شيوخ الذهبي 40 رقم 38، والمعجم المختص 23، 24 رقم 21، والمشتبه في الرجال 1/ 28 وفيه: «أمين الدين أحمد بن الأشتري» ، وتبصير المنتبه 1/ 46، وتوضيح المشتبه 1/ 235، والبداية والنهاية 13/ 300، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 917 رقم 1، والوافي بالوفيات 7/ 124 رقم 3059، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 20 رقم 460، وذيل التقييد 1/ 323، 324، رقم 644، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 217، والدليل الشافي 1/ 55، والنجوم الزاهرة 7/ 357، وشذرات الذهب 5/ 370، والمنهل الصافي 1/ 332 رقم 188.
[2] في الأصل: «الأشيري» ، والتصويب من: المشتبه 1/ 28، وتبصير المنتبه 1/ 46 وغيره.

(51/63)


روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وأبو الحَجّاج المِزي، وجماعة.
وأجاز لي، وكان ممّن جمع بْين العِلْم والعمل.
كَانَ إماما عارفا بالمذهب، ورعا، كثير التّلاوة، بارز العدالة، كبير القدر، مُقبلًا عَلَى شأنه. سألتُ أَبَا الحَجّاج القُضاعيّ عَنْهُ فقال: كَانَ ممّن يُظنّ بِهِ أنّه لا يُحسن أن يعصي اللَّه.
فقلت: وكان يقرئ الفقْه، وله اعتناء بالحديث.
توفّي فِي ربيع الأوّل بدمشق فجأة. وكان يصوم الدّهر، ويتصدّق بفاضل قُوته. وكان النّواويّ رحمه اللَّه إذا جاءه صبيٌّ يقرا عَلَيْهِ بعث بِهِ إلى أمين الدّين لِعلمه بدينه وعِفّته.
2- أَحْمَد بْن حُذَيْفة [1] شَرَفُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس الدّمشقيّ، الدّلّال فِي العقار.
وُلدِ سنة اثنتي عشرة. وحدّث «بجزء ابْن أَبِي ثابت» عن أمّ الكرم كريمة.
روى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، وأبو مُحَمَّد الْبِرزاليّ، والطَّلَبة.
ومات فِي ربيع الآخر بدمشق [2] .
3- أَحْمَد بْن أَبِي الحَرَم.
جلال الدّين بْن الزَّين، الدّلّال فِي الأملاك أيضا.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر. وكان شابّا مشتغلا، حسَن الكتابة.
4- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنظلة.
الشّيْخ، مُوفَّق الدّين ابن المعالج الأنصاريّ، البغداديّ.
__________
[1] انظر (أحمد بن حذيفة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110.
[2] وقال البرزالي: «وكان شيخا متجمّلا في لباسه، وله شهرة في وظيفته» .

(51/64)


تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
سَمِعَ «مُسْنَد الشّافعيّ» من: ابن الخازن.
وحدّث.
عاش ثمانٍ وستّين سنة. وكان شافعيّا.
5- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي دُوَيْقَة.
الخزرجيّ، الأستاذ، أَبُو الْعَبَّاس.
سَمِعَ: أَبَا الربيع بْن سالم، وأبا علي الشّلُوبين.
مات فِي رجب بالمغرب.
6- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان [1] .
__________
[1] انظر عن (ابن خلّكان) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 286 ب، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة.
11 ب، وتالي وفيات الأعيان 5، 6 رقم 3، والمختصر في أخبار البشر 4/ 16، 17، ودول الإسلام 2/ 184، والعبر 5/ 334، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2254، والمختار من تاريخ ابن الجزري 308، 309، وذيل مرآة الزمان 4/ 194- 165، وتاريخ ابن الوردي 2/ 230، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 496- 498، والبداية والنهاية 13/ 301، والوافي بالوفيات 7/ 308 رقم 3300- 316، وعيون التواريخ 21/ 308- 313، ومرآة الجنان 4/ 193- 197، وتذكرة النبيه 1/ 74، 75، والسلوك ج 1 35/ 711، والنجوم الزاهرة 7/ 353- 355، وثمرات الأوراق 34، 35، وحسن المحاضرة 1/ 320، والدارس 1/ 191- 193، والقلائد الجوهرية 1/ 123، 124 و 2/ 435- 438، ومفتاح السعادة 1/ 208، 209، وكشف الظنون 2017، وشذرات الذهب 5/ 371- 373، وروضات الجنات 87- 89، وكنوز الأجداد 338- 342، ومعجم المؤلفين 2/ 59، 60، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 14، وفوات الوفيات 1/ 100، ووفيات الأعيان 1/ 80، 373، وتكملة إكمال الإكمال 231، وتبصير المنتبه 4/ 1403، وهدية العارفين 1/ 99، وديوان الإسلام 2/ 242، 243، رقم 883، والأعلام 1/ 220، وتاريخ ابن سباط 1/ 480، والمعجم الشامل للتراث العربيّ المطبوع 2/ 300- 302، والمستدرك عليه (من إعدادنا) - طبعة معهد المخطوطات العربية- القاهرة 1418 هـ. / 1997 م ص 48 أ، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 63، 64 رقم 91، ونهاية الأرب 31/ 93، والدرة الزكية 260، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 917، 921 رقم 2، وفيه: «أحمد بن أحمد بن إبراهيم» وهو غلط، ومنتخب الزمان 2/ 364، وقضاة دمشق 76، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 22- 24 رقم 463،

(51/65)


قاضي القضاة، شمسُ الدّين، أَبُو العبّاس البرمكيّ، الإربليّ، الشّافعيّ.
ولد بإربل سنة ثمان وستّمائة، وسمع بها «صحيح الْبُخَارِيّ» من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مكرم الصّوفيّ.
وأجاز له: المؤيَّد الطُّوسيّ، وعبد المُعِزّ الهَرَويّ، وزينب الشّعريّة.
روى عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطبقة.
وكان إماما، فاضلا، بارعا، متفنّنا، عارفا بالمذهب، حَسَن الفتاوَى، جيّد القريحة، بصيرا بالعربيّة، علّامة فِي الأدب والشِّعر وأيّام النّاس، كثير الاطّلاع، حُلْو المذاكرة، وافر الحُرمة، من سَرَوات النّاس.
قدِم دمشقَ في شبيبته.
وقد تفقَّه بالمَوْصل عَلَى كمال الدّين بْن يونس، وأخذ بحلب عن القاضي بهاء الدّين ابن شدّاد، وغير هما.
ودخل الدّيار المصريّة وسكنها مدّة، وتأهّل بها. وناب فِي القضاء عن القاضي بدر الدّين السّنجاريّ. ثمّ قدِم الشّام عَلَى القضاء فِي ذي الحجّة سنة تسع وخمسين منفردا بالأمر، ثمّ أقيم معه القُضاة الثلاثة فِي سنة أربع وستّين، ثمّ عُزل عَنِ القضاء فِي سنة تسع وستّين بالقاضي عزّ الدّين ابن الصّائغ، ثمّ عزل ابن الصّائغ بعد سبع سنين بِهِ.
وقدم من الدّيار المصريّة، فدخل دخولا لم يبلُغْنا أنّ قاضيا دخل مثله من الاحتفال والزَّحمة وأصحاب البغال والشُّهود، وكان يوما مشهودا. وجلسَ في منصب حكمه، وتكلّمت الشّعراء.
__________
[ () ] وطبقات الشافعية الوسطي، للسبكي، ورقة 36، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 366، وذيله 1/ 561، وفهرس مخطوطات التاريخ بالظاهرية ليوسف العش 163، والتاريخ والمؤرّخون العرب 4/ 23- 29، وذيل التقييد 1/ 374، 375 رقم 726، والدليل الشافعيّ 1/ 74، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 351، 352، والمقفّى الكبير 1/ 598، رقم 615، وتاريخ الخلفاء 484، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 1/ 351- 353 رقم 204، وديوان الإسلام 2/ 242، 243 رقم 883.

(51/66)


وكان كريما، وجوادا، مُمَدَّحًا. ثمّ عُزِل بابن الصّائغ، ودرّس بالأمينيّة إلى أن مات.
وقد جمع كتابا نفيسا فِي «وَفَيَات الأعيان» [1] .
وتُوُفّي عشيّة نهار السّبت السّادس والعشرين من رجب. وشيّعه خلائق.
ومن شعره:
أيُّ ليل عَلَى المحب أطالَه ... سائقُ الظَّعْن [2] يوم زمَّ جمالَه
يزجر العيسَ طاويا يقطع المَهمَة ... عسفا سهوله ورمالهْ
يسألُ الرَّبْعَ عن ظباء المُصَلَّى ... ما عَلَى الرَّبْع لو أجاب سؤالَهْ
هذه سُنَّةُ المُحِبّين يبكون ... عَلَى كلّ منزلٍ لا مَحَالَهْ
يا خليلي إذا أُتيت رُبَى الجزْع ... وعانَيْتَ روضَهُ وتلالَهْ [3]
قف بِهِ ناشدا فؤادي فلي ... ثَمَّ فؤادٌ أخشى عليه ضلاله
وبأعلى [4] الكثيب بيتٌ أغضُّ ... الطَّرفْ عَنْهُ مَهابةً وجلالَهْ
حوله فِتْيةٌ تهزُّ من الخوف ... عَلَيْهِ ذوابلا عسّالَهْ [5]
كلّ من جئته لأسألَ عنْهُ ... أظْهَرَ الغيَّ غَيْرةً وتَبَالَهْ
منزِلٌ حقُّهُ عليَّ قديمٌ ... فِي زمان الصّبي وعصر البطالَهْ
يا عُرَيْب الحِمَى اعذروني فإنّي ... ما تجنّبت أرضكم من ملالهْ
لي مذ غبتُم عن العين نارٌ ... ليس تخبو وأدمع هطّاله
__________
[1] طبع أكثر من مرة.
[2] في المختار: «سائق الظبا» .
[3] في ذيل مرآة الزمان 4/ 157 «وقلاله» .
[4] كذا. والصواب: «وبأعلى» .
[5] البيت في ذيل مرآة الزمان 4/ 157.
حوله غلمة تبر من من ... الخوف عليه ذو بلاء عساله
وفي المختار:
حوله غلمة تهر من ... الخوف عليه ذوابا عساله

(51/67)


فصِلونا إنْ شئتم أو فصدُّوا ... لا عَدِمْناكم عَلَى كلّ حالَه [1]
7- إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن يَحْيَى بْن علويّ.
المُسْنِد برهان الدّين، أَبُو إِسْحَاق بْن الدَّرَجيّ، القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الحنفيّ، إمام المدرسة العزّية بالكُجُك.
وُلِد سنة تسع وتسعين وخمسمائة فِي شعبان.
وأجاز لَهُ: أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصَّيْدلانيّ، وأبو الفخر أسعد بْن سَعِيد، وإدريس بْن مُحَمَّد العطّار، وأبو المفاخر خَلَف بْن أَحْمَد الفرّاء، وعبيد اللَّه بْن محمد بن أبي نصر اللّفتواني، ومحمد بْن مُعَمَّر بْن الفاخر، والمؤيَّد بْن الإخوة، وأمّ هانئ عفيفة الفارقانيّة، وطائفة من الأصبهانيّين فِي عام اثنتين وستّمائة.
وسمع أجزاء معدودة: من أَبِي اليُمن الكِنْديّ، وأبي القاسم بْن الحرستانيّ، وأبي الفتوح البكْري.
وحدَّث «بالمعجم الكبير» للطَّبراني، وكان ثقة، فاضلا، خيّرا، سهل القياد. ولم يظهر سماعه من الكِنْديّ وابن الحَرَسْتانيّ إلّا بعد موته.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن تَيْميّة، وابن القحفازيّ، والمزّيّ، والبرزاليّ، وابن العطّار، وجماعة.
__________
[1] الأبيات وغيرها في: ذيل مرآة الزمان 4/ 156- 158، والمختار من تاريخ ابن الجزري 308، 309 وفيه في البيت الأخير: «إن شئتم أو فصلوا» ، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 919- 921 وفيه أغلاط كثيرة.
[2] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 148، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 107، 108، والعبر 5/ 335، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومعجم شيوخ الذهبي 102 رقم 125، والمعين في طبقات المحدثين 217 رقم 2255، والبداية والنهاية 13/ 300، وعيون التواريخ 21/ 316، والوافي بالوفيات 5/ 327 رقم 2399، وذيل التقييد 1/ 419، 420 رقم 822، والدليل الشافي 1/ 9، والنجوم الزاهرة 7/ 356، وشذرات الذهب 5/ 327، والسلوك ج 1 ق 3/ 711، والمنهل الصافي 1/ 37 رقم 18.

(51/68)


وحج فِي آخر عُمُره، فتُوُفّي يوم عبور الركْب فِي سابع صفر، رحمه اللَّه. ولي منه إجازة [1] .
8- إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن إِسْمَاعِيل.
الكَرَكيّ، الشّافعيّ.
تُوُفّي بدمشق فِي رجب.
وقد حدَّث «بصحيح الْبُخَارِيّ» عن ابن الزّبيديّ.
حَدَّثَنَا عَنْهُ: إِسْحَاق الآمديّ [2] .
9- إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بَكْر.
أمين الدّين التّفْليسيّ، إمام السلطان الملك الظّاهر.
وُلِد سنة خمسٍ وعشرين، وحدَّث بدمشق ومصر عن: ابن الْجُمَّيْزيّ، والسَّبْط.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وغيره.
مات بالقاهرة، وقيل مات سنة ثمانٍ.
10- إدريس بْن صالح [3] بْن وُهَيْب.
الفقيه، زَين الدّين القَلْيُوبيّ، خطيب الجامع الأزهر.
وُلِد سنة ثمان عشرة، وكان شديد السُّمْرة. لَهُ شِعرٌ جيّد، وفيه تصوّن وخير [4] .
__________
[1] ووصفه المؤلّف- رحمه الله- بأنه «ثقة، مقرئ خير من بقايا الحنفية» .
[2] هو إسحاق بن يحيي بن إسحاق بن إبراهيم الآمدي، عفيف الدين، أبو محمد، شيخ الحديث بالظاهرية. مات سنة 725 هـ. (معجم شيوخ الذهبي 134 رقم 171) .
[3] انظر عن (إدريس بن صالح) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 165- 167، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للمطري 105، 106، والسلوك ج ق 3/ 711.
[4] وقال المطري: «تفقّه على مذهب الشافعيّ، ودرس وبرع في الأدب، وقال الشعر الجيد، وخطب بالجامع الأزهر، وهو أول من خطبه في الدولة الظاهرية، ولم يزل خطيبا به إلى أن توفّي، وأعاد بمدرسة سيف الإسلام، وينعت بزين الدين القليوبي. سئل عن مولده فذكره مرة على أنه سنة ثلاث عشرة، وسأله بعض أصحابنا فقال: سنة ثماني عشرة

(51/69)


11- إسحاق الدّمياطيّ.
ناصر الدّين.
روى «جامع التّرمذيّ» عن ابن البنّاء.
تُوُفّي بدمياط فِي ربيع الأوّل.
12- إِسْمَاعِيل بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن جوسَلين [2] .
الشّيْخ عماد الدّين البَعْلَبَكيّ.
وُلِد سنة أربع وستّمائة.
وسمع من: موفَّق الدّين بْن قُدَامة، وأبي المجد اليُونينيّ، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وغيرهم.
وكان من خيار من حدَّث فِي زمانه لعلمه ودينه وثقته وورعه. وكان خبيرا بكتابة الحكم والوثائق، دمث الأخلاق، كثير التّلاوة، حسَن الزّهادة، حنبليّ المذهب.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن اليُونينيّ، وابن أَبِي الفتح، وأبو الحَجّاج المِزّيّ، وأبو الحسن بن العطّار، وغير واحد.
وأجاز لي مَرْوِيّاته [3] .
تُوُفّي في صفر.
__________
[ () ] وستمائة بمدينة قليوب ... وكان إماما، عالما، فاضلا، طاهر اللسان، حسن الخلق، كثير التواضع» .
[1] انظر عن (إسماعيل بن إسماعيل) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 167، 168، والمقتفي للبرزالي 109 (على الهامش) ، ونهاية الأرب 31 (94، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، ومعجم شيوخ الذهبي 137، 138 رقم 176، وذيل التقييد 1/ 464، رقم 899، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2/ ج 1/ 394، 395 رقم 269، والديباج للختّلي 126، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 463، والنجوم الزاهرة 7/ 356.
[2] في ذيل التقييد: «جوستكين» وهو غلط.
[3] وقال المؤلّف- رحمه الله-: «تفقّه في مذهب أحمد وأتقن الشروط، مع زهد وعفاف وخير» . (معجم الشيوخ) .

(51/70)


وقرأت بخطّ شيخنا ابن تيميَّة أنّهُ ولّي قضاء بَعْلَبَكّ.
سَمِعْتُ منه «سُنَنَ ابن ماجة» .
13- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الجبّار [1] بْن بدر.
الضّياء، أَبُو الفداء النّابلسيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
روى عن: الموفَّق، وزين الأُمَناء.
وعنه: المزّيّ والبرزاليّ، وجماعة.
توفّي في شعبان.
14- إسماعيل بن هبة اللَّه [2] بن عَليّ بن هبة اللَّه.
فخر الدّين، أبو الطّاهر بن أبي القاسم بن المليجيّ [3] ، المصريّ، المقرئ، المعدّل.
مسند القرّاء في زمانه.
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة أو قبلها بيسير.
وقرأ بالسّبع علي أبي الجود، وهو آخر من قرأ عَلَيْهِ وفاة.
وسمع من: أَبِي الْحَسَن بْن جُبَيْر البَلَنْسِيّ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن البنّاء.
وازدحم فِي آخر عُمُره، الطّلبة لعُلُوّهِ لا لإتقانه، فقرأ عَلَيْهِ العلّامة أَبُو حيّان، وقُطْب الدّين عَبْد الكريم، والتّقيّ أَبُو بَكْر الْجَعْبريّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الجبّار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 ب.
[2] انظر عن (إسماعيل بن هبة الله) في: العبر 5/ 335: والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، ومعرفة القراء الكبار 2/ 663، 664 رقم 633، والوافي بالوفيات 9/ 235، 236، وغاية النهاية 1/ 169، 170، ونهاية الغاية، ورقة 32، والنجوم الزاهرة 7/ 356، وحسن المحاضرة 1/ 503، وشذرات الذهب 5/ 373، والإعلام بوفيات الأعلام 284، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2256، وعيون التواريخ 21/ 314، والوافي بالوفيات 9/ 235، 236 رقم 4140، وغاية النهاية 1/ 169، وذيل التقييد 1/ 475، 476 رقم 928، والمقفّى الكبير 2/ 185 رقم 785.
[3] في العبر، وشذرات الذهب: «المليحي» بالحاء المهملة، ومثله في المعين.

(51/71)


وأجاز لأبي مُحَمَّد البرزاليّ، وغيره.
ومات فِي الثّاني والعشرين من رمضان، رحمه اللَّه، وتساوى القرّاء بعده فِي إسناد أَبِي الجود. وكان بارز العدالة، ديّنا.
15- آقسُنْقُر.
الشّبليّ، الصَّفَويّ.
حدّث عن: ابن قُمَيْرة.
- حرف الباء-
16- بيجار بْن بختيار [1] .
الأمير، حسام الدّين اللاويّ، الرُّوميّ.
كَانَ لَهُ ببلاد الروم قلاع وأموال وحشمة فخرج إلى المسلمين مهاجرا، مفارقا للتّتار، خذلهم اللَّه، فِي أواخر الدّولة الظّاهريّة.
وحجّ من الدّيار المصريّة، وأنفق مبلغا في القرية والخير. وعاد ولزم بيته، وترك الإمرة، وشاخ.
قَالَ الشّيْخ قُطب الدّين [2] : جاوز المائة بسنين، كذا قَالَ، وكُفّ بصرُه قبل موته بثلاث سنين.
توفّي في شعبان.
- حرف الحاء-
17- الحسين بن أياز [3] .
__________
[1] انظر عن (بيجار بن بختيار) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 168، وعيون التواريخ 21/ 315، 316، والوافي بالوفيات 10/ 360 رقم 4854.
[2] في ذيل المرآة 4/ 168.
[3] انظر عن (الحسين بن أياز) في: الوافي بالوفيات 12/ 342، 343 رقم 322، وبغية الوعاة 1/ 532 رقم 1103، والمنهل الصافي 5/ 150، 151 رقم 941، والدليل الشافي 1/ 273 وفيه وفاته سنة 781 وهو خطأ، ودرة الحجال 1/ 245 رقم 376، وفيه: «الحسين بن

(51/72)


العلّامة، النّحْويّ جمال الدّين، شيخ العربيّة بالمستنصريّة ببغداد. لَهُ مصنّفات فِي النَّحْو [1] .
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
كتب عَنْهُ: أَبُو البدر الفَرَضيّ، وابن الفروطيّ، وجماعة.
وكان إماما فِي النَّحْو والتّصريف.
قرأ عَلَى الشّيْخ تاج الدّين الأُرْمَوِيّ.
18- الْحُسَيْن بْن عَبَّاس [2] بْن عبدان.
العدْل، شمسُ الدّين المناديليّ، الدّمشقيّ والد شيخنا أَحْمَد.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى، وخلّف ثروة وورثة.
19- الْحُسَيْن بْن قتادة [3] بْن مزروع.
النّسّابة، رضيُّ الدّين، أَبُو مُحَمَّد العلويّ، الحَسَنيّ، المقرئ، العراقيّ. كَانَ عارفا بالأنساب والقراءات. أمَّ بالمشهد، وكتب النّاس عنه.
قَالَ ابن الفُوَطيّ: مات فِي حادي عشر شوّال.
- حرف الخاء-
20- خضر بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] بْن الخضر.
الشّيْخ، سديدُ الدّين الحَمَويّ، المقرئ، صاحب السَّخاويّ.
اقرا القرآن، وعُمّر دهرا، وجاوز التّسعين.
__________
[ () ] بدر بن أياز بن عبد الله» ، وتاريخ الخلفاء 484، وكشف الظنون 85، 412، 1269، 1270، 1573، 1669، ومعجم المؤلفين 4/ 316، وديوان الإسلام 1/ 189، 190 رقم 284، وريحانة الأدب 7/ 397، وهدية العارفين 1/ 313.
[1] منها: «كتاب المطارحة والإسعاف في الخلاف» . (درّة الحجال) .
[2] انظر عن (الحسين بن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 109 ب، 110 أ.
[3] انظر عن (الحسين بن قتادة) في: غاية النهاية 1/ 248 رقم 1129.
[4] انظر (خضر بن عبد الرحمن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 169، 170، ومعرفة القراء الكبار 2/ 687 رقم 656، وغاية النهاية 1/ 270 رقم 1224، ونهاية الغاية، ورقة 54.

(51/73)


تُوُفّي فِي شوّال. وكان شيخ الخانقاه بحماة. وله مشاركة وتفنُّن. وله إجازة من الكِنْديّ. وكان يُلبس الخِرقة للسَّهْرَوَرْديّ.
مولده سنة أربعٍ وثمانين وخمسمائة فِي ذي القعدة.
- حرف الذال-
21- ذو النّون بْن مفضَّل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق.
القُرَشي، السّخاويّ، أَبُو الفضل الشّافعيّ، شَرَف الدّين الأميوطيّ.
وأميوط من أعمال سخا.
ولي قضاء البَهْنَسَا وغيرها. وله شعرٌ جيّد.
كتب عَنْهُ الدّمياطيّ.
مات فِي المحرَّم.
- حرف الزاي-
22- الزَّين رمضان.
الخشّاب، الدّمشقيّ.
مات فِي جمادى الأولى.
23- زينب [1] بِنْت تمّام بْن يَحْيَى.
الحَمَوية، الدّمشقيّة.
امرأة صالحة عابدة، من بيت الرواية.
روت بالإجازة عن: دَاوُد بْن ملاعب، وغيره.
وماتت فِي صفر.
- حرف السين-
24- سالم الدّليل.
دليل الركب الشّاميّ.
__________
[1] انظر عن (زينب) في: المقتفي للبرزالي 1/ 107 (علي الهامش) .

(51/74)


تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
25- سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه [1] بْن أمور [2] .
ويقال: ابن عمران. الشّيْخ قُطْب الدّين، أَبُو الربيع الزَّيْلعيّ، الحنفيّ، خادم المُصْحف العثمانيّ.
سَمِعَ: ابن الزّبيديّ، وابن اللّتّيّ، وأبا الخير بن المقيّر، وغيرهم.
كتب عنه: البِرْزاليّ، وجماعة كثيرة.
وأجاز لي. وكان شيخا صالحا، حَسَن السَّمْت.
تُوُفّي فِي رابع ذي القعدة.
- حرف الشين-
26- شاذي بْن دَاوُد [3] بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن أيوب بْن شاذي.
الملك الظّاهر، غياث الدّين ابن صاحب «الكرك، الملك النّاصر.
ولد وأبوه صاحب دمشق حينئذٍ سنة خمسٍ وعشرين. ونشأ بالكَرَك.
وسمع من: أَبِي المنجا بْن اللّتّيّ.
وحدَّث بدمشق. وكان ديَّنًا، خيّرا، متواضعا، عاقلا، يتعانى زيّ العرب كعمَّه الملك القاهر. وأمّه هِيّ ابْنَة الأمجد بْن العادل.
تُوُفّي، رحمه الله، بالغور.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 170، 171، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 111 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 216 رقم 298، وعيون التواريخ 21/ 315.
[2] كذا. وفي ذيل المرآة: «ابرين» ويقال: «ابن عمران» ، وفي معجم الشيوخ «ابن أمرن» .
[3] انظر عن (شاذي بن داود) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 172، 173، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 111 أ، ونهاية الأرب 31/ 93، والوافي بالوفيات 16/ 72 رقم 91، والمنهل الصافي 6/ 194 رقم 1170، والدليل الشافي 1/ 339 رقم 1167.

(51/75)


- حرف العين-
27- عَبْد اللَّه بْن المحدّث مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد الغالب [1] .
نجم الدّين الأمويّ، العثمانيّ، الدّمشقيّ، القباقيبيّ، والد صاحبنا مؤذّن البادرائيّة عَبْد الرَّحْمَن الأسمر.
تُوُفّي فِي سادس ربيع الآخر، وبعضهم يلقّبه بالجمال.
سَمِعَ: أبَاهُ، وأبا نصر بْن الشّيرازيّ.
وأجاز لَهُ التّاج الكِنْديّ.
وعاش ثلاثا وسبعين سنة، رحمه اللَّه.
28- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر [2] بْن أَبِي البدر.
البغداديّ، الحربيّ [3] ، الزّاهد. ويعُرف بالشّيخ عَبْد اللَّه كُتَيْلة.
وكان فقيرا، صالحا، عارفا، ربّانيا، مكاشفا لَهُ أحوال وكرامات. وله زاوية وأصحاب.
سافر في شبيبته، وصحب الكبار.
وسمع بدمشق من: الشّيْخ الضّياء، والفقيه سُلَيْمَان الأسعرديّ. واشتغل فِي مذهب أَحْمَد.
وصحب الشّيْخ أَحْمَد المهندس.
صحِبَه شيخنا ابن الدّباهيّ. وحكى لي عَنْهُ شعيب الكُتُبّي، وغيره.
حَدَّثَنَا ابن الدّباهيّ أنّه مَعَ جلالته كَانَ يقضي الأوقات يترنّم ويغنّي
__________
[1] كرّره سنة 687 هـ. رقم (452) .
[2] انظر عن (عبد الله بن أبي بكر) في: العبر 5/ 335، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، ومرآة الجنان 4/ 197، وعيون التواريخ 21/ 317، والوافي بالوفيات 17/ 87 رقم 75، والنجوم الزاهرة 7/ 357، وشذرات الذهب 5/ 373، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 301، ومختصرة 82، والمنهج الأحمد 396، والمقصد الأرشد، رقم 502، والدرّ المنضّد 1/ 423، 424 رقم 1129، ومعجم المؤلفين 6/ 38.
[3] في مرآة الجنان «الخريبي» .

(51/76)


لنفسه، وأنّه كَانَ فِيهِ كيْس وظُرْف وبشاشة، وقال: سمعته يَقُولُ: كنت عَلَى سطح يوم عَرَفَة ببغداد وأنا مستلقي عَلَى ظَهْري، فما شعرت إلّا. وانا واقف بعَرَفة مَعَ الركْب سُوَيْعة، ثمّ لم أشعر إلّا وأنا عَلَى حالتي الأولى مستلقي.
فلمّا قدِم الركْب جاءني إنسان صارخا فقال: يا سيّدي أَنَا قد حلفت بالطّلاق أنّي رأيتك بعَرَفَة العام، وقال لي واحد أو جماعة: أنت واهم الشّيْخ لم يحجٌ العام.
فقلت: امضٍ لم يقع عليك حِنْث.
تُوُفّي الشيخ عَبْد اللَّه كُتَيْلَة ببغداد وهو فِي عشْر الثّمانين، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
وقال ابن القوطيّ: روى لنا عن الشّيْخ الإِمَام موفّق الدّين المقدسيّ.
وله تصانيف فِي الزُّهد. سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: في سنة خمس وستّمائة.
يُكنّى أَبَا أَحْمَد. مات فِي منتصف رمضان.
قَالَ: وله من الكُتُب «المسهمة فِي الفقه» ثمان مجلّدات، وكتاب «التّحذير من المعاصي» ، ثلاث مجلّدات، وكتاب «العدّة فِي أصول الدّين» مجلّد، وكتاب «الإسعاف فيما وقع فِي السّماع من الخلاف» مجلّد، وكتاب «العرب» مجلّد.
29- عَبْد الحَكَم بْن بركات.
جلال الدّين، أَبُو مُحَمَّد، رئيس المؤذّنين بجامع مصر.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل، وله ثمانون سنة.
سَمِعَ من: عَبْد القويّ بْن الجبّاب. وحدّث.
30- عَبْد الجبّار بْن عَبْد الخالق [1] بْن أَبِي نصر بْن عَبْد الباقي بن عكبر.
__________
[1] انظر عن (عبد الجبار بن عبد الخالق) في: الحوادث الجامعة 203، وعيون التواريخ 21/ 317، 318، والوافي بالوفيات 18/ 47 رقم 42، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 300، 300، وطبقات المفسّرين للسيوطي 16، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 258، 259، وشذرات الذهب 5/ 374، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 245 رقم

(51/77)


الإِمَام، الواعظ، العلّامة، جلال الدّين، أبو مُحَمَّد البغداديّ، أَحد المشاهير.
وُلِد فِي حدود العشرين وستّمائة.
وسمع من: ابن اللّتّيّ، ونصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ.
وصنّف التّصانيف، وحدَّث.
أخذ عَنْهُ: ابن الفُوَطيّ، وأبو العلاء بْن الفَرَضيّ، وطائفة.
ومات فِي السّابع والعشرين من شعبان سنة إحدى. ودُفن فِي داره.
قرأت بخطّ الفُوَطيّ: تُوُفّي رئيس الأصحاب شيخنا جلال الدّين الحنبليّ مدرّس المستنصريّة فِي شعبان. وكان وحيد دهره فِي علم الوعظ ومعرفة التّفسير، وله مصنّفات منها «مِشْكاة البيان فِي تفسير القرآن» ، ومنها «مراتع المرتعين في مرابع الأربعين من أخبار سيّد المرسلين» ، وكتاب «إيقاظ الوعّاظ» . ولم يخلّف فِي فنّه مثله.
قلت: وكان ينظم الشعر، ويتكلّم في أعزية الكبار، فيكرم بخلْعةٍ أو بذَهَب.
31- عَبْد السّلام بْن عَلِيّ [1] بْن عُمَر بْن سيّد النّاس.
__________
[249،) ] والمشتبه في الرجال 2/ 267، وتبصير المنتبه 3/ 1017، وتوضيح المشتبه 6/ 314، وتذكرة النبيه 1/ 78، 79، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 72، والمنهج الأحمد 396، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 82، والمقصد الأرشد، رقم 648، والدرّ المنضّد 1/ 423 رقم 1128، وهدية العارفين 1/ 499، والأعلام 4/ 84، ومعجم المؤلفين 5/ 80.
[1] انظر عن (عبد السلام بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 105، 106، رقم 159، والعبر 5/ 335، 336، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2257، ومعرفة القراء الكبار 2/ 676، 677 رقم 644، وذيل مرآة الزمان 4/ 173، 174، ومرآة الجنان 4/ 197، والبداية والنهاية 13/ 300 وفيه: «أبو محمد بن عبد السلام» وهو غلط، وعيون التواريخ 21/ 307، 308، وتذكرة النبيه 1/ 76، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 66، وغاية النهاية 1/ 386، والسلوك ج 1 ق 3/ 711، وفيه: «عبد الكريم» ، والنجوم الزاهرة 7/ 356، وتاريخ ابن سباط 1/ 481، وشذرات الذهب 5/ 374، وكشف الظنون 1471، ومعجم المؤلّفين 5/ 228، والوافي بالوفيات 18/ 431 رقم 441، والمنهل الصافي 7/ 265، 266 رقم 1426، والدليل الشافي 1/ 413 رقم

(51/78)


الشّيْخ، العلّامة، زين الدّين، أَبُو مُحَمَّد الزّواويّ، المقرئ المالكيّ، شيخ القرّاء بالشّام، وشيخ المالكيّة.
ولد بظاهر بجاية من المغرب سنة تسع وثمانين وخمسمائة أو قبلها بسنة، وقدم ديار مصر فِي حدود سنة أربع عشرة وستّمائة، وأكمل القراءات سنة ستّ [1] عشرة عَلَى أَبِي القاسم بْن عيسى بالإسكندريّة. وعرضها أيضا بدمشق عَلَى أَبِي الْحَسَن السَّخاويّ سنة سبْع عشرة. وسمع منه ومن غيره.
وجوّد القراءات وأتقنها. وصنَّف كتابا نفيسا فِي «غريب الوقف والابتداء» ، وكتابا فِي «عدد الآي» .
وبرع فِي المذهب، ودرّس، وأفتى، وامتدّت أيّامه. وهو ممّن جمع بين العلم والعمل.
ولى الإقراء بتربة أمّ الصّالح بعد شمس الدّين أَبِي الفتح سنة بضع وخمسين وستّمائة، فقراء عَلَيْهِ شيخنا برهان الدّين الإسكندرانيّ فِي سنة ستَّ وخمسين، وشيخنا شهاب الدّين الكِنْديّ. وقرا عَلَيْهِ خلْق كثير، وتصدّى لذلك.
وممّن قرأ عَلَيْهِ: تقيّ الدّين أَبُو بَكْر المَوْصِليّ، وعليّ بْن شعبان، والشيخ مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، والشيخ أَحْمَد الحرّانيّ، وشهاب الدّين أَحْمَد بْن النّحّاس الحنفيّ، وخلْق لا يحضُرني ذِكرهم.
ووُليّ قضاء المالكيّة فِي سنة أربع وستّين عَلَى كراهية منه. وكان يخدم نفسه، ويحمل الحطب عَلَى يده مَعَ جلالته [2] .
وقد أخذ أيضا عن: أَبِي عمرو بن الحاجب.
__________
[1422،) ] ونهاية الأرب 31/ 92، وتاريخ ابن الفرات 7/ 256، والإشارة إلي وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284.
[1] في الأصل: «ستة» ، وهو غلط.
[2] قال ابن الجزري في تاريخه إنه رآه يفعل ذلك، فقد اشترى حطبا من سوق الفسقار وهو حامله على يده، وكان يومئذ قاضي القضاة. (عيون التواريخ 21/ 307) .

(51/79)


سَمِعَ منه: أَبُو الحَجّاج القُضاعيّ، وأبو مُحَمَّد البِرزاليّ، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وآخرون.
وعزل نفسه من القضاء يوم مات رفيقه القاضي شمس الدّين بْن عطاء، واستمرّ عَلَى التّدريس والفتوى والإقراء.
تُوُفّي فِي شهر رجب، وحضر جنازته نائب السّلطنة لاجين والعالم.
ومات، رحمه اللَّه، فِي عُشْر المائة.
32- عَبْد السّميع بْن أَحْمَد بن عَبْد السّميع بْن يعقوب بْن مطروح.
العدل، الإِمَام، وجيه الدّين.
وُلِد سنة تسع وستّمائة. ومات بالإسكندريّة فِي نصف ذي الحجّة.
أكثر عن الصَّفْراويّ، وجعفر الهُذَليّ.
33- عبد المعطي [1] بن عبد الكريم.
الخطيب، جمال الدّين الخزرجيّ، المصريّ.
توفّي في المحرّم بمصر.
روى هو وولده محمد عن: ابن اللّتِّي.
وروى هو عن: ابن المفضّل، وجماعة.
وقارب مائة عام.
34- عطا ملك [2] بن محمد بن محمد [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد المعطي) في: عيون التواريخ 21/ 307، وذيل التقييد 2/ 154 رقم 1334.
[2] انظر عن (عطا ملك) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 224- 231 (في وفيات سنة 683 هـ.) ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 112، 113 رقم 169 و 170، والمختار من تاريخ ابن الجزري 316، 317 (في وفيات سنة 683 هـ) ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 16 (وفيه توفي سنة 680 هـ.) ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 327، وهو يتابع المختصر، والعبر 5/ 343، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 67 وفيه وفاته سنة 681 هـ. والعبر 5/ 343 (في وفيات سنة 683 هـ.) وفيه «عطا مالك» ، وعيون التواريخ 21/ 318، 319 وله فيه شعر، والسلوك ج 1 ق 3/ 711، وتذكرة النبيه 1/ 76، 77.
[3] في هامش المخطوط: «عطا ملك الصاحب علاء الدين الجويني يحوّل من سنة ثلاث

(51/80)


والأجلّ، علاء الدّين، صاحب الدّيوان، ابن الصّاحب بهاء الدّين الْجُوينيّ، الخُراسانيّ. أخو الصّاحب الكبير الوزير شمس الدّين.
كَانَ إليهما الحلّ والعقد فِي دولة ابغا، ونالا من الجاه والحشمة ما يتجاوز الوصف.
وفي سنة ثمانين قدم بغداد مجد الدّين العجميّ، فأخذ صاحب الدّيوان علاء الدّين وغلّه وعاقبة، فلمّا عاد منكوتمر من الشّام مكسورا حمل علاء الدّين معهم إلى هَمَذان، وهناك مات أبغا ومنكوتمر وكان قد انصلح أمر علاء الدّين فِي أيّام الملك أَحْمَد. فلمّا ملك أرغون بْن أبغا طلب الأخوين فاختفيا، فتُوُفّي علاء الدّين فِي الاختفاء بعد شهر، ثمّ أخذ ملك اللور يوسف أمانا من أرغون للصّاحب شمس الدّين، وأحضره إلَيْهِ، فغدر بِهِ أرغون وقتله بعد موت أخيه بقليل.
ثمّ فوّض أرغون أمر العراق إلي سعد الدّين العجميّ والمجد ابن الأثير، والأمير علي جكينان، ثمّ قتل أرق وزير أرغون الثلاثة بعد عام.
وكان علاء الدّين وأخوه فيهما كَرم وسُؤْدُد وخبرة بالأمور، وفيهما عدل ورفق بالرّعيّة وعمارة للبلاد.
ولى علاء الدّين نظر العراق سنة نيفٍ وستّين بعد العماد القزوينيّ، فأخذ فِي عمارة القرى، وأسقط عَنِ الفلّاحين مغارم كثيرة إلى أن تضاعف دَخْل العراق، وعظُم سوادها، وجرّ نهرا من الفرات مبدؤه من الأنبار ومُنْتهاه إلى مشهد علي، رضي اللَّه عَنْهُ، وأنشأ عَلَيْهِ مائة وخمسين قرية.
ولقد بالغ بعض النّاس وقال: عمّر صاحب الدّيوان بغداد حتّى كانت أجود من أيّام الخلافة.
__________
[ () ] وثمانين فإنه مات في هذه السنة في رابع ذي الحجة» . فنقلته إلى هنا.

(51/81)


ووجد أهل بغداد به راحة. وحكي غير واحد أنّ أبغا قدم العراق، فاجتمع فِي العيد الصّاحب شمس الدّين وعلاء الدّين ببغداد، فأحصيت الجوائز والصِّلات الّتي فرَّقا، فكانت أكثر من ألف جائزة.
وكان الرجل الفاضل إذا صنّف كتابا ونسبه إليهما تكون جائزته ألف دينار.
وقد صنَّف شمس الدّين مُحَمَّد بْن الصَّيْقل الْجَزَريّ خمسين مقامة، وقدّمها، فأعطى ألف دينار.
وكان لهما إحسان إلى العلماء والصُّلحاء، وفيهما إسلام، ولهما نظر فِي العلوم الأدبيّة والعقليّة.
وفي وقتنا هذا الإِمَام المؤرّخ العلّامة أَبُو الفضل عَبْد الرّزّاق بْن أَحْمَد ابن الفُوَطيّ مؤرّخ عصره، وقد أورد فِي «تاريخه» الَّذِي عَلَى الألقاب ترجمة علاء الدّين مستوفاة. هُوَ الصّدر المعظَّم، الصّاحب، علاء الدّين، أَبُو المظَّفر، عطا مَلِك ابن الصّاحب بهاء الدين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن أيّوب بْن الفضل بْن الربيع الْجُوينيّ، أخو الوزير شمس الدّين.
قرأت بخطّ الفُوَطيّ: كَانَ جليل الشّأن تأدّب بخُراسان، وكتب بين يدي والده، وتنقَل فِي المناصب إلى أنْ ولى العراق بعد قتل عماد الدّين الدّوينيّ، فاستوطنها وعمّر النّواحي، وسدّ البُثُوق، ورفد الأموال، وساق الماء من الفرات إلى النّجف، وعمل رباطا بالمشهد. ولم يزل مطاع الأمور، رفيع القدر، إلي أن بلي بمجد الملك فِي آخر أيّام أباقا بْن هولاكو. وكان موعودا من السّلطان أَحْمَد أن يعيده إلى العراق، فحالت المَنِيّةُ دون الأُمنية، وسقط عن فرسه فمات ونُقل إلى تبريز فدُفن بها.
وله رسائل ونظْم [1] ، كتب منشورا بولاية كتابة التاريخ بعد شيخنا تاج
__________
[1] ومن شعره:.

(51/82)


الدّين عَلي بْن أنجب. وكان مولده فِي سنة ثلاثٍ وعشرين وستّمائة، ومدّة ولايته عَلَى بغداد إحدى وعشرون سنة وعشرة أشهر.
وقرأت بخطّة وفاة علاء الدّين فِي رابع ذي الحجّة سنة 681 هـ.
35- عَلِيّ بْن أَحْمَد [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
القاضي شهاب الدّين الشّهرزُوريّ، العدل.
تُوُفّي فِي شوّال بدمشق. صحب ابن الصّلاح وسمع منه.
ووُليّ قضاءَ زُرَع. وكان شاهدا عاقدا بسوق القمح.
36- عَلِيّ بْن بشارة [2] .
أَبُو الْحَسَن الشبليّ.
والد الشّيْخ شرف الدّين الْحُسَيْن الحنفيّ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
37- عليّ بْن سلام [3] .
الفقيه، كمال الدّين الدّمشقيّ، الشّافعيّ، مدرّس الدّولعيّة. والد المفتي شرف الدّين.
__________
[ () ]
أحبابنا لو دري قلبي بأنكم ... تدرون ما أنا فيه لذّ لي تعبي
وانّ أيسر ما ألقاه من ألم ... أني أموت وما تدري الأحبّة بي
(تالي كتاب وفيات الأعيان 113) .
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 111 أ.
[2] انظر عن (علي بن بشارة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110، وعيون التواريخ 21/ 317.
[3] انظر عن (علي بن سلام) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 111، أ، وعيون التواريخ 21/ 317، والوافي بالوفيات 21/ 140 رقم 83، والبداية والنهاية 14/ 155، وتذكرة النبيه 2/ 212، والسلوك ج 2 ق 2/ 338 وفيه: «علي بن سليمان، أبو الحسن» ، والدرر الكامنة 3/ 123 رقم 2747، وكشف الظنون 492، 20000، وشذرات الذهب 6/ 96، وهدية العارفين 1/ 719 وفيه وفاته سنة 730 هـ.، ودائرة معارف البستاني 8/ 337، والأعلام 4/ 291، ومعجم المؤلفين 7/ 101.

(51/83)


كَانَ فقيها، عالما، متفنّنا، ذكيا، ديّنا، صالحا، زاهدا.
تُوُفّي كهلا فِي رمضان بُكْرة اللّيلة الّتي احترقت فيها اللّبادين وأسواقها.
عاش ستّا وأربعين سنة. وأخذ عن ابن عَبْد السّلام.
وأعاد بالشّاميّة، وكان من أئمة الدّنيا.
38- عَلِيّ بْن صالح [1] بْن، أَبِي عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن إِسْمَاعِيل.
أَبُو الْحَسَن العَلَويّ، الحُسَينيّ، المكيّ.
سَمِعَ من: أَبِي الْحَسَن علي ابن البنّاء الخلّال.
ثنا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن ابن العطّار، واستجازه لي.
وقال شيخنا التّوزريّ: تُوُفّي فِي نصف رجب سنة إحدى.
وأمّا ابن الخبّاز فقال: تُوُفّي فِي عاشر شوّال سنة ثلاثٍ وثمانين، والأول أثبت.
قَالَ البرزاليّ: سمع «التّرمذيّ» من ابن البنّاء، و «مسند الشّافعيّ» من ابن بَاق.
وقال: وهو تاج الدّين البَهْنَسيّ، عاش نحوا من خمس وثمانين سنة.
وكان إمام المقام وخطيب المسجد الحرام، معروفا بالصّلاح. حضر عند الشّيْخ أَبِي عَبْد اللَّه القُرّشيّ، وعادت بركته [2] عَلَيْهِ، وأجاز لنا مَرْوِيّاته.
39- عَلِيّ بْن الأمير ناصر الدين عيسى [3] ابن الأمير سيف الدين أَبِي الْحَسَن عَلِيّ ابن الأمير أسد الدين يوسف بن أبي الفوارس.
الأمير، عماد الدّين القَيْمُرِيّ، الكرديّ، ابن صاحب قلعة قيمر.
__________
[1] انظر عن (علي بن صالح) في: معجم شيوخ الذهبي 368، 369 رقم 531، والعقد الثمين 6/ 176، والمنهل الصافي 1/ 457، وذيل التقييد 2/ 194، 195 رقم 1423، والدليل الشافي 1/ 457.
[2] وقع في معجم الشيوخ 368 «وعادت تركته» .
[3] انظر عن (علي بن عيسى) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 174، وعيون التواريخ 21/ 315، والوافي بالوفيات 21/ 378 رقم 249.

(51/84)


بطّل الخدمة وأقام بالجبل مدّة، وتُوُفّي فِي رجب بالنّيْرب، ودُفن بتُربة جدّه سيف الدّين الّتي تجاه مارستانه بالجبل.
وقيمُر بقرب أسعِرد، وقد استولى عليها التّتار. ومات هذا فِي الكهولة.
40- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه بْن أَبِي سُرَاقة.
علاء الدين، أَبُو الْحَسَن الهمدانيّ، الدّمشقيّ، الكاتب أحد المتصرّفين.
باشر فِي عدّة جهات. وحدَّث عن: ابن الزّبيديّ، وجعفر الهمدانيّ.
روى عَنْهُ: الشّيْخ برهان الدّين الفَزَاريّ.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى عن بضعٍ وستّين سنة.
41- عُمَر بْن إِسْحَاق.
الأمير ناصر الدّين، رئيس دمياط.
مات فِي ربيع الأوّل.
42- عُمَر بْن حسين.
المحدّث، الفقيه، كمال الدّين الختنيّ، الحنفيّ.
سَمِعَ: ابن رَوَاج، وابن الْجُمَّيْزيّ، وخلْقًا.
وطلب، واسمع ولده يوسف.
روى عَنْهُ: ابنه.
مات فِي ذي الحجّة.
43- عُمَر بْن منصور بْن إِسْحَاق.
الأمير ناصر الدّين الأرسُوفيّ.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن البنّاء البغداديّ.
ومات بدمياط فِي ربيع الأوّل وحُمل فدُفن بالقرافة.
وأظنّه هو رئيس دمياط [1] .
__________
[1] أي الّذي تقدمت ترجمته منذ قليل باسم عمر بن إسحاق.

(51/85)


44- عيسى بْن إِسْمَاعِيل بْن عيسى.
أَبُو البقاء المخزوميّ.
وُلِد بمَنْبج سنة ستّمائة.
ومات فِي ربيع الآخر.
حدّث عن ابن رُوزبَة.
45- عيسى بْن عليّ [1] .
الأندلسيّ، الكُتُبيّ.
سَمِعَ السَّخاويّ.
- حرف الغين-
46- غمر أسن- وقيل يغمراس- بْن عَبْد الواد.
سلطان تِلِمسان.
غلب عَلَى مدينة تِلِمسان عند ضعف بني عَبْد المؤمن، وطالت أيّامه.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الشّجاعة. وهو الَّذِي قتل السّعيد عَلِيّ بْن إدريس المؤمني غدْرًا بنواحي تِلِمسان.
مات غمراسن فِي العشرين من ذي القعدة سنة إحدى، وبقي فِي المُلْك سبعين عاما أو أقلّ. وتملّك بعده ابنه عُثْمَان.
- حرف الفاء-
47- فخر الدّين العراقيّ [2] .
شيخ الصّوفيّة بدمشق.
توفّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110.
[2] انظر عن (فخر الدين العراقي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 أ.

(51/86)


- حرف الميم-
48- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُرْهَف [1] بْن عَبْد اللَّه.
الرّشيد بْن الشّيْخ المقرئ تقيّ الدّين النّاشريّ، الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ من: الفارسيّ فخر الدّين، وابن باقا.
مات فِي رجب.
49- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عمران بْن كُلَيْب [2] .
العابد، الإِمَام، أَبُو عَبْد اللَّه بْن الدهّان.
تُوُفّي فِي شوّال بالإسكندريّة.
روى بالإجازة عن: أَبِي جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وغيره.
وسمع من: عليّ بْن المفضَّل.
وعاش تسعين سنة. وقيل: مات سنة اثنتين.
سَمِعَ منه: أَبُو حيّان، والصّفيّ العراقيّ، والقُطب الحلبيّ.
50- مُحَمَّد ابْن الشّيْخ عزّ الدّين [3] بْن عَبْد السّلام.
السُّلَميّ، الدّمشقيّ، شَرَفُ الدّين، إمام المدرسة الظّاهريّة الّتي بالقاهرة.
كَانَ أكبر إخوته.
تُوُفّي فِي شعبان.
حدَّث عن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيّدهم، وعليّ بْن عَبْد الوهّاب بْن الحبقبق، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (ابن مرهف) في: المقفّى الكبير 6/ 51 رقم 2444 وفيه: «ابن مرهب» .
[2] سيعاد في السنة التالية.
[3] انظر عن (محمد بن عز الدين) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 175 وفيه «محمد بن عبد العزيز» ، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 ب (على الهامش) ويه أيضا: «محمد بن عز الدين عَبْد العزيز بْن عَبْد السلام بْن أبي القاسم السلمي» ، ونهاية الأرب 31/ 93، وتذكرة النبيه 1/ 78، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 72، والوافي بالوفيات 3/ 263 رقم 1300، والمقفّى الكبير 6/ 85 رقم 2508.

(51/87)


وله مجاميع وفوائد.
51- محمد بن الإِمَام المدرّس صلاح الدين ابن العلّامة شمس الدين عليّ [1] .
الشَّهْرَزُوريّ، الشّافعيّ، مدرّس القَيْمُريّة، وابن مدرّسها، وابو مدرّسها عليّ الشَّهْرَزُوريّ، القاضي، الإِمَام، شمس الدّين، أبقاه اللَّه [2] وغفر لَهُ.
تُوُفّي شابّا فِي رجب. وكذا تُوُفّي بعده أخوه شَرَف الدّين أَحْمَد شابّا، وبينهما شهر ويومان، رحمهما اللَّه. فلمّا أُديرت الدروس فِي شوّال درّس بالمدرسة المذكورة القاضي الإِمَام بدر الدّين مُحَمَّد بْن جماعة، وحضر دروسه القضاة والأئمّة.
قرأت بخطّ الإِمَام أَبِي عَبْد اللَّه بْن الفخر: تُوُفّي صاحبي المنغَّص عَلَى شبابه، صلاح الدّين مُحَمَّد بْن القاضي شمس الدّين علي بْن محمود يوم الثّلاثاء الثّاني والعشرين من رجب، وله أربعٌ وثلاثون سنة أو أَزْيَد بيسير.
وكان حَسَن الأخلاق، كريم الشَّيَم والعِشْق، بَشُوش الوجه، حَسَن الخَلق والخُلُق، رحمه اللَّه، وعوّض شبابه الجنّة، ودُفن بمقبرة الصّوفيّة خارج باب النّصر.
52- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
وزير ممالك التّتار، الصّاحب، شمس الدّين الْجُوينيّ.
قتله ارغون بن أبغا مظلوما في آخر العام، أو فِي سنة اثنتين.
53- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن نجيب.
أَبُو البدر الواسطيّ، المعدّل، الفقيه، نزيل بغداد.
تفقّه فِي النّظاميّة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 175، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110، أ، والبداية والنهاية 13/ 301، عيون التواريخ 21/ 314.
[2] هكذا وردت عبارة المؤلّف- رحمه الله- وهي سهو منه. والصحيح ان يقال: «أثابه الله» .

(51/88)


وسمع: ابن بهروز، وابن الخبّاز.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
لقبُه: كمال الدّين. مات كهلا.
54- محمود بْن سلطان [1] بْن محمود.
البَعْلَبكّيّ، الزّاهد، القُدوة.
صحب أَبَاه وخَدَمه، وصحب الشّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحيّ، وغيره.
ذكره الشّيْخ قُطْبُ الدّين فقال [2] : كَانَ من الأولياء الأفراد وأرباب الأحوال والمعاملات. صحب والده وأخذ عَنْهُ، وصحب والدي ولازمه إلى حين وفاته. ولبس الخرقة تبرُّكًا من الشّيْخ إِبْرَاهِيم، ولبسها من الشَّيْخ عَبْد اللَّه البطائحيّ صاحب الشَّيْخ عَبْد القادر. تُوُفّي فِي خامس رمضان، ودفُن بتربة سيّدنا الشّيْخ عَبْد اللَّه الى جانب والده، وقد ناهز المائة. ذكر انّ والده أخبره انّه لمّا عاد من وقعة حِطّين «كَانَ لك من العُمر شهرا» . ووقعة حطّين كانت فِي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة [3] .
قلت: روى الشّيْخ عن البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْهُ: شمس الدّين ابن أَبِي الفتح.
55- محمود بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
__________
[1] انظر عن (محمود بن سلطان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 176، 177، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 ب، 111 أ.
[2] في ذيل المرآة.
[3] وقال البرزالي: «ومولده سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وزرته في يوم الجمعة بعد العصر ثامن عشر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وستمائة بمنزله ببعلبكّ مع والدي وجماعة، فدعا لنا. وسمعته في هذا التاريخ يقول: «عمري مائة سنة» . (المقتفي 1/ ورقة أ) .
[4] انظر عن (محمود بن عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 177، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110، والعبر 5/ 336 وفيه «محمود بن عبيد الله» ، والإشارة الى وفيات الأعيان 372، ومعجم شيوخ الذهبي 608 رقم 905، والبداية والنهاية 13/ 300، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 929، 930 رقم 9، وعيون التواريخ 21/ 314، 315، وطبقات

(51/89)


العلّامة، برهان الدّين المَرَاغيّ [1] ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة خمسٍ وستّمائة.
وسمع بحلب من: أَبِي القاسم بْن رواحة، والقاضي زين الدّين ابن الأستاذ.
روى عَنْهُ: المِزّيّ، وابن العطّار، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
وكان إماما، مُفْتيًا، مُناظِرًا، أُصُوليًا، كثير الفضائل، صالحا، زاهد، متعفّفا، عابدا.
قَالَ قُطْب الدّين [2] : عُرِض عَلَيْهِ قضاء القُضاة فلم يقبل وامتنع، وعُرِض عَلَيْهِ مشيخة الشيوخ فامتنع. أيضا. وكان لطيف الأخلاق، كريم الشمائل، عارفا بالمذهب. والأصول، مكمل الأدوات.
تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من ربيعٍ الآخر، ودُفِن بمقابر الصّوفيّة.
قلت: وكان عالما بالأصلين والخلاف، لَهُ حلقة بالجامع. وكان شيخا طوالا حسن الوجه، مهيبا، متصوّفا.
وقال لنا ابن أَبِي الفتح: عُرِضت عَلَيْهِ الوكالة فأباها، وعُرض عَلَيْهِ القضاء لمّا عُزِل ابن خلَّكان. ودرّس مدّة بالفلكيّة.
56- مذكور بْن ناصر.
اللّخميّ، المنذريّ.
مات ببلبيس في صفر.
سمع.
__________
[ () ] الفقهاء لابن قاضي شهبة 3/ 58، 59 رقم 493، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 154، وشذرات الذهب 5/ 374، والسلوك ج 1 ق 3/ 711، وتذكرة النبيه 1/ 77، 78، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 72، والدارس 1/ 432 و 2/ 411.
[1] في البداية والنهاية: «المراعي» .
[2] في ذيل مرآة الزمان 4/ 177.

(51/90)


57- المقداد بْن أَبِي القاسم هبة اللَّه [1] بْن عَلِيّ بْن المقداد.
الشّيْخ نجيب الدّين، أَبُو المرهف القيسيّ، الشّافعيّ.
ولد سنة ستّمائة. سَأَلت أَبَا الحَجّاج الحافظ عَنْهُ، فقال لي: هُوَ أَبُو المُرْهَف الصّقلي الأصل، البغداديّ المولد، الدّمشقيّ الدّار، شيخ جليل، كثير السّماع.
سَمِعَ ببغداد من: عَبْد العزيز بْن الأخضر، وَأَحْمَد بْن الدّبيقيّ، وأبي البقاء العُكْبَريّ فِي آخرين.
وبمكّة من الحافظ أَبِي الفَرَج بْن الحُصَري شيئا كثيرا.
وأجاز لَهُ، المؤيَّد الطُّوسيّ، والقاسم بْن الصَفّار، وآخرون.
قلت: وسمع من: عَبْد العزيز بْن بنينا، وأبي منصور بْن الرزّاز، وأبي القاسم موسى بن سعيد الهاشميّ، وثابت بْن مشرّف.
وبمكة من: عَلِيّ بن البنّاء.
روى عَنْهُ: الدمياطي، وابن الخباز، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وابو الْعَبَّاس ابن تيميّة، والمِزّيّ، والقاضي صدر الدّين سُلَيْمَان الهاشميّ، والبِرْزاليّ، وابو أَحْمَد الذّهبيّ، والخطيب شمس الدّين إمام الكلّاسة، وطائفة.
وسمع الكثير وحدّث بِهِ، وانتفع بْه الطّلبة، واشتهر ذِكره.
وكان عدْلًا صدوقا، خيَّرًا، تاجرا.
__________
[1] انظر عن (المقداد بن هبة الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 177، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 110 ب، والعبر 5/ 336، 337، والإشارة الى وفيات الأعيان 371، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومعجم شيوخ الذهبي 617، 618 رقم 922 وفيه: «المقدام ... بن علي بن المقدام» ، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2258، وعيون التواريخ 21/ 314، والبداية والنهاية 13/ 299، وذيل التقييد 2/ 289، 290 رقم 1648، والسلوك ج 1 ق 3/ 705، والدليل الشافي 2/ 734، والنجوم الزاهرة 7/ 356، وشذرات الذهب 5/ 374.

(51/91)


تُوُفّي فِي ثامن شعبان، ودُفن بسفح قاسيون. أجاز لي مَرْويّاته.
58- منكودمر [1] بْن هولاكو بْن قان بْن جنكزخان.
المُغُليّ، أخو الملك أَبْغا، ومقدّم التّتار الّذين عملوا المصافّ فِي عام أوّلٍ مَعَ المسلمين بظاهر حمصٍ.
كَانَ ذا شجاعة وإقدام وسفْكٍ للدّماء وجرأة عَلَى اللَّه تعالى وعلى عباده. ذكره ابن اليُونينيّ [2] فقال: هُوَ نصرانيّ، جُرح يوم المصافّ، وحصل لَهُ ألمٌ شديد، وغمّ عَلَى ما جرى عَلَيْهِ، وحدّثَتْه نفسْه بجمْع العسكر من سائر ممالك أبِيهِ، وقصْد الشّام للأخذ بثأره، فَبَغَته موت ابغا، ففتّ ذَلِكَ فِي عَضُدَه.
وتملّك بعد ابغا اخوه الملك أَحْمَد، وهو مُسْلِم، فانكسرت همّة منكودَمُر، واعتراه صَرعٌ مِرارًا، فتُوُفّي فِي العشر الأوّل من المحرّم، بلد جزيرة ابن عمر، بقرية تلّ خنزير.
وقيل: تُوُفّي فِي أواخر سنة ثمانين، وله نحوٌ من ثلاثين سنة أو أكثر.
- حرف الهاء-
59- هبة اللَّه [3] .
المعروف بالسّديد، الماعز، القبطيّ، النَّصرانيّ، مستوفي المملكة.
كَانَ ماهرا فِي الحساب، مُقَدمًا عَلَى أبناء جنسه، معروفا بالأمانة، وله مكانة وافرة عند الملك المنصور، والوزير يستضيء، برأيه. وما عَلَى يده يد.
وكان فِيهِ خدمة وتودُّد ومُداراة وإقالة لعَثَرات الكُتّاب، متمسكا بمِلْته، كثير الإحسان والصّدقات على النّصارى.
__________
[1] انظر عن (منكودمر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 177، 178، والعبر 5/ 337.
[2] في ذيل مرآة الزمان 4/ 177.
[3] انظر عن (هبة الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 178، 179، ونهاية الأرب 31/ 94، وعيون التواريخ 21/ 316، والوافي بالوفيات 27/ 330 رقم 286.

(51/92)


هلك فِي عاشر المحرّم، وهو فِي عشْر السّبعين بالقاهرة وعجّل اللَّه بروحه الى النّار. ورتّب السّلطان ولده الشّيْخ الأسعد جرجس مكانه، فتضاعفت منزلته، وشُكِرت سيرته.
60- لاجين [1] الروميّ.
حسام الدّين العَيْنتابي.
شارك فِي نيابة السّلطنة بحلب، وكان بطلا شجاعا، سائسا، جميل الصّورة.
الكنى
61- أَبُو بَكْر بْن عَبْد اللَّه بْن كربان بْن يوسف.
الدّمشقيّ، الفرّاء.
روى عن: السّخاويّ، وغيره.
وكان شيخا صالحا.
تُوُفّي فِي شوّال.
62- أَبُو طَالِب بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي طَالِب بْن بدر.
الدّمشقيّ، العطّار، سعد الدّين بْن بدر الطويل.
روى عن: ابن اللّتّي.
ومات فِي صفر. وقد رَأَيْته ولم يكن أحد فِي البلد أطول منه.
وكان لا يجد مَدَاسًا إلّا ان يستعمله عَلَى قالب أُعِدّ لَهُ.
وفيها وُلِد:
شمس الدين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تمّام السّرّاج والده فِي نصف جمادى الأولى بدمشق.
وبشْر بْن إِبْرَاهِيم البَعْلَبَكّيّ.
__________
[1] انظر عن (لاجين) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 174، 175.

(51/93)


سنة اثنتين وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
63- أَحْمَد ابْن الشّيْخ شهاب الدّين [1] أَبِي حامد إِسْمَاعِيل بْن حامد.
نجم الدّين، أَبُو الْعَبَّاس، ابن الفَرَضيّ.
شيخ عدْل، حَسَن.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد بْن البُنّ، وأبا المجد القزوينيّ، وابا القاسم بْن صَصْرى، وزين الأُمناء، وجماعة.
روى عنه: ابن الخبّاز، والبرزاليّ [2] ، وغير هما.
مات فِي ربيع الآخر.
64- أَحْمَد بْن السّابق [3] بشارة.
الشّبليّ، عماد الدّين.
سَمِعَ: من ابن اللّتّي.
65- أَحْمَد بْن حجّي [4] بْن برُيد.
الأعرابيّ، الأمير، شيخ آل مري.
كَانَ أحد الأبطال المذكورين، والشّجعان المعروفين. كانت غاراته تصل
__________
[1] انظر عن (أحمد بن شهاب الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ.
[2] وهو قال: «وهو الّذي كان شاهدا بسوق القمح، أسمر اللون» .
[3] انظر عن (أحمد بن السابق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 ب (وهذه الترجمة كتبت على جذاذة الصقت هنا من كتاب المقتفي) .
[4] انظر عن (أحمد بن حجي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 183، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 ب، ونهاية الأرب 31/ 117، وتاريخ ابن الفرات 7/ 282، والمختار من تاريخ ابن الجزري 313، 314، والبداية والنهاية 13/ 303، وعيون التواريخ 21/ 337، 338 وفيه: «أحمد بن محيي» ، وهو غلط، والوافي بالوفيات 6/ 304 رقم 2805، والسلوك ج 1 ق 3/ 721، وتاريخ ابن الفرات 7/ 282، والنجوم الزاهرة 7/ 357، وعقد الجمان (2) 314، والمنهل الصافي 1/ 246- 248 رقم 138، وشذرات الذهب 5/ 236، وصبح الأعشى 4/ 203، ومسالك الأبصار (قبائل العرب) 118، 119، 137، 139.

(51/94)


إلى نجد والحجاز، ويؤدّون لَهُ الخفر، حتّى أنّ صاحب المدينة النبويّة- صلوات اللَّه عَلَى الحالّ بها وسلامه- الشريف جُمازًا، يؤدّي إلَيْهِ القطيعة وبداريه.
وكان لَهُ المنزلة الرفيعة عند السّلطان الملك الظّاهر، والسّلطان الملك المنصور. وكان يزعم أنّه من نسل جَعْفَر البرمكيّ وزير الرّشيد، وأنّه من أولاد أخت هارون الرشيد. وكان إذا حضر عند قاضي القضاة شمس الدّين بْن خَلْكان يَقُولُ: أنت ابن عمّي. ويضيفه القاضي وبينهما مُهاداة، ولهذا قام معه فِي نصره لمّا أذاه الأمير عَلَم الدّين الحلبيّ نوبة سُنْقُر الأشقر، وكاتب فِيهِ إلى مصر.
وكان آفة عَلَى النّاس فِي الطُّرُقات، وخلّف عدّة أولاد.
66- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المنصور باللَّه.
أَبُو الفضل الهاشميّ، المنصوريّ.
روى عن ابن رُوزبة.
وتُوُفّي فِي رجب ببغداد.
67- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عامر.
العماد المقدسيّ، الأشتر. من مشاهير الشُّهود.
لَهُ ترجمة ضعيفة، ويُرمى بالتّزوير. حدثونا عَنْهُ أنّه كَانَ يكتب فِي كلّ إثبات يقع فِي يده، ويصيح ويقول بجهل: أَنَا لولا معي إسجال عَلَى القُضاة ما شهدت فِيهِ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة. وقد روى لنا ولده السّديد عَبْد اللَّه بْن النّجيب بْن الصَّيْقل.
68- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُهَنّا.
الصّدر جمال الدّين الحسينيّ، العبدليّ.
قال الفوطيّ: عارف بالأنساب وفنون الآداب، أوحد فِي علمه، صنّف كتاب «وراء الزَّوْراء» [1] . كتبت عنه وكتب عنّي.
__________
[1] لم يذكره كحّالة في معجم المؤلّفين وهو ممّن يستدرك عليه لانه من شرطه.

(51/95)


مات ببغداد فِي صفر.
69- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي.
القُدْوة الزّاهد، نجمُ الدّين بْن القَش البغداديّ، من بقايا المشيخة ببغداد. كَانَ شيخنا شمس الدّين يُثْني عَلَيْهِ ويذكره.
قرأت بخطّ الفوَطيّ أنّه كَانَ ممّن صحب الشّيْخ عُثْمَان القصير، وتاب عَلَى يده، وتفقّه لأحمد. وسمع من أصحاب أَبِي الوقت. وصحب جدّي لأمّي العفيف ابن الظّهير. ولمّا رجعت من بزاعة أهدى لي فواكه، وأعطاني دراهم غير مرّة. تُوُفّي ببَعْقُوبا فِي رجب، ودفن إلى جانب شيخه الشّيْخ عَلِيّ بْن إدريس.
70- أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن قُمَيْر.
أَبُو الْعَبَّاس المالكيّ.
من أعيان الفقهاء. تُوُفّي بالدّميرتين، وهو فِي عشْر السّبعين فِي رمضان.
وكان من الزُّهّاد. وأخذ عن أَبِي الحَجّاج الأقصريّ.
71- أَحْمَد بْن أَبِي الهيجاء.
الزّرّاد، الحريريّ، الصّالحيّ، والد شيخنا أَبِي عَبْد الله.
كَانَ رجلا جيّدا، سَمِعَ الكثير من خطيب مراد، ومحمد بْن عَبْد الهادي مَعَ ولده.
وسمع منه: النَّجم ابن الخبّاز.
تُوُفّي فِي رمضان وله ثمانون سنة أو نحوها.
72- إِبْرَاهِيم بْن تروس [1] بْن عبد اللَّه.
برهان الدّين الحنبليّ، التّاجر بقيسارية الفرس.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن تروس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 أ.

(51/96)


سَمِعَ من: السّخاويّ، والتّاج القُرْطبيّ، والرشيد بْن مَسْلَمَة.
ثمّ سَمِعَ بنفسه وحصّل.
كتب عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي ذي القعدة.
73- إِبْرَاهِيم بْن المبارك بْن أَبِي البقاء.
الطّيّبيّ، البغداديّ.
سَمِعَ من: أَحْمَد بْن يعقوب المارستانيّ، وابن القُبّيطيّ، وجماعة.
ومات فِي ذي الحجّة ببغداد. وحدَّث.
74- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي العزّ.
أَبُو إِسْحَاق الحريميّ، العتابيّ.
سَمِعَ: عَبْد الملك بْن بنينا، وابن الخازن، وإسحاق بْن العليق.
كتب عنه الفرضيّ.
وتوفي في ذي الحجّة.
75- إبراهيم بن أبي إسحاق [1] بن إبراهيم.
الامام ابو إسحاق الطّرزيّ، الدّامغانيّ، الحنفيّ.
قال الفرضيّ: كان مفتيا، عارفا بالمذهب، زاهدا، قدم بخارى وتفقّه بها.
وسمع من أَبِي المعالي الباخَرْزيّ، ورجع الى بلده.
قَالَ: تُوُفّي فِي هذه السّنة فِي غالب ظنّي.
76- إِبْرَاهِيم بْن يَحْيَى [2] بْن عَبْد الواحد بْن عُمَر.
صاحب إفريقية، المجاهد فِي سبيل اللَّه، أمير المسلمين أَبُو إِسْحَاق ابن الأمير أبي زكريا.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أبي إسحاق) في: الجواهر المضيّة 1/ 70، 71 رقم 7 وفيه «إبراهيم بن إسحاق» ، والمنهل الصافي/ 34، والطبقات السنية 1/ رقم 17.
[2] انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: شرح رقم الحل 210، 211، 215، 219، 220.

(51/97)


هُوَ الَّذِي توثّب عَلَى ابن أخيه المخلوع، وأقام فِي المملكة أربعة أعوام، خرج عَلَيْهِ الدَّعيّ فقتله صبْرًا فِي هذا الوقت. وسنذكر الداعي فِي العام الآتي.
ومات إِبْرَاهِيم فِي هذه السّنة ظنّا.
77- إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي طَالِب بْن كُسَيْرات.
الصّدر، مجد الدّين، أَبُو الفداء المَوْصِليْ.
ولي المناصب الكبار بالموصل، ثمّ قدِم الشّام، وولي نظر حمص مدّة.
ثمّ قدِم دمشق، فولي نظر الدّواوين. فلمّا تسلطن شمس الدّين سُنْقُر بدمشق استوزَره، فباشر تِلْكَ الأيّام مُكْرَهًا، وحصل له من صاحب مصر مصادرة ونكَد، ثمّ لزم بيته وحجّ، وأقام بطّالا بجبل قاسيون إلى أن مات في رمضان، وقد جاوز السّبعين [2] .
78- إسماعيل بن هبة الله بن علي بن المقداد.
أبو الفداء القيسيّ، ناصر الدّين، أخو الشّيخ نجيب الدّين، ووالد
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 35 رقم 49، ونهاية الأرب 31/ 114، 115، والسلوك ج 1 ق 3/ 718، 719، وتاريخ ابن الفرات 7/ 283، وعيون التواريخ 21/ 330، والوافي بالوفيات 9/ 74، و 75 رقم 3991، والمقفّى الكبير 2/ 70 رقم 728.
[2] وزاد الصقاعي: «ونشأ ولده تاج الدين علي، وكان من أحسن الناس خلق وتصرف (كذا) في الكتابة، فرتب مستوفيا بطرابلس. أقام مدة يسيرة وتوفى بها سنة سبع وتسعين وستمائة» .
وقال النويرى: «وكان رحمه الله كثير المروءة، واسع الصدر، كثير الهيبة والوقار، جميل الصورة، حسن المنظر والشكل، كثير التعصّب لمن يقصده، محافظا على مودّة أصحابه وقضاء حوائجهم، كثير التفقد لهم ... » .
ومن شعره:
لذّ خمولي وحلا مرّه ... وصانني عن كل مخلوق
نفسي معشوقي ولي غيرة ... تمنعني عن بذل معشوقي

(51/98)


صاحبنا علاء الدّين وهو قاضي القضاة شمس الدّين محمد بن الحريري.
توفّي في شوّال.
79- إسماعيل بن أبي عبد الله [1] بن حَمّاد.
العَسْقَلانيّ، ثمّ الصَّالحيّ، أبو الفداء.
ولد سنة بضع وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: حنبل، وابن طَبَرْزَد، والكِنْديّ، وابن الحَرَسْتانيّ، وغيرهم. وكان من الشّيوخ المُسْنِدين.
روى عنه: ابن الخباز، وابن العطار، والمزي، والبرزالي، وآخرون.
وسألت عَنْهُ أَبَا الحَجّاج المِزّيّ فقال: سَمِعَ «المُسْنَد» من حَنْبل [2] .
[وسمع من ابن طَبَرْزَد عامّة ما قُرئ عَلَيْهِ بالجبل. وأجاز لَهُ أَبُو جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وسمعنا منه أشياء كثيرة. وكان أُمّيًّا.] وقال ابن العطّار: وحضر جزءا فِي الرابعة من عُمُره سنة تسعٍ وتسعين فِي رجب عَلَى أَبِي المجد الْحَسَن بْن الْحَسَن الأَنْصَارِيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
- حرف الباء-
80- بدر بْن عَبْد اللَّه.
الآمديّ، الخادم.
يروى عن: كريمة.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبى عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 183، 184، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 313، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والعبر 5/ 337، وذيل التقييد 1/ 465 رقم 901، وشذرات الذهب 5/ 375.
[2] حتى هنا من نسخة المتحف البريطاني، رقم 4810، وبعده خرم حتى نهاية ترجمة «عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن أَبِي بَكْر» رقم (91) وقد استكملت النقص من نسخة المتحف رقم (1540/ 51) المصوّرة بدار الكتب المصرية، رقم (42) تاريخ.

(51/99)


وقد سمع الكثير مع الشّريف النّابلسيّ.
كتب عَنْهُ: عَلَم الدّين، وغيره.
ومات فِي رجب.
- حرف الحاء-
81- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه.
أَبُو عَبْد اللَّه الشَّهْرَزُوريّ، الفقيه، الشّافعي، إمام، علّامة، زاهد، عابد، قائم على المذهب.
نزل بغداد، وسمع: ابن قيمرة، وغيره.
تُوُفّي فِي ذي القعدة. وهو من شيوخ الفَرَضيّ.
قَالَ الفُوَطيّ: أفتى عدّة سنين، وكان يحفظ كتاب «المذهب» لأبي إِسْحَاق.
وكان أمّيّا. وكان مدرّسا بمدرسة فخر الدّين ابن القاضي.
سألته عَنْ مولده فقال: سنة عشر وستّمائة تقريبا.
82- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عسكر.
أخو الشّيخة هديّة.
روى عَنْ: ابن اللّتّي، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. وكان قيّم حمّام. وصحب ابن الكمال وخدمه.
83- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ [1] بْن أَبِي المنصور.
الأَنْصَارِيّ الشّيْخ القدوة صفيّ الدّين أَبُو عَبْد اللَّه.
تُوُفّي بمصر فِي ربيع الآخر، وله سبْعٌ وثمانون سنة. وكان صاحب رواية بالقرافة. وتؤثر عنه كرامات وكشف.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ 113 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 312، وعيون التواريخ 21/ 327، والمقفّى الكبير 3/ 565 رقم 1249.

(51/100)


وكان الوزير وغيره من الأكابر يمشون إلَيْهِ ويتبرّكون بِهِ. وقد كتب فِي الإجازات، وحدَّث عَنْ أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن البنّاء.
أخذ عَنْهُ عتيق العُمريّ وصحبه.
وقفت عَلَى كرأس لهذا الشّيْخ فِي لقيّه الأولياء وفيه عظائم لا تُحتَمل [1] ، والله الموعد.
- حرف الخاء-
84- خليل بن عبد الغنيّ [2] بن خليل بن مقلّد.
الشّيخ، صفيّ الدّين بن الصّائغ، الأنصاريّ، الدّمشقيّ، والرجل الصّالح، ابن عمّ قاضي القضاة.
تُوُفّي فِي رجب، ودُفن بقاسيون.
وكان ديّنا، كثير العبادة. لا أعلم لَهُ رواية.
- حرف الزاي-
85- زكريّا بْن محمود [3] .
الإِمَام أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيّ، القزوينيّ، القاضي عماد الدّين، قاضي واسط.
وكان قاضي الحِلّة فِي أيّام الخليفة. وله تصانيف منها كتاب «عجائب المخلوقات» .
مات فِي سابع المحرَّم [4] .
__________
[1] جاء في الهامش: ث. له رسالة مجلّدة تعريف برسالة ابن أبي منصور من دائرة ابن العربيّ.
[2] انظر عن (خليل بن عبد الغني) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 ب (هذه الترجمة كتبت في حذاذة الصقت في موضعها هنا من المقتفي) .
[3] انظر عن (زكريا بن محمود) في: الحوادث الجامعة 206، وكشف الظنون 9، 1126، 1127، والأعلام 3/ 80، ومعجم المولفين 4/ 183 وفيه «زكريا بن محمد بن محمود ... » .
[4] وقال صاحب الحوادث الجامعة: «وكان عالما فاضلا» وكان يكتب خطّا جيدا، تولّى

(51/101)


86- زهرون بْن خَلَف بن زهرون.
الدّمياطيّ.
تُوُفّي فِي شوّال بمصر. وقد حدّث.
87- زين الحرمين.
بِنْت الصّاحب كمال الدّين عُمَر بْن العديم، وأمّ المولى الإِمَام بهاء الدّين يوسف بْن العجميّ.
تُوُفيت فِي جمادى الأولى. ولها سماع. ولعلّها حدّثت.
وكانت كاتبة خيّرة.
- حرف السين-
88- سعيد بْن أَحْمَد بن سعيد.
أَبُو العزّ الطّيبيّ ابن خطيب الطّيّب. شيخ بغداديّ، إمام فِي الفرائض.
سَمِعَ من: أَبِي الْحَسَن القَطِيعيّ، وأبي المنجّا بن اللّتّي، وجماعة.
ومات عن خمس وخمسين سنة فِي ذي القعدة ببغداد، رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الصاد-
89- صفيّة ابْنَة مُحَمَّد [1] بْن عيسى بن الشّيخ موفّق الدّين ابن قُدامة.
المقدسيَّة، زَوْجَة الشّيْخ تقيّ الدّين إِبْرَاهِيم بن الواسطىّ.
سمعت من: ابن اللّتّي، وجعفر الهمدانيّ.
روى عنه: عَلَم الدّين، والطَّلَبَة.
وتُوُفّيت إلى رحمة [2] اللَّه في ربيع الآخر بالجبل.
__________
[ () ] القضاء بالحلّة في سنة خمسين، ثم نقل إلى القضاء بواسط سنة اثنتين وخمسين، فأضيف إليه التدريس بمدرسة الشرابي فلم يَزَلْ على ذلك إلى أن مات، وكان حسن السيرة، عفيفا» .
[1] انظر عن (صفيّة بنت محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ.
[2] في الأصل: «رحمت» .

(51/102)


- حرف العين-
90- عَبَّاس بْن عُمر [1] بْن عبدان.
الفقيه، عفيف الدّين، أَبُو الفضل البَعْلَبَكيّ، الحنبليّ، المقرئ، الرجل الصّالح.
كَانَ إمام مسجد بالعُقَيْبَة. وقد سَمِعَ من: الشّيْخ الموفَّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والمجد القزوينيّ، وزَين الأمَناء بْن عساكر.
وقرأ شيئا من الفِقْه عَلَى الشّيخ الموفَّق أيضا.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن العطّار، والمزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
وبلغني أنّه قرأ «العمدة» على الشّيْخ الموفَّق.
91- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى [2] بْن أَبِي بَكْر بْن يوسف بْن حيّون.
الغسّاني، الشّيخ جمال الدّين بن محمد الجرائريّ [3] ، نزيل دمشق.
شيخ محقّق، عالم مُتقن، كثير الرّواية، مليح الكتابة. نسخ الكثير، وعني بالحديث، مَعَ فَهْمٍ ومعرفة وديانة وعبادة وتواضع.
فسمع بمصر من جماعة من أصحاب السِّلَفيّ. وحدّث عَنْ: أَبِي الْخَطّاب بْن دحية الحافظ، وأخيه أَبِي عمرو عُثْمَان، ويوسف بْن المخيليّ، وأبي الْحَسَن السّخاويّ، وكريمة القُرشيّة، وأبي عَمرو بْن الصّلاح، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ.
ثمّ لم يزل يسمع ويكتب إلى أواخر عمره.
__________
[1] انظر عن (عباس بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، والعبر 5/ 337، 338، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وذيل التقييد 2/ 162 رقم 1355.
[2] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 أ، والعبر 5/ 338، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1402، والمعين في طبقات المحدّثين 217 رقم 2259، وعيون التواريخ 21/ 331، والوافي بالوفيات 17/ 671 رقم 568، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وشذرات الذهب 5/ 376.
[3] في العبر: «الجزائري» ، وكذا في الإشارة إلى وفيات الأعيان، والإعلام.

(51/103)


روى عَنْهُ: المنجّم بْن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّي، وابن تيميّة، وطائفة سواهم.
وأجاز لي مَرْوِيّاته، وولي مشيخة النّجيبيّة الّتي هِيّ سَكَن أَبِي الحَجّاج المِزّي، وبها تُوُفّي فِي شوّال] [1] .
92- عَبْد الحليم [2] بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي القاسم.
الإِمَام، المفتي، المفنّن [3] شهاب الدّين ابن العلّامة شيخ الإِسْلَام أَبِي البركات ابن تيميّة الحرّانيّ، والحنبليّ، نزيل دمشق، والد شيخنا.
وُلِد سنة سبْع وعشرين وستّمائة بحرّان.
وسمع من: أَبِي المُنَجّا ابن اللّتّيّ، وأبي القاسم بْن رواحة، وحامد بْن أميرى، وعلي بْن أَبِي الفتح الكناريّ، وأبي الحَجّاج بْن خليل، وعيسى الخيّاط.
وقرأ المذهب حتّى أتقنه عَلَى والده. ودرّس، وأفتى، وصنّف، وصار شيخ البلد بعد أبِيهِ وخطيبه وحاكمه.
وكان إماما متقنا، محقّقا لما ينقله، كثير الفنون، جيّد المشاركة فِي العلوم، لَهُ يد طولى في الفرائض والحساب والهيئة.
__________
[1] حتى هنا ينتهي الخرم في نسخة المتحف البريطاني، برقم 4810.
[2] انظر عن (عبد الحليم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 185، 186، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 116 أ، والعبر 5/ 338، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومرآة الجنان 4/ 197، والبداية والنهاية 13/ 303، وعيون التواريخ 21/ 338، 339، والوافي بالوفيات 8/ 69 رقم 66، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 310، 311، والنجوم الزاهرة 7/ 358- 360، والمنهل الصافي 2/ 282، وشذرات الذهب 5/ 376، وعقد الجمان (31312، وتذكرة النبيه 1/ 85، والدارس 1/ 74، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 84، والمنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 648، والدرّ المنضّد 1/ 425، 426 رقم 1134، وتاريخ الخلفاء 484.
[3] هكذا رسمها في الأصل، ولم أتبيّن المقصود، ولعلها: المتقن. أو المفنن؟!

(51/104)


وكان ديّنا، خيّرا، متواضعا، حَسَن الأخلاق، موطَّأ الأكناف، كريما جوادا، نبيلا، من حَسَنات العصر.
تفقّه عليه ولداه أَبُو الْعَبَّاس، وأبو مُحَمَّد.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَلَى المنبر ولده، أيّده اللَّه بروح منه.
وكان قدومه إلى دمشق بأهله وأقاربه مهاجرا فِي سنة سبْعٍ وستَين وستّمائة.
وتُوُفّي ليلة الأحد سلْخ ذي الحجّة، ودُفن فِي مقابر الصوفيّة.
وكان الشّيْخ شهاب الدّين من أنْجُم الهدى، وإنّما اختفي بين نور القمر وضوء الشمس.
93- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مفلح [1] .
المقدسيّ، الصّالحيّ، وقيّم المدرسة الشّاميّة.
روى عَنْ: ابن اللّتّيّ، وابن الزّبيديّ.
أخذ عنه: ابن الخبّاز، وابن البرزاليّ، وغير هما.
ومات في ربيع الْأَوَّل.
94- عَبْد الرَّحْمَن بن عباس [2] بن أحمد بن كثير.
كمال الدين، أبو الفرج اللّخميّ، المصريّ، ثمّ الدّمشقيّ، المعروف بابن الفاقوسيّ.
إمام المدرسة المجاهديّة.
روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، وابن البنّ.
روى عَنْهُ: ابن البِرزاليّ، وابن تيميّة، والطّلبة.
وكان لَهُ شِعر، وفيه نباهة وخطّ مليح.
__________
[1] انظر عن (ابن مفلح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ.
[2] انظر عن (ابن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب، والوافي بالوفيات 18/ 101، 102 رقم 113، والمنهل الصافي 2/ 286.

(51/105)


تُوُفّي فِي شعبان وله خمسٌ وسبعون سنة.
95- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدَامة [1] .
شيخ الإِسْلَام، وبقيّة العلماء، شمس الدّين، أَبُو مُحَمَّد، وأبو الفرج، ابن القُدوة الشّيْخ أَبِي عمر، المقدسيّ، الْجُمّاعيليّ، ثمّ الصّالحيّ، الحنبليّ، الخطيب، الحاكم.
وُلِد فِي المحرَّم سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالدّير المبارك بسفح قاسيون.
وسمع حضورا من ستّ الكَتَبة بِنْت الطّرّاح سنة تسع وتسعين. وسمع من أبيه، وعمّه الشّيْخ الموفَّق، وعليه تفقّه، وعرض عَلَيْهِ «المقنع» وشرحه عَلَيْهِ. وشرْحُهُ عشر مجلدات.
وسمع أيضا من: حنبل، وعُمَر بْن طَبَرْزَد، وأبي اليُمْن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وأبي المحاسن مُحَمَّد بْن كامل، والقاضي أَبِي المعالي أسعد بْن المُنَجّا، وابن البنّاء، وابن ملاعب، وأبي الفتوح الكبريّ، وأبي الفتوح الجلاجليّ، والشيخ العماد، والشهاب بْن راجح، والشمس بن
__________
[1] انظر عن (ابن قدامة) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 186- 191، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب، ونهاية الأرب 31/ 116، والسلوك ج 1 ق 3/ 720، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 338، 339، والإشارة إلي وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492 ومعجم شيوخ الذهبي 299، 300 رقم 424، والمعجم المختص 138، 139 رقم 161، والمعين في طبقات الحفاظ 218 رقم 2260، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 304- 310، ومرآة الجنان 4/ 197، 198، والبداية والنهاية 13/ 302، وعيون التواريخ 21/ 332- 336، والوافي بالوفيات 18/ 240- 244 رقم 294، وتالي كتاب وفيات الأعيان 106، والنجوم الزاهرة 7/ 358، والمنهل الصافي 2/ 302، وتاريخ ابن الفرات 7/ 286، 287، وشذرات الذهب 5/ 376- 379، والدليل الشافي 1/ 404، وذيل التقييد 2/ 95، 96 رقم 1220، وعقد الجمان (2) 311، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 74، وتذكرة النبيه 1/ 81، والمختصر على الذيل على طبقات الحنابلة 82، والمنهج الأحمد 396، والمقصد الأرشد، رقم 1260، والدرّ المنضّد 1/ 424 رقم 1131.

(51/106)


الْبُخَارِيّ، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والعزّ ابن الحافظ، والشمس أَبِي القاسم العطّار، وأبي الْحُسَيْن غالب بْن عَبْد الحقّ الحسينيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم، ومحمد بْن وهب بْن الزّنف، ونصر اللَّه بْن نوح الْمَصْرِيّ، والموفّق عَبْد اللطيف اللُّغوي، وهبة اللَّه الكهْفي، ويوسف بْن أَبِي الخير الزّاهد.
وطلب الحديث بنفسه، وكتب، وقرأ عَلَى الشيوخ، فقرأ عَلَى: ابن الزّبيديّ، وجعفر الهَمَذانيّ، والضّياء المقدسيّ، وطائفة.
وسمع بمكة من: أَبِي المجد القزوينيّ، والتّقيّ عَلِيّ بْن ماسوَيْه الواسطيّ.
وبالمدينة من: أَبِي طَالِب عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد الخفيفيّ.
وبمصر من: مرتضي بْن أَبِي الجود، وبركات بْن ظافر بْن عساكر، وإبراهيم بْن الجبّاب، وجماعة.
وأجاز لَهُ: الإِمَام أَبُو الفَرَج بْن الجوزيّ، وأبو جَعْفَر الصَّيدلانيّ، وأبو سَعِيد عَبْد اللَّه بْن الصّفّار، وعفيفة الفارقانيّة، وأبو الفتح المندائيّ، وخلق كثير.
روى عَنْهُ: الائمّة أَبُو زكريّا النّواويّ، وأبو الفضل بْن قُدامة الحاكم، وأبو الْعَبَّاس ابن تيميَّة، وأبو مُحَمَّد الحارثيّ، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وأبو الحَجّاج الكلبيّ، وأبو إِسْحَاق الفَزَاريّ، وأبو الفداء إِسْمَاعِيل الحرّانيّ، وأبو عَبْد الله بن مسلم، والبدر أبو عبد الله التّادفيّ، والزّين عبد الرحمن اليلدانيّ، وأبو عبد الله بن أبي الفتح، وأبو مُحَمَّد البِرزاليّ، وخلق كثير.
وتفقه عَلَيْهِ غير واحد، ودرّس، وأفتى، وصنّف، وانتفع بِهِ النّاس، وانتهت إلَيْهِ رئاسة المذهب فِي عصره. وكان عديم النّظير علما، وعملا، وزاهدا، وصالحا.
ولقد بالغ نجم الدّين بْن الخبّاز المحدّث وتعب، وجمع سيرة الشّيْخ فِي مائة وخمسين جزءا، وتجيء فِي ستّ مجلّدات كبار. ولعلّ ثلثها يختصّ

(51/107)


بترجمة الشّيْخ، والباقي فِي ترجمة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكون الشّيْخ من أُمّته، وفي ترجمة الإِمَام أَحْمَد بْن حنبل وأصحابه، وهلُمّ جَرّا إلى زمان الشّيْخ.
وذكر أنّه حجّ ثلاث مرّات، الأولى سنة تسع عشرة، والثانية سنة إحدى وخمسين، وحجّ معه شيخنا تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وكانت وقفه الجمعة، والثّالثة سنة ثمانٍ وسبعين لأنّه رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطلبه فِي المنام، فقام بذلك.
وحضر من الفتوحات: الشّقيف فِي سنة ستٍّ وأربعين، وصفد فِي سنة أربع وستّين، والشّقيف ويافا سنة ستٍّ وستّين، وحصن الأكراد سنة تسع وستّين.
وكان كثير الذّكر والتّلاوة، وسريع الحفظ، مليح الخطّ بمرّة، يصوم الأيّام البيض، وعشر ذي الحجّة، والمحرَّم. وكان رقيق القلب، غزير الدّمعة، سليم القلب، كريم النّفس، كثير القيام باللّيل، والاشتغال باللَّه، محافظا عَلَى صلاة الضُّحى، ويصلّي بين العشاءين ما تيسّر. وكان يبلغه الأذى من جماعة فما أعرف أنّه انتصر لنفسه.
وكان تأتيه صلات من الملوك والأمراء فيرقّها عَلَى أصحابه وعلي المحتاجين.
وكان متواضعا عند العامّة، مترفَّعًا عند الملوك. حسن الاعتقاد، مليح الانقياد، كلّ العالم يشهد بفضله، ويعترف بنُبْله.
وكان حَسَن المحاورة، طريف المجالسة، محبوب الصّورة، بشوش الوجه، صاحب أناة، وحلْم، ووقار، ولُطْف، وفتوّة، وكرم. وكان مجلسه عامرا بالفقهاء والمحدّثين وأهل الدّين. وكان علّامة وقته، ونسيج وحده، وريحانة زمانه، قد أوقع الله محبّته في قلوب الخلق. ذَلِكَ فضل اللَّه يُؤتيه من يشاء.
ولم أر أحدا يصلّي صلاة أحسن منه، ولا أتمّ خشوعا. وكان يدعو بدعاءٍ حسَن بعد قراءتهم لآيات الحرس بالجامع بعد العشاء.

(51/108)


وكان ربع القامة، وليس بالقصير، أزهر اللّون، واسع الوجه، مُشْرَبًا بحُمرة، واسع الجبين، أزجّ الحاجبين، أبلج، أقنى، الأنف، كَث اللّحية، سهل الخدّين، أشهل العينين، رقيق البَشَرَة، متقارب الخُطى [1] . تَسَرى أوّلا بجارية ولم تُقم عنده، ثمّ بأخرى اسمها «خطلو» ، فولدت لَهُ أَحْمَد فِي سنة خمس وعشرين، فصلّى بالنّاس، وحفظ «المقنع» ، وعاش ستّ عشرة سنة.
ثمّ ولدت مُحَمَّدًا، فمات سنة ثلاثٍ وأربعين، وله أربع عشرة سنة. وولدت لَهُ ثلاث بنات، منهنّ فاطمة الّتي ماتت سنة خمس وثمانين. ثمّ تزوج «خاتون» بِنْت السّديد عَبْد الرَّحْمَن بْن بركات الإربليّ فِي سنة ثمانٍ وثلاثين، فولدت لَهُ الشرف عَبْد اللَّه سنة تسع وثلاثين، والعزّ، محمدا سنة ستِّ وأربعين، والقاضي نجم الدّين أَحْمَد سنة إحدى وخمسين، ثم ستّ العرب الّتي تُوُفّيت سنة اثنتين وسبعين عَنْ نحو ثلاثين سنة وخلّفت الفخر عَبْد اللَّه ابن شمس الدّين مُحَمَّد بْن الخطيب شَرَف الدّين عَبْد اللَّه بْن أَبِي عمرو. تُوُفّي الشمس أَبُو هذا سنة ثمانٍ وستّين قبل أخيه العزّ بيسير.
ثمّ تزوج الشّيْخ بحبيبة بِنْت التّقيّ أَحْمَد بْن العزّ، فولدت لَهُ عليّا، فعاش ستّ سنين ومات. ثمّ ولدت عليّا، وعمر، وزينب، وخديجة، فتُوُفّي عُمَر سنة خمس وثمانين، وقتل الفقيه علي سنة سبعمائة بأرض مارِدِين شهيدا.
وقال أَبُو الفتح بْن رجب الحافظ: سَأَلت الحافظ ابن عَبْد الواحد عَنْ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر فقال: فقيه، إمام، عالم، خيّر، ديّن، حافظ، تفقّه عَلَى عمّه، وسمع عَلَى جماعة كبيرة.
قَالَ ابن الخبّاز: وكان كثير الاهتمام بأمور النّاس كلّهم، ويسأل عَنِ الأهل والجيران والأصحاب، لا يكاد يسمع بمريض إلّا افتقده، ولا مات أحد من أهل الجبل إلّا شيّعه، ولا سَمِعَ بمكانٍ شريف إلّا زاره ودعا فيه.
__________
[1] في الأصل: «الخطا» .

(51/109)


وكان كثير التّردُد إلي مغارة الدّم، ومغارة الجوع، وكهف جبريل وكان يقصد زيارة قبر والده وجّه بعد العصر فِي كلّ جمعة، ويقرأ «يس» و «الواقعة» وما تيسَّر، ويهديه ويدعو للمسلمين.
وحدَّثني التّاج عَبْد الدائم بن أَحْمَد بن عَبْد الدائم أنّ شيخنا رحل إلى يُونين واقام بها أربعين يوما يعبد اللَّه ويسأله ويتضرّع إلَيْهِ. وكان معه العزّ أَحْمَد بْن العماد.
قَالَ: واملي علينا الإِمَام مفتي الشّام محيي الدّين يَحْيَى النّواويّ بدار الحديث، قَالَ: شيخنا الإِمَام العلّامة، ذو الفنون من أنواع العلوم والمعارف، وصاحب الأخلاق الرضيّة، والمحاسن واللّطائف، أَبُو الفَرَج، وابو مُحَمَّد، عَبْد الرَّحْمَن ابن أَبِي عُمَر المقدسيّ سَمِعَ الكثير، وسمّعه، واسمع قديما فِي حياة شيوخه.
وهو الإمام المتّفق على امامة وبراعته وورعه وزهادته وسيادته، ذو العلوم الباهرة والمحاسن المتظاهرة.
قَالَ: وثنا الإِمَام أَبُو إِسْحَاق اللّوريّ المالكيّ قَالَ: كَانَ شيخنا شيخ الإِسْلَام، قدوة الأنام، حسنة الأيّام، والرّبانيّ، شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن ابن شيخ الإِسْلَام أَبِي عُمر ممّن تفتخر بِهِ دمشق عَلَى سائر البلدان، بل يزهو بِهِ عصره عَلَى متقدَّم العصور والأزمان، لما جمع اللَّه لَهُ من المناقب والفضائل والمكارم الّتي أوجبت للأواخر الافتخار عَلَى الأوائل، منها التّواضع، مَعَ عظمته فِي الصّدور، وترك التّنازع فيما يُفضي الى التّشاجر والنّفور، والاقتصاد فِي كلّ ما يتعاطاه من جميع الأمور، لا عجرفة فِي كلامه ولا تبعة، ولا تعظُّم فِي نفسه ولا تجبُّر، ولا شَطَط فِي تلبّسه ولا تكبُّر، ومع هذا فكانت لَهُ صدور المجالس والمحافل، والي قوله المنتهي فِي الفصل بين العشائر، والقبائل مَعَ ما امدّه اللَّه تعالى بِهِ من سعة العلم [وما] فطره عَلَيْهِ من الرأفة والحلم، ألحَقَ الأصاغر بالأكابر فِي رواية الحديث، الى ان كَانَ لا يوفّر جانبه عمّن أعتمده

(51/110)


مسلما كَانَ أو ذِمّيًّا، ينتاب بابه الأمراءُ والملوك، فيساوي فِي إقباله عليهم بين المالك والمملوك.
وسمعت فخر الدّين عُمَر بْن يَحْيَى الكَرْخيّ يَقُولُ: يا اخي، الشّيْخ أشهر من ان يوصف، بل أقول تعذَّر وجُود مثله فِي أعصارٍ كثيرةٍ عَلَى ما بلغني من سيرة العلماء.
وُلّي الشّيْخ قضاء القضاة فِي جمادى الأولى سنة اربع وستّين عَلَى كُرهٍ منه، سَمِعْتُ العماد يَحْيَى بْن أَحْمَد الحَسَنيّ الشّريف يَقُولُ: الشّيْخ عندي فِي الرُتْبة عَلَى قدم أَبِي بَكْر، والشيخ زين الدّين الزّواويّ على قدم عمر، فما رأت عينيّ مثلهما.
وقال أيضا: كَانَ الشّيْخ، والله، رحمة عَلَى المسلمين، ولولاه راحت أملاك النّاس لمّا تعرَّض اليها السلطان ركُن الدّين، فقام فيها مقام المؤمنين الصّدّيقين، وأثبتها لهم، وبذل مجهوده معهم، وعاداه جماعة الحكّام، وعملوا فِي حقّه المجهود، وتحدّثوا فِيهِ بما لا يليق، ونصره اللَّه عليهم بحُسن نيّته. يكفيه هذا عندَ اللَّه تعالي.
سَمِعْتُ الإِمَام عماد الدّين مُحَمَّد بْن عَبَّاس بْن أَحْمَد الرَّبَعيّ بالبيمارستان النُّوريّ يَقُولُ: رحمة اللَّه عَلَى الشّيْخ شمس الدّين، كَانَ كبير القدْر، جعله اللَّه تعالي رحمة عَلَى المسلمين، ولولاه كانت أملاك النّاس أُخِذت منهم.
ثمّ ساق ابن الخبّاز ثناءَ جماعةٍ كبيرة من الفضلاء على الشيخ، وساق فضلا طويلا فِي نحو مائتي ورقة، فِيهِ منامات مَرْئيّة من عددٍ كثير للشيخ، كلّها يدلّ عَلَى حُسن حاله، وانّه من أهل الجنّة.
وقد اثنى عَلَيْهِ الشّيْخ قُطْبُ الدّين وقال [1] : ولي القضاء مُكرهًا، وباشرها مدّة، ثمّ عزل نفسه، وتوفّر عَلَى العبادة والتّدريس والتّصنيف. وكان أوحد زمانه فِي تعدُّد الفضائل، والتّفرُّد بالمحامد. وحجّ غير مرّة. ولم يكن
__________
[1] في ذيل المرآة.

