تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ط التوفيقية

المجلد الرابع عشر
الطبقة الحادية والعشرون
أحداث سنة إحدى ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
الطبقة الحادية والعشرون:
أحداث سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ:
بَيْعَةُ الْمَأْمُونِ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا بِوِلايَةِ الْعَهْدِ:
فِيهَا: جَعَلَ المأمونُ وَلِيَّ العهد من بعده عليَّ بْن موسى الرِّضا، وخلع أخاه القاسم بْن الرشيد. وأمر بترك السَّواد ولِبْس الخُضْرة في سائر الممالك، وأقام عنده بخراسان. فعظم هذا عَلَى بُنيّ العبّاس، لا سيما في بغداد. وثاروا وخرجوا عَلَى المأمون، وطردوا الحَسَن بْن سهل من بغداد.
وكتب المأمون إلى إسماعيل بْن جعفر بْن سليمان العبّاسيّ أمير البصرة بِلْبس الخُضْرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعليّ الرِّضا. فبعث المأمون عسكرًا لحربه، فسلّم نفسه بلا قتال، فَحُمِلَ هُوَ وولده إلى خُراسان وبها المأمون، فمات هناك.
خلع المأمون والدعوة لإبراهيم بْن المهدي:
وفيها عسكر منصور بن المهديّ بكَلْوَاذا، ونصّب نفسه نائبًا للمأمون ببغداد، فسمّوه الْمُرْتَضَى، وسلَّموا عَلَيْهِ بالخلافة، فامتنع من ذلك وقال: إنما أنا نائب المأمون. فلمّا ضَعُف عَنْ قبول ذَلِكَ عدلوا عَنْهُ إلى أخيه إبراهيم بْن المهدي فبايعوه. وجرت فتنة كبيرة، واختبط العراق1.
ولاية زيادة اللَّه بْن الأغلب عَلَى المغرب:
وفيها وُلّي المغربَ زيادة اللَّه بْن إبراهيم الأغلب التَّميميّ لبني العبّاسيّ بعد موت أخيه عَبْد اللَّه. وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة2.
تحرك بابَكُ الخرمي:
وفيها: تحرك بابك الخرمي3.
__________
1 تاريخ خليفة "470"، تاريخ الطبري "8/ 554"، البداية والنهاية "10/ 247".
2 تاريخ خليفة "470"، تاريخ الطبري "8/ 546"، البداية والنهاية "10/ 247".
3 تاريخ الطبري "8/ 556".

(14/3)


أحداث سنة اثنتين ومائتين:
البيعة لإبراهيم بْن المهديّ:
في أولها بايع العباسيون وأهل بغداد إبراهيم بْن المهديّ، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعليّ بْن موسى الرِّضا، وأمرهم والدولة بإلغاء السَّواد ولْبس الخُضْرة.
فلمّا كَانَ يوم الجمعة خامس المحرَّم صعد إبراهيم بْن المهديّ، الملقب بالمبارك، المنبر. فأول من بايعه عُبَيْد اللَّه بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن منصور بن المهديّ أخوه، ثمّ بنو عمّه، ثمّ القُوّاد1.
وكان المطِّلب بْن عَبْد اللَّه بْن مالك الخُزاعيّ هُوَ المتولّي لاجل البَيْعة. وسعى في ذلك، وقام به السِّنْديّ، وصالح صاحب الْمُصَلَّى، ونُصَيْر الوصيف.
خروج مهديّ الحروريّ عَلَى إبراهيم بْن المهديّ:
ثمّ بايع أهل الكوفة والسَّواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل عَلَى جانبي بغداد العبّاس بْن موسى الهاشْميّ، وإِسْحَاق بْن موسى الهادي. فخرج عَلَيْهِ مهديّ بْن عُلْوان الحَرُورِيّ محكِّم، فجهّز لقتاله أبا إِسْحَاق بْن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مَهْديًّا2. وقيل: بل وجه لقتاله المطَّلب.
خروج أَبِي السرايا بالكوفة:
وخرج أخو أَبِي السّرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمّع إِلَيْهِ طائفة، فلقيه غسان
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 557".
2 تاريخ الطبري "8/ 558".

(14/4)


بْن أَبِي الفَرَج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم بْن المهديّ1. فولاه إبراهيم الكوفة. وَبَيَّتَ عسكرُ إبراهيم بعض أصحاب الحَسَن بْن سهل.
وخامر حُمَيْد بْن عَبْد الحميد إلى الحَسَن بْن سهل، ثمّ إنّه بعثه إلى الكوفة، فولّى عليها العبّاس بْن موسى، وأمره أنّ يلبس الخُضْرة، وأن يدعو لأخيه عليّ الرِّضا بعد المأمون. وقال لَهُ: قاتِلْ عَنْ أخيك عسكر ابن المهديّ، فإن أهل الكوفة شيعتكم، وأنا معك2. فلمّا كَانَ الليل خرج حُمَيْد وتركه.
ثمّ تواقع بعضُ عسكر ابن المهديّ وأصحاب ابن سهل، فانكسر عسكر ابن سهل، وجرت أمور وحُرُوبٌ بين أهل الكوفة؛ وأهل العراق عند إبراهيم بْن المهديّ3.
ثمّ أمر إبراهيم عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وهو أكبر قواده، بالمسير إلى ناحية واسط، وبها الحَسَن بْن سهل. وأمر ابن عَائِشَةَ الهاشْميّ، ونُعَيْم بْن خازم أنّ يسيرا، ولحق بهم سَعِيد بْن السّاجور، وأبو البطّ، ومحمد الإفريقيّ، فعسكروا بقُرب واسط، وأمير الكلّ عيسى4.
وأمّا الحَسَن بْن سهل فكان متحصنًا بواسط، ومعه أصحابه، والتقوا في رجب، فاقتتلوا أشدّ قتال. ثمّ انهزم جيش إبراهيم بْن المهديّ، وأخذ أصحاب الحَسَن أثقالهم وأمتعتهم وقووا5.
ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بن سلامة:
وفي هذه السنة ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بْن سلامة الأَنْصَارِيّ المطَّوِّعيّ، فحبسه وعاقبه. وكان ببغداد يدعو إلى العمل بالكتاب والسُّنَّة، واجتمع لَهُ عامة بغداد. فكانوا ينكرون بأيديهم عَلَى الدولة ويغيرون، ولهم شوكة، وفيهم كثرة، حتّى هَمّ إبراهيم بقتاله.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 558".
2 تاريخ الطبري "8/ 559".
3 تاريخ الطبري "8/ 560".
4 تاريخ الطبري "8/ 561، 562".
5 تاريخ الطبري "8/ 562".

(14/5)


فلمّا جاءت الهزيمة أقبل سهل بْن سلامة يَقُولُ لأصحابه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكان كلّ من أجابه لذلك عمل عَلَى باب داره برجًا بآجر وجَصّ، ينصب عَلَيْهِ السّلاح والمصحف. فلمّا وصل عيسى من الهزيمة أتى هُوَ وإخوته وأصحابه نحو سهل؛ لأنّه كَانَ يذكرهم بالفسق ويسبهم، فقاتلوه أيامًا. ثمّ خذله أهل الدُّرُوب؛ لأن عيسى وهبهم حملا من الدراهم، فكفوا. فلمّا وصل القتال إلى دار سهل بْن سلامة ألقى سلاحه واختلط بالنظارة، واختفى ودخل بين النساء. فجعلوا العيون عليه، فأخذوه في الليل من بعض الدُّرُوب، وأتوا بِهِ إِسْحَاق بْن الهادي، وهو وليّ عهد بعد عمّه إبراهيم، وكلمهُ وحاجّهُ وقال: حرضت علينا النّاس وعبتنا! فقال: إنّما كانت دعواي عبّاسيّة؛ وإنّما كنت أدعو إلى الكتاب والسُّنَّة. وأنا عَلَى ما كنت عَلَيْهِ، أدعوكم إِلَيْهِ السّاعة. فلم يقبل منه وقال: أخرج إلى النّاس وقل: ما كنت أدعوكم إِلَيْهِ باطل. فخرج إلى النّاس وقال: يا مَعْشَر النّاس، قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من الكتاب والسنة، وأنا أدعوكم إلى ذَلِكَ السّاعة. فوجأ الأعرابُ في رقبته ولطموه، فنادى: يا مَعْشَر الحربية، المغرور مَن غررتموه.
ثم قيد وبعث إلى المدائن، إلى إبراهيم بْن المهديّ. فجرى بينه وبين إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه1.
وكانوا قد أخذوا رجلا من أصحابه، يقال لَهُ: محمد الرواعيّ، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقهره2.
هياج العامة عَلَى بشر المريسي:
واستعمل إبراهيم عَلَى قضاء بغداد قيس بْن زياد الخُراسانيّ الحنفيّ، فهاجت في أيّامه العامّة عَلَى بِشْر الْمَرِيسيّ، وسألوا إبراهيم بن المهدي أن يستتبه، فأمر قيس بذلك.
قَالَ محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّيْرفيّ: شهدتُ جامع الرّصافة وقد اجتمع النّاس، وقُتَيْبة جالس. وأقام بِشْر الْمَرِيسيّ عَلَى صُنْدوق، ومُستَمْلي سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أبو مُسْلِم، ومستملي يزيد بْن هارون يذكر أنّ أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أن يستتيب
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 562، 563".
2 تاريخ الطبري "8/ 563".

(14/6)


بشرًا من أشياء عدّدها. منها ذِكْر القرآن. فرفع بِشْر صوته يَقُولُ: مَعَاذَ اللَّه لست بتائب.
وكثر النّاس عَلَيْهِ حتّى كادوا يقتلونه، فأُدخل إلى باب الخَدَم.
الحوار بين المأمون والرضا:
وأما المأمون، فذكر أنّ عليّ بْن موسى الرِّضا حدَّثَ المأمون بما فيه النّاس من القتال والفتن منذ قتل الأمين. وبما كَانَ الفضل بْن سهل يستره عَنْهُ من الأخبار. وأن أهل بيته والناس قد نقموا عَلَيْهِ أشياء، وانهم يقولون: إنّك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم. فقال: لم يبايعوه بالخلافة. وإنما صيروه أميرًا يقوم بأمرهم. فبين لَهُ أنّ الفضل قد كتمه وغشه.
فقال: من يعلم هذا؟ قَالَ: يحيى بْن مُعَاذ، وعبد العزيز بْن عِمران، وعدة من أمرائك فأدخلهم عَلَيْهِ، فسألهم، فأبوا أنّ يخبروه إلا بأمان من الفضل أنّ لا يعرض لهم. فضمن المأمون ذَلِكَ، وكتب لكل واحدٍ منهم بخطه كتابًا. فأخبروه بما فيه النّاس من البلاء، ومن غضبه أهل بيته وقواده عَلَيْهِ في أشياء كثيرة. وما موه عَلَيْهِ الفضل من أمر هَرْثَمَة. وأن هَرْثَمَة إنّما جاءه لنصحه وهدايته إلى الأمر. وأنّ الفضل دسّ إلى هَرْثَمَة من قتله. وأنّ طاهر بْن الحُسين قد أبلى في طاعتك ما أبلى، وفتح الأمصار، وقاد إليك الخلافة مزمومة، حتّى إذا وطَّأ الأمر أخرج من ذَلِكَ كله، وصير في زاويةٍ من الأرض بالرقة. قد منع من الأموال حَتَّى ضعف أمره، وشغب عليه جنده. وأنه لو كان عَلَى بغداد لضبط الملك بخلاف الْحَسَن بْن سهل. وقد تنوسي طاهر بالرَّقَّة لا يستعان بِهِ في شيء من هذه الحروب1.
خروج المأمون إلى العراق:
ثمّ سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإنّ بني هاشم والقواد لو رأوا غرّتك سكتوا وأذعنوا بالطّاعة. فنادى بالمسير إلى العراق. ولمّا علم الفضل بْن سهل بشأنهم تعنّتهم حتّى ضرب البعض وحبس البعض. فعاود عليّ الرِّضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم. فذكر المأمون أن يداري ما هو فيه.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 564، 565".

(14/7)


ثمّ ارتحل من مَرْو وقدم سرخس، فشد قوم عَلَى الفضل بْن سهل وهو في الحمّام، فضربوه بالسيوف حتّى مات في ثاني شَعْبان. وكانوا أربعةً من حَشَم المأمون: غالب المسعوديّ الأسود، وقسطنطين الرُّوميّ، وفرج الدَّيْلَمّي، وموفق الصّقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هَؤُلاءِ، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العبّاس بْن الهَيْثَم الدِّيَنَوَريّ، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله. فضرب أعناقهم. وقد قِيلَ: إنهم اعترفوا أنّ عليّ ابن أخت الفضل بْن سهل دسّهم.
ثمّ إنّه طلب عَبْد العزيز بْن عِمران، وعليَّ بْن أخت الفضل، وَخَلَفًا الْمَصْرِيّ، ومؤنسًا، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذَلِكَ منهم، وضرب أعناقهم أيضًا، وبعث برؤوسهم إلى واسط، إلى الحَسَن بْن سهل، وأعلمه بما دخل عَلَيْهِ من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيره مكانه. فتأخّر في المسير ليحصّل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق1.
وكان عيسى بْن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحَسَن كل وقت.
دعوة المطلب بْن عَبْد اللَّه للمأمون سرًا:
وأما المطلب بْن عَبْد اللَّه فإنه قدِم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، عَلَى أنّ يكون منصور بْن المهديّ خليفة المأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذَلِكَ منصور بْن المهديّ وخزيمة بْن خازم وطائفة، فكتب إلى حُمَيْد بْن عَبْد الحميد، وعليّ بْن هشام أنّ يتقدما إلى نهر صَرْصَر والنهروان. ففهم إبراهيم بْن المهديّ حركتهم، وبعث إلى المطلب ومنصور وخزيمة ليحضروا. فتعللوا عَلَى الرَّسُول. فبعث إبراهيم إلى عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وإخوته.
فأما منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأمّا المُطَّلب فغافل عَنْهُ أصحابه وعبر منزله حتي كثر عليهم النّاس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هُوَ. ولما بلغ ذَلِكَ حُمَيْدًا وعليّ بْن هشام، بعث حُمَيْد قائدًا إلى المدائن ثمّ نزلاها. فندم إبراهيم عَلَى ما صنع بالمطلب ولم يقع به2.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 565، 566".
2 تاريخ الطبري "8/ 566".

(14/8)


أحداث سنة ثلاثٍ ومائتين:
تُوُفّي فيها: الحُسين بْن عليّ الْجُعْفيّ وزيد بْن الحُبَاب.
وعليّ بْن موسى الرِّضا.
وأبو دَاوُد المقرئ.
ومحمد بْن بِشْر العبْديّ.
ويحيى بْن آدم.
والوليد بْن مُزْيَد البَيْروتيّ.
وفاة الرِّضا:
ولمّا وصل المأمون إلى طوس أقام بها عند قبر أَبِيهِ أيامًا؛ ثمّ إنّ عليّ بْن موسى الرِّضا أكل عنبًا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صَفَرها. فدفن عند قبر الرشيد، واغتمّ المأمون لموته. ثمّ كتب إلى بغداد يعلمهم إنّما نقموا عَلَيْهِ بيعته لعليّ بْن موسى وها هُوَ قد مات. فجاوبوه بأغلظ جواب.
ولما قدِم المأمون الرّيّ أسقط عَنْهَا ألف ألف درهم.
وفيها مرض الحَسَن بْن سهل مرضًا شديدًا، وأعقبه السوداء، وتغير عقله حتّى رُبِط وحُبِس. وكتب قُوّاده بذلك إلى المأمون، فأتاهم الخبر أنّ يكون عَلَى عسكره دينار بْن عَبْد اللَّه، وها أَنَا قادم إليكم1.
الخلاف بين ابن المهديّ وعيسى بْن محمد:
وأما عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد فشرع بمكاتبة حُمَيْد، والحَسَن بْن سهل سرًا. وبقي إبراهيم بْن المهديّ كلّما لحّ عَلَيْهِ في الخروج إلى المدائن لقتال حُمَيْد يعتل عَلَيْهِ بأرزاق الْجُنْد مرة، وحتى يستغلوا مرة. حتّى إذا توثق بما يريد ممّا بينه وبين حميد والحسن فارقهم، وكان قد ناوشهم بعض القتال في الصورة، ثمّ وعدهم أنّ يسلم إليهم إبراهيم بْن المهديّ. فلمّا وصل بغداد قَالَ للناس: إني قد سالمت حميدًا
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 568، 569".

(14/9)


وضمنت لَهُ أنّ لا أدخل عمله ولا يدخل عملي. ثم خندق عَلَى باب الجسر وباب الشام. فبلغ إبراهيم ما هُوَ فيه فحذر1.
وقيل: إنّ الّذي نم إِلَيْهِ هارون أخو عيسى، فطلبه إبراهيم، فاعتل عَلَيْهِ عيسى. ثمّ ألح عَلَيْهِ في المجيء، فأتاه، فحبسه بعد معاتبةٍ بينهما، وبعد أنّ ضربه وحبس معه عدة من قواده في آخر شوّال. فمضى بقية أصحابه ومواليه بعضهم إلى بعض، وحرضوا إخوته عَلَى إبراهيم المهديّ، فتجمعوا، وكان رأسهم عَبَّاس نائب عيسى، فطردوا كل عاملٍ لإبراهيم في الكرخ وغيره. ثمّ كثروا عَلَى عامل باب الجسر وطردوه. فدخل إلى إبراهيم وقطع الجسر. ثمّ ظهر الأوباش والشطار2.
وكتب عيسى إلى حُمَيْد يحثه عَلَى المجيء ليتسلم بغداد. ولم يصلوا جمعة بل ظهرًا. فقدم حُمَيْد وخرج للقيه عَبَّاس وقواد أهل بغداد، فوعدهم ومناهم وأن ينجز لهم العطاء عَلَى أنّ يصلوا الجمعة فيدعون للمأمون، ويخلعوا إبراهيم، فأجابوه.
فبلغ إبراهيم بْن المهديّ الخبرٌ، فأخرج عيسى من الحبْس، وسأله أنّ يكفيه أمر حُمَيْد، فأبى عَلَيْهِ.
فلمّا كَانَ يوم الجمعة بعث عَبَّاس إلى محمد بْن أَبِي رجاء الفقيه فصلّى بالناس ودعا للمأمون؛ ووصل حُمَيْد إلى الياسريّة، فعرض بعض الْجُنْد وأعطاهم الخمسين درهمًا التي وعدهم بها، فسألوه أنّ ينقصهم عشرة عشرة؛ لأنهم تشاءموا لما أعطاهم عليّ بْن هشام خمسين خمسين، فغدرهم وقطع العطاء عَنْهُمْ. فقال حُمَيْد: بل أزيدكم عشرة عشرة وأعطيكم ستين.
فدعا إبراهيم عيسى، وسأله أيضًا أنّ يقابل حميدًا فأجابه، فخلى سبيله وضمن عَلَيْهِ. فكلَّم عيسى الْجُنْد أنّ يُعطيهم كعطاء حُمَيْد فأَبَوْا عَلَيْهِ. فعبر إليهم هُوَ وإخوته إلى الجانب الغربيّ. وقال: أزيدكم من عطاء حميد. فسبّوه، وقالوا: لا نريد إبراهيم.
فدخل عيسى وأصحابه المدينة وأغلقوا الأبواب، وصعدوا السور وقاتلوا ساعة. ثمّ انصرفوا إلى ناحية باب خراسان، فركبوا في السفن. وردّ عيسى كأنه يريد مقاتلتهم، ثمّ احتال حتّى صار في أيديهم شبه الأسير، فأخذ بعض قواده فأتى به
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 569".
2 تاريخ الطبري "8/ 569، 570"، البداية والنهاية "10/ 249".

(14/10)


منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتمّ. وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمُطَّلِب بْن عَبْد اللَّه وحبسه ثلاثة أيّام، ثمّ إنّه خلّى عَنْهُ1.
وكان النّاس يذكرون أنّ إبراهيم قد قتل سهل بْن سلامة المطَّوِّعيّ، وإنّما هُوَ في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو النّاس في مسجد الرصافة إلى إبراهيم بالنّهار. فإذا كَانَ الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: الزموا بيوتكم فإني أُداري إبراهيم.
ثمّ إنّ إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلمّا رأى إبراهيم تفرق الجيش عَلَيْهِ أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا عَلَى جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حُمَيْد. فقطعوا الجسر وراءهم2.
اختفاء إبراهيم بْن المهديّ:
ولما كَانَ يوم الأضحى أمر إبراهيم بْن المهديّ القاضي أنّ يصلّي بالناس في عِيساباذ. فلمّا انصرف النّاس من صلاتهم اختفى الفضل بْن الربيع، ثمّ تحول إلى حُمَيْد، وتبعه عَلَى ذَلِكَ عليّ بْن ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حُمَيْد، فاسقط في يد إبراهيم وشُقّ عَلَيْهِ. وبلغه أنّ من بَقِيّ عنده من القواد يعملون عَلَى قبضه. فلمّا جنّه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيًا مدة سنتين3.
وأما سهل بْن سلامة فأحضره حُمَيْد بْن عَبْد الحميد وأكرمه، وحمله عَلَى بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدِم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أنّ يجلس في منزله4.
وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يومًا5.
وصول المأمون إلى همدان:
ووصل المأمون إلى همدان في آخر السنة6.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 570، 571".
2 تاريخ الطبري "8/ 571، 572".
3 تاريخ الطبري "8/ 572".
4 تاريخ الطبري "8/ 572، 573".
5 تاريخ الطبري "8/ 573".
6 تاريخ الطبري "8/ 573".

(14/11)


أحداث سنة أربعٍ ومائتين:
وصول المأمون إلى النهروان:
فيها وصل المأمون إلى النهروان، فتلقاه بنو هاشم والقواد.
العودة إلى لبس السواد:
وقدم عَلَيْهِ من الرَّقَّةِ بإذنه طاهر بْن الحُسين، ودخل بغداد في نصف صَفَر. ولباسهم وأعلامهم خُضْر. فنزل الرّصافة، وبعد ثمانية أيّام كلّمه بنو هاشم العباسيون وقالوا لَهُ: يا أمير المؤمنين، تركت لبْس آبائك وأهل دولتك ولبست الخُضْرة. وكاتَبَه قُوّاد خُراسان في ذَلِكَ1.
وقيل: إنّه أمر طاهر بْن الحُسين أنّ يسأله لَهُ حوائجه فقال: أسأل طَرْحَ الخُضْرة، ولبْس السّواد زيّ آبائك2.
ثمّ جلس يومًا وعليه الثياب الخضر، فلمّا اجتمع الملأ دعا بسواد فلبسه، ثمّ دعا بخلعه سوداء فألبسها طاهرًا، ثمّ ألبس عِدَّةَ قُوّاده أقبية وقلانس سوداء. فطرح النّاس الخُضْرة ومزقت. وأسرعوا إلى لبس السَّواد3.
ولاية يحيى بْن مُعَاذ الجزيرة:
وفيها ولّى المأمون يحيى بْن معاذ الجزيرة، فواقع بابَكُ الخُرَّميّ، فلم يظفر واحد منهم بصاحبه.
الولاية عَلَى الكوفة والبصرة:
واستعمل المأمون أبا عيسى، أخاه عَلَى الكوفة. واستعمل صالحًا أخاه أيضًا على البصرة.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 574، 575".
2 تاريخ الطبري "8/ 575".
3 تاريخ خليفة "472"، تاريخ الطبري "8/ 575"، البداية والنهاية "10/ 250".

(14/12)


أحداث سنة خمس ومائتين:
استعمال طاهر بْن الحُسين عَلَى خراسان:
فيها استعمل المأمون عَلَى جُمَيْع خُراسان والمشرق طاهر بْن الحُسين1. فسار إلى عمله في ذي القعدة، وأعطاه عشرة آلاف ألف درهم.
ولاية ابن طاهر الجزيرة:
وكان ولده عَبْد اللَّه بْن طاهر قد قدِم عَلَى المأمون من الرَّقَّةِ بعد أَبِيهِ، فولاه الجزيرة2.
ولاية عيسى بْن محمد آذربيجان وأرمينية:
وولّى عَلَى آذَرْبَيْجان وأرمينية عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وأمره بقتال بابَكُ3.
استعمال بِشْر بْن دَاوُد عَلَى السند:
واستعمل عَلَى السند بِشْر بْن دَاوُد، عَلَى أَنَّهُ يحمل إِلَيْهِ في كل سنة ألف ألف درهم.
استعمال الْجُلُودي لمحاربة الزُّطّ:
واستعمل عَلَى محاربة الزُّطّ عيسى بْن يزيد الْجُلُودي4.
الحج هَذَا الموسم:
وحجّ بالنّاس عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن العلويّ أمير الحرمين5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 577".
2 تاريخ الطبري "8/ 580"، البداية والنهاية "10/ 255".
3 تاريخ الطبري "8/ 580".
4 تاريخ الطبري "8/ 580"، البداية والنهاية "10/ 255".
5 تاريخ خليفة "472"، تاريخ الطبري "8/ 580"، البداية والنهاية "10/ 255".

(14/13)


أحداث سنة ستٍّ ومائتين:
المدّ يغرق سواد العراق:
فيها: كَانَ المدّ الّذي غرق فيه السَّواد، وذهبت الغلات.
وغرقت قطيعة أمّ جعفر، وقطيعة العبّاس.
تغلُّب بابَكّ عَلَى عيسى بْن محمد:
وفيها: غلب بابَكُ عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وبَيَّته1.
تعيين ابن طاهر لمحاربة نَصْر بْن شبث:
وفيها، ويقال في الّتي قبلها: دعا المأمون عَبْد اللَّه بْن طاهر وقال: أستخير اللَّه منذ شهر، وقد رأيت أنّ الرجل يصف ابنه ليُطْريه ويرفعه. وقد رأيتك فوق ما وضعك أبوك. وقد مات يحيى بْن مُعَاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء. وقد رأيت تَوْلِيَتَك مُضَر، ومُحاربةَ نَصْر بْن شَبَث.
فقال: السَّمعُ والطاعة، وأرجو أنّ يجعل اللَّه الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد لَهُ لواء مكتوبًا عَلَيْهِ بصُفْرة وزاد فيه المأمون: "يا منصور".
وركب الفضل بْن الربيع إلى داره مَكْرُمةً لَهُ2.
استعمال إِسْحَاق بْن إبراهيم عَلَى بغداد:
وفيها استعمل المأمون عَلَى بغداد إسحاق بن إبراهيم3.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 581"، البداية والنهاية "10/ 255".
2 تاريخ الطبري "8/ 581، 582".
3 تاريخ الطبري "8/ 592".

(14/14)


أحداث سنة سبْعٍ ومائتين:
الدَّعوة للرضى في اليمن:
فيها، وقيل: في التي قبلها، خرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب ببلاد عَكّ من اليمن يدعو إلى الرّضى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنّ عامل اليمن أساء السّيرة. فبايع عَبْد الرَّحْمَن خلقٌ. فوجّه المأمون لحربه دينارَ بْن عَبْد اللَّه، وكتب معه بأمانه. وحجّ دينار، ثمّ سار إلى اليمن حتّى قرُب من عَبْد الرَّحْمَن، فبعث إِلَيْهِ بأمانه فقبله، وجاء مَعَ دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطّالبيّين من الدخول عَلَيْهِ، وأمرهم بلبْس السَّواد1.
موت طاهر بْن الحُسين:
وفيها: أصابت طاهرَ بْن الحُسين حُمَّى وحرارة فوُجد عَلَى فراشه ميتًا.
وذُكر أنّ عُمَر بْن عليّ بْن مُصْعَب، وحُمَيْد بْن مُصْعَب عاداه وهو يُغَلّس، فقال الخادم: هُوَ نائم. فانتظروا ساعة، فلمّا انبسط الفجر قالا للخادم: أيْقِظْه. قَالَ: لا أجسر2. فدخلا فوجداه ميتًا3.
وقيل: إنّه قطع الدُّعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد عَلَى: اللهم أصْلِح أُمَّةَ محمد بما أصلحْتَ بِهِ أولياءك، واكْفِها مؤونة مَن بَغَى عليها. وطرح عَنْهُ السَّواد. فعرض لَهُ عارضّ فمات لليلته.
وأتى الخبر إلى المأمون أوّل النّهار من النُّصَحاء، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بْن طاهر، فأقره المأمون فأقرّه المأمون، فبقي عَلَى خراسان سبْعٍ سِنين ثم توفي بعده أخوه عَبْد اللَّه بْن طاهر وهو يحارب بابَكُ، فسار إلى خُراسان، وولي حربَ بابك علي بن هشام4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 593".
2 لا أجسر: لا أجترأ.
3 تاريخ الطبري "8/ 593، 594"، النجوم الزاهرة "2/ 184".
4 تاريخ الطبري "8/ 594، 495".

(14/15)


وقيل: لما جاء نعيُ طاهر بْن الحُسين قَالَ المأمون: لليدين وللفم، الحمد لله الّذي قدّمه وأخّرنا1.
وقد كَانَ في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر بِهِ، ولم يبعث بِهِ إلى المأمون ليرى رأيه فيه. ومات طاهر في جُمَادَى الأولى2.
ولاية موسى بْن حفص:
وفيها: وُلّي موسى بْن حفص طَبَرِسْتان، والرُّويان، ودُنْباوَنْد3.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالنّاس أبو عيسى أخو المأمون4.
ظهور الصناديقي باليمن وهلاكه:
وفيها: ظهر الصناديقيّ باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان، وادّعى النُّبُوَّة، وتبعه خلق وارتدّوا عَنِ الإسلام. ثم أهلكه الله بالطاعون.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 595"، البداية والنهاية "10/ 260".
2 تاريخ الطبري "8/ 595".
3 تاريخ الطبري "8/ 596".
4 تاريخ خليفة "472"، تاريخ الطبري "8/ 596"، البداية والنهاية "10/ 261".

(14/16)


أحداث سنة ثمان ومائتين:
امتناع الحَسَن بْن الحُسين عَلَى المأمون:
فيها: سار الحَسَن بْن الحُسين أخو طاهر بْن الحُسين من خراسان إلى كرمان ممتنعًا بها، فسار خلفه أحمد بْن أبي خالد حتى أخذه وقدم عَلَى المأمون فعفا عَنْهُ1.
ولاية قضاء عسكر المهديّ:
وفيها: ولي المأمون محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ قضاءَ عسكر المهديّ2.
ولاية القضاء:
وفيها: استعفى محمد بْن سماعة من القضاء فأعفي، ووُلّي مكانه إسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة، ثمّ عزل المخزومي عَنِ القضاء، ووُلّي بِشْر بْن الوليد الكِنْديّ3.
الحج هذا الموسم:
وفيها: حجّ بالنّاس صالح بْن هارون الرشيد4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 597"، البداية والنهاية "10/ 261".
2 تاريخ الطبري "8/ 597".
3 تاريخ الطبري "8/ 597"، البداية والنهاية "10/ 261".
4 تاريخ خليفة "473"، تاريخ الطبري "8/ 597"، البداية والنهاية "10/ 262".

(14/16)


أحداث سنة تسعٍ ومائتين:
تقريب المأمون أهل الكلام:
فيها: كَانَ المأمون يقرّب أهل الكلام، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته، وينظر ما دلّ عَلَيْهِ العقل. ومجانسة بِشْر بْن غياث الْمَرِيسيّ، وثُمامة بْن أشرس، وهؤلاء الْجُنُوس النُّحُوس.
طلب نَصْر بْن شبث الأمان:
وكان قد طال القتال بين عَبْد اللَّه بْن طاهر، ونصر بْن شَبَث العُقَيْليّ. ثمّ إنّ عَبْد اللَّه استظهر عَلَيْهِ وحصره في حصن لَهُ، وضيّق عَلَيْهِ حتّى طلب الأمان. فقال المأمون لثُمامة بْن أشرس: ألا تدُلُّني عَلَى رجلٍ من اهل الجزيرة لَهُ عقل وبيان يؤدّي عنّي رسالة إلى نَصْر بْن شَبَث.
فقال: بلى يا أمير المؤمنين: جعفر بْن محمد من بُنيّ عامر.
قَالَ جعفر: فأحضرني ثُمامة، فكلّمني المأمون بكلامٍ كثير لأبلّغه نصرًا.
قَالَ: فأتيته وهو بسَرُوج وأبلغته، فأذعن، وشرط أنّ لا يطأ لَهُ بساطًا.
فأتيت المأمون وأخبرته. فقال: لا أجيبه واللَّه حتّى يطأ بساطي. وما باله ينفر منّي؟
قلت: لجُرْمه.

(14/17)


قَالَ: أتراه أعظم جُرْمًا عندي من الفضل بْن الربيع، ومن عيسى بْن أَبِي خَالِد؟ أتدري ما صنع الفضل؟ أخذ قُوّادي وأموالي وجنودي وذهب بذلك إلى أخي وتركني وحيدًا، وأفسد عليَّ أخي حتّى جرى ما جرى، وعيسى طرد خليفتي عَنْ بغداد، وذهب بخَراجي وفَيْئي، وأقعد إبراهيم في الخلافة.
قلت: الفضل وعيسى لهم سوابق، ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رَجُل لم يكن لَهُ يد قطّ يحتمل عليها ولا لسَلَفه. وإنّما كانوا جُنْد بُنيّ أُمَيَّةَ.
قَالَ: إنْ كَانَ ذَلِكَ كما تَقُولُ فكيف بالحنْق والغيظ؟.
فأتيت نصرًا وأخبرته بأنه لا بد أنّ يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال: ويلي عَلَيْهِ! هُوَ لم يقو عَلَى أربعمائة ضِفْدعٍ تحت جناحه يعني الزُّطّ يقوى عَلَى حَلْبة العرب1.
ثمّ إنّ عَبْد اللَّه بْن طاهر حصره ونال منه فطلب الأمان، وخرج إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر، وكتب لَهُ المأمون كتابًا أمانًا. فهدم عَبْد اللَّه كَيْسوم وخرّبها2.
ولاية أرمينية وآذربيجان وحرب بابَكُ:
وفيها: ولى المأمون صدقة عَلَى أرمينية وآذَرْبَيْجان ومحاربة بابَكُ، وأعانه بأحمد بْن الْجُنَيْد الإسكافيّ، فأسره بابَكُ. فولّى إبراهيم بْن ليث آذَرْبَيْجان3.
الحج هذا الموسم:
وحجّ بالناس أمير مكّة صالح بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ4.
موت ملك الروم:
وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بْن جورجس، وكان ملْكه تسع سنين، وملك بعده ابنه توفيل5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 598، 599".
2 تاريخ الطبري "8/ 601".
3 تاريخ الطبري "8/ 601".
4 تاريخ خليفة "473"، تاريخ الطبري "8/ 601"، البداية والنهاية "10/ 263".
5 تاريخ الطبري "8/ 601"، البداية والنهاية "10/ 263".

(14/18)


أحداث سنة عشرة ومائتين:
دخول نَصْر بغداد:
فيها: في صَفَر دخل نَصْر بْن شَبَث بغداد، فأنزله المأمون بمدينة أَبِي جعفر وعليه الحَرَس1.
ظهور المأمون بابن عَائِشَةَ ورفاقه:
وفيها: ظهر المأمون عَلَى إبراهيم بْن عَائِشَةَ، وهو إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن إبراهيم الإِمَام، ومحمد بْن إبراهيم الإفريقيّ، وملك بْن شاهي، وفرج البغواريّ، ومن كَانَ معهم ممّن كَانَ يسعى في البيعة لإبراهيم بْن المهديّ ثانيًا. فأَطْلعه عمران القطربلسي، وأرسل إليهم المأمون في صَفَر، وأمر بابن عَائِشَةَ أنّ يُقام ثلاثة أيّام في الشمس عَلَى باب المأمون، ثمّ ضربه بالسِّياط وحبسه في المُطْبَق. وضرب الباقين2.
الظفر بإبراهيم بْن المهديّ:
وفي ربيع الآخر أُخذ إبراهيم بْن المَهديّ وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس الليل، وقال: أنتنَّ وأين تُرِدْنَ؟.
فاعطاه إبراهيم فيما قِيلَ خاتم ياقوت لَهُ قيمة. فلمّا رأى الخاتم استراب وقال: هذا خاتم من لَهُ شأن، فرفعهنّ إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إِبْرَاهِيم فعرفه، وذهب بِهِ إلى المأمون. فلمّا كَانَ في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة عَلَى جسده يوهنه بذلك.
ثمّ إنّ الحَسَن بْن سهل كلّمه فيه، فرضي عَنْهُ3.
وقيل: إنّ المأمون استشار الملأ في إبراهيم، فقال بعضهم: اقطَعْ أطرافه، وقال بعضهم: اصلبه.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 602".
2 تاريخ الطبري "8/ 602"، البداية والنهاية "10/ 264".
3 تاريخ الطبري "8/ 603"، البداية والنهاية "10/ 264".

(14/19)


وقال أحمد بْن أَبِي خَالِد: إنّ قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرًا، وإنْ عفوت لم تجد مثلك عفا عَنْ مثله. وإنّما أحب إليك. وكان سنّه ثمانية وستين، فصيَّره عند أحمد بْن أَبِي خَالِد في سَعَة، وعنده أُمُّه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يُحيطانه.
وأمّا إبراهيم بْن عَائِشَةَ ومن معه في الحبس فإنهم همّوا بنقْب السجن، وسدّوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وسأله فأقرّ، وقتلهم صبرًا وصُلْبوا عَلَى الجسر.
زواج المأمون ببوران:
وفيها: في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، ودخل بُبوران بنت الحَسَن بْن سهل. وأقام عنده سبعة عشر يومًا. وخلع الحَسَن عَلَى القُوّاد عَلَى مراتبهم. وتكلّف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النَّفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. ووصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصِّلْح1.
وذكر أحمد بْن الحَسَن بْن سهل قَالَ: كَانَ أهلنا يتحدّثون أنّ الحَسَن كُتُب رقاعًا فيها أسماء ضِياع لَهُ ونثرها عَلَى القُوّاد والعبّاسيّين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضَيْعة تسلَّمهًا. ونثر صينية مَلأَى جواهر بين يدي المأمون عندما زُفَّت إِلَيْهِ2.
شخوص عَبْد اللَّه بْن طاهر إلى مصر:
وفيها: كُتُب المأمون إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الحُسين أنّ يسير إلى مصر. فلمّا قرب منها، وكان بها ابن السَّرِيّ، خندق عليها وتهيّا للحرب. ثمّ التقوا فانهزم ابن السَّرِيّ، وتساقط عامة جُنْده في خندقه. ودخل هُوَ الفُسْطاط وتحصَّن. ثمّ خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل لَهُ أموالا3.
فتح ابن طاهر للإسكندرية:
ثمّ فتح عَبْد اللَّه بْن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلب عليها طائفة أتوا من
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 606"، البداية والنهاية "10/ 265".
2 تاريخ الطبري "8/ 607".
3 تاريخ الطبري "8/ 610"، البداية والنهاية "10/ 265".

(14/20)


الأندلس في المراكب، وعليهم رَجُل يُكَنَّى أبا حفص. ثمّ إنّهم نزحوا عَنْهَا خوفًا من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أَقْرِيطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم1.
ظفر عليّ بْن هشام بأهل قمّ:
وفيها: امتنع أهل قُمّ، فوجّه المأمون إليهم عليّ بْن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة آلاف ألف درهم2.
والله أعلم.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 613"، حسن المحاضرة "2/ 11".
2 تاريخ الطبري "8/ 614".

(14/21)


تراجم رجال هذه الطبقة:
"حرف الألف":
1- أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ الْبَصْرِيّ العابد1. تلميذ عَبْد الواحد بْن زيد.
قَالَ ابن الأَعْرابيّ: برّز في العبادة والاجتهاد، وأخذ المعلوم من القوت. وذكر أنّ الطريق إلى اللَّه تعالى لا تكون إلا من هذه الأبواب: الصوم، والصلاة، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القُوت نهارَه.
ولِزم طريق شيخه في اللُّطْف، فكان قَدَرِيًّا غير مُعْتَزِليّ. وكتب شيئًا من الحديث.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: مرّ بي عبد الرحمن بن مهدي يوم الجمعة، فرآني جالسًا إلى جنب أحمد بْن عطاء، وكان من اهل البِدَع يتكلّم في القدر، وكان أزهد من رأيت. فأتيت عَبْد الرَّحْمَن أعتذر، فقال: لا تُجالِسْه، فإنّ أَهْوَن ما ينزلُ بك أنّ تسمع منه شيئًا يجب لله عليك أنّ تَقُولُ لَهُ: كَذَبْتَ. ولعلك لم تفعل.
وكان أحمد بْن عطاء قد نصب نفسه للأستاذية، ووقف دارًا في بَلْهُجَيْم للمتعبدين والمُرِيدين والمنقطعين يَقُصّ عليهم في العشيات. وأحسبها أول دار وقفت بالبصرة للعبادة.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 119"، سير أعلام النبلاء "9/ 408، 409"، لسان الميزان "1/ 221".

(14/21)


وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بْن غسّان، وجلس بعده، ووقف دارًا لنفسه أيضًا، وأبو بَكْر العَطَشيّ، وأبو عَبْد اللَّه الحمّال.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ يروي عَنْ: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك.
قال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهدًا، يعني في العبادة. وكان مغفَّلا يحدّث بما لم يسمع.
قَالَ ابن المَدِينيّ: أتيته يومًا فوجدت معه دَرَجًا1 يحدِّث بِهِ.
فقلت لَهُ: أَسَمِعْتَ هذا؟.
قَالَ: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حِسان أحدِّث بها هَؤُلاءِ.
قلت: أما تخاف اللَّه تقرِّب العباد إلى اللَّه بالكذب عَلَى رسول اللَّه.
2- أحمد بْن أَبِي طيبة عيسى بْن سليمان الدّارميّ الْجُرْجانيّ2.
عَنْ: أَبِيهِ أَبِي طيبة، وحمزة الزّيّات، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن ذَرّ الهَمْدانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، ومالك بْن أنس.
وعنه: الحُسين بْن عيسى البِسْطاميّ، ومحمد بْن يزيد النيسابوري، وعمار بن رجاء الأسترباذي. كَانَ عالمًا زاهدًا نبيلا. ولاه المأمون قضاء جُرجْان، ووثَّقهُ ابن حِبّان. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين بقومس عَلَى قضائها.
3- إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم3.
أبو إِسْحَاق القاريّ، حليف بني زُهرة. قاضي مصر. كَانَ رجلا صالحًا.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة "خمس ومائتين".
4- إبراهيم بْن أيّوب العنبري الفرساني4.
__________
1 الدرج: الورق الموصول.
2 الجرح والتعديل "2/ 64"، الثقات لابن حبان "8/ 3"، تهذيب التهذيب "1/ 45".
3 الولاة والقضاة للكندي "427".
4 الجرح والتعديل "2/ 89"، ميزان الاعتدال "1/ 21".

(14/22)


عَنْ الثَّوريّ، ومبارك بْن فَضَاله.
وعنه: هذيل بْن معاوية، والنضر بْن معاوية، وأهل أصبهان.
وكان صاحب عبادة وليل. قِيلَ: لم يُعرف لَهُ فراش أربعين سنة.
5- إبراهيم بْن بَكْر1. أبو الأصبغ البَجَليّ الدّمشقيّ. أخو بِشْر بْن بَكْر.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وزرعة بْن إبراهيم.
وعنه: أبو بَكْر الرَّقّيّ، وجامع بْن سوار.
تُوُفّي قريبًا من سنة عشر ومائتين.
6- إبراهيم بن بكرالشيباني2.
عَنْ: شُعْبَة.
وعنه: محمد بْن الحُسين البرجلاني، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهما.
وهو مُتَّهَمٌ، ساقط الحديث.
قَالَ أحمد بْن حنبل: أحاديثه موضوعه. وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
7- إبراهيم بْن حبيب3 بْن الشهيد. أبو إِسْحَاق الْبَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: ابنه إسحاق، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان.
وثقه النسائي. توفي سنة ثلاثٍ ومائتين.
8- إبراهيم بْن الحَكَم4 بْن أبان العدني. أبو إسحاق.
عن: أبيه.
__________
1 لسان الميزان "1/ 40".
2 الجرح والتعديل "2/ 90"، الثقات لابن حبان "8/ 64"، ميزان الاعتدال "1/ 24".
3 الطبقات الكبرى "7/ 303"، التاريخ الكبير "1/ 281"، الجرح والتعديل "2/ 95"، تهذيب التهذيب "1/ 113".
4 الطبقات الكبرى "5/ 548"، التاريخ الكبير "1/ 284"، الجرح والتعديل "2/ 94"، تهذيب التهذيب "1/ 115، 116".

(14/23)


وعنه: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن رَاهَوَيْه، وَسَلَمَةُ بْنُ شبيب.
قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: في سبيل اللَّه دراهم أنفقناها في الذَّهاب إلى عدن إلى إبراهيم بْن الحَكَم.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
9- إبراهيم بْن خَالِد بْن عُبَيْد الصَّنْعانيّ المؤذِّن1.
عَنْ: مَعْمَر، ورباح بْن زيد، وسفيان الثَّوريّ، وأبي وائل القاصّ عَبْد اللَّه بْن بحير، وأمية بن شبل.
وعنه: ثنا أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وأحمد بْن حنبل، وبكر بْن خَلَف، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد. وقال ابن حِبّان: كَانَ مؤذّن مسجد صنعاء سبعين سنة.
10- إبراهيم بْن رُسْتم2. أبو بَكْر المَرْوَزِيّ العَقَبيّ. أحد الأَئِمَّةِ.
سمع: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ويوسف القطان.
وثّقه ابن مَعِين.
وكان نبيلا جليلا، قرّبه المأمون وعرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع.
وكان قد تفقّه عَلَى محمد بْن الحَسَن.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
11- إبراهيم بْن سليمان3. أبو إِسْحَاق البلْخيّ الزّيّات.
عَنْ: سَعِيد، وسُفْيَان، وعبد الحَكَم صاحب أنس.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 284"، الجرح والتعديل "2/ 97"، تهذيب التهذيب "1/ 117، 118".
2 الطبقات الكبرى "7/ 377"، الجرح والتعديل "2/ 99"، ميزان الاعتدال "1/ 30، 31".
3 الكنى والأسماء "1/ 99"، الثقات لابن حبان "8/ 67، 68"، ميزان الاعتدال "1/ 37".

(14/24)


وعنه: محمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن أشرس.
12- إبراهيم بْن عَبْد الحميد1. أبو إِسْحَاق الْجُرَشيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن بشير، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وعبد الوهّاب بْن مجاهد.
وعنه: إبراهيم بْن أيّوب الحورانيّ، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، ومحمد بْن الحُسين بْن أَبِي الدَّرْداء.
قَالَ أبو زُرْعة الرّازيّ: ما بِهِ بأس.
13- إبراهيم بْن علي بْن حَسَن2 بْن عليّ بْن أَبِي رافع الرافعيّ الْمَدَنِيّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدِم بغداد وبها مات.
عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه أيّوب، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأحمد الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيَّبيّ.
ضعفه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
14- إبراهيم بْن قرة الأَسَديّ الأصمّ3. من أهل قاشان.
عَنْ: الثَّوريّ، وصحبه.
وله صنف الثَّوريّ كتاب "الجوامع" وقرأه في أُذُنه.
سكن الرّيّ، وسمع منه: عَمْرو بْن بزيع، ومحمد بْن حُمَيْد، وإبراهيم بْن أيّوب.
15- إبراهيم بْن موسى4. أبو يحيى المَوْصِليّ الزّيّات.
رحل وسمع من: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وعوف الأَعْرابيّ، والحريري، والأعمش.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 113".
2 التاريخ الكبير "1/ 310"، الجرح والتعديل "1/ 115، 116"، تهذيب التهذيب "1/ 146، 147".
3 طبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 37-39".
4 التاريخ الكبير "1/ 327"، الجرح والتعديل "2/ 136، 137"، الثقات لابن حبان "8/ 64، 65".

(14/25)


وعنه: محمد بْن جامع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ومحمد بن أحمد بن أَبِي المُثَنَّى.
تُوُفّي سنة خمس ومائتين.
16- الأحنف بْن حكيم1. أبو بحر.
حدَّثَ بأصبهان عَنْ: جرير بْن حازم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي ثعلبة الصابر. قَالَ يونس بْن حبيب: حدّثنا الأحنف، عَنْ حمّاد بْن سلمة: سمع إياس بْن معاوية يَقُولُ: أذكر الليلة التي ولدتُ فيها، وضعت أمّي عَلَى رأسي جفنة.
قَالَ صاحب الأصل: الأحنف مجهول، وبهذه الحكاية تبيَّن كَذِبُه.
17- إدريس بْن محمد الرّازيّ2. أبو أحمد.
عن: الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعثمان بْن زائدة.
وعنه: محمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وَسَلَمَةُ بْن شبيب. وثّقه أبو حاتم.
18- أزهر بْن سعْد السّمّان3.
أبو بَكْر الباهليّ، مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ابن عَون، وسليمان التَّيْميّ، ويونس بْن عُبَيْد.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، وأحمد بْن الفُرات، والكُدَيْميّ.
ومن الكبار: عَبْد اللَّه بْن المبارك.
وكان ثقة نبيلا، أوصى إِلَيْهِ ابن عَون. وعُمَّر وعاش أربعًا وتسعين سنة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
قِيلَ: إنّه كَانَ صاحبًا لأبي جعفر المنصور قبل أنّ يُسَتَخْلف. فلمّا وُلّي جاء ليهنّيه فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا له: لا تعد.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 323"، ميزان الاعتدال "1/ 166".
2 الجرح والتعديل "2/ 266".
3 الطبقات الكبرى "7/ 294"، الجرح والتعديل "2/ 315"، تهذيب التهذيب "1/ 202، 203".

(14/26)


فاخذها ثمّ عاد من قابل فحُجِب، ثمّ دخل عَلَيْهِ في مجلسٍ عام، فقال: ما جاء بك؟ قَالَ: سَمِعْتُ أنّك مريض فجئت أعودك.
فقال: أعطوه ألف دينار. قد قضيت حقَّ العيادة، فلا تَعُد فإنّي قليل الأمراض.
قَالَ: فعاد من قابلٍ ودخل في مجلسٍ عامّ. فقال: ما جاء بك؟
قَالَ: دعاءٌ سَمِعْتُهُ منك جئت لأتعلمه.
فقال: يا هذا، إنّه غير مستجاب، أني في كلّ سنة أدعو بِهِ أنّ لا تأتينيّ وأنت تأتيني!
19- أزهر بْن القاسم1. أبو بَكْر الراسبيّ الْبَصْرِيّ. نزيل مكة.
عن: هشام الدَّسْتُوائيّ، وزكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، وآخرون وثّقه النَّسائيّ.
20- إِسْحَاق بْن إبراهيم2.
أبو عليّ السَّمَرْقَنْديّ، قاضي سمرقنْد وبلْخ.
عَنْ: ابن جُرَيْج، والحسين بْن واقد.
وعنه، عَبْدة، وأحمد بْن منصور زاج. ذكره ابن أَبِي حاتم.
21- إِسْحَاق بْن إدريس الأُسواريّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: همام، وسُوَيْد بْن أَبِي حاتم، وأبي معاوية، وطائفة.
وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وعُمَر بْن شَبَّة.
تركه عليّ بْن المَدِينيّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بشيء يضع الأحاديث.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 314، 315"، ميزان الاعتدال "1/ 173"، تهذيب التهذيب "1/ 205".
2 التاريخ الكبير "1/ 378"، الجرح والتعديل "2/ 207"، الثقات لابن حبان "8/ 109".
3 التاريخ الكبير "1/ 382"، الجرح والتعديل "2/ 213"، ميزان الاعتدال "1/ 184".

(14/27)


وقال الْبُخَارِيّ: تركه النّاس.
22- إِسْحَاق بْن بِشْر بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم1.
أبو حذيفة الْبُخَارِيّ، مولى بني هاشم.
صاحب كتاب "المبتدأ".
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحجّاج بْن أرطأة، وعَبْد اللَّه بْن طاوس، ومحمد بْن إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وجويبر، ومقاتل بْن سليمان.
وعنه: أيّوب بْن الحَسَن، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وأحمد بْن حفص، ومحمد بْن يزيد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن قُدَامة الْبُخَارِيّ، وعليّ بْن حرب النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بْن العطّار، وطائفة.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّارَبُجُرْدِيُّ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ، ثقة عن ابن جريج، عن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَسْتَلِمِ الأَرْكَانَ كُلَّهَا"2.
تفرّد الدّاربُجُرْديّ بتوثيق أَبِي حذيفة، وما هُوَ ممّن يُعبأ بتوثيقه. والحديث كما ترى ساقط.
وقال مُسْلِم: أبو حذيفة تركوا حديثه.
وقال علي بن المَدِينيّ: كذاب، كَانَ يحدث عَنِ ابن طاوس، فجاؤوا ابن عُيَيْنَة فأخبروه بسِنِّه، فإذا ابن طاوس قد مات قبل أنّ يُولَد.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال أحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ: كَانَ يروي عمّن لم يدرك، فإذا سُئل عن آخرين دونه يَقُولُ: من أَيْنَ أُدرك أَنَا هَؤُلاءِ. وكانت فيه ختلة مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُزَنُّ بحِفْظٍ.
وقال غُنْجار: تُوُفّي في رجب سنة ستٍّ ومائتين ببُخَارَيّ.
قلت: لَهُ عجائب أوردها ابن حِبّان، وابن عديّ، وغير واحد نسأل اللَّه الستر.
__________
1 المجروحين لابن حبان "1/ 135-137"، ميزان الاعتدال "1/ 184-186".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 435".

(14/28)


23- إِسْحَاق بْن عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس1.
الأمير أبو الحسن الهاشمي.
وُلّي إمرة دمشق للرشيد، ووُلّي البصرة، وغيرها.
وحدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، وعن المنصور.
وعنه: إبراهيم بْن المهديّ، وغيره.
وبقي إلى بعد المائتين.
قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وحكى المدائنيّ قَالَ: تناظر قوم في مجلس إِسْحَاق بْن عيسى الهاشْميّ، فألزم قومٌ دم عُثْمَان عليا وعابوه بذلك، فردَّ قوم عليهم وعابوا عثمان، فتكلّم إِسْحَاق وقال: أعيذ عليًّا باللَّه أنّ يكون قتل عثمان، وأُعيذ عثمان باللَّه أنّ يكون قتله عليّ.
قَالَ: فاستحسنوا كلامه.
24- إسحاق بن عيسى القشيري2 بن بنت دَاوُد بْن أَبِي هند -مد.
رأى جَدّه.
وروى عَنْ: الأعمش، وعبّاد بْن راشد، وجماعة.
وعنه: الحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، ورزق اللَّه بْن موسى، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وآخرون.
25- إِسْحَاق بْن الفُرات المصري الفقيه3 -ن.
قاضي مصر، مولى التُّجَيْبِيّين: كنْيته أبو نُعَيْم. كَانَ من جِلَّةِ أصحاب مالك.
حدَّثَ عَنْ: مالك ويحيى بْن أيّوب، والَّليْث، وحُمَيْد بْن هانئ وهو أكبر شيخ لَهُ. ذكره ابن يونس هنا، وفي ترجمة حُمَيْد. لكن قَالَ ابن وزير: سَمِعْتُ ابن الفُرات يَقُولُ: وُلدت سنة خمس وثلاثين ومائة.
__________
1 تاريخ خليفة "462"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 451، 452".
2 التاريخ الكبير "1/ 399"، الجرح والتعديل "2/ 230"، تهذيب التهذيب "1/ 245".
3 الجرح والتعديل "2/ 231"، ميزان الاعتدال "1/ 195"، تهذيب التهذيب "1/ 426، 427".

(14/29)


قلت: وذكر ابن يونس وفاة حُمَيْد بْن هانئ سنة اثنتين وأربعين ومائة، ويبعد أن يكون ابن الفُرات سمع وله سبْعٍ سنين.
وعنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، وطائفة.
روى عَنِ الشّافعيّ قَالَ: ما رأيت بمصر أحدًا أعلم باختلاف العلماء من إِسْحَاق بْن الفُرات.
وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين في ثاني ذي الحجّة، وله سبعون سنة.
وقال بحر بْن نَصْر: سَمِعْتُ ابن عُلَيَّة يَقُولُ: ما رأيت ببلدكم أحدًا يُحسن العلم إلا إِسْحَاق بْن الفُرات.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: ما رأيت فقيهًا أفضل منه.
وقال أحمد بْن سَعِيد الهمذانيّ: قرا علينا إِسْحَاق بْن الفُرات "مُوَطّأ مالك"، ونحن بين يديه، فما يسقط حرفًا فيما أعلم.
وقال إِسْحَاق: مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو إسحاق بْن الفُرات بْن الْجَعْد بْن سليم مولى معاوية بْن حُدَيْج. ولي قضاءَ مصر نيابة عَنْ محمد بْن مسروق. سُئل أبو حاتم عَنْهُ فقال: شيخ لَيْسَ بالمشهور، يعني لَيْسَ بمشهور الحديث.
26- إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسيب1 -د.
أبو محمد المسيبي المدني المقرئ. صاحب نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
قرأ عَلَيْهِ: ولده محمد بْن إِسْحَاق، وخلف بْن هشام، ومحمد بْن سَعْدان، وأبو حمدون الطبيب. وكان إمامًا في القراءة مقبولا. تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
وقد روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ونافع بْن عُمَر.
روى لَهُ: أبو دَاوُد.
27- إِسْحَاق بْن مرار2. أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ الكوفي صاحب اللغة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 401"، الجرح والتعديل "2/ 234"، تهذيب التهذيب "1/ 249".
2 تهذيب التهذيب "12/ 182-184".

(14/30)


حدَّثَ عَنْ: ذكن الشاميّ، وغيره.
وأخذ العربية عَنْ جماعة ونزل بغداد، وطال عمره.
وكان موثقًا فيما ينقله.
أخذ عَنْهُ: ابنه عَمْرو، وأحمد بْن حنبل، وأبو عُبَيْد، ومحمد بْن حبيب.
وكان ثعلب يفضّله عَلَى أَبِي عبيدة.
وكان صاحب أمن ونزاهة وصدق.
قال ابنه: لما سمع أَبِي أشعار العرب، كانت نيفًا وثمانين قبيلة، فكان كلمّا عمل منها قبيلةً وأخرجها إلى النّاس كَتَب مُصْحفًا وجعله في مسجد الكوفة، حتّى كَتَب بخطّه نيِّفًا وثمانين مُصْحفًا.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أَبِي عَمْرو الشَّيْبانيّ ويكتب أماليه.
وقال ثعلب: دخل أبو عَمْرو البادية وأكثر عَنِ العرب. إلا أَنَّهُ كَانَ مستهترًا بشرب النبيذ.
وقال الجاحظ: إنّما قِيلَ لَهُ: الشَّيْبانيّ لانقطاعه إلى أُناسٍ من بني شَيْبان.
وقال الجاحظ: صنف أبو عَمْرو كتاب "الحروف في اللغة" وسمّاه "كتاب الجيم". ولم يذكر لِمَ سمّاه بذلك. ولا علم أحد من العلماء ذَلِكَ. وقد سُئل ابن القطاع عَنْ تسميته بذلك فأبى أن يخبر بذلك إلا بمائة دينار. وله عدة تصانيف في اللغة.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين، وله نيف وتسعون سنة.
قِيلَ: بل جاوز المائة.
28- إِسْحَاق بْن منصور1. أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّلُوليّ مولاهم الكوفيّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن واقد الهَرَوِيّ، وإسرائيل، وهُرَيْم بْن سُفْيَان.
وعنه: أبو كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعباس
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 405"، التاريخ الكبير "1/ 403"، الجرح التعديل "2/ 234"، التهذيب "1/ 250، 251".

(14/31)


الدُّوريّ، وعَمْرو النّاقد، وجماعة.
وكان أحد الثِّقات الأعلام.
روى عَنْهُ من أقرانه: أبو نُعَيْم الفضل بْن دُكَيْن.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيّ: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. والأصحّ أَنَّهُ تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين.
29- إِسْحَاق بْن منصور بْن حيّان الأَسَديّ الكوفيّ1.
عَنْ: عُقْبة بْن إِسْحَاق السَّلُولِيِّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ.
وعنه: عثمان بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بْن وكيع.
ذكره "ابن" أَبِي حاتم، وغيره.
قَالَ ابن سعْد: كَانَ خيِّرًا فاضلا.
30- إسماعيل بْن أبان2. أبو إِسْحَاق الغنوي الكوفي الخيّاط.
عن: هشام بن عُرْوة، وإٍسماعيل بن أبي خَالِد، ومحمد بْن عجلان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن الوليد الفحّام، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح.
قَالَ ابن مَعِين: كذاب.
وقال الْبُخَارِيّ، وجماعة: متروك الحديث.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
وأما:
31- إسماعيل بْن أبان الوراق.
فبعد، سيأتي.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 406"، التاريخ الكبير "1/ 402، 403"، الجرح والتعديل "2/ 234".
2 التاريخ الكبير "1/ 347"، الجرح والتعديل "2/ 160"، تهذيب التهذيب "1/ 270، 271".

(14/32)


32- إسماعيل بْن حكم1.
شيخ بصْريّ من جهالة.
عَنْ: يونس بْن عُبَيْد.
وعنه: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
33- إسماعيل بْن سَعِيد بْن عُبَيْد اللَّه بْن جُبَيْر2 الثَّقْفيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: بِشْر بْن آدم الأصغر، وبُنْدار، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، والكُدَيْميّ.
قَالَ أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عَنْهُ.
34- إسماعيل بْن مرزوق3. أبو يزيد المُرَاديّ الْمَصْرِيّ.
عَنْ: يحيى بْن أيّوب، ونافع بْن يزيد.
وعنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
35- إسماعيل بْن الوزير4 أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَة بْن عُبَيْد اللَّه الأشعريّ.
أبو الحَسَن. نزيل الرّيّ.
عَنْ: شريك، وابن أَبِي الزناد، وهُشَيْم.
وعنه: عليّ بْن ميسرة. وأدركه أبو حاتم.
قَالَ ابن مَعِين: قد سُمِع، ولكنه كَانَ يشرب الخمر. لَيْسَ بشيء.
36- إسماعيل بْن نَصْر5.
عَنْ: أَبِي بَكْر الهُذليّ، وغيره.
وعنه: زياد بْن أَبِي مسلم، وغيره.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 350"، الجرح والتعديل "2/ 165".
2 التاريخ الكبير "1/ 357"، الجرح التعديل "2/ 173"، تهذيب التهذيب "1/ 303".
3 الثقات لابن حبان "8/ 100".
4 الجرح والتعديل "2/ 201".
5 الجرح والتعديل "2/ 202".

(14/33)


قَالَ أبو حاتم: قد رأيته، ولا أرى بحديثه بأسًا.
37- إسماعيل بْن عَبْد الكريم بْن معقل بْن مُنَبِّه1 اليَمَانيّ الصَّنعانيّ.
عَنْ: عمه عَبْد الصَّمد بْن معقل، وابن عمه إبراهيم بْن عَقِيل.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وعبد بْن حميد، وأحمد بن الأزهر، والحارث بن أبي أسامة.
قال النسائي: لا بأس بِهِ. مات سنة عشْرٍ ومائتين.
38- إسماعيل بْن عُمَر2. أبو المنذر الواسطيّ ثمّ البغداديّ.
عَنْ: عيسى بْن طِهْمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وداود بْن قيس الفرّاء.
وعنه: أحمد، وابن مَعِين، ومحمد بْن رافع، وعبّاس الدُّوريّ.
وكان عبدًا صالحًا.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال أحمد: كَانَ ربما يصلّي حتّى تورم قدماه.
39- الأسود بْن عامر3، شاذان.
شاميّ ثقة نزل بغداد.
عَنْ: هشام بْن حسان، وشُعْبة، وسُفْيَان، وجرير بْن حازم، وطلحة بْن عَمْرو، والحمَّادَيْن، وعبد العزيز الماجِشُون.
وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو ثَوْر الكلْبيّ، وأحمد بْن الوليد الفحام، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وعَمْرو النّاقد، والحارث بْن أبي أسامة، والدارمي، ويعقوب بن شيبة.
وثقه ابن المديني، وغيره.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 548"، التاريخ الكبير "1/ 367"، تهذيب التهذيب "1/ 315، 316".
2 الطبقات الكبرى "7/ 324"، التاريخ الكبير "1/ 370"، الجرح والتعديل "2/ 189"، التهذيب "1/ 319".
3 الطبقات الكبرى "7/ 336"، التاريخ الكبير "1/ 448"، الجرح والتعديل "2/ 294"، تهذيب التهذيب "1/ 340".

