تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ط التوفيقية

المجلد السابع عشر
الطبقة الرابعة والعشرون
أحداث سنة إحدى وثلاثين ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
الطبقة الرابعة والعشرون:
أحداث سنة إحدى وثلاثين ومائتين:
فيها: تُوُفّي أحمد بْن نصر الخُزَاعِيّ شهيدًا، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، وَأُمَيَّة بْن بِسْطَام، وأَبو تَمَّام بن حبيب بْن أَوْس الطّائِيّ الشّاعر، وخالد بْن مرداس السراج، وسليمان بن داود الخُتُّليّ، وسُليمان بْن داود المباركيّ، وسهل بْن زَنْجلة الرّازيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بن أسماء، وعبد الرحمن بن سلامة الْجُمَحِيّ، وعبد اللَّه بْن مُزْيَد المقرئ الدّمشقي، وعليّ بْن حَكَم الأزديّ، وكامل بْن طلحة الجحدريّ، ومحمد بْن زياد الأعرابيّ اللُّغَويّ، ومحمد بْن سلام الْجُمَحِيّ أخو عبد الرحمن، ومحمد بْن المِنْهَال التَّميميّ الضرير، ومحمد بْن المِنْهَال العطّار أخو حَجَّاج، ومحمد بْن يحيى بْن حمزة قاضي دمشق، ومُحرز بْن عَوْن، ومِنْجَاب بْن الحارث، وهارون بْن معروف، ويحيى بْن عبد اللَّه بْن بُكَيْر، وأبو يعقوب يوسف يحيى البُوَيْطِي.
الواثق يأمر بامتحان خلْق القرآن:
وفيها ورد كتاب الواثق إلى أمير البصرة يأمره بأن يمتحن الأئمة والمؤذنيين بخلْق القرآن. وكان قد تبع أباهُ المعتصم في امتحان النّاس بخلْق القرآن.
رفعُ المتوكّل للمحنة:
فلمّا استخلف المتوكّل بعده رفع المحنة، ونشر السنة.
خبر الفِداء بين المسلمين والروم:
وفيها كان الفداء، فاستفكّ من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة نفس. فتفضّل أحمد بْن أبي دؤاد فقال: من قال من الأسارى القرآن مخلوق، خلِّصُوه وأعطوهُ دينارين. ومن امتنعَ دعوه في الأسر ولَم يقع فداء بين المسلمين والروم منذ سبعٍ وثلاثين سنة.
دخول المجوس إشبيلية:
وفيها نقل أبو مروان بْن حبّان في تاريخ الأندلس واقعة غريبة فقال: وَرَدَ مجوس يُقال لَهم الأردمانيّون إلى ساحل الأندلس الغربيّ، في أيام الأمير عبد الرحمن، فوصلوا إشْبيلية وهي بغير سورْ، ولا بِهَا عسكر، فقاتلهم أهلها ثُمَّ انهزموا. فدخل المجوس إشبيلية، وسَبَوْا الذُّرِّيَة ونهبوا. فأرسل عبد الرحمن عسكرًا، فكسروهم واستنقذوا الأموال والذُّرِّيّة، وأسروا منهم أربعة آلاف، وأخذوا لهم ثلاثين مركبًا.

(17/3)


أحداث سنة اثنين وثلاثين ومائتين:
تُوُفِيّ فيها إبراهيم بْن الحَجَّاج النِّيليّ لا الشّاميّ، والحَكَم بْن موسى القَنْطَريّ الزّاهد، وجُوَيْرية بْن أشرس، وعبد اللَّه بْن عون الخراز، وعبد الوهاب بْن عَبْدَةَ الحَوْطِيّ، وعليّ بْن المغيرة الأثرم اللُّغَويّ وعَمْرو بْن محمد النّاقد وعيسى وعمرو بْن سالِم الشّاشيّ، وهارونَ الواثق بالله ويوسف بْن عديّ الكوفيّ.
الحرب بين بُغا الكبير وبني نُمَيْر:
وفيها كانت وقعة كبيرة بين بُغا الكبير وبين بني نُمَيْر، وكانوا قد أفسدوا الحجاز وتهامة بالغازات، وحشدوا في ثلاثة آلاف راكب، فهزموا أصحاب بُغَا، وجعل يناشدهم الرجوع إلى الطّاعة، وبات بحذائهم ثُمَّ أصبحوا فالتقوا، فانهزمَ أصحابُ بُغَا، فأيقنَ بالهلاكِ. وكان قد بعث مائتي فارس إلى جبل لبني نُمَيْر. فبينما هو في الإشراف على التَّلَف، إذا بِهم قد رجعوا يضربون الكوسات1، فحملوا على بني نُمَير فهزموهم، وركبوا أقفيتهم قتلًا وأسرًا، فأسروا منهم ثمانمائة رجل. فعاد بُغَا وقدِم سامرّاء، وبين يديه الأسرى2.
خبر العطش بالحجاز:
وفيها مات خلْق كثير من العطش بأرض الحجاز.
الزلازل بالشام:
وفيها كانت الزلازل كثيرة بالشّام، وسقطت بعض الدور بدمشق، ومات جماعة تحت الردم.
__________
1 أي: الأبواق.
2 انظر تاريخ الطبري "9/ 148-150".

(17/4)


أحداث سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين:
فيها تُوُفِيّ: أحمد بْن عبد اللَّه بْن أبي شُعَيب الحرّانيّ، وإبراهيم بْن الْحَجّاج السَّامِيّ، وإسحاق بْن سعيد بْن الأَرْكُون الدِّمشقيّ، وحبّان بْن موسى المَرْوَزِيّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتَ شُرَحْبِيلَ، وداهر بْن نوح الأهوازيّ، ورَوْح بْن صلاح المصريّ، وسهل بْن عثمان العسكريّ، وعبد الجبّار بْن عاصم النَّسَائِيّ، وعُقْبة بْن مُكْرَم الضَّبّيّ، ومحمد بْن سماعة القاضي، ومحمد بن عائذ الكاتب، والوزير بن محمد بْن عبد الملك بْن الزَّيّات، ويحيى بْن أيّوب المَقَابِرِيّ، ويَحْيَى بْن مَعِين، ويزيد بْن مَوْهِب الرَّمْليّ.
الزلزلة بدمشق:
وفيها جاءت زلزلة مَهُولة بدمشق، سقطت فيها شُرُفات1 الجامع، تصدع حائط المحراب، وسقطت منارته2. وهلك خلْق تحت الرَّدْم. وهرب النّاس إلى الْمُصَلّى باكين مُتَضرِّعين، وبقيت ثلاث ساعات، وسكنت، وقال: أحمد بْن كامل في تاريخه إنّ بعض أهالي دير مُرَّان3 رأى دمشق تنخفضُ وترتفعُ مِرارًا، فمات تحت الْهَدم مُعْظم أهلها. كذا قال، واللَّهُ حَسِيبهُ.
وهرب النّاس إلى المُصَلّى قال: وانكفأت قريةٌ بالغُوطة، فلَمْ ينجُ منها إلَّا رجلٌ واحد، وكانت الحِيطان تنفصلُ حجارتها، مع كَوْن الحائط عرضُه سبعة أدرُع. وامتدّت إلى أنطاكية، فهدمتها، وإلى الجزيرة فأخربتها، وإلى المَوْصِل فيُقالُ: هَلَكَ من أهلها خمسون ألفًا، ومن أهل أنطاكية عشرون ألفًا.
إصابة ابن أبي دؤاد بالفالج:
وفيها أصاب أحمد بْن أبي دؤاد فالج4 صيره حجرًا ملقى.
__________
1 الشرفة هي: أعلى الشيء.
2 أي: المأذنة.
3 وهو بالقرب من دمشق.
4 الفالج هو: شلل يصيب أحد شقي الجسم طولًا.

(17/5)


أحداث سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين:
تُوُفِيّ فيها أحمد بْن حرب النَّيْسَابُوريّ الزّاهد، ورَوْح بْن عبد المؤمن القارئ، وأبو خَيْثَمة زُهير بْن حرب، وسليمان بْن داود الشَّاذكُونيّ، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، وعبد الله بْن الرّمّاح قاضي نَيْسَابور، وأبو جعفر عبد اللَّه بْن محمد النُّفَيْلِيّ، وعليّ بْن بحر القطّان، وعليّ بْن المَدِينيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن أبي بكر المُقَدَّمِيّ، والْمُعَافَى بْن سليمان الرَّسْعَنِيّ، ويحيى بْن يحيى اللَّيْثيّ الفقيه.
خبر هبوب الريح بالعراق:
وفيها هبت ريح بالعراق -ما قيل- شديدة السموم، لم يعهد مثلها، أحرقت زرع الكوفه، والبصرة وبغداد، وقتلت المسافرين. ودامت خمسين يومًا، واتصلت بهمدان، فأحرقت الزرع والمواشي، واتصلت بالموصل وسنجار، ومنعت الناس من المعاش1 في الأسواق، ومن المشي في الطرق، وأهلكت3 خلقًا كثيرًا والله أعلم بصحّة ذلك.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالناس من العراق محمد بْن داود بن عيسى العباسي، وهو كان أمير الحج في هذه الأعوام.
إظهار المتوكّل للسنة:
وفيها أظهر السنة المتوكّلُ في مجلسه، وتحدَّث بِهَا، ووضع المحنة ونهى عن القول
__________
1 أي البيع والشراء.
2 أي ماتوا.

(17/6)


بِخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الآفاق1، واستقدمَ المحدِّثينَ إلى سامرّاء، وأجزلَ عطاياهم وأكرمهم، وأمرهم أن يُحدِّثوا بأحاديث الصِّفَات والرؤية.
وجلس أبو بكر بْن أبي شَيْبة في جامع الرّصافة، فاجتمعَ له نَحوٌ من ثلاثين ألف نفس، وجلس أخوهُ عثمان بْن أبي شَيْبَة على منبر في مدينة المنصور، فاجتمعَ إليه أيضًا نحوٌ من ثلاثين ألفًا.
وجلس مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ وحدَّث، وتوفّر دعاء الخلْق للمتوكّل، وبالغوا في الثّناء عليه والتّعظيم له، ونسوا ذنوبه، حتّى قال قائلهم، الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصِّدِّيق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في ردّ المظالِم، والمتوكّل في إحياء السنة وإماتَة التَّجَهُّم.
خروج البُعَيْث عن الطاعة:
وفيها خرج عن الطّاعة محمد البُعَيْث أمير آذَرْبَيْجَان وأرمينية، وتَحَصَّن بقلعة مَرَنْد، فسار لقتاله بُغَا الشَّرابيّ في أربعة آلاف، فنازله وطال الحصار، وقُتِلَ طائفة كبيرة من عسكر بُغَا. ثُمَّ نزل بالأمان، وقيل بل تدلّى ليهرب فأسروه. والله أعلم.
__________
1 الأفاق أي: بلغ النهاية في الكرم والعلم.

(17/7)


أحداث سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين:
فيها تُوُفِيّ: أحمد بْن عمر الوَكِيعيّ، وإبراهيم بْن العلاء زِبْريق الحمصيّ، وإسحاق الْمَوْصِليّ النّديم، وسُرَيْج بْن يونس العابد، وإسحاق بْن إبراهيم بْن مُصْعَب أمير بغداد، وشُجاع بْن مَخْلَد، وشَيْبَان بْن فَرُّوخ، وأبو بكر بْن أبي شَيْبَة، وعُبَيْد اللَّه بْن عمر القواريريّ، ومحمد بْن عبّاد المكيّ، ومحمد بن حاتم السمين، معلى بْن مهديّ الْمَوْصِليّ، ومنصور بْن أبي مزاحم، وأبو الهُذَيْل العلّاف شيخ المعتزلة، وهُرَيْم بْن عبد الأعلى البصْرِيّ، وعَمْرو بن عبّاس.
إلزام النصارى بلباس العسليّ:
وفيها ألزم المتوكّل النصارى بلبس العسلي.

(17/7)


أحداث سنة ستة وثلاثين ومائتين:
فيها تُوُفِيّ: أحمد بْن إبراهيم الْمَوْصِليّ، وإبراهيم بْن أبي معاوية الضَّرير، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو إبراهيم التَّرْجُمانيّ إسماعيل بْن إبراهيم، وأبو مَعْمَر القَطِيعيّ إسماعيل بْن إبراهيم، والحارث بْن سُرَيْج النَّقّال، والْحَسَن بْن سهل وزير المأمون، وخالد بْن عَمْرو الشّاميّ، وصالِح بْن حاتِم بْن وردان، وأبو الصَّلْت الهَرَويّ عبد السلام بْن صالِح، ومحمد بْن إسحاق المسيّبيّ، ومحمد بْن عَمْرو السَّوّاق، ومحمد بْن مقاتل العبَّادانيّ، ومُصْعَب بْن عبد اللَّه الزُّبَيْرِيّ، ومنصور بْن المهديّ الأمير، ونصر بْن زياد قاضي نيسابور. وهُدْبَة بْن خالد.
إرسال المتوكّل القُضاة لأخذ البيعة لأولاده:
وفيها أشْخَص المتوكل القضاة من البلدان لبيعة ولاة عهد لأولاده: المنتصر بالله محمد، وَمِنْ بعده الْمُعْتَزّ بالله محمد، وَمِنْ بَعْدِهِ المؤيَّد بالله إبراهيم. وبعث خَوَاصَّهُ إلى البُلدان ليأخذوا الْبَيْعَةَ بذلك.
حوادث دمشق:
وفيها، أو في حدودها، وثبوا1 على نائب دمشق سالِم بْن حمد، فقتلوهُ يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب، فلمّا وُلِّيَ أذَلَّ قومًا بدمشق من السَّكُون والسَّكاسِك، ولَهم وَجَاهةٌ وَمَنعة2، فثاروا به وقتلوه. فندبَ المتوكّل لدمشق أفريدون التُّرْكيّ، وسَيَّرهُ إليها. وكان شُجاعًا فاتكًا ظالِمًا، فقدِم في سبعة آلاف فارس، وأباح لَهُ المتوكّل القتل بدمشق والنَّهْب، على ما نُقِلَ إلينا، ثلاث ساعات. فنزل ببيت لِهْيَا، وأراد أن يُصَبِّح بالبلد، فلمّا أصبح نظر إلى البلد وقال: يا يوم ما يُصبحك منّي. وقُدِّمَت له بغلة فضربته بالزَّوْج3 فقتلته، وقبر ببيت لِهْيا4، وردّ الجيش الذي معه خائفين. وبلغ المتوكّل، فصلُحت نيته لأهل دمشق.
__________
1 وثبوا أي: بلغوا أو علوا.
2 أي وقوة.
3 أي بأرجلها.
4 أي وهي بلد بغوطة دمشق.

(17/8)


هدم قبر الحسين:
وفيها أمر المتوكّل بِهْدَم قبر السّيد الحسين بْن عليّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وهدم ما حوله من الدُّور، وأن تُعمل مزارع. ومنع الناس من زيارته وحُرِثَ وبقي صحراء. وكان معروفًا بالنّصب، فتألّم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتْمَه1 على الحيطان والمساجد، وهجاهُ الشعراء، دِعْبِل، وغيرُه. وفي ذلك يقول يعقوب بْن السِّكّيت، وقيل: هي للبسّاميّ عليّ بْن أحمد، وقد بقي إلى بعد الثلاثمائة:
بالله إن كانت أمية قد أتت ... قَتْلَ ابنِ بنت نبيّها مظلوما
فلقد أتاهُ بنو أبيه بِمثله ... هذا لَعَمْرُكَ قبره مهدوما
أسِفُوا على أن لا يكونوا شارَكوا ... في قتله، فتتبَّعوهُ رميما
غزوة علي بْن يحيى الصائفة:
وفيها غزا عليّ بْن يحيى الصّائفة في ثلاثة آلاف فارس، فكان بينه وبين ملك الروم مصاف، انتصر فيه المسلمون، وقُتِلَ خلقٌ من الروم، وانْهَزَمَ ملكهم في نَفَرٍ يسير إلى القسطنطينية.
فسار الأميرُ عليّ، فأناخ على عَمُّورِيَة، فقاتل أهلها، وأخذها عُنْوَةً2، وقتل وأسر، وأطلق خلْقًا من الأسر، وهَدَم كنائسها، وافتتح حصن الفطس، وسبى منه نحو عشرين ألفًا.
الحج هذا الموسم:
وحج بالناس محمد المنتصر وليّ العهد، ومعه أُمُّ المتوكّل وشيَّعها المتوكّل إلى النّجف ورجع، وأَنْفَقَتْ أموالًا جزيلة.
__________
1 أي سبه وقذفه.
2 أي غصب.

(17/9)


أحداث سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين:
فيها تُوُفِيّ: إبراهيم بن محمد ابن عم الشافعي، وحاتِم الأصمّ الزّاهد، وسعيد
بْن حفص النُّفَيْلِيّ، والعبّاس بْن الوليد النَّرْسِيّ، وعبد اللَّه بْن عامر بْن زُرَارَة، وعبد اللَّه بْن مطيع، وعبد الأعلى بْن حمّاد النَّرْسِيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن مُعاذ العَنْبَريّ، وأبو كامل الفُضَيْل بْن الحسن الْجُحْدريّ، ومحمد بْن قُدامة الجوهريّ، ووَثِيمة بْن موسى نزيل مصر، وكان إخباريًّا.
ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم يوسف بْن محمد:
وفيها وثبت بطارقة أرمينية بعاملها يوسف بْن محمد فقتلوه، فجهزَّ المتوكّل لحربِهم بُغا الكبير، فالتقاهم على دَبِيل1، فنُصِر عليهم، وقتل منهم خَلْقًا عظيمًا، وسبَى خلقًا، حتّى قيل إنّ المَقْتَلة بلغت ثلاثين ألفًا، وسار إلى تَفْلِيس.
المتوكّل يأمر بحلق لحية قاضي القضاة في مصر:
وفيها بعثَ المتوكّل إلى نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بِمصر أبي بكر محمد بْن أبي اللَّيْث، وأن يضربه، ويطوف به على حِمَار، فَفُعِلَ ذلك به في شهر رمضان، وسُجِنَ، فإنّا لله وإنّا إليه رَاجِعُونَ. اللَّهُمَّ لا تأجرهُ في مصيبته، فإنّه كان ظالِمًا من رؤوس الْجَهْميّة.
ولاية الحارث بْن مسكين القضاء:
ثُمَّ ولي القضاء الحارث بْن مسكين بعد تمنُّع، وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة والشافعي من المسجد، ورُفِعَتْ حُصُرُهم، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان. وكان قد أُقعِد، فكان يُحمل في مَحَفّة إلى الجامع، وكان يركب حمارًا متربعًا. وضرب الذين يقرءون بالألحان. وحمله أصحابُه على النّظر في أمر القاضي الذي قتله محمد بْن أبي الليث، وكانوا قد لعنوهُ لَما عُزِل، ورفعوا حُصُرَهُ، وغسّلوا موضعه من المسجد. فكان الحارث بْن مسكين يُوقِف القاضي محمد بْن أبي اللَّيْثِ، ويضرب كل عشرين يومًا سَوْطًا، لكي يؤدّي ما وجب عليه من الأموال. وبقي هذا أيّامًا. وعُزِلَ الحارث بعد ثمان سِنين ببكار بن قتيبة.
__________
1 مدينة بأرمينية.

(17/10)


قدوم ابن طاهر على المتوكّل:
وفيها قدم محمد بْن عبد اللَّه بْن طاهر وافدًا على المتوكل من خُراسان، فولّاهُ العراق1.
مصادرة المتوكل لابن أبي دؤاد:
وفيها غضب المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد وصادره، وسجن ابنه وإخْوته وصادرهم، ثُمَّ صُولِح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم، وأشهد بيع كلّ ضيعة لَهم وافتقروا2.
ولاية ابن أكثم القضاء:
ورضي المتوكّل عن يحيى بْن أكثم، وولاه القضاء والمظالِم3.
إطلاق المتوكّل للمساجين:
وفيها أطلق المتوكّل جميع من في السجون مِمّن امتنعَ عن القَوْلِ بِخَلْقِ القرآن في أيّام أبيه، وأمرَ بإنْزَالِ جُثة أحمد بْن نصر الخُزَاعِيّ، فَدُفِعَتْ إلى أقاربه فَدُفِنتْ4.
ظهور النار بعسقلان:
وفيها ظهرت نارٌ بعسقلان، أحرقت البيوت والبَيَادر، وهربَ الناس، ولَم تزل تحرق إلى ثُلث اللّيل ثُمَّ كُفَّت، بإذن اللَّه.
بناء قصر العروس بسامرّاء:
وفيها كان بناء قَصْر العروس. بسامرّاء، وتكمّل في هذه السنة، فبلغت النَّفَقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم.
طلب المتوكّل لأحمد بْن حنبل:
وفيها طلب المتوكّل من أحمد بْن حنبل المجيء إليه بسامرّاء، فسار إليه، ولَم يجتمع به، بل دخل على ولده المعتز5.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "9/ 188".
2 انظر تاريخ الطبري "9/ 189"، والكامل في التاريخ "7/ 59".
3 انظر تاريخ الطبري "9/ 188".
4 انظر تاريخ الطبري "9/ 190".
5 البداية والنهاية "1/ 316".

(17/11)


أحداث سنة ثَمانٍ وثلاثينَ ومائتين:
فيها تُوُفِّيَ: أحمد بْن جوّاس الحنفيّ، وأحمد بْن محمد الْمَرْوَزِيّ مَرْدَوَيْهِ، وإبراهيم بْن أيّوب الحَوْرَانيّ الزّاهد، وإبراهيم بْن هشام الغسَّانيّ، وإسحاق بن إبراهيم بن زبريق، وإسحاق بْن رَاهَويْه، وبِشْرُ بْن الحَكَم العَبْدِيّ، وبِشْرُ بْن الوليد الكِنْديّ، والربيع بْن ثعلب، وزُهَيْر بْن عَبّاد الرُّؤَاسيّ، وحكيم بْن سيف الرَّقّيّ، وطالوتُ بْن عَبّاد، وعبد الرحمن بْن الحَكَم بْن هشام صاحب الأندلس الأُمَوِيّ. وعبد الملك بْن حبيب فقيه الأندلس، وعَمْرو بْن زُرَارة، ومحمد بْن بكّار بْن الرّيّان، ومحمد بْن الحُسَيْن البُرْجُلانيّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ المتوكّل اللُّؤلُؤيّ المقرئ، ومحمد بْن أبي السَّرِيَّ العسقلانِيّ، ويَحْيَى بْن سليمان الْجُعَفِيّ نزيل مصر.
حصار بُغا تفليس:
وفيها حاصر بُغَا تَفْليس، وبها إسحاق بْن إسماعيل مولى بني أُميّة، فخرج للمحاربة، فَأُسِرَ وضُرِبَتْ عُنُقه، وأُحْرِقَتْ تَفْليس، واحترق فيها خلْق. وفتحت عدة حصون بنواحي تفليس1.
غزو الروم دِمياط بالمراكب:
وفيها قصدت الروم، لعنهم الله، دمياط2 في ثلاثمائة مركب، فكبسوا البلد، وسَبَوا ستمّائة امرأة، ونَهبوا، وأحرقوا، وبدعوا، وخرجوا مسرعين في البحر3. فلا قوّة إلا بالله.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "1/ 489".
2 وهي من مدن مصر.
3 انظر تاريخ الطبري "9/ 193".

(17/12)


أحداث سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين:
فيها تُوُفّي إبراهيم بْن يوسف البلْخِيّ الفقيه، وداود بنُ رُشَيْد، وَصَفْوان بْن صالح الدّمشقيّ المؤذّن، والصَّلْت بْن مسعود الجحدري، وعبد الله بن عمر أبان مشْكدانة، وعثمان بْن أبي شَيْبَة، ومحمد بْن مِهران الجمّال الرازيّ، ومحمد بْن نصر المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أبي سَمِينة، ومحمود بْن غَيْلان، ووَهْب بْن بقيّة، ويَحْيَى بْن مُوسَى خَتّ.
نفي المتوكّل لابن الجهم:
وفيها نفي المتوكّل عليّ بْن الْجَهْم إلى خُراسان1.
غزوة علي بْن يحيى بلاد الروم:
وفيها غزا الأمير عليّ بْن يحيى الأرمنيّ بلاد الروم، فأوغلَ فيها، فيقال: إنه شارفَ القسطنطينية فأحرق ألف قرية، وقتل عشرة آلاف علْج، وسبى عشرين ألف رأس، وعاد غانِمًا سالِمًا.
عزل ابن أكثم عن القضاء:
وفيها عُزِلَ يَحيى بْن أكثم عن القضاء، وصُودر، وأُخِذَ من داره مائة ألف دينار، وأُخِذَ له من البصرة أربعة آلاف جريب.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "9/ 169".

(17/13)


أحداث سنة أربعين ومائتين:
فيها تُوُفِيّ: أحمد بْن خَضرَوَيْه البلْخِيّ الزّاهد، وأحمد بْن أبي دُؤاد القاضي، وأبو ثور الفقيه إبراهيم بْن خالد، وإسماعيل بْن عُبَيْد بْن أبي كريمة الحرّانيّ، وجعفر بْن حُمَيْد الكوفيّ، والحسن بْن عيسى بْن ماسرجس، وخليفة العُصْفُرِيّ شَبَاب، وسُوَيْد بْن سعيد الحَدَثَانيّ، وسُوَيْد بْن نصر الْمَرْوَزِيُّ، وعبد السّلام بْن سعيد سَحْنُون الفقيه، وعبد الواحد بْن غِياث، وقُتَيْبَة بْن سعيد، ومحمد بْن خالد بْن عبد اللَّه الطّحّان، ومحمد بْن الصّبَاح الجرجرائيّ، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج الرازيّ، ومحمد بْن أبي عَتّاب الأعْيَن، واللّيْث بْن خالد المقريء صاحب الكِسَائِيّ.
وثوب أهل حمص على أبي المغيث:
وفيها وثب أهلُ حمص على أبي المغيث الرافقيّ، متولّي البلد، وأخرجوهُ منها، وقتلوا جماعةً من أصحابه، فسار إليهم الأمير محمد بْن عَبْدَوَيْه، ففتك بهم، وفعل بهم العجائب1.
الصَّيْحة في خلاط:
وفيها سمعَ أهلُ خِلاط صيحة عظيمة من جوّ السماء، فمات منها خلق.
وقوع البَرَد بالعراق:
وفيها وقَعَ بَرَد بالعراق كَبَيْض الدَّجاج.
وقوع خَسْف بالمغرب:
ويُقال -والله أعلم: إن فيها خسف المغرب بثلاث عشرة قرية، ولَم ينجُ من أهلها، إلا نَيّفٌ وأربعون رَجُلًا، فأتَوا القيروان، فمنعوهم من الدخول، وقالوا: أنتم مسخوطٌ عليكم، فَبَنَوْا لهم خارج البلد.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "9/ 197"، والكامل في التاريخ "7/ 73".

(17/14)


رجال هَذِهِ الطبقة على المعجم:
"حرف الألف":
1- أحمد بن إبراهيم بن خالد -د- أبو علي الموصلي نزيل بغداد1. عن: إبراهيم بْن سعد، وأبي إسماعيل المؤدّب، وإبراهيم بْن سليمان، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وأبي الأَحْوَص، وشَرِيك، ومحمد بْن ثابت العبْديّ، وأبي عَوَانة، وطائفة.
وعنه: "د" فَرْد حديث، وابن أبي الدُّنيا، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وأبو يَعْلَى، ومُطَيَّن، والبَغَويّ، وموسى بْن هارون، وطائفة.
وثَّقه ابن مَعِين، فقال في رواية عبد الله بْن أحمد: ليس به بأس. أَبُو يَعْلَى: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ"2. تَفَرَّدَ بِهِ يَزِيدُ، وَهُوَ لَيِّنٌ، وَصَالِحٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول سنة سِتٍّ وَثَلَاثِينَ.
أحمد بْن أبي أحمد الْجَرْجَرائيّ.
أبو محمد. سيأتي3.
2- أحمد بْن أسد بْن عاصم4.
أبو عاصم البَجَليّ الكوفيّ. سِبْط مالك بْن مِغْوَلٍ.
سمع: أبا الأَحْوَص سَلام بْن سُلَيْم. وعنه: محمد بْن صالح بْن ذَريح، وغيره وثّقه ابن حِبّان.
3- أحمد بْن أيّوب بْن راشد أبو الحَسَن الضَّبَيّ البصْريّ5. عن مَسْلَمَة بْن عَلْقَمة، وعبد الوارث بْن سعيد، ومحمد بْن أبي عَدِيّ. وكان ثقة. روى عنه: البخاري في كتاب الأدب له، وأبو زرعة، وأبو يعلى، وغيرهم.
4- أحمد بن بحر العسكري عسكر مكرم6. عن: عَبْثَر بْن القاسم، وعمر بْن عُبَيْد، وعليّ بْن مُسْهِر. وعنه إسماعيل بن إسحاق الكوفي، وعلي بن الحسن الهسنجاني. قال أبو حاتم: حديثه صحيح ولا أعرفه.
5- أحمد بْن جعفر بْن ميسرة.
أبو معشر الهَرَويّ الفقيه. عن هُشَيْم، وحفص بن غياث. توفي سنة إحدى وثلاثين.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 360"، والجرح والتعديل "2/ 39"، والثقات لابن حبان "8/ 25"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 245-247".
2 "إسناده ضعيف": أخرجه "4/ 285"، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد قال الذهبي لين.
3 برقم "28".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "2/ 41، 42"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 5".
5 انظر الجرح والتعديل "2/ 40"، والثقات لابن حبان "8/ 19"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 260".
6 انظر الجرح والتعديل "2/ 42"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 84".

(17/15)


6- أحمد بن جواس1 -م. د- أبو عاصم الحنفي الكوفي. عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وعُبَيْد الله الأشجعيّ، وابن المبارك، وابن عيينة، وأبي هريرة -المكتب- حباب. وعنه: م. د.، وإبراهيم بْن أبي شَيْبَة، والحسن بْن سُفْيان، والحسن بْن علّي المَعْمِريّ، ومحمد بْن صالح بْن ذَرِيحٍ، ومَطَيَّن، وغيرهم. مات في ثالث الْمحرَّم سنة ثمان وثلاثين. ولَهُم شيخ آخر.
أحمد بْن جوّاس الأسْتُوائيّ2.
نيسابوريّ من طبقة مسلم.
7- أحمد بْن حاتم3.
أبو النصر النحوي، صاحب الأصمعي. أخذ عنه: ثعلب، وإبراهيم الحربيّ. وصنّف في اللُّغة كتاب "الشَّجر" وكتاب الخيل، وغير ذلك. وكان مُوَثَّقًا مُصَدَّقًا. تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين.
8- أحمد بْن حاتم البغدادي عن: شُعيب بْن حرب، ويحيى بْن يَمَان. وعنه: محمد بْن عَوْف الحمصيّ، ومحمد بْن أيّوب البَجَليّ، أورده ابن أبي حاتم.
9- أحمد بْن حاجّ بْن قاسم بْن قُطْبة4 أبو عبد الله العامري النَّيْسابوريّ الفقيه صاحب محمد بْن الحَسَن. سمع: ابن المبارك، وابن عُيَيْنَة، ووكيعا. وكان رئيسا جليلا. روي عنه: أحمد بن نصر اللباد، ومحمد بن ياسين بن النضر، وجماعة. توفي سنة سبع وثلاثين.
10- أحمد بن حرب بن فيروز5 الإمام أبو عبد الله النيسابوري الزاهد، أحد الفقهاء العابدين. رحل وسمع من: سُفيْان بْن عيينة، ومحمد بن عبيد، وأبي داود الطياليسي، وأبي أُسامة، وابن أبي فُدَيْك، وأبي عامر النقدي، وحفص بن عبد
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 44، 45"، والثقات لابن حبان "8/ 20"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 285، 286".
2 انظر تهذيب الكمال "1/ 286".
3 انظر تاريخ الطبري "9/ 145"، والكامل في التاريخ "7/ 26"، وتاريخ بغداد "4/ 114".
4 انظر الجرح والتعديل "2/ 48".
5 انظر تاريخ الطبري "4/ 205"، وتاريخ بغداد للخطيب "4/ 118"، وميزان الاعتدال "1/ 89".

(17/16)


الرحمن، وعبد الوهاب الخفّاف، وعبد الله بْن الوليد العُرَنيّ، وعامر بْن خُداج، وطبقتهم. روى عنه: أبو الأزهر، وسهل بْن عمّار، ومحمد بْن شادان، والعبّاس بْن حمزة، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيان، وإبراهيم بْن إسحاق الأنماطيّ، وأحمد بْن نصر الّلّباد، وإسماعيل بْن قُتَيْبَة، وزكريّا بْن دَلُّوَيْه، وخلْق سواهم. قال زكريّا بْن دَلُّوَيْه: كان أحمد بْن حرب إذا جلس بين يدي الحَجَّام ليحْفي شارِبَه يُسبِّح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة. فيقول: اعْمَلْ أنت عملَك. ورُبَّما قطع شفته وهو لا يعلم.
قال الحاكم: ثنا أبو العبّاس عبد اللَّه بْن أحمد الصُّوفيّ: حدَّثَنِي أبو عَمْرو محمد بْن يحيى قال: مرّ أحمد بْن حرب بصبيانٍ يلعبون، فقالَ أحدهم: أمسكوا فهذا أحمد بْن حرب الذي لا ينامُ اللّيل. قال: فقبض على لحيته وقال: الصّبيان يهابونَك بأنّك لا تنامُ اللّيل وأنت تَنام. قال: فأحيا اللّيل بعد ذلك حتّى مات.
وقال زكريّا بْن حرب: كان أخي أحمد ابتدأ في الصوم وهو في الكُتَّاب. فلمّا راهَقَ حجّ مع أخيه الحسين، وأقاما بالكوفة لطلب العِلم، وببغداد والبصرة، ثُمَّ قَدِم، فأقبل على العبادة لا يفتر1، وأخذ المواعظ والذِّكْر، وحثّ على العبادة، وأقبلّ الناس على مجلسه، وألّف كتاب "الأربعين"، وكتاب "عيال اللَّه"، وكتاب "الزُّهد" وكتاب "الدُّعاء". وكتاب "الحكمة"، وكتاب "الْمَنَاسِك"، وكتاب "التَّكسُّب". ورغِبَ النّاسُ في سماعها: فلمّا ماتت أمُّه سنة عشرين ومائتين عاد إلى الحجّ والغّزْو، وخرج إلى التُّرْك، وفتح فتحًا عظيمًا، فحسده عليه أصحاب الرِّباط، وسَعَوْا فيه إلى عبد اللَّه بْن طاهر. فأُدْخِلَ عليه، فلم يأذن له في الجلوس وقال: تخرج وتَجمع إلى نفسك هذا الْجَمْع، وتخالف أعوان السلطان. ثُمَّ علم ابن طاهر صِدْقَه فتركه، فخرج إلى مكّة وجاوَرَ. وعن أحمد بْن حرب قال: قال ابن المبارك: أربعة، منها ثلاثة مَجَازٌ، وواحد حقيقة: عُمرنا في الدُّنيا، ومُكثنا في القبور، ووقوفنا في الْحَشْر، ومُنْصَرَفُنا إلى الأبد، فهو الحقيقة، وما قبله مجاز.
وأحمد بن حرب تنحله الكرامة وتخضع له، لأنه شيخ بن كرّام. وعن يحيى بْن يحيى النَّيْسَابُوري قال: إن لَم يكن أحمد بْن حرب من الأبدال فلا أدري من هم. وقال محمد بْن الفضل البخاريّ: سمعتُ نصر بْن محمود البَلْخِيّ يقول: قال أحمد بْن حرب: عبدتُ اللَّه خمسين سنة، فما وجدتُ حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة
__________
1 أي لا يمل.

(17/17)


أشياء: تركت رضى الناس حتى قدرت أتكلَّم بالحقّ. وتركتُ صُحْبَة الفاسقين حتَّى وجدتُ صُحبة الصّالحين. وتركتُ حلاوة الدُّنْيَا حتَّى وجدتُ حلاوة الآخرة. وقال محمد بْن عبد اللَّه بْن موسى السَّعْدَيّ: كُنّا في مجلس أحمد بْن حرب لما قدم من بُخارى، فاجتمع عليه العامَّةُ من أهل المدينة والقُرى، فقالوا كلّهم: يا أبا عبد اللَّه، ادع لنا، فإن زَرْعَنَا وأرْضَنَا لَم ينبت منذ عامين، أو قال: عام. فرفع يديه ودعا، فما فرِغَ حتّى طلعت سَحَابة، وكانت الشمسُ طالعةً، فمُطِرْنَا مطرًا لَمْ نرَ مثله، فجئنا مشمِّرين أثوابنا من شدة المطر، حتى ينبت الزرع. قلت ساق الحاكم ترجمته في عدّة أوراق. وقال محمد بْن عليّ المَرْوَزِيّ: روى أشياء كثيرة لا أُصُولَ لَها. قال زكريّا بْن دَلُّويَه، وغيره: تُوُفِيّ سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، ولهُ ثمان وخمسون سنة.
11- أحمد بْن حمّاد الذُّهَليّ الخُراسانيّ المَرْوَزِي الأمير.
عن ابن المبارك، والحسين بْن واقد. وعمِّر دهرًا. روى عنه: ابنة الأمير أبو الهيثم خالد بْن أحمد، ومحمد بْن عَبْدة المَرْوَزِيّ، وغيرهما. تُوُفّى أيضًا سنة أربعٍ وثلاثين.
12- أحمد بْن حمّاد الواسطيّ1 الخزّاز.
عن خالد الطّحّان. وعنه: أسلم بْن سهل في تاريخه وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين.
13- أحمد بْن خَضْرَوَيْه البلْخيّ2 الزّاهد أبو حامد، من كبار المشايخ بِخُراسان. صحِب: حاتمًا الأصمّ، وأبا يزيد البِسْطاميّ. قال السُّلَميّ في "تاريخ الصُّوفيَّة": أحمد بْن خَضْرَوَيْه من جِلّة مشايخ خُراسان، سألَتْه امرأته أن يحملها إلى أبي يزيد، وتُبْرئه من مَهْرِهَا، ففَعل. فلمّا قعدت بين يديه كشفت عن وجهها، وكانت مُوسرة، فأنفقت مالها عليهما. فلمّا أراد أن يرجع قال لأبي يزيد: أَوْصِني. قال: ارجع فتعلَّم الفُتُوَّة مِن امرأتك. وبَلَغَني عن أبي يزيد أنّه كان يقول: أحمد بْن خَضْرَوَيْه أستاذنا. ويُقالُ: إنّ أحمد بْن خَضْرَوَيْه لُقِيَّه إبراهيم بْن أدهم ولَقِيَه. قلتُ: هذا بعيد. ثُمَّ قال السُّلَمِيّ: سمعتُ منصور بْن عبد اللَّه: سمعتُ محمد بْن حامد يقول: كنتُ جالسًا عند ابن خَضْرَوَيْهِ وهو في النَّزْعِ، فسأله رجلٌ عن مسألةٍ، فقال:
__________
1 انظر الإكمال لابن ماكولا "2/ 185".
2 انظر حلية الأولياء "10/ 42، 43"، وطبقات الصوفية للسلمي "3/ 106"، وسير أعلام النبلاء "1/ 487".

(17/18)


يابني، بابًا كنتُ أدقُّه منذ خمس وتسعين سنة يُفتح السّاعة، لا أدْرِي أيُفْتَحُ بالسّعادة أَمْ بالشّقاء، فأنّى لي أوان الجواب. وكان عليه سبعمائة دينار دَيْنًا، فوفاها إنسانٌ عنه.
وكان أبو حفص النَّيْسَابُوري يقول: ما رأيتُ أكبر هِمّة ولا أصدق حالًا من أحمد بْن خَضْرَوَيْه. وكان له قدم في التَّوَكُّلِ.
وبَلَغَنَا عنه أنّه قال: القلوب جوّالة، فإمّا أن تجول حول العرش، وإمّا أن تجول حول الحُشّ. قيل: إنّ أحمد بْن خَضْرَوَيْه مات سنة أربعين ومائتين.
14- أحمد بن أبي دؤاد بْن حَرِيز1 القاضي أبو عبد الله الأياديّ البصري ثم البغداديّ. واسم أبيه: الفَرَج. ولى القضاء للمعتصم وللواثق، وكان مصرِّحًا بمذهب الْجَهْميّة، داعيةً إلى القول بخلْق القرآن. وكان موصوفًا بالْجُود والسّخاء، وحسن الخُلُق، وغزارة الأدب. قال الصُّولِيّ: كان يُقال: أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة، ثم أبي دؤاد، لولا مَا وَضع به نفسه من محبّة المِحْنة لاجتمعت الألْسُنُ عليه، ولَمْ يُضَفْ إلى كرمه كرم أحد.
ولد ابن أبي دؤاد سنة ستّين ومائة بالبصرة. قال حَرِيز بْن أحمد بن أبي دؤاد قال: كان أبي إذا صلى رفع يديه إلى السّماء وخاطب ربّه فقال:
ما أنت بالسبب ضعيفًا وَإنَّما ... نُجْحُ الْأُمُورِ بقُوَّةِ الأسبابِ
فاليومَ حاجَتُنَا إليك، وإنما ... يدعى الطبي لساعةِ الأَوْصَابِ
وقال أبو العَيْنَاء: كان أحمد بن أبي دؤاد شاعرًا مُجيدًا، فصيحًا بليغًا، ما رأيتُ رئيسًا أفصح منه. وقال فيه بعضُ الشعراء:
لقد أَنْسَتْ مساوئَ كلِّ دهر ... محاسن أحمد بن أبي دؤاد
وما سافرتُ فِي الآفاق إِلَّا ... ومن جَدْوَاك راجلتي وزادي
يُقيمُ الظّنُّ عندك والأماني ... وإنْ قَلِقتْ ركابي في البلاد
وقال الصُّوليّ: ثنا عَوْن بْن محمد الكِنْدِيّ قال: لعهدي بالكرخ، وإن رجلًا لو
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 649"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 169"، وميزان الاعتدال "1/ 67".

(17/19)


قال ابن أبي دؤاد مُسلم لقُتِل في مكانه. ثُمَّ وقع الحريق في الكرخ، وهو الذي لَمْ يكن مثله قطّ. كان الرجلُ يقوم في صينّية شارع الكَرْخ فيرى السفن في دجلة. فكلم ابن أبي دؤاد المعتصمَ في النّاس وقال: يا أمير المؤمنين رعيّتك في بلد آبائك ودار مُلْكهم، نزل بهم هذا الأمر، فاعِطْف عليهم بشيء يُفَرَّقُ فيهم يُمسك أرماقهم ويبنون به ما انْهَدَمَ. فلَم يزل يُنازله حتّى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم، وقال: يا أمير المؤمنين إنْ فَرّقها عليهم غيري خفتُ أن لا يقسّم بالسَّويَّة1. قال: ذاك إليك. فقسّمها على مقادير ما ذهبَ منهم، وغرِم من ماله جُملة. قال عون: فلَعَهْدِي بالكَرْخ بعد ذلك، وإنّ إنسانًا لو قال: زرُّ ابن أبي دؤاد وسِخ لقُتِل. وقال ابن دُرَيْد: أنا الحسن بن الخضر قال: كان ابن أبي دؤاد مؤالفًا لأهل الأدب من أيّ بلد كانوا. وكان قد ضمّ إليه جماعة يموّنهم، فلمّا مات اجتمع ببابه جماعة منهم، فقالوا: يُدفن مَن كان على ساقِه الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلّم فيه؟ إنّ هذا لَوَهْنٌ وتقصير. فلمّا طلع سريره قام ثلاثة منهم، فقال أحدهم:
اليوم مات نظامُ الفَهْم واللَّسْن ... ومات مَنْ كان يُسْتعدي على الزَّمَنِ
وأظلمَتْ سُبُل الآداب إذ حُجِبَتْ2 ... شَمسُ المكارم في غيمٍ3 من الكفنِ
وقال الثاني:
ترك المنابرَ والسّريرَ تَوَاضُعًا ... وله منابر لو يشاء وسَريرُ
ولِغَيْره يُجْبَى الخَراجُ وإنّما ... تُجْبَى إليه مَحامدٌ وأجورُ
وقال الثالث:
وليس نسيمَ المِسْك ريحَ حَنُوطه ... ولكنه ذاك الثناء المخلَّفُ
وليس هرِيرَ النَّعْش ما تسمعونه ... ولكنّها أصلابُ قوم تُقَصَّفُ
قال أبو رَوْق الهِزّانيّ: حكى لي ابنُ ثعلبة الحنفيّ عن أحمد بْن المعذَّل أنّ ابن أبي دؤاد كتب إلى رجلٍ من أهل المدينة: إنْ تابَعتَ أمير المؤمنين في مقالته استوجبتَ حُسن المكافأة.
__________
1 أي بالتساوي.
2 أي غابت.
3 غيم أي ذهاب النور.

(17/20)


فكتبَ إليه: عَصَمَنا اللَّهُ وإيَّاك من الفتنة. الكلامُ في القرآن بدعة يشترك فيها السّائلُ والمجيب. تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيبُ ما ليس عليه. ولا نعلمُ خالقًا إلّا اللَّه، وما سواهُ مخلوق إلّا القرآنُ، فإنّه كلامُ اللَّه.
وعن المهتدي بالله محمد بْن الواثق قال: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلًا أحضرنا ذلك إلى المجلس. فَأُتِيَ بشيخٍ مخضوبٍ مقيَّد، فقالَ أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. فأُدْخِلَ الشيخُ، فقالَ: السلامُ عليك يا أمير المؤمنين.
فقال له: لاسلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. قلتُ في رُواتها غير مجهول. فقال له ابن أبي دؤاد: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ فقال: لَمْ تُنْصِفْنِي، وُلِّيَ السّؤال. قال: سَلْ. قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيءٌ عَلِمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ، وعمر، والخلفاء الراشدون، أم شيء لَم يعلموه؟ فقال -يعني ابن أبي دؤاد: شيء لم يعلموه.
فقال: سبحان الله، شيء لَم يعلمه رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- ولا أبو بكر ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت.
فخجل ابن أبي دؤاد فقال: أقِلْنِي. قال: أَقَلْتُك. ما تقول في القرآن؟ قال ابن أبي دؤاد: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- والخلفاء؟ قال: علموه، ولِم يَدْعوا النّاس إليه. قال: أفلا وَسِعَكَ ما وَسِعَهُم؟
فقام أبي الواثق ودخل خُلْوَته، واستلقى على ظهره وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عثمان، ولا عليّ، ولَم يدعوا إليه، أفلا وسِعك مَا وَسِعَهم.
ثُمَّ دعا عمّارًا الحاجب، وأمره أن يرفع عنه القيود، ويُعطيه أربعمائة دينار، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد. ولم يمتحن بعدها أحدًا. قال ثعلب: أنشدني أبو الحَجّاج الأعرابيّ:
نكست الدين يا ابن أبي دؤاد ... فأصبح من أطاعكَ في ارتدادِ
زَعمت كلام ربّك كان خَلْقًا ... أما لكَ عند ربّك من مَعَادِ؟
كلامُ اللَّه أنزله بعِلْمٍ ... وأنزله على خير العباد

(17/21)


وَمَنْ أمسى ببابِكَ مُستضيفًا ... كَمَنْ حلّ الفَلاةَ1 بغير زاد
لقد أظرفت يا ابن أبي دؤاد ... بقولك إنّني رجلٌ إيادي
وقال أبو بكر الخلال في كتاب "السنة": ثنا الحَسَن بْن أيّوب المخرّميّ قال: قلتُ لأحمد بْن حنبل: ابن أبي دؤاد؟
قال: كافر بالله العظيم.
قال: ثنا عبد الله بْن أحمد بْن حنبل: سمعتُ أبي: سمعتُ بِشْرَ بْن الوليد يقول: استتيب ابن أبي دؤاد من القرآن مخلوق في لَيْلَةٍ ثلاث مرّات، يتوب ثُمَّ يرجع. وقال: حدَّثَنِي محمد بْن أبي هارون: أن إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ قال: حضرتُ العيد مع أبي عبد اللَّه، فإذا بقاصٍّ يقول: على ابن أبي دؤاد لعنةُ اللَّه، وحشى اللَّه قبره نارًا.
فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامّة.
وقال خالد بْن خِداش: رأيتُ في المنام كأنّ آتيًا أتاني بطَبَق وقال: اقرأه. فقرأتُ بِسْمِ الله الرحمن الرحيم. ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن النّاسَ. فمن قال القرآن كلامُ اللَّه، كُسِيَ خاتَمًا من ذَهَب، فَصُّهُ ياقوتة حمراء، وأدخله اللَّه الجنّة وغفر له. ومن قال: القرآنُ مخلوق، جُعِلت يمينه يمين قرد، فعاش بعد ذلك يومًا أو يومين ثُمَّ يصير إلى النار.
ورأيتُ قائلًا يقول: مسخ ابن أبي دؤاد، ومُسِخَ شعيب، وأصاب ابن سَمَاعة فالج، وأصابَ آخر الذَّبْحَة -ولَمْ يُسَمَّ- هذا منام، صحيح الإسناد. وشُعَيب هو ابن سهل القاضي من الجهمية.
قد رمي ابن أبي دؤاد بالفالج وشاخ. فعن أبي الْحُسَين بْن الفضل: سمع عبد العزيز بْن يحيى المكيّ قال: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج، فقلتُ: لَم آتِكَ عائدًا، ولكنْ جئتُ لأحمد اللَّه على أنْ سَجَنَكَ في جِلْدِك. وقال الصُّوليّ: نا المغيرة بْن محمد المهلَّبيّ قال: مات أبو الوليد محمد بْن أحمد بن أبي دؤاد هو وأبوه
__________
1 أي المكان البعيد.

(17/22)


منكوبَيْن في ذي الحجة، سنة تسعٍ وثلاثين، ومات أبوه يوم السّبت لسبْعٍ بقين من المحرَّم سنة أربعين. قال الصُّوليّ: ودُفِنَ في دارهِ ببغداد.
15- أحمد بْن أبي رجاء أبو الوليد الحنفيّ الهَرَويّ1.
قال البخاري: هو ابن عبد الله بْن أيوب.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أحمد بْن عبد اللَّه بْن واقد بْن الحارث، وساقَ نَسَبه إلى دول بن حنيفة.
وقال: إمام عصره بهراة من الفقه والحديث. طلب مع أحمد بْن حنبل، وكتب بانتخابه.
قلت: روى عن: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ، ويحيى بْن آدم، وأَبِي أسامة، وجماعة.
وعنه: خ. والدّارميُ، وأبو زرعه، وأبو حاتم، وحَمْدَوَيْه بْن خطّاب البخاري مستملي البخاري. توفي في نصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين.
أحمد بن سريج.
هو أحمد بن عمر2. سيأتي في الطبقة الآتية بعد أبي مصعب الزهري.
16- أَحْمَد بْن سِنان3 أبو عبد الله القُشَيْريّ النيسابوري الخزقني، وخزقن من قرى نيسابور.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ووَكِيعًا، وسلْم بْن سالم. وعنه: العَباس بْن حمزة، وأبو يحيى الخفّاف، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسع وثلاثين.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 57"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 5" والثقات لابن حبان "8/ 28" وتهذيب الكمال للمزي "1/ 363-365".
2 ستأتي ترجمته.
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 57"، والثقات لابن حبان "8/ 15"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 367-369".

(17/23)


17- أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم مولى عمر بن عبد العزيز الأمويّ. أبو الحَسَن الحرّانيّ، والد الحَسَنِ، وجد المسند أبي شعيب عبد الله بن الحَسَن الحرّانيّ. سمع: زُهير بْن معاوية، والحارث بْن عُمَير، وعيسى بْن يونس، وموسى بْن أعين، وجماعة، وجماعة.
وعنه: د، وخ. ت. ن بواسطة، وأحمد بْن فيل البالِسيّ، وحفيده أبو شُعيب، وصالح بْن عليّ النَّوْفليّ، ومحمد بْن جَبَلَة الرّافقيّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق، ثقة. وقال ابن كثير الحرّانيّ: تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين. وقيل غير ذلك، والأول أصحّ.
18- أحمد بْن عبد اللَّه بْن قيس بْن سلمان بْن بُريدة بْن الخُصيب الأسلمي المَرْوَزِيّ1.
عن: النّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الله بن بكر، وشبابة. وعنه أبو حاتم وقال: صدوق، كتبت عنه بالرِّيّ سنة ثلاثين.
19- أحمد بْن عبد الصّمد بن علي2 أبو أيوب الأنصاري الرزقي. حدَّث ببغداد عن: ابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن النمير.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ المَعْمَريّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وغيرهما.
20- أحمد بْن عَمار بْن شادي الوزير أبو العباس3. وزير المعتصم كان من أهل المذار فانتقل أبوه إلى البصرة زمن الرشيد.
وكان أبو العبّاس موصوفًا بالعِفّة والصِّدْق، فاحتاج الفضلُ بْن مروان الوزير إلى من يقوم بأمر ضياع أقطعها المعتصم. فنهض ابن عمّار في ذلك، وبالغ، فطلبه الفضل ونوّه بذِكره، وأخذ يصف عِفَّته للمعتصم. فلمّا نكب المعتصم الفضلَ لَم تثق نفسه إلى أميرٍ إلَّا ابن عمّار، فولاهُ العرض عليه، وسمّاهُ النّاس وزيرًا. وكان جدّه شادي طحّانًا وكذلك هو، فأثري وكثُرَ مَاله وتقدّم. قال عَوْنُ بن محمد: ولى
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 58".
2 انظر تاريخ الطبري "4/ 208"، وتاريخ بغداد للخطيب "4/ 270"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 17".
3 انظر وفيات الأعيان "5/ 94، 101"، والوافي بالوفيات "7/ 255".

(17/24)


المعتصم العرض عليه لثقته، ولما كان يصفه به الفضل، ولم يكن ممن تصلح له الوزارة ولا مخاطبة الملوك. قال الصُّوليّ: وثنا أحمد بْن إسماعيل قال: عرض أحمد بْن عمّار الكُتُب أربعة أشهر، وخُوطب بالوزارة، ونفذت عنه الكتب، فورد يومًا كتابًا من عبد اللَّه بْن طاهر أحبّ المعتصم أن يُجيب عنه سرًّا، فدعا ابن عمّار وقال: أجِبْ عَنْه بحضرتي، فلَم يقم بذلك حتّى أحضر بعض الكُتّاب. ولَمّا رأى عجْزه همّ بعَزْله. وكان المعتصم يقول لِمحمد بْن عبد الله الزّيّات: يا محمد ما أَحْوَجَ ابن عمّار إلى أن يكون مع عفّته مثل فصاحتك.
قال الصَّوليّ: ثنا محمد بْن القاسم قال: كان أحمد بن أبي دؤاد يحبّ بقاء أمر ابن عمّار عليه، لئلا يصير الأمر إلى ابن الزيات، فإنه يبغضه. وقيل إن ابن عمّار كان يتصدَّق كل يوم بمائة دينار، مع ما هو فيه من الأمانة، فنبل بذلك المعتصم أيضًا، وكان كثير الأموال. قال الصُّوليّ: ثنا أحمد بْن شَهْرَيار، عن أبيه قال: كان ابن عمّار يختم في كلّ ثلاثة أيّام ختمة، فلمّا عُزِلَ عن العَرْض رُسِمَ له بديوان الأزِمّة، فامتنعَ، واستأذنَ في المجاورة سنة، فأذِنَ المعتصم له، ووصله بعشرة آلاف دينار، ثُمَّ أعطاهُ خمسة وعشرين ألف دينار، ففرّقها بِمكّة. تُوُفّي بالبصرة سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين كهْلًا.
21- أحمد بْن عِمران بْن عيسى المري الموصلي المقريء، روى "جامع سُفيان الثَّوْريّ" عن المُعَافَى بْن عمران. روى عنه: عُبَيْد الله بْن أبي جعفر. وتُوُفّي سنة خمس وثلاثين.
22- أحمد بْن عمر بْن حفص بْن جَهْم بْن واقد1 أبو جعفر الكندي الكوفي الجلاب الضرير المقريء المعروف بالوكيعيّ. نزيل بغداد. والد إبراهيم. روى عن: حفص بْن غِياث، وابن فُضَيْل، وأبي معاوية، وحسين الجعفي، وعبد الحميد الجماني، وجماعة. وعنه: م. وأبو داود في المسائل له، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي القاضي المروزي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن علي الموصلي أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ونصر بن القاسم الفرائضي، وطائفة. وثقه ابن معين، وغيره، ومات في صفر سنة خمسين وثلاثين. قال العباس بن مصعب:
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 62، 63"، والثقات لابن حبان "8/ 9"، وتاريخ بغداد "4/ 284"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 412-414".

(17/25)


سمعت أحمد بن يحيى الكهشميني، وكان معروفًا بالفضل والعقل، يقول: سمعتُ أحمد بْن عمر الوَكِيعيّ يقول: وُلِّيتُ المظالِم بِمَرْوَ اثنتي عشر سنة، فلَم يَرِدْ عليّ حكم إلا وأنا أحفظُ فيه حديثًا، فلم أحتج إلى الرأي ولا إلى أهله. وقد روى القراءة عن يحيى بْن آدم.
23- أحمد بْن محمد بْن موسى السّمسار المَرْوَزِيّ مَرْدَوَيْه1، وربّما قيل فيه: أحمد بْن موسى. عن: ابن المبارك، وجرير، وإسحاق الأزرق. وعنه: خ، ت، ن. وقال: لا بأس به. قال أحمد بْن أبي خَيْثَمَة: مات سنة خمس وثلاثين. وممن روى عنه: محمد بْن عمر الرَّمليّ، وعبد اللَّه بْن محمود المَرْوزَيّ. وكان يُكثر عن ابن المبارك. وسمع من النضر بْن محمد المَرْوَزَيّ، شيخ يروي عن يحيى بْن سعيد الأنصاريّ. وقال الشيرازي: تُوُفّي في ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
24- أحمد بْن معاوية أبو بكر الباهليّ البصْريّ2. سمع: عَبّاد بْن عَبّاد، وأبا بكر بْن عيّاش، وعنه: محمد بْن محمد الباغَنْديّ، وغيره. قال الخطيب: لا بأس به.
25- أحمد بْن المعذل بْن غَيْلان بْن الحَكَم3 أبو العبّاس العَبْديّ البصْريّ المالكيّ الفقيه المتكلِّم. قال أبو إسحاق الشيرازي: كان من أصحاب الملك بن الماجشون، ومحمد بن مسلمة. وكان ورِعًا متّبِعًا للسنة. وكان مُفَوَّها له مصنَّفات.
وقال غيره: سمع من بِشْر بْن عمر الزّهرانيّ، وغيره، وكان بصيرًا بمذهب مالك. وعليه تفقّه إسماعيل القاضي وأخوه حمّاد، ويعقوب بْن شَيْبَة السَّدُوسيّ. وقال أبو بكر النّقّاش: قال لي أبو خليفة الْجُمَحِيّ: أحمد بْن المعذَّل أفضل من أحمدكم، يُريد أحمد بْن حنبل. وقال أبو إسحاق الحضرميّ: كان أحمد بْن المعذَّل من الفقه والسّكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصّمد بْن المعذَّل
__________
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "2/ 6"، والثقات لابن حبان "8/ 29"، وتهذيب الكمال للمزي "1/ 473، 474".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 41"، وتاريخ الطبري "8/ 56، 203"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 162".
3 انظر الثقات لابن حبان "8/ 16"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 194"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 519-521".

(17/26)


الشاعر يؤذيه ويهجوه. وكان أحمد يقول له: أنت كالإصبع الزّائدة، إنْ تُرِكت شانت، وإنْ قَطِعَتْ آلَمَت. ولأحمد بْن المعذَّل أخبار. وكان أهلُ البصرة يسمُّونه الراهب لدِينه وتعبُّده. قال أبو داود: كان ابن المعذَّل ينهاني عن طلب الحديث. وقال يموت بْن المُزَرِّع، عن المبرّد، عن أحمد بْن المعذَّل قال: كنت عند ابن الماجِشُون، فجاء بعضُ جُلَسائه فقال: يا أبا مروان أعجوبة1.
قال: وما هي؟ قال: خرجتُ إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجلٌ فقال: اخلَعْ ثيابك، فأنا أَوْلَى بِهَا. قلتُ: وَلِمَ؟ قال: لأنّي أخوك وأنا عُريان. قلت فالمواساة؟ قال: قد لبستها برهة. قلت: فتعريني فتبدو عَوْرَتِي؟ قال: قد روينا عن مالك أنّه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عُرْيَانًا. قلتُ: يلقاني النّاس فيرون عَوْرَتِي. قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضتُ لك. قلت: أراك ظريفًا، فدعني حتّى أمضي إلى حائطي فأبعثُ بِهَا إليك. قال: كلا، أردتَ أن توجِّه عَبيدك فيمسوكوني. قلتُ أحْلِفُ لَك. قال: لا روينا عن مالك قال: لا تَلْزَم الأَيْمَان التي يُحلف بها اللصوص. قلت: فأحلف أنّي لا أحتالُ في يميني. قال: هذه يمين مركّبة.
قلتُ دع المناظرة، فواللهِ لأوَجِّهنّ بِهَا إليك طيّبةً بِهَا نفسي. فأطرَقَ ثُمَّ قال: تصفّحت أمر اللّصوص من عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى وقتنا، فلم أجد لصًّا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع في الإسلام بِدْعَة يكون عليّ وِزْرُهَا ووزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلى يوم القيامة، اخلعْ ثيابَك.
فخلعتها، فأخذها وانصرف. وقال حرب الكرْمَانيّ: سألتُ أحمد بْن حنبل أيكون من أهل السنة، مَنْ قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. قال: لا، ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذَّل الذي يقول بِهذا القول أنّه فتن النّاس من أهل البصرة كثير. وقال أبو قِلابة الرّقاشيّ: قال لي أحمد بْن حنبل: ما فعل ابن مُعَذَّل؟ قلتُ: هو على نحو ما بلغك. قال: أما إنّه لا يُفْلِحُ. وقال نصرُ بْن عليّ: قال الأصمعيّ، ومرّ به أحمد بْن مُعَذَّل فقال: لا تنتهي أو تفتق في الإسلام فتقًا. قلت: قد كان ابن المعذل من بُحُور العلم، لكنّه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولِهذا توقّف في مسألة القرآن، رحمه الله.
__________
1 أي شيء عجيب.

(17/27)


26- أحمد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم بْن عوف بْن وهْب1 أبو عبد الله الخُزَاعيّ المَرْوَزِيّ البغداديّ الشهيد. كان جدّه مالك بْن الهيثم أحد نُقباء بني العبّاس في ابتداء الدولة السّفّاحية. وهو من ذُرّية عمرو بْن لحي بْن قَمْعَة بْن خنْدَف، وإليه جماع خُزَاعة، ويُقال لَهم بنو كعب. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُ عَمْرَو بن لحي يجر قصبه فِي النَّارِ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ بَحَّرَ الْبَحِيرَةَ، وَسَيَّبَ السَّائِبَةَ، وَغَيَّرَ دِينَ إِسْمَاعِيلَ" 2.
وكان أحمد بن نصر شيخًا جليلًا، أمّارًا بالمعروف، قوّالًا بالحق، من أولاد الأمراء. سمع من: مالك، وحمّاد بْن زيد، وهُشَيْم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وروي اليسير عنه: أحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وابنه عبد اللَّه بْن الدَّورقيّ، ومعاوية بْن صالح الأشعريّ الحافظ، ومحمد بن يوسف الطّبّاع، وجماعة. وروى أبو داود في المسائل عنه.
وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يترحّم عليه ويقول: ختم اللَّه له بالشهادة. قلتُ: فكتبت عنه؟ قال: نعم، كان عنده مصنّفات هُشَيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار. ثُمَّ قال ابن معين: كان أحمد يقول: ما دخلَ عليه أحدٌ يَصْدُقُه، يعني الخليفة سواه.
ثُمَّ قال يَحْيَى بْن مَعِينٍ: ما كان يحدّث يقول: لست موضع ذلك.
وقال الصولي: وكان أحمد بْن نصر من أهل الحديث، وكان هو وسهل بْن سلامة حين كان المأمون بخُراسان بايَعَا النّاس على الأمر بالمعروف والنَّهْيِ عن الْمُنْكَر، إلى أن قَدِمَ المأمون بغداد، فَرَفَق بسهل حتّى لبس السَّواد، وأخذ الأرزاق، ولزِمَ أحمد بيته. ثُمَّ إنّ أَمْرَهُ تحرّك ببغداد في آخر أيّام الواثق، واجتمعَ إليه خلقُ يأمرونَ بالمعروف، إلى أن ملكوا بغداد. وتعدّى رجلان من أصحابه مُوسِرَيْن، فبذلا مالًا وعزما على الوثوب ببغداد في شعبان سنة إحدى وثلاثين، فنُمَّ الخبر إلى إسحاق بْن إبراهيم، فأخذ جماعة منهم، فيهم أحمد بْن نصر وصاحباهُ، فقيّدهما.
ووجد في منزل أحدهما أعلامًا. وضرب خادمًا لأحمد، فأقرَّ أنّ هؤلاء كانوا
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 79"، والثقات لابن حبان "8/ 14"، وتاريخ الطبري "9/ 315"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 173".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4623"، ومسلم "2856"، وأحمد "2/ 275، 366".

(17/28)


يصيرون إليه ليلًا فيعرّفونه ما عملوا، فحملهم إسحاق مقيّدين إلى سامرّاء فجلس لَهم الواثق، وقال لأحمد: دع ما أخذت له. اتقول في القرآن؟ قال: كلامُ اللَّه. قال: أَمَخْلُوق هو؟ قال: كلامُ اللَّه قال: أَفَتَرى ربَّك في القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية. قال: ويْحَكَ يُرى كما يُرى المحدود المتجسِّم، ويحويه مكان، ويحصره النّاظر؟ أنا كفرت بربٍّ هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فقال عبد الرحمن بْن إسحاق، وكان قاضيًا على الجانب الغربيّ، فعُزِلَ: هو حَلال الدَّم. وقال جماعة من الفقهاء كقوله، فأظهر ابن أبي دؤاد أنه كان كاره لقَتْلَه، وقال: يا أمير المؤمنين شيخ مختَلٌّ، لعلّ به عاهة، أو تغيّر عقله، يؤخَّر أمره ويُستتاب. فقال الواثق: ما أراهُ إلا مؤدّيًا لكُفْره، قائمًا بِما يعتقده منه. ثُمَّ دعا بالصَّمصامة وقال: إذا قمت إليه لا يقومنَّ أحدٌ معي، فإنِّي أحتسبُ خُطاي إلى هذا الكافر الذي يعبُدُ ربًّا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بِهَا.
ثُمَّ أمر بالنّطْع1، فأُجْلِسَ عليه وهو مُقيّد، وأمرَ بشدّ رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدّوه، ومشى إليه فضرب عُنُقه، وأمر بِحمل رأسه إلى بغداد، فنُصِبَتْ بالجانب الشرقيّ أيامًا، وفي الجانب الغربي أيّامًا، وتتبّع رؤساء أصحابه فسُجنوا.
وقال الْحَسَن بْن محمد الحَرْبيّ: سمعتُ جعفر بْن محمد الصّائغ يقول: رأيتُ أحمد بْن نصر حيث ضُربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا اللَّه.
قال المَرْوَزِيّ: سمعت أبا عبد اللَّه وذكر أحمد بْن نصر فقال: رحمه اللَّه، ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه.
وقال الحاكم عن القاسم بْن القاسم السَّيَّاريّ، عن شيخ له، هو رئيس مَرْو أبو العبّاس أحمد بْن سعيد بْن مسعود الْمَرْوَزِيّ قال: هذه نسخة الورقة المعلَّقة في أُذُن أحمد بْن نصر: هذا رأس أحمد نصر بْن مالك، دعاهُ عبد اللَّه الإمام إلى هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التَّشبيه، فأبى إلا الْمُعَانَدة، فعجّله اللَّه إلى ناره.
وكتب محمد بْن عبد اللَّه: وقيل إنّ الواثق حنق عليه لأنّه ذكر للواثق حديثًا فقال له الواثق: تكذب.
__________
1 أي بساط من جلد.