(51/111)


لَهُ نظير فِي خُلُقه وما هُوَ عَلَيْهِ. وكان عَلَى قدم السَّلف الصّالح فِي معظم أحواله، ورثاه غير واحد.
قلت: رثاه قريب ثلاثين شاعرا، وكانت جنازته مشهودة، لم نسمع بمثلها من دهرٍ طويل، حضرها أممٌ لا يحصَون. وكان مقتصدا فِي ملبسه، وله عمامة صغيرة بعَذَبةٍ بين يديه، وثوب مقصور، وعلي وجهه نور وجلالة.
وكان ينزل البلد عَلَى بهيمة، ويحكم بالجامع.
ولا يسع هذا الكتاب منتخب ما أورده ابن الخبّاز وربّما اختصر ذَلِكَ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ 5: 54 [1] وقد أجاز لي مَرْويّاته، وللَّه الحمد.
وتمرّض أيّاما، ثمّ انتقل الى اللَّه تعالى ليلة الثلاثاء سلْخ ربيع الآخر، بمنزله بالدّير، ودفن عند والده، رحمهما للَّه تعالي.
وقد رثاه القاضي شهاب الدّين محمود، الكاتب بقصيدةٍ طويلة أوّلها:
ما للوجود وقد علاه ظلام ... أعراه خطب أم عدتاه مرامُ [2]
وهي نيّف وستّون بيتا.
ورثاه الأديب البارع شمس الدّين مُحَمَّد بْن الصّائغ بقصيدة أوّلها:
الحال من شكوى المصيبة أعظمُ ... حيث الرّوى خصم بعيد يخصم
وهي ستّة وخمسون بيتا.
ورثاه المولي علاء الدّين بْن غانم بقصيدة حسنة، ورثاه الشّيْخ مُحَمَّد الأُرْمَويّ بقصيدةٍ قراتها عَلَيْهِ، ورثاه البرهان بْن عَبْد الحافظ بقصيدة قراتها عَلَيْهِ أيضا، ورثاه مجد الدّين بْن المهتار بقصيدة، ورثاه نجم الدّين عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فُليته التّميمي الحنفيّ بقصيدة.
__________
[1] سورة المائدة، الآية 54.
[2] البيت من أبيات في: ذيل مرآة الزمان 4/ 187- 190، ونهاية الأرب 31/ 116، والسلوك ج 1 ق 3/ 720، وتاريخ ابن الفرات 7/ 286.

(51/112)


وقال شمس الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح رحمه اللَّه: مرض شيخنا سبعة عشر يوما بالبطن، فهو شهيد.
اخبرني شيخنا فخر الدّين البعْلَبَكّي انّه منذ عرفه ما رآه غضب، وعرفه نحو خمسين سنة.
قَالَ ابن أَبِي الفتح: وكان مَعَ ذَلِكَ زاهدا فِي الدّنيا والمناصب، ولي القضاء أكثر من اثني عشرة سنة لم يتناول عَلَى ذَلِكَ رزقا، ثمّ تركه بعد.
حدَّث «بالمسند» عَنْ حنبل الكنانيّ، و «بأبي داود» و «التّرمذيّ» عن ابن طبرزد، و «بسنن ابن ماجة» عن الشيخ الموفّق، و «بالبخاريّ» عن الزّبيديّ، و «بالدّارميّ» عَنِ ابن اللّتّي.
96- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [1] .
الحسْنَويّ، الْجَزَريّ.
شيخ، صالح، عارف، عابد، حَسَن المحاضرة.
تُوُفّي بدمشق وله نحوٌ من ثمانين سنة [2] . ورّخه الْجَزَري.
97- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر بْن عُمَر.
المَوْصِليّ، شيخ صالح.
وُلِد ببلد المَوْصل سنة ستّمائة، وكتب فِي الإجازات.
وتُوُفّي فِي شوّال بدمشق. وكأنّه الّذي قبله، فإنّ ذاك تُوُفّي أيضا فِي شوّال.
98- عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد [3] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سلطان.
العدل، كمال الدّين، القرشيّ، الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 313.
[2] لم يذكر ابن الجزري عمره، بل قال: «وأصله من قرية ثمانين بنواحي الجزيرة» .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن احمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ.

(51/113)


روى عَنْ: ابن اللّتّي.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وغيره.
ومات فِي ربيع الآخر.
99- عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الملك بْن عيسى بْن درباس.
شمس الدّين، أَبُو علي المارانيّ، المصريّ، الشّافعيّ.
ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن البتيت، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مجلّي.
وتفرّد بالسّماع منهما. وأجاز لَهُ مشايخ نَيْسابور، وأصبهان، وبغداد، وكتب عَنْهُ المصريّون وله شعر جيّد. وهو والد شيخنا إِسْحَاق.
تُوُفّي بالقرافة فِي خامس شوّال.
100- عَبْد الرّزاق بْن أسعد [2] بْن مكيّ بْن وَرْخِزْ.
أَبُو بَكْر البغداديّ، حنبليّ. التّاجر، المعروف بالكوّاز.
ثقة، صالح، حنبليّ. عاش ثلاثا وثمانين سنة.
روى عَنْ: محاسن الخزائنيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن كندرتا المسيريّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
101- عَبْد الصّمد [3] .
المغربيّ، الزّاهد.
كَانَ صوفيّا، عارفا، كبير القْدر.
تُوُفّي بدمشق بمنزله بقرب المنكلائيّة. وحضره ملك الأمراء والخلق.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 191، 192، وعيون التواريخ 21/ 327، 328 وله فيه شعر، وتذكرة النبيه 1/ 83، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 75، 76.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن أسعد) في: المنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 606، والدرّ المنضّد 1/ 425 رقم 1133.
[3] انظر عن (عبد الصمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 116 أ.

(51/114)


مات فِي ذي الحجّة.
102- عَبْد القاهر بْن مظفَّر [1] بْن المبارك.
البغدادي، الحنفيّ، سيف الدّين، أَبُو النّجيب. من بيت الفقه والعدالة.
وكان أعرف النّاس بأحوال أهل العراق. عاشر النّبلاء، وسمع من أبيه «امائة الشّريحيّة» ، ومن خال أبِيهِ عُمَر بْن الْحَسَن بن عمر بن السّهرورديّ، بسماعهما من أَبِي الوقت.
عَنْهُ: ابن الفُوَطيّ.
تقدّم ذكره سنة ثمانية.
وقال ابن الفُوَطي: سنة اثنتين وثمانين.
103- عَبْد القويّ بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد القويّ بْن عَبْد العزيز بْن الحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الجبّاب.
أَبُو البركات التّميميّ، السّعْديّ، الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي بمصر فِي ربيع الآخر.
104- عَبْد الهادي بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن قدامة.
تُوُفّي بالجبل فِي شعبان.
يروي عن أصحاب يَحْيَى الثّقفيّ. ومات شابّا. وهو والد العماد أَحْمَد، والشمس المحتسب.
105- عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن مُحَمَّد بْن عطاء.
الصّالح، نور الدّين الأذْرعي، الحنفيّ، أمام مسجد خاتون بالجبل.
روى عَنْ: الزّبيديّ، وابن اللّتّي.
ومات في رمضان.
__________
[1] لم يذكره ابن أبي ألوفا القرشي في الجواهر المضيّة، فهو ممّن يستدرك عليه.
[2] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب.

(51/115)


106- عَلِيّ بْن عُمَر [1] بْن الجمّال أَبِي حمزة أَحْمَد بْن عُمَر بْن الشيخ أبي عمر المقدسيّ.
بدر الدّين.
كَانَ رجلا جيّدا، ديّنا، معروفا بالأمانة.
روى عن: ابن الزبيدي، وابن اللتي.
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
107- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن نصر اللَّه بْن أبى سراقة.
علاء الدّين الهمدانيّ، الكاتب الأعرج.
سَمِعَ من: ابن الزّبيدىّ، وجعفر الهمدانيّ.
وعاش ستّين سنة.
تُوُفّي فِي العشرين من جمادى الآخرة.
108- عَلِيّ بْن يعقوب [3] بْن شجاع بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن زَهْرَان.
الشّيْخ، عماد الدّين، أَبُو الْحَسَن المِوْصليّ، المقرئ، المجوّد، الشّافعيّ.
إمامٌ بارعٌ فِي القراءات وعِللها ومُشْكلها، بصيرٌ بالتّجويد والتّحرير، حاذقٌ بمخارج الحروف. انتهت إليه رئاسة الإقراء بدمشق.
__________
[1] انظر عن (على بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب.
[2] انظر عن (على بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 أ.
[3] انظر عن (على بن يعقوب) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 192- 194، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 111 ب، ودول الإسلام 2/ 185 وفيه: «علي بن أبي زهران» والعبر 5/ 339، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، ومعرفة القراء الكبار 2/ 687، 688 رقم 657، ومرآة الجنان 4/ 198، وتذكرة النبيه 1/ 83، 84. ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 70، وغاية النهاية 1/ 584، ونهاية الغاية، ورقة 173، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والأعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وعيون التواريخ 21/ 338، والوافي بالوفيات 22/ 333 رقم 236، وشذرات الذهب 5/ 379.

(51/116)


أخذ القراءات عَنْ أَبِي إِسْحَاق بْن وثيق الأندلسيّ، وغير واحد.
وكان فقيها مبرِّزًا، يكرّر عَلَى «الوجيز» للغزّاليّ، وحفظ «الحاوي» فِي آخر عُمْره. وكان جيّد المنطق والأصول، فصيحا، مفوَّهًا، مُناظِرًا، وفيه عزّة ومردكة عَلَى الوجود وبأوٌ وتيه، اللَّه يعفو عَنْهُ ويغفر لَهُ. صنَّف «للشاطبيّة» شرحا يبلغ أربع مجلّدات، ولكنّه لم يُكمله ولا بيّضه.
وَلي الإقراء بتُربة أمّ الصّالح بعد وفاة الشّيْخ زين الدّين الزّواويّ. وكان الشيخ زين الدّين يعظّمه ويقدّمه على نفسه.
ولد سنة إحدى وعشرين وستّمائة بالموصل، واقرأ بدمشق، فممّن قرأ عَلَيْهِ علاء الدّين الجند. وكان والده فقيها، فاضلا، شاعرا، وكذا جدّه شجاع لَهُ شعر.
تُوُفّي العماد المَوْصليّ فِي سابع عشر صفر، ودُفِن بمقبرة باب الصّغير ومات فِي عشْر السّبعين، رحمه اللَّه تعالى.
109- عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن حسن.
أَبُو الْجُود الكُرديّ، الشَّهْرَزُوريّ، البغداديّ، الحريميّ.
كَانَ زاهدا، عابدا كبير القدر، كثير الصّمت. صحب الشّيْخ عُثْمَان القصير وسمع من: ابن بهروز، وابن اللّتّي، ومحمد بن واثلة.
ومات فِي ذي القعدة عَنْ سبعين سنة.
كتب عَنْهُ: الفَرَضيّ، وغيره.
110- عُمَر بْن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن المطهّر بْن أَبِي عصرون.
الشّيْخ محيي الدّين، أَبُو الخطّاب ابن قاضي القضاة محيي الدّين أبي
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 194، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، والعبر 5/ 339، 340، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وذيل التقييد 2/ 253 رقم 1558، والنجوم الزاهرة 7/ 382، وشذرات الذهب 5/ 379، وتذكرة النبيه 1/ 85، والدارس 1/ 403.

(51/117)


حامد بن العلّامة قاضي القضاة شَرّف الدّين أَبِي سعد التّميميّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
وسمع فِي الخامسة من: عُمَر بْن طَبَرْزَد.
وسمع من: التّاج الكِنْديّ، ومحمد بْن الزنف، وعبد الجليل بْن مندوّيْه، والشمس أَحْمَد بْن عَبْد الصمد السُّلَميّ، وغيرهم.
وتعانى الْجُنْديّة فِي شبابه، ثمّ لبس زيّ الفقهاء وبعد وفاة أخيه شرف الدّين عُثْمَان. وتُوُفّي فجأة فِي ثالث ذي الحجّة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وابن تيميّة، والمِزّي، والبِرزاليّ، وأبو مُحَمَّد الحارثيّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْوِيّاته. وكان قليل الفقْه، ومع ذَلِكَ فدرّس بمدرسة جدّه بدمشق إلى أن مات.
وكان وقورا، مَهِيبًا، حَسَن الشَّكْل والبِزة.
111- عُمَر بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي بَكْر.
الشّيْخ نجم الدين الكُرَيْديّ، قاضي الصّلت.
سمع بإربل من: عبد الرحمن بن المسيريّ، وابن المُكرم الصّوفيّ.
وتُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من ذي الحجّة.
وهو أخو مُحَمَّد، وكان رفيقه فِي السّماع. وحدّث بمصر، وناب فِي أوّل سنة تسعٍ وسبعين وستّمائة.
112- عيسى بْن الخضر [2] بْن الْحَسَن بْن علي.
الصّدر، شمس الدّين ابن الوزير بُرهان الدّين السّنْجاريّ.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفى للبرزالي 1/ ورقة 116 أ.
[2] انظر عن (عيسى بن الخضر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 194، 195، ونهاية الأرب 31/ 117، 118، والسلوك ج 1 ق 3/ 721، وتاريخ ابن الفرات 7/ 285.

(51/118)


كَانَ مليح الشّكل والصّورة. ناب عَنْ أبِيهِ فِي الوزارة فِي أوّل الدّولة المنصوريّة، ثمّ عُزل، وولي نظر الأحباس، وخانقاه سَعِيد السُّعداء. ثم درّس بمدرسة زين النُّحاة مدّة، وقُبض عَلَيْهِ، وامْتُحن محنة شديدة، وأُخرج عَنْهُ، وأقام بطّالا فِي منزله بالمدرسة المُعِزّية إلى أن تُوُفّي فِي المحرّم، وله نيفٌ وأربعون سنة.
113- عيسى بْن المظفَّر [1] بْن مُحَمَّد بْن إلياس.
الصّدر، عزّ الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، ابن الشَّيْرجيّ.
أحد الأعيان.
وُلي حسبة دمشق ونظر الجامع، وكان عدْلًا، نبيلا، محتشما، عالي الهمّة.
سَمِعَ منه: علم الدّين البرزاليّ، وغيره.
تُوُفّي فِي رجب وله خمسٌ وخمسون سنة، ودفن بباب الصّغير.
- حرف الكاف-
114- كامل بْن مكارم.
السّليمانيّ.
تُوُفّي فِي رمضان بالقاهرة.
روى عَنْ: ابن رواحة.
115- كُشْتُغْدي [2] .
علاء الدّين الظّاهريّ، أمير مجلس، من كبار الأمراء المصريّين.
قَالَ قُطْب الدّين: ظهر قبل وفاته بقليل أنّه باقٍ عَلَى الرّقّ، فاشتراه
__________
[1] انظر عن (عيسى بن المظفّر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 195، وتالي كتاب وفيات الأعيان 94 رقم 140، وعيون التواريخ 21/ 336.
[2] انظر عن (كشتغدي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 195، ونهاية الأرب 31/ 117 وفيه «كندغدي» ، والنجوم الزاهرة 7/ 358، وتاريخ ابن الفرات 7/ 285، والوافي بالوفيات 24/ 340 رقم 375، والسلوك ج 1 ق 3/ 720 وفيه: «كندغدي» .

(51/119)


الملك المنصور وأعتقه. وكان أحد الأبطال المذكورين لَهُ مواقف مشهورة.
تُوُفّي بقلعة الجبل كهلا، وحضر السّلطان جنازته.
116- وأما: كُشْتُغْدي الشمسي [1] .
الأمير الرّافضيّ فوُلّي الشّدّ بدمشق وغير ذَلِكَ. فذكر الشّيْخ تاج الدّين فِي «تاريخه» أنّ ضياء الدّين عَبْد الكافي حدّثه أنّ كُشْتُغْدي كَانَ يقعد فِي الخزانة، ويلعن معاوية صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا عُوتب قَالَ: لعنه اللَّه ولعن من لا يلعنه.
- حرف الميم-
117- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن نعمة بْن أَحْمَد.
المفتي، شمس الدّين المقدسيّ، أخو المفتي شَرَف الدّين.
تفقّه وبرع فِي المذهب، وناب فِي تدريس الشاميّة البرّانيّة عَنِ الشّيْخ تقىّ الدّين ابن رزين، ثمّ اشترك هُوَ والقاضي عزّ الدّين مُحَمَّد بْن الصّائغ فِي تدريسها، ثمّ استقلّ بها إلى أن مات.
وناب فِي الحكم مدّة عَنِ القاضي عزّ الدّين. وكان فقيها صالحا، ورِعًا، مشكور السّيرة، متين الدّيانة، ممّن جمع العِلم والعمل.
حدّث عَنْ: أبي الحسن السّخاويّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (كشتغدي الشمسي) في: الوافي بالوفيات 24/ 340 رقم 373، والدرة الزكية 311، وتاريخ ابن الفرات 8/ 112، 113.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 195، 196، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، والعبر 5/ 340، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وتذكرة الحفاظ 4/ 492 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 475، 476 رقم 699، ومرآة الجنان 4/ 198، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 929 رقم 8 وفيه:
«محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد» ، وهو غلط، وعيون التواريخ 21/ 331، والوافي بالوفيات 2/ 131 رقم 478، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 49 رقم 486، والنجوم الزاهرة 7/ 360، وتاريخ ابن الفرات 7/ 285، وشذرات الذهب 5/ 379، والمقفى الكبير 6/ 286 رقم 1860.

(51/120)


روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن العطّار، وأبو محمد البرزاليّ، وغير هما.
وُلِد سنة سبع وعشرين وستّمائة. وتُوُفّي إلى رضوان الله فِي ثاني عشر ذي القعدة، ودُفِن بمقبرة باب كَيْسان. ولي منه إجازة.
118- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طَالِب [1] .
ناظر بلاد صفد، مجد الدّين الأَنْصَارِيّ.
روى «ثلاثيّات الْبُخَارِيّ» ، عَنِ ابن الزُّبيديّ.
سَمِعَ منه ابن البرزاليّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي رمضان.
119- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سالم.
العدْل، زَين الدّين بْن الصّوّاف الحمصىّ، والد شيخنا البدر أَحْمَد.
حدَّث عَنْ: الْحَسَن بْن صباح.
تُوُفّي فِي رجب بدمشق.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الدّهّان.
تقدّم فِي سنة إحدى وثمانين [2] .
120- مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [3] بْن عَبْد الخالق بْن خليل بْن مقلّد.
العدْل، الرئيس، علاء الدّين، أَبُو المعالي ابن الصّائغ، أخو قاضي القضاة عزّ الدّين.
ولي نظر الأسرى، وكان أمينا، كافيا، وافر الدّيانة. حصل لَهُ مرضٌ طال بِهِ، ثمّ انتقل إلى رحمة الله في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي طالب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 114 ب.
[2] برقم 49.
[3] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 196، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 ب، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 930، 931 رقم 10، وعيون التواريخ 21/ 332، والوافي بالوفيات 3/ 269 رقم 1314، وشذرات الذهب 5/ 383.

(51/121)


وقد روى عَنْ: ابن اللّتّي، ومُكرم، والسَّخاويّ.
ثنا عَنْهُ: ابن العطّار، وغيره.
ناب في آخر الكهولة. وكان مدرّس الفتحيّة، مدرسة صغيرة عند رُجَيْبة خَالِد.
121- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [1] بْن عَبْد الصَّمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفضل.
الخطيب، محيي الدّين ابن أَبِي حامد ابن القاضي الخطيب عماد الدّين ابن الحَرَسْتانيّ، الأنصاريّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، خطيب دمشق وابن خطيبها.
ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وأجاز له: جدّه، والمؤيَّدَ الطُّوسيّ، وأبو رَوْح الهَرَويْ، وزينب الشّعريّة.
وسمع من: زين الأمناء، وابن صباح، وابن الزّبيديّ، وابن باسوّيْه، والعَلَم بْن الصّابونيّ، وابن اللّتّي، والفخر الإربِليّ، وأبي القاسم بْن صَصْرى، والفخر بْن الشَّيْرجيّ.
وسمع بالقاهرة من: عَبْد الرحيم بْن الطُّفَيْل.
وحدّث «بالصّحيح» وغيره. أقام بصهيون مدّة فِي حياة أبِيهِ، ووُليّ الخطابة بِهِ بعد موت أبِيهِ، ودرّس بالغزاليّة والمجاهديّة، وأفتى وأفاد. وكان
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 196، 197، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 97 رقم 144 (في ترجمة أبيه) ، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 340، 341، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 284، ومعجم شيوخ الذهبي 522، 523 رقم 777، والبداية والنهاية 13/ 302، 303 وفيه: «يحيى بن عبد الكريم» وهذا غلط، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 932 رقم 11، وعيون التواريخ 21/ 329، والوافي بالوفيات 3/ 282 رقم 1327، وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة 3/ 53، 54 رقم 489، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والدارس 1/ 421، وشذرات الذهب 5/ 380، وذيل التقييد 1/ 162 رقم 280، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 214، وعقد الجمان (2) 312 وفيه: «محيي الدين يحيى» ، وتذكرة النبيه 1/ 86، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 74، 75.

(51/122)


متصوّنا، حَسن الدّيانة، كثير الفضائل. وله شعر جيّد، فمنه فِي الصّقعة الكائنة فِي دولة الظاهر:
لمّا وقفت عَلَى الرياض مسائلا ... ما حلّ بالأغصان والأوراق
قَالَتْ أتى زمن الربيع ولم أر [1] ... مَن كَانَ يألفني من العشاق
وتناشدت أطيارها فِي دوحها ... لما أضاء الجوّ بالإشراقِ
وتذكرت أيامها فتنفّست ... فأصابها لهبٌ من الإحراق
أبلغهم عني السلام وقل لهم ... هَا قد وفت بالعهد والميثاق
فغدوتُ أندبُ ما جرى متأسفا ... والدمع يسبقني من الآماق
وكان مُحَيي الدّين طيّب الصّوت، عَلَى خطبته روح، وفيه نسك وعبادة وانقطاع وملازمة لبيته.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وابن البرزاليّ، وطائفة.
وأجاز لي مَرْوياته.
ومات فِي ثامن عشر جمادى الآخرة، ودُفِن بقاسيون.
122- مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [2] بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن غدير.
العدْل، شَرَفُ الدين، أَبُو عَبْد اللَّه ابْن القوْاس، الطّائيّ، الدّمشقيّ، أَخُو شيخنا ناصر الدّين عُمَر.
وُلِد سنة اثنتين وستّمائة.
وسمع من: الكِنْديّ، والخَضِر بْن كامل، وابن الحَرَسْتانيّ، وأبي يَعْلَى بْن أبي لُقْمة، وابن البنّ، وأبي الفتوح البكريّ.
__________
[1] في الأصل: «ولم أرى» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 112 أ، والعبر 5/ 341، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 284، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وشذرات الذهب 5/ 380، والمقفى الكبير 6/ 142 رقم 2600.

(51/123)


وسمع ببغداد من: عمر بن كرم.
وأجاز لَهُ عُمَر بْن طَبَرْزَد.
روى الكثير، وكان شيخا حسنا، لَهُ أخلاق حسنة، صحيح السّماع، لَهُ ثروة وعقار.
روى عنه: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، والمِزيّ، والبِرزاليّ، وابن العطّار، وجماعة.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الآخر.
123- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [1] بْن عَبْد الوهّاب بْن السّابق.
الصّدر، نجم الدّين، وُلِد العدل الكبير، شرف الدّين الدّمشقيّ.
تُوُفّي فِي هذا العام.
124- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عُثْمَان.
الصَّعبيّ، الْمَصْرِيّ، والد المحدّث أمين الدّين عَبْد القادر.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
125- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حجّي [2] .
الأَنْصَارِيّ، ابن القباقبيّ، الصّدر شمس الدّين.
تُوُفّي فِي شوّال، ودُفن بالجبل.
وكان من شيوخ الكتّاب [3] . وهو والد مجد الدّين يوسف.
126- مُحَمَّد بْن عيسى [4] بْن سُلَيْمَان بْن رمضان.
أَبُو عَبْد اللَّه بْن القيّم، أخو شيخنا ضياء الدّين علي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 113 أ.
[2] انظر عن (ابن حجي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 115 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 102 (في آخر الترجمة رقم 150) .
[3] وقال الصقاعي: ولي مشدّ الصحبة المنصورية وظلم وعسف.
[4] انظر عن (محمد بن عيسى) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 312، والمقفّى الكبير 6/ 467 رقم 2973.

(51/124)


تُوُفّي بمصر عَنْ ستَّ وثمانين سنة.
وقد حدَّث عَنْ: الفخر الفارسىّ، ومُكَرَّم، والقاضي زين الدّين.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر. ووُلِد سنة ستَّ وستّمائة.
127- مُحَمَّد بْن فَتُّوح بْن أَبِي الذّكر.
المحدّث، المفيد، أبو عبد الله المصفوىّ، الإسكندريّ.
من كهول الطَّلبة.
تُوُفّي بالإسكندريّة فِي رمضان.
128- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مميل.
الصّدْر الكبير، عماد الدّين، أَبُو الفضل ابن القاضي شمس الدّين ابن الشّيرازىّ، الدّمشقيّ، صاحب الخطّ المنسوب.
ولد سنة خمس وستمائة.
وسمع: أبَاهُ، وداود بْن ملاعب، وأبا القاسم بْن الحَرَستانيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّي، والبرزالىّ، وطائفة.
وكان رئيسا محتشما، متموّلا، مليح الشَّكل، متواضعا، وَقُورًا، مَهِيبًا، وافر الحرمة.
وكتب على المولى، وانتهى إليه التقدُّم فِي براعة الخطّ، لا سيما فِي القلم المحقّق، وقلم النَّسْخ [2] . ارتحل غير مرّة للتّجارة فسمَّع ولده شيخنا المعمّر أبا نصر من أصحاب السّلفىّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 197، 198، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 112 ب، ودول الإسلام 2/ 185، والإشارة إلى وفيات الأعيان 372، والإعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، 1492 رقم 1172، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2261، والبداية والنهاية 13/ 302، وعيون التواريخ 21/ 336، والوافي بالوفيات 1/ 203، رقم 127، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 75، وتذكرة النبيه 1/ 84، وعقد الجمان (2) 312، والنجوم الزاهرة 7/ 360، والمقفى الكبير 7/ 26 رقم 3092، وتاريخ الخلفاء 484.
[2] في البداية 13/ 302: «ابن أبى جفوان» ، وهو غلط.

(51/125)


واتّفق أنّهُ قبل موته بأربعة أيّام شهر عند ابن الصّائغ بالعادليّة وهو طيّب، ثمّ ركب البغلة وخرج إلى بستانه بالمزّة، فتغيّر عند باب الجابية، وأصابه فالج، فركب الغلام خلفه وأمسكه إلى البستان، واستمرّ بِهِ المرض وتُوُفّي رحمة اللَّه فِي ثامن عشر صفر، وحُمل إلى سفح قاسيون.
129- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبَّاس بْن أَبِي بَكْر بْن جعوان [2] بْن عَبْد اللَّه.
الحافظُ، شمسُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، النَّحْويّ، أحد الأئمّة.
أخذ العربية عَنِ الشَّيْخ جمال الدين بْن مالك، وصار من كبار أصحابه، ثمّ أقبل عَلَى الحديث وعُني بِهِ أتمّ عناية.
وسمع من: ابن عَبْد الدّائم، وابن أَبِي اليسُرْ، وابن الشّيرازىّ، وابن أَبِي الخير، وخلق سواهم.
وارتحل إلى مصر فِي شهادة، فسمع من: عامر القَلْعيّ، والعزّ الحرّانىّ، وطائفة.
وكتب كثيرا بخطّه، وخرّج للمشايخ. وقرأ «المُسْنَد» عَلَى ابن علّان قراءة لم يسمع النّاس مثلها فِي الفصاحة والصّحّة. وحضر جماعة من الأئمّة، فما أمكنهم يحفظون عليه لحنة واحدة.
وكان مليح الشّكل. ومات فِي عُنفوان الشبيبة في سادس عشر جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 198، 199، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 111 ب، ونهاية الأرب 31/ 113، والسلوك ج 1 ق 3/ 718، وتاريخ ابن الفرات 7/ 286، والمختار من تاريخ ابن الجزري 313، والعبر 5/ 341، والبداية والنهاية 13/ 302، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 69، وتذكرة النبيه 1/ 82، والنجوم الزاهرة 7/ 359، ودول الإسلام 2/ 185، وفيه «محمد بن أبى نصر الشيرازي» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، وعيون التواريخ 21/ 328، 329، والوافي بالوفيات 1/ 201 رقم 126، وعقد الجمان (2) 311، والمقفّى الكبير 7/ 98 رقم 3182.
[2] . وقال النويري: «وكان شيخ الكتابة، أتقن الخط المنسوب، وبلغ فيه مبلغا عظيما، حتى يقال إنه أتقن قلم المحقق، وكتبه أجود من شيوخ الصناعة ابن البواب» . (نهاية الأرب) .

(51/126)


وهو أخو الفقيه الزّاهد شهاب الدّين أَحْمَد.
ونقل الشهاب الإربليّ، عَنِ الشَّرَف يعقوب بْن الصّابونىّ قَالَ: رأيت ابن جعوان فِي النّوم، فاعتنقته وسلّمت عَلَيْهِ، وقلت لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ:
كلّ خير، نَحْنُ نفترش السُّنْدُس رزقكم اللَّه ما رزقنا.
130- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حسين بْن عَبْدك [1] .
الشّيْخ الصّالح، شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الكْنجيّ [2] ، المحدّث، الصّوفىّ، نزيل بيت المقدس.
سَمِعَ: أَبَا الْحَسَن بن المقيّر، وأبا الحسن السّخاوىّ، وأبا عمرو بْن الصّلاح، وأبا إِسْحَاق الخشُوعيّ، وعبد العزيز بْن أميّة، وجماعة بدمشق.
وعبد الوهّاب بْن رَوَاج، وفخر القُضاة ابن الجباب، وسِبْط السِّلَفّي، ونبَا بْن هجّام، وجماعة بمصر.
وأبا القاسم بْن رواحة، وأبا الحجّاج بْن خليل بحلب.
والمؤتمن بْن قُمَيرة، وإبراهيم بْن أَبِي بَكْر الرعبىّ، وأخاه مُحَمَّدًا، وعبد اللَّه بْن عُمَر البَنْدنيجيّ، وعبد القادر بْن الْحُسَيْن البندنيجيّ، وفضل اللَّه بْن عَبْد الرّزاق، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بقاء السّبّاك، ومُحَمَّد بْن الخُضَريّ ببغداد.
والحسن بْن عَبْد القاهر الشَّهْرزَوريّ الحاكم، وغيره بالموصل.
وسرايا بْن معالي، وإبراهيم بْن أَبِي الْحَسَن الزّيَّات بحرّان.
وخرّج لنفسه مُعجَمًا. وحدّث بدمشق والقدس. وكان عُرْيًا من العربيّة، قليل البضاعة فِي الحديث. وكان كثير الأسفار والتّطواف.
__________
[1] انظر عن (ابن عبدك) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 114 ب، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492.
ومعجم شيوخ الذهبي 559 رقم 829، والوافي بالوفيات 2308 رقم 149.
[2] في معجم شيوخ الذهبي: «الكيخى» .

(51/127)


روى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، وابن العطار، وابن الخبّاز، والبِرْزاليّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي رجب [1] ببيت المقدس. كتب إليَّ بمَرْوِيّاته.
131- مُحَمَّد بْن مظفَّر بْن مُحَمَّد.
الثقفيّ، تاج الدّين بْن زين الدّين الحموىّ، الشّافعيّ. من أعيان المدرّسين بحماة.
رأيت وفاته بعد الثّمانين وستّمائة، وهو فِي عشر السّبعين، وأظنّه والد المقتول بمصر بعد السّبعمائة عَلَى الزَّنْدَقة.
132- مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن أَبِي الفضل.
بدر الدّين الفارقىّ. شيخ معمَّر، كتب فِي الإجازات. وذكر أنّ مولده بمَيّافارِقين سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
مات فِي جمادى الآخرة. فإنْ كَانَ قد ضبط مولده فقد عاش مائة وأربع سنين.
133- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان.
الشّيْخ رشيد الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد العامرىّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ «صحيح مُسْلِم» وكتاب «دلائل النُبُوة» من أَبِي القاسم ابن الحَرَسْتانيّ، وحدّث بهما.
وروى «جزء الأَنْصَارِيّ» عَنِ الكنديّ، و «الأربعين السُّباعيّات» عَنْ أَبِي الفتوح البكريّ، وأجاز لَهُ جماعة.
__________
[1] في معجم شيوخ الذهبي 559: «مات في رجب سنة أربع وثمانين وستمائة» .
[2] انظر عن (محمد بن أبى بكر) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 116 أ، والعبر 5/ 341، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2262، وذيل التقييد 1/ 106 رقم 134، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وشذرات الذهب 5/ 381.

(51/128)


سألت أَبَا الحجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: كَانَ شيخا مستورا، عُمّر وانتفع بِهِ، وحدَّث بكثيرٍ من مسموعاته.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، والبِرْزاليّ، والنّاس.
ومات فِي ذي الحجّة. وكان فرّاشا بالمجاهديّة.
134- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [1] .
الجواديكى [2] ، الحلبىّ، الزّاهد.
كَانَ فقيرا، صالحا، كبير القدر، مشهورا بين الفقراء بالفُتُوّة والخدمة ودماثة الأخلاق. وكان مُحِبًّا للعُزلة، كثير الصَّمْت والرياضة، حَسَن النّزاهة.
وهو من بيت إمرة وحشمة، أقام بدمشق فِي أواخر عُمُره، وحصل لَهُ طرف فالج. وكان مقيما بمقصورة الحلبيّين من الجامع، وبها تُوُفّي فِي ثانى ربيع الأوّل، وشيّعه الخلق. وكان من أبناء الثّمانين، رحمه الله تعالى.
135- محمود بْن أَحْمَد بْن مُنْقذ [3] .
الأجلّ الرئيس جلال الدّين.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
وقد روى عَنْ أَبِي القاسم بْن صَصْرى.
136- مسافر [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
البطائحيّ [5] ، الأحمديّ.
كان في شبوبيّته يأكل الحيّات، ويدخل الأفرنة. وطال عمره حتّى أنّهُ جاوز المائة فيما قِيلَ. وأظنّه تاب من أكل الحيّات ودخول النّار، وأقبل على شأنه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 199، 200.
[2] في ذيل المرآة: «الحردتكى» .
[3] انظر عن (ابن منقذ) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 116 أ.
[4] انظر عن (مسافر) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 313.
[5] في المختار: «النطاحى» .

(51/129)


تُوُفّي فِي شعبان.
- حرف النون-
137- ندي بْن سعد اللَّه.
الشَّرَف العَرَضي، التّاجر.
تُوُفّي فِي جمادى الاولى بدمشق.
138- نصر اللَّه بْن طلائع بْن حمدان.
العسقلانىّ البزّار.
روى عَنْ: عَلِيّ بن إسماعيل بن جبارة، وابن منق ومات بمصر فِي ذي الحجّة.
139- نصر اللَّه بْن عَلِيّ [1] بْن سَنِيّ الدّولة.
العدل، ناصر الدّين الدّمشقيّ.
روى شيئا يسيرا. وهو والد شيخنا مُحَمَّد.
تُوُفّي فِي رجب.
سَمِعَ من عمّه قاضى القضاة أَبِي البركات [2] .
- حرف الياء-
140- يَحْيَى بْن أَحْمَد [3] بْن سالم.
العدل، زين الدّين ابن السّلالمىّ، الخشّاب.
تُوُفّي بدمشق فِي رجب.
سمع من: ابن مسلمة.
وكان من عدول القيّامة إلى أن مات [4] .
__________
[1] انظر عن (نصر الله بن على) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 113 ب.
[2] وقال البرزالي: «وكان يشهد تحت الساعات، ووجدت له سماعا ... ولم يحدّث» .
[3] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 113 ب (كتبت هذه الترجمة في جذاذة ألصقت هنا من كتاب المقتفى) ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 178 رقم 298.
[4] وقال الصقاعى: «كان من أجواد الناس وأكابرهم. وسافر هو وأخوه إلى بغداد، وخدموا

(51/130)


141- يَحْيَى.
الصّدر الكبير، الجليل، أَبُو المحامد، محيي الدّين ابن الشّيْخ شمس الدّين إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الفضائل، الخالديّ، المخزوميّ، السّيْبيّ.
قَالَ ابن الفُوَطي: اتّفق لَهُ ما لم يتّفق لأحد من الاتّصال بالسّيّدة باب جوهر بِنْت المستعصم، وكان هو لاو ولمّا غلب بعث بها إلى أخيه منكوتمرقان، فدخل بها بتُركستان، وأولدها عَبْد العزيز وعبد الحقّ، وانقرضا، ونقلها إلى وطنها سنة إحدى وسبعين. وكان قد ورد محيي الدّين بزاعة، فاجتمع بالأمير مبارك بْن المستعصم مَعَ والده شمس الدّين، فكتب عَنْهُمَا بإملائه مشيخة هِيّ عند أخيه مولانا كمال الدّين مسافر ابن شيخنا شمس الدّين.
سَمِعَ من جدّه رشيد الدّين، ومات فِي رجب.
142- يحيى بْن عَلِيّ [1] بْن سَعِيد.
الصّدر الكبير، محيي الدّين، أَبُو الفضل التّميميّ، الدّمشقيّ، ابن القلانِسِي.
رئيس محتشم، فاضل، تارك للولايات والمناصب، محبّ للحديث وأهله. له نظم وأدب.
__________
[ () ] جند فيها وعادوا (كذا) إلى الشام. واقتنى أملاك (كذا) كثيرة بغوطة دمشق وبحوران» .
ومن شعره:
إذا كنت ترضى من أخ ذي مودّة ... إخاء بلا شيء فخاوي المقابرا
فلا خيرها يرجا ولا الشر يتقى ... ولا حاسدا فيها يظلّ محاذرا
[1] انظر عن (يحيى بن على) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 200، 201، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 115 أ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 176 رقم 294، والعبر 5/ 342، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، وتذكرة الحفاظ 4/ 1492، ومعجم شيوخ الذهبي 642، رقم 962، والمعجم المختص 296 رقم 375، ومرآة الجنان 4/ 198، وعيون التواريخ 21/ 331، وذيل، التقييد 2/ 305 رقم 1683، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وشذرات الذهب 5/ 381، وتذكرة النبيه 1/ 85، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 75.

(51/131)


ولد سنة أربع عشرة وستمائة.
وسمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن البُنّ، وأبي القاسم بْن صَصْرى، وأبى مُحَمَّد ابن قُدامة، وأبى المجد القزوينيّ، وزين الأمناء بْن عساكر، وأبى إِسْحَاق الكاشْغريّ.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والشّيخ على المَوْصليّ، وابن العطّار، والمِزّي، والبِرْزالي [1] ، وخلق كثير [2] .
وقد رَأَيْته، وأجاز لي مَرْوِيّاته.
وتُوُفّي فِي الثّامن والعشرين من شوّال.
143- يحيى بْن عَلِيّ [3] بْن أَبِي طَالِب بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن على بن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الكاظم.
العدل، محيي الدّين، أَبُو المفضّل العلويّ، الحسينىّ، الموسوىّ، النّسيب، الدّمشقيّ، أخو الشريف المعمَّر مُوسَى بْن على.
وُلِد فِي رمضان سنة خمسٍ وعشرين وستّمائة.
وسمع من: السّراج ابن الزّبيدىّ، والفخر الإربليّ، ومُكَرَّم بْن أَبِي الصَّقر، وعلى بْن سُلَيْمَان بْن إيداش.
وحدّث. وتُوُفّي فِي تاسع جمادى الآخرة ودُفن بمقابر الصّوفيّة.
روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد البِرزالي.
144- يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن مكىّ.
الحربىّ، الزَّيْلَعيّ.
سمع: ابن عماد، والهمذانيّ.
__________
[1] وهو قال: «وكان من أعيان الصدور، حسن الشكل، كريم الأخلاق، عنده فضيلة وأدب» .
[2] وقال الصقاعى: «سافر إلى اليمن والبلاد، وحضر إلى دمشق في الدولة الظاهرية، وألزم بمباشرة نظر المواريث. وتنكّد في مباشرتها ولازم داره. وله من أوقاف والده ما يكفيه» .
[3] انظر عن (يحيى بن على) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 113 أ.

(51/132)


ومات فِي جمادى الأولى.
145- يعقوب بْن فضل [1] بْن طرخان.
الشريف الجعفرىّ، الفقيه.
يروي عن الحافظ الضّياء.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى. وكان رجلا صالحَا حنبليّا، مُتَّبعًا للآثار.
146- يوسف بْن جامع [2] بْن أَبِي البركات.
العلّامة، المقرئ، أَبُو إسحاق القفصيّ، الحنبلىّ، الضّرير.
مقرئ بغداد. كَانَ عارفا باللّغة والنَّحْو، بصيرا بعلل القراءات، متصدّرا لإقرائها.
وقد سَمِعَ الحديث من: عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن النّاقد، وتاج النّساء عجيبة.
وقد دخل دمشق ومصر، وأخذ من شيوخهما.
أخذ عنه: الفَرَضيّ، والقلانِسيّ.
وقرأ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن موسى الْجَزَريّ، وغيره.
ومات فِي صفر.
وله تصانيف فِي القراءات.
وُلِد سنة ستِّ وستّمائة.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن فضل) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 112 ب، والمنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد رقم 1251، والدرّ المنضّد 1/ 425 رقم 1132.
[2] انظر عن (يوسف بن جامع) في: معرفة القراء الكبار 2/ 683، 684 رقم 652، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 302- 304، وغاية النهاية 2/ 394، وبغية الوعاة 2/ 355، وذيل وفيات الأعيان (درّة الحجال) 3/ 355، وشذرات الذهب 5/ 375، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2363، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 82، والمنهج الأحمد 396، والمقصد الأرشد 1260، والدرّ المنضّد 1/ 424 رقم 1130.

(51/133)


الكنى
147- أَبُو بَكْر [1] .
الملك العادل، ابن صاحب الكَرَك، الملك النّاصر دَاوُد بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن أيّوب.
رئيس فاضل، عاقل، محتشم، محبوب الصّورة.
روى عَنْ: ابن اللّتّيّ.
ومات فِي رمضان.
148- أَبُو بَكْر بْن ممدود [2] بْن مثقال.
الشّيخ الصّالح.
قَالَ ابن الخبّاز: تُوُفّي فِي خامس ذي الحجّة بدمشق، وكان من عباد اللَّه الصّالحين. أخرجت جنازته بالتّهليل، وكان يوما مشهودا. وعاش أكثر من مائة وأربعٍ وعشرين سنة، كذا قَالَ، وهو مجازف، أعنى النّجم.
وفيها وُلِد:
رفيقنا مُحِبّ الدّين عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن المحبّ المقدسيّ، المحدّث، والشيخ جمال الدّين بْن جملة الشّافعيّ، وناصر الدين محمد بن محمد بن محمد بن الحكيم، الصّالحيّون.
ومحيي الدّين عَبْد القادر ابن شيخنا أَبِي الْحُسَيْن اليُونينيّ فِي المحرم، وعمر ابن الشّيْخ حسن بْن أمَيْلة بالمِزّة، وأحمد ابن شيخنا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي اليُسر، وتقىّ الدّين سليمان بن مراجل الكاتب.
__________
[1] انظر عن (أبى بكر العادل) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 201، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 115 أ، ونهاية الأرب 31/ 115، وعيون التواريخ 21/ 330، 331، والسلوك ج 1 ق 3/ 719، 720، وتذكرة النبيه 1/ 87.
[2] انظر عن (ابن ممدود) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 313، وأهل المائة فصاعدا 137

(51/134)


سنة ثلاث وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
149- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم.
الرئيس شمس الدّين السّعودىّ [1] ، التّاجر بقيْساريّة الشُرْب.
تُوُفّي فِي رجب. وأحق [2] يوم وفاته.
150- أَحْمَد بْن بُراق بْن طاهر [3] .
السّوادى، المؤذّن بجبل قاسيون.
روى عن: ابن اللّتّي، والهَمَذانيّ.
ومات فِي ثامن عشر رَمَضَان.
151- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
التكْريتيّ، المعروف بواعظ تكريت.
أحد الفقهاء بالبادرائيّة بدمشق.
كَانَ طريفا، مطبوعا، طيّب المزاج، كثير الهزْل والسّخف. لَهُ وعظٌ عَلَى طريق الهزْل، ونال بذلك وجاهة وحَظْوة عند الرؤساء، لا سيما الحلبيّين فِي الأيّام النّاصريّة. وكان يلوذ بالوجيه ابن سُوَيْد ويَصحبه. وقد ضحك الملك النّاصر مرّة من خطبته ووعْظه بحيث استلقى، ووصله بجملة.
ثم حسُنت حاله فِي الآخر، وسرد الصّوم. وكان كثير الصّلاة، وخلّف ثلاثة آلاف درهم، وذهب لَهُ ودائع عند التّجّار.
__________
[1] في نسخة اخرى: «السعردي» .
[2] كذا رسمها في الأصل، ولم نتبيّنها.
[3] انظر عن (احمد بن براق) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 ب.
[4] انظر عن (احمد بن محمد) في: تالى كتاب وفيات الأعيان 47، 48 رقم 72، والمختار من تاريخ ابن الجزري 318، والوافي بالوفيات 8/ 41 رقم 3445.

(51/135)


152- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [1] .
القاضي محيي الدّين ابن قاضى القضاة عزّ الدّين ابن الصّائغ.
وكانت شابّا فاضلا، مدرّسا. بقيت مدرستاه العماديّة والدّماغيّة عَلَى إخوته، فناب عَنْهُمُ الشّيْخ زَين الدّين الفارقىّ رعاية لأبيهم.
153- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النّجيب [2] .
شهاب الدّين الخطىّ، صِهْر الشّيْخ أَحْمَد إمام الكلّاسة.
سَمِعَ مَعَ أولاده من ابن عَبْد الدّائم، وجماعة.
154- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور [3] بْن القاسم بْن مختار.
القاضي، العلّامة، ناصر الدّين، ابن المُنَيَّر الْجُذَاميّ [4] ، الْجَروانيّ، الإسكندريّ، المالكيّ، قاضى الإسكندريّة وعالمها، وأخو شيخنا زين الدّين على.
__________
[1] انظر عن (ابن عبد القادر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 210، 211، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 119 ب.
[2] انظر عن (ابن النجيب) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 120 أ.
[3] انظر عن (ابن منصور) ، في: ذيل مرآة الزمان 4/ 206- 210، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 ب، ونهاية الأرب 31/ 123، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، وتاريخ ابن الفرات 8/ 12، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 342، والإشارة الى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2264، ومرآة الجنان 3/ 198، وتاريخ ابن الوردي 2/ 232، وعيون التواريخ 21/ 348، 349، والوافي بالوفيات 8/ 128 رقم 3548، والديباج المذهب 71، وفوات الوفيات 1/ 132، وعقد الجمان (2) 3351، 336، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 157 أ، والمنهل الصافي 2/ 185 رقم 304، والنجوم الزاهرة 7/ 361، وتذكرة النبيه 1/ 92، وشذرات الذهب 5/ 381، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 79، والمقفّى الكبير 1/ 628 رقم 653، والدليل الشافي 1/ 86 رقم 302، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 88 رقم 82، وتاريخ الخلفاء 484، وكشف الظنون 82، 136، 517، 1477، وإيضاح المكنون 1/ 166، و 2/ 577، وروضات الجنات 83، وفهرست الخديوية 1/ 130، ومعجم المؤلفين 2/ 161، 162، وبغية الوعاة 1/ 168، وديوان الإسلام 4/ 279، 280 رقم 2042.
[4] في تاريخ ابن الوردي: «الحذامى» وهو تصحيف.

(51/136)


ولد سنة عشرين وستّمائة. كَانَ مَعَ علومه لَهُ يدٌ طُولى فِي الأدب وفنونه، وله مصنَّفات مفيدة.
كُنْيته أَبُو الْعَبَّاس ابن الإِمَام العادل وجيه الدّين أَبِي المعالي بْن أَبِي على.
وقد ذُكر أبُوهُ فِي سنة ستَّ وخمسين، رحمه اللَّه.
ولناصر الدّين «ديوان خُطَب» ، وله «تفسير حديث الإسراء» فِي مجلّد، عَلَى طريقة المتكلْمين لا عَلَى طريقة السَّلف، وله تفسير نفيس. وهو سبط الصّاحب نجيب الدّين أَحْمَد بْن فارس، فالشّيخ كمال الدّين ابن فارس شيخ القرّاء خاله.
وقد سَمِعَ الحديث من أبِيهِ، ومن: يوسف بْن المخيليّ، وابن رواج، وغيرهم.
وكان لا يناظر تعظيما لفضيلته، بل تُورد الأسئلة [1] بين يديه، ثمّ يُسمع ما يجيب فيها.
وله تأليف عَلَى تراجم «الْبُخَارِيّ» . وقد ولّى قضاء الإسكندريّة وخطابتها مَرْتين، وقد درّس بعدّة مدارس.
وقيل إنّ الشّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد السّلام كَانَ يَقُولُ: ديار مصر تفخر برجلين فِي طَرَفيها، ابن المُنَيْر بالإسكندريّة، وابن دقيق العيد بقوص.
وله خُطْبة خطب بها لمّا دخل هولاكو الشّام:
«الحمد للَّه الَّذِي يرحم العيون إذا دمعت، والقلوبَ إذا خَشَعت، والنَفوسَ إذا خَضَعت، والعزائم إذا اجتمعت. الموجود إذا الأسباب انقطعت، المقصود إذا الأبواب امتنعتْ، اللّطيف إذا صدمت الخطوب وصدَّعت. رُبَّ أقضيةٍ نزلت فما تقدّمت حتّى جاءت ألطافٌ دفعت، فسُبحان من وسعت
__________
[1] في الأصل: «الأسولة» .

(51/137)


رحمته كلّ شيء، وحقّ لها إذا وسعت. وسعت الى طاعته السّماوات والأرض حين قَالَ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً 41: 11 [1] فأطاعت وسمعت.
احمده لصفاتٍ بَهَرتْ، واشكره عَلَى نعم ظهرتْ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شهادة عَنِ اليقين صدرتْ، وأشهدُ انّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، بعثَهُ والفتنةُ قد احتدَّت، والحاجة قد اشتدَّت، ويدُ الضَلالِ قد امتدَّتْ، وظُلُمات الظُّلم قد اسودَّت، والجاهليّة قد أخذت نهايتها، وبلغت غايتها، فجاء بمحمد صلى الله عليه [وسلم] ، فملك عِنَانها، وكَبَت أعيانها، وظهرت آياته فِي الجبابرة، فهلكت فرسانها، وفي القياصرة فنكّست صُلبانها، وفي الأكاسرة فصدّعت إيوانها، وأوضح عَلَى يده المحجّة وأبانها، صلّى اللَّه عَلَيْهِ وعلى آله فروع الأصل الطّيّب، فما أثبتها شجرة وأكرم أغصانها.
ايها النّاس خافوا اللَّه تأمنوا فِي ضمان وعده الوفىّ، ولا تخافوا الخلق وإن كثروا، فإنّ الخوف منهم شِرْكٌ خفىّ، الا وإنّ من خاف اللَّه. خاف منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللَّه خاف من كلّ شيء. وإنّما يخاف عزّ الربوبيّة من عرف من نفسه ذُلَ العبوديّة، والاثنان لا يجتمعان فِي القلب، ولا تنعقد عليهما النّيّة. فاختاروا لأنفسكم، إمّا اللَّه تعالى، وإمّا هذه الدّنيا الدَّنية، فمن كانت الدّنيا أكبر هَمّة لم يزل مهموما، ومن كَانَ زهرتها نُصب عينه. لم يزل مهزوما، ومن كانت جِدّتها غاية وَجْده لم يزل مُعْدَمًا حتّى يصير معدوما.
فاللَّه اللَّه عباد اللَّه، الاعتبار الاعتبار، فأنتم السُّعداء إذا وُعظتم بالأغيار، أصلِحوا ما فَسد، فإنّ الفساد مقدّمة الدّمار، واسْلكُوا الْجِدّ تنجوا فِي الدّنيا من العار، وفي الآخرة من النّار، واتّفوا اللَّه، وأصلِحوا تُفْلحوا، وسلّموا تَسْلموا، وعلى التّوبة صمّموا واعزموا، فما أشقى من عقد التّوبة بعد هذه العِبَر ثمّ حلّها، الا وإنّ ذنبا بعد التّوبة أقبح من سبعين قبلها» .
تُوُفّي ابن المُنَيّر فِي مستهلّ ربيع الأوّل بالثّغر.
__________
[1] قرآن كريم، سورة فصّلت، الآية 11.

(51/138)


155- أَحْمَد بْن مرزوق [1] بْن أَبِي عمّار [2] .
البجائيّ، المغربيّ، السّلطان الدّعيّ، الَّذِي قَالَ: أَنَا ابن الواثق باللَّه أَبِي زكريّا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عَبْد الواحد بْن عمر الهنتاتىّ، ويُسمّى الفضل.
ومن خبره انّه سار فِي جيش، وقصد تونس، وتوثب عَلَى صاحبها المجاهد ابى إسحاق إبراهيم بن يحيى الهنتاتىّ، وظفر بِهِ، فقبض عَلَيْهِ، ثمّ ذبحه صبْرًا، وغلب على إفريقية، وتسمّى بأمير المؤمنين، وقام بالوقاحة، وثمّ امره، وعرف النّاس انّه زَغَل.
وكان سيّئ السّيرة، فانتدب لَهُ أَبُو حفص عُمَر بْن يَحْيَى أخو المجاهد المذكور، وقام معه خلق كثير، فخارت قِوى الدّعيّ، واختفى، فبويع أَبُو حفص، ولُقّب بالمستنصر باللَّه المؤيّد، وظفر بالدّعىّ وعذّبه، فأقرّ بأنّه أَحْمَد بْن مرزوق، وانّه كذب، فمات تحت السّياط.
وكانت دولته دون العالمين، ولا اعلم مَتَى هلك يقينا.
156- أَحْمَد بْن هولاكو [3] بْن تولى بْن جنكزخان.
المُغُليّ، ويُسمّى بكوتا، وقيل بكدوا، صاحب العراق، وخراسان، وآذربيجان، والجزيرة، والرّوم.
__________
[1] انظر عن (احمد بن مرزوق) في: عقود الجمان للزركشى، ورقة 35- 40، والوافي بالوفيات 8/ 175 رقم 3595، وتاريخ ابن خلدون 6/ 302، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، والمقفى الكبير 1/ 634 رقم 661، والمنهل الصافي 2/ 215، 216 رقم 313، والدليل الشافي 1/ 89 رقم 311، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 46 وما بعدها، والحلل السندسية في الأخبار التونسية ج 1 ق 4/ 1036 وما بعدها، وشرح رقم الحلل 210 و 220.
[2] في الوافي: «ابن ابى عمارة» ، ومثله في المنهل الصافي.
[3] انظر عن (ابن هولاكو) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 211- 213، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 144 ب، 145 أ (حوادث سنة 682 هـ.) ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 113 (في ترجمة عطا ملك) ، ودول الإسلام 2/ 185، والعبر 5/ 342، 343، والإشارة الى وفيات الأعيان 373، ومنتخب الزمان 2/ 365، وتاريخ الخميس 2/ 425، والوافي بالوفيات 8/ 227، 228 رقم 3664، والنجوم الزاهرة 7/ 362.

(51/139)


قِيلَ إنّ سبب تسميته بأحمد انّ بعض مشايخ الأحمديّة دخل النّار قدّام هولاكو، واحمد حينئذٍ طفل، فأخذه الشّيْخ ودخل بِهِ النّار، فسمّاه أبُوهُ أَحْمَد، ووهبه للأحمديّة. ثمّ كانوا يَغْشَونه ويحبّبون إلَيْهِ الإِسْلَام، فأسلم وهو صبىّ، ثمّ إنّه جلس عَلَى تخت المُلْك بعد هلاك ابغا ومنكوتمر أخَوَيه، ومال الى الإِسْلَام، ويُسّر لَهُ قرين صالح، وهو الشّيْخ عَبْد الرَّحْمَن الَّذِي قدم فِي الرُّسْليّة الى الشام، وسعى فِي إصلاح ذات البَيْن. ولم تطُل أيّام أَحْمَد، ومات شابّا وله بضعٌ وعشرون سنة، وقام فِي المُلك بعده ارغون بْن ابغا، وهو الَّذِي قتله، وكان ارغون بطرف خُراسان يحفظها، فلما مات أبُوهُ وتملّك أَحْمَد اقبل ارغون فِي جيشه فعمل مصافّا مَعَ أَحْمَد، فانكسر جَمْع أَحْمَد، وجرت لهما أمور لا أجيء بها كما ينبغي، فلعن اللَّه ساعة التّتر.
قرأت بخطّ ابن الفُوَطيّ: قُتِل السّلطان أَحْمَد فِي جمادى الأولى.
قلت: قتلوه بأنْ قصفوا صُلبْه، فمات رحمه اللَّه تعالى.
157- إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن إِبْرَاهِيم.
العلّامة شَرَفُ الدّين البكريّ، الزّنْجانيّ، ثمّ الشّيرازىّ.
مات بشيراز. قاله الفُوَطيّ.
وقال: قدم بغداد حاجّا. صنَّف كتابا عَلَى طريقة «جامع الأصول» ، وحدّث بمَرَاغة وتبريز بكتاب «الأنوار اللَّمِعة فِي الجمع بين الصّحاح السّبعة» تأليف تاج الدّين السّاوىّ.
سَمِعَ منه: الصّاحب شمس الدّين الْجُوينيّ، وأولاده.
158- إسرائيل [2] بْن إِسْمَاعِيل بْن شُقَيْر.
زكىّ الدّين الدّمشقيّ، التّاجر. شيخ حسن معمّر، قليل الرّاوية.
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 120 ب، وتاريخ علماء بغداد لابن رافع 8، ومعجم المؤلفين 1/ 13.
[2] انظر عن (إسرائيل) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 119 ب.

(51/140)


وسمع من: أَبِي القاسم بْن صَصْرى.
حمل عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي رمضان.
159- إِسْمَاعِيل بْن قايماز [1] .
الأمير ناصر الدّين ابن الرُّوميّ، الدّمشقيّ.
حدّث عَنِ الشَّرَف الصّابونىّ.
ومات فِي جمادى الآخرة. وله خمسٌ وستّون سنة.
- حرف الباء-
160- بكتوت [2] .
الأمير بدر الدّين الشَّشَنْكير.
تُوُفّي بدمشق، ودُفِن بتُربة الشّيْخ سُلَيْمَان الرَّقيّ.
مات في شعبان.
161- بلال [3] .
عفيف الدّين القفطيّ، المقرئ، الأسود.
لَهُ سماع من السَّخاويّ.
وكان مُقرئًا بالظّاهريّة.
وتُوُفّي بمصر فِي ذي الحجّة.
- حرف الحاء-
162- الْحَسَن ابن الصاحب الكبير الوزير فلك الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن هبة اللَّه [4] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن قايماز) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 118 أ.
[2] انظر عن (بكتوت) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 119 أ.
[3] انظر عن (بلال) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 ب.
[4] انظر عن (ابن هبة الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 213، 214، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 118 ب، والوافي بالوفيات 12/ 65 رقم 55.

(51/141)


المسيريّ، قُطْبُ الدّين.
كَانَ دمث الأخلاق، حسن العشرة، لَهُ معرفة بالتّاريخ والأدب. وامّه بِنْت شيخ الشيوخ تاج الدين ابن حمُويْه. وخدم جُنْديًّا مدّة، ثمّ سكن بَعْلَبَكّ فِي سنة ثمانٍ وخمسين وستّمائة، ولبس البقيار، وخدم بَبعْلَبَك فِي الدّيوان.
ووُلّي مشيخة الخانقاه النّجميّة.
تُوُفّي ببعلبكّ في رجب كهلا.
روى عن: جده، وكريمة، وغيرهما.
كتب عنه البِرْزاليّ بدمشق وبَعْلَبَك.
163- حليمة [1] بِنْت أَحْمَد بْن مَنعَة الغَنَويّ.
روت عَنْ جَعْفَر الهَمَذانيّ.
وتُوُفّيت فِي رمضان.
- حرف الدال-
164- دَاوُد بْن عَبْد القويّ [2] بْن قاسم.
العسقلانىّ، الشّافعيّ.
شيخٌ مصرىّ.
حدّث عَنْ: عَبْد العزيز بْن باقا، وعلى بْن مختار، وجعفر الهَمَذَانيّ، والعلم ابن الصّابونىّ.
ومات في رجب.
- حرف الراء-
165- رشيد الحبشىّ.
مولى الصّاحب جمال الدّين عبد الرحمن بن محيي الدين يوسف ابن الجوزىّ.
__________
[1] انظر عن (حليمة) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 أ.
[2] انظر عن (داود بن عبد القويّ) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 118 أ.

(51/142)


سمع: ابن بهروز، وابا بكر بن الخازن.
وحدّث.
ومات في المحرّم.
- حرف الزاي-
166- الزّكىّ سنقر البيانيّ.
من أعيان البيانيّة.
عاش نيّفا وتسعين سنة.
- حرف السين-
167- سنجر.
الضّيائيّ، الصّوفىّ، البغداديّ، الحنبلىّ.
عارف، كبير القدر، روى عَنْ: عجيبة الباقداريّة.
روى عَنْهُ الفَرَضيّ، وقال: يُعرف بالشيخ عَبْد اللَّه. عتقه ضياء الدّين أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن دُلَف.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى.
- حرف الشين-
168- شاهنشاه بْن عَبْد الرّزّاق بْن أَحْمَد.
العامرىّ، الذّهبىّ، ناصر الدّين.
تُوُفّي فِي المحرَّم بقرية، ونقل الى قاسيون.
روى عَنْ: زَين الأُمناء.
سَمِعَ منه: المِزّيّ، والبرزالىّ [1] .
__________
[1] ولم يذكره في المقتفى. انظر ج 1/ ورقة 116 أ، ب.

(51/143)


- حرف الطاء-
169- طَالِب [1] .
أحد مشايخ الأحمديّة بقصر حَجّاج.
رَجُل صالح وقور، يعمل السّماع، وله زبون وأصحاب، رحمه اللَّه تعالى.
مات فِي صفر، وشيَعة الخلْق.
- حرف العين-
170- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ [2] بْن حبيب.
الكاتب، الأستاذ، المجوّد، زكىّ الدّين.
وحيد عصره فِي الخطّ ببغداد.
مات فِي ربيع الآخر. ارّخه ابن الفُوَطيّ.
كَانَ شيخا برباط.
عاش سبعا وسبعين سنة [3] .
171- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
القاضي، الإِمَام، معين [5] الدّين، ابو محمد النّكراوىّ، المقرئ، النّحوىّ.
__________
[1] انظر عن (طالب) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 214، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 116 ب، وفيه:
«الشيخ الصالح طالب بن عبدان بن فضائل، الحجّاجى، الرفاعيّ ... وكان يصلّى الجمعة الى جانب البرّادة بجامع دمشق» ، والبداية والنهاية 13/ 304، وعقد الجمان (2) 335.
[2] انظر عن (عبد الله بن على) في: الحوادث الجامعة 211.
[3] في الحوادث الجامعة: «كتب على طريقة ابن البواب، وكان عالما فاضلا، رتّب شيخ الصّوفية برباط الأصحاب سنة سبع وخمسين، وأضيف إليه مشيخة رباط مجد الدين بن الأثير سنة اثنتين وسبعين. وكان عمره ستا وسبعين سنة» .
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: معرفة القراء الكبار 2/ 682 رقم 650، وغاية النهاية 1/ 452، ونهاية الغاية، ورقة 124، وبقية الوعاة 2/ 58، وحسن المحاضرة 1/ 503.
[5] وفي نسخة اخرى من تاريخ الإسلام: «ثقة الدين» .

(51/144)


وُلِد بالإسكندريّة سنة اربع عشرة. قرا بها القراءات عَلَى مثل ابن عيسى، والصّفراوىّ.
وصنّف فِي القراءات. وكان مشهورا بها.
تُوُفّي فجأة فِي هذا العام. قاله ابن الخبّاز.
172- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب بْن سعادة.
المحدّث الشهير، جمال الدّين، أَبُو مُحَمَّد العراقىّ، المُرَيميّ. من ذُريّة امّ مريم.
كَانَ مقرئا، محدّثا، بديع الخطّ.
سَمِعَ من: عَبْد العزيز ابن البقّال، ومحيي الدّين ابن الجوزىّ. ثمّ طلب بنفسه فأكثر. وقرا وتعب.
مات فِي ثامن ربيع الآخر ببغداد سنة ثلاثٍ كهلا.
أجاز للشيخ صفىّ الدّين عَبْد المؤمن.
173- عَبْد اللَّه بْن محمود [1] بْن مودود بْن بلدجي.
مجد الدّين، أَبُو الفضل المَوْصليّ، الحنفىّ، الفقيه، إمامٌ، عالم، مصنَّف. لَهُ أصحاب وحلقة أشغال.
سَمِعَ: أَبَا حفص بْن طَبَرْزَد، ومسمار بْن العُوَيس.
كتب عَنْهُ: أَبُو العلاء الفَرَضيّ واثنى عليه، وقال: توفّى في سابع المحرّم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمود) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 ب، والحوادث الجامعة 211، وتذكرة النبيه 1/ 90، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 79، والمنهل الصافي 7/ 122- 124 رقم 1349، والدليل الشافي 1/ 391 رقم 1347، وتاج التراجم 31 رقم 88، والجواهر المضية 2/ 349، 350 رقم 738، وتاريخ علماء بغداد لابن رافع 75- 77، ومفتاح السعادة 2/ 281، وكتائب اعلام الأخيار، رقم 475، والطبقات السنية، رقم 1114، وكشف الظنون 1/ 570 و 2/ 1622، وهدية العارفين 1/ 462، والفوائد البهية 106، 107، والرسالة المستطرفة 141، وفهرس مخطوطات الموصل 116، ومعجم المؤلفين 6/ 147.

(51/145)


وسمعت بقراءة القلانسيّ «عمل يوم وليلة» لابن السُّنّيّ، بسماعه سنة ستّ وستَّمائة من مجد الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكرابيسيّ، عَنْ عَبْد الرّزّاق القُوسانيّ.
وكان مولده فِي شوّال سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ودُفن بمشهد أَبِي حنيفة ببغداد. وكان يوما مشهودا.
قَالَ ابن الفُوَطي: مات فِي العشرين من المحرّم. وكان عالما بالفقه والخلاف والأصول، سَمِعَ الكثير فِي صباه، والحق الأحفاد بالأجداد، وكان صبورا عَلَى السّماع. وُلي قضاء الكوفة.
ثمّ فُوَّض إلَيْهِ تدريس مشهد الإِمَام أَبِي حنيفة، فكان عَلَى ذَلِكَ إلى ان تُوُفّي.
سَمِعَ «الْبُخَارِيّ» من أَبِي الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي العزّ الواسطىّ، وابنُ روزبه. وله إجازة من المؤيَّد الطّوسىّ، وزينب الشّعريّة.
وسمعنا منه «جامع الأصول» ، بإجازته من مصنَّفه مجد الدّين. وكان كثير المحفوظ قد سافر إلى الشام.
وقرا عَلَى أَبِي عَمرو بْن الحاجب، ومحيي الدّين ابن العربىّ.
174- عَبْد الرَّحْمَن [1] .
رسول الملك أَحْمَد بْن هولاكو.
قرأت بخطّ قُطْب الدّين ابن الفقيه: حَدَّثَني عَبْد اللَّه المَوْصلي، الصّوفىّ، وكان ممّن قدم معه، انّ عبد الرحمن كان من مماليك الخليفة
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 215- 218، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 120 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 151 ب، وتالى كتاب وفيات الأعيان 106- 108 رقم 162، والحوادث الجامعة 205، 206 (وفيه وفاته سنة 682 هـ.) ، ونهاية الأرب 31/ 99- 101، وتاريخ ابن الفرات 7/ 278، و 8/ 13، وعقد الجمان (2) 313، 314 (في وفيات سنة 682 هـ) .

(51/146)


المستعصم باللَّه، وكان اسمه قراجا، فلمّا أُخِذت بغداد تزهّد وتَسَمَّى بعبد الرَّحْمَن، واتّصل بالملك أَحْمَد وعظُم عنده إلى الغاية، بحيث كَانَ ينزل إلى زيارته، وإذا شاهده ترجّل ثمّ قبّل يده، وامتثل جميع ما يُشير بِهِ. وكان جميع ما يصدر عَنِ الملك من الخير بطريقة، فأشار عَلَيْهِ ان يتفق مَعَ الملك المنصور وتجتمع كلمتهم، فندبه لذلك، وسيَّر معه جماعة كثيرة من المغول والأعيان فحضر إلى دمشق فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وثمانين، واقام بمن معه فِي دار رضوان، ورتّب لهم من الاقامات ما لا مَزِيد عليه، وبولغ فِي خدمتهم. وقدم السّلطان إلى الشّام، فعند وصوله بلغه قتْل أَحْمَد، وتملّك ارغون بعده، فاستحضر الشّيْخ عَبْد الرَّحْمَن بقلعة دمشق ليلا، وسمع رسالته، ثم أخبره بقتْل مُرسِله. ثمّ عاد السّلطان إلى مصر، وبقي عَبْد الرَّحْمَن ومن معه معتَقَلين بالقلعة، لكن اختصر أكثر رواتبهم، وقرّر لهم قدر الكفاية. فلمّا كَانَ فِي آخر رمضان تُوُفّي عَبْد الرَّحْمَن، ودُفِن بسفح قاسيون وقد نيّف عَلَى السّتّين، وبقي من كَانَ معه عَلَى حالهم، وتطاول بهم الاعتقال، وأُهمِل جانبهم بالكُلية، وضاق بهم الحال فِي المطْعَم والملْبَس، فعمل النّجم يَحْيَى شعرا بعث بِهِ إلى ملك الأمراء حسام الدّين، فمنه:
أَوْلى بسجنك أنْ يحيط ويحتوي [1] ... صيد الملوك وأفخر العظماء
ما قدر فرّاشٍ وحدّاد ... ونفاطٍ وخَرْبندا [2] إلى سقاءٍ
خدموا رسولا ما لهم عِلمٌ بما ... يخفى وما يُبدي [3] من الأشياء
لم يتبعوا الشّيْخ الرَّسُول ديانة ... وطلاب علم واغتنام وعاءٍ
بل رغبة فِي نيل ما يتصدّق ... السّلطان من كَرَم وفَيْض عطاءِ
ويؤمّلون فواضلا تأتيه من ... لحم وفاكهة [4] ومن حَلْواءِ
نفروا من الكُفَّار والتجئوا إلى ... الإسلام واتّبعوا سبيل نجاء
__________
[1] في ذيل المرآة 4/ 217: «ويصطفى» ، وفي تالى كتاب وفيات الأعيان 108 «ويقتفي» .
[2] في ذيل المرآة: «وتغاظ خربند» .
[3] في ذيل المرآة: «وما يندى» .
[4] في ذيل المرآة: «وفواكه» .

(51/147)


أيُقابَلون [1] بطول سجن دائما ... وتحسّر [2] ومجاعة وعناءِ
اخبارهم مقطوعة فكأنّهم ... موتى وهم فِي صورة الأحياء
إن كَانَ خيرا قد مضى أو كَانَ شرّا ... قد أمِنْت عواقب، الأسواءِ
وإذا قطعت الرأسَ من بشرٍ [3] فلا ... تحفل بما تبقى [4] من الأعضاء [5]
فِي أبيات.
فلمّا سمعها أطلق معظَمهم، وبقي فِي الاعتقال نفرين [6] ثلاثة، قِيلَ إنّ صاحب ماردين أشار بإبقائهم.
وكان عَبْد الرَّحْمَن مقاصده جميلة، وظاهره وباطنه منصرف إلى نُصرة الإِسْلَام واجتماع الكلمة. وله عدّة سفرات إلى مصر والشّام والحجاز، ولمّا قدِم فِي الرسْليّة كانوا يسيرون فِي اللّيل. وكان يعرف السِّحْر والسّيمياء، وبهذا انفعل لَهُ الملك أَحْمَد.
ورأيت فِي تاريخ انّه كَانَ روميّا من فرّاشى السُّدّة، وأخذ من الدُّور وقت الكائنة جوهرا نفيسا، وأُسِر فسلم لَهُ الجوهر، ثُمَّ صار من فرّاشى القان، ثُمَّ تزهّد وتنمّس وتخشّع، وطمر الجوهر، وصار إلى الموصل، فاتّصل بعزّ الدّين ايبك أحد نوّاب القان، وكان مهووسا بالكيمياء، فربطه عَبْد الرَّحْمَن وسار معه إلى ابغا، ودخل، فقال عَبْد الرَّحْمَن لأبغا: إنّي رَأَيْت فِي النّوم فِي مكان كذا وكذا جوهرا مدفونا. فبعث معه جماعة، فقال لهم: احفروا هنا. فحفروا فوجدوا ذَلِكَ. فخضع له ابغا واحترمه [7] .
__________
[1] في ذيل المرآة: «فيقابلون» ، وكذا في تالى الوفيات.
[2] في ذيل المرآة: «ويحشرون مجاعة» .
[3] في ذيل المرآة: «من نسر» .
[4] في ذيل المرآة: «تبخل بما يبقى» .
[5] الأبيات وغيرها في ذيل مرآة الزمان 4/ 216، 217، وتالى كتاب وفيات الأعيان 107، 108.
[6] كذا. والصواب: «نفران» .
[7] الحوادث الجامعة 206.

(51/148)


ثمّ ربطه بأمر الجنّ والشَّعبذة، ثمّ إنّه عمل خاتمين نفيسين عَلَى هيئة واحدة، فأظهر الواحد وأعطاه لأبغا، ففرح بِهِ، وقال لَهُ: إنْ رميته فِي هذا البحر أَنَا أُخرجه لك. فرماه. فقال: اصبر إلى غد.
ثمّ عمل هيئة سمكة خشب مجوّفة، وملأها ملحا مَعَ الخاتم الآخر، وأتاه بالسّمكة وقال: هذه تأتي بالخاتم. ورماها فِي البحر فغرقت ساعتين، فتحلّل الملح فشافت السّمكة فاصطادها، ففتح ابغا فمها فإذا الخاتم، فانبهر لذلك، واعتقد فِي عَبْد الرَّحْمَن، فأخذ رصاصة أخفاها فِي بطن السّمكة فغاصت. وخضع لَهُ الملك أَحْمَد أيضا، وحسُن إسلامه بسببه [1] .
175- عَبْد الرحيم بْن ريان.
السّنديّ.
روى عَنْ: أَبِي جَعْفَر السّنْديّ، وغيره.
مات ببغداد.
176- عَبْد الرحيم بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن هبة اللَّه بْن المسلم بْن هبة اللَّه بن حسّان.
__________
[1] الحوادث الجامعة 206.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن إبراهيم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 218- 223، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 أ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 104، 105 رقم 157 وفيه «عبد الرحمن» ، ونهاية الأرب 31/ 122، 123، والعبر 5/ 343، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والأعلام بوفيات الأعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 198، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 923- 925 رقم 7، وعيون التواريخ 21/ 345- 348، والوافي بالوفيات 18/ 317- 320 رقم 369، وطبقات الشافعية الكبرى (5/ 71) ، 8/ 189، 190، وفوات الوفيات 2/ 306- 308، والسلوك ج 1 ق 3/ 93، والنجوم الزاهرة 7/ 362، 363، و 11/ 84 (في وفيات سنة 765 هـ.) ، والمنهل الصافي 7/ 238- 240 رقم 1412، والدليل الشافي 1/ 408 رقم 1406، والدرر الكامنة 2/ 461، 462، والتحفة اللطيفة 3/ 206، و 207، وشذرات الذهب 5/ 381، وطبقات الشافعية لابن قاضى شهبة 3/ 34، 35 رقم 472، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 349، وذيله 1/ 591، والأعلام 4/ 118، وتذكرة النبيه 1/ 92- 94، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 71، وتاريخ الخلفاء 484، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13.

(51/149)


القاضي، نجم الدّين الْجُهَنيّ، الحَمَويّ، الشّافعيّ، المعروف بابن البارزي، قاضى حماة، وابو قاضيها شَرَف الدّين هبة اللَّه.
وُلِد بحماة سنة ثمانٍ وستّمائة.
وحدَّث عَنْ: مُوسَى بْن الشّيْخ عَبْد القادر.
وسمع منه: ابنه، والحافظ أَبُو الْعَبَّاس بْن الظّاهرىّ، وولده أَبُو عَمرو عزّ الدّين، والبدر أَبُو عَبْد اللَّه النّحْويّ، وجماعة.
وكان إماما، فاضلا، فقيها، اصوليّا، أديبا، شاعرا، لَهُ خبرة بالعقليّات، ونظر فِي الفنون.
وقد سَمِعَ من: أَبِي القاسم بْن رواحة، وغيره.
وسماعه من مُوسَى بدمشق. وقد حكم بحماة قديما بحكم النيابة عَنْ والده، ثمّ وُلّي بعده، ولم يأخذ عَلَى القضاء رزقا. وعزل عَنِ القضاء قبل موته بأعوام، وكان مشكورا في احكامه، وافر الدّيانة، ومحبّا للفقراء والصّالحين كولده. درّس وافتى وصنّف، واشغل مدة.
واخرج لَهُ الأصحاب فِي المذهب.
وله شِعر رائق، فمنه:
إذا شِمتُ من تلقاء أرضكم بَرْقًا ... فلا أضْلُعي تهدا ولا أدمُعي ترقا
وإنْ ناح فوقَ البانِ ورْقُ حمائم ... سُحَيْرًا فَنَوْحي فِي الدُّجَى علَّم الورقا [1]
فرِقُوا لقلبٍ فِي ضِرامِ غرامِه ... حريقٌ وأجفانٌ بأدمُعها عرقا
سَمِيريَّ من سعدٍ خُذا [2] نحو أرضهم ... يمينا ولا تستبعدا [3] نحوها الطُرُقا
وعوجا عَلَى أُفْق توشَّح شِيحه ... بطيب الشَّذَا المكّيّ أكرِم بِهِ افقا
__________
[1] في ذيل المرآة 4/ 219 «ألوقا» .
[2] في الأصل: «خذوا» ، والصواب ما أثبتناه، وهو في ذيل المرآة.
[3] في الأصل: «ولا تستبعدوا» .

(51/150)


فإنّ بِهِ المغنى الَّذِي تبرأ بِهِ ... وذكراه يُستشفى [1] لقلبي ويُسْتَرْقا
ومن دونه عَرَبٌ يرون نفوسَ من ... يَلُوذ بمُغْناهم حلالا لهم طلقا
بأيديهم بيضٌ بها الموتُ احمر ... وسُمرٌ لدى [2] هيجائهم تحمل الرّزقا
وقولا محبّا [3] بالشام غدا لقي [4] ... لفُرقة قلب بالحجاز غدا مُلْقي
تَعَلّقكم في عنفوان شبابه ... ولم يسل عن ذاك الغرام وقد ابقى
وكان يُمنّى النَّفْسَ بالقُرب فاغتدا [5] ... بلا أملٍ إذ لا يؤمّل ان يبقا
عليكم سلامُ اللَّه اما ودادكم فباقٍ ... وامّا البُعد [6] عنكم فما ابقى
ثمّ خرج إلى مدح النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والخلفاء الأربعة، يَقُولُ فيها:
رقيقكمُ [7] مملوككم عبدُ وُدِّكم ... قصارى [8] مُناه ان تديموا لَهُ الرِّقّا
يلوذ بذا [9] القبر الّذي قد حواكم ... إذا ما نجا أهل [10] السّعادة ان يشقا
أجِرني فإنّي قد أحاطَتْ بساحتى ... ذنوب لأثقال الرواسي غدت طبقا [11]
وله، وكتب بها إلى الملك المنصور مُحَمَّد:
خدمتُكَ فِي الشّباب وها مشيبي ... أكاد احلّ منه اليوم رمسا
__________
[1] في ذيل المرآة: «يستسقى» .
[2] في ذيل المرآة: «وسم لذا» .
[3] كذا. وفي ذيل المرآة: «محبّ» .
[4] في ذيل المرآة: «لقا» .
[5] كذا. والصواب: «فاغتدى» .
[6] في ذيل المرآة: «واما العهد» .
[7] في ذيل المرآة: «رفيقكم» .
[8] في ذيل المرآة: «فصارا» .
[9] في ذيل المرآة: «يعود ندي» .
[10] في ذيل المرآة: «إذا ما الجاهل» .
[11] الأبيات وغيرها في: ذيل مرآة الزمان 4/ 219- 222، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 923، 924 وفيه اغلاط كثيرة، والوافي بالوفيات 18/ 319، 320، وفوات الوفيات 2/ 308.

(51/151)


فراع لحرمتى [1] عهدا قديما ... وما بالعهد من قِدَمٍ فَيُنْسَى [2]
انشدنى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يعقوب النّحْويّ انّ أَبَا مُحَمَّد بْن البارزيّ أنشده لنفسه فِي القلم [3] :
ومثقّف للخطّ يَحْكيَ فعْله ... سُمْر القنا لكنّ هذا اصفر
فِي رأسه المسوّد إنْ اجرده ... فِي المبيَّض للاعداء موتٌ احمر [4]
توجّه القاضي نجم الدّين ليحجّ فِي سنة ثلاثٍ، فأدْركَته المَنِيّة فِي ذي القعدة بتبُوك، فحُمِل إلى المدينة ودُفن بالبقيع، رحمه اللَّه.
وكتب الدّمياطيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأزْديّ، عَنْهُ.
177- عَبْد العزيز بْن مظفر.
الصّدر، عزّ الدّين الدّمشقيّ.
اتّصل بخدمة الملك النّاصر فأحبّه وحظي عنده.
__________
[1] في ذيل المرآة: «لخدمتى» ، ومثله في تالى كتاب وفيات الأعيان 105.
[2] البيتان في ذيل المرآة 4/ 219، وتالى كتاب وفيات الأعيان 105، والوافي 18/ 319، وفوات الوفيات 2/ 308.
[3] البيتان في الوافي بالوفيات 18/ 318.
[4] ومن شعره اعتذار في تأخيره عن زيارة قادم:
قدمتم فجاء الناس يسعون نحوكم ... وما عندهم من لاعج الشوق ما عندي
فنكبت عنهم لا لأنّى مقصّر ... ولكن لكي أحظى بخدمتكم وحدي
وله:
على ربعكم منى السلام فإنه ... لأكرم من عيني عليّ ومن سمعي
ولو اننى اعطى المنى كل ساعة ... لمرّغت خدّى في ثرى ذلك الربع
وله:
بنتم فلا لخمود نار في الحشى ... أمد ولا في طيب عيش مطمع
وتحالفت اجفاننا من بعدكم ... ان لا تذوق الغمض حتى ترجعوا
وله:
وكم منحة للَّه في طىّ محنة ... وبالعكس لو ان امرأ يتيقّظ
ومن قتل الأيام خبرا يعظنه ... بما قلت والأيام بالدهر يوعظ

(51/152)


وكان مليح الشَّكْل، حَسَن البِزّة، مليح العِشْرة، ظاهر الحشمة.
تُوُفّي فِي أوّل السّنة بدمشق.
178- عَبْد القادر بْن خَلَف بْن سلامش.
البغداديّ.
سَمِعَ من: نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيلىّ.
حدّث عَنْهُ الفَرَضيّ، وقال: مات رحمه اللَّه فِي ذي القعدة.
179- عَبْد الملك [1] .
الملك السّعيد، فتْح الدّين، أَبُو مُحَمَّد بْن السّلطان الملك الصّالح أَبِي الْحَسَن إِسْمَاعِيل ابن العدل.
رَأَيْته، وكان شكلا مليحا، مُزَرَّعًا بالشَّيْب. وكان وافر التّجمّل، دمث الأخلاق، وله حُرمة فِي الدّولة. وكان من أُمراء الحلقة، وهو والد الملك الكامل.
سَمِعَ منه: البِرزاليّ [2] ، والطَّلَبة.
وتُوُفّي فِي ثالث رمضان، ودُفِن بتُربة جدّته امّ الصّالح، وشيّعه الأمراء.
والأعيان. أتيت منزله وهو يأكل فأطعمنى.
180- عبد الوهّاب بن الحسين [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الملك) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 224، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 119 ب، ونهاية الأرب 31/ 122، والبداية والنهاية 13/ 304، والوافي بالوفيات 19/ 155 رقم 137، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13، وشفاء القلوب 388، 389، وعقد الجمان (2) 335، والدليل الشافي 1/ 430 رقم 1483، وترويح القلوب 68، والدارس 1/ 317، وتذكرة النبيه 1/ 94، 95، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 80، والمنهل الصافي 7/ 362، 363 رقم 1489.
[2] وقال البرزالي: ومولده مستهلّ رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن الحسين) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 122 أ، وذيل التقييد 2/ 158 رقم 1345 وفيه: «عبد الوهاب بن الحسن» .

(51/153)


القاضي ابو محمّد بن الفرات اللّخميّ، الاسكندرانىّ.
شيخ فقيه، معمّر. ولد بالإسكندريّة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وكان يمكنه السّماع من عبد الرحمن بن موقا ولا اعلم هل سَمِعَ منه أو لا.
تُوُفّي فِي جمادى الآخرة.
وقد تفرّد بالإجازة من إِسْمَاعِيل بْن ياسين، وابى الفضل مُحَمَّد بن يوسف الغَزْنَوِيّ، وعبد اللّطيف بْن أَبِي سعد الصّوفىّ.
181-[عطا ملك [1] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، علاء الدّين، صاحب الدّيوان ... ] .
182- على بن الحسن بن معالي.
الأديب، فخر الدّين ابن الباقِلاني، الشّواوى، الشّاعر.
عاش ثلاثا وثمانين سنة، وله شِعْر كثير.
183- عَلِيّ بْن صالح.
الحَسَنيّ، إمام المقام.
ذُكِر فِي سنة إحدى.
184- عَلِيّ بْن يوسف [2] بْن جلّون.
الشّيْخ الصّالح، نور الدّين الحرّانىّ، التّاجر.
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن رُوزبة.
سَمِعَ منه: البِرْزالي، والطّلبة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
185- عُمَر بْن مُحَمَّد.
نجم الدّين الكريديّ، الشّافعيّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمة (عطا ملك) في وفيات سنة 681 هـ. برقم (34) فنقلتها من هنا بناء لطلب.
المؤلّف- رحمه الله-.
[2] انظر عن (على بن يوسف) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 118 أ.

(51/154)


قاضى الصَّلْت.
تُوُفّي فِي المحرّم.
186- عُمَر بْن نصر [1] .
القاضي نجم الدّين، أَبُو حفص الأنصاريّ، البَيْسانيّ [2] ، الشّافعيّ.
سَمِعَ من: ابن الزّبيدىّ، وابن اللّتّيّ، والتّقيّ بْن باسويه، وجماعة.
وتفقّه وبرع فِي المذهب، وافتى ودرّس، وناب فِي القضاء بدمشق ودرّس بالرّواحيّة، ثمّ وُلّي قضاء حلب مُدَيْدَة. ومات فِي شوّال رحمه اللَّه تعالى.
كتب عَنْهُ: البِرزاليّ، وغيره.
وولى بعده تدريس الرّواحية ناصر الدّين بْن المقدسيّ الَّذِي شُنق.
187- عيسى بْن مُهَنًا [3] .
أمير عرب الشّام، وشيخ آل فضل، الأمير شَرَف الدّين.
كَانَ ذا منزلة عظيمة عند السّلطان الملك المنصور، وقد ملّكه السلطان
__________
[1] انظر عن (عمر بن نصر) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 120 أ، والبداية والنهاية 13/ 304، وعيون التواريخ 21/ 344، 345، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، وعقد الجمان (2) 334، وتذكرة النبيه 1/ 94، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 78.
[2] في البداية والنهاية: «البياني» وهو تصحيف، ومثله في عقد الجمان نقلا عنه.
[3] انظر عن (ابن مهنّا) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 231، 232، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 117 أ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 110 (في آخر الترجمة رقم 165) ، ونهاية الأرب 31/ 120، 121، وتاريخ ابن الفرات 8/ 12، 13، والمختار من تاريخ ابن الجزري 314، وتشريف الأيام والعصور 111، ودول الإسلام 2/ 141، وتاريخ ابن الوردي 2/ 332، ومرآة الجنان 4/ 199، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 70، 71 وتذكرة النبيه 1/ 90، وتاريخ ابن خلدون 5/ ج 4/ 941، وفيه وفاته 684 هـ. وعمدة الطالب في أنساب آل ابى طالب لابن عنبة (ت 828 هـ.) 338، والسلوك ج 1 ق 3/ 726، والنجوم الزاهرة 7/ 363، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 344، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، ومنتخب الزمان 2/ 365، وعيون التواريخ 21/ 344، وعقد الجمان (2) 336، ومسالك الأبصار (قبائل العرب) 116، 118، 139، وشذرات الذهب 5/ 383.

(51/155)


مدينة تدْمُر بحكم البيع، وأورد عَنْه ثمنها. وكان كريم الأخلاق، حَسَن الجوار، مكفوف الشّرّ يرجع إلى خير وعقل ورئاسة.
ولم يكن أحدٌ يضاهيه من ملوك العرب، وله اثر صالح فِي يوم المصافّ بحمص مَعَ مَنْكُوتَمُر.
وتُوُفّي بعد الأمير أَحْمَد بْن حجّى بأربعة أشهر، وصُلى عَلَيْهِ بدمشق صلاة الغائب فِي يوم الجمعة تاسع ربيع الأوّل. وقام بالأمر بعده ولده الأمير حسام الدّين مُهنّى، فزادت حُرمته، وامتدّت أيّامه.
- حرف الفاء-
188- فاطمة [1] بِنْت الحافظ أَبِي القاسم عَلِيّ بْن الحافظ بهاء الدين أَبِي محمد القاسم ابْن الحافظ الكبير محدّث الشام أَبِي القاسم ابن عساكر.
امّ العرب الدّمشقيّة.
وُلدت سنة ثمان وتسعين [2] .
وسمعت من: عُمَر بْن طَبَرْزد، وحنبل المكبّر، وابى الفُتُوح الجلاجليّ، وستّ الكَتَبة بِنْت الطّرّاح، وابى اليُمْن الكِنْديّ.
وأجاز لها: أَبُو جَعْفَر الصَّيْدلانّي، ومحمد بْن الفاخر، وابو الفُتُوح أسعد العجليّ، وعدّة من شيوخ خُراسان والعراق وأصبهان.
وكانت اصيلة، جليلة، عالية الإسناد، مُعْرِقةً فِي الحديث، وسماعها من عُمَر وحنبل فِي الخامسة، ولها فِي السّادسة أيضا عَلَى عُمَر.
روى عَنْهَا: الدّمياطيّ، وقُطب الدّين بن القسطلّانيّ، ومحمد بن محمد
__________
[1] انظر عن (فاطمة) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 119 أ، والعبر 5/ 344، ومعجم الشيوخ للذهبى 432 رقم 632، وذيل التقييد 2/ 388، 389 رقم 1873، وشذرات الذهب 5/ 383.
[2] في المقتفى: ومولدها سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

(51/156)


الكنْجيّ، وابن الخبّاز، وعلاء الدّين ابن العطّار، وجمال الدّين المِزّيّ، وعلم الدّين البِرزالي، وطائفة سواهم.
واجازت لي مَرْويّاتها.
وتُوُفّيت فِي تاسع عشر شعبان.
189- فاطمة بِنْت مُحَمَّد بْن جامع بْن باقي.
نور الهدى التّميميَّة، وأُمّها بِنْت السّيف الآمِديّ المتكلّم. تُوُفيّت فِي المحرَّم.
وقد روت عَنِ ابن الزّبيدىّ «جزء أَبِي الْجَهم» ، وعن ابن غسّان الحمصىّ «جزء الفَلَكيّ» . وأظنها ماتت بمصر.
- حرف القاف-
190- قُراسُنْقُر المُعِزّيّ [1] .
الأمير الكبير، شمس الدّين.
تُوُفّي ببيت لِهْيا فِي جُمَادَى الآخرة.
- حرف الميم-
191- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب.
القاضي، عماد الدّين السُّروجيّ [3] ، الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، ابن الرئيس شَرَف الدّين.
__________
[1] انظر عن (قراسنقر المعزّي) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 118 أ.
[2] انظر عن (محمد بن احمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 232، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 117 أ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 150 رقم 243، ومعجم شيوخ الذهبي 469، 470 رقم 688، وعيون التواريخ 21/ 344، والوافي بالوفيات 2/ 135 رقم 482، وذيل التقييد 1/ 79 رقم 70.
[3] في المقتفى: «الشيرجي» ، ومثله في تالى الوفيات. وفي معجم شيوخ الذهبي:
«الشريجى» .

(51/157)


وُلِد سنة ثلاث عشرة.
وسمع: أَبَا المجد القزوينيّ، وجدّه الصّدر فخر الدّين، وابا عَبْد اللَّه بْن الزّبيدىّ.
وولى نظر الجامع مرّة، ونظر الخزانة. وكان رئيسا محتشما، متواضعا، ديّنا [1] .
روى لنا عَنْهُ ابن العطّار، وغيره.
ولى منه إجازة.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل ببستانهم بالعُقَيبة. وهو والد الصّاحب فخر الدّين.
192- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن أَبِي القاسم بْن عنان.
الإِمَام، المحدّث، المتقن، شَرَفُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه المَيْدُويّ، الْمَصْرِيّ، النَّحْويّ.
وُلِد بالقاهرة سنة إحدى عشر وستّمائة. وسمع الكثير، وكتب واشتغل.
وكان من العلماء الأتقياء.
تُوُفّي فِي صفر، وشيّعه الخلق إلى القرافة.
سَمِعَ من: عَبْد العزيز بْن باقا، وابن رواح، وابن الْجُمَّيْزيّ، وطبقتهم وقد درّس وأعاد. وكان خِصّيصًا بالحافظ أَبِي مُحَمَّد المُنْذريّ، أكثر عَنْهُ.
وولى خزْن الكُتُب بالكامليّة وطُلب لمشيختها مدّة، فامتنع، ثمّ وليها إلى ان مات.
أخذ عَنْهُ: الحارثىّ، وابو عمرو بن الظّاهرىّ، وقطب الدّين، وقال في
__________
[1] وقال البرزالي: «وكان رجلا جيدا، ليّن الكلمة، ومواظبا على الصلوات في الجامع» .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 155 أ، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2265، ودرّة الحجال 2/ 41، والوافي بالوفيات 2/ 10 رقم 264، وعقد الجمان (2) 336، والمقفّى الكبير 4/ 14 رقم 1667، وتاريخ ابن الفرات 8/ 16.

(51/158)


«تاريخه» لمصر: ابو عبد الله المقرئ، المحدّث، النّحْويّ، كَانَ من العلماء الأتقياء، عارفا بالقراءات والحديث والنّحو. وكتب الكثير، وكان سليم القلب، ذا سمتٍ وصلاح وهدى وخير، على سمْت السَّلف، متصدّرا للحديث طول نهاره بالمدرسة الكامليّة.
سَمِعْتُ منه وانتفعتُ ببركته، وقرأت عَلَيْهِ «الشّاطبيّة» من حفظي، بسماعه من أَبِي عَبْد اللَّه القُرطُبيّ. وكان ثقة حُجّة. وكان لَهُ تلميذ يقرا عَلَيْهِ الحديث، فلمّا مات بكى وجعل يمرّغ وجهه عَلَى رِجْليه ويقول: يا سيّدي اطلبنى من اللَّه، فإنّي لا اقدر ارى غيرك قاعدا مكانك. فاتّفق أنْ مات التّلميذ من الغد.
قلت: كتب عَنْهُ شيخه الحافظ أَبُو على البكْري. قرأت ذَلِكَ فِي مجلدٍ بخطّ البكريّ.
193- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن مُحَمَّد بْن الأزهر.
أَبُو عَبْد اللَّه ابن الحافظ أَبِي إِسْحَاق الصَّريفيّني. من أولاد المحدّثين.
سمّعه أبُوهُ الكثير من الموفّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف، وجماعة.
ولم يكن من أهل العلم. وقد أخذ عَنْهُ بعض الطَّلَبة.
تُوُفّي فِي شعبان. وسمع «الصّحيح» من ابن رُوزبة.
مولده بمنبج في سنة عشرين وستّمائة.
194- مُحَمَّد بْن باخل [2] .
الأمير، شمس الدّين الهكّارىّ، متولّى الثّغر الإسكندريّ.
تُوُفّي فِي رجب بالإسكندريّة، وقد ذكره الحافظ قُطْب الدّين فِي «تاريخه» فقال: مُحَمَّد بْن باخل بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن عبد الله بن مرزبان الهكّارىّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 ب.
[2] انظر عن (محمد بن باخل) في: نهاية الأرب 31/ 124، وعيون التواريخ 31/ 350، 351، والوافي بالوفيات 2/ 242 رقم 644، وذيل التقييد 1/ 111 رقم 146، وتاريخ ابن الفرات 8/ 14 و 15، 16.

(51/159)


إلى ان قَالَ: كَانَ صارما عادلا، وله ميل إلى الأدب. سَمِعَ جميع «سُنَن ابن ماجة» من الموفّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف، و «مقامات الحريرىّ» بحرّان.
وخرّج لَهُ الحافظ منصور بْن سُليم.
أجاز لي مرارا. ومولده سنة عشرين وستّمائة.
قلت: مرّت ترجمته.
195- مُحَمَّد بْن جبارة [1] .
الفقيه، الإِمَام، تقىّ الدّين، المقدسيّ، الحنبلىّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة بقاسيون.
وهو مُحَمَّد بْن عَبْد المولى [2] الزّاهد العابد.
سَمِعَ ببغداد من المؤتمن.
وهو والد شهاب الدّين المقرئ.
196- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [3] بْن الْحَسَن.
نظام الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الدّارىّ، الخليلىّ، عمّ الصّاحب فخر الدّين.
تُوُفّي بمصر فِي ربيع الأول، وله إجازة من ابن المعطوش، وابن الجوزىّ، وجماعة [4] .
وسمع «السّيرة النّبويّة» من ابن مجلّى، وعاش تسعين عاما.
وكان تاجرا متموّلا، كثير البّرَّ. خرّج لَهُ التّقيّ عُبَيد مشيخة.
سَمِعَ من ابن جبير.
__________
[1] هو «محمد بن عبد الولي» ، وسيأتي برقم (202) .
[2] كذا. وفي ترجمته الآتية، والمصادر: «عبد الولي» .
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 ب، والمقفّى الكبير 5/ 577 رقم 2119.
[4] قال البرزالي: وله إجازة بغدادية مؤرّخة بسنة ست وتسعين وخمسمائة.