(14/34)


وروى عَنْهُ من القدماء بقية بْن الوليد.
مات في أوّل سنة ثمانٍ ومائتين.
40- أشعثُ بْن عطاف الأَسَديّ الكوفي المقرئ1.
نزيل الرّيّ، أبو النَّضْر.
روى القراءة عَنْ حمزة الزّيّات، والحديث عن الثَّوريّ.
وعنه: محمد بْن عيسى التَّيْميّ، ومحمد بْن مُقَاتِل، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وإبراهيم بْن موسى.
سُئل عَنْهُ أبو حاتم فقال: صالح الحديث.
وقال أبو زُرْعة: كَانَ شيخًا صالحًا.
41- أشهب بْن عَبْد العزيز2 بْن داود بْن إبراهيم.
أبو عَمْرو القَيْسيّ العامريّ الْمَصْرِيّ الفقيه.
قِيلَ: اسمه سكين، وأشهب لَقَبُه.
سمع: الَّليْث، ومالكًا، ويحيى بْن أيّوب، وسليمان بْن بلال، وداود العطار، وجماعة.
وعنه: الحارث بْن مسكين، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن إبراهيم بْن الموّاز الفقيه، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وعبد الملك بْن حبيب، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، وغيرهم.
قَالَ الشّافعيّ: ما أخرجتْ مصر أَفْقَهَ من أشهب لولا طَيْش فيه.
وكان أشهب عَلَى خَرَاج مصر، وله أموال وحِشْمة.
وقال سُحْنُون: رحِم اللَّه أشهب ما كَانَ يزيد في سماعه حرفًا واحدًا.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: كَانَ فقيهًا حسن الرأي والنظر.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 433"، الجرح والتعديل "2/ 276"، ميزان الاعتدال "1/ 268".
2 التاريخ الكبير "2/ 57"، الجرح والتعديل "2/ 342"، تهذيب التهذيب "1/ 359، 360".

(14/35)


فضّله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابن القاسم في الرأي. فذُكر ذَلِكَ لمحمد بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسيّ فقال: إنّما قَالَ ذَلِكَ ابن عَبْد الحَكَم؛ لأنّه لازم أشهب، وكان أخْذُهُ عَنْهُ أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها.
قالَ ابن عَبْد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عَنْهُمَا. قَالَ: ولم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عَبْد الحَكَم.
قَالَ سَعِيد بْن مُعَاذ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ: أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة.
وعن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذَلِكَ للشافعي، فأنشد:
تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي تمنّى خلاف الّذي مضى ... تهيّأ لأُخرى مثلَها، فكأنْ قدِ
قَالَ: فمات الشّافعيّ في رجب سنة أربعٍ ومائتين، ومات بعده أشهب بثمانية عشر يومًا.
واشترى أشهب من تركة الشافعي اسمه فتيان، اشتريته أَنَا من تركه أشهب.
قَالَ ابن يونس: وُلِد أشهب سنة أربعين ومائة لثمانٍ بقين من شَعْبان.
قَالَ صاحب الأصل: وقول ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه وَهْمٌ، فإن محمدًا لم يدرك ابن القاسم، وإن الّذي أدركه أَبُوهُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. ولعله أراد عَبْد اللَّه، بدليل ما قَالَ بعد ذَلِكَ: لم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عَبْد الحَكَم.
وكان أشهب من كبار أصحاب مالك، وما هُوَ بدون ابن القاسم، وإن كَانَ ابن القاسم أبصر بفقه مالك منه. لكن أشهب أعلم بالحديث من ابن القاسم.
42- أشهل بْن حاتم الْجُمَحيّ1. مولاهم البصري أبو عمرو، وقيل: أبو عمر.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 68"، الجرح والتعديل "2/ 347، 348"، ميزان الاعتدال "1/ 269"، التهذيب "1/ 360، 361".

(14/36)


عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَون، وكَهْمس بْن الحَسَن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وابن لَهِيعة، وغيرهم.
وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وعبد اللَّه بْن منير المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصّاغانيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، والكُدَيْميّ.
ومن القدماء: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وقال: لا أعلم أحدًا من أهل العلم سُمِّيَ بهذا الأسم غيره. قَالَ أبو زُرْعة: محلُّه الصُّدْق، وليس بقويّ.
مات سنة ثلاثٍ ومائتين.
43- أصْرَمُ بْنُ حَوْشب1. أبو هشام الكِنْديّ الهَمْدانيّ.
أحد المتروكين.
عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وقرة بْن خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ومالك قِيلَ: وعن الأعمش.
وعنه: أحمد بْن الفُرات، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ.
كذبه يحيى بْن مَعِين.
قِيلَ: مات سنة اثنتين ومائة.
44- أصرم بْن غياث2. أبو غياث النَّيْسابوريّ.
عَنْ: عاصم الأحول، وأبي حنيفة، ومقاتل بْن حيان.
وعنه: أحمد بْن حرب الزّاهد، وأيوب بْن الحَسَن، وعليّ بْن الحَسَن الدّارابُجُرْديّ.
وهو متروك عند الجماعة.
45- أُمية بْن خَالِد3 القيسي البصري. أخو هدبة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 382"، الجرح والتعديل "2/ 336"، ميزان الاعتدال "1/ 272، 273".
2 الكنى الأسماء للدولابي "2/ 78"، الجرح والتعديل "2/ 336"، ميزان الاعتدال "1/ 273".
3 الطبقات الكبرى "7/ 301"، الجرح والتعديل "2/ 302، 303"، ميزان الاعتدال "1/ 275"، التهذيب "1/ 370، 371".

(14/37)


عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله، وشعبة، والثوري، والمسعودي، وأبو الجارية العبدي.
وعن: أحمد بْن المِقْدام، والفلاس، وبندار، ومحمد بْن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، مسدد.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة. وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة إحدى ومائتين.
46- أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بريدة بْن الحصيب الأسْلَميّ1 المَرْوَزِيّ.
عُمَر دهرًا، ولم يدرك أَبَاهُ.
عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد.
وعنه: محمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، والحسين بْن حُرَيْث، وسليمان بْن عُبَيْد اللَّه.
قَالَ أبو حاتم الرّازيّ: سألت المراوزة عَنْهُ فعرفوه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
تُوُفّي بعد خروج المأمون من مَرْو.
47- أيّوب بْن خَالِد2. أبو عثمان الْجُهَنيّ الحرّانيّ.
عَنْ: الأوزاعي، وغيره.
وعنه: أحمد بْن الأزهر، وسليمان بْن سيف، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وإبراهيم بْن هانئ النَّيْسابوريّ. ووثَّقهُ.
قَالَ ابن عديّ: حدَّثَ بالمناكير.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى أكثر حديثه.
48- أيّوب بْن سُوَيد الرَّمْليّ3. أبو مسعود الحِمْيَريّ السيباني.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 17"، الجرح والتعديل "2/ 305، 306"، ميزان الاعتدال "1/ 278".
2 التاريخ الكبير "1/ 412"، تهذيب الكمال "3/ 470، 471"، ميزان الاعتدال "1/ 286"، التهذيب "1/ 401".
3 التاريخ الكبير "1/ 417"، الجرح والتعديل "2/ 249، 250"، ميزان الاعتدال "1/ 287، 288"، التهذيب "1/ 405".

(14/38)


عَنْ: ابن جُرَيْج، ويونس الأَيْليّ، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والأوزاعيّ، وطائفة.
وعنه: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح، وعبد الرحيم بْن إبراهيم دُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد الحمصيّ، والربيع المُرَاديّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
عَنْ أبن مَعِين: لَيْسَ بشيء، يسرق الأحاديث.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بثقة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: يُكتَب حديثه في جملة الضُّعفاء.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال: كَانَ رديء الحِفْظ.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلمون فيه.
وقد روى عَنْهُ من القدماء: بقية، والشافعي، ومحمد بْن أَبِي الجسريّ.
قَالَ ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
"حرف الباء":
49- بشر بن بكر التنيسي1 -خ. د. ن. ق- أبو عبد الله البجلي الدمشقي الأصل.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وعَبْدَة بنت خَالِد بْن مَعْدان، والأوزاعيّ، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والحارث بْن أسد الهَمْدانيّ، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع المُرَاديّ، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، وخلْق.
ومن القدماء: الشّافعيّ.
وثّقه أبو زرعة، والدارقطني.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 70"، الجرح والتعديل "2/ 352"، ميزان الاعتدال "1/ 314"، التهذيب "1/ 443، 444".

(14/39)


وقال محمد بْن وزير: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ولدت سنة أربعٍ وعشرين ومائة.
وقال ابن يونس: كَانَ أكثر مقامه بتِنِّيس ودمياط.
تُوُفّي بدمياط في ذي القعدة سنة خمسٍ ومائتين.
قَالَ الخطيب: حدَّثَ عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وبين وفاتيهما ستٌّ وسبعون سنة.
50- بِشْر بْن ثابت الْبَصْرِيّ البزّار1 -د. ق- أبو محمد.
عَنْ: أَبِي خَلَدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وعليّ.
وعنه: أبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأبو داود الحرّانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، والدّارميّ.
وثّقه ابن حِبّان.
51- بِشْر بْن الحُسين الهلالي الأصبهانيّ2. أبو محمد.
عَنْ: الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ أَنَس، وعن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وعنه: يحيى بْن أَبِي بُكَيْر، وهو من أقرانه، ومحمد بْن زياد الكلْبيّ، وأحمد بْن سليمان المَرْوَزِيّ، والحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة، وغيرهم.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي بعد المائتين.
قال: وجاء إلى أبي داود الطيالسي فقال: حدَّثني الزُّبَيْر بْن عديّ، فكذبه أبو داود، وقال: ما نعرف للزُّبَيْر، عَنْ أنس إلا حديثًا واحدًا.
قَالَ ابن حِبّان: روى عَنِ الزُّبَيْر، عَنْ أنس نسخةً موضوعة.
وقال الْبُخَارِيّ: فيه نظر.
52- بِشْر بْن عُمَر الزَّهْرانّي الْبَصْرِيّ3 -ع- أبو محمد.
عَنْ: شُعْبَة، وعكرمة بْن عمّار، وهَمّام، وأبان العطار، وعاصم بن محمد السري، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 352"، ميزان الاعتدال "1/ 314"، تهذيب التهذيب "1/ 444".
2 التاريخ الكبير "2/ 71"، الجرح والتعديل "2/ 355"، ميزان الاعتدال "1/ 315، 316".
3 الطبقات الكبرى "7/ 300"، التاريخ الكبير "2/ 80"، الجرح والتعديل "2/ 361"، تهذيب التهذيب "1/ 455، 456".

(14/40)


وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وبِشْر بْن آدم، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بْن يحيى، وبَهْز بْن عليّ، ومحمد بْن يحيى القطعي، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
ووثَّقهُ ابن سعْد، وقال: تُوُفّي بالبصرة سنة سبْعٍ.
وقال غيره: تُوُفّي في آخر يوم من سنة ستٍّ.
53- بِشْر بْن مبشّر1. أبو المسيّب الواسطيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وأبي الأشهب، ومهديّ بْن ميمون.
وعنه: أحمد بْن سِنان، ومحمد بْن وزير الواسطيان، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.
54- بِشْر بْن المعتمر. أبو سهل.
شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف.
تُوُفّي سنة عشرٍ ومائتين.
ورّخه ابن النّجّار.
55- بَكْر بْن بكّار2. أبو عَمْرو القَيْسيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ابن عَون، وعَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وحمزة الزّيّات، ومِسْعر، وشُعْبة، وغيرهم.
وعنه: أبو داود الطَّيالِسيّ، وهو من طبقته، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وإبراهيم بْن سَعْدان، ومحمد بْن إبراهيم الْجَيْرانيّ، وآخرون.
وثّقه أبو عاصم النّبيل.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 316"، التاريخ الكبير "2/ 84"، الجرح والتعديل "2/ 361، 362"، ميزان الاعتدال "1/ 324".
2 التاريخ الكبير "2/ 88"، الجرح والتعديل "382، 383"، ميزان الاعتدال "1/ 343".

(14/41)


وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: ثقة رُبّما يخطئ.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: قدِم أصبهان سنة ستٍّ ومائتين، وحدَّثَ بها سنة سبع.
56- بكر بن خداش1. د. أبو صالح الكوفيّ.
نزل أصبهان، وحدّث عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وحبان بْن عليّ.
وعنه: أبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن يونس الضَّبّيّ، وسليمان بْن توبة النَّهْروانيّ، وآخرون. لا أعلم فيه ضَعْفًا.
57- بَكْر بْن الخطيب الرام. أبو يونس الباقلانيّ.
عَنْ: يونس الكُدَيْميّ، والنَّسَويّ.
كنّاه الحاكم، وهو أخو خَالِد بْن الخصيب الّذي رَوَى عَنْهُ أحمد، وخالد. لم أر أحدًا ذكره.
58- بَكْر بْن عيسى الراسبيّ2. أبو بِشْر، صاحب الْبَصْرِيّ.
عَنْ: شُعْبَة بْن الحَجّاج.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
59- بَكْر بْن يحيى بْن زبان الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: أَبِيهِ، وشعبة، وحِبّان بْن عليّ.
وعنه: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ، وأبو قلابة الرَّقاشيّ، وأبو أُمَيَّةَ الطرسوسي.
وثقه ابن حبان.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 385"، الثقات لابن حبان "8/ 148".
2 التاريخ الكبير "2/ 92"، الجرح والتعديل "2/ 391"، تهذيب التهذيب "1/ 486".
3 الجرح والتعديل "2/ 394"، تهذيب التهذيب "1/ 107".

(14/42)


60- بُكَيْر بْن جعفر السّليميّ1 الْجَرْجَرائيّ الزّاهد. قاضي جُرجْان.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوريّ، وحسن بْن فَرْقَد، ومغيرة بْن موسى.
وعنه: إبراهيم بْن موسى، وأحمد بْن يحيى السَّابَرِيّ، ومحمد بْن بُنْدار السَّبَّاك، وآخرون.
قَالَ ابن عديّ: حدَّثَ بمناكير عن المعروفين. وأرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ.
ومن قوله: لو كَانَ ما أخطأ فلان جوزًا لاكتفى بِهِ ناسٌ كثير.
61- بهز بْن أسد العَمِّيّ2.
أحد الثقات.
تقدّم سنة سبْعٍ وتسعين.
62- بُهْلُولُ بْن حسّان بْن سِنان3.
أبو الهَيْثَم التَّنُّوريّ الأنباريّ.
عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبَة، وشَيْبان، ووَرْقاء، ومالك، وطائفة.
وعنه: ابنه إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ.
وقد كَانَ أديبًا لُغَوّيًّا إخباريًّا زاهدًا.
تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
63- بُهْلولُ بْن مورق4 الشّاميّ الْبَصْرِيّ. أبو غسان.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وموسى بْن عُبَيْدة، والأوزاعيّ.
وعنه: أبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكوسج، والفلاس، والكديمي، وأبو قلابة،
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 349"، لسان الميزان "2/ 61".
2 تقدم ترجمته في الجزء السابق من الطبقة الماضية.
3 تاريخ بغداد "7/ 108، 109".
4 الجرح والتعديل "2/ 429، 430"، الثقات لابن حبان "8/ 152"، تهذيب التهذيب "1/ 499، 500".

(14/43)


ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
64- بَهيم العِجْليّ1. العابد.
من نُسّاك عَبّادان، وَيُكَنَّى أبا بَكْر.
كَانَ قد غلب عَلَيْهِ الخوف والبكاء والخشوع.
تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين رحمه اللَّه عَلَيْهِ.
وروى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن داود الخُرَيْبيّ، وغيره.
"حرف الثاء":
65- ثابت بْن نَصْر بْن مالك بْن الهَيْثَم2 الخُزاعيّ الأمير.
أخو الشهيد أحمد بْن نَصْر.
وُلِّيَ إمرة الثغور "سبْعٍ عشرة" سنة. ومات بالمصيصة سنة ثمانٍ ومائتين.
قَالَ الخطيب: يُذكر عَنْهُ فضل وصلاح.
"حرف الجيم":
66- الجارود بْن يزيد3. أبو عليّ العامريّ.
وقيل: أبو الضّحّاك الفقيه النَّيْسابوريّ، أحد أصحاب أَبِي حنيفة. وخُطبته بنَيْسابور مشهورة، ومسجده عَلَى رأس السّكّةِ.
روى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خالد، وسليمان التَّيْميّ، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وسُفْيَان، وطائفة.
وعنه: أبو سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأحمد بْن رجاء الهَرَوِيّ، والحسين بْن عَرَفَة، وَسَلَمَةُ بْن شَبِيب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وطائفة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 436"، الثقات لابن حبان "8/ 153، 154".
2 تاريخ الطبري "8/ 338"، تاريخ بغداد "7/ 142، 143".
3 التاريخ الكبير "2/ 237"، الجرح والتعديل "2/ 525"، ميزان الاعتدال "1/ 384، 385".

(14/44)


قَالَ أبو حاتم: لا يكتب حديثه.
وقال النَّسائيّ: متروك.
مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ست.
67- جابر بن نوح1 -ت- أبو بشر الحماني الكوفي.
عَنْ: حُرَيْث بْن السّائب، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سليمان.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن جعفر الفَيْديّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن آدم المصِّيصيّ، ومحمد بْن طريف البَجَليّ.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي.
وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.
جَابِر بْن نوح الحمانيّ.
ذكرناه في الطبقة الماضية.
ويُقال: إنّه مات سنة ثلاث ومائتين، فيحول إلى هنا.
68- جعفر بْن عَون بْن جعفر بْن عَمْرو بن حريث2 -ع- أبو عون المخزومي العمري الكوفي، أحد الأبدال. وُلِد سنة نيفٍ وعشرة ومائة.
سمع: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ويحيى بْن سَعِيد، وأبي العُمَيْس عُتْبة بْن عَبْد اللَّه، وأبي حنيفة، وجماعة.
وعنه: ابن رَاهَوَيْه، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بن أبي المثنى، وخلق.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 210"، الجرح والتعديل "2/ 500"، ميزان الاعتدال "1/ 379"، التهذيب "2/ 45، 46".
2 الطبقات الكبرى "6/ 396"، التاريخ الكبير "2/ 197"، الجرح والتعديل "2/ 485"، تهذيب التهذيب "2/ 101".

(14/45)


قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: توفي في أول السنة راجعًا من الحجّ، وله نيِّفٌ وتسعون سنة.
وقال أحمد: رَجُل صالح لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: أَيْنَ تريد؟
قلت: الكوفة!
قَالَ: عليك بابن عَون.
قلت: مات في أول سنة سبْعٍ.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة ستٍّ.
69- جُنَيْد الحجّام1 -ن- عَنْ: أستاذه أَبِي أسامة زيد الحجّام.
عَنْ: عكرمة، وغيره.
وعنه: قُتَيْبة بْن سَعِيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد الطّنافسيّ، وهارون بْن إِسْحَاق، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وقال "النَّسائيّ": لَيْسَ بِهِ بأس.
"حرف الحاء":
70- حاتم بْن عَبْد اللَّه2.
أبو عبيدة النُّمَيْريّ الْبَصْرِيّ.
حدَّثَ بأصبهان سنة بضْعٍ ومائتين عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وأبي هلال، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر رستة، وإبراهيم بن راشد، وسمويه في فوائده.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 236"، الجرح والتعديل "2/ 528"، ميزان الاعتدال "1/ 425"، التهذيب "2/ 120".
2 الجرح والتعديل "3/ 260، 261"، الثقات لابن حبان "8/ 211".

(14/46)


قال أبو نعيم الحافظ: كان من الثقات.
71- الحارث بن أسد العتكي البصري.
مات في ذي القعدة سنة عشر.
72- الحارث بن أسد الإفريقي.
صاحب مالك.
قال ابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين.
73- الحارث بن عطية البصري1 -ن- نزيل المصِّيصة.
عَنْ: هشام بْن حسان، وهشام بْن أَبِي عَبْد اللَّه، والأوزاعيّ، وغيرهم.
وعنه: إبراهيم بْن الحُسين الأنطاكيّ، وحاجب بْن سليمان المنبجيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين. وكان من الزُّهّاد المذكورين.
74- الحارث بْن عِمران الجعفريّ الْمَدَنِيّ2 -ق- عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وجعفر الصّادق، ومحمد بْن سوقة، وغيرهم.
عنه: الأشجّ، وإبراهيم بْن يوسف الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ، ومحمود بْن غَيْلان، وجماعة. ضعّفه أبو زُرْعة.
75- الحارث بْن مُسْلِم3 المَرْوَزِيّ المقرئ.
عَنِ: الربيع بْن صُبَيْح، وسُفْيان الثَّوريّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مِهْران الجمّال، ومحمد بْن حمّاد الطّهرانيّ.
نزل الرّيّ. ذكره أبو هاشم وقال: ثقة عابد، صلَّيت خلفه.
76- الحارث بن النعمان بن سالم4.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 490"، الجرح والتعديل "3/ 85"، تهذيب التهذيب "1/ 142".
2 التاريخ الكبير "2/ 278"، الجرح والتعديل "3/ 84"، ميزان الاعتدال "1/ 439".
3 الجرح التعديل "3/ 88".
4 تهذيب الكمال "5/ 292"، ميزان الاعتدال "1/ 445"، تهذيب التهذيب "2/ 160".

(14/47)


أبو النَّضْر الطُّوسيّ الأكفاني البزّاز.
مولى بني هاشم. سكن بغداد.
وحدَّثَ عَنْ: سَمِيِّه الحارث بْن النعمان، وسالم اللَّيْثيّ ابن أخت سَعِيد بْن جُبَيْر، وحَرِيز، وعثمان، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وشَيْبان.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز، وآخرون.
77- حَجّاج بْن زيان.
أبو محمد السَّهميّ، مولاهم الْمَصْرِيّ.
عبدٌ صالح، مُجاب الدَّعوة، كبير القدْر.
روى عَنْ: عزّان بْن سَعِيد.
وعنه: أبو الطاهر بْن السَّرْح. مات سنة خمس ومائتين.
78- حَجّاجُ بن محمد1. -ع- أبو محمد المصِّيصيّ الأعور. مولى سليمان بْن مُجالد.
تِرْمِذِيّ الأصل، سكن بغداد، ثمّ نزل المصِّيصَة.
سمع: حَريز بْن عثمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، وجماعة.
وعنه: أحمد، وابن مَعِين، وأبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأحمد الرَّماديّ، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد صاعِقَة، وهارون الحَمَّالُ، ويوسف بْن مُسْلِم، وهلال بْن العلاء، وخلْق.
قَالَ الإِمَام أحمد: مَا كَانَ أضْبَطه، وأصحّ حديثه، وأشد تعاهده للحروف، وَرَفَعَ أمرَه جدًّا وقال: كَانَ صاحب عربية.
وكان يَقُولُ: ثنا ابن جُرَيْج، وإنّما قرأ عَلَيْهِ ثمّ ترك ذَلِكَ، فكان يَقُولُ: قَالَ ابن
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 333"، التاريخ الكبير "2/ 380"، الجرح والتعديل "3/ 166"، التهذيب "2/ 205، 206".

(14/48)


جريج. قد قرأ الكتب كلها عَلَى ابن جُرَيْج إلا "كتاب التَّفسير"، فإنّه سمعه منه إملاء.
وقال أبو داود: رَحَلَ أحمد ويحيى إلى الحَجّاج الأعور.
قَالَ: وبلغني أنّ يحيى كُتُب عَنْهُ نحوًا مِنْ خمسين ألف حديث.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أثبت أصحاب ابن جُرَيْج.
وقال إبراهيم بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الخُشْك: حَجّاج بن محمد نائمًا، أوثق من عبد الرزاق يقظانًا. وقال ابن سعْد: قدِم حَجّاج بغداد في حاجةٍ، فمات بها في ربيع الأوَّل سنة ستٍّ، وقد تغيّر في آخر عُمره حين رجع إلى بغداد، وكان ثقة إنّ شاء اللَّه.
79- حُجَيْن بْن المُثَنَّى.
في الطبقة الأتية.
80- حُذَيْفة بْن قَتَادة المَرْعَشيّ الزّاهد1.
صاحب سُفْيَان الثَّوْريّ.
قد ذكرناه في الطبقة العشرين، وكان موته سنة سبْعٍ ومائتين، فينقل.
لَهُ قدِم في العبادة وكلام نافع. وهو القائل: إنْ لم تخْشَ أنّ يعذّبك اللَّه عَلَى أفضل عملك فأنت هالك.
قلت: يعني لِمَا يَعتوره من الآفات.
وقال: لو وجدتُ من يبغضني في اللَّه لأوجبت عَلَى نفسي حُبَّه2.
81- حرمي بن عمارة3 بن أبي حفصة -سوى ت.
أبو روح العتكي. مولاهم الْبَصْرِيّ لم يدرك الأخذ عَنْ والده.
__________
1 حلية الأولياء "8/ 267-271"، الزهد الكبير للبيهقي "722"، صفة الصفوة "4/ 268-270".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 267"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 268".
3 الطبقات الكبرى "7/ 303"، التاريخ الكبير "3/ 122"، الجرح والتعديل "3/ 307، 308"، التهذيب "2/ 232".

(14/49)


روى عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وهشام بْن حسّان وهو آخر شيخ لَهُ.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وهارون الحمّال، والرَّماديّ، وطائفة.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق.
قلت: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
82- حَرْمَلَة بْن عَبْد العزيز بْن الربيع بْن سَبْرة1. الْجُهَنيّ الحجازي.
عَنْ: أَبِيهِ، وعمه عَبْد الملك.
وعنه: عليّ بْن حُجْر، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم الفقيه، وأبو عُتْبة أحمد بْن الفَرَج الحمصيّ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس. مات سنة أربعٍ ومائتين.
83- الحَسَن بن زياد اللؤلؤي الفقيه2.
أبو عليّ. مولى الأَنْصَار، صاحب أَبِي حنيفة.
أخذ عَنْهُ: محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ، وشعيب بن أيوب الصريفيني.
وهو كوفي نزل بغداد.
قال محمد بن شجاع: سمعته يَقُولُ -وقد سأله رَجُل- زُفَرُ قيّاسًا؟
فقال: وما قولك قيّاسًا؟ هذا كلام الْجُهّال. كَانَ عالمًا.
فقال الرجل: أكان زُفَرُ نظرَ في الكلام؟
فقال: ما أسخفك. نقول لأصحابنا: نظروا في الكلام وهم بيوت الفِقْه والعِلم.
إنّما يقال: نظر في الكلام من لا عقل لَهُ، وهؤلاء كانوا أعلم باللَّه وبحدوده من أن يتكلّموا في الكلام الّذي تعني. ما كان همهم إلا الفقه.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 69"، الجرح والتعديل "3/ 274"، تهذيب التهذيب "2/ 288".
2 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 30"، الجرح والتعديل "3/ 15"، ميزان الاعتدال "1/ 491".

(14/50)


قَالَ محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ: سَمِعْتُ الحَسَن بْن أَبِي مالك يَقُولُ: كَانَ الحَسَن بْن زياد إذا جاء إلى أَبِي يوسف أهمّتْ أبا يوسف نفسُه من كثرة سؤالاته.
قَالَ ابن كاس النَّخَعيّ: ثنا أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ قَالَ: ما رأيت أحسن خُلُقًا من الحسن بْن زياد، ولا أقرب مأخذًا منه، ولا أسهل جانبًا، مَعَ توفر فقهه وعلمه وزُهده ووَرَعه.
وكان يكسو مماليكه ككسْوهِ نفسَه.
وقال جعفر بْن محمد بْن عُبَيْد الهَمْدانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن آدم يَقُولُ: ما رأيت أفْقه من الحَسَن بْن زياد.
وقال ابن كاس: نا محمد بْن أحمد بْن الحَسَن بْن زياد، عَنْ أَبِيهِ أنّ الحَسَن بْن زياد سُئل عَنْ مسألة فأخطأ فيها. فلمّا ذهب السائل ظهر لَهُ الحقّ، فاكترى مناديًا فنادى: إنّ الحَسَن بْن زياد استُفتي فأخطأ في كذا، فمن كَانَ أفتاه الحَسَن في شيء فلْيرجع إِلَيْهِ. فما زال حتّى وجد صاحب الفتوى وأعلمه بالصواب.
قَالَ زكريّا الساجي: يقال: إنّ اللُّؤلُؤيّ كَانَ عَلَى القضاء، وكان حافظًا لقولهم، يعني أصحاب الرأي. فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عَنِ الحُكْم. فإذا قام عاد إِلَيْهِ حِفْظُه.
قَالَ نِفْطَوَيْه: تُوُفّي حفص بْن غِياث سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فولي مكانه الحَسَن بْن زياد اللُّؤلُؤيّ.
قَالَ أحمد بْن يونس: لمّا ولي الحَسَن بْن زياد لم يُوفَّق، وكان حافظًا لقول أصحابه، فبعث إِلَيْهِ البكّائي: إنّك لم تُوَفَّق للقضاء، وأرجو أنّ يكون هذا لخيرةٍ أرادها اللَّه بك، فاستعف. فاستعفى واستراح.
قالَ مُحَمَّد بْن سماعة، سمعتُ الْحَسَن بْن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلّها يحتاج إليها الفُقَهاء.
وقال أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أسهل جانبًا. وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.
ضعفه ابن المَدِينيّ. وكان لَهُ كُتُبٌ في المذهب.

(14/51)


وقال محمد بْن رافع: كَانَ الحسن اللُّؤلُؤيّ يرفع قبل الإِمَام ويسجد قبله.
قلت: قد ساق في ترجمة هذا أبو بَكْر الخطيب أشياء لا ينبغي ذِكْرها.
وتُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقد روى القراءة عَنْ عيسى بْن عُمَر، زكريّا بْن سِياه.
روى عَنْهُ الحروف: الوليد بْن حمّاد اللُّؤلُؤيّ.
84- الحَسَن بْن محمد بْن أعين الحراني -خ. م. ق- أبو علي مولى بني أُمَيَّةَ.
عَنْ: عمّه موسى بْن أَعْيَن، وزُهَير بْن معاوية، ومغفّل بْن عُبَيْد اللَّه، وفُلَيْح بْن سليمان، وفضيل بْن غَزْوان، وجماعة.
وعنه: لُوَيْن، وَسَلَمَةُ بْن شُعَيْب، والفضل بْن يعقوب الرُّخَاميّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ وطائفة.
مات سنة عشر. ووثَّقهُ ابن حِبّان.
85- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يزيد الْمَكِّيُّ1.
أبو محمد المقرئ.
قرأ عَلَى: شبل بْن عَبّاد. عن ابن كثير، وابن محيصن.
وسمع من: ابن جُرَيْج.
روى عَنْهُ القراءة: حامد بْن يحيى البلْخيّ، واحمد بْن محمد البزّيّ، وغيرهما.
86- الحَسَن بْن موسى الأشيب2.
أبو عليّ البغداديّ. قاضي المَوْصِل مرة، وقاضي حمص، وقاضي طبرستان.
سمع من: ابن أَبِي حبيب، والحَمَّادَيْن، وشُعْبة، وسُفْيَان، وحَرِيز بْن عثمان، وزُهير بْن معاوية، وطائفة.
وعنه: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن منيع، وحجاج
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 35"، تهذيب التهذيب "2/ 317".
2 الطبقات الكبرى "7/ 337"، التاريخ الكبير "2/ 306"، الجرح والتعديل "3/ 36"، التهذيب "2/ 323".

(14/52)


ابن الشاعر، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، وإِسْحَاق الحَرْبيّ، وخلْق.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بن عمار: وكان بالموصل بيعة قد خربت، فاجتمع النَّصارِي عَلَى الحَسَن الأشْيَب، وجمعوا لَهُ مائة ألف درهم، عَلَى أنّ يحكم لهم بها حتّى تُبْنى. فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلمّا حضروا الجامع قَالَ: اشهدوا عليّ بأنّي قد حكمت بأن لا تُبني. فنفر النصارى وردّ عليهم المال.
قَالَ أبو حاتم: مات بالرِّيّ وحضرت جنازته.
وقال ابن سعْد: ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثمّ قدِم بغداد إلى أنّ ولاه المأمون قضاء طَبَرِسْتان، فتوجه إليها، فمات بالرِّيّ في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ ومائتين.
87- الحُسين بْن الحَسَن بْن عطية بْن سعْد العَوْفيّ الكوفيّ1.
أبو عَبْد اللَّه. ولي قضاء الشرقية ببغداد. ثمّ ولي قضاء عسكر المهديّ. وحدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، والأعمش، وأبي مالك الأشجعيّ، وعبد الملك بْن أَبِي سليمان.
وعنه: ابنه الحَسَن، وابن أخيه سعْد بْن محمد، وعُمَر بْن شَبَّة، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وَبَقِيَّةُ بْن الوليد، وهو أكبر منه.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ ضعيفًا في القضاء، ضعيفًا في الحديث.
وقال الحارث بْن أَبِي أسامة: حدَّثني بعض أصحابنا قَالَ: جاءت امرأة إلى العَوْفيّ ومعها صبيّ ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه.
قال لَهُ: هذه امرأتك؟.
قَالَ: نعم.
قَالَ: وهذا ابنك؟
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 331"، الجرح والتعديل "3/ 48"، ميزان الاعتدال "1/ 532، 533".

(14/53)


قَالَ: أصلح اللَّه القاضي أَنَا خَصِيّ.
قَالَ: فألزمه الولد، فأخذه عَلَى رقبته وانصرف، فلقيه صديق لَهُ خصيّ.
فقال: ما هذا؟
قَالَ: القاضي يفرق أولاد الزِّنا عَلَى الخصْيان.
وقال الحُسين بْن فهم: كانت لحية العَوْفيّ تبلغ إلى رُكْبته.
وعن زكريّا السّاجيّ قَالَ: اشترى رَجُل من أصحاب القاضي العَوْفيّ جاريةً، فغَاضَبتْه، فشكا ذَلِكَ إلى العَوْفيّ. فقال: انفِذْها إليّ. وقال لها العَوْفيّ: يا لَعُوب يا عَزُوب، يا ذات الجلاليب، ما هذا التمنُّع المُجانِب للخيرات والاختيار للأخلاق المشْنُوءات؟
قَالَتْ: أيّد اللَّه القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمُرْهُ يبيعني.
فقال: يا هُنْيَة كل حكيم وبَحّاث عَنِ اللّطائف عليم. أما علمتِ أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات عَلَى طالبي المودات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟
فقالت لَهُ: لَيْسَ في الدنيا أصلح لهذه العثنونات المنتشرات عَلَى صدور أهل الركاكات من المَوَاسي الحالقات. وضحكت، فضحك من حضر.
وكان العَوْفيّ عظيم اللّحية.
ولبعضهم:
لحية العَوْفيّ أبدت ... ما اختفي من حَسَن شعري
هِيَ لو كانت شراعًا ... لذوي متجر بحري
جعلوا السير من الص ... ين إليها نصف شهر
قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
وضعفه النَّسائيّ.
وقيل: مات سنة اثنتين.

(14/54)


88- الحسين بن الحسن الأشقر1 -ن.
أبو عبد الله الفزاري الكوفي.
عَنْ: الحَسَن بْن صالح بْن حيّ، وقيس بْن الربيع، وشريك، ورفاعة بْن إياس الضَّبّيّ، وزهير بن معاوية.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بْن عَبْدة، والفلاس، والكُدَيْميّ، وطائفة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بقويّ.
واتهمه ابن عديّ.
وقال أبو زُرْعة: مُنكر الحديث.
ومات سنة ثمانٍ ومائتين.
وله حديث في "ن".
89- الحُسين بْن الحَسَن2.
شيخ جليل.
عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن بشّار، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَن أَبِيهِ: كَانَ من الثقات المأمونين. دلهم عَلَيْهِ ابن مهديّ، وكان حَسَن الهيئة، يحفظ عَنِ ابن عَون. كتبنا عنه.
90- الحسين بن علوان بن قدامة3.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 385"، الجرح والتعديل "3/ 49، 50"، ميزان الاعتدال "1/ 531، 532"، التهذيب "2/ 335".
2 التاريخ الكبير "2/ 385"، الجرح والتعديل "3/ 48، 49"، تهذيب التهذيب "2/ 335".
3 الجرح والتعديل "3/ 61"، ميزان الاعتدال "1/ 542، 543".

(14/55)


أبو عليّ الكوفيّ. نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأعمش، وابن عَجْلان، وغيرهم.
وعنه: إسماعيل بْن عيسى العطّار، وزيد بْن إسماعيل الصائغ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وغيرهم.
وهو كذاب.
رَوَى عَنْ: هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْغَائِطَ أَدْخُلُ عَلَى أَثَرِهِ فَلا أَرَى شَيْئًا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَمَا عَلِمْتِ أَجْسَادُنَا تَنْبُتُ عَلَى أَرْوَاحِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمَا خَرَجَ مِنَّا مِنْ شَيْءٍ ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ"1.
سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزْرَةُ: كَانَ يضع الحديث.
قلت: توفي بعد المائتين، لا بل في حدود بضع عشرة ومائتين، فإن أبا حاتم الرازي سمع منه وقال: ضعيف متروك.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عَنْهُ صالح بْن بِشْر الطَّبَرانيّ.
91- الحُسين بْن عليّ بْن الوليد الْجُعْفيّ2 -ع- مولاهم الكوفي المقرئ الزّاهد، أبو عَبْد اللَّه، وأبو محمد.
عَنْ: حمزة الزّيّات، وكان قد قرأ عَلَيْهِ.
وأخذ الحروف عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وعن: أَبِي بَكْر بْن عياش.
وسمع الثَّوْريّ، والاعمش، وفضيل بْن مرزوق، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وزائدة، وجعفر بْن برقان، ومجمع بْن يحيى الأَنْصَارِيّ.
وصحب: الفضيل، وغيره.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 182"، وفيه صاحب الترجمة وهو كذاب وضاع للحديث كما ذكر.
2 الطبقات الكبرى "6/ 396"، التاريخ الكبير "2/ 381"، الجرح والتعديل "3/ 55"، التهذيب "2/ 357-359".

(14/56)


وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عُمَر الوكيعيّ، وعبد بْن حُمَيْد، وهارون الحمّال، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الْجُعْفيّ.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال قُتَيْبة: قِيلَ لسفيان بْن عُيَيْنَة: قدِم حسين الْجُعْفيّ، فوثب قائمًا وقال: قدِم أفضل رجلٍ يكون قطّ.
وقال موسى بْن داود: كنت عند ابن عُيَيْنَة، فجاء حسين الْجُعْفيّ، فقام سُفْيَان وقبّل يده.
وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ بَقِيّ من الأبدال أحد فحُسين الْجُعْفيّ.
وسُئل أبو مسعود أحمد بْن الفُرات: من أفضل من رأيت؟ قَالَ: الحفريّ وحسين الْجُعْفيّ، وذكر آخرين.
وقال محمد بْن رافع: ثنا الحُسين الْجُعْفيّ، وكان راهب أهل الكوفة. وروى أبو هشام الرفاعي، وعن الكسائي قَالَ: قَالَ لي هارون الرشيد: من أقرأ النّاس؟ قلت: حسين بْن عليّ الْجُعْفيّ.
وقال حُمَيْد بْن الربيع: رأى حسين الْجُعْفيّ كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديا ينادي: ليقم العلماءُ فيدخلوا الْجَنَّةَ، فقاموا وقمتُ معهم، فقيل لي: اجلس، لست منهم، فأنت لا تحدّث.
قَالَ: فلم يزل يحدّث بعد أنّ لم يكن يحدّث حتّى كتبنا عَنْهُ أكثر من عشرة آلاف حديث.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: هُوَ ثقة. وكان يُقرئ القرآن، رأسًا فيه. وكان رجلا صالحًا، لم أر رجلًا قط أفضل منه.
وروى عنه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة حديثين، ولم يره إلا مُقْعدًا.
ويقال: إنّه لم ينحر، ولم يطأ أُنثَى قطّ.
وكان جميلا لباسًا، يخضب إلى الصفرة خضابه. وخلف ثلاثة عشر دينارًا.

(14/57)


وكان من أروى النّاس عَنْ زائدة. كَانَ زائدة يختلف إِلَيْهِ إلى منزله يحدثه. وكان سُفْيَان الثَّوْريّ إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي.
قِيلَ: إنّه وُلِد سنة تسع عشر ومائة، ومات في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين.
92- الحُسين بْن عياش بْن حازم1 -ن- أبو بكر السلمي مولاهم اللغوي الجزري الباجدائي الرَّقّيّ.
عَنْ: جعفر بْن برقان، وحرام بْن عثمان، وزهير بْن معاوية، وغيرهم.
وعنه: عليّ بْن حُمَيْد الرَّقّيّ، وعبد الحميد بْن المستام الحرّانيّ، وهلال بْن العلاء، وهو آخر من روى عَنْهُ.
وثّقه النَّسائيّ. وله مصنف في غريب الحديث.
قَالَ هلال: مات بباجدًا سنة أربع ومائتين.
93- الحُسين بْن الوليد الْقُرَشِيّ2 -ن. خ. ت- مولاهم النَّيْسابوريّ، الفقيه أبو عَبْد اللَّه، وأبو عليّ.
عَنْ: ابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وعبد الرَّحْمَن بْن الغسيل، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن فيض السُّلَميّ، وأحمد بْن حنبل، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وَسَلَمَةُ بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وخلْق.
وثّقه أحمد بْن حنبل وأثنى عَلَيْهِ خيرًا.
وقال آخر: كَانَ يطعم أصحاب الحديث الفالوذَج، وكان يصلهم.
كَانَ كريمًا جوادًا، متموّلا فقيهًا، جليل القدر.
وذكره الحاكم فقال: الثقة المأمون، شيخ بلدنا في عصره.
وكان من أسخى الناس وأورعهم وأقرئهم للقرآن.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 62"، ميزان الاعتدال "1/ 545"، تهذيب التهذيب "2/ 362، 363".
2 الطبقات الكبرى "7/ 377"، التاريخ الكبير "2/ 391"، الجرح والتعديل "3/ 66، 67"، التهذيب "2/ 374، 375".

(14/58)


قرأ عَلَى: الكسائي.
وغزا الترك مرات، وحج مرات.
ومات سنة اثنتين ومائتين، قاله محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
وقال الْبُخَارِيّ: سنة ثلاث.
94- حفص بْن سَلْم1.
أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديّ.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومسعر، وأبي حنيفة، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
وقيل: روى عَنْ: أيّوب، وله مناكير.
روى، عَنْهُ: عليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وعتيق بْن محمد، وأيوب بْن الحَسَن النَّيْسابوريّ.
سُئل عَنْهُ إبراهيم بْن طِهْمان فقال: خُذوا عَنْهُ عبادته وحَسْبَكَم.
قَالَ الحاكم في تاريخه: قد أفحش القول فيه قُتَيْبة بْن سَعِيد، وغيره. وتُوُفّي سنة ثمان ومائتين.
95- حفص بن عبد الله بن راشد2 -خ. د. ت. ق- أبو عَمْرو السُّلَميّ النَّيْسابوريّ: ويقال: أبو سهل. قاضي نَيْسابور.
عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان وهو مجود عَنْهُ، وابن أَبِي ذئب، وعُمَر بْن ذَرّ، وسفيان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، وقطن بْن إبراهيم، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن عَمْرو قشمرد، ومحمد بْن يزيد محمش، وطائفة من أهل نَيْسابور.
قَالَ محمد بْن عَقِيل: كَانَ قاضيًا عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 174"، المجروحين لابن حبان "1/ 256، 257"، ميزان الاعتدال "1/ 557، 558".
2 التاريخ الكبير "2/ 361"، الجرح والتعديل "3/ 175"، تهذيب التهذيب "2/ 403".

(14/59)


وقال ابنه أحمد: تُوُفّي لخمس بقين من شَعْبان سنة تسع ومائتين.
قلت: يقع لنا حديثه بعد.
96- حفص بْن عُمَر.
أبو عُمَر الزبيدي المَوْصِليّ.
سمع: أبا الأحوص، وشريكًا، وعنبر بن القاسم، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ بْن حرب، وغيره.
مات سنة سبْعٍ ومائتين.
97- حفص بْن عُمَر الحبطي الرَّمْليّ1.
نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: ابن جُرَيْج، وأبي زُرْعة يحيى الشَّيْبانيّ.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، وجماعة. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وفي أتباع التّابعين:
98- حفص بْن عُمَر الْمَدَنِيّ2 -ق- اسم جَدّه أَبِي العطاف.
منكر الحديث.
روى عَنْ: أَبِي الزناد، وغيره.
خرج لَهُ ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بْن المنذر، عَنْهُ.
99- حفص بْن عُمَر الرّازيّ3 -ق- روى عَنِ: ابن المبارك.
قَالَ أبو حاتم: كان يكذب.
__________
1 التاريخ الكبير لابن معين "2/ 121"، الكامل لابن عدي "2/ 795، 796"، ميزان الاعتدال "1/ 562، 563"، لسان الميزان "2/ 235، 236".
2 التاريخ الكبير "2/ 367"، الجرح والتعديل "3/ 177"، ميزان الاعتدال "1/ 560"، التهذيب "2/ 409، 410".
3 الجرح والتعديل "3/ 184"، ميزان الاعتدال "1/ 565".

(14/60)


نقل لَهُ ابن ماجه في تفسيره.
100- حفص بْن عُمَر الشامي البزار1.
من طبقة بقية، مجهول.
روى لَهُ ابن ماجة.
101- حفص بْن عُمَر العَدَنيّ المعروف بالفرخ.
يذكر في الطبقة الآتية. وَاهٍ.
102- حفص بْن عُمَر بْن عُبَيْد الطنافسيّ2 -د. ت- مقل، مقبول.
خرج لَهُ التِّرْمِذيّ.
103- حَفْص بْن عُمَر الحوضي.
أبو عُمَر النمري.
ثقة مشهور، سيأتي إنّ شاء اللَّه.
104- حفص بْن عُمَر الضّرير.
أبو عَمْرو الْبَصْرِيّ.
سيأتي أيضًا فيما بعد.
105- حفص بْن عُمَر بْن جابان3.
شيخ مجهول، روى عَنْ: شُعْبَة.
لَهُ ذكر.
106- حفص بْن عُمَر الرفاء4.
يروى أيضًا عن شعبة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 181"، تهذيب الكمال "7/ 48"، ميزان الاعتدال "1/ 565".
2 الجرح والتعديل "3/ 181"، تهذيب التهذيب "2/ 409".
3 الجرح والتعديل "3/ 182".
4 الجرح والتعديل "3/ 183"، ميزان الاعتدال "1/ 564".

(14/61)


قَالَ أبو حاتم: كذاب.
107- حفص بْن عُمَر الواسطيّ1.
النّجّار الإِمَام.
عَنِ: العوام بْن حوشب. ضعفوه.
قَالَ ابن عديّ: روى عَنْ شُعْبَة، وعبد الحميد بْن جعفر. يتكلمون فيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، ويقال له: الإمام.
روى عنه: أحمد بن سليمان الرهاوي، وعمرو بن رافع القزويني، ووهب بن بيان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
روى أيضا: عَنْ ثور بْن يزيد، وهمام ين يحيى، وأبان بْن أَبِي سِنان الشَّيْبانيّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة: لَيْسَ بقوي.
108- حفص بْن عُمَر البغداديّ العَدَويّ.
عَنْ: معاوية بْن سلام، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد، وعبد اللَّه بْن أَبِي سَعِيد الورّاق. وهو مقل.
109- حفص بْن عُمَر الكفر. روى الأباطيل.
يأتي فيما بعد، وهو كبير.
110- حفص بْن عُمَر2. قاضي حلب. قديم الموت.
روى عَنْ: هشام بْن حسان، ومحمد بْن إِسْحَاق، وصالح بن حسان، والفضل
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 367"، الجرح والتعديل "3/ 180، 181"، ميزان الاعتدال "1/ 564، 565"، لسان الميزان "2/ 327، 238".
2 الجرح والتعديل "3/ 179، 180"، المجروحين لابن حبان "1/ 259"، ميزان الاعتدال "1/ 563، 564".

(14/62)


بْن عيسى الرقاشي، وجماعة.
وعنه: يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن بكار، وعامر بن سيار الحلبي، وهو منكر الحديث، لم يخرجوا له.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
111- حفص بْن عُمَر بْن مرة الشني1.
أقدم من هَؤُلاءِ.
روى عَنْهُ: أبو سَلَمَةَ التبوذكي.
وهو صدوق. خرج لَهُ أبو داود، والترمذي، وغيره.
ذكرناه استطرادًا، واللَّه أعلم.
112- حفص بْن عُمَر بْن حفص المخزومي2.
قاضي عمان.
عَنْ: الزُّهْرِيّ، وغيره.
وعنه: الهَيْثَم بْن خارجة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار.
أحاديثه مستقيمه. قاله ابن عساكر.
113- الحكم بن عبد الله3 -خ. م. ت. ن- أبو النعمان البصري.
عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، وشُعْبة، وأبي عَوَانة.
وعنه: محمد بْن الْمُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وأحمد البزّيّ المقرئ، وأبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد السَّرْخَسيّ. وكان ثقة حافظًا.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 365"، الجرح والتعديل "3/ 181"، ميزان الاعتدال "1/ 564"، التهذيب "2/ 410".
2 التاريخ الكبير "2/ 366، 367"، الجرح والتعديل "3/ 182"، الثقات لابن حبان "8/ 198".
3 التاريخ الكبير "2/ 342"، الجرح والتعديل "3/ 122"، ميزان الاعتدال "1/ 575"، التهذيب "2/ 429".

(14/63)


قَالَ الْبُخَارِيّ: حديثه معروف، كَانَ يحفظ.
114- الحَكَم بْن مروان الكوفي1.
عَنْ: كامل أَبِي العلاء، وزهير بْن معاوية، وإسرائيل.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبد اللَّه المُخَرِّميّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
115- الحَكَم بْن هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان2. الأمير أبو العاص الأُمَويّ الأندلسي، ملك الأندلس.
ولي الأمر بعد والده. وامتدت أيامه، وأقام في الإمرة سبعًا وعشرين سنة وشهرًا. ولقب نفسه بالمرتضى. وكان فارسًا شجاعًا فاتكًا جبارًا ذا حَزْم ودهاء. وعاش خمسين سنة.
هو الّذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة. وكان الربض محلة متصلة بقصره، فهدمه ومساجده. وفعل بأهل طليطلة أعظم من ذَلِكَ في سنة إحدى وتسعين ومائة.
وتظاهر في صدر ولايته بالخمور والفسق، فقامت الفُقَهاء والكبار فخلعوه في سنة تسع وثمانين. ثمّ أعادوه لما تنصّل وتاب، فقتل طائفة من الكبار.
قِيلَ: بلغوا سبعين نفسًا. وصلبهم بإزاء قصره. وكان يومًا شنيعًا ومنظرًا فظيعًا، فلا قوة إلا باللَّه. فمقتته القلوب وأضمروا لَهُ الشّرّ، وأسمعوه الكلام المُرّ، فتحصّن واستعدّ، وجرت لَهُ أمور يطول شرحُها.
قَالَ الوزير الفقيه أبو محمد بْن حزْم: كَانَ من المجاهرين بالمعاصي، سفّاكًا للدماء. كَانَ يأخذ أولاد النّاس الملاح فيْخصيهم ثمّ يمسكهم لنفسه. وله أشعار.
ولي الأمر بعد ابنهُ أبو المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَن. مات سنة ستٍّ.
116- حمّاد بْن أُسامة بْن زيد الحافظ3.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 129"، ميزان الاعتدال "1/ 579".
2 تاريخ الطبري "6/ 65، 84"، سير أعلام النبلاء "8/ 225-231".
3 الطبقات الكبرى "6/ 394، 395"، التاريخ الكبير "3/ 28"، الجرح والتعديل "3/ 132"، تهذيب التهذيب "3/ 32".

(14/64)


أبو أسامة الكوفيّ، مولى بني هاشم.
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، والأجلح الكِنْديّ، وإدريس الأَوْديّ، وبُرَيْد بن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، وحبيب بْن الشَّهيد، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلّم، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، والْجُرِيريّ، وهشام بْن عُرْوَة، وخلْق.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ مَعَ تقدُّمِهِ ونُبْله، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد الدَّوْرقيّ، والحَسَن الحَلْوانيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وعليّ بْن محمد الطنافسي، ومحمد بْن عبد الله بْن نُمَيْر، ومحمد بن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن عَبْد الحميد الحارثي، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، والحَسَن بْن عليّ العامريّ، وخلائق.
قَالَ أحمد: أبو أسامة ثقة. كَانَ أعلم النّاس بأمور النّاس وأخبار الكوفة. وما كَانَ أرواه عَنْ هشام بْن عُرْوَة.
وقال أيضًا: كَانَ ثَبْتًا لا يكاد يخطئ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كتبتُ بإصْبَعَيَّ هاتين مائة ألف حديث.
وقال ابن الفُرات: كَانَ عنده ستّمائة حديث عَنْ هشام بْن عُرْوَة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كَانَ أبو أسامة في زمن الثَّوْريّ يعد من النُّسّاك.
وروى يحيى بْن اليَمَان: عَنْ سُفْيَان قَالَ: ما بالكوفة شابّ أعقل من أَبِي أسامة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة، فيما قِيلَ.
قَالَ الفَسَويّ: سَمِعْتُ ابن نُمَيْر يوهن أبا أسامة، ثمّ يعجب من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، مَعَ معرفته بأبي أسامة، ثم وهو يحدِّث عَنْهُ.
قَالَ ابن نُمَيْر: وهو الّذي يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، نرى بأنّه لَيْسَ بابن جَابِر، بل هُوَ رَجُل تسمى بِهِ.

(14/65)


قلت: تلقت الأَئِمَّةُ حديث أَبِي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، ولم يُنْصفه ابن نُمَيْر.
قَالَ محمد بْن عثمان بْن كرامة: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: وضعت بنو أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعةَ آلاف حديث.
قلت: هذه مجازفة من أَبِي أسامة وغُلُوّ. والكوفيّ لا يُسمع قولُه في الأُمويّ.
قَالَ أحمد العِجْليّ: أبو أسامة ثقة "وكان يُعَدّ" من حكماء أصحاب الحديث، شهِدْت جَنَازته في شوّال سنة إحدى ومائتين.
117- حمّاد بْن خالد1 -م. 4- أبو عبد الله القرشي البصري الخياط. نزيل بغداد.
عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بْن سَعِيد، وابن أَبِي ذئب، ومعاوية بْن صالح الحضرميّ، وهشام بْن سعْد، وَعِدَّةٍ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنِيع، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعَمْرو النّاقد، وابن نُمَيْر، وجمْعٌ.
قَالَ أحمد: كَانَ حافظًا، وكان يحدّثنا وهو يخيط. كتبت عَنْهُ أَنَا ويحيى بْن مَعِين.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أُمِّيًّا لا يكتب، ثقة. كَانَ يقرأ الحديث.
وقال غيره: كان مدنيًّا يخِيط عَلَى باب مالك.
118- حمّاد بْن عيسى بْن عبيدة الْجُهَنيّ الواسطيّ. وقيل: الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: جعفر الصادق، وابن جُرَيْج، وموسى بْن عبيدة، وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم.
عنه: عَبْد بْن حُمَيْد، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأبو بَكْر الصاغاني، وعباس الدُّوريّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ ابن معين: شيخ صالح.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 26"، الجرح والتعديل "3/ 136"، تهذيب التهذيب "3/ 7".
2 الجرح والتعديل "3/ 145"، تهذيب الكمال "7/ 281-282"، ميزان الاعتدال "1/ 598"، تهذيب التهذيب "3/ 18".

(14/66)


وقال أبو حاتم: شيخ ضعيف الحديث.
قلت: يقال لَهُ: غريق الجحفة؛ لأنّه حجّ في سنة ثمانٍ فغرق بوادي الجحفة.
119- حمّاد بْن قيراط1.
أبو عَلَى النَّيْسابوريّ. حدَّثَ بالرِّيّ.
عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشعبة بْن الحجاج.
وعنه: إبراهيم بْن مُوسَى الفراء، وإِسْحَاق بْن إبراهيم المَرْوَزِيّ.
نزيل الرّيّ، ثمّ خرج إلى الشام وتعبد هناك.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج به.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
120- حمّاد بْن مَسْعَدَة -ع- أبو سَعِيد التَّميميّ2، ويقال: الباهلي، مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: يزيد بْن أَبِي عبيدة، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَون، وابن جُرَيْج، وعُبَيْد اللَّه بن عمر، وسليمان التيمي.
وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الفُرات، وطائفة.
وثّقه أبو حاتم.
وتُوُفّي في رجب سنة اثنتين ومائتين.
وقع لنا حديثه بعُلُوٍّ.
121- حمّاد بْن سليمان بْن المَرْزُبان الفقيه.
أبو سليمان النيسابوري، صاحب محمد بْن الحَسَن، ويلقب قيراط.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 145"، الثقات لابن حبان "8/ 206"، ميزان الاعتدال "1/ 599".
2 الطبقات الكبرى "7/ 294"، التاريخ الكبير "3/ 26"، الجرح والتعديل "3/ 148"، التهذيب "3/ 19".

(14/67)


عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وداود بْن أَبِي هند، والثَّوْريّ.
قَالَ الحاكم: لقي جماعةً من التّابعين، وتفقّه عَلَى كِبَر سِنّه عند محمد.
روى عَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب.
122- حمّاد بْن معقل1.
أبو سَلَمَةَ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: مالك بْن دينار، وغالب القطّان.
وعنه: عُمَر بْن الصَّلْت، ومَسْلَمَة بْن إبراهيم، وجعفر بْن عليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
123- حمزة بن الحارث بن عمير2 -ت. ق- أبو عمارة العدوي، مولى آل عُمَر -رضى الله عنه. الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّةَ.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، وأحمد بْن أَبِي شُعَيب الحرّانيّ، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسماعيل، وبكر بْن خَلَف خَتَنُ المقّري، ورجاء بْن السِّنْديّ الإسْفَرائينيّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
124- حمزة بْن زياد بْن سعْد الطُّوسيّ3. أبو مُحَمَّد نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، ومالك، وفليح بْن سليمان.
وعنه: ابنه محمد، وموسى بن هارون الطوسي، وأحمد بن زياد السمسار.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ مهنا الشّاميّ: سألت الإِمَام أحمد عنه فقال: لا تكتب عنه الخبيث.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 148"، الكنى والأسماء للدولابي "1/ 191"، الثقات لابن حبان "8/ 204".
2 الطبقات الكبرى "5/ 501"، التاريخ الكبير "3/ 52"، الجرح والتعديل "3/ 210"، تهذيب التهذيب "3/ 26، 27".
3 الجرح والتعديل "3/ 211"، الثقات لابن حبان "8/ 210"، ميزان الاعتدال "1/ 607، 608".

(14/68)


125- حمزة بْن القاسم1.
أبو عُمارة الأَزْدِيّ الكوفي الأحول المقرئ.
قرأ عَلَى: حمزة مرتين وروى عَنْهُ.
وعنه: أبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو الحارث الَّليْث بْن خَالِد، وعبد الرَّحْمَن بْن واقد.
126- حُمَيْد بْن عَبْد الحميد2. الأمير.
من كبار قوّاد المأمون.
تُوُفّي سنة عشر.
127- حنيفة بْن مرزوق أبو الحَسَن3.
عَنْ: شُعْبَة، وشريك.
وعنه: خلاد بْن أسلم، وعبّاس الدُّوريّ، وعليّ بْن شَيْبة السَّدُوسيّ.
"حرف الخاء":
128- خَالِد بْن إسماعيل4.
أبو الوليد المخزومي، أحد المتروكين.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وابن جُرَيْج، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب.
وعنه: الحسين بن الحسن الشيلماني، والعلاء بن مسلمة، وسعدان بن نصر، وأبو سيف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري.
وقال ابن عدي: يضع الحديث على الثقات.
وقال ابن حبان: لا تجوز الرواية عَنْهُ.
قلت: من موضوعاته، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ
__________
1 غاية النهاية "1/ 264".
2 الشعر والشعراء "2/ 742-746"، تاريخ الطبري "8/ 609"، الأغاني "18/ 100".
3 الثقات لابن حبان "8/ 217"، تاريخ بغداد "8/ 283".
4 المجروحين لابن حبان "1/ 281، 282"، ميزان الاعتدال "1/ 627".

(14/69)


النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 2] قَالَ: أسرّ إليها أنّ أبا بَكْر خليفتي من بعدي. رواه عَنْهُ سَعْدان.
129- خَالِد بْن الحُسين1.
أبو الْجُنَيْد الضّرير.
كَانَ ببغداد، روى عَنْ: يحيى بْن القاسم، وحمّاد الرَّبَعِيّ، وعثمان بن مقسم، وغيرهم.
وعنه: الحسن بن يزيد الجصاص، وسليمان بن توبة، وأيوب الوزان.
قال ابن معين: ليس بثقة.
ووهى ابن عدي حديثه.
130- خالد بن عبد الرحمن -د. ت- أبو الهيثم الخراساني المروروذي. نزيل دمشق.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك بْن مغول، وشُعْبة، وطائفة.
سيأتي في الطبقة المقبلة.
131- خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن سَلَمَةَ المخزوميّ الْمَكِّيّ2.
شيخ.
روى عَنْهُ: أبو يحيى بْن أَبِي مُرَّةَ أيضًا، وأبو الدَّرْدَاء عَبْد العزيز بْن مُنيب، ويحيى بْن عَبْدل القَزْوينيّ، وجماعة.
سمع: مِسْعَرًا، والثَّوْريّ، ووَرْقاء.
قَالَ الْبُخَارِيّ، وأبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقد جعله ابن عديّ والذي قبلَه واحدًا، وفرّق بينهما العقيلي، وهو الصواب.
__________
1 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 139"، ميزان الاعتدال "1/ 629".
2 الجرح والتعديل "3/ 342"، ميزان الاعتدال "1/ 633"، تهذيب التهذيب "3/ 103، 104".

(14/70)


132- خالد بن عَمْرو بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ1 بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ -د. ق- أبو سعيد الأموي الكوفي، ابن عمّ عَبْد العزيز بْن أبان.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، وسُفْيان، ومالك بْن مغْوَل، وطائفة كبيرة.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلال، والرَّماديّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، ويوسف بْن مُسْلِم، وخلق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لَيْسَ بثقة.
وقال أبو زُرْعة: منكر الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يضع الحديث.
133- خَالِد بْن نَجِيح2. أبو يحيى الْمَصْرِيّ، مولى آل الخطّاب.
عَنْ: حيوة بْن شُرَيْح، وموسى بْن عليّ، واللَّيث بْن سعْد، ومالك، وطائفة.
قَالَ ابن يونس: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: كذّاب، كَانَ يضع الحديث. والأحاديث الّتي أُنكِرت عَلَى عَبْد اللَّه بْن صالح يُتَوَهَّم أنّها فِعْله. كَانَ يصحبه.
تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ ومائتين.
قلت: وهذا غير المدائني، ذاك في الطبقة الآتية.
134- خَالِد بْن يزيد3 بْن الأمير خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أسد القَسْريّ الدّمشقيّ.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي حيّان التَّيْميّ، وابن عَون، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 164"، الجرح والتعديل "3/ 343، 344"، ميزان الاعتدال "1/ 635، 636"، تهذيب التهذيب "3/ 109، 110".
2 الجرح والتعديل "3/ 355"، ميزان الاعتدال "1/ 644".
3 الجرح والتعديل "3/ 359"، ميزان الاعتدال "1/ 647".