(17/29)


فقال: بل أنت تكذب. وقيل إنه قال له: يا صبي. وقيل إنه كان يقول عن الواثق إذا خلا: فعل هذا الخنزير. وقال: هذا الكافر. وبلغ ذلك للواثق، وخاف أيضًا من خروجه، فقتله بحجّة خلْق القرآن، ليومين بقيا من شعبان. وكان شيخًا أبيض الرأس واللّحية، وكان في سنة إحدى وثلاثين. قال أحمد بْن كامل القاضي أخبرني أبي أنّه رآه، وأخبرني أنّه وُكّل بالرأس من يحفظه، وأن الموكل به ذكر أنه يراه في الليل يستدبر إلى القبلة بوجهه، فيقرأ سورة ياسين بلسانٍ طَلِق.
وأنّه لَمَّا أخبر بذلك طُلِبَ فخاف وهرب. قلتُ: هذه حكاية لا يصح إسنادها. وَرُوِيَ نحوها بإسنادٍ فيه عثمان بْن محمد العثماني، وهو ثقة. وقال أبو العباس السَّرّاج: سمعتُ يعقوب بْن يوسف المطوّعيّ، وهو ثقة، يقول: لمّا جيء بالرأس نصبوهُ على الْجِسْر، فكانت الرّيحُ تُديره قِبَلَ القِبْلة، فأقعدوا له رجلًا معه قصب أو رُمح، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القِبلة.
وقال السّرّاج: سمعتُ خَلَف بْن سالِم يقول بعدما قُتِلَ أحمد بْن نصر وقيل له: ألا تسمع ما النّاس فيه يا أبا محمد يقولون: إنّ رأس أحمد بْن نصر يقرأ؟ قال: كان رأس يحيى بْن زكريّا يقرأ.
وقال السّرّاج: سمعتُ عبد اللَّه بْن محمد يقول: ثنا إبراهيم بْن الحَسَن قال: رأى بعضُ أصحابنا أحمد بْن نصر في النَّوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قلتُ: ما كانت إلا غفوة حتّى لقيتُ اللَّه، فضَحِكَ إليَّ. وقال رجلُ اسمه محمد بْن عُبَيْد: رأيتُ أحمد بْن نصر، فقلتُ: ما صنع اللَّهُ بِكَ؟ قال: غضبتُ له فأباحني النّظر إلى وجهه. قال الخطيبُ: لَم يزل الرأس منصوبًا ببغداد، والجسد مصلوبًا "بسُرَّ من رأى"1 ستّ سنين، إلى أن أُنزِلَ وجُمِع، فدُفن بالجانب الشرقيّ. وقال غيره: دُفِن في شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين -رضي اللَّه عنه.
27- أحمد بْن أبي نافع المُرّيّ الموْصليّ2 عن المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم. وعنه: أبو عبد الله الدّعّاء. تُوُفِّيَ سنة خمس وثلاثين. وهّاه أبو يَعْلَى المَوْصِليُّ. له مناكير. وروى عنه عليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد. كنيته أبو سلمة.
__________
1 بلدة بالعراق.
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 79"، والثقات لابن حبان "8/ 17"، والكامل لابن عدي "1/ 173"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 160".

(17/30)


28- أحمد بْن أبي أحمد الْجُرْجانّي1. نزيل أطْرَابُلُس الشام. حدَّث عن إسماعيل بْن عُلَيَّه، وشَبّابة بْن سَوّار، وعنه: هَنبل بْن محمد الحمصيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ الحافظ، ومحمد بْن يزيد بْن عبد الصّمد، وآخرون. وقيل: اسم أبيه محمد. وكنيته أبو محمد. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد حُضُورًا فِي الرَّابِعَةِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَقِيهُ سنة سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى السِّمْسَارُ، أَنَا مُظَفَّرُ بْنُ حَاجِبٍ الْفَرْغَانِيُّ، ثنا محمد بْنُ يَزِيدَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ، ثنا محمد بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ أَنَا صَدَقَةُ الدَّقِيقِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تقليم الأظافر، وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا"2.
29- إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ الزّاهد3 روى عن الوليد بْن مسلم، وحمزة بْن ربيعة، وسُوَيد بْن عبد العزيز، وأبي سلمان الداراني، وغيرهم. وعنه: يعقوب الفَسَويّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وأحمد بْن زبّان الكِنْديّ، وغيرهم.
تُوُفّي في أحد الربيعين من سنة ثمان وثلاثين، وما أعلم فيه جرحًا. قال أحمد بْن عليّ الأبّار الحافظ: ثنا محمد بْن مقاتل الصَّيْرفيّ، ثنا إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ قال: كان على حمص قاضٍ طويل اللّحية كنيته أبو العشْق، وكان نَقْش خاتمه ثَبت الحبّ ودام، وعلى اللَّه التَّمام. قال ابن أبي حاتِم: كان إبراهيم بْن أيّوب من العُبّاد، رَحِمَهُ اللَّه.
30- إبراهيم بْن بشار الخراساني الصوفي4 صاحب إبراهيم ابن أدهم، طال عُمره وبقي إلى بعد الثلاثين روى عن إبراهيم بْن أدهم وحمّاد بْن زيد، والفضيل بن غياض. روى عنه: أحمد بن أحمد بْن عوْن البُزُوريّ، وإبراهيم بْن نصر المنصوريّ، وأبو العبَاس السّرّاج. وذكره ابن حِبّان في الثقات. قال الدارقطني: تأخرت وفاته.
__________
1 انظر الكامل لابن عدي "1/ 175، 176"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 152"، ولسان الميزان "1/ 300".
2 "حديث صحيح": أخرجه ومسلم "258"، والنسائي "1/ 15، 16"، والترمذي "2907"، وابن ماجه "295"، وأحمد "2/ 122، 503".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 88"، والإكمال "3/ 25".
4 انظر الثقات لابن حبان "8/ 7"، وحلية الأولياء لأبي نعيم "7/ 368"، وتاريخ بغداد "6/ 47"، وصفة الصفوة "4/ 127-129".

(17/31)


31- إبراهيم بْن الحَجّاج بْن زيد السّاميّ النّاجيّ1 -ن- أبو إسحاق البصري. عن: أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بْن المختار، ووُهَيْب بْن خالد، ومُزَاحم بْن العوّام بْن مزاحم، وجماعة. وعنه: ن بواسطة، وإبراهيم بْن هاشم البَغَويّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يَعْلَى، وجعفر الفِرْيابيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، وعثمان بن خرزاد، ومحمد بْن عَبْدة بْن حرب، ومحمد بْن محمد الْجُذُوعيّ القاضي، وموسى بْن هارون وآخرون. وثقه ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين وقال موسى بْن هارون: سنة ثلاث وثلاثين وهو الصحيح. وقع لي من عواليه.
قال موسى: سألتُه عَنْ مولده فَقَالَ: سنة ستٍّ وأربعين ومائة.
32- إبراهيم بن الحجاج2 -ن- أبو إسحاق النيلي البصري.
والنيل مدينة بين واسط والكوفة. عن حمّاد بْن زيد، وأبي عَوَانَة، وسلام بْن أبي مطيع، وغيرهم.
وعنه: ن. بواسطة، وأبو يَعْلَى، وأحمد بْن عليّ بْن سعيد القاضي، والحَسَن بْن سفيان، وغيرهم. ذكره ابن حِبان أيضًا في الثّقات. وقال ابن قانع: مات بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين. روى له ن. حديثًا في الأشربة.
33- إبراهيم بْن الحسن بْن نَجيح الباهلي المقريء البصْريّ3.
التبّان العلاف. عن حمّاد بْن زيد، ويونس بْن حبيب.
وقرأ على: سلام بْن سليمان الطّويل.
وعنه: أبو حاتم وأبو زُرْعة وأبو حاتم السّجستانيّ وعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل قال أبو حاتم: شيخ ثقة بصير بالقرآن.
وقال محمد بْن جرير: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 93"، والثقات لابن حبان "8/ 78"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 69-71" وسير أعلام النبلاء "/ 11/ 39، 40".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 80"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 71، 72"، وتهذيب التهذيب للحافظ "1/ 114".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 92"، والثقات لابن حبان "8/ 78"، وتهذيب التهذيب "1/ 115".

(17/32)


24- إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان1 -د. ق.
أبو ثور الكلبي البغدادي، الفقيه أحد الأعلام. وقيل كنيته أبو عبد الله، ولقبه أبو ثور. عن: ابن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة، وعُبَيْدة بْن حُمَيْد وأبي معاوية، وَوَكيع، ومُعاذ بْن مُعاذ، وعبد الرحمن بْن مهديّ، والشّافعيّ، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وعنه: د. ق، ومسلم بْن الحجّاج خارج "الصحيح"، وأبو القاسم البغوي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وجماعة.
قال عبد الرحمن بْن خاقان: سألتُ أحمد بْن حنبل عن أبي ثور فقال: لَم يبلغني إلا خيرًا إلا أنه لا يعجبني الكلام الذي يصيّرونه في كُتُبهم.
وقال أبو بكر الأعْيَن: سألتُ أحمد بْن حنبل عنه فقال: أعرفُه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مِسْلاخ سُفيان الثَّوْرِيّ.
وقال غيره إنّ رَجُلًا سأل أحمد بْن حنبل عن مسألةٍ فقال: سَلْ غيرنا سَلِ الفقهاء سَلْ أبا ثور. وقال النّسائيّ هو أحد الفقهاء، ثقة مأمون.
وقال ابن حِبّان: كان أحد أئمّة الدّنيا فِقْهًا وعِلمًا وورعًا وفضلًا وخيرًا، ممن صنّف الكُتُب، وفرَّع على السُّنَن، وذبَّ عنها، وقمع مخاليفها.
وقال بدر بْن مجاهد: قال لي سُليمان الشاذكُونيّ: اكتب رأي الشافعيّ، واخرج إلى أبي ثور فاكتب عنه، لا يفوتنَّك بنفسه.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أبو ثور أولًا يتفقّه بالرأي، ويذهب إلى قول أهل العراق، حتّى قدِمَ الشافعيّ بغداد، فاختلف إليه أبو ثور، ورجع عن الرأي إلى الحديث.
وقال أبو حاتم: هو رجل يتكلم بالرأي فيخطيء ويُصيب، وليس محلّه محلّ المتّسعين في الحديث.
وقال عبيد محمد بن عبد البزّار صاحبه: تُوُفّي أبو ثور في صفر سنة أربعين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 97"، والتاريخ الصغير للبخاري "233"، والثقات لابن حبان "8/ 74"، وتاريخ بغداد للخطيب "6/ 65-69".

(17/33)


35- إبراهيم بن دينار1 -م - أبو إسحاق التمار، بغداديُّ ثقة.
سمع: هُشَيْمًا، ومُعْتَمرًا، وابن عُيَيْنَة، وابن عَلَيْهِ، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وروح بن عبادة.
وعنه: م، وأحمد بْن أبي عَوْف البزوريّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وتَمْتَام، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين.
36- إبراهيم بْن العلاء بن الضحاك بن المهاجر2 -د- أبو إسحاق الزبيدي الحمصي، زِبْرِيق، والد إسحاق، ومحمد. سمع: إسماعيل بْن عيّاش، وبقيّة، والوليد بْن مسلم، وثَوَابة بْن عَوْن الحمويّ، وجماعة.
وعنه: د، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وبَقيّ بْن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، وحفيده عمرو بن إسحاق بن زبريق ومحمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن رَزِين: تُوُفّي سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
37- إبراهيم بْن محمد بْن سليمان الشّاميّ3 مجهول، لم يروِ عنه غير محمد بْن الفيض الغسَّانيّ، وذكر أنّه تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
قال أبو أحمد الحاكم: نا ابن الفيض، نا أبو إسحاق إبراهيم بْن محمد بْن سليمان بْن بلاد بْن أبي الدَّرْداء: حدَّثَنِي أبي، عن أبيه سُليمان، عن أمّ الدَّرْدَاء، عَنْ أبي الدَّرْدَاء قَالَ: لَمّا دخلَ عمر الشام سألهُ بلال أن يقرَّه به، ففعل ونزل داريًّا. ثُمَّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول له: "ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني؟ "، فانتبه حزينًا وركبَ راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه. فأقبلَ الحَسَن والحسين، فضمّهما وقبّلهما، فقالا: نشتهي أن نسْمع أذانك. ففعل، وعلا سطح المسجد، ووقَفَ موقفه الذي كان يقفُ فيه، فلمّا أن قال:
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 98"، والثقات لابن حبان "8/ 82"، وتاريخ بغداد للخطيب "6/ 70"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 84، 85".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 121"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 307"، والثقات لابن حبان "8/ 71"، والكامل لابن عدي "6/ 2290".
3 انظر تهذيب تاريخ دمشق "2/ 259".

(17/34)


اللَّه أكبر اللَّه أكبر ارتجّت المدينة. فلمّا أن قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ازدادت رجّتها، فلمّا أن قال: أشهدُ أنّ محمدا رسول اللَّه. خرج العواتق من خدورهن، وقبل: بُعث رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فما رُؤي يوم أكثر باكيًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ ذلك اليوم. إسناده جيّد ما فيه ضعيف، لكنّ إبراهيم مجهول.
38- إبراهيم بْن محمد بْن العبّاس بن عثمان بن شافع1 بن السائب بن عبيد بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ بْنِ كِلابٍ -ن. ق. - أبو إسحاق القرشي المطلبي ابن عم الشّافعيّ، المكّيّ. سمع: أباه، وفُضَيْل بْن عِياض، وجده لأمّه محمد بْن عليّ بْن شافع، والمنكدر بْن محمد بْن المنكدر، وحمّاد بْن زيد، وعبد العزيز بْن أبي حازم، وابن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: ق. ون. بواسطة، وأحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأبو بكر بْن أبي عاصم، وبَقيّ بن مَخْلد، ومُطَيَّن. وثّقة النّسائيّ، وغيره. ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين.
39- إبراهيم بن محمد بن خازم2 -د- مولى بني سعْد، أبو إسحاق ولد أبي معاوية الضرير الكوفي عنه أبيه، وأبي بكر بْن عيّاش، ويحيى بْن عبس الرمليّ. وعنه: د. وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وعُبَيْد بْن عثَّام، ومحمد بْن عثمان بْن أبي شَيْبَة، ومطين، والحسن بن سفيان، وجماعة. قال أبو زُرْعَة: صدوق صاحب سنة، مات سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
40- إبراهيم بْن محمد البَخْتَرِيّ أبو إسحاق المَوْصِليّ. عن: شريك، وأبي عَوَانَة، وحمّاد بْن زيد. وعنه: إبراهيم بن الهيثم الزهيري، وأبو نصر الخفاف، وغيرهما، توفي سنة ست أيضا.
41- إبراهيم بن محمد بن عرعرة3 بن البرند بن النعمان بن علجة بن الأقنع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 129"، والثقات لابن حبان "8/ 73"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 175، 176".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 130"، والثقات لابن حبان "8/ 77"، ويهذيب الكمال للمزي "2/ 171".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "8/ 309"، والجرح والتعديل "2/ 130"، والثقات لابن حبان "8/ 77"، والمجروحين له "2/ 134، 135"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 182".

(17/35)


لؤي بن غالب -م- أبو إسحاق القرشي السامي البصري، نزيل بغداد.
عن: جعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، وحَرَميّ بْن عُمارة، والخليل بْن أحمد المُزَنيّ، وعبد الرحمن بْن مهديّ، ويحيى القّطان، وعبد الرَّزَّاق، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وجدّه عَرْعرَة، وغُنْدَر، وطائفة.
وعنه: م، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق. قال محمد بْن عُبيد اللَّه: كنتُ عند أحمد بْن حنبل، فقيل له: إنَّهم يكتبون عن إبراهيم بْن عَرْعَرة، فقال: أُفٍّ، لا يُبالونَ عمّن يكتبون. وروى الأثرم، عن أحمد أنّه غمز ابن عرعرة. وقال علي بن الحسن بن حبان: وجدت بخط أبي: قلتُ لابن مَعِين: ابنُ عَرْعَرَة؟ فقال: ثقة معروف بالحديث مشهور بالطلب، كيس الكتاب، ولكنه يُفسد نفسه. يدخل في كل شيء. وقال ابن عديّ: ثنا القاسم بْن صَفْوان البرذعيّ قال: قال لنا عثمان بْن خُرَّزاذ: أحفظ من رأيتُ أربعة، فذكر إبراهيم بْن عَرْعَرَة منهم. قال موسى بْن هارون: مات لسبْعٍ بقين من رمضان سنة إحدى وثلاثين.
42- إبراهيم بْن مَخْلَد الّطالْقانيّ1 -د- عن: رشدان بْن سعْد، وابن المبارك، وعبد الرحمن بْن مَغْراء، وأبي بكر بْن عيّاش، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو الزِّنْباع المصريّ، ومحمد بْن منصور الطُّوسيّ.
43- إبراهيم بن الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المنذر بن المغيرة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بن خويلد بن أسد -خ. ت. س. ق.
أبو إسحاق الأسدي المدني المعروف بالحزامي. وخالد هو أخو حكيم بْن حِزام. كان إبراهيم بن منذر من أئمّة الحديث بالمدينة.
روى عن: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن وهْب، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة، والوليد بن مسلم، وخلق كثير.
وعنه: خ. ق وت. س. بواسطة، وأحمد بْن إبراهيم البُسْريّ، وثعلب
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 68"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 186، 197".

(17/36)


النَّحْوي، وبَقِيّ بْن مَخْلد، وابن أبي الدُّنيا، وأبو جعفر محمد بْن أحمد التَّرْمِذيّ، ومحمد بْن إبراهيم البوشّنْجيّ، ومُطَّين، ومَسْعَدَة بْن سعد العطّار، وخلْق. قال صالح جَزَرَةَ: صدوق. وكذا قال أبو حاتم.
وقال عثمان الدرامي: رأيتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ كتب عن إبراهيم بْن المنذر أحاديث ابن وهْب ظننتها "المغازي" وقال عَبْدَان بْن أحمد الهمْدَانيّ سمعتُ أبا حاتم يقول: إبراهيم بْن المنذر أَعْرَف بالحديث من إبراهيم بْن حمزة، إلا أنّه خلط في القرآن.
جاء إلى أحمد بْن حنبل فاستأذنَ عليه، فلم يأذن له وجلس حتّى خرج فسلم عليه، فلم يرد السلام عليه. وقال الأثرم: سمعتُ أبا عبد اللَّه يقول: أيّ شيء يبلغني عن الحِزاميّ؟ لقد جاءني بعد قدومه من العسكر، فلمّا رأيته أخذتني -أخبِرك- الحَمِيَّة، فقلتُ: ما جاء بِكَ إليّ؟ قالَها أبو عبد الله بانتهار.
قال: فخرج فلقي أبا يوسف، يعني عمّه، فجعل يَعْتَذِر. قال يعقوب الْفَسَوِيُّ: مات في المحرَّم سنة ست وثلاثين. وقيل: حفظ عن مالك مسألة.
44- إبراهيم بْن موسى الوَرْدُوليّ1.
الفقيه، شيخ أصحاب الرأي. رحل وطلب العلم؛ وسمع من: فُضَيْل بْن عِيَاض، ومُعْتَمَر بْن سليمان، وعبد اللَّه بْن المبارك، وسُفْيان، وجماعة. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن المهلَّبيّ، وأحمد بْن حفص السَّعْديّ، وغيرهما.
45- إبراهيم بْن مهران2.
أبو إسحاق المَروَزِيّ. حدّث ببغداد عن اللَّيْث بْن سعْد، وشَرِيك، وابن لَهِيعَة. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وعمر بن حفص السدوسي.
46- إبراهيم بن أبي الليث نصر3.
__________
1 انظر الضعفاء لابن عدي "1/ 270، 271"، وميزان الاعتدال "1/ 68".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 82".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 141"، والكامل لابن عدي "1/ 217"، وتاريخ بغداد للخطيب "6/ 191-196".

(17/37)


أبو إسحاق، بغدادي ضعيف. روى عن: فَرَج بْن فَضَالَةَ، وعُبَيْد اللَّه الأشجعيّ، وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم. وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به. قال أبو حاتِم: كان ابن مَعين يحمل عليه، والقواريريّ أحبّ إليّ منه. وقال الخطيب: هو تِرْمِذِيّ الأصل، يروي أيضًا عن: شَرِيك، وهُشْيَم. وعنه ابن المديني، وإبراهيم بن هانيء. وقال أبو حاتِم: كان أحمد يُجمل القول فيه. قلتُ: ثُمَّ توقّف عليٌّ في الرواية عنه. وقال أبو داود: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: أفْسَد نفسه في خمسة أحاديث عنده، لو كانت في الجبل لكان ينبغي أن يُرحل فيها. ثُمَّ قال أبو داود صدوق. وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ الدَّوْرَقيّ: كُنَّا نختلف إلى إبراهيم بْن نصر بْن أبي اللّيث سنة ستّ عشرة ومائتين أنا، وأبي، وابنُ معين، ومحمد بْن نوح، وأحمد بْن حنبل، في غير مجلس، نسمعُ منه تفسير الأشجعي، فكان يقرأ علينا من صحيفة كبيرة. فأوّل ما فطن له أبي أنّه كذّاب، فقال له أبي: يا أبا إسحاق هذه الصّحيفة كأنّها أصل الأشجعيّ؟ فقال له: نعم، كانت له نسختان، فوهبَ لي نسخة. فسكت أبي، فلمّا خرجنا قال أبي: يا بنى، يذهب عَناؤنا إلى هذا الشيخ باطلًا. الأشجعيّ كان رجلًا فقيرًا، وكان يوصَل، وقد رأيناهُ وسمعنا منه. من أينَ كان يمكنه أن تكون له نسختان؟ فلا تقُلْ شيئًا، وسكت. وَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ مَسْتُورًا حَتَّى حَدَّثَ بِحَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ فِي الرُّؤْيَةِ، وَأَقْبَلَ يَتَّبِعُ كُلَّ حَدِيثٍ فِيهِ رُؤْيَةٌ يَدَّعِيهِ. فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ابْنُ مَعِينٍ لِكَثْرَةِ مَا ادَّعَى. وَحَدَّث بِحَدِيثِ عَوْنِ بْنِ مَالِكٍ: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِثَلَاثِمَائَةِ لِسَانٍ"1. فَقَالَ يَحْيَى: هَذَا الْحَدِيثُ أُنْكِرَ عَلَى نُعَيْمٍ الْفَارِضِ، مِنْ أَيْنَ سَمِعَ هَذَا مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ خُرَاسَانِيٌّ فَقَالَ: أَنَا دَفَعْتُهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي اللَّيْثِ فِي رُقْعَةِ تِلْكَ الْجُمُعَةِ.
فقال ابن مَعِين: لا تُسقِط حديث رجلٍ برجلٍ واحد. فلمّا كان بعد قليل حدَّث بأحاديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن وَكِيع بْن عُدُس عن عمّه أبي رزين: "أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ والأرض، وضحك ربنا". فحدّث بِهَا عن هُشَيْم، عن يَعْلَى. فقال يَحْيَى بْن مَعِينٍ: إبراهيم بْن أبي الليث كذّاب، سَرق الحديث. قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعتُ يحيى يقول: صاحب الأشجعيّ كذّاب خبيث. تُوُفّي سنة أربعٍ وثلاثين. وقال يعقوب بْن شيبة: كان أصحابنا كتبوا
__________
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 193، 194".

(17/38)


عن إبراهيم بْن أبي الليث، ثُمَّ تركوه لأنّه روى أحاديث موضوعة. وقد سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: هو يكذبُ في الحديث. وقال الفلاس: كان يكذب. وكذا قال جَزَرَة.
47- إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى1.
أبو إسحاق الغساني الدمشقي. عن: أبيه، ومعروف الخيّاط، وعبد اللَّه بْن عِياض الإسكندرانيّ، وسُوَيْد بْن عبد العزيز، وشُعيب بْن إسحاق. وقيل إنه روى عن سعيد بْن عبد العزيز. روى عنه: ابنه أبو حارثة أحمد، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وجعفر الفِرْيابيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بن الحَسَن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة وسواهم.
وُلِدَ سنة خمسين ومائة. وهو صاحب حديث أبي ذرّ الطّويل. تفرَّد به، عن أبيه، عن جدّه. قال الّطبرانيّ: لم يروه عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات. وذكره ابن حبان في الثقات. وخرج حديثه الطّويل وصحّحه. وأمّا ابن أبي حاتِم فقال: قلتُ لأبي: لِمَ لا تحدّث عن إبراهيم بْن هشام الغسّانيّ؟ فقال: ذهبتُ إلى قريته، فأخرج إلي كتابًا، رغم أنّه سمعه من سعيد بْن عبد العزيز، فنظرتُ فيه فإذا فيه أحاديث ضَمْرة، عن ابن شَوْذب، ورجاء بْن أبي سَلَمَةَ. فنظرتُ إلى حديثه فاستحسنْتُه من حديث اللّيث بْن سعد، عن عَقيل، فقلتُ له: أذكر هذا. فقال: ثنا سعيد بْن عبد العزيز، عن ليث بْن سعد، عن عَقِيل، بالكسر. ورأيتُ في كتابه أحاديث عن سُوَيْد بْن عبد العزيز، عن مُغيرة، فقلتُ: هذه أحاديث سُوَيْد، فقال: ثنا سعيد بْن عبد العزيز، عن سُوَيْد.
وأظُنُّه لَم يطلب العلم وهو كذّاب.
قال عبدُ الرحمن: فذكرتُ لعليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد بعضَ هذا الكلام عن أبي، قال: صدق أبو حاتِم، ينبغي أن لا تحدَّث عنه. قال محمد بْن الفَيْض: مات سنة ثمان وثلاثين.
قال ابن الجوزي: قال أبو زرعة: كذاب.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 142، 143"، والثقات لابن حبان "8/ 79"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 72، 73".

(17/39)


48- إبراهيم بْن يوسف بْن ميمون بْن قُدامة1 -ن- وقيل ابن رَزِين. أبو إسحاق الباهليّ البلْخيّ المعروف بالماكياني. وماكيان من قرى بَلْخ، وهو أخو عصام، ومحمد. عن: حماد بْن زيد، وأبي الأحوص، وخالد الطّحّان، ومالك، وشريك، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وهشيم، وطائفة. وعنه: ن، ومحمد بن كرام بن شيخ الكرّاميّة، وحامد بْن سهل البخاريّ، وجعفر بْن سوّار الحافظ، ومحمد بْن قُدامة البْلخيّ، وزكريّا السِّجْزيّ خيّاط السنة، ومحمد بْن محمد الصِّدِّيق البلْخيّ، وخلْق سواهم. وثقه النَّسائيّ، وابن حِبّان. وقال ابن حِبّان: كان ظاهر مذهبه الإرجاء، واعتقاده في الباطن السنة سمعتُ أحمد بْن محمد: سمعتُ محمد بْن داود الفُوعيّ يقول: حلفتُ أنِّي لا أكتبُ إلا عمّن يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ. فأتيت إبراهيم بن يوسف فأخبرته، فقال: اكتب عني، فإني أقول: الإيمان قول وعمل. وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب "الرّدِّ على الْجَهْمِيَّة": حدثني عيسى بن بنت إبراهيم بن طهمان قال: كان إبراهيم بْن يوسف شيخًا جليلًا من أصحاب الرأي، طلب الحديث بعد أن تفقّه في مذهبهم، فأدركَ ابن عُيَيْنَةَ، ووَكِيعًا. فسمعتُ محمد بْن محمد الصِّدِّيق يقول: سمعتُه يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ مخلوق فهو كافر، بانت منه امرأته. ومَنْ وَقَفَ فهوَ جَهْمِيّ. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْخَلِيلِيُّ: رَوَى عن مالك، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ". وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرُهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ حَضَرَ لِيَسْمَعَ مِنْهُ وقُتَيْبَةُ حَاضِرٌ، فَقَالَ لِمَالِكٍ: إِنَّ هَذَا يَرَى الإِرْجَاءَ. فأَمَر أن يُقام من المجلس، ولَم يسمع منه غير هذا الحديث. ووقع له بِهذا مع قُتَيْبَة عداوة، فأخرجه من بلْخ، فنزل قرية بَغْلان. قلتُ: وكان إبراهيم بْن يوسف شيخ بَلْخ وعالمها في زمانه. مات لأربع بقين من جُمادى الأولى سنة تسع وثلاثين.
49- إدريس بْن سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة2 يزيد مولى مروان بْن الحَكَم اليَمَاميّ الشّاعر، أخو مَروان بْن أبي حَفْصَة. شاعر مُفْلِق بديع القول.
فضّله بعضهم على أخيه. وقد عاش بعد أخيه دهرًا طويلًا. مدح الواثق، والمتوكل، وآل طاهر.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 148"، والثقات لابن حبان "8/ 76"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 251-255"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 76".
2 انظر الوافي بالوفيات "8/ 315"، وديوان المعاني "1/ 63".

(17/40)


روى عنه: أحمد بن أبي خثيمة، ويحيى بْن عليّ المنجّم. وكان الواثق يقول: ما مدحني شاعرٌ بِمثل ما مدحني به إدريس. وكان أعور، ويُكنَّى أبا سليمان. قال أبو هفان هو من مروان. وأنشد المبرّد لإدريس من قصيدة:
يقولُ أُنَاسٌ إنّ مصرَ بَعيدةٌ ... ومَا بعُدت مصْرُ وفيها ابنُ طاهرِ
وأبعدُ من مصرَ رجالٌ نَعُدّهم ... بحضرتنا معروفُهُمْ غيرُ حاضرِ
عن الخير مَوْتَى، ما تُبالي إنْ زُرْتَهم ... على طمع، أم زرت أهلَ المقابرِ
50- أزداد بْن جميل بْن السّبَّال1 عن: إسرائيل، وأبي جعفر الرازيّ، ومالك. وعنه: علي بن الحسين بن حبان، عبد الله بن إسحاق المدائني، وابن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي. ذكره الخطيب هكذا ولم يتكلم فيه.
51- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر2 بن عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم -ع. إلا ق.
أنبأني بنسبه هذا أبو الغنايم القَيْسِيّ: أَنَا أَبُو اليُمْن الكِنْدِيّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ، أنا الخطيب أبو بكر: حدَّثَنِي أبو الخطّاب العلاء بْن أبي المغيرة بْن أحمد، عن ابن عمّه أبي محمد عليّ بْن أَحْمَد بْن سعيد بْن حزْم قال: إسحاق بْن راهَويَه هو إسحاق بْن إبراهيم، فذكره.
قلت: هو أحد الأئمّة الأعلام المتبوعين، أبو يعقوب التميميّ الحنظليّ المَرْوَزِيّ الإمام، نزيل نَيْسابور وعالمها. ولد سنة إحدى وستين ومائة. وسمع من عبد اللَّه بْن المبارك سنة بضْعٍ وسبعين، فترك الرواية عنه لكونه لم يتُقن الأخذ عنه كما يجب. وارْتَحلَ في طلب العلم سنة أربعٍ وثمانين.
قال عليّ بْن إسحاق بْن رَاهَوَيْه، فيما رواهُ عنه عثمان بْن جعفرَ اللّبّان: وُلِدَ أبي من بطن أمّه مثقوبَ الأُذُنَيْن، فمضى جدّي راهَوَيْه إلى الفضل بْن موسى، فسأله عن ذلك، فقال: يكون ابنك رأسًا إمّا في الخير، وإما في الشر.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 48، 49"، والإكمال "5/ 30".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 209"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 379"، والثقات لابن حبان "8/ 115"، وتاريخ بغداد للخطيب "6/ 345-355".

(17/41)


وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال لي عبد اللَّه بْن طاهر: لِمَ قيل لك ابن رَاهَوَيه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يُقال لك هذا؟ قلتُ إنّ أبي وُلِدَ في طريق مكّة، فقالت المَرَاوِزَة: رَاهَوَيْه، بأنّه وُلِدَ في الطريق. وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلستُ أكرهه. سمع إسحاقُ قبل الرحلة من: ابن المبارك، والفضل السِّينانيّ، وأبي تُمَيْلَة، ويحيى بْن واضح، وعمر بْن هارون، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ. وفي الرحلة من: جرير بْن عبد المجيد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد العزيز الدَّارَقُطْنيّ، وفُضَيْل بْن عِياض، ومُعْتَمر بْن سُليْمَان، وعيسى بْن يونس، وعبد العزيز بْن عبد الصّمد العَمّيّ، وابن عُلَيّة، وأسباط بْن محمد، وبقيّة بْن الوليد، وحاتِم بْن إسماعيل، وحفص بْن غِياث، وأبي خالد الأحمر سُليمان بْن حيّان، وشُعيب بْن إسحاق، وعبدُ اللَّه بْن إدريس، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبدُ الرَّحْمَن بْن مهديّ، وعبد الرزّاق، وعبد الوهاب الثّقفيّ، وعتّاب بْن بشير الْجَنَدِيّ، وأبي معاوية، وغُنْدُر، وابن فُضَيْل، والوليد بْن مسلم، وأبي بكر بْن عيّاش، وخَلْقٍ سِوَاهُم.
وعنه: الجماعة سوى ق.، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين قريناه، ويحيى بن آدم شيخه ومحمد بن يحيى بن الذهلي، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وموسى بن هارون، وعبد الله بن محارب شيرويه، ومحمد بن رافع، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نصر المروزي، وابنه محمد بن إسحاق، وجعفر الفريابي، وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البستي، وخلق آخرهم أبو العباس السراج.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عبد اللَّه الكاتب، أنا محمد بن عمر، ومحمد بْن أحمد الطّرائفيّ، ومحمد بْن عليّ ابن الدّاية قالوا: أنا أبو جعفر محمد بْن المُسْلِمَةِ، أنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه الزَّهْريّ، أنا حعفر بْن محمد: ثنا إسحاق بْن رَاهَوَيْه: أنا عيسى بْن يونس، نا الأوزَاعِيّ، عن هارون بْن رياب أنّ عبد اللَّه بْن عَمْرو لَمّا حَضَرَتْهُ الوفاة خطبَ إليه رجل ابنتَه قالت: إنِّي قد قلتُ فيه قولًا شبيهًا بالعِدَة، وإنِّي أكره أن ألقى اللَّه بثلث النّفاق.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، وَجَمَاعَةُ إِجَازَةٍ، قَالُوا: أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَرَكَاتٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ أَنَا الْقَاسِمُ النَّسِيبُ أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحَمَدَ الرَّزَّازُ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ محمد بْنِ الْحَكَمِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ "ح" وَأَنْبَأَنَا ابن علان، أنفا

(17/42)


الْكِنْدِيُّ، نَا الْقَزَّازُ، نَا الْخَطِيبُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ الْقَاضِي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ بُنْدَارٍ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ قَالَا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ: نَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ إِلَّا مِنْ بَأْسٍ"1.
وقد روى عن إسحاق: أبو العبّاس السّرّاج كما قدّمنا، وعاش بعد بقيّة مائة وستّ عشرة سنة. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثنا أبي: سمعتُ إسحاق بْن رَاهَوَيْه يروي عن عيسى بْن يونس قال: لو أردتُ أبا بكر بْن أبي مريم على أن يجمع لي فلانًا وفلانًا لفعل، يعني: يقول عن راشد بْن سعْد، وضَمرة، وحبيب بْن عُتْبَة. قال عبد اللَّه: لَم يرو أبي عن إسحاق غير هذا. وقال موسى بْن هارون: قلتُ لإسحاق: من أكبر، أنت أو أحمد؟ فقال هو أكبرُ منّي في السّن وغيره. وكان مولد إسحاق في سنة ستٍّ وستّين ومائة فيما يروي موسى. وقل محمد بْن رافع: قال إسحاق بْن راهويه: كتب عنّي يحيى بْن آدم أَلْفَيْ حديث. وقال حاشد بْن مالك: سمعتُ وَهْبَ بْن جرير يقول: جزى اللَّه إسحاق بْن راهَوَيه، وصدقة، يعني ابن الفضيل، ومعمرًا عن الإسلام خيرًا، أَحْيُوا السنة بالمشرق، مَعْمر هو ابن بِشْر. وقال نُعَيْم بْن حَمَّاد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بْن راهَوَيه فاتَّهِمْهُ في دِينه.
وقال أحمد بْن حفص السَّعْدِيّ: قال أحمد وأنا حاضر: لم يعبر الْجِسْرَ إلى خُراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإنّ النّاس لَم تزل يُخالف بعضهم بعضًا. وقال أحمد بْن أسلم الطُّوسيّ حين مات إسحاق: ما أعلمُ أحدًا كان أخشْى لله من إسحاق، يقول اللَّه تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] . وكان أعلم الناس. وقال أحمد بن سعيد الرباطي: ولو كان سفيان الثَّوريّ والحمّادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد فأخبرتُ بذلك محمد بْن يحيى الصفّار، فقال: والله لو كان الحسنُ البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة. وقال الدّارميّ: ساد إسحاق أهلَ المشرق والمغرِب بِصِدْقة. وعن أحمد بْن حنبل، وسئل عن إسحاق فقال: لا أعرف له بالعراق نظيرًا وقال حنبل: سمعت
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "2263"، وابن أبي شيبة في مصنفه "7/ 215"، والخطيب في تاريخ بغداد "6/ 346"، انظر الضعيفة "4706".

(17/43)


أحمد بْن حنبل وسئل عن إسحاق، فقال: مثل إسحاق يُسأل عنه؟ أسحاق عندنا إمام. وقال النَّسائيّ: إسحاق بْن راهَوَيْه أحد الأئمّة، ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذُؤَيْب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق. وقال ابن خُزَيْمَة: والله لو كان إسحاق في التّابعين لأقرُّوا له بِحفْظه وعِلْمه وفِقْهه، وقالَ عليّ بْن خَشْرَم: نا ابن فُضَيْل، عن ابن شُبْرُمَة، عن الشَّعْبِيّ قال: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ قَطُّ إِلا حفظته. فحدثت بِهذا إسحاق بْن راهَوَيه فقال: تَعْجَب من هذا؟ قلتُ: نعم. قال: ما كنت أسمع شيئًا إلا وحفظته وكأنّي أنظرُ في سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألف حديث في كُتُبي. وقال أبو داود الخَفّاف: سمعتُ إسحاق بْن راهَوَيه يقول: لكأنِّي أنظرُ إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألف أسردُها. قال: وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حِفْظِهِ ثُمَّ قرأها علينا، فما زاد حرفًا، ولا نقص حرفًا. رواها ابن عديّ، عن يحيى بْن زكريّا بْن حَسُون، سمع أبا داود فذكرها. وعن إسحاق قال: ما سمعتُ شيئًا إلا وحفظته، ولا حفظتُ شيئًا قطّ فنسيته، وقال أبو يزيد محمد بْن يَحْيَى: سمعتُ إسحاق يقول: أحفظُ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب.
وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعتُ أبا حاتِم الرازيّ يقول: ذكرتُ لأبي زُرْعة إسحاق بْن راهَوَيْه وحِفْظِه، فقال أَبُو زُرْعَة: ما رُؤِيّ أحفظ مِنْ إسحاق. قال أبو حاتِم: والعَجَبُ من إتقانِهِ وسلامته من الغَلَط، مع ما رُزِقَ من الحِفْظِ. قال: فقلتُ لأبي حاتِم إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: فهذا أعجبُ، فإنّ ضبط الأحاديث المُسْنَدَةِ أسهل وأهونُ من ضبط أسانيد التّفسير وألفاظها.
وقال إبراهيم بْن أبي طالب: فاتني عن إسحاق مجلس من مُسْنَده، وكان يُمْليه حِفْظًا، فودِدتْ إليه مِرارًا ليعيده، فيعتذر. فقصدته يومًا لأسأله إعادته، وقد حُمِلَ إليه حنطة من الرُّسْتَاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتبُ وزْن هذه الحنطة، فإذا فرغتَ أعدتُ لك. ففعلتُ ذلك، فسألني عن أول حديث من المجلس، ثُمَّ اتّكأ على عَضَادة1 الباب، فأعاد المجلس حِفْظًا، وكان قد أملى الْمُسْنَد كلَّه حِفْظًا.
قال الْبَرْقَانِيّ: قرأنا على أبي أحمد بن إبراهيم الخورازمي بِهَا: حدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ القاضي: سمعتُ إسحاق -يعني ابن رَاهَوَيه- يقول تاب رجلٌ من الزَّنْدَقة، وكان يبكي ويقول: كيف تُقْبَلُ توبتي وقد زوّرت أربعة آلاف حديث تدور
__________
1 عضادة الباب هي: خشبتان منصوبتان مثبتتان على جانبي الحائط.

(17/44)


في أيدي الناس. وقال عبد الله بْن الأثرم: سمعتُ محمد بْن إسحاق بْن راهَوَيْه يقول: دخلتُ على أحمد بْن حنبل فَقَالَ: أنتّ ابن أبي يعقوب؟ قلتُ: بلى. قَالَ: أما إنّك لو لزِمْتَه كان أكثر لفائدتك، فإن لَم ترَ مثله. وقال أبو داود: تغير أبو إسحاق قبل موته بخمسة أشهر، وسمعتُ منه في تلك الأيام فرميت به.
وقال قُتَيْبَة: الحُفّاظ بخُراسان: إسحاق بْن راهَوَيْه، ثُمَّ عبد الله الدرامي، ثُمَّ محمد بْن إسماعيل. وقال أحمد بْن يوسف السلمي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي امرأتي: كيف تقدِّمُ إسحاق بين يديك، وأنت أكبرُ منه؟ قلتُ إسحاق أكثر مِنِّي علمًا وأنا أحسنُ مِنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْه: سمعتُ أحمد بْن حنبل يقول: إسحاق لَم يُلْقَ مثله. وعن فضل بْن عِبْدان الحِمْيَريّ: سألتُ أحمد بْن حنبل عن رجال خُراسان، فقال: إسحاق فلَم ترَ مثله. وأمّا الحسين بْن عليّ البسامي فَفَقِيه، وأمّا إسماعيل بْن سعيد الشالنجيّ ففقيه عالِم. وأمّا أبو عبد الله العطّار، فبصير بالعربيّة والنَّحْو. وأمّا محمد بْن أسلم، فلو أمكنني زيارته لزُرْتُه. وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: قلتُ لأبي حاتِم: أقبلتَ على قول أحمد بْن حنبل، وإسحاق؟ فقال: لا أعلمُ في دهر ولا في مصر مثل هذين الرجلين. وقال داود بْن الحسين البهيقي: سمعتُ إسْحَاقَ الحَنْظَليّ يقول: دخلتُ على عبد اللَّه بْن طاهر الأمير، وفي كُمِّي تَمْرٌ آَكُلُه. فنظرَ إليّ وقال: يا أبا يعقوب إنْ لَم يكن تركك للريّاء من الرياء، فما في الدنيا أقل رياءًا منك. وقال أحمد بْن سعيد الرِّباطيّ في إسحاق بْن راهَوَيْه رَحِمَهُ اللَّه:
قُربي إلى اللَّه دعاني إلى ... حُبِّ أبي يعقوب إسحاق
لَم يجعل القرآنَ خلْقًا كما ... قد قاله زِنْديقُ فُسّاقِ
يا حُجّةَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ... في سنة الماضين للباقي
أبوك إبراهيم مخلص التُّقَى ... سَبَّاقُ مجدٍ وابنُ سَبَّاقِ
وقال أحمد بْن كامل: أخبرني أبو يحيى الشَّعْرانيّ أنّ إسحاق تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء. وقال لي: ما رأيتُ بيده كتابًا قطّ، وما كان يُحدِّثُ إلا حِفْظًا. وقال: كنتُ إذا ذاكرتُ إسحاقَ الْعِلْمَ وجدته فرْدًا، فإذا جئت إلى أمير الدُّنيا رأيته لا رأي له. وقال أحمد بْن سَلَمَةَ: سمعتُ إسحاق الحنظليّ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يقول: ليس بين أهل العِلْم اختلاف أنّ القرآن كلامُ اللَّه وليس بِمخلوقٍ. وكيف

(17/45)


يكون كلام الرب عَزَّ وَجَلَّ مخلوقًا؟ وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق الحنظلي يقول: دخلتُ على طاهر بْن عبد اللَّه وعنده منصور بْن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ قلت: تؤمن به، إذا كنت لا تُؤمنُ أنّ لكَ في السّماء رَبًّا لا تحتاجُ أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر: أَلَمْ أَنْهَكَ عن هذا الشيخ؟ وقال أبو داود: سمعتُ ابن راهَويه يقول: من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فهو جَهْمِيّ. وعن إسحاق بْن رَاهَوَيْه قال: إذا قال لك الْجَهْميّ كيف يَنْزِلُ ربنا إلى السماء الدنيا؟ فقل: كيف صعد؟ وقال الدُّولابِيّ: قال محمد بْن إسحاق بْن راهَوَيْه: وُلِدَ أبي سنة ثلاثٍ وستّين ومائة، وتُوُفِيّ ليلة النّصف من شَعْبَان سنة ثَمانٍ وثلاثين ومائتين. قال: وفيه يقول الشاعر:
يا هَدَّةً ما هُدِدْنَا ليلة الأحد ... بنصف شعبان لا تنسى بد الدَّهْرِ
قال الخطيب: فهذا يدلُّ على أنّ مولده كان في سنة إحدى وستّين. وقال أبو عَمْرو المُسْتَملي النَّيْسَابُوريّ: تُوُفِيّ ليلة نصف شَعْبَان، وله سَبْعٌ وسبعونَ سنة. أخبرني عليّ بْن سَلَمَةَ الكرابيسيّ، وهو من الصالِحين قال: رأيتُ ليلة مات إسحاق الحنظليُّ ارتفع من الأرض السّماء من سكّة إسحاق، ثُمَّ نزلَ فسقط في الموضع الذي دُفِنَ فيه إسحاق ولَم أشعر بِموته، فلمّا غدوتُ إذا بحفّار يحفر قبر إسحاق في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه. وقال الحاكم: إسحاق بْن راهَويَه، وابن المبارك، ومحمد بْن يحيى، هؤلاء دفنوا كُتُبَهم.
52- إسحاق بْن إبراهيم بْن العلاء الضّحّاك بْن المهاجر1 أبو يعقوب الزُّبَيْديّ الحمصيّ، ابن زِبْرِيق.
عن: بقيّة، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأَبِي مُسْهِر، وأبي المغيرة عبد القدوس، وغيرهم. وعنه: إبراهيم الجوزجاني، وعثمان الدارمي، ويحيى بْن عثمان المصريّ، ويعقوب الفَسَويّ، وآخر من حدَّث عنه يحيى بْن محمد بْن عَمْروس المصريّ.
قال أبو حاتم: لا بأس به، سمعت ابن مَعِين أثنى عليه خيرًا. وقال النسائى في الكنى: روى عمرو بن الحارث الحمصي، ليس بثقة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 209"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 380"، والثقات لابن حبان "8/ 113"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 181".

(17/46)


وقال أبو داود: ليس بشيء. وكذبه محمد بْن عَوْف. قلت: وقد روى عنه البخاريّ في كتاب الأدب، ومات بمصر في رمضان سنة ثمان وثلاثين. وقال أخو محمد بْن إبراهيم، وقد مرّ أبوهما آنفًا. قال أبو حاتم بعد قوله: لا بأس به: لكنّهم يحسدونه.
53- إسحاق بْن إبراهيم بْن مُصْعَب الخُزاعي1 الأمير ابن عم طاهر بن الحسين الأمير. وكان يعرف بصاحب الْجَسْر. ولي إمْرَة بغداد مدّة طويلة، أكثر من ثلاثين سنة، وعلى يده أمِتحن العلماء بأمر المأمون وأكْرِهوا على القول بخلْق القرآن.
وكان خبيرًا صائمًا سائسًا2 حازمًا وافر العقل، جودًا ممدَّحًا، له مشاركة في العِلْم. حكى المسعوديّ في ذكر وفاته قال: حدَّث عنه موسى بْن صالِح بْن شيخ بن عُمَيْرَة أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النّوم يقول له: أَطْلِقِ القاتل. فارتاع وأمرَ بإحضار السِّنْدِيّ وعيّاش، فسألهما: هل عندكما مَنْ قَتَلَ؟ قال عيّاش: نعم. وأحضروا رجلًا فقال: إنْ صَدَقْتَنِي أَطْلقتُك.
فابتدأ يحدّثه بخبره، وذكر أنه هو وجماعة كانوا يفعلون الفواحش، فلمّا كان أمس جاءتهم عجوز تختلف إليهم للفساد، فجاءتهم بصبيّة بارعة الجمال. فلمّا توسّطت الدّار صرخت صرخةً وَغُشِيَ عليها، فبادرتُ إليها فأدْخَلتها بيتًا وسكَّنتُ روعها، فقالت: اللَّهَ اللَّهَ فيَّ يا فتيان، خَدَعَتْنِي هذه وأخذتني بزَعْمها إلى عُرْس، فهجمتْ بي عليكم، وجدّي رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وأُميّ فاطمة، فاحفظوهما فيّ. فخرجتُ إلى أصحابي فعرّفتهم، فقالوا: بل قضيتَ أرَبَك.
وبادروا إليها، فَحُلْتُ بينهم وبينها، إلى أن تفاقم الأمرُ، ونالتني جراح، فعمدتُ إلى أشدِّهم في أمرها فقتلته وأخرجتها. فقالت: سترك اللَّه كما سترتني. فدخل الجيرانُ وَأُخِذْتُ. فأطلقه إسحاق.
تُوُفِيّ لستٍ بقيت فِي ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وولي بعده ابنه محمد. وذكره ابن النجار في تاريخه.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 592"، والكامل في التاريخ "7/ 52"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 171".
2 من السياسة وهي الحكمة.

(17/47)


54- إسحاق بْن إبراهيم بْن ميمون1 أبو محمد التّميميّ المَوْصِليّ النّديم صاحب الغناء. كان إليه الْمُنْتَهَى في معرفة الموسيقى، وله أدبٌ وافرٌ، وشعرٌ رائقٌ جزْل. وكان عالمًا بالأخبار وأيّام الناس، وغير ذلك من الفقه والحديث واللّغة، وفنون العلم. سمع من: مالك، وهُشَيْم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة، وأبي معاوية، والأصمعيّ، وجماعة. وعنه: ابنه حماد الرواية، والأصمعيّ شيخه، والزُّبَيْر بْن بكّار، وأبو العَيْناء، وميمون بْن هارون، ويزيد بْن محمد المهلّبيّ، وآخرون. ولد سنة خمسين ومائة أو بعدها قال إبراهيم الحربيّ: كان ثقة عالِمًا. وقال الخطيب: كان حلو النادرة، حسن المعرفة، جيد الشعر، مذكور بالسخاء. له كتاب الأغاني الذي رواه عنه ابنه حمّاد. وعن إسحاق الْمَوْصِليّ قال: بقيتُ دهرًا من عُمْرِي أُغَلِّسُ كلَّ يومٍ إلى هُشَيْم، أو غيره من المحدِّثين، ثُمَّ أصير إلى الكِسَائيّ، أو الفَرّاء، أو ابن غَزالة فأقرأ عليه جُزْءًا من القرآن، ثُمَّ إلى أبي منصور زَلْزَل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بن شهدة، فأخذ منها صوتًا أو صوتين، ثُمَّ آتي الأصمعيَّ وأبا عُبَيْدَةَ فأناشِدُهما وأستفيد منهما. فإذا كان العشاء، رحلت إلى أمير المؤمنين الرشيد. وكان ابن الأعرابي يصفُ إسحاق النّديم بالعِلْم وَالصِّدْقِ وَالْحِفْظِ ويقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه:
هل إلى أن تنام عيني سبيلُ؟ ... إنّ عهدي بالنّوم عهدٌ طويلُ
وقال إسحاق: لَمّا خرجنا مع الرشيد إلى الرَّقَّةِ قال لي الأصمعيّ: كم حملت معك من كتبك؟
قال: ستة عشر صُنْدُوقًا، فكم حملت أنت؟ قال: معي صُنْدُوق واحد. وقال: رأيتُ كأن جريرًا ناولني كُبَّةً من شَعر، فأدخلتها في فمي، فقال العابر: هذا رجلٌ يقول من الشعر ما شاء. وقيل إن إسحاق النّديم كان يكرهُ أن يُنسب إلى الغناء ويقول: لأن أُضْرَبَ على رأسي بالمقارع، أحبُّ إليّ من أن يُقالَ عَنِّي مُغَنِّي. وقال المأمون: لولا شُهْرَته بالغناء لولَّيتُه القضاء. وقيل كان لإسحاق المَوْصِليّ غُلامٌ اسمه فتح يستقي الماء لأهل داره دائمًا على بَغْلٍ، فقال يومًا: ما في هذا البيت أشقى مني ومنك، أنت تُطعمهم الخُبز، وأنا أسقيهم الماء. فضحك إسحاق وأعتقه، ووهبه
__________
1 انظر تاريخ الطبري "7/ 650"، والكامل في التاريخ "7/ 53"، والعقد الفريد "1/ 266"، وسير أعلام النبلاء "11/ 118-121".

(17/48)


الْبَغْلَ. الصّوليّ: نا أبو العَيْنَاء، نا إسحاق الْمَوْصِليّ قال: جئتُ أبا معاوية الضّرير، معي مائة حديث، فوجدتُ ضريرًا يحجبه لينفعه. فوهبته مائة درهم، فاستأذنَ لي. فقرأتُ المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: هذا مُعْيل ضعيف، وما وعدته تأخذه من أذناب النّاس، وأنتَ أنتَ.
قلتُ قد جعلتها مائة دينار. قال: أحسنَ اللَّه جزاءَك. وقال إسحاق: أنشدتُ للأصمعي شعرًا لي، على أنّه لشاعر قديم:
هل إلى نظرة إليكَ سبيلُ ... يُرْوَى منها الصَّدَى ويُشْفَى الغليلُ
إنّ ما قلّ منكِ يَكثرُ عندي ... وكثيرٌ من الحبيب القليلُ
فقال: هذا الدّيباجُ الخُسرُوَانيّ.
قلتُ: إنّه ابن ليلته.
فقال: لا جَرَمَ فيه أَثرُ التَّوليد.
قلتُ: ولا جَرَمَ فيك أَثَرُ الحَسَد.
وقال أبو عِكْرِمَة الضَّبّيّ: ثنا إسحاق الْمَوْصِليّ قال: دخلتُ على الرشيد وأنشدته:
وآمِرَةٍ بالبُخْلِ قلتُ لَها: اقْصِري ... فذلك شيء ما إليه سَبيلُ
أرَى النّاس خِلان الجواد، ولا أرى ... بَخيلًا له في العالَمين خليلُ
وَإِنِّي رأيتُ الْبُخْلَ يُزْري بأهله ... فأكرمُ نفسي أن يُقال بَخيلُ
ومَن خيرِ حالات الفتى لو علِمْته ... إذا نالَ شيئًا أن يكون نبيلُ
عطائي عطاءُ المُكثرينَ تكرُّمًا ... ومالي كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأيُ أمير المؤمنين جميلُ
فقال: لا كيف إن شاء اللَّه. يا فَضْلُ، أَعْطِهِ مائة ألفَ دِرْهَمٍ. لله دَرُّ أبياتٍ تأتينا بِهَا، ما أجودَ أُصولها، وأحسن فُصولها.
فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين كلامُك أحسن من شِعْرِي.
فقال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.

(17/49)


قال: فكان ذلك أول ما اعتقدته.
وهذه الكلمة لإسحاق: رضا المتجني غاية ليست تُدْرَكُ، وَأَنْشَدَ:
ستذكُرني إذا جَرّبْتَ غَيْرِي ... وَتَعْلَم أنني كنتُ كَنْزا
بذلتُ لك الصَّفاءَ بكلّ جَهْدِي ... وكنتُ كما هويت فصرتُ جزّا
وَهُنْتُ عليكَ لَمّا كنتُ مِمّن ... يهونُ إذا أخوه عليه عَزَّا
ستندمُ إنْ هلكتُ وعِشْتَ بعدي ... وتعلمُ أنّ رَأْيَكَ كان عَجْزا
وعن إسحاق قال: جاء مروان بْن أبي حفصة إليّ يومًا، فاستنشدني من شعره. فأنشدته:
إذا كانت الأحرارُ أصلي ومنصبي ... ورافع ضَيْمِي حازمٌ وابنُ حازمِ
عَطَسْتُ بأنْفٍ شامِخٍ وتناوَلَت ... يداي السّماءَ قاعدًا غيرَ قائِم
فجعل يستحسن ذلك، ويقول لأبي: إنّك لا تدري ما يقول هذا الغلام. تُوُفّي إسحاق سنة خمس وثلاثين، وقد نادم جماعةً من الخلفاء، وكان محبَّبًا إليهم، رحمه اللَّه.
55- إسحاق بْن إبراهيم أبو موسى الهَرَويّ1، ثم البغداديّ. عن: هُشَيْم، وابن عُيَيْنَة، وحفص بن غياث. وعنه: عبد الله بن أحمد، والبغوي. سئل عنه الإمام أحمد فقال: ذاك صديق لي وأعرفه قديمًا، يكتب. وأثنى عليه.
وقال ابن مَعِين: ثقة. تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
56- إسحاق بْن إبراهيم بْن أبي كامل الحنفيّ2 أبو الفضل، وأبو يعقوب الحافظ. روى عن: جعفر بْن عَوْن، ووهْب بْن جرير، وعبد الرزّاق، وخلق من طبقتهم. وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم، وأحمد بْن عليّ الخزّاز، والحَسَن بْن سفيان. قال أبو حاتم: صدوق.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 210/ 211"، والثقات لابن حبان "8/ 116"، وتاريخ بغداد "6/ 337"، ولسان الميزان "1/ 345، 346".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 209"، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي "6/ 362".

(17/50)


57- إسحاق بْن إبراهيم بْن صالح العُقَيليّ1 نزيل طرطوس. حدَّث بإصبهان عن: ابن المبارك، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، والشّافعيّ. وعنه: أحمد بْن الفُرات، وأُسَيْد بْن عاصم، ومُسلم بْن سعيد، والإصبهانيّون. تُوُفّي سنة أربعين ومائتين.
58- إسحاق بْن سعيد بْن إبراهيم بْن عُمير2 بْن الأركون أبو مَسْلمة الجمحي الدمشقي. عن: سعيد بن بشر، وسعيد عبد العزيز الفقيه، وخليد بن دعلج، والوليد بن مسلم. وعنه: أبو إسماعيل الترمذي، وأبو عبد الملك أحمد البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن الأبار، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وآخرون. قال أبو حاتم: ليس بثقة. وقال الدَّارَقُطْنيّ: مُنْكَر الحديث. تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
59- إسحاق بْن يحيى بْن مُعَاذ بْن مُسلم الخَتْليّ3 ولي نيابة إمرة دمشق في أيّام المأمون، ثمّ وليها أيّام الواثق استقلالًا، ثم ولي إمرة مصر نيابةً عن المنتصر في دولة المتوكّل. وكان شجاعًا جوادًا مُمَدَّحًا جليل القدر. حكى عنه: عيسى بْن لَهيعَة، وأحمد بْن أبي طاهر صاحب كتاب أخبار بغداد و" ... "4 بْن النّضر. وختْلان بلد عند سَمَرْقَنْد. ومات بمصر معزولًا في مُسْتَهلِّ ربيع الآخر سنة سبعٍ وثلاثين.
60- إسماعيل بْن إبراهيم بْن بسام5 -ن- أبو نعيم الترجماني البغدادي. سمع: إسماعيل بْن عيّاش، وأبا عَوَانَة، وعَمْرو بْن جُمَيْع، وصالحًا المُرِّيّ، وحُدَيْج بْن معاوية، وَخَلَفَ بْن خليفة، وحِبَان بْن عليّ، وشُعَيْب بْن صَفْوان، وعبد اللَّه بْن وهْب، وطائفة. وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن أيوّب المُخَرّميّ، وأحمد بْن الحَسَن الصُّوفي، وأحمد بْن الحسين الصُّوفيّ الصّغير، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجقنيقي، وعبد الله أحمد بْن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بن
__________
1 انظر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 215، 216".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 221"، والضعفاء لابن الجوزي "1/ 101"، ولسان الميزان للحافظ "1/ 363، 364".
3 انظر تاريخ الطبري "8/ 646"، والوافي بالوفيات "8/ 429، 430"، وحسن المحاضرة "2/ 9".
4 بياض.
5 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 358"، والجرح والتعديل "2/ 157"، والثقات لابن حبان "8/ 93"، وتاريخ بغداد "6/ 264".

(17/51)


إبراهيم بْن أبان السّرّاج، وخلْق. قال ابن معين، وأبو داود: ليس به بأس. وقال أبو العبّاس السّرّاج: مات لستٍ خَلَوْنَ من المُحرَّم سنة ستٍّ وثلاثين. وقال الْحُسين بْن الفَهْم: تُوُفِيّ لِخَمسٍ خَلَوْنَ منه وكان صاحب سنة وفضْل وخير كثير. قلت روى له "س" في السُّنَن، بواسطة.
61- إسماعيل بْن إبراهيم بن معمر بن الحسين1 -خ. م. د. ن- أبو معمر القطيعي الهروي، نزيل بغداد. عن: إسماعيل بْن جعفر، وإسماعيل بْن عيّاش، وخَلَف بْن خليفة، وعبد اللَّه بْن المبارك، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيْد، وهيثم ومروان بْن شجاع، وشَرِيك، وابن عُيَيْنَة، وطائفة. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وروى البخاريّ أيضًا، عن محمد صاعقة، عنه. وعنه أيضًا: أبو بكر أحمد بن علي المرزوي وصالح بْن محمد وأبو يعْلَى المَوْصِليّ وطائفة قال محمد بْن سعْد: ثقة ثَبْت، صاحب سنة وفضل. وقالَ عُبَيْد بْن شَرِيك: كان أبو مَعْمَر القَطِيعيّ من شدّة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلَّمْت بغْلَتِي لقالت: إنَّها سُنِّيَّةٌ. وأُخِذَ في المحنة، فأجابَ، فلمّا خرج قال: كَفَرْنَا وخَرَجْنا. وقال سعيد البَرْذَعِيّ، عن أبي زُرْعَة: كان أحمد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي التّمّار، ولا أبي مَعْمَر، ولا يَحْيَى بْن مَعِينٍ، ولا أحد مِمَّن امتُحن فأجابَ. وقال أبو يَعْلَى: حدَّث أبو معمر بالموصل بنحو ألفي حديث حِفْظ، فلَمَّا رجع إليهم في بغداد، كتب إلى أهل الْمَوْصِل بالصّحيح من أحاديث كان أخطأ فيها نحو ثلاثين، أو أربعين حديثًا. وقال عبد اللَّه بْن أحمد: سمعتُ أبا مَعْمَرَ الهُذَليّ يقول: مَنْ زَعَمَ أنّ اللَّه لا يتكلم ولا يسمعُ ولا يُبصرُ ولا يرضى ولا يغضبُ فهو كافرٌ إنْ رأيتموهُ على بئرٍ واقفًا فألقوه فيها، بهذا أدين لله عز وجل. وقَالَ عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم: ثنا يَحْيَى بْن زكريّا بْن عيسى: سمعتُ أبا شُعيب صالِح الهروي: سمعتُ أبَا مَعْمَر القَطِيعيّ يقول: آخر كلام الْجَهْمِيَّة أنّه لَيْسَ في السَّماء إِلَه. تُوُفِّيَ أبو مَعْمَر في نصف جُمَادَى الأوّل سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
62- إسماعيل بْن إبراهيم بْن هود2 أبو إبراهيم الواسطيّ الضرير. عن:
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 359"، والجرح والتعديل "2/ 157"، والثقات لابن حبان "8/ 102"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 19".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 157، 158"، وتاريخ الطبري "7/ 556، 559".

(17/52)


إسحاق الأزرق، ويزيد بْن هارون الواسطيَّيْن. وعنه بعض النّاس. قال أبو حاتِم: كان جَهْميًّا فلا أحدِّثُ عنه. كان يقفُ في القرآن. وضرب أبو زرعة على حديثه بعد أن خرج عنه في مُسْنَدِهِ.
63- إسماعيل بْن سالم الصّائغ1 -م- بغداديُّ، نزل مكّة. روى عن: هُشَيْم، ويحيى بْن زائدة، وابن عُلّيَّة، وعباد بن عباد، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد بن إسماعيل، وم.، وأبو بكر بن عاصم، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وطائفة. وثقه ابن حبان.
64- إسماعيل بن سيف البصري2 عن: حمّاد بْن زيد، وهشام بْن سلمان المُجَاشِعيّ، وغيرهما. وعنه: عبدان، وأبو يعلى، وعمران بن موسى السختياني. قال ابن عديّ: كان يسرق الحديث.
65- إسماعيل بْن عُبَيد بْن عمر بن أبي كريمة3 -ن. ق- أبو أحمد الحراني، مولى عثمان -رضي اللَّه عنه- قدِم بغداد، وحدَّث عن: عتّاب بْن بشير، ومحمد بْن سَلَمَةَ، ويحيى بن زيد، ومحمد بْن موسى بْن أعْيَن، وسعيد بْن بَزِيع الحرّانيّين، ويزيد بْن هارون، وجماعة. وعنه: ن. وق. لكن روى ن. في اليوم والليلة، وروى عن زكريا السجزي، عنه، في السُّنَن، وأبو بكر بْن أبي الدّنيا، وأحمد بْن عَوْف البُزُوريّ، وعَبْدان بْن أحمد، وعبد اللَّه بْن ناجية، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وخلْق. وثقه الدارقطني. وقال وأبو عَرْوبَة: مات بسامرّاء سنة أربعين.
66- إسماعيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن زكريا ين يحيى بن طلحة بن عبيد الله -ق- التميمي الطلحي الكوفي4.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 101"، وتاريخ بغداد "6/ 274"، والأنساب "8/ 26"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 102".
2 انظر الجراح والتعديل "2/ 176"، والثقات لابن حبان "8/ 103"، والكمال لابن عدي "1/ 318"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 233".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 188"، والثقات لابن حبان "8/ 103"، والتاريخ للطبري "1/ 263"، وتاريخ بغداد "6/ 173"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 152-154".
4 انظر الجرح والتعديل "2/ 195"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 246".

