تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ط التوفيقية

المجلد الثاني عشر
الطبقة التاسعة عشر
أحداث إحدى وثمانين ومائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة التاسعة عشر:
أحداث إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
وَفِيهَا تُوُفِّيَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، وَأَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وَحَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ، وَضَيْغَمُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ، بِهَا، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْكَلْبِيُّ، قِيلَ: ابْنُ مَيْسَرَةَ الْعِجْلِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَيَّارٍ قَاضِي جُرْجَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ الْكُوفِيُّ، وعيسى ابن الْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ، وَقِرَانُ بْنُ تَمَّامٍ الأَسَدِيُّ تَخْمِينًا، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ الْكُوفِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ الْمَرْوَزِيُّ، وَمُغَازِلُ بْنُ فَضَالَةَ قَاضِي مِصْرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، وَأُمُّ عُرْوَةَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُسْلِمٍ.
فَتْحُ حِصْنِ الصَّفْصَافِ:
وَفِيهَا غَزَا الرَّشِيدُ بِلادَ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ حِصْنَ الصَّفْصَافِ عَنْوَةً.
مَسِيرُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ إِلَى أَنْقَرَةَ:
وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ حَتَّى بَلَغَ أَنْقَرَةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، وَافْتَتَحَ حِصْنًا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الرَّشِيدُ.
اسْتِعْفَاءُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ:
وَاسْتَعْفَاهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ مِنَ الأُمُورِ، فَعَزَلَهُ وَأَخَذَ مِنْهُ الْخَاتَمَ، وَأَذِنَ لَهُ فِي الْمُجَاوَرَةِ فَأَقَامَ بمكة.

(12/3)


تَوْلِيَةُ الْعَكِّيِّ عَلَى الْمَغْرِبِ:
وَفِيهَا كَتَبَ الرَّشِيدُ إِلَى هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ يُعْفِيهِ مِنْ إِمْرَةِ الْمَغْرِبِ وَيَأْذَنُ لَهُ فِي الْقُدُومِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيَّ رَضِيعَ الرَّشِيدِ، وَكَانَ أَبُوهُ مُقَاتِلٌ أَحَدَ مَنْ قَامَ بِالدَّعْوَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ وَبَذَلَ جُهْدَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُ الْمَنْصُورَ.
وَكَانَ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ عَظِيمَ الْعِنَايَةِ بِمُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، فَوَصَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْقَيْرَوَانِ فِي رَمَضَانَ، والله أعلم1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 301"، تاريخ الطبري "8/ 268"، الكامل "6/ 154-159"، صحيح التوثيق "6/ 99".

(12/4)


أحداث اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْحُمَيْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن أخت الثوري، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ وَالِدُ أَبِي بكر، وَأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ الشَّاعِرُ، وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ الْقَاضِي، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ.
وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَقَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو يُوسُفَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ الْمَنْصُورِ.
الرَّشِيدُ يَأْخُذُ الْبَيْعَةَ لابْنِهِ الْمَأْمُونِ:
وَفِيهَا أَخَذَ الرَّشِيدُ الْبَيْعَةَ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ وَلَدِهِ الأَمِينِ لِوَلَدِهِ الآخَرِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ، وَكَانَ ذَلِكَ بِالرَّقَّةِ، فَسَيَّرَهُ إِلَى بَغْدَادَ في خِدْمَتِهِ جَعْفَرٌ عَمُّ الرَّشِيدِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى، وَوَلاهُ مَمَالِكَ خُرَاسَانَ بِأَسْرِهَا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرَاهِقٌ.
تَمَلَّكَ رِينِي عَلَى الرُّومِ:
وَفِيهَا وَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى مَلِكِهِمْ قُسْطَنْطِينَ فسلموه وَاعْتَقَلُوهُ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ أُمَّهُ، رِينِي، وَتُلَقَّبُ أُغَسْطَهْ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ موسى العباسي1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص302"، تاريخ الطبري "8/ 269"، الكامل "6/ 161"، صحيح التوثيق "6/ 100".

(12/4)


أحداث ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ ظَنًّا، وَأَزْهَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَصْرِيُّ، وَأُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ الْجَرْمِيُّ، وَحَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، فِي قَوْلٍ، وَحَيْوَةُ بْنُ مَعْنٍ التُّجِيبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ، وَخُنَيْسُ بْنُ عَامِرٍ: يَرْوِي عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَدَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّبَعِيُّ الْحَرَّانِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّفَّاءُ الْعَابِدُ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَادٍ الْمُرَادِيُّ، وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ، وَالْمَاضِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْغَافِقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ الْوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، وَمُوسَى الْكَاظِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُوسَى بْنُ عيسى الكوفي القاري، والنضر بن محمد الْمَرْوَزِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْبَصْرِيُّ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَاضِي دِمَشْقَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فِي قَوْلٍ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ.
خُرُوجُ الْخَزْرِ وَإِيقَاعُهُمْ بِالْمُسْلِمِينَ:
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ الْخَزْرِ بِسَبَبِ ابْنَةِ الْخَاقَانِ، وَقَدْ كَانَتْ فِي الْعَامِ الْمَاضِي حُمِلَتْ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ وَتَزَوَّجَ بِهَا؛ فَمَا وَصَلَتْ حَتَّى مَاتَتْ بِبَرْذَعَةَ، فَرَجَعَ مَنْ كَانَ فِي خِدْمَتِهَا مِنَ الْعَسَاكِرِ إِلَى أَبِيهَا فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهَا قُتِلَتْ غَيْلَةً، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَخَرَجَ لِلْقِتَالِ بِجُيُوشِهِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، فَأَوْقَعُوا بِأَهْلِ الإِسْلامِ وَبِالذِّمَّةِ، وَسَفَكُوا وَسَبَوْا، فِيمَا قِيلَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ نَسَمَةٍ.
وَفِي الْجُمْلَةِ جَرَى عَلَى الإِسْلامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَمْ يُسْمَعْ قَبْلَهُ بِمِثْلِهِ أَبَدًا.
فَاسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدَ بْنَ مَزْيَدَ مَعَ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَمَدَّهُ بِالْجُيُوشِ، وَأَرْدَفَهُ بِخُزَيْمَةَ بْنِ قَانِعٍ، وَسَارُوا فَدَفَعُوا الْخَزْرَ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ وَأَغْلَقُوا بَابَ الدَّرْبَنْدِ.

(12/5)


وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيفَةَ الْهَادِي.
تَمَرُّدَ الْعَكِّيِّ بِالْمَغْرِبِ:
وَأَمَّا الْمَغْرِبُ فَتَمَرَّدَ مُتَوَلِّيهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيُّ؛ وَظَلَمَ وَعَسَفَ، وَاقْتَطَعَ مِنْ أَرْزَاقِ الأَجْنَادِ وَآذَى الْعَامَّةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ تَمَّامُ بْنُ تَمِيمٍ التَّمِيمِيُّ وَلَقِيَهُ عَلَى تُونُسَ، فَزَحَفَ إِلَيْهِ، وَبَرَزَ لِمُلْتَقَاهُ الْعَكِّيُّ، وَوَقَعَ الْمَصَافُّ، فَانْهَزَمَ الْعَكِّيُّ وَتَحَصَّنَ بِالْقَيْرَوَانِ فِي الْقَصْرِ، وَغَلَبَ تَمَّامٌ عَلَى الْبَلَدِ، ثُمَّ نَزَلَ الْعَكِّيُّ بِأَمَانٍ وَانْسَحَبَ إِلَى طَرَابُلْسَ، فَنَهَضَ لِنُصْرَتِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَغْلَبِ، فَتَقَهْقَرَ تَمَّامٌ إِلَى تُونُسَ، وَدَخَلَ ابْنُ الأَغْلَبِ الْقَيْرَوَانَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَخَطَبَ وَحَضَّ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ.
ثُمَّ الْتَقَى ابْنُ الأَغْلَبِ وَتَمَّامٌ، فَانْهَزَمَ تَمَّامٌ، وَاشْتَدَّتْ بِغْضَةُ النَّاسِ لِلْعَكِّيِّ، وَكَاتَبُوا الرَّشِيدَ فِيهِ؛ فَعَزَلَهُ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الأَغْلَبِ1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 302"، تاريخ الطبري "8/ 270"، البداية "10/ 183، 184"، الكامل "6/ 166"، صحيح التوثيق "6/ 101".

(12/6)


أحداث أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَرَزِينُ بْنُ شُعَيْبٍ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزَّاهِدُ الْعُمَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، فِي قَوْلٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ شجاع الجزري، ويوسف بن الماحشون. قَالَهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ بُن يَعْلَى، قَالَهُ خَلِيفَةُ.
خُرُوجُ الشَّارِيِّ بِشَهْرَزُورَ:
وَفِيهَا خَرَجَ بِشَهْرَزُورَ أَبُو عَمْرٍو الشَّارِيُّ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ زُهَيْرٌ الأَمِيرُ فقتله.

(12/6)


وِلايَةُ الْبَرْبَرِيِّ وَالْمُهَلَّبِيِّ وَابْنِ الأَغْلَبِ وَالرَّازِيِّ:
وَفِيهَا وُلِّيَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ مَكَّةَ وَالْيَمَنَ، وَوُلِّيَ دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ السِّنْدَ، وَابْنُ الأغلب المغرب، ومهرويه الرازي طبرستان.
أمان بن عِيسَى لِأَبِي الْخَصِيبِ:
وَفِيهَا طَلَبَ أَبُو الْخَصِيبِ الْخَارِجُ بِخُرَاسَانَ الأَمَانَ، فَأَمَّنَهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ وَأَكْرَمَهُ.
غَارَةُ الشَّيْبَانِيِّ إِلَى الرُّومِ:
وَفِيهَا سَارَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الشَّيْبَانِيُّ فَأَغَارَ عَلَى مَمَالِكِ الرُّومِ، فَغَنِمَ وَسَلِمَ.
مَسِيرُ ابْنِ بَيْهَسَ لِلْفِدَاءِ:
وَفِيهَا سَارَ ابْنُ بَيْهَسَ الْكِلابِيُّ إلى ملكة الروم في الفداء1.
__________
1 انظر السابق.

(12/7)


أحداث خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، فِي قَوْلِ، إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، وَضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، بِسَلَمِيَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَابِدُ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ومحمد بن الإمام إبراهيم بن محمد ابن عَمِّ الْمَنْصُورِ، وَقَاضِي مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، فِي قَوْلٍ قَوِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ، فِي الأَصَحِّ، وَيَقْطِينُ بْنُ مُوسَى الأَمِيرُ.
وُثُوبُ أَهْلِ طَبَرِسْتَانَ عَلَى مُتَوَلِّيهِمْ:
وَفِيهَا وَثَبَ أَهْلُ طَبَرِسْتَانَ عَلَى مُتَوَلِّيهِمْ مَهْرُوَيْهِ وَقَتَلُوهُ، فَوَلَّى الرَّشِيدُ بَدَلَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَشِيَّ.

(12/7)


وُثُوبُ ابْنِ عِيسَى عَلَى الشَّارِيِّ:
وَفِيهَا عَاثَ حَمْزَةُ الشَّارِيُّ بِبَاذَغِيسَ فَوَثَبَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَأَبَادَ عَشَرَةَ آلافٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
خُرُوجُ أَبِي الْخَصِيبِ وَاسْتِفْحَالُ أَمْرِهِ:
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو الْخَصِيبِ ثَانِيَةً وَغَدَرَ وَغَلَبَ عَلَى نَيْسَابُورَ، وَطُوسٍ، وَأَبِيوَرْدَ، وَزَحَفَ بِجَيْشِهِ إِلَى مَرْوٍ فَالْتَقُوهُ، فَانْكَسَرَ وَتَأَخَّرَ إِلَى سَرْخَسَ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ.
ظهور ابن عيسى وطول اختفائه:
وَفِيهَا ظَهَرَ بِعَبَّادَانَ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُسَيْنِيُّ وَبِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَبُويِعَ سِرًّا، ثُمَّ عَجَزَ وَهَرَبَ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا إِلَى أَنْ مَاتَ بَعْدَ دَهْرٍ طَوِيلٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا فِي دَوْلَةِ الإِسْلامِ اسْتَقَرَّ فِي طُولِ هَذِهِ المدة أبدًا مستخفيًا1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 302"، تاريخ الطبري "8/ 273"، البداية "10/ 186"، الكامل "6/ 168"، صحيح التوثيق "6/ 102".

(12/8)


أحداث سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: جَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَالْحَوْشَبُ بْنُ عُبَيْدَةَ، حِمْصِيٌّ، وَحَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، وَطَيْفُورُ الأَمِيرُ مَوْلَى الْمَنْصُورِ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، فِي قَوْلٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْوَاقِفِيُّ الْمُقْرِي، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمَدَنِيُّ، وَعِيسَى الْبُخَارِيُّ، غُنْجَارٌ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، بِخُلْفٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ.
مَقْتَلُ أَبِي الْخَصِيبِ:
وَفِيهَا سَارَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ مِنْ مَرْوٍ لِحَرْبِ أَبِي الْخَصِيبِ، فَالْتَقَاهُ بِنَسَا، فَقُتِلَ أَبُو الْخُصَيْبِ، وَتَمَزَّقَتْ جُيُوشُهُ، وَسُبِيَتْ حُرَمُهُ، وَاسْتَقَامَ أَمْرُ خُرَاسَانَ.

(12/8)


سِجْنُ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ:
وَفِيهَا سَجَنَ الرَّشِيدُ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ الْمُتَكَلِّمُ، لِأَنَّهُ وَقَفَ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ إِعَانَةِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ.
وَحَجَّ الرَّشِيدُ وَابْنَاهُ الأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ، وَفَرَّقَ الأَمْوَالَ بِالْحَرَمَيْنِ.
بَيْعَةُ الرَّشِيدِ لِوَلَدِهِ الْمُؤْتَمَنِ:
وَفِيهَا بَايَعَ الرَّشِيدُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لِوَلَدِهِ قَاسِمٍ مِنْ بَعْدِ الأَخَوَيْنِ الأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ، وَلَقَّبَهُ الْمُؤْتَمَنَ، وَوَلاهُ الْجَزِيرَةَ وَالثُّغُورَ وَهُوَ صَبِيٌّ.
فَلَمَّا قَسَّمَ الرَّشِيدُ الدُّنْيَا بَيْنَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ، قَالَ بَعْضُ الْعُقَلاءِ: قَدْ أَلْقَى بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَغَائِلَةُ ذَلِكَ يَضُرُّ بِالرَّعِيَّةِ.
وَقَالَتِ الشُّعَرَاءُ فِي الْبَيْعَةِ الْمَدَايِحَ، ثُمَّ إِنَّهُ عَلَّقَ نُسْخَةَ الْبَيْعَةِ فِي الْبَيْتِ الْعَتِيقِ.
وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ:
خَيْرُ الأُمُورِ مَغَبَّةً ... وَأَحَقُّ أَمْرٍ بِالتَّمَامِ
أَمْرٌ قَضَى إحكامه الر ... رحمن في البيت الحرام1
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "8/ 286"، البداية والنهاية "10/ 187".

(12/9)


أحداث سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا، تُوُفِّيَ: بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَجَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ، صُلِبَ، وَرَبَاحُ بْنُ زِيَادٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الذَّارِعُ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، فِي آخِرِهَا، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلائِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، فِي رَجَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، أَبُو نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، ومرحوم بن عبد العزيز البصري، معاذ بْنُ مُسْلِمٍ النَّحْوِيُّ الْمُعَمَّرُ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، فِي قَوْلٍ.

(12/9)


وَفِيهَا مَقْتَلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ:
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ قتلِهِ عَلَى أَقْوَالٍ، فَقِيلَ: إِنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بُخْتِيشُوعَ الطَّبِيبَ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ، إذ أَتَى يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، وَكَانَ يَدْخُلُ بِلا إِذْنٍ، فَلَمَّا قَرُبَ سَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ رَدًّا ضَعِيفًا، فَعَلِمَ يَحْيَى أَنَّ أَمْرَهُمْ قَدْ تَغَيَّرَ، فَأَقْبَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مَنْزِلَكَ بِلا إِذْنٍ؟ فَقُلْتُ: لا! قَالَ: فَمَا بَالُنَا يُدْخَلُ عَلَيْنَا بِلا إِذْنٍ؟
فَوَثَبَ يَحْيَى فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدَّمَنِي اللَّهُ قِبَلَكَ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَصَصْتَنِي بِهِ، وَالآنَ فَأَكُونُ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَهْلِ الإِذْنِ إِنْ أَمَرْتَنِي، فَاسْتَحْيَا الرَّشِيدُ، وَكَانَ مِنْ أَرَقِّ الْخُلَفَاءِ، وَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَدْتُ مَا تَكْرَهُ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ.
قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لَهُ جَوَابٌ يَرْتَضِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَحْيَى.
وَقِيلَ: إِنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ قَالَ: أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ مِنْ أَمْرِهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ رَفَعَ رِسَالَةً إِلَى الرَّشِيدِ يَعِظُهُ وَيَقُولُ: إِنَّ يَحْيَى لا يُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَقَدْ جَعَلْتَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِكَ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، فَسَأَلَكَ عَمَّا عَمِلْتَ فِي عِبَادِهِ وَبِلادِهِ؟
فَدَعَا الرَّشِيدُ يَحْيَى، وَقَدْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ، فَقَالَ: تَعْرِفُ محمد بن الليث؟ قال: نعم، هو منهم عَلَى الإِسْلامِ، فَأَمَرَ بِابْنِ اللَّيْثِ فَوُضِعَ فِي الْمُطْبَقِ دَهْرًا1، فَلَمَّا تَنَكَّرَ الرَّشِيدُ لِلْبَرَامِكَةِ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ، فَأَحْضَرَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ. قَالَ: أَتَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَضَعْتَ فِي رِجْلَيَّ الأَكْبَالَ، وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيَالِي بِلا ذَنْبٍ، سِوَى قَوْلِ حَاسِدٍ يَكِيدُ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَيُحِبُّ الإِلْحَادَ وَأَهْلَهُ. فَأَطْلِقْهُ ثُمَّ قَالَ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ قَدْ ذَهَبَ مَا عِنْدِي. فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ. فَقَالَ: انْتَقَمَ اللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَأَخَذَ لَكَ مِمَّنْ بَعَثَنِي عَلَيْكَ.
قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ فِي الْبَرَامِكَةِ فَأَكْثَرُوا، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا ظَهَرَ مِنْ تغير حالهم.
__________
1 المطبق: هو محبس كالبئر يحبس به تحت الأرض.

(12/10)


وَقِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ دَخَلَ بَعْدُ عَلَى الرَّشِيدِ، فَقَامَ الْغِلْمَانُ لَهُ، وَقَالَ الرَّشِيدُ لِمَسْرُورٍ: مُرْهُمْ لا يَقُومُونَ. قَالَ: فَدَخَلَ، فَمَا قَامَ أَحَدٌ، فَارْبَدَّ وَجْهُ يَحْيَى.
وَقِيلَ: إِنَّ سَبَبَ قَتْلِ جَعْفَرٍ أَنَّ الرَّشِيدَ سَلَّمَ لَهُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَرَقَّ لَهُ بَعْدَ قَلِيلٍ وَأَطْلَقَهُ، وَكَانَ ابْنُ حَسَنٍ مَرْبُوعًا، أَجْلَحَ، بَطِينًا، حَسَنَ الْعَيْنَيْنِ، فَأَتَى رَجُلٌ بِصِفَتِهِ وَهَيْئَتِهِ إِلَى الرَّشِيدِ وَأَنَّهُ رَآهُ بِحُلْوَانَ، فأعطى الرجل جائزة.
وقيل: إن جعفر بَنَى دَارًا أَنْفَقَ عَلَيْهَا عِشْرِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَسْرَفَ.
وَعَنْ مُوسَى بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَالَ: اعْتَمَرَ أَبِي فِي الْعَامِ الَّذِي نُكِبَ فِيهِ وَأَنَا مَعَهُ، فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ لا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إِنْ كُنْتَ مُعَاقِبِي فَاجْعَلْ عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنْ أَحَاطَ ذَلِكَ بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَمَالِي وَوَلَدِي حَتَّى أَبْلُغَ رِضَاكَ، وَلا تَجْعَلْ عُقُوبَتِي فِي الآخِرَةِ.
وَكَانَ مُوسَى هَذَا أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ قَدَحَ فِيهِ عِنْدَ الرَّشِيدِ وَأَعْلَمَهُ طَاعَةَ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَهُ وَمَحَبَّتَهُمْ إِيَّاهُ، وَأَنَّهُ يُكَاتِبُهُمْ ويعمل على الذهاب إليهم، فاستوحش الراشيد مِنْهُ.
ثُمَّ رَكِبَ مُوسَى دَيْنٌ فَاسْتَتَرَ مِنَ الْغُرَمَاءِ، فَتَوَهَّمَ الرَّشِيدُ أَنَّهُ سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ ظَهَرَ فَحَبَسَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ نَكْبَتِهِمْ، فَأَتَتْ زَوْجَةُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِلَى الرَّشِيدِ وَلاطَفَتْهُ، فَقَالَ: يَضْمَنُهُ أَبُوهُ، فَضَمِنَهُ يَحْيَى.
وَكَانَ الرَّشِيدُ قَدْ غَضِبَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى لِتَرْكِهِ الشُّرْبَ مَعَهُ، وَكَانَ الْفَضْلُ يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شُرْبَ الْمَاءِ يُنْقِصُ مِنْ مُرُوءَتِي مَا شَرِبْتُهُ، وَكَانَ مَشْغُوفًا بِالسَّمَاعِ.
وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَكَانَ يُنَادِمُ الرَّشِيدَ، وَأَبُوهُ يَأْمُرُهُ بِالإِقْلالِ مِنْ ذلك فيخالفه، وقد كان يحيى قال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا وَاللَّهِ أَكْرَهُ مُدَاخَلَةَ جَعْفَرٍ مَعَكَ، لَوِ اقْتَصَرْتَ بِهِ عَلَى الإِمْرَةِ دُونَ الْعِشْرَةِ.
قَالَ: يَا أَبَهْ، لَيْسَ لِعَذَابِكَ، وَلَكِنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقَدِّمَ الْفَضْلَ عَلَيْهِ.
قَالَ ابن جرير: حدثني أحمد بن زهير، أظنه عَنْ عَمِّهِ، زَاهِرِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ سَبَبَ هَلاكِ الْبَرَامِكَةِ أَنَّ الرَّشِيدَ كَانَ لا يَصْبِرُ عَنْ جَعْفَرٍ، وَعَنْ أُخْتِهِ عَبَّاسَةَ بِنْتِ

(12/11)


الْمَهْدِيِّ. قَالَ: وَكَانَ يُحْضِرُهَا مَجْلِسَ الشَّرَابِ، فَقَالَ: أزوجكها على أن لا تلمسها، فكانا يثملان من الشرب وَهُمَا شَابَّانِ، وَيَقُومُ الرَّشِيدُ، فَوَثَبَ جَعْفَرٌ عَلَيْهَا، فَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلامًا، فَخَافَتِ الرَّشِيدَ، فَوَجَّهَتْ بِالطِّفْلِ مَعَ حَوَاضِنَ إِلَى مَكَّةَ وَاخْتَفَى الأَمْرُ، ثُمَّ ضَرَبَتْ جَارِيَةً لَهَا فَوَشَتْ بِهَا إِلَى الرَّشِيدِ، فَلَمَّا حَجَّ أَرْسَلَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بِهِ الْحَوَاضِنُ، وَهَمَّ بِقَتْلِ الصَّبِيِّ، ثُمَّ تَأَثَّمَ مِنْ ذَلِكَ.
فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْحِيرَةِ وَنَاحِيَةِ الأَنْبَارِ أَرْسَلَ لَيْلَةَ السَّبْتِ لانْسِلاخِ1 الْمُحَرَّمِ إِلَى مَسْرُورٍ الْخَادِمِ وَمَعَهُ أَبُو عِصْمَةَ وَأَجْنَادٌ، فَأَحَاطُوا بِجَعْفَرٍ لَيْلا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَسْرُورٌ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ لَهْوِهِ، فَأَخْرَجَهُ بِعُنْفٍ وَقَيَّدَهُ بِقَيْدِ حِمَارٍ وَأَتَى بِهِ، فَأَعْلَمَ الرَّشِيدَ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَفَعَلَ.
وَحَدَّثَ مَسْرُورٌ قَالَ: وَقَعَ عَلَى رِجْلَيَّ يُقَبِّلُهَا، وَقَالَ: دَعْنِي أَدْخُلُ فَأُوصِي، قُلْتُ: لا سَبِيلَ إِلَى ذَلِكَ، فَأَوْصِ بِمَا شِئْتَ، فَأَوْصَى وَأَعْتَقَ مَمَالِيكَهُ، ثُمَّ ذَبَحْتُهُ بَعْدَ أَنْ رَاجَعْتُ الرَّشِيدَ فِيهِ، وَأَتَيْتُهُ بِرَأْسِهِ.
ثُمَّ وَجَّهَ الرَّشِيدُ جُنْدًا أَحَاطُوا بِأَبِيهِ وَبِجَمِيعِ أَوْلادِهِ وَمَوَالِيهِ، وَأُخِذَتْ أَمْوَالُهُمْ وَأَمْلاكُهُمْ، وَكَتَبَ إِلَى سَائِرِ الْعُمَّالِ بِقَبْضِ مَالِهِمْ.
وَبُعِثَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَنُصِبَتْ عَلَى خَشَبَةٍ.
وَنُودِيَ أَلا لا أَمَانَ لِمَنْ آوَى أَحَدًا مِنَ الْبَرَامِكَةِ.
مَقْتَلُ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ:
ثُمَّ أَمَرَ الرَّشِيدُ يَوْمَ دَخَلَ الرَّقَّةَ بِقَتْلِ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، فَقُتِلَ وَصُلِبَ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْبَرَامِكَةِ.
حِكَايَةُ ابْنِ الصَّابِئِ عَنْ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ:
وَذَكَر ابْنُ الصَّابِئِ فِي كِتَابِ الأَمَاثِلِ وَالأَعْيَانِ عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: خَلا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى يَوْمًا بِنُدَمَائِهِ2، وَأَنَا فِيهِمْ، فلبس الحرير
__________
1 انسلاخ: نهاية الشيء، والمراد آخر الشهر.
2 الندماء: الجلساء أو الأصدقاء.

(12/12)


وَتَضَمَّخَ بِالطِّيبِ، وَفَعَلَ بِنَا مِثْلَهُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ فِي رُصَافِيَّتِهِ وَسَوَادِهِ، فَارْبَدَّ وَجْهُ جَعْفَرٍ، فَدَعَا غُلامَهُ فَنَاوَلَهُ سَوَادَهُ وَقَلَنْسُوَتَهُ، وَأَتَى مَجْلِسَنَا، وَقَالَ: أَشْرِكُونَا مَعَكُمْ. فَأَلْبَسُوهُ حَرِيرًا، وَأُحْضِرَ لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَقَالَ لِجَعْفَرٍ: وَاللَّهِ مَا شَرِبْتُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَلْيُخَفِّفْ عَلَيَّ. ثُمَّ ضُمِّخَ1 بِالْخَلُوقِ2، فَنَادَمَنَا أَحْسَنَ مُنَادَمَةً، وَسُرِّيَ عَنْ جَعْفَرٍ.
فَلَمَّا أَرَادَ الانْصِرَافَ قَالَ لَهُ: اذْكُرْ حَوَائِجَكَ، فَإِنَّنِي مَا أَسْتَطِيعُ مُقَابَلَةَ مَا كَانَ مِنْكَ.
قَالَ: فِي قَلْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ مَوْجِدَةٌ فَتُخْرِجُهَا؟ قَالَ: قَدْ رَضِيَ عَنْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: عَلَيَّ أربعة آلاف ألف دِرْهَمٍ دَيْنًا.
قَالَ: قُضِيَ دَيْنُكَ.
قَالَ: وَإِبْرَاهِيمُ ابْنِي أُحِبُّ أَنْ أُزَوِّجَهُ.
قَالَ: قَدْ زَوَّجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْعَالِيَةِ ابْنَتِهِ.
قَالَ: وَلَوْ تَرَاهُ يُوَلَّى بَلَدًا.
قَالَ: قَدْ وَلاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إمرة مِصْرَ.
فَخَرَجَ وَنَحْنُ مُتَعَجِّبُونَ مِنْ إِقْدَامِ جَعْفَرٍ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ الْعَظِيمَةِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانِ، وَرَكِبَ مِنَ الْغَدِ إِلَى الرَّشِيدِ فَدَخَلَ وَوَقَفْنَا، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ دُعِيَ بِالْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ.
ثُمَّ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ وَعَلْيِهِ الْخُلَعُ، وَاللِّوَاءُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ زُوِّجَ بِالْعَالِيَةِ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ، وَحُمِلَتِ الأَمْوَالُ إِلَى دَارِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَخَرَجَ جَعْفَرٌ فَقَالَ لَنَا: وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَرَّفْتُهُ بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعِلْمِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: حَسَنٌ حَسَنٌ. ثُمَّ قَالَ: فَمَا صَنَعْتَ مَعَهُ؟ فَعَرَّفْتُهُ مَا كَانَ من قولي، فاستصوبه وأمضاه.
__________
1 ضمخ: خلط أو تعطر.
2 الخلوق: الطيب أو العطر.

(12/13)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيُّهُمْ أَعْجَبُ عَمَلا.
عَبْدُ الْمَلِكِ فِي شُرْبِهِ النَّبِيذَ، وَلِبَاسِهِ مَا لَيْسَ مِنْ لُبْسِهِ، وَكَانَ صَاحِبَ جِدٍّ وَوَقَارٍ.
أَوْ إِقْدَامُ جَعْفَرٍ بِمَا أَقْدَمَ بِهِ.
أَوْ إِمْضَاءُ الرَّشِيدِ لِمَا حَكَمَ جعفر به؟

(12/14)


تَرْجَمَةُ جَعْفَرٍ عِنْدَ ابْنِ خَلِّكَانَ:
قَالَ الْقَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ عَنِ الْبَرْمَكِيِّ: قَدْ بَلَغَ جَعْفَرٌ مِنْ عُلُوِّ الْمَرْتَبَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ، حَتَّى أَنَّ الرَّشِيدَ اتَّخَذَ ثَوْبًا لَهُ زِيقَانِ، فَكَانَ يَلْبَسُ هُوَ وَجَعْفَرٌ مَعًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَنْهُ صَبْرٌ.
وَكَانَ الرَّشِيدُ شَدِيدَ الْمَحَبَّةِ لأُخْتِهِ عَبَّاسَةَ، وَهِيَ أَعَزُّ النِّسَاءِ عَلَيْهِ، فَكَانَ مَتَى غَابَ أَحَدٌ مِنْهُمَا لا يَتِمُّ سُرُورُ الرَّشِيدِ فَقَالَ: إِنِّي لا صَبْرَ لِي عَنْكُمَا، وَإِنِّي سَأُزَوِّجُكها لِأَجْلِ النَّظَرِ فَقَطْ، فَاحْذَرْ أَنْ تَخْلُوَ بِهَا، فَزَوَّجَهُ بِهَا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ، ثُمَّ تَغَيَّرَ عَلَيْهِ1.
وَاخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ هَذَا التَّغَيُّرِ، فَقِيلَ: إِنَّ عَبَّاسَةَ أَحَبَّتْ جَعْفَرًا وَرَاوَدَتْهُ2 فَخَافَ، وَأَعْيَتْهَا الْحِيلَةُ، فَبَعَثَتْ إِلَى أُمِّ جَعْفَرٍ: أَنِ ابْعَثِي بِي إِلَى ابْنِكِ كَأَنَّنِي جَارِيَةٌ لَكِ تُتْحِفِيهِ بِهَا، وَكَانَتْ أُمُّهُ تُتْحِفُهُ كُلَّ جُمْعَةٍ بِجَارِيَةٍ بِكْرٍ، فَيَشْرَبُ ثُمَّ يَفْتَضُّهَا، فَأَبَتْ عَلَيْهَا أُمُّ جَعْفَرٍ، فَقَالَتْ: لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لأَقُولَنَّ أَنَّكِ خَاطَبْتِنِي بِهَذَا، وَلَئِنِ اشْتَمَلْتُ مِنَ ابْنِكِ عَلَى وَلَدٍ لَيَكُونَنَّ لَكُمُ الشَّرَفُ، فَأَجَابَتْهَا، وَجَاءَتْهَا عَبَّاسَةُ فَأَدْخَلَتْهَا مُتَنَكِّرَةً عَلَى جَعْفَرٍ، وَكَانَ لا يَثَّبَّتُ صُورَتَهَا وَلا يَجْسُرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَيْهَا مِنَ الرَّشِيدِ قَالَ: فَافْتَضَّهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ لَهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ خَدِيعَةَ بَنَاتِ الْخُلَفَاءِ؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا مَوْلاتُكَ.
فَطَارَ السُّكْرُ مِنْ رَأْسِهِ، وَقَامَ إِلَى أُمِّهِ وَقَالَ: بِعْتِنِي وَاللَّهِ، رَخِيصًا، وَعَلِقَتْ مِنْهُ الْعَبَّاسَةُ، فَلَمَّا وَلَدَتْ وَكَّلَتْ بِالْوَلَدِ خَادِمًا وَمُرْضِعًا، ثُمَّ بعثت به إلى مكة.
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 332" لابن خلكان.
2 أي دعته إلى فعل الفحشاء.

(12/14)


ثُمَّ وَشَتْ1 بِهَا زُبَيْدَةُ إِلَى الرَّشِيدِ، فَحَجَّ وَكَشَفَ عَنِ الأَمْرِ وَتَحَقَّقَهُ، فَأَضْمَرَ السُّوءَ لِلْبَرَامِكَةِ.
وَلِأَبِي نُوَاسٍ يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ:
أَلا قُلْ لِأَمِينِ اللَّهِ ... وَابْنِ الْقَادَةِ السَّاسَهْ
إِذَا مَا ناكث سر ... رك أَنْ تُعْدِمَهُ رَاسَهْ
فَلا تَقْتُلْهُ بِالسَّيْفِ ... وَزَوِّجْهُ بِعَبَّاسَهْ2
وَقِيلَ: إِنَّ الرَّشِيدَ سَلَّمَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ كَمَا ذَكَرْنَا، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فِيَّ، وَلا تَجْعَلْ خَصْمِكَ غَدًا جَدِّي، فَرَقَّ لَهُ وَأَطْلَقَهُ، وَخَفَرَهُ إِلَى مَأْمَنِهِ3.
وَسُئِلَ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ جِنَايَةِ الْبَرَامِكَةِ، فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْهُمْ بَعْضُ مَا يُوجِبُ مَا عَمِلَ الرَّشِيدُ بِهِمْ، وَلَكِنْ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ وَكُلُّ طَوِيلٍ مَمْلُولٌ.
وَقِيلَ: رُفِعَتْ وَرَقَةٌ إِلَى الرَّشِيدِ فِيهَا:
قُلْ لِأَمِينِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ... وَمَنْ إِلَيْهِ الْحَلُّ وَالْعَقْدُ
هَذَا ابْنُ يَحْيَى قَدْ غَدَا مَالِكًا ... مِثْلَكَ مَا بَيْنَكُمَا حَدُّ
أَمْرُكَ مَرْدُودٌ إِلَى أَمْرِهِ ... وَأَمْرُهُ لَيْسَ لَهُ رَدُّ
وَقَدْ بَنَى الدَّارَ الَّتِي ما بنى الـ ... ـفرس لَهَا مِثْلا وَلا الْهِنْدُ
الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ حَصْبَاؤُهَا ... وَتُرْبُهَا الْعَنْبَرُ وَالنَّدُّ
وَنَحْنُ نَخْشَى أَنَّهُ وَارِثٌ ... مُلْكَكَ إِنْ غَيَّبَكَ اللَّحْدُ
وَلَنْ يُضَاهِي4 الْعَبْدُ أَرْبَابَهُ ... إِلا إِذَا مَا بَطِرَ الْعَبْدُ5
فَلَمَّا قرأها أثرت فيه.
__________
1 الوشاية: النميمة.
2 انظر: وفيات الأعيان "1/ 332-334".
3 تاريخ الطبري "8/ 289"، وفيات الأعيان "1/ 334"، البداية "10/ 189".
4 يضاهي: يساوي أو يشبه أو يماثل.
5 وفيات الأعيان "1/ 335".

(12/15)


وَقِيلَ إِنَّ أُخْتَ الرَّشِيدِ قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ لَكَ سُرُورًا تَامًّا مُنْذُ قَتَلْتَ جَعْفَرًا، فَلِأَيِّ شَيْءٍ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ قَمِيصِي يَعْلَمُ السَّبَبَ لَمَزَّقْتُهُ.
وَلَمْ يَزَلْ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ وَابْنُهُ الْفَضْلُ وَعِدَّةٌ مِنَ الْخَدَمِ مَحْبُوسِينَ وَحَالُهُمْ حَسَنٌ إِلَى أَنْ سَخِطَ الرَّشِيدُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، فَعَمَّهُمْ بِسَخَطِهِ، وَجَدَّدَ لَهُمُ التُّهْمَةَ وَضَيَّقَ عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ مُعَلَّقَةً مُدَّةً، وَقُطِّعَتْ أَعْضَاؤُهُ وَعُلِّقَتْ بِأَمَاكِنَ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أُنْزِلَتْ وَأُحْرِقَتْ1.
وَحُبِسَ يَحْيَى وَأَوْلادُهُ كُلَّهُمْ سِوَى مُحَمَّدٍ وَبَنِيهِ2.
وَلِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ:
قُولا لِمَنْ يَرْتَجِي الْحَيَاةَ أَمَا ... فِي جَعْفَرٍ عبرة ويحياه
كانا وزيري خليفة الله ها ... رون هُمَا مَا هُمَا وَزِيرَاهُ
فَذَاكُمُ جَعْفَرٌ بِرُمَّتِهِ ... فِي حَالِقٍ رَأْسُهُ وَنِصْفَاهُ
وَالشَّيْخُ يَحْيَى الْوَزِيرُ أَصْبَحَ قَدْ ... نَحَّاهُ عَنْ نَفْسِهِ وَأَقْصَاهُ
شُتِّتَ بعد التجمع شملهم ... فأصبحوا في البلاد قد تاهوا
كذاك مَنْ يُسْخِطِ الإِلَهَ بِمَا ... يُرْضِي بِهِ الْعَبْدَ يُجْزِهِ اللَّهُ
سُبْحَانَ مَنْ دَانَتِ الْمُلُوكُ لَهُ ... أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا هُو
طُوبَى لِمَنْ تَابَ قَبْلَ غِرَّتِهِ ... فَمَاتَ قَبْلَ الْمَمَاتِ طُوبَاهُ
هَيَاجُ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِالشَّامِ:
وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِالشَّامِ، فَوَجَّهَ الرَّشِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ زِيَادٍ فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمُ.
الْقَاسِمُ يَغْزُو الصَّائِفَةَ:
وَفِيهَا أَغْزَى الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الْقَاسِمَ الصَّائِفَةَ، وَوَهَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَوَلاهُ الْعَوَاصِمَ.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "8/ 296"، والبداية "10/ 190".
2 تاريخ الطبري "8/ 301، 302".

(12/16)


الرَّشِيدُ يَعْتَقِلُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ صَالِحٍ:
وَكَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ وَلَدٌ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَسَعَى هُوَ وَوَزِيرُ أَبِيهِ بِابْنِهِ إِلَى الرَّشِيدِ وَقَالَ: إِنَّهُ عَامِلٌ عَلَى الْخِلافَةِ، فَاعْتَقَلَهُ الرَّشِيدُ فِي مَكَانٍ مَلِيحٍ وَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ.
فَمَا زَالَ مَحْبُوسًا حَتَّى تُوُفِّيَ الرَّشِيدُ فَأَطْلَقَهُ الأَمِينُ، وَوَلاهُ الشَّامَ.
ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ الأَمِينِ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَيْتِهِ وَفُصَحَائِهِمْ وَنُبَلائِهِمْ.
مَرَّ الرَّشِيدُ بِمَنْبِجٍ فَقَالَ لَهُ، وَبِهَا إِذْ ذَاكَ مَقَرُّ عَبْدِ الْمَلِكِ: هَذَا مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: هُوَ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُلِّيَ بِكَ. قَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: دُونَ بِنَاءِ أَهْلِي وَفَوْقَ مَنَازِلِ مَنْبِجٍ. قَالَ: كَيْفَ لَيْلُهَا؟ قَالَ: سَحَرٌ كُلُّهُ.
نِقْفُورُ يَتَمَلَّكُ عَلَى الرُّومِ وَيَنْقُضُ صُلْحَ الْمُسْلِمِينَ:
وَفِيهَا انْتَقَضَ الصُّلْحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الرُّومِ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ نِقْفُورَ، وَالرُّومُ تَذْكُرُ أَنَّ نِقْفُورَ هَذَا مِنْ وَلَدِ جَفْنَةَ الْغَسَّانِيِّ، وَأَنَّهُ قَبْلَ الْمُلْكِ كَانَ يَلِي دِيوَانَ خَرَاجِهِمْ، وَكَانَ عَقَدَ الْهُدْنَةَ مَعَ الْمَلِكَةِ رِينِي، فَخَلَعَهَا الرُّومُ وَسَلْطَنُوا نِقْفُورَ.
كِتَابُ نِقْفُورَ إِلَى الرَّشِيدِ وَالرَّدُّ عَلَيْهِ:
ثُمَّ مَاتَتْ رِينِي بَعْدَ أَشْهُرٍ، فَكَتَبَ:
مِنْ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ، إِلَى هَارُونَ مَلِكِ الْعَرَبِ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْمَلِكَةَ الَّتِي قَبْلِي كَانَتْ أَقَامَتْكَ مَقَامَ الرُّخِ1 وَأَقَامَتْ نَفْسَهَا مَقَامَ الْبَيْدَقِ، فَحَمَلَتْ إِلَيْكَ مِنْ أَمْوَالِهَا أَحْمَالا، وَذَلِكَ لِضَعْفِ النِّسَاءِ وَحُمْقِهِنَّ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَارْدُدْ مَا حَصَلَ قِبَلَكَ مِنْ أَمْوَالِهَا وَافْتَدِ نَفْسَكَ، وَإِلا فَالسَّيْفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ.
قَالَ: فَلَمَّا قَرَأَ الرَّشِيدُ الْكِتَابَ اسْتَشَاطَ غَضَبًا حَتَّى لَمْ يُمَكِّنْ أحد أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ دُونَ أَنْ يُخَاطِبَهُ، وَتَفَرَّقَ جُلَسَاؤُهُ مِنَ الْخَوْفِ، وَاسْتَعْجَمَ الرَّأْيُ عَلَى الْوَزِيرِ، فَدَعَا الرَّشِيدُ بِدَوَاةٍ وَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نِقْفُورَ كَلْبِ الرُّومِ، قَدْ قرأت كتابك يابن الْكَافِرَةِ، وَالْجَوَابُ مَا تَرَاهُ لا مَا تَسْمَعُهُ2.
__________
1 الرخ: قطعة من قطع الشطرنج.
2 انظر: تاريخ الطبري "8/ 308"، والبداية "10/ 194".

(12/17)


مَسِيرُ الرَّشِيدِ إِلَى هِرَقْلَةَ:
ثُمَّ سَارَ لِيَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَازَلَ مَدِينَةَ هِرَقْلَةَ، وَكَانَتْ غَزْوَةً مَشْهُورَةً وَفَتْحًا مُبِينًا، فَطَلَبَ النِّقْفُورُ الْمُوَادَعَةَ، وَالْتَزَمَ بِخَرَاجٍ يَحْمِلُهُ كُلَّ سَنَةٍ، فَأُجِيبَ، فَلَمَّا رَجَعَ الرَّشِيدُ إِلَى الرَّقَّةِ نَقَضَ الْكَلْبُ الْعَهْدَ لِإِيَاسِهِ مِنْ كَرِّ الرَّشِيدِ فِي الْبَرْدِ، فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يُبَلِّغَ الرَّشِيدَ نَقْضَهُ، بَلْ قَالَ فِي ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التَّيْمِيُّ:
نَقَضَ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ نِقْفُورُ ... فَعَلَيْهِ دَائِرَةُ الْبَوَارِ تَدُورُ
أَبْشِرْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ ... غُنْمٌ أَتَاكَ بِهِ الإِلَهُ كَبِيرُ
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ أبياتًا، وعرضت على الرشيد، فقال: أوقد فَعَلَهَا؟ فَكَرَّ رَاجِعًا فِي مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَائِهِ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَلَغَ مُرَادَهُ، وَحَازَ جِهَادَهُ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
أَلا نَادَتْ هِرَقْلَةُ بِالْخَرَابِ ... مِنَ الْمَلِكِ الْمُوَفَّقِ لِلصَّوَابِ
غَدَا هَارُونُ يُرْعِدُ بِالْمَنَايَا ... وَيُبْرِقُ بِالْمُذَكَّرَةِ الْقِضَابِ
وَرَايَاتٍ يَحِلُّ النَّصْرُ فِيهَا ... تَمُرُّ كَأَنَّهَا قِطَعُ السَّحَابِ
الرَّشِيدُ يَأْمُرُ بِقَتْلِ ابْنِ نَهِيكٍ:
وَفِيهَا أَمَرَ الرَّشِيدُ بِقَتْلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، لِأَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ إِذَا شَرِبَ طَلَبَ سَيْفَهُ وَأَخَذَهُ وَيَقُولُ: لأَقْتُلَنَّ الرَّشِيدَ أَوْ لأَقْتُلَنَّ قَاتِلَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، ثُمَّ يَبْكِي حَزِنًا عَلَى جَعْفَرٍ.
وَحَجَّ وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عبيد الله بن العباس بن أَبِي الْمَنْصُورِ.
وَقْعَةُ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِدِمَشْقَ:
وَوَلِيَ دِمَشْقَ شُعَيْبُ بْنُ حَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَهَاجَتِ الأَهْوَاءُ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، ظَهَرَتْ فِيهَا الْيَمَانِيَّةُ، وَقُتِلَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ نَفْسٍ، ثُمَّ عُزِلَ شُعَيْبٌ بَعْدَ عَامٍ بمحمد بن منصور. والله أعلم1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص303"، وتاريخ الطبري "8/ 287-312"، والكامل "6/ 186، 187"، والنجوم الزاهرة "2/ 121"، والبداية "10/ 89-99"، وصحيح التوثيق "6/ 104".

(12/18)


أحداث ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: إِسْحَاقُ بْنُ مِسْوَرٍ الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَسُلَيْمٌ أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْصَّدَفِيُّ، وَعَبْدَهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ، وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، بِخُلْفٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسُ السَّبِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَوْ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ، وَمَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانٍ الضَّبِّيُّ، وَمَهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الرَّازِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةَ.
غَزْوَةُ دَرْبِ الصَّفْصَافِ:
وَفِيهَا غَزَا الْمُسْلِمُونَ الصَّائِفَةَ وَدَخَلُوا مِنْ دَرْبِ الصَّفْصَافِ، فَبَرَزَ نِقْفُورُ بِجُمُوعِهِ، وَالْتَقَوْا فَجُرِحَ نِقْفُورُ ثَلاثَ جِرَاحَاتٍ وَانْهَزَمَ، وَقُتِلَ مِنَ الرُّومِ مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، فَقِيلَ: بَلَغَتِ الْقَتْلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَقِيلَ: أَرْبَعَةَ آلافٍ وَسَبْعَمِائَةٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الرشيد1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص303"، وتاريخ الطبري "8/ 287"، والكامل "6/ 186-188"، والنجوم الزاهرة "2/ 121"، البداية "10/ 89-99"، صحيح التوثيق "6/ 104".

(12/19)


أحداث تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: حَكَّامُ بْنُ سَلَمٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ، وَمُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَاضِي الْقُضَاةِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ، شَيْخُ الْقُرَّاءِ، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الْعِجْلِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ.
مَسِيرُ الرَّشِيدِ إِلَى الرَّيِّ:
وَفِيهَا سَارَ الرَّشِيدُ إِلَى الرَّيِّ بِسَبَبِ أَنَّ أَهْلَ خُرَاسَانَ كَتَبُوا يَشْكُونَ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ وَعَسْفَهُ وَظُلْمَهُ، وَيَطْلُبُونَ عَزْلَهُ، وَتُحَدِّثُ بِأَنَّ ابْنَ مَاهَانَ عَلَى نِيَّةِ الْخُرُوجِ،

(12/19)


فَأَقَامَ الرَّشِيدُ بِالرَّيِّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى وَافَاهُ ابْنُ مَاهَانَ بِالأَمْوَالِ وَالْجَوَاهِرِ وَالْمِسْكِ وَالتُّحَفِ وَالْخَيْلِ، ثُمَّ أَهْدَى بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى كِبَارِ الْقُوَّادِ، وَرَأَى مِنْهُ الرَّشِيدُ مَا أَعْجَبَهُ وَأَرْضَاهُ، فَرَدَّهُ إِلَى إِمَارَةِ خُرَاسَانَ وَرَكِبَ مُشَيِّعًا لَهُ.
فِدَاءُ أَسْرَى الْمُسْلِمِينَ:
وَفِيهَا كَانَ الْفِدَاءُ حَتَّى لَمْ يبق بممالك الروم في الأسر مسلم1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص304"، تاريخ الطبري "8/ 314-318"، الكامل "6/ 193"، صحيح التوثيق "6/ 193".

(12/20)


أحداث تِسْعِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ الْفَقِيهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ مُقْرِئُ مَكَّةَ، فِي قَوْلٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ الْقُرَبِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ، وَشُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ الْمُقْرِئُ، وَعَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، بَيَّاعُ الْهَرَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ قَاضِي إِفْرِيقْيَةَ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ كَسْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْمَصْرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ اللاحِقِيُّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ الْحَذَّاءُ، وَعَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ الْخَفَّافُ، وَعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَعَافِرِيُّ، بِحَلَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فِي رِوَايَةٍ، وَمَسْلَمَهُ بْنُ عُلَيٍّ الْجُهَنِيُّ، وَمَيْمُونُ بْنُ يَحْيَى، مِصْرِيٌّ، وَوَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ أَبُو الأَخْرِيطَ مُقْرِئُ مَكَّةَ، وَيَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، مَحْبُوسًا، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ، بِوَاسِطٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونَ الْبَغْدَادِيُّ التَّمَّارُ، وَأَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ.
رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ يَخْلَعُ الطَّاعَةَ:
وَفِيهَا خلع الطاعة رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ بِسَمَرْقَنْدَ، فَوَجَّهَ ابْنُ مَاهَانَ لِحَرْبِهِ ابْنَهُ عِيسَى، فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ عِيسَى.
إِسْلامُ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ:
وَفِيهَا أَسْلَمَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْمَجُوسِيُّ عَلَى يَدِ الْمَأْمُونِ بْنِ هَارُونَ الرَّشِيدِ.

(12/20)


فَتْحُ الرَّشِيدِ هِرَقْلَةَ:
وَفِيهَا افْتَتَحَ الرَّشِيدُ مَدِينَةَ هِرَقْلَةَ، وَبَثَّ جُيُوشَهُ بِأَرْضِ الرُّومِ، وَكَانَ فِي مائة ألف فارس وخمسة وثلاثين ألفًا سِوَى الْمُطَّوَّعَةِ.
وَجَالَ فِي أَرْضِ الْكُفْرِ الأَمِيرُ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى فِي سَبْعِينَ أَلْفًا.
فَتْحُ حِصْنِ الصَّقَالِبَةِ:
وَافْتَتَحَ شَرَاحِيلُ بْنُ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ حِصْنَ الصَّقَالِبَةِ.
وَافْتَتَحَ يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الصَّفْصَافَ وَمَلَقُونِيَّةَ.
وَكَانَ فَتْحُ هِرَقْلَةَ فِي شَوَّالٍ، فَأَخْرَبَهَا وَسَبَى أَهْلَهَا، وَكَانَ الْحِصَارُ ثَلاثِينَ يَوْمًا.
غَزْوَةُ حُمَيْدِ بْنِ مَعْيُوفٍ إِلَى قُبْرُسَ:
وَوُلِّيَ إِمْرَةَ سَوَاحِلِ الشَّامِ إِلَى مِصْرَ حُمَيْدُ بْنُ مَعْيُوفٍ، فَسَارَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ1 فَهَدَمَ وَحَرَّقَ وَسَبَى مِنْ أَهْلِهَا سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَأُبِيعُوا فِي الرَّافِقَةِ، وَبَلَغَ ثَمَنُ أُسْقُفِ قُبْرُسَ أَلْفَيْ دِينَارٍ.
اتِّخَاذُ الرَّشِيدِ قَلَنْسُوَةً:
وَاتَّخَذَ الرَّشِيدُ قَلَنْسُوَةً كَانَ يَلْبَسُهَا، مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا بِالرُّقَمِ " غَازٍ حَاجٌّ " وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْمُعَلَّى الْكِلابِيُّ، وَكَانَ شُخُوصُ الرَّشِيدِ إِلَى الرُّومِ فِي رَجَبٍ:
فَمَنْ يَطْلُبْ لِقَاءَكَ أَوْ يُرِدْهُ ... فَبِالْحَرَمَيْنِ أَوْ أَقْصَى الثُّغُورِ
فَفِي أَرْضِ الْعَدُوِّ عَلَى طِمِرٍّ ... وَفِي الأَرْضِ التَّرَفُّهِ فَوْقَ كُورِ
بَعْثُ نِقْفُورَ بِالْخَرَاجِ إِلَى الرَّشِيدِ:
وَفِيهَا بَعَثَ نِقْفُورُ إِلَى الرَّشِيدِ بِالْخَرَاجِ وَبِالْجِزْيَةِ عَنْ رَأْسِهِ أربعة دنانير.
__________
1 هي البلاد المعروفة اليوم باسم "قبرص".

(12/21)


كِتَابُ نِقْفُورَ إِلَى الرَّشِيدِ:
وَكَتَبَ: لِعَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً لا تَضُرُّكَ فِي دِينِكَ وَلا دُنياك، أَنْ تَهَبَ لابْنِي جَارِيَةً مِنْ بَنَاتِ مَدِينَةِ هِرَقْلَةَ قَدْ كُنْتُ خَطَبْتُهَا عَلَى ابْنِي، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُسْعِفَنِي بِهَا فَعَلْتَ، وَالسَّلامُ.
وَاسْتَهْدَاهُ أَيْضًا سُرَادِقًا وَطِيبًا، فَأَمَرَ الرَّشِيدُ فَأُحْضِرَتِ الْجَارِيَةُ فَحُلِّيَتْ وَزُيِّنَتْ وَبُعِثَتْ مَعَ مَا سَأَلَ مِنَ الْعِطْرِ وَالطُّرَفِ والسُّرَادَقِ، فَوَهَبَ نِقْفُورُ لِلرَّسُولِ خَمْسِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَمِائَةِ ثَوْبٍ، وَاثْنَيْ عَشَرَ بَازِيًا، وَأَرْبَعَةَ أَكْلُبٍ، وثلاثة بَرَاذِينَ.
وَطَلَبَ مِنَ الرَّشِيدِ أَنْ لا يُخَرِّبَ حِصْنَ ذِي الْكَلاعِ وَلا صَمْلَهْ وَلا حِصْنَ سِنَانٍ، فَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ أَنْ لا يُعَمِّرَ هِرَقْلَةَ، وَأَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ ثَلاثَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ.
انْتِقَاضُ أَهْلِ قُبْرُسَ:
وَفِيهَا نَقَضَ أَهْلُ قُبْرُسَ، فَغَزَاهُمْ مَعْيُوفُ بْنُ يَحْيَى، فَقَتَلَ وَسَبَى، وَاللَّهُ أعلم1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 304"، وتاريخ الطبري "8/ 319"، الكامل "6/ 197"، النجوم الزاهرة "2/ 133"، البداية "10/ 203"، صحيح التوثيق "6/ 106".

(12/22)


تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ:
"حَرْفُ الأَلِفِ":
1- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ السَّوَّاقُ1.
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
لَمْ يُضَعَّفْ.
2- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيُّ2 -ق.
حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: مَعْمَرٍ، وَشُعْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بن يحيى الشيباني.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 87"، صحيح التوثيق "6/ 106".
2 الجرح والتعديل "2/ 87"، الميزان "1/ 21"، التهذيب "1/ 108".

(12/22)


وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلُ وَهُوَ شَيْخُهُ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
3- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ1:
عَنْ: عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلَمَةَ الْمِصْرِيُّ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ2:
عَنْ: أَبِيهِ وَعَمِّهِ سُلَيْمَانَ، وصالح بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَذُؤَيْبُ بْنُ عَمَامَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأَوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ3:
وَاسْمُ أَبِيهِ: الْيَسَعُ بْنُ أَشْعَثَ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وحميد الأعرج، وعدة، وقرأ القرآن على حميد الأعرج.
روى عنه: الحميدي، وقتيبة، وأحمد بن عيسى، ونعيم بن حماد، وابن أبي مسرة والد أبي يحيى، وداود بن حماد.
ضعفه ابن عدي، والنسائي.
وقال الدارقطني: متروك.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 90"، والميزان "1/ 24".
2 الطبقات الكبرى "5/ 437"، الجرح والتعديل "2/ 91".
3 الجرح والتعديل "2/ 95"، والميزان "1/ 29".

(12/23)


ومن مناكيره: قُتَيْبَةُ، نا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كَنِيفٍ بِمِنًى، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهَا1.
وَقُتَيْبَةُ: عَنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: "يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ"2.
6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ3 ع سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالزُّهْرِيَّ، وَصَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ، وَصَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ، وَيَزِيدَ بْنَ الْهَادِ، وَابْنَ إِسْحَاقَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ، وَطَائِفَةً.
عَنْهُ: ابْنَاهُ يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ سَيَّارٍ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُمْ أَكْبَرُ مِنْهُ.
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ، عَاشَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ أَيْضًا قَاضِيهَا.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أسود اللون.
قال عبيد الله بن سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْعِرَاقَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَأَكْرَمَهُ الرَّشِيدُ وَأَظْهَرَ بِرَّهُ، وَسُئِلَ عَنِ الْغِنَاءِ فَأَفْتَى بِتَحْلِيلِهِ، وَأَتَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِيَسْمَعَ مِنْهُ، فَسَمِعَهُ يَتَغَنَّى فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ، فَأَمَّا الآنَ فَلا أَسْمَعُ مِنْكَ. فَقَالَ: إِذًا لا أَفْقِدُ إلا شخصك، وعلي وَعَلَيَّ إنْ حَدَّثْتُ بِبَغْدَادَ حَدِيثًا حَتَّى أُغَنِّيَ قَبْلَهُ. وَشَاعَتْ هَذِهِ عَنْهُ بِبَغْدَادَ، وَبَلَغَتِ الرَّشِيدَ، فَدَعَا بِهِ وَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي قَطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي السَّرِقَةِ، فَدَعَا بِعُودٍ، فَقَالَ الرَّشِيدُ: أَعُودُ الْبُخُورِ؟ قَالَ: لا وَلَكِنْ عُودُ الطَّرَبِ. فَتَبَسَّمَ، وَفَهِمَهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ بَلَغَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ السَّفِيهِ الَّذِي آذَانِي بِالأَمْسِ وَأَلْجَأَنِي إِلَى أَنْ حَلَفْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ. ودعا له الرشيد بعود، فغناه:
__________
1 "حديث منكر": أخرجه ابن عدي "1/ 238" في الكامل، وابن حبان "1/ 104" في المجروحين، وابن الجوزي "3/ 128" في الموضوعات.
2 "حديث منكر": أخرجه ابن عدي "1/ 238" في الكامل.
3 انظر: الطبقات الكبرى "7/ 322"، والجرح والتعديل "2/ 101"، السير "8/ 270".