(51/160)


197- محمد بن زنطار [1] .
ابو خطّاب الأشرافيّ، خادم الأثر بدار الحديث.
روى «مُسْنَد الشّافعيّ» ، عَنِ ابن الزّبيدىّ.
ومات فِي صفر، رحمه اللَّه [2] .
198- مُحَمَّد بْن الصّلاح [3] .
العدل، جمال الدّين الحنفىّ، الخشّاب.
كَانَ من عُدُول القيمة بدمشق [4] .
تُوُفّي فِي شعبان.
199- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم.
الفقيه، شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه بْن العلّامة تاج الدّين الفَزَاريّ، الدّمشقيّ، الشافعيّ.
تُوُفّي شابّا فِي جمادى الآخرة.
200- مُحَمَّد بن عَبْد العزيز [5] بْن يَحْيَى.
اللّوريّ، أخو الشّيخ أَبِي إِسْحَاق [6] .
سَمِعَ معه من الرّشيد بْن مَسْلَمَة.
مات بسِجِلْماسَة. حجّ مرّتين.
201- مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [7] بْن عَبْد الخالق بن خليل بن مقلّد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن زنطار) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 116 ب.
[2] وقال البرزالي: «ومولده سنة ثلاث وعشرين وستمائة» .
[3] انظر عن (محمد بن الصلاح) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 119 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 316.
[4] وزاد البرزالي: «مشهورا بالمروءة، وقضاء أشغال الناس» .
[5] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: المقتفى للبرزالى 1/ ورقة 121 أ، ب.
[6] وقال البرزالي: وكان دخل دمشق مع أخيه.
[7] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 232- 234، والمقتفى للبرزالى 1/ ورقة 117 أو 118 أ، وتالى كتاب وفيات الأعيان 149 رقم 241، ونهاية الأرب

(51/161)


قاضى القُضاة، عزّ الدّين، أَبُو المفاخر الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، المعروف بابن الصّائغ.
وُلِد سنة ثمانٍ وعشرين وستمائة.
وسمع من: أَبِي المُنَجّا بْن اللّتّيّ، وابى الْحَسَن بْن الْجُمَّيْزيّ، وابى الحَجّاج يوسف بْن خليل، وجماعة.
وتفقّه فِي صباه عَلَى جماعة، ولازم القاضي كمال الدّين التّفْليسيّ، وصار من أعيان أصحابه. ثمّ ولى تدريس الشّاميّة مُشاركًا للقاضي شمس الدّين ابن المقدسيّ، بعد فصولٍ جرت، فلمّا حضر الصّاحب بهاء الدّين إلى دمشق استقلٌ شمس الدّين بالشاميّة وحده، وولى عزّ الدّين وكالة بيت المال، ورفع الصّاحب من قدره ونوَّه بذكره.
ثمّ عمد إلى القاضي شمس الدّين ابن خَلَّكان فعزله بالقاضي عزّ الدّين فِي سنة تسع وستّين، فباشر القضاء، وظهرت منه نهضة وشهامة، وقيام فِي الحقّ ودرء للباطل، وحِفْظُ الأوقات واموال الأيتام والأشراف، وتصدّى لذلك، فحُمِدت سيرته، وأحبّه النّاس، وأبغضه كلّ مِرُيب، وأعلا اللَّه منار الشَّرع بِهِ.
وكان ينطوى عَلَى ديانة وورع وخوف من اللَّه تعالى ومعرفة تامّة بالأحكام، ولكنّه كانت لَهُ بادرة من التّوبيخ والمحاققة وكشف الأمور،
__________
[ () ] 31/ 97- 99، وتاريخ ابن الفرات 7/ 275، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 344، 345، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، والإعلام بوفيات الإعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 199، 200، وتاريخ ابن الوردي 2/ 232، والبداية والنهاية 13/ 304، وعيون التواريخ 21/ 343، 344، والوافي بالوفيات 3/ 270، 271 رقم 1315، وطبقات الفقهاء لابن قاضى شهبة 3/ 51- 53 رقم 488، وطبقات الشافعية الوسطى للسبكى، والورقة 80 أ، والكبرى، له 5/ 31، وقضاة دمشق 76، والنجوم الزاهرة 7/ 364، وشذرات الذهب 5/ 383، وذيل التقييد 1/ 161 رقم 277، والدليل الشافي 2/ 638، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 49، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، وعقد الجمان (2) 333، 34، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 78، وتذكرة النبيه 1/ 91.

(51/162)


واطّراح للرؤساء الذين يدخلون فِي العدالة بالرئاسة والجاه. فتعصّبوا عَلَيْهِ، وتكلّموا فِيهِ، وتتبّعوا غلطاته، وتغيّر عَلَيْهِ الصّاحب، وما بقي يمكنه عزله لأنّه.
بالغ فِي وصفه عَنْد السّلطان. ودام فِي القضاء إلى أول سنة سبْع وسبعين، فعُزل وأعيد ابن خَلَّكّان، ففرح بعزْله خلْق. وبقي عَلَى تدريس العذراويّة، فلمّا قدِم السّلطان الملك المنصور لغزوة حمص سنة ثمانين إعادة إلى القضاء، وباشر فِي أوائل سنة ثمانين فعاد إلى عادته من إقامة الشَرع وإسقاط الشهود المطعون فيهم، والغضّ من الأعيان، فربّى لَهُ أعداء وخصوما، فتضافروا عَلَيْهِ وسعوا فِيهِ، فامتُحِن، فجاءه رسول إلى الجامع وقد جاء إلى سنة اثنتين وثمانين سعوا فِيه، فامتُحِن، فجاءه رسول إلى الجامع وقد جاء إلى صلاة الجمعة، فأخذه إلى القلعة، فقال لَهُ المشدّ بدر الدّين الأقرعيّ: قد امر السّلطان ان تجلس فِي مسجد الخيّالة. ففعل ولم يمكّن من صلاة الجمعة، وذلك بسبب محضر أثبته تاج الدّين عَبْد القادر بْن السّنْجاري عَلَيْهِ بحلب، بمبلغ مائة ألف دينار، وانّها عنده من جهة الشّرف ابن الإسكاف كانت للخادم رَيحان الخليفتىّ. ثمَ إنّ المشدّ احضر النّظام ابن الحصيرىّ نائب القاضي حسام الدّين الحنفىّ، فنفّذ المحضر، وامضى حكم قاضى سرمين ابن الأستاذ بِهِ، وذهب النّاس إلى القاضي يتوجّعون لَهُ، وبقي نائبة شمس الدّين عَبْد الواسع الأبهريّ يحكم. فلمّا كَانَ فِي اليوم الثّالث منع نائبة من الحكم، ومنع النّاس من الدّخول إلَيْهِ إلّا أقاربه، وولى القضاء بهاء الدّين ابن الزّكىّ. ثمّ نبغ آخر، وزعم انّ حياصة مُجَوهرة وعُصابة بقيمة خمسةٍ وعشرين ألف دينار كانت عند العماد بْن محيي الدّين ابن العربىّ للملك الصّالح إِسْمَاعِيل ابن صاحب حمص، وانتقلت إلى القاضي عزّ الدّين، ووكّلوا علاء الدّين على ابن السّكاكرىّ للملك الزّاهر، وبقيّة ورثة الصّالح وذكروا انّ الشّهود كمال الدّين ابن النّجّار والجمال أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الحموىّ. ثمّ توقّف ابن النّجّار واقتحم الشّهادة الجمال وغيره، ثمّ قَالُوا للقاضي: هذه القضيّة قد ثبتت عليك، والأخرى فِي مظنّة الإثبات ولم يبق إلا ان تحمل المال.
فلمّا كَانَ فِي اليوم الخامس من اعتقاله أظهروا قضيّة ثالثة، وهو انّ

(51/163)


ناصر الدّين مُحَمَّد ابن ملك الأمراء عزّ الدّين ايدمر أودع عنده مبلغا كثيرا، فجاء المشدّ وسأله فقال: أُحضر المبلغ إليَّ لأستودعه، فلم افعل، واسألوا الأمير بدر الدّين أمير مجلس فإنّه الّذي احضر المبلغ. فخرج المشدّ وسأل أمير مجلس، فصدَّق ما قاله القاضي، فلمّا كَانَ اليوم السّابع طلب المشدّ لناصر الدّين ابن أخي القاضي وقال: تكتب لي أسماء جميع املاككم. وهدَّده فكتب ذَلِكَ. فلمّا كَانَ يوم الجمعة ادّى الشهود عند حسام الدّين الحنفىّ، وهم الجمال الحموىّ، بعد ان شهد عَلَيْهِ الشّيْخ تاج الدّين، واخوه الشّيْخ شرف الدّين، وغير هما، انّه لا علم لَهُ بهذه القضيّة، وشهد الشّهاب غازى الأمينيّ، والغرس البيانيّ، فاستفسرهم القاضي حسام الدّين فتواقح بعضهم.
وكان الجمال من شيوخ المحدّثين، فأهانه المحدّثون، وتواصَوا ان لا يسمعوا عَلَيْهِ بعدها.
ثمّ عمل المشدّ بداره مجلسا للحياصة، فحضر طائفة ممّن يبغض ابن الصّائغ، منهم: ناظر الصُّحبة ابن الواسطىّ، والوكيل ابن السَّكاكريّ، وحضر القاضي حسام الدّين، ومحيي الدّين ابن النّحّاس، ورشيد الدّين سَعِيد، واحضر ناصر الدّين ابن أخى القاضي فقيل: قد ادّى الشُّهود فهل لكم دافع.
فاحضر النجم السّبتىّ، والمجد محمود، فشهدا عند حسام الدّين على القاضي عزّ الدّين بإسقاط ابن الحموىّ، وحضر الشَّيْخ على الْمَوْصِلِيّ، والوجيه السّبتىّ فشهدا عَلَى إقرار ابن الحموىّ انّه لا يعلم هذه القضيّة، فبدر ابن السّكاكرىّ، وقال عَلَى لسان القاضي إنّه لا يرى ذَلِكَ دافعا. فكتب بذلك صورة مجلس، وأُمهلوا ليحضروا دافعا. ثمّ طلب القاضي عزّ الدّين من السّلطان ان يحضر بنفسه، ويتكلّم مَعَ خصمه من غير توكيل منهما فِي مجلس يعُقد.
فأُجيب إلى ذَلِكَ، وعُقد المجلس بمحضر القضاة الأربعة، والشيخ تاج الدّين، والشيخ محيي الدّين ابن النّحاس، وزين الدّين الفارقىّ، وشمس الدّين ابن الصّدر سُلَيْمَان، والقاضي عزّ الدّين المذكور، فقال ابن السّكاكرىّ، وأشار إلى حسام الدّين: اسألكم الحكم بما ثبت لموكّلى.

(51/164)


فقال القاضي عزّ الدّين: أَنَا سَأَلت السّلطان أن يحضر معي خصمي:
فطلبوا الملك الزّاهر فتغيَّب، فأحضروا ولده الملك الأوحد، ثمّ قُرِئَ المحضر، فقال القاضي عزّ الدّين للأوحد: أَنَا أحلّفك بأنّك ما تعلم أنّ شهودك شهود زور. فقال: أنا أصبو عَنْ هذه القضيّة. ونكل.
وقال عزّ الدّين أيضا: أَنَا أطلب من الشّهود تعيين الحياصة والعُصابة وكم فيهما من جوهر وبَلَخْش. فأفتى بعضهم بلزوم التّعيين، وتوقّف بعضهم فقال القاضي حسام الدّين: أَنَا أكشف هذا، وأسأل أصحابنا، فإنّ التّعيين يختلف باختلاف الأجناس.
واحضروا فِي المجلس فحضر ابن السّنجاريّ، فقُرِئ وادّعَى بمضمونه وكيل بيت المال زين الدّين عَلَى القاضي، فقال: لي دوافع، منها أنّ ابن السّنجاريّ عدوّي، ومنها أنّ ابن الحصيريّ حكم عليّ من غير حضوري ولا حضور وكيلي.
فطُلب ابن الحصيريّ فلم يتّفق حضوره، وانفصل المجلس.
ثمّ اجتمعوا بدار الحديث، وأحضِر ابن الحصيري، فقام عَلَيْهِ الحنفيّة وقالوا: حكمك لا يصحّ. فقال: لَيْسَ حكمي بباطل، ولكنّه لا يلزم الخصم.
وبحثوا فِي ذَلِكَ، فأحضر كُتُبًا ونقولا. وقال عزّ الدّين: لي بيّنة تشهد بعداوة ابن السّنجاريّ. فقال: أثبت ذَلِكَ يا مولانا، وعليك المهلة ثلاثة أيّام. وطلب ابن السّكاكريّ الحكم من الحنفيّ عَلَى عادته وجرأته، فأخرج القاضي عزّ الدّين فتاوى الفقهاء أنّ الدّعوى من أصلها باطلة، إذ كانت مجهولة. فأفتى بذلك من حضر المجلس. فقال المشدّ للقاضي. ما تحكم. فقال: لا والله لا أحكم فِي هذه القضيّة. وقام منزعجا، وانحَلّت القضيّة فكتب بذلك صورة بمجلس. ثمّ بعد أيّام قَالَ المشدّ للقاضي عزّ الدّين: أيش المعمول! قَالَ:
تصلّي ركعتين فِي اللّيل، وتدعو اللَّه أن يكشف لك أمري، ومهما خطر لك بعد ذَلِكَ فافعل.

(51/165)


ثمّ سعى نائب السّلطنة حسام الدّين طرنطاي، ولاجين، وعَلَم الدّين الدّواداريّ، وبيّنوا للسلطان أنّ القاضي ما ثبت عَلَيْهِ شيء. وظهر أيضا أنّ ريحان الخليفتيّ تُوُفّي سنة أربع وخمسين، وأنّ المحضر يتضمّن أن ريحان سيَّر الوديعة إلى الإسكاف في أواخر سنة ستّ وخمسين. ثمّ قدم تجّارٌ واجتمعوا بطرنطاي، وعرّفوه: أنّ ريحان مات وعليه دَيْن نحو اثني عشر ألف دينار وفاها عَنْهُ الخليفة، ونحن ما رأينا هذا القاضي، ولا لنا معه غرض.
فأمر السلطان بإطلاقه مُكرمًا، فنزل من القلعة، وزار شيخ دار الحديث، وعطف إلى ملك الأمراء لاجين فسلّم عَلَيْهِ بدار السّعادة، ثمّ مضى إلى دار القاضي بهاء الدّين الَّذِي ولي بعده، فسلّم عَلَيْهِ. ثمّ أقام بمنزلة بدرب النّقّاش. وطلع بعد أيّام إلى بستانه بحمص، وبه مات إلى رحمة اللَّه وعند موته توضّأ وصلّى، وجمع أهله وقال: هلَّلوا معي. فبقي لحظة يهلّل، وعبر إلى اللَّه تعالى، وكان آخر قوله: لا إله إلا اللَّه.
تُوُفّي، رحمه اللَّه، فِي تاسع ربيع الآخر، وله خمسٌ وخمسون سنة.
وكان رحمه الله لا يصح بالرّاء.
202- مُحَمَّد بْن عَبْد الولي [1] بْن جبارة بْن عَبْد الوليّ.
الإِمَام، الزاهد، الصّالح، الفقيه، المتقِن، تقيّ الدّين المقدسيّ، والد شيخنا الشّهاب المقرئ.
سَمِعَ ببغداد من هذه الطّبقة أَبِي الْحَسَن القَطِيعيّ، وجماعة.
وكان يتعاسر بالتّحديث.
وسمع بدمشق من أَبِي القاسم بْن صَصْرَى.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الولي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 121 أ، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 312، ومختصره 85، والمنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 999، والدرّ المنضّد 1/ 426 رقم 1136 وقد تقدّم باسم «محمد بن جبارة» برقم (195) .

(51/166)


203- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد.
أَبُو مُحَمَّد الواعظ، ويلقّب بالمهديّ، خطيب جامع المنصور.
سَمِعَ محيي الدّين ابن الْجَوزيّ، وغيره.
204- مُحَمَّد بْن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلَّكان [1] .
القاضي بهاء الدّين أَبُو عَبْد اللَّه الإربِليّ، الشّافعيّ، قاضي بَعْلبَكَ، أخو قاضي القُضاة شمس الدّين.
وُلِد بإربل سنة ثلاثٍ وستّمائة [2] . وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من أَبِي جَعْفَر ابن مُكْرَم كأخيه، وحدّث.
سَمِعَ منه: ابن أَبِي الفتح، والبرْزاليّ، وجماعة.
وهو والد النّجم ابن خَلَّكان صاحب الفيض والخَيال الشَّيطاني. قدم الشّام وهو شابّ، فاشتغل وحصّل.
ذكره قُطْبُ الدّين فِي «تاريخه» فقال: كَانَ رجلا معدوم النّظير في كثير من أوصافه عند التّواضع المفرط، ولين الكلمة، ورقّة القلب، وسلامة الصّدر، وحسن العقيدة في الصّالحين، وعدم الالتفات إلى الدّنيا. ولي قضاء بعلبكّ إلى حين وفاته.
قال: ولم ينله من جميع ما كان باسمه من الجامكيّة والجراية إلّا قوته لا غير. ولا يسأل عمّا عدا ذَلِكَ. وأمّا بشْرُه وتَلقّيه بالتّرحيب فخارج عَنِ الوصف. ومات ولم يخلّف درهما ولا دينارا، وعليه جملة من الدَّين، فأُبيعت كُتُبُه فِي دَيْنه. ومن وقت وفاة أخيه حزن عَلَيْهِ، ولم يكن يرقأ في غالب أوقاته من حزنه عليه.
__________
[1] انظر عن (ابن خلّكان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 234، 235، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 118 أ، ب، والعبر 5/ 345، وعيون التواريخ 21/ 344، والوافي بالوفيات 1/ 203 رقم 128، وذيل التقييد 1/ 215 رقم 414، والدليل الشافي 2/ 686، وشذرات الذهب 5/ 384، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 134 رقم 1141.
[2] في المقتفي 1/ ورقة 118 أ «مولده سنة أربع وستمائة» .

(51/167)


تُوُفّي فِي الثَّانِي والعشرين من رجب. ودُفِن فِي تُربة الزّاهد عَبْد اللَّه اليُونينيّ.
205- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن بشارة [1] .
المحدّث، شمس الدّين الكلابيّ، الدّمشقيّ. أحد طَلَبَة الحديث.
تُوُفّي شابّا إلى رحمة اللَّه فِي شعبان.
وخطّه معروف فِي الطَّباق [2] .
206- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن رمضان [3] .
شَرَفُ الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
تُوُفّي فِي شعبان.
207- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
الوزير الكبير، شمس الدّين، أَبُو المكارم الْجُوينيّ.
وزير الدّولة التّتاريّة والحاكم فِي المغول. نفذَت أقلامه فِي الأقاليم، وله رسائل وأشعار. وقد ذكره ابن الفُوَطيّ مستقصى فِي «معجم الألقاب» وقال: قُتل بنواحي أبهر بعد أن كتب وصيّته بيده. سمعنا من لفظه قصائد بتبريز.
وقُتِل فِي رابع شعبان.
208- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى [4] .
نجم الدّين الكلبيّ، السّبتيّ [5] ، العدل.
__________
[1] انظر عن (ابن بشارة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 118 ب، 119 أ.
[2] وقال للبرزالي: «وكان شابّا طلب الحديث مدّة، وله أثبات وإجازات، وقرأ القرآن العظيم بروايات. ووقفت أجزاؤه بدار الحديث بالنورية» .
[3] انظر عن (ابن رمضان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 119 ب.
[4] انظر عن (ابن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 117 ب.
[5] نسبة إلى مدينة سبتة بالمغرب.

(51/168)


وُلِد سنة عشر وستّمائة. وقدم مصر بعد الثّلاثين فسمع من: أبي الخطّاب الكلبيّ الحافظ.
وبدمشق من: ابن اللّتّي، والسَّخَاويّ، وكريمة، وجماعة.
وعني بالرّواية. وله جموع وتخاريج يسيرة. وكان صدوقا، خيَّرًا.
كتب عَنْهُ: المِزّيّ، والبرْزاليّ، والجماعة.
وتُوُفّي فِي جمادى الأولى.
لنا منه إجازة.
209- مُحَمَّد بْن محمود [1] بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن شاهنشاه بْن أيّوب بْن شاذي.
صاحب حماة، وابن ملوكها، الملك المصور أَبُو المعالي ناصر الدّين ابن الملك المظفّر تقيّ الدّين بْن المنصور، ملك حماة والمَعَرّة بعد والده سنة اثنتين وأربعين وستّمائة، وعُمُرة عشْرُ سنين وأيّام رعاية لأمّه الصّاحبة غازية بِنْت السّلطان الملك الكامل.
وقام بتدبير دولته أمّه وسيف الدّين طُغْرُلْبَك أستاذ الدّار، وشيخ الشّيوخ
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمود) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 136 رقم 214، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 120 ب، وتشريف الأيام والعصور 73، والمختصر في أخبار البشر 4/ 18، 19، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 345، والمختار من تاريخ ابن الجزري 315، وتاريخ ابن الوردي 2/ 231، 232، وذيل مرآة الزمان 4/ 236، ومرآة الجنان 4/ 200، والدرة الزكية 265- 267، والبداية والنهاية 13/ 304، 305، وعيون التواريخ 21/ 345، والوافي بالوفيات 5/ 11، 12 رقم 1966، وتذكرة النبيه 1/ 88، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 142، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، ومآثر الإنافة 2/ 108، ونهاية الأرب 29/ ورقة 284 ب، 285 أ (31/ 121، 122) ، والسلوك ج 1 ق 3/ 745، وعقد الجمان (2) 324- 327، والنجوم الزاهرة 7/ 363، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13، 14، وتاريخ ابن سباط 1/ 485، وتاريخ الأزمنة 262، 263، وشذرات الذهب 5/ 384، ونهاية الأرب 31/ 122، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 111، ومنتخب الزمان 2/ 365، وتاريخ الخميس 2/ 425، وشفاء القلوب 439، وترويح القلوب 54، والمقفى الكبير 7/ 142 رقم 3237.

(51/169)


عَبْد العزيز. وكان فِيهِ كَرَمٌ، وحُسْن عشْرة، لكنّه لعّاب، منهمك عَلَى اللهْو وغير ذَلِكَ، سامحه اللَّه [1] .
وتملّك بعده ابنه.
210- مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن النُّعمان [2] .
الشّيْخ القُدْوة، أَبُو عَبْد الله، المزالي [3] التلمسانيّ، وقيل الفاسيّ، المغربيّ.
وُلِد سنة ستّ أو سبع وستّمائة بتلمسان. وقدم الإسكندريّة، فسمع بها من: مُحَمَّد بْن عماد الحرّانيّ، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن الصَّفْراويّ، وأبا الفضل الهمدانيّ.
وبمصر من: عَبْد الرحيم بْن الطُّفَيْل، وأبي الْحَسَن بْن المقيّر، وأبي الْحَسَن بْن الصّابونيّ.
وكان فقيها مالكيّا، زاهدا عابدا، عارفا، إلّا أنّه كَانَ مُتغاليًا فِي أشعريّته.
تُوُفّي بمصر فِي تاسع رمضان، وشيّعه الخلائق. وكان يوما مشهودا.
ومن شعره:
أَتَطْمعُ أنْ ترى ليلى بعين ... وقد نظرتْ إلى حُسْنٍ سِواها
سواها لا يروق الطّرْفَ حُسنًا ... وأوصافٌ لها زانت حماها [4]
__________
[1] مولده في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بحماة.
[2] انظر عن (ابن النعمان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 236- 238، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 121 ب، والعبر 5/ 346، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 285، ومرآة الجنان 4/ 200، وعيون التواريخ 21/ 351، والوافي بالوفيات 5/ 89 رقم 2096، وذيل التقييد 1/ 269، 270 رقم 531، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، والنجوم الزاهرة 7/ 363، وشذرات الذهب 5/ 384، وتذكرة النبيه 1/ 91، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 80، والمقفى الكبير 7/ 221 رقم 3286، وتحفة الأحباب للسخاوي 164، 165.
[3] في الأصل: «المولى» والتصويب من: الوافي بالوفيات، وذيل التقييد، وغيره.
[4] في ذيل المرآة: «وأوصاف الجمال لها حماها» ، وكذا في الوافي بالوفيات.

(51/170)


أتنظرها بعينٍ بعد عينٍ ... فتلك العَينُ تمنعها قَذَاها
قذاها إنْ أردتَ يزولُ عَنْهَا ... فغير العين [1] دهرك لا تراها [2]
وقيل: إنّه كَانَ يحفظ «سِيبَوَيْه» [3] .
روى عَنْهُ: ابن نُبَاتَة، والقُطْب عَبْد الكريم، وعدّة.
211- مُحَمَّد الشمس السّراب.
السَّقَطيّ.
تُوُفّي فِي رجب، ودُفِن ببستانه بالرَّبْوة، وخلَّف ولدين يونسية.
212- المبارك بْن المبارك [4] بْن عَبْد الحكيم.
البارع، شمس الدّين، أَبُو منصور بْن الصّبّاغ.
طبيب المستنصريّة. كَانَ ماهرا فِي الصّناعة، لَهُ تصانيف.
وقد ناهز المائة ونيّف عليها، قاله ابن الفُوطيّ، متمتّعا بسمعه وبصره.
مات فِي المحرَّم.
213- محاسن بْن الْحَسَن [5] بْن عَبْد اللَّه.
نجيب الدّين، أَبُو الفضل السُّلميّ.
شيخ مُعَمَّر، كَانَ يمكنه السّماع من الخُشُوعيّ، ونحوه فإنّه ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
__________
[1] في ذيل المرآة: «بعين الغير» ، وفي الوافي: «بعين الدهر غيرها» .
[2] الأبيات وغيرها في ذيل مرآة الزمان 4/ 237، والوافي بالوفيات 5/ 89.
[3] وهو مؤلّف: «مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام» . (ذيل التقييد 1/ 269) وقال السخاوي: نزيل مصر، صاحب التصانيف الحسنة، وقد أنشأ ببلاد الإسلام مائة وعشرين زاوية، وجدّد جوامع ومساجد كثيرة، وله هيبة في الناس، حتى قال محمد بن سعيد: ما رأيت أبا عبد الله النعمان إلّا هبته لما كان فيه من السر، وكان له معرفة تامّة بأوصاف الرياضة وأحوال الطريق. (تحفة الأحباب 164، 165) .
[4] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: تاريخ علماء بغداد لابن رافع 164، ومعجم المؤلفين 8/ 173.
[5] انظر عن (محاسن بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 118 ب.

(51/171)


وروى عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ بالإجازة، سَمِعَ منه: عَلّم الدّين، وغيره.
وتُوُفّي بنواحي أذْرِعات فِي رجب إن شاء اللَّه. وقد أجاز لي.
214- مظفَّر بْن أَبِي بَكْر [1] بْن مظفَّر.
العلّامة، تقيُّ الدّين الْجَوْسقيّ، مدرّس الحنابلة بالبشيريّة.
كَانَ إماما، مُناظرًا، خِلافيًّا، كبير القدر. حدّث عَنِ ابن السّبّاك.
مات فِي ربيع الأوّل، وله سبعون سنة.
وكان رئيسا فِي المذهب وأصوله.
215- مظفَّر بْن عَبْد الوهّاب بْن مشرّف.
الدّمشقيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
ووُلِد سنة ستّمائة. ولا أعلم لَهُ رواية.
216- مكّيّ [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنّام.
أَبُو الحَرَم الحرّانيّ.
شيخ صالح، قدم دمشق، وذكر أنّه سَمِعَ من عَبْد القادر الرّهاويّ.
وقد روى بالإجازة عَنْ أَحْمَد بْن الدّبيقيّ، وعبد العزيز بْن مَنِينا، وسليمان المَوْصِليّ [3] .
سَمِعَ منه: عَلَم الدّين، وابن الخبّاز، وغيرهما.
ومات فِي شعبان. وهو زوج ستّ الدّار بنت الشّيخ مجد الدّين ابن تيميّة.
__________
[1] انظر عن (مظفّر بن أبي بكر) في: الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 311، ومختصره 85، والمنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 1150، والدرّ المنضّد 1/ 426 رقم 1135.
[2] انظر عن (مكي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 119 ب.
[3] وتاريخ إجازته سنة إحدى عشرة وستمائة.

(51/172)


217- موهوبة.
أخت الشّيْخ أمينُ الدِّين عَبْد الصَّمَد بْن عَبْد الوهّاب ابن زين الأُمناء ابن عساكر.
سَمِعْتُ من جدّها، ومن ابن صباح.
وحدّثت.
تُوُفيت فِي جمادى الأولى. وهي والدة الأَخَوين شرف الدّين وعزّ الدّين ابني ابن العماد الكاتب.
- حرف النون-
218- نصر اللَّه [1] بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه.
المولى صفيُّ الدّين، وزير صاحب حماة.
وُلّي بعد وفاة أخيه علاء الدّين سنة أربعٍ وسبعين. وكان حَسَن المعاملة للنّاس.
تُوُفّي فِي سْلخ رجب بحماة.
- حرف الياء-
219- يوسف بْن عَبْد اللَّه [2] بْن عُمَر.
قاضي القضاة بدمشق، جمال الدّين، أَبُو يعقوب الزّواويّ [3] ، المالكيّ.
وهو بنسبته أشهر. ولي القضاء بعد ابن عمّه الشّيْخ زين الدّين الرّهاويّ [4] .
__________
[1] انظر عن (نصر الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 238.
[2] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 239، ونهاية الأرب 31/ 123، والبداية والنهاية 13/ 305، وعيون التواريخ 21/ 350 وفيه: «يوسف بن عبيد الله» ، وعقد الجمان (2) 334، وتاريخ ابن الفرات 8/ 14، والدارس 2/ 5، وتذكرة النبيه 1/ 50، والوافي بالوفيات 29/ 235 رقم 104، وشذرات الذهب 5/ 374.
[3] في البداية والنهاية: «الرازيّ» ، وهو غلط.
[4] في البداية والنهاية: «الزواوي» .

(51/173)


وتُوُفّي إلى رحمة اللَّه فِي طريق الحجّ هُوَ ونجم الدّين ابن البارزيّ.
وبقي القضاء بعده شاغرا ثلاث سنين.
220- يَحْيَى بْن فَرَج بْن هَيّاب.
صفيّ الدّين الأسود، الشّاهد.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة بدمشق.
الكنى
221- أَبُو بَكْر بْن عُمَر [1] بْن علي.
البقال الصالح. عرف بأبي السوالم.
شيخ مبارك، روى عَنْ: الموفق، والقزويني.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
222- أَبُو بَكْر بْن يوسف [2] بْن صَدَقة.
يعرف بالعفيف الأريسيّ.
وُلِد سنة سبْع وستّمائة، وكتب فِي الإجازات.
مات فِي رجب.
223- أَبُو الفتح بْن إِسْحَاق بْن نصر اللَّه بْن هبة اللَّه بْن سَنيّ الدّولة.
العدل الجليل فخر الدّين.
تُوُفّي بدمشق فِي صفر. وله تعليق فِي التّاريخ.
224- أَبُو القاسم بْن أَحْمَد [3] .
المراغيّ، الصَّعيديّ، الزّاهد.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 121 أ.
[2] انظر عن (أبي بكر بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 118 ب.
[3] انظر عن (أبي بكر القاسم بن أحمد) في: نهاية الأرب 31/ 124، وتاريخ ابن الفرات 8/ 14، وتحفة الأحباب 163 وفيه: «أبو القاسم بن أحمد بن عبد الرحمن بن نجم بن طولون المشهور بالمراغي» .

(51/174)


من المشايخ المشهورين بمصر.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة. كانت جنازته مشهودة.
روى شيئا من كلام شيخه ابن الصّبّاغ، عَنْهُ.
225- والدة السّلطان [1] الملك السّعيد بِنْت مقدَّم الخُوَارَزْميّة بركة خان.
تُوُفّيت بالقاهرة فِي وسط السّنة، واسمها الْتِطْمِش.
وفيها وُلِد:
رفيقنا الشيخ تقيّ الدّين عَلِيّ بْن عَبْد الكافي السُّبكيّ، فِي أوّل صفر، والشيخ سراج الدّين عُمَر بْن علي القزوينيّ، محدّث بغداد، والقاضي جمال الدّين أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العثمانيّ، المنفلوطيّ، وجمال الدّين سُلَيْمَان بْن محمد بن خطيب دمشق عَبْد الكافي الرّبعيّ، وعلي بْن عَبْد الحميد المنبجيّ، المؤذّن، ابن أخت العطّار.
__________
[1] انظر عن (والدة السلطان) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 151 ب (حوادث سنة 682 هـ.)

(51/175)


سنة أربع وثمانين
- حرف الألف-
226- أَحْمَد بْن إدريس [1] .
المالكيّ، العالم الشهير، الأصوليّ، الشّيْخ الإِمَام، شهاب الدّين القَرَافي، الصّنهاجيّ الأصل. أصله من قرية بكورة بوش من صعيد مصر الأسفل تعرف ببهفشيم [2] . ونُسب إلى القرافة ولم يسكنها، وإنّما سئل عَنْهُ عند تفرقة الجامكيّة بمدرسة الصّاحب ابن شُكْر فقيل: هُوَ بالقرافة. فقال بعضهم: اكتبوه القَرَافيّ. فلزِمَتْه هذه النّسبة.
وكان إماما فِي أصول الدّين وأصول الفقه، عالما بمذهب مالك وبالتّفسير، وعلوم أُخَر. ودرّس بالصّاحبيّة [3] بعد وفاة شَرَف الدّين السُّبكيّ، ثمّ أُخذت منه، فوليها قاضي القضاة نفيس الدّين، ثمّ أعيدت إلَيْهِ، ومات وهو مدرّسها.
ودرّس بمدرسة طيبرس وبجامع مصر. وصنَّف فِي أصول الفقه الكتب المفيدة الكثيرة، واستفاد منه الفقهاء. وعلّق عَنْهُ قاضي القضاة تقيّ الدّين ابن بِنْت الأعزّ تعليقة على «المنتخب» ، و «شرح المحصول» الشرح المشهور. وله
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إدريس) في: الديباج المذهب 62- 67، وكشف الظنون 11، 21، 77، 186، 499، 825. 1153، 1359، 1615، والمنهل الصافي 1/ 215- 217 رقم 121، وإيضاح المكنون/ 72، 127، 135، 161، 206، 732، وروضات الجنات 91، 92، وشجرة النور الزكية لمخلوف 188 رقم 627، ومعجم المؤلفين 1/ 158، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 673 رقم 1250.
[2] في الديباج المذهب 62: «بهفشيم» ونسبته: البهفشيمي.
[3] هكذا في النسخة البريطانية. وفي نسخة دار الكتب المصرية: «بالمدرسة الصالحية» .

(51/176)


«التنقيح» و «شرحه» فِي الأصول، وله «القواعد والذخيرة» فِي مذهب مالك [1] .
كَانَ حَسَن الشّكل والسَّمْت. تُوُفّي بدير الطّين ظاهر مصر، ودفن بالقرافة. وكانت وفاته بعد وفاة صدر الدّين ابن بِنْت الأعزّ، ونفيس الدّين المالكيّ، وقبل وفاة ناصر الدّين ابن المنير، وذلك فِي آخر يوم من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين. ترجمه القاضي عَلَم الدّين الإخنائيّ، من خطّه نقلت [2] .
227- أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بن عمر بن [سالم بن] [3] باقا.
القَيْسيّ، التّاجر، نجمُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس.
روى عَنْ أبِيهِ.
ومات فِي المحرّم.
228- أَحْمَد بْن عُثْمَان [4] بْن مُحَمَّد بْن الهادي.
شهاب الدّين القَيْسيّ. دمشقيّ جليل.
روى عَنْ: ابن اللّتّيّ، والسَّخاويّ.
كتب عَنْهُ الطَّلَبة.
ومات فِي ذي الحجّة.
- أَحْمَد بْن مُحَمَّد الواعظ.
هُوَ زَينُ الدّين كتاكت، يأتي فِي الكاف [5] .
229- أَحْمَد بن هاشم.
جمال الدّين التفليسيّ [6] .
__________
[1] راجع أسماء مؤلّفاته الكثيرة في الديباج المذهب 64، 65.
[2] كتب أحدهم على هامش المخطوطة البريطانية ما يلي: «ث. هذه الترجمة نقلتها من خط قاضي القضاة ابن حجر، وأظنها ليست من تاريخ الذهبي» .
[3] ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة دار الكتب المصرية.
[4] انظر عن (أحمد بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب.
[5] برقم (266) .
[6] التّفليسي: بفتح أوله وكسره. نسبة إلى تفليس، بلد بأرمينية الأولى. (معجم البلدان 2/ 35) .

(51/177)


تُوُفّي فِي شعبان.
230- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق [1] بْن المظفَّر.
الشّيْخُ برهان الدّين، أَبُو إِسْحَاق، الْمَصْرِيّ، الوزيريّ، المقرئ. من حارة الوزيريّة بالقاهرة. وُلِد سنة تسع عشرة وستّمائة وحفظ «العنوان» ، وقرأ بها، أعني القراءات، على التّقيّ عَبْد القوي [2] بْن المغربل صاحب أَبِي الْجُود سنة أربعين وقرأ بعدّة كتب عَلَى الكمال الضرير. وراح إلى الصّعيد فقرأ عَلَى: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفصّال، وقرأ بدمشق عَلَى عَلَم الدّين القاسم، وعلى الكمال بْن فارس.
وعُني بالقراءات وقرأ بها. وسمع الحديث، وأسمع ابنه إِسْحَاق.
231-[إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ [3] بْن شاور.
زينُ الدّين القُرَشيّ، الطَّوخيّ، الْمَصْرِيّ، المقرئ، المجوّد.
وُلِد سنة اثنتين وستّمائة، وقرأ القراءات، تُوُفّي فِي شوّال] [4] .
232- إِسْمَاعِيل بْن الجمال [5] أَبِي حمزة أَحْمَد بْن عُمَر ابن الشّيْخ أَبِي عُمَر.
المقدسيّ، نجم الدّين.
سَمِعَ من: الشَّيْخ الموفَّق، وموسى بْن عَبْد القادر.
توفّي في شوّال بجمّاعيل.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، والعبر 5/ 346، ومعرفة القراء الكبار 2/ 700 رقم 669، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375 (في وفيات سنة 685 هـ.) ، وغاية النهاية 1/ 9، ونهاية الغاية، ورقة 5، وحسن المحاضرة 1/ 503، وشذرات الذهب 5/ 385، والمقفى الكبير 1/ 94 رقم 36.
[2] في المقفى الكبير 1/ 94 «تقي الدين بن القويّ» وهو وهم. وذكره ثانية على الصحيح.
[3] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: الوافي بالوفيات 6/ 68 رقم 2506، وغاية النهاية 1/ 20 رقم 78، والمقفى الكبير 1/ 200 رقم 210.
[4] هذه الترجمة ليست في النسخة البريطانية، استدركت من نسخة دار الكتب المصرية.
[5] انظر عن (إسماعيل بن الجمال) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 ب.

(51/178)


[أيدكين: هُوَ علاء الدين البنُدقدار، يأتي فِي العين [1]] [2] .
233- أيّوب بْن أَبِي الزّهر [3] بن معالي.
مجدُ الدّين الأَنْصَارِيّ، ابن الخيسيّ.
رئيس جليل، سَمِعَ الكثير، وسمّع أولاده. وهو خال تقيّ الدّين مُحَمَّد بْن الفاضليّ.
سَمِعَ من: عَلَم الدّين السَّخاوي، واليَلْدانيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: البِرْزاليّ فيما أظنّ، وابن الخبّاز.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر، وله ستّون سنة.
- حرف الباء-
234- البُرهانُ النَّسَفيّ [4] .
هُوَ أَبُو الفضائل، مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن محمد الحنفيّ، العلّامة، صاحب التّصانيف الكلاميّة والخلافية، وله مقدّمة مشهورة فِي الخلاف.
شاخ وعُمَّر: وأقرأ الطّلبة، وسار ذكره.
مولده سنة ستّمائة. وأجاز العَلَم الدّين البِرْزاليّ فِي هذه السّنة فِي شعبان من بغداد. ولم تطُلْ أيّامه بعد ذَلِكَ بل بقي إلى سنة سبْعٍ وثمانين وستّمائة، وسيُعاد.
__________
[1] برقم (264) .
[2] ما بين الحاصرتين من النسخة المصرية.
[3] في النسخة المصرية «أيوب ابن الزهد» .
[4] انظر عن (البرهان النسفي) في: الجواهر المضية 2/ 127، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 43، والفوائد البهية 194، وكشف الظنون 95، 865، 882، 1032، 1272، 1296، 1720، 1756، 1798، 1799، 1803، 1861، وشذرات الذهب 5/ 385، وإيضاح المكنون 2/ 194، وهدية العارفين 2/ 135، 136، ومعجم المؤلفين
s.1 -849، 297 /11 بن 488 بن، Brockelmann -g.1 -487 ومرآة الجنان 4/ 200، 201.

(51/179)


- حرف الحاء-
235- حازم بْن القاضي مُحَمَّد [1] بْن حسن بْن مُحَمَّد بْن خلف [بْن حازم] [2] .
شيخ البلاغة والأدب، هَنِيُّ الدّين، أَبُو الْحَسَن الأَنْصَارِيّ، المغربيّ.
تُوُفّي سنة أربع، وله ستٌ وسبعون سنة [3] .
أرّخه المَطَريّ. من أهل قُرْطاجَنّة [4] بالأندلس.
236- حسن بْن سُونج [5] .
المحدّث، أخو الشّيْخ إِسْمَاعِيل بْن سُونج، وأخو صاحبنا الشّيْخ حسين. وأبوهم هُوَ الحكيم مجدُ الدّين إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن سُونج الطبيب [6] .
قرأ وكتب، وحصّل الأجزاء، وأكثر عَنْ أصحاب ابن طَبَرْزَد، وطبقتهم.
ومات شابّا. وكان يُلقَّب بالعماد.
تُوُفّي فِي شعبان. وكان فقيها بالشّبليّة، من فُضَلائهم.
237- الْحَسَن بْن مُحَمَّد [7] بْن علي.
نجمُ الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، الكاتب.
__________
[1] انظر عن (حازم بن محمد) في: بغية الوعاة 1/ 491، 492 رقم 1068، والدليل الشافي 1/ 257، 258، والمنهل الصافي 5/ 55 رقم 880، والوافي بالوفيات 11/ 271 رقم 398، وأزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقّري 3/ 172، ونفح الطيب (راجع فهرس الأعلام) ، وكشف الظنون 1347، 1870، وشذرات الذهب 5/ 387، والأعلام 2/ 163، ومعجم المؤلفين 3/ 177.
[2] ما بين الحاصرتين إضافة من النسخة المصرية.
[3] مولده سنة 608 ومات ليلة السبت رابع عشر رمضان.
[4] نسبه السيوطي إلى قرطبة. والمثبت يتفق مع المنهل.
[5] انظر عن (حسن بن سونج) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 أ.
[6] في المصرية: حسن بن سونج المحدث إسماعيل بن سونج وأخويه صاحبنا الشيخ حسين وإبراهيم الحكيم محيي الدين إبراهيم بن أحمد بن سونج الطبيب.
[7] انظر عن (الحسن بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 264، 265، والأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 53 وفيه: «الظاهري» .

(51/180)


خدم الأمير عزَّ الدّين أيْبَك المعظَّميّ، ثمّ الطّواشيّ رشيد. ثمّ ولي نظر بَعْلَبَكْ بعد الكمال إِبْرَاهِيم بْن شِيث [1] مدّة. ثمّ عُزِل ولزِم منزله بدمشق بدرب الفراش. وخرج مَعَ الجيش لحصار المَرْقب فتُوُفّي بنواحي حمص. وكان من قدماء رماة البندق. وقد جاوز السّبعين.
238- الْحَسَن بْن مَسْعُود بْن مُحَمَّد.
خطيب جامع بلهيقا.
قرأت بخطّ القرضيّ: مولده فِي سنة خمس عشرة وستّمائة.
ومات فِي سابع عشر ربيع الأوّل.
239- الْحَسَن الرّوميّ [2] .
شيخ الشيوخ بالقاهرة.
تُوُفّي فِي أواخر العام. وصُلّيّ عَلَيْهِ صلاة الغائب بدمشق.
وولي المشيخة بعده الأيْكيّ [3] .
240- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ [4] بْن أَبِي بَكْر بْن يونس.
أَبُو عَبْد اللَّه ابن الخلّال أَخو شيخنا بدر الدّين حسن.
روى عَنْ: ابن اللّتّيّ، وابن المقيّر، وكريمة، وجعفر.
وتوفّي بقوص كهلا.
241- الحسين بن همام.
العدل الأجلّ، أبو عبد الله بن البيّاع القرشيّ.
__________
[1] انظر عن (ابن شيث) في: ذيل مرآة الزمان 3/ 125- 130، والطبقة السابقة من تاريخ الإسلام، وفيات سنة 674 هـ.
[2] انظر عن (الحسن الرومي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب، والبداية والنهاية 13/ 306، وعقد الجمان (2) 344.
[3] في البداية والنهاية: «شيخ سعيد السعداء بالقاهرة، وقد وليها بعده شمس الدين الأتابكي» .
وفي عقد الجمان: «الأيكي» كما هو مثبت أعلاه.
[4] انظر عن (الحسين بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ.

(51/181)


توفّي بمصر في صفر، وولد بدلاص سنة إحدى وستّمائة.
حدث عَنِ ابن باقا.
وتُوُفّي أخوه سنة خمس وتسعين.
- حرف الخاء-
242- خليل بْن يوسف [1] بْن خليل.
العَدَويّ.
روى عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن الْجُمَّيْزيّ، والحافظ النَّشْتيريّ.
ولد بإربل سنة سبع [2] وستّمائة.
وكان يعرف بابن الفحّام. وكان له أصحاب وفقراء بدمشق.
توفّي في صفر.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ [3] ، والطَّلَبَة رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الدال-
243- دَاوُد بْن يَحْيَى [4] بْن كامل.
القاضي عماد الدّين القُرَشيّ، الحنفيّ، البُصْرَويّ. والد العلّامة نجم الدّين القحفازيّ [5] .
ولي تدريس العزّيّة بالشك [6] ، وناب فِي القضاء.
وروى الحديث عَنْ أَبِي القاسم بْن صَصْرى فيما قِيلَ.
وعن: أَبِي إسحاق الصّريفينيّ، وعبد الرحمن بن النّصوليّ.
__________
[1] انظر عن (خليل بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 ب.
[2] في المقتفي: «سنة تسع» .
[3] وهو قال: وكان شيخا له زاوية.
[4] انظر عن (داود بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 أ، والبداية والنهاية 13/ 306، والوافي بالوفيات 13/ 498، 499، رقم 597، والدليل الشافي 1/ 297، والمنهل الصافي 5/ 307 رقم 1022، والدارس 1/ 556، وعقد الجمان (2) 344.
[5] تصحّفت في البداية والنهاية إلى: «القجقازي» .
[6] في الأصل: «بالكحل» ، وهو وهم، وترد: «الكجك» .

(51/182)


وناب عَنِ القاضي مجد الدّين ابن العديم.
وكان إماما، محقَّقًا، صالحا، وُلِد سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة.
ومات فِي نصف شعبان.
وكان عماد الدّين من بقايا أصحاب ابن الحَصِيريّ شيخ الحنفيّة.
- حرف الراء-
244- رمضان بْن وفاء.
الخطيب، أَبُو الوفاء الهمدانيّ.
كتب عَنْهُ ابن الفُوَطيّ فِي الإجازات، وأرّخ موته فِي ربيع الآخر.
- حرف السين-
245- ستُّ العَرَب [1] بِنْت يَحْيَى بْن قايماز.
أمُّ الخير الدّمشقيّة.
سَمِعْتُ من مولاهم التّاج الكِنْديّ. وحضرت عَلَى ابن طَبَرْزَد.
وسمع منها الكبار، وأجازت لنا مَرْوِيّاتها. ولها إجازة من المؤيَّد الطُّوسيّ، وجماعة.
روى عَنْهَا: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّيّ، والبرْزاليّ، وجماعة.
سَأَلت المِزّيَّ عَنْهَا فقال: شيخة جليلة، كثيرة السَّماع، سَمِعْتُ من ابن طَبَرْزَد «الغَيْلانيّات» ، وغيرها. وحدّثت سنين كثيرة.
قلت: وُلِدت فِي ربيع الآخر سنة تسعٍ وتسعين، وتوفّيت في التاسع والعشرين من المحرّم.
__________
[1] انظر عن (ست العرب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والعبر 5/ 347، ومعجم شيوخ الذهبي 231، 232 رقم 317، ومرآة الجنان 4/ 201، وذيل التقييد 2/ 375 رقم 1840، وشذرات الذهب 5/ 385، وأعلام النساء 2/ 159، 160.

(51/183)


246- سَعِيد بْن عَلِيّ [1] بْن سَعِيد.
العلّامة، رشيدُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد البُصْرَاويّ [2] ، الحنفيّ، مدرّس الشَّبْليّة.
كَانَ إماما، مُفْتيًا، مدرّسا، بصيرا بالمذهب، جيّد العربيّة، متين الدّيانة، شديد الورع. عُرِض عَلَيْهِ القضاء أو ذُكِر لَهُ فامتنع.
قَالَ شمس الدّين ابن أَبِي الفتح: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ يَقُولُ: لم يخلّف الرشيد سَعِيد بعده فِي المذهب مثله.
وكان خبيرا بالنَّحْو، وكانت لَهُ يدٌ طُولَى فِي النَّظْم والنَّثْر، ومن شِعره:
استجرِ دمعك ما استطعت معينا ... فعساه يمحو ما جنيت سنينا [3]
أنسيت أيام البطالة والهوى ... أيام كنت لذي الضّلال قَرينا
تُوُفّي الرّشيد سَعِيد فِي شعبان [4] فِي آخر الكهولة.
كتب عنه ابن الخبّاز، وابن البرزاليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (سعيد بن علي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 265- 268، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 ب و 125 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 76، 77 رقم 116، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والعبر 5/ 347، والإعلام بوفيات الأعلام 285، والبداية والنهاية 13/ 306، وفيه أتت ترجمته ملحقة بترجمة «حسن الرومي» ، وله شعر غير المذكور هنا، والدليل الشافي 1/ 314، والنجوم الزاهرة 7/ 366- 368، والقلائد الجوهرية 2/ 197، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وفيه «رشيد الأسلاك 1/ حوادث 684 هـ.
وشذرات الذهب 5/ 385، وتذكرة النبيه 1/ 99، وعقد الجمان (2) 344، والوافي بالوفيات 15/ 245، 246.
[2] يرد في المصادر: «البصروي» .
[3] في ذيل المرآة 45/ 268 «ما جنيت شيئا» .
[4] في تالي كتاب وفيات الأعيان 77: توفي في رمضان. وكذا في البداية والنهاية: يوم السبت ثالث رمضان.
[5] وقال الصقاعي 76: «كان من الفضلاء الأكابر، عالما، زاهدا، منقطعا، مقيم جوار المدرسة الشبلية بسفح جبل قاسيون، وهو شيخها ومدرّسها، ويقصدوه الناس يشتغلون عليه» .

(51/184)


- حرف الصاد-
247- الصّائن [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه البصريّ، المقرئ، الضّرير، نزيل الروم ومقرئها.
قرأ القراءات وجوّدها، وبرع فِي معرفتها. وقدم دمشق فقرأ السّبعة على المنتخب الهمدانيّ.
وكان عارفا بمذهب الشّافعيّ. أضرّ فِي أثناء عُمُره، ودخل الرومَ وقد شاخ، فقرأ عَلَيْهِ طائفة منهم الشّيْخ وحيد الدّين المقرئ إمام الكلّاسة، ورأيته يصِفُه ويُثني عَلَى عِلْمه ودينه، وقال: إنّه تُوُفّي فِي هذه السنة، وفيها قدِمتُ الشّام.
وقال: اسمه مُحَمَّد.
- حرف الطاء-
248- طَيّ بنْ مُصْبح [2] .
البَعْلَبَكّيّ، الفقير، الصّالح.
حدّث عَنِ البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
أخذ عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، والبِرْزاليّ، وغيرهما.
ومات فِي ذي الحِجّة.
- حرف العين-
249- عَبْد اللَّه.
الملك المسعود [3] ، جلالُ الدّين، وُلِد السّلطان الملك الصّالح إِسْمَاعِيل ابن الملك العادل.
__________
[1] انظر عن (الصائن) في: العبر 5/ 347، ومعرفة القراء الكبار 2/ 689 رقم 659، ومرآة الجنان 4/ 201.
[2] في الأصل: «فصيح» ، والتصحيح من نسخة دار الكتب المصرية، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب.
[3] انظر عن (عبد الله الملك المسعود) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 268، 269، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 ب، والوافي بالوفيات 17/ 75 رقم 63 وفيه: توفي بدمشق سنة أربع وسبعين وستمائة!

(51/185)


كَانَ من أجمل النّاس صورة، وكان محتشما، نبيلا، حَسَن الأخلاق.
تُوُفّي كَهْلًا بقرية بالمرج، ودُفِن بتُربة الأمجد عَبَّاس فِي نصف جمادى الآخرة [1] .
250- عَبْد اللَّه بْن الإِمَام ناصح الدين [2] عَبْد الرَّحْمَن بْن نجم.
الحنبليّ زينُ الدّين، أَبُو بَكْر الدّمشقيّ.
سَمِعَ أبَاهُ، وسمع بالمَوْصِل من: عَبْد المحسن بْن عَبْد اللَّه الطُّوسيّ.
وبدمشق من: أَبِي مُحَمَّد بْن البنّ، والقزوينيّ.
وببغداد من: عَبْد السّلام الدّاهريّ.
وطال عُمُرْه وعلا سنُّه، وعاش ثمانين سنة.
وأجازت لَهُ من أصفهان عفيفة الفارقانيّة، وجماعة.
وأجاز لَهُ من العراق أَبُو الفتح المنْدائيّ.
روى عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي شوّال.
251- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] بْن مُحَمَّد بْن المجاهد.
القوّاس.
روى عَنْ: الشّيْخ الموفَّق، والبهاء، وأبي القاسم بْن صصْرَى، وجماعة.
وأخذ عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي ذي القعدة. وهو أخو شيخنا أَحْمَد بْن المجاهد، وهو لَقَبٌ لأبيهما.
روى عَنْ: يَحْيَى الثّقفي.
__________
[1] في ذيل المرآة 4/ 269 «يوم الأحد خامس وعشرين جمادى الآخرة» .
[2] انظر عن (عبد الله بن ناصح الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 أ، والعبر 5/ 347.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ.

(51/186)


252- عبد الحميد بن أحمد [1] .
المنجيّ، القاضي، مجد الدّين الملوحيّ قاضي بَيْسان، وزوج أخت الشّيْخ علي ابن العطّار.
تُوُفّي بعجلون.
253- عَبْد الحميد بْن فخار بْن مَعَدّ [2] .
الشّيْخ جلال الدّين، أَبُو القاسم المُوسَويّ، الحُسينيّ، الأديب، الشّاعر.
سَمِعَ من: عَبْد العزيز بْن الأخضر وغيره.
مات فِي تاسع شوّال ببغداد.
وقال ابن الفُوَطيّ: مات فِي سابع عشرة. وسمعت منه.
254- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبّاس [3] بْن مُحَمَّد بْن عنان.
الشّيْخ الصّالح، أَبُو الفَرَج الخبّاز، زوج جدّتي.
كَانَ رجلا صالحا، خيِّرًا، تاليا لكتاب اللَّه. لَهُ بيت وفرْنٌ بحِكْر العنّابة، وكنت أفرح بالمبيت عنده للفُرْجة عَلَى العسكر وغير ذَلِكَ.
روى عَنْ: ابن الزّبيْديّ، والفخر الإربليّ، والضّياء المقدسيّ.
قال ابن أبي الفتح: هو ابن عمّ والدتي. وذكر أنّه سَمِعَ منه «الثّلاثيّات» .
قلت: سَمِعَ منه البِرْزاليّ، وغيره.
وتُوُفّي بقرية السّمُّوقة من الغوطة فِي نصف رجب. وكان من أبناء السّبعين، وبقي فِي صُحبة أمّ أَبِي ثلاثين سنة، ثمّ تُوُفيت بعد وفاة جدّي لأمّي، فتزوّج بجدّتي لأمّي عبد الحميد.
__________
[1] انظر عن عبد الحميد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 ب.
[2] في النسختين البريطانية والمصرية: «مختار» ، وفي البريطانية: «سعد» ، والتصحيح من:
الوافي بالوفيات 18/ 84 رقم 84.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 ب.

(51/187)


255- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر [1] بْن أَبِي القاسم.
نورُ الدّين البصْري، العبدلْيانيّ. منسوب إلى قرية عَبْدلْيان [2] .
درّس للحنابلة بالبشيريّة، ثمّ درّس بالمستنصريّة بعد ابن عكبر [3] .
وله تصانيف منها: كتاب «جامع العلوم فِي التّفسير» [4] ، وكتاب «الحاوي» فِي الفقه [5] ، و «الكافي في شرح الخرقيّ» ، و «الشّافي فِي المذهب» . وله طريقة فِي الخلاف [6] .
عاش ستّين سنة. وكان يُلقَّب بملك العرب.
مات ليلة عيد الفطر.
256- عَبْد الرَّحْمَن بْن الشّيْخ أَبِي القاسم [7] .
الحُواريّ.
تُوُفّي فِي شوّال، وكان رجلا صالحا خَلَفَ أبَاهُ فِي المشيخة.
257- عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر بْن غرندة.
أَبُو الفَرَج البغداديّ، الحَلْبيّ، والحَلْبة من قرى بغداد.
كَانَ ثقة، جليلا، حنبليَّ المذهب.
وُلِد فِي سنة تسعٍ وستّمائة وسمع: أَحْمَد بن صرما، وعلي بن إدريس الزّاهد.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في: الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 313- 315 رقم 421، وذيل التقييد 2/ 91 رقم 1215، وطبقات المفسرين للسيوطي 51، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 277، وشذرات الذهب 5/ 386، وتاريخ علماء بغداد للسلامي 86، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 246 رقم 263، ومختصر طبقات الحنابلة 85، والمنهج الأحمد 400، والمقصد الأرشد، رقم 584، والدر المنضد 1/ 427 رقم 1139.
[2] عبدليان: من قرى البصرة.
[3] هو أبو محمد جلال الدين عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبي نصر، توفي سنة 681 هـ. (ذيل طبقات الحنابلة 2/ 300) .
[4] هو «جامع العلوم في تفسير كتاب الله الحيّ القيّوم» .
[5] في مجلّدين.
[6] يحتوي على عشرين مسألة.
[7] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي القاسم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 أ.

(51/188)


روى عنه: أبو العلاء الفرضيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
سَمِعَ «الجزء القادريّ» من ابن إدريس. وأجاز لحفيد الكازرونيّ، وللبِرْزاليّ.
258- عُبَيْدِ اللَّه [1] بْن مُحَمَّد بْن الشريف أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه [2] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
الشمس المقِدسيّ، الحنبليّ.
وُلِد سنة خمسٍ وثلاثين وستّمائة.
سَمِعَ من: كريمة، والضّياء.
وأُحضر عَلَى جَعْفَر. وتفقّه ودرّس وأعاد، وقرأ بنفسه الكثير، وسمّع أولاده. وكان كَيِّسًا، فاضلا، محبَّبًا إلى أناس، ذا ثروة ودين وتودُّد.
وكان الشّيْخ شمس الدّين يحبّه ويفضّله عَلَى سائر أهله.
تُوُفّي بجمّاعيل [3] فِي الثاني والعشرين [4] من شعبان.
وقد سَمِعَ منه البِرْزاليّ، وغيره. وصنَّف فِي الأحكام، وغير ذَلِكَ:
259- عُثْمَان بْن أَبِي مُحَمَّد بْن خَوْلان [5] .
أَبُو عَمْرو البَعْلَبَكّيّ، التّاجر.
كَانَ ثقة، صالحا. روى عَنْ: البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
وتُوُفّي في صفر.
__________
[1] في الأصل: «عبد الله» والتصحيح من مصادر ترجمته، ومن إدراجه في هذا الموضع.
انظر عنه في: ذيل مرآة الزمان 4/ 269، والعبر 5/ 348 وفيه: «عبيد الله» ، ومثله في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 312، 313، رقم 419، ومختصره 85، والمنهج الأحمد 399، والمقصد الأرشد، رقم 247، والدر المنضد 1/ 427 رقم 1138.
[2] في المصرية: عبد الله بن محمد الشرف أحمد بن عبد الله.
[3] جمّاعيل من عمل نابلس.
[4] في ذيل المرآة 45/ 269 «يوم الإثنين ثامن وعشرين» .
[5] سيعاد في وفيات سنة 685 هـ. برقم 329.

(51/189)


سَمِعَ منه: ابن أَبِي الفتح، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
260- عَلِيّ بْن بَلَبان [1] .
المحدّث، علاء الدّين، أَبُو القاسم المقدِسيّ، النّاصريّ الكَرَكيّ، المشرف.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
وسمع ببغداد من: أَبِي الْحَسَن القَطيعيّ، وابن السّبّاك، وعبد اللّطيف بن القبّيطيّ، وطبقتهم.
وبدمشق من: جعفر الهمدانيّ، وكريمة، وهذه الطبقة.
وبمصر والإسكندرية من جماعة من أصحاب السِّلَفيّ.
وعُني بالحديث، وسمع الكثير، وحصّل الأجزاء، وانتخب وخرّج لنفسه وللناس، وروى الكثير من مسموعاته. وكان منقطعا إلى هذا الفنّ مُغْرى بِهِ، ولم يكن مبرّزا فِيهِ ولا مُتقِنًا لَهُ. وله غلطات وأوهام.
خرّج للشيخ شمس الدّين شيخه وللتّاج بْن الحُبُوبيّ مشيخة كبيرة، وللفخر ابن الْبُخَارِيّ مشيخة، ولنفسه «الموافقات» .
وكان جنديّا ثمّ تركها، ورُتَّبَ مشرفا للجامع الأمويّ. وكان يحضر مدارس الحنفيّة ويؤمّ بمسجد الماسكيّ.
سَمِعَ منه: شيخنا ابن تيميّة، والمِزّيّ، والبرزاليّ، وأبو القاسم بْن حبيب، وشهاب الدّين ابن المجد الشافعيّ، وأبو عَبْد اللَّه بن الصوفيّ، وخلق كثير.
__________
[1] انظر عن (علي بن بلبان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 269، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والعبر 5/ 348، والأعلام بوفيات الأعلام 285، ومعجم شيوخ الذهبي 363 رقم 523، والمعين في طبقات المحدّثين 218، والمعجم المختص 163، 164 رقم 200، والبداية والنهاية 13/ 307، وذيل التقييد 2/ 187، 188 رقم 1404، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وتذكرة النبيه 1/ 101، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 82، والدليل الشافي 1/ 452، والنجوم الزاهرة 7/ 368، وبغية الوعاة 2/ 152، وشذرات الذهب 5/ 388، وعقد الجمان (2) 345.

(51/190)


وله شعر حَسَن ومدائح، وكان خيِّرًا، متواضعا، متودّدا، يستعين بالطَّلبة عَلَى ما يخرجه.
تُوُفّي ليلة أول رمضان، ودُفن بمقبرة باب الصّغير.
وقد أجاز لي مَرْويّاته.
261- عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز [1] بْن عَلِيّ بْن جَابِر.
الفقيه، الأديب، البارع، تقيُّ الدّين، المقرئ البغداديّ، المعروف بابن المغربيّ صاحب تِلْكَ القصيدة السّائرة الّتي أوّلها:
يا دَبْدبة تدبدبي ... أَنَا عَلي بْن المغربيّ
مات ببغداد فيما أرّخه ابن الفُوَطيّ فِي ربيع الآخر، قَالَ: وقد اعتنى الفقيه قِوامُ الدّين الحنفيّ بجميع ديوانه.
262- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن.
علاء الدّين [3] ، أَبُو الْحَسَن البكريّ، المُرّاكشيّ، الكاتب.
وُلِد سنة ستّ عشرة وستّمائة.
وسمع: أَبَا صادق بْن صباح، وابن الزُّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وابن أخي أَبِي البيان، والحسين بْن إِبْرَاهِيم بْن مَسْلَمَة.
وروى «صحيح الْبُخَارِيّ» . وكان ذا رواء ووقار وخبرة بأمور الدّيوان والحساب بحيث يُرجع إلى قوله في ذلك.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد العزيز) في: عيون التواريخ 21/ 366- 371، وفوات الوفيات 2/ 32 رقم 341، وفيهما شعر وموشحات ومواليا كثيرة، والوافي بالوفيات 21/ 247، 248 رقم 173، ومعجم المؤلفين 7/ 124.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 أ، ومعجم الشيوخ للذهبي 383 رقم 552، والعبر 5/ 348، والوافي بالوفيات 22/ 101 رقم 51، والدليل الشافي 1/ 470، وشذرات الذهب 5/ 388.
[3] في النسخة المصرية: «علي بن محمد بن عبد الرحمن الشيخ علاء الدين» .

(51/191)


ولي نظر المارستان النّوريّ مدّة بلا جامكيّة، كَانَ غنيّا [1] . ثمّ ولي نظر الدّواوين.
وكان تَرْكُ ذَلِكَ أَوْلَى بِهِ لأنّه كَانَ متواضعا صالحا، لَهُ وِرْدٌ، بين العِشاءين، وكان يركب الحمار ويأتي الدّيوان.
سَمِعَ منه. غير واحد. وأجاز لي أحاديثه، ومات فِي جُمَادَى الأولى [2] .
263- عليُّ بْن مُحَمَّد بْن ميكائيل.
نفيسُ الدّين، وكيل الصّاحب شمس الدّين الجوَيْنيّ.
صحب السُّهْرَوَرديّ، سَمِعَ منه كتاب «العوارف» .
كتب عَنْهُ ابن الفُوَطيّ بمرَاغة وقال: مات بالموصل فِي المحرَّم.
264- علاء الدّين البُنْدُقْدار [3] .
الأمير الَّذِي ينُسب إلَيْهِ السّلطان ركن الدّين بيبرس البُنْدُقْداريّ.
كَانَ من كبار الأمراء الصّالحيّة. وكان عاقلا، ساكنا.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى بالقاهرة، وصُلي عَلَيْهِ بدمشق صلاة الغائب.
كَانَ مملوكا لجمال الدّين بْن يغمور، ثمّ صار للسُّلطان نجم الدّين أيّوب فجعله بُنْدُقْداره.
وعنه انتقل [إلى الملك الصالح لمّا] [4] حبسه واحتاط عَلَى موجودة.
__________
[1] وفي النسخة المصرية: «وكان عفيفا» .
[2] وقال البرزالي: «وكان طلب الحديث بنفسه وكتب وحصّل الأجزاء الكثيرة» .
[3] انظر عن (علاء الدين البندقدار: أيدكين بن عبد الله) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 262- 264، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 ب، والعبر 5/ 348، 349، ونهاية الأرب 31/ 128، والبداية والنهاية 13/ 305، 306، والمقفى الكبير 2/ 347 رقم 874، والوافي بالوفيات 9/ 491 رقم 4456، وتالي كتاب وفيات الأعيان 26 رقم 26، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، والمواعظ والاعتبار 2/ 282، والنجوم الزاهرة 7/ 365، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33، والمنهل الصافي 21/ 155، 156 رقم 593، والدليل الشافي 1/ 165، والدرة الزكية 276، وعيون التواريخ 21/ 357، 358، وعقد الجمان (2) 346.
[4] ما بين الحاصرين عن ذيل مرآة الزمان 4/ 262. أما في الأصل فجاءت العبارة مضطربة:

(51/192)


ولمّا آل المُلْك إلى الظّاهر كَانَ يحترمه ويرى لَهُ حقَّ التّربية. وكان هُوَ يبالغ فِي النصْح والخدمة للظَّاهر ويفرح بِهِ وهو الَّذِي انتزع الشّام للظّاهر من الحلبيّ.
قَالَ ابن اليونينيّ: ورافقته من مصر إلى دمشق، فرأيت من مكارمه وحسن تربيته ما لا مَزِيد عَلَيْهِ [1] .
تُوُفّي بالقاهرة وقد ناهز السّبعين.
- حرف الكاف-
265- كافور الطُّوَاشيّ [2] .
الأمير شبْلُ الدّولة، أَبُو المِسْك الصّوابيّ، الصّالحيّ، النَّجْميّ، الصَّفَويّ، خَزْنَدَار خزانة الشّام.
وُلِد سنة بضع وستّمائة ظنّا.
وسمع من: السَّخاويّ، وابن قميرة، وبمصر من: عَبْد الوهّاب بْن رواج، وغير واحد.
وكان دَيِّنًا، عاقلا، خيِّرًا، يحبّ العلم وأهلَه، ويعجبه السّماع والرّواية.
كتب عَنْهُ جماعةٌ من الطِّلَبة. وثنا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن العطّار.
تُوُفّي ليلة أوّل رمضان كابن بلَبَان بقلعة الجبل، وقد نيّف على الثّمانين.
__________
[ () ] «وعنه انتقل الملك للظاهر إلى نجم الدين عندما» .
[1] الموجود في ذيل المرآة: «وكان عنده حشمة وحسن ترتيب ما لا مزيد عليه» . (4/ 262) وليس فيه قول ابن اليونيني إنه رافقه من مصر إلى دمشق.
[2] انظر عن (كافور الطواشي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 270، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 أ، ب، ومعجم شيوخ الذهبي 439 رقم 639، والعبر 5/ 349، ونهاية الأرب 31/ 128، ومرآة الجنان 4/ 201، والوافي بالوفيات 24/ 315 رقم 321، وتالي كتاب وفيات الأعيان 131 رقم 207، وذيل الروضتين 150، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33.

(51/193)


266- كتاكت [1] .
الواعظ، زينُ الدين أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأندلُسيّ، الإشبيليّ الأصل، الْمَصْرِيّ.
وُلِد بتنّيس سنة خمسٍ وستّمائة. وكان رأسا فِي الوعظ، حَفَظَةً للأخبار، وله نظْمٌ جيّد. وعلى وعْظه روح.
تُوُفّي، رحمه اللَّه، بالقاهرة، فِي ثالث عشر ربيع الأوّل.
- حرف الميم-
267- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن شداد [3] .
الرئيس، المُنْشِئ، عزّ الدّين، أبو عَبْد اللَّه الأَنْصَارِيّ، الحلبيّ، الكاتب.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وستّمائة بحلب. وكان أديبا فاضلا، حسن المحاضرة.
صنّف «تاريخا» لحلب، و «سيرة الملك الظّاهر» . وكان من خواصّ السّلطان الملك النّاصر يوسف. ذهب فِي الرّسْليّة عَنْهُ إلى هولاكو وإلى غيره، ثمّ سكن الدّيار المصرية بعد أخْذ حلب.
وكان ذا مكانة وحُرمة عند الملك الظاهر وولده والملك المنصور. وله
__________
[1] انظر عن (كتاكت) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259- 262 وفيه شعر له، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وتذكرة النبيه 1/ 98، والوافي بالوفيات 7/ 333 رقم 3328، وفوات الوفيات 1/ 108 رقم 46، والنجوم الزاهرة 7/ 364.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 270، 271، والعبر 5/ 349، ونهاية الأرب 31/ 128 وفيه: «مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن شداد» ، ومرآة الجنان 4/ 201 وفيه «محمد بن إبراهيم الأنصاري الحلبي» ، والبداية والنهاية 13/ 305 وفيه «محمد بن علي إبراهيم بن شداد» ، وعيون التواريخ 21/ 357، والوافي بالوفيات وسيعاد باسم: «مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن شداد» ، برقم (279) .
[3] في المصرية: محمد بن إبراهيم بن علي بن شداد.

(51/194)


توصُّل ومُداخلة، وفيه تودُّد ومُروءة ومسارعة لقضاء حوائج النّاس. وقد روى شيئا. وسمع منه المصريّون.
تُوُفّي فِي سابع عشر صفر. ودُفن بسفح المقطَّم. وكان معلومُه فِي الشهر ألف درهم. وله حُرمة تامّة ورأي. وقد عُرِضت عَلَيْهِ الوزارة زمن السّعيد فامتنع.
268- مُحَمَّد بْن إسْمَاعِيل [1] بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المُحسن.
أَبُو بَكْر بْن الحافظ أَبِي الطّاهر بْن الأنماطيّ، الْمَصْرِيّ، ثمّ الدّمشقيّ نزيل القاهرة.
سَأَلت المِزّيّ عَنْهُ فقال: شيخ حَسَن من أولاد المحدّثين. سمَّعه أبُوهُ الكثير من: أَبِي اليُمْن الكنديّ، وأبي عبد الله بن البنّاء، وأبي البركات بْن ملاعب، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ فِي آخرين.
وأجاز لَهُ عَبْد العزيز بْن الأخضر، والمؤيَّد الطّوسيّ، وخلْق يطول ذكرهم.
وحدّث بكثير من مَرْويّاته. وكان سهلا فِي الرّواية، سمعنا منه كثيرا فِي القاهرة سنة ثلاث وثمانين.
وكان قد لفّق لَهُ أبُوهُ سماع جميع «تاريخ» ابن عساكر، وهممتُ بقراءته عليه وكلّمته فِي ذلك ففرح وأجاب، ثُمَّ تركته لطوله.
قلت: وقد سمع منه عامّة الطّلبة بمصر، وانفردوا بأشياء كثيرة لم يحدّث بها لكون الأصول بدمشق.
وتُوُفّي فِي أوّل ذي الحجّة بالقاهرة. وولد سنة تسع وستّمائة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والأعلام بوفيات الأعلام 285، والعبر 5/ 349، وذيل التقييد 1/ 99، 100 رقم 117، والوافي بالوفيات 2/ 219، والنجوم الزاهرة 7/ 368، وشذرات الذهب 5/ 388.

(51/195)


وقد حدَّث بدمشق سنة ثمانٍ وستّين، وسمع منه بقراءة ابن نفيس شيخنا ابن تيميّة، وأخواه عَبْد الرَّحْمَن وعبد اللَّه خضر، وشهاب الدّين بْن المجد عَبْد اللَّه، ومحمد وإبراهيم ابنا الوجيه بْن مُنَجّا، وآخرون.
269- مُحَمَّد بْن أياز [1] .
الأميْر الكبير، ناصرُ الدّين ابن الأمير افتخار الدّين الحَرّاني، الحنبليّ.
ولي ولاية دمشق بعد موت الافتخار والده، وأضيف إلَيْهِ شدّ الأوقاف والنّظر فيها استقلالا. وكان نائب السّلطنة لا يخالفه ولا يخرج عَنْ رأيه. وله المكانة العالية عند الملك الظاهر، وكلمته مسموعة في سائر الدّولة.
وكان ذا عقل ورأي وذكاء، وخبرة بالأمور. وكان مليح الخطّ، جيّد الفضيلة، كثير المكارم والفتوّة.
وقال الشيخ قطب الدّين: كان يكتب خطّا منسوبا، رأيته يكتب وهو ينظر إلى جهة أخرى.
قال: وكان كثير المكارم والسّتر وقضاء حوائج النّاس، يصلح لكلّ شيء. سَمِعْتُ بعض الأمراء يَقُولُ: والله يصلح لوزارة بغداد فِي زمن الخلفاء، ولا يقوم غيره مقامه.
ثمّ استعفى من ولاية البلد فأجيب. ثمّ ولّاه السلطان الملك المنصور نيابة حمص فتوجّه عَلَى كُرْهٍ فلم تطُلْ مدته بِهِ. وتُوُفّي ليلة نصف شعبان بها، فنُقل إلى دمشق ودُفن بتُربة الشّيْخ أَبِي عُمَر ولم يبلغ الستّين.
وقد سَمِعَ الحديث الكثير، وما أظنّه حدّث.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أياز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 أ، والعبر 5/ 349، 350، ونهاية الأرب 31/ 128، ومرآة الجنان 4/ 201 وفيه: «الأمير ناصر الدين محمد بن الافتخار» ، وتاريخ ابن الفرات 18/ 34.

(51/196)


270- مُحَمَّد بْن حاتم [1] بْن هبة اللَّه بْن خَلَف.
شَرَفُ الدّين الدّلاصيّ، الأَنْصَارِيّ.
حدّث عَنْ عَبْد العزيز بْن باقا.
ومات فِي شوّال بمصر [2] .
271- مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد.
الشّيْخ شَرَف الدّين الإخميميّ [4] ، الزّاهد.
روى «جزء بن نُجيْد» ، عَنِ ابن طلحة النَّصيبيّ. سمعه معه الشّيْخ تقيّ الدّين ابن تيميَّة، والبِرْزاليّ.
وكان كثير التّعبُّد والاجتهاد، وللنّاس فِيهِ حُسْن اعتقاد. وبعض النّاس كَانَ ينسبه إلى التّصنُّع. وكان يُفتح عَلَيْهِ بأشياء من الأمراء والكبار، فإذا قوبل بقدرٍ يسير لا يقبله.
وفي الجملة كَانَ جليل القدْر، مَهيبًا، حَسَن السَّمْت، حلْو الكلام. وهو الّذي ذكره كمال الدّين مُحَمَّد بْن طلحة فِي تصنيفه فِي علم الحروف [5] . فذكر أنّ الشّيْخ محمدا رَأَى عليا رَضِيَ الله عنه، فأراه دائرة الحروف.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حاتم) في: المقفى الكبير 5/ 511، 512 رقم 2010.
[2] وقال المقريزي: شيخ صالح، منقطع عن الناس، كثير التلاوة. يقال إنه قرأ ألف ختمة.
ولد بدلاص في مستهل المحرم سنة ستمائة، وقيل: سنة إحدى وستمائة.
و «الدلاصي» : بفتح الدال المهملة، نسبة إلى دلاص: قرية من كورة البهنسا من الصعيد.
(معجم البلدان) .
[3] انظر عن (محمد بن الحسن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 271- 274، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 150، 151 رقم 245، وفيه: «محمد بن الحسين» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والأعلام بوفيات الأعلام 285، والعبر 5/ 350 وفيه «محمد بن محمد بن الحسن بن إسماعيل» ، ومرآة الجنان 4/ 201، والبداية والنهاية 13/ 306، وعقد الجمان (2) 343، والوافي بالوفيات 2/ 353، وتاريخ ابن الفرات 8/ 34، والنجوم الزاهرة 7/ 368.
[4] في مرآة الجنان: «الاحميمي» بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
[5] ذيل المرآة 4/ 271.

(51/197)


وبمثل هذا تكلّم بِهِ بعض الأئمّة، فإنّ الدّخول فِي علم الحروف ينافي طريق السَّلف، وهو فِي شقّ، وما جاء بِهِ الرَسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شق. وهو ممّا حرّمه الله تعالى بقوله: أَنْ تَقُولُوا عَلَى الله ما لا تَعْلَمُونَ 7: 33 [1] . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» [2] . قلت: وعلم الحروف يشبه الكهانة والنّجوم، لا بل هُوَ شرِّ منه. فنسأل اللَّه أن يحفظ علينا إيماننا.
تُوُفّي الشيخ مُحَمَّد الإخميميّ بزاويته بقاسيون، وغسّله الشّيْخ فخر الدّين ابن عزّ القضاة، والشيخ برهان الدّين الإسكندرانيّ، والشيخ شرف الدّين الفَزَاريّ، وازدحم النّاس عَلَى نعشه. وكان عَلَى جنازته سُكون وهيبة، وذلك فِي جمادى الأولى.
تعلّل مدّة، وقد زاره الصّاحب تاج الدّين بْن حنا، فدفع إلَيْهِ أربعة آلاف دينار.
وكان أسمر، طويلا، نحيفا، مهيبا، اشتكى من وجَع ظهره زمانا وما تداوى وكان صديقا للشيخ يوسف البقاعيّ مدّة، ثمّ وقع بينهما فتهاجرا.
272- مُحَمَّد بْن ربيعة [3] بْن حاتم بْن سنان.
أَبُو عَبْد اللَّه الحَبْليّ، الْمَصْرِيّ ابن الخرقيّ. والده الكتبيّ، المقرئ.
راوي «السّيرة» عَنْ عَبْد القويّ بْن الْجَبّاب.
كَانَ موجودا فِي هذه السّنة. قرأ عَلَيْهِ شيخنا المِزّيّ «السيرة» ، وذكره البِرْزاليّ فِي «شيوخه» بالإجازة.
__________
[1] سورة الأعراف، الآية 23.
[2] رواه الإمام أحمد عن عفان، عن وهيب، عن عبد الوهاب بن طاوس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظن أكذب الحديث ولا تجسّسوا ولا تحسّسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا» . (المسند 2/ 342) .
ورواه عن إسحاق قال: أنا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. (2/ 465) .
[3] انظر عن (محمد بن ربيعة) في: المشتبه في الرجال 1/ 137، وتوضيح المشتبه 2/ 205.

(51/198)


والحيليّ مستفادٌ مَعَ الحبليّ، والختّليّ، والجبليّ، والجيليّ. وحَبْلَة [1] :
مكان باليمن منه صاحبنا عَلَى بْن منصور.
وسمع منه أيضا: ابن سامة، وأبو عَبْد اللَّه بْن نباتة. وسماعه للسيرة فِي سنة ثمانٍ وستّمائة. ومولده فِي رمضان سنة سبْعٍ وتسعين.
273- مُحَمَّد بْن طرس [2] .
أَبُو عَبْد اللَّه الشّنْقريّ، البغداديّ، الصوفيّ.
روى عَنْ: ابن رُوزبة، وابن اللّتّيّ.
ومات فِي جمادى الآخرة، رحمه اللَّه.
274- مُحَمَّد بْن عامر [3] بْن أَبِي بَكْر.
أَبُو عَبْد اللَّه الغُسُوليّ، الصّالحيّ، المقرئ.
شيخ صالح، متواضع، متعفّف، خيّر.
روى عَنْ: ابن مُلاعب، والشيخ الموفَّق، وابن راجح، وغيرهم.
روى عنه: ابن الخبّاز، وسائر الطّلبة.
وتوفّي في جمادى الآخرة وقد قارب الثّمانين. وهو صاحب الميعاد المشهور عشيّة السُّبُوت. وكان يعِظ عقيب الختم ثمّ يدعو.
قَالَ الشّيْخ تاج الدّين فِي «تاريخه» : كَانَ يجمع النّاس للختم كلّ سبت.... [4] وكان طويلا، حَسَن الشكل.
قَالَ: ثمّ إنّه ابتدع بدعة سيّئة كرِهتُه عليها. جعل يقرأ ختمة ويهديها للنّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وختمة يهديها لإبراهيم الخليل، والله يسامحه.
__________
[1] حبلة: بفتح الحاء المهملة، وسكون الباء الموحّدة.
[2] في المصريّة: محمد بن طيبرس.
[3] انظر عن (محمد بن عامر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 أ، ب، والعبر 5/ 350، والبداية والنهاية 13/ 306، وعقد الجمان (2) 243.
[4] في نسخة دار الكتب المصرية: «في قبر الست وقبر سعد» بدل قوله: «كل سبت» . وفي النسخة البريطانية المعتمدة أصلا ثمة فراغ بعد عبارة (كل سبت) قدر أربع كلمات.

(51/199)


قلت: أصل المسألة فِيه نزاع، وهو إهداء ثواب التّلاوة.
275- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن بركات بْن إِبْرَاهِيم.
الكمال بْن الخُشُوعيّ، والد شيخنا عليّ.
حدّث وكتب فِي الإجازات. ومات فِي شوّال كهلا.
وحدّث عَنْ عمّه إِبْرَاهِيم.
276- مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن.
ابن الدّجاجيّة، العدْل، نجم الدّين الصالحيّ.
توفّي ببستانه.
وقد سمع من: أبِيهِ، وابن صباح، وأبي نصر بْن الشيرازيّ.
أخذ عَنْهُ عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ، وغيره.
ومات فِي جمادى الآخرة. شيّعه قاضي القضاة، وخلّف أملاكا.
277- مُحَمَّد بْن عَبْد الغني [3] بْن ظافر.
جمال الدّين بْن الشّيْرَجيّ، الإسكندرانيّ، الشّافعيّ، المؤدّب.
عُمّر دهرا طويلا، فإنّه وُلِد سنة تسعين وخمسمائة.
وسمع من ابن البنّاء «جامع التّرمذيّ» ، ومن ابن المفضَّل.
أجاز للبِرْزاليّ، وقال: مات سنة أربعٍ وثمانين تقريبا [4] .
278- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [5] بْن علي.
الرّوميّ، الشّيْخ شَرَفُ الدّين، ابن الشّيْخ القدوة الزّاهد عُثْمَان، صاحب الزّاوية الّتي بسفح فاسيون.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 أ.
[2] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 ب.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الغني) في: المقفى الكبير 6/ 96 رقم 2530.
[4] وقال المقريزي: مات يوم الثلاثين سادس عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة.
[5] انظر عن (محمد بن عثمان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 274، 275، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والعبر 5/ 350، والبداية والنهاية 13/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 98، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 83، والوافي بالوفيات 4/ 86 رقم 1553، والنجوم الزاهرة 7/ 368، وشذرات الذهب 5/ 389، وعقد الجمان (2) 345.

(51/200)


كَانَ صالحا، زاهدا، فقيرا، واسع الصَّدر، كريما، جوادا، لطيفا، متواضعا، كيّسا، لا يدّخر شيئا أصلا، بل ينفق ما يُفتح عَلَيْهِ بِهِ. وكان لا يكاد يتردّد إلى أحدٍ، ويعمل السّماعات، ويصعد إلَيْهِ الخلق الكثيرين الفقراء والعوامّ فيرقص سائر السّماع، ويخلع جميع ما عَلَيْهِ عَلَى المغاني، ويبقى فِي اللّباس فقط.
وقد حضر حصار المَرْقَب، ثمّ عاد إلى دمشق، فتُوُفّي عقيب قدومه بأيام فِي العشرين من جمادى الأولى، وهو فِي عَشْر الثّمانين.
279- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن شداد.
العلّامة، المنشئ، عزّ الدّين الحلبيّ، له فضل وجلالة.
صاحب «سيرة الملك الظّاهر» .
تُوُفّي بمصر فِي صفر، وهو من أبناء السّبعين [2] .
280- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يوسف [3] بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
__________
[1] تقدّم باسم «مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن شداد» برقم (267) وانظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 270، 271، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 145، 146 رقم 237، والمقفى الكبير 6/ 233، 234 رقم 2706، والعبر 5/ 349، ومرآة الجنان 4/ 201 وفيها:
«محمد بن إبراهيم بن علي» بتقديم وتأخير، والوافي بالوفيات 4/ 189، 190 رقم 1733، والبداية والنهاية 13/ 305، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33، وتاريخ الأدب الجغرافي 1/ 369- 371، والأعلام 7/ 173، ومعجم المؤلفين 10/ 229- 32، ودائرة معارف البستاني 3/ 255، 258، وكشف الشنون 739، 1016، وهدية العارفين 2/ 134، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 20، والتاريخ العربيّ والمورخون 4/ 29- 32، وعلم التاريخ عند المسلمين 150 و 157 و 234 و 237 و 551، والمعجم الشامل للتراث العربيّ المطبوع 3/ 364- 366، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبة تركيا 99، 100 رقم 133، ومقدمة: الأعلاق الخطيرة، وتاريخ الملك الظاهر، والأعلام 7/ 173.
[2] وقال البرزالي: «دفن من يومه بسفح المقطّم، وصلّينا عليه بدمشق في ثامن عشر ربيع الأول. وكان رجلا مشهورا في الدولة محترما، وجمع سيرة الملك الظاهر وكان يؤرّخ ويحب التواريخ، وروى شيئا من الحديث عن المعظّم توران شاه بن صلاح الدين» .
[3] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 276، 277، والمقتفى

(51/201)


العلّامة، رضيُّ الدّين، أَبُو عبد اللَّه الأَنْصَارِيّ، الشّاطبيّ، اللُّغويّ.
وُلِد ببَلَنْسِيَة سنة إحدى وستّمائة.
وروى عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن المقيّر، وبهاء الدين بن الجمّيزيّ.
وتوفّي في يوم الجمعة الثاني والعشرين [1] من جمادى الأولى بالقاهرة.
وكان رحمه الله عالي الإسناد في القرآن. فإنّه قرأ لوَرْش عَلَى الشّيْخ المعمرَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعود الْأزْدِيّ الشّاطبيّ صاحب ابن هذيل سنة بضع وعشرين وستّمائة.
وسمع منه كتاب «التّلخيص» لأبي عُمْرو الدّانيّ فِي قراءة وَرْش.
كَانَ رضيّ الدّين إمام عصره فِي اللّغة، تصدَّر بالقاهرة وأخذ النّاس عَنْهُ: أَبُو حيّان، وسعد الدّين الحارثيّ، وأبو الْحُسَيْن اليُونينيّ، والمِزّيّ، وابن منير الحلبيّ، وابن عَمْرو بْن الظاهريّ، وآخرون.
ذكر لي ابن حَرميّ الفَرَضيّ، عَنْ أَبِي حيّان النَّحْويّ، عَنِ الرضيّ الشاطبيّ قَالَ: أعرف اللّغة عَلَى قسمين، قسم أعرف معناها وشاهْدَها، وقسم أعرف كيف أنطق بها فقط.
وسمعتُ شيخنا أَبَا الْحُسَيْن اليُونينيّ ببعْلَبَكّ يَقُولُ: سألت شيخنا العلّامة رضيَّ الدّين الشاطبيّ عمّا ذكره أَبُو عُمَر الزّاهد فِي كتابه «ياقوتة الصراط» عند قوله عزّ وجلّ: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله 4: 119 [2] قَالَ: يعني الإخصاء. قلت لَهُ: هَلْ تعرف الإخصاء بمعنى الخصاء؟ قال: لا أعرف أحدا ذكره إلّا أنّني أحفظ بيتين لأهل الأندلس، قَالَ: وهم يسمّون القطّ قطرسا. وأنشدني البيتين، وهما:
__________
[ () ] للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2267، والعبر 5/ 351، والوافي بالوفيات 5/ 190 رقم 1735، وغاية النهاية 2/ 213 رقم 3293، والمقفى الكبير 6/ 3294 رقم 2862، ونفح الطيب 2/ 373 رقم 169، وشذرات الذهب والسلوك ج 1 ق 3/ 730، 5/ 389.
[1] في ذيل المرآة 4/ 276 «في ثامن وعشرين» .
[2] سورة النساء الآية 119.

(51/202)


عجائب الدّهرِ شتَّى لا يُحاطُ بها ... منها سَماعٌ ومنها فِي القَرَاطيس
وإنّ أعجبَ ما جاء الزّمانُ بِهِ ... فارٌ بحمصَ لأخصاء القطاطيسِ [1]
قلت: هذه حمص الأندلس. وهي بلد معروفة.
281- مُحَمَّد بْن يَحْيَى [2] بْن تمّام.
الرئيس، شمسُ الدّين، ابن عماد الدّين بْن الْجُمَّيْزيّ، الدّمشقيّ، العدْل.
تُوُفّي بالمِزَّة فِي جمادى الآخرة.
282- مُحَمَّد بْن يعقوب [3] بْن علي.
المولى، مجيرُ الدّين بْن تميم.
سكن حماة، وخدم الملك المنصور. وكان جنديّا محتشما، شجاعا، مطبوعا، كريم الأخلاق، بديع النَّظم.
تُوُفّي بحماة فِي هذا العام.
__________
[1] قال اليونيني: قال أخي- رحمه الله- أنشدني:
ربّ سهل على فتاتي لترى ... هل سلا فتاها فتاها
علّمته جفونها أيّ سحر ... ما تلاها عن حسنها مذ تلاها
وأنشده أيضا:
لولا ثباتي وسباتي ... لطرت شوقا إلى الممات
لأنني في جوار قوم ... تعصني قربهم وحياتي
وأنشده أيضا- رحمه الله- بمصر:
منغّص العيش لا يأوي إلى دعة ... من كان في بلد أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همّته ... مسكني مكان ولم يسكن أحد
[2] انظر عن محمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 277- 280، والبداية والنهاية 13/ 307 وفيه شعر غير المذكور هنا، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وتذكرة النبيه 1/ 100، 101، والوافي بالوفيات 5/ 288 رقم 2304، وتالي كتاب وفيات الأعيان 146 رقم 238، والعبر 5/ 351، وشذرات الذهب 5/ 389، وعيون التواريخ 21/ 358- 366، وفوات الوفيات 2/ 538، والنجوم الزاهرة 7/ 367، وعقد الجمان (2) 347.

(51/203)


ومن شعره:
كم فارس صاحَبْتُهُ يوم الوَغَى ... وتركتُه إذْ خانَه إقدامُه
حتّى بلغتُ بحدّ سَيْفي موضعا ... فِي الحرب لم تبلُغْ إلَيْهِ سِهامُه [1]
وله:
دَعْني أُخاطِرُ فِي الحروب بمُهْجتي ... إمّا أموت بها وإمّا أرزق
فسواد عيشي لا أراه أبيضا ... إلّا إذا احمرَّ السِنانُ الأزرقُ [2]
وله:
رعى اللَّه وادي النَّيْربَيْن [3] فإنّني ... قضيتُ بِهِ يوما لذيذا من العُمِر
دري أنني جئتُه متنزّها ... فمدّ لأثوابي بساطا من الزَّهرِ
وأقدمني الماءَ القُراح فحيْثُما ... سنحت [4] رَأَيْتُ الماءَ فِي خِدمتي يجري [5]
وله:
لِمْ لا أهيمُ إلى الرياضِ وزهره [6] ... وأقيم منه [7] تحت ظلٍ ضافي
والغُصْنُ يلقاني بثغرٍ باسمٍ ... والماءُ يلقاني بقلبٍ صافي [8]
وله:
العفْوُ مُسْتَحْسَنٌ من غير مقتدرِ ... فكيف من لم يزل يعفو إذا قدرا
والعبدُ فهو فقيرٌ ما لَهُ أحدٌ ... سواك فاصفح ولا تشمت بي الفقرا
وله:
__________
[1] ذيل المرآة 4/ 277.
[2] ذيل المرآة 4/ 277، عيون التواريخ 21/ 363.
[3] النيربين: بلفظ التثنية. قرية مشهورة بدمشق. (معجم البلدان 5/ 330) .
[4] في ذيل المرآة: «سبحت» .
[5] ذيل المرآة 4/ 279، عيون التواريخ 21/ 364.
[6] في ذيل المرآة: «وزهرها» .
[7] في ذيل المرآة: «منها» .
[8] ذيل المرآة 4/ 279.

(51/204)


ولم أنس قولَ الورد والنّار قد سَطَتْ ... عَلَيْهِ فأمسى دمعه يتحدّرُ
ترفَّقْ فما هذي دُمُوعي الَّذِي [1] ترى ... ولكنّها روحي تذوب فتفطرُ
وله:
حاذر أصابع من ظَلَمْتَ فإنّها ... تدعو بقلب فِي الدُّجَى مكسور
فالوردُ ما ألقاه فِي نار الغضا ... إلّا دُعاء أصابعِ المنثور [2]
وله:
ما احمرَّ وجهُ الورد إلّا إذ غدا ... المنثورُ يلطم وجْهَهُ بكفُوفه
وله:
ومُذْ قلتُ للمنثور إنّي مفضّلٌ ... عَلَى حُسْنِك الورد الَّذِي جلَّ عَنْ شَبْهِ
تلوّنَ من قولي وزاد اصْفرارُهُ ... وفتح كفَّيْه وأومى إلى وجهي
وله رحمه اللَّه مَرْثيّةٌ، بديعةٌ أولها:
فؤادٌ عَلَى فقد الحبيب لَهُ وقد ... وأجفان عين ما لها بالكرى عهد
وجسم براه لاعج الحزن والجوى ... فما فِيهِ إلّا الرّوح والعظم والجلد
منها:
فيا قبره ألا رفقت بجسمه ... فقد كَانَ يدميه إذا مسّه البرد
وألا كشفت التّرب عَنْ حسن وجهه ... فقد كَانَ وجها يخجل البدر إذ يبدو
وله:
يا من تلوّن فِي الوداد ولم أزل ... أبدا بحسن وداده أتمسّك
الماء منه حياتنا وسرورنا ... وإذا تلوّن أو تغيّر يترك
وله:
مبارز الدّين يا من جود راحته ... وفضله فِي الورى يربي عَلَى السّحب
__________
[1] كذا.
[2] في عيون التواريخ 21/ 361 «المنشور» .

(51/205)


عندي طريفيّة شهباء تحسبها ... للحسن قد لبست ثوبا من الشّهب
لم ترض نعلا هلال الأفق من صلف ... ولا نجوم الثّريا موضع اللّبب
كم مرّة تركت ريح الشّمال وقد ... جاءت تسابقها فِي غاية التّعب
كريمة تسند الأعراب نسبتها ... إلى جياد تميم سادة العرب
رأت جوادك فِي الميدان معترضا ... يزهو عَلَى الخيل فِي التّقريب والخبب
جاءت خاطبة لمّا انثنى وله ... أصل يماثلها فِي عزّة النّسب
وقد رأته لها كفوا ولو خطبت ... طرفا سواه رآها أشرف الرّتب
فاحذر تضنّ عليها فهي شاغرة ... وشغرها مؤلم فِي حالة الغضب
283- مُحَمَّد بْن يوسف [1] بْن مُحَمَّد بْن عصمون.
تاجُ الدّين المالقيّ.
وُلِد بمالقة سنة إحدى عشرة. وحدّث عَنْ سبْط السِّلَفيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة بمصر [2] .
284- مصطفى بْن أَبِي زرعة [3] بْن عَبْد الرّزاق.
صفيُّ الدّين الْجَرَويّ، الدَّلاصيّ، ثمّ الْمَصْرِيّ.
وُلِد سنة أربعٍ وستّمائة، وسمع من: عَلِيّ بْن المفضَّل الحافظ، وابن باقا، وغيرهما.
مات فِي شعبان.
285- مظفَّر بْن عَلِيّ بْن القاسم بْن النشبيّ.
مات فِي سلْخ رمضان.
روى عنه: البزاليّ.
سَمِعَ من: فخر الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عساكر، وزين الأمناء، وابن صصريّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: المقفى الكبير 7/ 509 رقم 3604.
[2] قال المقريزي: قدم مصر وكان فقيها.
[3] انظر عن (مصطفى بن أبي زرعة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، وفيه:
«مصطفى بن عيسى الدلاصي» .

(51/206)


وأجاز لَهُ خلْق.
ووُلِد سنة عشر.
286- معتوق بْن عَلِيّ [1] بْن عُمَر.
تقيُّ الدّين النّصيبيّ، الفقيه.
وُلِد سنة ستّمائة. وسمع من: السّخاويّ، وغيره.
لكنّه لم يحدّث.
ومات فِي ذي الحجّة. وكان أحد الشهود.
- حرف النون-
287- نُوَيصر بْن عُمَر [2] بْن راهبة.
الْبَعلَبَكّيّ.
حدث عَنِ البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
كتب عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، وابن البِرْزاليّ [3] ، وجماعة.
- حرف الهاء-
288- هديّة [4] بِنْت المحدّث المفيد معين الدّين إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز القُرَشيّ، الدّمشقيّ.
تُوُفّيت فِي رمضان.
روت عَنِ ابن صَصْرى حضورا، وعن ابن الزّبيديّ.
سَمِعَ منها: ابن حبيب، والبِرْزاليّ، والمزّيّ.
__________
[1] انظر عن (معتوق بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب.
[2] انظر عن (نويصر بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، وفيه: «الشيخ ناصر ويعرف بنويصر بن عمر بن حضر بن راهبة» .
[3] وقال وفاته في يوم السبت ثاني جمادى الأولى. وقال: كان قيّما في الحمّام ثم ضعف عن ذلك ولزم بيته. ومات ببعلبكّ.
[4] انظر عن (هدية) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 أ، ب.