(14/71)


وعنه: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ودُحَيْم، وأحمد بْن بَكْر البالِسيّ، وأحمد بْن جناب المصِّيصيّ، وآخرون، قَالَ ابْن عديّ: أحاديثه لا يُتابَع عليها لا إسنادًا ولا مَتْنًا، ولم أرَ لهم فيه قولا. وقال أبو حاتم: لَيْسَ بقويّ.
135- خَالِد بْن أَبِي يزيد1.
ويُقال: ابن يزيد أبو الهَيْثَم الفارسي القَرْنيّ. وَقَرْنُ قرية من ناحية قُطْرُبُلّ.
عَنْ: شُعْبَة، ووَرْقاء، وأبي شهاب الحنّاط، وجماعة.
وعنه: عَبَّاس الدُّوريّ، وأبو بَكْر الصّاغانيّ، وبِشْر بْن موسى، وجماعة.
وعن ابن معين قَالَ: لم يكن بِهِ بأس.
قلت: تُوُفّي قريبًا من سنة عشر.
136- خَالِد بْن يزيد السُّلَميّ الدّمشقيّ2 -د. ق- والد محمود بْن خَالِد، عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وابن أَبِي ليلى الفقيه، ومُطْعِم بْن المِقْدام، وجماعة.
وعنه: ابنه، ودُحَيْم، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأحمد بْن بكرويه البالِسيّ.
وثّقه ابن حِبّان.
137- خُزَيْمة بْن خازم بْن خُزَيْمة الخُراسانيّ الأمير3.
من كبار قُوّاد المأمون، ومن أبناء الدّولة الْعَبَّاسِيَّةِ.
لَهُ ذِكْر في الحروب.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين بعدما عَمي.
وقد روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب.
وعنه: يعقوب بن يوسف.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 360"، تهذيب الكمال "8/ 215، 216"، تهذيب التهذيب "3/ 131".
2 الجرح والتعديل "3/ 360"، سير أعلام النبلاء "9/ 415"، تهذيب التهذيب "3/ 130-131".
3 المعرفة والتاريخ "1/ 120"، تاريخ بغداد "8/ 341".

(14/72)


138- الخصيب بْن ناصح الحارثيّ الْبَصْرِيّ1. نزيل مصر.
عن: هشام بن حسان، وشعبة، ويزيد ين إبراهيم التُّسْتَريّ، ونافع بْن عُمَر، وهمام بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: الربيع المُرَاديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحَكَم، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعة: ما بِهِ بأس إنّ شاء اللَّه. لم يخرجوا لَهُ.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين، وقيل: سنة سبْعٍ. وقيل: أصله بلْخيّ.
139- خلاد بْن يزيد الْجُعْفيّ2.
كوفيّ مُقِلّ.
روى عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وزُهير بْن معاوية، وشَرِيك.
وعنه: أبو كريب، وعبيد بن يعيش، وابن نُمَيْر.
ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ.
140- خَلَف بْن تميم بْن أبي عتاب مالك3 -ن. ق- أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل المصيصة.
عَنْ: سُفْيَان، وزائدة، وأبي بَكْر النَّهْشليّ، وإسرائيل، وجماعة.
وعنه: أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ مَعَ تقدُّمِهِ، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وأحمد بْن بكرويه البالِسيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز، وعباس التُّرْقُفيّ، وعباس الدُّوريّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وخلق.
وقال ابن شَيْبة: ثقة، صدوق، أحد النُّسّاك والمجاهدين، صحب إبراهيم بْن أدهم. وقال أبو حاتم: ثقة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 397"، الثقات لابن حبان "8/ 232"، تهذيب التهذيب "3/ 143".
2 التاريخ الكبير "3/ 189"، الجرح والتعديل "3/ 366، 367"، ميزان الاعتدال "1/ 657"، التهذيب "3/ 175".
3 الطبقات الكبرى "7/ 491"، التاريخ الكبير "3/ 197"، الجرح والتعديل "3/ 370"، التهذيب "3/ 148".

(14/73)


قَالَ ابن سعْد: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة بالمصِّيصة.
وقال أبو مُسْلِم المُسْتَمليّ، وغيره: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
141- خَلَف بْن أيّوب الفقيه1.
أبو سَعِيد العامري البلْخيّ الحنفيّ.
مفتي أهل بلْخ وزاهدهم وعابدهم.
أخذ الفقه عَنْ أَبِي يوسف، وقيل: إنّه أدرك مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وتفقّه عَلَيْهِ، وقد سمع منه.
ومن: عَوْف الأَعْرابيّ، ومعمر، وإبراهيم بْن أدهم وصحبة مدة.
روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وعليّ بْن مَسْلَمَة اللَّبَقيّ، وجماعة. وكان من أعلام الأَئِمَّةِ رحمه اللَّه تعالى. وقد ليّنه ابن مَعِين.
وَقَدْ رَوَى لَهُ "ت" حَدِيثًا فِي بَابِ فَضْلِ الْفِقْهِ عَلَى الْعِبَادَةِ: ثَنَا أَبُو ريب، ثَنَا خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَصْلَتَانِ لا يَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَلا فِقْهٌ فِي الدِّينِ" 2.
قَالَ "ت": غريب، تفرّد بِهِ خَلَف. ولا أدري كيف هُوَ.
قَالَ الحاكم في تاريخه: سَمِعْتُ محمد بْن عَبْد العزيز المذِّكر: سَمِعْتُ محمد بْن عليّ البيكَنْديّ الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ السبب لثبات مُلْك آل سامان أنّ أسد بْن نوح الأسير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعًا عاقلا، فتعجّبوا من حُسْنه وعقله. فقال لَهُ المعتصم: هَلْ في أهل بيتك أشجع منك؟
قَالَ: لا. قَالَ: فهل في أهل بيتك أعقل وأعلم منك؟ قَالَ: لا.
فما أعجب الخليفة ذَلِكَ. ثمّ بعد ذَلِكَ سأله كذلك فأعاد قوله وقال: هلا قلت ولِمَ ذلك؟
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 375"، التاريخ الكبير "3/ 196"، الجرح والتعديل "3/ 370"، تهذيب التهذيب "3/ 147، 148".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "92684، وابن المبارك في الزهد "459"، والعقيلي في الضعفاء "153"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "278"، وفي صحيح الجامع "3229".

(14/74)


قَالَ: ويحك ولِمَ ذَلِكَ؟
قَالَ: لأنّه لَيْسَ في أهل بيتي من وطأ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري! ثمّ سأل عَنْ علماء بلْخ، فذكروا لَهُ خَلَف بْن أيّوب ووصفوا لَهُ زُهده وعِلْمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلمّا رآه ترجّل وقصده. فقعد خَلَف وغطّى وجهه.
فقال: السّلام عليكم.
فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إنّ هذا العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبّه فيك. ثمّ ركب ومرَّ، فأخبر بعد ذَلِكَ أنّ خَلَف بْن أيّوب مرض، فعاده وقال: هَلْ لك من حاجة؟ قَالَ: نعم! حاجتي أنّ لا تعود إليّ، وإنْ مِتُّ فلا تُصلِّ عليَّ وعليك السّواد. فلمّا تُوُفّي شهِد أسد جنازته راجلا، ثمّ نزع السَّواد وصلّى عَلَيْهِ، فسمع صوتًا بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدَّولة في عُنقك.
قَالَ: عَبْد الصَّمد بْن الفضل: تُوُفّي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين. قلت: هذا يوضح لك أنّ وفادة أسد بْن نوح لم تكن عَلَى المعتصم بل على المأمون، إن صحّت الحكاية.
تُوُفّي خَلَف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستون سنة.
142- الخليل بْن زكريّا الْبَصْرِيّ الشَّيْبانيّ العبْديّ1 -ق.
عن: حبيب الشهيد، وابن جريج، ابن عَون، وعَمْرو بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، ومُجَالد.
وعنه: محمد بْن عَقِيل النَّيْسابوريّ، وإبراهيم بْن نَصْر الكِنْديّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وفضل بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الخلال التّاجر، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وأحمد بْن الهَيْثَم بْن خَالِد البزّاز.
قَالَ أبو جعفر العُقَيْليّ: يحدث عَنِ الثقات بالبواطيل.
وقال ابن عديّ: عامة حديثه لا يتابع عَلَيْهِ.
__________
1 تهذيب الكمال "8/ 334-337"، ميزان الاعتدال "1/ 667"، تهذيب التهذيب "3/ 166، 167".

(14/75)


143- خُنَيْس بْن بَكْر بْن خُنَيْس1.
عَنْ: أَبِيهِ، ومسْعَر، ومالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ.
وعنه: محمد بْن عَبْد الملك الدَّقيقيّ، وداود بْن سليمان السّامُرّيّ، والحَسَن بْن عَرَفَة، وحمدان الورّاق، وابن الفُرات.
"حرف الدال":
144- داود بْن عيسى بْن عليّ العبّاسيّ2.
أمير الكوفة للرشيد.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: حفيده محمد بْن عيسى بْن داود، وسعيد بْن عَمْرو، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ. وقد ولي إمرة الحَرَمين. وأقام الموسم سنة إحدى ومائتين.
قَالَ وكيع: أهل الكوفة اليوم بخير أميرهم داود بْن عيسى، وقاضيهم حفص بْن غياث، ومحتسبهم حفص الدَّوْرقيّ.
145- داود بْن المُحَبَّر بْن قَحْذَم بن سليمان3 -ن. ق- أبو سليمان الطائي، ويقال: الثقفي البصري، نزيل بغداد الذي جمع كتاب "العقل".
يروي عَنْ: شُعْبَة، وهمام، والربيع بْن صبيح، والحمادين، ومقاتل بْن سليمان، والأسود بْن شَيْبان، وطائفة.
وعنه: محمد بن يحيى الأَزْدِيّ، وعليّ بْن إشكاب، وأبو شُعَيْب، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، وأبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسيّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث، ومحمد بْن أحمد بْن العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فضحك، وقال: شبْه لا شيء كَانَ لا يدري ما الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 394"، الثقات لابن حبان "8/ 233"، ميزان الاعتدال "1/ 669".
2 أخبار القضاة لوكيع "1/ 256"، تهذيب تاريخ دمشق "5/ 210-215".
3 التاريخ الكبير "3/ 244"، الجرح والتعديل "3/ 424"، ميزان الاعتدال "2/ 20"، تهذيب التهذيب "3/ 199-201".

(14/76)


وقال عَبَّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين، وذكر داود بْن المحبّر. فأحسن الثّناء عَلَيْهِ، وقال: ما زال معروفًا يكتب الحديث، ثمّ ترك ذَلِكَ فصحب قومًا من المعتزلة فأفسدوه. وهو ثقة.
وقال في موضع آخر: كَانَ ثقة، ولكنه جفا الحديث.
"وكان يتنسك، وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص. ثمّ قدِم بغداد. فلمّا أسنّ أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطئ كثيرًا ويصحف".
وقال أبو زُرْعة: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال أبو داود: ثقة، شبه ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال عَبْد الغني بْن سَعِيد، عَنِ الدَّارَقُطْنيّ: كتاب "العقل" وضعه أربعة: أولهم ميسرة بْن عَبْد ربّه، ثمّ سرقه منه داود بْن المحبر فركبه بأسانيد غير ميسرة، وسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء فركبه بأسانيد أُخَر، ثمّ سرقه سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ، فأتى بأسانيد أُخَر. أو كما قَالَ. وقال الخطيب: لو لم يكن لَهُ غير وضعه كتاب "العقل" بأسره لكَان دليلا كافيًا عَلَى ما ذكرته من أَنَّهُ غير ثقة.
قُلْتُ: رَوَى "ق"، عَنْ ثِقَةٍ، عَنْ دَاوُدَ: ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَنْفَتِحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَامُودٌ مِنْ ذَهَبٍ وَزُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ، عَلَى يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ"1. الْحَدِيثَ. وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ ومائتين.
146- داود بْن يحيى بْن يمان العجلي الكوفي2.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن ماجه "2780"، وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 55"، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة "371"، وقال: موضوع.
2 الجرح والتعديل "3/ 428".

(14/77)


ثبت حافظ ماهر.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وكتب في حدود السبعين ومائة وبعدها.
سمع منه: معاوية بْن عَمْرو الأَزْدِيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين شابًا. ولو عاش لكان لَهُ شأن.
147- داود بْن يزيد. أمير السند1.
تُوُفّي سنة خمس ومائتين.
148- دُبَيْس بْن حُمَيْد المُلائيّ2.
عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وحمزة الزّيّات، وعبد الحميد بْن حميد الرؤاسي.
وعنه: علي بْن جَعْفَر الأحمر، ومحمد بْن الأصبهانيّ، وعليّ بْن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بْن عليّ الزَّعْفرانيّ. قَالَ أبو حاتم: ضعيف.
"حرف الراء":
149- رَوْح بْن أسلم3 -ت- أبو حاتم الباهلي البصري.
عَنْ: زائدة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجماعة.
وعنه: أبو محمد الدّارميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: لين الحديث.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
__________
1 تاريخ خليفة "463، 464، 470"، تاريخ الطبري "8/ 272، 580".
2 الجرح والتعديل "3/ 446"، ميزان الاعتدال "2/ 23".
3 الطبقات الكبرى "7/ 302"، التاريخ الكبير "3/ 310"، الجرح والتعديل "3/ 499".

(14/78)


150- رَوْح بْن عبادة بْن العلاء بْن حسان1 -ع- أبو محمد القَيْسيّ البصري الحافظ.
سمع: ابن عَون، وأيمن بْن نابل، وَحُسَيْنًا المعلّم، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأشعث بْن عَبْد الملك الحمراني، وزكريّا بْن إِسْحَاق، وشُعْبة، وخلقًا.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وبُنْدار، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سَعِيد الرباطي، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، والكُدَيْميّ، وأبو قلابة، وخلق كثير.
قَالَ الكُدَيْميّ: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: نظرت لرَوْح بْن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبتُ منها عشرة آلاف.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ رَوْح أحد من يتحمل الحمالات، وكان سَرِيًّا، كثير الحديث جدًّا، سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث لم يشغلوا عَنْهُ. نشأوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثمّ حدثوا، منهم رَوْح بْن عبادة.
وقال أبو بَكْر الخطيب: رَوْح بْن عبادة قدم بغداد وحدَّثَ بها مدة، ثمّ انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث. صنف الكتب في السُّنَن، والأحكام، وجمع التفسير. وكان ثقة.
وقال أبو مسعود الرّازيّ: ضعف عَلَى رَوْح بْن عبادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر، فلم ينفد قولهم فيه.
قلت: صدقة ابن مَعِين، وغيره. وما تكلَّم فيه أحدٌ بحجة. وتكلم فيه ابن مهدي، ثمّ رجع عَنْ ذَلِكَ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ ومائتين، وغلط من قَالَ: سنة سبْعٍ. وحديثه في الكتب الستة ومسانيد الإسلام.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 296"، التاريخ الكبير "3/ 309"، الجرح والتعديل "3/ 499، 500"، التهذيب "3/ 293".

(14/79)


151 ريحان بن سعيد بن المثنى1 -د. ت- أبو عصمة القرشي السامي الناجي، أخو الْمُثَنَّى، وروح، والمغيرة. كَانَ إمام مسجد عَبّاد بْن منصور بالبصرة.
سمع: عَبّاد بْن منصور، وشُعْبة، وروح بْن القاسم.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وإبراهيم الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
قَالَ ابن سعْد: تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ ومائتين.
"حرف الزاي":
152- الزَّحّاف بْن أَبِي الزَّحّاف الأصبهانيّ2.
أبو محمد.
عَنْ: هشام بْن حسان، وابن جُرَيْج، وَالْمُثَنَّى بْن الصّبّاح: وله بأصبهان عَقِب.
وعنه: ابنه جعفر، وعقيل بْن يحيى، وغيرهما.
153- زُحَر بْن حصْن الطّائيّ3.
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه.
وعنه: زكريا بن يحيى الطائي.
توفي سنة أربع ومائتين.
154- زهير بن نعيم البابي الزاهد4.
أبو عبد الرحمن.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "3/ 330"، الجرح والتعديل "3/ 517"، تهذيب التهذيب "3/ 301".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 321، 322".
3 التاريخ الكبير "3/ 445"، الجرح والتعديل "3/ 619"، الثقات لابن حبان "8/ 258، 259".
4 حلية الأولياء "10/ 147-150"، تهذيب الكمال "9/ 426-428"، تهذيب التهذيب "3/ 353".

(14/80)


نزل البصرة وروى عَنْ: سلام بْن أَبِي مطيع، وبشر بن منصور السليمي.
وعنه: عارم، والفلاس، وأحمد الدَّوْرقيّ، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، وطائفة.
قَالَ سهل بْن عاصم: سألت زُهَيْر البابيّ: ألَك حاجة؟
قَالَ: نعم، أنّ تتقي اللَّه!
وعنه قَالَ: جالستُ النّاس خمسين سنة، فما رأيت أحدًا إلا وهو يتبع الهوى، حتّى أَنَّهُ ليُخطئ، فيحبّ أنّ النّاس قد أخطأوا.
وعنه: وددت أنّ الخلق أطاعوا اللَّه، وأنّي عُذبت بالمقاريض1.
155- زيد بْن الحباب بْن الريان2.
أبو رومان.
وأبو الحُسين العُكْليّ الخُراسانيّ، ثمّ الكوفيّ.
والحُباب ضرْبٌ من الحيات.
كَانَ حافظًا زاهدًا جوالًا.
روى عن: أسامة ين زيد اللَّيْثيّ، وأسامة بْن زيد بْن أسلم، وأيمن بْن نابل، وسيف بْن سليمان الْمَكِّيّ، وعكرمة بْن عمّار، والضّحّاك بْن عثمان، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وموسى بْن عبيدة، ويحيى بْن أيّوب، ومعاوية بْن صالح، والحسين بْن واقد المَرْوَزِيّ، وخلق.
طلب العلم بعد الخمسين ومائة.
وروى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن رافع، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وسَلَمَةُ بْن شبيب، وابن نُمَيْر، وأبو كريب، ويحيى بن طالب.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "10/ 150"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 9".
2 الطبقات الكبرى "6/ 402"، التاريخ الكبير "3/ 391"، الجرح والتعديل "3/ 561"، تهذيب التهذيب "3/ 402-404".

(14/81)


ومن القدماء: يزيد بْن هارون، وهو أكبر منه.
وثّقه ابن المَدِينيّ وغيره.
وقال أحمد: كان صاحب حديث كيسًا، قد رحل إلى مصر وخُراسان في الحديث، وما كَانَ أصبره عَلَى الفقر. كتبت عَنْهُ بالكوفة وههُنا. وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس. نقله المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد.
قَالَ الخطيب: ظن أحمد أبو عَبْد اللَّه أنّ زيدًا سمع من معاوية بْن صالح بالأندلس، وكان عَلَى قضائها، وهذا وهم. وأحسب أنّ زيدًا سمع منه بِمَكَّةَ، فإن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سمع منه بِمَكَّةَ.
وقال الخطيب: روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، ويحيى بْن أَبِي طَالِب وبين وفاتيهما ثمان وسبعون سنة.
وقال مُطِّين، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقال بعضهم، عَنْ عليّ بْن حرب قَالَ: أتينا زيدًا، فلم يكن لَهُ ثوب يخرج فيه إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزًا، وَحَدَّثَنَا من ورائه.
156- زيد بْن واقد1.
أبو عليّ السَّمتيّ الْبَصْرِيّ. نزيل الرّيّ.
عَنْ: أَبِي هارون العبْديّ، وإسماعيل السُّديّ، وحُمَيْد الطويل.
وعنه: سهل بن زنجلة، وأبو حاتم الرازي وقال: كَانَ شيخًا كبيرًا فانيًا.
وقال أبو زُرْعة: رأيته يحدّث، لَيْسَ بشيء.
قلت: هذا أكبر شيخ لأبي حاتم، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ السُّدِّيّ.
قَالَ أبو حاتم: هُوَ بصْريّ ثقة.
157- زيد بْن يحيى بن عبيد2 -د. ن. ق- أبو عبد الله الخزاعي الدمشقي.
عَنْ: أَبِي سَعِيد حفص بْن غَيْلان، وخليد بن دعلج، والأوزاعي، وعبد الرحمن
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 574، 575"، ميزان الاعتدال "2/ 106".
2 التاريخ الكبير "3/ 409"، الجرح والتعديل "3/ 575"، تهذيب التهذيب "3/ 428، 429".

(14/82)


بْن ثابت بْن ثوبان، وعفير بْن مَعْدان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن الأزهر، وأيوب بْن محمد الوزان، وشُعَيب بْن شعيب بْن إِسْحَاق، وعباس التُّرْقُفيّ، وأبو محمد الدّارميّ، ويحيى بْن عثمان الحمصيّ، وطائفة. وثّقه أحمد، وغيره.
وشهد جنازته أبو زُرْعة الدّمشقيّ سنة سبْعٍ، ودُفن بباب الصغير.
قَالَ أبو زُرْعة: وكان من أهل الفتوى بدمشق.
وقال ابن مَعِين: كتبت عَنْهُ، وكان صاحب رأي.
158- زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس الْعَبَّاسِيَّةُ الْهَاشِمِيَّةُ1.
كانت صغيرة مَعَ أهلها بالحميمة في آخر أيّام بُنيّ أمية. ثمّ نشأت في السعادة والنّعمة، وأدركت عدة خلفاء من بني عمّها، وعاشت إلى هذا الوقت. وإليها ينسب بنو العبّاس الزينبيون أولاد عَبْد اللَّه ولدها ابن محمد بْن إبراهيم الإِمَام.
روت عَنْ: أبيها.
وعنها: عاصم بن علي، وأحمد بن الخيل بْن مالك، ومحمد بْن صالح الْقُرَشِيّ، وعبد الصمد الهاشْميّ والد إبراهيم.
وحكى عَنْهَا المأمون، وكان يحترمها ويجلّها.
ويقال: إنها عاشت بعد المأمون، فالله أعلم. ذكرها ابن عساكر.
"حرف السين":
159- سالم بْن نوح الْبَصْرِيّ العطّار2 -م. د. ت. ق- عَنْ: سَعِيد الْجُرِيريّ، ويونس بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وخليفة بْن خياط، وعبد الرحمن بن
__________
1 تاريخ الطبري "7/ 635، 8/ 86، 197، 263"، تاريخ دمشق "تراجم النساء" "114-116".
2 التاريخ الكبير "4/ 120"، الجرح والتعديل "4/ 188"، ميزان الاعتدال "2/ 113"، تهذيب التهذيب "3/ 443".

(14/83)


بشر بْن الحَكَم، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص الأَنْصَارِيّ، وعُمَر بْن شَبَّة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: تُوُفّي بعد المائتين.
ووثَّقهُ أبو زُرْعة.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كتبنا عَنْهُ حديثًا واحدًا لا بأس بِهِ.
160- سعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ1 -خ. ن- أبو إسحاق، أخو يعقوب، ووالد عَبْد اللَّه، وعُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ.
سمع: أَبَاهُ، وابن أَبِي ذئب، وعبيدة بْن أَبِي رائطة.
وعنه: ابناه، ومحمد بْن سعْد الكاتب، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ.
قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس. ولكن يعقوب أقرأ للكتب وأحَدّ رأسًا منه.
وقال أحمد العِجْليّ: لا بأس بِهِ، وكان عَلَى قضاء واسط.
وقال غيره: عُزل عَنِ القضاء، فلحق بالحسن بْن سهل، فولاه قضاء عسكر بفم الصِّلْح، ومات بالمبارك سنة إحدى ومائتين. وله ثلاثٌ وستّون سنة.
161- سَعِيد بْن زكريّا الآدم2.
أبو عثمان الْمَصْرِيّ، مولى مروان بْن الحَكَم الأُمَويّ.
سمع: الَّليْث، وشهاب بْن خراش، ومفضل بْن فَضَالَةَ.
وعنه: الحارث بْن مسكين، وأبو الطاهر بْن السَّرْح، وسليمان المهْرِيّ، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ.
قَالَ سليمان المهْرِيّ: كَانَ سَعِيد الآدم لو قِيلَ لَهُ: إنّ القيامة تقوم غدًا مَا استطاع أنّ يزداد من العبادة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 343"، التاريخ الكبير "4/ 52"، الجرح والتعديل "4/ 79، 80"، تهذيب الكمال "10/ 238-240".
2 الجرح والتعديل "4/ 33"، تهذيب الكمال "10/ 434، 435"، تهذيب التهذيب "4/ 30، 31".

(14/84)


وقال الحارث بْن مسكين، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم: رأيتُ كأنّه يُقال لي: إنّ اللَّه يصلّي عليك وعلى سَعِيد بْن زكريّا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وكانت لَهُ عبادة وفضل. تُوُفّي بإخميم. ورّخه ابن يونس.
162- سَعِيد بْن زكريّا المدائني.
مرّ قبل المائتين.
163- سَعِيد بْن سُفْيَان الْجَحْدَرِيّ الْبَصْرِيّ1 -ت- عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وكَهْمُس، وشُعْبة، وعبد اللَّه بْن مَعْدان.
وعنه: بُنْدار، وزيد بْن أخرم، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وغيرهم.
تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين.
قَالَ أبو حاتم: محله الصدق.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: سَعِيد بْن سُفْيَان ذهب حديثه.
164- سَعِيد بْن سَلْم بْن قُتَيْبة بْن مُسْلِم2.
الأمير أبو محمد الباهلي الخُراسانيّ.
ولي بعض خُراسان، وكان بصيرًا بالحديث والعربية.
سمع: ابن عَوْن، وأبا يوسف القاضي، وغيرهما.
وعنه: عليّ بْن خَشْرَم، وابن الأَعْرابيّ صاحب العربيّة، ومحمود بْن غَيْلان.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيته وكان عنده حديث عَنِ ابن عَوْن، محله الصُّدْق.
165- سَعِيد بْن الصباح.
أبو سعيد النيسابوري الزاهد.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 476"، الجرح والتعديل "4/ 27"، ميزان الاعتدال "2/ 140"، تهذيب التهذيب "4/ 40".
2 تاريخ خليفة "209، 430، 456، 463، 475"، المعارف "407".

(14/85)


أخو يحيى بْن الصّبّاح وإليهما ينسب بنَيْسابور محلَّةٌ وخانٌ كبير.
رحل وسمع من: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومسعر، وشُعْبة، وسفيان.
وعنه: أحمد بْن يوسف، وأحمد بْن حفص، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وأحمد بْن يحيى بْن الصّبّاح، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حفص: لم أر أعبد ولا أزهد منه.
وقال ابن أَبِي حاتم: ثنا يوسف بْن إِسْحَاق الرّازيّ: ثنا أحمد بْن الوليد، ثنا سَعِيد بْن الصّبّاح: سَمِعْتُ سُفْيَان الثَّوْريّ، وذُكِر عنده رَجُل، فقال: لقد شرع في الدين ما لم يأذن بِهِ اللَّه.
166- سَعِيد بْن عامر1.
أبو محمد الضُّبَعيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد، مولى بني عجيف. وأخوالُهُ بنو ضبيعة.
عَنْ: حبيب بْن الشهيد، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وابن أَبِي عَرُوبَة، وحُمَيْد بْن الأسود، ويونس بْن عُبَيْد، وهَمَّام بْن يحيى، وصالح بْن رُسْتم، وجماعة.
وعنه: احمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، وعبد، والدارمي، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُضَر الثَّقْفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، وأحمد بْن الفُرات، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وخلْق.
قَالَ محمد بْن الوليد البُسْريّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: هُوَ شيخ المصر منذ أربعين سنة.
وقال أبو داود: قَالَ يحيى بْن سَعِيد: إني لأغبط جيران سَعِيد بْن عامر.
وقال زياد بْن أيّوب، وابن الفُرات: ما رأينا بالبصرة مثل سَعِيد بْن عامر.
وقال ابن مَعِين: ثنا سَعِيد بْن عامر الثقة المأمون.
وقال أبو حاتم: كَانَ رجلا صالحًا صدوقًا، في حديثه بعض الغَلَط.
وقال أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل منه، ومن الحُسين الجعفي.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 269"، التاريخ الكبير "3/ 502"، الجرح والتعديل "4/ 48، 49"، التهذيب "4/ 50، 51".

(14/86)


وقال الخطيب: حدَّثَ عَنْهُ ابن المبارك، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزّاز، وبين وفاتَيْهما مائة وتسع سنين.
وقال ابن حِبّان: مات لأربع بقين من شوّال سنة ثمانٍ ومائتين، وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة رحمه اللَّه.
167- سَعِيد بْن هُبَيْرة بْن عديس بْن أنس بْن مالك الكَعْبيّ1.
أبو مالك المَرْوَزِيّ.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، وجُوَيْريه بْن أسماء، وأبي عَوَانَة، وداود بْن أَبِي الفُرات.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وأحمد بْن منصور زاج، ورجاء بْن مُرَجّا، والسِّريّ بْن خُزَيْمة. قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
168- سَعِيد بْن مَسْلَمَة بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان2 -ت. ق- ومنهم من زاد في نسبه أُميَّة بين مَسْلَمَة، وهشام. وكان بالجزيرة.
وروى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وإسماعيل بْن أُميَّة، وابن عَجْلان، والاعمش، وجعفر الصادق، وجماعة.
وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وأيوب بن محمد الوزان، وعبد الله بن ذكوان القارئ، ودحيم، ومحمد بن مسعود العجمي، ويونس بن بحر قاضي جبلة، وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث، في حديثه نظر.
وضعفه النسائي.
وقال ابن عدي: أرجو أَنَّهُ ممّن لا يترك حديثه.
169- سعيد بن واصل3.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 70، 71"، ميزان الاعتدال "2/ 162"، لسان الميزان "3/ 48، 49".
2 التاريخ الكبير "3/ 516"، الجرح والتعديل "4/ 67"، ميزان الاعتدال "2/ 158"، التهذيب "4/ 83، 84".
3 التاريخ الكبير "3/ 518"، الجرح والتعديل "4/ 70"، ميزان الاعتدال "2/ 162".

(14/87)


أبو عُمَر الحَرَشِيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وجعفر بْن برقان.
وعنه: سَعِيد بْن عَوْن، ومحمد بْن المختار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وجماعة.
وقال ابن المَدِينيّ: ذهب حديثه.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
170- سَعِيد بْن وهْب1. أبو عثمان السّاميّ مولاهم البصري الشاعر المشهور.
وكان مختصًّا بآل برمك، ثمّ إنّه تنسّك وغسل أشعاره.
تُوُفّي سنة تسعٍ ومائتين.
وهو القائل:
قَدَمَيَّ اعتورا رمل الكثيب
الأبيات.
171- سعيد بن يحيى2 -خ. ت- أبو سفيان الحميري الواسطي.
سمع: معمرًا، والعوام بْن حوشب، وعوفًا الأَعْرابيّ، والضّحّاك بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، وعَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن سِنان، وجماعة.
وثقة أبو داود، وغيره.
__________
1 الأغاني "24/ 1-3، 15"، تاريخ بغداد "9/ 73، 74".
2 الطبقات الكبرى "7/ 314"، التاريخ الكبير "3/ 521"، الجرح والتعديل "4/ 74"، تهذيب التهذيب "4/ 99".

(14/88)


توفي سنة اثنتين وفي شَعْبان، وله تسعون سنة.
وقد ضعفه ابن سعد.
172- سفيان بن حمزة بن عروة الأسلمي1 -ق- المدني، أبو طلحة، عمّ حمزة بْن مالك.
عَنْ: عُرْوَة بْن سُفْيَان، وكثير بْن زيد.
وعنه: إبراهيم بْن حمزة الزبيدي، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.
173- سُفْيَان بْن عُقْبة السوائي الكوفي2 -4- أخو قَبِيصَة.
عَنْ: حسين المعلّم، ومسعر، وحمزة الزّيّات، وسفيان.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن شاكر، وطائفة.
قَالَ ابن نُمَيْر: لا بأس بِهِ.
174- سَلْم بْن سلام الواسطيّ3.
عَنْ: شُعْبَة، وشَيْبان، وبكر بْن خُنَيْس.
وعنه: أحمد بْن سِنان، وخلف بْن محمد كُرْدُوس، ومحمد بْن عبد الملك، وعليّ بْن إبراهيم الواسطيّون، وغيرهم.
175- سَلَمَةُ بْن سليمان المَرْوَزِيّ4 -خ. ن- المؤدِّب.
عَنْ: أَبِي حمزة السُّكّريّ، وعَبْد اللَّه بْن المبارك.
وعنه: أحمد بْن أَبِي رجاء الهَرَوِيّ، وأحمد بْن سعيد الرباطي، وعبدة بن عبد
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 90"، الجرح والتعديل "4/ 230"، تهذيب التهذيب "4/ 109".
2 التاريخ الكبير "4/ 95"، الجرح والتعديل "4/ 230"، ميزان الاعتدال "2/ 169"، تهذيب التهذيب "4/ 116، 117".
3 الجرح والتعديل "4/ 268"، تهذيب الكمال "10/ 226، 227"، تهذيب التهذيب "4/ 131".
4 الطبقات الكبرى "7/ 378"، التاريخ الكبير "4/ 84"، الجرح والتعديل "4/ 163"، تهذيب التهذيب "4/ 145، 146".

(14/89)


الرَّحْمَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، وجماعة. وكان من جلة العلماء.
قَالَ أحمد بْن منصور زاج: حَدَّثَنَا بنحوٍ من عشرة آلاف حديث من حفظه.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قِيلَ: مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين.
وأمّا الْبُخَارِيّ فقال: قَالَ محمد بْن الَّليْث: توفي سنة ست وتسعين ومائة.
176- سلمة بن سليمان الأَزْدِيّ المَوْصِليّ1.
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوّاد، وخليل بْن دَعْلَج، وسفيان الثَّوْريّ.
وعنه: عليّ بْن حرب، ومحمد بْن يزيد الرّياحيّ.
لينه ابن عديّ، وأبو الفتح الأَزْدِيّ.
توفي سنة سبع ومائتين.
177- سَلَمَةُ بْن عَبْد الملك العَوْصيّ الحمصيّ2 -ت- شيخ ن، أحد شيوخ الحديث.
سمع: إسرائيل، والحَسَن بْن حيّ وأخاه عليًّا، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وعبد العزيز بْن أَبِي رَوّاد.
وعنه: أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وأحمد بْن أَبِي الحواريّ، وغيرهم.
لَهُ حديث في النَّسائيّ.
ذكره صاحب الأصل في الطبقة الخامسة، وقد تحوّل إلى طبقة الشّافعيّ.
178- سَلَمَةُ بْن عقار3.
وثقه ابن معين.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 178"، ميزان الاعتدال "2/ 191"، تهذيب التهذيب "4/ 149".
2 الجرح والتعديل "4/ 167"، تاريخ بغداد "9/ 134".
3 التاريخ الكبير "4/ 9"، الجرح والتعديل "4/ 107"، ميزان الاعتدال "2/ 199، 200".

(14/90)


يروي عَنْ: فضَيْل بْن عِيَاض، وحماد بْن زيد.
وعنه: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد.
179- سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي1.
حدث عَنْ: أَبِيهِ، والعلاء بْن كثير الشامي، والقاسم بْن الوليد الكوفيّ.
وعنه: محمد بْن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، ومحمد بْن قُدَامة المصِّيصيّ، ومحمد بن أبي العوام الرياحي. متروك.
180- سليمان بْن داود بْن الجارود. أبو داود الْبَصْرِيّ، الفارسي الأصل.
مولى آل الزُّبَيْر الطَّيالِسيّ الحافظ مصنف المسند المشهور.
سمع: هشامًا الدستوائي، ومعروف بْن خَرَّبُوذ، وأَيْمَن بْن نَابِلٍ، وشُعْبة، وسفيان، وبسطام بْن مُسْلِم، وصالح بْن أَبِي الأخضر، وأبو عامر الخزّاز، وطلحة بْن عَمْرو، وخلقًا سواهم.
وعنه: جرير بْن عَبْد الحميد أحد شيوخه، وأبو حفص الفلاس، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن سعْد الكاتب، وبُنْدار، ويعقوب الدَّوْرقيّ، واخوه أحمد، والكُدَيْميّ، وهارون بْن سليمان، وأحمد بْن الفُرات، ويونس بْن حبيب، وخلق.
قَالَ الفلاس: ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: هُوَ أصدق النّاس.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: رحلت إلى أَبِي داود فأصَبْته قد مات قبل قدومي بيوم.
قَالَ: وكان قد شرب البلاذُر فجُذِم.
وقال سليمان بْن حرب: كَانَ شُعْبَة يحدث، فإذا قام قعد أبو داود وأملى من حفظه ما مَرّ في المجلس.
وقال عامر بْن إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ. وجاء عنه
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 298"، التاريخ الكبير "4/ 10"، الجرح والتعديل "4/ 111-113"، التهذيب "4/ 182-186".

(14/91)


أَنَّهُ كَانَ يسرد من حِفْظه ثلاثين ألف حديث.
وحدَّثَ عَبْد الرحيم بْن أَبِي حاتم، عن يونس بْن حبيب قَالَ: قَالَ أبو داود: كنّا ببغداد، وكان شُعْبَة وابن إدريس يجتمعان يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْن زَيْدُ قَالَ: كَانَ مُعَيْقيب يحضر طعام عُمَر، فقال لَهُ: يا مُعَيْقيب، كُلْ مما يليك.
فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت بِهِ.
وقال وكيع: ما بَقِيّ أحد أحفظ لحديث طويل من أَبِي داود.
قَالَ: فذُكر ذَلِكَ لأبي داود، فقال: قُلْ لَهُ: ولا قصير.
وقال عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: ما رأيت أحفظ من أَبِي داود الطَّيالِسيّ.
وقال عُمَر بْن شَبَّة: كتبوا عَنْ أَبِي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس معه كتاب.
وقال حفص بْن عُمَر المِهْرقاني: كَانَ وكيع يَقُولُ: أبو داود جبل العِلم.
وقال إبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ: أخطأ أبو داود في ألف حديث.
قَالَ خليفة وغيره: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وآخر من روى عَنْ أَبِي داود محمد بْن أسد المَدِينيّ، سمع منه مجلسًا واحدًا. وقد سمعنا "مُسْنِد أَبِي داود" من أصحاب ابن خليل الآدميّ الحافظ.
وقد تكلَّم فيه مُحَمَّد بن المنهال الضّرير، وقال: كنت أتهمه. قَالَ لي: لم أسمع من ابن عَوْن.
قَالَ: ثمّ سألته بعد ذَلِكَ: أسمعت من ابن عَوْن؟
فقال: نعم، نحو عشرين حديثًا.
181- سليمان بْن صالح1.
أبو صالح اللَّيْثيّ مولاهم المَرْوَزِيّ سلمويه، صاحب ابن المبارك أكثر عنه.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 20"، الجرح والتعديل "4/ 123، 124"، تهذيب التهذيب "4/ 199، 200".

(14/92)


وسمع من: أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بريدة.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن شَبّوَيْه، ومحمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة. وعُمِّر دهرًا.
قِيلَ: إنّه عاش نحوًا من مائة سنة.
روى لَهُ خ مقرونًا بغيره، وهو من أكبر أصحاب ابن المبارك.
182- سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ1.
يروي عَنْ: ابن عون، وشعبة.
وعنه: أحمد بن يوسف، ومحمد بْن أشرس، ومحمد بْن يزيد السَّلَمِيُّون.
وكان متهمًا بالكذب. لَهُ عدة أحاديث موضوعة، ساقها ابن عديّ وقال: وضّاع.
وذكره الحاكم في تاريخه وقال: يكنى أبا يحيى، ويقال: أبو الربيع، روى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَوْن، وداود بن أبي هند، وأكثر عن الثوري، ومالك.
وروى عنه جماعة من أكابر مشايخ الحديث عَنْ غير معرفة فهم بحاله. إلى أنّ قَالَ: وأكثر تَعَجُّبي من إمام أهل الحديث يحيى بْن يحيى أَنَّهُ روى عَنْهُ، وخفي عَلَيْهِ حاله.
183- سُلَيْم بْن عثمان الفَوْزيّ2. أخو خطّاب، حمصيّ.
زعم أَنَّهُ سمع من محمد بْن زياد الألْهانيّ، فروي عَنْهُ أحاديث مُنْكَرَة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَوْف، وأخوه خطّاب، وأبو حُمَيْد أحمد بْن محمد بْن سيّار العَوْهيّ، وسليمان بْن سَلَمَةَ. قَالَ ابن عَوْف: لم نكن نتّهمه.
قلت: روى ابن عديّ، عَنِ الغسَّانيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، فذكر حديثًا.
184- السَّمَيْدَعُ بْن واهب بْن سَوَّار الْجَرْميّ الْبَصْرِيّ3 -ت.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 30"، الجرح والتعديل "4/ 134"، ميزان الاعتدال "2/ 218، 219".
2 التاريخ الكبير "4/ 125"، الجرح والتعديل "4/ 216"، ميزان الاعتدال "2/ 230، 231".
3 الجرح والتعديل "4/ 326"، تهذيب الكمال "12/ 143-145"، تهذيب التهذيب "4/ 239، 240".

(14/93)


عَنْ: شُعْبَة، ومبارك بْن فَضَالَةَ.
قَالَ أبو حاتم: ما قديمًا، سمع من شُعْبَة سبعة آلاف حديث.
وروى عَنْهُ: صالح بْن عديّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: لَهُ حديث في الغسَّانيّ يقع بعُلُوّ في الغيلانيّات.
185- السِّنْديّ بْن شاهك1.
الأمير أبو نَصْر، مولى أَبِي جعفر المنصور.
ولي إمرة دمشق للرشيد، ثمّ وليها بعد المائتين. وكان ذميم الخَلْق سِنديًّا كاسْمه.
قَالَ الجاحظ: كَانَ لا يستحلف المكاري ولا الملاح ولا الحائك، بل يجعل القول قول المدعي، ويروى أنّ السِّنْديّ هدم سُور دمشق.
وقد ضرب مَرَّةً رجلا طويل اللّحية، فجعل يَقُولُ: العفو يا ابن عمّ رسول اللَّه؛ فقال: والَك أَهَاشِميٌّ أَنَا؟! فقال: يا سيّدي، تريد لحية وعقلا!
وقال خليفة: تُوُفّي السِّنْديّ سنة أربعٍ ومائتين ببغداد.
186- السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه الكلْبيّ الرّازيّ2.
أبو الهيثم قاضي قزْوين وهَمَذان. واسمه سُهَيْلُ بْن عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان، وأبي بَكْر النَّهْشَليّ، وجرير بْن حازم، وعمرو بن أبي قيس.
وعنه: أحمد بن الفُرات، ومحمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ، ومحمد بْن عمّار.
ورآه أبو حاتم وسمع كلامه.
وَرُوِيَ أنّ أبا الوليد الطَّيالِسيّ قَالَ: ما رأيت بالريّ أعلم من السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه، ومن يحيى بْن الضُّرَيْس.
قلت: وقع حديثه بعُلُوٍّ في جزء ابن ثابت، ويقال: اسمه سهل بن عبدويه.
__________
1 عيون الأخبار "1/ 70"، تاريخ الطبري "7/ 519، 523".
2 الجرح والتعديل "4/ 201"، الثقات لابن حبان "8/ 304"، لسان الميزان "3/ 116".

(14/94)


187- سَوْرة بْن الحَكَم الكوفيّ1.
الفقيه، نزيل بغداد.
يروي عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وسليمان بْن أرقم.
وعنه: محمد بْن هارون، وعباس الدُّوريّ، وجماعة.
وكان من كبار الْحَنَفِيَّةِ.
188- سُوَيد بْن عَمْرو2 -م. ت. ن. ق- أبو الوليد الكلبي الكوفي العابد.
روى عَنْ: داود الطّائيّ، وعبد العزيز بْن أَبِي سَلَمَةَ الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيرهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وجماعة. وكان ثقة.
189- سهل بْن حسام بْن مِصَكّ3.
عَنْ: شُعْبَة، وغيره.
وعنه: محمد بْن مرزوق.
تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
190- سهل بْن حمّاد العَنْقَزَيّ4.
أبو عتّاب الدّلال الْبَصْرِيّ.
عَنْ: عَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وجماعة.
وعنه: الدّارميّ، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزاز، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 327"، تاريخ بغداد "9/ 227، 228".
2 الطبقات الكبرى "6/ 408"، التاريخ الكبير "8/ 148"، الجرح والتعديل "4/ 239"، التهذيب "4/ 277".
3 الجرح والتعديل "4/ 197".
4 التاريخ الكبير "4/ 102"، الجرح والتعديل "4/ 196"، ميزان الاعتدال "2/ 237"، التهذيب "4/ 249، 250".

(14/95)


قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ، وهو بكنيته أشهر.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
191- سهل بْن المغيرة1.
أبو عليّ البزّاز، إمام مسجد عثمان ببغداد.
حدَّثَ عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ، وإسماعيل بْن جعفر، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وعَبّاد بْن عَبّاد، وطائفة.
وعنه: ابنه عليّ، ويحيى بْن مُعَلَّى بْن منصور، ومحمد بْن سهل بْن عسكر.
محلُّه الصُّدْق.
192- سيف بن عبيد الله2 -ن- أبو الحسن الجرمي البصري السراج.
عَنْ: شُعْبَة، والأسود بْن شَيْبان، والمسعوديّ، ووَرْقاء، وجماعة.
وعنه: عَمْرو بْن الفلاس، وعُمَر بْن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وحفص بْن عُمَر السَّيّاريّ، وإِسْحَاق بْن يسار النَّصِيبيّ، وآخرون.
قَالَ الفلاس: كَانَ من خِيار الخلْق.
وقال عَمْرو بْن يزيد الْجَرْميّ: ثقة.
"حرف الشين":
193- شَبَابةُ بْن سَوَّار3 -ع- أبو عمرو الفزاري مولاهم المدائني.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وإسرائيل، وحَريز بْن عثمان، وعَبْد اللَّه بْن العلاء بْن زيد وطائفة.
وعنه: أحمد، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن معين، وأحمد بن الفرات،
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 114، 115".
2 التاريخ الكبير "4/ 172"، الثقات لابن حبان "8/ 300"، تهذيب التهذيب "4/ 295".
3 الطبقات الكبرى "7/ 320"، التاريخ الكبير "4/ 270"، الجرح والتعديل "4/ 392"، تهذيب التهذيب "4/ 300، 301".

(14/96)


والحَسَن الحَلْوانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.
قَالَ ابن المَدِينيّ، وغيره: كَانَ يرى الإرجاء.
وقال أحمد العِجْليّ: قِيلَ لشَبَابَة: أليس الإيمان قولا وعملا؟
قَالَ: إذا قَالَ فقد عمل.
وقال أبو زُرْعة: رجع شَبَابةُ عَنِ الإرجاء.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ شُعْبَة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يومًا: ما فعل ذاك الغلام الجميل، يعني شَبَابةُ.
وقال ابن قُتَيْبة: خرج إلى مَكَّةَ فمات بها.
وقال جماعة: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
194- شجاع بْن الوليد بْن قيس1.
أبو بدر السَّكُونيّ الكوفيّ العابد، نزيل بغداد.
عَنْ: عطاء بْن السائب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، ومغيرة بْن مُقْسِم، وقابوس بْن أَبِي ظبيان، وخصيف، والأعمش، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن عُرْوَة، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو همّام، والوليد بْن شجاع، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وأبو عُبَيْد، وعلى بْن المَدِينيّ، وأبو بَكْر الصَّنعانيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن المنادي، وعَبْد اللَّه بْن رَوْح، وخلْق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: صدوق.
وقال ابن سعْد: كَانَ أبو بدر كثير الصّلاة وَرِعًا.
وقال الثَّوْريّ: لم يكن بالكوفة أعبد منه.
وقال المَرُّوذِيّ: قَالَ أبو عَبْد اللَّه: كنت مَعَ ابن مَعِين، فلقي أبا بدر فقال لَهُ: يا شيخ اتق اللَّه، وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك.
قَالَ أبو عَبْد اللَّه: فاستحييت وتنحيت. فبلغني أَنَّهُ قَالَ: إنّ كنت كاذبًا فعل اللَّه بك وفعل.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 334"، التاريخ الكبير "4/ 261"، الجرح والتعديل "4/ 378، 379"، تهذيب التهذيب "4/ 313، 314".

(14/97)


قَالَ أبو عَبْد اللَّه: أرجو أنّ يكون صدوقًا.
ثمّ وثّقه ابن مَعِين وأنصفه.
وروى عَنْهُ توثيقه أحمد بْن زُهير، وغيره.
وَأَمَّا أبو حاتم فقال: ليِّن الحديث، لا يُحْتَجّ بِهِ، إلا أنّ عنده عَنْ محمد بْن عَمْرو أحاديث صِحاح.
قَالَ ابن سعْد، وأبو حسّان الزّياديّ: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقال البخاري: سنة خمس.
195- شريح بن يزيد1 -د. ن- أبو حيوة الحضرمي الحمصي. المقرئ المؤذِّن.
عَنْ: صَفْوان بْن عَمْرو، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي البَرّ هُشَيْم حُدَير بْن مَعْدان، وجماعة.
وعنه: ابنه حَيْوَة بْن شُرَيْح، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن الفَرَج الحجازي، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
قرأ عَلَى الكسائي، وله اختيار في القراءة شاذّ.
196- شُعَيْب بْن بَيَان الْبَصْرِيّ الصّفّار2.
عَنْ: أَبِي ظِلالٍ القَسْمَليّ، وشُعْبة، وغيرهما.
وعنه: سليمان بْن سيف الحرّانيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وإبراهيم بْن المُسْتَمرّ العروقي، وجماعة.
تُوُفّي سنة بضعٍ ومائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 334"، الثقات لابن حبان "8/ 313".
2 ميزان الاعتدال "2/ 275"، تهذيب التهذيب "4/ 349، 350".

(14/98)


"حرف الصاد":
197- صالح بْن عَبْد الكريم البغداديّ العابد1.
أخذ عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ.
حكى عَنْهُ: عليّ بْن الموفق، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ.
وكان يَقُولُ: يا أصحاب الحديث ما ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، وإنما تقلّبون دواوين الموتى لَيْسَ بينكم وبين النبي -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحدٌ إلا وقد مات.
98- صدقة بْن سابق الكوفيّ2.
سمع: محمد بْن إِسْحَاق.
وعنه: أبو يحيى صاعقة، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وسَعْدان بْن نَصْر، وغيرهم.
وما علمت أحدًا ضعفه.
199- صفوان بن هبيرة3 -ق- أبو عبد الرحمن التيمي العيشي البصري.
عَنْ: أَبِيهِ، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وابن جريج، وأبي مكين نوح بْن ربيعة، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلال، ومحمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم: شيخ.
لَهُ حديث واحد عند ابن ماجة في المريض يشتهي شيئًا4.
200- صلة بْن سليمان5. أبو زيد العطار.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 408"، تاريخ بغداد "9/ 312، 313".
2 التاريخ الكبير "4/ 298"، الجرح والتعديل "4/ 434"، الثقات لابن حبان "8/ 320".
3 الجرح والتعديل "4/ 425"، ميزان الاعتدال "2/ 316"، تهذيب التهذيب "4/ 431".
4 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "3440"، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف ابن ماجه "3503".
5 التاريخ الكبير "4/ 322"، الجرح والتعديل "4/ 447"، ميزان الاعتدال "2/ 320، 321".

(14/99)


عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وهشام بْن حَسّان. وعنه: محمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيره.
قَالَ أبو داود، وغيره: كذاب، وقد ذكره ابن عديّ، وأورد لَهُ بلايا منها: محمد بْن حرب النَّسائيّ: ثنا صِلَةُ، عَنِ ابْنِ جريج، وعن عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "مَنْ حَجَّ عَنْ وَالِدَيْهِ أَوْ قَضَى عَنْهُمَا مَغْرَمًا بُعِثَ مَعَ الأَبْرَارِ".
وله عَنْ أشعث الحُدّانيّ، وعنه أيضًا: القاسم بْن عيسى الطّائيّ، وسليمان بْن أحمد الواسطيّ.
وَرَوَى عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ صلة ببغداد يكذب. ترك النّاس حديثه.
201- صيفي بْن ربعي الأَنْصَارِيّ الكوفي1.
عن: ابن أبي ذئب، وشعبة، والثوري، وجماعة.
وعنه: أبو كُرَيْب، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهما.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.
"حرف الضاد":
202- الضّحّاك بْن عثمان بْن الضّحّاك بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه الحزاميّ الصغير2.
يروي عَنْ: جَدّه، ومالك. وعنه: ابنه محمد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وغيرهما.
وكان نسّابةَ قريش، عارفًا بالأخبار وأيام الناس.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 448"، الثقات لابن حبان "6/ 476"، تهذيب التهذيب "4/ 440، 441".
2 الطبقات الكبرى "5/ 422"، ميزان الاعتدال "2/ 324"، تهذيب التهذيب "4/ 447، 448".

(14/100)


203- ضَمْرَةُ بْن ربيعة1 -4.
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ مولاهم الدّمشقيّ. ثمّ الرَّمْليّ.
سمع: عَبْد اللَّه بْن شوذب، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، والأوزاعيّ، ومولاه عليّ بْن أَبِي حملة، ورجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخُراسانيّ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: يحيى بْن بُكَيْر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النّحّاس، وعَمْرو بْن عثمان، وهشام بْن عمار، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن عَمْرو بْن حنان، وأحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلق.
وكان عالمًا نبيلا، لَهُ غلطات، وهو من الثّقات المأمونين.
لم يكن بالشام رَجُل يشبهه.
وفي لفظ عن أحمد بْن حنبل: بقية أحب إليّ منه. والأول أصحّ عند أحمد.
قَالَ ابن مَعِين: ثقة.
قلت: تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين ومائتين عَنْ سنٍّ عالية.
وقد روى عَنْهُ من شيوخه: إسماعيل بْن عياش.
وقال فيه آدم بْن أَبِي أياس: ما رأيت أحدًا أعقل لما يخرج من رأسه منه.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة مأمونًا خيِّرًا. لم يكن هناك أفضل منه.
وقال: مات في أول رمضان سنة اثنتين.
وقال ابن يونس: كَانَ فقيههم في زمانه رحِمَه اللَّه تَعَالَى.
"حرف الطاء":
204- طاهر بْن الحُسين بْن مُصْعَب بن زريق الأمير ذو اليمينين2.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 471"، التاريخ الكبير "4/ 337"، الجرح والتعديل "4/ 467"، التهذيب "4/ 460، 461".
2 تاريخ خليفة "466، 467، 468، 472"، عيون الأخبار "4/ 57"، سير أعلام النبلاء "10/ 108، 109".

(14/101)


أبو طلحة الخُزاعيّ. أحد قوّاد المأمون الكِبار، والقائم بأعمال خلافته، فإنّه نَدَبَه، وهو معه بُخراسان، إلى محاربة أخيه الأمين. فسار بالجيوش وظفر بالأمين وقتله.
وكان جوادًا مُمَدَّحًا من أفراد العالم.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وعليّ بْن مُصْعَب عمّه.
وعنه: ابناه: عبد الله أمير خراسان، وطلحة.
وفيه يَقُولُ مقدّس الخلوقيّ الشاعر:
عجبت لحَرَّاقة ابن الحسي ... ن كيف تعوم ولا تغرق؟
وبحران من وفوقها واحدٌ ... وآخر من تحتها مُطبقُ،
وأعجب من ذاك عِيدانُها ... إذا مسّها كفّ لا تورّقُ
وعن بعض الشُّعَراء قَالَ: كَانَ لي ثلاث سنين أتردد إلى باب طاهر بْن الحُسين فلا أصل.
فركب يومًا للعب بالصَّوالجة، فصرتُ إلى الميدان، فإذا الوصول إِلَيْهِ مُتَعَذَّر. وإذا فُرجة من بُستان، فلمّا سَمِعْتُ ضرْبَ الصّوالجة ألقيت نفسي منها، فنظر إليّ وقال: من أنت؟
قلت: أنا باللَّه وبك وإيّاك قصدت، وقد قلت بيتي شِعْر.
قَالَ: هاتِهما.
فأنشدته:
أصبحت بين فصاحة وتجمُّل ... والْحُرُّ بينهما يموت هزيلا
فامْدُدْ إليَّ يدًا تعوّد بطنها ... بذْلَ النّوال وظهرُها التَّقبيلا
فوصله بعشرين ألف درهم.
ويقال: إنّه وقع يومًا بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة ألف درهم.
وكان مَعَ شجاعته وفروسيته خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا أديبًا مهيبًا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وهو في الكهولة.

(14/102)


205- طاهر بْن رُشَيْد البزّاز.
أبو عَبْد الرَّحْمَن، قاضي همدان.
عَنْ: سليمان بْن عَمْرو صاحب عَبْد الملك بْن عُمَيْر، وغيره.
وعنه: عَبْدُوَيْه القوّاس، وحمدان بْن المغيرة السَّكُونيّ، وعبد الرحيم بْن يحيى الدَّبِيليّ. ذكره شِيرُوَيْه.
206- طلاب بْن حَوْشب الشَّيْبانيّ1.
أخو العوّام بْن حوشب. يكنى أبا يريم، ويقال: أبو رويم.
روى عن: أخيه، وعاش بعده دهرًا.
عن: جعفر الصادق، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومجالد، وغيرهم.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر الْقُرَشِيّ، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ، وعباس الدُّوريّ، وهو أكبر شيخٍ لعبّاس.
سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: صَالِحٌ.
"حرف العين":
207- عابد بْن أَبِي عابد البغداديّ.
أبو بِشْر المقرئ.
قرأ عَلَى: حمزة الزّيّات.
تصدر للإقراء ببغداد زمانًا.
قرأ عَلَيْهِ: خَلَف بْن هشام، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، وغيرهم.
208- عافية بْن أيّوب بْن عَبْد الرحمن2.
مولى دوس. أبو عبيدة المصري.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 502".
2 الجرح والتعديل "7/ 44"، لسان الميزان "3/ 222".

(14/103)


روى عَنْ: معاوية بْن صالح، وحيوة بْن شُرَيْح، وسعيد بْن عَبْد العزيز، والمحرز بْن بلال بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وجماعة.
روى عَنْهُ طائفة آخرهم موتًا بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ.
تُوُفّي في شَعْبان سنة أربعٍ ومائتين. قاله ابن يونس.
209- عامر بْن إبراهيم بْن واقد الأشعريّ1.
مولى أَبِي موسى -رضى الله عنه. أبو إبراهيم الأصبهانيّ المؤذِّن.
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وخطّاب بْن جعفر بْن أَبِي المغيرة، وأبي عُبَيْد اللَّه عذار بْن عُبَيْد اللَّه الأصبهاني، والنعمان بْن عَبْد السّلام، وجماعة.
وعنه: ابناه إبراهيم، ومحمد، وأبو حفص الفلاس، وأسيد بْن عاصم، ويونس بْن حبيب، وحفص بْن عُمَر المهرقانيّ، وآخرون.
قَالَ الفلاس: كَانَ ثقة، من خيار النّاس.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: خرج عامر إلى يعقوب القُمّيّ، فكتب عَنْهُ عامّة كُتُبه. وكان يبيع الخشب.
وقيل لَهُ: لِمَ لَمْ تكتب عَنِ النُّعْمان بْن عَبْد السّلام كُتُبَه؟
قَالَ: كانوا أغنياء، لهم ورّاقون، ولم يكن لي شيء.
تُوُفّي سنة إحدى واثنتين ومائتين.
210- عامر بْن خِداش2. أبو عَمْرو الضَّبّيّ النَّيْسابوريّ. أحد الأئمة والصالحين.
سمع: شريكًا القاضي، وفرج بْن فَضَالَةَ، وعَبّاد بْن العوّام.
وعنه: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفراء، والحسين بْن منصور، وغيرهما.
تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين. فيه لين.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 319"، تهذيب الكمال "14/ 11، 12"، تهذيب التهذيب "5/ 61".
2 الثقات لابن حبان "8/ 501"، ميزان الاعتدال "2/ 359".

(14/104)


211- عَبّاد بْن يوسف الكِنْديّ الحمصيّ الكرابيسيّ1.
عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وغيرهما.
وعنه: يزيد بْن عَبْد ربه الْجُرْجُسيّ، وإبراهيم بْن العلاء الزُّبَيْديّ، وعَمْرو بْن عثمان، وغيرهم.
وقد روى عَنْهُ الوليد بْن مُسْلِم، وهو أكبر منه.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: مَاتَ سنة ستٍّ ومائتين.
212- عباءة بْن كليب2 -ق- أبو غسان اللَّيْثيّ الكوفيّ.
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحماد بْن سلمة، وداود الطّائيّ العابد، وجُوَيْريه بْن أسماء، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن الوضّاح اللُّؤلُؤيّ، وأبو كُرَيْب عليّ بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن عُمارة الواسطيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وطائفة.
حدَّثَ بالعراق والريّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وليّنه غيره.
213- عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بن عمر بن كيسان3 -د. ن- أبو يزيد الصنعاني.
عن: أبيه، وعميه: حفص، ووهب، ونويس قليل يمانيين.
وعنه: أحمد بن حنببل، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وعليّ بْن المَدِينيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ، وطائفة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 435"، ميزان الاعتدال "2/ 380"، تهذيب التهذيب "5/ 110، 111".
2 الجرح والتعديل "7/ 45"، ميزان الاعتدال "2/ 387".
3 التاريخ الكبير "5/ 41"، الجرح والتعديل "5/ 2، 3"، تهذيب التهذيب "5/ 137".

(14/105)


قلت: أخر لَهُ د. ن. هذا الحديث فقط: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَأنُوسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ1.
قَالَ: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات.
214- عَبْدِ اللَّه بْنِ إبراهيم بْنِ أَبِي عَمْرو الغِفَارِيّ المدني2 -د. ن- أبو محمد.
عَنْ: أَبِيهِ، وإِسْحَاق بْنُ مُحمد الْأَنْصَارِيّ، ومالك، والمنكدر بْنُ مُحَمَّد وجماعة.
وعنه: سَلَمَةُ بْنُ شَبيب، والْحَسَن بْنُ عَرَفَة، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ويحيى بْنُ زَكَريّا بْنِ شَيْبان، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو داود، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عَلَيْهِ الثّقات.
ونسبه ابن حِبّان إلى وضع الحديث.
215- عَبْدُ اللَّه بْنُ إِبْراهيم بْنِ الأغلب التَّميميّ المغربيّ3.
الأمير، ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ستٍّ وتسعين ومائة، وأنشأ عدة حصون، وبنى القصر الأبيض بمدينة الْعَبَّاسِيَّةِ الّتي بناها أَبُوهُ. وأنشأ جامعًا عظيمًا بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثله. وعمل سقْفه بالآنك وزخرفه.
وَالْعَبَّاسِيَّةُ عَلَى ميلين من القيروان.
مات عَبْدُ اللَّه سنة إحدى ومائتين، وولي بعده أخوه الأمير زيادة اللَّه.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أبو داود "888"، والنسائي "1134" مختصرًا، وأحمد في المسند "3/ 162"، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود "888".
2 تهذيب الكمال "14، 274-276"، ميزان الاعتدال "2/ 388، 389"، تهذيب التهذيب "5/ 137، 138".
3 معجم البلدان "1/ 328، 815"، تاريخ ابن خلدون "4/ 197"، النجوم الزاهرة "2/ 169".