(12/24)


يَا أُمَّ طَلْحَةَ إِنَّ الْبَيْنَ قَدْ أَزِفَا ... قَلَّ الثِّوَاءُ لَئِنْ كَانَ الرَّحِيلُ غَدَا
وَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: مَنْ كَانَ مِنْ فُقَهَائِكُمْ يَكْرَهُ السَّمَاعَ؟ قَالَ: مَنْ رَبَطَهُ اللَّهُ.
قَالَ: فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْ مَالِكٍ فِي هَذَا شَيْءٌ؟
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي مَدْعَاةٍ كَانَتْ فِي بَنِي يَرْبُوعٍ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ جِلَّةٌ، وَمَعَهُمْ دُفُوفٌ وَمَغَانٍ وَعِيدَانٌ يُغَنُّونَ وَيَلْعَبُونَ، وَمَعَ مَالِكٍ دُفٌّ مُرَبَّعٌ وَهُوَ يُغَنِّيهِمْ:
سُلَيْمَى أَجْمَعَتْ بَيْنَا ... فَأَيْنَ لِقَاؤُهَا أَيْنَا
وَقَدْ قَالَتْ لِأَتْرَابٍ ... لَهَا زَهْرٌ تَلاقَيْنَا
تَعَالَيْنَ فَقَدْ طَابَ ... لَنَا الْعَيْشُ تَعَالَيْنَا
فَضَحِكَ الرَّشِيدُ وَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ1.
رَوَاهَا غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّفَّارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ بِمِصْرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهَا.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةً، يُقَالُ: كَانَ أَسْوَدَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابن إِسْحَاقَ، نَحْوٌ مِنْ سَبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ فِي الأَحْكَامِ، سِوَى الْمَغَازِي.
قُلْتُ: وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْهُ مَغَازِيهِ، رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ.
وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ، وَهُوَ مِنْ صِغَارِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَهُ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ". ثُمّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ هِشَامٍ سِوَاهُ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: وَلِيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ بيت المال ببغداد.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "6/ 83، 84"، للخطيب البغدادي.

(12/25)


قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: مَوْلِدُ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ بِذَاكَ لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ.
7- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ1:
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَيُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ تَغْلِبَ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ.
وَقِيلَ: إِنَّ هُشَيْمًا رَوَى عَنْهُ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَحْمَدُ ثُمَّ تَرَكَهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ مَنَاكِيرُ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
8- أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ -ع:
هُوَ الإِمَامُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْكُوفِيُّ2.
أَحَدُ الأَعْلامِ، سَكَنَ الْمَصِيصَةَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، والأعمش، وسليمان التيمي، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَبَقِيَّةُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الرَّحْبِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ وَضَّاحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 120"، والميزان "1/ 48، 49"، تاريخ بغداد "6/ 114، 115".
2 انظر: الطبقات الكبرى "7/ 448"، والجرح والتعديل "2/ 128، 129"، السير "8/ 473-477".

(12/26)


ابن سَهْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَزَّازُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبَيْكَنْدِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِالثُّغُورِ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً فَاضِلا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَغَزْوٍ، كثير الخطأ في حديثه.
وقال النسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة، روى عنه: ابن المبارك.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون إمام.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: ذكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: ما ينبغي أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ أَبْصَرَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْخُرَيْبِيُّ: قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْضَلَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: الأَوْزَاعِيُّ وَالْفَزَارِيُّ إِمَامَانِ فِي السُّنَّةِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، هُوَ أَفْضَلُ مِنْ مَعْمَرٍ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ الأَوْزَاعِيِّ، وَذُكِرَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَقَالَ: لَوْ خُيِّرْتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يَنْظُرُ لَهَا وَيَخْتَارُ لَهَا، مَا أَخْتَارُ لَهَا إِلا سُفْيَانَ أَوِ ابْنَ عَوْنٍ.
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَأَنَا لَوْ خُيِّرْتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يَنْظُرُ لها ويختار لَهَا مَا اخْتَرْتُ لَهَا غَيْرَكَ، يَعْنِي الأَوْزَاعِيَّ.
قال ابن بكار: فقلت أنا في نفسي: لو خيرت أنا ما اخترت لها غيرك، يعني أبا إسحاق الفزاري.
عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ الأَوْزَاعِيُّ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَنْ حَدَّثَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ.
مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ: سألت ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ حَدِيثٍ كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْ أُقَدِّمُهُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ.

(12/27)


وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِكَاتِبِهِ: اكْتُبْ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، وَابْدَأْ بِهِ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي.
وَعَنْ مَحْبُوبِ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَقِيتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، فَعَزَّانِي بِأَبِي إِسْحَاقَ وَقَالَ: كَانَ وَاللَّهِ كَرِيمًا، اشْتَقْتُ إِلَى الْمَصِيصَةِ، مَا بِي فَضْلُ الرِّبَاطِ إِلا لِأَرَى أَبَا إِسْحَاقَ.
قَالَ مَحْبُوبٌ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولُ: لَقِيتُ الَّذِينَ لَقِيَهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ، ابْنُ عُونٍ وَغَيْرُهُ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ أَفْقَهَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ إِمَامًا.
وَقَالَ نَصْرُ الْجَهْضَمِيُّ: قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، وَكَانَ بَعْدَهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ. قَالَ نَصْرٌ: وَأَنَا أَقُولُ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيِّ: أَبُو إِسْحَاقَ أَدَّبَ أَهْلَ الثَّغْرِ وَعَلَّمَهُمُ السُّنَّةَ، وَكَانَ يَأْمُرُ وَيَنْهَى، وَإِذَا دَخَلَ الثَّغْرَ مُبْتَدِعٌ أَخْرَجَهُ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ فَقِيهًا، وَكَانَ عَرَبِيًّا فَزَارِيًّا، أَمَرَ سُلْطَانًا يَوْمًا وَنَهَاهُ، فَضَرَبَهُ مِائَتَيْ سَوْطٍ، فَغَضِبَ لَهُ الأَوْزَاعِيُّ وَتَكَلَّمَ فِي أَمْرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: إِذَا رَأَيْتَ الشَّامِيَّ يُحِبُّ الأَوْزَاعِيَّ وَأَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ.
وَقَالَ مَرَّةً: فَاطْمَئِنَّ إِلَيْهِ.
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: أُدْخِلْتُ عَلَى هَارُونَ، فَلَمَّا رَآنِي رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّكَ فِي مَوْضِعٍ وَفِي شَرَفٍ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ ذَلِكَ لا يُغْنِي عَنِّي فِي الآخِرَةِ شَيْئًا.
ابْنُ الأَنْبَارِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ وَأَبُو يُوسُفَ جَالِسٌ، فَأُدْخِلَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا سَلَّمَ الله عليك ولا قرب دارك ولا حبى مزارك. قال: لم؟ قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تُحَرِّمُ السَّوَادَ؟ قَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ لَعَلَّ ذَا أَخْبَرَكَ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي يُوسُفَ وَذَكَرَ كَلِمَةً، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،

(12/28)


لَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى جَدِّكَ الْمَنْصُورِ، فَخَرَجَ أَخِي مَعَهُ، وَعَزَمْتُ عَلَى الْغَزْوِ، فَأَتَيْتُ أَبَا فُلانٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِي: مَخْرَجُ أَخِيكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَزَمْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَزْوِ، وَاللَّهِ مَا حَرَّمْتُ السَّوَادَ.
فَقَالَ الرَّشِيدُ: سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَقَرَّبَ دارك وحبا مزارك، وأجلس يَا أَبَا إِسْحَاقَ. يَا مَسْرُورُ، ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ لِأَبِي إِسْحَاقَ، فَأَتَى بِهَا فَوَضَعَهَا فِي يَدِهِ وَخَرَجَ، فَانْصَرَفَ وَلَقِيَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: أَنَا عَنْ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ غَنِيٌّ. فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِنْهَا شَيْءٌ فَتَصَدَّقْ بِهَا.
فَمَا خَرَجَ مِنْ سُوقِ الرَّافِقَةِ حَتَّى تَصَدَّقَ بِهَا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام، وإلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس فَقَالَ: هَذَا مَجْلِسُ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ.
وَقِيلَ: قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ الْمَصِيصَةَ، فَزَارَ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ، فَأَتَى ابْنَ الْمُبَارَكِ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: سَلْ أَبَا إِسْحَاقَ.
عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ.
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ النَّاسَ قَدْ جُمِعُوا فِي صَحَرَاءَ، فَغَشِيَتْهُمْ غَبَرَهٌ، فَمَاجَ النَّاسُ، فسمعتُ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: اتَّبِعُوا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيَّ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ لا تُخْبِرْ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ الْفَزَارِيُّ دِمَشْقَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ، فَقَالَ لِمَوْلًى: اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ وَقُلْ لَهُمْ: مَنَ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ فَلا يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا. فَخَرَجْتُ وَأَخْبَرْتُ النَّاسَ.
وَرُوِيَ أَنَّ الرَّشِيدَ أَخَذَ زِنْدِيقًا وَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ وَضَعْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَأَيْنَ أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ يَتَخَلَّلانِهَا فَيُخْرِجَانِهَا حَرْفًا حَرْفًا؟
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أفضل منه.

(12/29)


فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي غَزْوِ الْبَحْرِ1، حَدِيثٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، سَمِعَ أَنَسًا، فَذَكَرَ حَدِيثَ أُمِّ حَرَامٍ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ وَغَيْرُهُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي طُوَالَةَ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ: مات أبو إسحاق الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة.
وقال ابن سعد، وخليفة، وسليمان بن عمر الرقي، ومحمد بن فضيل: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ، وَالْبُخَارِيُّ، وَابْنُ أَبِي السَّرِيِّ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائة.
وقيل غَيْرُ ذَلِكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَاهَانَ بْنِ بَهْمَنَ، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ2:
كَبِيرُ أَهْلِ الْغِنَاءِ، فَارِسِيٌّ مِنْ أَهْلِ أَرَّجَانَ3، وَلاؤُهُ لِلْحَنْظَلِيِّينَ. لقب بالموصلي لغيبته وقتًا بِالْمَوْصِلِ، ثُمَّ قَدِمَ مِنْهَا.
صَحِبَ فِتْيَانًا بِالْكُوفَةِ فِي طَلَبِ الْغِنَاءِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ أَخْوَالُهُ، فَفَرَّ إِلَى الْمَوْصِلِ مُدَيْدَةً. وَكَانَ قَدِمَ مَاهَانَ بِزَوْجَتِهِ مِنْ أَرَّجَانَ وَهَذَا حَمَلٌ، فَوَلَدَتْهُ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَبَرَعَ فِي الشِّعْرِ والأدب، وَتَتَبَّعَ عَرَبِيَّ الْغِنَاءِ وَعَجَمَتَهُ، وَسَافَرَ فِيهِ إِلَى الْبِلادِ، ثُمَّ اتَّصَلَ بِالْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ بِبَغْدَادَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَنِي غُلامِي وَقَالَ: بِالْبَابِ حَائِكٌ يطلبك. قلت: ويلك، ما لي وَلَهُ؟ قَالَ: قَدْ حَلَفَ بِالطَّلاقِ لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُكَلِّمَكَ بِحَاجَتِهِ؛ قُلْتُ: ائْذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ، قُلْتُ: مَا بِكَ؟ قَالَ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَنَا رَجُلٌ حَائِكٌ، وَكَانَ عِنْدِي جَمَاعَةٌ فَتَذَاكَرْنَا الغناء، وأجمع من حضر
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "4/ 19"، ومسلم "2/ 19"، ومالك "465"، في الموطأ، والترمذي "1645"، والنسائي "5/ 40، 41"، وابن ماجه "2776"، والبيهقي "9/ 165، 166"، في سننه الكبرى، وأبو نعيم "2/ 61" في الحلية.
2انظر: وفيات الأعيان "1/ 42"، والسير "8/ 40، 41".
3 أرجان: إحدى البلاد بين فارس والأهواز.

(12/30)


أَنَّكَ رَأْسُ الْقَوْمِ وَسَيِّدُهُمْ وَبُنْدَارُهُمْ، فَحَلَفْتُ بِطَلاقِ بِنْتِ عَمِّي ثِقَةً بِكَرَمِكَ أَنْ تَشْرَبَ عِنْدِي غَدًا وَتُغَنِّينِي، فَمُنَّ عَلَيَّ بِذَلِكَ.
فَقَالَ: أَيْنَ مَنْزِلُكَ؟ وَصِفْ لِلْغُلامِ الْمَوْضِعَ وَانْصَرِفْ فَإِنِّي رَائِحٌ إِلَيْكَ. قَالَ: فَصَلَّيْتُ الظُّهْرَ، وَأَمَرْتُ غُلامِي أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ قِنِّينَةً وَقَدَحًا وَخَرِيطَةَ الْعُودِ، وَأَتَيْتُهُ وَدَخَلْتُ. فَقَامَ إِلَيَّ الْحَاكَةُ، فَأَكَبُّوا وَقَبَّلُوا أَطْرَافِي، وَعَرَضُوا عَلَيَّ الطَّعَامَ، فَقُلْتُ: شَبْعَانُ، وَشَرِبْتُ مِنْ نَبِيذِي، ثُمَّ تَنَاوَلْتُ الْعُودَ وَقُلْتُ: اقْتَرِحْ. فَقَالَ: غَنِّنِي.
يَقُولُونَ لِي لَوْ كَانَ بِالرَّمْلِ لَمْ تَمُتْ ... نُسَيْبَةُ وَالطَّرَّاقُ تَكْذِبُ قَبْلَهَا
فَغَنَّيْتُ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ وَاللَّهِ.
ثُمَّ قُلْتُ: اقْتَرِحْ. ثُمَّ غَنَّيْتُ له. ثم قلت: يابن اللَّخْنَاءِ أَنْتَ بِابْنِ سُرَيْجٍ أَشْبَهُ مِنْكَ بِالْحَاكَةِ. فَغَنَّيْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّكَ إِنْ عُدْتَ وَاللَّهِ ثَانِيَةً حَلَّتِ امْرَأَتُكَ لِغُلامِي قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ لَكَ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ الرَّشِيدِ يَطْلُبُنِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ قُلْتُ: وَلِيَ الأَمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَخْبَرْتُهُ، فَضَحِكَ وَقَالَ: هَذَا أَنْبَلُ الْحُيَّاكِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَرُمْتَ فِي أَمْرِهِ وَأَحْسَنْتَ. وَبَعَثَ إِلَى الْحَائِكِ فَاسْتَنْطَقَهُ وَسَاءَلَهُ فَأَجَابَ، فَاسْتَطْرَفَهُ وَاسْتَطَابَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
وَرَوَى الصُّولِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ الرَّشِيدَ حَبَسَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيَّ لِشَيْءٍ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ جَامِعٍ فِي مَجْلِسِهِ، فَتَابَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْغِنَاءِ، فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ حَتَّى يُغَنِّيَ، فَكَتَبَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ إِلَى سَلْمٍ الْخَاسِرِ:
سَلْمُ يَا سَلْمُ لَيْسَ دُونَكَ سِرُّ ... حُبِسَ الْمَوْصِلِيُّ فَالْعَيْشُ مر
ما استطاب اللذات قد سكن المطـ ... ـبق رَأْسُ اللَّذَّاتِ فِي الأَرْضِ حُرُّ
حُبِسَ اللَّهْوُ والسرور فما في ال ... أرض شَيْءٌ يُلْهَى بِهِ وَيُسَرُّ1
قَالَ عُمْرُ بْنُ شَبَّةَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: قِيلَ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
10- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الحجبي المكي2.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "6/ 177".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 125"، والميزان "1/ 56".

(12/31)


عَنْ: أَبِيهِ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوْفِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَلَهُ مَنَاكِيرُ.
11- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ الْخَيْوَانِيُّ1:
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
12- إِبْرَاهِيمُ بْنُ المختار الرازي2 -ت. ق:
أبو إسماعيل، ولقبه حبويه، بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ بِمُوَحَّدَةٍ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ جُرَيْحٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ وَشُعْبَةَ، وعنه: فروة بن أبي المغراء، ومحمد بن حميد، وغيرهما. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ومن كلامه، قَالَ: عَلَيْكُمْ بِاللِّبَانِ فَإِنَّهُ يُشَجِّعُ الْقَلْبَ وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
13- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ الْمَدَنِيُّ3:
مِنْ مَوَالِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
وعنه: معن بن عيسى، وإبراهيم بن منذر الحزامي.
قال ابن عدي: لم أجد له أنكر من حديث: "قرأ طه ويس"، وباقي أحاديثه صالحة.
__________
1 انظر: التاريخ الكبير "1/ 381"، الجرح والتعديل "2/ 129".
2 انظر: تاريخ بغداد "6/ 174، 175"، الميزان "1/ 56".
3 انظر: الميزان "1/ 67"، التهذيب "1/ 168، 169".

(12/32)


وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنكَرُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
14- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْفَقِيهُ الْمَدَنِيُّ1 -ق.
أَحَدُ الأَعْلامِ، وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ.
رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التوءمة وطبقتهم.
وعنه: الشافعي، وإبراهيم بن موسى الفزاري، والحسن بن عرفة، وطائفة.
"مطلب إذا قَالَ الشَّافِعِيُّ أَخْبِرْنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ"
وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الشَّافِعِيُّ فَيُدَلِّسُهُ وَيَقُولُ: أَخْبِرْنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ قَدَرِيًّا، وَنَهَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْكِتَابَةِ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو يَحْيَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا نُسَمِّي إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْحَدِيثَ: خُرَافَةً.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: نَهَانِي مَالِكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، فَقُلْتُ: مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ تَنْهَانِي؟ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ فِي حَدِيثِهِ بِذَاكَ.
أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى يَشْتُمُ بَعْضَ السَّلَفِ.
سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ: لِمَ تَرَكْتَ حَدِيثَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى؟ قَالَ: كَانَ مُجَاهِرًا بِالْقَدَرِ، وَكَانَ اسْمُ الْقَدَرِ يَغْلِبُ عَلَيْهِ، وَكَانَ صاحب تَدْلِيسٍ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى: أَثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ: لا، وَلا فِي دِينِهِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنِ الْمُعَيْطِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِالْكَذِبِ، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى. قَالَ أَبِي: قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ كُلُّ بَلاءٍ فيه، يعني إبراهيم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 125"، الميزان "1/ 57-61"، التهذيب "1/ 158".

(12/33)


وسمعت أبي يَقُولُ: أَنْكَرَ النَّاسُ حَدِيثَهُ، وَأَبُوهُ ثِقَةٌ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ قَدَرِيًّا رَافِضِيًّا.
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرْمُطِيِّ، عَنْ يَحْيَى الأَسَدِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَأَمْلَى عَلَى رَجُلٍ غَرِيبٍ ثَلاثِينَ حَدِيثًا فَجَاءَ بِهَا مِنَ الْحُسْنِ شَيْئًا عَجَبًا، وَقَالَ لِلْغَرِيبِ: لَوْ ذَهَبْتَ إِلَى ذَاكَ الْحِمَارِ فَحَدَّثَكَ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ لَفَرِحْتَ بِهَا، يعني مالك.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يُكَذِّبُ خَالِدَ بْنَ مَخْدُوجٍ، وَزِيَادَ بْنَ مَيْمُونٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالنَّاسُ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يُتْرَكْ لِلْقَدَرِ بَلْ لِلْكَذِبِ.
ابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى أَحْمَقَ، أَوْ قَالَ: أَبْلَهَ. كَانَ لا يُمْكِنُهُ جِمَاعَ النِّسَاءِ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُ مَعَهُ فَأْسٌ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ بَالَ فِي ثُقْبِ فَأْسٍ أَمْكَنَهُ الْجِمَاعُ، فَدَخَلَ خَرِبَةً فَبَالَ فِي الْفَأْسِ.
وَقَالَ مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْقَطَّانِ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ يَكْذِبُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْبَرْقِيِّ فِي الضُّعَفَاءِ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى كَانَ يَرَى الْقَدَرَ وَالتَّشَيُّعَ وَالْكَذِبَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَصَلَّحَهُ وَقَالَ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا إِلا عَنْ شُيُوخٍ يَجْهَلُونَ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالْكِبَارُ، وَلَهُ كِتَابُ الْمُوَطَّأِ، هُوَ أَضْعَافُ مُوَطَّأِ مَالِكٍ، وَأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: فِيهِ ضُرُوبٌ مِنَ الْبِدَعِ، وَلا يُشْتَغَلُ بِحَدِيثِهِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُقْنِعٍ.

(12/34)


قُلْتُ: اسْمُ جَدِّهِ أَبُو يَحْيَى: سَمْعَانُ. وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الضُّعَفَاءِ بِلا رَيْبٍ. وهل هو متروك أَمْ لا؟ فِيهِ قَوَلانُ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
15- إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ1.
مِنَ الأَجْوَادِ النُّبَلاءِ، يُعْرَفُ بِابْنِ غُرَيْرٍ، كَانَ بِبَغْدَادَ.
16- أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ2.
صاحب أَبِي حَنِيفَةَ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ.
سَمِعَ مِنْ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ.
وَعَنْهُ أَحْمَدُ بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزَّعْفَرَانِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيعَةَ وَجَمَاعَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِأَسَدٍ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئًا مُنْكَرًا، وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِ الرَّأْيِ بَعْدَ أَبِي يُوسُفَ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ، وَكَانَ فَقِيهًا عَلامَةً بَارِعًا كَبِيرَ الشَّأْنِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ وَقَالَ: ضَعَّفَهُ ابْنُ المديني، وعثمان بن أبي شيبة.
قال الخطيب: وتولى أيضًا قضاء واسط.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 316-318".
2 الطبقات الكبرى "7/ 331"، والجرح والتعديل "2/ 337".

(12/35)


قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
17- إِسْمَاعِيلُ بْن صالح بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ1.
أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمَصْرِيَّةِ، ثُمَّ أَمِيرُ قِنَّسْرِينَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ طَاهِرٌ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُمَا.
وُلِدَ بِحَلَبٍ وَبِهَا تُوُفِّيَ، وَلَهُ بِهَا ذُرِّيَّةٌ.
قَالَ سعيد بن عفير: مَا رَأَيْتُ أَخْطَبَ مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ.
كَانَ جَامِعًا، أَهْلَ سُؤْدُدٍ، وَيَعْرِفُ الْفَلْسَفَةَ وَالنُّجُومَ وَضَرْبَ الْعُودِ.
قُلْتُ: عَيْبُهُ عُلُومُهُ.
وَقِيلَ: كَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيَحْتَرِمُهُ. وَقِيلَ: كَانَ شَاعِرًا، مُحْسِنًا، رَأْسًا فِي الْغِنَاءِ. اسْتَوْعَبَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْعَدِيمِ أَخْبَارَهُ فِي تَارِيخِ حَلَبَ.
وَنَاوَلَهُ الرَّشِيدُ عودًا فيه عشر جواهر، ثَمَنُهَا ثَلاثُونَ دِينَارًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَفِّرْ بِهَذِهِ يَمِينَكَ. فَغَنَّاهُ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا الرَّشِيدُ بِرُمْحٍ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ، وكان ذلك في سنة اثنتين وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَوَلِيَهَا سِتَّ سِنِينَ، فَعَدَلَ وَحَصَّلَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى إِمْرَةِ حَلَبَ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَرًا.
18- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الْفَقِيهُ2. د. ت. ن. مَوْلَى الْعُمَرَيْنِ: صَحِبَ الأَوْزَاعِيَّ وَلازَمَهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ. وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كان من أجل أصحاب الأوزاعي وأقدمهم.
__________
1 السير "8/ 318".
2 الجرح والتعديل "2/ 180"، التهذيب "1/ 309".

(12/36)


وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ مِنَ الْفَاضِلِينَ.
وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
19- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ1.
مُقْرِئُ مَكَّةَ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: قَبْلَهَا.
وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
20- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سُلَيْمٍ، الإِمَامُ أَبُو عُتْبَةَ الْعَنْسِيُّ، بِالنُّونِ، الْحِمْصِيُّ الْحَافِظُ.
أَحَدُ الأَعْلامِ، وُلِدَ بَعْدَ الْمِائَةِ، وَرَوَى عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَأَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَتَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ مِنَ الشَّامِيِّينَ وَالْحِجَازِيِّينَ، وَعَنِ: الأَعْمَشِ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالْكُوفِيِّينَ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ صَدْرًا مُعَظَّمًا نَبِيلا، حَجَّ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً، وَبَعَثَهُ الْمَنْصُورُ إِلَى دِمَشْقَ فَعَدَّلَ أَرْضَهَا لِلْخَرَاجِ.
قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: كَانَ أَحْوَلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ بَقِيَّةُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ. فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَوْلِدِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وُوُلِدَ إسماعيل قبلي بست سنين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 180"، والسير "8/ 277-291".

(12/37)


يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: شَهِدْتُ شُعْبَةَ سَمِعَ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ مَنْزِلُ إِسْمَاعِيلَ إِلَى جَانِبِ مَنْزِلِي، فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَكَانَ رُبَّمَا قَرَأَ ثُمَّ قَطَعَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَلَقِيتُهُ يَوْمًا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ! فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أُصَلِّي فَأَقْرَأُ، فَأَذْكُرُ الْحَدِيثَ فِي الْبَابِ، فَأَقْطَعُ الصَّلاةَ وَأَكْتُبُ الْحَدِيثَ فِي الْبَابِ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى صَلاتِي، فَأَبْتَدِئُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي قَطَعْتُ مِنْهُ.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: كُنْتُ أَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ. وَسَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الْعِلْمِ، وَطَلَبٌ شَدِيدٌ بِالشَّامِ وَالْحِجَازِ. وَكَانُوا يَقُولُونَ: نَجْهَدُ فِي الطَّلَبِ وَنَتْعَبُ، فَإِذَا جِئْنَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا كَتَبْنَا عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
قَالَ يَعْقُوبُ: فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ فِي إِسْمَاعِيلَ وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ عَدْلٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ أَهْلِ الشَّامِ، أَكْثَرُ مَا يَتَكَلَّمُونَ فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيين.
قال يحيى الْوُحَاظِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَكْبَرَ مَعِينًا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ إِلَى مَزْرَعَتِهِ لَمْ يَرْضَ لَنَا إِلا بِالْخَرُوفِ وَالْخَبِيصِ.
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَرِثْتُ عَنْ أَبِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، فَأَنْفَقْتُهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.
عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يَنْتَقِصُونَ عُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ اللَّيْثُ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ فَكَفُّوا. وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدثهم بفضائل عَلِيٌّ، فَكَفُّوا عَنْ ذَلِكَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ دَاوُدَ بْنَ عَمْروٍ قَالَ: نَعَمْ مَا رَأَيْتُ مَعَهُ كِتَابًا قَطُّ. فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ حَافِظًا، كَمْ كَانَ يَحْفَظُ؟ قَالَ: كَانَ يَحْفَظُ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَكَانَ يَحْفَظُ عَشْرَةَ آلافٍ؟ قَالَ: عَشَرَةُ آلافٍ، وَعَشْرَةُ آلافٍ، وَعَشْرَةُ آلافٍ.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا مِثْلُ وَكِيعٍ.
رَوَى الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ: لَيْسَ أَحَدًا أَرْوَى لِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مِنَ ابْنِ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: مَا رَأَيْنَا شَامِيًّا وَلا عِرَاقِيًّا أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عياش.

(12/38)


وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ، مَا أَدْرِي مَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؟
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَبَقِيَّة فَقَالَ: كُلٌّ كَانَ يَأْخُذُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، فَإِذَا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثِقَةٌ.
عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَقِيَّةَ. وَقَدْ مَضَيْتُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ دَارِ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى غُرْفَةٍ وَمَعَهُ رَجُلانِ يَنْظُرَانِ فِي كِتَابٍ، فَيُحَدِّثُهُمْ خَمْسَمِائَةً فِي الْيَوْمِ، أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَهُمْ أَسْفَلَ وَهُوَ فَوْقَ، فَيَأْخُذُونَ كِتَابَهُ فَيَنْسَخُونَ مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى اللَّيْلِ, فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَكِنيِّ شَهِدْتُهُ يُمْلِي إِمْلاءً، فَكَتَبْتُ عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي الْكُنَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: أَكَتَبْتَ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَعَنْهُ قَالَ: عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الزَّعِيمُ غَارِمٌ"1.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالْغِلابِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ فِيمَا رَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ، وَأَمَّا عَنْ غَيْرِهِمْ فَفِيهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: صَدُوقٌ يَغْلَطُ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ.
وقال أحمد بن الحسن التِّرْمِذِيِّ: قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَصْلَحُ مِنْ بَقِيَّةَ، لِبَقِيَّةَ مَنَاكِيرُ عَنِ الثِّقَاتِ.
زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: لا تَكْتُبْ عن إسماعيل بن عياش
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أبو داود "2565"، والترمذي "2120"، وأحمد "5/ 676"، وابن ماجه "2405"، وابن أبي شيبة "6/ 154"، وعبد الرزاق "16308"، وسعيد بن منصور "427" في سننه، والدارقطني "4/ 70" في سننه، والبيهقي "6/ 72" في سننه الكبرى.

(12/39)


شَيْئًا، وَاكْتُبْ عَنْ بَقِيَّةَ مَا رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ شَيْئًا قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ، وَالنَّسَائِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَغْلَطُ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ. إِمَّا حَدِيثًا بِرَأْسِهِ، أَوْ مرسلا بوصله، أَوْ مَوْقُوفًا بِرَفْعِهِ، وَيُحْتَجُّ بِهِ فِي الشَّامِيِّينَ.
قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ الدُّولابِيُّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ مَا رَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ فَهُوَ أَصَحُّ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: إِذَا حَدَّثَ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ الشَّامِ اضْطَرَبَ وأخطأ.
أحمد بن سعد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: رَجُلانِ صَاحِبَا حَدِيثِ بَلَدِهِمَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: بَقِيَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ.
الْفَلاسُ: سَمِعْتُ أَبَا قُتَيْبَةَ يَقُولُ لِيَحْيَى يَوْمًا، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ، بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ فِيهِ بَصَلٌ1، فَقَالَ بَحِيرٌ: مَا هَذِهِ الأَزِقَّةُ يَا أَبَا قُتَيْبَةَ؟
ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ جَابِرٍ: نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ2.
قُلْتُ: خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ الأَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّةَ، عَنْ بَحِيرٍ، فَأَدْخَلَ بَيْنَ خَالِدٍ وَبَيْنَهَا: خِيَارَ بْنَ سَلَمَةَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي حَدِيثَ: "لا تَقْرَأِ الْحَائِضُ وَلا الجنب
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أبو داود "3829"، وابن عدي "1/ 290" في الكامل.
2 "حديث ضعيف": انظر السابق.

(12/40)


شَيْئًا"1، فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، يَعْنِي أَنَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِمَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كِتَابَةً، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، نا ابْنُ بَيَانٍ، أنا ابْنُ مَخْلَدٍ، أنا الصَّفَّارُ، ثنا ابْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا تَقْرَأِ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا"2.
قَالَ مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الشَّامِيِّينَ فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنِ الْعِرَاقِيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ خَلَطَهُ مَا شِئْتَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ فِي حَدَاثَتِهِ، فَلَمَّا كَبُرَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ مِنْ شُيُوخِهِ: الأَعْمَشُ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَوَلاهُ الْمَنْصُورُ خِزَانَةَ الْكِسْوَةِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وَابْنُ مُصَفًّى، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَزَادَ ابْنُ مُصَفًّى: لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَالزِّيَادِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
21- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ3 خ. ت. نَزِيلُ بَغْدَادَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عُمَرُ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "131"، وابن ماجه "595"، "596".
2 انظر السابق.
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 200"، الميزان "1/ 246"، التهذيب "1/ 327، 328".

(12/41)


وروى الْحَاكِمُ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ أَنَّهُ ضَعِيفٌ.
22- إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْلَى1.
هُوَ أَبُو أُمَيَّةَ. يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.
23- أَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَسْعُودِيُّ الْبَصْرِيُّ2.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
24- أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ الْحَنَفِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ3 د. ت.
عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيِّينَ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَخَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ.
قَالَ الْفَلاسُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَائِرُ حَدِيثِهِ صَالِحٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى مِثْلَهُ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
25- أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكِ بْنِ الْعَلاءِ، أبو محمد الحنفي الدمشقي4.
__________
1 يأتي في الكنى.
2 الجرح والتعديل "2/ 349"، الميزان "1/ 273".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 242"، السير "8/ 209، 210".
4 الجرح والتعديل "2/ 258، 259"، الميزان "1/ 293".

(12/42)


قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى الرُّمَّانِيِّ. وَرَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبَ؛ وَرَوَى عَنْهُ: سِبْطُهُ الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: متروك.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال البخاري: حديثه عَنْ مَكْحُولٍ مُرْسَلٌ.
26- أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ بْنِ زياد الْحَنَفِيُّ1 خ. م. س.
قَاضِي الْيَمَامَةِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ2.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ، ثِقَةٌ، عَفِيفٌ.
قُلْتُ: لَيْسَ لَهُ فِي الْكُتُبِ سِوَى حَدِيثٍ.
"حرف الْبَاءِ":
27- بُخْتِيشُوعُ بْنُ جِرْجِسَ النَّصْرَانِيُّ الْخَبِيثُ3.
رَأْسُ الأَطِبَّاءِ وَابْنُ شَيْخِهِمْ.
قَدِمَ عَلَى الرشيد وتقدم في أيامه.
وبختيشوع بالسريانية أبو عبد المسيح.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 260"، التهذيب "1/ 413".
2 انظر: الطبقات الكبرى "5/ 556"، والجرح والتعديل "2/ 260"، والتهذيب "1/ 413".
3 انظر: العقد الفريد "1/ 85، 86"، والوافي بالوفيات "10/ 89".

(12/43)


وقد ذكرنا أن أباه طبب المنصور ورجع مُكْرَمًا إِلَى جُنْدَيْسَابُورَ؛ وَلَمَّا مَرِضَ الْهَادِي سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ أَمَرَ بِإِقْدَامِ بُخْتِيشُوعَ، وَأُحْضِرَ، فَمَاتَ الْهَادِي قَبْلَ مَجِيئِهِ.
وَامْتَحَنَهُ الرَّشِيدُ أَوَّلَ مَا قَدِمَ بِأَنْ قَدَّمَ لَهُ قَارُورَةً فِيهَا بَوْلُ حِمَارٍ، وَقَالَ: مَا يَصْلُحُ لِصَاحِبِ هَذِهِ الْقَارُورَةِ؟ قَالَ: شَعِيرٌ جَيِّدٌ. فَضَحِكُوا.
وَلَهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ كِتَابُ التَّذْكِرَةِ أَلَّفَهُ لِوَلَدِهِ جِبْرِيلَ.
قُلْتُ: يُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ، فَإِنَّهُ شَهِدَ مَوْتَ الرَّشِيدِ.
28- بَزِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو حَازِمٍ اللَّحَّامُ.
مَوْلَى أَبِي بِسْطَامٍ مِنْ سَبْيِ بُخَارَى1.
رَوَى عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، وَيَحْيَى بْنُ سَلامٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَجْلَحِ فِي اللِّينِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
29- بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْخَثْعَمِيُّ الْمُؤَدِّبُ2.
عَنْ: أَحْوَصَ بْنِ حَكِيمٍ، وَأَبِي رَوْقٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُعْرَفُ، وَتَنَكَّرَهُ مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ.
عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَار} [الأنعام: 103] . قال: "لو أن الإنس والجن والشياطين
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 420"، والميزان "1/ 307".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 362"، والميزان "1/ 321"، والتهذيب "1/ 455".

(12/44)


مذ يوم خلقوا إلى يوم نفنى صفًّا واحدًا، مَا أَحَاطُوا بِاللَّهِ أَبَدًا"1.
وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لا يُعْرَفُ إِلا بِبِشْرٍ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ ضَعِيفٌ أَيْضًا.
30- بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلَ بْنُ لاحِقٍ الْحَافِظُ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الرَّقَاشِيُّ2، مَوْلاهُمْ ع. الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: سَعِيدِ الْجُرَيْرِيِّ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَطَائِفَةٍ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالْبَصْرَةِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعُمِائَةِ رَكْعَةٍ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
وَذَكَرُوا عِنْدَهُ بَعْضَ الْجَهْمِيَّةِ فَقَالَ: لا تَذْكُرُوا ذَاكَ الْكَافِرَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِشْرٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ- سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
31- بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَبُو صَيْفِيٍّ الْوَاسِطِيُّ3 ن:
خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَمُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَتَبَ عَنْهُ أَحْمَدُ وَتَرَكَهُ.
قال البخاري: يتهم بالوضع.
__________
1 حديث منكر: أخرجه ابن عدي "2/ 443" في الضعفاء، والعقيلي "1/ 140" في الضعفاء الكبير.
2 انظر: الطبقات الكبرى "7/ 290"، والجرح والتعديل "2/ 366"، والتهذيب "1/ 458، 459".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 379"، والتهذيب "1/ 469".

(12/45)


وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
32- بَكَّارُ بْنُ سُقَيْرٍ الْمَازِنِيُّ1:
عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي رَجَاءِ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَآخَرُونَ.
مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
33- بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَارَسْتِ الْمَدَنِيُّ الْمُقْرِئُ النَّحْوِيُّ2:
مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ: مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: بَكَّارُ بْنُ جَارَسْتَ، اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ لَيَّنَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ.
34- بَكْرُ بْنُ بِشْرٍ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ3:
إِمَامُ مَسْجِدِ عَسْقَلانَ.
سَمِعَ: عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ سَوَّارٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ.
وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
35- الْبُهْلُولُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ الْمَغْرِبِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ الْفَقِيهُ4:
قِيلَ كَانَ ثِقَةً، صَادِقًا، مُجْتَهِدًا، خَيِّرًا، مُجَابَ الدَّعْوَةِ، واسع العلم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 408"، والثقات لابن حبان "6/ 107".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 407"، والميزان "1/ 340".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 382"، والميزان "1/ 343".
4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 429"، والميزان "1/ 355".

(12/46)


سَمِعَ مِنْ: يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ أَنْعَمَ الإِفْرِيقِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ سَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ أَقْرَانِهِ ابْنِ غَانِمٍ، وَعَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ؛ وَسَمِعَ "جَامِعَ الثَّوْرِيَّ" مِنْ أَبِي الْخَطَّابِ، وَأَبِي خَارِجَةَ. وَدَوَّنَ النَّاسُ عَنْهُ جَامِعًا، وَقَامَ بِفُتْيَاهُمْ.
سَمِعَ مِنْهُ: سَحْنُونٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَوْنٌ، وَالْحَكَمُ، ويحيي بْنُ سَلامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ مَالِكًا نَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا عَابِدُ أَهْلِ بَلَدِهِ.
وَعَنْ بُهْلُولِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْبُهْلُولِ بْنِ رَاشِدٍ.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْعَكِّيَّ أَمِيرَ إِفْرِيقْيَا بَلَغَهُ أَنَّ الْبُهْلُولَ يَقَعُ فِي سُلْطَانِهِ وَيَتَكَلَّمُ فِيهِ، فَهَمَّ بِهِ، فَتَحَاشَدَ النَّاسُ يَمْنَعُونَهُ مِنْهُ، فَزَادَهُ ذَلِكَ حَنَقًا1، وَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الأَجْنَادَ، فأحضره وَضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ، فَرَمَى جَمَاعَةٌ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ يَقونه، فَضُرِبُوا، وَكَانُوا نَحْوَ الْعِشْرِينَ، ثُمَّ مَاتَ بَعْدُ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهِ بِشَهْرٍ وَأَيَّامٍ، وَذَلِكَ فِي مَا ذُكِرَ، سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
36- بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ2:
يُكَنَّى: أَبَا عُبَيْدٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، وابن جريج، وغيرهم.
وعنه: موسى بن مروان، والحسين بن أبي زيد، والربيع بن سليمان الجيزي، والحسن بن عرفة.
قال ابن حبان: كان يسرق الحديث.
وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابعه عليها الثقات.
__________
1 حنقًا: غيظًا وضيقًا.
2 الجرح والتعديل "2/ 429"، والميزان "1/ 355".

(12/47)


37- الْبُهْلُولُ الْمَجْنُونُ1:
هُوَ الْبُهْلُولُ بْنُ عَمْرٍو، أَبُو وُهَيْبٍ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ.
وُسْوِسَ فِي عَقْلِهِ، وَمَا أَظُنُّهُ اخْتَلَطَ، أَوْ قَدْ كَانَ يَصْحُو فِي وَقْتٍ، فَهُوَ مَعْدُودٌ فِي عُقَلاءِ الْمَجَانِينِ.
لَهُ كَلامٌ حَسَنٌ وَحِكَايَاتٌ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَأَيْمَنَ بْنِ نَابُلٍ، وَمَا تَعَرَّضُوا لَهُ بِجَرْحٍ وَلا تَعْدِيلٍ، وَلا كَتَبَ عَنْهُ الطَّلَبَةُ.
كَانَ حَيًّا فِي دَوْلَةِ الرَّشِيدِ، طَوَّلَ تَرْجَمَتَهُ "ابْنُ النَّجَّارِ" وَذَكَرَ أَنَّهُ أَتَى بَغْدَادَ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَ الرَّشِيدِ مِنْ بَابِ الرُّصَافَةِ، فَإِذَا بُهْلُولُ يَأْكُلُ خَبِيصًا، فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي. قَالَ: لَيْسَ هُوَ لِي. قُلْتُ: لِمَنْ هُوَ؟ قَالَ: لِحَمْدُونَةَ بِنْتِ الرَّشِيدِ أَعْطَتْنِيهِ آكُلُهُ لَهَا.
وَعَنِ الأَشْهَلِيِّ قَالَ: بَكَّرْتُ فِي حَاجَةٍ، فَلَقِيتُ الْبُهْلُولَ، فَقُلْتُ: ادْعُ لِي. فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: يَا مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، اقْضِ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَوَجَدْتُ لِدُعَائِهِ رَاحَةً، فَنَاوَلْتُهُ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، تَعْلَمُ أَنِّي آخُذُ الرَّغِيفَ وَنَحْوَهُ؟ لا وَاللَّهِ، لا آخُذُ عَلَى دُعَائِي أَجْرًا.
قَالَ: فَقُضِيَتْ حَاجَتِي.
وَيُرْوَى أَنَّ الْبُهْلُولَ مَرَّ بِهِ الرَّشِيدُ، فَقَامَ وَنَادَاهُ وَوَعَظَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأُسَوِّدَ وَجْهَ الْمَوْعِظَةِ.
وَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَلا السِّعْرُ، فَادْعُ اللَّهَ. قَالَ: مَا أُبَالِي وَلَوْ حَبَّةٌ بِدِينَارٍ، إِنَّ لِلَّهِ عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ كَمَا أَمَرَنَا، وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْزُقَنَا كَمَا وَعَدَنَا.
وَعَنْ حَسَنِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَرْمُونَ الْبُهْلُولَ بِالْحَصَى، فَأَدْمَتْهُ حَصَاةٌ فَقَالَ:
رُبَّ رَامٍ لِي بِأَحْجَارِ الأَذَى ... لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ الْعَطْفِ عَلَيْهِ
فَقُلْتُ: تَعْطِفُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَرْمُونَكَ؟ قَالَ: اسْكُتْ! لَعَلَّ اللَّهَ يَرَى غَمِّي ووجعي وشدة فرحهم، فيهب بعضنا لبعض.
__________
1 انظر: العقد الفريد "6/ 150، 151"، صفة الصفوة "2/ 519".

(12/48)


وَمِمَّا نُقِلَ عَنْهُ قَالَ: مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا رَاغِمَةً.
ثُمَّ قَالَ:
يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... تَنَحَّ عَنْ خِطْبَتِهَا تَسْلَمِ
إِنَّ الَّتِي تَخْطُبُ غَرَّارَةٌ ... قَرِيبَةُ الْعُرْسِ إِلَى الْمَأْتَمِ
وَقَدْ سَاقَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ فِي كِتَابِ عُقَلاءِ الْمَجَانِينَ لَهُ حِكَايَاتٍ وأشعار، ولم أَجِدْ لَهُ وَفَاةً.
38- بُهْلُولُ بْنُ مُؤَرِّقٍ، أَبُو غَسَّانَ1:
عَنْ: مُوسَى بْنِ عَبِيدَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
"حرف الثَّاءِ":
39- ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ2:
أَبُو جَبَلَةَ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
"حرف الْجِيمِ":
40- جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ3:
عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ، وَعَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 429"، والتهذيب "1/ 499".
2 الجرح والتعديل "2/ 458"، والميزان "1/ 369".
3 الجرح والتعديل "2/ 501"، والميزان "1/ 377".

(12/49)


وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَسُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
41- جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، أَبُو بَشِيرٍ، الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ1 ت:
عَنِ: الأَعْمَشِ، وَحُرَيْثِ بْنِ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ضَعِيفٌ.
42- جَرِيرُ بن عبد الحميد الحافظ2 ع:
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ.
سَمِعَ: مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَحُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، وَبَيَانَ بْنَ بِشْرٍ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ، وَالأَعْمَشَ، وَأَئِمَّةً مِنْ طَبَقَتِهِمْ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَالطَّيَالِسِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَقَدِمَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرٌ صاحب لَيْلٍ، وَكَانَ لَهُ رَسَنٌ. يَقُولُونَ: إذا أعيى تعلق به.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 500"، والميزان "1/ 379".
2 الطبقات الكبرى "7/ 381"، السير "9/ 9-18".

(12/50)


قَالَ يَعْقُوبُ: وَذُكِرَ لِأَبِي خَيْثَمَةَ إِرْسَالُ جَرِيرٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُدَلِّسُ، لِأَنَّا كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الأَعْمَشِ أَوْ مَنْصُورٍ أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب فقال: عَنْ فُلانٍ، ثُمّ يُحَدِّثُ عَنْهُ مُبْهَمًا فِي حديث واحد، يقول: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ حَتَّى يَفْرُغَ الْمَجْلِسُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: هُوَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ هِلالٍ الضَّبِّيُّ.
قُلْتُ: كَانَ النَّاسُ يَرْحَلُونَ إِلَيْهِ لِعِلْمِهِ وَإِتْقَانِهِ.
قَالَ سُفْيَانُ بن عيينة: قال ابن سلمة: عَجَبًا لِهَذَا الرَّازِيِّ عَرَضْتُ عَلَيْهِ أَنْ أُجْرِيَ عَلَيْهِ مِائَةَ دِرْهَمٍ فِي الشَّهْرِ صَدَقَةً فَقَالَ: أَيَأْخُذُ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ هَذَا؟ قُلْتُ: لا! قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، يَعْنِي جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ1.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَمِعْتُ جريرًا يقول: عرضت علي بالكوفة ألفا دِرْهَمٍ يُعْطُونِي مَعَ الْقُرَّاءِ فَأَبَيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ الْيَوْمَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: طَلَبَ جَرِيرٌ الْحَدِيثَ خَمْسَ سِنِينَ فَقَطْ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ جَرِيرُ ثِقَةً، كَثِيرَ الْعِلْمِ، يُرْحَلُ إِلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: ضَيَّعْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
فَقَالَ: لا، أَمَّا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ فَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ، وَأَمَّا جَابِرٌ فكان يؤمن بالرجعة2، وأما ابن جريح فَإِنَّهُ أَوْصَى بَنِيهِ بِسِتِّينَ امْرَأَةً قَالَ: لا تَتَزَوَّجُوا بِهِنَّ فَإِنَّهُنَّ أُمَّهَاتُكُمْ، وَكَانَ يَرَى الْمُتْعَةَ.
قَالَ زُنَيْجٌ: وُجِدَ لِجَرِيرٍ عَنِ الْكُوفِيِّينَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو عَوَانَةَ يَتَشَابَهَانِ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ، مَا كَانَا يَصْلُحَانِ إِلا أَنْ يَكُونَا رَاعِيَيْ غَنَمٍ، كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَكَّةَ أَنَا وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
قَالَ ابْنُ شَيْبَةَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ: سمعت أبا الوليد الطيالسي
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 253".
2 الرجعة: يعني رجعة علي بن أبي طالب مرة أخرى، وهي من الأفكار الضالة.

(12/51)


يَقُولُ: قَدِمْتُ الرَّيَّ وَمَعِي أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِعَقِبِ مَوْتِ شُعْبَةَ، فَكَانَ جَرِيرٌ يُجَالِسُنَا، فَسَمِعَنَا نَتَذَاكَرُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حِفْظٌ، فَسَمِعَنِي أَذْكُرُ حَدِيثًا فَقَالَ: أكتبه لِي، فَكَتَبْتُهُ وَحَدَّثْتُهُ بِهِ وَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُ وَكُتُبِي غَائِبَةٌ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أُؤْتَى بِهَا، قَدْ كَتَبْتُ فِي ذَلِكَ. فَأَتَتْهُ، فَنَظَرْنَا فِيهَا.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ: مَا قَالَ لَنَا جَرِيرٌ قَطُّ بِبَغْدَادَ: حَدَّثَنَا.
وَقُلْتُ: تَرَاهُ لا يَغْلَطُ مَرَّةً. وَكَانَ رُبَّمَا نَعَسَ فَنَامَ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَيَقْرَأُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ.
وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ جَرِيرًا تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ قَلِيلا. قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ بِذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
وَتَأَكَّدَ الْعُقَيْلِيُّ بِذِكْرِ جَرِيرٍ الضَّبِّيِّ فِي الضُّعَفَاءِ، وَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيِّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ لا يَفْصِلُ بَيْنَ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، كَانَ يَكْرَهُ.
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِخَلَفِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: أَحْمَدُ: اشْتَكَتْ عَيْنُهُ، فَحَلَفَتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ أَنْ لا يَجِيءَ إِلَى جَرِيرٍ مِثْلَ جَرِيرٍ، يُقَالُ لَهُ هَذَا.
حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أحمد: سمعتُ أَبِي يقول: لَمْ يَكُنْ جَرِيرٌ الرَّازِيُّ بِالذَّكِيِّ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: أَرَوَى عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ حَدِيثُ أَشْعَثَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ بَهْزَ، وَقَالَ لَهُ: هَذَا حَدِيثُ عَاصِمٍ، وَهَذَا حَدِيثُ أَشْعَثَ. قَالَ: فَعَرَفَهَا فَحَدَّثَ بِهَا النَّاسَ.
قُلْتُ: كَانُوا لا يَكْتُبُونَ عَلَى النُّسْخَةِ طَبَقَةَ سَمَاعٍ، وَلا اسْمَ الشَّيْخِ، فَكَتَبَ جَرِيرٌ عَنْ هَذَا كِتَابًا، وَعَنْ هَذَا كِتَابًا. وَفَاتَهُ أَنْ يُرَقِّمَ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ اسْمَ مَنْ كَتَبَهُ عَنْهُ، وَطَالَ الْعَهْدُ فَاشْتُبِهَ عَلَيْهِ، وَبِكُلِّ حَالٍ هُوَ ثِقَةٌ، نَحْتَجُّ بِهِ فِي كُتُبِ الإِسْلامِ كُلِّهَا.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالرَّيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: جَرِيرٌ أَعْلَمُ بِمَنْصُورٍ مِنْ شَرِيكٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: جَرِيرٌ ثِقَةٌ يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَاشِمٍ قَالَ: قَدِمَ جَرِيرٌ بَغْدَادَ، فَنَزَلَ

(12/52)


عَلَى بَنِي الْمُسَيِّبِ الضَّبِّيِّ، فَلَمَّا عَبَرَ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ جَاءَ الْمَدُّ، فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: تَعْبُرُ؟ قَالَ: أُمِّي لا تَدَعُنِي، فَعَبَرْتُ أَنَا، فَلَزِمْتُهُ، وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَدِيثٍ، وَكَتَبْتُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ.
وقال يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ: مَاتَ جَرِيرٌ لِيَوْمٍ خَلا مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ1.
43- جَعْفَرٌ البرمكي2:
الوزير جعفر بن يحيى بْنِ بَرْمَكَ، أَبُو الْفَضْلِ، أَصْلُهُ مِنَ الْفُرْسِ، كَانَ مَلِيحًا، جَمِيلا، لَسِنًا، بَلِيغًا، عَالِمًا، أَدِيبًا، يُضْرَبُ بِجُودِهِ الْمَثَلُ، وَكَانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، غَارِقًا فِي بَحْرِ اللَّذَّاتِ وَالْمَعَاصِي.
تَمَكَّنَ مِنَ الرشيد، وبلغ من الجاه والرفعة ما لا مَزِيدَ عَلَيْهِ، وَوَلِيَ هُوَ وَأَبُوهُ وَإِخْوَتُهُ الأَعْمَالَ الْجَلِيلَةَ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِمُ الأَمْوَالُ.
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ، وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ، وَقَدْ وُلِّيَ نِيَابَةَ الْمُلْكِ عَلَى دِمَشْقَ، فَقَدِمَهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِنْ أَلْفَاظِهِ: قَالَ مَرَّةً لِلرَّشِيدِ: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ، فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لا تَفْنَى، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لا تَبْقَى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بِالشَّامِ وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ، وَاغْتَمَّ الرَّشِيدُ، فَعَقَدَ وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ أَنَا. فَسَارَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ، فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ، وَقَتَلَ فِيهِمْ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُمْ رُمْحًا وَلا قَوْسًا، فَهَمَدَ الأَمْرُ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى دِمَشْقَ عِيسَى بْنَ الْعَكِّيِّ، وَانْصَرَفَ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ جَعْفَرٌ عِنْدَ الرَّشِيدِ بِحَالَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَجُودُهُ وَسَخَاؤُهُ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي اللِّسَانِ وَالْبَلاغَةِ.
يُقَالُ: إِنَّهُ وَقَّعَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ زِيَادَةً عَلَى أَلْفِ تَوْقِيعٍ، ونظر في جميعها، فلم يخرج شيئًا منها عن موجب الفقه.
__________
1 تاريخ بغداد: "2/ 506".
2 وفيات الأعيان "1/ 328-346"، والسير "8/ 27-35".

(12/53)


وَكَانَ أَبُوهُ يَحْيَى قَدْ ضَمَّهُ إِلَى أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي حَتَّى عَلَّمَهُ وَفَقَّهَهُ.
وَعَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبْلَغَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، وَالْمَأْمُونِ.
قِيلَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرٍ فَقَالَ: قَدْ أَغْنَاكَ اللَّهُ بِالْعُذْرِ منا من الاعْتِذَارِ إِلَيْنَا، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ1.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْمَانَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ أَبُو عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيُّ صاحب الْغَرِيبِ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، فَقَالَ، وَقَدْ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ خُنْفِسَاءُ: أَلَيْسَ يُقَالُ إِنَّ الْخُنْفِسَاءَ إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَى رَجُلٍ أَصَابَ خَيْرًا؟ قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ: يَا غُلامُ أَعْطِهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فَأَعْطَاهُ وَنَحَّوْهَا عَنْهُ2.
قَالَ: فَعَادَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ أَعْطِهِ أَلْفًا أُخْرَى.
قَالَ جَحْظَةُ: حَدَّثَنِي الرَّشِيدِيُّ: حَدَّثَنِي مُهَذَّبٌ حَاجِبُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ الْعَبَّاسَ نَالَتْهُ إِضَاقَةٌ، وَكَثُرَ الْغُرَمَاءُ، فَأَخْرَجَ سِفْطًا فِيهِ جَوْهَرٌ شراه ألف أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَحَمَلَهُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، والتقاه جعفر فقال: أريد على هذا خَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى تَأْتِيَ الْغَلَّةُ. فَقَالَ: أَفْعَلُ، ورفع السفط.
فما رَجَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَجَدَ السِّفْطَ3 قَدْ سَبَقَهُ، وَمَعَهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ جَعْفَرٌ إِلَى الرَّشِيدِ فَكَلَّمَهُ فِيهِ، فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ.
قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ: نا أَبُو يَعْقُوبَ النَّخَعِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ كَاتِبُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمَأْمُونِ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَّ الرَّشِيدُ وَمَعَهُ جَعْفَرٌ، وَأَنَا مَعَهُمْ، فَلَمَّا حَضَرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ لِي جَعْفَرٌ: أُحِبّ أَنْ تَنْظُرَ لِي جَارِيَةً لا يَكُونُ مِثْلُهَا فِي الْغِنَاءِ وَالظُّرْفِ. فَأُرْشِدْتُ إِلَى جَارِيَةٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا، وَغَنَّتْ فَأَجَادَتْ، وَقَالَ لِي صَاحِبُهَا: لا أَبِيعُهَا بِأَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ.
قلت: قَدْ أَخَذْتُهَا، وَأَشْتَرِطُ عَلَيْكَ نَظْرَةً. قَالَ: لَكَ ذَلِكَ.
فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا وَقُلْتُ: أَصَبْتُ صَاحِبَتَكَ عَلَى غاية الكمال، فاحمل المال، فحملنا
__________
1 السير: "8/ 29".
2 السابق.
3 السفط: الصندوق.