(51/207)


- حرف الياء-
289- يوسف بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن يوسف.
أَبُو المظفَّر بْن الزّرّاد الدّمشقيّ، سِبْط ابن الحنبليّ.
روى «أربعين» السِّلفيّ.
كتب عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي ذي الحجّة.
حدّث عَنْ عمّ أمّه النّاصح ابن الحنبليّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن الزّبيْديّ.
وفيها وُلِد:
أمين الدّين، مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوانيّ، المحدّث.
والمولى السلطان الملك النّاصر ناصر الدّين مُحَمَّد ابن السلطان الملك المنصور. وُلِد فِي صفر فيما أظنّ، أو فِي ربيع الأول [2] ، مكّن اللَّه لَهُ فِي الأرض وأحيا بطول بقائه السُّنَن والفَرْض.
وصارم الدّين إِبْرَاهِيم بْن خليفة بْن مُحَمَّد بْن خَلَفَ المَنْبجيّ، والأمين عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الرّهاويّ، والشهاب أَحْمَد بْن البدر المَراغيّ، والقاسم بْن أَحْمَد بْن شغير، والمتّقي أَحْمَد بْن تُبَّع، وعمر بْن الحسام الأديب، وعماد الدّين مُحَمَّد بْن الشرف أَحْمَد بْن الصاحب فخر الدّين ابن الشّيرجيّ، وتقيّ الدّين عُمَر بْن الوزير شمس الدّين مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أسعد المُنَجّا.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب.
[2] في المصرية: ولد في المحرم.

(51/208)


سنة خمس وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
290- أَحْمَد بْن الْحَسَن.
الخطيب البارع، البليغ، شَرَفُ الدّين، أَبُو الْحُسَيْن، خطيب الرّصافة، الملقَّب بالأسد.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين. وسمع من: عُمَر بْن كرم.
وله خُطَبٌ أنشأها، و «المقامات» الخمسين، وغير ذَلِكَ.
مات فِي ربيع الآخر. وكتب عَنْهُ ابن الفُوطيّ، وغيره [1] .
291- أَحْمَد بْن شيبان [2] بْن تَغلِب بْن حَيْدَرة.
المعمَّر، المُسْنِد، بدرُ الدّين، أَبُو الْعَبَّاس الشيبانيّ، الصّالحيّ، العطّار، ثمّ الخيّاط.
ولد سنة ستّ وتسعين [3] وخمسمائة.
وسمع من حنبل جميع «المسنَد» ، ومن عُمَر بن طبرزد فأكثر.
__________
[1] لم يذكره كحالة في (معجم المؤلفين) مع أنه من شرطه.
[2] انظر عن (أحمد بن شيبان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 282، 283، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والعبر 5/ 351، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2268، ودول الإسلام 2/ 187، والبداية والنهاية 13/ 308، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 318 (وقد اختلطت ترجمته بترجمة موفق الدين أبي الحسن علي بن الحسين بن يوسف بن الصياد- الآتي برقم 330) وفيه: «أحمد بن سنان بن تغلب» ، وذيل التقييد 1/ 316، 317 رقم 632، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، والمنهل الصافي 1/ 295 رقم 165، وعقد الجمان (2) 355، والوافي بالوفيات 6/ 417، والدليل الشافي 1/ 49، والنجوم الزاهرة 7/ 370، وشذرات الذهب 5/ 390، والمنهج الأحمد 400، والدر المنضد 1/ 428، 429 رقم 1141.
[3] وقيل سنة سبع وتسعين. (ذيل المرآة 4/ 283) ، وفي ذيل التقييد 1/ 317 ولد في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

(51/209)


ومن أَبِي اليُمْن الكِنْديّ، وأبي القاسم الحَرَسْتانيّ، وجماعة كثيرة.
وأجاز لَهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصَّيْدلانيّ، وأبو الفخر أسعد بْن سَعِيد، والمفتي خلف بْن أَحْمَد الفرّاء، وداود بْن مُحَمَّد بْن ماشاذة، وزاهر بْن أَبِي طاهر، وعبد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوية الرّاوي «معجم الطبرانيّ الكبير» حضورا، عَنْ أَبِي نَهْشل العنْبريّ، وعبد الواحد بْن أبي المطهّر الصَّيْدلاني، وأبو زُرْعة عُبَيْد اللَّه بْن اللّفتوانيّ، وعفيفة الفارقانيّة، وطائفة سواهم.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والقاضي تقيّ الدّين الجيليّ، وجماعة من القدماء، وابن الخبّاز، وابن تيميّة، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وابن المهندس، وخلْق كثير.
وحدّث أكثر من أربعين سنة.
وكان شيخا حَسَنًا، متواضعا، منقادا، صحيح السّماع، مطبوعا. لَهُ شعر.
ختموا عَلَيْهِ «مُسْند الإِمَام أَحْمَد» بدمشق قبل موته بتسعة أيّام [1] ، وسمعه منه عدد كثير.
تُوُفّي فِي السّادس والعشرين [2] من صفر، وصُلي عَلَيْهِ من الغد بعد صلاة الجمعة بجبل قاسيون. وعاش تسعا وثمانين سنة.
292- أَحْمَد بْن عامر [3] بْن أَبِي بَكْر.
نفيسُ الدّين الغُسُوليّ، الصّالحيّ.
حدّث عن: أَبِي القاسم بْن صَصْرَى، وأبي عَبْد اللَّه بْن الزّبيْديّ، وجماعة.
وعنه: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ، والطّلبة.
__________
[1] المقتفي 1/ ورقة 127 أ.
[2] في ذيل المرآة 4/ 282 «نهار الخميس ثامن عشرين» ، وفي ذيل التقييد 1/ 317 «ثاني عشرين صفر» .
[3] انظر عن (أحمد بن عامر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 129 ب، 130 أ.

(51/210)


تُوُفّي فِي شوّال بالجبل.
293- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الهادي [1] .
أَبُو الْعَبَّاس المقدسيّ، نزيل القاهرة. وهو ابن عمّ شيخنا العزّ بْن العماد.
حدّث عَنْ: مُوسَى بْن عَبْد القادر، والشيخ الموفّق، وآخرين.
روى عنه: المزّيّ، وابن سامة، والمصريّون.
ويعُرف عندهم بالجمال المراوحيّ.
مات فِي ثاني عشر صفر. ودفن بالقرافة.
294- أَحْمَد بْن نصر [2] بْن تروس.
أَبُو الْعَبَّاس الدّمشقيّ.
سَمِعَ من: الفخر الإربليّ، ومكرّم بن أبي الصّقر، وغير هما.
سَمِعَ منه: الشّيْخ علي المَوْصليّ، وابن حبيب، والبِرْزاليّ، وآخرون.
مات فِي هذه السّنة [3] .
295- أحمدُ بْن مُحَمَّد بْن علي.
أَبُو الْعَبَّاس الكرمذانيّ، الطّيّبيّ، التّاجر. الرجل الصّالح.
سَمِعَ من: خليل الْجَوْسَقيّ، وابن يعيش.
مات فِي صفر، وقد قارب السّتّين.
296- إِبْرَاهِيم بْن سالم بْن ركاب.
الأنصاريّ، الخبّاز.
__________
[1] في النسخة البريطانية: «أحمد بن محمد بن عبد الهادي» ، والتصحيح من نسخة دار الكتب المصرية، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 أ.
[2] انظر عن (أحمد بن نصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 ب.
[3] وترجم البرزالي لأخيه: شرف الدين إبراهيم بن نصر بن تروس الدمشقيّ. وقال: وكان سمع من مكي ابن علان. ولم يحدّث. مات في يوم الجمعة ثالث جمادى الأولى من هذه السنة 685 هـ. (المقتفي 1/ ورقة 127 أ) .

(51/211)


من أهل جبل الصّالحيّة.
تُوُفّي فِي هذه السّنة. وهو والد نجم الدّين إِسْمَاعِيل المحدّث.
روى عَنْهُ ابنه شيئا.
297- إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق [1] بْن أَبِي القاسم الْحُسَيْن بْن هبة اللَّه بن محفوظ.
أبو محمد، وأبو الفداء، ابن صَصْرى، التّغْلبيّ، الدّمشقيّ.
روى عَنْ: جدّه أَبِي القاسم، وأبي علي الأوقيّ الزّاهد.
سَأَلت المِزّيّ عَنْهُ فقال: سمعنا منه «مشيخة الفسويّ» ، عَنِ الأوقيّ، وهو شيخ جليل كَانَ يسكن بداخل باب توما.
تُوُفّي فِي رمضان.
298- إِسْمَاعِيل بْن جمعة [2] بْن عَبْد الرّزّاق.
القاضي العالم، أَبُو إِسْحَاق السّامرّيّ، النّحْويّ.
حدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن الخازن. وله نظْم جيّد.
تُوُفّي فِي أحد الربيعين ببغداد.
كتب عَنْهُ: الفَرَضيّ، والقلانِسِيّ.
299- إياس بْن عَبْد اللَّه.
الطَيبّيّ، الظّاهريّ، البزّاز، من موالي الخليفة، الظّاهر بْن النّاصر.
روى عَنْ: أَبِي الْحَسَن القَطِيعيّ، وغيره.
كتب عَنْهُ الفَرَضيّ. وكان صاحب ليل وتهجُّد.
وهو من قطيعة مَرَاغة. وكان اسمه عُمَر فأسِر وله عشْرُ سنين فِي سنة ستّ عشرة فِي أيّام خوارزم شاه.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن إسحاق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 129 ب.
[2] انظر عن (إسماعيل بن جمعة) في: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 318 رقم 426، ومختصره 85، والمنهج الأحمد 400، والمقصد الأرشد، رقم 254، والدر المنضد 1/ 429 رقم 1142.

(51/212)


300- أيدكين.
الصّالحيّ، النّجميّ، الأمير علاء الدّين البُنْدُقْدار.
نقدّم سنة أربع [1] .
- حرف الباء-
301- بغدي بْن عَلِيّ بْن مَرْزَبان العراق قُشْتُمُر.
النّاصريّ، الأمير فخر الدّين البغداديّ من بقايا الأمراء الخليفتيّة.
قَالَ ابن الفُوَطي: مات فِي رمضان ودفن عند جدّه بمشهد الْحُسَيْن. لم يُقتل فِي واقعة بغداد وخلّص بسبب رَجُل خُوَارَزْميّ كَانَ جدّ هذا قد أحسن إلَيْهِ، فجاء فِي جيش هولاكو هذا الخُوَارَزْميّ، وسأل مَن بقي من أولاد قُشْتُمُر وأجارهم.
ولفخر الدّين هذا مصنَّف فِي «البَزْدَرَة» [2] .
- حرف الحاء-
302- حسن بْن عَبْد اللَّه [3] بْن وَيْحان.
الراشديّ، نسبة إلى بني راشد، قبيلة من البربر، لا إلى الراشديّة الّتي هِيّ من قرى ديار مصر. التّلمسانيّ، المغربيّ، أَبُو عليّ.
شيخ صالح، زاهد، ورع، كبير القدْر، صاحب صدق ومعاملة. وكان إماما حاذقا بالقراءات، بصيرا بالعربيّة. قدم القاهرة وقرأ بالروايات عَلَى الكمال بْن شجاع الضّرير. وجلس للإقراء.
__________
[1] برقم (264) .
[2] لم يذكره كحالة في معجم المؤلفين، مع أنه من شرطه.
[3] انظر عن (حسن بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375 وفيه «ريحيان» ، ومثله في: معرفة القراء الكبار 2/ 701، 702 رقم 670، والعبر 5/ 352، والإعلام بوفيات الأعلام 286، وغاية النهاية 1/ 218 رقم 994، ونهاية الغاية، ورقة 43، وحسن المحاضرة، 1/ 504، وشذرات الذهب 5/ 390، والمقفى الكبير 3/ 342 رقم 1170، والوافي بالوفيات 12/ 92، 93 رقم 78.

(51/213)


وعليه قرأ شيخنا مجد الدّين التّونسيّ، وشهاب الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جُبارة المقدسيّ. ورأيت كلّا منهما يُثني عَلَيْهِ ويبالغ في وصفه بالعلم والعمل.
وكتب إليّ أَبُو حَيّان يَقُولُ: كَانَ الشّيْخ حَسَن رجلا ظاهره الصّلاح والدّيانة يحكي عَنْهُ من عاشره أنّهُ كَانَ لا يغتاب أحدا. وكان حافظا للقرآن ذاكرا للقصيد، يشرحه لمن يقرأ عَلَيْهِ. ولم يكن عارفا بالأسانيد، ولا متقنا لتجويد حروف القرآن، لأنّه لم يقرأ عَلَى متقن. وكان مَعَ ذَلِكَ بربريّا، فبقي فِي لسانه شيء من رطانة البربر.
وكان، رحمه الله، عنده نزرٌ يسير جدّا من علم العربيّة «كمقدمة ابن باب شاذ» ، و «ألفيّة ابن مُعْط» [1] ، يحلّ ظاهر ذَلِكَ لمن يقرأ عَلَيْهِ، ولمَ كانت شهرته بالقراءات.
قلت: لم يتلمذ الشّيْخ حسن الراشديّ لغير الجمال الضّرير، ولا تَلْمَذَ شيخُنا مجدُ الدّين لغير الشّيْخ حسن. وكلٌّ منهما قد اشتهر ذكره وبَعُد صيته، ولا سيما شيخُنا وما ذاك إلّا بصدق النّيّة وحُسْن القصْد. وقد أخذ شيخنا عَنِ الشّيْخ حسن سنة بضْعٍ وسبعين وستّمائة. وأخذ عَنْهُ ابن جُبَارة بعد ذَلِكَ بنحو من سبع سنين، قَالَ: وأنا آخر من قرأ عَلَيْهِ، وأنا غسّلته وألْحدتُه. وأمّا الشّيْخ مجد الدّين فقدِم دمشق وأدرك بها الزَّواويّ، وحضر مجلس إقرائه.
تُوُفّي الشّيْخ حسن فِي ثامن وعشرين صفر بالقاهرة، رحمه اللَّه تعالى.
303- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن القسطلانيّ.
الشّيْخُ مجدُ الدّين ابن الشّيْخ تاج الدّين.
حدَّث عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن المقيّر، وغيره.
ومات في خامس ربيع الأوّل بمصر.
__________
[1] كذا في الأصل. وهو ابن معطي.

(51/214)


304- الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن شاس.
قاضي القضاة عَلَى مذهب مالك بالدّيار المصريّة، تقيّ الدّين.
حدّث عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن الْجُمَّيْزيّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي مستَهَلّ ذي الحجّة.
وكان فقيها، إماما، عارفا بالمذهب، جيّد النّقل، علّامة، لكنّه مذموم الأحكام. وكان متسرّعا، سَمْحًا فِي التّعديل.
- حرف الخاء-
305- خديجة [2] بِنْت الزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم بْن نعمة.
أمَّ أَحْمَد.
شيخة صالحة، عابدة، خيّرة، سمعتْ من غير واحد.
وروت بالإجازة عَنْ: أَبِي المجد زاهر الثّقفيّ، وأسعد العجليّ، وأبي الفتح ابن المنْدائيّ، وعفيفة الفارقانيّة، وجماعة.
ولدت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ولم يظهر لها شيء عَنِ ابن طَبَرْزَد، ولا غيره من الكبار.
روى عَنْهَا: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وآخرون.
ذكر عَلَمُ الدّين أنّها روت بالإجازة عن أبي جعفر الصيدلانيّ، وذلك يمكن.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 ب، ونهاية الأرب 31/ 133، 134، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وتاريخ ابن الفرات 8/ 41 وفيه: «الحسين بن عبد الرحيم» ، والمنهل الصافي 5/ 158، 159 رقم 946 وفيه: «الحسين بن عبد الله بن شاس» ، والوافي بالوفيات 12/ 418 رقم 374، ودرّة الأسلاك 1/ حوادث 685 هـ ورقة 87، وتذكرة النبيه 1/ 106 فيه: أبو علي الحسين بن شرف الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن جلال الدين أبي محمد بن عبد الله بن شاس السعدي المالكي» ، وعيون التواريخ 21/ 386، 387، ورفع الإصر 1/ 205، وطبقات الفقهاء الشافعيين للمطري 109، 110.
[2] انظر عن (خديجة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 181، 182 رقم 240، وأعلام النساء 1/ 321.

(51/215)


وكانت تلقّن القرآن. وقد روت الحديث قديما، وهي أمّ شيختنا فاطمة بِنْت حسين الّتي روت لنا عَنِ ابن الزّبيْديّ.
أجازت لنا خديجة مَرْويّاتها.
ومات فِي ربيع الآخر قبل أخيها عَبْد الدّائم.
306- الخضِر بْن المُسْنِد رشيد الدّين أَحْمَد بْن المفرّج بْن مَسْلَمة.
شَرَفُ الدّين.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين.
وسمع من: أبِيهِ، والعَلَم السّخاويّ، وعبد العزيز بْن أبِيهِ.
تُوُفّي يوم عيد الفطُر.
307- خليل بْن أبي بَكْر [1] بْن مُحَمَّد بْن صِدَّيق.
الإِمَام، صفيُّ الدّين، أَبُو الصَّفا المَرَاغيّ، المقرئ، الفقيه، الحنبليّ.
قرأ القراءات بدمشق عَلَى تقيّ الدّين بْن باسوَيْه [2] بالعَشْر.
وسمع من: القاضي جمال الدّين بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي الفتوح البكْريّ، والشمس أَحْمَد بْن العطّار، وأبي البركات بْن ملاعب، وموسى بن عبد القادر، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (خليل بن أبي بكر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 283، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، ومعرفة القراء الكبار 2/ 682، 683 رقم 651، والعبر 5/ 352، والإعلام بوفيات الأعلام 286، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 75، وغاية النهاية 1/ 275، 276، رقم 1243، والنجوم الزاهرة 7/ 370، وحسن المحاضرة 1/ 504، وشذرات الذهب 5/ 390، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 316، 317 رقم 423، وذيل التقييد 1/ 523 رقم 1024، والمقفى الكبير 3/ 770 رقم 1380، والوافي بالوفيات 13/ 396 رقم 498، وتذكرة النبيه 1/ 238، ودرّة الحجال 1/ 256 رقم 383، والتاج المكلل للقنوجي 255 رقم 276، ومعجم الأطباء 183، 184، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 85، والمنهج الأحمد 401، والمقصد الأرشد، رقم 407، والدر المنضد 1/ 429 رقم 1144.
[2] في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 317 «ابن تاسونة» ، وفي المقفى الكبير 3/ 770 «ابن ماسويه» .

(51/216)


وتفقّه عَلَى الشيخ الموفَّق، ودرّس، وأقرأ القراءات والفِقّه. وكان عارفا بالمذهب، والخلاف، والطَّبّ، وغير ذَلِكَ.
وكان كثير الفضائل، وافر الدّيانة، كثير الورع.
قرأ عَلَيْهِ القراءات: القاضي بدر الدّين مُحَمَّد بن الجوهريّ، والشيخ أبو بكر الجعبريّ، وجماعة.
وطال عُمُرُه، وروى الكثير.
أخذ عَنْهُ: ابن الظّاهريّ، وولده أَبُو عَمْرو [1] ، والدّمياطيّ، والقاضي أَبُو مُحَمَّد الحارثيّ، وأبو الحَجّاج القُضاعيّ، وأبو مُحَمَّد عَبْد الكريم الحلبيّ، وأبو حيّان النَّحْويّ، وخلق كثير.
وقد ناب فِي الحكم، وشُكِرت سيرتُه. وكان مشهورا بالزُّهد والدّين.
توفّي فِي سابع عشر ذي القعدة بالقاهرة.
ووُلِد قبل السّتّمائة بمَرَاغَة [2] ، وعاش قريبا من تسعين سنة.
- حرف الذال-
308- ذو الفقار بْن مُحَمَّد بْن أشرف بْن مُحَمَّد.
أَبُو جَعْفَر العَلَوي، الحلّي [3] الشافعيّ، مدرّس المستنصريّة.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين وستّمائة بِخوي [4] ، وسمع ببغداد من:
السّكاكريّ، وابن الخازن.
مات فِي شعبان، وأبوه مات سنة ثمانين ببغداد فِي شعبان، وله ثمانون وثلاث سنين، فإنّ مولده فِي أول سنة سبْعٍ وتسعين وخمسمائة. ولقبه السّيّد عماد الدّين.
__________
[1] في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 317 «أبو عمر» ، والمثبت يتفق مع المقفى الكبير 3/ 770.
[2] في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 316 «ولد بمراغة سنة بضع وتسعين وخمسمائة» . وفي ذيل التقييد 1/ 523 مولده سنة ستمائة.
[3] في المصرية: «الحسيني» بدل «الحلي» .
[4] خويّ: بلفظ تصغير خوّ. «مشهور من أعمال أذربيجان» (معجم البلدان 2/ 408) .

(51/217)


- حرف الراء-
309- رابعة [1] بِنْت وليّ العهد أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن المستعصم باللَّه.
وتُعرف بالسّيّدة النّبويّة، صاحبة الصّاحب الجليل [2] هارون بْن الصّاحب شمس الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْجُوينيّ، وأمّ أولاده المأمون عَبْد اللَّه، والأمين أَحْمَد، وزُبيدة.
ماتت ببغداد ودُفنت عند أمّها فِي جمادى الآخرة.
وفي هذه الأيّام قُتِل زوجها هارون [3] ، فلم يعلم أحدهما بموت الآخر.
وكان صَدَاقها عَلَيْهِ مائة ألف دينار، وهذا ما سُمع إلّا لملك.
- حرف الزاي-
310- الزَّين الورّاق.
قَرَابةُ مُجير الدّين بْن تميم، صديق والدي. من أبناء السّتّين.
كَانَ عنده حمار هُوَ القيّم يساوي سبعمائة درهم. وكنت أشتري منه الكاغَد.
أرّخه تاجُ الدّين.
- حرف السين-
311- سَعِيد بْن العلّامة رشيد الدّين [4] عُمَر بْن إِسْمَاعِيل.
الفارقيّ، الأديب، سعدُ الدّين، الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (رابعة) في: الحوادث الجامعة 213، 214، والوافي بالوفيات 14/ 52، 53 رقم 51، والدليل الشافي 1/ 303، والمنهل الصافي 5/ 338، 339 رقم 1035.
[2] في نسخة دار الكتب المصرية: «الملك» .
[3] وقيل كان قتله بعد وفاتها بسبعة أيام. (الحوادث الجامعة 214) .
[4] انظر عن (سعيد بن رشيد الدين) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 283، 284 وفيه شعر، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 ب، وعيون التواريخ 21/ 387، 388 وفيه شعر، والوافي بالوفيات 15/ 248 رقم 349.

(51/218)


شابّ، فاضل، ذكيّ، شاعر، فصيح، اشتغل مدّة عَلَى والده، وقال الشِعْر المليح.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
- حرف الشين-
312- شاميّة [1] .
أمّةُ الحقّ، بنتُ المحدّث أَبِي علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفَرَج [2] البكريّ.
شيخة، مُسْندة، معمّرة، منفردة.
روت عَنْ: جدّها، وجدّ أبيها، وحنبلِ بْن عَبْد اللَّه، وعُمَر بْن طَبَرْزَد، وعبد الجليل بْن مندوَيْه، وجماعة.
وتفرّدت بأجزاء عالية.
روى عَنْهَا: الدّمياطيّ، وسعد الدّين الحارثيّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن الزّرّاد، وأبو الحَجّاج الكلبيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وخلْق.
وحدّثت بدمشق، ومصر، وشَيْزر. وكان مولدها بمصر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
وتُوُفّيت بشَيْزَر فِي أواخر رمضان عند أقاربها.
ولها إجازة من أسعد بْن رَوْح، وعفيفة الفارقانيّة.
313- الحاجّ شرف [3] بن مري.
__________
[1] انظر عن (شامية) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والعبر 5/ 352، وذيل التقييد 2/ 377 رقم 1845، والوافي بالوفيات 16/ 89، 90 رقم 103، والنجوم الزاهرة 7/ 370، وشذرات الذهب 5/ 391.
[2] في المصرية: ابن أبي الفتوح.
[3] انظر عن (الحاج شرف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب، والبداية والنهاية 13/ 309، وفيه ورد في الحاشية (2) كانت وفاته في سنة 682، والوافي بالوفيات 16/ 133 رقم 156، والدليل الشافي 1/ 343 رقم 1181، والمنهل الصافي 6/ 230 رقم-

(51/219)


والد النّواويّ.
تُوُفّي بنوى فِي رجب، وصُلّي عَلَيْهِ بدمشق صلاة الغائب.
- حرف الطاء-
314- طاهر بْن عُمَر [1] بْن طاهر بْن مفرّج.
الْمُدْلجيّ، الْمَصْرِيّ، الزّاهد، نزيل دمشق.
قرأ قطعة من الفقْه عَلَى الشّيْخ عزّ الدّين بْن عَبْد السّلام. وصحب بدمشق الشّيْخ يوسف الفقاعيّ، وكان من أخصّ الأصحاب بِهِ. وانقطع فِي رباط ابن يغمور بالصّالحيّة. وكان صالحا زاهدا، قانعا باليسير.
سَمِعَ منه البِرْزاليّ، وغيره عَنِ ابن خليل.
وكان بْه سُعالٌ مُزْمن، فبقي سنين يأخذ فِي كوز ماء شعير مدبّر [2] من بُكْرةٍ، ويودعه إلى العشاء، ثمّ يثرد فِيهِ كسْرةً ويُفْطر عَلَيْهِ.
وقال النّجم أَبُو بَكْر بْن شَرَف: دخلتُ مَعَ الشّيْخ يوسف إلى بيت طاهر بالرّباط فرأينا بيتا لم يُكْنس قطّ، وتحته حصير رثّة سوداء، فقال الشّيْخ يوسف: ما أغشَّك [3] يا طاهر. ثمّ خرج طاهر للوضوء، فقال لي الشّيْخ يوسف: طاهر يموت طيّب. وقال: طاهر طاهر.
وقال الشّيْخ قُطْبُ الدّين [4] : تزوّج طاهر امْرَأة جميلة جدّا وطلَّقَها عَلَى كرْهٍ لعجزه عَنْهَا ولم يَقْرُبْها.
وذكر النّجم بْن شَرَف قَالَ: مررتُ عَلَى باب الخوّاصين يوم الأحد وقت
__________
[ (- 1184،) ] وذيل مرآة الزمان 4/ 184.
[1] انظر عن (طاهر بن عمر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 284- 286، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، والوافي بالوفيات 16/ 405 رقم 438، والدليل الشافي 1/ 358 رقم 1229، والمنهل الصافي 6/ 369 رقم 1232.
[2] في ذيل المرآة 4/ 285 «مبزر» .
[3] في ذيل المرآة 4/ 285 «ما أعفشك» .
[4] في ذيل المرآة 4/ 285.

(51/220)


وقعة حمص سنة ثمانين، فمرّ بي الشّيْخ طاهر، وحدّثني ما لم أفهمه لاشتغال قلبي: فقال: كأنّك ما فهمتَ؟ قلت: لا والله. قَالَ: اسمع ما أقول واعتمدْ عَلَيْهِ، يوم الأحد اليوم؟ قلت: نعم. قَالَ: يوم الجمعة يكون فِي هذا البلد بشارةٌ بكسْر التَّتَر، وشموع توقد بالنّهار وسماعات، وما نقدر تِلْكَ اللّيلة عَلَى المغاني. فكان كما قَالَ. ثمّ بات عندي بعد ذَلِكَ وانشرح، فسألته عمّا أخبرني بِهِ هَلْ رآه يقظة أو مناما، فقال: لا فِي اليقظة. ولا فِي المنام بل فِي حالةٍ بينهما تسمّى الواقعة تكون للفقراء. فسألته عن حقيقتها فنفر وغضب [1] .
تُوُفّي خامس شوّال.
قلت: كَانَ فِي الشّاميّة ودار الحديث، ومهما صحّ لَهُ وأسى بِهِ أولاد شيخه ويقنع باليسير.
- حرف العين-
315- عَائِشَة بِنْت سالم [2] بْن نبهان.
أم أَحْمَد الحسنية [3] ، الخوارزميّة [4] ، زَوْجَة المحدّث تقيّ الدّين ابن مزهر [5] وأمّ أولاده.
سمّعها من ابن رواحة.
أخذ عَنْهَا: ابن سامة، وغيره.
تُوُفيت سنة خمسٍ ظنّا [عن سبعين سنة] [6] أو نحوها.
316- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد [7] بْن إِسْمَاعِيل بْن فارس.
__________
[1] ذيل المرآة 4/ 284، 285.
[2] انظر عن (عائشة بنت سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 أ.
[3] كذا في الأصل، وفي النسخة المصرية: الجشمية.
[4] في النسخة المصرية: الحمويّة.
[5] في النسخة المصرية: ابن مزيد.
[6] بين المعقوفين زيادة عن النسخة المصرية.
[7] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 أ، والعبر 5/ 353، وذيل التقييد 2/ 24 رقم 1092، وشذرات الذهب 5/ 391.

(51/221)


أَبُو بَكْر التّميميّ، الإسكندرانيّ، سراج الدّين أَبُو [1] الوزير الصاحب نجيب الدّين، وأخو المقرئ كمال الدّين ابن فارس.
سَمِعَ بدمشق من: التّاج الكنديّ، وابن الحرستانيّ، وأبي البركات بْن ملاعب، وجماعة.
أخذ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الحارثيّ، وأبو الحَجّاج الهنديّ، وجماعة.
وكان شيخا جليلا، عالي الإسناد، مشهورا.
تُوُفّي بالإسكندريّة فِي أوّل ربيع الأوّل وله بضعٌ وثمانون سنة فيما أحسب. ومولده سنة إحدى وستّمائة.
317- عَبْد اللَّه بْن حِجّي [2] .
عزُّ الدّين الشافعيّ.
كَانَ معيدا بالأمينية ويُعرف بالعزّ ... [3] . أعاد بالصّالحيّة بمصر عند ابن عَبْد السّلام.
وكان من كبار فقهاء الأكراد. لَهُ شكل وصوت جَهُوريّ.
318- عَبْد الدّائم بْن أَحْمَد [4] بْن عَبْد الدائم بْن نعمة.
الزّاهد، تاجُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد المقدسيّ، عبدٌ صالح، زاهد، متعبّد، مقبل عَلَى شأنه، حافظ لوقته.
سَمِعَ من مُوسَى بْن عَبْد القادر حضورا، ومن: الشّيْخ الموفّق، والقزوينيّ، والبهاء، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّيّ، والبِرزاليّ، وجماعة.
عبر إلى رضوان اللَّه ليلة الثالث والعشرين من رمضان، وقد نيّف على السّبعين.
__________
[1] في الأصل: ابن، وما أثبت من النسخة المصرية وهو أصحّ.
[2] انظر عن (عبد الله بن حجّي) في: المقتفي 1/ ورقة 127 أ، ب.
[3] في الأصل وردت كلمة (بتر) ، وفي النسخة المصرية بياض.
[4] انظر عن (عبد الدائم بن أحمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 286، والعبر 5/ 353.

(51/222)


319- عَبْد الدّائم بْن إِسْحَاق [1] بْن مَسْعُود.
العدْلُ، جمالُ الدّين الشّيبانيّ، الدّمشقيّ.
روى عَنْ كريمة.
تُوُفّي فِي رمضان كهلا.
320- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفَرَج.
القَطيعيّ، الحنبليّ، الدّقّاق، أَبُو الفَرَج، المعروف بابن القصّار.
حدّث عَنْ: ابن رُوزبة، ونصر بْن عَبْد الرّزّاق.
مات فِي شعبان.
321- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد العزيز بْن أبي المجد.
نجمُ الدّين القَطِيعيّ التّاجر، ويُعرف بابن ثقات الحبّ.
أضرّ ولزِم بيته. وسمع من: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السّبّاك.
ومات فِي رمضان عَنْ بضعٍ وسبعين سنة.
322- عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد [2] بْن أَحْمَد بْن فارس.
الشّيْخ الصّالح، أَبُو مُحَمَّد ابن الزَّجّاج [3] ، عفيف الدّين العَلثّي، ثمّ البغداديّ الحنبليّ، السُّني، الأثريّ.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وسمع من أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَدُ بْنُ صِرْمَا، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وعليّ
__________
[1] انظر عن (عبد الدائم بن إسحاق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 129 أ.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والعبر 5/ 353، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 315، 316 رقم 422، وذيل التقييد 2/ 112 رقم 1251، والوافي بالوفيات 18/ 392 رقم 402، وتاريخ علماء بغداد للسلامي 91- 93، والنجوم الزاهرة 7/ 370، وشذرات الذهب 5/ 391، 392، والمنهج الأحمد 400، والمقصد الأرشد، رقم 674، والدر المنضد 1/ 428 رقم 1140.
[3] في ذيل التقييد: «الدجاج» وهو وهم.

(51/223)


بورنداز [1] ، وعبد السّلام بْن يوسف العَبَرتيّ [2] ، وابن رُوزبة [3] ، وجماعة.
وأجاز لَهُ جمال الدّين أَبُو القاسم بْن الحَرَسْتانيّ من دمشق، والافتخار الهاشميّ من حلب، وأبو البقاء العكبَريّ، وجماعة من بغداد.
وحدّث بدمشق لمّا قدِمَها للحجّ. وكان محدّثا، عالما، ورعا، عابدا، أثريّا، صليبا فِي السُّنّة، شديدا عَلَى أهل البِدْعة، لَهُ أتباعٌ، وأصحاب يقومون فِي الأمر بالمعروف والنَّهي عَنِ المنكر.
حدّث بدمشق من أجزاء أبي الفداء الفَرَضيّ.
وتُوُفّي إلى رحمة اللَّه بذات حجّ راجعا فِي سابع عشر المحرَّم، وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
323- عَبْد المجيد بْن أَحْمَد بْن أَبِي البركات بْن أَحْمَد [4] .
أَبُو البركات الحربيّ.
روى بالإجازة عَنْ: عَبْد الوهاب بْن سُكَينة، وابن الأخضر.
تُوُفي فِي جُمادى الآخرة.
كتب عَنْهُ: أَبُو الفداء الفرضيّ، وابن الفوطيّ.
وهو آخر من روى عَنْ مدرس النّظاميّة مُحبّ الدّين يَحْيَى بْن الربيع بْن صرار.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن يوسف البكريّ.
__________
[1] في النسخة البريطانية «بوزيدان» ، وفي المصرية: «ثورنداد» ، والمثبت عن ذيل طبقات الحنابلة 2/ 315.
[2] في النسخة البريطانية: «العبري» ، وفي النسخة المصرية: «عبد السلام بن يوسف، والعبرتي» ، والتصحيح من ذيل طبقات الحنابلة 2/ 315، والوافي بالوفيات 18/ 392.
[3] في الوافي بالوفيات: «روزبه» بالمثناة، وهو تصحيف.
[4] في النسخة المصرية: عبد الحي بن أحمد بن أبي البركات الحنبلي الحريري محيي الدين الحربيّ. روى بالإجازة عَنْ عَبْد الوهاب بْن سُكَينة وابن الأخضر. تُوُفي فِي جُمادى الآخرة. كتب عَنْهُ أَبُو العلا الفرضيّ. وهو آخر من روى عن مدرس النظامية مجد الدين يحيى بن أبي الربيع بن عواد. روى عنه أحمد بن يوسف الكرخي.

(51/224)


324- عَبْد المغيث بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد المعيد بْن المحدّث عَبْد المغيث بْن زهر [2] .
أَبُو العزّ البغداديّ، العدل.
سَمِعَ: ابن المُنَجّا بْن اللّتّيّ، وغيره.
ومات فِي رجب.
وقال عَلَمُ الدّين [3] : أجاز لي، وذكر أنّهُ سَمِعَ أيضا من الْحَسَن بْن الزّبيْديّ.
وقال ابن الفُوَطيّ: سَمِعَ «صحيح الْبُخَارِيّ» من ابن القَطِيعيّ.
325- عَبْد المولى [4] بْن الشّيْخ تاج الدّين عَلِيّ بْن القسطلانيّ.
شَرَف الدّين.
باشر مشيخة الكامليّة بعد أبِيهِ حتّى جاء عمّه قُطْب الدّين من مكة.
سَمِعَ ابن المقيّر. وحدّث.
مات فِي رجب.
326- عَبْد الواحد بْن عليّ [5] بْن أَحْمَد.
أَبُو مُحَمَّد القُرَشيّ، الهكّاريّ، الفارقيّ، الحنبليّ.
شيخ صالح، زاهد، متعفّف، معمّر.
وُلِد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وسمع بالمَوْصل من سمار بْن العريس النّيّار، والحسين بن باز.
__________
[1] انظر عن (عبد المغيث بن محمد) في: تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي.
[2] في نسخة دار الكتب المصرية: «ابن زهير» .
[3] لم يذكره البرزالي في المقتفي.
[4] انظر عن (عبد المولى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 ب.
[5] انظر عن (عبد الواحد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 129 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 158 ب وفيه «الدنيسريّ» ، وقال: «كان فقيها، محدّثا، عالما» والإعلام بوفيات الأعلام 286، والعبر 5/ 353، 354.

(51/225)


وقدِم دمشق وهو شابّ، فسمع من: مُوسَى بْن القادر، والموفَّق بْن قُدامة، وزين الأمناء، وغيرهم.
أخذ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الحارثيّ، وأبو الحَجّاج المِزّيّ، والمصريّون.
وتُوُفّي بالقاهرة فِي رمضان، رحمه اللَّه تعالى.
327- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن قُدَيد.
البغداديّ، المقرئ.
عَبْد صالح خيّر.
سَمِعَ: ابن بهروز، وابن الخازن.
كتب عَنْهُ: الفَرَضي.
328- عُثْمَان بْن سَعِيد [1] بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن أَحْمَد بْن تَوْلُو [3] .
الأديب، معين الدّين، أَبُو عَمْرو الفِهْريّ، المصريّ.
وُلِد بتنّيس سنة خمسٍ وستّمائة.
سَمِعَ بدمشق من القاضي أَبِي نصر بْن الشيرازيّ، وغيره.
وكان أحد الشعراء المحسنين.
أنشدنا عَنْهُ شيخنا أَبُو الْحُسَيْن اليُونينيّ، وغيره.
ومات فِي سلْخ ربيع الأوّل بالقاهرة.
وله من قصيدة:
__________
[1] انظر عن (عثمان بن سعيد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 286- 691، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 أ، والعبر 5/ 354، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، وفوات الوفيات 2/ 440، 441 رقم 822، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 78، 79، وتذكرة النبيه 1/ 105، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وحسن المحاضرة 1/ 568، وشذرات الذهب 5/ 392، والدليل الشافي 1/ 439 رقم 1518، والنجوم الزاهرة 7/ 369، والمنهل الصافي 7/ 416، 417 رقم 524، وفيه شعر.
[2] في ذيل المرآة: «عبد الرحيم» .
[3] في المنهل الصافي: «تولوا» .

(51/226)


فِي ذمّة اللَّه أيّام العقيق وإنْ ... تملك اللَّيْثَ فيها شادن خَرقُ
يرنو بألحاظِ رهيم قطّ ما رَمَقَتْ ... فغادرت فِي البرايا منه بِهِ رمَقُ
تألَّفتْ فِيهِ أضداد بها [1] أبدا ... عَلَى هواه قلوب النّاس [2] تتفقُ
والخَد والثَّغْر ذا خمر [3] وذا بَرَدٌ ... والوجه والفرع [4] ذا صبحٌ وذا غَسَقُ
ما حلت عَنْ عهد سكان العقيق وهل ... يحول عَنْهُمْ محبّ حبّه خُلُق [5]
329- عُثْمَان بْن أَبِي مُحَمَّد بْن خَولان [6] .
البَعْلَبَكيّ.
رَجُل خيّر، وهو أخو عَبْد الوليّ.
حدّث عَنْ: البهاء عَبْد الرَّحْمَن.
ومات فِي صفر.
330- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن [7] بْن الصّيّاد.
موفَّقُ الدّين، المَعرّيّ، الحنبليّ.
سَمِعَ «الأربعين الطابية» من ابن اللّتّي ببغداد.
ومات بالسّرداب فِي ربيع الآخر.
أجاز للبرزاليّ، ولخلق.
__________
[1] في ذيل المرآة: «فيه أصداد لها» .
[2] في ذيل المرآة: «قلوب الخلق» .
[3] في ذيل المرآة: «جمر» .
[4] في ذيل المرآة: «الشعر» .
[5] الأبيات من قصيدة طويلة في ذيل المرآة 4/ 286- 289.
[6] تقدّمت ترجمة ابن خولان في وفيات سنة 684 هـ. برقم (259) وذكره البرزالي هنا في المقتفي 1/ ورقة 126 ب.
[7] انظر عن (علي بن الحسين) في: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 317، 318 رقم 424، ومختصره 82، والمنهج الأحمد 401، والمقصد الأرشد، رقم 712، والدر المنضد 1/ 429 رقم 1143.

(51/227)


331- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى بْن معين [2] .
كمال الدّين، أَبُو الْحَسَن المنيحيّ، الإسكندرانيّ.
وُلِد سنة تسع وستّمائة، وسمع من: مُحَمَّد بْن عماد الحرّانيّ، وجماعة.
ومات فِي ذي الحجة. وكان مؤذّن السّلطان فقدم وحدّث بدمشق.
أخذ عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ.
لَهُ إجازة من ابن مَنِينا، وغيره.
332- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المنصور.
العدْل، أَبُو إِسْحَاق العبّاسيّ، المنصوريّ، شَرَفُ الدّين الخطيب.
سَمِعَ «صحيح الْبُخَارِيّ» من ابن رُوزبة، وخطب مدّة.
وُلِد سنة أربع عشرة وستّمائة، ومات فِي رمضان أو فِي شوّال.
333- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] بْن حسين.
كمالُ الدّين ابن الشّيْخ العارف مُحَمَّد الفرنثيّ، الفقير، شيخ الزّاوية الفرنثية بعد والده.
سَمِعَ: ابن الزّبيديّ، وابن اللّتّي، وجعفر الهمدانيّ.
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
وكان فيه عِشْرة وانطباع. وقد عمل سماعا ودعوة للشيخ حسن بْن الحريريّ غرم عليها ألف درهم مَعَ فَقْره، لا أثابه اللَّه.
تُوُفّي فِي شعبان وله تسعٌ وخمسون سنة.
334- عَلِيّ بْن أَبِي الفتح [4] .
المُحبّ السِنْجاريّ، المؤدّب، والد شيخنا محمد.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 ب.
[2] في المصرية: ابن مغنين.
[3] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب.
[4] انظر عن (علي بن أبي الفتح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 أ.

(51/228)


وُلِد سنة ستَّ وستّمائة بسِنجار، وقدِم دمشق.
وسمع من: مكرم، وغيره.
وأدّب بدرب العسقلانيّ مدّة طويلة.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره.
ومات فِي شوّال.
عُمَر بْن حاتم [1] .
تقدّم.
- حرف الغين-
335-[غريب بْن حاتم بْن عيّاد [2] .
الضّياء، أبو أتم البَعْلَبَكّيّ، المعمَّر.
سَمِعَ فِي الكهولة من: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وابن رواحة.
وكان صالحا، متعبّدا، مهِيبًا، حنفيّ المذهب. وُلِد بدمشق فِي سنة 586 ونشأ ببَعْلَبَكّ وسكنها.
سَمِعَ منه: أَبُو مُحَمَّد البرزاليّ، وغيره.
وسمع منه المِزّيّ فِي شعبان سنة خمسٍ وثمانين وستّمائة، ومات بعد ذَلِكَ بقليل] .
- حرف الفاء-
336- فاطمة بِنْت أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن الخَضِر ابن قاضي العسكر.
__________
[1] غير موجود في النسخة المصرية (نسخة دار الكتب المصرية) .
[2] ترجمة غريب بن حاتم غير موجودة في النسخة البريطانية المعتمدة أصلا، استدركتها من نسخة دار الكتب المصرية.
وانظر عن (غريب) في: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 132 رقم 836، وله مشيخة سمعها منه لؤلؤ بن عبد الله القبطي البعلبكي اليونيني المتوفى سنة 750 وحدّث بها عنه. (الدرر الكامنة 3/ 360) .
[3] انظر عن (فاطمة بنت أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 أ.

(51/229)


الحلبيّة. كَانَ أبوها وعمّها عَبْد اللَّه من شيوخ الدّمياطيّ. وهي سَمِعْتُ حضورا من ثابت بْن مشرّف.
أخذ عَنْهَا الطَّلَبة. وكانت تسكن بالمِزّة.
وهي شيخة رباط هناك.
تُوُفّيت فِي ذي القعدة.
337- فاطمة بِنْت الشّيْخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر المقدسيّ [1] .
زوجة العماد إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الماسح.
كانت ديّنة عابدة صالحة.
روت عَنْ جَعْفَر بْن عليّ الهمدانيّ.
وتُوُفّيت فِي شعبان.
- حرف الميم-
338- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سجمان [3] .
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت المقدسي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 292- 300، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، 375، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2269، ومعجم شيوخ الذهبي 468، 469 رقم 687، والعبر 5/ 360، والمعجم المختص 219، 220 رقم 262، ودول الإسلام 2/ 187، ومرآة الجنان 1/ 201، 202، والبداية والنهاية 13/ 308، والوافي بالوفيات 2/ 131 رقم 480، وتاريخ ابن الفرات 8/ 46، والمقفى الكبير 5/ 268، 269 رقم 1831، ونفح الطيب 2/ 131 رقم 73، 217 رقم 134، وشذرات الذهب 5/ 392، والديباج المذهب 326، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وتذكرة النبيه 1/ 107، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 86، وعيون التواريخ 21/ 374، وعقد الجمان (2) 355، وتاريخ الخلفاء 505، وتاريخ ابن الوردي 4/ 233.
[3] في ذيل المرآة: «سمحان» ، وفي العبر: «سحمان» بالحاء المهملة ومثله في تاريخ ابن الفرات وتذكرة النبيه وغيره وفي البداية والنهاية: «بحمان» . وقد ضبطه المقريزي فقال:
سجمان: بسين مهملة مضمومة ثم جيم ساكنة. وفي الديباج المذهب بحاء مهملة ساكنة.
وفي عيون التواريخ: بجمان.

(51/230)


العلّامة جمال الدّين، أَبُو بَكْر البكريّ، الوائليّ، الأندلسيّ، الشَّريشيّ، المالكيّ.
وُلِد بشَرِيش [1] سنة إحدى وستّمائة. وسمع بالإسكندريّة من مُحَمَّد بْن عماد.
وببغداد من: أَبِي الْحَسَن القَطيعيّ، وأبي الْحَسَن بْن روُزبة، وأبي بَكْر بْن بهروز، وابن اللّتّي، وياسمين بِنْت البيطار، وأبي صالح الجيليّ، والأنجب بْن أَبِي السّعادات، ومحمد بْن السّبّاك، وعبد اللّطيف بْن القُبّيطيّ، وطائفة.
وبدمشق من: مكرم، وابن الشّيرازيّ، وجماعة.
وبإربل من: الفخر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإربليّ.
وتفقّه حتّى برع فِي المذهب، وأتقن العربيّة والأصول، والتّفسير، وتفنّن فِي العلوم، ودرّس وأفتى، وقرأ الحديث وعُني بِهِ، وقال الشعر.
ودرّس بالرباط النّاصريّ بحضور السّلطان واقفه، وثمّ دخل الدّيار المصريّة ودرّس بالفاضلية، وتخرَّج بِهِ جماعة كثيرة، منهم ولده العلّامة شيخنا كمال الدّين، فَسَحَ اللَّه فِي مدّته.
ثمّ إنّه قدِم القدسَ وأقام بِهِ مدّة، ثمّ قدِم دمشقَ وأخذ النّاس عَنْهُ. وكان من أدعية العلم. صنَّف «لألفية ابن مُعطٍ» [2] شرحا وافيا.
وقد مدحه شيخه عَلَمُ الدّين السَّخاويّ بقصيدةٍ مشهورة، وطُلِب لقضاء دمشق فامتنع زُهدًا وورعا، وبقي المنصب شاغرا من أجله إلى أن مات.
ودرَّس بالمدرسة النّوريّة وبالحلقة الّتي بالجامع مع مشيخة الرباط ومشيخة أمّ الصالح.
__________
[1] شريش: بفتح المعجمة وكسر الراء. بلدة بقرب اشبيلية من بلاد الأندلس.
[2] في النسخة المصرية «معطي» . وهو يحيى بن عبد المُعطي بن عبد النور (مرت ترجمته في تاريخ الإسلام 621- 630 ص 331، رقم 486) .

(51/231)


روى عَنْهُ: ابنه، وابن تيميَّة، والمِزّيّ، وابن العطّار، والبِرْزاليّ، والصَّيْرفيّ، وابن الخبّاز، وخلق سواهم.
وأجاز لي مَرْويّاته فِي سنة أربع وسبعين. وقد سَأَلت أَبَا الحجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: هُوَ أحد الأئمّة الأعلام المتبحّرين فِي علوم متعدّدة.
قلت: وأنبأني أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الوائليّ الحافظ قَالَ: لمّا أتى شهر رمضان الكائن فِي سنة أربعين وأنا بدمشق أردت أن أُريح نفسي من كدّ المطالعة والتكرار وأصرف همّتي، إذ كنت كثير البطالة، إلى المواظبة عَلَى نوافل الصّلوات والأذكار، فحين شرعتُ فِي ذَلِكَ وجدت من قلبي قسوة، ورأيت فِي صارم عزيمتي من المضاء فيها نبْوة، وقدْت نفسي بزمام الحرص فحزنَتْ وما انقادت، فضربتُها بسَوط الاجتهاد، فتمادت عَلَى حرانها بل زادت، فلمّا رَأَيْت ذَلِكَ علمت أنّ داءها صار عُضالًا، وأنّ ما رُمتُهُ من الهُدى صار ضلالا، فسألت عَنْ عالم بهذه الأمور خبير، وطبيب بدواء هذه العلّة بصير، فدُللت عَلَى أوحد دهره، وأفضل علماء عصره، أحسنهم هدْيًا وسَمْتًا، وأوردَهم نُطقًا وصمتا، وأوسعهم فِي جميع العلوم عِلمًا، وأتقنهم فِي جميع المعاني فَهْمًا، وهو شيخنا العلّامة، سيّد القرّاء، وحُجّة الأدباء، وعُمدة الفُقهاء، عَلَم الدّين، أَبُو الْحَسَن السَّخاويّ، فكتبت إلَيْهِ بهذه الأبيات أشكو إلَيْهِ فيها بثّي وحُزني، وما استولت عَلَيْهِ هذه النفسُ العدوّة منّي، وأسأله كيف خلاص أسيرها من وثاقه، وكيف السّبيل إلى هربه من جورها وإباقه وهي:
أيا عالما فِي النّاس ليسَ لَهُ مِثْلُ ... وحَبرًا عَلَى الأحبار أضحى لَهُ الفضلُ
أيا عَلَم الدّين [1] الّذي ظلّ عِلْمه ... بُحُورًا عذابا منه يغترف الكُلُ
لقد حزْتَ من بين الأنام فضائلا ... فمنها التُّقى والعِلْم والخُلُق السَّهلُ
فأنشأ ربّي فِي حياتك إنّها ... حياةٌ لها نفْعٌ من الخير ما تخلو
وبعدُ فإنّي سيّدي لك ذاكرٌ [2] ... أمورا قد أعيتني وعندي لها ثقل
__________
[1] في ذيل المرآة: «أيا عالم الدين» .
[2] في ذيل المرآة: «وبعد فإنّي ذاكر لك سيدي» .

(51/232)


ولا بدُ من شكوى إلى ذي بصيرةٍ ... يُريك سبيلَ الرُّشْد إنْ حادت السُّبُلُ
واصْغ إلى قولي أبثُّ صَبَابتي ... إليك وأحزاني فقد مضّني الثّكلُ
أخي ما لقلبي قد قسا فكأنّما ... عَلَيْهِ لذي [1] وعْظٍ وتذكرة قفلُ
فلا هُوَ للقرآن يخشع إنْ تلا ... ولا لأحاديث أتتنا بها الرُّسُلُ
ولا يرعوي يوما إلى وعظِ واعظِ ... ولا عَذَلِ ينهى وإنْ كثُر العذلُ
يُسوف بالطّاعات مهما أردتها ... ويُسرع فِي العصيان والغيّ ما يسلُ [2]
جبانٌ عَنِ الخيرات [3] وقتَ حضورها ... وإنْ حضر العصيانُ فالبطلُ الفحلُ
وكلّ عباداتي رياءٌ وسُمعة ... مَشُوب جميع القول فيهنّ والفعلُ
وإنْ رُمتُ صوما كَانَ لَغْوًا جميعُهُ ... وعند صلاتي يعتري السَّهْوُ والخَبَلُ
وكلُّ الَّذِي آتي من العُرف مُنْكَرٌ ... فماذا دهى عقلي أليس لَهُ عُقْلُ
إذا قلتُ يا نفسي إلى اللَّه فارجعي ... تراجعُني فِي القول من عنده الكلُّ
فإنْ شاء يهديني اهتديتُ وإنْ يشا ... يضلّ فمن ربّي الهداية والعدلُ
وإن قلت للجنّات والحُور فاعملي ... تقُلْ لي: وهل مُعطي الجنان هُوَ الفعلُ
بل اللهُ يُعطيني الجنانَ تفضُّلًا ... فمن ربّي الإحسان والْجُود والبذلُ
وقد قهرتني ثمّ أصبحتُ عندها [4] ... أسيرا أخا قيْدٍ وفي عُنقي غُلُّ
فكلّ الَّذِي تبغيه منّي حاصل ... وما ابتغي منها فمِن دونه المطْلُ
فكيف خلاصي يا أخي من وثاقها ... وهل لأسير النّفس من قَيْدها حَلّ
لقد خبْتُ إنْ لم يدْركْني بلُطفْه ... ورحمته ربٌ له اللّطف والفضلُ
وها أَنَا مُسْتهدٍ فكُنْ لي راشدا ... أَبَا حَسَن فالرُشْد أنت لَهُ أهلُ
وجملتها أربعون بيتا خفّفت منها [5] .
قَالَ: فكتب إليّ رحمه الله على كبره وضعفه:
__________
[1] في الأصل: «لدى» .
[2] في ذيل المرآة 4/ 294 «وللغي ما يسلو» .
[3] في ذيل المرآة 4/ 294 «جبان عن الطاعات» .
[4] في ذيل المرآة 4/ 294 «عبدها» .
[5] هي في ذيل المرآة 4/ 293- 295.

(51/233)


إلى اللَّه أشكو ما شكوتْ من الّتي ... لها عَنْ هدى عدلٌ وليس لها عدلُ
تجور عَنِ التّحقيق جور أخي عمرٌ ... وقد وضحت منه لسالكها السُبُلُ
وكيف أرجى أنْ تتوب وللهوى ... عليها يد سلطانه ما لها عزلُ
وقد سُترت عَنْهَا العُيُوب فما لها ... بما هِيّ فِيهِ خبرة [لا] [1] ولا عقلُ
تحيل عَلَى المكروه [2] فِي ترك طاعة ... فما بالها فِي الرّزْق لَيْسَ لها مهلُ
وتكذب إنْ قَالَتْ: أتغضب تارة ... وتحرص أحيانا ومن شأنها البُخلُ
بذلتُ لها نُصْحي وحاولتُ رشْدَها ... وبالغْتُ فِي عذلي فما نفع العذلُ
وناولتها حبل التّقى فتقاعست ... إلى أن تفانى [3] العمر وانقطع الحبلُ
وأوشك [4] ربّ الدّار يطلب نقلها [5] ... وليس لها زاد فقد أعجل النّقل
فيا ويحها إن لم تسامح بعفوه ... ويا ويلها إن لم تجد من له البذل
أبتغي أبا بكر هدى عند مثلها ... وأنت الّذي أضحى وليس له مثل
ومثلك يرجى أن يعمر برهة ... فدونك فاغْنَمْها فأنت لها أهلُ
ولست كمثلي ذا ثمانين حَجّةٍ ... بها فاتت الأيامُ وانقطع الوصلُ
ولم يبق للتأخير وجهُ وهكذا ... مَتَى انتهت الآجالُ لم يسع المطلُ [6]
فِي أبيات آُخَر، وجُملتها ثلاثون بيتا، قَالَ لنا الشّيْخ جمال الدّين أَبُو بَكْر: أنشدنيها ناظمُها فِي الخامس والعشرين من رمضان سنة أربعين.
تُوُفّي فِي رابع وعشرين [7] رجب.
__________
[1] إضافة من ذيل المرآة 4/ 295.
[2] في ذيل المرآة: «على المقدور» .
[3] في ذيل المرآة 4/ 296 «إلى أن نفانا» .
[4] في ذيل المرآة: «وأرسل» .
[5] في ذيل المرآة: «ثقلها» .
[6] في ذيل المرآة 4/ 297 «لم يسع الأجل» . والأبيات من قصيدة طويلة في ذيل المرآة 4/ 295- 297.
[7] في ذيل المرآة 4/ 292 «يوم الاثنين ثامن عشر رجب» .

(51/234)


339- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يُمْن [1] .
الصَّدْرُ، جمال الدّين العُرْضيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
كَانَ رئيسا محتشما، وافر الحُرمة، كثير الأموال والعَقار، ذا ثروةٍ وتَوَاضُع وبرّ. وقد تمزّقت نعمتُه وذهب منها دفائن تحت الأرض. وصودر ولدُه شمس الدّين.
تُوُفّي فِي سلْخ جمادى الآخرة [2] .
340- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسفنديار.
أَبُو الفضل الكازرونيّ، البزّاز، المعروف بابن العجميّ.
بغداديّ ثقة.
روى عن: ابن اللتي.
ومات في رجب [3] .
341- مُحَمَّد بْن شِبْل [4] .
جمال الدّين النشائيّ.
شيخ من أبناء التّسعين.
روى عَنِ ابن المقيّر.
مات في شعبان [5] .
__________
[1] انظر عن (ابن يمن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 291، 292، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب، وعيون التواريخ 21/ 386.
[2] وقال البرزالي: «ورأيت اسمه في إجازة من إجازات بني القواس فيها عمر بن كرم الدينَوَريّ، وابن القطيعي، وابن الزبيدي، وأخوه، والسهروردي، وابن روزبه. ولم يحدّث» .
[3] هذه الترجمة وردت بالمصرية أولا، ثم تكررت بلفظ: «محمد بن أحمد بن محمد إسفنديار الكازروني مجد الدين بن خرنك، سمع الأربعين الطائية والدارميّ من ابن اللتي، ومات في رجب ببغداد» .
[4] انظر عن (محمد بن شبل) في: المقفى الكبير 5/ 717 رقم 2341 وفيه: «محمد بن شبل بن بدر بن عاصم، أبو عبد الله التركماني، النشائي» .
[5] قال المقريزي: ولد بالقاهرة سنة ست وتسعين وخمسمائة، ومات بها يوم الجمعة سابع عشرين شعبان.

(51/235)


342- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن سلامة بْن نصر.
أَبُو عَبْد اللَّه المقدسيّ، ابن السّرّاج.
روى عن: جعفر الهمدانيّ.
كتب عَنْهُ عَلَمُ الدّين وقال: مات فِي جُمَادَى الآخرة [2] .
343- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المبارك بْن مُسلَّم بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الجود.
شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الفارسيّ، البغداديّ، المشهور بابن مسلّم.
سَمِعَ: أَبَا عَلِيّ بْن الجواليقيّ، وابن بهروز، وجماعة.
ومن سماعه «مغازي مُوسَى بْن عُقْبة» ، عَلَى ابن الجواليقيّ، أنْبَأَ ابن المقرّب.
وكان من كبار العدول. ولد سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
ومات رحمه اللَّه فِي شهر رمضان.
344- مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [3] بْن مُحَمَّد.
الشّهاب، ابن الخَيْميّ، الأَنْصَارِيّ، اليَمَنيّ الأصل، المصريّ، الصّوفيّ، الشّاعر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب.
[2] ومولده سنة 622 هـ. وهو جدّ برهان الدين ابن قاضي الحصن الحنفي لأمّه.
[3] انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 300- 306، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والعبر 5/ 354، 355، والمختار من تاريخ ابن الجزري 319، 320، والوافي بالوفيات 4/ 50 رقم 1508، وفوات الوفيات 3/ 413- 424 رقم 475، وعيون التواريخ 21/ 375- 386، والبداية والنهاية 13/ 308، 309، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 79، وتذكرة النبيه 1/ 106، وتاريخ ابن الفرات 8/ 42- 46، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، والنجوم الزاهرة 7/ 369، 370، وحسن المحاضرة 1/ 569 رقم 68، وشذرات الذهب 5/ 393، ونهاية الأرب 31/ 135- 143، وذيل التقييد 1/ 167، 168 رقم 294، والدليل الشافي 2/ 649، رقم 2233، والمقفى الكبير 6/ 143، 144 رقم 2602، ونفح الطيب 2/ 619، ومسالك الأبصار 18/ ورقة 195، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وعقد الجمان (2) 356، 357، وبدائع الزهور ج 1 ث 1/ 355، 356 وفيه: «شهاب الدين أحمد بن الخيمي» .

(51/236)


حدّث ب «جامع» أَبِي عيسى التَّرْمذي، عَنْ عَلِيّ بْن البنّاء المكيّ.
سَأَلت عَنْهُ أَبَا الحجّاج المِزّي فقال: هُوَ أَبُو عَبْد اللَّه الشّاعر، شيخ جليل، فاضل، حَسَن النّظم. سَمِعَ من ابن البنّاء وغير واحد.
وأجاز لَهُ عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنة، وغيره. وعَلَتْ سِنُّه، وحدّث بكثير من مَرْويّاته. لقِيتُه وسمعت منه بالقاهرة.
قلت: وروى عَنْهُ الدَّمياطيّ فِي «مُعجمة» .
وسمع منه: قُطْبَ الدّين ابن منير، وفخر الدّين بْن الظاهريّ، وخلْق من المصريّين.
وكان هُوَ المقدَّم عَلَى شعراء عصره، مَعَ المشاركة فِي كثير من العلوم.
وكان يعاني بالخدم الدّيوانية، وباشر وقف مدرسة الشّافعيّ، ومَشْهد الْحُسَيْن.
وفيه أمانة ومعرفة. وكان معروفا بالأجوبة المُسْكِتة، ولم يُعرف منه غضب.
وطال عُمُره، وعاش اثنتين وثمانين سنة أو أكثر [1] .
وتُوُفّي بالقاهرة فِي التّاسع والعشرين من رجب.
وروى أيضا عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عتيق بْن باقا [2] ، وأبي عَبْد اللَّه بْن عبدون البنّاء [3] ومن شعره:
قسما بكم يا جيرة البطْحاءِ ... ما حال عمّا تعهدون وفائي
حُبّي لكم حُبّي وشوقي نحوكم ... شوقي وأدْوائي بكم أدوائي
ما خانكم كَلَفي ولا نسيتكُم ... روحي ولم تتعدكم [4] أهوائي
وجْدي بكم مجدي وذُلّي عزّتي ... والافتقارُ إليكم استغنائي
يا أهل ودّي يا مكان شِكايتي ... يا عزّ ذلّي يا ملاذ [5] رجائي
__________
[1] ولد سنة 604 هـ.
[2] في النسخة المصرية: «عن: عتيق بن باقا» .
[3] في النسخة المصرية: «وأبي عبد الله بن عبدون السلفي» .
[4] في ذيل المرآة 4/ 301 «ولم يعهدكم» .
[5] في ذيل المرآة 4/ 301 «يا ملاء» .

(51/237)


كيف الطّريق إلى الوصال فإنّني ... من ظُلْمة التّفريق فِي عمياء
روحي تذود عَلَى الورود ظما [1] ... وقد جاءتكم [2] تمشي عَلَى استحياءِ [3]
فِي أبيات.
وله القصيدة البديعة الّتي سارت، وهي:
يا مطلبا لَيْسَ لِي فِي غيره أربُ ... إليك آل التّقصّي [4] وانتهى الطلبُ
وما طمحت لمرأى أو لمستمع ... إلّا لمعنى إلى علْياكَ ينتسبُ
وما أراني أهلا أنْ تُوَاصلني ... حسبي عُلُوا بأنّي فيك مكتئبُ
لكنْ ينازع شوقي تارة أدبي [5] ... فأطلب الوصل لما يضعف الأدب [6]
ولست أبرح فِي الحالين ذا قلق ... بادٍ وشوق لَهُ في أضلعي لهب
وناظر كلّما كفكفت أدمعه [7] ... صونا لحبّك يعصيني وينسكبُ [8]
ويدّعي فِي الهوى دمعي مقاسمتي ... وجْدي وحُزني فيجري [9] وهو مختضبُ
كالطَّرْف يزعمُ توحيدَ الحبيب ولا ... يزال فِي ليله للنّجم يرتقبُ
يا صاحبي قد عدمتُ المسعدين فساعدني ... [10] عَلَى وَصَبي لا مسَّكَ الوصَبُ
باللَّه إن جزت [11] كُثبانًا بذي سَلَمٍ ... قف بي عليها وقُلْ لي هذه الكُثُب
ليقضي الخد من [12] أجراعها وطرا ... من تُربها وأؤدّي بعضَ ما يجبُ
__________
[1] في ذيل المرآة: «روحي تدور على الورد نظما» .
[2] في ذيل المرآة: «وقد حباتكم» .
[3] الأبيات وغيرها في ذيل المرآة 4/ 301، 302.
[4] في ذيل المرآة 4/ 302 «آل التقضي» . والمثبت يتفق مع النجوم الزاهرة 7/ 370، ونهاية الأرب 31/ 136.
[5] في ذيل المرآة 4/ 302: «لكن تنازع شوقي ناره أربي» .
[6] في ذيل المرآة 4/ 302: «الأرب» .
[7] في ذيل المرآة 4/ 302: «كلما انكفت بأدمعه» .
[8] في ذيل المرآة 4/ 302: «وينكسب» .
[9] في ذيل المرآة: «ويجري» ، وفي تاريخ ابن الفرات 8/ 42 «ونجوي وهو متخضب» .
[10] في ذيل المرآة: «فساعدي» .
[11] في ذيل المرآة: «تاللَّه إن جئت» ، وفي تاريخ ابن الفرات: «إن جيت» .
[12] في ذيل المرآة: «ليقضي الحرفي» .

(51/238)


ومِلْ إلى البان من شرقيّ كاظمةٍ ... فلي إلى البان من شرقيّها [1] طربُ
وخُذْ يمينا لمغنى تهتدي بشذا ... نسيمه الرطْب إنْ ضلتْ بك النُّجُبُ
حيث الهضابُ وبطْحاها يروَّضها ... دمعُ المُحِبّين لا الأنواء [2] والسُّحُبُ
أكرِمْ بِهِ منزلا تحميه هيبته ... عنّي وأنواره لا السُّمرُ والقُضُبُ
دعني أعلّلُ نفْسًا عَزَّ مطْلبُها ... فِيهِ وقلبا لغدرٍ لَيْسَ ينقلب [3]
ففيه عاهدت قدما حبّ من حَسُنَتْ ... بِهِ الملاحة واعتزْت بِهِ الرُتَبُ
دان وادنى وعزّ الحُسْن يحجبُه ... عنّي وذلّي والإجلالُ والرَّهَبُ
أحيا إذا متُّ من شوقي لرؤيته ... لأنّني بهواه فِيهِ منتسبُ
ولست أعجب من جسمي [4] وصحّته ... من صحّتي إنّما سَقَمي هُوَ العجبُ
يا لَهف نفسي لو يْجدي تلهّفها ... غوثا ووا حربى [5] لو ينفع الحربُ
يمضي الزّمانُ وأشواقي مضاعفة ... يا للرجال ولا وصْلٌ ولا سببُ
هبّتْ لنا نسماتٌ من ديارهم ... لم تُبْقِ فِي الركْب من لا هزّه الطَّربُ
كدنا نطير [6] سرورا من تذكُرهم ... حتّى لقد رقصت من تحتنا النُّجُبُ
يا بارقا بأعالي الرُقْمتَيْن بدا [7] ... لقد حكيت [8] ولكنْ فاتَكَ الشَّنَبُ
أما خفوق فؤادي فهو عَنْ سبب ... فعَن خفوقك قل لي [9] ما هُوَ السببُ
ويا نسيما سرى من جوّ كاظمةٍ ... باللَّه قل لي كيف البانُ والعذب [10]
وكيف جيرة ذاك الحيّ هَلْ حفظوا ... عهدا أراعيه إنْ شطّوا وإنْ قربوا
__________
[1] في ذيل المرآة: «من شرقها» .
[2] في ذيل المرآة: «الأنداء» : ومثله في تاريخ ابن الفرات.
[3] في تاريخ ابن الفرات 8/ 43 «يتقلب» .
[4] في تاريخ ابن الفرات: «من حبي» .
[5] في ذيل المرآة 40/ 303 «وأجزنا» ، وفي تاريخ ابن الفرات: «عونا ووا حربا» .
[6] في ذيل المرآة 4/ 303 «كدنا نظهر» .
[7] في ذيل المرآة 4/ 303: «بأعلى الرقمتين إذا» .
[8] في ذيل المرآة 4/ 303: «لقد حلبت» .
[9] في ذيل المرآة 4/ 303 «وعن جفونك لي» .
[10] في ذيل المرآة 4/ 303: «والغرب» .

(51/239)


أم ضيّعوا ومرادي منك ذِكرهمُ ... هُمُ الأحبّة إنْ أعطوا وإنْ سلبوا [1]
فاتّفق أنّ نجم الدّين بْن إسرائيل الحريريّ الشّاعر حجّ، فلقي ورقة ملقاة، ففتحها فإذا فيها هذه القصيدة فادّعاها.
قَالَ الشّيْخ قُطْبُ الدّين [2] : فحكى لي صاحبنا الموفّق عَبْد اللَّه بْن عُمَر أنّ ابن إسرائيل وابن الخَيْميّ اجتمعا بعد ذَلِكَ بحضرة جماعة من الأدباء، وجرى الحديث فِي الأبيات المذكورة، فأصرّ ابن إسرائيل عَلَى أنّه ناظمها، فتحاكما إلى الشّيْخ شَرَف الدّين عُمَر بْن الفارض فقال: ينبغي لكلّ واحد منكما أنْ ينظم أبياتا عَلَى هذا الرَّويّ والوزْن استدلُّ بها، فنظم ابن الخَيْميّ:
للَّه قوم بجرعاء الحِمَى غُيُّبُ ... جنوا عليّ ولما أنْ جنوا [3] عتبوا
يا قوم هُمْ أخذوا قلبي فلم سخطوا ... وأنّهم غصبوا عيشي فلم غضبوا
هُمُ العُريبُ بنَجْدٍ مُذ عرفتهم [4] ... لم يبق لي معهم مالٌ ولا نشبُ [5]
شاكون للحرب لكن من قُدودهم ... وفاترات اللّحاظ السُّمْر والقضبُ
فما ألَمُّوا بحيَّ أو ألمّ بهم ... إلّا أغاروا عَلَى الأبيات وانتهبوا [6]
عهدت فِي دمن البطْحاء عهد هوى ... إليهم وتمادت بيننا الحقبُ [7]
فما أضاعوا قديمَ العهد بل حفظوا ... لكنْ لغيري ذاك العهد قد نسبوا
من منصفي من لطيف فيهم عنج ... لَدْن القوام لإسرائيل ينتسبُ
مبدل القول ظلما لا يفي بمواعيد ... الوصال ومنه الذّنب والغصب [8]
__________
[1] الأبيات وغيرها في: ذيل المرآة 4/ 302، 303، وتاريخ ابن الفرات 8/ 42، 43، ونهاية الأرب 31/ 136- 138، وفوات الوفيات 2/ 231.
[2] في ذيل المرآة 4/ 303.
[3] في ذيل المرآة 4/ 304 «حنوا علي ولما أن حنوا» .
[4] في ذيل المرآة 4/ 304: «هم الكريب بنجد منذ أعرفهم» .
[5] في ذيل المرآة 4/ 304: «ولا نسب» .
[6] هذا البيت ليس في ذيل المرآة.
[7] في ذيل المرآة: «بيننا حقب» .
[8] في ذيل المرآة: «الغضب» ومثله في تاريخ ابن الفرات.

(51/240)


فِي لثْغة الراء منه صِدْق نسبته ... والمَنُّ منه يزور [1] الوعد والكذبُ
موحدٌ فيرى كلَّ الوجود لَهُ ... مُلكًا ويبطل ما تقضي [2] بِهِ النسَبُ
فعن عجائبه حدّث ولا حَرَج ... ما ينقضي [3] فِي المليح المطْلق العجبُ
بدرٌ ولكن هلالا لاح إذ هُوَ ... بالورديّ من شَفَق الخَدَّين منتقِبُ
فِي كأس مَبْسَمه من خمر ريقته ... خمرٌ ودُرُّ ثناياه بها حَبَبُ
بلفظه أبدا سكران يُسمعنا ... من مُعرب اللَّحْن ما ينسى له [4] الأدب
تجني لواحظه فينا ومنطقه ... جنايةُ يُجتنى من مرّها الضَرب [5]
قد أظهر السّحر فِي أجفانه سقما [6] ... البُرْءُ منه إذا ما شاء والعطبُ
حُلْو الأحاديث والألفاظ ساحرها ... تُلقي إذا نطق الألواح والكُتبُ
فداؤه [7] ما جرى فِي الدّمع من مهج ... وما جرى في سبيل الحبّ محتسبُ
وَيْح المتيَّم شام البرْق من أضمٍ ... فاهتزه [8] كاهتزاز البارق الحربُ
وأسكن [9] البرق من وجْدٍ ومن كلفٍ ... فِي قلبه فهو فِي أحشائه لهبُ
فكلّما لاح منه بارقٌ بعثت ... قطْر المدامع من أجفانه سُحبُ
وما أعاد نسيمات الغوير لَهُ [10] ... أخبار ذي الأثل إلّا هزّه الطَّربُ
واها لَهُ أعرض الأحباب عَنْهُ وما ... أجدن [11] رسائله الحُسنى ولا القرب [12]
__________
[1] في تاريخ ابن الفرات: «برور» .
[2] في ذيل المرآة: «ما يقصى» .
[3] في ذيل المرآة: «ما ينتهي» ، ومثله في تاريخ ابن الفرات.
[4] في ذيل المرآة: «ما ينشى لها» .
[5] في ذيل المرآة: «الطرب» .
[6] في ذيل المرآة: «طربا» .
[7] في تاريخ ابن الفرات: «مداده» .
[8] في ذيل المرآة: «فهزه» ، ومثله في تاريخ ابن الفرات.
[9] في ذيل المرآة: «وانسكف» .
[10] في ذيل المرآة: «وما أعادت نسمات الغوار له» .
[11] في ذيل المرآة: «أخذت» .
[12] الأبيات في ذيل المرآة 4/ 304، 305، ونهاية الأرب 31/ 139، 140، وفوات الوفيات 2/ 232، وتاريخ ابن الفرات 8/ 44.

(51/241)


ونظَمَ نجم الدّين ابن إسرائيل هذه الأبيات:
لم يقض من حبّكم بعض الَّذِي يجبُ ... قلبٌ مَتَى ما جرى تذكاركم يجب
ولي وفيُّ [1] لرسم الدّار بعدكم دمع ... مَتَى جاد ضنّت [2] بالحيا السُّحُبُ
أحبابنا والمُنَى تُدْني مزاركمُ ... وبها [3] حال من دون المُنَى الأَربُ
ما رابكم [4] من حياتي بعدَ بعدكم ... وليس لي فِي حياة بعدكم أربُ
أطعتموني فأحزاني [5] مواصلة ... وحلمَ فحلا لي [6] فيكم التّعبُ
يا بارقا ببراق الحُزن لاح لنا ... أأنت أم أسلمت أقمارها النَقْبُ [7]
ويا نسيما سَرَى والعِطْر يَصْحبُهُ ... أجزت حيث يشين [8] الخُردُ العُرُبُ
أقسمت بالقسمات الزّهر [9] يحجبها ... سُمْر العوالي والهنديّة القُضبُ
لَكِدْتَ تُشبه بَرْقًا من ثغورهم ... يا درَّ [10] دمعي لولا الظّلم والشَّنبُ
وجيرة جار فينا حُكم معتدل ... منهم ولم يعتبوا لكنّهم عتبوا
ما حيلتي قرّبوني من محبّتهم ... وحال دونهم التّقريب والخَبَبُ [11]
ثمّ عُرِضت القصيدتان عَلَى ابن الفارض فأنشد مخاطبا لابن إسرائيل عجز بيت ابن الخيميّ:
لقد حكيت ولكن فاتك الشّنب
__________
[1] في ذيل المرآة: «ولي دمي» .
[2] في ذيل المرآة: «صيب» .
[3] في تاريخ ابن الفرات: «وربما» .
[4] في ذيل المرآة: «ما رأيكم» .
[5] في ذيل المرآة: «فاطعتموني فأجراني» ، وفي تاريخ ابن الفرات: «قاطعتموني» ، ومثله في نهاية الأرب.
[6] في ذيل المرآة: «محلا لي» .
[7] هذا البيت ليس في ذيل المرآة.
[8] في ذيل المرآة: «أحرت حين مشين» ، وفي تاريخ ابن الفرات: «أجزت حين مشين» ،
[9] في ذيل المرآة: «أقسمت بالمقسمات الدهر» ، وفي تاريخ ابن الفرات: «بالمقسمات» .
[10] في ذيل المرآة: «بادر» ، وفي تاريخ ابن الفرات: «مادر» .
[11] ذيل مرآة الزمان 4/ 305، 306، تاريخ ابن الفرات 8/ 44، 45، نهاية الأرب 31/ 140- 142، وفوات الوفيات 2/ 232، 233.

(51/242)


وحكم بالقصيدة لابن الخَيْميّ.
واستجود بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل وقال: من ينظم مثل هذا من الحامل لَهُ عَلَى ادّعاء ما لَيْسَ لَهُ؟ فبدر ابن الخَيْميّ وقال: هذه سرقة عادة لا حاجة.
وانفصل المجلس، وسافر ابن إسرائيل لوقته من الدّيار المصريّة.
وقد طلب القاضي شمس الدّين بْن خَلِّكان، وهو نائب الحكم بالقاهرة، الأبيات من ابن الخَيْميّ، فكتبها لَهُ، وذيّل فِي آخرها أبياتا، وسأله الحكم أيضا بينه وبين من ادّعاها. ووصل بها الذَّيْل، وهو:
والهجر إنْ كَانَ يُرْضيهم بلا سبب ... فإنّه من لذيذ الوصْل محتسبُ
وإنْ هُمُ احتجبوا عنّي فإنّ لهم ... فِي القلب مشهود حُسْن لَيْسَ يحتجبُ
قد نزه اللُّطْفُ والإشراقُ بهجَتَه ... عَنْ أنْ تمنِّعها الأستارُ والحُجُبُ
لا ينتهي نظري منهم إلى رُتَبٍ ... فِي الحُسن إلّا ولاحت فوقها رُتَبُ
وكلّما لاح مَعْنى من جمالهم ... لبّاهُ شوقٍ إلى معناه ينتسبُ
أظلُ دهري ولي من حبّهم طربٌ ... ومن أليم اشتياقي نحوهم حَرَبُ
فالقلب يا صاح منّي بين ذاك وذا ... قلبٌ لمعروف شمس الدّين يُنتهب
إنّ الحديث شجون فاستمعْ عَجَبًا ... حديث ذا الخبر حُسنًا كلّه عَجبُ [1]
بحر محيط بعلم الدّين ذو لَجَج ... أمواجه بذكاء الحُسن تنتهبُ
حقيقة الحكم والحكّام سائرهم ... دون الخليفة هذا الفخر والحسبُ
ينأى عُلُوًّا ويُدْنيه تواضعه ... والشُمُس للنَّفْع تَنْأَى ثمَ تقتربُ
زكيّ الأصول لَهُ بيت علا وغنى ... وطاب لا صَخَبٌ فِيهِ ولا نَصَبُ
إلَيْهِ ترتفع الأبصار خاشعة ... مَهيبةً وهو للأحكام منتصبُ
مولاي أوصافك الحُسْنى قد اشتهرت ... فينا تسير بها الأشعار والخطبُ
وما ذكرت غريبا فِي الثّناء على ... علياك لكنّها العادات والدّرب
__________
[1] حتى هنا في تاريخ ابن الفرات 8/ 45، 46، ونهاية الأرب 31/ 142، 143.

(51/243)


وليس لي عادةٌ بالمدْح سالفة ... ما كنت قَطُّ بهذا الفنّ اكتسبُ
حسْبي قبولٌ وإقبالٌ منحتهما ... منك ابتدأهما من خير ما تهبُ
وإنّ شعري لا يسوى السّماع بلى ... بالقصْد أعمالنا تُلْغى وتُحتسب
فإنْ أقصّر فجهدي قد بذلتُ لكم ... وباذلُ الجهد قد أدّى الَّذِي يجبُ
وما تجاسر نقصي بالمديح سُدَى ... ما من عبيدك إلّا مَن لَهُ أدبُ
ولكن تفاصيل أبياتي الّتي سُرقت ... منّي الإذن من مولاي والسّببُ
وكنت أحجمت إجلالا فأقدم بي ... أمرٌ مُطاعٌ وعَفْوٌ منك مُرتَقَبُ
وقد أتيتكُ بالأبيات مُلحقَةً ... بأختها لَيبينَ الصِّدْقُ والكذِبُ
إذا تناسبت الأوصافُ بينهما ... فاحْكُم هُديتَ بما قد تشهد النَّسبُ
ولي شهودٌ من المولى فراستُهْ ... ونور إيمانه والفضلُ والأدبُ
والله إنّي مُحِبٌّ فيك معتقِدٌ ... محبّتي قُربة من دونها القُربُ
وكيف لا وهي تُنشِئ بيننا نَسَبًا ... إنّ المودّة فِي أهل النُّهَى نَسبُ
لا زلتَ فِي نِعمةٍ غرّاءَ سابغةٍ ... تستوجب الفوزَ فِي الأخرى وتعتتبُ
[ومن شعره رحمه اللَّه] [1] وكتب بِهِ إلى والده تقيّ الدّين إلى الصّعيد:
دوامُ الصّبر صيّرني بعيدا ... وبُعْدُ الدّار حسّن لي الصُّدودا
وغيبة من يناسب صيَّرتْني ... بحضرة من ينافيني وحيدا
أظنّ الطَّرفَ لما غبتُ عَنْهُ ... وقد ذكروا تيمُمَكَ الصّعيدا
توهّم أن ذا لفقْد ماءٍ ... فأجرى دمعه بحرا مديدا [2]
وحقّك يا بخيلا بالتّلاقي ... لقد علّمت طَرْفي أن يجودا
وإنّي ميتٌ بالبَيْن حيٌّ ... لأنّي قد قُتِلتُ بِهِ شهيدا
وله رحمه اللَّه من قصيدة:
خُذْ من حديث أنيني المتواتر ... ندب الفؤاد بما تجن ضمائري
__________
[1] ما بين الحاصرتين من نسخة دار الكتب المصرية.
[2] هذا البيت والّذي قبله فقط في المختار من تاريخ ابن الجزري 320.

(51/244)


وافهم فمنهم مُضْمري قد أعربت ... عَنْهُ إشارات السّقام الظاهر
وأعِدْ حديثَكَ يا عَذُول فإنّ فِي ... أثناء عذْلك ما يسُرّ سرائري [1]
وأمرتني بسُلُوَّهِ وبتَرْكه ... حاشاك ما أَنَا طائع يا آمري
رشا نَفْورٌ صائد ألبابنا ... وعقولنا فاعجبْ لصيد النّافر
يدع الدجى صبحا ضياء جبينه ... والصّبح ليلا بالسّناء الباهر
واحَرَّ أحشائي لشهر بارد ... فِي فِيهِ يحميه بلحظٍ فاتر
حجز الكَرَى عنّي ونام مُهَنّأ ... فلهذا أحنّ إلى ليالي حاجر
وأحب سَفْكَ دمي فما عارضتُهُ ... فِي ملْكه وأعَنْتُهُ بِمَحَاجِري
[ومن شعره أيضا:
يرى حُسْنها قلبي فإنْ رام وصْفَهُ ... لساني ولو أنّي لَبيد تبلّدا
جَلَتْ لي غداةَ الْجَزع قدّا مُهفهفًا ... وجيدا غزاليّا وخدّا مورّدا
وطرُفًا بثّ الوجدُ فِي النّاس لحُظَهُ ... فُنُونًا وكلّ منه فِي السُّكْر عربدا
فكم حزْتُ فيها للخلافة بَيْعة ... وكم زرت فيها للملاحة مشهدا
أَبَى الحبُّ أنْ أنسى عهودا قديمة ... عَلَى حِفْظها أعطيت أهل الهوى وعدا] [2]
وكتب إلى ابنه وقد سافر وما ودَّعه:
أفدي الّذي قد سار كاتم سِرّه ... ضنّا عليَّ بوقفةِ التّوديعِ
يا مانعي ضمَّ الوداع أسلَمْ ودعْ ... نارَ الصَّبابةِ كلَّها بضُلُوعي
345- مُحَمَّد بْن عمّار.
الفقيه، شمس الدّين، قاضي التّلّ. وجيه عسّال.
تُوُفّي بالتّلّ فِي رمضان. وهو والد أصحابنا الشّهود، رحمه اللَّه.
346- مُحَمَّد بْن عُمَر [3] بْن عبد الملك.
__________
[1] هذا البيت في بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 356، وفيه بيت آخر لم يذكر هنا.
[2] ما بين الحاصرتين من نسخة دار الكتب المصرية، والأبيات في: المختار من تاريخ ابن الجزري 320.
[3] انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 127 ب، والإشارة إلى وفيات-

(51/245)


الخطيب، جمال الدّين، أَبُو البركات الدَّينَوريّ، الصّوفيّ، الشّافعيّ، خطيب كفْربَطْنا.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وستّمائة بالدَّينَورَ، وقدم مَعَ والده الزّاهد القُدْوة من البلاد، وسكن بسفح قاسيون، واشتغل جمال الدّين فِي صباه بالخُطَب ونسْخ الأجزاء.
وسمع من: النّاصح بْن الحنبليّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن الزّبيديّ، والفخر الإربليّ، والضّياء المقدسيّ، وطائفة.
وكان شجاعا، عالما، فاضلا، مَهيبًا، مليح الشكل، حَسَن الأخلاق، حُلْو المجالسة، محبَّبًا إلى أهل كفْربَطْنا، وله أصحاب ومُحِبْون يعتقدون فِيهِ.
وكان خيِّرًا، حَسَن الدّيانة. أقام فِي خطابة القرية بضعا وعشرين سنة، وتأهّل، وجاءته الأولاد، ونسخ الكثير بخطّه. وكان حَسَن العقيدة، مُقبلًا عَلَى الأثر والسُّنّة.
سَمِعَ منه: الشّيْخ علي المَوْصليّ، وابن الخبّاز، وابن العطّار، والبِرْزاليّ، وابن مُسْلِم، وطائفة.
تُوُفّي فِي رجب. وولي الخطابة بعده ولده عزّ الدّين إِبْرَاهِيم، فبقي المؤذّن ينوب عَنْهُ إلى أن بلغ، ثمّ عُزِل بكمال الدّين بْن خَلَّكان.
347- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد القادر بْن الصّائغ.
عمادُ الدّين، ابن عماد الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المعروف بالسَّبْتيّ.
كَانَ شابّا رئيسا.
توفّي في شعبان.
__________
[ (-) ] الأعيان 375، والعبر 5/ 355، والوافي بالوفيات 4/ 262.
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 128 ب.

(51/246)


348- مُحَمَّد بْن أَبِي الفَرَج [1] مُحَمَّد بْن عَليّ بْن أَبِي الفَرَج بْن أَبِي المعالي.
ابن الدَّبّاب [2] ، الإِمَام العدْل، الواعظ، جمال الدّين، أَبُو الفضل البغداديّ، البابَصْريّ، الحنبليّ. ويُعرف أيضا بابن الرّزّاز، ولكنّه بابن الدّبّاب أشهر. سُمّي جدُّه [3] بذلك لكونه كَانَ يمشي عَلَى تُؤدة وسْكون.
وُلِد جمال الدّين سنة ثلاث وستّمائة فِي صفر. وسمع الكثير. وأجاز لَهُ خلق. وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة، فسمع «المهروانيّات الخمسة» من أَحْمَد بْن صَرْما، وسمع «جزء ابن الطّلّاية» من الشيخين ابن أَبِي الجود وعبد السّلام بْن المبارك الردغوليّ. وسمع السّادس والسّابع من «أمالي ابن ناصر» عَلَى عُمَر بْن أبي السّعادات. وسمع «مداراة النّاس» لابن أَبِي الدُّنيا، عَلَى ثابت بْن مشرّف. وسمع «الغُنْية» على ابن مطيع الباجسرائيّ، وسمع كتاب «التّفكّر والاعتبار» من علي بن محمد بن علي بن السّقّاء، قَالَ: أَنَا المبارك بْن أَحْمَد الكنديّ.
وسمع من الفتح بْن عَبْد السّلام الثاني من «أمالي الوزير» . وسمع من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن المكرَّم «صفة المنافق» ، و «أمالي طراد» .
وسمع من النّفيس الزّعيميّ «الزُهد» لابن فضيل، بسماعه من ابن غبرة. وسمع من ابن صَرمًا أيضا «جزء أَبِي بَكْر الصَّيْدلانيّ» ، والتّاسع من «فضائل الصحابة» للدّارقُطْني، والثّالث من «الحربيّات» ، والأوّل من «صحيح الدّارقُطْني» ، و «جزء ابن شاهين» ، والثّالث من «البرّ والصِّلَة» ، وثلاثة «مجالس الخالديّ» بسماعه للجميع من الأرمويّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الفرج) في: العبر 5/ 355، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 318 رقم 425، والمشتبه في الرجال 1/ 282، وتوضيح المشتبه 4/ 16 وذكره مرتين، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 86، والمنهج 401، والمقصد الأرشد، رقم 1067، والدر المنضد 1/ 430 رقم 1145، وشذرات الذهب 5/ 393.
[2] في ذيل طبقات الحنابلة: «ابن الزيات» ، وكذا في الدر المنضد، وغيره.
[3] انظر: الإكمال لابن ماكولا 3/ 307.

(51/247)


وسمع من أَبِي الفتح عَبْد الملك بْن أبي الفتح الدّلّال «جزء ابن هزارمرد الصَّريفينيّ» سنة ثمان عشرة، أَنَا المبارك بْن علي السّمنديّ، ثنا الصَّريفينيّ.
قَالَ أَبُو العلاء الفَرَضيّ فِي حقّ شيخه ابن الدّباب: ثقة، فاضل، صحيح السّماع. وسمع منه هُوَ وجمال الدّين أَحْمَد بْن القلانسيّ المحدث، وجمال الدّين عبد الرّزّاق بن الفوطيّ، وجماعة.
وقد وعظ فِي شيبته، وأجاز لطائفة من أهل دمشق منهم: علم الدّين البِرْزاليّ.
وتُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة خمسٍ، ودُفن بمقبرة الشُّونيزيّ رحمه اللَّه.
349- مُحَمَّد بْن يَحْيَى [1] بْن أَبِي مَنْصُور بْن أَبِي الفتح.
الرئيس، فخر الدّين بْن الإِمَام جمال الدّين ابن الصّوفيّ، الحرّاني، الحنبليّ.
سَمِعَ حضورا من عُمَر بْن كرم.
وسمع من: ابن روُزبة، وأبي الْحَسَن القَطِيعيّ، وأبي إِسْحَاق الكاشغريّ، وجماعة.
وكان حفظة للحكايات والشعر والأخبار، حُلْو المجالسة. توكّل للأمير عَلَم الدّين سَنْجر أمير جَنْدار. وكان ملازما للافتخار الحرّانيّ، ثمّ لولده ناصر الدّين الوالي. وكان حَسَن البِزّة، ظريف الشكْل.
سَمِعَ منه: المِزيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز لي مرويّاته، ولم يكن بالمكثر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 306، 307، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 أ، ومعجم شيوخ الذهبي 586 رقم 870.

(51/248)


350- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن علي.
المَهْدويّ، المحدّث، موفَّقُ الدّين العثمانيّ، ثمّ الرّياحيّ.
خطيب المَنْشِيّة.
سَمِعَ من: ابن المقيّر، وجماعة.
ومات فِي شوال.
351- مظفَّر بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي الفضل.
أَبُو نصر بْن قُصيبات السُّلَمي، الدّمشقيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
وكان ممّن روى الحديث عَنْ: عُمَر بْن كرم، وابن صباح، والنّاصح بْن الحنبليّ.
وكان عدْلًا كبيرا، ديّنا. سَمِعَ منه الجماعة، وعاش ستّا وسبعين سنة.
لَقَبُه شَرَفُ الدّين.
352- مظفَّر بْن أَبِي بَكْر.
الحموي الحنفيّ [2] ، مدرّس البشيريّة، أبو الميّاس.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
353- منصور بْن عُقبة [3] بْن منصور.
أَبُو المظفَّر الشيبانيّ، قاضي هِيت. [شاعر فصيح] [4] .
حدّث عَنْ: أَبِي طَالِب بْن القُبِّيطي، وغيره.
ومات في جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (مظفر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 ب.
[2] في النسخة المصرية: الجوسقي الحنبلي، ولا يوجد فيه «الحموي الحنفي» .
[3] في النسخة المصرية: عقبة، بدل عتبة.
[4] زيادة من النسخة المصرية.

(51/249)


- حرف الهاء-
354- هديّة بِنْت عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه الأبْهريّ.
أمّ التقيّ.
توفيت فِي جمادى الآخرة عَنْ أربعٍ وسبعين سنة.
- حرف الواو-
355- وجيه الدّين البَهْنَسيّ [1] .
الّذي ولي قضاء الدّيار المصرية، ثم عُزل بابن الخُويي.
كَانَ من كبار الأئمّة فِي الفقه.
موته فِي جمادى الآخرة.
- حرف الياء-
356-[يعقوب بْن عَبْد الحقّ [2] .
أَبُو يوسف المَرِينيّ، سلطان المغرب، وسيّد آل مرين.
كَانَ ملكا شجاعا، مقداما، مَهِيبًا. خرج عَلَى الواثق الملقّب بأبي دبّوس فالتقاه بظاهر مُرّاكِش، فقُتل أَبُو دبّوس، وتملّك هذا فِي أوّل سنة ثمان
__________
[1] في النسخة المصرية: وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسن المهلّبيّ الشافعيّ البهنسيّ، الّذي ولي شطر قضاء الدّيار المصرية ثم عُزل بابن الخُويي. كان من كبار الأئمة في الفقه، معدودا من الأذكياء. توفي في جمادى الأولى.
انظر عنه في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 133، وطبقات الشافعية للإسنويّ 10، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 38، 39 رقم 476، وشذرات الذهب 5/ 396، وطبقات الفقهاء الشافعيون للمطري 98، 99، ونزهة النظار في قضاة الأمصار 206، ورفع الإصر 375.
[2] انظر عن (يعقوب بن عبد الحق) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 156 أ (على الهامش) ، ودول الإسلام 2/ 187، والبداية والنهاية 13/ 309، والسلوك ج 1 ق 3/ 73، وتذكرة النبيه 1/ 104، والأنيس المطرب لابن أبي زرع (طبعة الرباط 1973) ص 373، وروضة النسرين في دولة بني مرين لابن الأحمر (طبعة الرباط 1962) ص 17 وما بعدها، وعقد الجمان (2) 346، 347 (في وفيات سنة 684 هـ.) ، والاستقصاء (وفيات 685 هـ) ، وشرح رقم الحلل 240، 266- 270، 305، 320، ومآثر الإنافة 2/ 102، 110، 196، 122، 132، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233.

(51/250)


وستّين، وزالت دولة الموحّدين. وقد دخل الأندلس وتملّك الجزيرة الخضراء واتّسعت ممالكه، وخافتْه الملوك.
مات فِي المحرّم سنة خمسٍ هذه] [1] .
357- يوسف بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد اللَّه.
الإِمَام، الفاضل، الصّالح، مجدُ الدّين، أَبُو الفضائل بْن المهتار الْمَصْرِيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الكاتب، المجوّد، المحدّث، القارئ بدار الحديث الأشرفيّة.
وُلِد فِي حدود سنة عشر وستّمائة.
وسمع من: ابن صباح، وابن الزُّبَيْديّ، والفخر الإربليّ، وابن اللّتّي، وجعفر الهمدانيّ، وابن المُقيّر، وابن باسوَيْه، ومُكرم بْن أَبِي الصَّقْر، وطائفة.
وقرأ وكتب الأجزاء والطّباق. وشارك فِي العلم، وتوحّد فِي كتابة الخطّ الفائق، وعلّم بِهِ دهرا. وولي فِي الآخر مشيخة الدّار النّوريّة.
وكان إمام مسجد داخل باب الفراديس. وكان ذا دين، وورعٍ تامّ وصلاح. وكُفّ بصرُه قبل موته بقليل.
سَمِعَ منه: ابن العطّار، وابن الخبّاز، وابن أَبِي الفتح، والمِزّيّ، وطائفة سواهم. وأجاز لي مَرْوياته.
تُوُفّي فِي تاسع ذي القعدة وله بضعٌ وسبعون سنة.
__________
[1] هذه الترجمة ليست في النسخة البريطانية، وهي مستدركة من النسخة المصرية.
[2] انظر عن (يوسف بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 307 وفيه شعر له، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والعبر 5/ 356، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2270، ومعجم شيوخ الذهبي 660 رقم 993، والمعجم المختص 301 رقم 382، والبداية والنهاية 13/ 308، وذيل التقييد 2/ 327، 328 رقم 1726، وحسن المحاضرة 1/ 383، وعيون التواريخ 21/ 386، وشذرات الذهب 5/ 394، وعقد الجمان (2) 356، والوافي بالوفيات 29/ 337، 338 رقم 165، ونكت الهميان 306، وتوضيح المشتبه 8/ 299.

(51/251)


358- يوسف بْن يَحْيَى [1] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الوليد بْن القاسم.
الإِمَام، الفقيه، قاضي القضاة، بهاء الدّين، أَبُو الفضل ابن قاضي القضاة محيي الدّين أَبِي الفضل ابن قاضي القضاة محيي الدِّين أَبِي المعالي ابن قاضي القضاة زكيّ الدّين ابن قاضي القضاة منتجب [2] الدّين القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الشافعيّ، الزَّكويّ.
وُلِد فِي ذي الحجّة سنة أربعين وستمائة.
وكان جليلا، نبيلا، جسيما، وسيما، ذكيّا سريّا، كامل الرئاسة، وافر العلم، بارعا في أصول الفقه، بصيرا بالفقه، فصيحا، مُفَوَّهًا، حلّالا للمشكلات، غوّاصا عَلَى المعاني. سريع الحفظ، قويّ المناظرة. قِيلَ إنّه كَانَ يحفظ الورقتين والثّلاثة من نظرةٍ واحدة، ويورد الدّرس فِي غاية الجزالة.
وكان يذكر فِي اليوم عدّة دروس.
وقد سَمِعَ بمصر من: عَبْد الوهّاب بْن رواج، وابن الْجُمَّيْزيّ.
وبدمشق من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وجماعة.
وكان أديبا إخباريا كثير المحفوظ، علّامة. وكان كريم النّفس، كثير المحاسن، مليح الفتاوى. أخذ العلوم العقليّة عَنِ القاضي كمال الدّين عُمَر بْن التَّفْليسيّ.
وأخذ عَنْ أبِيهِ. وكان أفضل من أبِيهِ بكير. وهو ذكيّ من بيت الزّكيّ.
وقد مدحه غيرُ واحدٍ من الشعراء وأخذوا جوائزه.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يحيى) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 307- 312، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والعبر 5/ 356، والإعلام بوفيات الأعلام 286، ودول الإسلام 2/ 187، ونهاية الأرب 31/ 134، ومرآة الجنان 4/ 202، والبداية والنهاية 13/ 308، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 61، 62 رقم 496، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 153، والسلوك ج 1 ق 3/ 733، وتذكرة النبيه 1/ 103، 104، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 74، وعيون التواريخ 21/ 387، وتاريخ ابن الفرات 8/ 47، وعقد الجمان (2) 356، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 933 رقم 13، والنجوم الزاهرة 7/ 370، وشذرات الذهب 5/ 394، والأعلام 9/ 340، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233.
[2] في طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 61 «منتخب الدين» وهو تصحيف.