(17/53)


عن: أبي بكر بْن عيّاش، وأسباط بْن محمد، ورَوْح بْن عُبادة، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن جعفر القتات، ومطين وقال: ثقة، تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين. وقال غيره: سنة ثلاث.
67- إسماعيل بْن محمد بْن جَبَلَة1 أبو إبراهيم السّرّاج المعقّب. عن: عبّاد بْن عبّاد، ومروان بْن معاوية. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، ومحمد بن سعد العوفي. خير فاضل، عظم أمره عبد الله بن أحمد.
68- إسماعيل بن أبي الحكم بن محمد بن أبي الحكم2 بن المختار بن أبي عبيد الثقفي الكوفي سمع: المطّلب بْن زياد، وعيسى بْن يونس. وعنه: أبو زرعة، وغيره. قال أبو حاتم: شيخ، وقال مُطَيَّن: تُوُفّي سنة اثنتين وثلاثين.
69- أمية بْن بِسْطام بن المنتشر3 -خ. م. س- أبو بكر العيشي البصري، ابن عم يزيد بْن زُرَيْع، روى عن: يزيد بْن زُرَيْع، ومُعْتَمر بْن سليمان، وأبي عَقِيل يحيى بْن المتوكل، وبشر بْن المفضل، وغيرهم. وعنه: خ. م. وس بواسطة، وأبو زُرْعة، وأبو بكر بْن أبي عاصم، والحَسَن بْن سُفيان، وجعفر الْفِرْيَابِيّ، ومحمد بْن حِبّان بْن بكر الباهليّ، وخلْق آخرهم أبو يَعْلَى الموصلي. وثقه ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
70- إيتاخ التُّرْكيّ العبّاسيّ الأمير4 كان سيف نقمة الخلفاء، وكان المتوكّل قد خافه، فبات عنده ليلةً على الْمُسكر، فعَرْبَد على المتوكل. وكان بطلًا شهمًا شجاعًا جريئًا. ثُمَّ إنّ إيتاخ حجّ، فلمّا بلغ الكوفة ولّى مكانه وَصيف، فلمّا رجع من حجّه عزمَ على أن يسلكَ طريق الفُرات إلى سَامرّاء، ونِيَّتُه الخروج، فلو فعلَ لظفرَ بالمتوكّل. فكتب إليه إسحاق بْن إبراهيم نائب بغداد باتّفاقٍ من المتوكّل: أنْ قد رُسِمَ لك أن تَدْخُلَ بغداد، ليلقاكَ العباسيّون وتُطْلَق الجوائز. فجاء فدخل بغداد وتلقوه. ثم
__________
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 265".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 165".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 303"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 11"، والثقات لابن حبان "8/ 123"، وحلية الأولياء "3/ 15".
4 انظر تاريخ الطبري "9/ 29، 56"، والكامل في التاريخ "6/ 416، 479"، والوافي بالوفيات "9/ 481".

(17/54)


إنّ إسحاق فرَّق بينه وبين غلمانه، وأنزله دار خُزَيْمَة، ثُمَّ قبض عليه وقيده، وغلّه بثمانين رطْل حديد، وهلكَ في السجنِ بعد قليلٍ في جُمَادى الأولى. فلمّا مات أحضر إسحاق القُضاة والشهود، فشهدوا أنّه مات حتف أنفه، وأنه لا أثر به. فيُقال: إنّه أُميت عَطَشًا. وأخذ المتوكل أمواله، فبلغت ألف ألف دينارًا وسُجِنَ ولديه إلى أن اطلقهما المنتصر في خلافته. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
71- أيوب بْن يونس1 أبو أميّة البصْريّ الصّفّار. روى عن: وهب بْن خالد، وغيره. وعنه: أبو زُرْعة الرازيّ، والحسن بن سفيان، ونحوهما. وقد لنا من حديثه في آخر المصافحة الرَّقانيّة.
"حرف الباء":
72- بَجيْر بْن النّضْر بْن سعد أبو أحمد البخاريّ العابد. عن: عيسى غُنْجار، وحجّ فرأى الفُضَيل، وسُفْيان. روى عنه: سهل بْن شاذَوَيْه، وطاهر بْن مَحْمَوَيْه، وعمر بْن هنّاد. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
73- بسّام بْن يزيد النّقّال الكيّال2 عن: حمّاد بْن سَلَمَةَ. وعنه: يزيد بْن الهيثم، وأبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد، وآخرون. قال أبو الفتح الأزديّ: تُكلِّمَ فيه.
74- بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران3 -خ. م. ن- أبو عبد الرحمن النيسابوري الفقيه العابد. عن: مالك، وشَرِيك بْن عبد الله، وأبي شبية إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وفضيل بن غياض، وسفيان بن عيينة، والدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وهشيم، وعبد ربه بن بارق، وفضيل بن منبوذ، وخلق.
وعنه: خ. م. ن، وإسحاق بْن راهَوَيْه وهو من طبقته، وعبد الله الدرامي،
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 262"، والثقات لابن حبان "8/ 127".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 434"، والثقات لابن حبان "8/ 155"، والأنساب "12/ 132"، والضعفاء لابن الجوزي "1/ 139".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 355"، والتاريخ الصغير للبخاري "233"، والثقات لابن حبان "8/ 144"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 114-117".

(17/55)


ومحمد بْن يحيى، والحَسَن بْن سفْيان، وإبراهيم بْن أبي طالب، ومسدَّد بْن قَطَن، وولده عبد الرحمن بْن بِشْر، وابن عمّه محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، وآخرون. وثقه ابن حِبّان، وغيره. وقال إبراهيم بْن أبي طالب، عن بِشْر قال: إنّ اللَّه عاقَبَ عليّ بْن المَدِينيّ بكلامه في أبيه. قال الحسين بْن محمد القبّانيّ: تُوُفّي في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين، وقال زكريا بْن دَلُّوَيْه الواعظ: سنة سبع وثلاثين ومائتين.
75- بِشْر بْن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار البصْريّ1 -خ- مولى آل معاوية سكن الحجاز، وروى عن: جدّه، وأبيه، وحاتم بْن إسماعيل، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ، وجماعة.
وعنه: خ، وإبراهيم بْن دِيزِيل، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن علي الصائغ، وجماعة. مات سنة ثلاثين. وقيل: سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
76- بشر بن عمار القهستاني2 -د- عن: عيسى بْن يونس، وعبد الرحيم العَمّيّ، وأسباط بن محمد. وعنه: د. حديثًا واحدًا، وابن أبي الدّنيا، وأحمد بن سيار المروزي. وثقه ابن حبان.
77- بشر بن الوليد بن خالد3 أبو الوليد الكندي الفقيه. سمع مالكًا، وعبد الرحمن بْن الْغَسِيلِ، وحشرج بن نباتة، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وأبا يوسف القاضي وعليه تفقه. وعنه: الحسن بن علويه، وحامد بن شعيب البلخي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، ولي القضاء بعسكر المهدي سنة ثمان ومائتين. ثم ولي قضاء مدينة المنصور إلى سنة ثلاث عشرة وكان واسع الفقه عالما دينا. كان يصلي في اليوم مائتي ركعة. وكان يصليها بعدما فلج وشاخ. قال محمد بْن سَعْد الْعَوْفِيّ: روى بِشْر بْن الوليد عن أبي يوسف كُتُبَه، وولي قضاء بغداد في الجانبين، فسَعَى به رجلٌ إلى الدولة وقال: إنّه لا يقول القرآن مخلوق. فأمر المعتصم أن يُحبس في منزله، ووكّل ببابه. فلما استخلف
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 362"، والثقات لابن حبان "8/ 140"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 135، 136".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 142".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 355"، والجرح والتعديل "2/ 369"، والتاريخ الصغير للبخاري "233"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 326".

(17/56)


المتوكّل أمرَ بإطلاقه، فبقي حتّى كبُرت سِنُّه، ثم إنه تكلم بالوقف بالقرآن، فأمسك أصحابُ الحديث عنه وتركوه.
قال صالِح جَزَرَة: بِشْر بْن الوليد صدوق، ولكنّه لا يعقل، كان قد خَرِف. وذكر أبو عبد الرحمن السُّلّميّ أنّه سأل الدَّارَقُطْنيّ عن بِشْر بْن الوليد فقال: ثقة. قلتُ: وبَلَغَنَا أنّ بِشْرَ بْن الوليد كان صالِحًا خَشِنًا في الْحُكم. وكان يُجري في مجلس ابن عُيَيْنَة مسائل فيقول: سَلُوا بِشْرَ بْن الوليد. تُوُفِّيَ في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
78- بكّار بْن الحَسَن بْن عثمان العنبريّ الإصبهانيّ1 الفقيه الحنفيّ. حدّث عن: عبد اللَّه بْن المبارك، وغيره. وعنه: مسلم بْن سعيد، وعبد اللَّه بْن بُنْدار الإصبهانيّان. وقد امتُحِنَ في أيّام الواثق فلَم يُجِب، فعزم القاضي حيّان بْن بِشْر علَى نفيه من إصبهان، فجاء البريد بموت الواثق، فطرد الأعوان عن داره، فقال النّاسُ: ذهبَ بكّار بالدَّسْت2، وخَرَى حَيَّان في الطّسْت3. تُوُفِيّ بَكّار سنة ثَمانٍ وثلاثين وقيل ثلاث وثلاثين ومائتين.
79- بكر بْن خَلفٍ البصْريّ4 -د. ق- أبو بشر ختن أبي عبد الرحمن المقريء. روى عن: ابن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الرحمن بن مهدي، وإبراهيم بن خالد الصغائي. وعنه: خ. تعليقًا، ود. ق. وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن سعيد الرازيّ. وثقه أبو حاتم، ومات سنة أربعين.
80- بكر بن سعيد بن عبد الله الخولاني أبو عبد الله الأسدي المصري الأحدب، عن: الليث بْن سعْد، وابن وهْب. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين. أرخه ابن يونس.
81- بهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة النجيبي ثم الفردمي.
__________
1 انظر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 237، 238"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 131، 132"، والوافي بالوفيات "10/ 187".
2 أي صدر المجلس.
3 الطست: إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه يغسل فيه.
4 انظر الجرح والتعديل "2/ 385"، والثقات لابن حبان "8/ 150"، وتهذيب الكمال للمزي 4/ 205-208".

(17/57)


أبو الحسن. عن أبيه، ومالك بْن أنس، وعبد اللَّه بْن فَرُّوخ. تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
"حرف الثاء":
82- ثور بْن عَمْرو القَيْسرانيّ1 عن: ابن عُيَيْنَة، والوليد بْن مسلم. وعنه: محمد بْن الحَسَن بْن قُتَيْبة العسقلانيّ، وثَّقه ابن حبان.
ومات سنة اثنين وثلاثين.
"حرف الجيم":
83- جعفر بْن حُمَيد الكوفيّ2 -م- أبو محمد. عن: عُبَيْد اللَّه بْن أياد بْن لَقِيط، وشَرِيك، وإسماعيل بْن عيّاش.
عنه: م.، وأبو زرْعَة، ومُطَيِّن، وعبْدان الأهوازيّ، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون. وكان ثقة. توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين، وله تسعون سنة.
84- جعفر بن حرب الهمداني3 من كبار المعتزلة. أخذ بالبصرة عن أبي الهُذَيْل العلاف. وصَنَّف الكُتُب. مات سنة ست وثلاثين ومائتين، وكان شيخ أهل الكلام ببغداد، وإلى أبيه ينسب باب حرب.
85- جعفر بن مبشر4 أبو محمد الثقفي البغدادي المعتزلي، أحد مصنفي المعتزلة. انقلع سنة أربع وثلاثين، وكان موصوفا بالديانة.
86- جعفر بن مهران5 أبو سلمة البصري السباك.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 158"، والأنساب "10/ 290".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 477"، والثقات لابن حبان "8/ 161"، وحلية الأولياء "4/ 197"، وتهذيب الكمال للمزي "5/ 20-22".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 162، 163"، والكمال في التاريخ "7/ 57"، ولسان الميزان للمصنف "2/ 113".
4 انظر الكامل في التاريخ "7/ 44"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 144"، ولسان الميزان للمصنف "1/ 121".
5 انظر الجرح والتعديل "2/ 491"، والثقات لابن حبان "8/ 160"، والإكمال لابن ماكولا "5/ 29".

(17/58)


سمع: الفُضَيْلَ بْن عِياض، وعبد الوارث بْن سعيد، وجماعة. وعنه: الحَسَن بْن سُفْيان، وأبو يعلى الموصلي. وثقه ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
87- جمعة بْن عبد الله بن زياد1 -خ.
أبو بكر السلمي البلخي. عن: هشيم، مروان بْن معاوية، وغيرهما. وعنه: خ.، والحَسَن بْن سفيان، والحسن بْن الطّيّب البلْخيّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
88- جميل بْن عزيز التّيميّ المّوْصِليّ الزّاهد صحِب قاسم بْن يزيد الحرميّ، وتأدَّب بآدابه، وروى عنه، وعن: المُعَافَى بْن عِمران. وعنه: عبد العزيز بْن حيّان المَوْصِليّ. تُوُفّي سنة أربعين ومائتين.
"حرف الحاء":
89- حاتم الأصمّ2.
أبو عبد الرحمن البَلْخيّ الزّاهد النّاطق بالحكمة. له كلام عجيب في الزُّهد والوعظ، وكان يُقال له لُقمان هذه الأمّة. حكى عنه: سعيد بْن العبّاس الصَّدَفيّ، والحَسَن بْن سعيد السّقّاء، وغيرهما.
وكان قد صحِب شقيقًا البلْخيّ وتأدَّب بآدابه. قال السُّلَمي: هو حاتم بْن عُنْوان، ويقال ابن يوسف، ويقال حاتم بْن عُنْوان بْن يوسف. روى عن: شقيق البلْخيّ، وسعيد بْن عبد اللَّه الماهانيّ. قال: وروى عنه: عبد اللَّه بْن سهل الرّازيّ، وأحمد بْن خَضْرَوَيْه البلْخيّ الزّاهد، ومحمد بْن فارس البلْخيّ. ثم قال: تُوُفّي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وكذا ورّخه أبو القاسم عبد الرحمن بْن مَنْدَه. قال أبو عبد الله الخَوَّاص: دخلتُ مع أبي عبد الرحمن حاتِم الأصمّ الري ومعنا ثلاثمائة وعشرونَ رجلًا نريد الحجّ، وعليهم الصُّوفَ والزّرنبانقات، ليس معهم جُراب ولا طعام. قال عبدُ اللَّه بْن محمد بْن زكريا الإصبهانيّ: نا أبو تُراب النَّخْشبيّ قال: الرّياء على ثلاث أوجه: وجه
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 165، 166"، وتهذيب الكمال للمزي "5/ 102"، وتهذيب التهذيب "2/ 110".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 260"، وحلية الأولياء لأبي نعيم "8/ 64"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 241".

(17/59)


في الباطن، ووجهان في الظّاهر: فأمّا الظاهر فالإسراف والفساد، فإذا رأيتهما فاحكُم بأنّ هذا رياء، إذا لا يجوز في الدين الإسراف والفساد، وإذا رأيت الرجل يصوم ويتصدَّق، فإنّه لا يجوز أن تحكم عليه بالرّياء، فإنّه لا يعلمُ هذا إلا اللَّه. ولا أدري أيُّهما أشدّ على النّاس أنفًا العُجْب أو الرِّياء، وَالْعُجْبُ داخل فيك، والرياء خارجٌ عليك، مثل كلب عَقُور في البيت، وآخر خارج البيت، فأيُّهما أشدّ عليك؟ قال أبو تُراب: سمعتُ حاتِمًا الأصمّ يقول: لي أربع نِسْوة، وتسعة أولاد، ما طمع الشيطان أن يوسوس لي في شيء من أرزاقهم. وسمعتُه يقول: المؤمن لا يغيبُ عن خمسة أشياء: عن اللَّه، والقضاء، والرّزق، والموت، والشّيطان.
وقال محمد بْن أبي عِمْرَان: نا حاتِم الأصمّ، وكان من جِلّة أصحاب شقيق البلْخِيّ، وَسُئِلَ: على ما بنيت أمرك؟ قال: علمتُ أنّ رزقي لا يأكلهُ غيري، فاطمأنَّت به نفسي، وعلمتُ أنّ عملي لا يعمله غيري فأنا مشغولٌ به. وعلمتُ أنَّ الموتَ يأتيني بغتةً1، فأنا أبادره، وعلمتُ أنّي لا أخلو من عين الله حيث كنت فأنا أستحي منه.
90- الحارث بْن أفلح2 عن: عبد الرحمن بْن أبي الزّناد. روى عنه: علي بْن الحسين بْن الجنيد ووثّقه.
أمّا.
91- الحارث بْن أفلح3 شيخ مروان بن معاوية الفزازي فقديم، وهو الذي فيه ابن مَعِين: ليس بثقة.
92 - الحارث بْن سريج4 أبو عمرو الخورزامي ثم البغداديّ النّقّال، بالنون. روى عن حمَّاد بْن سَلَمَةَ، ويزيد بْن زُرَيع، وسُفْيان بْن عيينة.
__________
1 أي فجأة.
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 69"، وتاريخ الطبري "7/ 195".
3 انظر الضعفاء للعقيلي "1/ 220، 221"، والكامل لابن عدي "2/ 613"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 431".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 76"، وتاريخ الطبري "7/ 58"، والضعفاء الكبير للعقيلي "1/ 219"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 433، 434".

(17/60)


وعنه: ابن أبي الدنيا، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي. قال النَّسائي: متروك. وقال موسى بْن هارون: مات النّقّال، وكان واقفيًّا يُتَّهم بالحديث، سنة ست وثلاثين ومائتين.
93- الحارث بْن عبد اللَّه بْن إسماعيل بْن عُقَيْل1 أبو الحَسَن البصْريّ الخازن نزيل همذان. سمع: أبا مَعْشَر المدنيّ، وقيس بْن الربيع، وإبراهيم بْن سعد. وعنه: إبراهيم بْن أحمد بْن يَعِيش، ومحمد بْن إسحاق المُسُوحيّ، ومحمد بْن عبد الجبّار سَنْدُول، وموسى بْن هارون، والحَسَن بْن سُفْيان، وجماعة. قال أبو زُرْعَة: لَم يبلغني عنه حدَّث بحديثٍ منكَرٍ، إلا حديثًا واحدًا أخطأ فيه. وقال غيره: تُوُفّي سنة خمس وثلاثين، وكان أبوه من خُزّان الخلافة. وقد غَمَزَهُ ابن عدي.
94- حامد بن عمر بن حفص بْن عُبَيْد2 اللَّه بْن أبي بكرة -خ. م- الثقفي البكراوي، أبو عبد الرحمن البصري قاضيِ كِرْمان. وأمّا مسلم فقال في نَسَبه: حامد بْن عمر بْن حفص بْن عبد الرحمن بْن أبي بكرة. روى عن: أبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وبكّار بْن عبد العزيز بْن أبي بَكْرة، وبشر بن المفضل، ومسلمة بن علقمة المازني، وجماعة. وعنه: خ.، وم.، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وأبو الهيثم بْن خالد بْن أحمد الأمير، وآخرون. ذكره ابن حيان في "الثّقات" وقال: استقدمه عبد اللَّه بْن طاهر إلى نَيْسَابُور وكتب عنه أهلها. قال البخاريّ: مات في أول سنة ثلاثٍ وثلاثين.
95- حبان بن موسى بن سوار3 -خ. م. ت. ن.
أبو محمد السلمي المروزي الكشميهني. عن: أبي حمزة، ومحمد بْن ميمون السُّكَّريّ، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم الفقيه، وداود بن عبد الرحمن العطار، وغيرهم. وعنه: خ، م، وت، بواسطة، ويوسف بن عدي الكوفي وهو
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 183"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 437"، ولسان الميزان "2/ 153".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 300"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 125"، والثقات لابن حبان "8/ 218"، وحلية الأولياء "1/ 246".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 271" والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 90"، والثقات لابن حبان "8/ 214"، وتهذيب الكمال للمزي "5/ 344-346".

(17/61)


أقدم منه، وأبو زرعة الرازي، وابن واره، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود السعدي، وجماعة. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ البخاري: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
أمَّا سَمِيُّهُ.
حِبَّان بْن موسى الكِلابِيّ الدّمشقيّ الذي روى عن زكريّا خياط السنة، فتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
96- حبيب بْن أوس بْن الحارث بْن قيس1 أبو تمام الّطائيّ الحَوْرانيّ الجاسميّ الأديب، حامل لواء الشعر في وقته.
وكان أبوه أوس نَصْرانيًّا، فأسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شِعره في الدّنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع الحماسة. وكان أسمر طُوَالًا فصيحًا حُلْو الكلام، فيه تمتمة يسيرة. ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها.
قال الخطيب أبو بكر: كان في أيّام حداثته يسقي الماء بِمصر في الجامع. ثُمَّ جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطِنًا فَهْمًا يحبُّ الشعر، فلم يزل حتّى قاله، فأجاد وشاع ذِكْرُه. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل له قصائد فأجازه، وقدّمه على شعراء وقته. وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفًا بالظُّرْف وحُسْن الأخلاق، والكَرَم.
قال المسعودي: وكان ماجنًا خليعًا، رُبّما تَهاونَ بالفرائض، مع صحّة اعتقاده.
وروى محمد بْن محمود الخُزَاعِيّ، عن عليّ بْن الْجَهْم قال: كان الشعراء يَجتمعونَ كلّ جُمعة بالجامع ببغداد ويتناشدونَ. فبينا نَحنُ يوم جمعة أنا وَدِعْبِل، وأبو الشَّيْص، وابن أبي فَنَن، والنّاسُ يستمعونَ قوْلَنا، إذْ أبصرتُ شابًّا في أُخْرَيَات النّاس بِزِيّ الأَعْرَاب. فلمّا سكتنا قال: قد سمعتُ إنشادكم منذ اليوم، فاسمعوا إنشادي: قلنا: هات. فقال:
فَحْوَاكَ عَيْنٌ عَلَى نَجْوَاكَ يا مذل ... حتام لا يتقى قولُك الخَطِلُ
فإنَّ أَسْمَح مَن تشكو إليه هوًى ... مَنْ كان أحسنَ شيءٍ عندهُ العَذَلُ
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 301"، وتاريخ الطبري "1/ 194"، والجامع الكبير لابن الأثير "2/ 67"، وتهذيب "2/ 177".

(17/62)


ما أقبلتْ أوجُهُ اللَّذاتِ سافرةً ... مُذْ أَدْبَرَتْ باللِّوَى أيّامُنا الأُوَلُ
إن شئتَ أن لا ترى صبرًا لمصطبر ... فانظر على أيّ حالٍ أصبح الطَّللُ
كأنَّما جاد مَغْنَاه فغيَّره ... دُمُوعُنا يوم بانوا فهي تنهمل
إلى أن قال فيها يمدح المعتصم:
تَغَايَرَ الشِّعْرُ فيه إذْ سَهِرْتُ له ... حتَّى ظَنَنْتُ قوافيه ستقتتل
فقلنا: لمن هذا الشِّعْر؟ فقال: لِمَن أَنْشَدْكُمُوه. قلنا ومنْ تَكون؟ قال: أبو تَمّام حبيب بْن أوس.
فرفعناهُ وجعلناهُ كأحدنا، ثُمَّ ترقَّت حاله، وكان من أمره ما كان. والمَذِل: الْخَدِرُ الفاتِرُ. وقيل للبُحْتُريّ: يزعمُونَ أنّك أشعر من أبي تَمّام. فقال: لا والله، ما ينفعني هذا القول، ولا يضر أبا تمام. والله ماأكلت الخبز إلا به. ولو وددت أنّ هذا الأمر كما قالوا. ولكنِّي والله تابعٌ له، لائذٌ به. ومن شعره حيث يقول في قصيدته الدّالية:
ولم تُعطِني الأيّام نومًا مُسْكنًا ... أَلَذُّ به إلا بنوم مُشَرِّدِ
وطولُ مُقامِ المرء بالحيّ مُخْلِقٌ ... بديباجتيه، فاغترِبْ تتجدَّد
فإنِّي رأيت الشمس زيدت محبَّة ... إلى النّاس أنْ ليست عليهم بسَرْمَدِ
وقيل إِنَّ الحسَنَ بْن وَهْب الكاتب مرض، فكتب إليه أبو تَمّام:
يا حليفَ النَّدَى ويا تؤام الجو ... د ويا خَيْرَ من حَبَوْتَ القريضا
ليتَ حُمّاك بي، وكان لك الأجـ ... ـر فلا تشتكي، وكُنتُ المريضا
وله:
وإنّ أَوْلَى البرايا أَنْ تُوَاسِيه ... لدى السُّرور لَمَنْ واساك في الحَزَنِ
إنّ الكرام إذا ما أَيْسَروا ذكروا ... من كان يأْلَفُهُم في المنزل الخشِنِ
وله:
غدا الشَّيْبُ مختطًّا بفَوْدَيَّ خِطَّةً ... طريقُ الرَّدَى منها إلى النَّفْسِ مَهْيَعُ
هو الرُّزْءُ يجفى، والمعاشن يُجْتَوَى ... وذو الإِلْفِ يُقْلَى والجديدُ يُرقَّعُ
له منظرُ في العَيْن أبيض ناصعٌ ... ولكنَّهُ في القلبِ أسودُ أسفعُ

(17/63)


وله:
أَلَم تَرَنِي خَلَّيْتُ نفسي وشانَهَا ... فلم أحفل بالدنيا ولا حَدَثانَها
لقد خوّفَتني الحادثاتُ صُرُوفَها ... ولو أَمَّنَتْني ما قبِلْتُ أمانَها
يقولون: هل يبكي الفتى لخريدة ... متى أراد، اغتاض عَشْرًا مكانها؟
وهل يَسْتعيضُ المرءُ من خَمْس كَفِّهِ ... ولو صاغ من حُرِّ اللُّجَيْنِ بَنَانَها؟
وله:
ماجود كفِّك إنْ جادت وإن نجِلَت ... من ماء وجهي إذا أخلقته عوضُ
وله:
وما أبالي، خير القول أصدقه ... حقنت له ماء وجهي، أو حقنت دمي
روى الصولي عن محمد بْن موسى قال: عنيَ الحسن بْن وَهْب بأبي تَمَّام، فولاهُ بريد الْمَوْصِل، فأقام بِهَا أقلّ من سنتين، ومات في جُمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال الصُّولِيُّ: وأخبرني مَخْلَد المَوْصِليّ أنّ أبا تَمّام مات بالْمَوْصِل سنة اثنتين وثلاثين في المحرَّم. وللوزير محمد بْن عبد الملك الزّيّات يرثي أبا تمام، رحمه الله:
أأتى مِنْ أَعظم الأنباء ... لَمَّا ألمَّ مُقَلْقِلُ الأحشاءِ
قالوا: حَبيب قد ثَوَى، فأجَبْتُهُم: ... ناشَدْتُكُمْ، لا تجعلوهُ الطّائي
97- الحُتَاتُ بنُ يحيى اللَّخْميّ المصريّ1 عن: رِشْدِين بْن سعد. وعنه: يحيى بْن عثمان بْن صالح. قال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعين في شوال، وقد رأى اللّيث.
98- الْحَسَنُ بنُ حمّاد الضَّبّيّ الكوفيّ الورّاق2.
أبو عليّ. سمع: أبا خالد الأحمر، وابن عُيَيْنَة، والمحاربيّ، وعَمْرو بْن محمد العُنْقُزيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الصوفي،
__________
1 انظر الإكمال لابن ماكولا "2/ 146".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 9" وتاريخ الطبري "5/ 336"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 133-136".

(17/64)


وموسى بْن إسحاق الأنصاريّ، وقال: ثقة مأمون. قلت: تُوُفّي سنة ثَمان أو تسع وثلاثين.
أما الحَسَن بْن حمّاد الحضرميّ، سَجَّادة1. فعاشَ بعده مُدَيدة، وسيأتي.
99- الحسن بْن سهل الوزير أبو محمد2، أخو ذي الرئاستين الفضل بْن سهل. كانا من بيت رئاسة في المجوس، فأسلما مع أبيهما في أيام الرشيد، واتّصلوا بالبرامكة، فكان سهل يَتَقَهْرَم ليحيى البَرْمكيّ، فضمّ يحيى الأخَوين إلي ولديه، فضمّ جعفر الفضل بْن سهل إلي المأمون وهو وليّ عهدٍ، فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قُتل، فكتب المأمون بمنصبه، وهو الوزارة، إلى الحَسَن.
ثُمَّ لَم تزل رُتبته في ارتقاء إلى أن تزوَّج المأمون ببُوران بنته، وانحدَر إلى فم الصلح للدخول بها سنة ست وعشر ومائتين. ففُرش للمأمون ليلة العُرس حصير من ذهب مسفوف، ونُثِرَ عليه جوْهَر كثير، فلم يأخذ أحدٌ شيئًا. فوجَّه الحَسن إلى المأمون: هذا نثار يجب أن يُلقط.
فقال لِمَن حوله من بنات الخلفاء: شرِّفن أبا محمد. فأخذنَ منه اليسير. ويُقال: إنّ الْحَسَن نثر على الأمراء رقاعًا فيها أسماء ضياع، فمن أخذ رُقْعَة ملك الضَّيْعَة. وأَنْفَقَ في وليمة ابنته أربعة آلاف ألف دينار. ولَم يزل الحسن وافرَ الْحُرْمة إلى أن مات. وكان يُدْعَى بالأمير أبي محمد.
وقد شكا إليه الحسَنَ بْن وَهْب الكاتب إضافةً، فوجّه إليه بِمائة ألف درهم، ووصل محمد بْن عبد الملك الزّيات مرّة بعشرين ألفًا. ويُقال: إنه بعث إليه نَوْبَةً بخمسة آلاف دينار. وكان أحدَ الأجواد الموصفين. قال إبراهيم نِفْطَوَيْه: كان من أسمح النّاس وأكرمهم، ومات سنة ستٍّ وثلاثين، عن سبعين سنة.
وحدثني بعض ولده أنّه رأى سقّاء يَمُرُّ في داره، فدعا به فقال: ماحالتك؟ فذكر له بنتًا يريدُ زفافها، فأخذ يوقّع له بألف درهم، فأخطأ فوقَّع له ألف ألف درهم. فأتى به السّقّاء وكيلَه، فأنكرَ الحال، واستعظم مراجعته. فأتوا غسان بن عباد أحد
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 295".
2 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 256"، وتاريخ الطبري "8/ 377"، والكامل في التاريخ "7/ 52، 53"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "1/ 171، 172".

(17/65)


الكُرماء، فأتاهُ وقال: أيُّها الأمير، إن اللَّه لا يحب المسرفين فقال: ليس في الخير إسراف. ثُمَّ ذكرَ أمرَ السّقّاء فقال: واللهِ لا رجعتُ عن شيء خطَّتْه يدي. فصولِحَ السّقّاء على جملةٍ منها. قيل إنه مات بسَرْخَس في ذي القعدة من شُرْبِ دواء أفرط به سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
100- الحسن بْن علي بْن راشد الواسطيّ1 -د.
نزيل البصرة. سمع: أباه، وخالد بْن عبد اللَّه، وأبا الأحوص سلام بن سليم. وعنه: د.، وأحمد بْن عَمْرو القَطَرانيّ، وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الجواليقي، وزكريا الساجي، والبغوي، وآخرون. قال ابن حِبّان: هو مستقيم الحديث. قلت: تُوُفّي سنة سبع وثلاثين.
101- الحسن بن عمر بن شقيق2 -خ.
أبو علي الجرمي البلخي. نزيل الرِّيّ، وكان يجيء إلى بلخ، ويقيم بها. فقيل له البلْخيّ. عن: أبيه، وحمّاد بْن زيد، وعبد الوارث، ويزيد بْن زُرَيْع، وجعفر بْن سليمان، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وعنه: خ. وعبد اللَّه بْن الإمام أحمد، وأبو يَعْلَى، وجعفر الفِرْيابيّ، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، والحسن بن سفيان، والحكم التِّرْمِذيّ، وعليّ بْن الحسين بْن الْجُنَيْد، وحَوْمل البخاري، وأبو حاتم. صدوق. مات بعد سنة ثلاثين. قال الكَلاباذيّ: خرج من بلْخ إلى البصرة سنة ثلاثين، ومات بعد ذلك.
102- الحسن بن عيسى بن ماسرجس3 -م. د. ن.
أبو علي النيسابوري. عن مولاه عبد اللَّه بْن المبارك، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وعبد السّلام بن حرب، وشعبة
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 21"، والثقات لابن حبان "8/ 174"، والكامل لابن عدي "2/ 743"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 215-218".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 25"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 278-280"، وتهذيب التهذيب "2/ 308".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 31"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 302"، والثقات لابن حبان "8/ 174"، وتاريخ بغداد للخطيب "7/ 351".

(17/66)


بْن الخِمْس، وأبي معاوية، ونوح بْن أبي مريم، وجَماعة. وعنه: م. د. ون. بواسطة، وزكريّا خيّاط السنة، والبخاريّ خارج الصّحيح، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو يَعْلَى، ويحيى بْن صاعد. ومن القدماء: أحمد بْن حنبل، وغيره. وكان من رؤساء النصّارى وأولي الثروة، فأسلم وصار مِن العلماء. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعتُ الحسين بْن أحمد بْن الحسين الماسرجسيّ يحكي عن جدِّه، وغيره من أهل بيته قال: كان الْحَسَن والحسين ابنا عمّ عيسى الماسرجسّي يحكي عن جدِّه أنّهما كانا أَخَوَيْن يركبان معًا، فيتحيّر الناس من حُسْنِهما وبِزَّتهما، فاتّفقا على أن يُسْلِما، فقصدا حَفْصَ بنَ عبد الرحمن ليُسْلِما على يده. فقال لَهُما: أنتما من أجلّ النصارى، وعبد اللَّه بْن المبارك خارجٌ في هذه السنة إلى الحج، وإذا أسلمتما على يده كان أعظم عند المسلمين وأرفع لكما في عزّكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق. فانصرفا عنه. فمرض الحسين ومات نصرانيًا، فلمّا قَدِمَ ابن المبارك، أسلمَ الحَسَن على يده1.
قال الحاكم: وحدثني أبو عليّ النَّيْسَابُوريّ الحافظ، عن شيوخه، أنّ ابن المبارك نَزَلَ مَرَّةً برأس سكّة عيسى، وكان الْحَسَنَ بْن عيسى يركب، فيجتاز به وهو في المجلس، والْحَسَن من أحسن الشّباب، فسأل عنه ابن المبارك: فقيل إنه نصرانيّ. فقال: اللَّهُمَّ ارزقه الإسلام فاستُجيب له.
وقال أبو العبّاس السّرّاج: ثنا الْحَسَن بْن عيسى مولى عبد اللَّه بْن المبارك، وكان عاقلًا، عد في مجلسه بباب الطاق اثنتا عشر ألف محبرة، ومات بالثّعْلبيّة سنة أربعين.
قال الحاكم: سمعتُ أبا بكر وأبا القاسم ابني المؤمّل بْن الحسن يقولان: أَنْفَقَ جدُّنَا في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف درهم.
قال الحاكم: فحججتُ معهما، وزرتُ معهما بالثَّعْلَبيّة قبرَ جدّهما، فقرأتُ على لوح قبره: بِسْمِ اللَّهِ الرحمنِ الرَّحيم، {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100] . هذا قبر الْحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس، مولى عبد اللَّه بْن المبارك، تُوُفِّيَ في صفر سنة أربعين ومائتين قال محمد بن المؤمل الماسرجسي: سمعت أبا يحيى البزار يقول لأبي رجاء
__________
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 352".

(17/67)


القاضي محمد بْن أحمد: كنتُ فيمن حجّ مع الحسن بْن عيسى وقت وفاته بالثَّعْلَبيّة سنة أربعين، فاشتغلتُ بحفظ محملي عن شُهُوده، لغيبة عديلي، فأُريتُه في النَّومِ فقلتُ: يا أبا عليّ، ما فعل اللَّه بك؟
قَالَ: غُفِر لي ولكلِّ مَنْ صَلَّى عليَّ. فقلتُ فاتتني الصّلاة عليك لغيبة العديل. قال: لا تجزع، غفر لي ولكل من صَلَّى عليّ1، ولكلّ من يترحمُ عليّ1. اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.
103- الحسن بْن هارون بْن عقّار2.
عن: جرير بْن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر. وعنه: ابن مسروق، وأحمد بْن عليّ الجزّار، وأحمد بْن أبي العجوز.
104- الحسن بْن يوسف بْن أبي المُنْتاب الرازيّ3.
نزيل قزوين. عن: جرير بْن عبد الحميد، وفُضَيْل بْن عِياض، وجماعة. وعنه: مُطَيَّن، وهارون بْن حيّان القَزْوينيّ شيخ لابن ماجة.
روى له ابن ماجة في تفسيره شيئًا.
105- الحسن بْن أبي الحسن يزيد المؤذن4.
عن: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن أبي فُدَيْك. وعنه: قاسم المطرز، والهيثم بن خلف. قال ابن عديّ: منكر الحديث.
106- الحسين بْن الحسّن الشَّيْلَمانيّ5.
عن: خالد بْن إسماعيل المخزومي شيخ يروي عن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو.
وعنه: موسى بْن إسحاق الأنصاريّ، وأبو يعلى الموصلي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 345".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 174"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 222".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 44"، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي "2/ 139".
4 انظر الكامل لابن عدي "2/ 744، 745"، وتاريخ بغداد للخطيب "7/ 451، 452"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 526".
5 انظر الجرح والتعديل "3/ 49"، وتاريخ بغداد "8/ 32، 33"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 365"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 531".

(17/68)


وقال موسى: توفي في سنة خمس وثلاثين. قال أبو حاتم: مجهول. قلت: وروى أيضًا عن وضّاح بْن حسّان الأَنباريّ.
107- الحسين بْن حبّان1.
صاحب يَحْيَى بْن مَعِينٍ. له كتاب سؤالات عن ابن مَعِين "غزير الفوائد". رواه عنه ابنه على وِجادة. مات شابًّا قبل ابن مَعِين بسنة
108- الحسين بْن الضّحّاك القُرَشيّ النَّيْسابوريّ2.
عن: شَرِيك بْن عبد اللَّه، وإبراهيم بْن سعد. وعنه: مسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وإبراهيم بن عمرويه.
109- الحسين بن عبيد الله3.
أبو علي العجلي. روى عن: مالك، وعبد العزيز بْن الماجِشُون، وابن أبي حازم. وعنه: إسحاق الختلي، وعبيد الله العثماني. قال الدَّارَقُطْنيّ: كان يضع الحديث.
110- الحسين بْن الفَرَج4.
أبو عليّ، وقيل: أبو صالح البغداديّ ابن الخيّاط. عن: ابن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، وعبد اللَّه بْن إدريس، وشُعَيب بْن حرب، وجَماعة. وعنه: عُبَيْد بْن الحَسَن الأصبهانيّ، وأحمد بْن الهيثم بْن خالد البزّاز، وجعفر بْن محمد بن شريك، والحسين بْن جبلة الإصبهانيّ. وكان حافظًا لكنّهم ضعّفوه. وقال ابن مَعِين: ذاك نعرفه يسرق الحديث. قلت: سرقة الحديث أهون من وضعه أو اختلاقه. وسرقةُ الحديث أن يكون محِّدث ينفردُ بحديث، فيجيء السّارق ويدَّعِي أنه سمعه أيضًا من شيخ ذاك المحدث، وليس بسرقة الأجزاء والكُتُب، فإنَّها أنحسُ بكثير من سرقة الرواية، وهي دون وضع
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 36"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 316".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 186".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 55"، والضعفاء لابن الجوزي "1/ 215"، وميزان الاعتدال "1/ 541"، ولسان الميزان "2/ 296".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 62، 63"، وتاريخ الطبري "1/ 59"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 84"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 545".

(17/69)


الحديث في الإثم لقوله: إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على غيري1. قال أبو حاتِم: لا أُحَدِّثُ عنه. أَنْكَر عليه حديث لَمْ يكن إلا عند ابن أبي شُعَيْب فرَواهُ هو.
111- الحسين بْن محمد2.
أبو عليّ السَّعْديّ البصْريّ الذّارع. حدَّث ببغداد عن فُضَيْل بْن سليمان النُّمَيْريّ، وعبد المؤمن بْن عَبّاد العَبْدي، وسهل بْن أسلم العدويّ. وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأحمد بْن الحسين، الصُّوفيّ، والبغوي، وغيرهم.
112- الحسين بن المتوكل بن أبي عبد الرحمن بن حسان3 -ق.
أبو عبد الله بْن أبي السَّريّ العسقلانيّ، مولى بنو هاشم أخو محمد بْن أبي السّرِيّ. سمع: ضمرة بْن ربيعة، ووَكيعًا، ومحمد بْن حِمْيَر الحمصيّ، وأبا داود الحفري. وعنه: ق.، ومحمد بْن سعد كاتب الواقدي وهو أكبر منه، والحسين بن إسحاق التستري، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني. قال أخوه: لا تكتبوا عن أخي فإنَّه كَذَّاب. وقال أبو عَرُوبة الحرّانيّ: الحسين بْن أبي السَّرِيّ خال أمِّي كذّاب. وقال أبو داود: ضعيف. وقال غيره: مات سنة أربعين ومائتين.
113- الحسين بْن منصور بْن جعفر بن عبد الله بن رزين4 -خ. ن- أبو علي السلمي النيسابوري الحافظ.
روى عن: أخَوَيْ جدِّه عُمَر ومبشّر، وأبي معاوية، وابن نُمَيْر، ووَكيع، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأبي أسامة، وأسباط بْن محمد، وطائفة. وعنه: خ.، ون.، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وجعفر بْن أحمد بْن نصر الحافظ، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، ومحمد بن شادل، وأبو سعيد محمد بن شاذان، وآخرون. ومن القدماء يحيى بن التميمي، وهو أكبر منه. وثقه النسائي.
__________
1 "حديث صحيح": تقدم تخريجه.
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 64"، وأخبار القضاة لوكيع "2/ 18"، والثقات لابن حبان "8/ 190"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 90".
3 انظر الثقات لابن حبان "8/ 189"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 468"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 536"، وتهذيب التهذيب "2/ 365".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 65"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 392"، والثقات لابن حبان "8/ 186"، وتهذيب الكمال للمزي "6/ 481".

(17/70)


وقال الحاكم: هو شيخ العدالة والتَّزْكِية، في عصره. وأخصّ النّاس بيحيى بْن يحيى. وكان يحيى يُعيب عليه اشتغالَه بالشهادة. سمعتُ خَلَفَ بنَ محمد البخاريّ يقول: سمعتُ أبا عَمْرو أحمد بْن نصر رئيس نَيْسَابُور بُبُخَارى يقول: ثنا الحسين بْن منصور، وقد عُرِضَ عليه قضاء نَيْسَابُور، فاختفى ثلاثة أيّام، ودعا اللَّه، فمات في اليوم الثالث. ومن كلامه قال: رُبَّ معتزل للدنيا ببدنه مخالطها بقلبه، ورُبَّ مُخالطٍ للدُّنْيَا ببدنه، مُفارقُها بقلبه وهو أكْيَسُهُما1. قال السّرّاج: مات في جُمَادَى الآخرة سنة ثَمانٍ وثلاثين ومائتين.
114- حفص بْن عبد الله الحُلْوانيّ2.
أبو عمر الضّرير. حدّث بحُلْوان عن: المبارك بْن سُحَيم، وحفص بْن سليمان الفارقيّ، وعيسى غنجار. سمع منه: أبو حاتم وقال: صدوق. وبقي إلى سنة ست وثلاثين، فمات في جمادى الآخرة. قاله موسى بن هارون، وكنّاه أبا عَمْرو.
115- حفص بْن النّضْر التميمي البخاري3.
عن: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وطبقتهما. وعنه: أخوه عليّ. تُوُفّي في صفر، قاله ابن ماكولا، سنة ست وثلاثين.
116- الْحَكَمُ بن موسى4 -م. س. ق.
أبو صالح البغدادي القنطري الزّاهد. سمع: إسماعيل بْن عيّاش، والعُطّاف بْن خالد، وعبد الرحمن بْن أبي الرجال، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم. وعنه: م. وس. ق. بواسطة، الإمام أحمد، والدّارميّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبو القاسم البَغَويّ، والحارث بْن أبي أسامة، وغيرهم.
وكتب عنه: علي بن المديني. وثقة ابن مَعِين. وقال الحسين بْن فَهْم: كان رجلًا صالحًا، ثبْتًا في الحديث. وقال عليّ بْن المَدِينيّ: سألتُ أبا عليّ جَزَرَة عن سُرَيْج بْن
__________
1 نسأل الله أن نكون منهم.
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 175"، والثقات لابن حبان "8/ 200".
3 انظر الإكمال ماكولا "7/ 351".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 346"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 344"، وانظر الجرح والتعديل "3/ 128"، والثقات لابن حبان "8/ 195".

(17/71)


يونس، والْحَكَم بْن موسى، ويحيى بْن أيّوب، فوثقهم جدا وقال: هؤلاء الثلاثة تقطَّعوا من العبادة. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ، فَحَدَّثَهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلم: "أسوء النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ" 1 فَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَوْ غَيْرُكَ حَدَّثَ بِهِ مَا صُنِعَ بِهِ؟ قُلْتُ: رَوَاهُ النَّاسُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى فِي الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُ بِهِ. قُلْتُ: وكذا انفرد بِحديث الصَّدقات، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ داود، وصوابه سليمان بْن أرقم. تُوُفّي الحَكَم في شَوَّالٍ سنة اثنتين وثلاثين ليومين بقيا من الشهر.
117- حكم بن سيف2 -د.
أبو عمرو الرقي مولى بني أسد. عن: أبي المُلَيْح الحسن بن عمرو، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيَّيْن، وعيسى بن يونس. وعنه: د.، وبَقيّ بْن مَخْلَد، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بْن وضّاح الأندلسيّ، والفريابي، والحسين بن عبد الله القطان، وجماعة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لا يُحْتَجُّ بِهِ. قلت: توفي بسنة ثمان وثلاثين.
118- حمزة بْن سعيد المَرْوَزِيّ3:
نزيل طَرَسُوس. عن: أبي بكر بْن عيّاش، وابن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: أبو داود في كتاب المسائل، وإسحاق بن سيار النصيبي، وإبراهيم بن الحارث العبادي.
119- حوثرة بن أشرس4:
أبو العامر العدوي البصري. عن: مبارك بْن فَضَالَةَ، وعُقْبَة بْن عبد اللَّه الرفاعيّ، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى الموصلي،
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد "5/ 310"، وابن خزيمة "1/ 331"، والحاكم "1/ 353"، والطبراني في الكبير "3/ 242".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 205"، والثقات لابن حبان "8/ 212"، وتهذيب الكمال للمزي "7/ 195-197".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 211"، والثقات لابن حبان "8/ 209".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 283"، والثقات لابن حبان "8/ 215"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 668".

(17/72)


وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان الفسوي، وطائفة وسواهم. توفي سنة اثنتين وثلاثين في آخرها، وما علمت به بأسا.
120- حيان بن بشر القاضي1:
أبو بشر الأسدي الحنفي. عن: هُشَيْمٍ، وأبي يوسف القاضي، وأبي معاوية، ويحيى بْن آدم.
وعنه: بِشْر بْن مُوسَى، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن عَبْدُوس، وأبو القاسم البَغويّ. وولي قضاء إصبهان في دولة المأمون، وولي قضاء الشرقيّة ببغداد في دولة المتوكّل.
قال ابن مَعِين: لا بأس به، تُوُفّي سنة سبع أو ثَمانٍ وثلاثين. وكان مِن كبار أصحاب الرأي.
"حرف الخاء":
121- خالد بْن عابد بْن يحيى الزوفي.
مصريّ. عن: رِشْدِين بْن سعْد، وابن وهْب. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. توفي سنة231.
122- خالد بن مرداس2.
أبو الهيثم البغدادي السراج، له نسخة رواها عنه أبو القاسم البغوي. وكان صدوقا ثقة. يروي عن: إسماعيل بْن عيّاش، وأيّوب بْن جابر اليَمَاميّ، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم. روى عنه أيضا: أبو يعلى الموصلي، وغيره.
123- خديجة بنت محمد3.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 247"، وتاريخ الطبري "2/ 128-130"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 3284"، والوافي بالوفيات "3/ 225".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 354"، والثقات لابن حبان "8/ 226"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 307".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "14/ 435".

(17/73)


روت عَنْ إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون، وأبي النَّضر هاشم. وكَانت تَغْشَى1 أَحْمَد بْن حنبل.
روى عنها: عبد اللَّه بْن أحمد في كتاب الزهد.
124- خلف بن سالم2 -ن.
أبو محمد السندي، مولى بني المهلِّب. من شيوخ بغداد، يروي عن: هشيم، وأبي بكر عياش.
وعنه: أحمد بن أبي خثيمة، والحَسَن بْن عليّ المعمريّ، وغيرهما. وكان يوصف بالحِفْظ والمعرفة. رحل إلى عبد الرزّاق. وتُوُفّي سنة إحدى وثلاثين. وروى عن: ابن عُلّيَّة، وعبد اللَّه بْن إدريس ويحيى القطّان، وغُنْدَر. وآخر مَن روى عنه أحْمَد بْن الحَسَن بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفي.
125- خَلَفُ بنُ قُديد.
أبو علي الأزْديّ المصريّ. روى عن: ابن وهْب، وغيره. ومات فجأة سنة تسعٍ وثلاثين وهو قائم يرمي في الغرض.
126- خليفة بْن خيّاط بْن خليفة بْن خياط3 -خ.
الحافظ أبو عَمْرو العُصْفُريّ البصْري، المعروف بشباب. وكان حافظًا نسّابة إخباريًا عالمًا بأيّام النّاس. صنف "التاريخ"، "الطبقات" وغير ذلك. روى الكثير. سمع: أباه، وسُفيان بْن عُيَيْنة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، وابن علية، وخالد بْن الحارث، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، وخلقا كثيرا. وذكر شيخنا المزي في تهذيبه أنَّه روى عن حَمّاد بْن سَلَمَةَ. قلتُ: لَم يُدْرِكْهُ، فلعلّه حمّاد بْن أسامة، فتصحّف. وعنه: خ. في صحيحه سبعة أحاديث أو أكثر، وبقي بن مخلد، وحرب
__________
1 أي تأتيه.
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 354"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 196"، والجرح والتعديل "3/ 371"، والثقات لابن حبان "8/ 228"
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 378"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 191"، وتاريخ الطبري "7/ 510"، والثقات لابن حبان "8/ 233"، والفهرست لابن النديم "232".

(17/74)


الكرْمانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وأبو بكر بْن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وعمر بْن أحمد الأهوازيّ، وموسى بْن زكريّا التُّسْتَرِيّ، وآخرون. ليَّنه بعضهم.
وقال ابن عديّ: هو مستقيم الحديث صدوق، من متيقّظي الُّرواة. وقال مُطَيَّن: مات سنة أربعين.
"حرف الدال":
127- داهر بْن نوح الأهوازيّ1.
عن: أبي عَوَانة، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وحماد بن زيد، وعنبس بن مرحوم، وعليلة بن بدر، وجماعة.
وعنه: جماعة آخرهم عبدان الأهوازي. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وقال أبو القاسم بن منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين.
ومِمَّن روى عنه: سعيد بْن عثمان الأهوازيّ.
128- داود بْن أُميّة الأزْديّ2.
سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعاذ بْن مُعاذ بْن هشام. روى عنه: د. في سُنَنِه، وأبو القاسم البَغَويّ.
وهو صدُوق.
129- داود بْن حمّاد3.
أبو حاتم البلْخيّ. حدَّث ببغداد عن: إبراهيم بْن أبي حيّة المكّيّ، وأبي مطيع البلْخيّ، وابن عُيَيْنَة ووَكيع. وعنه: محمد بْن عَبْدُوس بْن كامل، وعليّ بْن سعيد الرازيّ، وأحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسابوريّ. ومن الكبار مثل أبي زرعة.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 238"، ولسان الميزان للحافظ "2/ 413"، والوافي بالوفيات "13/ 456".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 407".
3 الجرح والتعديل "3/ 409"، والثقات لابن حبان "8/ 236"، وتاريخ بغداد "8/ 368".

(17/75)


130- داود بن رشيد1 -خ. م. د. ق.
أبو الفضل الخوارزمي مولى بني هاشم. مِن أعيان شيوخ بغداد. سَمِعَ: أبا المَلِيحِ الحَسَن بْن عمر الرَّقِّيَّ، وإسماعيل بْن عيّاش، وإسماعيل بْن جعفر، وهُشَيْم بْن بشير، ويحيى بْن أبي زائدة، والوليد بْن مسلم، وابن عُلَيَّة، وطائفة بالعراق والجزيرة والشام.
وعنه: م. د. ق. وخ. ن، عن رجلٍ، عنه، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بْن المُجَدّر، وخلْق. وثقه ابن مَعين، وغيره. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة نبيل. وقال أحمد بْن مروان الدِّينَوَرِيّ: نا إبراهيم الحربيّ، ثنا داود بْن رُشَيد، قال: قمتُ ليلةً أُصَلِّي: فأخَذَنِي البردُ لِمَا أنا فيه من العُرْي، فأخذني النّومُ، فرأيتُ كأنّ قائلًا يقول: يا داود أَنَمْنَاهُم وأقَمْنَاكَ فتبكي علينا. قال إبراهيم قاريء داود: ما نام بعدها. يعني ما ترك التَّهْجُد بعدها. قال: وسمعتُ داود يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغْي، ولا صحّة مع نَهَمٍ، ولا ثناء مع كِبْر، ولا صداقة مع خِبّ، ولا شرف مع سوء أدب، ولا برّ مع شُحّ، ولا اجتناب محرَّم مع حِرص، ولا محبّة مع هُزْء، ولا ولاية حُكم مع عديم فِقْه، ولا عُذرَ مع إصرار، ولا سلامة لُب مع غِيبة، ولا راحة مع حَسَد، ولا سُؤدُد مع انتقام، ولا رئاسة مع غزارة نفس وَعُجْبٍ، ولا صواب مع ترك مشاورة، ولا ثبات مُلك مع تهاون وجهالة وزراء. تُوُفِّيَ في سابع شَعْبَان سنة تسعٍ وثلاثين.
131- داود بْن صَغِير البخاريّ2.
حدَّث ببغداد سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين أو بعدها عن الأعمش. وزعمَ أنّ عُمره مائةٌ وخمسٌ وعشرون سنة. وكان من الضعفاء. روى عنه: إسحاق بْن سُنَيْن الختليّ. وروى أيضًا عن: أبي عبد الرحمن كثير النوا، وسفيان الثوري، لا، بل وحدَّث عن أنس بْن مالك.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 349"، والتاريخ الكبير للبخاري "238"، والثقات لابن حبان "8/ 236"، وحلية الأولياء "8/ 335".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 367"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 9"، ولسان الميزان "2/ 419".

(17/76)


وروى عنه: عبيد الله بن عبيد اللَّه الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن نصر المَرْوَزِيّ، والفضل بْن مَخْلَد الدَّقّاق.
قال الدّارَقُطْنيّ: مُنْكَر الحديث. وقال الخطيب: ضعيف. وهو داود بْن صَغير، بِمعجمة، بْن شبيب بْن رستم. لا ينبغي أن يُروى عنه.
132- داود بْن مِخْراق الفِرْيابيّ1 -د.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن وهْب، وغيرهم.
وعنه: د، ومحمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وجعفر الفريابي. توفي سنة تسع وثلاثين. وأما حبان فذكر في "الثقات" أنه مات بعد الأربعين.
133- داود بْن مُصحّح العسقلانيّ2.
عن: أبي خالد الأحمر. ذكره ابن حِبان في الثقات، وقال مستقيم الحديث. ثنا عنه بْن الحسن بْن قُتَيْبَة.
134- داود بْن مُعاذ3 -د. ن.
أبو سليمان العَتَكيّ البصْريّ نزيل المِصِّيصة. عن: حمّاد بْن زيد، وعبد الوارث، والحَسَن بْن أبي جعفر الْجُفْريّ، وجَماعة. وعنه: د.، ون، عن رجلٍ، عنه، ومُضر بْن محمد الأسَديّ، وعثمان بن حرزاذ، وجعفر الفِرْيابيّ. وثقه النسائي. وسمع الفِرْيابيّ عنه سنة ثلاث وثلاثين.
135- دينار4.
الذي أدّعي لُقيّ أنس. ذكرناه في الطبقة الماضية.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 425"، والثقات لابن حبان "8/ 336"، وتهذيب الكمال للمزي "7/ 449".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 236".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 425"، والثقات لابن حبان "8/ 235"، وتهذيب الكمال للمزي "8/ 451".
4 تقدمت ترجمته.

(17/77)


"حرف الراء":
136- الربيع بْن ثعلب1.
أبو الفضل المروزي ثم البغدادي العابد المقريء. رحلَ وقرأ بدمشق على الوليد بْن مسلم، وعِرَاك بْن خالد، وجماعة. وكان بصيرًا بقراءة الشّاميين. وحدَّث عن: إسماعيل المؤدّب، وجارية بْن هَرِم، وفرج بْن فَضَالَةَ، وجماعة. قرأ عليه جماعة منهم: أبو الطَّيِّب سالم، وسليمان بْن يحيى الضَّبّيّ. وحدّث عنه: عليّ بْن إسحاق بْن زاطيا، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية. قال جَزَرَة الحافظ: كان ثقة من عباد اللَّه الصّالحين. وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
137- رِفاعة بْن الهيثم الواسطيّ2 -م.
عن: خالد بْن عبد اللَّه الطحان، وهشيم بن بشير. وعنه: م، وأسلم بْن سهل، وعبد الله بْن محمد بْن شِيرُوَيْه النَّيسابوريّ، وإبراهيم بْن محمد الصَّيْدلانيّ.
138- رَوْحُ بنُ صلاح بْن سيّابة بْن عَمْرو3.
أبو الحارث الحارثي المَوْصِليّ، ثمّ المصريّ. عن: يحيى بْن أيّوب، وسُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بن علي بن رباح، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وغيرهم. وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين، وعيسى بن صالح المؤذن، وجعفر بن أحمد بن بيان، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن حماد زغبة. له مناكير. قال ابن عديّ: ضَعِيفٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي "الثِّقَاتِ".
تُوُفّي بمصر في رمضان سنة ثلاث وثلاثين. وهو آخر من حدَّث عن موسى، ويحيى، وسعيد.
وقال الحاكم: هو ثقة مأمون شامي.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 456"، والثقات لابن حبان "8/ 240"، والوافي بالوفيات "14/ 81".
2 انظر رجال صحيح مسلم لابن منجوبة "1/ 208"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 209"، وتهذيب التهذيب "3/ 282".
3 انظر الثقات لابن حبان "8/ 244"، والكامل لابن عدي "3/ 1005، 1006"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 342".

(17/78)


139- رَوْحُ بْن عبد الجبّار بْن نضر.
أبو محمد المُراديّ، مولاهم المصريّ. أخو النَّضْر، وعبد اللَّه. وقد كنّاه ابن يونس: أبا الزِّنْباع، وهو أعرف. وقال: روى عن: ابن وهْب، وابن القاسم. حدَّث عنه: أبنه الحارث بْن رَوْح، ويحيى بْن عثمان بْن صالِح. قال: ومات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
140- رَوْحُ بنُ عبد المؤمن1.
أبو الحَسَن الهُذَليّ، مولاهم البصْريّ المقرئ صاحب يعقوب الحضرميّ. قرأ عليه، وجلس للإقراء فأخذ عنه: أبو بكر محمد بْن وهْب الثَّقفيّ، وأحمد بْن يحيى الوكيل، وأحمد بْن يزيد الحُلْوانيّ، وأبو الطَّيّب بْن حمدان. وسمع الحديث من: أبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، وجعفرَ الضُّبَعِيّ. وعنه: خ.، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة الإصبهانيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد، ومُطَيَّن، وأبو خليفة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وطائفة. ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثلاث وثلاثين قبلها أو بعدها. وقال غيره: مات سنة أربع، وقبل سنة خمس.
141- رَوْحُ بْن قُرَّةَ المقرئ2.
عرض القرآن على سلام الطّويل، وعلى يعقوب الحضْرميّ. وسمع من ابن عُيَيْنَة. قرأ عليه: أبو عبد الله الزُّبَيْريّ فقيه البصرة. وسمع منه: أحمد بْن الصَّقْر بْن ثَوْبان.
142- رُوَيْمُ بنُ يزيد المقرئ3.
سمع: سلام بْن سليمان الطَّويلَ، واللَّيث بْن سعد. وأخذ القراءة عَرْضًا عن: سُلَيم صاحب حمزة، وميمون القتّاد. عرض عليه غير واحد منهم: محمد بن شاذان الجوهري شيخ ابن شنبوذ. وحدَّث عنه: محمد بْن عبد الرحيم، وغيره.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 449"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 310"، والثقات لابن حبان "8/ 244"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 246".
2 انظر غاية النهاية لابن الجوزي "1/ 285، 286".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 523"، والثقات لابن حبان "8/ 245"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 429".

(17/79)


143- رباح بنُ الفَرَج الدِّمشقيّ1.
عن: زيد بْن يحيى، وأبي مُسْهِر. وعنه: أحمد بْن الْمُعَلَّى، وجعفر الفِرْيابيّ في "الثّقات".
"حرف الزاي":
144- زكريّا بْن يحيى الواسطيّ الأحمر.
عن: خالد بْن عبد الله الطحان. وعنه: أسلم بن بحشل وقال: مات سنة أربعٍ وثلاثين.
145- زكريّا بْن يحيى بْن صُبَيْح اليَشْكُريّ الواسطيّ، زَحْمَوَيْه2.
عن: عبد الرحمن بْن أبي الزّناد، وفَرَج بْن فَضَالَةَ. وعنه: اسلم في تاريخه، وأبو زُرْعة الرازيّ، وجماعة. تُوُفّي سنة خمسٍ وثلاثين.
146- زهير بن حرب بن شداد3 -خ. م. د. ق.
أبو خيثمة النسائي الحافظ، مولى بْن الحريش بْن كعب بْن عامر بْن صعصعة. قيل: كان اسم جدِّه اشتاك، فعُرِّبَ شدّادًا. كان من كبار أئمة الأثر ببغداد، وهو والد الحافظ أبي بكر صاحب التّاريخ. سمع. هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ويحيى القطان، وحفص بْن غِياث، وجرير بْن عَبْد الحميد، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وعبد الله بن إدريس، وابن فضيل، وخلقا كثيرا.
وعنه: خ. م. ق. وابنه، وعبّاس الدُّوريّ، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا. وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد المروزي، وخلق. وثقة بن معين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال يعقوب بْن شَيْبَة: هو أثبت من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. وقال النَّسائي: ثقة مأمون.
وقال جَعْفَر الفِرْيَابيّ: سألتُ محمد بْن عبد اللَّه بْن نُمَيْرٍ: أيّما أحبّ إليك أبو
__________
1 انظر تهذيب تاريخ دمشق "5/ 346".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 601"، والثقات لابن حبان "8/ 253".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 354"، والجرح والتعديل "3/ 591"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 429"، وتاريخ الطبري "4/ 417، 419".

(17/80)


خيثمة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة؟ فقالَ: أبو خَيْثَمة، وجعل يُطْرِي أبا خيثمة ويَضَع من أبي بكر. وقال عليّ بْن الحُسين بْن الْجُنَيْد: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: أبو خَيْثَمة زهير بْن حرب يكفي قبيلة.
تُوُفِيّ في سابع شَعْبَان، سنة أربع وثلاثين، وله أربع وسبعون سنة.
147- زهير بْن عبّاد الرُّؤاسيّ1.
ابن عمّ وكيع. سمعَ: مالك بْن أنس، وحفص بْن مَيْسَرة، وفُضَيل بْن عِياض، والمسيّب بْن شَرِيك، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: محمد بْن أحمد العُرَيْبيّ، والحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ، والحَسَن بْن سُفيان، وجماعة منهم أبو حاتم الرازيّ وقال: ثقة، وكان يُكنَّى أبا محمد. تُوُفّي في شَوّال سنة ثمان وثلاثين بِمصر.
148- زيد بن يزيد الثقفي2 -م.
أبو معن الرقاشي البصري. سمع: مُعْتَمر بْن سليمان، وغُنْدَرًا، وخالد بْن الحارث، ووهْب بْن جرير، ووَكِيعًا، وطائفة.
وعنه: م. ومحمد بْن محمد القاضي الجذوعي، والحسين بن إسحاق التستري، ومعاذ بن مثنى العنبري. وثقه م.
"حرف السين":
149- سالم بْن حامد الأمير3.
ولي إمرة دمشق للمتوكّل، فظلم وعَسف. وكان بدمشق جماعة من أشراف العرب لَهم قوّة ومَنَعة، فقتلوه يوم جُمعة على باب الْخَضَراء. فغضب المتوكّل وثارت نفسه وقال: مَن للشام، ولْيَكُن في صَوْلة الحَجّاج؟ فقيل له: أفريدون التركي. فأمره
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 591"، والثقات لابن حبان "8/ 256"، وميزان الاعتدال "2/ 83"، ولسان الميزان للحافظ "2/ 492".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 575"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 119"، وتهذيب التهذيب "3/ 429".
3 انظر تهذيب تاريخ دمشق "6/ 49، 50"، والوافي بالوفيات "15/ 87"، وسير أعلام النبلاء "11/ 162".

(17/81)


وسار إليْهَا في سبعة آلاف. وأطلقَ له المتوكّل القتل بدمشق يومًا إلى ارتفاع النّهار، والنَّهْبَ ثلاثة أيّام. فنزل ببيت لِهْيَا1، فلمّا أصبح قال: يا دمشق إيش يحلّ بك اليوم مني؟ فَقُدِّمَت له بغلة دهْمَاء ليركبها، فلمّا أراد أن يضع رِجْلَهُ في الرِّكَاب ضربته بالزَّوْج على صدره، فسقط ميتًا، وقبره يُعرف ببيت لِهْيَا. ورجع عسكره إلى بغداد. ثُمَّ جاء المتوكّل بعد ذلك إلى دمشق وقد صَلُحَت نِيَّتُه للدمشقيّين.
سحنون2.
اسمه عبد السلام. يأتي في هذه الطبقة.
150- سُرَيْج بْن يونس بن إبراهيم3 -خ. م. ن.
أبو الحارث المَرْوَزِيّ الأصل البغداديّ. عن: إسماعيل بْن جعفر، وهُشَيْم، وإسماعيل بْن مجالد، وعَبّاد بْن عَبّاد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويوسف بْن يعقوب الماجِشُون، وأبي إسماعيل المؤدّب، ومروان بْن شجاع، وخلْق. وعنه: م. وخ. ن، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وأبو يحيى صاعقة، وأبو زُرْعة، وموسى بْن هارون، ومُطَيَّن، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وخلْق. سُئِلَ عنه أحمد بْن حنبل فقال: صاحب خير. وقال ابن مَعين: ليس به بأس.
وقال البخاريّ: مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال عبد اللَّه بْن أحمد: سمعتُ سُرَيْج بْن يونس يقول: رأيتُ ربّ العِزّة فِي المنام فقال: سَلْ حاجتك. فقلتُ: رحمانُ سَرْبِسَر، يعني رأسًا برأس. قلتُ: وكان سُرَيْج من الزُّهَاد والعُبّاد ببغداد، له حكايات شبه الكرامات رَحِمَهُ اللَّه. وكان إمامًا في السنة.
151- سعيد بْن ذُؤَيْب4.
أبو الحَسَن المَرْوزِيّ، النَّسائيّ الأصل. عن: أبي أسامة، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأبي
__________
1 قرية مشهورة بغوطة دمشق.
2 ستأتي ترجمته.
3 انظر الطبقات لابن سعد "7/ 357"، والجرح والتعديل "4/ 305"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 205"، والثقات لابن حبان "8/ 207".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 19"، والثقات لابن حبان "8/ 270"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 135".