(12/54)


الْمَالَ عَلَى حَمَّالِينَ، وَجَاءَ جَعْفَرٌ مُسْتَخْفِيًا، فَدَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ وَأَخْرَجَهَا، فَلَمَّا رَآهَا جَعْفَرٌ أُعْجِبَ بِهَا، فَغَنَّتْ، فَازْدَادَ بِهَا عَجَبًا وَقَالَ: افْصِلْ فِي أَمْرِهَا. فَقُلْتُ: لِمَوْلاهَا خُذِ الْمَالَ. فَقَالَتِ الجارية: يا مولاي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ عَرَفْتِ مَا كُنَّا فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَقَدْ نَقَصْتِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَدَّرْتُ أَنْ تَصِيرِي إِلَى هَذَا الْمُلْكِ، فَتَنْبَسِطِي فِي شَهَوَاتِكِ. فَقَالَتْ: لَوْ مَلَكْتُ مِنْكَ مَا مَلَكْتَ مِنِّي مَا بِعْتُكَ بِالدُّنْيَا، فَاذْكُرِ الْعَهْدَ. وَقَدْ كَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَأْكُلَ لَهَا ثَمَنًا، فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنُ الرَّجُلِ بِالدُّمُوعِ وَقَالَ: اشْهَدُوا أَنَّهَا حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَأَنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُهَا وَأَمْهَرْتُهَا دَارِي. فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى: انْهَضْ بِنَا. فَدَعَوْتُ الْحَمَّالِينَ لِيَحْمِلُوا الذَّهَبَ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: وَاللَّهِ لا يَصْحَبُنَا مِنْهُ دِرْهَمٌ. وَقَالَ لِمَوْلاهَا: أَنْفِقْهُ عَلَيْكُمَا1.
وَقِيلَ: لَمَّا نُكِبَ الْبَرَامِكَةُ وُجِدَ فِي خَزَائِنِ جَعْفَرٍ جَرَّةٌ فِيهَا أَلْفُ دِينَارٍ فِي الدِّينَارِ مِائَةُ دِينَارٍ سِكَّتَهُ.
وَأَصْفرٌ من ضرب دار الملو ... ك يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ
يَزِيدُ عَلَى مِائَةٍ وَاحِدًا ... مَتَى يُعْطَهُ مُعْسِرٌ يُوسِرُ
مُثَنَّى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَدِّبُ الْبَرَامِكَةِ قَالَ: أَمَرَ جَعْفَرٌ أَنْ يُضْرَبَ لَهُ دَنَانِيرُ، زِنَةُ الدِّينَارِ ثَلاثُمِائَةِ مِثْقَالٍ، وَيُصَوَّرَ عَلَيْهِ صُورَتُهُ، وَهُوَ مُرَادُ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ بِقَوْلِهِ:
يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ
قَالَ صاحب "الأَغَانِي": أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الرَّبِيعِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: شَهِدْتُ أَبِي وَهُوَ يُحَدِّثُ جَدِّي يَحْيَى، وَأَنَا صَغِيرٌ، عَنْ بَعْضِ خَلَوَاتِهِ مَعَ الرَّشِيدِ فَقَالَ: يَا أَبَهْ، أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيَدِي، ثُمَّ أَقْبَلَ فِي الْحُجَرِ يَخْتَرِقُهَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى حُجْرَةٍ فَفُتِحَتْ لَهُ، وَرَجَعَ مَنْ كَانَ مَعَنَا، ثُمَّ صِرْنَا إِلَى حُجْرَةٍ، فَفَتَحَهَا بِيَدِهِ، ودخلنا معًا، وأغلقها من داخل، ثُمَّ صِرْنَا إِلَى رِوَاقٍ، وَفِي صَدْرِهِ مَجْلِسٌ مُغْلَقٌ، فَقَعَدَ عَلَى بَابِهِ وَنَقَرَهُ، فَسَمِعْنَا حِسًّا، ثُمَّ نَقَرَ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ عُودٍ، فَغَنَّتْ جَارِيَةٌ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِثْلَهَا فِي حُسْنِ الْغِنَاءِ، فَقَالَ لَهَا: غَنِّي صَوْتِي، فَغَنَّتْ:
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 154، 155".

(12/55)


وَمُحَبَّبٌ شَهِدَ الرِّفَاقُ مَقْتَلَهُ ... غَنَّى الْجَوَارِي حَاسِرًا وَمُنَقَّبَا
لَبِسَ الدَّلالَ وَقَامَ يَنْقُرُ دُفَّهُ ... نَقْرًا أَقَرَّ بِهِ الْعُيُونَ وَأَطْرَبَا
إِنَّ النِّسَاءَ رَأَيْنَهُ فَعَشِقْنَهُ ... وَشَكَوْنَ شِدَّةَ مَا بِهِنَّ فَكَذَّبَا1
فَطَرِبْتُ وَاللَّهِ، ثُمَّ غَنَّتْ فَرَقَصْنَا مَعًا، ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ بِنَا. فَلَمَّا صِرْنَا فِي الدِّهْلِيزِ، قَالَ: أَتَعْرِفُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: لا! قَالَ: هِيَ عُلَيَّةُ بِنْتُ الْمَهْدِيِّ، وَاللَّهِ لَئِنْ لَغَطْتَ بِهِ لأَقْتُلَنَّكَ.
فَقَالَ لَهُ جَدِّي: وَقَدْ وَاللَّهِ لَغَطْتَ به، والله ليقتلنك.
قيل: أنشدت جَعْفَرًا امْرَأَةٌ كِلابِيَّةٌ:
إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى الْعَقِيقِ وَأَهْلُهُ ... يَشْكُونَ مِنْ مَطَرِ الرَّبِيعِ نُزُورَا
مَا ضَرَّهُمْ إِذْ مَرَّ فِيهِمْ جَعْفَرٌ ... أَنْ لا يَكُونَ رَبِيعُهُمْ مَمْطُورَا1
وَرَوَى الإِسْكَافِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ بَعْدَ قَتْلِ جَعْفَرٍ وَصَلْبِهِ: اخْرُجْ بِنَا نَنْظُرْ إِلَيْهِ. فَلَمَّا عَايَنَهُ أَنْشَأَ يَقُولُ:
تَقَاضَاكَ دَهْرُكَ مَا أَسْلَفَا ... وَكَدَّرَ عَيْشَكَ بَعْدَ الصَّفَا
وَلا تَعْجَبَنَّ فَإِنَّ الزَّمَانَ ... رَهِينٌ بِتَفْرِيقِ مَا أَلَّفَا
الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثِقَةٌ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَتْلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ قَدْ كَفَانِي مَئُونَةَ الدُّنْيَا، فَاكْفِهِ مَئُونَةَ الآخِرَةِ3.
ابْنُ الْمَرْزُبَانِيِّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَلَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا صُلِبَ جَعْفَرٌ وَقَفَ الرَّقَاشِيُّ الشَّاعِرُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا خَوْفُ وَاشٍ ... وَعَيْنٌ لِلْخَلِيفَةِ لا تَنَامُ
لَطُفْنَا حَوْلَ جِذْعِكَ وَاسْتَلَمْنَا ... كَمَا لِلنَّاسِ بالحجر استلام
__________
1 السير "8/ 30".
2 وفيات الأعيان "1/ 329".
3 تاريخ بغداد "7/ 160".

(12/56)


فما أبصرت قبلك يابن يَحْيَى ... حُسَامًا فَلَّهُ السَّيْفُ الْحُسَامُ
عَلَى اللَّذَّاتِ وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... لِدَوْلَةِ آلِ بَرْمَكٍ السَّلامُ1
فَطَلَبَهُ الرَّشِيدُ، فَأُحْضِرَ، فَقَالَ: كَمْ كَانَ يُعْطِيكَ جَعْفَرٌ؟ قَالَ: فِي السَّنَةِ أَلْفُ دِينَارٍ. فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ.
وَقَالَ الْكَوْكَبِيّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَجْهُ الْهِرَّةِ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ صاحب صَلاةِ الْكُوفَةِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّي يَوْمَ النَّحْرِ، وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ بَرْزَةٌ جَلْدَةٌ فِي أَثْوَابٍ رَثَّةٍ، فَقَالَتْ لِي: أَتَعْرِفُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: هَذِهِ عَبَّادَةُ أُمُّ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا وَرَحَّبْتُ بِهَا، وَقُلْتُ: فُلانَةُ حَدِّثِينَا بِبَعْضِ أُمُورِكُمْ.
قَالَتْ: أَذْكُرُ لَكَ جُمْلَةً فِيهَا عِبْرَةٌ، لَقَدْ هَجَمَ عليَّ مِثْلُ هَذَا الْعِيدِ، وَعَلَى رَأْسِي أَرْبَعُمِائَةِ جَارِيَةٍ، وَأَنَا أَزْعُمُ أَنَّ جَعْفَرًا عَاقٌّ لِي، وَقَدْ أَتَيْتُكُمْ يُقَنِّعُنِي جِلْدُ شَاتَيْنِ، أَجْعَلُ أَحَدَهُمَا شِعَارًا، وَالآخَرَ دِثَارًا2.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ: وُلِدْتُ يَوْمَ قُتِلَ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَعَاشَ سَبْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي حَوَادِثِ السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ، رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَامَحَهُ.
44- جَرْوَلُ بْنُ حِنْفَلٍ، وَقِيلَ ابْنُ حِيفَلٍ النُّمَيْرِيُّ3:
أَبُو تَوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ الْمُعَلَّمُ.
عَنْ: خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، وَعُمَرَ بْنِ قَيْسِ سَنْدَلَ، وَالنَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، وَابْنِ لَهِيعَةَ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَادِيسِيُّ، وعدة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 158".
2 السابق "7/ 156، 157".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 551"، والميزان "1/ 391".

(12/57)


قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً.
45- جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو بَكْرٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ1:
عَنْ: رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي هَالَةَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2، وَعَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمُجَالِدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَاسِقٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ خَبَرُهُ فِي الصِّفَةِ مَوْضُوعًا.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الشَّمَائِلِ.
46- جُنَادَةُ بْنُ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ أَبُو الْحَكَمِ الْكُوفِيُّ، وَالِدُ أَبِي السَّائِبِ سَلْمِ بْنِ جُنَادَةَ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَنُوحُ بْنُ حَبِيبٍ.
ضعفه أَبُو زُرْعَةَ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ".
وَأَبُو زُرْعَةَ أَعْرَفُ.
47- جُنَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الْحَجَّامُ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أبي أسامة الحجام، ومختار بن صبيح.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 532"، والميزان "1/ 421".
2 حديث ضعيف: أخرجه الترمذي "329"، "344"، في الشمائل، والبغوي "3705" في شرح السنة، وفيه مجهولان، وسفيان بن وكيع متكلم فيه، وابن عمير من الضعفاء.

(12/58)


وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالأَشَجُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.
"حرف الْحَاءِ":
48- حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ1 ع:
الْحَافِظُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ، وَأَصْلُهُ كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَخَيْثَمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مَزْرَدٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ثِقَةٌ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَالثَّانِي أَصَحُّ، فَإِنَّ ابْنَ حِبَّانَ قَالَ: مَاتَ فِي تَاسِعِ جُمَادَى الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
49- حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، أَبُو صَالِحٍ السَّعْدِيُّ2 خ. م. ن. ت:
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ صَالِحٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس به.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 258"، والسير "8/ 455".
2 الجرح والتعديل "3/ 260"، والتهذيب "2/ 131".

(12/59)


50- الْحَارِثُ بْنُ عَبِيدَةَ، أَبُو وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ1:
يُقَالُ: هُوَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرَةَ الْكَلاعِيُّ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالْمِصْرِيِّينَ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
51- الْحَارِثُ بْنُ مُوسَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ2:
شَيْخٌ مُعَمَّرٌ، رَوَى عَنْ: حَبِيبٍ الْعَجَمِيِّ.
وَعَنْهُ: مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ.
52- الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ الرَّاسِبِيّ3 د. ت. ق:
لَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ بِحَدِيثِ "تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةٌ".
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
53- حَبِيبُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ4:
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَغَيْرُهُ.
أَنْكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَيْهِ حَدِيثًا، وَقَالَ: هُوَ صَالِحٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 81، 82"، والميزان "1/ 438".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 88".
3 الجرح والتعديل "3/ 92"، والتهذيب "2/ 162".
4 الجرح والتعديل "3/ 99، 100"، والميزان "1/ 454".

(12/60)


وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: حَبِيبٌ الْمَالِكِيُّ كُوفِيٌّ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرٍ يَذْكُرُ عَنْ نَوْفَلٍ قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبٌ الْمَالِكِيُّ، كَانَ لَهُ صِحَّةٌ وَفَضْلٌ، وَذُكِرَ لابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقُلْتُ عِنْدَهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ حُذَيْفَةَ عَنِ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ. قَالَ: إِنَّهُ لَحَسَنٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُخْرَجَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالسَّيْفِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ وإنه، فأبى، فلما أكثرت عَلَيْهِ فِي شَأْنِهِ قَالَ: عَافَاهُ اللَّهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي هَذَا.
وَهَذَا الْحَدِيثُ كُنَّا نَسْتَحْسِنُهُ مِنْ حَدِيثِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَمْ يَكُنْ صاحب حَدِيثٍ، وَلَيْسَ بالقوي.
54- حُبيب -مصغرًا- ابْنُ حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ1:
أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتُ، يَرْوِي عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
وَرَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التَّغْلِبِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوهُ أَبُو بَكْرٍ.
وهَّاه أَبُو زُرْعَةَ.
55- حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيُّ، أَبُو خَلَفٍ الرَّمْلِيُّ2:
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْقَارِئِ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَلَمْ يُضَعَّفْ.
56- حَجْوَةُ بْنُ مُدْرِكٍ الْغَسَّانِيُّ3:
شَيْخٌ كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ، كَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 309".
2 الجرح والتعديل "3/ 267"، والثقات لابن حبان "8/ 212".
3 الجرح والتعديل "3/ 319".

(12/61)


رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد.
وعنه: عيسى غنجار، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى القنطري.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
57- حرب بن ميمون1:
صاحب الأغمية.
هو الصالح الزاهد أبو عبد الرحمن العبدي البصري.
روى عن: عوف الأعرابي، وخالد الْحَذَّاءِ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، وغيرهم.
وعنه: حميد بْنُ مَسْعَدَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِهِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَصْغَرُ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَحَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَكْبَرُ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: الأَكْبَرُ تَقَدَّمَ، رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَقَدْ جَعَلَهُمَا وَاحِدًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالَّذِي لا شَكَّ فِيهِ وَلا مِرْيَةَ أَنَّهُمَا رَجُلانِ.
قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ الأَزْدِيُّ: هَذَا مِمَّا وَهِمَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ، أَوَّلُ مَنْ نَبَّهَنِي عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَخَلَطَهُمَا ابْنُ عَدِيٍّ أَيْضًا، فَوَهِمَ.
وَكَوْنُهُمَا اثْنَيْنِ أَوْضَحُ شَيْءٍ، لِأَنَّ الأَكْبَرَ مِنْ أَصْحَابِ عَطَاءٍ، وَالثَّانِي مِنْ أَصْحَابِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَذَوِيهِ، وَلِأَنَّ الأَكْبَرَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ مَوْلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ الأَنْصَارِيِّ، وَهَذَا يُخَالِفُهُ فِي كُنْيَتِهِ وَفِي نِسْبَتِهِ.
58- حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الأَشْعَرِ الْخُزَاعِيُّ القُريري2:
وَفَدَ مَعَ أَبِيهِ على عمر بن عبد العزيز.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 251"، والسير"7/ 193".
2 الجرح والتعديل "3/ 298"، والثقات لابن حبان "6/ 247".

(12/62)


وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَأَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُونَ.
وَبَقِيَ إِلَى قَرِيبِ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: هُوَ رَاوِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ.
59- حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيّ1 خ. م. د:
الْفَقِيهُ، أَبُو هِشَامٍ، قَاضِي كِرْمَانَ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَخَلْقٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، لا بَأْسَ بِهِ.
وَاسْتَنْكَرَ لَهُ أَحْمَدُ غَيْرَ حَدِيثٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.
وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ" فَقَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَ أَبِي بِحَدِيثٍ لِحَسَّانِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أُمِّهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: "السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ" 2. وَقَالَ أَبِي: مَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، هَذَا مِنْ طَرِيقِ لَيْثٍ. وَذَكَرْتُ لِأَبِي، عَنْ حَسَّانٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الكوفي: سمعت العلاء، سمع مكحولا،
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 238"، والسير "9/ 40-42".
2 حديث حسن لغيره: وأخرجه الترمذي "313"، والعقيلي "1/ 255" في الضعفاء الكبير.

(12/63)


عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ، كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ "إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، وَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ"، فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: اضْرِبْ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
60- حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ الْبَصْرِيُّ الأَزْرَقُ1:
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَالْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: لُوَيْنُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَقَاسِمُ بْنُ زَيْدٍ الْكِلابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِيُّ، وَآخَرُونَ.
لَهُ مَنَاكِيرُ سَاقَهَا ابْنُ عَدِيٍّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
61- الْحَسَنُ بْنُ ثَابِتٍ التَّغْلَبِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ الأَحْوَلُ2:
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمُزَنِيِّ، وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُوَ قَرِينُهُ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَهَارُونُ بْنُ فُلانٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
وَثَّقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ.
62- الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ3.
مِنْ أَكْبَرِ قُوَّادِ الرَّشِيدِ، وَأَبُوهُ هُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِأَخْذِ الْعِرَاقِ مِنْ جُيُوشِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَغَرِقَ وَقَامَ بِالأَمْرِ بَعْدَهُ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ كَبِيرَ الدَّوْلَةِ فِي وَقْتِهِ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنْ رِجَالاتِ النَّاسِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ حَدِيثٌ، يرويه عن أبي جعفر المنصور.
__________
1 الميزان: 1/ 478".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 3، 4"، والميزان "1/ 481".
3 انظر: وفيات الأعيان "6/ 314"، شذرات الذهب "1/ 255، 256".

(12/64)


قُلْتُ: لَكِنَّهُ مَوْضُوعٌ؛ وَآخُذُهُ مِمَّنْ بَعْدَ ابْنِ قَحْطَبَةَ1.
وَرَّخَهُ نِفْطَوَيْهِ.
63- الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الأَصَمُّ2:
لَهُ حَدِيثٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، رَوَاهُ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: خَبَرُهُ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
يُكَنَّى أَبَا عَلِيٍّ، وَهُوَ كُوفِيٌّ تَرَكَ بَغْدَادَ.
64- الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ طَهْمَانَ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ3:
وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَزَّةَ الدَّبَّاغُ، سَكَنَ الرَّيَّ.
وَرَوَى عَنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِذَاكَ، مُضْطَرِبٌ، وَبِالْبَصْرَةِ لا يَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَاتَ قَدِيمًا.
65- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، أَبُو عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ الْبَرَّادُ4:
عَنِ: الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِي مَوْدُودٍ، وَوَالِدِه.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حميد، وإسحاق بن موسى.
__________
1 حديث منكر: وأخرجه الخطيب "7/ 403، 404" في تاريخ بغداد.
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 43"، والميزان "1/ 526".
3 الجرح والتعديل "3/ 7، 8"، الميزان "1/ 486".
4 الجرح والتعديل "3/ 20".

(12/65)


66- الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ1 خ. م. ن. عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ.
وآخر من حدث عنه الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
67- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب2 ق.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الزَّيْدِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ أبي جعفر الباقر، وابن عمه جعفر الصادق، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وغيرهم.
وعنه: نعيم بن حماد، وأبو مصعب الزهري، وعباد الرواجني، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي.
قال ابن عدي: وَجَدْتُ فِي بَعْضِ حديثه بعض النُّكْرَةَ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ.
قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ التِّسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ بَقِيَّةَ أَهْلِ بَيْتِهِ.
68- الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ3:
أَخُو سُلَيْمٍ الْقَارِئِ.
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ.
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، لَهُ مَنَاكِيرُ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 48"، التهذيب "2/ 335".
2 الجرح والتعديل "3/ 53"، والميزان "1/ 535"، والتهذيب "2/ 339".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 60"، التهذيب "2/ 364".

(12/66)


69- حُصَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ1:
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا.
مَا أَظُنُّ بِهِ بَأْسًا.
70- حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ2 ت:
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمُخَارِقٍ الأَحْمَسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خلف القطيعي، ومحمد بن مقاتل المروزي، ومجاب بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الحديث.
وقال ابن عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَعَاضِيلُ.
وَرَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْكَذِبِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، قَدِمَ بَغْدَادَ سَائِلا يَسْأَلُ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ: "مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي".
71- حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو مُحْصَنٍ الضَّرِيرُ3 خ. د. ت. ن:
كُوفِيُّ الأَصْلِ.
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، وَسُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، وَمُسَدَّدٌ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 190".
2 الجرح والتعديل "3/ 194"، والتهذيب "2/ 385".
3 الجرح والتعديل "3/ 197، 198"، والتهذيب "2/ 391".

(12/67)


72- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ1:
قَاضِي عَمَّانَ.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَحْيَى، وَالأَوْزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ، وَحَفِيدُهُ السَّائِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، وَالْهَيْثَمُ بن خارجة، وهشام بْن عمّار، وسُليمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ.
73- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ الْمَدَنِيُّ2 ق:
مَوْلَى بَنِي سَهْمٍ.
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أُوَيْسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَاتَّهَمَهُ يَحْيَى بِالْكَذِبِ.
74- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ التَّمِيمِيُّ الْمُجَاشِعِيُّ3، مَوْلاهُمُ:
الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ.
عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْر، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس به بأس.
__________
1 الجرح والتعديل: "3/ 197، 198".
2 الجرح والتعديل "3/ 177"، والتهذيب "2/ 409".
3 الجرح والتعديل "3/ 179".

(12/68)


75- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ1:
قَاضِي حَلَبَ.
عَنْ: الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ جُنَادَةَ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
76- حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو عُمَرَ الْعُقَيْلِيُّ الصَّنْعَانِيّ2 خ. م. ن. ق:
نَزِيلُ عَسْقَلانَ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وكان من الصلحاء الأتقياء، له مَوَاعِظُ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
77- حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ3:
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ لَهُ عَنْ: أُمِّهِ رَمْلَةَ، وَعَامِرِ بْنِ خَارِجَةَ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 179، 180" والميزان "1/ 563".
2 الجرح والتعديل "3/ 187"، والسير "8/ 205".
3 الجرح والتعديل "3/ 188"، والميزان "1/ 569".

(12/69)


78- حكام بن سلم الكناني الرازي1 م.
أبو عبد الرحمن.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْوَقْفَةِ.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَحُمَيْدَ الطَّوِيلَ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعِدَّةً.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالْحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزَنِّيجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
79- الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقِرَبِيُّ2:
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، ضَعَّفُوهُ لِكَثْرَةِ وَهْمِهِ.
رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَتَفَرَّدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَاتِ، لا يُشْتَغَلُ بِهِ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
80- الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيّ3 ن. ق.
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وطبقتهم.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 318"، والسير"9/ 88".
2 الجرح والتعديل "3/ 117"، والتهذيب "2/ 426".
3 الجرح والتعديل "3/ 130"، التهذيب "2/ 443".

(12/70)


وَعَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَدْ ذُكِرَ.
81- الْحَكَمُ بْنُ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ المحاربي1.
كوفي نزل دِمَشْقَ، وَرَوَى عَنْ: مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْمِصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
82- حكيم بن خدام الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ2:
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُزَيْعٍ، وَلُوَيْنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو سَمِيرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
83- حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ3:
يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبِ بْنَ أَبِي زِيَادٍ.
قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ السَّالِفَةِ، ثُمَّ وَجَدْتُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُلَيْمِيُّ.
84- حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ الظَّامِئُ4 ق:
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 130"، والميزان "1/ 583".
2 الجرح والتعديل "3/ 202"، والميزان "1/ 585".
3 الجرح والتعديل "3/ 142"، والميزان "1/ 596".
4 الجرح والتعديل "3/ 143"، والميزان "1/ 597".

(12/71)


عَنْ: إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ.
85- حَمَّادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ النَّصِيبِيُّ1:
عَنْ: زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَالأَعْمَشِ، وَالثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يَكْذِبُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَسَيُعَادُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.
86- حَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ2:
كُوفِيٌّ، عَنْ: سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ.
وعنه: الحسين بن علي الصدائي، والحسن بن عرفة.
قال أبو حاتم: شيخ.
87- حميد بن الأسود الكرابيسي البصري3 ع. خ. ق. ن:
عَنْ: حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَحُسَيْنِ الْمُعَلَّمِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الأسود، ومسدد، وعلي بن المديني،
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 144"، الميزان "1/ 598".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "3/ 218"، التهذيب "3/ 36".

(12/72)


وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَكَانَ عَفَّانُ يَحْمِلُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَنْكَرَ مَا يَجِيءُ بِهِ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ.
88- حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، أبو عَوْفٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ1 ع:
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الأَثْرَمُ: أَثْنَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَوَصَفَهُ بِخَيْرٍ.
وَرَوَى الْكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَهُوَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيِّ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَهُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
89- حَنْظَلَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ2:
عَنْ: أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيةَ، وَأَبِي حَزْرَةَ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَمَّالُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
90- حَيَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو جَبَلَةَ الدارمي، قيل المازني3.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 225"، التهذيب "3/ 44".
2 الجرح والتعديل "3/ 242"، التهذيب "3/ 63".
3 الجرح والتعديل "3/ 247"، الميزان "1/ 622".

(12/73)


شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاس، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَذَّابٌ.
"حرف الْخَاءِ":
91- خالد بن الحارث بن عبيد الهجيمي التميمي الْبَصْرِيُّ1:
الْحَافِظُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ.
رَوَى عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وابن أبي عَرُوبَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَالْفَلاسُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ شُعْبَةُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالْبَصْرَةِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِمَامٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلا بِالْكُوفَةِ مثل عبد الله بن إدريس.
وقال يحيى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا خَيْرًا مِنْ سُفْيَانَ وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَعَاشَ سِتًّا وَسِتِّينَ سَنَةً.
92- خَالِدُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأموي2 أخو إسحاق بن سعيد.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 325"، السير "9/ 126-128".
2 الجرح والتعديل "3/ 234"، التهذيب "3/ 95".

(12/74)


عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَغَيْرُهُمْ.
93- خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ الْمُزَنِيُّ1 ع:
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، وَيَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ.
وَهُوَ: خَالِدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد أَبُو الْهَيْثَمِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ.
يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ.
رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، وَإِسْحَاقُ بن شاهين، وخلْق.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ ثِقَةً صَالِحًا مِنْ أَفَاضِلِ الْمُسْلِمِينَ، اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَتَصَدَّقَ بِوَزْنِ نَفْسِهِ فِضَّةً أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. هَذِهِ رِوَايَةٌ.
وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا، عَنْ أَبِيهِ: اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ هُشَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ.
قُلْتُ: يَقَعُ لي من عالي روايته.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 340"، السير "8/ 246، 247".

(12/75)


94- خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْكُوفِيُّ1.
وَيُعْرَفُ بِالْبَلْخِيِّ.
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ.
وَرَآهُ ابْنُ مَعِينٍ وَوَثَّقَهُ.
عِنْدَهُ عَنْ هِشَامٍ حَدِيثٌ: الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ2.
95- خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ الْكُوفِيُّ3:
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وحماد بن أبي سليمان، وسعيد بن أبي بردة.
وعنه: مسدد، ويسار بن موسى، وعبد الله مشكدانه، وأحمد بن حنبل، وشريح بن يونس.
وقال أبو داود: متروك.
وقال النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَهُوَ مِنْ أَوْلادِ أَبِي مُوسَى.
96- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، أَبُو هَاشِمٍ الْهَمْدَانِيُّ الشَّامِيُّ الفقيه4 ق:
عَنْ: أَبِيهِ، وَخَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَأَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ الثُّمَالِيِّ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَهِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، والدارقطني.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 297، 298".
2 سبق تخريجه.
3 الجرح والتعديل "3/ 355"، وتاريخ بغداد "8/ 298".
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 359"، والسير "9/ 413".

(12/76)


وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَتَرَدَّدَ ابْنُ حِبَّانَ فِي أَمْرِهِ.
وَكَانَ مُفْتِيًا إِمَامًا. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
97- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَّادِيُّ الْبَصْرِيُّ1 د. ت:
عَنْ: قَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَ ... بْنُ عَادٍ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ عَامِرِ بْنِ يساف.
98- خطاب بن القاسم2 د. ن:
أبو عمر، قَاضِي حَرَّانَ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَخُصَيْفٍ، وَعَبْدِ الْحَكِيمِ الْجَزَرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
99- خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ صَاعِدٍ3 خ. م. مُتَابَعَةٌ:
أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ وَاسِطٍ ثُمَّ بَغْدَادَ، مِنْ بَقَايَا صِغَارِ التَّابِعِينَ، رَأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، وَحَفْصِ ابن أخي أنس، وأبي بشر، وأبي هشام الرُّمَّانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 358"، والثقات لابن حبان "6/ 266".
2 الجرح والتعديل "3/ 201"، التهذيب "3/ 146، 147".
3 الجرح والتعديل "3/ 369"، السير "8/ 302، 303".

(12/77)


وَرَآهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ هُشَيْمٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وَقَدْ كَذَّبَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ وَاخْتَلَطَ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ: رَأَيْتُهُ. وَضَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ يَدِهِ فَصَاحَ، يَعْنِي مِنَ الْكِبَرِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أَحْمَدَ حَدَّثَكُمْ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ وَقَصَّ الْحَدِيثَ، فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ خَفِيٍّ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يُسْأَلُ: رَأَى خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّهُ عِنْدِي شُبِّهَ عَلَيْهِ. فَهَذَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ لَمْ يَرَوْا عَمْرًا. خَلَفٌ رَأَيْتُهُ، وَكَانَ لا يُفْهَمُ وَهُوَ مَفْلُوجٌ1.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: فَرَضَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ.
قُلْتُ: فَعَلَى قَوْلِهِ هَذَا يُقْتَضَى أَنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِينَ، وَلَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، عِنْدَنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، فَقَالَ: كَذَبَ، لَعَلَّهُ رَأَى جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُقْرِي: نا صَدَقَةُ بْنُ مَنْصُورٍ بِحَرَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ.
وَرَوَى قُتَيْبَةُ، عَنْ خَلَفٍ قَالَ: مَرَّ بِي فَارِسٌ عَلَى بَغْلَةٍ دَهْمَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ.
__________
1 مفلوج: الفلج هو الشلل النصفي.

(12/78)


قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ إِنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ مَاتَ وَلَهُ مِائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ.
100- الْخَلِيلُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ1:
الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
101- خُنَيْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جُشَيْبٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ2:
عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الدَّالِ":
102- دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ3 ت. ق. م:
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَأَيُّوبَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَرُوبَةَ، وَشُعْبَةَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، والحسن بن عرفة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 380، 381"، والميزان "1/ 668".
2 الجرح والتعديل "3/ 394"، والثقات لابن حبان "6/ 275".
3 الجرح والتعديل "3/ 412، 413"، والتهذيب "3/ 185، 186".

(12/79)


قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَجَمَاعَةٌ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ضَعِيفٌ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
103- دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْكُوفِيُّ الْمُؤَذِّنُ1:
أَبُو سُلَيْمَانَ.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ صَاحِبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُمْ: مَتْرُوكٌ.
104- دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُزَنِيُّ2، مَوْلاهُمُ ق:
الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَزَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ وَهُوَ شَيْخُهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَدْرَمِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِأَيَّامٍ، وقال: لا تحدث عنه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 418"، والميزان "2/ 10، 11".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 420"، والتهذيب "3/ 193، 194".

(12/80)


وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وَقَالَ آخَرُ: مَتْرُوكٌ.
105- دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ الْقَزَّازُ1 د. ق:
عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَأَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَعَنْهُ: دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَحَفْصٌ الرَّبَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِالْقَائِمِ.
وَقَوَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ.
وَكُلٌّ قَالَ: مَا هُوَ بِحُجَّةٍ.
"حرف الرَّاءِ":
106- رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ الصَّنْعَانِيُّ2 د. ن:
مَوْلَى قُرَيْشٍ.
عَنْ: مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خُشْكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْخُزَاعِيُّ الشَّهِيدُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ خِيَارًا.
قَالَ أَبِي: فِي زَمَانِهِ مَا كَانَ خَيْرًا مِنْهُ. انْقَطَعَ وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ رَبَاحًا، وَأُحِبُّ حَدِيثَهُ، وَأُحِبُّ ذِكْرَهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، وَرَبَاحٌ رَبَاحٌ.
وقال أبو حاتم: جليل ثقة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 437"، والتهذيب "13/ 209".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 490"، والتهذيب "3/ 223".

(12/81)


قلت: مات سنة سبع وثمانين ومائة.
107- الربيع بن زياد الضبي1:
أبو عمر الكوفي ثم الهمداني. كان يجلب الغنم إلى الكوفة.
روى عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَخُصَيْفٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَسْلَمَ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
لَمْ أَرَ فِيهِ جَرْحًا لِأَحَدٍ.
108- الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ2:
عَنْ: جَدِّهِ، وَسَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَمَّارٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
109- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مفلح بن هلال3 ن. ت. ق. أبو الحجاج المهري المصري.
عن: زبان بن فائد، وَأَبِي هَانِي حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، وَيُونُسَ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَخَلْقٍ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَقُتَيْبَةُ، وَعِيسَى بن حماد، وأبو كريب، وأبو الطاهر بْنُ السَّرْحِ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الأَخْيَارِ، لكن سيئ الْحِفْظِ، لا يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى.
وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَرْجُو أَنَّهُ صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَضْعَفُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف.
__________
1 الميزان: "2/ 40".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 463"، والميزان "2/ 41".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 513"، والتهذيب "3/ 277".

(12/82)


وَأَرَّخَ ابْنُ يُونُسَ مَوْلِدَهُ ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا، فَأَدْرَكَتْهُ غَفْلَهُ الصَّالِحِينَ.
آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ عِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، لَيْسَ مِنْ جَمَالِ الْمَحَامِلِ.
110- رِفَاعَةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ نُذَيْرٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ1:
عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَعَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ.
وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الأَشْقَرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.
قِيلَ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
111- رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ2:
عَنْ: ثَابِتِ بْنِ الْعَجْلانِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
112- رَوْحُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَبُو رَجَاءٍ الْكَلْبِيُّ3:
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، وَعَبَّاسِ الْجُرَيْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بن عبد الله بن صخر الغداني.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 493"، التهذيب "3/ 280".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 523"، والتهذيب "3/ 283، 284".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 496"، والميزان "2/ 61".

(12/83)


قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صُوَيْلِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، هُوَ صَالِحٌ.
وَوَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ.
"حرف الزَّايِ":
113- زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الإِيَادِيُّ الْقُهُسْتَانِيُّ1 ت. ق:
أبو اليمان الْفَقِيهُ، نَزِيلُ الرَّيِّ، ثُمَّ نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَابْنِ جُرَيْحٍ، وَشُعْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ ثِقَةً، رَجُلا صَالِحًا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ مَرَاسِيلُ وَوَهْمٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، رَأَيْتُهُ.
وَوَثَّقَهُ أَيْضًا ابْنُ مَعِينٍ.
114- الزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ2:
الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتِهِ.
وَعَنْهُ: يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَعَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ.
وَهُوَ ضَعِيفٌ مُقِلٌّ، كَانَ مُنْقَطِعًا بِقَرْيَتِهِ بِوَادِي الْقُرَى.
لَهُ فَضْلٌ وَتَعَبُّدٌ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الرَّشِيدِ فَاحْتَرَمَهُ وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ.
115- زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد الصهباني النخعي3:
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 624" والتهذيب "3/ 304".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 584"، والميزان "2/ 67".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 598"، والميزان "2/ 73".

(12/84)


عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ، وَيَحْيَي بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وغيرهم.
116- زكريا بن منظور بن ثعلبة1 ق:
أبو يحيى القرظي الأنصاري.
رَوَى: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ.
وَأَرْسَلَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ.
وعنه: الحميدي، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن المنذر، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وداود بن رشيد، وخلق.
ضعفه أبو حاتم وغيره.
وقال الدارقطني: متروك.
وقيل: كان طفيليا.
117- زكريا بن يحيى بن عمارة2 د. ن. ق:
أبو يحيى الأنصاري البصري الذَّارِعُ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْفَلاسُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
118- زِيَادُ بْنُ راشد، أبو سفيان المديني3:
يعرف بالمكاتب.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 597"، والتهذيب "3/ 332".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 601"، والتهذيب "3/ 327".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 531"، والثقات لابن حبان "6/ 324".

(12/85)


عَنْ: دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ لَهُ حَدِيثَانِ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبَلَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
119- زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعَ الْيَحْمَدِيُّ، أَبُو خِدَاشٍ الْبَصْرِيُّ1 خ. ت. ق:
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْقَهْرَمَانِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَالْفَلاسُ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
120- زِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ الْكِنَانِيُّ2، مَوْلاهُمْ:
عَنْ: أَبِي قِرْصَافَةَ، كَأَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَعَنْ ضُمْرَةَ، عَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ بْنُ عَلِيٍّ، والطيب بن زبان العسقلانيان.
قاله أبو حاتم وما ضعفه.
121- زياد البكائي3 خ. م. ت. ق:
هُوَ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الله بن الطفيل البكائي المعافري الكوفي، صاحب رِوَايَةِ "السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ" عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ أَتْقَنُ مَنْ رَوَى عَنْهُ السِّيرَةَ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ السدوسي، وزياد بن أيوب،
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 531"، والتهذيب "3/ 364، 365".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 534"، والثقات لابن حبان "4/ 255".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 537"، والسير "9/ 5-7".

(12/86)


وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: مَا أَحَدٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ أَثْبَتَ مِنْ زِيَادٍ الْبَكَّائِيِّ لِأَنَّهُ أَمْلَى عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَمَّا فِي غَيْرِهِ فَلا.
وقال صالح جَزْرَةَ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، يَعْنِي الْمَغَازِي، وَذَاكَ أَنَّهُ بَاعَ دَارَهُ وَخَرَجَ يَدُورُ مَعَ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ: لا أَدْرِي عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ، عَنِ الْبَكَّائِيِّ، فَضَعَّفَهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ الْمَغَازِي.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ الْبَكَّائِيُّ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ مَنْصُورٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي دِيَةِ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ1. وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ ثَابِتٍ الْحَدَّادِ، أَخْطَأَ فِيهِ.
وَعَنْ وَكِيعٍ قَالَ: هُوَ أَشْرَفُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ.
وَعَدَّهُ وَهِمَ فِيهَا التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: عَنِ الْبُخَارِيِّ، قَالَ وَكِيعٌ: زِيَادٌ عَلَى شَرَفِهِ يَكْذِبُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، لا يجوز الاحتجاج بمفرده ويعتبر بِهِ.
ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا زَكَرِيَّا زَحْمَوَيْهِ، نا زِيَادٌ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عون
__________
1 أخرجه العقيلي "2/ 80"، في الضعفاء الكبير.

(12/87)


ابن أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذَّنَ بِلالٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى، وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ1. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا بَاطِلٌ. وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَالنَّاسُ، عَنْ عَوْنٍ، وَلَمْ يَذْكُرُوا تَثْنِيَةَ الإِقَامَةِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
122- زِيَادٌ، أَبُو السَّكَنِ الْبَاهِلِيُّ2، مَوْلاهُمْ:
الصُّغْدِيُّ.
سَمِعَ: الشَّعْبِيَّ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ مَرْثَدٍ، وَطَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
123- زِيَادٌ، أَبُو سُفْيَانَ الزُّهْرِيُّ3، مَوْلاهُمُ:
الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ وَعَنْهُ: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَحْمَدُ الْغُدَانِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
124- زِيَادُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْعِجْلِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الْفَقِيهُ4:
سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشَ، وَأَبَا حَنِيفَةَ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْخَضِرُ.
قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الأَزْدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ ومائة.
__________
1 حديث باطل: أخرجه ابن حبان "1/ 307" في المجروحين.
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 537"، والميزان "2/ 95".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 531"، والثقات لابن حبان "6/ 324".
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 531".

(12/88)


125- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ ثَابِتٍ، أَبُو حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ1:
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ.
لَهُ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ.
126- زَيْنُ بْنُ شُعَيْبٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ2:
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ مَعَ جَلالَتِهِ، وَمُرَّةُ الْبُرُلُّسِيُّ، وَيَحْيَي بْنُ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ كَهْلا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ فَقِيهًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، عَابِدًا، عَابِرًا لِلرُّؤْيَا.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: كَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ مَالِكٍ.
"حرف السِّينِ":
127- سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ3:
الْحَجَّامُ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الْبَكَّائِينَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: رَأَيْتُهُ وَكَانَتْ لا تَجِفُّ عَيْنُهُ مِنَ الْبُكَاءِ.
وَقَالَ رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ: كَانَ سَابِقٌ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ، وَمِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ بُكَاءً.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ رَوَى عَنْهُ شَيْئًا.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَإِنَّمَا ذَاكَ سَابِقٌ الرَّقِّيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْمُعَافَى حَدِيثَهُ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ: "إِذَا مُدِحَ الْفَاسِقُ اهْتَزَّ العرش"4.
__________
1 لم نقف عليه.
2 انظر: الثقات لابن حبان "8/ 257".
3 من زهاد الموصل، وعباده.
4 الكامل "3/ 1307، 1308"، لابن عدي.

(12/89)


تُوُفِّيَ سَابِقٌ الْمَوْصِلِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
128- سَالِمٌ الدَّوْرَقِيُّ1:
مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْمَوْصِلِ.
قِيلَ: إِنَّ فَتْحًا الْمَوْصِلِيَّ كَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ.
رَوَى سَهْلٌ ... الْقَطَّانُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ، تُوُفِّيَ سَالِمُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
129- سَحْبَلُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى سَمْعَانُ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ2، أَخُو إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْفَقِيهِ. وَلَكِنَّ سَحْبَلُ هُوَ الثِّقَةُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَأَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِدَّةٍ.
طَالَ عُمْرُهُ، كَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
130- سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي3 خ. ن. ق:
واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفي، نزيل دمشق.
روى عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَطَبَقَتِهِمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وقال الدارقطني: ليس بذاك.
__________
1 لم أقف عليه.
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 156"، والتهذيب "6/ 20".
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 289، 290"، والميزان "2/ 119".

(12/90)


131- سعيد بن خثيم، أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيّ1 ت. ن:
عَنْ: أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ رُشْدِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
132- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الزُّبَيْدِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ2 ق:
عَنْ: وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، وَرَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَابْنُ شَابُورَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: رَأَيْتُهُ بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ جَرِيرٌ يُكَذِّبُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
133- سَعِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، أَبُو عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ3.
مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو النَّضرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، مُنْكَرُ الحديث.
وقال الحسن بن سلمة: ثقة، سمعت منه.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 17"، والتهذيب "4/ 22، 23".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 43، 44"، والتهذيب "4/ 53".
3 الجرح والتعديل "4/ 55"، والميزان "2/ 154".

(12/91)


134- سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ1:
عَنْ: عَاصِمٍ الأحول، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وَحَجَّاجٍ الصَّوَّافِ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْفَلاسُ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ.
قَالَ صَاعِقَةٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ وَعُنِيَ بِهِ وَحَفِظَهُ وَأَقَامَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَزِلَّ فِيهَ إِلا ثَلاثَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، هَؤُلاءِ لَمْ يَدَعُوهُ وَلَمْ يَشْتَغِلُوا عَنْهُ إِلَى أَنْ حَدَّثُوا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ سَنَةَ سِتٍّ.
135- سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ2:
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَعَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ.
وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَالْفَلاسُ، وَالْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وُثِّقَ.
أَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "تَارِيخِ الثِّقَاتِ".
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
136- سَلَمَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ3:
وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ صَيْفِيٍّ.
رَوَى عَنْ: ابْنِهِ وَاثِلَةَ، وَحُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيِّ، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 228، 229"، والسير "8/ 10".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 229"، والسير "8/ 310".
3 الجرح والتعديل "4/ 157"، والتهذيب "4/ 142".

(12/92)


وعنه: محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداود بن رشيد، وعبد الرحمن بن نافع درخت.
له في السنن حديث.
137- سلمة بن رجاء، أو عبد الرحمن التميمي الكوفي1 خ. ت. ق:
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
138- سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الأَحْمَرُ2:
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَلِيَ قَضَاءَ وَاسِطٍ، وَهُوَ جُعْفِيٌّ كوفي، يُكَنَّى: أَبَا إِسْحَاقَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وقال أبو داود وغيره: متروك الحديث.
ومن بلاياه عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمُوا فِي الْمُوَرَّدِ3.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ.
139- أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأزدي الكوفي4:
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 160"، التهذيب "4/ 144، 145".
2 الجرح والتعديل "4/ 165"، الميزان "2/ 190، 191".
3 حديث باطل: وأخرجه العقيلي "2/ 148" في الضعفاء والخطيب "9/ 132"، في تاريخه.
4 انظر: الجرح والتعديل "4/ 106، 107"، والسير "9/ 19-21".

(12/93)


الأَحْمَرُ الْحَافِظُ.
مَوْلِدُهُ بِجُرْجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ سَجَّادَةٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْمُرَادِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبِيكَنْدِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً يُؤَاجِرُ نَفْسَهُ مِنَ التُّجَّارِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَوَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَابْنُ عَدِيٍّ: صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سُئِلَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ فَقَالَ: ابْنُ نُمَيْرٍ رَجُلٌ صَالِحٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ عِنْدَ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، قَالَ حَجَّاجٌ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ يَأْخُذُ كِتَابِي، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عجلان يقرؤها عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ثِقَةٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ.
قُلْتُ: أَبُو خَالِدٍ مُحْتَجٌّ بِهِ فِي الْكُتُبِ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ مِثْلَ يَحْيَى الْقَطَّانِ، وَلَهُ هَفْوَةٌ فِي شَيْبَتِهِ، خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ ومائة.
وكان مذكورًا بالخير والدين.
140- سليمان بن سالم، أبو داود القرشي1:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 180"، والميزان "2/ 208".

(12/94)


مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ الْقَطَّانُ.
شَيْخٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَوْفِيِّ.
وعنه: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر.
قال ابن عدي: ما أرى بمقدار ما روى بأسا.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وقال البخاري: أتى بخبر لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
141- سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ ثَوْرٍ، أَبُو الرَّبِيعِ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارَانِيُّ1:
عَنْ: يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الْفَرَادِيسِيُّ، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
142- سُلَيْمَانُ بن داود بن قيس الفراء الْمَدَنِيُّ2:
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هَرِمٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ المسيبي، وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم.
143- سليمان بْنُ عَمْرٍو:
هُوَ أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، يَأْتِي.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 134"، والميزان "2/ 214".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 111"، والميزان "3/ 89".

(12/95)


144- سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْمُعَلَّى الْخُزَاعِيُّ1:
وَيُقَالُ: الْعِجْلِيُّ، الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ أَشْوَعَ، وأبيه مسلم.
وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلاس.
قال أبو حاتم: ما كان به بأس.
145- سليم بن عامر الحنفي2:
مولاهم الكوفي أبو عيسى المقرئ المجود، صاحب حَمْزَةَ وَبَقِيَّةَ الْحُذَّاقِ.
فَإِنَّهُ جَوَّدَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَشْرَ ختمات، وكان الكسائي يَهَابُهُ وَيَتَأَدَّبُ مَعَهُ.
انْتَصَبَ لِلإِقْرَاءِ مُدَّةً، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلادُ بْنُ خَالِدٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ زَرْبَى، وَأَحْمَدُ بْنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَتُرْكٌ الْحَذَّاءُ، وَطَائِفَةٌ.
وَحَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَحَمْزَةَ.
وَرَوَى عَنْهُ: ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ كاتب اللَّيْثِ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ.
وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي "تَارِيخِ طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ".
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
146- سِنَانُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيّ3 ت:
أَخُو سَيْفٍ.
عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَطَبَقَتِهِمَا.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَآخَرُونَ.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 142، 143"، الثقات لابن حبان "6/ 393".
2 الجرح والتعديل "4/ 215"، والميزان "2/ 231".
3 الجرح والتعديل "4/ 253"، والتهذيب "4/ 243".

(12/96)


قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
147- سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيّ1 ت:
عَنِ: الْحَسَنِ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال أبو داود: ثِقَةٌ.
وَقَدْ سَمِعَ سَهْلُ بِإِفْرِيقِيَا مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
148- سِيبَوَيْهِ2:
شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ.
فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، وَقَدْ مَرَّ.
149- سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ3 ت:
أَخُو عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَلَيْثٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالأَعْمَشِ، وَخَالِهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ.
وَسَكَنَ بَغْدَادَ.
وَرَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، وَمَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عرفة.
قال ابن معين: كذاب.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 193، 194"، والتهذيب "4/ 246".
2 سبق الترجمة له.
3 الجرح والتعديل "4/ 277"، والتهذيب "4/ 296".

(12/97)


وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بثقة.
الحسين بن الحسن المروزي، نا سيف بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ بِالْبَوَارِيجِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا نَظَرَ إِلَى قَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَرَكَضَ دَابَّتَهُ، فَرَكَضْتُ عَلَى أَثَرِهِ وَقُلْتُ: لِأَيِّ شَيْءٍ رَكَضْتَ؟ قَالَ: هَذَا الْمَكَانُ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تُبْنَى مَدِينَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا جَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهَا"1. الْحَدِيثَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ.
150- سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ.
مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ هُوَ، لَكِنَّهُ قد ذكر.
"حرف الشين":
151- شبيب بن سعد الحبطي خ. ن.
أبو سعيد البصري2.
عَنْ: أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَشُعْبَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ يُونُسَ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَدِمَ مِصْرَ لِلتِّجَارَةِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ غَرَائِبُ.
152- شُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ3:
أَبُو نُعَيْمٍ الْمُقْرِئُ الْعَابِدُ، صاحب أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، وله عنه رواية مشهورة
__________
1 حديث باطل: أخرجه ابن عدي "4/ 384"، "5/ 1726" في الكامل، والخطيب "1/ 32"، "6/ 194"، "9/ 311"، في تاريخه، وانظر: الفوائد المجموعة "434"، وتنزيه الشريعة "2/ 52".
2 الجرح والتعديل "4/ 359"، التهذيب "4/ 306، 307".
3 الجرح والتعديل "4/ 379"، والتهذيب "4/ 313".

(12/98)


رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ الأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ.
وَثَّقَهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ فَقَالَ: بخٍ بخٍ، وَأَيْنَ مِثْلَ شُجَاعٍ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
153- شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الْقُرَشِيُّ1 مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ الْحَنَفِيُّ. خ. م. د. ن. ق.
عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ.
وَكَانَ يَذْهَبُ فِي فُرُوعِ الْفِقْهِ مَذْهَبَ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَدُحَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْجَوْبَرِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سنة تسع وثمانين ومائة، وله اثنتان وَسَبْعُونَ.
وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي كِبَارِ الْفُقَهَاءِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ وَلَدُهُ شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ.
154- شُعَيْبُ بْنُ حَازِمٍ2:
وُلِّيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَهَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ، وَقُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ نَحْوُ الْخَمْسِمِائَةِ.
155- شُقْرَانُ بْنُ عَلِيٍّ3:
الإِفْرِيقِيُّ الْمَغْرِبِيُّ، الْفَقِيهُ، الْفَرَضِيُّ، الْعَبْدُ الصَّالِحُ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 341"، السير "9/ 103".
2 أحد أمراء دمشق في الخلافة العباسية.
3 انظر: الكامل "6/ 174"، لابن الأثير.

(12/99)


قَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلُ بِالْمَغْرِبِ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الصَّادِ":
156- صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ1 م:
نَزِيلُ حُلْوَانَ.
عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَيَزِيدَ بن أبي زياد، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَنَحْوِهِمْ.
وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَلُوَيْنٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَارَ إِلَى الرَّيِّ، لا بَأْسَ بِهِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
157- صَالِحُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْمَدَنِيُّ2:
أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ.
صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وعنه: الحميدي، وإسحاق، ونعيم بن حماد، وأبوه مصعب.
قال النسائي: ليس به بأس.
158- صالح بن موسى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيميّ الطَّلْحيّ الكوفيّ3 ت. ق:
عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَمَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الملك بن عمير، وعدة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 408، 409"، والتهذيب "4/ 398".
2 الجرح والتعديل "4/ 410"، والميزان "2/ 299".
3 الجرح والتعديل "4/ 415"، والتهذيب "4/ 404، 405".

(12/100)


وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمرٍو الضَّبِّيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عليه أحد.
وقال الجوزجاني: ضَعِيفُ الْحَدِيثَ عَلَى حُسْنِهِ.
159- الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ التيمي الْكُوفِيُّ1 ق:
نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَحُمَيْدِ الأَعْرَجِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَعَنْهُ: عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو زُرْعَةَ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْقَوَّاسِ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أَنَا ابْنُ طَلابٍ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الرَّازِيُّ بِبَغْدَادَ، نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، نا الصَّبَاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ علم، فضلوا وأضلوا" 2.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 442"، والميزان "2/ 305، 306".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "1/ 36"، ومسلم "2673"، والحميدي "581"، والترمذي "2652"، وابن ماجه "9"، وأحمد "2/ 162-190"، والدارمي "1/ 77"، وابن أبي شيبة "15/ 177"، والبيهقي "6/ 543"، في الدلائل، وأبو نعيم "2/ 187"، "10/ 25" في الحلية.

(12/101)


وَقَدْ رَوَى الصَّبَّاحُ عَنْ حَمْزَةَ حُرُوفَهُ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التَّيْمِيُّ.
160- صَدَقَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَدَنِيُّ1:
مَوْلَى الْعُمَرِيِّينَ.
عَنْ: قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْحَمْدِ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ.
161- صَدَقَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَازِنِيُّ2:
عَنِ: الْحَارِثِ بْنِ غَنْيَةَ، وَخَالِدِ الْحَذَّاءِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْمِصِّيصِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
162- الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ3:
نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ الْعُقَيْلِيّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
"حرف الضَّادِ":
163- ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ الْمُعْتَزِلِيُّ4:
كَانَ فِي هَذَا الْعَصْرِ مِنْ رُءُوسِ الْبِدَعِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ تَرْجَمَتَهُ فِيمَا بَعْدُ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 435"، والتهذيب "4/ 414".
2 الجرح والتعديل "4/ 432"، والثقات لابن حبان "8/ 320".
3 انظر: الضعفاء الكبير "2/ 210"، للعقيلي.
4 تأتي ترجمته.

(12/102)


164- ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ1.
هُوَ الإِمَامُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ المعافري البصري، تَزَوَّجَ بِابْنَةِ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَخَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَقُتَيْبَةُ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو شَرِيكٍ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْمُرَادِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ صَدُوقًا مُتَعَبِّدًا.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: وُلِدَ بِأَشْمُونَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِنْ مَنَاقِبِهِ أَنْ فَاتَتْهُ الصَّلاةُ فِي جَمَاعَةٍ، فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ أَنْ لا يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَخْرُجَ جِنَازَتُهُ، إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ، فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْمَسْجِدِ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي الأَدَبِ لِلْبُخَارِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضِمَامُ مِثْلُ أَبِي قَبِيلٍ، لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: كَانَ ضِمَامٌ لا يَقْدِرُ أَنْ يَمْشِي، وَإِذَا أَرَادَ هُدِّيَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَقُومَ، فَإِذَا اعْتَدَلَ قَائِمًا لَمْ يُبَالِ مَا قَامَ فِي طُولِ صَلاتِهِ.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَرِيُّ، ثنا ضِمَامٌ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُ: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا" 2 حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ.
قُلْتُ: ضِمَامٌ صَادِقٌ، حَسَنُ الْحَدِيثِ.
165- ضيغم بن مالك3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 469"، والتهذيب "4/ 458، 459".
2 حديث حسن بطرقه: أخرجه الحاكم "3/ 347"، "4/ 330"، والطبراني في الكبير "4/ 26"، وفي الصغير "1/ 107"، وأبو نعيم "3/ 322" في الحلية، والخطابي "ص34" في العزلة، وغيرهم.
3 الجرح والتعديل "4/ 470"، والسير "8/ 372".

(12/103)


الزَّاهِدُ الْعَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ.
أَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمَ، وَسَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو أَيُّوبَ مَوْلَى ضَيْغَمَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي الصَّلاحِ وَالْفَضْلِ.
وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ، وَكَانَ وِرْدُهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَرْبَعُمِائَةِ رَكْعَةٍ، وَصَلَّى حَتَّى بَقِيَ رَاكِعًا لا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ فَوَقَعَ، وَقَالَ: قُرَّةُ عَيْنِي، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا. حَكَاهَا عَنْهُ سيار بن حاتم1.
وقال القواريري: رأيت ندى فِي مَوْضِعَيْنِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ: هَذَا وَاللَّهِ مِنْ عَيْنَيْ ضَيْغَمٌ الْبَارِحَةَ2.
وَعَنْ عِيسَى بْنِ بِسْطَامٍ أَنَّهُ سَمِعَ ضَيْغَمًا يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمُجْتَهِدِينَ إِنَّمَا قَوُوا عَلَى الاجْتِهَادِ بِمَا يَدْخُلُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَلاوَةِ فِي الطَّاعَةِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ ضَيْغَمٌ قَدْ دَفَنَ كُتُبَهُ، وَكَانَ يَنَامُ ثُلُثَ اللَّيْلِ وَيَتَعَبَّدُ ثُلُثَيْهِ.
قِيلَ: مَاتَ ضَيْغَمٌ وَصَدِيقُهُ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَإِنْ صَحَّ هَذَا فَأَقُولُ إِلَى ثَمَّ، فَإِنَّ بِشْرًا مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الطَّاءِ":
166- طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ3.
167- وَطَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى4؛ قد ذكرا فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلا.
168- طَلْحَةُ بْنُ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ الكوفي5.
عن: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَابْنِ أبجر.
__________
1، 2 صفة الصفوة "3/ 357، 358"، لابن الجوزي.
3، 4 سبق ذكرهما.
5 انظر: الجرح والتعديل "4/ 484"، والثقات لابن حبان "8/ 326".

(12/104)


وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
"حرف الْعَيْنِ":
169- عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ1 ن:
عَنْ: أَبِيهِ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ، وَابْنَيْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، وَمُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ؛ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ قُبَاءٍ.
170- عَاصِمُ بْنُ هِلالٍ، أَبُو النَّصْرِ الْبَارِقِيُّ، ويقال: العنبري البصري2:
إمام مسجد أيوب السختيان.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَغَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ، وَالْفُقَيْمِيِّ. شَيْخٌ له.
وعنه: أيوب شيخه، ومحمد بن جحارة؛ وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ومحمد بن القطيعي، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، وَالْفَلاسُ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي.
قال الفلاس: سَمِعْتُ مِنْهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ.
171- عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، أَبُو أَحْمَدَ الْكُوفِيُّ3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 344"، والتهذيب "5/ 44".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 351"، والتهذيب "5/ 58، 59".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 17"، والتهذيب "5/ 88".

(12/105)


بَيَّاعُ الْهَرَوِيِّ.
عَنْ: أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
172- عَائِشَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ1:
الأَسَدِيَّةُ، الزُّبَيْرِيَّةُ، الْمَدَنِيَّةُ.
رَوَتْ عَنْ جَدِّهَا.
وَعَنْهَا: مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ: مَا حَالُ عَائِشَةَ؟ قَالَ: حَدَّثَ عَنْهَا الْمَدَنِيُّونَ.
173- عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة2 ع:
الأزدي، العتكي، والمهلبي، البصري، أبو معاوية.
عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُسَدَّدٌ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَطَائِفَةٌ.
وَكَانَ شَرِيفًا، جَلِيلا، ثِقَةً، نَبِيلا مِنْ عُقَلاءِ الأَشْرَافِ وَعُلَمَائِهِمْ.
وَقَدْ تَعَنَّتَ أَبُو حَاتِمٍ كَعَادَتِهِ وَقَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ كُلِّهَا.
تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ابْنُهُ مِنْ أُمَرَاءِ البصرة الأجواد.
__________
1 انظر: الثقات لابن حبان "7/ 307".
2 الجرح والتعديل "6/ 82، 83"، والسير "8/ 262، 263".