(51/252)


وسمع منه: عَلَمُ الدّين، وجماعة.
وقد رَأَيْته، وكان من أحسن النّاس شكلا. مرض مدّة، وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي حادث عشر ذي الحجّة، وله خمسٌ وأربعون سنة.
وقد ولي القضاء بعد ابن الصّائغ سنة اثنتين وثمانين وإلى أن مات، وولي بعده ابن الخُويي.
الكنى
359- أَبُو بَكْر بْن حياة [1] بْن أَبِي بَكْر بْن الشّيْخ الكبير حياة بْن حسن.
الحرّانيّ، نزيل رأس عين.
شيخ، صالح، عارف، زاهد، مشهور.
حجّ سنة إحدى وثمانين.
وروى بدمشق عَنْ: عيسى بن خيّاط، والمرجّى بْن شُقَيْر.
تُوُفّي برأس عين فِي ذي القعدة كهلا [2] .
360- أَبُو البركات بْن أَحْمَد بْن أبي البركات.
الحرّاني [3] ، الحنبليّ، عُرف بابن الإسكاف. قيّم ضريح الإِمَام أَحْمَد.
أجاز لَهُ عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وجماعة.
وحدّث.
تُوُفّي فِي جمادى الآخرة.
__________
[1] في نسخة دار الكتب المصرية: «جنادة» ، والتصحيح من النسخة البريطانية، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 130 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 65 رقم 98 وفيه: «ابن جياه» بالجيم، بن قيس البدوي الأصل.
[2] وقال الصقاعي: «كان من أكابر الصلحاء» وأرباب الكرامات. وله أخبار أثيرة حسنة في تلك النواحي وغيرها» .
[3] في المصرية: «الحربي» بدل «الحراني» .

(51/253)


وفيها وُلد:
فخر الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الفخر الحنبليّ، وأيْدمُر بْن عَبْد الرَّحْمَن سبْط الأبْهريّ، وناصر الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يوسف ابن أفتكين، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الكرديّ وفيها مات شيخ الطّبّ ابن القفّ النَّصْرانيّ بدمشق.

(51/254)


سنة ست وثمانين وستمائة
حرف الألف
361- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن حسين بْن إِبْرَاهِيم [1] .
القُرَشيّ، من بني البَهْنَسيّ.
ثامن شعبان.
362- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [2] .
المفتي، الفقيه، عَلَمُ الدّين القِمّنيّ [3] ، الضّرير.
تُوُفّي بالقاهرة فِي جمادى الأولى.
وُلِد سنة عشرين [4] ، وروى عَنْ: ابن الْجُمَّيْزيّ، وغيره [5] .
وأعاد بالظّاهرية بالقاهرة، وكانوا يكتبون عَنْهُ فِي الفتاوى [6] ، رحمه اللَّه.
363-[أَحْمَد بْن عُمَر [7] بْن مُحَمَّد.
__________
[1] يشتبه مع الّذي بعده، ويختلف عنه بتاريخ الوفاة.
[2] هكذا في النسخة البريطانية. أما في نسخة دار الكتب المصرية: «أحمد بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم القرشي الأموي البهنسي، المفتي، الفقيه، علم الدين، القمني الضرير ... » . وفي المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 ب، 135 أ، وفيه: «علم الدين أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن جعفر بن أحمد بن هشام الأموي، القمني، الضرير» ، ومثله في: المقفى الكبير 1/ 345 رقم 405، والمنهل الصافي 1/ 195 رقم 105 وفيه: «أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن هشام بن يوسف» ، والوافي بالوفيات 6/ 217، 218 رقم 2685، ونكت الهميان 91، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 2، وطبقات الفقهاء الشافعيين للمطري 93.
[3] تحرّفت نسبته إلى «القمي» في المقفى الكبير.
[4] في المقفى الكبير: ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة.
[5] زاد البرزالي: «وابن الحباب» .
[6] وقال المقريزي: وكان أعمى، ويكتب على الفتوى.
[7] انظر عن (أحمد بن عمر) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 318، 319، والمقفى الكبير 1/ 548، 549 رقم 538، والوافي بالوفيات 7/ 264 رقم 3229، وطبقات الأولياء لابن الملقّن-

(51/255)


الشّيْخ الزّاهد، الكبير، العارف، أَبُو الْعَبَّاس الأَنْصَارِيّ، المُرْسيّ.
كتبتُ هذا من خطّ المحدّث مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن همام سِبْط الشاذليّ، فبالغ فِي تعظيمه فقال فِيهِ: العلّامة، المحقّق، القُدوة، شيخ الوقت، ووارث شيخه الشاذليّ، قُطْبُ [زمانه] [1] ، الّذي يكلّ ذكر أوصافه أقلام الكتبة، وتعجز عَنْ إحصاء ذَلِكَ أنامل الحَسَبة، الشاذليّ تصوُّفًا، الأشعريّ معتقدا.
تُوُفّي فِي سابع عشر شعبان سنة ستّ وثمانين بالإسكندريّة.
قَالَ: فلولا قوّة اشتهاره وكراماته لذكرتُ لَهُ ترجمةُ جليلة.
قلت: كَانَ شيخنا عماد الدّين الخُزاميّ يعظّم أَبَا الْعَبَّاس، ويذكر أنّ شيخه نجم الدّين الأصبهانيّ صحبه وأخذ عَنْهُ طريق السّير، وكذلك صحبه الشيخ تاج الدّين بْن عطاء اللَّه والله أعلم بحقيقة سرّه. وكان من الشّهود بالثّغر] [2] .
364- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [3] .
الشّيْخ، شَرَفُ الدّين الْجَزَريّ، التّاجر السّفّار، المعروف بابن الصُّهَيْبيّ.
دخل الهند والبلاد النّائية. ذكره صاحبنا شمس الدّين الجزري فِي «تاريخه» فقال: أَنَا شَرَفُ الدّين ابن الصُّهَيْبيّ سنة أربع وثمانين قَالَ: حَدَّثَني النّجيب الشّهرابانيّ سنة ثمانٍ وستّين وستّمائة [4] بجزيرة كيش، ثنا الزاهد [5]
__________
[ (- 418] رقم 118، والنجوم الزاهرة 7/ 371، ونفح الطيب 2/ 393، والطبقات الكبرى (لواقح الأنوار) للشعراني 2/ 12 رقم 310، وجامع كرامات الأولياء 1/ 314، وتاريخ ابن الفرات 8/ 57، والدليل الشافي 1/ 66 رقم 226، والمنهل الصافي 2/ 43، 44 رقم 228، وشذرات الذهب 5/ 273، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 356 وفيه «أحمد بن علي المرسي» .
[1] عن ذيل مرآة الزمان 4/ 318 وفي الأصل بياض.
[2] هذه الترجمة من النسخة المصرية، وهي غير موجودة بالنسخة البريطانية المعتمدة أصلا (نسخة التحف البريطاني) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الواحد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 322، 33، والوافي بالوفيات 8/ 58، 59 رقم 3473.
[4] في البريطانية: وخمسمائة، وهو وهم من الناسخ، والتصويب من النسخة المصرية.
[5] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «بجزيرة قيس بن الزاهد» ، وهذا تحريف واضح.

(51/256)


علي الكفتيّ سنة أربعين، ثنا المعمّر عَبْد الأحد السَّمّرْقَنْديّ قَالَ: اجتمعت برتَن بْن معمَّر بسرنديب فقال لي: كنت صغيرا مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حفر الخندق، فمسح عَلَى رأسي ودعا لي بطول العُمُر، وذكر حديثا.
قلت: إنّما ذكرت هذا للفرجة، وإلّا فهذا النَّمَط أقْل من أن يعدّه الحفّاظ فِي الموضوعات، بل إذا سمعوا من يذاكر بِهِ تعجّبوا وقالوا: وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ 16: 8 [1] . وهذه عجيبة من عجائب بحر الهند.
365- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد السّلام.
السَّفَاقِسيّ، ثمّ الإسكندرانيّ، نجيبُ الدّين، أَبُو عَلِيّ بْن الشّيْخ شَرَف الدّين ابن المَقْدِسيّة.
سَمِعَ الكثير من: خال والده الحافظ أَبِي الْحَسَن المقدسيّ، وابن عماد، وجماعة من أصحاب السِّلَفيّ.
قَالَ عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ: لم أرَ بالثّغر أكثر حديثا منه إلّا أنّه ثقُل سَمْعُه فعسُر السّماع منه.
قلت: روى عَنْهُ: البِرْزاليّ، والمِزّيّ، وسائر الرحّالة.
ولم يدركه الفَرَضيّ، ولا أعلم مَتَى تُوُفّي ولكنّه كَانَ حيّا فِي هذا الوقت.
مولده سنة خمسٍ وستّمائة بالإسكندريّة، وأبوه آخر من روى عَنِ السَّلَفيّ حضورا.
366- أَحْمَد بْن يوسف [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سَعد بْن أَبِي عُصْرُون.
القاضي الأَجَلٌ محيي الدّين.
روى عَنْ: الرشيد بْن مَسْلَمَة.
__________
[1] سورة النحل، الآية 8.
[2] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 137 ب، وتذكرة النبيه 1/ 114.

(51/257)


ومات فِي رمضان بدمشق [1] .
367- إِبْرَاهِيم بْن الإِمَام عز الدين [2] عَبْد العزيز بْن عَبْد السلام [3] .
شمسُ الدّين، أَبُو إِسْحَاق السُّلَميّ، الدّمشقيّ خطيب جامع العُقَيْبة [4] .
كَانَ يتكلّم بكلامٍ مسجوع كسجع الكُهّان، ويزعم أنّه يُلقى إلَيْهِ من الجنّ وتعانى الوعظ فكان فِيهِ مُنْحَطّ الرُتْبة، فتألّم أبوه لذلك، فترك الوعظ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل [5] .
وفي الجملة كَانَ متزهّدا، يلبس ثيابا قصارا، ويبكي فِي الخطبة، وفيه سلامة باطن.
وُلِد سنة احدى عشر وستّمائة أَو بعدها، وحدّث عَنْ: أَبِي مُحَمَّد بْن البنّ، وزين الُأمَنَاء، وابن صباح، وابن اللّتّيّ.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، والمِزّيّ، وجماعة.
وقد رَأَيْته يخطب.
368- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم [6] .
الإِمَام، المفتي، شهابُ الدّين الْمَصْرِيّ، الشّافعيّ، قاضي الجكر بظاهر القاهرة.
تُوُفّي فِي جمادى [7] الأولى، رحمه الله.
__________
[1] وقال البرزالي: وكان يخدم في الجهات الديوانية.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عز الدين) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 316- 318، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 ب، وتاريخ ابن الفرات 8/ 54- 57، وعيون التواريخ 21/ 406.
[3] هذه الترجمة غير موجودة في النسخة المصرية.
[4] في ذيل المرآة 4/ 316 «جامع التوبة» .
[5] في ذيل المرآة 4/ 316 «في ليلة الأحد تاسع عشر» .
[6] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 135 ب، وطبقات الفقهاء الشافعيين للمطري 97.
[7] وقال المطري: كان فقيها إماما فاضلا متقنا حافظا المذهب الشافعيّ. انتفع به جماعة وتفقهوا به. مولده بالمامن (؟) من المنوفية سنة ثلاث عشرة وستمائة.

(51/258)


369- إسرائيل بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن طَالِب.
المِزّيّ.
عاش نيّفا وثمانين سنة. وحدّث عَنْ أَبِي البركات عُمَر بْن البراذعيّ.
ثنا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن العطّار.
وسمع منه: البِرْزاليّ، وغير واحد.
370- إسرائيل بن عبد العزيز [2] بن أحمد ابن خطيب بيت الأبار.
حدّث عَنْ: الفَخْر الإربليّ.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن الخبّاز.
مات فِي أثناء السّنة [3] ، وهو أخو خطيب أرزُونا.
371- أيّوب بْن أَبِي بَكْر [4] بْن خُطْلُبا.
نجمُ الدّين التَّبْنيني، ثمّ الدّمشقيّ.
حدّث عَنْ: ابن اللّتّيّ.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره.
ومات فِي جمادى الآخرة [5] .
- حرف الباء-
372- باجو [6] .
__________
[1] انظر عن (إسرائيل بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 أ.
[2] انظر عن (إسرائيل بن عبد العزيز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 ب.
[3] مولده سنة 617 هـ. بقرية بيت راس.
[4] انظر عن (أيوب بن أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 أ، ب، والقاموس المحيط للفيروزابادي 4/ 205، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 414 رقم 295.
[5] مولده في شعبان سنة 620 هـ. وقال البرزالي: وكان جنديا وله نظر في التربة الشركسية.
و «التبنيني» : نسبة إلى تبنين، حصن بجنوب لبنان في قضاء بنت جبيل.
[6] ترجمة (باجو) ليست في النسخة المصرية. وهي في زبدة الفكرة 9/ ورقة 158 ب، وعقد-

(51/259)


الأمير الكبير، رُكنُ الدّين.
من مشاهير الأمراء.
تُوُفّي بغزّة، وصلّي عَلَيْهِ بدمشق صلاة الغائب بالنّيّة.
مات فِي رمضان.
373- بكْتي [1] .
الأمير سيفُ الدّين الخوارزميّ.
من قدماء الأمراء. وداره هِيّ الّتي يسكنها بلَبان التّتَريّ.
رَأَيْته وكان شيخا مَهيبا، تُركيًّا.
374- باشقرد [2] .
الأمير عَلَمُ الدّين الصّالحيّ.
تُوُفّي بالقاهرة فِي رمضان.
375- البديع السّاعاتيّ.
الَّذِي عمل ساعات القيمريّة بباب المارستان.
376-[بيليك [3] .
__________
[ (-) ] الجمان (2) 357 في وفيات سنة 685 هـ. واسمه: «إباجي» ، وأعيد في عقد الجمان «أباجي الحاجب» ص 368 في وفيات سنة 686 هـ. وقال: توفي يوم الأحد عاشر رمضان من هذه السنة، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233 وفيه: «ركن الدين أباجي الحاجب» في وفيات سنة 685 هـ.
[1] انظر عن (بكتي) في: الدليل الشافي 1/ 196، والمنهل الصافي 3/ 413 رقم 689.
[2] انظر عن (باشقرد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 325 وفيه: «باشقر» ، والوافي بالوفيات 15/ 473 رقم 638، وتاريخ ابن الفرات 8/ 58، وعقد الجمان (2) 368 وهو «سنجر الباشقردي الصالحي» .
[3] ترجمة (بيليك) في نسخة دار الكتب المصرية، وليست في النسخة البريطانية.
انظر عنه في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 160 ب (على الهامش) . والسلوك ج 1 ق 2/ 447 و 666 ولم يذكره في الوفيات، والمقفى الكبير 2/ 582، 583 رقم 1019، والمنهل الصافي 3/ 515 رقم 750، والدليل الشافي 1/ 211، وعقد الجمان (2) 368، وتاريخ-

(51/260)


الأمير الكبير، بدرُ الدّين الأيدمريّ. من كبراء الأمراء المصريّين، وأظنّه من الأمراء الصّالحيّة. رَأَيْته حامل الجتْر عَلَى رأس السّلطان الملك المنصور يوم عبوره.
قيّد موته الملك المؤيَّد [1] ، رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
377- الخضِر بْن الْحَسَن [2] بْن علي.
قاضي القضاة، برهانُ الدّين السّنْجاريّ، الزّرزاريّ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة ستّ عشر وستّمائة.
وُلّي قضاء مصر فِي الدولة الصّلاحيّة فيما قِيلَ، إذ أخوه بدر الدّين قاضي عَلَى القاهرة، وبقي عَلَى ذَلِكَ إلى أيّام الملك الظاهر فعمل الوزير بهاء الدّين عَلَيْهِ حتّى عُزِل وحُبِس وضُرب، فبقي معزولا فقيرا لَيْسَ بيده شيء سوى المدرسة المُعزِّيّة، فلمّا مات الوزير بهاء الدّين سنة سبْعٍ وسبعين سيّر لَهُ الملك السعيد تقليدا بالوزارة، فأحسن إلى آل الصّاحب بهاء الدّين ولم يؤذهم. وبقي فِي الوزارة إلى أن تولّى الأمير عَلَمُ الدّين الشُّجاعيّ شدَّ الدّواوين، فسعى فِي عزله وضربه، وبقي معزولا إلى أن مات نجم الدّين ابن
__________
[ (-) ] ابن الوردي 2/ 234 وفيه: «تتليك» .
[1] قال المقريزي: توفي سنة سبع وثمانين وستمائة. (المقفى الكبير) .
[2] انظر عن (الخضر بن الحسن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 319- 321، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 160 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، ومستدرك العبر 3/ (51/ 538) ، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والبداية والنهاية 13/ 310 وفيه «الخضر بن الحسين» ، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 55، وفيه وفاته سنة 618 وهو غلط، والمقفى الكبير 3/ 756- 758 رقم 1366، ورفع الإصر 1/ 221- 224 وفيه: «الخضر بن الحسين» ، وتاريخ ابن الفرات 8/ 57، والنجوم الزاهرة 7/ 373، والسلوك ج 1 ق 3/ 738، والمنهل الصافي 5/ 222، 223 رقم 992، والدليل الشافي 1/ 288 وفيه: «توفي سنة ستة وثلاثين وستمائة» وهو وهم، والانتصار لابن دقماق 90، 91، وتذكرة النبيه 1/ 109، وشذرات الذهب 5/ 395، وعيون التواريخ 21/ 402، 403، وعقد الجمان (2) 365، والوافي بالوفيات 13/ 335- 337 رقم 415، وحسن المحاضرة 2/ 164- 167، وتاريخ الملك الظاهر 235 والدرّة الزكية 85، وتالي كتاب وفيات الأعيان 69 رقم 105، وذيل تذكرة الحفاظ 79، ونزهة النظار في قضاة الأمصار لابن الملقّن 198.

(51/261)


الأصفونيّ الوزير، فأعيد إلى الوزارة وبقي مدّة، ثمّ سعى فِيهِ الشُّجاعيّ أيضا وآذاه. ولمّا تُوُفّي القاضي بهاء الدّين ابن الزّكيّ بدمشق ذكروه لقضاء الشام، ثمّ زووه عَنْهُ إلى ابن الخُويي. ثمّ ولّوه قضاء القضاة بالقاهرة، فبقي عشرين يوما ومات. فيقال إنّه سُمَّ، وكان لا بأس بسيرته، وفيه مروءة وقضاء لحوائج النّاس.
وقد روى جزءا عَنْ عَبْد اللَّه بْن اللّحط.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، والمصريّون.
قَالَ البِرْزاليّ [1] : وُلّي القضاء نحوا من عشرين يوما، انقطع منها عشرة أيّام، ومات فِي تاسع صفر. وولي بعده ليومه قاضي القضاة عبد الرحمن ابن قاضي القضاة تاج الدّين ابن بِنْت الأعزّ.
وذكره بعض الأئمّة فقال: كَانَ عنده مشاركة فِي شيء من الفقه فقط.
- حرف الزاي-
378- زينب بِنْت الشّيْخ موفَّق الدّين [2] عَبْد اللّطيف بْن يوسف الطّبيب اللُّغَويّ.
روت عَنْ أبيها [3] .
حدّثت بالقاهرة وبها ماتت فِي الثاني والعشرين من شعبان.
أخذ عَنْهَا: البِرْزاليّ، والفخر بْن الظّاهريّ، وابن سيّد النّاس، وجماعة سواهم.
379- زينب بِنْت عَبْد اللَّه [4] بْن عزاز [5] .
روت عن: جعفر الهمدانيّ بمصر.
__________
[1] في المقتفي 1/ ورقة 132 ب.
[2] انظر عن (زينب بنت موفق الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 137 ب.
[3] وقال البرزالي: وما نعلم لها رواية عن غيره.
[4] انظر عن (زينب بنت عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 135 ب، وفيه: «زينب بنت محمد بْن أبي عَبْد الله بْن جبريل بن عزّار الأنصاري» .
[5] في المقتفي: «عزّار» بتشديد الزاي، وراء مهملة.

(51/262)


ماتت فِي جمادى الآخرة [1] .
- حرف السين-
380- ستُّ الدّار [2] بِنْت العلّامة مجد الدّين أَبِي البركات عَبْد السّلام بْن تيميّة.
تُوُفّيت بدمشق.
وحدّثت عَنْ: ابن رُوزبة، وعبد اللّطيف بْن يوسف.
وماتت فِي عَشْر السّبعين.
روى عَنْهَا: ابن أخيها شيخنا أَبُو الْعَبَّاس، وأخوه أَبُو مُحَمَّد، والبِرْزاليّ، وابن مُسْلِم، وجماعة.
تُوُفّيت فِي أوّل ربيع الآخر، رحمها الله تعالى.
381- سُلَيْمَان بْن بُلَيْمان [3] بْن أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد الجبار بْن بليمان [4] .
الأديب، شَرَفُ الدّين، أَبُو الربيع الهمدانيّ، ثمّ الإربليّ، الشاعر المشهور.
__________
[1] وقال البرزالي: «وكان أبوها من أهل الحديث، وكان يسكن الشارع ظاهر القاهرة، ومولدها سنة ست وعشرين وستمائة» .
[2] انظر عن (ست الدار) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 أ، والمنهج الأحمد 401، والمقصد الأرشد، رقم 469، والدر المنضد 1/ 430 رقم 1146.
[3] انظر عن (سليمان بن بليمان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 321- 327، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 80- 82 رقم 121، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، ومستدرك العبر 3، والإعلام بوفيات الأعلام 286، 287، والمختار من تاريخ ابن الجزري 321، وفوات الوفيات 2/ 57- 59 رقم 170، وفيه:
«سليمان بن بنيمان» ، والبداية والنهاية 13/ 310 وفيه: «سليمان بن عثمان» ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 90 وفيه: «سليمان بن بينمان» ، وتذكرة النبيه 1/ 111، والسلوك ج 1 ق 3/ 738، 739، والنجوم الزاهرة 7/ 372، 373، والمنهل الصافي 6/ 24- 26 رقم 1081، والدليل الشافي 1/ 317 رقم 1078، وشذرات الذهب 5/ 395، وعيون التواريخ 21/ 403- 406، وعقد الجمان (2) 366، والوافي بالوفيات 15/ 356- 358 رقم 505.
[4] وفي نسخة دار الكتب المصرية: «سليمان بن بليمان بن أبي الجيش عبد الجبار» . وفي السلوك: «بنيمان» ومثله في المنهل الصافي، والوافي بالوفيات.

(51/263)


شاعر محسن، سائر القَول، لَهُ نوادر وزوائد ومُزاح حُلْو. وكان أَبُوه صائغا، وهو صائغ. وله أجوبة مُسْكِتة.
ذكره ابن المستوفي أَبُو البركات فِي «تاريخه» ، فقال: أنشدني لنفسه:
اشرب فشُربك هذا اليوم تحليلُ ... وانف الهموم فقد وافاك أيلولُ
أما ترى الشمس وسط الكاس طالعةُ ... منيرة ونطاق البدر محلولُ
والأرض قد كسيت بالغيث حلّتها ... وناظر الروض بالأزهار مكحول [1]
ولابن بليمان يهجو الشهاب التّلّعْفَريّ إذ قامر بثيابه حتّى بخفافه، وأنشدها للملك النّاصر:
يا مليكا فاقَ الأنامَ جميعا ... منه جُودٌ كالعارض الوكّاف
والّذي راش بالعطايا جناحي ... وتلافى [2] بعد الإله تلافي
ما رأينا ولا سمِعْنا بشيخ ... قبل هذا مُقامرٍ بالخِفافِ
وبها كم [3] يُدقّ فِي كلّ يومٍ ... فِي قفاه والرأس والأكتاف
أسود الرأس [4] أبيض الشعر فِي لون ... سُحيم وقبحه [5] وخُفافِ
يدّعي نسبة إلى آل [6] شيبان ... وتلك القبائل الأشراف
وهم يُنكرون ما يدعيه ... فهو والقوم دائما فِي خلاف
مثل نجد لو استطاعت لقالت ... لَيْسَ هذا الدعيُّ من أكنافي
فابسط العُذْر فِي هجاء رقيعٍ ... عادل عن طرائق [7] الإنصاف [8]
__________
[1] الوافي بالوفيات 15/ 357.
[2] في الأصل: «وتلافا» .
[3] في ذيل المرآة 4/ 323 «ونهاكم» ، والمثبت يتفق مع فوات الوفيات 1/ 172.
[4] في ذيل المرآة 4/ 424 «أسود الوجه» .
[5] في ذيل المرآة 4/ 424: «في قبحه» .
[6] في النسخة البريطانية: «أن» ، والمثبت عن المصرية.
[7] في ذيل المرآة 4/ 424: «طريقة» .
[8] ورد البيتان: الأول والسادس فقط في تالي كتاب وفيات الأعيان 80، وقال الصقاعي وكان ابن التلّ يعفري مشهور (!) بالقمار. فقال له الملك الناصر: ما هو جندي يقامر-

(51/264)


تُوُفّي الشَّرف بْن بليمان فِي عاشر شهر صفر بدمشق، وله تسعون سنة أو أزيد [1] .
382- سَنْجَر [2] .
الأمير الكبير عَلَمُ الدّين الصّالحيّ، الدُّوَيدار. من أعيان المصريّين.
وهو أستاذ الأمير الكبير كُجُك المنصوريّ.
تُوُفّي بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.
- حرف الشين-
383- شاهَلْتي [3] بِنْت مُحَمَّد بْن عُثْمَان.
أمّ شيخنا عماد الدّين مُحَمَّد بْن البالِسِيّ.
روت عَنْ: كريمة القُرَشيّة.
وماتت فِي جمادى الأولى.
__________
[ (-) ] بخفافه. قال: بخفاف امرأته. وانظر: عيون التواريخ 21/ 405، والوافي بالوفيات 15/ 356، 357.
[1] ومولده سنة 595 بإربل. (الصقاعي 81) وقال الصقاعي: دخلت عليه عائدا في مرضته التي مضى فيها إلى رحمة الله تعالى، وقد عرض لي شغل خاطر فيه أحوال الدنيا أورثني فكر (!) في تلك الساعة. فلحظني وقال لي: جرا (كذا) في فكر مثل هذا، وقد دخلت على القاضي الأشرف بن القاضي الفاضل فتقدّم إليّ بتسطير أبيات أنشدها وقال: تكون على خاطرك. فانفرج ما بي بتلاوتها وهي:
لا تكن واهنا إذا مسّك الخطب ... فتحيي مسرّة للئيم
وإذا ما انقضت لياليك لم تدر ... ببؤس مضين أم بنعيم
فاجعل الصبر جنّة للرزايا ... إنه جنّة لكل كريم
فعظم الرجال من لقي الخط ... ب بقلب على العظيم عظيم
وناولني الدواة وورقة فكتبتها، وزال ذلك الفكر بفضل الله ومنّته.
[2] انظر عن (سنجر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 ب، والدليل الشافي 1/ 324 رقم 1108، والمنهل الصافي 6/ 73 رقم 1111، والوافي بالوفيات 15/ 473 رقم 638، وتاريخ ابن الفرات 8/ 58.
[3] انظر عن (شاهلتى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 ب.

(51/265)


كتب عَنْهَا: البِرْزاليّ، وغيره.
- حرف الصاد-
384- صواب الطُّواشيّ [1] .
المعروف بعطاء اللَّه.
حدّث بالقاهرة عَنْ: سِبْط السِّلَفيّ.
- حرف العين-
385- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [2] بْن الفُقاعيّ.
الشّيْخ صفيُّ الدّين، المقرئ، الحنفيّ، إمام محراب الحنفيّة بالجامع.
كَانَ من أطيب النّاس صوتا بالقرآن.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وستّمائة.
وحدَّث عَنْ: ابن اللّتّي، وغيره.
ومات فِي المحرَّم.
386- عَبْد المحسن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الحميد بْن أَبِي طاهر [3] .
الأسَديّ، الأبهريّ، الصّدر نجم الدّين الحاسب، كاتب الجيوش.
حُوسب وفُوتش [4] فخرج ليتوضّأ فنحر نفسه بالقُرب من مخيّم أروت.
387- عَبْد الرَّحْمَن بْن حسن [5] بْن يَحْيَى.
الوجيه القَيسيّ، السَّبْتيّ، المحدّث، الرّحّال.
أَبُو القاسم، نزيل دمشق. كَانَ أحد من عني بالحديث وكتبه وسماعه،
__________
[1] انظر عن (صواب الطواشي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 137 أ.
[2] في الأصل: «عبد الله بن أبي محمد» والمثبت عن: ذيل مرآة الزمان 4/ 328، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 أوفيه: «عبد الله بن محمود بن أبي محمد» .
[3] في المصرية: عبد الحميد بن أبي طاهر. ولعله الصواب.
[4] في المصرية: ونوقش.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن حسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 ب، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والنجوم الزاهرة 7/ 373.

(51/266)


والإكثار منه. ولم يشتغل بغيره إلّا ما كَانَ من العشرة واللّعب فِي غضون ذَلِكَ.
قدم الإسكندريّة فِي سنة خمسٍ وستّين. فسمع بها من أصحاب ابن بوقا وغيره.
وسمع بالقاهرة من: النّجيب الحَرّانيّ، وابن عَزُون، والطّبقة.
وسمع بدمشق من: ابن عَبْد الدّائم، وأصحاب الخُشُوعيّ، ثم أصحاب ابن طَبَرْزَد والكندي فمَن بعدهم.
وكتب العالي والنّازل، وحصّل الأصول، ونسخ الكثير، ولم يزل يقرأ إلى أن مات. وما حدَّث. ووقف أجزاءه بدار الحديث النّوريّة.
وسمع خلْق كثير بقراءته. وكان لَهُ دِرْبة بالقراءة. ولم يكن فصيحا.
كان فيه مُزاح وانبساط. وله صَوْلةٌ عَلَى الصِّبْيان وحِرْص عَلَى تسميعهم.
تُوُفّي فِي سابع جمادى الأولى كهلا، ودفُن بمقبرة باب الصّغير.
388- عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عَلِيّ بْن سيما.
تقيّ الدّين الحمويّ، إمام الجامع الأسفل بحماة.
شيخ معمَّر، روى عَنْ أَبِي القاسم بْن رواحة.
وعاش تسعين سنة.
389- عَبْد الرحيم بْن دَاوُد [1] بْن فارس.
أَبُو محمَّد المتيجيّ، خطيب المِزّة.
سَمِعَ «الصّحيح» من ابن رُوزبَة.
ومات فِي صفر.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن داود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 ب.

(51/267)


وكان شيخا مباركا، حَسَن الخطابة.
390- عَبْد الصّمد بْن عَبْد الوهّاب [1] بْن زين الأُمناء أَبِي البركات الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عساكر.
الإِمَام الزّاهد، أمينُ الدّين، أَبُو اليُمْن الدّمشقيّ، الشّافعيّ، نزيل الحرم سَمِعَ من جدّه، ومن: الشّيْخ الموفَّق، وأبي مُحَمَّد بْن البُنّ، وأبي القاسم بن صصرى، وأبي عبد الله بن الزبيدي، وابن غسّان، والقاضي أَبِي نصر بْن الرّازيّ، وجماعة.
وأجاز لَهُ: المؤيِّد الطُّوسيّ، وأبو رَوْح الهَرَويّ، وطائفة.
وحدّث بالحرمين أيضا. وكان ثقة، عالما، فاضلا، جيّد المشاركة فِي العلوم، بديع النَّظْم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكلّ من يعرفه يُثْني عَلَيْهِ ويصفه بالدّين والزُّهد.
ومن شعره:
عسى الأيام أن تُدْني الدّيارا ... بمن أهوى فقد شطّوا مزارا
ويصبح شمل أحبابي جميعا ... وآخذ منهم بالقرب ثارا
وتمسي جيرة العلمين أهلي ... ودارهم لنا يا سعد دارا
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن عبد الوهاب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 135 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، ومستدرك العبر 4، (51/ 540) ، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2271، ومعجم شيوخ الذهبي 314 رقم 448، والمعجم المختص 145، 146 رقم 172، ومرآة الجنان 4/ 202، والمختار من تاريخ ابن الجزري 324، 325، وفوات الوفيات 2/ 328- 330 رقم 282، وفيه وفاته سنة 687 هـ. والعقد الثمين 5/ 432- 439 رقم 1813، والدليل الشافي 1/ 413، رقم 1421، وشذرات الذهب 5/ 395، والبداية والنهاية 13/ 311، وذيل التقييد 2/ 122، 123 رقم 1276، والمنهل الصافي 7/ 266- 268 رقم 1427، وعيون التواريخ 21/ 406- 408، وعقد الجمان (2) رقم 1813، 367، والوافي بالوفيات 18/ 447 رقم 473، وتاريخ علماء بغداد للسلامي 96- 98، والأعلام 4/ 133، ومعجم المؤلفين 5/ 236.

(51/268)


وبي الرشا الّذي ما صدّ إلّا ... ليبلو فِي الهوى منّي اصطبارا
كلفت بِهِ من الأعراب ما إن ... أدار لثامه إلّا عذارا [1]
يروع الأسد في فتكات لحظ ... ويحكي ظبية الوادي نفارا [2]
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن العطّار، والشيخ عَلَى الواسطيّ الزّاهد، وعلاء الدّين بْن قرناص، وجماعة.
وكتب إليَّ بمَرْوِيّاته سنة ثلاثٍ وسبعين.
أنشدنا لَهُ ابن قرناص:
يا نزولا بين سلع وقباء ... جئتكم أسعى عَلَى شُقّة بَيْنِ
ونعم والله إنّي زائرٌ ... لمغانيكم على رأسي وعيني
إنّ من أمّ حماكم آملا ... راح بالمأمول مملوء اليدين
فاشفعوا إنّي قد تشفّعت بكم ... بوصالٍ واتّصالٍ دائمين
ومن شعره:
يا جيرتي بين الحُجون إلى الصَّفا ... شوقي إليكم مجملٌ ومفصّلُ
أهوى دياركم ولي بربُوعها ... وجدٌ يثبّطُني وعهدٌ أوَّلُ
ويزيدني فيها العذول صبابة ... فيظلّ يُغريني إذا ما يعذلُ
ويقول لي لو قد تبدّلت الهوى ... فأقول قد عزّ العداة تبدُّلُ
باللَّه قل لي كيف تُحسن سَلْوتي ... عَنْهُمْ وحُسْن تصبُّري هَلْ يجملُ [3]
يا أهل ودّي بالمحصّب دعوة ... من نازحٍ بلقاكم يتعلَّلُ
وُلِد يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأوّل سنة أربع عشرة وستّمائة.
وتُوُفّي فِي جمادى الأولى فِي وسطه، وقيل في مستهلّه [4] .
__________
[1] في المختار من تاريخ ابن الجزري 324 «إلا اصطبارا» .
[2] المختار من تاريخ ابن الجزري 324، 325 وفيه أبيات أخرى.
[3] حتى هنا في المنهل الصافي 7/ 267.
[4] وقال البرزالي: «وقيل إن موته في مستهل الشهر المذكور، فكان جاور بمكة أكثر عمره، -

(51/269)


وكان شيخ الحجاز فِي وقته، وله تواليف فِي الحديث تدلّ عَلَى حفظه ومعرفة بالأسانيد وعناية بعلم الآثار.
391- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد [1] بْن مُحَمَّد بْن المؤيَّد بْن علي.
أَبُو محمد الهمدانيّ، ثمّ الْمَصْرِيّ، ابن عمّ شيخنا الأَبَرْقُوهيّ.
حدّث عَنْ: عَبْد العزيز بْن باقا، والقاضي زين الدّين عَلِيّ بْن يوسف الدّمشقيّ، وغيرهما.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وقُطْبُ الدّين، وجماعة.
وتُوُفّي فِي شوّال [2] .
392- عَبْد العزيز بْن عَبْد المنعم [3] بْن عَلِيّ بْن الصَّيْقَل.
عزّ الدّين، أَبُو العِزّ الحرّانيّ، مسند الدّيار المصريّة بعد أخيه.
روى عَنْ: يوسف بْن كامل، وضياء بْن الخريف، وأبي الفرج محمد بن هبة الله الوكيل، وأبي حامد بن جوالق، وسعد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عطّاف، وأبي علي يحيى بن الربيع الفقيه، وعُمَر بن طَبرزَد، وأحمد بن الحَسَن العاقُوليّ، وسليمان الموصليّ، وعبد العزيز بن الأخضر، وعزيزة بنت الطّرّاح، وعبد القادر الرّهاويّ، وجماعة.
__________
[ (-) ] وورد المدينة زائرا فأقام بها مدّة يسيرة ومات. وكان شيخا فاضلا في الحديث والأدب، وله نظم جيد، رقيق، وعند صلاح وعبادة. واشتهر بمكة وقصده الناس بالزيارة والسماع منه» .
[1] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 138.
[2] ومولده سنة 707 هـ.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عبد المنعم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 328، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 ب، 137 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 113 رقم 117، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2272، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والمستدرك على العبر 51/ 54، والبداية والنهاية 13/ 310، والوافي بالوفيات 15/ 356 رقم 505، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 89، وتذكرة النبيه 1/ 113، وذيل التقييد 2/ 128، 129 رقم 1288، وتاريخ ابن الفرات 8/ 58، 59، والسلوك ج 1 ق 3/ 738، والنجوم الزاهرة 7/ 373، وعقد الجمان (2) 366، والدليل الشافي 1/ 415 رقم 1429، والمنهل الصافي 7/ 281، 282 رقم 1435، وعيون التواريخ 21/ 406، وشذرات الذهب 5/ 196.

(51/270)


وبالإجازة عَنِ ابن كُلَيْب.
وتفرّد فِي وقته، ورُحل إلَيْهِ. وكان من التّجّار المعروفين كأخيه، ثمّ افتقر [1] .
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والدّمياطيّ، وأبو عَبْد اللَّه الزّرّاد، وأبو مُحَمَّد الحارثيّ، وأبو الحَجّاج المِزّيّ، وأبو مُحَمَّد عَبْد الكريم، وأبو حَيّان النَّحْويّ، وأبو عُمرو بْن الظاهريّ، وأبو الفتح بْن سيّد النّاس، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وخلْق من الشباب والفُضَلاء.
وخرّج لَهُ شيخنا ابن الظاهريّ «مشيخة» . وأجاز لَهُ أيضا: أَبُو طاهر المبارك ابن المعطوش، والإمام جمال الدّين ابن الجوزيّ، وعفيفة الفارقانيّة.
وكان هُوَ وأخوه النّجيب تاجرين للخليفة. وكان أبو هما فقيها، عارفا بمذهب الإِمَام أَحْمَد، واعظا مشهورا، تُوُفّي سنة إحدى وستّمائة.
وكان العزّ الحرّانيّ شيخا مطبوعا، حَسَن المحاضرة، إلّا أنّهُ كَانَ كثير الحسد. تُوُفّي فِي رابع عشر رجب بمصر. ودُفن بالقرافة الصُّغرى، وهو أكبر شيخ لقيه المِزيّ، والبِرْزاليّ، وابن نُباتة فِي رحلتهم. وكثير من أسمعته من المذكورين فِي السنة الخامسة.
قَالَ الدّمياطيّ: وُلِد بَحرّان سنة أربع وتسعين وخمسمائة [2] ، وقد حدّث فِي سنة تسع وثلاثين مَعَ أخيه بالمطر لابن دُرَيد. وسمع منهم: النّجيب بْن شقشقة، وابن الجوهريّ، والضِّياء البالِسيّ، والكبار.
393- عَبْد الغنيّ بْن مُحَمَّد [3] بْن أَبِي الْحَسَن.
أَبُو مُحَمَّد الصَّعْبيّ، الْمَصْرِيّ.
حدّث عَنْ: ابن باقا، والعلم بن الصّابونيّ.
__________
[1] وزاد البرزالي: «واحتاج إلى الناس» .
[2] وقال البرزالي: في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (عبد الغني بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 أ.

(51/271)


روى عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن سيّد النّاس، وجماعة.
تُوُفّي فِي جمادى الآخرة [1] .
394- عَبْد القُدّوس بْن إِبْرَاهِيم بْن يَحْيَى.
الشَّقْراوي، الحنبليّ.
تُوُفّي بقاسيون فِي جمادى الأولى، وهو أخو شيخنا نجم الدّين.
سمع من: كريمة، والضّياء، وحدّث.
395- عَبْد المحسن بْن سُلَيْمَان [2] بْن عَبْد الكريم.
وجيه الدّين المخزوميّ، المعروف بابن المسلم الْمَصْرِيّ.
حدّث عَنْ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَبّاب.
ومات فِي ذي القعدة.
396- عُثْمَان [3] بْن عَلِيّ بْن عُثْمَان [4] .
فخر الدّين الكاشي [5] .
تُوُفّي بالقاهرة.
سَمِعَ: ابن اللّتّيّ، وغيره.
ومات فِي جمادى الآخرة. وكان أبُوهُ قاضيا بالكَرَك.
397- عَلِيّ بْن زكريّا [6] .
المقرئ، العالم، جمال الدّين أَبُو الْحَسَن المَنْبجيِّ، الحنفيّ، الفقيه.
روى عَنْ: يوسف بن خليل.
__________
[1] وقال البرزالي: وكان رجلا صالحا، ومولده يوم الخميس ثاني عشر صفر سنة تسع عشرة وستمائة بمصر.
[2] انظر عن (عبد المحسن بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 أ.
[3] هذه الترجمة ساقطة من النسخة المصرية، وهي في النسخة البريطانية.
[4] انظر عن (عثمان بن علي بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 أ.
[5] الكاشي: نسبة إلى كاشان قاشان، كما في المقتفي.
[6] انظر عن (علي بن زكريا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 138 أ، والجواهر المضيّة 2/ 570 رقم 972 وفيه: «علي بن زكري بن مسعود» ، و «الطبقات السنية» رقم 1488.

(51/272)


كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره.
وهو أخو الشّيْخ يحيى المنبجيّ الملقَّنْ.
تُوُفّي بالقدس فِي رمضان [1] .
398- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن أَحْمَد بْن حَمْزَة بْن علي.
ابن الحُبُوبيّ، شهاب الدّين، أَبُو الْحَسَن التّغلبيّ [3] ، الدّمشقيّ، الشّاهد من بيت عدالة ورواية.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي المُنَجَا بْن اللّتّيّ.
وأجازه: ابن المؤَّيد الطّوسيّ، وأبو روْح، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو مُحَمَّد بْن الأخضر، وعبد القادر الرّهاويّ.
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والوجيه السّبْتيّ، وجماعة.
وسألت عَنْهُ أَبَا محمد البرزاليّ فضعّفه في الشهادة دون الرواية، وقال:
جريء إلى الغاية، ويختلف ويُنْشئ المكاتيب. وبلغني أنّه غسل لَهُ مرّة أربعة كُتب جملة بالعادليّة، وأُهين بحضرة القاضي التَّفْليسيّ.
قلت: ثم انصلح أمره بعد ذَلِكَ قليلا.
ومات فِي رجب وله اثنتان وثمانون سنة [4] .
وهو أخو المحتسب تاج الدّين يَحْيَى، ووالد شيخنا إِبْرَاهِيم بْن عليّ.
399- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [5] بْن يوسف بْن عفيف.
أَبُو الْحَسَن، ضياء الدّين، الخَزْرجيّ، الغَرْناطيّ، الشاعر، الصّوفيّ.
انتسب إلى سعد بْن عُبادة، وقال الشِعر الفائق. أقام بالإسكندرية وكان
__________
[1] ومولده سنة 636 هـ.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 ب.
[3] في المقتفي: «الثعلبي» .
[4] ومولده سنة 604 هـ. تقريبا بدمشق.
[5] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 أ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 89، وتذكرة النبيه 1/ 114، وعيون التواريخ 21/ 410، 411، والسلوك ج 1 ق 3/ 738 وفيه: «علي بن يوسف بن عفيف» .

(51/273)


مشهورا بالزُّهد إلّا أنّ لَهُ شِعرًا يشبه شعر ابن العربيّ ولم أتحقّق أمره، وله مدائح موفَّقة فِي مدح النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد أُضِرَّ وزَمِن وعُمّر دهرا.
روى عَنْهُ من شِعره: الدّمياطيّ، والبِرْزاليّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر عَنِ اثنتين وتسعين سنة [1] . وهو مشهور بالخزرجيّ.
سَمِعَ من: ابن حوط الله، وجعفر الهمدانيّ.
400- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [2] بْن عَلِيّ بْن بركات.
الشيخ بديع الدّين الأنصاريّ، المصريّ، شيخ لإقراء بالخليل.
كَانَ عارفا بالقراءات والعربيّة.
قرأ عَلَى الكمال الضّرير العبّاسيّ، رحمه اللَّه. وروى بالإجازة عَنِ: ابن رواج، وابن الْجُمَّيزيّ.
وعاش ثمانيا وأربعين سنة [3] . وتُوُفّي فِي رمضان، وولي مشيخة الخليل بعده البُرهان الْجَعْبريّ.
401- عُمَر المغربل [4] .
أخو زينب بِنْت شكر.
روى عَنِ: ابن اللّتّيّ.
وكان فقيرا، وهو أخو الجمال المغربل.
402- عيسى بْن سالم [5] .
العدل، شَرَفُ الدّين بْن السّقْلاطونيّ، الدّمشقيّ.
__________
[1] مولده سنة 4 أو 595 هـ.
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 138 أ.
[3] ومولده سنة 638 هـ.
[4] انظر عن (عمر المغربل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 أوفيه: أبو حفص عُمَر بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن شكر بن عَلَّان المقدسي الفقير، المعروف بالمغربل. وكان يشهد بحصيرة الشباك تحت الساعات، وكتب في الإجازات.
[5] انظر عن (عيسى بن سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 138 ب.

(51/274)


روى عَنْ: السَّخاويّ.
كتب عَنْهُ: عَلَمُ الدّين، وغيره.
ومات فِي ذي القعدة [1] .
403- عيسى بْن عَبْد الحميد [2] بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن ماضي.
الشّيْخ مجد الدّين المقدسيّ، الحنبليّ، نزيل بغداد.
روى عَنْ: مُوسَى بْن الشّيْخ عَبْد القادر، والشيخ الموفَّق.
وسمع ببغداد من: ابن رُوزبَة، وابن اللّتّيّ، وابن القُبَّيْطيّ.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل، وقد قارب الثمانين [3] .
أخذ عَنْهُ: الفَرَضيّ، وابن سامة، وطائفة.
وكان ثقة، مُكثِر، فِيهِ دين وتقوى. وله عدّة إخوة.
- حرف الفاء-
404- فضائل بْن إِبْرَاهِيم [4] بْن أَبِي الفضل.
الشّيْخ رضيُّ الدّين بْن الحكيم الدّمشقيّ.
شيخ متميّز، روى عَنِ: الزُّبيْديّ، وابن صبّاح.
وُلِد سنة عشر وستّمائة.
وتُوُفّي فِي صفر.
405- الفضل بْن عَلِيّ [5] بْن نصر بْن عَبْد اللَّه بْن رواحة.
الرئيس جمال الدّين، ناظر بلبيس.
__________
[1] وكان شاهدا تحت الساعات وعاملا بديوان الحشر.
[2] انظر عن (عيسى بن عبد الحميد) في: المنهج الأحمد 401، والمقتفي 1/ ورقة 134 أ، والمقصد الأرشد، رقم 796، والدرّ المنضّد 1/ 430 رقم 1147.
[3] ومولده سنة 610 تقريبا. (المقتفي) .
[4] انظر عن (فضائل بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 أ.
[5] انظر عن (الفضل بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 135 ب، وتذكرة النبيه 1/ 113، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 109، والسلوك ج 1 ق 3/ 739.

(51/275)


سَمِعَ بحلب من: عَبْد اللّطيف بْن يوسف، ويحيى بْن الدّامغانيّ.
وأجاز لَهُ: المؤيَّد الطُّوسيّ، وأبو روح، وجماعة.
وكان أديبا، فاضلا، كاتبا.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ من شعره، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات ببلبيس فِي جمادى الأولى [1] .
عمْل لَهُ التّقيّ عُبَيْد [2] «مشيخة» فِي مجلَّد.
- حرف الكاف-
406- كُنَيْنَة [3] بِنْت أيبك الْجَزَريّ.
روت عَنِ ابن اللّتّيّ سماعا. وسماعها بالكَرَك.
وحدَّثت بمصر.
روى عَنْهَا: البِرْزاليّ، والطّلبة.
وهي بنونَيْن. ماتت فِي شوال [4] .
- حرف الميم-
407- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [5] بْن إِبْرَاهِيم.
العلّامة ناصح الدّين الخُويّيّ، ثمّ الطّبريّ.
سمع من: الزينبي، والبادرّائيّ.
روى الحافظ عَبْد الكريم فِي «تاريخه» فقال: كَانَ إماما، أُصوليًّا، زاهدا، عابدا. وُلِد سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
__________
[1] ومولده في 22 من شوال سنة 601 هـ. بحماة.
[2] هو تقيّ الدين عبيد الإسعردي.
[3] انظر عن (كنينة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 138 ب.
[4] وهي زوجة فارس بن آقسنقر الكركي.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد الخويّي) في: المقفّى الكبير 5/ 116، 117 رقم 1671، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 ب.

(51/276)


ومات فِي ربيع الأوّل بالقاهرة [1] .
408- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ميمون.
الإِمَام، الزّاهد، قُطْبُ الدّين، أَبُو بَكْر بْن الإِمَام تاج الدّين عَلِيّ بْن القَسْطلانيّ [4] ، التّوزريّ الأصل، الْمَصْرِيّ، ثمّ المكيّ ابن الشّيْخ الزّاهد أَبِي الْعَبَّاس.
وُلِد بمصر سنة أربع عشرة وستّمائة، ونشأ بمكة، وسمع بها «جامع التَّرْمذيّ» من أبي الحسن بن البنّاء.
__________
[1] من شعره:
على أبوابكم عبد ذليل ... عزيز الصبر ناصره قليل
له أسف على ما كان منه ... وحزن من صدودكم طويل
يمدّ إليكم كفّ افتقار ... ودمع العين من لهف يسيل
يرى العشّاق قد وردوا جميعا ... وليس له إلى ورد سبيل
وكيف يضام ضيفكم، وأنتم ... كرام، لا يضام لكم نزيل
فإن يرضيكم طردي وبعدي ... فصبري في محبّتكم جميل
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 330- 333، ونهاية الأرب 31/ 150، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 أ، ب، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 160 ب، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2273، والإعلام بوفيات الأعلام 286، والإشارة إلى وفيات الأعيان 386، ودول الأسلاك 2/ 187، والمستدرك على العبر (في مجلة المجمع العلمي بدمشق) 51/ 542/ 6، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 18 (8/ 43 رقم 1065) ، والوافي بالوفيات 2/ 132 رقم 480، ومرآة الجنان 4/ 202، 203، وعيون التواريخ 21/ 395، 396، وتذكرة النبيه 1/ 110، 111، والبداية والنهاية 13/ 310، وتاريخ ابن الفرات 8/ 59- 61 وفيه: «محمد بن علي» ، والعقد الثمين 1/ 321، وفوات الوفيات 3/ 310 رقم 433، والمقفّى الكبير 5/ 230- 232 رقم 1784، وذيل التقييد 1/ 59، 60 رقم 51، والسلوك ج 1 ق 3/ 738، وعقد الجمان (2) 364، والنجوم الزاهرة 7/ 373، والدليل الشافي 2/ 588، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 356، 357، وشذرات الذهب 5/ 397، وملء العيبة لابن رشيد الفهري 9/ 31 و 2/ 171.
[3] في نهاية الأرب 31/ 150 «الحسين» .
[4] في عيون التواريخ: «القرشي القطان» .

(51/277)


وسمع من أَبِي القاسم السَهْرُورديّ كتاب «عوارف المعارف» .
وسمع من: أَبِي الْحَسَن بْن الزُّبَيْديّ، وجماعة.
وقرأ العلم، ودرّس، وأفتى، ورحَل فِي الحديث سنة تسع وأربعين فسمع من مُحَمَّد بْن نصر بْن الحصريّ، ويحيى بْن العُمَيْرة، وإبراهيم بْن أَبِي بَكْر الرعبيّ، وطائفة كبيرة ببغداد، والشام، ومصر، والموصل، واستجاز حينئذٍ لأولاده السّبعة: مُحَمَّد، والحسن، وأحمد، ومريم، ورُقَيّة، وفاطمة، وعائشة. وأسمع بعضهم.
وكان شيخا، عالما، عابدا، زاهدا، نبيلا، عليلا، مَهيبًا، حائزا للفضائل، كريم النّفس، كثير الإيثار، حَسَن الأخلاق، قليل المِثْل. طُلب من مكة إلى القاهرة فوُلّي مشيخة الكامليّة إلى أن مات [1] .
وروى النّاس عَنْهُ الكثير، وله شعر مليح.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وخلُق لا أعرفهم.
ومات إلى رحمة اللَّه فِي الثامن والعشرين من المحرّم بالكامليّة، واجتمعت العامّة عَلَى الباب يضجّون بالبكاء عَلَيْهِ. وأُخرج عقيب الظُّهْر من المدرسة والخلائق بين يديه ممتدين إلى تحت القلعة، فتقدّم عَلَيْهِ فِي الصّلاة شيخنا جمال ابن النّقيب المفسّر، ولم يُدخل إلى قبره بالقرافة إلى بعد العصر لكثرة الزّحام. وكان يوما مشهودا.
قَالَ عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ [2] : حضرتُ دفْنه.
ومن شِعره رحمه اللَّه تعالى قوله:
ألا هَلْ لهجر العامليّة [3] إقصار ... فيقضى من الوجد المبرّح أوطار
__________
[1] وقال البرزالي: «وكان شيخا جليلا، حسن الخلق، فاضلا، مباركا، يفتي في مذهب الشافعيّ، ورحل في طلب العلم إلى بغداد وأقام هناك مدة طويلة، وله أتباع ومحبّون، وروى كتاب الترمذي عن ابن البنّاء» . (المقتفي 1/ ورقة 132 ب) .
[2] في المقتفي 1/ ورقة 132 ب.
[3] في المقفى الكبير: «العامرية» ، وكذا في ذيل مرآة الزمان 4/ 331، وتاريخ ابن الفرات-

(51/278)


ويُشفى عَليلٌ من عليلٍ [1] مولهٍ ... لَهُ النّجم والجوزاء [2] فِي الليل سُمّارُ
أغار عَلَيْهِ السَّقم من جَنَبَاته ... وأغراه [3] بالأحباب نأيٌ وتذكارُ
ورقّ لَهُ ممّا يلاقي عذوله ... وأرّقه دمع ترقرق مدرار [4]
يحنّ إلى برق الأبيرق قلبه ... ويخفف إن ناحت حمامٌ وأطيارُ
عسى ما مضى من خفْض [5] عيشي عَلَى ... الحمى يعودُ، فلي فِيه نجومٌ وأقمار [6]
وله:
إذا كَانَ أنسي في التزامي لخَلْوتي ... وقلبي عَنْ كلّ البريّة خالي
فما ضَرَّني من كَانَ لي الدّهر قاليا ... ولا سَرَّني من كَانَ لي متوالي [7]
409- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مِعْضاد [8] .
أَبُو عَبْد اللَّه البغداديّ.
روى عَنِ: ابن اللّتّيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد السّبّاك، وغيرهم.
وكان حنبليا، مقرئا، فاضلا، ضريرا.
مات في ربيع الآخر.
410- محمد بن أحمد [9] .
__________
[ (- 8] / 60، وعيون التواريخ 21/ 395.
[1] في عيون التواريخ: «من غليل» .
[2] في ذيل المرآة: «لنجم من الجوزاء» .
[3] في ذيل المرآة: «وأعزاه» .
[4] حتى هنا في عيون التواريخ 21/ 395، 396.
[5] في ذيل المرآة: «من حفظ» .
[6] في المقفى الكبير 5/ 231، 232 هذا البيت والبيت الأول فقط.
[7] هكذا في النسخة البريطانية. وفي النسخة المصرية: «ولا سرّني من كان في موالي» ، ومثلها في تاريخ ابن الفرات 8/ 60 وفيه شعر آخر. وفي المقفى 5/ 231: «خاليا» و «مواليا» ، وفي عيون التواريخ: «موالي» .
[8] انظر عن (ابن معضاد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 134 ب وفيه: «محمد بن أحمد بن محمد بن معضاد الصرصري، المقرئ، الضرير» .
[9] هذه الترجمة ساقطة من النسخة المصرية، وهي في النسخة البريطانية.

(51/279)


الشيخ أبو عبد الله الواني [1] الخلاطيّ، الصّوفيّ، مؤذّن مسجد أبي الدّرداء بالقلعة من دمشق.
شيخ صالح معروف، وهو والد رئيس المؤذّنين برهان الدّين إبراهيم.
توفّي في سابع جمادى الأولى، وقد شاخ. وقد سمع شيئا ولم يَرْوِ [2] .
411- مُحَمَّد بْن عَبَّاس [3] بْن أحمد بْن عُبَيْد بْن صالح.
الحكيم البارع، عمادُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الرَّبَعيّ، الدُّنَيْسَريّ.
وُلِد بدُنَيْسر [4] سنة خمسٍ أو ستّ وستّمائة [5] ، وقرأ علم الطّبّ حتّى برع فِيهِ وساد.
وسمع الحديث بالدّيار المصريّة من: عَلِيّ بْن مختار العامريّ، والحسن بْن دينار، وعلي بْن المقيّر، وجماعة.
وصحب البهاء زهير مدّة، وتخرَّج بِهِ فِي الأدب والشعر. وتفقّه عَلَى مذهب الشافعيّ.
وصنَّف فِي الطّبّ «المقالة المرشدة فِي درج الأدوية المفردة» ،
__________
[1] انظر عن (الواني) في: المقتفي للبرزالي 1/ 134 ب.
[2] وقال البرزالي: «وكان شيخا صالحا، متصوّفا، حسن الهيئة، نظيف الثياب» .
[3] انظر عن (محمد بن عباس) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 328، 329، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 ب، 133 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 323، وعيون الأنباء 2/ 267- 272، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والمستدرك على العبر 7، والبداية والنهاية 13/ 310، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 111، وتذكرة النبيه 1/ 112، والوافي بالوفيات 3/ 200 رقم 1178، وعيون التواريخ 21/ 397- 401، وفوات الوفيات 2/ 440، وعقد الجمان (2) 365، والسلوك ج 1 ق 3/ 739، والنجوم الزاهرة 7/ 373، وشذرات الذهب 5/ 397، والأعلام 7/ 53، وكشف الظنون 1784، وإيضاح المكنون 2/ 328، والدارس 2/ 133، 134، وهدية العارفين 2/ 136، ومعجم المؤلفين 10/ 119، 119.
[4] دنيسر: بضم أوله. بلدة عظيمة مشهورة من نواحي الجزيرة قرب ماردين. (معجم البلدان 2/ 478) .
[5] في ليلة الرابع عشر من ربيع الأول. (المقتفي 1/ ورقة 133 أ) .

(51/280)


و «أرجوزة في التّرياق الفاروق» ، و «أرجوزة فِي تقدمة المعرفة» لأبقراط، وغير ذَلِكَ.
قَالَ الموفَّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبعة [1] : اشتغل فِي صناعة [الطب] اشتغالا برع بِهِ فيها. وحصّل جمل مغانيها. وحفظ الصّحة كاملة، واستردّها زائلة.
اجتمعتُ بِهِ فوجدت لَهُ نفْسًا حاتميّة، وشنشنة أخزميّة، وخُلُقًا ألطف من النّسيم، ولفْظًا أحلى من مراح التّسنيم.
وأسمعني من شعره البديع. فهو فِي عَلَمُ الطّبّ قد تميّز عَلَى الأوائل والأواخر، وفي الأدب قد عجّز كلَّ ناظم وناثر، هذا معما أنّه فِي الفقه سيّد زمانه، وأوحد أوانه.
قلت: هذه مجازفة قبيحة من الموفَّق لا يزال يرتكبها، نسأل اللَّه العفو.
ثمّ سار من دُنَيْسر ودخل الدّيار المصريّة، ثمّ رجع إلى الشام وخدم بالقلعة فِي الدّولة النّاصريّة. ثمّ خدم بالمارستان الكبير.
وله من أبيات:
فقلت: شُهودي فِي هواك كثيرةٌ ... وأصدقُها قلبي ودمعي مسفوح
قَالَ: شهودٌ لَيْسَ يُقبَل قولُها ... فدمعُكَ مقذوفٌ وقلبُك مجروح [2]
وأحسن من هذا قول ابن البنّ:
ودمعي الَّذِي يملي الغرام [3] مسلسلا ... رمى جسدي بالضّعف والجفْن بالجرح
وله:
نعم فلْيقُلْ من شاء عنّي فإنّني ... كلفت [4] بذاك الخال والمُقْلة الكحلا
وعذّبني بالصّدّ عَنْهُ وكلّما ... تجنّى فما أشْهاه عندي وما أحلا
__________
[1] في عيون الأنباء 2/ 267.
[2] البيتان في عيون التواريخ 21/ 401.
[3] في النسخة المصرية: «الحرام» .
[4] في عيون التواريخ: «بليت» .

(51/281)


فحرمت نومي بعد ما صدّ معرضا ... كما حلّل الهجران مذ حرّم الوصلا
غزالٌ غزا قلبي بعامل قدِّهِ ... ومكّن من أجفانه فِي الحشا نبلا
فلا تعذلوني فِي هواه فإنّني ... حلفتُ بذاك الْحَسَن لا أقبل العذلا [1] .
سَمِعَ منه: قاضي القُضاة نجم الدّين بْن صَصْرى، والموفّق ابن أبي أُصَيبعة، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وطائفة.
وكان أبُوهُ خطيبا بدُنَيْسر.
تُوُفّي العماد فِي ثامن صفر [2] .
412- مُحَمَّد بْن عَبْد الحَكَم [3] بْن حسن بْن عقيل بْن شريف بْن رفاعة بْن غدير.
الشّيْخ شَرَفُ الدّين، أَبُو عبد اللَّه السّعديّ، الْمَصْرِيّ.
شيخ حَسَن من بيت الرواية.
سَمِعَ من جدّه الْحَسَن بعض «الخلعيات» ، قَالَ: أنا جدّي لأمّي عَبْد اللَّه بْن رفاعة.
روى عَنْهُ: المِزّيّ، وقُطْبُ الدّين عَبْد الكريم، والبرزاليّ، وجماعة.
ومات بمصر فِي رمضان. وكان يُعرف بابن الماشطة.
ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الصّاحبيّة بمصر، وكان يقرأ الحديث عَلَى كرسيّ بجامع مصر، وغيره.
__________
[1] الأبيات في عيون التواريخ 21/ 398 وفيه: «لا أسمع العذلا» .
[2] ومن شعره أيضا:
كم ليلة بتّ بتّ أستحلي المدام على ... وجه الحبيب وبدر التمّ في السجف
حتى إذا أخذت منه المدامة و ... الواشون في غفلة عنا فلم نخف
عانقته عند ما قبّلت مبسمه ... حبّا له كاعتناق اللام للألف
(ذيل مرآة الزمان 4/ 329) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الحكم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 137 ب.

(51/282)


وُلِد سنة ثمانٍ وستّمائة.
413- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن هارون بْن خطّاب.
العلّامة أَبُو بَكْر المُرسي.
صاحب أدب وبلاغة. كتب الإنشاء لابن هود، ثم لصاحب غَرْناطة، ثم لصاحب تلمسان، وبها توفّي.
وله نظم رائق. وهو القائل فِي مليح:
مجمع البحرين أضحى خدّهُ ... إذ تلاقى فِيهِ مُوسَى والخضر
414- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مالك [1] .
الإِمَام البليغ، النَّحْويّ، بدر الدّين ابن الإِمَام شيخ النُحاة جمال الدّين الطّائيّ، الجيّانيّ، ثمّ الدّمشقيّ.
كَانَ إماما ذكيّا، فَهْمًا، حادّ الذّهن، إماما فِي النَّحو، إماما فِي المعاني والبيان والمنطق، جيّد المشاركة فِي الفقه والأصول، وغير ذَلِكَ.
أخذ عن والده، وسكن بَعْلَبَكَ مدّة، فقرأ عَلَيْهِ جماعة منهم الإمام بدر الدّين بن زيد.
__________
[1] في النسخة المصرية: «محمد بن عبد الله بن مالك» . والمثبت عن النسخة البريطانية، ومصادر ترجمته: ذيل مرآة الزمان 4/ 329، 330، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 131، والإشارة إلى وفيات الأعيان 375، والإعلام بوفيات الأعلام 283، والمستدرك على العبر 51/ 543/ 7، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 41، ومرآة الجنان 4/ 203، والبداية والنهاية 13/ 313 وفيه: «بدر الدين بن عبد الله بن جمال الدين بن مالك» (في وفيات سنة 687 هـ.) ، والوافي بالوفيات 1/ 204 رقم 129، وتذكرة النبيه 1/ 110، وعيون التواريخ 21/ 395، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 54، 55 رقم 480، وعقد الجمان (2) 365 و 375، والنجوم الزاهرة 7/ 373، وبغية الوعاة 1/ 125 رقم 408، ومفتاح السعادة 1/ 156، وكشف الظنون 151، وديوان الإسلام 4/ 240، 241 رقم 2992، وإيضاح المكنون 1/ 226، وهدية العارفين 2/ 135، وروضات الجنات 202، وشذرات الذهب 5/ 398، والأعلام 7/ 31، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 363، ومعجم المؤلفين 11/ 239، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 369، 370 رقم 662، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 156، 157 رقم 1166.

(51/283)


ثمّ سكن دمشق وتصدّر للإشغال بعد وفاة والده. وكان عجيبا فِي الذّكاء والمناظرة وصحّة الفهم. وكان مطبوع العِشْرة، وفيه لعبٌ وفراغ [1] . وله تصانيف معروفة فِي العربيّة والبديع والمعاني. ومات قبل الكهولة أو فِي أوائلها من قولنج كَانَ يعتريه كثيرا.
وتُوُفّي إلى رحمة اللَّه بدمشق فِي ثامن المحرم، ودُفن بمقبرة باب الصّغير وكثُر التأسُّف عَلَيْهِ. وولي بعده الإعادة بالأمينيّة الإِمَام كمال الدّين ابن الزَّمْلَكانيّ وله ثماني عشرة سنة وشهر.
415- مُحَمَّد بْن مكّيّ [2] بْن أَبِي القاسم حامد بْن عَبْد اللَّه.
عمادُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ الأصل، الدّمشقيّ، الزَّرْكشيّ، الرّقّام [3] .
روى عَنْ: دَاوُد بْن ملاعب، والأنجب بْن أَبِي السّعادات، وابن روزبه، وخليل الجوسقيّ.
وسكن القاهرة. وكان ارتحاله إلى بغداد بعد الثلاثين وهو شاب [4] .
__________
[1] علّق اليافعي على ذلك فقال: «هكذا ذكر الذهبي، وهو خلاف ما رأيت من ترجمته في شرح الألفية فإنه مكتوب فيه شرح الخلاصة في النحو للشيخ الامام، العالم، العامل، الورع، الزاهد، حجة العرب، لسان الأدب، قدوة البلغاء والفصحاء، بدر الدين محمد ابن الإمام العالم حجة العرب أبي عبد الله بن مالك الطائي. هكذا رأيت في الشرح المذكور.
والله أعلم به. وبجميع الأمور وعلى الجملة فقط أخطأ أحد المترجمين إذ لا يمكن الجمع بين وصفين متناقضين، فإن كان كما ذكره القادح فكان حق المادح أن يمدحه بما فيه من العلم دون ما ذكر من كونه عاملا ورعا زاهدا، وإن كان كما ذكره المادح فالذامّ الواصف له بالوصف المذكور مرتكب إثما عظيما فإنّ قدحه فيه يبقى على تعاقب الدهور. لكن الذهبي معروف بمعرفة علم التاريخ وأحوال أوصاف الناس الظاهرة، ولكن كان ينبغي على تقدير صحة قوله أن يعرض بذمّه ووصفه القبيح ولا يصرّح به هذا التصريح» . (مرآة الجنان 4/ 203، 204) .
[2] انظر عن (محمد بن مكي) في: المقفى الكبير 7/ 289 رقم 3354، والمكتبة العربية الصقلّية 668، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 138 أ.
[3] كان رقّاما بدار الطراز بالقاهرة.
[4] وقال المقريزي: «وكان متيقّظا لا بأس به» .

(51/284)


روى عنه: المصريّون، والمزّيّ، والبرزاليّ.
ومات في الثاني والعشرين من شوّال [1] .
416- محمد بن يحيى [2] بن علي.
المحدّث، المسند، أبو صادق، جمال الدّين ابن الحافظ الإمام رشيد الدّين أبي الحسين القرشيّ، المصريّ، العطّار.
ولد في حدود العشرين وستّمائة. وسمع من: مُحَمَّد بْن عماد، وعبد العزيز بن باقا، ويوسف بْن شدّاد القاضي، وعبد الصّمد القصاريّ، وعلي بْن مختار، وطائفة.
وعني بالحديث، وكتب، وخرّج لنفسه موافقاتٍ ومصافحات [3] .
روى عَنْهُ: المصريّون، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ [4] ، وابن سامة.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
417- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر [5] بْن يوسف ابن خطيب بيت الآبار.
عفيف الدّين الكاتب.
روى عَنِ: ابن اللّتّيّ، والإربليّ.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وجماعة.
وخدم بالمَرْقَب وقت افتتاحه، وبه مات فِي صفر.
418- مفضَّل بْن إِبْرَاهِيم [6] بْن أَبِي الفضل.
__________
[1] مولده بدمشق في النصف من شهر رجب سنة 614 هـ.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقتفي 1/ ورقة 133 ب، وذيل التقييد 1/ 275 رقم 549، والمقفّى الكبير 7/ 440 رقم 3533، والدليل الشافي 1/ 778 رقم 263، وحسن المحاضرة 1/ 383، وشذرات الذهب 5/ 399.
[3] وقال المقريزي: «وكان فاضلا، محدّثا، ثقة، حسن الصورة، ليّن الجانب، درّس الحديث بالمدرسة الصاحبية بمصر، وكتب الخط الحسن» .
[4] وهو قال: «وكان مليح الهيئة، محدّثا، عدلا، حسن الكتاب، جيّد الخط» .
[5] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: المقتفي 1/ ورقة 129 أ.
[6] انظر عن (مفضّل بن إبراهيم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 333، وعيون التواريخ 21/ 406.

(51/285)


الشّيْخ رضيُّ الدّين، أَبُو الفضل الدّمشقيّ، الطّبيب المشهور.
كَانَ بصيرا بالعلاج، ماهرا فِي الصَّنْعة، ذكيّا. ماهرا، مادحا. وُلِد سنة عشر وستّمائة.
وكان صالحا، ديّنا، خيَّرًا صحيح العقيدة سافر إلى بلاد التُّرْك إلى بلاد الملك بركة، وحصّل أموالا كثيرة ولكنّها نُهبت منه فِي الرجعة. وعرضوا عَلَيْهِ رئاسة الأطبّاء فأباها.
وقد كتب فِي الإجازات، وله سماع.
تُوُفّي بدمشق فِي الثالث والعشرين من صَفَر [1] .
419- مُوسَى بْن مُحَمَّد [2] بْن حسين.
القُرَشيّ، الصّالحيّ، الفقير، أخو الكمال علي.
تُوُفّي بزاويته بالجبل.
وقد روى عَنِ: ابن اللّتّيّ، والهَمَدَانيّ.
ومات فِي رمضان.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ.
وكان شيخ الزّاوية بعد أخيه كمال الدّين.
- حرف الياء-
420- يَحْيَى بْن إِسْمَاعِيل [3] بْن صغير.
الشّيْخ الصّالح، أَبُو زكريّا الحرّانيّ.
سَمِعَ ببلده من: أَبِي المجد القزوينيّ، والموفَّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف.
__________
[1] من شعره:
الشمعة قالت بلسان الحال ... البعد عن الشهد برء أوصالي
ها قلبي كيف حاله أنت ترى ... النار به تذيب قلبي البالي
[2] انظر عن (موسى بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 137 ب.
[3] انظر عن (يحيى بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 أ.

(51/286)


وحدّث بدمشق.
وأخذ عَنْهُ طلبة الوقت.
مات فِي المحرَّم.
421- يَحْيَى بْن الخضر [1] بْن حاتم بْن سلطان.
زكيُّ الدّين القليوبيّ، الْمَصْرِيّ. ويُعرف بابن قمر الدّولة.
روى بالإجازة عَنِ: ابن باقا، ومُكَرم.
وعاش تسعين سنة.
كتب عَنْهُ: المصريّون، والبِرْزاليّ.
ومات فِي جمادى الآخرة.
422- يحيى بن خَلَف [2] .
المقاماتيّ، الْمَصْرِيّ، ابن أخت الحكمة.
روى عَنْ مُكَرَّم.
وعاش بضعا وثمانين سنة [3] .
وتُوُفّي فِي تاسع عشر جمادى الآخرة.
الكنى
423- أبو البدر [4] .
عَبْد اللَّه بْن أَبِي الزَّين الْمَصْرِيّ، الكاتب.
روى عَنِ ابن اللّتّيّ.
ومات بمصر في صفر.
كتب عنه البرزاليّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الخضر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 135 أ.
[2] انظر عن (يحيى بن خلف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 أ.
[3] مولده سنة 602 هـ.
[4] انظر عن (أبي البدر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 133 ب.

(51/287)


424- أَبُو بَكْر بن عَبَّاس [1] بْن جعوان.
المولى محيي الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
حدّث عَنِ: الحافظ الضياء.
وتُوُفّي بجبل قاسيون فِي رجب [2] .
وفيها وُلِد:
جمال الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حسن بْن نُباتة الْمَصْرِيّ، الأديب، شاعر وقته، والملك صلاح الدّين يوسف بْن الملك الأوحد.
وأبو طاهر أَحْمَد بْن عَبْد الله الزّبيديّ.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 136 ب.
[2] وقال البرزالي: «وكان يخدم في جهات ديوانية، وفيه رياسة ومكارمة، ومن عدول البلد، ومولده سنة خمس وثلاثين وستمائة بدمشق» .

(51/288)


سنة سبع وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
425- أحمدُ بْن أَحْمَد [1] بْن عُبَيْد اللَّه [2] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
الإِمَام، الزّاهد، شَرَفُ الدّين بْن الشَّرف، أَبُو الْعَبَّاس المقدسيّ، الحنبليّ، الفَرَضيّ، من بقايا السَّلَف.
تفقَّه على تقيّ الدّين أَحْمَد بْن العزَّ بْن الحافظ.
وسمع من: عمّ أبِيهِ الشّيْخ موفَّق الدّين، وابن أَبِي لُقْمة، والقزوينيّ، وأبي القاسم بْن صَصْرى، وابن صباح، وطائفة سواهم.
وروى الكثير.
سَمِعَ منه: الشّيْخ علي المَوْصليّ، وابن الخبّاز، والمِزّيّ، وابن سَلَمَة، والبِرْزاليّ، وطائفة سواهم.
وكان ممن جمع بين العلم والعمل.
تُوُفّي فِي خامس المحرَّم عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة [3] مبطونا شهيدا. وكان يشغل بجامع الجبل، وله نظْم حَسَن. وكان منقطعا، قانعا باليسير، ما له وظيفة، رحمه الله [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والمستدرك على العبر 8، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 318، ومختصره 86، والمنهج الأحمد 401، وتذكرة النبيه 1/ 118، درّة الأسلاك 1/ ورقة 111، والوافي بالوفيات 6/ 230 رقم 2704، وعيون التواريخ 21/ 419 وفيه: «أحمد بن عبد الله بن المقدسي الفرضيّ» ، والنجوم الزاهرة 7/ 377، والمقصد الأرشد، رقم 10، والدرّ المنضد 1/ 430، 431، وشذرات الذهب 5/ 399.
[2] في النسخة المصرية: «عبد الله» .
[3] مولده في 14 محرّم سنة 614 هـ.
[4] وقال البرزالي: وكان شيخا صالحا مباركا، عارفا بالفرائض.. سمعنا عليه، وكان منوّر-

(51/289)


426- أَحْمَد بْن ظافر [1] .
أَبُو الْعَبَّاس الْمَصْرِيّ، الشّرابيّ.
روى عَنْ: عَبْد الرحيم بْن الطُّفيْل.
ومات فِي ربيع الأوّل [2] . وهو أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن ظافر.
427- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [3] بْن مُحَمَّد بْن الشّيْخ الكبير عبد اللَّه اليُونينيّ.
قام مُقام أبِيهِ عند ما استشهد على حمص.
وكان فيه فَقْر وديانة ومكارم.
مات فِي شوّال، وهو فِي عَشْر السّتّين.
وقد صحب جدّه الشّيْخ مُحَمَّد. وله إجازة من ابن روُزبة، وابن بهروز، والأنجب الحماميّ.
وما أراه حدّث، رحمه اللَّه.
428- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه.
تاج الدّين، أَبُو الْعَبَّاس الحَمَويّ، الشافعيّ، المعروف بابن المغيزل.
وُلِد سنة اثنتين وستّمائة، وسمع الحديث من ابن رواحة، ورواه.
ومات بحماة فِي سابع عشر رجب. وكان فقيها، فاضلا، مفنّنا، مدرّسا، مُفْتيًا. وُلّي مشيخة الشيوخ بحماة، ودرّس بالعصرونيّة، ودخل بغداد وناظر بها وأكرِم مورده. وكان صاحب ديانة وعبادة وخير ومهابة وورع. ترك
__________
[ (-) ] الوجه، كثير الخير والبركة، عليه مهابة الدين والعلم.
[1] انظر عن (أحمد بن ظافر) في: المقتفي 1/ ورقة 141 أوفيه: «أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن ظافر الشرابي» .
[2] ومولده في 18 صفر سنة 624 هـ. وكان شرابيا بالمارستان المنصوري.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 146 أ، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 324 رقم 167.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 144 أ، وعيون التواريخ 21/ 428، وتذكرة النبيه 1/ 119، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 111، والدارس 1/ 403.

(51/290)


المناصب لأولاده واشتغل بنفسه. وأولاده: زين الدّين، وناصر الدّين، وفخر الدّين.
429- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سعد [1] .
العدل، جمال الدّين الواسطيّ، خطيب كفرسوسة.
روى عَنِ: التّقيّ بْن باسويه.
وعاش اثنتين وثمانين سنة [2] .
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة. وكان يشهد تحت السّاعات. وله إجازة من ابن أَبِي لُقمة، وجماعة.
430- أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عيَّاش [4] .
الصّالحيّ، النّجّار، المعروف بالباشق.
أحد الحريريّة.
قُتِل بالجبل وأُخِذ قماشه فِي جمادى الأولى.
431- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر [5] بْن يوسف بْن يَحْيَى.
البدريّ، خطيب بيت الآبار [6] ، المقدسيّ، الشّاهد.
روى عَنِ الفخر الإربِليّ، والتّاج القُرْطبيّ.
ومات فِي رجب.
أخذ عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبرزاليّ.
وهو أخو العفيف، والموفّق.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي سعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 17 أ، ب.
[2] ومولده في 18 شعبان سنة 605 هـ.
[3] هذه الترجمة ساقطة من النسخة المصرية.
[4] انظر عن (ابن عيّاش) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 142 أ.
[5] انظر عن (أحمد بن أبي بكر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 143 ب.
[6] في النسخة المصرية: «البدر بن خطيب بيت الأبار» .

(51/291)


432- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر [1] بْن عبد الباقي بْن عَلِيّ بْن حفّاظ [2] .
الصّالح، أَبُو العبّاس الصّالحيّ، الصّحراويّ، الفلّاح.
رَجُل مبارك، ساكن زُرَع [3] .
روى عن: أبي القاسم بن صصرى، وابن أَبِي لُقمة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي ذي القعدة.
433- أَحْمَد بْن أبي بَكْر بْن سُلَيْمَان [4] بْن علي.
جمال الدّين، أَبُو العبّاس ابن الحَمَويّ، الدّمشقيّ.
وُلِد فِي رجب سنة ستّمائة، وحضر عُمَر بْن طَبَرْزَد.
وسمع من: الكِنْديّ، وعبد الجليل بْن مندوَيْه، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وغيرهم. وأجاز لَهُ منصور الفْرَاويّ، وجماعة.
وحدّث مدَّة طويلة. وسمع منه: ابن الخبّاز، وابن نفيس المَوْصليّ، والوجيه السّبْتيّ، وسبطا إمام الكلّاسة، والمِزّيّ، وابن تيميَّة، والبِرْزاليّ، وطائفة.
ولم يزل مستورا وظاهر العبادة والنُّسك حتّى اتُّهم بشهادة زُورٍ ذكرناها فِي ترجمة ابن الصّائغ وأصرّ عليها، فأهدره الحكّام وأخرق به. ولم يسمع منه أحدٌ بعدها. ومات على ذَلِكَ، تجاوز اللَّه عنّا وعنه.
وكان قد تفرّد بأجزاء من مَرْويّاته، ومات بدوَيْرة حمد فِي ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي بكر الصالحي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 146 أ، ب.
[2] في النسخة البريطانية: «حناط» ، والمثبت أعلاه في النسخة المصرية، وهو يتفق مع المقتفي.
[3] وقال البرزالي: «وكان رجلا صالحا، له بستان بالصالحية يزرعه ويستغلّه، وكان مشهورا ببيع الهليون الجيّد» .
[4] انظر عن (أحمد بن أبي بكر بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 147 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، 377، والمستدرك على العبر 9، وذيل التقييد 1/ 300، رقم 597، وشذرات الذهب 5/ 400.

(51/292)


قَالَ لي البِرْزاليّ: كَانَ يصلّي نوافل ويتواضع كثيرا، ويشهد لكلّ مَن قصده، ويزكّي من جاءه. وقد روى «الْبُخَارِيّ» غير مرّة.
434- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز [1] بْن يَحْيَى.
الإِمَام الزّاهد، القُدوة، أَبُو إِسْحَاق اللّوريّ، الرّعينيّ، الأندلسيّ، المالكيّ، المحدّث ولورة من أعمال الأندلس.
وُلِد سنة أربع عشرة وستّمائة بحصن لورة وهي بقرب إشبيلية.
حجّ فِي شبيبته. وسمع من: عَبْد الوهّاب بْن رواج، وابن الْجُمَّيْزيّ، وسِبْط السِّلَفيّ.
وقدِم الشام فسكنها، وسمع من: ابن سَلَمَة، ومكّي بْن علّان، وطائفة.
وتفقّه وعرف المذهب، ولزِم السُّنَّة، وكتب الكثير بخطّه المتُقَن. وكان إماما عالما، محدّثا، متقنا، زاهدا، عابدا، قانتا للَّه، كثير المحاسن، مُؤثرًا عَلَى نفسه ولو كَانَ بِهِ خصاصة. ولم يزل لونا واحدا فِي السّماحة والكَرَم والسَّعْي في حوائج الفقراء ومصالحهم وخدمتهم، وإيجاد الراحة والتّلذُّذ بذلك، مَعَ الإعراض عَنِ الدّنيا وعن الرئاسة.
قِيلَ إنّ قضاء المالكيّة بدمشق عُرِض عَلَيْهِ فامتنع. وكان قبل ذَلِكَ فقيرا، مقصودا بالزّيارة لزُهده، ولم يكن يُذكر بكثير عَلَمُ. ثمّ استنابه القاضي جمال الدّين أَبُو يعقوب بنصف المعلوم. ثمّ سعى لَهُ عَلَمُ الدّين الدّواداريّ فولّى مشيخة الحديث بالظّاهرية، فكان يذكر فوائد حَسَنَة عَلَى الميعاد نقلتها فِي لوح أسماء ونُكَتًا. وكان ذكيّا يتصرّف ويحرّر ما يقوله. وكان متودّدا محبّبا إلى النّاس.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد العزيز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 140 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2274، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والمستدرك على العبر 51/ 546/ 10، ومرآة الجنان 4/ 204، وتذكرة النبيه 1/ 118، 119، والمقفّى الكبير 1/ 228، 229 رقم 250، والنجوم الزاهرة 7/ 378، وشذرات الذهب 5/ 400.

(51/293)


ووُلّي مشيخة المالكيّة بعد الشّيْخ جمال الدّين ابن الشُّرَيشيّ، وألقى لهم الدّرس، وشُكِرت دروسه وفتاويه.
وقد كتب إلى الدّواداريّ يمدحه:
بلّغ هُديت أمير الوفدِ والحَرَم ... تحيّة نشْرها مسكٌ لمنتسم
واشهد عَرف نداه إنّ فِيهِ هدى ... لآمليه إذا أدخلت فِي الظُلم
ولُذْ بحضرته إنْ كنتَ مُلتجئًا ... إنّ اللّياذَ بِهِ أمنٌ من العدمِ
عفى اللَّه أَبَا إِسْحَاق، ما لَكَ ولمدح الأمراء، هذا الَّذِي قلتَه من هناتك وزلّاتك [1] .
وقل له يا أخى ودَّ قواعده ... قد أسَّسَتها يد التّقوى عَلَى القِدمِ
إن ضاع عهد امرئ عَنْ نأيٍ أو مَلَل ... فليس ودّي فِي حال بمنصرم
وهل تضاع عهود كان مبدؤها ... عَلَى حديث رسول اللَّه فِي الحرم
ما ضاع ودٌّ وعاه صدر مثلكم ... حفظ العهود وإنْ طالت من الكرم
تُوُفّي أَبُو إِسْحَاق اللّوريّ بالمُنَيْبع بظاهر دمشق فِي الرابع والعشرين من صفر. وقد سَمِعَ منه: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وأجاز لي مَرْويّاته، ودُفن بمقابر الصّوفيّة.
435- إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان [2] بْن يَحْيَى بْن أَحْمَد.
أَبُو إِسْحَاق اللّمتونيّ، المُرّاكِشيّ، ثمّ الدّمشقيّ، ابن مؤذّن الكلّاسة.
شيخ صالح، معمَّر، مبارك، خيّر، لَهُ دُكّان فِي سوق الزّيارة.
وُلِد سنة تسعٍ وتسعين بدمشق.
__________
[1] في المصرية: غفر الله للشيخ أبي إسحاق ما له ولمدح الأمراء، فإن هذا الّذي فعله من هناته وزلّاته.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 142 ب.

(51/294)


وسمع بنفسه من: ابن البنّ، والقزوينيّ، وأبي القاسم بن صصرى، وزين الأمناء، وابن الزبيدي، وطائفة.
وسمع أخاه عليّا معه من جماعة.
وروى الكثير.
أخذ عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والجماعة.
وتُوُفّي فِي مُستَهَلّ جمادى الآخرة.
436- إِبْرَاهِيم بْن فِراس [1] بْن عَلِيّ بْن زيد.
الرئيس، فخر الدّولة ابن نجيب الدّولة.
أَبُو إِسْحَاق ابن العسقلانيّ.
حدّث عَنْ زين الأمَناء.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن الخبّاز، وقُطْب الدّين عَبْد الكريم، وجماعة.
ومات فِي شوّال.
437- إِبْرَاهِيم بْن مِعْضاد [2] بن شدّاد.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن فراس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 146 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 162 ب، وعيون التواريخ 21/ 429 وفيه: «فخر الدين أبو إسحاق: إبراهيم بن علي بن زيد بن العسقلاني» .
[2] انظر عن (إبراهيم بن معضاد) في: المقتفي 1/ ورقة 140 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والمستدرك على العبر 11، ومرآة الجنان 4/ 204 وفيه: «معصار» ، ودول الإسلام 2/ 143، والمختار من تاريخ ابن الجزري 326، 327، والبداية والنهاية 13/ 312، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 49 (8/ 123، 124) ، وعيون التواريخ 21/ 420، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 112، وتذكرة النبيه 1/ 116، 117، والوافي بالوفيات 6/ 147 رقم 2592، وعيون التواريخ 21/ 420، وطبقات الأولياء 412- 414 رقم 114، وتاريخ ابن الفرات 8/ 72، 73، وفوات الوفيات 1/ 49، 50، والمقفّى الكبير 1/ 320- 322 رقم 382، وعقد الجمان (2) 373، 374، والمواعظ والاعتبار 2/ 434، وحسن المحاضرة 1/ 300، والمنهل الصافي 1/ 163، 164 رقم 83، والنجوم الزاهرة 7/ 374، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 357، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 233، وشذرات الذهب 5/ 399، وديوان الإسلام 2/ 78 رقم 668، وجامع كرامات الأولياء 1/ 240، ومعجم المؤلفين 1/ 115.

(51/295)


الشّيْخ الزّاهد، الكبير، القُدوة، أَبُو إِسْحَاق الْجَعْبَريّ [1] .
روى عَنِ: السَّخاويّ.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، والمصريّون.
وسكن القاهرة دهرا. وكان لَهُ مسجد هُوَ شيخه وإمامه. فكان يجلس فِيه ويقصّ عَلَى النّاس ويُخوف ويُحذَّر. ولكلامه وَقْعٌ فِي النّفوس.
وكان زاهدا، عابدا، أمّارا بالمعروف، قوّالا بالحقّ، حُلْو العبارة، ولأصحابه فِيهِ عقيدة ومُغالاة. وله شِعر فِي التّصوّف والزُّهد. وتُوُفّي فِي الرابع والعشرين من المحرَّم وقد جاوز الثّمانين بسنوات. فإنّهُ وُلِد فِي سابع عشر ذي الحجّة سنة تسعٍ وتسعين بقلعة جَعْبَر [2] .
ورأيت كلّ من عرفه يعظّمه ويُثْني عَلَيْهِ وعلى طريقته، رحمة اللَّه عَلَيْهِ، وعليه مآخذ فِي عباراته [3] .
__________
[1] في دول الإسلام 2/ 143 «الجعديّ» وهو غلط.
[2] جعبر: بالفتح ثم السكون، وباء موحّدة مفتوحة وراء. على الفرات بين بالس والرّقّة قرب صفّين. وكانت قديما تسمّى دوسر فملكها رجل من بني قشير أعمى يقال له جعبر بن مالك. (معجم البلدان 2/ 141، 142) .
[3] وقال المقريزي: وبرع في العلم والتحقيق، وصار يعدّ من أصحاب الأحوال، وتكلّم في الوعظ بالقاهرة مدّة طويلة بكلام بليغ ومواعظ حسنة، في ميعاده بمسجد معلّق برأس الورّاقين من القاهرة. وكان ميعاده حافلا بالأعيان وغيرهم. ومات على بابه جماعة كثيرة.
وقال الشعر الجيد. وكان له أصحاب يبالغون في تعظيمه ويفرطون في المغالاة في اعتقاده. وحفظت عنه كلمات شنّع بها عليه. وكان يشارك في أشياء من الطب. ولما مرض خرج محمولا إلى قبر أعدّه لنفسه بظاهر الحسينية، فلما رآه قال: قبير، جاءك دبير! ثم مات بعد يومين.
ومن شعره:
أرى غراما وتعذيبا وفرط جوى ... وحرقة في الهوى تعلو على سقر
ولست أدري بمن وجدي ولا نظرت ... عيناي حبّي في بدو ولا حضر
فهل رأيتم جمع الناس أعجب من ... حالي وقطّ سمعتم مثل ذا الخبر؟
أذوب شوقا إلى من لست أعرفه ... ولا لمحت خيالا منه في عمري
(زبدة الفكرة، المقفى الكبير) وله: -

(51/296)


438- آسية [1] بِنْت زين الدّين أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم بْن نعمة.
أمّ عَبْد اللَّه المقرئة.
كانت تلقّن النّساء بالدَّير. وبيتها معمور بالتّلاوة والدّرس.
أجاز لها سنة ستَّ وستّمائة: أَبُو الفخر أسعد بْن سَعِيد، وزاهر الثّقفيّ، وابن سُكَيْنَة، وعمر بْن طَبَرْزَد.
وسمع منها الجماعة [2] .
توفّيت خامس رجب.
439- إلياس بْن عَبْد اللَّه.
أَبُو الْحَسَن الرُّومي [3] ، عتيق القاضي ابن اللّمغانيّ.
سَمِعَ «صحيح الْبُخَارِيّ» من عَبْد السّلام الدّاهريّ بكماله.
ومات فِي ربيع الأوّل [ببغداد] [4] . وقد سمع كثيرا.
__________
[ (-) ]
وأفاضل الناس الكرام فتوه ... وأبوه فمن أحبّ وتاها
عشقوا الجمال مجرّدا بمجرّد ... الروح الزكية عشق من زكاها
متجرّدين عن الطباع ولؤمها ... متلبّسين عفافها وتقاها
متمثلين بصورة بشرية ... وقلوبهم ملكية بقواها
(تذكرة النبيه) ، تاريخ ابن الفرات، وفيه أبيات أخرى) .
ونقل اليافعي ترجمة ابن معضاد عن العبر للذهبي (وهي ساقطة من المطبوع) وذكر عبارته:
«روى عن السخاوي وسكن القارة وكان لكلامه وقع في القلوب لصدقه وإخلاصه وصدعه بالحق» . وقال اليافعي: هذه ترجمة الذهبي بحروفها، وهي ناقصة في حقه قاصرة بل غاضة من قدره ومناقبه الفاخرة فإنه الشيخ الكبير الولي الشهير العارف باللَّه الخبير ذو المقامات العلية والأحوال السنية والأنفاس الصادقة والكرامات الخارقة والآيات الباهرة والمناقب الزاهرة واللسان البارع والمقال الصادع والنور الساطع والسيف القاطع سيرته مشكورة وكراماته مشهورة وله بدايات هائلة ونهايات طائلة.
وتابع اليافعي فذكر شيئا من كرامات ابن معضاد، وبعض شعره. (مرآة الجنان) .
[1] انظر عن (آسية) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 143 أ، ب.
[2] وقال البرزالي: سمعنا عليها وعلى إخوتها الخمسة.
[3] في المصرية: «أبو الخضر الرومي» .
[4] الزيادة من المصرية.

(51/297)


440- أياز الرّوميّ [1] .
الأمير الكبير، فخرُ الدّين النَّجّميّ، المعروف بالمقري [2] ، أحد حُجّاب الملك الظّاهر، ومن كَانَ يعتمد عَلَيْهِ فِي المَهَمّات وثيق بِهِ. ترسّل عَنْهُ إلى أبغا بْن هولاكو وإلى غيره. ولمّا تملّك الملك المنصور جعله أمير حاجب، وأعطاه خُبزًا كثيرا، وزادت منزلته عنده، وكان أيضا يندبه للمَهَمَّات لعلمه بدرايته ونهضته حجّ من الشام سنة ستَّ وثمانين، وردّ إلى مصر فتُوُفيّ بها فِي ربيع الأوّل وقد نيّف عَلَى السّتّين.
وقد رَأَيْته بدمشق، وكان شيخا مهيبا.
روى عَنِ ابن المُقَير، وحدّث بالقاهرة ودمشق [3] .
- حرف الباء-
441- الباخليّ.
الأمير الكبير جمال الدّين، من أمراء دمشق.
تُوُفّي في ذي القعدة.
442- بدر الدّين الآمديّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أياز الرومي) في: نهاية الأرب 31/ 160، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 141 أ، وتشريف الأيام والعصور 257، وتالي كتاب وفيات الأعيان 15 رقم 21، وأعيان العصر 1/ ورقة 80 أ، والوافي بالوفيات 9/ 458 رقم 4413، وعيون التواريخ 21/ 428، وتذكرة النبيه 1/ 121، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 112، والمقفى الكبير 2/ 320، رقم 851، وتاريخ ابن الفرات 2/ 74، والمنهل الصافي 3/ 121، 122 رقم 567، والدليل الشافي 1/ 159.
[2] في تاريخ ابن الفرات: «المعزي» .
[3] وقال البرزالي: روى لنا الحديث عن ابن المقيّر، وكان فصيح العبارة، خبيرا، كافيا، عارفا بأمور الدولة. أرسل في الأيام الظاهرية إلى صاحب اليمن، وإلى ملوك التتار والفرنج، وكان حاجبا يقضي حوائج الناس ويعظّم أهل العلم ويعرف حقّهم، وكانت آخرته في الدولة المنصورية، وحجّ في آخر عمره، وأصلح أموره، وباع كثيرا من آلات الجندية وجمع ذلك لورثته. (المقتفي 1/ 141 أ) .
[4] انظر عن (بدر الدين الآمدي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 ب.

(51/298)


الكاتب الرئيس، ناظر ديوان دمشق.
تُوُفّي فِي المحرِّم. وهو كَانَ يُعرف بابن العطّار، وبالعَلَم الطّويل.
واسمه أَحْمَد. وكان أمينا فِي فنّه، ماهرا.
443- بدر [1] .
الأتابك الطَّواشيّ، بدر الدّين، عتيق السّتّ اقصرا.
روى عَنْ: الزُّبيْديّ، وابن صبّاح، وكريمة.
كتب عَنْهُ الجماعة.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
كتب عَنْهُ: ابن العطّار، والبِرزْاليّ.
444- بيليك [2] .
الأمير الكبير بدرُ الدّين الصّالحيّ، المعروف بالأيْدمُري. من أمراء الألوف وكبراء المصريّين. رَأَيْته يحمل الجتْر عَلَى رأس السّلطان الملك المنصور سنة ثلاثٍ وثمانين.
تُوُفّي فِي المحرّم بالقاهرة. وخلّف ثلاثة [3] بنين ومائة مملوك، ووصّى بهم للسّلطان.
- حرف الحاء-
445- الْحَسَن بْن شاور [4] بْن طُرْخان.
__________
[1] انظر عن (بدر الأتابك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 141 ب.
[2] انظر عن (بيليك) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 329 وفيه: «بتليك» ، وعيون التواريخ 21/ 419، 420، والمقفّى الكبير 2/ 582، 583 رقم 1019، والسلوك ج 1 ق 2/ 447 و 666، والمنهل الصافي 3/ 515 رقم 750.
[3] في الأصل: «ثلاث» .
[4] انظر عن (الحسن بن شاور) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 141 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 163 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 327، والمغرب من حلى المغرب 1/ 258، والوافي بالوفيات 12/ 44 رقم 39، وفوات الوفيات 1/ 324- 331، وعيون التواريخ-

(51/299)


الأديب، ناصر الدّين الكنانيّ، الشاعر المعروف بابن النّقيب، وبابن الفقيسيّ، الجنديّ، من أعيان الشعراء بالدّيار المصريّة.
مدحه الشّهاب محمود الموقّع، ومدح هُوَ الشّهاب. ونظّمُه فِي غاية الجزالة والسُّهولة، فمن شعره:
إنّ القطيّفَة الّتي ... لا تُشتَهَى نقلا وعقلا
حُشِيَتْ ببُرْدٍ يابس ... فلأجل ذاك الحشْو تُقلا [1]
وله:
أراد الظّبيُ أن يحكي التَفاتَك ... وجيدَك، قلت: لا يا ظبي فاتَك
وقدّ [2] الغصن قدّك إذ تثنَّى ... وقال: اللَّه [3] يبقى لي حياتك
ويا آسَ العِذارِ فَدَتْكَ نفسي ... وإنْ لم أقتطف بفمي نبأتك
ويا ورد الخدود حَمَتْكَ منّي ... عقاربُ صُدْغه فأمَنْ جُناتك
ويا قلبي ثَبَتّ عَلَى التَجنّي ... ولم يثبت لَهُ أحدٌ ثباتك [4]
وله:
وبي رشأ نحا قصدا جميلا ... فأقبل مُعْربًا عَنْ حُسْن قَصدِه
بنُطق ملحه الإعراب فِيهِ ... وأشهد أنّها مُزجت بشهدِه
وثغر دُرّة الغَوّاصِ فِيهِ ... وجوهر ثغره وجُمان عِقْدِه
ووجه فِيهِ تكملة المعاني ... وإيضاح له لمع بوقده
__________
[ (- 21] / 421- 428، وتذكرة النبيه 1/ 117، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 112، والمقفّى الكبير 3/ 324- 326 رقم 1158، وفيه شعر، وعقد الجمان (2) 376، 377، والمنهل الصافي 5/ 81- 83 رقم 901، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 357، وفيه: «محمد بن حسن بن شاور» ، وشذرات الذهب 5/ 400، والأعلام 2/ 207، والدليل الشافي 1/ 263 رقم 819.
[1] كذا.
[2] وفي تذكرة النبيه: «فدى» .
[3] في الأصل: «وقال له» .
[4] الأبيات في: الوافي بالوفيات، وفوات الوفيات، والمنهل الصافي، وعيون التواريخ، وشذرات الذهب.