(17/82)


ضَمْرة، وعبد الرّزّاق، وجماعة. وعنه: حاشد بْن إسماعيل، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل البُخَاريّان، والحسن بن سفيان، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيان، ون. أيضًا في سُنَنه، عن رجل، عنه.
تُوُفّي سنة سبع وثلاثين.
152- سعيد بْن سليمان التميميّ1 الفقيه.
أحد أصحاب الرأي. أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، ومحمد بْن الحَسَن، وحدَّث عنهما.
تُوُفّي سنة خمس وثلاثين.
153- سعيد بْن إدريس الواسطيّ2.
عن: أبي شهاب الحنّاط عبد ربّه. وعنه: أسلم بْن سهل الواسطيّ وقال: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين بواسط.
154- سعيد بْن حسّان3.
أبو عثمان القُرْطُبيّ، مولى بني أُميَّة. رحل وتفقّه على أشهب، وأصحاب مالك، وبرعَ في مذهب مالك. وكان فقيهًا مفتيًا إمامًا زاهد كبير القدر. وكان مؤاخيا ليحيى بْن يحيى اللّيثيّ، آخذًا بِهَدْيه. حمل عنه: إبراهيم بْن محمد بْن باز، وغيره. تُوُفّي سنة ست وثلاثين.
155- سعيد بْن حفص بْن عَمْرو بْن نفيل4 -ن.
أبو عمرو الحراني الرملي، خال الحافظ بن أبي جعفر النُّفَيْليّ. سمع: زهير بْن معاوية، ومَعقِل بْن عُبَيد اللَّه، وشَرِيك بْن عبد اللَّه، وأبا المَلِيح، وموسى بْن أَعْيَن، وجماعة. وعنه: محمد بْن يحيى بْن كثير محدِّث حران، ومضر بن محمد الأسدي،
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 245".
2 انظر تاريخ واسط "247".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 160"، وبغية الملتمس "307".
4 انظر الثقات لابن حبان "8/ 269"، والأنساب "12/ 126"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 390"، وتهذيب التهذيب "4/ 17".

(17/83)


وهلال بْن العلاء، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وأحمد بْن فيل البالِسيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، وجماعة. تُوُفّي في رمضان سنة سبْع وثلاثين. ووثقه ابن حِبّان.
156- سعيد بن عبد الجبار1 -م. د.
أبو عثمان القرشي الكرابيسي، بصري نزل مكة، وحدَّث عن: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وحرب بْن أبي العالية، ومالك، وفُضَيل بْن عِيَاض، وجماعة. وعنه: م. د. وبَقيّ بْن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان، وعمران بن موسى السختياني، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو القاسم البَغَويّ: مات في آخر سنة ست وثلاثين. ومن رواة العلم بِهذا الاسم.
157- سعيد بْن عبد الجبّار بْن وائل بْن حُجْر الكوفيّ2.
له أحاديث عن أبيه، وعنه عبد اللَّه بْن أبان.
158- وسعيد بْن عبد الجبّار الزُّبيْدي3.
من طبقة هُشَيْم.
159- وسعيد بْن عبد الجبّار.
عن محمد بْن جابر اليَماميّ، مجهول.
160- سعيد بْن نُصَير الواسطي4.
سمع: ابن عُيَيْنَة. وعنه: عبّاس الدُّوريّ، والبَغَويّ.
أمّا:
سعيد بْن نُصَير نَزيل الرِّقة، ففي الطبقة الأخرى.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 44"، والثقات لابن حبان "8/ 267"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 520".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 43"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 495"، والثقات لابن حبان "6/ 35"، والمغني في الضعفاء "1/ 262".
3 انظر الثقات لابن حبان "6/ 365"، والكنى والأسماء للدولابي "2/ 28".
4 انظر الثقات لابن حبان "8/ 269".

(17/84)


161- سعيد بن النضر1 -خ.
أبو عثمان البغدادي، نزيل آمُل جَيْحُون. سمع: إسماعيل بْن عيّاش، هشيم بْن بشير، وغيرهما.
وعنه: خ.، والفضل بْن أحمد الآمُليّ. ذكره ابن حبان في الثقات. وتوفي سنة أربع وثلاثين.
162- سفيان بن بشير.
أبو الحسين الكوفي. عن: مالك بْن أنس، وعليّ بْن هاشم بْن البَريد. وعنه: محمد بن رزين بن جامع، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، ومحمد بن عثمان بن أبي شبيبة، ومطين، وغيرهم. لم يذكره ابن أبي في كتابه.
163- سلمة بن عاصم النحوي2.
من كبار أئمة العربية بالعراق. روى عن الفراء كتبه، وروى عنه: إبراهيم الحربي، وثعلب، وإدريس بن عبد الكريم، وهو ثقة مشهور.
164- سلمة بن حفص السعدي3.
أبو بكر. عن: عبد اللَّه بْن إدريس، والمُحَارِبيّ. وعنه: تَمْتَام، وابن أبي الدُّنيا، وصالح جَزَرَة، وآخرون.
165- سليمان بْن أحمد بْن محمد الْجُرَشيّ الدّمشقيّ4.
ثم الواسطيّ. عن: الوليد بْن مسلم، ومروان بْن معاوية، ومحمد بْن شُعَيْب، وجماعة. وعنه: حنبل بن إسحاق، وأسلم بن بحشل، وإبراهيم بْن سَعْدان، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وجماعة. قال البخاريّ: فيه نظر.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 69"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 57"، والثقات لابن حبان "8/ 267"، وتهذيب الكمال للمزي "11/ 88".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 165"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 134"، والوافي بالوفيات "15/ 324".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 134".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 101"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 3"، والثقات لابن حبان "8/ 276"، والكامل لابن عدي "3/ 1139"، وميزان الاعتدال "2/ 194، 195".

(17/85)


وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثنا عنه عَبْدان بالعجائب. وقال أبو حاتِم الرازي: كان حُلْوًا، قَدِمَ بغداد فكتب عنه أحمد بْن حنبل وَابنُ مَعِين، ثُمَّ تَغيَّر بأخرة. فلمّا كان في رحلتي الثانية، قيل لي: قد أخذ في الشّراب والْمَعَازِف والملاهي. وسُئل عنه صالح جَزَرَة فقال: يُتَّهم في الحديث.
166- سليمان بْن أيّوب1.
أبو أيّوب. صاحب البصري. حدث عن: حماد بن زيد، وهارون بْن دينار، وعبد الرحمن بْن مهديّ، وطائفة. وعنه: إسماعيل القاضي، وصالح جَزَرة، وأحمد بْن الحَسَن بْن عبد الجبّار، والبَغَويّ. قال ابن مَعِين: هو ثقة حافظ، رواها ابن الْجُنَيْد عنه. وقال الحسين بن حبان: قال ابن مَعِين: سليْمَان صاحب البصْريّ من الحُفّاظ الثِّقَات، كان يتحفظ عن يحيى بْن سعيد، يأنفُ أن يكتب عنده. وقال مُطَيَّن: مات سنة خمس وثلاثين. وقال علي بْن الْجُنَيْد: كان من الحفّاظ، لم أرَ بالبصرة أنبل منه.
167- سليمان بْن داود بْن بِشْر الشَّاذكُونيّ2.
الحافظ أبو أيّوب المِنْقَري البصْريّ. عن: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث، وخلْق كثير. وعنه: أبو قِلابة الرقاشِيّ، وأَسِيد بْن عاصم، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن الحارث، ومحمد بْن عليّ الفَرْقَديّ، والإصبهانيّون، والحَسَن بْن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ وكانا يدلّسانه، يقولان: سليمان أبو أيوب فقط. قال عَمْرو النّاقد: قدم سليمان الشَّاذَكُونِي بغدادَ، فقال لي أحمد بْن حنبل: اذْهَب بنا إلى سليمان نتعلَّم منه نقْدَ الرجال. وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كان أعلمنا بالرجال يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وأحفظنا للأبواب سليمان الشَّاذَكُونيّ. وكان عليّ بْن المَدِينيّ أحفظنا للطوال.
وقال عباس العنبري، وسئل: أيهما أعلم بالحديث: الشَّاذَكُونِيّ أو ابن الْمَدِينِي؟ فقال: ابن الشَّاذَكُونِيّ بصغير الحديث، وعليّ بجليله. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربع -يعني عِلْمَ الحديث: إلى أحمد بْن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 23، 339"، والثقات لابن حبان "8/ 279"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 48".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 309"، والجرح والتعديل "4/ 114"، والتاريخ الصغير للبخاري "232"، وتاريخ الطبري "7/ 421"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 677".

(17/86)


بن معين، وأبي بكر بن شَيْبَة. فكان أحمد أفقههم به، وكان عليّ أعلمهم به، وكان ابن مَعِين أجمعهم له، وكان أبو بكر أحفظهم له.
قال زكريّا الساجي: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سُليمان الشّاذَكُونِيّ. رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ -يَعْنِي الْمُحَدِّثَ- كَانَ أَسْوَدَ، فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ. فَقَالَ لَهُ الشاذكوني: والله لأقتلنك. قال يَحْيَى: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أمة لأمرت بقتلها، فاقتلوا كُلَّ أَسْوَدٍ بَهِيمٍ" 1 وَهَذَا أَسْوَدُ. وقال ابن عديّ: سألتُ عَبْدَان عنه، فقال: مَعَاذ اللَّه أَن يُتَّهم، إنّما كان قد ذهبت كُتُبُه، فكان يُحدِّثُ حِفْظًا.
وقيل إنه لَمَّا احتضر قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعتذرُ إليكَ، غير أنِّي ما قذفتُ مُحْصَنَةً، ولا دَلَّسْتُ حديثًا.
وقال الساجي: ثنا أحد بْن محمد: نا ابن عَرْعَرَةَ قال: كنتُ عند يَحْيَى بْن سعيد، وعنده بلبل، وابن أبي خُدَّوَيْه، وابن الْمَدِينِي، فقال عليّ لِيَحْيَى: ما تقولُ في طارق، وإبراهيم بْن مُهاجر؟ قال: يجريان مَجْرَى واحدًا. فقالَ الشَّاذَكُونيّ: يسألُكَ عمّا لا تدري، وتكلّف لنا ما لا تحسن، إنما تكتب عليك ذنوب حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث، عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة، عندك عشرة. فأقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذلّ. فقال يَحْيَى: دعوه، فإنْ كَلَّمْتُموه لَم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا. وقال إبراهيم بْن أوْرمة: كان أبو داود الطَّيالِسيّ بإصبهَان، فلَمَّا أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: إنّ الرجل إذا رجعَ إلى أهله فرح، فقال: إنّكم لا تعلمون إلى مَنْ أرْجع. أَرْجِعُ إلى شياطين الإنس: عليّ بْن الْمَدِيني، وسُليْمَان الشّاذَكُونيّ، وابن بحر السّقّاء -يعني الفلاس- وسئل ابن صالِح بْن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال: ما رأيتُ أحفظ منه.
فقلتُ: بأي شيء كان يهتم؟ قال: كان يُكذب في الحديث. وَسُئِلَ أحمد بْن حنبل عنه، فقال: جالس حمّاد بْن زيد وبشر بن المفضل، ويزيد ين زُرَيْع، فما نفعه اللَّه بواحدٍ منهم. وقال ابن مَعِين: جرّبت على سليمان الشاذكونيّ الكذِب. وقال
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2849"، والنسائي "7/ 185"، والترمذي "1486، 1489"، وابن ماجه "3205"، وأحمد "5/ 56، 57".

(17/87)


النسائيّ: ليس بثقة. وقال عبّاس العَنْبريّ: ما مات ابن الشّاذكونيّ حتّى انسلخ من العِلْم انسلاخ الحيَّة من قشْرها. قال ابن المديني: كُنَّا عند ابن مهديّ، فجاءوا بالشاذكوني سكران، وعن البخاريّ قال: هو أضعف عندي من كلّ ضعيف.
وقال ابن مَعِين: قال لنا الشاذكوني: هاتوا حرفًا واحدًا من رأي الحسن لا أحفظه.
وحكى ابن قانع أنه سمع إسماعيل بْن الفضل يقول: رأيتُ الشاذكونيّ فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِرَ لِي. قلتُ: بِماذا؟ قال: كنتُ في طريق أصْبَهان، فأخذني المطرُ ومعي كُتُب. ولَمْ أكن تحت سقف، فانكببتُ على كُتُبِي حتَّى أصبحت، فغفر اللَّه لي بذلك. قلتُ: كان أبوهُ يتْجَرُ في البَزّ، ويبيعُ هذه الْمُضَرَّبَات الكبار، وتُسَمَّى باليمن شاذكونيّة، فنُسِبَ إليها. قال ابن قانع، وأبو بكر بن عاصم، ومُطَيَّن، وغيرهم: تُوُفّي سنة أربع وثلاثين. وقال أبو الشيخ: تُوُفّي سنة ست وثلاثين، وقدِم إلى إصبهان ست مرات.
168- سليمان بْن داود1 -خ. م. د. ن.
أبو الربيع الأزدي العتكي الزهري البصري المقريء المحدِّث الثقة. سمع: مالكًا، وفُلَيْح بْن سليمان، وحمّاد بْن زيد، وشَرِيكًا، وأبا شهاب الحنّاط، وجرير بْن حازم، وجماعة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، وجماعة من أقرانه، وخ. م. د، وروى ن، عن رجلٍ عنه. وروى عنه: محمد بْن الذُّهَليّ، وأبو زُرْعة، والنَّسائيًّ، وغيرهم. وأمّا ابن خِراش فقال: تكلَّم الناس فيه، وهو صدوق. قلتُ: هذه مجازفة من عبد الرحمن، فإنا لا نعلم أحدًا أضعف الزَّهْرَانِيّ، بل أجمعوا على الاحتجاج به. تُوُفّي في رَمَضان سنة أربع وثلاثين. ووقع لي من موافقاته العالية، وكان من أئمة العِلم. وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: له كتاب جامع في القراءات.
سمع من نافع بْن أبي نُعَيْم حرفين، ومن حفص العاضديّ، وعبد الوارث التنوري، وذكر جماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 13"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 11"، والكامل في التاريخ "7/ 45"، وتهذيب الكمال للمزي "11/ 423".

(17/88)


169- سليمان بْن داود بْن محمد بْن شُعْبة بْن النّجّار1.
أبو أيّوب اليَمَاميّ، ثمّ البصْريّ. عن: فُلَيْح بْن محمد، ويحيى بْن مروان، وعُمارة بْن عُقْبة، وغيرهم. وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وغيرهما. قال أبو حاتم: أثنى عليه ابن مَعِين وقال: قلّ من رأيت أفهم لحديث اليَمَامة منه.
170- سليمان بْن داود بن رشيد2 -م.
أبو الربيع الختلي، ثم البغدادي الأحول. سمع: أبا حفص الأبّار، ومحمد بْن حرب، وجماعة.
وعنه: م، وأبو زُرْعة، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون. وكان ثقة. وثقة صالح جَزَرة. وتُوُفّى في رمضان سنة إحدى وثلاثين. وليس لأبيه رواية.
171- سليمان بْن داود3 -م.
أبو داود المباركي، والمبارك بقرب واسط. سمع: أبا شِهاب الحنّاط، وأبا حفص الأبّار، ويحيى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وعنه: م. وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ الكبير، وآخرون. قال ابن مَعِين: لا بأس به. توفي سنة إحدى أيضًا وكان ببغداد. سمّاه ابن أبي حاتم: سليمان بْن محمد. ووثقه أبو زُرْعة. وقد جوّده ابن نقطة وبيّن أنه سليمان بْن محمد قطعًا.
172- سليمان بن سلم4 -ن.
أبو داود البلخي المصاحفي. عن: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وأبي مطيع، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 114"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 11"، والمجروحين لابن حبان "1/ 334"، والكامل لابن عدي "3/ 1125"، وميزان الاعتدال "2/ 202".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 116"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 37"، وسير أعلام النبلاء "10/ 677".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 114"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 38"، والأنساب "11/ 116"، وسير أعلام النبلاء "10/ 678".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 121"، والثقات لابن حبان "8/ 282"، والأنساب "11/ 337".

(17/89)


وعنه: ن، والتَّرْمِذيّ في كتاب "الشّمائل"، وموسى بن هارون، وغيرهم. وكان ثقة بن خيار عباد اللَّه، رَحِمَهُ اللَّه. تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
173- سُلَيْمَان بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس العباسي1.
ولي المدينة للمأمون، ثم مكّة. وحجّ بالنّاس. ثم عزله المعتصم. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
174- سليمان بْن عبد الرحمن بْن عيسى بن ميمون2 -خ. ع.
الحافظ أبو أيوب التميمي الدمشقي ابن بنت شُرَحْبيل بْن مسلم الخَوْلانيّ. سمع: معروفًا الخيّاط الذي رأى واثلة بْن الأسقع، وإسماعيل بْن عيّاش، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وبقيّة، والوليد بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن وهْب، وابن عُيَيْنَة، وخلْقًا. وعنه: خ. د. وخ. أيضًا وت. ن. ق.، عن رجل عنه، وأبو زُرْعة النَّضْريّ والرّازيّ، وأبو قُصَيّ إسماعيل العُذْريّ، وأحمد بْن الْمُعَلَّى، وجعفر الفِرْيابيّ، وخلْق. وُلِدَ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة، وكان يَخْضِب بالحُمْرَة. وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: حدَّثَنِي سليمان فقيه أهل دمشق، وكان من أهل الفتوى.
وقال أبو داود السجستاني: سليمان بن شرحبيل يخطيء كما يخطيء أَكْيَس منه، وهو خيرٌ من هشام بْن عمار. وقال ابن مَعِين: ليس به بأس، وهشام بْن عمّار أَكْيَس منه. وقال أبو حاتم: صدوق، لكنّه أروى النّاس عن الضُّعفاء والمجهولين. كان عندي في حد: لو أنّ رجلًا وضع له حديثًا لَم يفهم، وكان لا يميّز. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة، عنده مناكير عن الضُّعَفاء. وقال ابن جَوْصَا: سمعتُ إبراهيم بْن يعقوب الْجَوْزَجَانيّ قال: كُنّا عند سُلَيْمَانَ بْن عبد الرحمن، فلَمْ يأذَن لَنا أيّامًا، فلمّا دخلنا عليه قال: بَلَغَنِي وُرُود هذا الغلام الرازيّ، يعني أبا زرعة، فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث. قال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفِيّ لليلة من صَفَر سنة ثلاثٍ وثلاثين. قلتُ: وقع لنا من عواليه قليل. وحديث الحِفْظِ الذي رواهُ له التِّرْمِذيّ في نقدي أنَّه باطل، ولا يحتمله الوليد بْن مسلم، فإنّا لَمْ نرَ مَنْ رواهُ عن الوليد غيره، ويقول هو إن الوليد
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 573"، وتهذيب تاريخ دمشق "6 281"، والوافي بالوفيات "15/ 393".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 129"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 24"، والثقات لابن حبان "8/ 278"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 26".

(17/90)


سمعه من ابن جُرَيْج. ولعلّ سليمان شُبّه له. فإنّ هشام بْن عمّار رواهُ عن محمد بْن إبراهيم، مجهول، عن مجهول آخر، عن عِكْرِمَة.
175- سليمان بْن منصور البلخي الذَّهَبيّ1 -ن.
عن: مسلم بْن خالد الزّنْجِيّ، وعبد الجبار بن الورد، أبي الأَحْوَص، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بْن عليّ الحَكَم الترمذي، ومحمد بن رمح، وأحمد بن علي الأبار، وآخرون. وكان يلقب زرغندة.
توفي سنة أربعين. وذكره ابن حبان في "الثقات".
176- سليم بن منصور بن عمار المروزي2.
أبو الحسن. عن: أبيه، وإسماعيل بْن عُلَيّة، وأبي داود، وعليّ بْن عاصم، وعنه: أبو حاتم الرازي وحسن أمره، وإسحاق الحربي، وموسى بن هارون. قال ابن أبي حاتِم: قلتُ لأبي: أهلُ بغداد يتكلَّمُونَ فيه. فقالَ: مَهْ!
177- سهل بْن بشير بْن القاسم3.
أبو القاسم النَّيْسابوريّ الفقيه سَهْلَوَيْه. أخو حَسَن وحُسين. سمع: جرير بْن عبد الحميد، وبقيّة بْن الوليد. وعنه: العباس بن حمزة، ومطين، وجماعة. توفي سنة تسع وثلاثين.
178- سهل بن زنجلة4 -ق.
الحافظ أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر. قَدِمَ بغداد سنة إحدى وثلاثين. وحدَّث عن: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مسلم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وأبي معاوية، وحفص بْن غِياث، ووَكيع، وجماعة.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 279"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 75، 76"، وتهذيب التهذيب "4/ 221".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 232"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 232".
3 انظر تاريخ دمشق "10/ 446".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 198"، والتاريخ الكبير للبخاري "رقم 2106"، والثقات لابن حبان "8/ 291"، وتاريخ الطبري "9/ 269"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 186-188".

(17/91)


وعنه: ق، وأبو حاتم، وإدريس بْن عبد الكريم الحدّاد، وإبراهيم الحربي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبي يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي.
قال أبو حاتم: وهو سهل بْن أبي سَهْل. له مصنَّفات في السُّنَن. يقال: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
قال سهل بْن زَنْجَلة: ثنا أبو عليّ السَّمْتيّ: ثنا غالب القطّان. قال: كنا ندعو في الزَّمن الأول: اللَّهُمَّ ارزُقْنَا عِلْم الْحَسَن، وورع ابن سِيرين، وحِفْظَ قَتَادة، وعَقْل بكر بْن عبد اللَّه الْمُزَنِيّ، وعبادة ثابت البُنَانِيّ، وزُهْدَ مالك بْن دينار، رَحِمَهُم اللَّه ورضي عنهم.
179- سهل بن عثمان العسكري1 -م.
الحافظ أبو مسعود، أحد الأئمّة. رحل وسمع حمّاد بْن زيد، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وزياد بن عبد الله، وعلي بن مسهر، ويزيد بن زريع، وخلقا. وعنه: م. وعليّ بْن أحمد بْن بِسْطام الزَّعْفرانيّ، وعبيد الغزال، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وعبدان الأهوازي، وطائفة سواهم. وروي عن القدماء: علي بن المديني. قال أبو الشيخ: خرج عن إصبهان سنة اثنتين وثلاثين إلى الرِّيّ، ثمّ رجعَ إلى العراق، ومات بعسكر مُكْرَم. وكان كثير الفوائد والغرائب. وذكره ابن حِبّان في كتاب "الثِّقَات". وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين. وروى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.
180- سُوَيْد بن سعيد2 -م. ق.
أبو محمد الهروي الحدثاني. سكن حديثة الفَوْرة التي تحت عانة، فنُسِب إليها. حدَّث عن: مالك، وحفص بْن مَيْسرة، وشَرِيك، وإبراهيم بْن سعد، وعليّ بْن مُسْهِر، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 203"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 102"، والثقات لابن حبان "8/ 292"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 197-200".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 283"، والمجروحين لابن حبان "2/ 252"، وتاريخ الطبري "1/ 333"، والكامل لابن عدي "3/ 1263".

(17/92)


وعنه: م. ق، وعُبَيد العِجْل، ومُطَيَّن، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن محمد الوشاء، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية وخلق. وكف بصره بأخرة فربما لقن ما ليس من حديثه. وقال أبو حاتم: كثير التدليس صدوق. وقال البَغَويّ: كان من الْحفّاظ. كان أحمد بْن حنبل يتيّقن عليه لولديه. وقال النسائيّ: ليس بثقة. وقال ابن مَعِين: هو حلال الدم.
قلتُ: هذا الرجل مِمّن لَم يتورَّع ابن مَعِين في تضعيفه. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي ديننا برأيه فاقتلوه"1 قال ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ تَلَوَّنَ فِيهِ سُوَيْدٌ، فَمَرَّةً يَرْوِيهِ هَكَذَا عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَمَرَّةً يَرْوِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ. وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَوْ وَجَدْتُ درقة وسيفًا لغزوت سويد الْأَنْبَارِيَّ. وقال الحاكم: أنكرَ عُلَيَّةُ على سُوَيْد حديثه في الْعِشْق. قال: وقيل إنّ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَمّا ذُكِرَ له هذا الحديث قال: لو كان لي فَرَس ورُمْح غَزَوْتُ سُوَيْدًا. وأكثر ما روى عنه مسلم، من روايته عن حفص بْن مَيْسَرَة. وقال إبراهيم بْن أبي طالب: قلت لِمسلم: كيف استجزت الرواية عن سُوَيْد في الصحيح؟ فقال: ومِنْ أينَ آتي بنسخة حفص بْن مَيْسَرة؟! قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: سُوَيْدٌ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى، وَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عطية، عن أبي سعيد حديث: "الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ" 2 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَلَمَّا دَخَلْتُ مِصْرَ سنة سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمَائَةٍ، وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَنْجَنِيقِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، كَمَا قَالَ سويد فتخلص سويد. وقال ابن عدي:
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "1/ 325، 4/ 1595"، والخطيب في تاريخه "6/ 322، 9/ 229".
قال أبو زرعة: سمعت يحيى بن معين يقول وقيل له: روى سويد هذا الحديث فقال: ينبغي أن يبدأ بسويد فيستتاب.
انظر العلل "1/ 457"، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: قال في الوجيز وضعه إسحاق الملطي "507".
2 "الحديث صحيح": أخرجه الترمذي "3678"، وابن ماجه "118"، وأحمد "3/ 3، 62، 64"، والحاكم "3/ 166"، والطبراني "3/ 25، 28"، وهو في صحيح الجامع.

(17/93)


روى سُوَيْد، عن مالِك الْموطّأ، ويُقال إنّه سمعه خلف حائط، فضُعِّف في مالك. وهو إلى الضَّعْفِ أقرب. وقال أبو زُرْعة الرازيّ: أمّا كُتبه فصِحاح. وأمّا إذا حدّث من حِفْظِهِ فلا. وقال الْبُخَاريّ: تُوُفِّيَ في أول شَوّال سنة أربعين بالحديثة. فيه نظر. كان قد عَمِيَ، فلُقِّن ما ليس من حديثه. قال الْبَغَويّ: بلغ مائة سنة. قُلْتُ: وَمِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ سُوَيْدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قِيلَ لَهُ: "لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ. فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ. وَكَانَ غَائِبًا"1. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ عَنْهُ، وَهُوَ مِمَّا نُقِمَ عَلَيْهِ. وَكَذَا تَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ" 2. وَهَذَا إِنَّمَا رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَكِنْ لَفْظُهُ: "لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلُكَ رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" 3.
181- سويد بن نصر4 -ت. ن.
أبو الفضل المروزي، المعروف بالشاه. سمع: ابن المبارك، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، ونوح بْن أبي مريم، وغيرهم. وعنه: ت.، ن.، والحسين بْن إدريس الهَرَويّ، والحَسَن بْن الطيّب البلْخيّ، وجماعة. قال النَّسائيّ: ثقة. وقيل إنّه جاوز التّسعين. تُوُفّي سنة أربعين أيضًا.
"حرف الشين":
182- شجاع بن مخلد5 -م. د. ق.
__________
1 "خبر ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1264"، وفي إسناده صاحب الترجمة وانظر كلام المصنف.
2 "إسناده ضعيف والمتن صحيح": أخرجه ابن عدي "3/ 1264"، وفي إسناده صاحب الترجمة، بيد أن الحديث له شاهد من حديث أم سلمة عند أبي داود "2/ 207"، وابن ماجه "2/ 519"، والحاكم "4/ 557"، قال الشيخ الألباني في الضعيفة "1/ 108" هذا سند جيد رجاله كلهم ثقات، وله شواهد كثيرة.
3 أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1264".
4 انظر الجرح التعديل "4/ 239"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 148"، والثقات لابن حبان "8/ 295"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 272-274".
5 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 352"، والجرح والتعديل "4/ 379"، والثقات لابن حبان "8/ 313"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 251".

(17/94)


أبو الفضل البغوي، نزيل بغداد. سمع: هُشَيْمًا، وإسماعيل بْن عيّاش، وابن عُيَيْنَة، ووكيعا، وجماعة.
وعنه: م. د. ق. وإبراهيم الحربيّ، وأبو القاسم البغوي، وموسى بن هارون، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن الصوفي. وثقه ابن معين، ومات سنة خمس وثلاثين. ويقال له الفلاس.
وقال إبراهيم الحربيّ: حدَّثنِي شجاع بْن مَخْلَد ولَم نكتب ها هنا عن أحدٍ خير منه. وقال موسى بْن هارون: وُلِدَ سنة خمسين ومائة. وقال الحسين بْن فَهْم: تُوُفِّيَ في عاشر صفر، وحضره بشرٌ كثير. وهو ثقة ثَبْت.
183- شعيب بْن يوسف النسائي1 -ن.
أبو عمرو. عن: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وغيرهم. وعنه: ن. ووثَّقه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم. وكان من أصحاب الحديث الأَثْبات.
184- شيبان بْن أبي شيبة فروخ2 -م. د. ن.
أبو محمد الحبطي، مولاهم الأبُلّيّ البصْريّ. سمع: أبا الأشهب العُطارِدِيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، ومبارك بن فضالة، وسلام بْن مسكين، وأبان العطّار، ومحمد بْن راشد، وجماعة.
وعنه: م. د. ون. عن رجلٍ، عنه، ومُطَيَّن، وخلق كثير. وكان ثقةً صدوقًا مكثرًا.
قال عَبْدَان: كان عنده خمسون ألف حديث. وكان عندهم أثبت، من هُدْبَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كان يرى القدر، واضطّر النّاس إليه بأخرة. قيل وُلِدَ سنة أربعين ومائة، فإنّ موسى بْن هارون سأله عن مولده، فقال: فيها. ثُمَّ شكّ شيئًا في أنّ مولده قبل ذلك بسنة أو سنتين. ومات سنة خمسٍ، وقيل سنة ست وثلاثين وهو أصح.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 353".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 357"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 254"، والثقات لابن حبان "8/ 315"، وتهذيب الكمال "12/ 598".

(17/95)


"حرف الصاد":
185- صالح بْن حاتم بْن وردان1 -م.
أبو محمد البصري. سمع: أباه، وحمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُريع، ومعتمر بْن سليمان، وجماعة.
وعنه: مُسلم، وأبو مسلم الكَجّيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والبَغَويّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ست وثلاثين. وقال: أبو حاتم: شيخ.
186- صالح بن سهيل2 -د.
أبو أحمد النخعي الكوفي. عن: مولاه يحيى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وعن: المُحاربيّ. وعنه: د. وأبو زُرْعة، وأبو حاتم ومطين، وأبو لبيد السامي، وآخرون.
187- صالح بْن عبد اللَّه بْن ذكوان3 -ت.
أبو عبد الله الترمذي الباهلي الحافظ، نزيل بغداد. حدَّث عن: مالك، وشَرِيك، وعبد الوارث، وحماد الأبَحّ، وأبي عَوَانة، وجعفر بْن سليمان، وطائفة. وكان ثقة صدوقًا صاحب حديث.
وعنه: ت. روى أيضًا عن رجلٍ، عنه، وابن أبي الدُّنيا، وصالح بْن محمد جَزَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وابن كرّام، وخلْق. قال أبو حاتم: صدوق. وقيل إنه تُوُفّي بمكّة سنة تسع وثلاثين. قال ابن حِبّان: كان صاحب حديث وسنة وفضل، كتب وجمع.
188- صالح بن محمد الترمذي4.
عن: أبي داود الطَّيَالِسيّ، ومقاتل بْن الفضل اليَمَانيّ، والسدي الصغير، وعنه:
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 398"، والثقات لابن حبان "8/ 318"، والمجروحين له "1/ 27"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 27".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 405"، والثقات لابن حبان "8/ 318"، والمعرفة والتاريخ "3/ 201".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 407"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 285"، والثقات لابن حبان "8/ 317"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 61-64".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 412"، والثقات لابن حبان "8/ 317"، والمجروحين له "1/ 370، 371".

(17/96)


حازم بن زمزم البلخي الحنفي. قال ابن أبي حاتم. ثم قال ابن حِبَّان: كان جَهْمِيًّا داعيةً يبيعُ الْخَمْرَ وَيُبِيحُ شُرْبَهُ.
رشا لهم ولّوه قضاء تِرْمذ، فكان يؤذي من يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ. حتّى أنّه أخذ مُحدِّثًا صالِحًا، فجعل في عُنِقه حبلًا، وطّوف به. وكان الْحُمَيْدِيّ بِمَكّة يقنت عليه. وكان إسحاق بْن رَاهَوَيْه إذا ذكره بَكَى من تَجرُّئه على اللَّه. ولأبي عَوْن عصام فيه قصيدة طويلة أوَّلها:
تفتّى بشرقِ الأرض شيخ مُفَّتنُ ... له قحم في الصالحين إذ ذُكِرْ
أنافَ على التِّسْعِينَ لا دَرَّ دَرُّهُ ... وعجَّلَه ربِّي الجليل إلى سَقَرْ
189- صالح بْن مالك1.
أبو عبد الله الخُوَارزميّ نزيل بغداد. حدث عن العزيز بْن أبي سَلَمَةَ الماجِشُون، وأظنّه آخر من حدث عنه، وأبي مسلم قائد الأعمش، وصالح المري، وحفص بن سليمان المقريء، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وآخرون. قال الخطيب: كان صدوقًا.
190- صَفْوانُ بنُ صالح بْن صَفْوان بْن دينار2 -د.
الحافظ الكبير أبو عبد الملك الثقفي، مولاهم الدّمشقيّ، مُؤذّن جامع دمشق. سَمِعَ: ابن عيينة، وسُوَيْد بن عبد العزيز، ومروان بْن معاوية، والوليد بْن مسلم، ووَكيعًا، وطبقتهم. وعنه: د. وت. ن. عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن المعلَّى، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن قتيبة العسقلاني، وآخرون كثيرون. وكان يَنْتَحل مذهب الكوفييّن.
قال أبو حاتم: صدوق. وقال التِّرْمِذيّ: ثقة. وقال السُّلَمِيّ بْن مُعَاذ: قلتُ لسليمان بْن عبد الرحمن: إنّ صَفْوان بْن صالِح يأبى أن يُحدِّثَنا. قال: فدخلَ صَفْوان فسلّم عليه، فقال سليمان: بلغني أنّك تأبى أن تحدِّث. قال: يا أبا يعقوب منعنا
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 416"، والثقات لابن حبان "8/ 318"، وتاريخ بغداد "9/ 316".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 425"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 309"، والثقات لابن حبان "8/ 321"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 191-196".

(17/97)


السُّلطان. قالَ: وَيْحَكَ، حدِّث، فإنّه بلغني أنّ أهل الْجَنَّةِ يحتاجون إلى العلماء في الجنّة كما يحتاجونَ إليهم في الدُّنْيَا. فحدَّث لعلّك أن تكون منهم. فحدثنا. قال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: تُوُفّي أول سنة تسع وثلاثين. وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسع. وقال يعقوب الفَسَويّ: وُلِدَ سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين ومائة.
191- صقر بْن عبد الرحمن الكوفيّ1.
حدَّث ببغداد، عن: خلف بْن خليفة، وعبد اللَّه بْن إدريس. وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وغيره.
وهو متروك.
192- الصَّلْت بن مسعود2 -م.
أبو بكر، ويقال أبو محمد الجحدريّ البصْريّ قاضي سامرّاء. سمع: حمّاد بْن زيد، وعُبَيْد بْن القاسم، ودُرُسْت بْن زياد، والحارث بْن وجيه، وحرب بْن ميمون صاحب الأعشى، ومحمد بْن ثابت العبْديّ، وجماعة. وعنه: م. وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى، وعبدان، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وجماعة. قال صالح جَزَرَة: ثقة. قلت: تُوُفّي في صفر سنة تسع وثلاثين. وكل ما روى عنه مسلم حديثًا واحدًا.
"حرف الطاء":
193- طالوت بْن عَبّاد3.
أبو عثمان البصْريّ الصَّيْرفيّ. عن: فضال بْن جُبَيْر، عن أبي أمامة الباهلي. وعن الربيع بْن مسلم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي هلال محمد بْن سُلَيم، واليَمَان أبي حُذَيْفة، وسعيد بْن إبراهيم، وجماعة. وله نسخة مشهورة وقعت لنا بعلو. وعنه:
__________
1 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 213"، والكامل لابن عدي "4/ 1412"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 341"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 317".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 441"، والتاريخ الصغير للبخاري "233"، والثقات لابن حبان "8/ 324"، والكامل لابن عدي "4/ 399-1401".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 495"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 363"، والثقات لابن حبان "8/ 329".

(17/98)


يحيى بْن محمد الحِنّائيّ، وعليّ بْن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، وَيُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّمْلِيِّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قال: "إذا تواجه المسلمان بسيفهما فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ" 1.
194- طاهر بْن أبي أحمد محمد بْن عبد اللَّه بْن الزُّبَيْر الزُّبَيْريّ2.
عن: أبي بكر بْن عيّاش، وغيره. وعنه: محمد بْن عبد اللَّه الحضرميّ، وموسى بْن إسحاق القاضي، وغيرها. أورده ابن أبي حاتم في كتابه. وقد روى عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه أبي أحمد. ورَّخ مُطَيَّن موته سنة أربعين ومائتين.
195- الطيب بن إسماعيل3.
أبو أحمد الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقريء العابد. كان كبير الشأن، كثير الورع، إماما في القراءة والتجويد. روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضْرميّ، ويحيى بن آدم. وقرأ على إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي. وروى عن سُفْيان بن عُيَيْنَة، وغير واحد.
وعنه: إسحاق بْن سُنَيْن الحبكيّ، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بْن أحمد المعشريّ. وقرأ عليه: أبو علي الحسين بن الحسين الصواف المقريء، وغيره. سيُعاد في الآتية.
"حرف العين":
196- عاصم بن عمر بن علي بن مقدم4.
__________
1 "الحديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 13"، ومسلم "2888"، وأبو داود "4268"، والنسائي "7/ 124"، وابن ماجه "3963"، وأحمد "4/ 401، 403".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 499"، والثقات لابن حبان "8/ 328"، ووفيات الأعيان "6/ 383".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 360"، ووفيات الأعيان "6/ 183، 184"، والوافي بالوفيات "16/ 510".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 347"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 350"، والثقات لابن حبان "8/ 507".

(17/99)


أبو البشر المقدمي البصري. عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بْن أبي الدُّنيا، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وجماعة. قال ابن مَعِين: صدوق. وقال البَغَويّ: مات سنة إحدى وثلاثين، وقد كتبت عنه.
197- عاصم بن النضر1 -م. د. ن.
أبو عمر الأحول التميمي البصري. ومنهم من سمّاه عاصم بْن محمد بْن النَّضْر سمع: مُعْتَمر بْن سليمان، وخالد بْن الحارث. وعنه: م. د. ون، عنه، وإبراهيم ابن أورمة وأحمد بْن محمد بْن النَّضْر. سمع: مُعْتَمر بْن سليمان، وخالد بْن الحارث. وعنه: م. د. ون. عنه، وإبراهيم بن أرومة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وهو الذي سماه عاصم بن محمد بن عاصم الرازي، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، والحسين بن إسحاق التستري، وطائفة.
198- عبادة بن زياد الأسدي الكوفي2، بفتح أوله. روى عن: يحيى بْن العلاء الرازيّ، وقيس بْن الربيع، وعمر بْن سعْد، وجماعة من طبقتهم. وعنه: محمد بن عثمان أبي شيبة، وإبراهيم بْن سليمان النَّهْميّ، وعثمان بْن خُرَّزاذ، وأبو حُصَيْن محمد بْن الحسين الوادعي، وإبراهيم بن هانيء النَّيْسابوريّ، ومُطَيَّن وآخرون. قال موسى بْن هارون: تركتُ حديثه. وقال ابن عديّ: شيعيّ غال، تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين بالكوفة. قال محمد بْن محمد بْن عَمْرو النَّيْسَابُوري: الحافظ عَبَادة بْن زياد مُجْمَعٌ على كذبه ووضعه الأحاديث. وقال أبو حاتم الرازيّ: محلُّه الصِّدق. وقال موسى بْن إسحاق الأنصاريّ: صدوق. قلت: روى أيضًا عن أبيه، عن أبي الزّناد، وروى عن أبي بكر بْن عيّاش.
199- عبّاس بْن الحسين3 -خ.
أبو الفضل البغدادي القنطري، قنطرة البَرَدان. عن: يحيى بْن آدم، وأبي أسامة، ومبشر الحلبي.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 351"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 132"، والثقات لابن حبان "8/ 506".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 97"، والثقات لابن حبان "8/ 521"، وتاريخ الطبري "1/ 333"، والكامل "4/ 1654".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 215"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 7"، والثقات لابن حبان "8/ 511"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 137".

(17/100)


وعنه: خ.، والحسن بْن عليّ المعمريّ، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون. ووثقه عبد الله. قال أبو عبدة الله بْن مَنْدَه: تُوُفّي سنة أربعين.
200- العبّاس بْن عبد الله البغداديّ الورّاق1.
عن: وَكِيع ومحمد بْن بكر البرْسانيّ. وعنه: أبو بكر الصغاني، ويزيد بن الهيثم، وأحمد بن بشر المرثدي. وثقه الدارقطني وقال: عنده المصنفَّ لوكيع. مات سنة ثلاث وثلاثين.
201- العبّاس بْن عبد الرحمن2.
أبو الحارث القُرَشيّ الدِّمشقيّ. عن: بكر بْن عبد العزيز. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وأبو عبد الملك البُسْريّ، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.
202- عبّاس بْن عثمان بْن محمد3 -ق.
أبو الفضل البجلي الدمشقي الراهبي، من محلّة الراهب. كان مُؤدبًا له فضيلة وإتقان.
سَمِعَ: الوليد بْن مسلم، وَعِرَاكَ بْن خَالِد. وعنه: ق.، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وَأَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ، وعثمان بْن خُرَّزاذ، وأحمد بْن علي بن الأبّار، وعمر بن سعيد المنبجي، وطائفة. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِم يَقُولُ: احفظوني فِي عبّاس، فإنّ لي فِيهِ فراسة. ووثّقه أَبُو الْحَسَن بْن سُمَيع. قَالَ أبو زُرْعة: وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة، ومات سنة تسعٍ وثلاثين.
203- العبّاس بْن غالب البغدادي الورّاق4.
كَانَ عنده "المصنّف" لوكيع. روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأحمد بْن بِشْر المَرْثَديّ. وثّقه الدَّارَقُطْنِيّ، ومَات سنة ثلاثٍ وثلاثين.
__________
1 سيأتي ترجمته.
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 211".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 218"، والثقات لابن حبان "8/ 511"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 233".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 362"، والجرح التعديل "6/ 217"، وأخبار القضاة "2/ 312"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 136".

(17/101)


قال أبو أَحْمَد بْن حُمَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يُعظّم شأنه.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَة الرازيّ فقال: ثقة لا بأس بِهِ.
204- الْعَبَّاس بْن الوليد بن نصر1 -خ. م. ن.
أبو الفضل الباهلي. مولاهم النَّرْسِيّ الْبَصْرِيّ، ابن عمّ عَبْد الأعلى بن حماد. ونرس هو جدهما نصر، كان بعض العجم يريد أن يدعوه نصر فنطق بِهَا نَرْس لِرَدَاءَة لسانه. سمع: أَبَا عَوَانة، وعبد الواحد بْن زياد، والْحمَّادَيْن، ويزيد بْن زُرَيْع، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر المدينيّ، وجماعة.
وعنه: خ. م. ون. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وأحمد بْن عليّ الْمَوْصِليّ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وطائفة. وثّقه ابن مَعِين، وغيره ورجّحوه عَلَى ابن عمّه. تُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين، وقيل: سنة ثَمانٍ.
205- عَبْد اللَّه بْن برّاد بْن يوسف بْن أَبِي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعريّ2 -م.
أبو عامر الكوفي، عمّ عَبْد اللَّه بْن عامر بْن برّاد. سمع: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وابن فُضَيْلٍ، وأبا أسامة، وغيرهم. وعنه: م.، وقال الْبُخَاريّ فِي "الصحيح": قَالَ عبدُ اللَّه بْن برّاد: نا أَبُو أسامة فذكر حديثًا. وروى عَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، ومُطَيَّن، وعَبْدَان، وَالْحَسَن بْن سُفْيَان. قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: لَيْسَ بِهِ بأس. كَانَ معنا بالكوفة. وقال مطيَّن: مات فِي جُمَادى الآخرة سنة أربعٍ وثلاثين.
وأمّا ابن أخيه فيروي عَنْهُ ابن ماجة، وينسبه إلى جده فيوهم أنه هو.
206- عبد الله بكّار.
سمع: عِكْرِمَة بْن عمّار، ومحمد بْن ثابت البُنَانيّ. روى عنه: أبو يعلى الموصلي، وهو من كبار شيوخه.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 214"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 6"، والثقات لابن حبان "8/ 510"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 259".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 416"، والجرح والتعديل "5/ 17"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 57"، والثقات لابن حبان "8/ 354".

(17/102)


207- عبد الله بن الجراح بن سعيد1 -د. ق.
أبو محمد التميمي القهستاني، نزيل نَيْسَابُور. محدِّث جليل عالي الإسناد. رحل وسمعَ: مالك بْن أنس، وحمّاد بْن زيد، وإبراهيم بْن سعْد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، وطائفة.
وعنه: د.، ق.، وأبو عبد الرحمن النسائي في حديث مالك، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وعدة. قَالَ أبو حاتم: كَانَ كثير الخطأ، ومحلُّه الصِّدْق. وقال النسائيّ: ثقة.
وقال الحاكم: مُحدِّث كبير سكنَ نَيْسَابُور، وبِهَا انتشر عِلْمُه.
وقال أَبُو يَعْلَى الخليليّ: تُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين ومائتين. وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: تُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
قلتُ: هذا غلط، ويُبيّن ذَلِكَ سماع النَّسائيّ منه. فإنّه إنّما قدِمَ نَيْسَابُور سنة خمس أوست.
208- عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن يَحْيَى بْن خالد2 -م. د.
أبو محمد البرمكي ابن وزير الرشيد. سكن البصرة ثم بغداد. وحدَّث عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ووَكِيع، ومَعْن القزّاز.
وعنه: م. د. وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وجعفر الفريابي، والقاسم بن زكريا المطرز، وجماعة. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
209- عَبْد اللَّه بْن حرب اللَّيْثِيّ3.
عَنْ: عَبْد السلام بْن حرب الليثي، والمعتمر بْن سُلَيْمَان، وهذه الطبقة. كتب عَنْهُ أَبُو حاتِم وقال: ثقة حافظ.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 27، 28"، والثقات لابن حبان "8/ 356"، والكامل في التاريخ "1/ 593"، وتهذيب الكمال "14/ 361-363".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 24"، والتاريخ الكبير للبخاري "151"، والثقات لابن حبان "8/ 360"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 384".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 41، 42".

(17/103)


210- عَبْد اللَّه بْن خُلَيْد1.
أَبُو العميثل الكاتب. شاعر مُجيد، وكاتب بليغ، ولُغَوِيّ بارع. كتب الإنشاء للأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر، وله فِيهِ مدائح. وبَلَغَنَا أنّ أَبَا تَمّام الطّائيّ لَمَّا أنشد الأمير عبدَ اللَّه بْن طاهر قصيدته البابيّة قَالَ أَبُو العُمَيْثِل: يا أَبَا تَمّام لِمَ لا تقولُ ما يُفْهَم؟ فقال: يا أبا العميثل: لما لا تَفْهَمُ مَا يُقال؟ قِيلَ: هذا الجواب المُسْكِتُ الْمُطْرِبُ. تُوُفِيّ سنة أربعين.
211- عَبْد اللَّه بن سالم2 -د. ق.
ويُقال: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سالِم الزبيدي الكوفي القزاز. أبو محمد المفلوج. سمعَ: وَكِيعًا، وعُبَيْدَةَ بْن الأسود، والْحُسَيْن بْن زيد بْن عليّ الهاشِميّ، وجماعة. وعنه: د. ق. وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومُطَيَّن، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وجماعة. قال أبو يعلى؛ كان من خيار الكُوفَة. وقال مُطَيَّن: مات فِي شوّال سنة خمسٍ وثلاثين.
212- عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ3.
أَبُو القاسم الزُّهْرِيّ العَوْفِيّ البغداديّ. كَانَ أكبر إخوته. سمع: أباهُ، وعمّه يعقوب بن إبراهيم، وجعفر بن عون. وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. وثقه ابن حبان، وغيره. ومات بالمصيصة، سنة ثمان وثلاثين. ذكر ابن عدي وحده أنّ خ. روى عَنْهُ فِي صحيحه. وأمّا رواية الْبُخَاريّ عَنْ أخيه عُبَيْد اللَّه فبِلَا شكّ.
213- عَبْد اللَّه بْن سلَّام الشّاشِيّ.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومعاوية الضّال، وهشيم، وعمرو بن الأزهر. وعنه: فتح
__________
1 انظر الفهرست لابن النديم "48"، ووفيات الأعيان "3/ 89-91"، والبداية والنهاية "10/ 322، 323".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 77"، والثقات لابن حبان "8/ 350"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 551، 552".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 64"، والثقات لابن حبان "8/ 366"، وتهذيب الكمال "15/ 17".

(17/104)


ابن عبيد السمرقندي، وغيره. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وذكره الخطيب في تلخيصه.
214- عبد الله بن سليمان1.
أبو محمد البعلبكي العدوي. سمع: اللَّيْث بْن سعد، وابن المبارك، وغيرهما. وعنه: يَحْيَى بْن محمد بْن أَبِي الصُّفَيْرَاء شيخ لابن عديّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْدِيّ. وهو مستقيم الحديث مُقِلّ.
215- عَبْد اللَّه بْن عامر بْن زُرَارة2.
أَبُو محمد الحضرميّ، مولاهم الكوفيّ. عَنْ أَبِيهِ، وشَرِيك، ويَحْيَى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وأبي بَكْر بْن عيّاش، وجماعة وعنه: م. د. ق، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وعبْدَان، وأبو يعْلَى، ومحمد بْن صالِح بْن ذَرِيح، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: مات سنة سَبْعٍ وثلاثين. وكان يلّون بصُفْرَة.
216- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجبّار3.
أَبُو القاسم الخَبائريّ الحمصيّ، من ولد خبائر بْن كَلاع بْن شُرَحْبيل. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ومحمد بْن حرب، وبقية، وأبي إسحاق الفزازي، وطائفة. وأقْدَمَ شيخ لَهُ الحكم بْن الوليد الوُحَاظيّ -تابعيّ سَمِعَ من عَبْد اللَّه بْن بُسْر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وعُمِّر دهرًا.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم الرّازيّان، وإسماعيل بْن محمد بْن قيراط، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وجماعة. قَالَ ابن عديّ: تُوُفِيّ سنة خمس وثلاثين.
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كَانَ إمام مسجد حمص.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 364"، والكامل لابن عدي "4/ 1545"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 463، 464"، وميزان الاعتدال "2/ 432".
2 الجرح والتعديل "1/ 123"، الثقات لابن حبان "8/ 355"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 142، 143".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 106"، والثقات لابن حبان "8/ 348"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 189، 190".

(17/105)


217- عَبْد اللَّه بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد بن الخطاب1 -ن.
أَبُو محمد، وقيل أَبُو عُمَرَ الخطّابيّ الْبَصْرِيّ. سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، ومحمد بْن يزيد الواسطي، وجَمَاعة. وعنه: أَبُو بَكْر الأثرم، وعِمْرَان بْن مُوسَى بْن مُجَاشِع، وهِلالُ بْن العلاء، وعَبْدَان الأهوَازِيّ، والبَغَويّ. وثّقه الخطيب، وغيره. ومات فِي ذي القعدة سنة ستًّ وثلاثين. روى النَّسَائيّ، عَنْ هلال، عَنْهُ.
218- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن الرّمّاح2.
أَبُو محمد النَّيْسَابُوريّ قاضي نَيْسَابُور. قَالَ الحاكم: وليَ القضاء أيام المعاذية، ثم بقي إلى أول أيام الطاهرية وكان أبوه بلخيا. سَمِعَ منه: يحيى بْن يَحْيَى. وروى الرّمّاح عَنْ مقاتل بْن سُلَيْمَان. واسم الرّمّاح: ميمون. رحل عبد الله وسمع: مالكًا، وحمّاد بْن زيد، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وجماعة. روى عَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه مَعَ تقدُّمه، والذُّهِليّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، وجعفر بْن محمد بْن سَوّار، وزكريّا بْن دَلُّويه، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفَرّاء، وخلْق سواهم.
وقد كَانَ عبدُ اللَّه من غُلاةِ السنة القوّالين بالحقّ. قَالَ أَبُو زيد عَبْد اللَّه بْن محمد: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: من قَالَ القرآن مخلوق فهو كافر. وَمَنْ قَالَ الجمعة ليست بواجبة فهو كافر، ومَن شكّ فِي كُفْرِهم فهو كافر. قَالَ محمد بْن يحيى الذُّهَليّ: هُوَ ثقة. وقال الحاكم: ثنا أَبُو الفضل محمد بْن إِبْرَاهِيم، ثنا أَبُو الْعَبَّاس مكّي بْن محمد البلْخِيّ، ثنا أَبُو سُلَيْمَان محمد بْن منصور قَالَ: قَالَ لي بِشْر بْن الوليد: اشكروا ابن الرّمّاح. فقد كُنَّا فِي مجلس أمير المؤمنين وهو وراء السِّتْر، فخرجَ خَصِيّ فقال: أميرُ المؤمنين يَقُولُ: مَنْ لَمْ يكن عَلَى رأينا فلا يشهد مجلسَنا. فقام ابن الرّمّاح وقال: لسنا عَلَى هذا الرأي، ولا نُبَالِي ألا نجلسَ هذا المجلس. قَالَ بِشْر: فغطّيتُ وجهِي وسددت أذني وقلت: الساعة أسمع وقع السيوف3.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 356"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 21".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 11"، والثقات لابن حبان "8/ 357"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 12، 13".
3 أي أنه يضرب بالسيف ليقتل.

(17/106)


فلمّا لَم أسمع رفعتُ يدي، وإذا قفاهُ ووجهه إلينا قد بلغ الباب ليخرج فقلتُ: الحمد لله الَّذِي سلّمه منهم. تُوُفِيّ فِي ثالث عشر ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين.
219- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن أبان بْن صالِح بْن عُمَيْر الأُمَويّ1 -م. د- مولى عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي، مُشْكُدَانَة. سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وعبيد اللَّه الأشجعي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيد، ويَحْيَى بْن زكريّا بن زائدة، وابن فُضَيْل، وطائفة.
وعنه: م. د. وأبو زُرْعَة الرازيّ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ القاضيّ، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، ومحمد بْن عَبْدُوس السّرّاج، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ. قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.
وقال أَبُو العبّاس السّرّاج: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وأتاهُ رجلٌ عَلَى كتابهِ مُشكدانة فغضب، وقال: إنّما لقَّبني مُشْكدانة أَبُو نُعَيْم. كنت إذا أتيتُه تلبّست وتطيَّبت، فإذا رآني قَالَ: قد جاء مُشكدانة وهو بلسان الخُراسانيّين: وعاء المِسْك. قَالَ ابن عساكر: مات فِي المحرم سنة تسعٍ وثلاثين. قِيلَ: كَانَ يتشيّع. وسيُذكَر فِي ترجمة صالِح جزرَة.
220- عَبْد اللَّه بْن عَمْرو2 -م.
ويُقالُ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الروميّ اليمامي. نزيل بغداد. سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه: م، وإبراهيم الحربيّ، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
221- عَبْد اللَّه بْن عِمْرَان بْن أَبِي عليّ الأسَديّ الأصبهانيّ3 -ق.
نزيل الرِّيّ. سَمِعَ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو محمد الدّارميّ، وإسماعيل سَمُّويْه، وإبراهيم بن نائلة، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 110، 111"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 145، 146"، والثقات لابن حبان "8/ 358"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 345، 347".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 71، 72".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 130"، والثقات لابن حبان "8/ 358"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 160"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 379-381".

(17/107)


قَالَ أبو حاتم: صدوق. وقد روى عَنْهُ البخاريّ خارج "الصحيح".
222- عَبْد اللَّه بْن عَوْن1 -م. ن.
ابن أمير الديّار المصرية أَبِي عَوْن عَبْد الملك بْن يزيد الهِلاليّ البغداديّ أَبُو محمد الأدمي الخراز الزاهد. أخو محرز بن عون. سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعْد، وإسماعيل بْن جَعْفَر، ومبارك بْن سَعِيد الثَّوْرِيّ، وخلف بن خليفة، ويوسف بن الماجشون، وخلقًا وعنه: م. ن. عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو زُرْعَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو شُعَيْب الحرَّانيّ، وأحمد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومطيَّن، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق. وثّقه ابن مَعِين، والدَّارَقُطْنِيّ. وقال صالِح جَزَرَة: ثقة مأمون، يُقال: إنّه كَانَ من الأبدال. وقال ابن منيع: ثنا عبد الله بن عون الخزاز وكان من خيار عباد الله. قَالَ: ومات فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين، قلتُ: وقع حديثه عاليًا.
223- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أسماء بْن عُبَيْد بْن مخارق2 -خ. م. د. ن.
ويُقال ابن مِخْراق. أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الضُّبَعِيّ البصري. سَمِعَ: عمّه جُوَيْرية بْن أسماء، ومهديّ بْن ميمون، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك.
وعنه: خ. م. د. ون. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن إِبْرَاهِيم البوسنجيّ، وموسى بْن هارون، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأبو خليفة، وأخرون. وثَّقه أَبُو حاتِم. وقال ابن وارة: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن محمد، وقيل لَهُ: هُوَ أفضل أهَلِ البصرة، فذكرته لِعليّ بْن الْمَدِيني فعظَّم شأنه. وقال أَحْمَد الدَّوْرَقِيّ: لَم أرَ بالبصرة أفضل منه.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وفي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى جملةٌ من عواليه.
224- عبد الله بن محمد بن إسحاق3.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 357"، والجرح والتعديل "5/ 131"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 34"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 402-405".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 307"، والجرح والتعديل "5/ 159"، والثقات لابن حبان "8/ 356"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 733، 734".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 160"، والثقات لابن حبان "8/ 343".

(17/108)


أَبُو محمد الْفَهْميّ المعروف بالبيطاريّ الفقيه الْمَصْرِيّ. روى عَنْ: مالك، وابن لَهِيعة، وسليمان بن بلال، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الرازي، ويعقوب الفسوي، وآخرون. قَالَ ابن يونس: تُوُفِيّ فِي صَفَر سنة إحدى وثلاثين. وكان ينزلُ عِنْدَ بلال البيطار، فنُسِبَ إِلَيْهِ. وثّقه أَحْمَد بْن صالِح المصريّ.
225- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفيل1 بْن زراع بْن عليّ –وقيل: ابن زرّاع بْن عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عصْم بْن كُرْز بْن هِلال -خ. ع- الإمام أبو جعفر القضاعي النفيلي الحراني الحافظ. سَمِعَ: مالك بْن أنس، وزُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وَمَعْقِلَ بْن عُبَيْد اللَّه، وأبا الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد، وعُفَيْر بْن مَعْدَان، وهُشَيْم بْن بشير، وَخَلْقًا. وأقدمَ شيخ سَمِعَ من محمد بْن عمران الحَجَبيّ -شيخ مدنيّ- روى عَنْ جدَّته صفيّة بِنْت شَيْبَة. وعنه: د. وخ. ت. ن. ق. عن رجل، عنه، وأحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، ومحمد بْن يَحْيَى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو داود سُلَيْمَان بْن سيف الحرّانيّ، وأحمد بْن سُلَيْمَان الرُّهَاويّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وخلْق. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الآجُرِّيّ: سمعتُ أَبَا دَاوُد يقول: ما رَأَيْت أحفظ من النُّفَيْلِيّ.
قلتُ: ولا عِيسَى بْن شاذان؟ قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان. وكان الشَّاذكُونِيّ لا يقرّ لأحدٍ فِي الْحِفْظ إلَّا للنُّفَيْلِيّ. وكان أَحْمَد إذا ذكره يعظمّه. قَالَ أَبُو داود: ما رأينا لَهُ كتابًا قطّ. وكلّ ما حَدَّثَنَا فمن حِفْظِه. وقال: قلتُ لأحمد: أيّما أثبت فِي زُهَيْر: أَحْمَد بْن يونس، أو النُّفَيْلِيّ؟ فقال: أَحْمَد بْن يونس رجلٌ صالِح، والنُّفَيْلِيّ صاحب حديث. وسمعتُ أَبَا داود يَقُولُ: اشْهَدْ عليَّ أنيِّ لَمْ أرَ أحفظ من النُّفَيْلِيّ. وقال أَبُو حاتِم: ثنا ابنُ نُفَيْل الثّقة المأمون. وروى أَحْمَد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوريّ، عَنِ ابْن وارة قَالَ: أَحْمَد بْن حنبل ببغداد، وأحمد بْن صالِح بِمصر، وابن نُمَيْر بالكوفة، والنُّفَيْلِيّ، بِحرَّان، هَؤُلَاءِ أرْكَانُ الدِّين. وقال جَعْفَر بْن أبان: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِيّ أهلٌ أن يقتدى به. وعن ابن نمير قال: كان النُّفَيْلِيّ رابع أربعة. قِيلَ: مَنْ هُم؟ قَالَ: ابن مَهْديّ، ووكيع، وأبو نُعَيْم، وهو رابعهم. تُوُفِيّ النُّفَيْلِيّ فِي أحد الربيعين سنة أربعٍ وثلاثين، وأحسبه جاوز الثمانين.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 487"، والجرح والتعديل "5/ 159"، والثقات لابن حبان "8/ 356"، وتهذيب الكمال "2/ 738".

(17/109)


226- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان بن خواستى1 -خ. م. د. ن. ق- الإمام أبو بكر العبسي، مولاهم الكوفيّ الحافظ أحد الأعلام. سَمِعَ: شَرِيك بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبا الأَحْوَص، وعبد السَّلام بْن حرب، وأبا خَالِد الأحمر، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وعليّ بْن مُسْهِر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعَبّاد بْن العَوَّام، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وخلف بْن خليفة، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيْد، وعمر بْن عُبَيْد، وهُشَيْم بْن بشير، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: خ. م. د. ق. ون، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وابنه، إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بَكْر، وابن أخيه محمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بْن وضَّاح، وبَقِيّ بْن مَخْلَد القُرْطُبيّان، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق سواهم. وروى عنه القدماء: محمد بْن سَعْد فِي الطبّقات. قَالَ يَحْيَى الحِمّانيّ: أولاد ابن أَبِي شَيْبَة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عِنْدَ كلّ محدِّث. وقال أَحْمَد بْن حنبل: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة صدوق، وهو أحبُّ إليّ من أخيه عثمان.
وقال أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: كَانَ ثقة حافظًا للحديث. وقال محمد بْن عُمَرَ بْن العلاء الْجُرْجَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأنا معه فِي جُبّانة كِنْدَة، فقلتُ لَهُ: يا أَبَا بَكْر سمعتَ من شُريك وأنتَ ابنُ كم؟ قَالَ: وأنا أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظُ للحديث منّي اليوم. فسألتُ ابن مَعِين عَنْ سماع أَبي بَكْر، عَنْ شَرِيك، فقال: أَبُو بَكْر عندنا صدوق. وما يحمله أن يَقُولُ وجدتُ فِي كتاب أَبِي بخطّه، وحُدِّث عَنْ رَجُل حديث الدّجّال وكُنّا نظنُّ أَنَّهُ سمعه من أَبِي هشام الرِّفَاعِيّ. وقال عَمْرو الفلاس: ما رأيتُ أحفظَ من ابن أَبِي شَيْبَة. قَدِمَ علينا مَعَ عليّ بْن الْمَدِينيّ فسَرَد الشَّيْبَانيّ أربعمائة حديث حفظًا وقام. وقال أَبُو عُبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فِيهِ، ويَحْيَى بْن مَعِين أجمعهم لَهُ، وعليّ بْن المديني أعلمهم بِهِ. وقال عَبْدَان الأهْوازيّ: كَانَ يقعد عِنْدَ الأُسْطُوانة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأخوهُ، ومُشْكَدَانة، وعبد اللَّه بْن البراد، وغيرهم، كلهم
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "5/ 160"، والثقات لابن حبان "8/ 358"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 732، 733".

(17/110)


سُكُوت إلا أَبَا بَكْر، فإنَّه يَهْدُر. قَالَ ابن عَدِيّ: هِيَ الأُسْطُوانة الَّتِي كَانَ يجلسُ إليها ابنُ عُقْدَةَ. فقال لي: ابنُ عقدة: هِيَ أسْطُوانة ابن مَسْعُود، جلس إليها بعده عَلْقَمة، وبعده إِبْرَاهِيم، وبعده منصور، وبعده الثَّوْرِيّ، وبعده وكيع، وبعده أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبعده مُطَيَّن. وقال صالِح جَزَرَة: أعلمُ من أدركت بالحديث وعِلَله: عليّ بْن الْمَدِيني، وأحفظهم عِنْدَ المذاكرة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. وقال ابن عُقْدَةَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن خِرَاش: سمعتُ أَبَا زرْعَة يَقُولُ: ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. فقلتُ: يا أَبَا زُرْعَة، فأصحابنا البغداديّون؟ فقال: دع أصحابك، فإنَّهم أصحابُ مخاريق، ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شيبة. وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعًا لكتاب الله أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
قَالَ الخطيب: كان متقنًا حافظًا. صنف "المسند" و"الأحكام" و"التفسير"، وحدَّث ببغداد هُوَ وأخواه: القاسِم وعُثْمَان. قَالَ نَفْطَوَيْه فِي تاريخه: وفي سنة أربعٍ وثلاثين أشخص المتوكّل الفقهاءَ والمحدِّثينَ، فكان بيْنَهُم مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَويّ، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أَبِي شيبة، وكانا من الحفّاظ. قَالَ: فَقُسِّمَت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكّل أن يُحدِّثوا بالأحاديث التي فيها الرّدُّ عَلَى الْمُعْتَزِلَة والْجَهْمِيَّة، فجلس عثمان فِي مدينة المنصور، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ ثلاثين ألفًا. وجلس أَبُو بَكْر فِي مسجد الرّصافة، وكان أشدّ تقدُّمًا من أخيه، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا. قَالَ البخاريّ: مات فِي الْمُحَرَّم سنة خمسٍ وثلاثين. قلتُ: له كتابان كبيران نفيسان: "المسند" و"المصنف".
227- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هاني1.
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسَابُوريّ النَّحْوِيّ تلميذ الأخفش الأوسط. سَمِعَ: يُوسف بْن عطيّة، وعبد الأعلى بْن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندرًا، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وجعفر بن محمد بن سوار، محمد بن شادل، والسراج. قَالَ الخطيب: ثقة. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.
228- عَبْد اللَّه بْن محمد2.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 72، 73".
2 انظر طبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 329"، والأنساب "10/ 477"، ولسان الميزان "3/ 347".