(12/106)


174- عباد بن عباد الرملي الأرسوفي1 د:
أبو عتبة الخواص، والزاهد الْعَابِدُ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي الأَدَبِ وَالْوَعْظِ.
رُوِيَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنِ أبي عمرو السيباني، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ضُمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون.
روى عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: ثِقَةً مِنَ الزُّهَّادِ الْعُبَّادِ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةً، رَجُلٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مِنَ الْعُبَّادِ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.
قُلْتُ: بَلِ الْعِبْرَةُ بِمَنْ وَثَّقُوهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الصُّورِيَّ قَالَ: كَتَبَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْخَوَّاصُ إِلَى أَصْحَابِهِ يَعِظُهُمْ: اعْقِلُوا. وَالْعَقْلُ نِعْمَةٌ، وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يكون حسرة، فرب ذي عقل قد غل قَلْبُهُ بِالتَّعَمُّقِ فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ حَتَّى صَارَ عَنِ الْحَقِّ سَاهِيًا، كَأَنَّهُ لا يَعْلَمُ: إِخْوَانُكُمْ إِنْ أَرْضُوكُمْ لَمْ تُنَاصِحُوهُمْ، وَإِنْ أَسْخَطُوكُمْ أغنيتموهم، فهم في زمن قد رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، وأحبوا أن يعرفوا بحمله، وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَةِ الْعَمَلِ بِهِ، فَنَطَقُوا فيه بالهدى، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر مِنْهَا، وَكَيْفَ يَهْتَدِي السَّائِلُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا2.
175- عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله بن المنذر الكلابي ع.
أبو سهل الواسطي.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 83"، والميزان "2/ 368"، والتهذيب "5/ 97".
2 تهذيب الكمال "14/ 136".

(12/107)


عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ سَعْدَوَيْهِ: كَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ فِي كُلِّ أمره.
وقال ابن سعد: كَانَ يَتَشَيَّعُ فَحَبَسَهُ الرَّشِيدُ زَمَانًا، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ، فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ.
قُلْتُ: فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ: سَنَةَ ثَلاثٍ، وَسَنَةَ خَمْسٍ، وَسَنَةَ سِتٍّ، وَسَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
176- عَبَّادُ بْنُ قَيْسٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ الْكَرَابِيسِيُّ1 ت. د. ق:
عَنْ: عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ وَهْبٍ، وَبَهْزِ بْنِ حُكَيْمٍ.
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادِ، وَقَيْسُ بْنُ حميد بن حفص الدارمي، وَبُنْدَارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَحَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِهِ.
177- الْعَبَّاسُ بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة2 ن:
أَبُو الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ، الْوَاقِفِيُّ، الْمَوْصِلِيُّ، الْمُقْرِئُ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: أَبِي عَمْرٍو، وَجَوَّدَ الإِدْغَامَ الْكَبِيرَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَرَأَى نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عَمْرَ فِي صِغَرِهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَتْحُ عَامِرُ بْنُ عُمَرَ، وغيره.
__________
1 انظر: التهذيب "5/ 102"، والتقريب "1/ 393".
2 الجرح والتعديل "6/ 211-213"، والتهذيب "5/ 126، 127".

(12/108)


وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْصِلِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ سَالِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى رَحْمَوَيْهِ، وَطَائَفَةٌ مِنَ الْمَوَاصِلَةِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ نَاظَرَ الْكِسَائِيَّ فِي الإِقَالَةِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ.
بَلَغَنَا عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ قَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِي إِلا عَبَّاسَ لَكَفَانِي.
وَهُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: ما أنكرت عَلَيْهِ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَمَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: أَتَى بِشَيْءٍ بَاطِلٍ. وَهُوَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الشُّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "إِذَا جَاءَتْ سَنَةُ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ مِائَتَيْنِ، تَمَّ كَذَا"1.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: العباس بن الفضل روى حديثًا شبه الموضوع.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
178- الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس الأمير2:
أَبُو الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، وَلِيَ إِمْرَةَ الشَّامِ لأَخِيهِ الْمَنْصُورِ، وَقَدِمَهَا مَعَ ابْنِ أَخِيهِ الْمَهْدِي.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ صَالِحٌ، وَمُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ، وَخَالِدُ بن إسماعيل.
ولي إمرة الجزيرة لابن ابن أَخِيهِ هَارُونَ الرَّشِيدِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ مَرَّاتٍ، وَغَزَا الروم مرة فِي سِتِّينَ أَلْفًا.
قَالَ خَلِيفَةُ: دَخَلَ الرُّومَ وَبَثَّ سَرَايَاهُ فَغَنِمَ وَسَلِمَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وخمسين ومائة.
__________
1 حديث باطل: أخرجه ابن عدي "5/ 1664"، في الكامل في الضعفاء.
2 انظر: السير "8/ 469"، ووفيات الأعيان "4/ 306".

(12/109)


وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ مِنْ رِجَالاتِ قُرَيْشٍ، ذَا رَأْيٍ وَسَخَاءٍ وَجُودٍ، وَكَانَ الرشيد يجله ويعظمه، وكان شيخ بني الْعَبَّاسِ فِي عَصْرِهِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
179- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيّ د:
عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةُ، وَجَمَاعَةٌ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، وَحَامِدُ بْنُ آدم.
وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة.
وأما مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَافِظُ فَفَسَّقَهُ، وَقَالَ: رَمَيْتُ بِمَا سَمِعْتُ مِنْهُ.
180- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ الْحَاطِبِيُّ الْمَدَنِيُّ1:
أَبُو الْحَارِثِ.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَمَّالُ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَالْمَخْزُومِيُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، يَعْنِي سَمِيَّهُ.
181- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِك الْمَخْزُومِيُّ2 م. ع. المكي:
عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَسَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَأَحْمَدُ.
قَالَ أَحْمَدُ: مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدلانِيُّ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ سنة ست وثمانين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 33"، والتهذيب "5/ 179، 180".
2 الجرح والتعديل "5/ 33"، والتهذيب "5/ 179".

(12/110)


قُلْتُ: الظَّاهِرُ بَقَاؤُهُ إِلَى سَنَةِ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرْخَسِيُّ.
182- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ الأَرْطَبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ1 ت:
عَنْ: ثَابِتِ الْبُنَانِيُّ، وَعَاصِمُ الْجَحْدَرِيُّ.
وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّرَّاعُ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِرْوَزِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ.
فِيهِ ضَعْفٌ يَسِيرٌ.
183- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَاهِلِيُّ البصري2:
عن: ثابت البنانين، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ.
وَعَنْهُ: نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
184- عبد الله بن سعد3 د. ت. ن:
أبو عبد الرحمن الدشتكي المروزي، نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَإِبْرَاهِيمَ الصَّايِغِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
صَدُوقٌ.
185- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ4 خ. م. د. ت. ن. أبو صفوان الأموي:
مَا زَالَ فِي ذِهْنِي أَنَّهُ مَعْدُودٌ فِي هذه الطبقة، لكن وجدته ما يدل على بقائه إلى
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 36"، والتهذيب "5/ 189".
2 الجرح والتعديل "5/ 56"، التهذيب "5/ 216".
3 الجرح والتعديل "5/ 64"، والتهذيب "5/ 234".
4 الجرح والتعديل "5/ 72"، والتهذيب "5/ 238".

(12/111)


حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ، فَكَرَّرْتُ ذِكْرَهُ.
قُتِلَ أَبُوهُ عند زوال ملك بني أُمَيَّةَ، وَكَانَ هَذَا طِفْلا، فَفَرَّتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
طَلَبُ الْعِلْمِ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
روى عنه: الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَابْنِ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعِدَّةٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَدْ بَقِيَ وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو السُّكَيْنِ الطَّائِيُّ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.
186- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانَ الْكُوفِيُّ1:
عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ ابن معين: ليس بشيء.
187- عبد الله بن سُوَيْدِ بْنِ حَيَّانَ الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ2:
عَنْ: عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى.
188- عَبْدُ اللَّهِ بْن صالح بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاسٍ الأَمِيرُ3: وَلِيَ الثُّغُورَ لِلرَّشِيدِ مُدَّةً.
وَلَهُ كَلِمَةٌ نَفِيسَةٌ وَهِيَ: لا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته ينفعك.
مات بسلمية سنة ست وثمانين ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 68"، والميزان "2/ 436، 437".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 66"، والتهذيب "5/ 241-249".
3 تاريخ الطبري "8/ 121، 149".

(12/112)


189- عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ بن جابر الأزدي الدمشقي1 م. ت. ن. ق. أبو إسماعيل:
عَنْ: أَبِيهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وعطاء الخراساني.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال ابن مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
190- عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ2:
هُوَ السَّيِّدُ الْقُدْوَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي الْمَدَنِيُّ الزَّاهِدُ أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى الْقَلِيلَ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ: أَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحمن.
وعنه: ابن الْمُبَارَكُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ العاملين، قانتًا لله حنيفًا منعزلا عَنِ النّاسِ إِلا مِنْ خَيْرٍ. وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَالِكِ اجْتِمَاعَهُ بِالدَّوْلَةِ.
وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: هُوَ عَالِمُ الْمَدِينَةِ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ الْحَدِيثُ؛ وَالنَّاسُ عَلَى خِلافِ سُفْيَانَ فِي هَذَا.
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ مَرَّةً يَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ فَهُوَ الْعُمَرِيُّ.
قَالَ ذَلِكَ لَمَّا ثنا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَضْرِبُ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ" 3.
وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، نا الْمُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيفِ، أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، نا أَبُو عَمْرِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بِن غَالِبٍ، ثنا سفيان بن عيينة بهذا.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 98، 99"، والتهذيب "5/ 298".
2 الجرح والتعديل "5/ 103، 104"، والسير "8/ 331-336".
3 حديث صحيح: أخرجه أحمد "2/ 299"، والترمذي "2680"، والحميدي "1147"، وابن حبان "2308".

(12/113)


قُلْتُ: هَذَا الْخَبَرُ مِنْطَبِقٌ عَلَى مَنِ اتَّصَفَ بِأَنَّهُ عَالِمُ زَمَانِهِ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي وَقْتِهِ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي وَقْتِهِ.
وروى الطبري في تاريخه بإسناد بعض أولاد عبد الله بن عبد العزيز العُمريّ، أنّ الرشيد قال: والله ما أدري ما آمُرُ في هذا العُمريّ، أكرهُ أن أقدمَ عليه وله سَلَفٌ أكرمهم، وإنّي أحب أن أعرف رأيه؛ يعني فينا.
فقال عَمْر بن بزيع، والفضل بن الربيع: نحن له. فخرجنا من العَرْج إلى موضعٍ يُقال له: خلص، حتى ورد عليه بالبادية في مسجدٍ له، فأناخا راحلتيهما بمن معهما، وأتياه على زِيّ الملوك في حشمة، فجلسا إليه وقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من وراءنا من أهل المشرق يقولون لك: اتق الله، وإنْ شئت فانهض.
فقال: وَيْحكما، فيمن ولمن؟ قالا: أنت! قال: والله ما أحبّ أنّي لقيت الله عزّ وجلّ بمحجمة دمِ مسلم، وأنّ لي ما طَلَعَتْ عليه الشمس.
فلمّا آيسا منه قالا: إن معنا عشرين ألفًا تستعين بها.
قال: لا حاجه لي بها.
قالا: أعطِها مَن رأيت.
قال: أعطياها أنتما.
فلما آيسا منه ذَهَبَا ولحِقا بالرشيد، فقال: ما أبالي ما أصنعُ بعد هذا.
قال: فحجّ العُمريّ في تلك السّنة، فبينما هو في المسعى اشترى شيئًا، فإذا بالرشيد يسعى على دابّته، فتعرّض له العُمريّ واتاه حتّى أخذ بلجام الدّابّة، فأهْوَوْا إليه، فكفّهم الرشيد، وكلّمه، يعني وعظه، فرأيت دموع الرشيد تسيل على مَعْرفة دابّته، ثمّ انصرف1.
وروى عليّ بن حرب الطّائيّ، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على حمار ومعه غلام إلى العُمريّ فوعظه، فبكى الرشيد وحُمِلَ مَغْشِيًّا عليه.
قال إسماعيل بن أبي أُوَيْس: كتب عبد الله العُمريّ إلى مالك، وابن أبي ذئب، وغيرهما بكُتُب أغلَظَ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون،
__________
1 صفة الصفوة "2/ 183".

(12/114)


وتَدَّعُون التَّقَشُّف، فكتب له ابن أبي ذيب كتابًا أغلظ له، وجاوَبه مالك جواب فقيه.
وقيل: إن العُمريّ وعظ الرشيد، فتلقّى قَوله بنعم يا عمّ. فلمّا ذهب اتْبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألف دينار، فلم يأخذها، وقال: هو أعلم بمن يفرقها عليه، ثم أخذ من الكيسين دينارّا، وقال: كرهتُ أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل.
وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئَه، وجمع العمريّين وقال: ما لي ولابن عمْكم؛ احتَمَلْتُه بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يُريد أن يُفسد عليّ أوليائي. رُدُّوه عنّي. قالوا: لا يقبل منّا.
فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن يرفَق به حتّى يردّه.
أحمد بن زهير: ثنا مُصْعَب الزُّبَيْريّ قال: كان العمري جسيمًا أصفر، لم يكن يقبل من السلطان ولا من غيره، ومَن وُلّي من معارفه وأقاربه لا يكلّمه.
وقد وُلّي أخوه عمر المدينة وكرْمان واليمامة، فهجره حتّى مات، ما أدركت بالمدينة رجلا أهْيَبَ عند السلطان والعامّة منه.
وكان ابن المبارك يَصِلُه فيقبل منه.
قال: وقدِم الكوفة يريد أن يخوّف الرشيد بالله، فرجفت لقدومه الدّولة، حتّى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدوّ، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه.
قال يحيى بن أيّوب العابد: حدَّثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن أنس إلى العُمريّ: إنّك بَدَوْت، فلو كنتَ عند مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فكتب إليه: إنّي أكره مجاورة مثلك، إنّ الله لم يرك متغيّر الوجه فيه ساعة قطّ.
وقيل: كانت أمّ العُمريّ أنصاريّة، لم يكن يقبل من أحد شيئًا، ومن وُلّي دمشقيًّا من معارفه وأقاربه لا يكلّمه، وقد وُلّي أخوه عَمْر بن عبد العزيز المدينة وكرْمان واليْمامة فهجره.
ولم يكن أحد بالمدينة أهْيب عند السلطان والعامة منه.
وكان زاهدًا، قوْالا بالحقّ، متألِّهًا، متعبدًا، منعزلا بناحيةٍ غربيّ المدينة.
ويروى أن العُمريّ كان يلزم المقبرة كثيرًا، ومعه كتاب ينظر فيه، وقال: ليس

(12/115)


شيء أوعظ من قبر، ولا آنَسَ من كتاب.
عمر بن شبة، ثنا أبو يحيى الزُّهْريّ قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدُّنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخْذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلْتُها. إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فَتَلْتُهُ بيدي.
قال المسيّب بن واضح: سمعتُ العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول:
لله دَرُّ ذوي العقول ... والحرص في طلب الفضول
سُلاب أكسية الأرامل ... واليتامى والكهول
والجامعين المكثرين ... من الحيازة والغلول
وَضَعوا عقولهم من الدنيا ... بمُدْرَجَةِ السيول
وَلَهَوْا بأطراف الفروع ... وأغفَلُوا علم الأصول
وتتبّعوا جمْعَ الحُطام ... وفارقوا أثر الرسول
ولقد رأوا غِيلان رَيْبِ ... الدهر غُولا بعد غُولِ
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابةً، عن أبي الفضائل الكاغِديّ، أنا أبو عليّ الْحَدَّادِ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر، نا أحمد بن الأبّار، نا عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، نا سُفيان قال: دخلتُ على العُمريّ الصّالح فقال: ما أحد يدخل عليّ أحبّ إلي منك، وفيك عيب. قلت: ما هو؟ حُبُّ الحديث، أما إنّه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت1.
وقال أبو المنذر إسماعيل بن عَمْر: سمعتُ أبا عبد الرحمن العُمريّ الزّاهد يقول: إنّ من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يُسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهي عن المنكر خوفًا ممّن لا يملك لك ضرًا ولا نَفْعًا، من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نُزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخفّ به.
قال محمد بن حرب المكّيّ: قدِم العُمريّ فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور
__________
1 خبر صحيح: السير "8/ 333"، الحلية "8/ 284".

(12/116)


المحروقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القبور المشيَّدة اذكروا ظُلْمة القُبُور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الذود والصَّديد، وبلاء الأجسام في التراب. ثمّ غلبه عيّه فنام1.
أخبرنا إسحاق الأسَديّ، أنا ابن جميل، أنا الكاغديّ، أنا أبو عليّ، أنا أبو نُعَيم، نا سُليمان بن أحمد، نا إسحاق الخُزاعيّ، نا الزُّبَير بن بكّار، ثنا سُليمان بن محمد بن يحيى: سمعتُ عبد الله بن عبد العزيز العُمريّ يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأيّ شيء استجزتَ ذلك؟ قلت: أمّا شَتْمُهُ فهو واللهِ أكرم عليّ من نفسي، لقرابته من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما الدُّعاء عليه فوالله ما قلت الَّلهُمّ إنّه قد أصبح عِبئًا ثقيلا على أكتافنا، ولا تطيقه أبداننا، وقذى في جُفُوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجيً في أفواهنا لا تسيغه حُلُوقَنا، فاكفنا مئونته، وفرِّقْ بيننا وبينه. ولكن قلت: الَّلهُمّ إنْ كان تَسَمَّى بالرشيد ليُرشِد فأرشِدْهُ، أو لغير ذلك فراجِعْ به. الَّلهُمّ إنْ له في الإسلام بالقياس على كلّ مؤمن حقًّا، وله بنبيّك قرابة ورحِم، فقرّبْه من كلّ خير، وباعِدْه من كل سوء. وأسْعِدْنا به، وأصْلِحْه لنفسه ولنا.
فقال موسى: رحِمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري الظن بك2.
أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلامَةَ، عَنْ أَبِي الْفَضَائِلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الشّرِينِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ الْقُرْآنِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيَقُولُونَ: يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ. فيقال: ليس من علم كمن لم يَعْلَمُ"3، تَفَرَّدَ بِهِ الْعُمَرِيُّ، وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ، وَشَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ لا أَعْرِفُهُ.
قال مُصْعَب الزُّبَيري: مات العُمريّ سنة أربعٍ وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة.
__________
1 الحلية "8/ 285".
2 الحلية "8/ 285، 286".
3 حديث منكر: أخرجه أبو نعيم "8/ 286" في الحلية، وانظر: المغني "4/ 171" للعراقي، وكشف الخفاء "1/ 533".

(12/117)


191- عبد الله بن عبد القُدّوس التّميميّ السَّعديّ الرّازيّ1 س. ت:
عن: عبد الملك بن عُمَيْر، وجابر الْجُعْفيّ، وليث بن أبي سُلَيم، وسُليمان الأعمش.
وعنه: عبّاد بن يعقوب الرواجِنيّ، وأحمد بن حاتم الطّويل، ومحمد بن حُمَيْد، وعبد الله بن طاهر الرازيان، وجماعة.
قال ابن مَعِين: رافضيّ خبيث.
وقال محمد بن مهران: لم يكن يعلم، وكان شبْه المجنون، تصيح به الصبيان.
وقال النَّسائيّ، وغيره: ضعيف.
وقال أحمد بن عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ البيت.
192- عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْنيّ المغربيّ2.
أبو عبد الرحمن قاضي إفريقيا.
روى: عن عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس.
وعنه: القعنبي.
قال أبو داود: أحاديثه مستقيمة.
قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ، لا يَحِلُّ ذِكْرُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ.
رَوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "الشَّيْخُ فِي بَيْتِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ"3.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 104"، والتهذيب "5/ 303، 304".
2 الجرح والتعديل "5/ 110"، والتهذيب "5/ 331، 332".
3 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي "1/ 183" في الموضوعات، وابن حبان "2/ 39"، في المجروحين، وانظر: المغني "1/ 82"، والفوائد المجموعة "488"، وكشف الخفاء "2/ 12".

(12/118)


وَبِهِ مَرْفُوعًا: "مَا مِنْ شَجَرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْحِنَّاءِ"1. حَدَّثَنَا بِهِمَا عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الْقُومِسِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُشَيْشٍ الْقَيْرَوَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ.
قُلْتُ: فَلَعَلَّ الْبَلِيَّةَ مِنْ عُثْمَانَ.
193- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليّ، مولاهم التركيّ2، ثمّ المَرْوَزِيّ ع. الحافظ، فريد الزمان وشيخ الإسلام.
وكانت أمُّه خوارزميّة.
مولده سنة ثمان عشرةَ ومائة، وطلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وأقدمُ شيخٍ له الربيع بن أنس الخراساني. ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحجّ والتجارة.
روى عن: سليمان التميمي، وعاصم الأحول، وحُمَيْد، وهشام بن عُرْوَة، والْجُريّريّ، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبُريد بن عبد الله، وخالد الحذّاء، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأجلح الكِنْديّ، وحسين المعلّم، وحنظلة السَّدُوسيّ، وحَيْوَة بن شُرَيْح، وابن عَوْن، وابن جُرَيْج، وموسي بن عُقبة، وخلْق من طبقتهم.
ثمّ عن: الأوزاعيّ، والثَّوْريّ، وشُعْبة، ومالك، والَّليث، وابن لَهِيعَة، والحمادين، وطبقتهم.
ثم عن: هُشَيم، وابن عُيَيْنَة، وخلْق من أقرانه.
وصنّف التصانيف النافعة.
وعنه: مَعْمر، والثَّوْريّ، وأبو إسحاق الفَزَاريّ، وهم من شيوخه، وبقية، وعبد الرحمن بن مَهْديّ، وأبو داود، وعبد الرزّاق، ويحيى القطّان، وعفّان، وحبّان بن موسى، ويحيى بن مَعِين، وأبو بكر بن شَيْبَة، وأحمد بن منيع، وعليّ بن حُجْر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، والحسن بن عرفة.
__________
1حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي "2/ 202"، في العلل المتناهية، وأورده الذهبي في الطب النبوي "ص 48".
2 انظر: صفة الصفوة "4/ 134-147"، والسير "8/ 336-371"، والتهذيب "5/ 382-387".

(12/119)


وقع لنا حديثه عاليًا من جزئه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من جزء ابن عَرَفَة.
قال ابن مهديّ: الأئمة أربعة: مالك، والثَّوْريّ، وحمّاد بن زيد، وابن المبارك.
وقال ابن مهديّ: ابن المبارك أفضل من الثَّوْريّ.
وقال ابن مهدي: ثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
وعن شُعيب بن حرب قال: ما لقي ابنُ المبارك مثل نفسه.
وقال شعبة: ما قدِم علينا مثل ابن المبارك.
وقال أبو إسحاق الفَزَاريّ: ابن المبارك إمام المسلمين.
وقال يحيى بن مَعِين: كان ثقة متثبتًا، وَكُتُبُهُ نحوٌ من عشرين ألف حديث.
وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدّقيقَ من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك آيستُ منه.
وعن إسماعيل بن عيّاش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك.
قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له.
وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أطلب للعلم في الآفاق منه.
وقال شعيب بن حرب: سمعتُ سُفيان الثَّوْريّ يقول: لو جهدت جهْديّ أن أكون في السّنة ثلاثة أيّام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.
وقال ابن مَعِين: سمعتُ عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلمَ من الثَّوْريّ.
وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدّثين مثل أمير المؤمنين في النّاس.
قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمز ابنَ المبارك فاتَّهمه على الإسلام.
وقال الحَسَن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر وقالوا: تعالوا حتّى نَعُدَّ خِصَالَ ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العِلم، والفقه، والأدب، والنَّحو، واللغَة، والزُّهْد، والشِعر، والفَصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحجّ، والغزو، والشجاعة،

(12/120)


والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلّّة الخلاف على أصحابه.
قال نعيم بن حماد: قال رجلٌ لابن المبارك: قرأتُ البارحة القرآن في ركعة.
فقال ابن المبارك: لكنّي أعرف رجلا لم يزل البارحة يردد {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التَّكَاثُرُ: 1] إلى الصُّبْح ما قدِر أن يتجاوزها، يعني نفسه.
قال نُعَيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب "الرقاق" يصير كأنّه ثور يَخُور من البكاء.
روى العبّاس بن مُصْعَب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البُنانيّ، عن ابن المبارك قال: حملتُ العلم عن أربعة آلاف شيخ، ورويت عن ألف. قال العبّاس: فتتبعتهم حتى بقي لي ثمانمائة شيخ له.
وقال حبيب الجلاب: سألت ابنَ المبارك: ما خيرُ ما أُعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: حُسْنُ أدب.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخُ شفيق يستشيره.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمتٌ طويل.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: موتٌ عاجل.
وقال عَبَدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تُذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المَحاسن لم تُذكر المحاسن.
قال نُعَيم: سمعتُ ابن المبارك يقول: عجِبت لمن يطلب العلمَ كيف تدعوه نفسه إلى مكرُمة.
وقال عَبَدان بن عثمان: سمعته يقول: وُلدتُ سنة تسع عشرة ومائة.
قال العبّاس بن مُصْعَب: كان عبد الله رجلا تاجرا من همدان من بني حنظلة، فكان إذا قدِم همدان يخضع لولده ويَعِظُهم.
وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شُغل عن سقيمه.

(12/121)


وقال عبد الله بن إدريس: كلّ حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه بُراء.
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: قال لي أبي: أين وجدتُ كُتُبك حَرَّقْتُها. قلت: وما عليّ من ذلك وهو في صدري.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قُمتُ لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكَرَني عند الباب بحديثٍ، أو ذاكَرْتُه، فما زال يذاكرني وأذاكره حتّى جاء المؤذن لصلاة الصُّبْح.
وقال فَضالة الفَسَويّ: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديثٍ قالوا مرّوا إلى هذا الطبيب حتّى نسأله، يعنون ابنَ المبارك.
قال وهْب بن زَمْعة: حدَّث جرير بن عبد الحميد بحديثٍ عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تُحدّث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حَمَلَ عِلَم خُراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام؟
أحمد بن عليّ الحَواريّ قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يُحدّثه، فقال الهاشميّ لغلامه: يا غلام قُم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدّثنا، فلمّا قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدّثني وتُمسك بركابي؟ فقال: أذلُّ لك بدني ولا أذل لك الحديث.
المسيّب بن واضح: سمعت ابن المبارك؛ وسأله رجلٌ: عمّن نأخذ؟ فقال: قد تَلْقَى الرجلَ ثقة يحدّث عن غير ثقة، وَتَلْقَى الرجلَ غير ثقة يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن تكون ثقةً عن ثقة.
قال عليّ بن إسحاق بن إبراهيم: قال سُفيان بن عُيَيْنَة: تذكرتُ أمر الصّحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بالصُّحْبة وبجهادهم.
عن محمد بن أعْيَن: سمعتُ الفضيل بن عِياض يقول: وربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثلَ عبد الله بن المبارك.
عثمان الدارمي: سمعتُ نُعَيم بن حمّاد قال: ما رأيتُ ابن المبارك يقول قطّ: حَدَّثَنَا، كان يرى "أنا" أوسع، وكان لا يَرُدّ على أحدٍ حرفًا إذا قرأ.

(12/122)


وقال نُعَيم: ما رأيت أعْقَلَ من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادًا في العبادة منه.
عبد الله بن سِنان قال: قدِم ابنُ المبارك مكّة وأنا بها، فلمّا أن خرج شيَّعهُ ابنُ عُيَيْنَة والفضيل وودّعاه، وقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب.
الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ "اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ"1. يُفَسِّرُهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ "لا تَقْتُلُوهُمْ مَا صَلَّوْا"2.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الإِرْجَاءِ قَالَ: عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ، بَلَى إِنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ3.
نُعَيم بن حمّاد: سمعتُ ابن المبارك يقول: السيف الذي كان بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول لأحد منه مَفْتُون.
قال عبد العزيز بن أبي رَزْمة: لم تكن خصلة من خِصال الخير إلا جمعت في ابن المبارك: حُسن خُلُق، وحسن صُحبة، والزُّهد، والورع، وكلّ شيء.
وقيل: سُئل ابن المبارك: مَن السِّفْلة؟ قال الذي يدور على القُضاة يطلب الشهادات.
وعنه قال: إنّ البُصَراء لا يأْمنون من أربع خِصال: ذنب قد مضى لا يُدرَى ما يصنع الربٌ فيه، وعُمرٍ قد بَقِيّ لا يُدرَى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أُعطي لعلّه مَكْرٌ واستدراجٌ، وضلالةٌ قد زُيِّنَت له يراها هُدى، وزَيغ قلب ساعة، فقد يُسلب دينه ولا يشعر.
وعنه قال: لا أفضل من السَّعي على الْعِيَالِ حتّى ولا الجهاد.
أبو صالح: سمعتُ ابن المبارك يقول: لا يستحبّ على عالم إلا بذنب.
__________
1 حديث ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 277"، والطبراني "1/ 74"، في الصغير، وابن حبان "1/ 385"، في المجروحين، وابن عدي "2/ 517" في الكامل للضعفاء.
2 حديث صحيح: أخرجه مسلم "1854"، وأبو داود "4760"، والترمذي "2266"، وأحمد "6/ 295، 302، 305، 321".
3 خبر حسن.

(12/123)


محبوب بن موسى الأنطاكيّ: سمعتُ ابن المبارك يقول: من يبخل بالعلم ابتُلي بثلاث: إمّا أن يموت فيذهب عِلمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان.
منصور بن نافع، صاحبٌ لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كلّ يوم بدينار.
وعن عبد الكريم السُّكريّ قال: كان عبد الله يعجبه إذا قرأ القرآن أن يكون دُعاؤه في السجود.
إبراهيم بن نوح المَوْصليّ قال: لما قدِم الرشيد عين زَرْبَة أمر أبا سُلَيم أن يأتيه بابن المبارك، قال أبو سُليمان: فقلت: لا آمن أن يُجيب الرشيد بما يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجلٌ غليظ الطباع، جِلْف، فأمسك الرشيد.
الفضل الشَّعْرانيّ: ثنا عَبْدَةُ بنُ سُليمان: سمعتُ رجلا يسأل ابن المبارك عن الرجل: يصوم يومًا ويُفْطر يومًا؟ قال: هذا رجلُ يُضيع نصف عمره وهو لا يدري، أي لم لا يصومُها.
قلت: فلعلّ عبد الله لم يمرّ له حديث: "أفضل الصَّوم صوم داود" 1.
وقال أبو وهْب: سألت ابنَ المبارك: ما الكِبر؟ قال: أنْ تزدري النّاس.
وسألته عن العُجْب؟ قال: أن ترى أنّ عندك شيء ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًّا من العُجْب.
وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عِياض.
حاتم بن الجرّاح: سمعتُ عليّ بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك، وسأله رجلٌ قال: قُرْحَةٌ خرجتْ في رُكْبتي مذ سبْع سنين وقد عالجتُها بأنواع العِلاج، وسألت الأطبّاء، فلم أنتفع به.
قال: اذهب واحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإنّي أرجو أن يُنْبع هناك عينًا ويُمسك عنك الدم.
قال: ففعل الرجل، وبرأ.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3/ 13، 14"، ومسلم "1159".

(12/124)


وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدّث من كتاب، فلم يكن له سَقطٌ كبير، وكان وكيع يحدّث من حفْظه، فكان يكون له سَقط، كم يكون حفظ الرجل.
وروى غير واحد أنّ ابن المبارك سُئل: إلى متى تكبت العِلم؟ قال: لعلّ الكلمة التي أنتفع بها لم أكتُبْها بعد.
أخبرنا اليُونينيّ، وابن الفرّاء قالا: أنا ابن صباح، وأنا يحيى بن الصّوّاف، أنا محمد بن عماد قالا: أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أخبرنا ابن الحجاج، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرَّمْليّ، نا العبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، نا أحمد بن يونس.
سمعتُ ابن المبارك قرأ شيئًا من القرآن ثمّ قال: من زعم أنّ هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم.
قال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: ما قدِم علينا أحدٌ يُشبه ابن المبارك، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة.
قال المسيب بن واضح: سمعتُ أبا إسحاق الفَزَاريّ يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.
وقال موسى التبوذكيّ: سمعتُ سلام بن عطيّة يقول لابن المبارك: ما خلّف بالشرق مثله.
وقال القواريريّ: لم يكن عبد الرحمن بن مهديّ يقدّم أحدًا في الحديث على مالك، وابن المبارك.
وهْب بن زَمْعَة: نا مُعاذ بن خالد قال: تعرّضت إلى إسماعيل بن عيّاش بابن المبارك فقال: ما على وجه الأرض مثله، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في ابن المبارك، ولقد حدَّثني أصحابي أنّهم صحِبوه إلى مكّة من مصر، فكان يُطعمهم الخبيص وهو الدّهر صائم.
وقال المسيّب: سمعتُ مُعتَمر بن سُليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك، تُصيب عنده الشيء الذي لا يُصاب عند أحد.
وقال جعفر الطّيالسيّ: سألت ابن مَعِين عن ابن المبارك فقال: ذاك أمير المؤمنين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ ابْنُ الْمُبَارَكِ.

(12/125)


سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ أَتَى زَمْزَمَ فَمَلأَ إِنَاءً، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي الْمَوَّالِ، ثنا، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" 1. وَهَذَا أَشْرَبُهُ لِعَطَشِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَذَا.
والمحفوظ ما رواه الحَسَن بن عيسى وقال فيه: "الَّلهُمّ إنّ عبد الله بن المؤمل، عن أبي الوضيء، عن جابر، فذكره".
محمد بن النضر بن مساور، نا أبي: قلت لابن المبارك: هل تحفظ الحديث؟ قال: ما تحفَّظت حديثًا قطّ، إمّا آخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيتُه علِق بقلبي.
وقال عَبَدان: قال ابن المبارك في التدليس قولا شديدًا، ثم أنشد:
دلس للناس أحاديثَه
والله لا يقبل تدليسا
وعن ابن المبارك: من استخفّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخفّ بالأمر ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
عن أشعث بن شُعبة المَصِّيصيّ قال: قدِم الرشيد الرَّقَّةَ، فانجفل النّاس خَلَف ابن المبارك، وتقطّعت النِّعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أمُّ ولد للخليفة فقالت: هذا واللهِ المُلْك لا مُلْك هارون الذي لا يجمع النّاس إلا بشُرَط وأعوان.
أبو حاتم الرّازيّ: سمعتُ عَبَدة بن سُليمان المَرْوَزِيّ يقول: كنّا في سَريّةٍ مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدوّ، ولمّا التقى الْجَمْعان خرج رجلُ للمبارزة، فبرز إليه رجل فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجلٌ فطارده ساعة، ثمّ طعنه فقتله، فازدحم النّاس، فزاحمتُ فإذا هو ملثَّم وجهه، فأخذت بطرف ثوبه فمدته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يُشَنّع علينا؟ 2.
وقال محمد بن المثنَّى: ثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سُليمان بطَرَسُوس، فصاح النّاس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلمّا اصطفّ المسلمون والعدو خرج روميُّ وطلب البراز، فخرج إليه رجلُ، فشدّ العِلْج على المسلم
__________
1 حديث حسن لغيره: أخرج أحمد "3/ 357"، وابن ماجه "3062"، والدارقطني "2/ 289" في سننه، والحاكم "1/ 473"، والبيهقي "5/ 202، 248" في سنن الكبرى.
2 صفة الصفوة "4/ 144".

(12/126)


فقتله، حتّى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصَّفّين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد، قال: فالتفت إلى ابن المبارك وقال: يا فلان، إن حدث بن الموت فافعل كذا وكذا. وحرّك دابتهُ وبرز للعِلْج، فعالج معه ساعةً فقتل العِلْج، وطلب المبارزة، فبرز إليه علْج آخر فقتله، حتّى قتل ستة عُلوج، وطلب البراز. قال: فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته، وطرد بين الصَّفَّين وغاب. فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان، فقال لي: يا أبا عبد الله؛ لإن حدَّثْتَ بهذا أحدًا وأنا حيّ، وذكر كلمة1.
قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عَمْر، نا محمد بن المنذر: حدَّثني عَمْر بن سعيد الطّائيّ، نا عَمْر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد المصّيصة، فصحبه الصُّوفيّة فقال لهم: أنتم لكم أنفسٌ تحتشمون أن تنفق عليكم، يا غلام، هات الطّسْت. فألقى على الطّسْت منديلا ثمّ قال: يُلقي كلُّ رجلٍ منكم تحت المنديل ما معه. قال: فجعل الرجل يُلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهمًا. قال: فأنفق عليهم إلى المصِّيصة، فلمّا بلغ المصّيصة قال: هذه بلاد نفيِر، وقَسَّم ما بَقِيَ، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارًا، فيقول يا أبا عبد الرحمن: إنما أعطيت عشرين درهمًا، فيقول: وما تذكُر أنّ الله يُبارك للغازي في نفقته.
أحمد بن الحَسَن المقرئ: ثنا عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقيّ: سمعتُ محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق: سمعتُ أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحجّ اجتمع إليه إخوته من أهلِ مَرْو، ويقولون: نَصْحَبُك، فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيجعلها في صندوق، ثمّ يكتري لهم ويُطعمهم أطيب الطّعام والحَلْواء، فإذا وصلوا إلى الحَرَمَيْن يقول لكلّ منهم: ما أمَرك عيالك أن تشتري لهم؟ فيقول: كذا وكذا. ثمّ لا يزال يُنفق عليهم حتّى يصيروا إلى مَرْو. قال: فَيُجصّص دُورهم، ويصنع لهم وليمةً بعد ثلاث، ثمّ يكسوهم، فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق، ويدفع إلى كل رجلٍ منهم صُرّته عليها اسمه2.
وأخبرني خادمه أنّه عمل آخر سَفرة سافرها دَعوة، فقدّم إلى النّاس خمسةً وعشرين خِوَانًا فالُوذَج.
__________
1 خبر صحيح.
2 خبر صحيح: تاريخ بغداد "10/ 158"، صفة الصفوة "4/ 140، 141".

(12/127)


قال عليّ بن خَشْرم: حدَّثني سَلَمة بن سُليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك وسَأله أن يقضي عنه دَيْنًا، فكتب إلى وكيله؛ فلمّا وَرَدَ عليه الكتاب قال للرجل: كم دينك الذي سألت؟ قال: سبعمائة درهم!.
قال: فكتب إلى ابن المبارك: إنّ هذا سألك وفاء سبعمائة درهم، وقد كتبتَ إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فَنِيَتِ الغلات. فكتب إليه عبد الله: إنْ كانت الغلات فنِيَتْ فإنّ العمر أيضًا قد فني، فأَجْرِ له ما سبق به قلمي.
وروى مثلَها أبو الشّيخ الحافظ: نا أحمد بن إبراهيم، نا عليّ بن محمد بن رَوْح: سمعتُ المسيّب بن وضّاح قال: كنتُ عند ابن المبارك، فكلّموه في رجلٍ عليه سبعمائة درهم، وذكر الحكاية. وفيها أنّ كاتبه لما راجَعه في ذلك أضعفَ السَّبعة آلاف.
وفي حكاية أخرى أنّ ابن المبارك قضى عن شابٍّ عشرة آلاف درهم.
قال الفتح بن شَخْرَف: نا عبّاس بن يزيد، نا حِبّان بن موسى قال: عُوتب ابن المبارك فيما يفّرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مَرْو؛ إني أعرف مكان قومٍ لهم فضل وصِدْق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطَّلَب؛ يحتاج النّاس إليهم، احتاجوا، فإنّ تركتُهُم ضاع عِلْمهم، وإنّ أعَنّاهم بثّوا العِلم، ولا أعلم بعد النُّبُوَّة أفضل من بث العِلم1.
إبراهيم بن بشّار الخراساني: سمعتُ عليّ بن الفُضَيْلِ يقول: سمعتُ أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزُّهْد والتَّعَلُّل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد الحرام، كيف هذا؟ قال: إنّما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأُكرم به عِرْضي، وأستعين به على الطّاعة لا أرى لله حقًا إلا سارعتُ إليه.
فقال له أبي: ما أحسن ذا إنْ تمّ.
وقال نُعَيم بن حمّاد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف استوحش وأنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه2.
قَالَ عبيد الله بن جنّاد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيتَ ابن المبارك؟ قلت: نعم! قال: ما رأيت ولا ترى مثله.
__________
1 صفة الصفوة "4/ 128".
2 السابق "4/ 125".

(12/128)


وقال عبيد بن جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك.
وقال شقيق البلْخيّ: قيل لابن المبارك: إذا صلَّيتَ معنا لم تقف. قال: أجلسُ مع الصحابة والتّابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون النّاس.
وعن ابن المبارك: ليكن الذي تعتمدون عليه الأَثَر، وخُذوا من الرأي ما يفسّر لكم الحديث.
وكان قد تفقه بأبي حنيفة، وغيره.
وعنه قال: حُبُّ الدنيا في القلوب، والذنوبُ قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير؟ وعنه قال: لو أن رجلا اتقى مائة شيء، ولم يتق شيئًا واحدًا، لم يكن من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء، سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين، أما سمعتُ الله يقول لنوح عليه السلام في شأن ابنه: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46] .
وَسُئِلَ: من النّاس؟ قال: العلماء! قيل: فمن الملوك؟ قال: الزُّهّاد! قيل: فمن الغَوْغاء؟ قال: خُزَيْمَة وأصحابه! قيل: فمن السُّفَهاء؟ قال: الذين يعيشون برأيهم! وعنه قال: لِيَكُنْ مجلسك مع المساكين، وإيّاك أن تجلس مع صاحب بِدْعة.
وعنه قال: إذا عرف الرجل نفسه صار أذلّ من كلب.
قال أبو أُميّة الأسود: سمعتُ عبد الله يقول: أحبُّ الصالحين ولستُ منهم، وأبغض الطالحين وأنا شرُّ منهم. ثمّ أنشأ يقول:
الصَّمْتُ أزْيَنُ بالفتى ... من منطقٍ في غير حِينِهِ
والصِّدْق أجملُ بالفتى ... في القول عندي من يمينُه
وَعِلْمُ الفتى بوَقارِهِ ... سمَةٌ تَلُوحُ على جبينِه
فمن الذي يخفى عليك ... إذا نظرتَ إلى قرينِهْ
رُبّ امرئٍ مُتَيَقِّنٍ ... غلب الشَّقَاءُ علي يقينِه
فأزاله عن رأيهِ ... فابتاع دُنياه بدينِه1
__________
1 الحلية "8/ 170".

(12/129)


قال ابن المبارك: رُبّ عملٍ صغير تُكبّره النيّة، ورُبّ عمل كبير تصغّره النيّة.
وقال الحَسَن بن الربيع: لمّا احتضر ابن المبارك في السَّفَر قال: أشتهي سَوِيقًا، فطلبناه له، فلم نجدْه إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دَعُوه. فمات ولم يشربْه.
قال العلاء بن الأسود: ذُكر جَهْمٌ عند ابن المبارك فقال:
عجِبتُ لشيطانٍ أتى النّاس داعيًا
إلى النّار واشتُقَّ اسمُهُ من جَهنَّم
قال عليّ بن الحَسَن بن شقيق: سمعتُ ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلامَ اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الْجَهْميّة.
أخبرنا إسحاق بن طارق: أنا ابن خليل، نا عبد الرحيم بن محمد، نا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن عبد الله، نا محمد بن إسحاق: سمعتُ أبا يحيى: سمعتُ عليّ بن الحَسَن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف تعرفُ ربَّنا عزّ وجلّ؟ قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الجهمية: هو معنا ههنا.
قال أبو صالح الفرّاء: سألت ابن المبارك عن كتابة العِلم، فقال: لولا الكتاب ما حفِظْنا.
وسمعته يقول: الحِبْرُ في الثوب خُلُوقُ العُلماء.
وقال: تواطُؤُ الْجِيران على شيءٍ أحَبُّ إلي من عَدْلَيْن.
ويقال: مَرَّ ابن المبارك براهبٍ عند مقبرةٍ ومزْبلةٍ، فقال: يا راهبُ عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما مُعْتَبٌر.
وقد كان ابن المبارك غنيًّا شاكرًا، رأسُ ماله نحو من أربعمائة ألف.
قال حيّان بن موسى: رأيتُ سُفرة ابن المبارك حُملت على عَجَلَةٍ.
وقال أبو إسحاق الطّالقانيّ: رأيتُ بعيرَين محمَّلين دجاجًا مشْوِيًا لسُفْرة ابن المبارك.
وروى عبد الله بن عبد الوهّاب، عن ابن سهم الأنطاكيّ قال: كنت مع ابن المبارك، فكان يأكل كلّ يوم، فيُشوي له جَدْيٌ، ويُتَّخَذُ له فالوذَج، فقيل له في ذلك،

(12/130)


فقال: إنّي دفعتُ إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسّع علينا.
قال الحَسَن بن حماد: دخل أو أسامة على ابن المبارك، فوجَدَ في وجهه أثر الضُّرّ، فلمّا خرج بعث إليه أربعة آلاف دِرهم وكتب إليه:
وَفَتًى خلا من مالِه ... ومن المروءة غير خالي
أعطاك قبل سؤالهِ ... فكفاك مكروه السؤالِ
قال المسّيب بن وضّاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عيّاش أربعة آلاف درهم وقال: سُدّ بها فتنة القوم عنك.
وقال عليّ بن خَشْرَم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فَضَلَكُم ابن المبارك ولم يكن بأسَنَّ منكم؟ قال: كان يَقْدَم ومعه الغلْمان الخُراسانيّة، والبِزة الْحَسَنَةُ، فيصل العلماء ويعطيهم، وكنا لا نقدر على ذلك.
وقال نُعَيم بن حمّاد: قدِم ابن المبارك ليلةً على يونس بن يزيد، ومعه غلامُ مفرَّغ لضرب الفالوذَج، يتَّخذه للمحدّثين.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ" 1. فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ: أَيْنَ سَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ الْمُبَارَكِ؟ قَالَ: فِي الْغَزْوِ.
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: فِي أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِمْدَانَ الْبَصْرِيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْقَتْلَى ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ، لا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ؛ وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ فَرَقَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قُتِلَ، فَتِلْكَ مَضْمَضَةٌ أَيْ مَطْهَرَةٌ مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ محاء للخطايا،
__________
1 حديث صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 62"، وابن حبان "1912"، وابن عبد البر "1/ 158"، في جامع بيان العلم، وأبو نعيم "8/ 171"، في الحلية، والخطيب "11/ 165" في تاريخ بغداد.

(12/131)


وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبَعَةٌ؛ وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَذَلِكَ فِي النَّارِ، إِنَّ السَّيْفَ لا يَمْحُو النِّفَاقَ" 1.
وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَناهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ في جماعة قالوا: أنا أبو شُعَيْبٌ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يَحْيَى الْبَابلُتِّيُّ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرَ بِهَذَا.
وقد كان عبد الله بن المبارك -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- من فُحُولِ الشعراء المحسنين.
قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدَّثني محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة: أملى عليّ ابن المبارك بطَرَسُوس، وودَّعْتُه، وأنفذها معي إلى الْفُضَيْلِ بن عِياض في سنة سبع وسبعين ومائة هذه الأبيات:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
وريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا ... قَوْل صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في ... أنف أمرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب2
فلقيت الْفُضَيْلَ بكتابه في الحَرَم، فلمّا قرأه ذرفت عيناه ثمّ قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.
وروى إسحاق بن سُنَين لعبد الله بن المبارك:
إني امرؤ ليس في ديني لِغامِزه ... لِينٌ ولستُ على الإسلام طعانًا
فلا أسب أبا بكر ولا عمرًا ... ولن أسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله اشتم ... حتى ألبس تحت الترب أكفانا
__________
1 حديث صحيح: أخرجه أحمد "4/ 185، 186"، والدارمي "2/ 206"، في سننه، والطبراني "17/ 125" في الكبير.
2 خبر صحيح: السير "8/ 364"، طبقات الشافعية "1/ 151" للسبكي.

(12/132)


ولا الزُّبَير حواري الرسول ولا ... أهدي لطلحة شتمًا عز أو هانا
ولا أقول عليّ في السحاب إذا ... قد قلت والله ظلمًا ثمّ عدوانًا
ولا أقول بقول الجهم إنّ له ... قولا يضارع أهل الشرك أحيانا
ولا أقول تخلى من خليقته ... رب العباد وولى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تجبره ... فرعون موسى ولا هامان طغيانا1
وهي قصيدة طويلة.
ومنها قوله:
الله يدفعُ بالسلطان معضلة ... عن ديننا رحمة منه ورضوانًا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا2
قيل: إنّ الرشيد أعجبه هذا، فلمّا بلغه موت ابن المبارك بهت، ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل ائذن للناس يعزونا في ابن المبارك.
أليس هو القائل:
الله يدفع بالسلطان معضلة
وذكر البيتين.
من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا؟
قال ابن سهم الأنطاكي: سمعتُ ابن المبارك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ينشد:
وطارت الصحف في الأيدي مُنشَّرةً ... فيها السرائر والجبار مُطَّلِعُ
فكيف تهون والأنباء واقعة ... عما قليل ولا تدري بما تقع
إما الجنان وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع
تهوي بساكنها طورًا وترفعه ... إذا رجوا مخرجًا من غمها قمعوا
لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال بها الرجعي فما رجعوا
ومنها وهي طويلة:
__________
1، 2 الحلية "8/ 164".

(12/133)


فكيف قَرَّت لأهل العلم أعيُنُهُم ... أو استَلَذُّوا لذيذ النَّوْم أو هَجَعُوا
والنّارُ ضاحيةٌ لا بُدّ مَوْرِدُها ... وليس يَدْرُون مَن يَنْجُو ومَن يقع
قال سلم الخواص: أنشدنا ابن المبارك:
رأيتُ الذنوب تميت القلوب ... ويتبعها الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
وهل بدل الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس ولم يربحوا ... ببيعهم النفس أثمانها
لقد رتع القوم في جيفة ... يبين لذي اللب إنتانُها
قال أحمد بن جميل المَرْوَزِيّ: قيل لابن المبارك: إنّ ابن عُلَيَّة قد ولي الصدقة، فكتب إليه:
يا جاعلَ العِلم له بَازِيًا ... يصطادُ أموالَ المساكينِ
احْتَلْتَ لِلدُّنيا ولَذّاتِها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّين
فَصِرَت مجنونًا بها بعدما ... كُنتَ دواءً للمجانينِ
أين رِواياتُك في سَرْدِها ... عن ابنِ عونٍ وابنِ سِيرين
أين رواياتك فيما مضى ... في تركِ أبوابِ السَّلاطينِ
إنّ قلتَ أُكْرِهْتُ فماذا كذا ... زل جمار العلمِ في الطِّينِ
ولابن المبارك:
جَرَّبت نفسي فما وجدتُ لها ... من بعد تَقْوَى الإلهِ كالأدبِ
في كُلِّ حالاتِها وإنْ كَرِهَتْ ... أفْضَلَ من صَمْتها عن الكذِب
أو غيبةِ النّاسِ إنّ غِيبَتَهُم ... حَرَّمَها ذو الْجَلال في الكُتُب
قلت لها طائِعًا وإكراهًا ... الْحِلْمُ وَالْعِلْمُ زينُ ذي الحَسَب
إنْ كان مِن فضةٍ كلامُك يا ... نَفْسُ فإنّ السُّكُوت من ذَهَبِ

(12/134)


قال السَّرَاج الثَّقفيّ: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أبإذن نزلت بي يا شيب ... أي عيش وقد نزلت يطيب
وكفى الشيب واعظًا غير أني ... آمل العيش والممات قريب
كم أنادي الشباب إذ بان مني ... وندائي موليًا ما يجيب
وله:
يا عائب الفقر ألا تزدجر ... عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله ... على الغنى إنّ صح منك النظر
إنك تعصي لتنال الغنى ... وليس تعصي الله كي تفتقر
وقال حِبّان بن موسى: سمعتُ عبد الله بن المبارك ينشد:
كيف القرارُ وكيف يهدأُ مسلمٌ ... والمسلماتُ مع العدوّ الْمُعْتَدِي
الضاربات خدودهن برنة ... الداعيات نبيهن محمد
القائلات إذا خشين فضيحة ... جهد المقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع وما لها من حيلة ... إلا التستر من أخيها باليد
وله:
كل عيش قد أراه نكرًا ... غير ركز الرمح في فيِّ الفرس
وركوبي في ليال في الدجى ... أحرس القوم وقد نام الحرس
أبو إسحاق الطّالقانيّ قال: كنّا عند عبد الله فانهد القهندز، فَأُتي بسِنَّيْن، فوُجد وزن أحدَيْهما مَنَوان، فقال عبد الله بن المبارك رحِمَه الله:
أُتِيتُ بسنين قد رمتا ... من الحِصْن لمّا أثاروا الدَّفينا
على وزْن مَنْوَيْنِ إحداهُما ... تُقِلُّ به الْكَفُّ شيئًا رَزينا
ثلاثون سِنّا على قَدْرِها ... تباركْتَ يا أحسَنَ الخالقِينا
فماذا يقومُ لأفواهها ... وما كان يملأ تلك البطونا
إذا ما تذكرتُ أجسامهم ... تَصَاغَرَتِ النَّفسُ حتّى تَهُونا

(12/135)


وكلُّ على ذاك ذاقَ الرَّدَى ... فبادُوا جميعًا فهم هامدُونا1
ومن طُرق، عن ابن المبارك، ويقال بل هي لحميد النحوي:
اغتنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلْفَى إلى الله ... إذا كُنت فارغًا مُسْتَريحًا
وإذا ما هَمَمْتَ بالنُّطْق بالباطلِ ... فاجْعَلْ مكانه تسبيحا
فاغْتِنامُ السُّكُوتِ أفضلُ من ... خَوْضٍ وإنْ كنتَ بالكلام فصيحا
عَبَدان بن عُثمان، عن ابن المبارك أنّه كان يتمثَّل:
وكيف تحبُّ أن تُدعى حليمًا ... وأنتَ لكلّ ما تَهْوَى ركوبُ
وتضحكُ دائمًا ظهرًا لبطنٍ ... وتَذْكرُ ما عملت فلا تتوب
العبدُ عبدُ النَّفْس في شَهَواتها ... والحُرّ يشبع مرة ويجوع
وسُمع ابن المبارك وهو يُنشد فوق سور طَرَسُوس:
ومِن البلاءِ وللبلاءِ علامةٌ ... أن لا يرى لك عن هواك نزوع
قال أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قال: لما احتضر ابن المبارك جَعَلَ رجُلٌ يلقِنُه: قل لا إله إلا الله، وأكْثَرَ عليه، فقال: لستَ تُحِسن وأخاف أن تؤذي مسلمًا بعدي إذا لقَّنْتني فقلت: لا إله إلا الله ثمّ لم أُحدِث كلامًا بعدها فَدَعْني، فإذا أحدثْتُ كلامًا بعْدَها فلقِّنِّي حتّى تكون آخر كَلامي2.
وقيل إنّ الرشيد لما بَلَغَه موتُ ابن المبارك قال: مات اليوم سيّدُ العلماء.
قال عَبَدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بِهِيت وعَانَات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاثٍ وستين.
وقال أحمد بن حنبل: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم أُدْرِكْه، وكان قد قدِم فخرج إلى الثِّغْر ولم أره.
قال محمد بن فُضَيْلِ بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنتُ فيه. قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم.
__________
1 السير "8/ 368".
2 صفة الصفة "4/ 146".

(12/136)


قلت: فما صنع بك ربُّك؟ قال: غفر لي مغفرةً ما بعدها مَغْفِرة1.
رواها اثنان عن محمد.
وقال العبّاس بن محمد النَّسَفيّ: سمعتُ أبا حاتم البربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفًا على باب الجنّة بيده مُفتاح، فقلت: ما يوقفك ههنا؟ قال: هذا مفتاح الجنّة دفعه إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال: حتّى أزور الرَّبَّ تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض.
وقال إسماعيل بن إبراهيم المصّيصيّ: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غُفر لي.
قلت: فابنُ المبارك؟ قال: بخٍ بخٍ، ذاك في عِلِّيِّين ممّن يلج على الله كلّ يومٍ مرّتين.
وقال أبو هشام الرفاعيّ: ثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النَّوم، فقلت: ما فعل بك ربّك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن.
قلت: ما فعل سُفيان الثَّوْريّ؟ قال: ذاك عندهم في مكانٍ رفيع.
وقال عليّ بن أحمد السّوّاق: ثنا زكريّا بن عَدِيّ قال: رأيت ابن المبارك فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي برحلتي2.
ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربيّ:
مررتُ بقبر ابن المبارك بكرةً ... فأوسَعَني وعْظًا وليس بناطقِ
وقد كنت بالعِلْم الّذي في جوانحي ... غنّيًا وبالشَّيْب الذي في مَفَارِقي
ولكن أرى الذكر تنبه غافلا ... إذا هي جاءت من رجالِ الحقائقِ
194- عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفروي3.
في الكنى.
__________
1 صفة الصفوة "4/ 147".
2 تاريخ بغداد "10/ 169".
3 يأتي في "الكنى".

(12/137)


195- عبد الله بن مراد السَّلمانيّ المُراديّ الكوفيّ1:
عن: أبي إسحاق الشَّيبانيّ، والنعمان بن قيس.
وعنه: داود بن إسحاق العايديّ، وهارون بن حاتم.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
196- عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوّام2.
أبو بكر الزُّبَيريّ المدنيّ الأمير، والد مُصْعَب.
روى عن: هشام بن عُرْوة، وأبي حازم المَدِينيّ، وموسى بن عقبة، وطبقتهم.
وعنه: ابنه مُصْعَب، وهشام بن يوسف الصَّنْعانيّ، وإبراهيم بن خالد الصَّنْعانيّ.
وُلّي إمرة المدينة، وإمرة اليمن، وحُمِدت سيرته، وكان وسيمًا جميلا فصيحًا مُفَوَّهًا من سَرَوات قريش، أول ما اتّصل بصُحبة المهديّ أحبّه، وصار من خواصّه.
قال مُصْعَب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليالٍ يُلْزمه وهو يمتنع، ثمّ غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعمامة، وعقد له اللواء بيده، ثم قال: عليك سمع وطاعة.
قال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: فناوله اللّواء وجعل له في العام اثنى عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة ومعها اليمن، وزاده معها ولاية عَكّ3.
قال الزُّبَير بن بكّار بن عبد الله: كان جدّي مِدْرَه قريش، وخطيبها، وواحدها شَرَفًا وَقَدْرًا وصَونًا؛ وكان وسيمًا جميلا فصيحًا، قد عُرفت له مروءة وقُدرة بالبلد.
وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزُّبَيريّ: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد الله بن مُصْعَب في أول ما صحِب المهديّ بألفَيْ دينار، فردّها وقال: لا أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد.
__________
1 لم نقف عليه.
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 178"، والسير "8/ 454".
3 عك: إحدى الولايات بجوار اليمن.