(51/300)


أخو جُمَل مفصَّلةٍ يُرينا ... مقدّمه المطرّز فوق خدَّه
وله:
لَيْسَ لي فِي الشراب شرط ولكنْ ... أَنَا شرطي أنْ لا أعطّل كأسي
كم أخذت الكئوس مثل فؤادي ... ولكم قد رددتها مثل رأسي [1]
وله من قصيدة نبويّة:
يا مادحين رَسُول اللهِ حَسْبُكُم ... تكريرُ مدحٍ وتعظيمٌ وتطويلُ
فهو الّذي لَيْسَ يفني وصف سُؤْدُده ... وينفد المدح فِي أدناه والقيلُ
يُغْنيه عَنْ كلّ مدح مدْحُ خالقه ... فإن ذَلِكَ تنزيل وترتيلُ
ليست قصائد إلّا أنّها سُوَرٌ ... من الجليل بها وافاهُ وجبريلُ [2]
والمدح شعرٌ وإنشادٌ لمن مدحوا ... ومدحُ أَحْمَد قرآنٌ وإنجيلُ
وفي المدائح تأويلٌ لمعترضٍ ... والمصطفى مدحه ما فيه تأويل
وله:
__________
[1] البيتان في عيون التواريخ 21/ 422.
[2] ومن شعره:
عاش صبّا بكم ومات محبّا ... فسقى الله منه عهدا وتربا
ما قضى أو قضى حقوق هواكم ... وأباح الغرام جسما وقلبا
قام والله بالذي أوجب العشق ... على مثله وإن كان صعبا
رضي الموت في الغرام ولم يرض ... ملاما عليه فيه وعتبا
هكذا هكذا وإلّا فلا لا ... كل من هام أو صبا أو أحبّا
يا محبّين هذه صفة الحبّ ... وذا وصف من تسمّى محبّا
لو صدقتم محبّة ما نطقتم ... لا تظنّوا الغرام لهوا ولعبا
ليس من يشهد القتال بعينيه ... كمن يلتقي طعانا وضربا
ويح صبّ يسوقه الحب للموت ... فينقاد وهو لا يتأتّى
وله:
وجرّدت مع فقري وشيخوختي التي ... عرتني فعيشي مثل نومي مشرّد
فلا تدّعي غيري مقامي فإنني ... أنا ذلك الشيخ الفقير المجرّد
(زبدة الفكرة) .

(51/301)


وخُودٍ [1] دعتني إلى وصْلها ... وشرْخُ شبابي منّي ذهبْ [2]
فقلت: مَشيبي ما ينطلي ... فقالت: بلى ينطلي بالذَّهبْ
تُوُفّي، رحمه اللَّه، فِي منتصف ربيع الأوّل. وقد روى عَنْهُ شيخنا الدّمياطيّ [3] .
446- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن سلامة.
قاضي بغداد، شَرَفُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الهاشميّ.
مات فِي ربيع الأوّل، وله ثمانون سنة.
كتب فِي الإجازات.
- حرف الخاء-
447- خَطْلَبا [4] .
غرسُ الدّين الأرمنيّ، مولى القاضي زين الدّين ابن الأستاذ الحلبيّ.
مات بحلب في ربيع الأوّل.
__________
[1] الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق. وقيل: بل الجارية الناعمة. (لسان العب) .
[2] في المنهل الصافي: «عصر الشبيبة عني ذهب» ، ومثله في عيون التواريخ 21/ 423.
[3] ومن شعره:
يا من أدار سلافة من ريقه ... وحبابها الثغر الشنيب الأشنب
تفاح خدّك بالعذار ممسك ... لكنه بدم القلوب مخضب
(فوات الوفيات 1/ 292، تذكرة النبيه 1/ 117، شذرات الذهب 5/ 411 ومن شعره:
جودوا لنسجع بالمديح ... على علاكم سر مدا
فالطير أحسن ما يفرّد ... عند ما يقع الندا
وله:
أنها طوّقتني صنيعا وأسموتك ... شكرا كلاهما ما يضيع
فإذا ما شجاك شجوي فإنّي ... أنا ذاك المطوّق المسموع
(بدائع الزهور 1 ق 1/ 357) وله شعر كثير في عيون التواريخ وغيره. وقال البرزالي: ولم يتفق لي به اجتماع ولا كتبت عنه شيئا.
[4] انظر عن (خطلبا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 141 أ.

(51/302)


وحدّث عَنْ: ابن روُزبَة، وابن الزُّبيْديّ، والرُكن إِبْرَاهِيم الحنفيّ، وجماعة.
كتب عَنْهُ: شيخنا ابن الظّاهريّ، وابنه، وابن نُباته، والبِرْزالي، وآخرون.
وذكر أنّه ولد بالكرج سنة خمس عشرة وستّمائة.
- حرف الزاي-
448- زينب بِنْت أَحْمَد [1] بْن كامل بْن العلم.
المقدسيّة، القابلة.
امْرَأة صالحة مُسنّة، وُلِدت سنة إحدى وستّمائة، وحضرت ابن طَبَرْزَد.
وهي بِنْت عمّ إِبْرَاهِيم بْن حمد بْن كامل. ولها أيضا سماع من أَبِي عَبْد اللَّه بْن الزَّبَيْديّ.
وكان لها عبادة، وفيها ديانة ولُطْف وخدمة.
تُوُفّيت فِي خامس شوّال.
وقد سمع منها الجماعة. ولها إجازة من أسعد بْن سَعِيد، وزاهر الثّقفيّ، وعبد الوهّاب بْن سُكَينة.
- حرف السين-
449- سعد الخير [2] بْن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن نصر بْن علي.
العدل، سعدُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد النّابلسيّ، الشافعيّ، الشّاهد.
__________
[1] انظر عن (زينب بنت أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 145 ب، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2276، وذيل التقييد 2/ 367 رقم 1817، وشذرات الذهب 5/ 404، وأعلام النساء 2/ 52.
[2] انظر عن (سعد الخير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 143 أ، وعيون التواريخ 21/ 430، وشذرات الذهب 5/ 400.

(51/303)


وُلِد سنة سبع عشرة وستّمائة.
وسمع الكثير من: أَبِي مُحَمَّد بْن البُنّ، وزين الُأمَنَاء، وابن صَصْرى، وابن الزَّبَيْديّ، وابن اللتي، وابن صباح، وخلق سواهم.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّيّ، وطائفة.
وأجاز لي مروياته. سَأَلت المِزّيّ عَنْهُ فقال: شيخ جليل كثير السّماع، سمعنا منه كثيرا.
قلت: تُوُفّي فِي جمادى الآخرة.
450- سُلَيْمَان [1] بْن العلّامة عَلَمُ الدّين.
أَبُو الربيع الفارقيّ، الحنفيّ، النَّحْويّ.
تُوُفّي بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.
- حرف الشين-
451- شعبان بْن يونس [2] .
الإربليّ، العَدويّ، الفقير.
رَجُل صالح.
تُوُفّي بدمشق فِي جُمادى الآخرة.
- حرف العين-
452- عَبْد اللَّه بْن المحدّث مُحَمَّد بْن عُمَر.
العثمانيّ، الدّمشقيّ، أَبُو مُحَمَّد.
سَمِعَ: أبَاهُ، وأبا القاسم بْن صَصْرى.
وأجاز لَهُ أَبُو اليُمْن الكِنْدي.
__________
[1] انظر عن (سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 141 أ.
[2] انظر عن (شعبان بن يونس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 143 أ.

(51/304)


وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة. وهو فِي عشْر الثّمانين.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ [1] ، والمِزّيّ.
453- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد العظيم [2] .
عزّ الدّين ابن العلّامة الحافظ زكيّ الدّين المُنْذريّ.
تُوُفّي بمصر فِي ذي الحجّة. ووُلِد سنة إحدى وثلاثين فسمع من:
علي بن مختار، والحسن بن دينار، وابن المقيّر، وجماعة.
أخذ عَنْهُ: المصريّون، والبِرْزاليّ، وابن سامة.
454- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الوهّاب [3] .
رشيد الدّين الفاخوريّ.
كَانَ يسكن بالمدرسة التّقويّة. وخلّف ثروة. وكان ديّنا خيّرا.
روى عَنْ: أبي عَمْرو بْن الصّلاح.
مات فِي رمضان.
455- عَبْد الرحمن بْن عَبْد المنعم [4] بْن خَلَف.
كمال الدّين ابن الدّميريّ، اللّخْميّ، والمؤذّن بجامع الفسطاط [5] .
سَمِعَ من: القاضي زين الدّين عَلِيّ بن يوسف الدّمشقيّ.
وحدّث. وكان يؤذّن بالمأذنة [6] ، فلمّا فرغ من أذانه أخذته الصَّفراء، فمال فضرب رأسه فِي الرُكن فمات بها شهيدا.
وقد أجاز له التّاج الكنديّ، وغيره.
__________
[1] لم يذكره البرزالي في المقتفي.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العظيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 147 أ، وعيون التواريخ 21/ 430.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الوهاب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 145 أ.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد المنعم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 144 ب.
[5] في المصرية: مؤذن جامع الفسطاط.
[6] كذا. والصواب: «المئذنة» .

(51/305)


وهو أخو محيي الدّين عَبْد الرحيم. كتب عَنْهُ الجماعة.
ومات فِي شعبان [1] .
456- عَبْدُ الرَّحْمَن بْن هبة اللَّه [2] بْن عَبْد الوهّاب.
عزّ الدّين، أَبُو القاسم بْن القدار الأميوطيّ [3] .
روى عن: ابن عماد، وجعفر الهمدانيّ.
ومات بالإسكندرية في شعبان [4] .
روى عنه: البرزالي [5] ، والمزّيّ.
457- عبد الرحيم بن يوسف [6] بن يحيى بن يوسف بن أحمد بن سليم.
المسند شهاب الدّين، أبو الفضل، ابن خطيب المزّة أبي الحجّاج، الموصليّ، ثمّ الدّمشقيّ، المعروف بابن العلم.
ولد بسفح قاسيون في ذي القعدة سنة ثمان وتسعين. وسمع فِي الخامسة من: حنبل، وابن طَبَرْزَد.
وسألت أَبَا الحَجّاج الكلْبيّ عَنْهُ فقال: هُوَ أَبُو الفضل الدّمشقيّ، نزيل القاهرة. شيخ جليل، فاضل، كثير السّماع. سَمِعَ «المُسْنَد» جميعه من حنبل حضورا.
وسمع من: ابن طَبَرْزَد، والشيخ أبي عُمَر فِي آخرين.
__________
[1] مولده سنة 608 هـ. تقريبا.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن هبة الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 144 ب.
[3] في النسخة المصرية: «الأسيوطي» ، والمثبت أعلاه يتفق مع المقتفي.
[4] ومولده سنة اثنتي عشرة وستمائة أو نحوها بالإسكندرية.
[5] وهو قال: «وكان رجلا صالحا متعبّدا، وله ثروة ويسار ببلده. سمعت منه الرابع من الخلعيات» .
[6] انظر عن (عبد الرحيم بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 145 أ، والمعين في طبقات المحدّثين 219 رقم 2275، والعبر 5/ 364، وعيون التواريخ 21/ 430، وذيل التقييد 2/ 114 رقم 1257، وشذرات الذهب 5/ 401.

(51/306)


وحدّث بعامّة مسموعاته رحمه اللَّه.
وقال أَبُو مُحَمَّد البِرْزاليّ [1] : كَانَ شيخا حسنا، ذا فضيلة ونباهة وتديُّن [2] .
روى عَنْهُ الحافظ زكيّ الدين عَبْد العظيم بيتين أنشدهما إيّاه بمَنْبج.
وسمع منه خلْق من أهل مصر والرّحالة. وعَلَت روايته وتفرّد هناك.
وسماعاته من ابن طَبَرْزَد فِي الخامسة.
وكان جدّه خطيبا بالمِزّة. وكان أبُوهُ وعمّه يرويان عَنِ الحافظ ابن عساكر.
تُوُفّي بالقاهرة فِي تاسع رمضان. وكان يتعانى الكتابة، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى.
458- عَبْد العزيز بْن عَبْد القادر [3] بْن إِسْمَاعِيل.
القبّانيّ، الأصمّ.
روى عَنْ: دَاوُد بْن ملاعب، وابن راجح.
نزل القاهرة.
روى عنه: المصريّون، والمزّيّ.
مات في المحرّم بالقاهرة. وكانوا يسمعون من لفظه الحديث والحديثين [4] .
459- عَبْد العزيز بْنُ عَبْد الرَّحْمَن [5] بْنِ عَبْد العلي.
__________
[1] في المقتفي 1/ ورقة 145 أ.
[2] عبارة البرزالي نصّها: «وكان شيخا حسن الأخلاق، فيه فضيلة ونباهة، وعنده صلاح وديانة، ويخدم في بعض الدواوين» .
[3] انظر عن (عبد العزيز بن عبد القادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 ب، 140 أ.
[4] وقال البرزالي: وكان رجلا صالحا، وثقل سمعه في آخر عمره ... ولم يحصل لي منه سماع للصمم الّذي كان به، وأشار الإمام سعيد الدين مسعود الحارثي أنّا ندخل معه إلى مشهد الحسين رضي الله عنه ونلقّنه حديثا واحدا فلم يتفق ذلك وعسر.
[5] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في: نهاية الأرب 31/ 161، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 146 أ، وعيون التواريخ 21/ 429، وتاريخ ابن الفرات 8/ 75.

(51/307)


القاضي الأجلّ، العلّامة، فخر الدّين ابن السّكّريّ، المصريّ [1] .
تُوُفّي في شوّال عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة وشهرين [2] .
ولي بعد حَمْوه الشّيْخ بهاء الدّين الْجُمَّيْزيّ خطابة جامع الحاكم.
وروى بالإجازة عَنْ: عفيفة الفارقانيّة، والمؤيَّد بْن الإخوة، وجعفر بْن أموسان، وأسعد بْن سَعِيد، وعدّة.
وكان قوّالا بالحقّ، كبير القدْر. وُلّي المناصب، ثمّ عزل نفسه.
وكان من أعيان الشافعيّة.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، والجماعة.
460- عَبْد الغفّار بْن مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه بْن المغيزل.
قِيلَ تُوُفّي فيها. والأصحّ سنة ثمانٍ كما سيأتي.
461- عَبْد الغني بْن يوسف [4] بْن غنّوم.
الإِمَام الفقيه، تاج الدّين الإسكندرانيّ [5] .
روى عَنْ: ابن عماد.
ومات فِي ذي القعدة [6] .
462- عَبْد المنعم بْن يَحْيَى [7] بْن إِبْرَاهِيم بْن علي.
__________
[1] في عيون التواريخ: «الحصيري» .
[2] وولد في العشر الأخير من شعبان سنة أربع وستمائة بمصر.
[3] انظر الترجمة الآتية برقم (505) .
[4] انظر عن (عبد الغني بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 147 أوفيه: «أبو محمد عبد الغني بن يوسف بن عبد الغني بن موسى بن عبد الله بن محمد الجذامي الإسكندري المعروف بابن غنّوم» .
[5] وقال البرزالي: «وكان رجلا فاضلا وله شعر جيّد، ومن أعيان بلده» . قرأت عليه الحادي عشر من الخلعيات بداره بالإسكندرية» .
[6] ومولده في العشر الأول من ذي القعدة سنة سبع وستمائة بالإسكندرية.
[7] انظر عن (عبد المنعم بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 144 ب، 145 أ، -

(51/308)


الخطيب الواعظ، قُطْبُ الدّين، أَبُو الذّكاء [1] القُرشيّ، الزُّهْريّ، النَابلسيّ. الشافعيّ، الخطيب بالأقصى. وأفتى نحوا من خمسين سنة.
ووُلِد فِي حدود سنة ثلاثٍ وستّمائة.
وسمع من: داود بْن ملاعب، وأبي عَبْد الله بْن البنّاء الصّوفيّ.
وأجاز لَهُ أَبُو الفتح الميدانيّ، وأبو أحمد بن شكر، والمؤيد الطّوسيّ، وجماعة.
وقد قرأ «الأحكام» لعبد الحقّ قراءة بحثٍ عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المقدسيّ.
وقرأ «اللُّمع» فِي النَّحْو عَلَى رَجُل يمنيّ، وتفقّه ونظر فِي العلوم.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن العطّار، وابن الخبّاز، والمِزّيّ، وقاضي حلب زين الدّين الخليليّ، وابن مُسْلِم، والبِرْزاليّ، وآخرون.
وسمع منه: الشّيْخ تاج الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأبو الفتح الأبيورديّ، وأبو الْعَبَّاس ابن الظاهريّ.
قَالَ لي المِزّيّ: شيخ جليل، عالم، فاضل، عالي الإسناد، لكنّه غير مُكثر.
وقال البِرْزاليّ [2] : كَانَ جليل القدر، رفيع الذَّكْر، لَهُ الأبَّهة والموقع
__________
[ (-) ] والإشارة إلى وفيات الأعيان 376، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والمستدرك على العبر 51/ 548 رقم 12، والبداية والنهاية 13/ 312، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 113، وتذكرة النبيه 1/ 119، 120، وعيون التواريخ 21/ 428، 429، وعقد الجمان (2) 373، وتاريخ ابن الفرات 8/ 74، 75، والسلوك ج 1 ق 3/ 746، والنجوم الزاهرة 7/ 378، والمنهل الصافي 7/ 366، 367 رقم 1492، والدليل الشافي 1/ 430 رقم 1486، وشذرات الذهب 5/ 401.
[1] في الإعلام بوفيات الأعلام 287 «أبو الزكاء» بالزاي.
[2] في المقتفي 1/ ورقة 144 ب.

(51/309)


الأسنى فِي النّفوس مَعَ الدين والفضل. وله ميعاد بعد الصُّبح يلقي فِيهِ من «تفسير الثّعلبيّ» من حفظه. وذكر أنّه عَلَى ذهنه من كثرة ترداده.
تُوُفّي فِي سابع رمضان. وكانت جنازته مشهودة.
أجاز لي مَرْويّاته.
قَالَ عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ [1] : سافرتُ ليلة موته إلى القدس، ولم يُقدَّر لي شهود جنازته.
463- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن قُدَيد.
موفَّق الدّين البغداديّ، المقرئ، المعيد فِي مسجد قمرية.
سَمِعَ «مُسْنَد الشافعيّ» على ابن الخازن، و «الدّارميّ» عَلَى ابن بهروز.
ومات فِي شعبان، ووهِم من قَالَ سنة خمس.
464- عُثْمَان بْن عُمَر [2] بْن ناصر.
كمال الدّين، أَبُو عَمْرو الأَنْصَارِيّ، العدْل، نائب الحسبة بدمشق.
روى عَنْ: ابن اللّتّيّ، ومُكَرَّم.
ومات فِي صفر. وله شعر مليح.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والبرزاليّ، وآخرون.
أجاز لي [3] . ومات فِي عَشْر الثّمانين.
465- علي الملك الصّالح [4] بْن السّلطان الملك المنصور سيف الدّين قلاوون.
__________
[1] في المقتفي 1/ ورقة 144 ب.
[2] انظر عن (عثمان بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 140 أ، ب.
[3] وقال البرزالي: وكان شيخا حسن الأخلاق، له نظم جيّد، وكان ينوب في الحسبة بدمشق ويشهد بمركز المناخليين.
[4] انظر عن (علي الملك الصالح) في: نهاية الأرب 31/ 159، 160، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 132 أ (وفيه وفاته سنة 686 هـ) ، و 144 أ (سنة 687 هـ.) ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 162 أ، ب، وعيون التواريخ 21/ 428، والمختصر في أخبار البشر 4/ 22، والمختار من تاريخ ابن الجزري 327، وتاريخ ابن الوردي 2/ 234، والبداية والنهاية-

(51/310)


عهد إلَيْهِ والده بالمُلْك من بعده، وخُطب لَهُ بذلك، فأدركته المَنِيّة وهو شابّ. وكان عاقلا، مليح الكتابة [1] .
تُوُفّي فِي شعبان بعد أخته غازية خاتون زَوْجَة الملك السّعيد بشهر، ودُفنا عند أمّهما بتُربة بين مصر والقاهرة.
وخلَّف ابنا اسمه مُوسَى، كبُر وتميّز. وولي ولاية العهد بعده أخوه السّلطان الملك الأشرف في رمضان.
466- علي بن أبي الحزم [2] .
__________
[ (- 13] / 312، وتذكرة النبيه 1/ 115، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 81، 82، والجوهر الثمين 2/ 301، والسلوك ج 1 ق 3/ 746، وتاريخ ابن الفرات 8/ 69، 70، وعقد الجمان (2) 377، 378، والنجوم الزاهرة 7/ 377، وتاريخ ابن سباط 1/ 490.
[1] وقال بيبرس المنصوري: «مرض السلطان الملك الصالح ولد مولانا السلطان، وكان مرضه بالدوسنطاريا الكبدية، وهي من الأمراض القاتلة الرديّة، فتوالى عليه رمي الدم حتى أشرف على العدم واستحكم داؤه وأعيى الأطبّاء دواؤه، فقدّر الله منيّته في هذه السنة، فتوفي إلى رحمة الله تعالى وحزن عليه والده خاصّة والأمراء والناس عامّة لأنه كان محبّبا إلى القلوب، جامعا للمحاسن البريئة من العيوب، نبيلا في الأخلاق الملوكية، مرتضعا خلوفها من الحداثة والطفولية، جاووكا في الهيئة والفروسية، وخلّف ولدا واحدا ذكرا وهو الأمير مظفّر الدين أمير موسى، فأقرّ الله به العيون، وحقّق فيه الظنون، ونشأ نشأة والده، وتقدّم في مصادره وموارده، ولما أفضت الدولة إلى عمّه السلطان الملك الناصر صار في زمرة الأكابر، وأمّره بمائة فارس.
ورث السعادة عن أبيه وجدّه ... وحوى السيادة كابرا عن كابر
فاللَّه يحرسه ويرفع مجده ... في ظلّ مولانا المليك الناصر
وبعد وفاة الملك الصالح ببرهة يسيرة توفّيت أخته لأبيه وهي الست غازية خاتون زوجة الملك السعيد» . (زبدة الفكرة 9/ ورقة 162 أ، ب) .
[2] انظر عن (علي بن أبي الحزم) في: دول الإسلام 2/ 188، وتاريخ ابن الوردي 2/ 234، وتلخيص مجمع الآداب 2/ 44، والبداية والنهاية 13/ 313، وعيون التواريخ 21/ 429، 430، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 129، ومرآة الجنان 4/ 207، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 506، 507 رقم 1204، وتذكرة النبيه 1/ 115، 116، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 114، وعيون التواريخ 21/ 429، 430 وفيه: «علي بن علي بن أبي الحرم» ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 42، 43 رقم 480، والسلوك ج 1 ق 3/ 746، -

(51/311)


العلّامة، علاء الدّين ابن النّفيس القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الطبيب، شيخ الأطبّاء فِي عصره.
اشتغل عَلَى الشّيْخ مهذَّب الدّين الدُّخْوار، وبرعَ فِي الصّناعة والعلاج.
وصنَّف ونبّه واستدرك وأفاد وشغّل. وألَّف فِي الطّبّ كتاب «الشامل» . وهو كتاب عظيم تدلّ فهرسته على أن يكون ثلاثمائة مجلّدة، بيَّضَ منها ثمانين مجلّدة. ما ترك خلفه خلف. وفي الكحل كتاب «المهذّب» ، وشرح «القانون» لابن سينا. وكانت تصانيفه عليها من ذهنه لا يحتاج فيها إلى مراجعة لتبحُره فِي الفنّ. وانتهت إلَيْهِ رياسة الطّبّ بالدّيار المصريّة. وخلّف ثروة واسعة، ووقف دارهَ وأملاكَه وكُتُبه عَلَى البيمارستان المنصوريّ.
وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة. وكان من أبناء الثّمانين، ولم يخلّف بعده مثله.
وقد كتب إلينا الإِمَام أَبُو حيّان الأندلسيّ أنّ العلاء ابن النّفيس كَانَ إماما فِي عَلَمُ الطّبّ، أوحَدَ لا يُضاهَى فِي ذَلِكَ ولا يُدانى استحضارا واستنباطا.
واشتغل بِهِ عَلَى كِبَر. شرح «القانون» فِي عدّة مجلّدات، وصنّف كتاب «الشامل» . وصنّف أيضا مختصرا فِي الطّبّ يسمّى «الموجز» ، وكتاب «المهذْب فِي الكُحل» فِي سفرين، أجاد فيه كلّ الإجادة.
__________
[ (-) ] وعقد الجمان (2) 374، 375، والنجوم الزاهرة 7/ 377، وكشف الظنون 463 و 464 و 490 و 885 و 1024 و 1114 و 1269 و 1311 و 1312 و 1899 و 2031، وتاريخ الخميس 2/ 425، وروضات الجنات 494، 495، وإيضاح المكنون 1/ 188، وهدية العارفين 1/ 714، ومفتاح السعادة 2698، والدارس 2/ 131، وشذرات الذهب 5/ 401، وتاريخ ابن سباط 1/ 490، وتاريخ الخلفاء 484، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 493، وذيله 1/ 899، والأعلام 5/ 78، ومعجم المؤلفين 7/ 55، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 357، وديوان الإسلام 4/ 339، 340 رقم 2128، وحسن المحاضرة 1/ 313، والمعجم الشامل للتراث العربيّ المطوع 5/ 256، 257، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 168، 169 رقم 244، ومخطوطات الطب الإسلامي في مكتبات تركيا لرمضان شثن وغيره 95- 106.

(51/312)


قَالَ: وأخبرني من رآه يصنّف فِي الطّبّ أنّهُ كَانَ يكتب من صدره من غير مراجعة كتاب حالة التّصنيف.
ولشيخنا علاء الدّين معرفة بالمنطق، وقد صنَّف فِيهِ مختَصَرًا. قرأتُ عَلَيْهِ كتاب «الهداية» لابن سينا فِي المنطق.
وقد صنَّف فِي الفقه، وفي أصول الفقه، وعلم الحديث، والنَّحو، وعلم المعاني والبيان [1] .
467- عُمَر بْن العدل [2] عماد الدّين مُحَمَّد بْن عُمَر بْن هلال.
الشّيْخ كمال الدّين، أَبُو جَعْفَر الْأزْدِيّ، الدّمشقيّ.
روى عَنْ: السّخاويّ، والتاج القُرْطُبيّ.
وعاش اثنتين وخمسين سنة.
توفّي في ذي القعدة. وكان متزهّدا في لباسه وزيّه، تاركا للرئاسة.
روى عنه: البرزاليّ [3] ، وغيره.
468- عمر بن أبي الحسن [4] بن مفرّج.
البعلبكّيّ، المؤذّن.
روى عَنْ: أَبِي المجد القزوينيّ، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن.
أَخَذَ عَنْهُ: ابن أبي الفتح، والبِرْزاليّ، وأهل بَعْلَبَكّ.
ومات فِي شعبان فِي عشْر الثّمانين. وكان ديّنا، بصيرا بالمواقيت.
__________
[1] رثاه تلميذه الصفيّ أبو الفتح بقوله:
ومسائل هل عالم أو فاضل ... أو ذو محلّ في العلا بعد العلا
فأجبت والنيران تضرم في الحشا ... أقصر فمذ مات العلا مات العلا
[2] انظر عن (عمر بن العدل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 146 ب.
[3] قرأ عليه «مجابي الدعوة» لابن أبي الدنيا، وغير ذلك.
[4] انظر عن (عمر بن أبي الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 144 أ، والديباج للختّلي 126، 127.

(51/313)


- حرف الميم-
469- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن مُحَمَّد بْن المؤيَّد بْن علي.
المحدّث، نجيب الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الهَمَذانيّ الأصل، الْمَصْرِيّ. شيخ عالم، فاضل.
قرأ الحديث عَلَى عَبْد العزيز بْن باقا، وغيره.
وسمع من: أَبِي البركات عَبْد القويّ بْن الحباب، ومُكَرم، وعلي بْن إسماعيل بن جبارة، وغيرهم.
وله إجازة من عفيفة الفارقانيّة، وعمر بْن طَبَرْزَد، وجماعة.
وصار كاتبا فِي أواخر عُمُره.
أخذ عَنْهُ أَبُو حيّان، وأبو الحَجّاج المِزّيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وأبو عُمْرو بْن الظّاهريّ، وأبو مُحَمَّد الحلبيّ، وآخرون.
وُلِد سنة اثنتين وستّمائة. ومات فِي ذي القعدة. وهو قرابة الأبرْقُوهيّ.
حصّل والده لَهُ إجازة عفيفة.
قَالَ الحافظ عَبْد الكريم: كَانَ عَدْلًا مُعْتَبَرًا.
470- مُحَمَّد بْن خَالِد [2] بْن حمدون.
الزّاهد، العابد، القُدوة، المحدّث، مجدُ الدّين الهدبانيّ [3] ، ثمّ الحَمَويّ، الكُتُبي، الصُّوفيّ، العارف.
سَمِعَ ببغداد من: ابن بهروز الطّبيب، وإبراهيم بن الخير، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 146 ب، 147 أ، وذيل التقييد 1/ 82 رقم 78، والمقفى الكبير 4/ 275 رقم 1841، وشذرات الذهب 5/ 402.
[2] انظر عن (محمد بن خالد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 ب، والوافي بالوفيات 3/ 36 رقم 921، وتذكرة النبيه 1/ 118، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 114، وعيون التواريخ 21/ 431، وذيل التقييد 1/ 122 رقم 179، والمقفّى الكبير 4/ 619، 620 رقم 2192، والسلوك ج 1 ق 3/ 746، وتاريخ ابن الفرات 8/ 75، ودرّة الحجال 2/ 23.
[3] في تاريخ ابن الفرات: «الهمدانيّ» .

(51/314)


وبمصر من: ابن الْجُمَّيْزيّ.
وبحلب من: ابن رواحة، وابن خليل.
وبدمشق من: الرشيد بْن مسلمة، وجماعة.
وحدّث بالبلاد وجاور بمكة مدّة، وأقام بدمشق بالمدرسة البلْخيّة مدّة.
وكان شيخا، جليلا، مَهيبًا، كبير القدْر.
كَانَ محيي الدّين بْن النّحّاس يعظّمه ويزوره. وكان جمال الدّين ابن الظّاهريّ يعظّمه ويذكر أنّه كَانَ شيخا بحلب، وله زاوية فِي أيّام الملك النّاصر.
سَمِعَ منه: المِزّي، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وحدّث بأماكن. ومات بحلب فِي رابع عشر المحرّم. ودُفِن عند الحافظ ابن خليل.
471- مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق [1] بْن طُرْخان.
المُسْنِد، شَرَفُ الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الأُمويّ، الإسكندرانيّ.
سَأَلت المِزّيّ عَنْهُ فقال: شيخ حَسَن، كثير السَّماع. سَمِعَ الكثير من الحافظ أَبِي الْحَسَن المقدسيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الجبّار العثمانيّ، ومحمد بْن عماد، وغيرهم [2] .
أجاز لَهُ أسعد بْن سَعِيد بْن رَوْح، وجماعة كثيرون. وكان عسرا فِي الرواية.
قرأت عَلَيْهِ «الأربعين فِي الطّبقات» لعلي بْن المفضّل. وكان مولده فِي حدود سنة خمس وستمائة.
وذكره البِرْزاليّ فزاد فِي نَسَبه بعد طَرْخان: حسين بْن مغيث بْن عمّار [3] ، ويُعرف بابن السّخاويّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الخالق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 141 أ، ب، والوافي بالوفيات 3/ 219، وذيل التقييد 1/ 150 رقم 245، والدليل الشافي 2/ 632.
[2] على هامش النسخة البريطانية جاء: «حاشية: رأيت هنا بخط عبد الرحيم العراقي أنه رأى بخط ابن طرخان أن مولده سنة أربع، وسمع سنة ثماني من ابن الجلاجليّ» .
[3] وزاد البرزالي: القرشي.

(51/315)


سَمِعَ «التَّرْمذيّ» من أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن البنّاء، و «الشفا» لعياض، من ابن جُبير، وتفرّد بعُلُوّه.
وأجاز لَهُ أسعد، وعفيفة الفارقانيّة، وعين الشمس الثّقفيّة، وجماعة.
وكان أبُوهُ يبيع الحرير.
سَمِعَ بالثغر من: ابن موقا وبمكة من: المبارك بْن الطّبّاخ.
قلتُ: مات مُحَمَّد فِي ربيع الآخر.
قَالَ البِرْزاليّ [1] : وُلِد سنة أربع وستّمائة.
472- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم [2] بْن مُسْلِم.
كمال الدّين الطّبيب.
شيخ قديم، عارف بالطّبّ، بصيرا بأصوله ومفرداته. درّس بالدَّخواريّة، وطال عُمُرُه. وكان فِيهِ صلاح وخير، وإيثار للفقراء المرضى.
مات فِي ربيع الأوّل بدمشق.
473- مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، ثمّ الشّيرازيّ.
سَمِعَ «صحيح الْبُخَارِيّ» كلّه من ثابت بْن مُحَمَّد الجنْدي فِي شعبان سنة أربع وثلاثين وستّمائة بسماعه من أَبِي الوقت.
أجاز لابن البِرْزاليّ هذا العام.
474- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [3] بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر.
شمس الدّين الواسطيّ.
شيخ صالح، بكّاء، خاشع.
__________
[1] في المقتفي 1/ ورقة 141 ب.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 140 ب، وعيون التواريخ 21/ 431، والوافي بالوفيات 3/ 248.
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 148 أ.

(51/316)


روى عَنْ: أَبِي الفتوح مُحَمَّد بْن الجلاجليّ.
سَمِعَ منه: ابن تيميَّة، والمِزّيّ، والبِرزْاليّ، وابن المهندس، وآخرون.
وتُوُفّي بحَوْران [1] .
وقد أجاز لمن أدرك حياته.
475- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] .
الشّيْخ برهان الدّين النَّسَفيّ، الحنفيّ، الفيلسوف، المتكلَّم، المنطقيّ، صاحب التّصانيف.
قَالَ ابن الفُوَطيّ: هُوَ شيخنا الحكيم، المحقّق، العلّامة، المدقّق، لَهُ التّصانيف الشهيرة. وكان أوحد فِي الخلاف والعِلَل. مُتَّع بحواسّه. وكان زاهدا. وقد لخَّص «تفسير الفخر الرّازيّ» .
وولده تقريبا سنة ستمائة. ومات فِي الثاني والعشرين من ذي الحجّة ببغداد، وكان قدِمها حاجّا فِي سنة خمسٍ وسبعين فسكنها، واشتغل عَلَيْهِ هارون بْن الصّاحب.
476- ميكائيل [3] .
الإِمَام بدر الدّين الجيليّ، الشافعيّ، معيد البادرائيّة مرّة.
تُوُفّي فِي المحرم.
وكان فقيها، صالحا، مقيما بالمدرسة النّاصريّة.
__________
[1] مولده في عاشر المحرم سنة أربع وستمائة.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في مرآة الجنان 4/ 200، ودول الإسلام 2/ 188، وتذكرة النبيه 1/ 120، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 114، والوافي بالوفيات 1/ 282 رقم 185 (وفيه وفاته سنة 684 هـ) ، وعقد الجمان (2) 377، وشذرات الذهب 5/ 385، وتاج التراجم 43، والجواهر المضيّة 2/ 127، والفوائد البهية 194، وكشف الظنون 95 و 865 و 882 و 1032 و 1272 و 1296 و 1720 و 1756 و 1798 و 1799 و 1803 و 1861، وإيضاح المكنون 2/ 194، وهدية العارفين 2/ 135، 136، ومعجم المؤلفين 12/ 297.
[3] انظر عن (ميكائيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 139 ب.

(51/317)


- حرف النون-
477- نصر بْن أَبِي القاسم [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن علي.
النّابلسيّ، شهابُ الدّين، أخو سعد الخير.
سَمِعَ وأخوه الكبير من: ابن البُنّ، وابن صَصْرَى، وزين الأُمناء، وابن صبّاح، وطائفة.
وكان مُكثِرًا كأخيه، وهذا الأكبر.
سَمِعَ منه: ابن الخبّاز، وابن نفيس، وابن العطّار، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، والجماعة.
وعاش ستّا وسبعين سنة.
وكان فِي الآخر يرتزق بالشّهادة. وله شعرٌ ضعيف. ولي منه إجازة.
تُوُفي رحمه اللَّه فِي جُمادى الأولى.
- حرف الياء-
478- ياسين [2] بْن عَبْد اللَّه.
المغربيّ، الحَجّام، الأسود، الصّالح.
كَانَ لَهُ دُكان بظاهر باب الجابية. وكان صاحب كشف وكرامات. وقد حجّ أكثر من عشرين مرة، وبلغ الثّمانين.
اتّفق أنّه سنة نيّفٍ وأربعين مرّ بقرية نوَى فرأى الشّيْخ محيي الدّين النّواويّ وهو صبيّ فتفرّس فِيهِ النّجابة، واجتمع بأبيه الحاجّ شرف ووصّاه بِهِ، وحرّضه عَلَى حفظ القرآن والعلم. فكان الشّيْخ فيما بعد يخرج إلَيْهِ ويتأدّب معه، ويزوره ويرجو بركته، ويستشيره فِي أمور [3] .
__________
[1] انظر عن (نصر بن أبي القاسم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 142 أ.
[2] انظر عن (ياسين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 140 ب، والبداية والنهاية 13/ 312، ومرآة الجنان 4/ 206، 207، وعقد الجمان (2) 375، وشذرات الذهب 5/ 403، وعيون التواريخ 21/ 421، والمختار من تاريخ ابن الجزري 326، وطبقات الأولياء 479 رقم 110، نفحات الأنس 572.
[3] وعلّق اليافعي على هذا بقوله: «ومثل هذا السيد الّذي كان الشيخ الإمام العالي المقام-

(51/318)


تُوُفّي فِي ثالث ربيع الأوّل، ودُفن بمقبرة باب شرقيّ.
وقد أخبَر بموت النّواويّ والده وقال: أيْنَ تختار أن يموت، عندكم أو فِي دمشق؟ ويقال إنّه قتله بالحال لأمرٍ ثمّ ندم.
479- يَحْيَى بْن عَلِيّ [1] بْن أَبِي بَكْر.
العدل، الفقيه، نجم الدّين ابن الإِمَام جمال الدّين الشّاطبيّ، ثمّ الدّمشقيّ، المقرئ.
روى عَنْ: السّخاويّ، ومات فِي رجب [2] .
وكان نقيب الشاميّة الكبرى. وكان الفقهاء يحبّونه ويشكرونه.
وقد سَمِعَ وأسمع أولاده كثيرا فِي حدود الخمسين من: ابن سلمة، ومكي بن علان، وطائفة.
وكان يشهد تحت السّاعات.
وعاش خمسا وسبعين سنة.
وكان أبُوهُ من كبار القراء بدمشق. قد قرأ عَلَى الشاطبيّ مفردا وجامعا، وإجازة فِي سنة ثمانٍ وثمانين بخطّ السّخاويّ، ولها خطبة حسنة. وقد شهِدَ فيها على الشاطبيّ جماعة وأمّا يحيى فأضرّ قبل موته، وخلّف أولادا. وكان قد تلا بالسَّبْع عَلَى السّخاويّ جمعا، وعرض عَلَيْهِ القصيد فِي سنة تسعٍ وعشرين وستّمائة [3] .
480- يوسف بْن إِسْحَاق بْن أبي بَكْر بْن مُحَمَّد.
عزّ الدّين، أَبُو يعقوب الطّبريّ المكيّ.
__________
[ (-) ] الممدوح بين الأنام محيي الدين النواوي يتبرّك به، ويتلمذ له ويتأدّب معه ينبغي أن يفخّم ويعظّم ويبجّل ويكرّم. وأما قول الذهبي: والحاج ياسين المغربي الحجّام الأسود كان جرّاحا، وكان النواوي يزوره ويتلمذه له فغير لائق بقدرهما» . (مرآة الجنان) .
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 143 ب.
[2] ومولده في سابع رمضان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
[3] في المقتفي: «سمع من الشيخ علم الدين السخاوي في سنة ثمان وعشرين وستمائة» .

(51/319)


سمع «التّرمذيّ» على ابن البنّاء.
وأجاز لنا سنة ثلاث وسبعين.
روى لنا عَنْهُ أبو الْحَسَن بْن العطار. وأدرك ابن الخبّاز سنة ستّ، وقال: بتنا عنده بالمدرسة، وتواعدنا لنسمع منه بكرة، فرحل الرَّكب بغتة، ولم ألحقه يومئذٍ.
قلت: مات سنة سبْعٍ أو ثمانٍ، فلم يلحقه البِرْزاليّ.
الكنى
481- أَبُو بَكْر بْن حياة [1] بْن يَحْيَى.
الإِمَام بهاء الدّين الرَّقيّ، الشافعيّ، معيد العادليّة الصُّغرى.
سَمِعَ ببغداد من: المبارك بْن مُحَمَّد الخوّاص، ويحيى بْن يوسف بْن الجوزيّ.
ومات فِي ذي الحجّة [2] .
سَمِعَ منه أَبُو مُحَمَّد البِرْزاليّ [3] .
وفيها وُلِد:
تقيُ الدّين عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفخر البَعْلَبَكّي فِي جمادى الآخرة، وشمس الدّين محمود بْن خليفة بْن مُحَمَّد بْن خَلَف المَنْبجيّ، التّاجر، وعبد الرَّحْمَن بْن الحافظ جمال الدّين يوسف المِزّيّ، يوم الفطر والصّدر سُلَيْمَان بْن دَاوُد ابن العطّار فِي شعبان، والقاضي بدر الدّين مُحَمَّد بْن القاضي شهاب الدّين أَحْمَد الْجَعْبَريّ فِي شوّال، والمقرئ شمس الدّين محمد بن البصّال.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن حياة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 148 أ.
[2] ومولده في ربيع الأول سنة 622 هـ. بالرقّة.
[3] وهو قال عنه: «وكان حسن الخلق، مطّرح التكلّف» .

(51/320)


سنة ثمان وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
482- أَحْمَد بْن الشّيْخ العماد إِبْرَاهيم [1] بْن عَبْد الواحد بْن علي بْن سرور.
الشّيْخ عمادُ الدّين المقدسيّ، الصّالحيّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وستّمائة. وسمع من: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وابن ملاعب، وأبيه، والشيخ الموفَّق، وطائفة.
ورحل إلى بغداد متفرّجا، وسمع من: عَبْد السّلام الدّاهريّ، وعُمَر بْن كرم.
واشتغل، ثمّ انخلع من ذَلِكَ وتَمَفْقَر وتجرّد. وكان سليم الصّدر، عديم التكلُّف والتَّصنّع، فِيهِ تعبُّد وزُهد، وله أتباع ومريدون. وللنّاس فِيهِ عقيدة.
يزوره الصّاحب بهاء الدّين فمن دونه وهو فارغ عَنْهُمْ، وله حظٌّ من صلاة وصيام وذكر إلّا أنّه كَانَ يأكل الحشيشة فيما بلغني، ويقول: هي لقيمة الذَّكر والفِكر. وأحسبه صحب الحريريّ.
سَمِعَ منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطَّلبَة.
وأقام مدّة بزاوية لَهُ بسفح قاسيون عند كهف جبريل.
وكُفّ بصره.
تُوُفّي ودُفن يوم عَرَفَة عند قبر والده، رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 أ، ب، وتلخيص مجمع الآداب 654، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والعبر 5/ 357، ومرآة الجنان 4/ 207، والوافي بالوفيات 6/ 218، وعيون التواريخ 23/ 35، ونكت الهميان 92، والنجوم الزاهرة 7/ 372، والمنهل الصافي 1/ 193، والدارس 2/ 205، وشذرات الذهب 5/ 403.

(51/321)


483- أَحْمَد بْن يوسف [1] بْن عَبْد اللَّه بْن شُكر.
الشّيْخ العَلَم بْن الصّاحب الْمَصْرِيّ، الفقير، المجرّد.
اشتغل فِي صباه وحصّل ودرس. وكان ذكيّا فاضلا، إلّا أنّه تجرّد وتمفقر، وأطلق طباعه. وله حكايات فِي الزّوائد والمُزَاح معروفة. وكان يحادد الرؤساء وغيرهم، ويركب فِي قفصٍ عَلَى رأس حَمّال.
مات بمصر فِي ربيع الآخر. وكان يتعمَّم بشرطوطٍ طويل جدّا، دقيق العرض، ويعاشر الحرافشة. وله أولاد رؤساء. وكان قليل الخبرة بمرّة [2] .
484- أَحْمَد بْن يوسف [3] بْن نصر بن شاذي.
كمال الدّين الفاضليّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 ب، والعبر 5/ 357، ومرآة الجنان 4/ 207، والبداية والنهاية 13/ 314، 315، وعيون التواريخ 23/ 30- 37، وتذكرة النبيه 1/ 127، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 115، والوافي بالوفيات 8/ 292 رقم 3712، والسلوك ج 1 ق 3/ 750، والمقفى الكبير 1/ 743- 745 رقم 685، وعقد الجمان (3) 389، 390، والمنهل الصافي 2/ 274، 275 رقم 345.
[2] وقال يمدح الحشيشة الخسيسة:
في خمار الحشيش معنى مرامي ... يا أهيل العقول والأفهام
حرّموها من غير عقل ونقل ... وحرام تحريم غير الحرام
وله أيضا:
يا نفس ميلي إلى التصابي ... فاللهو منه الفتى يعيش
ولا تملّي من سكر يوم ... إن أعوز الخمر فالحشيش
وله أيضا:
جمعت بين الحشيش والخمر ... فرحت لا أهتدي من السكر
يا من يريني لباب مدرستي ... يربح والله غاية الأجر
وقال يهجو الصاحب بهاء الدين بن حنّا:
اقعد بها وتهنّا ... لا بدّ أن تتعنّى
تكتب علي بن محمد ... من أين لك يا ابن حنّا
فاستدعاه فضربه ثم أمر به إلى المارستان فمكث فيه سنة ثم أطلق. (البداية والنهاية) .
[3] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 151 أ، ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والوافي بالوفيات 8/ 294 رقم 3713، والدليل الشافي 1/ 100 رقم 345، والمنهل الصافي 2/ 279، 280 رقم 347.

(51/322)


سَمِعَ من: أَبِي المحاسن بْن أَبِي لُقْمة، وأبي مُحَمَّد بْن البنّ، وزين الأمناء، وجماعة بدمشق وأبا هُرَيْرَةَ بْن الوسطانّي، وأبا عَلِيّ بْن الجواليقيّ، وعبد السّلام الدّاهريّ، ومحاسن الخزائنيّ، وجماعة ببغداد.
ووُلد سنة عشر وستّمائة بمصر.
وتُوُفّي فِي جمادى الأولى بدمشق بدرب القاضي الفاضل.
كتب عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وكان يُسمع بإفادة القاضي ابن رزق.
485- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر بْن خليل.
العثمانيّ، المكيّ، الفقيه، عَلَمُ الدّين الشافعيّ.
عالم، عامل، حدّث عَنِ ابن الْجُمَّيْزيّ.
وعاش سبْعًا وخمسين سنة.
486- أَحْمَد بْن أَبِي العز [1] بْن مشرف بْن بيان.
شمس الدّين، أَبُو بَكْر الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المؤدّب، أخو النَّجم والشهاب.
حدّث عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن المقيّر، ومُكَرَّم، وغيرهما.
مات فِي شعبان [2] .
487- أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الرَّزَّاق بْن هبة اللَّه.
الصّالح، المُسْنَد، جمال الدّين، أَبُو الْعَبَّاس الصّالحيّ، العطّار المغاري [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أبي العزّ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 أ.
[2] ومولده سنة 627 هـ. وكان يعلم الصبيان.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 أوفيه: «أحمد بن أبي محمد» ، والعبر 5/ 357، 358 وفيه: «أحمد بن أبي محمد» ، والدليل الشافي 1/ 82 رقم 288، والمنهل الصافي 2/ 150، 151 رقم 290، وشذرات الذهب 6/ 404 وفيه:
«أحمد بن أبي محمد» .
[4] في النسخة البريطانية: «الغازي» ، والمثبت عن النسخة المصرية، والمصادر.

(51/323)


سَمِعَ: أَبَا نصر مُوسَى بْن الشّيْخ عَبْد القادر، والموفَّق بْن قُدامة، والنّفيس بْن البُنّ، والمجد القزوينيّ، وأحمد بْن طاوس، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّيّ، وجماعة كثيرة.
وهو أخو شيخنا عيسى [1] .
وُلِد سنة إحدى عشرة وستّمائة.
وتُوُفّي فِي ثاني ذي الحجّة. وكان إمام مغارة الدّم. لَهُ هيئة وأخلاق رضيّة وديانة.
488- إِبْرَاهِيم بْن سلامة [2] .
الرَّقيّ، الشّيْخ أَبُو إِسْحَاق.
تُوُفّي بالقاهرة فِي المحرَّم.
رَجُل مبارك، كثير السّماع بمصر ودمشق بعد الثّمانين وقبلها.
ولم يحدَّث.
489- إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود [3] بْن عَبْد اللَّه.
أَبُو إِسْحَاق الدّمشقيّ، الحويريّ، النّجّار.
كَانَ يسكن بالحُوَيْرة الّتي قبْليّ سوق السّلاح.
مولده بدمشق فِي جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
سافر إلى بغداد وسمع بها من: أَبِي الفضل عبد السّلام الدّاهريّ، وأبي الْحَسَن بْن القَطِيعيّ، وجماعة.
وطال عُمُره. كتب عنه: ابن الخبّار، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطّلبة.
مات فِي ثالث ذي الحجّة.
__________
[1] ذكره المؤلّف- رحمه الله- في معجم شيوخه- ص 412 رقم 599.
[2] انظر عن (إبراهيم بن سلامة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 148 أ، ب.
[3] انظر عن (إبراهيم بن مسعود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 أ.

(51/324)


490- إِسْمَاعِيل بْن إلياس [1] .
الصّاحب، المعظّم، مجدُ الدين ابن الكُتُبي.
قَالَ ابن الفُوَطي: قُتل فِي جمادى الآخرة بدار السلطنة. ذكر أنّهُ كَانَ يومئذٍ صائما. وكان من أفاضل الأعيان، مليح الخطّ. وقد قرأ فِي الطّبّ، والهندسة، والأدب.
وُلّي الأعمال الجليلة. كتبتُ عَنْهُ، وكان جميل الجملة والتّفصيل، رحمه اللَّه تعالى.
491- إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ [2] بْن إِسْمَاعِيل بْن طلحة.
أَبُو الفداء المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ. ويُعرف بابن الحنبليّ.
شيخ صالح من بيت حديث.
روى عن: مُحَمَّد بْن حسّان، وغيره.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ.
ومات فِي صفر عَنْ ستِّ وستّين سنة [3] .
492- إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى [4] بْن منصور.
الإِمَام أَبُو الطّاهر الحَسَنيّ، اليمنيّ.
وُلِد سنة عشرين وستّمائة.
وكتب عنه: أبو الفداء الفَرَضيّ، وغيره بالقاهرة. وبها مات فِي ربيع الآخر.
سَمِعَ من: العَلَم بْن الصّابونيّ، وابن الحبحاب. وكان معيدا.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن الياس) في: تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي، والحوادث الجامعة 216.
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 148 ب.
[3] ومولده سنة 622 هـ.
[4] انظر عن (إسماعيل بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 ب.

(51/325)


493- أيْدُغْدي [1] .
الأمير الكبير، علاء الدّين الكبْكيّ، الظاهريّ، مملوك الأمير الحاجب جمال الدّين ابن الدّاية النّاصريّ.
حضر الوقعة الّتي بين الملك النّاصر والمعزّ أيبك فِي سنة ثمان وأربعين، وهو صبيّ فاستولى عَلَيْهِ كبْك فعُرف بِهِ. وكان يُراعي أولاد أستاذه جمال الدّين ويحسن إليهم. وتنقّلت بِهِ الأحوال إلى أن وُلّي نيابة صفد في الدّولة الظاهريّة والسّعيديّة. ووُلّي نيابة حلب وغير ذَلِكَ من المناصب. وكان من الفرسان المذكورين بالشجاعة.
تُوُفّي ببيت المقدس فِي رمضان، وصُلّي عَلَيْهِ بدمشق صلاة الغائب، وهو فِي عَشْر السّتّين.
- حرف الباء-
494- بركوت [2] .
الحائريّ، الأسود، الضّرير، الرجل الصّالح.
روى بمصر عَنْ: كريمة، وأبي القاسم بْن رواحة.
مات فِي شعبان.
كتب عَنْهُ: الفَرَضيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
495- بهجة [3] بِنْت رضوان بْن صبح.
الدّمشقيّة، والدة الشيخين وجيه الدّين وزين الدّين ابني أبي المنجّا.
سمعت المائة القراويّة من زوجها عزّ الدّين عُثْمَان بْن المُنَجّا.
توفّيت في شوّال.
__________
[1] انظر عن (آيدغدي) في: نهاية الأرب 31/ 165، والوافي بالوفيات 9/ 484، وتذكرة النبيه 1/ 128، والدليل الشافي 1/ 167، والمنهل الصافي 3/ 164، 165 رقم 597.
[2] انظر عن (بركوت) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 أ.
[3] انظر عن (بهجة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 155 ب.

(51/326)


- حرف الخاء-
496- خطّاب بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي الكَرَم بْن كِنَانة.
فخر الدّين المَوْصليّ، ثمّ الدّمشقيّ.
حدّث عَنْ: سالم بْن صَصْرى، وعبد الوهّاب بْن رَوَاج، وغيرهما.
روى عنه البرزاليّ [2] .
ومات في المحرّم.
497- خطلغ شاه [3] بن سنجر.
الملك ناصر الدّين الصّاحبيّ، الجوينيّ.
شابّ عاقل، أديب. كان ينوب عَنْ مخدومه ببغداد إذ غاب عَنْهَا.
وتقلّبت بِهِ الأحوال إلى أن ولي بغداد، ثمّ بُلي بمعاداة سعد الدّولة الرّقّيّ، فعمل عَلَى قتله. ثمّ قُتل ودُفن برباطٍ لَهُ ببغداد.
- حرف الزاي-
498- زينب بِنْت مكي [4] بْن عَلِيّ بْن كامل الحَرّانيّ.
أمّ أَحْمَد الزّاهدة، العابدة، المُسْندة.
سَمِعْتُ من: حنبل، وعمر بْن طَبَرْزَد، وأبي المجد الكرابيسيّ، والشمس العطّار.
__________
[1] انظر عن (خطاب بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 148 ب.
[2] وقال عنه: وكان رجلا جيدا، تاجرا، ثم اقتصر على ما يحصل له من ملكه وضعف حاله في آخر عمره.
[3] انظر عن (خطلغ شاه) في: الوافي بالوفيات 13/ 348، والمنهل الصافي 5/ 229 رقم 996 وفيه: «خطلع» ، ومثله في: الدليل الشافي 1/ 289، والحوادث الجامعة 216 و 218 وفيه: «قتلغ» .
[4] انظر عن (زينب بنت مكي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 155 بد 156 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والعبر 5/ 358، والوافي بالوفيات 15/ 67، وذيل التقييد 2/ 371، 372 رقم 1831، وشذرات الذهب 5/ 404.

(51/327)


وسمعت من ستّ الكَتَبة فِي الخامسة سنة ثمانٍ وتسعين.
وأجاز لها: عَبْد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وأبو الفخر أسعد بْن سَعِيد، وعفيفة الفارقانية، وأبو المجد زاهر الثّقفيّ.
وروت الكثير، وطال عُمُرها. وكانت من أسند مَن بقي من النّساء فِي الدّنيا.
سَمِعَ منها الحافظان: أبو عبد الله البرزاليّ، و [نافلته] [1] أَبُو مُحَمَّد.
[وسمع منها أيضا: عُمَر بْن الحاجب، وابن الشُّقَيْشقة. وروت الحديث نيّفا وستّين سنة] [2] .
وروى عَنْهَا: الدّمياطيّ، وسعد الدّين الحارثيّ، وزين الدّين الفارقيّ، وابن الزّرّاد، والمزّيّ، وقُطْب الدّين عَبْد الكريم، وخلْق كثير.
وعاشت أربعا وتسعين سنة.
وكانت من النّساء العوابد الفقيرات المتعفّفات، صاحبة أوراد ونوافل وأذكار وتلاوة، وخشية واستغفار، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
تُوُفّيت فِي شوّال. وقد روت «المُسْند» كلّه، وروت شيئا كثيرا عَنِ ابن طَبَرْزَد، وازدحم عليها الطّلبة.
وهي أخت الفخر عليّ فِي الرضاع والسّماع.
- حرف السين-
499- ستُّ الفُقهاء [3] بِنْت الزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عُثْمَان.
المَقْدِسيّة.
روت عَنْ: أَبِي المجد القزوينيّ، وأبي القاسم بْن صَصْرى، وغيرهما.
__________
[1] زيادة في النسخة المصرية.
[2] زيادة في النسخة المصرية.
[3] انظر عن (ست الفقهاء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 أ.

(51/328)


سَمِعَ منها: الجماعة [1] .
وماتت فِي رمضان.
- حرف الصاد-
500- الصّارم البطروحيّ [2] .
والي البرّ بدمشق، واسمه مَرْعَش.
مات فِي عيد النَّحر. وقد روى ابنه أَحْمَد شهابُ الدّين الحديث عَنِ القاضي ابن عطاء.
وهو أخو علاء الدّين ابن مُنَجا لأمّه، وعمّ صدر الدّين. ودارهم عند باب السّلام.
- حرف العين-
501- عَبْد اللَّه البَعْلَبكّيّ [3] .
المعروف بأخي مهديّ. وهو والد صاحبنا الفقيه نجم الدّين هاشم.
وُلِد سنة أربع وستّمائة.
ومات فِي ثامن وعشرين جمادى الأولى ببعْلَبَكّ.
وكان لونا عجيبا، ووحشا عجيبا.
ذكره الشّيْخ قُطْب الدّين فقال: كَانَ فِي أول أمره مستقيم الحال، ثم خلّط فِي أقواله وأفعاله، وقطع إصبع يده. زعم أنّه أمرها فعَصَته، فقطعها.
وكان لجماعة من أهل الضّياع فِيهِ عقيدة عظيمة. وقضّى أكثر عُمُره محبوسا فِي برج قلعة بعلبَك، وحبس معه شخص يعرف بقاسم كان يخدمه ويحترمه.
__________
[1] قال البرزالي: سمعت منها جزء علي بن حرب. وهي زوجة ابن عمّها البدر أحمد المعروف بالفصيح مؤدّب مكتب ابن سويد.
[2] في المصرية: «المطروخي» .
[3] انظر عن (عبد الله البعلبكي) في: عيون التواريخ 23/ 37، وذيل مرآة الزمان (مخطوط) 2/ ورقة 392.

(51/329)


وكان كثيرٌ ممّن يقدم إلى بعْلَبكّ يدخل عَلَيْهِ البُرج لرؤيته ومشاهدته وسماع كلامه. فيتكلَّم تارة بالعجميّ، وتارة بالزّنجيّ، وبغير ذَلِكَ وتظهر منه أنواع من الاختلال.
والّذي ظهر لي من أمره أنّه كَانَ يميل إلى مذهب الإسماعيليّة، فإنّه سافر فِي شبابه إلى حصونهم، واجتمع بجماعةٍ من أكابرهم.
قلتُ: كَانَ ضالّا بلا شكّ. يتكلّم بكُفْريات، وإذا سَأَلَ من يخدمه عَنْ أمرٍ، قَالَ: أنت أعلى [1] وأعلم.
وكان إذا ذكروا ابنه يَقُولُ: السرّ بهاشم.
502- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف [2] بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن أَبِي القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن.
المفتي، القُدوة، فخر الدّين، أَبُو مُحَمَّد البَعلَبَكّيّ، الحنبليّ.
وُلِد سنة إحدى عشرة ببعْلَبَكّ.
وسمع من: أبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن، وابن الزُّبيْديّ، وابن اللّتّيّ، والفخر الإربلّيّ، والنّاصح ابن الحنبليّ، ومُكَرَّم بْن أَبِي الصَّقر، وجماعة.
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 أ، ب، الإعلام بوفيات الأعلام 287، والعبر 5/ 358، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 319، ومختصره 86، ومرآة الجنان 4/ 208، والمنهج الأحمد 402، والوافي بالوفيات 18/ 211، والبداية والنهاية 13/ 316، وذيل التقييد 2/ 104 رقم 1242، والمعجم المختص بالمحدّثين 142، 143 رقم 167، ومعجم شيوخ الذهبي 307، 308 رقم 435، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 3/ 210، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني 3/ 81، ومستفاد الرحلة والاغتراب للتجيبي 437، 438، وبرنامج الوادي آشي 95، والديباج للختّلي 121، 122، وعقد الجمان (2) 389، والمقصد الأرشد، رقم 603، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والتاج المكلل للقنوجي 255 و 256، والدرّ المنضد 1/ 431 رقم 1150، والدارس 1/ 65 و 2/ 69، وشذرات الذهب 5/ 404، 405، والمنهل الصافي 7/ 235 رقم 1409، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 192- 194 رقم 520.

(51/330)


وقرأ القرآن عَلَى خاله القاضي صدر الدّين عَبْد الرحيم بْن أَبِي نصر.
وقدم دمشق للاشتغال فِي سنة ثلاثين، فتفقّه عَلَى الإِمَام تقيّ الدّين ابن العزّ، وشمس الدّين عُمَر بْن المُنَجّا، وأبي سُلَيْمَان بْن الحافظ. وحفظ كتاب «علوم الحديث» لابن الصّلاح، وعرضه حِفْظًا عَلَى المصنّف. وقرأ الأصول وشيئا من الخلاف عَلَى السّيف الآمدي، وعلى القاضي نجم الدّين أَحْمَد بْن راجح.
وقرأ فِي النّحو عَلَى أَبِي عَمْرو بْن الحاجب، ثم عَلَى المجد الإربليّ الحنبليّ. ثم رجع إلى بلده وكان الشّيْخ الفقيه يحبّه ويُكرمه، وجعله إماما بمسجد الحنابلة، فلم يزل يؤمّ بِهِ إلى أن انتقل إلى دمشق.
وقد درّس بالجوزيّة نيابة عَنِ القاضي نجم الدّين بْن الشّيْخ شمس الدّين. ودرّس بالصدريّة وبالمسماريّة نيابة عَنْ بني المُنَجّا. ووُلّي تدريس الحلقة بالجامع، ومشيخة مسجد عروة، ومشيخة النّوريّة، ومشيخة الصدريّة.
وروى الكثير وأفتى واشتغل وتخرّج بِهِ جماعة من الفضلاء.
وكان عديم المثل، كبير القدْر. سَأَلت أَبَا الحَجّاج الكلبيّ، عَنْهُ فقال:
هُوَ أحد عباد اللَّه الصّالحين، وأحد من كَانَ يُظَنّ بِهِ أنّه لا يُحسن يعصي اللَّه تعالى. سمعنا منه طرفا صالحا من مسموعاته.
وقال قُطْب الدّين: كَانَ صالحا، زاهدا، عابدا، فاضلا، وهو من أصحاب والدي، رحمه اللَّه اشتغل عَلَيْهِ وقدّمه يصلّي بِهِ فِي المسجد. رافقتُه.
فِي طريق مكة، فرأيته قليل المِثل في ديانته وتعبُّده وحُسن أوصافه.
وقال ولده المفتي شمس الدّين: كَانَ دائم البشْر يحبّ الخمول ويؤثره، ويلازم قيام اللّيل من الثلُث الأخير، ويتلو القرآن بين العشاءين، ويصوم الأيام البيض، وستّة من شوّال، وعشر ذي الحجّة والمحرّم، لا يخلّ بذلك.
ولقد أَخْبَرَنَا بأشياء فوقعت كما قَالَ لخلائق. وذلك مشهورٌ عند من يعرفه.

(51/331)


وقال لي فِي صحّته وعافيته: أَنَا أعيش عُمُر الإِمَام أَحْمَد بْن حنبل، لكن شتّان ما بيني وبينه. فكان كما قَالَ.
وقال لي: يا بُنيّ تنزّهت عَنِ الأوقاف إذ كَانَ يمكنني وكان لي شيء، فلمّا احتجت إليها تناولت منها.
قلت: حكى لي حفيده فخر الدّين أنّه قدم دمشق ومعه مبلغ جيّد من الدّراهم، فأكل منه مدّة سنين، وأنفق عَلَى أولاده حتّى كبروا. ثم تردّد إلى الجهات. وكان إمام مسجد ابن عُمَير الّذي بإزاء درب طلْحة داخل باب توما، ويسكن المسجد.
تُوُفّي فِي سابع رجب، ودفن بتربة الشّيْخ الموفَّق بسفح قاسيون. وقد أجاز لي مَرْويّاته.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، وشيخنا ابن تيميّة، والمِزيّ، والبِرزالي، وخلْق سواهم.
503- عَبْد العزيز بْن الدّميريّ.
ويُعرف بالدّيرينيّ.
شيخ زاهد، مشهور، مقصود بالزّيارة، جالَسَه ابن سيّد النّاس وأرّخه.
لقيه بجامع دمنهور ووصفه بالعلم والفهم والصّلاح [1] .
504- عَبْد العزيز بْن نصر [2] بْن أَبِي الفَرَج.
الشّيْخ عزّ الدّين، أَبُو الفضل بْن الحافظ أَبِي [3] الفُتُوح بْن الحصريّ.
سمع من: والده.
وروى بالإجازة عَنْ: المؤيَّد الطُّوسيّ، وأبي رَوْح الهرويّ.
__________
[1] على هامش النسخة البريطانية: «ث. هذا خير من الّذي قبله بألف درجة وانظر كيف اختصر ترجمته» .
[2] انظر عن (عبد العزيز بن نصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 أ، ب.
[3] في الأصل: «أبو» .

(51/332)


سمع منه المصريّون والرّحّالة.
ومات فِي ثامن رمضان، ودُفِن بالقرافة، وكان من أبناء الثّمانين، وقيل بل جاوز التّسعين [1] .
505- عَبْد الغفّار بْن مُحَمَّد [2] بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه.
الشّيْخ نجم الدّين، أَبُو المكارم العيديّ، الحَمَويّ، الكاتب المعروف بابن المُغَيزل، وبابن المحتسب.
حدّث عَنْ أَبِي القاسم بْن رواحة. وصحب شيخ الشيوخ. وكان كاتب الدَّرج بحماة للملك المنصور ولولده الملك المظفّر.
وكان المنصور يحبّه ويحترمه، ونال من جهته دنيا واسعة. ووقف أوقافا بحماة. وكان أديبا فاضلا شاعرا، حَسَن الصُّحْبة، كثير المكارم.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وستّمائة. وهو أخو شيخنا عَبْد اللّطيف ومن نظمه:
هويت بحريا إذا سَمته ... تقبيل ما فِي فِيهِ من دُر
ينهرني من فرط إعجابه ... يا ما أُحَيْلَى النّهر من بحرِ [3]
وله:
يا ربّ قد أمسيت جارك راجيا ... حُسْن المآب وأنت أكرم جار
فأمْنُن بعفْوك عَنْ ذنوبي إنّها ... لكَثيرةٌ وقنِي عذابَ النّارِ [4]
506- عَبْد القادر بْن أَبِي الرضا [5] بْن معافى.
القاضي، أَبُو مُحَمَّد، نائب الحكم بالإسكندريّة.
__________
[1] وقال البرزالي: «قيل إنه بلغ المائة» . وقال: «سمعت عليه العاشر من فوائد الحاكم أبي أحمد بإجازته من زينب الشعرية بقراءة سعد الدين الحارثي، وقرأت عليه الثاني من فوائد أبي عمرو ابن حمدان بإجازته من أبي روح» .
[2] انظر عن (عبد الغفار بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 151 ب، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 116، وتذكرة النبيه 1/ 124، 125، والسلوك ج 1 ق 3/ 750.
[3] في تذكرة النبيه: «ما أحسن النهر من البحري» .
[4] البيتان في تذكرة النبيه 1/ 125.
[5] انظر عن (عبد القادر بن أبي الرضا) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 155 أ.

(51/333)


كَانَ يروي «جامع التَّرْمِذيّ» ، عَنْ عَلِيّ بْن البنّاء. وكان عَسِرًا فِي الرواية جدّا، فلم يسمع منه عَلَمُ الدّين لعسارته.
وذكر لي جمال الدّين المِزّيّ أنّه أتاه ليسمع منه وهو جالس للحكم قَالَ: نَحْنُ جلوس لقضاء أشغال المسلمين. فقلت: فأيش نَحْنُ.
تُوُفّي فِي هذه السّنة، وسماعه للكتاب سنة إحدى عشرة وستمائة.
ونقلت من خطّ ابن الفَرَضيّ فِي شيوخه الّذين سَمِعَ منهم: عَبْد القادر بْن عَبْد العزيز بْن صالح بن سليمان بن معافى القاضي أَبُو مُحَمَّد الكِنْديّ، الحجْريّ، المالكيّ، الفقيه، المفتي، من بيت العلم والرواية. كَانَ لا يروي إلّا بالجهد والشّفاعات. ناب فِي الحكم مدّة، ثمّ عزل نفسه، ولزم بيته. وسمع أيضا من: ابن عماد، والصَّفراويّ. وأُقعد بأخرة. لَقَبُه كمال الدّين بْن التّقيّ. وقد تلا بالسّبْع عَلَى الصَّفْراويّ.
507- عَبْد القادر بن عَبْد القادر [1] بْن خَلَف.
السّماكيّ، الأَنْصَارِيّ، الزَّمْلَكانيّ.
روى عَنْ: عمّه الخطيب عَبْد الكريم الزَّمْلكاني.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره.
ومات فِي رمضان [2] .
508- عَبْد الوهّاب بْن حمزة [3] بْن مُحَمَّد.
العدل، محيي الدّين، قاضي حماة بْن محيي الدّين حمزة البهرانيّ، القُضاعيّ.
وُلِد سنة إحدى وعشرين وستّمائة.
وسمع بحماة من عزّ الدّين مُحَمَّد بْن يوسف بْن عُمَر بْن بهرور، بمهملتين، عوالي طراد، قال: أخبرتنا شُهْدة.
__________
[1] انظر عن (عبد القادر بن عبد القادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 أ.
[2] ومولده سنة 620 هـ.
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن حمزة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 ب.

(51/334)


وسماعه من ابن بهروز حضورا.
وسمع من: ابن رواحة، ويوسف بْن خليل.
وكان عنده فضيلة ونباهة.
تُوُفّي فِي رمضان بحماة، وقد سمع من جدّته صفيّة القُرَشيّة. وكان جدّ أبيه قاضيا بحماة.
509- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد [1] بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الربيع.
الإِمَام أَبُو الْحُسَيْن القُرَشيّ، الأمويّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ، إمام أهل النَّحو فِي زمانه.
وُلِد سنة تسع وتسعين وخمسمائة. واشتغل عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن الدّبّاج، وقرأ عَلَيْهِ «كتاب سِيبوَيْه» . وقرأ القرآن عَلَى أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَبِي هارون التّميميّ، عَنْ والده أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستوفي سنة خمسٍ وستمائة.
وقرأ أيضا «كتاب سيبويه» وغيره عَلَى أَبِي علي الشّلوبين، وأذن لَهُ فِي أن يتصدَّر للإشغال، وصار يرسل إلَيْهِ الطّلبة، ويحصل لَهُ منهم عَلَى ما يكفيه، فإنّه كَانَ لا شيء لَهُ.
وسمع بعض «الموطأ» وبعض «الكافي» عَلَى أَبِي القاسم بْن بَقيّ، وأجاز لَهُ.
ولمّا استولى الفرنج عَلَى إشبيلية جاء الإِمَام أَبُو الْحُسَيْن إلى سَبْتَه فسكنها، وصنّف بها كتاب «الإفصاح» فِي شرح الإيضاح لأبي علي الفارسيّ، بيع بمصر بخمسة وثلاثين دينارا، وهو أربع مجلّدات كبار.
وله كتاب «القوانين» مجلّد كبير، وله تعليق عَلَى سيبْويَه، وكتاب كبير فِي عشر مجلَّدات «شرح الْجُمَل» وهو كتاب لم يشذّ عنه مسألة من العربيّة.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في: في تاريخ الخلفاء 484، وبغية الوعاة 2/ 125، 126 رقم 1606، وكشف الظنون 1428، و 1819، وهدية العارفين 1/ 649، وروضات الجنات 465، 466، وفهرس الفهارس 2/ 147، 148، ومعجم المؤلفين 6/ 236.

(51/335)


قرأت هذه التّرجمة عَلَى قائلها أَبِي القاسم بْن عمران، وقال: حضرتُ مجلس الأستاذ أَبِي الْحُسَيْن، وسمعت عَلَيْهِ، وأجاز لي.
وأجاز عند موته لكلّ من أدرك حياته بعد أن رغب فِي ذَلِكَ طلبته.
وخَلَفه فِي موضعه كبير طلبته أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الغافقيّ.
510- عُثْمَان بْن نصر اللَّه [1] بْن حسّان.
أَبُو عَمْرو الدّمشقيّ، الغُلْفيّ، السَّقَطي.
روى عَنْ: أَبِي القاسم ابن صَصْرى، والنّاصح بْن الحنبليّ.
كتب عَنْهُ البِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي شعبان.
وكان من خيار المسلمين. وكان أبُوهُ شاهدا، سَمِعَ من الخُشُوعيّ.
511- عطيّة بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الشّيْخ سديدُ الدّين، أَبُو الماضي اللَّخميّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ.
روى عَنْ: مُحَمَّد بْن عمار، والصَّفْراوي.
ووُلِد سنة تسعٍ وستّمائة.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ، وأبو العلاء الفَرَضْي، وجماعة. وحدَّث فِي هذا العام، ولا أعلم مَتَى مات.
512- عَلِيّ بْن أسعد [2] بْن عُثْمَان بْن أسعد بْن المُنَجّا.
الرئيس علاء الدّين ابن الأجلّ صدر الدّين. وهو ابن أخت واقف الصَّدرية.
تُوُفّي، ولم يبلغ أربعين سنة. وكان فِيهِ حشمة وعقل وتواضع ودين. وكان صديقًا لأبي.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن نصر الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 ب.
[2] انظر عن (علي بن أسعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 و 155 ب، والمنهج الأحمد 402، والدرّ المنضد 1/ 432 رقم 1151.

(51/336)


تُوُفّي فِي شوّال.
513- عَلِيّ بْن أَبِي الْحَسَن [1] بْن أَبِي المحاسن بْن أَبِي طَالِب.
أَبُو الْحَسَن المَقْدسيّ، جدّ صاحبنا شهاب الدّين أَحْمَد الظاهريّ لأمّه.
ويُعرف بالعفيف الدّاعي، لأنّه كَانَ يدعو بالسَّبع الكبير عند الفراغ [2] .
وكان إنسانا مباركا، كثير التّلاوة.
كتب عَنْهُ ابن الخبّاز، وأخذ عَلَى الإجازات خطّه.
ومات فِي رمضان. وقد وُلد بالمقدس فِي سنة ستَّ وستّمائة. وسمع سنة ثلاث عشرة من زكريّا الْحِميَريّ، عَنِ النّسابة الجوانيّ، عَنِ ابن رفاعة، عَنِ الخلَعيّ حكاية المرأة الّتي رآها الشافعيّ باليمن لها بدنان [3] .
514- عَلِيّ بْن سالم [4] بْن سُلَيْمَان.
علاء الدّين العربانيّ، الحصْنيّ، والي زُرَع.
صودر وطُلب منه مائة ألف درهم، وعُصِر فشنق نفسه بالعذراويّة فِي ربيع الأوّل. ولعلّهم شنقوه سرّا.
وقد سَمِعَ الكثير من ابن عَبْد الدّائم،: وخلْق.
وكتب الأجزاء، ووقف أجزاءه.
515- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز.
شيخ القرّاء بالعراق، تقيّ الدّين الإربليّ، المقرئ، المقيم بدار القرآن الّتي أنشأها بهاء الدّين الدّبيليّ بدار الخلافة.
وكان فاضلا، خيّرا، كثير الرّواية. خرّج لَهُ جمال الدّين ابن القلانسيّ عوالي مسموعاته ومَرْويّاته. وكان كثير المحفوظ.
__________
[1] انظر عن (علي بن أبي المحاسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 ب.
[2] وزاد البرزالي: وكان يبيع الخفاف بجيرون.
[3] وقال البرزالي: سمعناها منه بإفادة ابن الخبّاز.
[4] انظر عن (علي بن سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 أ.

(51/337)


وُلِد سنة عشرٍ وستّمائة فِي ربيع الأوّل. ومات فِي خامس شهر رجب سنة ثمانٍ، ودُفن بقرب بشْر الحافي.
نقلتُ ذَلِكَ من خطّ ابن الفُوَطيّ.
قرئ عَلَيْهِ بإجازته من عَبْد العزيز بْن الأخضر، وأبي منصور بْن عُفَيْجَة، ومحمد بْن عُبَيْد الحلاوي، ومشرف الخالصيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن المُكَرَّم، وأحمد بْن سُلَيْمَان بْن الأصفر، وأحمد بْن يَحْيَى الدُّبَيْقيّ، وإسماعيل بْن حمدي البزّاز [1] ، وسليمان بْن مُحَمَّد المَوْصليّ، وخلْق.
516- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن منصور بْن عُفَيْجَة.
عزّ الدّين البغداديّ.
سَمِعَ «مُسْنَد عَبْد بْن حُمَيْد» ، من ابن بهروز. وحدّث.
مات فِي ربيع الآخر عَنْ ستٍّ وستّين.
أجاز للبِرْزاليّ [2] .
517- عنبر [3] .
القيّم [4] المِزّيّ.
روى عَنْ أخي مُعتقِه حاطب [5] بْن عَبْد الكريم. وكان أسود اللّون.
مات فِي رمضان بالمِزّة.
__________
[1] في المصرية: «البرزالي» بدل «البزاز» ، وهو غلط.
[2] لم يذكره في المقتفي.
[3] في النسخة المصرية: «عنتر» ، والمثبت عن النسخة البريطانية، وهو يتفق مع المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 ب، 155.
[4] قال البرزالي إنه كان قيّما في الحمّام.
[5] في المصرية: «خاطب» بالمعجمة.

(51/338)


- حرف الفاء-
518- فاطمة بِنْت الزّعبيّ [1] .
المرأة الشاطرة، الحريريّة، زَوْجَة الشّيْخ نجم الدّين بْن إسرائيل الشاعر.
كانت مليحة تتعانى الرجُولية، وتحلق رءوس الفقراء وتشلّق، ولها أخبار.
تُوُفّيت فِي ربيع الأوّل.
519- فخراور بْن مُحَمَّد [2] بْن فخراور بْن هندوَيْه.
أَبُو مُحَمَّد الكنْجيّ، الصّوفيّ، السُّهْرُوَرْديّ الزّاهد.
روى عن الملك المعظّم توران شاه بْن صلاح الدّين، وإسماعيل بْن عزون.
تُوُفّي يوم عَرَفَة بالقاهرة.
كتب عَنْهُ الفَرَضي، وغيره.
- حرف القاف-
520- قيصر [3] .
أَبُو مُحَمَّد المستنصريّ، البادرائيّ، فرّاش البادرائيّة.
حدّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الخازن، وغيره.
وكتب عَنْهُ: ابن جعوان، وعَلَمُ الدّين البرزاليّ.
ومات في صفر.
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت الزعبي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 149 ب وفيه: «فاطمة بنت إبراهيم الزعبي» ، والبداية والنهاية 13/ 314، وعقد الجمان (2) 391 وفيه: «الزعيبي» .
[2] انظر عن (فخراور بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 ب.
[3] انظر عن (قيصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 149 أوفيه «قيصر بن عبد الله» .

(51/339)


- حرف الميم-
521- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عَليّ.
الشّيْخ كمال الدّين ابن النّجّار الدّمشقيّ، وكيل بيت المال.
حدّث عَنْ: القزوينيّ، وابن أَبِي لُقمة، وأبي القاسم بْن صَصْرى، وابن البن حضورا، وغيرهم.
كتب عَنْهُ: ابن الخباز، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ وجماعة.
وكان فِيهِ دَهاء وشهامة وشرّ اللَّه يرحمه.
مات فجأة بقريةٍ وحُمل عَلَى بعير متغيّر. وسُرّ بموته أضداده. ودُفن بقاسيون وله إحدى وسبعون سنة. وقد كَانَ عُزِل وصودر وجهل أمره قبل الثمانين. ثمّ ولي تدريس الدولعيّة فدرّس بها إلى أن مات فِي شعبان. وكان يدخل فِي مكس وحيل ويخاف منه. وله ثروة وتجمّل.
ودرّس بعده بالدّولعيّة تجاه ابن العطّار كمال الدّين ابن الزكيّ.
522- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عطاء اللَّه [2] .
الفقيه شمس الدّين المرداويّ، الحنبليّ، الرجل الصّالح.
حدّث عَنْ: ابن اللّتّيّ، وغيره.
وسمع منه الطّلبة.
ومات فِي ذي القعدة بالجبل.
523- مُحَمَّد بْن العفيف [3] سُلَيْمَان بْن علي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 أ، ب، والعبر 5/ 358.
[2] انظر عن (ابن عطاء الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 أ.
[3] انظر عن (محمد بن العفيف سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 ب، وديوان الشاب الظريف، تحقيق شاكر هادي شكر، والعبر 5/ 359، والبداية والنهاية 13/ 315، والوافي بالوفيات 3/ 129 رقم 1074، وفوات الوفيات 3/ 372 رقم 459، ومسالك الأبصار 16/ 178 رقم 44، وتذكرة النبيه 1/ 126، 127، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 117، -

(51/340)


التّلمسانيّ، الأديب، شمس الدّين، الشاعر بْن الشاعر.
تعانى الكتابة، ووُلّي عُمالة الخزانة. ومات شابّا.
وكان فيه عشرة ولَعِب وخلاعة. وله شعر فِي غاية الحُسْن. ومات فِي رجب.
ومن شعره:
ما أنت عندي والقضيبُ ... اللّدن فِي حدَّ سوى [1]
هذاك حرّكه الهواء ... [2] وأنت حرّكت الهوى [3]
وله:
مولاي إنّا فِي جوارك خمسةٌ ... بتنا ببيتٍ ما بِهِ مصباح
ما فِيهِ لا لحم ولا خُبز ولا ... ماء ولا شيء لَهُ نرتاح
ما فاتنا إلا التّخلّل بالعبا ... فجسومنا لعبت بها الأرواح
كلّ تراه فِي الكآبة والطّوَى ... شَبَحًا فنحن الخمسة أشباح
وله:
دمي للهوى إنْ كان يرضي الهوى حلّ ... فعدلك لا ربطٌ لديه ولا حلُّ
إليك وما موّهت عنّي فإنّما التّجاهل ... عند العارفين بِهِ جهلُ
تحدّث فِي النادي بذكري وذكرها ... وصار لأهل الحيّ من أمرنا شغلُ
طريدٌ ولي مأوى مُباحٌ ولي حمى، ... وحيدٌ ولي صَحْبٌ، غريب ولي أهل
__________
[ (-) ] وعيون التواريخ 23/ 24- 34، وعقد الجمان (2) 387- 389، وتاريخ ابن الفرات 8/ 85- 89، والسلوك ج 1 ق 3/ 750، والمقفى الكبير 5/ 694- 696 رقم 2309، والنجوم الزاهرة 8/ 29، وتاريخ الخلفاء 484، وشذرات الذهب 5/ 405، وكشف الظنون 767، 794، 1786، وإيضاح المكنون 1/ 486، والأعلام 7/ 21، ومعجم المؤلفين 10/ 53.
[1] كذا. وفي تذكرة النبيه: «سوا» ، والمثبت يتفق مع البداية والنهاية 13/ 315، وفي عيون التواريخ 23/ 30 «في حال سوى» .
[2] في تذكرة النبيه 1/ 126 «حرّكه الهوى» ، وفي شذرات الذهب 5/ 405 «حرّكه النسيم» .
[3] البيتان في: البداية والنهاية 13/ 315، وتذكرة النبيه 1/ 126، وعقد الجمان (2) 389، وعيون التواريخ 23/ 30، 31، وشذرات الذهب 5/ 405.

(51/341)


وله:
لي من جمالك شاهد وكفيل ... أنّي عن الأشواق لست أحوال
ما بال خدّك جار فِي تقسيمه ... لي نارهُ ولغيري التّقبيلُ [1]
يا من تقاصَرَ ليلُه لسروره ... ليلي بحُزن [2] الوجْد فيك طويلُ [3]
غادَرْتَني بحشى تذُوب ومُقلة ... عبرَى وجسم [4] خطّهُ التّعليلُ
فِي كلّ جفن للتسهّد موطنٌ ... وبكلّ خدِّ للدموع مسيلُ [5]
يا قدّه والرُمحُ فِيهِ نضارةٌ ... فعلام فِي حدّ السّنان ذُبولُ
أين المعينُ عَلَى الصّبابة أهلها ... ليخفّ عنّي الوجْد فهو ثقيلُ
وله:
ما للحشيشة فضلٌ عند آكلها ... لكنّه غير مهديّ [6] إلى رَشَدِه
صفراء فِي وجهه، خضراء فِي يده [7] ... حمراء فِي عينه، سوداء فِي جسدِه [8]
وله:
لي من هواك بعيده وقريبه ... ولك الجمال بديعه وغريبه
يا من أعيذ جماله بجلاله ... حذرا عَلَيْهِ من العيون تصيبه
إنْ لم تكن عيني فإنّك نورها ... أو لم تكن قلبي فأنت حبيبه
__________
[1] هذا البيت لم يرد في ديوانه.
[2] في عيون التواريخ: «لحزن» .
[3] في الديوان: «ليلي كما شاء الغرام طويل» .
[4] في عيون التواريخ 23/ 27 «وقلب» .
[5] حتى هنا ورد في الديوان 214.
[6] في المقفى الكبير: «مصروف» ، ومثله في البداية والنهاية، وعيون التواريخ 23/ 30.
[7] في المقفى الكبير: «في فمه» ، ومثله في البداية والنهاية، وعيون التواريخ 23/ 30.
[8] المقفى الكبير 5/ 696، وفي شذرات الذهب 5/ 405 «حمراء في يده، سوداء في كبده» ، ومثله في البداية والنهاية 13/ 315، وعيون التواريخ 23/ 30 ولم يرد البيتان في الديوان، وورد البيت الثاني في النجوم الزاهرة 75/ 381 هكذا:
صفراء في وجهه خضراء في فمه ... حمراء في عينه سوداء في كبده
وفي عيون التواريخ، وشذرات الذهب 5/ 405.
حمراء في عينه خضراء في يده ... صفراء في وجهه سوداء في كبده

(51/342)


هَلْ حُرمة أو رحمة لمتيَّمٍ ... قد قَلّ منك نصيره ونصيبه
وله من قصيدة:
لحاظك أسياف ذكورٌ، فمالها ... كما زعموا مثل الأرامل تغزلُ [1]
وما بال برهان العذار مسلّما ... ويلزمه دور، وفيه تسلسل [2]
ومن قصيدة:
فكم يتجافى خصْره وهو ناحل ... وكم يتحالى ريقه [3] وهو باردُ
وله:
بمن أباحك قتلي ... علام حرّمت وصلي
أَنَا لك المتمنّي ... وغيري المتملّي
وليس مثلك يهوى ... فِي الحب هجران مثلي
ما دمت تهوى فواصل ... فذا ربيعٌ مولّي
حسبي وحسبك دقن ... تأتي بفرقة شملٍ
وبعد ذاك إذا ما ... رَأَيْت وجهي فولّي
وله:
أسير لحاظ كيف ينجو من الأسر؟ ... وعاشق ثغر كيف يصحو من السُّكْر؟
وأيّ محبّ يلتقي الحبّ قلبه ... ويثبت وقتا ثمّ يطمع فِي صبر [4]
ولا سيما صبّ يذوب من الهوى [5] ... بما جل عن حصرٍ بما دقّ عَنْ خصر
يهدّده الواشي فيبكي صبابة ... فيغرقُ من نهرٍ ويغرق فِي نهر
ففي كلّ جوَّ منه نقعٌ من الجوى ... وفي كل قُطْرٍ منه وقع من القطرِ [6]
تعلْق فِي أفق الملاحة كوكبا ... تألّق درّيا وضاحك عن درّ
__________
[1] ورد هذا البيت في تاريخ ابن الفرات 8/ 88.
[2] المقفى الكبير 5/ 695.
[3] في المقفى الكبير 5/ 695 «ثغره» .
[4] هذا البيت لم يرد في الديوان.
[5] في عيون التواريخ: «صبابة» ، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الجزري.
[6] حتى هنا في الديوان 138.

(51/343)


مضى زمن كانت لديه أحبّة ... يقومون بالدّعوى ويوفون بالنّذر
ليالي ساهرنا الخلاعة عند ما ... وهبْنا الكَرَى فيها لحادثة الدّهِر [1]
524- مُحَمَّد بْن صدّيق [2] بْن بهرام.
تاج الدّين الدّمشقيّ، الصّفّار، أَبُو الذّهبيّ البشكار، أخو مُحَمَّد بْن يوسف ابن يعقوب الإربليّ الذّهبيّ لأمّه.
سمعا من: ابن الزُّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، ومُكَرَّم، والهَمَدَانيّ.
وهو أكبر من أخيه بسنتين. أعرفه جيّدا. وكان ديَّنًا، خيّرا، حسن السّمت، يعمل التخاتج الفضيّة. وعاش ستّا وستّين سنة.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمِزّي، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي رمضان، رحمه اللَّه تعالى.
525- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم [3] بْن عَبْد الواحد بن أَحْمَد.
__________
[1] الأبيات في: المختار من تاريخ ابن الجزري 457، وفوات الوفيات 3/ 375، وعيون التواريخ 23، 24، 25، وتاريخ ابن الفرات 8/ 86 ومن شعره:
يا ربّ نحويّ له بسم ... تقبيله أعظم مطلوبي
قد صغر الجوهر في ثغره ... لكنه تصغير تحبيب
وله:
أأحبابنا إني وإن رمت سلوه ... وقامت بها من جوركم لي أعذار
فلي فيكم طن وللعين لفتة إليكم ... ومنكم جد في القلب آثار
وله من أبيات:
يعلمه فرط لقساوة أهله ... ويعطفه الخلق الجميل فيغلب
يشق جلابيب الدجنة زائري ... على رغم من ملحي ومن يترقب
فأخجله مما أبث له الهوى ... ويخجلني من فرط ما يتأدّب
فلو رمت أني عنه أثنى أعنّة ... لشوقي لنادى لطفه: أين تذهب
وله في رسّام:
قلت لرسّامكم بك الفؤاد مغرم ... قال: متى أذيبه فقلت: حين ترسم
[2] انظر عن (محمد بن صديق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 ب.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 151 أ، والمعين في-

(51/344)


الإِمَام، المحدّث، القُدوة، الصّالح، شمس الدّين ابن الكمال المقدسيّ، الحنبليّ، ابن أخي الحافظ الضّياء.
وُلِد فِي ذي الحجّة سنة سبْع وستّمائة.
سمع من: أبي اليمن الكنديّ، وأبي القاسم الحَرَسْتانيّ حضورا.
ومن: دَاوُد بْن ملاعب، والبلديّ، وأبي الفتوح، وموسى بْن عَبْد القادر، والشمس أَحْمَد العطّار، والشيخ العماد إِبْرَاهِيم، والشيخ المُوفَّق، وابن أَبِي لُقمة، وابنُ البُنّ، وابن صصْرى، وزين الأُمناء، وابن راجح، وأحمد بْن طاوس، وابن الزَّبَيْديّ، وخلق كثير.
وحدّث بالكثير نحوا من أربعين سنة. وعُني بالحديث، وجمع وخرَّج وكتب الكثير بخطّه. وقرأ عَلَى الشيوخ. وتمَّم تصنيف الأحكام الَّذِي جمعه عمّه الضّياء.
وكان محدّثا، فاضلا، نبيها، حَسَن التّحصيل، وافر الدّيانة، كثير العبادة، نزِهًا، عفيفا، مخلصا، كبير القدر.
روى عَنْهُ: القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، والشيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة، وابن العطّار، والمِزّيّ، وابن مُسْلِم، وابن الخبّاز، والبِرزاليّ، وخلْق يبقون إن شاء اللَّه تعالى إلى بعد الخمسين وسبعمائة.
وقد حجّ مرّتين، ودرّس بالضّيائيّة، ووُلّي مشيخة الأشرفيّة الّتي بالجبل.
وغزا غير مرّة. وكان كثير التّواضع، كثير الذَّكْر، حَسَن الشكل، عَلَيْهِ مهابة وسكون، وفيه ثروة وإيثار.
__________
[ (-) ] طبقات المحدّثين 220 رقم 2277، والإعلام بوفيات الأعلام 287 وفيه: «محمد بن عبد الرحمن» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والعبر 5/ 359 وفيه: «محمد بن عبد الرحمن» ، ومعجم شيوخ الذهبي 515، 516 رقم 765، والمعجم المختص بالمحدّثين 239، 240 رقم 296، والمنهج الأحمد 402، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 320، ومختصر الذيل 86، والوافي بالوفيات 3/ 247 رقم 1264، وتذكرة النبيه 1/ 128، ودرّة الأسلاك 1/ 117، وذيل التقييد 1/ 155، 156 رقم 263، والمقصد الأرشد، رقم 600، والدر المنضد 1/ 431 رقم 1149، والنجوم الزاهرة 7/ 382، ودرة الحجال 2/ 23، وشذرات الذهب 5/ 405.

(51/345)


وسألت عَنْه المِزّي فقال: أحد المشايخ الجلّة المشهورين بالعبادة والورع والعلم والفضل. سَمِعَ الكثير من الإِمَام أَبِي مُحَمَّد بْن قُدامة، وغيره.
وسمع من أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ كتاب «مكارم الأخلاق» .
وأجاز لَهُ: المؤيّد الطّوسيّ، وأبو رَوْح، وجماعة.
وقال قُطب الدّين: تُوُفّي ليلة تاسع جمادى الأولى، ودفن بمقبرة الشّيْخ الموفَّق.
وحُكي لي عَنْهُ إنّه حفر مكانا بالصّالحيّة لبعض شأنه، فوجد جرةٌ مملوءة دنانير، وكانت معه زوجته تُعينه عَلَى الحفر، فاسترجع وطمّ المكان، وقال لزوجته: هذه فتنة، ولعلّ لهذا مستحقّين لا نعرفهم. وعاهدها عَلَى أنّها لا تُشْعر بتلك الْجَرّة أحدا، ولا تتعرَّض إليها. وكانت قرينة صالحة مثله، فتركا ذَلِكَ تورُّعًا مع فقر هما وحاجتهما. وهذا غاية الورع والزُّهد.
526- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [1] بْن دُرارة [2] .
الشّيْخ الصّالح، المؤذّن، أَبُو الفضل، جمال الدّين الْمَصْرِيّ، المحدِّث.
وُلِد سنة اثنتين وستّمائة.
وسمع وقد كبر من: ابن المقيّر، وابن رواج، وجماعة من أصحاب السِّلَفيّ.
ونسخ الكثير، ووقف كُتُبه وأجزاءه.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ [3] ، والمصريّون.
ومات رحمه اللَّه تعالى في شعبان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 154 أ.
[2] درارة: بضم الدال المهملة.
[3] وقال البرزالي: قرأت عليه عشرة أحاديث من أول الأربعين لابن المقيّر.

(51/346)


527- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [1] بْن الواعظ أَبِي بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ بْن الحمويّ.
العدل، كمال الدّين.
أحد الشهود تحت السّاعات.
روى عَنْ: عَنِ ابن الزُّبيْديّ [2] .
سَمِعَ منه الجماعة.
ومات فِي جمادى الآخرة [3] .
528- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [4] بْن سُلَيْمَان.
المحدّث المفيد، الزّاهد، ضياء الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الزّرْزاريّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عماد الحرّانيّ، وجماعة.
كتب عَنْهُ المصريّون.
وذكره الفَرَضيّ فقال: محدّث مكثر، زاهد، عابد، متوجّه إلى اللَّه، مراقبٌ للسُّنَّة فِي حركاته، منقطع. تُوُفّي بالقاهرة فِي تاسع شوّال.
وقال غيره: كَانَ يمتنع من التّحديث. وألّف فِي مذهب الشّافعيّ أشياء وغَسَلها. وتلا بالسَّبْع عَلَى: الصَّفْراوي، وجعفر، وابن الرّمّاح، وابن ماسوَيْه، والعَلَم السّخاويّ [5] .
529- مُحَمَّد بْن عُمَر [6] بْن عَلِيّ بْن رشيد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 أ.
[2] في النسخة البريطانية: «ابن ابن الزبيدي» ، والمثبت عن النسخة المصرية.
[3] وقال البرزالي: «وكان رجلا جيدا متودّدا إلى الناس» .
[4] انظر عن (محمد بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 155 أ، وغاية النهاية 2/ 196 رقم 3231، والمقفى الكبير 6/ 211 رقم 2662، وعقد الجمان (2) 390.
[5] وقال المقريزي: «وكان ثقة ثبتا، حجّة، حافظا، زاهدا، عابدا، كثير العبادة، مقبلا على العلم والعمل، من عباد الله الصالحين. وكان قليل الحديث لم يحدّث إلا يسيرا ومع كثرة رواياته. وكان يصنّف ويجمع، فإذا أكمل شيئا غسله. واختصر «المهذّب» و «المحصول» ثم غسلهما. وكتب حواشي على «رجال الصحيحين» للحافظ أبي الفضل ابن طاهر، وهي مقدمة مفيدة» . (المقفى الكبير 6/ 211) .
[6] انظر عن (محمد بن عمر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 149 أ، ب.

(51/347)


كمال الدّين، أبو حامد بْن الشّيْخ شرف الدّين ابن الفارض.
سَمِعَ من: أبِيهِ، وابن رواج.
وأجاز له المؤيد الطوسي، وأبو روح، وجماعة.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن سامة، والمصريّون.
ومات بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.
530- مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بن يحيى بْن المبارك بْن المحرمي.
كمال الدّين ابن الصّاحب فخر الدّين.
من بيت الرئاسة والفضل.
سَمِعَ من: السُّهْرُورديّ، وحسن بْن السّيّد.
وكان شيخ رباط المسجد.
وُلِد سنة تسع وستّمائة.
ومات فِي رمضان.
531- مُحَمَّد بْن محمود [1] بْن مُحَمَّد بْن عبّاد [2] .
الكافي، العلّامة، شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الأصفهانيّ، الأُصوليّ.
قدِم الشامَ بعد الخمسين وستّمائة فناظَرَ الفقهاءَ واشتهرت فضائله.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 ب، 153 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والعبر 5/ 359، 360، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 41 (8/ 100) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ رقم 141، ومرآة الجنان 4/ 208، والبداية والنهاية 13/ 315، وتذكرة النبيه 1/ 125، 126، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 116، 117، وفوات الوفيات 2/ 265، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 932، 933 رقم 12، وفيه: «محمد بن محمد بن عبد الكافي» ، والوافي بالوفيات 5/ 12 رقم 1967، والمقفى الكبير 7/ 143، 144 رقم 3238، والسلوك ج 1 ق 3/ 750، وعيون التواريخ 23/ 37، 38، وعقد الجمان 2/ 387، وطبقات الفقهاء لابن قاضي شهبة 3/ 55- 57 رقم 491، وعقد الجمان (2) 387، والنجوم الزاهرة 7/ 382، وحسن المحاضرة 1/ 313، وتاريخ الخلفاء 484، وبغية الوعاة 1/ 103 (وفيه وفاته سنة 678 هـ.) ، والفوائد البهية 197، وشذرات الذهب 5/ 406، وهدية العارفين 2/ 136، والأعلام 7/ 308، ومعجم المؤلفين 12/ 6، وديوان الإسلام 1/ 132 رقم 184.
[2] في المقفى الكبير: «عياد» .