(17/111)


أَبُو الوليد الكِنَانيّ. عَنْ عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبي معاوية الضرير، وأبي داود الطيالسي. كان كثير الحديث، إلا أَنَّهُ تَجَاهَرَ بالرَّفْض، وأنكر خلافة الصِّدِّيق -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فجمع له الأمير عبد العزيز دُلَف مشايخ ناحيته، أَبَا مَسْعُود الحافظ، ومحمد بْن بكّار، ومحمد بْن الفَرَج وزيد بْن خَرَشَة، فناظروه، فأبى إلا الثّبوت عَلَى ضلاله. فضربه أربعين سَوْطًا، وهَجَرَهُ النّاس. ثُمَّ صنّف ابن مَسْعُود كتابًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.
229- عَبْد اللَّه بْن مروان بْن معاوية1.
أَبُو حُذَيْفَة الفزازي. عَنْ: أَبِيهِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو القاسم البغوي. وثقه الخطيب.
توفي سنة إحدى وثلاثين.
230- عبد الله بن مسلم بن رشيد2.
أبو محمد بن الهاشمي، مولاهم. حدَّثَ نيسابور عَنْ: مالك، واللَّيْث بْن سعد، وإبراهيم بْن هَدْبة.
وعنه: الْعَبَّاس بْن حمزة، وعبد اللَّه بن محمد النصراباذي، وغيرهما. وكان ثقة قد اتُّهِمَ بالوضع.
231- عَبْد اللَّه بْن مطيع بن راشد3 -م. ن.
أبو محمد البكري النيسابوري. عن: إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، وهُشَيْم، وابن المبارك. وعنه: م. ون. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ، وجماعة. وقعَ لِي حديثه عاليًا. وتُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين.
232- عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بن شيبة4.
أبو محمد الأنصاري.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 151، 152".
2 انظر المجروحين لابن حبان "3/ 44"، والضعفاء "2/ 141"، ولسان الميزان "3/ 359".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 153"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 154"، والثقات لابن حبان "8/ 351"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 177".
4 انظر الجرح والتعديل "5/ 167"، والثقات لابن حبان "8/ 355"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 147".

(17/112)


حدَّث ببغداد، عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن قيس، ومُصْعَب النَّوْفَليّ، وإبراهيم بن صرمة، وعنه: تمتام، والبغوي، ومحمد بن المجدر. قَالَ أبو حاتم: كَانَ بحُلْوان، ومحلُّه الصِّدْق.
233- عَبْد اللَّه بْن يزيد بن راشد1.
أبو بكر القرشي الدمشقي المقريء، الملقب بحمار القُرّاء. شيخٌ مُسِنّ مُعَمِّر، روى عن: ثور بن يزيد، هشام بْن الغاز، والأوزاعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والوليد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السائب. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ويزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، قد حدَّث عَنْهُ ثقات. وقال بعضهم: لَم يدرك ثور بْن يزيد، إنّما روى عَنْ صَدَقة بْن عَبْد الله، وقال ابن حاتِم: روى عَنِ الأوزاعي حديثًا واحدًا ومسائل، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حديثين، وعن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَبْلَة حديثًا واحدًا. وقال الفَسَويّ: سألتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم عَنْهُ. فقال: أُفٍّ. وقال الفَسَوِيّ: لَم تخف نفسي أن أُحدِّث عَنْهُ.
وقالَ الْحَسَن بْن "...."2 وقال أَبُو حاتِم: أثنى عَلَيْهِ دُحَيْم ووصفه بالصِّدْق والسّتْر. تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين، عَنْ خمسٍ وتسعين سنة.
234- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ المقدّميّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض. قال أبو حاتم: كتبنا عنه، وكنا نكتب عَنْ أخيه محمد وهو ينظرُ من بعيد. وقال أبو زُرْعة: رَأَيْته وليس بشيء. تُوُفِيّ هُوَ وأخوهُ سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
235- عَبْد الأعلى بْن حمّاد بْن حمّاد بْن نصر4 خ. م. د. ن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 202"، والمعرفة والتاريخ "2/ 438".
2 بياض.
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 18، 19"، والثقات لابن حبان "8/ 357"، والكامل لابن عدي "4/ 15071"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 398".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 29"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 74"، والثقات لابن حبان "8/ 409"، والكامل في التاريخ "7/ 66".

(17/113)


الحافظ أبو يحيى الباهلي مولاهم البصْرِيّ المعروف بالنَّرْسِيّ، ابن عمّ عباس المذكور آنفًا.
روى عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبدُ الجبار بْن الورد، ووُهَيْب بْن خَالِد، ومالك بْن أنس وسلام بْن أَبِي مطيع، ويزيد بن زريع. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد الحميد الكشي، وعبد الله بن ناجية، وبقي بن مخلد، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق. وثقه أبو حاتم. وغيره. توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين، وأخطأ من قَالَ سنة ستٍّ. وقع لي حديثه عاليًا.
236- عَبْد الجبار بْن عاصم1.
أَبُو طالب النَّسَائيّ، حدَّث ببغداد عَنْ: أبي المليح الحسن بن عمر، وعُبَيْد الله بْن عَمْرو الرَّقيّ، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. قَالَ مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ: كَانَ أَبُو طالب جلادًا فتاب اللَّه عَلَيْهِ. فيُقال إنه دُلّي عَلَيْهِ كيس، فكان يُنفقُ منه. رواها ابن أَبِي حاتِم، عَنْ مُوسَى. وثّقه غير واحد. وتُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
237- عَبْد الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحَكَم بْن أَعْيَن2.
الفقيه أَبُو عثمان الْمَصْرِيّ. أحد الإخوة. سَمِعَ أباهُ، وابن وهْب. وكان فقيها صالحا عالما، ولد سنة ثمانين ومائة وسجن وعذب عذابا شديدا. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: عُذِّبَ فِي السجن ودُفِنَ عَلَيْهِ فمات فِي جُمَادى الأولى سنة سَبْعٍ وثلاثين لكونه اتُّهِمَ بودائع لعليّ بْن الْجَرَوِيّ. وقال ابن أَبِي دُلَيْم: لَم يكن فِي إخوته أفقه منه. وقيل: إنّ بني عَبْد الحَكَم ألزموا فِي نوبة ابن جَرَويّ بأكثر من ألف ألف دينار. واستُصفيت أموالُهم وأموال أصحابِهم، ونُهِبَت منازلهُمْ. ثُمَّ بعد مدة ورد كتاب
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 350"، والجرح والتعديل "6/ 33"، والثقات لابن حبان "8/ 418".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 36"، وسير أعلام النبلاء "11/ 162، 163"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 393".

(17/114)


المتوكل بإخراج من بقي منهم في السّجون، وردّ إليهم أموالَهم أو بعضها، وسجن القاضي الأصمّ الَّذِي تعصَّب عليهم، وحُلِقت لحيته، وضرِب بالسِّياط، وطِيفَ بِهِ عَلَى حمار.
وكان من كبار الْجَهْمِيّة، نسألُ اللَّه السِّتْر. قَالَ أَبُو الطّاهر بن أَبِي عُبَيْد اللَّه المدينيّ: لَم يكن فِي أصحاب ابن وَهْب أتقنَ منه ولا أجود خطًّا، يعني عَبْد الْحَكَم. وقال يَحْيَى بْن عثمان بْن صالِح: أحضر بنو عَبْد الحَكَم شهودًا بأنّ ابن جَرَويّ أَبْرأَهم، وأحضرَ وكيل ابن الْجَرَويّ شُهودًا بِخلافِ ذَلِكَ، حتّى كاد أن تكون فتنة. وبعث المتوكل مستخرجًا للمال، ومعه عَبْد اللَّه ولد الجروي، فحكم على بني الحكم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف وأربعة آلاف دينار.
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الضّبيّ1.
مولاهم القاضي الفقيه الحنفيّ أحد العلماء. ولي قضاء الرَّقَّةِ، ثُمَّ ولي قضاء مدينة المنصور والجانب الشرقيّ من بغداد فِي خلافة المأمون. وتُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
239- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَكَم بْن هشام2.
أَبُو المطرّف الأمويّ المرواني صاحب الأندلس. ولد بطليطلة سنة ستٍّ وسبعين، وأمّه أمّ ولد.
ولي الأندلسَ سنة ست ومائتين، وامتدت أيامه. وكان عادلا في الرعية مشكور السيرة بخلاف أبيه، فاضلا له نظر في العلوم العقلية. وهو أول من أقام رسوم الإمرة، وامتنع من التبذل للعامة. وبنوا بأمره سور إشبيلية، وأمرَ بالزيادة فِي جامع قرطبة. وكان يتشبّه بالوليد بْن عَبْد الملك فِي عُلُوّ الهِمّة. وكان مُحبًّا للعلماء مقربًا لَهم، مهمًّا بالثُّغور والجهاد. وكان يقيم الصلوات للنّاس بنفسه، ويُصلِّي إمامًا بِهم فِي كثير من الأوقات. وجاءه من الأولاد ما لم يجيئ لأحد من الخلفاء. كَانَ لَهُ خمسون ابنًا وخمسون بنتًا. وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 636"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 260، 261".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 5"، والعقد الفريد "2/ 469"، والكامل في التاريخ "3/ 258، 524".

(17/115)


وثلاثين ومائتين، وولي الأندلس بعده ابنه محمد، وعاش إلى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين. قَالَ ابن ماكوى: واسمُ أمه حلاوة.
240- عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي1 -م.
مولاهم أَبُو حرب الْبَصْرِيّ، أخو محمد بْن سلام الإخباريّ. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان، وحمّاد بْن سَلَمة، والربيع بْن مُسْلِم، ومبارك بْن فَضَالَةَ، وأبي المقدام هشام بْن زياد، وجماعة.
وعنه: م. وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غلاب بن تَمتام، ومُعاذ بْن الْمُثَنَّى، وموسى بْن هارون الحافظ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. قَالَ مُوسَى بْن هارون: تُوُفِيّ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين، وفيها مات أخوه.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح الأزديّ العَتَكيّ2.
أَبُو صالِح، ويُقالُ أَبُو محمد. كوفي نزل بغداد. عَنْ: شَرِيك، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وإبراهيم بْن محمد بْن أَبِي يَحْيَى، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ومهديّ بْن ميمون.
وعنه: إِبْرَاهِيم الحربي، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أحمد الدَّوْرَقِيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسِم البَغَويّ، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبّار الصُّوفيّ الكبير، وخَلْق. وكان أحدُ مَنْ عُنِيَ بالأثَر.
قَالَ الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَالَ خَلَف بْن سالِم ليَحْيَى بْن مَعِين: نمضي إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح؟ فقال لَهُ: أُغْرُب، لا صَلّى اللَّه عليك. عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعتُ منها شيئًا. وقال سهل بْن علي الدُّوريّ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يَقُولُ: يَقْدَم عليكم رَجُل من أهل الكوفة، يُقال لَهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح، ثقة صدوق
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 242، 243"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 793"، وسير أعلام النبلاء "10/ 650، 651".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 360"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 298"، والثقات لابن حبان "8/ 380"، وتاريخ الطبري "5/ 215".

(17/116)


شيعي، لأنْ يخرّ من السّماء، أحبّ إِلَيْهِ من أن يكذب فِي نصف حرف. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أَبُو داود: كَانَ رَجُل سَوْء، وضع كتاب مثالب1 فِي الصّحابة. وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يقرض2 عثمان. وقال مُوسَى بْن هارون: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن ثقة فِي الحديث، وكان يحدث بمثالب أزواج النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وأصْحَابِهِ، وكان شيعي محترق. وقال البغوي: سمعته يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وعمر. تُوُفِيّ فِي سَلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ وثلاثين. وقد روى لَهُ النَّسَائيّ في كتاب خصائص علي -رضي الله عنه- حديثًا واحدًا.
242- عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان3.
أَبُو بَكْر الصُّوفيّ. أحد المتروكين. يروي عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ.
وعنه: إِسْحَاق الْخُتَّليّ، وجعفر الْفِرْيَابيّ. قَالَ ابن مَعِين: كذّاب.
243- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو البَجَليّ الحرّانيّ4.
عَنْ: زهير بْن معاوية، وغيره. وعنه: أَبُو عَرُوبَة وهو أكبرُ شيخ لَهُ. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين. وقد ذكره الحاكم فِي الكنى فقال: يُكنَّى أَبَا عثمان. سَمِعَ زُهَيْرًا، وأبا عَوَانة الوضّاح.
روى عَنْهُ: يَعْقُوبَ الفَسَويّ، وَمحمد بْن يَحْيَى بْن كثير الحرّانيّ.
244- عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن5.
أَبُو زيد السَّهْميّ، مولاهم الْمَصْرِيّ الفقيه، صاحب ابن القاسم. روى عَنْ: مفضل بْن فضالة، وابن وهْب، وابن القاسم. وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين،
__________
1 ثلب الشيء -ثلبًا: كسر حرفه وثلب فلانًا: عابه وتنقصه.
2 قرض الشيء أي قطعه.
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 264، 265"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 579"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 423".
4 انظر الجرح والتعديل "5/ 267"، والثقات لابن حبان "8/ 380".
5 انظر الجرح والتعديل "5/ 274"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 33"، وتهذيب التهذيب "6/ 249، 250".

(17/117)


والبخاري، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان، وعاش ثلاثا وسبعين سنة. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
245- عبد الرحمن بن نافع1.
أبو زياد المخرمي، ولقبه: درخت. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزّناد، والمغيرة بْن سقْلاب، وغيرهما. وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ، وعبدُ اللَّه بْن أَبِي سعد الورّاق. وثّقه بعضهم.
246- عَبْد الرحيم بْن عَبْد العزيز2.
أَبُو يزيد الزُّرَيْقِيّ. سَمِعَ: هُشَيْمًا، وبَهْز بْن أسد. وعنه أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
247- عَبْد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة3 -د. ن.
أبو سفيان الرؤاسي الكوفي السروجي ابن عمّ وكيع. روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد الله بن عمرو، وإسحاق الفرازي، ويزيد بْن زُرَيْع، وعَتّاب بْن بشير، وعيسى بْن يونس وجماعة. وعنه: أَبُو داود، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن أَبِي خيْثَمة، وعثمان بن خرزاد. وثّقه أَبو حاتِم، وغيره. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
248- عبد السلام بن وغبان بْن عَبْد السّلام بْن حبيب4.
أَبُو محمد الكلبي الحمصي الشاعر الملقَّب بديك الْجِنّ. أحد شعراء الدَّولة العبّاسية، أصله من بلدة سَلَمية، ومولده بِحمص. قِيلَ لَمْ يُفارق الشّام، وكان شيعيًا ظريفًا خليعًا ماجنًا، لَهُ مَرَاثٍ فِي الْحُسَيْن. وكان مولده سنة إحدى وستين
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 294"، والثقات لابن حبان "8/ 381"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 263".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 341".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 341"، والثقات لابن حبان "8/ 413"، تهذيب الكمال للمزي "2/ 828".
4 انظر الأغاني "14/ 51-68"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 163، 164".

(17/118)


ومائة. أخذ عَنْهُ: أَبُو تَمَّام الطّائيّ، وغيره. وقيل إنّ أَبَا نُوَاس لَمَّا سارَ إلى مصر ليمدح الخصيب بْن عَبْد الحميد اجتاز بحمص فاختفى منه ديك الْجِنّ واستصغر نفسه معه، فجاء إلى داره وقال: لجاريته، قولي أن يخرج، فقد
فتن أهل العراق بقوله:
مُوَرّدةٌ من كفّ ظَبْيٍ كأنَّما ... تناولَها من خدِّهِ فأدارها
فلمّا سَمِعَ ذَلِكَ خرجَ إِلَيْهِ وأدْخَلهُ، وعمل لَهُ ضيافة. ومن أبيات هذه القصيدة:
فقُمْ أنت فاحْثُثْ كأسَها غيرَ صاغِرِ ... ولا تسق غير خَمْرَها وعُقَارَها
فَقَامَ يكادُ الكأسُ يحرِقُ كَفَّهُ ... من الشَّمْس أو من وَجْنَتَيْه استعارها
ظللْنَا بأيدينا نُتَعْتعُ روحَها ... فتأخذُ من أرواحنا الرّاحُ ثارها
عَنْ يقظان بْن سلام قَالَ: قُلْنَا لأبي تمّام: لو نَهَيْتَ ديكَ الجنّ مِمّا هُوَ فِيهِ، ولك عشرة آلاف درهم. قَالَ أَبُو تَمّام: فدخلتُ عَلَيْهِ وهو مطَّرِحٌ عَلَى حصيرٍ سَكْران، وعلى رأسه غُلام يروّحُه.
فلمّا رآنِي الغلام نبههُ، فلمّا رآني قام يلبّني، وقال تُحسِن تَقُولُ مثلي؟ ثُمَّ أنشد:
أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا ... وحثّ تغريدُه لَمَّا علا السُّعُفا
أَوْفَى يصيغُ إلى فانوس مغرقة ... كغُرَّة التّاج لَمَّا عُولي الشُّرَفَا
مشنّف بعقيق فوقَ مديحِهِ ... هَلْ كنت فِي غير أُذنٍ تعهد الشّنفا
لَمّا أراحت رُعاةُ الليل عاريةً ... من الكواكبِ كادت ترتقي السّدُفا
هزّ اللّواء عَلَى ما كَانَ من هَيَفٍ ... فارْتَجّ لَمّا علاه اهْتَزّ ثُمَّ هَفَا
ثُمَّ استمرّ كما غنّى عَلَى طَرَبٍ ... تكدّر الْمَاءُ عَلَى تغريده وصفا
قام مختلفًا كالدرر مطَّلِعًا ... والرَّيمُ ملتفتًا والغُصْنُ مُنعطِفا
رقّت غُلالة خَدَّيْه فلو رميا ... باللّحظ أو بالْمُنَى همّا بأن يكفا
كأن قافًا أديرت فوق وجنتيه ... واختطّ كاتبُها من فوقها ألِفَا
فاستلّ راحًا كبيضٍ واقَعَتْ جحفًا ... حَلا لَنَا أو كنارٍ صادَفَتْ سُعُفا
فلَم أزَل من ثلاثٍ واثنتين ومن ... خمسٍ وستٍّ وما استعلى وما لَطُفا

(17/119)


حتّى توهَّمتُ نَوشروانَ لِي خَوَلا
وخِلْتُ أنّ نديمي عاشِرُ الْخُلَفا
قَالَ: فلم أزل بِهِ حتّى نوَّمتُه وخرجتُ، فقيل لي: إنّما قُلْنَا تَنْهَهُ. قلتُ: دعه ينام، فإنّي إن نهيته تجرَّمنا عشرة آلاف كبيرة. وقيل إنّ ديك الْجِنّ كَانَ لَهُ غُلام وجارية مليحان، وكان يهواهما. فدخل عليهما يومًا فرآهما فِي لُحافٍ معتنِقَيْن، فشدّ عليهما فقتلهما ثُمَّ سُقِطَ من يده، وجلس عِنْدَ الجارية يبكي ويقول:
ياطلعة طلع الحِمَامُ عليها ... وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بيديها
روَّيتُ من دمها الثَّرى ولطالَما ... روّى الهوى شفتي من شفتيها
فوحق عينيها ما وطِئَ الثَّرَى ... شيءٌ أعزُّ عليّ من عينيها
ما كَانَ قَتْلِيها لأنّي لَم أَكُن ... أبْكِي إذا سفك العيار عليها
لكن نَحَلت عَلَى سواي بِحُسْنها ... وأنفت من نظر الغُلام إليها
ثُمَّ جلس عِنْدَ الغلام وقال:
قمرٌ أَنَا استخرجته من خِدْرِه ... بمودّتي وجزيته من غدره
فقتلته وله عليّ كرامةٌ ... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي بِهِ ميتًا كأحسن نائمٍ ... والدَّمعُ يَنْحَرُ مُقْلتي فِي نَحْرِه
لو كَانَ يدري الميْتُ ماذا بعدَه ... بالحيّ منه بَكَى لَهُ فِي قَبره
غُصَصٌ تكادُ تفيضُ منها نفسُهُ ... ويكادُ يخرُجُ قلبُهُ من صدرِه
قَالَ سَعِيد بْن زيد الحمصيّ: دخلتُ عَلَى ديك الْجِنّ، وكنتُ اختلفتُ إِلَيْهِ لَمّا كتب شِعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباهُ وشعر زَنْدَيه. وكانت عيناهُ خضراوين، ولذلك سُمِّي ديك الْجِنّ، وقد صبغ لحيته بالزِّنْجَار، وعليه ثياب خُضْر. وكان جيّد الغناء بالطَّنْبُور، وفي يديه آلة الشُّرْب وهو يُغنّي. تُوُفيّ سنة خمسٍ أو ست وثلاثين ومائتين.
249- عَبْد السلام بْن سَعِيد بن حبيب1.
__________
1 انظر ترتيب المدارك للقاضي عياض "2/ 585"، وسير أعلام النبلاء "12/ 63-69"، والبداية والنهاية "10/ 322، 323".

(17/120)


شيخ المغرب أَبُو سَعِيد التّنوخيّ الحمصيّ ثُمَّ القيروانيّ الفقيه المالكيّ سَحْنُون، قاضي القيروان ومصنف المدونة. دخل مصر وقرأ عَلَى ابن وَهْب، وابن القاسم، وأشهب. وبرعَ فِي مذهب مالك. وعلى قوله المعوَّل بالمغرب. انتهت إِلَيْهِ رئاسة العِلم بالمغرب، وتفقّه بِهِ خلق كثير. وقد تفقّه أولًا على ابن غانم، غيره بإفريقية، ورحلَ فِي العِلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. فسمع بِمكة من: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكيِع، والوليد بْن مُسْلِم. وكان موصوفًا بالدّيانة والورع، مشهورًا بالسّخاء والكَرَم. فعن أشهب قَالَ: ما قَدِمَ علينا مثلُ سَحْنُون. وعن يُونس عَبْد الأعلى قَالَ: سَحْنُون سيّد أهل المغرب.
وروى عَنْهُ منهم: يحيى بْن عَمْرو، وعيسى بْن مسكين، وحمديِس، وابن المغيث. قَالَ ابن عَجْلان الأندلسيّ: ما بُورك لأحدٍ بعد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فِي أصحابه ما بُورِكَ لسَحْنُونَ فِي أصحابه، فإنَّهم كانوا فِي بلد أئمّة.
وعن سَحْنُون قَالَ: إذا أتى الرجلُ مجلس القاضي ثلاثة أيّام متوالية بلا حاجة ينبغي أن لا تُقْبَلُ شهادته. وسُئِلَ سَحْنُون: أَيَسَعُ العالِم أن يَقُولُ: لا أدري فيما يدري؟ فقال: أما فِيهِ كتاب أو سنة بائنة فلا. وأمّا ما كَانَ من هذا الرأي فإنّه يَسَعُهُ ذَلِكَ، لأنه لا يدري أَمُصيبٌ هُوَ أَمْ مخطيء. ومن كلامه: أَكْلُ بالمسكنة خيرٌ من أكْلٍ بالعِلم. محبّ الدنيا أعمى لَم ينِّوره العقل. ما أقبحَ بالعالِم أن يأتي الأمراء فيُقال هُوَ عِنْدَ الأمير. والله ما دخلت عَلَى سلطان إلا خرجت حاسبتُ نفسي، فوجدتُ عليها الدرك. وأنتم ترون مخالفتي لهواه، وما ألقاهُ من الغِلْظَة -والله ما أخذتُ لَهم دِرْهَمًا، ولا لبستُ لَهم ثوبًا. ولد سنة ستين ومائة، توفي فِي رجب سنة أربعين ومائتين. وكان يقولُ: قبَّح اللَّه الفقر. أدركنا مالك، وقرأنا عَلَى ابن القاسم. وأمّا المدوّنة فأصلها أسئلة، سألَها أَسَد بْن الفُرات لابن القاسم.
فلمّا رَحَل بِها سَحْنُون عرضها عَلَى ابن القاسم، وصحّح فيها كثيرًا، ثُمَّ رتّبها سَحْنُون وبَوَّبَها، واحتجّ للكثير منها بالآثار. وسَحْنُون بفتح السين وبضمّها طائر بالمغرب.
250- عَبْد السلام بْن صالِح بْن سليمان بن أيوب بن ميسرة1.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 48"، والمجروحين لابن حبان "2/ 151"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 46".

(17/121)


أَبُو الصَّلْت الْقُرَشِيّ العَبْشَميّ، مولاهم الهَرَوِيّ ثُمَّ النيسابوريّ. مولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة.
عَنْ: مالك، وشَرِيك، وحمّاد بْن زيد، وعبد السلام بْن حرب، وخَلَف بْن خليفة، وهُشيم، وعلي بْن مُوسَى الرّضي، وإسماعيل بن عياش.
وعنه: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقريء، والحسن بن علويه القطان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وكان موصوفا بالزهد والتأله. قَالَ أَحْمَد بْن سيَّار المروزي: قَدِمَ مَرْو غازيًا، فأدخلَ عَلَى المأمون، فلمّا سَمِعَ كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو. ولَم يزل مُكرمًا عنده إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جَهْم وخلْق القرآن. فجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يُكلمه. وكان أَبُو الصلت رد عَلَى أهل الأهواء من الْمُرْجِئة والْجَهْميّة والزّنادقة القدرية، وكَلَّم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام. وفي كل ذَلِكَ كَانَ الظفر لَهُ. قَالَ: وكان يعرف كلام الشّيعة، فناظرته فِي ذَلِكَ لاستخراج ما عنده، فما وجدته يُفرط. ورأيته يقدّم أَبَا بَكْر وعمر، ويترحّم عَلَى عليّ وعثمان، ولا يذكرُ الصّحابة إلا بالجميل. وسمعته يَقُولُ: هذا مذهبي الَّذِي أُدين لله بِهِ. إلا أن ثَمَّ أحاديث يرويها فِي المثالب.
وسألتُ إسحاقَ بْن إِبْرَاهِيم عَنْ تِلْكَ الأحاديث، نحو ما جاء فِي أَبِي مُوسَى، وما رُوِيَ فِي معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رُويَتْ، فأمّا من يرويها عَلَى طريق المعرفة فلا أكرهُ لَهُ ذَلِكَ. وأمّا من يرويها ديانة، فإنِّي لا أرى الرواية عَنْهُ.
وسُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عن أبي الصلت فقال: فقد سَمِعَ وما أعرفه بالكذب. وقال أبو حاتم: لَم يكن عندي بصدوق. وأمّا أَبُو زُرْعَة فأمر أن يضرب عَلَى حديثه.
وقال النسائي: لَيْسَ بثقة. وقال الدّارَقُطْنيّ: كَانَ رافضيًّا خبيثًا. وقيل إنه كَانَ يَقُولُ كلب للعلوية خير من جميع بني أمية تُوُفيّ يوم الأربعاء لستٍّ بقين من شوّال سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.

(17/122)


251- عَبْد السلام بْن عاصم الهِسِنْجَانيّ الرازيّ1.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، والصباح بْن مُحَارب، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، ومُعاذ بْن هشام.
وعنه: أبو يحيى بن مسرة المكي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازيون، ومطين. قَالَ أبو حاتم: شيخ.
252- عَبْد السلام بْن محمد الحضرمي الحمصيّ2.
ويُعرف بسُلَيْم. عَنْ: بقية، وعبد اللَّه بْن سالِم، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: محمد بن عوف، وأبو حاتم وقال: صدوق.
253- عَبْد الصمد بْن أَبِي خِداش الموصِليّ3.
عَنْ: زُهير بْن معاوية، وإسماعيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: حفيده أحمد بن صالح.
توفي بالحدث سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
254- عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم المصري4.
أبو الأزهر. عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة. كان فقيها، إماما، مصنفا. قرأ القرآن عَلَى وَرْش، ومن أجله اعتمد أهلُ الأندلس عَلَى قراءة وَرْش. روى عَنْهُ: محمد بْن الوضاح القُرْطُبيّ، وغيره. وهو أخو الفقيه مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن المتوفى سنة تسع وأربعين. قَالَ الدَّانِيّ: قرأ عَلَيْهِ محمد بْن سَعِيد الأنماطيّ، وبكر بْن سهل الدِّمياطيّ، وإسماعيل بْن عَبْد اللَّه النّخّاس، وغيرهم. تُوُفيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
255- عَبْد الصمد بْن المعذّل العبدي البصري5.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 49"، وتهذيب الكمال "2/ 832"، وتهذيب التهذيب للحافظ "6/ 322".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 48، 49"، والثقات لابن حبان "8/ 427".
3 انظر الإكمال لابن ماكولا "2/ 429".
4 انظر غاية النهاية "1/ 389"، وحسن المحاضرة "1/ 486".
5 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 180"، والأغاني "13/ 226-255"، ووفيات الأعيان "1/ 124".

(17/123)


الشاعر المشهور، أخو أَحْمَد بْن المعذل الفقيه. كَانَ من فحول الشعراء. ومن شعره:
تكلّفني إذلالُ نفسي لعزِّها ... وهانَ عليها أن أُهَانَ لتُكْرَما
تَقُولُ: سلِ المعروف يحيى بْن أكثمٍ ... فقلتُ: سليه ربّ يحيى بْن أكثما
وله:
أرى النّاس أحدوثةً ... فكوني حديثًا حَسَنْ
كأنْ لَم يزل ما أتى ... وما قد مضى لَمْ يَكُنْ
إذا وطني رابَني ... فكل بلادٍ لي وطَنْ
256- عَبْد الصَّمد بْن يزيد1.
أبو عبد الله الصَّائغ مَرْدَوَيْه الصُّوفِيّ. خادم الفُضَيْل بْن عِيَاض. كَانَ ثقةً دَيِّنًا صالِحًا من أهل الورع والسنة.
عَنْ: الفُضَيْل، وابن عُيَيْنَة، وشقيق البلخي. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ.
مات سنة خمس وثلاثين ومائتين، يوم مات عبد الرحمن بن صالح الأزدي. وحضره أمة من الأمم. قَالَ ابن هارون: وكان عَبْد الرَّحْمَن ميّتًا فِي داره، وما رأيتُ عَلَى بابه أحدًا.
257- عَبْد العزيز بْن بحر الْمَرْوَزِيّ المؤدِّب2.
نزيل بغداد. عَنْ: سُلَيْمَان بْن أرقم، وعطّاف بْن خَالِد، وإسماعيل بْن عيّاش. وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وابن أبي الدنيا. لم يضعف.
258- عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص3.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، والجرح والتعديل "6/ 52"، والثقات لابن حبان "8/ 415"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 40".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 448"، وميزان الاعتدال "2/ 623".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 391"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 191"، والثقات لابن حبان "8/ 396".

(17/124)


الإمام أبو علي الخزاعي. مولاهم المصري الفقيه. كان من كبار أصحاب ابن وهب، والشافعي.
لزمهما مدة. وكان صالحا ورعا زاهدا. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق. وهو ابن بِنْت سَعِيد بْن أَبِي أيوب.
259- عَبْد العزيز بن يحيى بن يوسف1.
أبو الأصبع البكائي، مولاهم الحراني. عن: أبي إسحاق الفزازي، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة. وعنه: أبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجعفر الفريابي. قَالَ أبو حاتم: صدوق. تُوُفيّ بتلّ عبدي سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
260- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد العزيز المدنيّ2.
أَبُو محمد الهاشمي، من موالي آل الْعَبَّاس. عَنْ: اللَّيْث بْن سعد، ومالك، وسليمان بْن بلال، والدَّرَاورْدِيّ. وعنه: زكريّا بْن داود الخفّاف، وصالِح بْن عليّ النَّوْفَليّ الحلبي، وَمحمد بْن أيّوب الرازيّ، وَمحمد بْن علي الصائغ المكي، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وغيرهم. قَالَ البخاريّ: لَيْسَ من أهل الحديث. يضع الحديث. وقال أبو زُرْعة: لَيْسَ يصدق. وقال العقيليّ: يحدث عن الثقات بالبواطيل. وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا، يسرق حديث النّاس. حدّث فِي شعبان سنة ثلاثين ومائتين، وعاش بعد ذَلِكَ قليلًا.
261- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن مُسْلِم بْن ميمون الكِنَانيّ3.
المكيّ الفقيه. صاحب كتاب "الحيدة". وكان يلقب بالغُول لَدمَامة منظره. عَنْ: سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزازي، وعبد الله بْن مُعَاذ الصّغانيّ، وَمحمد بْن إدْرِيس الْإِمَام الشافعيّ، وهشام بْن سُلَيْمَان المخزوميّ. وعنه: أَبُو العيناء محمد
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 399"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 19، 20"، والثقات لابن حبان "8/ 397".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 400"، والضعفاء للعقيلي "3/ 19"، ولسان الميزان "4/ 37".
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 449"، والفهرست لابن النديم "261"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 639".

(17/125)


ابن القاسم، والْحُسَيْن بْن الفضل البَجَليّ، وأبو بَكْر بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم التَّيْميّ. وهو قليل الحديث. قَالَ الخطيب: قَدِمَ بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريشي مناظرة فِي القرآن. وكان من أهل العلم والفضل. وله مصنفات عدّة. وكان مِمّن تفقّه بالشافعيّ، واشتهرَ بصُحبته. قَالَ داود بْن عليّ الطّاهريّ: كَانَ عَبْد العزيز بْن يَحْيَى الْمَكِّيّ أحد أتباع الشافعيّ والمقتبسين عَنْهُ. وقد طالت صحبته لَهُ. وخرج معه إلى اليمن. ونقل الخطيب فِي تاريخه عَنْ عَبْد العزيز قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج1، فقلتُ: إنِّي لَم آتك عائدًا، ولكن جئتُ لأحمد اللَّه على أنْ سَجَنَكَ في جلْدك. وعن أَبِي العَيْنَاء قال: لَمَّا دخلَ عَبْد العزيز عَلَى المأمون، وكانت خلْقته بشعة جدًّا، ضحك أَبُو إِسْحَاق المعتصم، فقال: يا أمير المؤمنين لِم ضَحك هذا؟ إن اللَّه لم يصطف يوسف لجماله، وإنّما اصطفاهُ لدينه وبيانه. فضحك المأمون وأعجبه.
262- عبد الملك حبيب بْن سُلَيْمَان بْن هارون بْن جاهمة بن العباس مرداس السُّلَميّ2.
الفقيه أَبُو مروان العباسيّ الأندلسيّ القُرطبيّ المالكيّ. أحد الأعلام.
وُلِدَ سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائة فِي حياة مالك. وروى قليلًا عَنْ: صَعْصَعة بْن سلّام، والغاز بْن عيسى، وزياد شَبْطُون. ورحل وحجّ فِي حدود العشرين مائتين، فسمعَ من عَبْد الملك بْن الماجِشُون، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأسد السنة بْن مُوسَى، وأصبغ بن الفرج، وإبراهيم بن المنذر الخزامي، وغيرهم.
ورجع إلى الأندلس بعلم جَمّ وفِقْهٍ كثير. وكان موصوفًا بالحذْق فِي مَذْهَب مالك. وله مصنَّفَات كثيرة منها: كتاب "الواضحة"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "فضائل الصَّحابة"، وكتاب "تفسير الموطأ"، وكتاب "حروب الْإسْلَام"، وكتاب "سيرة الْإِمَام فِي الملحدين"، وكتاب "طبقات الفقهاء"، وكتاب "مصابيح الهُدى". قَالَ ابن بَشْكَوال: قِيلَ لِسَحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله عالِم الدُّنْيَا. وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا فِي البحر، فرأيتُ عَبْد الملك بْن حبيب رافعًا
__________
1 الفالج هو: شلل يصيب أحد شقي الجسم طولًا.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 269-272"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 148"، ولسان الميزان "4/ 59، 60".

(17/126)


يديه متعلقًا بِحبال السّفينة يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنْ كنت تعلم أنِّي إنّما أردتُ ابتغاء وجهك وما عندك فخلِّصنا.
فسلَّم اللَّه.
وقد أضعف ابن حزم وغيره عَبْد الملك بْن حبيب، ولا ريب فِي أَنَّهُ كَانَ ضعيفًا. قَالَ أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن سَعِيد الصَّدفيّ: قلتُ لأحمد بْن خَالِد: إنّ الواضحة عجيبة جدًا، وإن فيها عِلْمًا عظيمًا، فما مدخلها؟ قَالَ: أول شيء إنّه حكى فيها مذاهب لَم نجدها لأحدٍ من أصحابه، ولا نُقِلَت عنهم، ولا هِيَ فِي كتبهم. ثُمَّ قَالَ الصَّدفيّ فِي تاريخه: كَانَ كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمدُ عَلَى الأخذ بالحديث. ولَم يكن يميّزه، ولا يعرف الرجال. وكان فقيهًا فِي المسائل. وكان يُطْعَنُ عَلَيْهِ بكثرة الكُتُب. وذُكِرَ أنّه كَانَ يستجيزُ الأخذ بلا رواية ولا مقابلة وذُكِرَ أَنَّهُ أخذ إجازة كثيرة وأُشير إِلَيْهِ بالكذب. سمعتُ أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك وينتقصه غير مرّة.
وقال: قد ظهر لنا كذبه فِي "الواضحة" من غير شيء. وقال ابن أَبِي مريم: كَانَ ابن حبيب بِمصر، فكان يضعُ الطّويلة، وينسخُ طول نَهاره. فقلتُ: إلى كم ذا النَّسْخ، مَتَى تقرأه عَلَى الشيخ؟ فقال: قد أجازَ لي كُتُبه، يعني أسد بْن مُوسَى، فخرجتُ من عنده فأتيتُ أسدًا فقلتُ: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟ فقال: أَنَا لا أرى القراءة فكيف أُجيز؟ فأخبرته فقال: إنّما أخذ منّي كُتُبي ليكتب منها، لَيْسَ ذا عليّ. وقال أَحْمَد بْن عَبْد البَرّ النَّارَنْجِيّ: هُوَ أولُ من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لا يميز صحيحه من سقيمه، ولا يفهم طُرُقه، ويُصَحِّف أسماء الرجال، ويحتجّ بالمناكير. فكان أهلُ زمانه لا يرضون عَنْهُ، وينسبونه إلى الكذب. ثُمَّ قَالَ: وكان ما بين عَبْد الملك بْن حبيب ويحيى بْن يحيى سيّئًا، وذلك أَنَّهُ كَانَ كبير المخالفة، ليحيى. وكان قد لقي أصبغ بِمصر، فأكثر عَنْهُ، فكان إذا اجتمعَ مَعَ يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، ونُظَرائهم عِنْدَ الأمير عَبْد الرَّحْمَن وقُضاته فسئلوا، وقال يحيى بِما عنده، وكان أسنّ القوم وأَوْلاهُم بالتقدُّمِ -يدفع عَلَيْهِ عَبْد الملك بأنه سمعَ أصبغ بْن الفَرَج يَقُولُ كذا. فكان يحيى يغمّه مخالفته لَهُ. فلمّا كَانَ فِي بعض الأيام جمعهم القاضي في الجامع، فسألهم عَنْ مسألة، فأفتى فيها يحيى بْن يحيى، وسعد بْن حسان بالرواية، فخالفهما عَبْد الملك، وذكر خلافهما روايةً عَنْ أصبغ. وكان عَبْد الأعلى بْن وهب من أحداث أهل زمانه، وكان قد حجّ وأدركَ أصبغ بْن الفَرَج بِمصر، ورى عَنْهُ. فدخل يومًا بأثر شورى القاضي عَلَى سَعِيد بْن حسّان، فقال لَهُ: يا أَبَا وهب، ما

(17/127)


تقولُ فِي مسألة كذا؟ -المسألة التي سألَهم فيها القاضي- هَلْ تذكر لأصبغ بْن الْفَرَج فيها شيئًا؟ فقال: نعم، أصبغ يَقُولُ فيها كذا. فأفتى بموافقة يحيى، وسعيد. فقال لَهُ سَعِيد: أنظر ما تَقُولُ، أنت عَلَى يقين من هذا؟ قال: نعم. قال: فأتني بكتابك. قَالَ عَبْد الأعلى: فخرجتُ مسرعًا، ثُمَّ ندمتُ ودخل عليّ الشك. ثُمَّ أتيتُ داري، فأخرجتُ الكتاب من قرطاس كما رويته عَنْ أصبغ، فسُررتُ، ومضيتُ إلى سَعِيد بالكتاب. فقال: تمضي بِهِ إلى أَبِي محمد. فمضيتُ بِهِ إلى يحيى بن يحيى بْن يحيى، فأعلمته ولَم أدر ما القصة. فاجتمعنا بالقاضي وقالا: إن عَبْد الملك يُخالفنا بالكذب.
والمسألة التي خالفنا فيها عندك. هنا رجلٌ قد حجّ وأدرك أصبغ، وروى عَنْهُ هذه المسألة، كقولنا عَلَى خلاف ما ادّعاهُ عَبْد الملك، فارْدَعْه وكُفَّهُ. فجمَعهم القاضي ثانيًا، وتكلّموا، فقال عَبْد الملك: قد أعلمتُك ما يقولُ فيها أَصْبَغ. فبَدرَ عَبْد الأعلى بْن وَهْب وقال: يكذب عَلَى أصبغ. أَنَا رويت هذه المسألة عَنْهُ عَلَى ما قَالَ هذان، وهذا كتابي. فأخرج المسألة: فأخذ القاضي الكتاب وقرأ المسألة، وقال لعبد الملك ما ساءه من القول، وقال: تُفْتينا بالكذِب والخطأ، وتُخالفُ أصحابَك بالهوى؟ لولا البُقْيَا عليك لعاقبتك. ثُمَّ قاموا. قَالَ عَبْد الأعلى: فلمّا خرجتُ مررتُ عَلَى دار ابن رستم الحاجب، فرأيتُ عَبْد الملك خارجًا من عنده وفي وجهه الشر. فقلت: مالي لا أدخلُ عَلَى ابن رستم؟ فدخلتُ، فلم ينتظر جلوسي حتّى قَالَ: يا مسكين من غرّك، أو من أدخلك فِي هذا العارض؟ مثل عَبْد الملك بْن حبيب وتكذّبه؟ فقلتُ أصلحكَ اللَّه، إنّما سألني القاضي عَنْ شيء، فأجبته بِما عندي. ثُمَّ خرجتُ من عنده. وكان عَبْد الملك قد شكا إِلَيْهِ ما وقع وقال؛ إنّ القاضي أتى برجل لَيْسَ من أهل العلم والرواية، فأجلس معي وكذبني، وأوقفني موقفًا عجيبًا.
فقال لَهُ ابن رستم: اكتب بطاقة بالقصة وارفعها للأمير. فكتبَ يصف القصة، ويَشنّع. فأمر الأمير أن يبعث فِي القاضي. فبعث فِيهِ، فخرجت وصيّة الأمير يَقُولُ: لك فِي أمرك أن تشاور عَبْد الأعلى. وكان عَبْد الملك قد بنى بطاقته عَلَى أن يحيى بْن يحيى أمره بذلك. فقال القاضي: ما أمرني أحد بمشاورته ولكنه كَانَ يختلفُ إليّ، وكنتُ أعرفه من أهل الخير والعلم، مَعَ الحركة والفَهْم والحج والرحلة، فلمْ أرَ نفسي فِي سَعَة من تَرْك مشاورة مثله. وسأل الأمير وزراءه عَنْ عَبْد الأعلى، فأثنوا عَلَيْهِ ووصفوا عِلْمَه وولاءه. وكان لَهُ ولاء. قَالَ عبدُ الأعلى: فصَحِبْتُ يومًا عيسى بن

(17/128)


الشهيد، فقال لي: قد رُفِعْت عليك بطاقة رديئة لكنّ اللَّه دفع شرّها. وعن محمد بْن وضّاح قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أتاني صاحبكم عَبْد الملك بْن حبيب بغرارة مملوءة كتبًا، فقال لي: هذا عِلْمُكَ تجيزه لي؟ قلت: نعم. ما قرأ عليّ منه حرفًا ولا قرأته عَلَيْهِ. وكان محمد بْن عُمَرَ بْن أبان يَقُولُ: عَبْد الملك بْن حبيب عالِم الأندلس، ويحيى بْن يحيى عاقلها، وعيسى بْن دينار فقيهها. مات ابن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمانٍ، وقيل فِي ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
263- عَبْد الملك بْن حبيب1.
أَبُو مروان المصِّيصي البزّاز. عَنْ: أَبِي إسحاق الفزازي، وعبد اللَّه بْن المُبارك. وعنه: أَبُو داود، ومحمد بن عوف الطائي، وعثمان بن خرزاذ، وَمحمد بْن وضّاح القَرْطُبيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
264- عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن زريق بْن عُبَيْد اللَّه2 بْن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو الْحَسَن الأندلسيّ الزّاهد. عَنْ: ابن القاسم، وابن وهْب، وغيرهما، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
265- عَبْد الملك بْن زُونان3.
أَبُو مروان الأندلسيّ. شيخ مُعمّر، فقيه كبير. أدرك مُعَاويَة بْن صالِح الحمصيّ قاضي المغرب، وأخذ عَنْهُ. ورحل بأخرة فسمع من: ابن وهب، وابن القاسم. وكان يُفتي بالأندلس أولًا عَلَى مذهب الأوزاعي، ثُمَّ رجع إلى مذهب مالك. قِيلَ: زونان لَقَبُه، واسمه: حسن بْن محمد.
مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين بالأندلس فِي شَعْبَان، وقد جاوزَ التسعين.
266- عبد الواحد بن غياث4.
__________
1 تهذيب الكمال للمزي "2/ 852"، وسير أعلام النبلاء "12/ 108"، وتهذيب التهذيب "6/ 389، 390".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 269"، وبغية الملتمس "376".
3 انظر ما قبله.
4 انظر التاريخ الصغير للبخاري "234"، وانظر الجرح والتعديل "6/ 23"، والثقات لابن حبان "8/ 426".

(17/129)


أَبُو بحر البصْريّ الْمِرْبَديّ. سَمِعَ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وفَضَال بْن خيبر، وعبد العزيز القسْمَليّ.
وعنه: أبو داود، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وزكريا الساجي. وكان من الثقات المسندين. قَالَ أبو زُرْعة: صدوق. مات سنة أربعين ومائتين.
267- عَبْد الوارث بْن عُبَيْد اللَّه العَتَكيّ الْمَرْوَزِيّ1.
عَنْ: ابن المبارك، وخالد بْن مُسْلِم الزَّنْجيّ. وعنه: الترمذي، وعبد الله بن محمود المروزي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
268- عبد الوهاب بن نجدة2.
أبو محمد الحوطي الجبلي. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد. وعنه: ابنه أحمد، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم. وكان صدوقا. توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
269- عبيد الله بن عمر بن يزيد الإصبهاني القطان3.
أبو عمرو، وهو القصار. سَمِع: جرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى القطّان، ومحمد بن أبي عدي، ووكيع بن الجراح. وعنه: إسحاق بن حنبل، وعبدان بن أحمد، ومحمد بن يحيى بن منده، قَالَ أَبُو الشيخ: لَهُ أحاديث ينفردُ بِهَا. وقال الذَّهبِيّ: آخر ما حُدِّث عَنْهُ سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين فيما علمتُ.
270- عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَيْسَرة4.
أَبُو سَعِيد القواريري الْبَصْرِيّ الحافظ. مَوْلَى بني جُشَم. نزل بغداد ونشر بِهَا عِلْمًا
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 76"، والثقات لابن حبان "8/ 416".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 73"، والثقات لابن حبان "8/ 411"، وحلية الأولياء لأبي نعيم "4/ 150-152"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 871".
3 انظر أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 100"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 208-210".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 350"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 395، 396"، والجرح والتعديل "5/ 327"، والثقات لابن حبان "8/ 405".

(17/130)


كبيرًا وسمع: حمّاد بْن زيد، وأبا عَوَانة، ويوسف بْن الماجِشُون، وعبد الواحد بْن زياد، والفضل بْن عِيَاض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الوارث بْن سَعِيد، ومسلم بْن خَالِد الزّنجيّ، وسفيان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، وأبو زُرْعَة، وإبراهيم الحربيّ، وصالِح جَزَرَة، وأبو يَعْلَى الموصلي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البَغَويّ. وكتب عنه: أحمد، وابن معين، والقدماء. قَالَ ابن مَعِين، والنَّسائيّ: ثقة.
وقال أَحْمَد بْن سيّار الْمَرْوَزِيّ: لَم أرَ فِي جَميع من رأيت مثل مسدّد بالبصرة، والقواريري ببغداد، ومن عليّ، ومن إِبْرَاهِيم بْن عَرْعَرة. تُوُفِيّ ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحضره خلْق كثير، وله أربعٌ وثمانون سنة.
271- عُبَيْدُ اللَّه بْن فضالة بْن إِبْرَاهِيم1.
أَبُو قُدَيد النَّسائيّ الحافظ. رحل وسمع من: عَبْد الرزّاق باليمن، وَمحمد بْن يوسف الفِريابيّ بالشام، ويزيد بْن هارون بواسط، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقريء بِمكّة، وأبي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بْن يحيى بنيْسَابور. وعنه: النسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، والحسن بْن سُفْيَان. قال النسائي: ثقة مأمون. بقي إلى حدود الأربعين ومائتين.
272- عُبَيْدُ اللَّه بْن مُعاذ بْن مُعَاذ بْن نضر بْن حسّان2.
أَبُو عَمرو العنْبَريّ الْبَصْرِيّ الحافظ، من بني عمّ سوّار بْن عُبَيْد اللَّه العنبريّ. عَنْ: أَبِيهِ، ومُعَتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، ووكيع. وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي. قَالَ أَبُو حاتِم الرازيّ: ثقة. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 331"، والثقات لابن حبان "8/ 407"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 887".
2 انظر التاريخ الكبير للبخاري "5/ 401"، والجرح والتعديل "5/ 315"، والثقات لابن حبان "8/ 406"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 889".

(17/131)


273- عُبَيْد بْن الصّباح بْن صُبَيْح1.
أَبُو محمد الكوفي المقريء أخو عمرو بن الصباح. أخذ القراءة عوضًا عَنْ حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم. روى عَنْهُ القراءة عرضًا أَحْمَد بْن سهل الأشنانيّ. قَالَ: وكان ما علمت من الورعين المتقين. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
274- عَبْدَة بْن سُلَيْمَان الْمَرْوَزِيّ2.
صاحب ابن المبارك. عَنْهُ، وعن: الفضل السيناني، وأبي إسحاق الفرازي، ونوح بْن أَبِي مريم.
وعنه: أَبُو داود، وأبو بكر الأثرم، وعثمان الدرامي، وَمحمد بْن عاصم الثقفيّ، وأبو حاتِم، وقال: صدوق.
275- عثمان بْن صخر العُقَيْلِيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد.
أحد مشايخ القوم، كَانَ يَقُولُ بالخصوص، يعني أن اللَّه يختصّ برحمته من يشاء، ويقول بالمحنة. وكان مقدَّمًا في النُّسَّاك. كتب الحديث، وروى عَنْهُ: الكُدَيْمِيّ، وغيره. وصحِبَهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وسافر معه.
276- عثمان بْن طالوت بْن عبّاد الصَّيْرَفِيّ3.
تُوُفِيّ فِي حياة والده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين. عَنْ: عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، وأزهر السّمّان، وقريش بن أنس، والأصمعي. وعنه: أبو عبد البخاري، ومحمد بن الذهلي، وهاشم بن مرثد الطبراني. وكان صدوقا.
277- عثمان بن عبد الله4.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 408"، والثقات لابن حبان "8/ 1429"، وتاريخ الطبري "5/ 40"، ولسان الميزان "4/ 119".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 89، 90"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 115"، والثقات لابن حبان "8 437"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 872".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 454".
4 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 102، 103"، والكامل لابن عدي "5/ 1823"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 282".

(17/132)


أبو عمرو الأموي. عَنْ: حمّاد بْن سلمة، ومالك، واللَّيْث. وعنه: علي بن إسحاق بن زاطيا، وعبد الله بن ناجية، وأبو يعلى. وهو أحد المتروكين لإتيانه بالطامات. وقال ابن عديّ: لَهُ أحاديث موضوعة. وجدّه هُوَ: عَمْرو بْن عثمان بْن عفان.
278- عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثّقفِيّ1.
أَبُو عَمْرو. روى بإصبهان عَنْ: والده، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. وعنه: النضر بن هشام، ويعقوب بن إسحاق الضبي، ومحمد بن إبراهيم ابن شبيب. لا نعلم فيه حرجًا.
279- عثمان بْن أَبِي شَيْبَة2.
هُوَ عثمان بْن محمد بن أبي شيبة بن إِبْرَاهِيم بْن عثمان بْن خُوَاسْتَى، أَبُو الْحَسَن العبسي، مولاهم الْكُوفيّ. أخو أَبُو بَكْر، والقاسم. كَانَ من كبار الحُفاظ كأخيه. دخل إلى الحجاز، والرِّيّ، والبصرة، والشّام، وبغداد، وصنَّف الْمُسْنَد، والتّفسير، وغير ذَلِكَ. روى الكثير عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وهُشَيْم، وإسماعيل بْن عَبَّاس، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وحَرِيز بْن عَبْد الحميد، وابن عُلَيَّة، وابن المبارك، وعلي بن مسهر وغيرهم. وعنه: الشيخان، وأبو داود، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، والفريابي، والبغوي، وآخرون. سُئل عَنْه أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ: ما علمت إلا خيرا. وأثنى عليه. وقال ابن مَعِين: ثقة مأمون. قَالَ الذَّهبِيّ: وكان لا يحفظُ القرآن، وإذا جاء منه شيء صحَّف فِي بعض الأحايين. مات فِي ثالث المحرّم سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين.
280- عثمان بْن محمد بْن سَعِيد.
أَبُو القاسم الرازيّ الدَّشْتَكيّ. نزيل البصرة. عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدَّشْتكيّ، وغيره.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 453"، وأخبار أصبهان "1/ 359، 360".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 66، 67"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 250"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 35".

(17/133)


مُقِلّ. وعنه: أَبُو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعَبْدَان الأهوازيّ.
281- عصام بْن الحَكَم الشَّيْبَانيّ العُكْبَريّ1.
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن آدم. وعنه: ابنه عَبْد الوهاب، وابن ذَريح، وصالِح القيراطيّ.
282- عصام بْن مُكْرَم الضَّبّيّ الهلاليّ الْكُوفيّ.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُصْعَب بْن سلام، والمسيب بْن شَرِيك، ويحيى بْن يَمَان. وعنه: إبراهيم بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وعبدان. قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال مُطَين: تُوُفِيّ فِي ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين. وكان صدوقًا.
283- عَلْكَدَة بْن نوح الأندلسيّ الرُّعَيْنِيّ2.
عَنْ: ابن وهْب، وابن القاسم. مات بالأندلس سنة سَبْعٍ وثلاثين ومائتين.
284- عليُّ بْنُ بَحْر بْن مُوسَى3.
أَبُو الْحَسَن الفارسي ثُمَّ البغداديّ القطّان الحافظ. عَنْ: عَبْد العزيز الدَّراورْدِيّ، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد المهيمن بْن عبّاس الساعدي، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وبقيّة بْن الوليد، وعبد الرزّاق، وهشام بْن يوسف، وحَرِيز بْن عَبْد الحميد، وأبي خَالِد الأحمر، وخلْق.
وعنه: أَبُو داود، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وحنبل بْن إِسْحَاق، وهلال بْن العلاء، وإبراهيم الحربيّ. وثقه ابن مَعِين. ومات ببابسير من ناحية الأهواز سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
285- عليّ بْن بِشْر الإصبهانيّ الأُمَويّ4.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 289".
2 انظر علماء الأندلس "1/ 343"، وبغية الملتمس "436".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 176"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 263"، والثقات لابن حبان "8/ 468"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 352".
3 انظر أخبار أصبهان "2/ 1، 2"، وطبقات المحدثين "2/ 138-145".

(17/134)


عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويزيد بْن هارون، وعبد الرزاق. وعنه: عبيد بن الحسن، وإبراهيم بن نائلة، والقاسم بن منده. متروك. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
286- علي بن بريد1.
أبو دعامة القيسي الإخباري الراوية. عَنْ: أَبِي العتاهية، وأبي نواس. وعنه: أَحْمَد بْن طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي. وهو بلقبه أشهر.
287- عليّ بْن حبيب2.
أَبُو الْحَسَن البلْخِيّ عَلُّوَيَّة. شيخٌ مُعَمِّر. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونوح بْن أَبِي مريم. وعنه: دُحَيْم بْن نوح، وعليّ بْن إِسْمَاعِيل الجوهري. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وله من العمر مائة وخمس عشر سنة.
288- عليّ بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان3.
أَبُو الْحَسَن الحضرميّ الواسطيّ، ويُقال الْكُوفيّ الأدميّ، الملقّب بأبي الشَّعْثَاء. عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، وعَبْدة بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن عَبْد اللَّه الطّحان، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو زرعة الرازي، وأسلم بن سهل بحشل، وصالح بن محمد جزرة، والحسن بن سفيان. وثقه أبو داود. مات في آخر سنة ست وثلاثين ومائتين.
289- علي بن حكيم بن ذبيان4.
أبو الحسن الأودي الكوفي، أخو عثمان. عَنْ: جَعْفَر بْن زياد الأحمر، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن المقدام. وعنه: مُسْلِم، والْبُخَاريّ فِي كتاب الأدب، وَأَحْمَد بْن أَبِي غَرَزَة، وعُبيد بْن غنّام، وعثمان بْن خُرَّزاذ، ومُطّين، وموسى بن
__________
1 ستأتي ترجمته.
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 183".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 180"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 377"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 96".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 410"، والجرح والتعديل "6/ 183"، والثقات لابن حبان "8/ 467"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 965".

(17/135)


إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والفِرْيَابيّ، وعَبْدَان. قَالَ أبو حاتم: صدوق. توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
290- عليّ بْن حكيم بْن زاهر السَّمَرقَنْدِيّ1.
أَبُو الْحَسَن. عَنْ ابن عُيَيْنَة، وأبي خَالِد الأحمر، وحفص بْن سلم السمرقندي. وعنه: جيهان الفرعاني، وجعفر الفِرْيَابيّ. قَالَ الخطيبُ: كَانَ فقيهًا يُعرف بعليّ البكّاء لكثرة بكائه. وكان ثقة.
جاور بمكة نحوًا من عشرين سنة، ومات سنة خمسين وثلاثين ومائتين.
291- عليّ بْن حمزة بْن سَوّار العكّيّ2.
بصْرِيّ صَدُوق. عَنْ: جرير بْن حازم، وحمزة المعْوَليّ. وعنه: أبو زرعة، وأبو يعلى.
292- علي بن المديني.
هو عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن نجيح، مولى عروة بن عطية السعدي. الإمام أبو الحسن البصري، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
ولد سنة إحدى وستين ومائة. سَمِعَ: أباهُ، وحمّاد بْن زيد، وهُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، والدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد العزيز بْن عَبْد الصمد العَمّيّ، وجعفر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن وهْب، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد الوارث، والوليد بْن مُسْلِم، وغُنْدَرًا، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وابن عُلَيَّة، وعبد الرّزّاق، وغيرهم. وعنه: الْبُخَاريّ، وأبو داود، وَأَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهلال بن العلاء، وحُمَيْد بْن زَنْجَويَه، وإسماعيل القاضي، وصالِح جَزَرَة، وعليّ بْن غالب البَهِيّ، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَمحمد بْن جَعْفَر الْإِمَام الدِّمياطيّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد اللَّه البَغَويّ، وغيرهم، آخرهم وفاةً عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أيوب الكاتب، وأقدمهم وفاة شيخه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. قَالَ الخطيب: وبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة.
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 106"، والثقات لابن حبان "8/ 466، 467".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 308"، والجرح والتعديل "6/ 193"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 14".

(17/136)


قَالَ أبو حاتم: كَانَ ابن الْمَدِينِيّ عَلَمًا فِي النّاس فِي معرفة الحديث والعِلل، وما سَمِعْتُ أحدًا سمّاهُ قطّ، إنّما كَانَ يُكنّيه تبجيلًا لَهُ. وعن ابن عيينة قال: يلومونني عَلَى حُبّ عليّ بْن الْمَدِينِيّ. والله لَمَّا أتعلم منه أكثر مِمّا يتعلم منّي. وعن ابن مهديّ قَالَ: عليّ بْن الْمَدِينِيّ أعلمُ الناس بحديث رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وخاصّة بحديث ابن عُيَيْنَة. وقال ابنُ مَعِين: عليٌّ من أروى النّاس. وقال أَبُو قُدامة السَّرْخَسيّ: سمعتُ عليّ بْنَ الْمَدِينِيّ يَقُولُ: رأيتُ فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قال أبو قدامة فصدق رؤياهُ. بلغ فِي الحديث مبلغًا لَم يبلغه كبير أحد.
وقال النَّسَائيّ: كأنّ اللَّه خلق عليّ بْن الْمَدِينِيّ لِهذا الشأن. وقال أَبُو يحيى صاعقة: كَانَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إذا قدِم بغداد تصدَّر للحلقة، وجاء يحيى، وَأَحْمَد بْن حنبل والْمُعَيْطِيّ، والنّاس يتناظرون، فإذا اختلفوا فِي شيء تكلَّم فِيهِ عليّ. وقال أَحْمَد بْن زُهير يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن مَعين يَقُولُ: كَانَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إذا قَدِمَ علينا أظهرَ السنة، وإذا ذَهبَ إلى البصرة أظهر التشيُّع.
وقال إِبْرَاهِيم بْن معقل: سمعتُ الْبُخَاريّ يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عِنْدَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ.
وقيل لأبي داود: أَحْمَد أعلمُ أم عليّ؟ قَالَ: عليّ أعلم باختلاف الحديث من أَحْمَد.
وقال أَبُو داود: ابن الْمَدِينِيّ خيرٌ من عشرة آلاف مثل الشَّاذَكونيّ. وعن أَبِي عُبَيْدَة قَالَ: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعليّ بْن الْمَدِينِيّ أعلمهم بِهِ، ويحيى بْن مَعِين أكتَبُهم لَهُ. ومع ذَلِكَ كَانَ مِمّن أجاب فِي المحنة، نسألُ اللَّه العافية.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن القطّان يَقُولُ: ويْحَك يا عليّ، أراك تتبع الحديث تتبُّعًا، لا أحسبك تموت حتَّى تُبْتَلَى. وقال أزهر بْن جميل: كنّا عِنْدَ يحيى بْن سَعِيد، فجاء عبدُ الرَّحْمَن بْن مهديّ ممتقع1 اللون أشعث، فقال: رأيتُ البارحة كأن قومًا من أصحابنا قد نُكِّسوا. فقال ابن الْمَدِينِيّ: يا أَبَا سَعِيد هُوَ خير، قَالَ تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: 68] .
__________
1 متغير.

(17/137)


فقال عَبْد الرَّحْمَن: اسكت، فَواللَّهِ إنّك لفي القوم. وقال الأثرم عليّ بْن المغيرة: سمعتُ الأصمعي وهو يَقُولُ لابن الْمَدِينِيّ: واللهِ يا عليّ، لتتركنّ الْإسْلَام وراء ظهرك. وقال الصُّوليّ: ثنا الحسين بن فهم قَالَ: أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد لابن الْمَدِينِيّ، بعد وصلهُ بعشرة آلاف درهم وثياب ومركبٍ بعدّته: يا أَبَا الْحَسَن، حديث جرير فِي الرؤية ما هُوَ؟ قَالَ: صحيح. قَالَ: هَلْ عندك فِيهِ شيء؟ قَالَ: يعفيني القاضي. قَالَ: يا أَبَا الْحَسَن هذه حاجة الدَّهْر. ولَم يزل بِهِ حتّى قَالَ: فِيهِ من لا يعوَّل عَلَيْهِ قيس بْن أَبِي حازم، إنّما كَانَ أعرابيًّا بوَّالًا عَلَى عَقِبَيْه. فقبّله ابن أَبِي دُؤاد واعتنقه.
فلمّا ناظر أَحْمَد بْن حنبل قال: يا أمير المؤمنين يحتج علينا بحديث جرير، وإنّما هُوَ من رواية قيس بْن أَبِي حازم، أعرابيّ بوّال عَلَى عقبيه. قَالَ: فقال أَحْمَد بْن حنبل بعد ذَلِكَ: فحين أطْلَع لي هذا علمت أَنَّهُ من عمل عليّ بْن الْمَدِينِيّ. قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هذا باطل، قد نزَّه اللَّه عليَّ بْن الْمَدِينِيّ عَنْ قول ذَلِكَ فِي قيس بْن أَبِي حازم، وليس فِي التّابعين من أدركَ العشرة وروى عنهم غيره. ولَم يحك أحدٌ مِمن ساق محنة أَحْمَد أَنَّهُ نوظر فِي حديث الرؤية. قَالَ والدي: يُحكى عَنْ علي أنه روى لابن دُؤاد حديثًا عَنِ الوليد بْن مُسْلِم فِي القرآن أخطأ فِيهِ، فكان أَحْمَد بْن حنبل يُنْكرُ عَلَيْهِ رواية ذَلِكَ الحديث. واللفظُ: "كِلُوه إلى عالمه"، فقال: "كِلُوه إلى خالِقِه" وقال أَبُو العَيْنَاء: دخلَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إلى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد بعد محنة أَحْمَد بْن حنبل، فناوله رُقْعَةً، فقال: هذه طُرِحَت فِي داري. فإذا فيها:
يا بان الْمَدِينِيّ الَّذِي شُرِعَت لَهُ ... دُنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاكَ إلى اعتقاد مقالةٍ ... قد كَانَ عندك كافرًا من قالها
أمرٌ بدا لك رُشْدُهُ فقبِلْتَهُ ... أمْ زهرة الدُّنيا أردتَ نَوَالها
فلقد عهِدتُكَ لا أَبَا لك مرَّةً ... صعْبَ الْمَقادة للّتي تُدْعَى لَها
إنّ الحريب لمن يصاب بدينه ... لا من يرزيء ناقة وفِصَالها
فقال لَهُ: لقد قمت وقمنا من حقّ اللَّه بِما يصغّر قدْر الدُّنيا عِنْدَ كبير ثوابه. ثُمَّ وصله بِخمسة آلاف درهم. وقال ابن عدي: سمعتُ مُسَدَّد بْن أَبِي يوسف القَلوَسيّ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لعلي بْن الْمَدِينِيّ: مِثْلُك وفي علمك يُجيبُ إلى ما أجبت إِلَيْهِ؟ قَالَ: يا أَبَا يوسف ما أهْون عليك السّيف. وقال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بن الجنيد:

(17/138)


سمعتُ ابن مَعِين، وذُكِرَ عِنْدَه ابن الْمَدِينِيّ، فحملوا عليه، فقلت: ما هو عن النّاس إلا مُرْتَدّ. فقال: ما هُوَ بِمُرْتَدّ، وإنّما هُوَ عَلَى إسلامه. رَجُل خافَ فقال ما عَلَيْهِ. وعن محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة: سمعتُ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ عَلَى المنبر يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم اللَّه لا يرى فهو كافر، ومن زعم أنّ اللَّه لَم يكلِّم مُوسَى حقيقة فهو كافر. تُوُفِّيَ لليلتين من ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين بسامرّاء.
293- عليّ بْن عيسى المخرميّ البغداديّ1.
عَنْ: هُشَيْم، وحفص بْن غِياث، وعبد اللَّه بْن إدريس. وعنه: حرب الكرْمَاني، وابن أَبِي الدُّنْيَا، وعبد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ. وثَّقه صالح بْن محمد جَزَرَة. تُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
294- عليّ بْن قَرِين بْن بَيْهَس2.
أَبُو الْحَسَن الْبَصْرِيّ. سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الوارث. وعنه: عَبْد اللَّه بْن هارون السَّعْدِيّ، وغيره. وهو متروك متَّهم. قَالَ مُوسَى بْن هارون: كذّاب. وقال ابن قانع: يضع الحديث. مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين.
295- عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي شدّاد الحافظ3.
أَبُو الْحَسَن الطَّنَافِسيّ الكوفِيّ. محدِّث قَزْوِين. عَنْ: أخواله محمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد الطَّنافسيّ، وأبي بَكْر بْن عياش، وأبي مُعَاويَة، وابن عُيَيْنَة، وحفص بْن غياث، وعبد اللَّه بْن وهب. وعنه: أَبُو زُرْعة، وأبو حاتِم، وابن وَارَةَ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وَمحمد بْن الضُّرَيْس، وعليّ بْن سَعِيد بْن بشير الرازيّون، وابنه الْحُسَيْن بْن عليّ قاضي قَزْوين، ويحيى بْن عَبْدَك القَزْويني، قَالَ أبو حاتم: كَانَ ثقة صدوقًا. وهو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة فِي الفضل والصَّلاح.
وأبو بَكْر أكثر حديثًا منه وأفهم. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 11".
2 تقدم ترجمته.
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 202"، والثقات لابن حبان "8/ 467"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 990".