(12/138)


قال يعقوب الفَسَويّ: ولي بكّار بن عبد الله المدينة وقدم أبوه إلى بغداد.
وسُئل ابن مَعِين عن عبد الله بن مُصْعَب فقال: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب.
وقال أبو حاتم: هو بابَهُ عبد الرحمن بن أبي الزِّناد.
قيل: مات عبد الله بالرَّقَّة في سنة أربعٍ وثمانين ومائة، وله نحوٌ من سبعين سنة.
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ الرَّهَاوِيَّ الْحَافِظَ قَالَ: أنا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ ح، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّحْوِيُّ قَالا: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ، بِحَلَبٍ، أنا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ قَالا: أَخْبَرَتْنَا بِيبِي الْهَرْثَمِيَّةُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ألا أخبركم على من تحوم النَّارُ غَدًا، عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ" 1.
197- عبد الله بن معاوية الزُّبَيريّ2.
أبو معاوية، من ولد الزُّبَير بن العوّام.
روى عن: هشام بن عُرْوة، وغيره.
وعنه: أبو عاصم النبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن مَعِين، وأبو حفص الفلاس.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال أيضًا في كتاب الضعفاء الكبير: عبد الله بن معاوية من ولد الزُّبَير بن العوام بصري بعض أحاديثه مناكير.
__________
1 حديث صحيح لغيره: أخرجه الخرائطي "11"، "23" في المكارم، وله شاهد من حديث ابن مسعود، أخرجه الترمذي "2488"، وأحمد "3938"، وابن حبان "1096".
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وأنس، كما في المجمع "4/ 75".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 178"، والميزان "2/ 507".

(12/139)


قلت: العبارتان معناهما واحد، لأنّ من كان بعض أحاديثه مُنْكَرَة فهو أيضًا مُنْكَر الحديث. إذ قولّنا في الرجل مُنْكَر الحديث لا نعني به أنّ كل ما رواه مُنْكَر، فإذا روى الرجل جملةً وبعض ذلك مناكير، فهو مُنْكَر الحديث.
198- عبد الله بن المُنيب الأنصاريّ الحارثيّ1 د. ن:
عن: جدّه عبد الله بن أبي أُمامة، ووالده، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: مَعن بن عيسى، والواقديّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمان.
قال النَّسائيّ: لا بأس به.
199- عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي2 ق:
أبو محمد المدني.
عَنْ: صَفْوان بْن سُلَيم، وأسامة بْن زيد، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد، وطائفة.
قال ابن مَعِين: صدُوق، كثير الخطأ.
قال ابن جبان، وغيره: لا يُحْتَجّ به.
وجدّه هو إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله.
200- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السّاميّ3 ع:
الإمام أبو محمد القُرَشيّ البصْريّ.
عن: حُمَيْد الطويل، والجريري، وداوود بن أبي هند، ويونس بن عُبَيْد، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وعمرو بن عليّ الفلاس، ونصر بن عليّ، وبُنْدار، وخلق.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 152"، والتهذيب "6/ 43".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 166، 167"، والتهذيب "6/ 44".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 28"، التهذيب "6/ 96".

(12/140)


قال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال عيّاش بن الوليد الرقام: ثنا عبد الأعلى أبو محمد وأبو هَمّام، يعني له كُنْيتان.
قلت: احتجّوا به في الكُتُب، وهو صَدُوق، لكن رُمي بالقَدَر.
وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقويّ.
تُوُفّي في شعبان سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
201- عبد الجبّار بن سليمان اليَحْصُبيّ المصريّ1:
يُكَنّى أبا سُليمان.
روى عن: حَيَوة بن شُرَيْح، وغيره.
وعنه: ابن وهْب مع تقدُّمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السرح.
ذكره ابن يونس وقال في ترجمته إنّه قال: أدركت مِصْرَ وليس فيها إلا سائل واحد، ثمّ طرق إلينا سائل آخر.
قلت: لو كان هذا في قريةٍ لقضي منه العَجَب، فكيف في مثل عَظَمة مصر.
مات عبد الجبّار سنة تسعين ومائة.
202- عبد الحميد بن عَدِيّ، أبو سِنان الْجُهَنّي الدّمشقيّ2.
عن: الأوزاعيّ، وهشام بن الغاز، وجماعة.
وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
203- عبد الحميد بن أبي العِشرين الدّمشقيّ3.
أبو سعيد، كاتب الأوزاعيّ.
__________
1 أورد السيوطي في "حسن المحاضرة".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 16".
3 الجرح والتعديل "6/ 11"، والتهذيب "6/ 112، 113".

(12/141)


روى عن الأوزاعي فقط.
وعنه: أبو الجماهير، ومحمد بن عثمان، وهشام بن عمّار، وجنادة بن محمد المُرّيّ.
وثقه أحمد، وأبو حاتم.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال ابن عَدِيّ: يغرب عن الأوزاعيّ بأحاديث، وهو ممّن يُكْتَب حديثه.
وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه: "في سوق الجنة"1 لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيب ولا حسّان بن عطيّة، وقد تَابَعَه عليه سُوَيْد بن عبد العزيز.
204- عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدّمشقيّ الشَّيْبانيّ2.
عن: محمد بن إسحاق، وعمّار بن إسحاق.
وعنه: زْهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
وثقه دُحَيْم.
وقال أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
205- عبد الرحمن بن الحارث السَّلاميّ3:
عن: الزُّهْريّ، وعُمْير بن هانئ، ومحمد بن المُنْكَدر، وربيعة الرأي وغيرهم.
وعنه: هشام بن عمّار، والحَكَم بن موسى.
قال أبو حاتم: حديثه مقارب.
__________
1 حديث ضعيف: وأخرجه الترمذي "2673"، وقال: حديث غريب.
2 الجرح والتعديل "5/ 215"، والميزان "2/ 550".
3 الجرح والتعديل "5/ 225"، والميزان "2/ 554".

(12/142)


206- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ1 ت. ق:
مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ حَازِمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ.
ضعفه أحمد، وغيره.
وهو صاحب حَدِيثِ: "أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ" 2. يَرْوِيهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ، بِهَذَا.
قال الشّافعيّ: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام.
وقال البخاريّ: عبد الرحمن بن زيد ضعّفه عليّ جدًا.
قلت: أخواه أقوى منه وأحسن حالا، عبد الله، وأسامه.
تُوُفّي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
207- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ3 ت:
أبو القاسم العمري المدني، أخو قاسم.
عن: أبيه، وعُبَيْد الله، وسُهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة.
وعنه: شُرَيْح بن يونس، وأبو الربيع الزَّهْرانيّ، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 233، 234"، والسير "8/ 309".
2 حديث حسن: أخرجه أحمد "2/ 97"، وابن ماجه "3218"، والشافعي "1734"، والبيهقي "1/ 254"، "9/ 257"، في سننه الكبرى.
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 253"، والتهذيب "6/ 213، 214".

(12/143)


مُتَّفَقٌ على وَهْنه، مَزّق أحمد ما سمع منه.
وقال أبو زُرْعة: متروك.
وقال أبو داود: ليس بثقة.
قيل: مات في صَفَر سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
208- عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حِبّان بن أبجر الهَمَدانيّ الكوفيّ1 م. ن:
عنه: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: سعيد بن محمد الجرميّ، وشُرَيْح بن يونس، والوليد بن شُجاع السَّكُونيّ، وابن مهديّ، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا، أمّ النّاس في الصلاة على الثَّوْريّ، ما أعلم فيه مَغْمزًا.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال ابن مَعِين: صالح الحديث.
وذكره ابن حِبّان في الثقات.
وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه.
209- عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبيّ المدنيّ2.
له عن: أبيه عن ابن عَمْر، وعن عمّه.
وعنه: سَعْدُوَيْه الواسطيّ، وأبو مَعْمر القَطِيعيّ، وزكريّا بن يحيى بن صُبَيْح، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يُسْند.
210- عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفي3.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 258، 259"، التهذيب "6/ 221".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 264"، والثقات لابن حبان "8/ 372".
3 الجرح والتعديل "5/ 286"، والميزان "2/584".

(12/144)


عن: أبيه، وهشام بن عُرْوة، والأعمش، ونحوهم.
وعنه: أبو إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعَمْرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مَالَج، بفتح اللام.
قال الدَّارَقُطْنيّ،، وغيره: متروك.
وقال أبو داود: كان يضع الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من بعد.
وقال ابن مَعِين: رأيته، وليس بثقة.
211- عبد الرحمن بن القُطاميّ1:
بصريّ، له عن: أبي المُهَزّم، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وعلي بن جدعان.
وعنه: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون.
قال الفلاس: لقيته وكان كذابا.
وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنّما يروي عن أصحاب أنس.
وأورد ابن عَدِيّ له أحاديث وقال: لعلّ الضَّعْف فيها من قِبَل أبي المُهَزّم، وابن جُدْعان.
212- عبد الرحمن بن أبي الرجال2 ع:
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن حارثة بن النعمان بن نافع الأنصاريّ النجاري المدني.
عن: أبيه، وعُمارة بن غَرِيّة، وعمر مولى عَفْرة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، وقُتَيْبة، وهشام بن عمّار، ويحيى الوحاظيّ، وسُوَيْد بن سعيد، والحكم بن موسى.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 279"، والميزان "2/ 582".
2 الجرح والتعديل "5/ 281، 282"، والتهذيب "6/ 169".

(12/145)


وكان قد نزل بثغر الشام.
وثَّقه ابن مَعِين، وغيره.
وليَّنه أبو حاتم قليلا.
213- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العَرْزميّ1.
عن: أبيه، وجابر الْجُعْفيّ، وعبد الملك بن أبي سُليمان، وجُوَيْبر، وغيرهم.
وعنه: ابنه محمد، وعليّ بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزْديّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
214- عبد الرحمن بن مُسْهِر2.
أبو الهيثم الكوفيّ، قاضي جَبُّل، وهو أخو عليّ بن مُسْهِر.
روى عن: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سَوّار.
وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخزومي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم.
قال النسائي: متروك.
هو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأنّ الرشيد انحدر مرّة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل جَبُّلَ أن يُثْنوا عليّ، فوعدني ذلك. فلمّا قرُب إلينا الرشيد وأبو يوسف معه في الحرّاقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نِعم القاضي قاضي جَبُّلَ، قد عَدَلَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ، وجعلتُ أُثني، فعرفني أبو يوسف فضحِك، ثمّ أخبر الرشيدَ، فضحك حتّى فحص برِجْلَية، ثمّ قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزلْه، فعزلني.
قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 282"، الميزان "2/ 585".
2 الجرح والتعديل "5/ 291"، والميزان "2/ 590، 591".

(12/146)


قال ابن مَعِين: ليس بشيء.
215- عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضّرميّ المصريّ الفقيه1.
من كبار علماء المصريين وقُرّائهم.
وُلد سنة عشر ومائة، وكان أوّل من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شُهود القاضي العُمريّ.
تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة.
216- عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري2 ق:
أبو زيد.
روى: عن أبيه، ومالك بن دينار.
وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال أبو حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدّث عنه بالطّامّات.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
217- عبد الرحيم بن سليمان الرازي3 ع. د. م:
أبو علي، نزيل الكوفة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 285"، والثقات لابن حبان "5/ 109".
2 الجرح والتعديل "5/ 339، 340"، والسير "8/ 317".
3 الجرح والتعديل "5/ 339"، والسير "8/ 317".

(12/147)


عن: عاصم الأحول، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وسُليمان الأعمش، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيِب، وهنّاد، وأبو سعيد الأشجّ، وعدّة.
وهو رفيق حفص بن غِياث في طلب العلم، وله تصانيف.
وثقه يحيى بن مَعِين، وغيره.
تُوُفّي في آخر سنة سبعٍ وثمانين ومائة. ويقال: سنة أربعٍ وثمانين.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، صنف الكتب.
218- عبد الرزاق بن عَمْر، أبو بكر الدّمشقيّ1:
عن: الزُّهْريّ، وإسماعيل بن أبي المهاجر.
وعنه: حفيده إسحاق بن عَقِيل، وأبو مُسْهِر، وأبو الْجَمَاهر محمد بن عثمان، ويسيرة بن صَفْوان، والحَكَم بن موسى، وجماعة.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
وقال الحَسَن بن عليّ: سألت هُشَيْمًا، عن عبد الرّزّاق بن عَمْر فقال: ذَهَبَتْ كُتُبه. خرج إلى بيت المقدس فجعل كُتبَه في خُرجٍ جديد وثيابة في خرج خَلِق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كُتُبه.
فكان بعدُ إذا سمع حديثًا للزهري قال: هذا مما سمعت.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
219- عبد السلام بن حرب الملائي2 خ. ع:
كوفيّ أصله من البصرة. وكان شريكًا لأبي نُعَيم في بيع الْمُلاءِ، وكان حافظًا معمِّرًا.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 39"، والتهذيب "6/ 309".
2 الجرح والتعديل "6/ 47"، والسير "8/ 297، 298".

(12/148)


روى عن: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بن أبي فَروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذّاء، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وهناد، وأبو سعيد الأشجّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق سواهم.
ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه.
قال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة، وفي حديثه لِين.
وقال التِّرْمِذيّ: ثقة حافظ.
قال ابن شَيْبَة: وكان عَسِرًا في الحديث: سمعتُ ابن المَدِينيّ يقول: كان يجلس في كلّ عام مرّة مجلسًا للعامّة. فقلت لعليّ: أكْثَرْتَ عنه؟ قال: نعم، حضرت له مجلسَ العامّة، وقد كنتُ استنكرت بعضَ حديثه حتّى نظرت في حديث من يُكْثر عنه فإذا حديثه مُقارب عن مغيرة والناس. وذلك أنّه كان عسِرًا، فكانوا يجمعون عن أبيه في مواضع، وكنت أنظر إليها مجموعةً فاستنكرْتُها.
قال ابن مَعِين: هو ثقة، والكوفيّون يُوَثّقونه.
وقال القواريريّ: أتيت عبد السلام بن حرب، قلت: حدِّثني فإنّي رجلٌ غريب من البصْرة.
فقال لي: كأنّك تقول جئت من السماء، ولم يحدّثْني.
وقال غيره: وُلد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
220- عبد السلام بن مَكْلَبة1:
الفقيه البيروتيّ صاحب الأوزاعي.
روى عن: جريح، والأوزاعيّ، وأبي أُميّة الشّعبانيّ يُحمد.
وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون.
قال مروان بن محمد: أعلم النّاس بحديث الأوزاعي وفُتْياه عشرةٌ منهم: عبد السلام بن مكلبة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 47، 48".

(12/149)


221- عبد الصّمد بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْد المطّلب1.
الأمير أبو محمد الهاشمي.
روى عن: أبيه.
عنه: المهديّ، ومات قبله بدهر.
وقد ورد أنّه تُوُفّي بأسنانه التي وُلد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلْق، ضخمًا، ذا قُعْدُد في النَّسب، وقد خرج عند موت السّفاح مع أخيه عبد الله بن عليّ، وحارب أبا مسلم، ثمّ تقلَّبت به الأيّام، وبَقِيّ إلى هذا الوقت.
وكان الرشيد يحترمه ويُجلُّه لأنّه عمّ جدّه المنصور.
مَولدُه بالحمية من أرض البلْقاء، وقد وُلّي إمرة دمشق، ثمّ وُلّي إمرة البصْرة، فكان في هذا العصر عبد الصّمد ولد عليّ، والفضل بن جعفر بن العبّاس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد عليّ. وهذا من غريب الاتفاق.
قال ابن عساكر: وحدَّث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سُليمان.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَهْتَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجِيبٍ الرَّقَّاقُ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَنْتَابٍ، وَابْنُ الصَّلْتِ الْمُجَبَّرُ: ثناهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبِي، نا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ"2. أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، وابن عمه أيوب، والتقي بْنُ مُؤْمِنٍ، وَابْنُ الْفَرَّاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَبِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ قَالُوا: أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ تَاجِ الْقُرَّاءِ، وَابْنُ الْبَطِّيِّ ح، وَأنا سُنْقُرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْفَخَّارِ، وَابْنُ السَّمَّاكِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ بُغَا قَالُوا: أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ ح، وَأنا أَبُو الْمَعَالِي الزَّاهِدُ، أنا مُحَمَّدُ بن معالي،
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "3/ 195، 196"، والسير "129-131".
2 حديث منكر: أخرجه العقيلي "1/ 65"، "3/ 84"، في الضعفاء الكبير، والخطيب "5/ 94"، "6/ 138"، "10/ 300"، في تاريخه، وابن الجوزي "2/ 275"، في العلل المتناهية.

(12/150)


وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَطِيبُ، وَعُمَرُ بْنُ بَرَكَةَ، وَالأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ يَاسِينَ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ: قال هود ابن تَاجِ الْقُرَّاءِ: أنا مَالِكٌ الْبَانيَاسِيُّ، أنا ابْنُ الصَّلْتِ، وَذَكَرَهُ.
قال العُقَيْليّ: الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصّمد.
قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد وعبد الصّمد بن موسى.
قال الخطيب: قد ضعفوه.
قال نِفْطَوَيْه: كان عبد الصّمد بن عليّ أقعد أهل دهره نَسَبًا، فبينه وبين عبد مَناف كما بين يزيد بن معاوية وبين عبد مَناف. قال: وكان أسنان عبد الصّمد وأضراسه قطعة واحدة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عمّ جدّه الخليفة الهادي. وعاش بعد الهادي دهرًا، وهو أعرق النّاس في الْعَمَى، فإنّه عمي بآخره. فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى. كان طُرح ببيتٍ فيه ريش، فطارت ريشه فسقطت في عينه.
قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصمت مات بأسنانه التي وُلد بها.
وأمّه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرُّقَيّات يشبِّب بها في قوله:
عَادَ لَهُ مِنْ كَثِيرَةَ الطَّرَبُ ... فَعَيْنُهُ بِالدُّمُوعِ تنسكبُ
قال جعفر الفِرْيابيّ: ثنا محمد بن سعيد الفِرْيابيّ: سمعتُ سيف بن محمد ابن أخت الثَّوْريّ يقول: مرض خالي سُفيان، فَعَاده عبد الصّمد بن عليّ، وكان سيّدَ بني هاشم، فقال لنا سُفيان: لا تأذَنُوا له. قلنا: لا يمكن ذلك. فحوّل وجهه إلى الحائط. ودخل فسلّم، فلم يردّ عليه، وجلس مَلِيًّا وقال: يا سيف، كأن أبا عبد الله نائم؟ فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله.
فقال سُفيان: لا تكذب، لستُ بنايم.
وقال عبد الصّمد: يا أبا عبد الله، ألَكَ حاجة؟
قال: نعم، لا تعود إلي، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحّم علي.
فخجل عبد الصمد وخرج، وقال: هممتُ ألا أخرج إلا ورأسُهُ معي.

(12/151)


قلت: سيف تالف.
مات عبد الصّمد بالبصّرة سنة خمسٍ وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة.
222- عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني1:
روى عن عمه وهب، وعن: طاوس، وعِكْرِمة.
وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصّنْعانيّون.
قال أحمد بن حنبل: كان قد عُمِّر وأظنُّه مات أيّام هُشَيم، وهو ثقة.
وكذا وثَقه يحيى بن مَعِين.
قال أحمد بن علي الأبَّار وغيره: مات عبد الصّمد بن معقل سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
قال الأبَّار: حدَّثني بعض ولده أنّه عاش خمسًا وتسعين سنة.
223- عبد العزيز بن أبي حازم2 ع:
واسم أبيه سَلَمة بن دينار، الفقيه أبو تمّام المدنيّ.
روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عُرْوَة، وموسى بن عُقبة، وعدّة.
وعنه: الحُمَيْديّ، وأبو مصعب، وعلي بن حجر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا كبير الشأن.
قال يحيى بن مَعِين: صدوق.
وقال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أَوَقَد قالوها؟ أمّا ابن أبي حازم فسمع مع سُليمان بن بلال، فلمّا مات سُليمان أوصى إليه بكُتُبه، فكانت عنده، فقال: بال عليها الفأر فذهب بعضها.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 50"، والتهذيب "6/ 328".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 382، 383"، والسير"8/ 321-323".

(12/152)


فكان يقرأ ما استبان، يدع ما لا يعرف منها. أما حديث أبيه فكان يحفظ.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم.
وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدّراورديّ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه. كذا قال.
قلت: بل هو حجة في أبيه وغير أبيه.
وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأمّا هذه الكُتُب التي عن غير أبيه فيقولون إنّ كُتُب سُليمان بن بلال صارت إليه.
وقال أحمد بن حنبل مرّة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كُتُب أبيه، فيقولون: سمعها.
وقال ابن سعد: وُلد سنة سبعٍ ومائة، وتُوُفّي ساجدًا في سنة أربع وثمانين ومائة.
224- عبد العزيز بن خالد التِّرْمِذيّ1 ن:
روى عن: أبيه خالد بن زياد، عن حَجّاج بن أرطأة، وطلحة بن عَمْرو المكّي، وابن جريج، وأبي قتيبة، وغيرهم.
وعنه: أحمد بن يعقوب، وداود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
قال أبو حاتم: شيخ.
225- عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري2 ع:
أبو عبد الصمد. أحد الثقات الحفاظ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 380، 381"، التهذيب "6/ 334".
2 الجرح والتعديل "5/ 388، 389"، والسير "8/ 327، 328".

(12/153)


روى عن: أبي عِمران الْجُونيّ، ومنصور بن المعتمر، ومطر الورّاق، وحصين بن عبد الرحمن.
وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلق.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
وقال القواريري: نا عبد العزيز العمي، وكان حافظًا.
وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.
قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
226- عبد العزيز الدراوردي بن محمد بن عبيد1 م. خ. ق. ن:
الإمام أبو محمد الْجُهَنّي مولاهم المَدنيّ، أصله من دَرَاوَرْد، قرية بخُراسان فيما قيل.
وقال الطّبرانيّ: ثنا أحمد بن رِشْدِين: سمعتُ أحمد بن صالح يقول: كان الدَّرَاوَرْدِيّ من أهل إصبهان، ترك المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أنْدَرُون، فلقّبه أهل المدينة الدَّرَاوَرْدِيّ.
روى عن: صَفْوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نَمِر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعَمْرو بن أبي عَمْرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدّة.
وعنه: سُفيان، وشُعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن خَشْرَم، وأحمد بن عَبْدة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وأبو حُذافة السّهْميّ، وخلْق سواهم.
قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أميرَ المؤمنين.
وقال يحيى بن مَعِين: هو أثبت من فُلَيح بن سُليمان.
وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 395"، والتهذيب "6/ 353-355".

(12/154)


وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهديّ يحدّث عن الرجل بالحديث والشيء، لا يحدّث بحديثه كلّه: وأنّه حدَّث عن الدَّرَاوَرْدِيّ بحديث.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: تَرْوِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ1.
فتبسّم وأنكره. وقال: إنّما هذا موقوف.
وعن أحمد قال: إذا حدَّث من حفْظه يَهِمّ، ليس هو بشيء، وإذا حدَّث من كتابه فنَعَم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: أخرج له الأئمة السّتّ، لكن قذفه البخاريّ بآخر.
مات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
227- عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة ميمون2:
ويعقوب هو الماجشُون، أخو يوسف التَّيْميّ مولى آل المُنْكَدر، أحد العلماء بالمدينة.
وهو ابن عمّ عبد العزيز بن عبد الله الماجشُون، يُقال: لُقِّب يعقوب بالماجشُون لحُمرة خَدَّيْه.
يروى عن: ابن عَمْر، وعن الأعرج.
روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المُنْكَدر.
وعنه: أحمد، ومحمود بن خُداش، وشُرَيْح بن يونس، والزَّعْفرانيّ، وعليّ بن هاشم الرّازيّ.
كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة.
ويوسف أخوه أكبر منه وأشهر، وهو صدُوق، مُقِلّ.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
__________
1 حديث ضعيف: أخرجه العقيلي "3/ 21" في الضعفاء الكبير.
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 399"، والثقات لابن حبان "7/ 115".

(12/155)


228- عبد القاهر بن السري1 د. ق:
أبو رفاعة السلمي البصري.
عن: أبيه، وحميد الطّويل، وعبد الله بن كِنانة بن عبّاس بن مِرداس، وغيرهم.
وعنه: عيسى البرمكي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، والجهضمي، وغيره.
سُئل عنه يحيى بن مَعِين فقال: صالح.
229- عبد الغنيّ بن سَمُرة الرُّعَيْنيّ البصْريّ2:
عن: أبيه، وابن عَوْن، وهشام بن حسّان.
وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن عليّ، ويزيد بن سنان القزّاز.
230- عبد القُدُّوس بن بكر بن خنس3 ت. ق:
أبو الجهم الكوفي، أخو خُنَيْس، وزيد.
روى عن: أبيه، وحبيب بن سُلَيم، وحجاج بن أرطأة.
وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي.
وهو قليل الرواية. ما رأيت لأحد فيه كلاما.
231- عبد الكريم بن يعفور الجعفي4:
أبو يعفور، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة.
له عن: جابر الْجُعْفيّ، ومُشَمْرِخ.
وعنه: قُتَيْبة، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ.
قال أبو حاتم: كان من عتقي الشيعة، وكان قزازًا.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 57"، والتهذيب "6/ 368".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "6/ 56"، والتهذيب "6/ 369".
4 انظر: الجرح والتعديل "6/ 61"، والميزان "2/ 647".

(12/156)


232- عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد1.
أبو الحسن العبْسيّ الكوفيّ.
عن: داود بن أبي هند، والأعمش.
وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: مجهول.
233- عُبَيْد الله بن شُمَيْط2 ت:
ابن عجلان البصري.
عن: أبيه، وعمّه الأخضر بن عَجْلان، وأيّوب السَّخْتيانيّ.
وعنه: سُليمان بن حرب، وعَبَدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وطائفة.
وثقه ابن مَعِين، وغيره.
يقال: تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
234- عُبَيْد الله بن عُبَيْد الرحمن الأشجعيّ الكوفيّ3 خ. م. ت. ن. ق:
أحد الأئمة يُكَنَّى أبا عبد الرحمن.
روى عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، والطبقة. وصحِب الثَّوْريّ، وقال: سمعتُ منه ثلاثين ألف حديث.
قال يحيى بن مَعِين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من عُبَيْد الله الأشجعيّ.
روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وآخرون.
قال قبيصة: لمّا مات سُفيان الثَّوْريّ قعد الأشجعيُّ موضِعَه.
قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 66"، والميزان "2/ 670".
2 الجرح والتعديل "5/ 319"، والثقات لابن حبان "8/ 403".
3 الجرح والتعديل "5/ 390، 391"، والتهذيب "7/ 34، 35".

(12/157)


235- عُبَيْد الله بن عَمْرو1:
شيخ الرَّقَّةِ، وقد مرّ.
236- عُبَيْد الله بن مالك الفِهْريّ2:
أبو الأشعث، قاضي قُرْطُبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل. وقد وُلّي أيضًا قضاء إشبيلية.
مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
237- عبدُ رَبِّهِ بنُ بارق الحنفيّ، ثمّ اليَماميّ الكوفيّ الكوْسَج3 ت:
عن: جدّه لأمه أبي زُميل سِماك الحنفيّ.
وعنه: عليّ بن المديني، وزياد بن يحيى الحساني، وبِشْر بن الحَكَم بن الحَكَم، والفلاس، ونصر بن عليّ، وجماعة.
قال أحمد: ما به بأس.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
238- عبدُ ربِّه بن صالح القُرَشيّ الدّمشقيّ4:
عن: مكحول، وعُرْوَة بن رُوَيْم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة.
وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
239- عبدُ ربِّه بنُ ميمون5:
أبو عبد الملك الأشعريّ النّحّاس، قاضي دمشق.
__________
1 سبق الترجمة له.
2 من مشاهير القضاة بديار الأندلس.
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 43"، والتهذيب "6/ 125".
4 الجرح والتعديل "6/ 440"، والثقات لابن حبان "7/ 155".
5 انظر: الجرح والتعديل "6/ 44"، الثقات لابن حبان "8/ 422".

(12/158)


عن: يونس بن مَيْسَرة، والعلاء بن الحارث، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وزُرْعة بن إبراهيم، وعدّة.
وعنه: أبو مُسْهِر، والهيثم بن خارجة، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل.
وثقه أبو زُرْعة الدّمشقيّ.
240- عبدة بن سليمان1 ع:
أبو محمد الكلابي الكوفي.
عن: عاصم الأحول، هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعدّة.
وعنه: ابن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة، ثقة وزيادة مع صلاح وشدّة. فقير، عليه فَرْوَةٌ خلِقه لا تساوي كبير شيء.
قلت: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكِلابيّ.
وقال العِجْليّ: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يُقرئ.
241- عُبَيْدة بن الأسود الهَمَدانيّ الكوفيّ2 ت. ق:
عن: أبي إسحاق السبيعيّ، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهَمَدانيّ.
وعنه: عثمان بن أبي شَيْبَة، ويوسف بن عَدِيّ، وعبد الله بن عُمر مُشْكَدَانَة، وآخرون.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
242- عُبَيْدة بن حُمَيْد بن صهيب3 خ. ع:
أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء النحوي.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 89"، السير "8/ 449".
2 الجرح والتعديل "6/ 94، 95"، والتهذيب "7/ 86".
3 الجرح والتعديل "6/ 92"، والتهذيب "7/ 81، 82".

(12/159)


روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعيّ، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عُمَيْر، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم.
وعنه: سُفيان الثَّوْريّ مع تقدمه وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد بن غالب العطّار، وآخرون.
وثقه أحمد، ويحيى.
وكان حُجّة، ثبتًا، عالمًا، صاحب حديث ونحوٍ وعربية وقرآن. أدب محمدا الأمين.
قال أحمد: أتيته أنا وابن مَعِين فأملى علينا، ثمّ كثُر عليه النّاس حتّى غلبونا، وكثُر الزحام.
ثمّ قال: وهو أحب إليّ من زياد البكّائيّ وأصلح حديثًا.
وقال الأثرم: أحْسَنَ أبو عبد الله الثَّناء على عبيدة ورفع أمره.
وقال: ما أدري ما للناس وله. وكان قليل السقط.
وروى عثمان الدّارميّ، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بَخْت، عابوه بأنّه يعقد عند أصحاب الكُتُب.
وقال عبد الله بن علي بن المَدِينيّ، عن أبيه: أحاديثه صِحاح، وما رويت عنه شيئًا، وضعّفه.
وقال في موضع آخر: ما رأيت أصحّ حديثًا منه.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: لم يكن من الحفاظ المتقنين.
وقال زكريّا الساجيّ: ليس بالقويّ في الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ هارون بن حاتم: سألت عبيد بن حُمَيْد: متى وُلدتَ؟ قال: سنة سبعٍ ومائة.
ومات سنة تسعين.

(12/160)


قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشْر ومائة.
243- عَتّاب بن أعْيَن:
أبو القاسم الكوفي1، سكن الري.
وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة.
وعنه: جرير بن عبد الحميد وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن حميد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
ولا شيء له في الكتب.
244- عتاب بن بشير الأموي، مولاهم الحراني2 خ. د. ت. ن:
عن: خُصَيْف بن عبد الرحمن، وثابت بن عَجْلان، وعُبَيْد الله بن أبي زِناد القداح، وغيرهم.
وعنه: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإسحاق، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن سلام البَيْكَنْديّ، وأبو نُعَيم الحلبيّ، وجماعة.
قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خُصَيْف بمناكير أراها من قِبل خُصَيف.
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال مرّة: ضعيف.
وقال عثمان الدّارميّ: سمعتُ عليّ بن المَدِينيّ يقول: ضربنا على حديث عَتَّاب بن بشير. قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء.
مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل سنة تسعين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 12"، والميزان "3/ 27".
2 الجرح والتعديل "7/ 12، 13"، والميزان "3/ 27".

(12/161)


245- عتّاب بن محمد بن شَوْذَب البلخي1:
عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة.
وعنه: يحيى بن موسى خت، ويونس بن يوسف البلخيّان.
ما اعرفه.
246- عثمان بن حصن بن علاق القُرَشيّ الدّمشقيّ2 ن:
عن: عُرْوَة بن رُوَيْم، وموسى بن يسار، وثور بن زيد، وجماعة.
وعنه: هشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى، وأبو نُعَيم الحلبيّ.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: لا بأس به.
وقال أبو مُسْهِر: ثقة، من طلبة العلم.
وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حفص بن عبيدة بن علاق، وقيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك.
247- عثمان بن زائد المقرئ3:
نزيل الرَّيّ، يُكَنَّى أبا محمد.
عرضَ القرآن على حَمزة.
وسمع: الزُّبَير بن عَدِيّ، وعطاء بن السائب، وعِمارة بن القَعْقَاع.
روى عنه القراءة: عبد الصّمد بن عبد العزيز الرّازيّ. وحدَّث عنه غير واحد منهم: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطّيالسيّ، وإسحاق بن سُليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داود قاضي طَرَسُوس، وغيرهم.
قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفضل المسلمين.
وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 13"، والثقات لابن حبان "7/ 295".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 157"، والتهذيب "7/ 110".
3 الجرح والتعديل "7/ 150، 151" والتهذيب "7/ 115".

(12/162)


وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة.
وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلا أفضل منه.
وقال العِجْليّ: هو ثقة، رجل صالح.
248- عثمان بن عبد الرحمن الْجُمحيّ البصْريّ1 ت. ق:
عن: محمد بن زياد الْجُمحيّ صاحب أبي هريرة، وعن نُعَيم المُجْمِر، وأيّوب، وعدّة.
وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، وِبشْر بن الحَكَم، ونصر بن علي، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
249- عثمان بن عثمان، أبو عَمْرو الغَطَفانيّ2 م. د. ن:
قاضي البصرة.
عن: زيد بن أسلم، وسُليمان بن خَرَّبوذ، وعليّ بن زيد بن جُدْعان، وعمر بن نافع العُمريّ، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعلي بن المَدِينيّ، ومحمد بن المثنَّى ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وجماعة.
وكان رجلا صلحًا، حَسَن الحديث، فيه شيء.
قال البخاريّ: مُضْطَرب الحديث.
وقال العُقَيْليّ: في حديثه نظر.
250- عثمان بن كنانة:
الفقيه، أبو عمرو المدني3، مولى آل عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قال يحيى بن بُكَير: لم يكن في حلْقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة،
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 158"، والتهذيب "7/ 135، 136".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 159، 160"، السير "9/ 428".
3 من فقهاء المالكية كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض.

(12/163)


وكان ممّن يخصّه مالك بالإذن عند اجتماع النّاس عليه على بابه.
وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذِكْر.
قال ابن مفرّج القُرْطُبيّ: تُوُفّي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ: تُوُفّي بعد مالك بسنتين.
وهو عثمان بن عيسى بن كِنانة.
وقال يحيى بن بُكَيْر: تُوُفّي بمكة بعد مالك بعشر سِنين.
251- عدي بن أبي عمارة البصري الذارع القسّام1:
عن: معاوية بن قُرَّةَ، وقَتَادة، وزياد النُّمَيْريّ، وعليّ بن جُدْعان.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بن موسى، وابنه.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
252- عُرابي بن معاوية الحضْرميّ2:
يكنى أبا زمعه.
روى عن: أبي قَبِيلٍ المَعَافِريّ، وعبد الله بن هبيرة.
وعنه جماعة من أهل مصر.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
253- عطاء بن مسلم الخفاف3 ن. ق:
محدِّث كوفي، سكن حلب.
وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سُوقه.
وعنه: ابن المبارك، وأبو نُعَيم الحلبيّ، ومحمد بن مِهران الجمّال، وموسى بن أيّوب النَّصيبيّ، وأبو هَمَّام السكوني، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 4"، والميزان "3/ 62".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 45".
3 الجرح والتعديل "6/ 336"، والتهذيب "/ 211، 212".

(12/164)


قال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير.
قال: وكان قد دفنَ كُتُبَه.
وقال أبو زُرْعة: كان يَهِمّ.
وقال أبو داود: ضعيف.
قلت: مات سنة تسعين ومائة.
254- عطْوان بن مُشْكان التّميميّ الخيّاط1:
عن مولاته جَمْرة اليَرْبُوعيّة، ولها صحبة.
وحدث عنه: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل الهُذْليّ، وَمُعَلَّى بن منصور الرّازيّ، وبكر بن الأسود الكوفيّ.
قال ابن أبي حاتم: شيخ وليس بمنكر الحديث.
قلت: وقع لنا من حديثه عاليًا فيما قرب سنده لأبي قاسم بن السَّمَرْقَنديّ.
255- عفان بن سَيَّار الباهلي الجرجاني2 ن:
أبو سعيد قاضي جُرْجان.
روى عن: أبي إسحاق، وعَنْبَسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مُصْعَب.
وعنه: أحمد بن أبي طيبة الْجُرْجانيّ، والحسين بن عيسى البسْطاميّ، وعبّاد بن يعقوب الرواجنيّ، وعبد الجبّار بن عاصم النَّسائيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
256- عفيف بن سالم:
أبو عمرو البجلي، مولاهم الموصلي الفقيه3:
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 41".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 30، 31"، والتهذيب "7/ 229، 230".
3 الجرح والتعديل "7/ 29، 30"، والتهذيب "7/ 235، 236".

(12/165)


رحل وطوف وروى عن: الأوزاعي، وعبد الله بن طاوس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة وطائفة.
وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وقال ابن عمار: كان أحفظ من المعافى بن عمران.
قلت: كان أحد علماء الموصل، مات كهلا سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخَ وفاته، ولم يلْحَقْه عليّ بن حرب.
وذكره الدَّارَقُطْنيّ فقال: ربّما أخطأ ولا يُترك.
257- عقبة بن إسحاق السّلوليّ الكوفيّ1:
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سُليم، وأبي شراعة.
وعنه: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي.
قاله أبو حاتم ولم يُضعَّف.
258- عقبة بن خال السكوني2 ع:
أبو مسعود الكوفي.
عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقّال سعيد، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وجماعة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو سعيد الأشجّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال التِّرْمِذيّ: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة.
259- عكرمة بن سليمان3:
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 308"، والثقات لابن حبان "7/ 247".
2 الجرح والتعديل "6/ 310"، والتهذيب "7/ 239، 240".
3 انظر: طبقات القراء الكبار "1/ 146، 147"، للذهبي.

(12/166)


شيخ القراء بمكة.
هو عِكْرِمة بن سُليمان بن كثير بن عامر مولى آل شَيْبَة العَبْدريّ الحَجَبيّ المكّيّ المقرئ، أبو القاسم.
قرأ القرآن وجوده على: شِبل بن عبّاد، ومعروف بْن مِشْكَان، وإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بن قُسْطَنْطِين.
تلا عليه أبو الحسن أحمد بن موسى بن محمد البزّيّ، وغيره.
260- عليّ بن ثابت الجزري1 د. ت:
أبو أحمد نزيل بغداد.
عن: جعفر بن بَرْقان، وبُكَير بن مِسْمار، وابن عَوْن، وطائفة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وابن عَرَفَة، وحُمَيْد بن الربيع، والحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ.
وقال أحمد: ثقة صدُوق، يحدّث ببعض الحديث ثمّ يقطعه ويجيء بآخر.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال الأزْديّ: ضعيف.
261- عليّ بن حمزة بن عبد الله بن بِهْمَن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحَسَن الأسَديّ الكوفيّ2 الكِسائيّ:
شيخ القراء والنُّحاة، نزل بغداد وأدّب الرشيد، ثمّ ولده الأمين.
قرأ القرآن على حمزة الزّيّات أربع مرّات، وقرأ أيضًا على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عرْضا.
وروى عن: جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عيّاش. وتلا أيضًا على عيسى بن عمر الهمداني.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 177"، والتهذيب "7/ 288، 289".
2 الجرح والتعديل "6/ 182"، السير "9/ 131-134".

(12/167)


واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السَّبْع، وتعلّم النَّحْوَ على كِبَر سنّه، وخرج إلى البصْرة، وجالّس الخليلَ فقال له: من أين أخذت؟ قال: ببَوَادي الحجاز، ونجْد، وتِهامَة.
فخرج الكسائيّ إلى أرض الحجاز، وغاب مدةً، ثمّ قدم وقد أنفذَ خمسَ عشرةَ قَنّينة حِبْر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه. ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرّت بين الكسائيّ وبين يونس مسائل أقرّ له فيها يونس.
قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لِم سُمِّيت الكِسائيّ؟ قال: لأنّي أحْرَمْتُ في كِساء.
وقال الشّافعيّ: من أراد أن يتبحر في النَّحْو فهو عَيَّالٌ على الكِسائي.
قال أبو بكر بن الأنباريّ: اجتمع في الكِسائيّ أمورٌ: كان أعلم النّاس بالنَّحْو، وواحَدَهم في الغريب. وكان أوحد النّاس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتّى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم ويجلس على كرسيّ ويتلو القرآن من أوّله إلى آخره وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتّى المقاطع والمبادئ.
قال إسحاق بن إبراهيم: سمعتُ الكِسائيّ يقرأ القرآن على النّاس مرتين.
وعن خَلَف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكِسائيّ وهو يقرأ على النّاس، وينقّطون مَصَاحفَهم على قراءته.
قلت: وتلا على الكِسائيّ أبو عَمْر الدُّوريّ، وأبو الحارث اللَّيث بْن خالد، ونصير بن يوسف الرّازيّ، وقُتَيْبة بن مهران الأصبهانيّ، وأبو جعفر أحمد بن أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكيّ، وأبو حمدون الطّيّب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري.
وروى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، ويحيى الفرّاء، وخَلَف البزار، وعدة.
قال خَلَف: أولَمْتُ وليمةً فدعوت الكِسائيّ واليَزِيديّ، فقال اليَزِيديّ: يا أبا الحَسَن، أمورٌ تبلُغُنا عنك ننكر بعضها. فقال الكسائي: أومثلي يخاطَبُ بهذا؟ وهل مع العالم إلا فَضْلُ بُصاقي في العربية. ثمّ بَصَق، فسكت اليَزِيديّ.
وللكِسائيّ كُتُب مصنَّفة، منها: كتاب معاني القرآن، ومختصر في النَّحْو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أُخر.

(12/168)


وقيل: إنّما عُرف بالكِسائيّ لأنّه أيّام قراءته على حمزة كان يلْتَفّ في كساء، فلقَّبه أصحاب حمزة بالكِسائيّ.
أبو العبّاس بن مسروق: نا سَلَمة بن عاصم قال: قال الكِسائيّ: صلَّيْتُ بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آيةٍ ما أخطأ فيها صبيٌّ قط، أردت أن أقول: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، فقلت: "يرجعين"، فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول: أخطأت، لكنّه لما سلّم قال: أيُّ لغةٍ هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثُرُ الجواد. قال: أمّا هذه فنعم.
وعن سَلَمة: سمعتُ الفرّاء: سمعتُ الكِسائيّ يقول: ربّما سبقني لساني باللَّحْن فلا يمكنني أن أرد لساني.
وذكر ابن الدَّوْرَقيّ قال: اجتمع الكِسائيّ واليزيديّ عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدّموا الكِسائيّ، فارتج عليه قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة ترتجّ على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في الحمد؛ فلمّا سلم، قال:
احْفَظْ لسانك لا يقول فتُبْلَى
إنّ البلاء مُوكل بالمنطِق1
وعن خَلَف قال: كان الكِسائيّ يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يومًا: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا} [الكهف: 34] . فسألوه عن العِلَّة، فثُرْت في وُجوههم، فَمَحَوْه من كُتُبهم، ثمّ قال لي: يا خَلَف، يكون أحدٌ من بعدي يَسْلَم من اللَّحْن.
قال الفرّاء: ناظرت الكِسائيّ يومًا وزدت، فكأنيّ كنت طائرًا يشرب من بحر.
وعن الفرّاء قال: إنما تعلّم الكِسائيّ النَّحْو على كِبَر، لأنّه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عَيَّيْتُ. فقالوا له: تُجالِسُنا وأنت تَلْحن؟ قال: وكيف؟ قالوا: إنّ أردت من التعب فقل أعَيَّيْتُ، وإنّ انقطعت الحيلةُ في الأمر فقل عَيِيت.
فأنِفَ من هذا وقام وسأل عمَّن يعلّم النَّحْو، فأُرشِد إلى مُعاذ الهرّاء، فلزِمَه حتّى أنفد ما عنده، ثمّ خرج إلى الخليل.
قلت: وقد كان للكِسائيّ عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الرَّيّ، فمرض ومات بقرية رَنْبَوَيْه، فلمّا اعتل تمثّل وقال.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 408".

(12/169)


قَدَرٌ أَحَلَّك ذا النخيل وقد رأى ... وأبي ومالك ذو النخيل بدارِ
ألا كداركم بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقرٍ من المزوارِ1
ومات ومعه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لمّا رجع إلى العراق: دفنتُ الفقه والنَّحْو برَنْبَوَيْه.
وقال نُصير بن يوسف: دخلت على الكِسائيّ في مرض موته فأنشأ يقول: قَدَرٌ أَحَلَّك.
وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويُمتع الله الجميع بك.
فقال: أين قلتَ ذاك؟ لقد كنت أُقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم داخلا من باب المسجد، فقام إليه رجلٌ، فقال: بحرف من نقرأ؟ فأومأ إلي.
قال الدوري: توفي الكسائي بقرية رنبويه، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وكذا أرخه جماعة.
وقيل: إنه عاش سبعين سنة.
وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاثٍ وسنة خمسٍ وثمانين.
وقيل: سنة ثلاثٍ وتسعين، والأول أصحّ.
262- عليّ بن زياد التُّونسيّ الفقيه2:
أبو الحَسَن العبسيّ، شيخ المغرب.
أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إمامًا ثقة متعبدًا، بارعًا في العلم.
رَحَلَ وسمع من: سُفيان الثَّوْريّ، ومالك، واللَّيْث، وطبقتهم.
وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقيا خالد بن أبي عِمران، فهو أكبر شيخ له.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 414".
2 انظر: ترتيب المدارك "1/ 326".

(12/170)


وصنّف في الفقه كتابًا سمّاه "خيرًا من زِنَته"، يشتمل على البيوع والأنكِحَة.
قال أسد بن الفرات: كان عليّ بن زياد من أكابر أصحاب مالك.
روى عنه: بُهْلُولُ بن راشد، وسَمُرة التونسيّ، وسَحْنُون، وأسد بن الفرات.
وسنذكر في الطبقة الآتية، إنّ شاء الله، عليّ بن زياد الإسكندريّ.
263- عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشِمِيّ العَلوَيّ المدنيّ1 الطبيب.
قال أبو حاتم الرّازيّ: سمعتُ داود بن عبد الله الجعفريّ يقول: قال لي عليّ بن عُبَيْد الله بن محمد، وكان أبصرَ النّاس في الطب. وذكر حكاية.
264- علي بن غراب2 ن. ق:
أبو الحَسَن، ويقال: أبو الوليد الفَزَاريّ الكوفيّ القاضي.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عُرْوَة، وعمر مولى عَفْرَة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمارة، وعدة.
قال ابن مَعِين: صدوق.
وضعّفه أبو داود.
وقال ابن حِبّان: كان غاليًا في التشيُّع، كثير الخطأ.
وقال الجوزجانيّ: ساقط.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الشَّعْثَاءِ، نا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُسَمَّى كَلْبٌ وَكُلَيْبٌ"3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 194".
2 الجرح والتعديل "6/ 200"، التهذيب "7/ 371-373".
3 حديث منكر: أخرجه العقيلي "3/ 248"، والخطيب "12/ 46" في تاريخه.

(12/171)


قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ منه مجلسًا.
265- علي ين مجاهد الكِنْديّ الكابُليّ الرّازيّ1 ت:
عن: ابن إسحاق، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وجماعة.
ووُلّي قضاء الرَّيّ.
رماه بالكذِب يحيى بن الضُّرَيس، ومحمد بن مِهران الجمّال.
ووثقه ابن حِبّان فالله أعلم.
266- علي بن مسهر ع:
أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفيّ2 الحافظ، قاضي المَوْصل.
وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبل.
روى عن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعاصم الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعيّ، وخلْق من هذه الطبقة.
وعنه: بِشْر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شَيْبَة، وعليّ بن حُجْر، وهناد بن السَّرِيّ، وآخرون.
قال أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: كان ممّن جمع الفقه، والحديث، ثقة.
وروى عبّاس، عن ابن مَعِين: كان ثبتًا.
وُلّي قضاء أرمينية، فلمّا قدِمَها اشتكى عينَه، فجعل يختلف إليه متطبّب، فقال قاضٍ كان بأرمينية للكحّال: أكحلْه بما يُذهب عينه حتّى أعطيك مالا. ففعل، فذهبت عينُه. فرجع عليّ بن مسهر إلى الكوفة أعمى.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 205"، التهذيب "7/ 377، 378".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 204"، السير "8/ 426-429".

(12/172)


وقال ابن نُمير: دفنَ عليّ بن مُسْهِر كُتُبَه.
قلت: تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
267- علي بن نصر بن علي بن صُهْبان1 ع:
أبو الحسن الجهضمي البصري والد الحافظ نصر بن عليّ.
روى عن: حمزة الزّيّات، وقُرّة بن خالد، وهشام الدُّسْتَوائيّ، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدّة.
وعنه: ولده، وأبو نُعَيم، وَمُعَلَّى بن أسد.
خرج الستة عن ولده نصْر، عن أبيه.
وقد روى القراءات عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطّار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد.
حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقا لسيبويه.
مات سنة سبع وثمانين ومائة وهو في عشر السبعين.
268- علي بن هاشم بن البريد2 م. ع:
أبو الحسن القرشي، مولاهم الخزّاز الكوفيّ.
عن: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي شَيْبَة، وأخوه عثمان، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن حمّاد سَجَّادة، وعبد الله مُشْكَدَانَة، وجماعة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وكان شيعيًا بغيضًا.
قال أبو داود: ثَبْتٌ يتشيَّع.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 207"، والتهذيب "7/ 390، 391".
2 الجرح والتعديل "6/ 207، 208"، والميزان "3/ 160".

(12/173)


وقال أحمد بن حنبل: سمعتُ منه مجلسًا واحدًا.
وقال ابن حبان: روى المناكير عن المشاهير.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
269- عمّار بن محمد، أبو اليقظان الثَّوْريّ1 م. ت. ق:
أخو سيف، كوفي سكن بغداد.
وروى عن: الصَّلْت بن مؤيد، ومنصور بن المُعْتمِر، وليث، والأعمش.
وعنه: أحمد بن حنبل، وعمْرو النّاقد، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن حاتم المؤدِّب.
قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنّا لا نشك أنّه من الأبدال.
وقال أبو حاتم، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال عليّ بن حُجْر: كان ثبتًا، حُجَّة.
وروى عن سُفيان الثَّوْريّ قال: إنّ نجا أحد من أهل بيتي فَعمّار.
وقال ابن حِبّان: كان ممّن فحش خلافة، وكثُر وضْعُه حتّى استحقّ التَّرْك.
قلت: هو ابن أخت سُفيان. وقع لنا من عواليه في جزء ابن عَرَفَة.
مات في المحرَّم سنة اثنتين وثمانين ومائة.
270- عَمْر بن أيّوب العبدي الموصلي2 م. د. ن. ق:
أبو حفص.
عن: جعفر بن بَرْقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حُمَيْد، وإبراهيم بن نافع المكيّ.
وعنه: أحمد بن حنبل، وداود بن رُشَيد، وأبو سعيد الأشجّ، وأيّوب الوزّان، وعليّ بن حرب، وجماعة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 393"، والتهذيب "7/ 405، 406".
2 الجرح والتعديل "6/ 98، 99"، والتهذيب "7/ 428، 429".

(12/174)


قال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما رأيته يذكر الدُّنيا، وكان من أشد الناس حَياء.
وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة، وجعل يُطْريه.
قيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
271- عَمْر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب العبدي البصري1 ن:
أبو حفص.
عن: أبيه، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وأبي غالب حزوَّر، وعليّ بن زيد، وعدّة.
وعنه: خليفة بن خَيّاط، وعمرو بن عليّ، وابن مثنى، وبندار، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال العُقَيْليّ: مُنْكَر الحديث.
رَوَى عَنْ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آخِرُ كَلامٍ فِي الْقَدَرِ لِشِرَارِ أُمَّتِي"2.
ويُرْوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، لَيِّنٍ أَيْضًا.
تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين.
272- عُمر بن الدِّرَفْس الغَسَّانيّ الدّمشقيّ3 ق:
من رؤساء البلد.
عن: عبد الرحمن بن أبي قُسَيْمة، وزُرْعة بن إبراهيم.
وعنه: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مُسْهِر، وهشام، وابن بنت شرحبيل، وغيرهم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 106"، والتهذيب "7/ 443".
2 حديث ضعيف: أخرجه ابن أبي عاصم "1/ 155" في السنن، والعقيلي "3/ 366" في الضعفاء، والحاكم "2/ 473"، وانظر لسان الميزان "4/ 842، 1155".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 107"، والتهذيب "7/ 443، 444".

(12/175)


قال أبو حاتم: صالح ما في حديثه إنكار.
273- عمر بن عبد الرحمن الأبّار1:
يأتي بكنيته.
274- عَمْر بن عُبَيْد الطّنَافسيّ الكوفيّ2 الحافظ ع:
أخو يَعْلَى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسنّ إخوته.
روى عن: آدم بن عليّ، ومنصور، وسِمَاك، وعبد الملك بن عُمَيْر، وجماعة.
وعنه: أخواه يَعْلَى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، وجماعة.
وُثّق.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصَّدْق.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نُمير.
275- عمر بن عُبَيْد الخَزَّاز:
أبو حفص البصري السابري بياع الخمر3.
نزل مكة وجاوز.
وحدث عن سُهيل بن أبي صالح.
وعنه: أبو عبيد الرحمن المقرئ، والحميدي، وغيرهما.
ضعفه أبو حاتم.
وقال العُقَيْليّ: في حديثه اضطّراب.
276- عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم4 ع:
__________
1 يأتي ذكره في الكنى.
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 123"، والتهذيب "7/ 480، 481".
3 الجرح والتعديل "6/ 177"، والميزان "3/ 212"، الخمر جمع خمار، وهو ما تلبسه المرأة.
4 الجرح والتعديل "6/ 124"، والتهذيب "7/ 485، 486".

(12/176)


أبو حفص المقدمي، مولى بني ثقيف، بصْريّ حافظ.
وهو والد محمد، وعاصم، وعمّ محمد بن أبي بكر الحافظ.
روى عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذّاء، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن عَبَدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خيّاط، وحفص الرباليّ، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة.
قال ابن مَعِين: ما به بأس.
وقال ابن سعد: ثقة. كان يدلّس تدليسًا شديدًا، يقول: سمعتُ، وثنا، ثمّ يسكت ساعةً، ثمّ يقول: هشام بن عُرْوة، والأعمش.
قلت: قد أهمل تدليسَه النّاسُ واحتجوا به في الكتب الستة، مع أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة تسعين ومائة.
277- عمرو بن جُمَيْع، أبو المنذر1:
قاضي حُلوان.
عن: ليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وجُوَيْبر، وابن جُرَيْج.
وعنه: الحَكَم بن سُليمان، وشُرَيْح بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجمانيّ، وآخرون.
مُتَّفَقٌ على تركه.
قال يحيى بن مَعِين: كان كذابًا خبيثًا.
وقال ابن عَدِيّ: يتهم بوضع الحديث.
278- عمرو بن صالح بن المختار الزُّهْريّ2 الفقيه:
قاضي رامهرمز.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 224"، والميزان "3/ 251".
2 الجرح والتعديل "6/ 240"، الميزان "3/ 269".

(12/177)


سمع: أبا مالك الأشْجَعيّ، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وعنه: محمد بن المثنَّى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة.
وثقه يحيى بن معين.
عمرو بن قاسم بن حبيب.
279- أبو عليّ التّمّار الكوفيّ1:
مُنْكَر الحديث.
روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد.
وعنه: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون.
ضعفه ابن عدي.
280- عمرو بن قيس بن بشير الكوفي2:
عن أبيه.
وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن معين: لا شيء.
281- عمرو بن النُّعمان بن جَبَلَة الباهليّ البصْريّ3 ق:
عن: عليّ بن الحزور، وعُبَيْد الله بن أبي زياد، وسُليمان التَّيْميّ، وجماعة.
وعنه: زيد بن الحُباب، وعيسى بن إبراهيم البركيّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن عَبْدة.
قال أبو حاتم: صدوق لَا بأس به.
__________
1 الميزان "3/ 284".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 255"، الميزان "3/ 284".
3 الجرح والتعديل "6/"، التهذيب "8/ 110".

(12/178)


282- عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى1 ن. ق:
عن والده.
وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان.
ذكره ابن حِبّان في الثقات.
283- عنبسة بن عبد الواحد بن أُميّة بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص، أبو خالد الأمويّ الكوفيّ2 الأعور. د:
عن: عبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بِشْر، وهشام بن عُرْوة، وطائفة. وعنه: شُرَيْح بن يونس، وعبد الله بْن عُمَر بْن أبان، وأبو عُبَيْد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرّازيّ، وأبو هَمَّام السَّكُونيّ.
وثقه أبو حاتم وغيره.
284- عُوَيْدُ بن أبي عمران الجوني3:
روى عن أبيه.
وعنه: أحمد بن أيّوب بن راشد، ومحمد بن المثنَّى، ونصر الْجَهْضَميّ.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
285- عيسى بن حنيفة، أبو عَمْرو الكِنْديّ4:
عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، وفرقد السَّبْخيّ، وحُمَيْد الطّويل.
وعنه: الحسين بن عمرو العنقزي، وأبو سعيد الأشج.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 305"، التهذيب "8/ 137".
2 الجرح والتعديل "6/ 401"، والتهذيب "8/ 161، 162".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 45"، الميزان "3/ 304".
4 الجرح والتعديل "6/ 274".

(12/179)


ذكره أبو حاتم وما تكلّم فيه، وكأن محلَّه الصَّدْق.
286- عيسى بن سَوَادة بن الجعْد النخعي الكوفيّ1:
نزيل الرَّيّ.
عن: الزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سُلَيم، وجماعة.
وعنه: هشام بن عُبَيْد الله، وزُنَيج، وأبو سعيد الأشجّ، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم.
287- عيسى بن موسى2 ق:
أبو أحمد البخاريّ الأزرق الحافظ، ولقّبوه غُنْجارًا لحُمرة وجهه.
سمع: أبا حمزة السُّكَّريّ، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي، وورقاء بن عَمْر، وخلقًا.
وعنه: بُجَيْر بن النَّضْر، ومحمد بن أُميّة السّاويّ، ومحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وإسحاق بن حمزة البخاريّ، وآخرون.
قال الحاكم: هو إمام عصره. طلب العلم على كِبَر سنِّه، ورحل، وهو في نفسه صدُوق. تتبَّعْتُ رواياته عن الثقات فوجدتُها مستقيمة.
قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين.
قُلْتُ: فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي أَوَّلِ بَدْءِ الْخَلْقِ عَقِيبَ حَدِيثِ: "كَانَ اللَّهُ وَلا شَيْءَ غَيْرُهُ" 3.
وروى عيسى، عن رَقَبَة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: سمعتُ عمرًا، كذا في الصحيح. وقد سقط بين عيسى وبين رَقَبَة رجلٌ وهو أبو حمزة السُّكَّريّ، وبهذا
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 277"، والميزان "3/ 312".
2 الجرح والتعديل "6/ 285، 286"، التهذيب "8/ 232-234".
3 حديث صحيح: أخرجه البخاري "4/ 73"، "4/ 129"، والطبراني "18/ 203" في الكبير، والطبري "1/ 38"، في تاريخه، وغيرهم.