(14/106)


216- عبد الله بن بكر بن حبيب1 -ع- أبو وهب السهمي الباهلي البصري.
نزيل بغداد. وسمع: أَبَاهُ، وحميدًا الطويل، وابن عون، وهشام بن حسان، وحاتم بن أبي صغيرة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وعلي بن المديني، وإسحاق الكوسج، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوم.
وثقه أحمد، وجماعة.
وقال: وسمعتُ من سَعِيد بْنِ أَبِي عَرُوبَة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
تُوُفّي في المحرَّم سنة ثمان ومائتين.
وكان فقيهًا محدثًا. وكان أَبُوهُ رأسًا في العربية.
اختلف أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ في سطر وسطر فحكّما بكْرًا عليهما.
217- عَبْدُ اللَّه بْنُ حُمْرَان بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ حُمران بْنِ أبان2.
أبو عَبْدِ الرَّحْمَن العُثْمانيّ، مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ابن عَوْن، وعوف، وعبد الحميد بْنُ جعفر الْأَنْصَارِيّ، وابن أَبِي عَرُوبَة، وجماعة.
وعنه: أحمد بْنُ حَنْبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْنُ المُثَنَّى، وبُنْدار، وبكار بْنُ قُتَيْبة، ويزيد بْنُ سِنان الْبَصْرِيّ، وإبراهيم بْنُ مرزوق الذين سكنوا مصر، وأسيد بْنُ عاصم الأصبهانيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، صدوق.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 295"، التاريخ الكبير "5/ 52"، الجرح والتعديل "5/ 16"، التهذيب "5/ 162، 163".
2 التاريخ الكبير "5/ 73"، الجرح والتعديل "5/ 41"، تهذيب التهذيب "5/ 191، 192".

(14/107)


وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة ستٍّ ومائتين.
218- عَبْدُ اللَّه بْنُ خَلَف الكِلابيّ1.
ويقال: الطُّفَاويّ. أبو محمد الْبَصْرِيّ.
لم يذكره ابن أبي حاتم.
سمع من: هشام بْنِ حسّان، وهو مُقِلّ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بن سَعِيد الدّارميّ، وإبراهيم بْن مرزوق الْمَصْرِيّ، وعثمان، وابن طالوت. له حديث وقد خُولِف فيه.
قَالَ العُقَيْليّ: في حديثه وهم ونكارة.
219- عَبْدُ اللَّه بْنُ سَعِيد الأُمَويّ الكوفيّ2.
أخو يحيى بْنِ سَعِيد.
عَنْ: زياد البكائي.
وكان ثقة علّامة في اللغة وَالْعَرَبِيَّةِ.
حكى عَنْهُ أبو عُبَيْدٍ القاسم كثيرًا.
توفي شابًا بعد سنة ثلاثة مائتين.
وروى عَنْ أَبِيهِ أيضًا.
حدَّثَ عَنْهُ: ابن نُمَيْر، وأحمد بْنُ إبراهيم الدَّوْرقيّ.
220- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ مُلَيحة النَّيْسابوريّ3.
أبو محمد، مسجده بِسِكَّةِ حرب.
أكثر عَنْ: عكرمة بْنِ عمّار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، ونهشل بْنِ سَعِيد.
وعنه: أحمد بن نصر المقرئ، وأحمد بن حرب الزاهد.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 414"، لسان الميزان "3/ 281، 282".
2 التاريخ الكبير "5/ 104"، الجرح والتعديل "5/ 72".
3 ميزان الاعتدال "2/ 454"، لسان الميزان "3/ 308".

(14/108)


قال الحاكم: الغالب على حديثه المناكير.
221- عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص1 -ت- الزهري المدني. كان ذا عدد في النسب إلى سعْد.
روى عَنْ: جَدّه لأُمّه مالك بْنِ حمزة بْنِ أُسَيْدٍ السّاعديّ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن عَبْدِ الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بْنُ صالح بْنِ النطاح، والكُدَيْميّ، وغيرهم.
قَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: لَهُ حديث في فضل العبّاس وبنيه. رواه ابن ماجة.
222- عَبْدُ اللَّه بْنُ عِصْمة البُنانيّ النَّصيبيّ2 -ق- شيخ مُقِلّ.
يروي عَنْ: سَعِيد، عَنْ نافع، وعن: حمّاد بْنِ سَلَمَةَ، وأبي القُطُوف الجراح بْنِ منهال، وأسد بْنِ عَمْرو، ومحمد بْنِ سَلَمَةَ البنائي.
وعنه: عليّ بْنُ الحُسين البزّاز شيخٌ لمُطِّين، ويعقوب بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسب، ومبارك بْنُ عَبْدِ اللَّه السراج، وميمون بن الأصبغ، وغيرهم.
قال العقيلي: يرفع الأحاديث ويزيد فيها.
وقال ابْنُ عديّ: لم أر للمتقدمين فيه كلامًا. ورأيت لَهُ أحاديث أنكرها.
223- عَبْدُ اللَّه بْن عطارد بْن أذينة الطّائيّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن الغاز، ومسعر بْن كدام، وموسى بْن عليّ بْن رباح.
وعنه: عَبْد الغفار بْن عَبْد اللَّه، والخليل بْن ميمون، وصُهَيْب بْن محمد بن عباد، وإسحاق بن عيسى الأيلي.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 112"، ميزان الاعتدال "2/ 460"، تهذيب التهذيب "5/ 312، 313".
2 تهذيب الكمال "15/ 311"، ميزان الاعتدال "2/ 461"، تهذيب التهذيب "5/ 322".
3 المجروحين لابن حبان "2/ 18، 19"، ميزان الاعتدال "2/ 462".

(14/109)


وكان ضعيفًا. قَالَ ابن حِبّان: منكر الحديث جدًا.
وقال ابن عديّ: منكر الحديث.
224- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي أمية المَوْصِليّ1. أحد من عُني بالحديث.
روى الكثير عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وشريك القاضي.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ السِّمسار، وغيره.
فقد بطريق مَكَّةَ سنة ستٍّ ومائتين، رحمه اللَّه.
ورّخه يزيد بْن محمد الْأَزْدِيّ.
225- عَبْد اللَّه بْن أَبِي جعفر عيسى بْن ماهان الرّازيّ التاجر2 -د- عَنْ: أَبِيهِ أَبِي جعفر، وشُعْبة، وأيوب بْن عُتْبة اليَمَانيّ، وقيس بْن الربيع، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن عُمَر بْن شقيق، وعمّار بْن الحَسَن، وعبد الرَّحْمَن بْن زُرَيْق، وشبيب بْن الفضل، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وطائفة.
وقال محمد بْن حُمَيْد: كَانَ فاسقًا. سَمِعْتُ منه عشرة آلاف حديث فرميت بها.
وقال ابن عديّ: بعض حديثه لا يُتابَع عَلَيْهِ.
وقال أبو زُرْعة، وأبو حاتم: صدوق.
226- عَبْد اللَّه بْن كثير بْن جعفر بْن أَبِي كثير الْأَنْصَارِيّ3 -ق- مولاهم الْمَدَنِيّ، أبو عُمَر ابن أخي إسماعيل بْن جعفر.
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وكثير بْن عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ، وسعد بن سعيد المقبري.
وعنه: عباس العنبري، ويحيى بن أيوب المقابري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والزبير بن بكار. وهو مقل.
__________
1 الكامل في التاريخ "4/ 14، 204".
2 الجرح والتعديل "5/ 127"، ميزان الاعتدال "2/ 404"، تهذيب التهذيب "5/ 176، 177".
3 تهذيب الكمال "5/ 461-463"، ميزان الاعتدال "1/ 473"، تهذيب التهذيب "5/ 366".

(14/110)


227- عبد الله بن معاذ الصنعاني1 -ت. ق- مولى خَالِد بْن غلّاب.
عَنْ: مَعْمَر، ويونس بْن يزيد.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وعبد العزيز بْن يحيى صاحب "الجيدة"، وأبو خَيْثَمَة، والزُّبَير بْن بكّار، وطائفة.
قَالَ ابن مَعِين: هُوَ ثقة إلا أن عبد الرزاق كَانَ يكذبه.
وقال أبو زُرْعة: أَنَا أقول: هو أوثق من عبد الرزاق.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بِهِ.
228- عَبْد اللَّه بْن ميمون بْن داود القداح المخزومي2 -ت- مولاهم المكي.
عن: يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وجعفر الصادق، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وجماعة.
وعنه: زياد بْن يحيى الحساني، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسابوريّ، ومؤمل بْن إهاب، وعبد الوهّاب بْن فُلَيْح الْمَكِّيّ، وآخرون.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عَلَيْهِ.
وقال التِّرْمِذيّ: منكر الحديث.
خرج لَهُ في "الجامع" حديثًا في "القدر"3.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 212"، الجرح والتعديل "5/ 173"، ميزان الاعتدال "2/ 506"، تهذيب التهذيب "6/ 37، 38".
2 التاريخ الكبير "5/ 206"، الجرح والتعديل "5/ 172"، ميزان الاعتدال "2/ 512"، تهذيب التهذيب "6/ 49".
3 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2144"، وابن عدي في الكامل "4/ 1506"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "2439".

(14/111)


229- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المغيرة بْن نشيط1.
أبو الحَسَن، مولى جعدة بْن هُبَيْرة المخزومي. كوفيّ متروك. سكن مصر وروى الطامّات.
عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ، ومسعر، وعبد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد.
وعنه: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن البرقي، ومحمد بْن يوسف بْن أَبِي مَعْمَر، ومقدام بْن داود الرُّعَيْنيّ، ومؤمّل بْن إهاب، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: روى عن الثوري، ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أنّ يحدّثا بها.
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، ومع ضعفه يكتب حديثه.
وقال ابن يونس: مات في خامس رجب سنة عشرٍ ومائتين.
230- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ربيعة بْن قُدَامة بْن مظعون2.
أبو محمد القُداميّ المصِّيصيّ.
عَنْ: مالك، وإبراهيم بْن سعْد، وطائفة.
وعنه: صالح بْن عليّ النَّوْفليّ، ومحمد بْن أبان القلانسيّ، وإبراهيم بْن محمد الصّفّار، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن سهم، وغيرهم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إلا على سبيل الاعتبار. وقال أبو عَبْد اللَّه الحاكم: يروي عَنْ مالك الموضوعات.
231- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمارة3. أبو محمد القداح الْأَنْصَارِيّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وسليمان بْن بلال، ومَخْرَمة بْن بُكَيْر، وجماعة.
وعنه: عُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن سعْد، والفضل بْن سهل، وآخرون.
وكان عالمًا بالنسب، ولم يضعفه أحد. ذكره الخطيب، وغيره.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 158"، لسان الميزان "3/ 332، 333".
2 المجروحين لابن حبان "2/ 39، 40"، ميزان الاعتدال "2/ 488، 489".
3 الجرح والتعديل "5/ 158"، تاريخ بغداد "10/ 62".

(14/112)


232- عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ الْمَدَنِيّ المخزوميّ1 -ن. ء- مولاهم الفقيه.
عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وابن أَبِي ذئب، وداود بْن قيس الفراء، وسليمان بْن يزيد الكَعْبيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن الّذي ثار بالمدينة، ومالك بْن أنس، والليث بْن سعْد، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف، وخلق.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وسَحْنُون الفقيه، وأحمد بْن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والحَسَن بْن عليّ الخلّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وأحمد بْن الحَسَن التِّرْمِذيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق.
قَالَ أبو طَالِب، عَنْ أحمد بْن حنبل: كَانَ صاحب رأي مالك. وكان يُفتي أهل المدينة. ولم يكن صاحب حديث؛ كَانَ ضيّقًا فيه.
وقال الْبُخَارِيّ: يُعرف وينكر.
وقال أبو حاتم: هُوَ لين في حفظه، وكتابه أصحّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: روى عَنْ مالك غرائب.
لكن لم يرو ابن عديّ في ترجمته إلّا حديثًا واحدًا فوهم فيه وهمًا منكرًا. ذَلِكَ أَنَّهُ روى بإسناده، عَنْ عَبْد الوهّاب بْن بخت، أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بْن عَبْد الملك، وعن عَبْد اللَّه بْن نافع، عَنْ هشام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، فذكر حديثًا. ثمّ قَالَ: وإذا روى عَنْ عَبْد اللَّه مثل عَبْد الوهّاب بْن بخت يكون ذَلِكَ دليلًا عَلَى جلالته. وهو من رواية الكبار عَنِ الصغار.
قلت: لم يولد صاحب الترجمة إلّا بعد موت عَبْد الوهّاب بدهر. وإنما عَبْد الوهّاب بْن نافع هذا ابن مولى ابن عُمَر قديم الموت. وأما الصائغ فمتأخر.
وقال ابن سعْد: كَانَ قد لزم مالكا لزومًا شديدًا، وهو دون معني. وتُوُفّي في رمضان سنة ست ومائتين.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 438"، التاريخ الكبير "5/ 213"، الجرح والتعديل "5/ 183، 184"، التهذيب "6/ 51-53".

(14/113)


233- عبد الله بن واقد1. أبو عبادة الحرّانيّ. أحد الضعفاء.
عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيَان، وفايد أَبِي الورقاء.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الصيف، وسَعْدان بْن نَصْر، ومحمد بْن يحيى الحرّانيّ، وغيرهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: تركوه. منكر الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وأمّا ابن مَعِين فاختلف قولْه فيه.
وقال أحمد: ما بِهِ بأس. يشبه أهل النسك والخير.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وقيل: سنة عشر.
234- عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن ميمون العدني2 -د. ت. ن- أبو محمد. مولى عثمان -رضى الله عنه.
وكان يَقُولُ: أَنَا مكّيّ، فلم يقال لي: العَدَنيّ؟
قلت: هُوَ لقب لَهُ.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، ومصعب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وزمعه بْن صالح، وإبراهيم بْن طِهْمان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن نَصْر النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسي، ومؤمّل بْن إهاب، وجماعة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح.
وقال أبو زُرْعة: صدوق.
قلت: واستشهد به البخاري في "الصحيح".
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 486"، التاريخ الكبير "5/ 219"، الجرح والتعديل "5/ 191، 192"، التهذيب "6/ 66-68".
2 التاريخ الكبير "5/ 217، 218"، الجرح والتعديل "5/ 188"، تهذيب التهذيب "6/ 70".

(14/114)


235- عَبْد الأعلى بْن سليمان1.
أبو عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الزرّاد.
سمع: هشام بْن حسان، وهشامًا الدستوائي، وغالبًا القطان.
وعنه: علي بن حرب، والرَّماديّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، وجماعة. وهو مستور.
236- عَبْد الحميد بْن أَبِي أُوَيْس عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي عامر2.
أبو بَكْر الأصبحيّ الْمَدَنِيّ الأعشى، أخو إسماعيل.
عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان بْن بلال، وابن أَبِي ذئب، وسُفْيَان الثَّوْريّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، والربيع بْن مالك عمّ جَدّه، وجماعة.
وقيل: إنّه روى عَنِ ابن عجلان.
وعنه: أخوه، وأيوب بْن سليمان بْن بلال، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وهو آخر من حدَّثَ عَنْه.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
ومات سنة اثنتين ومائتين. قاله أخوه.
وقد قرأ القرآن عَلَى نافع.
روى عَنْهُ القراءة: أحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد المدنيّ.
237- عبد الحميد بن عبد الرحمن3 -خ. د. ت. ق- أبو يحيى الحماني الكوفي.
ولاؤه لحمان. وهم بطن من تميم. وأصله خوارزمي، ولقبه "بشمين".
__________
1 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 67"، تاريخ بغداد "11/ 71".
2 التاريخ الكبير "6/ 50، 51"، الجرح والتعديل "6/ 15"، تهذيب التهذيب "6/ 118".
3 الطبقات الكبرى "6/ 399"، التاريخ الكبير "6/ 45"، الجرح والتعديل "6/ 16"، تهذيب التهذيب "6/ 120".

(14/115)


روى عَنْ: الأعمش، وبُرَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، والحسن بن عمارة، وأبي حنيفة، وطلحة بن يحيى بن طلحة التيمي، وطلحة بن عمرو المكي، وجماعة.
وعنه: ابنه يحيى، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، والحسن بن علي بن عفان، وخلق، والبخاري، عَنْ محمد بْن خَلَف، عَنْهُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وقال أبو داود: كَانَ داعيةً في الإرجاء.
وقال هارون الحمّال: مات سنة اثنتين ومائتين.
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن عطية1.
أبو سليمان الداراني الزّاهد، شيخ أهل الشام في زمانه.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: مات سنة خمس ومائتين.
وقال أبو يعقوب القرّاب، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سنة خمس عشرة ومائتين.
ستأتي ترجمته في الطبقة التالية.
239- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حمّاد التَّميميّ الكوفي المقرئ2.
واسم أَبِيهِ شُكيل، يكنى أبا محمد.
قرأ عَلَى حمزة، وكان من جلة أصحابه. ثمّ قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عياش.
وروى الحروف عَنْ: نافع: وشَيْبان النَّحْويّ، وعيسى بن عمر.
وسمع من: إسرائيل بن يونس، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وفطر بن خليفة، وطائفة.
روى عنه: الحسن بن جامع، ومحمد بن جنيد، وإسحاق بن الحجاج، ومحمد بن عيسى، وهارون بن حاتم، ومحمد بن الهيثم، وآخرون.
__________
1 سيأتي ترجمته في الطبقة التالية برقم "226".
2 الجرح والتعديل "5/ 244".

(14/116)


240- عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي1.
أبو محمد الرازي المقرئ. ودشتك محلة بالري.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُمَر بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وزهير بْن معاوية، وإبراهيم بْن طِهْمان، وأبي حمزة السُّكّريّ، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الأزهر، وعامة أهل الرّيّ.
وقد رآه أبو حاتم وسمع كلامه. وقال: كَانَ رجلًا صالحًا صدوقًا.
وقال ابن مَعِين: لا بأس بِهِ.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة2.
أبو يزيد السَّعْديّ المَرْوَزِيّ.
سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، وحمّاد بْن زيد، وجماعة.
وكان فقيهًا بصيرًا بالرأي والحديث.
أخذ الفقه عَنْ: محمد بْن الحَسَن.
روى عَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن أبي طَالِب، وجعفر الصائغ، وغيرهم.
أكره عَلَى قضاء سرخس فحكم مدة، ثمّ هرب فرارًا بدينه، رحمه اللَّه.
242- عَبْد الرَّحْمَن بْن غزوان3 -خ. د. ت. ن- أبو نوح الخزاعي، ويقال: الضبي مولاهم الملقب بقراد.
سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: عَوْف الأَعْرابيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وجرير بْن حازم، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 315"، الجرح والتعديل "5/ 254، 255"، تهذيب التهذيب "6/ 207".
2 الجرح والتعديل "5/ 273"، الثقات لابن حبان "8/ 375".
3 الطبقات الكبرى "7/ 335"، الجرح والتعديل "5/ 274"، ميزان الاعتدال "2/ 581، 582"، التهذيب "6/ 247-249".

(14/117)


وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.
وروى عنه من القدماء: أبو مُعَاوِيَة.
قَالَ مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ شيخ كَانَ أحرّ رأسًا منه، وإنّما كَانَ يهدر: ثنا شعبة، ثنا شغبة.
وقال ابن المَدِينيّ، وابن نُمَيْر: ثقة.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ عاقلًا من الرجال.
وقال ابن حِبّان: كَانَ يخطئ فيتخالج في القلب منه لروايته عَنِ الَّليْث، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَةَ، قصة المماليك وضربهم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.
243- عَبْد الرَّحْمَن بْن قلوقا الكوفيّ القارئ1.
قرأ عَلَى: حَمْزَةَ، ثمّ عَلَى سُلَيْم.
قرأ عَلَيْهِ: رجاء بْن عيسى الجوهريّ، وغيره.
244- عَبْد الرَّحْمَن بْن قيس2.
أبو معاوية الزَّعْفرانيّ الْبَصْرِيّ، ثمّ البغداديّ. نزيل نَيْسابور.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعبد اللَّه بْن عَوْن، والثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن الفُرات، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّنعانيّ، وجماعة.
وهو مجمع عَلَى ضعفه.
روى له الترمذي حديثًا في "الشمائل".
__________
1 غاية النهاية "1/ 376".
2 التاريخ الكبير "5/ 339"، الجرح والتعديل "5/ 278"، تهذيب التهذيب "6/ 258".

(14/118)


وقال أبو زُرْعة: كذّاب.
وكذّبه عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
أَنْبَأَنِي يَحْيَى الصَّيْرَفِيُّ: أنا عَبْدُ الْقَادِرِ الرَّهَاوِيُّ الْحَافِظُ: أَنَا مَسْعُودٌ الثَّقَفِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا1. تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ.
قَالَ أَبِي: ذَكَرْتُهُ لابْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ. وَقَالَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ الْأَعْرَابِ، أَمْلِهِ عَلَيَّ. فَكَتَبَهُ عَنِّي.
245- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُغِيرَةُ2 بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حكيم بْن حزام -خ. د- أبو القاسم الأَسَديّ الحزاميّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، ومالك، وعبد الرَّحْمَن بْن عياش السمعي، والدراوردي، وغيرهم.
وعنه: إبراهيم بْن حمزة الزبيري، وأبو بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن شَبَّة، والزُّبَير بْن بكّار، وآخرون.
246- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن مَعْدان الأصبهاني3.
أخو الزّاهد محمد بْن يوسف.
روى عَنْ: عثمان بْن زائدة.
روى عَنْهُ: صالح بْن مِهْران، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، ومحمد بْن عاصم الثقفي. توفي سنة عشرين.
__________
1 "حديث موضوع": وفيه صاحب الترجمة وقد كذب كما تقدم.
2 التاريخ الكبير "5/ 354"، الجرح والتعديل "5/ 288"، تهذيب التهذيب "6/ 276".
3 حلية الأولياء "8/ 236".

(14/119)


247- عَبْد الرحيم بْن حمّاد الثَّقْفيّ الْبَصْرِيّ1.
عَنِ: الأعمش.
قَالَ العُقَيْليّ: حدَّثَ عَنِ الأعمش ممّا لَيْسَ من حديثه.
وعنه: يزيد بْن محمد العُقَيْليّ. جدّي.
وحدَّثَ عَنْ عَمْرو بْن عُبَيْد أيضًا.
248- عَبْد الرحيم بْن هارون الغسانيّ الواسطيّ2. أبو هشام، نزيل بغداد.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَوْن، وعوف، وهشام بْن حسان، وشُعْبة، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد.
وعنه: يحيى بْن موسى ختّ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقيّ، وأحمد بْن سليمان الرهاويّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث يكذب. وقال أبو حاتم الرّازيّ: لا أعرفه.
وحسّن ت. حديثه.
249- عَبْد السّلام بْن هاشم3.
أبو عثمان الْبَصْرِيّ البزار.
سمع: شُعْبَة، وحنبل بْن عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ، وعثمان بْن سعْد الكاتب، والعلاء بْن المغيرة، وخالد بْن برد، وطائفة.
وعنه: أبو الربيع الزهرنيّ، وعثمان بْن طالوت، ومحمد بْن عُمَر المقدسي، وهلال بْن بِشْر. شهد عَلَيْهِ أبو حفص الفلّاس بالكذب.
250- عَبْد الصَّمد بن حسان4. أبو يحيى المروذي.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 603، 604"، لسان الميزان "4/ 5".
2 التاريخ الكبير "6/ 103"، الجرح والتعديل "6/ 340"، تهذيب التهذيب "6/ 308، 309".
3 التاريخ الكبير "6/ 66"، الجرح والتعديل "6/ 47"، ميزان الاعتدال "2/ 619".
4 الطبقات الكبرى "7/ 375"، التاريخ الكبير "6/ 105"، الجرح والتعديل "6/ 51"، ميزان الاعتدال "2/ 620".

(14/120)


عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وزائدة، وإسرائيل، وخارجة بْن مُصْعَب، ومالك بْن أنس.
وعنه: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن مُعَاذ السُّلَميّ، وأيوب بْن الحَسَن الزّاهد، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب العبْديّ الفراء.
وكان إمامًا فقيهًا، ولي قضاء هَراة، وغيرها.
وتُوُفّي سنة عشر ومائتين.
لم يخرجوا لَهُ شيئًا في الكتب. وهو من مَرْو الروذ.
قَالَ عليّ بْن قُدَامة: ثنا عَبْد الصَّمد بْن حسان قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: مر شيخ فظننته صاحب حديث، فقلت: عندك حديث؟ فقال: ما عندي حديث ولكن عند عتيق. قَالَ: وكان يهوديًا خمّارًا.
روى عَنْ أحمد بْن حنبل أَنَّهُ ترك حديث عَبْد الصَّمد.
وقال السليماني: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ في "المبسوط".
251- عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سعَيِد بن ذكوان1 -ع- أبو سهل التميمي العنبري، مولاهم الْبَصْرِيّ التنوري.
عَنْ: أَبِيهِ، وعكرمة بْن عمار، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وهمام بْن يحيى، وأبان العطار، وأبي خلدة خالد بْن دينار، وربيعة بْن كلثوم، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، وحرب بن شداد، وحرب بْن أبي العالية، وحرب بْن ميمون، وخلق.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وحجاج بْن الشاعر، وبُنْدار، وهارون بْن عَبْد اللَّه، وعبد بْن حُمَيْد، وابنه عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وخلق.
وكان من ثقات البصريين وحفاظهم.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال محمد بن سعد وجماعة: توفي سنة سبع ومائتين.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 300"، التاريخ الكبير "6/ 150"، الجرح والتعديل "6/ 50، 51"، التهذيب "6/ 327، 328".

(14/121)


عَبْد الصَّمد بْن النُّعْمان من الطبقة الآتية.
252 - عَبْد العزيز بْن أبان بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص1 بْن أَبِي أحيحة سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ. أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيّ الأُمَويّ السّعيديّ الكوفيّ. نزيل بغداد. وأحد المتروكين.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ومِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطائفة كبيرة.
وعنه: الحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام الرّياحيّ، وإدريس بْن جعفر العطّار، وجماعة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لما حدَّثَ بحديث المواقيت تركته.
وقال ابن معين: كذاب، حدَّثَ بأحاديث موضوعة.
وقال أبو حاتم: متروك، لا يُكتَب حديثه.
وقال الْبُخَارِيّ: تركوه.
وقال ابن سعْد: وُلّي قضاء واسط، ثمّ عُزل. فقدِم بغداد وبها تُوُفّي في رابع عشر من رجب سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال الحارث بن أبي أسامة: كَانَ كثير العيال شديد الفقر.
253- عَبْد العزيز بن أبي رزمة غزوان2 -د. ت- أبو محمد اليشكري مولاهم المَرْوَزِيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وإسرائيل، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المسعودي، وجُوَبْير بْن سَعِيد، وأبي المُنِيب عَبْد اللَّه العَتَكيّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد بْن عَبْد العزيز، وأحمد بْن منصور زاج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو وهْب محمد بْن مزاحم، وجماعة من المراوزة.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 404"، التاريخ الكبير "6/ 30"، الجرح والتعديل "5/ 277، 278"، تهذيب التهذيب "6/ 329".
2 الطبقات الكبرى "7/ 376"، التاريخ الكبير "6/ 29"، الجرح والتعديل "5/ 392"، تهذيب التهذيب "6/ 336، 337".

(14/122)


وكان قد حجّ في سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وسمع من جماعة.
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائة، ومات في المحرَّم سنة ستٍّ ومائتين.
ذكره ابن حِبّان في "الثّقات".
254- عَبْد العزيز بْن النُّعْمان المَوْصِليّ1.
روى عَنْ: شُعْبَة، وكثير بْن سُلَيْم.
وعنه: الْحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرانيّ، وعلي بْن حرب. قاله ابن أبي حاتم.
ثم قَالَ: سُئل أَبِي عَنْهُ، فقال: مجهول.
255- عَبْد العزيز بْن الوليد بْن سليمان بْن أَبِي السّائب الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ2.
روى عَنْ: أَبِيهِ، والأوزاعي، وأيّوب بْن تميم.
وعنه: بقية، ودُحَيْم، وهشام بْن عمار، ومحمود بْن خَالِد، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون.
ويُعرف بعبيد الزّاهد. وكان كبير القدر.
قَالَ هشام بْن عمّار: ما أدركنا أعبد منه.
وقال الوليد بْن عُتْبة: ما أدركنا أفضل منه.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: كَانَ أورع أهل زمانه، وهو الّذي يُعرف بعُبَيْد.
256- عَبْد الغفّار3.
أبو حازم. خُراسانيّ رابط بعكا.
وروى عَنْ: محمد بْن منصور، عَنِ ابن المُنْكِدر.
وروى عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة من المجاهيل.
وعنه: محمد بن وزير الدمشقي، وأبو الطاهر بن السرح، وإسماعيل بن حصن الجبيلي. قال أبو حاتم: لا بأس به.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 398".
2 التاريخ الكبير "6/ 27"، الجرح والتعديل "5/ 399"، الثقات لابن حبان "8/ 392-396".
3 الجرح والتعديل "6/ 54"، الثقات لابن حبان "8/ 421"، ميزان الاعتدال "2/ 639".

(14/123)


257- عبد الكبير بن عبد المجيد1 -ع- أبو بَكْر الحنفي الْبَصْرِيّ. أخو أبو عليّ الحنفيّ.
عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وخَيْثَم بْن عِراك، وأفلح بْن حُمَيْد، وعبد الحميد بْن جعفر الْأَنْصَارِيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، والضحاك بْن عثمان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإِسْحَاق الكَوْسَج، والذُّهْليّ، وخلْق آخرهم الكُدَيْميّ.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال ابن سعْد: مات سنة أربعٍ ومائتين.
258- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد الأزدي المكي2 -د. م- أبو عبد الحميد، مولى المهلّب بْن أَبِي صُفْرَةَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وابن جُرَيْج، ومَعْمَر، وعثمان بْن الأسود، ومروان بْن سالم الجزري، وأيْمن بْن نابل، وجماعة.
وكان أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وحاجب بْن سليمان المَنْبِجيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق كثير.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد.
وقال أحمد: كَانَ فيه غُلُوٌّ في الإرجاء، ويقول: هَؤُلَاءِ الشُّكّاك.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. ثمّ ذكر من نبله وهيئته.
وقال مرّةً: كَانَ صدوقًا، ما كَانَ يرفع رأسه إلى السماء. وكانوا يعظمونه.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "6/ 126"، الثقات لابن حبان "8/ 420"، التهذيب "6/ 370، 371".
2 الطبقات الكبرى "5/ 500"، التاريخ الكبير "6/ 112"، الجرح والتعديل "6/ 64، 65"، تهذيب التهذيب "6/ 381".

(14/124)


وقال عَبْد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ: لو رأيت عَبْد المجيد لرأيتَ رجلًا جليلًا من عبادته.
وقال الحُسين بْن عَبْد اللَّه الرَّقّيّ: ثنا عَبْد المجيد، ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء. وكان أَبُوهُ أعبد منه.
وقال أبو داود: كَانَ رأسًا في الإرجاء.
وقال يعقوب الفَسَويّ: كَانَ مبتدعًا داعية.
وقال سَلَمَةُ بْن شبيب: كنتُ عند عَبْد الرّزاق، فجاءنا موت عَبْد المجيد، وذلك في سنة ستٍّ ومائتين، فقال عَبْد الرّزّاق: الحمد لله الّذي أراح أُمَّةَ محمد من عَبْد المجيد. وقال ابن عديّ: عَامَّةُ ما أُنِكر عَلَيْهِ الإرجاء.
قَالَ هارون الحمّال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عَبْد المجيد أخشع منه.
وقال أبو نُعَيْم: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. قلت: هذا غلط.
259- عَبْد الملك بْن إبراهيم1.
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الْجُدّيّ الْمَكِّيّ. مولى بُنيّ عَبْد الدّار.
عَنْ: شُعْبَة، ويزيد ين إبراهيم التُّسْتَريّ، والقاسم بْن الفضل الحدّانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسفيان الثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، وأحمد بْن منصور زاج، وسليمان بْن منصور الحرّانيّ، وأحمد بْن محمد البزّيّ القارئ، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وخلْق كثير.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ وَقَالَ البزّيّ: ثقة مأمون.
وقال أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: هُوَ أحفظ منّي.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات سنة أربعٍ أو خمسٍ ومائتين.
260- عَبْد الملك بْن بزيع2.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 406"، الجرح والتعديل "5/ 342"، تهذيب التهذيب "6/ 384، 385".
2 الجرح والتعديل "5/ 344".

(14/125)


أبو مروان الدّمشقيّ. الرجل الصالح نزيل تِنِّيس.
روى عَنْ: يحيى الذِّماريّ، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وجماعة.
وعنه: عَبْد العزيز بْن الوليد، وجعفر بْن مسافر، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الجروي، وقال: كَانَ أفضل من رأيته رحمه اللَّه.
261- عَبْد الملك بْن الحَكَم الرَّمْليّ1.
عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، وابن ثوبان، طلحة بن زيد، وشُعْبة، وابن لهيعة، وطائفة.
وعنه: موسى بْن سهل الرَّمْليّ، وإبراهيم بْن محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ المَقْدِسيّ.
262- عبد الملك بْن عَمْرو القَيْسيّ2 -ع- أبو عامر العقدي البصري.
عَنْ: زكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعُمَر بْن أبي زائدة، وعكرمة بْن عمّار، ورباح بْن أَبِي معروف، وأفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بن سعيد، وأيمن بن نابل، شعبة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وخلْق.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن شداد المِسْمَعيّ. ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال محمد بْن سِنان القزّاز: هُوَ مولى للعقديّين من بُنيّ قيس. وكان لا يَخْضِب.
وقال غيره: كَانَ من حُفّاظ أهل البصرة.
قَالَ ابن سعْد، ونصْر الْجَهْضميّ: مات سنة أربعٍ ومائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 348".
2 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "5/ 425"، الجرح والتعديل "5/ 359، 360"، الثقات لابن حبان "8/ 388".

(14/126)


قلت: وقع حديثه عاليًا في "الغَيْلانيّات".
263- عَبْد الملك بْن أَبِي كريمة الْأَنْصَارِيّ1 -د- مولاهم المغربي أبو يزيد.
يروي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أَنْعُم الإفريقيّ، وعُبَيْد بْن ثُمامة المُرَاديّ، ويقال: عُتْبة بْن ثُمامة، ومالك بْن أنس، وخالد بْن حُمَيْد المهْرِيّ.
وعنه: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح: وعبد الرَّحْمَن بْن زياد الرضابيّ، وقاضي تونس أبو زيد شجرة بْن عيسى التونسيّ.
قَالَ ابن السَّرْح: كَانَ من خِيار المسلمين.
وقال ابن يونس: توفي سنة أربع ومائتين.
أنبئت عَنِ الصَّيْدَلانِيِّ أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَا ابْنُ رَيْدَةَ، أَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ أَبِي كُرَيْمَةَ الْمَغْرِبِيُّ: حدَّثني عُتْبَةُ بْنُ ثُمَامَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مِصْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُزْءٍ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، وَسُئِلَ عَنْ مَا مَسَّتِ النَّارُ، الْحَدِيثِ.
264- عَبْد الوهّاب بْن حبيب بْن مِهْران العبْديّ.
أبو عِصْمة النَّيْسابوريّ الفراء الزّاهد، والد محمد بْن عَبْد الوهّاب.
قَالَ الحاكم في "تاريخه" إمام في الدِّين والفِقْه والأدب والوَرَع، غَزّاء، حَجّاج، صوام، يقاس بعبد اللَّه بْن المبارك في عصره. كنيته أبو عِصْمة المطَّوِّعيّ.
قرأ القرآن عَلَى نافع بْن أَبِي نُعَيْم القارئ، والأدب عَلَى الأصمعيّ، وأخذ الفقه عَنْ مالك، والثَّوْريّ.
وسمع من: ابن أَبِي ذئب، وعبد العزيز الماجِشُون، وزائدة بْن قُدَامة، وذكر جماعة.
وروى عَنْهُ: ابنه، وسَلَمَةُ بْن شيب، وأيوب بْن الحَسَن الزّاهد، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، وغيرهم.
قَالَ ابنه أبو أحمد: مات أَبِي في شوّال سنة ستٍّ ومائتين وأنا بالكوفة.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 364، 365"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 162"، تهذيب التهذيب "6/ 418"، الكاشف "2/ 187".

(14/127)


265- عَبْد الوهّاب بْن عطاء1.
أبو نَصْر الْبَصْرِيّ الخفاف. مولى بني عجل.
سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: حُمَيْد الطويل، وسعيد الْجُرِيريّ، وخالد الحذاء، وثور بْن يزيد، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة وكان مكثرًا عَنْهُ، وابن عَوْن، وسليمان التَّيْميّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة.
وروى القراءة عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء.
روى عنه الحروف: خلف البزاز، وأحمد بن جبير الأنطاكي.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير.
قال ابن سعد: كان كثير الحديث. لزم ابن أبي عروبة وعرف بصحبته.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال البخاري: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال غيره: كان صالحا "بكاء" رحمه الله.
قلت: مات في آخر سنة أربع ومائتين، وكان قد سمع من سَعِيد تصانيفه.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كان عبد الوهاب يقرأ عند ابن أَبِي عَرُوبَة تصانيفه، فكان عَبْد اللَّه الأفطس يَقُولُ: يا عَبْد الوهّاب طَرِّب طَرِّب.
قَالَ: وكان يحيى بْن سَعِيد حَسَن الرأي فيه.
وقال المَرْوَذِيّ: قلت لأحمد: عَبْد الوهّاب ثقة. قَالَ: تدري ما تَقُولُ؟ الثقة يحيى القطّان.
وروى أَثرم، عَنْ أَحْمَد قَالَ: كَانَ عَبْد الوهّاب عالمًا بسعيد.
وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: بلغنا أنّ عَبْد الوهّاب كَانَ مُستَمْلي سعيد، وكان عبد
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 333"، التاريخ الكبير "6/ 98"، الجرح والتعديل "6/ 72"، الثقات لابن حبان "7/ 133".

(14/128)


الوهّاب أكثر النّاس بكاء. ما كَانَ يقوم من مجلسه حتّى يبكي.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَصْلَحُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. رَوَى عَنْ ثَوْرٍ حَدِيثَيْنِ لَيْسَا مِنْ حَدِيثِهِ.
قُلْتُ: أَحَدُهُمَا فِي الْعَبَّاسِ: "اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ" 1. حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.
266- عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن رَوَاحة الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: ابن عَوْن، وسُفْيَان الثَّوْريّ.
وعنه: عَبْد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كذّاب.
وهو أبو سُفْيَان الصُّوفيّ.
267- عُبَيْد اللَّه بْن عبد المجيد3 -ع- أبو علي الحنفي، أخو أبو بَكْر الحنفيّ. ولهما أَخَوَانِ عُمَيْر، وشريك ليسا بالمشهورَيْن.
روى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وعكرمة بْن عمّار، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وابنه عليّ بْن نَصْر، وسليمان بْن سيف، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال الكُدَيْميّ: مات سنة تسع ومائتين.
__________
1 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "3762"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "3762".
2 الجرح والتعديل "5/ 318"، ميزان الاعتدال "3/ 9"، المجروحين لابن حبان "2/ 66".
3 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "5/ 391"، الجرح والتعديل "5/ 324"، الثقات لابن حبان "8/ 404"، ميزان الاعتدال "3/ 13"، تهذيب التهذيب "7/ 34".

(14/129)


ووقع حديثه عاليًا في "القطيعيات".
268- عُبَيْد بْن عَقِيل بْن صُبَيْح.
أبو عَمْرو الهلاليّ الْبَصْرِيّ الضّرير المقرئ المؤدِّب.
عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهارون بْن موسى الأعور، وسعيد بْن الحَجّاج، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وأبي خلدة خَالِد بْن دينار، وأبان بْن تَوْبة، ومُصْعَب بْن ثابت، وطائفة.
وعنه: حفيده مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيل، ومحمد بْن يحيى القطعي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن الْجَهْم السمري، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن حِبّان: مات في شَعْبان سنة سبْعٍ.
269- عُبَيْد بْن أَبِي قُرَّةَ البغداديّ1.
عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بْن بلال، وعبد الجبار بْن الورد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل في مسنده، ومُسدَّد، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، وحجاج بْن الشاعر، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: ما بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيّ: لا يُتابع عَلَى حديثه في قصة العبّاس.
قلت: الحديث في "المُسْنَد" وهو مُنْكَر.
قَالَ: ثَنَا الَّلَيْثُ، عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ مَوْلَى الْعَبَّاسِ، عَنِ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "انظر". قلت: أرى الثريا.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 324"، التاريخ الكبير "6/ 2"، الثقات لابن حبان "8/ 431"، ميزان الاعتدال "3/ 22".

(14/130)


قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ"1.
270- عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسلم الحراني الطرائقي المؤدِّب2.
مولى بُنيّ أُمَيَّةَ، وقيل: هُوَ مولى بُنيّ تميم. وفي كنيته أقوال.
روى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وهشام بْن حسان، وجعفر بْن بُرْقان، وابن أَبِي ذئب، وأيمن بْن نابِل، ومعاوية بْن سلّام، وأشعث بْن عَبْد الملك، وطائفة.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، وأبو كُرَيْب، وقُتَيْبة، وعليّ بْن ميمون الرَّقّيّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهَاويّ، وخلْق.
وكان أبيض الرأس واللّحية.
قَالَ ابن مَعِين: صادق.
وقال أبو عَرُوبَة: متعبّد لا بأس به، ويحدث عَنْ قوم مجهولين بالمناكير. وقال ابن عديّ: كنيته أبو عَبْد الرَّحْمَن، عنده عجائب عَنِ المجهولين، وهو في الْجَزَريّين كَبَقِيَّةَ في الشّاميّين.
وقال ابن حاتم: أنكر أَبِي عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب "الضعفاء" وقال محمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ: مات سنة ثلاثٍ ومائتين. وقال غيره: سنة اثنتين.
271- عثمان بْن خَالِد بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن الشهيد عثمان بْن عفان3. أبو عفان الأُمَويّ العُثْمانيّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وغيرهما.
وعنه: ابنه أبو مروان محمد بْن عثمان العُثْمانيّ، والحسين بْن أَبِي زيد الدباغ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أحمد في المسند "1/ 209"، والحاكم في المستدرك "3/ 326"، والبيهقي في دلائل النبوة "6/ 518"، ولم يتابع صاحب الترجمة على هذا الحديث كما قال البخاري.
2 الجرح والتعديل "6/ 157، 158"، المجروحين لابن حبان "2/ 96-98"، تهذيب التهذيب "7/ 134، 135".
3 التاريخ الكبير "6/ 220"، الجرح والتعديل "6/ 149"، المجروحين لابن حبان "3/ 102"، تهذيب التهذيب "7/ 114".

(14/131)


قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كلّ أحاديثه غير محفوظة.
272- عثمان بْن عُمَر بْن فارس بْن لقيط بْن قيس العبْديّ الْبَصْرِيّ1.
يُقَالُ: أصله من بُخَارَى. أبو محمد أو أبو عديّ.
عَنْ: هشام بْن حسان، ويونس بْن يزيد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وعليّ بْن المبارك الهُنَائيّ، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، ومالك، وخلْق.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، والفلّاس، وبُنْدار، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ أحمد: رَجُل صالح، ثقة.
وقال العِجْليّ: ثقة ثبت.
وقال يحيى بْن حكيم القوّام: مات ليلة الاحد لثمانٍ بقين من ربيع الأوَّل سنة تسع. وكذا ورّخه الفلّاس. وغلط أبو أُمَيَّةَ فقال: سنة ثمانٍ.
وغلط آخر فقال: سنة سبْعٍ.
273- عثمان بْن كُلَيْب القُضاعيّ الْمَصْرِيّ الحرَسيّ.
والحَرَس قرية من قرى مصر.
روى عَنْ: عَمْرو بْن الحارث، ونافع بْن يزيد.
وعنه: زكريا كاتب العمري، وأبو يحيى الوتار.
قتلته البجه بالحرس سنة سبع.
274- عثمان بن اليمان2.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 296"، التاريخ الكبير "6/ 240"، الجرح والتعديل "6/ 159"، الثقات لابن حبان "8/ 451"، التهذيب "7/ 142".
2 الطبقات الكبرى "5/ 501"، التاريخ الكبير "6/ 256"، الجرح والتعديل "6/ 173"، الثقات "8/ 450"، تهذيب التهذيب "7/ 160".

(14/132)


أبو محمد البصري ثم المكي.
سمع: سفيان الثوري، وزمعة بن صالح، وغيرهما.
وعنه: أحمد الدورقي، وأحمد بن الوليد البغدادي.
كناه الحاكم.
275- عصام بن يزيد بن عجلان1.
أبو سعيد جبر الأصبهاني، خادم سفيان الثوري.
يروي عَنْ: سُفْيَان، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، ومالك.
وعنه: ابناه محمد، ورَوْح، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون.
ومن القدماء: النُّعْمان بْن عَبْد السّلام، وهو أكبر منه.
وقيل: إنّ عجلان مولى لمُرَّة الطَّيِّب.
276- عُقْبة بْن علقمة بْن خديج البَيْروتيّ2. أبو عَبْد الرَّحْمَن، ويقال: أبو يوسف، وأبو سَعِيد.
عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وجماعة.
وعنه: أبو مسهر، ونعيم بن حماد، عيسى بْن يونس الفاخوريّ، وعَمْرو بْن عثمان الحمصيّ، وأبو عُتْبة الحجازيّ، والعبّاس بْن الوليد البَيْروتيّ، وخلْق.
وثّقه عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش، وغيره.
وقال ابن عديّ: روى عَنِ الأوزاعي ما لم يوافقه عَلَيْهِ أحد.
وقال عَبَّاس البَيْروتيّ: مات سنة أربع ومائتين.
وممّن روى عَنْهُ ابنه محمد بن عقبة.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 520".
2 التاريخ الكبير "6/ 443، 444"، الجرح والتعديل "6/ 314"، الثقات لابن حبان "7/ 245"، تهذيب التهذيب "7/ 246، 247".

(14/133)


وفي التابعين:
عُقْبة بْن علقمة، أبو الْجَنْوب1.
يروي عَنْ عليّ -رضى الله عنه.
277- عليّ بْن بكّار2.
أبو الحَسَن الْبَصْرِيّ، نزيل المصِّيصة والثُّغور، الزّاهد العارف.
صحب إبراهيم بْن أدهم مُدَّةً.
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وابن عَوْن، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وحسين المعلم، وجماعة.
وعنه: هناد السري، ويوسف بن مسلمة، والفيض بن إسحاق، وسلمة بن شبيب، وبركة بن محمد الحلبي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وآخرون.
قال يوسف بن مسلم: بكى علي بن بكار حتى عمي، وكان قد أثرت الدموع على خديه.
قلت: وكان فارسًا مجاهدا في سبيل الله، مرابطا بالثغور. وبلغنا عنه أَنَّهُ قَالَ: واقعنا العدوّ فانهزم المسلمون وقصّر بي فرسي، فقلت: عليَّ فلانة في علفي. فضمنت أنّ لا يليه غيري.
وعنه قَالَ: لأن أَلْقَى الشيطان أحبّ إليّ من أنْ ألقى حُذَيفة المَرْعَشيّ، أخاف أنّ أتصنع لَهُ فأسقط من عين اللَّه.
وقال موسى بْن طريف: كانت الجارية تفرش لَهُ فتلمسه بيدها وتقول: واللَّه إنك لطيب، واللَّه إنك لَبَارد، واللَّه لأعْلُوَنَّك اللَّيْلَةَ. وكان يصلّي الفجر بوضوء العَتمَة.
قَالَ مُطِّين: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
قلت: غلط من قَالَ: إنّه مات سنة تسع وتسعين ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 313".
2 الطبقات الكبرى "7/ 490"، التاريخ الكبير "6/ 262"، الجرح والتعديل "6/ 176"، الثقات لابن حبان "8/ 463"، التهذيب "7/ 586".

(14/134)


أمّا عليّ بْن بكّار المصِّيصيّ الصغير، فيأتي بعد الأربعين.
278- عليّ بْن جعفر الصادق بْن محمد الباقر بْن زين العابدين عليّ بْن الحُسين1 -ت.
العلويّ الحُسَيني أخو موسى، وإسماعيل، وإِسْحَاق، ومحمد، وعبد اللَّه، وعباس، وفاطمة، وأسماء، وأم فَرْوَةَ، وفاطمة الصُّغرى رحمهم الله. وأمه أمّ وُلِد.
روى عَنْ أَبِيهِ شيئًا يسيرًا، وعن: أخيه موسى الكاظم، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وعنه: ابناه محمد وأحمد، وحفيده عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن عليّ، وابن ابن أخيه إسماعيل بْن محمد بْن إِسْحَاق، وأحمد البزّيّ صاحب القراءة، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة.
روى له الترمذي حديثا في حب آل محمد، عَنْ نَصْر الْجَهْضميّ2، وقع موافقة في جزء العطوف. قَالَ التِّرْمِذيّ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وقال ابن أخيه المذكور: تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
279- علي بن حفص المدائني3 -م. د. ت. ن- أبو الحسن.
عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة، وورقاء، وسفيان الثَّوْريّ، وطائفة.
وعنه: أحمد بن حنبل، أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، ومحمد بْن إشكاب، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، ومحمد بْن رافع، ويعقوب بْن شَيْبة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
280- عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب4 -د. ت. ق- مولى قريبة بنت محمد بن
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 117"، تهذيب التهذيب "7/ 293".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "3786"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "3786".
3 التاريخ الكبير "6/ 269"، الجرح والتعديل "6/ 182"، الثقات لابن حبان "8/ 465"، ميزان الاعتدال "3/ 125"، تهذيب التهذيب "7/ 309".
4 الطبقات الكبرى "7/ 313"، الجرح والتعديل "6/ 198، 199"، سير أعلام النبلاء "9/ 249-262"، الميزان "3/ 135-138"، تهذيب التهذيب "7/ 344-248".

(14/135)


أَبِي بَكْر الصديق. أبو الحَسَن الواسطيّ، وُلِد سنة خمس ومائة.
روى عَنْ: سهيل بْن أَبِي صالح، وعطاء بْن السائب، ويزيد بْن أَبِي زياد، ويحيى البكاء، وبيان بْن بشر، وحصين بْن عَبْد الرحمن، وعبد اللَّه بْن عُثْمَان بن خيثم، وأبي هارون العبْديّ، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وحُمَيْد الطويل، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعبد بْن حُمَيْد، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ويعقوب بْن شَيْبة، والحَسَن بْن مُكْرَم البزار، والحارث بْن أَبِي أسامة، وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُ.
ومن القدماء: يزيد بْن زريع، وعفان بْن مُسْلِم، وآخرون.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ -رحمة اللَّه عَلَيْهِ- من أهل الدِّين والصلاح والخير البارع. وكان شديد التَّوَقّي. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ كثرة الغلط والخطأ. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ تماريه في ذَلِكَ وترك الرجوع. ومنهم من تكلّم في سوء حِفْظه.
وعن عَبّاد بْن العوام قَالَ: لَيْسَ يُنْكَر عَلَيْهِ أَنَّهُ لم يسمع. ولكنّه كَانَ رجلًا مُوسِرًا، وكان الورّاقون يكتبون لَهُ. فأتي من كتبه الّتي كتبوها لَهُ.
وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير، فخذوا الصِّحاح من حديثه وَدَعُوا الغَلَط.
وقال عفّان: قدمتُ أَنَا وبهز واسط، فدخلنا عَلَى عليّ بن عاصم فقال: ممن أنتما؟ قُلْنَا: من أهل البصرة. فقال: من بَقِيّ؟ فذكرنا حمّاد بْن زيد ومشايخ البصريين. فلا نذكر لَهُ إنسانًا إلّا استصغره، فلمّا خرجنا قَالَ بهز: ما أرى هذا يفلح.
وقال أحمد بْن أعين: سَمِعْتُ عليّ بْن عاصم يَقُولُ: دفع إليّ أَبِي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجهًا إلّا بمائة ألف حديث.
وقال وكيع: أدركت النّاس والحلقة لعليّ بْن عاصم بواسط. فقيل لَهُ: إنّه يغلط.
فقال: دعوه وغلطه.
وقال أحمد بْن حنبل: أمّا أَنَا فأحدّث عَنْهُ. كَانَ فيه لَجَاج1 ولم يكن متهمًا.
وقال محمد بْن يحيى: قلت لأحمد بْن حنبل في عليّ بْن عاصم فقال: كَانَ حمّاد بْن سَلَمَةَ يخطئ، وأومأ أحمد بيده، أي كثيرًا، ولم ير بالرواية عنه بأسًا.
__________
1 لجاج: اختلاط.

(14/136)


وقال الخطيب في تاريخه: كَانَ يستصغر النّاس وَيَزْدَرِيَهِم.
وقال عَبْد اللَّه بْن عليّ المَدِينيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيت عليَّ بْن عاصم فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف. فذهبت إليه فحدث عن المغيرة، عَنْ إبراهيم في التمتُّع. فقلت: إنّما هذا عَنْ مغيرة رأى حمّاد.
فقال: من حدثكم؟ قلت: جرير.
قَالَ: ذاك الصّبيّ رأيته ما يعقل ما يقال لَهُ.
قَالَ: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك: قَالَ: مَن؟ قلت: أبو عَوَانة.
قَالَ: وضَّاع ذاك العبد.
قَالَ: ومرّ شيء آخر، فقلت: يخالفونك. قَالَ: مَن؟ قلت: إبراهيم بن إسماعيل.
قَالَ: ما رأيت ذاك يطلب حديثًا قطّ.
قَالَ: وقال لشُعْبة: ذاك المسكين كنت أكلّم لَهُ خَالِد الحذّاء، فيحدثه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَمِمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
قُلْتُ: هُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ، وَالْمَخْرَمِيُّ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ"1.
وَالْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ أُبَيٍّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ مُسْنَدًا وَلَا مَوْقُوفًا. وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ وَلَا وَقَّفَهُ غَيْرَ عَلِيٍّ. وَهُوَ مِنْ أَعْظَمَ مَا أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْمَخْرَمِيُّ: ثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الحديث فقال: صدق أنا قلته.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "1073"، وابن ماجه "1602"، والبيهقي في السنن الكبرى "4/ 59"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "765"، وفي ضعيف الجامع "5696".

(14/137)


وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ، وَكَانَ ثِقَةً، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ: أَهُوَ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الزَّمِنَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُثْمَانُ أَمَامَهُ، وَعَلِيٌّ خَلْفَهُ، حَتَّى جَاؤُوا فَجَلَسُوا عَلَى رَابِيَةٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ فَجِيءَ بِهِ. فَلَمَّا رَآهُ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَحْيَيْتَ سُنَّتِي.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: "مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ"1. فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
قَالَ الباغَنْدِيُّ: فَجِئْتُ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ، فَرَكَبَ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ فَسَمِعَهُ مِنْهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: لَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ عاصم الواسطي، فأفادني أَشْيَاءَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. فَأَتَيْتُ خَالِدًا فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَأَنْكَرَهَا كُلَّهَا.
وقال الفلّاس: عليّ بْن عاصم فيه ضعف، وكان إنّ شاء اللَّه من أهل الصِّدق.
وقال الَّليْث بْن حَبْرويه: سَمِعْتُ يحيى بْن جعفر البيكَنْديّ يَقُولُ: كَانَ يجتمع عند عليّ بْن عاصم أكثر من ثلاثين ألفًا. وكان يجلس عَلَى سطح. وكان لَهُ ثلاثة مُسْتَمْلِين.
قَالَ هارون بْن حاتم: سألته عَنْ مولده، فقال: سنة خمس ومائة.
وقال تميم بْن المنتصر: وُلِد عليّ بْن عاصم سنة ثمان ومائة.
قال: ومات سنة إحدى ومائتين.
وقال محمد بْن سعْد: وُلِد سنة تسع ومائة.
وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى بواسط، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر.
281- عليُّ بنُ موسى الرِّضا2 -ق. د. ت- أحد الأعلام.
__________
1 "حديث ضعيف": تقدم فيما قبله.
2 سير أعلام النبلاء "9/ 387-393"، ميزان الاعتدال "3/ 158"، البداية والنهاية "10/ 250".

(14/138)


هُوَ الْإِمَام أبو الحَسَن بْن موسى الكاظم بْن جعفر الصادق بْن محمد الباقر بْن عليّ زين العابدين بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشْميّ العَلَويّ الحُسَينيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن أرطأة.
وعنه: ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني، والمأمون، وعبد السّلام بْن صالح، ودارم بْن قُبَيْصة، وطائفة.
وأمّه أمّ وُلِد. وله عدَّة إخوة كلّهم من أمّهات أولاد وهم: إبراهيم، والعبّاس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، وحسن، وأحمد، ومحمد، وعُبَيْد اللَّه، وحمزة، وزيد، وعبد اللَّه، وإِسْحَاق، وحسين، والفضل، وسليمان. وعدَّة بنات سمّاهم الزُّبَيْر في كتاب "النَّسَب".
وكان سيّد بُنيّ هاشم في زمانه، وأجلّهم وأنبلهم. وكان المأمون يعظّمه ويخضع لَهُ، ويتغالى فيه، حتّى أَنَّهُ جعله وليّ عهده من بعده. وكتب بذلك إلى الآفاق. فثار لذلك بنو العبّاس وتألّموا لإخراج الأمر عَنْهُمْ، كما هُوَ مذكور في الحوادث.
وقيل: إنّ دعبلًا الخُزاعيّ أنشده مديحًا فوصله بستمائة دينار وبجبة خز بذل له فيها أَهْل قم ألف دينار، فامتنع وسافر. فأرسلوا من قطع عَلَيْهِ الطريق وأخذ الْجُبَّة. فردّ إلى قمّ وكلّمهم. فقالوا: لَيْسَ إليها سبيل ولكن هذه ألف دينار. وأعطوه خرقه منها.
وقال المبرّد، عَنْ أَبِي عثمان المازنيّ قَالَ: سُئل عليّ بْن موسى الرِّضا: يكلف اللَّه العباد ما لا يطيقون؟ قَالَ: هُوَ أعدل من ذَلِكَ.
قِيلَ: فيستطيعون أنْ يفعلوا ما يريدون؟ قَالَ: هُمْ أعجز من ذَلِكَ.
ويروى أنَّ المأمون هَمّ مَرَّةً أنْ يخلع نفسه من الأمر ويولّيه عليَّ بْن موسى الرِّضا. ولمّا جعله وليّ عهده نزع السّواد العبّاسيّ وألبس النّاس الخُضْرة. وضُرب اسم الرِّضا عَلَى الدينار والدرهم.
وقيل: إنّه قَالَ يومًا للرّضا: ما يَقُولُ بنو أبيك في جدّنا العبّاس؟ قَالَ: ما يقولون في رجلٍ فرض اللَّه طاعة نبيه عَلَى خلقه، وفرض طاعته عَلَى نبيه. فأمر لَهُ المأمون بألف درهم.

(14/139)


وَبَلَغَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ مُوسَى خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ عَلَى الْمَأْمُونِ وَفَتَكَ بِأَهْلِهَا. فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَرُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ. فَسَارَ إِلَيْهِ فِيمَا قِيلَ وَحَجَّهُ وَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ يَا زَيْدُ، فَعَلْتَ بِالْمُسْلِمِينَ مَا فَعَلْتَ، وَتَزْعُمُ أَنَّكَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاللَّهِ لأَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَنْبَغِي لِمَنْ أَخَذَ بِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَ بِهِ.
فَبَلَغَ كَلَامُهُ الْمَأْمُونَ فَبَكَى، وَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ.
وَلِأَبِي نُوَاسٍ فِي عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ:
قِيلَ لِي: أَنْتَ أَحْسَنُ النَّاسِ طُرًّا ... فِي فُنُونٍ مِنَ الْمَقَالِ النَّبِيهِ
لَكَ مِنْ جَيِّدِ الْقَرِيضِ مَدِيحٌ ... يُثْمِرُ الدُّرُّ فِي يَدَيْ مُجْتَنِيهِ
فَعَلامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنِ مُوسَى ... وَالْخِصَالَ الَّتِي تَجَمَّعْنَ فِيهِ
قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ مَدْحَ إِمَامٍ ... كَانَ جِبْرِيلُ خَادِمًا لِأَبِيهِ
قُلْتُ: هَذَا لَا يَجُوزُ إِطْلاقُهُ مِنْ أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- خَادِمٌ لِأَبِيهِ إِلَّا بِنَصٍّ وَالنَّصُّ مَعْدُومٌ فِيهِ.
وَقَدْ كَذَبَتِ الرَّافِضَةُ عَلَى عَلِيٍّ الرِّضَا وَآبَائِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- أَحَادِيثَ وَنُسَخًا هُوَ بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهَا، وَمُنَزَّهٌ مِنْ قَوْلِهَا.
وَقَدْ ذَكَرُوهُ مِنْ أَجْلِهَا فِي كُتُبِ الرِّجَالِ. مِنْ جُمْلَتِهَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَرْفُوعًا: "السَّبْتُ لَنَا وَالأَحَدُ لِشِيعَتِنَا، وَالاثْنَيْنُ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَالثُّلاثَاءُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالأَرْبِعَاءُ لِبَنِي الْعَبَّاسِ، وَالْخَمِيسُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالْجُمُعَةُ لِلنَّاسِ جَمِيعًا"1.
فَانْظُرْ مَا أَسْمَجَ هَذَا الْكَذِبُ، قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ وَضَعَهُ.
وَبِالإِسْنَادِ: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي، فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ، فَمَنْ أَحَبَّ أن يشم رائحتي فليشم الورد"2.
__________
1 "حديث موضوع": وقد بين المصنف رحمه الله عدم نسبته إلى صاحب الترجمة.
2 "حديث موضوع": انظر تذكرة الموضوعات "626" للقيسراني.

(14/140)


وَبِالسَّنَدِ: "ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ، فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ حَارٌّ فِي الشِّتَاءِ"1.
وَ: "مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً"2.
وَ: "الْحِنَّاءُ بَعْدَ النَّوْرَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ"3.
وَ: كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا عَطَسَ قَالَ عَلِيٌّ لَهُ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَكَ. وَإِذَا عَطَسَ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْلَى اللَّهُ كَعْبَكَ"4.
فَأَظُنُّ هَذَا مِنْ كَذِبِ الزَّنَادِقَةِ.
نَقَلَ الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ بْنُ خِلِّكَانَ، أَنَّ سَبَبَ مَوْتِهِ أَنَّهُ أَكَلَ عِنَبًا فَأَكْثَرَ مِنْهُ.
قَالَ: وَقِيلَ: بَلْ كَانَ مَسْمُومًا، فَاعْتَلَّ مِنْهُ، فَمَاتَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَر سنة ثلاثٍ وَمائتين، عَنْ خمسين سنة بطوس.
ومشهده مقصود بالزيارة، رحمه اللَّه.
282- عليُّ بْن يزيد سُلَيْم الصدائي الكوفي5. صاحب الأكفان.
عَنْ: الأعمش، وهارون بْن عنترة، وفطر بْن خليفة، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وفضيل بْن مرزوق، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن أَبِي شُرَيْح الرّازيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن سلّام الطَّرَسُوسيّ، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، وهارون الحمّال، وطائفة.
قَالَ الحَسَن: قَالَ أحمد بْن حنبل: ما كَانَ بِهِ بأس.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ قويّ، مُنْكَر الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 106".
2 "حديث موضوع": انظر المجروحين لابن حبان "2/ 106".
3 "حديث موضوع": انظر المجروحين لابن حبان "2/ 106".
4 "حديث موضوع": انظر المجروحين لابن حبان "2/ 106".
5 الجرح والتعديل "6/ 209"، الثقات لابن حبان "8/ 462"، تهذيب التهذيب "7/ 395، 396".