(17/139)


296- عليُّ بْن هاشم بْن مرزوق1.
أَبُو الْحَسَن الرّازيّ، مولى بني هاشم. عَنْ: هُشَيْم، وعُبَيْدَة بْن حُمَيْد، وعَبَّاد بْن العَوَّام، وعليّ بْن غُرَاب، وابن مطيع الْحَكَم بن عبد الله قاضي بلخ، وأبي بكر بن عياش. وعنه: أبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن جعفر الحمال، وعبد الرحمن بن محمد بن سالم، ومحمد بن عبد الله بن رسته الإصبهاني. قَالَ أبو حاتم: صدوق.
297- عليُّ بْن المغيرة2.
أَبُو الْحَسَن الأثرم، صاحب اللُّغَة، كَانَ من كبار علماء اللِّسَان ببغداد. حمل عَنْ: أَبِي عُبَيْدَة، والأصمعي، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَمحمد بْن يَحْيَى الكِسَائي الصَّغير، وَأَحْمَد بْن يحيَى البلاذُريّ، والزُّبير بْن بكّار، وأبو الْعَبَّاس ثعلب. وكان مقبول الرواية، بصيرًا بالنَّحْو واللُّغة. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
298- عُمَرَ بْن فرج الرُّخَّجيّ الكاتب3.
كَانَ من علية الكُتّاب، يصلح للوزارة. سخط عَلَيْهِ المتوكّل، فأخذ منه ما قيمته مائة وعشرون ألف دينار. ثم صالحه على أن يرد إِلَيْهِ ضياعه عَلَى ماله. ثُمَّ غضب عَلَيْهِ وصُفِعَ4 ستّة آلاف صفعة فِي أيام، وأُلْبِسَ عباءة. ثُمَّ رضي عَنْهُ، ثُمَّ سَخطَ عَلَيْهِ ونفاهُ. تُوُفِيّ ببغداد.
299- عُمَرَ بْن موسى5.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 208"، والثقات لابن حبان "8/ 475"، وتهذيب الكمال "2/ 994".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 470"، وتاريخ بغداد "12/ 107"، والكامل في التاريخ "7/ 35"، والفهرست "56".
3 انظر تاريخ الطبري "9/ 140، 150"، والكامل في التاريخ "7/ 23، 29"، ومروج الذهب "2834".
4 صفعة صفعًا: أي ضربه بكفه مبسوطة.
5 انظر الثقات لابن حبان "8/ 445"، والكامل لابن عدي "5/ 1710"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 226".

(17/140)


أَبُو حفص الحادي البصْريّ ثُمَّ الكُدَيْمِيّ. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي الربيع السّمّان أشعث، وأبي هلال محمد بْن سُلَيْم. وعنه: عَبْدَان الأهوازي، وعمر السّخْتياني، وزكريّا الساجيّ. قَالَ ابن عديّ: ضعيف، يسرق الحديث.
300- عُمَرَ بْن هشام1.
أَبُو حفص النَّسَويّ. صاحب مظالم الرَّيِّ. عَنْ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وفَضَالة بْن إِبْرَاهِيم. وعنه: أَبُو داود، وأبو حاتِم، وعبد اللَّه الخُتَّليّ.
301- عمّار بْن زَرْبي2.
أَبُو الْمُعْتَمِر الْبَصْرِيّ الضرير المؤدِّب. عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وبِشْر بْن منصور. وعنه: عبدان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى. كذبه عبدان.
302- عمرو بن حفص3.
ويقال عمر. أبو هشام الثقفي مولاهم الدمشقي البزاز. ولاؤه للحجاج بن يوسف. عَنِ: الوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن إبراهيم البسري. قَالَ أبو حاتم: صدوق.
303- عَمْرُو بْن الْحُصَيْن العُقَيْلِيّ الباهليّ الْبَصْرِيّ ثُمَّ الحَرزيّ4
أَبُو عثمان4. عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويحيى بْن العلاء الرازيّ، وعبد العزيز بن مسلم، وعلي بن سارة. وعنه: أحمد بن داود المكي، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المثنى، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، والحسين بن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 142"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 230".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 392"، والثقات لابن حبان "8/ 517، 518"، الكامل لابن عدي "5/ 1731".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 229".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 229"، والضعفاء للدارقطني "130"، والكامل لابن عدي "5/ 1797"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 252".

(17/141)


إسحاق التستري، وأبو يعلى الموصلي. قَالَ أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال ابن عديّ: حدَّث عَنِ الثّقات بغير حديث مُنْكَر، وهو مظلم الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك. تُوُفيّ بعد الثلاثين ومائتين.
304- عَمْرُو بْن رافع بْن الفُرات1.
أَبُو حُجْر البَجَليّ القَزْوينيّ. عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وابن عيينة، والفضل بن موسى، وعباد بن العوام. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن عبد الرحمن القلانسي، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمود بن الفرج الإصبهاني. قَالَ أَبُو حاتِم: قلّ من كتبنا عَنْهُ أصدق لَهجةً وأوضح حديثًا منه. مات سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
305- عَمْرو بْنُ زُرارة بْن واقد2.
أَبُو محمد الكلابي النيسابوري المقريء. قرأ القرآن عَلَى الكسائي، وحدَّث عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ.
وعنه: الشَّيْخَان، والنسائيّ، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، والحسن بْن سُفْيَان، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج. قَالَ النسائيّ: ثقة. ومات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
306- عَمْرُو بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبَان3.
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو الْحَسَن الباهليّ. عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويعقوب القُمّيّ، وابن المبارك، وحمّاد بْن زيد. وعنه: يزيد بْن خَالِد الإصبهاني، وصالِح بْن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 232، 233"، والثقات لابن حبان "8/ 487"، وتهذيب الكمال "2/ 1032"، وتهذيب التهذيب "8/ 32".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 233"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 332"، والثقات لابن حبان "8/ 487"، وسير أعلام النبلاء "11/ 406".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 233"، والضعفاء للدراقطني "130"، والكامل لابن عدي "5/ 1800"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 204".

(17/142)


العلاء العَبْدِيّ، ورَوْح بْن عَبْد المجيب، وسمع منه فِي سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين. قَالَ ابن عديّ: يسرق الحديث ويُحدِّثُ بالبواطيل.
307- عَمْرُو بن عباس الباهليّ1.
أَبُو عثمان البصريّ الأهْوَازِيّ الرازيّ والد عَمْرو الباهليّ. عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وابن مهديّ. وعنه: الْبُخَاريّ، وحرب الكِرْمَانيّ، وعَبْدَان الأهْوازيّ. كَانَ حافظًا صاحب حديث. مات فِي ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
308- عَمْرُو بْن قسطْ أو قُسَيْط2.
أَبُو عليّ السُّلَمِيّ الرَّقِيّ. عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرِّقيين، ويعلى بن الأشدق.
وعنه: أبو داود، وأحمد بن إسحاق بن يزيد الخشاب، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاذ. توفي سنة ثلاثين ومائتين. قلتُ: كَانَ حقّه أن يحوَّل إلى الطبقة التي قبل هذه الطبقة.
309- عَمْرُو بْن عَمْرو بْن يزيد.
أبو عبد الله الغافِقيّ. مولاهم الْمَصْرِيّ. عَنْ: الليث بْن سعد، وابن لَهِيعة. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. وهو والد إسماعيل بن عمرو المدني راوي الموطأ عَنْ عَبْد الملك بْن الماجِشُّون، عَنْ مالك. مات سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
310- عَمرو بْن محمد بْن بُكَيْر بْن سابور3.
الحافظ أَبُو عثمان البغداديّ النّاقد. نزلَ الرَّقَّةَ مُدّةً. عَنْ: هُشَيْم، وأبي خَالِد الأحمر، والسفيان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، ومُعْتَمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وعبد الرزّاق. وعنه: الشيخان، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو القاسم
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 252"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 362"، والثقات لابن حبان "8/ 468"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1039".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 256"، والثقات لابن حبان "8/ 486"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1047".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 358"، والجرح والتعديل "6/ 262"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 375"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 205".

(17/143)


البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ عَمْرو الناقد يتحرّى الصِّدْق. وقال أبو حاتم: ثقة أمين. وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ ثقة صاحب حديث، فقيهًا من الحفّاظ المعدودين. تُوُفيّ لأربعٍ خَلَوْنَ من ذِي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
311- عِمْران بْن يزيد بْن أَبِي جميل الدمشقي1.
ذكره ابن أَبِي حاتم فقال: عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن سَمَاعة، وهِقْل بْن زياد، والدَّرَاوَرْدِيّ، وشهاب بْن خِراش. وعنه: أبي وأبو زرعة.
312- عون بن يوسف2.
أبو محمد الخزاعي المغربي الكناني الفقيه. سَمِعَ من: عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وغيره.
وعنه: محمد بْن وضّاح، وكان يُفضِّلْه وَيُثْنِي عَلَيْهِ. مات فِي جُمَادى الأولى سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، عَنْ سنٍّ عالية.
313- عيّاش بْن الوليد3.
وهو عياش بْن الأزرق. بصريٌّ نزل أَذَنَة. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وعنهُ: أَبُو داود، وَأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العجليّ الحافظ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
314- عِياض بْن عَبْد الملك الْمُراديّ.
مولاهم المصريّ، أَبُو يزيد. عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن كُلَيْب، وابن وهب. وكان من أفضل أهل زمانه. وعنه: عَبْد الكريم بْن إِبْرَاهِيم. تُوُفِّيَ بأَيْلَة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
315- عيسى بن سالم الشاشي4.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 307"، وتهذيب التهذيب "9/ 223".
2 انظر ترتيب المدارك "2/ 627"، وطبقات الفقهاء "157".
3 انظر الإكمال لابن ماكولا "6/ 68".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 278"، والثقات لابن حبان "8/ 494"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 61".

(17/144)


عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِيّ، وعبد اللَّه بْن المبارك. وعنه: مُوسَى بْن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو القاسم البغويّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة؛ تُوفيّ بطريق حُلْوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
"حرف الغين":
316- غُزَيْلُ بْن سِنَان الموصِليّ.
مولى بَنِي تَميم. عَنْ: المعافى بْن عِمران، وعفيف بْن سالم. وعنه: أَحْمَد بْن حمدون الموصليّ.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين. مجهول.
"حرف الفاء":
317- الفتح بْن هشام الترجمانيّ1.
عَنْ: أَبِي عُلَيَّة. وعنه: أَبُو إِسْحَاق السّرّاج. مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
318- الفُرات بْن نصر2.
الفقيه أَبُو حفص القُهُنْدُزيّ الْهَرَويّ. سَمِعَ الكُتُب من: محمد بْن الْحَسَن. وحمل أيضًا عَنْ: أَبِي يوسف. وعنه: أحمد بْن حَبُّوَيْه. مات سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
319- الْفَرَجُ بنُ سَهيل بْن الفَرَج القُضَاعِيّ ثُمَّ الفارابيّ الزّاهد3.
عَنْ: ابن وهْب، وأبي إِسْمَاعِيل الزّاهد. وصحب إدريس بْن يحيى. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: كَانَ حكيمًا ينطقُ بالحكمة. تُوفيّ فِي المحرم سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
320- الفضل بْن زياد4.
أَبُو الْعَبَّاس الطَّسْتِيّ، بغداديّ ثقة. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، وعبّاد بْن عبّاد. وعنه: ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن هاشم البغوي.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 14"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 383".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 14".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 86".
4 انظر الجرح والتعديل "7/ 62"، والثقات لابن حبان "9/ 6"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 360".

(17/145)


321- الفضل بن غانم1.
أبو علي المروزي الخزاعي. عَنْ: مالك، وسليمان بْن بلال، وأبي يوسف. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يَحْيَى الْمَرْوَزِيّ، وأبو القاسم البَغَويّ. وقد تولّى قضاء مصر عامًا وعزل، وذلك في ثمانٍ وتسعين ومائة، وكان كبير اللحية جدًّا، وكان يُصلِّي بالنّاس الجمعة، فإذا خطبَ جعل فِي لحيته عودًا ليردّ عنها عين لَهِيعة بْن عيسى، وكان فيما قِيلَ عُيُونًا مجرَّبًا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الفضل لَيْسَ بقويّ. وتكلَّم فِيهِ أيضًا أَحْمَد بْن حنبل. وولي قضاء الرِّيّ فيما قاله ابن أَبِي حاتِم. مات سنة ستة وثلاثين ومائتين.
322- الفضل بْن مُقاتِل2.
أَبُو مُقاتِل الأزْدِيّ البلْخِيّ عَنْ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ وعبد الرزّاق ويزيد بْن أَبِي حكيم وعنه البخاري في كتاب الأدب وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب وجعفر الفريابي وثقه البخاري.
323- فضيل بن الحسين بن طلحة3.
أبو كامل الجحدري البصري ابن أخي كامل بن طلحة. عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبد الواحد بْن زياد، وخالد بْن عَبْد الله الطّحّان، وسُلَيْم بْن أخضر. وعنه: مسلم، وأبو داود، وابن أبي عاصم، وعبدان، والبغوي. وكان ثقة مشهورا. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
324- فطر بن حماد بن واقد الصفار4.
بصري، مقل. عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس. وعنه: مُسْلِم فِي غير الصحيح، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو البزّاز، وعليّ بْن سَعِيد الرّازيّ. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 66"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 239"، وتاريخ الطبري "8/ 637"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 357".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 69".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 71، 72"، والثقات لابن حبان "9/ 10"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1102".
4 تقدمت ترجمته.

(17/146)


"حرف القاف":
325- القاسم بْن أُميّة العَبْدِيّ الْبَصْرِيّ الحذاء1.
عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وحفص بْن غِيَاث. وعنه: أبو زرعة وقال: صدوق، وأبو حاتِم.
326- القاسم بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة2.
أخو أَبِي بَكْر، وعثمان: ضعيف الحديث بمرّة. عَنْ: يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وعبد اللَّه بْن إدريس، وإسماعيل بْن عُلَيَّة. وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم ثُمَّ تركا حديثه؛ وصالح جررة، وأبو يَعْلَى. مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
327- القاسم بْن هلال3.
أَبُو محمد القُرْطُبيّ. رحل، وسمع: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم. حدَّث عَنْهُ: أولاده. وكان بصيرًا بِمذهب مالك. تُوُفِيّ سنة إحدى، وقال ابن يونس: سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
328- قُتَيْبَة بْن سَعِيد بْن جميل بْن طريف4.
أَبُو رجاء الثّقفي، مولاهم البلْخَيّ، نزيل قرية بَغْلان. قَالَ ابن عديّ: اسمه يَحْيَى، وقُتَيْبَة لَقَبٌ لَهُ.
وُلِدَ سنة تسعٍ وأربعين ومائة. سَمِعَ: مالكًا، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وأبا عَوَانة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الموّال، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومفضّل بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وبكر بْن مُضَر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبا الأحوص، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخلقًا بِخُراسان، والعراق، والحجاز، ومصر. وعنه: من عدا ابن ماجة، وابن حمّاد، وَأَحْمَد بْن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 107"، والمغني في الضعفاء "2/ 517".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 120"، تاريخ جرجان "299"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 379"، ولسان الميزان "4/ 465".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 355"، وبغية الملتمس "451".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 379"، والجرح والتعديل "7/ 140"، والثقات لابن حبان "9/ 20"، وتاريخ الطبري "2/ 388"، وحلية الأولياء "6/ 319".

(17/147)


حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيْثَمَة، ويَحْيَى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعَة، وجعفر الفِرْيَابي، والحسن بْن سُفيان، وموسى بْن هارون، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج. عَنْ: الْحَسَن بْن سُفْيَان قَالَ: كُنَّا عَلَى باب قُتَيْبَة، وكان معنا رجلٌ يقول: لا أخرج حتّى أكبّر عَلَى قُتَيْبَة. فمرض الرجل ومات، فأُخبرَ قُتَيْبَة فخرج، فصلّى عَلَيْهِ، وكتب عَلَى قبره: هذا قبر قاتل قُتَيْبَة. قَالَ أَحْمَد بْن يسار: كَانَ جدّ قُتَيْبة مولى للحجاج، وكان يذكر كرامته عَلَيْهِ، وأنه كَانَ يجلس عَلَى سرير عَنْ يمينه. وكان قتيبة رَبْعَةً، أصلع، حُلو الوجه، حَسَن الخَلْق، غَنيًّا من ألوان الأموال من البقر، والإبل، ولقد قَالَ لي: أقِمْ عندي هذه الشّتْوَة حتّى أُخرج لك مائة ألف حديث عَنْ خمس أُناسيّ. وكان ثَبْتًا صاحب سنة. كتب الحديث عَنْ ثلاث طبقات. فقال ابن أَبِي خيثمة: سُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنْ قتيبة، فقال: ثقة.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
ومن شعر قُتَيْبَة:
لولا القضاءُ الَّذِي لا بُدّ مُدْركُهُ ... والرّزْق يأكله الْإِنْسَان بالقَدَر
ما كَانَ مثلي فِي بَغْلانَ مَسْكَنُهُ ... ولا يَمرُّ بِهَا إلا عَلَى سَفَر
ومن عجيب الاتفاق أنّ التِّرْمِذِيَّ روى حديث الجمع بين الصلاتين عَنْ قُتَيْبَة، ثُمّ رَوَاهُ عَنْ عَبْد الصمد بْن سُلَيْمَان، عَنْ زكريّا اللُؤلؤيّ، عَنْ أَبِي بَكْر الأعْيَن، عَنْ عليّ بْن الْمَدِينِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل، عَنْ قُتَيْبَة.
329- قَطَنُ بنُ نُسَير2.
أَبُو عبّاد الغُبَريّ الْبَصْرِيّ. عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعنه: مسلم، وأبو داود، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.
قال أبو حاتِم: رأيتُ أَبِي يحمل عَلَيْهِ. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله.
__________
1 أي أصناف.
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 138"، والثقات لابن حبان "9/ 22"، والكامل لابن عدي "6/ 2075"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1130".

(17/148)


"حرف الكاف":
330- كامل بْن طلحة1.
أَبُو يَحْيَى الْجَحْدَريّ الْبَصْرِيّ. وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين ومائة. عن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جَعْفَر بْن حبّان، واللّيث بْن سعد ومالك، وابن لَهِيعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني، في كتاب "المسائل"، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل فِيهِ: مقارب الحديث. وقال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
331- كثير بْن يحيى بن كثير2.
أبو مالك. عن: أبي عوانة، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وثابت بْن يزيد الأحوال، وغيرهم. وعنه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زيادات المسند، وإبراهيم بن هاشم البغوي وعبيد الله بن النعمان المنقري، وهشام بن علي السدوسي. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: روى عَنْهُ أَبِي، وأبو زُرْعة، وقال: صدوق. تُوُفيّ سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
332- كعب بْن سَعِيد3.
أَبُو سَعِيد العامريّ الْبُخَاريّ، يُعرف بكَنْعَان. ذكره السُّلَيْمَانيّ فقال: كَانَ ناسكًا صَدُوقًا من الأبدال. سَمِعَ: مروان بْن مُعَاويَة، ويحيى بْن سليم، وأبا أسامة، وعبد الرواق. وعنه: بَحر بْن النَّضْر، وأبو صَفْوَان السّرماريّ. وكان يَقُولُ: الْإيِمَان قولٌ وعمل.
"حرف اللام":
333- لَيْثُ بن حماد الصفار4.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، والجرح والتعديل "7/ 172"، والثقات لابن حبان "9/ 28"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1141".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 158"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 219"، والثقات لابن حبان "9/ 26"، وميزان الاعتدال "3/ 410".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 28".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 16".

(17/149)


حدّث ببغداد فِي سنة اثنتين وثلاثين. عَنْ: عَبْد الواحد بْن زياد، وأبي عَوَانة، وعنه: محمد بْن جَابِر السَّقَطيّ، وإدريس بْن عَبْد الكريم الحدّاد، وعبد اللَّه بْن محمد البَغَويّ. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
334- اللَّيْث بْن خَالِد1.
أبو الحارث البغدادي، وقيل المروزي. المقريء. من كبار المقرئين ببغداد. قرأ عَلَى: أَبِي الْحَسَن الكِسَائي، وأخذ الحروف عَنْ: يحيى اليزيديّ، وحمزة بْن القاسم الأحْوَل. وتصدَّرَ للإقراء، وحمل الناس عنه. وكان ثقة ثبتًا فيما ينقله. روى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْن عاصم، وَمحمد بْن يَحْيَى الكِسَائيّ الصّغير. مات سنة أربعين.
"حرف الميم":
335- مالك بْن حويص الهَرَويّ2.
عَنْ: مالك بْن أنس، وفُضَيْل بْن عِياض. وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد، وغيره. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
336- مالك بن سليمان الألهاني3.
حمصي، ضعيف، يكنى: أبا أنس. حدَّث بسامرّاء عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد.
وعنه: ابن البراء العبدي، وعلي بن أحمد بن النضر، ومحمد بن محمد الباغندي. ضعفه محمد بن عوف وقال: كَانَ ابن عمّ زوجتي، سَمِعَ منه أَبُو بَرْزة الحاسب سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
337- محمد بْن أبان بْن عمران بن زياد الواسطي الطحان4.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 16".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 165".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 210"، والثقات لابن حبان "9/ 165"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 158".
4 انظر الجرح والتعديل "7/ 199"، والثقات لابن حبان "9/ 187"، وتاريخ الطبري "5/ 295"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1156".

(17/150)


أَبُو الْحَسَنَ، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أَبُو عِمْران السُّلَمي، وقيل الْقُرَشِيّ. عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، والحَمَّادّيْن، وجرير بْن حازم، وسلام بْن مسكين. وشَرِيك، وعُقبَةُ بْن عَبْد اللَّه الأصم، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان. وعنه: بَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، ومطيّن، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومُضَر بْن محمد الأسديّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْديّ، قَالَ ابن حبّان فِي كتاب "الثِّقَات": ربّما أخطأ. وفي "صحيح الْبُخَاريّ": ثنا محمد بْن أبان، ثنا غُنْدَر، فِي موضعين من كتاب الصلاة. وقال ابن عدي: هُوَ الواسطيّ. وقال أَبُو نصر الكَلاباذيّ، وجماعة: هُوَ محمد بْن أبان البلْخِيّ. وقال بَحْشَل: كَانَ فقيهًا، ومولده سنة سبع وأربعين ومائة. قال ابن أَحْمَد. وتُوُفِيّ سنة تسعٍ، وقيل ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
338- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن العَنْبسيّ الْكُوفيّ.
عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ. وعنه: محمد بْن عَبْد اللَّه مُطَيّن. قَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدة: تُوفيّ بعد الثلاثين ومائتين.
339- محمد بْن القاضي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد1.
أَبُو الوليد الإياديّ. لَمَّا ضُرِبَ أَبُوهُ بالفالِج وانقطعَ فِي بيته ولاه المتوكّل قضاء القضاة. لأن ابن أَبِي دُؤاد كَانَ يبالغ فِي خدمة المتوكّل وفي نُصْحه. وكان المتوكّل يكرهُ أَحْمَد لأجل مذهبه وتهجُّمه عَلَى القول بخلق القرآن. ثُمَّ عزل المتوكّل أَبَا الوليد عَنِ القضاء بيحيى بْن أكثم.
وصادر أَبَا الوليد، فَحُمِلَ إِلَيْهِ مائة ألف دينار وجواهر ونفائس. ثُمَّ صُولِح بعد ذَلِكَ عَلَى ستة عشر ألف ألف دِرْهَم. وتوالت الآفات عَلَى ابن أبي دُؤاد بمرضه ونكبته، ثُمَّ فجع بابنه أَبِي الوليد هذا، فمات سنة سَبْعٍ وثلاثين، أو فِي سنة أربعين ومائتين. ومات أَحْمَد بعده بعشرين يومًا. ولأبي الوليد أخبار طريفة فِي الْبُخْل.
340- محمد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسّيب بْن أَبِي السّائب2 بْنُ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن مخزوم.
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 173، 179"، وتاريخ الطبري "9/ 188"، وتاريخ بغداد للخطيب "1/ 297".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 194"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 40، 41"، والثقات لابن حبان "9/ 89".

(17/151)


أبو عبد الله الْقُرَشِيّ المخزوميّ المسيبيّ الْمَدَنِيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، وأنس بْن عياض، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَمحمد بْن فُلَيْح. وقرأ القرآن على أبيه عَنْ نافع. وأقرأ.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وَمحمد بْن عبدوس بْن كامل. كَانَ عالِمًا صالِحًا جليل القدر. قَالَ مُصْعَب الزُّبَيْريّ: لا أعلمُ فِي قريش كلّها أفضل من المسيبيّ. وثَّقه صالح جَزَرَة. مات ليومين بقيا من ربيع الأول سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
341- محمد بن إسحاق بن هاشم الرافعي1.
عن ولد أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. دمشقيّ. عَنْ: سَعِيد بْن عَبْد العزيز. وعنه: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، وجعفر الفريابيّ، وَأَحْمَد بْن الْمُعَلَّى.
342- محمد بْن أسد الحَوْشِيّ الحافظ2.
أبو عبد الله الإسفرائينيّ أحد الأعلام. إمام رحّال مصنِّف. وحَوْش من قرى إسفرائين. عن: ابن المبارك، عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، والوليد بْن مُسْلِم، وفُضَيْل بْن عياض. وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبو إبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي. ولما مات قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيه: كَانَ نصف خُراسان.
343- محمد بْن أَبِي العتاهية إِسْمَاعِيل البغداديّ3.
الشاعر ابن الشاعر، ويُلَقَّب عتاهية. لَهُ شعر جيّد فِي الزُّهد. عَنْ: أَبِيهِ، وهشام الكلبيّ. وعنه: ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والمبرد. ومن شعره:
قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت
يا عجبًا لامرىء ظلوم ... مستيقن أنه يموت
__________
1 انظر تاريخ دمشق "37/ 100".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 209"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 406"، وسير أعلام النبلاء "10/ 655، 656".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 34"، والأغاني "4/ 788".

(17/152)


344- محمد بْن بشير بْن مروان1.
أَبُو جَعْفَر الكِنْدِيّ الدّعاء. بغداديّ، جائز الحديث. عَنْ: ابن المبارك، وابن السمّاك الواعظ، وابن عيينة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وأبو يعلى. مات سنة ست وثلاثين ومائتين. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بالقويّ. وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بثقة.
345- محمد بْن بكّار بْن الرّيان الهاشمي2.
مولاهم الرُّصَافِيّ البغداديّ، أبو عبد الله. عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مَطَرِّف، وعبد الحميد بْن بِهْرام، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وقيس بْن الربيع، وأبي مَعْشَر نَجِيح السِّنْدِيّ، والوليد بْن أَبِي ثور، وإسماعيل بْن جَعْفَر. وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وابنه إِبْرَاهِيم بْن محمد، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب، وإبراهيم بْن هاشم البَغَويّ، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعِمْران بْن مُوسَى بْن مُجاشع، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن مُكْرَم. قَالَ مُوسَى: شيخ لا بأس بِهِ. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة. مات فِي ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، عَنْ ثلاثٍ وتسعين سنة.
346- محمد بْن بكّار بْن الزُّبَيْر العَيْشيّ البصْرِيّ الصَّيْرَفيّ3.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية. وعنه: مسلم، وأبي داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الإصبهاني. وكان ثقة صاحب حديث. تُوُفيّ سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
347- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن عَلِيّ بن عطاء بن مقدم4.
__________
1 انظر الضعفاء لابن الجوزاء "3/ 44"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 491"، والمغني في الضعفاء "2/ 559".
2 الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 347"، والجرح والتعديل "7 212"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 44"، والثقات لابن حبان "9/ 788".
3 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 1178"، وسير أعلام النبلاء "11/ 115"، وتهذيب التهذيب "9/ 76، 77".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 308"، والجرح والتعديل "7/ 213"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 49"، والثقات لابن حبان "9/ 58".

(17/153)


الْمُحَدِّث أبو عبد الله الثَّقِفيّ مولاهم الْبَصْرِيّ المقدَّميّ، والد أَحْمَد، وَمحمد. عَنْ: عمّه عُمَرَ بْن عليّ، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وفُضَيْل بْن سُلَيْمَان، ويوسف بْن الماجشون، وعثّام بْن عليّ، وعبّاد بْن عَبّاد. وعنه: الشيخان، وإسماعيل القاضي، ويوسف القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان. وثّقة ابن مَعِين، وأبو زُرْعَة. مات فِي أول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
348- محمد بْن ثعلبة بْن سواء السَّدُوسيّ البصْرِيّ1.
عَنْ: عمّه محمد بْن سواء فقط. وعنهُ: أَبُو بَكْر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو لَبِيد محمد بْن إدريس السَّرْخَسِيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يَعْلَى.
349- محمد بْن جامع البصْرِيّ العطّار2.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومُعْتَمِر. وعنه: أبو يعلى، وعبدان، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن حفص الجرجاني. ضعفه أبو يعلى. وقال ابن عديّ: لَهُ أحاديث لا يُتَابعُ عليها. وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف الحديث.
350- محمد بْن جَعْفَر بْن أَبِي مؤاتية الكلبيّ الكوفيّ3.
نزيل فَيْد. ويُقال لَهُ الْفَيْدِيّ العلاف. عَنْ: أَبِي مُعَاويَة، وابن فُضَيْل، ووكيع. وعنه: البخاري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ومطين. مات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين.
351- محمد بن حاتم بن ميمون المروزي ثم البغدادي4 السمين.
أبو عبد الله. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، ويحيى القطّان، وابن عيينة، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل بن علية. وعنه: مسلم، وأبو داود، والحسن بن سفيان، وأحمد
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 218".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 223"، والثقات لابن حبان "9/ 79"، والكامل لابن عدي "6/ 2273"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 498".
3 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 57"، والثقات لابن حبان "9/ 132".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 359"، والجرح والتعديل "7/ 237"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 70"، وحلية الأولياء "10/ 336".

(17/154)


ابن يحيى البلاذري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ. وثقه ابن حبان، وابن عدي، والدارقطني. قَالَ محمد بْن سواء: استخرج كتابًا في تفسير القرآن كتبه لناس ببغداد، وكان يَنْزِلُ قطيعة الربيع.
وقال الفلاس: لَيْسَ بشيء. تُوفيّ يوم الأربعاء لِخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وأمّا.
352- محمد بْن حاتِم المصِّيصيّ.
الملقب جنّي، فهو صدوق من أقرانه، ولكنّه تأخّر موته. وكذا:
353- محمد بْن حاتِم الزّميّ1.
من أقرانِهما، ولكنْ تأخّر موته.
354- وَمحمد بْن حاتِم بْن بزيع2.
أصغر منهم، توفي قبل الخمسين.
355- وَمحمد بْن حاتِم بْن نُعَيْم المصيصي.
من صغار شيوخ النسائي، أدركهُ ابن عدي، وبقي إلى قرب الثلاثمائة.
356- محمد بْن الحارث بْن راشد الْمَصْرِيّ.
يُعرف بعذرة. سَمِعَ: ابن لَهِيعة، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرقيّ، وضمام بْن إِسْمَاعِيل. وعنه: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالِح الحراني، وحسن بْن سَعِيد. فِيهِ لين. تُوفيّ فِي ذي القعدة سنة أربعين ومائتين.
357- محمد بْن حبيب الجاروديّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم. وعنه: أَحْمَد بْن عليّ الجزّار، وأبو القاسم البَغَويّ. وكان صدوقًا.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 238"، والثقات لابن حبان "9/ 90".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 108".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 110"، وميزان الاعتدال "3/ 508".

(17/155)


358- محمد بْن حبيب الشمونيّ1.
أَبُو جَعْفَر الكوفيّ المقريء. قرأ عَلَى أَبِي يوسف الأعشى صاحب ابن عيّاش. وكان أحذق أصحاب الأعشى. قرأ عَلَيْهِ: إدريس بن عبد الكريم، والقاسم أَحْمَد الخيّاط، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحربيّ. وكان يُلَقِّن القرآن.
359- محمد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي شيخ2.
أَبُو جَعْفَر البُرْجُلانيّ صاحب المعلَّقَات فِي الزُّهد والرقائق. عَنْ: مالك بْن ضَيْغَم، وحسن الْجُعْفيّ، والهيثم بن عبيد، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر السمان. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم بن الجنيد، ومحمد بن يحيى الواسطي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس بن مسروق. قَالَ أبو حاتم: ذُكِرَ لي أنّ رجلًا سألَ أَحْمَد بْن حنبل عَنْ شيء فِي أخبار الزُّهد، فقال: عليك بِمحمد بْن الْحُسَيْن.
360- محمد بْن حفص3.
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البصْريّ القطان، خال عيسى بْن شاذان. عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأبي داود، ومسلم بن قتيبة، وأبي عاصم. وعنه: أَبُو داود، وحرب الكرمانيّ، ومطين، وابن أَبِي الدُّنْيَا. وثَّقه ابن حِبّان.
361- محمد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد الواسطيّ الطحان4.
سمعَ: أباهُ، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، وأبا شهاب عَبْد ربّه بْن نافع، وفَرَج بْن فَضَالَةَ، وهُشَيْم. وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وإبراهيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومحمود بْن محمد الواسطيّ، ويوسف بْن يعقوب إمام جامع واسط. ضَعَّفه أَبُو زُرْعة. واتَّهمه ابن معين.
تُوُفيّ سنة أربعين ومائتين.
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 305"، وغاية النهاية "2/ 114".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 229"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 222، 223"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 522".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 95".
4 انظر الجرح والتعديل "7/ 243"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 74"، والثقات لابن حبان "9/ 90"، والكامل لابن عدي "6/ 2275".

(17/156)


362- محمد بْن خَالِد بْن العبّاس بْن زمل السَّكْسكيّ البتلهي1.
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وبقيّة بْن الوليد. وعنه: يعقوب الفسوي، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.
363- محمد بن خلاد بن كثير2.
أبو بكر الباهلي البصري. عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بن قيس، وغندر، ويحيى القطان ولَزمه مدّة.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، والحسن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. وثَّقه مُسَدِّد. قَالَ ابن حبّان: مات سنة تسعٍ وثلاثين وقال ابن أَبِي حاتِم: سنة أربعين ومائتين.
364- محمد بْن خلاد بْن هلال3.
أبو عبد الله التّميميّ الإسكندرانيّ. سَمِعَ: اللَّيْث، وضمام بْن إِسْمَاعِيل، ويعقوب الإسكندرانيّ.
قَالَ ابن يونس: يروي المناكير. ماتت سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
365- محمد بْن زياد بْن الأعرابي4.
أبو عبد الله الهاشمي مولى آل الْعَبَّاس بْن محمد الهاشميّ. كَانَ عَجَبًا فِي معرفة لُغة العرب والأنساب. وكان أَحْوَلَ.
عَنْ: أَبِي مُعَاويَة الضَّرير، وغيره. وعن: الكِسَائيّ، والقاسم بْن مَعْن المسعوديّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم الحربيّ، وعثمان الدّارمي، وأبو الْعَبَّاس ثعلب، وأبو شُعَيْب الحراني، وشمر بن حمدويه. وكان يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي الليلة التي مات فيها أبو حنيفة.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 93"، والمعرفة والتاريخ "1/ 535".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 246"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 76"، والثقات لابن حبان "9/ 86"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 195".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 245"، والثقات لابن حبان "9/ 85"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 573"، ولسان الميزان "5/ 155".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 282-285"، والكامل في التاريخ "7/ 25"، والفهرست لابن النديم "61"، وسير أعلام النبلاء "2/ 264".

(17/157)


ولم يكن من الكوفيين أشبه برواية البصْريين منه. وكان يزعم أنّ الأصمعي وأبا عبيدة لا يعرفان شيئًا. وقال ابن الأعرابيّ فِي كلمة رواها الأصمعيّ: سمعتها من ألف أعرابيّ خلاف ما قاله الأصمعيّ. وقال ثعلب: لزمتُ ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زُهاء مائة إنسان، ما رأيتُ بيده كتابًا قطّ. وانتهى إِلَيْهِ علمُ اللُّغة والِحفِظِ. وقال أَبُو منصور الأزهريّ: ابن الأعرابي كوفيّ الأصل، زاهد، ورِع، صدوق، حفظ من الغريب والنوادر ما لَمْ يحفظه غيره. وسمعَ من الأعراب الذين كانوا ينزلون بظاهر الكوفة بني أسد، وبني عقيل، فاستكثر، وأخذ النَّحْو عَنِ الكِسَائيّ. وكان أَبُوهُ عبدًا سِنْديًّا. ومن تأليفه: كتاب "النّوادر"، وهو كبير، وكتاب "تفسير الأمثال"؛ وكتاب "معاني الشِّعْر"، وغيرها. تُوفيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
366- محمد بْن أَبِي زكير يحيى بْن إِسْمَاعِيل1.
أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري. مكثر عَنِ ابْن وهْب، وغيره. وعنه: يعقوب الفَسَويّ.
مات فِي جُمَادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
367- محمد بْن سَعْدان2.
أبو عبد الله النحوي المقريء الضَّرير. أحد الأئمة بالعراق. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبي مُعَاويَة. وعنه: عَبْد اللَّه بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الْمَرْوَزِيّ. وصنَّف فِي النَّحو والقراءات، وكان بصيرًا بِهَا. قرأ القرآن، عَلَى سُلَيْم، وغيره. قرأ عَلَيْهِ: محمد بْن أَحْمَد بْن واصل، وسليمان بْن يحيى الضبي، وجعفر بْن محمد الأدميّ. قال أبو الحسين بْن المنادي: اختار لنفسه ففسد عَلَيْهِ الأصل. إلا أَنَّهُ كَانَ نحويًا. قَالَ الخطيب: ثقة. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
368- محمد بن سَعِيد بْن أَبِي مريم.
أَبُو عبد الله الْمَصْرِيّ. عَنْ: ابن وهْب، والفِرْيَابيّ. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
__________
1 سيأتي ترجمته.
2 انظر الكامل في التاريخ "7/ 26"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 324"، والفهرست لابن النديم "75"، والبداية والنهاية "10/ 307".

(17/158)


369- محمد بْن سَعِيد بْن زياد1.
أَبُو سَعِيد الْقُرَشِيّ الكُرَيْزِيّ الْبَصْرِيّ الأثرم. نزيل بغداد. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمة، وهَمَّام بْن سَعِيد، وأبان بْن يزيد. وعنه: يعقوب الفَسَويّ، وَمحمد بْن غالب تَمْتَام، وعبد اللَّه بْن الأزهر البلْخِيّ، وَمحمد بْن حاتِم المصيصي، وأبو زُرْعَة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
370- محمد بْن سلام بْن عُبَيْد اللَّه2.
أبو عبد الله الْجُمَحِيّ مولاهم البَصْرِيّ الإخباريّ، أخو عَبْد الرَّحْمَن. ولاؤهم لقُدامة بْن مظعون.
قَالَ ابن قانع: كَانَ أديبًا عالِمًا عارفًا بارعًا. صنَّفَ كتاب "طبقات الشعراء". وحدَّث عَنْ: حمّاد بْن سَلَمة، ومبارك بْن فضالة، وأبي عَوَانة. وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وثعلب، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، وجماعة آخرهم أَبُو خليفة الْجُمَحِيّ. وقال صالح جَزَرَة: صدوق. وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَدِمَ علينا محمد بْن سلام بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فاعتلّ علّة شديدة، فأهدى إِلَيْهِ الرؤساء أطباءَهم، وكان منهم ابن ماسُوَيْه، فلمّا رآه قَالَ: ما أرى مِنَ العلة كما أرى من الْجَزَع. فقال: والله ما ذاكَ بحرصٍ عَلَى الدُّنْيَا مَعَ اثنتين وثمانين سنة، ولكنّ الْإِنْسَان فِي غَفْلة حتّى يوقظ بعِلْمه. فقال: لا تجزع، فقد رأيت فِي عَرَقك من الحرارة الغريزيّة وقوّتها ما إن سلَّمك اللَّه من العوارض بلّغك عشر سِنين أخرى. قَالَ ابن فَهْم: فوافق كلامُه قَدَرًا، فعاش كذلك. ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
371- محمد بْن أَبِي داود سُلَيْمَان الأنباريّ.
عَنْ أَبِي مُعاوية، وابن نُمَيْر، ووكيع. وعنه: أبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بكر بن أبي عاصم. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
372- محمد بن سليم بن مسلم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 264"، والثقات لابن حبان "9/ 77"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 305، 306".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 278"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 294"، وتاريخ الطبري "6/ 157"، وتاريخ بغداد "5/ 327"، وميزان الاعتدال "1/ 321".

(17/159)


أبو عبد الله الحجبي المكي. عَنْ: شَرِيك، ومسلم الزّنْجِيّ. وعنه: مضر بن محمد الأسدي، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين. وكان أبوه من أصحاب ابن جريج.
373- محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الفقيه1.
أبو عبد الله الكوفي قاضي بغداد، وصاحب أبي يوسف القاضي. أخذ عنه، وعن: محمد بن الحسن. وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصنف التصانيف. وروى أيضا عَنْ: اللَّيْث، والمسيّب بْن شَرِيك. وعنه: الْحَسَن بْن محمد بْن عَنْبر الوشّاء، وَمحمد بْن عِمْران الضَّبِيّ. قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: لو كَانَ أهلُ الحديث يصدقون فِي الحديث كما يصدق محمد بْن سماعة في الرأي لكانوا منه على نهاية وكان ابن سماعة يصلي كل يوم مائتي ركعة وعن محمد بْن عمران الضبيّ قَالَ محمد بْن سماعة: مكثتُ أربعين سنة لَم تفُتْني التكبيرة الأولى إلا يومًا ماتت فيه أمي. وفاتتني صلاة في جماعة، فقمتُ وصلَّيْتُ خمسًا وعشرين صلاة، أريدُ بذلك التضعيف. فغلبتني عيني فقيل لي: فِي اليوم قد صليت، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟ ولي ابنُ سماعة القضاء لِهارُون الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد يوسف بْن أَبِي يوسف القاضي، فلم يزل قاضيًا إلى أن ضعُف بصره، فعزله المعتصم بإسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة. قَالَ طلحة بْن محمد بْن جَعْفَر: وُلِدَ ابن سماعة سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين، وله مائة وثلاث سنين.
374- محمد بْن سماعة2.
أَبُو الأصبع الْقُرَشِيّ الرمليّ. عَنْ: ضمرة، ومَعْن بْن عيسى. وعنه: أبو داود، وجعفر الفريابي. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
375- محمد بن الصباح بن سفيان3.
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 95"، وتاريخ الطبري "8/ 271"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1206".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 283"، والثقات لابن حبان "9/ 112"، والكنى والأسماء للدولابي "1/ 100".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 289"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 118"، والثقات لابن حبان "9/ 103"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 367".

(17/160)


أبو جعفر الجرجرائي الباهلي، مولى عمر بن عبد العزيز. وجرجرايا بين واسط وبغداد. سكن المخرم من بغداد. عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وهُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع. وعنه: أَبُو داود، وموسى بْن هارون، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السّراج، والقاسم المطَرِّز. وثقه أَبُو زُرْعَة، وغيره. وقال البخاريّ: مات بَجَرْجَرايا لانْسِلاخ جُمَادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
376- محمد بْن الضُّرَيْس الصَّلْصَال1.
أَبُو الغَضَنْفَر الْكُوفيّ، مشهور بالزُّور والخمور. عَنْ: العطّاف بْن خَالِد، وأبيه. وعنه: محمد بن الباغندي، وعلي بن سعيد العسكري. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
377- محمد بْن عائذ2.
أبو أَحْمَد، وأبو عبد الله، الدمشقي. المفتي الكاتب. ولي خراج الغُوطة زمن المأمون، وصنَّف المغازي والفُتُوح والصَّوائف. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والهيثم بْن حُمَيْد، ويحيى بْن حمزة، والوليد بْن محمد الموقريّ، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، والعطاف بن خالد، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيدَ بْنِ جابر. وعنه: محمود بن خالد السلمي، ويعقوب الفسوي، وأبو زرعة، وأبو داود في غير السنن، وأحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي. قَالَ صَالِح جَزَرَة: ثقة إِلَّا أَنَّهُ قَدَريّ. وقال النسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وُلِدَ سنة خمسين ومائة، ومات بدمشق لِخمسٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين. وسئل عَنْهُ ابن مَعِين فوثَّقه.
378- محمد بن عباد بن الزبرقان المكي3.
__________
1 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 310"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 374-376"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 72".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 75"، والكامل في التاريخ "7/ 35"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 589".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 358"، والجرح والتعديل "8/ 14"، والثقات لابن حبان "9/ 90"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 374".

(17/161)


نزيل بغداد. عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، ومروان بْن مُعَاويَة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وعثمان بن خرزاذ، وعبد الله أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى بن منده، وموسى بن هارون، والبغوي، وأبو يعلى. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَد: حديثُه حديثُ أهل الصِّدْق. مات فِي آخر يوم من ذي الحجّة سنة أربعٍ وثلاثين.
379- محمد بْن عبّاد بْن مُوسَى الكوفيّ سندولا1.
عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ. وعنه: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وغيرهما. فيه ضعف.
380- محمد بن العباس2.
أبو عبد الله، مولى بني هاشم البغدادي، صاحب الشّامة. سَمِعَ: شعيب بْن حرب، ومبشّر بْن إِسْمَاعِيل. وعنه: موسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
381- محمد بْن عَبْد الله بْن نمير3.
أَبُو عبد الرحمن الهمداني الحارثي الكوفي الحافظ. أحد الأعلام. سَمِعَ: أَبَاهُ، وعمر بْن عُبَيْد، والمطلَّب بْن زياد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبدة بْن سُفْيَان، وحفص بْن غِياث، وابن عُلَيَّة. وعنه: الشيخان، وأبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن وضاح، ومطين، وأبو يعلى الموصلي. قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يعظّم ابن نُمَيْر تعظيمًا عَجَبًا، ويقول: أيّ فتى هُوَ؟! وعنه قَالَ: هُوَ دُرَّة العراق. وقَالَ عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد: ما رأيتُ بالكوفة مثل محمد بْن عَبْد الله بن نُمير، كان رجلًا
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 252"، وتاريخ الطبري "2/ 373"، وتاريخ بغداد "2/ 373"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 589".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 48"، والثقات لابن حبان "9/ 153"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 109".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "7/ 307"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 144"، والثقات لابن حبان "9/ 85".

(17/162)


قد جمع العلم والفهم والسنة الزهد. وقال أَحْمَد بْن سُلَيْمَان: ما رأيتُ من أحداث الكوفيين رجلًا أفضل عندي من محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر. وقال أبو حاتم: ثقة يُحْتَجّ بحديثه. وقال النسائي: ثقة مأمون. قَالَ الذَّهبِيّ: وله كلام فِي الجرح والتعديل والعِلَل. قَالَ ابن الْجُنَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل، وابن مَعِين يقولان فِي شيوخ الكوفيّين ما يَقُولُ ابن نُمَيْر فيهم. مات فِي شَعْبَان أو رمضان سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
382- محمد بْن عَبْد اللَّه1.
أَبُو جَعْفَر الْبَصْرِيّ الرُّزّيّ. عَنْ عاصم بْن هلال، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان. وعنه: مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله أحمد بن حنبل. كان صدوقا. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
383- محمد بن عبد الله بن بكار2.
أبو عبد الله البسري الدمشقي. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: حفيده أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، وجعفر الفريابي. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
384- محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي.
مولاهم المصري القراطيسي الفقيه. ولد سنة خمسين ومائة. عَنْ: نافع بْن يزيد، والمفضل بْن فَضَالَةَ. توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
385- محمد بن عبد الجبار الهمذاني3.
من رؤساء همذان. كثير الحج والغزو والعبادة. يقال: إن يحيى بن معين أخذ بركابه. عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون. وعنه: أبو داود في المراسيل، ومطين، وابن أخيه إبراهيم بن مسعود الهمذاني.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 310"، والأنساب "6 / 133"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1228"، وتهذيب التهذيب "9/ 285".
2 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 77".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 145"، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي "1/ 312"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1228".

(17/163)


386- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري البصري1.
عَنْ: أُمَيّة بْن خَالِد، وابن مهديّ. وعنه: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي.
387- محمد بن عبد المجيد التميمي البغدادي المفلوج2.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ، وبقية بن الوليد. وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح. ضعيف. ضعفه تمتام.
388- محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة3.
الوزير أبو جعفر بن الزيات. كان أبوه زياتا، ونشأ هو فقرأ الأدب، وقال الشعر البديع، وتوصل بالكتابة إلى أن اتصل بالمعتصم، ووزر له، وللواثق. وكان أديبًا بليغًا عالِمًا باللّغة والنَّحْو والشِّعْر. رثى أَبَا تَمّام الطّائيّ. وكان بينه وبين ابن أَبِي دُؤاد عداوة. فلمّا استخلف المتوكّل أغراهُ ابن أَبِي دُؤاد بابن الزيّات، فصادره وعذَّبه وسجنهُ. وكان من القائلين بخلق القرآن. رُوِيَ أنّه كَانَ يَقُولُ: الرَّحْمَةُ خَوَرٌ فِي الطبيعة. ما رحمتُ أحدًا قط. ولَمّا سُجِنَ فِي القفص الضيّق وسائر جهاته بِمسامير إلى داخله كالمسالّ، كَانَ لا يَقَرُّ لَهُ فِيهِ قرار، ويصيح ارحموني.
فيقولون: الرَّحْمَةُ خَوَر فِي الطّبيعة. مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين.
389- محمد بْن عُبَيْد بْن حِسَاب الغُبَريّ الْبَصْرِيّ4.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وأبي عَوَانة، وجعفر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وعبد الواحد بن زياد، ومعاوية الضال، وعبد العزيز بن المختار، ومحمد بن ثور الضغاني. وعنه: مسلم، وأبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وزكريا
__________
1 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 1231"، وتهذيب التهذيب "9/ 299".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 392"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 630"، ولسان الميزان "5/ 264".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 346"، وتاريخ الطبري "9/ 20، 22"، والفهرست "122"، والوافي بالوفيات "4/ 32-34".
4 انظر الجرح والتعديل "8/ 11"، والثقات لابن حبان "9/ 89"، والأنساب "9/ 124"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 329".

(17/164)


الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى، وعبدان. وثقه النسائي. وقال أَبُو داود: ابن حِسَاب عندي حُجَّة. مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
390- محمد بْن عُبَيْد بْن ميمون التَّيْميّ1 المدنيّ التّبّان.
عَنْ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعيسى بْن يونس، ومسكين بْن بُكَيْر. وعنه: الْبُخَاريّ، وأبُو زُرْعة الرازيّ، وأبو العبّاس ثعلب، ومُطَيَّن. قَالَ أبو حاتم: شيخ.
391- محمد بْن أَبِي عتّاب الأعْيَن2.
أَبُو بَكْر بْن الْحَسَن بْن طريف البغدادي الحافظ. عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي عَبْد الرحمن المقريء، وزيد بن الحباب، وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون. وعنه: مسلم في مقدمة كتابه، وأبو داود في غير السنن، وعباس الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج. وثقه ابن حبان.
مات في جمادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
392- محمد بن عمر بن حفص القصبي البصري المقريء3.
روى الحروف عَنْ: عَبْد الوارث التَّنُّوريّ، عَنْ أَبِي عَمْرو. وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الشّمّاس، ويموت بْن المُزَرِّع. قَالَ ابن مَعِين: صدوق.
393- محمد بْن عَمْرو الروميّ البغدادي الإخباريّ النّديم4.
جالَسَ المعتصم والواثق. حكى عَنْهُ: أَبُو العَيْناء، ويزيد بْن محمد المهلّبيّ، وعَوْن بْن محمد الكِنْدِيّ. تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شَعْبَان سنة أربعين ومائتين.
394- محمد بْن عَمْرو بْن عبّاد بْن جَبَلَة بْن أبي رواد5.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 11"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 259"، والثقات لابن حبان "9/ 82".
2 الجرح والتعديل "7/ 229"، والثقات لابن حبان "9/ 95"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 182، 183"، وتهذيب الكمال "3/ 1240".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 21".
4 انظر البيان والتبيين "1/ 61"، وفتوح البلدان "396"، ومروج الذهب "2721".
5 انظر الثقات لابن حبان "9/ 83"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1251"، وتهذيب التهذيب "9/ 373".

(17/165)


أَبُو جَعْفَر العَتَكيّ الْبَصْرِيّ. سَمِعَ: محمد بْن جَعْفَر، وابن أَبِي عديّ، وأمية بن خالد. وعنه: مسلم، وأبو داود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي. وثقه أبو داود. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
395- محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي الرازي1.
أبو غسان الطيالسي زنيج. عَنْ: جرير، وَسَلَمَةُ بْن الفضل، وحَكّام بْن سلْم، وأبي نُمَيْلة يَحْيَى بْن واضح، وبَهْز بْن أسد.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، والحسن بْن سُفْيَان، وموسى بْن هارون، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأبو بِشْر الدَّولابِي. وثّقه أَبُو حاتِم. مات فِي آخر سنة أربعين، وقيل فِي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
396- محمد بْن عُمَرو البلْخَيّ السّوّاق، ويُقالُ السَّوِيقيّ2.
عَنْ: هُشَيْم، وحاتِم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة. وعنه: خ. ت. وأبو زُرْعة الرازيّ، وآخرون. والأظهر أنّه هُوَ الَّذِي قال البخاري: ثنا محمد بن محمد بن عمرو، ثنا مكيّ بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: كَانَ صالحًا، قدم علينا الحج. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
397- محمد بْن عَمْرو الغَزِّيّ الزّاهد3.
روى عَنْ: العُطّاف بْن خَالِد، ومالك، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة. وعنه: أَبُو زُرْعَة الرازيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وولده عَبْد اللَّه بْن محمد الغَزِّيّ، وإبراهيم بْن أَبِي أيّوب، وسعد البَيْروتيّ.
قَالَ أبو زُرْعة: ما رأيتُ بالشام أصلحَ من محمد بْن عَمْرو. وكان تأتي عَلَيْهِ ثمانية عشر يومًا لا يأكُلُ فيها ولا يشربُ. وقال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيّوب: كَانَ يأكلُ فِي رمضان جميعه أكلتين. وقال أَبُو حاتِم: لا بأس بِهِ. قُلتُ: هُوَ والد عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو بْن الحجاج الغزي شيخ أبي داود.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 34"، والكنى والأسماء "2/ 76"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1251".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 34"، وتاريخ الطبري "10/ 50"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1253".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 33"، وحلية الأولياء "7/ 282".

(17/166)


398- محمد بْن غُرَيْر بْن الوليد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري1 -خ.
أبو عبد الله المدني، نزيل سمرقَنْد. عَنْ يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما. وعنه: خ.، وعبد اللَّه بْن شَبِيب، وأبو جَعْفَر محمد بن أحمد الترمذي.
399- محمد بن الفرج بن عبد الوارث البغدادي2 -م. د.
مولى بني هاشِم. صالِحٌ عَابِد. سَمِعَ: هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وخاله أبا همام محمد بن الزبرقان، وجماعة. وعنه: م. د. وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب البلْخِيّ، وموسى بن هارون، والبغوي، والسراج وخلق. قَالَ أبو زُرْعة: صَدُوق.
وقال البَغَويّ: مات سنة ستٍّ وثلاثين.
400- محمد بْن قُدَامَة3.
أَبُو جَعْفَر البغداديّ اللؤْلُؤيّ الْجَوْهَريّ، مولى الأنصار. عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عُلَيَّة، وزيد بن الحباب، ووكيع، وأبي معاوية، ويزيد بْن هارون. وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضعيف لَم أكتب عَنْهُ شيئًا.
فأما.
401- محمد بن قدامة المصيصي4.
__________
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 207".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 60"، والثقات لابن حبان "9/ 121"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1257".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 66"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 7"، والثقات لابن حبان "9/ 111"، وتاريخ بغداد "3/ 188".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 188-190".

(17/167)


مولى بني هاشم، فإن أبا داود قد روى عنه أحاديث، وبقي إلى حدود الخمسين بالمصيصة.
سيأتي. وقد وَهِمَ أَبُو بَكْر الخطيب فخلط ترجمة أحدهما بالآخر، وفرَّق بينهما ابن أَبِي حاتِم، وجماعة. وأيضًا فإنّ النّسَائيّ لَم يُدْرِك الجوهريّ، لأنه مات سنة سبْعٍ وثلاثين وأدرك المصيصيّ كما هُوَ مذكور فِي ترجمته. وقال فِيهِ: لا بأسَ بِهِ.
402- محمد بْن قُدَامة1.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد. وعنه: محمد بْن مَخْلَد. شيخ طوسيّ تأخرّ.
403- محمد بْن قُدَامة بن إسماعيل2 -م.
أبو عبد الله السلمي البخاري، نزيل مَرْو، ومُسْتَملي النّضْر بْن شُمَيْل. رحَلَ وسمع من: عُمَرَ بْن عُبَيْد، وجرير بْن عَبْد الحميد، والنَّضْر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الْحُبَاب، وإسحاق بْن بِشْر صاحب المبتدأ. وعنه: م. عيسى بْن محمد الْمَرْوَزِيّ الكاتب، وعبد الله بن صالح البخاري، والحسن بن سفيان، وأبو داود في غير السنن، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثّقات.
404- محمد بن كامل المروزي3 -ت. ن.
عَنْ: هُشَيْم، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعَبّاد بْن العَوّام، ووكِيع. وعنه: ت. ن. وقال: ثقة.
405- محمد بْن كوثر الْبُخَاريّ.
عن: فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه: الفضل بْن أَبِي عُلْوان، وأسباط بْن اليَسَع، وفتح بْن الْحُسَيْن البخاريّون.
406- محمد بن المتوكل4.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 66".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 98"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1260"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 15".
3 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 1261"، وتهذيب التهذيب للحافظ "9/ 415".
4 انظر وفيات الأعيان "6/ 391".

(17/168)


أبو عبد الله اللؤلؤي المقريء، صاحب يعقوب الحضرمي وتلميذه. ولقبه: رويس. قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر محمد بْن هارون التّمّار، وغيره. تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين بالبصرة.
407- محمد بْن أَبِي السَّرِيّ المتوكّل بْن عَبْد الرحمن1 -د.
أبو عبد الله العسقلاني. سَمِعَ: الفُضَيْل بْن عِيَاض، وعبد اللَّه بْن وَهْب وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، وسفيان بْن عينة، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ورِشْدِين بْن سعد، وخَلْق سواهم. وعنه: د. وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد: سألتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنِ ابْن أَبِي السّريّ فقال: ثقة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عديّ: كثير الغَلَط. وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان مِنَ الْحُفّاظ. وقال ابن عديّ: سمعتُ محمود بْن عَبْد البَرّ يَقُولُ: ثنا ابن أَبِي السَّريّ، ومات يوم الخميس لِخمسٍ خَلَوْنَ من شَعْبان سنة ثمانٍ وثلاثين. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد السّلام، أَنَا محمد بن إبراهيم الطرائفي، وغيره، أنا بن الْمُسْلمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهْريّ، نا جَعْفَر الفِرْيَابيّ، ثنا محمد بْن أَبِي السّريّ العسقلانيّ، نا زيد بْن أَبِي الزَّرْقَاء، عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ قَالَ: خلاف ما بيننا وبين الْمُرْجِئة ثلاث: نقول: الْإيِمَان قولٌ وعملٌ، وهم يقولون: قول ولا عمل. ونقول: الْإيِمَان يزيد وينقص، وهو يقولون: لا يزيد ولا ينقص. ونحنُ نقول: النّفاق وهم يقولون: لا نفاق.
408- محمد بْن مُعَاويَة العَتَكيّ الْبَصْرِيّ2.
يروي عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وسهل بْن عثمان. وعنه: عبد الله بن محمد بن زكريا، وزكريا بن عصام الإصبهانيون. قَالَ أَبُو نُعَيْم: قدم أصبهان بعد الثلاثين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 105"، والثقات لابن حبان "9/ 88"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1264".
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 181"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 176-178".

(17/169)


409- محمد بْن المغيرة بْن سلْم بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم1.
أبو عبد الله الأموي الإصبهانيّ العابد. صاحب النُّعْمَان بْن عَبْد السلام. سَمِعَ منه تصانيفه.
وكان فِي صِغَرِه صاحب ليل وعبادة وأوراد. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن الفُرات، وَمحمد بْن عاصم، ويَحْيَى بْن مُطَرِّف، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة، وعبد اللَّه بْن محمد بْن العبّاس الإصبهانيّون.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين.
410- محمد بْن مُقاتِل العَبّادانيّ2.
أَبُو جَعْفَر. أحد المشهورين بالفضل والسنة والعبادة. يروي عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وابن المبارك.
وعنهُ: أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقيّ، وأبو بَكْر الْمَرْوَزِيّ، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.
411- محمد بْن المنذر البغدادي3.
حدَّث بإصبهان سنة اثنتين وثلاثين، عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة. وعنه: محمود بْن أَحْمَد بْن الفَرَج.
412- محمد بْن المِنْهَال التَّميميّ المُجَاشِعيّ الْبَصْرِيّ4 -خ. م. د. ن- الضَّرير الحافظ أَبُو جَعْفَر، وقيل: أبو عبد الله. سَمِعَ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وأبا عَوَانة، ويزيد بْن زُرَيْع، وجماعة. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وعبد اللَّه الدّارميّ، وعثمان الدّارميّ، ويوسف بْن يعقوب القاضي، وَمحمد بن إبراهيم
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 92"، وأخبار أصبهان "2/ 310".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 87"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 276"، والأنساب "8/ 336".
3 انظر تاريخ أصبهان "2/ 182"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 300".
4 انظر الجرح والتعديل "8/ 92"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 247"، والثقات لابن حبان "9/ 85"، وتهذيب الكمال "3/ 1277".

(17/170)


البُوسَنْجِي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ. قَالَ أَحْمَد العِجْلِيّ: بصْريٌّ ثقة، لَم يكن لَهُ كتاب. قلتُ لَهُ: لك كتاب. قَالَ: كتابي صدري. وقال أبو حاتم: كتب عَنْهُ عليّ بْن الْمَدينيّ كتاب يزيد بْن زُرَيْع، وهو ثقة حافظ. وقال عثمان بْن خُرَّزاذ: أحفظ من رأيتُ أربعة: محمد بْن المِنْهَال الضَّرير، وإبراهيم بْن محمد عَرْعَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم. وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى يذكرُ محمد بْن الْمِنْهَال ويُفَخِّمُ أمره، ويذكر أَنَّهُ كَانَ أحفظَ من بالبصرة في وقته، وأثبتهم قي يزيد بْن زُرَيْع. مات فِي سابِع عشر من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
413- محمد بْن الْمِنْهَالِ الْبَصْرِيّ العطّار1.
أخو حَجّاج بْن مِنْهَال. عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، ويزيد بْن زُرَيْع، وعبد الواحد بْن زياد.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومُطَيّن، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سألتُ أَبِي عَنْهُ وعن الضّرير فقال: ثقتان، والضَّرير أحفظ وأكيْس. قِيلَ: مات أيضًا سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
414- محمد بْن مهران الرازيّ الجمّال2 -خ. م. د.
أبو جعفر الحافظ. عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بْن قيس الْحُدَّانِيّ، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، والوليد بن مسلم، ومسكين بن بكير، وخلق. وعنه: خ. م. د. وأبو زرعة، وأبو حاتم، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وموسى بن هارون، وطائفة. قَالَ أبو حاتم: كَانَ جَعْفَر الجمّال أوسع حديثًا من إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، وكان مُوسَى أتقن. وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: أوّلُهم قُتَيْبَة، والثاني محمد بْن مهران، والثالث عليّ بْن حُجْر. قَالَ البخاريّ: مات أول سنة تسعٍ وثلاثين، أو قريبًا منه.
__________
1 التاريخ الكبير للبخاري "1/ 247"، والثقات لابن حبان "9/ 100"، وتهذيب الكمال "3/ 1377".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 93"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 777"، والثقات لابن حبان "9/ 93"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1277".

(17/171)


415- محمد بْن ناصح البغداديّ1.
عَنْ: بقيّة، ويحيى بْن سَعِيد الأمويّ. وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وغيرهما.
416- محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي2 -د. ن.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: د.، ن.، وعبد اللَّه بْن محمود السَّعْدِيّ، ونصر بن الحكم، وأحمد بن تميم المروزيون. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سنة تسعٍ وثلاثين. وكان أبوهُ مِمَّن يروي عَنْ خارجة بْن مُصْعَب، وقد حدَّث قديمًا.
417- محمد بْن الهُذَيْل بْن عَبْد اللَّه البَصْرِيّ3.
أَبُو الْهُذَيْل العلاف. شيخ الاعتزال ورأس الضّلال، وصاحب التّصانيف. عمَّر دهرًا وكُفّ بصره وخَرِف. وعاش مائة سنة أو نحوها. ومات بالصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين، وقيل تُوُفِيّ سنة ست بالبصرة.
418- محمد بْن يحيى بْن حمزة الدِّمشقيّ البتهلي4.
قاضي مدينة دمشق وابن قاضيها. عَنْ أَبِيهِ وجادَةً، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز. وعنه: ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. روي أَنَّهُ كَانَ لِمحمد بْن بَيْهَس الكِلابيّ بِنْت خطبها جماعة من الكبار، وامتنعَ عَنْ تزويجها. فشكت ذَلِكَ إلى محمد بْن يَحْيَى بْن حمزة القاضي، فراسله فامتنع. فزوجها القاضي بكفء على كره أبيها. ثم أثبتت البنت بأنه كفء. وكان سبب ذلك الحرب بين اليَمَانيّة والقَيْسية. فجمع ابن بَيْهس القيسيّة لهدْم بيت لِهْيَا قرية القاضي، وجمع القاضي اليمانية، وامتنعَ بِهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة،
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 324"، ووفيات الأعيان "5/ 398".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 97"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1281"، وتهذيب التهذيب "9/ 491، 492".
3 تاريخ الطبري "7/ 521"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 366"، والوافي بالوفيات "5/ 161-163".
4 انظر الثقات لابن حبان "9/ 74"، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي "1/ 431"، والوافي بالوفيات "5/ 183".