(12/180)


الإسناد نسخة عند غُنْجار، ولم يَلْقَ رَقَبَة.
مات غُنْجار في آخر سنة ستٍ وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طَبَرْزَد ليست بالعالية.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: عيسى غُنْجار لا شيء.
288- عيسى بن يونس بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله السبيعي1 ع:
أبو عمر الكوفي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام، وشيخ الإسلام.
نزل الثغر بالحديث مُرابطًا في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.
رأى جدّه، وسمع: أباه، وهشام بن عُرْوة، وحُسينًا المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والْجُرَيريّ، ومُجالدًا، وزكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين، وعمرو مولى عَفْرَة، وخلْقًا سواهم.
وعنه: حمّاد بن سَلَمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبَة، وسُفيان بن وكيع، وعليّ بن حُجْر، وعليّ بن خَشْرَم، ونصر بن عليّ، والحسن بن عَرَفَة، وأُمم.
سُئِلَ عنه ابن المَدِينيّ فقال: بخٍ بخٍ، ثقة مأمون.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: نا إبراهيم بن هاشم: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبُه خطّي، ويأخذ القِرْطاس فيقرأه.
فكتبت من نسخة قوم شيئًا كان ليس من حديثه، فكأنّهم لمّا رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث، فجعل يقرأ عليّ ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك. فقال: لا يغمك، لو كان وَاوًا ما قدروا أن يدخلوا هذا عليّ.
وقال أحمد بن داود الحرّانيّ: سمعتُ عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أحد أبصر بالنَّحْو منّي. فدخلني منه نخْوَة فتركته.
قال أحمد بن حنبل: الذي كنّا نخبر أنّ عيسى بن يونس كان سنةً في الغزو وسنةً في الحجّ، وقد قدِم بغداد في شيءٍ من أمر الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 291، 292"، والسير "8/ 430-435".

(12/181)


وقال أحمد بن جَناب: غزا عيسى بن يونس خَمْسًا وأربعين غزوة، وحجّ خمسًا وأربعين حجّة.
وقال جعفر البرمكيّ: ما رأيت في القُرّاء مثل عيسى بن يونس.
وذُكر أنه عُرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدّث أهل العلم أنّي أكلتُ للسُّنّة ثمنًا.
قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعيّ، ما خلا عيسى بن يونس، فإنّي رأيت أخذه أخذًا مُحكمًا.
وقال ابن مَعِين: رأيتُ عيسى بن يونس وعليه قِباءٌ محشُوّ وخُفّان أحْمَران، يعني أنّه كان بلباس الأجناد.
قال الوليد بن مسلم: أفضل مَن بَقِيّ من علماء العرب أبو إسحاق الفَزَاريّ، وعيسى بن يونس، ومَخْلَد بن الحسين.
وقال محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس، كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هَدْيه وسَمْتَه.
قال وكيع: وذكر عيسى: ذاك رجلٌ قد قهر العِلْم.
وقال أبو زُرْعة: حافظ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: حُجّة، هو أثبت من أخيه إسرائيل.
وقال ابن سعد: ثِقة ثَبت.
وسُئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يُسأل عنه؟ قال محمد بن المنذر الكِنْديّ إنّ المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، وأعطاه عشرة آلاف دِرهم، فردها وقال: ولا شُربة ماء عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أحمد بن جَنَاب: مات عيسى سنة سبعٍ وثمانين ومائة، وكذا أرّخه سُليمان بن عَمْر الرَّقّيّ، وعليّ بن بحر، وعبد الله بن جعفر.
وقال محمد بن مُصَفَّى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة، وفيها أرّخه المدائنيّ، ومحمد بن المثنَّى، وأبو داود.
وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة.

(12/182)


"حرف الغين":
289- غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ البصْريّ المكفوف1 س:
عن: أبي سَلَمة سعيد بن يزيد ليس إلا.
وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ، وعدّة.
قال: أحمد: ثقة، ثقة.
وقال: كان شيخًا عسِرًا.
وقال أبو حاتم: لا بأس بِهِ، صالح الحديث.
قيل: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
خرّج له "س": "الصلاة في النعلين" 2.
"حرف الفاء":
290- الفرج بن سعيد، وأبو رَوْح المأربيّ3:
عن: عمّه ثابت، وعن خالد بن عَمْرو بن سعيد الأشدق.
وعنه: محبوب بن موسى الفرا، والحُمَيْدِيّ، وغيرهما.
291- فَضَالَةُ بن حُصَين الضّبيّ4، أبو معاوية:
شيخ بصْريّ.
له عن: حُمَيْد الطويل، ويزيد بن نَعَامة، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدميّ، وإبراهيم بن موسى.
قال أبو حاتم: مضطرب الحديث؛ وكذا قال البخاري.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 51"، والتهذيب "8/ 247".
2 حديث صحيح: أخرجه النسائي "2/ 74".
3 الجرح والتعديل "7/ 86"، والتهذيب "8/ 260".
4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 125"، والميزان "3/ 348".

(12/183)


292- الفضل بن عثمان، أبو محمد المُراديّ الكوفيّ الصَّيرفيّ1:
عن: الزُّهْريّ، وأبي الزُّبَير.
وعنه: أبو كُرَيِب، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ.
ما يكاد يعرف.
293- فضيل بن سليمان النميري2 ع:
أبو سليمان البصري.
روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عَمْرو، وموسى بن عُقْبة، وخَيْثم بن عراك، وطبقتهم.
وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خيّاط، وأحمد بن عَبْدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الْجَهْضَميّ، والفلاس، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس بثقة؛ رواه عبّاس الدُّوريّ، عنه.
وقال أبو زُرْعة: لين.
وقال النَّسائيّ: بصري، ليس بالقويّ.
قلت: قد احتجّ به الجماعة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
294- فُضَيْلُ بن عياض بن مسعود3 الأستاذ الإمام خ. م. د. ن:
شيخ الإسلام، أو عليّ التّميميّ، ثمّ اليَرْبُوعيّ المَرْوَزِيّ، الزّاهد.
عن: منصور، وبيان بن بِشْر، وأبان بن أبي عيّاش، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وهشام بن حسّان، وصَفْوان بن سليم، وأبي هارون العبدي، والأعمش.
__________
1 يعمل بالصيرافة، وهي تجارة العملة، ولم نقف عليه.
2 الجرح والتعديل "7/ 72"، والتهذيب "8/ 291، 292".
3 الجرح والتعديل "7/ 73"، والسير "8/ 372-390".

(12/184)


وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن عُيَيْنَة، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وحسين الْجُعْفيّ، وابن مهديّ، والشيزريّ، ومُسَدَّد، وقُتَيْبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبيّ، ويحيى بن أيّوب، وأحمد بن المقدام العِجْليّ، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا، ثقة، حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، نبيهًا، صمدانيًا، كبير الشأن.
قال ابن سعد: وُلد الْفُضَيْلُ بخراسان بكورة أبيورد، وقدِم الكوفةَ وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثمّ تعبَّد ونزل مكّة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدًا، كثير الحديث.
وقال إبراهيم بن الأشعث وغيره: سمعناه فُضَيْلا يقول: وُلدت بسمرقَنْد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ: أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ، قال: ثنا ابن أخي أبي زُرْعة، ثنا محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، نا أبو عمّار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفُضَيّل بن عِياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرْخَس، وكان سبب توبته أنّه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الْجُدران إليها سمع رجلا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16] فقال: يا ربّ قد آن، فرجع.
فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: ترتجل؟ وقال قوم: حتى نُصْبح، فإنّ فُضَيْلا على الطريق يقطع علينا. فتاب الْفُضَيْلُ وأمّنهم. وجاور بالحَرَم حتّى مات1.
إبراهيم بن اللَّيْث النَّخْشبيّ: نا عليّ بن خَشْرم: أخبرني رجل من جيران الْفُضَيْلِ من أبِيوَرْد قال: كان الْفُضَيْلُ يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات لَيْلَةٍ وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدِلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفُضَيْل يقطع الطريق، فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جُوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجهٍ آخر فيه جَهْضَم، وهو ساقط.
وبالجملة فالشِّرْك أعظم من كل إفْك، وقد أسلَم خلقٌ صاروا أفضل هذه الأمَّة، نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإنّ قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء.
__________
1 وفيات الأعيان "4/ 47".

(12/185)


قال ابن عيينة، والعجلي، وغيرهما: فضيل ثقة.
وقال أبو حاتم: صدُوق.
وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الْفُضَيْلِ بن عِياض.
وقال أحمد بن عبّاد التّميميّ المَرْوَزِيّ: سمعتُ النَّضْر بن شُمَيْلٍ: سمعتُ هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من مالك، ولا أورع من الْفُضَيْلِ.
وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فُضَيْلِ بن عِياض. دخلْت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرّغ قلبَك للحزن والخوف حتّى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويُباعداك من النّار1.
عن ابن أبي عَمْر العنسي قال: ما رأيت بعد الْفُضَيْلِ أعْبَدَ من وكيع2. وعن شريك قال: إنّ فُضَيْلَ بن عِياض حُجّة لأهل زمانه.
وقال الهيثم بن جميل نحوه.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سُفيان بن عُيَيْنَة يُقبل يد الْفُضَيْلِ بن عِياض مرّتين.
وقال مَرْدَوَيْه الصّائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الْفُضَيْلَ صَدَق الله فأجرى الحكمة على لسانه، وهو ممّن نفعه الله بعِلمه.
وقال مَرْدَوَيْه: وقال لي رَباح بن خالد: إنّ ابن المبارك قال له: إذا نظرتُ إلى فُضَيْلِ بن عِياض جدّد لي الحزنَ ومَقَتُّ نفسي. ثم بكى3.
وعن ابن المبارك قال: إذا مات الْفُضَيْلُ ارتفع الحُزْن.
وقال أبو بكر الصُّوفيّ: سمعتُ وَكِيعًا يقول يوم مات الْفُضَيْلُ: ذهب الحُزْن اليوم من الأرض4.
وقال يحيى بن أيّوب: دخلت مع زافر بن سُليمان على الْفُضَيْلِ بن عِياض بالكوفة، فإذا الْفُضَيْلُ وشيخ معه، فدخل زافر، وأقعدني على الباب.
__________
1، 2 السير "8/ 387".
3، 4 السابق.

(12/186)


قال زافر: فجعل الْفُضَيْلُ ينظر إلي، ثمّ قال: يا أبا سُليمان هؤلاء المُحَدِّثين يُعجبهم قُربُ الإسناد، ألا أخبرك بإسنادٍ لا شكّ فِيهِ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ الله تعالى: {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} [التحريم: 6] فأنا وأنتَ يا أبا سُليمان من النّاس.
قال: ثمّ غشي عليه وعلى الشّيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثمّ تحرّج الْفُضَيْلُ فقمنا، والشيخ مغشي عليه1.
إبراهيم بن الأشعث: كنّا إذا خرجنا مع الْفُضَيْلِ في جنازة لا يزال يعِظ ويُذكِّر ويبكي لَكَأَنّه مُوَدِّعٌ أصحابَه، ذاهبٌ إلى الآخرة، حتّى يبلغ المقابر، فيجلس فَكَأَنّه بين الموتى في الحُزْن والبكاء.
قال سهل بن راهَوَيْه: قلت لسفيان بن عُيَيْنَة: ألا ترى إلى أبي عليّ، يعني فُضَيْلا، لا تكاد تجفّ له دمعه. قال سُفيان: إذا قَرح القلب نَدِيَت العَيْنان، ثمّ تّنهد سُفيان2.
قال عبد الصّمد مَرْدَوَيْه الصائغ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قَلّ عملُه.
وقال: إنّ الله يَزْوي عن عبده الدنيا ويُمرّرها عليه، مرةً يجوع، ومرة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرَّة صبرًا، ومرّة بُغضًا، ومرّة مراعاة له، وبذلك ما هو خيرٌ له.
وفي المجالسة للدِّيَنَوَرِيّ: نا يحيى بن المختار: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كنتُ بمكة مع الْفُضَيْلِ بن عِياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثمّ قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا عليّ، ألا تنام؟ قال: ويْحك، وهل أحدُ يسمع بذِكر النّار تطِيب نفسُه أن ينام.
وقال الأصمعي: نظرت الفضيل بن عياش أن رجلا يشكوا إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك3.
__________
1 السير "8/ 387".
2 السير "8/ 387".
3 السير "8/ 387".

(12/187)


وقيل سُئل الْفُضَيْلُ: متى يبلغ المرء غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤك إيّاه ومنه سواء.
وعنه قال: تَرْك العمل من أجل النّاس رِياء، والعمل من أجل النّاس شِرْك، والإخلاص أن تُعَافَى منهما1.
وقال يونس بن محمد المكّيّ: قال فُضَيْلٌ لرجل: لَأعلمنَّك كلمةً خير لك من الدنيا وما فيها.
والله لئن علِم الله منك إخراجكَ الأدميّين من قلبك حتّى لا يبقى في قلبك مكان لغيره، ثم تسأله شيئًا إلا أعطاك.
وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذّابٌ أم مُرائي.
وروى عليّ بن عثام: قال الْفُضَيْلُ: ما دخلت على أحدٍ إلا خفتُ أن أتصنّع له، أو يتصنّع لي.
قال أحمد بن أبي الحواريّ: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عِياض نسمع منه، قال: لقد تعوّذتُ بالله من شرِّكم. قلنا: ولم يا أبا عليّ؟ قال: أكره أن تزيّنوا لي وأتزيّن لكم.
قال ابن أبي الحواريّ، ونا أبو عبد الله الأنطاكيّ قال: اجتمع فُضَيْلٌ، والثَّوْريّ فتذاكروا، فرق سُفيان وبكى، ثمّ قال لِفُضَيْلٍ: أرجو أن يكون هذا المجمع علينا رحمة وبركة. فقال له الْفُضَيْلُ: لكنّي يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضرّ علينا من غيره. ألستَ تخلّصت إلى أحسن حديثك، وتخلَّصتُ أنا إلى أحسن حديثي، فتزيّنتُ لك، وتزيّنتُ لي. فبكى سُفيان وقال: أحْييتني أحياك الله2.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال لي الْفُضَيْلُ: لو قيل لك يا مُرائي غضبتَ وَشُقَّ عليك وعسى ما قيل لك حقّ، تزيّنت للدنيا، وتصنّعت لها، وقصَّرت ثيابك، وحسّنتَ سمتك، وكففت أذاك حتّى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سَمْتَه، فيُكرمونك، وينظرونك، ويُهدون إليك مثل الدِّرْهم السُّتُّوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا
__________
1 السير "8/ 377".
2 السير "8/ 387".

(12/188)


قشروا، قشروا عن نحاس، ويْحك، ما تدري في أي الأصناف تُدْعَى غدًا1.
ابن مسروق: سمعتُ السَّريّ بن المُغَلّس: سمعتُ الْفُضَيْلَ بن عِياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعْه أحد.
الفَيْض بن إسحاق الرَّقّي: سمعتُ الْفُضَيْلَ. وسُئل: ما الخلاص؟ قال: أخبرني، من أطاع الله هل تَهُمُّه مَعْصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا. قال: هذا الخلاص2.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلّموا عمِلوا، وإذا عمِلوا شُغِلُوا، وإذا شُغِلُوا فُقِدوا، وإذا فُقِدوا طُلبوا فإذا طُلِبوا هربوا3.
وقال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: رحم الله امرأً أخطأ وبكي على خطيئته قبل أن يرزق بعلمه.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال الْفُضَيْلَ: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصلَ مَن قَطَعَك، وتُعطي من حَرَمك، وتعفُوَ عمَّن ظلمك.
وعنه قال: ما أجدُ راحة ولا لذّة إذا خَلَوْتُ.
وعنه قال: كفى بلله محبًا، وبالقرآن مؤانسًا، بالموت، واعظًا، اتّخذ الله صاحبًا، ودَع النّاسَ جانبًا. كفى بخشية الله عِلْمًا، وبالاعتذار جهلا.
رهبةُ المؤمن الله على قدر علْمه بالله، وزهادتُه في الدنيا، على قَدْر شَوقه إلى الجنّة.
قال إبراهيم بن الأشعث خادم الْفُضَيْلِ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو أنّ الدنيا عرضت عليّ حلالا أحاسَب عليها لَكُنْتُ أتقذَّرُها كما يتقذر أحدكم الجيفة.
وسمعته يقول: من ساء شان دِينه، وحَسَبُه، ومروءته.
وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر بشهوته على دينه.
__________
1 السير "8/ 387، 388" مختصرًا.
2 الحلية "8/ 89".
3 الحلية "8/ 88".

(12/189)


خِصْلتان تقسّيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل.
أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس الْمُدِلُّ بحَسَناته، وأعلم النّاس بالله أخْوَفُهُم منه.
وعنه قال: أمْس مَثَلٌ، واليوم عَمَلٌ، وغدًا أمَلٌ.
قال فيض بن إسحاق الرَّقّيّ: قال الْفُضَيْلُ: ما يَسُرُّني أن أعرف الأمرَ حقّ معرفته إذا طاش عقلي.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالُك؟ قال له: عن أيّ حال تسأل؟ حال الدنيا، أو حال الآخرة؟ أمّا الدنيا فإنّها مالت بنا، وذهبت كلَّ مَذْهب، والآخرة، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعُف عملُه، وفني عُمره، ولم يتزوّد لِمَعَاده1.
الفيْض بن إسحاق. سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا أراد الله أن يُتْحفَ العبدَ سلَّط عليه من يظلمه.
الأصمعيّ: قال الْفُضَيْلُ: إذا قيل لك: أَتخاف الله؟ فاسكُتْ. فإنك إنّ قلت لا، أتيتَ بأمرٍ عظيم، وإنّ قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.
وعن الْفُضَيْلِ: يا مسكين، أنت مُسيء، وترى أنّك محسِن، وأنت جاهل، وترى أنك عالِم، وأنت بخيل، وترى أنّك كريم، وأنت أحمق، وترى أنّك عاقل، وأجلُك قصير، وأمَلُك طويل.
قلت: صدق الله.
وأنت ظالم، وترى أنّك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنك عادل، وأنت آكل للحرام، وترى أنّك متورِّع.
محرز بن عَوْن: أتيت الْفُضَيْلَ وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضًا من أصحاب الحديث؟ ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن لكَان ينبغي أن تذهب حتّى تَسمعه؛ والله لأن تكون راعي الحُمُر وأنت طائع، خيرٌ لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاص.
__________
1 الحلية "8/ 85، 86".

(12/190)


إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو طلبت منّي الدنانير كان أيْسَرَ من أن تطلب منّي الأحاديث.
فقلت: لو حدّثتني بأحاديث كان أحبّ إلي من عِدّتها دنانير.
قال: أنت مفتون: أما والله لو عملتَ بما سمعت لكان لك في ذلك مُنْشَغلٌ عمّا لم تسمع، سمعتُ سُليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللُّقْمة وترمي بها خلفَ ظهرك، فمتى تشبع؟
عبّاس الدُّوريّ: ثنا محمد بن عبد الله الأنباريّ: سمعتُ فُضَيْلا يقول: لما قدِم هارون الرشيد إلى مكّة، قعد في الحِجْر هو وولده وقومٌ من الهاشميّين، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إليَّ، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعله يريد أن تحدّثه أو تَعِظه. فدخلت المسجدَ فلمّا صرت إلى الحِجْر قلت لأدناهم إلي: أيُّكم أميرُ المؤمنين؟ فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فردّ علي وقال: أقعد. ثمّ قال: إنّما دعوناك لتحدثنا بشيءٍ وتعِظنا.
قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حَسَن الوجه، حِسَابُ الخلق كلّهم عليك.
قال: فجعل يبكي ويشْهق، فرددت عليه وهو يبكي، حتّى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام1.
وقال محرز بن عَوْن: كنت عند الْفُضَيْلِ، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا عليّ يُسلّم عليك. قال: أيُّكم هو؟ قالوا: هذا قال: يا حسَن الوجه، لقد طُوِّقْتَ أمرًا عظيمًا؛ وكررها. ثمّ قال: حدَّثني عُبَيْد المكتّب، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 199] قال: الأوصال التي كانت في الدنيا، وأَوْمَأ بيده إليهم.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو كانت لي دعوة مُسْتَجابة ما صيّرتها إلا في الإمام، لو صيرتُها في نفسي لم تُنْجِدْني، ومتى صيّرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد.
وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كلّ يوم لكَلَّمُته في عُلماء السّوء، أقول:
__________
1 السير "8/ 388، 389".

(12/191)


يا أمير المؤمنين لا بدّ للناس من راع، ولا بدّ للراعي من عالِم يشاوره، ولا بدّ له من قاضٍ ينظر في أحكام المسلمين، وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتِك عالِمٌ ولا قاضٍ إلا على حمال بأَكافٍ، فبالْحَرِيّ، أن يؤدّوا إلى الرّاعي النّصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدُّوا إليك النصيحة ومركب أحدِهم كذا وكذا.
قال فُضَيْلُ بن عبد الوهّاب: سمعتُ الْفُضَيْلَ بمكة يقول لهم: لا تُؤذوني ما خرجت إليكم. حتّى بال نحوًا من ستّين مرة.
قال محمد بن زنبور المكّي وغيره: أُحصِر بَوْلُ الْفُضَيْلِ، فرفع يديه وقال: الَّلهُمّ بحبي لك إلا ما أطلقته، فما رُحْنا حتّى بال1.
قال عبد الله بن خُبَيْق: قال الْفُضَيْلُ: تباعدْ من القُرّاء، فإنّهم إنّ أحبّوك مدحوك بما ليس فيك، وإنّ غضِبوا شهِدوا عليك وَقُبِلَ منهم.
قال قُطْبة بن العلاء: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: آفة القُرّاء الْعُجْبُ.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: أكذب النّاس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم النّاس أخْوَفُهم من الله.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجلٍ أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قلّ عملُه.
من جلس مع مُبتدع لم يُعط الحكمة.
قال المفضّل الْجَنَدِيّ: نا إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: ما رأيت أحدًا كان أخْوَف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل.
كانت قراءته حزينة، شبهة، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانًا، إذا مرّ بآية فيها ذِكْر الجنّة، تردّد فيها وسأل، وكانت صلاته باللّيل، أكثر ذلك قاعدّا، يُلقى له حصير، فيصلّي من أول الليل ساعة، ثمّ تغلبه عينُه، فينام قليلا ثمّ يقوم، فإذا غلبه النومُ نام، ثم يقوم، هكذا حتّى يصبح2.
وكان دأبُه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث، وكان يثقل عليه الحديث جدًا.
__________
1 الحلية "8/ 109".
2 الحلية "8/ 86".

(12/192)


وعن فضيل قال: لو خيرت بني أن أُبعث فأدخل الجنّة وبين أن لا أُبعث لاخترت أن لا أُبعث.
قال أبو الشّيخ: نا أبو يحيى الداريّ، نا محمد بن عليّ بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الْفُضَيْلُ بن عِياض: لو خُيِّرتُ بين أن أكون كلبًا ولا أرى يوم القيامة، لاخترتُ ذلك1.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
وقال: من استوحش من الوحدة وأنِس بالناس لم يَسلم من الرّياء.
وقال الفَيْض: سمعته يقول: لا حَجّ ولا جهاد أشدّ من حبْس اللسان، وليس أحد أشدّ غمًّا ممّن سجنه لسانه.
قلت: لِلْفُضَيْلِ ترجمة في "تاريخ دمشق" وفي "الحلية". وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمّار قال: تُوُفّي الْفُضَيْلُ رحِمه الله يوم عاشوراء سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. وفيها أرّخه يحيى بن المَدِينيّ، وجماعة.
وعن رجلٍ قال: كنّا جُلُوسًا مع فُضَيْلِ بن عِياض، فقلنا له: كم سِنُّك؟ فقال:
بلغت الثمانين أو جُزْتُها ... فماذا أُؤَمِّلُ أو أنتظر
علَّتْني السِّنُون فأبلينني ... فدقّ العظْم وَكَلَّ البصَرْ2
295- فُضَيْلُ بن عِياض الصَّدفيّ المصريّ3:
من طبقة الأعمش، وإنّما ذكرته هنا للتمييز.
حَدّث عن: أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن.
روى عنه: حَيْوَة بن شُرَيْح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما.
__________
1 الحلية "8/ 84".
2 صفة الصفوة "2/ 239".
3 انظر: الميزان "3/ 362"، والتهذيب "8/ 297".

(12/193)


"حرف القاف":
296- قدامة بن شهاب المازنيّ البصْريّ1 ن:
عن: بُرْد بن سِنان، ويحيى البكّاء، وأمّ داود الوابشيّة التي رأت عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وعن جماعة.
وعنه: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ويوسف بن موسى، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
قَالَ أَبُو زُرْعة: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
297- قُرّان بن تمّام الأسَديّ الكوفيّ2 د. ت. ن:
حدَّث عن: جميل بن أبي صالح، وهشام بن عُرْوة، وموسى بن عُبَيْدة وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنيع، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن محمد الجرميّ، والحسن بن عَرَفَة.
وثقه أحمد.
وكان يبيع الدّوابّ.
تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
"حرف الكاف":
298- كثير بن مروان الفِهْريّ3:
عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، والحسن بن عُمارة.
وعنه: النفيليّ، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عَرَفَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
كذّبه يحيى بْن مَعِين، وقال مرّة: لَيْسَ بشيء.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 128"، والتهذيب "8/ 363، 364".
2 الجرح والتعديل "7/ 144"، التهذيب "8/ 367".
3 انظر: المجروحين "2/ 225"، لابن حبان، والميزان "3/ 409، 410".

(12/194)


"حرف اللام":
299- الليث بن عاصم بن العلاء الخَوْلانيّ المصريّ1:
عن: الحَسَن بن ثَوْبان.
وعنه: ابن وهْب، وعبد الرحمن بن أبي السَّمْح.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
300- اللّيث بن نصر بن سَيّار2:
أبو هشام الكِنانيّ، أمير بُخارَى.
سمع: عبد الله بن عَوْن، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عَروبة.
وعنه: عَمْرو بن مُصْعَب، وغيره.
وكان صدُوقًا.
"حرف الميم":
301- الماضي بن محمد ق:
أبو مسعود الغافقي المصري3.
عن: ليث بن أبي سُلَيم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد.
روى عنه ابن وهْب وحده.
وكان ورّاقًا نَسَخ المصاحف.
قال ابن عَدِيّ: هو مُنْكَر الحديث.
وقال ابن يونس، مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
302- مبارك بن سُحَيْم4:
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 29"، والتهذيب "8/ 469".
2 أمير بلدة بخارى، وكان حريصًا على طلب العلم.
3 الجرح والتعديل "8/ 442"، والميزان "3/ 424".
4 سبق الترجمة له.

(12/195)


قد تقدّم، وكونه هنا، أوْلَى.
303- مُبَشَّر بن عبد الله بن1 رزين ن:
أبو بكر الشمندري النيسابوري، أخو عمر، ومسعود، وكان مبشّر أكبرهم، ولم يرحل من نَيْسابور.
روى عن: حَجّاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طَهْمان، وسُفيان بن حسين.
وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبِشْر بن الحَكَم.
مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
304- محبوب بن محرز التّميميّ الكوفيّ القواريريّ2:
عن: داود بن يزيد الأوديّ، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة.
وعنه: شُرَيْح بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأشجّ، وأبن عَرَفَة، وغيرهم.
قال أبو حاتم، يكتب حديثه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
305- محمد بن إبراهيم بن دينار المدني3:
مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك.
روى عن: يزيد بن أبي عُبَيْد الأكْوَعيّ، وموسى بن عُقْبة، وابن أبي ذئب، وعدّة.
وعنه: ابن وهْب، ويعقوب بن محمد الزُّهْريّ، وذُؤَيب بن عمارة، وأبو مُصْعَب، وآخرون.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 344"، التهذيب "10/ 32".
2 الجرح والتعديل "8/ 344"، والتهذيب "10/ 32".
3 الجرح والتعديل "7/ 184"، والتهذيب "9/ 7، 8".

(12/196)


قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفْقَهَ من ابن دينار.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال القاضي عِياض: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال ابن عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك.
قلت: روى له البخاريّ حديثًا واحدًا.
306- محمد بن الإمام إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بن عباس العبّاسيّ1 الأمير:
وُلّي دمشق للمهديّ، وللرشيد، ووُلّي مكّة والموسم.
وكان كبير القدْر، معظَّمًا.
روى عن: جعفر بن محمد، وعن المنصور.
وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما وهو صاحب حَدِيثِ: "أََكْرِمُوا الشُّهُودَ".
مات ببغداد سنة خمسٍ وثمانين ومائة وله: ثلاثٌ وستّون سنة.
307- محمد بن القاضي أبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان العبّسيّ الكوفيّ2 ت:
عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون.
ووُلّي قضاء بعض مملكة فارس وتُوُفّي هناك، وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وثقه يحيى بن مَعِين.
له حديث ينفرد بروايته في ذكر الموت.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "1/ 384-387"، السير "9/ 88/ 89".
2 الجرح والتعديل "7/ 185"، والتهذيب "9/ 12".

(12/197)


308- محمد بن إبراهيم بن المطّلب بن السّايب بن أبي وداعة السَّهْميّ المدنيّ1:
أبو عبد الله.
عن: زهرة بن عَمْرو، وعبد الله بن موسى التَّيْميّ، وابنه.
وعنه: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شَيْبَة الحرَاميّان.
309- محمد بن إسحاق:
هو ابن محصَن2، يأتي.
310- محمد بن أنس الكوفيّ3 د:
نزيل الدِّيَنَور.
عن: حُصَين بن عبد الرحمن، وسُهيل بن أبي صالح، والأعمش.
وعنه: علي بن يحيى، وإبراهيم بن موسى الفرّا.
وثقه أبو زُرْعة.
311- محمد بن الحَجَّاج بن يوسف الدّمشقيّ4:
عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن مَيْسَرة، والتابعين.
وعنه: بقية، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: شيخ.
312- محمد بن الحَسَن بن فرقد الشَّيْبانيّ5 مولاهم الكوفيّ:
الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام.
قيل: أصله من حَرَسْتا من غُوطة دمشق، ومولده بواسط، ثم إنه نشأ بالكوفة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 185، 186"، والتهذيب "9/ 17".
2 ستأتي ترجمته.
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 207"، التهذيب "9/ 68".
4 الجرح والتعديل "7/ 235".
5 انظر: الجرح والتعديل "7/ 227"، والسير "9/ 134-136".

(12/198)


سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعضَ كُتُب الفقْه، وسمع: مسْعرًا، ومالك بن مِغْوَلٍ، والأوزاعيّ، ومالك بن أنس، ولزِم القاضي أبا يوسف وتفقه به.
أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم.
وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء.
قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطا فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسمع الكثير ونظر في الرأي وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف النّاس إليه فسمعوا منه.
وقال آخر: وُلّي محمد بن الحَسَن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إمامًا مجتهدًا من الأذكياء الفُصَحاء.
قال أبو عُبَيْد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه.
وقال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحَسَن لقلتُ لفصاحتِه. وقد حملتُ عنه وقْر بُخْتِيّ كُتُبًا.
وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ سمينًا أذكى من محمد. وناظرتُه مرّةً فاشتدّت مناظرتي له، فجعلتْ أوداجُه تنتفخ وأزراره تتقطّع زِرًّا زِرًّا.
قال الشّافعيّ: قال محمد بن الحَسَن: أقمتُ عند مالك ثلاث سنين وكسْرًا، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث.
وقال يحيى بن مَعِين: كتبت "الجامع الصغير" عن محمد بن الحَسَن.
وقال: إبراهيم الحربيّ: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدّقاق؟ قال: من كُتُب محمد بن الحَسَن.
وقال عَمرو بن أبي عَمْرو الحرّانيّ: قال محمد بن الحَسَن: خلّف أبي ثلاثين ألف دِرهم، فأنفقت على النَّحْو والشّعر خمسة عشرَ ألفًا، وأنفقت على الحديث والفِقه خمسة عشر ألفًا.
وقال ابن عَدِيّ في "كامله": سمع محمد الموطأ من مالك.

(12/199)


وقال إسماعيل بن حمّاد: قال محمد بن الحَسَن: بلغني أن داود الطّائيّ كان يسأل عنّي وعن حالي، ويقول: إنْ عاش فسيكون له شأن.
وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ أحدًا إلا تغيّر وجهه، ما خلا محمد بن الحَسَن1.
قال بن أبي سُرَيْج: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها فوضعت إلى جَنْب كلّ مسألة حديثًا.
وقال محمد بن الحَسَن فيما سمعه منه محمد بن سَمَاعة: هذا الكتاب، يعني كتاب "الجيل"، ليس من كُتُبنا، إنما أُلقي فيها.
قال أحمد بن أبي عِمران: إنّما وضعه إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة.
الطّحاويّ: نا يونس قال: قال الشّافعيّ: كان محمد بن الحَسَن إذا قعد للمناظرة والفِقه أقعدَ حَكَمًا بينه وبين مَن يناظره، فيقول لهذا: زِدْتَ ولهذا: أنقصتَ.
أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العَمّيّ، عن محمد بن سَمَاعة قال: كان سبب مخالطة محمد بن الحَسَن السلطانَ أنّ يوسف القاضي شوور في رجل يُولّي قضاء الرَّقَّةِ، فقال: يصلحُ محمد بن الحَسَن. فأشخصوه، فلمّا قدِم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولّوه قضاء الرَّقَّةِ.
قلت: قد احتجّ بمحمدٍ أبو عبد الله الشّافعيّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: لا يستحق محمد عندي التَّرْكَ.
وقال النَّسائيّ: حديثه ضعيف، يعني من قبل حِفْظه.
وقال حنبل: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث، وأما محمد فكان مخالفًا للأثر، يعني يخالف الأحاديث ويأخذ بعموم القرآن.
وكان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقلٍ تامّ، وسُؤدُد، وكَثْرة تلاوة للقرآن.
وحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحَسَن: أنّ محمدًا كان حزبه في كل يوم وليلة ثمن القرآن.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 177".

(12/200)


وقال أبو حازم القاضي: سمعتُ بكرًا العمّيّ يقول: إنما أخذ ابن سَمَاعة، وعيسى بن أبان حُسَن الصّلاة من محمد بن الحَسَن.
وقال عليّ بن سعيد: حدَّثني الرجل الرّازيّ الذي مات محمد بن الحَسَن في بيته قال: حضرتُهُ وهو يموت، فبكى. فقلت له: أتبكي مع العلم؟ فقال لي: أرأيت إنّ أوقفني الله تعالى وقال: يا محمد ما أقدمك إلي؟ الجهاد في سبيلي، أم لابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟ وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعتُ أبي يقول: رأيت محمد بن الحَسَن في النوم، فقلت: إلى ما صرْتَ؟ قال: غُفِر لي.
قلتُ: بم؟ قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلا نحن نغفر لك1.
قلت: تُوُفّي إلى رضوان الله في سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
313- محمد بن الحَجَّاج اللَّخْميّ الواسطيّ2:
حدَّث ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمير، ومُجالد.
وعنه: يحيى بن أيّوب، وشُرَيْح بن يونس.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.
وقال ابن عَدِيّ: هو وضع حديث الهريسة3.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
314- محمد بن حُمران:
أبو عبد الله القيسي البصْريّ4.
عن: داود بن أبي هند، وخالد الحذّاء، والْجُرَيْريّ.
وعنه: حُمَيْد بن مَسْعَدة، وخليفة بن خيّاط، ونصر بن علي، والقواريري.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 182".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 234"، والميزان "3/ 509".
3 الجرح والتعديل "7/ 239"، التهذيب "9/ 126".
4 الجرح والتعديل "7/ 239"، التهذيب "9/ 126".

(12/201)


قال أبو حاتم: صالح.
وقال أبو زُرْعة: محلُّه الصِّدْق.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
315- محمد بن زائد:
أبو هشام التّميميّ1.
عن: ليث بن أبي سُليم، ورَقَبَة بن مَصْقَلَة، وداود بن يزيد.
وعنه: أبو سعيد الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطْميّ.
316- محمد بن سُليمان بن الأصبهانيّ، أبو عليّ، الكوفيّ2. ت. ن. ق:
عمّ محمد بن سعيد بن الأصبهاني.
روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السّائب، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وطائفة.
وعنه: ابنا أبي شَيْبَة، وقُتَيْبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
قال ابن عَدِيّ: هو قليل الحديث، أخطأ في غير شيء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين.
317- محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيّان القُرَشيّ العامريّ3:
عن: أبيه، ويزيد بن أبي عُبَيْد، وابن عجلان.
وعنه: معن بن عيسى، والحُمَيْدِيّ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 260"، والتهذيب "9/ 166".
2 الجرح والتعديل "7/ 267، 268".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 282"، والثقات لابن حبان "7/ 410".

(12/202)


318- محمد بن سُليمان بن مَسْمول المخزومي المكّيّ1.
عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عبّاد.
وعنه: محمد بن القاسم سُحَيم، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، ومحمد بن عَبّاد المكّيّ، وآخرون.
ضعَّفه أبو حاتم.
وقال الحُمَيْدِيّ: يُتكلَّم فيه.
319- محمد بن سُليم القُرَشيّ البلْخيّ ثمّ المكّيّ2:
عن: الضحّاك، وابن أبي مُلَيْكة، وقَتَادة.
عُمِّر دهرًا.
روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفرّا.
وكان ابن عُيَيْنَة يُكْرِمُه.
وروى الكَوْسَج، عن ابن مَعِين توثيقة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
320- محمد بن سهل الأسَديّ الكوفيّ المُقعَد3:
عن: عاصم بن بَهْدَلَة، وأبي حُصَين الأسَديّ.
وعنه: عليّ بن حمزة الكِسائيّ، ومنْجاب بن الحارث، وغيرهما.
321- محمد بن سواء بن عنبر السدوسي4 خ. م. د. ن. ق:
أبو الخطاب البصري المكفوف.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 267"، والميزان "5/ 185، 186".
2 الجرح والتعديل "7/ 274"، الثقات لابن حبان "9/ 48".
3 الجرح والتعديل "7/ 277"، والثقات لابن حبان "9/ 51".
4 الجرح والتعديل "7/ 282"، والتهذيب "9/ 208".

(12/203)


روى عن: حسين المعلّم، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وابن عَوْن، وطبقتهم. وأكثر عن سعيد.
روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثَعْلبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة.
وكان ثقة، نبيلا، صاحب حديث.
أرّخ موته الفلاس سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
322- ابن السمّاك:
هو محمد بن صَبيح أبو العبّاس العِجْليّ1، مولاهم الكوفيّ الواعظ الزّاهد، أحد الأعيان.
سمع هشام بن عُرْوة، وسُليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم.
وعنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون.
وقال ابن نمير: كان صدوقًا.
قال الخطيب: قدِم بغداد فمكث فيها مدّة ثمّ رجع.
وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضرّ، ولكنّ العِلْم إذا لم ينفع ضرّ.
وعن مُغيرة بن شُعيب قال: حضرتُ يحيى بن خالد البرمكيّ يقول لابن السّماك، إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجِزْ ولا تُكثِر عليه.
قال: فلمّا دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إنّ لك بين يدي الله مقامًا، وإنّ لك من مقامك منصرفًا. فأنظر إلى أين مُنْصرفك، إلى الجنّة أم إلى النّار؟ فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت.
وقال عبد الله بن صالح العِجْليّ: سمعتُ ابن السّمّاك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صِفْ لي الدَّنيا. فكتبت إليه: أمّا بعد، فإنّه حَفّها بالشَّهَوات، وملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمئونات، وحرامها بالتبعات.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 290"، والسير "8/ 291-293".

(12/204)


حلالُها حساب، وحرامها عذاب، والسلام.
وعنه قال: همّة العاقل في النجاة والهرب، وهمّة الأحمق في الّلهْو والطَّرب.
عَجَبًا لعَيْن تلذّ بالرُّقاد ومَلَك الموت معه على الوسادة.
حتّى متى يبلّغنا الواعظون أعلامَ الآخرة، حتّى كأن نفوسَنا عليها واقفة، وكأن العيون إليها ناظرة، ألا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غَفْلَته، ومُفيق من سكرته، وخائف من صرعته كَدْحًا للدنيا كدحًا، أما تجعل للآخرة منك حَظًّا1.
أُقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها، والنّارُ قد عَلَتْ مُشْرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونُصب الميزان، وجيء بالنبيين والشُّهداء، لسَرَّك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة. أبَعْدَ الدنيا دار محتمل، أم إلى غير الآخرة مُنتقل؟ هيهات، كلا واللهِ. ولكن صُمَّت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المَنَافِع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع.
وعنه قال: هَبِ الدُّنيا كلّها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضُمّت إليك، وهَب المشرقَ والمغربَ يجيء إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك؟
ألا مَن امتطى الصَّبر، قوي على العبادة، ومن أجْمع اليأس استغفر عن النّاس، ومَن أهَمَّتْه نفسُه لم يولّ مرمّتها غيره، ومن أحبّ الخير وُفِّقَ له، ومَن كرِه الشرّ جُنِّبه.
ألا متأهّبٌ فيما يوصف أمامه، ألا مستعدُّ ليوم فَقْره وفاقَته، ألا شيخٌ مبادر انقضاء مدّته، وفناء أجَله.
ما ينتظر مَن ابيضَّتْ وفْرته بعد سَوَادها، وتكرّش وجهُه بعد انبساطه، وتقوَّس ظهره بعد انتصابه، وَكَلَّ بصرُه، وضعُف ركْنُه، وقَلّ نومه، وَبَلِيَ منه شيء بعد شيء في حياته، فرحم الله امرأً عَقَلَ الأمر، وأحْسَنَ النظر، واغتنم أيّامه.
قال عبد الحميد بن صالح: نا ابن السماك، عن سُفيان الثَّوْريّ قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين؟ قالت: أريد أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنّه يخاف الله ولست أخاف ممّن يخاف الله.
__________
1 الحلية "8/ 204، 205".

(12/205)


قال: فجلَست على طريقه، وقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعته ملوكًا، وجعل الملوك بمعصيته عبيدًا، أصَابتنا حاجةٌ.
قال: فأمر لها بما يُصلحها.
قال ابن ثعلب: نا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا الشعر:
إذا خلا في القبور ذو خطرٍ ... فزُرْه يومًا وانظرْ إلى خَطَره
أبرزه الدهرُ من مساكنه ... ومن مقاصيره ومن حجره1
وعن ابن السّمّاك قال: الدُّنيا كلّها قليل، والذي بَقِيّ منها في جنب ما مضى قليل، والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل، وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغدًا تصير إلى دار الجزاء، فاشترِ نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك.
تُوُفّي ابن السّمّاك رحِمه الله سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة وقد شاخ.
323- محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدنيّ2:
من ولد ابن أمّ مكتوم.
روى عن: عبد الله بن دينار، وسُهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد.
وعنه: بِشْر بن مُعاذ، ويعقوب بن كاسب.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وقال المؤلّف في كتابه "المغني": ضعفوه.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.
324- محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرو، أبو عبد الله بن الإمام أبي عمرو الأوزاعي3.
كان رجلا صالحًا عابدًا.
__________
1 الحلية "8/ 210".
2 الجرح والتعديل "7/ 315"، والميزان "3/ 623".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 318"، والثقات لابن حبان "9/ 49".

(12/206)


روى عن أبيه.
وعنه: أبو مُسْهِر، ومغيره بن تميم، وجماعة من أهل بيروت.
وقال العباس بن الوليد البيروتي: وأدركت زمانَه.
وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال.
325- محمد بن عبد الرحمن السَّهميّ الباهليّ1:
يُكَنَّى: أبا عبد الرحمن.
روى عن: حُصَين بن عبد الرحمن، وغيره.
وعنه: نصر بن عليّ، ومحمد بن المثنى الغفري.
قال البخاري: لا يُتابع على حديثه.
قلت: له حديث واحد في الدعاء، مضطّرب الإسناد.
326- محمد بن عبد الرحمن القُشَيريّ المَقْدسيّ2:
عن: حُمَيْد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذّاء، وطبقتهم.
وعنه: بقيّة، وأبو بدر السكُونيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث.
327- محمد بن عبد الرحمن الطفاوي3 خ. د. ت. ق:
أبو المنذر البصري.
سمع: أيّوب السّخْتيانيّ، وهشام بن عُرْوة، والأعمش.
وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام.
قال ابن معين: ما به بأس.
ووثقه غير واحد.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 326"، والميزان "3/ 618".
2 الجرح والتعديل "7/ 325"، والميزان "3/ 623، 624".
3 الجرح والتعديل "7/ 324"، والتهذيب "9/ 309، 310".

(12/207)


وقال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث.
وقاله أبو حاتم.
مات سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
328- محمد بن عبد الملك الأنصاريّ1.
أبو عبد الله.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَابْنِ المُنْكَدر، وسالم بن عبد الله، والزُّهْريّ، وغيرهم.
وعنه: عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، ويحيى بن سعيد العطّار، وأبو المغيرة عبد القُدُّوس، وأخرون.
وهو مدني سكن حمص، وما بَقِيّ إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين ومائة، نعمْ، ثمّ وجدت أنّ الإمام أحمد قال: قد رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب.
وقال النسائي: متروك.
ومن بلاياه: يحيى الوحاظي، عنه، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وَقَالَ "إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ"2.
يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْخَلالُ، عَنْهُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: "مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ"3.
329- محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي4 ق:
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 4"، والميزان "3/ 631".
2 حديث موضوع: أخرجه العقيلي "4/ 103"، في الضعفاء الكبير، وابن عدي "6/ 2166" في الكامل، والخطيب "2/ 341" في تاريخه، وابن الجوزي "3/ 38" في الموضوعات.
3 حديث موضوع: أخرجه الطبراني "12/ 353" في الكبير، وابن عدي "6/ 2167"، وابن الجوزي "2/ 173"، وأبو نعيم "3/ 158" في الحلية، وانظر: الفوائد المجموعة "76"، وتنزيه الشريعة "2/ 138".
4 انظر: الجرح والتعديل "8/ 24، 25"، والميزان "3/ 641"، والتهذيب "9/ 337".

(12/208)


عن: حُمَيْد بن قيس الأعرج، وهشام بن عُرْوة، والحَكَم بن أبان.
وعنه: الحُمَيْدِيّ، وأحمد بن حنبل، وشُرَيْح بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال. قال أبو حاتم: مُنْكَر الحديث، ضعيف.
330- محمد بن عَمْر الطّائي المحرّي الحمصيّ1:
أبو خالد.
عن: ثابت بن سعد الطّائيّ، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وابن عبد ربّه الزّاهد.
وعنه: بقيّة، ويحيى الوحاظيّ، وخطّاب الفوريّ، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
331- محمد بن عمر بن صالح الكَلاعيّ الحمصيّ ثمّ الحَمَويّ2:
وحماه قريش من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدْر حمص مرَّتين.
روى عن: الحَسَن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء.
وعنه: سُوَيْد بن سعيد، والمسيب بن وضّاح.
قال ابن عَدِيّ: مُنْكَر الحديث، ثمّ ساق له حديثًا باطلا عن قَتَادة، عن أنس.
وقد وقع لي من عواليه.
332- محمد بن الفُرات3 ق:
أبو علي الكوفي.
عن: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ومحارب بن دِثار.
وعنه: أبو توبة الحلبيّ، وقُتَيْبة، وسُوَيْد بن سعيد، وشُرَيْح بن يونس، ومحمد بن عبيد المحاربي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 18"، والتهذيب "9/ 369".
2 انظر: الميزان "3/ 666، 667".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 59، 60"، والتهذيب "9/ 396، 397".

(12/209)


وهو واهٍ بالاتفاق، عُمِّرَ دهرًا، وجاوز المائة.
كذّبه أحمد، وابن أبي شَيْبَة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا مُحَلِّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ، أنا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ، سَمِعْتُ ابْنُ عُمَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "شَاهِدُ الزُّورِ لا تَزُولُ قدماه حتى يؤمر به إلى النار"1.
أخرجه ابن ماجه، عن سويد عن محمد.
333- محمد بن الفضل بن عطية العبسي مولاهم الكوفي2 ت. ق:
أبو عبد الله، نزيل بُخارَى.
وقد حدَّث في آخر أيّامه بالعراق عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وعَمْرو بن دينار، وعاصم بن بَهْدَلَة، ومنصور بن المُعْتَمِر، وجماعة.
وعنه: بقية، وأسد بن موسى، وعبّاد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وآخرون.
قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذِب.
وقال يحيى بن مَعِين: لا يُكْتَب حديثه.
وقال غير واحد: متروك الحديث.
وقيل: إنّه حجّ بضعًا وثلاثين حَجَّة.
وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى الفُقهاء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها، وقع لنا من عواليه.
__________
1 حديث ضعيف جدًّا: إن لم يكن موضوعًا، أخرجه ابن ماجه "2373"، والحاكم "4/ 98"، والعقيلي "4/ 122"، وابن عدي "6/ 2149"، وابن عبد البر "5/ 73"، في التمهيد، والبيهقي "10/ 122"، في سننه الكبرى، وأبو نعيم "4/ 264" في الحلية.
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 56، 57"، والتهذيب "9/ 401، 402".

(12/210)


334- محمد بن كثير، أبو إسحاق القُرَشيّ الكوفيّ1:
نزيل بغداد.
عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائي، والأعمش.
وعنه: يحيى بن مَعِين، وقُتَيْبة، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائي، والحسن بن عَرَفَة.
كان ابن مَعِين حسن الرأي فيه، وقال: لم يكن به بأس.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
335- محمد بن كثير البصْريّ القصّاب2:
له عن: عبد الله بن طاوس، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الفلاس: ذاهب الحديث.
336- محمد بن مُجيب الثقفيّ الكوفيّ الصّائغ3:
عن: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد.
وعنه: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلْخيّ، ومحمد بن عبد الله الأزريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق.
قال أبو حاتم: ذاهب الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: عدُّو الله كذاب.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 68، 69"، والميزان "4/ 17، 18".
2 الجرح والتعديل "8/ 70"، والميزان "4/ 17".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 96"، والميزان "4/ 24، 25".

(12/211)


337- محمد بن مِحْصَن العُكّاشيّ1:
وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي.
روى عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَةَ، والأوزاعيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن أبي خراش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة.
قال البخاريّ: يقال له الأندلسيّ، مُنْكَر الحديث.
وقال ابن مَعِين: كذّاب.
338- محمد بن مروان السُّدّيّ الصغير2:
هو محمد بن مروان بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفيّ.
روى عن: الكَلْبيّ في تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأعمش، وجُوَيْبر.
وعنه: الأصمعيّ، ومحمد بن عُبَيْد المُحاربيّ، وأبو عَمْر الدّوريّ، والحسن بن عَرَفَة.
تركوا حديثه، وقد اتُّهم.
قال البخاريّ: سكتوا عنه.
وقال ابن مَعِين: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن نُمير: كذّاب.
وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبُر فتركْتُه.
339- محمد بن مسروق بن مَعْدان الكِنْديّ الكوفيّ3:
الفقيه، أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرّازيّ.
روى عن: محمد بن عمرو، ومسعر، وسفيان الثوري.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 194"، والتهذيب "9/ 430".
2 الجرح والتعديل "8/ 86"، والتهذيب "9/ 436، 437".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 104، 105"، والثقات لابن حبان "9/ 68، 77".

(12/212)


وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون.
وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة.
وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة، وكان عجبا في التيه والصلف والتكبر.
قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضيا وكان متجبرا، فاعتدى على العمال وأنصف منهم.
أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره يحضر مجلسه، فقال لرسوله: لو كنتُ تقدّمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت، فانقطع ذلك عن القضاء بعده.
قال سعيد: ولما قدِم مصرَ اتّخذ قومًا للشهادة، وأوقف سائر الشهود، فوثبوا به وشتموه وشتمهم، وكانت منه هَنات إلى أشرافهم.
وقال يحيى بن بُكَيْر: ما كان بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم النّاس تكبُّرًا.
340- محمد بن الْمُعَلَّى اليامي الكوفي1ت:
هو ابن أخي زَبيد بن الحارث.
روى عن: زياد بن خَيْثَمَة، وزكريّا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وأشعث بن سوار.
واستوطن الرَّيّ.
روى عنه: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مِهران، ومحمد بن حُمَيْد، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.
341- محمد بْن يزيد الواسطي الزاهد2 د. ت. ن:
أبو سعيد.
ويقال: أبو إسحاق الخولاني مولاهم، أصله شامي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 101"، والتهذيب "9/ 466".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 126"، والسير "9/ 202، 203".

(12/213)


روى عن: أيّوب أبي العلاء القصّاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حَيْوَة، والعوّام بن حَوْشَب، ومُجَالد بن سعيد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وبشر بن مطر، وأبو عمارة الحَسَن بن حُرَيْث، ومحمد بن وزير، وشُرَيْح بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون.
قال وكيع: إنْ كان أحدُ من الأبدال1 فهو محمد بن يزيد.
وقال أحمد: كان ثَبْتًا في الحديث.
وقال ابن مَعِين، وأبو داود، والنّسائيّ: ثقة.
وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة.
وقيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
وقال مُطَيِّن: سنة إحدى وتسعين.
342- محمد بن يوسف بن مَعْدان2:
أبو عبد الله الأصبهانيّ الزّاهد، ويُلقّب بعَرُوس الزُّهّاد.
روى عن: الأعمش، ويونس بن عُبَيْد، وسفيان الثَّوْريّ، والحمَّادَين آثارًا ومقاطيع.
حدَّث عنه: عبد الرحمن بن مهديّ، ويحيى القطّان، وابن المبارك، وسُليمان الشاذكوني، وزهير بن عباد، وعصام بن جبر، وصالح بن مِهران، وطائفة.
قال أبو الشيخ: لما أره روى حديثًا مُسْندًا، إلا حديثًا واحدًا.
قلت: وهو حديث مُنْكَر.
قال الحَسَن بن عَمْرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحدٌ ممّن كان يأتيه إعجابَه لمحمد بن يوسف الأصبهاني؛ كان كالعاشق له.
قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نعيم لأمه، وقد استوفى ترجمته.
__________
1 هذا من المصطلحات التي لا أصل لها في القرآن الكريم، ولا السنة النبوية المطهرة.
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 121"، والسير "9/ 125، 126".

(12/214)


قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلا خيرًا من محمد بن يوسف. فقال له: محمد بن حنبل: ولا الثَّوْريّ؟ فقال: كان الثَّوْريّ شيئًا ومحمد بن يوسف شيئًا.
عُبَيْد بن جناد: نا عطاء بن سلم الحلبيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهانيّ يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه. يجيء إلى الباب فيقول: رجلُ غريب يسأل. ثمّ يخرج، حتّى رأيته يومًا في المسجد، فقيل لي: هذا محمد بن يوسف، فقلت: هذا يختلف إليّ منذ عشرين سنة لم أعرفه.
قلت: كان يرابط بالمصِّيصة مدّة.
قال أحمد بن عصام الأصبهانيّ: بلغني أنّ ابن المبارك كان يسميّ محمد بن يوسف عروس الزُّهاد.
وقال أحمد الدَّوْرَقيّ: حدّثني حكيم الخُراسانيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون دينارًا أو نحوها، فيأخذ على الساحل فيأتي مكّة، ثمّ يرجع إلى الثغر.
وقال عبيد الله بن جناد: قال محمد بن يوسف: أرُوني قبرَ أبي إسحاق الفَزَاريّ، فأرَيتُه إيّاه.
فقال: إنّ متّ فادفنوني إلى جَنْبه1.
وقال عبد الرحمن بن مهديّ: بايَنْتُ محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنْبه، وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدّد وهو جالس، ثمّ يقوم ويتمسح2.
قلت: لعله بقي إلى المائتين.
343- مَخْلَد بن خِداش الكوفيّ3:
عن: الأعمش، وأبان بن ثعلب.
وعنه: أبو الصلت عبد السلام الهَرَويّ، وأبو سعيد الأشجّ.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
__________
1، 2 الحلية "8/ 228، 229"، "8/ 234".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 348"، والتهذيب "10/ 74".

(12/215)


344- مُخَيّس بن تميم، أبو بكر الأشجعيّ1:
عن: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البَجَليّ، وجعفر بن عَمْر.
وعنه: هشام بن عمّار، وأحمد بن الضّحّاك إمام جامع دمشق، وهو شاميُّ مُقِلّ.
قال العُقَيْليّ: لا يتابع على حديثه.
345- مدرك بن أبي سعد الفَزَاريّ الدّمشقيّ2:
أبو سعد.
عن: يونس بن مَيْسرة بن حَلْبَس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيّان بن أبي النضر.
وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث.
قرأ عليه هشام بن عمار.
وروى عنه: هشام، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن منصور، وسُليمان بن عبد الرحمن، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
346- مرحوم بن عبد العزيز البصْريّ العطّار3 ع:
عن: أبي عمران الْجَوْنيّ، وثابت البُنانيّ، ومالك بن دينار، وحبيب المعلّم، وأبي نَعَامة السَّعْديّ.
وعنه: ابنه عيسى، وحفيده بِشْر بن عبيس بن مرحوم، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ومسدّد، وبكر بن خَلَف، والفلاس، ونصر بن عليّ.
قال الخُريبي: ما رأيت بصريًا أفضل منه، ومن سليمان بن المغيرة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 442"، والميزان "4/ 85".
2 الجرح والتعديل "8/ 328"، والتهذيب "10/ 79، 80".
3 الجرح والتعديل "8/ 436"، السير "8/ 293، 294".

(12/216)


ووثقه أحمد وغيره.
مات سنة سبعٍ وثمانين.
وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
وروى البخاريّ عن حفيده بِشْر أنّ مولده سنة ثلاثٍ ومائة.
347- مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويّ1.
مولاهم الشاعر الشهير: يكنى أبا السِّمْط، ويقال: أبو الهِنْدام.
وولاؤه لمروان بن الحَكَم، مدح الخلفاء والأمراء، وسائر شِعرِه سائرٌ لحُسْنِه وفُحُولته، واشتهر اسمه.
حكى عنه خَلَف الأحمر، والأصمعيّ.
وقيل: كان مُولدًا، قليل الخبرة باللُّغة.
وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرّةً بستّين ألف دِرهم.
وكان بخيلا مقتّرًا على نفسه، خرج مرّةً بجائزة المهديّ ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثُلُثَيْ دِرهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهمًا.
وقيل: إنّه كان لا يُسْرِج عليه، ولا حكايات في الْبُخْلِ.
وما أحلى قوله يمدح بني مطر:
هُمُ الْقَوْمُ إنْ قالوا أصابوا وإن دُعُوا ... أجابوا وإنْ أَعْطَوْا أطابوا وأَجْزَلُوا
هُمُ يمنعون الجارَ حتّى كأنَّهم ... لِجارِهمُ بين السِّماكَيْنِ مَنْزلُ2
وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصه دخل على المهديّ بعد موت مَعْن بن زائدة، فأنشده. فقال: من أنت؟ قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:
__________
1 انظر: الشعر والشعراء "2/ 649-651"، والسير "8/ 422، 423".
2 الشعر والشعراء "2/ 651"، السير "8/ 423"، العقد الفريد "1/ 356".