(14/141)


قلت: لم يخرجوا لَهُ.
283- عليُّ بْن يونس البلخي1. العابد.
العابد.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وهشام بْن الغاز، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد، ومالك بْن أنس، وإسماعيل بْن جعفر، وآخرين.
وعنه: يعقوب بْن عُبَيْد النَّهرتيريّ، وإبراهيم بْن هارون البلْخيّ، وإسحاق بْن عَبْد اللَّه بْن رزين النَّيْسابوريّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم، وما رأيت أحدًا ضعفه ولا من ذكره في أصحاب مالك.
أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْوَفَاءِ مَحْمُودٍ: أَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدٌ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ النَّيْسَابُورِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُزَيْنٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يُونُسَ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ"2.
ثمّ ظفرت بذكره في "الضعفاء" للعقيلي وقال: لا يتابع عَلَى حديثه. ثمّ ساق من رواية الفضل بْن سهل الأعرج، عَنْ عليّ بْن يونس حديثًا، معروف المَتْن، غريب السند.
284- علية بنت أمير المؤمنين المهديّ3.
أخت الرشيد. اشتريت أمها مكنونة للمهدي بمائة ألف درهم، فأولدها علية في سنة ستين ومائة. وكانت عُلَيَّة من أحسن النساء وأظرفهن وأعقلهن، ذات صيانة وأدب بارع.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 209"، الثقات لابن حبان "8/ 459"، ميزان الاعتدال "3/ 163".
2 "حديث صحيح": أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "2535"، وَمُسْلِمٌ "1506"، وَأَبُو داود "2919"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1236"، وَالنَّسَائِيُّ "4671"، وابن ماجه "2747"، وأحمد في المسند "2/ 9، 79، 107"، وعبد الرزاق في المصنف "16138"، وابن حبان في صحيحه "4948، 4949"، والبيهقي في السنن "10/ 292".
3 الأغاني "10/ 158-162"، سير أعلام النبلاء "10/ 187، 188"، النجوم الزاهرة "2/ 191".

(14/142)


تزوجها موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ. وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها.
ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء. عاشت خمسين سنة، وماتت في حدود العشر ومائتين.
285- عمّار بْن عَبْد الجبار السَّعْديّ المَرْوَزِيّ. أبو الحَسَن.
سمع: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، وطبقتهما.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ.
وسيعاد.
286- عمار بْن عَبْد الملك المَرْوَزِيّ1.
أبو اليقظان اليربوعي. مولاهم المُسْتَمليّ.
سمع: شُعْبَة، وابن لهيعة.
ذكره هكذا محمد بْن حَمْدَوَيْه في "تاريخ مَرْو"، وقال: مات ببغداد سنة خمس ومائتين.
وقال: وكان سيئ الحِفْظ مغفَّلًا. لَهُ صلاح وعِبادة. ثنا عَنْهُ محمد بْن مَسْعَدَة.
287- عمار بْن مطر العَنْبريّ الرَّهاويّ2.
أحد المتروكين المعنيين بالحديث.
روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وزهير، وأبي هلال، ومالك بْن أنس.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن سالم، ومبارك بْن عَبْد اللَّه السّرّاج، ومحمد بْن الخضر الرَّقّيّ، وأبو فروة الرَّهَاويّ، وعبد اللَّه بْن سَلَمَةَ البلَديّ، وآخرون.
قَالَ ابن عديّ: متروك الحديث.
288- عمار بن بشر الدمشقي3 -ت.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 393"، ميزان الاعتدال "3/ 165"، تاريخ بغداد "10/ 253، 254".
2 المجروحين لابن حبان "2/ 196"، ميزان الاعتدال "2/ 169، 170".
3 ميزان الاعتدال "3/ 173"، تهذيب التهذيب "7/ 411، 412".

(14/143)


عَنْ: الأوزاعي، ومعاوية بْن يحيى الصَّدَفيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وغيرهم.
وعنه: عليّ بْن سهل الرَّمْليّ، ونصر بْن الفَرَج شيخ النَّسائيّ، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
وحدَّثَ سنة مائتين. تُوُفّي بعد ذَلِكَ.
289- عِمران بْن أَبَان الواسطيّ1. أخو محمد بْن أَبَان.
روى عَنْ: حمزة الزّيّات، وشُعْبة.
وعنه: حُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وآخرون.
وهو ضعيف الحديث.
290- عُمَر بْن حبيب العَدَويّ الْبَصْرِيّ القاضي2.
قِيلَ: هُوَ ابن حبيب بْن محمد بن مجالد بْن سليمان، من بُنيّ عديّ بْن عَبْد مَنَاة.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وخالد الحذاء، ومحمد بْن عجلان، وهشام بْن عُرْوَة، ويونس بْن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: إِسْحَاق بْن إبراهيم شاذان، وحفص الرُّبَاليّ، وحمّاد بْن الحَسَن بْن عَنْبَسَةَ، وأبو أمية الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلق.
قَالَ عَبَّاس، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ضعيف يكذب.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال ابن عديّ: حَسَنُ الحديث، يكتب حديثه مع ضعفه.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 409"، الجرح والتعديل "6/ 293"، ميزان الاعتدال "3/ 233".
2 التاريخ الكبير "6/ 148"، الثقات لابن حبان "7/ 172"، الجرح والتعديل "6/ 104، 105"، ميزان الاعتدال "3/ 184"، تهذيب التهذيب "7/ 431-433".

(14/144)


قلت: ولي قضاء البصرة، ثمّ ولي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد للمأمون.
وهو جدّ أَبِي رفاعة عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمَر العَدَويّ.
ويُروى أَنَّهُ حضر مجلسَ الرشيد، فتنازع الفُقَهاء في الاحتجاج بأبي هُرَيْرَةَ، فقال عُمَر بْن حبيب: هُوَ صَدُوق صحيح النقل. فهمّ الرشيد بقتله لكونه ردّ عَلَيْهِ، وطلبه. ثمّ دفع اللَّه عَنْهُ.
قَالَ غير واحد: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين بالبصرة.
291- عُمَر بْن سعْد1 -ع- أبو داود الحفري الكوفي العابد.
والحَفَرِ: مكانٌ بالكوفة. وذِكره بالكنية أولى.
عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وصالح بْن حسّان، وبدر بْن عثمان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمود بْن غَيْلان، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعليّ بْن حرب، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة.
قَالَ عَبَّاس: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يقدّمه في حديث سُفْيَان عَلَى محمد بْن يوسف وقبيصه.
وقال وكيع: إن كَانَ يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه.
وقال أبو حاتم: صدوق، رَجُل صالح.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ من الصالحين الثّقات.
حُكي أَنَّهُ أبطأ يومًا في الخروج إليهم، ثمّ خرج فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوبٌ غيرُ هذا. صلَّيت فيه، ثمّ أعطيتُهُ بناتي حتّى صَلَّيْن فيه، ثمّ أخذته وخرجت إليكم.
قَالَ أبو حمدون المقرئ: دفنا أبا داود الحَفَريّ رحمه اللَّه وتركنا بابه مفتوحًا. ما كَانَ في البيت شيء.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 403"، التاريخ الكبير "6/ 158"، الجرح والتعديل "6/ 112"، الثقات لابن حبان "7/ 189"، تهذيب التهذيب "7/ 452، 453".

(14/145)


قَالَ ابن سعْد: مات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ ومائتين.
292- عُمَر بْن شبيب المُسْليّ1 -ق- أبو حفص المذحجي الكوفي. رأى أبا إِسْحَاق السَّبِيعيّ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس الملائي، وإبراهيم بْن مهاجر، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة.
وعنه: إبراهيم بْن سعيد الجوهري، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن طريف، والحَسَن بن علي العامري، وسَعْدان بْن نَصْر، وخلق.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة: لين الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صدوقًا. ولكنه كَانَ يخطئ كثيرًا عَلَى قلة روايته.
قلت: لَهُ حديث واحد في "سنن ابن ماجة" في الطلاق2.
تُوُفّي سنة اثنتين.
293- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن رزين3 -م. د- أبو العباس السلمي النيسابوري. أخو مبشر، وجعفر.
رحل وسمع: محمد بْن إِسْحَاق، وسفيان بْن حسين الواسطيّ، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 388"، الجرح والتعديل "6/ 115"، المجروحين لابن حبان "2/ 90"، تهذيب التهذيب "7/ 461".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "2079"، والبيهقي: في السنن الكبرى "7/ 369"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "7/ 150" وقال: قال الدارقطني والبيهقي والصحيح ما رواه سالم ونافع عن ابن عمر موقوفا.
3 سير أعلام النبلاء "9/ 430"، تهذيب التهذيب "7/ 468، 469".

(14/146)


وعنه: أحمد بْن الازهر، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وسهل بن عمار، وأيوب بن الحسين، وجماعة.
وقال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه.
وقال الحاكم: خطتهم أشهر خطة بنيسابور في أيام عبد الله بن عامر بن كريز.
وروى أبو العباس: وفاته في سنة ثلاث ومائتين.
294- عمر بن عبد الواحد1.
قد مر.
وقال بعضهم: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
295- عُمَر بْن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ الله بن معمر2 -ت- أبو حفص التيمي المدني.
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، ويونس بْن يزيد، وأبيه.
وعنه: محمد بْن الحَسَن بْن زبالة، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير بن بكار.
296- عمر بن يونس اليمامي3 -ع- أبو حفص.
عَنْ: عكرمة بْن عمار، وأبيه يونس بْن القاسم الحنفي، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، وملازم بْن عَمْرو، وعُمَر بْن أَبِي خثعم، وحباب بْن فَضَالَةَ صاحب أنس، وغيرهم.
وعنه: أبو ثور الفقيه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وعَمْرو النّاقد، وعبد بْن حُمَيْد، وبُنْدار، وخلق. وثّقه ابن معين، والنسائي.
__________
1 تقدم ترجمته في الطبقة السابقة برقم "221".
2 التاريخ الكبير "6/ 178"، الجرح والتعديل "6/ 124"، تهذيب "7/ 482، 483".
3 الطبقات الكبرى "5/ 556"، التاريخ الكبير "6/ 206"، الجرح والتعديل "6/ 142، 143"، تهذيب التهذيب "7/ 506، 507".

(14/147)


297- عُمَر بْن أَبِي بَكْر1.
أبو حفص المَوْصِليّ قاضي الأردن.
عَنْ: سليمان بْن بلال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، والزُّبَير بْن بكّار، وغيرهما.
ضعفه أَبُو زُرْعة، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال سَعِيد بْن نُمَيْر البردي: آفة من الآفات.
وَأَمَّا أخوه عَمْرو بْن أَبِي بَكْر المَوْصِليّ أبو بَكْر فولي قضاءَ دمشق للرشيد ثمّ للأمين. وتُوُفّي في حدود المائتين.
298- عَمْرو بْن الأزهر الْبَصْرِيّ العَتَكيّ2.
نزيل واسط ثمّ بغداد.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وبهز بْن حكيم، وغيرهم.
وعنه: حسان بن سيّار، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الحلبي، وخالد بن عمرو.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.
وكذبه بعضهم.
299- عَمْرو بْن خَالِد3.
أبو حفص الأعشى. ويقال: أبو يوسف. كوفي واهٍ.
روى عَنْ: عاصم، وهشام بْن عُرْوَة، والأعمش، ومحل الضَّبّيّ.
وعنه: عمرو بن عبد الله الأودي، وأحمد بن حازم بن أبي عزرة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 100"، ميزان الاعتدال "3/ 184".
2 التاريخ الكبير "6/ 316"، الجرح والتعديل "6/ 221"، ميزان الاعتدال "3/ 245، 246".
3 المجروحين لابن حبان "2/ 79"، ميزان الاعتدال "3/ 256، 257".

(14/148)


قال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا تحلّ الرواية عَنْهُ.
300- عَمْرو بْن محمد بْن أَبِي رزين1.
أبو عثمان الخُزاعيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن حسان، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشُعْبة، والثَّوْريّ.
وعنه: رجاء بْن محمد العُذْريّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن سِنان القزّاز، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة.
وذكره ابن حِبّان في "الثّقات" فقال: ربّما أخطأ.
وحدَّثَ سنة ستٍّ ومائتين.
301- عَمْرو بْن محمد العَنْقَزَيّ الْبَصْرِيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين، وقيل: سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
302- عَمْرو بْن عَبْد الغفار الفقيمي الكوفي2.
حدث عنه: عمه الحَسَن بْن عَمْرو الفقيميّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بْن الفُرات، والحَسَن بْن مُكْرَم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وآخرون.
قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: رميت بحديثه، وكان رافضيًا.
وقال أحمد العجلي: متروك.
ومشاه بعضهم.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 375"، الجرح والتعديل "6/ 262"، الثقات لابن حبان "8/ 482"، تهذيب التهذيب "8/ 97، 98".
2 التاريخ الكبير "6/ 352"، الجرح والتعديل "6/ 246"، الثقات لابن حبان "8/ 478"، ميزان الاعتدال "3/ 272".

(14/149)


تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
303- عِمران بْن أبان بْن عِمران بْن زياد1.
أبو موسى الواسطيّ الطّحّان.
عَنْ: حريز بْن عثمان، وحمزة الزّيّات، وشُعْبة، وشريك، وجماعة.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلّال، والحسين بْن عيسى البسطاميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وعبد اللَّه بْن الحَكَم القَطَوانيّ.
قَالَ أبو داود: خرج مَعَ أَبِي السّرايا وقذف قومًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا أرى بحديثه بأسًا.
قَالَ ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ ومائتين.
لم يُخَرِّجوا لَهُ.
304- عَنْبَسَةُ بْن سَعِيد بْن أبان الأُمَويّ الكوفيّ2.
أبو خَالِد: أخو يحيى، وعُبَيْد اللَّه، ومحمد، وعبد اللَّه، وأبان.
روى عَنِ: ابْن المبارك.
وعنه: ابن أخيه سَعِيد بْن يحيى، ومحمد بْن حسان الأزرقي.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
مات شابًا قبل أخيه عُبَيْد اللَّه المتوفيّ سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقد ولي قضاء الرّيّ.
305- عَوْف بْن محمد3.
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "289".
2 الطبقات الكبرى "6/ 407، 7/ 345"، التاريخ الكبير "7/ 36"، الجرح والتعديل "6/ 400"، الثقات لابن حبان "7/ 290".
3 الجرح والتعديل "6/ 16"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 76"، الثقات لابن حبان "8/ 521-523".

(14/150)


أبو غسان المراديّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: يوسف بْن عبدة العتكي، ومحمد بن مسلم الطائفي.
عنه: أبو حفص الفلّاس، وعَبْدة بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، وبُنْدار، وغيرهم.
306- العلاء بْن عصيم1.
أبو عبد الله الجعفي. مؤذي مسجد حسين الْجُعْفيّ.
عَنْ: زُهَيْر بْن معاوية، وأبي الأحوص سلّام، وعنترة بْن القاسم.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وعليّ بْن المَدِينيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وآخرون.
قَالَ مُطِّين: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين.
307- عيسى بْن إبراهيم الْقُرَشِيّ الهاشْميّ2.
أحد الضعفاء. قد دار أكثر أقاليم الإسلام.
وروى عَنْ: موسى بْن أَبِي حبيب، شيخ تابعي، غير حديثٍ مُنْكَر.
وروى عَنْ: زُهَيْر بْن محمد.
روى عَنْهُ: بقيَّة بْن الوليد، وبِشْر بْن القاسم، والحسين بْن منصور السُّلَميّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ، وجماعة من النيسابوريين.
تركه غير واحد.
وقال الحاكم: واهي الحديث بمرَّة.
روى عَنْهُ من القدماء: كثير بْن هشام، وبقية.
308- عيسى بْن خَالِد3.
أبو عبد الله اليمامي.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 518"، الجرح والتعديل "6/ 359"، تهذيب التهذيب "8/ 189".
2 التاريخ الكبير "6/ 407"، المجروحين لابن حبان "2/ 121"، ميزان الاعتدال "3/ 308، 309".
3 الجرح والتعديل "6/ 275"، الثقات لابن حبان "8/ 491".

(14/151)


قدِم دمشق، وحدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، وزهير بْن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه. محمود بْن خَالِد، ودُحَيْم، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وعبد الوهّاب بْن عَبْد الرحيم الأشجعي، وموسى بْن عامر، وعدَّة.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بحديثه.
309- عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن1.
أبو المنهال المهلّبيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ. صاحب الخليل بْن أحمد، ومؤدب الأمير عبد الله بن الطاهر.
روى عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة.
وعنه: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وأهل نَيْسابور.
وكان من كبار أئمَّة العربية.
"حرف الغين":
310- غالبُ بْن فَرْقَد الأصبهانيّ2.
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وكثير بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن الصبح.
وعنه: إسماعيل بْن زيد القطّان، وعقيل بْن يحيى، وروح بْن جبر.
"حرف الفاء":
311- فتيان بْن أَبِي السَّمْح عَبْد اللَّه بْن السَّمْح3.
أبو الخيار الْمَصْرِيّ الفقيه.
وُلِد سنة خمسين ومائة أو إحدى. وكان من أعيان أصحاب مالك.
قَالَ محمد بْن وزير: كَانَ فتيان من أشغب النّاس في البحث. وكان بينه وبين الشّافعيّ مناظرة. فكان فتيان يَقُولُ: لا يباع الحر في الدين.
__________
1 معجم الأدباء "16/ 165-167".
2 طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ "1/ 102، 103"، ذكر أخبار أصبهان "2/ 149".
3 كتاب الولاة والقضاة "362".

(14/152)


وقال الشّافعيّ: إنّ ثَبَتَّ عَلَى القول بعدُ أفعل بك كَيْتَ وكَيْت.
وكان الشّافعيّ حليمًا.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ في فتيان عجلة، فأغلظ مرة للشافعي، فانتصر للشافعي سريُّ بْن الحَكَم وضرب فتيان وطوق بِهِ.
وقال محمد بْن وزير: حضرت الشّافعيّ وفتيان يتناظران، وجري بينهما الكلام، إلى أنْ قَالَ فتيان: سَمِعْتُ مالكًا يَقُولُ: إنّ الإمام لا يكون إمامًا إلّا عَلَى شرط أَبِي بَكْر فإنه قَالَ: وليتكم ولستُ بخيركم، فإن زغتُ فَقَوَّموني.
فاحتج الشّافعيّ بأشياء. فبلغ السَّرِيّ ذَلِكَ، فضرب فتيان، ثمّ وثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أنْ مات.
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ السَّرِيّ: لو شهد عندي آخر مثل الشّافعيّ لضربت عُنُقه.
وسمعتُ الشّافعيّ يَقُولُ: واللَّه ما شهدتُ على فتيان قط. ولقد سمعت منه ما لو شهدت بِهِ عَلَيْهِ لحلّ دَمُه.
وقال ابن أخي فتيان: سَمِعْتُ عمي يَقُولُ: اللَّه بيني وبين الشّافعيّ. أو لا حَلَّلَ اللَّه الشّافعيّ.
وتُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين. ذكره ابن عُمَر الكِنْديّ في "الموالي".
312- الفرّاء1.
وهو أبو زكريّا يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن منظور الأَسَديّ. مولاهم الكوفي النَّحْويّ، صاحب التّصانيف.
سكن بغداد وأملى بها كتاب "معاني القرآن" وغير ذَلِكَ.
وحدَّثَ عَنْ: قيس بْن الربيع، ومندل بْن عليّ، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وأبي الحَسَن الكسائي، وأبي بَكْر بْن عياش.
وعنه: مَسْلَمَة بْن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما.
وكان ثقة.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "3/ 92"، سير أعلام النبلاء "10/ 118-121"، البداية والنهاية "10/ 261".

(14/153)


وقد روى عَنْ ثعلب أَنَّهُ قال: لولا الفَرَّاء لما كانت عربيَّة ولَسَقَطَت؛ لأنّه خلصها؛ ولأنها كانت تُتَنَازَع ويدّعيها كلُّ أَحَد.
وذكر أبو بُدَيْل الوضّاحيّ قَالَ: أمر المأمون الفرّاء أنْ يؤلّف ما يجمع بِهِ أصول النَّحْو. وأمر أنْ يُفرد في حُجرة، ووكّل بِهِ خدمًا وجواري يقمن بما يحتاج إِلَيْهِ. وصيَّر لَهُ الورّاقين. فكان عَلَى ذَلِكَ سنين.
قَالَ: ولما أملى كتاب "المعاني" اجتمع لَهُ الخلق، فلم يضبط إلّا القضاة، وكانوا ثمانين قاضيًا، وأملّ "الحمد" في مائة ورقة.
قَالَ: وكان المأمون قد وكّل بالفرّاء ابنيه يلقّنهما النَّحْو. فأراد يومًا النُّهُوض فابتدرا إلى نَعْله فتنازعا أيُّهما يقدمه. ثمّ اصطلحا أنْ يقدم كل واحد فردة. فبلغ المأمون فقال: لَيْسَ يكبر الرجل عَنْ تواضعه لسلطان ووالده ومعلّمه العِلْم.
وقال ابن الأنباريّ: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربيَّة إلّا الكسائي، والفراء لكان لهم بهما الافتخار عَلَى النّاس.
قَالَ: وكان يقال للفرّاء: أمير المؤمنين في النَّحْو.
وعن هنّاد بْن السَّرِيّ قَالَ: كَانَ الفرّاء يطوف معنا عَلَى الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء. فظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظ ما يحتاج إِلَيْهِ.
قِيلَ: إنّما سُمّي بالفرّاء؛ لأنّه كَانَ يفري الكلام.
قَالَ سلمة بْن عاصم: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم منه بالنحو.
تُوُفّي بطريق مكَّة سنة سبْعٍ ومائتين، وله ثلاث وستون سنة.
313- الفضل بْن الربيع بْن يونس1. حاجب الرشيد، وابن حاجب المنصور.
كَانَ من رجال الدّهر رأيًا وحزْمًا ودَهاء ورياسة. وهو الّذي قام بخلافة الأمين، وساق إِلَيْهِ الخزائن بعد موت والده، وسلّم إِلَيْهِ القضيب والخاتم. وأتاه بذلك من طوس. وكان هُوَ الكلّ لاشتغال الأمين باللعب واللهو. ولمّا تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "10/ 109، 110"، البداية والنهاية "10/ 263".

(14/154)


ولمّا بويع إبراهيم بْن المهديّ ظهر الفضل، وساس نفسه، فلم يدخل معهم في شيء، ولهذا عفا عَنْهُ المأمون.
تُوُفّي سنة ثمان ومائتين وهو في عشر السبعين.
314- الفضل بْن عَبْد الحميد المَوْصِليّ1.
شيخ مسن، رحل وسمع من: الأعمش، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد. وجماعة.
روى عَنْهُ: سَعِيد ين المغيرة، وإِسْحَاق بْن إبراهيم لؤلؤ، وعُبَيْد بْن حفص، وطائفة آخرهم موتًا محمد بْن أحمد بْن أبي المُثَنَّى.
وما علمت أحدًا ضعفه.
قَالَ الْأَزْدِيّ: تُوُفّي سنة تسع ومائتين.
"حرف القاف":
315- القاسم بْن الحَكَم بْن كثير بْن جُنْدب العُرَنيّ الكوفيّ2 -ت- القاضي أبو أحمد قاضي همدان.
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي حنيفة، والقاسم بْن معن المسعودي، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعُبَيْد اللَّه بْن الوليد الرّصافيّ، ومِسْعَر، والثَّوْريّ، وطائفة.
وعنه: إِسْحَاق بْن الفيض، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد بْن أبان التبعي، وزكريا بن يحيى البلْخيّ، ومحمد بْن المغيرة الضَّبّيّ، وعَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، والمستمرّ بْن الصَّلْت، وخلْق.
وقد كَانَ أحمد بْن حنبل عزم عَلَى الرحلة إِلَيْهِ.
وثّقه غير واحد. وقال أبو زُرْعة: صدوق.
وقال أبو عليّ الرفّاء، عَنْ محمد بْن صالح الأشجّ: مات القاسم بن الحكم سنة
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 65"، الكامل في التاريخ "6/ 390".
2 التاريخ الكبير "7/ 171"، الجرح والتعديل "7/ 109"، الثقات لابن حبان "9/ 16"، التهذيب "8/ 311، 312".

(14/155)


ثمان ومائتين وحضرت جنازته. وولد سنة ثلاث عشر ومائة.
316- القاسم بْن الحَكَم بْن أوس الْأَنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ1.
عَنْ: مَعْمَر بْن راشد، وغيره.
وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر القواريري، ومحمد بْن المُثَنَّى العنزيّ.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.
317- القاسم بْن هارون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ العبّاسيّ2 المؤتمن بْن الرشيد.
كَانَ أَبُوهُ قد جعله وَلِيَّ العهد بعد الأمين والمأمون. وشرط للمأمون إنْ شاء أنْ يُقِرّه أقره، وإن شاء أنْ يخلعه خلعه. فخلعه سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وتُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين وله خمس وثلاثون سنة.
318- قُدَامة بْن محمد بْن خَشْرَم الخشرميّ الْمَدَنِيّ3.
عَنْ: أَبِيهِ، وأبوه مجهول، وعن: مَخْرَمة بْن بُكَيْر.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن هارون بْن موسى الفَرَوِيّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم.
قَالَ ابن حِبّان: روى المقلوبات الّتي لا يُشَارَك فيها. لا يجوز الاحتجاج بِهِ.
قلت: وروى أيضًا عَنْ: داود بْن المغيرة.
وعنه: ابن نُمَيْر، وابن شَيْبة الحزاميّ.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس.
قراد. أبو نوح. اسمه عبد الرحمن. تقدم ذكره.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 171"، الجرح والتعديل "7/ 109"، الثقات لابن حبان "7/ 338"، التهذيب "8/ 318".
2 تاريخ خليفة "458، 470، 473"، الكامل في التاريخ "6/ 387".
3 التاريخ الكبير "7/ 179"، الجرح والتعديل "7/ 129"، المجروحين لابن حبان "2/ 219، 220"، ميزان الاعتدال "3/ 386".

(14/156)


319- قُرَيش بْن إبراهيم الصَّيْدلانيّ1.
بغداديّ ثبت حافظ. مات قبل الشيخوخة.
روى عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان.
روى عَنْهُ رفيقاه أحمد بْن حنبل، وسُرَيْج بن يونس.
قال يعقوب بن شيبة: كَانَ من عُلَيَّة أصحاب الحديث.
مات قبل أنْ يُكتب عَنْهُ.
320- قُرَيش بْن أنس الْبَصْرِيّ2 -خ. م. د. ت. ن- عَنْ: حُمَيْد الطويل، وابن عَوْن، وحبيب بْن الشهيد، وعوف الدارمي، وجماعة.
وعنه: علي بن المدني، وبُنْدار، وبكّار بْن قُتَيْبَة، والكُدَيْميّ، ومحمد بْن أَبِي العوّام، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة إلّا أَنَّهُ تغيّر.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ، عَنْ إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن حبيب: مات سنة تسع ومائتين.
قَالَ: وكان قد اختلط ستٍّ سنين في البيت.
وقال أبو داود، عَنْ محمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي: مات في رمضان سنة ثمان.
321- قُطّرب3. تلميذ سِيبَوَيْه.
هُوَ أبو عليّ محمد بْن المستنير الْبَصْرِيّ النَّحْويّ، صاحب التّصانيف.
كَانَ يؤدب أولاد الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ. وكان أيّام اشتغاله يبكّر في تحصيل النَّوْبة عَلَى سِيبَوَيْه. فقال لَهُ: ما أنت إلّا قطرب ليل.
فلزمه هذا اللقب.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 25"، تاريخ بغداد "2/ 470، 471".
2 التاريخ الكبير "7/ 195"، الجرح والتعديل "7/ 142"، ميزان الاعتدال "3/ 389"، تهذيب التهذيب "8/ 374، 375".
3 معجم الأدباء "19/ 53، 54"، البداية والنهاية "10/ 259".

(14/157)


روى عَنْهُ: محمد بْن الْجَهْم السمري، وغيره.
وكان موثقًا فيما ينقله.
تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
"حرف الكاف":
322- كثير بْن هشام1. أبو سهل الكِلابيّ الرَّقّيّ. نزيل بغداد.
روى الكثير عَنْ: جعفر بْن بُرْقان.
وحدَّثَ أيضًا عَنْ: شُعْبَة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق، وعَمْرو النّاقد، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
وثّقه ابن مَعِين، وأبو داود.
تُوُفّي في شَعْبان سنة سبْعٍ. ولمّا مات قَالُوا: اليوم مات جعفر بْن بُرْقان.
وقيل: إنّه روى عَنْ جعفر الصادق.
قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: ثنا كثير بْن هُشَيْم وكان من خيار المسلمين.
"حرف الميم":
323- محمد بْن إدريس بْن العبّاس بْن عثمان بْن شافع بن السائب بن عبيد بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ2.
الْإِمَام العَلَم أبو عَبْد اللَّه الشّافعيّ الْمَكِّيّ المطَّلبيّ الفقيه، نسيب رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وُلِدَ بغرة سنة خمسين ومائة. وحُمِلَ إلى مكَّة وهو ابن سنتين فنشأ بها، وأقبل عَلَى الأدب والعربيَّة والشِّعْر، فبرع في ذَلِكَ. وحُبِّب إِلَيْهِ الرمي حتّى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة. ثم كتب العلم.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 334"، التاريخ الكبير "7/ 218"، الجرح والتعديل "7/ 158"، الثقات لابن حبان "9/ 26"، التهذيب "8/ 429".
2 التاريخ الكبير "1/ 42"، الجرح والتعديل "7/ 201"، الثقات لابن حبان "9/ 30"، حلية الأولياء "9/ 63-161"، الزهد الكبير للبيهقي "172"، تهذيب التهذيب "9/ 25-31".

(14/158)


وروى عَنْ: سَلْم بْن خَالِد الزنجي فقيه مكة، وداود بْن عَبْد الرَّحْمَن العطّار، وعبد العزيز بْن أَبِي سلمة الماجِشُون، وعمّه محمد بْن عليّ بْن شافع، ومالك بْن أنس، وعرض عَلَيْهِ "المُوَطّأ" حِفظًا، وعطاف بْن خَالِد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وإبراهيم بْن سعْد، وإبراهيم بْن أَبِي يحيى الأسْلَميّ الفقيه، وإسماعيل بْن جعفر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، وَعَبْدُ العزيز الدَّراوَرْديّ، ومحمد بْن عليّ الْجَنَديّ، ومحمد بْن الحَسَن الفقيه، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، ومُطَرِّف بْن مازن قاضي صنعاء، وخلْق سواهم.
وعنه: أبو بَكْر الحُمَيْديّ، وأبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وأحمد بْن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بْن خَالِد الكلبي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البُوَيْطيّ، وحَرْمَلَة بْن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بْن يحيى المُزَنيّ، والحسين بْن عليّ الكرابيسي، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع بْن سليمان المُرَاديّ، وموسي بْن أَبِي الجارود الْمَكِّيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأبو الطّاهر أحمد بْن عمرو بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعبد العزيز الْمَكِّيّ صاحب "الحيدة" وخلق سواهم.
وممن روى عَنِ الشّافعيّ: أحمد بْن محمد الأزرقيّ شيخ الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد الصَّيْرفيّ البغداديّ، وأحمد بْن سَعِيد الهَمْدانيّ، وأحمد بْن أَبِي سُرَيْح الرّازيّ، وأحمد بْن خَالِد البغداديّ الخلّال، وأحمد بْن يحيى بْن وزير الْمَصْرِيّ، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، وأحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وأحمد بْن يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ المتكلّم، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الحروي، والحارث بن شريح البقال، وداود ين يحيى البلْخيّ، وسليمان بْن داود الْمَصْرِيّ، وسليمان بْن داود الهاشْميّ، والأصمعيّ، وعبد الغني بْن عَبْد الغني الْمَصْرِيّ العسّال، وعبد العزيز بْن عِمران بْن مقلاص، وعليّ بْن سَعِيد الرَّقّيّ، وعليّ بْن سَلَمَةَ الحنفيّ اللَّبَقيّ، وأبو حنيفة قَحْزَم بْن عَبْد اللَّه الأَسْوانيّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن خالد العطّار، ومسعود بْن سهل الْمَصْرِيّ الأسود، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، ويحيى بْن عَبْد اللَّه، وغيرهم.
وهذا التاريخ يضيق عَنْ ذكر شمائل الْإِمَام الشّافعيّ رحمه اللَّه تعالى، وقد أفرد

(14/159)


لَهُ غير واحد من العلماء ترجمة في مجلد تامّ. ولكنّا نذكر إنّ شاء اللَّه تعالى لَهُ ترجمة حسنة فنقول: كَانَ السائب بْن عُبَيْد المطَّلبيّ أحد من أسِر يوم بدر من المشركين، وكان يُشَبَّه بالنبي -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه هِيَ الشّفاء بنت أرقم بْن نَضْلَة أخي عَبْد المطلب ابنَيْ هاشم.
ويقال: إنّه أسلم بعد أنْ فَدَى نفسه. ولابنه شافع رؤية.
وعثمان بْن شافع معدود من التابعين. وكانت أمّ الشّافعيّ أزْدِيّةَ. فعن ابن عَبْد الحَكَم قَالَ: لمّا حملت أم الشّافعيّ بِهِ رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتّى انقض بمصر، ثمّ وقع في كل بلدٍ منه شظية. فتأول المعتبرون أَنَّهُ يخرج منها عالم يخص عِلْمُه أهل مصر، ثمّ يتفرق في سائر البلدان.
وعن الشّافعيّ قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان استوهب الظُّهُور أكتب فيها1.
وقال عمرو بْن سواد: قَالَ لي الشّافعيّ: كانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العِلْم. فنلت من الرَّمْيِ حتّى كنت أصيب عشرة من عشرة. وسكت عَنِ العلم. فقلت لَهُ: أنت واللَّه في العلم أكبر منك في الرمي2.
قَالَ: وولدت بعسقلان فلمّا أتت عليّ سنتان حملتني أمي إلى مكة. هذه رواية صحيحة.
وقال: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ولدت باليمن فخافت أمي عليَّ الضَّيْعة وقالت: الْحَق أهلك فتكون مثلهم.
فجهزتني إلى مَكَّةَ فقدمتها وأنا ابن عشر. فصرت إلى قريبٍ لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل علي ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبته حتّى رزق اللَّه منه ما رزق.
كذا قَالَ: إنّه وُلِد باليمن، وهذا غلط، أو لعله أراد باليمن القبيلة.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 77"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 248".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 77".

(14/160)


وقال أحمد بْن إبراهيم الطّائيّ الأوقع، وهو مجهول: ثنا المُزَنيّ، سمع الشّافعيّ يقول: حَفِظْتُ القرآن وأنا ابن سبْعِ سنين، وحفظت "المُوَطّأ" وأنا ابن عشر سنين.
وقال أَبُو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمد بْن أحمد المطلبي الشّافعيّ الْمَكِّيّ، شيخ لابن جُمَيْع: قَالَ أَبِي معاوية الأَيْليّ قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أَنَّهُ مر بي حرف إلّا وقد علمت المعنى فيه، ما خلا حرفين، احدَيْهما: دَسّاها1.
وعن حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أتيت مالكًا وأنا ابن ثلاث عشر سنة، وكان ابن عَمٍّ لي والي المدينة، فكلّم لي مالكًا فأتيته. فقال: اطلب من يقرأ لك. فقلت: أَنَا أقرأ2. فقرأت عَلَيْهِ. فكان ربما قَالَ لي لشيءٍ مرّ: أَعْده. فأعيده حفظًا. وكأنه أعجبه. ثمّ سألته عَنْ مسألة فأجابني، ثمّ أخرى فقال: انت تحبّ أنْ تكون قاضيًا3.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكِم: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قرأت عَلَى إسماعيل بْن قسطنطين.
وقال: قرأت عَلَى شِبْلٍ. وقال: قرات عَلَى عَبْد اللَّه بْن كثير، وهو عَلَى مجاهد، "وأخبر" مجاهد أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن عَبَّاس.
قَالَ: وكان إسماعيل يَقُولُ: القرآن اسمٌ وليس بمهموز. ولم يُؤخذ من "قرأت" ولو أُخذ من "قرأت" كَانَ كلّ ما قُرئ قرآنًا. ولكنّه اسم للقرآن مثل التّوراة والإنجيل.
وقال محمد بْن إسماعيل، أظنه السُّلَميّ: حدَّثني حسين الكرابيسي قَالَ: بتّ مَعَ الشّافعيّ غير ليلة، وكان يصلي نحو ثُلُثُ اللَّيْلِ، فما رأيته يزيد عَلَى خمسين آية فإذا أكثر فمائة. وكان لا يمر بآية رحمةٍ إلّا سأل اللَّه، ولا بآية عذابٍ إلّا تَعَوَّذ منها.
وقال إبراهيم بْن محمد بْن الحَسَن الأصبهاني: ثنا الربيع قَالَ: كَانَ الشّافعيّ يختم القرآن ستين مرّة في رمضان.
وكان من أحسن النّاس قراءة. فروى الزُّبَيْر، عَنْ عَبْد الواحد الأستراباذي، قال:
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 104".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 69".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 101"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 69".

(14/161)


سَمِعْتُ عَبَّاس بْن الحُسين: سَمِعْتُ بحر بْن نَصْر يَقُولُ: كنّا إذا أردنا أنْ نبكي قُلْنَا بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن. فإذا أتيناه استفتح القرآن حتّى يتساقط النّاس، ويكثر عجيجهم بالبكاء من حَسَن صوته. فإذا رأى ذَلِكَ أمسك عَنِ القراءة.
وقال أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود، وهو كذّاب: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ يفتي وله خمس عشرة سنة. وكان يحيى الليل إلى أنْ مات.
وقال محمد بْن محمد الباغَنْديّ: حدَّثني الربيع بْن سليمان قَالَ: ثنا الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي وقد مر عَلَى الشّافعيّ فقال: يا أبا عبد الله أفتِ فقد آن لك أنْ تفتي.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هكذا ذكر في هذه الحكاية. وليس ذَلِكَ بمستقيم؛ لأن الحُمَيْديّ كَانَ يصغر إذ ذاك عَنِ الشّافعيّ وله تِلْكَ السن. والصواب: ثنا عليّ بْن المحسن، ثنا محمد بْن إِسْحَاق الصّفّار، ثنا عَبْد اللَّه بْن محمد القَزْوينيّ: سَمِعْتُ الربيع بْن سليمان: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي للشافعي: أفْتِ، فقد آن لك أنْ تُفتي. وهو ابن دون عشرين سنة.
ورواها أبو نُعَيْم الإسْتِراباذيّ، عَنِ الربيع، عَنِ الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم الزنجي.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: ثنا عليّ، أَنَا أبو النَّضْر: سَمِعْتُ محمد بْن العبّاس: سَمِعْتُ إبراهيم بْن مراد قَالَ: كَانَ الشّافعيّ طويلًا نبيلًا جسيمًا.
وقال الزَّعْفرانيّ: كان الشافعي يخضب بالحناء، خفيف العارضين.
وقال المُزَنيّ: ما رأيت أحسن وجهًا من الشّافعيّ، وكان ربّما قبض عَلَى لحيته، فلا تفْضُلُ عَنْ قبضته.
قَالَ الربيع المؤذِّن: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت ألزم الرمي حتّى كَانَ الطبيب يَقُولُ لي: أخاف أنْ يصيبك السُّلُّ من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة1.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم فِي كتاب "مناقب الشّافعيّ" لَهُ بإسنادين، أنَّ الشّافعيّ قَالَ: كنت أكتب في الأكناف والعظام.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 128".

(14/162)


وقال الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت يتيمًا في حَجْر أمّي ولم يكن لها ما تُعطي المعلّم، وكان المعلّم قد رضي منّي أنْ أقوم عَلَى الصبيان إذا غاب، وأخفف عَنْهُ.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: قدمتُ عَلَى مالك وقد حَفِظْتُ "المُوَطّأ" ظاهرًا1.
فقلت: أريد سماعه. فقال: أطلب من يقرأ لك.
فقلت: لا عليك أنْ تسمع قراءتي، فإنْ سهُل عليك قرأت لنفسي.
فقال: اطلب من يقرأ لك، وكرَّرتُ عَلَيْهِ، فلمّا سمع قراءتي قرأت لنفسي.
وقال جعفر ابن أخي أَبِي ثور: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: كُتُب عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إلى الشّافعيّ، وهو شاب، أنْ يضع لَهُ كتابًا فيه معاني القرآن، ويجمع الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان النّاسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع لَهُ "كتاب الرسالة"2.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: ما أصلّي صلاةٍ إلّا وأنا أدعو للشافعي فيها. قلت: وكان عَبْد الرَّحْمَن من كبار العلماء. قَالَ فيه أحمد بْن حنبل: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إمام.
وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْجُنَيْد قَالَ: حجّ بِشْر الْمَرِيسيّ فرجع. فقال لأصحابه: رأيت شابًا من قُرَيش بمكّة ما أخاف عَلَى مذهبنا إلّا منه، يعني الشّافعيّ.
وقال الزَّعْفرانيّ: حجّ الْمَرِيسيّ، فلمّا قدِم قَالَ: رأيت بالحجاز رجلًا ما رأيت مثله سائلًا ولا مجيبًا، يعني الشافعي.
قال: فقدم علينا، فاجتمع إليه الناس وخفّوا عَنْ بِشْر، فجئت إلى بِشْر.
فقلت: هذا الشّافعيّ الّذي كنت تزعمُ قد قدِم. فقال: إنّه قد تغيّر عمّا كَانَ عَلَيْهِ.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 92"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 73".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 101"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 76".

(14/163)


قَالَ: فما كَانَ مَثَلُهُ إلّا مَثَل اليهود في أمر عَبْد اللَّه بْن سلّام.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ستّة أدعو لهم سَحَرًا، أحدهم الشّافعيّ.
وقال هارون الزّنْجانيّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قلت لأبي: يا أَبَه، أيُّ رجلٍ كَانَ الشافعي؟ فإنّي سمعتك تُكثِر من الدّعاء لَهُ؟ فقال: يا بُنيّ، كَانَ الشّافعيّ كالشمس للدنيا، وكالعافية للنّاس، فهل لهذين من خَلَفَ، أو منهما عِوَض؟ الزّنْجانيّ مجهول.
وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحدٍ مَيْلَه إلى الشّافعيّ.
وقال أبو عُبَيْد: ما رأيت رجلًا أعقل من الشّافعيّ.
وقال قُتَيْبَة: الشّافعيّ إمام.
وقال أبو عليّ الصّوَّاف: حدَّثني أحمد بْن الحَسَن الحمانيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: رأيت الشّافعيّ عند محمد بْن الحَسَن، وقد دفع إِلَيْهِ خمسين دينارًا، وكان قد دفع إليه قبل ذلك خمسين درهمًا، وقال: إنِ اشتهيت العلم فالزم.
قَالَ أبو عُبَيْد: فسمعت الشّافعيّ يَقُولُ: كتبتُ عَنْ محمد بْن الحَسَن وقر بعير، ولمّا أعطاه محمد قَالَ: لا تحتشم. قَالَ: لو كنت عندي ممن أحتشمك ما قبلت برك. تفرد بها الحماني، وهو مجهول.
لكنّ قول الشّافعيّ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن وقر بُخْتِيٍّ صحيح، رواه ابن أَبِي حاتم قَالَ: ثنا الربيع قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن حمل بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ إلّا سماعي1.
وقال أبو حاتم: ثنا أحمد بْن أبي سريج الرازي: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها، فوضعت إلى جنب كلّ مسألة2 حديثًا.
قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ فَرْط ذكائه يستعمل ما يزيده حفظًا وذكاء.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 78".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 78".

(14/164)


قَالَ هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ: قَالَ لنا الشّافعيّ أخذت الكتّان سنةً للحِفْظ، فأعقبي رمي الدَّم سنةً1.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: لو جمعت أمة ما وسعهم عقْلُ الشّافعيّ.
وعن يحيى بْن أكثم قَالَ: كُنَّا عند محمد بْن الحَسَن في المناظرة، وكان الشّافعيّ رجلًا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة. ولو كَانَ أكثر سماعًا للحديث لاستغنى أُمَّةُ محمد -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ عَنْ غيره من الفُقَهاء.
رواها أبو جعفر التِّرْمِذيّ: حدَّثني أبو الفضل الوَاشْجِرْدِيّ: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الصّاغانيّ، عَنْ يحيى، فذكرها.
وعن المأمون قَالَ: قد امتحنت محمد بْن إدريس في كلّ شيءٍ فوجدته كاملًا.
وقال أبو يحيى الْمَكِّيّ الزّاهد: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد ابن بنت الشّافعيّ: سَمِعْتُ أَبِي وعمّي يقولان: كَانَ ابن عُيَيْنَة إذا جاءه شيء من التفسير وَالْفُتْيَا التفتَ إلى الشّافعيّ فيقول: سلوا هذا2.
وقال أبو سَعِيد بْن الأَعْرابيّ، عَنْ تميم بْن عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ سُوَيد بْن سَعِيد يَقُولُ: كُنَّا عند سُفْيَان، فجاء الشّافعيّ، فروى سُفْيَان حديثًا رقيقًا، فغشي عَلَى الشّافعيّ، فقيل: يا أبا محمد مات محمد بْن إدريس.
فقال: إنّ كَانَ مات فقد مات أفضلُ أهل زمانه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ في ذكر من روى عَنِ الشّافعيّ: ثنا أبو بَكْر محمد بْن أحمد بْن سهل النابلسي الشهيد، ثنا أحمد بْن محمد بْن زياد الأَعْرابيّ: سَمِعْتُ تميم بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا زرعة: سمعت قتيبة يقول: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي فماتت السنن، فيموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع3.
وقال الحارث بن سريج البقال: سَمِعْتُ يحيى القطّان يَقُولُ: أَنَا أدعو الله للشافعي أخصه به4.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 136".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 240"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 92".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 250"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 95".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 243"، وبو نعيم في الحلية "9/ 93".

(14/165)


وقال أبو بَكْر بْن خلّاد: وأنا أدعو اللَّه في دُبُر صلاتي للشافعيّ.
وقال ... بْن عليّ الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: لقيني أحمد بْن حنبل بِمَكَّةَ فقال: تعال حتّى أُرِيك رجلًا لم تر عيناك مثله. قال: قأقامني عَلَى الشّافعيّ1.
وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشّافعيّ، ولا رأى هُوَ مثل نفسه.
وقال أيّوب بْن سُوَيد صاحب الأوزاعي: ما ظننت أني أعيش حتّى أرى مثل الشّافعيّ.
وقال أحمد بْن حنبل، وله طرق عَنْهُ: "إنّ اللَّه يُقيَّض للنّاس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السُّنَن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكذب. فنظرنا، فإذا في رأس المائة عُمَر بْن عَبْد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ"2.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: سُمِّيتُ ببغداد: "ناصر الحديث"3.
وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: ما أحدٌ مسّ مَحْبَرَةً ولا قلمًا إلّا وللشافعيّ في عُنقه مِنَّةٌ.
وقال أحمد: كَانَ الشّافعيّ من أفصح النّاس.
وقال إبراهيم الحربيّ: سألت أحمد عَنِ الشافعي فقال: حديثٌ صحيح، ورأيٌ صحيح.
وقال الزَّعْفرانيّ: ما قرأت عَلَى الشّافعيّ حرفًا من هذه الكتب إلّا واحمد حاضر.
وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: ما تكلَّم أحدٌ بالرأي -وذكر الأوزاعي، والثوري، أبا حنيفة ومالكًا- إلّا والشافعي أكثر اتباعًا وأقل خطأ منه.
الشافعيٌّ إمام.
وقال ابن مَعِين: ليس به بأس.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 97".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 97، 98"، والخطيب في تاريخه "2/ 62".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 107"، والخطيب في تاريخه "2/ 68".

(14/166)


وعن أَبِي زُرْعة قَالَ: ما عند الشّافعيّ حديث فيه غلط.
وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال الربيع بْن سليمان: لو رأيتم الشّافعيّ لقلتم: إنّ هذه ليست كُتُبه. كَانَ، واللَّه، لسانه أكبر من كُتُبه.
وعن يونس بْن عَبْد الأعلى قَالَ: ما كَانَ الشّافعيّ إلا ساحرًا، وما كنّا ندري ما يَقُولُ إذا قعدنا حوله، وكأن ألفاظه سُكّرٌ.
وعن عَبْد الملك بْن هشام النَّحْويّ قَالَ: طالت مُجالستُنا للشافعي، فما سمعت منه لحنه قط.
وكان ممّن تؤخذ عَنْهُ اللُّغَة.
وقال أحمد بْن أَبِي سُرَيْج الرّازيّ: ما رأيت أحدًا أَفْوَهَ ولا أنطق من الشّافعيّ.
وقال الأصمعي: أخذت شعر هُذَيْلٍ عَنِ الشّافعيّ.
وقال الزُّبَيْر: أخذت شعر هُذَيْلٍ ووقائعها عَنْ عمّي مُصْعَب الزُّبَيْريّ.
وقال: أخذتها عَنِ الشّافعيّ حفظًا.
وقال موسى بن سهل: أحمد بْن صالح قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: تعبّد من قبل أنْ تَرَأس. فإنّك إنْ ترأست لم تقدر أنْ تتعبد.
قَالَ أحمد: وكان الشّافعيّ إذا تكلَّم كَانَ صوته صوت صَنْجٍ أو جَرَس من حُسْن صوته.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيت الشّافعيّ يناظر أحدًا إلّا ورحمته.
وقال: لو رأيت الشّافعيّ يُناظر لظننت أَنَّهُ سَبْعٌ يأكلك، وهو الّذي علّم النّاس الحُجَج.
وقال الربيع بْن سليمان: سُئل الشّافعيّ في مسألة، فأعجب بنفسه، فأنشأ يَقُولُ:
إذا المشكلات تَصَدَّتْني ... كَشَفْتُ دقائقها بالنَّظَر

(14/167)


ولست بإمَّعَةٍ في الرَّجال ... أُسائِل هذا وذا ما الخَبَر
ولكنّي مِدْرَهُ الأَصْغَرين ... فَتَّاحُ خَيْرٍ وفَرَّاجُ شَرّ
وعن هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ قَالَ: لو أنّ الشّافعيّ ناظر عَلَى أنّ هذا العمود الحجر خشب لغلب، لاقتداره عَلَى المناظرة.
وقال الزَّعْفرانيّ: قدِم علينا الشّافعيّ بغداد سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا سنتين، ثمّ خرج إلى مَكَّةَ. ثمّ قدِم علينا سنة ثمانٍ وتسعين، فأقام عندنا أشهرًا، ثمّ خرج. يعني إلى مصر.
قلت: وقد قدِم قبل ذَلِكَ بغداد قدمته الأولى الّتي لقي فيها محمد بْن الحَسَن.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ في حكاية ذكرها:
لقد أصبحتْ نفسي تتوقُ إلى مصر ... ومن دونها أرضُ المهامه والقفر
فوالله ما أدري أللفوز والغنى ... أساق إليها، أم أُساقُ إلى قبري
فسيق، واللَّه، إليهما جميعًا.
وقال ابن خُزَيْمة، ويوسف بْن عَبْد الأحد الرُّعَيْنيّ، ومحمد بْن أحمد زُغْبة، وأبو القاسم بْن بشّار: سمعنا الربيع يَقُولُ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. رواه ابن خُزَيْمة.
الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، نا فُقَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ فُقَيْرٍ الأَسْوَانِيُّ، نا أَبُو حَنِيفَةَ قَحْزَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْوَانِيُّ، ثنا الشافعي، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ بْنُ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوْلانِيُّ الشِّهَلِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: "مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ أَحَبَّ الْعَقْلَ أَخَذَ، وَإِنْ أَحَبَّ فَلَهُ الْقَوْدُ" 1.
وقال عليّ بْن محمد بْن أبان القاضي: ثنا أبو يحيى الساجي، ثنا المُزَنيّ، قال:
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "4504"، والترمذي "1406"، وأحمد في المسند "6/ 385"، والشافعي في الرسالة "450"، والبيهقي في السنن الكبرى "5/ 52"، والدارقطني في سننه "3/ 95، 96"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "4504"، وفي الباب عن أبي هريرة: أخرجه البخاري "6880"، ومسلم "1355"، وأبو داود "4505".

(14/168)


لما وافى الشّافعيّ مصر، قلت في نفسي: إن كَانَ أحدٌ يُخرج ما في ضميري وما تعلق بِهِ خاطري من أمر التوحيد فهو. فصرت إِلَيْهِ وهو في مسجد مصر، فلمّا جَثَوْت بين يديه قلتُ: إنّه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أنّ أحدًا لا يعلم علمك، فما الّذي عندك؟ فغضب ثمّ قَالَ: أتدري أَيْنَ أنت؟ قلت: نعم.
قَالَ: هذا الموضع الّذي غرق فيه فرعون. أبلغك أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمر بالسؤال عَنْ ذَلِكَ؟ فقلت: لا. فقال: هَلْ تكلّم فيه الصحابة؟ قلت: لا.
قَالَ: تدري كم نجوم السماء؟ قلت: لا.
قَالَ: فكوكبٌ منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مِمّ خُلِقَ؟ قلت: لا.
قَالَ: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في خالقه.
ثمّ سألني عَنْ مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرّعها عَلَى أربعة أوجُهٍ، فلم أُجِبْ في شيء منها.
فقال: شيءٌ تحتاج إِلَيْهِ في اليوم خمس مرات، تدع عِلْمُه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذَلِكَ، فارجع إلى اللَّه تعالى، وإلى قوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] الآية، والآية بعدها. فاسْتدِلّ بالمخلوق عَلَى الخالق، ولا تتكلف عِلْمَ ما لا يبلغه عقلُك. قَالَ: فُتْبتُ.
مدارُها عَلَى أَبِي عليّ بْن حَمَكان، وهو ضعيف.
وقال ابن أَبِي حاتم: في كتابي عَنِ الربيع بْن سليمان قَالَ: حضرت الشّافعيّ، أو حدَّثني أبو شُعَيْب، إلّا أني أعلم أَنَّهُ حضر عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويوسف بْن عَمْرو، وحفص الفرد، وكان الشّافعيّ يسميه المُنْفَرد. فسأل حفصٌ عَبْد اللَّه: ما تَقُولُ في القرآن؟ فأبي أنّ يجيبه. فسأل يوسف فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشّافعيّ. فسأل الشّافعيّ، فاحتج عَلَيْهِ، وطالت المناظرة، فقام الشّافعيّ بالحُجَّة عَلَيْهِ بأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، وبكفر حفص.
قَالَ الربيع: فلقيت حفصًا في المسجد، فقال: أراد الشّافعيّ قتلي! 1
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 455"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 112".

(14/169)


وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: تجاوز اللَّه عمّا في القلوب، وكتب عَلَى النّاس الأفعال والأقاويل.
وقال المُزَنيّ: قَالَ الشّافعيّ: يُقال لمن ترك الصلاة: لا يعملها. فإنْ صلَّيتَ وإلّا اسْتَتَبْناكَ، فإن تبت وإلّا قتلناك؛ كما تكفر، فنقول: إنْ آمنت وإلّا قتلناك.
وعن الربيع: قَالَ الشّافعيّ: ما أوردت الحُجّةَ، والحقَّ على أحدٍ فقبِله إلّا هِبْتُه واعتقدت مودته، ولا كابرني عَلَى الحق أحدٌ ودافع إلّا سقط من عيني1.
وقال ابن عَبْد الحَكَم، وغيره: قَالَ الشّافعيّ: ما ناظرتُ أحدًا فأحببتُ أنّ يُخطئ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ الشّافعيّ إذا ثبت عنده الحديث قلّده وخَبِر خصائله. لم يكن يشتهي الكلام، إنّما همته الفقه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: أنتم أعلم بالأخبار الصِّحاح منّا، فإذا كَانَ خبرٌ صحيح فأعلمني حتّى أذهب إِلَيْهِ، كوفيًّا كَانَ، أو بصريًا، أو شاميًا.
وقال حَرْمَلَة: قَالَ الشّافعيّ. كلُّ ما قلت فكان من رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلاف قولي ممّا صحّ فهو أَوْلَى ولا تقلِّدوني وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقولوا بها، ودعوا ما قلته2.
وقال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وقال لَهُ رَجُل: يا أبا عَبْد اللَّه، نأخذ بهذا الحديث؟ فقال: مَتَى رويتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا صحيحًا ولم آخذ بِهِ، فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب3.
وقال الحُمَيْديّ: روى الشّافعيّ يومًا حديثًا، فقلت: أتأخذ بِهِ؟ فقال: رأيتُني خرجتُ من كنيسة، أو عَلَى زُنّار، حتّى إذا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا لا أقول بِهِ4؟
وقال الشّافعيّ: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 117"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 251".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 472، 473"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106، 107".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 474"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 474"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106".

(14/170)


وقال: إذا صحّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط.
وقال الربيع: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أيّ سماءٍ تُظلني، وأيّ أرضٍ تُقلُّني إذا رويت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا، فلم أقل بِهِ1.
وقال أبو ثور: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كل حديث النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ قَدْ جَزَّءَ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثُهُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي، وَالثَّالِثُ يَنَامُ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ، تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَيْلَهُ كُلَّهُ كَانَ عِبَادَةً. فَإِنَّ كِتَابَةَ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ، وَالنَّوْمَ لِحَقِّ الْجَسَدِ عِبَادَةٌ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا" 2.
وَقَالَ مُعَاذٌ: فَاحْتَسَبَ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبَ قَوْمَتِي.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثَنَا الرَّبِيعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا مَرَّةً، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا. رَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَزَادَ بِهَا: لِأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ الْبَدَنَ، وَيُزِيلُ الْفِطْنَةَ، وَيَجْلِبُ النَّوْمَ، وَيُضْعِفُ عَنِ الْعِبَادَةِ3.
وَعَنِ الرَّبِيعِ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ، فَإِنَّ الزُّهْدَ عَلَى الزَّاهِدِ أَحْسَنُ مِنَ الْحُلِيِّ عَلَى النَّاهِدِ4.
وقال إِبْرَاهِيم بْن الحَسَن الصُّوفيّ: ثنا حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما حلفت باللَّه صادقًا ولا كاذبًا5.
وقال أبو ثور: ما كَانَ الشّافعيّ يُمْسِك الشيء من سماحته.
وقال عَمْرو بْن سواد: كَانَ الشافعي أسخر النّاس عَلَى الدنيا والدرهم والطعام. قَالَ لي: أفلست ثلاث مرات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي ابنتي وزوجتي،
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 475"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1974، 1975"، ومسلم "1159"، والنسائي "2390".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 127".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 130".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 164"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 135".

(14/171)


ولم أرهن قطّ1.
وقال الربيع: أخذ رَجُل بركاب الشّافعيّ فقال لي: أَعْطِه أربعة دنانير واعذرني عنده2.
وعن المُزَنيّ: إنَّ الشّافعيّ وقف عَلَى رَجُلٍ رآه حَسَن الرمي، فأعطاه ثلاثة دنانير، وقال لَهُ: أحسنت3.
وقال أبو عليّ الحصائري: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: مر الشّافعيّ عَلَى حمار في الحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلامٌ ومسح السوط بكمه وناوله إيّاه، فقال لغلامه: أعطه تِلْكَ الدنانير. قَالَ الربيع: ما أدري كانت تسعة أو سبعة4.
وقال: تزوجت، فسألني الشّافعيّ، كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين دينارًا، عجلّت منها ستّة. فأعطاني أربعة وعشرين دينارًا.
وعن الربيع: أنّ رجلًا ناول الشّافعيّ رقعة فيها: إنّي رَجُل بقال، رأس مالي درهم. وقد تزوجت فأعني.
فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين دينارًا، واعذرني عنده.
فقلت: إنَّ هذا رَجُل تكفيه عشرة دراهم.
فقال: ويْحك أَعْطِه.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم: ثنا محمد بْن رَوْح: ثنا الزُّبَيْر بْن سليمان الْقُرَشِيّ، عن الشافعي قال: خرج هرثمة فأقرني سلام أمير المؤمنين هارون وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار. قَالَ: فحمل إِلَيْهِ المال، فدعا بحجام فأخذ شعره، فأعطاه خمسين دينارًا. ثمّ أخذ رقاعًا فصرر صررًا، وفرقها في القرشيين، حتّى ما بَقِيّ معه إلّا نحو مائة دينار5.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 222"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 77، 132".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 130".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 223"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 132".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 221".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 226، وأبو نعيم في الحلية "9/ 131، 132".

(14/172)


وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ، والأصم، والعكري، وآخرون: ثنا الربيع: أخبرني الحُمَيْديّ. قَالَ: قدِم علينا الشّافعيّ صنعاء، فضربت لَهُ الخيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قومٌ فسألوه، فلمّا قلعت الخيمة ومعه منها شيء1.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ أسخي النّاس بما يجد2.
وقال إِبْرَاهِيم بْن محمود النَّيْسابوريّ: ثنا داود الظّاهريّ، ثنا أبو ثور قَالَ: وكان الشّافعيّ من أسمح النّاس. كَانَ يشتري الجارية الصِّنَّاع الّتي تطبخ وتعمل الحلوى، ويشترط عليها هُوَ أنّ لا يقربها؛ لأنّه كَانَ عليلًا لا يمكنه أنّ يقرب النساء لباسور بِهِ إذ ذاك. فكان يَقُولُ لنا: اشتهوا ما أردتم3.
قلت: هذا أصابه بآخرة، وإلّا فقد تزوّج وجاءته الأولاد.
وقال أبو عليّ بْن حكمان في "كتاب فضائل الشّافعيّ": ثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن يحيى المُزَنيّ، ثنا ابن خُزَيْمة، ثنا الربيع قَالَ: أصحاب مالك يفخرون فيقولون: كَانَ يحضر مجلس مالك نحوٌ من ستين مُعَمَّمًا. واللَّه لقد عددت في مجلس الشّافعيّ ثلاثمائة معمم سوى من شذ عني.
وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: ثنا أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يَقُولُ: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدِّلالات عَلَى المعاني، لفظًا وغير لفظ، خمسة أشياء أوّلها اللّفظ، ثمّ الإشارة، ثمّ العقد، ثمّ الخط، ثمّ الّذي يسمى النصبة؛ والنصبة في الحال الدلالة الّتي تقوم مقام تِلْكَ الأصناف، ولا تقصر عَلَى تِلْكَ الدلالات؛ ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي الّتي تكشف لك عَنْ أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عَنِ التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار والضار، وعما يكون بهوًا بهرجًا وساقطًا مدحرجًا.
وقال الربيع: كنت أَنَا والمُزَنيّ والبويطي عند الشافعي، فقال لي: أنت نموت في
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 220".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 222"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 132".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 222"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 133".

(14/173)


الحديث. وقال للمُزنيّ: هذا لو نَاظَرَه الشيطان قَطَعَه وجَدَلَه1. وقال للبُوَيْطيّ: أنت تموت في الحديد. فدخلت عَلَى البُوَيْطيّ أيّام المِحْنة، فرأيته مقيَّدًا مَغْلُولًا2.
وقال أبو بَكْر محمد بْن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: خرجت إلى اليمن في طلب كُتُب الفِرَاسة حتّى كتبتها وجمعتها3. وقد رُوِيَ عَنِ الشّافعيّ عدّة إصابات في الفِرَاسَة.
وعن الشّافعيّ قَالَ: أقدرُ الفُقَهاء عَلَى المناظرة مَن عوَّد لسانه الرَّكْضَ في مَيْدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رَمَقَتْه العيونُ بالألحاظ.
وعنه قَالَ: بئس الزّاد إلى المَعاد العدوانُ عَلَى العِباد.
وعنه قَالَ: العالِم يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم. والجاهل يأنف من التعليم ويأنف من التَّعلُّم.
وقال يونس: قَالَ لي الشّافعيّ: لَيْسَ إلى السلامة من النّاس سبيلٌ، فانظر الّذي فيه صلاحك فالْزَمْه4.
وعنه قَالَ: ما رفعتُ من أحدٍ فوق منزلته، إلّا وضع منّي بمقدار ما رفعت منه.
وعنه قَالَ: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أنّ يكون بلا إخوان، وأضيعُ منهما من واخَى من لا عقل لَهُ.
وعنه قَالَ: إذا خفتَ عَلَى عملك العُجْبَ، فاذْكُرْ رِضَى من تطلبُ، وفي أيّ نُعَيْم ترغب، ومن أيّ عقابُ ترهب، فحينئذ يصغر عندك عملك.
وقال: آلات الرّئاسة خمس: صِدْق اللهْجة، وكتمان السر، والوفاءُ بالعهد، وابداء النصيحة، وأداء الأمانة.
وقال: من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ومن استُرضي، ولم يَرْضَ فهو شيطان5.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 139".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 136".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 136"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 78".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 122".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 202"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 143".