(51/348)


وسمع بحلب من طُغْريل المحسني، وغيره.
وانتهت إلَيْهِ الرئاسة فِي معرفة أصول الفقه: صنَّف وأقرأ وشرح «المحصول» لابن خطيب الرّيّ شرحا كبيرا حافلا، وصنَّف كتاب «القواعد» مشتملا عَلَى أربعة فنون: أصول الفقه، وأصول الدّين، والمنطق، والخلاف وهو أحسن تصنيفه. وله كتاب «غاية المطلب فِي المنطق» . وله معرفة جيّدة بالنّحو، والأدب، والشعر، لكنّه قليل البضاعة من الفقْه، والسُّنّة، والآثار.
ولي قضاء مَنْبج في الأيّام النّاصريّة، ثمّ دخل ديار مصر، وولي قضاء قوص، ثمّ ولي قضاء الكَرَك، ثم رجع إلى مصر وولى تدريس المدرسة الصّاحبيّة البهائيّة بمصر، وأعاد وأفاد. ثمّ وُلّي تدريس مشهد الْحُسَيْن، وتدريس الشافعيّ، رحمه اللَّه.
وتخرَّج بِهِ خلْق، ورحل إلَيْهِ الطَّلَبة وكتب عَنْهُ الحديث: عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ، وغيره.
تُوُفّي فِي العشرين من رجب بالقاهرة. وكان مولده بأصبهان سنة ستّ عشرة وستّمائة.
532- مُحَمَّد بْن مُظَفَّر [1] بْن سَعِيد.
الشّيْخ شمسُ الدّين الأنصاريّ، الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ: عَبْد الرحيم بْن الطُّفَيْل، ويوسف بْن المخيليّ، وجماعة.
ورحل إلى الشام، فقرأ بنفسه عَلَى ابن رواحة، وغيره.
وكان عدْلًا حنفيّا، فاضلا، عالما، يقظا [2] .
توفّي بالفيّوم في ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مظفّر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 ب، والمقفى الكبير 7/ 269 رقم 3329.
[2] وقال المقريزي: «وطلب الحديث بنفسه، وكتب بخطّه، وحدّث. وكان معدّلا لا بأس به» .

(51/349)


533- مُحَمَّد بْن يَحْيَى [1] بْن عطاء اللَّه بْن خير بْن خليفة.
الشّيْخ شَرَفُ الدّين، أَبُو عبد الله الهمدانيّ [2] الإسكندرانيّ، المالكيّ، الضّرير.
ويُعرف بابن الحضْرمي.
حدث عن: جعفر الهمدانيّ، وغيره.
وعاش أربعا وسبعين سنة [3] .
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ [4] ، والمِزّيّ، وجماعة.
وكان من كبار المالكيّة، ومن أبناء الدّنيا أُولي الثروة.
مات في رجب.
534- مُحَمَّد بْن يَحْيَى [5] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خلف.
أَبُو عبد اللَّه الهمدانيّ، الْمَصْرِيّ، الشافعيّ، كمال الدّين المحدّث.
سَمِعَ من: مرتضى بْن حاتم، ويوسف بْن المخيليّ، وعبد الرحيم بْن الطفَيْل.
وكان يتعاسَر عَلَى الطَّلبة [6] .
تُوُفّي فِي سادس عشر ربيع الآخر [7] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 ب، والمقفى الكبير 7/ 439 رقم 3532.
[2] في المقفى: «السعداني» . وهو غلط.
[3] ولد سنة 616 هـ. وتوفي ليلة الإثنين تاسع عشر شهر رجب سنة إحدى وتسعين وستمائة.
وقيل: توفي سنة تسعين وستمائة بالإسكندرية. (المقفى الكبير) .
وفي المقتفي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة أو نحوها بالإسكندرية.
[4] قال البرزالي: قرأت عليه المجلس الأول من المجالس السلماسية.
[5] انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 أ، والمقفى الكبير 7/ 4354 رقم 3546.
[6] وقال المقريزي: «وكتب الحديث وكان له به فهم ومعرفة. ثقة» .
[7] ومولده بالقاهرة سنة 617 هـ.

(51/350)


535- محمود الملك المنصور [1] شهاب الدّين بْن السّلطان الملك الصالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل بْن العادل.
رَأَيْته شيخا مَهِيبًا، أبيض الرأس واللّحية، ضخما، رَبْعة من الرجال، مليح الشَّكل، يلبس قباء وعمامة مدَّورة. وقد سلطنه [2] [أبُوهُ بدمشق.
وركب فِي الدَّسْت بأُبَّهة المُلْك فِي حدود سنة أربعين وستّمائة. وكان يوما مشهودا.
وقد روى عن: ابن الزبيدي، وابن اللتي.
كتب عنه جماعة من المحدّثين وتنقّلت به الأخوال إلى أن احتاج وصار يطلب بالأوراق من الأمراء وغيرهم.
قال لي ابن أمّ مكتوم عَلَى سبيل المبالغة: رَأَيْته سلطانا ورأيته يستعطي.
تُوُفّي فِي شعبان، ودُفِن بتُربة أمّ الصّالح. ووُلِد ببُصْرى بقلعتها سنة تسع عشرة [3] .
536- مظفَّر بْن عَبْد الصّمد [4] بْن خليل بْن مقلَّد.
الشّيْخ المعمَّر، شمس الدّين بْن الصّائغ الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وأبي القاسم بْن صَصْرَى.
ولبس الخرقة ببغداد من الشيخ شهاب الدّين.
__________
[1] انظر عن (محمود الملك المنصور) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 ب، وتشريف الأيام والعصور، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23 (سنة 689 هـ) ، ونهاية الأرب 31/ 165، والإعلام بوفيات الأعلام 287، ومرآة الجنان 4/ 208 (سنة 689 هـ) ، والبداية والنهاية 13/ 315، وعيون التواريخ 23/ 38، وفوات الوفيات 3/ 203، وتذكرة النبيه 1/ 124، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 98، وتاريخ ابن الفرات 8/ 85، والنجوم الزاهرة 7/ 292، وترويح القلوب 110، وشذرات الذهب 5/ 409 (سنة 689 هـ) ، وعقد الجمان (2) 390.
[2] من هنا حتى آخر ترجمة يحيى بن عبد الكافي، رقم (542) ساقط من النسخة المصرية، والمستدرك من النسخة البريطانية.
[3] قال البرزالي: وكان ناظر تربة جدّته، وفيه لطف وتواضع، ويحبّ إسماع الحديث.
[4] انظر عن (مظفّر بن عبد الصمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 ب، 151 أ.

(51/351)


وعاش اثنتين وثمانين سنة.
توفّي في مستهل جمادى الأولى بقرية بلياثا.
أخذ عنه: ابن الخبّاز، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطّلبة.
وثنا عَنْهُ القاضي شهاب الدّين بْن المجد الإربليّ.
537- مَعْن [1] .
الأمير الكبير عزُّ الدّين أيبك أمير شكار. ويعرف بمَعْن.
قَالَ قُطْب الدّين: كَانَ رجلا خيّرا ديّنا، واسطة خير. لَهُ حُرمة وافرة عند الملك المنصور.
استشهد فِي ربيع الأوّل عَلَى حصار طرابُلُس، جاءه سهمٌ فِي حَدَقته فكانت منيّته فِيهِ، ودُفِن بقبور الشهداء هناك، وهو فِي عَشْر السّبعين.
538- منصور [2] ابن صاحب الدّيوان علاء الدّين عطا ملك.
الجْوينيّ، ثم البغداديّ، لَقَبُه نظام الدّين.
قتلوه فِي رجب وهو شابّ. وأمّه هِيّ شمس والدة السّتّ رابعة بِنْت وليّ العهد أَحْمَد بْن المستعصم. ودُفن بتُربة والدته. وكان قد سَمِعَ «المقامات» من الشّيْخ فخر الدّين عَبْد اللَّه بْن ... [3] ، عَنْ منوجِهْر، عَنِ المصنّف. وكتب عَلَى ياقوت.
539- منكورس [4] ابن الأمير ركن الدّين الفارقانيّ.
__________
[1] انظر عن (معن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 149 ب، وتاريخ ابن الفرات 8/ 89، وعقد الجمان (2) 391 وفيه: «مغان» ، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (تأليفنا) ج 1/ 589- طبعة ثانية، والمختار من تاريخ ابن الجزري 448، والدرة الزكية 283، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 316 ب، والسلوك ج 1 ق 3/ 747، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير (تأليفنا) 374.
[2] انظر عن (منصور) في: الحوادث الجامعة 218.
[3] بياض في الأصل.
[4] انظر عن (منكورس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 149 ب، وتاريخ ابن الفرات 8/ 89، وعقد الجمان (2) 391 وفيه «منكوبرس» وفتوح النصر لابن بهادر 2/ ورقة 164، -

(51/352)


كَانَ رجلا خيِّرًا، مشكور السّيرة، مجتهدا فِي الغزاة وأمْر حصار طرابُلُس.
وكان متسلّما منْجنيقًا، فطلع عَلَى السّتارة بحذرٍ، فجاءه حجر منجنيق أتلفه فِي ربيع الأوّل، ودُفِن هناك بقبور الشهداء.
وأظنّه منسوبا إلى الأمير شمس الدّين الفارقانيّ سُنْقُر الظّاهريّ.
540- المهذّب بْن أَبِي الغنائم [1] بْن أَبِي القاسم.
العَدْل الكبير، زين الدّين التَنوخيّ، الشافعيّ، كاتب الحكم.
انتهت إلَيْهِ رئاسة الشروط بدمشق. وكان بارعا بصيرا بعللها، مليح الخطّ، عدْلًا مبرّزا، خبيرا بالأحكام. وحصّل من الكتابة جملة صالحة، وألزم بشهادة ديوان الخزانة مدّة، ثمّ استعفى فأعفي.
وقد طُلب لينوب فِي القضاء بدمشق فِي أيام القاضي بهاء الدّين ابن الزّكيّ فامتنع من ذَلِكَ لأنّ الكتابة كانت أكثر تحصيلا لَهُ وأهون عَلَيْهِ.
وكان قد قرأ القراءات عَلَى السّخاويّ فيما أرى، وتفقّه.
وحدَّث عَنْ: مُكَرَّم، وابن اللّتّيّ، وجماعة.
ولد سنة ثمان عشرة وستمائة.
وتُوُفّي فِي حادي عشر رجب، وكانت لَهُ جنازة حفلة.
__________
[ (-) ] والمختار من تاريخ ابن الجزري 448، والدرة الزكية 283، ونثر الجمان 2/ ورقة 316 ب، وتاريخ ابن الفرات 8/ 89، والسلوك ج 1 ق 3/ 747، والمنهل الصافي (مصوّر بدار الكتب المصرية) 3/ ورقة 319، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير (تأليفنا) 374.
[1] انظر عن (المهذب بن أبي الغنائم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 ب، والإعلام بوفيات الأعلام 287، والعبر 5/ 360، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، وعيون التواريخ 23/ 34، وتذكرة النبيه 1/ 128، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 118، وذيل التقييد 1/ 270 رقم 533، والنجوم الزاهرة 7/ 382، وشذرات الذهب 5/ 407.

(51/353)


- حرف الياء-
541- يَحْيَى بْن سالم [1] بْن طلائع.
الشّيْخ زين الدّين الياسوفيّ.
حدّث عَن: ابن الزَّبَيْديّ.
ومات بخانقاه الطّواويس فِي ربيع الآخر.
542- يَحْيَى بْن عَبْد الكافي [2] بْن يَحْيَى بْن مُسْلِم.
الشّيْخ محيي الدّين ابن الشمّاع الْمَصْرِيّ.
وقيل بل لَقَبُه العماد.
وُلِد سنة تسع وستّمائة، وكان لَهُ حانوت بالبزّازين.
وروى عَنْ: فخر القضَاة أَحْمَد بْن الجبّاب.
وكان يقال: ما فاتته صلاة فِي جامع مصر منذ أربعين سنة، فإنّه كَانَ ينوب فِي الإمامة بجامع عَمْرو بْن العاص.
سَمِعَ منه: عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ، وطلبة المصريّين] [3] .
543- يحيى بْن المقرئ عِيسَى [4] ابن المحدّث عَبْد الْعَزِيز بْن عِيسَى.
الشَّيْخ ناصر الدّين اللَّخْميّ الإسكندرانيّ.
روى عَنْ: أبِيهِ، ومحمد بْن عماد.
سَمِعَ منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
544- يعقوب بْن بدران [5] بْن منصور بْن بدلان.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 150 أ، ب.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد الكافي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 152 أ.
[3] إلى هنا ناقص من النسخة المصرية وبدأ النقص أثناء الترجمة رقم (535) .
[4] انظر عن (يحيى بن عيسى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 156 ب، 157 أ.
[5] انظر عن (يعقوب بن بدران) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 153 ب، 154 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 287، ومعرفة القراء الكبار 2/ 690 رقم 660، والعبر 5/ 360، وغاية النهاية 2/ 389، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، وعيون التواريخ 23/ 34، 35، وذيل-

(51/354)


الإِمَام، المقرئ، المجوِّد، تقيّ الدّين، أَبُو يوسف القاهريّ، ثمّ الدّمشقيّ المقرئ المعروف بالجرائديّ. شيخ الإقراء بالمدرسة الظاهريّة، وغيرها بالقاهرة.
كَانَ إماما مبرّزا في علم القراءات.
أخذ القراءات بدمشق عَنِ السّخاويّ، وابن باسوَيه.
ورحل إلى أَبِي القاسم بْن عيسى فقرأ عَلَيْهِ، وعلى غيره.
وحدَّث عَنْ: ابن الزَّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وغيرهما.
وانتفع بِهِ الطَّلَبَة.
قرأ عَلَيْهِ: ابنه العماد مُحَمَّد، والشيخ نور الدّين الشَّطَنُوفيّ، وغير واحد.
وسمع منه المحدّثون.
تُوُفّي فِي شعبان وعمل قصيدة فِي القراءات حلّ فيها رموز «الشاطبيّة» وصرَّح بهم. وأثبت الأبيات، عرض كلّ بيت فِيهِ رمز وأقرّ سائر القصيدة عَلَى حالته.
وفيها وُلِد:
بدر الدّين مُحَمَّد بْن المولى علاء الدّين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن غانم الشافعيّ الكاتب، فِي صفر.
وبرهان الدّين إبراهيم بن أحمد الزّرعيّ، الحنبليّ، وجمال الدّين مُحَمَّد بْن محيي الدّين قاضي الزَّبَدانيّ، وعزّ الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المُنَجّا التَّنوخيّ، وعلي بْن قُطْب الدّين عبد الكريم المنبجيّ الحلبيّ.
__________
[ (-) ] التقييد 2/ 313 رقم 1701، والنجوم الزاهرة 7/ 382، والدليل الشافي 2/ 790، وحسن المحاضرة 1/ 504، وشذرات الذهب 5/ 407.

(51/355)


سنة تسع وثمانين وستمائة
- حرف الألف-
545- أَحْمَد بْن الطّبيب [1] الحاذق أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن سونج.
الصّالحيّ، أخو شيخ البكريّة إِسْمَاعِيل، والمحدّث عماد الدّين حسن، والفقير حسين، والفقيه مُحَمَّد العطّار وخمستهم فيهم دين وجودة.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم. ولم يزد.
546- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن عيّاش.
الصّالحيّ.
روى عَنْ: ابن اللّتّي.
ومات فِي شوّال [3] .
[حدّث عَنْهُ: البِرْزاليّ، وغيره] [4] .
547- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن قدامة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الطبيب أبي إسحاق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 ب.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 ب.
[3] مولده سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
[4] ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة المصرية.
[5] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: نهاية الأرب 31/ 171، 172، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 أ، ونهاية الأرب 31/ 171، 172، والعبر 5/ 360، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 322، 323 رقم 430، والمنهج الأحمد 402، والبداية والنهاية 13/ 319، وفيه: «نجم الدين أبو العباس بن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر المقدسي» ، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 88 ب، وتذكرة النبيه 1/ 64 و 129، والوافي بالوفيات 7/ 46 رقم 2977، وعيون التواريخ 23/ 51- 53، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، والسلوك ج 1-

(51/356)


قاضي القضاة، نجم الدّين، أَبُو الْعَبَّاس ابن شيخ الإِسْلَام شمس الدّين ابن أَبِي عُمَر المقدسيّ، الحنبليّ.
كَانَ مولده فِي سنة إحدى وخمسين وستّمائة.
وسمع حضورا من خطيب مردا.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن خليل، وابن عَبْد الدّائم.
ولم يحدّث. رَأَيْته، وكان شابّا، مليحا، مَهيبًا، تامّ الشكل، بدينا، لَيْسَ لَهُ من اللّحية إلّا شعرات يسيرة، وكانت إلَيْهِ مَعَ القضاء خطابة الجبل والإمامة بحلقة الحنابلة، ونظر أوقاف الحنابلة.
وكان حَسَن السّيرة فِي أحكامه، مليح البِزّة، ذكيّا، مليح الدّرس لَهُ قدرة عَلَى الحفْظ، وله مشاركة جيّدة فِي العلوم. وله شعر جيّد، وفضائل.
فمن نظمه:
آيات كتب الغرام أدرسها ... وعبرتي لا أطيق أحبسُها
لبست ثوب الضَّنَى عَلَى جسديِ ... وحُلَّة الصّبر لست ألبسُها
وشادن ما رنا بمقلته ... إلّا سبى العالمين نرجسُها
فوجهه جنّة مزخرفة ... لكنْ بنبل الحتوف [1] يحرسُها
وريقه خمرةٌ معتّقة ... دارت علينا من فيه أكوسها
يا قمرا أصبحت ملاحته ... لا يعتريها عيبٌ يدنِّسها
صِلْ هائما [2] إنْ جرت مدامعه ... تلحقها زفرة تُيبَّسُها [3]
وُلّي نجم الدّين القضاء فِي حياة والده لمّا عزل نفسه.
__________
[ (-) ] ق 3/ 759، وعقد الجمان (3) 45، 46، والمنهل الصافي 1/ 310 رقم 176، والنجوم الزاهرة 7/ 385، وقضاة دمشق 273، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 16، 17 رقم 5، والمقصد الأرشد، رقم 84، والدرّ المنضد 1/ 432 رقم 1152، وشذرات الذهب 5/ 407.
[1] في تذكرة النبيه 1/ 129 «الجفون» .
[2] في تذكرة النبيه 1/ 129 «مدنفا» .
[3] الأبيات في: تذكرة النبيه 1/ 129، وشذرات الذهب 5/ 408.

(51/357)


وتُوُفّي فِي ثالث عشر جمادى الأولى فِي أوّل اللّيل، وقيل فِي آخر نهار الثّاني عشر، ودفن بمقبرة جدّه من الغد، وشيّعه الخلْق. وعاش ثمانيا وثلاثين سنة، وخلّف ابنين: سعد الدّين الخطيب، وفخر الدّين الخطيب.
وقد حجّ مرّتين، وحضر غير غزوة. وكان يركب الخيل، ويلبس السّلاح.
548- أَحْمَد بْن عيسى [1] بْن رضوان.
الشّيْخ كمال الدّين، أَبُو الضّياء الكنانيّ، العسقلانيّ، الشّافعيّ، قاضي المحلّة. لا أعلم مَتَى تُوُفّي [2] . وقد لقيَه الفَرَضيّ وسمع منه فِي حدود سنة سبْع وعشرين.
وحدّث عَنْ: ابن الْجُمَّيْزيّ. وكان يُعرف بالقليوبيّ. قد شرح «التّنبيه» فِي اثني عشر مجلَّدًا. وصنّف فِي علوم القرآن [3] .
وكان ديَّنًا، صالحا، مُفْتيًا.
549- أحمد بْن عيسى [4] بْن حسن.
عَلَمُ الدّين [الزَّرْزاريّ] [5] السّنْجاريّ، ابن أخي قاضي القضاة أَبِي الْعَبَّاس الخضر.
ولد بالخابور سنة تسع وعشرين وستّمائة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عيسى بن رضوان) في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 10، والوافي بالوفيات 7/ 274 رقم 3250، والمقفى الكبير 1/ 553 رقم 542، وحسن المحاضرة 1/ 236، وكشف الظنون 490، ومعجم المؤلفين 2/ 38.
[2] وقال السبكي: أرّخه الذهبي سنة تسع وثمانين وستمائة، لكني وجدت فوائد بخطه تاريخها في رجب سنة إحدى وتسعين وستمائة» .
[3] ومن مؤلفاته: «نهج الوصول في علم الأصول» وهو مختصر، و «المقدّمة الأحمدية في علم العربية» ، و «طبّ القلب ووصل الصبّ» وهو في التصوّف، و «الجواهر السحابية في النكت المرجانية» جمع به كلمات سمعها من أبي عبد الله محمد المرجاني، و «العلم الظاهر في مناقب الفقيه أبي الطاهر» ، و «الحجّة الرابضة لفرق الرافضة» .
[4] انظر عن (أحمد بن عيسى الزرزاري) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 ب.
[5] زيادة من النسخة المصرية.

(51/358)


وسمع من: السّاوي، وسبْط السِّلفيّ.
وحدّث. ومات بالقاهرة فِي جمادى الأولى.
550- أَحْمَد بْن منعة [1] بْن مطرّف.
الصالح، عماد الدّين، الحَوْرانيّ، الصّالحيّ. والد شيخنا محمد.
روى عَنْ: القزوينيّ، والمجد.
كتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي ربيع الآخر.
551- أَحْمَد بْن ناصر [2] بْن طاهر.
العلّامة، برهان الدّين الحسينيّ، الشريف، الحنفيّ، إمام محراب الحنفيّة الَّذِي بمقصورة الحلبيّين بدمشق.
كَانَ مُفْتيًا، عالما، زاهدا، عابدا.
تُوُفّي فِي بيته بالمنارة الشرقيّة فِي شوال.
وقد صنّف تفسيرا فِي سبْع مجلّدات، وصنّف فِي أصول الدّين كتابا فِيهِ سبعون مسألة. وذكر أنّه سَمِعَ من ابن اللّتّيّ، وغيره.
وقد ساح مدّة فِي برّية الخِطا، وترك دنيا واسعة وتجارات وفرَّ بدينه وتزهَّد وتصوَّف.
552- أَحْمَد بْن يوسف [3] بْن إِسْمَاعِيل.
الشهاب المقدسيّ، الحنبليّ، الذَّهبيّ مؤذَن المدرسة النّوريّة. أخو الموفّق الشاهد.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن منعة) في: المقتفي 1/ ورقة 159 ب.
[2] انظر عن (أحمد بن ناصر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 ب، وتاج التراجم 11 رقم 22، والوافي بالوفيات 8/ 209 رقم 3642، والدليل الشافي 1/ 92 رقم 323، والمنهل الصافي 2/ 237، 238 رقم 325، والنجوم الزاهرة 7/ 383، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 94 رقم 88.
[3] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 161 ب.

(51/359)


روى عَنِ: ابن المقيّر.
ومات فِي رجب [1] .
وكان شيخا ظريفا بزيّ الفقهاء.
553- إِبْرَاهِيم بْن أسعد [2] بْن المظفّر بْن حَمْزَة بْن أسد.
الرئيس، مجدُ الدّين ابن المولى مؤيَّد الدّين التّميميّ، الدّمشقيّ، ابن القلانسيّ.
أخو الصّاحب عزّ الدّين حمزة.
كَانَ مليح الكتابة، حَسَن الشَّكل والبِزّة، لَهُ إلمام بالأدب. وله شعر.
وخدم فِي الجهات. ومات شابّا فِي ذي القعدة ولم يُعقب.
وله وقفٌ عَلَى الصَّدَقَة.
554- إِسْحَاق بْن جبريل [3] .
الحكيم، المنجّم، كرز الدّين الدَّيلميّ، السوريّ.
قَالَ ابن الفُوطي: عارف بالمواليد وعملها [4] ، وبالتّقاويم، دائم الاشتغال بهذا الفنّ. أكثر مواليد أهل بغداد بخطّه. لَهُ كتاب فِي التّواريخ السّماويّات والأرضيّات. سَأَلْتُهُ عَنْ مولده فقال: فِي سنة تسعٍ وستّمائة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
555- إسحاق الفجال [5] .
__________
[1] ومولده سنة 262 هـ. تقريبا.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أسعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ، ب، والمنهل الصافي 1/ 36، 37 رقم 17، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31 رقم 14.
[3] انظر عن (إسحاق بن جبريل) في: الوافي بالوفيات 8/ 408 رقم 3860، والدليل الشافي 1/ 116 رقم 403، والمنهل الصافي 2/ 357، 358 رقم 405.
[4] في النسخة المصرية: «وعلمها» .
[5] انظر عن (إسحاق الفجّال) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337.

(51/360)


صالح، زاهد، يتكلَّم بأشياء حَسَنة وحِكَم نافعة.
تُوُفّي بدمشق فِي شوّال.
556- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن مكّيّ [2] .
الفقيه، مجدُ الدّين الماردينيّ. كَانَ فِي الأوّل حنبليَّا، ثمّ تحوّل شافعيّا، وأتقن المذهب. ودرّس بالأتابكيّة [3] بجبل قاسيون ثمّ ولي قضاء حلب.
وذكر أنّه قرأ «التّحصيل» بالرّوم عَلَى مصنّفه السّراج الأُرْمَويّ. وكان إماما، كثير الفضائل.
توفّي بالصّالحيّة [4] ، وصلّي عليه بجامع العقيبة. وحمل إلى مسجد فلوس فدُفن بترُبة البُرهان المَوْصليّ إلى جانب صاحبه الشّيْخ مجد الدّين محمود الكرديّ، وبينهما خمسة أيّام. ماتا فِي شوّال.
557- إِسْمَاعِيل بْن عزّ القضاة [5] عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي اليُمْن.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 101، وتذكرة النبيه 1/ 134، والسلوك ج 1 ق 3/ 717 و 759، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 30، رقم 12.
[2] في تذكرة النبيه: «بن بكر» .
[3] الأتابكية: أنشأتها بنت نور الدين أرسلان بن أتابك صاحب الموصل، وهي بصالحية دمشق. (الدارس 1/ 96) .
[4] ومولده في أحد الربيعين سنة ست وعشرين وستمائة بماردين.
[5] انظر عن (إسماعيل بن عز القضاة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 43 رقم 63، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 18- 23 رقم 7، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والعبر 5/ 361، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 71، والبداية والنهاية 13/ 318، 319، والوافي بالوفيات 9/ 166- 168 رقم 4079، وفوات الوفيات 1/ 179- 181 رقم 69، وعيون التواريخ 23/ 54- 56، وتذكرة النبيه 1/ 130، 131، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 102، والسلوك ج 1 ق 3/ 760، والمقفّى الكبير 2/ 127، 128 رقم 778 وفيه شعر، وعقد الجمان (3) 44، 45، والمنهل الصافي 2/ 408- 411 رقم 438، والدليل الشافي 1/ 125 رقم 437، وشذرات الذهب 5/ 408، والنجوم الزاهرة 7/ 386.

(51/361)


الشّيْخ الزّاهد، العابد، العالم، فخرُ الدّين، أَبُو الفداء الدّمشقيّ.
كان كاتبا، أديبا، شاعرا، خدم فِي الجهات، وتزهَّد بعد ذَلِكَ.
وُلِد سنة ثلاثين وستّمائة، ودخل فِي جملة الشعراء عَلَى الملك النّاصر بدمشق، فلمّا انجفل النّاسُ ندبه هولاكو إلى مصر. دخلها وترك الخدمة وتزهّد، وأقبل عَلَى شأنه، ولزم العبادة، فاجتمع بالشيخ محيي الدّين ابن سُرَاقة فقال لَهُ: إنْ أردت هذا المعنى فعليك بتصانيف محيي الدّين ابن العربيّ. فلمّا رجع إلى دمشق انقطع ولزم العبادة، وأقبل عَلَى كتب ابن العربيّ فنسخها وتلذّذ بها. وكان يلازم زيارة قبره ويبالغ فِي تعظيمه. والظّنّ بِهِ أنّهُ لم يقف عَلَى حقيقة مذهبه، بل كَانَ ينتفع بظاهر كلامه، ويقف عَنْ مُتشابهه، لأنّه لم يُحفظ عَنْهُ ما يُشينه فِي دينه من قول ولا فعل، بل كَانَ عبدا قانتا للَّه، صاحب أوراد وتهجُّد، وخوف، واتّباع الأثر، وصدق فِي الطّلب، وتعظيم لحُرُمات اللَّه تعالى. لم يدخل فِي تخبيطات ابن العربيّ، ولا دعا إليها. وكان عَلَيْهِ نور الإِسْلَام وضوء السُّنّة. رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وكان ساكنا بالعزيزيّة، حافظا لوقته، كثير الحياء والتّواضع والسّكينة، كتب الكثير بخطّه، ولم يخلّف شيئا من الدّنيا، ولا كَانَ يملك طاسة. وفرغت نفقته يوم موته.
وكان شيخنا ابن تيميّة يعظّمه ويبالغ، حتّى وقف عَلَى أبيات لَهُ أوّلها:
وحياتكم ما إن أرى لكم سوى ... إذ أنتم عين الجوارح والقوى
فَتَأَلَّمَ لَهُ وَقَالَ: هَذَا الشِّعْرُ عَيْنُ الاتِّحَادِ. قُلْتُ: إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَنْظِمَ قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ» [1] . الحديث.
__________
[1] رواه البخاري في الرقاق 7/ 190 «عن محمد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثني شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن عطاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إن الله قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ فيما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وبصره الّذي يبصر به ويده التي يبطش بها-

(51/362)


فقال: سياق الحديث يدلّ عَلَى بُطلان هذا. وهو قوله: فبي يسمع وبي يرى، وما فِي الحديث أنّ الباري تعالى يكون عين الجوارح، تعالى اللَّه عَنْ ذَلِكَ.
قلت: لم أجد هذه اللّفظة «فبي يسمع وبي يبصر» إلخ.
ومن شعره:
أوفد الله أعطاكم قبولا ... وكان لكم حفيظا أجمعينا
إن الرَّحْمَن أذْكَرَكُم بأمري ... هناك فقبّلوا عنّي اليمينا
فإنّي أرتجي منه جنانا ... لأنّ إلَيْهِ فِي قلبي حنينا
وأرجو لَثْم أيْدٍ بايَعَتْهُ ... إذا عدتم بخيرٍ آمنينا
وله:
أتريد لثم يمينه فِي بيته ... من غير ما نَصَب وجهد يُرتضى
هيهات إلّا أنْ تخوض بعزمةٍ ... موج الجبال إلَيْهِ فِي بحر الفضا
أتنال فرض زيارةٍ لرسوله ... خير الأنام ولم تذُق مُرّ القضا
لم أنس هزّا للركاب بحيث لا ... ظلّ فيمنع هيكلي أن يرمضا
وتكاد نفسي أنْ تفيض مشقّة ... لو لم أثبت عندها فأفوّضا
وكأنّما كسر القفار مقعَّرٌ ... إذا لم يكن [1] أحد بِهِ أن ينهضا
وكذا الأخَيْضر ذاق أصحابي بِهِ [2] ... عند الورى وهناك موتا أبيضا
فسقاهم ربّي حلاوة رحمةٍ ... مُزِجت ببرد العفو فِي كوب الرضا
وله:
وزهر شموع إنْ مَدَدْن بَنَانَها ... تمحو سطور الليل نابت عَنِ البدرِ
ففيهنّ كافوريّة خِلْت أنّها ... عمود صباح فوقه كوكب الفجر
__________
[ () ]- ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته» .
[1] في المصرية: «يكد» .
[2] في المصرية: «ذاق أصحابه» .

(51/363)


وصفراء تحكي شاحبا شاب رأسه ... فأدمعه [1] تجري عَلَى ضيعة العمر
وخضراء يبدو وقدُها فوق خدّها [2] ... كنرجسةٍ تُزهى عَلَى الغصن النّضر
ولا غرو إن تحكي الأزاهير حُسْنها ... أليس جناها النّحلُ قِدْمًا من الزَّهر؟ [3]
وله، وقد لامه بعض الفُضَلاء عَلَى إقباله الزّائد عَلَى كتب ابن العربيّ، فقال:
يقولون دع ليلى لبُثْنة كيف لي [4] ... وقد ملكت قلبي بحُسن اعتدالها
ولكن ان اسطَعْتُم تردّون ناظري ... إلى غيرها فالعَيْن نصب جمَالها
فأقسم ما عاينتُ فِي الكون صورة ... لها الحُسْن إلّا قلت: طَيْف خيالها
ومن لي بليلى العامريّة إنّها ... عظيم الغنى من نال وهْمَ وصالها
وما الشمسُ أدنى من يدي لامس لها ... وليس السُّها فِي بُعد نُقطة خالها
وأبدت لنا مرآتُها غَيبَ حضرة [5] ... غدَتْ هِيّ مَجلاها وسرُّ كمالها
فوا حبّها حبّي وممكن وجودها [6] ... وصالي وعدّوا سَلْوتيّ من محالها
وحسْبيَ فخرا إنْ نُسِبْتُ لحبّها ... وحسبي قربا أنْ خطَرتُ ببالها [7]
وله:
يا سيدي قمتُ صُعْلُوكًا على الباب ... وطال قرعي بإلحاف وإطناب
__________
[1] في عيون التواريخ، وفوات الوفيات: «فأدمعها» . والمثبت يتفق مع: تاريخ حوادث الزمان، والوافي بالوفيات.
[2] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 23 «فوق قدّها» .
[3] الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 22، 23، وعيون التواريخ، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات.
[4] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 23 «يقولون دع ليلي قلت: كيف لي» .
وفي فوات الوفيات: «يقولون دع ذكرى بثينة كيف لي» . والمثبت يتفق مع الوافي بالوفيات 9/ 168.
[5] في تاريخ حوادث الزمان: «خبره» .
[6] في تاريخ حوادث الزمان: «ومكمن جودها» .
[7] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 23، والوافي بالوفيات 9/ 168، وعيون التواريخ 23/ 181.

(51/364)


ولو جمعت سؤال السّائلين لكم ... لما انتهتْ فيك آلامي [1] وآرابي
وفي غناك يقلّ الكون أجمعه ... لسائلٍ واحدٍ يا خير وهّاب
ودارُ دنيا بي ضاقتْ عَنْ نوالكم ... لكنّها دارُ أعمال وآداب
فزوّدوني من فقرٍ ومسكنةٍ ... ومن سجود ومن تقبيل أعتاب [2]
ومن شعره:
والنّهر قد جُنّ بالغصون هوى ... فراح فِي قلبه [3] يمثّلها
فغار منه النّسيمُ عاشقها ... فجاء عَنْ وصله يميّلها [4]
تُوُفّي الشّيْخ فخر الدّين بمنزل أخيه بالقرب من المدرسة الجوهريّة ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من رمضان، وشيّعه الخلْق، ودُفن بتربة أولاد ابن الزّكيّ إلى جانب قاضي القضاة بهاء الدّين بقاسيون، وتُليت عَلَى قبره ختمات، ورئيت لَهُ منامات حسنة.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وغيره.
وله أوراد وأعمال زكيّة وخوف وورع يمنعه من جَهْرمة الاتّحاد [5] ، ويُشعر تقواه بأنّه ما دقّق في مذهب الطّائفة ولا خاض فِي بحر معانيهم. ولعلّ
__________
[1] في تاريخ حوادث الزمان: «آمالي» .
[2] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 20.
[3] في عيون التواريخ، وعقد الجمان (3) 44 «في سرّه» .
[4] البيتان في: تذكرة النبيه 1/ 131، والبداية والنهاية 13/ 318، 319 وفيه شعر آخر، وعقد الجمان (3) 44، 45، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 20.
ومن شعره:
لم أنت في حق الصديق مفرط ... ترضي بلا سبب عليه وتسخط
يا من تلون في الوداد أما ترى ... ورق الغصون إذا تلوّن يسقط
وله:
وملتثم بالشعر من فوق ثغره ... وقد قال لي شبههما بحياتي
فقلت: سترت الصبح بالليل. قال: لا ... ولكن سترت الدر بالظلمات
[5] في المصرية: «الاتحادية» .

(51/365)


اللَّه تعالى حماه للزومه العبادة والإخلاص. وقد نسخ «جامع الأصول» ، وانتفع بالحديث فاللَّه يرحمه.
والظّاهر أنّهُ كَانَ ينُزل كلام محيي الدّين عَلَى محامل حَسَنة وتمحّل العارفين. فما كلّ من عظَّم كبيرا عرف جميع إشاراته. بل تراه يتغالى فِيهِ مجملا، ويخالفه مفصّلا، من غير أنْ يشعر بالمخالفة. وهذا شأن فرق الأمّة نبيّها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تراهم منقادين لَهُ أتمّ انقياد، وكلّ فرقة تخالفه فِي أشياء جمّة ولا شعور لها بمخالفته. وكذا حال خلائق من المقلّدين لأئمّتهم يحضّون عَلَى اتّباعهم فِي كلّ مسألةٍ ويخالفونهم فِي مسائل كثيرة من الأصول والفروع، ولا يشعرون بارتكاب مخالفتهم ولا يصغون [1] ، نعوذ باللَّه من الهوى وأن [2] نقول عَلَى اللَّه ما لا نعلم. فما أحسن الكفّ والسّكوت، وما أنفع الورع والخشية.
وكذلك الشيعة تبالغ فِي حبّ الإِمَام علي، ويخالفونه كثيرا، ويتأوّلون كلامه، أو يكذّبون بما صحّ عَنْهُ. ولعلّ اللَّه تعالى أن يعفُوَ عَنْ كثيرٍ من الطّوائف بحُسن قصدهم وتعظيمهم للكتاب والسُّنّة [3] .
- حرف الباء-
558- بلاشو [4] بْن عيسى بْن محمد.
سيف الدّين الجنديّ.
روى عن: السّخاويّ.
كتب عَنْهُ: الفَرَضيّ، والبِرْزاليّ، والجماعة.
ومات في شوّال [5] .
__________
[1] في المصرية: «ولا يشعرون بل يكابرون ولا ينصفون» .
[2] في المصرية: «أو أن» .
[3] في المصرية: «وتعظيمهم للقرآن والسنّة، والله المستعان» .
[4] انظر عن (بلاشو) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 ب.
[5] مولده سنة 625 هـ. وكان رجلا جيدا خيّرا.

(51/366)


- حرف الحاء-
559- حسّان بْن سلطان [1] بْن رافع بْن مِنْهال بْن حسّان بْن عيسى.
الفقيه، عماد الدّين اليُونينيّ، خطيب قرية زَحْلَة [2] .
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن رواحة، وإسماعيل بْن ظفر.
وصحب الشّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحيّ.
وكان صالحا، خيِّرًا، تاليا، ذاكرا، فقيرا. بيته مأوى الأضياف.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ربيع الآخر [3] .
560- حسن بْن زيادة [4] بْن رسلان.
نفيس الدّين الْمَصْرِيّ.
قَالَ الفَرَضيّ: كَانَ إماما ثقة، مُقرئًا، زاهدا، متصدّرا بجامع مصر من أهل العبادة.
روى عَنْ: عَبْد الرحيم بْن الطُّفيْل، والعَلَم بْن الصّابونيّ.
ومات فِي شعبان.
__________
[1] انظر عن (حسّان بن سلطان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 ب، وتلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ج 4 ق 2/ 705، وورد ذكره في حوادث ووفيات (621- 630 هـ.) من تاريخ الإسلام، في مواليد سنة 623 هـ- ص 180، الاسم العاشر.
[2] زاد البرزالي: «من البقاع البعلبكي تقريبا من عشرين سنة» .
[3] وقال البرزالي: «قرأت عليه الأربعين السلفية» .
ومن شعره:
لقد منعتني عن سليمان ثلاثة ... إذا ما استعار الجوّ ثوبا من الهجر
ضياء محيّاها وجرس حليها ... ونفحة نشر دون عبق العطر
هب أن المحيّا قنّعته ببرقع ... وحلّت حلاها كيف تصنع بالنشر
(تلخيص مجمع الآداب)
[4] انظر عن (حسن بن زيادة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 162 أ.

(51/367)


- حرف الخاء-
561- الخضر بْن سعد اللَّه [1] بْن عيسى بْن حُبَيش.
عماد الدّين الرَّبَعيّ، المعروف بابن دَبُوقا.
أديب كاتب، حَسَن العشرة، كتب الإنشاء للمشدّ علاء الدّين الشُّغري، ثمّ ولي مشارفة بَعْلَبَك. ونْكب وصودر غير مرّة. وله شعر حَسَن.
تُوُفّي كهلا فِي سادس ربيع الأوّل بدمشق [2] .
روى عَنْ: اليَلْدانيّ ببَعْلَبَكّ.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ [3] .
- حرف السين-
562- ستّ الأهل [4] بِنْت المحدّث أَبِي الفتوح نصر بْن الحُصْريّ.
توفّيت بالقاهرة فِي صفر. قاله الفَرَضي.
563- ست الأُمناء [5] بِنْت أَبِي نصر عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عساكر.
رَوَت عَنْ: أبيها، وغيره.
كتب عَنْهَا: البِرْزاليّ، وجماعة.
وماتت فِي ذي القعدة. وأجاز لها: المؤيَّد، وأبو رَوْح.
__________
[1] انظر عن (الخضر بن سعد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158 ب، 159 أ، والوافي بالوفيات 9/ 168، وعيون التواريخ 23/ 181.
[2] ومولده بسنجار في تاسع ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
[3] وستأتي ترجمة أخيه: «يوسف بن سعد الله» برقم (605) .
[4] انظر عن (ست الأهل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158 ب.
[5] انظر عن (ستّ الأمناء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ.

(51/368)


- حرف الطاء-
564- طَرُنْطاي [1] .
نائب المملكة، الأمير الكبير حسام الدّين، أَبُو سَعِيد المنصوريّ، السّيفيّ.
كَانَ من رجال العالم رأيا وحزْمًا ودهاء وذكاء وشجاعة وسياسة وهيبة وسطوة.
اشتراه المنصور فِي حال إمرته من أولاد المَوْصليّ، فرآه مُجيبًا لبيبا، فترقّى عنده إلى أن جعله أستاذ داره، وفوّض إلَيْهِ جميع أموره، واعتمد عَلَيْهِ.
فلمّا وُلي السّلطنة جعله نائبة، وردّ إلَيْهِ أمر الممالك، فكان لَيْسَ فوق يده يد.
وكان لَهُ أثرٌ ظاهر يوم وقعة حمص. وكان السّلطان لا يكاد يُفارقه إلّا عَنْ ضرورة. وقد سيّره إلى الأمير شمس الدّين سُنْقُر الأشقر ولمحاصرته فدخل دمشق دخولا مشهودا لا يكاد يدخله إلّا سلطان من التّجمُّل والزّينة ولعب النَّفط. ثمّ سار إلى صهيون، وانتزع من سُنْقر الأشقر بلاده. وحلف لَهُ وأنزله، ورجع وهو معه. وقد حصل طَرْنطاي من الأموال والخيل والمماليك والأملاك وغير ذَلِكَ ما يفوق الإحصاء. وبنى مدرسة بالقاهرة، ووقف عَلَى الأسرى. وكان مليح الشكل، مهِيبًا لم يتكهّل.
ولمّا تسلطن الأشرف استبقاه أيّاما حتّى رتّب أموره، واستقلّ بالملك،
__________
[1] انظر عن (طرنطاي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ، والعبر 5/ 361، والبداية والنهاية 13/ 318 وفيه «طرقطاي» ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 94 رقم 139، والعبر 5/ 361، والبداية والنهاية 13/ 318، والوافي بالوفيات 16/ 429 رقم 466، وتذكرة النبيه 1/ 136، وعقد الجمان (3) 26، والنجوم الزاهرة 7/ 383، والمنهل الصافي 1/ 386- 388 رقم 1241، والدليل الشافي 1/ 361 رقم 1238، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31، 33 رقم 15، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، وعيون التواريخ 23/ 64، 65، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 104، والسلوك ج 1 ق 3/ 757، والجوهر الثمين 2/ 105، والنفحة المسكية، ورقة 33، 34، والدرة الزكية (في مواضع كثيرة) .

(51/369)


ثمّ قبض عَلَيْهِ، وكان فِي نفسه منه، فبسط عَلَيْهِ العذاب إلى أن أتلفه، وصبر المسكين صبرا جميلا، فقيل إنّه عصر إلى أن هلك، ولم تُسمَع منه كلمة.
وكان بينه وبين عَلَم الدّين الشجاعيّ منافسة وإحَن، فقيل إنّ الملك الأشرف سلّمه إلَيْهِ ليعذّبه. ولمّا مات حُمل إلى زاوية الشّيْخ عُمَر السُّعُوديّ، فغسّلوه وكفّنوه، ودُفن بظاهر الزّاوية، فذكر فقير من الزّاوية قَالَ: لمّا أتوا بِهِ كَانَ لَهُ رائحة مُنكَرَة جدّا، ولمّا غسّلوه تهرّأ وتزايلت أعضاؤه.
وذُكر أنّ جوفه كَانَ مشقوقا. قَالَ ذَلِكَ الشّيْخ قُطْب الدّين.
ثم قال: رحمه الله وعفا عَنْهُ فلقد كَانَ معدوم النّظير، ولولا شُحُهُ وبذاذة لسانه لكان أوحد زمانه.
قِيلَ إنّه خلّف من العين الْمَصْرِيّ ألف ألف دينار وستّمائة ألف دينار، ومن الكَلْوتات والحوائص والأواني والأسلحة والمتاجر والخيول والغلمان والأملاك ما لا يُحصى كثرة، فاستولى الأشرف عَلَى المجموع، وأفضى الحال بأولاده وحُرَمِه إلى أن بقوا بلا قوت إلّا ما يُسيّره إليهم بعض الأعيان عَلَى سبيل الصّلة. إنّ فِي ذَلِكَ لعبرة. وتُوُفّي ولم يبلغ الخمسين.
قلت: لم يذكر وفاته فِي أيّ شهر.
565- طَيْبَرْس [1] .
الأمير الكبير، الحاجّ علاء الدّين الوزيريّ، صهر السلطان الملك الظاهر.
__________
[1] انظر عن (طيبرس) في: نهاية الأرب 31/ 185، وذيل الروضتين 220، وتالي كتاب وفيات الأعيان 93 رقم 138، والبداية والنهاية 13/ 319، وأمراء دمشق 46، والوافي بالوفيات 16/ 508 رقم 555، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، والمقفى الكبير 4/ 9- 11 رقم 1404، والنجوم الزاهرة 7/ 385، وعقد الجمان (3) 49، والدليل الشافي 1/ 375 رقم 1287، والمنهل الصافي 7/ 35، 36 رقم 1290، والمختار من تاريخ ابن الجزري 338، والمقتفي 1/ ورقة 166 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 35، 36 رقم 18، وعيون التواريخ 23/ 65، وإعلام الورى لابن طولون 5.

(51/370)


تُوُفّي بمصر فِي ذي الحجّة. وكان ديَّنًا، كثير الصّدقات، قليل الأذيّة رحمه اللَّه.
أوصى بثلاثمائة ألف درهم أن تُنفق فِي ضُعَفاء الجنُد. ووقف خانا كبيرا بالعقيبة عَلَى الصَّدقة. وله وُلِد من أمراء الدّولة فِي هذا الوقت، وهو عام أربعة عشر وسبعمائة [1] .
- حرف العين-
566- عَبْد اللَّه بْن خير [2] بْن حُمَيد.
أَبُو مُحَمَّد القُرَشيّ، الْبُخَارِيّ.
روى عَنْ: مُحَمَّد بْن عمار.
ومات بالإسكندرية فِي تاسع صفر [3] .
كتب عَنْهُ أهل الثغر والرحّالة.
567- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [4] بْن حسّان بْن رافع.
العدل، عماد الدّين، أَبُو بَكْر العارميّ، خطيب الموصل.
سمّعه أبُوهُ حضورا وسماعا.
وروى عَنْ: ابن أَبِي لُقمة، وأبي مُحَمَّد بْن البنّ، وزين الأُمناء، والقزوينيّ، والكاشغريّ، وابن الزّبيديّ، وجماعة.
وسمع بمكة من: أبي علي الحسن بن الزّبيديّ، وإبراهيم بن الخيّر.
أخذ عنه: ابن الخبّاز، وابن العطّار، والمزّي، والبرزاليّ، والطّلبة.
وكان فقيها فاضلا عالي الإسناد مكثرا. أجاز لي مرويّاته.
__________
[1] وهذه إشارة إلى تدوين المؤلّف- رحمه الله- كتابه هذا في السنة المذكورة.
[2] انظر عن (عبد الله بن خير) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158 ب.
[3] ومولده سنة 610 هـ. تقريبا.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والعبر 5/ 361.

(51/371)


وتُوُفّي فِي سابع صفر وله ثلاثٌ وسبعون سنة [1] .
حجّ سنة ثمانٍ وعشرين، وهو مراهق، وحجّ سنة ثمانٍ وثمانين، وبين الحجّتين ستّون سنة.
568- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [2] بْن الشَّرف عَبْد اللَّه بْن الشّيْخ أَبِي عُمَر المقدسيّ.
فخر الدّين، سبْط الشّيْخ شمس الدّين.
سَمِعَ الكثير، وتفقّه، ومات شابّا فِي جمادى الأولى.
569- عَبْد الرَّحْمَن بْن الزَّين [3] أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عُثْمَان.
الشّيْخ شمس الدّين، أَبُو الفَرَج المقدسيّ، الحنبليّ.
وُلِد فِي ذي القعدة سنة ستٍّ وستّمائة.
وسمع حضورا من: عَبْد الملك بْن مندوَيْه، وغيره.
ثمّ سَمِعَ من: الكنْديّ، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وداود بْن ملاعب، وأبي عَبْد الله بْن البنّاء، وأبي الفُتُوح بْن الجلاجليّ، وموسى بْن عَبْد القادر، والشيخ المُوفَّق، وابن راجح، وابن البُنّ، وابن أَبِي لقُمة، وطائفة.
ورحل هُوَ والسّيف بْن المجد، والتّقي بْن الواسطيّ فسمعوا ببغداد من:
الفتح بْن عَبْد السّلام، وأبي الْحَسَن بْن بوزيدان، وعبد السّلام الدّاهريّ، وعمر بْن كرم، وخلْق سواهم.
__________
[1] ومولده في سنة 616 هـ. وأجاز له سنة سبع عشرة نصر بن الحصري من مكة.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 ب، 160 أ.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن الزين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 33 رقم 16، والعبر 5/ 362، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والمعين في طبقات المحدّثين 220 رقم 2278، ومعجم شيوخ الذهبي 284 رقم 395، والمعجم المختص بالمحدّثين 136، 137 رقم 159، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 323، 324 رقم 431، والمختصر له 86، والمنهج الأحمد 403، وتاريخ علماء بغداد 78، والوافي بالوفيات 8/ 108 رقم 121، والمقصد الأرشد، رقم 567، والدرّ المنضد 1/ 432، 433 رقم 1154، والنجوم الزاهرة 7/ 386، وشذرات الذهب 5/ 408.

(51/372)


وأجاز لَهُ: أَبُو الفخر أسعد بْن سَعِيد، وعين الشّمس الثّقفيّة، وزاهر بْن أَحْمَد، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنَة، وعمر بْن طَبَرْزَد.
وكان فقيها، عالما، صالحا، ثقة، نبيلا، عابدا، مَهيبًا، متيقّظا، واسع الرّواية، عالي الإسناد. تفرَّد ببعض مَرْويّاته. وسمع منه خلق كثير، منهم:
ابن الخبّاز، وأبو الْحَسَن المَوْصِليّ، وابن العطّار، وابن مُسْلِم، وابن تيميّة، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وابن المهندس، وابن أَبِي الفتح.
وأجاز لي مَرْوياته.
تُوُفِّي فِي التاسع والعشرين من ذي القِعْدَة، وقد كمّل ثلاثا وثمانين سنة.
570- عَبْد الرَّحْمَن بْن مجد الدّين [1] بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عُثْمَان بْن عساكر.
القاضي الجليل، عماد الدّين.
روى عَنْ: المخلص بْن هلال، وغيره.
سَمِعَ منه: البِرْزاليّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة أيضا [2] ، وهو فِي الكهولة.
وكان يشهد تحت السّاعات.
571- عَبْد الكافي بْن عَبْد الملك [3] بْن عَبْد الكافي بن علي.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن مجد الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 ب.
[2] ومولده في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
[3] انظر عن (عبد الكافي بن عبد الملك) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 ب، 161 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 116 رقم 176، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 18 رقم 6، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والعبر 5/ 362، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، ومعجم شيوخ الذهبي 326، 327 رقم 466، ومرآة الجنان 4/ 208، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 119 (8/ 280) ، والبداية والنهاية 13/ 318، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 925 رقم 5، والوافي بالوفيات 19/ 71 رقم 61، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 101، وتذكرة النبيه 1/ 131، 132، وعيون التواريخ 23/ 53، وذيل التقييد-

(51/373)


القاضي، الخطيب المفتي، جمال الدّين، أَبُو مُحَمَّد الرَّبَعيّ، الدّمشقيّ، الشافعيّ.
وُلِد ثاني عشر شعبان سنة اثنتي عشرة وستّمائة.
وسمع من: ابن الصبّاح، وابن الزَّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وأبي الفضل الهمدانيّ، وطائفة.
وخرّج لَهُ أَبُو مُحَمَّد البِرْزاليّ «مشيخة» سمعها منه هُوَ وابن تَيْمية شيخنا، والزَّين عُمَر بْن حبيب، وأبو الْحَسَن الحنفيّ، وابن مسَلَمة الخليليّ، وخلْق سواهم.
وكان إماما، مُفْتيًا، خبيرا بالمذهب، ناب فِي القضاء مدّة، ثمّ تركه واقتصر عَلَى الخطابة بالجامع. وكان للنّاس فِيهِ حُسن عقيدة لدينه وسكونه، وازدحموا عَلَى نعشه.
ومات فِي سْلخ جمادى الأولى. ولي منه إجازة بمَرْويّاته.
572- عَبْد الكريم بْن عَبْد اللَّه [1] بْن بدران الدّمشقيّ، السّرّاج، الحاجّ أَبُو مُحَمَّد.
سمّع أولاده الكثير، وحصَّل الأجزاء. وله سماع قديم من التّاج بْن أبي جَعْفَر، وجماعة.
وما أظنّه حدّث.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
573- علي بن ظهير [2] بن شهاب.
__________
[ (- 2] / 143 رقم 1314، (سنة 689 هـ.) ، وعقد الجمان (3) 43، والنجوم الزاهرة 7/ 386، والدارس 1/ 158، وشذرات الذهب 5/ 409.
[1] انظر عن (عبد الكريم بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ.
[2] في النسخة البريطانية: «علي بن طستمر» ، والمثبت عن النسخة المصرية، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 أ، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 168 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والعبر 5/ 362، ومعرفة القراء الكبار 2/ 704، 705 رقم 672، وغاية النهاية 1/ 547 رقم 2235، ونهاية الغاية، ورقة 158، وعقد-

(51/374)


الإِمَام، الزّاهد، نور الدّين، الْمَصْرِيّ، المقرئ، الموشّي، المعروف بابن الكُفْتيّ.
شيخ الإقراء بالجامع الأزهر.
أخذ القراءات عَنْ أصحاب الشاطبيّ، وأبي الجود.
ومن شيوخه، الإِمَام المجوّد أَبُو إِسْحَاق بْن وثيق. قرأ عَلَيْهِ ختمة للسبعة ويعقوب جمعا.
وكان نور الدّين أحد من عني بالقراءات وعللها وشُهِر بها، مَعَ الورع والدّيانة والصّيانة.
وقرأ عليه جماعة. وسمع منه المحدّثون.
روى عَنْ أصحاب السِّلَفيّ.
ومات فِي ربيع الآخر.
574- عَلِيّ بْن عَبْد الكريم [1] بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفضل.
أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ، خادم الحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم.
شيخ صالح، ديِّن، معمَّر، فاضل.
سَمِعَ بدمشق من: كريمة، والضّياء مُحَمَّد، وابن المقيّر.
وسمع بمصر من: سبط السِّلَفيّ، وغير واحد.
وكتب بخطّه قليلا، وشاخ، وتجاوز التّسعين. وأخذ عَنْهُ الطَّلبة [2] .
ومات فِي شعبان ببلبيس [3] .
575- عَلِيّ بْن يحيى [4] بن محمد.
__________
[ (-) ] الجمان (3) 46، وتحفة الأحباب للسخاوي 45، وحسن المحاضرة 1/ 504، 505، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 360، وشذرات الذهب 5/ 409.
[1] انظر عن (علي بن عبد الكريم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 162 أ.
[2] وقال البرزالي: وخرّج له الشيخ تقيّ الدين عبيد جزءين موافقات، وجزء آخر مصافحات.
[3] ومولده سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
[4] انظر عن (علي بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 336، وتالي كتاب وفيات الأعيان 115، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 14- 16 رقم 4.-

(51/375)


العدْل، كمال الدّين المهدويّ، الكاتب.
روى عَنْ: التّاج بْن أَبِي جَعْفَر، وغيره.
وكان عفيفا، نزها، حسن البِزّة، لَهُ شعر وفضيلة.
ومات فِي جمادى الأولى.
576- عَلِيّ بْن أَبِي المجد [1] بن منصور.
القصّاب، الضّالحيّ.
شيخ مُسنّ، صحيح السَّماع.
روى عَنْ: الشّيْخ الموفّق، وابن راجح، وغيرها.
كتب عنه: ابن الخباز، والمزي، والبرزالي، وجماعة.
مات فِي ذي الحجّة.
577- عمر ابن شيخنا الإِمَام شَرَف الدّين أَحْمَد [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن سباع.
الفزاريّ، الفقيه، المحدّث، المفيد، أبو حفص.
سَمِعَ الكثير، وحصّل الفوائد والأجزاء، وعني بالرواية. ومات شابّا لم تطلع لحيته بعدُ.
وعاش نحوا من عشرين سنة. ومات فِي رمضان. وكان ديَّنًا، متواضعا، ضَحُوك السِّنّ، مطبوعا.
578- عُمَر بْن إِسْمَاعِيل [3] بْن مَسْعُود بْن سعد بْن سعيد بن أبي الكتائب.
__________
[1] انظر عن (علي بن أبي المجد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 ب.
[2] انظر عن (عمر بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 162 ب.
[3] انظر عن (عمر بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 157 أ، ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 115 رقم 174، ونهاية الأرب 31/ 17 د وتاريخ حوادث الزمان 1/ 7- 13 رقم 1 (بتحقيقنا) ، والعبر 5/ 363، والإشارة إلى وفيات الأعيان 377، 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، ومرآة الجنان 4/ 208، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 130 (8/ 308) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 286، 287 رقم 907، وعقود الجمان لابن الشعار (مصوّر) 5/ 452، والبداية والنهاية 13/ 118، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير-

(51/376)


الأديب، العلّامة، رشيدُ الدّين، أَبُو حفص الرَّبَعيّ، الفارقيّ [1] ، الشافعيّ، الشاعر.
قَالَ: مولدي سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة.
وسمع «جزء البانياسيّ» من الفخر ابن تيميَّة، ظهر لَهُ بعد موته.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْديّ، وعبد العزيز بْن باقا، وجماعة.
وبرع فِي البراعة [2] والبلاغة والنَّظْم، وحاز قصَب السَّبق. وخدم فِي ديوان الإنشاء، ومدح السّخاويّ بقصيدة مونقة فمدحه السّخاويّ، والقصيدتان مشهورتان. وكانت لَهُ يدٌ طُوليّ فِي التّفسير، والبيان، والبديع، واللّغة.
انتهت إلَيْهِ رئاسة الأدب. واشتغل عَلَيْهِ جماعةٌ كبيرة من الفضلاء.
وقد وَزَر، وتقدَّم فِي دُوَل، وأفتى وناظَرَ ودرّس بالظّاهريّة [3] وانقطع بها. وله مقدّمتان فِي النَّحو، صغْرى وكُبرى. وكان حُلْو المحاضرة، مليح النّادرة، كيّسا، فطِنًا، يشارك فِي الأصول والطّبّ وغير ذَلِكَ. وقد درّس بالنّاصريّة مدّة قبل انتقاله إلى الظّاهريّة.
__________
[ (- 2] / 926- 928 رقم 7، وتذكرة النبيه 1/ 132، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 101، وعيون التواريخ 23/ 48- 51، وعقود الجمان للزركشي (مخطوط) ورقة 239 أ، والوافي بالوفيات 22/ 431- 436 رقم 307، وفوات الوفيات 3/ 129- 131 رقم 373، وتاريخ ابن الفرات 8/ 104، 105، والسلوك ج 1 ق 3/ 759، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 43، 44 رقم 481، وعقد الجمان (3) 41- 43، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 2، وبغية الوعاة 2/ 216 رقم 1827، والنجوم الزاهرة 7/ 385، والدارس 1/ 351، وشذرات الذهب 5/ 409، وهدية العارفين 1/ 287، والأعلام 5/ 199، ومعجم المؤلفين 7/ 277.
[1] الفارقيّ: نسبة إلى مدينة ميّافارقين.
[2] كذا في النسختين.
[3] الظاهرية: وتسمّى السلطانية. أسّسها الملك الظاهر سنة 613 هـ. للشافعية والحنفية، وتوفى ولم تتم، فأكملها طغرل أتابك. والظاهرية أيضا أنشأها الملك الظاهر غياث الدين صاحب حلب سنة 616 هـ. للشافعية، وأنشأ إلى جوارها تربة ليدفن بها الملوك. (خطط الشام 6/ 104، 105) .

(51/377)


وروى عَنْهُ من شعره: الدّمياطيّ، ورضيّ الدّين بْن دبوقا، وأبو الحَجّاج المِزّيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وآخرون.
وكان يكتب خطّا منسوبا.
ومن شعره قوله:
مَرَّ النّسيم عَلَى الرَّوض البسيم [1] فما ... شككت أنّ سليمى حلّت السّلما
ولا برق [2] عَلَى أعلا الثّنيّة لي ... فخلْتُ [3] برْق الثّنايا لاح وابتسما
مغنى [4] الحبيبة روّاكَ [5] السّحابُ فكم ... ظمئتُ فيك وكم روَيتُ فيك ظما
بِهِ عهدت الهوى خلوا [6] ومنزلنا ... للهو [7] خلوا وذاك الشمل ملتئما
والدّار دانيةُ والدّهرُ فِي شُغُل ... عمّا نريد وفي طرْف الرقيب [8] عما
والشمس تَطْلُع من ثغرٍ وتَغْرُب [9] فِي ... شَعر [10] وبجلوسنا إشراقها [11] الظُّلمَا
وظبية من ظباء الأُنس ما رُمِقت [12] ... إلّا استباح لها صوب الدّيار [13] حما
وطْفاءُ حاجبُها قوسٌ وناظرُها ... سهمٌ إذا ما رنا طرفٌ إلَيْهِ رما [14]
وجفنُها فِيهِ خَمرٌ وهو مُنكسِرٌ ... والخمُر فِي القدح المكسور ما عُلما
__________
[1] في عيون التواريخ 23/ 49 «الوسيم» ، وفي تاريخ حوادث الزمان 1/ 8 «الربض البسيم» .
[2] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «برقا» .
[3] في تاريخ حوادث الزمان: «فقلت» .
[4] في عقد الجمان: «مثنى» .
[5] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 9 «فداك» .
[6] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 9: «به رأيت الهوى خلوا» . وفي أصل المخطوط: «خلو» .
[7] في عقد الجمان: «للسهو» .
[8] في تاريخ حوادث الزمان 98 «عما يريد وفي طرف الرقيم عما» .
[9] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 9 «وتضرب» .
[10] في عقد الجمان: «ثغر» .
[11] في عيون التواريخ وعقد الجمان: «سنا أنوارها» .
[12] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 9 «ما اقتنصت» .
[13] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 9 «ولا استباح لها صرف الزمان» ، ومثله في تذكرة النبيه 1/ 133، وفي عيون التواريخ، وعقد الجمان: «طرف الزمان» .
[14] كذا في الأصل. وفي تاريخ حوادث الزمان: «وما» .

(51/378)


وقدّها ذابل لكنّه نضر ... حلوا الجنا يُثْمر التّفّاحَ والعنما
ولفظها فِيه ترخيمٌ فلو نَطَقَتْ ... يوما [1] لا عصم وافاها وما اعتصما [2]
فو ثغرها يجعل المنظومَ مْنتثرًا ... من اللّآلئ والمنثورَ منتظما
تبسّمت فبكت عيني وساعَدَها ... قلبي، ولولا لَمَى الثّغر البسيم لما
ولاح لاح عليها قلت: لومك لي [3] ... لؤم، وصَمَّم حتّى حبَّب الصَّمما [4]
تعذيبها لي عذْبٌ والشّفاه شفا ... تجني وأجني ولا يُبقى اللَّما [5] ألما
ريّا السّوار وظمأى الخصر تَحْسَبْهُ ... للضّعف منفصلا عَنْهَا ومُنفصما
خَوْدٌ تجمّع فيها كلّ مفترِقٍ ... من المعاني الّتي [6] تستغرقُ الكَلِما
عَطَت غزالا، سطتْ ليثا، بدت [7] غصنا ... لاحت هلالا، هَدَت نجما، بدت صَنَما
لمّا سَرَتْ أسرت قلبي [8] ومُذ نزحَت ... نزحتُ ماء جفونٍ يُخجلُ الدِّيَما
وصار مَربعها قلبي، ومرتَعها ... لُبّي، وموردها دمعي الَّذِي انسجما
ولم أكن راضيا منها بطَيْف كَرَى ... فاليوم من لي بِهِ والنَّوم قد عُدِما [9]
وله:
إنّ في عينيك معنى ... حدّث النّرجس عنه
__________
[1] في تاريخ حوادث الزمان، وعيون التواريخ «لوما» .
[2] الشطر و «في عيون التواريخ 23/ 50:
لوما وصمم حتى حبب الصما
[3] في عقد الجمان: «لا تكن لي» .
[4] هذا الشطر مطموس في عقد الجمان، ولم يرد البيت بكاملة في عيون التواريخ. وورد في تاريخ حوادث الزمان 1/ 9:
لوم وصرختي خطّت الصّمما
[5] في عيون التواريخ: «اللمما» .
[6] في عيون التواريخ: «من المغاني الّذي» .
[7] في تذكرة النبيه 1/ 133 «خطت» ، ومثله في: عيون التواريخ، وعقد الجمان.
[8] في عيون التواريخ: «روحي» .
[9] بعضها في طبقات الفقهاء الشافعيين 1/ 927، 928، وتذكرة النبيه 1/ 133، وعقود الجمان لابن الشعار، وعيون التواريخ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 8- 10، والوافي بالوفيات، وفوات الوفيات، وطبقات الشافعية للإسنويّ، وعقد الجمان.

(51/379)


ليت لي من غُصنه سهما ... وفي قلبي منه
وله فِي أهل البيت عليهم السّلام:
ذُرّية فِي الورى ذريّة [1] زُهرٌ ... يُرجى بها الغيثُ أو يُجْلى بها الغَسَق
هُمْ معاذي وذُخري فِي المَعَاد وهم ... كنزي وحِرْزي إذا ما ألجم الغرق
خفضُ الْجَناح لهم رفعٌ لمنزلتي ... فاجزم بهذا ولا تنصب فتحترق
هُمُ الأُلَى [2] أعربوا سنيّ [3] مجدهم ... بنحْوهم كلَّ شأوٍ لَيْسَ يلتحق
من شاء باهلني باهلته بهم ... وبعد عن ورود الحوض يستبق
وهل أتى شاعرا إلّا وقلت لَهُ ... فِي هَلْ أتى مدح أهل البيت متّسق [4]
وقال:
لشيخنا فِي التقاء الشيبُ والكرمُ ... حظ [5] كما لسواه الشَّيْبُ والهرم
ولاسمه نسبةٌ والنَّعتُ ناسَبها ... واشتقْ منها وفي أبياتها [6] حكمُ
ففي العُلا عليٌّ وفي السّخا سخاويّ ... وفي علمه بين الورى عَلَمُ
شيخ المشايخ فِي زهدٍ وفي لَسَنٍ ... يجول فِي كلّ إقليمٍ لَهُ قلمُ
مفصّلٌ للقضايا وهو منذ نشا ... قاضٍ وليس بمنقوص ولا يهمُ
طود الحِمَى [7] راسيا تُخشَى سكينتُه ... بدر الدُّجى ساريا تجلى به الظُّلمُ
لولا عليٍّ لعلم النّحو أجمعه ... ما كَانَ زيدٌ ولا عَمْرو ولا الكَلِمُ
فإنْ تكن بعليّ النّصر مبتدئا [8] ... فإنّه بعليّ العصر مختتم [9]
__________
[1] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 11 «درية» بالدال المهملة.
[2] في الأصل: «الأولى» .
[3] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 11 «مبني» .
[4] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 10، 11.
[5] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 11 «لشيخنا في البقاء الشيب والكرم ... حظا» .
[6] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 11 «وفي أثنائها» .
[7] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 12 «طود الحجى» .
[8] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 12 «مشيدا» .
[9] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 11، 12.
وله في قاضي القضاة شمس الدين أحمد بْن خلّكان لما تولّى القضاء بدمشق مدة ثم عزل-

(51/380)


خُنق الرشيد الفارقيّ فِي رابع المحرَّم ببيته بالظّاهريّة، وأخذ ذَهَبُه، ودرّس بعده بالظّاهريّة علاء الدّين بْن بِنْت الأعزّ.
قَالَ الشّيْخ تاج الدّين عبد الرحمن: نا قاضي القضاء أنّه رَأَى فِي رقبته أثر الخنْق، ورأى الدّم وقد اجتمع فِي فمه. ورأى سنّه مقلوعة عنده. وكان يَقُولُ: لا بدّ لي أن ألي وزارة بغداد. وكان مليّا بالنَّظْم والنَّثْر. لم يزل سعيدا. رَأَيْته فِي أيّام الأشرف، وهو كاتب عند الوزير ابن حديد، فوُلّي عمارةَ دار الحديث، وهو إذ ذاك مدرس الفلكيّة.
قيل: كان أبه لحّاما بمَيّافارقين. وكانت لَهُ، رحمه اللَّه، جنازة مشهودة. [وكان الغالب عَلَيْهِ عَلَمُ النّجامة] [1] .
579- عُمَر بْن مُحَمَّد [2] بْن الشّيْخ القدوة عُثْمَان.
الروميّ، الشّيْخ الصّالح.
مات فِي ربيع الأوّل، رحمه اللَّه تعالى.
وخَلَفه فِي الزّاوية أخوه عُثْمَان.
580- عُمَر بْن أَبِي الرجاء [3] بْن السَّلْعُوس.
التنوخيّ، الدّمشقيّ، نجم الدّين، عمّ الصّاحب شمس الدّين.
__________
[ (-) ] ثم وليها بعد سبع سنين:
أنت في الشام مثل يوسف ... في مصر وعندي أن الكرام جناس
ولكل سبع شددا وبعد السبع ... عام فيه يغاث الناس
وكتب إلى شهاب الدين محمود بن سلمان الحلبي:
ممكن أن يزورني واحد الشهب ... وعهدي به عهودي يراعي
أو له شاغل فأسعى إليه ... على ضعف القوى كسعي يراعي
(تذكرة النبيه 1/ 133) وله شعر كثير في تاريخ حوادث الزمان، وغيره.
[1] بين المعقوفين زيادة من المصرية.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 أ.
[3] انظر عن (عمر بن أبي الرجاء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 ب.

(51/381)


روى بالإجازة عَنْ: أَبِي القاسم الكنْدي، وغيره.
ومات فِي جمادى الأولى.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن الصَّيْرفيّ.
وعاش ثمانين سنة عفى اللَّه عَنْهُ.
- حرف الفاء-
581- فَرَجُ اللَّه [1] بْن شمس الدّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
الْجُويْنيّ.
أمر بقتله وقتل إخوته وبني عمّه أرغون. وكان هذا صبيّا فِي المكتب، فلمّا جُرّد للقتْل بكى وما دري ما يُفعل بِهِ وصاح: والله ما بقيت أدع الكتّاب.
فبكى النّاسُ رحمةُ لَهُ. وقُتل أخوه نوروز بأرض الروم. وقُتل أخوهما مَسْعُود بتبريز.
نسأل اللَّه العافية.
- حرف القاف-
582- قلاوون [2] .
__________
[1] انظر عن (فرج الله) في: الحوادث الجامعة 219.
[2] انظر عن (قلاوون) في: التحفة الملوكية 122- 125، وزبدة الفكرة 9/ ورقة 164 أ- 165 أ، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 112، وآثار الأول 76، وتشريف الأيام والعصور 177- 182، وتالي كتاب وفيات الأعيان 129 رقم 206، والدرة الزكية 301- 303، والمقتفي 1/ ورقة 164 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 29 رقم 10 و 39 رقم 21، والفضل المأثور (بتحقيقنا) 175- 177، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23، ونهاية الأرب 31/ 173، والنور اللائح (بتحقيقنا) 59، 60، والعبر 5/ 363، ودول الإسلام 2/ 188، 189، والإعلام بوفيات الأعلام 288، وتاريخ ابن الوردي 2/ 235، ومرآة الجنان 4/ 208، والبداية والنهاية 13/ 137، 138، وفوات الوفيات 2/ 269 رقم 354، وتذكرة النبيه 1/ 135، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 87 أ، ومختصر تاريخ الإسلام، ورقة 307 ب، وعيون التواريخ 23/ 63، والجوهر الثمين 2/ 92- 101، والنفحة المسكية، ورقة 24- 33، ومآثر الإنافة 2/ 124، وتاريخ ابن خلدون 5/ 403، والسلوك ج 1 ق 3/ 754- 756، ومورد اللطافة لابن تغري بردي 42- 44، وتاريخ الخلفاء 482، -

(51/382)


السلطان، الملك، المنصور، سيف الدّنيا والدّين، أَبُو المعالي، وأبو الفتوح، التّركيّ، الصّالحيّ، النّجميّ.
اشتري بألف دينار، ولهذا كَانَ فِي حال إمريّته يُسمّى بالألْفيّ.
وكان من أحسن النّاس صورة فِي صباه، وأبهاهم وأهْيبهم فِي رجوليته.
كَانَ تامّ الشكل، مستدير اللّحية، قد وَخَطَه الشّيْب، عَلَى وجهه هيبة المُلك، وعلى أكتافه حشمة السَّلطنة، وعليه سكينة ووقار.
رَأَيْته مرّاتٍ آخرها مُنصَرَفه من فتح طرابلس [1] ، وكان من أبناء السّتّين.
وحدّثني أبي أنّهُ كَانَ فِي أيّام إمرته ينزل إذا قدم من مصر بدار الزّاهر.
قَالَ: فأخذوا لَهُ منّي ذهبا، فذهبت لأطالبه فإذا بِهِ خارجٌ من الباب، فقال: أيش أنت؟ قلت: يا خَوَنْد لي ثمن ذَهب. فقال: أعطوه أعطوه.
ووصف لي نعمته، وأنّه متعجم اللّسان، لا يكاد يفصح بالعربيّة، وذلك لأنّه أُتي بْه من التُّرك وهو كبير.
وكان من أمراء الألوف فِي الدّولة الظّاهريّة، ثمّ عمل نيابة السلطنة للملك العادل سُلامش بن الظّاهر عند ما خلعوا الملك السّعيد، وحلفوا لسلامش وهو ابن سبْع سنين، وحلفوا للألْفيّ بعده وذُكرَا معا فِي الخطبة.
قَالَ قُطْبُ الدّين: وضربت السّكة عَلَى واحد من الوجهين باسم سُلامش، وعلى وجه باسم أتابكه سيف الدّين قلاوون. وبقي الأمر عَلَى هذا شهرا وأياما. وفي رجب من سنة ثمانٍ وسبعين وستّمائة خلعوا سُلامش، وبايعوا الملك المنصور، واستقلّ بالأمر، وأمسك جماعة كثيرة من الأمراء الظّاهريّة وغيرهم. واستعمل مماليكه عَلَى نيابة البلاد، وكسر التّتار سنة ثمانين، ونازل حصن المَرْقب فِي سنة أربعٍ وثمانين وافتتحه، وافتتح
__________
[ (-) ] والمواعظ والاعتبار 2/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 360- 363، والوافي بالوفيات 24/ 266- 271 رقم 281، وتاريخ الأزمنة 266، وشذرات الذهب 5/ 409، وأخبار الدول 199، 200، والحوادث الجامعة 121.
[1] أي سنة 688 هـ.

(51/383)


طرابُلُس، وعمل بالقاهرة بين القصرين تُربة عظيمة، ومدرسة كبيرة، ومارستان [1] للضُّعفاء.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة فِي سادسه يوم السّبت بالمخيَّم ظاهر القاهرة، وحُمل إلى القلعة ليلة الأحد. وتسلطن ولده الملك الأشرف. ويوم الخميس مُسْتَهَل العام الآتي فَرِّق بتُربته صدقات كثيرة من ذَهب وفضّة وورق جمّلت النّاس. فلمّا كَانَ من العشيّ أنزل من القلعة في تابوته وقت العشاء الآخرة إلى تُربته بين القصرين. وفُرَّق من الغد الذَّهب عَلَى القرّاء الّذين قرءوا تلك اللّيلة.
قَالَ المؤيَّد فِي «تاريخه» [2] : مات فِي سنة خمسٍ وأربعين علاء الدّين قُراسُنْقُر العادليّ من مماليك السلطان الملك العادل، وصار مماليكه [3] للملك الصّالح نجم الدّين، منهم سيف الدّين قلاوون الَّذِي تملّك. [وقد تقدَّم فِي الوقائع طَرَفٌ من سيرته] [4] .
- حرف الميم-
583- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [5] بْن مُحَمَّد بْن النّجيب.
المحدّث، المفيد، بدر الدّين، سبْط إمام الكلّاسة.
كَانَ شابّا، فاضلا، ذكيّا، مليح الكتابة، كثير الفوائد، شديد الطَّلب، حريصا عَلَى الأجزاء والسّماعات، ذا همّة عالية.
سَمِعَ الكثير بدمشق، وبَعْلَبَكّ، وخرّج وأفاد. ونسخ الكثير.
ومات فِي وسط الطّلب، فاللَّه يرحمه ويعوّضه الجنّة.
تُوُفّي فِي سادس صفر. وكان من أبناء الثلاثين.
وقد سَمِعَ من: ابن عبد الدّائم، وابن أبي اليسر. وحدّث.
__________
[1] كذا في الأصل. والصواب: «مارستانا» .
[2] المختصر في أخبار البشر 3/ 177.
[3] في المصرية: «فصارت مماليكه بالولاء للملك» .
[4] بين المعقوفتين زيادة من المصرية.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158 أ، والعبر 5/ 363.

(51/384)


584- مُحَمَّد بْن الْحَسَن [1] بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد.
جمال الدّين التّميميّ، السّعديّ، البُونيّ، المالكيّ، الطّبيب.
روى عَنْ مُحَمَّد بْن عماد.
وكان طبيبا بالثّغور. عاش ثمانيا وستّين سنة [2] .
ومات فجأة فِي ربيع الأوّل.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ [3] ، وجماعة.
585- مُحَمَّد بْن عَبْد الحقّ [4] بْن مكّيّ بْن صالح.
الرئيس رشيدُ الدّين، أَبُو بَكْر بْن الرصّاص النّرسيّ، الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: ابن عماد، والصَّفراوي، وابن باقا، وجماعة.
ومات ليلة عاشوراء.
كتب عَنْهُ الْمَصْرِيّون والرّحّالة. وله أخٌ اسمه جمال الدّين علي.
حدّث عَنْ: ابن باقا.
وأجاز في سنة أربع وسبعين وستّمائة.
586- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن نوح بْن مُحَمَّد.
الفقيه، الرئيس، ناصر الدّين بْن المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الشافعيّ.
تفقّه عَلَى والده العلّامة شمس الدّين.
وسمع من: ابن اللّتّيّ حضورا، وتاج الدّين بْن حمُّويْه.
وتميْز فِي الفقه، ودرّس بالرواحية، وبتُربة أمّ الصّالح. ثمّ داخَلَ الدّولة
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 أ، والمقفى الكبير 5/ 547، 548 رقم 2065.
[2] مولده بثغر الإسكندرية من ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وستّمائة. وسمع الحديث. (المقفى الكبير) .
[3] قال البرزالي: قرأت عليه ثلاثة أجزاء عن ابن عماد بدكّانه.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الحق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 157 أ.
[5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 161 ب، 162 أ، والعبر 5/ 364.

(51/385)


وتوصّل إلى أن ولّي فِي سنة سبْع وثمانين وكالة السلطان الملك المنصور، ووكالة بيت المال المعمور، ونظر جميع الأوقاف بدمشق. وشرع فِي فتح أَبُواب الظّلم. وخلع عَلَيْهِ بالطّرحة غير مرّة، وخافه النّاس، وصارت لَهُ صورة كبيرة، وعدا طورَه وظَلَم وعسف وتحامق، حتّى برم بِهِ نائب السلطنة فمن دونه، وكاتبوا فِيهِ، فجاء فِي جمادى الآخرة من هذه السنة مطالعة بالكشف عَنْهُ بما أكل من الأوقاف ومن أموال السلطنة والبرطيل، فرسّموا عَلَيْهِ بالعذراويّة وظهر عَلَيْهِ أشياء، وضُرب بالمقارع، فباع ما يقدر عَلَيْهِ، وحمل مبلغا من المال، وذاق الهوان، واشتفى منه الأعادي.
وكان قد عثّر السّيف السّامريّ وأخذ منه الزّئبقيّة فمضى السيف إلَيْهِ إلى العذراويّة، وتغمّم لَهُ تغمُّم تَشَفٍّ، فقال لَهُ ناصر الدّين: سألتك باللَّه لا تعود تجيء إليَّ، فقال: هُوَ ينصبر لي.
ثم عمل السيف السّامريّ هذه القصيدة:
ورد البشير بما أقرّ الأعينا ... فشفى الصّدور وبلْغ النّاس المُنَى
واستبشروا وتزايدت أفراحهم ... فالكلّ مشتركون فِي هذا الهنا
وتقدّم الأمر الشريف بأخذ ما ... نهب الخؤون من البلاد وما اقتنى
يا سيّد الأمراء يا شمس الهدى ... يا ماضي العزمات يا رحبَ الفنا
عجّل بذبح المقدسيّ وذبحه ... واحقن دماء الإِسْلَام من وُلِد الزّنا
واغْلُظْ عَلَيْهِ ولا ترقّ فكلّ ما ... يَلقَى بما كسبت يداه وما جنى
فَلَكَم يتيم مُدْقِع ويتيمة ... من جوره باتوا عَلَى فرش الضّنا
ولكم غني ظلّ فِي أيّامه ... مسترفدا للنّاس من بعد الغنى
إن أنكر اللّصّ الخبيث فعاله ... بالمسلمين فأوّل القتلى أَنَا
ثمّ جاء مرسوم بحمله إلى مصر، فخافوا من غائلته، فلمّا كَانَ ثالث شعبان أصبح المقدسيّ مشنوقا بعمامته بالعذْراوّية، فحضر جماعة عُدُول وشاهدوا الحال، ودُفن بمقابر الصّوفيّة [1] .
__________
[1] ومولده سنة تسع وعشرين وستمائة تقريبا. قال البرزالي: كتبته من خطّه.

(51/386)


سَمِعَ منه: البِرْزاليّ، وغيره.
رَأَيْته شيخا مربوعا وهو يختال فِي مشّيَته بالخِلْعة والطَّيْلسان، [عفا اللَّه عنّا وعنه] [1] .
587- مُحَمَّد بْن عَبْد الرّزّاق [2] بْن رزق الله بْن أَبِي بَكْر.
العدل، العالم، شمس الدّين، ابن المحدّث الرَّسْعني [3] ، الحنبليّ، نزيل دمشق.
كَانَ شيخا أبيض اللّحية، مليح الشكل.
وُلِد سنة بضع عشرة وستّمائة [4] .
وسمع من: أَبِي الْحَسَن بْن روزبه، وابن بهروز نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ، وابن القُبيطيّ، وجماعة ببغداد.
ومن: كريمة، وغيرها بدمشق.
وسكن دمشق، وأمَّ بالمسجد الكبير بالرمّاحين. وجلس تحت السّاعات، فكان من أعيان الشهود. وكان لَهُ شعر جيّد. وقد سافر إلى مصر فِي شهادة.
قَالَ الشّيْخ قُطْب الدّين فاجتمعتُ بِهِ هناك غير مرّة. وكان يتردّد إلى شمس الدّين ابن السّلعوس ويمدحه قبل إفضاء الوزارة إليه. ولمّا طال مقامه
__________
[1] الزيادة من المصرية.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الرزاق) في: المقتفي للبرزالي 1/ 161 أ، وفيه «محمد بن عبد الرازق» ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 148 رقم 139، وتاريخ الزمان 1/ 25- 29 رقم 9، والعبر 5/ 364 وفيه «محمد بن عبد الرازق» ، والوافي بالوفيات 3/ 251- 253 رقم 1272، وتذكرة النبيه 1/ 134، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 102، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 324 رقم 432، والمختصر على الذيل 86، والمنهج الأحمد 403، وفوات الوفيات 3/ 399، 400 رقم 467، وعيون التواريخ 23/ 85- 62، وعقود الجمان ق 3/ 760، وعقد الجمان (3) 46، 47، والنور السافر 112، والدرّ المنضد 1/ 432 رقم 1153 وفيه «محمد بن عبد الرازق» .
[3] الرسعني: نسبة إلى رأس عين إحدى مدن الجزيرة بين حرّان ونصيبين. (معجم البلدان) .
[4] قال المقريزي: ولد برأس العين في ثالث ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وستمائة.

(51/387)


بالقاهرة وشُنّع بموته، واشتهر ذَلِكَ بدمشق أراد السّفر فسُرِق حماره وما عَلَيْهِ فِي الطّريق، فرجع إلى القاهرة شاكيا، فلم يحصل لَهُ مقصود، فخرج متوجّها إلى دمشق، فأتى يسقي فرسه من الشّريعة [1] ، فغرِق ولم يظهر لَهُ خبر، ووصل فَرَسه وقماشه إلى دمشق.
وقال عَلَمُ الدّين [2] : غرِق فِي الثاني والعشرين من جمادى الآخرة.
ومن شعره:
ولو أنّ إنسانا يُبلغ لوعتي ... ووجدي وأشجاني إلى ذَلِكَ الرشا
لاسكنتُهُ عيني ولم أرضها لَهُ ... ولولا لهيب القلب أسكنْته الحشا [3]
وله:
ما ابيضّ فِي لِمَّتي سوداء فِي عُمُري ... إلّا وقد سوَّدت بيضا من الصُّحف
ولا خلوتُ مدى الأيام من لعِبٍ ... إلّا ورُحت بِهِ صبّا أخا كلفِ
وليس لي عمل أرجو النّجاة بِهِ ... إلّا الرَّسُول وحبّي ساكن النّجف
ومن شعره:
أأيأس من بِرّ وجودك واصلٌ ... إلى كلّ مخلوق وأنت كريمُ
وأجزع من ذنبٍ وعفوُك شاملٌ ... لكلّ الورى طُرًّا وأنت رحيمُ
وأجهد فِي تدبير حالي جهالة ... وأنت بتدبير الأنام [4] حكيمُ
وأشكو إلى رُحماك [5] ذُلّي وحاجتي ... وأنت بحالي يا كريم عليمُ
588- مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام [6] بْن عليّ.
شَرَفُ الدّين القُرَشي، الْمَصْرِيّ.
__________
[1] الشريعة: من نهر الأردن.
[2] في المقتفي 1/ ورقة 161 أ.
[3] البيتان في تذكرة النبيه 1/ 134، وعقد الجمان (3) 47.
[4] في النسخة المصرية: «بتدبير الوجود» .
[5] في النسخة المصرية: «نعماك» .
[6] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 158 ب، والمقفّى الكبير 6/ 74 رقم 2484.

(51/388)


حدّث عَنْ يوسف المخيليّ.
وعاش ستّا وستّين سنة، ومات فِي صفر [1] .
وهو ابن بِنْت عَبْد الظّاهر بْن بشران.
589- مُحَمَّد بْن عَبْد القويّ.
شَرَفُ الدّين الكتّانيّ، الْمَصْرِيّ، رئيس المؤذّنين بجامع الحاكم.
حدّث عَنْ: عَبْد العزيز بْن باقا.
ومات فِي صفر أيضا.
أخذ عَنْهُ جماعة الوقت.
590- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن شمّام.
الشّيْخ شمس الدّين، أبو عبد الله الصّالحيّ، الذّهبيّ.
رَجُل مطبوع، خيِّر، مُسِنّ، من كبار الذَّهبيّين. كَانَ يدقّ الذَّهب فِي بيته بالجبل، وله بنات وابن. وكان يعمل مَعَ والدي، فبعثني إلَيْهِ مرّة بذهَبٍ ليدُقه، وأطعمني شيئا.
كتب عنه: البِرْزاليّ، والمِزّيّ، والجماعة وأثنوا عَلَيْهِ.
وحدّث عَنْ: أَبِي المجد القزوينيّ، وابن البُنّ، وأبي القاسم بْن صَصْرَى، وابن الزُّبَيْديّ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم وقد قارب الثّمانين. وكان مَعَ كبره رأسا فِي صنعته رحمه اللَّه تعالى.
591- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد.
شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه البغداديّ، الرّيّانيّ، المشهور بابن المرّيخ.
شيخ كبير مُكثِر من الريّان [3] من باب الأزج.
__________
[1] ولد بالقاهرة سنة 623 هـ.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 157 ب.
[3] في المصرية: من أهل الريان..

(51/389)


أجاز لَهُ: أَبُو اليُمْن الكِنْديّ، وابن منينا، وعبد العزيز بْن النّاقد وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من إِبْرَاهِيم القَطِيعيّ.
وسمع من: عَلِيّ بْن بورندان ومن: زيد بْن هبة اللَّه، وجماعة.
مولده سنة إحدى عشرة.
ومات فِي ذي القعدة.
592- مُحَمَّد بْن العون [1] يَحْيَى بْن الشمس عَلي بْن مُحَمَّد.
ابن الوزير، الإِمَام عون الدِّين يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن هُبَيْرَة، الأجلّ شمس الدّين الشَّيْبانيّ، العراقيّ الأصل، الحنبليّ.
وُلِد بدمشق سنة سبْع وستّمائة. وسمع ببغداد من: عَبْد السّلام الدّاهريّ، وعلي بْن الْجَوْزيّ، ونصر بْن الحليّ، وغيرهم.
وكان عَلَى ديوان بلْبيس ناظرا فحدَّث بها.
سَمِعَ منه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وجماعة.
وتُوُفّي بها فِي جمادى الأولى.
593- مُحَمَّد بْن يوسف [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العلّامة أَبِي سعد عَبْد اللَّه بْن أَبِي عَصْرون.
الإِمَام، الفاضل، شَرَف الدّين الحلبيّ.
حدّث بالحجاز عَنِ ابن رُوزبَة.
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وقال: تُوُفّي فِي المحرَّم راجعا من الحجّ عند بركة زيزا وحضرتُ دفنه هناك. وكان قد وُلّي قضاء حمص نوبة. وما كَانَ فِي أقاربه أفقه منه [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن العون) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 160 أ، والمنهج الأحمد 403، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 324، والمقفى الكبير 7/ 442 رقم 3535، والدرّ المنضد 1/ 433 رقم 1155، والمقصد الأرشد، رقم 1108.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 157 ب.
[3] ومولده بحماة في سابع عشر شعبان سنة تسع عشرة وستمائة.

(51/390)


594- مُحَمَّد بْن السّيّد [1] الجليل.
نقيب الأشراف بدمشق، أَبُو البشائر العلويّ، الحَسَنيّ، الملقَّب بشرف المُلْك.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر. ودُفن عند قبر الشّيْخ رسلان.
595- محمود [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُطاف.
الفقيه مجدُ الدّين الكرديّ، الشافعيّ.
درّس مدّة: بالأمينيّة الّتي ببَعْلَبك، ثمّ سكن دمشق ودرّس بالأكزيّة [3] .
وأعاد وأفاد، وكان نقّالا للمذهب، وله اختصاص بقاضي القضاة بهاء الدّين القُرشيّ.
تُوُفّي فِي حادي عشر شوّال وهو فِي عَشْر السّتّين.
596- محمود بْن يونس [4] .
أَبُو الثّناء الحِمْيَريّ، التّفليسيّ.
شابٌ فاضل، سَمِعَ الكثير، وعُني بالحديث، وكتب الطّباق.
ومات فِي شوّال.
وعاش أبُوهُ بعده مدّة طويلة، وكان يعجن العنبر بالصّاغة.
597- محمود الروميّ [5] .
شيخ صالح، عاقل، مجاور بالجامع عند صندوقه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن السيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 أ، ب.
[2] في الأصل «محمد» وهو غلط. والتصويب من: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وذيل مرآة الزمان (مخطوط) 2/ ورقة 292 أ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 245، 246 رقم 1260، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 30 رقم 11.
[3] المدرسة الأكزية: من مدارس الشافعية بدمشق. أنشأها أكز حاجب نور الدين محمود، وهي غربي الطبية. (خطط الشام 6/ 85، 86) .
[4] انظر عن (محمود بن يونس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 أ.
[5] انظر عن (محمود الرومي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 159 أ.

(51/391)


تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. وهو الَّذِي ربّى الشّيْخ الإِمَام علي الخَتنيّ، فجلس بعده وتسلَّم الصُّنْدوق.
598- مختصّ [1] ، الطّواشيّ الكبير.
الأمير شَرَفُ الدّين الظّاهريّ، الخادم. كَانَ صاحب هيبة وسطوة وحرمة وافرة. وكان كبير المماليك الظاهريّة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر ودُفن بالقرافة.
599- مَرضي.
العلّامة رضيُّ الدّين الحمويّ، الشافعيّ. من كبار الشافعيّة.
عاش بضعا وثمانين سنة فإنّه وُلد سنة ستّمائة.
600- مُوسَى بْن هلال [2] بْن مُوسَى.
فخر الدّين الحنفيّ، الفقيه، مدرّس مسجد خاتون، المدرسة الكبيرة الّتي عَلَى الشّرَف القِبْليّ، ومفتي دار العدل. ولم يكن بذاك فِي الفقه، ولكن كَانَ ذا مُداخلة للدّولة، صاحب رئاسة ومكارم فاختصّ بعزّ الدّين عَبْد العزيز بْن وداعة، والصّاحب، وبجماعة أمراء.
وهو ابن أخت قاضي القضاة صدر الدّين سُلَيْمَان الحنفيّ.
تُوُفّي أوّل يوم فِي السنة، وشيّعه القضاة والأعيان. ومات فِي عشر السّبعين.
601- مُوسَى [3] .
العفيف النَّصرانيّ، الشَّوْبكيّ، تاجر السّلطان.
__________
[1] انظر عن (مختص) في: نهاية الأرب 31/ 172، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 14 رقم 3، والمختار من تاريخ ابن الجزري 337، وتاريخ ابن الفرات 8/ 105، وعقد الجمان (3) 48.
[2] انظر عن (موسى بن هلال) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 157 أ.
[3] انظر عن (موسى النصراني) في: ذيل مرآة الزمان (مخطوط) 2/ ورقة 295 أ.

(51/392)


هلك إلى لعنة اللَّه في آخر رمضان. وكان كثير التّجرّي عَلَى المسلمين والسّعي فِي مصالح الفرنج والنّصارى، وجلْب الممنوعات. ولم يكن يشدّ زنّارا، وكان متمكّنا من الدّولة.
قَالَ قُطْب الدّين: حَدَّثَني الأمير عَلَمُ الدّين الدّواداريّ قَالَ: حضرت إلى خدمة الأمير حسام الدّين طَرُنْطاي فقيل لي: ما إلَيْهِ طريق. فقعدت أنتظر الإذن، واتّفق حضور الأمير حسام الدّين لاجين فقيل لَهُ كذلك فقعد وإذا بالعفيف خارج من عنده فقلت للبرددار فِي هذا فقال لي: هذا ما أجسر عَلَى ردّه.
602- مؤمن [1] .
شجاع الدّين، نائب ولاية دمشق.
كَانَ مشكور السّيرة، حَسَن التّأتّي فِي السّياسة، وطالت أيّامه.
وكان قد أودع جملة من الذَّهب عند صاحبٍ لَهُ ليدفنه عنده، فأصابته السّكْته ومات، فجاء الشّجاع مُوسَى إلى أهله وقال: هَلْ ذكرني بشيء؟ قَالُوا:
لا. فرأى أنّ الكلام لا يفيد، فحمل عَلَى قلبه وتعلّل ومات غبْنًا فِي ثامن عشر رمضان.
- حرف الهاء-
603- هلال بْن محفوظ بْن هلال.
الشّيْخ بدر الدّين الرّسْعَنيّ. أخو الشّيْخ سيف الدّين. شيخ مبارك مقيم بمؤتة فِي مشهد جَعْفَر الطّيّار وروى هناك عَنْ: ابن اللّتّيّ.
وله إجازة من: عَبْد العزيز بْن منينا، وأبي البقاء العُكْبريّ.
سَمِعَ منه ابن المهندس فِي هذه السنة ولا أعلم وفاته.
__________
[1] انظر عن (مؤمن شجاع الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 163 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31 رقم 13.

(51/393)


- حرف الياء-
604- يحيى بْن أَحْمَد [1] بْن يحيى بْن سَعِيد.
الفاضل، نجيبُ الدّين الهُذلي، الحلّيّ، المستعلم. بقيّة قُدامَى الشيعة.
لُغَويّ، أديب، حافظ للأحاديث فِي رأسه.
وُلِد بالكوفة سنة إحدى وستّمائة، وسمع من ابن الأخضر. كذا قَالَ ابن الفُوَطي، وقال: مات ليلة عَرَفَة.
وكان بصيرا باللّغة والأدب. كتب عَنْهُ ابن الفُوَطيّ فِي إجازة [2] .
605- يوسف بْن سعد اللَّه [3] بْن عيسى بْن دبوقا.
الصّدر، ناظر البرّ مَعَ الشريفيّ.
تُوُفّي فِي شوّال [4] .
الكنى
606- أَبُو الزَّهر بْن سالم [5] بْن زهير.
الغُسُوليّ، ثمّ الصّالحيّ.
شيخ صالح، مشهور.
حدّث عَنْ: ابن اللّتّي.
سَمِعَ منه: الطَّلبة. ومات في شوّال أيضا.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي.
[2] وردت ترجمته في النسخة المصرية على هذا النحو:
«يَحْيَى بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد النجيب الحلّي المتكلم الهذلي. كان بصيرا باللغة والأدب وبمقالة الرافضة وهو من كبارهم. ولد سنة إحدى وستمائة ومات يوم عرفة سنة تسع. كتب عنه ابن الفوطي في إجازة» .
[3] انظر عن (يوسف بن سعد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 164 ب.
[4] وقد تقدّمت ترجمة أخيه «الخضر بن سعد الله» برقم (561) .
[5] انظر عن (أبي الزهر بن سالم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 165 أ، وعقد الجمان (3) 48، وعيون التواريخ 23/ 17.

(51/394)


وفيها وُلِد:
ابن خالي إِسْمَاعِيل بْن علي الذَّهبيّ، ومحيي الدّين عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن الفخر الحنبليّ فِي رمضان، ومنصور بْن خليفة بْن مُحَمَّد المَنْبجيّ، التّاجر، وزين الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن حمدان الصّالحي ابن شمّامة، وقاضي الحنفيّة بحلب ناصر الدّين مُحَمَّد بْن عُمَر بْن العديم، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن علي الحنّاويّ، وعلاء الدّين عَلِيّ بن أحمد بن السّلعوس.