(17/172)


إلى أن قدم عَبْد اللَّه بْن طاهر. وعن الحسن بن حامد: أن كتب المأمون وردَ عَلَى متولّي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بْن يحيى، فأجاب، وكان بعدُ ذلك يمتحن الشهود. وقال غيره: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم لَمّا قدِمَ مَعَ المأمون استعمل عَلَى قضاء دمشق محمد بْن يَحْيَى البَتَلْهِيّ، فلمّا ولي ابن دُؤاد القضاء عزله.
419- محمد بْن يَحْيَى بْن سعيد بن فروخ1 -م.
أبو صالح البصري القطان. سَمِعَ: أباهُ، وفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وجماعة.
وعنه: ابناهُ أَحْمَد وصالِح، والبخاري فِي تاريخه، وعلّق لَهُ تعليقًا. وروى م. فِي مقدّمة صحيحه، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ. وروى عَنْهُ أيضًا: عفّان وهو أكبر منه، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجماعة. وكان صدوقًا. تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين. وقال بعضهم: تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وعشرين، وذلك غلط.
420- محمد بْن يَحْيَى بْن أَبِي سمينة مِهران2 -د.
البغدادي التمار. عَنْ: هُشَيْم، والْمُعَافَى بْن عِمْرَان، ومعتمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وأبي بكر بْن عيّاش، وجرير بْن عبد اللَّه، وعَبّاد بْن العوّام، وعبد الرزّاق، وخلق كثير. وقيل: إنه روى عَنْ أَبِي عَوَانة، وليس بشيء، ما أدركه. وعنه: د.، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، والبخاري في غير "الصّحيح". قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق. وسأل المروذيّ عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل فقال: لولا أنّ فِيهِ تِلْكَ الخُلّة، يعني شُرْب النَّبِيذ عَلَى مذهب الكوفيين. وقال البَغَويّ، ومُطَيّن: تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
قلتُ أمّا.
محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سمينة فبصري، تقدم ذكره.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 123، 124"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 266، 267"، والثقات لابن حبان "9/ 82"، وتهذيب الكمال "3/ 1285".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 124"، والثقات لابن حبان "9/ 86"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 413".

(17/173)


421- محمد بْن يَحْيَى بْن نَجِيح المكّيّ1.
قَدِمَ إصبهان. وروى عَنْ: هُشَيْم، والْفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس.
وعنه: أحمد بن الفرات، وعبيد بن الحسن، وعبد الله بن بندار الضبي، وجماعة. له غرائب.
422- محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل2.
الفقيه أبو عبد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ. عَنْ: ابن وهْب، وضُمْرَة بْن ربيعة، والشافعيّ.
وعنه: أَبُو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ، وأبو زَكريّا البَرْدَعيّ، ويعقوب الفَسَويّ. وكان صدوقًا. تُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
423- محمد بْن يوسف3.
أَبُو أَحْمَد الْبُخَاريّ البِيكَنْديّ، مُحَدِّث، عالِم رحّال. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم ولد حُمَيْد الطّويل، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وَوَكِيع، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وطائفة.
وعنه: خ. وعُبَيْد اللَّه بْن واصل، وحُرَيْث بْن عَبْد الرَّحْمَن البخاريّون، وأحمد بن سيار المروزي، وغيرهم. وقد روى عَنْ أقرانه كأحمد بْن حنبل، وأبي سَعِيد الأشَجّ.
424- محمد بْن يوسف بْن الصّباح الغَضِيضيّ4.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْب، وغيره. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي. وكان ثقة. تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
425- مالك بن حويص الهروي5.
__________
1 انظر أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 180"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 172-175".
2 تقدمت ترجمته.
3 انظر طبقات الحنابلة "1/ 327"، وتهذيب الكمال "3/ 1293"، وتهذيب التهذيب "9/ 538".
4 انظر الجرح والتعديل "8/ 120"، وتاريخ بغداد "3/ 392"، والأنساب "9/ 158".
5 انظر الثقات لابن حبان "9/ 165".

(17/174)


عَنْ: مالك بْن أنس، وفُضَيْل بْن عِياض. وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد. توفي سنة تسع أيضا.
426- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة1.
حدَّث ببغداد عَنْ: ضمرة بْن ربيعة، وعبد الرّزاق، ومَعْن القزّاز. وعنه: صالح جزرة، وإسماعيل القاضي، وعمر بن أيوب السقطي. وليس بالقوي. توفي سنة سبع وثلاثين. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ معنا باليمن، ولَم يكن ينسخ. وضعّف أمره جدًّا.
427- محمود بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي مطر2 -ن.
قاضي بَلْخ. عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وأبي أُسَامة، وجماعة. وعنه: ن. تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
428- محمود بْن غيلان3 -ع. سوى د.
أبو أحمد العدوي. مولاهم الْمَرْوَزِيّ الحافظ. رحل وعنِي بالأثر، وتقدّم فِي السنة. وحدّث عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وعبد الرّزاق، ويحيى بْن سُلَيم، وأبي مُعَاويَة، وَوكيع، وخلْق.
وعنه: الجماعة سوى أَبِي داود، وأبو زُرْعة، وأبو حاتِم، ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخَلْق. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: أعرفه بالحديث صاحب سنة، قد حُبس بسبب القرآن. وقال النَّسائيّ: ثقة. وقال محمود: سَمِعَ منّي إِسْحَاق بْن راهَوَيْه حديثين. قلتُ: تُوُفِيّ فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين، وغلط مَن قَالَ سنة تسعٍ وأربعين. وقع لنا من عواليه. أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ قَالا: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المخلص، أنا عبد الله
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 422، 423"، والثقات لابن حبان "9/ 204"، وتاريخ بغداد "13/ 191".
2 المعجم المشتمل لابن عساكر "1030".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 291"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 404"، والثقات لابن حبان "9/ 202"، وتاريخ بغداد "13/ 89".

(17/175)


بْنُ محمد: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، نَا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَكِيدُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ بِسُوءٍ إلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ" 1.
قَالَ الحاكم: روى عَنْهُ خ. م. فِي الصّحيحين، وإبراهيم بن بي طالب، وَمحمد بْن شاذان "....."2 وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج، وسائر مشايخنا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر محمد بْن عَبْد اللَّه بِمَرْوَ، وثنا أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْهِ قَالَ: خَرَجَ محمود بْن غَيْلان إلى الْحَجّ سنة ستٍّ وأربعين ومائتين، ثُمَّ انصرف إلى مَرْو، وتوفي لعشرٍ بقين من ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين، رحمه الله. قلت: كذا وأرخه ابن حَمْدَويْه.
429- محرز بْن سَلَمَةَ العدّنيّ المكيّ3 -ق.
شيخٌ معمر مُسْنَد، من أكبر شيوخ ابن ماجة. روى عَنْ: نافع بْن عمرَ الْجُمَحِيّ، ومالك بْن أنس، والْمُنْكَدِر بْن محمد بْن الْمُنْكَدِر، وجماعة.
وعنه: ق، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وَمحمد بْن عليّ الصّائغ، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وَمُطيّن، وآخرون. يُقال إنّه حجّ ثلاثًا وثمانين حَجَّة، وتُوُفِيّ سنة أربعٍ وثلاثين بِمكة. ذكره ابن حِبّان فِي "الثقات".
430- محرز بن عون4 -م.
أبو الفضل البغدادي، أخو الزاهد عبد الله بن عون الجزاز. روى عن: مالك بن أنس، وشريك بن القاضي، وخلف بن خليفة، وعلي بن مسهر، وجماعة.
وعنه: م، والإمام أَحْمَد، وابنه عَبْد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1877"، ومسلم "1387".
2 بياض.
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 246"، والثقات لابن حبان "9/ 192"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1308".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 361"، والجرح والتعديل "8/ 346"، والثقات لابن حبان "9/ 191".

(17/176)


وقال غيره: تُوُفِيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين، ومولده كَانَ فِي سنة خمس وأربعين ومائة.
431- مُخَارِق1.
المغنّي المشهور. غَنّى للرشيد والمأمون. وله أخبار مسطورة فِي كتاب الأغاني. تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين. وكان ذا تَجمُّلٍ وأموال وخَدَم. قَالَ ابن النّجّار: مُخَارق بْن يحيى بْن ناووس أَبُو الْمُهَنّا المغنّي، مولى عاتكة، ثُمَّ مولى الرشيد. نشأ بالمدينة، وكان أَبُوهُ لحّامًا، وكان مُخَارق ينادي وهو صبيّ عَلَى اللّحم. فلمّا بان طِيبُ صوته علّمته عاتكة المغنيّة الغناء، وقدِمَت بِهِ الكوفة، واشتراهُ إِبْرَاهِيم الْمَوْصِليّ منها بثلاثين ألف دِرهم، وأهداهُ للفضل، فأخذه منه الرشيد ثُمَّ أعتقه. قاله أَبُو الفرج الإصبهانيّ. قَالَ محمد بْن خَلَف وكيع: حدَّثَنِي هارون بْن مُخَارق قَالَ: كَانَ أَبِي إذا غَنَّى هذا الصّوت بكى:
يا ربعَ سلمى لقد هيَّجْتَ لِي طَرَبًا
ويقول: غنّيته للرشيد فأعتقني، وقال: أعِدْهُ. فلمّا أعَدْتُه قَالَ: سَلْ حَاجَتك. قلتُ: ضيعة يقيمني عليها. قَالَ: قد أمرتُ لك، فأعِدْهُ فأعدتُه فقال حاجتُك؟ قلت: تأمر لي بمتنزل وفرش وخادم قال: ذلك لك أعد الاصوت فأعدْتُه، فبكى وقال: سل حاجتك؟ فقبّلت الأرض، وقلتُ: أن يطيلَ اللَّه عُمُرك، ويجعلني من كل سوء فِداك. روى عَبد اللَّه بْن أَبِي سعد، عَنْ محمد بْن محمد قَالَ: كَانَ والله مُخارق مِمَّن لو تنفَّس لأَطْرَب من يسمعه بنَفَسه. وذكر صاحب الأغاني قَالَ: قَالَ محمد بْن الْحَسَن الكاتب: حدَّثني محمد بْن أَحْمَد بْن يحيى المكيّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خرج مُخَارق مَعَ بعض إخوانه متنّزهًا، فنظرَ إلى قوس فسأله إيّاها، فبَخِلَ بِهَا، وسنحت ظِبَاءٌ بالقرب منه، فقال لصاحب القَوْس: أرأيت إن تَغَنَّيت صَوْتًا فعَطَفت بِهِ خدودَ هذه الظِّبَاء، أتدفعُ لي القَوْس؟ قَالَ: نَعَمْ. فاندفعَ يُغَنِّي بأبياتٍ، فتعطّفت الظِّبَاءُ راجعةً إِلَيْهِ، حتّى وقفت بالقُربِ منه مُصْغِيةً. فعجِب من حضر، وناوله الرجل القَوْس.
432- مَخْلَد بْن خَالِد السعيري العسقلاني2 -م. د.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 521"، والكامل في التاريخ "7/ 26"، والبداية والنهاية "10/ 307".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 349"، وتاريخ بغداد "13/ 175"، وتهذيب التهذيب "10/ 73، 74".

(17/177)


نزيل طَرْسُوس. سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا مُعَاويَة، وإبراهيم بْن خَالِد الصَّغانيّ. وعنه: م. د. وجعفر الفِرْيَابيّ، وأبو الحسن بن سفيان، وجماعة.
433- مخلد بن الحسن الحراني1.
حدَّث ببغداد، عن: أبي المليح، وعبد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِيّ. وعنه: ن. وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وحمد بْن المجدر، وجماعة. قَالَ أبو حاتم: صدوق. وقيل: أصله مَرْوَزِيّ.
434- مَخْلَد بْن خِدَاش البصْرِيّ2 -ن.
عَنْ: حَمّاد بْن زيد. وعنه: ن. مجهول.
435- مروان بْن جَعْفَر بْن سعد بْن سَمُرَة بْن جُنْدب السَّمُريّ الْكُوفيّ3.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وعثّام بْن عليّ، وَمحمد بن إبراهيم بن حبيب، وداود بن المحبر، وجماعة. وعنه: أبو بكر الصغائي، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، ومُطَيّن، وَمحمد بْن أَبِي شَيْبَة، ذكره ابن أَبِي حاتِم وقال: صدوق صالِح الحديث. وقال أبو الفتح الأزديّ: يتكلمون فيه. قلت: هذا غير مفسَّر فلا يضرّ. قَالَ مُطَيّن: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
436- مسروق بْن المرزبان بن مسروق بن معدان4 -ق.
أبو سعيد الكندي. عَنْ: أَبِي الأحوص، وشَرِيك، وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وجماعة. وعنه: ق. وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومطين، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سنة أربعين ومائتين، أو قبلها بقليل، أَوْ بعدها بقليل.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 349"، وتاريخ بغداد "13/ 175".
2 انظر حلية الأولياء "5/ 19"، وتهذيب التهذيب "10/ 74".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 417"، والجرح والتعديل "8/ 276"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 89، 90".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 417"، والجرح والتعديل "8/ 397"، والثقات لابن حبان "9/ 206".

(17/178)


437- مسلم بن أبي عبد الرحمن البغدادي1.
نزيل طَرْسُوس. روى عَنْ: وكيع، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن، وجماعة. وعنه: أَبُو يَحْيَى صاعقة، وخَلَف بْن عَمْرو العُكْبَريّ، وموسى بْن هارون، وجماعة. وثّقه الخطيب وقال: مات سنة أربعين.
438- مُصَرِّف بْن عَمْرو الإيَاميّ الْكُوفيّ2 -د.
عَنْ: عبد الله بن إدريس، وينس بْن بُكَيْر. وعنه: د. ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو زُرْعَة.
وثّقه أَبُو زُرْعَة، وتُوُفِيّ سنة أربعين ومائتين.
439- مُصْعَب بْن سَعِيد الحرّانيّ المِصِّيصيّ3.
أَبُو خَيْثَمَة المكفوف. عَنْ: ابن المبارك، وزُهَيْر بْن مُعَاويَة، وعبد اللَّه بْن عُمَرَ، وعيسى بْن يونس، وموسى بْن أَعْيَن، وَمحمد بْن سَلَمَةَ، ومسكين بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بن عوف الطائي، وأحمد بن عبد الوهاب المصيصي، وأحمد بن مسيب الحلبي، وأحمد بن النضر العسكري، والفضل بن عبد الله الأنطاكي، والحسن بن سفيان.
وقال ابن عديّ: يُحدّث عَنِ الثقات بالمناكير، ويصحّف عليهم. وقال أبو حاتم: صدوق، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر الرقي أحب إليّ منه.
440- مُصْعَب بن عبد الله بن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوام4.
الْإِمَام أبو عبد الله الْقُرَشِيّ الأسديّ الزُّبَيْريّ الْمَدَنِيّ، نزيل بغداد. سَمِعَ: أباهُ، ومالِكًا، والضَّحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن سعد، وعبد العزيز الدراوردي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "13/ 100"، وتاريخ جرجان للسهمي "411".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 420، 421"، والثقات لابن حبان "9/ 207"، وتاريخ الطبري "1/ 42".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 309"، والثقات لابن حبان "9/ 175"، والكامل لابن عدي "6/ 2362".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 439"، والجرح والتعديل "8/ 309"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 354".

(17/179)


وعنه: ابن ماجة حديثا واحدا في النجش1، وإبراهيم الحربي، والزبير بن بكار، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وسفيان بن عيينة. وثقه الدارقطني، ومنهم من لينه للوقف في القرآن. قَالَ أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيّ: كَانَ من الواقفة، فقلتُ لَهُ: قد كَانَ وكيع وأبو بَكْر بْن عيّاش يقولان: القرآن غير مخلوق. فقال: أخطأ وكِيع وأبو بَكْر. قلتُ: فعندنا عَنْ مالك أنّه قَالَ غير مخلوق. قَالَ: إنّا لَمْ نَسْمَعه. قلتُ: وكان مُصْعَب علامة فِي النَّسب، أديبًا إخباريًّا فصيحًا، من نُبلاءِ الرِّجَال وأفرادِهم. روى عَنْهُ الشيخان مُسْلِم وأبو داود خارج كتابيهما. وقال الزُّبَيْر بْن بكّار: كَانَ عمّي وجْهَ قريش مروءةً وعِلْمًا وشَرَفًا وثَبَاتًا وَقَدْرًا وجاهًا. وكان من نسّابةَ قريش، عاش ثمانين سنة.
قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مُصْعَب الزُّبَيْريّ مستثبت. مات فِي شوّال سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن أَبِي صُبَيْح المربيّ قَالَ: لَمَّا استُعْمِلَ جدّك عَبْد اللَّه عَلَى اليمن، قَالَ لي ابنه مُصْعَب: امضِ معنا. فتأخّرتُ ثمّ قدِمْتُ عليهم صنْعَاء، فَنزلت فِي دار الإمارة، فأكرمني وأجرى عليّ خَمْسين دينارًا في الشهر، ولما انصرفت وصلني بخمسمائة دينار. ولابن أَبِي صُبَيْح فِيهِ:
فما عَيْشُنَا إلّا الربيع وَمصْعَب ... يدور علينا مُصْعَبٌ ونَدُورُ
وفي مُصْعَب إنْ غَبَّنَا القَطْرُ والنَّدَى ... لَهَا ورق معرورق وشكير
متى مايرى الراؤن غُرَّة مُصْعَبٍ ... يُنِيرُ بِهَا إشراقه فَتُنيرُ
يَرَوْا ملكًا كالبدْرِ أمّا فِنَاؤه ... فَرَحْبٌ، وأمّا قَدْرَه فكبيرُ
له نِعَمٌ عَدَّ قَصَّرَ دُوَنَها ... وَلَيْسَ بِهَا عمّا يزيدُ قُصُورُ
441- الْمُعَافَى بْن سُلَيْمَان الرَّسْعنيّ2.
عَنْ: فُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وزُهير بْن معاوية، والقاسم بن معن المسعودي.
__________
1 أي المضاربة في التجارة.
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 400"، والثقات لابن حبان "9/ 199"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1341"، وتهذيب التهذيب "10/ 198، 199".

(17/180)


وعنه: هلال بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، والقاسم بن الليث العتابي الرسعني، وجعفر الفريابي، وكان صدوقا. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
442- معلل بن نفيل1.
أبو أحمد النهدي الحراني عَنْ زُهَيْر بْن مُعَاويَة وعنه أَبُو عَرُوبَة وأبو عَقِيل أنس بْن السَّلْم ومات قبل الأربعين ومائتين.
443- مُعَلَّى بْن مهديّ بن رستم أبو يعلى الموصلي الزهد2.
عَنْ: مهديّ بْن ميمون، وَشَريك بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإدريس بن سليم، وإبراهيم بن علي العدوي، وأبو يعلى. قَالَ ابن حَمْدُون: حُمَّ ابنُ مَهْديّ أربعين سنة كلّ سنة دائمًا. تُوُفِيّ فِي شَعْبَان سنة خمس وثلاثين ومائتين. وهو بَصْرِيّ نزل البصرة.
444- مَعْمَرُ بنُ مَخْلَد الْجَزَريّ السّرُوجيّ3.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وخَلَف بْن خليفة.
وعنه: محمد بن جبلة الرافقي، وهلال بن العلاء. توفي بملطية سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قَالَ النسائيّ: ثقة.
445- مِنْجَاب بْن الحارث4.
أَبُو محمد التَّميميّ الْكُوفيّ. عَنْ: أَبِي الأَحْوَص سلام بْن سُلَيْم، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن سلّام، وعليّ بْن مُسْهِر. وعنه: مسلم، وبقي بن مخلد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجعفر الفريابي.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 201".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 335"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 23"، والثقات لابن حبان "9/ 182"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 151".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 259".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 412"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 30"، والثقات لابن حبان "9/ 206"، وتهذيب الكمال "3/ 1371".

(17/181)


446- منصور بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ1 عَبْدِ اللَّهِ بن محمد الهاشمي العباسي.
ولي إمرة دمشق للأمين، وولي قبلها البصرة. دعي إلى الخلافة في أول دولة المأمون، فامتنع.
روى عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز. وعنه: أبو العيناء، وغيره. قَالَ أَبُو الصَّقْر محمد بْن داود بْن عيسى: كَانَ أَبِي عَلَى شَرطة منصور بدمشق، وكان الأمين يعجبه البللور، فدس منصور من سرق قلة الجامع البللور. فلمّا رأى إمام الجامع مكانَها فارغًا ضربَ بقَلَنْسُوَتِه الأرضَ وصرخ: سُرِقَتْ قُلَّتُكُمُ. فقال النّاس: لا صلاة بعد القُلَّة. فصارت مثلًا. قَالَ أَبُو الصَّقْر: لَمّا رَجِعَ المأمون إلى بغداد وجد القُلّة، فردّها إلى جامع دمشق. تُوُفِيّ منصور سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
447- منصور بْن أَبِي مُزَاحِم2.
أَبُو نصر التُّرْكِيّ، واسم أَبِيهِ بشير، وولاؤه للأَزْدِ، كَانَ كاتبًا ثقة صاحب سنة. وكان لَهُ ديوان فتركه. سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعد، وأبا الأَحْوَصَ، وإسماعيل بْن جَعْفَرَ. ورأى شُعْبَة.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بْن هارون، وَأَحْمَد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي. قال ابن مَعِين: صدوق. مات فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
448- مهرجان النيسابوريّ الزّاهد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك. وعنه: أَبُو يحيى الخَفّاف، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان، وزكريّا بْن دَلَّويه. وحُكِيَ عَنْهُ أنَّهُ كَانَ لا يشربُ الماء فِي الصَّيْف أربعين يومًا زهدًا3. توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر تاريخ أبي زرعة "1/ 11"، وتاريخ الطبري "7/ 511"، والكامل في التاريخ "7/ 57"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 449".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 170"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 349"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 173"، والثقات لابن حبان "9/ 173".
3 وأي زهد هذا خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم.

(17/182)


449- مُوسَى بْن أيّوب النَّصيبيّ1.
أَبُو عِمْرَان، نزيل أنطاكيَة. عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك. وعنه: أَبُو حاتِم الرازيّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِيّ، وَمحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصَّمد. قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
450- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ البصْرِيّ الأسلع.
عَنْ: عُمَرَ بْن سَعِيد الأبحّ. وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ القاضي.
451- مُوسَى بْن مروان الرقي2.
عَنْ: عيسى بْن يونس، وأبي مُعَاويَة، وبقيّة. وعنه: أبو داود، وابن ماجة، والقاسم بن الليث الرسعني. توفي سنة أربعين ومائتين.
452- موسى بن محمد بن حيان3.
أو: ابن محمد بن سعيد بن حيان، بالحاء، ثم آخر الحروف4. صدوق، صاحب حديث. سَمِعَ بالبصرة: عَبْد الوهّاب الروميّ، وغُنْدَرًا، وابن أَبِي عديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعنه: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد اللَّه المارستانيّ. قَالَ الخطيب: أحاديث مستقيمة.
453- مُوسَى بْن مُعَاويَة بْن صُمَادِح بْن عَوْن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ المحدِّث5.
الصدوق، أَبُو جَعْفَر الهاشمي المغربيّ. رحَال مكثر عَنْ: وكيع، وابن مهديّ. وعنه: محمد بن أحمد العنسي. قَالَ: محمد بْن وضّاح: لقيته بالقَيْرَوان، وهو كثير
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 164"، والثقات لابن حبان "9/ 161"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 41"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1392".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 961"، والثقات لابن حبان "9/ 161"، وتاريخ بغداد "13/ 41، 42"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 221".
4 وهي الياء.
5 تقدم الكلام عليه.

(17/183)


الحديث. رحل إلى الكوفة والرِّيّ. وهو ثقة. وقال ابن لُبَابة: ثقة. مات بعد الثلاثين ومائتين.
454- مُوسَى.
الْإِمَام أَبُو الوليد بْن أَبِي الجارود1 المكيّ الفقيه، صاحب الشافعيّ من كبار أصحاب الشافعيّ. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: روى عَنِ الشافعيّ حديثًا كثيرًا، وروى عَنْهُ كتاب "الأمالي" وغيره. وكان من القيّمين بِمذهب الشافعيّ بِمكّة. وله رواية عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ: التِّرْمِذيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرادي، ويعقوب الفَسَويّ، وابن وَارَةَ. قَالَ الذَّهَبيّ: أظنُّه قديم الموت.
"حرف النون":
455- نصر بْن الحُرَيْش2.
أَبُو القاسم الصّامت. بغداديّ. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ضعيف. عَنْ: الْمُشْمَعِلِّ بن ملحان، وأبي سهل مسلم الخراساني.
وعنه: إسحاق الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر. يقال: حج أربعين حجة لم يكلم فيها أحدا.
456- نصر بن الحكم الياسري3.
عَنْ: خَلَف بْن خليفة، وَهُشَيْم. وعنه: ابن البراء، وإسحاق بن سفيان، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علوية.
457- نصر بن عاصم الأنطاكي4.
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويحيى القطان، ومحمد بن سلمة الحراني، وبشر بن إسماعيل، ومسكين بن بكير، وطبقتهم. ورحل إلى النواحي في طلب العلم.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 162"، والأنساب "2/ 339"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1384".
2 انظر حلية الأولياء "10/ 319، 320"، وتاريخ بغداد "13/ 285"، وميزان الاعتدال "4/ 250".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 215"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 284"، والأنساب "12/ 281".
4 انظر الثقات لابن حبان "9/ 217"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1409"، وميزان الاعتدال "4/ 252".

(17/184)


وعنه: د، والحافظ بْن عَبْد اللَّه بْن المستورد البغداديّ أبو سيار، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي، وآخرون، ذكره ابن حبان في "الثقات".
458- نصر بن زياد1.
الفقيه أبو محمد النيسابوري، قاضي نيسابور، تفقه على: محمد بن الحسين. وتأدب على: النضر بن شميل. وروى عَنْ خارجة بْن مُصْعَب، وابن المبارك، وجرير بْن عَبْد الحميد، وزافر بْن سُلَيْمَان، وهيّاج بْن بِسْطَام. وعنه: محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطائفة. قَالَ الحاكم: نصر بْن زياد بْن جشل، ولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ولَم يزل محمودًا عِنْدَ السُّلطان والرَّعية. وله عندنا بنيسَابور آثار كبيرة مذكورة. وكانت كُتُب المأمون إِلَيْهِ متواترة.
وكان كوفيّ المذهب، وأعقابه عَنْ آخرهم حديثّيون. سمعتُ يحيى بْن محمد العَنْبَريّ: سمعتُ أَحْمَد بْن محمد البالويّ يقولون: كَانَ نصر بْن زياد يأمرُ بالمعروف ويَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، ويقول: لولا هذا لَم أتلبَّس لَهم بعمل، لكنِّي إذا لَم أَلِ القضاء لَم أقدر عَلَيْهِ. وكان يُحيي اللّيل ويصوم الاثنين والخميس والجمعة، ولا يرضى من العمّال حتّى يؤدّوا حقوق النّاس. وقال غيره: عاش ستًّا وتسعين سنة. وقال سِبْطُ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه: تُوُفِيّ فِي سابع صفر سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
459- نصر بْن فَضَالَةَ النَّيْسَابوريّ2.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووكِيع. وعنه: أحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إسحاق السراج.
توفي سنة ثمان وثلاثين عند قتيبة.
460- نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي النحوي المقرئ3.
أبو المنذر تلميذ أبي الحسن الكسائي. كان من أئمة القراء المشهورين. أخذ عنه: محمد بن عيسى بن رزين الإصبهاني، وعلي بن أبي نصر النحوي، ومحمد بن
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 217".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 217".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 492، 493"، والسابق واللاحق "157"، وإنباه الرواة "3/ 347".

(17/185)


إدريس الدنداني. وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن رُسْتُم الطَّبريّ شيخ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم. وله مصنَّف فِي رسم المصحف. وقد روى الحديث عَنْ: إِسْحَاق بْن سليمان، وغيره.
461- النضر بْن سَعِيد بْن النَّضْر بْن شُبْرُمَة1.
أَبُو صُهَيْب الحارثيّ الْكُوفيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بُكَيْر، والوليد بْن أَبِي ثور، والحسن بْن محمد إمام المطمورة. وعنه: أَبُو سَعِيد الأشجّ، وَمحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، ومُطَيّن، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرازيّ، وغيرهم. ما أعلمُ فِيهِ جَرْحًا لغير ابن قانِع فإنّه ضعَّفَهُ.
"حرف الهاء":
462- هارون بْن سالِم2.
أَبُو عُمَرَ القُرْطُبيّ الزّاهد. عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار. ورحل إلى ديار مصر فأخذ عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وأصبغ بْن الفَرَج. قَالَ ابن الفَرَضيّ: كَانَ منقطع القرين فِي الزُّهد والعِلْم، مُجَاب الدَّعْوة، فقيهًا كبير القدر. يُقال: امتُحنت إجابة دعوته فِي غير ما شيء، ومات فِي الْكُهُولَةِ. وكان عَلَيْهِ إخبات وحُزْن، وكان لا ينامُ عَلَى فراشٍ فِي رمضان.
حكى إمام مسجد قرطبة أنّه رأى هارون بْن سالِم باللّيل سجد، قَالَ: فرأيتُ شجرة فِي المسجد سجدت وراءه، فلمّا قام قامت. وقال إِبْرَاهِيم بْن هلال: ما رأيتُ هارون بْن سالِم يُصَلِّي قطّ إلّا وهو يرتعد. وكان يسكن بيتًا بلا أبواب. وكان مقدَّمًا فِي زمانه فِي الزُّهد والعبادة. قَالَ ابن بَشْكَوال: وقبره يتبرك به3، ويعرف بإجابة الدعوة. جربت ذلك مرارًا. قلت: فروى عَنْهُ عامر بْن مُعَاويَة القاضي، وغيره. تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
463- هارون بْن عَبّاد النَّهْدِيّ المصيصي ثم الأنطاكي -د.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 481"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 256"، ولسان الميزان للحافظ "6/ 160".
2 انظر علماء الأندلس "2/ 169"، وجذوة المقتبس للحميدي "364".
3 القبور ليست من الأمور التي يتبرك بها وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم.

(17/186)


عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بْن عيّاش، وجماعة. وعنه: د. وَمحمد بْن وضّاح القُرْطُبيّ.
464- هارون بن عبد الله بن محمد بْن كثير بْن مَعْن بْن عَبْد الرَّحْمَن عوف الزهري1.
أبو يحيى المكي القاضي نزيل بغداد. روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وتفقّه عَلَى أصحاب مالك كأبي مُصْعَب، والهُدَيريّ. وقيل: إنه إبراهيم سمعَ من مالك. قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: سَمِعَ: مالك بْن أنس، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم.
وعنه: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى. وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عُزِلَ فِي آخر خلافة المعتصم. وقال أَبُو إِسْحَاق الشِّيرازيّ: هُوَ أعلمُ مَنْ صَنَّف الكُتُب فِي مختلف قول مالك. وقال القاضي عيّاض: كَانَ من الفقهاء العُلماء فِي مذهب أهل المدينة، واسع الأدب. وقال أَبُو سَعِيد بْن يونس: تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شعبان سنة اثنتين وثلاثين.
465- هارون الواثق بالله2.
أَبُو جَعْفَر، وقيل: أَبُو القاسم. أمير المؤمنين ولد المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ محمد بْن المنصور الهاشمي العباسيّ. وأُمُّه روميّة اسمها قراطيس، أدركت دولة ابنها. ولي الأمر بعهد أَبِيهِ. ونقل إِسْمَاعِيل الخطبيّ أنّه وُلِدَ لَعشْرٍ بقين من شَعْبَان سنة ستٍّ وتسعين ومائة. قَالَ يَحْيَى بْن أكثم: ما أحسَنَ أحدٌ إلى آل أَبِي طالب ما أحسن إليهم الواثق.
ما مات وفيهم فقير. وقال حمدون بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ الواثق مليح الشِّعْر، وكان يُحبُّ خادمًا أُهْدِيّ لَهُ من مصر، فأغضبه الواثق يومًا، ثُمَّ إنه سمعه يَقُولُ لبعض الخدم: والله إنه إبراهيم لَيَرُوم أن أكلّمه من أمس فما أفعل فقال الواثق:
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 92"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 230"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 13".
2 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 175"، وتاريخ الطبري "9/ 12، 17"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 15"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 306".

(17/187)


يا ذا الَّذِي بعذابي ظلّ مفتخرًا ... ما أنت إلا مليك جار إذ قدر قَدَرا
لولا الهَوَى لَتَجاريْنَا عَلَى قَدَرٍ ... وإنْ أُفِقْ منه يومًا ما فسوف ترى
قَالَ الخطيب: كَانَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد قد استولى عَلَى الواثق وحمله عَلَى التشدُّد فِي المحنة. ودعا النّاس إلى القول بِخلْق القرآن. ويُقال: إنّ الواثق رجع عَنْ ذَلِكَ القول قبل موته. وقال عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السَّكَن قَالَ: حُمِلَ رجلٌ فيمَن حُمِلَ، مُكَبَّلٌ بالحديد من بلاده، فأُدْخِلَ. فقال ابن أَبِي دُؤاد: تقولُ أَوْ أقول؟ قَالَ: هذا أوّل جوركم. أخرجتم النّاس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا بل أقول. قَالَ: قُلْ. والواثق جالس. فقال: أخبرني عَنْ هذا الرأي الَّذِي دَعْوتُم النّاس إِلَيْهِ، أَعَلِمَهُ رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فلم يدعُ النَّاس إِلَيْهِ، أم شيء لم يعلمه؟ قال: علمه. قال: فكان يسمعه أن لا يدعو النّاس إِلَيْهِ، وأنتم لا يسعكم، قَالَ: فبُهِتُوا. قَالَ: فاستضحك الواثق، وقام قابضًا عَلَى فمه، ودخل بيتًا ومدَّ رِجْليه وهو يَقُولُ: وَسِعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلم- أن يسكت عنا ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار، وأن يُردّ إلى بلده. وعن طاهر بْن خَلَف: سمعتُ المهتدي بالله بْن الواثق يَقُولُ: كَانَ أَبِي إذا أراد أن يقتل رجلًا أَحْضَرَنا. فأُتِيَ بشيخ مخضوب مقيَّد، وقال أَبِي: ائذنوا لابن أَبِي دُؤاد وأصحابه. وأُدْخِلَ لشيخ فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا سلم الله عليك. قال: بئس ما أدَّبك مؤدِّبُك.
قَالَ اللَّه تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] قلت: هذه حكاية مُنْكرَة، ورُواتُها مَجاهيل، لكن نسوقها. قَالَ: فقال ابن أَبِي دُؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلِّم. فقال لَهُ: كلِّمْهُ.
فقال: يا شيخ ما تقولُ فِي القرآن؟ قَالَ: لِمَ تنصفني، ولي السؤال. قَالَ: سَلْ يا شيخ. قَالَ: ما تقولُ فِي القرآن؟ قَالَ: مخلوق. قَالَ: هذا شيء عَلِمَهُ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بَكْر وعمر والخلفاء، أم شيء لَم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لَم يعلموهُ أَعَلِمْتَه أنت؟ قَالَ: فَخَجِل وقال أقِلْنِي. قَالَ: والمسألةُ بِحالِها؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق، قال: شيء علمه رسول الله؟ قلت: عَلِمَه. قَالَ: عَلِمَهُ ولَم يدْعُ النّاس إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أفلا وسِعَك ما وسِعَه ووسِع الخلفاء بعده. فقام أَبِي الواثق فدخل الخلْوة، واستلقى وهو يَقُولُ: شيء لَم يعلمه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، علمته أنت؟

(17/188)


سبحان اللَّه عَلِمُوه ولَم يدْعوا النّاس إِلَيْهِ، أفلا وسِعَك ما وسِعَهم؟ ثُمَّ أمر برفع قيود الشيخ، وأمر له بأربعمائة دينار، وسقطَ ابن أَبِي دُؤاد من عينه، ولَم يمتحن بعدها أحدًا. وروى نحوًا من هذه الواقعة أَحْمَد بْن السِّنْديّ الحداد، عَنْ أَحْمَد بْن الممتنع، عَنْ صالِح بْن عليّ الهاشميّ المنصوريّ، عَنِ المهتدي بالله، رَحِمَهُ اللَّه. قَالَ صالِح: حضرته وقد جلسَ للمتظلّمين، فنظرتُ إلى القَصَص تُقرأ عَلَيْهِ من أولّها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسُرّني ذَلِكَ. وجعلت أنظر إِلَيْهِ، ففطِنَ، ونظر إليّ، فغضضت عَنْهُ، حتى كَانَ ذَلِكَ منه ومنّي مرارًا.
فقال لي: يا صَالِح فِي نفسك شيء تُحب أن تقوله؟ قلتُ: نعم. فلمّا انفضّ المجلسُ أُدْخِلْتُ مجلسه فقالَ: تَقُولُ ما دار في نفسك أو أقوله أنا؟ فقلتُ يا أمير المؤمنين ما ترى. قَالَ: أقول إنك استحسنتَ ما رأيتَ منّا. فقلت: أيَّ خليفة خليفتنا، إن لَم يكن يَقُولُ القرآن مخلوق. فوردَ عَلَى قلبي أمرٌ عظيم، ثُمَّ قلت: يا نفس هَلْ تموتين قبل أجَلِك؟ فقلتُ: نعم. فأطرق ثم قال: اسمع مني، فو الله لتسمعنّ الحقّ. فسُرّي عنّي وقلت: ومَن أولى بالحقّ منك وأنت خليفة ربّ العالمين، وابن عمّ سيد المرسلين؟ قَالَ: ما زلت أقول أن القرآن مخلوق صَدْرًا من أيام الواثق، حتى أقدَمَ شيخًا من أَذَنة فأُدْخِلَ مقيدًا، وهو جميل حسَن الشَّيْبَة. فرأيتُ الواثق قد استحيا منه ورَقّ لَهُ. فما زال يُدْنيه حتَّى قرُبَ منه وجلسَ، فقال: ناظِر ابنَ أَبِي دُؤاد. فقال: يا أمير المؤمنين إنّه يَضْعُف عَنِ المناظرة. فغضبَ وقال: أبو عبد الله يضعف عَنْ مناظرتِكَ أنتَ؟ قَالَ: هَوِّن عليك، وائذن لي فِي مناظرته. فقال: ما دعوناك إلا لِهذا. فقال: احفظ عليّ وعليه، ثُمَّ قَالَ: يا أَحْمَد أخبرني عَنْ مقالتك هذه، هِيَ مقالة واجبة داخلة فِي عقد الدّين، فلا يكون الدِّين كاملًا حتى يُقال فِيهِ بِما قلت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأخبرني عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين بعثه اللَّه، هَلْ سَتَر شيئًا مِمّا أُمِرَ بِهِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فدَعا إلى مقالتِك هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة. فقال الواثق: واحدة. فقال الشيخ: أخبرني عَنِ اللَّه تعالى حين قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] أَكَانَ اللَّه هُوَ الصّادق فِي إكْمَال دينه، أو أنتَ الصّادق فِي نُقْصَانه، حتّى يُقال بِمقالتِكَ هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: اثنتان. قَالَ الواثق: نعم. وقال: أخبرني عن مقالتك هذه، أعلمها رسول الله أم جهلها؟ قلت: عَلِمَها. قَالَ: فدعا النّاسَ إليْهَا. فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة. قَالَ: نعم. قَالَ: فاتسع لرسول اللَّه أنْ عَلِمها أن يُمسك عنها، ولَم يُطالب أمَّتَه بِهَا؟ قَالَ: نعم. قال:

(17/189)


واتسع لأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ ذَلِكَ؟ قَالَ: نعم. فأعرض الشيخ عَنْهُ، وأقبلَ عَلَى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدَّمْتُ القول أنّ أَحْمَد يصبو ويضعُف عَنِ المناظرة. يا أمير المؤمنين إنْ لَمْ يتَّسع لك من الإمساك عَنْ هذه المقالة ما زعم هذا أَنَّهُ اتسع للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فلا وسَّع اللَّه عليك. قَالَ الواثق: نعم كذا هُوَ. اقطعوا قيد الشيخ. فلمّا قطعوهُ ضرب الشيخ بيده إلى القيْد فأخذه، فقال الواثق: لِمَ أخَذْتَه؟ فقال: لأنِّي نويتُ أن أتقدَّم إلى مَن أوصي إِلَيْهِ، إذا مت أن يجعله بيني وبين كَفَني، حتى أخاصم بِهِ هذا الظّالِم عِنْدَ اللَّه يوم القيامة وأقول: يا رب لِمَ قيدني وروَّع أهلي؟ ثُمَّ بكى فبكى الواثق وبكينا. ثُمَّ سأله الواثق أن يجعله فِي حِلّ، وأمر لَهُ بصلة فقال: لا حاجة لي بِها. قَالَ المهتدي بالله: فرجعت عَنْ هذه المقالة، وأظنّ أنّ الواثق رجعَ عنها من يومئذ. وقال إِبْرَاهِيم بن نِفْطَوَيْه: حدَّثَنِي حامد بْن العبّاس، عَنْ رَجُل، عَنِ المهتدي بالله، أنّ الواثق مات وقد تاب عَنِ القول بِخلْق القرآن. وكان الواثق وافر الأدب. بَلَغَنَا أنّ جارية غنته بشعر العَرْجيّ:
أَظَلُومُ إنّ مُصَابَكُم رجُلًا ... ردَّ السّلامَ تَحيَّةً ظُلْمُ
فَمِن الحاضرين من صَوَّب نصْبَ رجُلًا، ومنهم من قَالَ: صوابها: رجلٌ. فقالت: هكذا لقَّنني المازنيّ. وطلب المازنيّ، فلمّا مثُل بين يدي الواثق، قَالَ: مِمّن الرجل؟ قَالَ: من بني مازن.
قَالَ: أي الموازن، أمازِن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟ قلتُ: مازن ربيعة. فكلّمني حينئذ بلغة قومي فقال: با اسبُك. لأنّهم يقلبون الميم باء والباء ميم فكرهتُ أن أواجهه بِمَكرٍ، فقلتُ: بَكْر يا أمير المؤمنين. ففطِنَ لَها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت. قلت: الوجه النصب.
لأن مُصَابكم مَصْدَر، بِمعنى أصابتكم. فأخذ البريديّ يعارضني، قلتُ: هُوَ بِمنزلة إنّ ضَرْبَك زيدًا ظلم. فلرجل مفعول مُصَابكم، والدليل عَلَيْهِ أن الكلام مُعلق، إلى أن تَقُولُ ظُلْمٌ فيتمّ.
فأُعْجِبَ الواثق، وأعطاني ألف دينار. قَالَ ابن أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ الواثق أبيض، تعلوهُ صُفْرة، حسنَ اللحية، فِي عينيه نُكْتة. وقال زُرقان بْن أَبِي دُؤاد: لَمَّا احتضر الواثق جعل يردِّد هذين البيتين:

(17/190)


الموتُ فِيهِ جميعُ الخلْقِ مُشْتَركٌ ... لا سُوقَةٌ منهم يبقى ولا ملكُ
ما ضَرَّ أهلَ الدنيا فِي تَنَافُرهم ... وليس يُغْنِي عَنِ الأملاك ما مَلَكوا
ثُمَّ أمر بالبُسُط فطُويت، وألصق خدّه بالأرض، وجعل يَقُولُ: يا من لا يزول ملكه، ارْحَم من قد زَال مُلْكُه. روى أَحْمَد بْن محمد الواثقي أمير البصرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنتُ أحد من مرّض الواثق فِي عِلته، إذ لحقته غشيةٌ، فما شككنا أنه مات. قال بعضنا لبعض تقدموا. فما جَسَر أحدٌ، فتقدَّمت أَنَا، فلمّا صرتُ عِنْدَ رأسه، وأردتُ أن أضعَ يدي عَلَى أنفه، لِحقَتْه إفَاقَةٌ، ففتح عينيه، فكدتُ أموتُ فزِعًا، من أن يراني قد مشيت إلى غير رُتْبتي، فرجعتُ إلى خَلْف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعَتَبة، فعثرت عَلَى سيفي فاندقّ، وكاد أن يدخل فِي لحمي. فسلمتُ وخرجتُ، فاستدعيت سيفًا، وجئتُ فوقفتُ ساعة، فتلف الواثق تَلَفًا لم يُشك فِيهِ. فشددت لحيته وغمَّضْتُه وسجَّيْتُه، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن، لأنه مثبت عليهم، وتُرِكَ وحده فِي البيت.
فقال لي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد القاضي: إنّا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه إلى أن يُدْفن، فأنتَ من أخصّهم بِهِ فِي حياته. فرددت باب المجلس، وجلستُ عِنْدَ الباب، فحَسَسْتُ بعد ساعة بحركة فِي البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بِجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت: لا إله إلا اللَّه، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندقّ سيفي هيبة لَهَا. قَالَ: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أَبِي دُؤاد الخبر. قَالَ: والجرذون دابَة أكبر من اليربوع. كانت خلافة الواثق خمس سنين ونصف. ومات بسُرَّ منْ رَأَى، يوم الأربعاء، لست بقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبُويع بعده المتوكّل.
466- هارون بْن معروف1 -خ. م. د.
أبو علي المروزي، نزيل بغداد. كَانَ خزّازًا وأضَرّ بأخرة. روى عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وابن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد اللَّه بْن وهْب، وأبي بَكْر بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم، وخلْق كثير من
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 355"، والجرح والتعديل "9/ 96"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 226".

(17/191)


العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والْجَزَريين. وعنه: م، د، وخ، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يحيى الذّهليّ، وصالح جَزَرَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وَأَحْمَد بْن خيثمة، وموسى بْن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وطائفة. وثقة ابن أبي حاتِم، وجماعة. قَالَ ابنُ أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي ببغداد سنة خمس عشرة، بعدما عَمِي، من حفظه. وقال أَبُو داود: سمعتُ الثقة يَقُولُ. قَالَ هارون بْن معروف: رأيتُ فِي المنام قِيلَ لي مَن آثر الحديث عَلَى القرآن عُذِّب. قَالَ: فظننتُ أنّ ذَهاب بصري من ذَلِكَ. وقال هارون الحمّال: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فكأنّما عَبْد اللّات والعُزَّى. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ هارون بن معروف قال: من زعم أن اللَّه لا يتكلم فهو يعبدُ الأصنام. قلتُ: عاش هارون أربعًا وسبعين سنة، ومات فِي آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين. وكان صدوقًا فاضلًا صاحب سنة.
467- هارون بْن أَبِي هارون العَبْديّ1.
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقِيّ، وبقيّة. وعنه: مطين، وعبد الله بن ناجية. وكان صدوقا.
468- هاشم بن الحارث المروذي نزيل2 بغداد.
عَنْ: أَبِي المليح، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيَّين. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وغيرهم. وثقه الخطيب وقال: تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين. حديثه بعُلوٍّ فِي جُزءَين.
469- هاشم بْن الوليد3.
أَبُو طالب الهَرَويّ. عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، ويحيى بْن سُلَيْم الطائفيّ.
وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وآخرون.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 98"، والثقات لابن حبان "9/ 240"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 21".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 244"، وتاريخ بغداد "14/ 66".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 106"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 349"، والثقات لابن حبان "9/ 243".

(17/192)


توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
470- هبيرة بن محمد التمار الأبرش1.
قرأ القرآن عَلَى حفص صاحب عاصم. وتصدّر للإقراء. قرأ عَلَيْهِ: حُسْنُون بْن الهيثم الدُّوَيْريّ، والخَضر بْن الهَيْثَم الطُّوسي، وَأَحْمَد بْن عليّ الخزّاز، وغيرهم. كنيته أَبُو عمر.
471- هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة2 -خ. م. د.
أَبُو خَالِد القَيْسيّ الثَّوْبَانيّ الْبَصْرِيّ، ويُقال لَهُ هداب. صلّى عَلَى شُعْبَة، وسمع من: الحمّادين، وهَمّام بْن يحيى، وجرير بْن حازم، وأبان العطار، وسليمان بْن المغيرة، ومبارك بْن فضالة، وهارون بْن مُوسَى النحوي، وسلام بْن مسكين، وطائفة بصريين. وعنه: خ. م. د. وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن عَمْرو القطرانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو معشر الْحَسَن بْن سفيان الدارميّ، وعبدُ اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق.
قَالَ عليّ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عديّ: لا بأس بِهِ. ولا أعرفُ لَهُ حديثًا مُنْكَرًا فيما يرويه.
وأمّا النسائي فقال: ضعيف. وقال لحسن بْن سُفْيَان: سمعتُ هُدْبَةَ يَقُولُ: صلَّيْتُ عَلَى شُعْبَة، فقيل لَهُ: رَأَيْته؟ فقال: رأيتُ من هُوَ خيرٌ منه، حمّاد بْن سَلَمَةَ وكان سُنِّيًّا، وكان شُعْبَة يرى الإرجاء. وقال عَبْدان الأهوازيّ كنّا لا نُصَلِّي خلف هُدْبة من طول صلاته ويسبح فِي الركوع والسجود نيِّفًا وثلاثين تسبيحة وكان من أشبه خلق اللَّه بِهشام بْن عمّار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتّى صلاته. وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى، وسُئِلَ عَنْ هُدْبَةَ، وشَيْبان، أيهما أفضل؟ قَالَ: هُدْبَةُ أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثًا. كَانَ حديث حمّاد بْن سَلَمَةَ عِنْدَه نسختين: واحدة عَلَى الشيوخ، وواحدة عَلَى التّصنيف. أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 205"، وغاية النهاية "2/ 353".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 301"، والجرح التعديل "9/ 114"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 295"، وتهذيب الكمال "3/ 1453".

(17/193)


عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، أَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو داود، عَنْ محمد بْن عَبْد الملك: تُوُفِيّ هُدْبة سنة خمس وثلاثين. وقال ابن حبان: مات سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين.
472- هريم بن عبد الأعلى بن الفرات2 -م.
أبو حمزة الأسدي البصري. عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وجماعة.
وعنه: م، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله أَحْمَد بْن حنبل، وطائفة. حدَّث بإصبهان سنة عشرين ومائتين. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي "الثِّقَاتِ": مَاتَ سَنَةَ أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل. وقال أَبُو الشيخ: مات بالبصرة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
473- هريم بن مسعر3 -ت.
أبو عبد الله الأزدي خادم الفُضَيْل بْن عِياض. روى عَنْ: الفُضَيْل، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ.
وعنه: ت، وجعفر الفِرْيَابيّ، وأحمد بن عبد الله بن مالك. وثقه ابن حبان.
474- هشام بن إسحاق.
أبو ربيعة العامري مولاهم المصري. قَالَ ابن يونس: كَانَ عالِمًا بأخبار مصر. روى عَنْ: اللّيث، ومالك. ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.
__________
1 "حديث صحيح": أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "9/ 58"، وَمُسْلِمٌ "797"، وَأَبُو داود "4830"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2869"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 124، 125".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 246"، وأخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 336"، وطبقات المحدثين "2/ 157-159"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1436".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 245"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1436"، وتهذيب التهذيب "11/ 31".

(17/194)


475- الهيثم بن أيوب1 -ن.
أبو عمران الطالقاني. عن: إبراهيم بن سعد، ويحيى ابن أَبِي زائدة، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة.
وعنه: ن، وجعفر الفِرْيَابيّ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدوري، وجماعة. وثقه النسائي، وكان إماما كبير القدر. توفي سنة ثمان وثلاثين. بالطالقان من بلاد خراسان.
476- الهيثم بن خالد الجهني الكوفي2 -د.
عَنْ: وكيع، وحسين الجعفي، وعبد الله بن نير، وجماعة.
وعنه: د. وقال: ثقة. كتبت عَنْهُ سنة خمسٍ وثلاثين. لم أجد من روى عَنْهُ غير أَبِي داود. وتُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
477- الهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ الورّاق3.
مستملي أبي نُعَيْم سيأتي.
478- والهيثم بْن خَالِد المصيصي: حدّث ببغداد بعد الخمسين.
479- والهيثم بْن خَالِد البغداديّ: شيخ من طبقة المصيصيّ.
480- والهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ: عَنْ شَرِيك. شيخ فِيهِ جهالة.
481- الهيثم بْن اليَمَان4.
أَبُو بِشْر الرازيّ. عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وإسماعيل بْن زكريّا، وهُشَيْم.
روى عنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وغيرهما. وهو صالح الحديث. قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 86"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1454"، وتهذيب التهذيب للحافظ "11/ 90".
2 انظر ميزان الاعتدال للمصنف "4/ 321"، والمغني في الضعفاء "2/ 716".
3 ستأتي ترجمته.
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 86".

(17/195)


"حرف الواو":
482- وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي1.
نزيل مصر. صنف كتاب الردة، وجوده. وكان تاجرا في الوشي. وله معرفة بالأخبار وأيام الناس.
دخل إلى الأندلس وغيرها. روى عنه: ولده عمارة بن وثيمة. ومات في جمادى الآخرة سنة سبع.
يروي عَنْ: سَلَمَةَ بْن الفضل الأبرش، ومالك بْن أنس، وطائفة. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: يُحدِّث عَنْ سَلَمَةَ بْن الفضل بأحاديث موضوعة.
- الواثق بالله.
اسمه هارون. مَرّ2.
483- الوليد بْن عَبْد الملك بْن مُسَرَّح3.
أَبُو وَهْب الحرّانيّ. عَنْ: سُلَيْمَان بْن عطاء الحرانيّ، وعبيد اللَّه بْن عديّ بْن عديّ، وَيَعْلَى بْن الأشدق، وغيرهم.
وعنه: جَعْفَر الفِرْيَابيّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم وقال: صدوق. قلتُ: مات سنة أربعين.
484- الوليد بْن عُتْبَة4 -د.
أبو العباس الأشجعي الدمشقي المقرئ. قرأ على أيّوب بْن تَميم. وسمع من: الوليد بْن مسلم، وبقية، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 51-53"، والأنساب "12/ 270"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 331"، ولسان الميزان "6/ 217".
2 تقدم برقم "467".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 10"، والثقات لابن حبان "9/ 227"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 252"، والأنساب "9/ 23".
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 12"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 150، 151"، والثقات لابن حبان "9/ 226"، وتهذيب الكمال "3/ 1470".

(17/196)


وعنه: د.، وأبو زُرْعَة، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن قُتَيْبَة العسقلاني، وعمر بْن سَعِيد المَنْبِجيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: كَانَ القُراء بدمشق الذين يُحكمون القراءة. الشاميّة العثمانية ويضبطونَها: هشام، وابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتبَة. وقال محمد بْن عَوْف: هُوَ أوثق من صَفْوان بْن صالِح. وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة. وقال أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: مات فِي جمادى الأولى سنة أربعين.
قلتُ: قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن مُضَر بْن شاكر، وأخذ عَنْهُ الحروف أَحْمَد بْن يزيد الحلوانيّ، وفضل بْن محمد الأنطاكيّ.
485- وَهْب بْن بقيّة بْن عثمان بْن سابور1 -م. د.
أبو محمد الواسطي، ويقال له وهبان. عَنْ: هُشَيْم، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن عَبْد اللَّه الطحّان، وطبقتهم.
وعنه: م. د. وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وجعفر الفريابيّ، وأبو العباس السراج، وآخرون. قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: ثقة لكنه سَمِعَ وهو صغير. قلتُ: وقع لنا حديثه عاليا. وتُوُفيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
"حرف الياء":
486- يحيى بْن أيوب2 م. د.
أبو زكريا البغدادي المقابري العابد. عَنْ: شَرِيك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخَلَف بْن خليفة، وهُشَيْم، ومُصْعَب بْن سلّام، وعبّاد بْن عَبّاد، وعبد اللَّه بْن وَهْب، وخَلْق.
وعنه: م. د. وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنْيَا، ومحمد بن وضاح القرطبي، والحسين بن فهم، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 28"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 41"، والثقات لابن حبان "9/ 229"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1477".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 357"، والجرح والتعديل "9/ 128"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 188"، والكامل في التاريخ "7/ 45".

(17/197)


الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم السراج، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: رجلٌ صالِح، صاحب سُكُون ودعة. وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: صدوق.
وقال أَبُو شُعَيْب الحرانيّ: ثنا يحيى بْن أيّوب، وكان من خيار عِباد اللَّه. وقال محمد بْن مَخْلَد: نا الْعَبَّاس بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشْهَليّ: حدَّثَنِي أَبِي قَالَ: مررتُ بِمقابِر، فسمعتُ همهمةً، فاتبعتُ الأثر، فإذا يحيى بْن أيّوب فِي حُفْرة من تِلْكَ الحُفَر، وإذا هُوَ يدعو يبكي ويقول: يا قُرّة عين المطيعين، ويا قُرَّةَ عين العاصين، ولِمَ لا تكون قُرّة عين العاصين، وأنت سترت عليهم الذّنوب. ولِمَ لا تكون قرة عين المطيعين، وأنت مثبت عليهم بالطاعة. قَالَ: ويعاود البكاء. فغلبني البكاء، ففطنَ بي وقال: تعال، لعلّ اللَّه إنَّما بعث بك لخير.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ يحيى بْن أيّوب ثقة، وَرِعًا، مسلمًا، يَقُولُ بالسنة، ويَعيب من يَقُولُ بقول جَهْم وبخلاف السنة. قال: توفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين. وأمّا مُوسَى بْن هارون فقال: ليلة الأحد لعشرٍ مَضَيْن من ربيع الأول.
وأخبرني أَنَّهُ ولد سنة سبعٍ وخمسين ومائة.
487- يحيى بْن بِشْر البلْخِيّ الفلاس العابد1 -خ.
عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، وشبابة، وطبقتهم. وعنه: خ. وَأَحْمَد بْن سيار المروزي، وعبد الله الدارمي، وعبد الله بن حميد، وآخرون. قَالَ الْبُخَاريّ: تُوُفِيّ فِي خامس المحرم سنة اثنتين وثلاثين، رحمه اللَّه.
488- يحيى بْن أَبِي عُبَيْدة رجاء بْن عَبْد اللَّه2.
أَبُو محمد الواديّ الحرانيّ. سَمِعَ: زهير بن معاوية، وأبا يوسف بن يعقوب بن إبراهيم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 131"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 263"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1491".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 264".

(17/198)


وعنه: أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ورّخه وقال: سمعتُ منه وكان لا يخضب. مات فِي جُمَادَى الأولى سنة أربعين ومائتين.
489- يحيى بْن سُلَيْمَان بْن يحيى بْن سَعِيد بن مسلم بن عبيد1 -خ. ت.
أبو سعيد الجعفي الكوفي المقرئ. نزيل مصر. سَمِعَ حروف عاصم من: أَبِي بَكْر بْن عياش.
أخذها منه: أَحْمَد بْن محمد بْن رشدين. وسمع: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا خَالِد الأحمر، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وأبا بَكْر بْن عياش، ووكيعًا، وعبد اللَّه بن وهب، وطائفة.
وعنه: ح، وت، عَنْ رجُلٍ، عَنْهُ، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَلِيّ، وَمحمد بْن عَوْف الطائيّ، والحسين بْن إسحاق التستري، والحسن بن سفيان، وأبو طاهر محمد بْن أَحْمَد بْن عثمان الْمَدِينِيّ، والحسن بْن غُلَيب الْمَصْرِيّ، وآخرون. قَالَ النسائي: لَيْسَ بثقة. وقال غيره بتوثيقه. قَالَ أبو حاتم: شيخ. وقال ابن حبان فِي كتاب الثقات: ربَّما أَغْرَب. وقال ابن يونس: تُوُفِيّ سنة سبع وثلاثين.
وقال فِي مكان آخر: سنة ثمان.
490- يحيى بْن سُلَيْمَان الْجُفْريّ الإفريقيّ2.
أَبُو زكريا. روى عن: أبي معمر بْن عَبْد الصمد، وغيره. وعنه: حَبْرُون بْن عيسى البَلَويّ.
قِيلَ: تُوُفِيّ سنة سبعٍ أيضًا.
491- يحيى بْن طلحة اليربوعي الكوفي3.
عَنْ: شَرِيك، وفُضَيْل بْن عياض. وعنه: علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيره.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 154"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 280"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1503".
2 انظر ميزان الاعتدال للمصنف "4/ 383"، والمغني في الضعفاء "2/ 737".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 160"، والثقات لابن حبان "9/ 264"، وتاريخ الطبري "1/ 324"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 387".

(17/199)


492- يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ1 -خ. م. ق.
مولاهم الْمَصْرِيّ الحافظ أَبُو زكريّا. ولد سنة أربع وخمسين ومائة. وأخذ عَنْ: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة، وحماد بن زيد، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وخلق سواهم. وعنه: خ. وم. وق، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وحَرْمَلة بْن يحيى، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وَمحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وَمحمد بْن إبراهيم الوسنجي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بْن صالِح السهمي، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الحجّاج بْن رشدين، وخير بْن موفّق، وأبو الزنباع روح بن الفرج وأبو علي الحسن بن فرج الغزّيّ، وآخرون كثيرون. قَالَ أبو حاتم: كَانَ يفهم هذا الشأن، يُكْتَب حديثه، ولا يُحْتَج بِهِ. قلتُ: قد احتج بِهِ صاحبا "الصحيحين". وكان غزير العلم عارفًا بالحديث وأيّام الناس، بصيرًا بالفتوى. قَالَ عُبَيْد بْن رجال: سمعتُ يحيى بْن بُكَيْر يَقُولُ لأبي زُرْعة: لَيْسَ ذا ليس ذا زغرغة عَنْ زوبعة، إنّما ترفع السِّتْر، تنظر إلى بنيك وأصحابه بين يديه، مالك، عن ابن عمر، عن نافع. وقد قَالَ فِيهِ النسائيّ: ضعيف. وقال فِي موضع آخر: لَيْسَ بثقة. ولَم يقبل النّاس من النسائي إطلاق هذه العبارة فِي هذا، ما فِي الْجُعْفِيّ المتقدم فيما قبله، كما لَم يقبلوا منه ذَلِكَ فِي أَحْمَد بْن صالح الْمَصْرِيّ. قَالَ أسلم بْن عَبْد العزيز الأندلسي: حَدَّثَنَا بَقِيّ بْن مَخْلد أنّ يحيى بْن بكير سَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً. قلت: ومن جلالته عِنْدَ الْبُخَاريّ روى محمد بْن عَبْد اللَّه، وهو الذهليّ، عَنْ يحيى بْن بكير. أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْعَصْرُونِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، وَغَيْرِهِ قَالَ الْمُؤَيِّدُ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ الْفَزَارِيُّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حدثني عن اللَّيْثُ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ" 2. تُوُفِيّ فِي النصف من صفر سنة إحدى وثلاثين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 165"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 285"، وتاريخ الطبري "3/ 429، 431"، والثقات لابن حبان "9/ 262".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "41"، وأحمد "4/ 191"، والبيهقي "1/ 70"، وصححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي.

(17/200)


493- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن زياد الأسلميّ الخراساني خاقان1 -خ.
المروزي، ويقال البلخي. أخوه جمعة وزنجويه. ويكنى أبا سهل، وقيل: وأبو اللَّيْث. روى عَنْ: ابن المبارك، ونوح بْن أَبِي مريم، وحفص بْن غياث، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة. وعنه: خ. وحاشد بْن إِسْمَاعِيل، وعبيد اللَّه بْن شريح، وجماعة آخرهم أَبُو الْعَبَّاس محمد بْن إِسْحَاق السّراج. وكانت أمه جارية من أهل تُبَّت.
494- يحيى بْن عثمان2.
أَبُو زكريّا الحربيّ. عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقيّ، وإسماعيل بْن عيّاش، والهِقَل بْن زياد، وبقيّة، وطائفة. وأصله من سجستان. وكان عابدًا صالِحًا قانتًا لله. روى عن: ابن أَبِي الدُّنْيَا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن عبْدُوس بْن كامل، وأبو زُرْعة الرازيّ، والبَغَويّ، والسّراج. وثّقه أَبُو زُرْعَة. وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال البَغَويّ: تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
495- يَحْيَى بْن مَعِينٍ بْن عَوْن بْن زياد بْن بِسْطَام3 -ع.
وقيل: غِيَاث بدل عَوْن. الْإِمَام العالِم أَبُو زكريّا المُرّيّ، مُرّة بْن غَطَفان، مولاهم البغداديّ. أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وسمع بِهَا، وبالحجاز، والشّام، ومصر، والنَّواحي. وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وخمسين ومائة، فهو أسنّ من عليّ بْن الْمَدِينِيّ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وأبي بَكْر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن راهويه. كانوا يتأدَّبون معه ويعرفونَ لَهُ فضله. وكان أبوهُ كاتبًا لعبد اللَّه بْن مالك، فخلف ليحيى ألف ألف درهم فيما قِيلَ. سَمِعَ: عَبْد الله بن المبارك، وهشيم بن بشر، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإسماعيل بْن مجالد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن عَبْد اللَّه الأنيسي المدنيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا حفص الأبّار، وحفص بْن غِياث، وعَبّاد بْن العَوّام، وعمر بْن عُبَيْد الطَّنافسي، وعيسى بْن يونس، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ووكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وخلْقًا من طبقتِهم ومن بعدهم. ورحل إلى اليمن
__________
1 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 150"، وتهذيب التهذيب للحافظ "1/ 239".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 351"، والجرح والتعديل "9/ 174"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1511".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 354"، والجرح والتعديل "9/ 292"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 145"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 156-159"، وسير أعلام النبلاء "11/ 71-96".

(17/201)


عَبْد الرزاق. وعنه: خ. م. د. وخ. ت. ن. ق، عن رجل، عنه، وأحمد بْن حنبل، وَمحمد بْن سعد، وأبو خَيْثَمة، وهناد وطائفة من أقرانه. وعباس الدروي، وأبو بَكْر الصَّاغانِيّ، وَأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، ومعاوية بْن صالِح الأشعري، وعثمان بْن سَعِيد الدارميّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، وإسحاق الكَوْسَج، وحنبل بن إسحاق، وصالح جزرة وخلق من هذا الطبقة.
وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وعبد الله أَحْمَد بْن حنبل، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البغداديّ مربّع، وَمحمد بْن صالِح كَيْلَجَة، وعليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْد الصمد ما غَمَّة، والحسين بْن محمد عُبيد العِجْل، الحُفاظ -ويُقال إنّهم من تلامذة يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وإنه لقبهم- وآخرون. ووقع لنا حديثه عاليًا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَنَا أبو الفضل محمود بن عمر الأرموي، وَأَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ: أَنْبَا يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ الزَّاهِدُ.
قَالَا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ سنة سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي"1. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ. وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ مَعِينٍ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ الجوائح، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ"2، وَبِالْإِسْنَادِ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" 3. أَخْرَجَهُمَا أَبُو داود، عن يحيى بن معين.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "3789"، والحاكم "3/ 149"، والطبراني "3/ 39"، وأبو نعيم في الحلية "3/ 211"، والخطيب في التاريخ "4/ 160"، والحديث في ضعيف الجامع.
2 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3374"، والنسائي "7/ 294"، وابن ماجه "8/ 22"، وأحمد "3/ 309".
3 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3460"، والحاكم "2/ 45".