(14/174)


وقال: أيُّما رجالٌ أو أهلُ بيتٍ لم يخرج نساؤهم إلى رجالٍ غيرهم، ورجالُهم إلى نساء غيرِهم، إلّا كَانَ في أولادهم حُمْقٌ1.
وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: ثنا حَرْمَلَة قَالَ: سُئل الشّافعيّ عَنْ رجلٍ في فيه تمرة وقال: إن أكلتها فامرأتي طالق، وإن طرحتها فامرأتي طالق.
قَالَ: يأكل نصفها، ويطرح النصف2.
قَالَ حسان بْن محمد الفقيه: سَمِعَ منيّ أَبُو الْعَبَّاس بْن سُرَيْج هذه الحكاية وبنى عليها تفريعات الطّلاق.
قَالَ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إنْ لم يكن الفُقَهاء العاملون أولياء اللَّه فما لله وليّ3.
وقال الشّافعيّ: طلبُ العِلم أفضلُ من صلاة النّافلة4.
وقال: حُكمي في أصحاب الكلام أنّ يُطاف بهم في القبائل، ويُنادَى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسُّنَّة، وأقبل عَلَى الكلام.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيتُ أحدًا أقلّ حبًّا للماء في تمام التطهُّر من الشّافعيّ.
وقال أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ينبغي للفقيه أنّ يضع التُّرابَ عَلَى رأسه تواضعًا لله، وشكرًا لَهُ.
وقال الأصمّ: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: سأل رَجُل الشّافعيّ عَنْ قاتل الوَزَغ هَلْ عَلَيْهِ غُسْلُ؟ فقال: هذا فُتْيا العجائز.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأت عيني قطّ مثل الشّافعيّ. لقد قدمت المدينة فرأيت أصحاب عَبْد الملك الماجِشُون يَغْلُون بصاحبهم يقولون: صاحبنا الذي قطع الشافعي.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 201"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 125".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 143".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 155".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 119"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 251".

(14/175)


فلقيت عَبْد الملك الماجِشُون، فسألته عَنْ مسألة، فأجابني، فقلت: ما الحُجّة؟ قالَ: لأن مالكا قالَ كذا وكذا. فقلت في نفسي: هيهات أن أسألك عن الحجة فتقول: قالَ معلمي؛ وإنما الحجة عليك وعلى معلّمك. رواها الحَسَن بْن عليّ بْن الأشعث الْمَصْرِيّ، عَنْهُ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السَّرْخَسيّ، عَنِ الشّافعيّ، وأحمد، وأبي عُبَيْد، وإِسْحَاق، فقال: الشّافعيّ أفقههم.
وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة يَقُولُ، وقلت لَهُ: هَلْ تعرف سُنَّةَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحلال والحرام لم يُودِعْها الشّافعيّ كتابَه؟ قَالَ: لا.
وعن الشّافعيّ قَالَ: إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأنّي رأيت رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جزاهم اللَّه خيرًا. حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل1.
قَالَ أبو نُعَيْم بْن عديّ، وغيره: قَالَ داود بْن سليمان، عَنِ الحُسين بْن عليّ: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حُكمُ عُمَر -رضى الله عنه- في صبيغ.
وقال محمد بْن إسماعيل التِّرْمِذيّ: سَمِعْتُ أبا ثور، وحسين بْن عليّ الكرابيسيّ يقولان: سمعنا الشّافعيّ يَقُولُ: حكمي في أصحاب الكلام أنّ يضربوا بالجريد ويُحمَلُوا عَلَى الإبل ويُطاف بهم في العشائر والقبائل؛ قد تقدّم هذا.
وقال البُوَيْطيّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثرُ النّاس صوابًا.
وقال محمد بْن إسماعيل: سَمِعْتُ الحُسين بْن عليّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: كلّ متكلّم عَلَى الكتاب والسُّنَّة فهو الجدّ، وما سواه فهو هَذَيان.
وقال حَرْمَلَة: قَالَ الشّافعيّ: كنت أُقْري النّاسَ وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفِظْت "الموطّأ" قبل أنّ أحتلم. وكان ابن عمّي عَلَى المدينة، فسأل مالكًا أنّ أقرأ عَلَيْهِ "الموطّأ".
وقال حَرْمَلَة أيضًا: قَالَ الشّافعيّ: رحلت إلى مالك وأنا بن ثلاث عشرة سنة،
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 109".

(14/176)


فأعجبته قراءتي. رواها دُحَيْم بْن همام، عَنْ حَرْمَلَة.
وقال الحَسَن بْن عليّ الطُّوسيّ: ثنا أبو إسماعيل السُّلَميّ: سَمِعْتُ البُوَيْطيّ يَقُولُ: سُئل الشافعي: كم أطول الأحكام.
قال: خمسمائة.
قِيلَ لَهُ: كم منها عَنْ مالك؟ قَالَ: كلها، إلّا خمسة وثلاثين.
قِيلَ لَهُ: كم منها عَنِ ابن عُيَيْنَة؟ قَالَ: كلّها إلّا خمسة1.
الْأَصَمُّ: نَبَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ -يَعْنِي فِي الزَّجْرِ- عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، حَدِيثٌ ثَابِتٌ. وَالْقِيَاسُ أَنَّهُ حَلَالٌ. وَقَدْ غَلِطَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْهَادِ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي مَحَاشِّهِنَّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ السَّاجِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلرَّبِيعِ فَقَالَ: كَذِبَ. فِي كِتَابِ الشَّافِعِيِّ مَسْطُورٌ خِلَافَ مَا قَالَ. وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يُحَرِّمُ إِتْيَانَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ.
قُلْتُ: حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الله لا يستحيي مِنَ الْحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ" 2.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الصَّحِيحُ: ابْنُ الْهَادِ، عَن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن الْحُصَيْنِ، عن هرمي بْن عبد اللَّه، عن خزيمة، عن النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أبو أسامة، عن الْوَلِيد بْن كثير، عَن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُصَيْن الْخَطْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عبد الله، عن خزيمة مثله.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 519".
2 "حديث صحيح": أخرجه ابن ماجه "1924"، وأحمد في المسند "5/ 213، 214"، والدارمي في سننه "1144"، والطبراني في الكبير "3739، 3740، 3744"، وابن حبان في صحيحه "4198، 4200".

(14/177)


وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ثنا أبو بَكْر بْن أَبِي أُوَيْس: حدَّثني سليمان بْن بلال، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنِ ابن عِمران، أنّ رجلًا أتى امرأته، في دُبُرها، فوجد في نفسه من ذَلِكَ وجْدًا شديدًا. فأنزل اللَّه تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قلت: يعني أتاها في فرْجها وظَهرهَا إِلَيْهِ.
وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: لأنْ يلقى اللَّه المرءُ بكلّ ذَنْبٍ ما خلا الشِّرْك باللَّه خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
وقال: لما تكلّم حفص الفَرد في مناظرته للشافعي: القرآن مخلوق.
قَالَ لَهُ: كفرتَ باللَّه العظيم1.
وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: من حلف باسمٍ من أسماء اللَّه فحنث، فعلية الكَفّارة؛ لأنّ اسم اللَّه غير مخلوق. ومن حلف بالكعبة والصِّفا والمَرْوَة، فليس عليه الكفارة؛ لأنّه مخلوق2.
وقال يُونُسُ بْن عَبْد الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ما صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: لا يقال فيه: لِمَ ولا كيف3.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشافعي يَقُولُ: الخلفاء خمس: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْد العزيز4.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ بعد أنّ ناظر حفصَا الفَرْد يكره الكلام.
ويقول: ما شيء أبغض إليّ من الكلام وأهله.
وقال الربيع: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض فقال: وددت أنّ النّاس يعلموا هذه الكتب لا يُنْسَب إليّ منها شيءٌ.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: وددت أنّ كلّ علم أعلمه يعلمه الناس
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 113".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 403"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 112، 113".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 30".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 448".

(14/178)


أؤجر عَلَيْهِ ولا يَحْمَدُوني1.
وقال محمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ: سألت أحمد بْن حنبل قلت: ما ترى في كُتُب الشّافعيّ الّتي عند العراقيين؟ هِيَ أحبّ إليك أو الّتي بمصر؟ قَالَ: عليك بالكُتُب الّتي وضعها بمصر. فإنّه وضع هذه الكُتُب بالعراق ولم يحكمها. ثمّ رجع إلى مصر فأحكم تِلْكَ2.
وقال ابن وَارَةَ: قلت لأحمد مرّة: ما ترى لي من الكُتُب أنّ أنظر فيه. أرى مالك، أو الثَّوْريّ، أو الأوزاعيّ؟ فقال لي قولًا أَجُلُّهُم أنّ أذكره، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صوابًا، وأتْبَعُهُم للآثار.
وقال عَبْد اللَّه بْن ناجيه: سَمِعْتُ ابن وَارَةَ يَقُولُ: لما قدمت من مصر أتيت أحمد بْن حنبل، فقال لي: كتبتُ كُتُب الشّافعيّ؟ قلت: لا.
قلت: فرّطْت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتّى جالسنا الشّافعيّ. فحملني ذَلِكَ عَلَى الرجوع إلى مصر.
وقال محمد بْن يعقوب الفَرَجيّ: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: عليكم بكُتُب الشّافعيّ.
قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية بصيرًا في الطّبّ. نقل ذَلِكَ غير واحد.
فعنه قَالَ: عجبًا لمن يدخل الحمّام ثمّ لا يأكل من ساعته، كيف يعيش؟ وعجبًا لمن يحتجم ثمّ يأكل من ساعته، كيف يعيش3؟ وقال حَرْمَلَة عَنْهُ: من أكل الأُتْرُجّ ثمّ نام لم يأمن أن تصيبه ذِبْحَة.
وقال محمد بْن عِصْمة الْجُوزَجَانيّ: سَمِعْتُ الربيع، سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له، وأعيت الأطباء مُدَاوَاتَهُ: العنب، ولبنُ التّفاح وقصب السُّكَّر. ولولا قصب السكر ما أقمت ببلدكم4.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 119".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 263"، وأبو نعيم في حلية الأولياء "9/ 97، 102".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 119"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 143".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 122".

(14/179)


وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كَانَ غلامي أعشى، فلم يكن يبصر باب الدّار، فأخذت لَهُ زيادة الكِبد، فكحّلْتُهُ بها، فأبصر1.
وعنه قَالَ: عجبًا لمن تعشّى البيض المسلوق ثمّ نام عَلَيْهِ كيف لا يموت2؟
وقال: الفول يزيد في الدماغ، والدماغ يزيد في العقل3.
وعن يونس، عَنْهُ قَالَ: لم أر أنفع للوباء من البنفسج، يدهن بِهِ ويشرب4.
وقال صالح جَزْرَة: سَمِعْتُ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: لا أعلم عِلْمًا بعد الحلال والحرام أنبل من الطّبّ، إلّا أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عَلَيْهِ.
وقال حَرْمَلَة: كَانَ الشّافعيّ يتلهف على ما صنع المسلمون من الطّبّ ويقول: ضيعوا ثُلُث العِلْم، ووكّلوه إلى اليهود والنَّصاري5.
وقيل: إنَّ الشّافعيّ نظر في التنجيم، ثمّ تاب منه وهجره.
وقَالَ أبو الشَّيْخ، ثنا عَمْرو بْن عُثْمَان الْمَكِّيّ، ثنا ابن بنت الشّافعيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ وهو حَدَث ينظر في النجوم، وما ينظر في شيء إلّا فاق فيه. فجلس يومًا وامرأتُهُ تَطْلُقُ، فحسَب وقال: تَلِدُ جاريةً عوراء، عَلَى فَرْجها خالٌ أسود، تموت إلى كذا وكذا. فولدت وكان كما قَالَ، فجعل عَلَى نفسه أنّ لا ينظر أبدًا. ودفن تِلْكَ الكُتُب6.
وقال فوران: قسمتُ كُتُب أَبِي عَبْد اللَّه أحمد بْن حنبل بين ولديه، فوجدت فيها رسالَتَيِ الشّافعيّ العراقيّ والمصريّ بخطّ أَبِي عَبْد اللَّه.
وقال أبو بَكْر الصَّوْمعيّ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: صاحب حديث لا يشبع من كُتُب الشّافعيّ.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 122".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 118"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 143".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 137، 141".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 118".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 116"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 136، 142".
6 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 126".

(14/180)


وقال البَيْهقيّ: أَنَا الحاكم: سَمِعْتُ أبا أحمد عليّ بْن محمد المَرْوَزِيّ: سَمِعْتُ أبا غالب عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الْأَزْدِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل، وسُئل عَنِ الشّافعيّ فقال: لقد مَنّ اللَّه علينا بِهِ. لقد كنّا تعلَّمنا كلامَ القوم، وكتبنا كُتُبَهم، حتّى قدِم علينا الشّافعيّ، فلمّا سمعنا كلامه علمنا أَنَّهُ أعلم من غيره، وقد جالسناهُ الأيّامَ واللّيالي، فما رأينا منه إلّا كلّ خير.
وقال لَهُ رَجُل: يا أبا عَبْد اللَّه، فإن يحيى بْن مَعِين، وأبا عُبَيْد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إيّاه إلى التَّشيُّع.
فقال أحمد: ما ندري ما يقولان. واللَّه ما رأينا منه إلّا خيرًا.
وقال ابن عديّ الحافظ: ثنا عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعفر القَزْوينيّ: ثنا صالح بْن أحمد بْن حنبل: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ "الموطّأ" من الشافعي؛ لأني رأيته فيه ثَبْتًا، وقد سَمِعْتُهُ من جماعة قبله.
وقال الحاكم أبو عَبْد اللَّه: سمعت الفقيه أبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى ابن خُزَيْمة وأنا غلام، فقال: يا بُنيّ عَلَى من درسْت الفقه؟ فسمَّيْت لَهُ أبا الَّليْث. فقال: عَلَى من درس؟ قلتُ: عَلَى ابن سُرَيْجٍ، فقال: وهل أَخَذَ ابن سُرَيْجٍ العلم إلا من كتب مستعارة.
وقال بعضهم: أبو الليث هذا مهجورٌ بالشّاش، فإن البلد للحنابلة.
وقال ابن خُزَيْمة: وهل كَانَ ابن حنبل إلّا غُلامًا من غلمان الشّافعيّ؟ وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ، وسأله زكريّا السّاجيّ: مَن أصحاب الشّافعيّ؟ فقال: أوّلهم الحُمَيْديّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو يعقوب البُوَيْطيّ.
ومن غرائب الاتِّفاق أنّ الْإِمَام أحمد روى عَنْ رجلٍ، عَنِ الشّافعيّ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْحُبُوطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ "حَ"، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحُسَيْنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ الْمُقْرِئِ، أَنَا أَبُو مُوسَى الْحَافِظُ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، قَدِمَ عَلَيْنَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن محمود بتستر، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ

(14/181)


نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ- "صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ"1 وَاللَّفْظُ لِلنَّقَاشِ.
قَالَ أحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسابوريّ: تزوج إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه بمَرْو بامرأةِ رجلٍ كَانَ عنده كُتُب الشّافعيّ، فتُوُفّي. لم يتزوّجُ بها إلّا لحال الكتب، فوضع "جامع الكبير" عَلَى كتاب الشّافعيّ، ووضع "جامع الصغير" عَلَى "جامع الثَّوْريّ الصغير".
فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور، وكان عنده كُتُب الشّافعيّ، عَنِ البُوَيْطيّ.
فقال لَهُ إِسْحَاق: لا تحدّث بكُتُب الشّافعيّ ما دمت هنا. فأجابه، فلم يحدثه بها حتّى خرج.
قلت: تُرَى من كَانَ يكتب عَنْ رجلٍ، عَنْ آخر، عَنِ الشّافعيّ، مع وجود إِسْحَاق، وفي نفسي من صحة ذَلِكَ.
وقال داود الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: ما كنت أعلم أنّ الشّافعيّ في هذا المحلّ، ولو علِمْتُ لم أُفَارِقْه.
وقال محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ: قَالَ إِسْحَاق: قدمتُ مكّة فقلت للشافعي: ما حالُ جعفر بْن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عَنْ إبراهيم بن أبي يحيى، عنه، أربعمائة حديث.
وقال يُونُسُ بْن عَبْد الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ما رأيت أفقه من ابن عُيَيْنَة، أمسكت عَنِ الفتيا منه.
ونقل أبو الشَّيْخ بْن حِبّان وغيره من وجهٍ أنّ الشّافعيّ لمّا دخل مصر أتاه جلّةُ أصحاب مالك، وأقبلوا عَلَيْهِ، فلمّا رأوْه يخالف مالكًا وينقض عَلَيْهِ تنكروا لَهُ وجفوه، فأنشأ يَقُولُ:
أأنثر درًّا بين سارحة النعم؟ ... أأنظم مثورًا لراعية الْغَنَمْ؟
لَعَمْري لَئِنْ ضُيِّعْتُ في شَرِّ بَلْدةٍ ... فلستُ مُضِيعًا بينهم غُرَرَ الْكَلِمْ
فإنْ فَرَّج اللَّهُ اللّطيف بلُطْفِه ... وصادَفْتُ أهلًا للعلوم والحكم
__________
1 "حديث منكر": وفيه يحيى بن سليم وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر كما في التهذيب "7842".

(14/182)


بثَثْتُ مُفِيدًا واستَفَدْتُ ودَادَهُمْ ... وإلّا فمخزونٌ لديّ ومُكْتَتَمْ
وَمَنْ مَنَح الْجُهَّالَ عِلْمًا أضَاعَهُ ... ومَن مَنَعَ المُسْتَوجِبِينَ فقد ظَلَمْ
وكاتمُ عِلْم الدِّين عمّن يُرِيدُهُ ... يَبُوء بأَوْزارٍ وآثِمٍ إذا كَتَم
وقال الحافظ ابن مَنْدَه: حدَّثَ عَنِ الربيع قَالَ: رأيت أشهب بْن عَبْد العزيز ساجدًا، وهو يَقُولُ في سجوده: اللهم أمت الشّافعيّ ولا تذهب عِلْم مالك.
فبلغ الشّافعيّ ذَلِكَ، فتبسّم وأنشأ يَقُولُ:
تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الّذي مضى ... تهيأ لأُخرى مثلها فكأن قد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ... لئن مت ما الداعي عليّ بمُخلدِ1
وقال المُبَرِّد: دخل رجلٌ على الشّافعيّ فقال: إنّ أصحاب أَبِي حنيفة لفصحاء، فأنشد الشّافعيّ يَقُولُ:
فلولا الشِّعْرُ بالعُلَماء يُزْري ... لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَ من لَبِيدِ
وأَشْجَعَ في الْوَغَى من كلّ لَيْثٍ ... وَآلِ مُهَلَّبٍ وأبي يزيد
ولولا خشيةُ الرَّحْمَن ربّي ... حَسِبْتُ النّاس كُلَّهُمُ عبِيدي2
قَالَ الحاكم: أخبرني الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد الحافظ، أَنَا أبو عُمارة حمزة بْن عليّ الجوهريّ، ثنا الربيع بْن سليمان قَالَ: حَجَجْنا مَعَ الشّافعيّ، فما ارتقى شُرُفًا، ولا هبط واديًا، إلّا وهو يبكي وينشد:
يا راكبًا قفْ بالمُحَصَّبِ من مِنَى ... واهتِفْ بقاعد خِيفِها والنّاهضِ
سَحَرًا إذا فاض الحَجيجُ إلى مِنَى ... فَيْضًا كمُلْتَطَم الفُرات الفائضِ
إنّ كَانَ رفضًا حُبُّ آلِ محمّدٍ ... فلْيَشْهَد الثَّقَلان أنّي رافضي
بهذا الاعتبار قَالَ أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ في الشّافعيّ: كَانَ يتشيع، وهو ثقة.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 73"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 149، 150".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 62".

(14/183)


قلت: ومعنى هذا التشيع حب عليّ وبغض النواصب، وأن يتخذه مولَّى، عملًا بما تواتر عَنْ نبيّنا -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه".
أمّا من تعرّض إلى أحدٍ من الصّحابة بسببٍ فهو شيعيّ غال نبرأ منه.
وقال عثمان الصابوني: أنشدني أبو منصور بْن جمشاد قَالَ: أنشدت لأبي عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ في الشّافعيّ -رضى الله عنه:
ومن شُعَب الإيمان حُبُّ ابن شافع ... وفرضٌ أكيدٌ حُبُّهُ لا تَطَوُّعُ
وإنّي حياتي شافعيّ فإنْ أمُتْ ... فتوصيتي بعدي بأن تتشفعوا
قلت: وللشافعي -رحمه اللَّه- أشعار كثيرة.
قَالَ الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن غانم في "كتاب مناقب الشّافعيّ". وهو مجلد: وقد جمعت ديوان شِعْرَ الشّافعيّ كتابًا عَلَى حِدَة.
ثمّ قَالَ بإسناده إلى ثعلب أَنَّهُ قَالَ: الشّافعيّ إمامٌ في اللغة.
وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ: سَمِعْتُ الربيع مِرارًا يَقُولُ: لو رأيت الشّافعيّ وحسن بيانه وفصاحته لعجبت. ولو أَنَّهُ ألّف هذه الكُتُب عَلَى عربيّته التي كَانَ يتكلم بها معنا في المناظرة لم يُقدر عَلَى قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه. غير أَنَّهُ كَانَ في تأليفه يوضح للعوامّ.
وقال أبو الحَسَن عليّ بْن مهدي الفقيه: ثنا محمد بْن هارون، ثنا هُمَيْم بْن هَمَّام، ثنا حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما جهل النّاس، وما اختلفوا إلّا لتركهم كلام العرب، أو قَالَ: لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس.
الأصم: أَنَا الربيع قَالَ: قَالَ الشّافعيّ: المُحْدَثَات من الأمور ضَرْبان.
أحدهما: ما أُحدث يخالف كتابًا أو سنة أو إجماعًا، فهذه البدعة ضلالة.
والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه. لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة. وقد قَالَ عُمَر -رضى الله عنه- في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذ كانت فليس فيها رد لما مضى1.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 468، 469"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 113".

(14/184)


رواه البيهقيّ، عَنِ الصَّيْرفيّ عَنْهُ.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: ما رأيت أحدًا أعلم بأيّام النّاس من الشّافعيّ.
وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ بعض النَّسَّابين قَالَ: كَانَ الشّافعيّ من أعلم النّاس بالأنساب.
اجتمعوا معه ليلًا، فذاكرهم بأنساب النّساء إلى الصّبّاح.
وقال: أنساب الرجال يعرفها كلُّ أحد1.
وقال الحَسَن بْن رشيق: أَنَا أحمد بْن عليّ المدائني قَالَ: قَالَ المُزَنيّ: قدِم علينا الشّافعيّ، فأتاه ابن هشام صاحب "المغازي"، فذَاكَره أنسابَ الرجال، فقال لَهُ الشّافعيّ بعد أنّ تذاكرا: دعْ عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنّا وعنك، وخذ بنا في أنساب النساء. فلمّا أخذوا فيها بَقِيَ ابن هشام.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: كَانَ الشّافعيّ إذا أخذ في أيّام النّاس يَقُولُ: هذه صناعته.
وقال أحمد بْن محمد ابن بنت الشّافعيّ: ثنا أَبِي قَالَ: أقام الشّافعيّ عَلَى العربية وأيام النّاس عشرين سنة وقال: ما أردت بهذا إلّا الاستعانة عَلَى الفقه.
وقال أبو حاتم: ثنا يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ: ما شاهدت أحدًا لقى من السقم ما لقي الشّافعيّ ... فدخلت عَلَيْهِ فقال: اقرأ عليَّ ما بعد العشرين والمائة من آل عِمران، فقرأت ولمّا قمت قَالَ: لا تغفل عنّي فإنّي مكروب.
قَالَ يونس: عَنَى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وأصحابه أو نحوه.
وقال ابن خُزَيْمة، وغيره: ثنا المُزَنيّ قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ في مرضه الّذي مات فيه، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدّنيا راحلًا، ولأخواني مفارقًا، ولسوء عملي مُلاقيًا، وعلى اللَّه واردًا. ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى نارٍ فأعزيها. ثمّ بكى وأنشأ يَقُولُ:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي دون عفوك سلما
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 488، 489".

(14/185)


تعاظمت ذَنْبي فلمّا قَرَنْتُهُ ... بعَفْوِك ربّي كَانَ عفْوُكَ أَعْظَما
فما زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْب لم تَزَلْ ... تجودُ وتعفو منّةً وتَكرما
فإنْ تنتقِمْ منِّي فلستُ بآيِسٍ ... ولو دَخَلَتْ نفسي بجُرْمٍ جهنّما
ولولاك لم يُغْوَ بإبليسَ عابدٌ ... فكيف وقد أغوى صَفِيَّكَ آدما
وإنّي لآتي الذَّنْب أعرفُ قَدْرَهُ ... وأعلَمُ أنّ اللَّه يعفو تكرُّما
وقال الأصمّ: ثنا الربيع قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض، فسألني عَنْ أصحابنا، فقلت: إنّهم يتكلّمون.
فقال: ما ناظرتُ أحدًا قطّ عَلَى الغَلَبَة. وبِودِّي أنّ جُمَيْع الخلْق تعلَّموا هذا الكتاب، يعني كتبه، عَلَى أن لا ينسب إليَّ فيه شيء1.
قَالَ: هذا يوم الاحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلالَ شعْبان سنة أربعٍ ومائتين، وله نيِّفٌ وخمسون سنة.
وقال ابن أَبِي حاتم: ثنا الربيع: حدَّثني أبو اللّيث الخفاف، وكان معدِّلًا: حدَّثني العزيزيّ، وكان متعبدًا، قَالَ: رأيت ليلةَ مات الشّافعيّ، كأنّه يُقال: مات النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هذه اللّيلة، فأصبحت، فَقِيلَ: مات الشّافعيّ رحمه اللَّه2.
قَالَ حَرْمَلَة: قدِم علينا الشّافعيّ مصر سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقال أبو علي بن حمكان: ثنا الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد، ثنا الحَسَن بْن سُفْيَان، ثنا سفيان بْن وكيع قَالَ: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، والناس في أمر عظيم، إذ بَدَرَ لي أخي، فقلت: ما حالكم؟ قَالَ: عرضنا على ربّنا.
قلت: فما حال أَبِي؟ قَالَ: غُفِر لَهُ، وأُمِر بِهِ إلى الجنّة.
فقلت: ومحمد بْن إدريس؟ قَالَ: حُشِر إلى الرَّحْمَن وَفْدًا، وألبِس حُلَل الكرامة، وتُوِّج بتاج البهاء.
قَالَ زكريّا بْن أحمد البلْخيّ، وغيره: سمعنا أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 118".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 101".

(14/186)


التِّرْمِذيّ. يَقُولُ: رأيت في المنام النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مسجده بالمدينة، كأنّي جئت إِلَيْهِ فسلّمت عَلَيْهِ، وقلت: يا رسول اللَّه أكتب رأي أَبِي حنيفة؟ قَالَ: لا.
فقلت: أكتب رأي مالك؟ قَالَ: لا تكتب منه إلّا ما وافق حديثي.
فقلت: أكتب رأي الشّافعيّ؟.
فقال بيده هكذا، كأنه ينتهرني، وقال: تَقُولُ: رأي الشّافعيّ. إنّه لَيْسَ رأي، ولكنه ردٌّ عَلَى من خالف سُنَّتي1.
وقد رُوِيَ عَنْ جماعة عديدة نحو هذه القصة والتي قبلها بأنّه غُفر لَهُ، وساق جملةً منها الحافظ ابن عساكر في ترجمة الشّافعيّ، رحمه اللَّه تعالى وأسكنه الجنّة ... إنّه سميع مجيب.
324- محمد بْن أبان بْن الحَكَم العَنْبريّ2.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي، نزيل أصبهان.
وهو عمّ محمد بْن يحيى بْن أبان.
حدَّثَ بعد المائتين عَنْ: مِسْعَر بْن كُدَام، وأبي حنيفة، وسفيان، وشُعْبة، وعَمْرو بْن شَمِر، وزفر بْن الْهُذَيْلِ، وجماعة.
وعنه: سهل بْن عثمان، وأحمد بْن معاوية بْن الْهُذَيْلِ، وسليمان بْن سيف العَتَكيّ، ومحمد بْن عُمَر الزُّهْرِيّ أخو رُسْتَة.
وهو مُنْكَر الحديث.
روى أبو نُعَيْم الحافظ في ترجمته أحاديث ضعيفة، ولم أرَ لأحدٍ فيه جَرْحًا.
وهو ضعيف الحديث.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الشَّعَّارُ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى المقرئ، ثنا محمد بن عمر، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الْحُسَيْنِ، عَنْ أُمِّ سلمة، قالت: قال
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 100".
2 الجرح والتعديل "7/ 200".

(14/187)


رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا حَضَرْتَ الْمَيِّتَ فَقُلْ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 1 هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرُوَاتُهُ مَعْرُوفُونَ.
325- محمد بْن إسماعيل الفارسيّ2.
أبو إسماعيل، نزيل الكوفة.
روى عَنْ: فطر بْن خليفة، ومالك بْن مِغْوَلٍ.
وعنه: مَعْمَر بْن سهل الأهوازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحَسَن بْن عَلَى بْن عفان، وغيرهم.
326- محمد بْن بِشْر بْن الفَرَافِصَة بْن المختار بن رديح العبدي3 -ع- الحافظ، أبو عبد الله الكوفي.
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وزكريّا بْن زائدة، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحَجّاج بْن دينار، وحَجّاج بْن أَبِي عثمان، وخلْق.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعلي بن الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نُمَيْر، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ، عَنْ سماع محمد بْن بِشْر، من سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، فقال: هُوَ احفظ من كَانَ بالكوفة.
وقال الكُدَيْميّ، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: لما خرجنا في جنازة مِسْعَر جعلت أتطاول "في المشي"، قلت: يجيئوني فيسألوني عَنْ حديث مِسْعَر، فذاكرني محمد بْن بِشْر بحديث مِسْعَر فأَغْرَب عَلَيَّ سبعين حديثًا، لم يكن عندي منها إلّا حديث واحد.
وثقه ابن معين، وغيره.
__________
1 "حديث منكر": وفيه صاحب الترجمة وهو منكر الحديث.
2 الثقات لابن حبان "9/ 78".
3 الطبقات الكبرى "6/ 394"، التاريخ الكبير "1/ 45"، الجرح والتعديل "7/ 210، 211"، التهذيب "9/ 73، 74".

(14/188)


وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة ثلاثٍ ومائتين.
327- محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري1 -ع- أبو عبد الله، ويقال: أبو عثمان. وبُرسان من الأزد.
روى عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأَيْمن بْن نابل، وهشام بْن حسّان، ويونس بْن يزيد، وعُبَيْد اللَّه بْن أبي زياد القداح، وشُعْبة، وحماد بْن سَلَمَةَ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون الحمّال، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وآخرون.
قال ابن معين: ثنا البرساني، وكان واللَّه ظريفًا صاحب أدب ثقة.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة.
مات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ ومائتين بالبصرة.
328- محمد بْن جعفر المدائني2 -م. ت- أبو جعفر البزاز.
عَنْ: شُعْبَة، وحمزة الزّيّات، وورّقاء، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وبكر بْن خُنَيْس، وجماعة.
وعنه: احمد بْن حنبل، وحجاج بْن الشاعر، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّنعانيّ، واحمد بْن يونس الضَّبّيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، وطائفة.
قَالَ أحمد: لا بأس بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي "مُسْلِمٍ". أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هَاشِمٍ الصَّفَّارِ، أَنَا وَجِيهٌ، أنا أبو القاسم القشيري، أنا الخفاف، ثنا السراج، نا حجاج بن
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 296"، التاريخ الكبير "1/ 48، 49"، الجرح والتعديل "7/ 212"، التهذيب "9/ 77، 78".
2 التاريخ الكبير "1/ 58"، الجرح والتعديل "7/ 222"، الثقات لابن حبان "9/ 56"، التهذيب "9/ 98، 99".

(14/189)


الشاعر، ثنا محمد بن جعفر، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مُشْرَعَة، فَقَالَ: "أَلا تُشْرِعُ يَا جَابِرُ"؟ قُلْتُ: بَلَى. فَنَزَلَ فَأشْرَعْتُهُ ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ. فَوَضَعْتُ لَهُ وُضُوءًا، فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ1. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.
329- محمد بْن جعفر الصادق بْن محمد الباقر بْن عليّ بْن الحُسين2.
أبو جعفر الهاشْميّ العَلَويّ الحُسَينيّ المَدِينيّ. الملقّب بالديباج.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وهشام بْن عُرْوَة.
وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وَيَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب، وَمحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
وله عدة إخوة، خرج بمكة في أوائل دولة المأمون، ودعا إلى نفسه، فبايعوه سنة مائتين. فحج حينئذ أبو إسحاق المعتصم، وندب عسكرا لقتاله فأخذوه. وقدم في صحبة أبي إسحاق إلى بغداد، فبقي فيها قليلا وتوفي.
وكان بطلا شجاعا عاقلا، يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان موته بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين، فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحِمٌ وقطعت من سنين.
وقيل: إنّ سبب موته أَنَّهُ جامع ودخل الحمّام وافتصد في يومٍ واحدٍ، فمات فجأة، رحِمه اللَّه.
330- محمد بْن جَهْضم اليَمَاميّ3.
ويُعرف بالسّاسانيّ. قد أخّرته إلى بعد العشرين؛ لأنّني وجدت عبد الله بن شبيب يروي عنه.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "766"، وأحمد في المسند "3/ 351".
2 التاريخ الكبير "1/ 57"، الجرح والتعديل "7/ 220"، سير أعلام النبلاء "10/ 104، 105".
3 التاريخ الكبير "1/ 58"، الجرح والتعديل "7/ 223"، الثقات لابن حبان "9/ 61"، التهذيب "9/ 100".

(14/190)


وهو يروي عَنْ محمد بْن طلحة بْن مصرف فأخَّرْتُهُ، وحديثه في الصَّحيحين بواسطة.
331- محمد بْن حرب الْمَكِّيّ1.
عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وجماعة.
وعنه: بَكْر بْن خَلَف، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس. أصله بصْريّ.
332- محمد بْن الحَسَن بْن آتش الصنعاني الأبناويّ2.
وقد ينسب إلى جدّه فيقال: محمد بْن آتَش.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو الصَّنعانيّ، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وجعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن رافع، ونوح بْن حبيب القُومْسيّ، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وأما النَّسائيّ فقال: لَيْسَ بثقة.
قلت: لَهُ حديث في "المراسيل" لأبي داود.
وقد قَالَ ابن أَبِي حاتم في ترجمته: إن روى عَنْ همّام بْن مُنَبِّه.
قلت: لم يلحقه أبدًا.
333- محمد بْن الحَسَن.
لقبه: محبوب.
يأتي بلقبه إن شاء الله.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 79"، الجرح والتعديل "7/ 237".
2 التاريخ الكبير "1/ 68"، الجرح والتعديل "7/ 226"، الثقات لابن حبان "9/ 69، 7/ 228"، ميزان الاعتدال "3/ 513"، تهذيب التهذيب "9/ 113، 114".

(14/191)


334- محمد بْن خَالِد1. أبو عَبْد اللَّه الحنظلي الرّازيّ الفقيه ممّوَيْه، ويقال: مَتُّوَيْه.
شيخ أسْتَراباذ وعالمها والّذي بنى الجامع بها. وأوّل من فِقْه النّاس بها.
أخذ عَنْ: أَبِي يوسف.
وروى عَنْ: الجرّاح بْن الضّحّاك الكِنْديّ، وعمران بْن وهْب الطّائيّ صاحب أنس، ومالك بْن أنس.
وعنه: يوسف بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّلْقيّ، وعمّار بْن رجاء، وجعفر بْن محمد بْن بِهْرام الإِسْتراباذِيُّون.
ترجَمه أبو سعْد الإدريسي.
335- محمد بْن خَالِد بْن عَثْمة الحنفي البصري2.
وعَثْمَة هي أمّه.
روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة.
وعنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
336- محمد بن أبي رجاء الخُراساني الفقيه3.
صاحب محمد أَبِي يوسف.
ولي قضاء بغداد للمأمون.
ومات سنة سبعٍ ومائتين. لا أعرفه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 244".
2 التاريخ الكبير "1/ 73، 74"، الجرح والتعديل "7/ 243" الثقات "9/ 55، 67"، التهذيب "9/ 42".
3 الثقات لابن حبان "9/ 120"، الكامل في التاريخ "6/ 385".

(14/192)


337- محمد بْن صالح بْن بيهس القَيْسيّ الكِلابيّ1.
أمير عرب الشام وفارسها، وفارس قيس وزعيمها وشاعرها، والمقاوم للسُّفْياني أَبِي العُمَيْطر الّذي خرج بدمشق. لم يزل يُجْلِب عَلَى أَبِي العميطر بخيله ورجله، ومحاربه حمية لدولة بني الْعَبَّاس، وهوى عَلَى اليمانية. ولم يبرح حتّى أباده وشتت جموعه، وحكم عَلَى الشام، فولاه المأمون إمرة الشام. تُوُفّي سنة عشر.
338- محمد بْن صالح الواسطيّ2.
أبو إسماعيل البطيخي، سكن بغداد.
وحدَّثَ عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الواسطيّ، وحجاج بْن دينار، ومالك.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ. لم يضعّفه أحد. وقد كنّاه مُسْلِم وقال: أصله، واسطيّ سكن بغداد.
339- محمد بْن عَبّاد الهُنَائيّ الْبَصْرِيّ3 -ت. ن. ق.
عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وعليّ بْن المبارك، وجماعة.
وعنه: زيد بْن أصرم، وعليّ بْن نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وعَبّاد بْن الوليد العَنْبريّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.
340- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن عُمَر بْن درهم4.
أبو أحمد الأَسَديّ الزبيري الكوفيّ الحبّال.
عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وحمزة الزّيّات، وعيسى بْن طِهْمان، وسفيان، وشَيْبان النحوي، وإسرائيل، وأبي إسرائيل الملائي، وخلق.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 415"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 113"، البداية والنهاية "10/ 227".
2 التاريخ الكبير "1/ 117"، الجرح والتعديل "7/ 288"، الثقات لابن حبان "9/ 55".
3 التاريخ الكبير "1/ 175"، الجرح والتعديل "8/ 14"، تهذيب التهذيب "9/ 246".
4 الطبقات الكبرى "6/ 402"، التاريخ الكبير "1/ 133، 134"، الجرح والتعديل "7/ 297"، الثقات لابن حبان "9/ 58"، ميزان الاعتدال "3/ 595"، تهذيب التهذيب "9/ 254، 255".

(14/193)


وأوّل طَلَبه سنة نيفٍ. وخمسين ومائة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سِنان، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بكر بن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، ونصر بْن عليّ، وخلْق.
قَالَ نَصْر بْن عليّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ما أبالي أنّ يُسْرَق منّي كتاب سُفْيَان، إنّي أحفظه كلّه.
وقال العِجْليّ: كوفيٌّ ثقة يتشيَّع.
وقال بُنْدار: ما رأيت رجلًا قط أحفظ من أَبِي أحمد الزُّبَيْريّ.
وقال أبو حاتم: حافظ للحديث، عابد، مجتهد لَهُ أوهام.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد: كَانَ محمد بْن عَبْد اللَّه الأَسَديّ يصوم الدَّهر. فكان إذا تسحّر برغيفٍ لم يُصدّع، فإذا تسحرّ بنصف رغيف صُدِّع من نصف النّهار إلى آخره. فإن لم يتسحّر صُدِّع يومه أجمع.
قَالَ أحمد بْن حنبل: مات بالأهواز سنة ثلاثٍ ومائتين.
زاد مُطَيِّن: في جُمَادَى الأولى، رحِمَه اللَّه.
341- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن كُناسة1 -ن- واسم كُناسة عَبْد الأعلى بْن عَبْد اللَّه بْن خليفة بْن زُهَيْر بْن نَضْلة أبو يحيى، وأبو عَبْد اللَّه الأَسَديّ الكوفيّ.
وقيل: بل كُناسة لَقَبٌ لأبيه.
وقيل: هُوَ ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدْهَم العابد.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خالد، وعبد الله بن شبرمة، وجعفر بن برقان، ومحمد بن السائب الكلبي، ومسعر، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بن منصور الرمادي، ومؤمل بن إهاب، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 35"، الجرح والتعديل "7/ 300"، الثقات لابن حبان "7/ 443"، التهذيب "9/ 259".

(14/194)


وقال ابن معين، وأبو داود، وعلي بن المديني، والعجلي، وغيرهم: ثقة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ صاحب أخبار، يُكْتَب حديثُهُ ولا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: ثقة، صالح الحديث، لَهُ علم بالعربية والشِّعْر وأيّام النّاس، وهو ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدهم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ أَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَخَلِيلُ الدَّارَانِيُّ قَالَا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "غيروا الشيب ولا تشبهوا اليهود" 1. تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ كُنَاسَةَ. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلًا.
وقال زيد بْن الحريش، نا عَبْد اللَّه بْن رجاء، عَنِ الثَّوْريّ، وهشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، نحوه.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: مات بالكوفة لثلاثٍ خَلَوْن من شوّال، سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال مُطَيَّن: سنة سبْعٍ.
وقال ابن قانع: سنة تسعٍ، فوهم.
ويقال: إنّه وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وله كتاب "الأنواء" وكتاب "معاني الشِّعْر"، وكتاب "سرقات الكُتُب من القرآن".
وله يرثي ولده:
وسمّيته يحيى ليحيى، فلم يكن ... إلى ردِّ أمرِ اللَّه عَنْهُ سبيلُ
تفاءَلْتُ لو يُغْني التَّفاؤل باسمه ... وما خِلْتُ فالًا قبل ذاك يفيل
__________
1 "حديث صحيح لغيره: "أخرجه النسائي "5088، 5089" ومن طرق أخرى ففي الباب عن أبي هريرة أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "3462، 5899"، وَمُسْلِمٌ "2103"، وَأَبُو داود "4203"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1752"، وَالنَّسَائِيُّ "5087"، وابن ماجه "3621"، بمعناه.

(14/195)


342- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدّيق التَّيْميّ الْمَدَنِيّ1.
عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة.
وعنه: الزُّبَيْر بْن بكّار، وأبو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبة الحزاميّ.
343- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الباهليّ السَّهميّ الْبَصْرِيّ2.
سمع: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، ولعلّه آخر من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن المُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وغيرهما.
قَالَ الفلّاس: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين.
روى لَهُ ابن عديّ حديثين قال: هُوَ عندي لا بأس بِهِ.
344- محمد بْن عَبْد الوهّاب الكوفيّ السُّكّريّ القَنّاد3 -ت. ن. ق- أحد العباد والصُّلّاح والزُّهّاد.
ورّخه ابن مُطِّين سنة تسعٍ، وورّخه جماعة سنة اثنتي عشرة.
فسيذكر هناك.
345- محمد بْن عُبَيْد بْن أَبِي أمية الطنافسي الكوفيّ الأحدب4. أحد الأخوة.
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ويزيد بْن كيسان، وإدريس الأَوْديّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عمر، والعوام بن حوشب، وطائفة كبيرة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 130، 131"، الجرح والتعديل "7/ 299"، الثقات لابن حبان "9/ 63".
2 التاريخ الكبير "1/ 162"، الجرح والتعديل "7/ 326"، الثقات لابن حبان "9/ 72"، ميزان الاعتدال "3/ 618".
3 التاريخ الكبير "1/ 168، 169"، الجرح والتعديل "8/ 12"، الثقات لابن حبان "7/ 443"، التهذيب "9/ 320، 321".
4 الطبقات الكبرى "6/ 397"، التاريخ الكبير "1/ 173"، الجرح والتعديل "8/ 10، 11"، الثقات لابن حبان "7/ 441"، ميزان الاعتدال "3/ 639"، سير أعلام النبلاء "9/ 436-438"، تهذيب التهذيب "9/ 327-329".

(14/196)


وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن نُمَيْر، وابنا أَبِي شَيْبة، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاويّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وخلْق.
قَالَ أحمد، وابن مَعِين: عُمَر، ومحمد، وَيَعْلَى بنو عُبَيْد: ثقات.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: يَعْلَى، ومحمد، وعُمَر، وإدريس، وإبراهيم بنو عُبَيْد كلُّهم ثقات.
وكان أبو طالب الحافظ يقول: عبيد بن أبي أمية.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أَبِي يَقُولُ: كَانَ محمد بْن عُبَيْد يخطئ ولا يرجع عَنْ خطأه.
وقال ابن سعْد: نزل محمد بْن عُبَيْد بغداد دهرًا، ثمّ رجع إلى الكوفة، فمات قبل يَعْلَى في سنة سبْعٍ ومائتين.
قَالَ: وكان ثقةً كثير الحديث، صاحب سُنّة وجماعة.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ عمّي يقدّم عثمانَ عَلَى عليّ، وقَلّ من يذهب إلى هذا من الكوفيين.
ومات سنة أربعٍ. وقال خليفة، وجماعة: مات سنة خمس.
346- محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعودي الكوفي1 -م. د. ن. ق- واسم أَبِيهِ عَبْد الملك.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: ابنا أَبِي شَيْبة، وإبراهيم بْن أَبِي شَيْبة، وأبو كُرَيْب، وابن نُمَيْر، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة خمس.
قلت: روى الحروف عن حمزة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 173، 174"، الجرح والتعديل "8/ 17"، الثقات لابن حبان "9/ 46"، تهذيب التهذيب "9/ 334".

(14/197)


347- محمد بْن عُمَر بْن واقد الأسلميّ1 -ت- مولاهم الْإِمَام أبو عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ الواقديّ.
عَنْ: محمد بْن عجلان، وابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، وأسامة بْن زيد، ومَعْمَر بْن راشد، وابن أَبِي ذئب، وهشام بْن الغاز، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وسفيان الثَّوْريّ، ومالك، وأبي مَعْشَر، وخلائق.
وَكَتَب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعيسى بْن وردان.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن سعْد، وأبو حسّان الحَسَن بْن عثمان الزِّياديّ، وسليمان الشّاذكونيّ، ومحمد بْن شجاع البلْخيّ، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّنعانيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة.
وكان من أوعية العلم. ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وسارت الرُّكْبان بكُتُبه في المغازي والسِّيَر والفقه أيضًا. وكان أحد الأجواد المذكورين.
وكان جَدّه واقد مولى لعبد اللَّه بْن بريدة الأسْلَميّ.
وُلِد محمد سنة تسع وعشرين ومائة. وهو مَعَ عظمته في العلم ضعيف.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ نَرْفَعْ أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ، وعن الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا"2، وفي شَيْءٍ لَا حِيلَةَ فِيهِ. وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرٍ: قَدْ رَوَاهُ عُقَيْلٍ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ الذُّهْلِيّ: نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا نافع بن يزيد، عن عقيل.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 425، 7/ 334"، التاريخ الكبير "1/ 178"، الجرح والتعديل "8/ 20، 21"، تهذيب التهذيب "9/ 363"، ميزان الاعتدال "3/ 662، 666"، سير أعلام النبلاء "9/ 454، 469".
2 "حديث ضعيف" أخرجه أبو داود "4112"، والترمذي "2778"، وأحمد في المسند "6/ 295، 296"، وابن حبان في صحيحه "5575"، والبيهقي في السنن الكبرى "7/ 91، 92" وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "1806".

(14/198)


وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ: ثَنَا الرَّمَادِيُّ: لَمَّا حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكْتُ. قَالَ: مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وكتب إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، يُقَالُ: هذا حديث تفرد به يونس. وأنت قد حدّثت بِهِ عَنْ نافع بْن يزيد، عَنْ عَقِيل.
وقال: إنّ شيوخنا المصريّين لهم عناية بحديث الزُّهْرِيّ.
وقال إِبْرَاهِيم بْن جَابِر: سَمِعْتُ الرَّماديّ يَقُولُ، وقد حدَّثَ بحديث عَقِيل، عَنِ الزُّهْرِيّ: هذا ممّا ظُلِم فيه الواقديّ.
وقال محمد بْن سعْد: ولي الواقديّ القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفِتُوح والأحكام وأخلاق النّاس، وقد فسّر ذَلِكَ في كتب استخرجها ووضعها وحدّث بها.
أخبرني أَنَّهُ وُلِد سنة ثلاثين ومائة، وقدم بغداد سنة ثمانين في دَيْنٍ لحقه، فلم يزل بها.
قَالَ: ولم يزل قاضيًا حتّى مات ببغداد لإحدى عشر ليلةً خلت من ذي الحجّة سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
وقال ابن نُمَيْر، ومسلم، وأبو زُرْعة: متروك الحديث.
وقال أبو داود: كَانَ أحمد بْن حنبل لا يذكر عَنْهُ كلمة. وأنا لا أكتب حديثه.
وروى غير واحد، عَنْ أحمد قَالَ: كَانَ يقلب الأسانيد، وكان يجمع الأسانيد ويأتي بمتن واحد.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا يونس قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: كُتُب الواقديّ كذِب.
وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: ما عندي للواقديّ حرف.
قلت: لَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي "تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرٍ".
وحاصل الأمر أَنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَى ضعفه. وأجود الروايات عَنْهُ رواية ابنُ سعْد في "الطبقات"، فإنّه كَانَ يختار من حديثه بعض الشيء.

(14/199)


قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هُوَ ممّن طبّق شرق الأرض وغربها ذِكرُه.
وقال محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ: الواقديّ عالم دهره.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: وناهيك بِهِ الواقدي أمين النّاس على أهل الإسلام.
كَانَ أعلم النّاس بأمر الإسلام. فأمّا الجاهلية فلم يعلم فيها شيء.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: واللَّه ما رأينا مثل الواقدي قطّ.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: ثنا عُبَيْد بْن أَبِي الفَرَج: حدَّثني يعقوب مولى آل أَبِي عُبَيْد اللَّه قَالَ: سَمِعْتُ الدَّراوَرْديّ وذكر الواقدي فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث.
قَالَ يعقوب: وضعي.
مفضَّل قَالَ: قَالَ الواقديّ: لقد كانت ألواحي تضيع، فأوتي بها من شُهْرتها بالمدينة. يُقال: هذه ألواح ابن واقد.
وعن ابن المبارك قَالَ: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني عَلَى الشيوخ إلّا الواقديّ.
وقال أبو حاتم: ثنا معاوية بْن صالح الدّمشقيّ: سَمِعْتُ سنيد بْن داود يَقُولُ: كُنَّا عند هُشَيْم، فدخل الواقديّ، فسأله هُشَيْم عَنْ باب ما يحفظ فيه، فقال: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب.
ثمّ قَالَ للواقدي: ما عندك؟ فذكر فيه ثلاثين حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، والتابعين.
ثمّ قَالَ: سألت مالكًا، وسألت ابن أَبِي ذئب، وسألت فلانًا، فرأيت وجه هُشَيْم قد تغير. فلمّا خرج قَالَ هُشَيْم: لئن كَانَ كذابًا فما في الدنيا مثله. وإن كَانَ صادقًا فما في الدنيا مثله.
وقال مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ أحدٍ أحْفَظَ من الواقديّ.
وقال محمد بْن جرير الطَّبَريّ: قَالَ محمد بْن سعْد: كَانَ الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلّا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كُتُبي.
وقال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقديّ من جانب الغربيّ إلى هنا يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.

(14/200)


وعن أَبِي حُذافة قَالَ: كَانَ للواقدي ستّمائة قِمَطْر كُتُب.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ المُسَيَّبيّ يَقُولُ: رأينا الواقدي يومًا جلس إلي أسطوانةٍ في مجلس المدينة وهو يدرّس، قُلْنَا: أيش تدرّس؟ قَالَ: جزء من المغازي.
وقلنا لَهُ مرّة: هذا الّذي تجمع الرجال تَقُولُ: ثنا فلان وفلان، وتجيء بمتنٍ واحد، لو حدثتنا بحديث كلّ رجلٍ عَلَى حِدَة.
قَالَ: يطول.
قُلْنَا لَهُ: قد رضينا.
فغاب عنّا جمعةً، ثمّ جاءنا بغزوة أُحُد عشرين جلدًا، فقلنا: رُدنا إلى الأمر الأول.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: وكان مَعَ ما ذكرناه من سعة عِلْمُه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن. فأنبأنا الحُسين بْن محمد الرافقيّ: ثنا أحمد بْن كامل: حدَّثني محمد بْن موسى البربريّ قَالَ: قَالَ المأمون للواقديّ: أريد أنّ تصلّي الجمعة غدًا بالناس. فامتنع. فقال: لا بد.
فقال: واللَّه ما أحفظ سَورَة الْجُمُعَةِ.
قَالَ: فأنا أُحَفِّظُك.
فجعل يلقّنه السُّورة حتّى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنّصف الثاني، فإذا حفظ النّصف الثّاني نسي الأول. فأتعب المأمون ونعس، فقال: هذا رَجُل يحفظ التّأويل ولا يحفظ التنزيل. اذهبْ فصلِّ بهم وأقرأ أيَّ سُورةٍ شئْت.
قلت: هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها. وقد وثّقه غير واحدٍ لكنْ لا عِبْرة بقولهم مَعَ توافر من تركه.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن جَابِر الفقيه: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ يَقُولُ، وذُكر الواقديّ: واللَّه لولا أَنَّهُ عندي ثقة ما حدّثت عَنْهُ.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه، وسُئل عَنِ الواقدي فقال: ثقة مأمون.
وسُئل معن بْن عيسى عَنْهُ فقال: أَنَا أُسأل عَنِ الواقدي؟ الواقدي يُسأل عنّي.
وقال جَابِر بْن كردي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: الواقديّ ثقة.

(14/201)


وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: الواقديّ ثقة.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مَن قَالَ: إنّ مسائل مالك وابن أَبِي ذئب تؤخذ عَنْ أوثق من الواقدي فلا يُصَدِّق.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ فيما رواه عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه: عند الواقديّ عشرون ألف حديثٍ لم أسمع بها.
وقد روى أبو بَكْر الأنباري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عكرمة الضَّبّيّ أنّ الواقديّ. قدِم العراق في دين لحقه، فقصد يحيى بْن خَالِد، فوصله بثلاثة آلاف دينار.
وَرُوِيَ نظيرُها من غير وجهٍ أنّ يحيى وصله بمالٍ طائل.
وقال الحَسَن بْن شاذان: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستّمائة ألف درهم، ما وجبت عليّ فيها زكاة.
وقال أبو عكرمة الضَّبّيّ: ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا الواقدي.
قال: أضقت مرَّةً وأنا مَعَ يحيى بْن خَالِد، وجاء عيد، فقالت الجارية: لَيْسَ عندنا من آلة العيد شيء. فمضيت إلى تاجر صديق لي ليُقْرِضني، فأخرج إليّ كيسًا مختومًا فيه ألف دينار ومائتا درهم، فاخذته، فلمّا استقررت في منزلي جاءني صديق هاشميّ فشكا إليّ تأخُّر غلَّته وحاجته القَرْض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت: عَلَى أيّ شيءٍ عزَمْتَ؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئًا. أتيتَ رجلًا سُوقَه فاعطاك ألفًا ومائتي درهم. وجاءك رجلٌ من آلِ رسول اللَّه -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تعطيه نصف ما أعطاك السُّوقة؟ فأخْرَجَتْ لَهُ الكيس، فمضى بِهِ.
وذهب التّاجر إلى الهاشْميّ ليقترض منه، فأخرج لَهُ الكيس بعينه فعرفه، وجاءني فخبّرني بالأمر. وجاءني رسول يحيى بْن خَالِد يقول: إنما تأخّر رسولي عنك لشُغْلي. فركبتُ إِلَيْهِ وأخبرته خبر الكيس.
فقال: يا غلام هات تِلْكَ الدنانير. فجاء بعشرة آلاف دينار.
فقال: هذه ألفي دينار لك، وألفين للتّاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك، فإنها أكرمكم.

(14/202)


وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر إلى الواقدي، لكنّه قَالَ: أمر لكلّ واحدٍ من الثلاثة بمائتي دينار.
قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: مات الواقدي وهو عَلَى القضاء، وليس لَهُ كَفَن، فبعث المأمون بأكفانه.
وقد تقدمت وفاته عَنِ ابن سعْد.
روى لَهُ ابن ماجة1 حديثًا واحدًا ولم يسمه، بل قال: ثنا ابن أَبِي شَيْبة، عَنْ شيخ لَهُ، عَنْ عَبْد الحميد بْن جعفر، وذكر حديثًا في التجمل للجُمُعة.
وقد رواه عَبْد بْن حُمَيْد، عَنِ ابن أَبِي شَيْبة، عَنِ الواقديّ.
348- محمد بْن أَبِي الوزير عُمَر بْن مُطَرِّف الهاشْميّ2 -د. ن- مولاهم.
عَنْ: شريك، وعبد اللَّه بْن جعفر المُخَرِّميّ، ومحمد بْن موسى العطريّ.
وعنه: بُنْدار، وبكار بْن قُتَيْبَة القاضي، والكُدَيْميّ، وآخرون.
وكان صدوقًا، تُوُفّي كهلًا.
349- محمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سميع3 -ق- مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأموي، أبو سُفْيَان الدّمشقيّ.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأوزاعيّ، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وابن أَبِي ذئب، وطائفة.
وعنه: هشام بْن عمّار، والعبّاس بْن الوليد الخلّال، والهيثم بْن مروان، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه ابن ماجه "1095"، ومن طرق أخرى أخرجه أبو داود "1078"، والدارمي "1526"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "1078".
2 التاريخ الكبير "1/ 178"، الجرح والتعديل "8/ 20"، الثقات لابن حبان "9/ 75"، تهذيب التهذيب "9/ 362".
3 التاريخ الكبير "1/ 203"، الجرح والتعديل "8/ 37، 38"، الثقات لابن حبان "9/ 43"، تهذيب التهذيب "9/ 390-392".

(14/203)


وقال ابن عديّ: لا بأس بِهِ. والذي أُنْكِر عَلَيْهِ حديث مقتل عثمان.
وقال صالح جزرة، ثنا هشام بْن عمّار قَالَ: جهدتُ بِهِ أن يَقُولُ: ثنا ابن أبي ذئب فأبى إلّا أنّ يَقُولُ: عَنِ ابن أَبِي ذئب.
قالَ صالح: قال لي محمود ابن بِنْت مُحَمَّد بْن عِيسَى: هُوَ في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أَبِي ذئب.
قَالَ صالح: وإسماعيل هذا يضع الحديث.
وقال ابن جَوْصا: سألت محمود بْن سُمَيْع فقال: رأيت كُتُب جدّي، عَنْ إسماعيل بْن يحيى، عَنِ ابن أَبِي ذئب، فترك إسماعيل ين يحيى.
350- محمد بْن غياث1. أبو لبيد الكِلابيّ السَّرْخَسيّ.
رحل، وسمع من: مالك، وعبد اللَّه بْن المبارك.
وعنه: أبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سعْد السَّرْخَسيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ.
351- محمد بن القاسم الأسدي2 -ت- أبو إبراهيم الكوفي. أحد الضُّعَفاء.
يروي عَنْ: الأوزاعيّ، وسعيد بْن عُبَيْد الطّائيّ، وابن جُرَيْج، والربيع بن صبيح، وطائفة.
وعنه: وهب بن حفص الحراني، وأبو معمر القطيعي، وجماعة.
وقال البخاري: يعرف وينكر.
وقال أحمد بن حنبل: يكذب.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
قيل: مات في ربيع الأول سنة سبع ومائتين.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 207"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 92"، الجرح والتعديل "8/ 54".
2 الطبقات الكبرى "6/ 401"، التاريخ الكبير "1/ 214"، الجرح والتعديل "8/ 65"، ميزان الاعتدال "4/ 11"، التهذيب "9/ 407، 408".

(14/204)


352- محمد بن مزاحم1 -ت- أبو وهب المروزي.
عن: زفر بن الهذيل، وابن المبارك.
وعنه: أحمد بن عبدة الأيلي، وأحمد بن منصور زاج، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي.
353- محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني2 -ت. ق- رحل إلى الأوزاعيّ فروى عَنْهُ.
وعن: مبارك بْن فضالة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي الأشهب جعفر بْن حيّان.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّغانيّ، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، وآخرون.
قَالَ صالح بْن محمد جَزَرَة: عامّة أحاديثه عَنِ الأوزاعي مقلوبة.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال الخطيب: كَانَ كثير الغلط لتحديثه من حفظه.
ويُذكر عَنْهُ الخير والصلاح.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وروى سَعِيد بْن رحمة، عَنِ القُرْقُساني: كنتُ آتي الأوزاعيّ فيحدّث ثلاثين حديثًا، فإذا تفرّق النّاس عرضْتُها عَلَيْهِ، فلا أخطئ.
فيقول: ما أتاني أحفظ منك.
وقال أحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر: ما رأينا لمحمد بْن مصعب كتابًا قط.
قال ابن عدي: عندي ليس برواياته بأس.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 377"، التاريخ الكبير "1/ 228"، الجرح والتعديل "8/ 90"، الثقات "9/ 58"، التهذيب "9/ 437".
2 التاريخ الكبير "1/ 239"، والجرح والتعديل "8/ 102، 103"، والمجروحين لابن حبان "2/ 293، 294"، والتهذيب "9/ 458-460".

(14/205)


وقال أبو أمية الطَّرَسُوسيّ: مات سنة ثمان ومائتين.
354- محمد بْن موسى بْن مسكين1. أبو غزية الْمَدَنِيّ الفقيه.
من شيوخ الزُّبَيْر بْن بكار.
توفي سنة سبع ومائتين.
وروى عنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وفليح بْن سليمان، ومالك بْن أنس، وغيرهم.
وولي قضاء المدينة.
وعنه: يعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، والنضر بْن سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير، وآخرون.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وقال ابن حِبّان: كَانَ يسرق الحديث ويروي عَنِ الثّقات الموضوعات.
355- محمد بْن مُنَاذِر الْبَصْرِيّ2. الشّاعر أبو ذَرِيح.
روى عَنْ: شُعْبَة.
وغلب عَلَيْهِ اللهو والمجون وإجادة النظم.
روى عَنْهُ: الصَّلْت بْن مسعود، ومحمد بْن ميمون الخيّاط، ومُزْداد بْن جميل.
قَالَ ابن مَعِين: أعرفه صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث.
وكان يتعشق وُلِد عَبْد الوهّاب الثَّقْفيّ ويشبّب بنساء ثقيف، فطردوه من البصرة فخرج إلى مكّة، وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام يلْسَعْن النّاس، ويصب المِدَاد باللّيل في مواضع يتوضّأ منها النّاس ليُسَوِّد وجوههم.
لَيْسَ يروي عَنْهُ أحد فيه خير.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 440"، التاريخ الكبير "1/ 338، 239"، الجرح والتعديل "8/ 83"، ميزان الاعتدال "4/ 94".
2 المجروحين لابن حبان "2/ 271"، ميزان الاعتدال "4/ 47".

(14/206)


356- محمد بْن منيب العَدَنيّ1. أبو الحَسَن.
عَنْ: السَّرِيّ بْن يحيى، لَقِيَهُ بعدَن، وقريش بْن حِبّان.
وعنه: محمد بْن رافع، وأحمد بْن الأزهر، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
357- مُحَمَّدُ بْن مُيَسّر2 -ت- أبو سعد الصغاني البلْخيّ الضّرير، نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي حنيفة، وابن إِسْحَاق، وأبي جعفر الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعتيق بْن محمد، وأبو كُرَيْب، وعبّاس التُّرْقُفيّ وجماعة.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ جَهْميًّا شيطانًا، لَيْسَ بشيء.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
358- محمد بْن يحيى3.
أبو غسان الكِنَانيّ الّذي سمع: مالكًا، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كثير، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن شبيب الربعي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما.
وكان كاتبا إخباريا. له حديث في "الصحيح".
359- محمد بن يعلى4 -ت. ق- أبو علي السلمي الكوفي، زنبور.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 240"، والجرح والتعديل "8/ 101، 102"، الثقات لابن حبان "9/ 90"، تهذيب التهذيب "9/ 477".
2 الطبقات الكبرى "7/ 338"، التاريخ الكبير "1/ 245"، الجرح والتعديل "8/ 105"، تهذيب التهذيب "9/ 484".
3 التاريخ الكبير "1/ 266"، الجرح والتعديل "8/ 123"، الثقات لابن حبان "9/ 74"، تهذيب التهذيب "9/ 517، 518".
4 التاريخ الكبير "1/ 268"، الجرح والتعديل "8/ 130، 131"، ميزان الاعتدال "4/ 70، 71"، تهذيب التهذيب "9/ 533، 534".