(12/217)


وقلنا أين نَرْحَلُ بعد مَعْن ... وقد ذهب النَّوَالُ فلا نَوَالا
وقد جئتَ تطلب نَوَالا، خذوا برِجْلِه.
فلمّا كان بعد عام، تلطّف حتّى دخل مع الشعراء، وإنّما كانت الشعراء تدخل على الخُلفاء في العام مرّةً، فأنشده:
طرقَتْكَ زائرةٌ فحيِّ خيالَها ... بيضاءُ تخلِط بالحياء دلالها
قادت فؤادك فاستقادو وقبْلها ... قاد القلوبَ إلى الصِّبا وأمالها
منها:
هل يطلبون من السماء نُجُومَها ... بأكُفِّهم أو يَسْتُرُون هلالَها
أو تدفعُون مقالةً عن ربّكم ... جبريلُ بلغها النّبيّ فقالها
شهِدَتْ من الأنفال آخرُ آيةٍ ... ببراءتهم فأردتم إبطالها1
يعني بني العبّاس وبني عليّ، فرأيت المهديّ وقد زحف من صدر مُصلاه حتّى صار على البساط إعجابًا، وقال: كم أبياتها؟ قال: مائة. فأمر له بمائة ألف درهم.
وروى عليّ بن محمد النَّوْفَليّ، عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصه لا يأكل اللَّحْمُ بُخْلا حتّى يُقَدَّم إليه، فإذا قُدِّم بعث غلامه فاشترى له رأسًا فأكله. فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرءوس. قال: نعم لإني أعرف سِعْرَه فآمَنُ خيانة الغلام. وإنْ مس عينه أو خدّه وقفت على ذلك، وَآكُلُ منه ألوانًا، وأُكفي مئونة الطبْخ.
وقال جَهْم بن خَلَف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرًا، وأرسل غلامه بَفْلس وسُكُرُّجَة2 يشتري به زيتًا. فلمّا جاءه بالزيت قال: خُنْتَني. قال: من فَلْس كيف أخونك?.
قال: أخذت الفَلْس واستوهبت زيتًا.
__________
1 الأغاني "10/ 81، 82".
2 سكرجة: الصحفة من آنية الطعام.

(12/218)


قال الفَسَويّ: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مولده سنة خمسٍ ومائة.
348- مروان بن سالم الشّاميّ ثمّ الْجَزريّ1 ق:
عن: صَفْوان بن سُلَيم، والأعمش، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة.
وعنه: الوليد بن مسلم، ونُعَيم بن حمّاد، وأبو هَمّام السَّكُونيّ، وغيرهم.
تركه غير واحدٍ لأنّ عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُ عَلَيْهِ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لَيْسَ بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك.
349- مروان بن شُجاع الْجَزَريّ الحَرّانيّ2 خ. د. ت. ق:
أبو عمرو مولى بني أُميّة.
حدَّث ببغداد عن خُصَيف فأكثر، وعن: عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن مَنِيع، وشُرَيْح بن يونس، وزياد بن أيّوب، ويحيى بن مَعِين، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة.
قال أحمد: لا بأس به.
وقال غيره: صدُوق.
وقال أبو حاتم: ليس بحُجَّه.
وقال ابن حِبّان: يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات.
قلت: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
350- مَرْوان، أبو عبد الملك الرمادي3.
__________
1 الأغاني "1/ 78".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 273، 274"، والسير "9/ 34".
3 من القراء المشهورين بدمشق في الدولة العباسية.

(12/219)


دمشقيٌّ من أعيان قُرّاء البلد.
قرأ على: يحيى الرَّماديّ، وزيد بن واقد، وحدَّث عنهما، ووُليّ قضاء دمشق.
روى عنه: مروان بن محمد، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، ومحمد بن حسّان الأسديّ.
ما علِمْتُ فيه جَرْحًا.
351- مَسْلَمَة بن علْقمة المازنيّ1:
قد مرّ، فيحوّل إلى هنا، وإلا فقد نبَّهنا على طبقته.
352- مَسْلَمَة بن عليّ بن خَلَف الخشنيّ الدّمشقيّ الغُوطيّ البلاطي2 ق:
والبلاط قرية على فرسخ من البلد، يُكَنّى: أبا سعيد.
روى عن: يحيى الذِّماريّ، والأعمش، وابن عجلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريج، وطائفة.
وعنه: بقية بن الوليد، وابن وهْب، وأبو توبة الحلبيّ، ومحمد بن رُمْح، وهشام بن عمّار، وآخرون.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال أبو حاتم: هو في حدّ التَّرْك.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وسُئل ابن مَعِين عنه وعن الحَسَن بن يحيى الخشنيّ فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبّهما إليّ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَفَارِيدِهِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: حَضَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعِلْمِ قَبْلَ ذَهَابِهِ. فَقِيلَ: كَيْفَ يَذْهَبُ وَقَدْ تعلمنا وَعَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: "أَوَلَيْسَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ فِي يَدِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَا أَغْنَيَا عَنْهُمْ"3.
__________
1 سبق الترجمة له.
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 268"، والتهذيب "10/ 146، 147".
3 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني "7398" في الكبير، وضعفه الهيثمي في المجمع "1/ 201".

(12/220)


وَلِمُسْلِمَةَ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ مُنْكَرَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
353- المُسيب بن شَرِيك1:
أبو سعيد التّميميّ الشَّقرِيّ الكوفيّ.
عن: هشام بن عُرْوة، والأعمش.
وعنه: يحيى بن مَعِين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل وقال: هو أوّل من كتبتُ عنه الحديث.
قال مسلم، والدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
قال ابن سعد: وُلّي بيت المال للرشيد.
مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
354- مُصْعَب بن الزُّبَير العُذْريّ المصريّ2:
مؤذّن جامع الفُسطاط.
عن: يزيد بن أبي حبيب.
وعنه: ابنه عُذْرة، ويوسف بن عَدِيّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائة، قاله ابن يونس.
355- مُصْعَب بن سلام التّميميّ الكوفيّ3 ق:
عن: زبرقان السّرّاج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شُبْرُمَة.
وعنه: إسحاق بن موسى الأسديّ، وزياد بن أيّوب.
قال ابن حِبّان: كثير الغَلَط، لا يُحْتَجّ به.
وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنه لا بأس به، له غلط.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 294"، والميزان "4/ 114، 115".
2 من مشاهير مؤذني جامع الفسطاط بالديار المصرية.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 307، 308"، والتهذيب "10/ 161".

(12/221)


وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وضعّفه عليّ بن المَدِينيّ.
وروى عنه أيضًا أحمد، والأشجّ.
356- مُصْعَب بن ماهان المَرْوَزِيّ ثمّ العسْقلانيّ1:
عن سُفيان الثَّوْريّ، وعباد بن كثير.
وعنه: أبو توبة الربيع بن نافع، وزُهير بن عبّاد، وسعيد بن نضير، وإبراهيم بن شماس والسمرقندي، وآخرون.
وكان عبدًا صالحًا، وكان أُمّيًّا لا يكتب.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
قِيلَ: مات سنة إحدى وثماني ومائة.
357 مطر بن العلاء الفَزَاريّ الدّمشقيّ2:
شيخ قليل الحديث.
روى عن: أبي سُليمان الحَرسْتانيّ، وعبد الملك بن يسار الثَّقَفيّ، وروح بن القاسم.
وعنه: ختنة يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر.
قال أبو حاتم: شيخ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: نا مَطَرُ بْنُ الْعَلاءِ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا: حَدَّثَنِي مُعَاذٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَخِلافَةٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَمُلْكٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَلا خَيْرَ فِيهِ"3.
رَوَاهُ يعقوب الفسوي، والطبراني. وفي السند مجهولان.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 308، 309"، والميزان "4/ 121".
2 الجرح والتعديل "8/ 298"، والثقات لابن حبان "9/ 189".
3 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني كما في المجمع "5/ 1901".

(12/222)


358- المطّلب بن زياد الكوفيّ1 ق:
عن: زياد بن علاقة، وزيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الملك بن عُمَيْر، وإسماعيل السُّدّيّ، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وشُرَيْح بن يونس، وابن نُمير، ويحيى بن مَعِين، وسُفيان بن وكيع، وعدّة.
وثقه أحمد، ويحيى.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ به.
وقال أبو داود: هو عندي صالح.
وقال ابن سعد: ضعيف.
وقال أحمد: لم ألقَ بالكوفة أحدًا أسَنَّ منه.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
359- مُعاذ بن مسلم النحوي الكوفيّ2:
الهرّاء، لأنّه كان يتّجر في الثياب الهَرَويّة.
روى عن: عطاء بن السّائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما.
وصنّف في النَّحْو في دولة بني أُميّة, وعُمِّر دهرًا طويلا.
روى عنه: عبد الرحمن المحاربيّ، والحسن بن الحسين الكوفيّ.
وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: رأيته يشدّ أسنانه بالذَّهب.
وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو.
وفيه يقول سهل بن أبي غالب تِيك الأبيات السائرة:
إنّ مُعاذَ بنَ مسلم رجُلٌ ... ليس لِميقات عُمْره أَمَدُ
قد شاب رأسُ الزَّمان واكتهل ... الدهر وأثواب عمره جدد
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 360"، والتهذيب "10/ 177"، السير "8/ 295، 296".
2 انظر: تاريخ الطبري "8/ 29، 197، 300"، والسير "8/ 424-426".

(12/223)


يا بِكْرَ حَوّاءَ كم تَعيشُ وكَمْ ... تَسْحَبُ ذَيْلَ الحياة يا لُبَدُ1
الأبيات.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
وقيل: سنة تسعين، وعاش تسعين سنة.
ذكره ابن البخار مختصرًا، وقال: هو مولى محمد بن كعب القُرظِيّ، ووُلد في دولة يزيد بن عبد الملك، وكان من أعيان النُّحاة، وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باقٍ، وله شِعرٌ جيّد.
360- الْمُعَافَى بن عِمران بن نُفَيْلِ بن جابر بن جبلة2 خ. د. ن:
أبو مسعود الأزدي، الموصلي، الحافظ، القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم.
مولده بعد العشرين ومائة.
سمع: ثور بن يزيد، وهشام بن حسّان، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سُفيان، وسيف بن سُليمان، وأفلح بن حُمَيْد، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، والأوزاعيّ، وعبد الحميد بن جعفر، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وسفيان الثَّوْريّ، وطبقتهم.
وعنه: بقيّة، وابن المبارك ووَكِيع، وموسى بن أعْيَن، وهم من أقرانه، وبِشْر الحافي، والحسن بن بِشْر، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن جعفر الوَرْكانيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خُداش، وآخرون.
وله ترجمة في تاريخ يزيد بن محمد الأزْديّ في بضع وعشرين ورقة.
وقال: ثنا موسى بن هارون الزّيّات: نا أحمد بن عثمان: سمعتُ محمد بن داود الحرّانيّ: نا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعيّ ونحن ببيروت أنا والمُعَافَى بن عِمران، وموسى بن أَعْيَن، ومعه كتاب السُّنَن لأبي حنيفة. فقال: لو كان هذا الخطأ في أمة لأوسعه خطأ.
__________
1 العقد الفريد "1/ 323".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 399، 400"، والسير "9/ 80-86".

(12/224)


قال الأزْديّ: صنّف الْمُعَافَى في الزُّهد، والسُّنَن، والفِتَن، والأدب وغير ذلك.
وقال أحمد بن يونس: كان سُفيان الثَّوْريّ يقول: الْمُعَافَى بن عِمران ياقوتة العلماء.
وقال بِشْر بن الحارث: إني لأذْكر الْمُعَافَى اليوم فأنتفع بذِكره، وأذكر رؤيته فأنتفع.
وقال وكيع: نا المعافى وكان من الثقات.
وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدَّثني الرجل الصالح، يعني الْمُعَافَى.
أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثَّوْريّ قال: امتحنوا أهل الموصل المعافى.
وَرُوِيَ عن الأوزاعيّ قال: لا أقدّم على المَوْصليّ أحدًا.
قال ابن سعد: كان الْمُعَافَى ثقة، خيرًا، فاضلا، صاحب سُنَّةٍ.
بِشْر بن الحارث. سمعتُ الْمُعَافَى: سمعتُ الثَّوْريّ يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذة إلى السلطان.
قال بِشْر: كان الْمُعَافَى يحفظ الحديث والمسائل، سألته عن الرجل يقول للرجل، أقعدْ هنا ولا تَبْرَح، قال: يجلس حتّى يأتي وقت الصلاة ثمّ يقوم.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: سمعتُ الْمُعَافَى ولم أرَ أفضل منه، يُسأل عن تجصيص القبور فكرهه.
وقال عليّ بن مضاء: نا هشام بن بِهرام: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت أأدب من الْمُعَافَى.
وورد أن الْمُعَافَى كان أحد الأسخياء الموصوفين، أفنى ماله الجود والحقوق، كان إذا جاءه مغلة، أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلا.
قال بِشْر: كان الْمُعَافَى في الفرح والحُزن واحدًا، قتلت الخوارج له ولدين فما تبيّن

(12/225)


عليه شيء؛ وجمع أصحابه وأطعمهم، ثمّ قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان1، رواها جماعة.
عن بِشْر: قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار: كنتُ عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من الْمُعَافَى؟ قلت: نعم. قال: ما أحسب أحدًا رأى الْمُعَافَى وسمع من غيره يريد بعِلمه الله.
قال بِشْر: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: أجمع العلماء على كراهة السُّكْنَى، يعني ببغداد.
وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق الْمُعَافَى بن عِمران. فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سُفيان يسمّيه الياقوتة؟
قال عليّ بن حرب: رأيت الْمُعَافَى أبيض الرأس واللّحية، عليه قميص غليظ، وكُمّه تَبِين منه أطراف أصابعه.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال بشر: كان المعافى صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة.
قال رجلٌ: ما أشدُّ البرد اليوم، فالتفت إليه الْمُعَافَى وقال: استدفأت الآن؟ لو سكتَّ لكان خيرًا لك.
قُلْتُ: وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي الْمُعَافَى حَدِيثٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيِّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الزَّاغُونِيِّ ح، وَأنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّهْرَوَرْدِيُّ، أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَصَّارُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَمِينَةَ، نا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُنْتُ أَسْكُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ عَنْ جَمِيعِ أَزْوَاجِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ"2. تَابَعَهُ وَكِيعٌ، عَنْ صَالِحٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ، وَهُوَ غريب.
__________
1 صفة الصفة "4/ 180".
2 حديث ضعيف: أخرجه ابن ماجه "589".

(12/226)


قال عليّ بن حسين الخوّاصّ، وغيره: مات الْمُعَافَى بن عِمران سنة أربع وثمانين ومائة.
وقال ابن عمّار، وَسَلَمَةُ بن أبي نافع: مات سنة خمسٍ وثمانين.
وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست.
وللمعافى تريجمة في "حلية الأولياء".
361- مُعْتَمِر بن سُليمان بن طَرْخان1 ع:
الإمام أبو محمد التَّيميّ البصْريّ، وإنّما ولاؤه لبَني مُرَّة.
وقيل له: التَّيميّ لنُزوله في بني تَيْم بالبصْرة.
روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن عُمَيْر، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والدُّكَيْن بن الربيع، وليث بن أبي سُليم، وحُمَيْد الطويل، وخلْق.
وقد روى عمن هو أصغر منه.
روى عن: عبد الرّزّاق، وعاشَرَ أصحاب عبد الرّزّاق بعد معُتْمَر مائة سنة.
روى عنه: ابن المهديّ، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، والفلاس، وأبو كُرَيِب، وخليفة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وخلْق.
وكان إمامًا حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، كبير القدْر.
قال قُرَّةُ بن خالد: ما مُعْتَمِر عندنا بدون والده وسُليمان التّيميّ.
وقال محمد بن سعد: أنا أحمد بن إبراهيم العبْديّ، حدَّثني عبّاس البصْريّ، حدَّثني الأصمعيّ، حدَّثني مُعْتَمِر بن سُليمان قال: قال أبي عُدّ لنفسك من سنة ستٍّ ومائة.
وقال سعيد بن عيسى الكُرَيزيّ: مات مُعْتَمِر يوم قتل زبّان الطّليقيّ، وكان النّاس يقولون: مات اليوم أعبدُ النّاس، وقيل: أشطر النّاس.
قلت: تُوُفّي مُعْتَمِر في صَفَر سنة سبْعٍ وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 402، 403"، السير "8/ 420-422".

(12/227)


362- مَعَدَّى بن سُليمان البصْريّ1 ت. ق:
صاحب الطعام.
روى عن: عليّ بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان.
وعنه: بدلُ بن المحبَّر، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وغيرهم.
قال سُليمان الشّاذكُونيّ: كان يُعدُّ من الأبدال، وكان من أفضل النّاس.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ، عَنْهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِوَادِي الْقُرَى فَإِذَا بِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ مُطَيْرٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أَدْخِلْنَا عَلَى أَبِيكَ. فَأَدْخَلَنَا وَقَالَ: يَا أَبَة حَدِّثْ هَؤُلاءِ بِحَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَأَبَى وَقَالَ: اذْكُرْهُ أَنْتَ يَا بُنَيَّ. فَقَالَ: حَدَّثْتَنَا يَا أَبَهْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِذِي خُشُبٍ، فَلَقِيتَ ذَا الْيَدَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ2. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
مَعْدِيّ: ضعفه النَّسائيّ.
وقال ابن حِبّان: لا يجوز الاحتجاج به.
363- مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو الْيَمَانِ الْبَصْرِيُّ3 ق:
الْقَوَّاسُ، النَّبَّالُ.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَاصِمٍ، رَوَتْ لَهُ، عَنْ نُبَيْشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَثُرَ مَضْغُهُ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ"4.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَنَصْرٌ الْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
لَمْ أَرَ فِيهِ مقالا بجرح ولا توثيق. وهو شيخ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 438"، والتهذيب "10/ 229".
2 حديث حسن لغيره: أخرجه عبد الله بن أحمد "4/ 77" في زوائد المسند، والطبراني "4224" في الكبير، وله شاهد من حديث أبي هريرة، متفق عليه في الصحيحين.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 333"، والتهذيب "10/ 237".
4 حديث ضعيف: أخرجه الترمذي "1864"، وابن ماجه "3271"، "2372"، وأحمد "5/ 76".

(12/228)


364- الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة1 خ. د. ت. ق:
واسم أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزوميّ المدنيّ الفقيه.
سمع: هشام بن عُرْوة، ويزيد بن عُبَيْد، وابن عَجْلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم.
وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثّقه ابن مَعِين.
قال الزُّبَير بن بكّار: عَرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفَيْ دينار.
قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك.
وقال محمد بن سَلَمَةَ المخزوميّ: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم النّاس بالقرآن وأجهلهم به، صيّرنا العِلم بعظيم قدرِه إلى الجهل بكثير من معانيه.
وقال ابنه عيّاش: مات أبي في سابع صفر سنة ستِّ وثمانين ومائة.
قلت: عاش اثنتين وستين سنة، وقد وثّقه جماعة، وضعفه أبو داود وحده.
365- المغيرة بن أبي المغيرة، أبو هارون الرَّبَعِيّ الرمليّ2:
عن: أبي زُرْعة يحيى السّيبانيّ، وعُرْوة بن رويم، وجماعة.
وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمّار وجماعة.
قال أبو حاتم الرّازيّ: لا بأس به.
366- المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصري3:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 225"، والتهذيب "10/ 264".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 230".
3 الجرح والتعديل "8/ 230"، والميزان "4/ 166".

(12/229)


مولى عائذ بن عَمْرو المُزَنّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
سمع: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وغيرهما.
وحدّث ببلد خوارِزْم.
روى عنه: يعقوب بن الجراح الخوارزميّ، وبكير بن جعفر الْجُرْجانيّ، وعمّار بن عيسى النَّسَويّ.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: ثقة، لا أعلم له حديثًا مُنْكَرًا.
367- المفضَّل بن عبد الله الكوفيّ1 ق:
عن: أبي إسحاق السَّبِيعيّ، وجابر الْجُعْفيّ.
وعنه: سُوَيْد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني.
ضعفه أبو حاتم.
وقواه ابن حِبّان.
368- المفضَّل بن فَضَالَةَ القتباني المصري2. ع:
القاضي أبو معاوية، أحد الأعلام.
روى عن: عيّاش بن عبّاس القِتْبانيّ، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن سليمان الطويل؛ ويونس، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيّين، وطائفة.
وعنه: حسّان بن عبد الله الواسطيّ ثمّ المصريّ، وأبو صالح الكاتب، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن رُمْح، ويزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وشذَّ ابن سعْد فقال: مُنْكَر الحديث.
قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدين والورع والفضل.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 319".
2 الجرح والتعديل "8/ 317"، والسير "8/ 153، 154".

(12/230)


وقال أبو داود: كان مُجاب الدَّعوة.
لم يحدّث عنه ابن وهْب لأنّه قضى عليه بقضية.
وروى عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحَكَم، عن بعض مشائخه أنّ رجلا لقى الْمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ بعدما عُزل من القضاء فقال: قضيت عليّ بالباطل، وفعلتَ وفعلتَ. فقال له: ولكنّ الذي قضيت له يُطيبُ الثناء عليّ.
وقال عيسى بن حمّاد: كان الْمُفَضَّلُ قاضيًا علينا، وكان مُجاب الدَّعوة، وكان مع ضعف بدنه طويل القيام رحمه الله.
وقال يحيى بن مَعِين: كان مصريًا وَرَجُلَ صِدْق، كان إذا جاءه من انكسرت يده أو رِجْله جَبَرها.
وكان يصنع الأرحية.
وقال لَهِيعة بن عيسى: كان الْمُفَضَّلُ قد دعا الله تعالى أن يُذِهب عنه الأملَ، فأذهبه الله عنه، فكاد أن يختلس عقله ولم يهنّه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده، فرجع إلى حاله1.
قال ابن يونس: وُلد سنة سبْعٍ ومائة، وتُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك.
369- مُلازم بن عَمْرو الحنفيّ اليَماميّ2 ع:
عن: موسى بن نجدة، وعن جدّه عبد الله بن بدر اليماميّ، وعبد الله بن النُّعمان السُّحَيْميّ، وغيرهم.
ولم أجد له شيئًا عن يحيى بن أبي كثير.
روى عنه: عليّ بْن المَدِينيّ، ومُسَدَّد، ويحيى بْن مَعِين، وهنّاد، وأحمد بن المقدام، وجماعة.
وثقه ابن مَعِين، وغيره.
__________
1 الحلية "8/ 321".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 435"، والميزان "4/ 180".

(12/231)


وما علمتُ فيه مقالا.
له في مسّ الذَّكَر.
370- المِنْهال بن بحر، أبو سَلَمة القُشَيريّ العُقَيْليّ1:
عن: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وابن أبي عِرُوبة، وَقُرَّةَ بن خالد، وعدّة.
وعنه: أبو الوليد، وعليّ بن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
ولا شيء له في الكُتُب.
371- مهران بن أبي عَمْر الرّازيّ العطار2 ق:
عَنْ: أبي حيّان يحيى بْن سَعِيد التَّيْميّ، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عَرُوبة.
وعنه: عبد الله بن الجرّاح القَهَسّتانيّ، ومحمد بن عَمْرو زنيج، ويحيى بن مَعِين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطّان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: كتبتُ عنه وعنده غلط كثير في حديث سُفيان الثَّوْريّ.
وقال البخاريّ: في حديثه اضطراب.
372- موسى الكاظم3 ت. ق:
هو الإمام أبو الحسن موسى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ الحُسَينيّ، والد عليّ بن موسى الرِّضا.
وببغداد مشهد موسى، والجواد.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 357، 358".
2 الجرح والتعديل "8/ 301"، الميزان "4/ 196".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 139"، والميزان "4/ 201، 202".

(12/232)


روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن قُدامة الْجُمَحيّ.
روى عنه: بنوه: عليّ، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين. وأخوَاه: محمد، وعليّ ابنا جعفر.
مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة.
قال أبو حاتم: ثقة إمام.
وقال غيره: حجّ الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن تُوُفّي غير مُضَيَّق عليه.
وكان صالحًا، عالمًا، عابدًا، متألِّهًا.
بلغنا أنّه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عنّي يَوْمٌ من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتّى نقضي جميعًا إلى يومٍ ليس له انقضاء يخسر فيه المُبْطِلُون1.
قال عبد الرحمن بن صالح الأزْديّ: زار الرشيد قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله! يابن عم! يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبَه.
فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقًا يا أبا حسن.
وقال النسّابة يحيى بن جعفر العلوي المدني، وكان موجودًا بعد الثلاثمائة: كان موسى يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخيًّا، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصُرّة فيها الألف دينار، وكان يُصَرِّر الصُّرَرَ مائتي دينار وأكثر ويرسل بها، فمن جاءته صُرّة استغنى.
قلت: هذا يدلّ على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له، ولعلّ الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبَهْ. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.
روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنّ المهديّ حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليًّا وهو يقول: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] .
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 32".

(12/233)


قال: فأرسل إلي ليلا، فراعني ذلك، وقال: عليّ بموسى. فجئته به، فَعَانَقَهُ وقصّ عليه الرؤيا، وقال: تُؤَمِّنَني أن تخرج عليّ أو على ولدي.
فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهّزه إلى المدينة.
عبد الله بن أبي سَعْد الورّاق: حدَّثني محمد بن الحسين الكِنانيّ: حدَّثني عيسى بن مغيث القُرَظيّ قال: زرعتُ بِطّيخًا وقِثّاءً في موضع بالجوّانيّة على بئر، فلمّا استوى بيَّتَه الجرادُ فأتى عليه كلَّه، وكنتُ عرضت عليه مائة وعشرين دينارًا، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلّم ثمّ قال: أيْش حالُك؟ فقلت: أصبحت كالعديم، بيّتني الجراد. فقال: يا عَرَفَة، غُلامهُ، زِنْ له مائة وخمسين دينارًا. ثمّ دعا لي فيها، فبعت منها بعشرة آلاف درهم1.
مات موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقيل: سنة ستِّ، والأول أصحّ.
وعاش بعضًا وخمسين سنة كأبيه، وجدّه، وجدّ أبيه، وجدّ جدّه، ما في الخمسة مَن بلغ الستّين.
373- موسى بن شَيْبَة بن عَمْرو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلميّ2:
الأنصاريّ المدنيّ.
عن: عمومة أبيه: خارجة، ونعمان، وعُمَيرة بني عبد الله.
وعنه: الحُمَيْدِيّ، وأبو مُصْعَب، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْديّ.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
374- موسى بن ربيعة، أبو الحَكَم الْجُمَحيّ مولاهم المصريّ3:
الزّاهد، العابد، أحد الأولياء.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 29".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 146، 147"، والميزان "4/ 207".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 142، 143".

(12/234)


قال أبو الطاهر بن السَّرْح: كان إذا قدِم الإسكندريَّة يُصلّي اللَّيْلَ أجمع، ويصوم النهار، ويُكثر الذِّكر.
وكانت الأساقفة يسمّونه "راهب المسلمين".
وقال غيره: كان وصي الإمام عَمرو بن الحارث.
روى عن: يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة.
روى عنه: موسى بن أَعْيَن، ويحيى بن بُكَير، وسعيد بن عُفَيْر، وأحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، وسعيد بن أبي مريم.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: كان ثقة.
وقال أحمد بن السَّرْح: مات في آخر سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
وقيل: مات سنة تسعين ومائة.
وعاش ثمانين سنة رحمه الله.
375- موسى بن عيسى البستي الكوفي1 م:
القارئ.
روى عن: زائدة وغيره.
وعنه: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بن وكيع.
وثّقه مُطَيِّن.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة كَهْلا.
وَلَهُ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثٌ واحد أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ زَيْنَبَ الشعرية، وَالْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُثْمَانَ قَالُوا: أنا وجيه الشامي، وأنا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَنْطَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُوسَى الْقَارِئُ، ثنا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ماء
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 143".

(12/235)


وَسَتَرْتُهُ فَاغْتَسَلَ1. وَسَاقَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
376- موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقبة اللَّخْمي البصْريّ2:
أبو العلاء.
عن: أبيه.
وعنه: ابنه العلاء، وابن وهْب، والقاسم بن هانئ، وغيرهم.
قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث.
يقال: مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
377- مُؤَمَّل بن أَمْيَلَ المُحاربيّ الكوفيّ3:
كان شاعرًا مُحسنًا، مدح المهديّ مرَّةً فأجازه بألف دينار.
ذكره الخطيب.
378- المؤمّل بن أبي حفصة الشاعر4:
هو ابن عمّ مروان بن أبي حفصة.
كان من أعيان شعراء المهديّ.
379- ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشجّ5:
أبو أُميّة المدنيّ.
حدَّث بمصر عن مَخْرمَة بن بُكَير.
وعنه: يحيى بن بُكَير، وأحمد بن سعيد الهمداني، وغيرهما.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "249"، "257"، ومسلم "317"، وأحمد "6/ 329، 330"، وأبو داود "242"، والترمذي "103"، والنسائي "1/ 137"، وابن ماجه "573"، والبيهقي "1/ 174" في سننه الكبرى.
2 لم نقف عليه.
3 انظر: تاريخ بغداد "13/ 177-180".
4 تاريخ بغداد "13/ 180".
5 الجرح والتعديل "8/ 239".

(12/236)


مات سنة تسعين ومائة.
380- ميمون بن زيد1:
أبو إبراهيم البصْريّ السّقّاء2.
عن: ليث بن أبي سُليم، والحسن بن ذكوان.
وعنه: شُرَيْح بن النُّعمان وعمرو الفلاس، ونصر بن عليّ، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليِّن الحديث.
"حرف النون":
381- نُصَيْر بن زياد الطّائيّ الكوفيّ3:
عن: أبي اليقظان عثمان بن عُمَيْر، وأبي هارون العبْديّ، وصلْت الدَّهّان.
وعنه: حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الورّاق، ويحيى الحِمانيّ، وأبو سعيد الأشجّ.
ذكره بصادٍ مِهملة البخاريّ، ومُطَيِّن، وابن أبي حاتم.
وأمّا الدَّارَقُطْنيّ فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة "نُضَيْر".
قال الأزْديّ: مُنْكَر الحديث.
382- النَّضْر بن إسماعيل ت. ن:
أبو المغيرة البجلي الكوفي القاص4، إمام جامع الكوفة.
عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سُوقة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 239، 240".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 239، 240".
3 الجرح والتعديل "8/ 492"، الميزان "4/ 264".
4 الجرح والتعديل "8/ 474"، الميزان "4/ 255".

(12/237)


ضعّفه ابن مَعِين.
وقال البخاريّ، وأحمد: لم يكن يحفظ الإسناد.
وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنه لا بأس به.
383- النَّضْر بن محمد المروزي1 ن:
أبو عبد الله مولى بني عامر.
روى عن: محمد بن المُنْكَدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة.
وعنه: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.
وثقه النسائي.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
384- النضر بن منصور الكوفي2 ت:
عن: أبي الْجَنُوب، عن عليّ، وعن سهل الفَزَاريّ.
وعنه: أبو هشام الرفاعيّ، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون ضعّفه النَّسائيّ، وغيره.
385- النُّعمان بن عبد السَّلام بن حبيب التَّيْميّ:
تَيْمُ الله بنُ ثعلبة، أبو المنذر الأصبهانيّ الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها. وأصله نيسابوريّ.
قدِم أصبهانَ في فتنة ظهور أبي مسلم الخُراسانيّ وهو صغير مع أبيه، ثمّ رحل وطلب العلم، وكان من كبار الزُّهّاد الورِعين، وله تصانيف نافعة.
روى عن: جُرَيْح، وأبي حنيفة، ومِسْعَر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن مهديّ، وعفّان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مهران، ومحمد بن
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 474"، التهذيب "10/ 434، 435".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 478"، التهذيب "10/ 444".

(12/238)


المغيرة الأصبهانيان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المِنْهال، وسُليمان بن داود الشاذكُونيّ.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وقال أبو نُعَيم الحافظ: كان أحد العُبّاد والزّهاد. زَهد في ضياع أبيه لمُلامسته للسلطان، وكان يتفقّه على مذهب سُفيان، وجالس أبا حنيفة.
قال: وتوفي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
386- نُعَيم بن المُوَرّع بن توبة العنبري البصري1:
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج.
وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطيّ، ومحمد بن أيّوب البجليّ.
قال س: ليس بثقه.
وقال ابن عَدِيّ: يسرق الحديث.
387- نوح بن دارج2:
أبو محمد النخعي، مولاهم الكوفيّ الفقيه، أحد المجتهدين.
تفقه وبرع على الإمام أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شُبْرُمَة؛ وروى عنهما، وعن: الأعمش، وابن أبي ليلى.
وعنه: سعيد بن منصور، وأبو نُعَيم ضِرار بن صُرَدَ، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ، وآخرون.
وُلّي قضاء الكوفية مدّة، ثمّ وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد.
ضعّفه في الحديث النَّسائيّ، وغيره.
وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة.
يُقال: إنه أضرَّ، وبَقِيّ يحكم نحْوًا من ثلاث سنين حتّى فطِنوا به.
وقد كذبه يحيى بن معين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 464"، والميزان "4/ 271".
2 الجرح والتعديل "8/ 484، 485"، التهذيب "10/ 482-484".

(12/239)


وقال ابن حِبّان: روى موضوعات.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
388- نوح بن قيس الحُدّانيّ الطاحي البصري1 م. ع:
أبو روح.
روى عن: محمد بن زياد الْجُمَحيّ فيما قيل، وعن: أبي هارون عمارة بن جُوَين العبْديّ، وأيّوب السّخْتيانيّ، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، ويزيد بن كعب، وجماعة.
وهو أخو خالد بن قيس.
روى عنه خليفة بن خيّاط، وقُتَيْبة، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن المقداد، وزياد الحسّاني، ونصر الْجَهْضَميّ، وخلْق سواهم.
روى عثمان الدارمي، وعن ابن مَعِين: ثقة.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ باس.
قلت: تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وثمانين ومائة، رحمه الله.
389- نوح بن أبي مريم الجامع2:
وقد ذُكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.
"حرف الهاء":
390- هارون بن مسلم بن هُرْمُز3:
أبو الحَسَن صاحب الحِنّاء.
روى عن: أبيه، وعُبَيْد الله بن الأخنس، ودَفّاع، والقاسم بن عبد الرحمن.
وعنه: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مظهر.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 483"، والتهذيب "10/ 485، 486".
2 سبق الترجمة له.
3 انظر: الجرح والتعديل "9/ 94"، والميزان "4/ 286".

(12/240)


قال أبو حاتم: لين.
وقال الحاتم: ثقة. وخرج له في مستدركه، وهو بصري.
391- هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ1 د. ت:
عن: عُبَيْد الله بن عَمْر، وحَجّاج بْن أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه إبراهيم، ويحيى بن مَعِين، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
392- هزال بن سعيد السَّبأيّ2:
أبو مروان المصريّ.
عن: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نُعَيم، وبكر بن عَمْرو.
وعنه: حَجّاج بن ريّان، وسعيد بن عُفَير، وغيرهما.
وكان ضريرًا، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد سمع هزال من أم الصَّعْبة قالت: ثنا أبو الدرداء.
393- هشام بن لاحق المدائنيّ3:
عن: عاصم الأحول، وغيره.
وعنه: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام.
قال النَّسائيّ: ليس به بأس.
394- هُشَيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار4 ع:
الحافظ، أبو معاوية السلمي الواسطي، أحد الأعلام.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 95، 96"، الميزان "4/ 287".
2 لم نقف عليه.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 69، 70"، والميزان "4/ 306".
4 الجرح والتعديل "9/ 115، 116"، السير "8/ 255-261".

(12/241)


عن: الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وأيّوب، وأبي بِشْر، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلْق سواهم.
وعنه: شعبة مع تقدُّمه، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وقُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وزياد بن أيّوب، وإبراهيم بن مُجَشَّر، وخلْق كثير.
سكن بغداد، وانتهت إليه مَشْيَخة العِلم ببغداد في زمانه.
مولده سنة أربعٍ ومائة.
قال عَمْرو بن عَوْن: كان هُشيم قد سمع من الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وابن الزُّبَير بمكة أيام الحجّ.
وقال يعقوب الدَّوْرَقيّ: كان عند هُشيم عشرون ألف حديث.
وقال أحمد: لم يسمع هُشَيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحَسَن بن عُبَيْد الله، ولا من أبي خالد ولا من سيّار، ولا من موسى الْجُهَنيّ، ولا من عليّ بن زيد، ثمّ سمّى طائفة كبيرة، يعني حدَّث عنهم بصيغة عن.
وكان من كبار المدلِّسين مع حِفْظه وصِدْقه.
قال إبراهيم الحربيّ: كان والد هُشيم صاحب صِحْناة1 وكامُخٍ2، وكان يمنع هُشَيْمًا من الطَّلَب، فكتب العِلم حتّى جالس أبا شَيْبَة القاضي وناظره في الفقه.
قال: فمرض هُشَيم، فجاء أبو شَيْبَة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أمَّلْتُ أنا هذا؟ قد كنت أمنعك، أمّا اليوم فلا بقيت أمنعُك3.
قال وهْب بن جرير: قلنا لشُعْبة: تكتب عن هُشَيم؟ قال: نعم، ولو حدَّثكم عن ابن عَمْر فصدّقوه.
وقال أحمد بن حنبل: لزِمْت هُشَيْمًا أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين
__________
1 الصحناة: نوع من الطعام يعد من الأسماك.
2 كامخ: هي ما يعرف بالمخللات.
3 تاريخ بغداد "14/ 87".

(12/242)


هيبةً له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وعن عبد الرحمن بن مهديّ قال: كان هُشَيم أحفظ للحديث من سُفيان الثَّوْريّ.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث من هُشَيم إلا سُفيان إنّ شاء الله.
قال أحمد العِجْليّ: هُشَيم ثقة. يُعَدّ من الحفاظ، وكان يدلّس.
وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثني من سمع عَمْرو بن عَوْن يقول: مكث هُشَيم يصلّى الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين1.
وعن حمّاد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هُشَيم، سمعها عَمْرو بن عَوْن، منه.
وَسُئِلَ أبو حاتم الرّازيّ، عن هُشَيم فقال: لا يُسأل عنه في صِدقه وأمانته وصلاحه.
وقال ابن المبارك: من غيَّر الدهرُ حِفظه، فلم يغيّر حِفْظَ هُشَيم.
وقال يحيى بن أيّوب العابد: سمعتُ نصرَ بن بسّام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفًا الكَرْخيّ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وهو يقول لهُشَيم: "جزاك الله عن أمَّتي خيرًا"2.
فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هُشَيم خير مما تظنّ.
قال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: نا سُليمان بن أبي شيخ، نا أبو سُفيان الحُمَيْدِيّ، عن هُشَيم قال: قدِم الزُّبَير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به إليك: فقبلها الزُّبَير. قال أحمد: فحدَّثت بهذا مُصْعَب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عُقْبة، وكنا نشكرها لهم. وهشيم أعلم.
__________
1 السابق "14/ 93".
2 تاريخ بغداد "14/ 88".

(12/243)


قال أبو سُفيان: سألت هُشَيْمًا عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا.
قال إبراهيم بن عبد الرحمن الهَرَويّ: سمع هُشَيم، وابن عُيَيْنَة من الزُّهْريّ سنة ثلاثٍ وعشرين في ذي الحِجّة.
قال سُفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثمّ نَفَر ومات من سنته.
قال إبراهيم بن عبد الله: كتبت حديثًا لم يسمعه هُشَيم من الزُّهْريّ، ولم يروى عنه سوى أربعة أحاديث سماعًا. منها: حديث السقيفة1، وحديث المضامين2 والملاقيح3، وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف، فأتته صفيّة.
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثًا من هُشَيم، عن حُصَين.
وقال ابن مهديّ: حِفْظُ هُشَيم عندي أثبت من حفْظ أبي عَوَانه، وكتاب أبي عوانة أثبت.
قال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أبي يقول: الذين رأيتهم يَخْضِبون: هُشَيم، مُعْتَمر، يحيى بن سعيد، مُعاذ بن مُعَاذ، ابن إدريس، ابن مهديّ، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهّاب الثَّقفيّ، يزيد بن هارون، أبو معاوية، خِضابٌ جَيّدٌ قانٍ.
حفص بن غياث، عبّاد بن العوّام إلى السَّواد، جرير بن نُمير، ابن فُضَيْلٍ، غُنْدَر البُرسانيّ، عبد الرّزّاق، عباد بن عباد بن أبي زائدة، الوليد بن مسلم خِضابًا خفيفًا، مرحوم العطّار، حَجّاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داود، أبو النَّضْر، أبو نُعَيم، خِضابًا خفيفًا.
محمد وَيَعْلَى ابنا عُبَيْد، أخوهما عَمْر، خِضابّا خفيفًا.
أبو قَطَن، أبو المغيرة، عليّ بن عيّاش، أبو اليَمَان، عصام بن خالد، بِشْر بن شُعيب القُرَشيّ، يحيى بن أبي بُكَيْر، غنّام بن عليّ، مروان بن شُجاع، شجاع بن
__________
1 السقيفة: المراد سقيفة بني ساعدة.
2 المضامين: هو بيع ما في بطون الإناث من الإبل، وقد نهى الإسلام عن ذلك.
3 الملاقيح: بيع ما على ظهور الجمال بدون تمييز، وقد نهى الإسلام عن ذلك.

(12/244)


الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد، رأيت هؤلاء يخضِبون.
وحديث هُشَيم من أعلاه يقع اليوم: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَصْرُونٍ، وَالْخَضِرُ بْنُ حَمُّوَيْهِ فِي كِتَابِهِمْ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أنا ابْنُ بَيَانٍ، أنا ابن مَخْلَدٍ، أنا الصَّفَّارُ، نا ابْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأَجِدُهُ فِي ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحُتُّهُ عَنْهُ1.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ.
قالوا: تُوُفّي في شعبان سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
قلت: كان من أبناء الثمانين، وكتب عن الزُّهْريّ نسخة كبيرة فضاعت. علّق على وَهْنَه منها.
395- هُشَيم بن أبي ساسان2:
أبو عليّ الكوفيّ.
إسم أبي ساسان: هشام.
عن: أمي الصيرفي، وابن جُرَيْح، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهليّ، وقُتَيْبة، وأبو سعيد الأشجّ، وأحمد بن حنبل.
سُئِل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث.
وقال أبو داود: لا بأس به.
396- الهيثم بن حُمَيْد الغسّانيّ3 ع:
مولاهم أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث.
روى عن: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهْب الكلاعي، وثور بن
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "288".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 116"، والثقات لابن حبان "7/ 587".
3 الجرح والتعديل "9/ 82"، والسير "8/ 312، 313".

(12/245)


يزيد، ومُطْعِم بن المِقْدام، وزيد بن واقد، والأوزاعيّ، ويحيى الذّماريّ، وداود بن أبي هند.
وعنه: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة.
قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين، بقول مكحول.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: قدري ثقة.
"حرف الواو":
397- وكيع بن محرز الناجي السامي البصري1 ق:
عن: زيد العمّيّ، وعثمان بن الْجَهْم، وعباد بن منصور.
وعنه: محمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، ونصر الْجَهْضَميّ، والعبّاس بن يزيد البحرانيّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وقال البخاريّ: عنده عجائب.
398- الوليد بن بكير التميمي الطهوي2 ق:
أبو خباب الكوفي.
عن: الأعمش، وعَمْر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز.
وعنه: سعيد بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نمير، وعبيد بن يعيش، والحَسَن بن عَرَفَة، والحسن بن محمد الطّنافسيّ.
قال أبو حاتم: شيخ.
399- الوليد بن محمد الموقري البلقاوي3 ت. ق:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 37"، الميزان "4/ 336".
2 الجرح والتعديل "9/ 2"، والتهذيب "11/ 131، 132".
3 الجرح والتعديل "9/ 15"، الميزان "4/ 346".

(12/246)


أبو بشير، مولى بني أُميّة.
عن: الزُّهْريّ، وعطاء الخُراسانيّ.
وعنه: أبو مُسْهر، وسُوَيْد بن سعيد، وصاحب بن الوليد، والحَكَم بن موسى، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن عائذ.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال ابن المَدِينيّ: لا يُكْتَب حديثه.
وقال ابن خُزَيْمَة: لَا أحتجّ به.
وقال ابن مَعِين: يكذِب.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
سليمان ابن بنت شُرَحْبيل: استحسنت الوليد المُوَقَّريّ في كُتُب الزُّهْريّ فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلسٍ ما قد أقمت أنا فيه مع الزُّهْريّ عشرَ سِنين!
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقاربًا حتّى ظهر أبو طاهر المقدّسي لا جُزي خيرًا. فقال له سُليمان بن عبد الملك: ويْحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد.
قال أبو زُرْعة: وظهرت له بحمص أحاديث أُنكرت أيضًا. وظهرت أحاديث بخُراسان يُستَوْحش منها.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: المُوَقَّريّ يروي العجائب عن الزُّهْريّ.
فقال: آهٍ ليس ذاك بشيء.
وقال أبو حاتم: سألت ابن المَدِينيّ، عن المُوَقَّريّ، فقال: يروي عنه أهلُ الشام، أرى كُتُبه من نُسَخ الزُّهْريّ من الديوان.
وقال أبو زُرْعة: ليِّن في الحديث.
قال محمد بن مُصَفَّى: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مات سنة إحدى.

(12/247)


400- وهْب بن إسماعيل الأسَديّ الكوفيّ1 ق:
عن: جده محمود بن قيس، وعَمْر بن ذر، والأوزاعيّ.
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ.
قَالَ أحمد: له مناكير.
401- وهْب بن راشد الرَّقّيّ2:
ويقال: بصْريّ.
عن: ثابت، وفرقد السَّبخيّ، ومالك بن دينار، وهشام الدُّسْتَوائيّ.
وعنه: سُليمان بن عُمَر، وعليّ بن سعيد بن شداد، وداود بن رشيد، وغيرهم.
قال ابن عَدِيّ: ليس بالمستقيم.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
402- وهْب بن واضح3:
أبو الإخريط المكّيّ، شيخ القرّاء، ويُكنى أبا القاسم، من موالي عبد العزيز بن أبي روّاد.
قرأ على إسماعيل بن عبد الله القِسْط، وعلى: شِبْلِ بن عبّاد، ومعروف بن مُشْكان.
وتصدّر للإقراء.
وأخذ عنه جماعة منهم: أبو الحَسَن أحمد بن محمد النبال، وأبو الحسن البزي، وغيرهم.
مات سنة تسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 27"، والتهذيب "11/ 158، 159".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 27"، والميزان "4/ 351، 352".
3 معرفة كبار القراء "1/ 146".

(12/248)


"حرف الياء":
403- يحيى بن بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ1:
ابن أبي موسى الأشعريّ.
عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد.
وعنه العلاء بن عَمْرو، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وسمع منه يحيى بن مَعِين وضعّفه.
404- يحيى بن حمزة بن واقد الحضْرَميّ2 ع:
مولاهم السُّلميّ الدّمشقيّ أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي دمشق.
وُلد سنة ثلاث ومائة. قاله أبو مُسِّهر.
وقال مُفَضَّلٌ الغُلابيّ: سنة ثمانٍ ومائة.
قرأ القرآن على يحيى الذّماريّ.
وروى عن: عُرْوَة بن رُوَيْم، وعَمْرو بن مهاجر، وعطاء الخُراسانيّ، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، ومحمد بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي بكير وعدة.
قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وحدَّث عنه: أبو مُسْهِر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصُّوريّ، وهشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى.
قال دُحَيْم: ثقة عالم.
وقال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة.
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: يُرمَى بالقَدَر.
وقال مرّةً: كان قدريًا.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: وُلّي يحيى بعد سَلَمة بن عَمْرو، فحدّثني أحمد بن
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 131، 132"، والميزان "4/ 365".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 136، 137"، السير "8/ 314، 315".

(12/249)


أبي الحواريّ، عن مروان قال: لما قدِم المنصور دمشق سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شابّ، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإيّاك والهديّة؛ فلم يزل قاضيًا حتّى مات.
قال أبو زُرْعة: وأعلم النّاس مكحول، والهيثم بن حُمَيْد، ويحيى بن حمزة.
قال دحيم، وجماعة: مات يحيى سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
405- يحيى البرمكيّ1:
هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو عليّ.
كان المهديّ قد ضمّ إليه هارون الرشيد وجعله في حُجْره، فأحسن سياسته وأدّبه، فلمّا استُخْلِف نوّه بذِكره ورفع محلَّه، فكان يقول: قال أبي: وردّ إصدار الأمور وإيرادها إليه، فلمّا قَتل ابنه جعفرًا خلّد يحيى في السجن.
قال الأصمعيّ: سمعته يقول: الدنيا دُوَلٌ، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسْوَة، ولِمَن بعدنا عبرة.
قال إسحاق المَوْصليّ: كانت صِلات يحيى إذا ركب لمن تعرّض له مائتي درهم.
وقال المَوْصليّ: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوتُ ضيقه، فقال: ما أصنع لك؟ ليس عندي شيء، ولكن أدلك على أمر فكن فيه رجلا.
قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئًا، وقد أبيت فألَح؛ وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار. فهوذا، استهديه إياها، وإيّاك أن تُنقصها عن ثلاثين ألف دينار شيئًا، وانظر كيف تكون.
قال: فوالله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتّى بذل لي عشرين ألفًا. فلمّا سمعتها ضعُف قلبي عن ردّها، فبِعْتُها، فلمّا صرت إلى يحيى قال: إنّك لخسيس. كنتَ صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا. فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تُنقصها عن خمسين ألف دينار.
قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار.
__________
1 وفيات الأعيان "6/ 219-229" والسير "9/ 89-91".

(12/250)


ولما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدّبْكَ؟ خُذْ جاريتك إليك.
فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثمّ تعود إلى؟ أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوّجتها1.
وقيل إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبَهْ، بعد الأمر والنَّهيْ والأحوال صرنا إلى هذا؟ فقال: يا بُنيّ، دعوة مظلوم غفِلْنا عنها، لم يغفل الله عنها2.
مات يحيي سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة.
406- يحيى بن أبي زائدة3 ع:
هو يحيى بن زكريًا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الوادعي، مولاهم الكوفيّ، الفقيه، أحد الأئمّة والأعلام.
روى عن: أبيه، وعاصم الأحوال، وداود بن أبي هند، وهشام بن عُرْوة، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي مالك الأشجعيّ، وليث بن أبي سُليم، وطائفة كبيرة.
وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدّة حتّى برع في الرأي، وصار من أكبر أصحابه، مع الحِفْظ للحديث والإتقان له.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كُرَيِب، وابن مَعِين، وهَنّاد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن مَنِيع، وابن المَدِينيّ، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مُسلم الطوسيّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق كثير.
قال علي بن المديني: لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه.
وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريّا في زمانه.
قلت: وُلّي قضاء المدائن.
وقال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: منا قدِم علينا أحدٌ يُشبه هذين الرجلين: ابن المبارك، وابن أبي زائدة.
__________
1، 2 تاريخ بغداد "14/ 131، 132".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 144، 145"، والسير"8/ 299-302".

(12/251)


وقال يحيى القطّان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشدّ عليّ من ابن أبي زائدة.
وقال: إنه ما غلط قطّ.
وأمّا قول أبي نُعَيم الملائيّ: ما هو بأهلٍ أن أحدّث عنه، فما ذَكَر مستندَ ذلك فلا يُلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثيرٍ من كلام الأقران بعضهم في بعض.
قال ابن نُمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس.
وقال النَّسائيّ: ثقة، ثبت.
وقال العجلي: كان من الحفاظ، مُفْتيًا، ثبتًا، صاحب سُنّة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى.
وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد.
وقال إسماعيل بن حمّاد: يحيى بن زكريّا في الحديث مثل العَروس العطرة.
وقال زياد بن أيّوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدّث من حِفْظه.
ويقال: إنّ يحيى أوّل من صنّف الكُتُب بالكوفة.
مرّ أنّه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
ويقال: سنة ثلاثٍ وثمانين، وله ثلاثٌ وستون سنة.
407- يحيى بن راشد المازني البصري1 ق:
البراء.
عن: أبي الزُّبَير المكّيّ، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وجماعة.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وأبو حفص الفلاس.
ضعّفه أبو حاتم.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: ليس بشيء.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 142، 143"، والميزان "4/ 373"، والتهذيب "11/ 206".

(12/252)


قلت: سكن مصر وحدَّث بها.
408- يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي1 خ:
أبو مروان، أصله شاميّ.
روى عن: هشام بن عُرْوة، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: عبد الوهّاب بن عيسى التّمّار، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهما ضعّفه أبو داود.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: قد خرّج له البخاريّ حديثًا واحدًا.
409- يحيى بن سابق المدنيّ2:
عن: أبي حازم، وزيد بن أسلم.
وعنه: قُتَيْبة، وعليّ بن حُجْر، وحُجَين بن المثنَّى.
فيه ليِّن.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.
410- يحيى بْن عُبْد الله بْن حسن بْن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الحسني3.
أخو اللَّذَين خرجا على المنصور، وهما محمد بالمدينة، وإبراهيم بالبصرة، ولمّا هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الدَّيْلم في نحوٍ من سبعين رجلا.
ثمّ إنّ الرشيد أمّنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار.
ثمّ خاف من غائلته4 فحبسه إلى أن مات في سنة بضعٍ وثمانين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 146"، والتهذيب "11/ 211".
2 الجرح والتعديل "9/ 153، 154"، والميزان "4/ 377".
3 انظر: تاريخ بغداد "14/ 110-112"، والكامل "6/ 90، 122، 125".
4 غائلته: خيانته وغدره.

(12/253)


411- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه بن أُنَيْس، أبو زكريّا الأنصاريّ المدنيّ1.
عن: طلحة بن خِراش، وعبد الرحمن ومحمد ابنا جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة.
وعنه: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ويحيى بن مَعِين، وعمرو بن رافع، وجماعة.
قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.
412- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ، أبو زكريّا الخُزاعيّ الكوفيّ2 م. ت. ن. مد. خ. ق.
عن: أبيه، والعلاء بن المسيّب، وهشام بن عُرْوة، وطبقتهم.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشجّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة.
قال أحمد: هو رجل صالح، له هيئة.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال أحمد العِجْليّ: قيل له: إنّ دواء عينيك تَرْكُ البكاء، قال: فما جَبْرُهما إذّن؟!
قلت: خرّج له البخاريّ مقرونًا بآخر، وهو قليل الحديث.
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
413- يحيى بن عُبَيْد الله الْجُرَشِيّ3.
شيخ بصْريّ.
عن: أبيه، وزاجر بن الهيثم.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 163"، والتهذيب "11/ 342، 343".
2 الجرح والتعديل "9/ 171"، والتهذيب "11/ 252".
3 الجرح والتعديل "9/ 168"، الثقات لابن حبان "9/ 254".

(12/254)


وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنَّى.
414- يحيى بن عُقْبة بن أبي العيزار، أبو القاسم الكوفيّ1.
عن: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: محمد بن بكّار بن الرّيّان، والربيع بن ثعلب.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وكذّبه ابن مَعِين.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
415- يحيى بن مُضَر، أبو زكريّا القَيْسيّ الشاميّ، ثمّ القُرْطُبيّ2.
سمع من سُفيان الثَّوْريّ، ومالك يسيرًا.
وروى عليه مالك أيضًا شيئًا، وعبد الله بن وهْب، ويحيى بن يحيى الأندلُسيّ، وكان فقيهًا، مُفْتيًا.
وروى عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صُلِب يحيى بن مُضَر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة، كانوا أرادوا خَلْعَ الحَكَم صاحب الأندلس، فحدّثني محمد بن عيسى أن الجذوع التي للمصلوبين مائة وأربعين جذعًا.
416- يحيى بن ميمون التمّار3 د.
نزيل بغداد.
عن: ليث بن أبي سليم، وغيره.
وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
ترَكه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
وقال أحمد: حذفنا حديثه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 179"، والميزان "4/ 397".
2 من أئمة المالكية كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض.
3 الجرح والتعديل "9/ 188"، والتهذيب "11/ 290، 291".

(12/255)


417- يحيى بن يَعْلَى الأسلميّ القَطَوانيّ الكوفيّ1:
عن: حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خبّاب، وناجح المحلمي.
وعنه: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشُكاب، وأبو هشام الرفاعيّ.
قال المحاربيّ: مضطّرب الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وأمّا: يحيى بن يعلى، أبو المحيّاه التَّيْميّ فقد ذُكر.
418- يحيى بن اليَمَان العِجْليّ الكوفيّ، أبو زكريّا الحافظ2 د. م:
عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمِنْهال بن خليفة، وسفيان الثَّوْريّ، وجماعة.
وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين.
روى عنه: ابنه داود بن يحيى، وبِشْر الحافي، وأبو كُرَيِب، وسُفيان بن وكيع، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب، وطائفة.
قال أحمد: ليس بحُجّة.
وقال ابن المَدِينيّ: هو صَدُوق، فُلِج فتغيّر حِفظه.
وذكره أبو بكر بن عيّاش فقال: ذاك راهبٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"3.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 196"، التهذيب"11/ 304".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 199"، والسير "8/ 315".
3 حديث ضعيف: أخرجه الترمذي "867".

(12/256)


رَوَاهُ التِّرْمِذيُّ، عَنِ ابْنِ وَكِيعٍ.
وعن وكيع قال: ما كان أحدٌ من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان.
كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثمّ نسي.
وقال يحيى بن مَعِين: أرجو أن يكون صدوقًا.
وقال مرةً: ليس به بأس.
وقال مرةً: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كان سريع الحِفْظ سريع النِّسْيان.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: كان يُعدّ في الكثرة عن سُفيان مع الأشجعيّ؛ وإنّما أنكروا عليه كثرة الغلط.
قيل مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
وقيل سنة ثمانٍ.
419- يزيد بن زُرَيْع1 ع:
الإمام، أبو معاوية العيْشيّ البصْريّ الحافظ.
عن: أيّوب، وحبيب المعلّم، وحسين المعلّم، والْجُرَيْريّ، وخالد الحذّاء، ويونس، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق.
وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، وبَهْز بن أسد، والقَعْنَبيّ، وعفّان.
وقال بعضهم: كان أبوه زريع والي الأبلة، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله ابن حبان.
توفي يزيد سنة اثنتين وثماني ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة.
قال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: نا أحمد بن محمد الصّفّار: سمعتُ يزيد بن زُرَيع وَسُئِلَ عن التدليس فقال: التدليس كذب.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 263-266"، والسير "8/ 263-266".

(12/257)


وقال: ثنا عفان، نا يزيد بن زُرَيع قال: أملى عليّ سعيد هذه المسائل من كتابه، يعني مسائل الحَكَم، وحمّاد.
وعن القطّان: أنّه كان لا يُقّدم على يزيد بن زَرِيع أحدًا في سعيد.
قلت: لم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم.
قال ابن المَدِينيّ: لم يزل مشتغلا بإتقان الحديث.
قلت: أقدم شيوخه أيّوب، وعمْرو الفلاس، وقُتَيْبة، ومُسَدَّد، ويحيى بن يحيى، وبُنْدار، وأُميّة بن بِسطام، ومحمد بن المِنْهال الضَّرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المِقْدام، ونصر بن عليّ، وأحمد بن عَبْدَة، وخلْق كثير.
قال أحمد بن حنبل: كان رَيْحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه.
وقال أبو حاتم: ثقة، إمام.
وقال أبو عَوَانة: صحِبت يزيد بن زَرِيع أربعين سنةً يزداد في كلّ سنة خيرًا.
وقال بِشْر الحافي: كان يزيد بن زَرِيع مُتْقِنًا حافظًا، ما أعلم أنّي رأيت مثله ومثل صحّة حديثه، رحمه الله.
وقال يحيى القطّان: لم يكن ههنا أحدٌ أثبت منه.
وقال نصر الْجَهْضَميّ: رأيتُ يزيد بن زَرِيع فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: دخلت الجنة. قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة.
420- يزيد بن عبد الله، أبو خالد القُرَشيّ1.
ويُقال له: البَيْسَريّ، قيّده ابن نُقْطة بموحَّدة وبسين مهمَلَة.
روى عن: ابن جُرَيْج، وأبي مالك الأشجعيّ، وإبراهيم الخوزيّ، وعَمْر بن محمد العُمريّ.
وعنه: عليّ بن أبي هاشم الطبراني، وقَطَن بن نُسَير، وغيرهما، والقواريريّ، وأبو كامل الجحدريّ.
وَبَقِيَ إلى بعد الثمانين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 276"، والميزان "4/ 431، 432".