(51/395)


سنة تسعين وستمائة
- حرف الألف-
607- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الجباب.
السّعديّ، التّميميّ، أَبُو الفضل الإسكندرانيّ.
عاش سبعين سنة.
وحدّث عن: مظفَّر بْن الفُويّ.
608- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن الزُّبَير [2] .
الخابوريّ، الإِمَام، المقرئ، المجوّد، شمس الدّين، خطيب حلب ومُقرئها.
كَانَ إماما ماهرا، محرّرا للقراءات ووجوهها وعللها، مليح الشكل، قويّ الكتابة، صاحب نوادر وخلاعة وظُرف، لَهُ فِي ذَلِكَ حكايات.
قرأ القرآن عَلَى السّخاويّ، وغيره.
وسمع بحرّان من الخطيب فخر الدّين بْن تَيْميّة وبحلب من. أَبِي مُحَمَّد بْن الأستاذ، ويحيى بْن الدّامغانيّ، وابن رُوزبَة، وجماعة.
وببغداد من: عَبْد السّلام بْن بكران الدّاهريّ.
وبدمشق من: أَبِي صادق بن صبّاح.
وأقرأ بالرّوايات مدّة طويلة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 168 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 68 رقم 22، والعبر 5/ 365، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والوافي بالوفيات 7/ 124 رقم 3060، وعيون التواريخ 23/ 85، وتذكرة النبيه 1/ 145، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 107، وغاية النهاية 1/ 73، والسلوك ج 1 ق 3/ 777، والمنهل الصافي 1/ 333- 335 رقم 189، وشذرات الذهب 5/ 411.
[2] في النسخة البريطانية: «الزين» ، والمثبت أعلاه «الزبير» عن المصرية، ومصادر الترجمة.

(51/396)


سَمِعَ منه: المِزّيّ، وابن الظّاهريّ، وولده أَبُو عَمْرو، والبِرْزاليّ [1] ، وابن سامة، وغيرهم.
تُوُفّي بحلب فِي المحرَّم، وقد قارب التّسعين [2] ، وصلّي عَلَيْهِ بدمشق صلاة الغائب، رحمه اللَّه تعالى [3] .
609- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [4] بْن طَرْخان.
الحكيم، عزّ الدّين، أَبُو إِسْحَاق الأَنْصَارِيّ، السُّويْديّ، ثمّ الدّمشقيّ:
شيخ الأطبّاء بالشّام.
ذكر أنّه من ولد سعد بْن مُعاذ سيّد الأوس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وُلِد سنة ستّمائة بدمشق فِي ذي القعدة.
وسمع من: داود بْن مُلاعِب، وأحمد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وعلى بن
__________
[1] وقال البرزالي: وكان حسن الأخلاق، بشوش الوجه، مليح المحاضرة، لم يجتمع به أحد إلّا وأحبّه واغتبط بمجالسته. سمعت منه عشرة أجزاء من مسموعاته.
[2] مولده سنة 600 هـ.
[3] ومن مرويّاته:
أحب من الإخوان كل موات ... وفي عفيف الطرف عن عثراتي
يطاوعني في كل أمر أريده ... ويحفظني حيا وبعد وفاتي
ومن لي به يا ليتني قد أصبته ... أقاسمه مالي ومن حسناتي
(درّة الأسلاك 1/ ورقة 108، تذكرة النبيه 1/ 146) .
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 ب، وعيون الانباء 759 (2/ 266) ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 44 رقم 66، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 63، 64 رقم 27، والعبر 5/ 366، والإعلام بوفيات الأعلام 288، ومرآة الجنان 4/ 216، والبداية والنهاية 13/ 325، وتذكرة النبيه 1/ 146، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 109، وعيون التواريخ 23/ 88- 90، وفوات الوفيات 1/ 48 رقم 17، والوافي بالوفيات 6/ 123- 125 رقم 2558، وتاريخ ابن الفرات 8/ 131، 132، والمقفّى الكبير 1/ 301- 303 رقم 358، والسلوك ج 1 ق 3/ 777 وفيه: «إبراهيم بن نجم بن طرخان» ، والبداية والنهاية 13/ 325، وعقد الجمان (3) 93، 94، والنجوم الزاهرة 8/ 28، والمنهل الصافي 1/ 124- 127 رقم 66، وشذرات الذهب 5/ 411، والدارس 4/ 130، وديوان الإسلام 3/ 248 رقم 1385، وكشف الظنون 219 و 386 وغيرها، وهدية العارفين 1/ 12، والأعلام 1/ 63، ومعجم المؤلفين 1/ 97.

(51/397)


عَبْد الوهّاب أخي كريمة وتفرّد عَنْهُ، والحسين بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلمة، وزين الأُمناء ابن عساكر.
وقرأ لولده البدر مُحَمَّد على مكّي بْن علّان، والرشيد العراقيّ، واستنسخ لَهُ الأجزاء.
وقرأ «المقامات» فِي سنة تسع عشرة عَلَى خَزْعَل النَّحْويّ، وأخبره بها عَنْ مَنُوجهر، عَنِ المصنِّف. وقرأ كُتُبًا فِي الأدب والنَّحْو عَلَى الزَّين بْن مُعطي، وعلى النّجيب يعقوب الكنْدي.
وبَرَع فِي الطّبّ وصنّف فِيهِ، ونظر فِي عَلَمُ الأوائل. وله شعر جيّد وفضائل وكتب بخطّه الكثير. وكان مليح الكتابة. كتب «القانون» لابن سينا ثلاث مرّات.
وكان أبُوهُ تاجرا من السُّويداء التي بحَوْران [1] : ذكره الموفّق فِي «تاريخ الأطبّاء» فقال [2] : كَانَ صديقا لوالدي. وعزّ الدّين ولده أوحد زمانه وعلّامة أوانه، مجموع الفضائل، كثير الفواضل، كريم الأبوّة، غزير القنوة [3] ، وافر السّخاء، حافظ الإخاء، اشتغل بصناعة الطّبّ حتّى أتقنها إتقانا لا مزيد عليه، حصّل كلّياتها، واشتمل عَلَى جُزْئيّاتها. واجتمع مَعَ أفاضل الأطبّاء، ولازم أكابر الحكماء. وقرأ فِي عَلَمُ الأدب حتّى بلغ أعلى الرُتب.
إلى أن قال: وهو أسرع النّاس بديهة فِي قول الشعر، وأحسنهم إنشادا.
وكنت أَنَا وهو فِي المكتب. وهو أجلّ الأطباء قدرا، وأفضلهم ذكرا، وأعرف مداواة، وألطف مُداة، وأنجح علاجا، وأوضح منهاجا. ولم يزل فِي البيمارستان النّوريّ.
وأنشدني لنفسه فيما كَانَ يعانيه من الخضاب بالكتم:
__________
[1] في المقفى الكبير 1/ 301: السويداء نسبة إلى بدة بالموصل.
[2] في عيون الأنباء 2/ 266.
[3] في النسخة المصرية: «الفتوة» .

(51/398)


لو أنّ تغيير لون شيبي ... يُعيدُ ما فات من شبابي
لما وفى لي بما تلاقي ... روحيَ من كلفة الخضاب [1]
وله كتاب «الباهر فِي الجواهر» ، وكتاب «التّذكرة الهادية» فِي الطّبّ.
روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والمِزّيّ، والبِرْزاليّ، وطائفة.
واشتغل عَلَيْهِ جماعة كثيرة.
ومات فِي شعبان، ودُفن بتُربته إلى جانب الخانقاه الشَّبْليّة، وله تسعون سنة.
610- أرغون بْن أبغا [2] بْن هولاكو بْن قان بْن جنكزخان.
ملك التّتار، وصاحب العراق، وخُراسان، وأَذَرْبَيْجان، وغيرها.
جلس عَلَى تخت المُلك بعد قتْل عمّه الملك أَحْمَد، وكان شجاعا مقداما، كافر النّفس، سفاكا للدماء، ذا هيبة وجبروت. وكان مليح الصّورة.
وهو أَبُو قازان وخربْندا اللّذين تملّكا.
حكى عزّ الدّين حسن المتطبّب أنّه سَمِعَ العماد بْن العرام [3] الحاسب
__________
[1] البيتان في: المقفى الكبير 1/ 302، وتاريخ ابن الفرات 8/ 131 وفيه شعر آخر، وعقد الجمان (3) 93، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 73، وعيون الأنباء 2/ 266، والوافي بالوفيات 6/ 124، وفوات الوفيات 1/ 94، وعيون التواريخ 23/ 89، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 109، والمنهل الصافي 1/ 124، والنجوم الزاهرة 8/ 28.
[2] انظر عن (أرغون بن أبغا) في: زبدة الفكرة 9/ ورقة 173 أ، ب، والعبر 5/ 366، والبداية والنهاية 13/ 324، والوافي بالوفيات 8/ 350 رقم 3784، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 116، وتذكرة النبيه 1/ 141، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، والدليل الشافي 1/ 106 رقم 367، والمنهل الصافي 2/ 310، 311 رقم 369، والنجوم الزاهرة 8/ 29، وشذرات الذهب 5/ 411، وعقد الجمان (3) 104- 106، والدرّة الزكية 322، والتحفة الملوكية 129، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 96، 97 رقم 41، وتاريخ سلاطين المماليك 9، وعيون التواريخ 23/ 103، 104، والمختصر في أخبار البشر 4/ 26، ودول الإسلام 2/ 146، وتاريخ ابن الوردي 2/ 327، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، ومنتخب الزمان 2/ 369، وتاريخ ابن سباط 1/ 498.
[3] في المصرية: «الخرّام» .

(51/399)


يقول ببغداد: شاهدت أرغون بْن أبغا وقد صفّوا لَهُ ثلاث أفراس، فوقف راجلا عند أوّلها، وطفر فِي الهواء [1] فركب الثالث منها، ولم يمسّ [2] شيئا من الفرسين.
[قلت:] [3] وكان وزيره سَعِيد الدّولة قد استولى عَلَى عقله يصرفه كيفما أراد، ويحكم فِي دولته تحكّما زائدا.
وهلك أرغون فِي هذا العام فِي شهر ربيع الأوّل فيقال إنّه سُقي، ولم يصحّ. فاتُّهم المغول اليهود بقتْله، ومضوا عَلَى سَعِيد الدّولة، ومالوا عَلَى اليهود قتْلًا ونهْبًا، وأخذوا لهم أموالا عظيمة.
وورد الخبر بموت أرغون والسّلطان عَلَى عكّا.
611- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن قريش.
القاضي الجليل، ظهير الدّين، أَبُو المجد القُرشيّ، المخزوميّ، أخو تاج الدّين إِسْمَاعِيل.
سَمِعَ «جامع أَبِي عيسى التّرمذيّ» من أبي عليّ ابن البنّاء.
وعاش خمسا وثمانين سنة. وتُوُفّي بالمحلّة فِي رمضان.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والمصريّون. ولم يسمع منه البِرْزاليّ، ولا غيره لغَيبته عَنْ مصر.
ذكره الفَرَضيّ فِي «مُعجمه» .
612- إِسْمَاعِيل بْن نور [5] بن قمر.
__________
[1] في الأصل: «الهوى» .
[2] في المصرية: «ولم يتشبّث بشيء» .
[3] زيادة من المصرية.
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في: ذيل التقييد 1/ 478 رقم 933.
[5] انظر عن (إسماعيل بن نور) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 176 أ، ب، والعبر 5/ 366، 367، وتوضيح المشتبه 2/ 114 و 9/ 159، 160، وذيل التقييد 1/ 475 رقم 927، وشذرات الذهب 5/ 411.

(51/400)


الهِيتيّ [1] ، الصّالحيّ.
روى عَنْ: مُوسَى بْن الشّيْخ عَبْد القادر، والموفَّق بْن قُدامة، والنّفيس بْن البُنّ.
قَالَ المِزّيّ: كَانَ شيخا حسنا، أُميًا، سمعنا منه.
قلت: روى عَنْهُ: ابن الخبّاز، والمِزّيّ، وابن البِرْزاليّ، وجماعة.
ومات فِي رجب [2] .
613- أقبُغا.
الأمير الكبير سيف الدّين المنصوريّ.
شابّ مليح، رشيق القَدّ. لم يبلغ الثلاثين، كَانَ من أمراء دمشق.
قتل بالبرج الَّذِي تأخّر أيّاما عَنْ أخْذ عكّا، رحمه اللَّه.
614- آقوش [3] .
الأمير جمال الدّين الغتميّ.
من الأمراء المصريّين، كَانَ موصوفا بالشّجاعة استشهد عَلَى عكّا.
615- آمنة بِنْت النَّجم [4] مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بن أَحْمَد بن خلف البلخي.
روت عَنْ: أبيها.
وهي زَوْجَة الزَّين أَحْمَد بْن حسين بْن المناديليّ [5] .
616- آمنة بِنْت مُحَمَّد بْن البهاء عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم.
__________
[1] قال البرزالي: وذكره ابن نقطة في كتابه في: «الهيتي والهيثي» ، قال: وأما هيت حوران، فكتب إليّ محمد بن عبد الواحد الحافظ يخبرني أن عندهم منها فلان وفلان سمعوا الحديث، وذكر هذا الرجل، وكان في ذلك الوقت شابا، (المقتفي 1/ ورقة 176 ب) .
[2] ومولده سنة عشر وستمائة.
[3] في النسخة المصرية: «آقشوش» . والتحرير من: تاريخ ابن الفرات 8/ 133، والسلوك ج 1 ق 3/ 765، والمقفى الكبير 2/ 247 رقم 813.
[4] انظر عن (آمنة بنت النجم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 أ.
[5] قال البرزالي: «روت الحديث عن والدها، وكانت امرأة جيدة، كثيرة المعروف، ملازمة الصدقة، حجّت وأنفقت في ذلك عشرة آلاف درهم» .

(51/401)


المقدسيّة، امْرَأة صالحة، مُبْتَلاة بألمٍ دائما فِي رأسها يمنعها الصّوم. لها حضور عَلَى جدّها.
وروت سنة ستِّ وخمسين عَنِ ابن الزَّبَيْديّ.
وماتت فِي جمادى الآخرة.
كتب عَنْهَا الطَّلَبة.
617- أيبك [1] .
عزّ الدّين المعزّيّ. أحد من استشهد من الأمراء عَلَى عكّا.
618- أيدكين [2] .
الأمير علاء الدّين الصّالحيّ، العماديّ. أحد الأمراء الكبار.
كَانَ ديِّنًا، عاقلا، شجاعا، رئيسا. أخذه السلطان الملك المنصور فِي وقعة البحرية مَعَ الملك الناصر يوسف عند ما أسروا أستاذه الملك الصّالح إِسْمَاعِيل. ولمّا تسلطن بدمشق سُنْقُر الأشقر جعله أمير جَنْداره.
قَالَ قطْبُ الدّين [3] : حكى لي قَالَ: طلبني السّلطان عَلَى البريد إلى مصر واستحضرني وشرع يوبّخني ويقول: أمير جَنْدار!؟ قلت: نعم، أمير جَنْدار. وقاتلنا عسكرك وها أَنَا بين يديك فافعل فيَّ ما تختار. فقال: ما أفعل معك إلّا كلّ خير. وأنعم عليَّ غاية الإنعام.
وقد استنابه الملك الأشرف عند سلطنته عَلَى صفد. وكان عنده كفاية
__________
[1] في الأصل حذفت ترجمة أيبك وورد مكانها ترجمة أيدكين، دون ذكر اسمه، فجاءت الترجمة على هذا الشكل: «أيبك» الأمير علاء الدين العمادي أحد الأمراء الكبار.. إلخ والمثبت من النسخة المصرية. وترجمة «أيبك» في: تاريخ ابن الفرات 8/ 132.
[2] انظر عن (أيدكين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 179 ب، ونهاية الأرب 31/ 224، وتاريخ حوادث الزمن 1/ 78 رقم 36، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 107، والوافي بالوفيات 9/ 490 رقم 4454، وتاريخ ابن الفرات 8/ 133، والمقفى الكبير 2/ 348 رقم 875، والدليل الشافي 1/ 165، والمنهل الصافي 3/ 153، 154 رقم 591.
[3] في ذيل مرآة الزمان (المخطوط) 2/ ورقة 301 أ.

(51/402)


وحسن تدبير، ولين جانب، وحُسْن ظَنّ بالفقراء، ووُدّ وإخاء. وله فِي المواقف آثار جميلة. وكان الملك الظاهر يحبّه ويحترمه ويقدّمه عَلَى نُظَرائه.
تُوُفّي بصفد فِي أوائل رمضان.
619- أيّوب بْن أَبِي الْحَسَن [1] .
الفقير القادريّ.
شيخ الفقراء السّلّاويّة.
تُوُفّي فِي شعبان.
- حرف الباء-
620- بيليك [2] .
الأمير بدر الدّين المسعوديّ.
من أمراء مصر. كَانَ شجاعا، مشهورا بالخير والمكارم.
استشهد عَلَى عكّا.
- حرف الجيم-
621-[جمال الدّين الغُتْميّ.
من الأمراء الّذين استشهدوا على عكّا] [3] .
__________
[1] انظر عن (أيوب بن أبي الحسن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 178 أ، وعيون التواريخ 23/ 94 وفيه «أيوب بن أبي القاسم ابن عمر السلاوي» .
[2] انظر عن (بيليك) في: الوافي بالوفيات 10/ 367 رقم 4863، وتاريخ ابن الفرات 8/ 133، والمقفّى الكبير 2/ 584 رقم 1022، والسلوك ج 1 ق 3/ 765، والمنهل الصافي 4/ 511 رقم 746، والدليل الشافي 1/ 211.
[3] ما بين الحاصرتين من النسخة المصرية. وقد تقدّمت ترجمة جمال الدين الغتمي، وهو آقوش، برقم (614) .

(51/403)


- حرف الدال-
622- دَاوُد بْن أَحْمَد [1] بْن سُنْقُر.
المقدَّميّ، الصّوفيّ، المحدّث. أحد الصّوفيّة بالسُّمَيْساطيّة.
حدّث عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن رواج، وابن الْجُمَّيْزيّ.
وكتب الأجزاء والطَّباق. وخطّه معروف.
كتب عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، والطَّلَبة.
ومات فِي صفر [2] .
- حرف الراء-
623- رشيد الطواشيّ [3] .
أبو الخير الأشرفيّ، الفاضليّ.
شيخ فاضل، حافظ للقرآن.
حدّث عَنْ: جَعْفَر.
- حرف السين-
624- سُلامِش بْن بيبرس [4] بْن عَبْد اللَّه.
السّلطان، الملك، العادل ابن الظّاهر، ركن الدّين.
__________
[1] انظر عن (داود بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 168 ب، 169 أ.
[2] مولده في رابع صفر سنة ثمان وعشرين وستمائة بحماة.
[3] انظر عن (رشيد الطواشي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 أ.
[4] انظر عن (سلامش بن بيبرس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب، والعبر 5/ 367، ومرآة الجنان 4/ 216، والبداية والنهاية 13/ 326، وتذكرة النبيه 1/ 142، ودرة الأسلاك 1/ ورقة 106، والوافي بالوفيات 15/ 326 رقم 461، وتاريخ ابن الفرات 8/ 130، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، وعقد الجمان (3) 104، والنجوم الزاهرة 7/ 286- 289، والدليل الشافي 1/ 315 رقم 1071، وشذرات الذهب 5/ 411، ودول الإسلام 2/ 192، والمنهل الصافي 6/ 13، 14 رقم 1074، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 77، 78 رقم 35، والمختار من تاريخ ابن الجزري 349، والدرّة الزكية 321، وتاريخ سلاطين المماليك 3، وعيون التواريخ 23/ 93، 94، ومنتخب الزمان 2/ 369.

(51/404)


أجلسوه في السّلطنة عند ما خلعوا أخاه الملك السّعيد، وخطبوا لَهُ، وضربوا السّكّة باسمه ثلاثة أشهر، ثمّ شالوه من الوسط وبقي خاملا. ولمّا تملّك الملك الأشرف جهّزه وأخاه الملك خضر وأهله إلى مدينة اصطنبول بلاد الأشكريّ، فمات هناك.
وكان شابّا مليحا، تامّ الشكل، رشيق القدّ، طويل الشَّعْر، ذا عقل وحياء.
ومات بهذا العام فِي اصطنبول.
لَقَبُه بدر الدّين، ومات وله قريب من عشرين سنة.
625- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن فتح اللَّه [1] بْن علوان.
العُمريّ، الحنفيّ، الواسطيّ.
سَمِعَ من: الأمير السّيّد أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن السّيّد، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن السّبّاك، وغير هما.
ومات ببغداد فِي ذي الحجّة.
روى عَنْهُ: الكازرُونيّ بالإجازة.
ويقال لَهُ: البوقريشيّ.
626- سُلَيْمَان بْن عُثْمَان [2] .
المفتي، الزّاهد، الورع، بقيّة السّادات. تقيّ الدّين التُّركماني، الحنفيّ، مدرّس الشبليّة.
ناب فِي القضاء بدمشق لمجير الدّين بْن العديم، ثمّ استعفى منه ولزم الاشتغال والعبادة.
__________
[1] في النسخة المصرية: «نعمة الله» . ولم يذكر «سليمان بن أحمد» في الجواهر المضية مع أنه من شرطه.
[2] انظر عن (سليمان بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 173 ب، والوافي بالوفيات 15/ 104 رقم 551، والدليل الشافي 1/ 319 رقم 1087، والمنهل الصافي 6/ 37، 38 رقم 1090، والدارس 1/ 535.

(51/405)


وتُوُفّي فِي جمادى الأولى ودُفن بسفح قاسيون. وكان من أعيان الفقهاء رحمه اللَّه.
627- سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيّ بْن ياسين.
الشّيْخ، الأديب، البارع، العفيف التِلمسانيّ. وكان كوميّ الأصل [من قبيلةٍ يقال لها كوميّة بالمغرب] [2] .
ذكره الشّيْخ قُطْب الدّين فقال [3] : كَانَ يدّعي العرفان، ويتكلْم فِي ذَلِكَ عَلَى اصطلاحهم.
قَالَ: ورأيت جماعة ينسبونه إلى رقّة الدّين والميل إلى مذهب النُّصَيْرية.
وكان حَسَن العشرة، كريم الأخلاق، لَهُ حُرمة ووجاهة. وخَدَم فِي عدّة جهات بدمشق.
قلت: خدم فِي جهات المكلّس، وغيرها. وحدّث بشيء من «صحيح مسلم» عن ابن الصّلاح، والسّخاويّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 176 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 82 رقم 122، والعبر 5/ 367، ومرآة الجنان 4/ 216، 217، وتذكرة النبيه 1/ 147، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 108، والوافي بالوفيات 15/ 408 رقم 557، وفوات الوفيات 2/ 72 رقم 179، والسلوك ج 1 ق 3/ 777، والبداية والنهاية 13/ 326، وعقد الجمان (3) 95- 100، والدليل الشافي 1/ 319 رقم 1088، والمنهل الصافي 6/ 38- 43 رقم 1091، والنجوم الزاهرة 8/ 29- 31، وشذرات الذهب 5/ 412، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 80- 96 رقم 39، والمختار من تاريخ ابن الجزري 350، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 482، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، وفوات الفوات 2/ 72- 76 رقم 179، وعيون التواريخ 23/ 96- 103، وكشف الظنون 266، وإيضاح المكنون 2/ 232، وهدية العارفين 1/ 400، وديوان الإسلام 3/ 291 رقم 1445، وأعيان الشيعة 35/ 360، والأعلام 3/ 130، ومعجم المؤلفين 4/ 270.
[2] بين المعقوفين زيادة من المصرية.
[3] في ذيل مرآة الزمان (مخطوط) 2/ 304 أ.

(51/406)


كتب عَنْهُ بعض الطّلبة. وكان يُتّهم بالخمر والفسق والقيادة. وحاصل الأمر إنّه كَانَ من غُلاة الاتّحادية القائلين بوحْدة الوجود، وأنّ عين الموجودات هِيّ اللَّه، تعالى اللَّه عَنْ قولهم عُلُوَّا كبيرا. وله فِي ذَلِكَ أشعار ورموز وتغزُّلات ومصنّفات.
وذكره شمس الدّين الْجَزَريّ فِي «تاريخه» [1] ، وما كَانَ عرف حقيقة أمره، ونقل شيئا مستحيلا عَنْهُ، فقال: عمل فِي الروم أربعين خلْوة، كلّ خلوة أربعين يوما، يخرج من واحدة ويدخل فِي أخرى.
قلت: وهذا الكلام فِيهِ مجازفة ظاهرة، فإنّ مجموع ذَلِكَ ألف وستّمائة يوم، ولا أدري عمّن نقل شمس الدّين هذا.
ثمّ قَالَ: وله فِي كلّ عِلم تصنيف، وقد شرح الأسماء الحسنى، وشرح «مقامات النّفريّ» .
قَالَ: وحكى بعضهم قَالَ: طلعت إليه يوم قبض إليه فقلت: كيف حالك؟
قَالَ: بخير، من عرف اللَّه كيف يخاف؟ والله مُذْ عرفته ما خفته بل رجوته وأنا فرحان بلقائه [2] .
__________
[1] تاريخ حوادث الزمان 1/ 80 (بتحقيقنا) .
[2] علّق اليافعي كعادته على قول الذهبي بأن التلمساني أحد زنادقة الصوفية، فقال: وهذا أيضا مع ما تقدّم يدلّ على سوء عقيدة الذهبي في الصوفية، أما كان يكفيه إن كان كما ذكر زنديقا أن يقول: أحد الزنادقة، ولا يضيف إلى الصوفية الصفوة أهل الصدق والتصديق والحق والتحقيق كل فاجر زنديق، وهل كل من كان متصفا بالوصف المذكور أو غيره من وصف غير مشكور ينسب إلى الصوفية أهل الصفا والنور، وكأنه ما يصدّق متى يصادف رخصة يتخذها فرصة في الطعن في السادة الأحباب العارفين أولي الألباب، وليت هذا إذ حرم التوفيق في حسن الظن ومشابهة الولي الإمام محيي الدين النواوي الجليل المقدار حيث ذكر في كتابه الحفيل الموسوم (بالأذكار) أن الصوفية من صفوة هذه الأمة، نعوذ باللَّه من حرمان التوفيق والعصمة فلم يكن لهم معتقدا أمسك عنهم، ولم يكن فيهم منتقدا لكنه سارع إلى القدح فيهم والطعن فيهم مرة بعد أخرى ...

(51/407)


[قلت: كذبت، بل أخوف الخلق للَّه مُحَمَّد رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [1] .
وحكى تلميذه البرهان إِبْرَاهِيم بْن الفاشوشة قَالَ: رَأَيْت ابنه فِي مكان بين رَكَبْداريّة وذا يكبّس رجليه، وذا يبوسه، فتألّمت لذلك وانقبضت ودخلت إلى الشّيْخ وأنا كذلك، فقال: ما لَكَ؟ فأخبرته بالحال الّذي وجدت عَلَيْهِ ابنه محمدا، فقال: أفرأيته فِي تِلْكَ الحال مُنقبضًا أو حزينا؟ قلت: سبحان اللَّه كيف يكون هذا؟ بل كَانَ أسرّ ما يكون.
فهوَّن الشّيْخ عليَّ وقال: فلا تحزن أنت إن كَانَ هُوَ مسرورا.
فقلت: يا سيّدي فرّجت عنّي. وعرفتُ [قدر] [2] الشّيْخ وسِعَتَه، وفتح لي بابا كنتُ محجوبا عَنْه.
قلتُ: هذا هُوَ الشيخ الّذي لا يستحي اللَّه من عذابه.
وله شعر فِي الطّبقة العليا والذّروة القصوى، لكنّه مشوب بالاتّحاد فِي كثير من الأوقات، فمنه:
أفدي الّتي ابتسمت وهنا بكاظمة ... فكان منها هدى السّاري بنعمان
وواجهتْها ظباء الرمل فاكتسبتْ ... منها محاسن أجيادٍ وأجفان
يسْري النّسيم بعِطْفَيها فيصحبُه ... لطْف يُميل غصن الرَّنْد والبانِ
مرَّت عَلَى جانب الوادي وليس بِهِ ... ماء ففاض بدمعي الجانب الثاني
مَوَّهت عَنْهَا بسلمى واستعرت لها ... من وضعها فاهتدى الشاني إلى شاني
تجنّى عليَّ وما أحلى أليم هوى ... فِي حبّها حين ألجاني إلى الجاني
وله:
أقول لخفّاق النّسيم إذا سرى ... وقد كاد أن ينجاب كلّ ظلام
تحمّل إلى أهل العقيق رسالتي ... وخصّهم عنّي بكلّ سلام
وقل لهم إنّي عَلَى العهد لم أحِلْ ... وإنّ غرامي فوق كلّ غرام
__________
[1] زيادة من المصرية.
[2] من المصرية.

(51/408)


ولو رُمْتُ عنكم سلوة قادني الهوى ... إلى نحوكم طَوعًا بغير زمامٍ
فيا عاذلي دعْ عنك عذْلي فإنّني ... أخو صَبْوةٍ لا يرعوي بملام
وله:
وإذا سبى العذال حُسْنك فِي الهوى ... يا مُنْيتي فالصّبّ [1] كيف يكونُ
هبْ أنّ عَبْد هواك [2] أخفى حبَّه ... أتراه يخفى والعيون عيون
في طرفه [3] السّفّاح لكن وجهه ... الهادي فليت حدوده المأمون [4]
وله من أبيات:
وأعِد لي حديثه فلسمعي ... فرط وجدٍ باللّؤلؤ المنثورِ
ثمّ صِف لي ذؤابة منه طالت ... وَدَجَتْ فهي ليله المهجور
وله:
إلى الراح هبّوا حين تدعو المثالثُ ... ما الراح للأرواح إلّا بواعث
هِيّ الجوهر الفرد القديم وإن بدا ... بها حَبَبٌ زينت بِهِ فهو حادث
تمزرتها صرفا فلمّا تصرفت ... تحكم سكرا بالتّراتيب عابث
وفاح شذى أنفاسها فتضرّرت ... نفوسٌ عليها الجهل عاث وعائث
حلفت لهم ما كافها غير ذاتها ... فقالوا اتّئد فيها فإنّك حانث
أقم ريثما تُغنيك عنك بوصفها ... وتذهب عمّا منك فيها بباحث
فإنْ شاهدت منك العيون عيونها ... ظهرت وإلّا فالعيون خوابث
وإنْ لم تبدّل آيةٌ منك آية ... بها فيك قِيلَ اذهب فإنّك ماكث
تفكّر فِي سامٍ وحامٍ حديثها ... وعزّ فلم يظهر بمعناه يافث
وما لبثت فِي الدّهر قطٌ وإنّما ... هُوَ الدّهر فيها إنْ تأمّلت لابث
__________
[1] في المنهل الصافي: «فالصبر» .
[2] في المنهل الصافي: «هن أن من يهواك» .
[3] في المنهل الصافي: «في طرفيّ» .
[4] ورد هذا البيت فقط في: تذكرة النبيه 1/ 147، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 94، والأبيات كلها في المنهل الصافي 6/ 41 مع مع أبيات أخرى.

(51/409)


وهذا الشعر من ألطف ما دقّق بِهِ الاتحاد، وقد ورّى بالراح عَنْ معبوده.
وله قصيدة هِيّ أصرح في مذهبه من الثانية، وهي:
وقفنا عَلَى المُغْني قديما فما أغنى ... ولا دلّت الألفاظُ فِيهِ عَلَى المعنى [1]
وكم فِيهِ أمسينا وبتنا برَبعِه ... زمانا [2] وأصبحنا حيارى كما بتنا
ثملنا ومِلْنا والدّموع مدامنا ... ولولا التّصابي ما ثملنا ولا مِلْنا
ولم نر للغيد الحسان بِهِ [3] سنا ... وهم من بدور التّم فِي حُسنها أسنى
نُسائل بإنات الحمى عَنْ قدودهم ... ولا سيما فِي لينها البان الغنا
ونلثم منه التُرب أنْ قد مشت بِهِ [4] ... سُليمى ولُبنى لا سُليما ولا لبنا
فوا أسفي [5] فِيهِ عَلَى يوسف الحمى ... ويعقوبه تبيضُّ أعينُه حُزنا
ننادي بناديهم [6] ونُصغي إلى الصَّدى ... فيسألنا عنّا [7] بمثل الَّذِي قُلْنَا [8]
أقمنا نُجود الأرض بالأدمُع التي ... لَوَ أنّ السّحاب الجود يملكها طفنا
فلما رأينا أنّنا لا نراهم ... رأيناهم فِي القرب أدنى لنا منّا
ولكنّهم لا يتركونا نزاهم ... إلى أنْ محونا ثمّ كانوا وما كنّا
فراحوا كما كانوا ولا عين عندهم ... تراهم وأنّى يشهد الفرد من مثنّى
وأشرقت الدّنيا بهم وتزيّنت ... بزينة ما أبدوا عليها من المعنى
وآنس منهم كلّ ما كَانَ موحشا ... وعاش هنيّا من بها كَانَ لا يهنأ
ومن ناولته الكأس معشوقة [9] الحِمَى ... يرى شرها [10] أن يشرب الخمر والدِّنا
__________
[1] في فوات الوفيات «على معنى» .
[2] في فوات الوفيات: «حيارى» .
[3] في فوات الوفيات: «بهم» .
[4] في فوات الوفيات: «وتلثم ترب الأرض أن قد مشت بها» .
[5] في فوات الوفيات: «فوا أسفا» .
[6] في فوات الوفيات: «ينادي مناديهم» .
[7] كذا. وفي تاريخ حوادث الزمان «عنهم» .
[8] حتى هنا في فوات الوفيات 23/ 73.
[9] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «معوقة» .
[10] في المختار من تاريخ ابن الجزري: «سرها» .

(51/410)


وما صرخ العشاق جملا وإنّما ... إذا سكر المشتاق من طربٍ غنّا [1]
وله:
ما صادمات الحمام فِي القُضُب ... ولا ارتقاص المُدام بالحَبَبِ
إلّا لمعنى إذا ظفرت بِهِ ... ألزمك الجدّ صورة اللّعب
لأجل ذا فِي الجمال ما نقلت ... قوما عَنِ القبض بسْطةُ الطّربِ
قد شاهدوا مطلق الجمال بلا ... رقيب غيريةٍ ولا حجب
وأولعوا بالقدود مائسة ... أعطافها والمباسمُ الشنب
وافتتنوا بالجفون إن رمقت ... ترمي قسيّا بأسهُم الهُدُبِ
وأسلموا فِي الهوى أزمّتهم ... طوعا لحكم الكواعب العُرْبِ
قد خُلِقَت للجمال أعيُنُهم ... وطهرت بالمدامع السّرب
ما لاحظوا رتبة تقيدهم ... وهم جميعا عمادة الرُتَب
فطفْ بحاناتهم عسى قبسٌ ... من بعض كاساتهم بلا لهبِ
تصرف من صرفه همومك ... أو تصبح بالقوم ملحق النّسب
وكن طفيليهم عَلَى أدبٍ ... فما أرى شافعا سوى الأدب [2]
وله يمدح شهاب الدّين محمود بْن سُلَيْمَان الكاتب:
جعل الحمى أُفقًا لمطمح طَرْفه ... فكفاه بالعَبَرات صيّب وَكْفه
واستقبل الوادي بلحْظ هُدْبه ... شرك لصيد مَهَاته أو خشفه
حتّى إذا عزّ المرام من اللّقا ... حبس الحشى كي لا يطير بكفه
قُل للّذين عَنِ المحبّ علمتم ... إنّ الفراق لكم علامة حتفه
يا ظبي رامَة لو تعرّض يذبل ... لظبي جفونك لم يقف [3] عَنْ نسفِه
بالغت فِي سقمي فأفنى بعضه ... وصفي من البلوى وقام بوصفهِ
كم عاشق سبق الملام إلى الهوى ... وتعثّرت عذاله من خلفه
__________
[1] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 84، 85، والمختار من تاريخ ابن الجزري 350، 351.
[2] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 88، والمختار من تاريخ ابن الجزري 352.
[3] في المصرية: «تقف» .

(51/411)


يا بانة الوادي التي ورقاؤها ... تبكي بكاء إلف نأى عَنْ إلفهِ
لك حظوة كقوامه وحمامه ... كمُحبّه أبدى جوى لم يخفه
ومنادي فِي رقّة الأدب الَّذِي ... هُوَ كالسُّلاف فتى كرائق صرفهِ
سمحُ السّجيَّة مبدع فِي كلّما ... يندُبه من نظم القريض ورصفهِ
يا كاتب الفلك اعتبر بشفوفه ... وإذا شككت فيا عُطاردُ وفّهِ
هذا الشهاب الثّاقب الدّرّ الّذي ... حاكى سناه عقد جوهر وصفة [1]
والنّافث السّحر الّذي لو جسدت ... كلماته ثغرا لهممت برشفه
والمستحقّ عَلَى بني الأدب الأُولى [2] ... هُوَ روضة تنسّم عَرْفه
صرفت أنامله اليراع لرسم ما ... أدناه يثني دهرنا عَنْ صرفه
قلم أراد بِهِ الهلال تشبُّهًا ... فأقام قامته فلم يستوفهِ
وله من أبيات:
ولي فِي ظلال السِّرحتين مُنَيْزل ... لبسنا بِهِ بُرد التّواصل مذهبا
يروقك أن تروي أحاديث ورْقه ... وتصغى إلى الألحان شوقا فتطربا
وتستنشق الأرواح من نسماته ... فيفهم معنى الزّهر من منطق الصّبا
تُوُفّي العفيف التّلمسانيّ فِي خامس رجب، وكتب بخطّه: مولدي سنة ستّ عشرة وستّمائة [3] .
628- السيف الإربليّ.
__________
[1] في النسخة البريطانية «هذا الشهاب الدر الّذي حاكى» .. والمثبت من المصرية.
[2] في الأصل: «الأولى» .
[3] ومن شعره:
سكر الصبّ في هواك فغنى ... ودعاه داعي الغرام فحنّا
كيف يرجو الحياة وهو مع الهجر ... قتيل وعند رؤياك يفنى
وله:
يشكو إلى أردافه خصره ... لو تسمع الأمواج شكوى الغريق
يا ردفه رقّ على خصره ... فإنه يحمل ما لا يطيق
(تذكرة النبيه 1/ 147) وله شعر كثير في المنهل الصافي.

(51/412)


الشاهد. كَانَ شيخا مَهِيبًا، ضخما، حَسَن البزّة. يجلس فِي الحصيرة الّتي فيها ابن النّصير، ويعرف الشروط، ويكتب خطّا مليحا، ويشهد عَلَى القضاة.
ولم يتزوَّج ولا حجّ، وكان يقدر عَلَى ذَلِكَ، فامتنع القاضي المالكيّ من قبوله، وقال: أنت لك مال ولم تحجّ. فقام وحجّ وأمضى الفريضة، وعاد فأدركه أجله فِي المحرَّم فِي الطّريق.
وكنت أراه مُلازمًا للشهادة.
- حرف العين-
629- عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن القاضي الأشرف أَحْمَد بْن القاضي الفاضل جمال الدين أَبِي بَكْر [1] .
تُوُفّي بدمشق فِي داره كهلا فِي صفر.
630- عَبْد اللَّه بْن مجد الدين [2] أبي الفتح نصر الله بن أحمد بْن البَعْلَبكّيّ [3] .
الشّيْخ بدر الدّين، أَبُو بَكْر الأَنْصَارِيّ [4] [الدّمشقيّ.
شيخ رئيس مُسْنِد مُسنّ. وُلِد سنة ستٍّ وستّمائة.
وسمع من: دَاوُد بْن ملاعب، والشمس العطّار.
وهو والد شيخنا أمين الدّين أَحْمَد. أخذ عَنْهُ غير واحد.
ومات رحمه الله تعالى في رجب.
__________
[1] ترجمة عبد الله بن الحسين هذا غير موجودة في النسخة البريطانية ومستدركة من المصرية.
وهي في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 168 ب.
[2] انظر عن (عبد الله بن مجد الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 176 ب، 177 أوفيه:
«عبد الله بن نصر اللَّه بْن أَحْمَد بْن رسلان بْن فتيان» .
[3] في المصرية: «بن أحمد البعلبكي» .
[4] إلى هنا انتهت النسخة البريطانية. والمستدرك بين معقوفتين من هنا إلى آخر الطبقة من النسخة المصرية.

(51/413)


631- عَبْد اللَّه بْن أَبِي المرصفيّ [1] بْن عيسى.
عزّ الدّين الصَّرَفَنْديّ.
سَمِعَ بدمشق من: ابن الزَّبَيْديّ، ومحمد بْن حسّان، وابن صبّاح، وغيرهم.
كتب عنه المصريّون والرحّالة.
مات فِي شعبان بالقاهرة [2] .
632- عَبْد الخالق بْن مكيّ [3] بْن عُثْمَان.
الدُّنَيْسريّ.
حدّث بدمشق عَنِ المحدّث أَبِي منصور بْن الوليد.
ومات فِي رجب رحمه اللَّه تعالى [4] .
633- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم [5] بن سباع بن ضياء.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي المرصفي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 178 أ، ب.
[2] ومولده في سنة خمس عشرة وستمائة بقرية بسر من قرى حوران، وأسره الفرنج وبقي عندهم بصرفند مدّة سنين ثم اشتراه غانم الصقلّي وبقي عنده مدة، وأسمعه على الشيوخ وحفّظه القرآن. قال البرزالي: سمعت منه منتقى من صحيح البخاري وغير ذلك.
[3] انظر عن (عبد الخالق بن مكي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ.
[4] وقال البرزالي: وكان رجلا صالحا من أهل القرآن. ومولده في أواخر سنة إحدى عشرة وستمائة.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 174 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 118 رقم 112، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 71- 73 رقم 26، ودول الإسلام 2/ 146، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والمعين في طبقات المحدّثين» رقم 2279، وتاريخ ابن الوردي 2/ 236، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 287- 289 رقم 908، ومرآة الجنان 4/ 218، والبداية والنهاية 13/ 325، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 163، وتذكرة النبيه 1/ 143، 144، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 106، 107، وعيون التواريخ 23/ 86- 88، وفوات الوفيات 2/ 263- 265 رقم 247، وذيل التقييد 2/ 79 رقم 1185، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 163 رقم 1160، والوافي بالوفيات 18/ 96- 99 رقم 107، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 29- 32 رقم 470، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 921- 923-

(51/414)


العلّامة، الإِمَام، مفتي الإِسْلَام، فقيه الشّام، تاج الدّين، أَبُو مُحَمَّد الفَزَاريّ، البدْريّ، الْمَصْرِيّ الأصل، الدّمشقيّ، الشافعيّ، الفِركاح.
وُلِد فِي ربيع الأوّل سنة أربع وعشرين وستّمائة.
وسمع «الْبُخَارِيّ» من ابن الزَّبَيْديّ.
وسمع من: التّقيّ عَلِيّ بْن باسوَيْه، وأبي المُنَجّا بْن اللّتّيّ، ومُكَرَّم بْن أَبِي الصَّقر، وابن الصّلاح السَّخاويّ، وتاج الدّين ابن حمُّوَيه، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الملك، وخلْق سواهم.
وخرّج لَهُ البِرْزاليّ عشرة أجزاء صغار عَنْ مائة نفس.
فسمع منه: ولده برهان الدّين، وابن تيميّة، والمزّيّ، وقاضي القضاة نجم الدّين ابن صَصْرَى، وكمال الدّين ابن الزّمْلكَانيّ، والشيخ عَلِيّ بْن العطّار، وكمال الدّين عَبْد الوهّاب الشّهبيّ، والمجد الصَّيْرفيْ، وأبو الْحَسَن الخَتَنيّ، والشمس مُحَمَّد بْن رافع الرَّحبيّ، وعلاء الدّين المقدسيّ، والشرف ابن سيده، وزكيّ الدّين زكري، وخلْق سواهم.
وخرج من تحت يده جماعة من القضاة والمدرّسين والمفتين. ودرّس، وناظَرَ، وصنَّف. وانتهت إلَيْهِ رئاسة المذهب كما انتهت إلى ولده.
وكان من أذكياء العالم وممّن بلغ رُتبة الاجتهاد. ومحاسنه كثيرة. وهو أجلّ من أن يُنبّه عَلَيْهِ مثلي. وكنت أقف وأسمع درسه لأصحابه فِي حلقة ابنه. وكان يلثغ بالراء غينا مَعَ جلالته، فسبحان من لَهُ الكمال. وكان لطيف الْجُبّة، قصيرا أسمر [1] ، حُلو الصورة، ظاهر الفم، مُفَركح السّاقين بهما حُنَفٌ
__________
[ (-) ] رقم 3، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، وعقد الجمان (3) 91، 92. والعبر 5/ 367، 368، والنجوم الزاهرة 8/ 41، وتاريخ الخلفاء 487، وكشف الظنون 342، وغيرها، وإيضاح المكنون 2/ 693، وشذرات الذهب 5/ 413، وهدية العارفين 1/ 525، والمنهل الصافي 7/ 153- 156 رقم 1367، والدليل الشافي 1/ 396 رقم 1364، وديوان الإسلام 3/ 421، 422 رقم 1620، والأعلام 3/ 293، ومعجم المؤلفين 5/ 112.
[1] في الأصل «أسمرا» .

(51/415)


ما وريح. وكان يركب البغلة وتحفّ بِهِ أصحابنا، ويخرج بهم إلى الأماكن النَّزِهة، ويُباسطهم ويحضر المغاني، وله فِي النّفوس صورة عظيمة لهيبته وعلمه ونفعه العامّ، وتواضعه وخيره ولُطفه وجُوده.
قرأت بخطّ الشّيْخ قُطْب الدّين قَالَ [1] : انتفع بِهِ جمّ غفير، ومُعظم فقهاء دمشق وما حولها وقُضاة الأطراف تلامذته. وكان رحمه اللَّه، عنده من الكَرَم المُفْرط وحُسن العشرة وكثْره الصّبر والاحتمال. وعدم الرغبة فِي التكثُّر من الدّنيا، والقناعة والإيثار، والمبالغة فِي اللُّطْف ولين الكلمة والأدب ما لا مزيد عَلَيْهِ، مَعَ الدّين المتين، وملازمة قيام اللّيل، والورع، وشرف النّفس، وحُسْن الخُلُق والتّواضع، والعقيدة الحسنة فِي الفقراء والصُّلحاء وزيارتهم. وله تصانيف مفيدة تدلّ عَلَى محلّه من العلم وتبحّره فِيهِ. وكانت لَهُ يد فِي النَّظْم والنَّثر.
قلت: تفقّه فِي صغره عَلَى الشّيْخ عزّ الدّين ابن عَبْد السّلام، والشيخ تقيّ الدّين ابن الصّلاح. وبرع فِي المذهب وهو شابّ وجلس للاشتغال وله بضعٌ وعشرون سنة. ودرّس فِي سنة ثمانٍ وأربعين. وكتب فِي الفتاوى وقد كمّل ثلاثين سنة.
ولمّا قدم النّوويٌ من بلده أحضروه ليشتغل عَلَيْهِ، فحمل همّه وبعث بِهِ إلى مدرسة الرواحية، ليصبح لَهُ بها بيت، ويرتفق بمعلومها. ولم يزل يُشغل من ذَلِكَ الوقت إلى أن مات.
وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار. وكان إذا سافر إلى بيت المقدس يتنافس أهل البرّ فِي التّرامي عَلَيْهِ، وإقامة الضيافات له. وكان أكبر من النّواويّ، رحمهما اللَّه، بسبع سنين. وكان أفقه نفسا، وأذكى قريحة، وأقوى مناظرة من الشّيْخ محيي الدّين بكثير، لكنْ كَانَ محيي الدّين أنقل للمذهب، وأكثر محفوظا منه. وهؤلاء الأئمّة اليوم هُمْ خواصّ تلامذته ابنه، وقاضي
__________
[1] في ذيل مرآة الزمان (مخطوط) 2/ ورقة 307.

(51/416)


القضاة، والشيخ كمال الدّين ابن الزَّملكانيّ، وكمال الدّين الشهبيّ، وزكيّ الدّين زكريّا. وكان قليل العلوم، كثير البركة، مَعَ الكَرَم والإيثار والمروءة والتّجمّل. كَانَ مدرّس البادرائيّة [1] ، وُلّي تدريسها فِي سنة سبْع وسبعين، ولم يكن بيده سواها إلّا ما لَهُ عَلَى المصالح. وكذلك ولده، أمتعنا اللَّه ببقائه.
وتجد غيره لَهُ عدّة مناصب، وعليه ألوفٌ كثيرة من الدَّين. هذا وأين ما بين الرجلين من الدّين والعلم.
قَالَ، رحمه اللَّه، ورضي عَنْهُ، حين انجفل النّاس فِي سنة ثمانٍ وخمسين:
للَّه أيام جمع الشمل ما بَرِحَتَ ... بها الحوادثُ حتّى أصبحتْ سَمرا
ومبدأ [2] الحزِن من تاريخ مسألتي [3] ... عنكم فلم ألقَ لا عَينًا ولا خَبَرًا [4]
يا راحلين قدرتم فالنجاء لكم ... ونحن للعجز لا تستعجز القَدَرا [5]
وله:
يا كريم [6] الآباء والأجداد ... وسعيد الإصدار والإيراد
كنت سعدا لنا بوعدٍ كريمٍ ... لا تكن في وفائه كسُعادٍ [7]
__________
[1] المدرسة البادرائية: داخل باب الفراديس والسلامة شماليّ جيرون، وشرقيّ الناصرية الجوّانية. كانت قبل ذلك تعرف بدار أسامة الجبليّ أحد أكابر الأمراء في عهد الناصر صلاح الدين، وبيده قلعة عجلون وكوكب، ودخلت بيروت في ولايته. (الدارس 1/ 154) .
[2] في البداية والنهاية 13/ 325 «ومبتدأ» ، ومثله في تاريخ حوادث الزمان.
[3] في تاريخ حوادث الزمان: «مقالتي» .
[4] في البداية والنهاية 13/ 325 «ولا أثرا» .
[5] الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 72، والوافي بالوفيات 18/ 98، والبداية والنهاية 13/ 325، وفوات الوفيات 2/ 264، وعيون التواريخ 23/ 87، وعقد الجمان (3) 92.
[6] في تاريخ حوادث الزمان: «لأديم» .
[7] البيتان في طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 922، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 72، والوافي بالوفيات 18/ 98، وعيون التواريخ 23/ 87، وعقد الجمان (3) 92.
ومن شعره:

(51/417)


تُوُفّي الشّيْخ تاج الدّين إلى رضوان اللَّه ومغفرته بالبادرائيّة، فِي ضُحى يوم الاثنين خامس جمادى الآخرة. ودُفن بمقابر باب الصّغير، وشيّعه الخلق، وتأسّفوا عَلَى فقْده. فإنّا للَّه وإنّا إلَيْهِ راجعون. وهو الشّيْخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر أجلّ من روى «صحيح الْبُخَارِيّ» عَنِ ابن الزَّبَيْديّ.
وعاش ستّا وستّين سنة وثلاثة أشهر.
634- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي البدر.
شَرَف الدّين العبّاسيّ، البغداديّ.
سَمِعَ من: إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ، وعجيبة، وجماعة.
وعاش خمسا وسبعين سنة. ومات فِي رجب.
635- عَبْد العزيز بْن علي [1] .
العدْل، موفّق الدّين الشُّرُوطيّ.
روى عَنْ أصحاب السِّلَفي.
مات فِي ربيع الأوّل [2] .
636- عَبْد اللطيف بْن مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه.
الإِمَام بدرُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد العبْدي، الحمويّ، الشّافعيّ، الفقيه.
__________
[ (-) ]
يا سيّدا أشعاره أصبحت ... قلائدا في عنق الدهر
ولم تكن ترضى سوى جيدة ... لأنها من أنجم زهر
أبطأت بالكراس لكنني ... أوضح ما يبدو به عذري
وجدته روضا ودرّا فلم ... أسطع فراق الروض والدر
(تذكرة النبيه 1/ 144) ، وله في: تاريخ حوادث الزمان، وعقود الجمان للزركشي، وغيره.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 أ.
[2] ومولده سنة ثلاثين وستمائة تقريبا.
[3] انظر عن (عبد اللطيف بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 174 أ، ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 99 رقم 43، وتذكرة النبيه 1/ 148، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 108، والسلوك ج 1 ق 3/ 777.

(51/418)


إمام، عالم، مدرّس، جيّد الفتوى، وافر الحُرْمة ببلده. صاحب مكارم ولُطْف وتواضع. وله نظْم ونثر.
كتب عَنْهُ شيخنا أَبُو الْحُسَيْن اليُونينيّ.
ومن شعره:
وبي رشأ قد علا شأنه ... وكلّ الأنام بِهِ مرتبك
تملّكني وتملّكته ... بنصف الّذي لي بِهِ قد ملك
أَنَا عبده وهو عبدي اعجبوا ... فهل يملك الشخص من قد مَلَك [1] ؟
قلت: يعني تملّكني بالعينين وملكته بالعين [2] .
وقد سَمِعَ ببغداد: إِسْحَاق الكاشْغريّ، وأبي بَكْر بْن الخازن.
وبمصر من: الْحُسَيْن بْن دينار، وأبي ... [3] قايماز المعظّميّ وهو عَبْد الرحيم بْن الطُّفَيْل.
وبحلب من: ابن خليل.
وبحماة من: صفيّة، وجماعة.
أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ [4] .
وكان رحمه اللَّه خطيب حماة بالجامع الأعلى [5] .
637- عَبْد الواسع بْن عَبْد الكافي [6] بْن عَبْد الواسع بْن عبد الجبّار.
__________
[1] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 99.
[2] ومن شعره:
إذا سمع الحديث عليّ شخص ... ليرويه إذا ما كان موتي
سررت به ليدعو لي وإني ... أودّ حياته من بعد موتي
فإن يسمح ويدعو لي تجبه ... ملائكة السماء بخير صوت
[3] في الأصل بياض مقدار كلمة.
[4] وهو قال: مولده سنة عشرين وستمائة بحماة. سمعت عليه مسند الإمام الشافعيّ رضي الله عنه، والثقفيات، وعدّة أجزاء.
[5] في الأصل: «الأعلا» .
[6] انظر عن (عبد الواسع بن عبد الكافي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 74، 75 رقم 29، -

(51/419)


القاضي شمس الدّين، أَبُو مُحَمَّد الأبْهَريّ، الشافعيّ، نزيل دمشق.
شيخ فقيه، جليل، عالم فاضل، وافر الدّيانة، عالي الرّواية، كثير الورع.
سَمِعَ بالموصل من: أَبِي الْحَسَن بْن روزبه.
وسمع بدمشق من: ابن الزَّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وابن ماسويه، وإبراهيم ابن الخُشُوعي، وجماعة.
وأجاز لَهُ: أَبُو الفتح المنْدائيّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنة، وعين الشمس الثّقفيّة، والمؤيَّد ابن الإخوة، وزاهر بْن أَحْمَد الثّقفيّ.
وروى الكثير.
أخذ عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وخلْق.
وأدركه أَبُو الفتح ابن سيّد النَّاس والكثير عَنْهُ [1] .
وولي نيابة القضاء لابن الصّائغ مدّة.
وُلِد بأبْهَر [2] فِي ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ومات فِي شوّال بالخانقاه الأسَدِيّة. وقد سَمِعَ منه حضورا عَبْد الرَّحْمَن بْن المِزّيّ، وسبطه الأمين السّيواسيّ.
ولنا منه إجازة، رحمه اللَّه.
638- عبد الولي [بن] بحتر [3] بن حمادي.
__________
[ (-) ] والمقتفي 1/ ورقة 178، والعبر 5/ 368، ومعجم شيوخ الذهبي 338، 339 رقم 485، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، والإعلام بوفيات الأعلام 288، 289، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 416، والوافي بالوفيات 19/ 285، 286 رقم 266، وذيل التقييد 2/ 157، 158 رقم 1344، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 81، وعقد الجمان (3) 100، وشذرات الذهب 5/ 414، والدارس 2/ 140.
[1] هكذا بالأصل. ولعل الصواب: «وروى الكثير عنه» !!
[2] أبهر: مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل. وأخرى بليدة من نواحي أصبهان. (معجم البلدان 1/ 82 و 83.
[3] انظر عن (عبد الولي بن بحتر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ.

(51/420)


أَبُو أَحْمَد البَعْلَبَكّيّ، الفقير، الصّالح، المقيم بمسجد الحلبيّين بالقاهرة.
روى عَنْ: الفخر الإربليّ، ويوسف بْن خليل.
ومات فِي ذي الحجّة [1] .
639- عَبْد الوليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن محمّد.
ناصر الدّين الدّمشقيّ، الحنفيّ، المؤدّب بمكتب بباب النّاطفيّين، وإمام المدرسة النّوريّة.
شيخ معمّر فاضل لَهُ هيبة عَلَى الصّبيان. وُلِد سنة إحدى وستّمائة، وقرأ القرآن عَلَى السّخاويّ.
وسمع من: ابن اللّتّيّ، ومكرّم، وغير هما.
وأخذ عنه الحفّاظ.
ومات في جمادى الأولى.
640- عَبْد الوليّ بْن أَبِي مُحَمَّد [3] بْن خَوْلان.
الأجلّ، بهاءُ الدّين البَعْلَبَكّي. عَدْلٌ متميّز، صالح، خيِّر، كثير المكارم.
قَالَ والده شيخنا أمين الدّين مُحَمَّد: كَانَ لَهُ تسعة إخوة وثلاث أخَوات، وكان يقوم بجميع مصالحهم، وكان كتّانيّا، ثمّ صار تاجرا فِي البزّ. ثمّ تزوَّج وجاءته الأولاد، ثمّ ترك التّجارة وحجّ وأقبل عَلَى العبادة. وكان محبّبا إلى النّاس كثير الصلاة والصيام والتّلاوة.
حدّث عن: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وغيره.
وتُوُفّي فِي شوّال وله نحو ثمانين سنة.
__________
[1] ومولده في أحد الربيعين سنة 611 هـ. وببعلبكّ. قال البرزالي: قرأت عليه جزء الأصمّ وغيره.
[2] انظر عن (عبد الولي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 173 ب، 174 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 70، 71 رقم 25.
[3] انظر عن (عبد الولي بن أبي محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 179 أ.

(51/421)


قلت: سَمِعَ منه ابن أَبِي الفتح، وابنه، والبرزاليّ، وجماعة. رحمه اللَّه تعالى 641- عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد [1] بْن فارس.
كمال الدّين، أَبُو مُحَمَّد المرّيّ، بالرّاء، الْمَصْرِيّ، الشافعيّ، المعدّل.
حدّث عَنْ عَبْد العزيز بْن باقا.
ومات فِي ذي القعدة، وله سبْعٌ وثمانون سنة [2] .
كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن سيّد النّاس، وطائفة.
642- عزيزة بِنْت عَبْد العظيم بْن عَبْد القويّ.
المقدسيّة، زَوْجَة الزَّين عَبْد الرَّحْمَن بْن هارون الثَّعلبيّ.
روت عَنْ: كريمة، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ.
وماتت فِي شعبان.
643- عَلِيّ بْن أَحْمَد [3] بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد.
الشّيْخ الإِمَام، الصّالح، الورع، المعمّر، العالم، مُسْند العالم، فخر الدّين، أَبُو الْحَسَن ابن العلّامة شمس الدّين أَبِي الْعَبَّاس المقدسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ، المعروف والده بالبخاريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ.
[2] مولده سنة ثلاث وستمائة.
[3] انظر عن (علي بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 171 أ- 172 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 69، 70 رقم 23، ومعجم شيوخ الذهبي 357 رقم 513، والمعين في طبقات المحدّثين 220 رقم 2280، والمعجم المختصّ بالمحدّثين 159، 160 رقم 194، والعبر 5/ 368، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 325- 329 رقم 334، ومختصر الذيل 86، والمنهج الأحمد 403، ودول الإسلام 2/ 192، والبداية والنهاية 13/ 324، وعيون التواريخ 23/ 85، 86، وتذكرة النبيه 1/ 144، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 107، وغاية النهاية 1/ 520، 521 رقم 151، والذيل على التقييد 2/ 178، 179 رقم 1386، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، 777، وعقد الجمان (3) 90، 91، والنجوم الزاهرة 8/ 32، والدليل الشافي 1/ 449، والمقصد الأرشد رقم 697، والدرّ المنضد 1/ 433 رقم 1156، وشذرات الذهب 5/ 414.

(51/422)


ولد في آخر سنة خمس وتسعين وستمائة. واستجاز لَهُ عمّه الحافظ الضّياء: أَبَا طاهر الخُشُوعيّ، وأبا المكارم اللّبّان، وأبا عَبْد اللَّه الكرّانيّ، وأبا جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وأبا الفَرَج بْن الْجَوزيّ، والمبارك بْن المعطوش، وهبة اللَّه بْن الْحَسَن السِّبْط، وأبا سعد الصّفّار، ومحمد بْن الخصيب القْرَشيّ، ومحمد بْن معمّر القُرَشيّ، وإدريس بن محمد آل والويه، وأبا الفخر أسعد بْن رَوْح، وزاهر بْن أَحْمَد الثّقفيّ، وأخاه أبا محمود أسعد راوي «مُسْنَد أبي يعلى» عَنِ الخلّال، وبقاء بْن جُنّد، والمفتي خَلَف بْن أَحْمَد الفرّاء، وداود بْن ماشاذة، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن البقليّ، وعبد اللَّه بْن مُسْلِم بْن جُوَالِق، وعبد الوهّاب بْن سُكَينة، وأبا زرْعة عَبْد اللَّه بْن اللّفْتوانيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي المطهّر الصَّيدلانيّ، وعفيفة الفارقانيّة.
أجاز لَهُ هَؤُلَاءِ فِي سنة ستٍّ وتسعين وسنة سبْع. وسمع حضورا فِي الخامسة من جماعة.
وسمع «المسند» من حنبل، و «السّنن» لأبي داود، و «الجامع» للتّرمذيّ، و «الغيلانيّات» و «الجعديّات» و «القطيعيّات» ، وشيئا كثيرا من عُمَر بْن طَبَرْزَد.
وسمع من: أبِيهِ، ومحمّد بْن كامل بْن أسد العدل، وأسعد بْن أَبِي المُنَجّا القاضي، وأبي عُمَر بْن قُدامة الزّاهد، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن وهب بْن الزّنف، وعبد الوهّاب بْن المُنَجّا، وتفرّد بالرواية عَنْهُمْ.
والخضر بْن كامل المقيّر، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن عَلِيّ الْقُرَشِيّ، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وأبي الفُتُوح البكريّ، وأبي القاسم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وأبي الْحُسَيْن غالب بْن عَبْد الخالق الحنفيّ، وأبي الفُتُوح بْن الْجُلاجليّ، وأبي عبد الله ابن البنّاء، وأبي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم، وأبي مُحَمَّد بْن قُدامة، وهبة اللَّه بْن الخضر بْن طاوس، وطائفة بدمشق والجبل.

(51/423)


وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الرّدّاد، وأبي البركات عَبْد القويّ، ومرتضى بْن حاتم بمصر.
وأبي علي الأوقيّ ببيت المقدس، وظافر بْن شحم، وغيره بالثغر.
ويوسف بْن خليل بحلب، وعمر بْن كرم، وعبد السّلام الظّاهري ببغداد.
وروى الحديث سبعين سنة، فإنّ عُمَر بْن الحاجب سَمِعَ منه سنة عشرين وستمائة.
وسمع منه: الحافظان زكيُّ الدّين المنذريّ، ورشيد الدّين القرشيّ سنة نيّف وثلاثين بالقاهرة.
وقرأ عَلَيْهِ شمس الدّين ابن الكمال ابن عمّه كثيرا من الأجزاء بعد الخمسين وستّمائة.
وشرع الحفّاظ والمحدّثون فِي الإكثار عَنْهُ من بعد السّتّين، ولم يكن إذ ذاك سهلا فِي التّسميع، فلمّا كبُر وتفرّد أحبّ الرواية، وسهّل للطّلبة، وازدحموا عَلَيْهِ، ورحلوا إلَيْهِ، وبَعُد صيته فِي الآفاق، وقصد من مصر والعراق، وكثُرت عَلَيْهِ الإجازات من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد. وبعث إلَيْهِ شيخنا ابن الظاهريّ بمشيخةٍ خرّجها لَهُ مَعَ البريد، فاشتهر أمرها، ونودي لها، ونُوّه بذِكرها فِي المحدّثين والفقهاء والصّبيان، وتسارعوا إلى سماعها، وانتدب لقراءتها شيخنا شرف الدّين الفزاريّ، وكان الجمع نحوا من تسعمائة نفس، فسمعها عَلَيْهِ من لم يسمع شيئا قبلها ولا بعدها، ونزل النّاس بموته درجة.
وكان فقيها، إماما، أديبا، ذكيّا، ثقة، صالحا، خيِّرًا، ورعا، فِيهِ كرم ومروءة وعقل، وعليه هيبة وسكون. وكان قد قرأ «المقنع» كلّه عَلَى الشّيْخ الموفَّق، وأذِن لَهُ فِي إقرائه، ثم اشتغل بالعائلة وتسبّب، فكان يسافر فِي التّجارة فِي بعض الأوقات. ومن بعد الثمانين ضعُف ولزِم منزله، وعاش أربعا وتسعين سنة وثلاثة أشهر.

(51/424)


سَأَلت أَبَا الحَجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: أحد المشايخ الأكابر الأعيان الأماثل، من بيت العلم والحديث. تفرّد فِي الرواية عَنْ عامّة مشايخه سماعا وإجازة. سمعنا منه أشياء كثيرة جدّا. ولا نعلم أنّ أحدا حصل لَهُ من الحظوة فِي الرواية فِي هذه الأزمان ما حصل لَهُ.
وقال شيخنا ابن تيميّة: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن الْبُخَارِيّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حديث.
وقد روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد، وقاضي القضاة ابن جماعة، وقاضي القضاة ابن صَصْرى، وقاضي القضاة تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وقاضي القضاة سعد الدّين مَسْعُود، وأبو الحَجّاج، المِزّيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وشيخنا أَبُو حفص ابن القوّاس، وأبو الوليد بْن الحَجّاج، وأبو بَكْر بْن القاسم التُّونسيّ المقرئ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن أيّوب المقدسيّ، وأبو الْحَسَن الخَتنيّ، وأبو مُحَمَّد بْن المحبّ، وأبو مُحَمَّد الحلبيّ، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وأبو عَبْد اللَّه العسقلانيّ رفيقنا، وأبو الْعَبَّاس البكريّ الشريشيّ، وأبو الْعَبَّاس بن تيميّة.
وإن كَانَ ... [1] بقاء فليؤخّرنّ [2] أصحابه إن شاء اللَّه إلى بعد السبعين وسبعمائة.
وقد رحل إلَيْهِ أَبُو الفتح ابن سيّد النّاس اليَعْمُريّ فدخل دمشق مسلّما عَلَى قاضي القضاة شهاب الدّين، وقال: قدمتُ للسّماع من ابن الْبُخَارِيّ.
فقال: أوّل أمس دفنّاه. فتألّم لموته. وكان في ثاني ربيع الآخر [3] .
__________
[1] في الأصل بياض مقدار كلمتين.
[2] في الأصل: «فليأخرن» .
[3] وفيه يقول الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن مظفر الكندي الوداعي:
ألا قل لطلّاب الحديث دعوا السري ... وألقوا عصى الحاضر المتختّم
ألم تعلموا أن البخاري قد قضى ... وأجرى عليه دمعة كل مسلم

(51/425)


ومن شعره:
تكرّرت السُّنُون عليّ حتّى ... بُلِيت وصرت من سَقْط المتاع
وقلّ النَّفع عندي غير أنّي ... أعلّل للرواية بالسّماع [1]
ولا يُدري ما قرأ عَلَيْهِ الشّيْخ علي المَوْصليّ والمِزّيّ من الكتب والأجزاء، وأمّا البِرْزاليّ فقال: سَمِعْتُ منه بقراءتي وقراءة غيري ثلاثة وعشرين مجلّدا، وأكثر من خمسمائة جزء. وهو آخر من كَانَ فِي الدنيا بينه وبين رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانية رجال ثقات. وقد أجاز لي مَرْويّاته فِي سنة ثلاثٍ وسبعين [2] .
ولم أُرزَق السّماع منه، رحمه اللَّه تعالى.
644- عَلِيّ بْن أَبِي صادق [3] الْحَسَن بْن يَحْيَى بْن صبّاح.
علاء الدّين أَبُو الْحَسَن القُرَشيّ، المخزوميّ، الْمَصْرِيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الشافعيّ.
شيخ ثقة: فاضل، صالح، خيّر.
سَمِعَ: أبَاهُ، وأبا القاسم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وأبا المجد القزوينيّ، وأبا المحاسن ابن أَبِي لُقْمة، وأبا عَبْد اللَّه بن الزّبيديّ.
__________
[ (-) ] (تذكرة النبيه 1/ 145) .
[1] البيتان مع أبيات أخرى في البداية والنهاية 13/ 324 وفيه شعر آخر وعقد الجمان (3) 91، وزاد في تاريخ حوادث الزمان 1/ 70 بيتا ثالثا.
[2] قول البرزالي المذكور أعلاه ليس في المقتفي، بل فيه ما يلي:
«قرأت عليه سنن أبي داود، وجامع التّرمذي، وكتاب عمل يوم وليلة لابن السنيّ، ومشيخته تخريج ابن الظاهري، والخطب النباتية. وسمعت عليه جامع الخطيب، والمقامات الحريرية، والزهد لابن المبارك، ومشيخته تخريج ابن بلبان، والجعديات، والغيلانيات، والرشا للطبراني، ومسند أبي داود الطيالسي، ونحو الثلث الأول من سنن البيهقي، والشمائل للترمذي، ومشيخة أبي تمام الرازيّ، والوقف والابتدا لابن الأنباري، ومن الأجزاء بقراءتي وقراءة غيري ما يزيد على خمسمائة جزء» . (المقتفي 1/ ورقة 171 ب) .
[3] انظر عن (علي بن أبي صادق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 178، وعقد الجمان (3) 100، وعيون التواريخ 23/ 91.

(51/426)


وولد سنة ستٍّ أو سبْع وستّمائة بدمشق.
وكان يسكن عند باب توما.
كتب عَنْهُ الجماعة، وأثنوا عليه. ولي منه إجازة.
مات في شعبان. وكان فقيها بالمدارس.
645- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه [1] بْن أَبِي الفتح.
الحرّانيّ، المقرئ، الضّرير، نزيل القاهرة، ووالد شيخنا مُحَمَّد البحريّ.
حدّث عَنْ: ابن روزبه، وغيره.
وسمع منه: البِرْزاليّ، والقُطب.
مات فِي ربيع الآخر.
646- عَلِيّ بْن عَبْد اللّطيف [2] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المُغَيْزل.
الفقيه سيفُ الدّين الحمويّ.
تُوُفّي شابّا بحماة فِي المحرَّم.
647- عَلِيّ بْن عَبْد الواحد [3] بْن عَبْد الكريم بْن خَلَف بْن نبهان.
الإِمَام، علاء الدّين، أَبُو الْحَسَن، ابن العلّامة كمال الدّين أَبِي المكارم، ابن خطيب زَمْلَكا [4] الأَنْصَارِيّ، السّماكيّ. والد الإِمَام العلامة مفتي الشّام كمال الدّين محمد.
__________
[1] انظر عن (علي بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 أ.
[2] انظر عن (علي بن عبد اللطيف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 167 ب.
[3] انظر عن (علي بن عبد الواحد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 172 ب، 173 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 118 رقم 183، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 76 رقم 31، والعبر 5/ 369، ومرآة الجنان 4/ 219، والبداية والنهاية 13/ 325، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 926 رقم 6، وتذكرة النبيه 1/ 146، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 108 أ، وعيون التواريخ 23/ 92، والسلوك ج 1 ق 3/ 777، وعقد الجمان (3) 94، وشذرات الذهب 5/ 417.
[4] زملكات زملكان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح اللام، وآخره نون. قال ابن السمعاني: هما قريتان، إحداهما ببلخ، والأخرى بدمشق. وأهل الشام يقولون: زملكا، بفتح أوله وثانيه، وضمّ لامه، والقصر، لا يلحقون به النون. قرية بغوطة دمشق.
وصاحب الترجمة منسوب إلى الشامية. (معجم البلدان 3/ 150) .

(51/427)


كَانَ إماما جليلا، وافر الحُرمة، حَسَن البزّة، مليح الصّورة، تامّ الشَّكل، مهيبا. درّس بالأمينيّة مدّة، وتوفّاه اللَّه تعالى إلى رحمته فِي ربيع الآخر وقد نيّف عَلَى الخمسين.
وقد سَمِعَ من الرشيد العطّار بمصر، ومن خطيب مردا بدمشق. ولم يحدّث.
[وكان] شهما مقداما، يتّقى شرّه ويخاف وولوعه. شُهِر عَنِ ابن جماعة أنّه شرب خمرا ثمّ أتاه وقال: اجعلني فِي حِلّ. قَالَ: نعم إذا اعترفت عند قاضٍ. نقلها الشّيْخ تاج الدّين وهذا يدلّ عَلَى دينٍ فِيهِ.
648- عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن جبريل.
الشّيْخ نور الدّين الطّالقانيّ، الحنفيّ.
كَانَ إماما فِي المذهب، عارفا بأصوله، خبيرا بالعربيّة، فِيهِ زُهد وانقطاع وخير.
وتُوُفّي بدمشق فِي صفر بالمارستان.
649- عُمَر بْن علنديّ [2] .
الحارس.
سَمِعَ من: ابن اللّتّيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
650- عُمَر بْن محمد [3] بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بْن عُمَر بْن سالم بْن باقا.
بهاء الدّين، أبو حفص البغداديّ الأصل، المصريّ.
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 ب.
[2] انظر عن (عمر بن علندي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 ب.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 175 ب.

(51/428)


روى عَنْ: جدّه، ومحمد بْن محمود الدوي.
ومات في رمضان وله سبعون سنة.
سمع منه: البرزاليّ، واليعمريّ، وجماعة.
651- عمر بن يحيى [1] بن عمر بن حمد.
الشيخ فخر الدّين الكرجيّ [2] الشافعيّ، نزيل دمشق.
ولد بالكرج [3] سنة تسع وتسعين وخمسمائة. وقدم دمشق فلزم الشيخ تقيّ الدّين ابن الصّلاح، وخدمه وتفقّه عليه.
وسمع من: ابن الزّبيديّ، وابن اللّتّيّ، والبهاء عبد الرحمن المقدسيّ.
وحدّث «بالبخاريّ» وبكثيرٍ من مسموعاته. وتزوَّج بِنْت شيخه تقيّ الدّين.
وكان ضعيفا، حدّث بما لم يسمع.
وذكر أبو عُمرو المقاتلي أنّه رآه قد ألحق اسم زين الدّين الفارقيّ فِي «الغيلانيّات» عَلَى ابن الصّلاح.
قَالَ: وكان يُلِحق اسمه فِي الإسجالات عَلَى القضاة، سامحه اللَّه وغفر لَهُ.
قلت: روى عَنْهُ جماعة. وحدّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العطّار «بصحيح الْبُخَارِيّ» . وأجاز له مرويّاته.
__________
[1] انظر عن (عمر بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 172 أ، والعبر 5/ 369، ومعجم شيوخ الذهبي 406، 407 رقم 589، والمعجم المختصّ بالمحدّثين 185- 189 رقم 233، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 344 رقم 1237، والبداية والنهاية 13/ 326، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 928، 929 رقم 7، وعيون التواريخ 23/ 93، وذيل التقييد 2/ 256، 257 رقم 1569، وعقد الجمان (3) 95، والنجوم الزاهرة 8/ 33، ولسان الميزان 4/ 338، 339 رقم 966 (طبعة بيروت 5/ 252، 253 رقم 6224) ، وشذرات الذهب 5/ 417.
[2] في البداية والنهاية، ولسان الميزان (طبعة حيدرآباد) ، وعقد الجمان، والنجوم الزاهرة:
«الكرخي» وهو غلط.
[3] قال البرزالي: وهو بلد بين همذان وأصبهان من عراق العجم. بفتح أوله وثانيه وآخره جيم. (معجم البلدان 4/ 446) .

(51/429)


مات الفخر الكَرَجيّ والفخر بْن الْبُخَارِيّ فِي يوم واحد ثاني ربيع الآخر، وقد شاخ وعجز وانقطع فِي بيته مدّة. وكان شيخ الحديث بالظّاهريّة من بعد أَبِي إِسْحَاق اللّورقيّ، وشيخ الحديث بالقليجيَّة، فوُلّي بالظاهريّة الشّيْخ عزّ الدّين الفاروثيّ، وبالقليجيّة مدرّسها بهاء الدّين.
652- عيسى بْن أياز [1] .
شرَف الدّين بْن فخر الدّين، والي حماة.
أديب شاعر، مُحِسن.
تُوُفّي فِي العشرين من جمادى الآخرة بحماة.
وهذه الأبيات الّتي غُنّي بها فِي أيّام فتح المَرْقب، لَهُ:
تحنّ إلى لقائكم القلوبُ ... فهل لي من [2] زيارتكم نصيبُ
ويصبو نحوكم طرْفي وقلبي ... فذا منكم [3] يُصاب وذا يصوبُ
أجيران الحِمَى [4] عودوا مريضا ... سلامته هِيّ العجبُ العجيبُ
لقد سئم العواذل طول سقمي ... لفُرقتكم وأيأسني الطبيبُ [5]
- حرف الغين-
653- غازي بْن أَبِي الفضل [6] بْن عبد الوهّاب.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن أياز) في: تاريخ حوادث الزمان 1 (97- 99 رقم 42، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 109، وتذكرة النبيه 1/ 148، وعيون التواريخ 23/ 104، 105، والسلوك ج 1 ق 3/ 777، وعقد الجمان (3) 102، 103.
[2] في عقد الجمان (في) .
[3] في عقد الجمان (فيكم) .
[4] في عقد الجمان (الغضا) : وفي تاريخ حوادث الزمان: «الرضا» .
[5] زاد في عقد الجمان، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 97 وفيه: «وآيسني الطبيب» .
أيا قمري لأن غيّبت عني ... كذا الأقمار عادتها المغيب
يعزّ عليّ بعدك عن عياني ... بعدت وأنت من قلبي قريب
[6] انظر عن (غازي بن أبي الفضل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 أ، ودول الإسلام 2/ 192، والعبر 5/ 369، والمعين في طبقات المحدّثين 220 رقم 2281، وذيل التقييد 2/ 264 رقم 1591، وتحفة الأحباب للسخاوي 204.-

(51/430)


أَبُو مُحَمَّد الدّمشقيّ، الحلاويّ. وكنّاه الدّمياطيّ: أَبَا مجاهد.
سَمِعَ «الغيلانيّات» من عُمَر بْن طَبَرْزَد، وقطعة كبيرة من «المُسْنَد» عَنْ حنبل.
وأقام بقطْيا مدّةُ منقطعا إلى واليها، وكان يُحسن إلَيْهِ.
ودخل مصر غير مرّة، وحدّث، وتفرّد، وازدحموا عليه، وسمع منه خلْق كثير.
قَالَ لي أَبُو الحَجّاج المِزّيّ: دخلت إلى مسجد قطْيا فرأيت شيخا كأنّه بابا فسألته: هَلْ تعرف غازي الحلاويّ فقال: أَنَا هُوَ. فقرأتُ عَلَيْهِ عوالي الغيلانيّات.
روى عَنْهُ: هُوَ، والدّمياطيّ، والبِرْزاليّ، وأبو حيّان النَّحْويّ، وأبو مُحَمَّد بْن منير، وأبو الفتح اليَعْمُريّ.
وكان شيخا معمَّرًا، صحيح التّركيب، ممتَّعًا بحواسّه. عاش خمسا وتسعين سنة.
وكان فقيرا، متعفّفا، مستورا، حافظا للقرآن، ينوب فِي إمامة جامع قطْيا.
قِيلَ إنّه وُلد فِي حدود سنة تسعين وخمسمائة [1] ، فإنّ القاضي سعد الدّين الحارثيُّ كتب تحت خطّه فِي إجازة: سئل عَنْ مولده سنة ثلاثٍ وثمانين فقال: يكون لي اثنان أو ثلاثٌ وتسعون سنة.
قلت: كَانَ يُعرف بابن الرّدّاف [2] ، ويُلقّب بالشهاب.
تُوُفّي فِي رابع صفر بمصر. وقيل: ولد سنة 91 وقيل سنة 94.
__________
[ (-) ] وفي الأصل: «ابن أبي المفضل» والتصويب من المصادر.
[1] ورد في ذيل التقييد 2/ 264 أنه ولد بدمشق سنة 595 هـ. ووقع في تحفة الأحباب للسخاوي أنه «مات» سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وهو خطأ، والصواب: «ولد» .
[2] في تحفة الأحباب: «يعرف بابن الرمّان» .

(51/431)


- حرف القاف-
654- قُطُز [1] .
الأمير سيف الدّين المنصوريّ.
من أكبر مماليك المنصور وأقدمهم، وأحسنهم شكلا. وكان يشرب، فلمّا حجّ ظنّ النّاس أنّه يتوب فلم ينته عَنِ الخمر.
وكان يُندَّب فِي المَهَمّات لشجاعته وغنائه.
655- قيران [2] .
الأمير بدر الدّين السّكزيّ.
أحد من قتل على عكا.
- حرف الكاف-
656- كشْتُغْديّ [3] .
الأمير جمال الدّين الغَرّي. مصريّ حدّث عَنْ أَبِي القاسم سبط السِّلفيّ.
ومات فِي صفر.
والغَرّي: بمعجمة ثمّ مهملة مستفاد من الغزّي بمعجمتين وبالفتح.
والغزّي بمعجمتين وبالضّم.
والعزّيّ بمهملة ثمّ معجمة.
والعربيّ بزيادة باء.
657- كشتغدي [4] .
الأمير علاء الدّين الشمسيّ، خشداش البيسريّ.
__________
[1] انظر عن (قطز) في: نهاية الأرب 31/ 224، وتاريخ ابن الفرات 8/ 133، وعقد الجمان (3) 73.
[2] انظر عن (قيران) في: تاريخ ابن الفرات 8/ 133.
[3] انظر عن (كشتغدي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 أ.
[4] انظر عن (كشتغدي) في: تاريخ ابن الفرات 8/ 133.

(51/432)


كَانَ أحد المقدّمين الّذين ساروا من مصر لانتزاع الشام من سنقر الأشقر.
ذكره قطب الدّين فقال: كان عنده تشيُّع، وتظهر منه كلمات ينبو عَنْهَا السَّمْع. وحُبس هُوَ والبَيْسريّ مدّة، فلمّا تسلطن الأشرف أخرجهما ورفع منزلتهما.
وقتل كشتعدي على عكّا.
قلت: وله آثار فِي إصلاح السّجن الَّذِي بداخل مشهد علي من جامع دمشق.
جاءه سهم فقتله.
- حرف اللام-
658- لؤلؤ [1] .
مولى الصّاحب ابن جرير.
قَالَ البِرْزاليّ: روى لنا عن ابن اللّتّيّ.
قلت: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
سَمِعَ منه الفَرَضيّ أيضا، والمِزيّ.
- حرف الميم-
659- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عَبْد المجيد.
الشّيْخ أَبُو عَبْد اللَّه اللَّخميّ، القُوصيّ [3] ، المقرئ، الشافعيّ. منقول من «تاريخ مصر» لشيخنا القُطْب. وأنّه رُبّي فِي حجْر العارف أَبِي الْحَسَن بْن الصّبّاغ، وهو آخر أصحابه.
__________
[1] انظر عن (لؤلؤ) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 ب.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الطالع السعيد 480 رقم 381، والمقفّى الكبير 5/ 102 رقم 1647.
[3] القوصي: بالضم ثم السكون، وصاد مهملة مدينة كبيرة بصعيد مصر. (معجم البلدان 4/ 413) .

(51/433)


وقرأ بالثَّغر عَلَى الصَّفْراويّ.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن علي المحلّيّ بخطّ ابن مسدي.
مولده في صفر سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ومات بالقاهرة فِي سابع ذي القعدة سنة 90.
660- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن أَبِي الفهم.
العدْلُ، عزّ الدّين ابن البقّال، أَبُو عَمْرو.
وُلِد سنة اثنتين [2] وعشرين وستّمائة بدمشق. وحدّث عَنِ السّخاويّ، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ، وجماعة.
ومات فِي جمادى الأولى. وهو أخو المعمّر علاء الدّين علي.
661- مُحَمَّد بْن أسعد [3] بْن نصر اللَّه بْن عَبْد الكريم أخي القاضي كمال الدّين عبد الصّمد بْن مُحَمَّد ابن الحَرَسْتانيّ.
نجم الدّين.
تُوُفّي بالمارستان عَنْ ثمانين سنة فِي ذي القعدة [4] .
حدّث عَنْ: أَبِي المجد القزوينيّ، وعبد الرحيم بْن عَلِيّ بْن مكارم الحدّاد.
أخذ عنه: ابن الخبّاز، وابن البرزاليّ، وجماعة.
662- مُحَمَّد بْن دَاوُد [5] بْن أَبِي القاسم.
الأمير بدر الدّين ابن الأمير الأجلّ عماد الدّين الهكاريّ.
جنديّ محتشم. ولد سنة سبع وثلاثين.
وسمع من: ابن رواحة، ويحيى بْن قميرَة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 173 أ.
[2] في الأصل: «لدر» .
[3] انظر عن (محمد بن أسعد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 180 أ، ب.
[4] ومولده سنة 610 هـ. يوم الأحد عاشر رجب بدمشق.
[5] انظر عن (محمد بن داود) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ.

(51/434)


وحدّث. ومات بالقدس فِي شعبان، وفُجع بِهِ أبُوهُ.
وكان فارسا شجاعا، مَهِيبًا.
663- مُحَمَّد بْن سعد بْن المظفَّر بْن المطهّر.
شمس الدّين، أَبُو الخير بْن اليزديّ، البغداديّ، الزّاهد، شيخ رباط الخِلاطيّة.
سمع من: ابن الخبّاز، وابن قُمَيرة.
مات فِي شوّال.
664- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم.
الشّيْخ صفيُّ الدّين ابن المالحانيّ، المقرئ، البغداديّ، التّاجر.
سَمِعَ «الصّحيح» عَلَى ابن القَطِيعيّ، وابن رُوزبَة وأجاز لَهُ دَاوُد بْن مُعَمَّر، وجماعة.
وُلِد سنة عشر وستّمائة، ومات فِي صفر.
وأجاز لَهُ أَبُو الفتح الغَزْنَويّ، وابن صرما.
أخذ عَنْهُ: الفَرَضيّ، وابن الفُوَطيّ.
665- مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق [1] بْن مُزهر.
الإِمَام شهابُ الدّين الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ، المقرئ. قرأ القراءات عَلَى السّخاويّ وأقرأها.
وروى الحديث: وكان شيخا فاضلا يدري القراءات دراسة متوسّطة.
قرأ عَلَيْهِ شمس الدّين الحنفيّ الأعرج، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الخالق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 74 رقم 28، والعبر 5/ 370، ومعرفة القراء الكبار 2/ 706 رقم 674، ومعجم شيوخ الذهبي 510 رقم 758، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، وغاية النهاية 2/ 159 رقم 3097، وذيل التقييد 1/ 150 رقم 246، والنجوم الزاهرة 8/ 33، وشذرات الذهب 5/ 417.

(51/435)


ومات فِي رجب [1] ، وقف كُتُبه بدار الحديث الأشرفيّة.
666- مُحَمَّد بْن عبد المؤمن [2] بْن أَبِي الفتح.
شمس الدّين، أَبُو عَبْد اللَّه الصُّوريّ، المقدسيّ، الصّالحيّ ابن عمّه شيخنا التّقيّ أَحْمَد.
وُلِدَ سنة إحدى وستّمائة، وسمع من: أَبِي اليُمن الكِنْديّ. وهو آخر من سَمِعَ منه.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ، وابن ملاعب، وأبي عبد الله بن البنّاء، وجماعة.
وتفقّه وكتب الخطّ المنسوب، ونسخ بخطّه الكُتب، ورحل إلى بغداد فسمع بها من أَبِي عَلِيّ بْن الجواليقيّ، وعبد السّلام الزّاهريّ، وأبي حفص السُّهْرُورَديّ، وغيرهم.
وأجاز لَهُ: عَبْد العزيز بْن الأخضر، وابن طَبَرْزَد.
وكان من بقايا الشيوخ المُسندين فِي زمانه.
أكثر عنه: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وابن العطّار، وابن سيّد النّاس، وجماعة.
وكان يطلع فِي الأمانة إلى المرج ويؤدّب ويسعى في الرّزاق.
وتُوُفّي فِي منتصف ذي الحجّة.
667- مُحَمَّد بْن عثمان [3] بن سلامة.
__________
[1] ومولده سنة خمس عشرة وستمائة.
[2] انظر عن (محمد بن عبد المؤمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب، والعبر 5/ 370، والمعين في طبقات المحدّثين 220 رقم 2282، وفيه: «محمد بن يونس» ، وعيون التواريخ 23/ 92، وذيل التقييد 1/ 168 رقم 296، والمقفّى الكبير 6/ 148، 149 رقم 2610، عقد الجمان (3) 101، والنجوم الزاهرة 8/ 33، ومنتخب المختار 189، ورياض أهل الجنة بآثار أهل السنّة لعبد الباقي البعلي 31، وشذرات الذهب 5/ 417، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 74، 75 رقم 1067.
[3] انظر عن (محمد بن عثمان بن سلامة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 180 أ.

(51/436)


العماد الدّمشقيّ، التّاجر.
وُلِد سنة خمس عشرة وستمائة.
وسمع من: أبي محمد بن البن، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
وكتب عَنْهُ: ابن الخبّاز، والبرزاليّ، والطّلبة غير مرّة.
ومات فِي شوّال. وكان رفيق أَبِي جَعْفَر ابن الموازينيّ [1] .
668- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [2] بْن عَبْد الوهّاب.
أَبُو عَبْد اللَّه الأبْهَريّ، الصّوفيّ، المقرئ.
كَانَ صوفيّا بالخانقاه الأسديّة وشاهدا بالبياطرة.
وسمع من: أَبِي القاسم بن صصرى، وزين الأمناء، وابن الزبيدي.
كتب عَنْهُ الجماعة. وكان صالحا خيّرا.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأَوَّل [3] .
669- مُحَمَّد بْن عَليّ [4] بْن أَبِي علي.
العدل، جمالُ الدّين، وُلِد السيف الآمديّ.
وُلِد بحماة سنة اثنتين وستّمائة، وروى عَنِ القزوينيّ.
670- مُحَمَّد بْن قايماز [5] .
شَرَفُ الدّين الكُتُبيّ.
روى عَنْ، مُكَرَّم.
671- مُحَمَّد بْن أَبِي الفضل [6] محمد بن محمد بن أبي الفُتُوح محمد بن محمد بن عمروك.
__________
[1] وقال البرزالي: وكان رجلا جيدا من أهل القرآن يحضر الشبع الكبير، وروى كتاب الزهد للإمام أحمد.
[2] انظر عن (محمد بن عثمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 أ، ب.
[3] ومولده في ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة.
[4] انظر عن (محمد بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب.
[5] انظر عن (محمد بن قايماز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 180 ب.
[6] انظر عن (محمد بن أبي الفضل) في: المقفّى الكبير 7/ 87، 88 رقم 3163.

(51/437)


أَبُو بَكْر البكْريّ، التّميميّ.
وُلِد بدمشق سنة سبْع وعشرين.
وسمعه عمّه الصَّدًر البكْريّ من: ابن اللّتّيّ، وكريمة، ومحاسن الحريريّ، وغيرهم.
وسكن مصر، وحدّث بها وكان من عُدُولها.
تُوُفّي فِي شوّال.
وكتب عَنْهُ: البِرْزاليّ وقال: هُوَ النّجم بْن الشَّرَف.
672- مُحَمَّد بْن الشمس [1] .
المحمّديّ، المؤذّن، من كبار المؤذّنين بدمشق.
تُوُفّي فِي صفر.
673- مؤنسة [2] بِنْت الصّاحب كمال الدّين عُمَر بْن العديم العُقَيْليّ.
تُوُفّيت بدمشق فِي ربيع الآخر.
روت عَنْ: الرُكْن الحنفيّ [3] ، كَأَخَواتها.
- حرف اللام ألف-
674- لاجين [4] .
الأمير سابق الدّين العماديّ. نائب قوص وأعمالها فِي دولة المعزّ.
ثمّ وُلّي بلبيس، وبها تُوُفّي فِي خامس رمضان عَنِ اثنتين وثمانين سنة.
وكان مملوكا للصاحب عماد الدّين وزير الجزيرة العمريّة. وكان دَيِّنًا، صالحا، متصدّقا، قدِم مَعَ أستاذه فِي دولة الكامل، وقدم في أيّام الصّالح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الشمس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169.
[2] انظر عن (مؤنسة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 172 أ، ب.
[3] هو إبراهيم بن عثمان الحنفي، روت عنه جزء يعرف بجزء الشجاعي، وحدّثت بالقاهرة ودمشق.
[4] انظر عن (لاجين) في: تاريخ ابن الفرات 8/ 133، 134.

(51/438)


- حرف الياء-
675- يَحْيَى بْن أَحْمَد [1] بْن سُليمان.
الفقيه، عماد الدّين الشّافعيّ، العدْل. سبْط الإِمَام أَبِي عَمْرو بْن الحاجب.
تُوُفّي بدمشق فِي ربيع الآخر.
وقد سَمِعَ من جدّه، ومن السّخاويّ.
ولم يرْوِ [2] .
676- يمك [3] .
الأمير الكبير، بهاءُ الدّين النّاصريّ، الصّلاحيّ.
عتقه الملك النّاصر يوسف، وتزوّج بابنة الملك القاهر عَبْد الملك ابن الملك المعظّم. وحجّ بالرَّكْب الشاميّ سنة ستٍّ وثمانين. وزخرف داره بالدّيماس فوقع من السّقالة دهّانان فماتا لوقتهما.
وكان تركيّا مَهِيبًا، تامّ الشّكل، معروفا بالشّجاعة.
تُوُفّي بدمشق فِي رجب.
677- يوسف بْن إِبْرَاهِيم [4] بْن يوسف.
الشّيْخ أَبُو الفضل الرّوميّ، المَلَطيّ، الواعظ.
تُوُفّي بدمشق فِي ذي الحجَّة عَنْ خمسٍ وسبعين سنة [5] .
حضرتُ مجلسه، وكان بارد الوعظ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 172 ب.
[2] وقال البرزالي: وكتب بخطه كثيرا، وكان يكتب خطا مليحا واضحا صحيحا، وكان رفيق والدي في السياحة.
[3] انظر عن (يمك) في: نهاية الأرب 31/ 223، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 176 أ، وتاريخ ابن الفرات 8/ 134.
[4] انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 ب.
[5] ومولده سنة 615 هـ.

(51/439)


678- يوسف بْن يعقوب [1] بْن مُحَمَّد بْن علي.
الرئيس المعمّر، نجم الدّين، أَبُو الفتح ابن الوزير الصّاحب أَبِي يوسف ابن المجاور الشيبانيّ، الدّمشقيّ، الكاتب.
ولد في سنة إحدى وستمائة.
وسمع من: أبِيهِ، والتّاج الكِنْديّ، والخضِر كامل السُّرُوجيّ، وعبد الجليل بْن مندوَيْه، وزينب بِنْت إِبْرَاهِيم القَيْسيّ، وداود بْن ملاعب، وعبد اللَّه بْن طاوس، وعمر بْن سقير، والحسن بْن البُنّ، وأبي الوحش عَبْد الرَّحْمَن بْن نسيم، والشيخ الموفَّق.
وكان شيخا جليلا، فاضلا، أبيض اللّحية، حَسَن البزّة، رَأَيْته يحدّث غير مرّة عند البرادة، ووقفت عَلَيْهِ مرّة فِي سنة ستٍّ وثمانين فسمعت القارئ يَقُولُ لَهُ: أخبرك فِي تاريخ كذا فُلان، فحسب فإذا السّماعة ثمانون سنة.
فلبثت سُويَعة، فقرأ عَلَيْهِ حديث العابد والرّمانة، وحديث المؤمن الّذي يقرأ القرآن كالأتُرُجّة، فحفظتهما من ذَلِكَ الوقت.
ورأيته أيضا فِي ديوان المظالم بدار الطّعم، ثم عُزِل قبل موته بسنتين أو ثلاث [2] إلى أن مات. ومع هذا فكان صاحب عبادة ودين.
أجاز لَهُ: مُحَمَّد بْن علي القُبّيطيّ، وأحمد بْن الْحَسَن العاقوليّ، وابن الأخضر، وعبد العزيز، ابن مَنينا، وغيره.
وكنّاه بعضهم أبا العزّ.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 75 رقم 30، والعبر 5/ 370، والإعلام بوفيات الأعلام 289، والإشارة إلى وفيات الأعيان 389، والمعين في طبقات المحدّثين 220 رقم 2283، وعيون التواريخ 23/ 91، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 93 ب، وغاية النهاية 2/ 405، 406 رقم 3946، وعقد الجمان (3) 100، 101، والنجوم الزاهرة 8/ 33، وشذرات الذهب 5/ 417، والوافي بالوفيات 29/ 361، 362 رقم 192، ومعجم شيوخ الذهبي 663 رقم 998.
[2] في الأصل: «ثلاثة» .

(51/440)


وتُوُفّي فِي الثامن والعشرين من ذي القعدة. وكان لَهُ مكان كيّس عَلَى نهر يزيد وقفه زاوية.
وكان قد سَمِعَ كتاب «تاريخ بغداد، للخطيب، من الكِنْدي في سنة سبع وستمائة.
سمعه منه: المِزّيّ. تفرّد بِهِ وبشيءٍ كثير، وانقطع بموته إسناد عالٍ.
الكنى
679- أَبُو بَكْر بْن عبّاس [1] بْن عريب.
زين الدّين الدّمشقيّ.
حدّث بالقاهرة عَنْ: ابن صبّاح، وابن الزّبيديّ.
ومات في رمضان.
680- أبو بكر [2] .
الشيخ اليعفوريّ.
شيخ له حال وأصحاب ومولّهون. رأيته مرّة.
وتوفّي بقرية يعفور. صلّي عليه صلاة الغائب بجامع دمشق في شوّال وعلى البرهان الهرويّ شيخ الصّوفيّة الّذين بالقدس.
وفيها ولد:
الخطيب زين الدّين عبد الرحيم بن محمد بن جماعة الكتّانيّ، وسراج الدّين عبد اللّطيف بن أحمد الكويك الشافعيّ، ومحمد بن التّقيّ حمزة بن المجدليّ.
وتقيّ الدّين محمد بن محمد بن أبي الحسن البعليّ.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن عباس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 179 أ.
[2] انظر عن (أبي بكر اليعفوري) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 96 رقم 40.

(51/441)


(بعون الله وتوفيقه، انتهى تحقيق هذه الطبقة التاسعة والستين من هذا السفر الجليل «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للمؤرّخ الحافظ شمسُ الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عثمان بن قايماز المعروف بالذهبي، المتوفّى بدمشق 748 هـ. رحمه الله، وضبط النص، وتخريج الأحاديث والأشعار، وتوثيق مادّته، والتعليق عليه، والإحالة إلى المصادر، وشرح المصطلحات، وصناعة الفهارس، على يد خادم العلم وطالبه، راجي عفو ربّه، والفقير إليه، الحاج الأستاذ الدكتور أبي غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه بالفرعين الأول والثالث، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، وتمّ إنجاز التحقيق مساء الأربعاء في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1419 هـ. الموافق للثلاثين من شهر كانون الأول (ديسمبر) 1998 م. وذلك في منزله بساحة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) بمدينة طرابلس الشام المحروسة، جعلها الله ثغرا ورباطا مطمئنا بحفظه ورعايته وسائر بلاد المسلمين. ويسّر الله لي إنجاز تحقيق الطبقة السبعين الأخيرة من هذا الكتاب، وختم لي بخير، منه استمدّ العون، وعليه الاتكال، وهو الموفق والمعين، والحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد أشرف المرسلين) .
تم تحقيق هذا الجزء على نسختين هما:
نسخة المتحف البريطاني رقم (4810) ونسخة المتحف البريطاني رقم (1540/ 51) المصوّرة بدار الكتب المصرية رقم (42) تاريخ

(51/442)