(14/207)


روى عنه: أَبِي حنيفة، وموسى بْن عبيدة، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن حرب، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وأبو بَكْر الصَّغانيّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
360- مُجِيبُ بْن موسى الأصبهاني1.
صاحب الثَّوْريّ وخادمه.
قال أحمد بن عصام: سمعته يَقُولُ: كنتُ عديل سُفْيَان الثَّوْريّ إلى مكّة، فكان يكثر البكاء. فقلت لَهُ: بكاؤك هذا خوفًا من الذنوب؟ فأخذ عُودًا من الْمَحْمَلِ فرمى بِهِ وقال: لذُنوبي أهون عليَّ من هذا، ولكنّي أخاف أنّ أُسلب التوحيد.
روى عَنْ مجيب: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بْن يزيد، وأحمد بْن عصام.
361- مُحاضِرُ بْن المُوَرِّع الهَمْدانيّ الياميّ2.
ويقال: السَّلُوليّ، الكوفي، أبو المُوَرِّع.
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوَة، وعاصم الأحول، والأجلح الكِنْديّ، وهشام بْن حسّان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بْن سيف، وأحمد بْن يوسف الضَّبّيّ، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة.
قال أحمد بن حنبل: سَمِعْتُ منه وكان مغفلًا جدًّا. لم يكن من أصحاب الحديث.
وقال أبو زُرْعة: صدوق. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
1 المجروحين لابن حبان "2/ 167".
2 الطبقات الكبرى "6/ 398"، التاريخ الكبير "8/ 73، 74"، الجرح والتعديل "8/ 437"، الثقات لابن حبان "7/ 513"، تهذيب التهذيب "10/ 51، 52".

(14/208)


وقال ابن سعْد: مات سنة ستٍّ ومائتين.
لَهُ حديث واحد في "صحيح مُسْلِم"1.
362- محبوب بن الحسن بن هلال2 -ت. خ. مقرونًا بآخر- أبو جعفر البصري.
قيل: اسمه محمد.
روى عَنْ: خَالِد الحذّاء، وعبد اللَّه بْن عَوْن، ويونس بْن عُبَيْد، وأشعث بْن عَبْد الملك، وجماعة.
وعنه: احمد بْن حنبل، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز وجماعة.
وقد روى حروف القراءة عَنْ إسماعيل بْن مُسْلِم الْمَكِّيّ، عَنِ ابن كثير، وهو ثقة.
363- مروان بْن محمد بن حسان3 -م. ع- أبو بكر الأسدي الدمشقي الطاطري التّاجر.
وقيل: كنيته أبو حفص، وقيل: أبو عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وسعيد بن بشير، ومالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وخلق.
وعنه: صفوان بن صالح المؤذن، وعبد الله بن ذكوان المقرىء، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن الأزهر، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن عبد الأحد بن عبود، ومحمود بن خالد السلمي، وهارون بن محمد بن بكار، وخلق.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وكان الإمام أحمد يثني عليه ويقول: كان يذهب مذهب أهل العلم.
__________
1 "758" باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه كتاب صلاة المسافرين.
2 الجرح والتعديل "8/ 388"، الثقات لابن حبان "7/ 529"، ميزان الاعتدال "3/ 441، 442"، التهذيب "9/ 119".
3 التاريخ الكبير "7/ 373"، الجرح والتعديل "8/ 275"، الثقات لابن حبان "9/ 179"، التهذيب "10/ 95، 96".

(14/209)


وقال أبو زرعة الدمشقي: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: كَانَ عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان الطّاطَريّ، والوليد بْن مُسْلِم، وأبو مُسْهر.
قَالَ أبو زُرْعة: وحدثني عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن معاوية الهاشْميّ قَالَ: أدركت ثلاث طبقات، أحدها طبقة سَعِيد بْن عَبْد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بْن محمد.
وعن أحمد بْن أَبِي الحواري قَالَ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد.
وقال ابن أَبِي الحواري، عَنْ مروان قَالَ: لا غِنى لصاحب حديثٍ عَنْ ثلاثة: صِدْقه، وحِفْظه، وصحّة كتبه. فإن أخطأ الحفظ لم يضرّه.
وقال أبو سليمان الدّارانيّ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد.
وقال صَفْوان بْن صالح: سَمِعْتُ مروان بْن محمد وقيل لَهُ: إنهم يقولون: لَيْسَ لله عين ولا يد. فقال: إنما مذهبهم التعطيل. ت: إذا أراد اللَّه تعالى لَيْسَ كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته نسيج.
قَالَ الْبُخَارِيّ: إنّما قِيلَ لَهُ: الطّاطَريّ لثياب نُسِب إليها.
وقال الطَّبَرانيّ: كلّ من يبيع الكرابيس بدمشق يُسمّى الطّاطَريّ.
وقال محمد بْن عَوْف: كَانَ مُرجِئًا.
وقال عَبَّاس الدُّوريّ: عَنِ ابن مَعِين: لا بأس بِهِ. وكان مرجئًا.
وأهل دمشق من كَانَ مرجئًا فعليه عمامة، ومن لم يكن مُرجئًا لا يعتّم.
وقال الحَسَن بْن محمد بْن بكّار: مولد مروان عام انتثرت النّجوم سنة سبْعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة عشر.
364- مسعود بْن عَبْد اللَّه بْن رزين السُّلَميّ القُهُنْدُزِيّ النَّيْسابوريّ1.
أخو مبشّر وأخوته.
كَانَ عالمًا بالقرآن فاضلًا.
روى عَنْ: إبراهيم بن طهمان، وخارجة بن مصعب.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "10/ 275".

(14/210)


روى عنه: أحمد بن معاذ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجماعة من أهل نيسابور.
توفي سنة عشر.
365- مسعود بن واصل البصري الأزرق1 -ت. ن- صاحب السَّابَرِيّ.
روى عَنْ: النَّهاس بْن قَهْم، عَنْ قتادة، وله حديث آخر عَنْ غالب التّمّار.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن شَبَّة، وأبو بَكْر بْن نافع العبْديّ، وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي. ضعّفه أبو داود الطَّيالِسيّ.
366- المسيّب بْن زُهَيْر الأمير2.
من كبار القوّاد ببغداد؛ وكان من حزب الحَسَن بْن سهل الوزير عند قيام الهاشميّين ببغداد عَلَى المأمون، لمّا زوى الأمر عَنْهُمْ إلى عليّ بْن موسى الرِّضا.
وقد انكسر جيش الحَسَن بْن سهل غير مرّة. فلمّا تُوُفّي ضده والمحارب لَهُ محمد بْن أَبِي خَالِد استظهر وقوي، وانتصر غير مرّةٍ عَلَى العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بْن مُحَمَّد بْن أَبِي خَالِد. فجمع عيسى جيشًا كثيفًا يَسُدّ الفضاء، فقيل: إنّهم أُحْصُوا فبلغوا مائة ألفٍ وخمسةً وعشرين ألفًا من بين فارس وراجل. وأُعطي الفارس أربعين درهمًا، والراجل عشرين درهمًا. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضُرٌّ وبلاء عظيم من النهب والفسق، واخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي النّاس غَنَمًا بلا راعٍ. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى على قُطْربل فانتهبوها كلها.
ثم قال ببغداد سهل بْن سلامة الْأَنْصَارِيّ ودعا إلى الأمر بالمعروف وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثيرًا من أهل الفساد؛ ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال.
وأمّا المسيّب هذا فإنه قُتِل. وُلّي ذبحَه أبو زنبيل، وحمل رأسه عَلَى رُمْح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 424"، الجرح والتعديل "8/ 284"، ميزان الاعتدال "4/ 100"، التهذيب "10/ 120".
2 تاريخ بغداد "13/ 137" وهو غيره.

(14/211)


367 مُصْعَب بْن ماهان المَرْوَزِيّ1.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ.
وعنه: زُهَيْر بْن عَبّاد الرُّواسيّ، وعَبْدة بْن سليمان المَرْوَزِيّ، وإبراهيم بن شماس السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: كَانَ أمِّيًّا لا يكتب.
قَالَ أبو تَوبة الحلبيّ: أشار عليّ عيسى بْن يونس بالكتابة عَنْ مُصْعَب بْن ماهان، وكان مُصْعَب يلحن.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ رجلًا صالحًا، وحديثه مُضارِب، فيه شيء من الخطأ.
وقال أبو حاتم: شيخ.
368- مُصْعَب بْن المِقْدام2. أبو عَبْد اللَّه الخَثْعَمِيّ الكوفيّ.
عَنْ: أَبِي حنيفة، ومسعر، وفطر بْن خليفة، وفضيل بْن غزوان، وابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وسفيان الثَّوْريّ، وزائدة، وغيرهم.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، والقاسم بْن زكريّا بْن دينار، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: ثقة.
قَالَ عليّ بْن حكيم، عَنْهُ قَالَ: كنت أرى رأي الإرجاء، فرأيت في منامي كأنّ في عيني صليبًا، فتركته.
قَالَ مُطَيَّن، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
369- مضاء بن عيسى الكلاعي3.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 308، 309"، الثقات لابن حبان "9/ 175"، ميزان الاعتدال "4/ 121"، التهذيب "10/ 164".
2 التاريخ الكبير "7/ 354"، الجرح والتعديل "8/ 308"، والثقات لابن حبان "9/ 175"، التهذيب "10/ 165، 166".
3 تاريخ دمشق "41/ 502".

(14/212)


الدّمشقيّ الزّاهد، من أهل قرية راوية قِبْليّ مدينة دمشق.
روى عَنْ: شُعْبَة، وصحب: سَلْمًا الخواص.
حكى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعي، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وعبيد بن عصام.
قال ابن أبي الحواري: سمعته يَقُولُ: لإزالة الجبال أهون من إزالة رئاسة قد ثبتت.
وقال ابن أبي الحواري: زرت مضاء أنا وأبو سليمان الداراني، فجاءنا ببيض وخلاط.
370- مظفر بن مدرك1 -ن- أبو كامل الخراساني، ثم البغدادي الحافظ.
عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وزُهَيْر بْن معاوية، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وعبد العزيز بْن الماجِشُون، وخلْق.
وعنه: احمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي غالب القُومِسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.
وكان أثبت النّاس في زُهَيْر.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سَلَمَةَ الخُزاعيّ، والهيثم، يعني ابن جميل. وكان الهَيْثَم أحفظهم. وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم. وكان لَهُ عقل شديد ووقار وهيئة.
وقال ابن مَعِين: كنت آخذ عَنْهُ هذا الشأن، وكان بغداديًا من الأبناء، رجلًا صالحًا قلّ ما رأيت من يشبهه.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما كَانَ أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيّين.
وقال أبو داود: ثقة ثقة.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 337"، التاريخ الكبير "8/ 74"، الجرح والتعديل "8/ 442"، التهذيب "10/ 183، 184".

(14/213)


وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
قلت: هُوَ من أقران عليّ بْن الْجَعْد، ولكنه مات قبله بدهرٍ، فلهذا لم يشتهر.
وقد ذكره ابن عديّ في شيوخ الْبُخَارِيّ، فغلط ووهم.
371- مُعَاذ بْن خَالِد بْن شقيق بن دينار1 -ن- أبو بكر العبدي المروزي، ابن عم عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وأبي طيبة عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم، وأبي حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد، وحماد بن سلمة، وجماعة.
وعنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعَبْدان، ووهب بْن زمعة، ومحمد بْن عليّ بْن حرب، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، ومحمد بْن مقاتل المروزيون.
وثّقه ابن حِبّان وقال: مات بعد المائتين.
قَالَ شيخنا أبو الحَجّاج: الأشبه أنّ يكون مات بعد المائتين.
372- مُعَاذ بْن خَالِد العسقلانيّ2.
عَنْ: أيمن بْن نابِل، وزُهَيْر بْن محمد التَّميميّ.
وعنه: حَرْمَلَة بْن يحيى، ومحمد بْن خَلَف العسقلانيّ، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الْجَرَوِيُ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: شيخ. تشبه أحاديثه عَنْ زُهَيْر أحاديث إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يحيى.
قلت: يلينّه بذلك.
373- مُعَاذ بْن هانئ القَيْسيّ3، وقيل: العيشي، وقيل: اليشكري -خ. ع- أبو هانئ البصري.
__________
1 التاريخ الكبير "7 366"، الجرح والتعديل "8/ 250"، الثقات لابن حبان "9/ 177"، التهذيب "10/ 189".
2 الجرح والتعديل "8/ 250"، ميزان الاعتدال "4/ 132"، تهذيب التهذيب "10/ 189، 190".
3 التاريخ الكبير "7/ 367"، الجرح والتعديل "8/ 250"، الثقات لابن حبان "9/ 178"، تهذيب التهذيب "10/ 196".

(14/214)


عن: حماد بن سلمة، همام بْن يحيى، وإبراهيم بْن طِهْمان، وحرب بْن شداد، ومحمد بْن مُسْلِم الطائفي، وجماعة.
وعنه: الفلّاس، وبُنْدار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسع.
374- الْمُعَافَى بْن عِمران الحِمْيَريّ الظهري الحمصيّ1.
يروى عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، ومالك، وابن لهيعة، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مُصَفَّى، وأبو حُمَيْد أحمد بْن المغيرة العوهيّ، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ، وكثير بْن عُبَيْد، وأبو النقاء هشام اليزنيّ، وأبو عُتْبة الحجازي، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ.
قَالَ محمد بْن عَوْف: ما رأيت مثله في عقله وورعه وفضله.
وروى أنّ المعافي هذا كَانَ يحتطب عَلَى ظهره ويتبلّغ بِهِ.
وثّقه ابن حِبّان.
375- معاوية بْن حفص الشَّعْبِيّ2. الكوفي، نزيل حلب.
روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وكامل أبي العلاء، وداود الطائي، والسري بن يحيى، والحكم بن هشام، وطائفة.
وعنه: أبو جعفر النفيلي، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 400"، الثقات لابن حبان "9/ 199"، ميزان الاعتدال "4/ 134"، تهذيب التهذيب "10/ 200، 201".
2 التاريخ الكبير "7/ 336"، الجرح والتعديل "8/ 387"، الثقات لابن حبان "9/ 167"، تهذيب التهذيب "10/ 204، 205".

(14/215)


376- معاوية بن هشام1 -م. ع- أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكوفيّ القصّار.
عَنْ: عليّ بْن صالح بْن حيّ، وحمزة الزّيّات، وشَيْبان، وسفيان، وعمار بْن زُرَيْق، وهشام بْن سعْد، وجماعة.
وعنه: احمد بن حنبل، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ هُوَ وإِسْحَاق الأزرق من أعلمهم بحديث شريك.
وقال أبو داود: ثقة.
قلت: تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين.
377- معبد بْن راشد2. أبو عَبْد الرَّحْمَن.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: معاوية بْن عمار الدهني فقط.
وعنه: رويم المقرئ، وموسى بْن داود الضَّبّيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح الجزّار.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد: قَالَ أبي: رأيت معبدًا هذا ولم يكن به بأس. وكان يفتي برأي ابن أبي ليلى.
قال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة له: واسطي ضعيف الحديث.
قلت: حديثه عَنْ معاوية أَنَّهُ سأل جعفر بْن محمد الصادق عَنِ الْقُرْآنِ.
فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ ولكنّه كلام اللَّه.
378- معروف الكَرْخيّ العابد3. رحمه الله.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 403"، التاريخ الكبير "7/ 337"، الجرح والتعديل "8/ 385"، الثقات لابن حبان "9/ 166"، ميزان الاعتدال "4/ 138"، تهذيب التهذيب "10/ 218، 219".
2 التاريخ الكبير "7/ 400"، الجرح والتعديل "8/ 281"، الثقات لابن حبان "9/ 194"، ميزان الاعتدال "4/ 141"، التهذيب "10/ 223".
3 "قد تقدم في الطبقة الماضية".

(14/216)


مرّ سنة مائتين. وقيل: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقد أفرد أبو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ أخباره في جزئين. وكان عديم النَّظير زهدًا وعبادة.
379- مُعَلَّى بْن دحية بْن قيس1. أبو دِحْية الْمَصْرِيّ المقرئ.
قرأ القرآن عَلَى نافع.
قرأ عَلَيْهِ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وأبو مسعود المَدِينيّ، وعبد القوي بْن كمونه.
وسمع منه: هشام بْن عمّار.
فعن مُعَلَّى قَالَ: خرجت بكتاب الَّليْث بْن سعْد إلى نافع لأقرأ عَلَيْهِ، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: يا أبا رُويم ما هذا؟ قَالَ: إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته.
380- مُعَلَّى بْن عَبْد الرَّحْمَن الواسطيّ2 -ن- عَنْ: الأعمش، وابن أَبِي ذئب، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وعبد الحميد بْن جعفر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وعليّ بْن أحمد الجداريّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وخلف الواسطيّ كردوس، وإبراهيم بْن دنوقا، وجماعة.
قَالَ أبو داود: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين -وسُئل عَنِ المعلى بْن عَبْد الرَّحْمَن- فقال: أحسن أحواله عندي أَنَّهُ قِيلَ لَهُ عند موته: ألا تستغفر اللَّه؟ فقال: ألا أرجو أنّ يغفر لي وقد وضعت في فضل عليّ بْن أَبِي طَالِب سبعين حديثًا.
وذهب ابن المَدِينيّ إلى أَنَّهُ كَانَ يكذب.
وقال أبو زُرْعة: ذاهب الحديث.
وقال الدارقطني: كذاب.
__________
1 حسن المحاضرة للسيوطي "1/ 485".
2 الجرح والتعديل "8/ 334"، المجروحين لابن حبان "3/ 17، 18"، ميزان الاعتدال "4/ 148، 149"، التهذيب "10/ 338".

(14/217)


وأما ابن عديّ فقال: أرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ.
قلت: لَهُ حديث في "سنن ابن ماجة".
أما مُعَلَّى بْن منصور فثقة، سيأتي ذكره بعد.
381- معمر بن المثنى1 -د- أبو عبيد التيمي البصري النَّحْويّ. صاحب التّصانيف.
يُقَالُ: إنّه وُلِد في الليلة التي تُوُفّي فيها الحَسَن الْبَصْرِيّ.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي عَمْرو بْن العلاء، ورُؤْبَة بْن الحَجّاج، وجماعة.
وروى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وابن المَدِينيّ، وعليّ بْن المغيرة الأثرم، وأبو عثمان المازني، وعُمَر بْن شَبَّة، وأبو العيناء محمد بْن القاسم وآخرون.
وحدَّثَ ببغداد بأشياء من كتبه.
قَالَ الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجيٍ ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أَبِي عبيدة.
وقال يعقوب بن شيبة: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحّح روايته. وقال: كَانَ لا يحكي عَنِ العرب إلّا الشيء الصّحيح.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال المبرّد: كَانَ الأصمعيّ وأبو عبيدة متقاربان في النَّحْو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم.
وقال ابن قُتَيْبَة: كَانَ الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عَلَيْهِ، وكان مَعَ معرفته ربما لم يُقِم البيت إذا أنشده حتّى يكسره.
وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتبًا. وكان يرى رأي الخوارج.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 259"، الكنى والأسماء "2/ 73"، ميزان الاعتدال "4/ 155"، تهذيب التهذيب "10/ 246-248".

(14/218)


وقال غير ابن قُتَيْبَة: إنّ الرشيد أقدم أبا عبيدة وقرأ عَلَيْهِ بعض كتبه.
وكتبه تقارب مائتي تصنيف، منها كتاب "مجاز القرآن"، وكتاب "غريب الحديث" وكتاب "مقتل عثمان"، وكتاب "أخبار الحَجّاج"، وغير ذَلِكَ في اللُّغات والأخبار والأيّام.
وكان أَلْثغ، وسِخ الثياب، بذيء اللّسان.
قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: كَانَ يُكْرمني بناءً عَلَى أنّي من خوارج سِجِسْتان. ويذكر أَنَّهُ كَانَ يميل إلى الملاح، وفيه يَقُولُ أبو نُوَاس:
صلّى الإله عَلَى لُوطٍ وَشِيعَتِهِ ... أبا عُبَيْدة قُلْ باللَّه: آمِينا
فأنت عندي لا شكّ بقيَّتهم ... منذ احتلمْتَ وقد جاوزتَ تسعينا
تُوُفّي أبا عبيدة سنة عشر ومائتين.
وروى ابن خلّكان أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسعٍ.
ويقال: تُوُفّي سنة إحدى عشرة، وكانً من أبناء المائة.
382- المغيرةُ بْن سِقْلاب1. أبو بِشْر قاضي حَرّان.
عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومعقل بْن عُبَيْد اللَّه، وجماعة.
وعنه: الفضل بْن يعقوب الرَّخّاميّ، ويزيد بْن محمد الرُّهاويّ، والمُعَافَى بْن سليمان الرَّسْعَنّي، وآخرون.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال أبو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ: لَمْ يَكُنْ مُؤْتَمَنًا عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرِّحٍ: ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ" 2. وَالْقُلَّةُ أَرْبَعَةُ آصُعٍ.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 223، 224"، المجروحين لابن حبان "3 /8"، ميزان الاعتدال "4/ 163".
2 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أبو داود "63، 65"، والترمذي "67"، والنسائي "52"، وابن ماجه "517، 518"، وأحمد في المسند "2/ 12، 23، 27، 28، 107"، وعبد الرزاق في المصنف "1/ 79، 80"، وابن حبان في صحيحه "1249، 1253"، وصححه الشيخ الألباني في الإرواء "1/ 60".

(14/219)


وَبِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ مِنْ قلال هجر لم ينجسه شيء"1.
وقال أَبُو عَرُوبَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ.
383- المفضل بْن عَبْد اللَّه الحَبَطّي اليَرْبُوعيّ الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وإسماعيل بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن عامر.
وعنه: أبو مَعْمَر القَطِيعيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ الحافظ.
وكان جار عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهميّ نزيل بغداد.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء. وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
384- منصور بْن سَلَمَةَ بن عبد العزيز بن صالح3 -خ. م. ن- أبو سلمة الخزاعي البغدادي.
عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك بْن أنس، واللَّيث بْن سعْد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، ويعقوب القُمّيّ، وسليمان بْن بلال، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمد بن عَبْد الرّحيم صاعقة، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، وعباس الدُّوريّ، وأبو أميّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وكان حجة ثبتًا عارفًا.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2358"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "1/ 60".
2 التاريخ الكبير "7/ 406"، الجرح والتعديل "8/ 318، 319"، الثقات لابن حبان "9/ 184"، التهذيب "10/ 272، 273".
3 الطبقات الكبرى "7/ 345"، التاريخ الكبير "7/ 348"، الجرح والتعديل "8/ 173"، الثقات لابن حبان "9/ 172"، سير أعلام النبلاء "9/ 560، 562"، تهذيب التهذيب "10/ 308، 309".

(14/220)


قال أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة: قَالَ لي أَبِي وقد رجعنا من عند أَبِي سَلَمَةَ الخُزاعيّ: كتبت اليوم عَنْ كبشٍ نطاح.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: أبو سَلَمَةَ أحد الحُفّاظ الرُّفَعاء الذين كانوا يُسألون عَنِ الرجال ويؤخذ بقولهم فيهم. أخذ عَنْهُ أحمد، وابن مَعِين، وغيرهم علم ذلك.
وقال ابن سعد: كان ثقة يتمنع بالحديث، ثم حدَّثَ أيامًا، وخرج إلى الثغور فمات بالمصيصة سنة عشر.
وقال أبو بَكْر الأعين: مات سنة عشر.
وقال مُطَيَّن كذلك.
وقال مرّة: مات سنة تسعٍ.
385- منصور بْن سَلَمَةَ بْن الزّبْرقان1.
وقيل: ابن الزّبْرقان بْن سَلَمَةَ. أبو الفضل النّمريّ الشّاعر.
كَانَ من أهل الجزيرة فقدم بغداد وامتدح الرشيد، وغيره. وجرت بينه وبين العَتّابيّ وَحْشة حتّى تَهَاجَيَا وتناقضا، وسعى كلُّ واحدٍ منهما في هلاك الآخر.
386- منصور بن صقير2. أبو النضر البغدادي الجندي.
روى عنه: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وثابت بن محمد العبدي، كذا عند ابن ماجة، والصواب محمد بْن ثابت العبْديّ، وعبد اللَّه بْن عرادة، وأبي عَوَانة.
وعنه: سهل بْن أَبِي الصُّفْرِيّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وأبو أُميّة، ومحمد أحمد بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ جنديًا وليس بالقويّ.
387- منصور بْن عِكْرِمة3.
__________
1 الأغاني "13/ 147".
2 التاريخ الكبير "7/ 346"، الجرح والتعديل "8/ 172"، المجروحين لابن حبان "3/ 39، 40"، الميزان "4/ 185"، التهذيب "10/ 309".
3 التاريخ الكبير "7/ 349"، الجرح والتعديل "8/ 176"، الثقات لابن حبان "9/ 171، 172".

(14/221)


أبو عِكْرِمة الكِلَابيّ.
سمع: ابن عَوْن، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ.
وعنه: أحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وهو بصري مقل.
388- منصور بن المهاجر1 -ق- أبو الحسن الواسطي، بيّاع القصب.
عَنْ: سعْد بْن طُريف الإسكاف، وشُعَيب بْن ميمون، ومحمد المخرِّم، وأبي حمزة صاحب أنس.
وعنه: إِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وسهم بْن إِسْحَاق، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيرهم.
روى لَهُ ابن ماجة في تفسيره.
389- مُهَنّي بْن عَبْد الحميد الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وثّقه عليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ.
390- موسى بْن عَبْد العزيز3 -د. ق- أبو شعيب القنباري العدني.
والقِنْبار شيء تُجاز بِهِ السُّفن.
ذكر أَنَّهُ سمع من الحَكَم بْن أبان قَالَ: حدَّثني عكرمة، فذكر صلاة التسليم.
روى عَنْهُ: بِشْر بْن الحَكَم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل المَرْوَزِيّ، وزيد بْن المبارك الصَّنعانيّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَنِ ابن مَعِين: لا أرى به بأسًا.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 179"، تهذيب التهذيب "10/ 315".
2 الجرح والتعديل "8/ 440"، ميزان الاعتدال "4/ 197"، تهذيب التهذيب "10/ 330، 331".
3 التاريخ الكبير "7/ 292"، الجرح والتعديل "8/ 151"، الثقات لابن حبان "9/ 159"، الميزان "3/ 212"، التهذيب "10/ 356".

(14/222)


وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقع حديثه عاليًا في سبعة مجالس المخلص.
391- موسى بْن عَبْد اللَّه الطّويل1.
أبو عَبْد اللَّه؛ فارسيّ نزل واسط وزعم أَنَّهُ سمع من أنس بْن مالك، فحدّث عَنْهُ بعجائب.
روى عَنْهُ: إسحاق بن شاهين، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ.
وقع لنا حديثه عاليًا، ولكنه لَيْسَ بشيء.
فَمِنْ حَدِيثِهِ: ثَنَا مَوْلاي أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ زِيدَ فِي صَلَاتِهِ أَرْبَعُمِائَةَ صِلَاةٍ"2.
392- موسى بْن الأمين محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ الهاشْميّ العبّاسيّ.
كَانَ شابًا مليح الصُّورة، وهو الّذي خلع أَبُوهُ المأمون لأجله، وجعله وليّ عهده.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ثمانٍ ومائتين.
393- موسى بْن هلال العبْديّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: هشام بْن حسّان، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن إسماعيل الأُحْمُسيّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، والفضل بْن سهل الاعرج، وعُبَيْد الورّاق، وأحمد بْن حنبل في كتاب "الزُّهد"، ومحمد بْن جَابِر المحاربيّ، وأحمد بْن حازم بْن أَبِي غَرَزَة.
وكان قلانسيًا.
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: لَمْ أَجِدْ أَحَدًا ذَكَرَهُ بِتَضْعِيفٍ يُسْقِطُهُ فَيَنْكَشِفُ مِنَ "الثِّقَاتِ" لابْنِ حِبَّانَ.
__________
1 الكامل في الضعفاء لابن عدي "6/ 2350".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2350"، وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 194".
3 الجرح والتعديل "8/ 166"، ميزان الاعتدال "4/ 225".

(14/223)


وَهُوَ الَّذِي انْفَرَدَ بِحَدِيثِ: "مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي"1.
وَالْحَدِيثُ، وَإِنْ كَانَ غَرِيبًا، فَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ: "أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ" 2.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ، وَقَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ.
394- مؤمل بن إسماعيل3 -ت. ن. ق- أبو عبد الرحمن العدوي، مولاهم الْبَصْرِيّ. مولى آل عُمَر -رضى الله عنه.
عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وعكرمة بْن عمّار، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وبُنْدار، ومؤمل بْن إهاب، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن سهل بْن سهل بْن المهاجر الرَّقّيّ، وغير واحد.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق، شديد في السُّنَّةِ، كثير الخطأ.
وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وأمّا أبو داود فعظّمه ورفع من شأنه وقال: إلّا أَنَّهُ يهمّ في الشيء.
قلت: تُوُفّي في رمضان مجاورًا بمكّة سنة ستٍّ ومائتين.
"حرف النون":
395- نائل بن نجيح البغدادي4 -ق- ويقال: البصري.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه الدارقطني في سننه "2/ 278"، وابن عدي في الكامل "6/ 2350"، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع وقال: موضوع، وفي السلسلة الضعيفة "1/ 64"، والإرواء "1127".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "99، 6570"، وأحمد في المسند "2/ 373".
3 الطبقات الكبرى "5/ 501"، الجرح والتعديل "8/ 374"، الثقات لابن حبان "9/ 187"، تهذيب التهذيب "10/ 380".
4 المجروحين لابن حبان "3/ 61"، ميزان الاعتدال "4/ 244، 245"، تهذيب التهذيب "10/ 415، 416".

(14/224)


عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر بْن كُدَام، وعَمْرو بْن شَمِر.
وعنه: حفص بْن عُمَر الرّباليّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
وحديثه يقع عاليًا في "الغَيْلانيّات".
قَالَ أبو أحمد بْن عديّ: أحاديثه مظلمة.
396- نصر بن حماد1 -ق- أبو الحارث البصري البجلي الوراق الحافظ.
عن: مسعر، وشعبة، ومقاتل بْن سليمان، وعاصم بْن محمد بْن زيد، وإسرائيل، وخلْق.
وعنه: قَعْنَب بْن المحرز، ورَوْح بْن الفَرَج البزّار، ومحمد بْن رافع، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن إسحاق الصاغاني.
قال أحمد بْن حنبل: كذّاب.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
وقال أبو حاتم: متروك.
397- النَّضْر بن شميل بن خرشة2 -ع- أبو الحسن المازني البصري النَّحْويّ اللُّغَويّ الحافظ. نزيل مَرْو.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة كبيرة.
وعنه: يحيى بْن يحيى، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن رافع، وعبد اللَّه بْن منير، ومحمود بْن غَيْلان، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، وخلق.
وثقه غير واحد.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 106"، الجرح والتعديل "8/ 470"، المجروحين لابن حبان "1/ 21"، ميزان الاعتدال "4/ 250، 251".
2 الطبقات الكبرى "7/ 373"، التاريخ الكبير "8/ 90"، الجرح والتعديل "8/ 477، 478"، الثقات لابن حبان "9/ 212"، ميزان الاعتدال "4/ 258"، تهذيب التهذيب "10/ 437، 438".

(14/225)


وقال أبو حاتم: ثقة صاحب سُنّة.
وقيل: إنّه عاش ثمانين سنة.
قَالَ العبّاس بْن مُصْعَب: بلغني أنّ عَبْد اللَّه بْن المبارك سُئل عَنِ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ فقال: ذاك أحد الأحَدِين. لم يكن أحدٌ من أصحاب الخليل يدانيه.
قَالَ العبّاس: كَانَ إمامًا في العربيّة والحديث. وهو أول من أظهر السُّنّة بمرو وجميع خراسان. وكان أروى النّاس عَنْ شُعْبَة.
أخرج كتبًا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وولي قضاء مَرْو.
وقال أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ: سَمِعْتُ النَّضْر بْن شميل يَقُولُ: في كتاب "الحيل" كذا وكذا مسألة كُفْر.
وسمعته يَقُولُ: خرج بي أَبِي من مَرْو الروذ إلى البصرة سنة ثمانٍ وعشرين ومائة وأنا ابن خمس أو ستٍّ سنين. هرب حين كانت الفتنة.
وقال داود بْن مخراق: سَمِعْتُ النَّضْر يَقُولُ: لا يجد الرجل لذة العلم حتّى يجوع وينسى جوعه.
وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة، فليتعلم العلم.
قَالَ أحمد: مات في أول سنة أربعٍ ومائتين.
وقال محمد بْن عَبْد الله بن قهزاد: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاثٍ، ودفن في أول يوم من المحرَّم.
398- النَّضْر بْن محمد بْن موسى الْجُرَشيّ اليمامي1. -ن- أبو محمد.
عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وأبي أُوَيْس، وشُعْبة، وصخر بْن جُوَيْرية.
وعنه: عَبَّاس الْعَنْبريّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن الرُّوميّ، وأحمد بْن جعفر الموقريّ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، ومؤمل بْن إهاب. وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 89"، الجرح والتعديل "8/ 479"، الثقات لابن حبان "7/ 535"، التهذيب "10/ 444".

(14/226)


العِجْليّ: ثقة، روى عَنْ عكرمة بْن عمّار ألف حديث. رحلت إِلَيْهِ فوصلت في خمسة عشر يومًا.
399- النَّضْر بْن محمد بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ. أبو هُشَيْم. تقدّم.
400- نفيسة1.
السيدة الصالحة ابنة الأمير حسن بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بن أبي طالب الهاشمية الحسنية. صاحبة المشهد الّذي بين مصر والقاهرة.
وقد ولي أبوها المدينة للمنصور. ثمّ قبض عَلَيْهِ وحبسه مدّةً، فلمّا اسُتخْلف المهديّ أطلق أباها وردّ عَلَيْهِ كلّ ذهبٍ لَهُ. وحجّ معه، فمات -رحمه اللَّه- بالحاجر. وأمّا هِيَ فتحولت من المدينة إلى مصر مَعَ زوجها إِسْحَاق بْن جعفر الصّادق، فيما قِيلَ. ولم يبلغنا شيء من مناقبها، رحمها اللَّه. تُوُفّيت في شهر رمضان سنة ثمانٍ ومائتين. وللجُهّال فيها اعتقادٌ لا يجوز مثله، وقد بلغ بهم الشِّرْك باللَّه. ويسجدون للقبر، ويطلبون منها المغفرة. وكان أخوها القاسم بْن الحَسَن زاهدًا عابدًا سكن أولاده نيسابور. والسيد العلوي شيخ البيهقي وأولاده.
"حرف الهاء":
401- هارون بن إسماعيل2 -خ. م. ت. ن. ق- أبو الحسن البصري الخزاز.
عَنْ: عليّ بْن المبارك، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهَمَّام بْن يحيى.
وعنه: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وسليمان بْن سيف، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ تاجر محله الصِّدق. عنده كتاب عَنْ عليّ بْن المبارك.
__________
1 وفيات الأعيان "5/ 423، 424"، حسن المحاضرة "1/ 218"، شذرات الذهب "2/ 21".
2 التاريخ الكبير "8/ 226"، الجرح والتعديل "9/ 87"، الثقات لابن حبان "9/ 238"، التهذيب "11/ 3".

(14/227)


وقال أبو داود: لا بأس بِهِ.
وقال ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
402- هارون بْن عِمران الْأَنْصَارِيّ المَوْصِليّ1.
عَنْ: فطر بْن خليفة، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسفيان الثَّوْريّ.
وكان فقيهًا مفتيًا، أريد عَلَى القضاء فامتنع.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وعليّ بْن حرب.
وتُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
403- هاشم بْن القاسم بْن مُسْلِم بْن مُقْسِم2.
أبو النَّضْر اللَّيْثيّ الخراساني ثمّ البغداديّ قيصر.
روى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وابن أَبِي ذئب، وحريز بن عثمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وورقاء بن عمر، وأبي جعفر الرازي، وأبو عقيل الثقفي، وطائفة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، والصاغاني، وخلق.
وأبو بكر بن أبي النضر ولده. وإنما لقب بقيصر؛ لأن نصر بن مالك الخزاعي كان على شرطة الرشيد، فدخل نصر الحمام وقت العصر وقال: لا تقم الصلاة حتّى أخرج. فجاء أبو النَّضْر إلى المسجد، فقال للمؤذن: ما لك لا تقيم؟ قَالَ: أنتظر أبا القاسم.
فقال: أقم.
فأقام الصلاة وصلوا. فلمّا جاء نَصْر لام المؤذن فقال: لم يدعني أبو النضر.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 93"، الثقات لابن حبان "9/ 238".
2 الطبقات الكبرى "7/ 335"، التاريخ الكبير "8/ 235"، الجرح والتعديل "9/ 105، 106"، الثقات لابن حبان "9/ 243"، سير أعلام النبلاء "9/ 545-549"، ميزان الاعتدال "4/ 290"، تهذيب التهذيب "11/ 18، 19".

(14/228)


فقال: لَيْسَ هذا هاشم هذا قيصر، يريد ملك الروم، فلزمه ذَلِكَ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ أبو النَّضْر شيخنا من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر.
وقال ابن المَدِينيّ، وغيره: ثقة.
وقال العِجْليّ: ثقة صاحب سنة من الأبناء. كان أهل بغداد يفخرون بِهِ.
وعن أَبِي النَّضْر قَالَ: ولدت سنة أربعٍ وثلاثين ومائة.
وقال ابن حِبّان: تُوُفّي في ذي القعدة سنة خمس. وقيل: سنة سبْعٍ.
قلت: إنّما تُوُفّي سنة سبْعٍ بلا شك. قاله مُطَيَّن، والحارث بْن أَبِي أسامة، وغيرهما.
404- هشام بْن محمد بْن السائب بْن بِشْر1.
أبو المنذر الكلْبيّ النّسّابة العلّامة الإخباريّ الحافظ.
روى عَنْ أَبِيهِ، وعن: مجالد، وأبي مِخْنَف لوط بْن يحيى، وغير واحد.
قَالَ أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سَمَر ونَسَب، ما ظننت أحدا يحدّث عَنْهُ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: متروك.
روى عَنْهُ: ابنه العبّاس، وخليفة بْن خيّاط، ومحمد بْن سعْد، وأحمد بْن المِقْدام العِجْليّ، وابن أَبِي السَّرِيّ.
وَرُوِيَ عَنْهُ قَالَ: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد.
كَانَ لي عمّ، فعاتبني عَلَى حفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيّام. دخلت بيتًا وحلفت أنّي لا أخرج منه حتّى أحفظه، فحفظته في ثلاثة أيّام.
ونظرت في المرآة مرّةً فقبضت لحيتي، وأردت أنّ آخذ ما تحت القبضة فنسيت فأخذت ما فوق القبضة.
ومع فرط ذكاء بن الكلبي لم يكن بثقة، وفيه رفض.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 200"، المجروحين لابن حبان "3/ 91"، ميزان الاعتدال "4/ 304، 305"، لسان الميزان "6/ 196".

(14/229)


وله "كتاب الجمهرة" في النسب، وهو مشهور، وكتاب "حلف الفضول"، و"حلف عبد المطلب وخزاعة"، و"حلف تميم وكلب"، وكتاب "بيوتات قريش"، و"فضائل قيس عيلان"، و"بيوتات ربيعة"، وكتاب "الموردات"، وكتاب "الكنى"، وكتاب "ملوك الطوائف"، وكتاب "ملوك كندة"، ويقال: إنّ تصانيفه تزيد عَلَى مائة وخمسين مصنفًا.
قلت: تُوُفّي ابن الكلْبيّ سنة أربعٍ ومائتين عَلَى الصّحيح. وقيل: بعد ذَلِكَ.
405- هشام بْن معاوية1. الكوفيّ الضّرير. من علماء أئمّة العربية.
صحب الكِسائيّ وأخذ عَنْهُ. وصنّف كُتُبًا في النَّحْو.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.
406- هَرْثَمَةُ بْن أعين2.
الأمير. ولي مملكة خُراسان للرشيد. وكان من رجال الدهر ورؤوس الدولة.
تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
407- الهَيْثَم بن الربيع3 -ت-. أبو المُثَنَّى العُقَيْليّ.
عَنْ: الحمَّادَيْن، وسِماك بْن عطية، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وصالح المُرِّيّ.
وعنه: نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وحشيش بْن أصرم، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه السَّعْديّ النَّيْسابوريّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ لَيْسَ بالمعروف.
408- الهيثم بْن عَبْد الغفّار الطّائيّ4.
روى عَنْ: همّام بْن يحيى وسعيد بْن بِشْر، وميسرة بْن مَعْبَد.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن ماتع دُرُخْت، وأبو بَكْر محمد بْن خلاد، وغيرهما.
__________
1 الأعلام "8/ 88".
2 تاريخ خليفة "459، 463".
3 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 105"، الجرح والتعديل "9/ 83"، ميزان الاعتدال "4/ 322".
4 الجرح والتعديل "9/ 85"، ميزان الاعتدال "4/ 323".

(14/230)


قَالَ أحمد بْن حنبل: عرضت عَلَى ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار، عَنْ همّام، وغيره فقال: هذا رَجُل كذاب، أو غير ثقة. كَانَ يضع الحديث.
409- الهَيْثَم بْن عديّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أُسَيْد بْن جَابِر1.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الطّائيّ الإخباري المؤرخ الكوفي.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومجالد بْن سَعِيد، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وطائفة.
وعنه: محمد بْن سعْد، وأبو الْجَهْم العلاء بْن موسى، وعليّ بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وآخرون.
وله تاريخ صغير. وهو من بابة الواقدي.
قَالَ أبو زُرْعة: لَيْسَ بشيء.
وقال ابن مَعِين، وأبو داود: كذّاب.
وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث.
قَالَ الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
ويُرْوَى عَنِ ابن المَدِينيّ: هُوَ عندي أصلح من الواقديّ.
وقال عَبَّاس الدُّوريّ: ثنا بعض أصحابنا قَالَ: قَالَتْ جارية الهَيْثَم بْن عديّ: كَانَ مولاي يقوم عامّة الليل يصلي فإذا أصبح جلس يكذب.
تُوُفّي الهَيْثَم سنة سبْعٍ بفم الصلح، وله ثلاث وتسعون سنة، وقلّ ما روى عَنِ المُسْنَد.
"حرف الواو":
410- ورد بْن عَبْد اللَّه أبو محمد التَّميميّ الطَّبَريّ2 نزيل بغداد.
عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مصرف، ومحمد بْن جَابِر الحنفي، وإسماعيل بْن عياش، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 218"، الجرح والتعديل "9/ 85"، ميزان الاعتدال "4/ 324، 325".
2 الجرح والتعديل "9/ 51"، المجروحين لابن حبان "2/ 187"، تهذيب التهذيب "11/ 112، 113".

(14/231)


وعنه: ولداه محمد ويحيى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن مُلاعب.
وثّقه إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ.
قلت: مات كهلًا، ولم يخرجوا لَهُ.
411- وسّاجُ بْن عُقْبة بْن وسّاج الْأَزْدِيّ1.
أبو عُقْبة المَقْدِسيّ.
عَنْ: الهقل بْن زياد، وعبد الحميد بْن أَبِي العشرين، والوليد بْن محمد المُوَقّريّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد الفِرْيابيّ ثمّ المَقْدِسيّ، وسليمان بْن عَبْد الحميد البَهْرانيّ.
ذكره ابن حِبّان في "الثّقات".
412- الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الجاروديّ الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: شُعْبَة، والحَسَن بْن أَبِي جعفر الجفريّ، وجماعة.
وعنه: ولده المنذر بْن الجارود. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين ومائتين.
413- الوليد بن القاسم بن الوليد3.
ثمّ الخَبْذَعيّ -ت. م- الكوفيّ.
وخبذع بطنٌ من قبائل همدان. قيّده ابن ماكولا بفتح الخاء والذّال، وقيّده غيره بالكَسْر.
روى عَنْ: الأعمش، ومجالد، ويزيد بْن كَيْسان، وأبي حيّان التَّيْميّ، وفُضَيْل بْن غزوان، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بن حنبل، وأحمد الرَّماديّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحسين بْن عليّ الصدائي، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن الْجُنَيْد الدّقّاق، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، ومؤمل بْن إهاب، وخلْق. قَالَ ابن الْجُنَيْد: سُئل عَنْهُ أحمد بْن حنبل فقال: ثقة كتبنا عنه. وكان جارًّا
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 231"، تهذيب التهذيب "11/ 116".
2 الثقات لابن حبان "9/ 225"، تهذيب التهذيب "11/ 139".
3 التاريخ الكبير "8/ 152"، الجرح والتعديل "9/ 13".

(14/232)


لِيَعْلَى بْن عُبَيْد، فسألت عَنْ يَعْلَى فقال: نعم الرجل، هُوَ جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا منه إلّا خيرًا. قَالَ أحمد بْن حنبل: قد كتبنا عَنْهُ أحاديث حسانًا عَنْ يزيد بْن كيسان فاكتبوا عَنْهُ. وقال ابن عديّ: إذا روى عَنْ ثقة فلا بأس بِهِ. وقال ابْن أَبِي خَيْثَمَة عَن ابْن معين: ضعيف. وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.
414- الوليد بن مزيد1 -د. ن- أبو العباس العذري البيروتي.
عن: الأوزاعي، وعثمان ابن أَبِي العاتكة، وعثمان بْن عطاء الخراساني، ومقاتل بْن سليمان بْن بشير، وعبد اللَّه بْن شوذب، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وطائفة.
وعنه: ابنه العبّاس، وأبو مسهر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النخاس الرَّمْليّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمد بْن وزير الدّمشقيّ، وجماعة.
قال أبو مسهر: وجدت عند الوليد بْن مُزْيَد علمًا لم يكن عند غيره. وقال يوسف بْن أَبِي السفر: سَمِعْتُ الأوزاعي يَقُولُ: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كُتُب الوليد بْن مُزْيَد. وقال أبو مسهر: كَانَ ثقة. ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة. وقال دُحَيْم: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
415- وهْب بْن جرير بْن حازم بْن زيد بْن عَبْد اللَّه بْن شجاع2 -ع- أبو العباس الأزدي البصري.
عَنْ: أبيه، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وشُعْبة، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأبو خَيْثَمَة، وعبد اللَّه المُسْنِديّ، وعَمْرو الفلّاس، وبُنْدار، ومحمد بْن المثنى، وعلي بن نصر الجهضمي، وأبوه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 155"، الجرح والتعديل "9/ 18"، سير أعلام النبلاء "9/ 419، 421"، تهذيب التهذيب "11/ 150".
2 الطبقات الكبرى "7/ 298"، التاريخ الكبير "8/ 169"، الجرح والتعديل "9/ 28"، الثقات لابن حبان "9/ 228"، سير أعلام النبلاء "9/ 442-445"، ميزان الاعتدال "4/ 350"، تهذيب التهذيب "11/ 161، 162".

(14/233)


قال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً. وَقَالَ النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد العجلي: بَصْريّ ثقة. كَانَ عمّار يتكلّم فيه. قَالَ: مات بالمَنْجَشَانيّة عَلَى ستة أميال من المدينة منصرفًا من الحجّ. فحُمِل ودُفِن بالبصرة. وقال محمد بْن سعْد: مات سنة ستٍّ ومائتين.
"حرف الياء":
416- يحيى بْن آدم بْن سليمان1 -ع- أبو زكريّا الْقُرَشِيّ الكوفيّ الأحْوَل الحافظ، مولى آل أَبِي مُعَيْط.
روى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وفضيل بْن مرزوق، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعيسى بْن طَهْمان، وسفيان الثَّوْريّ، وإسرائيل، ومفضَّل بْن مهلهل، وورقاء بْن عُمَر، وخلْق. وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وهارون الحمّال، وعَبْدة الصّفّار، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد بْن حُمَيْد، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ، وخلق.
وكان فقيهًا إمامًا قارئًا غزير العلم. وثّقه ابن مَعِين، والنسائيّ. وسُئل عَنْهُ أبو داود فقال: يحيى واحد النّاس. وقال يعقوب بْن شَيْبة: ثقة، فقيه البدن. سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: يرحم اللَّه يحيى بْن آدم أي علمٍ كَانَ عنده، وجعل يطريه. وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بْن آدم قطّ إلّا ذكرت الشَّعْبِيّ، يعني أَنَّهُ كَانَ جامعًا للعلم. قَالَ أبو سَعِيد هشام بْن منصور: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: قَالَ لي يحيى بْن آدم: يجيئني الرجل ممّن أبغضه أكره مجيئه، فأقرأ عَلَيْهِ كلّ شيء حتّى أستريح منه ولا أراه. ويجيء الرجل أودّه فأتردّد حتّى يرجع إليْ. قلت: وعلى يحيى مدار قراءة أَبِي بَكْر بْن عياش، فإنّه ضبط الحروف وحرّرها، وراجع فيها أبا بَكْر، ولم يقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم: ثنا عليّ بْن أحمد العِجْليّ، نا أبو هشام الرفاعيّ، نا يحيى بْن آدم قَالَ: سألت أبا بَكْر بْن عياش، عَنْ حروف عاصم الّتي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها عليّ حرفًا حرفًا. قلت: فقرأ عليه شعيب بن أيوب الصريفيني، وغيره.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 402"، التاريخ الكبير "8/ 261، 262"، الجرح والتعديل "9/ 128، 129"، الثقات لابن حبان "9/ 252"، سير أعلام النبلاء "9/ 522-529"، تهذيب التهذيب "11/ 175، 176".

(14/234)


وسمع منه الحروف: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هشام البزار، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عُمَر الوكيعي، وآخرون. قَالَ محمود بْن غَيْلان: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كَانَ عُمَر -رضى الله عنه- في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عَبَّاس في زمانه، وكان بعده الشَّعْبِيّ في زمانه، وكان بعد الشَّعْبِيّ الثَّوْريّ في زمانه، وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ. وَقَالَ ابن سعْد: تُوُفّي بفم الصِّلْح في النّصف من ربيع الأوَّل سنة ثلاثٍ ومائتين، وصلَّى عَلَيْهِ الحَسَن بْن سهل.
417- يحيى بْن إِسْحَاق1. أبو زكريّا البَجَليّ السَّيْلحينيّ والسّالحينيّ. والسَّالحين قرية من عمل بغداد.
روى عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسعيد بْن عَبْد العزيز التّنُوخيّ، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، ويزيد بْن حيان أخي مقاتل، ومحمد بْن سليمان بْن الأصبهاني، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وخلْق.
رحل في طلب العلم إلى الحجاز ومصر والشام.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهارون الحمال، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وبِشْر بْن موسى، والحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بْن ملاعب، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق. وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة حافظًا لحديثه. تُوُفّي ببغداد سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون. وقال الْبُخَارِيّ وغيره: تُوُفّي سنة عشر. زاد ابن حِبّان أَنَّهُ تُوُفّي في شَعْبان.
ومن غرائبه: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ"2. خالفه مسدد، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وغيرهما، فرووه عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، فقال: عَنْ رَجُل من الأنصار. ولفظ مسدد: حدَّثني رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى. رواه أبو داود في "المراسيل".
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 340"، التاريخ الكبير "9/ 259"، الجرح والتعديل "9/ 126"، الثقات لابن حبان "9/ 260"، تهذيب التهذيب "11/ 176، 177".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "4/ 531"، وأبو داود في المراسيل "467".

(14/235)


418- يحيى بْن أَبِي بُكَيْر بْن نسر بْن أبي أسيد1 -ع- أبو زكريا العبدي القيسي، مولاهم الكوفي، قاضي كِرْمان.
حدَّثَ ببغداد وغيرها عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ؛ وشُعْبة، وزائدة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وإسرائيل، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وعباس الدُّوريّ، وعيسى بْن أَبِي حرب، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وعليّ بْن سهل، وإبراهيم بْن الحارث البغداديّ، وحفيده عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يحيى، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد العِجْليّ. قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين. وقال ابن قانع: سنة تسع. اسم أَبِي بُكَيْر: نسر، وقيل: بِشْر، وقيل: بشير، واللَّه أعلم.
419- يحيى بْن أَبِي الحَجّاج الأهتميّ المِنْقَريّ الْبَصْرِيّ2. أبو أيّوب.
عَنْ: سَعِيد الجريريّ، وابن عَوْن، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وجماعة.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعيسى بْن أحمد البلْخيّ العسقلاني.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقوي. قلت: روى عَنْهُ من أقرانه سَعِيد بْن عامر.
420- يحيى بْن الحَجّاج بْن أَبِي الحَجّاج3. أبو أيّوب. إنّ لم يكن الأوَّل، وإلّا فهو مكّي.
روى عَنْ: عَوْف، وابن جُرَيْج، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، وسفيان الثوري.
وعنه: محمد بن حسان الأزرق، وعبد الجبار بن العلاء، ويزيد بن سنان، ومحمد بن منصور الجواز، ورزق الله بن موسى، وأحمد بن الأزهر.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 264"، الجرح والتعديل "9/ 132"، الثقات لابن حبان "9/ 257"، التهذيب "11/ 190".
2 التاريخ الكبير "8/ 269"، الجرح والتعديل "9/ 139"، الثقات لابن حبان "9/ 255"، التهذيب "11/ 196".
3 الكامل في الضعفاء "7/ 2676، 2677"، ميزان الاعتدال "4/ 368".

(14/236)


ومن غرائبه: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ تُجَصَّ الْقُبُورُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا، وَأَنْ تُوطَأَ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَى الْقُبُورِ"1. رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وليحيى بْن أَبِي الحَجّاج غير ما ذكرت، ولا أرى بحديثه بأسًا.
421- يحيى بن حسان2 -سوى ق- أبو زكريا التنيسي. عَنْ: معاوية بْن سلام الحبشيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسليمان بْن قرْم، واللَّيث بْن سعْد، ومحمد بْن مهاجر، وجماعة.
وعنه: الشّافعيّ، ودُحَيْم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرَاديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وآخرون. وقع لنا في "مُسْنِد الدّارميّ" ولأولادنا الحديثان اللذان رواهما م. ت. عَنِ الدَّارَمِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: "نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ"3. وَالْحَدِيثُ: "لا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ تَمْرٌ"4. وهما من أعزّ الموافقات. قَالَ دُحَيْم: وُلِد يحيى بْن حسّان سنة أربعٍ وأربعين ومائة.
وقال ابن يونس: يحيى بْن حسّان البَكْريّ بَصْريّ ثقة، حَسَنُ الحديث، صنف كتبًا وحدّث بها. وتُوُفّي بمصر في رجب سنة ثمانٍ ومائتين.
وقال الشّافعيّ: نبا الثقة يحيى بْن حسان. وقال أحمد بْن حنبل: ثقة، رَجُل صالح، رأيته وما كتبت عَنْهُ. كَانَ يحيى بْن حسان موسرًا محتشمًا. قَالَ الحاكم:
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه مسلم "970"، وأبو داود "3226"، والترمذي "1052"، وابن ماجه "1562"، وأحمد في المسند "3/ 332"، وعبد الرزاق في المصنف "6488"، وابن حبان في صحيحه "3162، 3163، 3164، 3165".
2 التاريخ الكبير "8/ 269"، الجرح والتعديل "9/ 135"، الثقات لابن حبان "9/ 252"، التهذيب "11/ 197".
3 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2051، 2052"، وأبو داود "3820"، والترمذي "1839، 1840"، 1842"، والنسائي "3805"، وابن ماجه "3317، 3318، وأحمد في المسند "3/ 301، 304، 353"، وعبد الرزاق "19569".
4 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2046"، وأبو داود "3831"، والترمذي "1815"، وابن ماجه "3327"، والدارمي "2060، 2061".

(14/237)


حدَّثني الوليد بْن بَكْر: ثنا أحمد بْن محمد بْن جَابِر التِّنِّيسيّ، عَنْ شيوخه، أنّ الشّافعيّ لما ورد تنيس نزل عَلَى يحيى.
وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلّا مرة. فأمر الشّافعيّ الطباخ بإعادة لَوْنٍ استطابه. فلمّا أُحضر تغير يحيى فقال الشّافعيّ: أَنَا أمرته بهذا. فسُرّي عَنْهُ وقال للغلام الطباخ: أنت حرّ لوجه اللَّه شكرًا لانبساط أَبِي عَبْد اللَّه عندنا.
422- يحيى بْن حمّاد1. أبو بَكْر، في الطبقة السابقة.
423- يحيى بْن حُمَيْد الطَّوِيلُ2.
عاش دهرًا وروى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: أبو علقمة عَبْد اللَّه بْن عيسى الفَرَوِيّ، وسعد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
قَالَ ابن عدي: أحاديثه غير مستقيمة.
424- يحيى بْن خليف بْن عُقْبة السَّعْديّ3: عَنْ: ابن عَوْن، وشُعْبة، والثَّوْريّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومعمر بْن سهل، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ. وله حديث مُنْكَر عَنْ سُفْيَان.
وعنه أيضًا: محمد بْن سعْد في "الطبقات". ولم أر للقدماء فيه كلامًا.
425- يحيى بْن زياد الفراء4. تقدم في حرف الفاء: الفرّاء.
426- يحيى بْن زياد الأَسَديّ5. مولاهم الرَّقّيّ، لقبه: فهير. روى عَنْ: ابن جُرَيْج، وموسى بْن وردان، وطلحة بْن زيد الرَّقّيّ.
وعنه: أيّوب بْن محمد الوزان، وشداد بْن رُشَيْد، ومحمد بْن عبد الله بن سابور الرقي.
__________
1 تقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.
2 الجرح والتعديل "9/ 138"، الثقات لابن حبان "7/ 614".
3 الثقات لابن حبان "9/ 265"، ميزان الاعتدال "4/ 372"، لسان الميزان "6/ 252".
4 الثقات لابن حبان "9/ 256"، سير أعلام النبلاء "10/ 118-121"، تهذيب التهذيب "11/ 212، 213".
5 الثقات لابن حبان "9/ 255، 256"، تهذيب التهذيب "11/ 211".

(14/238)


427- يحيى بْن سَعِيد1. أبو زكريّا الحمصيّ العطّار.
سمع: يونس بْن زيد الأَيْليّ، وحريز بْن عثمان، وبكر بْن خُنَيْس، والسَّرِيّ بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وأيّوب بْن خوط الْبَصْرِيّ، وسوار بْن مُصْعَب، وفضيل بْن مرزوق، وأبا غسان محمد بْن مُطَرِّف، ومبارك بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، وخلقًا بالشام والعراق، ومصر.
وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن أَبِي السَّرِيّ العسقلاني ومحمد بْن مُصَفَّى، وأبو جميل أحمد محمد بْن المغيرة العَوْهيّ، وآخرون.
ضعفه ابن مَعِين. ووثَّقهُ محمد بْن مُصَفَّى. وقال أبو داود: جائز الحديث. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان. ثنا بِهِ أحمد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي التُّقَى هشام بْن عَبْد الملك، عَنْهُ. وفي الكتاب أحاديث لا يتابع عليها، وهو بين الضعف.
428- يحيى بْن السكن الْبَصْرِيّ2. نزيل الرَّقَّةِ.
عَنْ: شُعْبَة، وعمران القطّان.
وعنه: هلال بْن العلاء، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن حسّان الأزرق.
قال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ. وقال غيره: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين؛ وقيل: سنة مائتين.
429- يحيى بْن سلام البصري3. عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أَبِي عَرُوبَة، والثَّوْريّ، ومالك.
وقال ابن عديّ: يكتب حديثه مَعَ ضعفه. وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: يحيى بْن سلّام بْن أَبِي ثعلبة أبو زكريّا الْبَصْرِيّ. روى الحروف عَنْ أصحاب الحَسَن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار. سكن إفريقيا دَهْرًا، وسمعوا منه كتابه في "تفسير
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 277"، الجرح التعديل "9/ 152"، ميزان الاعتدال "4/ 379، 380"، التهذيب "11/ 220".
2 التاريخ الكبير "8/ 280"، الجرح والتعديل "9/ 155"، الثقات لابن حبان "9/ 253"، ميزان الاعتدال "4/ 380".
3 الجرح والتعديل "9/ 55"، ميزان الاعتدال "4/ 380، 381"، لسان الميزان "6/ 259-261".

(14/239)


القرآن"، وليس لأحدٍ من المتقدمين مثله، وكتابه "الجامع". وكان ثقة ثبتًا عالمًا بالكتاب والسنة. وله معرفة باللغة العربية. وُلِد سنة أربعٍ وعشرين ومائة. قَالَ ابن يونس: تُوُفّي بمصر بعد رجوعه من الحج في صَفَر سنة مائتين.
قلت: وروى عَنْهُ: ابنه محمد بْن يحيى، وأحمد بْن موسى.
وسمع منه: عَبْد اللَّه بْن وهْب مَعَ تقدُّمِهِ.
وروى أيضًا عَنْهُ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. قَالَ أبو حاتم: صدوق.
430- يحيى بْن الضُّرَيْس بْن يَسَار1. القاضي أبو زكريّا البَجَليّ مولاهم الرّازيّ، قاضي الرّيّ.
رأى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. وروى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وابن جُرَيْج، وزكريا بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يَسَار، وفُضَيْل بْن مرزوق، وإبراهيم بْن طِهْمان، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وسُفْيَان، وزائدة، وطائفة.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد، وعبد اللَّه بْن الْجَهْم، وموسى بْن نَصْر الرازيون، ويحيى بْن مَعِين، ويحيى بْن أكثم، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الفيض الأصبهاني.
وروى عَنْهُ من القدماء: جرير بْن عَبْد الحميد. وكان من حفاظ: الرّيّ، كَانَ جرير معجبًا بِهِ. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال إِبْرَاهِيم بْن موسى: منه تعلَّمْنا الحديث. قَالَ الْبُخَارِيّ، عَنْ يونس بْن موسى: مات في ربيع الأوَّل سنة ثلاث ومائتين.
431- يحيى بْن عَبّاد2. أبو عبّاد الضُّبَعيّ، بَصْريّ صدوق، ربما أغرب.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: شُعْبَة، وفليح بْن سليمان، والمسعودي، ويعقوب القمي.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 380"، التاريخ الكبير "2/ 282، 283"، الجرح والتعديل "9/ 158-160"، الثقات "9/ 252"، التهذيب "11/ 332".
2 التاريخ الكبير "8/ 292"، الجرح والتعديل "9/ 173"، الثقات لابن حبان "9/ 256"، تهذيب التهذيب "11/ 235، 236".

(14/240)


وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن سعد، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. "وذكر البخاري، عَنْ إسماعيل، ولم ينسبه، أَنَّهُ تُوُفّي سنة ثمان وتسعين ومائة، فلم يشر إليها".
432- يحيى بْن عَنْبَسَةَ الْبَصْرِيّ1.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وأبي حنيفة، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن نَصْر الفراء، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم، وعليّ بْن يزيد الفرائضيّ، ونصر بْن هذيل البالِسيّ.
يَأْتِي عَنِ الثِّقَاتِ بِالطَّامَاتِ. فَلَهُ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَدَرُ الْوَجْهِ مِنَ السُّكْرِ يُهْدِرُ الْحَسَنَاتِ"2. وَلَهُ قَالَ: "حُسْنُ الْوَجْهِ "مَالٌ" وَحُسْنُ الشَّعْرِ "مَالٌ" وَحُسْنُ اللِّسَانِ مَالٌ"3 -يَعْنِي فِي النوم- كلا الحديثين مَكْذُوبَانِ.
433- يحيى بْن طلحة أبو طلحة المُرَاديّ الْبَصْرِيّ4.
سمع من: جَدّه لأمّه سَعِيد بْن جَمْهان. وعُمّر دهرًا.
روى عَنْهُ: يحيى بْن أَبِي الخصيب، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسابوريّ، وعبد الملك بْن محمد الرَّقَاشيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: ثنا عَنْهُ يزيد بْن سِنان الْبَصْرِيّ بمصر. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ ابْنُ قُدَامَةَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَاجِبُ، أَنَا طِرَادٌ، أَنَا ابْنُ حَسْنُونٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ أَبُو طَلْحَةَ إِمْلاءً سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ: سَمِعْتُ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احْمِلُوا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ سفينة" 5. هذا حديث حسن عال.
__________
1 المجروحين لابن حبان "3/ 124"، ميزان الاعتدال "4/ 400"، لسان الميزان "6/ 272، 273".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2709".
3 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2710".
4 التاريخ الكبير "8/ 283"، الجرح والتعديل "9/ 160".
5 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أحمد في المسند "5/ 221"، والطبراني في الكبير "7/ 97"، والحاكم في المستدرك "3/ 606"، وأبو نعيم في الحلية "1/ 369".