(12/258)


قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث.
قلت: تُكلِّم فيه ولم يُتْرَك.
421- يزيد بن مَزيد بن زايدة1:
الأمير، أبو خالد الشَّيْبانيّ، أحد الأبطال المذكورين، والأجواد المُمَدَّحين، وهو ابن أخت معن بن زائدة.
وُلّي إمرةَ اليمن للرشيد، وولي أرمينية وأذْرَبَيْجان مَعًا للرشيد سنة ثلاثٍ وثمانين.
ولصريع الغواني قصيدةٌ فيه يقول فيها:
قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يتْبَعْنَه في كلّ مُرْتَحَلِ2
يعني وقائعة، وأنّ الطَّير تفترس أشلاء القتلَى.
قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعةً له، ويعطي الشاعر خمسين ألفًا، فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم، وقال: زده خمسين ألفًا.
وقيل: إنّ سَلْمًا الخاسر هجاه فقال:
فليت الأمير أبا خالد ... يزيد يزيد كما ينتقصُ
فحلف ليقتُلُنَّه، فمدحه بقوله:
إنّ لله في البرية سيفيـ ... ـن يزيدًا وخالدَ بنَ الوليد
ذاك سيف الرسول في سالف الدَّهر ... وهذا سيف الإمام الرشيدِ3
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 334-337"، السير "9/ 71-73".
2 تاريخ بغداد "14/ 334".
3 تاريخ بغداد "14/ 336".

(12/259)


قال خليفة: مات يزيد سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمّام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد.
ومن كامل المبرِّد: أنّ يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما أنّك من لحيتك في مئونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
لها درهمُ للدهنِ في كلّ لَيْلَةٍ ... وآخر للحنّاء يبتدرانِ
ولولا نوال من يزيد بن مَزْيد ... لصوّت في حافاتها الْجَلَمانِ1
وفي الأغاني أن يزيد بن مَزْيد أهديِت له جارية، فلمّا رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتًا، وذلك ببلد بَرْذَعَة، وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، وقال:
قبرٌ ببَرْذَعَة استَسَرَّ ضريحُهُ ... خَطَرًا تقاصَرَ دُوَنُه الأخطار
أبقى الزَّمانُ على ربيعة بعده ... حُزْنًا لَعْمر اللَّهِ ليس يُعارُ
سلكت بك العرب السبيل إلى العلى ... حتى إذا استبقى الردى بك صاروا
نَفَضَتْ بك الإفلاسَ آمالُ الغنى ... واسترجعت زُوَّارَها الأمصارُ
فاذهبْ كما ذَهَبَتْ غوادي مُزْنَةٍ ... أثْنَى عليها السَّهْلُ والأمر عارُ2
وقيل: إنّما رثى مسلم بهذا يزيد بن أحمد السُّلميّ، فالله أعلم.
وعن عَمْر بن المتوكل، عن أمّه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قُتِل بالمدينة، فلمّا أحسّ بالموت دفع "ذا الفقار" إلى رجُلٍ معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خُذْه فإنّك لا تلقى طالبيًا إلا أخذه منك وأعطاك حقّك3.
فلمّا ولي جعفر بن سُليمان العبّاسيّ المدينةَ واليمن دعا الرجل وأخذ منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتّى ولي المهديّ، فبلغه خبرُه، فأخذه منه، ثمّ صار إلى الرشيد.
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "6/ 336"، والجلمان: المقص.
2 وفيات الأعيان "6/ 339".
3 وفيات الأعيان "6/ 330".

(12/260)


وقال الأصمعيّ: رأيت الرشيد مُتَّقلِدًا سَيْفًا، فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قلت: بلى. فقال: استّل سيفي.
قال: فاستلَلْتُه، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة.
ولمنصور بن سَلَمة النَّمريّ:
لو لم يكن لبني شيبانَ من حَسَب ... سوى يزيد لفاتوا الناسَ بالحَسَب
ما أعْرفَ النّاس أنّ الجودَ مَدْفَعَةً ... للذَّمّ لكنّه يأتي على النَّشَبِ1
وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج.
وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يُقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه، وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتّى تعجب منهما الْجَمْعان، ثمّ أمكنت يزيدَ الفرصةُ فضرب رِجْلَ ابن طريف فسقط، وكان من بني شيبان أيضًا، فلمّا قدِم يزيد على الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الْجُذُوع2.
وقيل فيما حكاه ابن خلّكان: أنّ الرشيد لما جهّزه إلى حرب ابن طريف الشَّيْبانيّ أعطاه ذا الفقار سيف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: خُذْه فإنك ستُنصر به.
وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
أذكرتَ سيفَ رسول الله سنته ... وبأس أوَّلَ من صلَّى ومن صاما
ويُريد بأْسَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
422- يزيد بن يحيى، أبو خالد القُرَشيّ الدّمشقيّ3.
عن: يحيى بن يحيى الغسّانيّ، وثور بن يزيد، وموسى بن سيّار، وعمْرو بن مهاجر.
وعنه: هشام بن عمّار، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
__________
1 النشب: المال أو العقار.
2 وفيات الأعيان "6/ 329".
3 الثقات لابن حبان "9/ 271".

(12/261)


ما ذكره البخاريّ، ولا ابنُ أبي حاتم.
423- اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكّيّ1.
عن: طاوس، ومجالد، وعطاء.
وعنه: سبطه عبد الوهّاب بن فليح، وفيض الرقي، ونُعَيم بن حمّاد، والوليد بن عطاء بن الأغرَّ.
قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: أحاديثه غير محفوظة.
قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصات.
424- يعقوب بن داود2.
وزير المهديّ.
مرّت أخباره في حوادث سنة ستٍّ وستين ومائة، وَبَقِيَ إلى هذا الوقت معزولا مجاورًا مكّة.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
425- يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدنيّ الزُّهْريّ3، حليفهم. س. ق.
نزل في الآخر الإسكندرية.
وحدَّث عن: زيد بن أسلم، وسُهيل بن أبي صالح، وعَمرو بن أبي عَمْرو، وأبي حازم.
وعنه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بُكَير، وقُتَيْبة، وأبو شَرِيك يحيى بن يزيد المُراديّ، وطائفة.
وهو ثقة، عالم.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 309"، والميزان "4/ 445، 446".
2 انظر: تاريخ بغداد "14/ 262-265"، السير "8/ 306، 309".
3 الجرح والتعديل "9/ 210"، والتهذيب "11/ 391، 392".

(12/262)


مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
426- يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزْديّ المدنيّ1.
عن: أبي حازم، وهشام بن عُرْوة، وجعفر الصادق.
وعنه: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ويحيى المَقَابِريّ، ومحمود بن خِداش، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن عَرَفَة.
قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه.
وكذّبه أبو حاتم.
وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك.
427- يَعلى بن الأشدق العُقَيْليّ2.
أحد المتروكين، أصله من بادية الطائف.
روى عن: عبد الله بن جراد، وزِياد بن ربيعة، وكُليب بن جُريّ، وزعم أنّ لهم صحبة وسكن الرَّقَّةَ.
وعنه: داود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوازن، وطائفة.
وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لا تحل الرواية عنه.
وقال ابن عَدِيّ: بلغني عن أبي مُسْهِر قال: قلت لِيَعْلَى بن الأشدق: ما سمع عَمُّك عبدُ الله بنُ جراد مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "جامع" سفيان، و"موطأ" مالك3.
وَسُئِلَ عنه أبو زُرْعة فقال: لا يُصَدَّق.
قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه فإنها مما لا يفرح به.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 216، 217"، الميزان "4/ 455".
2 الجرح والتعديل "9/ 303، 304"، والسير "8/ 241، 242".
3 إسناده ضعيف: الكامل "7/ 2743" لابن عدي، وفيه انقطاع.

(12/263)


428- يَعْلَى بن شبيب المكّيّ1 ت. ق.
مولى آل الزُّبَير.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: الحُمَيْدِيّ، وقُتَيْبة، وإبراهيم بن بشار الرّماديّ.
روى اليسير، ومحلُّه الصِّدْق.
429- يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر البصْريّ2.
له نسخه عن أنس بن مالك كأنّها موضوعة.
حدَّث بمصر.
روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وعبد الغني بن رفاعة المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامريّ، ومحمد بن مَخْلَد الرُّعَينيّ، وعيسى بن مُساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ بِبَغْدَادَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ، ثنا يَغْنَمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسٌ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً لَمْ تَمَسَّ وَجْهَهُ النَّارُ"3.
يَغْنَمُ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ فَلا يُفْرَحُ بِعَوَالِيهِ.
قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكُذِّب.
وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ.
قال الطَّحاويّ: سمعتُ يونس بن عبد الأعلى يقول: قدِم علينا يَغْنَم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً من الجن. فلم أرجع إليه.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 304"، والتهذيب "11/ 401، 402".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 304"، والتهذيب "11/ 401، 402".
3 حديث موضوع: وأخرجه ابن عدي "7/ 2739"، وسبق تخريجه.

(12/264)


وقال ابن حِبّان: كان يضع الحديث على أنس.
قلت: بَقِيَ إلى حدود التسعين ومائة.
430- يوسف بن خالد بن عُمَيْر السّمتي البصْريّ1ق.
الفقيه.
عن: عاصم الأحول، ويونس بن عُبَيْد، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو، ولزِم أبا حنيفة الإمام حتّى برع وصار من نُجباء أصحابه.
روى عنه: ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحُرَيش, وخليفة بن خيّاط، ومحمد بن أبي يعقوب الكِرْمانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ.
رماه ابن مَعِين بالكذب.
وقال أبو حاتم: رأيت له كتابًا ألفه في التجهُّم يُنكر فيه الميزان والقيامة.
وقال ابن سعد: كان بصيرًا بالفتوى ضعيفًا.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقه.
قلت: مات في رجب سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
خرّج له ق حديثًا.
431- يوسف بن عطيّة بن ثابت الصّفّار2.
أبو سهل السَّعْديّ ثمّ الأنصاريّ، مولاهم البصْريّ.
رأى ابنَ سيرين، وروى عن: قَتَادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخيّ، وجماعة.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعَمْر بن شبّة، والحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 211، 222"، والتهذيب "11/ 411-413".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 227"، والميزان "4/ 468، 469".

(12/265)


وقال أبو حاتم والدَّارَقُطْنيّ: ضعيف الحديث.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال الفلاس: كان يَهِمّ، وما علمته يكذِب.
وقال النَّسائيّ: متروك.
قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
432- يوسف بن عطيّة الباهليّ، أبو المنذر الكوفيّ الورّاق1.
صاحب مناكير.
روى عن: عمْرو بن شمير، وغير واحد.
وعنه: عَمْرو بن عليّ، وزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وغيرهما.
قال الفلاس: هو أكذب من الصّفّار.
وقال الدَّارَقُطْنيّ وغيره: ضعيف.
433- يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الرومي المدني2.
روى عن ابن عمّه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه.
وعنه: هشام بن عمّار، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
قال البخاريّ: فيه نظر.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
434- يوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة الماجشون المدني3.
أبو سَلَمة، مولى آل المُنْكَدر التَّيْميّ.
عن: أبيه، والزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وصالح بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 227"، والميزان "4/ 470".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 228، 229"، والميزان "4/ 473".
3 الجرح والتعديل "9/ 234"، والسير "8/ 330، 331".

(12/266)


وعنه: أبو مُصْعَب، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المَدِينيّ، وشُرَيْح بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ، وخلْق سواهم.
وثقه يحيى بن مَعِين، وأبو داود.
وقال يحيى بن أيّوب المقابريّ: سمعتُ يوسف بن الماجشون يقول: وُلدتُ في عهد سُليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة، فلمّا قام عَمْر بن عبد العزيز مَرَّ باسمي، وكان بنا عارفًا، فقال: ما أعرَفَني بمولد هذا الغلام، فنحّاني من المقاتلة وردّني عَيِّلا.
قال يحيى بن مَعِين: كنّا نأتي يوسفَ بنَ الماجشون يحدّثنا وجواريه في بيت آخر يَضْرِبنَ بالمعزفة.
قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء.
تُوُفّي يوسف بن الماجشون سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وله ثمان وثمانون سنة.
435- يونس بن حبيب1:
العلامة، أبو عبد الرحمن الضّبيّ مولاهم البصْريّ.
إمام أهل النَّحْو.
أخذ عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وحمّاد بن سلمة، وغيرهما.
أخذ عنه: الكسائي، وسيبويه، والفراء.
وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
قال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
الكنى:
436- أبو إسحاق الفزاري2 ع:
هو إبراهيم بن محمد.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 237"، والسير "8/ 171".
2 سبق الترجمة له.

(12/267)


437- أبو إسماعيل المؤدب1 ق:
هو إبراهيم بن سُليمان بن رَزِين البغداديّ مؤدّب أولاد الوزير أبي عُبَيْد الله.
له عن: عطيّة العَوْفيّ، وعاصم بن بَهْدَلَة، وعبد الملك بن عمر، وعاصم الأحول، وطائفة.
وعنه: يحيى بن مَعِين، وعثمانٍ بن أبي شَيْبَة، وأخوه وأبو بكر، ومحمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ، وأبو عَمْر الدُّوريّ، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
وثقه يحيى بن مَعِين.
وقال مَرّة: ضعيف.
وقال مَرة ليس به بأس.
وكذا قال أحمد.
وقال أبو داود: ثقة. رأيتُ ابن حنبل يكثر أحاديثه بنزول.
وقال النَّسائيّ: ليس به بأس.
قيل: مات قريبًا من سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
438- أبو أُميّة بن يَعْلَى الثّقفيّ2:
يقال اسمه إسماعيل.
مدنيّ، معمِّر.
له عن: نافع، وسعيد المَقْبُريّ، وأبي الزناد، وهشام بن عروة.
وحضر جنازة سالم بن عبد الله.
روى عنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة.
قال البخاري: سكتوا عنه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 102، 103"، والتهذيب "1/ 125، 126".
2 الجرح والتعديل "2/ 203"، والميزان "1/ 254، 255".

(12/268)


وقال الدارقطني: بصري متروك.
وكذا تركه النسائي.
وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: هو ممّن يُكْتَب حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وقال شُعبة: اكتبوا عنه فإنّه شريف لا يكذب.
439- أبو بحر البكراوي1 د. ت:
هو عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفيّ البصري.
عن: حسين المعلم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد بن عَمرو، وجماعة.
وعنه: أحمد بن عبدة، وحفص الربالي، وخليفة بن خيّاط، وبُنْدار، وعدّة.
ضعّفه ابن مَعِين.
وقال أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.
ونقل بن الجوزيّ أنّ أحمد بن حنبل قال: طرحَ الناسُ حديثه.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
440- أبو حفص الأبار2 د. ن. ق:
هو عَمْر بن عبد الرحمن بن قيس.
كوفيّ ثقة.
نزل بغداد وروى عن: منصور، وليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وعمّار الدُّهْنيّ، وعدة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 264، 265"، والميزان "2/ 578".
2 الجرح والتعديل "6/ 121، 122"، والتهذيب "7/ 473، 474".

(12/269)


وعنه: يحيى بن مَعِين، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وشُرَيْح بن يونس، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
وكان له غلمان يحملون الإبَر وهو معلِّمُهم.
أضرَّ بآخِرِه.
وثقه ابن معين، وغيره.
441- أبو خالد الأحمر1 ع.
هو سليمان بن حيان، مر.
442- أبو داود النخعي2.
هو سُليمان بن عَمْرو، وهو ابن عمّ شريك القاضي.
روى عن: أبي طُوالَةَ، وعبد الملك بن عُمَيْر، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، والمختار بن فُلْفُلٍ، وغيرهم.
وعنه: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، وعبّاد بن يعقوب، والمسيّب بن وضّاح، وطائفة.
قال أبو مَعْمَر الهُذَليّ: كان بِشْر المريسي قد أخذ رأي جهْم من أبي داود النخعي، وكان أبو داود كذّابًا.
قلت: كان وقِحًا، جريئًا، قَدَريًا من الخير بريئًا.
قال عليّ بن المَدِينيّ: كان من الدّجّالين.
وقال يحيى بن مَعِين: هو كذّاب النَّخَع.
وقال البخاريّ: معروف بالكذِب. قاله قُتَيْبة، وإسحاق.
وقال أحمد بن حنبل: كذاب.
وروى عباس، عن يحيى قال: أبو داود النخعي رجل سَوْء كذّاب، خبيث، قَدَريّ. لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي, كان يضع الحديث.
__________
1 سبق الترجمة له.
2 الجرح والتعديل "4/ 132، 133"، والميزان "2/ 216-218".

(12/270)


سمعته يقول: سمعتُ خصيف وخصّاف ومخصّف، وكان من أكذب النّاس.
443- أبو رُويم:
هو طلاب بن حَوْشَب الرَّبَعِيّ1، أخو العّوَّام بن حَوْشَب.
عُمِّر دهرًا، وحدّث عن: مُجالد، وإسماعيل بن أبي خالد.
وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي.
لا يدرى من ذا.
444- أبو سفيان المعمري2 م. ن. ق:
اسمه محمد بن حميد، شيخ بصْريّ ثَبْت، سكن بغداد.
وإنّما لُقّب بالمعمري لرحلته إلى مَعْمَر باليمن، وكان من الصُّلَحاء العُبّاد.
روى عن: مَعْمَر، وهشام بن حسّان، وسفيان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وعنه: شُرَيْح بن يونس، وأبو خَيْثَمَة، وأبو سعيد الأشجّ، وَالنُّفَيْليُّ، وابن نُمير، وعَمرو الناقد، وسُفيان بن وكيع، وحُمَيْد بن الربيع.
وثقه يحيى بن مَعِين، وأبو داود.
ولم يُخرّج له البخاريّ، بل خرّج لأبي سُفيان الحِمْيَريّ، وفيه شيء.
قال الخطيب: محمد بن حُمَيْد البكْريّ المعمري، كان مذكورًا بالصلاح والعبادة.
وقال ابن مَعِين أيضًا: عبد الرزّاق أحبّ إليّ منه.
قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وسيأتي أبو سُفيان الحِمّيَريّ بعدُ.
445- أبو سليمان الداراني الكبير3 ق:
وما هو بالزاهد الشهير، اسم الكبير عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العنسي، بنون، الدمشقي.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 502".
2 الجرح والتعديل "7/ 231"، والميزان "9/ 131، 132".
3 الجرح والتعديل "5/ 240"، والتهذيب "6/ 188".

(12/271)


له رحلة في الحديث.
روى عن: الأعمش، وليث بْن أبي سُلَيم، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعمرو بن شراحيل الدَّارانيّ، وجماعة.
روى عنه: إسماعيل بن عيّاش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التَّنَّيسيّ، وأبو تَوبة الحلبيّ، ومحمد بن عائذ، وصَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وعدة.
وثقه دحيم.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: بَقِيَ إلى قريب التسعين ومائة.
446- أبو عاصم العباداني1 ق.
اسمه عبد الله، وقيل عُبَيْد الله بن عبيد.
شيخ بصْريّ الأصل.
روى عن: عليّ بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرَّقاشيّ، وفايد أبي الورقاء، وغيرهم.
وعنه: سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، والفلاس، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال العقيلي: منكر الحديث.
447- أبو عبد الرحمن الزاهد2.
اسمه عبد الله بن محمد.
روى عن: الأعمش، وأبي عقال، وخلاد بن زيد، وإبراهيم بن أدهم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 100، 101"، والميزان "2/ 458"، التهذيب "12/ 142".
2 الجرح والتعديل "5/ 157".

(12/272)


وعنه: أسود بن سالم، وسَعْدُوَيْه الواسطيّ، ومهديّ بن جعفر، وداود بن مِهران، وهشام بن عمّار، ويحيى بن أيّوب الزّاهد.
لم أرَ لهم فيه كلامًا.
448- أبو عبد الرحمن الفرّاء1.
من أفضل مشايخ المَوْصل.
اسمه سعيد، وقيل نوح.
حدث عن: عوف الأعرابيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبه، وهشام بن حسّان.
وعنه: القاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وَمُعَلَّى بن مهديّ.
قال يزيد الأزْديّ: مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
449- أبو عُبَيْدة الحداد2 خ. د. ت. ن:
هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، مولاهم البصْريّ.
نزيل بغداد.
روى عن: بَهْز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رَوّاد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب.
وثقه أبو داود.
وقال أحمد: لم يكن صاحب حِفْظ، إلا أنّ كتابه كان صحيحًا.
وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ بخطّ أبي: ذكر ابن مَعِين أبا عُبَيْدة الحدّاد فقال: كان متثبتًا، ما أعلم أنّا أخذنا عليه خطًأ البَتّة، جيد القراءة لكتابه.
وقال أبو قلابة الرقاشي: مات سنة تسعين ومائة.
__________
1 من عباد الموصل ومشايخهم.
2 انظر: الميزان "3/ 677"، والتهذيب "6/ 440".

(12/273)


450- أبو عُبَيْدة العُصْفُريّ1.
بصريٌّ فاضل، اسمه إسماعيل بن سِنان.
له عن: عِكْرِمة بن عمّار، وغيره.
وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط.
451- أبو علقمة القروي2 م. د. ن.
هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي فروة المدني.
عن: عمه إسحاق بن أبي فروة، وعن: صَفْوان بن سليم، ومحمد بن المُنْكَدر، ويزيد بن خُصَيفة.
ورأى سعيد المَقْبُريّ.
روى عنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، ويحيى بن يحيى التّميميّ، وآخرون.
وقال ابن سعد: إنّه لقي نافعًا، وسعيد المَقْبُريّ، والصلت بن زُبيد، وروى عنهم. وعُمّر حتّى لقيناه في سنة تسعٍ وثمانين ومائة، وكان ثقة.
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
قلت: ما أدري لِمَ لَمْ يُخَرِّج البخاريّ له.
مات في المحرَّم سنة تسعين ومائة.
452- أبو المليح الرقي3 د. ت.
اسمه الحَسَن بن عَمْر، ويقال: الحسن بن عمرو.
حجّ ورأى عطاء بن أبي رباح.
وروى عن: ميمون بن مِهران، والزُّهْريّ، وزياد بن بيان الرَّقّيّ، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 176"، والثقات لابن حبان "6/ 39".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 155، 156"، التهذيب "6/ 10، 11".
3 الجرح والتعديل "3/ 24، 25"، والتهذيب "2/ 309، 310".

(12/274)


وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة.
مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقع لي من عوالية.
453- أبو الْهَوْلِ الحِمْيَريّ1.
الشاعر المشهور.
اسمه عامر بن عبد الرحمن، كان آية في الهجاء المُقْذِع.
وله مدائح في المهديّ والرشيد.
454- أبو الهَيْذام المُرّيّ2.
أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير. وهو قائد العرب المُضَريّة في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسيّة واليمانية في دولة الرشيد، حتّى تفاقم الأمر وكثر القتل.
وله شِعرٌ جيد مشهور.
وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثمّ ظُفِر بأبي الهيذام، وحُمل مقيّدًا إلى الرشيد.
فلما مثل بين يديه أنشده أبياتًا يستعطفه، فمنّ عليه وعفا عنه.
اسمه عامر بن عمارة بن خُرَيْم، وهو والد المحدّث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم، وراوي كُتُبه.
قال المَرْزُبانيّ: قتل عامِل الرشيد بسجستان أخًا لأبي الهَيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعًا عظيمًا، ورثى أخاه، وغلُظ أمره، وأعْيَت الرشيد الحيلةُ فيه، فاحتال عليه بأخٍ له أرغبه، فشدّ على أبي الهيذام وقيده، وسار به إلى الرشيد.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 237، 238"، وفيات الأعيان "4/ 29، 30".
2 الأمالي للقالي "1/ 267"، الشعر والشعراء "2/ 731".

(12/275)


وهو القائل:
فأحسنْ أمير المؤمنين فإنّه ... أبي الله إلا أنْ يكون لك الفضلُ
فمنّ عليه وأطلقه.
أنشد الزُّبَير بن بكّار لأبي الهيذام:
سأبكيكَ بالبِيض الرِّقاق وبالقَنَا ... فإنّ بها ما يطلُب الماجدُ الوِترا
ولستُ كمن يبكي أخاه بَعْبَرةٍ ... يُعصِّرها في جَفْن مُقْلَتِه عَصْرا
وإنا أُناسٌ ما تَفِيضُ دُموعُنا ... على هالكٍ منّا وإنْ قَصَم الظَّهَرا1
قيل: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
455- القاضي أبو يوسف2.
هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حُبَيْش بن سعد بن بُجَيْر بن معاوية الأنصاريّ.
وسعد بن بُجَيْر هو سعد بن قُتَيْبة، وحَبْتَهُ أمُّهُ ابنةُ خوَّات بن جُبَير.
شهد سعد الخندق، ونسبُهُ في بُجَيلة، وإنّما حالف الأنصار.
وُلد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وسمع من: هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد، والأعمش، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحَجّاج بن أرطأة، وعُبَيْد الله بن عمر، وطائفة.
وتفقه بالإمام أبي حنيفة حتّى صار المقدَّم في تلامذته.
تفقه به: محمد بن الحَسَن، وهلال الرائيّ، ومعلى بن منصور، وعدد كثير.
وروى عنه: ابن سماعة، ويحيى بن مَعِين، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن الجعد، وأحمد بن منَيِع، وعليّ بن مسلم الطوسيّ، وإبراهيم بن الجرّاح، وأسد بن الفُرات،
__________
1 الأمالي "1/ 267" للقالي.
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 201، 202" والسير "8/ 470-473".

(12/276)


وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلْق سواهم.
وكان والده إبراهيم فقيرًا، فكان أبو حنيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يتعاهد أبا يوسف بالمائة دِرهم بعد المائة، يُعينه على طلب العلم.
فروى عليّ بن حَرْمَلَة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مُقِلّ. فجاء أبي يومًا وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تَمُدَّنّ يا بُنيّ رِجْلك مع أبي حنيفة فأنت محتاجٌ إلى المعاش.
فآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيفة، فجعلتُ أتعاهده، فدفعَ لي مائة درهم وقال لي: الْزَم الحَلْقة، فإذا نفذت هذه فأَعْلِمْني. ثمّ أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني1.
ويُقال: إنّ أمَّه هي التي لامته، وأنّ أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار. فالله أعلم.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إنْ يَمُتْ هذا الفتى فهو أعلمُ مَن عليها. وأومأ إلى الأرض.
قال عبّاس الدَّوْرَقيّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبتُ الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثمّ اختلفتُ بعدُ إلى النّاس.
وكان أبو يوسف أَمْيَلَ إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد.
إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ: سمعتُ ابن مَعِين يقول: ما رأيتُ في أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصح رواية من أبي يوسف.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَبُو يوسف صاحب حديث، صاحب سُنّة.
محمد بن سَمَاعة، عن يحيى بن خالد البرمكيّ قال: قدِم علينا أبو يوسف وأقلّ ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين.
وقال الخُريبيّ: كان أبو يوسف قد أطلع الفِقه والعِلم إطلاعًا، يتناوله كيف شاء.
قال عَمْرو النّاقد: كان أبو يوسف صاحب سُنّةٍ.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 244".

(12/277)


قال أحمد: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث.
بِشْر بن غِياث: سمعتُ أبا يوسف يقول: صحِبت أبا حنيفة سبْعَ عشرةَ سنة، ثمّ رتعتُ في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظنُّ أجَلي قد قَرُب، فما نجد إلا يسيرًا حتّى مات.
وروى بُكَير العمّيّ، عن هلال الرائي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيّام العرب، وكان أحد علومه الفقه.
وروى أحمد بن عطيّة، عن محمد بن سَمَاعة قال: كان أبو يوسف، بعدما وُلّي القضاء يُصلّى كلّ يوم مائتي ركعة1.
وقال عليّ بن المَدِينيّ: ما أُخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحَجْر، عن هشام بن عُرْوة، وكان صدوقًا.
وقال يحيى بن يحيى التّميميّ: سمعتُ أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفنيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسُّنَّة.
وفي لفظٍ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون.
وقال بِشْر بن الوليد: سمعتُ أبا يوسف يقول: مَن تتَّبع غريب الحديث كُذِّب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدِّين بالكلام تَزَنْدَق2.
وقال محمد بن سَمَاعة: سمعتُ أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: الَّلهُمّ إنك تعلم إنّي لم أجُر في حُكْمٍ حكمت به، ولقد اجتهدت في الحُكم بما وافق كتابَك وسُنَّة نبيك.
قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط.
وقال ابن عَدِيّ: لا بأس بِهِ.
وقال أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.
قلت: وأبو يوسف هو أوّل من لُقّب قاضي القضاة، وكان عظيم الرُّتبة عند هارون الرشيد.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 255".
2 العقد الفريد "2/ 208".

(12/278)


قال الطّحاويّ: نا بكّار بن قُتَيْبة: سمعتُ أبا الوليد الطّيالسيّ يقول: لمّا قدِم أبو يوسف البصرةَ مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه. فأشرف عليهم ولم يأذن لفريق منهم؛ وقال: أنا من الفريقين جميعًا. ولا أُقَدَّم فرقة على فِرقة. لكنّي أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثمّ قال: رجلٌ مضغ خاتمي هذا حتّى هشمه، ما لي عليه؟
فاختلف أصحاب الحديث، فلم يُعجبه قولهم.
وقال فقيه: عليه قيمته صحيحًا، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشأ صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلت معهم. فسأله المستملي، فأملى حديثًا، عن الحَسَن بن صالح.
وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحَسَن بن صالح. فوقع لي أنّه أراد شُعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يُعرَّض فيه بأبي بِسطام. ثمّ خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا قاضي الأفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجَّهِ، وما يضُرُّه غضبي؛ فرجعتُ وجلست حتّى فرغ المجلس. فأقبل عليّ إقبالَ رجُلٍ ما كان له همٌّ غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يُثنيني لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءًا. وله في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى. ولكنْ، لا أعلم أني رأيت رجلا مثل الحَسَن بن صالح.
قال بكّار: فذكرت هذا لهلال الرائي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم.
محمد بن شجاع: سمعت الحَسَن بن أبي مالك: سمعتُ أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، مَن قال كيف؟ ولِمَ؟ تعاطى مِرَاءً ومجادلةً استوجبت الحبّس وَالضَّرْبَ المُبْرح. ولا يفلح من استحلى شيئًا من الكلام. ولا يُصَليّ خَلَف من قال: القرآن مخلوق.
أبو حازم القاضي: نا الحَسَن بن موسى قاضي هَمَذان، ثنا بِشْر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذُكر محمد بن الحسن: أيّ سيف هو، غير أنّ فيه صَدَأ يحتاج إلى جلاء. وإذا ذُكر الحَسَن بن زياد اللؤلؤيّ يقول: هو عندي الصَّيْدلانيّ إذا سأله رجلٌ أن يعطيه ما يُسْهِله أعطاه ما يمسكه.

(12/279)


وإذا ذكر بِشْرًا يقول: هو كإبرة الرَّفَّاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار.
وإذا ذكر الحَسَن بن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملا في يوم مَطِير، فتذهب يدُه مَرّةً هكذا، ومرة هكذا، ثمّ يسلم.
أبو سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: مَن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تَزَنْدق.
محمد بن سَعْدان: سمعتُ أبا سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: دخلتُ على الرشيد وفي يده دُرَّتان يقلِّبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين!
قال: وما هو؟ قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما.
قال المؤلّف: قد أفردتُ سيرة القاضي أبي يوسف -رحمه الله- في جُزء.
قال بِشْر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال غيره: في ربيع الآخر.
وعاش سبعين سنة إلا سنة.
وقد قال عبّاد بن العوّام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يُعزّي بعضهم بعضًا بأبي يوسف رحمه الله.

(12/280)


الفهرس العام للكتاب:
الموضوع. رقم الصفحة
"الطبقة التاسعة عشرة".
"سنة إحدى وثمانين ومائة".
3 الوفيات في هذه السنة.
3 فتح حصن الصفصاف.
3 مَسِيرُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ إِلَى أَنْقَرَةَ.
3 الحج هذا الموسم.
3 استعفاء يحيى بن خالد بن برمك.
4 تولية العكي على المغرب.
"سنة اثنتين وثمانين ومائة".
4 المتوفون في هذه السنة.
4 الرشيد يأخذ البيعة لابنه المأمون.
4 تملك ريني على الروم.
5 الحج هذا الموسم.
"سنة ثلاث وثمانين ومائة".
5 المتوفون في هذه السنة.
5 خروج الخزر وإيقاعهم بالمسلمين.
6 الحج هذا الموسم.
6 تمرد العكي بالمغرب.
"سنة أربع وثمانين ومائة".
6 المتوفون في هذه السنة.
6 خروج الشاري بشهرزور.
7 ولاية البربري والمهلبي وابن الأغلب والرازي.

(12/281)


7 أمان ابن عيسى لأبي الخصيب.
7 غارة الشيباني إلى الروم.
7 مسير ابن بيهس للفداء.
"سنة خمس وثمانين ومائة".
7 المتوفون في هذه السنة.
7 وثوب أهل طبرستان على متوليهم.
8 وثوب ابن عيسى على الشاري.
8 خروج أبي الخطيب واستفحال أمره.
8 ظهور ابن عيسى وطول اختفائه.
"سنة ست وثمانين ومائة".
8 المتوفون في هذه السنة.
8 مقتل أبي الخصيب.
9 سجن ثمامة بن أشرس.
9 بيعة الرشيد لولده المؤتمن.
"سنة سبع وثمانين ومائة".
9 المتوفون في هذه السنة.
10 مقتل جعفر البرمكي.
12 مقتل أنس بن أبي شيخ.
12 حكاية ابن الصابئ عن جعفر البرمكي.
14 ترجمة جعفر عند ابن خلكان.
16 هياج القيسية واليمانية بالشام.
16 القاسم يغزو الصائفة.
17 الرشيد يعتقل عبد الملك بن صالح.
17 نِقْفُورُ يَتَمَلَّكُ عَلَى الرُّومِ وَيَنْقُضُ صُلْحَ الْمُسْلِمِينَ.
17 كتاب نقفور إلى الرشيد والرد عليه.

(12/282)


18 مسير الرشيد إلى هرقلة.
18 الرشيد يأمر بقتل ابن نهيك.
18 وقعة المضرية واليمانية بدمشق.
"سنة ثمان وثمانين ومائة".
19 التوفون في هذه السنة.
19 غزوة درب الصفصاف.
"سنة تسع وثمانين ومائة".
19 المتوفون في هذه السنة.
19 مسير الرشيد إلى الري.
20 فداء أسرى المسلمين.
"سنة تسعين ومائة".
20 المتوفون في هذه السنة.
20 رافع بن الليث يخلع الطاعة.
20 إسلام الفضل بن سهل.
21 فتح الرشيد هرقلة.
21 فتح حصن الصقالبة.
21 غزوة حميد بن معيوف إلى قبرس.
21 اتخاذ الرشيد قلنسوة.
21 بعث نقفور بالخراج إلى الرشيد.
22 كتاب نقفور إلى الرشيد.
22 انتقاض أهل قبرس.

(12/283)


"تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ"
"حَرْفُ الأَلِفِ"
22 1- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إسحاق الواسطي السواق.
22 2- إبراهيم بن أعين الشيباني.
23 3- إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر.
23 4- إبراهيم بن جعفر بن محمد الأنصاري.
24 5- إبراهيم بن أبي حية المكي.
26 6- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
26 7- إبراهيم بن عطية الثقفي.
30 8- أبو إسحاق الفزاري"إبراهيم بن محمد".
31 9- إبراهيم بن ماهان بن بهمن الموصلي.
32 10- إبراهيم بن محمد بن ثابت العبدري.
32 11- إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني.
32 12- إبراهيم بن المختار الرازي"حبوي".
32 13- إبراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني.
33 14- إبراهيم بن يحيى الفقيه المدني.
35 15- إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة الزهري.
35 16- أسد بن عمرو البجلي الكوفي.
36 17- إسماعيل بن صالح بن علي الهاشمي.
36 18- إسماعيل بن عبد الله بن سماعة.
37 19- إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين.
37 20- إسماعيل بن عياش بن سليم الحمصي.
41 21- إسماعيل بن مجالد بن سعيد.
42 22- إسماعيل بن يعلى"أبو أمية".
42 23- أغلب بن تميم المسعودي.

(12/284)


42 24- أيوب بن جابر اليمامي الحنفي.
42 25- أيوب بن مدرك بن العلاء.
43 26- أيوب بن النجار بن زياد الحنفي.
"حرف الباء".
43 27- بختيشوع بن جرجس النصراني.
44 28- بزيع بن عبد الله اللحام.
45 29- بشر بن عمارة الخثعمي المؤدب.
45 30- بشر بن المفضل بن لاحق الحافظ.
45 31- بشير بن ميمون الواسطي.
46 32- بكار بن سُقير المازني.
46 33- بكار بن محمد بن الجارست.
46 34- بكر بن بشر السلمي الترمذي.
46 35- البهلول بن راشد المغربي القيرواني.
47 36- بهلول بن عبيد الكندي.
48 37- البهلول المجنون.
49 38- بهلول بن مؤرق.
"حرف الثَّاءِ".
49 39- ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الله بن جُميع.
"حرف الْجِيمِ".
49 40- جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ.
50 41- جابر بن نوح الحماني.
50 42- جرير بن عبد الحميد الحافظ.
53 43- جعفر البرمكي.
57 44- جرول بن حنفل النميري.
58 45- جُميع بن عمر العجلي.

(12/285)


58 46- جنادة بن سلم بن خالد السوائي.
58 47- جنيد بن عبد الله الحجام.
"حرف الحاء".
59 48- حاتم بن إسماعيل المدني.
59 49- حاتم بن وردان السعدي.
60 50- الحارث بن عبيدة المصري.
60 51- الحارث بن موسى الطائي.
60 52- الحارث بن وجيه الراسبي.
60 53- حبيب بن خالد الأسدي الكاهلي.
61 54- حبيب بن حبيب الكوفي.
61 55- حجر بن الحارث الغساني.
61 56- حجوة بن مدرك الغساني.
62 57- حرب بن ميمون صاحب الأغمية.
62 58- حزام بن هشام بن حُبيش الخزاعي.
63 59- حسان بن إبراهيم الكرماني.
64 60- حسان بن سياه البصري الأزرق.
64 61- الحسن بن ثابت التغلبي الأحول.
64 62- الحسن بن قحطبة بن شبيب الطائي.
65 63- الحسن بن يزيد الأصم.
65 64- الحسن بن الحكم بن طهمان الحنفي.
65 65- الحسن بن علي بن الحسن المديني البراد.
66 66- الحسين بن الحسن بن يسار البصري.
66 67- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
66 68- الحسين بن عيسى الكوفي.
67 69- حصين بن جعفر الفزاري الدمشقي.

(12/286)


67 70- حصين بن عمر الأحمسي الكوفي.
67 71- حصين بن نمير الواسطي الضرير.
68 72- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ أَبِي السائب.
68 73- حفص بن عمر بن أبي العطاف.
68 74- حفص بن عمر بن راشد المجاشعي.
69 75- حفص بن عمر قاضي حلب.
69 76- حفص بن ميسرة العقيلي الصنعاني.
69 77- حفص بن النضر السلمي.
70 78- حكام بن سلم الكناني الرازي.
70 79- الحكم بن سنان الباهلي البصري القربي.
70 80- الحكم بن هشام الثقفي الكوفي.
71 81- الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي.
71 82- حكيم بن خذام الأزدي البصري.
71 83- حماد بن شعيب الحماني.
71 84- حماد بن عبد الرحمن الكلبي الظاميء.
72 85- حماد بن عمرو بن سلمة النصيبي.
72 86- حماد بن سعيد الخزاعي.
72 87- حميد بن الأسود الكرابيسي.
73 88- حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤآسي.
73 89- حنظلة بن عمرو بن حنظلة الزرقي.
73 90- حيان بن عبد الله الدارمي.
"حرف الخاء".
74 91- خالد بنالحارث بن عبيد الهجيمي.
74 92- خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ الأُمويّ.
75 93- خالد بن عبد الله الطحان المزني.

(12/287)


76 94- خالد بن مهران الكوفي.
76 95- خالد بن نافع الأشعري الكوفي.
76 96- خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمداني.
77 97- خالد بن يزيد الهدادي البصري.
77 98- خطاب بن القاسم قاضي حران.
77 99- خلف بن خليفة بن صاعد.
79 100- الخليل بن موسى الباهلي.
79 101- خنيس بن عامر بن يحيى المعافري.
"حرف الدَّالِ".
79 102- دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ.
80 103- داود بن عبد الجبار الكوفي المؤذن.
80 104- داود بن عطاء المزني.
81 105- درست بن زياد البصري القزاز.
"حرف الراء".
81 106- رباح بن زيد الصنعاني.
82 107- الربيع بن زياد الضبي.
82 108- الربيع بن سهل بن الركين الفزاري.
82 109- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحِ بْنِ هِلالٍ.
83 110- رفاعة بن إياس بن نذير الضبي.
83 111- رفدة بن قُضاعة الغساني.
83 112- روح بن المسيب الكلبي.
"حرف الزاي".
84 113- زافر بن سليمان الإيادي.
84 114- الزبير بن خُبيب بن ثابت.
84 115- زكريا بن عبد الله بن يزيد النخعي.

(12/288)


85 116- زكريا بن منظور بن ثعلبة.
85 117- زكريا بن يحيى بن عمارة الذراع.
85 118- زياد بن راشد المديني.
86 119- زياد بن الربيع اليحمدي.
86 120- زياد بن سيار الكناني.
86 121- زياد البكائي.
88 122- زياد أبو السكن الباهلي.
123- زياد أبو سفيان الزهري. 88
88 124- زياد بن المغيرة بن زياد العجلي.
89 125- زياد أبو عبد الله بن حميد الأنصاري.
89 126- زين بن شعيب المعافري المصري.
"حرف السِّينِ".
89 127- سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ.
90 128- سالم الدورقي.
90 129- سحبل"عبد الله بن محمد".
90 130- سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي.
91 131- سعيد بن خُثيم الهلالي الكوفي.
91 132- سعيد بن عبد الجبار الزبيدي.
91 133- سعيد بن الفضل القرشي.
92 134- سفيان بن حبيب البصري البزاز.
92 135- سفيان بن موسى البصري.
92 136- سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي.
93 137- سلمة بن رجاء التميمي الكوفي.
93 138- سلمة بن صالح الأحمر.
93 139- أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ.

(12/289)


94 140- سليمان بن سالم القرشي.
95 141- سليمان بن عتبة بن ثور الداراني.
95 142- سليمان بن داود بن قيس الفرا.
95 143- سليمان بن عمرو النخعي.
96 144- سليمان بن مسلم الخزاعي.
96 145- سليم بن عامر الحنفي.
96 146- سنان بن هارون البرجمي.
97 147- سهل بن أسهل العدوي البصري.
97 148- سيبويه.
97 149- سيف بن محمد الثوري الكوفي.
98 150- سيف بن هارون البرجمي.
"حرف الشين".
98 151- شبيب بن سعيد الحبطي.
98 152- شجاع بن أبي نصر البلخي.
99 153- شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن.
99 154- شعيب بن حازم.
99 155- شقران بن علي.
"حرف الصاد".
100 156- صالح بن عمر الواسطي.
100 157- صالح بن قدامة بن إبراهيم المدني.
100 158- صالح بن موسى بن إسحاق الطلحي.
101 159- الصباح بن محارب التيمي الكوفي.
102 160- صدقة بن بشير المدني.
102 161- صدقة بن عبيد الله المازني.
102 162- الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي.

(12/290)


"حرف الضَّادِ".
102 163- ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ الْمُعْتَزِلِيُّ.
103 164- ضمام بن إسماعيل.
103 165- ضيغم بن مالك.
"حرف الطاء".
104 166- طلحة بن زيد.
104 167- طلحة بن يحيى.
104 168- طلحة بن سنان بن الحارث اليامي.
"حرف الْعَيْنِ".
105 169- عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ.
105 170- عاصم بن هلال البارقي العنبري.
105 171- عائذ بن حبيب الكوفي.
106 172- عائشة بنت الزبير بن حبيب بن المهلب.
106 173- عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ.
107 174- عباد بن عباد الرملي الأرسوفي.
107 175- عباد بن العوام بن عمر الكلابي.
108 176- عباد بن قيس القيسي البصري الكرابيسي.
108 177- العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد.
109 178- الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأمير.
110 179- عبد الله بن أبي جعفر الرازي.
110 180- عبد الله بن الحارث الجمحي الحاطبي.
110 181- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِك المخزومي.
111 182- عبد الله بن حفص الأرطباني البصري.
111 183- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَاهِلِيُّ.
111 184- عبد الله بن سعد الدشتكي.

(12/291)


111 185- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان.
112 186- عبد الله بن سنان الكوفي.
112 187- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَيَّانَ الْحَمْرَاوِيُّ.
112 188- عَبْدُ اللَّهِ بْن صالح بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْد الله الأمير.
113 189- عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ بن جابر الأزدي.
113 190- عبد الله بن العُمري الزاهد.
118 191- عبد الله بن عبد القُدّوس التّميميّ السَّعديّ.
118 192- عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْنيّ.
119 193- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليّ.
137 194- عبد الله بن محمد أبو علقمة الفَرَويّ.
138 195- عبد الله بن مراد السلماني المرادي.
138 196- عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْن ثابت بْن عبد الله.
139 197- عبد الله بن معاوية الزبيري.
140 198- عبد الله بن المنيب الأنصاري الحارثي.
140 199- عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي.
140 200- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي.
141 201- عبد الجبار بن سليمان اليحصبي المصري.
141 202- عبد الحميد بن عدي الجهني الدمشقي.
141 203- عبد الحميد بن أبي العشرين الدمشقي.
142 204- عبد الرحمن بن بشير الدمشقي الشيباني.
142 205- عبد الرحمن بن الحارث السلامي.
143 206- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ.
143 207- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ.
144 208- عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حبان.
144 209- عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم الحاطبي.

(12/292)


144 210- عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي.
145 211- عبد الرحمن بن القطامي.
145 212- عبد الرحمن بن أبي الرجال.
146 213- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العرزمي.
146 214- عبد الرحمن بن مسهر.
147 215- عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي.
147 216- عبد الرحيم بن زيد بن الحواريّ العِمّي.
147 217- عبد الرحيم بن سليمان الرازي.
148 218- عبد الرزاق بن عمر الدمشقي.
148 219- عَبْد السلام بْن حرب الملائي.
149 220- عَبْد السلام بن مَكْلَبَة.
150 221- عبد الصّمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
152 222- عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني.
152 223- عبد العزيز بن أبي حازم.
153 224- عبد العزيز بن خالد الترمذي.
153 225- عبد العزيز بن عبد الصمد العمي.
154 226- عبد العزيز الدراوردي بن محمد الجهني.
155 227- عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة.
156 228- عبد القاهر بن السري.
156 229- عبد الغني بن سمرة الرعيني.
156 230- عبد القدوس بن بكر بن خُنيس.
156 231- عبد الكريم بن يعفور الجعفي.
157 232- عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد العبسي.
157 233- عُبَيْد الله بن شُميط بن عَجْلان البصْريّ.
157 234- عُبَيْد الله بن عُبَيْد الرحمن الأشجعيّ الكوفيّ.

(12/293)


158 235- عبيد الله بن عمرو.
158 236- عبيد الله بن مالك الفهري.
158 237- عبد ربه بن بارق الحنفي اليمامي الكوسج.
158 238- عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي.
158 239- عبد ربه بن ميمون الأشعري.
159 240- عبدة بن سليمان الكلابي.
159 241- عبيدة بن الأسود الهمداني الكوفي.
159 242- عبيدة بن حميد بن صُهيب.
161 243- عتاب بن أعين الكوفي.
161 244- عتاب بن بشير الأموي الحراني.
162 245- عتاب بن محمد بن شوذب البلخي.
162 246- عثمان بن حصن بن علاق القرشي.
162 247- عثمان بن زائدة المقرئ.
163 248- عثمان بن عبد الرحمن الجمحي.
163 249- عثمان بن عثمان الغطفاني.
163 250- عثمان بن كنانة المدني.
164 251- عدي بن أبي عمارة الذراع.
164 252- عُرابي بن معاوية الحضرمي.
164 253- عطاء بن مسلم الخفاف.
165 254- عطوان بن مشكان التميمي الخياط.
165 255- عفان بن سيار الباهلي الجرجاني.
165 256- عفيف بن سالم البجلي.
166 257- عقبة بن إسحاق السلولي الكوفي.
166 258- عقبة بن خالد السكوني.
166 259- عكرمة بن سليمان شيخ القراء.

(12/294)


167 260- علي بن ثابت الجزري.
167 261- علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي.
170 262- علي بن زياد التنوسي الفقيه.
171 263- علي بن عبيد الله بن عمر العلوي الطبيب.
171 264- علي بن غراب الفزاري الكوفي.
172 265- علي بن مجاهد الكندي الكابلي الرازي.
172 266- علي بن مسهر القرشي قاضي الموصل.
173 267- علي بن نصر بن علي بن صُهْبان.
173 268- علي بن هاشم بن البريد.
174 269- عمار بن محمد أبو اليقظان الثوري.
174 270- عمر بن أيوب العبدي الموصلي.
175 271- عَمْر بن أبي خليفة حَجّاج بن عتّاب.
175 272- عمر بن الدرفس الغساني الدمشقي.
176 273- عمر بن عبد الرحمن الآبار.
176 274- عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي.
176 275- عمر بن عبيد الخزار السابري.
176 276- عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم.
177 277- عمرو بن جميع قاضي حلوان.
177 278- عمرو بن صالح بن المختار الزهري.
178 279- عمرو بن قاسم بن حبيب التمار.
178 280- عمرو بن قيس بن بشير الكوفي.
178 281- عمرو بن النعمان بن جبلة الباهلي.
179 282- عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى.
179 283- عنبسة بن عبد الواحد بن أمية الأعور.
179 284- عويد بن أبي عمران الجوني.

(12/295)


179 285- عيسى بن حنيفة الكندي.
180 286- عيسى بن سوادة بن الجعر النخعي.
180 287- عيسى بن موسى البخاري غنجار.
181 288- عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
"حرف الغين".
183 289- غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ المكفوف.
"حرف الفاء".
183 290- الفرج بن سعيد أبو رَوْح المأربي.
183 291- فضالة بن حصين الضبي.
184 292- الفضل بن عثمان المرادي الصيرفي.
184 293- فضيل بن سليمان النميري.
184 294- فضيل بن عياض بن مسعود.
193 295- فضيل بن عياض الصدفي المصري.
"حرف القاف".
194 296- قدامة بن شهاب المازنيّ البصْريّ.
194 297- قران بن تمام الأسدي الكوفي.
"حرف الكاف".
194 298- الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني.
"حرف اللام".
195 299- الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني.
195 300- الليث بن نصر بن سيار الكناني.
"حرف الميم".
195 301- الماضي بن محمد الغافقي المصري.
195 302- مبارك بن سحيم.
196 303- مبشر بن عبد الله بن رزين.

(12/296)


196 304- محبوب بن محرز التميمي القواريري.
196 305- محمد بن إبراهيم بن دينار المدني.
197 306- محمد بن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي الأمير.
197 307- محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم العبسي.
198 308- محمد بن إبراهيم بن المطّلب بن السّايب.
198 309- محمد بن إسحاق بن محصن.
198 310- محمد بن أنس الكوفي.
198 311- محمد بن الحجاج بن يوسف الدمشقي.
198 312- محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني.
201 313- محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي.
21 314- محمد بن حُمران القيسي.
202 315- محمد بن زائدة التميمي.
202 316- محمد بن سليمان بن الأصبهاني الكوفي.
202 317- محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيان.
203 318- محمد بن سليمان بن مسمول.
203 319- محمد بن سليم القرشي البلخي المكي.
203 320- محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد.
203 321- محمد بن سواء بن عنبر السدوسي.
204 322- ابن السماك محمد بن صبيح العجلي.
206 323- محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدنيّ.
206 324- محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
207 325- محمد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي.
207 326- محمد بن عبد الرحمن القشيري المقدسي.
207 327- محمد بن عبد الرحمن الطفاوي.
208 328- محمد بن عبد الملك الأنصاري.

(12/297)


208 329- محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي.
209 330- محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي.
209 331- محمد بن عمر بن صالح الكَلاعيّ الحمصيّ الحموي.
209 332- محمد بن الفرات الكوفي.
210 333- محمد بن الفضل بن عطية العبسي.
211 334- محمد بن كثير القرشي الكوفي.
211 335- محمد بن كثير البصري القصاب.
211 336- محمد بن مجيب الثقفي الصائغ.
212 337- محمد بن محصن العكاشي.
212 338- محمد بن مروان السدي الصغير.
212 339- محمد بن مسروق بن معدان الكندي.
213 340- محمد بن المعلى اليامي الكوفي.
213 341- محمد بن يزيد الواسطي الزاهد.
214 342- محمد بن يوسف بن معدان.
215 343- مخلد بن خداش الكوفي.
216 344- مخيس بن تميم الأشجعي.
216 345- مدرك بن أبي سعد الفزاري.
216 346- مرحوم بن عبد العزيز البصري العطار.
217 347- مروان بن أبي حفصة سليمان الأموي.
219 348- مروان بن سالم الشامي الجزري.
219 349- مروان بن شجاع الجزري الحراني.
219 350- مروان أبو عبد الملك الرمادي.
220 351- مسلمة بن علقمة المارني.
220 352- مسلمة بن علي بن خلف الخشني.
221 353- المسيب بن شريك.

(12/298)


221 354- مصعب بن الزبير العذري.
221 355- مصعب بن سلام التميمي الكوفي.
222 356- مصعب بن ماهان المروزي.
222 357- مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي.
223 358- المطلب بن زياد الكوفي.
223 359- معاذ بن مسلم النحوي الكوفي.
224 360- المعافي بن عمران بن نفيل الموصلي.
227 361- معتمر بن سليمان بن طرخان.
228 362- معدى بن سليمان البصري.
228 363- معلى بن راشد البصري القواس النبال.
229 364- المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث.
229 365- المغيرة بن أبي المغيرة الربعي الرملي.
229 366- المغيرة بن موسى البصري.
230 367- المفضل بن عبد الله الكوفي.
230 368- المفضل بن فضالة القتباني المصري.
231 369- ملازم بن عمرو الحنفي اليمامي.
232 370- المنهال بن بحر القشيري العقيلي.
232 371- مهران بن أبي عمر الرازي العطار.
232 372- موسى الكاظم بن جعفر بن محمد.
234 373- موسى بن شيبة بن عمرو السلمي.
234 374- موسى بن ربيعة الجمحي المصري.
235 375- موسى بن عيسى البستي الكوفي.
236 376- موسى بن منصور بن هشام اللخمي.
236 377- مؤمل بن أميل المحاربي الكوفي.
236 378- المؤمل بن أبي حفصة الشاعر.

(12/299)


236 379- ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشجّ.
237 380- ميمون بن زيد البصري السقاء.
"حرف النون".
237 381- نُصَيْر بن زياد الطّائيّ الكوفيّ.
237 382- النضر بن إسماعيل البجلي القاص.
238 383- النضر بن محمد المروزي.
238 384- النضر بن منصور الكوفي.
238 385- النعمان بن عبد السلام التيمي.
239 386- نعيم بن المورع بن توبة العنبري.
239 387- نوح بن دراج النخعي.
240 388- نوح بن قيس الحداني الطاحي.
240 389- نوح بن أبي مريم الجامع.
"حرف الهاء".
240 390- هارون بن مسلم بن هُرْمُز.
241 391- هارون بن المغيرة البجلي الرازي.
241 392- هزال بن سعيد السبأي.
241 393- هشام بن لاحق المدائني.
241 394- هشيم بن بشير بن أبي خازم.
245 395- هشيم بن أبي ساسان الكوفي.
245 396- الهيثم بن حميد الغساني.
"حرف الواو".
246 397- وكيع بن محرز الناجي السامي.
246 398- الوليد بن بكير التميمي الطهوي.
246 399- الوليد بن محمد الموقري البلقاوي.
248 400- وهب بن إسماعيل الأسدي.

(12/300)


248 401- وهب بن راشد الرقي.
248 402- وهب بن واضح بن الإخريط المكي.
"حرف الياء".
249 403- يحيى بن بُريد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ.
249 404- يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي.
250 405- يحيى البرمكي.
251 406- يحيى بن أبي زائدة الوادعي.
252 407- يحيى بن راشد المازني البصري البراء.
253 408- يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي.
253 409- يحيى بن سابق المدني.
253 410- يحيى بن عبد الله بن حسن الهاشمي.
254 411- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه.
254 412- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ الخزاعي.
254 413- يحيى بن عبيد الله الجرشي.
255 414- يحيى بن عقبة بن أبي العيزار.
255 415- يحيى بن مضر القيسي القرطبي.
255 416- يحيى بن ميمون التمار.
256 417- يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني.
256 418- يحيى بن اليمان العجلي الكوفي.
257 419- يزيد بن زريع.
258 420- يزيد بن عبد الله القرشي البيسري.
259 421- يزيد بن مزيد بن زايدة.
261 422- يزيد بن يحيى القرشي الدمشقي.
262 423- اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكي.
262 424- يعقوب بن داود الوزير.

(12/301)


262 425- يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القارئ الزهري.
263 426- يعقوب بن الوليد الأزدي المدني.
263 427- يعلى بن الأشدق العقيلي.
264 428- يعلى بن شبيب المكي.
264 429- يغنم بن سالم بن قنبر البصري.
265 430- يوسف بن خالد بن عمير السمتي.
265 431- يوسف بن عطية بن ثابت الصفار.
266 432- يوسف بن عطية الباهلي الوراق.
266 433- يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي الرومي.
266 434- يوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة الماجشون.
267 435- يونس بن حبيب النحوي.
"الكنى".
267 436- أبو إسحاق الفزاري.
268 437- أبو إسماعيل المؤدب.
268 438- أبو أمية بن يعلى الثقفي.
269 439- أبو بحر البكراوي.
269 440- أبو حفص الآبار.
270 441- أبو خالد الأحمر"سليمان بن حيان".
270 442- أبو داود النخعي.
271 443- أبو رويم"طلاب بن حوشب".
271 444- أبو سفيان المعمري.
271 445- أبو سليمان الداراني الكبير.
272 446- أبو عاصم العباداني.
272 447- أبو عبد الرحمن الزاهد.
273 448- أبو عبد الرحمن الفراء.

(12/302)


273 449- أبو عبيدة الحداد.
274 450- أبو عبيدة العصفري.
274 451- أبو علقمة الفروي.
274 452- أبو المليح الرقي.
275 453- أبو الهول الحميري.
275 454- أبو الهيذام المري.
276 455- القاضي أبو يوسف.
281 فهرس الموضوعات.

(12/303)