(17/202)


وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِ وَالِدِهِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَهُوَ مِمَّا قِيلَ: إِنَّ ابْنَ مَعِينٍ تَفَرَّدَ بِهِ. وقال ابن عدي: سمعت عبدان بن الأَهْوَازِيَّ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ فِي ابْنِ مَعِينٍ وَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُ حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا"؟ هُوَ ذَا كُتُبُ حَفْصٍ عِنْدَنَا. وَهُوَ هَذَا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عِنْدَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يحيى أوثق أو أجل مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ كَذَلِكَ. وَالْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ مُتَّهَمٌ فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. قَالَ أَحْمَد بْن زُهَير: وُلِدَ يَحْيَى سنة ثمانٍ وخمسين ومائة. وقال أَبُو حاتِم: يَحْيَى بْن مَعِينٍ إمام. وقال النسائي: هُوَ أَبُو زكريا الثقة المأمون، أحد الأئمة فِي الحديث. وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: لا نعلمُ أحدًا من لدُن آدم كتب من الحديث ما كتب يَحْيَى بْن مَعِينٍ. وقال عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: لو لَم نسمع الحديث خمسين مرة ما عرفناهُ. وعن يَحْيَى بْن مَعِينٍ، قَالَ: كتبتُ بيدي ألف ألف حديث. وقال صالِح بْن محمد جَزَرَة: ذُكِرَ لي أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ خلّف من الكتب ثلاثين، قمطرًا وعشرين جُعْبًا. طلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي ألف دينار، فلم يدع أَبُو خَيْثَمة أن تُباع. وقال عباس الدوري، فينا رواهُ عَنْهُ الأصم: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: كنت إذ كُنَّا فِي قرية بِمصر ولم يكن معنا شيء ولا ثَمّ شيئًا نشتريه فلما أصبحنا إذا نحن بزنبيل مليء سمك مشويّ وليس عنده أحد فسألوني عَنْهُ فقلتُ اقتسموهُ فكُلُوه قَالَ يحيى: أظنّ أَنَّهُ رزقُ رزقهم اللَّه وسمعتُ يحيى مِرارًا يَقُولُ القرآنُ كلامُ اللَّه وَلَيْسَ بِمخلوق، والإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص.
عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يقول: كنت إذا دخلت بيتي في الليل قرأتُ آية الكرسي عَلَى داري وعيالي خمس مرات، فبينما أَنَا أقرأ، إذا شيء يُكلمني: كم تقرأ هذا، كأن لَيْسَ إنسان يُحسن يقرأ غيرك. فقلتُ: فأرى هذا يَسُوءك، والله لأزيدنّك. فصرتُ أقرأها فِي الليلة خمسين ستّين مرة. قَالَ عَبَّاس الدوري: قِيلَ ليحيى بْن معين: ما تقولُ فِي الرجل يقوّم للرجل حديثه، يعني ينزع منه اللّحن؟ فقال: لا بأس بِهِ. وقال عَبَّاس: سمعتُ يحيى يَقُولُ: لو لَم أكتب الحديث من ثلاثين وجْهًا ما عقِلْنَاهُ. وقال مجاهد بْن مُوسَى: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كتبنا عَنِ الكذّابين وسَجرنا بِهِ التنور، وأخرجنا خبزًا نضيجًا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ما الدُّنْيَا إلا كحُلْم. والله ما ضرّ رجلًا اتَّقَى اللَّه عَلَى ما أصبح وأمسى.

(17/203)


لقد حججتُ وأنا ابن أربعٍ وعشرين سنة، خرجتُ راجلًا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنّما كَانَ أمس. فقلتُ ليحيى بْن معين: ترى أن ينظر الرجل فِي الرأي، رأي الشافعيّ وأبي حنيفة؟ قَالَ: ما أرى لِمسلم أن ينظر فِي رأي الشافعي. ينظر فِي رأي أَبِي حنيفة أحبّ إليّ.
قلتُ: إنّما يَقُولُ هذا يحيى لأنه كَانَ حنفيًّا، وفيه انحرافٌ معروف عَنِ الشافعي والإنصاف عزيز. قَالَ ابن الجنيد: سمعتُ يحيى يَقُولُ: تَحريمُ النبيذ صحيح، وأقفُ عنده لا أحرِّمه. قد شربه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح. وحرّمه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح. أَنَا سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: حديث الطِّلاء، وحديث عُتْبَة بْن فرقد جميعًا صحيحان. وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: انتهى علمُ الناس إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ. وقال القواريري: قَالَ لي يحيى بن القطّان: ما قَدِمَ علينا مثل هذين الرجلين أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين. وقال أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ أعلمنا بالرجال. وعن أَبِي سَعِيد الحدّاد قَالَ: النّاس عِيال فِي الحديث عَلَى يَحْيَى بْن مَعِينٍ. وقال محمد بْن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجل يبغضُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فاعلم أَنَّهُ كذّاب. وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كل حديث لا يعرفه يَحْيَى بْن مَعِينٍ فهو كذب، أو ليس هو بِحديث.
وقال جَعْفَر بْن أَبِي عثمان الطيالسي: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فجاء رجلٌ مستعجل وقال: يا أَبَا زكريّا حدِّثْنِي بشيء أذكرك بِهِ. فقال يَحْيَى: أذكر أنك سألتني أن أحدِّثك، فلم أفعل. وقال أَبُو داود: سمعت ابن معين يقول: أكلنا عجنة خبزٍ وأنا ناقهٌ مِنَ علّة. وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كنت بِمصر فرأيتُ جارية بيعت بألف دينار ما رأيتُ أحسن منها صَلَّى اللَّه عليها.
فقلتُ: يا أَبَا زكريّا مثلك يَقُولُ هذا؟ قَالَ: نعم. صَلَّى اللَّه عليها وعلى كل مليح. وقال عَبَّاس الدوري: رأيتُ أَحْمَد بْن حنبل فِي مجلس رَوْح بْن عُبَادة يسألُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ عَنْ أشياء، يَقُولُ: يا أَبَا زكريّا، كيف حديث كذا، وكيف حديث كذا؟ يستثبته فِي أحاديث سمعوها. وَأَحْمَد يكتب ما يَقُولُ. وقلّ ما سَمِعْتُ أَحْمَد يسمّيه، إنّما كَانَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو زكريّا. وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد أيّما أعلم بالرجال: عليّ بْن الْمَدِينِيّ، أو ابن معين؟ قال يحيى عالم بالرجال، وليس عندي من خبر أهل الشّام شيء. وقال عبّاس الدوري: نا ابن معين قَالَ: حضرتُ نُعَيْم

(17/204)


ابن حمّاد بِمصر، فجعل يقرأ كتابًا صنَّفه فقال: نا ابن المبارك، عَنِ ابْن عَوْن، وذكر أحاديث. فقلتُ: لَيْسَ هذا عَنِ ابْن المبارك. فغضب وقال: تَرُدُّ عليّ. قلتُ: أي والله أريد دينك. فأبى أن يرجع. فلمّا رَأَيْته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعتُ هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هُوَ من ابن عَوْن قط. فغضب وغضب مَنْ عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف وجعل يَقُولُ وهي بيده: أين الذين يزعمون أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَيْسَ بأمير المؤمنين فِي الحديث. نعم يا أَبَا زكريّا غلطت، وإنّما روى هذه الأحاديث عَنِ ابْن عَوْن غير ابن المبارك. قَالَ الْحُسَيْن بْن حبّان: قَالَ ابن معين: دفع إليّ ابن وَهْب كتابًا عن معاوية بن صالح خمسمائة حديث أو أكثر، فانتقيتُ منها شرارها. لَم يكن لي يومئذ معرفة. قلت: أسمعتها من أحد قبل ابن وهْب؟ قَالَ: لا قلتُ: يعني أنه مبتدئًا لا يحسن الانتخاب، فعلنا نحو هذا وندمنا بعد. قَالَ أَبُو زُرْعَة: لم ينتفَع بيحيى لأنه كَانَ يتكلمُ فِي النّاس. وكان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يحيى بن مَعِينٍ، ولا عَنْ أحدٍ ممن امتُحن فأجاب. قلتُ: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَهُ أُبَّهة وجلالة. وله بَزّة حَسنة. وكان يركبُ البَغْلَة ويتجمّل. فأجاب فِي المحنة خوفًا عَلَى نفسه. قَالَ حُبَيْش بْن مبشّر الفقيه: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يحج، فآخر حجة حجها ورجع وصل إلى المدينة، أقام بِهَا يومين ثلاثة. ثُمَّ خرج حتى نزل المنزل مَعَ رُفقائه، فباتوا. فرأى فِي النّوم هاتِفًا يهتف بِهِ: يا أَبَا زكريّا أترغبُ عَنْ جواري، مرّتين؟ فلمّا أصبح قال لرفقائه: امضوا ورجع بها فأقام بِهَا ثلاثًا، ثُمَّ مات، فحُمِلَ عَلَى أعواد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وصلّى عَلَيْهِ النّاس، وجعلوا يقولون: هذا الذّابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكذب. قَالَ الخطيب: الصحيح أَنَّهُ مات فِي ذَهابه قبل أن يحج. وقال محمد بْن جرير الطبري: خرج يحيى حاجًا وكان أَكُولًا. فحدثني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شاه أَنَّهُ كَانَ فِي الرفقة التي فيها يَحْيَى بْن مَعِينٍ. فلمّا صاروا بفَيْد أُهْدِيَ إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ فالوذج ولَم ينضج، فقلنا: يا أَبَا زكريّا لا تأكله، فإنا نخافه عليك. فلم يعبأ بكلامنا وأكله. فلما استقرّ فِي معدته حتى شكا وجع بطنِه، واستطلق بطنه، إلى أن وصلنا إلى المدينة ولا نهوض بِهِ. وتفاوضنا فِي أمره، ولَم يكن لنا سبيل إلى المقام عَلَيْهِ لأجل الحج. ولَم ندر ما نعمل فِي أمره. فعزم بعضنا عَلَى القيام عَلَيْهِ وترك الحج. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتى مضى ومات، فغسّلناهُ ودفناهُ. وقالَ مُهيب بْن سُليم الْبُخَاريّ: ثنا محمد بْن يوسف الْبُخَاريّ قَالَ: كُنَّا فِي الحج مَعَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، ومات من ليلته. فلما

(17/205)


أصبحنا تسامَع الناس بقدوم يحيى وبِموته، فاجتمع العامة، وجاءت بنو هاشم فقالوا: نُخْرج لَهُ الأعواد التي غُسِلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكره العامة ذَلِكَ، وكثُر الكلام. فقالت بنو هاشم: نحنُ أَوْلَى بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- منكم، وهو أهلٌ أن يُغسل عليها.
ودُفِنَ يوم الجمعة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين. قَالَ مهيب بْن سُليم: وفيها وُلْدتُ. قَالَ عبّاس الدوري: مات قبل أن يحجّ، وصلّى عَلَيْهِ والي المدينة. وكلّم الحزامي الوالي، فأخرجوا لَهُ سرير النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فحُمِلَ عَلَيْهِ. وقال أحمد بن خيثمة: مات لسبعٍ بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين. وقد استوفى خمسًا وسبعين سنة ودخل فِي السِّت. ودُفن بالبقيع. وقال حُبَيْش بْن مبشر، وهو ثقة: رأيتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فِي النَّوم فقلتْ: ما فعلَ اللَّه بك؟ قال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء، ومهد لي بين البابين. رأيت رواية غريبةً، وهي أنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي روى عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: مات يَحْيَى بْن مَعِينٍ قبل أَبِيهِ بعشرة أشهر. قَالَ ابن خلكان: رأيتُ في الإرشاد للخليلي أن ابن معين مات بسبع بقين من ذي الحجة. قَالَ: فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حجّ. قلتُ: بل الصحيح أَنَّهُ فِي ذي القعدة كما مرّ، وما حجّ تِلْكَ السنة. والله أعلم.
496- يحيى بن موسى بن عبد ربه المحدث1 -خ. د. ت. ن.
أَبُو زكريّا الحُدّانيّ الْكُوفيّ، ثُمَّ البلْخيّ، ولَقَبُه خت. رَحّال جَوّال. سَمِعَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بْن نمير، وعبد الرزاق، وطبقتهم. وأكثر وأطْنَب. وعن: خ. د. ت. ن. وعبد اللَّه الدارمي، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السراج، وطائفة. وثّقه أَبُو زُرْعة، وغيره. ومات فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين.
497- يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وَسْلاس بْن شِملال بْن مَنْعايا2 الْإِمَام أَبُو محمد البربريّ المَصْمُوديّ الليثيّ، مولى بني ليث الأندلسي القرطبي الفقيه. دخل جده
__________
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "8/ 307"، والجرح والتعديل "9/ 188"، والثقات لابن حبان "9/ 267"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1522".
2 انظر وفيات الأعيان "6/ 413"، وسير أعلام النبلاء "10/ 519-525"، والعبر "1/ 419"، والبداية والنهاية "10/ 312".

(17/206)


أَبُو عيسى كثير بْن وسلاس إلى الأندلس، وتولّى بني ليث. ووُلِدَ يحيى بْن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع الموطأ من: زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن شَبْطون. وسمع من: يحيى بْن مُضَر، وغيرُ واحد. ثُمَّ رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة، فِي آخر أيام مالك رَحِمَهُ اللَّه. فسمع من مالك "الموطأ" غير أبواب من الاعتكاف، شك فِي سماعها، فرواها عَنْ زياد، عَنْ مالك. وسمع: الليث بْن سعد، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن وهب، وحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله. وحمل عَنِ ابْن القاسم من رأيه عشرة كُتب، أكثرها سؤاله وسماعه من مالك. ثُمَّ رجع إلى المدينة يسمع ذَلِكَ من مالك، فوجده عليلًا، فأقام بالمدينة إلى أن توفيّ مالك رَحِمَهُ اللَّه، وحضر جنازته.
وسمع أيضًا: من القاسم بْن عَبْد اللَّه العُمَريّ، وأنس بْن عياض الليثي، وطائفة. وقيل: إنه سمع من نافع من أَبِي نُعَيْم قارئ المدينة، وما أحسبه أدركه. روى عَنْهُ خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا به وبعلمه وبفضله. ونال من الرئاسة والحُرْمة الوافرة ما لم ينله غيره. حمل عَنْهُ: ولده أَبُو مروان عُبَيْد اللَّه، وَمحمد بْن الْعَبَّاس بْن الوليد، وَمحمد بْن وضّاح، وبقيّ بْن مخلد، وصباح بْن عَبْد الرَّحْمَن العتقي، وآخرون. وكان أَحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب يَقُولُ: لم يُعْط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعِظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بْن يحيى. ويذكر أن يحيى بْن يحيى كَانَ عَنْد مالك، فخطر الفيل عَلَى باب مالك، فخر كل من كَانَ فِي مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذَلِكَ مالكًا، وسأله: من أنتَ وأين بلدك؟ ولَم يزل مُكْرمًا عنده.
وعن يحيى بن يحيى قال: أخذت الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث: دعه. ثُمّ قَالَ لي: قد خدمك العلم. فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذَلِكَ. وقيل: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية فِي رمضان، فلّم يملك نفسه أن واقعها. فندم وطلب الفقهاء. فحضروا، فسألهم عَنْ توبته، فقال يحيى: صم شهرين متتابعين. فسكتوا. فلمّا خرجوا قَالُوا ليحيى: ما لك لم تُفْته بمذهبنا عَنْ مالك، أنّه يُخَيَّرُ بين العِتْق والصوم والإطعام؟ فقال: لو فتحنا لَهُ هذا الباب لسَهُل عَلَيْهِ أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة. فحملته عَلَى أصعب الأمور لئلا يعود. وقال ابن عَبْد البَرّ: قدم يحيى بْن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فُتْيا الأندلس بعد

(17/207)


عيسى بْن دينار عَلَيْهِ، وانتهى السلطان والعامة إلى رَأَيْه. وكان فقيهًا حسن الرأي، لا يرى القُنوت فِي الصبح، ولا فِي سائر الصلوات. ويقول: سمعتُ الليث بْن سعد يَقُولُ: سمعتُ يحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ يَقُولُ: إنّما قنت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَ أربعين يومًا يدعو عَلَى قوم، ويدعو لآخرين.
قَالَ: وكان الليث لا يقنت. قَالَ ابن عَبْد البر: وخَالَفَ يحيى مالكًا فِي اليمين مَعَ الشاهد، ولم يرَ القضاء بِهِ ولا الحكم، وأخذ بقول الليث فِي ذَلِكَ. وكان يرى كِراء الأرض بجزء مما يؤخذ منها على مذهب الليث وقال: هِيَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَر. وقضى بدار أبين إذا لَم يوجد فِي أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك. وقال ابن عَبْد البر أيضًا: كَانَ يحيى بْن يحيى بن إمام أهل بلده، والمقتدى بِهِ منهم، والمنظور إِلَيْهِ، والمعول. وكان ثقة عاقلًا حسن الرأي والسمت، يشبه فِي سمته بسمت مالك. ولم يكن لَهُ بَصرٌ بالحديث. وقال ابن الفَرضيّ: كَانَ يُفْتي برأي مالك، وكان إمام وقته وواحد بلده. وكان رجلًا عاقلًا. قَالَ محمد بْن عُمَرَ بْن لُبابة: فقيه الأندلس عيسى بْن دينار، وعالمها عَبْد الملك بْن حبيب، وعاقلها يحيى بن يحيى. وقال ابن الفرضيّ: وكان يحيى ممن اتهم ببعض الأمر فِي الهَيْج، فهربَ إلى طُلَيْطِلة ثُمَّ استأمن، فكتب لَهُ الأمير الحكم أمانًا وردّه إلى قُرْطبة. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر: رأيتُ يحيى بْن يحيى نازلًا عَنْ دابته، ماشيًا إلى الجامع يوم جمعة وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أَبِي.
وقال أَبُو القاسم بْن بَشْكَوال: كَانَ يحيى بْن يحيى مُجاب الدعوة، قد أخذ فِي نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك رَحِمَهُ اللَّه.
قلتُ: وبه ظهر مذهب الْإِمَام مالك بالأندلس. فإنه عرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولّي القضاء بمدائن الأندلس إلا من يشير بِهِ يحيى بْن يحيى، فكثر تلامذة يحيى لذلك، وأقبلوا عَلَى فقه مالك، ونبذوا ما سواه. قَالَ غير واحد: تُوُفِيّ فِي رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين: وقيل: سنة ثلاث.
498- يزداد بْن مُوسَى بْن جميل1.
حدّث ببغداد عَنْ: أَبِي جَعْفَر الرازيّ، وإسرائيل بن يونس. وتفرد بالرواية
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "14/ 355".

(17/208)


عَنْهُمَا. وعاش بضعًا وتسعين سنة. روى عَنْهُ: عُمَرَ بْن أيوب السقطي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، وعبد اللَّه بْن ناجية، وغيرهم.
499- يزيد بْن خَالِد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب1.
أَبُو خَالِد الرمليّ الزاهد. شيخ الرملة ومُسْندها. روى عَنْ: الليث بْن سعد، ومفضل بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن حمزة، وعيسى بْن يونس، وبكر بْن مُضَر، وابن وَهْب، وجماعة.
وعنه: د. ون. ق. عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وجعفر بْن محمد الفريابيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بن قتيبة العسقلاني، والآخرون. وقال أَحْمَد بْن محمد السجزيّ: ما رأيتُ محدِّثًا أخشع لله من يزيد الرمليّ.
قلتُ: وقع لي حديثه فِي السماء عُلُوًّا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد اللَّه، أَنَا محمد بْن عليّ، والقاضي الأيوبيّ، ومحمد بن أحمد بن الداية، قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَر بْن المُسْلِمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهريّ: ثنا جَعْفَر الفِرْيابيّ، ثنا يزيد بْن خَالِد بْن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، ثنا الليث، عَنْ عُقَيْل، عَنِ ابْن شهاب، أنّ أَبَا إدريس الخولانيّ أخبره، أنّ يزيد بْن عُمَيْرة، وكان من أصحاب مُعَاذ بْن جَبَل، قَالَ: كَانَ مُعَاذ لا يجلسُ مجلسًا إلا قَالَ حين يجلس: اللَّه حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون. وذكر الحديث.
قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر: تُوُفِيّ سنة اثنتين، ويُقال: سنة ثلاث وثلاثين؛ ويقال: سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
500- يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد ين ميمون بن مهران2.
أبو محمد اليمامي، نزيل مكة. شيخ معمّر، تفرَّد بالرواية عَنْ عِكْرِمة بْن عمّار. وعنه: ق. ويعقوب الفَسَوي، ومحمد بن عبد الله مطين، وموسى بن هارون، وجماعة. توفي سنة ثلاث أو أربع وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 259"، والثقات لابن حبان "9/ 276"، وحلية الأولياء "6/ 168"، وتهذيب الكمال "3/ 1532".
2 انظر الثقات لابن حبان "7/ 620"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1537"، وتهذيب التهذيب للحافظ "11/ 343".

(17/209)


501- يزيد بن مخلد1.
أبو خداش الواسطي. عَنْ: هشيم، وبشر بْن ميسر. وعنه: إِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
502- يعقوب بْن عيسى بْن ماهان الْمَرْوَزِيّ2.
ثُمَّ البغداديّ، المؤدِّب. حدّث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ.
503- يعقوب بْن القاسم3.
أَبُو يوسف الطّلْحيّ التَّيْميّ. عَنْ: الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة. وعنه: الحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق. وهو ثقة.
504- يعقوب بن كعب الأنطاكي الحلبي4 -د.
أَبُو حامد وأبو يوسف. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وبقية بْن الوليد، وعيسى بْن يونس، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وأبي معاوية الضرير، وخلق كثير. وعنه: د. وَأَحْمَد بْن سَيّار الْمَرْوَزِيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون. قَالَ أبو حاتم: ثقة. وقال أَحْمَد العجليّ: ثقة، رجلٌ صالِح صاحب سنة.
505- يوسف بن عدي5 -خ. ن.
أبو يعقوب الكوفي، مولى تَيْم اللَّه. أخو زكريّا بْن عديّ. حدّث عَنْ: مالك بْن أنس، وشَرِيك، وعُبَيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 291".
2 انظر تاريخ بغداد "14/ 271".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 213"، وأخبار القضاة "1/ 190"، والثقات لابن حبان "9/ 283"، وتاريخ بغداد "14/ 272".
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 213، 214"، والثقات لابن حبان "9/ 284"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1553".
5 انظر الجرح والتعديل "9/ 227"، والثقات لابن حبان "9/ 280"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 484-487".

(17/210)


وعنه: خ، ون، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، ويعقوب الْفَسَوَِيُّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسنْجيّ، والحسن بْن الفرج الغزّيّ، وَمحمد بْن وضّاح، وطائفة من المصريين، وغيرهم. قَالَ أبو زُرْعة: ثقة. ذهب إلى مصر للتجارة فسكنها.
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وأضرّ قبل موته بيسير.
506- يوسف بْن عَمْرو بْن يسار1.
الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمَدَنِيّ ثُمَّ الْمَصْرِيّ، المقرئ المعروف بالأزرق. لَزِمَ وَرْشًا مدة طويلة وأتقن عَلَيْهِ القراءة، وتصدر للإقراء. وانفرد عن روش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات، وغير ذَلِكَ. قرأ عَلَيْهِ خلق منهم: أَبُو الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحّاس، وقَوَّاس المقرئ، وأبو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مالك بْن سيف. قَالَ أَبُو عديّ عَبْد العزيز: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن سيف يَقُولُ: سمعتُ أَبَا يعقوب الأزرق يَقُولُ: إن وَرْشًا لمّا تعمّق فِي النحو اتخذ لنفسه مقرأ يُسمّى مقرأ وَرْش. فلما جئت لأقرأ عَلَيْهِ قلت لَهُ: يا أَبَا سَعِيد إني أحب أن تُقرئني مقرأ نافع خالصًا، وتَدَعني مما استحسنت لنفسك. قَالَ: فقلدته مقرأ نافع. وكنتُ نازلًا مَعَ ورش فِي الدار، فقرأتُ عَلَيْهِ عشرين ختمة بين حَدْر وتحقيق. فأمّا التحقيق، فكنتُ أقرأ عَلَيْهِ فِي الدار التي كُنَّا نسكنها فِي بيت عَبْد اللَّه. وأمّا الحَدْر، فكنت أقرأ عَلَيْهِ إذا رابطت معه بالإسكندرية. قَالَ أَبُو الفضل الخُزَاعيّ: أدركتُ أهل مصر والمغرب عَلَى رواية أبي يعقوب الأزرق عَنْ وَرْش لا يعرفون غيرها.
507- يوسف بْن يحيى2.
الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمَصْرِيّ البُوَيْطيّ الفقيه، صاحب الشافعيّ. روى عَنْ: ابن وَهْب، والشافعي، وغيرهما. وعنه: الربيع المراديّ رفيقه، وإبراهيم الحربيّ، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، وأبو حاتِم وقال: صدوق، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل، والقاسم بْن هاشم السِّمْسَار، وآخرون. كان صالحا عابدا متهجدا، دائم الذكر
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 181"، وحسن المحاضرة "1/ 486".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 235"، والكامل في التاريخ "7/ 26"، وسير أعلام النبلاء "12/ 58-63".

(17/211)


والتشاغل بالعلم. بلغنا أن الشافعي قَالَ: لَيْسَ فِي أصحابي أعلمُ من البويطي. قَالَ إمام الأئمة ابن خُزَيْمة: كَانَ ابن عَبْد الحكم أعلم من رأيت بِمذهب مالك، فوقعت بينه وبين البويطي وحشة عِنْدَ موت الشافعي، فحدثني أَبُو جَعْفَر السُّكري قَالَ: تَنَازعَ ابن عَبْد الحكم والبويطي مجلس الشّافعيّ، فقال البُوَيْطيّ: أَنَا أحقُّ بِهِ منك. وقال الآخر كذلك.
فجاء الحميدي، وكان تِلْكَ الأيام بِمصر، فقال: قَالَ الشّافعيّ: لَيْسَ أحدٌ أحقّ بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه. فقال لَهُ ابن عَبْد الحكم: كذبتَ. قَالَ: كذبت أنت وأبوك وأُمُّك. وغضب ابنُ عَبْد الحكم، وجلس البويطي فِي مجلس الشافعيّ، وجلس ابن الحكم فِي الطاق الثالث. قَالَ زكريّا بْن أَحْمَد البلخي: نا أَبُو جَعْفَر محمد بْن أَحْمَد التِّرْمِذِيّ: ثنا الربيع بْن سُلَيْمَان قَالَ: كَانَ البويطي حين مرض الشافعيّ بمصر هُوَ وابن عَبْد الحكم، والمزني، فاختلفوا فِي الحلقة أيُّهم يقعدُ فيها؟ فبلغ الشافعيّ فقال: الحلقة للبويطي فلهذا اعتزل ابن عبد الحكم وأصحابه. وكانت أعظمُ حلقة فِي المسجد، والناس إِلَيْهِ فِي الفُتْيَا والسُّلطان إِلَيْهِ. فكان أَبُو يعقوب البويطي يصوم ويقرأ القرآن، ولا يكاد يمر يوم وليلة إلا وختم. مَعَ صنائع المعروف إلى النّاس. قَالَ: فسَعَى بِهِ، وكان أَبُو بَكْر الأصمّ من سَعى بِهِ، لَيْسَ هُوَ بابن كَيْسَان الأصمّ.
وكان أصحاب ابن أَبِي دُؤاد وابن الشافعيّ ممن سعى بِهِ، حتى كتب فِيهِ ابن أَبِي دُؤاد إلى والي مِصْرَ، فامتحنه، فلم يُجِب. وكان الوالي حَسَن الرأي فِيهِ. فقال: قل فيما بيني وبينك. قال: إنه يفتدى بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى. قَالَ: وكان قد أُمر أن يُحمل إلى بغداد فِي أربعين رطل حديد. قَالَ الربيع: وكان المزنيّ ممن سَعَى بِهِ، وحَرْمَلة. قَالَ أَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ: فحدثني الثقة عَنِ البويطي أَنَّهُ قال: بريء الناسُ من دمي إلا ثلاثة: حَرْمَلَةُ، والمزني، وآخر. وقال الربيع: كَانَ البويطي أبدًا يحرك شفتيه بذكر اللَّه. ما أبصرتُ أحدًا أنْزَعَ لِحُجَّةٍ من كتاب اللَّه من البويطيّ. ولقد رَأَيْته عَلَى بَغْلٍ فِي عُنقه غِلّ، وفي رجليه قَيْد. وبين الغل والقيد سلسلة حديد، وهو يَقُولُ: إنّما خَلَق اللَّه الخلق بِكُنَّ. فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقًا خُلِقَ بِمخلوق. ولئن أدخلت عَلَيْهِ لأصدِّقَنه، يعني الواثق، ولأموتَنّ فِي حديدي هذا، حتى يأتي قومٌ يعلمون أَنَّهُ قد مات فِي هذا الشأن قومٌ فِي حديدهم. وقال الربيع أيضًا: كتب إلى

(17/212)


البويطي أن اصبر نفسك للغرباء، وحسّن خُلُقَك لأهل حلقتك، فإني لَم أزل أسمع الشافعيّ رَحِمَهُ اللَّه يُكثر أن يتمثل بِهذا البيت:
أهين لَهُمْ نفسي لكي يكرمونَها ... ولن تُكرم النفس التي لا تهينها
قلت: ولَمّا تُوُفِيّ الشافعيّ جلس فِي حلقته بعده أَبُو يعقوب البُوَيْطيّ، ثُمَّ إنه حُمِلَ فِي أيّام المحنة إلى العراق مقيدًا، فسُجِنَ إلى أن مات فِي سنة إحدى وثلاثين ومائتين فِي رجب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عمرو المستملي: حضرنا مجلس محمد بْن يحيى الذُّهلي، فقرأ علينا كتاب البُوَيْطيّ إِلَيْهِ، وإذا فِيهِ: والذي أسألُكَ أن تعرض حالي عَلَى إخواننا أهل الحديث، لعل اللَّه يخلصني بدعائهم، فإني والحديد، وقد عجزت عَنْ أداء الفرائض الطهارة والصلاة. فضجّ الناس بالبكاء والدُّعَاء لَهُ. ومن محاسن البويطي، قال أبو بكر الأثرم: كنا في مجلس البويطي، فقرأ علينا الشافعيّ أن التيمُّم ضربتان. فقلتُ لَهُ: حديث عمّار، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ التيُّمم ضربة واحدة1. فحكّ من كتابه ضربتان، وصيّره ضربة على حديث عمّار. ثُمَّ قَالَ: قَالَ الشافعيّ: إذا رأيتم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ألبست فاضربوا عَلَى قولي: وخذوا بالحديث فإنّه قولي. قَالَ ابن الصلاح: روى هذا الحافظ أَبُو بَكْر بْن مَرْدَوَيْه، القول الَّذِي حكى عَنِ القديم أن التَّيُّمم للوجه والكف فحسْب.
508- يوسف بْن يعقوب الْكُوفيّ الصّفار2 -خ. م.
عَنْ: عَبْد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: خ. م. وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، والحسن بْن سُفْيَان، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي مُطَيّن، وجماعة. وثّقه أَبُو حاتِم.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
509- يونس عبد الرحيم العسقلاني3.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 347"، ومسلم "الحيض/ 110".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 234"، والثقات لابن حبان "9/ 281"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1665".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 241"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 482"، ولسان الميزان للحافظ "6/ 332".

(17/213)


سَمِعَ: ابن وهب، وضمرة بْن ربيعة. وعنه: حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
"الكِنى":
510- أَبُو بَكْر بْن مروان بْن الحَكَم الأَسيْديّ البصْريّ1.
تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين. حدَّث عَنْ: جُوَيْرية بْن أسماء، وحمّاد بْن زيد. وعنه: عُمَرَ بْن شَبَّة، والْمَعْمَريّ. قَالَ أبو حاتم: كتبتُ عنهُ وليس بِهِ بأس.
511- أَبُو عُبَيْدَة بْن الفضل بْن عِيَاض المكيّ.
قَدِمَ مصر فِي وكالة توكّلَها، فحدّث عَنْ والده رَحِمَهُ اللَّه، ثُمَّ رجع إلى مكة وبها تُوُفِيّ سنة ست وثلاثين فِي صفر، قاله ابن يونس.
512- أَبُو يوسف الغسُّولي الزّاهد2.
نزيل ثغر طَرَسُوس. رأى إِبْرَاهِيم بْن أدهم. وطال عُمره، ولقي كبار الصالحين. وتوفي سنة أربعين ومائتين بطَرْسُوس.
513- ماني المُوَسْوس3.
هُوَ أَبُو الْحَسَن محمد بْن القاسم الْمَصْرِيّ، الأديب الشاعر، نزيل بغداد. لَهُ نظمٌ بديع، وكان يسكن مزاجه فِي بعض الأوقات. كان في دولة المتوكل. قَالَ ابن المرزُبان: أنشدتُ لِماني:
سلي عائداتي كيفَ أَبْصَرْنَ حالتي ... فإن قلت قد حابَيْنَني فاسْألي النّاسا
فإنْ لَم يقولوا مات وهو مَيِّتٌ ... فزيدي إذًا قلبي جُنونًا ووِسْواسا
وقال أَبُو هفّان الشاعر: أنشدني أَبُو الْحَسَن ماني لنفسه:
ما ساءني إعراضها ... عنّي ولكنْ سرَّني
سألتناها عِوَضٌ ... من كلّ وجهٍ حسن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 345"، والثقات لابن حبان "9/ 293".
2 انظر الزهد الكبير للبيهقي "80"، وصفة الصفوة لابن الجوزي "4/ 277".
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 169"، والأغاني للأصبهاني "23/ 181-187".

(17/214)


وأنشد المبرد لماني:
هيف الحضور قَواصدُ النَّبْلِ ... قَتَّلْنَنا بالأَعْين النُّجْلِ
كحّل الجمالُ جُفونَ أعْيُنها ... فغَنين عَنْ كَحَلٍ بلا كُحْلِ
وكَأنَّهُنَّ إذا أردنَ خُطًا ... يَقْلَعْنَ أرْجُلّهنَّ مِن وَحْلِ
وقال أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه: أنشدني ماني الموسوس قَالَ: أنشدنا العُدَيّا الحنفيّ لنفسه:
ما أنصفتك الْجُفُونَ لم تَكِفِ ... وقد رأينَ الحبيبَ لم يقفِ
فابكِ ديارًا دبّ الزمانُ لَها ... فباعَ فيها الْجَفَاء باللُّطْفِ
ثُمَّ استعارت مسامعًا كسُدَ اللـ ... ـوم عليها من عاشق كلف
كأنها إذْ تقنّعت بِبِلًى ... شَمْطَاء ما تستقلُّ من خَرَفِ
514- أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الأشعري نَسَبًا1.
ويُعرف بأبي عَبْد الرَّحْمَن الشافعيّ. واشتهر بالكنية والنسبة لكونه تفقّه بالشافعي، وغَلَبَ عَلَيْهِ الجدل والمناظرة والكلام. وأخذ عَنْهُ: داود بْن عليّ الإصبهانيّ عِلْم الاختلاف. قاله أَبُو عُبَيْد بْن حربويه. وقال الخطيب: حدّث عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، والشافعيّ. روى عَنْهُ: محمد بْن إِبْرَاهِيم القوهستاني، ومطين. ثم ساق الخطيب له حديثًا. قال الدراقطني: كَانَ من كبار أصحاب الشافعيّ، ثُمَّ صار من أصحاب ابن أَبِي دؤاد، واتَّبعهُ عَلَى رأيه.
515- ابن كلاب2.
هو أبو محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كُلّاب المتكلم الْبَصْرِيّ. كَانَ يرُدُّ عَلَى المعتزلة وربَما وافقهم. ذكر أَبُو طاهر الذُّهلي أن الْإِمَام داود بْن علي الإصبهاني أخذ الكلام والْجَدَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن كُلّاب. وفي ترجمة الحارث بْن أسد المحاسبي للخطيب أَنَّهُ تخرج بأبي محمد عَبْد اللَّه بْن سَعِيد القطّان الملقب، فيما حكاه هو،
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 200"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 555".
2 انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "2/ 299، 300"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 174-176"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 290، 291".

(17/215)


كُلابًا. وأصحابه كُلابية. لأنه كَانَ يجر الخصوم إلى نفسه بفضل بيانه، كأنه كُلاب. قَالَ شيخنا ابن تَيْمية: كَانَ لَهُ فضل وعِلْم ودين، وكان ممن انتُدِبَ للردّ عَلَى الجهْميّة. ومن قَالَ عَنْهُ إنه ابتدعَ ما ابتدعه ليظهر دين النصارى على المسلمين كما يذكر طائفة، ويذكرون أَنَّهُ أرضى أخته بذلك، فهذا كذب عَلَيْهِ، افتراهُ عَلَيْهِ المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم. فإنّهم يزعمون أن من أثبت فقد قَالَ بقول النَّصَارى. قَالَ شيخنا: وهو أقربُ إلى السنة من خصومه بكثير، فلمّا أظهروا القول بخلْق القرآن، وقال أئمة السنة بل هُوَ كلامُ اللَّه غير مخلوق، فأحدث ابن كُلاب القول بأنه كلامٌ قائمٌ بذات الربّ، بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لَم يكن يتصوّره عاقل، ولا خطرَ ببال الجمهور، حتى أحدث القول بِهِ ابن كُلاب. وقد صنّف كُتُبًا كثيرة فِي التوحيد والصفات، وبيّن فيها أدلة عقلية عَلَى فساد قول الجهمية. وبيّن أن علو اللَّه تعالى عَلَى عرشه ومباينته لخلقه معلومٌ بالفِطرة والأدلة العقلية، كما دلّ عَلَى ذَلِكَ الكتاب والسنة.
وكذلك ذكرها الحارث المحاسبي فِي كتاب "فَهْم القرآن".
516- أَبُو دِعَامة القَيْسيّ1:
إخباريّ مشهور اسمه عَلِيّ بْن بُرَيْد، تصغير بَرْد. روى عَنْ: أبي نواس، وأبي العتاهية، وغيرهما. ولم يرو غير الحكايات والأدب. روى عنه: أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم. ذكره ابن ماكولا في بريد. والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 73"، وتاريخ بغداد "11/ 353"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 229".

(17/216)


الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الرابعة والعشرون
"سنة إحدى وثلاثين ومائتين"
3 المتوفون هذه السنة
3 الواثق يأمر بامتحان خلق القرآن
3 رفع المتوكل للمحنة
3 خبر الفداء بين المسلمين والروم
4 دخول المجوس إشبيلية
"سنة اثنتين وثلاثين ومائتين"
4 المتوفون هذه السنة
4 الحرب بين بُغا الكبير وبني نُمير
4 خبر العطش بالحجاز
5 الزلازل بالشام
"سنة ثلاث وثلاثين ومائتين"
5 المتوفون هذه السنة
5 الزلزلة بدمشق
6 إصابة ابن أبي دؤاد بالفالج
"سنة أربع وثلاثين ومائتين"
6 المتوفون هذه السنة
6 خبر هبوب الريح بالعراق
6 الحج هذا الموسم
6 إظهار المتوكل للسنة
7 خروج البُعيث عن الطاعة
"سنة خمس وثلاثين ومائتين"
7 المتوفون هذه السنة

(17/217)


7 إلزام النصارى بلباس العسلي
"سنة ست وثلاثين ومائتين"
8 المتوفون هذه السنة
8 إرسال المتوكل القضاة لأخذ البيعة لأولاده
8 حوادث دمشق
9 هدم قبر الحسين
9 غزوة علي بن يحيى الصائفة
9 الحج هذا الموسم
"سنة سبع وثلاثين ومائتين"
9 المتوفون هذه السنة
10 ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم يوسف بْن محمد
10 المتوكّل يأمر بِحلق لحية قاضي القضاة بِمصر
10 ولاية الحارث بن مسكين القضاء
11 قدوم ابن طاهر على المتوكل
11 مصادرة المتوكل لابن أبي دؤاد
11 ولاية ابن أكثم القضاء
11 إطلاق المتوكل للمساجين
11 ظهور النار بعسقلان
11 بناء قصر العروس بسامراء
12 طلب المتوكل لأحمد بن حنبل
"ومن سنة ثمان وثلاثين ومائتين"
12 المتوفون هذه السنة
12 حصار بُغا تفليس
12 غزوة الروم دمياط بالمراكب
"سنة تسع وثلاثين ومائتين"
13 المتوفون هذه السنة
13 نفي المتوكل لابن الجهم
13 غزوة علي بن يحيى بلاد الروم

(17/218)


13 عزل ابن أكثم عن القضاء
"سنة أربعين ومائتين"
13 المتوفون هذه السنة
13 وثوب أهل حمص علي أبي المغيث
13 الصيحة في خلاط
13 وقوع البرد بالعراق
13 وقوع خسف بالمغرب

(17/219)


"رجال هَذِهِ الطبقة على المعجم":
"حرف الألف"
14 1- أحمد بن إبراهيم بن خالد
15 - أحمد بن أبي أحمد الجرجرائي
15 2- أحمد بن أسد بن عاصم
15 3- أحمد بن أيوب بن راشد
15 4- أحمد بن بحر العسكري
15 5- أحمد بن جعفر بن ميسرة
16 6- أحمد بن جواس
16 - أحمد بن جواس الأستوائي
16 7- أحمد بن حاتم النحوي
16 8- أحمد بن حاتم البغدادي
16 9- أحمد بْن حاجّ بْن قاسم بْن قُطبة
16 10- أحمد بن حرب بن فيروز
18 11- أحمد بن حماد الذهلي
18 12- أحمد بن حماد الواسطي
18 13- أحمد بن خضرويه البلخي
19 14- أحمد بن أبي دؤاد بن حريز
23 15- أحمد بن أبي رجاء الهروي
23 - أحمد بن سريج
23 16- أحمد بن سنان القشيري
24 17- أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم
24 18- أحمد بن عبد الله بن قيس الأسلمي
24 19- أحمد بن عبد الصمد بن علي الزرقي
24 20- أحمد بن عمار بن شادي الوزير
25 21- أحمد بن عمران بن عيسى المري
25 22- أحمد بْن عمر بْن حفص بْن جَهْم بن واقد
26 23- أحمد بن محمد بن موسى السمسار

(17/220)


26 24- أحمد بن معاوية الباهلي
26 25- أحمد بن المعذل بن غيلان
28 26- أحمد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم
30 27- أحمد بن أبي نافع المزي الموصلي
31 28- أحمد بن أبي أحمد الجرجاني
31 29- إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد
31 30- إبراهيم بن بشار الخراساني
32 31- إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي
32 32- إبراهيم بن الحجاج النيلي
32 33- إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي
33 34- إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان
34 35- إبراهيم بن دينار التمار
34 36- إبراهيم بن العلاء بن الضحاك
34 37- إبراهيم بن محمد بن سليمان الشامي
35 38- إبراهيم بْن محمد بْن العبّاس بْن عثمان
35 39- إبراهيم بن محمد بن خازم الضرير
35 40- إبراهيم بن محمد البختري
35 41- إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند
36 42- إبراهيم بن مخلد الطالقاني
36 43- إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي
37 44- إبراهيم بن موسى الوردولي
37 45- إبراهيم بن مهران المروزي
37 46- إبراهيم بن أبي الليث نصر
39 47- إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني
40 48- إبراهيم بْن يوسف بْن ميمون بْن قُدامة
40 49- إدريس بْن سليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة
41 50- أزداد بن جميل بن السبال
41 51- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد

(17/221)


46 52- إسحاق بْن إبراهيم بْن العلاء بْن الضّحّاك
47 53- إسحاق بْن إبراهيم بْن مُصْعَب الخُزاعي الأمير
48 54- إسحاق بن إبراهيم بن ميمون النديم
50 55- إسحاق بن إبراهيم الهروي
50 56- إسحاق بْن إبراهيم بْن أبي كامل الحنفيّ
51 57- إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيلي
51 58- إسحاق بن سعيد بن إبراهيم الجُمحي
51 59- إسحاق بْن يحيى بْن مُعاذ بْن مُسلم الختلي
51 60- إسماعيل بن إبراهيم بن بسام
52 61- إسماعيل بن إبراهيم بن معمر القطيعي
52 62- إسماعيل بن إبراهيم بن هود
53 63- إسماعيل بن سالم الصائغ
53 64- إسماعيل بن سيف البصري
53 65- إسماعيل بْن عُبيد بْن عمر بْن أبي كريمة
53 66- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الطلحي
54 67- إسماعيل بن محمد بن جبلة
54 68- إسماعيل بن أبي الحكم بن محمد الثقفي
54 69- أمية بن بسطام بن المنتشر
54 70- إيتاخ التركي العباسي الأمير
55 71- أيوب بن يونس الصفار
"حرف الباء"
55 72- بَجيْر بْن النّضْر بْن سعد البخاري
55 73- بسام بن يزيد النقال الكيال
55 74- بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران
56 75- بشر بن عُبيس بن مرحوم
56 76- بشر بن عمار القهستاني
56 77- بشر بن الوليد بن خالد الكندي
57 78- بكار بن الحسن بن عثمان العنبري

(17/222)


57 79- بكر بن خلف البصري
57 80- بكر بن سعيد بن عبد الله الخولاني
57 81- بُهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة
"حرف الثاء"
58 82- ثور بن عمرو القيسراني
"حرف الجيم"
58 83- جعفر بن حميد الكوفي
58 84- جعفر بن حرب الهمداني
58 85- جعفر بن مبشر المعتزلي
58 86- جعفر بن مهران السباك
59 87- جمعة بن عبد الله بن زياد البلخي
59 88- جميل بن عزيز التيمي الموصلي الزاهد
"حرف الحاء"
59 89- حاتم الأصم البلخي
60 90- الحارث بن أفلح
60 91- الحارث بن أفلح
60 92- الحارث بن سريج
61 93- الحارث بْن عبد اللَّه بْن إسماعيل بْن عقيل
61 94- حامد بن عمر بن حفص بن عبيد الله البكراوي
61 95- حبان بن موسى بن سوار الكشميهني
62 - حبان بن موسى الكلابي الدمشقي
62 96- حبيب بْن أوس بْن الحارث بْن قيس
64 97- الحُتات بن يحيى اللخمي المصري
64 98- الحسن بن حماد الضبي
65 - الحسن بن حماد الحضرمي سجادة
65 99- الحسن بن سهل الوزير
66 100- الحسن بن علي بن راشد الواسطي
66 101- الحسن بن عمر بن شقيق

(17/223)


66 102- الحسن بن عيسى بن ماسرجس
68 103- الحسن بن هارون بن عقار
68 104- الحسن بن يوسف بن أبي المنتاب
68 105- الحسن بن أبي الحسن يزيد المؤذن
68 106- الحسين بن الحسن الشيلماني
69 107- الحسين بن حبان
69 108- الحسين بن الضحاك القُرشي
69 109- الحسين بن عبيد الله العجلي
69 110- الحسين بن الفرج
70 111- الحسين بن محمد بن السعدي
70 112- الحسين بن المتوكل العسقلاني
70 113- الحسين بن منصور بن جعفر
71 114- حفص بن عبد الله الحلواني
71 115- حفص بن النضر التميمي
71 116- الحكم بن موسى القنطري
72 117- حكيم بن سيف الرقي
72 118- حمزة بن سعيد المروزي
72 119- حوثرة بن أشرس
73 120- حيان بن بشر القاضي
"حرف الخاء"
73 121- خالد بْن عابد بْن يحيى الزوفي
73 122- خالد بن مرداس السراج
73 123- خديحة بنت محمد
74 124- خلف بن سالم السندي
74 125- خلف بن قُديد الأزدي
74 126- خليفة بن خياط بن خليفة
"حرف الدال"
75 127- داهر بن نوح الأهوازي

(17/224)


75 128- داود بن أمية الأزدي
75 129- داود بن حماد البلخي
76 130- داود بن رُشيد
76 131- داود بن صغير البخاري
77 132- داود بن مِخراق الفريابي
77 133- داود بن مصحح العسقلاني
77 134- داود بن مُعاذ العتكي
77 135- دينار
"حرف الراء"
78 136- الربيع بن ثعلب المروزي
78 137- رفاعة بن الهيثم الواسطي
78 138- روح بن صلاح بن سيابة
79 139- روح بن عبد الجبار بن نضر
79 140- روح بن عبد المؤمن
79 141- روح بن قرة المقرئ
79 142- رويم بن يزيد المقرئ
80 143- رياح بن الفرج الدمشقي
"حرف الزاي"
80 144- زكريّا بْن يحيى الواسطيّ الأحمر
80 145- زكريا بن يحيى بن صُبيح اليشكري
80 146- زهير بن حرب بن شداد
81 147- زهير بن عُباد الرؤاسي
81 148- زيد بن يزيد الثقفي
"حرف السين"
81 149- سالم بن حامد الأمير
82 - سحنون
82 150- سريج بن يونس بن إبراهيم
82 151- سعيد بن ذؤيب

(17/225)


83 152- سعيد بن سليمان التميمي
83 153- سعيد بن إدريس الواسطي
83 154- سعيد بن حسان القرطبي
83 155- سعيد بْن حفص بْن عَمْرو بْن نُفَيل
84 156- سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي
84 157- سعيد بن عبد الجبار بن وائل
84 158- سعيد بن عبد الجبار الزبيدي
84 159- سعيد بن عبد الجبار
84 160- سعيد بن نصير الواسطي
84 - سعيد بن نُصير نزيل الرقة
85 161- سعيد بن النضر البغدادي
85 162- سفيان بن بشر الكوفي
85 163- سلمة بن عاصم النحوي
85 164- سلمة بن حفص السعدي
85 165- سليمان بن أحمد بن محمد الجرشي
86 166- سليمان بن أيوب البصري
86 167- سليمان بن داود بن بشر الشاذكوني
88 168- سليمان بن داود الأزدي العتكي
89 169- سليمان بْن داود بْن محمد بْن شُعْبة
89 170- سليمان بن داود بن رشيد
89 171- سليمان بن داود المباركي
89 172- سليمان بن سلم المصاحفي
90 173- سليمان بن عبد الله بن علي العباسي
90 174- سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى
91 175- سليمان بن منصور البلخي الذهبي
91 176- سُليم بن منصور بن عمار
91 177- سهل بن بشير بن القاسم
91 178- سهل بن زنجلة

(17/226)


92 179- سهل بن عثمان العسكري
92 180- سويد بن سعيد الحدثاني
94 181- سويد بن نصر المروزي
"حرف الشين"
94 182- شجاع بن مخلد
95 183- شعيب بن يوسف النسائي
95 184- شيبان بن أبي شيبة فروخ
"حرف الصاد"
96 185- صالح بْن حاتم بْن وردان
96 186- صالح بن سهل النخعي
96 187- صالح بن عبد الله بن ذكوان
96 188- صالح بن محمد الترمذي
97 189- صالح بن مالك الخوارزمي
97 190- صفوان بن صالح بن صفوان
98 191- صقر بن عبد الرحمن الكوفي
98 192- الصلت بن مسعود
"حرف الطاء"
98 193- طالوت بن عباد الصيرفي
99 194- طاهر بْن أبي أحمد محمد بْن عبد الله
99 195- الطيب بن إسماعيل
"حرف العين"
99 196- عاصم بْن عمر بْن عليّ بن مقدم
100 197- عاصم بن النضر
100 198- عبادة بن زياد الأسدي
100 199- عباس بن الحسين القنطري
101 200- العباس بن عبد الله البغدادي
101 201- العباس بن عبد الرحمن القُرشي
101 202- عباس بن عثمان بن محمد البجلي

(17/227)


101 203- العباس بن غالب البغدادي
102 204- العباس بن الوليد بن نصر
102 205- عبد الله بن براد بن يوسف
102 206- عبد الله بن بكار
103 207- عبد الله بن الجراح بن سعيد
103 208- عبد الله بن جعفر بن يحيى البرمكي
103 209- عبد الله بن حرب الليثي
104 210- عبد الله بن خُليد
104 211- عبد الله بن سالم المفلوج
104 212- عبد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري
104 213- عبد الله بن سلام الشاشي
105 214- عبد الله بن سليمان البعلبكي
105 215- عبد الله بن عامر بن زرارة
105 216- عبد الله بن عبد الجبار الخبائري
106 217- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن عَبْد الرَّحْمَن الخطابي
106 218- عبد الله بن عمر بن الرماح
107 219- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَشْكِدَانَةَ
107 220- عبد الله بن عمرو الرومي اليمامي
107 221- عَبْد اللَّه بْن عِمْرَان بْن أَبِي عليّ الأسدي
108 222- عبد الله بن عون الهلالي
108 223- عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي
109 224- عبد الله بن محمد بن إسحاق الفهمي
109 225- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نفيل
110 226- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة
111 227- عبد الله بن محمد بن هاني النحوي
111 228- عبد الله بن محمد الكناني
112 229- عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري
112 230- عبد الله بن مسلم بن رُشيد

(17/228)


112 231- عبد الله بن مطيع بن راشد
112 232- عبد الله بن موسى بن شيبة
113 233- عبد الله بن يزيد بن راشد
113 234- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ المقدمي
113 235- عبد الأعلى بن حماد بن حماد
114 236- عبد الجبار بن عاصم النسائي
114 237- عَبْد الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم
115 238- عبد الرحمن بن إسحاق الضبي
115 239- عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
116 240- عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله
116 241- عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي
117 242- عبد الرحمن بن عفان الصوفي
117 243- عبد الرحمن بن عمرو البجلي الحرّانيّ
117 244- عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر
118 245- عبد الرحمن بن نافع
118 246- عبد الرحيم بن عبد العزيز الزُريقي
118 247- عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس
118 248- عبد السلام بن رغبان، ديك الجن
120 249- عبد السلام بن سعيد بن حبيب
121 250- عبد السلام بن صالح بن سليمان
123 251- عبد السلام بن عاصم الهسنجاني
123 252- عبد السلام بن محمد الحضرمي
123 253- عبد الصمد بن أبي خداش
123 254- عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن المصري
123 255- عبد الصمد بن المعذل العبدي
124 256- عبد الصمد بن يزيد الصائغ
124 257- عبد العزيز بن بحر المروزي
124 258- عبد العزيز بن عمران الخزاعي

(17/229)


125 259- عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي
125 260- عبد العزيز بن يحيى بن سليمان الهاشمي
125 261- عبد العزيز بن يحيى بن مسلم الكناني
126 262- عبد الملك بن حبيب بن سليمان السُلمي
129 263- عبد الملك بن حبيب المصيصي
129 264- عبد الملك بن الحسن بن محمد الأندلسي
129 265- عبد الملك بن زونان
129 266- عبد الواحد بن غياث
130 267- عبد الوارث بن عبيد الله العتكي
130 268- عبد الوهاب بن نجدة
130 269- عبيد الله بن عمر بن يزيد الزهري
130 270- عبيد الله بن عمر بن ميسرة
131 271- عُبيد الله بن فضالة بن إبراهيم
131 272- عبيد الله بن معاذ بن معاذ
132 273- عبيد بن الصباح بن صبيح
132 274- عبدة بن سليمان المروزي
132 275- عثمان بن صخر العقيلي
132 276- عثمان بن طالوت بن عباد
132 277- عثمان بن عبد الله الأموي
133 278- عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثقفي
133 279- عثمان بن أبي شيبة العبسي
133 280- عثمان بن محمد بن سعيد الدشتكي
134 281- عصام بن الحكم الشيباني
134 282- عصام بن مكرم الضبي
134 283- علكدة بن نوح الأندلسي
134 284- علي بن بحر بن موسى
134 285- علي بن بشر الأصبهاني
135 286- علي بن بريد القيسي

(17/230)


135 287- علي بن حبيب البلخي علويه
135 288- علي بن الحسن بن سليمان الواسطي
135 289- علي بن حكيم بن ذبيان الأودي
136 290- علي بن حكيم بن زاهر السمرقندي
136 291- علي بن حمزة بن سوار العكي
136 292- علي بن المديني
139 293- علي بن عيسى المخرمي
139 294- علي بن قرين بن بيهس
139 295- علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي
140 296- علي بن هاشم بن مرزوق الرازي
140 297- علي بن المغيرة الأثرم
140 298- عمر بن فرج الرخجي الكاتب
140 299- عمر بن موسى الحادي
141 300- عمر بن هشام النسوي
141 301- عمار بن زربي
141 302- عمرو بن حفص البزاز
141 303- عمرو بن الحصين العُقيلي
142 304- عمرو بن رافع بن الفرات
142 305- عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي
142 306- عَمْرُو بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان
143 307- عمرو بن العباس الباهلي
143 308- عمرو بن قُسط السلمي
143 309- عمرو بن عمرو بن يزيد الغافقي
143 310- عَمرو بْن محمد بْن بُكير بْن سابور
144 311- عِمْران بْن يزيد بْن أَبِي جميل الدمشقي
144 312- عون بن يوسف الخزاعي المغربي
144 313- عياش بن الوليد الأزرق
144 314- عياض بن عبد الملك المرادي

(17/231)


144 315- عيسى بن سالم الشاشي
"حرف الغين"
145 316- غزيل بن سنان الموصلي
"حرف الفاء"
145 317- الفتح بن هشام الترجماني
145 318- الفرات بن نصر القهندزي
145 319- الفرج بن سهيل بن الفرج القضاعي
145 320- الفضل بن زياد الطستي
146 321- الفضل بن غانم المروزي
146 322- الفضل بن مقاتل الأزدي البلخي
146 323- فضيل بن الحسين بن طلحة الجحدري
146 324- فطر بن حماد بن واقد الصفار
"حرف القاف"
147 325- القاسم بن أمية العبدي
147 326- القاسم بن محمد بن أبي شيبة
147 327- القاسم بن هلال القرطبي
147 328- قُتَيْبَة بْن سَعِيد بْن جميل بْن طريف
148 329- قطن بن نسير
"حرف الكاف"
149 330- كامل بن طلحة الجحدري
149 331- كثير بن يحيى بن كثير
149 332- كعب بن سعيد العامري
"حرف اللام"
149 333- ليث بن حماد الصفار
150 334- الليث بن خالد البغدادي
"حرف الميم"
150 335- مالك بن حويص الهروي
150 336- مالك بن سليمان الألهاني

(17/232)


150 337- محمد بن أبان بن عمران الواسطي
151 338- محمد بن إبراهيم بن إسحاق العنبسي
151 339- محمد بْن القاضي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد
151 340- محمد بن إسحاق بن محمد المخزومي
152 341- محمد بن إسحاق بن هاشم الرافعي
152 342- محمد بن أسد الحوشي الحافظ
152 343- محمد بن أبي العتاهية إسماعيل
153 344- محمد بن بشير بن مروان الكندي
153 345- محمد بن بكار بن الريان الهاشمي
153 346- محمد بن بكار بن الزبير العيشي
153 347- محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي
154 348- محمد بن ثعلبة بن سواء السدوسي
154 349- محمد بن جامع البصري العطار
154 350- محمد بن جعفر بن مؤاتية الكلبي
154 351- محمد بن حاتم بن ميمون المروزي
155 352- محمد بن حاتم المصيصي
155 353- محمد بن حاتم الزمي
155 354- محمد بن حاتم بن بزيع
155 355- محمد بن حاتم بن نعيم المصيصي
155 356- محمد بن الحارث بن راشد المصري
155 357- محمد بن حبيب الجارودي
156 358- محمد بن حبيب الشموني
156 359- محمد بن الحسين بن أبي شيخ
156 360- محمد بن حفص البصري القطان
156 361- محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي
157 362- محمد بْن خَالِد بْن العبّاس بْن زمل البتلهي
157 363- محمد بن خلاد بن كثير الباهلي
157 364- محمد بن خلاد بن هلال

(17/233)


157 365- محمد بن زياد بن الأعرابي
158 366- محمد بن أبي ركيز يحيى بن إسماعيل
158 367- محمد بن سعدان النحوي المقرئ
158 368- محمد بن سعيد بن أبي مريم
159 369- محمد بن سعيد بن زياد الكريزي
159 370- محمد بن سلام بن عبيد الله الجمحي
159 371- محمد بن أبي داود سليمان الأنباري
159 372- محمد بن سليم بن مسلم
160 373- محمد بن سماعة بن عبيد الله التيمي
160 374- محمد بن سماعة القرشي الرملي
160 375- محمد بن الصباح بن سفيان
161 376- محمد بن محمد بن الضريس الصلصال
161 377- محمد بن عائذ الدمشقي
161 378- محمد بن عباد بن الزبرقان المكي
162 379- محمد بْن عبّاد بْن مُوسَى الكوفيّ سندولا
162 380- محمد بن العباس صاحب الشامة
162 381- محمد بن عبد الله بن نمير
163 382- محمد بن عبد الله البصري الرزي
163 383- محمد بن عبد الله بن بكار
163 384- محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي
163 385- محمد بن عبد الجبار الهمذاني
164 386- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري
164 387- محمد بن عبد المجيد التميمي المفروج
164 388- محمد بن عبد الملك بن أبان الزيات
164 389- محمد بن عبيد بن حساب الغبري
165 390- محمد بن عبيد بن ميمون التبان
165 391- محمد بن أبي عتاب الأعين
165 392- محمد بن عمر بن حفص القصبي

(17/234)


165 393- محمد بن عمرو الرومي الإخباري النديم
165 394- محمد بن عمرو بن عباد العتكي
166 395- محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي
166 396- محمد بن عمرو البلخي السواق
166 397- محمد بن عمرو الغزي الزاهد
167 398- محمد بن غزير بن الوليد الزهري
167 399- محمد بن الفرج بن عبد الوارث
167 400- محمد بن قُدامة اللؤلؤي
167 401- محمد بن قُدامة المصيصي
168 402- محمد بن قدامة
168 403- محمد بن قدامة بن إسماعيل
168 404- محمد بن كامل المروزي
168 405- محمد بن كوثر البخاري
168 406- محمد بن المتوكل اللؤلؤي
169 407- محمد بن أبي السري العسقلاني
169 408- محمد بن معاوية العتكي
170 409- محمد بن المغيرة بن سلم الإصبهاني
170 410- محمد بن مقاتل العباداني
170 411- محمد بن المنذر البغدادي
170 412- محمد بن المنهال التميمي المجاشعي
171 413- محمد بن المنهال البصري العطار
171 414- محمد بن مهران الرازي الجمال
172 415- محمد بن ناصح البغدادي
172 416- محمد بن النضر بن مساور
172 417- محمد بْن الهُذيل بْن عَبْد اللَّه البَصْرِيّ
172 418- محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي
173 419- محمد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ
173 420- محمد بن يحيى بن أبي سمينة

(17/235)


173 - محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة
174 421- محمد بن يحيى بن نجيح المكي
174 422- محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل
174 423- محمد بن يوسف البيكندي
174 424- محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي
174 425- مالك بن حويص الهروي
175 426- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة
175 427- محمود بن سليمان بن أبي مطر
175 428- محمود بن غيلان العدوي
176 429- محرز بن سلمة العدني
176 430- محرز بن عون البغدادي الخزاز
177 431- مخارق المغني
177 432- مخلد بن خالد الشعيري
178 433- مخلد بن الحسن الحراني
178 434- مخلد بن خداش البصري
178 435- مروان بن جعفر بن سعد السمري
178 436- مسروق بن المرزبان الكندي
179 437- مسلم بن أبي مسلم البغدادي
179 438- مصرف بن عمرو الإيامي
179 439- مُصعب بن سعيد الحراني المصيصي
179 440- مصعب بن عبد الله بن مصعب
181 441- المعافى بن سليمان الرسعني
181 442- معلل بن نفيل الهندي
181 443- معلى بن مهدي بن رستم
181 444- معمر بن مخلد الجزري السروجي
181 445- منجاب بن الحارث التميمي
182 446- منصور بن المهدي الهاشمي
182 447- منصور بن أبي مزاحم التركي

(17/236)


182 448- مهرجان النيسابوري الزاهد
183 449- موسى بن أيوب النصيبي
183 450- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الأسلع
183 451- موسى بن مروان الرقي
183 452- موسى بن محمد بن حيان
183 453- موسى بن معاوية بن صمادح
184 454- موسى بن أبي الجارود المكي
"حرف النون"
184 455- نصر بن الحريش
184 456- نصر بن الحكم الياسري
184 457- نصر بن عاصم الأنطاكي
185 458- نصر بن زياد النيسابوري
185 459- نصر بن فضالة النيسابوري
185 460- نُصير بن يوسف بن أبي الرازي
186 461- النضر بن سعيد بن النضر الحارثي
"حرف الهاء"
186 462- هارون بن سالم القُرطبي
186 463- هارون بن عباد النهدي المصيصي
187 464- هارون بن عبد الله بن محمد الزهري
187 465- هارون الواثق بالله
191 466- هارون بن معروف المروزي
192 467- هارون بن أبي هارون العبدي
192 468- هاشم بن الحارث المروذي
192 469- هاشم بن الوليد الهروي
193 470- هبيرة بن محمد التمار الأبرش
193 471- هدبة بن خالد بن الأسود
194 472- هريم بن عبد الأعلى بن الفرات
194 473- هريم بن مسعر الترمذي

(17/237)


194 474- هشام بن إسحاق العامري
195 475- الهيثم بن أيوب الطالقاني
195 476- الهيثم بن خالد الجهني
195 477- الهيثم بن خالد الكوفي الوراق
195 478- الهيثم بن خالد المصيصي
195 479- الهيثم بن خالد البغدادي
195 480- الهيثم بن خالد الكوفي
195 481- الهيثم بن اليمان
"حرف الواو"
196 482- وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي
196 - الواثق بالله
196 483- الوليد بن عبد الله بن مسرح
196 484- الوليد بن عتبة الأشجعي
197 485- وهب بن بقية بن عثمان
"حرف الياء"
197 486- يحيى بن أيوب المقابري
198 487- يحيى بن بشر البلخي الفلاس
198 488- يحيى بن أبي عبيدة رجاء
199 489- يحيى بن سليمان بن يحيى الجعفي
199 490- يحيى بن سليمان الجعفري الإفريقي
199 491- يحيى بن طلحة اليربوعي
200 492- يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ
201 493- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن زياد الأسلميّ
201 494- يحيى بن عثمان الحربي
201 495- يحيى بن معين
206 496- يحيى بن موسى بن عبد ربه
206 497- يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وَسْلاس
208 498- يزداد بن موسى بن جميل

(17/238)


209 499- يزيد بن خالد بن يزيد الرملي
209 500- يزيد بن عبد الله بن يزيد اليمامي
210 501- يزيد بن مخلد الواسطي
210 502- يعقوب بن عيسى بن ماهان
210 503- يعقوب بن القاسم الطلحي
210 504- يعقوب بن كعب الأنطاكي
210 505- يوسف بن عدي الكوفي
211 506- يوسف بن عمرو بن يسار
211 507- يوسف بن يحيى البويطي
213 508- يوسف بن يعقوب الكوفي الصفار
213 509- يونس بن عبد الرحيم العسقلاني
"الكِنى"
214 510- أَبُو بَكْر بْن مروان بْن الحَكَم
214 511- أبو عبيدة بن الفُضيل بن عياض
214 512- أبو يوسف الغسولي الزاهد
214 513- ماني الموسوس
215 514- أحمد بن يحيى بن عبد العزيز الأشعري
215 515- ابن كلاب المتكلم
216 516- أبو دعامة القيسي
217 فهرس الموضوعات

(17/239)