(14/241)


434- يحيى بْن عيسى التَّميميّ النَّهْشَليّ1 الكوفيّ الفاخوريّ الخزاز. نزيل الرملة.
روى عن الأعمش، وعبد الأعلى بْن أَبِي المساور، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن محمد الطُّنافسيّ، ومحمد بْن عثمان بْن كرامة، ومحمد بْن مُصَفَّى، وخلْق سواهم.
كَانَ يتردد إلى العراق. وكان الْإِمَام أحمد حَسَن الثناء عَلَيْهِ. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي. قَالَ أحمد بْن سِنان القطّان: قَالَ لنا أبو معاوية الضّرير: اكتبوا عَنْهُ، فطال ما رأيته عند الأعمش ومسعر.
ومن غرائبه ما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، عَنْهُ قَالَ: ثنا الأَعْمَشُ قَالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فِي الْقَصَصِ، فَأَتَوْا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَسَأَلُوهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُصُّ؟ قَالَ: لا. إِنَّمَا بُعِثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالسَّيْفِ وَالْقِتَالِ. ولكن سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لأَنّ أقعد مَعَ قومٍ يذكرون اللَّه بعد صلاة العصر حتّى تغيب الشمس أحبّ إليّ من الدُّنيا وما فيها" 2.
435- يحيى بْن غَيْلان البغداديّ.
قِيلَ: تُوُفّي سنة عشر. قاله محمد بن سعد، وغيره. سيأتي في الطّبقة المقبلة.
436- يحيى بْن فضَيْل القنويّ الكوفيّ3.
يروي نسخة عَنِ الحَسَن بن صالح بن حي.
وعنه: محمد بن إسماعيل الأُحْمُسيّ، والحَسَن بْن عليّ بْن عفّان، وغيرهما.
437- يحيى بْن فضَيْل العَنَزيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: أبي عمرو بن العلاء.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 296"، الجرح والتعديل "9/ 178"، المجروحين لابن حبان "3/ 126، 127"، سير أعلام النبلاء "9/ 423، 424"، ميزان الاعتدال "1/ 401، 402"، تهذيب التهذيب "1/ 262، 263".
2 "حديث حسن لغيره": أخرجه أبو داود "3667"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع "5036"، بلفظ آخر.
3 الجرح والتعديل "9/ 181".

(14/242)


حكى عنه: أبو عبيدة معمر بْن المُثَنَّى.
أما: يحيى بْن فضَيْل فرجل يأتي بعد الستين ومائتين.
438- يحيى بْن كثير بْن درهم1. أبو غسّان الْبَصْرِيّ. مولى بني العَنْبر.
عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وعُمَر بْن العلاء المازني، وسليم بْن أخضر، وسلم بْن جعفر، وعليّ بْن المبارك.
وعنه: بُنْدار، والفلاس، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة.
وكان ثقة صاحب حديث. تُوُفّي سنة خمس أو ستٍّ ومائتين.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
قلت: مرّ قبل المائتين يحيى بْن كثير صاحب الْبَصْرِيّ أبو النَّضْر.
439- يحيى بْن المبارك بْن المغيرة2. أبو محمد العَدَويّ الْبَصْرِيّ المقرئ النَّحْويّ المعروف باليزيديّ لاتّصاله بيزيد بْن منصور. خال المهديّ يؤدّب ولده.
قرأ القرآن وجوّده عَلَى أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وحدَّثَ عَنْهُ.
وعن: ابن جُرَيْج وغيرهما.
قرأ عَلَيْهِ: أبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وجماعة.
وحدَّثَ عَنْهُ: أبو عُبَيْد، وإِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، وابنه محمد بْن يحيى، وآخرون.
وقد اتّصل بالرشيد وأدّب المأمون. وكان ثقة، فصيحًا، مفوهًا، حُجَّة، عالمًا باللُّغات والشعر والآداب. أخذ العربية عَنْ أَبِي عَمْرو، والخليل بْن أحمد، وصنّف كتاب "النّوادر"، وكتاب "المقصور والممدود"، وكتاب "الشّكل"، وكتاب "نوادر اللُّغة"، ومختصرًا في النَّحْو.
وكان يجلس زمن الرشيد مع الكسائي في مسجد واحد يقريان الناس، فكان الكسائي يؤدب الأمين، وكان اليزيد يؤدب المأمون.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 300"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 76"، الجرح والتعديل "9/ 183"، سير أعلام النبلاء "9/ 538"، تهذيب التهذيب "11/ 266".
2 سير أعلام النبلاء "9/ 562، 563"، النجوم الزاهرة "2/ 173"، شذرات الذهب "2/ 4".

(14/243)


وروى عَنْ أَبِي حمدون الطَّيِّب بْن إسماعيل قَالَ: شهدت ابن أَبِي العتاهية وكتب عَنِ اليزيديّ نحو عشرة آلاف ورقة، عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء خاصّة. قَالَ أَبُو عَمْرو الداني: رَوَى القراءة عَنِ اليزيديّ من آله: محمد، وعبد اللَّه، وإبراهيم، وإسماعيل، وإِسْحَاق أولاده؛ وابن ابنه أحمد بْن محمد، وأبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو حمدون، وعامر بْن عُمَر المَوْصِليّ أوقيّة، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وسليمان بْن خلّاد، ومحمد بْن سَعْدان، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن شجاع، وأبو أيّوب الخيّاط، وجعفر بْن غلام سجادة، ومحمد بْن عُمَر الرُّوميّ.
وقد خالف أبا عَمْرو في اختباره في أحرُف. ثمّ قَالَ أبو عَمْرو: أَنَا خَلَف بْن إِبْرَاهِيم، نا محمد بْن عَبْد اللَّه، نا محمد بْن يعقوب: أخبرني عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن اليزيدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يحيى بْن المبارك. قَالَ: كَانَ أَبِي صديقًا لأبي عَمْرو بْن العلاء فخرج إلى مكّة، فذهب أبو عمرو يشيعه وأنا معه، فأوصى بي إلى أَبِي عَمْرو. قَالَ: فلم يرني أبو عَمْرو حتّى قدِم أَبِي فأتي أبو عَمْرو يستقبله. فقال: يا أبا عَمْرو كيف رضاك عَنْ يحيى؟ قَالَ: ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت. فحلف أَبِي أنّ لا أدخل البيت حتّى أقرأ القرآن عَلَى أَبِي عَمْرو قائمًا عَلَى رجلي. فقرأت عَلَيْهِ القرآن كله قائمًا. أحسبه أَنَّهُ قَالَ: وكانت اليمين بالطلاق.
عاش اليزيدي أربعًا وسبعين سنة، وتُوُفّي ببغداد سنة اثنتين ومائتين، وقيل: تُوُفّي بمرو مَعَ المأمون.
440- يحيى بْن محمد بْن عباد الْمَدَنِيّ الشجري1 -ت.
يروى عَنْ: محمد بْن إِسْحَاق، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن سعْد، وغيرهم. وعنه: ابنه إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن المنذر بْن سَعِيد. ضعفه أبو حاتم.
441- يحيى بْن مُعَاذ2. متولّي الجزيرة. من كبار قواد المأمون. توفي سنة ست ومائتين.
442- يحيى بْن يمان.
أحد الثقات المشاهير. تُوُفّي سنة ثلاث ومائتين. كذا ورّخه بعضهم فغلط. بل
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 403"، الجرح والتعديل "9/ 185"، ميزان الاعتدال "4/ 406، 407"، التهذيب "11/ 273".
2 تاريخ الطبري "8/ 323، 339، 341"، الكامل "6/ 205، 208، 212، 223، 346".

(14/244)


تُوُفّي قبل التسعين ومائة كما مرّ. وإنّما الّذي تُوُفّي سنة ثلاث ومائتين: داود بْن يحيى. واللَّه أعلم.
443- يزيد بْن بيان1. أبو خَالِد العُقَيْليّ الْبَصْرِيّ المعلم المؤذِّن الضّرير.
عَنْ: أَبِي الرحال، عَنْ أنس.
وعنه: بُنْدار، والفسويّ، والفلّاس، وأثنى عَلَيْهِ.
444- يزيد بْن أبي حكيم الكِنَانيّ العَدَنيّ2 -خ. ت. ن. ق- عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، والحكم بْن أبان، وزمعة بْن صالح، ومالك بْن أنس.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ. قلت: ينبغي أنّ يؤخّر، فإنّ أبا حاتم عزم عَلَى الرحلة إِلَيْهِ.
445- يزيد بن هارون بن زاذني3 -ع- الإمام أبو خالد السلمي، مولاهم الواسطيّ.
وُلِد سنة ثمان عشرة ومائة.
سمع من: عاصم الأحول، ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وسليمان التَّيْميّ، وسعيد الْجُرِيريّ، وابن عَوْن، وحُمَيْد الطويل، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَبَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة وشريك، وخلق كثير.
وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وابن نُمَيْر، ويعقوب الدَّوْرقيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بن
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 323"، الجرح والتعديل "9/ 254"، المجروحين لابن حبان "2/ 199"، ميزان الاعتدال "4/ 420"، التهذيب "11/ 316".
2 التاريخ الكبير "8/ 326"، الجرح والتعديل "9/ 258"، الثقات لابن حبان "9/ 274"، تهذيب التهذيب "11/ 319، 320".
3 الطبقات الكبرى "7/ 314"، التاريخ الكبير "8/ 368"، الجرح والتعديل "9/ 295"، تهذيب التهذيب "11/ 366-369".

(14/245)


أبي أسامة، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن عَبْد الرحيم البزّاز، وخلْق وآخرهم وفاةً إدريس بْن جعفر العطّار. قِيلَ: إنّه بُخَارِيُّ الأصل.
قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: ما رأيت أحفظ من يزيد بْن هارون. وقال يحيى بْن يحيى: يزيد بْن هارون أحفظ من وكيع. وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ يزيد حافظًا متقنًا. وقال زياد بْن أيّوب: ما رأيت ليزيد كتابًا قطّ، ولا حدّثنا إلّا حِفْظًا. وقال السّرّاج: سَمِعْتُ عليّ بْن شُعَيْب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فَخْر، وأحفظ للشّاميّين عشرين ألف حديث، لا أُسأل عَنْهَا.
وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه وقيل لَهُ: يزيد بْن هارون لَهُ فِقْه؟ قَالَ: نعم، وما كَانَ أذكاه وأفهمه وأفطنه.
وقال أحمد بْن سِنان: ما رأينا عالمًا قطّ أحسن صلاةً من يزيد بْن هارون. لم يكن يفتر من صلاة اللّيل والنهار. وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يُسأل عَنْ مثله. وروى عَمْرو بْن عَوْن، عَنْ هُشَيْم قَالَ: ما بالمصرين مثل يزيد بْن هارون. وقال مؤمل بْن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلست حديثًا قطّ، إلّا حديثًا واحدًا عن عوف، فما بورك فيه. وعن عاصم بْن عليّ قَالَ: كنت أَنَا ويزيد بْن هارون عند قيس بْن الربيع، فأمّا يزيد فكان إذا صلّى العتمة لا يزال قائمًا حتّى يصلّي الغداة بذلك الوضوء نيفًا وأربعين سنة.
وقال محمد بْن إسماعيل الصائغ بمكّة: قَالَ رَجُل ليزيد بْن هارون: كم جزؤك؟ قَالَ: وأنام من الليل شيئًا؟ إذًا لا أنام اللَّه عيني. وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: سَمِعْتُ من يزيد بْن هارون ببغداد، وكان يقال: إنّ في مجلسه سبعين ألفًا. وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: يزيد بْن هارون ثقة، ثبت، متعبد، حَسَن الصلاة جدًّا. يصلّي الضحى ستٍّ عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل. وكان قد عمي. وقال أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة: ما رأيت أتقن حفظًا من يزيد بْن هارون.
وقال أحمد بْن سِنان: هُوَ وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار. وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر. أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِجَازَةً: أَنَّ الْكِنْدِيَّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا الْقَزَّازُ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نَا الْأَصَمُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ شَاذَانَ الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ: حَدَّثَنِي

(14/246)


ابْنُ عَرْعَرَةَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ. قَالَ: قَالَ لَنَا الْمَأْمُونُ: لَوْلَا مَكَانَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ لَأَظْهَرْتُ الْقُرْآنَ مَخْلُوق. فَقِيلَ: وَمَنْ يَزِيدُ حَتَّى يُتَّقَى؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنِّي لَأَرْتَضِيهِ لا أَنَّ لَهُ سلطنة. وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرْتُهُ فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَتَخْتَلِفُ النَّاسُ وَتَكُونُ فِتْنَةً.
وَقَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ فِي الْمَنَامِ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لي وَشَفَّعَنِي وَعَاتَبَنِي وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا. وَقَالَ الْآخَرُ: رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، وَسَأَلَانِي مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا؟ وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا؟ فَقَالَا لي: صَدَقْتَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّي بِوَاسِطٍ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.
قلت: وقع جملة أحاديث بعلو في "الغيلانات" مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِنْهَا: "الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" 1. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وقد روى عَبَّاس بْن عَبْد العظيم، وأحمد بْن سِنان، عَنْ شاذ بْن يحيى، أَنَّهُ سمع يزيد بْن هارون يَقُولُ: من قَالَ: القرآن مخلوق فهو زَنْديق كافر باللَّه تعالى.
446- يعقوب بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ2 -ع- أبو يوسف القرشي الزهري العوفي المدني نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن أخي الزُّهْرِيّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، واللَّيث بْن سعْد، وشُعْبة بْن الحَجّاج.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعبد بْن حُمَيْد، وعليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة، وخلق سواهم.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1"، ومسلم "1907"، وأبو داود "2201"، والنسائي "75"، وابن ماجه "4227"، وأحمد في المسند "1/ 43"، والبيهقي في السنن الكبرى "1/ 298، 2/ 14، 4/ 112".
2 الطبقات الكبرى "7/ 343"، التاريخ الكبير "8/ 396، الجرح والتعديل "9/ 202"، تهذيب التهذيب "11/ 380، 381".

(14/247)


قَالَ ابن سعْد: ثقة جليل القدْر مُقَدَّم عَلَى أخيه سعْد في الفضل والورع والإتقان. وقال ابن مَعِين: ثقة. وقال ابن سعْد: تُوُفّي بفم الصِّلْح في صحبة الحَسَن بْن سهل في شوّال سنة ثمان ومائتين.
447- يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق1 -م. د. ن. ق- الإمام أبو محمد الحضرمي مولاهم الْبَصْرِيّ.
قارئ أهل البصْرة بعد أبي عَمْرو بْن العلاء، وأحد الأئمّة القرّاء العشرة. أخذ القرآن عَنْ: أَبِي المنذر سلّام الطّويل، وأبي الأشهب العُطَارديّ، ومَهْديّ بْن ميمون، وشهاب. وسمع حروفًا من حمزة.
وتصدّر للإقراء فقرأ عَلَيْهِ خلق، منهم: رَوْح بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن المتوكّل رُوَيْس، والوليد بْن حسان التَّوَّزيّ، وأحمد بْن عَبْد الخالق المكفوف، وكعب بْن إِبْرَاهِيم، وحُمَيْد بْن وزير، والمنهال بْن شاذان العُمَريّ، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وأبو عُمَر الدُّوريّ، وخلْق سواهم.
وسمع الكثير من: شُعْبَة، وهارون بْن موسى النَّحْويّ، وسليم بْن حيان، والأسود بْن شَيْبان، وهمّام، وزائدة، وأبي عَقِيل الدَّوْرقيّ.
روى عَنْهُ: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلق سواهم.
وكان أصغر من أخيه أحمد بْن إِسْحَاق.
قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: هُوَ أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وبِعلَلِه ومَذاهبه ومذاهب النحو. وقال أحمد بن حنبل: صدوق. وقال محمد بْن أحمد العِجْليّ يمدح يعقوب الحَضْرميّ:
أبوه من القرء كَانَ وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدُّرِّيِّ
تَفَرُّدُهُ محْضُ الصّواب وَوَجْهُهُ ... فَمَن مثلُهُ في وقته وإلى الحشْرِ؟
وقال عليّ بْن جعفر السعيدي: كَانَ يعقوب أقرأ أهل زمانه. وكان لا يلحن في
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 304"، التاريخ الكبير "8/ 399"، الثقات لابن حبان "9/ 283"، الجرح والتعديل "9/ 203"، التهذيب "11/ 382".

(14/248)


الكلام. وكان أبو حاتم السِّجِسْتانيّ من بعض غلمانه. وعن أَبِي عثمان المُزَنيّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقرأت عَلَيْهِ سَورَة طه، فقرأت "مكانًا سِوى". فقال: اقرأ "سُوًى"، اقرأ قراءة يعقوب.
وقال أبو القاسم الهُذليّ: ومنهم يعقوب بْن إِسْحَاق الحَضْرميّ لم يُرَ في زمنه مثله. وكان عالمًا بالعربيّة ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلًا تقيًّا نقيًّا ورعًا زاهدًا. بلغ من زهده أنّ سرق رداؤه عَنْ كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر، ورُدّ إِلَيْهِ فلم يشعر لشغله بعبادة ربه. وبلغ من جاهه بالبصرة أَنَّهُ كَانَ يحبس ويطلق.
وقال أبو طاهر بْن سَوَّار: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمس ومائتين. قَالَ: وكان حاذقًا بالقراءة قيّمًا بها، متحريًا، نحويًا فاضلًا.
وقال رَوْح بْن عَبْد المؤمن، وغيره: قرأ يعقوب عَلَى سلّام الطويل، وقرأ سلّام عَلَى أَبِي عَمْرو بْن العلاء. وقال محمد بْن المتوكل: قرأت عَلَى يعقوب، وقرأ عَلَى سلّام، وقرأ سلّام عَلَى عاصم بْن أبي النجود، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عليّ -رضى الله عنه-. وَرُوِيَ عَنْ يعقوب أَنَّهُ قرأ عَلَى سلّام، وأنّه قرأ عَلَى عاصم الْجُحْدُرِيّ. فهذه ثلاثة أقوال مختلفة. والله أعلم.
448- يَعْلَى بْن عُبَيْد الطنافسي الكوفيّ1. أبو يوسف الحافظ. أحد الأخوة.
رَوَى عَنِ: الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزكريا بن أبي زائدة، وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إسحاق، وأبي حيان التميمي، وطائفة.
وعنه: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمود بن غَيْلان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وهارون الحمال، وعلي بن حرب، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحا في نفسه. وقال إسحاق الكوسج، عَنِ ابن مَعِين: ثقة. وقال سَعِيد بْن أيّوب الْبُخَارِيّ: كَانَ يَعْلَى بْن عُبَيْد يحفظ عامّة حديثه، أو جميع ما عنده. وما رأيت أحفظ من وكيع. وقال أبو حاتم:
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 397"، التاريخ الكبير "8/ 419"، الجرح والتعديل "9/ 340، 305"، الثقات "7/ 653"، التهذيب "11/ 302، 403".

(14/249)


هُوَ أثبت أولاد أَبِيهِ في الحديث. وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن يونس: ما رأيت أفضل من يَعْلَى بْن عُبَيْد، وما رأيت أحدًا يريد بعلمه اللَّه عزَّ وَجَلَّ إلَّا يَعْلَى بْنَ عُبَيْدٍ. وقال أحمد بْن الفُرات: ما رأيت يَعْلَى ضاحكًا قطّ.
قَالَ محمد بْن سعْد: تُوُفّي بالكوفة يوم الأحد لخمسٍ خَلَوْن من شوّال سنة تسعٍ ومائتين.
449- يَعْمَر بْن بِشْر1. أبو عَمْرو المَرْوَزِيّ الفقيه. من كبار أصحاب ابن المبارك.
سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي شَيْبَة، وعليّ بْن المَدِينيّ، والفضل بْن سهل، ومحمد بْن أحمد بْن الْجُنَيْد، وآخرون. وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
450- يوسف بْن عَمْرو2. أبو يزيد الفارسيّ ثمّ الْمَصْرِيّ. إمام مفتٍ.
روى عَنْ: ابن لهيعة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّناد، وابن وهْب، واللَّيث.
وعنه: الحارث بْن مسكين، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وجماعة. تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. وقيل: سنة خمسٍ.
451- يوسف بْن يعقوب السَّدُوسيّ3 -خ. ت. ن. ق- مولاهم المعروف بالضُبَعي نزل فيهم بالبصرة. ويقال لَهُ: السَّلعي لسَلْعة في قفاه. وقيل فِيهِ: السّلَعيّ؛ لأنّه كَانَ يبيع السّلَع.
روى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلم، وجماعة.
وعنه: محمد بْن بشّار بُنْدار، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وآخرون. وثّقه أحمد بْن حنبل. وتُوُفّي سنة اثنتين.
452- يونس بْن عُبَيْد اللَّه العميري اللَّيْثيّ الْبَصْرِيّ4. أبو عَبْد الرَّحْمَن.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 379"، الجرح والتعديل "9/ 313"، الثقات لابن حبان "9/ 291".
2 الولاة والقضاة للكندي "470"، تهذيب التهذيب "11/ 420".
3 التاريخ الكبير "8/ 383"، الجرح والتعديل "9/ 233"، الثقات لابن حبان "7/ 634"، تهذيب التهذيب "11/ 431".
4 الجرح والتعديل "9/ 241"، الثقات لابن حبان "9/ 289"، تهذيب التهذيب "11/ 442".

(14/250)


عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، ومالك بْن أنس، وعديّ بْن الفضيل.
وعنه: عُمَر بْن شَبَّة، والفلّاس، والكُدَيْميّ. وكان صدوقًا.
453- يونس بْن محمد بن مسلم1 -ع- أبو محمد البغدادي المؤدّب الحافظ.
سمع: شَيْبان النَّحْويّ، والحمادين، وفليح بْن سليمان، واللَّيث بْن سعْد، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وحرب بْن ميمون، وطبقتهم. وكان من الحفّاظ المجوِّدين.
روى عنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة، والرَّماديّ، وعبّاس الدُّوريّ، وحُبيش بْن مُبَشّر، وأحمد بْن الخليل البُرجلانيّ، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحارث بْن أَبِي أسامة، وخلق كثير.
وثّقه ابن مَعِين. ومات في صَفَر سنة ثمان ومائتين.
454- يونس بن يحيى بن نباتة2. أبو نابتة الْمَدَنِيّ النَّحْويّ.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وَسَلَمَةَ بْن وردان، وداود بْن قيس.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن الحَكَم القطواني، والزُّبَير بْن بكّار، وأبو بَكْر بْن شَيْبة الحرّانيّ، وجماعة. قَالَ أبو زُرْعة: صدوق.
الكنى:
455- أبو صَفْوان الأُمَويّ3. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْن مروان. مكّيّ، ثقة.
قُتل أَبُوهُ عند زوال دولتهم، ففرّت بعبد اللَّه أُمُّه إلى مكة، ونشأ بها.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 337"، التاريخ الكبير "8/ 410"، الجرح والتعديل "9/ 246"، الثقات لابن حبان "9/ 289"، التهذيب "11/ 447".
2 التاريخ الكبير "8/ 411"، الجرح والتعديل "9/ 249"، الثقات لابن حبان "7/ 652"، تهذيب التهذيب "11/ 449".
3 التاريخ الكبير "5/ 104"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 12"، الجرح والتعديل "5/ 72"، الثقات لابن حبان "8/ 337"، ميزان الاعتدال "2/ 429"، تهذيب التهذيب "5/ 238".

(14/251)


وسمع من: ابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، ويونس الأَيْليّ، وجماعة. وكان ثقة.
روى عَنْهُ: الشّافعيّ، وأحمد، وابن مَعِين، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة. وحديثه في الكُتُب الستة سوى ابن ماجة.
وقد كنتُ ذكرته في طبقة ابن المبارك، ثمّ إنّني ظفرت بما رواه الْبُخَارِيّ في تاريخه بالإجازة عَنْ أحمد بْن أَبِي بَكْر الأزجيّ، أَنَا سعْد اللَّه بْن نَصْر، أَنَا أبو منصور الخيّاط، أَنَا أحمد بْن سرور المقرئ، ثنا الْمُعَافَى بْن زكريّا، ثنا محمد بْن مَخْلَد: حدَّثني أحمد بْن محمد بْن عَبْد الرحيم صاحبنا: سمعنا أبا سعْد بْن زكريّا بْن يحيى الطّائيّ قَالَ: كَانَ بمكّة شيخ من وُلِد سَعِيد بْن عَبْد الملك بْن مروان، وكان يكنى أبا صَفْوان. وكان شيخًا جميلًا حَسَن الخِضاب، فحدّثني سنة أربعٍ، أو في سنة خمس ومائتين. قَالَ: لقد رأيتُني ولي أربع بنات، وما أملك قليلًا ولا كثيرًا، فحضر الموسم وما عليّ إلّا أخلاق لي. فطرقتني جماعة من القُرَشيّين فقالوا: يا أبا صَفْوان، إنّ أمير المؤمنين الرشيد كَانَ اليوم ببطن مُرٍّ، وهو يصبحنا فهل لك أنّ تمضي فتلقاه بفَخّ أو عَلَى العقبة فتسأله. فمضيت معهم. فتلقّيناه حين صلَّى الفجر، فكلمناه وقلنا لَهُ: يا أمير المؤمنين ناسٌ من قومك جُعنا وعَرينا، فإن رأيت، أنّ تنظر لنا. فترك القوم ورماني ببَصَره. وقال: أنت ممّن؟ قلت: من بني عَبْد مَنَاف. قَالَ: من أيهم؟ قلت: نشدتك اللَّه والرَّحِم ألا تكشفْني عَنْ أكثر من هذا. قَالَ: ويْلك، من أيّ بني عبد مَنَاف؟ فلمّا رأيت غَضَبَه قلت: يا أمير المؤمنين رجلًا من بني أُميّة. قَالَ: من أيّ بُنيّ أُميّة؟ قلت: من ولد مروان. قَالَ: من أيّ ولد مروان؟ قلت: من ولد عَبْد الملك. فرأيت واللَّه الغضب يتردّد في وجهه، قَالَ: ومن أيّ ولد عَبْد الملك؟ قلت: من ولد سَعِيد. قَالَ: سَعِيد الشر؟ قلت: نعم. قال: أنخ. فأنيخت الجمازة، ثم قَالَ: عليّ بحمّاد، وهو عامله عَلَى مكّة. فأُقْبِل بحمّاد فقال: وَيْهًا يا حمّاد. أُوَلّيك أمرَ قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه. فرأيت حمّادًا ينظر إلى نظر الجمل الصَّؤُول يكاد يأكلني. ثمّ قَالَ: أثِرْ يا غلام. فأثار الجمازة ومرُّوا يطردونه، ورجعت وأنا أخْزَى خلق اللَّه، وأخْوَفُه من حمّاد، وانقمعتُ في داري. فلمّا كَانَ جوف اللّيل أتاني أتٍ وقال: أجِبْ أميرَ المؤمنين. فودعت واللَّه وداعَ الميّت، وخرجت وبناتي ينتفْن شُعورهن ويَلْطِمْن. فأُدْخِلتُ عَلَيْهِ، فسلمت، فردّ عليّ وقال: حيّاك اللَّه يا أبا صَفْوان. يا غلام، احمل مَعَ أَبِي صَفْوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصَبَبْتُها بين أيديهنّ. فوالله ما تمّ سرورنا حتّى طُرِق الباب أن أجِبْ أميرَ

(14/252)


المؤمنين. قلت: واللَّه بدا لَهُ فيَّ. فدخلت عَلَيْهِ، فمدّ يده إلى كتاب كأنه إصبع وقال: إلق حمّادًا بهذا الكتاب. فأخذته وصرتُ إلى بناتي فسكنت منهنّ، ثمّ أتيت حمّادًا وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقعّ خروج أمير المؤمنين، وكان يُغَلِّس بالفجر، فلمّا نظر إليّ كَانَ يأكلني ببصره. فقلت: أصْلَح اللَّه الأمير لِيَفْرَغْ رَوْعُك، فقد جاءك اللَّه بالأمر عَلَى ما تحبّ. فأخذ الكتاب منّي، ومال إلى بعض المصابيح. فقرأه، ثم قَالَ: يا أبا صَفْوان تدري ما فيه؟ قلت: لا واللَّه. قَالَ: اقْرأْه. فإذا فِيهِ مكتوب: بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم، يا حمّاد لا تنظر إلى أَبِي صَفْوان إلّا بالعين الّتي تنظر بها إلى الأولياء، وَأَجْرِ عَلَيْهِ في كلّ شهر ثلاثة آلاف دِرهم. قَالَ: فما زلت واللَّه آخذُها حياة الرشيد. قلت: أحمد بْن محمد شيخ ابن مَخْلَد لَيْسَ بمشهور.
456- أبو عبيدة العُصْفُريّ1. شيخ بَصْريّ، اسمه إسماعيل بْن سِنان.
روى عَنْ عكرمة بْن عمّار، وغيره.
وعنه: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ. قَالَ أبو حاتم الرّازيّ: ما بحديثه بأس.
457- وأبو عبيدة اللُّغَويّ. مَعْمَر. مرّ.
458- أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ النَّحْويّ. إِسْحَاق بْن مرّار. تقدّم.
459- أبو عيسى بْن هارون الرشيد بْن محمد المهديّ بْن المنصور العبّاسيّ الأمير2. واسمه محمد، وأمه أمّ ولد.
ولي إمرة الكوفة سنة أربعٍ ومائتين، وحجّ بالنّاس سنة سبعٍ، وكان موصوفًا بحُسْن الصّورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر جيد.
قَالَ الصُّوليّ: حدَّثني عَبْد اللَّه بْن المعتز قَالَ: كَانَ أبو عيسى ابن الرشيد أديبًا ظريفًا، إذا عمل بيتين أو ثلاثة جوَّدَها. فمن شعره:
لساني كتوم لأسراركم ... ودمعي نَمُوم بسِرّي مُذيعُ
فلولا دموعي كَتَمْتُ الْهَوَى ... ولولا الهوى لم تكن لي دموع
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 358، 359"، الجرح والتعديل "2/ 176"، الثقات لابن حبان "6/ 39".
2 تاريخ خليفة "472، 473"، الأغاني "5/ 383"، الكامل في التاريخ "6/ 358، 385".

(14/253)


وقال شيخ بْن حاتم العُكْليّ: ثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد قَالَ: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد. كان فيهم الأمين، وأبو عيسى. لم ير الناس أجمل منه قط. كان إذا أراد الركوب جلس له الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء.
وقال الغلابي: ثنا يعقوب بْن جعفر قَالَ: قَالَ الرشيد لابنه أَبِي عيسى وهو صبيّ: ليت جمالك لعبد الله، يعني المأمون. فعجب من جوابه عَلَى صغره، وضمّه إِلَيْهِ وقبّله. وقيل: إنّ المأمون كلّم أخاه أبا عيسى بشيء فأخجله فقال:
يكلّمني ويَعْبَثُ بالْبَنَان ... من التشويش مُنْكَسِر اللّسان
وقد لعِب الحياءُ بِوَجْنَتَيْه ... فصار بياضُها كالأُرْجُوان
وقال الصُّوليّ: ثنا الحُسين بْن فهم قَالَ: لما قَالَ أبو عيسى بْن الرشيد:
دهاني شهر الصَّوْمِ لا كَانَ من شَهْرِ ... ولا صُمْتُ شَهْرًا بعده آخر الدخر
ولو كَانَ يُعْديني الإمامُ بقدرةٍ ... عَلَى الشّهر لاستعْدَيْتُ جهدي عَلَى الشهرِ
فناله بعقب هذا صَرْعٌ. فكان يُصْرَع في اليوم مراتٍ حتّى مات، ولم يبلغ رمضانًا آخر.
وقال محمد بْن عبّاد المُهَلّبيّ: كَانَ المأمون قد أهّل أخاه أبا عيسى للخلافة بعده. وكان يَقُولُ: ما أجزع من قرب المنيّة حقّ الجزع بلوغ أَبِي عيسى ما لعلّه يشتهيه.
وكان أبو عيسى ممّن لم يُرَ قط أجمل منه، فمات. فدخلت للتعزية، فنبذت عمامتي وجعلتها ورائي؛ لأنّ الخلفاء لا تُعزّى في العمائم، فقال المأمون: يا محمد حال الْقَدَرُ دون الوَطَرُ، وأَلْوَتِ المَنِيَّة بالأُمْنية. وكان المأمون يعرّفني ما لَهُ عنده وعزّمه فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين كل مصيبة أخطأتْك تَهُون، فجعل اللَّه الحزن لك لا عليك.
قَالَ صاحب "الأغاني" أبو الفَرَج: حدَّثني ابن أَبِي سعْد الورّاق: حدَّثني محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر: حدَّثني أَبِي قَالَ: قَالَ أحمد بْن أَبِي داود: دخلت عَلَى المأمون في أول صحبتي إيّاه، وقد تُوُفّي أخوه أبو عيسى، وكان لَهُ مُحِبًّا، وهو يبكي ويتمثل:
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فحسبك مني ما تحن الجوانح
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم ... عَلَى أحدٍ إلّا عليك النوائح

(14/254)


وقال عَرِيبُ:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر
كأن بني العبّاس يوم وفاته ... نجوم سماءٍ خر من بينها البدر
فبكى المأمون وبكينا، ثم قَالَ لها: نُوحي. فناحت، وردّ عليها الجواري، فبكينا أحرقَ بكاء، وبكى المأمون حتّى قلت: قد جادت نفسه.
وقال هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن المهديّ: مات أبو عيسى سنة تسعٍ ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أيّامًا.
وقال الصُّوليّ: كَانَ أبو عيسى يُسمّى أحمد أيضًا، وكانت أمّه بربريّة؛ وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين وسوى صاحب الترجمة، وهم: أبو عليّ محمد: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وأبو العبّاس محمد: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفَّلًا. وأبو أحمد محمد: وكان طريفًا نديمًا فاضلًا، تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته. وأبو سليمان محمد: سمّاه ابن جرير الطَّبَريّ. وأبو أيّوب محمد: وكان أديبًا شاعرًا. وأبو يعقوب محمد.
وكلّهم أولاد إماء. وهذا الأخير مات سنة ثلاثٍ وعشرين، وسأترجم لأبي العباس، ولأبي أحمد إنّ شاء اللَّه تعالى.
460- أبو يوسف الأعشى الكوفيّ1. واسمه يعقوب بْن محمد بْن خليفة المقرئ. أحد الكبار.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عيّاش. وتصدّر للإقراء مدّة، فقرأ عَلَيْهِ: أبو جعفر محمد بْن غالب الصَّيْرفيّ، ومحمد بْن حبيب الشمّونيّ.
وأخذ عَنْهُ الحروف: محمد بْن إِبْرَاهِيم الخواص، ومحمد بْن خَلَف التَّيْميّ، وأحمد بْن جُبَيْر، وعُبَيْد بْن نُعَيْم، وعَمْرو بْن الصّبّاح، وخلف بْن هشام البزاز، وطائفة سواهم.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 159"، غاية النهاية "2/ 390".

(14/255)


قال أبو بَكْر النّقّاش: كَانَ أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عَلَيْهِ أحدًا في القراءة عَلَى أَبِي بَكْر، ولا أقدّم في رواية الحروف أحدًا عَلَى يحيى بْن آدم، عَنْ أَبِي بَكْر.
قَالَ أبو العبّاس بْن عُقْدة: ثنا القاسم بْن أحمد، أَنَا الشمونيّ، عَنْ أَبِي يوسف الأعشى قَالَ: قَالَ لي أبو بَكْر: يا أبا يوسف أَنَا أصلي خلف إمام بني السيد وهو يقرأ قراءة حمزة، فقد شككني في بعض الحروف التي أقرأها. فاعرض علي عرضة تكون لك أحفظها عنك. قال: فقعد له في أصحاب الشعر، فقرأ، واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف، والله أعلم.

(14/256)


الفهرس العام للكتاب:
الموضوع الصفحة
الطبقة الحادية والعشرون:
"أحداث سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ"
3 بَيْعَةُ الْمَأْمُونِ لِعَلِيِّ بْنِ موسى الرضا بولاية العهد
3 خلع المأمون والدعوة لإبراهيم بن المهدي
3 ولاية زياد الله بن الأغلب على المغرب
4 تحرك بابك الخرمي
"أحداث سنة اثنتين ومائتين"
4 البيعة لإبراهيم بْن المهديّ
4 خروج المهدي الحروري على إبراهيم بن المهدي
4 خروج أبي السرايا بالكوفة
5 ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بْن سلامة
6 هياج العامة على بشر المريسي
7 الحوار بين المأمون والرضا
7 خروج المأمون إلى العراق
8 دعوة المطلب بن عبد الله المأمون سرا
"أحداث سنة ثلاث ومائتين"
9 المتوفون في هذه السنة
9 وفاة الرضا
9 مرض الحسن بن سهل
9 الخلاف بين ابن المهديّ وعيسى بْن محمد
10 طرد عمال ابن المهدي
10 الدعاء للمأمون

(14/257)


11 اختفاء إبراهيم بن المهدي
12 وصول المأمون إلى همدان
"أحداث سنة أربعٍ ومائتين"
12 وصول المأمون إلى النهروان
12 العودة إلى لبس السَّواد
12 ولاية يحيى بْن مُعَاذ الجزيرة
13 الولاية على الكوفة والبصرة
"أحداث سنة خمس ومائتين"
13 استعمال طاهر بْن الحُسين على خراسان
13 ولاية ابن طاهر الجزيرة
13 ولاية عيسى بْن محمد آذربيجان وأرمينية
13 استعمال بشر بن داود على السند
13 استعمال الجلودي لمحاربة الزط
14 الحج هذا الموسم
"أحداث سنة ستٍّ ومائتين"
14 المدّ يغرق سواد العراق
14 تغلب بابك على عيسى بن محمد
14 تعيين ابن طاهر لمحاربة نَصْر بْن شبث
14 استعمال إبراهيم بن محمود على بغداد
"أحداث سبع ومائتين"
15 الدعوة للرضى في اليمن
15 موت طاهر بن الحسين
16 ولاية موسى بن حفص
16 الحج هذا الموسم
16 ظهور الصناديقي باليمن وهلاكة

(14/258)


"أحداث سنة ثمان ومائتين"
16 امتناع الحَسَن بْن الحُسين على المأمون
16 ولاية قضاء عسكر المهدي
17 ولاية القضاء
17 الحج هذا الموسم
"أحداث سنة تسعٍ ومائتين"
17 تقريب المأمون أهل الكلام
17 طلب نصر بن شبت الأمان
18 ولاية أرمينية وأذربيجان وحرب بابك
18 الحج هذا الموسم
18 موت ملك الروم
"أحداث سنة عشر ومائتين"
19 دخول نصر بغداد
19 ظهور المأمون بابن عائشة ورفاقه
19 الظفر بإبراهيم بن المهدي
20 زواج المأمون ببوران
20 شخوص عَبْد اللَّه بْن طاهر إلى مصر
20 فتح ابن طاهر للإسكندرية
21 ظفر علي بن هشام بأهل قم

(14/259)


تراجم رجال هذه الطبقة:
21 1- أحمد بن عطاء الهجيمي البصري العابد.
22 2- أحمد بْن أَبِي طيبة عيسى بْن سليمان الدارمي.
22 3- إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم القاري.
22 4- إبراهيم بن أيوب العنبري الفرساني.
23 5- إبراهيم بن بكر البجلي الدمشقي.
23 6- إبراهيم بن بكر الشيباني.
23 7- إبراهيم بن حبيب بن الشهيد.
23 8- إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني.
24 9- إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني.
24 10- إبراهيم بن رستم العقبي.
24 11- إبراهيم بن سليمان البلخي الزيات.
25 12- إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي.
25 13- إبراهيم بْن عليّ بْن حَسَن بْن عليّ الرافعي.
25 14- إبراهيم بن قرة الأسدي الأصم.
25 15- إبراهيم بن موسى الموصلي الزيات.
26 16- الأحنف بن حكيم.
26 17- إدريس بن محمد الرازي.
26 18- أزهر بن سعد السمان.
27 19- أزهر بن القاسم.
27 20- إسحاق بن إبراهيم السمرقندي.
27 21- إسحاق بن إدريس الأسواري.
28 22- إِسْحَاق بْن بِشْر بْن محمد بْن عَبْد الله البخاري.
29 23- إِسْحَاق بْن بِشْر بْن محمد بْن عَبْد الله الهاشمي.
29 24- إسحاق بن عيسى القشيري.

(14/260)


29 25- إسحاق بن الفرات المصري الفقيه.
30 26- إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسيبي.
30 27- إسحاق بن مرار الشيباني.
31 28- إسحاق بن منصور السلولي.
32 29- إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي.
32 30- إسماعيل بن أبان الغنوي.
32 31- إسماعيل بن أبان الوراق.
33 32- إسماعيل بن الحكم.
33 33- إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الثقفي.
33 34- إسماعيل بن مرزوق المرادي.
33 35- إسماعيل بن الوزير أبي عبيد الله.
33 36- إسماعيل بن نصر الهذلي.
34 37- إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل.
34 38- إسماعيل بن عمر الواسطي.
34 39- الأسوط بن عامر شاذان.
35 40- أشعث بن عطاف الأسدي.
35 41- أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي.
36 42- أشهل بن حاتم الجمحي.
37 43- أصرم بن حوشب.
37 44- أصرم بن غياث.
37 45- أمية بن خالد القيسي.
38 46- أوس بن عبد الله بن بُريدة.
38 47- أيوب بن خالد الجُهني الحراني.
38 48- أيوب بن سويد الرملي.
"حرف الباء".
39 49- بشر بن بكر التنيسي.

(14/261)


40 50- بشر بن ثابت البصري.
40 51- بشر بن الحسين الهلالي.
40 52- بشر بن عمر الزاهراني.
41 53- بشر بن مبشر الواسطي.
41 54- بشر بن المعتمر.
41 55- بكر بن بكار القيسي.
42 56- بكر بن خداش الكوفي.
42 57- بكر بن الخطيب الرام.
42 58- بكر بن عيسى الراسبي.
42 59- بكر بن يحيى بن زبان.
43 60- بكير بن جعفر السليمي الجرجرائي.
43 61- بهز بن أسد العمي.
43 62- بهلول بن حسان بن سنان.
43 63- بهلول بن مورق الشامي.
44 64- بهيم العجلي العابد.
"حرف الثاء".
44 65- ثابت بْن نَصْر بْن مالك الخزاعي.
"حرف الجيم".
44 66- الجارود بن يزيد العامري.
45 جابر بن نوح بن أبو بشر.
45 67- جابر بن نوح الحماني.
45 68- جعفر بن عون المخزومي.
46 69- جنيد الحجام.
"حرف الحاء".
46 70- حاتم بن عبد الله النميري.
47 71- الحارث بن أسد العتكي.

(14/262)


47 72- الحارث بن أسد الإفريقي.
47 73- الحارث بن عطية البصري.
47 74- الحارث بن عمران الجعفري.
47 75- الحارث بن مسلم المروزي.
47 76- الحارث بن النعمان بن سالم.
48 77- حجاج بن زيان السهمي.
48 78- حجاج بن محمد المصيصي.
49 79- حجين بن المثنى.
49 80- حذيفة بن قتادة المرعشي.
49 81- حرمي بن عمارة بن أبي حفصة.
50 82- حرملة بن عبد العزيز بن الربيع.
50 83- الحسن بن زياد اللؤلؤي الفقيه.
52 84- الحسن بن محمد بن أعين الحراني.
52 85- الحسن بن محمد بن عبيد الله المكي.
52 86- الحسن بن موسى الأشيب.
53 87- الحسني بن الحسن بن عطية العوفي.
55 88- الحسين بن الحسن الأشقر.
55 89- الحسين بن الحسن شيخ خليل.
55 90- الحسين بن عُلوان بن قدامة.
56 91- الحسين بن علي نب الوليد الجعفي.
58 92- الحسين بن عياش بن حازم.
58 93- الحسين بن الوليد القرشي.
59 94- حفص بن سلم السمرقندي.
59 95- حفص بن عبد الله بن راشد.
60 96- حفص بن عمر الزبيري.
60 97- حفص بن عمر الحبطي الرملي.

(14/263)


60 98- حفص بن عمر المدني.
60 99- حفص بن عمر الرازي.
61 100- حفص بن عمر الشامي.
61 101- حفص بن عمر العدني الفرخ.
61 102- حفص بن عمر بن عبيد.
61 103- حفص بن عُمَر الحوضي.
61 104- حفص بن عُمَر الضرير.
61 105- حفص بن عمر جابان.
61 106- حفص بن عمر الرفاء.
62 107- حفص بن عمر الواسطي.
62 108- حفص بن عمر البغدادي.
62 109- حفص بن عمر الكفر.
62 110- حفص بن عمر قاضي حلب.
63 111- حفص بن عمر بن مرة الشني.
63 112- حفص بن عمر بن حفص المخزومي.
63 113- الحكم بن عبد الله البصري.
64 114- الحكم بن مروان الكوفي.
64 115- الحكم بن هشام الأموي.
64 116- حماد بن أسامة الكوفي.
66 117- حماد بن خالد الخياط.
66 118- حماد بن عيسى الجهني الواسطي.
67 119- حماد بن قيراط النيسابوري.
67 120- حماد بن مسعدة.
67 121- حماد بن سليمان بن المرزبان.
68 122- حماد بن معقل.

(14/264)


68 123- حمزة بن الحارث العدوي.
68 124- حمزة بن زياد بن سعد.
69 125- حمزة بن القاسم الأزدي.
69 126- حميد بن عبد الحميد الأمير.
69 127- حنيفة بن مرزوق.
"حرف الخاء".
69 128- خالد بن إسماعيل المخزومي.
70 129- خالد بن الحسين الضرير.
70 130- خالد بْن عَبْد الرحمن الخراساني.
70 131- خالد بْن عبد الرحمن بن خالد المخزومي.
71 132- خالد بن عَمْرو بن محمد بن عبد الله الأموي.
71 133- خالد بن نجيح المصري.
71 134- خالد بن يزيد بن بن الأمير القسري.
72 135- خالد بن أبي يزيد الفارسي القرني.
72 136- خالد بن يزيد السلمي.
72 137- خزيمة بن خازم الخراساني.
73 138- الخصيب بن ناصح الحارثي.
73 139- خلاد بن يزيد الجعفي.
73 140- خلف بن تميم.
74 141- خلف بن أيوب الفقيه.
75 142- الخليل بن زكريا البصري.
76 143- خنيس بن بكر بن خُنيس.
"حرف الدال".
76 144- داود بْن عيسى بْن عليّ العباسي.
76 145- داود بن المحبر بن قحذم.
77 146- داود بن يحيى بن يمان.

(14/265)


78 147- داود بن يزيد أمير السند.
78 148- دبيس بن حميد الملائي.
"حرف الراء".
78 149- روح بن أسلم الباهلي.
79 150- روح بن عبادة بن العلاء القيسي.
80 151- ريحان بن سعيد بن المثنى.
"حرف الزاي".
80 152- الزحاف بن أبي الزحاف.
80 153- زحر بن حصن الطائي.
80 154- زهير بن نعيم البابي.
81 155- زيد بن الحباب بن الريان.
82 156- زيد بن واقد السمتي.
83 157- زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي.
83 158- زيد بنت الأمير سليمان بن علي.
"حرف السين".
83 159- سالم بْن نوح الْبَصْرِيّ العطّار.
84 160- سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم.
84 161- سعيد بن زكريا الآدم.
85 162- سعيد بن زكريا المدائني.
85 163- سعيد بن سفيان الجحدري.
85 164- سعيد بن سلم بن قتيبة الأمير.
85 165- سعيد بن الصباح النيسابوري.
86 166- سعيد بن عامر الضبعي.
87 167- سعيد بن هبيرة بن عديس.
87 168- سعيد بن مسلمة بن هشام.
87 169- سعيد بن واصل الحرشي.

(14/266)


88 170- سعيد بن وهب السامي.
88 171- سعيد بن يحيى الحميري.
89 172- سفيان بن حمزة الأسلمي.
89 173- سفيان بن عقبة السوائي.
89 174- سلم بن سلام الواسطي.
89 175- سلمة بن سليمان المروزي.
90 176- سلمة بن سليمان الأزدي.
90 177- سلمة بن عبد الملك العوصي.
90 178- سلمة بن عقار.
91 179- سليمان بن الحكم بن عوانة.
91 180- سليمان بن داود الجارود.
92 181- سليمان بن صالح الليثي.
93 182- سليمان بن عيسى السجزي.
93 183- سليم بن عثمان الفوزي.
93 184- السميدع بن واهب.
94 185- السندي بن شاهك.
94 186- السندي بن عبدويه.
95 187- سورة بن الحكم.
95 188- سويد بن عمرو.
95 189- سهل بن حسام بن مصك.
95 190- سهل بن حماد العنقزيي.
96 191- سهل بن المغيرة البزاز.
96 192- سيف بن عبيد الله الجرمي.
"حرف الشين".
96 193- شبابة بن سوار.
97 194- سجاع بن الوليد السكوني.

(14/267)


98 195- شريح بن يزيد الحضرمي.
98 196- شعيب بن بيان البصري.
"حرف الصاد".
99 197- صالح بْن عَبْد الكريم البغداديّ.
99 198- صدقة بن سابق الكوفي.
99 199- صفوان بن هبيرة.
99 200- صلة بن سليمان.
100 201- صيفي بن ربعي.
"حرف الضاد".
100 202- الضحاك بن عثمان الحزامي.
101 203- ضمرة بن ربيعة القرشي.
"حرف الطاء".
101 204- طاهر بن الحسين الأمير.
103 205- طاهر بن رشيد البزاز.
103 206- طلاب بن حوشب الشيباني.
"حرف العين".
103 207- عابد بْن أَبِي عابد البغداديّ.
103 208- عافية بن أيوب المصري.
104 209- عامر بن إبراهيم بن واقد الأشعري.
104 210- عامر بن خداش الضبي.
105 211- عباد بن يوسف الكندي.
105 212- عباءة بن كليب.
105 213- عبد الله بن إبراهيم بن عمر الصنعاني.
106 214- عَبْدِ اللَّه بْنِ إبراهيم بْنِ أَبِي عَمْرو الغفاري.
106 215- عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب الأمير.
107 216- عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي.

(14/268)


107 217- عبد الله بن حمران العثماني.
108 218- عبد الله بن خلف الكلابي.
108 219- عبد الله بن سعيد الأموي.
108 220- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ مُليحة.
109 221- عبد الله بن عثمان بن إسحاق الزهري.
109 222- عبد الله بن عصمة البناني.
109 223- عبد الله بن عطار الطائي.
110 224- عبد الله بن عمرو بن عثمان الموصلي.
110 225- عَبْد اللَّه بْن أَبِي جعفر عيسى بْن ماهان.
110 226- عبد الله بن كثير الأنصاري.
111 227- عبد الله بن مُعاذ الصنعاني.
111 228- عبد الله بن ميمون بن داود القداح.
112 229- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المغيرة بْن نشيط.
112 230- عبد الله بن محمد بن ربيعة المصيصي.
112 231- عبد الله بن محمد بن عمارة القداح.
113 232- عبد الله بن نافع الصائغ.
114 233- عبد الله بن واقد الحراني.
114 234- عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن ميمون العَدَنيّ.
115 235- عبد الأعلى بن سليمان الزراد.
115 236- عبد الحميد بن أويس الأصبحي.
115 237- عبد الحميد بن عبد الرحمن الحمائي.
116 238- عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني.
116 239- عبد الرحمن بن أبي حماد التميمي.
117 240- عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي.
117 241- عبد الرحمن بن علقمة السعدي.
117 242- عبد الرحمن بن غزوان.

(14/269)


118 243- عبد الرحمن بن قلوقا.
118 244- عبد الرحمن بن المغيرة الزعفراني.
119 245- عبد الرحمن بن المغيرة الأسدي.
119 246- عبد الرحمن بن يوسف بن معدان.
120 247- عبد الرحيم بن حماد الثقفي.
120 248- عبد الرحيم بن هارون الغساني.
120 249- عبد السلام بن هاشم البزار.
120 250- عبد الصمد بن حسان.
121 251- عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.
122 عبد الصمد بن النعمان.
122 252- عبد العزيز بن أبان الأموي.
122 253- عبد العزيز بن أبي رزمة.
123 254- عبد العزيز بن النعمان الموصلي.
123 255- عبد العزيز بن الوليد القرشي.
123 256- عبد الغفار الخراساني.
124 257- عبد الكبير بن عبد المجيد.
124 258- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد.
125 259- عَبْد الملك بْن إِبْرَاهِيم الْجُدِّي.
125 260- عَبْد الملك بن بزيع.
126 261- عبد الملك بن الحكم الرملي.
126 262- عبد الملك بن عمرو القيسي.
127 263- عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري.
127 264- عبد الوهاب بن حبيب بن مهران.
128 265- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.
129 266- عبيد الله بن سفيان بن رواحة.
129 267- عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي.

(14/270)


130 268- عبيد بن عقيل بن صبيح.
130 269- عبيد بن أبي قرة البغدادي.
131 270- عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم.
131 271- عثمان بن خالد بن عمرو الأموي.
132 272- عثمان بْن عُمَر بْن فارس بْن لقيط.
132 273- عثمان بن كُليب القُضاعي.
132 274- عثمان بن اليمان البصري.
133 275- عصام بن يزيد بن عجلان.
133 276- عُقبة بن علقمة البيروتي.
134 - عقبة بن علقمة أبو الجنوب.
134 277- علي بن بكار البصري.
135 - علي بن بكار المصيصي الصغير.
135 278- علي بن جعفر الصادق.
135 279- علي بن حفص المدائني.
135 280- علي بن عاصم بن صُهيب.
138 281- علي بن موسى الرضا.
141 282- علي بن يزيد بن سُليم الصدائي.
142 283- علي بن يونس البلخي.
142 284- عُلية بنت أمير المؤمنين المهدي.
143 285- عمار بن عبد الجبار السعدي.
143 286- عمار بن عبد الملك المروزي.
287- عمار بن مطر العنبري الرهاوي. 143
143 288- عمارة بن بشر الدمشقي.
144 289- عمران بن أبان الواسطي.
144 290- عمر بن حبيب العدوي.
145 291- عمر بن سعد الحفري.

(14/271)


146 292- عمر بن شبيب المسلي.
146 293- عمر بن عبد الله بن رزين.
147 294- عمر بن عبد الواحد.
147 295- عمر بن عثمان بن عمر التيمي.
147 296- عمر بن يونس اليمامي.
148 297- عمر بن أبي بكر الموصلي.
148 298- عمرو بن الأزهر البصري.
148 299- عمرو بن خالد الأعشي.
149 300- عمر بْن محمد بْن أَبِي رزين.
149 301- عمرو بْن محمد العنقزي.
149 302- عمرو بن عبد الغفار الفقيمي.
150 303- عمران بن أبان بن عمران الواسطي.
150 304- عنبسة بن سعيد بن أبان الأموي.
150 305- عوف بن محمد.
151 306- العلاء بن عُصيم.
151 307- عيسى بن إبراهيم القُرشي.
151 308- عيسى بن خالد اليمامي.
152 309- عُيينة بن عبد الرحمن المهلبي.
"حرف الغين".
152 310- غالب بن فرقد الإصبهاني.
"حرف الفاء".
152 311- فتيان بن أبي السمح.
153 312- الفراء: يحيى بن زياد النحوي.
154 313- الفضل بن الربيع بن يونس الحاجب.
155 314- الفضل بن عبد الحميد الموصلي.

(14/272)


"حرف القاف".
155 315- القاسم بْن الحَكَم بْن كثير القاضي.
156 316- القاسم بن الحكم بن أوس.
156 317- القاسم بن هارون المؤتمن.
156 318- قدامة بن محمد الخشرمي.
156 - قراد أبو نوح.
157 319- قريش بن إبراهيم الصيدلاني.
157 320- قريش بن أنس البصري.
157 321- قطرب.
"حرف الكاف".
158 322- كثير بن هشام الكلابي.
"حرف الميم".
158 323- محمد بن إدريس الشافعي.
187 324- محمد بن أبان بن الحكم العنبري.
188 325- محمد بن إسماعيل الفارسي.
188 326- محمد بن بشر بن الفرافصة.
189 327- محمد بن بكر بن عثمان البُرساني.
189 328- محمد بن جعفر المدائني.
190 329- محمد بن جعفر الصادق.
190 330- محمد بن جهضم اليمامي.
191 331- محمد بن حرب المكي.
191 332- محمد بن الحسن بن آتش.
191 333- محمد بن الحسن"محبوب".
192 334- محمد بن خالد الحنظلي.
192 335- محمد بن خالد بن عثمة.
193 336- محمد بن أبي رجاء الخراساني.

(14/273)


193 337- محمد بن صالح بن بيهس.
193 338- محمد بن صالح الواسطي البطيخي.
193 339- محمد بن عباد الهنائي.
193 340- محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
194 341- محمد بن عبد الله بن كُناسة.
196 342- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التيمي.
196 343- محمد بن عبد الرحمن الباهلي.
196 344- محمد بن عبد الوهاب الكوفي.
196 345- محمد بن عُبيد بن أبي أمية.
197 346- محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي.
198 347- محمد بن عمر بن واقد الأسلمي.
203 348- محمد بْن أَبِي الوزير عُمَر بْن مُطَرِّف.
203 349- محمد بن عيسى بن القاسم.
204 350- محمد بن غياث الكلابي.
204 351- محمد بن القاسم الأسدي.
205 352- محمد بن مزاحم.
205 353- محمد بن مصعب القرقساني.
206 354- محمد بن موسى بن مسكين.
206 355- محمد بن مناذر البصري.
207 356- محمد بن منيب العدني.
207 357- محمد بن ميسر الصغاني.
207 358- محمد بن يحيى الكناني.
207 359- محمد بن يعلى السملي: زنبور.
208 360- مجيب بن موسى الأصبهاني.
208 361- المورع الهمداني.
209 362- محبوب بن الحسن بن هلال.

(14/274)


209 363- مروان بن محمد الطاطري.
210 364- مسعود بن عبد الله بن رزين.
211 365- مسعود بن واصل الأزرق.
212 366- المسيب بن زهير الأمير.
212 367- مُصعب بن ماهان.
212 368- مُصعب بن المقدام الخثعمي.
212 369- مضاء بن عيسى الكلاعي.
213 370- مظفر بن مدرك.
214 371- مُعاذ بن خالد بن شقيق.
214 372- معاذ بن خالد العسقلاني.
214 373- مُعاذ بن هانئ القيسي.
215 374- المعافي بن عمران الحميري.
215 375- معاوية بن حفص الشعبي.
216 376- معاوية بن هشام الأسدي.
216 377- معبد بن راشد.
216 378- معروف الكرخي.
217 379- معلى بن دحية.
217 380- معلى بن عبد الرحمن الواسطي.
218 - معلى بن منصور.
218 381- معمر بن المثنى النحوي.
219 382- المغيرة بن سقلاب.
220 383- المفضل بن عبد الله الحبطي.
220 384- منصور بن سلمة بن عبد العزيز.
221 385- منصور بن سلمة بن الزبرقان.
221 386- منصور بن صُقير.
221 387- منصور بن عكرمة.

(14/275)


222 388- منصور بن المهاجر.
222 389- معنى بن عبد الحميد.
222 390- موسى بن عبد العزيز.
223 391- موسى بن عبد الله الطويل.
223 392- موسى بن الأمين محمد بن الرشيد.
223 393- موسى بن هلال العبدي.
224 394- مؤمل بن إسماعيل.
"حرف النون".
224 395- ناثل بن نجيح.
225 396- نصر بن حماد البجلي.
225 397- النضر بن شُميل.
226 398- النضر بن محمد بن موسى الجرشي.
227 399- النضر بن محمد بن محمد.
227 400- نفيسة الهاشمية.
"حرف الهاء".
227 401- هارون بن إسماعيل الخزاز.
228 402- هارون بن عمران الموصلي.
228 403- هاشم بن القاسم الليثي.
229 404- هشام بن محمد بن السائب.
230 405- هشام بن معاوية الضرير.
230 406- هرثمة بن أعين الأمير.
230 407- الهيثم بن الربيع العقيلي.
230 408- الهيثم بن عبد الغفار الطائي.
231 409- الهيثم بن عدي الطائي.
"حرف الواو".
231 410- ورد بن عبد الله التميمي.

(14/276)


232 411- وساج بن عقبة الأزدي.
232 412- الوليد بن عبد الرحمن العبدي.
232 413- الوليد بن القاسم الخبذعي.
233 414- الوليد بن مزيد البيروتي.
233 415- وهب بن جرير الأزدي.
"حرف الياء".
234 416- يحيى بْن آدم بْن سليمان القرشي.
235 417- يحيى بن إسحاق السيلحيني.
236 418- يحيى بن أبي بكير بن نسر.
236 419- يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي.
236 420- يحيى بن الحجاج.
237 421- يحيى بن حسان التنيسي.
238 422- يحيى بن حماد.
238 423- يحيى بن حُميد الطويل.
238 424- يحيى بن خُليف بن عقبة.
238 425- يحيى بن زياد الفراء.
238 426- يحيى بن زياد الأسدي.
239 427- يحيى بن سعيد الحمصي.
239 428- يحيى بن السكن البصري.
239 429- يحيى بن سلام البصري.
240 430- يحيى بن الضريس بن يسار.
240 431- يحيى بن عباد الضبعي.
241 432- يحيى بن عنبسة البصري.
241 433- يحيى بن طلحة المرادي.
242 434- يحيى بن عيسى التميمي النهشلي.
242 435- يحيى بن غيلان البغدادي.

(14/277)


242 436- يحيى بن فضيل القنوي.
242 437- يحيى بن فضل العنزي.
243 - يحيى بن فضيل: رجل.
243 438- يحيى بن كثير بن درهم.
243 - يحيى بن كثير صاحب البصري.
243 439- يحيى بن المبارك بن المغيرة.
244 440- يحيى بْن محمد بْن عباد الْمَدَنِيّ الشجري.
244 441- يحيى بن معاذ متولي الجزيرة.
244 442- يحيى بن يمان.
245 443- يزيد بن بيان العُقيلي.
245 444- يزيد بن أبي حكيم الكناني.
245 445- يزيد بن هارون بن زاذاني.
247 446- يعقوب بن إبراهيم بن سعد العوفي.
248 447- يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي.
249 448- يعلى بن عُبيد الطنافسي.
250 449- يعمر بن بشر.
250 450- يوسف بن عمرو الفارسي.
250 451- يوسف بن يعقوب السدوسي.
250 452- يونس بن عُبيد الله العميري الليثي.
251 453- يونس بن محمد بن مسلم.
251 454- يونس بن يحيى بن نُباتة.
"الكنى".
251 455- أبو صفوان الأموي.
253 456- أبو عُبيدة العصفري.
253 457- أبو عُبيدة اللغوي.
253 458- أبو عمرو الشيباني النحوي.

(14/278)


253 459- أبو عيسى بن هارون الرشيد.
255 460- أبو يوسف الأعشى.
257 فهرس الموضوعات.

(14/279)